رواية قلوب حائرة ياسين ومليكه كاملة جميع الفصول بقلم روز امين

رواية قلوب حائرة ياسين ومليكه كاملة جميع الفصول بقلم روز امين


رواية قلوب حائرة ياسين ومليكه كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة روز امين رواية قلوب حائرة ياسين ومليكه كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية قلوب حائرة ياسين ومليكه كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية قلوب حائرة ياسين ومليكه كاملة جميع الفصول
رواية قلوب حائرة ياسين ومليكه بقلم روز امين

رواية قلوب حائرة ياسين ومليكه كاملة جميع الفصول

في مدينة الإسكندرية، في إحدي الأحياء الراقيه القريبه جدا من شاطئ البحر، تقطن عائلة المغربي في أرقي تجمع سكني (كمبوند) حيث المساحات الخضراء والماء والطبيعه الخلابه، يسكن عز المغربي داخل فيلا راقيه هو وزوجته وولديه ياسين وطارق وزوجتيهما وأولادهما، بجواره مباشرة توجد فيلا رائف أحمد المغربي يسكن بها هو وزوجته وأبنائه ووالدته وأخته يسرا وأولادها.

تجاورهم فيلا عبدالرحمن المغربي يسكن بها هو وزوجته راقيه، وأبنائهم وليد وزوجته وباقي أبنائه، وباقي التجمع ملك لعائلة المغربي المقيمين به، سنتعرف عليهم داخل الأحداث.

في فيلا رائف ليلا
كان التصفيق حاد من الجميع وهم يرفعون قاماتهم لأعلي ليشاهدون تلك الهابطه فوق الدرج بدلال وجمال وأناقه، وهي تتأبط بذراع زوجها بفخر وعشق
زوجها الناظر لها بعيون عاشقه ذائبه في سحر عيناها وأبتسامتها الخلابه.

إنها مليكة بسحرها وجمالها الروحي الطابع على وجهها وهي ترتدي الساري الهندي الذي صنع خصيصا ليتناسب مع حجابها وأحتشامها، بلونه النبيتي الجذاب الذي إختاره لها رائف خصيصا للإحتفال بذكري زواجهما الثامن الذي أقامه رائف في فيلته بمساعدة إحدي كبريات شركات تنظيم الحفلات
تهافت عليهما المهنئون من الأهل والأصدقاء والأحباء.

تحدثت ثريا ب وجه بشوش وهي تحتضن ولدها بحنان: كل سنة وإنت طيب يا حبيبي وعقبال 1 سنه مع بعض في سعادة
نظر إليها رائف بحب وأمسك يدها وضع بها قبلة إحترام وتقدير قائلا: وإنت طيبة وبخير ومنورة حياتي يا ماما، ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي.
ثم حولت بصرها إلى مليكة بإبتسامة رضي وتحدثت: أيه الجمال ده كله يا مليكة، الساري هياكل منك حتة.

نظرت لها مليكة بحب وسعادة وتحدثت بنبرة رقيقة كعادتها: حبيبتي يا ماما عيونك الحلوين
ثم نظرت إلى رائف بعيون تنطق عشقا وتحدثت: ده ذوق حبيبي وطبعا لازم يكون جميل وهايل زيه
نظر لها رائف بحب وقبل وجنتها برقة
وتحدث: حبيبتي هي اللي جميلة أوي وأي حاجة بتلبسها بتزيدها جمال
إبتسمت له وانزلت بصرها للأسفل بخجل
جاء إليهم ياسين وضحكة على ثغريه أحتضن رائف بأخوة وأحتواء وتحدث بنبرة هادئة: كل سنه وإنت طيب يا حبيبي.

ثم نظر إلى مليكة بإبتسامة جذابة وتحدث: كل سنة وانت طيبة يا مليكة وعقبال 1 سنه مع بعض
وأخرج من جيبه علبه من القطيفه بها خاتم ألماس ثمين وفريد من نوعه، ثم نظر لها بإبتسامة حانية وأعطاها إياه
نظرت له بسعادة ووجه بشوش وهي تمد يدها وتأخذ منه الخاتم وتحدثت برقة: متشكره أوي يا أبيه تعبت نفسك ليه بس
ونظرت إلى الخاتم وهي منبهره بجماله وأناقته قائلة بإعجاب شديد: وااااو تحفه يا أبيه، وكالعاده ذوقك يجنن.

ثم نظرت له بإبتسامة ساحرة ونطقت برقة: بجد ميرسي ليك، كل سنة بنتظر هديتك مخصوص علشان بتبهرني بيها وبكون متأكدة إنها هتبقي تحفة وأضيفها جنب باقي هداياك القيمة
نظر لها بإبتسامة سعاده وتحدث برضي: كل سنه وإنتي سعيده، وبجد مبسوط جدا إن الخاتم عجبك
نظرت له وتحدثت بإنبهار: عجبني بس، ده يجنن يا أبيه
ثم نظرت له بشكر وإمتنان قائلة: ميرسي بجد.
وهنا نظر له رائف وتحدث بعرفان: كتير أوي يا ياسين اللي بتعمله معانا ده.

رد عليه ياسين مبتسما: مفيش حاجة تكتر عليك يا غالي، الدنيا كلها تحت رجليك إنت ومليكة.
كان كل هذا يحدث أمام عيناي ليالي المستشاطة غضب من تلك الهدية الثمينة التي أهداها زوجها إلى زوجة إبن عمه والتي دائما ما يغمرها بالهدايا الثمينة المنتقاه بعناية فائقة في مناسباتها.

ليالي وهي تهمس له ببرود عكس ما يدور بداخلها: ذوقك يجنن يا حبيبي، لكن لهدايا مليكة بس، نفسي في مره تجيب لي هدية وتفاجئني كده زي ما بتفاجأ مليكه؟
شملها ياسين بنظرة إستغراب وتحدث ساخرا بنبرة باردة: لما يبقي ذوقي يعجبك زي ما بيعجب مليكة ويبهرها كده هبقي أجيب لك يا حبيبتي، إنتي بتنسي ولا أيه؟

وأسترسل مذكرا إياها: ده أنا أخر كوليه جبتهولك من سنتين روحتي بدلتيله في نفس اليوم من الجواهرجي ومعجبكيش ذوقي، مع إني كنت موصي عليه
وأكمل بتفاخر: والجواهرجي كان عامله مخصوص قطعة نادرة ل حرم ياسين المغربي
نظرت له ليالي ثم تحدثت بغرور وتعالي: أعمل أيه يا ياسين، قدرك بقا يا حبيبي إنك متجوز هانم أرستقراطية وليها ذوقها الفريد النادر في شياكتها وأناقتها واللي لا يمكن تتنازل عنه بأي شكل.

وأكملت لإسترضائه: والدليل على كده إني إختارتك تكون شريك لحياتي، بحب أختار كل حاجة بعناية فائقة ومش بيعجبني ذوق أي شخص على الإطلاق،
نظر لها ياسين وتحدث ببرود: يبقي مش من حقك تشتكي يا ليالي لما أجيب هدايا لناس بتقدر ذوقي وبيعجبها.
وتركها ببرود وذهب ليقف بجانب أبيه
كظمت غيظها ثم حولت نظرها إلى مليكة ومدت يدها تعطيها هديتها وتحدثت بإبتسامة مجاملة: كل سنه وإنتي طيبة يا مليكة ويارب ذوقي يعجبك.

تحدثت مليكه بإبتسامه وشكر: يا خبر يا ليالي، إنتي كمان جايبة لي هدية، كان كفاية أوي هدية أبيه ياسين وخصوصا إنها غالية جدا
ومدت يدها بإحترام وأمسكت هدية ليالي وأخرجتها كانت عبارة عن حقيبة يد ماركة عالميه عالية الجودة
نظرت لها مليكة بإبتسامة قائلة بإستحسان: واااو تجنن يا لي لي، طول عمر ذوقك لا يعلي عليه، بس أنا كده غرمتكم أوي هديتك وهدية أبيه ياسين وكمان الهديتين غاليين جدا بجد ميرسي أوي يا لي لي.

تحدثت ليالي: إنتي قيمتك عندنا عالية أوي يا مليكة وبعدين أنا حاجة وياسين حاجة تانيه
ذهبت مليكة إلى أبيها الناظر إليها بإبتسامة عريضة ووجه بشوش دلفت داخل أحضانه بحنان وبدوره ملس سالم على ظهرها بحنان أبوي لا مثيل له
وتحدث سالم وهو يقدم لها هديتها التي كانت عباره عن طقم من الألماس يحتوي على قلاده وخاتم وفرط وإسواره،
تحدث سالم بإبتسامة وحب: كل سنة وانتي طيبة يا حبيبتي، وعقبال كل سنة وإنتي سعيده.

نظرت له مليكة بعيون مبتسمة وسعيدة قاىلة بنبرة حنون: ربنا يخليك ليا يا بابا، الحقيقه بقا أجمل هدية في حياتي كلها هي إن حضرتك أبويا وإني بنتك يا حبيبي
سحبتها سهير داخل أحضانها بحب وتحدثت بدعابه: وأنا ياست مليكه، مش هدية بالنسبة لك ولا أيه؟
شددت مليكة من إحتضان والدتها وتحدثت بمداعبة: إنتي حبيبتي يا سو، ربنا يخليكي ليا يا ماما، ده أنا من غيرك ولا حاجة
ردت سهير بحب ورضي: كل سنة وانتي طيبة يا حبيبتى.

إحتضنتها سلمي صديقتها المقربة وهتفت بحماس: كل سنه وإنتي طيبة يا ليكة، مش قادرة أقول لك الساري جميل فيكي إزاي، تحفه عليكي
تحدثت مليكة بإبتسامة سعيدة: ميرسي يا سلمي، ده بس علشان إنتي بتحبيني فدايما بتشوفيني جميلة
وبعد مدة والإنتهاء من السلام إشتغلت الموسيقي كي تعلن عن بدأ رقصة رائف مع حبيبته مليكة.

أمسك بيدها بحنان ونظر داخل عيناها بوله، وضعت هي رأسها على كتفه بحنان وبدأ برقصتهما الرومانسية التي تنم عن مدي عشقهما وحبهما بعضهما البعض
كان الجميع ينظر لهما نظرات متناقضة ومختلفة، فمنهم الفرح السعيد بعشق ذاك الثنائي، مثل سالم وسهير وشريف أهل مليكة، وثريا وعز وطارق وأخت رائف الكبري يسرا، ومنهم الحاقد على مليكة مثل أخت رائف الصغري نرمين، ومنهم المحب الغائر، ومنهم الحاسد،
إنتها من رقصتهما.

وذهب رائف يجلس بجانب أعمامه وأبنائهم، ذهبت مليكة هي الأخري لتجلس مع نساء العائله
تحدثت ليالي بوجه مبتسم: حلوة أوي فكرة الساري دي يا مليكه، لاء وجديده في حفلات عيلتنا، وبصراحه لايق عليكي جدا
تحدثت مليكة بفخر وحب لزوجها: ميرسي يا ليالي، لكن الحقيقه دي فكرة رائف وأختياره وذوقه، هو اللي جابه وعملهولي مفاجأه
تحدثت چيچي زوجة طارق الأخ الأصغر ل ياسين وشريك رائف بالشركة.

چيچي بإبتسامة وإعجاب: بصراحه يا بختك بحب رائف ليكي وإهتمامه بكل تفاصيلك يا مليكة، ياريت يعلم طارق شويه من الإهتمام ده، حقيقي الساري حلو أوي عليكي
أكملت سلمي بإستحسان: بجد شابوه لرائف على ذوقه يا مليكة
تحدثت يسرا أخت رائف الكبري بفخر وأعتزاز: هو فيه زي رائف ولا ذوق رائف، ربنا يحميه حبيبي ويبارك لنا فيه.

نظرت لهم نرمين الأخت الصغري ل رائف وتحدثت بإستعلاء وغرور: إيه يا بنات الأوفر اللي إنتو فيه ده، الساري شكله عادي وأقل من العادي كمان، وفكرته قديمة جدا، ده أتهرس في حفلات وأفراح إسكندريه كلها
ثم نظرت إلى مليكة وتحدثت بإستهجان: وكمان سوري يا مليكة، مش متناسق مع جسمك خالص.

إحمرت وجنتي مليكة خجلا وإحراج ثم تمالكت من حالها وتحدثت بثبات وهدوء جاهدت في إخراجه: دي أذواق يا نرمين، لولا إختلاف الأذواق ل بارت السلع
وأكملت بعيون عاشقة: وبعدين كفايه أوي إن رائف إهتم بيا وأفتكرني في وسط إنشغاله بأعماله وشركته، وده عندي يساوي الدنيا كلها.

إستشاطت نرمين غضب من رد مليكة عليها وأنها لم تستطيع أن تحزنها وتغضبها بتلك الكلمات المسمومة، فا نرمين غاضبه بشدة من مليكة ومن إهتمام رائف والجميع بها،
وإغراقها من الجميع بالهدايا الثمينة والقيمة، ولكن أكثر ما أغضبها هي نظرات الإعجاب والرغبة التي شاهدتها بعيون زوجها الوقح الموجهه إلى مليكة والنظر بعيناه لجسدها ومفاتنها بكل جرأه ووقاحه.

وحمدت الله أن رائف أو ياسين أو عمها أو حتى والد مليكة، لم يروا تلك النظرات وإلا كانوا دفنوه حيا تحت أقدامهم، ولكنه أيضا ذكي وحذر للغاية، فهو يسترق النظر لها دون أن يراه أحد، إلا نرمين التي تسلط عليه نظرها طيلة الوقت، ولن يفارق عيناها للحظة من وقت مجيئهما لحضور الحفل.

ولهذا فهي الوحيدة التي إبتعدت عن الحي الساكن به جميع عائلتها وسكنت بعيدا عنهم رغم إلحاح زوجها وأهلها عليها بالمكوث بجوارهم لكنها رفضت بشدة، وفسرت لزوجها وأهلها أنها تريد الإستقرار والإستقلال بعيدا
فهي تعشق زوجها ولا تريد خسارته ورغم تأكدها من إعجاب زوجها بمليكة إلا أنها لم تخبره قط بذلك الموضوع حفظا لكرامتها وغرورها أيضا كإمرأه.

دلف شاب من باب الفيلا وهمس بأذن رائف يبدو أنه يخبره عن وصول هدية رائف لمليكة فؤاده
ذهب لها وبسمة على ثغريه تنير وجهه العاشق وأمسك بيدها وأوقفها قبالته وتحت أنظار جميع المتواجدون
تحدث بحب وأحترام لتلك الخلوقة: هديتك وصلت يا حبيبتي، يلا بينا علشان تشوفيها
أجابته مليكة برقة وهي تنظر داخل عيناه بعشق: هديتي وصلت من زمان يا رائف، إنت أغلي هديه ربنا أهداها لي.

صفق طارق بكفاه وتحدث بدعابة: ياسلام على الحب والرومانسية، أيه بس الجمال ده كله
ثم تحدث شريف أخاها مداعبا إياهما: طب خلوا الكلام الحلو ده بينكم وبين بعض، وياريت تعملوا حساب إن في سناجل بائسة في الحفلة زي حالاتي مثلا.
تحدث رائف بإبتسامة وهو يسحب مليكة من يدها ويخرج بها إلى الخارج: محدش قال لك تبقي سنجل لحد الوقت يا حضرة المذيع المحترم.
خرج جميع الحضور ليروا بأعينهم ما هي هدية رائف لمدللته مليكة.

وإذا بشابين يقفان بوجه بشوش ويرفعا غطاء سياره فراري أحدث موديل باللون السيلفر المحبب لقلب مليكة
نظرت لها بإنبهار وسعادة ثم حولت نظرها إليه وأحتضنته وشدد هو من إحتضانها بحب ثم أخرجها من حضنه وأحاط وجهها بيداه وهمس بصوت لا يصل إلا لها: كل سنه وإنت طيبة يا قلبي، كل سنة وإنت معايا وجوه حضني، كل سنه وأنا شايف سعادتك طله عليا من بين سحر عيونك الحلوين.

تحدثت وهي تنظر له بعيون مغيمة بدموع الفرح: كل سنه وأنت معايا يا حبيبي، بحبك يا رائف
إنهالت عليهم المباركات من الجميع عدا نرمين التي دلفت لداخل الفيلا بغضب عارم لاحظته والدتها وأختها اللتان دلفتا إليها سريعا ليرا ماذا أصابها
تحدثث ثريا متسائلة بنبرة قلقة: خير يا نرمين، مالك يا حبيبتي فيكي أيه؟
نرمين وهي تدور حول نفسها بغضب وتفرك يداها ببعضيهما من شدة العصبية: حضرتك مش عارفه مالي يا ماما؟

وأكملت بنبرة حقودة وعيناي متسعة من شدة غضبها: مالي كله أتاخد مني و بيتصرف على رضي الهانم، البرنسيس مليكة
تلفتت ثريا حولها يمينا ويسارا بحذر تخوفا من أن يستمع أحدا بما تهذيه إبنتها الثائرة الغاضبة
أمسكتها من يدها وسحبتها لداخل غرفتها الخاصة وأغلقت الباب بعد دخول يسرا معهما
وتحدثت ثريا بغضب عارم: ممكن أفهم أيه الكلام الفارغ اللي بتقوليه ده، مال أيه وزفت ايه اللي بتتكلمي عنه؟

تحدثت نرمين بصياح والغضب يسيطر على ملامحها: بتكلم عن فلوسي يا ماما، ورثي أنا ويسرا من بابا الله يرحمه إللي البيه إبنك حارمنا منه وعمال يصرفه على البرنسيس بتاعته
وأشارت بيدها بغضب: العربية اللي جايبها لها دي مين الأولي فينا إنها تركبها، أنا نرمين أحمد المغربي، ولا مليكة سالم؟

نظرت يسرا بحزن على حال شقيقتها وما وصلت إليه وتحدثت برضا: وهو رائف كان قصر معانا في أيه بس يا نرمين، ده يا حبيبي مش مخلينا محتاجين أي حاجة
هنا صاحت نرمين بنبرة غاضبة: محدش بيدينا حاجه من جيبه يا يسرا، دي فلوسنا وحقنا وورثنا إللي البيه حاطط إيده عليه في شركته ومش راضي يدينا حقنا، ومكتفي بشوية الأرباح اللي بيرميها لنا كل أخر السنة.

صاحت بها ثريا بنبرة صارمة: إحترمي نفسك وإنتي بتتكلمي عن أخوك، أوعي تفتكري إنك علشان بنتي هسمح لك تغلطي فيه وتتهميه في أخلاقه، وهو ربنا يعلم بيديكم أكتر من حقكم وزياده كمان
وأكملت بنبرة صوت لائمة: بقا علشان خاف على ورثكم وأخده شغله ليكم معاه في شركته وكبره يكون ده جزاءه؟
تحدثت يسرا لتهدئة والدتها: إهدي يا ماما أرجوكي علشان صحتك، أكيد نرمين متقصدش المعني اللي وصل لحضرتك ده.

ثم نظرت إلى نرمين بعتاب: رائف مفيش أحن منه في الدنيا دي كلها يا نرمين، ده كفايه من يوم وفاة جوزي وهو متكفل بيا وبأولادي من ماله الخاص، حتى مدارس أولادي الإنترناشيونال بيدفع أقساطها من فلوسه وكل أرباحي بيحولها؛ لي على البنك مباشر
واكملت بنبرة حزينة: حرام عليك يانرمين تفتري على رائف بالشكل ده.

تحدثت ثريا وما زال الغضب يسيطر على ملامحها ونبرة صوتها: ليه، وهي نفسها لما حبت تشتري شقة بعيد عن هنا وفلوس جوزها مكفتش تشتري الدوبليكس اللي كان نفسها فيه
وهنا حولت ثريا بصرها إلى نرمين وقامت بتوجيه سؤالا لها: مين وقتها اللي كمل لك على فلوسك ومن معاه، مش رائف يا ست نرمين؟

نرمين وقد شعرت بغضب والدتها عليها ففضلت التراجع عن حدة غضبها كي لا تخسر إصطفاف والدتها بجانبها ودعمها الدائم لها، سواء كان دعم مادي أو معنوي
خرج صوت نرمين أقل حده وهي تحاول السيطره على غضبها وتحاول إستعطاف ثريا لها: خلاص يا ماما، إهدي من فضلك علشان صحتك
وأكملت مدعية الحزن: أنا بس صعبان عليا تبقي فلوس بابا وغيرنا اللي يتمتع بيها ويركب عربيات أخر موديل وأنا وأختي مغيرناش عربياتنا من أكتر من سنتين.

وأومأت رأسها للأسفل بحزن وأنكسار مصطنع
هنا لم تتحمل ثريا بقلب الأم إنكسار صغيرتها هكذا، ذهبت إليها وأخذتها داخل أحضانها بحنان
وتحدثت ثريا: ليه بس نظرت الحزن اللي في عيونك دي يا حبيبتي؟
نظرت لها نرمين بإنكسار وتحدثت: لازم أحزن يا ماما لما ألاقي حضرتك دايما واقفه في صف مليكة ضدي، تفتكري ده شيئ ممكن يسعدني مثلا؟

ربتت ثريا على ظهر إبنتها بحنان وتحدثت قائلة بتبرير: يا حبيبتي أنا لا يمكن أجي في صف حد على حسابك إنتي وإخواتك، أنا بس مبحبش الظلم لأخوك أو لمراته
وأكملت بنبرة تعقلية: مليكة مرات رائف ومن حقها عليه إنه يهاديها ويعيشها في مستوي يليق بيه قبلها.

وبالنسبة لعربيتك إنتي ويسرا أنا هغيرهم لكم من حسابي الشخصي، روحي بكره إنتي ويسرا وأختارو أغلا وأفخم عربيتين من المعرض إللي تختاروه، وقولي له يبعت الفواتير على هنا وأنا هسددهم
أرتمت نرمين بأحضان والدتها بسعادة وتحدثت بنبرة حماسية: يا حبيبتي يا ماما ربنا يخليكي ليا
أما يسرا التي ردت معترضه على عرض والدتها: لا يا ماما أنا مش عاوزه أغير عربيتي، غيري عربية نرمين كفاية.

أنا عربيتي كويسة ومرتاحة معاها جدا، وبعدين دي فلوس حضرتك وأنا معايا فلوس لو عاوزة أغير العربية هغيرها لنفسي، الحمدلله رائف مش مخليني محتاجه حاجة وفلوسي متوفرة في البنك.
نظرت لها ثريا وتحدثت بنبرة تصميمية: أنا قولت إنتم الاتنين هتغيرو عربياتكم وده أمر ومش عاوزة أي نقاش فيه.

هنا إستمعن إلى دقات فوق باب الغرفة سمحت بعدها ثريا للطارق بالدخول ففتح الباب وظهر منه رائف بإبتسامته الخلابة المليئة بالبرائة والنقاء
تحدث بوجه بشوش: إيه يا ماما قاعدين هنا ليه؟
الناس بيسألوا عليكم برة، خير فيه مشكلة ولا حاجة؟
ذهبت إليه ثريا و وضعت كف يدها على وجنته بحنان و تحدثت: ربنا ما يجيب مشاكل أبدا يا حبيبي.

ثم نظرت لإبنتيها وأردفت بنبرة زائفة كي لا تحزن صغيرها: كل الحكاية إن بناتي واحشيني قوي وقولت أقعد معاهم شويه على إنفراد.
تحدث رائف وهو ينظر لشقيقتاه بحنان: مقولتش حاجه طبعا، وواحشيني أنا كمان جدا والله، لكن مش في وسط الحفلة كده يا حبيبتي.
ثم وجه بصره إلى نرمين قائلا: خليكي بايتة مع ماما إنهاردة يا نرمين إنت وجوزك وإبنك علشان ماما تشبع منك.

هتفت سريعا برفض تام ووجه عابس مما إستدعي إستغرابهم جميعا: لا يا رائف، أنا مبحبش أبات برة بيتي وإنت عارف كدة كويس
نظر لها الجميع بإستغراب على رفضها بتلك الطريقة العنيفة
أكملت بإرتباك وهي تحاول إصلاح ما أفسدته: أنا قصدي يعني علشان ما أضايقكش إنت ومراتك وإنهاردة عيد جوازكم.

تحدث رائف ببرائة وعفوية: ولا هتضيقينا ولا حاجه ياحبيبتي، ولو ده اللي مخليكي رافضة إطمني، أنا أصلا حاجز Suite في فندق هنقضي فيه ليلتنا أنا ومليكة، يعني مش هنكون موجودين هنا أساسا
وبجوابه هذا قد أشعل النار بداخلها من جديد وجعلها تحقد على تلك المليكة المدلله بمال أبيها، هي من تستحق كل ذاك الدلال، هو مال أبيها وأخيها كيف لمليكة التنعم به لحالها وهي تحرم منه هكذا.

ولكنها بنفس التوقيت أمائت بموافقتها على المبيت بالمنزل فقد إطمئن قلبها بإبتعاد مليكة، فالأن يمكنها المبيت وهي لا تخشي على زوجها من وجود مليكة أمام أعينها، فقد أصبحت مليكة تسبب لها كابوسا مزعجا ولو بيدها الأمر لتخلصت منها وللأبد لتنعم هي بسلامها النفسي والداخلي بعدم وجودها
في الخارج كانت مليكة تنزل الدرج بدلال بعد إطمئنانها على صغيريها والتأكد من سلامتهما ونومهما بسلام.

لمحها ياسين فذهب إليها ووقف بإنتظارها وأسند بذراعه القوي على ترابزين السلم حتى وصلت لمكان وقوفه
نظرت له وأبتسمت برقة فأبتسم لها وتحدث: كل سنه وإنت طيبة يا مليكة
ردت عليه بصوت رقيق كالنسيم: وإنت طيب يا أبيه، ميرسي أوي، الخاتم بجد يجنن وعجبني جدا
تحدث وهو ينظر داخل عيناها بإهتمام: أنا موصي الجواهرجي عليه من شهرين علشان يجهزه لك، يعني معمول مخصوص لمليكة.

نظرت له بسعادة وأردفت بنبرة صادقة: ربنا يخليك ليا يا أبيه، أنا عندي أخين وحضرتك التالت، أخويا الكبير وسندي اللي دايما موجود.
تحدث ياسين بسعاده ووجه بشوش: طبعا يا مليكة، أنا سندك إللي دايما موجود وإللي وقت متحتاجي له بإشارة واحدة هتلاقيه.
إبتسمت برقة وشكرته بإمتنان
في تلك اللحظه أتت إليهم أيسل إبنة ياسين الجميلة التي تشبه والدتها بجمالها وورثت من ياسين زرقة عيناه فأصبحت أيقونة جمال صغيرة.

فتح ياسين أحضانه ليستقبل قرة عيناه الجميلة
دلفت أيسل تختبئ داخل أحضان والدها الذي قابلها بإبتسامة سعيدة وحاوطها بذراعه بإحتواء وتحدث بدلال: أهلا بأميرة بابي الجميلة
قابلته أيسل ببسمة وحب وهي تدفن حالها داخل أحضانه: بابي حبيبي
أما مليكة فكانت تنظر لهما بإعجاب لعلاقة ياسين الجميلة بإبنته
تحدثت أيسل وهي تنظر إلى مليكة بإنبهار: حلو أوي الساري يا ليكة.

أردفت مليكة بإبتسامة ساحرة: ياقلبي يا سيلا، إنتي اللي حلوه أوي.
وجه ياسين حديثه إلى أيسل: والأجمل الحجاب اللي لبساه مليكة يا سيلا ومنور وشها
أجابته أيسل بتملل وضجر: أوووو يا بابي بقا، هنرجع تاني لموضوع الحجاب، سبق وقولت لحضرتك أنا لسه صغيرة ولسه بدري قوي على الكلام في الموضوع ده
وأكملت معللة: وكمان مامي مش محجبة، يبقي ليه أنا ألبس حجاب مش فاهمة.

كاد ياسين أن يجيب على سؤال إبنته لكن لفت إنتباهه نظرات مليكة الساحرة وأبتسامتها المهلكة وهي تنظر على يمينها، لف نظره سريع ليري من ذلك السعيد الذي تنظر له بكل ذاك السحر والهيام، وجده بالطبع رائف، معشوق عيناها
هنا علم ما سر تلك اللمعة التي برقت بعيناها فجأة وبدون مقدمات.

أتي إليها رائف وحاوطها من خصرها وقبل وجنتها أمام ياسين وأيسل، وبدورها خجلت مليكة وأحمرت وجنتيها مما زادها سحرا ودلالا وهي تنظر لأسفل قدميها
في تلك اللحظات خرجت نرمين وجدت محمد عيونه معلقة بضيق على مكان ما، نظرت وجدتها مليكة ورائف يحتضنها بحنان، إستشاطت غضب ولكنها تمالكت حالها أمام الجميع وذهبت إليه لتقف بجانبه.

هنا ذهب شريف إلى حيث تقف مليكة وتحدث إلى رائف وياسين: ممكن رائف باشا يسمح لي أخطف منه مليكته شويه؟
نظر له رائف وتحدث بتملك وهو يشدد من إحتضان خصرها: وبعدين معاك بقا يا حضرت المذيع، هو أنا مش هخلص من تطفلك ده، ده انت بقيت موجود في حياتي طول الوقت.

وأكمل بدعابة أضحكت الجميع: ده حتى يا أخي وإنت مش موجود بتطلع لي من الراديو وأختك تسيب الدنيا كلها ولازم تتصل بيك في البرنامج وتتناقش معاك في موضوع الحلقه، ده أنا خايف في مره تطلع لي من جوه الدولاب.
ضحكت مليكة بسحر وتحدثت بإستإذان: معلش يا حبيبي، هشوفه عاوز إيه وأرجع لك على طول.
نظر لها بإستسلام وتحدث بطاعة: وهو أنا بعد كلمة حبيبي دي هقدر أرفض، إتفضلي يا قلبي بس متتأخريش عليا.

وأكمل وهو يهمس لها بأذنها: ما إنت عارفة، بتوحشيني وإنت في حضني
أمائت له ونظرت للناظر عليها بإهتمام وتحدثت منسحبة: بعد إذن حضرتك يا أبيه
أماء لها رأسه بإحترام وأبتسامة
نظرت ل أيسل بحب وتحدثت: بعد إذنك يا سيلا
ذهبت مع أخيها ونظر رائف إلى ياسين وتحدث متسائلا بإهتمام: أخبار شغلك أيه يا وحش المخابرات؟
أجاب ياسين وهو مازال محتضن أيسل: تمام يا حبيبي، كله ماشي تمام.

نظر رائف إلى أيسل وإبتسم بحب قائلا بمداعبة لطيفة: أيه يا سيلا الجمال ده كله، هو أحنا كل ما نكبر نحلو ونبقا قمرات كده؟
هتوصلي بجمالك ده لحد فين يا بنت؟
ضحكت أيسل وتحدثت قائله بإحترام: عيونك الحلوين يا حبيبي، وبعدين أنا هاجي أيه في جمال مليكة
إبتسم ياسين وشدد من إحتضانها قائلا بإستحسان وفخر: شايف يا رائف، سيلا مش بس جميلة، لا دي كمان لبقه وذوق في كلامها.

إبتسم رائف وأجابه بتأكيد: طبعا يا ياسين لازم تكون كده دي بنت ياسين عز المغربي، سيلا أيقونة الجمال والسحر واللباقة، ربنا يبارك لك فيها هي وحمزه يا حبيبي.
إبتسم ياسين له قائلا: ويبارك لك في مروان وأنس يا رائف
عند مليكه تحدث شريف قائلا بنبرة حماسية: عاوز أحكي لك عن حاجة هتفرحك أوي.

نظرت له بحب وتحدثت بلهفة وهي تمسك يداه بتساؤل: لا متقولش، أخيرا يا شريف، إسمها أيه وشوفتها فين وعرفتها إزاي، وهتعرفني عليها أمتي؟
كان ينظر إليها بإستغراب وهتف قائلا بتعجب: إنت عرفتي إزاي أنا عاوز أكلمك في أيه؟!
نظرت له بتفاخر وأشارت بأصبع السبابة على حالها: يا أبني أنا مليكة عثمان، يعني أفهم إللي قدامي عاوز يقول أيه من غير ما ينطق، كفاية بس أبص جوة عيونه أعرف كل حاجة من غير كلام.

تحدث بغرور متصنع: طالعه ذكيه زي أخوكي، المهم، هي إسمها سالي بتشتغل مذيعة معايا في الإذاعة، كلمتها عنك كتير ونفسها تشوفك وتتعرف عليكي.
نظرت له بحب وأمسكت يده وتحدثت: أخيرا حبيت يا شريف، ربنا يسعدك يا حبيبي
وأكملت: إن شاء الله في أقرب وقت هخليك تحدد لنا معاد علشان نتقابل ونتعرف فيه على بعض.

وبعد مدة كانت مليكة تقف بجانب رائف في الحديقة لتستقل معه سيارته ليذهبا للفندق ليحتفلا معا بعيد زواجهما السعيد، كانت ثريا تقف بجانبهما هي وياسين الناظر لهما بحب وحنان
ياسين وهو يرتب على كتف رائف بحنان: كل سنه وإنت طيب يا حبيبي، خلي بالك من مليكه وإنبسطوا
إبتسم له رائف وتحدث قائلا: وإنت طيب يا ياسين، إنت كمان خلي بالك من ماما ويسرا والولاد.

أجابه ياسين بنبرة مطمأنة: متشغلش بالك بأي حاجة إنهاردة غير إنك تنبسط إنت ومليكة وبس، وأنا موجود، يعني ما تقلقش يارائف.
إبتسم له رائف وتحدث بإمتنان: ربنا يخليك ليا يا ياسين، طول ما أنت موجود أنا دايما مطمن وعمري ما أقلق.
ذهب رائف بإتجاه مليكة وفتح لها باب السيارة
نظرت إلى ياسين وثريا وتحدثت بنبرة حماسية أظهرت كم السعادة التي تشعر بها: تصبحي على خير يا ماما.

ثم نظرت إلى ياسين وتحدثت: تصبح على خير يا أبيه.
أجابها بوجه سعيد: وإنت من أهله يا مليكة
إنطلق رائف بسيارته، حول ياسين نظره لثريا وتحدث بدعابة: بس أيه الجمال والرشاقة دي كلها يا عمتي.
يناديها عمتي لأنها إبنة عم والده وزوجة عمه
تحدثت ثريا بإبتسامة خافتة ورضي: جمال إيه بس يا ياسين، ماخلاص يا أبني راحت عليا، البركة في الجيل الجديد بقا.

رد عليها ياسين وهو يحاوطها بذراعه بإحتواء ويتجها للداخل معا: جيل جديد إيه بس يا باشا، دول جيل عمليات التجميل والنفخ والشد، إنما أنت بقا يا جميل جمالك طبيعي ملوش مثيل.
ضحكت ثريا بشدة ودلفا للداخل ليكملا سهرتهم مع باقي العائله بسعاده
تري ماالذي يخبأه القدر لتلك العائلة؟
وهل رائف ومليكة سيظل الحب هائم هكذا على منزلهما السعيد؟
وصلا رائف ومليكه إلى الفندق
دلفا داخل المصعد ومنه لداخل الممر المؤدي إلى ال Suite الذي إحتجزه رائف لقضاء ليلتهما المميزة داخله، كان الممر خالي تماما من البشر إلا من العاملة التي تذهب أمامهما لترشدهما للطريق، هنا إنطلقت مليكة بحرية وجرت بدعابة وسعادة أمام رائف وهي تستدير له وتنظر إليه بمرحها المعتاد معه
سعد لرؤيتها بمرحها المعتاد التي تمارسه لرائف فقط لا غير.

أدخلت العامله الكارت الخاص بال Suite وفتحته، دلفت مليكة بسعادة ثم تسمرت فجأة وهي تنظر أمامها بإنبهار إلى المكان وتجهيزاته الساحره
حيث الورود المتناثرة فوق التخت بشكل متناسق برسمة قلب، وباقات الزهور الجميلة باللونين الأبيض والبنفسجي المحبب لها، والشموع الخافتة ذات الرائحة الجذابة التي تملئ المكان بعبقها.

والستائر الشفافة التي ترفرف بسحر من أثر مداعبة نسمات سبتمبر الليلية المنعشة لها، وقالب الحلوي الكبير المطبوع عليه صورتهما معا وهي بفستان زفافها
والفاكهة ونوع الشيكولا المحببة إليها، حقا كانت أجواء المكان أشبه بحلم إليها
إلتفت بوجهها للناظر خلفها يتأملها وسعادة الدنيا ترتسم فوق ملامحه، نظرت له بحنان وعشق وجرت عليه لترتمي داخل أحضانه قابلها هو بقبلات شغوفه متناثرة على وجهها مما جعل تلك العاملة تخجل.

وهنا إنتبه لها رائف وأخرج من جيبه بضعة ورقات ذات الفئه المتوسطة وأعطاها إياها وشكرها، وأنسحبت العاملة من المكان بهدوء
ثم خرجت مليكة من بين أحضانه تنظر له بعيون عاشقة قائلة بنبرة شغوفة: كل ده عملته علشاني يا رائف؟
للدرجة دي بتحبني؟

شدها عليه حاوطها من خصرها وألصقها به تماما ونظر لها بحب وهو يداعب أنفه بأنفها قائلا بصوت هامس: أنا بعشقك يا مليكة، ولو أقدر أجيب لك نجمة من السما أحطها بين إديكي علشان بس أشوفك سعيدة أكيد عمري ما هتأخر.

كانت تستمع له وأبتسامة عشق ووله مرسومة على وجهها، وضعت أناملها الرقيقة تتخلل بها خصلات شعره الناعم التي تعشقها بحركه أذابت حصونه، فأخذ يدور بها داخل المكان وهو مازال محتضنها ثم ألصقها بجدار الحائط وهو ينهال على شفتاها بالقبلات الهادئة التي سرعان ماتحولت إلى عنيفة ومليئة بالشغف، ثم غاصا بعيدا في عالمهما الخاص بهما، عالم العشاق.

داخل فيلا رائف
مازالت العائلة متجمعة، إلا من عائلة مليكة التي إنسحبت من المكان بعد ذهاب إبنتهم
خرجت نرمين إلى الحديقه تبحث عن زوجها وجدته ينفث بسيجارته بشراهة
ذهبت إليه وتحدثت بإستفسار: أيه يا محمد قاعد لوحدك هنا ليه وسايبني جوه لوحدي؟
نظر لها محمد مضيقا عيناه بإستغراب وأجابها بتساؤل: سايبك لوحدك إزاي وإنتي مع مامتك وأختك وعيلتك؟

نظرت له بإستغراب لحاله وتحدثت بتساؤل: مالك يا محمد، إنت فيه حاجة مضايقاك؟
رد عليها محمد بملل: مش متضايق ولا حاجة، بس مكنش ليه لزوم بياتنا هنا، كنا رجعنا بيتنا نمنا فيه براحتنا.
أردفت قائلة بصوت عالي وغاضب: يسلام، وإيه بقا اللي غير رأيك فجأه كده يا أستاذ، ده أنت من أسبوعين في عيد ميلاد ماما فضلت تتحايل عليا علشان نبات هنا، ولما أنا رفضت وروحنا بيتنا فضلت قالب وشك عليا إسبوع بحاله.

تحمحم هو خوفا من أن تكتشف زوجته أنه لايري روح ولا معني بذلك المكان بدون مليكة، فهو حقا يعشقها ويختلس النظر إليها طيلة الوقت ولكن بحذر حتى لا يشعر به رائف أو أي من رجال المنزل.
إلتفت لها بحب بمحاولة منه بتمويه لإمرأته، وحاوط وجهها بكفاه ونظر لها بنظرات حب مصطنعة قائلا: أيوه الكلام ده كان المرة اللي فاتت، لكن إنهاردة بالذات كنت حابب نبقي لوحدنا، أصل عندي كلام كتير أوي كنت عاوز أقوله لك،.

وقبل وجنتها وغمز لها بعينيه
تبدلت نظراتها بلحظه من نظرة غاضبة لأخرى عاشقة، فهي حقا تعشقه حد الجنون وتغار عليه من نسمة الهواء الطائرة
وتحدثت بصوت أنثوي ناعم: طب ما أحنا ممكن نقول هنا كل اللي كنا هنقوله في بيتنا وأكتر، إحنا عندنا جناحنا الخاص بينا فوق نعمل فيه كل اللي إحنا عاوزينه براحتنا.
أردف قائلا بنبرة تأكيدية، وإبتسامة مزيفة: عندك حق يا حبيبتي، وماله، نقول كل إللي إحنا عاوزينه هو أحنا بيهمنا.

وضحكا سويا ودلفا إلى الداخل.

كانت تتمدد بجانبه بسعادة تحت الغطاء فوق التخت وتضع رأسها براحة وهيام على صدره العاري وهو يلعب بخصلات شعرها البني الحريري بهيام، أمسك ذقنها بأنامله ورفع وجهها له لتقابل عيناه ثم وضع قبلة ناعمة على شفتاها
وتحدث بعيون عاشق: كل سنه وإنت طيبة يا مليكة قلبي
نظرت له بهيام وتحدثت: كل سنه وإنت في حضني، كل سنه وأنا بحبك أكتر وبعشق نظرت عيونك ليا أكتر.

إبتسم لها ثم تحدث معتذرا لها: معلش يا حبيبتي مقدرتش أسفرك برة السنة دي علشان ضغط الشغل، لكن أوعدك في أقرب فرصة هخدك ونسافر للمكان اللي إنتي تختاريه.
أجابته مليكه بعيون عاشقة ورضا: المكان عمره ما كان مهم يا رائف قد ما مهم الناس اللي بنكون معاهم وإحنا مبسوطين وبنضحك من قلبنا، وأنا أهم حاجه عندي إني أكون معاك في أي مكان، وده المهم بالنسبة لي.

قبلها رائف بحب وأردف قائلا: بحبك يا مليكه وبحب كل ما فيكي، فاتت سنين كتير على أول يوم شفتك وحبيتك فيه، لكن عمر شغفي بيكي وحبي ليكي ما قل أبدا، بالعكس، ده بيزيد كل يوم عن إللي قبله
لفت ذراعيها عليه بحب وتحدثت: ربنا يخليك ليا يا رائف
ثم هبت واقفه بمرحها المعتاد وهي تداري جسدها العاري وترتدي ثوب للنوم كانت بجانبها قائلة: طب يلا قوم بقا علشان ناكل الشيكولا بتاعتي وتشغل لي الميوزك اللي بحبها وترقصني.

وتحدثت بمرح: أوعي تكون فاكر نفسك جايبني هنا علشان ننام يا أستاذ؟
ضحك على مرحها الذي يعشقه وأجابها: لا يا قلبي مش جايبك علشان ننام، بس كنت باخد هدنه في حبك شويه وهعمل لك كل اللي إنتي عاوزاه حاضر.
بعد مدة من رقصهما خرجا للشرفة وجلس وأجلسها على ساقيه وهو يدللها ويطعمها الفاكهة بفمها بدلال وحب، كانت تتنهد وهي تنظر إلى اليل وصفائه وسحره، تتنفس الهواء النقي وتخرجه براحة.

بنفس التوقيت كان يقف بشرفته ينظر إلى السماء بذهن شارد كليا، يتنفس الهواء ويخرجه براحة وإستكانة، أتت إليه ليالي تتحرك بتناسق وهي ترتدي ملابس بيتيه ملفتة للنظر، وقفت بجواره وسندت برأسها على كتفه بإنوثه، نظر لها بدون حديث، ثم أرجع ببصره إلى السماء مجددا
وتحدث بذهن صافي: السما إنهاردة صافية أوي، القمر مكتمل والجو فيه نسمة هوا منعشة ترد الروح.

نظرت له وتحدثت بضحكة خفيفة: اللي يسمعك وأنت بتتكلم عن القمر والنجوم يقول عليك شاعر يا ياسين، مش عقيد في المخابرات الحربية!
نظر لها بإبتسامة وتحدث بإنتشاء وحماس لتذكره ماضية الجميل: تعرفي إني زمان كنت فعلا بكتب شعر، وفي مرة عز باشا إكتشف ده وشاف الدفتر وكان يوم، يااااا
نظرت له بحب وأمسكت يده تتلمسها برقة، نظر لها وفهم أن إمرأته تشتاقه، إبتسم لها براحة وأمسك بيدها ودلفا للداخل ليعيشا بعالمهما الخاص.

بعد مدة كانت مليكة غافية بثبات بين أحضان رائف وهو ينظر عليها ويتأمل ملامح وجهها بعيناي عاشقة، حقا كان يعشقها ويعشق تفاصيلها، إستسلم هو أيضا للنوم وهو يحاوطها بذراعيه بحب وعناية.

وفي الصباح
كانت ثريا تجلس داخل حديقة منزلها هي وإبنتيها ومحمد زوج نرمين وأحفادها يلتفون جميع حول منضدة الطعام وهي تجلس أنس صغير رائف على ساقيها وتطعمه بحنان.
أردفت ثريا وهي توجه حديثها إلى نرمين وزوجها: إقعدوا كملوا معانا اليوم إنهارده يا محمد، رائف هيكون هنا على الغذا إتغدوا معانا وكملوا اليوم ونسهر سوا مع بعض، إمبارح كان زحمه ومعرفناش نقعد براحتنا.

ردت نرمين سريع وهي تري إبداء الموافقة والسعادة على وجه زوجها: لا يا ماما مش هينفع، حضرتك عارفه أنا مبقدرش أبعد عن بيتي وقت كتير، وبعدين حضرتك نسيتي ولا إيه، أنا هاخد يسرا وهنروح نختار العربيات بتاعتنا
زفر محمد بضيق فور رفض زوجته الغبية بعرض ثريا فحقا كان يريد أن يكمل يومه هنا ليري مليكة ويشبع نظره وأشتياقه منها ولكن سبقته تلك الحمقاء بالرفض القاطع.

تحدثت يسرا برضي: لا يا نرمين أنا مش هروح، روحي إنت يا حبيبتي وأختاري العربيه اللي نفسك فيها، لكن أنا عربيتي الحمدلله عجباني ومريحاني ومش حابة أغيرها، وبعدين هو أنا بروح فين يعني
ردت عليها ثريا وتحدثت بنبرة حازمة: أنا مش هعيد كلامي تاني يا يسرا، أنا قولت هتروحي مع أختك وتغيري عربيتك ومش عاوزه نقاش تاني.

أجابت يسرا بإستسلام: خلاص يا ماما اللي تشوفيه حضرتك، هنروح وندي له عربياتنا القديمة وناخد الجديدة وحضرتك تبقي تدفعي له الفرق.
ردت عليها نرمين بنبرة معارضة لحديثها: إتكلمي عن نفسك يا يسرا، أنا عن نفسي محتاجة فلوس عربيتي، عاوزة أشتري بتمنها شوية حاجات نقصاني.

نظرت لها ثريا وتحدثت بتفسير: وأنا يا بنتي ما قولتش تبدلوا، أنا كلامي كان واضح ليكم إمبارح، أنا قولت روحوا إختاروا اللي نفسكم فيه وأنا هدفع تمنها.
نظر لها محمد وتحدث بإستحسان: ربنا يخليك ليهم يا ماما.
نظرت يسرا بحزن وهي تري طمع شقيقتها الواضح بالرغم من مستوي زوجها وأهله المادي المعقول إلا أن غيرتها من مليكة جعلتها تريد أن تأخذ كل ما تطاله يدها حتى وإن لم تكن بحاجة له.

فتحت عيناها بتثاقل ونعاس وجدت حالها مقيدة داخل أحضانه، إبتسمت بسعادة حينما تذكرت ليلتها المميزه معه، كادت أن تسحب حالها من بين أحضانه لتهاتف يسرا للإطمئنان منها على طفليها، وما أن شعر بها حتى شدها إليه من جديد
وتحدث بصوت متحشرج ناعس: رايحة فين وسايبة حضني.
ردت عليه وهي تضع قبلة سريعة على شفتيه بحب: هروح أتصل بيسرا علشان أطمن على مروان وأنس وأجي لك بسرعة.

نظر لها وتحدث قائلا بصوت متحشرج: نامي يا حبيبي وإطمني، أكيد ماما واخدة بالها منهم كويس أوي، نامي يا ليكة أحنا نايمين الساعة 5 بعد الفجر
إستسلمت له ودفنت نفسها داخل أحضانه وغفت من جديد
في حديقة فيلا رائف دلف عز المغربي من باب الفيلا الحديدي الملاصق لفيلته وجد ثريا وأبنتيها ومحمد يحتسيان قهوة الصباح
تحدث عز مبتسم: صباح الخير، ردوا جميعهم الصباح.

نظر عليه أنس صغير مليكة الجالس بحضن ثريا وهلل بصياح: جدووو
أردف عز قائلا وهو يلتقطه من حضن ثريا بسعادة: يا قلب جدو و روحه
وأخذ يقبله بنهم ويفرق قبلاته الحنون على وجهه وشعره ويداه، فعز يعشق صغيراي رائف اللذان ينادوه جدو، ويناديه رائف بأبي لكثرة حنينه عليه منذ وفاة والده، وأعتباره إبن رابع له.
نظرت له يسرا وتساءلت بإبتسامة حنون: أعمل لحضرتك فنجان قهوه يا عمو؟

نظرت له ثريا وتساءلت بإهتمام: فطرت يا سيادة اللوا ولا أجهز لك فطار الأول؟
رد عليها عز بإبتسامة شكر وهو مازال يقبل أنس الذي يبادله القبل بسعادة: متشكر يا ثريا، أنا فطرت الحمدلله.
ثم نظر إلى يسرا وتحدث: هو فنجان قهوه بس يا يسرا، ياريت تخلي عليه تعمله لي
أجابته يسرا بإبتسامة حنون: عليه مين بس يا عمو إللي تعمل لك قهوتك، محدش هيعمل لحضرتك القهوه غيري.
إبتسم لها بحب وتحدث: ربنا يخليكي ليا يا بنتي.

جلس عز وتساءل وهو يتلفت حوله بإهتمام: هو رائف ومراته لسه ما وصلوش؟
هتفت نرمين بنبرة تهكمية: لا يا عمو لسه، الهانم هتيجي اخر النهار، طبعا ما هي لاقية اللي بيدلعها ويهتم بأولادها، متتغرش علينا ليه بقا؟
نظرت لها ثريا وتنهدت بإستسلام ويأس وهي تري تهكم إبنتها الناقمة على زوجة أخيها.
نظر لها عز مستغرب هجومها الحاد وتحدث بإستهجان: ولادها؟

وهما ولادها هي برضوا يا بنتي، دول ولادنا إحنا، أولاد المغربي ورجالته، وبعدين ده عيد جوازها ومن حقها على جوزها إنه يحتفل بيها ويدللها في يوم زي ده.
نظرت لها ثريا وتحدثت بصدق: دي حتى مليكة الوحيدة اللي بتهتم بأولادها بنفسها، و الناني بتاعت أنس مش بتسمح لها تعمله أي حاجة، هي اللي بتحميه هو وأخوه وتأكله وتغير له وبتهتم بكل تفاصيله، وبتذاكر كمان ل مروان.

نظر لها محمد وتحدث ساخرا ليهدئ من حدة الوضع: لا وشوفوا مين إللي بتتكلم، ده إنت في عيد جوازنا اللي فات سيبتي الولد هنا عند ماما ثريا وسافرنا بيروت إسبوع بحاله.
نظرت لهم بغضب وتحدثت بتذمر: هو أنتم ماصدقتم وكلكم نازلين جلد فيا، كل ده علشان غلطت في الكونتيسة مليكة؟
تحدث أنس صغير مليكة وهو ينظر إلى عز ببرائة: جدو هو بابي ومامي فين؟

أجابه عز بإبتسامه عذبة: بابي ومامي في مشوار وبعد شوية هييجوا ويجيبوا معاهم حاجات حلوة كتير لأنوس حبيبنا كلنا
ضحك أنس ببرائة وقام بوضع قبلة فوق خد عز
وبعد مدة أخذ محمد نرمين ويسرا ليقوم بتوصيلهما إلى معرض السيارات التي تتعامل معه عائلة المغربي لإختيار سيارتيهما الجديدة.

عند رائف ومليكة بالفندق، كانت تجلس على ساقية في الشرفة تتناول إفطارها بشهية مفتوحة وهو ينظر إليها مبتسم بسعادة، أمسك قطعة من التوست وقام بوضع خليط من المربي ووضعها بفمها، إقتطمتها وهي تنظر له بسعادة
نظرت إليه بعيناي عاشقة وتحدثت بنبرة حنون: ربنا يخليك ليا يا رائف، هو إنت إزاي بتقدر توصلني للمستوي العالي ده من السعادة؟
أجابها بثقة: دي قدرات بقا يا ليكة.

وأكمل بتساؤل: بقول لك يا حبيبتي، أيه رأيك نقضي الليلة كمان هنا
هزت رأسها بنفي وتحدثت بإعتذار: ياريت يا رائف كان ينفع، للأسف مش هقدر أبعد عن أنس ومروان أكتر من كده، إنت بنفسك شوفت أنس متضايق إزاي وإحنا بنكلمه من شويه وعمال يسأل إتأخرتوا ليه
تحدث رائف بتفهم: خلاص يا حبيبي، إن شاء الله نكررها الويك إند الجاي
نظرت له وأجابت بنبرة هادئة: إن شاء الله يا حبيبي.

كانت الساعة قد تخطت الرابعة عصرا ومازال رائف ومليكة بالفندق، ولكنه أيضا توقيت إذاعة برنامج شقيقها شريف الذي يقدمه مباشر من الإذاعة المصرية (الراديو)
جرت على الجوال المحمول وألتقطته وشغلت به الإذاعة لتستمع مع زوجها إلى برنامج أخاها التي تعودت أن تستمع إليه يوميا مهما كانت الظروف.

تحدث شريف بصوت متفائل محبب إلى أذن مستمعيه: مساء الخير أعزائي المستمعين ورجعنا لكم تاني في حلقه جديدة من برنامج ساعة مع شريف
، الحب، حلقتنا إنهارده بتتكلم عن الحب وأهميته في حياتنا، خلينا نستقبل إتصالتكم على تليفون البرنامج
وأي حد عاش قصة حب ياريت يحكي لنا عنها، ويحكي لنا كمان قد أيه فاده الحب ده في حياته
وهل الحب ده كان دافع ليه إن حياته تتحول للأفضل ولا العكس.

ونستقبل أول إتصال من صديقة البرنامج مليكة ونقول ألووو
تحدثت مليكه بسعادة ومرح وهي تنظر إلى رائف: ألو يا شريف إزيك
أردف شريف بسعادة ومرح: أنا تمام وكله كويس، إحكي لنا يا مليكة، ياتري حبيتي قبل كده؟
ولو حبيتي ياريت تحكي لنا وتقولي لنا إيه إللي غيره فيكي الحب.

نظرت إلى زوجها الناظر لها بسعادة وتحدثت بهيام: أول حاجة عاوزة أقول لك إن الحب ده أحلا حاجة في الدنيا، ومن غيره الحياة تبقي صعبة أوي، الحب أسمى معاني الوجود، الحب بيملي قلوبنا خير ويخلينا نرحم بعض ونعذر بعض
من غير الحب الحياة تبقي صعبة أوي يا شريف
وأكملت بنبرة سعيدة: وبالنسبة لسؤالك، أه طبعا الحب غيرني كتير خلاني سعيدة، رحيمة، متفهمة، وبقيت ببص للحياه بشكل أفضل وأحسن.

وأخيرا أتمني لك إنك تلاقي نصك الحلو وتعيش معاه أحلا قصة حب في الدنيا، علشان إنت بجد حد يستاهل
أجابها شريف بسعادة وامتنان: متشكر جدا يا مليكه، وطبعا أعزائي المستمعين كلنا عارفين إن مليكة بتحب فيروز جدا، فهنسمع غنوة فيروز كيفك إنت لعيون مليكة.
أغلقت الهاتف وأحتضنت ذاك الناظر لها بعشق وهيام وتحدثت: أنا بحبك أوي يا رائف، ربنا يخليك ليا يا حبيبي
أردف رائف قائلا بسعادة: ويخليكي ليا يا حبيبتي،.

وأكمل بنبرة دعابية: ويخلي لنا سي شريف اللي مبتفوتيش ولا حلقة في البرنامج بتاعه، حتى في عيد جوازنا
ضحكت بسعاده وتحدثت بتبرير: مش أخويا ولازم أشجعه، وبعدين أنا ببقا مبسوطة أوي وأنا بتكلم معاه وبتناقش، وبصراحة شريف بيطرح مواضيع للنقاش حلوة أوي.
إبتسم لها وتحدث مداعب إياها بمرح: طبعا، ومين يشهد للعروسه.

عند شريف تحدث قائلا بصوته المميز: ورجعنا لكم تاني بعد فيروز ومعانا إتصال تاني ونقول ألووووووو
هتفت المتصلة بنبرة مرحة كعادتها: ألو، أزيك يا حضرة الباشمذيع
أجابها شريف: أهلا وسهلا يا أفندم، نتعرف بحضرتك؟
تحدثت بصوت ملام حزين: أزاي معرفتش صوتي وميزته، طب هقول إنك إتلغبطت في نبرة صوتي، طب بالنسبة لحضرة الباشمذيع إيه، ما أخدتش بالك إن ماحدش بيقولها لك غير الباشمحاميه؟

ضحك شريف على تلك المستمعة المشاغبة وتحدث: خلاص خلاص حقك علينا يا حضرة الباشمحاميه
وأكمل ليؤكد لها تذكره: وأهلا بيكي مستمعتنا الكريمة إللي بتكلمنا من أجمل مكان في مصر حيث الدفئ والسياحة والجمال والسحر، أسوان الساحرة بلد النيل
تحدثت بكبرياء ومداعبة: أيوا كده أنا أتأكدت إن الذاكرة رجعت لك تاني
ضحك شريف من قلبه وتحدث: إنتي مشكله والله،.

وأكمل بنبرة جادة وتحدث متسائلا: طب نرجع بقا لموضوع حلقتنا علشان وقت البرنامج ونقول ياتري الحب بيمثل إيه للباشمحاميه؟

في المساء
ذهبت مليكه إلى فيلا عز المغربي المجاورة لفيلا رائف وهي تحمل أنس الذي بدأ بالبكاء والصريخ يريد والده المتواجد بفيلا عمه
دلفت للداخل وألقت السلام على الجالسين في البهو، كانت منال والدة ياسين تجلس وتجاورها ليالي زوجة ياسين وإبنة أخ منال، وأيضا جيجي زوجة طارق التي كانت تجاورهما الجلوس.

تحدثت منال بإبتسامة حانية وهي تنظر إلى أنس الباكي والتي تحبه كثيرا ككل العائلة: مالك يا أنوس، بتعيط ليه يا قلبي؟
أجابتها مليكة بإنزعاج وهي تهدهد طفلها بين ذراعيها: عاوز بباه ومش مبطل عياط، معرفش ليه كام يوم كل ما رائف يخرج برة يزن ويفضل يعيط ويسأل عليه؟
ثم سألتها بنبرة جادة: هو رائف فين يا طنط؟

أجابتها منال وهي تنظر إلى باب المكتب: جوة في المكتب مع ياسين وطارق بيقفلوا حسابات الشركة.
تحدثت ليالي بنبرة هادئة: إدخلي لهم يا مليكة تلاقيهم خلصوا.
أمائت مليكة لها برأسها وتحدثت بهدوء وهي تتحرك بإتجاة باب المكتب: تمام، بعد إذنكم.
وذهبت بإتجاه المكتب وطرقت فوق بابه بإستئذان، حتى إستمعت إلى صوت ياسين وهو يأذن لها بالدخول، دلفت وعلى وجهها إبتسامة ساحرة كعادتها دائما.

وتحدثت مبتسمة وهي تفرق نظراتها عليهم: مساء الخير
ردو عليها ثلاثتهم بإهتمام
نظر لها ياسين مبتسما وتحدث بإهتمام: إزيك يا مليكة.
نظرت له بإبتسامتها الساحرة ووجهها البشوش وأردفت قائلة: أنا تمام، إنت كويس؟
هز لها رأسه بإبتسامة على طريقتها المميزه له: كويس جدا.
وهنا بكي الصغير مجددا وهو يلوح بيداه على والده ويردد إسمه، إنتفض رائف من جلسته وأسرع إلى طفله وألتقطه من بين أحضان أمه.

وأخذ يهدهده بحنان وسأله بدلال: أيه يا قلب بابي، مالك يا حبيبي زعلان ليه؟
إرتمي الصغير بحضن أبيه ولف ذراعيه حول عنقه بتملك، مما إستدعي إستغراب رائف وهو ينظر إلى مليكة متسائلا
سأل رائف مليكة بإنزعاج ظهر على ملامح وجهه: ماله أنس يا مليكه، حد مزعله؟
أجابته بنفي وهي تهز رأسها: خالص يا رائف، هو كده ليه كام يوم كل شوية يسأل عليك ويعيط لو لقاك مش موجود.

إبتسم الصغير لأبيه وتحدث بكل برائة وهو يضع كف يده الرقيق فوق وجنة والده: أنت حبيبي يا بابي.
أجابه رائف وهو يقبله بنهم: وإنت قلب بابي من جوه ونور عيونه.
إنتفض ياسين وطارق من جلستهما وأتجها إلى الصغير وأخذا يقبلاه ويحتضناه ولكن وهو داخل حضن أبيه
فقد أبي أنس أن يخرج من حضن أبيه وكان ممسكا به لدرجة كبيره إستدعت إستغراب الجميع.
تري ما الذي جعل الصغير يبكي هكذا؟
في صباح اليوم التالي
إستيقظت مليكة من فراشها على صوت زقزقة العصافير الذي يشبه العزف على أوتار ألات الموسيقي، تمللت فوق فراشها بدلال وهي تنظر بسعاده للغافي بثبات جوارها، مالت عليه وضعت قبله على ذقنه التي تعشقها
أفتح عيناه بتثاقل ونظر لها بحب وشد وجهها عليه ثم وضع قبلة خفيفة فوق شفاها برقة
قائلا بصوت متحشرج ناعس: صباح الخير يا حبيبي
أجابته مليكة بإبتسامة حنون: صباح النور يا قلبي.

وأكملت بحماس: يلا يا بيبي قوم خد الشاور بتاعك علشان تنزل تفطر وتلحق وقتك ومتتأخرش على شغلك
أجابها رائف بتملل وهو يتمدد بجسده فوق الفراش بتكاسل: حاسس إني مش عاوز أروح الشغل إنهاردة، تعبان وجسمي محتاج للراحة جدا.
لكن في نفس الوقت مش هينفع أسيب طارق لوحده في الشركة، في ورق وشغل متأخر لازم يخلص إنهاردة.

نظرت له مليكة بحزن مشفقة على حال حبيبها وتحدثت بمؤازرة: معلش يا حبيبي ربنا يقويك، إضغط شويه على نفسك لحد ماتخلص إلتزماتك والشغل المتعطل
وبعدين خد لك أجازة كام يوم نقضيهم هنا في جناحنا
وأكملت بدلال وهي تحرك أصابع يدها فوق وجنته: وأوعدك مش هنخرج منه أبدا، ووعد مني هعوضك عن التعب ده كله
وضحكت له بدلال
قام منتفض من نومته حاملا إياها بحماس متجه بها إلى الحمام
صرخت بصياح وتساءلت سعادة: بتعمل إيه يا مجنون؟

مال على شفتيها وهو يسير بها وقبلها قائلا: هناخد شاور مع بعض، أصلي بصراحة مكسل أخده لوحدي وإنتي إللي هتشجعيني
ضحكا معا ودلف بها داخل الحمام وأغلق الباب ليأخذا غفله من الزمن لإسعاد قلبهما وإنعاشه.
خرجت مليكة بعد مدة، وأرتدت إسدالها وصلت هي وزوجها فرضهما ودعا الله أن يرزقهما السعادة ويديم عليهما حياتهما معا ويحفظ طفليهما وأحبائهما.

بعد مدة نزل الدرج وهي بجانبه بأيادي متشابكة بسعادة ونظرات عاشقة متبادلة بينهما
تحدثت مليكه بحب ناظره لعيناه بهيام: ممكن ماتتأخرش عليا علشان بتوحشني
أجابها بعيون عاشقه وهو يقبل يدها: مفيش حاجه تقدر تأخرني عنك في الدنيا دي كلها
أجابته بسعادة: بحبك يا رائف
خرجا إلى الحديقة وجدا ثريا تنتظر رائف ككل يوم وقد أعدت له الإفطار بمساعدة عليه وباقي عاملات الفيلا.

إتجه إلى حيث تجلس والدته وقبل جبينها بحب قائلا: صباح الخير يا حبيبتي.
أجابته ثريا بإبتسامة حنون: صباح الفل يا حبيبي، إتأخرت ليه كدة، أنا بعت الناني بتاعت أنس من شويه علشان تصحيك لما لقيتك إتأخرت، خوفت لتكون مليكة راحت عليها نومه ونسيت تصحيك، لكن البنت قالت لي إن محدش منكم رد عليها فنزلت
تحمحمت مليكة ونظرت للأسفل بخجل وتحدث رائف وهو ينظر لخجلها ويكتم ضحكاته: كنا بنصلي يا ماما لما كانت بتخبط.

أجابته ثريا بحب: تقبل الله يا حبيبي
ردت مليكة بوجه بشوش: منا ومنك يا ماما، هو أنس لسه نايم؟
أجابتها ثريا: أه نايم، أنا أتحركت من جنبه بالراحة علشان ميقلقش ويصحي، أصله إمبارح الجلالة كانت وخداه ومفرفش أوي بعد سهرته ولعبه مع أبوه، بعد ما طلعتوا فضل صاحي يلعب لحد الفجر.

تحدث رائف وهو يضع الزبده والمربي على التوست ويتذوقها: ما أنا قولت لحضرتك يا ماما بلاش تنيميه معاكي في الأوضة هيتعبك، وخليه في أوضته أحسن وأهي الناني كانت بتبات معاه وتاخد بالها منه لما يصحي، وكمان مليكه كانت كل شويه تروح تطمن عليه.

أجابته ثريا بسعاده وهي تناوله قدح الشاي: ومين بس إللي قال لك إني تعبانه كده يا حبيبي، بالعكس، ده على قلبي زي العسل، ده وجوده معايا مونسني طول الليل، ده أنا عمري بيطول لما باخده في حضني وأنا نايمه يا رائف.
أجابها بحب: ربنا يخليكي لينا يا ماما.
وأثناء حديثهم دلف من البوابة الحديدية عز وياسين وطارق.

طل ياسين بثيابه الرسميه التي زادته وسامة فوق وسامته وهو يرتدي النظارة الشمسية، كان يطل عليهم أشبه بأمير أو فارس من فرسان العصر الذهبي
فقد إعتادوا ياسين وطارق وعز على حضورهم يوميا إلى فيلا رائف لتناول وجبة الإفطار معهم قبل ذهابهم لعملهم
فا منال وزوجتي أبنيها لا يستيقظون صباحا على الإطلاق
ويعتمدون على عاملات المنزل لإفطار أزواجهم، لكن عز وأبنائه فضلو الإفطار بمنزل رائف حيث العائله والجو الأسري المبهج.

تحدث عز بهيبه وبشاشة وجه: صباح الخير
ردو عليه جميعا
تحدث طارق بدعابه وهو يجلس سريعا ممسكا بقطعة خبز أيه النداله إللي إنت فيها دي يا سي رائف قاعد تفطر قبل ماأجي كده ولا هامك، أنا عودتك على كده بردو؟
أجابه رائف بإبتسامه هموت من الجوع، ماأكولش يعني وأستني أما سعادتك تشرف؟
تحدثت ثريا بذعر بعد الشر عنك يا حبيبي الله أكبر!
تحدث ياسين بإشراقه وأبتسامه صباح الخير يا عمتي، صباح الخير يا مليكة.

ردو عليه الصباح بإبتسامة
وقفت مليكه كي تسكب لهم الشاي وناولته لهم بإبتسامة
أردف عز قائلا بإبتسامه شاكرة تسلم إيدك يا حبيبتي.
نظرت له بإبتسامه قائله بصوت هادئ بالهنا يا عمو.
تحدث ياسين وهو ينظر إليها بإهتمام ويلتقط قطعة جبن بالشوكة مبتاكليش ليه يا مليكة؟
أجابته مليكه بإبتسامة ما أنت عارف يا أبيه أنا مش بفطر بدري كده، أنا بقوم بس علشان أعمل ل رائف وليكم القهوه وأرجع أنام تاني، ولما بقوم بفطر مع يسرا.

نظر لها رائف بحب وأمسك يدها وقبلها متحدثا ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي.
بادلته نظراته بإبتسامه خجوله.
نظر لهما ياسين وحينها تذكر زوجته ليالي التي لا تعلم حتى ميعاد إستيقاظه، ولا تعلم كيف هو مذاق قهوته المفضل
هي لا تهتم سوي بجمالها ودلالها وأصحابها والنادي، وحياتها الخاصه، أما هو فبالنسبة لها وجهه مشرفه أمام المجتمع
هي تعشقه هو لاينكر هذا، ولكن حب بدون إهتمام لا يجدي نفعا بالنسبة له.

دلفت مليكه للمطبخ لتصنع لهم قهوة الصباح المحببه لديهم جميعا ويحبذونها من صنع يدها حتى ثريا فقد كانت تعشقها من يد مليكة
بعد دلوف مليكه للداخل نظر رائف لوالدته موجها الحديث لها بتساؤل ونظرات ملامه إنتي ليه يا ماما ماقولتليش إنك هتجيبي عربيات جديده ل يسرا ونرمين، كنتي قولتي لي وأنا كنت غيرتهم بنفسي، يعني ينفع أعرف زيي زي الغريب كدة؟

أجابته ثريا وهي تبرر تصرفها ياحبيبي أنا عارفه إنك مشغول في شغلك فمحبيتش أدوشك معانا، وأهو محمد جوز نرمين راح معاهم وخلص لهم كل الأوراق وأشتروهم.

تحدث رائف بإصرار خلاص حضرتك إديني الفواتير وأنا هسددها، أنا كده كده كنت بفكر أغيرلهم عربياتهم علشان مايزعلوش إني جبت ل مليكه ونسيتهم، لكن صدقيني أنا كان في نيتي الموضوع، لكن بصراحه حبيت أجيب لمليكه الأول علشان تفرح بيها بما إنها هدية عيد جوازها علشان يعني تحس بفرحة الهدية
وقولت بعدها بكام يوم أبقي أجيب لإخواتي، وأكمل بتبرير لكن أنا مش ناسيهم يا ماما والله!

أجابته ثريا بحنان أنا عارفه يا حبيبي بس إنت كفايه عليك مصاريف ولاد أختك ومدارسهم وبعدين هو أنا هعمل أيه بالفلوس يعني، هو أنت مخليني محتاجه حاجه يا نور عيوني
تحدث ياسين بجديه خلاص يا رائف، أنا هساعد بتمن عربية يسرا، وإنت إدفع عربية نرمين!
تحدثت ثريا برفض وإصرار ولا أنت ولا هو، محدش منكم هيدفع ولا مليم، أنا وعدت بناتي وجبت لهم ودفعت الفلوس وخلاص،.

وأكملت مفسرة وبعدين بيني وبينكم أنا كنت ناويه أحط لهم كل واحده قرشين في البنك، خوفت ليكونوا زعلوا علشان كتبت الأرض بتاعت مرسي مطروح إللي ورثتها وخدتها من إخواتي لأولاد رائف، وقولت أراضيهم،
لكن لما لقيت نرمين نفسها تغير العربيه، قولت خلاص أغيرلهم عربياتهم وأراضيهم بكده!
تحدث عز بإعجاب برافوا عليكي يا ثريا، كده أحسن علشان بناتك ميزعلوش ويشيلوا من أخوهم!
هنا أتت مليكه بالقهوة وقدمتها لهم بوجهها البشوش.

أردف طارق قائلا بتعجل يلا يا رائف إشرب قهوتك بسرعه علشان إتأخرنا، شربا القهوة سريعا!
إرتشف عز قهوته وتحدث متمزج بمذاقها الرائع الله عليكي يا مليكه، أحلا فنجان قهوه بيظبط لي دماغي بجد بشربه من إيدك، تسلم ايدك يا حبيبتي!
إبتسمت بسعاده وتحدثت بألف هنا يا عمو!
كان ياسين ينظر لها سعيدا لسعادتها وأبتسم ببشاشه!
وقف رائف بتعجل وقبل يد وجبين والدته وتحدث إدعي لي يا أمي!

أجابته بحب داعيالك من قلبي يا حبيبي، ربنا يبارك لي فيك ويحفظك بحفظه!
نظر لمليكته بعشق وقبل وجنتها وتحدث سلام يا حبيبي، عاوزه حاجه؟
أجابته بإبتسامتها الساحره سلامتك يا رائف، متتأخرش على الغدا!
هز لها رأسه بإيجاب إن شاء الله!
بعد ذهابهم جميعا إستأذنت مليكه من ثريا وصعدت لجناحها لتكمل غفوتها بسلام حتى تعود لنشاطها مرة أخري، قبل رجوع رائف من عمله!

داخل منزل نرمين
كانت تجلس حول منضدة الطعام تصنع لطفلها بعض الشطائر لتضعها له في صندوق طعامه المدرسي وبجانبها زوجها يتناول إفطاره
تحدث الصغير بتملل يلا يا مامي بسرعه، الباص خلاص قرب يوصل!
تحدثت نرمين بعجاله خلاص يا على أخر ساندوتش في إيدي أهو!
وأخذت بالصياح مناديه على العامله الفلبينيه التي تعمل لديها ليندا، إنتي يا ليندا.

أتت العامله مسرعه حتى تتلاشي غضب تلك المتجبره وتحدثت بلغه عربيه ركيكه أفندم مدام!
تحدثت نرمين بنبرة حادة خدي على خرجيه ومتسبيهوش من إيدك غير وهو راكب الباص قدام عنيكي، إنتي فاهمه؟
أجابتها العامله بإيماء حاضر مدام
ذهب الصغير لمكان جلوس والده وقبله وتحدث بإحترام باي باي يا بابي!
نظر له محمد بإبتسامه سعيده وتحدث باي باي يا قلب بابي، خلي بالك من نفسك يا لولو!

تحدثت نرمين بضيق وبعدين يا محمد مش قولنا بلاش كلمة لولو دي للولد، هو فيه راجل يتقال له لولو؟
ضحك محمد وتحدث خلاص يا ستي طالما كلمة لولو بتزعلك مش هقولها تاني!
أخذت العامله الطفل وخرجا
نظرت نرمين إلى محمد وهي ترفع كأس الماء وترتشف منه بعض القطرات ثم تحدثت علي فكره يا حبيبي أنا قررت أروح لرائف إنهارده الشركه وأطلب منه يديني نصيبي فيها وأخلص!

نظر لها وتأفأف بضيق تاني يا نرمين، مش كلمتي مامتك في الموضوع ده قبل كده ورفضت، ليه جايه تفتحيه تاني، أنا مش فاهم أصلا إنتي ليه عاوزه تبيعي نصيبك مع إنك مش محتاجه فلوسه في حاجه، وبعدين تقدري تقولي لي بعد ما تاخدي فلوسك هتوديها فين؟
أجابته ببرود هحطهم في البنك طبعا!

تحدث هو منتقضا لحديثها هو فيه حد عاقل يعمل كده يا نرمين، بقا عاوزه تفضي شراكه بتجيب لك مبلغ محترم كل سنه علشان تاخدي الفلوس وتحطيها في البنك تجيب لك فوايد ملاليم؟
تنهدت بضيق وأجابته يا محمد أنا هبقي مرتاحه كده، وبعدين يا سيدي أنا دخلت على صفحة البنك وسألت ولاقيت برامج جديده حلوه أوي وأختارت شهاده هعملها لمدة خمس سنين هتديني عائد عالي، يعني مش هاخد ملاليم ولا حاجه زي ما بتقول!

وقف وهو يرتدي سترته الخارجيه وأمسك بحقيبته ونظر لها وتحدث إنتي حره، أنا عارف إن كلامي معاكي لا هيقدم ولا هيأخر، وفي النهايه دي فلوسك إعملي فيها إللي إنتي عوزاه، المهم انا ماشي عاوزه حاجه؟
وقفت تودعه وقبلته وتحدثت ميرسي يا روحي، إعمل حسابك هنتغدي بره إنهارده!
تحدث وهو يتحرك أوك، يلا سلام!

داخل مكتب رائف كان يجلس بمكتبه ينظر بأوراقه بإهتمام دلفت إليه السكرتيره لتبلغه بوصول أخته نرمين وتطلب لها إذن الدخول طلب منها سريع دلوفلها ووقف وتحرك بإتجاه الباب لإستقبالها
تحدث رائف بوجه حنون وهو يحتضنها بحب أهلا أهلا يا حبيبتي، ده أيه المفاجأه الحلوه دي!
ردت نرمين بوجه بشوش أهلا بيك يا رائف!
تحدث رائف وهو يشير لها بالدخول بإهتمام ويمسك معصمها بحب إتفضلي يا حبيبتي إدخلي!

جلست نرمين فوق الأريكه تفرك يديها بتوتر ويبدو على وجهها عدم الراحه!
جلس رائف بجانبها وتساءل بإهتمام تشربي أيه يا حبيبتي؟
أجابته نرمين مالوش لزوم يا رائف!
أجابها رائف بإصرار لا إزاي، لازم تشربي حاجه، طب أيه رأيك أجيب لك أي عصير فريش!
هزت رأسها بإيماء، فنظر هو إلى السكرتيره التي مازالت تقف بإنتظار أوامره، وتحدث من فضلك يا سحر، خلي البوفيه يبعت لنا 2 عصير جريب فروت فريش!

أجابته سحر بوجه مبتسم وطاعه تحت أمرك يا أفندم!
نظر لها رائف وتحدث نورتي الشركه يا نرمين!
تحمحمت نرمين بإحراج متشكره يا رائف، أنا هدخل في الموضوع على طول علشان ماأعطلكش!
أجابها رائف بترحاب أنا تحت أمرك يا نرمين، أؤمري يا حبيبتي!

تحدثت نرمين بنبرة جديه رائف، لو سمحت أنا عوزاك تحسب لي حقي في الشركه فلوس وتدهولي، وياريت من غير متقول لماما لأني قولت لها من فتره وهي رفضت، فمن فضلك ياريت تديني حقي وبعدين إبقي قول لها براحتك!
إستغرب رائف من طلبها هذا ونظر لها مضيق عيناه وتساءل بإستفهام عاوزه تفضي الشراكه ليه يا نرمين، قولي لي لو محتاجه فلوس أنا هديهالك وبلاش تخسري نصيبك وتضيعيه!

أجابته نرمين بوجه مبهم لا يا رائف مش عاوزه فلوس، أنا كل اللي محتاجاه إني أستقل بحياتي وفلوسي بعيد عنكم، وأظن ده حقي؟
أجابها رائف بإستغراب من طريقتها الحادة تستقلي بحياتك، هو أنا ليه ملاحظ إنك بتحاولي تبعدي عننا يا نرمين، ليه ملاحظ إنك كل شويه بتبعدي نفسك أكتر، الأول سيبتي المكان وسكنتي بعيد عننا، والوقت عايزه تقطعي أخر حاجه بتربطك بينا، واللي هي نصيبك في الشركه!

أنا حره يا رائف، أعمل اللي أنا شيفاه مناسب لحياتي، إنت هتحاسبني ولا أيه؟ جملة قالتها بإنفعال شديد ووجه غاضب!
أردف رائف قائلا بعدما نفد صبره عليها أيه الطريقه إللي بتكلميني بيها دي يا نرمين، ومن أمتي بتعلي صوتك عليا كده؟
وقفت نرمين بغضب وتحدثت بنبرة تهكميه جرا أيه يا رائف، إنت هتعلمني الأدب من جديد ولا أيه؟
أنا أتكلم زي ماأنا عاوزه!

تحدث بسخريه لا طبعا ياأستاذه، وأنا أيه أكون بالنسبة لك علشان أقول لك تعملي أيه ولا تقولي أيه
وأكمل برفض قاطع بس أنا أسف إتفضلي روحي إتكلمي مع أمك وشوفي رأيها أيه، ولو وافقت وقتها مش هيكون عندي أي مانع إني أشتري نصيبك!
صاحت بغضب ما قولت لك ماما مش موافقه، إنتوا هتزلوني وترموني لبعضيكم، إديني حقي وسيبوني في حالي بقا، أنا واحده عايزه أعيش في سلام وأحافظ على جوزي ومش عاوزه حرقة دم وأعصاب كل شويه!

ضيق عيناه بإستهجان مما يستمعه من أخته قصدك أيه أنا مش فاهمك، تقصدي أيه بإنك عايزه تحافظي على جوزك ومن مين أصلا؟
تحدثت بتهكم وهي تضع يدها على صدرها وتهز رجليها بعصبيه ماأقصدش يا رائف، مش لازم تفهم حاجه، أنا بقول تديني فلوسي أحسن وكل واحد يعيش في حاله!
تحدث رائف بإصرار وأنا مش هديكي ولا مليم غير لما أفهم تقصدي أيه بالكلام إللي قولتيه ده؟

نظرت له نرمين بحقد وتحدثت بغل عايز تعرف أقصد أيه، ماشي يارائف بيه هاقول لك، أقصد الهانم بتاعتك إللي حضرتك متجوزها وعاملها هانم علينا، إللي كل شويه تشاغل جوزي بكلامها وحركاتها المايعه، وقدامك عامله فيها الملاك الطاهر البرئ، وهي مجرد شيطان مش أكتر!

حدقت عيناه بإتساع ونظر لها بذهول وصدمه إخرسي، إنتي إزاي تسمحي لنفسك تجيبي سيرة مراتي بالطريقه القذره دي، جايه تتهمي مراتي في شرفها قدامي عيني عينك كده وبكل بجاحه، ومع مين، مع محمد جوزك، عايزه تقنعيني إن واحده زي مليكه بتربيتها وأخلاقها ممكن تبص لراجل غيري؟
وساعة ماتتجنن وتبص تبص لجوزك إنتي!

تحدثت بغل وتهكم تربيتها وأخلاقها، ياأخي فلقتني بتربيتها، إوعي يكون غشك الحجاب اللي لبساه ورسمالنا بيه وش البرائه ده تحته بلاوي، فوق يارائف وبص حواليك وفتح عيونك كويس!
نظر لها رائف وتحدث بإشمئزاز ياااااا، ده إنتي طلعتي وحشه أوي يا نرمين وأنا ماأعرفش، أنا إزاي مكنتش شايف السواد والغل اللي جواكي ليا ولمراتي ده كله،.

ثم تحدث بتهديد الكلام اللي قلتيه على مليكه من شويه ده، ورحمة بابا لو نطقتيه قدام أي مخلوق تاني لأنسي أنك أختي ووصية بابا ليا وأتصرف معاكي بشكل مش هيعجبك!
تحدثت بصياح وغضب إنت بتهددني علشان الجربوعه بتاعتك دي، ده بدل ماتروح تضربها وتلمها ولا تطلقها وتخلص من قرفها جاي تتشطر عليا أنا وتهددني.

وأكملت حديثها بتهديد طيب يا رائف بيه، قدامك يومين بالظبط وتكون فلوسي عندي، ياأما والله العظيم هروح أشتكيك وأعمل لك محضر في النيابه وأخليهم ييجوا يدوني ورثي غصب عنك!
وخرجت كالاعصار بعد رمي كل سمها وغلها عليه!
كان ينظر على أثرها بذهول وتساؤل، من كانت تلك الفتاه الحقوده، هل هذه نرمين أخته الصغري التي رباها على يده؟
هو لم يفعل لها غير كل الخير، وماكل الهذيان التي تفوهت به منذ قليل؟

وبدأ الشيطان يوسوس به، أيعقل رائف أن يكون ماتفوهت به منذ قليل صحيح، هل من الممكن أن تكون مليكه خائنه حقا وأنت معمي بغرامها ولاتدري؟
أه ياالله، رأسي ستنفجر ماالذي فعلته بي نرمين، لما فعلتي بي هذا إبنة أبي؟
أنا لم أستحق ذلك منك أختي!
لابد أن أذهب وأستجوب مليكه لأعرف منها الجواب، نعم يتوجب على معرفة الحقيقه، رأسي ياالله ساعدني أرجوك!

كان صدرة مشتعل ناااار ويجوب المكتب بغضب عارم، إنتفض وأخذ مفاتيح سيارته ومتعلقاته وخرج كالإعصار
قابلته سحر السكرتيره فحدثته حضرتك رايح فين يا أفندم، فيه إجتماع كمان 1 دقايق؟
أجابها وهو يتحرك مسرعا إلغي كل حاجه أنا مروح!
إستقل سيارته ليذهب إلى مليكه ويستجوبها وإن صح حديث نرمين فسيقتلها ويقتل حاله بعدها، نعم فهو لم يستطيع العيش بعدها!

حدث حاله من جديد، ولكن كيف رائف، مليكه لاتفعلها يارجل، إنها إمرأة الرجل الواحد، هي حقا تعشقني، لا رائف لا تهذي يا رجل، أتشك بمليكه؟
إذن فاأنت جننت رسميا، اللعنة عليكي نرمين أيتها الخبيثه الحقيره،
كل هذا كان يدور بعقله وهو يقود سيارته بغضب عارم، وسرعه جنونيه!
تري ما اللذي سيحدث مع رائف؟
وماذا سيقول ل مليكه وماذا سيفعل بها؟
كل هذا وأكثر سنتعرف عليه من خلال البارت القادم تصويت من فضلك.
زاد رائف من سرعته للقيادة بطريقة جنونية ومازال الغضب يسيطر على جسده كليا، يريد أن يري مليكة ليستجوبها
ولكن فيما سيستجوبها؟
فهو يعلم علم اليقين بأنه إذا نطق بحرف واحد به شك بها، فستتركه على الفور لا محال، ولن يراها مجددا حتى بأحلامه.
أطلق صرخة من أعماق قلبه المتألم: أااااااااااه، يارب ساعدني أنا مليش غيرك ألجأ له.

دق على مقود السيارة بغضب عارم وأغمض عيناه رافضا أفكاره التي تهاجمه، وكلمات نرمين البذيئة تدور برأسه تكاد تفجرها.

وإذا بلحظة تخرج بوجهه شاحنة نقل كبيرة محملة بإسطوانات الغاز الممتلئة وللأسف لم يرها رائف لغلقع عيناه لبضعة ثواني، وبالفعل حدث إصتدام هائل رأه رائف بعد فتحه لعيناه بذهول ورعب وذلك بعدما إستمع إلى صوت عزوف الشاحنة الذي! نتج عنه حشر سيارة رائف تحت تلك الشاحنة الضخمة، ولولا ستر الله لأنفجرت الشاحنة وأحترق كل من بداخل السيارتان!

نقل رائف إلى المشفي سريعا بعد إبلاغ الشهود سيارة الإسعاف والشرطه التي أتت على الفور لمعاينة الحادث، أكتشف الشرطي المكلف بالمعاينه شخصية رائف المغربي من خلال بطاقته الشخصية، وبدوره إتصل برئيسه على الفور لإبلاغ اللواء عز المغربي بحادث إبن أخيه، عندما علم عز هاتف ياسين وأبلغه، واتجها كلاهما على الفور إلى المشفي التي يقطن بها رائف.

دخلا للمر المتواجد به رائف خرج عليهم الطبيب ويبدو على وجهه علامات الأسي.
تحدث عز بقلق وأرتياب: أنا اللوا عز المغربي عم رائف.
أومأ له الطبيب بإحترام وتحدث: أهلا وسهلا يا أفندم.
نظر ياسين إليه بعجاله وهتف بتساؤل وترقب لوجه الطبيب: طمنا يا دكتور عن حالة رائف؟
أجابهم الطبيب بأسي وهو منكس الرأس: للأسف يا أفندم الحالة شبة منتهية.

واستطرد شارح بإستفاضة: رائف بيه عنده نزيف داخلي في المخ شديد وصعب التحكم فيه، وفيه بعض قطع الإزاز دخلت في المخ نتيجة الإصتدام عملت تهتك في الخلايا
وأكمل بحزن ظهر فوق ملامح وجهه: فللأسف مش هنقدر نعمل له حاجة، كل إللي ممكن نعمله حاليا هو إننا ندعي له
تحدث عز إلى الطبيب بإنفعال وغضب: يعني أيه مش هتقدر تعمل له حاجة؟

وأكمل بنبرة صارمة: إتصل بأي دكتور كبير في القاهرة ممكن يتدخل ويفيده، أو حضر لي طيارة مجهزة وأنا أسفره لألمانيا حالا.
هز الطبيب رأسه بأسف وتحدث بعمليه: للأسف يا أفندم حالة رائف بيه متأخره جدا
، وأنا لو شايف إن فيه أمل ولو حتى 5% مكنتش هستني سيادتك تطلب مني ده وكنت هتحرك بأقصي سرعتي علشان نلحق ننقذه.

وأكمل بنبرة متأثرة: ياريت يا سيادة اللوا تجهزوا نفسكم لكل الإحتمالات، ولو حابين تودعوه لاخر مرة إتفضلوا
نظر له ياسين مصدوما وأردف قائلا بذهول: إنت بتقول أيه! لاء! رائف لاء!
وتحرك مسرعا بإتجاه غرفة العناية الفائقة المتواجد بها رائف وخلفه أباه يجر ساقيه بتألم.
دلفا إثنتيهم وجدا رائف برأس مضمده بالشاش وعيناي متورمة من تأثير الحادث، موصل بأجهزه تنفس، وأسلاك متصلة بالقلب وجميع أجهزة جسده!

جري عليه ياسين وأمسك راحة يده قائلا بقوه مطمأن إياه: متخافش ياحبيبي، هتبقي كويس إحنا جنبك ومش هنسيبك أبدا.
قبل عز جبينه وتحدث بصمود وقوة يحاول أن يظهر بهما أمامه: أنا هسفرك بره يا رائف، أنا إتصلت بطيارة مجهزة وهنقلك حالا وهتبقي كويس جدا
واستطرد ليطمئن رعبه: إوعي تخاف يا إبني.

فتح عيناه ببطئ وشدد على يد ياسين الممسكة بيده، ونطق رائف كلمات محددة قائلا ببطئ وتلعثم: ياسين، قول لمليكة تسامحني، وخلي بالك من أمي وولادي
ولفظ كلماته الاخيرة: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
ثم أغمض عيناه للأبد.
وبدأت الأجهزة الموصولة بقلبه بالتصفير، معلنتا عن توقف القلب وللأبد.

حضر الأطباء سريع لينعشوا القلب مرة أخري، حالة من الهرج والمرج أصابت الأطباء وطاقم التمريض داخل الغرفه، كان عز ينظر لإبن أخيه الغالي برعب وعيون جاحظة مترقبة بقلب يتأمل في وجه الله الكريم، ولكن أمر الله قد نفذ وما بأيدينا لنفعله، كل نفس ذائقة الموت واللهم لا إعتراض.

نظر ياسين إلى رائف ونزفت دموع قلبه قبل عيناه، لقد فقد للتو أخاه الذي لم تلده أمه، صرخ ياسين بإسمه وقد تخلي عن شخصيته الصارمة وهيبته أمام تلك الفاجعة الكبري
نظر لأباه وجده ولأول مره يذرف الدمع بحزن وأنكسار، جري عليه وأحتضنه ليشدد من أزره، ولكن من يهون عليه تلك المصيبة، فإنه رائف، زينة شباب العائلة وفخرها، ولده الذي رباه وأعتبره عوضا له عن أخاه الذي إفتقده مبكرا.

نظر لهما الطبيب ونكس رأسه بأسف وتفوه: أنا اسف يا سيادة اللوا، البقاء لله.
هنا لم يتمالك عز حاله، ارتجفت ساقيه وكاد أن يسقط أرضا لولا يداي ياسين التي سبقته وأسندته، وفي تلك اللحظة أتي إليهم طارق المصدوم ودكتور أحمد طبيب النساء والتوليد إبن عمهما، وعمه عبدالرحمن الأخ الأصغر لعز،
وباقي عائلة المغربي حيث إنتشر ذاك الخبر المشؤؤم كالنار في الهشيم!

جري عليه طارق محتضنا إياه بصراااخ يدمي القلوب وتحدث: راااائف، قوم يا حبيبي، قوم يأ أخويا، سايبني ورايح فين ده أنا مليش غيرك؟
طب هحكي لمين أسراري يابير أسراري؟
قوم يا شريكي يارفيق عمري متسبنيش لوحدي.
كان يبكي ويصرخ كطفل في المهد فقد أباه!
ربت عمه عبدالرحمن على كتفه وأسنده وأخرجوهم الأطباء عنوة عنهم، ليستكملوا إجراءات تجهيزه حيث مثواه الأخير.

داخل منزل ثريا، كان الصغير يبكي بشده وعلى غير العاده وينطق بإسم أبيه
وكأن قلبه الصغير يشعر بأنه فقد سنده وعزيز قلبه، كانت ثريا تحمله وتتمشي به في بهو الفيلا وتهدهده وقلبها يشعر بإنقباض لا تدري مصدرة
نظرت مليكة بتألم لصراخ صغيرها وملست فوق رأسه بحنان قائله: مالك بس يا حبيبي؟ فيك أيه؟
صرخ الصغير من داخل أحضان جدته وتحدث: باباااااا، أنا عاوز بابا.

وجهت ثريا حديثها إلى مليكة: إدخلي يا مليكة جهزي له أكله يمكن يكون جعان، وأنا هحاول أكلم رائف فيديو كول يمكن يهدي شوية لما يشوفه، يارب بس يرد.
أطاعتها مليكة، ودلفت إلى المطبخ لتجهز وجبة صغيرها، كانت ترتدي ثوبا قصيرا طالقة لشعرها العنان فوق ظهرها بمظهر ساحر، متزينة بأجمل صورها ككل يوم لإستقبال زوجها الذي أوشك ميعاد وصوله اليومي.

ولكن قلبها كان محمل بالهموم، وشعور سيئ قد إجتاح قلبها لا تعرف مصدره، لكنها فسرت هذا الشعور السيئ لصراخ الصغير وضيق صدرها لأجله.
تحدثت عليه إليها بإحترام: أجهز السفره يا ست مليكة؟
ردت مليكه بتشتت: هو الأكل خلص يا داده؟
ردت عليه بإيماء: أيوه يا بنتي خلص وطفيت النار عليه.
تحدثت مليكة بنبرة هادئة: طب جهزي السفرة وحطي السلطات، وما تخرجيش باقي الأكل غير لما يجي رائف بيه علشان ما يبردش.

وأكملت بإبتسامة هادئة: ما إنتي عارفه يا داده، رائف بيحب الأكل يكون سخن.
أمائت لها عليه بطاعة وتحركت.
إنتهت من تحضير طعام صغيرها وخرجت للردهة في طريقها إلى ثريا، وجدت ياسين يقف في وجه ثريا والدموع تملئ عيناه، كادت أن تتراجع سريعا للخلف لإختباء جسدها منه، وذلك لعدم إرتدائها الزي الشرعي،
حدثت حالها بتعجب: ولكن كيف لياسين أن يأتي هكذا وبدون إستأذان؟!

هو يعلم جيدا أنني محتشمه في ملابسي وأرتدي حجاب، لذا أي رجل من العائله يريد المجيئ يهاتف عليه من خارج البوابه أولا!
كادت أن تتراجع حتى شاهدت دخول منال وليالي وجيجي من باب الفيلا وهم يذرفون الدموع بحرقه وألم، أخذت جيجي الصغير الذي زاد نحيبه وصراخه وخرجت به إلى الحديقه.
إستمعت إلى ثريا وهي تصرخ بعلو صوتها: إنت بتقول أيه يا ياسين، بتقول ايه؟
رائف لا، قول لي ابني فيه أيه بالظبط؟

وقع إناء طعام طفلها من بين يديها وتحول لمائة قطعه متناثرة
مما جعل الجميع يحول أنظاره عليها في فزع!
هنا جرت إلى ياسين الواقف كتمثال الشمع لا يتحرك منه شيئ سوي تلك الدموع التي تنهمر من عيناه بغزاره
أمسكته من تلابيب بدلته وصاحت متسائلة بذعر: إنت بتعيط ليه يا أبيه؟
وأكملت وهي تتلفت حولها بعيناي زائغة: ورائف فين مجاش معاك ليه؟
إنت ساكت ليه؟ رد علياااااا.

هنا لم يتمالك حاله وبكي بحرقة من أعماق داخله، أخذها هي وثريا بين أحضانه وتحدث بنبرات متقطعة: رائف راح للي أغلي وأحن عليه مننا كلنا.
انتفضت من بين أحضانه وهي تصرخ وتدفعه عنها بشده وعنف جعله يتهاوي: إسكت يا أبيه متقولش كده إسكت، إنت بتكذب ليه قولي؟
وهنا أتت يسرا من الداخل مهرولة بصراخ لما إستمعت له.

لم تستطيع ثريا تحمل خبر فقدان صغيرها وعزيز عيناها، وقعت أرضا، أمسكها ياسين قبل أن تلامس رأسها الأرض، حملها وأدخلها إلى غرفتها
وسط صراخ وعويل من الجميع حتى أطفال المنزل، وبلحظه تحول المنزل إلى حاله من الذعر والصراخ
إتصلت منال بطبيب العائلة ليطمئنوا على ثريا، أما مليكة المتصلبه بمكانها فكان الذهول وعدم التصديق لما جري وإنكاره هم سيد موقفها! فقد كانت تهز رأسها بنفي وتكتم فمها بيدها بذهول.

في نفس التوقيت دلفت من الباب والدتها وهي تتلفت بلهفة تبحث بعيناها عن إبنتها، وجدتها تقف وحيدة شاردة، جرت عليها هي وأبيها وشريف،
أسرعوا إليها جميعا ليقفوا بجوار إبنتهم في مصيبتها تلك،
إحتضنتها سهير وتحدثت بدموع وألم: مليكة حبيبتي، البقاء لله يا قلبي، ربنا يصبرك على مصيبتك الكبيره يا بنتي.

دفعتها مليكه بقوه وهي تصرخ بإنكار شديد: إنتي بتقولي أيه يا ماما، حتى إنتي كمان هتتكلمي زيهم، رائف لايمكن يتخلي عني ولا يسبني، رائف عارف كويس أوي إن حياتي من بعده مستحيله
مستحيله يا بابا، كانت تنظر لأبيها بإنكار وتهز رأسها برفض.
أخذها والدها بين أحضانه في محاولة منه لتهدأتها: إهدي يا مليكه، إنتي مؤمنة بربنا وقدره يا بنتي، إدعي له بالرحمه.

صرخت بكل ما أوتيت من قوه ووضعت يديها على أذنيها برفض وهي تصرخ: كفااايه! حراااام عليكم، إنتوا ليه بتقولوا كده على حبيبي؟
بتفولوا ليه عليه ليه كده يا بابااا، لييييه؟
خرج ياسين من غرفة ثريا ليستعجل حضور الطبيب حتى يري زوجة عمه الغائبة عن الوعي.
وجدها تصرخ وتتألم بوجع،.

ذهب إليها بدموعه وأمسك يدها وتحدث: إهدي يا مليكة متعمليش في نفسك كده، إهدي علشان خاطر أولادك، إدعي له، إدعي له حبيبي ربنا يرحمه ويثبته عند السؤال.
تشبثت بيده سريع وكأنها وجدت طوق نجاتها، و نظرت داخل عيناه وتحدثت بترجي: قولي الحقيقه أرجوك ياأبيه، إنت مبتكذبش أنا عارفه، إنت شوفته؟
وأكملت بتيهه ورفض للواقع: هو بجد ولا ده واحد شبهه؟
طب مش ممكن تكون عربيه تشبه عربيته؟

ممكن كمان يكون كويس، أو حتى ممكن يكون كان عنده إغماء وفاق في المستشفي بعد ما سبتوه ومشيتوا؟
هنا أمسكت راحة يد ياسين وهي تسحبه خلفها بقوه: يلا وديني عنده أنا هعرف أفوقه، رائف أول ماهيشوفني صدقني هيقوم وهييجي معايا علشان أولاده.
أوقفها ياسين وتشبث بيدها متحدثا بدموع وعيون راجيه: مليكة.

هنا صرخت بقوه و صاحت برفض تام: ماهو ما تحاولش تقنعني إن رائف ممكن يسيبني أنا ومروان وأنس ويمشي بسهولة كدة؟ واستطردت بنبرة رافضة: ده يبقي أناني أوي
وأكملت بحنين وضعف أدمي قلوب الحاضرين: ورائف عمره ماكان أناني.
أخذها والدها بحضنه وهو يشدد عليها ويحاول إحتواء هلعها وذهولها وصراخها،
وهنا لم تعد تتحمل وأخرجت صرخة من أعماق قلبها زلزلت بها جميع أركان المنزل.

كان قلب ياسين يذرف دما على رائف ومليكة وطفليهما وعمته ويسرا
ونرمين التي حضرت وهي تصرخ غير مستوعبة لما جري والذنب يتأكل قلبها، وتتسائل بين حالها، هل لها دخل بما حدث لأخيها؟
كان الحزن والصدمة والذهول يسيطروا على الجميع، مضي الجميع ليلة حزينة كئيبة.
مر الوقت ودفن فقيدهم ودفنت معه أحلام وأمال وحياة زوجة وأطفالها، دفن معه قلب عاشقة وحبيبه تركها حبيبها وسط ليالي كالحة حزينة.

دفن ودفن معه قلب أم مكلومة على صغيرها الوحيد وسندها في دنياها، صغيرها التي كانت تأمل أن يواريها إلى مثواها الأخير، وإذا بها هي من تودعه وتوصله لنهاية مشواره!
دفن ودفن معه سند يسرا وظهرها التي تتكأ عليه هي وصغيريها في الحياة،
دفن ودفن شبابه وأحلام ورديه كانت بإنتظاره ليحققها
كانت ليله حزينة، الحزن خيم على حي المغربي بأكمله، فقد واروا للتو تحت الثري خير شبابهم وأكثرهم خلاصا وأخلاقا وأدبا،.

ولكن ماذا عساهم يفعلون؟ فتلك هي إرادة الله، سبحانه وتعالي من له الدوام.
في المساء، كانت غافية فوق تختها تتأوه بألم وتهذي بإسمه بخفوت، بعدما حقنها الطبيب بجرعة منوم وذلك ليسيطروا عليها من شدة صراخها الهيستيري وألمها.
مسحت والدتها على شعرها بحنان وهي تبكي على ما أصاب صغيرتها،.

حقا هي ليست حزينة فقط على إبنتها، بل حزينة على رائف فهو كان نعم الزوج الصالح لإبنتها، حزينة لأجل شبابه وطفليه اللذان أصبحا بلا أب ولا سند.
تحدثت سلمي صديقتها بحزن ودموع: مليكة تعبانة أوي يا طنط، هنعمل أيه لما تأثير المنوم ده يروح؟
أجابتها سهير بدموع وأنكسار: ربنا يتولاها برحمته يا سلمي ويهون عليها.

تحدثت سلمي بدموع وشرود: أنا بجد مصدومة ومش قادرة أصدق ولا أستوعب الخبر، معقوله رائف خلاص مبقاش موجود بينا، طب ومليكة إزاي هتقدر تكمل حياتها من غيره؟
واسترسلت بنبرة متألمة وهي تنظر إلى تلك الغافية: اااااه يا مليكة، ربنا يصبرك ويقويكي على اللي جاي يا قلبي.

في الصباح كانت الفيلا تأج بالنساء اللواتي أتين لتأدية واجب العزاء، كانت ثريا تجلس لتلقي العزاء في فقيدها بصبر وإيمان، وبجانبها إبنتيها وجميع نساء العائلة، والكل يتسائل عن مليكة، أين هي مليكه؟

كانت مستلقيه بفراشها كالموتي تتوجع وتنتحب بصمت ناظرة لسقف غرفتها، فقد رفضت بشدة النزول لأخذ عزاء زوجها، فحقا لم تستطع، فروحها تتألم بشدة وكل ما تحتاجه هو الإبتعاد عن البشر والإستلقاء كالموتي، جسد بلا روح فقد ذهبت روحها معه وتركتها.
كانت والدتها وسلمي وجيجي يجاوروها، ينتحبن بدموع الألم على الحال التي وصلت إليه تلك العاشقة الموجوعة.

أما نرمين التي إنتابتها حالة بكاء هيستيرية ورعب، كان الذنب يتأكلها، وكلما تذكرت ماتفوهت به لشقيقها تصيبها حالة من الإنهيار وتصرخ وتبكي بشده
كانت نساء العائلة يشفقن على تلك الشقيقة الحنون التي كادت تجن من فراق شقيقها الغالي، ولا أحد يعلم كم الشر التي صنعته بأيديها تلك اللعينة لذلك المسكين.

مضي إسبوع على تلك النكبة، ومازالت أجواء الحزن تخيم على المكان والجميع،
مضي إسبوعا لم تري فيه الشمس ولا الضوء، حبيسة غرفتها المظلمه، تأخذ طفليها داخل أحضانها وتشتم بهما رائحته، ناظره إلى أنس نسخة أبيه المصغره.
دلف لداخل المنزل وجده خالي من الجميع وكأنه أصبح مكانا مهجورا
أتت إليه عليه من المطبخ بوجه حزين مرحبة به بخفوت: أهلا يا ياسين بيه، إتفضل يا أبني.

نظر لها ياسين بوجه يكسوه الهم والشجن وتحدث بنبرة خافتة: إزيك يا عليه.
أجابته بهدوء: بخير يا بيه الحمدلله.
نظر لها ياسين وتحدث بتساؤل: أومال فين عمتي ومليكة ويسرا والولاد؟ الفيلا فاضية كده ليه؟
أجابته عليه والحزن يكسو ملامحها والدموع تغيم على مقلتيها: ماهو ده بقا حال البيت من يوم فراق الغالي، الست ثريا قاعدة في أوضتها مبتخرجش، يا إما بتصلي يا إما بتقرأ قرأن والدموع ما بتفارقش عنيها من يوم إللي حصل.

أكملت بتألم: ومدام مليكة حابسة نفسها فوق في جناحها وواخدة عيالها في حضنها مبتسبهومش لحظة واحدة
والست يسرا كذلك الأمر، يا إما جوة عند والدتها بتتحايل عليها تاكل أي حاجة علشان تاخد الدوا، يا إما في أوضتها بتعيط على الغالي إللي سابنا وراح.
وهنا نزلت دموع عليه على خديها قائلة بنبرة حزينة: البيت بقا وحش أوي من غير الغالي يا ياسين بيه.

وضع ياسين يده على كتف عليه مربت عليها بحنان وتحدث: ربنا يهون علينا كلنا يا علية، مصيبتنا في رائف كبيرة أوي.
ثم نظر لأعلي الدرج وتحدث مستفسرا: هي مليكة مابتنزلش خالص يا عليه؟
وأكمل موضح: أنا اصلي مشفتهاش من يوم الدفنه!
أجابته بحزن: لا مبتنزلش يا باشا، ده حتى سالم بيه كان هنا إمبارح وطلعت مني تديها خبر علشان تنزل له، رفضت وقالت لها إن رجليها مش شيلاها ومش قادرة تتحرك، فسالم بيه طلع لها.

إنزعج بشدة من حديثها وتحدث بهلع ظهر بعيناه: يعني ايه رجليها مش شيلاها؟
وتساءل: أوعي تكون تعبانة يا علية؟
هزت رأسها نافيه وأجابته بهدوء: يا ياسين بيه دي رافضة الأكل من ساعة إللي حصل، دي يدوب عايشة على صباع بقسماط أو كوباية عصير ست سهير بتضغط عليها بيها، فطبيعي يحصل لها ضعف، إن شاء الله تعدي محنتها على خير وهتبقي كويسة.
تنهد بألم وأسي وتحدث: طب أنا هدخل لعمتي أطمن عليها.

أجابته عليه بإحترام وهي تمسح دموعها: إتفضل يا باشا وأنا هعمل لحضرتك القهوة وأدخلها لك.
ذهبت عليه إلى المطبخ لتصنع لياسين قهوته
دق ياسين على باب ثريا للإستئذان منها للدخول، وبعد مده قصيره سمع إذنها له، ففتح الباب ودلف للداخل، وجدها جالسة فوق مقعد بجانب الشرفة المطله على حديقة المنزل وتمسك بيدها كتاب الله العزيز (القرأن الكريم) وهي تصدق وتقبله بإحترام وتضعه بجانبها على الكومود.

نظرت له بحنان وتحدثت بعيون ذابلة وصوت ضعيف ووجه شاحب كشحوب الموتي: تعالي يا ياسين.
ذهب ياسين إليها وجثي على ركبتيه تحت قدميها وأمسك يدها وقبلها بإحترام
وتحدث بحنان: عامله أيه يا عمتي إنهارده؟
تنهدت ثريا بألم وتحدثت بيقين: الحمدلله على كل حال يا ياسين.
نظر لها ياسين بحزن وتساءل: حابسة نفسك ليه كده يا حبيبتي؟ تعالي نتمشي أنا وإنتي شوية في الجنينة علشان تمشي رجليكي وصحتك متتأثرش.

أجابته بدموع أم مكلومة على صغيرها الغالي: وايه أهمية صحتي يا ياسين؟
وأكملت بنبرة بائسة: ماراح إللي كنت بخاف على صحتي علشان ميزعلش عليا
ثم تحدثت بدموع: رائف خلاص راح وسابني لوحدي، سابني زي أبوه ماسابني زمان، سابني أنا وولاده ومراته وأخواته من غير لا سند ولا ضهر
ونظرت له متسائله بذهول: هو خلاص كده يا ياسين، مش هشوفه ولا هسمع كلمة ماما منه تاني؟
كانت تتحدث بحرقة ودموع تنزف من قلبها قبل عيناها.

قبل ياسين يديها وتحدث بتألم: ليه بتقولي كده يا عمتي؟ طب وأنا روحت فين يا حبيبتي، أنا راجلكم وسندكم وضهركم، ربنا يقدرني وأقدر أعوضكم عن غياب رائف
وأكمل مفسرا: أنا عارف ومتأكد إني مش هقدر أعوضك عن الغالي ولا حتى الدنيا كلها تعوضه، لكن إسمحي لي أقف جنبكم وأكون سند ليكم يا ماما.
نظرت له بحب وهي تستمع له وهو ينطق ماما لأول مرة
نظر لها بحنان وتساؤل: تسمحي لي أقول لك يا ماما؟

وأكمل بإبتسامة خافتة مداعب إياها: أنا عارف إنك أصغر من إن واحد في سني يقولها لك، لكن أنا بقا حابب أقولها.
إبتسمت بخفوت من بين دموعها وربتت على كتفه قائلة: طب ماأنت فعلا إبني يا ياسين وغالي أوي على قلبي، طول عمرك كنت نعم الأخ والسند لرائف، ربنا يبارك فيك وفي أولادك يا حبيبي.
وقف منتصب الظهر، وأمسك بيدها وأوقفها قائلا: طب لو أنا فعلا غالي عندك زي ما بتقولي كدة تعالي أخرجي معايا نتمشي في الجنينة.

وأكمل بنبرة حماسية: وأنا هخلي عليه تنده لأولاد رائف يقعدوا معاكي
وأكمل ليحثها على الخروج: أقعدي يا أمي ونوري بيتك من تاني، البيت بقا وحش ومضلم أوي
وأكمل لإقناعها: طب لو مش علشانكم يبقي علشان خاطر ولاد رائف، مروان وأنس بقوا محبوسين طول الوقت ووشهم بقا أصفر وحزنكم واصل لهم وطفيهم، حرام كده يا ماما.

وأكمل بإحترام: حضرتك ست مؤمنة وموحدة بالله وراضية بقضائه، إحتسبيه عند ربنا وأدعي له وأطلبي من ربنا الصبر.
أجابته وهي تهز رأسها بإيماء والدموع تنهمر من عينيها بغزاره: ونعم بالله يا حبيبي، ونعم بالله.
خرجا معا وأحضر ياسين أولاد رائف ويسرا وجلس في الحقيقه وطلب لهم وجبات طعام جاهزه (دليفري) المفضل لدي الأطفال، ليدخل على قلوبهم السعادة ولو قليلا.

في اليوم التالي
دلف عز إلى منزله وجد منال زوجته، وليالي تجلستان سويا وتضحكان وهما تشاهدتان فيلم كوميديا! شعر عز بغصة مرة إقتحمت قلبه وحزن على مشاهدته لزوجته وزوجة إبنه الغير مبالين بما تعيشه العائلة بأكملها من حزن على فقيدهم الغالي
خطي بساقية مهرولا نحوهم بغضب وأمسك بجهاز التحكم وأغلقه وألقاه فوق المنضدة بعنف.

نظرت له منال وتحدثت بضيق وغضب: أيه يا عز البواخة دي، إزاي تقفل التي في كده وإحنا بنتفرج؟
نظر لها عز بغضب قائلا بنبرة ساخرة: أنا أسف على بواختي يا هانم، لكن إللي أفظع من البواخة هي قلة التقدير وعدم الإحساس بالغير.

وأكمل معنفا إياهما: أظن عيب أوي يا منال هانم لما يبقي إبن أخويا متوفي من كام إسبوع وإسكندرية كلها لسه في حداد عليه وعلى شبابه، وإنتي قاعدة إنتي وبنت أخوكي تتفرجي على أفلام كوميدي وضحككم جايب لأخر الجنينة
وأكمل بنبرة غاضبة: طب إحترموا حزني على إبن أخويا إللي كان بمثابة إبني، بلاش دي، على الأقل إحترموا شكلكم قدام عمال البيت.

تحدثت ليالي قائلة بإحراج: والله يا عمو أحنا لسه جايين من عند طنط ثريا، إطمنا عليها هي ويسرا ومليكة وجينا، ومن كتر الزهق والكأبة وإننا بقا لنا فتره مش بنخرج، قولنا نشغل حاجة كوميدي نفك بيها الزهق والحزن شوية
أجابها عز بضيق وحده: أهو ده كمان إللي ناقص يا ليالي هانم إنكم تخرجوا وتتفسحوا
وأكمل ساخرا بتهكم: أقول لك، إبقوا روحوا ديسكو بالمره وأرقصي إنت وعمتك.

إنتفضت منال من جلستها واقفة بعنف وتحدثت بنبرة حادة: هو فيه أيه بالظبط يا عز؟ إنت بتدور على أي مشاكل والسلام، ما البنت قالت لك كنا لسة عندهم
واستطردت قائلة بنبرة متهكمة: ولا هو المطلوب مننا إننا نفضل قاعدين هناك في وسط الغم والحزن ده ونندب معاهم بالمره؟
نظر لهما عز وتحدث بحزن ويأس: لاء طبعا يا مدام مش مطلوب منكم كده، لكن على الأقل تقدروا حزني أنا وولادي على إبن أخويا.

وأكمل متسائلا بتهكم: أه، وبمناسبة ولادك يا منال هانم، تقدري تقولي لي إنتي فين في حياتهم اليومين دول؟
مش المفروض إنك تكوني دايما جنبهم ومسنداهم، إنتي ناسية إن اللي مات ده كان أخوهم ولا أيه؟
تفوهت سريعا بنبرة غاضبة: بعد الشر، إيه أخوهم دي كمان، ما تنقي ألفاظك يا سيادة اللوا، إنت بتفول على إبني في غربته؟

أجابها عز بتهكم: إبنك! إبنك إللي مكلفش خاطرة يحجز وينزل يحضر جنازة إبن عمه ويعزيني ويعزي مرات عمه وبنات عمه!
دي أخته شرين طلعت أرجل منه، حجزت في نفس اليوم وسابت ولادها وجوزها، ونزلت علشان تقف معانا وتواسينا.
تحدثت منال بتبرير لصغيرها المدلل: يعني كنت عاوزه يسيب دراسته ويهملها وينزل يا عز، وبعدين ما هو ياحبيبي إتصل فيديو كول وكلمهم كلهم، ماعدا مليكة علشان كانت حابسة نفسها ورافضة تتكلم مع حد.

حدثها عز بنبرة ساخره: لا والله كتر خيره وخيرك، لا طبعا ميصحش يهمل دراسته إللي بياخد فيها السنة في سنتين!
وأكمل معنفا إياها: فضلتي تدلعي فيه لحد ما فسدتيه، ربنا يستر وما يجلناش بكره بمصيبة، الحمدلله إني كنت بشرف على تربية ياسين وطارق وطلعتهم رجالة
قال كلماته الغاضبة وتركهما بغضب وصعد للأعلي ليأخذ حمامه التي أشرفت على تجهيزه إحدي العاملات.

أشارت منال بيدها بغضب بعد صعوده وتحدثت بضيق وجه مكفهر: إيه القرف ده، راجل نكدي، مينفعش يشوفني مبسوطة غير لما ينكد عليا
تحدثت ليالي وهي تضحك بكبرياء: بصراحة يا عمتو، عمو عز ده أوفر أوي، مش بس هو، لاء، دي عيلة المغربي كلها أوفر بطريقة رهيبة
وأكملت بتعالي وتعجب: دي مامي مش مصدقة إننا لسه مش بنخرج ونسهر لحد الوقت، بتقول لي دول ناس بلدي ودقة قديمة أوي.

أجابتها منال بحنق: هنعمل أيه بس يا لي لي، هما أه دقة قديمة ومتمسكين بالعادات والتقاليد الفارغة، لكن متنسيش إنهم من أكبر وأعرق وأغني عائلات إسكندرية، وشرف لأي حد يدخل وسطهم
وأكملت وهي ترفع قامتها لأعلي: علشان كده أصريت إني أجوزك ياسين وتنضمي معايا لعيلة المغربي
ضحكتا معا وأشعلت التي في من جديد وجلستا تشاهداه وتضحكا بشدة وكأن شيئ لم يكن
تري ما الذي تحمله الأيام القادمة لتلك المليكة وطفليها؟
بعد مرور ثلاثة أسابيع على تلك النكبة التي أصابت عائلة المغربي، كانت ثريا تجلس في ردهة المنزل تجاورها إبنتيها وأطفالهم وأطفال رائف،
حيث كانت أول زيارة لنرمين بعد إنتهاء العزاء، فهي حقا تشعر بالذنب والخذلان من حالها ولذلك فضلت الإبتعاد، لكنها أتت لزيارة والدتها المريضة الحزينة على فراق فلذة كبدها وأيضا لرؤية صغار أخاها اللذان أصبحا يتيمان وبفضلها.

دلف ياسين وطارق معا من باب الفيلا بعد الإستئذان، وجدا نرمين تحتضن مروان ويبدو على وجهها التأثر والألم، أمال عليها ياسين وقبل مقدمة رأسها بحنو قائلا: إزيك يا نرمين، عامله أيه ياحبيبتي؟
أجابته نرمين بتأثر وحزن نابع من داخلها: الحمدلله يا أبيه أنا كويسة.
نظر لها طارق وسألها بفضول: إلا قولي لي يا نرمين إنتي كنتي عند رائف في المكتب يوم الحادثة بتعملي إيه؟

إلتفتت إليه برعب ظهر بعيناها ثم أجابته بتلعثم: ولا حاجة، كنت رايحة أطمن عليه، كان واحشني وروحت أزوره عادي يعني.
نظرت إليها يسرا بإستغراب وتحدثت بتساءل: مقلتليش يعني إنك روحتي لرائف مكتبه يوم الحادثة؟
ردت عليها نرمين بتلعثم وهي تحجب عيناها عن عيون شقيقتها: مجتش مناسبة يا يسرا، وبعدين هو أحنا كنا في إيه ولا في إيه؟

تسائلت ثريا بتأثر وألم وشغف لمعرفة تفاصيل حالة إبنها قبل ساعات الرحيل: يعني إنتي شوفتي أخوكي قبل الحادثة يا بنتي؟ طب قال لك إيه؟
وإتكلمتوا في إيه؟ كان خايف ولا مطمن؟ طب ماقلكيش على أي حاجة مضيقاه؟
كانت نرمين تبكي بحرقة على رؤية والدتها وهي تتسائل بلهفة وعيناي متألمة، حينها تذكرت كيف كانت حالة رائف وغضبه من حديثها الذي نزل كالرصاص الملقاه بدون رحمة على قلبه البرئ.

أجابتها نرمين ببكاء مرير والذنب يتأكل قلبها: مقلش حاجه يا ماما كان عادي جدا، وأكملت بكذب: بالعكس كان مبسوط ومرتاح جدا بسبب زيارتي ليه.
تحدث طارق موجه حديثه لها بشك: غريبه! مع إن سحر سكرتيرة رائف الله يرحمه قالت لي إنها سمعت صوتكم عالي قبل متخرجي من عنده، وبعد ماخرجتي قالت لي إن رائف خرج بسرعه وهو متضايق ومتنرفز وقال لها تلغي الميعاد إللي كان عنده.

نظرت يسرا إلى شقيقتها بريبه من حالتها التي تحولت وبد على وجهها الهلع والقلق!
نظرت له ثريا بحزن وتحدثت بدموع وألم: كان متضايق إزاي يعني يا طارق؟
نظر ياسين إلى طارق وتحدث بحزم وهو يري إنهيار زوجة عمه ونرمين ويسرا وبكائهم الهيستيري لذكر تفاصيل ذاك اليوم الأليم.
تحدث ياسين إلى طارق بحده وحزم: خلاص يا طارق لزمته أيه الكلام في الموضوع ده الوقت؟
ثم تحدث بجديه مغيرا الموضوع: هي مليكه فين ياماما؟

تحدثت ثريا وهي تجفف دموع عيناها: مليكه حابسه نفسها في أوضتها يا ياسين من يوم إللي حصل وهي منزلتش تحت أبدا، حتي شريف أخوها جه إمبارح وطلع لها وفضل يتحايل عليها تنزل تخرج معاه شويه تشم هوا أو حتى تنزل تقعد معاه شويه في الجنينه، لكن للأسف حتى شريف إللي بتحبه وعمرها ما رفضت له طلب فشل في إنه يخرجها من حالتها دي، ربنا يصبرها ويصبرني على فراق الغالي يا أبني.

شعر بألم يجتاح قلبه لأجلها وتحدث بتعقل: بس كده مش هينفع يا ماما، مليكه لازم تنزل وتحاول تكمل حياتها على الأقل علشان ولادها يقدروا يتجاوزا الحاله إللي وصلولها من يوم ما سمعوا الصراخ في اليوم أياه،
وأكمل بضيق: كمان أنس إللي وخداه في حضنها ليل ونهار مبتسبهوش لحد ما جابت له إكتئاب، ده الولد يا حبيبي طول الوقت ساكت ولا بقا بيضحك زي الأول ولابياكل ولا عاوز حتى يلعب.

تحدثت ثريا بحزن: الولد يا حبيبي زي إللي قلبه حاسس، مع إن كل ما يسأل عليه بنقول له إنه سافر وهيرجع قريب.

في المساء،
خرج لشرفة غرفته يشتم هواء البحر ويدخله إلى رأتيه لينعش روحه بعد عناء يوم متعب في العمل، طار قلبه وسعد حين رأها جالسه في شرفتها تنظر أمامها بشرود، حاضنه صغيرها الغافي بسلام بين أحضانها.
إبتسم تلقائيا من رؤية عيناه لها برغم إبتعادها عنه بضع مترات وبرغم الظلمه التي حجبت عنه وضوح ملامحها، إلا أن قلبه كان يكفيه رؤية حتى ظلها.

تحمحم بصوت عالي علها تستمع وتلتفت له ليري عيناها، ولكن لا حياة لمن تنادي.
هي سارحه في ملكوتها الخاص، تتذكر حبيبها الذي رحل عنها وتركها غارقه بأحزانها ولم يتبقي منه سوي ذكرياته التي أصبحت لا تفارقها لا ليلا ولا نهارا.
كانت شارده تنظر للبحر الذي بالكاد تستمع إلى صوته لبعد المسافه بينهما إلى حد ما، فزعت بهلع وهي تنظر إلى اليد التي تتلمس كتفها!
تنهدت براحه حين وجدتها يسرا التي إستغربت من هلعها هذا.

وتحدثت بتهدئه: بسم الله إهدي يا حبيبتي دي أنا.
تنهدت وهي تغلق عيناها متحدثه: خضتيني يا يسرا.
أجابتها يسرا بأسف: معلش يا مليكه أكيد مكنتش أقصد، أنا بخبط عليكي من بدري ولما مردتيش قلت أكيد في الحمام ولا في البلكونة، وحتى لما دخلت ندهت عليكي، لكن يظهر إنك كنت سرحانه لدرجة إنك مسمعتيش حتى صوتي.
تنهدت وأجابتها بضعف: ولا يهمك يا يسرا، أقعدي واقفه ليه؟

أجابتها يسرا: مش وقته يا روحي الوقت متأخر وإنتي أكيد تعبانه ومحتاجه ترتاحي، أنا بس كنت جايه أستأذنك لو ينفع تديني أنس يبات مع ماما علشان نفسيتها وحشه جدا إنهاردة؟
وأكملت بأسي: يمكن وجوده معاها يهون عليها حزنها شويه.
نظرت مليكه لصغيرها الغافي فوق ذراعيها وقبلت وجنته ودفنت أنفها بعنقه وأخذت نفس عميق لتدخل رائحته الذكيه وتحتفظ بها داخل رئتيها لأطول وقت.

ثم نظرت إلى يسرا وتحدثت بخفوت: سمي الله وخديه يا يسرا.
أجابتها يسرا ببسمه خفيفه: متشكره أوي يا مليكه، تحبي أخلي مني تجيب لك مروان يبات معاكي؟
هزت رأسها بنفي وتحدثت بهدوء: ملوش لزوم، خليه مرتاح في أوضته أحسن وكفايه عليه تشتت لحد كده، من يوم إللي حصل وهو يا حبيبي متبهدل معانا شويه معايا هنا وشويه عند ماما تحت وكده ممكن الولد يتأثر نفسيا.

إلتقطت يسرا الصغير وحملته فوق صدرها وتحركت خلفها مليكه للداخل تحت أنظار ذاك المسلط بصره عليها، تنهد بيأس وعاود النظر من جديد للبحر وأستنشاق هوائه النقي.

بعد مرور خمسة أشهر على وفاة رائف،
كان جالسا خلف مكتبه ساندا ظهره بأريحيه راسما على ثغره إبتسامه جذابه ممسكا بقلمه يدق به على مكتبه بتسلي، وهو يتذكرها يوم حادث رائف،
نعم كان يوما حزينا ومريرا بالنسبة له، ولكن بقي له ذكري تسعده من ذاك اليوم،
فهو ولأول مره يراها بثيابها المتحرره من القيود، وشعرها المنسدل كشلالات على ظهرها مما زاد سحرها ودلالها، وثنايات جسدها المثير الذي طالما تخيله من قبل.

فكم من المرات قد سرح بخياله يتخيل شعرها ويتسائل، كيف هو لونه؟
وكم هو طوله؟
وكيف ملمسه؟
كان يسرح دون وعي منه وكأنه مسلوب الإرادة، ولا يدري لما كان يفعل هذا؟
ولكن سرعان ماكان ينفض تلك الأفكار المتداخله على رأسه بعيدا، ويلم حاله بغضب، فهي زوجة أخاه الغالي رائف، فكيف يسمح لخياله بتلك الشطحات؟

لكنها الان لم تعد زوجة رائف، ولم يوجد ما يمنع التفكير بها من وجهة نظره، ولم يعد أيضا التفكير بها خيانه كما كان يؤنبه ضميره بتلك الكلمات.
إبتسم وتنهد براحه، ثم إستمع لطرقات على الباب، اعتدل بجلسته وسمح للطارق بالدخول، دلف الطارق وكان أحد رجاله في جهاز المخابرات يدعي الرائد محمد، ألقي عليه السلام وجلس أمامه.

تحدث الرائد محمد بإحترام: سيادة اللوا أحمد العسال طلب مني أجي علشان أساعد حضرتك في قضية العيال بتوع شقة المعموره يا أفندم.
رد ياسين بجديه وحزم: عارف ياسيادة الرائد، سيادة اللوا كلمني وبلغني، المهم يا محمد بيه العيال دي مش لازم تحس إنها متراقبه ولا يشعروا بأي حاجه غريبه حواليهم،.

وأكمل بحرص شديد: يعني من الأخر كده عايزك تختار إللي هيراقبوهم من أكفئ رجالتنا وأمهرهم، العيال دول أذكيه جدا ودماغهم شغاله مبتهداش.
تحدث محمد بطاعه: أمر سعادتك يا باشا.
وأكمل ياسين بتوجيه: تاني حاجه لازم خطوط تليفونات المنطقه كلها تبقي تحت إدينا ومتراقبه 24 ساعه بمنتهي الدقه علشان نعرف لو فيه حد تاني متعاون معاهم، وكل ده طبعا هيكون في سريه تامه، لحد مانعرف مين إللي بيمولهم ولصالح أي دوله بيشتغلوا؟

وأكمل بتحذير: بس خلي بالك يا باشا العيال دي في منتهي الذكاء وواخدين إحتيطاتهم وتدابيرهم كويس جدا، ده لولا بس ربنا بيحبنا والصدفه هي إللي وقعتهم في أدينا مكناش كشفناهم بسهولة.
تحدث الرائد محمد بإحترام وطاعة: تمام يا باشا تحت أمر معاليك، أنا هشوف هكر كويس من إللي شغالين معانا في الجهاز يخترق لنا كل مايخصهم في مجال الاتصالات، سواء خطوط تليفوناتهم أو الواتس، أو أي وسائل إتصالات تانيه.

هز ياسين رأسه بإيماء وتحدث: تمام، وكمان عاوزك توسع لي المجموعه إللي هتشتغل في مراقبتهم علشان ما نضغطش عليهم في الشغل ويعرفوا يركزوا كويس، وإبقي بلغني بكل الخطوات أول بأول.
وقف الرائد محمد وتحدث بإحترام: علم وينفذ يا باشا، أي أوامر تانيه سيادتك؟
أجابه ياسين بجديه: شكرا يا سيادة الرائد، تقدر تتفضل على مكتبك.
أنهي ياسين إجتماعه مع الرائد محمد وبعد مده عاد لمنزله بعد أنتهاء دوام عمله.

كانت جالسه بحديقة المنزل، تنظر أمامها بتيهه وشرود! فقد أصبح هذا حالها منذ وفاة رائف قبل خمسة أشهر.
أخرجها رنين هاتفها من شرودها، أمسكت هاتفها تنظر به بإهمال وجدته رقم إدارة مدرسة طفلها مروان، أجابت على الفور، أبلغتها المتصله أن إدارة المدرسه تبلغها بأن عليها التوجه غدا إلى المدرسه للتحدث مع المتخصصه بخصوص أمر يهم مروان،.

أبلغت المتصله بالحضور غدا وأغلقت الهاتف وزفرت بضيق، وتذكرت أن رائف لم يكن يسمح لها بالذهاب لمدرسة مروان وكان يقوم هو بتلك المهام لكي لايرهقها، فقد كان يعاملها رائف وكأنها ملكه متوجه.

في نفس التوقيت صف ياسين سيارته بجانب سور فيلا رائف بدلا من أن يدلف بها لداخل جراج العائله، فقد أراد أن يدلف للداخل عله يراها ويطفئ لهيب قلبه المشتعل لعدم رؤيته لها منذ اليومين الماضيين لإنشغاله في جهاز المخابرات بقضيه مهمه، حيث كان يصل بوقت متأخر من الليل.
ألقي السلام على رجل الأمن المكلف بحماية المنزل، ودلف للداخل، إنتفض قلبه فرح حين رأها وهي تجلس أمامه بوجهها البريئ.

كم كانت جميله وجذابه رغم حزنها الواضح الذي أصبح ملازما لملامحها، كان ينظر لها وسط شرودها كي يشبع نظره بتلك الملامح التي بات يعشقها
كان يود أن يذهب إليها ويمسك بيدها ويحاوط وجنتيها بعنايه، ينظر داخل عيناها ويتوه داخل سحرهما، ثم يخبئها داخل أحضانه الدافئه كي يرضي حنينه وقلبه المشتاقان لها بجنون
وأخيرا حمحم كي تشعر بوجوده وتنظر بعيناها ليري مقلتيها ويذوب بداخلهما.

نظرت له بفتور وبدت منها نصف إبتسامه حزينه
وتحدثت بهدوء: أهلا يا أبيه، إتفضل.
إبتسم لها بحنان وجلس مقابلا لها وتحدث بعيون لامعه بنظرات العشق: إزيك يا مليكه، عامله أيه؟
أجابته بتنهيدة محملة بالألم: الحمدلله يا أبيه.
نظر لها بأسي على حالتها تلك وتحدث بنبرة ملامه: وبعدين معاكي يا مليكه، لازم تخرجي من الحاله إللي إنتي حابسه نفسك فيها دي، لو مش علشانك يبقي على الأقل علشان خاطر أنس ومروان،.

ثم أخرج تنهيدة ألم وحزن قائلا بصدق: كفايه عليهم خسارة أبوهم وحرمانهم منه، مش هتحرميهم منك إنتي كمان وإنتي لسه على وش الدنيا.
تنهدت وتحدثت بألم: غصب عني صدقني، مش قادره أتقبل ولا أتخيل إن خلاص رائف مبقاش موجود في حياتي! أنا كل يوم بقوم من النوم زي المجنونه أدور عليه جنبي، ولما ملقهوش أجري أفتح باب الحمام على أمل إني ألاقيه ويطلع كل إللي عيشته الفتره إللي فاتت دي مش أكتر من كابوس وإنتهي.

وأكملت بعيون متمنيه، وأرجع أعيش حياتي تاني معاه وأترمي في حضنه أنا وولاده، ومن جديد نحس بالأمان إللي راح وسابني من يوم فراقه.
كان يستمع لها وقلبه ينزف دما، تاره عليها وعلى ألمها الواضح، وتاره على رائف فقيدهم الغالي، وتارة أخري على قلبه المحطم وهو يستمع لحبيبته وهي تتألم من فقدان رجل أخر!
نعم يعلم أنه رائف، ويعلم أنه حبيبها الأول وربما يكون الأبدي،.

ولكن، ماذا عساه فاعلا لذاك القلب العاشق الذي فك وثاقه وأنطلق بأريحيه منذ وفاة رائف؟
وكأن قلبه إستشعر أن من كان وجوده يحجمه ويكبح جماحه قد فارق الحياه ورحل،
ليعطي فرصة أخري لقلب كبح جماحه وضغط عليه كي يهدأ ولا ينبض بحبها مجددا،
ولكنه الان نهض ونبض بعشقها من جديد وبحراره، ولن يمنعه عن عشقها إلا توقفه وعدم نبضه للحياه بأكملها.

تحدث ياسين بجديه وعقلانيه: بصي يا مليكه إنتي واحده بتصلي وعندك إيمان بربنا سبحانه وتعالي، إللي بتعمليه ده إسمه إعتراض على أمر ربنا ونكران للواقع! حاولي تتخطي إللي حصل وتحتوي أولادك وتعيشي حياتك من تاني، لازم تستمري في حياتك، الحياه مبتوقفش على حد.
وأكمل بأسي: عارف إنك كنت بتحبي رائف جدا، وعارف كمان إنه صعب يتنسي، لكن مش لدرجة إنك تدفني حياتك وشبابك معاه.

نظرت له مليكه بإستغراب لكلامه! فاخر شخص كانت تتوقع منه سماع تلك الكلمات هو ياسين، فهي تعلم كم كانا قريبين من بعضهما وكم كان ياسين يحترمه ويحبه كثيرا كأخ له بل وأكثر،
حتي بعد رحيل رائف كان ياسين أكثر من تأثر برحيله ودخل بنوبة إكتئاب لفتره معينه، ثم عاود مرة أخري لطبيعته، ولكنها فسرت كلماته كخوف عليها ودعم منه كأخ، لتخطيها أزمة فقدان حبيبها الغالي لا أكثر.

في تلك اللحظه أتت إليهم ثريا وهي تحمل صغير رائف على قلبها وتتمسك بيد مروان، فهي ومنذ وفاة عزيزها أصبحت لا تفارق الصغيرين ولو للحظه.
نهض سريعا ومد يده بإحترام والتقط الصغير من فوق ذراع زوجة عمه، منه ليريحها، ومنه لتقبيل الصغير فهو حقا يشتاقه بشده لعدم رؤيته ليومان متتاليان، بادله الصغير قبلاته بمحبه.

نظرت له ثريا وتحدثت بإبتسامة ترحاب على ثغرها: إزيك يا ياسين، ليا يومين مشوفتكش حاسه إنهم شهر مش مجرد يومين.
أجابها ياسين بإبتسامه: والله وأنا كمان يا ماما حاسس إني بقالي كتير مشفتش حضرتك، وبجد وحشتوني أوي كلكم.
وهنا وجه نظره بإتجاه مليكه.
أجابته ثريا: وإنت كمان يا أبني وحشتني.
تحدث ياسين وهو ينظر إلى مروان بحب: مروان باشا، عامل أيه في مدرستك؟ أنا عاوزك تتشطر وتطلع السنة دي الأول على المدرسه كلها.

أجابه مروان ببرائه وأحترام: حاضر يا أنكل.
تحدثت مليكه بوجه حزين موجهة حديثها إلى ثريا: إدارة المدرسه بتاعة مروان إتصلوا بيا من شويه و طلبوا مني أروح لهم بكره، المختصه قالت لي إن المديره عاوزاني في أمر يخص مروان ومهم جدا الحضور،
تنهدت مليكه بأسي وأكملت: الله يرحمك يا رائف، كنت شايل عني كتير.
تحدثت ثريا بتأثر على ذكر إسم فقيدها: الله يرحمك ياغالي، مقلتش عايزاكي بخصوص أيه يا حبيبتي؟

أجابتها مليكه بنفي: لا يا ماما مقلتش حضرتك.
تحدث ياسين بعمليه ليطمئنهما: متقلقيش أوي كده يا ماما، أكيد هيعملوا توسعات في المدرسه وعايزين يلموا تبرعات، ماأنتي عارفه المدارس دي مبتشبعش.
ثم وجه بصره إلى مليكه وتحدث: خليكي إنت يا مليكه، أنا هروح بكره وأتكلم مع المديره وأشوفها عاوزه أيه.
تحدثت مليكه بهدوء: لا يا أبيه متشكره جدا مش عاوزه أتعب حضرتك، وبعدين أنا لازم أروح بنفسي علشان أطمن على إبني.

تحدثت ثريا: خلاص يا بنتي روحي مع ياسين ماهو مش هينفع كمان تروحي لوحدك.
تهللت أساريره لسماع كلمات عمته وأنه سيحظي بمجالستها بسيارته جنبا إلى جنب.
هزت رأسها بموافقه وتحدثت ثريا ناظره إليه: شكلك لسه متغديتش زينا يا ياسين؟
هز رأسه بنفي قائلا: أنا لسه راجع من شغلي حالا يا ماما وقولت أجي أشوفكم الأول لتكونوا محتاجين حاجه.

أردفت ثريا قائلة بنبرة حنون: مااتحرمش منك يا حبيبي، بص بقا أنا عامله نجرسكو، وكشك ألمظ، وبط محشي ولحمه بصوص الدمجلاس هتاكل صوابعك وراهم،
وأكملت وهي تتنهد بثقل: مروان وساره بنت يسرا طالبينهم مني بقالهم إسبوع، وأخيرا النهاردة اتشجعت ودخلت المطبخ إللي ليا شهور مدخلتهوش وعملت لهم إللي طلبوه، هتتغدي معانا أكيد.

نظر لها بسعاده وتحدث مداعب إياها: طب هو ينفع بعد الأصناف إللي حضرتك قولتي عليها دي أسيبها كده بالساهل وأروح أتغدي شوربة خضار ولحمه مسلوقه عند منال هانم!
وضحك وأردف قائلا: أمي محسساني هي وليالي إنهم داخلين مسابقة ملكات الجمال والرشاقه، ومش ملاحظين إننا خلاص جبنا أخرنا من أكل العيانين بتاع كل يوم ده.
أردفت ثريا بحب: تعالي يا حبيبي كل يوم إتغدي معانا وأهو حتى تفتح نفسنا على الأكل إحنا والولاد.

أتت يسرا إليهم ونظرت إلى ياسين بإبتسامه أخويه: إزيك يا ياسين؟
أجابها ياسين بإبتسامه مقابله: إزيك إنتي يايسرا، عامله ايه وساره وياسر أخبارهم أيه؟
أجابته يسرا بوجه بشوش: الحمدلله كلنا بخير.
ثم نظرت إلى ثريا: السفره جاهزه يا ماما، يلا بينا.
نهضوا جميعا متوجهين إلى الداخل وألتفوا حول مائده الطعام ليتناولوا غدائهم وسط سعادة ياسين لجلوسه أمام مليكته وهو يراها أمامه بوجهها البرئ وملامحها التي بات يعشقها.

رفع ياسين صحنه مشيرا إلى مليكه بإبتسامه سعيده متحدثا: ممكن يا مليكه تحطي لي قطعة لحمه وتكتري الصوص؟
إنتبهت له وأجابته بإبتسامة مجامله: أكيد طبعا يا أبيه.
وضعت له ثم نظرت له بإهتمام وأردفت بتساؤل: تحب أحط لحضرتك بط؟
إبتسم لها بعيون عاشقه وأردف قائلا بمداعبه: والله أنا سايب لك نفسي إعملي فيا إللي إنتي عاوزاه.
هزت رأسها بجديه وبدأت بغرف الطعام له تحت سعادته ونظرات لعيون محبه وقلب أدماه الغرام.

في صباح اليوم التالي
فاق ياسين مبكرا بنشاط وحيويه، أخذ حماما دافئا ليجدد به نشاطه وينعش روحه،
إرتدي أجمل ثيابه و وضع عطره المفضل لديه، وارتدي نظارته الشمسيه مما زاد من وسامته وأصبح أيقونة رجوله وجاذبية متحركه على الأرض.
كل هذا يحدث في غرفة تغيير الملابس الموصوله بغرفة نومه وتلك الغافيه بجواره ولا تشعر به ولا بما وصل إليه زوجها من عشق لإمرأة أخري.

فقد تحول ياسين ذاك الصخرة القويه مثلما يلقبوه في جهاز المخابرات وذلك لشدة صلابته وقوته وحزمه، لعاشق ولهان
ألقي نظره أخيره على حاله وحرك أصابع يده بين خصلات شعره الجذاب وأبتسم برضي وتحرك برجوله وكبرياء منطلق للخارج.

نزل الدرج وجد طارق بوجهه، نظر إليه طارق بإعجاب وتحدث بإنبهار: إش إش إش، ده أيه الجمال والأناقة والشياكه دي كلها ياسيادة العقيد، أيه يا ابني ده كله هو أنت مش ناوي تكبر أبدا ط، ده إللي يشوفنا جنب بعض يفتكر إني أكبر منك ب 15 سنه على الأقل.

إبتسم ياسين وقد بد على وجهه علامات السرور من مغازلة أخيه الراقيه له وتغزله بشياكته وعمره الذي لا يظهر على الإطلاق، فما إن رأه أحدا أيا كان إلا وأستغرب بشده لعلمه أنه برتبة عقيد!
تحدث ياسين بإبتسامه واسعه تظهر صف أسنانه ناصعة البياض: وإنت أمتي بقا هتبطل بكش يا طروق باشا؟
أطلق طارق ضحكه سعيده متحدثا: والله يا أبني ما بكش، إنت معندكش مرايه في أوضتك ولا أيه؟

ثم أكمل بتساؤل: إنت لابس ملكي ليه إنهارده ورايح فين بدري كده؟
أجابه ياسين بجديه: رايح مع مليكه مدرسة مروان، إتصلوا بيها إمبارح علشان عاوزينها في أمر مهم بخصوص الولد، أنا كنت هروح لوحدي لكن هي أصرت تروح بنفسها علشان تطمن على مروان.
هنا أطلق طارق صافره وتحدث وهو يغمز بعيناه لأخاه: قولت لي بقااااااا، وأنا إللي كنت مستغرب أيه الشياكه دي كلها! أتاريك ياباشا رايح مع مليكه المدرسه.

إرتعب ياسين من فكرة أن يكون أخاه على علم بمشاعره تجاه مليكه فهو ليس مستعد حاليا لمواجهة هذا الأمر وخصوصا أن رائف لم يمر على وفاته سوي عدة أشهر لاتذكر.
تحدث ياسين بإبهام ونظره ثاقبه حذره قائلا: تقصد أيه بكلامك ده؟
تحدث طارق بحذر بعدما رأي تلك النظره وفهم منها أن ياسين قد غضب: مقصدش حاجه يا ياسين، مالك قلبت مره واحده كده ليه؟

تحدث إليه ياسين بحزم: طارق من فضلك، إنت عارف إني مبحبش الكلام بالطريقه دي، مش هترد عليا السؤال بسؤال، فمن فضلك قول لي تقصد أيه بكلامك ده؟
أجابه طارق بوجه مبهم: مالك كبرت الموضوع كده ليه يا ياسين؟
وأكمل مبررا حديثه السابق: أنا كل إللي أقصده إنك رايح مع مليكه مدرسة مروان، والمدرسه دي بريطاني وكل الميس بتاعتها موزز وصغيرين وجمال جدا، متنقيين على الفرازه زي مابيقول الكتاب، بس أدي كل الحكايه.

هنا تنهد ياسين بإرتياح بعد تبرير طارق له لتلك الكلمات وتحدث: طب يلا لو خارج علشان منتأخرش.
خرجا معا ووصلا لفيلا رائف كعادتهم صباحا، فحتي بعد وفاة رائف مازالت ثريا تحضر سفرة الإفطار في حديقتها وتستقبل عز وياسين وطارق يوميا.
ما زاد عليهم هو وليد عبدالرحمن، إبن عمهم الذي قرر وبدون مقدمات بعد وفاة رائف أن يذهب يوميا إلى ثريا يتناول معها وجبة الإفطار بحجة تعويضها عن وجود رائف.

دلفا سويا وجدا عز يجلس وبجانبه وليد وثريا التي تسكب لهما الشاي، إحتقن وجه ياسين بغضب لرؤيته لجلوس ذلك الوليد بأريحيه وكأنه يجلس بحديقة منزله
تحدث ياسين بوجه مبهم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رددو السلام ثلاثتهم.
وجه عز نظره إلى ياسين وتحدث: إنت لابس ملكي ليه إنهارده يا سيادة العقيد، مش رايح الجهاز إنهارده ولا أيه؟

رد ياسين على والده بإحترام: لا يا باشا مش رايح الجهاز، رايح مع مليكه مدرسة مروان، إدارة المدرسه إتصلوا بمليكه وعاوزنها في أمر مهم بخصوص مروان.
تحدث وليد بلهفه: متعطلش نفسك إنت يا سيادة العقيد، روح شغلك وأنا هاخد مليكه وأوديها المدرسه ونشوف أيه الموضوع.
نظر له ياسين بحده وتحدث بتهكم: لا متشغلش بالك إنت يا وليد، أنا عامل حسابي من إمبارح ومجهز نفسي للمشوار ومبلغهم في المكتب إني مش جاي إنهارده،.

وأكمل بنبرة ذات مغزي: يعني إرتاح وإهدي كده يا وليد وقوم روح شغلك علشان متتأخرش.
نظر له وليد بضيق ثم أكمل تناول طعامه.
تحدث عز ناظرا إلى وليد: هو إنت يا أبني مش ناوي ترجع مراتك؟
أجابه وليد وهو يبتلع طعامه بلامبالاه: لا يا عمي مش ناوي، وشكلي كده هطلق قريب!

نظرت ثريا إلى وليد وتحدثت بتأثر: لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، ايه يا أبني الكلام اللي بتقوله ده، إستهدي بالله كده ورجع مراتك علشان خاطر بنتك إللي ملهاش ذنب دي.
أجابها وليد بلا مبالاه: بنتي هجيبها أربيها معايا يا عمتي، مش هغلب يعني، أنا وهالة خلاص مبقاش ينفع نكمل مع بعض، وصلنا لأخر الطريق.

نظر له ياسين بعيون مستغربه متسائلا: - وياتري بقا أيه السبب في إنك فجأه كده وبدون مقدمات حسيت إنك خلاص مبقاش ينفع تكمل مع مراتك؟
وليد وهو ينظر إلى ياسين بتهكم وتحدي: تخيل بقا يا ياسين فجأه كده حسيت إني عمري ما حبيتها وإن قلبي مش معاها خالص.
وهنا جحظت عين وليد ناظرا لمدخل الفيلا بنظرات إعجاب وانجذاب.

حول ياسين بصره بإتجاه ماينظر إليه وليد وجد مليكه تخرج من الباب وهاله من الجمال والسحر تحوم حولها، و برغم إرتدائها الأسود الحزين، وبرغم حزنها وأنكسارها الظاهر على ملامحها منذ رحيل رفيقها الغالي، إلا أنها وحقا،
الأسود يليق بك أيتها الجميله
إستشاط غضبا من نظرات ذلك الحقير لجوهرته الثمينه، وتمني لو أن له الحق ليبرحه ضربا ويلكمه على تلك النظرات الوقحه.

هلت عليهم بنصف إبتسامه حزينه وأردفت قائلة بنبرة هادئة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ردو جميعا عليها السلام.
نظر لها عز بحب أبوي: إزيك يا مليكه، عامله أيه يا حبيبتي؟
أجابته مليكه بحب: الحمدلله يا عمو أنا بخير.
وقف ياسين سريعا كي يختفي بها من أمام أعين ذلك الوقح.
تحدث وليد بثقه ناظرا إلى مليكه: مقولتليش ليه يا مليكه إنك رايحه مدرسة مروان كنت جيت أنا معاكي ومعطلناش سيادة العقيد عن شغله؟

نظرت له مليكه بإستغراب لحديثه، فالعلاقه بينهما لا تسمح له بطرح ذلك السؤال أو أن تطلب منه هي خدمه.
كادت أن تتحدث لكن ياسين سبقها وأجابه
نظر له ياسين وأجاب بحده وثبات: إنت ليه بتحب تهلك كلام كتير يا وليد، ثم امتي مليكه طلبت منك أي حاجه علشان تطلب دالوقت؟
ثم نظر إلى مليكه الغير مباليه بحديثهما ولا غضبهما هذا، فحقا اخر همها هو صراع ذاك الثنائي، وكل مايهمها الان هو أن تطمئن على صغيرها وفقط.

نظر لها ياسين وتحدث بنبرة حاده: يلا بينا يا مليكه.
أمائت له بموافقه وخرجا.
أخذها وانطلق سريعا بسيارته وقاد السياره بغضب وبسرعه زائده إلى حد ما
نظرت له مليكه بخوف وتحدثت بإرتعاب: أبيه من فضلك هدي السرعه شويه!
نظر لها وجدها ترتعب والزعر والهلع يظهران بعيونها، هدئ السرعه أولا.
ثم نظر إليها وتحدث بأسي: إهدي يا مليكه، أنا أسف مخدتش بالي، معلش حقك عليا.

وضعت يدها على صدرها، إبتلعت لعابها برعب وتنهدت براحه ثم تحدثت: حصل خير يا أبيه، لكن من فضلك خد بالك دايما من سرعة العربيه، طب أنا موجوده معاك النهاردة ونبهتك، لكن لو لوحدك ولاقدر الله سرحت تاني وسوقت بالسرعه دي أيه إللي ممكن يحصل، أرجوك يا أبيه خلي بالك على نفسك.
كان يستمع لكلماتها وخوفها عليه وقلبه يتراقص فرحا
نظر لها وعلى ثغريه إبتسامه واسعه قائلا: حاضر يا مليكه، هخلي بالي على نفسي علشان خاطرك.

هزت له رأسها بإيماء ثم نظرت أمامها غير مباليه من كلماته التي نطقها بعشق وعيونه التي كانت تتراقص بها السعاده، فهي غير مباليه بكل هذه المشاعر التي تجتاح قلب الجالس بجوارها.
فقد أصبحت بعالم اخر ولا عادت تشعر بأحاسيس البشر، وأخر همها هو ذاك الياسين ومشاعره!
رن هاتفها فأخرجته من حقيبتها لتري من المتصل وما إن نظرت لشاشته حتى إنفرج فمها مبتسما
ردت بإبتسامه: أيوه يا حبيبي، أخبارك أيه؟

نظر لها بإستغراب وضيق وحدث حاله، أجننتي يا فتاه؟
لمن تقولين حبيبي أيتها البلهاء؟ يبدو أنكي تستعجلين على فقدان حياتك على يدي!
نظر لها ونطق بغضب وبحده شعرت هي بها: بتكلمي مين؟
نظرت له بإستغراب من حدة صوته وأجابته: ده شريف أخويا.
هز لها رأسه بإيماء ولكنه مازال غاضبا!
مليكه وهي تحادث شريف: مش هقدر يا شريف صدقني، ياحبيبي إنت كمان وحشتني جدا، ووحشتني قعدتنا وكل حاجه، لكن صدقني مش هقدر،.

وبعد مده تحدثت: خلاص يا حبيبي، هجيلك بكره عند ماما ونقضي اليوم كله مع بعض.
أغلقت معه الهاتف ولا تدري بإشتعال القابع بجوارها وجنونه من نطقها كلمة حبيبي لأخاها.
فياسين رجل غيور جدا وأناني بحبه، فهو عندما يعشق إمرأه، يريدها إمرأة الرجل الواحد، وليس بمنطق الخيانه، لا هو يريدها إمرأة الرجل الواحد بكل ما تحمله الكلمه من معني، بما يعني أن لا تلاطف أباها أو أخاها أو حتى طفلها، هذه هي شخصيته الغريبه!

تمللت مليكه بجانبه ونطق هو يحادثها بتساؤل: هو شريف كان عاوز منك أيه؟
نظرت له بإستغراب وحدثت حالها: ماذا أصاب هذا الرجل اليوم، هل أصابه الجنون؟
حقا غريبا أمرك اليوم أيها الياسين! تاره تسأل بحده من يحادثني؟! وتاره أخري تسأل ماذا يريد مني أخي؟!
ماشأنك أنت بي وبأخي أيها المتداخل؟ ولما تحشر أنفك بما لا يعنيك؟!

تحدثت بلامبالاه وهي تحاول تخبأت غضبها من تداخله: عادي يعني، كان عاوز يعزمني على العشا بره النهاردة وأنا قولت له مش قادره.
تسائل بتداخل: هو إنتي رايحه بكره عند بباكي؟
أجابته بنعم.

ياسين: طب أنا إللي هوصلك، ثم تحمحم مبررا موقفه: بصراحه أخاف عليكي من السواقه وخصوصا إن الولاد هيكونوا معاكي، وبعدين إنتي عارفه إن عمتي بقي عندها فوبيا من السواقه والعربيات من يوم الحادثه بتاعت رائف الله يرحمه، وأكيد هتخاف على الأولاد.
أقنعها رده، حتى هي شخصيا أصبح لديها رعب من فكرة القياده، فوافقت بترحاب.
وأخيرا وصلا، صف سيارته بجراج المدرسه ونزلا من السياره سويا متجهين إلى مكتب المديره.
أعطي ياسين سكرتير المديرة البطاقة الخاصة التي تحمل تعريف شخصيته ليدخلها للمديرة ويعلمها بوصول ياسين المغربي بصحبة مليكة، خرج لهما السكرتير بوجه بشوش يعلمهما بإنتظار المديرة لهما بالداخل.
دلف ياسين خلف مليكة إلى مكتب مديرة المدرسة التي كانت تقف بإستقبالهما بإحترام وترحاب عالي.

تحدثت المديرة وهي تمد يدها بإحترام إلى مليكة: البقاء لله أستاذة مليكة، أنا جيت لحضرتك في عزا رائف بيه وللأسف مشفتش حضرتك ولما سألت عليكي قالوا لي تعبانة فوق.
أجابتها مليكة بحزن لتذكرها لذاك اليوم الحزين: لا إله إلا الله أستاذه سحر، ومتشكرة جدا لحضورك.
أردفت المديرة قائلة وهي تمد يدها بلهفة واحترام إلى ياسين: ياسين باشا المغربي، المدرسة نورت بتشريف سعادتك لينا يا أفندم.

أجابها ياسين بإحترام: متشكر جدا يا أفندم.
أردفت سحر وهي تشير بيدها للأمام بإهتمام وترحاب: إتفضلوا يا أفندم، نورتونا.
جلسوا ثلاثتهم
تحدثت المديرة بنبرة ودودة: تحبوا تشربوا إيه حضراتكم؟
أجابها ياسين بنبرة صوت جادة: مفيش داعي وياريت حضرتك تدخلي في الموضوع على طول.
بدأت المديرة بالحديث متوجهه بالنظر إلى مليكة: طبعا حضرتك بتسألي نفسك ياتري أنا بعت أستدعيكي هنا ليه؟

وأكملت: الحقيقة أنا هدخل في الموضوع على طول علشان عارفة وقت ياسين باشا الثمين، الموضوع وبإختصار إن من يومين جت لي الميس بتاعت مروان وقالت لي إن للأسف تقارير مروان الشهرية مش كويسة، وكمان بقاله مدة متغير مع أصحابه ومش بيلعب معاهم ولا بيشاركهم في أي أنشطة جماعية للأطفال إللي بتعملها الميس،.

وأكملت بمجاملة: بصراحة أنا لما عرفت أصريت إني أهتم بنفسي بالموضوع، ماهو ده مش أي تلميذ عندي، ده مروان رائف المغربي وعيلة المغربي كلها ليها وضع خاص جدا عندي هنا في المدرسة.
رد عليها ياسين بإحترام: متشكر جدا يا أفندم على إهتمام حضرتك وأكيد هحط إهتمامك بمروان في الإعتبار
إبتسمت المديرة بسعادة ولهفة.

هنا استمعوا لدقات إستأذان على الباب، سمحت المديرة للطارق بالدخول فدلفت مدرسة مروان والأخصائية النفسية بالمدرسة ألقيا عليهم التحية وجلستا
بعد ذلك وجهت المديرة أمر للاخصائية بالتحدث.

تحدثت الاخصائية النفسيه قائلة: حضرتك أنا لما سيادة المديرة بلغتني بحالة مروان جبته عندي في المكتب وإتكلمت معاه، وقتها اكتشفت إن مروان بيعاني من مشكلة نفسية عميقة، ولما سألته إنت ليه دايما حزين وساكت وليه مش بتلعب مع أصحابك زي الأول
جاوبني بعيون كلها حزن وقالي إن مامي قالت لي إن بابي سافر لبعيد جدا وإن كمان مامي طول الوقت بتعيط هي ونانا وعمتو يسرا،.

قالي كمان إن حضرتك بطلتي تخرجيه زي بابي ما كان بيخرجه وإنه بقا حزين ومش عاوز يلعب تاني علشان بباه واحشه جدا ونفسه يشوفه.
كانت تستمع إلى حديث المتخصصة ودموعها تنهمر بغزارة على صغيرها والحالة التي أوي إليها.
حدثت حالها: ماذا يتوجب علي فعله؟
أشعر أني عاجزة أمام أطفالي، كيف أحتويهما وأساندهم وجداري أصبح هش ضعيف ولايمكن الإستناد عليه!
ياالهي، ساعدني وكن بعوني وبجانبي أرجوك.

نظر لها وشعر بحيرتها وألمها، تحدث إليها بمؤازرة: إهدي يا مليكة، إن شاء الله الولد هيبقي كويس، كل مشكلة وليها حل.

رافقها ياسين هي ومروان وخرجوا من المدرسة بعد أن اتفقوا مع المختصة النفسية على القواعد التي سيتبعونها لتخطي الصغير أزمة وفاة والده ومساعدته على تحسن حالته المزاجية والنفسية، ومنذ ذلك اليوم، بدأ ياسين بإصطحاب الأطفال بمرافقة مليكة أو يسرا إلى الأماكن المحببة لدي الطفل، عله يساعده ذلك بالخروج من القوقعة التي وضع داخلها.

بعد يومان
كانت بصحبة ياسين في إحدي المولات الفخمة تجلس بجانبه وتنظر إلى صغيريها مع باقي أطفال المنزل وهم يلهون بسعادة داخل لعبة بحر الكور التي يعشقها مروان وتقف بجانبهم جليسة الأطفال الخاصة ب أنس، إنتبهت على حديث ياسين لها وهو يسألها بإهتمام: مليكة هو رائف الله يرحمه كان مزعلك ولا حاجة يوم الحادثة؟

نظرت له وضيقت عيناها بإستغراب وأجابت نافية: خالص يا أبيه، بالعكس ده كان لطيف جدا في اليوم ده، هو حضرتك ناسي ولا إيه، مش كنت معانا وقت الفطار لحد ما مشي هو وطارق على الشركة.
أجابها بتفهم: أه ما أنا فاكر اليوم ده كويس جدا، أنا قولت يمكن لما راح الشركة اتصل بيكي وحصلت مشكلة بينكم ولا قال لك حاجة ضايقتك أو زعلتك منه؟

أجابته بعيون تلئلئت بالدموع وصوت يملؤه الحنين: أبدا، أنا كلمته الساعه 11 لما قمت من النوم زي كل يوم وعاملني بمنتهي اللطف والرومانسية وبالعكس كان حنين أوي، حتى وعدني إنه هيخرجني ويسهرني بالليل، ثم إستفاقت من حنينها ونظرت إليه بإستغراب وتساءلت بإستفسار: هو حضرتك ليه بتقول كده يا أبيه؟
فاق من حالة الإشتعال الداخلي التي إنتابته من حالة العشق والهيام التي أصبحت عليها حين تذكرت رائف.

وأجابها بتألم لحالة قلبه العاشق المجروح: أصل رائف الله يرحمه وهو بيموت طلب مني أقول لك إنك تسامحيه.
نزلت دموعها بحنين وتحدثت بتأثر: أكيد كان لازم يطلب منك كدة، كان لازم يطلب مني إني أسامحه على عدم وفائه بوعده إنه يفضل معايا لأخر عمري،.

وأكملت بشهقة مرتفعة نتيجة دموعها المنهمرة: بس هو موفاش بالوعد ده وسابني لوحدي بعد ماعلمني إزاي مقدرش أعيش من غيره، سابني بعد ما كان ليا النفس إللي بتنفسه، سابني عايشه جسد بلا روح
وعلشان كدة كان لازم يطلب مني السماح.
وضعت كفي يديها على وجهها وبدأت بالبكاء المرير.

أما هو فكان قلبه يغلي ناااارا من عشق حبيبته الواضح لرجل غيره، نعم هو رائف أخاه الغالي الذي مازال جرح فقدانه ينزف، ولكنه عاشق وليس على العاشق حرج.
تحدث بحده ظهرت بصوته لم يستطع السيطرة عليها: خلااااااااص، مش وقت عياط الولاد لو شافوكي كده يبقي كل إللي بنعمله ده ملوش لازمه وساعتها مروان ممكن يرجع لنقطة الصفر من جديد.
جففت دموعها سريعا وتحدثت بإقتناع: عندك حق يا أبيه، ده لامكانه ولا قته، أنا أسفه بجد.

نظر إليها بحده ثم أشاح وجهه عنها بغضب ورفع كأس العصير الموضوع أمامه ليرتشف منه عله يهدئ بركان الغضب الذي أصابه.

في منزل رائف
دلفت يسرا إلى غرفتها بإصطحاب نرمين التي حضرت لزيارة والدتها، وقد إستأذنت يسرا والدتها ودلفا للغرفه بحجة أنها تريد أن تريها ثيابا جديده إشترتها يسرا مؤخرا
جلست يسرا على حافة تختها وأجلست نرمين بجانبها
ثم نظرت لها بتساؤل: بتهربي مني ليه يا نرمين؟
أجابتها نرمين وهي تبتعد عن نظرها فيسرا أقرب شخص إلى نرمين ولو نظرت بداخل عيناها ستفهم كل ما يدور داخلها دون التحدث.

أجابتها نرمين بعيون زائغه: قصدك أيه بكلامك ده يا يسرا، وأنا يعني ههرب منك ليه؟
تحدثت يسرا بتأكيد: أومال ليه كل ما أجي أكلمك في موضوع زيارتك لرائف الله يرحمه تتحججي وتهربي مني،
وأكملت بإصرار: لكن خلاص يا نرمين أنا إنهارده لازم أعرف أيه إللي حصل بينك وبين أخوكي يوم الحادثه، وايه إللي قلتيه لرائف جننه وخلاه يا حبيبي سايق وهو مش شايف قدامه، إتكلمي يا نرمين.

نظرت إليها نرمين وأرتعشت شفتاها وبدأت بالبكاء وتحدثت بإنكار: ما قولتلوش حاجه إنتي ليه مش عاوزه تصدقي، قولت لكم قبل كده لما طارق سألني إنه كان واحشني وروحت علشان أشوفه مش أكتر من كده.
أمسكتها يسرا من كتفها ولفت وجهها لها وتحدثت: طب متبصي في عيوني كده يا نرمين وانتي بتتكلمي، عيونك بتهرب مني ليه؟!
وأكملت بتأكيد: ولا علشان عارفه إنك مش هتعرفي تكدبي عليا وعينك باصه في عيني؟

نفضت نرمين يد يسرا من عليها بغضب ووقفت وأولتها ظهرها قائله: إنتي عاوزه مني أيه بالظبط، ماتسبيني في حالي بقا.
وقفت يسرا وتوجهت لها ووقفت بوجهها وأردفت قائلة بنبرة شبه مؤكدة: روحتي له وإتخانقتي معاه وطلبتي ورثك صح؟
هنا إنفجرت نرمين وبدأت ببكاء مرير ونظرت إلى يسرا وهي تهز رأسها يمينا ويسارا بندم: مكنش قصدي كل ده يحصل، والله ماكنت أعرف إنه ممكن يحصل له كده،.

وأكملت بعيون شارده: أنا معرفش إزاي ده حصل فجأه إتحولت ومبقتش عارفه نفسي بقول له أيه، فضلت أدوس على جرحه وأقول له كلام يكسره،
ثم أشارت بيدها على حالها وأكملت بندم وألم: أنا تعبانه أوي يا يسرا، من يوم الحادثه وأنا كل يوم أصحي على كابوس يقومني من النوم مفزوعه، بشوفه وهو بيبص لي بحزن ويسبني ويمشي، أنا عارفه إنه مش مسامحني ومات غضبان مني وعليا.
وبكت بحرقه ومراره وأرتمت على الكرسي المجاور لها بإستسلام.

ذهبت إليها يسرا والدموع تهطل على خديها كشلالات وتحدثت بإصرار: قولتي لأخوكي أيه خلاه مش على بعضه ويسوق وهو تايه كده، إحكي لي كل حاجه يا نرمين، إنطقي.
هزت نرمين رأسها برفض ودموع.
أمسكتها يسرا من كتفها وهزتها بقوه وعنف: لا ماأنتي هتحكي لي كل حاجه حصلت وده مش بمزاجك ده غصب عنك،
وأكملت بتهديد: يا إما هدخل عمو عز وياسين في الموضوع وهما يخلوكي تنطقي بطريقتهم.

صرخت بها نرمين وأردفت قائلة بنبرة ملامه: حرام عليكي يا يسرا إرحميني ده أنا بردو أختك.
صرخت يسرا بوجهها وتحدثت بتألم: واللي مات كان أخويا، كان حته من قلبي، كان راجلي وسندي أنا وولادي، إللي مات سايب طفلين لاحول ليهم ولا قوة من بعده، إللي مات ساب أمي إللي إتكسرت وبتموت كل يوم من بعده عنها،
وأكملت بنبرة متألمة: إللي مات سايب مليكه إللي كانت روحها فيه.

إنتفضت نرمين برعب من هيئة يسرا التي تحولت ملامحها إلى غضب لأول مره تراه بعيناها.
فأردفت نرمين قائله بترجي: خلاص هحكي لك، بس اوعديني إن الكلام إللي هقوله ليكي ده ميخرجش من بينا لأخر يوم في عمرنا.
جففت يسرا دموعها ثم نظرت إلى نرمين قائله: إطمني، مهما كان اللي هاتقوليه عمري ما هتجيلي الجرأه إني أقوله لحد وخصوصا ماما، إنتي مهما كان أختي وعمري ما هضحي بيكي ولا أخلي شكلك مش كويس قدام الناس.

إطمئنت نرمين ووضعت يدها فوق وجنتيها وجففت دموعها وبدأت تقص على يسرا ماحدث ليلة الحادث،
وبدأت ببكاء مرير مرة أخري عندما تذكرت وجه رائف وهي تقص له إتهامها إلى مليكه
إنتهت نرمين من حديثها.
ونظرت لها يسرا بذهول غير مستوعبه لما نطقت به شقيقتها
تحدثت بوجع وألم: ياحبيبي يا رائف، ياقلبي عليك يا أخويا، يعني مت وأنت بتغلي من جواك من افتري أختك على مراتك يا حبيبي،.

وأكملت بصوت مرير: ياتري كنت حاسس بأيه وإنت سايق؟ وإيه إللي كان بيدور في دماغك وقتها يا نور عيوني؟
وتحدثت بألم وهي تنظر إليها: يااااااه على سواد قلبك يا نرمين، إزاي قلبك طاوعك تفتري على مرات أخوكي بالطريقه دي! مخفتيش من إنتقام ربنا منك لما تتهميها التهمه البشعه دي؟

هنا تجهم وجه نرمين وتحدثت بكره وغل: أنا ماأفتريتش عليها يايسرا، تقدري تنكري إن كل ما أجى هنا أنا وجوزي الهانم المحترمه تقعد تشاغله بكلامها ونظراتها!
نظرت لها يسرا بعيون متسعه وذهول وعدم إستيعاب لما ينطق به لسان شقيقتها من كذب وأفتراء: إنتي مستوعبه إللي إنتي بتقوليه؟
وأكملت بذهول وتعجب: إنت مريضه يا نرمين ولازم تتعالجي، إزاي بتقدري تكذبي الكذبه وتصدقيها كده عادي؟!

وأكملت بنصح: إتقي الله وإنت بتتكلمي عن مرات أخوكي ومتخليش غيرتك العاميه منها تخليكي تفتري عليها،
وأكملت بسؤال وجيه ومقنع: تقدري تقولي لي واحده كانت مع رائف المغربي زينة شباب إسكندريه كلها، هتسيبه وتبص لواحد زي محمد بتاعك ده ليه؟
فوقي يا نرمين واتقي الله في الكلام على أعراض الناس، حقوق الناس صعبه أوي وربنا مبيسامحش فيها، بيسيب السماح فيها لأصحابها، فياريت متحطيش نفسك في خانة حقوق الناس عليكي،.

وأكملت بنصح: صدقيني إنتي مش أدها،
ثم نظرت لها بإشمئزاز وتحدثت بغضب: أنا المفروض بعد الكلام إللي عرفته ده معرفكيش تاني، لكن للأسف مش هقدر أقاطعك، على الأقل علشان خاطر المسكينه إللي ممكن تروح فيها لو لاقتنا قاطعنا بعض، وأكملت بحده: لكن من النهارده يا نرمين إنتي بالنسبة لي موتي وأندفنتي مع رائف وبابا الله يرحمهم!
وتركتها وخرجت، إرتمت نرمين بإستسلام فوق التخت وأطلقت لدموعها العنان مرة أخري.

داخل منزل سالم عثمان
كان جالسا مع زوجته وشريف إبنه يتحدثون جميعا بشأن مستقبل مليكه، نظر شريف وتحدث بجديه لأبيه: هو حضرتك هتفضل سايب مليكه كده كتير في بيت رائف الله يرحمه يا بابا؟
وأكمل: أنا شايف إن كده كفايه أوي ولازم تجيب ولادها وتيجي تعيش معانا هنا، أظن ميصحش تعيش هناك بعد وفاة جوزها، ولا ايه رأيك يا ماما؟

تحدث سالم بضيق: ومين سمعك يا شريف، أنا كمان متضايق جدا من قعدتها هناك لوحدها من غير راجل أو حمايه ليها، لكن مقدرش أتكلم في الوقت الحالي يا ابني، مقدرش أروح أجيب أختك وولادها من حضن حماتها، وأكمل بحزن: الست لسه حزينه على إبنها ولسه ما اتخطتش أزمة وفاته، نقوم إحنا بدل مانقف معاها وندعمها في مصيبتها، أروح أخد الولاد من حضنها، إحنا كده نبقي بنقضي عليها نهائيا.

هنا تحدثت سهير بأسي وحزن: الله يكون في عونها ويصبر قلبها، دي الست من وقت موت إبنها وهي كل يوم في حال، مره السكر يعلي عليها، ومره الضغط، حقيقي ربنا يتولاها برحمته،
إللي حصلها مش قليل عليها بردوا، دي خسرت إبنها الوحيد، وده مكنش أي إبن، لا ده كان نعم الأخلاق والأدب، كان بار بيها وبيعاملها زي ما ربنا أمره بالظبط،
وأكملت بنبرة حزينه متأثرة: الله يرحمك يا حبيبي، في الجنه إن شاء الله يا رائف.

تحدث شريف وهو ينظر إلى أبيه بتساؤل: أيوه يا جماعه كل الكلام ده أنا فاهمه ومقدره كويس، لكن بردو مقولتوش هنعمل أيه مع مليكه؟

أجابه سالم بتعقل: بص يا ابني، رائف الله يرحمه يادوب بقاله 7 شهور متوفي، إن شاء الله بعد السنوية بتاعته هروح وأتكلم مع سيادة اللوا عز المغربي، وهو يكلم مرات أخوه ويفهمها الوضع، علشان الموضوع ميتسببش في زعل لأي حد، كده نكون إستأذناهم وراعينا العشره، ونكون أخدنا بنتنا وولادها في حضننا.
تحدثت سهير بقلق وحيره: تفتكر عز المغربي وثريا ممكن يدونا الولاد بسهوله كده يا سالم؟!

بصراحه أنا قلقانه ليخلوا الولاد عندهم.
صاح شريف متحدث بنبرة غاضبة: يعني ايه الكلام ده يا ماما؟ أولا هما ميقدروش يمنعوا مليكه من إنها تاخد ولادها، القانون معاها وفي صفها في النقطه دي،
وأكمل بحده: وإذا كانوا فاكرين نفسهم عيلة المغربي، إحنا كمان مش قليلين في إسكندريه وهنعرف نقف قدامهم كويس جدا ونجيب لمليكه ولادها في حضنها.

نظر سالم إلى إبنه وتحدث بتعقل: إهدي يا أبني وفكر بعقل، إحنا مش عاوزين نتكلم بعصبيه ونضايق الناس وإحنا لسه معرفناش ردة فعلهم هتكون أيه،.

وأسترسل حديثه بتوجس: لكن بصراحه أمك عندها حق، أنا عن نفسي قلقان إنهم يرفضوا يسلمولنا الأولاد، ودول عيلة المغربي وليهم وضعهم بردوا، ده كفايه ياسين عندهم، دي قرصته بالدم ووضعه ومكانته في المخابرات مديين له سلطه كبيره ويقدر من خلالها يأذي أي حد أو يقف في وش أي حد بسهوله جدا.

تنهدت سهير بألم وأردفت قائلة بنبرة يشوبها القلق: ربنا يستر، والله أنا ماحزينه إلا على ثريا وزعلانه جدا على إننا هنحرمها من ولاد رائف، يعني مش كفايه عليها خسارة إبنها، كمان هتتحرم من ولاده،
لكن هنعمل أيه، دي بنتنا ولازم إحنا كمان نخاف عليها وتيجي تعيش في حما وأمان أبوها وعلشان كلام الناس.
تحدث سالم بأسي: ربنا يعمل اللي فيه الصالح والخير لبنتنا يا سهير.

بعد مرور عام على وفاة رائف، جاء يوم ذكري وفاته، كانت العائله جميعا مجتمعه داخل المقابر، أمام قبر فقيدهم الغالي فقيد الشباب،
كانت رجال العائله تقف على بعد مترين من جلوس النساء
اللواتي كن يحاوطن القبر بجلوسهن جميعا، ثريا التي تبكي بحرقة أم على فقدان صغيرها، وتحاوطها يسرا الباكيه بذراعيها بحنان، ومن الجهه الاخري تحاوطها منال زوجة عز بجوارها نرمين التي تبكي بصمت تام.

كانت الأنظار جميعها مسلطة على تلك الباكيه ذات الرداء الأسود والوجه الحزين، وهي تبكي على قبر رفيق عمرها الذي تخلي عنها وتركها لوحدتها، كان بكائها مريرا ويدمي القلوب، فقد أصبح الكون بعيونها خاليا بعد رحيله، فقد أخذ برحيله كل شيئ، الحياه، والروح، والبسمه.
كانت والدتها تجاورها وتحتضنها هي وسلمي صديقتها،.

كانت تحادثه وهي تضع رأسها فوق قبره وتستند بيداها عليه بألم وبكاء مرير: كيف حالك رائف؟ أخبرني كيف أصبحت؟ أسعيدا أنت بدوني؟
أتشعر بألمي ومرارة حلقي التي باتت تلازمني منذ إفتقادي لك؟

أم أنك لاتبالي بحالي وما أويت إليه، انظر إلى رائف وتمعن بي جيدا، لقد أصبحت حطام إمرأه رائفي، لقد أصبحت الحياة بدونك قبرا كبيرا بالنسبة لي حبيبي، أنالا أشعر بوجداني رائف، لاأشعر بالحياه، لقد رحلت وأخذت روحي ووجداني وقلبي معك فقيدي، أنا أتألم رائف، أنا حقا أموت بطئا،
مر عام على رحيلك ولم أستطع تجاوز محنتي، لم أستطع التأقلم على الحياه بدونك عزيز عيني، لما هجرتني وتركتني وحيده رائف؟
لما لم تأخذني معك؟

ألم تعدني بأنك لم تتركني مهما حدث، أين وعدك يا رجل؟
إشتقت إليك كثيرا، مر إسبوع على أخر زياره لك بمنامي، أشتاقك حبيبي، تعا إلى اليوم، أريد رؤيتك، إشتقت بسمة وجهك، إشتقك لنظرة عيناك الحنون، أرجوك رائف تعا، سأنتظرك اليوم حبيبي، أريد مجالستك ورؤية عيناك ساحرتي
كان موجها بنظره إليها بغيره وحسرة تملئ قلبه، يحادث حاله: كم أنت محظوظ رائف، فحتي بعد مماتك يا فتي مازالت جميلة الكون تعشقك وتفتقد وجودك.

نظر إليها بحنين: أنا هنا مليكه، إنظري إلي، تفحصيني جميلتي، منذ عدة أشهر وأنا أحاول التقرب ولكنك لا تشعرين حتى بوجودي!
أحبيني مليكه
فقط فرصه أطلبها، فاعطني إياها
وأصدقكي وعدا لن تندمي
سأجعل السعادة دارك، والكون مقدارك، فقط أعطني الفرصه مليكتي وسترين، كيف سيكون عشق الياسين؟

كانت تبكي وتنتحب مغمضة العينان، مستسلمه لألم قلبها وأعتصاره، شعرت بيد تربت على كتفها بحنان رفعت رأسها ونظرت بعيون حمراء ككؤوس الدم من كثرة بكائها،
وجدته أباها الحنون أمسك بيدها وأوقفها ثم نظر لها
وتحدث: يلا يا حبيبتي، كفايه يا مليكه، هتموتي نفسك يا بنتي حرام عليكي اللي بتعمليه ده.

نظرت له وألم يعتسر قلبها ومازالت تبكي بمراره: مش قادره أستوعب إن خلاص حبيبي راح ومبقاش موجود يا بابا، هو أنا فعلا مش هشوفه تاني خلاص؟
وأرتمت داخل أحضانه وهي تبكي بألم.
إقترب منها محمد زوج نرمين وتحدث بتأثر لحالتها المزريه: إهدي يا مليكه وأطلبي له الرحمه، هو أكيد في مكان أحسن حاليا، إنتي كده ممكن تتعبي.
نظرت له نرمين بنظرات صاخبه كالرصاص إبتلع لعابه رعب وأبتعد قليلا.

وقف شريف وأخذها من حضن أبيها وهو يحتضنها بحنان ويمسح على ظهرها بحب وحنان الأخ.
كل هذا تحت أنظار ذلك المستشاط غضبا من إحتضان أبيها وأخاها لها
حيث كان يحادث حاله: كيف سمحتي لهما أن يحتضناكي هكذا؟
أنا من له الحق بإحتوائك وتضميد جراحك حبيبتي، اه مليكه، أتعبني عشقك يا أمرأه، كم عليا التحمل بعد!
وقف عز وتحدث بحزم وصوت يكسوه الألم: يلا بينا يا حاجه ثريا، يلا بينا يا مليكه.

نظرت له ثريا وتحدثت بتألم: روحوا إنتوا يا سيادة اللوا وسيبوني مع حبيبي.
تحدث عز بحزم: كفايه كده يا حاجه ثريا ليك ساعتين بتعيطي، صحتك يا حاجه، الضغط كده ممكن لاقدر الله يعلي عليكي تاني.
ذهب إليها ياسين وجثي على ركبته بجانبها، قبل رأسها بحنان وتحدث: يلا يا أمي علشان أنس كده هيقلق عليك، تلاقيه بيعيط وبيسأل عليك إنت ومليكه، إنتي عارفه هو مش متعود على غيابكم إنتم الاتنين كده.

نظرت له بإنكسار وهزت رأسها بإيماء، أمسك يدها وأوقفها وأتجه بها هي ويسرا لسيارته وأجلسهما، في حين أخذ سالم إبنته وزوجته وذهبا بهما بطريقه لفيلا رائف،
وتحركوا جميعا بإتجاه حي المغربي تاركين قبر فقيدهم وحيدا، فتلك هي الحقيقه الوحيده بحياتنا، الموت.
بعد مده من الوقت كان سالم جالسا بحديقة منزل عز بصحبة بعض رجال عائلة المغربي، عز، وعبدالرحمن وياسين وطارق ووليد،.

نظر وليد إلى سالم وتحدث بجرأه: بعد إذن حضرتك يا سالم بيه أنا كنت عاوز أفاتحك في موضوع مهم جدا بالنسبة لي، وكنت هاجي لحضرتك النهارده البيت أتكلم معاك فيه، لكن بما إن حضرتك موجود هنا ومشرفنا فأنا هتكلم قدام الكل علشان يهمني إنهم يعرفوا قراري ويكون عندهم علم بيه،
نظر له الجميع بإستغراب سائلين حالهم ما هو ذاك الموضوع؟

إلا ياسين الذي إبتسم بسماجه لمعرفته طلب وليد من سالم، وكيف لا يفهم وهو ياسين المغربي رجل المخابرات الأول.
نظر له سالم بوجه مبهم وتحدث متسائلا: خير يا أستاذ وليد، موضوع ايه ده إللي عاوزني فيه، إتفضل قول أنا سامعك.
وليد...
تري ماالموضوع الذي يريد وليد أن يخبر به سالم؟
وما الذي فهمه ياسين من حديث ذلك الوليد؟
كل هذا وأكثر سنتعرف عليه في البارت القادم.
رمقه عبدالرحمن بنظرات ناريه وتحدث بتحذير: وليد أظن لا ده وقت ولا مكان الكلام في الموضوع ده.
تحدث وليد بإنفعال: أومال أمتي وقته يا بابا، رائف وخلاص عدت السنويه بتاعته، وأظن مليكه من حقها تعيش وتلاقي راجل ياخد باله منها هي و أولادها.
تحدث عز بوجه مبهم: هو فيه أيه بالظبط يا وليد
ممكن تفهمنا أيه سبب كلامك ده؟

وجه وليد نظره إلى عمه وبكل جرأه تحدث: بعد إذن حضرتك يا عمي وبعد إذن حضرتك ياسالم بيه، أنا قررت أتجوز مليكه.
نظر له الجميع بذهول تام، عدا ياسين الذي كان يعلم بطلبه قبل أن يتفوه به بتلك الحماقه والتسرع.
وضع ياسين يده على ذقنه وبدأ يتلمسها بتسلي وبات يراقب الوضع وكأنه غير معني بالأمر، في حين نظر عز إلى ياسين وتبادلا الإبتسامات الخفيفه والإيماءات.

نطق طارق بجنون موجها حديثه إلى وليد: إنت أتجننت يا وليد، إنت سامع إنت بتقول أيه!
ده إبن عمك لسه يدوب مكمل سنه النهارده، وأنت جاي عاوز تتجوز مراته، ياأخي خلي عندك دم.

إنفعل وليد وأجاب طارق بغضب: أولا ما اسمهاش مراته يا طارق، إسمها أرملته، ثانيا بقي مش من حقك تقرر عنها، أظن مليكه ليها أب يقدر هو وهي يقرروا أيه إللي ينفع وأيه ما ينفعش، وكمان مليكه لسه صغيره وأكيد هتتجوز وتعيش حياتها، فأظن أنا أولي من الغريب إني أربي ولاد إبن عمي.
تحدث عبدالرحمن محرج من سالم وعز وياسين: ايه يا أبني الكلام اللي إنت بتقوله ده!

إنت شايف إن ده الوقت المناسب للكلام في موضوع زي ده، دا أحنا لسه راجعين حالا من سنوية ابن عمك، وبعدين جواز أيه اللي بتتكلم فيه ده، طب وبالنسبه لمراتك هتقول لها أيه؟
كان وليد ينظر إلى ياسين ويشعر بالإنتصار عليه، فهو يعلم أن ياسين يعشق مليكه، نعم فقد أخذ وليد مؤخرا على عاتقه مراقبة عين ياسين في حضرة مليكه، فتأكد من عشق ياسين لها وفضحته نظرة عينيه العاشقه.

نظر وليد بغضب إلى ياسين الموجه نظره له وعلى ثغره إبتسامه واسعه مستفزه
تحدث وليد بقوه: لو على موضوع مراتي متحملش هم يابابا، أنا هعرف أقنعها كويس جدا، وحتى لو ما اقتنعتش هطلقها،
وأكمل بنبرة باردة غير مسؤله: أنا أساسا كنت عاوز أطلقها من أخر مره أتخانقنا فيها وسابت البيت، لولا حضرتك وقتها إللي أصريت إني أرجعها علشان خاطر البنت.

نظر له ياسين بإبتسامه بارده وأخيرا نطق بعد صمته المريب وتحدث بنبرة مستفزه: ملوش لزوم تعمل مشاكل مع مراتك على الفاضي يا وليد الموضوع منتهي أساسا.
نظر له وليد بوجه مبهم وتحدث بتساؤل: يعني ايه على الفاضي دي، وتقصد أيه بالموضوع المنتهي ده يا ياسين؟
أجابه ياسين ببرود ونظرة إنتصار تكسو عيناه: يعني مليكه بالفعل مخطوبه.

ثم مرر نظره إلى والده وبعدها أستقر نظره على سالم الذي نظر له بعدم إستيعاب لكلماته التي نطقها بغموض، وأكمل ياسين بنبرة جاده: أقصد إني طلبت إيد مليكه من سالم بيه وده طبعا بعد ما أخدت موافقة عز باشا، واتفقنا إننا نأجل الإعلان عن الخطوبه لبعد سنوية إبن عمك وده طبعا مراعة لمشاعر مرات عمك وبنات عمك إللي سيادتك معملتش أي إعتبار لمشاعرهم.

وعاد ياسين بذاكرته لإسبوعين ماضيين
فلاااااش بااااك
إنتفض عز بوجه غاضب قائلا: إتجنن إللي إسمه سالم ده ولا أيه، يعني أيه ياخد البنت وولادها من بيتها؟
ثم نظر إلى ياسين وتحدث بإستفهام: إنت عرفت الكلام ده منين يا ياسين، متأكد يعني من صحته؟

أجابه ياسين بنبرة صوت جاده: طارق هو إللي قال لي يا باشا، حضرتك عارف إن هو و شريف أصحاب وهو إللي حكي له علشان لما ييجو يتكلموا في الموضوع معانا طارق يبقي عنده خلفيه وميزعلش من شريف،
وأكمل مغتاظا: ده كمان غير البيه إللي عامل لي فيها دنجوان وداخل خارج على مليكه في البيت وبيرسم على إنه يتجوزها.
نظر له عز وتحدث بتيهه: قصدك مين؟

أجابه ياسين بغضب: أقصد وليد عبدالرحمن، مسألتش نفسك يا باشا من إمتي وليد كان بيدخل بيت عمه ولا حتى بيهتم بأي حد من العيله أساسا؟
البيه طمعان في ورث مليكه وولادها، وقال لنفسه أما أتجوزها وأحط إيدي على الكنز وأبقي أنا الكل فالكل، واكمل بإستحقار: تخيل ياباشا الواد الندل راح سأل في البنك على رصيد مليكه والولاد؟
نظر له بعدم إستيعاب وتحدث: يا نهاره إسود! إتجنن ده ولا أيه؟
وأكمل بتساؤل: طب والعمل يا ياسين؟

هنعمل أيه في الموضوع ده، دي عمتك ثريا ممكن يجرا لها حاجه لو فعلا سالم نفذ إللي في دماغه وأخد منها الولاد.
تحدث ياسين بتعقل: مفيش غير حل واحد يا باشا، وهو إني أتجوز مليكه، ووقتها هوقف الكل عند حده، وليد هيكش ويدخل جحره من تاني، وسالم هيهدي ويطمن على بنته ونخلص من تدخله في حياتها هي والولاد، وبكده نكون خلصنا من الوش ده كله وريحنا دماغنا.
نظر لوالده بترقب وتساءل: قولت إيه يا باشا؟

نظر له عز بتمعن وتحدث بتساؤل: ومراتك وأمك هتعمل فيهم أيه يا ياسين؟
أجابه ياسين بهدوء: سيب الموضوع ده عليا ياباشا، المهم إن حضرتك معندكش مانع من حيث المبدأ.
أجابه عز بإبتسامه خبيثة: لا معنديش يا سيادة العقيد طالما ده هيريحك.
نظر ياسين بنصف عين لوالده وتحدث بنصف إبتسامه ونفي: يريحني أيه بس يا باشا، أنا مجرد بحل مشكله مش أكتر.

قهقه عز وتحدث بمراوغه: وأنا قولت حاجه غير كده، الله يقويك على حل المشاكل يا حبيبي.

عوده إلى الوقت الحالي
نظر له سالم بإستغراب فهو ولأول مره يستمع لهذا الحديث، بادله ياسين بنظره تأكيدا على جديه حديثه، فاطمئن سالم وأشار بعينه بموافقه، وبرضي كامل، وكيف له أن يرفض عرضه وهو ياسين المغربي! فهو حقا نسبه شرف لأي عائله، وبزواج إبنته منه سيطمئن قلبه عليها وللأبد، فهو رجل بمعني الكلمه وسيحمي مليكه وطفليها من الطامعين.

أما وليد فالكل يعلم علم اليقين أن سبب طلبه هذا، ماهو إلا طمع بثروة رائف وولديه، فهو جشع ولا يهتم سوي بأمر المال.
هب وليد واقف بغضب وتحدث بإنفعال موجها حديثه إلى سالم مشكك بحديث ياسين: الكلام ده حصل يا سالم بيه؟
قاطعه ياسين بنظرات غاضبه وصوت حاد مرعب: إنت أتجننت يا وليد! معناه ايه سؤالك ده، إنت بتكذبني؟
إبتلع وليد لعابه برعب من هيئة ياسين الغاضبه وأردف بلين: مقصدش طبعا يا سيادة العقيد، أنا أقصد.

وهنا قاطعه سالم الذي قرر إنهاء ذلك الإشتباك الدائر قائلا: أيوه الكلام ده حقيقي يا أستاذ وليد، سيادة العقيد فعلا طلب مني إيد مليكه وأنا وافقت.
تساءل وليد بخبث وهو ينظر إلى سالم: وياتري بقا مليكه موافقه على كده؟
أجابه ياسين بنفاذ صبر: أظن ده شيئ ميخصكش يا وليد، وياريت تقفل على الموضوع ده نهائي، ولا مش شايف عمتك ثريا وبنات عمك حالتهم عامله إزاي،.

وأكمل ناهيا الحديث بإنسحاب: بعد إذنكم أنا طالع أخد شاور وأنام شويه علشان كان عندي شغل بالليل ومنمتش،
وأكمل ناظرا إلى سالم بإحترام وإستإذان: بعد إذن حضرتك يا سالم بيه، البيت بيتك طبعا.
هب سالم واقف وتحدث بإنسحاب: أنا كمان هروح أخد المدام ونروح علشان نرتاح، اليوم كان طويل وصعب على الجميع وأظن كلنا محتاجين للراحه.
إستأذن ورحل ثم نهض الجميع وذهب كل على منزله.

بنفس التوقيت داخل منزل رائف
كان الجميع يجلس بوجه حزين ثريا ونرمين وزوجها وشريف ووالدته ويسرا ومليكه وطفليها
كانت ثريا تجلس بحزن وهي محتضنه أنس الناظر لها بحب ومروان الجالس بجانبها ويسألها: نانا هو بابي مجاش معاكم ليه؟

أدمعت عين مليكه الماكثه بأحضان سهير، وتماسكت ثريا وتحدثت: بابي مسافر بعيد أوي يا حبيبي وللأسف مش هيعرف ييجي الوقت، لكن هو بيبعت لك إنت وأنس الهدايا والشيكولا والحجات الحلوه الكتير أوي إللي بتوصل لكم.

كانت نرمين تنظر بحقد على مليكه وكأن كل ماحدث لها لم يكفيها لتتوقف عن حقدها والكره الذي تكنه لها بقلبها، كانت تراقب زوجها وهو يختلس النظر من مليكه دون أن يلاحظ شريف وعيناه تنحدر على منحنيات جسدها بكل وقاحه وحقاره.
دلف سالم من باب الفيلا بعد الإستئذان، طلب من سهير أن تستعد لرحيلهم لمنزلهم وذهب إلى مليكه التي مازالت على تلك الحاله من الحزن والألم وكأن لم يمر عام على وفاة رائف، بل كانت البارحه.

أمسك يدها وأوقفها لتقابله ونظر لها بحب قائلا: إحنا ماشيين يا حبيبتي، مش عاوزه أي حاجه؟
هزت رأسها بنفي وتحدثت: عاوزه سلامتك يا بابا، أبقوا طمنوني عليكم لما توصلوا البيت.
إحتضنها بحنان وأبتعد.
أوشي شريف بأذن أباه: بابا إتكلمت مع سيادة اللوا بخصوص مليكه؟
أجابه سالم بهمس: مش وقته يا شريف نتكلم في البيت لما نروح.

إقترب منها شريف محتضنا إياها وتحدث: خلي بالك على نفسك يا مليكه، ولو إحتاجتي أي حاجه في أي وقت إتصلي عليا فورا وأنا هكون عندك في لحظتها.
إحتضنته وقالت بحب: ربنا يخليك ليا يا شريف، خلي بالك من بابا وماما.
أردفت سهير بحنان: إطلعي يا حبيبتي خدي لك شاور وحاولي تنامي شويه، شكلك تعبان أوي.
أمائت لها مليكه قائلة بهدوء: حاضر يا ماما.

وخرجوا واستأذنت مليكه وصعدت على الفور بعد خروجهم تحت أنظار نرمين الغاضبه، ومحمد العاشق، أخذت حماما دافئا وغفت بثبات عميق من شدة الإرهاق والدموع.

ظهر اليوم التالي
خرجت مليكه متوجهه إلى الحديقه وجدت يسرا وليالي وجيجي يجلسن، يتبادلن الأحاديث و يتناولن الحلوي والعصائر
إتجهت إليهم وتحدثت بوجه منهك يبدو عليه الحزن: مساء الخير يا بنات.
ردوا لها التحيه وجلست بجانبهن
أتت إليها العامله وتحدثت بإحترام: تحبي أجيب لحضرتك الفطار هنا يا مدام مليكه؟
نظرت إليها مليكه وأجابتها بنفي: لا يا مني مليش نفس، ياريت بس مج نسكافيه باللبن بعد إذنك.

أمائت لها العامله بإحترام ودلفت لصنع النسكافيه
نظرت ليالي إلى مليكه وتحدثت: عامله أيه النهارده يا مليكه؟
تحدثت بنصف إبتسامه منكسره: الحمدلله ياليالي، أنا كويسه.
تحدثت جيجي بأسي: ياريت متسبيش نفسك ترجعي تاني لمود الحزن ده يا مليكه، حاولي تخرجي من حالتك دي علشان مروان وأنس، إحنا ما صدقنا الولاد نفسيتهم بدأت تتحسن بعد إهتمام بابا عز وياسين وطارق بيهم وخروجهم معاهم شخصيا.

تحدثت ليالي تأكيدا على حديث جيجي: جيجي عندها حق يا مليكه، الولاد لو شافوكي رجعتي تاني للحزن ده ممكن يحصل لهم إنتكاسه، بصي لنفسك النهاردة كده في المرايا، عيونك منفخه والحزن كأنه محفور على ملامحك بعد ما كنتي بدأتي تهدي الفتره إللي فاتت
وأكملت أه مرجعتيش لطبيعتك الأولي، لكن كنت بتحاولي تخرجي من حزنك علشان نفسية ولادك.

تنهدت بألم وحسره ملئت عيناها وأردفت قائلة: صدقوني بجاهد نفسي وبحاول، لكن بجد الموضوع صعب أوي، فاهمه يعني أيه شريك حياتك إللي كنتي بتحبسي أنفاسك وهو بعيد عنك وأول ما تسمعي صوت عربيته وتعرفي إنه رجع من شغله يرجع لك النفس تاني وتشوفي الدنيا في نظرة عيونه ليكي،.

وأكملت بألم وحسره: ده رائف يا جماعه مش أي راجل والسلام، أنا لو حزنت عليه العمر كله مش هقدر أوفيه حقه، ولاهعرف أعبر عن مدي حزني وفقداني ليه ولحبه ولحنانه، أنا حياتي بقت بارده وكئيبه أوي من بعده.
كانت تتحدث وهي تجاهد نزول دموع عيناها المتحجره داخل مقلتيها وهي تصرخ و تريد من يطلق لها العنان، ولكنها تجاهد وتمنعها حفظا لكبريائها.

تحدثت يسرا بألم: والله يا ليالي كلنا بنجاهد نفسنا علشان الولاد، كم من المرات إللي دخلت فيها على ماما لاقيتها منهاره من العياط، وهي بتموت حرفيا من شدة حزنها على رائف وإشتياقها ليه.
أردفت جيجي قائلة بنبرة حزينه: ربنا يصبركم يا يسرا، بصراحه رائف ميتعوضش وخسارتنا كلنا فيه حقيقي كبيره أوي.

تحدثت ليالي في محاوله منها لتغيير مجري ذاك الحديث المؤلم للجميع: مين فيكم شافت كولكشن الصيف السنة دي يا بنات، شفته إمبارح على النت حقيقي تحفه، الألوان مبهجه جدا وكمان الموديلات حلوه أوي، حجزت منهم كام قطعه كده عجبوني، لما يوصلوا أكيد هتشفوهم ومتأكده إنكم هتنبهروا بيهم زيي تمام
نظرت إليها مليكه وتحدثت بإبتسامه: مبروك عليكي يا ليالي، تلبسيهم في الخير إن شاء الله.

دلفت أيسل إبنة ياسين من داخل البوابه الحديديه بإبتسامه وإشراقه وسحر فتاه في بداية أنوثتها، فقد تخطت الرابعة عشر من عمرها
أيسل بإبتسامه: هاااي
تحدثت إليها مليكه بإبتسامه ووجه بشوش: إزيك يا سيلا، وحشاني جدا.
أجابتها أيسل بوجه سعيد: إنت كمان يا ليكه وحشاني كتيرررر أوي، لكن أنا زعلانه منك.
ردت مليكه بتساؤل متعجب: زعلانه مني أنا، ليه يا سيلا؟ وبعدين أنا أقدر بردوا أزعل برنسيس عيلة المغربي.

أجابتها أيسل وهي تمد شفتاها بدلال: أيوه قدرتي، كام مره طلبت منك ترجعي تعلميني الرسم من تاني زي زمان، وإنت طنشتيني خالص ولا كأني قولت لك أي حاجة.
تحدثت ليالي بضحك: كل الزعل ده علشان تتعلمي الرسم، طب ليه مقولتليش وأنا أجيب لك أفضل مدرسين هنا ويعلموكي.
أردفت أيسل قائلة برفض: لا يا مامي أنا حابه أتعلمه من مليكه، أصل حضرتك مشفتيش رسوماتها وجمالهم يا مامي يجننوا.

إبتسمت مليكه وهي تنظر إلى أيسل بحب وتحدثت: من عيوني يا سيلا إن شاء الله الأسبوع ده نرجع نتدرب تاني وأعلمك وتبقي أعظم من بيكاسو كمان.
ضحكت أيسل ببرائه وسحر.

وقت غروب اليوم التالي
في منزل عبدالرحمن المجاور لمنزل رائف وعز
كان وليد يجلس داخل حديقة منزله ينفث سيجارته بشراهه أتت إليه والدته وتحدثت
راقيه بتهكم: وأنت هتفضل قاعدلي كده زي خيبتهم؟
نفخ بضيق وتحدث: وعايزاني أعمل أيه إن شاء الله، ما خلاص قفلها ياسين بيه زي الدومنه.

تحدثت راقيه بخبث: لسه متقفلتش ولا حاجة، الحل عند مليكه، روح لها وافتح الموضوع وأقلب الدنيا على دماغ ياسين، حسسها إن قلبك على مصلحتها هي وولادها، دي في النهايه ست يعني بكلمتين هتاكل عقلها وتبلفها،.

وأكملت بإبتسامة ساخره: وبعدين إطمن، أنا متأكده إن منال وبنت أخوها لايمكن يسمحوا إن ده يحصل أبدا، منال ست قويه ومفتريه، وإللي ماقبلتهوش على نفسها ومنعته من إنه يحصل زمان، أكيد مش هتيجي وتقبله على بنت أخوها الوقت.
إنفرجت أسارير وليد وتحدث ببلاهه وجشع: تفتكري كده؟
أجابته راقيه بتأكيد: أكيد، وبعدين لازم تحاول يا وليد الموضوع بجد يستاهل، ده مال سايب وملوش أصحاب، كلهم ولايا والعيال لسه صغيرين،.

وأكملت بلؤم: وإنت لاسمح الله مش هتأذيهم في حاجه بالعكس دانت هتتجوزها وتحافظ لها هي وولادها على فلوسهم وتحميها من أي حد طمعان فيها،
وأكملت بتمني
وواحده واحده لما ثريا ويسرا يطمنولك هتلاقي نفسك حاطط إيدك على مغارة على بابا كلها، وساعتها بقا هتبقي أعلي من ياسين وطارق إللي الكل طالع لي بيهم السما
وأكملت بتمني وجشع ظهر على ملامحها: يااااااا لو ده إتحقق يا وليد تبقي أبواب السما اتفتحت لنا والروس إتساوت،.

وتبقي رفعت لي راسي وعملت لي قيمه قدامهم كلهم بدل أبوك إللي وكسنا معاه وراح بهدل فلوسه وخسرها على مشاريع خايبه وهبله زيه.
أجابها وليد بعيون سعيده: إن شاء الله هيحصل يا ماما، أنا شويه كده وهروح لعمتي ثريا ومليكه وأتكلم معاهم في الموضوع وأوعدك مش هخرج من عندهم غير وهما موافقين.

مساء
في فيلا رائف تجلس مليكه فوق الأريكه تقرأ قصه لطفليها لتسليتهم، وتجلس بجانبها ثريا ويسرا يستمعان أيضا ويداعبان الطفلان في جو أسري دافئ
خرجت عليهم عليه من داخل المطبخ تخبرهم: ست ثريا عصام بتاع الأمن اتصل وبيبلغ حضرتك إن وليد بيه بره وبيستأذن للدخول.

أخذت ثريا حجابها من جانبها وأحكمته على رأسها، أما يسرا دلفت لغرفتها لإرتداء ملابس محتشمه تليق بحجابها فقد كانت ثريا ومليكه ويسرا هم الثلاثه المحجبات فقط من العائله أما باقي نساء عائلة المغربي يتحررن بلباسهن ولن يلتزمن بالثياب الشرعيه الواجبه على المسلمه
هبت مليكه مستأذنه: بعد إذنك يا ماما أنا هاخد الولاد وأطلع أكمل لهم الحكايه فوق.

وافقت ثريا بتفهم لعلمها عدم رغبة مليكه بالجلوس مع وليد ولعدم إرتياحها له: براحتك يا حبيبتي، لكن إبقي نزلي لي أنس علشان ينام معايا.
أمائت لها بالموافقه وصعدت بصحبة طفليها للأعلي وهاتفت عليه حارس المنزل بالسماح إلى وليد بالدخول.
دلف وليد وعلى ثغره إبتسامه سمجه وتحدث: مساء الخير يا عمتي، أخبارك ايه؟
أجابته ثريا بوجه بشوش: أهلا يا وليد، إتفضل يا حبيبي.
نظر وليد إلى يسرا: ازيك يا يسرا، أخبارك ايه؟

ردت عليه يسرا بإبتسامة شكر: الحمدلله يا وليد أنا كويسه.
نظر حوله مستطلعا المكان وتساءل بفضول: أمال فين مليكه؟
تحدثت ثريا بإستغراب من سؤاله: مليكه فوق مع ولادها بتنيمهم.
تحدث وليد: طب لو سمحتي يا عمتي أنا كنت عاوزكم في موضوع مهم ولازم مليكه تكون موجوده، فبعد إذنك تبعتي تندهي لها.
تبادلت ثريا ويسرا نظرات الإستغراب بينهما من حديث وليد
وتحدثت ثريا: خير يا ابني، موضوع إيه ده إللي عايزنا كلنا كده فيه؟

أجابها وليد بإبتسامته السمجه: لما مليكه تنزل يا عمتي هتعرفي.
إستسلمت ثريا له وأبلغت الفتاه المساعده لعليه لتبلغ مليكه بالهبوط للأسفل وبالفعل وافقت.
بعد مده نزلت مليكه الدرج، أسرع وليد بالوقوف لإستقبال مليكه، ولكنها تحاشته وحولت بصرها إلى ثريا حتى لا تعطه الفرصه ليصافحها، فهي لا تتقبله ودائما ما يراودها شعور بعدم الإرتياح في حضرته.

جلست مليكه بجانب ثريا ثم نظرت إلى وليد الذي مازال واقفا بإحراج وتحدثت: خير يا أستاذ وليد، بلغوني إن حضرتك عاوزني في موضوع مهم إتفضل أنا سمعاك.
جلس وليد وحدث حاله، لما تلك المعامله أيتها الجميله؟ ماعليكي عزيزتي، لم أحزن حالي الان سأنتظر حتى أنول مقصدي، وهو أنتي أيتها الحسناء وفوقك ثروة رائف وأبنائه الطائله!
تحدث وليد بمداعبه وأبتسامه سمجه: طب الأول طمنيني عليك يا مليكه، وبعدين أتكلم.

تحدثت ثريا بنفاذ صبر: خير يا ابني فيه ايه قلقتنا؟
تحدث وليد بجديه: بصي يا عمتي أنا طول عمري راجل دغري ومليش في اللوع والمراوغه، علشان كده هدخل في الموضوع على طول
أنا فكرت مع نفسي في أمر مليكه وولادها وحضرتك وشفت إن مينفعش حضرتك ومليكه ويسرا تقعدوا لوحدكم في الفيلا الطويله العريضه دي من غير راجل يحميكم ويشوف مصالحكم،.

واكمل بتشكيك: وحضرتك عارفه إن المال السايب بيعلم السرقه، ومينفعش خالص تسيبوا نصيبكم في الشركه كده لطارق من غير ما تديروه بنفسكم.
نظرت له ثريا بإستغراب وتحدثت بحده: ايه يا وليد الكلام إللي بتقوله ده! طارق يتامن على الدهب، ومش هو أبدا إللي يتشكك في ذمته، ده طارق عز المغربي يا وليد.

أجابها وليد بإرتباك من حدة حديثها: أه طبعا يا عمتي، أنا مقصدش إللي حضرتك فهمتيه، أنا أقصد إن المال لازم له حد يحميه وياخد باله منه، وإلا النفوس كده ممكن تتغير.
تحدثت مليكه هي الأخري بنفاذ صبر: ياريت يا أستاذ وليد تدخل في الموضوع على طول وبلاش المقدمات الطويله دي، أنا سايبه ولادي مع الناني لوحدهم فوق وعاوزه ألحقهم قبل ماينامو.

أجابها وليد بإبتسامه بارده: حاضر يا مليكه أنا بصراحه كده قررت أكون راجلكم وسندكم و طلبت إيدك من بباكي، لكن للأسف الأستاذ ياسين كالعاده مش عاوز يدي لحد فرصه يعمل حاجه كويسه، غروره دايما بيصور له إن مفيش راجل يقدر يتحمل المسؤليه غيره، بباكي كان هيوافق لولا ياسين قال قدام إللي موجودين كلهم إنه طلبك من بباكي.

وللأسف عمي عز موافقه على كده وبباكي كمان وافق، فأنا بصراحه شايف إن ياسين مش مناسب ليكي خالص، ده راجل عدي ال 4 سنه، يعني أكبر منك على الاقل ب 12 سنه،
وأكمل بتفاخر: لكن أنا راجل في عز شبابي عندي 33 سنه، وأظن إني زوج مناسب جدا ليكي، أنا قولت أجي لك إنت ومتأكد إنك هتختاري الراجل الصح.
كانت تستمع له بذهول وقلب مفتور وهي تحادث حالها: ماذا تهذي أيها المعتوه؟ أواع أنت لما تنطق به شفاك، أجننت!

أحقا تطلب مني أن أدخلك حياتي بديلا عن رائف، أجننت يا رجل!
أما ثريا كانت تتحسر على صغيرها وأطفاله وزوجته التي يريد هذا الطامع نهب ثرواتهم دون خجل.
ويسرا التي كانت تستمع له والدموع تحجرت بعيناها وقلبها الذي ينزف دم على عزيز عيناها، أخاها الغالي.
وأخيرا إنتفضت مليكه من جلستها ووقفت بغضب قائله: إنت أتجننت! إنت سامع نفسك بتقول أيه؟

إنت إزاي جات لك الجرأه تفاتحني في موضوع زي ده، تفتكر إني ممكن أوافق أدخل أي راجل لحياتي تاني من بعد ما كنت متجوزه سيدهم.
نهض وليد وتحدث ببرود: إهدي يا مليكه وفكري بالعقل.
إنتفضت يسرا هي الأخري من جلستها وتحدثت بدموع: عقل! هو أنت خليت فيها عقل، بقا تبقي سنوية أخويا لسه إمبارح وإحنا قلبنا محروق عليه، وسيادتك جاي إنهاردة تتكلم في جوازك من مراته!

تحدث وليد مهدئا الوضع: يا جماعه إهدوا وفكروا، أنا قولت أجي أقول لكم علشان تبقوا في الصوره قبل ما ياسين يلعب لعبته ويجيب سالم بيه ومليكه تلاقي نفسها متجوزه ياسين غصب عنها، لو مليكه وافقت بجوازنا كده نبقا إحنا إللي فاجأنا ياسين مش هو.
نظرت له مليكه بإشمئزاز وتحدثت: لا ده أنت فعلا مش طبيعي، إنت مين أصلا علشان تتجرأ وتطلب مني طلب زي ده؟

وأكملت بعدم تصديق: وعلى فكره بقا، أنا مش مصدقه ولا كلمه من إللي إنت قولتها دي، أبيه ياسين لا يمكن يفكر بالطريقه الرخيصه دي، ده كان روحه في رائف، وهو عارف ومتأكد إني مستحيل أفكر أتجوز بعد رائف.
أجابها بنبرة واثقه: طب ما تسألي سالم بيه وساعتها هتعرفي إني بقول لك الحقيقه فعلا.

وأخيرا ثريا قررت أن تخرج من صمتها وتحدثت بحزن: مكنش ليه لزوم تفتح الموضوع في الوقت ده يا وليد، على الأقل كنت احترمت حزننا على رائف وصبرت كمان إسبوع، وأظن ياسين إمبارح نهي الكلام معاك في الموضوع ده هو وسالم بيه وعمك عز.
نظرت لها مليكه بتساؤل وحيره: معناه أيه كلام حضرتك ده يا ماما، أفهم منه أيه جاوبيني أرجوكي.
أجابتها ثريا بضعف وأنكسار وقلب مفتور: مش وقته الكلام ده يا مليكه، بعدين هبقي أقول لك.

نطقت يسرا بتساؤل ناظره إلى ثريا: أفهم من كلامك إن إللي قاله وليد ده حقيقي يا ماما، هو فعلا ياسين طلب إيد مليكه من بباها؟
صاح وليد بتهليل: علشان تعرفوا إن كلامي حقيقي، وأهي كمان عمتي ثريا طلع عندها علم بالموضوع.
هزت مليكه رأسها بحزن وإنكار: أنا أكيد بحلم ماهو مش طبيعي إن إللي أنا بسمعه ده يكون حقيقي!
أخر حد ممكن أتخيل إنه يعمل كده هو أبيه ياسين، لا والأفظع من كده إن حضرتك تبقي عارفه الموضوع وساكته،.

ثم نظرت لها بإستجواب قائله بنبرة ساخره: وياتري بقا حضرتك إنت كمان موافقه على جوازي من ياسين بيه ولا لسه بتفكري؟

هنا إنفجرت دموع ثريا ولم تعد لديها القدرة على تمالك حالها أكثر وتحدثت بتألم: حرام عليكم، ارحموني، أنا أم فقدت أعز ما ليها في الدنيا ولسه قلبي بينزف عليه ومطلوب مني أفكر وأقرر في أكتر حاجه ممكن تدبحني، محطوطه بين سلاح ذو حدين، يا إما أوافق إن راجل تاني غير إبني يتجوز حبيبته إللي كان بيعشقها وأشوفها بعيني في حضن راجل غيره، يا إما بباكي ياخدك وياخد ولاد رائف من حضني وتروحوا تعيشوا معاه في بيته وأنا أموت هنا بالبطئ كل يوم ألف مره من غير أنس ومروان،.

وصرخت إرحموني بقا محدش فيكم حاسس بالنار إللي بتحرق في قلبي
كلكم بتتغطوا على جرحي وهو بينزف من غير رحمه، ناسيين إني لولا عندي إيمان بربنا ويقين برحمته، كان زماني ميته وراه أو مرميه في مستشفي أمراض نفسيه!
وأكملت بصوت حزين وضعيف: - أنا محدش مصبرني على مصيبتي غير أنس ومروان ووجودهم في حضني هو إللي بيعوضني عن الغالي وبشوفه في عيونهم وبشم ريحته فيهم، وعلشان كده ممكن أعمل أي حاجه علشان ميبعدوش عن حضني.

ثم نظرت إلى مليكه وتحدثت بمراره وضعف: شفتي يا ست مليكه الموضوع سهل بالنسبة لي إزاي؟
جرت عليها يسرا وجلست بجوارها تربت على كتفها: إهدي يا ماما من فضلك صحتك يا حبيبتي، كده السكر ممكن يرتفع تاني.
كانت مليكه تنظر لها والدموع تهبط على وجنتيها وهي تضع يدها على فمها وتهز رأسها بمراره
تحدث وليد أخيرا: إهدي يا عمتي من فضلك.

نظرت له مليكه بغل وكأنها إستفاقت على وجوده الغير مرحب به وتحدثت بنبرة جامدة: من فضلك يا أستاذ وليد إتفضل الوقت أظن حضرتك شايف الوضع وإن مينفعش تكون موجود في وضع زي ده.
أجابها وليد بتبجح وسماجة: أنا قاعد علشان لو إحتاجتوا حاجه، أو لاقدر الله عمتي تعبت، وبعدين أنا لسه مسمعتش ردك على طلبي.

نظرت له مليكه بإشمئزاز وأردفت قائلة بقوة: طلبك مرفوض وبالثلث كمان، أنا مبفكرش في الجواز نهائي، وياريت بقا تروح تهتم بمراتك وبنتك أظن هما أولي بإهتمامك ده مش إحنا.
إستمع منها لتلك الكلمات اللازعه ونظر لها بحقد وتحدث: أنا همشي الوقت، بس ياريت تفكري بهدوء في الموضوع وتراجعي نفسك قبل ماترجعي تندمي.
وذهب للخارج وترك خلفه ثلاث قلوب محترقه تنزف دما نظرت لهما مليكه وصعدت لأعلي بدون حديث.

وأسندت يسرا والدتها وأدخلتها غرفتها لتستريح.
بعد مده أرسلت أنس للأسفل ليغفو داخل أحضان جدته الحنون، وأدخلت مروان داخل تخته في غرفته ودثرته بالغطاء المحكم وأطمئنت عليه،
وذهبت لغرفتها توضأت وصلت قيام الليل وناجت ربها أن يرزقها الصواب ويفعل لها الخير هي وطفليها اليتيمان.
خرجت بالشرفه لتنظر للسماء كعادتها وتشتكي هما إلى ربها كانت سارحه تناجي ربها وتطلب العون منه في ما هو أت،.

لم تشعر بذلك المراقب لها، الثائر المشاعر، الناظر عليها بهيام وكأنه بخروجها للشرفه قد أعادت له الروح ووجد ضالته، فقد تعود كل ليله يقف بشرفته يراقب خروجها ليسعد عيناه برؤيتها وتكون أخر ما رأته عيناه قبل أن يغلقهما ويغفي للإستمتاع بأحلامه الورديه المنتظره.

لاحظ بكائها فانفطر قلبه وأرتعب عليها، ولولا تأخر الوقت لكان ذهب إليهم ليطمئن عليها، بعد مده نظرت حولها بإستطلاع المكان، . لمحته وكأنه يقصدها هي، كان موجه بصره وجسده لوقفتها نظرت له بغضب ولم تبعث له بإشاراتها المبتسمه كعادتها، دلفت للداخل سريع كمن لدغها عقرب
نظر في طيفها بشرود وأستغراب وحدث حاله: ماذا حدث مليكه؟
لما تلك النظره الغاضبه! ماذا فعلت لكي أغضبكي هكذا؟

فكر وفكر بعقل مخابراتي لم يجد سوي أن تكن قد علمت بتقدمه بطلبه للزواج منها
دلف للداخل بشرود تمدد على سريرة بجوار الجالسه الممسكه بيدها جهاز اللاب توب تتصفح عليه بإهتمام غير مباليه بذلك الولهان الممدد بجانبها.
تحدث ياسين بشرود: ليالي من فضلك إقفلي النور عاوز أنام.
نظرت له بحب وتحدثت: حاضر يا حبيبي أنا هخرج أقعد بره في الرسيبشن علشان لسه مش جاي لي نوم
ووضعت قبله على وجنته قائلة: تصبح على خير يا ياسين.

أجابها ياسين بتنهيده شقت صدره: وإنتي من أهله ياليالي.
بعد خروجها أخذ نفس عميق وأخرجه بألم فهو أيضا حزين لأجلها هي الأخري، كيف له أن يذهب إليها ويخبرها بكل بساطه أنه قرر أن يأتي بإمرأه أخري لتشاركها به!
الأمر حقا صعب ومؤلم، ولكنه سيتصدي لكل الصعاب ويتخطاها
لأجل الوصول لقلب وعيون مليكه
الذي أصبح عشقها يسري بوريده كسريان الدم في الشريان.
في الصباح
إستفاقت مليكة من نومها بوجه عابث ومزاج سيئ، وذلك لعدم راحتها بالنوم ولكثرة غضبها وإنشغال بالها بما إستمعت إليه من هذا الوليد
أمسكت هاتفها بغضب وضغطت على زر الإتصال
أتاها صوت أبيها حدثته بحزن للإستفسار منه إذا كان حقا ياسين قد طلب يدها منه، فأخبرها أباها أنه بعد قليل سيأتي إليها بصحبة والدتها للتحدث معها بتلك الأمر وتفسيره لها.

أغلق سالم معها وهاتف ياسين وأخبره بما حدث، وأخبره أن وليد قد قص على مليكة وثريا ما حدث بالأمس، وطلب منه المجيئ إلى منزل رائف ليجتمعوا ويفسروا الموقف برمته إلى مليكة ويضعوا النقاط على الحروف بما أنها علمت.

في منزل نرمين تجلس بجانب زوجها وهو يحتسي قهوة الصباح
نظر لها محمد بتوتر وتحدث على إستحياء: بقول لك إيه يا حبيبتي، ايه رأيك نروح نتغدي عند مامتك إنهاردة ونقضي معاها طول اليوم وبالمرة تفرح بوجود علي معاها، بصراحة حالتها كانت تقطع القلب يوم السنوية ومن وقتها وأنا عاوز أروح أطمن عليها.
كانت ترمقه بنظرات ثاقبة لعلمها ما يدور بداخل مخيلته المريضة، فهي تعلم علم اليقين أنه يشتاق غريمتها وبغيضة عيناها.

ولكنها تكتم غيظها داخلها ولا تستطيع البوح له بما تعلمه
أجابته بحدة بالغه: ملوش داعي يا محمد وما تشغلش بالك بماما وأطمن أنا بكلمها كل يوم وبطمن عليها في التليفون.
نظر لها فهو يعرف سبب رفضها جيدا وأنها تغار من وجوده في حضرة مليكه فتحدث بلؤم: هو فيه أيه يا نرمين، إنت ليه معتبراني واحد غريب عن أهلك ودايما حاطه بينا حيطه سد؟

وأكمل مستفزا لعاطفتها المفروض إن بعد رائف الله يرحمه ما أتوفي أكون أنا بديل ليه عند مامتك وأروح دايما أطمن عليها وأشوف طلباتها، مش الأصول بتقول كده ولا أيه؟

أجابته بإبتسامه ساخره وأردفت قائلة بنبرة متهكمة: طالما جبت سيرة الأصول يا محمد فاحب أقول لك إن الأصول بتقول إنك مينفعش تدخل بيت فيه واحده أرمله ولسه في عز شبابها، وكمان الأصول بتقول إن الأولي بخدمة ماما هو ياسين وطارق ولاد عمي إللي ماما مربياهم في بيتها ويعتبروا أولادها،
وأكملت بنظرة ثاقبه هي دي الأصول الصح يا محمد إللي أتربينا عليها ولازم نمشي عليها.

وقف هو وتنحنح قائلا بنبرة غاضبة: إنتي حره أنا كان قصدي شكلك يبقي كويس قدام مامتك لما جوزك يبقي مهتم بيها، لكن طالما ده بيزعلك فانتي حره،
وأمسك حقيبة عملة وتحدث بضيق سلااااام.
نفخت بضيق بعد خروجه وحدثت حالها بغل وقلب حاقد: مليكه، مليكه، متي ستتركيني وشأني أيتها اللعينه، لما تقفزين أمامي بين الحين والأخر كشبح لعين؟
متي سأتخلص من ظلك الذي يلازمني ويؤرق على حياتي وراحتي أينما ذهبت؟

وأكملت بنبرة حقودة أكرهك مليكه، أكرهك ولو بيدي الأمر لخفيت ظلك من الوجود بأكمله، أذاقك الله مرا فوق مرك وألاما فوق ألامك وحزنا وحرمانا حتى أشفي غليلي ناحيتك أيتها الحقيره!

داخل فيلا رائف
بعد مده من الوقت، كان سالم وسهير وشريف وثريا ويسرا ومليكه مجتمعين ويتحدثون سويا
مليكه وهي تنظر بذهول إلى والدها وتتحدث بنبرة حزينة مذهوله: يعني أفهم من كلام حضرتك إنك موافق يا بابا؟
أردف سالم قائلا وهو يحاول تبرير موقفه لإبنته: يا مليكه إفهميني أنا أب ومن حقي أطمن على بنتي وولادها من حقي أشوفها في حمي راجل يصونها ويحافظ عليها هي وأولادها.

أجابته مليكه بنبرة حزينة وعيون متألمه: إنت وشريف رجالتي يا بابا وبكره ولادي يكبروا ويبقوا سندي وحمايتي.
نظر لها سالم وتنهد بألم وتحدث بتعقل: يا مليكه إفهمي يا حبيبتي ما ينفعش قعدتك هنا من غير جواز إنتي في وسط عيله غريبه ومش من الطبيعي إني أسيبك هنا ورجالة عيلة المغربي طالعين داخلين في البيت بحكم إنه بيتهم
وأكمل مبررا وأنا طبعا مليش الحق ومقدرش أمنع حد يدخل، لكن كمان مش هقبل إنك تقعدي هنا لوحدك.

تحدثت سهير وهي تحاول إقناعها: يا حبيبتي محدش بيسيب حد في حاله ده أنا من شهر بالظبط منيره جارتي بتقول لي هو سالم بيه سايب مليكه قاعده ليه هناك لحد الوقت، قالت لي إنه ميصحش قعدتها هناك وخصوصا إنك لسه صغيره.
كانت ثريا تستمع لهم بوجه حزين وقلب محطم على ولدها الراحل، وحزن زوجته وشتاتها، وشعرت بعجزها وتكتف أيديها أمام تلك المشكله.

أجابتهم مليكه بقوه ورفض قاطع: لكن أنا بقا مستحيل أتجوز بعد رائف، إنتوا متخيلين إنتوا بتطلبوا مني أيه؟
وأكملت بإستنكار واستغراب أنا أكيد بحلم مش مصدقاكم والله!
تحدث سالم بتعقل محاولا إقناعها: يا بنتي أنا من حقي إني أطمن عليكي، وبعدين ياسين راجل محترم، وأنا واثق إنه هيحافظ عليكي إنتي وأولادك، وواثق إنك هتعرفي مع الوقت إني إختارت لك الصح، وإحتمال تشكريني كمان.

كان ياسين قد وصل لباب الفيلا الداخلي هو وعز ولكنهما توقفا فجأه عندما شاهدوا هجوم مليكه على ياسين بالكلمات.
تحدثت مليكه بحده وعيون ثاقبه كعيون الصقر: ياسين مين ده كمان إللي بتتكلم عنه يا بابا
تفتكر إني ممكن أبص له ولا حتى أتقبل فكرة إني أبقا مراته في يوم من الأيام!

وأكملت بإحتقار، ثم إزاي البيه المحترم يفكر فيا بالشكل ده المفروض إن رائف كان زي أخوه، خلاص نسيه بالسهوله دي، أيه النداله إللي هو فيها دي، ده أنا نفسي بقول له يا أبيه، ده غير إن عمري في حياتي ماشفته غير إنه أخويا الكبير وبس، إتجنن ده ولا أيه!

تحجرت عيناي ياسين وهو يري مليكة قلبه، ملاكه البرئ، عشقه المنتظر قد هاجت وتهكمت عليه ووصمته بأبشع الصفات، إبتلع غصة في قلبه ونظر لوالده بقوه وأكملا طريقهما ودلف للداخل مع والده.
تحدث ياسين بثقه وصوت قوي كله رجوله جعلتهم جميعا يستشعرون وجوده وينظرون له بصدمه: ومين قال لك إني طلبت أتجوزك علشان شخصك يا مليكه؟
كانت تقف وقلبها يغلي غضب، حتى إستمعت لصوته القوي الذي يحمل بين طياته غضب مكتوم،.

أغمضت عيناها بخجل فهي حقا تحترم ياسين وله قدرا كبيرا من الإحترام والمعزه داخل قلبها
وأخر ما تمنته هو أن يستمع لتلك الكلمات اللازعه التي تفوهت بها بغضب، ولكن فليكن، هو الذي وضع حاله بتلك الزاويه فليتحمل إذا
إلتفتت بجسدها له ونظرت له بقوه وتحدثت بنبرة تهكمية: أمال حضرتك عاوز تتجوزني ليه يا سيادة العقيد؟
إلتقت عيناها بعيناه، كانت تنظر داخل عيناه بغضب، إبتلع غصته من تلك النظره وشعر بحسرة داخل قلبه،.

ولكنه تماسك وظهر بثبات وتحدث بقوة: علشان ولاد رائف يتربوا في بيته وفي عزه، وعلشان عمتي ثريا متحزنش ولا قلبها يتوجع على أنس ومروان، وعلشان يسرا متحسش بالعجز قدام إشتياق أمها لأولاد أخوها وهي مش قادره تعمل لها حاجه،
وعلشان رائف نفسه يكون مرتاح ومطمن على ولاده.

نظرت له بسخريه وتحدثت بتهكم صريح: لا والله ده على كده حضرتك طلعت مضحي كبير أوي يا ياسين بيه طب وياتري بقا مفكرتش ايه هيكون ردة فعلي على طلبك النبيل ده؟
وبعدين مين إللي قال لحضرتك أصلا إني هسيب بيت جوزي وأروح لأي مكان تاني،
وأكملت بنبرة قويه: أنا عشت هنا مع رائف وهعيش وأكمل حياتي أنا وولادي في بيته، ومش محتاجه لحد يقف جنبي علشان أكمل، يعني ياريت حضرتك توفر نبل أخلاقك ده لأني ببساطه مش محتجاه.

تحدث سالم بحده وقوه: أنا إللي قولت يا مليكه، ماهو أنا مش هبقا عايش في مكان وسايب بنتي وولادها في مكان تاني، وطبعا رجالة عيلة المغربي من حقهم يدخلوا الليل قبل النهار لبيت إبنهم وعلشان يطمنوا على ثريا هانم وولاد إبنهم الله يرحمه، ومليش أصلا إني أتدخل وأقول محدش يدخل،
لكن إللي أملكه إني أخدك تعيشي في بيتي علشان أكون مرتاح وأمنع كلام الناس عليكي الناس يا بنتي مبيسبوش حد في حاله.

وأخيرا تحدث عز موجها حديثه إلى مليكه قائلا بحكمة: فكري بعقلك يا بنتي تعالي كده نفسر الموضوع مع بعض بعقل، واسترسل حديثه وهو يشير إلى سالم بيده باباكي وعاوز ياخدك إنتي وولادك علشان تعيشوا معاه وده حقه طبعا منقدرش نلومه في إنه يخاف عليكي،.

وأكمل ناظرا إلى ثريا، وثريا عمرها ماهتقدر تبعد عن ولاد رائف ولو ليوم واحد، وإلا كده نبقا بنحكم عليها بالموت البطئ، وفي نفس الوقت متزعليش مني مش عيلة المغربي إللي هيسيبوا لحمهم وولاد أغلي شبابهم يتربوا بعيد عن حضننا وخيرنا، يعني من الأخر كده إنت بتخلقي بأديكي عداوه و حرب بينا وبين باباكي إللي طول عمره صديق محترم ومخلص لينا،.

ثم أكمل حديثه بثقه، صدقيني يا بنتي مفيش حل غير إنك توافقي على جوازك من ياسين وكده هتكوني ريحتي الكل.
تحدثت بحزن وألم يعتصر قلبها: إلا أنا يا عمو هكون ريحت الكل ووجعت قلبي، حضرتك فكرت في راحة الكل وإزاي ترضيهم، لكن لغيت وجودي من حسباتك، أنا فين راحتي من كل ده يا عز بيه؟
فين ألمي وإحساسي بالموت البطيئ وأنا إسمي بيرتبط بإسم راجل غير رائف؟

كان يستمع لها وجسده بالكامل متشنج من حديثها المؤلم لقلبه، كانت تنطق بكلماتها ولا تبالي بالحاضر أمامها ويتألم من داخله بصمت.
نظر لها بألم وحدث حاله، ألهذا الحد لم تبالي بي وبوجودي مليكه! كنت أظن أن لي بقلبك مكان، كم أنت أحمق يا فتي، ما الذي كنت تظنه أيها الأحمق؟
أكنت تظنها ستأتي إليك مهرولة فاتحه ذراعيها تحتضن عرضك السخيف بالنسبة لها، أم ظننت أنها تبادلك شعورك الغبي ذاك.

تحدثت يسرا مترجيه سالم بدموع مميته: حضرتك يا سالم بيه إللي في أيدك حل المعضله دي، أرجوك شيل من دماغك فكرة إنك تاخد مليكه وولادها يعيشوا معاك، وبعدين صدقني كل إللي حضرتك بتقوله ده مبقاش يحصل، الدنيا اتغيرت مبقتش زي زمان، ومحدش الوقت بقا بيتكلم ويفكر بالطريقه دي
ويعني لو حضرتك متضايق من دخول قرايبنا إحنا ممكن نحل الموضوع ده بإن أنا وماما إللي نروح نزور أعمامي مش هما.

تحدث سالم بخجل: وهو ده يابنتي ينفع عاوزاني أتحكم في بيوت الناس وأحدد من يدخل ومين لاء مينفعش طبعا دي مش أصول وأنا راجل متربي على الأصول وعمري ما أقبل كده على نفسي.
تحدثت مليكه بحده ودموع إنهمرت فوق وجنتيها بمرارة: يعني حضرتك عاوز أيه دلوقتى ماهي يسرا حلت لحضرتك الموضوع أهو ممكن بقا تفهمني رافض ليه؟

أجابها سالم بصوت حاد مستنفذا صبره: مليكه أنا قولت إللي شايفه صح من وجهة نظري كأب خايف على بنته، ومن ناحية الدين ونظرة المجتمع والناس هو ده الصح بالنسبة لي،
وأكمل بحزم دلوقتى قدامك حلين ملهومش تالت، الأول إنك تتجوزي سيادة العقيد وبكده هكون إطمنت عليكي وأنا سايبك في حماية راجل،
والتاني هو إنك تتفضلي حالا وتلمي حاجتك وحاجة أولادك وتيجي معايا تعيشي في بيتي زي الأصول ما بتقول، قولتي أيه؟

نظرت له بدموع وضعف ووهن، ثم حولت بصرها إلى والدتها وأخاها لتستنجد بهما مطالبه إياهم بالوقوف بصفها ومساندتها، ولكن للأسف خزلاها إثنتيهم ونظرا أرض ساحبين أبصارهما بعيدا عن مرمي نظرتها المترجيه
أشاحت ببصرها عنهما بغضب ثم جففت دموعها،
ونظرت لأبيها مرة أخري بقوه وتفوهت بكبرياء: وأنا بقا موافقه على الحل التاني حالا ياسالم بيه هطلع أجهز شنطي أنا وولادي.

لم يبالي أيا منهم وجود تلك الصامته الناظره لهم بوهن وقلبها يتمزق، ومابيدها حيله لتفعل شيئا إلى مليكه أو أطفال غاليها الراحل، كل الحضور أتوا ليقرروا مصير أطفال عزيز عيناها، وهي جالسه لا حول لها ولاقوه
وحين تفوهت مليكه نطق كلماتها وقرارها لم يستطع قلبها الضعيف تحمل الكثير بعد وقد أعلن عن إنهياره وعدم قدرة التحمل أكتر،.

فمالت بهدوء برأسها على كتف إبنتها دون الحديث زاحفه للمجهول فاقدة الوعي أثر نوبه قلبيه هاجمتها بشراسه أعلن بها قلبها عن إعتراضه وعدم قدرة تحمله لتلك العبئ الثقيل
إنتفضت يسرا صارخه بإسم والدتها
إنتبه الجميع وانتفضوا من مجلسهم ناظرين إلى تلك المستلقيه بإستسلام مغمضة العينان، نظرت لها مليكه وصرخت برعب واضعت يدها فوق فمها بذهول وهي تبكي.

أسرع إليها ياسين وحملها سريعا وأتجه بها إلى غرفتها وأنزلها بحرص شديد على تختها، حين هاتف عز طبيب العائله، دكتور صلاح أحد أقربائهم الذي يمتلك مشفي إستثماري قريب منهم، أتي الطبيب وبعد الفحص الجيد خرج لهم
أسرع الجميع وألتفوا حوله وتحدث عز متساءلا بنبرة قلقة: خير يا دكتور صلاح طمني ثريا هانم فاقت؟

هز الطبيب رأسه بأسي وتحدث: للأسف يا عز بيه من خلال الكشف الأولي عليها إتأكدت إن ثريا هانم إتعرضت لأزمه قلبيه ولازم تتنقل المستشفي حالا وفي أسرع وقت.
تحدث ياسين سريع وبأمر: من فضلك يا دكتور إتصل بيهم في المستشفي يجهزوا وأنا هخدها بعربيتي حالا.
تركهم ودلف سريعا لغرفتها وجدها ممدده غائبه عن الوعي وبجوارها يسرا المنهاره بدموعها التي تغرق وجنتيها محتضناها سهير والدة مليكه تحاول تهدئتها،.

وبالجانب الاخر مليكه وهي تتلمس يدها وتقبلها بحب وتتحدث بإنهيار ودموع: قومي يا ماما من فضلك أنس ومروان محتاجين لك وملهومش غيرك من فضلك فوقي.
نظر لهم ياسين وتحدث بحزم وحده: بطلي ندب منك ليها وأوعوا كده علشان أخدها المستشفي.
حملها وخطي بخطوات سريعه إلى سيارته والجميع يهرول خلفه برعب إستقلت معه سيارته مجاوره ثريا بالخلف
كان يقود بسرعه وعينه مابين مراقبة الطريق أو النظر لها بغيظ وغضب،.

وصلا وحملها ياسين بيديه ووضعها على الترولي ودلفوا بها إلى داخل المشفي التي تحولت إلى خلية نحل، الكل يهرول سريعا لخدمة ياسين المغربي وسيادة اللواء عز المغربي عن طيب خاطر.

وبعد مده كانت ثريا قابعه داخل غرفة العنايه المشدده بعد إجراء اللازم لها من الأطباء الذين أشرفوا على حالتها وقد أخبرهم الطبيب المختص أن حالتها إستقرت وجيده وذلك بفضل الله أولا ثم الوصول بها للمشفي سريعا وبمدة زمنيه ضئيله مما ساعد في اللحاق بها قبل أن تتطور الحاله وتسوء،
كانوا جميع العائله يجلسون أمام غرفة العنايه الفائقة،.

ياسين الجالس وساند بساعديه على ركبتيه وممسك برأسه بين كفيه ينظر للأسفل بشرود وحزن
ويسرا الباكيه المنهاره وتحتضنها منال زوجة عز من جهه والجهه الأخرى سهير والدة مليكه وهما تحاولان تهدئتها وطمئنتها على حالة والدتها
أما مليكه التي إختارت الجلوس بعيدا إلى حد ما وهي تبكي في صمت، ذهب إليها عز وجلس بجوارها.

وتحدث بهدوء ونبرة تعقلية: شفتي يا مليكه اللي حصل أهو ده إللي كنت بقول لك عليه لا ثريا هتقدر تتحمل بعد مروان وأنس عنها ولا أحنا هنقف نتفرج عليها وهي بتموت قدام عنينا ونسكت، إنتي الوحيده إللي في إيدك الحل،
ثم أكمل بحكمه تعالي نتكلم شويه جد ومن غير زعل يا بنتي أظن إنت عارفه كويس إني أقدر أخد الولاد منك بكل سهوله
لكن أنا بحبك زي شرين بنتي يا مليكه ومش عاوز أتسبب لك في نزول دمعه واحده من عيونك،.

وأكمل بجدية لكن في نفس الوقت ثريا بنت عمي وغاليه جدا عليا، ووصية أخويا الله يرحمه ليا وأم أغلي شبابنا إللي راح وسبها لنا أمانه في رقبتنا،
وولاده رجالتنا إللي مش هنسمح إنهم يتربوا بعيد عن عيونا وتحت حمايتنا الموضوع كله أصبح بين إديكي وعليكي الإختيار
واكمل بهدوء إعقلي الكلام ده في دماغك يا بنتي وفكري وإبقي بلغيني بقرارك.
وقف وتركها وذهب بجانب طارق وياسين أولاده.

وضعت يداها على عيناها وبكت بحرقه أمام أعين الناظر إليها يحترق داخليا وهو يري رفضها المميت له فقد دهست بقدميها اليوم كرامته ورجولته بما فيه الكفايه
رأي نرمين تأتي عليهم مهروله بدموع بصحبة زوجها، وقف ياسين سريعا وجري عليها وأخذها بين أحضانه بحنان الأخ الأكبر لها
وتحدث ليطمئنها: متخافيش يا حبيبتي ماما كويسه جدا.
رفعت وجهه له بدموع وتحدثت: بجد يا ياسين ماما كويسه ولا بتقول لي كده علشان تطمني؟

أجابها ياسين بإبتسامه حانيه وهو يلمس على شعرها بحنان: صدقيني يا حبيبتي ماما كويسه جدا.
ثم ذهبت إلى يسرا واحتضنتها، نظرت لها يسرا وقالت ببرود فهي لم تعد معها كالسابق: متقلقيش ماما ست قويه وهتقوم وتبقي زي الفل
نظرت لها نرمين بدموع وترجي لعلها تنسي ماحدث وتعود علاقتها بها من جديد.

لكن يسرا أزاحت بصرها عنها فهي لم ولن تنسي أنها كانت سبب رئيسيا بما حدث لشقيقها الغالي أو على الأقل هي من سممته بكلماتها الخبيثه وأحزنته قبل وفاته
وفي تلك اللحظات أتي إليهم وليد مهرولا وجد مليكه تجلس بالمقدمه وحيده، ذهب إليها ووقف بجانبها تحت أنظار ذلك المستشاط غضب
وتحدث: ألف سلامه على عمتي ثريا يا مليكه هو أيه إللي حصل؟
لم تعيره أي إهتمام وضلت على وضعيتها واضعه يدها على رأسها ناظرة للأسفل دون حديث.

مما أسعد ياسين داخليا وأغضب وليد الذي تحرك من جانبها وهو غاضب ذاهبا لرجال العائله
نظر له ياسين بغضب وهب واقفا وأمسكه من ذراعه وجره خلفه تحت أنظار الجميع المستغربة، ووقف به أخر الممر وتحدث بصوت منخفض حتى لا يسمعه أحدا من أفراد العائله المسلطين أنظارهم عليهما بشده وأستغراب
ألصقه ياسين بالحائط ناظرا إليه بغضب قائلا: هو إنت يا بني أدم مش ناوي تنضف أبدا، هتفضل عيل قذر كده طول عمرك!

تحدث وليد وهو ينفض يده عنه بغضب وينظر للجميع بإحراج وهم ينظرون عليهما بترقب: ايه الهمجيه إللي إنت فيها دي يا ياسين تكونش فاكرني متهم عندك وزانقني وبتحقق معايا في الجهاز، ماتفوق لنفسك كده وشوف إنت بتعمل ايه.
وأكمل بتساؤل بنبره بها تهكم وبعدين أيه إللي أنا عملته مخليك مولع وشايط مني أوي كده؟
هرول إليهما طارق وعبدالرحمن وعز، طوضل سالم وشريف ملتزمين أماكنهم فمهما كان هم عائله ولا يجب التدخل بمشاكلهم.

تحدث ياسين بفحيح وهو يقترب منه وينظر له بعيون حاده تكاد أن تفتك به: إنت يلا مش كنا إتكلمنا في موضوع مليكه وقفلناه قدام أبوك وعمك وخلصنا منه.
تحدث عبدالرحمن وهو يحاول تهدئة ياسين: إهدي يا ياسين وقول لي يا أبني أيه إللي حصل لكل ده؟

تحدث ياسين بنبرة صوت حاده وهو ينظر إلى عمه: إحنا يا عمي مش قعدنا مع البيه المحترم وقفلنا معاه موضوع مليكه وقولنا له إن مش وقته وإن مرات عمك وبناتها لسه جرح رائف بينزف بالنسبة لهم،
وأكمل بنبرة غاضبه وهو يشير إلى وليد، البيه يسكت على كده ويبقا راجل محترم وأد المسؤليه لاء طبعا راح لعند عمتي ومليكه ويسرا وقال لهم على الموضوع كله والدنيا ولعت،.

ونظر ياسين إلى عمه عبدالرحمن مشيرا له بيده إلى غرفة الرعايه القابعة بداخلها ثريا وتحدث وأدي حضرتك شايف النتيجه بعيونك.
نظر عبدالرحمن إلى وليد بإحتقار متحدث بإشمئزاز: إخص عليك الله يكسفك عمرك ماهتكبر وتبقي راجل ومحترم أبدا هتفضل عيل أهبل وتصرفاتك غير مسؤله بالمره، يعني طلعت إنت السبب في كل إللي حصل لمرات عمك ده؟
نظر لهم وليد وتحدث بفظاظه وصوت عالي: فيه ايييييه! هو خدوهم بالصوت ليغلبوكم ولا أيه؟

أنا مالي أنا بتعب عمتي هو أنا إللي كنت جبت لها الأزمه ولا هو أي كلام ياسين بيه يقوله يبقي مصدق عليه ومختوم بختم النسر.
تحدث عز بغضب و نبرة صوت حازمه: وليد إحترم نفسك وإنت بتتكلم ومتنساش إنك واقف قدام أبوك وعمك يعني تنتقي ألفاظك قبل ما تخرجها من بقك وياريت متنسوش إننا في مستشفي
وأشار بيده للجميع بغضب: إتفضلوا يلا كل واحد يقعد في مكانه كفايانا فضايح لحد كده المستشفي كلها بتتفرج علينا.

نظرت نرمين للجالسات وتسائلت بحيره: هو فيه ايه بالظبط ماله ياسين ماسك في وليد زي إللي قتله قتيل كده ليه؟
ومالها مليكه قاعده لوحدها بعيد ليه كده؟
ايه الحكايه يا يسرا ماتفهموني، ماما أيه إللي وصلها للحاله دي! أزمه قلبيه مره واحده! مليكه عملت ايه في ماما وصلتها لحالتها دي؟

نظرت لها سهير وتحدثت بنبرة حاده: ومليكه مالها باللي حصل مع مامتك يا نرمين ولا هي أي بلوه عاوزه تدخلي فيها مليكه وخلاص سيبي بنتي في حالها يانرمين كفايه عليها إللي هي فيه
ووقفت غاضبه ذهبت لإبنتها وجلست بجوارها.

نظرت منال إلى نرمين و تحدثت بنبرة صوت لائمه: أيه بس الكلام إللي قولتيه ده يا نرمين ده جزاء الست إنها سايبه بيتها وجايه واقفه معانا في المستشفي علشان تطمن على مامتك وبدل ما تشكريها تقومي تتهمي بنتها إنها السبب في مرضها،
وأكملت بنبرة مدافعه، وبعدين هتكون عملت أيه المسكينه ما هي من يوم جوزها ما أتوفي وهي حابسه نفسها في أوضتها ولا بتهش ولا بتنش هتعمل أيه تاني.

تحدثت يسرا بغضب وحده: لا إزاي يا طنط متبقاش نرمين لو مبختش سمها في الكلام على مليكه أي مصيبه تدخل فيها مليكه والسلام.
ونظرت لها بغضب وتحدثت ياريت تهدي شويه وتسبيها في حالها بقا.
أجابتهم نرمين بحده: خلاص كده إرتاحتوا لما كلكم بهدلتوا نرمين وطلعتوها الساحره الشريرة، ومليكه هي الأميره المظلومه متشكره ليكم كلكم
ونظرت لزوجها لتراقبه كعادتها ولكنها وجدته يتحدث مع شريف بجديه فاطمئنت.

في مكان أخر من المدينه وبنفس التوقيت
كانت الشرطه تداهم وقر تلك الخليه الإرهابية بكل سهوله ويسر
وذلك لوضع الداخليه مع المخابرات خطه ناجحه للمداهمه،
فبعد تخطيط ياسين الحكيم ومراقبة كل ثغره للخليه قد توصل ياسين بفريقه المساعد إلى الدوله المخططه والداعمه للخليه، و التي كانت تسعي من خلال ذلك المخطط إلى إضعاف مصر وتدميرها،
ولكن هيهات فمصر محفوظه من الله عز وجل وأهلها في رباط إلى يوم الدين،.

وبعد الإشتباك مع أفراد الخليه نجح الإقتحام دون خسائر في الأرواح عدا عدة إصابات بسيطه من الطرفين خلال الإشتباك،
هاتف وزير الداخليه رئيس جهاز المخابرات ليخبره عن نجاح الإقتحام واجتيازهم المهمه بجداره و ليشكره على حسن تعاون الجهاز مع وزارة الداخليه
جلس رئيس الجهاز خلق مكتبه مبتسم وفخورا بما فعله رجاله الأسود.

وقرر ترقية ياسين وإعطائه وسام ومكافأه ماليه كبيره هو وفريقه على جهدهم المبذول في تلك المهمه مما رفع إسم الجهاز عاليا أكثر وأكثر.

في المشفي خرج الطبيب عليهم قائلا: أبشروا يا جماعه ثريا هانم الحمدلله فاقت.
وقف الجميع ينظرون لبعضهم بسعاده وقفت نرمين ويسرا وتحدثتا: إنا عاوزه أدخل ل ماما.
تحدث الطبيب بمهنيه: أوك هدخل حضراتكم لكن بعدين هي حاليا طالبه تشوف مدام مليكه لوحدها، ثم نظر إليهم الطبيب فين مدام مليكه؟
تحركت مليكه بإتجاهه وتحدثت بصوت ضعيف: أنا مليكه.

أشار لها الطبيب ناحية الباب وتحدث محذرا: إتفضلي إدخلي لها لكن قبل ماتدخلي لازم تعرفي إن ممكن كلامك معاها يرفع من معنوياتها ويساعد في إنها تقوم أسرع، وممكن كمان كلمه واحده تقضي عليها، ووجه نظره للجميع فلو سمحتم و الكلام موجه لحضراتكم كلكم ثريا هانم قلبها أصبح ضعيف بعد الأزمة فياريت نتحري الدقه في كل كلمه هتخرج مننا ليها، وياريت كمان محدش يعارضها أو يحاول يجهدها بالكلام.

إستمعت لحديثه وهي تبكي بألم يمزق بقلبها الحزين أمائت له بموافقه ودلفت للداخل،
وقفت بجانبها وعلى ثغرها إبتسامة واسعه وتحدثت: حمدالله على السلامه يا ماما، كده تخضينا عليك بالشكل ده.
نظرت لها ثريا برجاء وتحدثت بصوت واهن ضعيف: أرجوك يا مليكه اوعي تحرميني من ولاد قلبي أنا ممكن أموت لو مشيتي وخدتيهم أنت كمان مقدرش أتحمل بعدك عني يا بنتي.

مالت على يدها الموصله بالأجهزة الطبيه وقبلتها بحرص وحنان قائله: ياريت متجهديش نفسك بالكلام يا حبيبتي ومش عوزاكي تقلقي إطمني
أنا مقدرش أسيبك إنتي ويسرا أنا عمري كله قضيته في البيت مع حضرتك ويسرا ومش هسمح لنفسي أبعد ولادي عنك ولا أحرمهم من حنيتك عليهم ولا من إنهم يتربوا في بيت أبوهم، أنا عمري ما كنت أنانيه يا ماما ولا هكون
وأكملت بإبتسامه ونظره ذات مغزي طمني قلبك أوعدك إني هريح حضرتك جدا.

إبتسمت ثريا بوهن لفهمها مغزي الحديت وأردفت قائله: بجد يا مليكه يعني مش هتسبيني إنت والولاد؟
أجابتها مليكه بإبتسامه تخبئ بداخلها ألم مميت: طبعا لا يا ماما إحنا منقدرش نسيبك ولا نستغني عنك أبدا.
وخرجت بعد أن إطمأنت على ثريا، كان الجميع ينظر لها بإهتمام وتساؤل عن حالة ثريا طمأنتهم ودلفت لها يسرا ونرمين.

نظرت مليكه إلى عز وتحدثت بقوه: من فضلك يا عمو ياريت تتفضل معايا في الأوضه دي إنت وبابا وسيادة العقيد، عاوزه أتكلم معاكم في موضوع مهم.
دلفوا جميع لغرفه فارغه بجوار غرفة ثريا وأغلقوا الباب تحت إستغراب كل من منال وعبدالرحمن ومحمد زوج نرمين، أما شريف وسهير فهما يعلمان الأمر.

نظرت إلى والدها بحسرة قلب وتحدثت بعيون لامعه من أثر دموعها الحبيسه التي تأبي النزول إمتثالا لعزة نفسها التي تريد لها حفظ كرامتها وكبريائها أمامهم: عمري ما كنت أتخيل إني أتحط في موقف وأختيار صعب و مميت بالشكل ده، وبإيد مين؟
بإيد حضرتك يا بابا، لكن حضرتك لازم تعرف إني مش مسامحاك على إللي حضرتك وصلتني ليه.

نظر لها سالم وتحدث بقوه: كمان شويه هتفهمي أنا ليه عملت كده، وإن الموضوع مكنش بسيط بالنسبة لي زي ما أنت فاهمه.
تلاشت النظر له وتحدثت بقوه: أنا خلاص فكرت وقررت وحبيت أبلغكم بقراري، أنا إختارت إني أضحي براحة قلبي علشان خاطر ماما ثريا
نظرت إلى ياسين بعيون غاضبه وأردفت قائلة بنبرة حاده: أنا موافقه على الجواز منك يا ياسين بيه لكن بشرط.

نظر لها والقلق ينهش قلبه ويترقب خروج كلماتها التي يخشاها، نعم فهو يعلم ماذا تريد نطقه لكن داخله يستنكر التصديق،
أجابها ياسين بقوه: شرط أيه ده يا مليكه؟
نظرت له بغضب وتحدثت بقوه وشجاعه: طلبي هو إن جوازنا يبقي صوري أظن إن حضرتك بادرت بالطلب ده تطوعا منك علشان ماما متتحرمش من الولاد يعني معندكش مانع بطلبي.
نظر لها سالم بحده وكاد أن يتحدث لكنه صمت ليستمع رد ياسين.

إبتلع غصته بمراره من حديثها الممزق لقلبه المسكين الذي تحمل منها اليوم ما يكفيه ولكنه سرعان ما تماسك ورد عليها بكبرياء رجل طعن بخنجر حاد على يد معشوقته: هو أساسا مكانش هيحصل غير كده،
وأكمل بكبرياء طاعنا أنوثتها بنفس ذات الخنجر أظن مش من العقل إن واحد زيي متجوز ملكة جمال زي ليالي يبص لاي ست غيرها.

ثم نظر لها بإستخفاف وهو يشملها بنظراته المستخفه بإنوثتها بيتهئ لي هيبقي من المستحيل تشده أي ست تانيه أو حتى يشوفها قدامه كأنثي، ولا أيه يا مليكه؟
نظرت له بغضب وقلبها غلي لما؟ لاتدري؟
ماذا دهاكي مليكه، مابك يا فتاه، لما غضبتي بهذا القدر؟ بما أن ياسين لا يعنيكي بشئ فقط إخبرينا لما غضبتي؟
ولكنها الأنثي التي بداخلها هي من غضبت وتمردت على تلك الكلمات المهينه لإنوثتها.

إبتلعت لعابها بغضب وتحدثت بقوه وهي تنظر داخل مقلتيه بحده: كده يبقي إتفقنا بعد إذنكم.
كادت أن تخرج لكن أوقفتها كلماته: ثانيه واحده يا مليكه،
إلتفتت إليه بجسدها ناظره له وتحدث هو: ياريت محدش يعرف بموضوع الجواز الصوري ده غيرنا وغير عمتي ويسرا.
تحدثت بقوه وحده ولا مبالاه إستفزته: الموضوع كله لا يعنيني بشئ إعملوا إللي تعملوه وقولوا إللي تقولوه
بعد إذنكم.

وخرجت كالإعصار من الغرفه ومن المشفي بأكملها ذهبت إلى مكانها المفضل عند حزنها
صديقها الوفي كما تلقبه دائما البحر
وقفت بوجهه تصرخ بأعلي صوتها وتشتكي له همها ظلت تبكي وتصرخ حتى أخرجت مابداخلها من ثورة الغضب والحزن والخذلان التي أصابتها من الجميع
نعم فالكل خذلها، والدها، والدتها، أخاها، حتى ياسين وعز خذلاها، الجميع خذلها وجعلها تشعر بالوحده والوجع،.

كان الظلام قد حل منذ بعيد على المكان المتواجده به الشبه خالي لإبتعاده عن العمار وأنقطاع الماره منه
كان البحر ثائرا أمواجه عاليه تطفوا و تتخبط بعنف في الصخور غاضبه لغضبتها،
وكأنها تشاركها غضبها وحزنها، نسماته محمله بالصقيع الذي قشعر بدنها من شدته، ولكنها لم تشعر بتلك القشعريره التي سرت بجسدها، فقلبها مشتعل بنااار حارقه، فكيف لها أن تشعر بصقيع جسدها!

أثناء دموعها وجدت من يضع على كتفيها حلته ليحميها من برودة الجو أمام لفحة الهواء البارده التي ترتطم بجسدها المسكين، نظرت برعب على الواقف بجانبها وجدته طارق، فأطمئنت وأستكانت وتنهدت براحه،
ثم نظرت له بوهن وضعف، أزرفت عيناها بالدموع مجددا، وقف بجانبها ووضع يده بجيب بنطاله ونفخ بضيق وتأوه بألم دليلا على عجزه أمام زوجة أخاه وشريكه وصديق عمره.

تحدث بصوت يكسوه المراره: عارف إن الموضوع صعب جدا بالنسبه لك مش بس صعب ده يمكن يكون شعور مميت بس صدقيني ساعات الحياه والظروف بتجبرنا إننا نكمل ونمشي في طريق مش حابين ندخله من البدايه،
إللي إنتي فيه ده إسمه إختيار القدر يا مليكه، ربنا قدر لك حياتك وإنك تمشي وتدخلي في الطريق ده وأكيد إختيار ربنا ليكي هو الخير نفسه ربنا سبحانه وتعالي دايما بيختار لنا الأحسن والأخير لينا ولا ايه؟

إبتسمت بمراره ونظرت له ودموعها تنسدل على خديها بغزاره: خير! وهو فين الخير في كده يا طارق، ايه الخير في إني أتجوز راجل بعد رائف، ايه الخير في إني أدخل راجل غريب على ولادي وفي بيتي؟
أجابها طارق بتصحيح: بس ياسين مش غريب يا مليكه ده عمهم، وبعدين ياسين راجل محترم وعمره ما هيجبرك على أي حاجه إنت مش حباها،.

وأكمل متنهدا إنت عارفه إن أنا كنت أقرب حد لرائف الله يرحمه وأكتر حد أتأثر بموته هو أنا، ده كفايه إني بقيت لوحدي في الشغل وفي حياتي كلها من بعده
ورغم ده كله أقدر أقول لك وأنا ضميري مرتاح إن إللي حصل ده خير ليك ولأولادك، وإن رائف نفسه أكيد مرتاح ومطمن عليكم مع ياسين
فضلت الصمت وأكتفت بدموعها.

رن هاتفه أمسكه وضغط زر الإجابة وتحدث: أيوه يا ياسين، أه هي معايا، إحنا قدام البحر في مكان بعيد شويه علشان كده إنت مشفتهاش.
تحدث طارق بعد صمت: خلاص يا ياسين أنا هجيبها وأجي حالا
وأكمل بطاعه طب تمام تمام إهدي، إحنا عند مستنيك،
وأغلق الهاتف.
نظرت له وإبتسمت بسخرية وتحدثت بنبرة تهكمية: ايه هو البيه بيمارس سلطته عليا كزوج من دلوقتي ولا ايه؟ طب يستني لحد كتب الكتاب!

نظر لها وتحدث بهدوء: بصي في ساعة إيدك وإنت تعرفي سر مكالمته ايه إحنا بقا لنا أربع ساعات قالبين الدنيا عليك،
وياسين قلب شط البحر وكافيهات المكان كله عليك، الساعه 12 بالليل يا مليكة البيت كله مقلوب عليك وإنتي قاعدة هنا ولا على بالك، حتى فونك قفلاه باباكي ومامتك، شريف، البيت كله مستني رجوعك حتى ولادك بيسألوا عليك.

كانت مليكة قد أتت إلى البحر وضلت تبكي تاركة الكون بأكمله ورائها وأعطت لعقلها أجازة فحقا كانت تحتاج للوحدة و بشدة
هنا إستمعت إلى صياح ذلك الثائر من خلفها فقد أتي مهرولا ليطمئن عليها ويراها بعيناه ويتأكد أنها بخير، ولكن ما أن رأها سرعان ما تحول خوفه وقلقه عليها لغضب يصبه عليها
تحدث ياسين إليها بنبرة حادة: ممكن أفهم الهانم سايبه بيتها وولادها وقاعدة في مكان مقطوع زي ده لوحدها لحد الوقت ليه؟

وأكمل بنبرة معاتبة يعني لو طلعوا على سيادتك شوية بلطجية ولا شوية عيال حشاشين كان هيبقي أيه موقف الهانم الوقت؟
إلتفتت له بغضب وتحدثت بنبرة صوت حادة: أولا ياريت توطي صوتك وإنت بتكلمني،
ثانيا حضرتك مش من حقك تيجي وتحاسبني، أنا حره أعمل إللي أنا عوزاه، وطول ما أنا لسه مبقتش على ذمتك يبقي ملكش الحق تسألني وتحاسبني، أنا مش جارية عند سيادتك.

نظر لها بحده وذهول وتحدث بنبرة صوت غاضبة: هو إنت غلطانة وكمان بجحة، يعني قالبين المنطقة كلها عليك لينا أربع ساعات، لفينا لما رجلينا ورمت وسيادتك بدل ما تعتذري وتبقا عينك في الأرض لا بتبجحي وتعترضي كمان!
وأكمل مستغربا: أنا مش مصدق بجاحتك بصراحة.
فتحت فمها وكادت أن تتحدث أوقفها طارق الناظر لهما بعدم إستيعاب لإنهيال بعضهما على البعض بالسخرية والتهكم.

هتف طارق بنبرة حادة: خلاص يا جماعة هو فيه إيه، هو إنتوا داخلين لبعض حرب، إهدوا كدة وصلوا على النبي.
ونظر لها متحدث بهدوء: يلا بينا يا مليكة علشان تروحي لولادك.
كانا يقفا بوجه بعضهما وينظران بحده وغضب أشار لها هو وتحدث بنبرة حادة: إتفضلي قدامي يا هانم.
نظرت له بإستعلاء وغرور وتحركت أمامه نظر عليها وإبتسم رغما عنه على تلك المشاكسة التي من الواضح أنها ستذيقه العذاب ألوانا.

ربت طارق على كتفه وتحركا معا خلفها حتى وصلا إلى المنزل،
أوصلها ووقف حتى دلفت من باب الفيلا الداخلي ثم إنصرف
وجدت طفليها قد غفوا بأحضان يسرا ونرمين صعدت بدون كلام لغرفتها
تحت نظرات نرمين المستشاطة والمستغربة بنفس ذات الوقت لكنها إبتلعت ما في جوفها من حديث عندما لاحظت غضب يسرا ونظراتها الثاقبة المحذرة لها.

ملئت حوض الإستحمام بالماء الدافئ وغمرته بسائل الصابون المنعش وغمرت جسدها به وأغمضت عيناها براحة كي تنعم بحماما دافئ عله يخرجها من ثقل همومها وحزنها الساكن داخلها،
وبعد مدة خرجت إرتدت ثياب نومية خفيفة وأتصلت بهاتف المنزل الداخلي طلبت من علية أن تبعث لها بأنس كي يغفي بأحضانها،
وبعد قليل صعدت مربية أنس وهي تحمله نائما أخذته مليكة ودثرته تحت الغطاء وأدخلته بأحضانها وغفت بثبات عميق بعد يوم مرهق وشاق.

تري ما الذي تحمله الأيام بين طياتها إلى مليكة وطفلاها؟
بعد مرور يومان
خرجت ثريا من المشفي بعد إلحاح منها على عدم الرغبة بوجودها داخل المشفي
فهي لا تحبذ تلك الأجواء وتنزعج بشدة من وجودها بها، وأيضا تفتقد أطفال رائف وتريد إحتضانهما، وافق الأطباء على خروجها بعد تشديد منهم بإتباع الإرشادات والمحذورات على ياسين وأهمها أن لا يحزنها أحد أو يرهقاها بالحديث.

مر أسبوعا منذ خروج ثريا وتحسنت حالتها سريع بعد إهتمامهم جميعا بها وإلتفافهم حولها بحب وحنان وأيضا بعد إطمئنانها على أطفال رائف ومليكة، وقد أخذ ياسين إجازة من عمله كما أنه قد كرس كل وقته للإهتمام بها، وأيضا ليكن بجانب حبيبته التي بات يعشق قربها منه وبات يعشق وجوده معها بذات المكان حتى وإن لم تعطه إهتماما كقبل بل ويصل للتجاهل الشديد أحيانا إلا أنه أصبح عاشقا لكل ما فيها.

تطورت مراحل عشقه بوتيرة سريعة حتى أنه بات يحلم باليوم الذي سيجمعه بها حتى وإن لم تكن له زوجه بالنمط المعتاد ولكن يكفي أنه ستجمعها به غرفة وسرير مشترك، أو هكذا هو تخيل.
كان يجلس على مقعد مجاور إلى تخت ثريا الموضوع بغرفتها وهو يحمل أنس ويجلسه على ساقيه ينظر بعشق على تلك الجالسة بجانب ثريا وهي تحمل لها كأسا من العصير،.

دلفت نرمين من باب الغرفة فمنذ خروج والدتها من المشفي وهي مقيمة معهم وكان محمد يريد المكوث معها بحجة الوقوف بجانبهم
ولكنها رفضت بشدة معللتا بأن ياسين وعز لم يوافقا على مبيت رجل في المنزل بعد وفاة رائف وهذا ما كان سيحدث بالفعل، فذهب هو للمكوث عند والدته وبات يأتي لزيارتها كل فترة بحجة الإطمئنان عنها وعن إبنه.
جلست نرمين فوق السرير تحت قدمي والدتها وتحدثت: عاملة إيه الوقت يا ماما؟

نظرت لها ثريا بحنان وتحدثت مطمئنة إياها: الحمدلله يا حبيبتي أنا بقيت أحسن بفضل الله ياريت يا نرمين تروحي بقا لجوزك بدل ما هو قاعد عند مامته كده، وكمان متبهدل رايح جاي عليكي إنتي وإبنك، وأكملت بإستحياء: تعبتكم معايا يا بنتي.
تحدث ياسين بمرح: تعبك راحة يا ماما، وبعدين إيه المشكلة لما تتعبيها شوية، ماهي طول عمرها تعباكي وتعبانا كلنا معاها.

نظرت له بعتاب مصطنع وتحدثت بمشاكسة: أنا يا أبيه، أنا تعباكم معايا طول عمركم، متشكره يا سيدي، متشكره جدا.
ضحكوا جميعا ما عدا تلك الحزينة الجالسة بإمتعاض جراء وجوده فمؤخرا باتت تتجنب تواجدها معه بنفس المكان والحديث معه
نظر لها ياسين موجها حديثه لها بمشاكسة: مليكة ممكن أتعبك معايا وأطلب منك فنجان قهوة.
نظرت له بحنق وتحدثت بصوت رخيم: حاضر، هطلب من عليه تعملهولك حالا.

لكن أنا عاوز أشربه من إيدك إنتي. جملة قالها بترجي.
تحدثت ثريا وهي تري معاملتها السيئة له مؤخرا
معلش يا مليكة، قومي إعملي القهوة لياسين وإعملي لي فنجان معاه بعد إذنك.
قاطعها ياسين بحزم: وبعدين معاكي يا ماما، مش قولنا القهوة ممنوعة بأمر من الدكتور.
تحدثت مليكة بحب وهي تنظر لها بحنان: معلش يا ماما إتحملي كمان إسبوعين زي الدكتور ما أمر، وبعدها صدقيني هعمل لك أحلا فنجان قهوة في الدنيا كلها.

إبتسمت لهما ثريا وتحدثت: طب يلا روحي إعملي القهوة لياسين.
نظرت له بضيق وتحدثت بحنق: حاضر يا ماما، بعد إذنكم.
إبتسم ياسين وهو ينظر إلى ثريا التي بدورها إبتسمت أيضا بوهن.
نظرت لهما نرمين بإستغراب وتحدثت بتهكم: هو فيه إيه بالظبط، ومالها الكونتيسة مليكة قالبة وشها علينا كده ليه؟
وبعدين هي إزاي بتتكلم كده مع ياسين!
نظرت لها ثريا وتنهدت: هبقا أقول لك بعدين يا نرمين.

وقف ياسين حاملا أنس وتحدث متحججا: بعد إذنك يا ماما هروح أشرب القهوة بره علشان أشرب معاها سيجارة.
أشار الصغير بيده على جدته وتحدث: أنا هقعد مع نانا.
نظرت له ثريا ومدت يداها قائلة بحنان: تعالي يا قلب نانا
وأخذته بحضنها وهي تشتم رائحته بسعاده.

دلف إلى المطبخ بعد أن حمحم وأستأذن وجدها تقف أمام الموقد تصنع له قهوته وعليه تجلس على المنضدة تقوم بتقطع الخضار لتسويته وتجلس بجوارها مني الفتاة المساعدة لها تقوم ببعض الأعمال.
وقفت عليه بإحترام وتحدثت: إتفضل يا باشا، حضرتك بنفسك جاي المطبخ، ده المطبخ نور والله يا ياسين باشا.
إبتسم لها وهو مثبت نظره على تلك التي مازالت توليه ظهرها بدون إهتمام لحمحمته وتحدث: ده نورك يا علية، أخبارك ايه طمنيني عليكي؟

أجابته عليه بسعادة ووجه بشوش: الحمدلله يا باشا، أنا بخير طول ما حسك في الدنيا.
تحرك بإتجاه الواقفة غير مهتمة بتواجده ووقف خلفها وتحدث بمداعبة لها: على أقل من مهلك وإنتي بتعملي القهوة يا مليكة، أصل أنا بحب كل حاجة خاصة بيا تتعمل على الهادي، يعني لازم الحاجة تاخد حقها أوي علشان تطلع في أبهي صورها والواحد يعرف يستمتع بيها كويس، ولا أنتي ايه رأيك؟

زفرت بضيق وتحدثت بمغزي وهي مازالت تواليه ظهرها: مش دايما ياسيادة العقيد، ساعات فيه حاجات مابيبقاش منها رجا والإنتظار عليها بيبقي مجرد تضييع وقت مش أكتر، الذكي بقا هو إللي مايضيعش وقته وينتظر حاجة مش هتحصل ولا هتتحسن بمجرد مرور الوقت.
تحدث بثقة وبرود مميت: بيتهيئ لك شغلي علمني إن مفيش حاجة إسمها مستحيل كل شيئ بيبقا في أوله صعب بس بعد كده بيلين ويهدي.

إلتفتت ونظرت له بغضب وابتسمت بسماجة وهي تعطيه قدح القهوة: إتفضل قهوتك ياااا يا أبيه.
أصرت أن تتكأ على كلمة أبيه ليصل له أنها تراه أخاها وفقط ولا يحق له بأن يحلم بالأكثر من ذلك.
نظر لها بحب وعيون هائمة عاشقة وتحدث بإبتسامة ساحرة: ميرسي يا مليكة تسلم إيدك.
إرتبكت من تلك النظرة الجديدة عليها منه إهتز فنجان القهوة وهي تناوله إياه نظر لها وإبتسم بتسلي إرتبكت وأرادت أن تذهب لكنه كان يحتجزها بجسده العريض.

تحدثت بغضب وتلعثم قائلة: مممم ممكن حضرتك توسع شويه علشان أعرف أعدي؟
إبتسم ومرر لسانه على شفتاه بتسلي بحركة جعلتها ترتبك أكثر وتحرك جانبا قائلا: إتفضلي.
تحركت واختفت بسرعة البرق من أمامه ودلفت لثريا من جديد.
تنهد هو براحة وحب وأدار ظهره ليخرج لكنه تفاجأ بعليه والفتاة المجاورة لها ينظران له فاتحين فاههم غير مستوعبين ما يحدث ولا يفهماه حمحم قائلا: طب يا عليه أنا خارج عاوزة حاجة؟

تحدثت بإبتسامه: عاوزة سلامتك يا ياسين باشا.
بعد خروجه تحدثت مني بفضول: إنتي فهمتي حاجة من إللي حصل ده يا خالتي عليه؟
أجابتها عليه بإستغراب: لا يا مني مفهمتش.
تحدثت مني بذكاء: فيه حاجة غريبة بتحصل هنا في البيت من يوم ما ست ثريا طلبت مننا نخرج كلنا في في الإستراحة بتاعت الجنينة بعد أهل الست مليكة ما وصلوا وبعدها وأنا باصه من الشباك شفت عز باشا وياسين باشا وهما داخلين مستعجلين،.

وبعدها الست ثريا توقع من طولها ونسمع صريخهم،
أنا الفار إبتدي يلعب في عبي يا خالتي عليه ومش هيهدالي بال غير لما أعرف أيه إللي حصل يوميها بالظبط،
أكملت بذكاء بس إللي أقدر أقولهولك من إللي أنا شفته قدامي دلوقتي إننا هنشرب شربات قريب أوي،
ثم أكملت بشرود بس شربات ايه إللي هنشربه دي الدنيا كده ممكن تولع ربنا يستر من إللي جاي.

كانت عليه تستمع لها بإهتمام شديد وبعدها نفضت أفكارها وتحدثت بجدية وحزم: كلي عيش وخليكي في حالك يا مني الناس دي إحنا مش قدهم يا بنتي،
مايغركيش معاملتهم الحلوة لينا دول جبابرة ولو وقعتي تحت إيديهم بأي غلطه مش هيرحموكي، خديها نصيحه من واحده في سن أمك خليكي في حالك أحسن لك يا بنت الناس وكلي عيش.

دلف لمنزله ليلا بعد الإطمئنان على ثريا وصعود مليكة لغرفتها وجد أباه يجلس بمكتبه ألقي عليه السلام وذهب له وجلس أمام مكتبه واضعا قدما فوق الأخري.
نظر له عز بتفاخر وتحدث: وحش المخابرات إللي مشرفني، جهاز المخابرات كله بقاله أسبوع ملهوش سيرة غير على ياسين المغربي إللي وقع أكبر تخطيط إرهابي كان هيدمر البلد، وتخطيته إللي مفيهوش غلطه ووقع بيه الخلية من غير نقطة دم واحدة.

كان يستمع إلى وصف أبيه له وتفاخره الشديد به وهو سعيد وتحدث مبتسما: كله بفضل الله وتوجيهات سعادتك عز باشا بنتعلم من سيادتك، ثم أنا أجي أيه في تاريخ حضرتك المشرف في المخابرات، أنا نقطه في بحرك يا باشا.
إبتسم له عز وتحدث بكبرياء: رئيس الجهاز النهارده قال لي بكل تفاخر مبروك ياسيادة اللوا هذا الشبل من ذاك الأسد.
تحدث ياسين بكبرياء: وليا الشرف يا باشا.

نظر له عز وتحدث بجدية وقلق: بس أنا عاوزك تاخد بالك من نفسك كويس أوي بعد كده يا ياسين، الناس إللي ورا المجموعه دي مش هتسكت وهيحاولوا ينتقموا منك على كشف خيبتهم قدام العالم كله، لازم تخلي بالك وكويس أوي ومتنساش إنك قدام تخطيط دولي يعني مش هايستسلموا بسهولة.
أجابه ياسين بيقين: خليها على ربنا يا باشا وأهلا بيهم في أي جولات جديدة إحنا بعون الله قدها وقدود.

ثم نظر ل أبيه وتحدث بإرتباك: بعد إذن حضرتك يا باشا أنا كنت بفكر أتمم جوازي من مليكة الإسبوع ده،
وتحدث معللا بتصنع يعني عمتي ثريا بقت أحسن، وكمان أنا كل شويه عندهم وطارق وكل رجالة العيله بيدخلوا يطمنوا عليها فممكن باباها يكون متضايق من زيارتنا دي ومحروج يتكلم، فاأنا بقول أكتب كتابي عليها وأمنع أي كلام ممكن يتقال من أي حد.
تنهد عز مهموما وأرجع بظهره للخلف قائلا بقلق: قولت لمراتك يا ياسين؟

تحدث ياسين بضيق: لسه يا باشا، بس ناوي أفاتحها النهاردة في الموضوع.
تحدث عز بوجه عابس: أنا قلقان جدا من رد فعلها هي وأمك، تفتكر أمك هتسكت وتعدي الموضوع كده بالساهل دي مهما كانت ليالي بنت أخوها وأكيد هتزعل علشانها وتقوم الدنيا علينا وعليا أنا بالذات
وأكمل بنبرة قلقة: إنت كده بتفتح عليا طاقة من أبواب جهنم يا ياسين.

تحدث ياسين بثقة: سيب موضوع ماما وليالي عليا يا باشا أنا كفيل إني أهديهم هما الإتنين وأقنعهم
واسترسل بترقب شديد: لكن مسمعتش رأي حضرتك في إللي أنا قولته؟

تحدث عز: طبعا معنديش مانع أنا كل إللي شاغلني حاليا هو إنك تبلغ امك وليالي غير كده كله سهل وبيني وبينك يا ابني أنا قلقان لحماك يعند هو كمان وليالي يوصل بيها الحال إنها تطلب الطلاق، واكمل: وقتها با ابني متزعلش مني أنا مش هشوفك بتخرب بيتك بإيدك وأقف أتفرج.
نظر له ياسين بعدم إستيعاب لكلماته وتحدث بنبرة صوت قلقة مضيقا عيناه قائلا: تقصد ايه بكلامك ده يا باشا؟

نظر له عز وتحدث بجدية: أقصد إن لما خراب بيتك يتحط قصاد أي حاجة تانيه هضحي بأي حاجة وقتها بمعني لو والد مليكه أصر ياخدها هي والولاد وقتها هتدخل وأخد أولادنا بأي طريقة حتى لو هنتضر نعادي بعض ووقتها بقا يبقي ياخد بنته ويشبع بيها هو حر فيها.
هنا تغير وجه ياسين وظهر غضبه عنوة عنه وتحدث بحنق وغضب: مفيش حاجة هتحصل من الكلام ده كله يا باشا أنا قولت لحضرتك إني كفيل بإقناع ماما وليالي،.

وأكمل متحججا: وبعدين أنا ضميري ما يسمحليش إني أحرم مليكة من أولادها ولا أحرم الولاد منها أسلم حل هو جوازي منها ومفيش غير كده.
نظر له عز وإبتسم داخليا بعدما رأي عشق ولده الظاهر بعيونه لمليكة وتأكد أن ياسين يعشقها ويريدها زوجة له وليس حفاظا على نفسية ثريا والأطفال مثلما إدعي ولكنه أيضا قلق من ردة فعل منال وليالي ووالدها.

نظر له عز وتحدث بلؤم: اللي تشوفه يا ياسين الكورة الوقت في ملعبك إلعب وخطط براحتك أهم حاجة تجيب إجوان واللعبه تبقي حلوه وتستاهل.
نظر له ياسين بعدم فهم لحديث أبيه وتحدث: كلام حضرتك كله ألغاز ليه كده ياباشا تقصد إيه بيه فهمني؟
ضحك عز وغمره بغمزه من عينيه وتحدث بمرح: إنت فاهمني كويس أوي يا سيادة العقيد فبلاش نتلائم على بعض المهم حاول تخلص من موضوع كلامك مع ليالي بأسرع وقت.

تحدث ياسين بجديه وحماس: النهاردة كله هيبقي تمام ياباشا
نظر له عز بإستغراب وأبتسم قائلا بلؤم: يااااا للدرجة دي مستعجل؟
نظر له ياسين وتحدث بإرتباك: ايه مستعجل دي يا باشا لا طبعا أناااا بس عاوز أطمن قلب عمتي وأحسم لها موضوع قلقها على أولاد رائف.
ضحك عز وتحدث بمداعبة: طب ماهو ده إللي أنا كنت أقصده بكلامي يلا إنت بقا فهمت ايه من كلامي يا ياسين باشا.

قرر ياسين الإنسحاب من أمام والده الذي يبدوا عليه أنه كشف ما بداخله وقرأه بعيونه فوقف معتذرا ومنسحبا
قائلا
طب بعد إذن حضرتك يا باشا أنا هطلع علشان أفاتح ليالي في الموضوع تصبح على خير يا سيادة اللوا.
أوقفه عز بجديه وتعقل: ياسين إتكلم مع مراتك بحكمه وعقل واهدي وخدها بالراحه مش عاوزين مشاكل يا حبيبي يلا تصبح على خير.
تحدث ياسين بجديه وثقه: مش عاوزك تقلق يا باشا.

في نفس التوقيت الذي دلف ياسين إلى أبيه المكتب قررت نرمين التوجه لغرفة شقيقتها لتستفسر منها سبب حزن مليكه ومعاملتها الجافه لياسين
دقت باب شقيقتها فاستمعت لصوتها وهي تأذن بالدخول فدلفت، رأتها يسرا وتجاهلتها فهي منذ ذلك اليوم توترت علاقتهما ولم تعد كما كانت للأن.
تحدثت نرمين بجديه: يسرا لو سمحتي عاوزه أتكلم معاكي شويه.

يسرا وهي تتجه لسريرها وتجلس عليه إستعدادا للنوم: إنتي شايفه إن ده وقت كلام أظن الوقت إتأخر و البيت كله نايم.
نظرت لها نرمين بترجي وتحدثت بإصرار: يا يسرا من فضلك لازم نتخطي إللي حصل ونرجع تاني زي الأول في النهايه أنا وإنتي ملناش غير بعض، بلاش علشاني ياستي علشان خاطر ماما إللي كل شويه تسألنا مالكم وفيه أيه؟
وليه بعدتوا عن بعض ومابقتوش زي الأول؟

أجابتها يسرا بغضب: ماما معذوره مسكينه ماتعرفش إللي فيها، وبيتهيألي لو عرفت ساعتها ممكن تزعل مني على إني لسه بتعامل معاكي أصلا بعد إللي عرفته إحمدي ربنا يا نرمين إني دفنت إللي عرفته ما بينا وماقولتهوش لحد.

زفرت نرمين بقلة صبر: خلاص يا يسرا مش كل شويه هتزليني وتفكريني بالموضوع ده، المهم أنا كنت جيالك علشان أعرف أيه إللي حصل بين ياسين ومليكه مخليها تعامله بالطريقه دي، وعلي فكره أنا سألت ماما قدام ياسين وقالتلي إنها هتقولي لما نبقا لوحدنا
لكن بعدها مرات عمو عبدالرحمن جت لزيارة ماما وبعدها على طول ماما نامت فاأنا بصراحه حاسه الموضوع كبير وقولت أسألك أكيد تعرفي.

تنهدت يسرا وظهر على وجهها الحزن والهم وتحدثت: ياسين عاوز يتجوز مليكه.
جحظت عيناي نرمين وتحدثت بصدمه: إنتي بتقولي أيه يا يسرا، إتجنن ده ولا ايه، وايه إللي خلاه يفكر فيها بالشكل ده لتكون شغلته ولعبت عليه هو كمان؟
تحدثت يسرا بغضب: ايه التخاريف اللي بتقوليها دي! ياريت تشيلي مليكه من دماغك يا نرمين وإلا ورحمة بابا أنا إللي هقف لك، وأكملت بشرود الحكايه مش زي ماأنتي فاهمه وبدأت بقص كل ما حدث عليها.

بعد مده تحدثت نرمين برضي: يعني مليكه مش موافقه؟
أجابتها يسرا: أيوه وإختارت تاخد ولادها وتعيش بيهم عند باباها
تحدثت نرمين بإعجاب: والله برافوا عليها أول مره تتصرف كويس وبعقل، أنا شايفه إن مليكه عندها حق ولازم تاخد أولادها وتبعد عند باباها وبكده هتريحنا كلنا ياسين ومراته ومامته وأنا هارتاح وأرجع أجي تاني زي الأول
وإحنا كمان نعرف نطالب وناخد حقنا إللي إتنسي بموت رائف.

كانت يسرا تنظر لها بعدم تصديق لما تراه عيناها من جشع وطمع شقيقتها تحدثت بصدمه: إنتي امتي بقيتي كده؟ امتي بقيتي بالجشع والطمع ده، خلاص مابقاش يهمك غير الفلوس وإزاي تخلصي من مليكه وولادها!
وأكملت طب وأمك إللي وقعت من طولها وكانت هتروح مننا لمجرد ما سمعت مليكه بتقول هتمشي وتاخد الولاد، مافكرتيش فيها، مجاش على بالك ايه اللي ممكن يجرالها تاني؟

إزاي بقيتي بالأنانيه دي كلها ومبتفكريش غير في نفسك ومصلحتك وبس!
تحدثت نرمين بجديه وتهكم: بقولك يا يسرا مش وقت مثاليات وعواطف هبله إنتي فاهمه يعني ايه ياسين يتجوز مليكه؟

يعني هاتكون تحت حمايته هي وولادها، يعني حقنا هايضيع ويموت وسطيهم، وياسلام بقا لو ياسين بيه حب الهانم وعرفت تلعب عليه وتاكل عقله زي رائف الله يرحمه يبقا وقتها قولي على حقنا يارحمان يا رحيم، لكن لو غارت في داهيه هي وأولادها، ساعتها مع الوقت هيتنسوا وممكن كمان تتجوز وتاخد الولاد معاها
وساعتها أنا وإنتي وأولادنا اللي هانعيش في الخير ده كله!

وأكملت وماتقلقيش هنديهم حقهم مش هناكله عليهم لكن بالعقل حقهم بالعقل يايسرا مش ياخدوا الجمل بما حمل.
ذهبت يسرا سريعا بإتجاه الباب وأشارت بيدها لها وتحدثت: إطلعي بره يا نرمين ومش عاوزه أشوف وشك في أوضتي تاني.
نظرت لها نرمين بغضب وتحدثت: براحتك يا حنينه لكن بكره تجيلي زاحفه على رجليكي علشان نشوف حل بعد ما الهانم تكون كوشت على كل حاجه وساعتها الندم مش هيفيدك يا يسرا وهافكرك،.

وخرجت وصفقت يسرا خلفها الباب وبدأت بالبكاء على حال شقيقتها التي تحولت لشخص عديم الرحمه والإنسانيه حتى أنها لم تعد تهتم لأمر والدتها المريضه أو لأبناء أخيها الأيتام، .

عوده إلى ياسين.

دلف إلى جناحه بعد إستعداده واتخاذه قرارا بمواجهة ليالي بالأمر وجدها بإنتظاره وهي في حاله مغريه لرجولته ترتدي ثيابا مثيره للغايه وتنظر له بنظرات ذات مغذي ومعني، نظر لها وابتسم بإغراء ذهب لها على الفور وجذبها بعنف إرتدمت بصدره، فقد سهلت عليه مهمته وقرر أن يستغل ذلك الوضع لصالحه فالأن سيعيش معها أوقاتا سعيده ويذيقها من عشقه ألوانا من العسل المصفي حتى يثملها فتكون بحاله مزاجيه أفضل ويكون الحديث أهدي وألطف، هكذا تخيل ياسين، لكن مالايعرفه عن النساء هو أن أهون عليها الأن أن تدفنه بيدها تحت الثري ولا يتفوه بتلك الكلمات المميته لأي أنثي.

قضا معا وقتا سعيدا ليس بالقليل وبعد مده خرج من المرحاض وهو يرتدي رداء الحمام وجدها تجلس على السرير وتمسك بيدها كأسا من المشروب تناوله إياه بسحر جلس بجانبها وأخذه منها وتجرعه،
نظر لها بجديه وتحدث: ليالي كنت عاوز أتكلم معاكي في موضوع كده بس عاوزك تسمعيني للأخر من غير ماتقاطعيني وعاوزك تبقي هاديه أوي وتحاولي تفهميني.

أجابته وهي تنظر بعيونه بعشق وتحدثت بإثاره: ومين غيري يفهمك يا ياسين باشا لو لوله حبيبتك ما فهمتكش؟
وتحدثت بتساؤل وشغف: لكن قولي الأول هاتسفرني فين بمناسبة ترقيتك؟
وأكملت بتفاخر وكبرياء: ما تتصورش موضوع العمليه الأخيره ده مسمع في البلد كلها إزاي صاحباتي كلهم هيتجننوا وبيحسدوني على أسد المخابرات إللي أنا متجوزاه.

نظر لها ببريق بعيناه وتحدث بنشوه: حبيبي إسمعيني الأول وبعدها كل طلباتك مجابه هبقي تحت أمرك فاللي إنتي عاوزاه كله، سفر، مجوهرات، كل حاجه هاتطلبيها تتنفذ فورا
وأكمل مخدرا مشاعرها وقبل كل ده لازم تعرفي إني بحبك أوي وإني ماعنديش أغلي منك علشان أسعدك بشتي الطرق.

لمعت عيناها طامعه و تحدثت بدهاء: يااااه ده شكله موضوع مهم أوي إللي يخليك توافق على كل طلباتي بسهوله كده حتى من غير ماتعرفها على العموم إتفضل يا سيدي أنا سمعاك.
جلس بجانبها وأمسك يدها وقبلها وتحدث بجديه: إنتي تعرفي ايه السبب إللي خلي عمتي ثريا جتلها أزمه قلبيه؟
نظرت له بإستغراب وحدثت حالها، ماذا يريد أن يتحدث؟ مالي أنا بتلك الثريا أو أزمتها! تري ماالذي يدور بعقلك الذري ياسين؟

تحدثت بإستغراب: لا يا ياسين ماأعرفش ولما سألناك وقتها أنا وعمتو أيه إللي حصل ووصلها لكده قولت لنا إن مفيش سبب معين.
تنهد ياسين وأكمل: وقتها ما كانش ينفع أقول يا ليالي، في اليوم ده أبو مليكه إتصل عليا أنا وبابا علشان يبلغنا إنه عاوزنا نروحله ضروري عند عمتي ثريا، ولما روحنا بلغنا إنه قرر ياخد مليكه هي والولاد يعيشوا معاه هو شايف إنه مايصحش بنته تعيش في البيت من غير راجل،.

وخصوصا إننا كلنا بندخل عندهم علشان نتطمن على عمتي ويسرا وأولاد رائف الله يرحمه، يعني تقدري تقولي إنه مش متقبل و رافض فكرة إن فيه رجاله غريبه بتدخل البيت في وجود بنته فقرر ياخدها هي وولادها، عمتي أول ما سمعت كده وقعت من طولها لولا ستر ربنا علينا كان زمانها حصلت رائف.
تحدثت ليالي بتعالي وإستهزاء: ايه الراجل ده هو لسه فيه ناس بتفكر بالرجعيه والتخلف ده؟ طب وبعدين ايه اللي حصل كمل؟

أكمل ياسين بجديه: للأسف تفكيرك غلط يا ليالي سالم عثمان مش راجعي ولا متخلف زي ما وصفتيه.

كل الحكايه إنه راجل بيفهم في الدين والأصول كويس يا حبيبتي وفعلا لو بصنالها من ناحية الشرع وكمان العرف هنعرف إنه ليه كل الحق، مليكه لسه صغيره وحلوه وإحنا كلنا بندخل علشان نتطمن عليهم الراجل عاوز يجتنب الشبهات وياخد بنته في حضنه وبصراحه هو معاه حق، لكن لما نيجي نحسبها من وجهة نظرنا كعيلة المغربي هنلاقي إن إحنا كمان مش هنقدر نبعد ولاد رائف عننا دول رجالتنا ومانقدرش نسيبهم يتربوا بعيد عن بيت وعز أبوهم.

ليالي تأكيدا على حديثه: عندك حق طبعا وخصوصا إن فعلا الولاد محبوبين جدا من الكل، ده عمو عز لازم يشوفهم أول ما يصحي وقبل ماينام كلنا بصراحه بنحبهم ده حتى أنا اللي مابحبش الأطفال بحب أنس جدا
ده طبعا غير وضع طنط ثريا ويسرا هايكون ايه ده كده البيت هايبقي فاضي أوي عليهم.
تحدث ياسين ولمعه ظهرت بعيونه من حديثها المثمر: بالظبط كده الله ينور عليكي يا حبيبتي.

وأكمل بتخابث وهو ينظر داخل عيناها: دي حتى عمتي ثريا ما هديتش وحالتها إتحسنت غير لما طمناها وقولنا لها على حل للمعضلة دي كلها، منه ها يرضي سالم بيه ومنه أولاد رائف يفضلوا في حضنها وحضن عيلة المغربي.
تسائلت بإستغراب وحيرة: حل ايه ده يا ياسين إللي طنط ثريا وسالم بيه إتفقوا ووافقوا بيه؟

إبتلع لعابه ونظر لها بدقه قائلا: لما هدينا وفكرنا كويس لاقينا إن مفيش غير حل واحد إللي ممكن يخرجنا من المشكلة دي ويقفل الموضوع ده خالص وللأبد، والحل هو إن واحد من رجالة المغربي يتجوز مليكه وبكده سالم بيه هيهدي ويشيل ايده من التحكم في مليكه وأولادها كمان أولاد رائف هيفضلوا هنا في حضن ثريا ومليكه.

نظرت له بذهول ودق قلبها بوتيرة سريعة وقد باتت تعرف ما هو السر وراء تلك المحاضرة والحديث الطويل التي لم تدري منذ البداية المغزي من ورائه لكنها الان باتت على دراية شبة كاملة من هو الزوج المنتظر،
نظرت له بترقب وتحدثت بتلعثم: وياتري بقا مين هو اللي العيله الكريمه إستقرت وأختارت إنه ينال شرف إنقاذ العيله وإنقاذ قلب ثريا هانم؟
نظر لها بتعاطف وتحدث بحذر: ليالي أنا قررت أتجوز مليكة.

تري ماذا ستكون ردة فعل ليالي على قرار ياسين؟
نظر لها ياسين بتعاطف وترقب شديد وتحدث: ليالي، أنا قررت أتجوز مليكة!
نظرت له وبرقت عيناها بذهول سريع تحول إلى غضب وأشتعال بلحظات وتحدثت بصياح عال: قول كدة بقا يا ياسين بيه، عمال تلف وتدور عليا من الصبح وتحكي لي عن مأساة ثريا هانم وأولاد إبنها، ويا حرام الست كانت هتموت على بعدهم
واكملت: وأنا زي الهبلة مصدقاك وبأمن وراك على كل كلمة تقولها لي.

وأكملت بإستغراب وتعجب: وأنا أقول أيه التغيير الكبير في معاملتك الجديدة دي؟
وإيه الإهتمام المفاجئ إللي نزل عليك مرة واحدة في إنك تشاركني في مشاكل عيلتك العظيمة
أو أي حاجة شاغلة دماغك عموما، طول عمرك بتفكر وتحل مشاكل العيلة الكريمة من غير ما تعبرني، وأي حاجة تخصكم بعرفها من أي حد غيرك،.

كانت تجوب بالغرفه حول نفسها وتتحدث بغضب ثم أحالت له بصرها وتحدثت بصياح وهي تشير بيديها بعصبية مفرطة: لكن المرة دي طبعا الوضع مختلف، البيه عاوز يتجوز على ليالي، طب يعمل إيه علشان يقنع المغفلة بعملته السودا،.

إستطردت شارحة لحالها: ييجي للهبلة ويشرح لها ويبرر قد إيه العيلة واقعة في مشكلة كبيرة، وقد إيه ثريا هانم تعبت ووقعت من طولها لما عرفت إن الولاد هيمشوا مع الكونتيسا مليكة، ولازم ننقذ العيله يا ليالي،.

ثم نظرت له بغضب وتوجهت إليه وضربت صدره بيداها بكل ما أوتيت من قوه قائلة: طب ما كنت تخليك صريح من الأول وتيجي تقول لي إن مليكة هانم حليت في عنيك بعد موت جوزها وإنك ريلت عليها وعاوز تتجوزها يا سيادة العقيد، يمكن ساعتها كنت إحترمتك.
أمسك يداها وأعتصرها بعنف داخل راحتيه مما جعلها تتألم ونظر لها وتحدث بفحيح كالأفعي: إحترمي نفسك ونقي ألفاظك وما تنسيش إنك بتكلمي ياسين المغربي.

وأستطرد مهددا: وإلا قسما بالله هنسي إنك مراتي وأم أولادي وبنت خالي وهتعامل معاكي بشكل مش هيرضيكي أبدا،
ثم ألقي بأيديها بعنف جعلها تتهاوي وتفقد توازنها حتى أنها كادت أن تقع ولكنها تماسكت بصعوبة
نظرت له بذهول غير مصدقة ما تراه أمامها: يا بجاحتك يا أخي، يعني مش كفاية غلطان لا وبجح كمان!
إنت إزاي عندك الجرأه إنك تهددني وإنت في وضعك ده؟

وأسترسلت بتعجب: واحد غيرك المفروض ميبقاش عارف يبص في وشي وعينه في الأرض، لكن إزاي، ما إنت ياسين المغربي يعني البجاحة والغرور كله.
تحدث بكبرياء ناظرا لها بحدة: عيني في الأرض ليه إن شاء الله؟
مسكتيني مع واحدة في شقه مفروشة!
ثم زفر بحدة وذهب إليها أمسك يدها وتحدث بهدوء ودهاء مخابراتي: ليالي أرجوكي حاولي تفهميني، جوازي من مليكة مش هيكون زي ما أنت فاهمة، يعني مش هيبقا جواز بالمعني الحقيقي المتعارف عليه،.

وأكمل نافيا: خاالص صدقيني
ده مجرد جواز على ورق، صوري يعني علشان بس نسكت باباها ويسيبها في حالها ويتطمن، مش أكتر من كدة صدقيني.
نظرت له وسحبت يدها من بين يديه بعنف وتحدثت بسخرية: للدرجة دي شايفني مغفلة علشان أصدق الكلام الأهبل إللي بتقولهولي ده.
وأنا المطلوب مني ايه دلوقتي يا ياسين بيه، أصدقك وأوافق وأروح أخطبها لك بنفسي ولا إيه قول لي؟

تحدث ياسين بتعقل ودهاء: كل إللي مطلوب منك إنك تهدي وتفهمي الموضوع صح وتفكري بذكاء، كدة كدة الموضوع هيتم، فياريت يتم برضاكي على الأقل علشان شكلك وكبريائك قدام الكل
تحدثت بعنف: خايف أوي سيادتك على شكلي قدام الناس، طب أنا مش موافقة يا ياسين.
أجابها ياسين ببرود ودهاء: من حقك طبعا إنك ترفضي زي ما من حقي إني أتمم الجوازة وأتلاشي موافقتك من عدمها.

صرخت به بغضب: إنت فاكر نفسك إيه، أفهم إيه من كلامك ده، يعني قصدك أخبط دماغي في الحيط مش كدة؟
أو إني أوافق مرغمة،
وأكملت بوعيد وتهديد: بس ده في بعدك يا ياسين بيه، مش ليالي العشري إللي يتعمل فيها كده وتقف تتفرج، ده أنا أهد المعبد على دماغ إللي فيه!

نظر إليها ياسين بغضب وحدة وتحدث بتهديد: وطي صوتك واتكلمي على قدك يا شاطرة، مش ياسين المغربي إللي على أخر الزمن يتهدد من واحدة ست، وأعلي ما في خيلك اركبيه ووريني أخرك يا ليالي،
وأكمل ناظرا إليها بإشمئزاز: يظهر إني غلطت أساسا لما كلمتك بالعقل وبالهدوء.
نظرت له بصدمة ودموع ملئت عيناها وتحدثت: للدرجة دي بايعني يا ياسين؟
للدرجة دي مش فارق معاك حزني ووجعي وألمي؟
مش فارق معاك الناس هتبص لي إزاي؟

وأكملت بإنكسار وأنا اللي كنت فاكره نفسي غاليه عندك؟
زفر بغضب ومرر أصابعه داخل خصلات شعره ليهدئ من روعة ثم نظر لها وتحدث بحنكة ودهاء: ومين قال بس إني بايعك، ولو فعلا مش فارقة معايا زي مابتقولي ياليالي طب ليه أنا واجع قلبي وواقف قدامك أشرح لك وأبرر لك وأراضيكي، ماكان ممكن أتجوزها وأجي أبلغك بعد كتب الكتاب تسديد خانة مش أكتر،.

وأكمل بذكاء ومهارة: لكن علشان سيادتك أغلي حد في حياتي أنا موجود دالوقتي ومستحمل جنانك وكلامك معايا بالإسلوب ده، إللي يسمعك يفتكر إني فعلا هتجوزها بجد!
هنا قرر إستعمال ذكائه ودغدغة مشاعرها التائهة، ذهب إليها ووقف قبالتها وأمسك ذقنها وانهال على شفتاها وقبلها برقة
ثم نظر بعيونها وتحدث بنعومة مفتعلة: تفتكري واحد زيي متجوز ملكة جمال وبرنسس زيك، هبص لواحدة زي مليكة ولا غيرها ليه؟

وأكمل بنبرة زائفة: هو أنا محتاج ستات في حياتي يا ليالي، إنت حبيبتي وماليه عيني وقلبي.
لانت أعضاء جسدها بين يديه بعد تشنجها وتعصبها الشديد ونظرت بعيونه وتحدثت بدلال أنثوي: طب لو فعلا بتحبني أوي كده زي مابتقول تنسي خالص فكرة جوازك من مليكة!

نظر لها بحب ورغبة مصطنعتان وتحدث وهو ينظر لشفتاها: للأسف ماينفعش ياحبيبتي، أنا بلغت سالم بيه وكل عيلة المغربي بالقرار ده، يرضيكي حبيبك وجوزك إللي كلمته تهز جبال ومعروف بكلمته ووعده يطلع عيل ومش أد الكلمة إللي قالها ها، يرضيكي؟
نظرت له بعشق وكادت أن تعترض فابتلع حديثها بين شفتاه، وبعد مدة إبتعد عن شفتاها قائلا: هو إنتي إزاي حلوة أوي كدة؟

نظرت له وابتسمت بغرور وغاصت معه بإستسلام بعالمهما الخاص من جديد.

كانت جالسة بشرفة غرفتها بعد منتصف الليل تتحدث فيديو عبر جهاز اللاب توب الخاص بها وهي حزينة: يعني إيه لسه مصر على موقفه يا سيف، أرجوك حاول تاني معاه، أنا مبقاليش حد ألجأ له غيرك.
تحدث سيف أخاها الكبير بيأس: صدقيني يا مليكة أنا حاولت كتير أوي أقنعه يلغي فكرة إنه ياخدكم عنده، لكن للأسف بابا مصمم على رأيه بطريقه مريبة، لدرجة إني أول مره أشوفه عصبي وصعب التفاهم معاه بالطريقة دي.

تحدثت والدموع تتلالئ بعيناها وصوتها يرتجف ألما: أنا مش فاهمة ليه بابا بيعمل معايا كدة؟
وإيه اللي غيره معايا بالشكل ده؟
بابا عمره ما كان قاسي عليا أوي كدة يا سيف.

تحدث سيف بحنين وألما لأجلها: إهدي يا حبيبتي متعمليش في نفسك كدة، إنت ماتتصوريش أنا أد أيه متضايق وحاسس بعجزي قدام مشكلتك دي، كان نفسي بجد أقدر أقنع بابا وأخليه يتراجع عن قراره وأقدر أساعدك، لكن للأسف بابا قفل باب النقاش في الموضوع ده نهائيا.
تحدثت بنبرة صوت بائسة ويائسة: طب والحل ياسيف، أعمل إيه أنا دلوقتي؟
أنا كل ده متماسكة وهادية على أمل إنك هتدخل وهتحل لي مشكلتي.

أجابها سيف بتعقل وحكمة: بصي يا مليكة، العقل بيقول إنك تطاطي للريح علشان تعدي وتحاولي تخرجي من العاصفة دي بأقل الخسائر
تحدثت مليكة وهي تجفف دموعها بيدها: تقصد إيه ياسيف بكلامك ده؟

أجابها سيف بهدوء: أقصد إن بابا مصمم على رأيه وهو يا إما تتجوزي ياسين، ياإما ترجعي تعيشي معاه إنت وأولادك، وأكمل بواقعية: كمان أنا عارف ومتأكد إن عيلة جوزك لايمكن هيسمحوا لك تاخدي الأولاد معاكي وهياخدوهم منك بحكم علاقاتهم وموقعهم الكبير في البلد، يعني إنتي قدام سلاح ذو حدين يا مليكة، يا إما تتجوزي ياسين، يا تتحرمي من أولادك،.

وأكمل بنبرة تعقلية: وأنا شايف إنك تقبلي بجوازك من ياسين وتخرجي من الحرب دي بأقل الخسائر.
تحدثت بإنفعال ودموع: لكن أنا مش عاوزة أتجوز هو بالعافية، مش محتاجة راجل في حياتي أنا، وأظن إن دي أبسط حقوقي
وأكملت بتعجب: إنتوا ليه كلكم شايفين الموضوع سهل، يعني أدفن حب عمري وبعدها بسنة أتجوز غيره، سهلة جدا كدة بالنسبة لكم!

أجابها سيف بعمليه: محدش قال إنه سهل يا مليكة، أنا مقدر جدا الموقف إللي إنت إتحطيتي فيه وحزين جدا علشانك صدقيني، ومش بس أنا كمان ماما وشريف موجعين جدا علشانك،
لكن زي ما قولت لك، بابا قافل باب النقاش في الموضوع نهائي، أرجوكي فكري بعقل وبلاش تسيبي عواطفك هي إللي تحركك علشان تقدري تحلي مشكلتك.

تنهدت مليكه وتحدثت بيأس: متشكرة جدا يا سيف، وأسفة إني تعبتك وشغلتك معايا، أنا عارفة إنت أد أيه مشغول بشغلك وحياتك، لكن إنت كنت أخر أمل ليا وكان لازم ألجئ لك، لكن للأسف، كدة خلاص الأمل إنتهي.
تحدث سيف بنبرة صوت يائسة: كان نفسي أساعدك يا حبيبتي، إبقي طمنيني عليكي يا مليكة وقولي لي على قرارك الأخير، أنا أسف يا حبيبتي، مضتر أقفل علشان عندي عملية كمان نص ساعة ولازم أجهز نفسي وأطمن إن كل حاجة تمام.

أجابته مليكة بتفهم: ولا يهمك يا حبيبي، ربنا يقويك، مع السلامه يا سيف.
أغلقت الجهاز وأجهشت ببكاء مرير مما يدل على إستسلامها لقدرها وضعفها المهين أمامهم جميعا،
نظرت للسماء تطلب العون من الله وتدعوه أن يدبر لها أمرها لما يحبه ويرضاه ويصلح شأنها، تنهدت بألم وظلت ناظرة للسماء بشرود.

خرج لشرفة جناحه ليشعل سيجاره لينفث بها عن حاله، نظر لشرفتها التي تسطف شرفته وتبعد عنها بضع مترات، وجدها تقف مثل حورية من الجنة شاردة في سحر الليل، نظر لها ورفرف قلبه معلنا عن سعادته البالغة لرؤياها، حمحم بحنجرته حتى تنتبه لوجوده، نظرت له بروح مهلكة من ألمها فنظر لها بإبتسامه وهز لها رأسه بتحيه
نظرت له بألم وحدثت حالها بإنكسار: لما لا تتركني بشأني ياسين؟

ماذا ستستفيد من إيذائك لروحي، لو تدري كم تؤلمني وتوجع روحي لابتعدت عني على الفور.
و دلفت للداخل وعلامات الإنكسار والحزن يظهران بملامحها، مما ألم قلبه عليها وتوجعت روحه لأجلها، نفث بسيجاره بعنف
وحدث حاله: لما الحزن أميرتي، لو تعلمين كم الحب الذي يحمله لكي قلبي لطار قلبك فرحا وسعد، لا تبكي صغيرتي، بمرور الوقت ستعلمين من هو ياسين؟

وستعلمين كم عشقتك وكم تمنيتك؟ سأنسيكي همك هذا مليكة، سأجعلكي تحومين في سماء العشق وتتراقصين على أنغام قلبي الهائمة، وهذا وعد مني لكي مليكتي
ثم دلف للماكثة بالداخل تنتظر أحضانه لتغفي بها ليلهيها عن الكارثة التي سيفعلها بها.

في صباح اليوم التالي
ذهبت نرمين لفيلا عز المجاورة لفيلا ثريا دلفت من الحديقة وجدت منال زوجة عمها وجيجي زوجة طارق تجلسا سويا تتناولا وجبة الإفطار
تحدثت نرمين وهي تقترب منهما: صباح الخير.
نظرت لها منال وتحدثت بوجه بشوش: صباح النور يا نرمين، تعالي إفطري معانا يا روحي!
تحدثت جيجي بإبتسامة: ده إيه المفاجأة الحلوة دي يا نرمين، أقعدي إفطري معانا.

ردت نرمين بإبتسامة زائفة: ميرسي سبقتكم وفطرت مع ماما ويسرا، أنا جاية أقابل ليالي، عاوزة أتكلم معاها في موضوع مهم.
نظرت لها منال وأبتسمت قائلة: ليالي لسه نايمة في جناحها، شكلها السهرة كانت صباحي مع ياسين، هو قام راح شغله وهي لسه نايمة لحد الوقت.
تحدثت نرمين بإستغراب: سهرة وصباحي! إيه ده هي ليالي ماتعرفش موضوع جوازه من مليكة ولا إيه يا طنط؟

نظرت لها منال بإستغراب وتحدثت بإستخفاف وسخرية قائلة: تخاريف إيه اللي بتقوليها دي يا نرمين؟
ياسين مين إللي يتجوز مليكة! إنتي أكيد مش في وعيك!
نظرت جيجي بترقب لنرمين قائلة: مين إللي بلغك بالموضوع ده يا نرمين؟
حولت منال نظرها إلى جيجي وتحدثت بغضب: إنتي تعرفي حاجة عن التخاريف دي يا جيجي؟

نظرت لها جيجي بتوتر وتحدثت بتلعثم قائلة: طارق كان حكا لي عن الموضوع من فترة، لكن قال لي ماأقولش لأي حد لما يشوفوا الموضوع هيرسي على إيه.
هبت منال واقفة بغضب كمن لدغها عقرب وتحدثت وهي تنظر بسخط على جيجي: وإنتي طبعا ما صدقتي يا جيجي هانم، دا إنت حتى ما كلفتيش خاطرك وجيتي بلغتيني علشان أشوف حل للمصيبة دي، إتجننوا دول ولا أيه؟
ثم صاحت بعلو صوتها وهي تصيح على العامله بالمنزل: هنيه إنتي يا هنيه،.

أتت العامله تهرول عند سماعها صياح سيدتها بغضب: نعم يا هانم، أؤمري
صاحت منال بغضب: إبعتي حد من إللي جوه ينده لي ليالي حالا قولي لها تنزلي فورا وفي أسرع وقت، أمائت لها العامله بطاعة ودلفت سريع للداخل،.

أما منال وقفت تفرك بيداها بغضب وتتحدث: يبقي صوتهم إللي كان مسمع البيت كله إمبارح كان بسبب كده، أنا كان قلبي كان حاسس لما سمعت خناقهم وكنت هدخل لهم أشوف مالهم لولا عز بيه اللي منعني وقال لي واحد ومراته بيتكلموا تتدخلي ليه! أكيد البيه كان عارف وعلشان كده منعني إني أتدخل.
أتت ليالي ويظهر على وجهها علامات البكاء وعدم الإرتياح وتحدثت: صباح الخير، خير يا عمتو مالك متنرفزة ليه كدة، إيه اللي حصل؟

وجهت منال حديثها لها بغضب: إنت إللي هتقولي لي إيه اللي حصل؟
ياسين كان بيخانق معاكي بالليل ليه؟
وإيه شكل عنيكي دي، إنت كنتي بتعيطي؟
نظرت لها ثم ألقت بنظرها لجيجي ونرمين وتحدثت والدموع تملئ مقلتيها: ياسين عاوز يتجوز مليكة يا عمتو.
وقفت نرمين وتحدثت بعصبية: وإنت بقي موافقة على المسخرة دي؟
أجابتها ليالي بضعف: وأنا إيه إللي في إيدي علشان أعمله يا نرمين، ده على أساس إنكم ماتعرفوش ياسين لما بياخد قرار.

جذبتها منال من يدها وأجلستها قائلة: أقعدي هنا وإحكي لي كل الكلام إللي قالهولك ياسين بالحرف الواحد،
جلست ليالي وقصت عليهم ما حدث من حديث ياسين الخاص بقراره هذا
وبعد مدة وقفت منال وتحدثت متوعدة: طيب يا عز إنت وياسين، بقا قاعدين تخططوا وتقرروا ولا كأني موجودة في البيت، أنا هوريكم مين هي منال العشري، وعلي جثتي لو الجوازة دي تمت.

نظرت نرمين إلى ليالي وتحدثث بتهكم: وإنت بقي صدقتي ياسين إن الجوازة فعلا هتكون شكليه مش أكتر، وأسترسلت متعجبة: أخر حاجة كنت أتوقعها إنك تكوني بالسذاجة والضعف ده، لدرجة إنك توافقي وبكل بساطة تسلمي جوزك بإيدك لواحدة تانية.
نظرت لها جيجي وتحدثت: طب وليالي في إيدها ايه تعمله يانرمين ده ياسين وأظن إنتي أكتر واحده تعرفي إبن عمك كويس.

نظرت لها نرمين بضيق وتحدتث: إنتي بتقولي إيه ياجيجي، يعني علشان ياسين صعب شوية ترضي هي بالأمر الواقع بسهولة كدة وتستسلم، ده لو وصل الأمر إنها تهدده بالطلاق تعملها وصدقيني لما يلاقي المواضيع إتصعبت عليه أكيد هيتراجع.
نظرت لها منال بإعجاب وتحدثت مشيرة بسبابتها: كلام نرمين صح جدا وكمان الأول لازم تروحي تواجهي مليكة وتشوفي رأي الهانم إيه في الموضوع.

أجابتها نرمين بثقه: إطمني يا طنط، مليكة رافضه الموضوع وعاوزة تاخد أولادها وتمشي،
ثم وجهت نظرها إلى ليالي وتحدثت بخبث: بالمناسبة يا ليالي، ياتري ياسين قال لك إن وليد عبدالرحمن هو أول واحد فكر يتجوز مليكة حتى من قبل باباها ما يفكر ياخدها.
نظرت لها بصدمة وتحدثت: وليد عبدالرحمن المغربي، طب وإيه إللي حصل؟

أجابتها نرمين بسخريه: ياسين إتخانق معاه وقاله ينسي الموضوع نهائي وقاله إنه طلب مليكة من باباها قبل السنوية بتاعت رائف الله يرحمه، يعني ياسين كان مقرر حتى قبل ما سالم بيه يتكلم في الموضوع.
تحدثت جيجي نافية: لا يا نرمين الكلام ده ماحصلش، الموضوع إن طارق عرف من شريف سالم إللي باباه ناوي يعمله بعد السنوية، فطارق بلغ ياسين باللي سمعه وياسين قعد مع عمو عز وقرروا الموضوع ده حتى من قبل وليد ما يطلب مليكة.

تحدثت منال بصياح وغضب: الله الله يا جيجي هانم، دي الأخبار كلها معاكي وأنا قاعدة في البيت زي المغفلة، طيب يا جيجي حسابي معاكي بعدين لما أفضا لك.
تحدثت جيجي بقلق: وأنا ذنبي إيه يا ماما، طارق قالي الموضوع ده لو خرج مش هتقعدي في البيت بعدها دقيقة واحدة، وأكملت بتساؤل: كنتي عايزاني أدمر حياتي مع جوزي بإيدي؟

أجابتها منال بحزم: خلاص يا جيجي مش عاوزة أسمع منك ولا كلمة تانية وحسابنا بعدين لما الأول أشوف هنخرج من المصيبة دي إزاي.
أمسكت منال هاتفها بغضب وهاتفت زوجها وياسين وطلبت منهما الرجوع فورا ومن جانبه أبلغها عز أن لا تذهب لثريا نهائيا حفاظا على صحتها.

ذهبت نرمين وليالي إلى مقابلة مليكة وصعدتا إليها
وجداها تقف بشرفتها والدموع تنهمر على وجنتيها بغزارة
نظرت لها ليالي وتحدثت بغضب واتهام: ياتري بتعيطي على إنك طول الفتره إللي فاتت دي وإنتي بتخدعيني وبتخونيني؟
وأسترسلت: ولا على إن لعبتك إتكشفت وظهرتي بوشك الحقيقي قدامنا بعيد عن وش البرائة إللي كنتي لبساهولنا طول الوقت؟

وأكملت بإتهام صريح: لاء وأنا من غبائي واقفه معاكي من كل قلبي وبواسيكي طول الوقت، وإنتي طعناني بخنجر غدرك في ضهري يا مليكة.
تحدثت مليكة بدموع وحنق: أنا لا خونتك ولا غشيتك يا ليالي، وبدل ما تيجي تتهميني بحاجة ماعملتهاش ولا عمري هعملها، روحي إقنعي جوزك يشوف حل للمصيبة إللي كلنا فيها بسببه وبسبب قراره الغبي ده،.

وأكملت بضعف: واطمني يا ليالي هانم، أنا رجالة الدنيا دي كلها متلزمنيش ولا تعوضني عن ضفر جوزي الصغير.
نظرت لها نرمين وتحدثت بتخابث: بصي يا مليكة، الموضوع كله أصبح في إيدك إنت، كل إللي مطلوب منك إنك تاخدي أولادك وترجعي لباباكي وبكده هتريحي الكل وتحلي المشكلة من جذورها.

أجابتها مليكة بحزن واستغراب: طب وماما ثريا يا نرمين، مفكرتيش ممكن يجرا لها إيه لو أنا سمعت كلامك وعملت كدة؟، دي جت لها أزمة قلبية بمجرد تفكيري بالموضوع تخيلي بقا لو أنا فعلا نفذته.
حدثتها نرمين بإقناع: ماما هتتأقلم مع الوضع يا مليكة وواحدة واحدة هتنسي.

أردفت ليالي وهي تتمسك بيد مليكة برجاء: اعملي كدة أرجوكي يا مليكة، أنا ممكن أموت فيها لو ياسين إتجوز عليا، طب مافكرتيش في شكلي قدام الناس، أهلي، أصحابي، معارفي هيقولوا عليا إيه؟
وأكملت بإستياء شديد: ولا هيفكروا فيا إزاي لما جوزي يتجوز عليا، أكيد هيقولوا مش مالية عين جوزها ولا عجباه، إنتي متخيله إنت بتعملي فيا إيه؟
نظرت لها مليكة بدموع وحيرة.

جاء ياسين وعز إلى منزلهم وجدوا منال بحالة عصبية وغضب شديد
تحدثت منال بنبرة شديدة الغضب: أهلا عز بيه إللي لاغي وجودي في حياته وقرراته هو وإبني الكبير المحترم وفي الاخر طلعوني مغفلة قدام الكل.

تحدث ياسين بتعقل: من فضلك يا ماما إهدي وخلينا نتكلم كاأشخاص متحضره وبصوت هادي وعاقل، أول حاجة بابا مكانش يعرف أي حاجة عن الموضوع ده، أنا فاجأته وحطيته قدام الأمر الواقع قدام سالم بيه ورجالة العيله علشان كنت عارف ومتأكد من رفضه للفكرة والموضوع كله، فأرجوكي خرجي الباشا من الموضوع وبلاش تظلميه وتحاسبيه على حاجة ملوش أي علاقة بيها.

نظر له عز بذهول وكاد أن يذهب إليه ويحتضنه بإمتنان على إنقاذه من تلك المصيبة وتلك المنال الغاضبه حد الهلاك
وتحدث بحزن مصتنع: لا إزاي يا ياسين، أمك كل مصيبة تحطني أنا في وش المدفع وتيجي تحاسبني حتى لو ماليش علاقه بيها.
نظرت له منال بسخريه وتحدثت بغضب: يعني إنت فعلا ما كنتش تعرف يا عز؟
طب خليني مغفلة وصدقتك، تقدر بقا تقولي ليه ماقولتليش على المصيبة دي وجيت حكيت لي بعد ما عرفت؟

أجابها عز بكذب ومراوغة: علشان ماكنتش عاوز أشوف نظرة حزن واحدة في عيونك يا حبيبتي، وكمان كان عندي أمل إني أحاول أقنع ياسين يتراجع عن قرارة ده قبل ما تعرفيه وتحزني على الفاضي.
نظر له ياسين بصدمة من تمثيل أبيه المحترف، فهو بذاته كاد أن يصدق لما إستمعته أذناه للتو من أبيه.

ولكن لما الإستغراب فهو فعلها من قبله فحقا عز وياسين بينهما كيميا متناغمة جدا في حل بعضهما من أي مصيبة تأتي أحدهم، فحقا هذا الشبل من ذاك الأسد.
وبعد جدال ومناقشات قررت منال الذهاب إلى ثريا والتحدث معها قائلة بنبرة حادة: أنا بقا هروح أتكلم مع ثريا هانم وأشوف فين ضميرها في إنها تعمر بيت إبنها على حساب خراب بيت ياسين.

تحدث ياسين بحزم: أمي من فضلك إوعي تروحي لعمتي، إنت عارفة إنها تعبانة ومش هتتحمل مجادلة ومناقشات.
أصرت منال على موقفها وكادت أن تخرج من باب منزلها إلا أن صوت عز الغاضب أوقفها متسمرة: لو خرجتي من الباب ده يبقي ماترجعيش هنا تاني يا منال.
إلتفتت له ونظرت بصدمة قائلة: إنت بتقول أيه يا عز، إنت بتطردني من بيتي علشان خاطر ثريا؟

تحدث عز بحزم: إنتي فاهمة كلامي كويس أوي يا منال، ثريا تعبانة ولسة في حالة صحية مذبذبة، وأنا مش هسمح لأي مخلوق يضايقها أو يتعدي حدوده معاها في الكلام، حتى لو كان الحد ده إنت يا منال،
وأكمل مبررا بنبرة صارمة: ثريا بنت عمي وأمانة أخويا وإبنه من بعده، وقبلهم أمانة عمي ليا وهتفضل في حمايتي هي وبناتها ومرات إبنها وأولاده لاخر يوم في عمري.

تحدث ياسين ملطف الأجواء: ماما من فضلك إفهمي، بابا خايف على بنت عمه علشان هي أمانة رائف لينا وكمان بناتها وأولاد رائف ملهومش غيرها، غير كدة هي ملهاش ذنب في كل إللي بيحصل،
وأكمل بقوة: القرار قراري أنا وأنا إللي أخدته بكامل إرادتي وأنا اللي هنفذه بردوا بكامل إرادتي، وكلام حضرتك وعصبيتك دي مش هيغيروا قراري أو هيخلوني أتراجع، فأرجوكي حاولي تفهميني وتقبلي الوضع.

وأسترسل بتأكيد: لأنه خلاص بقا أمر واقع وإستحالة التراجع فيه، أنا مش عيل قدامك علشان ألغي كلمتي ووعدي إللي قولته قدام الرجالة، أظن حضرتك ما تقبلهاش عليا ولا على شكلي قدام رجالة العيلة وسالم بيه.
نظرت له بإنكسار ودموع بعيناها من تأثرها بحديث عز عن ثريا، وصعدت لغرفتها بدون حديث
ودلف عز إلى مكتبه بغضب وصفق بابه بعنف.

أما ياسين فقد علم من جيجي التي كانت الحاضر الصامت في هذا اللقاء ما حدث من نرمين وذهابها مع ليالي لمواجهة مليكة، أسرع بالذهاب للإلحاق بهما خوفا من أن تؤثر ليالي على مليكة وتجعلها تتراجع عن قرار الزواج به
دلف من باب المنزل سريع وجد ليالي ونرمين ومليكة وثريا ويسرا مجتمعين في بهو المنزل.

رأي مليكة تتحدث بدموع بعد إقتناعها بحديث ليالي ونرمين: إفهميني يا ماما أرجوك، أنا هاجي لك على طول، كل يومين هتلاقيني جاية لك أنا والولاد ونقعد معاكي طول اليوم صدقيني.
أما ثريا فكانت تبكي بقلب محترق وتهز رأسها بنفي ثم تحدثت: يعني أنا مش هاخد أنس في حضني وأنيمه على دراعي زي كل يوم؟

تنهد ياسين بغضب ومسح على شعره وتحدث بحزم من خلفهم: ومين قال لحضرتك إن أنس ومروان هيسيبوا بيت أبوهم من الأساس، الولاد ولاد المغربي وهيتربوا في بيت المغربي ومش هيتحركوا منه خطوة واحدة
ونظر إلى مليكة وهتف بتحدي: ولو حابة تفضلي مع أولادك إنتي عارفة شرط باباكي وأهلا وسهلا بيكي، مش حابة إتفضلي روحي عيشي براحتك عند سالم بيه لكن ولاد رائف تنسيهم نهائي.

تحدثت بعنف وتهديد وقوه: إنت بتتكلم بصفتك إيه دول أولادي أنا، وأنا الوحيدة إللي أقدر أقرر مستقبل ولادي، ومكانهم الطبيعي هو مكان ما هكون أنا، ثم أنا مش عاوزة أتجوز يا سيادة العقيد، إيه هو الجواز بقا بالعافية!
نظر لها وقد نزلت كلماتها كخنجر طعن رجولته وخصوصا أمام ليالي المبتسمة ومستمتعة من حديث مليكة المثلج لصدرها.

وقف ياسين أمامها وأجابها بكبرياء وإهانة لإنوثتها: اللي يسمعك كدة يقول إني هموت على جوازي من سيادتك، اللي بينا ده مجرد صفقة يا هانم، مجرد حل يرضي جميع الأطراف مش أكتر، فياريت ماتديش للموضوع أكبر من حجمه.
كانت نرمين تغلي من داخلها فقد أصبح مؤخرا كل أمانيها ان تختفي مليكة بأطفالها من ذلك المنزل لتضع يدها هي على ثروة رائف!

تحدثت نرمين بنبرة غاضبة: جري إيه يا ياسين، واحدة ومش عاوزة تقعد ولا تتجوز بعد جوزها وأظن ده حقها
وأكملت بنبرة صوت ملامة: وبعدين إنت إزاي تفكر كدة في مليكة وإنت أكتر واحد عارف قصة الحب إللي كانت بينها وبين رائف؟
تحدثت ليالي بإصرار وغضب: لو الجوازة دي تمت يا ياسين تطلقني فورا.
أجابها ياسين بحزم: الجوازه هتم يا ليالي، وطلاق ما بطلقش وأعلي ما في خيلك اركبيه،.

ثم حول بصره إلى مليكة وتحدث بحزم وعنف: وإنت تقرري حالا، يا إما تتفضلي تلمي هدومك وأنا بنفسي هوصلك لبيت باباكي لكن لوحدك، يا إما تجهزي نفسك بعد أذان العشا، لأن المأذون هييجي يكتب الكتاب ونقفل الموضوع ده نهائيا.
جرت ليالي مسرعة إلى الخارج ودموعها تنهمر على خديها
تحدثت نرمين برفض وغضب: مش هيحصل يا ياسين، أنا مش موافقة.

ثم نظرت إلى ثريا وقررت أن تلعب على دغدغة مشاعرها: حضرتك ساكتة ليه يا ماما، معقولة هتوافقي إن مليكة تتجوز راجل غير رائف؟
وأكملت بخبث: ده إنتي أكتر واحدة عارفة إن إبنك كان بيعشقها وأكيد حاسس دلوقتي بكل إللي بيحصل ده وبيتألم.
هنا لم تتمكن ثريا من تمالك حالها وبكت بقلب يحترق، جرت عليها يسرا وأخذتها داخل أحضانها.

ونظرت إلى نرمين بغضب وتحدثت: إنتي إيه يا شيخة، إنتي أكيد مش بني أدمة، إنتي شيطانة، إرتاحتي لما شوفتي أمك منهارة بالشكل ده!
تحدث ياسين بعنف مناديا على علية: علية، إنتي يا علية
أتت علية مسرعة وتحدثت بإحترام: أفندم يا ياسين باشا.
تحدث ياسين بنبرة جادة: خلي مني توضب شنط نرمين هانم وإبنها علشان جوزها جاي في الطريق هياخدها معاه،.

ثم حول بصره إلى مليكة المستكينه بوقفتها ودموعها تنهمر بصمت وتحدث بقوة: وياريت توضبي المكان وتتصلي بمحل الحلويات تطلبي منه اللازم علشان المأذون جاي بعد أذان العشا يكتب كتابي على مليكة هانم، ورجالة العيلتين كلها هتبقي موجودة، فاعملي حسابك.
إرتمت مليكة بإستسلام فوق المقعد وشهقت بدموع ساخنة.
أما نرمين التي نظرت له وتحدثت بغل: إنت بتطردني من بيت أبويا يا ياسين؟

تحدثت ثريا بقلة حيلة: إسمعي كلام إبن عمك وروحي يا نرمين، بيتك وجوزك وإبنك محتاجنلك يا بنتي.
غضبت نرمين بشدة من والدتها وياسين وصعدت لملمت أشيائها وذهبت مع زوجها الذي أتي بعدما هاتفه ياسين،
وبالفعل أتي وأخذها إلى بيتها وهي تغلي كالبركان، وما ان قصت عليه ما حدث حتى حزن وغلي داخله هو الاخر وحقد على ياسين ذلك المحظوظ بنظره،.

أما ياسين ذهب لبيته وجد ليالي تهبط الدرج وتجاورها مساعدتها الخاصة تحمل بيدها حقيبة ملابس ليالي
صعد ياسين الدرج ولم يعيرها أي إهتمام،
مما أشعل غضبها ولكن أكملت بطريقها لإكمال خطتها التي إتفقت عليها مع منال وهي أن تذهب لبيت أبيها وتطلب الطلاق كتهديد لياسين تخيلا منهما أن ياسين بتلك الحالة سيخضع لتهديد ليالي ويلغي قرار الزواج بمليكة.

دلف ياسين لغرفة والده الذي بدوره عبر له عن إستيائه وقلقه مما حدث، وطمئنه ياسين بأن لا شيئ سيئ سيحدث، وأن كل ذلك تخطيط بين ليالي ومنال وأن أفضل شيئ لهما هو التجاهل وبعدها ستهدئ ليالي وتعود مثلما ذهبت.

جاء المساء
وحضر المأذون وجميع رجال عائلة المغربي بعدما أخبرهم ياسين بموعد عقد القران وحضر سالم عثمان وشريف وبعض أقربائهم
في أجواء تتسم بالحزن أكثر منها أجواء سعادة، حيث مكثت ثريا ويسرا داخل غرفة ثريا ولم يخرجا وظلا تبكيان بحرقة على فقيدهم الغالي.
بدأ المأذون بمراسم عقد القران بسكون تام، ثم نظر إلى مليكة قائلا: مليكة سالم عثمان، هل تقبلين ب ياسين عز محمد المغربي زوجا لكي؟

نظرت له بشرود وقد مر عليها بتلك اللحظة شريط ذكرياتها مع رائف،
أعاد عليها المأذون السؤال مرة أخري
نبهها أباها لتوعي على حالها، نظرت بإنكسار ومذلة وتحدثت بمرارو: موافقة.
ثم وقعت على العقد
وتنفس هو براحة ظهرت على ملامحه فأخيرا أصبحت زوجته شرعا وقانون وأمام العلن
وبعد مدة هنأهم جميع المتواجدون ثم ذهبوا جميعا عدا والدها وشريف وعز وطارق.

ذهب إليها ياسين وأمسك يدها بعدم قبول منها وقبل وجنتها تحت نفورها، ثم قرب فمه من أذنها وتحدث وهو يضم أسنانه بغيظ: إسود!
لابسالي فستان إسود يوم فرحنا!
وأكمل ساخرا: طب كنتي إحتفظتي بيه جديد علشان تلبسيه في العزا بتاعي بعد ما تجيبي أجلي بتصرفاتك دي إن شاء الله.
نظرت له بإقتضاب وتحدثت بتعجب: فرحنا، إوعي تكون مصدق نفسك يا سيادة العقيد؟

وأكملت بإقتضاب: دي مجرد مسرحية هزلية وأنا وإنت مجرد ممثلين مش أكتر، حتى كل الناس إللي موجودين دول مجرد كومبارس كل واحد عارف دوره كويس وبيأديه في المسرحية بمنتهي البراعة والإتقان.
ضحك ساخرا على حديثها وكاد أن يتحدث وجد سالم يقترب،.

إقترب منها أباها بحب وقبل جبهتها تحت غضب منها وابتعاد ونفور وتحدث سالم بحزن من شعوره بنفورها منه الذي وصله: مبروك يا بنتي، أنا عارف إنك متضايقة مني وشيفاني أب جاحد مش حاسس ببنتي وبألمها، لكن صدقيني مع الوقت هتعرفي إني أخدت لك القرار الصح في حياتك وإحتمال كمان تشكريني عليه.

نظرت إلى أبيها وتحدثت بحزن: كل إللي ممكن أقوله لحضرتك حاليا، هو أن ربنا يسامحك على إللي عملته فيا وعلى ألمي وقهرتي اللي خليتني أعيشهم إنهاردة بسببك.
نظر لها شريف مستعطفا إياها سحبت عنه نظرها بغضب
إقترب منها عز وتحدث بنبرة جادة: مبروك يا مليكة، يلا يا ياسين خد مراتك واطلعوا إستريحوا فوق.
إنتفضت ونظرت له بإستهجان وتحدثت بحدة وعنف: يطلع فين حضرتك، أوضة رائف الله يرحمه مافيش راجل هيدخلها برجله بعد منه،.

وبعدين حضرتك بتتكلم على أساس إن الجوازة دي بجد أظن إني بلغتكم كلكم بقراري إن الجوازة هتكون صوري مش أكتر فياريت تتصرف على ده الأساس،
أولتهم ظهرها وبدأت بصعود الدرج إلا أن أتاها صوته القوي ينادي عليها بكل شموخ: مليكة
ماذا سيفعل ياسين معها؟
هل سيرضخ لقرارها ويتركها بشأنها، أم سيجبرها على الصعود معه بغرفتها؟
قالت مليكة جملتها وأتجهت ناحية الدرج وبدأت بالصعود، أوقفها صوته القوي وهو ينادي عليها بكل شموخ
ياسين بقوة: مليكة.
إستدارت له وهي تأخذ شهيقا وتخرجه بهدوء لتستقبل تعنيفها على ما تفوهت به أو على الأقل رفضه وأعتراضه.
ولكنها فوجئت بوجهه مبتسم وبشوش قائلا بحنان: مش عاوزك تقلقي من أي حاجة طول ما أنا موجود، وصدقيني مش هيحصل أي حاجه غير إللي إنتي عاوزاها وبس.

وأكمل شارح: إللي حصل إنهاردة ده محاولة مني بمساعدتك ووقوفي جنبك إنتي ومروان وأنس
وأكمل بنبرة حنون: مش معقول هقبل على نفسي إني أضايقك أو أسبب لك عبئ نفسي بوجودي في حياتك، أمسك كتفها وربت عليه بحنان تحت هزة نفور منها بجسدها، عذرها هو عليها وتحدث مبتسما برقة: إطلعي على أوضتك إرتاحي وأنا هبعت لك أنس مع مني علشان ينام في حضنك إنهارده، أكيد إنتي محتاجه لحضنه إنهاردة بالذات.

ثم نظر لها بعيون حانية وتحدث بحنان وأبتسامة جذابة: تصبحي على خير يا مليكه.
إستدار بظهره تارك إياها بشرودها من ردة فعله الغير متوقعه على غضبتها تلك، شردت للحظات في ذلك المبتسم وردة فعله الهادئة التي وبلحظات أدخلت على قلبها الطمأنينة، نفضت من رأسها سريع تلك الفكرة وأكملت طريقها بالصعود إلى غرفتها.

إقترب أباه منه وربت على كتفه وتحدث هامس: أستاااااذ، أرفع لك القبعه يا سيادة العقيد، البت دقيقه كمان كانت هتعيط وتترمي في حضنك وتقول لك أرجوك متزعلش مني و سامحني.
إبتسم ياسين بجانب فمه وأجاب بلؤم: ظالمني يا باشا صدقني.
إبتسم عز ونظر له نظره ذات مغذي
إنسحب عز وطارق وسالم وشريف كل على وجهته.

دلف ياسين لغرفة ثريا وجدها تجلس بجانب يسرا والحزن والألم يسيطران على ملامحها، إستدعي مني العامله بالمنزل وأمرها بأخذ أنس بعد إستئذان ثريا، وصعدت به إلى مليكه ليغفي بأحضانها
سحب الكرسي وجلس بمقابل ثريا وأمسك يدها وقبلها بحنان وتحدث بنبرة حنون: أرجوكي يا أمي مش عاوز أشوف نظرة الحزن دي في عيونك أبدا،.

وأوعي حضرتك تفكري إني ممكن في يوم من الأيام أسعي إني أخد مكان رائف الله يرحمه، أو إني أكون بديل عنه لأولاده، عمري يا ماما ما هعمل كده أبدا، إطمني يا حبيبتي.
ربتت على يده الحاضنه كفيها برعايه وتحدثت بحب: وأنا عمري ما أقلق من ناحيتك بأي شكل من الأشكال يا ياسين، ده إنت عوض ربنا ليا عن المرحوم يا حبيبي
وأكملت بنبرة جادة: أما بالنسبة لأولاد رائف، مين إللي قال لك إني مش عاوزاك تكون ليهم أب وسند؟

واسترسلت بتأكيد: بالعكس يا حبيبي، أنا عاوزاك تعوضهم عن حب ورعاية أبوهم اللي إتحرموا منه بدري، خلي بالك منهم وحبهم زي سيلا وحمزه يا ياسين، عاوزه أموت وأنا مطمنه عليهم يا أبني.
شهقت يسرا وتحدثت بهلع: بعد الشر عنك يا ماما أوعي تقولي كده.
هتف ياسين هو الاخر قائلا: بعد الشر عنك يا حبيبتي، ربنا يبارك في عمرك لحد ما تجوزيهم بنفسك، وأكيد أنا مش محتاج توصيني على أولاد رائف.

ثم أكمل معتذرا: وأرجوكي متزعليش مني بخصوص إللي عملته مع نرمين، للأسف نرمين كانت هتهيج الدنيا وأنا كان لازم أعمل معاها كده علشان نخلص من الموضوع ده كله بسرعه
وأكمل لمراضاتها: وأنا يومين كده لما تهدي هروح لها بيتها وأراضيها وأجبها لك لحد هنا.

تحدثت يسرا بحده وحزم: ولا تروح ولا تيجي يا ياسين، إنت مغلطش في حاجة، هي إللي راحت ل ليالي وطنط منال وولعت الدنيا واللي إنت عملته معاها ده أقل رد على كل إللي هي عملته.
نظرت لها ثريا نظرة عتاب وتحدثت: ماتبقيش قاسية على أختك كده يا يسرا، ماتنسيش إن نرمين كانت متعلقة ب رائف الله يرحمه وأتصدمت في موته.

وأكملت بأسي وتأثر: دي يا قلبي قعدت أكتر من شهر مابتتكلمش من شدة حزنها عليه، رد فعلها كان طبيعي من حبها للغالي الله يرحمه
هزت يسرا رأسها بيأس وفضلت الصمت
نظر لها ياسين نظره ذات معني خوفا على صحة ثريا ووجه حديثه إلى ثريا: إهدي يا حبيبتي أكيد يسرا ماتقصدش، وزي ماقولت لك يومين كده لما تهدي و هروح لها
ثم وقف منتصب الظهر وأكمل بنبرة هادئة: أنا ماشي ولو عوزتوا أي حاجه إتصلوا بيا، تصبحوا على خير.

بعد مدة دلف ياسين من باب منزله
وجد والده يحتضن أيسل وحمزه وهما يبكيان، أما منال كانت تجلس واضعة ساق فوق الاخري وتهزهما بتوتر وعصبيه.
نظر ياسين لأطفاله وزفر بإستياء، ألقي السلام عليهم ثم وقف بجانب أيسل ومد يده لها وأمسكها، وجلس وأجلسها بجانبه
ثم إحتضنها وتحدث بنبرة حنون: ممكن أعرف أميرتي الحلوه بتعيط ليه؟
أجابته أيسل بدموع: يعني حضرتك مش عارف يا بابي بعيط ليه؟

ياسين وهو يضع أنامله على وجنة إبنته يمحي لها دمعتها: مش أنا قولت لك قبل كده مش عاوز أشوف دموعك دي طول ماأنا عايش على وش الدنيا؟
تحدثت منال بتهكم ردا على حديثه: وعاوزها تعمل أيه وهي شايفه مامتها سايبة البيت وماشية وهي حزينة ومكسورة، وبدل بباها مايروح يراضيها ويرجعها بيتها لأولادها، رايح يتمم جوازه على أمها.

ثم نظرت إلى أيسل وتحدثت ساخرة: لا فعلا غلطانه يا سيلا، المفروض تفرحي وتباركي لبابي على جوازه من مليكة هانم
تحدث ياسين بإعتراض وهو ينظر إلى منال بيأس وضيق: ماما من فضلك، الكلام ده مايبقاش قدام الولاد.
أجابته أيسل بدموع: ليه يا بابي، هو حضرتك فاكرنا صغيرين ومش فاهمين إلى بيحصل، أنا وحمزه فاهمين كل حاجه كويس أوي.

نظر لها ياسين وسألها بإستفهام: وياتري بقا إللي إنتوا فاهمينوا ده، فاهمينوا من نفسكم ولا من مامي ونانا يا سيلا؟
تحدثت أيسل بدموع وتهكم: أيا كان السبب إللي حضرتك إتجوزت علشانه إللي اسمها مليكة دي فهو ما يخصنيش، أنا كل إللي يخصني حضرتك هو مامي وبس.
نظر لها ياسين غاضب وتحدث بنبرة حادة: سيلاااا، إتكلمي كويس عن مليكة، مش معني إنك زعلانة منها تتكلمي عنها بقلة إحترام.

وقفت أيسل تنظر لوالدها بغضب وتحركت نحو الدرج وصعدت للأعلي سريع
تحدث عز بهدوء بعد صمته: بالراحة على البنت يا ياسين.
هتفت منال بنبرة ساخرة: أول القصيدة كفر يا ياسين بيه، من أولها كده بتزعل سيلا إللي مافيش أغلي منها في حياتك علشان الهانم!
وأكملت بنبرة تهكمية: أومال لما ترضي عن سيادتك وتسمح لك بدخول غرفتها الملكية، هتعمل فينا أيه؟

نظر إلى والدته بإستغراب وهتف قائلا بنبرة صارمة: من فضلك يا أمي، يا ريت تتكلمي معايا بإسلوب أرقي من كده، ومش معني إني بحب بنتي وبدللها إني ما أعلمهاش الأصول والإحترام وهي بتتكلم عن أي حد
وأسترسل شارح: المشكله هنا مش في مليكة زي ما حضرتك شخصتيها، لا خالص
لو كانت أيسل إتكلمت عن أي حد تاني بنفس الإسلوب كنت هعنفها بردوا
علشان دي بنتي وما أقبلش أبدا إنها تقلل إحترامها وهي بتتكلم عن أي حد.

وأكمل متسائلا بنبرة تهكمية: أظن إنها بنتي وعليا جانب في تربيتها وإصلاحها، ولا أيه يا منال هانم؟
أشاحت بنظرها عنه ولوت فاهها بطريقه ساخره
تحدث حمزه وهو ينظر إلى والده برجاء: بابي، أنا عارف إن حضرتك إتجوزت طنط مليكة علشان تخلي أنوس ومروان يفضلوا عايشين معانا ومايروحوش مع جدهم سالم.

وأكمل موضح وهو ينظر إلى عز: جدو عز قال لنا كده أنا وأيسل، وأنا مش زعلان من حضرتك علشان أنا بحب أنوس ومروان ومش عاوزهم يمشوا
وأكمل بنبرة طفولية: لكن بليز يا بابي روح صالح مامي وهاتها من عند جدوا.
نظر له ياسين بحنان وأشار له بيده ليأتي إليه، أسرع الصبي إليه وأرتمي بداخل أحضانه، قبله ياسين من جبهته وملس على شعره بحنان.

ثم نظر له وتحدث بهدوء: حبيبي، مش عاوزك تقلق خالص بخصوص مامي، مامي هي إللي إختارت تروح تقعد يومين عند جدو تهدي فيهم أعصابها وهتيجي تاني لوحدها زي ما مشيت.
إنتفضت منال من جلستها ونظرت إليه بغضب وهتفت بتساءل غاضب: يعني أيه يا ياسين، أفهم من كلامك ده إنك مش هتروح تجيب ليالي؟

تحدث ياسين وهو يقبل وجنة إبنه بحنان: حمزه حبيبي ممكن تطلع فوق عند أختك تقعد معاها وتراضيها، وزي ما قولت لك يا حبيبي، مش عاوزك تقلق من أي حاجة، كل حاجة هتبقي كويسه إن شاء الله.
هز له حمزه رأسه بإقتناع وصعد بطاعه لغرفة شقيقته كما طلب منه أباه
هتف عز بحدة موجه نظره إلى زوجته: إنت إزاي تتكلمي بالطريقه دي مع ياسين قدام الأولاد، . أيه إللي بتحاولي توصليه ليهم بالظبط.

وأكمل متسائلا بغضب: إنتي عاوزاهم يكرهوا أبوهم يا منال؟
تفاجأت بحديث عز وتحدثت بإستنكار: أنا يا عز، أنا بحاول أكره الولاد في إبني؟
ومين، ياسين إللي بحبه أكتر من روحي وبتشرف بيه قدام الدنيا كلها؟

تحدث ياسين ناهي الحديث الذي سيتحول لإندلاع حريق مشتعل بين ذاك الثنائي: من فضلكم إهدوا يا جماعه، أنا مصدع لوحدي ومش متحمل أي نقاش تاني إنهاردة، أنا بجد تعبان ومحتاج أنام علشان عندي شغل بكره مهم وضروري في الوزاره
وقفت منال وتحدثت بإستهجان ونبرة غاضبة: يعني أيه يا ياسين الكلام ده؟
يعني مش هتروح تتكلم مع خالك وتتأسف له وتجيب مراتك علشان تبات في بيتها؟

أجابها ياسين بنبرة حادة: لا يا ماما مش رايح، وبعدين هو أنا غلط في أيه علشان أتأسف له؟
واسترسل شارح: أنا أتجوزت على سنة الله ورسوله وقدام العيلة كلها، وقبل كل شيئ كلمت خالي وبلغته على سبب جوازي
وأكمل: أينعم هو أعترض ورفض الموضوع لكن دي مشكلته هو مش مشكلتي، أنا بالنسبة لي كدة عملت إللي عليا
تصبحوا على خير.

وصعد لغرفته أخذ حماما دافئا وأرتدي بنطال خفيف للنوم وضل عاري الصدر، وجلس على تخته يفكر في من ملكت قلبه وتفكيره وجميع جوارحه
حدث حاله: متي مليكه؟
متي تشعرين بي وبقلبي وتأتين إلي ترتمين داخل أحضاني بلهفه وشوق وتقولين لي، تعبت من عشقك ياسين، أريدك حبيبي، أريدك وبشدة، أه مليكة لو تعلمين كم أشتاقك أميرتي، لو تعلمين كم أتمني ضمك لصدري، أريد أن أسحق عظامك الرقيقة داخل أحضاني، أريدك مليكة، أريدك.

زفر بشدة أخرج بها لهيبا من داخل صدره المشتعل بالإشتياق، لم ينم طيلة الليل، بات يتقلب بفراشه يتخيلها مجاورة له نائمة على ذراعيه بين أحضانه
أما مليكة التي إحتضنت صغيرها وباتت تبكي وتتذكر حبيبها بكل مراحل حياتها معه، لقاء أول يوم جمعها به، حتى يوم زواجهما، تذكرت كل لحظة حب جمعتها به وباتت تبكي على حالها وما أوصلتها به الظروف، حتى غفت بدموعها.

بعد عدة أيام
في إحدي الكافيهات الراقية المطلة على البحر كان يجلس شريف مع حبيبته سالي وهو حزين
سألته سالي وهي تضع يدها على يده الموضوعة على المنضدة قائلة بإحتواء: أرجوك يا شريف حاول تخرج من حالة الحزن والإكتئاب إللي إنت حاطط نفسك فيها دي، أكيد العلاقه بينك وبين مليكة هترجع أحسن من الأول كمان
نظر لها شريف وتحدث بإنكسار: عمر إللي بيني وبين مليكة ماهيرجع زي الأول تاني يا سالي.

إنتي أصلك ماتعرفيش مليكة، هي أه رقيقة وحنونة جدا، لكن طول عمرها بتحط كرامتها فوق كل شيئ، وبعد إللي كلنا عملناه معاها أظن عمرها ما هترجع تاني زي الأول مع أي حد فينا
وأكمل بنبرة خجلة من حاله: أنا خذلتها يا سالي، موقفتش معاها في مشكلتها، لكن غضب عني والله، ماهو كمان ماكانش ينفع أقف في وش أبويا، وخصوصا إن أنا نفسي مقتنع جدا باللي هو عمله وعارف إنه في مصلحتها.

أجابته سالي بحنان: أرجوك يا حبيبي إهدي، صدقني الحكاية هتاخد وقتها وهتعدي وكل حاجة هترجع لطبيعتها، إنسي بقا وخليك معايا شويه
وأكملت بنبرة هائمة كي تسحبه لعالمها: هو أنا مش وحشاك ولا أيه؟
نظر لها بحب وتحدث: إنتي بتوحشيني وإنتي معايا يا سالي، أنا أسف بجد ياروحي، دوشتك بمشاكلي وإنتي ملكيش أي ذنب فيها.

ثم أمسك بيدها ووضع قبلة رقيقه وتحدث بهيام: بحبك يا سالي، بحبك أوي، أيه رأيك نروح سينما إنهارده بعد الهوا؟
أنا هخلص برنامجي الساعه 8، نروح حفلة 9 قولتي أيه؟
أجابته سالي وهي تنظر له بهيام: أنا موافقه على أي حاجه تقولها، طالما هنكون مع بعض يا حبيبي
تحدث شريف بعيناي عاشقة: يا عيون حبيبك إنتي.

داخل منزل المهندس أحمد العشري والد ليالي
كانت تجلس ليالي بدموعها التي تجري على وجنتيها، وبجوارها والدها و والدتها السيدة قسمت، وأبنتها الاخري داليدا، ومنال زوجة عز
تحدثت داليدا بحده وتعالي: بقا كده يا عمتو، هي دي أخرتها، بقا ياسين يتجرأ ويتجوز على أختي أنا، يتجوز على ليالي العشري وحضرتك واقفه تتفرجي عليه من غير ما يكون لك أي ردة فعل!

أجابتها منال بتبرير بنبرة ساخرة: وأنا كان في إيدي أيه أعمله وماعملتهوش يا داليدا، ولو كنتي عايزاني أسيب البيت أنا كمان وأجي أقعد لكم هنا؟
تحدث أحمد إلى داليدا بعقلانية: وعمتك أيه بس إللي بأديها تعمله يا داليدا، ده ياسين المغربي إللي إسكندرية كلها بتعمل له ألف حساب وبتهيبه، ده أبوه نفسه مايقدرش يجبره على حاجة هو مش عاوزها.

تحدثت قسمت بكبرياء: إذا كان هو ياسين المغربي وشايف نفسه أوي، فاأنا بقا هخليه يندم وييجي يبوس إيدي وإيد بنتي علشان ترضي عنه و ترجع له، وهذله على ما أوافق إني أرجعها له كمان، هو كان يحلم يتجوز واحده زي ليالي
أجابتها منال بتهكم: يبقي هتفضلي مستنيه عمرك كله يا قسمت،.

وأكملت بتعالي: مش ياسين المغربي اللي تكسره واحده ست ويندم عليها، وبعدين يا ريت يا هانم متنسيش إن إللي بتتكلمي عنه ده يبقي إبني، ياريت تحطي ده في دماغك
نظرت لها ليالي وتحدثت بدموع ولوم: حضرتك زعلانه علشان كلمتين ماما بتقول لهم من حزنها عليا، ومش زعلانه على إللي إبنك عمله فيا يا عمتو؟
وأكملت بحده: إبنك خلاني سخرية لإسكندرية كلها، أنا بقيت تسلية النوادي والكافيهات.

حدثتها منال بجدية وعقلانية: بقول لك أيه يا ليالي، سيبك من الكلام الفاضي ده كله، ياسين كتب كتابه عليها وجه البيت نام في أوضتك وعلى سريرك، يعني الجوازه طلعت على الورق بجد زي ما قال لنا،.

وأكملت شارحة بتوضيح: أهو كاتب كتابه عليها من تلات أيام، ومن يومها ما قربش منها ولا من أوضتها، بيروح يفطر عند ثريا زي ما كان بيعمل كل يوم، وبعد المغرب بيروح يقعد شوية مع ثريا ويسرا والولاد، ومليكة مابتنزلش من أوضتها طول ما هو موجود في البيت
نظرت إليها داليدا وتحدثت بتساؤل ذكي: وحضرتك عرفتي منين الكلام ده كله يا عمتو؟

أجابتها منال بثقه: أنا ليا مصادري الخاصة إللي بعرف منها كل حرف بيتقال عند ثريا، إنتي فكراني نايمة على وداني وسايبة الدنيا تمشي كده بالبركة.
تحدثت قسمة بكبرياء وحديث ذات مغزي: عايزة ليالي تقبل وترضخ بإللي مقبلتهوش على نفسك زمان ليه يا منال؟
نظرت لها منال بقوه وتحدثت بنبرة حادة: لا الزمن هو الزمن ولا ياسين زي عز يا قسمت، عز وقتها خاف من تهديدي ليه بالطلاق، لكن ياسين قادر ومبيهموش.

وأكملت بتوضيح: وبعدين ثريا بنفسها هي إللي رفضت جوازها من عز وأخواتها وقفوا معاها وساندوا قرارها، يعني الوضع كله كان مغربي في مغربي
، لكن مليكه لا حول ليها ولا قوة
وأكملت بنبرة حادة: فهمتي يا قسمة هانم، وبعدين بدل ما إنتي قاعده تحيي إللي مات وأندفن إنصحي بنتك وخليها تشوف مصلحتها.

ثم وجهت بصرها إلى ليالي وأردفت بهدوء: شوفي يا ليالي، خليكي قاعدة هنا كمان كام يوم ريحي فيهم أعصابك، وأنا لو ياسين نشف دماغه ومجاش يصالحك، أنا هقول له وأجبره إنه يجي لك، وإنتي بقا تتشطري كده وتتدللي عليه وترجعي بيتك لجوزك وولادك.
نظرت لها قسمة وتحدثت بإستهجان: نعم، أيه إللي إنت بتقوليه ده يا منال، إنتي عاوزاها ترجع له بسهوله كده بعد كل إللي عمله فيها؟

أجابها أحمد بعقلانية: يعني هتعملي أيه يا قسمة، بالعكس، منال بتتكلم صح، إللي حصل حصل وخلاص، ليالي ترجع بيتها وتعيش حياتها مع جوزها، وكفايه إنه معيشها عيشة ملوك، وأكمل بإستحسان: ده مفيش ست فيكي يا إسكندرية عايشة ومتدلله زي بنتك ما هي عايشة
تحدثت ليالي رافضة بإعتراض وغرور: لا طبعا يا بابي مامي بتتكلم صح، أنا لازم أذله الأول وأخليه يندم على اليوم إللي فكر فيه يتجوز على ليالي العشري.

وقفت منال حاملة حقيبة يدها وتحدثت بنبرة صارمة: براحتك يا ليالي أنا عملت إللي عليا ونصحتك، إنتي بقا عاوزه تمشي ورا كلام مامتك إنتي حره، بس ياريت في الأخر متجيش تعيطي وتقولي لي إلحقيني يا عمتو
تحدثت قسمة بتراجع سريع: إستني بس يا منال رايحة على فين، مش لما نتفق الأول
واسترسلت قائلة: بصي يا ستي أنا موافقه إنها ترجع له بس على الأقل يحط لها مبلغ محترم في البنك تضمن بيه حقها وعيشتها معاه.

نظرت لها بإستنكار متحدثه: نعم، أيه التخاريف إللي بتقوليها دي يا قسمة، إنتي عوزاني أروح أقول لإبني الكلام الفارغ ده؟
واسترسلت ناصحة لها: إهدي يا قسمة وخافي على بيت بنتك أكتر من كده، وأحمدي ربنا على إللي بنتك فيه، ده ياسين معيشها عيشه أنا نفسي مش عيشاها.

في منزل سالم عثمان، دلف من باب شقته وجد زوجته تبكي بمرارة، زفر بضيق لرؤيته لها هكذا
جلس بجانبها وتحدث بنبرة حازمة: مش هنخلص من النكد إللي معيشانا فيه ليل ونهار ده يا سهير؟
محسساني إن بنتك حصل لها حاجه لاقدر الله مش إتجوزت
نظرت له ببكاء وهي تشهق قائلة بنبرة ساخطة: جوازة الشوم والندامة يا سالم، البنت مابتردش على تليفوناتي من يومها.

وأكملت بتفسير: سلمي صاحبتها بتقول لي إنها مش مبطله عياط وبتنام على المهدأت
زفر سالم بحده وتحدث ليهدئها: وأيه المشكلة يا سهير، ما أنتي عارفه بنتك حساسه وأي حاجة بتخليها تعيط، شويه وهتهدي وتنسي
وأكمل: بكره تفوق وتفهم و تشكرني إني سلمتها لراجل هيحافظ على حقوقها وحقوق ولادها إللي كانت هتضيع بين طمع نرمين ووليد، وما خفي كان أعظم.

وأسترسل مفسرا: ده وليد بيه ماأستناش لما جثة أبن عمه تبرد في تربتها، جه يجري ويلهث ويسأل في البنك على حسابات رائف البنكية رابع يوم وفاته، وأصحابي بنفسهم اللي بلغوني بكده
وأكمل غاضب: والهانم المحترمه أخته، يدوب عدي تلات شهور وجريت التانيه تسأل وتدعبث على الحسابات، وسألت على حساب والدتها ومليكة والولاد.

وأكمل متسائلا بنبرة عتابية: كنتي عاوزاني أشوف كل ده وأسكت لما ألاقي بنتي حقها وحق أولادها ممكن يتاكل قدام عنيا وأنا واقف مش قادر أعمل حاجه
وأكمل بإمتنان: ياسين بالنسبة لي كان طوق النجاة لبنتي وأولادها يا سهير
ومش ندمان إني أخدت الخطوة دي، ولو رجع بيا الزمن تاني هعيد نفس إللي عملته، كفايه إنها بقت في حماية راجل محترم هيصونها وعمره ما هيطمع فيها ولا في حق ولادها.

ردت عليه سهير بنبرة صوت ملامة: طب كنت عرفت بنتك بكل ده، مش يمكن كانت إرتاحت وعذرتك في تصرفاتك.

أجابها سالم: وليه أقلقها وأخوفها من كل إللي حواليها، وأظن الكلام ده ما بقاش ليه لزوم، بعد جوازها من ياسين مفيش مخلوق هيقدر يقرب منها ولا من أولادها، وأكمل مطمئنا إياها: وإنتي إهدي وأجمدي كده، وبنتك كلها إسبوع وقلبها يحن وتلاقيها قدامك هنا وبتترمي في حضنك، وقف منتصبا قائلا: سيبك من النكد ده يا سهير وقومي جهزي لي الغدا على ماأدخل أخد دش، أنا راجع من الشغل جعان.

بعد عدة أيام أخري
في منزل ثريا عصرا، كان الجميع مجتمع على سفرة الطعام لتناول وجبة الغداء، كانت ثريا تجلس أنس فوق ساقيها وتطعمه
وتجاورها يسرا وإبنتها وولدها ومليكة ومروان
دلف ياسين للغرفة بدون إستئذان قائلا بمرح: إوعوا تكونوا أكلتوا من غيري؟
نظرت له ثريا وتحدثت بإبتسامة وترحاب: تعال يا حبيبي، إحنا لسه يادوب بادئين.

وقفت مليكه بإرتباك من دخوله المفاجئ وهي بدون حجاب وترتدي منامة بيتية محكمة على جسدها تظهر مفاتنها
تحركت سريع للخارج تحت أنظار ذلك المسحور من رؤيتها بتلك الهيئة المهلكة لروحه
عادت بعد مدة قصيرة مرتدية ثياب محتشمة بعد أن إستدعتها ثريا لإستكمال غدائها
جلست مكانها بمقابل ذاك الناظر لها بغضب من تلك الفعله، أمازالت تلك المتعبة التي تعتبره غريب عنها حتى بعد أن أصبحت زوجته.

تحدث ياسين موجه حديثه إلى ثريا: بعد إذن حضرتك يا ماما، أنا ناوي أنقل شوية حاجات خاصة بيا في الجناح إللي جنب مليكة
نظرت له بعيون تشتعل غضبا قائلة بحدة واعتراض: حاجات أيه دي اللي هتنقلها يا سيادة العقيد؟
وليه جنب جناحي أنا بالذات؟

ياسين وهو ينظر لطبق طعامه ولم يعير لغضبها أو لحديثها أية إهتمام، وجه حديثه لثريا قائلا بنبرة هادئة: إنتي عارفه يا ماما إن العيلة كلها عارفه إن أنا ومليكة متجوزين حاليا، وبيتهئ لي كمان إن كان إتفاقنا من الأول إن مفيش حد يعرف بشرط مليكه غيرنا.

وأكمل مبررا: فعلشان كده لازم كل شيئ يبان طبيعي علشان محدش ياخد باله، وأنا شايف كمان إني لازم أبات هنا كام يوم في الأسبوع، علشان ما نلفتش الإنتباه، ده طبعا بعد إذنك يا حبيبتي
أجابته ثريا بهدوء بوجه بشوش: تنور طبعا يا حبيبي، ده بيتك ومش محتاج تستأذن، هخلي مني توضب لك الجناح حالا، وإبعت إنت الحاجات وأنا بنفسي هشرف على رصها وتوضيبها.

هتفت مليكة بنبرة غاضبة معترضة: هو فيه أيه بالظبط يا ماما، يعني أيه حضرتك تسمحي لراجل غريب يسكن معانا في البيت وكمان هتدي له الجناح إللي جنبي؟
إشتعل جسده ونظر لها بعيون تطلق شزرا من شدة غضبه وصاح قائلا بنبرة حادة عنيفة: أنا جوزك يا هانم لو مش واخده بالك، ومش معني إني بسكت على أفعالك وهرتلتك في الكلام إني موافق عليها،.

واسترسل حديثه بنبرة تحذيرية: فياريت تخلي بالك من كلامك وأفعالك معايا بعد كده، لان صبري عليكي بدأ ينفذ.
إنتفضت بجلستها وكادت أن تتحدث ولكن أسكتتها ثريا بنظراتها المتوسلة قائلة: خلاص يا مليكة، من فضلك إسكتي وخلي بالك إن الولاد موجودين معانا على السفرة، نبقي نتكلم بعدين.
إنتفضت واقفتة بغضب وتحدثت: لا بعدين ولا الوقت، يظهر إن مبقاليش الحق حتى في الكلام والتعبير عن رأيي في البيت يا ماما، بعد إذنكم.

وقفت يسرا تنظر إلى طيفها وذهبت خلفها تناديها وهتفت: مليكة، إستني خلينا نتكلم.
زفر بضيق بعد رحيلها وتحدث بنبرة حزينة: أنا مش فاهم أيه إللي جرا لها وخلاها بقت عنيفة معايا بالطريقة دي؟
وأكمل مبررا أفعاله: هو أنا كده غلطان يا أمي علشان بحاول أحافظ على شكلنا قدام الناس؟
واسترسل غاضب: هي ناسية إني راجل وعندي كرامة ولازم أحافظ على شكلي ورجولتي قدام العيلة، إحنا مش عايشين لوحدنا يا عمتي.

أجابته ثريا بوهن وضعف بعدما أصبح كل شئ حولها يضغط على عاتقها: متزعلش منها يا ياسين، غصب عنها يا إبني، إللي بيحصل ده كله فوق طاقتها، وإنت يا إبني عداك العيب في إللي بتقوله
وأكملت كي تهدئ من ثورته: إبعت حاجتك وأنا هرصها لك بنفسي يا حبيبي، ومن ناحية مليكة أنا هتكلم معاها وأهديها
بات يتنفس بهدوء في محاولة منه لضبط النفس لكي لا يزعج عمته أكثر من ذلك.

دلفت لها يسرا داخل غرفتها وجدتها ترتمي على تختها وهي تبكي بحرقه، جلست بجانبها وأخذتها بأحضانها وباتت تربت على ظهرها
وتحدثت بحنان: علشان خاطري بلاش تعيطي يا مليكة، أنا عارفة إن إللي بيحصل ده كله فوق طاقتك، وصدقيني دابحني أنا وأمي كمان، لكن قولي لي أيه إللي في إدينا نعمله
وأكملت شارحة: إوعي يغرك تماسك ماما قدامنا بالشكل ده، صدقيني ده تماسك هش، ماما عاوزه تطمن على مروان وأنس بأي طريقه، وده حقها.

وأكملت بنبرة تعقلية: وبصراحه ياسين عنده حق في كل إللي قاله، الراجل ما تعداش حدوده معاك، واحد غيره كان قال حطوا لي حاجتي في أوضة مليكه، وده حقه وماحدش يقدر يمنعه منه
وأكملت متألمة لأجل غاليها: إنت مراته شرع وقانون، لكن هو مراعي نفسيتك وحساسيتنا كلنا من الموضوع ده وعارف حدوده وبيتصرف على أساس شرطك معاه.

أجابتها مليكه بدموع وروح تتألم: يا يسرا أنا محدش حاسس بيا وبألمي، أنا بموت في اليوم ألف مرة، كل ما أتخيل إني خلاص بقيت على ذمة راجل غير رائف بموت من جوايا صدقيني
أخذتها يسرا بأحضانها وظلتا تبكيان سويا على ذكر إسم فقيدهما الغالي.

عند غروب شمس اليوم التالي
أفاق من نومه وقت قيلولته بعدما عاد من عمله، خرج إلى الشرفة لإستنشاق بعض الهواء، وجدها تتمشي بالحديقه كشمس تنير كل ما حولها بسطوع، كانت بصحبة صديقتها المقربه سلمي، إبتسم لرؤيتها الساحرة، كانت تتمشي بمواجهة شرفته فوجدته واقف بشموخ وطلة رجولية مهلكه لأي أنثي إلا إياها.

واقف منتصب الظهر يضع يده بجيب سرواله البيتي المريح ويرتدي فوقه تيشرت من اللون الأبيض بدون أكمام يظهر كم رجولته وعضلاته القوية لرجل المخابرات القوي
إبتسم لها بتودد وأمال برأسه لها ول سلمي كتحية ترحيب وإحترام منه لكلتاهما، لم تعيره إهتمام بينما أمائت سلمي له رأسها بإحترام وأشارت له بيدها بترحاب زائد عن الحد.

زفرت مليكة بضيق وتحدثت بنبرة حادة: ما خلاص يا سلمي مش حكايه هي، هزيتي راسك وخلصنا لزمته أيه تشاوري له كمان
وأكملت بضيق: ده مش بعيد تلاقيه جاي لازق لنا هنا الوقت بعد ترحاب سيادتك الحار بجلالته
أطلقت سلمي ضحكة عالية تحت أنظار ذلك الناظر لهما بإبتسامة مشرقة وتحدثت بتمني أغاظ تلك المليكة: طب ياريت ينزل ويتمشي معانا، هو حد يطول يتمشي مع ياسين المغربي بوسامته ورجولته وشخصيته إللي تخطف قلب أي ست.

نظرت إليها مليكة بإستغراب حال صديقتها ثم هتفت بنبرة تهكمية: لا والله، وده من أمتي يا ست سلمي؟
هتفت سلمي بنبرة حماسية: تعرفي يا ليكة إن من ساعة إنتشار خبر جوازك من ياسين وكل ستات إسكندرية بتحقد عليكي وبتحسدك، وأنا منهم طبعا.
أجابتها مليكة بنبرة حزننة بعدما إنطفأت ملامح وجهها من إشراقتها وبدا عليها الألم: على أيه يعني، يتفضلوه بالهنا والشفا على قلوبهم.

ضحكت سلمي ثم نظرت إلى مليكة وتحدثت بجدية: لا بجد يا ليكة، إنت ليه متحاوليش تدي لنفسك فرصه تانية في الحياة، ياسين راجل ليه وضعه في البلد و تتمناه أي ست في الدنيا كلها،
وأكملت بنبرة حنون: وإنت لسه صغيرة وجميلة يا قلبي، مش معقول هتعيشي وتكملي من غير حب وراجل في حياتك
تنهدت مليكة وتحدثت بنبرة حزينة: الكلام إللي بتقوليه ده كان ينفع لو لسه قلبي موجود معايا، لكن للأسف يا سلمي، أنا قلبي مات وأتدفن مع رائف.

وأكملت بنبرة صادقة: صدقيني أنا الحاجة الوحيدة إللي مخلياني متماسكة وصابرة على إللي أنا فيه ده كله هما أولادي
واسترسلت بتأكيد: أولادي وبس
تنهدت سلمي بأسي وحزنت لأجل صديقتها ذات القلب الحزين المتألم وتمنت من الله أن يجعل قلبها يري الفرحة من جديد على يد ذاك الفارس المغوار.
بعد عدة أيام أخر.
صعدت لها مني العاملة بالمنزل لتستدعيها تهبط للأسفل بناء على أوامر من ياسين
هبطط من أعلي الدرج تحت أنظار جميع العائله المترقبه لوصولها حيث الجميع متواجد ومجتمع بطلب من نرمين، ألقت عليهم السلام فردوه بإحترام
وقف ياسين سريعا إحتراما لها ومد يده وأجلسها بجانبه تحت إستغرابها من تلك المعاملة ولكنها سرعان ما فسرتها كشكليات لمظهره أمام العائلة.

تحدث عبدالرحمن قائلا: يا جماعة إحنا مجتمعين هنا إنهارده بطلب من نرمين، نرمين لجأتلي علشان أكلملها عمها عز، وعاوزانا نشوفلها حقها هي ويسرا في ميراث والدهم الله يرحمه
تحدثت يسرا بلهجه غاضبة: نرمين تتكلم عن نفسها وبس، أنا عن نفسي ماطلبتش منها حاجه ولا إتكلمنا في الموضوع من الأساس!

نظر لها عز قائلا: حقك معروف من زمان ومتصان يا نرمين، مكانش ليه لزوم توسطي بينا عمك عبدالرحمن، كنتي جيتي قولتيلي يا بنتي وأنا كنت قولتلك إننا بالفعل حسبنا لك ميراثك إنتي ويسرا وكتبنا لكم بيه عقود لضمان حقكم!
أجابته نرمين بجدية: متشكره جدا يا عمو، وبعد إذنك انا عاوزه أعرف نصيبي في الشركه وأسجله بإسمي في الشهر العقاري، وكمان أديره بنفسي أنا ومحمد جوزي.

وحولت بصرها إلى طارق وتحدثت بطريقة أمرة مستفزة: علشان كده عاوزاك تخصص لي مكتب في الشركة يا طارق
أجابها طارق رافضا ببرود أزعجها: أنا أسف يا نرمين، لكن ماحدش هايدخل شركتي إللي أسستها أنا والمرحوم رائف وتعبنا فيها
حقك تعرفيه وتسجليه على راسي، لكن تدخلي الشركه وتديري، سوري مش هيحصل.
إنتفضت نرمين وأجابته بنبرة غاضبة: مش من حقك تمنعني يا طارق.

أجابها طارق بعقلانية: لا من حقي يا نرمين، أنا بأملك 5 % من أسهم الشركة ومليكة وولادها وعمتي ويسرا ليهم الأكثرية بعدي يعني لو حسبتي حصتك كلها مش هتكمل 4%، يبقي على أي أساس هيكون لك مكتب وتديري؟!
ردت نرمين بحده: انت بتقول أيه يا طارق، 4% أيه إللي بتقول عليهم هو من أولها كده هيتاكل حقي عيني عينك.
هنا تحدث عز بنبرة حادة: نرمين، خلي بالك من كلامك وعيب أوي اللي بتقوليه ده.

كانت تجلس بجانبه ويظهر على وجهها علامات القلق والتشنج مما يقال ويحدث
إقترب من أذنها وتحدث بهدوء وطمئنها: إهدي، مش عاوزك تقلقي أبدا طول ما أنا موجود.
نظرت إليه سريعا وكأنها كانت تنتظر تلك الكلمات لتهدئة روعها وشعورها بالطمأنينة، أمائت له بعينيها وأستكانت بجلستها
كان الجميع الحاضر الصامت، كل يتحدث بإختصاصه وفيما يخصه فقط، الكل يستمع وعندما يأتي ما يخص شأنه يتحدث.

هكذا هي عائلة المغربي حيث الرقي والإحترام للبعض.
أكملت نرمين حديثها ببعض الهدوء: انا أسفة يا عمو لكن حضرتك يرضيك الكلام ده، معقولة هي دي نسبتي من ورث بابا؟
تحدث وليد مستغلا غضبها: إهدي يا نرمين لما نفهم على أي أساس طارق حدد لك النسبة دي، وبعدين نتكلم خلينا ما نسبقش الأحداث
أجابه عز بنبرة حازمة: طارق محددش حاجة يا وليد، احنا قعدنا مع محامي العيلة والمحاسب وهما إللي حسبوا وقسموا كل حاجة بما يرضي الله.

ثم وجه بصره إلى نرمين مفسرا: بصي يا نرمين، الشركه دي بتاعت رائف الله يرحمه، عملها بشغله وفلوس ورثه، ومن طيبة قلبه يا حبيبي حب يدخلكم معاه في الخير إللي داخل منها
فاأخد بعض من حقكم في الأرض إللي باعها ودخلكم بيه، لكن باقي ورثك إنتي ويسرا موجود في الفيلا دي وفيلا العجمي وأرض المعموره، وكل ده محسوب وهتاخديه بالمليم.

هنا تحدثت ثريا بصوت حازم: الفيلا دي بتاعت أولاد رائف يا سيادة اللوا، ونرمين ويسرا ياخدوا فيلا العجمي
نظر إليها عز بهدوء وتحدث بلطف: اللي إنتي عاوزاه كله يا ثريا هيتنفذ بالحرف الواحد، مش عاوزك تقلقي.
نظرت له وشكرته بإمتنان قائلة: متشكرة أوي يا سيادة اللوا
أردفت نرمين قائلة بتكملة: طب ده حقي في ورث بابا، عايزه كمان أعرف حقي في ميراثي من رائف.

نظر لها الجميع بذهول وتحدث ياسين مبتسما بسخريه: شكلك ما سمعتيش قبل كده عن الولد بتاع الكوتشينة إللي بيقش يا نرمين
نظرت له نرمين بعدم فهم وتحدثت بإستفسار: نعم! تقصد أيه بكلامك ده يا ياسين؟
أجابها ياسين ببرود: أقصد إن رائف سايب ولدين، يبقي كده شرعا محدش ليه الحق في ورثه غير عمتي و بس.
أجابته ثريا بنبرة قاطعة: وانا متنازلة عن الحق ده ل مروان وأنس وهكتبهولهم بيع وشرا.

نظرت لها نرمين وتحدثت بإعتراض غاضب: لكن ده ظلم يا ماما، حضرتك كدة بتحرميني أنا ويسرا من حقنا فيكي، مش كفاية كتبتي الأرض إللي ورثتيها عن جدوا لولاد رائف؟
أجابتها ثريا بجدية: أنا كتبت لهم جزء من ورثي يا نرمين وخليت عمك عز كتب لك إنتي وأختك قطعة الأرض التانية.

وأسترسلت حديثها وهي تنظر إلى عيناها قائلة بنفي: أنا مش ظالمة يا بنتي، ومرضاش على نفسي أظلمك إنتي وأختك وأقابل ربنا وأنا شايلة في رقبتي حقوق الغير
وأكملت بإعتراض: لكن كمان من حقي أرفض ورثي في أخوكم، ياستي إعتبريني أنا إللي مت الأول وهو إللي ورثني.
هتفت يسرا بلهفة هي و مليكة وياسين بنفس التوقيت: بعد الشر عنك يا ماما
تحدثت نرمين بحده: طيب تمام، أنا بقا عاوزة يبقا لي الولاية على ولاد رائف.

عاوزه أكون الواصية عليهم علشان يبقا لي الحق أراعي فلوس ولاد أخويا ويكون لي حق في إدارة حقهم في الشركة
وأكملت بتأكيد: أظن أنا أكتر واحده هتخاف عليهم وتخلي بالها من أموالهم، خصوصا إن ماما تعبانه ومش هتقدر تراعي أملاكهم
لم تتمالك مليكة حالها عندما تفوهت نرمين بتلك التخاريف كادت أن تتحدث ولكن سبقها ذاك الجالس بجانبها.

قائلا ببرود: الوحيدة إللي ليها الحق في رعاية الأولاد والولاية عليهم هي مليكة، أظن محدش هيخاف على أولادها قدها
تنفست الصعداء بارتياح لما إستمعته منه ووقوفه بجانبها وارتخت بجلستها بهدوء.
تحدثت ثريا بإيماء وموافقة: وأنا موافقه، وزي ياسين ما قال، محدش هيخاف على الولاد أد أمهم.
نظرت لها مليكه بإبتسامة شكر وعرفان
هتفت نرمين بتلعثم وبعض الحده: سوري يا ياسين لكن ممكن أفهم بصفتك إيه تقرر قرار مصيري زي ده؟

وأكملت بتفسير: بيتهيئ لي إن أنا وماما ويسرا بس إللي لينا الحق في إختيار الواصي على أولاد أخويا
أجابها ياسين مضيقا عيناه وهو ينظر إليها ببرود: بصفتي إن مليكة تبقي مراتي وإنها هي والولاد في حمايتي ورعايتي من يوم ما كتبت كتابي عليها، وبصفتي عم الأولاد
إبتسم ساخرا ووجه حديثه إليها: بيتهيئ لي كل ده يديني الحق يا نرمين.

تلعثمت وأكملت بإعتراض مفسرة: لكن مليكة ملهاش في الحسابات والإدارة، ومش هتعرف تدير نصيب ولادها كويس
وأكملت وهي تحث مليكة على الإعتراض: ولا إيه يا مليكة ماتتكلمي!
أجابتها مليكة بنبرة جادة قاطعة: أنا واثقة في طارق جدا يا نرمين، هو إللي هيدير نصيبي أنا وولادي في الشركة، ده عمهم وأكيد هيخاف عليهم زيي ويمكن أكتر، وكمان ده شغله وهو أكتر حد يفهم فيه ويديره.

نظر لها طارق وتحدث بإمتنان وعيناي شاكرة: متشكر يا مليكة على ثقتك دي، وربنا يقدرني وأكون قدها
تحدث وليد بنبرة غاضبة معترضة: يعني أيه ولاية الأولاد تبقي في إيد واحدة ست!
ثم نظر إلى مليكة وأسترسل حديثه الخبيث في محاولة منه لإعتراض رجال العائلة: سوري يا مليكه، لكن بصراحة عيب أوي في حقنا كرجالة المغربي إن العيلة يبقي فيها رجالة تسد عين الشمس وفي الاخر ندي وصاية ولادنا للستات!

ونظر إلى ياسين وتحدث مكملا: لو إنت مش فاضي يا ياسين، أنا وبابا موجودين، أنا مستعد أكون واصي على الأولاد وأدير لهم مصالحهم في الشركة
إرتعب داخل مليكة وأبتلعت لعابها وهي تنظر إلى ياسين تنتظر رده، فنظر له ياسين مضيقا عيناه وتحدث بإستفزاز لذاك الوليد: وأنا قولت مليكة هي الواصية على أولادها وعمتي موافقه وخلص الموضوع يا وليد.

وأكمل بإحترام وهو ينظر لوالده وعمه: إلا إذا كان عز باشا أو عمي عبدالرحمن ليهم رأي تاني؟
تحدث عز بموافقة: أنا معنديش أي مانع طالما إنت شايف كده يا ياسين.
رد عبدالرحمن بتلعثم وخجل من حديث ولده: أنا كمان موافق يا أبني.
نظر ياسين إلى وليد نظرة منتصر مما إستشاط غضب وليد ولكنه إكتفي بكظم غيظه بداخله.
في حين تحدثت نرمين بحده وغضب: طب حيث كده بقا أنا عاوزه أبيع حصتي في الشركة، طالما مش هدير يبقي هبيع.

نطقت مليكة سريعا: وأنا هشتريه يا نرمين وأضمه لحصة أولادي.
نظرت لها نرمين وتحدثت بنبرة تهكمية: وإنت بقا هتجيبي ثمنهم منين إن شاء الله يا مليكة؟
تحدثت مليكة بهدوء: هبيع مجوهراتي.
رد عليها ياسين بلهجة حازمة: مفيش خاتم واحد من مجوهراتك هتتباع
ثم حول بصره إلى طارق وتحدث بنبرة صوت جادة: من فضلك يا طارق، أقعد مع المحامي وشوف تمن أسهم نرمين وسجلهم بإسم مروان وأنس وأنا هدفع لها الفلوس من معايا.

ردت عليه مليكة بإعتراض: وأنا مش موافقه يا أبيه، دي فلوس أولادك وأنا مستحيل أوافق إنك تكتبها لأولادي!
ضحك وليد الجالس بشماتة على تلك الكلمة التي تفوهت بها من دون وعي، فرصته وجائت ليده ليأخذ ثأره من ذلك الياسين المتعجرف.
وتحدث ساخرا: أبيه! شكلك كده مش مقنع ومش عارف تسيطر كويس يا سيادة العقيد، ينفع كدة، بقا يا راجل عدي أكتر من إسبوعين على كتب كتابكم ولسه أبيه؟!
وقهقه ساخرا وهز رأسه يمينا ويسارا بشماته!

كاد أن يفتك برأس ذاك الوليد لكنه إكتفي بسخريته منه أمام الحضور قائلا بحده: بيتهيئ لي التفاهه ليها وقتها يا وليد بيه ولا أيه؟
وأكمل بجديه وصوت جهوري: إكبر بقا وبلاش شغل المراهقين بتاعك ده، ولو مش قد قعدات الكبار يبقي متحضرهاش!
تعرق جسد وليد خجلا من حديث ياسين المميت لرجولته، ونظر له والده ساخطا عليه بغضب، أما الجميع إكتفوا بإبتسامة ساخرة على ذلك الوليد الذي أصبح أشبه بفرخ مبلول.

إبتلعت هي لعابها بخجل مما تفوهت به دون قصد
ثم تابع ياسين حديثه ناظرا لها بجدية ومهنية متخطي ما حدث قائلا: الفلوس دي هتكون زي قرض مني وهستردها تاني من أرباح الأسهم، يعني يعتبر بديل عن إنك تبيعي مجوهراتك
بيتهئ لي كده ده حل مرضي ليكي ومرضي ليا أنا كمان، مهو مش على أخر الزمن مراتي تبيع مجوهراتها وأنا واقف أتفرج
شعرت بقشعريره تسري بجسدها من نطقه كلمة مراتي.

لم تعثر بداخلها على وصف مناسب لشعورها الذي أصابها، أهو رهبه أم خوف، أم ماذا؟
لكنه بالتأكيد لم يعد ضيق وأشمئزاز كالسابق، خصوصا بعد وقفته بجانبها ومساندتها هي وأطفالها بكل طاقته سواء معنويا أو حتى ماديا
تحدث محمد زوج نرمين الجالس مستشاط غضبا من ما يراه أمامه من إحتواء ياسين لمليكة وظهوره أمامها بصورة الفارس الهمام حامي الحمي.

نظر محمد إلى نرمين وتحدث: لكن أنا من رأيي إنك تهدي شويه وتفكري في موضوع بيع حصتك دي يا نرمين
وأكمل بطريقة إستفزازية للجميع: إحنا لسه مقررناش هنعمل أيه بالفلوس دي وهنستثمرها إزاي، فبالتالي من رأيي تنسوا موضوع البيع ده لما نراجع نفسنا.

تحدث ياسين ببرود قلتل وهو يحك ذقنه بيده وينظر له مضيقا عيناه قائلا بتهكم: أنا أسف في إللي هقوله يا محمد بيه، أنا من أول ما دخلت ولاقيتك موجود إستغربت وجودك وقولت لنفسي المفروض دي جلسة عائلية وهنتكلم في أمور خاصة جدا بالعيلة!
وتابع: لكن فوت وقولت يمكن حابب تكون جنب مراتك، مع إني مش شايف داعي لده كمان لإنها وسط أهلها وناسها!

وأكمل معترض بصوت حاد أرعب محمد: لكن إللي مش مسموح بيه هو كلام حضرتك وتدخلك في شؤونا، أظن كمان مش من الأصول إننا نتكلم وننهي خلافاتنا ونتفق وتيجي حضرتك بكل بساطه تنهي كلام الرجالة
وأكمل متهكما: إلا إذا حضرتك بقا مش شايفنا قدامك رجالة من الأساس!
إرتبك محمد من حديث ياسين الهادئ ظاهريا ولكنه يحمل في باطنه معاني تهديد وسخرية وتهكم عليه.

فتحدث متلعثما: العفو يا ياسين باشا، انتم رجالة ورجالة أد الدنيا كمان، وأنا طبعا ماأقصدش أبدا المعني إللي وصل لحضرتك.
تحدثت نرمين بتراجع لإرضاء زوجها: خلاص يا ياسين، أنا هعمل زي محمد ما قال وأخد وقت أفكر فيه
هنا تحدث ياسين بحده معلنا بها عن ثورة غضبه القادمة وجز على أسنانه بغضب: نرمييين الموضوع إنتهي، مش كلام عيال هو.

ثم حول بصره إلى طارق وتحدث أمرا: طارق، اعمل إللي إتفقنا عليه، وبكره تكون مسجل أسهم نرمين بإسم مروان وأنس.
ثم نظر لها وتحدث بنبرة امره أرعبتها: وأنا هحول لك الشيك بإسمك في البنك وانتهي الكلام.
ابتلع محمد لعابه وتحدث بتراجع: خلاص يا نرمين، إللي أمر بيه ياسين باشا يتنفذ.
نظر له ياسين بعين كالصقر قائلا وهو يجز على أسنانه: متشكر يا محمد بيه.

تحدث عز ناهيا حالة الشحن المتواجدة بنفوس الجميع: خلاص كده يا نرمين ولا عاوزة حاجة تانية؟
أجابته نرمين بغصه وعدم إرتياح: متشكرة لحضرتك يا عمو.
ثم نظر إلى يسرا قائلا بنبرة حنون: وانتي يا حبيبتي هتعملي أيه في الاسهم بتاعتك؟
أجابته يسرا بوجهها البشوش: هتفضل زي ما هي مع طارق يا عمو، هو بدل رائف بالنسبة لي.

وأكملت بحنان: ربنا يبارك لنا في حضرتك وياسين وطارق وعمو عبدالرحمن، انتوا رجالتنا وحمايتنا بعد بابا ورائف الله يرحمهم.
نظر لها عبدالرحمن وتحدث بحب: ربنا يكملك بعقلك يا حبيبتي، وأنا وعمك عز موجودين، أي حاجة تعوزيها بس تأشري بصباعك الصغير تكون تحت رجليكي.
ثم نظر إلى نرمين وتحدث: والكلام ليكي إنتي كمان يا نرمين، انتوا من ريحة الغالي الله يرحمه.

تحدث عز مؤكدا على حديث أخيه: أكيد طبعا يا عبدالرحمن وهما مش محتاجين نقول لهم الكلام ده، هما أكيد عارفينه كويس.
ثم حول بصره إلى مليكة وتحدث بحنان: وانت كمان يا مليكة، أكيد مش محتاجة تعرفي إنك بنتنا زيك زيهم وإننا في ضهرك وحمايتك إنتي وولادك ولو إحتاجتي لنا في أي لحظه أكيد هتلاقينا.

نظر لها تحت أنظار الجميع وأمسك يدها الموضوعة على ساقيها تحت رعشة منها بجسدها بالكامل وأستغراب ثم قبلها برقة تحت أنظار الجميع المتفاجأون
ونظر إليها بإحترام وود وتحدث: بالنسبة لمليكة عايزكم ترتاحوا من ناحيتها خالص، مراتي في حمايتي وتحت رعايتي وأنا كفيل بكل طلباتها، هي بس تأشر وأنا عليا التنفيذ.
ابتلعت لعابها وأبتسمت بمجاملة ثم سحبت يدها منه بسلاسة ولا تدري ما أصابها من تلك اللمسة.

والتي بالتأكيد لم تكن نفورا كالسابق، فسرت تغير إحساسها هذا، كشكر منها على موقفه المشرف والمساند لها
نظرت ثريا إلى عز وعبدالرحمن وتحدثت بعرفان: ربنا يخليكم لينا ودايما واقفين في ضهرنا وساندينا، انتوا نعم الإخوات ليا ووجودكم جنبي أنا وولادي من يوم وفاة أحمد الله يرحمه عمره ما حسسني إني لوحدي
نظر لها عز وأجابها بحنان: انتي مش بس مرات أخونا وأمانته يا ثريا، انتي بنت عمنا الغالية على قلوبنا كلنا.

شكرته ثريا بود.
انتهت الجلسه ووقف الجميع لغرفة الطعام حيث صنعت لهم ثريا سابقا بمساعدة عليه ومليكة ويسرا جميع أصناف الطعام المحبب لهم، تناولوا طعامهم ثم أنصرف كل بإتجاهه.

خرج عز وعبدالرحمن يتمشيان سويا على شاطئ البحر حيث الهدوء والراحه النفسيه والهواء النقي
نظر عبدالرحمن إلى عز بإبتسامة قائلا: ياسين فكرني بيك إنهاردة وهو بيدافع عن مليكة وواقف بيحميها زي الأسد، كنت ببص له وشايفك فيه وكأن الزمن بيعيد نفسه يا عز
إبتسم عز ساخرا وتحدث بحزن: ياسين راجل بجد يا عبدالرحمن عمره ما كان زيي، عارف هو عاوز أيه بالظبط وبيعمله غصب عن عين أي حد، لكن انا أيه إللي عملته؟

نظر له عبدالرحمن بحزن وتحدث: ظروفك كانت غير ظروفه يا عز، والزمن كان غير الزمن.

عوده للماضي قبل حوالي أربعون عاما
أمام البحر ليلا...
تحدث عبدالرحمن بغضب: يا عز لازم تتكلم وتقول لأبوك إنك بتحب ثريا وعاوزها يا إما تسيبني أنا إللي أكلمه، كده كده أحمد مش فارق معاه الموضوع صدقني.
تحدث عز بإنفعال: اوعي تعمل كده يا عبدالرحمن، الموضوع إنتهي بالنسبة لي، أبوك شايف إن أحمد أنسب واحد ليها وخلص الكلام.

وأكمل بغصه مريره داخل حلقه: ده أنا شوفت في عنيها فرحة لما أبوك فاتح جدك وعمك في الموضوع عمري ما شفتها في حياتي كلها من يوم ما وعيت على الدنيا وحبيتها
تحدث إليه عبدالرحمن بنبرة متألمة لأجل شقيقه: بس إنت بتحبها؟!
أجابه عز بألم: وهي بتحبه هو، وهتبقي سعيدة معاه هو
تحدث عبدالرحمن مفسرا الوضع لأخيه: أحمد مبيحبهاش يا عز، أحمد فرحان بحبها ليه، صدقني لو عرف إللي في قلبك ناحيتها هيروح لجدك ويطلبها لك بنفسه.

صاح عز بغضب وأردف بتنبية: خلاص يا عبدالرحمن، الموضوع بالنسبة لي إنتهي وثريا أصبحت محرمة عليا من إنهاردة، والكلام ده هتوعدني إنه هيندفن هنا بينا وللأبد، فاهمني يا عبدالرحمن! أوعدني
أجابه عبدالرحمن بحزن وألم: أوعدك يا عز.

قبل بضعة ساعات من ذاك الحوار
دلف عز إلى منزل العائلة عائدا من عمله بعد غياب ثلاثة أيام لسفره مأموريه تبع عمله كظابط في المخابرات
وجدها تنزل من فوق الدرج مسرعة بمرحها ووجهها المنير الذي يعشق تفاصيله
نظر لها وأبتسم بعشق وتحدث بقلب يتراقص لرؤيتها: أزيك يا ثريا، عامله إيه
وقفت وأبتسمت بوجهها البشوش: إزيك يا عز حمدالله على السلامة.

أجابها بعيون لامعه من العشق: الله يسلمك، إيه نازلة بتجري كدة ليه، رايحه فين؟
أجابته وهي تهز كتفها بلا مبالاه: أبدا، كنت نازله المطبخ أشوف ماما ومرات عمي ليكونوا محتاجين مني حاجة
ثم تحدثت بسعادة: هروح أقول لمرات عمي إنك جيت دي هتفرح أوي
اوقفها عز بحديثه قائلا: ثريا. أنا كنت جايب لك معايا هدية وأتمني تعجبك
نظرت له بسعادة وتحدثت وهي تشير على حالها بسبابتها: هدية ليا أنا يا عز؟!

أجابها وهو يخرجها من حقيبته وينظر لها بهيام: أيوه يا ثريا ليكي إنتي
ومد يده ليعطيها إياها كانت عباره عن قلادة فضية رقيقة للغاية.
أمسكتها ونظرت لها بإنبهار وتحدثت بإستحسان: الله يا عز جميلة أوي، متشكره أوي يا عز، هدخل أبلغ مرات عمي بوصولك
وذهبت وظل هو ينظر لأثرها بسعادة حتى خرجت له والدته تحتضنه بشدة وترحاب.

جاء المساء.
كان الجميع يجلس داخل منزل العائله الجد والجده والأبناء
الإبن الأكبر: محمد المغربي وزوجته وأبنائه الثلاثة وترتيبهم: عز، أحمد، عبدالرحمن.
الإبن الأصغر: صلاح المغربي وزوجته وأبنائه وترتيبهم: علي، فريد، ثريا، حسن.
تحدث محمد وهو ينظر لإبنه أحمد وإبنة شقيقه ثريا التي تبلغ من العمر الثامنة عشر، وهما يختلسان النظر لبعضهما بنظرات يكسوها العشق والغرام.

إبتسم قائلا: من بعد إذنك يا حاج، أنا بصراحة كدة مستخسر ثريا تطلع بره العيلة وكنت عاوز اخطبها لحد من ولادي
نظر له عز بفرحة عارمة كادت أن تقتلع صدره من مكانه ثم نظر إلى عبدالرحمن الذي بادله نظرة السعادة لتوقعهما أن يطلب أباهم يد ثريا إلى إبنه البكري عز فهذا هو الطبيعي أن يحدث.
نظر عز إلى ثريا وجد وجهها يشع إحمرارا وخجلا
تحدث محمد: وانا شايف إن أنسب واحد من ولادي لثريا هو أحمد.

نزلت كلمة والده كالصاعقة المدمرة لقلبه العاشق، نظر لها سريع ليري ردة فعلها حتى يقف ويعترض على قرار والده ويصرح عن نيته المسبقه لخطبة ثريا
ولكنه صعق لما رأت عيناه من عشق ثريا الواضح وضوح الشمس للجميع، حيث كانت تنظر إلى أحمد بعيون عاشقة هائمة سعيدة، ويبادلها أحمد تلك النظرة بفخر وكبرياء
تحدث الجد بإستغراب: أحمد؟!

أنا إفتكرتك هتطلبها ل عز يا محمد، مش هو الكبير والأصول بتقول إنك تجوزه هو الأول ولا أيه يا أبني؟!
جرت ثريا سريع إلى الداخل خجلا وأبتسم الجميع على خجلها
تحدث محمد: بصراحة يا حاج أنا شايف إن أحمد وثريا ميالين لبعض
ثم نظر إلى ولده وتحدث: ولا أيه يا أحمد ما تتكلم يا أبني؟
تحدث أحمد بإبتسامة مشرقة: اللي تشوفه حضرتك وجدي وعمي يا حاج أنا موافق عليه.

تحدث صلاح بإبتسامة: وانا أديها لأحمد بطيب خاطر يا محمد، أحمد راجل محترم وأي راجل يتمني يناسبه وأنا مش هبقي مطمن على بنتي غير معاه
نظر الجد إلى عز الصامت وتحدث: بس الأول لازم نفرح بسيادة المقدم ونجوزه وأنا بقا عارف له عروسة تشرف بجد،
ثم نظر إلى محمد وتحدث بنبرة صوت جادة: أيه رأيك في بنت مدحت العشري، بنت زي القمر شفتها في فرح أخوها وسألت عليها وعرفت إنها مش مخطوبه، بنت جميلة وتليق بسيادة المقدم بجد.

نظر محمد إلى عز وتحدث متسائلا: انت أيه رأيك يا عز في كلام جدك؟
وقف عز وتحدث بجديه وقلب محطم: اللي تشفوه صح أعملوه
نظر له عبدالرحمن وتحدث بإعتراض: انت بتقول أيه يا عز ما
نظر له عز بحده وقطع حديثه وتحدث بأمر: أسكت يا عبدالرحمن، إللي أبوك وجدك أمروا بيه هيتنفذ، بعد إذنكم
وخرج مسرع من المكان وألتحق به عبدالرحمن
تحدث الجد: على خيرة الله، كده نخطب ل عز ويتجوز السنة دي، وأحمد وثريا معاهم.

تحدث صلاح: بعد إذنك يا حج، ثريا لسه صغيرة أنا بقول كمان تلات سنين تكون تمت واحد وعشرين سنة وكمان تكون عدت تلات سنين من كليتها علشان منضغطش عليها
تحدث الجد: على خيرة الله ربنا يعمل إللي فيه الصالح إن شاء الله.

عوده للحاضر...
عز بصوت يملئه الحنين والتأثر: الله يرحمك يا أحمد كان أكتر واحد يستحقها فعلا، حبها وخلاها أسعد واحدة في الدنيا طول المدة إللي عاشتها معاه، علشان كده قررت تعيش إللي باقي من عمرها على ذكري حبه.
تحدث عبدالرحمن بتأثر: الله يرحمه ويرحم أمواتنا جميعا
ثم ربت على كتف أخاه بحنان وأكملا سيرهما.

في اخر الليل
خرجت لشرفتها تستنشق الهواء النقي وجدته في شرفته المجاوره لها مباشرة حيث كان يقف بشرفة الجناح الملصق بجناحها حيث الشرفتان متلاصقتان و لا يفصلهما سوي سور حديدي قصير جدا
دلفت للداخل سريع وأخذت وشاح وضعته على رأسها وجسدها بالكامل حتى تحجب مفاتنها عن ناظريه، لكنها كانت سعيده ولا تدري لما إنتابها شعور السعادة بمجرد رؤيته
خرجت مرة أخري وتحمحمت، انتبه لوجودها نظر لها بحب وأبتسم.

نظرت له بإبتسامة عذبة ساحرة اثرت بها قلبه وقالت بإبتسامة خجوله ذادتها جمالا: على فكرة. ميرسي ليك بجد على وقفتك معايا إنهاردة
طار قلبه بتلك النظرات الساحرة وهمس صوتها العذب، تمالك حاله من الانهيار أمام عيناها وتحدث بمرح: على فكرة العفو. مع إني شايف إن مفيش داعي للشكر لاني ماعملتش حاجه أستاهل عليها شكرك ده.

نظرت له بعرفان وتحدثت سريع بنبرة إستحسانية: إزاي بقا! ده لولا وقفتك معايا ف موضوع الوصاية على أولادي، مكانش حد سمح لي بده أبدا
أنا نفسي مكانش في بالي أبدا إني أخد ولايتهم لنفسي، لولا كلامك إللي أنا متأكدة إنهم وافقوا عليه بس علشانك وعلشان بيثقوا في أرائك
وكمان حصة نرمين إللي نقلتها لأولادي، بجد ميرسي.

إبتسم لها بسعادة ثم تحدث شارح: وقفتي جنبك ومساندتي ليكي واجب عليا يا مليكة، إنتي خلاص بقيتي مسؤلة مني رسمي، وبالنسبة للولاد دول ولاد أخويا وواجبي إني أختار لهم إللي في مصلحتهم
ثم تحدث بمكر قائلا: لكن حيث إنك شايفة إني فعلا أستاهل الشكر ومصرة. فا أنا معنديش مانع من إنك تشكريني بحاجة حلوة، حاجة ملموسة يعني
إبتلعت لعابها بصعوبة ونظرت للأسفل وأشتعل وجهها إحمرارا مما يدل على خجلها وحزنها معا.

شعر بحزنها وخجلها فأراد أن يخرجها منه بمراوغه منه في الحديث كعادته: أنا قصدي فنجان قهوة من إيدك يظبط لي دماغي ويعوضني عن الصداع والرغي إللي كنا فيه ده.
نظرت له سريع بفرحة ووجه سعيد وتحدثت بلهفة: بس كدة، إديني خمس دقايق ويكون عندك أحلا فنجان قهوة في الدنيا كلها.
إبتسم لسعادتها المفرطة وتحدث بتمني: طب من فضلك خليهم إتنين علشان مابحبش أشرب قهوتي لوحدي.

هزت له رأسها بإيماء وسعادة وتحركت سريع للأسفل ودلفت المطبخ صنعت لهما معا قدحين من القهوه وقد صنعتها بكل الحب وكامل الرضي.
صعدت له وجدته يستمع إلى فيروز عندي ثقه فيك، من هاتفه
إبتسمت وقدمت له فنجانه بسعادة ووجه بشوش
أسعده رؤيتها بتلك الهيئه التي لم يرها عليها منذ وفاة رائف
تحدث ياسين بإبتسامه جذابة وهو يستلم منها فنجانه: تسلم إيدك.

وبدأ بإرتشاف القهوه تحت نظرها، وهو مغمض العينين ويشتم رائحة القهوة بمزاج حسن
ثم نظر لها وتحدث بإستحسان: تعرفي إني شربت قهوه في أكبر كافيهات في العالم كله مش بس في إسكندريه، لكن الغريب إني عمري ما دوقت قهوة زي إللي بشربها من إيدك.
إبتسمت برضي وتحدثت بهدوء: بالهنا والشفا، القهوة بالذات لازم تتعمل بحب علشان تطلع حلوة.

ثم أكملت بتلعثم بعدما وجدت إبتسامته السعيدة: أقصد يعني تتعمل برضي ونيه صافيه، وتكون مبسوط وإنت بتعملها علشان تطلع سعيدة وحلوة
إبتسمت وأبتسم هو أيضا وهما يرتشفان القهوة وينظران للسماء الصافية والليل الساحر بنجومه اللامعه، وكأنه يحتفل بهما معا لأول هدنة لهما بعد عذاب وخلافات وأيام حزينة
نظر لها وجدها لم ترتشف سوي رشفتين من فنجانها.

فتحدث بتمني وهو ينظر إلى قدح قهوتها: ممكن لو مافيهاش إزعاج، أكمل أنا فنجان القهوة، بصراحة فنجاني خلص والقهوة رهيبة، وشايفك مشربتيش فنجانك أو ملكيش مزاج ليها، فلو يعني
لم يكمل جملته وجدها تبتسم له بخجل وتعطيه فنجانها
إبتسم لها وتناوله منها ووجهه لفمه حيث موضع شفاها عليه، لمس بشفاه موضع شفاها وأغمض عيناه بتأمل وعشق وهو يتخيل حاله يلمس شفاها الملتهبة بنار عشقه، ويقبلها برقة.

كانت تقف بجواره ناظرة إلى السماء شاردة لم تري ذلك المتوهج بعشقها الواقف بجوارها وكل ذره بجسده تتمناها وتتمني قربها
تنفست براحه وتحدثت وهي مازالت ناظرة إلى السماء: مش ملاحظ إن نرمين إتغيرت أوي؟
أجابها وهو يرتشف قهوته بتلذذ: إذا حضرت الفلوس، تغيرت النفوس، الفلوس ياما بتغير يا مليكة.

تحدثت مليكة وهي تنظر إليه بإعتراض على حديثه: مش دايما يا أبيه، ما أنت شوفت بعيونك يسرا أد أيه متسامحة ومسالمة وأخر حاجه بتهتم بيها هي الفلوس.
أجابها ياسين وهو يبتلع غصه من مناداتها له بأبيه: يسرا طول عمرها وهي حنينة وطيبة، وأهم حاجة عندها العلاقات الإنسانية، وده إللي مخلينا كلنا بنحترمها وبنحبها ونقدرها.
ثم أشاح بصره عنها وتحدث بغصة واضحة في صوته: مليكة، هو أنا ممكن أطلب منك طلب.

ردت على الفور بموافقة: أكيد طبعا يا أبيه.
تنفس الصعداء من جديد وحاول السيطره على كبح غضبه وحزنه أمامها وتحدث بهدوء عكس ما يدور داخله: ياريت متندهليش ب أبيه تاني
وأكمل حديثه مفسرا طلبه: أديكي شوفتي إنهاردة إللي إسمه وليد وتهكمه عليا وسخريته
واسترسل برجاء وهو ينظر داخل عيناها: أرجوكي بلاش تحطيني في موقف زي ده مرة تانية.

أشاحت ببصرها للأسفل بخجل وهي تعض على شفتاها وتحدثت بأسي: أنا أسفه بجد، مكانش قصدي صدقني، لكن والله غصب عنى
وأكملت بتبرير: أنا إتعودت على كده وصعب إني أندهلك بإسمك
نظر لها ياسين وحدثها بتمني: حاولي يا مليكه، على الأقل علشان شكلنا قدام الناس، مش معقول واحده تقول لجوزها يا أبيه
ثم أكمل بنبرة مرحة وهو يبتسم: إنت كده بتسوئي سمعتي على فكره وأنا بحذرك.

إبتسمت له بخجل وقالت: هحاول صدقني.
أ بمرح: طب يلا سمعيني كده علشان نتدرب
إبتسمت بخجل وتحدثت برقه أذابت بها قلبه العاشق: تصبح على خير يا ياسين
قالتها ودلفت سريع للداخل وتركته لإنتفاض جسده وأشتعاله بالكامل، كان كالأبله ينظر لطيفها وهو شاغر فاهه ببلاهه ويراجع صوتها داخل عقله ويتسائل.

أحقا قالت إسمي دون تكليف؟ أحقا قالت ياسين بكل تلك الرقة، يالك من مسكين أيها الياسين، تصبحين على خير حوريتي الجميلة وإلي لقاء أخر بجولات عشقيه أخري أميرتي.
صباح اليوم التالي على التوالي
أفاق ياسين بسعاده ونشاط لمجرد مكوثه مجاورا لغرفة معشوقته دلف إلى المرحاض أخذ حماما دافئا لينعش به روحه وجسده إرتدي ملابسه وخرج بنشاط إلى الممر في طريقه إلى الدرج المؤدي للأسفل.
مر على جناح مليكه وتسمر حينها تنهد بإشتياق
وحدث حاله متي تحني مليكتي وتسمحي لي بدلوفي لبئر عسلك الريان لنغوص به معا بحنان صغيرتي أولم يحن الأوان؟
أخرجه من شروده صوت يسرا وهي مصطحبه إبنتها.

وتحدثه بإبتسامه صافية: - واقف كدة ليه يا ياسين، مالك فيك حاجة؟
أفاق من شروده نظر إليها بتيهه وتحدث: - مفيش يا حبيبتي سلامتك، أنا بس سرحت في الشغل شوية.
ثم وجه بصره إلى سارة إبنة يسرا وتحدث بإبتسامة: إيه الجمال ده كله يا سارة، إيه يابنت مالك كل يوم بتحلوي كدة ليه؟
أجابته ساره بخجل ووجه متورد: ميرسي يا عمو ربنا يخلي حضرتك.
هنا إستمعوا جميعا وألتفتوا لصوتها العذب المبهج: صباح الخير.

نظر لها بعيون متلهفة وقلب نابض بعشقها يكاد يتركه ويرتمي بأحضانها أجابها بصوت حنون: – صباح النور يا مليكة.
تحدثت يسرا مداعبتا إياها: - نموسيتك كحلي يا ليكة، إنت ناسية إن إنهاردة الجمعة وده ميعاد لمة العيلة والفطار المتين ولا إيه؟
أجابتها مليكة بضحكة ساحرة: - والله نسيت يا يسرا، أصلي نمت متأخر وما حسيتش بنفسي غير من حبة صغيرين، هي ماما جهزت الفطار؟

ردت يسرا بإبتسامة: - من بدري، أنا وماما وعليه جهزناه، عن إذنكم هانزل أشوف ماما لتكون محتاجة مني حاجة.
وأخذت طفلتها وأتجهت ناحية الدرج،
ما زال ينظر إليها كالمسحور من جمال ضحكتها ورقتها وتحدث متسائلا: قولي لي بقا نمتي متأخر ليه؟
وياتري أيه إللي كان شاغل بالك أوي كده ومانع عن عيونك النوم؟
إبتسمت له برقه أذابته وتحدثت: - مفيش كنت بقرا رواية
وأكملت: ياسين.

أجابها كالمسحور من نطق إسمه من بين شفاها ويالجماله: - يا نعم
خجلت ونظرت للأسفل من نظرة عيناه ثم أجابته مبتسمة: - هو إنت ليه ماروحتش صالحت ليالي وجبتها علشان الولاد؟
إختفت بسمته وزفر بضيق ثم نظر لها بتساؤل: - هو أنا كنت زعلتها علشان أصالحها؟
وأكمل: زي ما الهانم مشيت لوحدها وكسرة كلمتي ترجع بردوا لوحدها.

مدت شفتاها بإستغراب ناظرة له وتحدثت بتهكم: - لا طبعا مازعلتهاش، إنت يادوب إتجوزت عليها بس، إنت بتهرج يا أبيه؟
أممممممم، همهم بها بغضب مصطنع ونظر لها بتحذير: - إحنا قولنا إيه؟
إبتسمت بطريقة ساحرة قائلة: - أسفه يا ياسين، لسه ما أتعودتش أرجوك إديني وقتي.
إلتفتت سريع على صوت الصياح الأتي من خلفها لذلك المشاكس الصغير وهو يجري سعيدا مبتسما فاتحا ذراعيه لها وهو يناديها.

طار قلبها فرحا بعزيز عيناها وفرحتها ثمرة عشقها الأولي من حبيبها الأبدي، جثت على ركبتيها وأطلقت ذراعيها بالهواء محتضنه طفلها بحب ومرح.
نطق مروان بسعادة: - يا مامي صباح الخير.
كانت تفرق قبلاتها على وجهه ويداه بشغف وحب: - صباح النور يا قلب مامي
نظر له ياسين وهو يغمز له بعينيه بمرح، جري عليه مروان، ومن جانبه إلتقطه ياسين وحمله بخفه وثبته داخل أحضانه!

تحدث مروان بسعادة وهو ينظر لوالدته: - مامي عمو ياسين قال لك على المفاجأه إللي عملها لي إمبارح في المدرسة؟
نطقت مليكة وهي تضيق عيناها مستفهمة: - مفاجأه؟
مفاجأة إيه دي يا مارو؟
أجابها مروان وهو يغمز لياسين ويضرب كفه الصغير بقبضة ياسين بمرح متبادل: - عمو ياسين عملي مفاجأه حلوه أوي، وأنا كنت هقول لك إمبارح لكن نانا خلت الناني طلعتنا فوق كلنا علشان إجتماع العيله.

ثم أكمل الصغير بسعاده: - عمو ياسين بعت لي فريق من ماك معاه هدايا كتييير أوي قدمتها لكل مدرسيني وأصدقائي، كمان كان فيه أكياس كبيره كتير جدا متعلقه في الشجر وكانت مليانه ملبس وشيكولا كتيرررررر أوي
وأكمل الصغير بإنبهار: - وفضلت أضرب فيهم بعصاية الهوكي لحد ما أتفتحوا وقعدنا نلم الشيكولا أنا وأصحابي وضحكنا كتير أوي، بجد كان يوم واااو، ميرسي يا عمو بجد.

غمز له ياسين بعينه مبتسما: - أي خدمه مروان باشا عاوزك بعد كده تعتبرني الفانوس السحري بتاعك أي حاجة تخطر على بالك تقولي على طول، مروان باشا يأشر وإحنا علينا التنفيذ الفوري.
نظرت له بعيون ممتنه شاكرة لكل ما يفعله لإسعاد صغيريها والوقوف بجانبها قائله: - ميرسي أوي يا ياسين، بجد كتير أوي إللي بتعمله معانا مش عارفه أشكرك إزاي.

نظر لها بإستنكار وتحدث: - إيه إللي إنتي بتقوليه ده، شكر أيه وكلام فاضي أيه دول ولادي ومسؤلين مني زيهم زي سيلا وحمزه بالظبط وده مش واجب عليا بعمله وخلاص لا أبدا أنا بعمل ده وأنا سعيد من جوايا ومشاعري كاأب هي اللي بتحركني.
أمائت بعيناها له بإمتنان وأبتسامة شكر وعرفان
ثم تحركت سريعا أمامه تنزل الدرج بدلال تاركه خلفها من يشتعل عشقا
تحرك خلفها حاملا الصغير وهو يتأوه ويتنهد بعشق خافت.

نظر له مروان واضعا كفه الصغير على وجنته بحب قائلا ببرائه: - مالك يا عمو هو حضرتك تعبان؟
أوي أوي يا مارو
قالها ياسين وهو ينظر لمليكته.
أجابه مروان ببرائه: - أنا ممكن أخلي مامي تعملك أعشاب تريحك مامي دي ساحره كمان بتعمل مساج حلو أوي ممكن تعملك على فكره.
تحدث ياسين بإستسلام: - أووووووف مسااااج إسكت يا مروان إسكت يا أبني الله يرضي عليك أصلها مش نقصاك.
وبسرعة البرق إختفت من أمامه ودلفت للمطبخ.

وخرج هو للحديقه حيث التجمع العائلي وجد والده ووالدته وطارق وزوجته وأبنائهما معا وعمه عبدالرحمن وزوجته وأبنائهم
ألقي ياسين عليهم التحيه بوجه ضاحك بشوش ردوها بإحترام.
أفلت الصغير من يده وجري ليلعب مع باقي أطفال العائله
سحب مقعدا بجانب والده وجلس عليه بإرتياح
نظر عليه عز وتحدث وهو يغمز له بعينه بصوت خافت: - صباحيه مباركه يا عريس شكلك رايق ومنشكح على الله تكون رفعت راسنا.

أطلق ضحكه رجوليه قائلا له بخفوت: - طول عمري وأنا رافع راسك يا باشا المسأله مسألة وقت مش أكتر.
عقد عز حاجبيه بتساؤل: - مسألة وقت؟
أومال نافشلي ريشك علينا على الصبح كده ليه؟
لا وطول الوقت عاملي فيها قاهر النساء إللي مافيش ست بتستعصي عليه بقي مش قادر على حتة عيله زي مليكه يلا ده أنت ياسين المغربي يعني المفروض تخليها تجيلك زاحفه لحد باب أوضتك وتترجاك تنول شرف عشقك ورضاك ولا أيه يا سيادة العقيد؟

ياسين وهو يحرك لسانه على شفاه بتسلي: - هيحصل يا باشا هيحصل وقريب أوي مش عاوزك تقلق من الناحيه دي؟
عز بتفاخر: - وحش يلا طالع لأبوك.
وضحكا سويا بتفاخر.
نظرت لهما منال بحنق وتحدثت بضيق: - إنت عمال تتوشوش إنت وإبنك في أيه على الصبح؟
أجابها عز بمكر: - شغل يامنال بنتكلم عن الشغل هنكون بنتكلم عن الستات مثلا.
ضحك ياسين وهز رأسه بإستسلام.

تحدث طارق الجالس بجوار والدته مداعبا إياها: - سيبك منهم يا منول وخليكي معايا أنا أنا طروق حبيبك.
نظرت له منال وتحدثت بتهكم: - ما أنت كمان زيهم يا روح منول كلكم عاملين حزب عليا مع أبوكم وكأني مش مامتكم.
قبل يدها بدلع: - وأحنا نقدر بردو يا منول دانتي الخير والبركه يا موزه.
بعد قليل إنتهي عمال المنزل من وضع ورص جميع الأطعمه التي صنعتها ثريا ويسرا وعليه على طاولة الطعام وأتي الجميع.

وجلسوا بإبتسامات مختلفه منهم الإبتسامه الصافيه ومنهم المرحه ومنهم الإبتسامه الصفراء ومنهم المجامله كل له وضعه.
تحدثت راقيه زوجة عبدالرحمن بإبتسامه مزيفه: - إزيك يا مليكه أخبارك أيه؟
أجابتها مليكه بوجه بشوش: - الحمدلله يا طنط أنا كويسه.
أمائت لها راقيه وتحدثت بتخابث: - ما هو باين يا روحي أنا شايفه ده بعيوني من زمان أوي ماشفتكيش بتضحكي ووشك منور كده يا ليكه.

إبتلعت غصه بقلبها وأنطفت إبتسامتها بلحظه من تلميحات تلك السيده السخيفه.
تحدثت ثريا بنبرة صوت حاده: - والمفروض إن ده شيئ يبسطك يا راقيه يعني بعد الحزن والألم إللي عشناه طول الفتره إللي فاتت المفروض تفرحي لما تشوفيها مبسوطه.
أجابتها راقيه بتخابث: - طبعا مبسوطه علشانها يا ثريا لكن مستغربه وكنت عاوزه أعرف السبب مش أكتر.

ثم حولت بصرها إلى ياسين لتبخ سمها به هو الاخر: - مش ناوي ترضي عن ليالي وترجعها لأولادها بقا ولا أيه يا سيادة العقيد.
ضيق ياسين عيناه من تطفل تلك المتحشره وتحدث بتهكم: - أرضي عنها وأرجعها؟ ليه حضرتك هو حد قالك إني غضبان عليها ولا كنت طردتها؟
وأكمل بنبرة صوت جاده: - كل الحكايه إن بباها ومامتها وحشوها وحبت تقعد معاهم شويه مش أكتر.
لوت فاهها وتحدثت بنبرة ساخره: - شويه؟

دي ليها تلات أسابيع سايبه بيتها يا سيادة العقيد؟
رمقها عبدالرحمن بنظرات غاضبه من تطفلها.
وهنا لم تتحمل منال الصمت على تلك المتحشره أكثر فتحدثت بحده: - جري أيه يا راقيه مالك قايمه من النوم متقمصه دور المحقق علينا كده ليه
ماتخليكي في نفسك شويه وأهتمي بأمور بيتك هو حد فينا كان أتدخل في حياتك قبل كده وجه قالك مرات إبنك مشيت ولا سايبه بيتها من شهرين ليه؟

أجابتها راقيه بحزن مصطنع: - الحق عليا إللي بتطمن عليكم يا منال هو إنتم مش أهلي ولا أيه؟
تحدث عز بحده وصوت حازم ناهيا تلك المناوشات: - صباحكم خير يا جميلات العيله أنا بقول تاكلوا أحسن من قصف الجبهات المتبادل إللي على الصبح ده وخلونا إحنا كمان نستمتع بالأكل إللي شكله يفتح النفس ده.
ونظر إلى ثريا قائلا بعرفان: - تسلم إيدك يا ثريا الأكل فعلا تحفه.

ردت عليه ثريا بإبتسامه هادئه: - بالهنا والشفا يا سيادة اللوا.
إغتاظت منال من رقة زوجها المفرطه أثناء حديثه مع ثريا أمام راقيه أما راقيه إكتفت بالنظر إلى منال ولوت فاهها وأبتسمت بطريقه ساخره.
كان يتناول طعامه ويختلس النظر لها بين الحين والأخر حتى يشبع عيناه برؤياها التي تسعد قلبه
بعد الإنتهاء من الافطار جلس جميع أفراد العائله يتسامرون ويهتمون بالأطفال ويتناولون المأكولات والمشروبات المحببه لديهم.

حتي جاء موعد صلاة الجمعه فذهب الرجال للصلاه بالمسجد القريب أما النساء فتفرقن كلهن ذهبن بمنزلهن لأداء الصلاه.

داخل النادي الإجتماعي، كانت تجلس بجوار والدتها وشقيقتها
تحدثت ليالي بإنفعال: - وبعدين يا مامي هنعمل أيه مع البيه إللي راميني ولا معبرني ولا حتى جيت على باله ده أنا قربت أكمل تلات أسابيع سايبه البيت ولا حتى فكر يتصل بيا ويقولي إرجعي.
وأكملت بوعيد: - ماشي يا ياسين.
أجابتها قسمت بغل: - فعلا صدقت منال لما قالت عز حاجه وياسين حاجه تانيه خالص ده طلع شيطان وقادر ومفيش أي حاجه بتكسره.

ده حتى الولاد إللي قولنا هيضغطوا عليه ويجبروه يجيلك لحد عندك ويعتذر بلفهم وخدهم في صفه كل يوم والتاني فسح وخروج وغدا بره البيت لما خلي الولاد قربوا ينسوكي أساسا.
تحدثت داليدا بتعقل: - ياسين طلع راجل ذكي ومش سهل أبدا يا ماما علشان كده لازمله تخطيط من نوع خاص تخطيط يليق بذكاء عقل مخابراتي زيه.

أجابتها قسمت بإستسلام: - ولا تخطيط ولا حاجه يا دولي ياسين ده زي التعبان ملوش ماسكه وهنتعب نفسنا معاه على الفاضي
ثم حولت بصرها إلى ليالي وتحدثت: - أنا شايفه إن ليالي بعد ماترجعله تحاول تاخد منه فلوس على أد ماتقدر وتعمل حساب بنكي كبير لنفسها علشان لو غدر بيها ف أي وقت تكون مأمنه مستقبلها بعيد عنه.
أجابتها ليالي بإستغراب: - فلوس أيه بس يا مامي إللي حضرتك بتفكري فيها؟

أنا بكلمك عن كرامتي وكبريائي إللي إتبهدلت قدام الناس وحضرتك تقوليلي فلوس؟
وعلي فكره بقا ياسين كويس جدا معايا في موضوع الفلوس
ده في عز ما هو زعلان مني وسايبني ومش بيكلمني أول ما الشهر بدأ حولي على ال credit card ضعف المبلغ إللي كان بيحولهولي شهريا وأنا في بيته.

تحدثت داليدا بإستغراب: - أهو الموضوع ده بالذات خلاني أحتار جدا في شخصية إللي إسمه ياسين ده واحد غيره مكنش بعت ولا جنيه وكان عند وقال لنفسه خلي بباها إللي جريت وراحتله ينفعها ويصرف عليها؟
أجابتها قسمت بتخابث: - ده تخطيط على مستوي عالي من إبن منال علشان محدش يقدر يمسك عليه غلطه مش بقولكم دماغه سم.

تحدثت ليالي بطريقه نادمه: - يظهر إني ماكانش لازم أبدا أسمع كلام عمتو ونرمين وأسيب البيت ياسين مش هيعديهالي بسهوله أنا عارفه وخصوصا إننا قعدنا إتكلمنا وأتفقنا على كل حاجه وكل حاجه قالي عليها فعلا حصلت والدليل إن عمتوا قالت إنه رجع نام في جناحي وعلى سريري.

بعد مده عاد عز وياسين وطارق من الصلاه وجدوا منال تجلس في بهو المنزل تضع ساق فوق الاخري وتهزهما بعصبيه والغضب يظهر على وجهها
رأت ياسين إنتفضت من جلستها ووقفت ووجهت حديثها له بغضب: - ياتري عاجبك تلقيح إللي إسمها راقيه دي على مراتك يا ياسين بيه مستني تسمع أيه تاني علشان تروح تصالح مراتك وترجعها لبيتها؟

أجابها ياسين بصوت حاد: - ماما أرجوكي قولت لحضرتك بدل المره عشره أنا مزعلتش حد علشان أصالحه ولو الهانم عاوزه ترجع لبيتها وهاممها أوي ولادها تتفضل ترجع أنا مش مانعها.
صاحت منال بحده ووعيد: - قسما بالله يا ياسين لو ما رحت جبت مراتك لاسيبلكم البيت وأروح أقعد عند أخويا وماهتشوفوا وشي تاني.
وقف طارق بجانبها وهو يقبل رأسها مراضيا لها: - إهدي يا حبيبتي أرجوكي ماتعمليش في نفسك كده.

ذهب إليها عز وأمسك يدها محاولا تهدئة الوضع: - إهدي يا منال أيه بس الكلام إللي بتقوليه ده ياسين هيعمل كل إللي إنتي تؤمري بيه بس هدي نفسك وتعالي أقعدي.
رد ياسين بإعتراض: - لكن يا باشا أ
لم يكمل باقي حديثه حيث هدر به عز متصنعا الغضب لإرضاء زوجته: - وبعدين معاك يا ياسين أنا قولت تسمع كلام ماما وتروح تجيب مراتك وأنتهي الأمر.
رد ياسين بطاعه رغم غضبه: - حاضر يا باشا إللي حضرتك تؤمر بيه إنت وماما هنفذه.

جرت عليه أيسل بفرحه وهي تحتضنه: - بجد يا بابي يعني خلاص هترجع مامي طب أنا هروح أغير هدومي بسرعه علشان أجي مع حضرتك.
أمسك ياسين وجهها بحب قائلا: - خليها لبكره يا سيلا كلمي مامي وبلغيها إني هروحلها بكره علشان تستعد وتجهز.
نظرت له منال وتحدثت بتهكم: - وليه سيادتك ما تكلمهاش بنفسك وتبلغها يا ياسين بيه ثم لزمته أيه التأجيل لبكره وإستعداد أيه إللي بتتكلم عنه، هي هتسافر لندن، دي راجعه بيتها.

أجاب ياسين بقلة صبر وغضب مكتوم: - وأنا قولت هروح بكره يا ماما مش فاهم حضرتك مستعجله على أيه إللي حضرتك أمرتي بيه هيتنفذ
لكن أمتي بقا دي بتاعتي أنا ودالوقتي بعد إذنكم أنا طالع أنام ومش عاوز إزعاج لو سمحتم.
أوقفته منال بصوت غاضب: - طب ده في إللي يخص ليالي يا ياسين ممكن بقا تقولي أيه موضوع أسهم نرمين إللي سيادتك إشتريتهم بفلوس ولادك وكتبتهم لولاد مليكه؟

نظر إليها عز وتحدث بصوت حاد ينم عن مدي غضبه العارم: - ما أسمهمش ولاد مليكه يا هانم إسمهم ولاد رائف المغربي ده أولا، ثانيا وده الأهم يا سيادة الأم الفاضله والمربيه العظيمه ما ينفعش تتكلمي مع إبنك في موضوع زي ده قدام أولاده.
إبتلعت لعابها من هيئة عز وتحدثت مفسرتا موقفها: - أنااااا أنا طبعا ماأقصدش خالص يا عز دي زلة لسان مش أكتر ثم صمتت.

زفر ياسين وحرك رأسه بيأس وتحدث بهدوء موجها حديثه لأطفاله: - سيلا خدي أخوكي وإطلعوا الجنينه كلمي مامي وبلغيها إننا رايحنلها بكره وخليها تجهز.
أجابته طفلته بإيماء وسعاده: - حاضر يا بابي.

تحدث ياسين بهدوء كاتما غيظه داخله حتى لا يحزن والدته ويغضب ربه: - أمي من فضلك ياريت يااااريت بعد إذن حضرتك ماتتكلميش في أي مواضيع قدام ولادي تاني، أنا طول الفتره إللي فاتت وأنا بحاول بقدر الإمكان إني أبعدهم عن أي مشاكل حواليهم وحضرتك شايفه ده بعيونك
وأكمل: - أما بقا بالنسبه للكلام إللي أنا عارف ومتأكد كويس أوي مين إللي وصلته لحضرتك وأيه هي نيتها.

فاأحب أقولك إن مليكه تبقي مراتي ولو حضرتك ترضيها على رجولتي إني أسيب مراتي تبيع مجوهراتها فاسمحيلي أنا مرضهاش على نفسي.
صاحت بإستهجان: - مراتك؟
تحدث بصوت هادئ وثقه: - أيوه مراتي يا ماما ومهما كان السبب إللي إتجوزنا علشانه فهي مراتي وليها عندي كل الإحترام وواجبها عليا إني أحميها وأكونلها سند هي وولادها إللي هما أساسا أولاد أخويا،.

وأكمل مفسرا: - لكن يظهر إن إللي بلغت حضرتك بالموضوع تعمدت ماتقولكيش إني هسترد الفلوس تاني من أرباح الشركه
يعني أنا ماأخدتش فلوس ولادي وأديتها لاولاد رائف الله يرحمه زي ما حضرتك بتقولي، ثم أكمل منسحبا بهدوء: - ودالوقتي إسمحيلي أنا تعبان ومحتاج بجد إني أنام.

صعد للأعلي بضيق أما منال فجلست بأرتياح بعد أن نجحت في أجبار ياسين على إرجاع ليالي وعلمت أنه سيسترد ذلك المبلغ التي لم تخبرها نرمين حين أخبرتها بالموضوع بتلك النقطه لتشعل منال أكثر من ناحية ياسين.
نظر لها عز بيأس وخرج إلى الحديقه ليجلس مع صغار أبنائه ويتسامر معهم كعادته
:.

خرجت مليكة للحديقة بعد أداء صلاة الظهر أمسكت هاتفها وهي تأخذ شهيقا وتزفره بقلق، فقد قررت أن تحادث والدتها وتكسر الصمت السائد وتلك المقاطعه التي دامت أكثر من إسبوعين
كانت سهير تجلس مع سالم وشريف يحتسون مشروبا
رن هاتفها أمسكته بإهمال تنظر لتري من المتصل
شغر فاهها مبتسما وهي تردد بسعاده: - دي مليكه مليكه بتتصل بيا يا سالم.

إعتدل سالم من جلسته بسعاده قائلا لها بنبرة صوت متلهفه: - طب ردي ردي بسرعه قبل ماتقفل يا سهير
أجابت سهير على الفور بلهفه: - مليكه يا حبيبتي وحشتيني أوي
إستمعت مليكه لصوت والدتها الحنون المتلهف للحديث معها كانت خجله للغايه ولا تدري من أين تبدأ بالحديث
فقالت بصوت مرتجف: - إزيك يا ماما.
أجابتها سهير بصوت مختنق بالدموع: - أزيك إنتي يا قلب ماما عامله أيه ومروان وأنس طمنيني عليكي يا ضي عيوني.

هنا لم تستطيع مليكه التماسك أكثر من ذلك فبكت وتحدثت بشوق عارم: - ماما إنتي وحشتيني وحشني حضنك وكلامك وحشتني دعواتك ليا ولأولادي وحشتني حنيتك عليا.
بكت سهير وتحدثت: - طب تعالي يا قلبي لو أنا فعلا وحشاكي كده تعالي علشان أشوفك وأملي عيوني منك إنتي والأولاد.

أجابتها مليكه بإيجاب: - حاضر يا ماما، صدقيني بكره هاجيلك أقضي معاكي طول اليوم أنا أستأذنت من ماما ثريا وبكره إن شاء الله هجيلك أول ما أقوم من النوم إتفقنا.
وأكملت بمرح كي تخرج والدتها من تلك الحالة: - يلا بقا يا سو جهزي كل الأكلات إللي بحبها، أنا مشتاقه أوي لأكلك وريحته.
تحدثت سهير بحب: - عيوني ليكي يا قلبي هقوم حالا أجهزلك كل حاجه بتحبيها إنتي وحبايب قلبي.

ثم نظرت إلى سالم ولنظرة الحنين والشوق التي سكنت عيناه عندما إستمع لإسم غاليته
سهير بترقب: - مليكه بابا عاوز يسلم عليكي.
إبتلعت مليكه لعابها بإرتباك ولكنها تمالكت حالها وقالت: - أنا كمان عاوزه أسلم عليه يا ماما.
أعطت سهير الهاتف بفرحه إلى سالم الذي تحدث بصوت مخنوق: - إزيك يا مليكه عامله إيه يا بنتي.

أجابته مليكه بصوت خجول: - الحمدلله يا بابا أنا كويسه، صمت دام لثواني ولكنها مرت كدهر، تشجعت هي وكسرته: - بابا إنت وحشتني أوي!
هنا بكت مليكه ولم يتحمل سالم بكائها
قال بتماسك: - خلاص يا حبيبتي إهدي يا بابا متوجعيش قلبي عليكي يا مليكه.
تحدثت من بين شهقاتها: - سلامة قلبك يا حبيبي.
أراد أن يخرجها من حالة الحزن تلك فأكمل بدعابه: - قوليلي بقا حابه تاكلي أيه بكره علشان أنا إللي هعملك الأكل بنفسي.

إنطلقت ضحكة ساخره عاليه منها وعلى الجانب الاخر ضحكت سهير وشريف رغم تأثرهما الشديد بذلك المشهد لكنهم لم يتمالكوا حالهم عندما تحدث سالم عن إستعداده لطهيه الطعام.

تحدثت مليكه من بين ضحكاتها: - حرام عليك يا بابا أنا عاوزه أجي أزوركم وأقضي وقت لطيف معاكم مش نقضيه صحبه كلنا في المستشفي، هو حضرتك ناسي المره اليتيمه إللي دخلت فيها المطبخ لما ماما كانت مسافره عند تيتا وقتها بدل ما تحط في الأكل توابل حطيت بودرة الصراصير إللي ماما كانت شيلاها في درج المطبخ حصلنا تسمم وقعدنا كلنا يومين في المستشفي.

ضحك سالم بسعاده فائقه لسماع صوت صغيرته مرحا وتحدث مازحا: - بقا كده يا مليكه طب أنا بقا لغيت الفكره ومش داخل المطبخ عقابا ليكم.
أجابته بمرح: - أرجوك.
ضحكوا جميعا بسعاده وتناسوا همهم الذي مضي ليستقبلوا غدا أفضل بإذن الله.

أفاق ياسين من قيلولته عند الغروب أخذ حماما وأرتدي ملابسه وخرج للشرفه يراقب حبيبته عله يراها ويختلس النظر لعيناها الساحره
بالفعل وجدها تخرج من باب الفيلا متجه ناحية شاطئ البحر تحرك سريعا بسعاده مفرطه نزل الدرج سريعا و بسرعة البرق كان يقف أمامها
وينظر لها ويتحدث بإدعائه الإستغراب: - مليكه أيه الصدفه الحلوه دي شكلك كده إنتي كمان خارجه تتمشي على البحر؟

إبتسمت بسعاده قائله: - أهلا يا أب قصدي يا ياسين.
هز رأسه بإستسلام وضحك.
مطت شفاها وضيقت عيناها في حركه أذابت حصونه وأهلكته قائله برجاء: - أكيد مش هتعود من يومين إديني إسبوع هو إسبوع واحد بس وهبقي شطوره وهمحي كلمة أبيه دي من قاموسي خااااالص.

كان يستمع لها بقلب هائم وعيون عاشقه ود لو يسحبها بعنف ليرتطم جسدها الرقيق بصدره العريض ويضمه بشده ليشبع رغبة قلبه المولع والمشتاق بعشقها الحاااار، ويخمد صراخه المستديم في حضرتها.
أجابها بعيون عاشقه وصوت هائم: - أنا أستناكي العمر كله يا مليكه مش بس إسبوع.
سرع قلبها بدقاته ولا تدري تفسير ما ذلك الشعور أهو خوف أم خجل أم ماذا؟
أكمل حديثه هو عندما رأي تلك الحيره بعيونها: - تحبي أتمشي معاكي.

ولا حابه تتمشي لوحدك؟
لا خاااالص بالعكس: - قالت جملتها بلهفه ونفي سريع مما جعلها تستغرب حالها وتخجل وتسحب بصرها عن مرمي عيونه السعيده التي باتت أن تتأكلها.
ثم تحركا بإتجاه طول البحر وبدأو الإستجمام والإستمتاع بأصوات المياه وهي ترتطم بالصخور بصمت تام.

كان ينظر لها بقلب هائم وهي مغمضة العينان ترفع وجهها لأعلي تستنشق هواء البحر النقي ورائحة اليود التي تعشقها وتزفره براحه وأستمتاع مما جعلها جذابه ورائعه بطريقة مبالغ بها.
توقف العالم بأكمله بنظره إلا منها كان ينظر لها بشوق هائم ويتحرك بجانبها بصمت تام كي لا يزعجها بلحظات هدوئها وصفاء ذهنها.
أفتحت عيناها ومازالت تتحرك بهدوء بجانبه.

وتحدثت براحه دون النظر له: - تعرف يا ياسين أنا بحب البحر أوي وبعتبره صديقي الوفي، هو الوحيد إللي بجيله وبيستقبلني في كل حالاتي، لما بكون سعيده بجيله وأفرح معاه وألاقيه بيضحكلي وبيداعبني بكل حنيه، وأكملت بإنتشاء وهي تنظر له: - وبيهزر معايا كمان ويحدفني ب مايته المنعشه بكل حنان، ثم زفرت وتنهدت بصدر محمل بالهموم: - وفي عز ألمي ووجعي بلاقيه بيواسيني ويحضني ويطبطب عليا، بشتكيله ويسمعني بكل هدوء عمره ما غلطني ولا عنفني وجه عليا زي البشر ما بيعملوا، دايما واقف في صفي وبيأذرني، بيسبني أصرخ وأبكي وأخرج كل إللي جوايا من غضب ويسمعني للأخر وبعدين ياخدني في حضنه ويطبطب عليا بحنيته عمره ما سابني أمشي غير وأنا مرتاحه وراضيه بياخد مني كل همي ويحتويني بسحره.

كان يستمع لها مبتسما وسعيد لبداية إرتياحها له والفضفضه معه.
تحدث مبتسما: - يا بخت البحر بيكي كل ده حب ليه أنا كده هبتدي أحقد عليه وأغير منه.
أطلقت ضحكه سحرت بها قلبه العاشق: - مش أوي يعني دأنا طول الوقت تعباه معايا وقرفاه بمشاكلي.
تحدث ياسين: - طب أيه رأيك أنا ماعنديش مانع أشيل عنه كل ده.
نظرت له مليكه وتحدثت بألم: - طب إزاي وأنا كل شكوتي وحزني كانت منك يا ياسين معقول كنت هاشكي ليك منك؟

أجابها بصدق ومداعبه: - مش إحنا خلاص خدنا هدنه وإتصالحنا إنسي بقا كل المشاكل إللي فاتت وتعالي نبتدي مع بعض صفحه جديده، صفحه من غير أي هموم ولا مشاكل يا مليكه.
وأكمل متأثرا: - أظن إحنا تعبنا الفتره إللي فاتت بما فيه الكفايه بيتهيألي من حقنا نرتاح شويه ولا أيه؟
إبتسمت له ومدت يدها بمداعبه قائله: - إتفقنا ناخد هدنه.

مد لها يده يحتضن بها كف يدها الرقيق ويحتويه بداخل كفه ويدوب معها بأول لمسه بدون نفور منها له ولا خوف كالسابق متأملا بغد أفضل من البارحه.
سحبت يدها بخجل بعد ضمت يده وهو يضغط عليها بمنتهي الرقه والحنان
عاودت النظر للبحر مرة أخري وهي مبتسمه بسعاده وأكملت تحركها بصحبته.
تحركا معا ومشيا كثيرا لم يشعرا بالوقت وهما يتثامران بأحاديثهما المتبادله الممتعه لكليهما.

بعد مده شهقت مليكه ونظرت له بعيون متسعه: - ياخبر إحنا بعدنا أوي يا ياسين.
أجابها بإبتسامه: - ده حقيقي إحنا بعدنا عن العمار كتيرتصوري إني ماحسيتش خالص بالوقت!
إبتسمت برقه ونظرت للمكان بحنين وعيون مغيمه بدموع الإشتياق ناظره له قائله: - أقولك على سر؟

طااار قلبه فرحا كان يتأمل وينتظر إعترافها بحبه أو على الأقل شعورها بالإرتياح له أو حتى مجرد إعجاب لكنها وللأسف أفحمت قلبه المعلق بكلمه منها بحديثها القاتل.
نظرت له مليكه بعيون مغيمه بدموع وقلب مفطور: - أنا رائف وحشني أوي.
أدلت بكلماتها تلك ونزلت دمعة حنين من عيناها بينما صرخ قلبه طالبا الرحمه.
ألا تشعرين بنيران قلبي المحطم الرحمه مليكة قلبي
أرجوكي غاليتي لا تضعي يودك على جرح قلبي النازف.

رحماك مليكه رحماك
أكملت هي ولن تبالي بصاحب القلب المحطم المجاور لها وكأنها لم تراه من الأساس
أو كأنه مجرد سراب: - وحشني حضنه وحنانه وحشني كلامنا طول الليل ضحكنا إللي كان نابع من القلب
مفتقده وجوده في حياتي أوي وحشتني ضحكته وضمته ليا وحشتني ريحته صوته نظرة عيونه
وحشني كله وحشني كله
كان نفسي أوي يبقي معايا هنا دالوقتي ياما سرحنا في مشينا وكلامنا لحد ما لاقينا نفسنا هنا في نفس المكان ده.

ثم نظرت له وجدته يتألم وعيونه مغيمه تلاشت ألمه وأكملت بكل جبروت ودموعها تنهمر بغزارة: - هو أنا ليه مش قادرة أنساه يا ياسين؟
ليه مش قادرة أتأقلم على غيابه وأعيش وأكمل حياتي؟
ليه دايما حاسة إني عايشة من غير روح؟
أنا تعبانة أوي يا ياسين، تعبانة أوي في بعده.
لم يشعر بحاله إلا وهو يجذبها بحنان لداخل أحضانه ويضمها بشده عله يضمد جرح قلبه النازف من أثر كلماتها المميته.

إحتضنها بشده وهو يتألم لا يدري إن كان ألم قلبه هذا لأجلها أم لأجله هو!
الغريب في الأمر أنه وجدها تبكي بشده وتحتضنه بل وتضع يدها على ظهره وتضمه بإحتياج وتشدد من إحتضانه وكأنها وجدت ملاذها داخل أحضانه.
إنتفض جسده بالكامل فرحا بأول حضن لها وأي حضن إنه متبادل
أااااااااه قلبي سيتوقف فرحا ياالله
ياإلهي
ما هذا الشعور الرائع الذي إخترقني أهذا مايسمونه العشق ياسين؟

لا أدري ماذا يسمي هذا الشعور الذي ينتاب قلبي ولأول مرة
لكني سعيد جدا ولا أريد ترك ضمة حضنها أبدا أريد أن أكمل ما تبقي من عمري هنا داخل ضمتها تلك
جن جنونه وكاد يفقد عقله حين شعر بها وهي تذيد من تشدد تمسكها به وتعلقها الشديد.

حتي أنه تجرأ ورفعها بين أحضانه مما جعل ساقيها معلقتين بالهواء وألتصق جسديهما بشكل مثير والغريب في الأمر أنها لم تعد تبكي وأستكانت بأحضانه بل وبدأت بالتأوه الخافت والتعلق أكثر وهي مغمضة العينين ويبدوا على وجهها الإستمتاع بما تفعله.
تري ماالذي حدث إلى مشاعر مليكة؟
أحقا ما يحدث معها هي بداية قصة عشق بينهما؟
أم ماذا ياتري؟
وما هي ستكون ردة فعل ياسين على تلك المشاعر الجارفة التي تجتاح عالمه ولأول مرة؟
كانت تشدد من إحتضانه وهي تتخيله رائف حبيبها الراحل، إندمجت معه لأبعد الحدود، كان سعيدا للغاية، بل كاد قلبه أن يتوقف من شدة سعادته.

أبعد وجهها عن حضنه وأمسك ذقنها ومال برقة على شفتاها بإستمتاع، وضع فوقهما قبله رقيقة أذابته وأخبرته كم هو مسكين وأنه وبرغم تعدد علاقاته إلا أنه لم يتذوق شهد قبلة العشق من ذي قبل، فهي حقا تختلف بمذاقها، جن جنونه كاد أن يلتهم شفتاها بنهم ويذوب معها أكثر وأكثر، حتي أفتحت عيناها بعشق لتنظر إلى رائف، ولكنها نظرت له بصدمة واستغراب، وفجأه أفلتت حالها من بين أحضانه بحدة ودفعته عنها بطريقة عنيفة، أولته ظهرها خجلا ووضعت كفيها فوق عيناها وبكت، بكت بندم وحزن وخزي من حالها ومنه.

إنصدم من ردة فعلها العنيفة تلك، لقد هدمت أحلامه بلحظة
تحرك إليها ببطئ ولمس كتفها ليطمئن عليها، إقشعر بدنها وأنتفضت برعب رافضة تلك اللمسة
ثم إستدارت ونظرت له بندم وخزي وتحدثت بإرتياب وهي تهز رأسها: أنا أسفه أنا مش عارفة ده حصل إزاي أرجوك يا أبيه تسامحني، أنا مش فاهمة إزاي للحظة تخيلتك رائف، أنا أسفة بجد، والله أسفة.

كان ينظر لها بعيون مصدومة وداخله يصرخ ويتمزق، لم يعد لقلبه التحمل رفضها له بتلك الطريقة المهينه لرجولته
نظر لها بحدة وأستغراب وتحدث بنبرة تهكمية: أسفه! أسفه على أيه يا مدام!
المفروض إنك مراتي وإن إللي حصل بينا من شوية ده طبيعي جدا إنه يحصل، لكن إللي مش طبيعي يا هانم إنك تتأسفي لي
وأكمل بصياح عالي أرعبها: وكمان تقولي لي وبكل بجاحة أسفة أصلي تخيلتك رائف!

وأكمل بصراخ أرعب أوصالها وجعل جسدها ينتفض: بتتأسفي لجوزك وبكل جرأة وبجاحة بتعترفي إنك كنتي بتتخيليه راجل غيره! يا بجاحتك وجبروتك!
ثم صفق بيداه وهتف ساخرا: برا و يا مدام، لا بجد زوجة محترمة ومتربية!
كانت تستمع له ودموعها تنهمر على وجنتيها وتضع يدها على فمها وتهز رأسها بإستنكار من حديثه الغير مقنع لها: انت بتقول أيه!

نظر لها بإشمئزاز وهدر بها بقوة وحدة: اخرسي يا مليكة، مش عاوز أسمع صوتك ولا حتى طايق أشوفك قدامي
ثم أشار لها بيده لمقدمة الطريق: اتفضلي قدامي يا محترمة علشان تروحي لأولادك، يلااااااااااا
إرتعبت أوصالها وأنتفض جسدها خوفا من لهجته وصراخه المرتفع عليها
تقدمت أمامه وتحركت بصمت تام وهي تجفف دموعها وتتنفس الصعداء حتى تهدئ من روعها قبل الرجوع لمنزلها كي لا يراها أحدا وهي بتلك الهيئة المزرية.

كانت تتحرك بجانبه بصمت تام وسخط عليه من حديثه التي إشمئزت منه
حتي أقتربا من دلوف الممر المؤدي إلى موضع سكنهم، وجدا دكتور أحمد حسين المغربي، والده يكون إبن عم عز المغربي، يتمشي بصحبة زوجته الشابة دكتورة مني وبالمناسبة هما يمتلكان مشفي خاص بالنساء والتوليد حيث مجالهما
وقفا الثنائي إحتراما لهما، ألقيا عليهما التحية ردت مليكة وياسين بإبتسامات مزيفة.

تحدث دكتور أحمد بإستفسار: شكلكم انتوا كمان كنتم بتتمشوا، بس غريبة أوي مشفناكمش يعني؟!
تحدث ياسين مفسرا: كنا بنتكلم وسرحنا شوية في الكلام وبعدنا عن المكان
نظرت مني إلى مليكة وتحدثت بوجه بشوش: إزيك يا مليكة، أيه يا بنتي مبقاش حد بيشوفك ليه؟
أجابتها مليكه بإبتسامة خافتة: إزيك إنتي يا مني، موجودة بس إنتي عارفة بقا الولاد وطلباتهم اللي مبتخلصش.

تحدث ياسين بعملية حتى ينهي هذا اللقاء الغير مناسب على الإطلاق: طب ما تتفضلوا معانا يا جماعة
أجابه دكتور أحمد بإحترام: متشكرين ياسين باشا.
ثم حول بصره إلى مليكة بإبتسامة ذات مغزي: عاوزين نشوفك عندنا قريب يا مليكة
إبتسمت له بخجل من تلميحاته وتحدثت بإختصار: إن شاء الله يا دكتور، بعد إذنكم
وتفرقا كل ثنائي إلى إتجاهه
تحدثت مني وهي تضرب كتف أحمد بمعاتبه لطيفة: ده كلام تقوله بردوا، إنت مالك!

ضحك أحمد وأجابها بلا مبالاة: أيه المشكلة في كدة، أنا عاوز أفرح بإبن عمي ونكتر نسل العيلة.
إبتسمت مني وتحدثت إلى زوجها بدعابة: رخم
رافق ياسين مليكة حتى دلفت من باب الفيلا تحت أعين الحرس المتواجدون أمام البوابة، دلفت هي ولم تنظر لذلك الواقف ينظر عليها بغضب بجسدا مشتعل، وقف حتى تأكد من دلوفها لباب الفيلا الداخلي ثم أنصرف وبداخله ثورة غضب كفيلة بتدمير كل ما يواجهه.

صعدت لغرفتها وجرت مسرعة إلى الحمام، إنتزعت عنها ثيابها وألقتها أرضا بغضب وعنف، وقفت تحت صنبور الماء وفتحته عليها وبدأت بغسل فمها وجميع جسدها بإشمئزاز وهي تبكي بهيستريا، ضلت تضع سائل الإستحمام على شفاها وتحكها بعنف علها تزيل عنها أثر قبلة ذلك الياسين
حدثت حالها ببكاء: ااه مليكه، ماذا دهاكي يا فتاة، أجننتي لهذه الدرجة، أتتخيليه رائف؟

ما بال ذاك برائف أيتها الغبية، يا ويلي ماذا فعلت بحالي، سامحني رائف، سامحني حبيبي فلم أفي بوعدي الذي قطعته على حالي بأن لا أكون لغيرك مهما حدث.

أما ياسين فقد صعد لغرفته وأخبرهم أنه لا يريد الإزعاج تحت أي ظرف، وقضي معظم الليل وهو يجوب الغرفة إيابا وذهابا والغضب يتأكل جسده، وهو يفكر كيف سينتقم منها ويرد لها الصاع صاعين، على إهانته بتلك الطريقة المهينة لرجولته ورفضها له.

مساء اليوم التالي
ذهب ياسين بصحبة أيسل لإرجاع ليالي منزلها وسط فرحة منال وسعادة أطفاله، أيضا ذهبت مليكة بصحبة طفليها لمنزل والدها وقضت اليوم بالكامل مع عائلتها.
صعد ياسين مع إبنته لمنزل ليالي ألقي السلام على خاله وزوجته ثم نزل للأسفل سريع وأنتظرهم، بعد مدة قليلة نزلت ليالي بصحبة أيسل وأستقلت السيارة بجوار ذلك الجالس بوجه عابس لم ينظر حتى لها، أدار مقود سيارته وتحرك عائدا لمنزله بوقت متأخر.

وصل أمام منزله وجدها تدلف بسيارتها لداخل الفيلا نظر عليها وجدها بصحبة طفليها فقط، جن جنونه وأشتعل غضبا، على خروجها دون إستئذانه وبمفردها!
دلف للداخل سريع نزل من سيارته على عجل ويبدو على وجهه الغضب والإنزعاج
حدثته ليالي بإستغراب من حالته تلك: رايح فين يا ياسين! مش هتركن العربية في الجراچ وتدخل معانا؟
نظر لها على عجل وتحدث وهو يخرج من باب الفيلا: سبيها مكانها لما أرجع هركنها، إدخلي إنتي وأيسل جوه يلا.

ناداه طارق الذي كان خارجا من الفيلا لإستقبالهم: رايح فين يا ياسين؟ فيه حاجة ولا أيه؟
لم يجبه وأنطلق سريع وعلامات الغضب تظهر على ملامحه
وجهت ليالي حديثها إلى طارق بنبرة صوت لائمه: شفت أخوك وعمايله يا طارق، هي دي مقابلته ليا بعد كل الغياب ده؟
طب حتى كان دخلنا الفيلا
أجابها طارق على عجل وهو ينطلق خلف أخاه ليري ما به: معلش ياليالي، إدخلي جوة وأنا هروح أشوف فيه إيه.

دلف لداخل الفيلا ووجهه لايبشر بخير، وجد الصغيران يجلسان بين أحضان ثريا تقبلهما بنهم كما لو كانا غائبان عنها منذ عدة أسابيع وليس بضعة ساعات فقط
ووجدها تقف تنظر لهم بوجه مشرق مبتسم وسعيد
هدر بها بصوت عالي أرعب الأطفال جميع متناسيا وجودهم من شدة غضبه: حمدالله على السلامة يامدام
وأكمل بنبرة تهكمية: والهانم بقا كانت فين إن شاء الله و راجعه أخر الليل لوحدها كده؟!

إنتفض الصغير، إحتضنته ثريا وتحدثت موجهة نظرها إلى ياسين: فيه أيه يا ياسين، بالراحة يا أبني فزعت الولاد
لم ينظر لها ولا لحديثها وهدر بصوته مناديا: مني. إنتي يا مني!
أتت مني على عجل وتحدثت وهي ترتجف من نبرة ذلك الغاضب: تحت أمرك يا ياسين باشا.
أشار لها بيده على أطفال رائف وأطفال يسرا أيضا وهتف: خدي الولاد وطلعيهم أوضهم فوق وخليهم مع الناني بتاعتهم، بسررررعة.

أمائت له برعب وهي تحمل الصغير وتسحب بيدها باقي الأطفال تحت إستغراب الجميع من تلك الحالة التي وصل لها ياسين
دلف طارق سريع للداخل، وقف بجانب أخاه دون حديث فوجهه يتحدث عنه
وبعد أن إطمئن على صعود الأطفال أكمل صياحه عليها وهدر قائلا بنبرة ساخرة: مبترديش عليا ليه يا هانم، ولا القطه بلعت لسانك؟
أجابته بإستغراب وبلاهه أشعلت بها ما تبقي من صبره: فيه أيه يا أبيه! أيه إللي حصل وليه حضرتك بتكلمني بالطريقة دي؟

وإلي هنا وفاض به الكيل وطفح، صاح هادرا بها بعيون تطلق شزرا: أنا مش أبيه يا مدام! أنااااااا مش أبييييه
وأكمل بنبرة تهديدية: وأخر مره أسمعها منك وإلا قسما بالله هتشوفي مني وش مش هيعجبك أبدا، إنتي فاهمممممممه!
إنكمشت على حالها وأقشعر وجهها من شدة صراخه
وأكمل هو بنبرة غاضبة: سؤالي ما أتجاوبش عليه لحد الوقت ليه، كنتي فييييييين؟!

أجابته ثريا مفسره كي تنهي تلك المهزلة: كانت عند بباها يا أبني، هتروح فين المسكينة يعني؟
حول بصره إلى ثريا وتحدث ساخرا: وأنا هعرف منين يا ماما، ما الهانم مستغفلاني ومعتبراني كيس جوافه مش جوزها
أجابت مليكة بعفوية وهي منكمشة على حالها وعيونها ترقرق بالدموع: أنا أخدت الإذن من ماما ثريا قبل ما أخرج.

وكأن بجوابها ذاك قد سكبت مادة شديدة الإشتعال، هدر بها ياسين بغضب وحده قائلا بنبرة ساخرة: نعم يا اختي! وهو أنتي كنتي متجوزة ماما ثريا علشان تاخدي الإذن منها؟
وأكمل متهكما: ولا أهلك ما علموكيش إن بنت الإصول لازم تستأذن جوزها قبل الخروج، ده حتى من أصول الدين يا متدينة يا محترمة!
ذهب له طارق ووضع يده على كتفه بحرص خشية غضبة وتحدث بهدوء: بالراحة يا ياسين، ميصحش كدة!

حول بصره إلى أخاه ونظر له بغضب وتحدث: أومال إيه إللي يصح يا طارق باشا، إستغفال الهانم ليا وأبقي أخر من يعلم بخروج مراتي من البيت هو ده إللي يصح ف نظر سعادتك؟
أنا مش مراتك: قالتها مليكة بمزيج غريب من الحدة والغضب والدموع والضعف!
وأكملت بقوة وهي تجفف دموعها: مصدق نفسك إنت أوي وداخل تزعق وتهين فيا براحتك ولا كأنك جوزي بجد
فوق يا ياسين بيه، إحنا إللي بينا مجرد إتفاق ولو كنت ناسي أفكرك.

وأكملت بإعتزاز: ولو على الدين والشرع والإصول فأنا متربية وعارفاهم كويس أوي.
لكن بستعملهم في مكانهم الصحيح، وأنا عملت إللي عليا وبلغت الست إللي أنا عايشة معاها وفي خيرها
وأكملت بأهانة لشخصه: غير كدة أنا مش مطالبة بأي شكليات فارغة.
وجهت ثريا لها الحديث بهدوء: إهدي يا مليكة، ويلا إطلعي فوق لأولادك.
نظر لها ياسين مصدوما من ردة فعلها وتحدث بلهجة حادة وهو ينظر لزوجة عمه: إهدي يا مليكه؟

وببساطه كده حضرتك بتقولي لها تطلع فوق؟
وأكمل بنبرة صوت لائمة: ده بدل ما تقولي لها عيب إحترمي جوزك وأعتذري له فورا!
تحدثت يسرا بنبرة تعقلية كي تهدئ من حدة الموقف: ياسين من فضلك إهدي، أنا أول مرة أشوفك عصبي بالطريقه دي!
نظرت له ثريا بعيون مترجية: خلاص يا ياسين علشان خاطري يا أبني، بجد الموضوع مش مستاهل كل الثوره إللي إنت عاملها دي.

وأكملت بوعد وهي تشير على الباب بسبابتها: ووعد مني أنا مليكة مش هتخرج من باب البيت بعد كده غير بإذنك.
نظرت لها بإستنكار وتحدثت بعناد وقوة: حضرتك بتقولي أيه يا ماما!
مين دي إللي تستأذنه؟!
وأكملت برفض تام: لا طبعا، الكلام ده عمره ما هيحصل.

إشتعل جسده من حديثها المثير للأعصاب، ولم يدري بحاله إلا وهو يسرع إليها ويمسك ذراعها بعنف تحت نظرة رعب منها وتحدث بفحيح: شكلك كدة مش ناوية تجبيها لبر إنهاردة، أنا بقا هعرفك إزاي تحترمي كلمتي وتسمعيها ومن غير نقاش!
جري عليه طارق وثريا ويسرا وأفلتت ثريا يد مليكه من قبضته وتراجعت بها للخلف وتحدثت بحده بالغة: إنت إتجننت يا ياسين، فيه أيه ياأبني مالك؟

جذبه طارق من ذراعه وسحبه بعيدا وتحدث بنبرة صوت حادة: جرا لك إيه يا ياسين، هي وصلت معاك لكده!
إبتلع لعابه وأنتفض جسده حين رأي دموع الألم والإنكسار بعيونها وهي تنظر له برعب من هيئته
تحدث متلعثما: أنا، أنا مكنتش هأذيها يا جماعة، إنتوا فهمتوا غلط أنا بس إتعصبت من كلامها
ثم نظر لها بحسرة قلب، بادلته إياها بجسد منتفض ودموع ونظرت إنكسار ورعب من هيأته.

حدثها بعيون نادمة ونبرة صوت هادئة: أنا مكنتش هأذيكي صدقيني!
نظر لحالتها المزرية وخرج مسرع
تحرك طارق نحو مليكة الباكية بحزن ورؤيتها التي تدمي القلوب متحدثا بأسف: حقك عليا أنا يا مليكة، ياسين طيب والله وعمره ما كان همجي أو عصبي بالطريقه دي
واسترسل حديثه موضح: أكيد فيه حاجة في الشغل مضايقاه ومخلياه عصبي ومش طايق نفسه بالشكل ده.

هدرت يسرا بنبرة غاضبة من رؤيتها لتلك المسكينة: على نفسه يا طارق، غضبه وعصبيته يخرجها على نفسه مش على المسكينة دي، إيه مش كفايه إللي هي فيه، هييجي هو كمان عليها؟
تحدثت ثريا بحده وهي تحتضن مليكة وتربت على ظهرها بحنان: خلاص يا يسرا إللي حصل حصل، خدي مليكة طلعيها أوضتها وخلي مني تحضر لها حمام دافي علشان ترتاح شويه.

ثم أخرجتها من داخل حضنها وجففت لها دمعتها بحنان قائلة: إطلعي يا حبيبتي إرتاحي في أوضتك، وأنا بقا ليا كلام تاني مع سيادة اللوا.
هزت لها رأسها بموافقه وأنكسار ودموع، ورافقت يسرا للصعود للأعلي
جلست ثريا بشرود وحزن
وجاورها الجلوس طارق الذي تحدث بتعقل: من فضلك يا عمتي إهدي وماتزعليش نفسك، صحتك يا حبيبتي
وأكمل برجاء: ومن فضلك بلاش تبلغي بابا باللي حصل ده، أنا متأكد إن دي غلطة من ياسين ومش هتتكرر تاني.

أنا هتكلم معاه وأفهم منه هو ليه عمل كده!
تحدثت ثريا بنظرات حزن وأنكسار: بذمتك إللي حصل من البنت يستاهل إللي أخوك عمله فيها ده يا طارق؟
وأكملت بنبرة ملامة: هي دي أمانة رائف إللي أخوك طلب أنه يصونها؟
وأكملت بنبرة حادة: لا. لو فاكر إنها علشان طيبة ومحترمة تبقي ضعيفة ويبهدل فيها براحته لاء، يبقي غلطان.

ساعتها أنا إللي هقف له بكل قوتي، مليكة مش أرملة إبني وأم أحفادي بس لاء، دي بنتي التالتة وأنا كفيلة إني أحميها من ياسين واللي أقوي منه كمان
وياريت يا طارق تبلغ أخوك بالكلام ده.
نظر طارق بإستغراب من ردة فعل ثريا القوي: أيه يا عمتي الكلام إللي بتقوليه ده؟
إللي بتتكلمي عنه كده يبقي ياسين يا عمتي، ياسين، إبنك إللي إنتي مربياه، إبنك البكري زي ما دايما بتقولي له!

أجابته ثريا بحده: لحد مليكة ولا يا طارق، إبني وحبيبي على عيني وراسي بس إلا مليكة، إللي هيمسها بسوء هيشوف ثريا تانية غير إللي قدامكم دي.
ثم نزلت دمعة ضعف منها وأردفت بضعف وانكسار: دي مليكة، حبيبة الغالي وكانت نور عيونه، ده أنا بشم ريحته في ريحتها وبشوف سعادته من وسط ضحكتها.

أخذها طارق بين أحضانه بألم وقبل رأسها قائلا: حقك على راسي يا عمتي، حقك عليا، أرجوكي يا حبيبتي إهدي، وكل إللي تؤمري بيه أنا هعملهولك بس من فضلك إهدي.

داخل غرفة ليالي...
كانت تجوب المكان بغضب بعد رؤيتها دلوف ياسين من البوابة الخارجيه مستقلا سيارته بغضب وخروجه مسرعا للخارج ولم يعير وجودها أمامه أية إهتمام!
تحدثت ليالي وهي تفرك يديها ببعضهما بعصبية: شفتي يا عمتو البيه إبنك، ده حتى ما عبرنيش ولا دخل معايا حفاظا على شكلي قدامكم
وأكملت بعدم إستيعاب: نفسي أفهم أيه إللي حصل، كنا داخلين عادي جدا وفجأه دخل هنا وأتحول!

تحدثت أيسل بخفوت وقلق وهي تفرك كفيها ببعضيهما بتوتر: أنا عارفة أيه إللي غير بابي كدة يا مامي.
جرت عليها منال وليالي وأمسكاها بإهتمام وسألتها منال: إنتي تعرفي حاجه إحنا ما نعرفهاش يا أيسل؟
أجابت أيسل بحزن خشية أذية مشاعر والدتها: وإحنا راجعين بابي كان مبسوط وعادي جدا وكان عمال يبص لي في المرايه ويضحك لي
لحد ما كنا داخلين من باب الفيلا، بابي بص ورا وهو بيدخل من الباب.

لقي مليكة جاية بعربيتها، أنا كنت ببص على بابي في المرايا لما لاقيته مرة واحدة ملامحه إتحولت لغضب، بصيت ورا لاقيت مليكة داخلة الفيلا بعربيتها
هتفت ليالي وهي تنظر إلى منال بجنون وأستفهام: يعني أيه الكلام ده يا عمتو مش فاهمه؟
أجابتها أيسل: أكيد زعل علشان خايف عليها من السواقة لوحدها يا مامي.

تحدثت منال وهي تضيق عيناها بغموض: ما أظنش إن ده السبب يا أيسل، على العموم كويس إنك قولتي لنا على الموضوع ده يا حبيبتي، روحي إنتي الوقت على أوضتك.
تحدثت أيسل وهي تذهب لوالدتها بإعتراض: لا يا نانا، أنا هقعد مع مامي.
تحدثت ليالي بشرود: إسمعي كلام نانا يا سيلا، ماتقلقيش عليا يا قلبي أنا كويسة.
قبلت إبنتها وخرجت الطفلة.

وأنفجرت ليالي بغضب قائلة: ممكن بقا تفهميني معناه أيه الكلام ده، مش حضرتك قولتي لي وأكدتي لي إن ما حصلش بينهم حاجه، يبقي أيه إللي قلبه وغيره كدة ومن إيه؟
أنا هتجنن
تحدثت منال بتذكر: وإحنا قاعدين ناكل في نفسنا هنا ليه، إنتي مش بتقولي إن طارق راح وراه، يعني أكيد عارف إللي حصل، أنا هنزل أسأله.
أسرعت عليها ليالي وهتفت بعدم صبر: أنا جايه معاكي، ما أنا مش هقعد هنا لوحدي علشان أتجنن.

نزلا الدرج وجدا جيجي وطفلها يجلسان سويا تقرأ له قصة
نظرت لها منال وتحدثت بتساؤل: أومال فين طارق يا چيچي، دا أنا قولت هلاقيه قاعد معاكم
أجابتها چيچي بهدوء: طارق لسه ما رجعش من وقت ما خرج مع ياسين يا طنط.
نطقت العامل وهي تضع كوب الحليب للطفل على المنضدة: طارق بيه في الجنينه حضرتك، تقريبا بيتكلم في التليفون.
نظرت لها چيچي وأردفت قائلة بإستغراب: غريبه أوي، طب ما دخلش ليه لما هو في الجنينه؟

إندفعت ليالي وهرولت إلى الخارج وتابعتها منال
إقتربت ليالي من وقوف طارق وتحدثت بتساؤل: ياسين فين يا طارق؟
نظر لها طارق وأجابها وهو يرفع كتفيه بإستسلام: مش عارف يا ليالي، مشي وهو متنرفز وعمال أحاول أتصل بيه بيكنسل عليا
بعتله فويس يارب يشوفها ويرد.
منال وهي تسحبه لأريكة الإرجوحه وتجلسه وتسأله بإستجواب أكثر منه إستفسار: أقعد هنا وقول لي إللي حصل بالحرف الواحد، أخوك أيه إللي حصل بينه وبين مليكه؟

أجابها طارق بإستغراب لحالة شقيقه: صدقيني يا ماما أنا نفسي ما أعرفش أيه إللي حصل ووصل ياسين لحالة الجنون إللي شفته عليها دي
وأكمل موضح: وكل ده ليه، علشان مليكة خرجت وراحت قضت اليوم في بيت بباها من غير ما تقوله!
ثم قص عليهما كل ما حدث
نطقت ليالي وهي تنظر أمامها بشرود: يعني أيه يا طارق الكلام ده، هو ممكن يكون ياسين بيحبها؟

ضحك طارق بإستخفاف على حديثها وأردف قائلا: أيه التخاريف إللي بتقوليها دي يا ليالي، ده ياسين مسكها من إيدها وشوية وكان هيضربها لولا عمتي ويسرا وأنا
واسترسل حديثه موضح: كمان ياسين أعقل من إنه يعمل ف نفسه كدة، هو عارف ومتأكد إن مليكة عمرها ما هتبص له ولا تشوفه جوزها الفعلي
دي قالتها له في وشه وقدامنا كلنا، ده مش جواااز يا سيادة العقيد، ده إتفاق.

وأكمل بحسب ما أتي بمخيلته: كل الحكاية إن ياسين عنده شوية مشاكل في شغله ومعرفش يطلع ضغطه في ليالي لانه طبعا بيحبها ومايستحملش زعلها
قام جابها في المسكينه دي، بما إنه ما يفرقش معاه زعلها من رضاها
إرتفعت قامة ليالي تفاخرا بتفسير طارق المقنع لها، لقد إقتنعت بالتفسير وأرضي غرورها وكبريائها وصعدت لغرفتها بعد إطمئنانها وهذا ما قصده طارق من حديثه ذاك.

بعد صعود ليالي نظرت منال إلى طارق وتحدثت بترقب: وثريا ما قالتلكش هي ناويه على إيه بعد اللي حصل من ياسين؟
أجابها طارق بشرود: مش عارف يا ماما، لكن لو شفتيها هتصعب عليكي بجد.

تحدثت منال بتهكم وحقد ظهر بعيناها: ما يصعبش عليك غالي يا حبيبي، خليها تشرب من جبروت ياسين وعصبيته المجنونة، هي كانت فاكره أيه، فاكره إنها سحبته عندها وبقا حامي الحما بتاعها هي ومليكة هانم وبقا خاتم في صباعها، يلا بالشفا على قلبها.
تحدث طارق بتعجب وهو ينظر لها بإستغراب: ليه كل الشماتة دي في عمتي يا ماما!
عمتي ماتستاهلش منك كده أبدا!

أجابته منال بنبرة حقود: أومال تستاهل أيه يا طارق بيه، دي واحدة إختارت خراب بيت أخوك علشان تعمر بيتها وما يتقفلش
وأكملت: دي حقودة وحرباية ومحدش فاهمها غيري، خايل عليكم كهنها ووش الملاك البرئ إللي رسماهولكم وأنتوا زي الهبل ومصدقينه.
تحدث إليها طارق برجاء: أرجوكي يا ماما ماتتكلميش كدة على عمتي،.

وأكمل نافي: عمتي مش كدة أبدا، وكمان أنا مش جابب أشوفك كدة، حضرتك أرقي وأنضف من التفكير والشماتة في الناس بالطريقة دي.
في تلك الأثناء أتت عليهم چيچي وقفت منال وتحدثت: أنا طالعه أوضتي أرتاح، وأنت أوعي تجيب سيرة لأبوك عن إللي حصل من ياسين، ملناش دعوة وخليها هي منها لياسين هما أحرار مع بعض.

جلست چيچي بجانب طارق وتحدثت بإستفهام بعدما رأت حالة منال وليالي: هو فيه إيه يا طارق، طنط وليالي مالهم، وفين ياسين؟
أخبرها طارق بكل ما حدث وبعد مدة تحدثت چيچي بشرود: تفتكر ياسين يكون بيحب مليكة؟

ضحك طارق عاليا وتحدث: هو أنتم جرا لكم إيه إنهاردة، كل إللي طالع عليكم إن ياسين بيحب مليكة، يابنتي ياسين أعقل من إنه يحط نفسه في وضع حساس زي ده، هو عارف ومتأكد كويس أوي إن مليكة قفلت قلبها على رائف ومش هتسمح بوجود أي راجل مكانه مهما كان هو مين!
أجابته جيجي بتعقل: ومال الحب ومال الحسبات يا طارق، القلب لما بيدق بيلغي وجود العقل من الأساس.

نظر لها طارق وتحدث بتأكيد: إسمعي مني، ياسين أخويا أساسا معندوش قلب ولا مشاعر علشان يحب بيهم مليكة أو غيرها!
وأكمل بشرود: هي مرة يتيمة قلبه دق لما شاف واحدة بالصدفة كانت في زيارة مع وفد من كليتها عندهم في الجهاز، شافها في الأسانسير ومعرفش هي مين أساسا
كانت وقتها ليالي زعلانه عند بباها وياسين كان مصر على الطلاق بسبب موضوع الحجاب، حب البنت من أول نظره زي ما بيقولوا.

وقتها جه حكا لي أنا ورائف الله يرحمه وقال إنه هيدور على البنت ويسأل عليها ويتجوزها، لكن بعدها جاله سفر تبع شغله وغاب مدة طويلة
أردفت جيجي بتذكر: أنا فاكره إنك حكيت لي الموضوع ده قبل كده، بس مكملتليش هو ليه مدورش عليها وأتجوزها؟
تحدث طارق مفسرا: مش عارف يا جيجي، كل إللي فاكره وقتها إنه لما رجع من السفر ماما أجبرته إنه يرجع ليالي وحطت شرط طلاقها قصاد طلاق ليالي علشان تجبر ياسين يرجعها.

بعدها بمدة سألت ياسين عن البنت قالي إنه شال الفكرة من دماغه ونسي البنت أساسا، علشان كده بقول لك إن ياسين معندوش قلب أصلا علشان يعرف يحب بيه.
نظرت له وتحدثت بإستفهام: ااه بالمناسبة، إنت قولت أيه ل ليالي خلاها داخلة مبسوطة ونافشة ريشها علينا كدة، إللي كان يشوفها وهي خارجة تدور عليك والغضب مالي وشها مايشوفها وهي داخله بكل غرور وكبرياء وملامحها رايقة ومرتاحة!

ضحك بطريقة ساخرة وتحدث بذكاء: مافيش، بلفتها بكلمتين هي وماما بس شكل الكلام دخل عليها أوي وأرضي غرورها.
إبتسمت جيجي وتحدثت بدعابة: وياتري قولت لها إيه أشجيني وأطربني؟
أردف طارق ساخرا: بصي ياستي، أنا لاقيتها شايطة هي وماما ومقومين الدنيا على ياسين، هديتهم بكلمتين وقولت لهم إن ياسين شكله عنده مشاكل في الشغل فحب يطلعها على مليكة بدل ما ييجي ويضايق ليالي ويجرحها وهو مايقدرش على زعلها.

وأكمل وهو يبتسم: لا واللي يجنن إنها صدقت!
إبتسمت چيچي رغما عنها وتحدثت بدعابة: إنت. ده أنت داهية، ياخوفي يا طروق لكلام الغرام إللي مغرقني فيه ليل ونهار يطلع بكش وتكون بتبلفني بيه أنا كمان!
نظر لها بعيون يكسوها العشق قائلا بصدق بصوت حنون: طب لو فرضنا إن لساني مابيقولش الحقيقة وده طبعا مش صحيح، معقول إللي في قلبي وظاهر في عيوني مش واصل لك يانور عيون طروق.

إبتسمت جيجي لزوجها ونظرت له بعيون عاشقة وتحدثت بهيام: ربنا يخليك ليا يا طارق، بحبك.

في مكان بعيد حيث الأجواء الصاخبة والأنوار الخافتة والموسيقي العالية كان يجلس ياسين يحتسي مشروبا ويظهر على وجهه قمة الغضب، ينظر بشاشة هاتفه ويغلقه دون النظر به، ضل على وضعه بضعة ساعات حتى أوشك الليل على الإنتهاء
إستقل سيارته وأدار محركها وتحرك حتى وجد حاله يقف بسيارته أمام شرفتها وينظر لظلمتها وهو يتسائل.
كيف أصبحتي غاليتي، أخبريني عن حالك.

إنا أتألم لأجلك مليكتي، أرجوكي إصفحي عني وأحبيني، أحبيني مليكة، أرجوكي.
فليس من العدل أن لا تشعري بي وبقلبي بينما أذوب عشقا أنا
قاد سيارته ودلف بها للداخل صفها بالجراج وخرج
وجد طارق أمامه يضع يداه داخل جيب بنطاله وينظر له، سأله طارق بترقب وهو ينظر على حالته تلك: ياسين إنت كويس؟
نظر له بوجه شاحب متعب قائلا: إنت أيه إللي مصحيك لحد دالوقتي؟

رد طارق بنبرة صوت ساخرة: ما هو لو سيادتك كنت رديت على تليفوناتي وطمنتني عليك كنت إرتاحت وطلعت نمت، بدل ماأنا واقف متذنب كده و مستني حضرتك!
أشار له بيده ليسكته مهمهما: ششششششش خلاص، إنت هتفتح لي تحقيق!
رمقه طارق بنظرات إستغراب وهو مضيقا عيناه بتساؤل: ياسين. إنت شارب؟

أزاحه عن طريقه وهو يترنح كاد أن يسقط لولا أسنده طارق بيده قائلا: يا نهارك إسود يا ياسين، ده لو أبوك شافك هتبقي مصيبة، تعال أدخلك مكتبك نام فيه على الكنبة للصبح، لو طلعت ل ليالي كدة يبقي فضيحتك هتلف إسكندرية كلها في مسافة يومين.

وبالفعل أدخله مكتبه بهدوء تام حتى لا يشعر بهما أحد وساعده بخلع سترة بدلته، ألقي ياسين بجسده بإهمال على الأريكة، وأستسلم للنوم بسرعة البرق، أما طارق فصعد بهدوء لغرفته بعد الإطمئنان على أخيه.

في الصباح.
أفاقت نرمين بتكاسل وهي تتمطئ بعد سماعها صوت المنبه، نظرت لزوجها وأبتسمت، أمالت عليه بحب وقبلته ثم أخذت هاتفها ونزلت للدرج لتشرف بنفسها وتتأكد أن العامله قامت بتجهيز وجبة الإفطار قبل أن تصعد مرة أخري وتيقظ زوجها للذهاب لعمله وطفلها لمدرسته
دلفت للمطبخ وجدت العاملة بالفعل تقوم بتحضيره، إستعجلتها ثم أمسكت هاتفها لتفتحه وتتصفح المواقع لتري ما الجديد،.

وجدت فيديو على تطبيق الواتساب من رقم مجهول إقشعر جبينها وضيقت عيناها بإستغراب
ثم شرعت بفتح الفيديو لتري ما بداخله، وما ان شاهدت ما بداخله حتى جحظت عيناها برعب ووضعت يدها على فمها وهي تردد بإنزعاج وذهول: يااااادي المصيبة، يادي المصيبة!
إرتعبت العامله نظرت لها وتحدثت بلكنه رديئه: خير مادام، أي مصيبة!
نظرت لها برعب وصرخت بها وهي تدفعها بعنف: غوري من وشي الساعة دي!

ثم جلست على الكرسي وأخذت بالخبط على ساقيها بوجه يكسو ملامحه الرعب وباتت تردد بهلع: يادي المصيبة، روحتي في داهية يا نرمين
تري ما محتوي هذا الفيديو الذي أرعب نرمين بتلك الطريقه؟
كانت جالسة على المقعد تندب حظها العثر وهي تشاهد الفيديو الخاص بذلك اليوم المشؤم يوم وفاة رائف وحديثها الوقح معه
حدثت حالها: من أين ظهر ذلك الفيديو الملعون بعد مرور كل تلك المدة؟ لقد مر أكثر من سنة!
أكان رائف يضع كاميرات تسجيل في مكتبه؟
لما لم يكن لدي علم بذلك؟
غبيه نرمين غبيه ياالله، لقد إنتهيتي نرمين، لقد هلكتي يا فتاة، تري من يقتني هذا الفيديو الملعون؟ ومن أين عثر عليه، ولما بعثه لي؟

ماذا يريد مني ذلك اللعين؟
في تلك الأثناء سمعت صوت زوجها الغاضب يأتي من أعلي الدرج وقفت لملمت شتاتها برعب وأغلقت هاتفها بيد مرتعشه خوفا من أن يتصل بها ذلك المجهول في حضرة زوجها، دلف محمد وهو يضع رابطة العنق بضيق وتحدث بوجه عابس: إنتي قاعدة هنا ولا على بالك يا هانم وسايباني نايم كل ده، عاجبك كده أديني إتأخرت على شغلي!

جرت عليه بإرتباك وتحدثت بتلعثم: معلش يا حبيبي أصلي سرحت شوية وأنا بقلب في الفيس بوك.
رمقها بنظرة إشمئزاز قائلا: لا برافو عليكي يا مدام، سيادتك سرحتي في الفيس بوك والنتيجه إني إتأخرت على شغلي وإبنك كمان ضاع عليه اليوم الدراسي لا بجد شابوه
وتوجه سريعا بإتجاه الباب ليخرج
جرت عليه تمسك ذراعه بتساؤل: طب إفطر الأول يا محمد هتخرج من غير فطار؟

رمقها بنظرة إشمئزاز ولم يعير حديثها أي إهتمام وخرج وصفق خلفه الباب بشدة كادت أن تخلعه، دبت بأرجلها الأرض ونفضت يديها في الهواء بغضب ولعنة حظها العثر عادت مسرعه للمطبخ وأمسكت هاتفها
صعدت لغرفتها وأغلقت بابها وبدأت بالإتصال على الرقم الذي بعث منه الفيديو.

أجابها صوت لرجل يبدوا عليه الشباب قائلا بنبره واثقه وهادئه: كنت عارف ومتأكد إنك هتتصلي، لكن بصراحة ماتوقعتش يكون بالسرعة دي، وأكمل ساخرا: إيه، للدرجة دي مرعوبة؟
حاولت تماسك حالها وأظهرت عكس ما يدور بداخلها من رعب قائلة بنبرة صوت حادة: إنت مين يا حيوان إنت وعايز مني إيه؟

هدر بها وتحدث بصوت حاد أرعبها: مش عايز قلة أدب وطولة لسان على الصبح، إنتي تسمعيني كويس وتنفذي كل طلباتي وإنتي زي الجزمه القديمة، وإلاااااااا،
وإلا إيه؟ قالتها برعب.
أجابها بصوت ساخر وتسلي: وإلا الفيديو الجميل ده هيكون منور على تليفونات عيلة المغربي واحد واحد علشان يشوفوا بنتهم المصون المحترمة وهي بتشكك أخوها في مراته لحد ما جننته وخلته يا حراااام، جري وساق عربيته بجنون يعني.

كاد أن يكمل لكنها قاطعته لا تريد الإستماع للمذيد من كلماته المجلدة لذاتها: طلباتك إيه؟
تحدث بتسلي: أيوووووا أنا عاوزك شطورة كدة وبتسمعي الكلام أحب أنا أوي إللي يقول حاضر بيريح ويستريح، وأكمل بهدوء وعلشان تعرفي إني براعي ظروفك فضلت قاعد مستني الفترة دي كلها لحد ما استلمتي ورثك وحولتي فلوسك في البنك ونمتي عليهم، قولت لنفسي يا واد كده عداك العيب وأزح.

تحدثت بصياح وصوت غاضب: قولي عاوز إيه وارحمني بقااااا.
5 مليون جنيه، جملة نطق بها ببرود!
فتحت فاهها وشهقت وتحدثت بغضب: نعم ياروح أمك!
أجابها ببرود قاتل: تؤ تؤ تؤ تؤ مش أنا قولت ما بحبش قلة الأدب، طب علشان قلة أدبك وطولة لسانك دي أنا خليتهم 6 مليون وكلمه كمان وهخليهم 7!
تحدثت بدموع: إنت أكيد مجنون أنا هجيب لك المبلغ ده كله منين؟
ده أنا كل ورثي أول عن أخر ما يكملش نص المبلغ ده.

تحدث بكل ثقة: إحنا هنكدب من أولها كدة، مش عيب عليكي تستغفليني وتكدبي عليا، ده أنتي نصيبك إللي طلع لك من الشركة بس عامل 3 مليون، غير حسابك إللي عمران بقاله سنين ده طبعا غير الأراضي والعقارات.
صاحت به بإرتعاب: إنت مين؟
وعرفت عني كل المعلومات دي إزاي؟
ضحك ساخرا وتحدث بفحيح: أنا عملك الإسود في الدنيا يا نرمين وجاي علشان أحاسبك على إللي فات كله.

تحدثت بترجي: طب لو سمحت إسمعني وخلينا نتكلم بالعقل، المبلغ إللي إنت طالبة ده هو كل إللي حيلتي في البنك، يعني لو سمعت كلامك وادتهم لك هقول لجوزي وأمي وديتهم فين؟
وبعدين أنا ماحلتيش غيرهم وباقي الورث أرض وفيلا وممنوع كمان أبيعهم إلا لحد من العيلة، ده قانون عيلتنا، وقتها لو إحتجت فلوس لأي ظرف هقول لهم هبعهم ليه!

وأكملت بإستعطاف وخبث: أرجوك إنت شكلك محترم ومتفهم خلينا نتفق على مبلغ معقول أقدر أدهولك من غير ما يسبب لي مشاكل،
وأكملت بثقه: إيه رأيك أنا هديك 1 ألف جنيه، هااا قولت إيه؟

إنفجر ضاحكا بسخرية مما أغضبها وتحدث قائلا: بصي يا بنت الناس أنا هقفل الوقت وهكلمك كمان يومين علشان تقولي لي إن ال 6 مليون جاهزين، وساعتها هبلغك بميعاد التسليم تسلميني فلوسي أسلمك الفيديو والداتا بتاعته، غير كده بقااااااا ماتلوميش إلا نفسك، وأغلق الهاتف بدون إنتظار ردها،
وصرخت هي بشدة كالمجنونة وباتت تلقي بكل ما تطاله يدها في عرض الحائط بعنف وغضب حتى هدأت وجلست لتفكر فيما ستفعل بتلك المصيبه.

أفاق على صوت أبيه مضيقا عيناه وهو ينظر حوله للمكان بإستغراب ويفرق عيناه بنعاس ثم إعتدل جالسا ينظر إلى أباه بتيهه
تحدث عز ساخرا: ياتري البيه إيه إللي مسيبه أوضته ومنيمه بالشكل ده على الكنبة وبهدومه كمان؟
نظر للأعلي ووضع يده على فمه بتثاؤب ونعاس، ثم وضع يده على شعره عله يهندمه ولو قليلا فياسين يهتم لمظهره حتى وهو بأسوء حالاته.

أجاب والده بكذب وتحدث بصوت متحشرج: كان عندي شغل مهم في الجهاز يا باشا ورجعت متأخر جدا وكنت تعبان وماحبتش أقلق ليالي فدخلت نمت هنا.
نظر له عز بعدم تصديق قائلا: ومن امتي الحنية دي كلها يا حبيبي؟
ماطول عمرك بترجع وش الصبح وتطلع عندها وترزع وتخبط في البيبان وتاخد شاور ولا بيهمك حد،
ثم أكمل: شوف لك حجة غير دي يا حنين علشان ما دخلتش عليا.
وقف بوجه أباه ورفع يده بإستسلام قائلا برضوخ: صباحك فل يا باشا.

نظر له عز بوجه عابس من رائحة الكحول التي تفوح منه وتحدث ساخرا: صباح الخير يا أخويا، إطلع خد لك دش يضيع الريحة الزفت والتلزيق إللي إنت فيهم دول ويلا علشان تلحق تروح مكتبك ياااااا، يا سيادة العقيد.
تحرك مواليا أباه ظهره ولكن أوقفه صوت أباه الغاضب: ياسين، أول وأخر مرة أشوفك بالمنظر ده، مفهوم.
أماء رأسه بطاعة وخجل وإنسحب بهدوء من أمام والده الساخط عليه.

خرج من المكتب وجد طارق ينزل من أعلي الدرج وقف بوجهه وتحدث بدعابة: وشك بيقول إنك اتقفشت واتروقت على الصبح من الباشا الكبير،
أجابه بوجه عابس وهو يصعد الدرج على عجل: طارق مش ناقصة روشنتك على الصبح.
ضحك طارق وتحدث: يبقي حصل يا باشا، على العموم إحمد ربنا إنها جت على أد الباشا الكبير.

ترك أخاه وصعد للأعلي ودلف إلى الحمام أخذ حماما ودلف لغرفة الملابس إرتدي ثيابه وخرج ليكمل إرتداء إكسسواراته من ساعه إلى أزرار بدلته،
صفف شعره بعناية فائقة ونثر عطره فوق جسده بسخاء، ثم ألقي نظرة على تلك الغافية بثبات ولا تشعر بوجوده من الأساس، إبتسم بسخرية على حاله معها،
وانطلق إلى مقر عمله دون المرور عند فيلا ثريا ككل يوم، أراد أن يأخذ هدنه ليرتب كيف سيعتذر من ثريا على بذائاته تلك الليلة.

في حديقة ثريا ظهرا
كانت تجلس هي ومليكة ويسرا يتناولون الإفطار
كانت تجلس معهما بوجه حزين وخاطر مكسور وعيون منتفخه دلالة على شدة البكاء وعدم النوم براحه فهي لم تتجاوز ما حدث بالأمس بعد.
تحدثت يسرا بهدوء: عليه قالتلي إن ياسين رجع ليالي البيت إمبارح بالليل.
إستغربت ثريا وتحدثت: وعليه عرفت منين؟
أجابتها يسرا موضحة: هنيه قالت لها في التليفون، ما انتي عارفه يا ماما إنهم أصحاب.

وأكملت بتساؤل: هنروح نسلم عليها ولا هنعمل إيه يا ماما؟
تنهدت ثريا بأسي قائلة بتردد: مش عارفة يا يسرا، منال في الفترة الأخيرة بتتعامل معانا على إننا أعدائها، دي جت يوم الجمعة في الفطار مانطقتش كلمة واحدة، واسترسلت بحيرة: لكن في نفس الوقت لو ما روحناش هتستغل الموقف وتقول زعلانين إن ليالي رجعت بيتها،
ثم أكملت بتعقل: بصي يا يسرا إحنا نروح علشان ليالي، نسلم ونقعد عشر دقايق مش أكتر ونستأذن.

تحدثت يسرا بموافقة: تمام يا ماما، نروح بعد مانفطر وطبعا مليكة هتيجي معانا.
أجابتها ثريا بنفي سريع: لا طبعا، أنا ما اضمنش ليالي ممكن تعاملها إزاي، وأكملت بنبرة حادة: وأنا لو أي حد إتعرض لها بأي كلمة تأذيها مش هاسكت، يبقي على ايه المشاكل يا بنتي، ماتروحش أفضل.

نظرت لها مليكة بعرفان وتحدثت شاكرة: ربنا يخليكي ليا يا ماما، أنا كمان تعبانة جدا ومش قادرة أتحرك، هقعد هنا في الشمس شوية مع أنس وبعدين هطلع أنام شوية علشان منمتش كويس بالليل وعندي صداع.
أجابتها ثريا بحنان: براحتك يا حبيبتي.

بعد حوالي ساعتان، في فيلا عز جلست ثريا ويسرا في بهو الفيلا مع سيدات المنزل بعد الترحاب بعودة ليالي
تحدثت ثريا بوجه بشوش: حمدالله على السلامة يا ليالي نورتي بيتك يا حبيبتي.
تحدثت ليالي بتفاخر وبرود: ميرسي لحضرتك يا طنط.
تحدثت يسرا بإبتسامة صافية: والله وحشتيني يا لي لي ووحشني كلامنا وقعدتنا مع بعض.
نظرت لها ليالي بضيق وتحدثت بإستفزاز: بجد يا يسرا وحشتك؟

وعلشان كده ما جتيش تزوريني عند بابا ولو مره واحدة.
أجابتها يسرا بإحراج: أنا أسفة بجد لو قصرت معاكي لكن إنتي كنتي شايفه الظروف إللي إحنا كنا فيها، إوعي تفتكري إن إللي حصل أذاكي لوحدك، بالعكس أنا وأمي ومليكة أكتر ناس إتأذينا في الموضوع ده، وأكملت بألم ظهر بعيناها: إحنا يومها بس حسينا إن فعلا رائف مات.

تنهدت جيجي بأسي وهي تنظر لتأثر ثريا السلبي بحديث يسرا وكم الألم الذي ظهر بوجهها وتحدثت: خلاص يا يسرا لو سمحتي ملوش لازمه الكلام ده علشان صحة طنط.
نظرت لها منال ولوت فاهها بسخرية وتحدثت بتهكم: أحلي حاجة بحبها فيكي هي حنيتك المفرطة دي يا جيجي،.

وأكملت بتفاخر: ملوش لازمة فعلا الكلام ده يا يسرا، وبعدين الموضوع خلاص إنتهي وخصوصا إن كلنا فاهمين ظروف الجوازة دي وسببها، وكلنا عارفين أد ايه ياسين بيعشق ليالي ويتمني رضاها.

وأكملت بشماتة: أه بالمناسبة يا ثريا، أنا زعلت جدا من ياسين علشان إللي عمله في مليكة إمبارح، ميصحش البهدلة إللي بهدلها لها دي كلها، واسترسلت بدهاء: وحتى ولو كان متضايق من جوازه منها ومش طايقها مينفعش، ده طارق بيقول لي إن وصل بيه الأمر إنه كان هيضربها!
أجابتها ثريا وهي تبتسم بإستفزاز من كلماتها اللازعة: وياتري طارق قال لك كان هيضربها ليه يا منال؟

أجابتها ليالي بكبرياء وتعالي: مش مهم السبب يا طنط، المهم الحدث.
تحدثت ثريا بحده وحزم: على العموم ربنا يهدي سرك يا بنتي، أما بقا بالنسبة ل ياسين فهو ليه حدود في بيتي والحدود دي حطاها له مليكة بنفسها، واللي حصل إمبارح ده غلطة وأنا هعرف إزاي أخليها ماتتكررش تاني.

وأكملت بعتاب: بس ما كنتش أتمني إن طارق ييجي ويقول لكم على إللي حصل في بيتي، وخصوصا إني كنت هكبر الموضوع وأوصله لسيادة اللوا وطارق بنفسه إللي إترجاني وخلاني إتراجعت.
وأكملت وهي تقف ومعها يسرا:
نستأذن إحنا ولتاني مره نورتي بيتك يا ليالي
وقف الجميع ومعهم منال التي وقفت على مضض ليودعوها بإحترام هي ويسرا
كادت أن تتحرك وجدت عز وياسين يدلفان من الباب.

تهللت أسارير عز عندما رأها وتحدث بسعادة: يا أهلا يا أهلا يا ثريا، وأنا أقول البيت منور كدة ليه، ده إيه المفاجأة الحلوة دي؟
إبتسمت له وتحدثت بود: أهلا بيك يا سيادة اللوا البيت منور بأصحابه وبيك.
أسرع الخطي إليها ووقف أمامها وبنظرات معتذره وعيونه تطلب السماح
نظرت له بعتاب فقبل رأسها وأخذها بين أحضانه بحب وأخذ يقبل جبينها ويديها بأسف دون كلام،
كل هذا ومنال وليالي داخلهما يستشيطا غضبا.

نظرت له بعيون محبه وربتت على ظهره بحنان ومسامحه إبتسم لها بصفاء كطفل سعد لإرضاء أمه الغاضبة من تصرفه الخطأ
تحدث عز بإبتسامة: ده إيه الرضا ده كله يا ست ثريا، ده ياسين شكله راضي عنك أوي.
أردفت ثريا بحب وهي تنظر إلى ياسين: ياسين ده إبني البكري ربنا يبارك فيه ويحميه من كل شر.
تحدث ياسين وهو يقبل يدها بإحترام: ويخليكي ليا يا حبيبتي.

تحدث عز مبتسما: خليكي قاعدة معانا يا ثريا وأنا هبعت اجيب مليكة والولاد ونتغدا كلنا مع بعض
أجابته ثريا بإبتسامة شكر وود: مرة تانية يا سيادة اللوا.
تحدثت منال على مضص لأجل مظهرها أمامهم: وليه مرة تانية إحنا فيها جيجي تنده لمليكة وللأولاد ونتغدي كلنا مع بعض.
إبتسمت لها ثريا وتحدثت: بالهنا والشفا على قلوبكم يا منال بس بجد مش هينفع خالص النهاردة مرة تانية ان شاء الله.

في فيلا رائف أتت نرمين بعد مغادرة والدتها ويسرا مباشرة، كانت تجلس هي ومليكة في حديقة المنزل تنتظر يسرا على أحر من الجمر
نظرت نرمين إلى مليكة وحدثتها بتساؤل وقلق: هي ماما هتتأخر؟
تحدثت مليكه بنفي: ما أظنش، هي قالت ربع ساعة وهتكون هنا، هما لسه ماشيين حالا لو قدمتي دقيقتين بس كنتي لحقتيهم
وأكملت بتعقل: طب ما تقومي تروحي لهم وبالمرة تسلمي على ليالي.

هزت رأسها بنفي ويبدو على وجهها القلق وهي تنظر بساعة يدها: أنا مصدعة ومش عاوزة أشوف ولا قادرة أتكلم مع حد.
نظرت مليكة لها بترقب وسألتها: مالك يا نرمين، إنتي عندك مشكلة ولا حاجة؟
إرتعبت نرمين وابتلعت لعابها بصعوبة وردت بنبرة حادة: مالي يعني ما أنا كويسة أهو، وبعدين مشكلة إيه دي إللي هتكون عندي هو إنتي قاعدة تتكلمي وتألفي وخلاص!

ردت مليكه بإستغراب من حدتها: خلاص خلاص حقك عليا، أنا غلطانة إني قلقت وقولت أسألك وأطمن عليكي.
تحدثت نرمين بحده وضيق: لا يا حبيبتي خليكي في حالك ولا تسأليني ولا أسألك.
نظرت لها مليكة بإستغراب وحدثت حالها، أيعقل أن تكون تلك العقرباء إبنة إمرأة لينه جميله مثل ثريا أو شقيقة يسرا ذات اللسان العذب، ورائف رحمة الله عليه ذو القلب اللين!
يا حفيظ من لسانك السليط أيتها الكئيبه ذات المزاج والوجه العكر.

دلفت ثريا من البوابة الخارجية إبتسمت بحنان حين رأت صغيرتها فمهما كانت جاحدة بعض الشيئ وقلبها قاسي إلا أنها تزال فلذة كبدها وغاليتها الصغري.
نظرت لها ثريا بإبتسامة وترحاب: وأنا أقول الجنينه نورها زايد ليه كده أتاري حبيبة ماما منوراها.
وقفت تحتضن والدتها بحنان وابتسامة مزيفة لتداري بها القلق الذي ينهش بقلبها ويتأكله منذ الصباح.
تحدثت نرمين: وحشتيني يا ماما، عاملة إيه يا حبيبتي، طمنيني عليكي وعلى صحتك.

أجابتها ثريا بعتاب محب: إنتي لو تهمك صحتي بجد كنتي تجيلي تسألي عليا وتشوفيني
أجابتها نرمين بإعتذار: غصب عني والله يا ماما، إنتي عارفة شغل محمد والبيت وعلى ومدرسته ومذاكرته، صدقيني لو كنت قريبة منك كنت جت لك كل يوم.
تحدثت ثريا بنبرة عاتبة: ما انتي كنتي ساكنة جنبنا يا بنتي مش عارفة ايه إللي طلعها في دماغك وسبتينا وروحتي تسكني في أخر الدنيا!

ألقت السلام على يسرا واتخذتها داخل أحضانها وهي توشي بأذنها: يسرا أنا واقعة في مصيبة ومحتاجة لك أوي.
أخرجتها يسرا من أحضانها ناظرة لها بهلع بينما تابعت نرمين وهي تنظر لوالدتها
وتتحدث بإبتسامة مزيفة: ماما معلش هاخد منك يسرا لمدة ساعتين بس هنروح معرض أدوات منزليه أصلي بشتري شوية حاجات نقصاني في المطبخ وإنتي عارفه بقا إن يسرا شاطرة في الحاجات دي.

أجابتها ثريا بحب: وماله يا حبيبتي ربنا يخليكم لبعض محتاجة فلوس؟
أجابتها نرمين بإستعجال: متشكره يا ماما، معايا يا حبيبتي يلا يا يسرا علشان ألحق أشتري وأروح قبل محمد ما يرجع من شغله.
ردت عليها يسرا بشرود وقلق: يلا أنا لابسه وجاهزة
ذهبتا معا بسيارة نرمين
أما مليكة كانت تجلس بموضع المشاهد الصامت لكل ما يحدث، وبعد ذهابهما جلست ثريا وأخذت الصغير أجلسته بأحضانها وهي تقبله وتحتضنه بشدة.

ناظرة إلى مليكة بتساؤل: أمال فين مروان يا مليكة؟
أجابتها مليكه بهدوء: بيتفرج على أفلام كرتون مع سارة وياسر، أخبار ليالي ايه يا ماما، كويسة؟
تنهدت ثريا بضيق وتحدثت: كويسة يا مليكة، لكن ياريت ماتحاوليش تحتكي بيها هي ومنال بعد كده، لأن طريقة تعاملهم وكلامهم بقت صعبة أوي.
أجابتها مليكة بنبرة طائعة: حاضر يا ماما.
كانت تتطلع بالمكان بملل وجدت من يقف بشرفته مصوبا نظره عليها بإهتمام.

إنه ياسين، ومن غيره عاشق عيناها وروحها، فلقد صعد لغرفته لتبديل ثيابه وأخذ حماما حتى إنتظار موعد وجبة الغداء،
إنتفضت من جلستها بغضب وهي تنظر له بحدة تحت أنظار ثريا التي صوبت نظرها لتري ما الذي أغضبها هكذا وجعلها بتلك الحالة؟
وجدت ياسين إبتسمت بحسرة حزنا على مليكة.
ثم تحدثت مليكة: أنا طالعة أرتاح في أوضتي يا ماما، تعبانة ومحتاجه أنام شوية.

أجابتها ثريا بتفهم: إطلعي يا حبيبتي والولاد معايا ماتقلقيش عليهم، كمان ساعة كدة هخلي مني تنده لك علشان الغدا.
أجابتها مليكة: تمام يا حبيبتي، بعد إذنك
وذهبت تحت أنظار ذلك النادم ذو القلب الهائم الموجوع لأجلها ولأجله.
دلفت ليالي ووقفت بجانبه تترقب ماينظر إليه، تنهدت بإرتياح حين وجدت ثريا تجلس بصحبة الصغير فقط
وجهت حديثها له بحدة بالغة: ممكن أعرف سيادتك نمت فين إمبارح؟

ضل ناظرا أمامه وتحدث ببرود: ليه هما جواسيسك إللي ماليين البيت وطلقاهم عليا في كل مكان إنتي ومنال هانم مبلغوكيش؟
قال كلمته وتركها تشتعل غضبا ونزل للأسفل.

أما نرمين التي صفت سيارتها على الرصيف، ودموعها تنهمر على خديها بعدما قصت ماحدث على شقيقتها، في حين باتت يسرا تحاول تهدئتها
وتحدثت: ممكن تبطلي عياط وتهدي وخلينا نفكر في المصيبة دي وإزاي هنحلها؟
تحدثت نرمين بدموع ممسكة بيد شقيقتها برجاء: أرجوكي يا يسرا ماتتخليش عني أنا مبقاليش حد غيرك ألجئ له.

أنا لو إديته الفلوس محمد هيعرف وهيسألني راحوا فين ووقتها هيبهدلني، بعدين دي فلوس إبني ومعنديش غيرهم وفي نفس الوقت لو ماأدتهوش الفلوس أكيد هينفذ تهديده، وأنا وقتها ممكن أموت نفسي!
نظرت لها يسرا وتحدثت بحده: بطلي الهبل إللي بتقوليه ده وإن شاء الله هنلاقي حل،.

وأكملت بحزن: إوعي تفتكري إني هساعدك وأقف جنبك علشانك يا نرمين لاء أنا بساعدك علشان المسكينه إللي لو عرفت حاجه زي دي هتقع من طولها ومش هنلحق حتى نوديها المستشفي.
نظرت لها نرمين بحزن وظلت تبكي
ثم نظرت لها بشك وفركت ذقنها بيدها وتحدثت: تفتكري مين ده إللي الفيديو موجود معاه وبيهددك بيه، وإزاي قدر يوصل له أصلا؟

أجابتها نرمين بشرود: أكيد حد من جوه مكتب رائف إحتمال تكون السكرتيره أو حد مسؤل عن الكاميرات وصيانتها، وهنا جحظت عيناها ونطقت بهلع: وممكن يكون طارق!
نظرت لها يسرا بإستهزاء وتحدثت: طارق!
لا دانتي إتجننتي رسمي، طارق لو شم خبر بالفيديو ده كان زمانا بنترحم عليكي، طارق ممكن يقتلك بدون رحمه لو عرف إنك كنتي سبب غير مباشر للي وصله رائف الله يرحمه.

وأكملت بإستفهام: قولي لي، الصوت إللي كلمك ده صوت حد سمعتيه قبل كده؟
هزت رأسها بنفي: خالص، أنا أول مره أسمع نبرة الصوت دي.
إنتفضت يسرا بحماس قائلة: خلاص يا نرمين أنا لقيت الحل.
تري ما الحل الذي وجدته يسرا؟
ومن هو الشخص الذي يهدد نرمين؟
ومن أين عثر على الفيديو؟
نظرت لها يسرا وتحدثت بحماس: خلاص يا نرمين أنا لقيت حل للمشكلة دي من غير ما تدفعي ولا مليم للحيوان ده.
أمسكت نرمين يدها بعرفان وفرحة قائلة: إيه هو الحل ده يا يسرا إتكلمي.
أدفتت يسرا قائلة بنبرة جادة: إحنا نروح لياسين ونحكي له على إللي حصل كله وهو بحكم شغله هيعرف يجيب الحيوان ده من قفاه وبكده نكون حلينا المشكلة للأبد ومن غير ما ندفع ولا مليم.

هزت نرمين رأسها بنفي وظهرت علامات الرعب على وجهها وتحدثت برفض تام: إنت بتقولي إيه يا يسرا، إنت عاوزاني بكل بساطة أروح أقول لياسين إني كنت السبب الرئيسي في موت أخويا!
وأسترسلت بنبرة رافضة: إنت أكيد إتجننتي، لا أنا مستحيل أوافقك على الجنان ده أبدا، ده مش بعيد ياسين يموتني فيها.

أمسكتها يسرا من كتفها مطمئنتا إياها: صدقيني يا نرمين ده أسلم وأعقل حل، وأكملت بطريقه عقلانيه: تعالي نفكر بالعقل ونحلل الموضوع من كل النواحي وبالتفصيل، يا ستي إفرضي إني ساعدتك واديتك أنا الفلوس من معايا ودفعناها للحيوان ده أيا كان هو مين، إيه بقا اللي يضمن لك إنه مش هييجي كمان شويه ويهددك تاني ويطلب أكتر.

وأكملت بحكمة: وخصوصا إنه هيبقي إتأكد خلاص إنك مرعوبة وهتدفعي غصب عنك ده واحد ماعندوش أخلاق وإحنا ما نضمنش تفكيره إزاي، وقتها بقي ممكن تقولي لي هنتصرف إزاي؟
كل إللي هيحصل إنك هتضطري تدفعي له من فلوسك وبردو جوزك هيعرف وييجي يسألك وديتي الفلوس فين؟
وساعتها هيكون قدامك حل واحد ملهوش تاني وهو إنك تعترفي له بكل إللي حصل وتصغري أوي في عنيه ووقتها ياعالم رد فعله هيكون إيه؟

وأكملت بتعقل: تعالي بقا للحل التاني وهو إننا هنقول لياسين، ياسين وبكل بساطة هيساعدنا ويجيب لنا الفيديو من غير شوشرة ومن غير ما حد يعرف، وكمان هيربي الحيوان ده ويبعده عن طريقك خالص، وأكملت مطمئنه إياها: وياستي ليكي عليا هشترط عليه إنه ما يفتحش الفيديو ولا يحاول يسأل على محتواه، هااا قولتي إيه؟

نظرت لها نرمين بقلق و تردد ثم أردفت: خلاص يا يسرا إللي تشوفيه صح أنا معاكي فيه، لكن أرجوكي تفضلي جنبي وما تسبينيش.
تنهدت يسرا وأردفت بألم: صدقيني أنا واقفة جنبك بس علشان الموضوع ميوصلش لماما وتتصدم فيكي صدمة عمرها، وقتها ممكن تموت بجد من قهرتها على وجع إبنها وإحساسه وهو مطعون في رجولته، ومن مين
من أخته شقيقته.

بكت نرمين بحرقة وتحدثت: أرجوكي يا يسرا كفايه أنا مش ناقصه، كفايه عليا عقدة الذنب إللي أنا عايشه بيها وبتقطع في قلبي ليل ونهار.

أجابتها يسرا بحده وأسي: مش باين يا نرمين، والدليل على كلامي إن بدل ما تكفري عن ذنبك وتقفي مع ولاده، جايه وبكل بجاحه عاوزه تقاسميهم في الحاجه الوحيده إللي فضلالهم منه وهتسندهم في حياتهم لحد ما يكبروا وهي الورث، وتحدثت بأسي: على العموم الكلام مش هيغير إللي إحنا فيه، أنا هتصل بياسين علشان نقابله.

أجابتها نرمين برفض: لا مش هينفع خالص النهاردة محمد على وصول وأنا لازم أروح قبل ما يرجع ويعرف إني خرجت نتقابل بكره، وافقتها يسرا وذهبت نرمين إلى منزلها بعدما أعادت شقيقتها إلى منزل والدتها.

داخل جناح ياسين ليلا
إقتربت ليالي بدلع مرتديه ملابسها المثيره إلى الجالس فوق تخته ممسك بيده كتابا يقرأ به وذلك حسب خطة منال التي رسمتها لها
وتحدثت بحزن مصطنع: على فكره يا ياسين أنا زعلانه منك أوي.
رفع بصره ناظرا عليها مضيقا عيناه بإستنكار قائلا بطريقة مستفزة: إتفلقي.
إنتفضت بحدة وتحدثت بإستغراب: إنت بتقول إيه يا ياسين؟

أجابها ياسين ببرود مميت: إللي سمعتيه يا ليالي بقولك إتفلقي، مستنيه تسمعي مني إيه أنا اسف يا روحي؟
لا إنسي أنا ما بتأسفش يا ماما ومش أنا خالص إللي هنحني لواحده ست واعتذرلها مهما كانت هي مين.
هنا نزلت دموعها من شدة قسوته عليها وقالت: إنت إزاي قلبك قاسي كده؟
وأكملت بإنكسار مصطنع: هي دي مقابلتك ليا بعد غيابي عنك المده دي كلها، هو ده حبك ولهفتك عليا.
تحدث بحدة: والبعد ده مين إللي إختاره يا هانم؟

وأكمل معنفا إياها: للأسف يا ليالي غبائك صور لك إن لما تبعدي وتسيبي البيت هتقهر من بعدك عني وأجيلك أنحني على رجليكي وأتوسلك ترجعي وبالشروط إللي تؤمري بيها
بس طلعتي غبية أوي ونسيتي إنك متجوزه ياسين المغربي إللي مفيش ست قدرت تكسره ولا تخليه ينحنلها، لسه ما اتخلقتش اللي تذل ياسين المغربي يا مدام.

إرتمت داخل أحضانه بدلال قائلة بهمس داخل أذنه: أرجوك يا ياسين إنسي كل إللي فات وتعالي نبدأ من جديد، وهمست برقه بأذنه: بحبك يا ياسين، بحبك وبجد وحشتني.
لم يتحرك له ساكن ولم يوليها أية إهتمام.
خرجت من بين أحضانه وتحدثت بدموع: جبت القساوة دي كلها منين؟
بقولك وحشتني، هو أنا ما وحشتكش؟
ولا عاوزني أنزل على رجلك أبوسها واتأسفلك وإنت إللي غلطان فيا.

حدثها ياسين بجبروت: أه يا ليالي هو ده إللي أنا عايزه بالظبط إنك تتأسفي وتعلني عن ندمك وغبائك في تصرفك وإنك مش هتكرري غبائك ده تاني.
نظرت له ليالي بإستغراب وتحدثت بإستعلاء: أنا مغلطش يا ياسين علشان أتأسف، إنت كنت عاوزني أعمل إيه وإنت مصمم تتجوز عليا، أقعد أحط إيدي على خدي وأندب حظي، ولا أروح معاك وإنت بتكتب كتابك على الهانم وأزغرطلك كمان إنت بجد بجح أوي وغريب.

أجابها ياسين بحدة وصوت جهور: لا يا هانم تعتذري لأنك غبية ومجرد تابع
وأكمل معنفا إياها: على ما أتذكر يا هانم إن يومها كنا هنا في نفس الأوضه دي، واتكلمنا واتعاتبنا واتفقنا ونمتي في حضني على نفس السرير ده وأنا سعيد وفاكر نفسي متجوز ست بتفهم ومخها كبير واستوعبت الموقف إللي الظروف حطت جوزها فيه.

وبعدها إيه إللي حصل يا مستقله يا أم عقل كبير، تيجي حتة عيله زي نرمين وتلعب بعقلك وتسمعي كلامها هي وأمي وتمشي وتسيبي بيتك، قال يعني كده هتكسريني، وأكمل: وعلى فكرة بقا علشان تكوني عارفة أنا الست إللي ما تسمعش كلامي وتنفذه بالحرف الواحد ماتلزمنيش، ولازم تعرفي كمان إنك موجوده هنا بس علشان خاطر أمي وسيلا ليس إلا.

ألقت نظرة غضب عليه وتحدثت بحدة: يظهر إني رخصت نفسي معاك زياده عن اللزوم يا سيادة العقيد بس ملحوقه، وذهبت لفراشها إرتمت عليه بعنف لتستعد لنومها
أما هو فابتسم ساخرا وأكمل قرائة كتابه بلا مبالاه.

في صباح اليوم التالي
كان وليد عبدالرحمن يدلف إلى جراج العائله ليخرج بسيارته للذهاب بها إلى العمل، وجد مني عاملة منزل ثريا تقترب عليه وهي تتلفت حولها قائله بوجه بشوش: صباح الخير يا وليد باشا.
نظر لها مستغربا: مني! خير فيه حاجه؟
إقتربت منه وهي تتلفت حولها بقلق قائلة: كل خير يا باشا إن شاء الله، أنا جايه أقول لحضرتك كلمتين علشان أكون خلصت ضميري من ربنا.

نظر لها مضيقا عيناه بإستغراب وتحدث: كلمتين إيه دول يا مني إللي جايه تقولهوملي؟
إتكلمي أنا سامعك.
إسترسلت حديثها بنبرة قلقة وسريعة: أنا طبعا عرفت زيي زي غيري إن حضرتك كنت عاوز تتجوز ست مليكه لكن ياسين باشا الله يسامحه وقف في وش حضرتك واتجوزها هو، لكن إللي بيحصل مع مدام مليكه ده حرام ومايرضيش ربنا، وبصراحه بقا أنا حاسه إن الست مليكه ندمانة على الجوازه دي.

ولو رجع بيها الزمن تاني أكيد هتوافق على جوازها من حضرتك، ماهو ماحدش بيرضي بالظلم على نفسه يا باشا.
تحدث وليد مستفسرا وقد لمعت عيناه بالتشوق لمعرفة ماهو قادم: تقصدي إيه بالظلم إللي واقع على مليكه من ياسين يا مني؟
مني وهي تدعي الخجل وتنظر للأسفل: لامؤاخذه يا باشا، هي الست مننا بتتجوز ليه، مش علشان تلاقي راجل ياخدها في حضنه ويضمها في ليالي الشتا الباردة ويحسسها إنها ست.

نظر لها وليد وتحدث مبتسما بتسلي: إيه يابت يا مني الإنحراف إللي إنتي بقيتي فيه ده؟
يخربيتك دأنا كنت فاكرك مؤدبة، ماعلينا ياستي، بردوا ما قولتليش تقصدي إيه بكلامك ده، واخلصي وانجزي علشان متأخر على شغلي ومش فاضي للت الحريم إللي على الصبح ده.

تحدثت مني على إستعجال: معلش يا باشا إستحملني شويه والله أنا قصدي مصلحتك، بص يا باشا الموضوع إللي عاوزه أوصلهولك هو إن من ساعة جواز ياسين باشا ب مليكه هانم محصلش بينهم أي حاجه من إللي هي بتحصل بين المتجوزين دي يعني.
نظر لها بتشوق لما هو قادم: وإنتي يا بت عرفتي منين الكلام ده؟

أجابته مني ساخرتا: ده حاجة واضحة زي عين الشمس يا وليد بيه، وهو لمؤاخذة ده هيحصل إزاي وكل واحد منهم في أوضه لواحده وقافل بابها على نفسه، هيحصل بالاسلكي إللي لامؤاخذة بيقولوا عليه ده.
لمعت عين وليد قائلا بشغف: إنتي عاوزه تفهميني إن ياسين ومليكه مش بيناموا في نفس الأوضه؟

أكملت مني حديثها بنفي: لا ياباشا ياسين باشا حاطت حاجته في جناح لواحده ومش معتبر الهانم مراته أصلا، وأنا بقا جيت لحضرتك يمكن تلاقي حل للمسكينة دي وترحمها من الظلم إللي هي عايشة فيه.
إلتمعت أعين وليد وظهر بداخلها بريق أمل جديد وتحدث: برافوا عليكي يا مني عملتي خير إنك جيتي قولتيلي وأنا من ناحيتي هحاول بكل قوتي أخلص مليكه هانم من الجوازة المهببة دي،.

شكرها وليد وأخرج لها بضعة ورقات من الفئه المتوسطه على تلك المعلومة السرية الخطيرة التي أدلت بها له وذهبت هي إلى مطبخ ثريا وكأن شيئا لم يكن.

في نفس اليوم إتصلت يسرا بياسين ليتقابلا معه هي ونرمين وبالفعل تقابلا بإحدي الأماكن العامة، وقد قصت عليه يسرا كل ماحدث.
نظر لهما ياسين مضيقا عيناه متسائلا: وياتري بقا إيه إللي موجود في الفيديو يخلي الحقير ده يتجرأ ويهددك بيه وهو عارف كويس أوي سيادتك من عيلة مين.

إبتلعت نرمين لعابها بصعوبة من خوفها، بينما بادرت يسرا بالحديث: ورحمة بابا ورائف وغلاوتهم عندك ما تسأل السؤال ده ولا تحاول تعرف إيه إللي جوه الفيديو يا ياسين.
نظر لها مستغربا وتحدث: ياه يا يسرا للدرجادي الموضوع صعب، شكل الهانم مهببه مصيبه وكبيره كمان.
أجابته يسرا بكذب: الموضوع مش صعب أد ما هو سر بين أخت وأخوها وأظن من حقنا ماحدش يعرفه يا ياسين.

تحدث ياسين موجها بصره إلى نرمين: التقارير بتاع حادثة رائف أثبتت إن رائف الله يرحمه كان سايق بسرعة جنونية إيه إللي حصل يومها يا نرمين، وأكمل بوعيد: ورحمة رائف لو اكتشفت إن ليكي علاقه، لم يكمل باقي حديثه قاطعته يسرا بكذب: أرجوك يا ياسين صدقني نرمين ملهاش ذنب في إللي حصل لرائف، تفتكر أنا كنت هسكت لو عرفت حاجة زي كده؟

وزي ماقولتلك إللي موجود في الفيديو مجرد كلام أخت مع أخوها وأرجوك يا ياسين توعدني إنك تتخلص من الفيديو من غير ما تحاول تعرف إيه إللي فيه أرجوك.

أماء لها بتفهم فهو حقا يحترم يسرا ويقدرها ويقدر عقليتها الكبري وقال: وأنا إحتراما لرغبتك هوافق على كلامك بس علشان أنا واثق في عقلك يا يسرا، والموضوع ده إعتبروه إنتهي، ثم نظر إلى نرمين وأكمل: أما الزباله ده يكلمك بكره قوليله إديني فرصه أتصرف في الفلوس علشان ما حدش يحس بحاجه، وأنا إن شاء الله الموضوع مش هياخد معايا أكتر من يومين تلاتة بالكتير، ثم أكمل: إديني الرقم بتاعه وانسي الموضوع تماما، وطول ماأنا عايش على وش الدنيا مش عاوزكم تقلقوا من أي حاجه.

وعاوزكم تتأكدوا إن إللي يفكر يمسكم ولو بكلمه هنسفه من على وش الدنيا، لسه ما اتخلقش اللي يهددكم وأنا موجود.
شكرته الفتاتان بعرفان ورجعت كل منهما إلى منزلها دون أن يشعر بهما أحد.

جاء يوم الجمعة.

موعد تجمع العائله الإسبوعي على الإفطار بمنزل ثريا، لم تلتقي مليكه ب ياسين منذ ذلك اليوم، أو بمعني أصح لم ترد لقائه فقد كانت تتجنب أي لقاء يجمعها به، خرجت من باب الفيلا متجهة إلى مجلس العائلة في الحديقة على غضض عيناها، وجدت ليالي تقف عند المسبح تنظر له بضيق إتجهت إليها متلاشيه نظرات ذلك العاشق الولهان الذي أخذ قلبه بالضجيج والأنين عند رؤياها، فقد اشتاق رؤيتها حد الجنون، هي من منعت حالها عنه، ولكن مازاد بعادها إلا توهج عشقها بقلبه وتملكه، وقفت بجانبها وحمحمت بإحراج وتحدثت: إزيك يا ليالي، حمدالله على السلامه، نظرت لها بحدة ونظرات غاضبة وتحدثت بسخرية: مش متأخره شويه يا مدام؟

أجابتها مليكه بإحراج: أنا لو أضمن إنك متفهمة الوضع إللي أنا إتحطيت فيه غصب عني ومش زعلانه مني وهتعامليني كويس صدقيني كنت جيت لك من أول يوم رجعتي فيه.
أجابتها ليالي بحدة وتعالي: بصي يا مليكه لؤم وكهن الستات ده مش هيخيل عليا، يخيل عليهم كلهم أه، لكن أنا لاء يا قلبي انا ليالي العشري يا مليكة،
ونظرت لها بكبرياء ثم تركتها وتحركت دون حتى أن تعطيها حق الرد.

تنهدت مليكه بضيق وحزنت من معاملة تلك الليالي المتعجرفة تنفست الصعداء والتفتت لتذهب إلى حيث جلوسهم،
وجدت بوجهها وليد الذي حدثها وكأنه الفارس الهمام الذي أتي لينقذ أميرته الأسيرة تحدث بإنتشاء: مليكه أنا عرفت كل حاجة وإن شاء الله النهاردة هحل لك مشكلتك وهخلصك من الجوازة المشؤومة دي.

قضبت جبينها ونظرت له بإستغراب وتركته وذهبت لمقعدها وجلست بجانب يسرا، وحدثت حالها: بما يهذي هذا الوليد؟ حقا ما كان ينقصني غير ذاك المعتوه ليشوش عقلي أكثر.
جلس الجمع يتناولون الإفطار في جو يكسوه بعض المشاحنات ليالي، منال، وليد، ياسين.

نظر وليد إلى ياسين ثم وجه حديثه للجميع قائلا: تفتكروا يا جماعه ايه حكم الشرع في واحد إتجوز واحده وما عاشرهاش معاشرة الازواج زي ربنا ما أمر، هل الجوازة دي كده تبقي صحيحة وشرعية وتجوز، ولا لا تجوز؟
إنتفض جسدها واقشعر بدنها نظرت على الفور إلى ياسين وجدته مصوب نظره كالرصاص على ذلك الوليد.

رمقه ياسين بنظره كالرصاص متحدثا بحدة وصرامة: إللي لا يجوز بجد هي مهاتراتك البايخة دي في وسط قاعده فيها ستات وبنات مراهقات يا وليد بيه.
إستشاط وليد غضبا من تهكم ياسين عليه وتحدث بإستفزاز: دي مش مهاترات يا ياسين باشا، ده سؤال في صميم الدين، ثم إشمعنا إنت بالذات اللي حرقك الكلام أوي كده وخدته على صدرك، وأكمل متهكما: ولا هو الكلام جه على الجرح.

تحدث طارق متهكما: جري ايه يا وليد مالك يلا ما تظبط كده على الصبح.
نظرت ليالي إلى مليكه بتشفي وابتسمت ساخرتا على حديث وليد المقلل لشأنها، إبتسمت راقيه وتحدثت إلى زوجها الجالس بجانيها: دي شكلها كده هتحلو أوي.
رمقها عبدالرحمن بنظرة حادة أخرصتها.
أما مليكه كان إرتعاش جسدها وخفقان قلبها بشده ورعبها هما سيد موقفها، أمسكت يسرا يدها لتطمئنها و بات عز متأكدا أن وليد علم بالإتفاق.

نظر له ياسين بنظرة إستفهام وتحدث متهكما مستفزا إياه: ماتخليك راجل وتدخل في الكلام علطول بدل تلقيح النسوان إللي على الصبح ده؟
إنتفض وليد من جلسته بغضب ووقف قائلا: تلقيح نسوان!
طب خد عندك كلام الرجالة بقي يا راجل،
ثم تحرك ووقف برأس منضدة الطعام الطويله.

وتحدث بعنف: هو ينفع يا عز باشا إبنك يحرم مليكه عليا ويتجوزها هو ويقولي أنا خطبتها من باباها قبلك، وبعد ما يكتب كتابه عليها يهملها وما يعتبرهاش زوجه ليه ونايمين كل واحد منهم في أوضه، وأكمل معترضا: طب كان ليه من الأول لما هو مش هيحترمها ويديها حقوقها الشرعية زيها زي ليالي، ردوا عليا كلكم هو ده يرضي ربنا؟

إنتفض ياسين هو الاخر من جلسته وتحدث بحدة: إنت إزاي يا حيوان تسمح لنفسك تتدخل في حاجة حساسة زي دي!
دي حاجه خاصة بيني وبين ومراتي، إيه اللي يحشرك فيها؟
وقفت ليالي بغضب موجهه حديثها الغاضب له قائله: مراتك! هي مين دي إللي مراتك يا ياسين؟
رمقها بنظره كادت أن تحرقها وأشار لها بيده لتجلس، ونظر لها بغضب أخرسها، جلست مكانها من جديد وجسدها ينتفض غضبا،.

إنتفض طارق من جلسته مناصرا أخاه قائلا بحدة: إلزم حدودك في الكلام يا وليد وخليك راجل محترم و متدخلش في إللي ملكش فيه.
تحدثت ثريا هي الأخري بغضب: وليد دي خصوصيات بيتي وأنا ما اسمحش لأي حد مهما كان هو مين إنه يتعدي حدوده ويتدخل فيها.
تحدث عز لينهي الحرب القائمة: إهدي يا ثريا إنتي وياسين، وإنت يا وليد زي ما ياسين قالك دي حاجة بينه وبين مراته فبلاش تحشر مناخيرك دي فيها وبطل إستفزاز.

تحدث وليد بتمثيل: يعني ايه يا عمي ما اتدخلش هي مليكه دي مش أمانة رائف لينا كلنا، وكمان هو مش الساكت عن الحق شيطان أخرس؟
يبقي لما ألاقيها مظلومه وقتها لازم أتدخل وأجبلها حقها.
رمقه عبدالرحمن بنظره حادة هادرا به: وليد إسمع كلام عمك واسكت خالص ملناش دعوة واحد ومراته هما أحرار في إللي بينهم.

تحدث ياسين بنبرة صوت ساخرة ناظرا لعمه: لا يسكت إزاي يا عمي، مش لازم يقرف الناس إللي حواليه بكلامه وتدخلاته البايخة في حياتهم.

ثم نظر لوليد متحدثا ببرود: بس أنا هريحك يا وليد علشان تكون مطمن على أمانة إبن عمك زي ما بتقول، وأكمل بتفسير: سبب نومي في أوضه لوحدي مش قلة إحترام لمليكه زي ما ادعيت بالعكس ده قمة الإحترام ليها، مليكه مراتي وليها عندي كامل الحقوق و الإحترام وكرامتها من كرامتي بالظبط، أما بقا بالنسبه للسر الخطير إللي حضرتك عرفته فاأحب أطمنك وأقولك إن أنا عملت كده مخصوص علشان أديها وقت لحد ما تاخد عليا ونقرب من بعض، بس مادام إحترامي ده إتفسر غلط فاأنا هريحك!

ونظر له بتخابث وتحدث ساخرا: هو أنا يهون عليا زعلك بردوا يا حبيبي، وأخذ بالنداء بعلو صوته: عليه، يا عليه.
أتت علية مهرولة إليه متحدثة بإحترام: أفندم يا ياسين باشا.
نظر لها وتحدث بقوة: تاخدي معاكي إتنين من الشغالين وتطلعي حالا تنقلي حاجتي كلها لجناح مدام مليكه.
وقفت مليكه بإستسلام وتحدثت بحزن ناظرة إلى وليد: مبسوط يا وليد بيه، يارب كده تكون إرتحت.

ثم دلفت للداخل سريعا بدموعها وحسرت قلبها، دلف ياسين خلفها تابعته ليالي المستشاطه غضبا،
نظرت راقيه إلى ثريا ومنال وتحدثت بنبرة صوت متهكمهة: صدق إللي قال الحيطان ياما بتداري.
دلفت ثريا للداخل وتحركت منال وجيجي إلى منزلهما.
نظر عز إلى طيف ياسين مبتسما بشرود وهو يحك ذقنه بتسلي،
وتفرقت الجلسه من بعد تلك المشاحنات.

دلفت للداخل سريعا وهي تبكي بمراره وارتمت على الأريكة، وقف ينظر لها وتحدث بنظرات حنونه متعاطفة: ما كانش فيه حل تاني قدامي أنقذ بيه كرامتك ورجولتي إللي بهدلهم قدام الكل.
نظرت له بضعف ودموعها تسيل بألم: أنا خلاص تعبت مش قادرة بقا حرام عليكم أرحموني علشان خاطر ربنا.
هنا أتت ليالي وربعت يداها على صدرها قائلة بغضب: اللي قولته ده مش هيحصل ولو على جثتي يا ياسين.

رمقها بنظرة غضب: بلاش تقفي قدامي السعادي يا ليالي مش هسيب أنا كرامتي ورجولتي سيره في بق إللي يسوي واللي مايسواش علشان خاطر سيادتك ويلا على البيت علشان بجد مش نقصاكي، يلااااااا.
نظرت بغضب على مليكه وحدثتها بعنف: ماشي يا مليكه ماشي، وذهبت بغضب لمنزلها، تركها وصعد للأعلي يشرف على نقل أشيائه بنفسه وجد علية ومني وعامله أخري تدعي هدي بدأو بالفعل نقل أشيائه لغرفتها،.

دلف لغرفتها وخطي خطوته الأولي للداخل بقلب طائر بنشوة وحنين لأيام اتيه ينتظرها منذ الكثير بدأ بإستكشاف الغرفة بتمعن نظر على كل شيئ بعشق حتى فرشاة شعرها كاد لو يأخذها ويشتم رحيق عطر شعرها
نظرت له علية وتحدثت بإحترام: كله تمام يا باشا جبنا الحاجات وبنوضبها وقربنا نخلص.
أجابها بعمليه: تمام يا علية خدي هدي وإنزلي شوفي المطبخ وأنا هرتب الباقي مع مني.
أجابته بإحترام: تحت أمرك يا باشا.

نزلت وأخذت معها العامله وأغلقت خلفها الباب.
هنا نظرت له مني بإبتسامة قائلة: كله تمام يا باشا.
إبتسم لها ياسين برضي قائلا: برافو عليكي يا مني.
ما الذي فعلته مني ليشكرها عليه ياسين؟
نظرت له مني بابتسامة وتحدثت باحترام: كله تمام يا باشا.
أجابها ياسين بابتسامة نصر: برافوا عليكي يا مني أديتي المهمة بنجاح مبهر من النهار دة خلاص، إنتي بقيتي دراعي اليمين جوه الفيلا.

عودة إلى أربعة أيام ماضية، دلف ياسين ليلا إلى فيلا رائف ليصعد لجناحه المجاور لأميرته الساخطة عليه ليغفي بداخله وحيدا كان الوقت متأخرا والجميع نيام، دلف إلى المطبخ وجد هدي العاملة مازالت مستيقظة فطلب منها إيقاظ مني وبالفعل ذهبت العاملة وأيقظتها،
أتت مني على عجل وهي تتثاوب وتحدثت باحترام: مساء الخير يا ياسين باشا، تحت أمرك.

نظر لها ياسين ببرود مميت وتحدث: إعملي لي فنجان قهوة وطلعهولي على الجنينة يا مني.
نظرت له مني بإستغراب وحدثت حالها: قهوة، أتيقظني من ذروة نومي لأحضر لك القهوة، يالك من رجل بارد قاسي عديم الرحمة!
نظرت له وتحدثت بانصياع تام: أوامرك يا باشا، خمس دقايق ويكون فنجان القهوة عند حضرتك.
إنسحب ياسين بهدوء وجلس بالحديقة وبعد مدة قصيرة كانت مني تحضر له قهوته.

أخذ منها الفنجان وهو يرمقها بنظرات متفحصة دبت الرعب داخل قلب تلك المني
وتحدث هو بعدما ارتشف بعض قطرات القهوة: مبسوطة هنا مع عمتي يا مني؟
أجابته باحترام وصوت مهزوز بعض الشئ من نظراته وكلماته: الحمدلله يا باشا، هو حد يطول يشتغل ف بيوت عيلة المغربي، دا أنتوا خيركم مغرقني من ساسي لراسي.
رمقها بنظرة حارقة وحدثها بحدة وغضب: ولما هو خيرنا مغرقك زي ما بتقولي بتقابلي الخير ده بالخيانة ليه يا روح أمك؟

دب الرعب داخل أوصال مني وتحدثت بارتباك: خيانة! خيانة ايه ياباشا إللي بتقول عليها كفانا الشر؟

رمقها بنظرة باردة وتحدث بنبرة صوت حازمة: إخرصي يابت واسمعيني كويس، أنا عارف من زمان إنك شغالة لحساب منال هانم وبتنقلي لها كل حرف بيحصل هنا ومع ذلك ساكت وبقول أهو شغل حريم وبيتجسسوا على بعض ف شوية أخبار تافهة، نميمة يعني وكيد ستات مش أكتر، واعتدل في جلسته ونظر لها كادت نظراته أن تفتك بها وتنهيها وتحدث بفحيح مخيف: لكن توصل بيكي الجرأة والحقارة إنك تبلغيها بأخباري أنا شخصيا، فاأحب أقول لك إنك بعملتك السودا دي لعبتي ف عداد عمرك وشفرتيه يا غبية.

إرتمت مني تحت قدميه وهي تقبلهما بدموع وندم: أحب على رجلك يا باشا أنا مليش ذنب والله ف إللي حصل.
أمسك ياسين يدها بهدوء وأبعدها عن قدمه قائلا بدهاء: تؤ تؤ تؤ تؤ، ليه كده بس يا مني، ينفع كدة تشيليني ذنوب على المسا؟
نظرت له باستعطاف وتحدثت بدموع: سامحني يا باشا وبلاش تأذيني الله يخليك صدقني كان غصب عني، منال هانم هددتني إني لو مسمعتش كلامها هتلبسني تهمه ومش هخرج من هنا غير على السجن.

تحدث هو بهدوء مميت: ولما هو ده إللي حصل مجتيش بلغتيني ليه؟
أجابته من بين رعبها ودموعها: وهو حضرتك يا باشا كنت هتصدقني وتكدب لامؤاخذة والدة حضرتك؟
حدثها بحدة وعيون صاخبة مليئة بالغضب: وهو إنتي كمان بتقرري عني هصدق ايه ومصدقش ايه ياروح أمك.
تحدثت بدموع واستعطاف: أبوس إيدك سامحني يا باشا وأنا تحت أمرك ف إللي هتأمرني بيه بس سامحني، وغلاوة ستي مليكة عندك تسامحني.

نظر لها بشك وريبة وتأكد أنها أذكي مما توقع لذكرها لإسم مليكة عنده، فتحدث بابتسامة ماكرة: ماشي يا مني، وأنا يا ستي مستعد أصفح عنك وأسامحك لكن بشرط
تهللت أسارير مني وابتسمت وكأنها وجدت خلاصها وتحدثت بسعادة: وأنا تحت أمرك يا باشا، لو قولت لي أرمي نفسك في البحر هنفذ من غير ماأفتح بوقي بكلمة.

نظر لها مضيقا عيناه وابتسم بتسلي قائلا: مش للدرجة دي يا مني، هو طلب بسيط هطلبه منك وتنفذيه زي ماهقول لك عليه بالظبط، وأسترسل محذرا: بس قبل ما أتكلم حابب أنبهك وأعرفك من الأول إن لو حد شم خبر عن الموضوع ده إعتبري نفسك ف خبر كان، إتفقنا يا مني.
إبتلعت لعابها وتحدثت بانتشاء: إتفقنا يا باشا.
عودة للحاضر.

تحدثت مني بإعجاب مادحة ذكاء سيدها: بس حضرتك يا باشا الله أكبر عليك، إللي كان يشوفك ميشكش لحظة واحدة إن سيادتك عندك علم بالموضوع.

إبتسم ياسين وأكمل: وإنتي كمان يا مني كان ليكي دور كبير في نجاح الخطة ووليد بيه سهل عليا المهمة جدا بتهوره وطمعه، وأخرج من جيب سترته رزمتين من الورق المالي ذات الفئة العالية وأعطاهم لها قائلا: خدي دول علشانك، وأكمل بتهديد: وزي ما قولت لك لو أي حد أخد خبر باللي حصل بينا ده إعتبريه أخر يوم في عمرك، وبالنسبة لمنال هانم أنا هبقي أقول لك تقولي لها ايه لما تسألك تاني عن أي حاجة هنا في الفيلا،.

وأكمل بنبرة تهديدية: وإياكي تبلغيها بأي حرف قبل ما تلجئي لي وإلا إنتي عارفة.
نظرت مني للمال بشغف قائلة بتمنع مصطنع: خيرك سابق يا باشا أنا مش محتاجة فلوس ده كفايه رضا سعادتك عليا، وبعدين أنا يتقطع لساني قبل ما انطق بحرف واحد.

نظر لها ياسين وتحدث بحدة: خدي الفلوس يا روح أمك وماتعملهومش عليا يلا خبيهم قبل ما حد يدخل ويشوفهم معاكي وأنا هنزل وزي ما اتفقنا، هتبلغيني بأي حاجة تحصل هنا وخصوصا لو كانت تخص مدام مليكة.
في الأسفل
مازالت على جلستها تبكي وتنتحب تجاورها يسرا تحتضنها وتربت عليها بحنان
نظرت لها ثريا مشفقة على حالها الذي يدمي القلوب وتحدثت: كفاية يا مليكة، كفاية يا بنتي وجعتي قلبي.

أجابتها مليكة بدموع وألم وانكسار: هو فعلا كفاية يا ماما، كفاية أوي لحد كدة علشان بجد أنا تعبت وخلاص مابقتش قادرة أتحمل أكتر.
وأكملت بذهول: أنا مش فاهمة ايه إللي بيحصل لي ده عماله أطلع من مصيبة أدخل في إللي بعدها لحد ما خلاص قربت أكره حياتي
وأكملت بهزيان: كل شويه أتنازل وارضي واصبر
ألاقيني دخلت في تنازل أكبر وبكل مهانة أقبل واتنازل وأرضي، فاضل إيه تاني يا ماما، لسه فاضل ايه تاني ممكن أتنازل عنه؟

تنهدت ثريا بألم وتحدثت بأسي: ياريت يا بنتي كان في إيدي حاجه أعملها لك صدقيني يا حبيبتي مكنتش هاتأخر
نظرت لها يسرا وتحدثت بطمئنة: ماتقلقيش يا مليكة، ياسين حد محترم وأكيد عمره ما هيحاول يضايقك بأي شكل من الأشكال، وأستطردت مبررة: وبالنسبة للي حصل ده كان غصب عنه ولازم تعذريه، هو كان مجبور يعمل كده علشان شكلكم بعد كلام اللي إسمه وليد ده.

كان ينزل الدرج بارتياح نظر على تلك المنتحبة لحظها العثر، زفر بضيق وتحدث ببرود وتهكم: مستعجلة على الندب ليه؟
إصبري يمكن ييجي لك خبري قريب وساعتها إبقي إندبي براحتك يا حرمنا المصون!
شهقت ثريا ويسرا قائلتان: بعد الشر عليك يا ياسين ماتقولش كده.

رمقته بنظة غاضبة وتحدثت بألم وحدة: كل إللي أنا فيه ده بسببك وبسبب أفكارك وإقترحاتك العبقرية وفي الاخر سيادتك جاي تلومني علشان حبة دموع بعبر بيهم عن قهرتي وعجزي وألمي إللي جوايا.
نظر لها بحزن وتنهد بألم لأجلها وتحدث بهدوء: طب يلا إطلعي على أوضتك إرتاحي وحاولي تنامي شويه وإنتي هتبقي كويسة.
وقفت بغضب وتحدثت بحدة: أوضتي! هي فين أوضتي دي يا ياسين بيه؟

قصدك الأوضه اللي هيشاركني فيها من النهار دة راجل غريب عني؟
وأكملت بتهكم: وعن أي راحة سيادتك بتتكلم، ما خلاص من إنهاردة ما بقاش فيه راحة، ده أنا ما بقاليش الحق في إني أقرر أي حاجة في حياتي ولا حياة ولادي، ده حتى أبسط حقوقي في البيت ده وهي النوم خلاص مابقاش من حقي أرتاح فيه بعد إنهاردة.

تنفس بضيق والتصقت أسنانه ببعضها وقبض على يده بحركة عصبية قائلا من بين أسنانه: خلي يومك يعدي على خير وإطلعي على أوضتك يا مليكة، وإوعي تفتكري صبري عليكي وعلى غلطك ف حقي هيطول، ده بالفعل بدأ ينفذ يا مدام.
وأكمل بوعيد: وقسما بالله لو سمعت منك كلمة راجل غريب دي تاني لتشوفي وش مني عمرك ما شفتيه فاااااهمه، هدر بها عاليا وأشار بيده لها لأعلي الدرج: والوقت يلا إطلعي على فوق، يلاااااااا.

نظرت له بغيظ ودبت بأرجلها الأرض غاضبة وتحركت للدرج مسرعة خشية غضبه
وخرج هو من المنزل بغضب عارم.

أما ليالي التي ذهبت لمنزلها كالبركان هدأتها منال مبررة ما حدث أنه رد على تدخل وليد وإهانته له.

أجابتها منال بصبر وتعقل: إهدي يا ليالي واصبري ياسين كان غصب عنه في اللي عمله وكلنا شفنا ده بعنينا، أنتي بنفسك شفتي الزفت إللي اسمه وليد وكلامه الجارح لياسين ده لو متوصي ومتأجر علينا مكنش عمل كده، وأكملت لتطمئنها: وبعدين ماأنتي شفتي مليكه وردة فعلها يابنتي دي مش طايقه ياسين، بذمتك ده شكل واحده تخافي منها على جوزك، دي مستحيل توافق ولا تسمحله يقرب منها أصلا،.

إطمني كده وإهدي وقومي إطلعي أوضتك خدي شاور هدي بيه أعصابك، ومتنسيش إللي إتفقنا عليه إنسيلي كرامتك شويه يا ماما واركنيها على جنب وحاولي تتراضوا النهاردة بأي شكل من الأشكال.
شهقت ليالي من وسط دموعها وتحدثت: تمام يا عمتو أنا هاسمع كلامك لما أشوف أخرتها ايه مع ابنك
تركتها وصعدت لغرفتها.

دلف إلى جناحه بعد صلاة الجمعه
وجد ليالي واقفة ف شرفتها يبدوا عليها الحزن.
ذهب إليها ووقف بجانبها وتحدث بهدوء: أنا عارف إنك زعلانه علشان إتنرفزت عليكي قدامهم، لكن كمان ماتنكريش إن إنتي السبب ف ده؟
كام مرة قبل كده قولت لك ونبهتك لما أكون متنرفز وبتكلم قدام حد ماتتدخليش وتعرضي نفسك لغضبي، كان ممكن تستني لما نيجي بيتنا وتتكلمي وتعترضي براحتك وأنا كنت هسمعك.

نظرت له بغضب وتحدثت بحدة بالغة: تفتكر كانت هتفرق بجد يا سيادة العقيد، وياتري فعلا لو كنت إستنيت لما جينا هنا وفاتحتك كنت بجد هتتناقش معايا وتسمع كلامي وتنفذهولي؟
زفر بضيق وتحدث بيأس: عارفه ايه أكتر حاجه بتضايقني منك يا ليالي؟
نظرت له بإستفهام منتظرة باقي حديثه،
أكمل هو: إسلوبك المتعجرف وطريقتك الغلط ف توصيل الكلام للي قدامك، للأسف يا ليالي إنتي معندكيش حنكة وإدارة وانتقاء الكلام المناسب للمواقف.

وأكمل مستشهدا: و أقرب مثال على كلامي ده، كلامك اللي لسه قايلاه الوقت حالا، كان ممكن بكل بساطه تقولي لي تسمعني وتفهمني وتحاول ترضيني، مش تسمع كلامي وتنفذهولي، تفرق أوي يا مدام
ياخسارة كان نفسي بجد تكوني أذكي من كده، صدقيني كنا هنبقي متفاهمين أكتر من كده بكتير أوي.

نظرت له بامتعاض لحديثه المغضب لها وتحدثت بحدة: برافوا يا ياسين طول عمرك أستاذ في اصتياد الأخطاء ومحاسبة الناس عليها. سيادتك سبت الكارثة إللي احنا فيها ومسكت ف كلمه قولتها بعفويه وقت غضبي.

تنهد وزفر بضيق ناظرا للسماء وتحدث: لأن الكلام هو الوسيلة الوحيدة للتفاهم والوصول بين رؤي الأشخاص ياليالي، وأكمل بحكمة: كل ما كانت طريقتك ف الكلام لينة وهادية وراقية كل ما عرفتي تتواصلي وتتفاهمي أكتر مع اللي قدامك على العموم مش وقت الكلام ده، واسترسل حديثه بهدوء: أنا عارف إننا بعاد عن بعض الفترة دي وعلى فكرة كل ده بردوا بسببك مش بسببي خالص.
نظرت عليه بتعالي وابتسمت بطريقة ساخرة.

وأكمل هو بطريقة عقلانية: كل إللي طالبه منك إنك تهدي وتحاولي تتجاوزي غضبك وماتظهرهوش قدام الولاد، ولادنا ملهمش ذنب يشفونا طول الوقت كده مكشرين، علاقتنا بتمر بفترة صعبة وكلها مشاكل فلو سمحتي لحد مانهدي ونصفي كل إللي بينا ونرجع زي الأول لازم تتمالكي من أعصابك أكتر من كده.
نظرت له بضيق وصمتت ونظرت امامها بغضب.

في نفس اليوم عصرا
داخل حديقة فيلا عز وبالتحديد داخل المسبح كان ياسين يسبح على ظهرة بسعادة وانتشاء إحتفالا بنجاح خطته للوصول لقصر محبوبته، كان يجمع حوله جميع أطفال المنزل يسبحون حوله بسعادة واضعا بالصغير أنس فوق صدره بسعادة لا توصف، تحدث حمزه طفل ياسين ناظرا إلى أنس: حاول تعوم معانا يا أنوس ومتخافش صدقني هتعرف، العوم ده سهل جدا بس إنت خليك واثق من نفسك.

هز الصغير رأسه نافيا وتشبث أكثر بكتفي ياسين واجاب بكذب طفولي: أنا مش خايف بس أنا بحب عمو ياسين أوي وبحب أنام فوق صدره وأنا بعوم
وهز كتفيه بطريقه طفولية: هي دي كل الحكاية يا حمزة.
ضحك الأطفال عليه لعلمهم إدعائه بالقوة وعدم الخوف وهو يرتعب داخليا من فكرة تركه وحيدا بالمسبح دون أن يمسك به أحد.

تحدث ياسين وهو يمسح فوق شعرة بحنان أبوي وتحدث ناظرا له بعيون مطمئنة: بص يا أنوس أنا عارف يا حبيبي إنك شجاع وراجل أد الدنيا كلها بس أنا عاوزك تبدأ تعوم لوحدك علشان تتعود ع كده.
وأكمل محفزا إياه: علشان كمان لو حد غرق تعرف تنقذه مش إنت بطل وبتحب تنقذ الناس؟
هز الصغير رأسه بسعادة
ثم أمسكه ياسين ورفعه لأعلي مداعبا إياه: يلا عيب عليك تخاف من المياه وانت إسكندراني.
ضحك جميع الاطفال والتفوا حول أنس لمداعبته.

نظر ياسين وجد أباه يقترب عليه مرتديا ملابس السباحة نظر إلى ياسين والأطفال وتحدث: إحنا فينا من الندالة دي طب أدوني رنه يا أندال.
هلل ياسر طفل يسرا بسعادة: سعادة الباشا الكبير وصل، هلل مروان وأمير طفل طارق: إنزل يا جدو الميه حلوة أوي النهاردة
تحدث عز مداعبا لأحفاده الغوالي: طب وسعوا كده علشان جدوا هيستعيد أمجاده ويبهركم بالقفزة الهايلة بتاعته.

ثم قفز ببراعة فائقة أذهلت الجميع ومن بينهم ياسين الذي نظر لوالدة بفخر وتحدث: ده ايه الجمال ده كله يا باشا، حضرتك وبكل براعة تفوقت على نفسك.
نظر له عز وهو يعوم ويقترب منه وتحدث بلؤم: أنا يمكن تفوقت على نفسي ف القفزة دي، لكن سعادتك تفوقت على الجميع وقفزت لمبتغاك بمهنية ومهارة عالية، لدرجة إنها دخلت على الكل ببساطة وعدت.

ثم إقترب منه وغمز بعيناه وتحدث: بس معدتش على بابا يلا، إللي ربي خير من إللي إشتري يا ابن عز.
قهقه ياسين عاليا برجولة وتحدث: كنت متأكد من كده والله، بس إيه رأيك يا باشا؟
أجابه عز بإعجاب: أستاذ ورئيس قسم طبعا، إنت لعبتها صح لدرجة إني إتمزجت وأنا بتفرج عليك وشوية وكنت هقوم أنحني لك وأرفع لك القبعة قدامهم كلهم.

ضحك ياسين برجوله وأردف: كله بتوجيهات معاليك يا باشا، مش سعادتك قولت لي إعمل إللي إنت عاوزه المهم إنك تعرف تدير اللعبه صح وتلعب وتجيب إجوان.
أجابه عز بافتخار وابتسامة: وأي جون، ده أنت خرمت الشبكة من شدة الجون بتاعك يا ابني.
ضحكا كلاهما عاليا برجولة وتحدث ياسين: مش أوي كده يا باشا، إنت كده هتخليني أتغر.

تحدث عز بفخر: يليق لك الغرور يلا، إتغر بنفسك زي ما أنت عاوز بس عاوزك تجمد كده وتسمعني الخبر اليقين قريب.
أجابه بنبرة واثقه: أوعدك هيحصل وقريب أوي كمان.
كان الصغير القاطن فوق صدر ياسين ينظر لهما باستغراب محاولا فهم حديثهم الذي صعب عليه فهمه وتحدث وهو يحرك يداه من بين يدي ياسين: هو إنتوا بتقولوا إيه، أنا مش فاهم أي حاجة يا جدو.

خطفه عز من فوق صدر ياسين بمهارة وتشبث الصغير بذراعي عز وتحدث عز: لما قلب جدو يكبر ويبقي ظابط مخابرات أد الدنيا زي جدو، هيعرف ويفهم كل حاجة لوحده.
وأكمل بجدية: والوقت بقا تعالي لجدو علشان أعلمك العوم ومش عاوزك تخاف، عاوزك راجل زي أبوك وأعمامك مفهوم؟
أجابه الصغير بحب: مفهوم يا جدو بس مش تسيب إيدي غير لما أنا أقول، إتفقنا؟
ضحك عز وأجاب الصغير: إتفقنا يا لمض.

مساء اليوم التالي
دلف ياسين إلى جناح مليكه بعد الإستئذان وجدها تجلس على تختها مرتدية حجابها فوق منامة بيتية محتشمة، كان ممسك بيده علبة من الشيكولا الفاخره المحشوة بالبندق مثلما تعشقها مليكه وضعها فوق المنضدة الجانبية، نظر إليه بهيام وكعادته تسارعت وتيرة دقات قلبه العاشق وهو ينظر إليها، تمالك من حاله إلى أبعد الحدود
وتحرك إليها ناظرا لها بوجه بشوش وتحدث بصوت هادئ حنون: إزيك يا مليكه.

إرتبكت من جلستها عند رؤيته ووقفت خجله تفرق كفيها ببعضهما بتوتر وأجابته: الحمد لله.
إقترب منها تراجعت للخلف بارتباك وتخبط، ضحك برجولة وتحدث ليطمئنها: مالك يا بنتي فيه ايه إهدي كده واقعدي عاوزه أتكلم معاكي شويه.
كان يشار لها للجلوس على التخت إبتلعت لعابها برعب وتراجعت
ثم أشارت بيدها إلى الأريكة وتحدثت: خلينا نقعد هنا أحسن.
إبتسم لها وهز رأسه بموافقه وذهب معها إلى الأريكة.

تحدثت بخجل ومازالت واقفة: ماما غيرت الفوتيه إللي كان هنا بالكنبه السرير دي علشان حضرتك تنام عليها وإنت مرتاح.
إبتسم لها وتحدث بهدوء ولطافة ليزيل التوتر: طب هو ينفع واحده تقول لجوزها حضرتك؟

كانت تقف تفرك يداها ببعضها بتوتر إبتسمت بخجل ثم جلست على طرف الأريكة بحذر جلس هو بالطرف الاخر ليعطيها حريتها، تحدث بصوت هادئ حنون: أول حاجه أنا عاوزك تتأكدي إن إللي حصل ده حصل غصب عني إنتي بنفسك شفتي وليد أد ايه كان مستفز، وبجد ما كانش فيه قدامي حل تاني غير ده،
وأكمل ليطمئنها: أنا عاوزك تطمني خالص يا مليكه، أنا هكون ضيف خفيف عليكي ومش هحاول أضايقك أبدا صدقيني.
إبتسمت له بخجل وهزت رأسها بإيماء.

وأكمل هو بعيون نادمة: تاني حاجة ودي الأهم، أنا بجد أسف جدا على الطريقة الهمجية إللي عاملتك بيها من كام يوم أنا من وقتها وأنا متضايق جدا من نفسي، ونظر لها وتحدث بفخر: وعلى فكره أنا ما بعتذرش لحد مهما كان هو مين ودي أول مرة أعملها، فا أكيد ده ممكن يعرفك أد ايه إنتي حد مهم جدا بالنسبالي لدرجة إني أغير مبادئي وقنعاتي وأعتذرلك.
إبتسمت بهدوء وتحدثت برقة: موافقة أقبل إعتذارك لكن بشرط.

صفق يداه ببعضها وتحدث بدعابه: هما البني أدمين كده أول ما يلاقوك تنازلت وقدمت خطوة يطمعوا في إللي بعدها علطول علشان كده ما بحبش أعتذر لحد أنا.
ضحكت وأنار وجهها وأصبح مشع مثل قمر في ليل عاتم، فا أنارت معها حياته ودق قلبه المسكين مطالبا إياها.
نظر لها بعيون عاشقة وقلب هائم وتحدث برقة أربكتها: أؤمريني يا مليكه قولي شرطك واعتبريه إتنفذ من قبل حتى ما أسمعه.

شعرت بقشعريرة سرت بجسدها من تأثرها بنظرة عيناه التي تتحدث عشقا، حمحمت وتحدثت بصوت يكاد يسمع من شدة خجلها: ياسين إوعدني إن إللي حصل ده ما يتكررش تاني وإنك عمرك ما هاتهني تاني مهما حصل.
تحدث بلهفة ونفي: أنا عمري ما أقدر أهينك يا مليكه إنتي غالية، وغالية أوي كمان وصدقيني من غير ماتقولي أنا عمري ما كنت هعمل كده تاني.

وأكمل بترجي: بس علشان ده يتحقق أنا ليا عندك طلب، ثم أكمل بدعابه لإزالة توترها الظاهر على وجهها: شوفتي بقا الفرق إللي بيني وبينك، إنتي بتتشرطي عليا لكن أنا بطلب.
إبتسمت له برقة أذابته قائلة: مش هنختلف على المسميات يا سيادة العقيد أهم حاجة المغزي من الحديث إتفضل أنا سمعاك.
أجابها بترجي: ممكن قبل ماتخرجي لأي مكان تديني خبر، أظن من حقي الشرعي إني أعرف مراتي فين وبتعمل ايه طول الوقت،.

وأكمل بحزن ظهر بعيناه: وده حتى لو زي ما بتقولي دايما إن جوازنا صوري أو مجرد إتفاق، وصدقيني أنا في اليوم ده ما نرفزنيش وجنني بالشكل ده غير خوفي عليكي إنتي والأولاد، إتجننت لما شوفتك سايقه بنفسك وراجعه إنتي ومروان وأنس في وقت متأخر زي ده خفت عليكم يا مليكه.
كانت تستمع لرقة حديثه ونظراته التي تنطق غراما بقلب ينبض لم تدري لما قلبها ينبض بتلك الطريقه ولما ذلك الشعور بالإرتياح الذي إجتاح روحها ف حضرته؟

حدثته بطاعه أثارته: حاضر يا ياسين وبجد أنا كمان أسفه لو كنت ضايقتك، وأكملت بابتسامة أذابت حصونه: أصلي حكيت ل سلمي إللي حصل وهي بصراحه قالتلي إني غلطت لما ما أستأذنتش منك
ابتسم لها وتحدث بدعابة: والله سلمي دي ست بتفهم ما تديني رقم فونها علشان أشكرها بنفسي وبالمره أعزمها على العشا في مكان رومانسي علشان أعرف أأكد على الشكر أوي.
ضحكت بأنوثه أثارته وتخشب جسده بالكامل، كم أنت مسكين أيها الياسين.

تغلب على حاله و تحدث: متشكر أوي يا مليكه، وبجد أنا أسف على أي حاجه عملتها وضايقتك مني الفتره إللي فاتت وعاوزك تعرفي إني عمري ما قصدت إني أضايقك أو أزعلك، إنتي أصلك ماتعرفيش إنتي بالنسبالي ايه،
نظر لها بعشق وتحدث بعيون هائمة: مليكه أنا.
لم تدع له فرصه ليكمل إرتبكت لعلمها ما سيكمله وقفت سريعا مقاطعة حديثه بارتباك، نظرت له بخجل وتحدثت بتلعثم: أااا أنا عاوزه أنام، تصبح على خير.

وأسرعت نحو تختها لتستعد للنوم.
تنهد بيأس ووقف يطالعها بقلب مشتعل يصرخ ألما بعشقها، يريدها نعم يريد ضمتها، يريد إحتوائها، إشتاق للمسة شفتاها التي لم يتذوقها سوي مرة واحده، وياااااليته لم يتذوقها، فمنذ ذلك اليوم وقلبه أصبح متمردا عليه شفتاه لم ترد أن تتلمس غيرها يريدها بكل ما فيه يريدها وبشدة،
نظر عليها وهي تجلب له بعض الأغطية من تختها واستدارت له لتعطيه إياها.

ذهب هو إلى الأريكه فردها ثم نظر لها بشكر وأخذ منها الغطاء والوساده ووضعهما،
تحدث بهدوء يحاول به أن يخرج حاله من تلك الحالة: مليكه أنا جبتلك نوع الشيكولا إللي بتحبيها يعني كنوع من الإعتذار عن أي زعل سببتهولك الفترة إللي فاتت وبما إن الشيكولا بترفع هرمون السعادة فاأنا قررت أجبلك منها كل يوم، ثم نظر لها بعيون تنطق عشقا: مش حابب أشوف نظرة حزن واحده ف عيونك بعد النهاردة، إتفقنا.

إنتفض قلبها بسعاده وبدأت دقاته بالتسارع من شدة رقته وطريقة حديثه العذب معها أما عيناه فحدث ولا حرج
إبتسمت له وتحدثت بقلب سعيد: إتفقنا
نظر لها وجدها تندثر تحت الغطاء ومازالت مرتديه حجابها حزن كثيرا لتعاملها معه على أنه مازال غريبا عنها.
ثم نظر لها وتحدث بابتسامه هادئة: مليكه فكي حجابك علشان تعرفي تنامي براحتك وده مش حرام على فكره، ثم أكمل بدعابه واستفهام مفتعل: هو أنا مش بردوا جوزك ولا ايه؟

إبتسمت بخجل فأكمل هو: قومي قومي ماتتكسفيش أنا زي جوزك والله.
ضحكت ووقفت فكت حجابها بخجل: وسحبت طوق شعرها وإذ به ينطلق بحريه معلنا عن تمرده، إنساب فوق ظهرها وصل لمنتصفه كان لونه بني حريري الملمس، ود لو يجري عليها ويحتضنها ثم يتلمس بيده شعرها ويغمض عيناه ويشتم عبيره،
تمالك حاله لأبعد الحدود ولم يفق على حاله إلا وهي تحدثه بعدما ذهبت لتختها: تصبح على خير يا ياسين.

تنهد بإشتياق وتحدث بلهفة: وإنتي من أهله يا مليكه.
واتجه هو الأخر إلى تخته بعدما أغلق الضوء
تسطح على ظهره شبك يداه ووضعها تحت رأسه ناظرا للسقف مبتسما، كان من المفترض أن يغفي إثنتيهم، ولكن هيهات ومن منهما سيأته النوم؟
فكل منهما سارح بملكوته
هو الذي تمرد عليه قلبه وأبت عيناه النوم بحضرتها
وهي الأخري أصبحت بحيرة أهي أصبحت تكرهه؟
أم ترتاح إليه وللحديث معه مثلما حدث منذ قليل،.

تنهدت براحه وابتسمت وهي تسترجع حديثها معه.
أما هو ففي عالمه الخاص فا الليله هي أجمل لياليه
فاأخيرا نجح في دخول قصر أميرته الصعبة المنال
لكنه لن يستسلم حتى يسحبها و يدخلها عالمه الخاص عالم ياسين المغربي، لتكون أميرة قلبه العاشق
سيدخلها لعالم عشقه المميز لتكون إمرأته الوحيده مدللة قلبه مليكته ومالكة جوارحه سيستغني بها عن جميع نساء العالم.

نعم إنه ياسين المغربي رجل المخابرات الأول، متعدد العلاقات سابقا، لكنه تاب على أيديها، فمنذ أن عشقها قلبه رغما عن إرادته قبل عشرة أعواما من الأن، وقد ترك كل ما كان عليه لأجلها، فما كانت أكثر من زيجاته العرفية فقد كان يتزوج عرفيا بامرأه جديده شهريا على الأقل، فياسين كان شغوف محبا للنساء ويعشق ويقدر الجمال على حسب تفكيرة الخاطئ، حتي رأها ذلك اليوم الموعود داخل مصعد جهاز المخابرات حيث طلت عليه وأنارت كشمس أضائت بنورها ضلمة حياته، عشقها من نظرتها الأولي، وتغيرت نظرته للعشق والحياة بأكملها،.

حتي وإن لم تكن نصيبه لكن قلبه الذي نبض بعشقها لم يتوقف يوما عن تلك النبضات التي أصبحت رابطا شرعيا بينه وبين الحياه
وأصبح كل ما يتمني هو رؤية معشوقته وهي سعيده أمام عيناه وفقط.

غفت هي بعد صراع عميق مع النفس، أما هو فقد وقع في دوامة النوم بعد تعب جسده وإنهاك روحه ولم يغفي إلا ساعة واحدة فقط، فقد إستيقظ فزعا على صوت منبه الإيقاظ الذي تملك منه سريعا وأوقفه حتى لا يزعج مليكته، نظر لها ووجد صدره يعلو ويهبط بشده من فرط سعادته،.

وقف سريعا وذهب حتى وقف أمامها يراقب ملامحها الهادئة وهي تغفو بنوم عميق، أحقا مليكتي أنتي بجواري أمام ناظري، . أحقا أفقت من نومي على وجهك المنير، ياالله قلبي سيتوقف فرحا فلتساعدني أرجوك
تنهد بإشتياق، ود لو أن له الحق ليتمدد جوارها ويدلفها داخل أحضانه، وليفرد شعرها الحريري على كتفه وتغفو بسلام على ذراعه.

وجدها تتملل في فراشها بحركه أكملت على باقي حصونه وأهلكتها بالكامل، أسرع من أمامها ودلف للمرحاض قبل أن تفتح عيناها وتراه لكنها لم تفتح عيناها فقد كانت مستسلمة للنوم وغافية بسلام.

إرتدي ملابسه في غرفة الملابس وذهب لها وهو يتحرك على أطراف أصابعه خوفا من أن يقلقها بنومها، ألقي نظرة عليها وجدها قد أعطته ظهرها وشعرها منسابا على وسادتها بمظهر يشد البصر، وقف بجانبها وأمال بأنفه على شعرها ليشتم عبيره، أغمض عيناه وبدأ بأخذ نفسا عميقا ليدخله داخل قفصه الصدري ليحتفظ به داخل رئته أطول مدة ممكنه.

إبتلع لعابه وبدأت دقات قلبه تتسارع حتى أنه خرج مسرعا خوفا من أن يضعف وتنهار قواه أمام سحر حوريته النائمة
خرج وأغلق الباب بهدوء وتنهد بارتياب ونزل للأسفل وجد أباه وطارق يتناولون فطارهم بجانب ثريا
جلس معهم تحت أنظار عز المتفحصة لعلامات السعادة الناطقة بوجه فلذة قلبه.

في تمام الساعة الحادية عشر ظهرا
أفاقت مليكه من نومها، تذكرت ليلتها الأولي معه إبتسمت ووضعت يدها على صدرها وتنهدت ثم تحركت إلى المرحاض توضأت وصلت فرضها.
نزلت إلى الأسفل وجدت ثريا ويسرا ينتظراها في الحديقة ككل يوم ليتناولن فطورهن سويا وبالفعل بدأن بتناول الطعام، وبعد مده وقفت يسرا وتحركت بعيدا لترد على إتصال نرمين
تحدثت ثريا ناظرة إلى مليكه بتساؤل: نمتي كويس؟
نظرت لها وهزت رأسها نافيه.

أكملت ثريا: معلش يا مليكه إتحملي شويه بكره تتعودي على وجوده في الأوضه وتقدري تنامي.
ثم أكملت بتساؤل: ياسين حاول يضايقك إمبارح؟
تحدثت بنفي سريع: خالص يا ماما بالعكس كان لطيف جدا وكمان إعتذرلي عن اليوم إياه ووعدني إنه مش هيكررها تاني.
تحدثت ثريا بإبتسامة رضا: ياسين إنسان محترم وعلشان كده أنا مش عاوزاكي تخسريه يا مليكه.
ضيقت عيناها وتسائلت باستفهام: تقصدي ايه بكلامك ده يا ماما؟

أجابتها ثريا بتوضيح: أقصد بلاش تعندي معاه وتخسريه ياسين سند لولادك وحمايه ليهم من غدر الزمن وغدر البشر، خديه في صفك ياسين محترم ومتربي كويس بس أكتر شيئ بيكرهه في حياته كلها إن حد يعانده ومايسمعش كلامه.
تحدثت مليكه باستفهام: مش فاهمه حضرتك بتطلبي مني ايه بالظبط ياريت يا ماما توضحي كلامك أكتر علشان أقدر أفهمك.

أجابتها ثريا بثقه: أقصد إنك تتجنبي كل إللي بيضايقه يعني بيضايق من خروجك من غير إذنه إستأذنيه، وطالما بيضايق من كلمة جوازنا رسمي وإنت مش جوزي، يبقي بلاش تقوليهم أنا شايفه إنك تقدري تكسبيه في صفك بسهوله جدا.
نظرت لها بذهول وتحدثت: ماما هو حضرتك عاوزاني أكون زوجه فعليه لياسين؟
تحدثت ثريا بنفي سريع: لا طبعا يا بنتي أنا مقصدتش كده خالص، ثم فاقت على حالها وتحدثت: ده شيئ يرجعلك لوحدك.

ومادام إنتي مش حابه ده ولا عاوزاه أنا عمري ما أقدر أجبرك عليه، أنا كل إللي أقصده هي المعامله
صدقيني الكلمه ساعات بتريح وبيكون لها مفعول السحر، وكتير بتكون أقوي من الفعل نفسه شغلي ذكاء الست اللي جواكي يا مليكه وإنتي ترتاحي.
قطع حديثهما مجيئ يسرا وجلوسها
نظرت لها ثريا: كانت عاوزاكي في ايه نرمين على الصبح كده؟
أجابتها يسرا وهي تلتقط كأس العصير لتتناوله: مفيش يا ماما كانت بتطمن علينا وعلى الأولاد.

إبتسمت ثريا وتحدثت برضا: ربنا يبارك فيكم يا حبيبتي أيوه كده عاوزاكم ترجعوا مع بعض زي الأول وأحسن.
دلف طارق من البوابه الخارجيه متجها إليهم بابتسامة سعيدة على صغريه
تحدث طارق بابتسامة: صباح الخير على أحلا موزز في عيلة المغربي كلها.
إبتسمن، وتحدثت ثريا بدعابة: صباح النور على أكبر بكاش في عيلة المغربي كلها
وأشارت له بيدها إقعد يا حبيبي.

ضحك الجميع وأكمل طارق بدعابةوهو يجلس: كده بردوا يا عمتي هو إللي بيقول الحق في العيله دي يبقي بكاش؟
تحدثت يسرا باهتمام أخوي: أجهزلك فطار يا طارق؟
طارق: لا يا حبيبتي تسلميلي أنا جاي أخد مليكه وأمشي علطول.
ثم وجه بصره إلى مليكه وتحدث ب عملية: محتاجك معايا في الشهر العقاري فيه أوراق مهمة ولازم تتمضي النهاردة.
تحدثت ثريا موجهة حديثها إلى مليكه: قومي يا حبيبتي إجهزي علشان ما تأخريش طارق.

أجابتها مليكه بطاعه: حاضر يا ماما بعد إذنك يا طارق.
أجابها طارق: إتفضلي يا مليكه بس إستعجلي علشان نلحق وقتنا.
وقفت مليكه ويسرا تابعتها للداخل.
أما طارق الجالس ينظر بخجل لزوجة عمه وأخيرا تشجع قائلا: عمتي حقك عليا، أنا عارف إنك زعلانه مني و بجد أنا مكسوف منك أوي، جيجي حكتلي على إللي ال ماما وليالي قالوه لحضرتك عن موضوع مليكه، وبجد أنا إتضايقت من نفسي جدا لانهم إستغلوا الموضوع بشكل غلط.

تنهدت ثريا بضيق ظهر على وجهها ونظرت له قائلة بعتاب: وأنا مش هكدب عليك يا طارق وأجاملك وأقولك إني مزعلتش منك لا زعلت، وزعلت أوي كمان، ونظرت له وتحدثت: عارف ليه زعلت يا طارق؟

علشان إنت إبني اللي ربيته معايا هنا من صغرك إنت ورائف وإنتوا مع بعض مذاكره وأكل وتمارين، ده حتى النوم ماكنتش بترضي تنام في بيتكم وتيجي تنام مع رائف في أوضته، عمرك ما خرجت سر بيتي وحكيته لمامتك ولا باباك تيجي دلوقتي بعد ما كبرت ورائف راح وأنا إعتبرتك إنت وياسين عوض ليا عنه وإنت اللي تخرج أسرار بيتي!
هزت رأسها بأسي وأكملت: محبتهاش منك أبدا يا طارق.

تحمحم بخجل وتحدث: أنا أسف يا عمتي، بس والله العظيم ماكان قصدي أبدا أخرج أسرار بيتك، أنا كل اللي كنت أقصده وقتها إني أهدي ليالي من ناحية ياسين وخصوصا بعد ما شوفت حالتها أد ايه كانت صعبه علشان ياسين ما احترمهاش وسابها وجه على هنا ورا مليكه، كنت بفهمها الوضع مش أكتر.

تحدثت ثريا بهدوء: مش على حساب مليكه وكرامتها يا طارق، ياريت يا ابني إللي حصل ده ما يتكررش تاني علشان تفضل محتفظ بمكانتك الكبيرة في قلبي.
أجابها طارق بندم وخجل: كرامة مليكه على راسي يا عمتي وحقك عليا ووعد مني عمري ما هزعلك مني تاني أبدا، ووقف بجانبها وقبل رأسها باحترام واعتذار قابلته ثريا بترحاب وقلب أم.

كان يمشي بخطي واثقة كالملك داخل الممر المؤدي إلى مكتبه بعد خروجه من مكتب رئيس الجهاز، تقابل بأحد رجاله ويدعي عمر الذي تحدث بإحترام: ياسين باااشا صباح الفل.
أجابه ياسين ومازال يمشي بثقة وتفاخر: صباح الخير يا عمر.
تحدث عمر باحترام وسعادة وهو يحاول اللحاق به: جبتلك الخبر اليقين اللي هتشكرني عليه يا باشا.
ياسين وهو يهرول في مشيته بخطي ثابتة: إنجز يا عمر هات اللي عندك وبطل رغي.

دلفا لداخل المكتب إتجه ياسين لمكتبه خلع عنه سترته وعلقها وجلس بكل ثقة وليونة وأشار بيده للواقف محني الرأس باحترام
وتحدث: إقعد يا عمر وقولي إنك لاقيتلي إبن ال إللي بندور عليه
أجابه عمر بوجه سعيد: حصل يا باشا وده الدوسيه اللي فيه كل المعلومات عنه صحيح هو تعبنا شويه على ما وصلناله علشان كان واخد إحتياطاته بس على مين ده إحنا رجالة ياسين المغربي
ولو كان مستخبي في حضن إبليس نفسه بردوا كنا هنجيبه.

أخذ ياسين الملف وبدأ بقراءة ما يحتويه بإهتمام،
وأكمل عمر: بسلامته يبقي المهندس وائل عمران المسؤل عن الإلكترونيات في الشركه، متخصص في تركيب الكاميرات والمسؤل عن دورات صيانتها الشهريه ومن حوالي سنة كده وبالتحديد من بعد وفاة رائف باشا بكام يوم
بدأ يتقرب جدا من سهي سكرتيرة الباشا الله يرحمه وعلاقتهم إتطورت بسرعة رهيبة،.

وأكمل ساخرا: برغم إنه متجوز القذر واضح يا باشا إنه كان واخد البت سلم علشان يوصل عن طريقها للمعلومات اللي إستخدمها وده طبعا بعد طارق باشا ما عينها مديرة مكتبه بعد وفاة رائف باشا.
نظر له ياسين باستفهام: والبت ايه نظامها معاه؟
أجاب عمر بإيجاب: البت زي الطربش يا باشا خد منها كل المعلومات وختمها على قفاها زي الهبله بس مالهاش دعوه بحاجة ولا تعرف أي حاجة عن الموضوع أصلا.

إبتسم ياسين وتحدث ساخرا: يبقي لازم تتعاقب بتهمة الغباء يا عمر لازم نقرص ودنها علشان تبقي تاخد بالها بعد كده.
ضحك عمر وتحدث بإيجاب: اللي تؤمر بيه سعادتك.
ألقي ياسين الدوسيه بإهمال ونظر بشر إلى عمر قائلا: تاخد الرجاله وتجرلي إبن ال ده من قفاه وتجبهولي على المكان اللي بنستقبل فيه الناس العزيزة أوي على قلبنا.

عاوزين ندلعه على الاخر، عاوز إستقبال يليق بواحد طير النوم من عيني أربع أيام بحالهم، مفهوم يا عمر؟
وقف عمر ونظر له بابتسامه وأجاب بتسلي: أوامر سعادتك يا باشا إعتبره حصل ده أحنا هنروقه وهنوريه اللي عمره ما فكر ولا تخيل إنه يكون موجود في الحياه أساسا.
إبتسم ياسين ساخرا وقال: عاوز أشوف الهمة يا رجالة.
خرج عمر بعد إلقاء التحية الرسمية على ياسين الجالس ببرود.

بعد خروجه أسند ياسين ظهره على المقعد ووضع يده على ذقنه وأخذ يحرك المقعد يمينا ويسارا بتسلي وبدأ باسترجاع ليلته الماضية المميزة، ليلته الأولي في غرفة مليكته، تنهد بسعادة وحدث حاله: ما أجمل طعم عشقك مليكتي، عشقك ذو مذاق خاص صغيرتي، عشق بطعم الحياة
فمرحبا بكي داخل عالمي، عالم عشق ياسين المغربي
#إنتهي البارت
هل سيوفي ياسين بوعده ل يسرا ويكتفي بالحصول على الفيديو واسترجاعه لها؟
أم أن للفضول رأي أخر؟
كان مبتسما شاردا في ليلته الماضية أخرجه من شروده جرس هاتفه معلنا عن وصول مكالمة أمسك هاتفه بإهمال لينظر بشاشته وإذ به ينتفض فرحا واقفا كطفل صغير أتاه الخبر اليقين،
أخذت دقات قلبه تتسارع بسعاده حين رأي إسمها يزين شاشة هاتفه لم يعد مستوعبا أحقا مليكتي تريدني؟
أجاب على الفور بسعادة محاولا تماسك حاله: مليكة هانم عثمان بتتصل بيا بنفسها لا أنا أكيد بحلم.

أطلقت ضحكة أنثوية فتح فاهه ببلاهة حين إستمعها وخرج قلبه من مكانه
حين أكملت هي بدعابة: علشان بس تعرف أنا أد ايه متواضعة.
أجابها بصوت هائم: إنتي كل حاجة حلوة يا مليكة
تحمحمت هي بخجل وتحدثت بصوت خجول ناعم قائلة: ياسين، كنت عاوزه أقول لك إن طارق عاوزني أروح معاه الشهر العقاري
علشان فيه أوراق خاصه بالشركة لازم تتمضي، فبعد إذنك ممكن أروح؟

طاااار قلبه من رقتها وحديثها العذب، كل هذا من مجرد إستئذان، فماذا لو حدثته عن العشق؟
الويل لك ياسين، سيهلكك عشقها حتما لا محال يا فتي
أجابها محاولا إخراج صوته حتى لا يظهر أمامها بتلك الحالة: أكيد موافق يا مليكة، بس ماتتحركيش من عندك أنا هاجي أخدك أوصلك وأرجعك تاني.
أجابته بعملية: مش هينفع يا ياسين طارق تحت مستنيني كمان الساعه عدت 12 يعني الشهر العقاري قرب يقفل.

ضحك ساخرا على سذاجتها وتحدث: شهر عقاري ايه ده إللي يقفل يا بنتي إنتي لو عاوزاني أنقل لك الهيئه كلها في الجنينة عندك حالا هعملها.
إبتسمت وتحدثت بدعابة: طب يا سيدي عرفنا أد ايه سيادتك حد جامد أوي ومهم في البلد دي، ممكن بقي تسيبني أنزل علشان طارق زمانه قاعد مش طايق نفسه ولا طايقني.
أجابها بموافقة: تمام إنزلي وخلي بالك من نفسك وأول ما توصلي إتصلي بيا طمنيني.

إبتسمت بسعاده على إهتمامه بها وتحدثت برقة: حاضر، باي باي يا ياسين.
أغلقت أما هو مازال ممسك بهاتفه ينظر بشاشته بسعادة عارمة
ذهبت مع طارق وبعد ساعة قضتها داخل الشهر العقاري كانت تخرج مع طارق من الهيئة لتستقل معه سيارته، وجدت أمامها ياسين يقف بجانب سيارة طارق بإنتظارهم
ضيق طارق عيناه بإستغراب وتحدث: ياسين، إيه اللي جابك هنا؟
أجابه وهو ناظر لتلك الحورية: جيت علشان أخد مليكة.

كانت تنظر له بإبتسامة ساحرة وتشكره بعيناها على إهتمامه الواضح بها
أجابه طارق: طب وليه تعبت نفسك ما أنا كنت هوصلها للبيت وأرجع الشركه تاني.
إبتسم ياسين له بسماجة قائلا: متشكرين يا سيدي مستغنيين عن خدماتك الجليلة، إتفضل يلا على شغلك علشان ماتتأخرش.
ضحك طارق وتحدث: ياباااي عليك، المهم يا مليكة كده محتاجك بكره معايا في المكتب هتمضي شوية أوراق وكده يبقي كله تمام، إتفقنا؟

كادت مليكة أن تتحدث ولكن أوقفها ذلك المتداخل قائلا: مليكة لا رايحة ولا جاية، وبالنسبة للورق اللي عايز يتمضي إبقي هاته معاك وانت جاي علشان تمضيه، ولم يعطي فرصة لأحد ليتحدث
فتح باب سيارته وأشار لها لتدلف وبالفعل جلست على المقعد المجاور له وأغلق هو الباب.
أمسكه طارق من كتفه قبل أن يذهب وتحدث بإستفهام: هي إيه الحكاية بالظبط! ما تفهمني يا كبير.

إرتدي ياسين نظارته الشمسية وتحدث بلا مبالاة: روح يا حبيبي شوف شغلك وماتدخلش في إللي ملكش فيه.
غمز له طارق بعينه قائلا بدعابة: هي بقت كده، الله يسهله يا باشا.
صعد بجانبها وبدأ بتحريك مقود السيارة
وتحدثت هي بحزن: ليه ماخلتنيش أروح الشركة مع طارق، أنا زهقانة وكان نفسي أروح أغير روتين حياتي ولو حتى بمشوار شغل زي ده.
نظر لها بإستغراب: وإنتي علشان زهقانة تروحي الشركة؟

وأكمل بغمزه من عينه قائلا بمرح: طب ايه رأيك أعوضها لك بكره ونخرج نتعشي مع بعض ونروح سينما؟
أجابته سريعا بنفي: لاء مش حابه أخرج، ثم نظرت له تحاول إصلاح ما حدث قائلة: قصدي مش هينفع أسيب مروان وأنس لوحدهم.
تحدث بجدية وهو ناظر أمامه ويبدو على وجهه التشنج: أوك براحتك.
ساد صمت تام بينهما لمدة.

هو غاضب حزين من رفضها الدائم لجميع محاولاته للتقرب منها، وهي أيضا حزينة لأجله ولكن مابيدها لتفعله هي حقا تريد الخروج معه والإستمتاع بحياتها الغائبة منذ الكثير لكنها تخشي نظرات وهمزات الجميع عليها
هي حقا ذات قلب حائر
قطعت هي الصمت قائلة في محاولة لإرضائه: ياسين أنا نفسي أكل ملفيه أوي، هو إنت ممكن توديني Café كويس أكل فيه قطعه مع فنجان قهوة؟

نظر لها بشغف وإبتلع لعابه من شدة تأثره بتلك المحاولة وأجابها بسعاده بالغة: إنتي تؤمريني يا مليكة حالا ايه رأيك في بيعمل الملفيه حلو أوي؟
أجابته بعيون سعيدة لسعادته: تمام حلو أوي فعلا.
وصلا للمكان، صف سيارته ونزل منها سريعا وفتح لها باب السيارة ومد لها يده.

نظرت لأعلي داخل عيناه رأت بهما سعادة وعشق هي تعرفه من قبل نعم، مدت له يدها بإبتسامة أذابت بها قلبه، أخرجها من السيارة وأمسك كف يدها واحتضنه بإهتمام واتجه بها للداخل، كان يتحرك بجانبها محتضنا يدها بتملك يشعر وكأنه ملك وهي تاجه.

سحب لها المقعد بإحترام وأجلسها وذهب وجلس مقابلها، جاء النادل وطلبت هي ما تريد وطلب هو قهوته المعتاده، وبعد مده جاء النادل وأنزل ما بيده وذهب، أمسكت شوكة الطعام والسكين وأخذت بتقطيعه وبدأت بتذوق الحلوي وأغمضت عيناها وهي تتذوقها بتلذذ واستمتاع،
كان ينظر لها وقد ذاب قلبه وانتهي، كم أنت مسكين أيها الياسين
تحدث إليها بعيون سعيدة: للدرجه دي طعمها حلو؟

فتحت عيناها وهي تبلل شفتاها بلسانها باستمتاع وأجابته: أوي، طعمها حلو أوي.
إبتسم لها قائلا: بألف هنا.
إبتسمت له وأكملت: ميرسي
تحدث وهو يبتلع لعابه من حالتها المهلكة لقلبه المسكين وهي تبلل شفتاها قائلا وهو يشار لها على صحنها: هو أنا ممكن أدوق؟
نظرت له بفرحة وابتسمت وهزت رأسها بإيماء قائلة: أكيد بس هتاكل بنفس الشوكة ولا أطلب منهم يجيبوا شوكة نضيفة؟

نظر لها بعيون هائمة وتحدث بغرام: أنا عاوز أدوقها بالشوكة بتاعتك إنتي يا مليكه
خجلت من حديثه ولكنها تلاشته على الفور، وقطعت له قطعة ومدت يدها لتعطيها له لكنه فاجأها وأمسك كفها الرقيق بكف يده بإحتواء وتملك ونظر داخل عيناها بعيون ملتهبة عشقا، والغريب أنها لم تبادر بإنسحاب عيناها مثل سابق وكأن مغنطيسا جذبها لعيناه.
نظرت له بقلب يخفق بشدة من ما؟ هي لا تدري!

إبتلعت لعابها من شدة توترها وهي تنظر له وهو يضع الشوكة داخل فمه ويتلمسها بشفتاه باستمتاع وتلذذ وكأنه يريد أن يصل لها رسالة أنه يريدها، يريد لمسة شفاها المهلكة، يريد راحته بين أحضانها
نسيا العالم من حولهما وكأن المكان قد خلا إلا منهما ضلا على وضعهما هذا حتى أخرجهما رنين هاتفها، إرتعبت وشدت يدها بإرتباك كادت أن توقع كل ما هو فوق المنضدة.

أشفق على حالتها وبدأ بتهدأتها: إهدي يا مليكة، مالك إتوترتي كده ليه؟
نظرت لشاشة هاتفها ثم حولت بصرها له برعب وتحدثت: دي ماما ثريا.
حدثها مهدئا: طب إهدي وردي عليها شوفيها عاوزه ايه.
ضغطت على زر الإجابة وأجابت بتلعثم: أيوه يا ماما.
ثم نظرت له بعيون حائرة وأكملت: أنا مع ياسين أصله جالنا على المصلحة وطارق مشي على الشركة علشان كان متأخر وياسين عزمني على قهوة بنشربها وهنيجي علطول،.

ثم أكملت: حاضر يا حبيبتي باي باي.
نظرت عليه وجدته يحتسي قهوته وهو ينظر جانبا للخارج و يبدو عليه الغضب التام.
حدثته بترقب: مالك يا ياسين؟
أجابها بضيق وبرود وهو مازال ينظر على منظر البحر المجاور له: مفيش.
حزنت من طريقة رده عليها ونظرت ليديها وهي تفرقهما بتوتر ولمعت دمعة ألم بعيونها ولكنها تنفست الصعداء ومنعتها من النزول.

ساد الصمت نظر لها ولام حاله على ما أوصلها له فتحدث بهدوء: مليكة أنا جوزك يعني مش لازم ترتبكي وتخجلي وإنتي بتتكلمي عني أو عن إنك معايا، بالعكس خروجنا مع بعض ده طبيعي جدا إللي مش طبيعي هو خوفك وقلقك الدايم طول ما أنتي معايا، ثم حدثها بتساؤل: ممكن أعرف ليه كنتي بتتكلمي مع عمتي بخجل وإحراج كده؟
زي ما تكوني بنت في ثانوي مامتها ظبطتها هربانة من المدرسة وخارجة مع صديقها.

إبتلعت لعابها وتحدثت بتفسير: مش عاوزه حد يتكلم عليا يا ياسين، طول عمري بخاف من كلام الناس وبعمل حسابهم في كل تصرفاتي وبحط في إعتباري ردة فعلهم على أفعالي.
تحدث بحدة: طظ في كل الناس مش مطلوب منك تعملي حساب لحد ولا في إنهم إزاي هيفكروا ويفسروا تصرفاتك،.

ثم أكمل بحنان وصوت هادئ وعيون مترجية: مليكة أنا جوزك، أنا حابب تقربي مني وتفتحيلي قلبك وتحكيلي على إللي فيه، عاوزك تشاركيني تفاصيلك وتدخليني حياتك، وأكمل بإيضاح: ومش معني كده إني بطلب منك تكونيلي زوجة بالمعني المتعارف عليه يعني أقصد المعاشره وكده،
خجلت وأخذ صدرها يعلو ويهبط وسحبت عيناها عنه.

وأكمل هو بتفهم: أنا قصدي تفتحيلي قلبك يا مليكة نفسي تكوني قريبة مني وتحكيلي على أي حاجه مضيقاكي تعباكي مش حباها في حياتك، عاوز أساعدك على أني أخلي حياتك مريحة أكتر.
نظرت له وشعرت براحة من حديثه وابتسمت بشكر قائلة: متشكره أوي يا ياسين متعرفش أد أيه كلامك ده ريحني، وصدقني هحاول أعمل كده فعلا لأني حقيقي محتاجة صداقتك جدا ونفسي نرجع مع بعض زي الأول من غير مناوشات وخناق كل شويه.

إبتسم لها ومد يده لها بمداعبة قائلا: طب يلا نتفق إننا مش هنتخانق مع بعض تاني.
إبتسمت ومدت يدها
وأنا موافقة، ثم سحبت يدها قائلة: يلا بقا علشان إتأخرنا، ماما بتقولي أنس بيسأل عليا.

وافقها على الفور ونظر للنادل وطلب منه الشيك ثم ذهبا معا بطريقهما للعودة، كان كل منهما سعيد بداخله لتلك البداية الجميلة، وصلا للمنزل وأنزلها ثم إبتسم لها قائلا: هريحك مني النهاردة تقدري تنامي براحتك من غير توتر زي إللي حصل إمبارح.
إبتسمت بإحراج قائلة: ومين إللي قالك إني كنت متوتره؟
أجابها بدعابة: السرير المسكين اللي تعبتيه من كتر ما تقلبتي عليه من شدة توترك.

ضحكت بصوت أنثوي رقيق ثم تحدثت بمرح: طب ممكن بقا تقولي على جدول مواعيدك علشان أبقي أنام قبلها بيوم.
ضحك وأجابها بدعابة وتسلي: والله أنا راجل عادل وأحب أعدل بين مرتاتي يعني يوم عندك ويوم عندها ما أحبش الظلم أنا.
كل هذه الضحكات والهمسات كانت تحدث تحت أعين المستشاطة غضبا الواقفة في شرفتها تراقب الوضع وتقيمه، ظل واقفا حتى دلفت من باب الفيلا الداخلي ثم تحرك على منزله.

صعد لغرفته وبمجرد دخوله وجدها تقف تربع يديها على صدرها وتهز ساقيها بتوتر ويظهر على وجهها علامات الغضب التام
تحدثت بغضب عارم: ممكن البيه يفسر لي ايه إللي أنا شفته من شويه ده؟
كان يفك رابطة عنقه بعدما خلع عنه سترته ولم يعيرها إهتمام
صرخت به بجنون: ياسييييين أنا بكلمك رد عليااااااا.
ذهب إليها وأمسكها من ذراعها بغضب هادرا بها: صوتك ده ما يعلاش طول ماانتي قدامي، فااااااهمه.

ثم تركها بغضب وأولاها ظهره، ذهبت خلفه وأمسكته بتملك: حرام عليك يا ياسين إنت ليه بتعمل فيا كده؟
هو أنا علشان بحبك تقوم تذلني بالشكل ده.
لف جسده لها وتحدث بإستغراب: بتحبيني! إنتي عمرك ما حبتيني يا ليالي إنتي أكتر واحده أنانية ومتسلقة شوفتها في حياتي، إنتي جبارة ولو لاقيتي فرصتك هتدوسي على كل إللي حواليكي من غير رحمة!

نظرت له بصدمة وهي تستمع له وأجابته بإستغراب: أنا! أنا كل ده يا ياسين، للدرجة دي شايفني شريره؟
كل ده ليه؟ علشان بحبك وبغير عليك، علشان بسألك كنت واقف مع الزفتة دي بتتكلموا في ايه؟
قبض ياسين على يده وأغمض عيناه يحاول تهدئة حاله كي لا يفرغ شحنة غضبه بها
وأكمل وهو يجز على أسنانه: أولا إسمها مليكة ياريت ترتقي شويه،
ثانيا بقي يا هانم إنتي مكنتيش بتسأليني إنتي كنتي بتستجوبيني لا ومن جبروتك بتصرخي عليا،.

وأكمل بكبرياء وتعالي: إنتي متخيلة نفسك بتعملي ايه؟ إنتي بتصرخي وبتستجوبي ياسين المغربي! إنتي فاهمة يا ماما إنتي عملتي ايه؟
إحمدي ربنا إنك أم أولادي وبنت خالي،
بس أم أولادك وبنت خالك وبس يا ياسين قالتها بإنكسار ودموع.
نفخ بضيق وهو ينظر بالسقف وتحدث: ليالي أرجوكي أنا راجع من شغلي تعبان وعاوز أنزل أتغدي وأجي أنام شويه، ممكن تأجلي واصلة النكد دي ل بالليل أكون نمت وفوقتلك كده وابقي ساعتها نكدي براحتك.

ذهبت إليه وتحدثت بحزن ودلال: هو أنت علشان عارف إني بحبك وما أقدرش أستغني عنك تعمل فيا كده؟
نظر لها بتسلي وتساؤل: إنتي عاوزه ايه بالظبط يا ليالي؟
أجابته وهي تغمض عيناها بعشق وترمي نفسها داخل أحضانه: عاوزاك، عاوزاك يا ياسين.

إستجاب لها ياسين وأخذها بين أحضانه وعاشا بعالمهما، فهي بالأخير زوجته ولها عليه حقوق شرعيه واجبه، أما ليالي فقد نالت ما خططت له مع منال فالأن هي كسرت حاجز البعد والعقاب حتى لا تعطيه الفرصه للتفكير للتقرب من مليكة.

في المساء
ذهب ياسين للموقع المتواجد به رجاله مع ذلك المغفل تعيس الحظ الذي خيل له غباؤه أنه سيدخل عش الدبابير ويأخذ منه ما يريد ويخرج بسلام، لكن سوء حظه أوقعه بيد من لا يرحم
دلف ياسين للداخل بهيبته المعهوده أدي له رجاله التحية بإحترام
أخرج هاتفه مناولا إياه لعمر وتحدث: إنسخلي الفيديو هنا ياعمر وبعدها أتخلص من كل الأجهزة إللي عليها الفيديو مش عايز يبقاله أثر، فاهم يا عمر؟

أجابه بإحترام: أوامر معاليك يا باشا.
ثم نظر وابتسم ساخرا على ذلك المقيد بإحكام فوق المقعد ومعصوب العينان ويبدو على وجهه أثار الضرب المبرح
تحدث ياسين بنبرة صوت ساخرة موجها حديثه لرجاله: تؤ تؤ تؤ، ايه الهمجيه إللي إنتوا فيها دي يا رجالة ده الراجل وشه إتشوه خااالص، أنا علمتكم كده بردو؟
كان المدعو وائل يحرك رأسه بفزع عندما إستمع لصوت ياسين.

فتحدث بقوه محاولا إخفاء ما بداخله من رعب: أنا هوديكم في ستين داهية، إنتوا فاكرين البلد ايه سايبة مفيهاش قانون؟
نظر ياسين لرجاله وإذ بهم يطلقون الضحكات الساخرة بصوت عالي
حتي صرخ وائل بهستيرية قائلا: إنتوا مين وعاوزين مني اييييييه؟

سحب ياسين مقعدا وجلس به أمامه وقرب وجهه من وائل وتحدث بفحيح مخيف: أنا عملك الإسود في الدنيا دي يا روح أمك، ثم سند ظهره متكئا على ظهر المقعد ووضع ساق فوق الأخرى وتحدث بنبرة صوت ساخرة: يظهر كده إنك كنت مزعل الست الوالدة الله يرحمها جامد فدعت عليك في ليلة مفترجة وربنا إستجاب، أنا بقي أبقي إستجابة دعوه أمك.
أطلق الرجال ضحكاتهم من جديد،.

ثم استكمل ياسين حديثه متهكما: بقي يا ابن ال ما لقيتش غير بنت المغربي إللي تلعب معاها دا أنت وقعة أمك سودا!
هنا تحدث وائل بصوت عالي واثق: أاااااه، طب مش تقولوا كده من الأول إنتوا بقي اللي الهانم بنت العز بعتاكم طب بلغ الهانم إللي مشغلاك إنها طلعت غبية أوي.

وأكمل بوعيد: وبلغها كمان إن أنا عامل إحتيطاتي ومأمن نفسي كويس ومدي نسخة تانية لحد موثوق فيه ومبلغه إن لو جرالي أي حاجه أو اختفيت تحت أي ظروف هو هيتصرف وهيبعت الفيديو لباقي عيلتها وهفضحها في كل مكان.
تحدث ياسين ببرود: قصدك المسكين رأفت أخوك اللي ورطته معاك، لا ما تقلقش إحنا دخلنا خدنا أمانتنا من عنده بكل هدوء وإحترام وبصراحة الراجل طلع متعاون إلى أبعد الحدود علشان كده سبناه في حاله من غير أذية،.

وأكمل ببرود: إحنا كده إللي يحترم نفسه معانا ويريحنا نريحه على الاخر، أما بقا اللي يقل أدبه،
لم يدعه يكمل وتحدث مترجيا إياه بصياح: حرمت يا باشا أنا أسف وحقك عليا.
أجابه ياسين بسخط: ببساطة كده ياروح أمك ماانت كنت عاملي فيها دكر من شويه وبتهددني كمان، خد عندك الكبيره بقي إحنا جهه أمنيه يا روح أمك وأعتبر نفسك في خبر كان، وحياة أمك ما هتشوف الشمس تاني باقي حياتك.
أجابه بتلعثم: بتهمة ايه يا باشا هتحبسني؟

ياسين: هو أنت كمان لسه ليك عين تسأل!
يلاااا ده إنت إللي زيك ملهوش عندي دية، ومع ذلك هخليني معاك للأخر خد عندك التهم خيانة وسرقة وإرهاب.
صاح وائل بدموع: حرام عليك يا بااااشا أنا معملتش أي حاجه من دول.
أجابه ياسين ببرود مميت: طب ما تيجي نفصصهم مع بعض كده ونشوف، أولا خاين خنت الشركة إللي بتاكل من وراها عيش وإستغليت وظيفتك في شغلك القذر،.

ثانيا حرامي سرقت فيديو خاص بتسجيلات الشركة من ورا علم أصحابها، ثالثا إرهابي بقالك إسبوع راعب مواطنة سالمة وبتهددها وتبتزها وبتستغل خوفها وتطلب منها فلوس، ورفع يداه بإستسلام: أهو كله على إيدك أهو لو أنا اتهمتك بحاجة محصلتش قول واعترض وقولي إنت ظالم ومفتري يا باشا،
ثم حول بصره لرجاله المتواجدين حوله يتفاخرون برئيسهم موجها إليهم الحديث: غلطت أنا في حاجة يا رجالة، بفتري عليه ولا حاجة، لو بفتري قولولي؟

ردوا عليه جميعهم: عداك العيب يا معالي الباااشا.
بكي وائل وتحدث بهلع وخوف: أبوس إيدك يا باشا، إرحمني لوجه الله أنا عندي إبن وعايز أربيه.
هدر به بحده وتحدث: يا ابني إذا كان أبوه نفسه مش متربي يبقي الواد هيتربي إزاي؟
وبعدين مفكرتش فيه ليه قبل ما تعمل عملتك السودا دي، على العموم إبنك أحسنله يتربي بعيد عنك على الأقل مش هيورث غبائك.

صاح وائل بصراخ وتوسل: أبوس إيدك يا باشا تسامحني، حرمت والله العظيم ماهعمل كده تاني خرجني من هنا وقسما بالله همشي زي الألف.
هدر به ياسين: إخرص يلااا، لو عاوز تنفد بعمر إبنك ومراتك قول لو شايل نسخ من الفيديو في أي مكان تاني بدل ورحمة أمك أخليك تشوف إبنك ومراتك وهما مدبوحين قدامك، ده طبعا قبل ما أخلص عليك إنت كمان وأخلص الدنيا من غبائك.

صرخ وائل وتحدث: والله العظيم يا باشا ما فيه أي نسخ تانية هي اللي كانت على فوني واللي على اللابتوب وعند أخويا وكلهم بقوا تحت أدين حضرتك، أرجوك إبني ومراتي ملهمش ذنب، أبوس أيدك إعتقني لوجه الله.
وقف ياسين وتحرك للخارج تحت صراخ وائل المستدام، خرج وخرج عمر خلفه مناديا عليه: باشاااا ماقولتلناش هنعمل ايه في الجثة دي؟

أجابه ياسين بإبتسامه سمجه: سيبه يومين تلاتة هنا لحد ما يتربي وبعدين رجعوه بيته علشان خاطر إبنه، أنا وعدت أخوه إني هأدبه الأول وبعدين أرجعه.
تحدث شاب أخر يدعي علي: طب وبالنسبه لمراته يا باشا مش ممكن تبلغ؟
نظر له ياسين وابتسم بتسلي: إنت لسه جديد ولا ايه يا علي؟
علي العموم كل حاجه معمول حسابها ما تقوله يا عمر علشان سيادة النقيب يتعلم ويستفاد.

نظر عمر إلى صديقه وتحدث: بص يا عم على إحنا عندنا أجهزة بتتقمص الصوت لدرجة إنك لايمكن تشك إن ده مش صوت الشخص الحقيقي أصلا، فأخدنا تليفونه وكلمنا مراته منه وقولنالها إنه سافر في مأمورية مستعجلة للشغل، وأكمل بدعابه: ولانها ست مصرية أصيلة شكت فيه إنه بيخونها ونكدت عليه نكد السنين فالحمدلله ده خدمنا خدمة عمرنا وأكدلنا إنها مش هتتصل بيه تاني.

تحدث على مستفسرا: طب إفرض إنها حبت تكلمه تاني يا باشا هتعملوا ايه؟
أجابه ياسين هذه المره: لو فرضنا إنها نسيت كلمتين ما قالتهمش في الخناقه وحبت تكمل وصلة الردح بتاعتها فا دي بسيطه وبردوا معمول حسابها، فيه شباب مسؤلين عن الفون أول ما ترن هيشغلوا برنامج الصوت ويردوا عليها إنت في جهاز المخابرات يا على يعني لازم تكون عامل حساب كل حرف وأي مستجد في قضيتك.

علي بإستفهام: طب وبالنسبة لأخوه يا باشا سكتوه بسهولة كده إزاي؟
أجابه ياسين: لا أخوه ده طلع أغلب من الغلب، طلع القذر ده هو اللي ضاغط عليه وهو أصلا مش بتاع مشاكل وماشي جنب الحيط فكان من السهل جدا إقناعه بإننا ناخد اللي يخصنا من عنده ووعدناه نرجعله أخوه بس لما يتربي الأول علشان يبطل يتشاقي تاني.
تحدث علي: طب
رمقه ياسين بنظرة حادة وتحدث: لا بقولك ايه إنت كلت دماغي أسئلة وأنا مش فاضيلك،.

ثم نظر إلى عمر: عمر إبقي درب رجالتك وفهمهم يا حبيبي أنا دماغي فيها اللي مكفيها أنا بقيت متجوز إتنين يا باشا يعني محتاج صحتي أكتر من الأول يلا سلام.
إبتسم عمر وتحدث بإحترام: كان الله في العون ياباشا وربنا يقوي معاليك.
تحدث عمر متذكرا: ياسين باشا تليفون حضرتك
نظر له ياسين وابتسم له وأخذ الهاتف وشكره.

إنسحب جانبا وأمسك هاتفه وضغط على تشغيل الفيديو مع كتم الصوت وجد رائف وهو يستقبل نرمين بحفاوة تنهد بألم حين رأي أخاه الغالي، أسرع من خطي الفيديو وأوقفه للمنتصف وجد رائف يقف بوجه نرمين ويظهر على وجهه علامات الغضب وأيضا نرمين كانت تتحدث بغضب عارم،
أغمض عيناه بغضب ولعن حاله على أنه أعطي وعدا ليسرا بألا يعرف ما يحتويه هذا الفيديو، ثم أغلقه بغضب ووضع الهاتف داخل جيب بنطاله.

كان الوقت قد تعدي منتصف الليل إستقل سيارته وقادها حتى وصل للمنزل نظر لشرفتها وجدها تقف بها تنظر للبحر الممتد بعيدا ويظهر على وجهها علامات الإستمتاع والراحة.

صف سيارته بالجراج، ثم ذهب لخارج المنزل ووقف بمقابلها نظرت له براحة وقفا ينظران لبعضهما دون إشارات، تنهد وأخرج هاتفه وبدأ بالإتصال بها، إستمعت لصوت هاتفها وهي تراه يجري مكالمة تيقنت أنه هو إبتسمت له برقة ودلفت إلتقطت هاتفها من فوق الكومود وخرجت للشرفة مرة أخرى،
ثم ردت بدلال وصوت هادئ: أيوه
ضحك وتحدث: صاحيه ليه؟
أجابته بدلال: مش جاي لي نوم والجو حلو أوي، بصراحة صعبان عليا أسيبه وأنام.

تنهد قائلا بدعابة: عقبال ماأصعب عليكي أنا كمان.
خجلت من كلماته وبما يقصده بها
تحدث ليخرجها من خجلها: تحبي تتمشي شويه على البحر؟
أجابته: ياريت لكن مينفعش!
سألها ياسين: وليه مينفعش يا مليكة؟
أجابته مليكة بتبرير: ماما نايمة والولاد كمان، مش لذيذة إني أخرج من غير إذنها.
أجابها والحزن يكسو صوته وملامحه: أنا جوزك يا مليكة على فكرة، يعني لو هتستأذني من حد يبقي الحد ده هو أنا، صمتت وهي تنظر عليه.

تنهد بألم وتحدث: إدخلي نامي الجو برد عليكي.
أجابته بإبتسامه وإيماء: حاضر، ياسين. قالتها برقة ونعومة.
أجابها بقلب ذائب: يا نعم
إبتسمت لمراوغته وتحدثت: تصبح على خير.
وأغلقت الهاتف على الفور ودلفت للداخل وهي تبتسم وتدور حول حالها بفرحة،
أما ذلك المسكين الذي أخذ صدره يعلو ويهبط من الإشتياق.

تحرك وكاد أن يدلف لباب منزله إستمع لرنين هاتفه نظر بشاشته إبتسم ولف رأسه لها مجددا وجدها تقف بشرفتها، فتحدث مداعبا إياها: إيه ده بالسرعة دي لحقت أوحشك؟
إبتسمت وتحدثت: لو مبطلتش كلامك ده هقفل وأدخل أنام.
تحدث مبتسما: لا وعلى إيه، كلي أذان صاغية مليكة هانم.
تسائلت بإبتسامة خجولة: لسه عندك إستعداد تتمشي على البحر؟
طار قلبه من شدة سعادته وتحدث: إنزلي يلا مستنيكي.

أغلقت هاتفها وسريعا إرتدت ثوبا ووضعت فوق كتفيها شالا شتويا ليحميها من الصقيع،
بعد مدة قليلة وجدها تخرج بهدوء من البوابة الرئيسيه تحت أنظار رجل أمن البوابة الذي أحني رأسه كتحية منه لها ولياسين ردوها له بإحترام.
تحركا بإتجاه البحر وما ان إقتربت منه واستمعت لإرتطام المياه بصخورها حتى تهللت أساريرها وأغمضت عيناها وبدأت بالإستنشاق العميق لرائحة اليود التي تعشقها.

نظر لها وتحدث بهدوء مبتسما: غيرتي رأيك ونزلتي ليه؟
تهربت بعيناها عنه بإرتباك واكتفت بإبتسامتها التي أشعلت نيران صدره وحدث حاله: قوليها مليكة، أراها ف نظرة عيناكي، أري بوادر عشقي تقتحم عالمك ينقصكي فقط أن تعلنيها
أفاق على صوتها الحماسي: هو أنت بتتأخر في شغلك دايما كده؟
إبتسم لها وأجاب: لا خالص لما بيكون عندي مأموريات مستعجلة زي النهاردة كده.
سألته بإهتمام: بتحب شغلك يا ياسين؟

جدااااا بحبه فوق ماتتخيلي. جملة نطق بها بحماس.
وأكمل بتفاخر: لذة فظيعة وإنتي كاشفه كل إللي حواليكي وعارفة خباياهم، إحساس إنك ملمه بكل الأشياء وعندك دراية بكل إللي بيحصل حواليكي إحساس بيديكي ثقة ويحسسك بالتميز والقوة.

كانت تنظر له بإستغراب مضيقة العينان وتحدثت بإعتراض: غلط جدا على فكرة، ايه اللذة ف إنك تبقي عارف خبايا إللي حواليك وأسرارهم! ده من كرم ربنا علينا إننا مابنعرفش ايه إللي جوه نفوس إللي حوالينا لينا علشان نفسنا تفضل صافية من ناحيتهم وتسود بينا الرحمة والمحبة.

قهقه عاليا ثم نظر لها وحدثها بطريقة عقلانية: الكلام ده بين البشر العادية يا مليكة، الدول ليها مقاييس تانيه خالص، لازم الدولة تبقي قوية وعين رجالتها ملمة لكل أحداث العالم، لازم دايما متديش الأمان لأي حد مهما كان قريب منك، ولا تدي ضهرك لحد وأنت مطمنه وإلا وقتها هتلاقي الطعنة راشقة ف مقتل.

ونظر لها بإهتمام وأكمل بتأكيد: وعلى فكرة بقي الكلام ده ينطبق كمان على الاشخاص. يابنتي إحنا بقينا ف زمن صعب الأخ بيقتل أخوه والأم بتقتل ولادها، إحنا في زمن كله فتن إلا من رحم ربي نصيحة مني ماتديش الأمان الكامل لحد دايما خلي جواكي حتة ذكاء وحرص من إللي قدامك حتى مع أقرب الناس ليكي إنتي بس إللي هتقدري تحمي نفسك واللي بتحبيهم.

كانت تنظر له بإعجاب من حديثه وأفقه الواسع تحدثت بإبتسامة: كلامك صح على فكرة بس أنا يمكن علشان مبخرجش ولا بتعامل مع العالم الخارجي فمعنديش المشكلة دي، كل إللي حوليا واثقة جدا فيهم، وبعدين دول أهلي أكيد مش هيأذوني.
نطق ياسين بنبرة صوت جادة: حتى الأهل يا مليكة، لازم تخلي بالك منهم كويس وتفهمي تفكير الخبيث منهم علشان وقت الجد تكوني سابقة تفكيرهم بخطوة وتهجمي بدل ماتكوني ف خانة الدفاع.

ضيقت عيناها بإستنكار لحديثه الغير مقنع لها.
ضحك هو وتحدث: مستغربة كلامي ومش متقبلاه مش كده؟
أكمل متحديا إياها: أنا بقا هثبت لك إن نظريتي هي إللي صح وبأمثله ومواقف من حياتنا نفسها.
فاكرة اليوم اللي قعدنا فيه مع العيلة يوم توزيع الميراث، تفتكري القعدة دي أنا مكنتش عامل حسابها قبلها بشهور، وعلى فكرة بقي كنت متوقع كل إللي اتقال ومجهز الرد.

ثم زفر بضيق وتحدث: بعد وفاة رائف بفترة صغيرة وليد ونرمين راحوا البنك كل واحد لوحده طبعا، وسألوا على أرصدة رائف الله يرحمه ورصيدك إنتي وعمتي والولاد.
ثم نظر لها بتأكيد وأكمل: وليد بيه كان بيطمن على الأرصدة ولما إتطمن قرر إنه يتجوزك علشان يستولي على مغارة على بابا إللي رائف ساب بابها مفتوح.

نيجي بقي لنرمين هانم إللي رسمت خطة هي كمان، وخطتها كانت إنها تاخد الوصاية على الولاد وتخلي طارق يجهز لها مكتب هي وجوزها وتستولي بيه على حصتك إنتي والولاد وعمتي ويسرا وترمي لكم إنتوا الفتافيت أخر كل سنة
وأستطرد شارحا: أنا بقا قريت أفكارهم كلهم وكنت مراقب تحركاتهم وأنا قاعد ثابت في مكاني وسبتهم يتحركوا ويخططوا سنة بحالها وقبل التنفيذ قعدت مع طارق والباشا واتفقنا على كل حاجة.

واسترسل: على فكرة حتى بيع حصتها كنت عامل حسابه، علشان كده ضيقنا عليها الدايرة في القاعدة وقفلنا كل الأبواب في وشها لحد ماخلناها هي بنفسها إللي تطلب تبيع حصتها، وبكده خلصنا من وجودها في الشركه وللأبد.
كانت واقفة متسمرة تنظر له ببلاهة وعينان متسعة وفاه شاغرة غير مستوعبة حديثه الصادم لها ولبرائتها
تحدثت بشرود وتيهة: إنت بتقول إيه يا ياسين؟ معقول إللي إنت بتقوله ده يكون صحيح!

ثم أشارت بسبابتها على حالها بشرود: للدرجة دي أنا غبية ومش شايفه إللي حواليا كويس؟
للدرجة دي الناس نفوسها بقت ضعيفه، طب ليه؟
هو وليد ده مش المفروض عمهم والمفروض كمان هو إللي يحافظ ويخاف عليهم وعلى مالهم؟
وأكملت بتيهة: ونرمين معقول تعمل كده! وأنا إللي من غبائي كنت فكراها طالبة الوصاية علشان خايفة على ولاد رائف وعايزه تحميهم.
ثم نظرت له وتحدثت بنبرة صوت حزينة: ياااااه يا ياسين، قد إيه أنا طلعت غبية.

إقترب عليها وأمسك كفيها واحتضنهم برعاية وتحدث بحنان وهو ينظر لعيناها: إنتي مش غبية يا مليكة إنتي نقية وروحك نضيفة في وسط عالم معظم نفوسهم بقت ملوثة ومريضة بالطمع، علشان كده بقولك مش عاوزك تثقي في حد لدرجة الإطمئنان.

وأكمل مطمئنا إياها: على العموم أنا مش عاوزك تخافي وطول ما أنا جنبك مش عاوزك تقلقي من أي حاجة، أنا سندك وحمايتك إنتي والولاد ولازم تتأكدي إن طول ما أنا عايش عمري ماهسمح لأي مخلوق على وش الأرض إنه يقرب منك أو يحاول يأذيكي.
كانت تنظر لعيناه وهي تستشعر بهما الصدق والحب، تذكرت إهتمامه بها وبأطفالها، تذكرت كل مواقفه المساندة لها،.

وبدون مقدمات إقتربت عليه واحتضنته متعلقة برقبته وحاوطته بذراعيها تحت ذهول ذلك الواقف متخشب الجسد متسمر بمكانه وكأن عالمه توقف بهذة اللحظة، كاد أن يلف ذراعيه حول خصرها ويقربها منه، لكن تحطمت أماله وهي تبتعد عنه وتنظر له بعيون خجلة وشاكرة بنفس الوقت
وتحدثت: أنا أسفة يا ياسين، أسفة على كل لحظة جرحتك فيها بكلامي، أسفة إني ظلمتك وإنت إللي كنت طول الوقت خايف عليا وعلى أولادي وواقف جنبنا.

تحمحم لينظف حنجرته عله يستطيع إخراج صوته وبالفعل تحدث: أنا مش بحكي لك الكلام ده علشان تتأسفي أو علشان تخافي وتقلقي يا مليكة، بالعكس انا بحكي لك الكلام ده علشان أقويكي وأخليكي تاخدي بالك من كل إللي حواليكي، فهماني يا مليكة؟
أومأت له رأسها بطاعة وابتسامة شكر.
تحركا من جديد وإذا بها تحتضن حالها وتتأفأف من شدة الصقيع نظر لها وتحدث بحنان: بردانه؟

هزت رأسها بإيجاب وهي تفرق يديها ببعضها علها تدفئها بهذا الإحتكاك، وقف من جديد وأمسك يديها وجدها باردة رفعهما على فمه وبدأ بالزفير بهما علها تشعر بسخونة أنفاسه ويدفئها، ثم خلع عنه معطفه وألبسها إياه بحنان تحت سعادة هائلة تمالكت منها وهي تري إهتمامه وعشقه الذي ينبعث من عيناه
نظر لها بعيون هائمة وتحدث: أحسن؟
إبتسمت له وهزت رأسها بإيجاب وتحدثت بنعومة: الحمدلله.
أكمل هو: طب يلا بينا علشان ماتبرديش تاني.

وافقته وتحركت بجانبه وإذ به يحاوطها بذراعه محتضنا إياها برعاية وهو يتحرك بجانبها، إقشعر بدنها بالكامل ولكن هذه المرة ليس نفورا بل فرحا، تملكت السعادة من قلبها وتحركت معه تحت رعايته مستسلمه لدفئ أحضانه الحانية
فهل ستستسلم مليكة لعشق ياسين وتدع عشقه يتغلغل داخلها؟
أم أن قلبها مازال حائر بين ثنايات الماضي والحاضر؟
وهل ستضحك لها الأيام من جديد وتعود بسمتها لقلبها؟
أم أن مازال للحزن بقية؟
صباح اليوم التالي على التوالي
أفتحت عيناها بتثاقل وتمللت فوق فراشها بدلال إنثوي، وبدون مقدمات إبتسمت حين تذكرت حديثها معه ليلة أمس إعتدلت وجلست وهي تتمطئ بتكاسل، جائت عيناها على ذلك المعطف الموضوع على حافة تختها، مدت يدها وتذكرت حين أوصلها لباب المنزل جائت لتخلعه عنها وتعطيه إياه وكيف رفض هو
وأمسك يدها بحنان وقال بدعابة كعادته: إتركيه أرجوك عله يدفئكي وينال ما أحرم أنا منه.

إبتسمت وأمسكت المعطف وقربته من أنفها لتشتمه وإذا بها تغمض عيناها وتأخذ شهيقا علها تشتم به رائحته المميزة التي باتت تتقبلها وتشتاقها، دق قلبها بسعادة ولكنها أفتحت عيناها سريع وهزت رأسها بإستنكار لتلك الأفكار الشاذة بالنسبة لها،.

ألقت بالمعطف فوق المقعد وذهبت إلى الحمام توضأت وأدت صلاة الضحي وارتدت ملابس مناسبة للجلوس بها داخل الحديقة وكادت أن تتحرك للنزول للأسفل لكن أوقفها رنين هاتفها الذي كان بجيب بنطالها الفضفاض
نظرت به وإذ بقلبها ينبض حين رأت إسمه، إبتسمت وأجابت على الفور: صباح الخير.
تحدث بصوت هائم مغازلا إياها بكلماته: أول ما لقيت الشمس طلعت فجأة ونورت قولت أكيد مليكة فتحت عيونها الحلوة على الدنيا ونورتها.

خجلت من كلماته وابتسمت وتحدثت بنبرة صوت خجلة: ميرسي على المجاملة الحلوة دي.
أجابها وهو ينظر من نافذة مكتبه ناظرا للسماء مبتسما: إنتي شايفه إنها مجاملة؟
ضحكت بإنوثة أثارته وتحدثت: مشيها مجاملة علشان خاطري.
أجابها بصوت حنون: أنا علشان خاطرك أعمل أي حاجة يا مليكة
إبتسمت بخجل وأخذ قلبها بالخفقان وصمتت
شعر بخجلها فأراد أن يخرجها من تلك الحالة وتحدث بإهتمام: فطرتي؟

هزت رأسها وكادت أن تجيبه إستمعت لدقات فوق باب جناحها فتحدثت: ثواني يا ياسين خليك معايا هشوف مين على الباب.
توجهت للباب وفتحته وجدت مني التي تحدثت بإستعجال: صباح الفل يا ست مليكة.
أجابتها مليكة بإبتسامة: صباح النور يا مني.
تحدثت مني من جديد: ست ثريا وست يسرا بيستعجلوا حضرتك علشان الفطار ومستنيين حضرتك ف الجنينة.
أجابت مليكة: أوك يا مني أنا نازلة حالا.

نظرت مني إلى الهاتف وتحدثت بفضول: هو حضرتك بتكلمي والدة سعادتك ولا الست سلمي؟
كان ياسين يستمع للحوار إبتسم وهز رأسه يائسا من أفعال عميلته الغبية وتدخلها المستفز لمعرفة المعلومات التي تعطي له بها تقريرا يوميا.
نظرت لها مليكة بإستغراب من تلك المتحشرة وتحدثت بنبرة حادة: إنزلي قولي لماما إني نازلة حالا.
أغلقت الباب وعادت للحديث مرة أخري إلى ياسين فبادر هو بالحديث: إنزلي إفطري ونبقا نتكلم وقت تاني.

أجابته بإبتسامة: تمام، باي باي يا ياسين.
وأغلقت هاتفها وتحدث هو: أووووف، يالك من مسكين أيها الياسين.

أخبر ياسين يسرا و نرمين.

أنه تم إنتهاء الأمر الذي أزعجهما طيلة خمسة أيام ماضية وأخبرهما أيضا أنه قد تخلص من الفيديو والداتا، وأيضا جميع الأجهزه الموضوع عليها وأصبح لا أثر له على الإطلاق، ولكنه بالفعل لم يخبرهما أنه إحتفظ بنسخة على هاتفه الشخصي، حقا أنه منع حاله وحارب فضوله من أن يشاهد ما يحتويه ذالك الفيديو لكن بحكم وظيفته وما إكتسبه منها لم يتمالك من حاله ويمنعها على أن لا يحتفظ بنسخه لنفسه، حفظها دون معرفة ما تحتويه من حديث.

وقد أطلق سراح المهندس وائل وإرجاعه لمنزله بعد خمسة أيام ذاق بها جميع أنواع الإرهاب المادي والمعنوي والضرب المبرح وأجبره على أن يضع إستقالته فور خروجه بين يدي طارق دون ذكر حرف واحد مما حدث، أما سهي السكرتيرة فقد إستدعاها ياسين وأخبرها بما فعل وائل وكيف إستغلها؟ وأمرها بتقديم إستقالتها فورا دون إخبار طارق بما جري وإلا ستتعرض للمسائلة القانونية لخيانتها للأمانة وبوحها بأسرار العمل وبالفعل إمتثلت لحديثه ونفذته كما طلب منها.

وأغلق هذا الملف المزعج للأبد، أو هكذا تخيلا ثلاثتهم.

بعد عدة أسابيع أخري.
مازال ياسين يحاول التقرب من مليكة، تارة يري بأعينها رغبة بغرامه، وتارة أخري يراها تقابل جميع محاولات تقربه منها بالتصدي ومازال صابرا عليها.
دلف للداخل وجد ثريا تجلس في البهو تحمل أنس وبجانبها ساره إبنة يسرا، ألقي السلام وردته ثريا بإبتسامة مشرقة
وما أن راه أنس حتى تهللت أساريره وصاح بحماس: عمو يااااسين.

إلتقطه بخفة من أحضان ثريا وانهال عليه بالقبلات المتلهفة: يا قلب عمو ياسين وروحه وحياته كلها وحشتني يا أنوس
نظر له الصغير وتحدث من بين ضحكاته وسعادته: إنت كمان وحشتني كتيرررررر
تحدث ياسين بسعادة وهو يشتم رائحته ويحتضنه: يا حبيبي يا قلبي إنت.
نظر ياسين إلى ثريا السعيدة وتحدث: أقعد هنا مع نانا وأنا هطلع أجيب حاجة من فوق وأجي علشان أخدك إنت ومروان وحمزه وياسر وأمير ونروح كلنا الملاهي نلعب سوا.

هلل الطفل وصفق بيداه بسعادة.
تحدثت ثريا بإبتسامة رضا: ربنا يخليك ليهم يا حبيبي.
نظر لها ليعطيها الطفل وتحدث: ويخليكي لينا يا حبيبتي بعد إذنك هاطلع أجيب ورق كنت ناسيه فوق.
إبتسمت له وتحدثت: طب يا حبيبي أقعد أشرب فنجان قهوة معايا على ما مليكة تخلص أصل البنات معاها فوق بيعملولها جلسة مساج.

سال لعابه على الفور وارتبك بوقفته هز لها رأسه بإيماء، وجلس وتحدث لها بنبرة جادة ليخفي مابداخله: وإنتي ماأخدتيش جلسه ليه يا حبيبتي علشان ضهرك وكتفك إللي بيوجعك؟
أجابته بوجه بشوش: هاخد يا ياسين بس قولت مليكة تخلص الأول.
تحدثت ساره بعفوية: أصل طنط مليكة بتعمل جلسة حمام مغربي وده بيحتاج وقت أكتر وتجهيزات علشان كده نانا قالتلها تطلع هي الأول.

إرتبك بجلسته واهتزت يده وهو يتناول فنجان القهوة من يد علية التي أتت للترحاب به، فما كان ينقصه سوي حديث سارة البرئ، فلقد أشعلت نيران جسده بالكامل بتلك الكلمات البسيطة.
نظرت له ثريا عندما رأته مرتبكا فقد فسرت إرتباكه على أنه إستعجال منه فتحدثت: لو مستعجل على الورق ممكن أخلي سارة تطلع تجبهولك؟

أجاب سريعا: لا خااالص، ثم وعي على حاله وأكمل بتعقل: أصل أنا شايل الدوسيه في مكان معين، وفيه ورق مهم جدا جواه، أخاف يوقع منه حاجة وسارة جيباه.
هزت رأسها له بتفهم، وأكملا إحتساء قهوتهما.
بعد مدة نزل فريق العمل ودلفت معهم ثريا لغرفتها.

وصعد هو على الفور، طرق على باب الغرفه ودلف سريعا وجدها تخرج من المرحاض ترتدي رداء الحمام(البرنس) وتضع حول رأسها منشفة، كانت جذابة للغاية وجهها يشع إحمرارا وتوهج من أثر سخونة الجلسة وبشرتها ملساء وشفتاها اه من شفتاها كانت كلون الكرز.
نظرت له بخجل وتحدثت بتلعثم: ياسين عاوز حاجة؟

إقترب منها بعيون متلهفة وهي تتراجع للخلف حتى إلتصقت بالحائط، وقف أمامها وتحدث بمراوغة وهو ينظر لها بعيون هائمة: واحد داخل أوضته إللي فيها مراته تفتكري هيكون عاوز أيه؟
إبتلعت لعابها بتوتر وتحدثت بصوت مترجي: ياسين من فضلك إبعد.
وضع يداه على الحائط محاوطا إياها ومرر لسانه فوق شفتاه وتحدث بتسلي: مش هاأقدر يا مليكة.
أخذ صدرها يعلو ويهبط برعب وتحدثت بتلعثم: مممم من فضلك يا ياسين ما يصحش كده، أرجوك إبعد.

إبتسم بتسلي ثم رفع يداه للأعلي بإستسلام وتراجع للخلف وتنهدت هي وابتلعت لعابها
وتحدث هو مبررا أفعاله مراوغا إياها: هو أنتي الواحد مايعرفش يهزر معاكي خالص دايما تاخدي المواضيع جد كده.
حزنت بداخلها وحدثت حالها: دعابة! أكانت أفعالك منذ قليل مجرد دعابة؟
يا لك من وقح.
وأكمل هو بنبرة جادة وهو ينظر إليها: حلوين أوي البنات دول وشكلهم متمكنين من شغلهم.
أجابته بهدوء بنبرة صوت خجلة: هما فعلا كويسين.

نظر لها وتحدث بنبرة صوت جادة: طب ما تديني رقم المركز علشان عاوزهم يعملولي جلسة.
نظرت له بإستغراب وتسائلت: ليك إنت؟
هز لها رأسه بتأكيد قائلا: أه طبعا ليا هو مش بردوا المركز ده بيتعامل مع رجالة؟
هزت رأسها بإيماء وتحدثت بحدة بعض الشئ: أه لكن ما وقفت عليهم يعني؟ ماعندك في المجال ده رجالة كتير ممكن تتعامل معاهم، وأكملت بضيق: وعلى فكرة بقي ده حرام شرعا إنك تخلي ست غريبة عنك تلمس جسمك.

نظر لها وأجاب بتسلي وغمزة من عينه: طب ماتيجي تعمليلي إنتي الجلسة وأهو يبقي زيتنا في دقيقنا ولا ايه يا حرمنا المصون؟
تحدثت بنبرة صوت حادة غاضبة: من فضلك ياريت تبطل إسلوبك ده.

ضحك ساخرا وأكمل: إللي هو أيه إسلوبي ده مش إنتي إللي غيرانة ومش حابة ست غريبة تلمس جسمي فاأنا حليتهالك أهو، إعمليلي إنتي الجلسة وأهو على الأقل إنتي مراتي ومش هاخد ذنب، وأكمل بحديث ذات مغذي وبغمزة وقحة: بالعكس ده يمكن ربنا يفك العقدة على إيد المساج.
نظرت له بغضب وتحدثت بحدة: غيرانة! هي مين دي اللي غيرانة يا أستاذ؟

وبعدين ياريت تبطل إسلوبك المستفز ده، إسلوب المراوغة في الكلام ده أنا مبحبوش، وإتفضل أخرج بقا علشان عاوزة أغير هدومي.
ضحك بإستفزاز وذهب ببرود لدرج الكومود وأخرج منه ملف ونظر لها بلا مبالاة وتحدث: على فكرة أنا واخد أنس ومروان الملاهي ماتبقيش تقلقي عليهم
ثم إقترب منها وقال: أه وعلى فكره،
إقترب من أذنها وهمس بطريقة أذابت قلبها: شكلك حلو أوي النهاردة.

ثم خرج على الفور وأغلق الباب خلفه بهدوء، وتركها واقفة كالتمثال هائمة في بحر كلماته، جرت ووقفت أمام المراة تنظر لحالها بسعادة وبدأت تتحسس شفاها ووجنتيها وابتسمت برضا، ثم وضعت يدها على قلبها الذي يدق بسرعة فائقة
وسألت حالها: أحببته مليكة؟
هزت رأسها و نفت سريعا: لا لا، فقط هو غرور الأنثي عندما تستمع لغزل أحدهما نعم هو كذلك وفقط، نفضت تلك الأفكار من داخل رأسها وبدأت في إرتداء ثيابها.

بعد عدة أسابيع أخري.
كان موعد زيارة أسرة سالم عثمان لأسرة محمد كامل والد سالي صديقة شريف بالعمل.
كان الحضور على مستوي الأسرتين فقط للتعارف تمهيدا للخطبة
وقد دعا سالم عثمان ياسين لحضور الزيارة بما أنه أصبح فردا من العائلة.

صف سيارتهم أمام المنزل، كانت مليكة تستقل سيارة ياسين نزل من السيارة بكامل أناقته ببدلته السوداء التي ذاته وسامة بشكل مبالغ فيه، فتح لها باب السيارة ومد لها يده ونزلت كملكة ترتدي ثوبا أزرق مع حجابا أوفويت،
نظر لها بإنبهار قائلا: هو أنتي إزاي حلوه أوي كده، مش حرام عليكي تخطفي الأنظار من العروسة في يومها.
إبتسمت بخجل وقالت: ميرسي يا ياسين على المجاملة الرقيقة دي.

نظر لها بعيون هائمة متحدثا: بس دي مش مجاملة يا مليكة
نظرت له وابتسمت بسعادة خطفت بها قلبه أمسك يدها بتملك تحت سعادتها المفرطة،
ودلفا للداخل كان الجميع بإستقبالهم، كان الترحاب على أعلي مستوي للجميع وبالأخص العقيد ياسين المغربي، وبعد الترحاب والحديث وقراءة الفاتحة، كفاتحة خير وإتفاق بين الأسرتين.
تحدث والد سالي: أخبار البلد ايه على حسك يا ياسين باشا؟

أجاب ياسين: البلد بخير طول ما ناسها واخدين بالهم منها وبيهتموا بيها يا محمد بيه.
وافقه الجميع الرأي.
وقفت زوجة أخ سالي وهي تنظر إلى ياسين بدلال وتشاور بيدها نحو الحلوي الموضوعة (الجاتوه): ياسين باشا يحب ياخد شيكولا ولا كراميل؟
نظرت لها مليكة بإستغراب وضيق ثم نظرت للجالس بجانبها لتري ردة فعله
فأجاب ياسين دون النظر لها كي لا يعطيها إهتماما: متشكر جدا لحضرتك مش حابب أخد حاجة حاليا.

هدأت مليكة وتنهدت براحة، نظر لها إرتبكت وابتسمت وابتسم هو لها.
تحدثت والدة سالي موجهة الحديث إلى مليكة: مجبتيش أولادك معاكي ليه يا مليكة، كنا حابين نتعرف عليهم.
أجابتها مليكة بوجه بشوش: مره تانية يا طنط الأيام جاية كتير.
تحدثت والدة مليكة: الولاد بيحبوا يقعدوا مع جدتهم أصلهم بيحبوها جدا وهي كمان مابتقدرش تستغني عنهم دي بتيجي بيهم عندنا بصعوبة والله.

أجابتها والدة سالي: ربنا يبارك فيهم ويعوضوها خير عن اللي راح، أمن الجميع ورائها.
تحدثت سالي بنبرة باردة وهي تنظر إلى مليكة نظرة تقييم: شريف حكالي عنك كتير يا مليكة بيتهيألي ممكن نبقي أصحاب.
إبتسمت لها مليكة بوجه سعيد وأجابتها: أكيد إن شاء الله هنكون أصحاب إنتي متعرفيش شريف يبقي ايه بالنسبالي؟
نظرت لها سالي واكتفت بإبتسامة مجاملة.

وبعد مده جلس شريف بجوار سالي وألبسها خاتم الخطبة وسط سعادة بالغة منهما ومن جميع الحضور.
بعد الإنتهاء من الزيارة وبعد خروجهم من منزل سالي أحاط سالم إبنته بحنان قائلا: ما تيجي تباتي معانا يا حبيبتي وحشاني أوي ونفسي أقعد معاكي زي زمان.
إبتسمت له قائلة بود: وإنت كمان يا حبيبي واحشني أوي لكن للأسف مش هينفع خالص علشان الأولاد.

وجه سالم بصره إلى ياسين: خلاص سيادة العقيد يبقي يجبكم الإسبوع ده وتيجوا تتغدوا معانا ونقضي اليوم كله سوا، ولا ايه رأيك يا سيادة العقيد؟
نظرت له من داخل أحضان والدها وجدته مبتسما بسعادة ونظر لها وتحدث: ده شرف ليا طبعا سالم بيه إن شاء الله وقت مليكة ما تؤمر أجيبهم وأجي على طول.
طار قلبها من شدة سعادتها لما إستمعت منه وباتت دقات قلبها تطرق كطبول الحرب.

نظرت سهير إلى سالم وابتسما لما شاهداه من نظرات ياسين العاشقة لصغيرتهم الغالية.
تحدثت سهير وهي تنظر إلى ياسين بوجه بشوش: خلاص يا سيادة العقيد إتفقنا وخلاص هنستناكم.
تحدث ياسين بإبتسامة: إتفقنا حضرتك بس ياريت بلاش سيادة العقيد دي، ثم حول نظره بينها وبين سالم قائلا: هو أنا مش زي دكتور سيف ولا ايه، إحنا خلاص بقينا أهل وياريت بقي تشيلوا الألقاب إللي بينا دي.

ثم نظر إلى مليكة بإحترام قائلا: يلا بينا يا مليكة؟
إنسحبت من حضن والدها بهدوء وقبلته وتبادلت القبلات مع والدتها وودعتهما وصعدت بجانب ياسين وانطلقا معا.
جلست بجانبه أشعل جهاز تشغيل الموسيقي على ميوزك غربية هادئة
نظر لها وتحدث: مبسوطة؟
إبتسمت برقة وأجابته: جدا متتصورش فرحانة علشان شريف إزاي وكمان شكلهم بيحبوا بعض أوي.
تحدث ياسين مضيقا عيناه: بس مغرورة شوية البنت؟

حسيتها متعالية ومغرورة، نظراتها، كلامها وردودها على الجميع، حتى إبتسامتها تحسيها طالعة بالعافية.
ضحكت وتحدثت: بطل بقي تبص للناس بعينك المخابراتية بصلهم بعين ياسين.
أجابها بعيون عاشقة لم يستطع مداراة عشقه بهما: عيون ياسين مبتشوفش غير مليكة وبس
إنتفض جسدها من تأثير كلماته التي تنطق غراما ونظرت له بعيون تائهة في بحر عيناه وسحر كلماته التي أثرتها.

هدئ من سرعة القياده وأمسك كف يدها وقربه من شفتاه تحت أنظارها المضطربة وقبل كف يدها من الداخل بنعومة وهو ينظر لعيناها هائما بهما
إبتسمت له بسعادة ثم سحبت كف يدها بهدوء وابتسم هو برضي وأكمل قيادته
أما هي فتلمست يدها بعناية وفرحة سكنت عيناها تحت عيون ذلك المراقب لها من مراة السيارة بهدوء حتى لا يخجلها.

بعد عدة أيام.
كانت عائلة عز تجتمع في المساء عند ثريا يلتفون جميعا حول مائدة الطعام حيث يتناولون كل ما لذ وطاب من صنع أيدي ثريا ومليكة ويسرا.
كان يجلس بتفاخر حيث يتوسط إمرأتاه، من الناحية اليمني مليكة التي تجاور ثريا واليسري ليالي.
تحدث عز ناظرا إلى ثريا بإفتخار: تسلم إيدك يا ثريا الحمام تحفة والفريك مفلفل وطعمه خيال طول عمرك أحسن واحدة باكل من أديها الحمام بعد أمي الله يرحمها.

نظرت له وابتسمت بسعادة: الله يرحمها بألف هنا على قلبك يا سيادة اللوا، بس المرادي لازم تشكر مليكة لأنها هي اللي عملته كله لوحدها من أول الخلطة للحشو للتسوية.
إبتسمت مليكة بخجل وتحدثت: بس الطريقة بتاعتك يا ماما والفضل كله يرجعلك بعد ربنا طبعا.
إبتسم لها ياسين مادحا إياها: بس التنفيذ هايل يا مليكة وبجد تسلم إيدك.
إبتسمت بوجه مشرق وقالت بصوت هادئ: ميرسي يا ياسين بالهنا والشفا.

إمتعضت ليالي بغضب من ماتراه من بدأ تقبل مليكة لوجود ياسين وحديثه معها.
تحدثت جيجي بإطراء: طب وبالنسبة لورق العنب مين عمله يا طنط ده بقا لوحده حكاية؟
صدق طارق على حديث زوجته: لا بجد فظيع ورق العنب يا جيجي أنا كنت لسه هعلق عليه.
أجابتهم يسرا: ده بقا عمل جماعي الكل إشترك فيه، علية سلقت الورق، ومليكة عملت الخلطة وأنا وماما ومليكة حشناه، وماما هي اللي أشرفت على تسويته.

تحدثت منال بابتسامة في محاولة لإصلاح ما أفسدته طيلة الشهور القليلة الماضية: طول عمرك نفسك هايل في الأكل يا ثريا، بجد الأكل طعمه حلو أوي تسلم أيدك ويسلموا إديكم يا بنات.
سعدت ثريا لتلك المبادرة وابتسمت قائلة: بألف هنا يا منال متشكره جدا.
نظرت أيسل إلى ليالي وتحدثت: مش بتاكلي ليه يا مامي ده الأكل حلو أوي؟

تحدثت ليالي بضيق وكبرياء: أكل ايه بس يا حبيبتي الأكل كله Calories ده ممكن ينسفلي الرجيم ويبوظ جسمي.
إبتسم ياسين وتحدث ساخرا: معلش يا روحي كلي وابقي إشربي شاي أخضر بعد الأكل.
نظرت له بغضب وتحدثت ثريا: خدي شوربة خضار وكلي رومي وملوخية يا ليالي الرومي أنا عاملاه في الفرن ومفيهوش أي دهون نهائي.

ثم نظرت إلى عز وتحدثت بنبرة صوت جادة: على فكرة يا سيادة اللوا حسن أخويا كلمني من أسوان النهاردة وقالي إنه حجزلنا طيران الأسبوع ده أنا ويسرا ومليكة والأولاد عاوزنا نقضي معاه أجازة نص السنة هناك.

تحدث عز ناظرا لها بوجه بشوش: أنا عارف يا ثريا ما أهو كلمني بعد أذان العصر علشان يعرفني، وكمان عزمنا لكن أنا إعتذرت علشان شغلنا أنا وياسين وطارق، وأكمل بحنان: روحوا وانبسطوا يا ثريا، إنتي من زمان ما خرجتيش من إسكندرية أهي فرصة تغيري جو إنتي والأولاد.
كان يراقب وجوه الجميع وحديثهم بغضب ثم نظر للجالسة بجانبه مستجوبا إياها: إنتي كنتي تعرفي موضوع السفر ده؟

تلعثمت بالرد: ماما قالتلي النهاردة وكنت ناويه أقولك بعد العشا.
حدثها بنبرة ساخرة قائلا بهدوء: بعد العشااااا أمم كويس والله.
إرتبكت وبدأت دقات قلبها بالتخبط خوفا من غضبه العارم لكنه صمت.
فتحدثت ثريا بإيضاح موجهة بصرها إليه: الموضوع جه فجأة يا ياسين ومليكة كانت ناويه تستأذنك الأول لكن أنا قولتلها ياسين أكيد هيوافق علشان الأولاد.

نظرت لها ليالي بإستعلاء وتحدثت بطريقة غير لائقة: ماخلاص يا طنط حضرتك بتبرري ايه ياسين سأل مجرد سؤال عابر، لكن الموضوع كله لايعنيه بشئ وميستحقش الحوارات والتبريرات دي كلها.
نظر لها بغضب وتحدث بنبرة حادة: وإنتي بأي حق تتكلمي بإسمي، لا وكمان دخلتي جوه نيتي وعرفتي أقصد ايه ومقصدش ايه ماشاء الله عليكي يامدام،.

ثم حول بصره إلى ثريا متحدثا بنفس الحدة: المفروض يا ماما الهانم قبل ما تدي لحضرتك موافقتها كانت تستأذن جوزها الأول، وكان من الأولي إن عمي حسن يتصل بيا يستأذني قبل ما يحجز تذكرة الطيران لمراتي، مش دي الأصول ولا ايه؟
تحدث عز مهدئا ياسين: خلاص يا ياسين حصل خير، عمك حسن يبقي إبن عمي وأخويا مش غريب هو علشان يستأذن قبل ما يحجز تذكرة لمرات إبن أخوه.

تحدثت ثريا بنبرة صوت خجلة: لو زعلان يا ابني أنا ممكن ألغي السفرية كلها؟
أجابها ياسين بنفي: لا طبعا يا ماما مش زعلان أنا بس إتفاجأت وأنا مبحبش النوع ده من المفاجات.
تحدثت منال بسعادة: خلاص طالما هما هيروحوا أسوان إحنا كمان نسافر شرم زي ما كنا مقررين يا عز.
تحدث طارق معترضا: إحنا مش هنسافر لأي مكان من غير مروان وأنس يا ماما.

صدق عز بتأكيد على كلام طارق: إحنا إتفقنا على سفرنا كلنا يا منال لما يسافروا ويرجعوا بالسلامة يبقي نحجز إن شاء الله ونسافر كلنا.
زفرت منال وحزنت بداخلها هي وليالي ولكنهما لم يظهروا هذا الضيق للعلن.

بعد العشاء جلستا العائلتان بهدوء يحتسون القهوة وقضوا سهرة عائلية هادئة وبعد منتصف الليل تفرق الجميع وذهب كل إلى مكانه، دلفت مليكة إلى الإستراحه الموجودة بالحديقة حيث كانت جلسة العائلة لتبحث عن هاتفها، دلفت سريعا وجدت ليالي بأحضان ياسين بوضع حميمي، حيث كانت ترتمي بأحضانه وهو محتضن خصرها بتملك وكادا أن يقبلا بعضهما،.

تحمحمت معتذرة بخجل وهي تنظر للأسفل: أنا، أنا أسفه بس أصل نسيت الفون بتاعي وجايه أخده.
إرتبك ياسين حين رأها وأبعد يداه عن ليالي وابتعد عنها بجسده مما أغضب ليالي، نظرت مليكة على المقعد التي كانت تجلس عليه وجدت هاتفها بالفعل إلتقتطه سريعا وخطت لتخرج،
لكن أوقفها ياسين: مليكة ممكن بعد إذنك تعمليلي فنجان قهوة وتطلعهولي معاكي وأنا هوصل ليالي للفيلا وأجيلك حالا.

إبتلعت لعابها بصعوبة وأجابته وهي مازالت تواليه ظهرها: حاضر بعد إذنكم.
توجهت له ليالي بغضب وتحدثت: ممكن أفهم بقي سيادتك ليه بعدت عني لما الهانم دخلت؟
أجابها ياسين بضيق: أمال كنتي عاوزاني أعملك ايه؟
هو خلاص ما بقاش فيه حياء نهائي؟
نظرت له ليالي بشك وتحدثت: أمورك مش عجباني يا سيادة العقيد معرفش ليه مش مرتحالك؟

أجابها ياسين بحنق وضيق: ليالي إطلعي من دماغي علشان مش نقصاكي، ويلا قدامي علشان تروحي علشان أطلع أنام أنا كمان
عندي شغل بكرة ومش فاضي لدماغك الفاضية دي.
أوصل ليالي وبعد بضعة دقائق صعد لجناح مليكة وجدها تجلس على مقعد مجاور للشرفة وتمسك بجهاز اللابتوب تتصفحه.
إبتسم لها وتحدث بود: إوعي تكوني شربتي قهوتك من غيري؟
لم تعير دخوله أية إهتمام وأجابت ببرود دون النظر له: أنا معملتش قهوة ليا أساسا.

نظر لها مضيقا عيناه، وقوس فمه بتسلي عندما شعر بغيرتها مما أسعد قلبه وتحدث: إنتي فيه حاجة مزعلاكي؟
نظرت له بضيق وتحدثت بنبرة حادة وعيون غاضبة: وأنا ايه بقى إللي هيزعلني إن شاء الله، إنت عاوز تزعلني بالعافية.
إبتسم لها وتحدث: طب إهدي مالك عصبية أوي كده ليه؟
زفرت بضيق ومازالت تنظر بشاشتها
حين أكمل هو بصوت حنون: مليكة بصيلي.

تأثرت بنبرة صوته ولان قلبها وهدأت تشنجات جسدها من مجرد لين صوته ثم رفعت بصرها له وهي تضم شفتاها ببعض الغضب.
إبتسم لها وتحدث بهدوء: مبحبش أشوفك مكشرة كده يلا إضحكي علشان الدنيا تنور
إبتسمت رغما عنها وبدأ صدرها يعلو ويهبط، سحب مقعد وجلس بمقابلها وبدأ بإحتساء قهوته بتلذذ قائلا: مع إنها بردت بس كفاية إنها من إيدك ده لوحده يشفعلها.
تحدثت بعيون مشرقة ومسحورة من تأثرها بكلماته: تحب أنزل أعملك واحدة تانية؟

تحدث بسحر وهو ينظر داخل مقلتيها: لاء مش عاوز أتعبك.
وقفت سريعا بنشاط وتحدثت بسعادة: مفيش تعب خالص بالعكس هنزل أعملك فنجان بسرعة وأجي.
أجابها بعيون هائمة: لو هتشربي معايا يبقى تمام لكن، لم يكمل جملته أكملت هي بسعادة: تمام هشرب معاك.
وابتسمت وتحركت للأسفل بسعادة.
إبتسم هو بسعادة وحدث حاله: هانت ياسين هانت
أحضرت القهوة وجدته يستمع إلى فيروز كيفك إنت.

إبتسمت لأنها تعشق تلك الغنوة وتحدثت: قهوة وفيروز إيه السلطنة دي كلها؟
إبتسم لها وجلسا معا يحتسيا القهوة بهدوء ونظرات عاشقه متبادله من الطرفين دون حديث.
بدأ ياسين يشعر بتجاوبها معه من نظرة عيناها وتقلباتها وإنفعالها عليه حين تغار ولكن قرر أن يلعب معها لعبة حرب الأعصاب ليسحبها لعالمه برغبتها لا عنوة عنها.
بعد مده تحدث هو: مش هتنامي؟
تحمحمت بخجل وقالت بصوت ناعم: أه هنام طبعا، تصبح على خير.

تبادلا الإبتسامات، ثم ذهبت لتختها وذهب هو أيضا بعدما أطفئ الأنوار، وما أن جلس فوق أريكته حتى إنكسرت أرجل الأريكة وتسطحت الأريكة أرضا، إنفزعت مليكة وتحركت برعب من تختها وضغطت زر الإنارة ثم تحركت سريعا حتى وقفت بجانبه وجدته ينبطح هو وأريكته أرضا في مشهد يدعوا للسخرية.
ضحكت وقهقهت من أعماق قلبها ثم أشارت بيدها معتذرة من بين ضحكاتها: سوري، أنا أسفه بجد بس بصراحة شكلك مسخرة أوي.

ثم تابعت القهقهة مرة أخري.
أما هو مازال منبطح ومتقوقع داخل التخت وهو ينظر لها بغيظ مصتنع: لا والله، مبسوطة أوي حضرتك ده بدل ما تمدي إيدك تخرجيني من وسط الأنقاض.
كتمت ضحكتها عنوة عنها وتحدثت: ده ايه المبالغة الأوفر إللي إنت فيها دي؟
أنقاض مره واحدة! دي مجرد كنبة حضرتك مش عمارة
وأكملت ساخرتا: وبعدين دي تبقي عيبه في حقك يا ملك المخابرات لما واحده مسكينة زيي تمدلك إيدها وتساعدك.

ثم نظرت له بشك وتسائلت: بس هي إزاي الكنبة إنكسرت بالسهولة دي؟
دي ماما جيباها من أفخم محلات الأثاث في إسكندرية كلها وكمان نوعها كويس جدا، يبقي إزاي؟
تحدث بثقه: إنتي كمان هتعترضي على القدر دي إسمها قدريات، أي حاجة ليها عمر زيها زي الإنسان بالظبط لما أجلها بيحين يبقي ما ينفعش وقتها نقول ليه وإزاي ولا ايه يا عبقرية زمانك؟

مطت شفتاها ورفعت كتفيها بإستسلام قائلة: كل شيئ ممكن، بس كده من حقنا نقدم بلاغ لحماية المستهلك في المحل ونتهمهم بالغش التجاري.
أسند بيده على الأرض ووقف وهو ينفض يداه قائلا: مش مستاهله يعني كل ده دي مجرد كنبة وإتكسرت، ثم نظر لها بتساؤل: السؤال المهم دلوقتي، أنا هنااااام فين؟
رفعت كتفيها بلا مبالاه، ثم نظر هو لتختها وابتسم.
جحظت عيناها وتحدثث بإستنكار: لاااااااااا إنسي، ده لا يمكن يحصل أبدا.

تحدث بإستسلام: لو قدام سيادتك حل تاني قولي لي عليه؟
تحدثت بحنق وضيق: ياسين ما تهرجش.
ثم نظرت على الأرض وتحدثت بجدية: إفرش هنا ونام دي كلها ليلة إتحملها لحد ما نبعت بكرة نجيب كنبة غيرها.
نظر لها بعيون مستعطفة: طب وأهون عليكي أنام على الأرض في البرد ده، إيه، قلبك مش هيوجعك عليا؟
نظرت له بضيق وهي تدق بأرجلها على الأرض بحركة طفولية: يااااسين.
تحدث بهيام: يا عيونه.

تحدثت بنبرة حائرة متسائلة: وبعدين معاك يا ياسين، كل شوية بتقرب أكتر عاوز، توصل ل إيه بالظبط؟
أجابها بحنان: وإنتي ليه خايفة من القرب يا مليكة؟
تحدثت بدموع متحجرة داخل عيناها: علشان مينفعش يا ياسين، مينفعش وإنت عارف كده كويس أوي.

أشار لها بيده ليحسها على الصمت: شششششششش، بلاش يا مليكة أنا مبسوط النهاردة وعلشان خاطري متنكديش عليا، ثم إقترب عليها وأمسك يدها وسحبها لتختها وتحدث: نامي يا مليكة، نامي وخليني أنام جنبك علشان بجد تعبان وعندي شغل مهم بكرة.
إبتلعت لعابها من مجرد الفكرة ثم ذهبت لتخته وأحضرت وسادته ووضعتها بمنتصف التخت.
نظر لها بإستنكار وتحدث معترضا: وده يطلع ايه ده كمان إن شاء الله؟

وضعت يدها تتوسط خصرها وتحدثت بتشرط: هو ده إللي عندي يا إما تتفضل تنام على الأرض.
تحدث سريعا: خلاص، حاضر حاضر موافق، أه يا ياسين يا مغربي على أخر الزمن تيجي حتة عيلة وتتحكم فيك بالشكل ده.
نظرت له بحنق وصاحت بغضب مصتنع: نعم بتقول إيه حضرتك، هي مين دي إللي عيله؟
تحدث سريعا: أنا، أنا اللي عيل يا مليكة ممكن ننام بقي؟
هزت رأسها بموافقة ورضا وتحدثت: أيوه كده إعدل كلامك.

إندثرت تحت الغطاء ووضعت رأسها فوق الوسادة في مقابلته والتقت عيناهما في لحظات عاشقة كان ينظر لها بهيام أربكها وحرك مشاعرها، ذابت داخل سحر عيناه لدقائق معدودة إبتسم لها بحب ونظرات هائمة تنطق عشقا، خجلت هي من نظرته وسحبت عنه نظرها وتحدثت بخجل: تصبح على خير.
أجابها بعيون عاشقة هائمة: وإنتي من أهله يا مليكة.

إبتسم ياسين وشعر بإنتصار جديد بإقتحامه بوابة جديدة من قصر أميرته بعدما ساعدته جاسوسته مني على وضع مادة معينه أعطاها لها ياسين مسبقا لتضعها على إحدي أرجل الأريكة لتفكك المادة الملصقه بها الارجل حتى لا يكتشف الأمر ويظهر الحادث وكأنه طبيعيا.
وبرغم عدم تقبله لوجوده بجوارها بنفس تخت رائف إلا أن وجوده بجانبها كان شفيعا لأي ألم داخله وصبر حاله بأنه سيجد حلا للغرفة بأكملها ولكن بالعقل وبالهدوء،.

حدث حاله بإنتشاء: هانت ياسين لم يتبقى على وصولك لحلم العمر سوي القليل.
أتي الصباح
لم يتذوق كلاهما طعم النوم سوي سويعات قليلة.
نعم لقد قضيا ليلتهما الأولي بنفس التخت بالتقلب على الفراش من شدة إشتياقهما وعدم راحة كل منهما وهو بعيد عن أحضان الأخر برغم التقارب الشديد، حتى هي برغم تشتت عقلها وتيهة روحها إلا أنها كانت تريد إحتضانه لها
إستيقظ وهو ينظر بقلب هائم لتلك الغافية بجانبه التي لا يفصل بينهما غير تلك الوسادة اللعينة.

ولكن صبرا سيجد لها حل قريبا، نظر لشفاها المنتفخة بنشوة لم يستطيع التحكم بحاله وأمال عليها بحذر ووضع فوق شفاها قبلة ناعمة سريعة.

واستقام برأسه ينظر إليها لكنه لم يستطع كبح جماحه وعاد مرة أخري بلهفة ودقات قلبه تتسارع من شدة الإحتياج وضع قبلة أطول وأعمق من سابقتها، ثم تحرك من جانبها بحذر ودلف إلى الحمام بقلب لاهث وأنفاس متسارعة متشوقة، فتحت عيناها وابتسمت برقه، ثم وضعت يدها فوق شفاها وتنفست بنشوة، نعم لقد كانت واعية وشعرت بأنفاسه الحارة وهي تلفح خديها بشغف واشتياق.

لكنها إستسلمت لقبلته بل وسعدت بتقاربه منها ولكنها إدعت النوم خجلا منه
أما هو فقد دلف إلى الحمام وأغلق بابه ثم إبتسم بتسلي وحدث حاله: يا لكي من ماكرة مليكة، مع من تعبثين جميلتي، أنا ياسين المغربي أيتها الصغيرة. أفهم من خروج زفيرك إن كنتي غافية أم لا؟
وأكمل بكبرياء: يبدوا أن قبلتي قد أعجبتك، وعموما أنا أحب اللعب كثيرا، فلنلعب سويا مليكتي فمرحبا بك في عالمي أيتها الصغيرة.

انتهي من أخذ حمامه وخرج إلى غرفة الملابس، إرتدي ثيابه وقضي فرض الله عليه، ودلف لغرفتها من جديد، وقف أمام المراة وهو ينظر لتلك المدعية للنوم بإبتسامة وقلب سعيد
أخذ يصفف شعره بعناية ثم نثر عطره الرجولي التي إشتمته تلك الماكرة وأثارها كثيرا لكنها تمالكت حالها لأبعد حد، ألقي نظرة أخيرة عليها وابتسم بتسلية ثم غادر وأغلق خلفه الباب بهدوء.

فتحت عيناها وابتسمت ثم إحتضنت وسادته بحب واشتمتها وتنهدت وأغمضت عيناها من جديد.

رجع ياسين من عمله تناول طعام الغداء مع عائلته وأطفاله وصعد ليغفوا ويريح جسده وعقله المنهك منذ ليلة البارحة
عند الغروب خرجت مليكة وذهبت للبحر تنتشي رائحة اليود التي تعشقها نظرت للبحر وبدأت تشكو له حالتها، وكيف يرهقها قلبها ويضعها في حيرة ما بين الحنين للماضي والتطلع للمستقبل، حقا لقد بدأ قلبها ينبض بعشق ياسين، لكن لازال رائف يسكن داخلها لم يرحل بعد.

بدأ الظلام يعم المكان فتوجهت مليكة للعودة تقابلت بطريقها مع وليد، أوقفها بتساؤل: إزيك يا مليكة، طمنيني عليكي وعلى الأولاد وعمتي إنتوا كويسين؟
أجابته مليكة بحنق فهي مازالت غاضبة منه منذ تلك اليوم: الحمدلله، إحنا كويسين.
نظر لها وليد وتحدث بأسي: أنا مش فاهم إيه سبب معاملتك الجافة دي ليا يا مليكة؟ لكن بجد أنا حزين على كرهك ليا بالشكل ده.

نظرت له بإستغراب وتحدثت بنفي: أنا عمري ما كرهتك يا وليد بالعكس، كل شباب عيلة المغربي غاليين عليا وزي إخواتي بالظبط
وأكملت مفسرة: أنا كل إعتراضي على إسلوبك و تدخلك في حياتي الخاصة بشكل متكرر و مستفز
وأسترسلت بنبرة خرجت حادة رغم عنها: المشكلة الأكبر إنك كل ما تحاول تتدخل في موضوع يخصني بتبوظ الدنيا زيادة، زي ما حصل المره إللي فاتت.

نظر لها وحدثها بتساؤل خبيث: مليكة، إنت مبتحبيش ياسين ومكنتيش عاوزاه يسكن معاكي في نفس الأوضة صح؟
ظهر غضبها على ملامح وجهها وصاحت به: تاني يا وليد، نفسي أفهم ليه بتدخل نفسك وتقحمها في حياتي بالطريقة دي، وبعدين الموضوع ده خاص جدا إزاي تدي لنفسك الحق تتكلم فيه أصلا؟
تحدث بأسف سريع: أنا اسف، صدقيني أنا والله كل قصدي إني أطمن عليكي.

تحدثت بحنق وهي تسرع بمشيتها: يا سيدي متشكرة جدا لإهتمامك، لكن أرجوك وفر إهتمامك ده لنفسك وللمسكينة مراتك، بيتهيئ لي هي أولي بيه مني، وأكملت بنبرة تحذيرية: وياريت يا وليد ماتحاولش تتدخل تاني في حياتي لأن بصراحة كل مرة بتتدخل فيها النتيجة بتبقي كارثية بالنسبة لي.

كانا يتحدثان أمام فيلا رائف، في نفس التوقيت أفاق ياسين من نومه وخرج إلى شرفته ليشتم نسيم البحر، جحظت عيناه وضم شفتاه بغضب وكور يداه وضرب بها سور الشرفة حينما رأها تقف مع ذلك الحاقد، تحرك سريع للنزول لتلك المتنازلة عن حياتها بسهولة، خرج بغضب من البوابة الخارجية، في نفس التوقيت كان طارق وجي جي يقتربان من الفيلا حيث كانا يحتسيان مشروبا داخل كافيه بالقرب من المكان،.

إقترب ياسين منهما متجاهلا وليد، نظر لها وتحدث بصلابة وحدة: كنتي فين؟
نظرت له بإستغراب من طريقته الحادة وأجابت بهدوء: كنت بتمشي على البحر.
تحدث وليد بإستفزاز مقصود: الناس المفروض بتسلم الأول وبعدين تسأل وبعدين مالك داخل عليها في دور وكيل النيابة كده ليه؟
إقترب طارق وجي جي وتحدث طارق بنبرة مترقبة: مساء الخير يا شباب، خير واقفين كده ليه؟

الكل ينظر إلى ياسين الذي علق بصره ب مليكة بنظرات يملؤها الغضب والغيظ.
تحدث وليد بإستفزاز: إسأل أخوك هو اللي جاي علينا وشايط ماعرفش ليه؟
رمقه ياسين بنظرة غضب كادت أن تحرقه
إبتلع وليد لعابه برعب وقرر الإنسحاب من أمام ذلك الغاضب وتحدث: طب بعد إذنكم هخلع أنا.
نظرت جيجي إلى مليكة ولتوترها وتحدثت لتخرجها من حزنها: ليكه تعالي نتمشي على الشط شوية؟

أجابتها مليكة بغصة حزينة ملئت كل صوتها: أنا لسه جاية من هناك يا جيجي.
سألها بحده بالغة وعيناي تطلق شزرا: وقابلتي وليد بيه فين إن شاء الله، علي الشط؟
نظرت إلى الجميع بإحراج وتحدثت بإنسحاب: بعد إذنكم.
كادت أن تتحرك صاح بها بغضب لم يستطع التحكم به: بكلمك على فكرة يا مدام ولا السمع ايه؟
نظرت له بلمعة دمعة حبيسة داخل مقلتيها أبي كبريائها السماح لنزولها وتحدثت بصوت متحشرج يكاد يخرج: أفندم؟

تحدث بحدة غير مبالي بحزنها ولا لألمها الظاهر له: قابلتي وليد فين؟
وهل البيه كان بيتمشي على البحر مع الهانم؟
وأكمل بحدة بالغة: والسؤال الأهم يا حرمنا المصون إنتي إزاي تسمحي لنفسك تخرجي من البيت أصلا من غير ما تعرفيني؟
إقتربت منها جيجي لتساندها وأمسكت ذراعها بإحتواء وتحدثت بهدوء ناظرة إلى ياسين: خروج ايه وإستأذان ايه بس إللي بتتكلم عنه يا ياسين! دول هما خطوتين جنب البيت.

تحدث بحدة ومازال مصوبا بصره على تلك المسكينة بغضب يرعب أوصالها: محدش طلب منك تتكلمي بالنيابة عنها يا جيجي لو سمحتي، أنا بكلم الهانم ومستني منها هي الإجابة.
حمحمت جيجي بإحراج حين تحدث طارق موجها حديثه لزوجته: جيجي أدخلي شوفي الولد وأنا هاحصلك،
نظرت جيجي بإحراج إلى مليكة وتركتها وهي تحرك يدها على ذراعها بحنان، نظرت له مليكة بحدة ودلفت هي الأخري للداخل وهي تهرول بدموع وألم.

غضب من ردة فعلها وتحرك وكاد أن يدلف خلفها أمسكه طارق من يده ومنعه وتحدث بتعقل: إهدي يا ياسين وكفاية إللي حصل المرة إللي فاتت، الأمور ما بتتاخدش كده تعالي نتمشي شوية على الشط علشان تهدي أعصابك وتقولي فيك ايه.
تحرك مع طارق بضيق وأخرج سيجارة وأشعله وانطلق بجوار أخيه.

أما مليكة التي دلفت إلى الداخل وهي تبكي بحرقة شاهدتها ثريا التي كانت تخرج من المطبخ هرولت عليها وتحدثت بلهفة: مالك، فيكي ايه، ايه إللي حصل، إنطقي يا مليكه؟
تحدثت من بين شهقاتها العالية: أنا خلاص يا ماما مش قادرة أتحمل تصرفات إللي إسمه ياسين ده أكتر من كده
تحدثت ثريا بتنهيده واستسلام: عمل ايه تاني ياسين فهميني؟
أتت يسرا من المطبخ على صياحهما: فيه ايه يا ماما، صوتكم عالي ليه؟

ثم نظرت على مليكة ودموعها هرولت عليها وأمسكت يدها وتحدثت بتوجس: مالك يا مليكة، بتعيطي ليه؟
تحدثت بدموع وشهقات تقطع أنياط القلب: البيه بهدلني علشان شافني جايه من ناحية الشط، قال ايه ما استأذنتهوش وأنا خارجه وحصله جنان لما شاف وليد واقف بيسألني وبيطمن علينا وعلى الأولاد.
وأكملت بدموع يفطر القلب: بهدلني يا ماما قدام طارق وجيجي.

تحدثت ثريا وهي تضم شفتاها بحزن وتحرك رأسها بأسي: وبعدين معاك يا ياسين، هو احنا مش هنخلص من التحكمات الفاضيه دي،
ثم نظرت إلى مليكة وهي تتلمس كتفها بحنان قائلة: إطلعي صلي المغرب وهدي نفسك شويه علشان أولادك ما يشوفوكيش بالشكل ده كويس إن أنس نايم، يلا يا حبيبتي إطلعي قبل ما يصحي.
وافقتها وصعدت للأعلي تحت نظراتهما.

تحدثت يسرا بإستغراب: أنا مش فاهمة ليه ياسين مصر في الفترة الأخيرة يضايق مليكة بإستمرار مش غريبة يا ماما إن أسلوبه كويس مع الكل إلا هي؟
تنهدت ثريا وذهبت بإتجاه الأريكة وتحدثت وهي تجلس بوهن: لكن أنا بقا عارفة يا يسرا.
جلست يسرا بجانب والدتها ونظرت لها بعدم فهم قائلة: عارفه ايه يا ماما؟
تنهدت بأسي واسترسلت حديثها بصوت حزين: ياسين بيحب مليكة يا يسرا.

وضعت يدها فوق فمها بحركة لا إرادية تدل على عدم إستيعابها وتحدثت: معقولة يا ماما ياسين؟
ثم نظرت لوالدتها بتعاطف وتحدثت بحنان: طب وإنتي زعلانة ليه يا حبيبتي، يعني حتى لو فرضنا إنه حبها زي ما حضرتك بتقولي دي برضه مراته ومحدش يقدر يلومه.

نظرت لها بعيون لامعة بدموع حبيسة وتحدثت بقلب مكلوم وصوت مخنوق: صعبان عليا أخوكي أوي يا يسرا، ده كان روحه فيها كان بيعشقها، راح في عز شبابه وملحقش يتهني بيها ولا بأولاده
ثم نظرت إلى إبنتها وتسائلت: عمرك سألتي نفسك أنا ليه بحب مليكة أوي كده؟

وأكملت بإقتناع وتأثر: أه هي كويسة وبنت ناس ومحترمة وتتحب، واسترسلت حديثها بتأثر ودموع: لكن أنا كنت بحب حبه ليها، كنت كل ما أشوفه سعيد ومبسوط معاها غلاوتها في قلبي تزيد ومكانتها عندي تعلي، كانت بتتفنن دايما إنها تخليه مبسوط ومرتاح، وحتي بعد ماراح الغالي وقفت في ظهرها وحميتها وهفضل كده لأخر يوم في عمري علشان يبقي مطمن عليها ومرتاح في نومته من ناحيتها.

وهنا نزلت دموعها بحرقه: مش قادرة أتخيل حب حياته ونور عيونه إللي كان بيعشقها تكون لغيره.
نظرت للسماء وبكت بحرقة وأكملت: سامحني يارب أنا مش بعترض على قدرك وأمرك ولا بحرم حلالك حاشا لله بس أنا قلبي محروق على ابني أوي ومحدش حاسس بالنار إللي بتنهش في قلبي غيرك يا رحيم.
أخذتها يسرا داخل أحضانها وبكا اثنتيهما بغزارة وحرقة قلب.

أما ياسين فقد تحرك مع طارق للشط وضلا يتحركان حتى وصلا لمكان منعزل إلى حد ما
وتحدث طارق له: بالراحة شوية على مليكة يا ياسين، مليكة إنسانة حساسة و محتاجة معاملة خاصة مش مليكة إللي تتعامل بالطريقة دي خالص، مليكة تعاملها بإحترام تكسبها وتكسب إحترامها ليك لكن العند والعصبية مينفعوش معاها أبدا.

كان يستمع له بقلب يغلي نظر له نظرة ثاقبة وتحدث بنبرة صوت غاضبة هادرا به: وايه تاني أنا ما أعرفهوش عن مراتي تحب تقولهولي يا طارق باشا؟
نظر له طارق بإستغراب من حدته وأنفعاله الشديد الغير مبرر قائلا: مالك قفشت وأخدت الموضوع بحساسية أوي كده ليه؟

كل ما في الموضوع إني حبيت أنبهك عن حاجات أنا عارفها عن مليكة بحكم إني كنت أقرب حد ل رائف الله يرحمه، وكان دايما يحكيلي عن طباعها، بتحب ايه وايه بيزعجها، وأكمل مبررا: وكمان زي ما أنت عارف إن أنا وجيجي كنا دايما بنخرج معاهم وقريبين جدا من بعض.
تحدث ياسين بغضب عارم و صوت مخنوق: خلاص يا طارق كفاية مفيش داعي كل شوية تفكرني بحب رائف العظيم للهانم وذكرياتهم السعيدة مع بعض.

إنفطر قلب طارق لحال أخيه ونظر له بعدم إستيعاب وحدثه بترقب: ياسين هو أنت، إنت حبيت مليكة؟
سحب بصره بعيدا عن مرمي نظر أخاه ونظر للبحر وأغمض عيناه وتنهد بضيق وألم، سيطر الحزن على ملامحه لم يجب على سؤال طارق ولكن ظاهره كان كافيا عن رده.
نظر له بإندهاش وعيون مفتوحة من أثر الصدمة وتحدث بنبره حانية متعاطفة: ليه يا ياسين، ليه يا حبيبي تعمل في نفسك كده؟
ده رهان على حصان خسران يا ياسين.

مليكة عمرها ما هتحس ولا هتقدر حبك ده، وإنت عارف ده كويس ومش محتاج تسمعه مني، مليكة قفلت قلبها وحياتها على رائف ومن المستحيل أي إنسان هيقدر ياخد مكانه في قلبها وحياتها مستحيل يا ياسين.
تشنجت جميع أعضاء جسده بغضب والتف سريعا ناظرا لطارق وتحدث نافيا: لا يا طارق لا، كلامك ده مش صحيح فيه بوادر عشق في قلب مليكة ليا لكن هي بتكابر ورافضة تحس الشعور ده وتدي له فرصته.

وأكمل بملامة وحزن: مليكة بتخنق عشقي جواها يا طارق وكل ده بسببكم وبسبب فكرتكم دي!
مليكة خايفة من نظراتكم ليها وإتهامتكم بالخيانة لو حبت غير رائف وعاشت وكملت
وأكمل بصوت حنون: وعلشان كده هي تايهة وخايفة، وأكمل بثقة: مليكة بتحبني يا طارق أنا مش صغير ولا قليل الخبرة وأقدر أفرق كويس بين الحب وبين الإرتياح.

ثم نظر للبحر واستنشق هوائه براحة وتحدث بكبرياء: طول عمري وأنا قلبي قوي وجامد، كل الستات إللي عرفتها في حياتي هما إللي كانوا بيبادروا ويطلبوا ودي وقربي، منهم إللي كنت برأف بحالها وأستجيب لها، ومنهم إللي مكنتش بهتم حتى بنظرات توسلاتهم ليا،
وأكمل بنبرة جادة: حتى ليالي إختارتها وإتجوزتها جواز عقل بنت جميلة متعلمة وأرستقراطية وبنت خالي تليق بإنها تكون زوجة ياسين المغربي.

وتحدث بتعقل: ما انكرش إنها كانت شداني و عجباني بجمالها وسحرها لكن كا ست، كا أنثي مش كحبيبة و خليلة،
وبلحظة تحولت عيناه بسعادة لا مثيل لها ونظرة عشق وهيام سيطرت عليه وكأنه تبدل لشخص اخر وأكمل: لكن مليكة حاجة تانية
بحس إني طاير في السما لمجرد ما اشوف بسمة منها ليا، قلبي بيرقص لما بسمع إسمي من بين همس شفايفها.

جسمي كله بينتفض ويعمل عليا ثورة لمجرد وجودي معاها في نفس الأوضة، أنا اللي عاوزها يا طارق ودي تفرق أوي.
وتحدث بشرود: مليكة البنت الوحيدة إللي سحرتني وخطفت قلبي من أول نظرة، هي الوحيدة إللي قلبي عشقها بجد
إبتسم وتهللت أساريره متحدثا بخجل: دي حولتني لمراهق تصور؟

تخيل إني بستناها تنام علشان أروح أقف جنب سريرها أبص على ملامحها وهي نايمة أنا الليلة اللي بروح لها فيها بحرم على عيوني النوم يا طارق علشان ما اضيعش لحظة واحدة ما أشوفهاش فيها
ثم نظر لطارق وضحك على إستحياء وتحدث: شفت حب مليكة وصل أخوك لأيه؟
كان يستمع له بقلب حائر أيسعد لفرحة أخاه الذي وجد حب حياته بعد مرور كل تلك السنوات؟

أم يحزن لعشقه المستحيل الذي سينتهي بالفشل بالتأكيد، أم يحزن على رائف أم مليكة، حقا كان قلبه حائر لكن ما سيطر عليه هو الشعور بالرأفة على قلب أخاه وعزيز عينه
وبلحظة تذكر كلمة خطفت قلبي من أول نظرة
فاقترب منه ونظر داخل عيناه وتحدث بتساؤل وترقب: ياسين مين هي البنت إللي قابلتها في الأسانسير عندك في الجهاز؟
إرتبك ياسين بنظرته لأخيه وسحب بصره ناظرا للبحر وتنفس الصعداء دون حديث.

أدار طارق وجهه له ونظر داخل عيناه وتحدث بحنان: ياسين؟
إبتسم ياسين بمرارة وأماء برأسه لأخاه.
فتح طارق عيناه وهو ينظر لأخاه بصدمة وذهول وتحدث مصدوما: يااااااه، ياااااه يا ياسين وقدرت إزاي تتحمل كل الوجع ده لوحدك، وأكمل بتساؤل: علشان كده لما سألناك عنها أنا ورائف قولت لنا إنك نسيتها خلاص، طب ليه ما قولتليش أنا يا ياسين ليه ماقولتليش يا حبيبي؟

أجابه بعيون حانية: مكنش ينفع يا طارق ده كان رائف، رائف يا طارق أخويا الصغير، إبن عمري زي ما كنت بقوله مكنش ينفع وخصوصا إنه وصل لقلبها قبلي مكنش ينفع، مكنش ينفع.
سحبه أخاه بأحضانه وضمه بشدة وربت على ظهره بحنان وتحدث: بس خلاص يا حبيبي ربنا أهدهالك بعد صبر السنين دي كلها وأكيد حبك الكبير ده كله هيوصل لقلبها أكيد هتحس بحبك وتعشقك زي ما أنت عشت عمرك كله تعشقها أكيد ربنا ليه حكمة ف كل إللي حصل ده.

وأكمل بمرح ليخرج أخاه من تلك الحالة: تصدق البت مليكة دي أمها داعية لها
إبتسم ياسين وتنهد براحة بعد اعترافه وإخراج ما يضيق صدره لأخيه وتحدث: طارق إللي حصل ده هيفضل بيني وبينك حتى جيجي مش لازم تعرف فاهمني يا طارق؟
هز له طارق رأسه وتحدث بإيماء: إطمن يا حبيبي، إطمن يا ياسين سرك ف بير غويط.
تحدث ياسين بإستحياء: أنا أسف يا طارق إني إتكلمت بالطريقة دي مع جيجي صدقني مكنتش أقصد وأنا لما نرجع هعتذر لها بنفسي.

إبتسم طارق بحنان وتحدث: أكيد مش زعلان منك يا ياسين ومفيش داعي تعتذر لجيجي هي أكيد مش هتزعل منك ماأنت عارف هي أد أيه بتحبك وبتحترمك.
هز له رأسه بإبتسامة وتحدث: طب يلا علشان نروح قبل سيادة اللوا ما ياخد باله من غيابنا ويفتح لنا تحقيق رسمي
إبتسم طارق وسارا معا ورجعا لمنزلهما.

وبعد بضعة ساعات
كانت تجلس داخل غرفة مروان ومعها أنس لينساها ألامها وأوجاعها من قدرها المؤلم وذلك الياسين متقلب المزاج.
كانوا يجلسون أرضا في جو ملئ بالحب ممسكين أوراقهم وأقلامهم ويرسمون بسعادة، وبعد الإنتهاء جلسوا سويا على تخت طفلها محتضنه صغيريها وبدأت تقص لهما الحكايات
وبعد مدة تحدث مروان بحنين: مامي أنا بابي وحشني أوي هو هيفضل مسافر كده كتير؟

إنهارت قواها وصرخ قلبها متألما لسؤال طفلها البرئ عن سنده وعزيز عينه
جاهدت حالها وحاولت أن تظهر بثبات أمام طفليها: للأسف يا مروان بابي مش عارف ييجي علشان هو في مكان بعيد جدا،
وتحدثت بمرح يداري ألمها: لكن هو بيحبكم أوي وبيبعت لكم دايما هدايا ولعب وشيكولا وكل الحاجات الحلوة اللي بتجي لكم دي هو اللي بيبعتها
أشار أنس على صورة والده الموضوعة على الكومود وتحدث ببرائة: مامي هو بابي هو اللي في الصورة ده صح؟

إنتشي قلبها والتقطت البرواز ونظرت له بحنين وهي تري أيام عمرها الضائعة داخل عيناه: أيوه يا أنوس هو ده بابي حبيبنا ونور عيونا كلنا.
تحدث أنس ببرائة: هو كان بيحبني وبيشيلني وبيلعبني زي عمو ياسين كده؟
تغيرت ملامحها للغضب وتحدثت بنبرة حادة: بابي مش زي أي حد، بابي أحسن واحد في الدنيا كلها وعمر ما حد هيحبكم زيه ولا هيهتم بيكم قده.

تحدث أنس ببرائة: لكن أنا بحب عمو ياسين أكتر حد في الدنيا هو كمان قالي إنه بيحبني كتيررررررر.
كانت تستمع لصغيرها وقلبها يتمزق على زوجها الفقيد وعلى صغيريها اللذان حرموا من أغلي شخص وأحن أب.
تحدث مروان: أنا كمان يا مامي بحب عمو ياسين أوي بصراحة هو بيعمل لنا كل حاجة حلوة لينا.

ثم أكمل بإنتشاء وحماس: عارفة يا مامي لما روحنا النادي قبل إمبارح نزل معايا البول وخدني على ضهره وعومنا سوا كان يوم حلو أوووي ياريتك كنتي معانا.
تنهدت بأسي وحيرة أتسعد لسعادة طفليها وتحمد الله على أن عوض طفليها ب ياسين الذي يهتم بهما ويعتبرهما كطفلاه، أم تحزن على رائف الذي بدأ أطفاله بنسيان ذكرياتهما معا بالرغم من جهدها الدائم معهما لتذكيرهما دائما بكل ما مضي حتى لا ينسيا،.

تحدثت بحب لتخرج نفسها من دوامة الحزن التي لم تنتهي وهي تنظر إلى أنس وتميل رأسها بدلال: مين حبيب مامي اللي هينام في حضنها النهاردة.
تحدث أنس بحكمة وكأنه رجل كبير: مش هينفع يا مامي، نانا بتخاف تنام لوحدها وأنا وعدتها إني مش أسيبها أبدا ممكن الوحش ييجي يخطفها وأنا مش معاها مين بقي يحميها ويقتله بسيفه؟
تعجبت وهي تنظر له وأطلقت الضحكات هي ومروان.

تحدث مروان ساخرا: وفين بقي السيف ده اللي هتقتل بيه الوحش يا أنس؟
رفع أنس يديه ومد شفتاه بطريقة مضحكة وتحدث: لسه مش جبته بس أنا هقول لعمو ياسين يجيبه بسرعة قبل الوحش ما ييجي.
إبتسمت له وأحتضنت طفليها بحنان وبدأت من جديد بسرد الحكايات لهما حتى غفي مروان ثم دثرته تحت غطائه بإحكام وقبلته وتركته ليغفو بسلام، و أخذت أنس إلى ثريا للأسفل لينام بأحضانها كما تعود
وصعدت مجددا لغرفتها لتجلس بوحدتها وحزنها.

ضل جالسا في حديقة منزله معلقا بصره على غرفتها المظلمة بيأس حتى وجد إشتعال الأنوار تنفس بإنتشاء وابتسم وكأن الشمس أشرقت نورها من جديد وبعد مدة قصيرة ألتقط هاتفه وطلب رقمها.
كانت تخرج من الحمام تجفف يداها، إستمعت إلى رنين هاتفها إلتقتطه ونظرت بشاشته ثم إبتسمت ب مرارة وألقته بإهمال على الكومود،.

إرتدت إسدال الصلاة وشرعت بصلاة قيام الليل وتضرعت سائلة الله أن يريح صدرها بما يضيقه ويرهقه ومن لها غير الله لتسأله الهداية والراحة.
خرج أباه إلى الحديقه متفقدا إياه وجده يتطلع بتمني، معلق البصر على شرفة ساحرته، إقترب عليه وهو يطالعه بغموض ملقي إلى مسامعه ببيت للشعر العربي:
ما ضرك لو كنتي مرهمي يا مر همي؟
فلتقولي مرحبا أو مري حبا وأحيني.

إبتسم ياسين بخفة وأماء برأسه وهو يري أباه يداعبه فأراد أن يرد له مداعبته: أااااه الباشا شكله رايق وجاي يتروشن عليك يا يايسن.
رمقه عز بنظرة إشمئزاز متصنعة قائلا: يتروشن!
مش عيب عليك تبقي عقيد في جهاز المخابرات المصري وليك وضعك وترد على أبوك إللي بيكلمك بأبيات الشعر العربي بكلام بذيئ زي ده؟

أطلق ياسين ضحكات رجولية وتحدث: في دي بقى معاك حق يا باشا وعلشان كده أنا هتأسف لحضرتك مرتين مرة لسيادتك والمرة التانية للشعر العربي.
إبتسم عز وسحب مقعد وجلس بجوار ولده وأطلق تنهيدة طويلة متحدثا: ياتري أيه إللي شاغل بال سيادة العقيد ومخليه مهموم كده؟
أجابه بنبرة صوت كاذبة: مفيش يا باشا بفكر في العملية الجديدة إللي كلفني بيها رئيس الجهاز.

إبتسم عز إبتسامة ساخرة وهو يري كذب إبنه داخل عيناه وتحدث: هحاول أصدقك يا ياسين.
وأكمل بجدية: لكن عاوز أقول لك على حاجة مش كل حاجة ينفع معاها التخطيط المخابراتي بتاعك ده فيه حاجات لازم نتعامل معاها بمنتهي الوضوح والصراحة،.

وأكمل بحنان وحديث ذات مغذي: اللي بيخرج من القلب بيوصل بسرعة يا أبني أكيد إللي قدامك هيحسه ويتقبله، حاول تتجنب إللي إتعلمته من شغلك وماتطبقهوش على حياتك الخاصة، صدقني كده هترتاح أكتر.
إستوعب ياسين المغذي من حديث والده وما الذي يريد عز أن يوصله له ولكنه إدعي عدم الفهم لعدم إستعداده النفسي بمجابهة والده حاليا واعترافاته الصريحة بعشق مليكة.

تحدث ياسين بتخابث: مع إني مش فاهم حضرتك تقصد ايه لكن أكيد سيادتك معاك كل الحق وصدقني يا باشا هحط كلامك في مرمي تفكيري وأكيد هاخد نصيحتك على محمل الجد والإحترام.
إبتسم عز وهز له رأسه يوافقه الرأي
ثم وقف واعتدل موجها حديثه إلى ياسين: أنا داخل أنام وانت كمان قوم أطلع لمراتك فوق هي في الاخر ست وملهاش ذنب في كل اللي بيحصل لك ده.

تصبح على خير يا ياسين قال كلماته تلك وانصرف على الفور من أمامه تاركا إياه داخل دوامة أفكاره وتشتت ذهنه.
تنهد بأسي وألتقط هاتفه وضغط على رقمها من جديد وهو ينظر على إنارة غرفتها
لم يأته الرد تنهد بألم وضغط على زر مسجل الرسائل الصوتية وبعث لها برسالة بصوت حنون محتواها: أنا عارف إنك لسه صاحية ردي على الفون محتاج أتكلم معاكي ضروري أرجوكي.

كانت قد إنتهت من صلاة قيام الليل ونزعت عنها إسدالها واستعدت للنوم إستمعت لصوت الرسالة فتحتها وإستمعت لها ثم ألقت الهاتف على الكومود بغضب وأغلقت الأنوار وتمددت على تختها بحزن وهي تتذكر حديثه المهين لها أمام طارق وجيجي
خرجت تنهيدة شقت صدره من شدة الألم بعدما رأي إنطفاء ضوء غرفتها بعد إرساله الرسالة مباشرة، علم حينها انها غاضبة منه وبشدة
إستسلم وصعد لغرفة ليالي ليغفي حتى يفيق على موعد عمله.

في اليوم التالي
إتجهت مليكة لثريا حيث تجلس في الحديقة بصحبة يسرا وأطفال المنزل
تحدثت بإستأذان: ماما بما إننا مسافرين أسوان بكره فأنا بعد إذن حضرتك هاخد الولاد وأروح أبات عند بابا وأجي بكرة على ميعاد الطيارة أنا جهزت الشنط وكل حاجه تمام.
أجابتها ثريا بإبتسامة رضا: وماله يا حبيبتي حقهم بردوا يشفوكي ويشبعوا منك إنتي والأولاد قبل ما تسافري.

تنهدت مليكة بأسي وتحدثت بإمتعاض: طب ممكن حضرتك تتصلي بسيادة العقيد و تقولي له أنا مش ناقصة مشاكل معاه تاني وبصراحة أكتر مش طايقة حتى أسمع صوته.
هزت لها رأسها بتفهم وأمسكت هاتفها وهاتفته جائها الرد فورا بحب مداعبا إياها: يا صباح الفل يا ست الكل اوعي تقولي إني وحشتك علشان ما عدتش عليكي وفطرت معاكي لو أعرف إني هوحشك أوي كده كنت إتأخرت على الشغل عادي.

أطلقت ضحكة من القلب على أثر كلمات ذلك المداعب لها بمحبة وتحدثت بحنان: انت بتقول فيها طب والله وحشتني بس طبعا علشان أكون أمينة معاك ما اتصلتش علشان كده بس.
أجابها ياسين بحنان: مهما كان السبب يكفي إني سمعت صوتك اللي كنت مفتقده في يومي خير يا حبيبتي أؤمريني يا ماما.

تحدثت ثريا بحنان: ما يؤمرش عليك ظالم يا ياسين أنا كنت بتصل علشان أبلغك وأستأذنك إن مليكة هتروح عند باباها النهاردة هتقضي اليوم كله وهتبات هناك.
إنتفض صدره بإنزعاج وأردف بمعارضة: وايه لازمته إنها تبات يا ماما وهي عارفة إن حضرتك ما بتعرفيش تنامي من غير أنس، وأكمل بتهكم: وبعدين هي الهانم ما اتصلتش بنفسها ليه؟

أجابته ثريا مبررة وهي تنظر لتلك الواقفة تفرق يداها بتوتر وتستمع لهما بترقب شديد: مليكة قالت لي أتصل أنا بيك علشان عارفة معزتي عندك وإنك عمرك ما هترفض لي طلب.
وأكملت بتساؤل و ترقب: ولا هتكسفني قدامها يا ياسين؟

تحدث سريعا بلهفة: ما أتخلقش لسه اللي يكسف ثريا هانم المغربي إنتي تأشري والكل عليه التنفيذ يا ماما، بس بلغيها إني هاروح أجيبها بكره قبل ميعاد الطيارة بساعتين علشان بابا يشوف الأولاد ويقعد معاهم قبل السفر حضرتك عارفة إن ده هيفرق معاه جدا ومعانا كلنا أكيد.
أردفت ثريا بموافقة: حاضر يا حبيبي هبلغها أسيبك لشغلك علشان معطلكش أكتر من كده
أجابها بإحترام: ولا يهمك يا ماما فداكي الشغل وحياتي كلها.

تحدثت برضا: يسلملي عمرك يا حبيبي.
وأغلقت معه الهاتف وأبلغت مليكة بما حدث،
تحدثت مليكة بنبرة صوت حادة: ولزمته ايه ييجي ياخدني من عند بابا ياريت حضرتك تتصلي بيه تاني وتبلغيه يريح نفسه وشريف هيجيبني.
أجابتها ثريا بهدوء: وبعدين يا مليكة إحنا قولنا ايه ياسين طبعه صعب والعند مابيجيبش معاه نتيجة بالعكس كده بتستفزيه اكتر وإحنا يا بنتي في غني عن وجع الدماغ ده كله.

أمائت لها برضوخ وصعدت وتجهزت هي وأطفالها وذهبت لبيت أبيها وقضت معهم يومها.

وفي المساء داخل منزل سالم عثمان كانت تجلس مليكة بجانب والدتها في جو ملئ بالدفئ والحنان وبجانبها طفليها يلهوان بمرح وسعادة مع شريف
وجهت سهير حديثها إلى مليكة بإهتمام وحب: عاملة ايه مع ياسين يا حبيبتي؟
تجهمت ملامح وجه مليكة وتحولت للضيق وذلك لغضبها القائم الشديد منه وتحدثت بتلعثم وضيق: يعني هكون عاملة ايه يا ماما كل واحد مننا في حاله حسب إتفاقي معاه من الأول.

رفع شريف الجالس بالأرض بجانب الأطفال يلاعبهم رأسه وتحدث بإهتمام: أهم حاجة ميكونش بيحاول يضايقك يا مليكة ياسين ده حد رخم ومتكبر أنا عارفه كويس.
تنهدت وتحدثت بأسي وكذب لعدم إزعاج عائلتها ووضع القلق داخل قلوبهم: إطمن يا شريف أنا عاملة حدود بيني وبينه تمنعه إنه يتجاوز معايا في المعاملة أو إنه يحاول يضايقني وبعدين ماما ثريا معايا دايما واقفة في ضهري.

تدخلت سهير بالحديث وتحدثت بدفاع: فيه أيه إنت وهي إنتوا محسسني إن ياسين ده دراكولا، وأكملت بجدية: ياسين حد محترم جدا وذوق ولا يمكن يأذيكي بأي شكل من الأشكال بالعكس ده راجل وراجل أوي كمان باللي عمله معاكي ومع أولادك،
وأكملت بحدة: ولا نسيتي وقفته في ضهرك قصاد نرمين وباقي العيلة نسيتي إنه خطف لك وصاية ولادك من بق الأسد؟

ثم أكملت بنظرة ملامة: أنا ما ربتكيش على كدة يا مليكة أنا ربيتك إنك تقدري مواقف الناس معاكي وتشيلي جميلهم فوق راسك
نظرت لها مليكة بإستغراب وتحدثت: وأنا كنت عملت أيه ل ده كله يا ماما؟
فجأه خلتيني واحدة ناكرة للجميل وإن ياسين ده الراجل إللي مفيش منه حضرتك ليه مش مقدرة اللي أنا فيه نسيتي ياسين بيه إتجوزني إزاي؟
أنا عايشة حياة مش باختياري يا ماما، مااخترتش أي حاجة فيها وف الأخر حضرتك بتلومي عليا أنا؟

وقفت بحدة وتحدثت ناهية النقاش: أنا طالعة أشم هوا في البلكونة بعد إذنكم.
وتحركت سريعا نظر شريف إلى سهير وتحدث بنظرة ملامة: ليه كده يا ماما ده أحنا ماصدقنا إنها بدأت تنسي اللي حصل وترجع معانا تاني زي الأول.
تهربت سهير بنظراتها وتحدثت بندم: معرفش بقي يا شريف أهو اللي حصل وخلاص قوم روح لها هديها شويه وأنا هاخد الولاد المطبخ أعملهم فشار وأبعدهم شوية عن جو التوتر ده.

خرج لها أخاها وقف بجانبها نظرت له إبتسما معا ومد يده سحبها داخل أحضانه بحنان أخوي شددت هي من إحتضانه وضمته.
وتحدث هو: متزعليش من ماما يا حبيبتي ماما أكيد متقصدش تضايقك.
أجابته بإختصار: خلاص يا شريف ماحصلش حاجه.
بعد مدة تحدث شريف بعيون حائرة: محتاج أتكلم معاكي.
نظرت له بإستفسار وقلق: خير يا حبيبي إتكلم أنا سمعاك.
تنهد بأسي ونظر أمامه وتحدث: أنا حاسس إني إتسرعت في خطوبتي من سالي.

ضيقت عيناها بإستغراب وتحدثت بسخرية: نعم، أيه إللي إنت بتقوله ده يا شريف مش دي سالي إللي كنت هتتجنن وتخطبها؟
تحدث بإنفعال وحيره: مش عارف ايه إللي أتغير فجأة حسيت إنها بقت واحده تانية واحده أنا ما أعرفهاش مغرورة ومتكبرة ومتسلطة، طول الوقت شخط ونطر أعمل ده ومتعملش ده خنقتني يا مليكة وبجد حاسس إني إتسرعت.

أطلقت ضحكة ساخرة وتحدثت بدعابة: البنت دي غبية أوي. دي طلعت حافظه مش فاهمة الحاجات دي بنعملها بعد الجواز بعد ما نتأكد من دخولكم قفص الزوجية ونتطمن بس هي بدأتها بدري أوي.
نظر لها بعدم فهم وتحدث وهو يهز رأسه ويضيق عيناه: تقصدي أيه بكلامك ده يا ليكة؟
أجابته بإقناع وجدية: ما أقصدش حاجه يا حبيبي بس أنا عارفاك دايما عصبي ومابتتحملش كلام اللي قدامك والبنات محتاجة معاملة خاصة.

ممكن تكون بتغير عليك من معجباتك اللي بيكلموك في البرنامج
وأكملت بمبرر: ده أنا أختك أهو وكتير بغير عليك من كلام ومياصة ودلع البنات معاك في البرنامج، أقعد معاها وأتكلموا وشوف أيه اللي مضايقها وغيرها كده سالي بتحبك يا شريف ما تضيعهاش من أيدك.
إبتسم لها ووافقها الرأي وتنهد براحه من حديثه مع شقيقته الغالية.

في جناح ياسين كان يجلس على تخته ساندا ظهره للوراء واضعا يداه وراء رأسه ناظرا للأمام بشرود يفكر في من شغلة باله وأرهقت قلبه
أتت إليه ليالي وهي تمسك بيدها جهاز الحاسب(اللاب توب).

وجلست بجانبه مدت له الجهاز لتجبره على المشاهدة وأردفت متسائلة بنبرات منتشية ومتعالية: بص كده وقولي أيه رأيك في ذوق مراتك إللي لا يعلي عليه بعت أجيبهم من باريس وهيوصلوا بعد يومين وياريت تجهزلي مبلغ محترم كده علشان عاوزة أحجز شوية حاجات تانية.
إبتسم بمرارة متحدثا بتهكم: أبص على أيه يا ليالي؟

أجابته ليالي بإنتشاء وسعادة: على الكوليكشن ده يا حبيبي إنت مش دايما بتتهمني إني ما باخدش رأيك في أختيار لبسي ومجوهراتي أديني باخد رأيك أهو.
أجابها ساخرا: بتاخدي رأيي؟
إزاي يا مدام وأنتي إختارتي وحجزتي اللبس ودفعتي تمنه وحددولك معاد إستلامك
وهدر بها بغضب: إنتي بتشتغليني يا ليالي؟

تلعثمت بالرد وتحدثت طالبة إسترضائه: ما أنا بوريلك المجموعة علشان كده يا حبيبي اتفضل شوفهم ولو فيهم حاجة مش عجباك أنا هلغي الأوردر فورا.
ثم أكملت بدلال مفتعل: أنا يهمني رضاك عليا جدا يا حبيبي.

أماء لها برأسه وتحدث بهدوء: إختاري إللي انتي عاوزاه يا ليالي أهم حاجة زي ما انتي عارفه يكونوا محتشمين ومايكونش فيهم حاجه قصيرة أو صدرها مفتوح ولا من غير كمام غير كده انتي حرة وربنا يهديكي وتلبسي الحجاب قريب إن شاء الله.
هتفت بنبره ساخرة: ريح نفسك يا ياسين أنا مش هلبس الحجاب مش حباه يا سيدي هو بالعافية.

وبعدين ألبسه ليه وأنا مامي وأختي مش لابسينه دي حتى عمتو اللي هي مامتك مش لبساه، وأكملت بغرور وكبرياء: ربنا خلقني جميلة وخلقلي شعر جميل، ليه عاوزني أخبي جمال شعري وما استمتعش بيه؟
هدر بها بحدة وهو يعتدل بجلسته وينظر عليها بغضب: وهو ربنا خلقلك الشعر ده علشان تمشي تفتني بيه الناس يا هانم ولا علشان تمتعي بيه جوزك لوحده؟

وقفت بغضب وهي تأفأف بضيق: يوااااا يا ياسين هنرجع تاني للموضوع ده مش اتكلمنا قبل كده وعملت مشكلة كبيرة وبابي وقتها قالك انه هو إللي هيشيل ذنبي قدام ربنا عاوز ايه تاني ولا هي تلاكيك وخلاص.
هدر بها بعنف وتحدث بصياح: تلاكيك، لا يا هانم مش تلاكيك وموضوع إن أبوكي هيشيل ذنبك ده هو قاله وقت الزعل ومنعا لطلاقنا اللي كان حتمي وقتها.

لكن كلامه ده ما يشيلش عني الوزر، بالعكس يا مدام أنا جوزك وحضرتك مسؤولة مني قدام ربنا
لكن هقول ايه هي دي ضريبة إن الواحد يتجوز واحده قريبته تدخل الأهل بيدمر الدنيا.
وأكمل ليكيدها: أه وبمناسبة إن الحجاب بيحجب جمال الست زي ما بتدعوا أحب أقولك إنه كلام بتضحكوا بيه على نفسكم بدليل إن فيه ستات وبنات الحجاب بيذيدهم جمال فوق جمالهم،.

وأكمل بإعجاب ظهر بعيناه لم يستطع مداراته: وأكبر مثال على كده عندك مليكة قد أيه الحجاب مخليها وكأنها ملكة على عرشها.
إنتفضت جميع حواسها بغضب وصرخت به بكبرياء وهي تشير بيدها بغرور: إنت بتشبهني أنا ليالي العشري باللي إسمها مليكة دي؟
إبتسم وتحدث ببرود وإستفزاز: في دي بقى عندك حق أيه إللي جابك إنتي لمليكة.
إشتعل وجهها وحدقت عيناها بغضب وكادت أن تتحدث
أوقفها بنظرة حادة وإشاره من يده ليوقفها.

وتحدث بحدة بالغة: خلاص، لحد هنا وخلص الكلام.
وأكمل وهو يذهب إلى تخته ويعتدل ليغفي: خدي لاب توبك والكوليكشن بتاعك واتفضلي اخرجي بره علشان عاوز أنام مش فاضي أنا للهرتلة بتاعتك دي.
وأكمل هادرا بغضب ليرعبها: يلااااااااااا.
إرتعبت أوصالها وانتفضت بوقفتها وقررت الإنسحاب فهي لم تقوي على مجابهة ذلك الغاضب ولا مجاراته حاليا فقد وصل لذروة غضبه منها وهي تعلم ذلك جيدا.
في صباح اليوم التالي
تجهز ياسين وارتدي ثيابه ونثر عطره على جسده بسخاء وإهتمام إستعدادا للذهاب لإصطحاب مليكة بسيارته، فهو متشوق لرؤيتها بجنون بعد أن إنتزعت منه ليلة مبيته معها قاصدة إبعاده عن دفئ عشها كنوع منها لعقابه، نزل الدرج بوقار وهو يعدل من رابطة عنقه وجد منال وليالي وأيسل ينظرن عليه والغل يتاكل قلبهن، ويسألن حالهن: لما كل هذا الإهتمام بحاله؟

إتجهت إليه أيسل بإبتسامة واندثرت داخل أحضانه لف ياسين ذراعيه وحاوطها بإحتواء وهو سعيد وقبل رأسها، نظرت له بإبتسامة وتحدثت: بابي أنا جايه معاك.
تجهمت ملامح وجهه ونظر لها بشك مضيقا عيناه قائلا بإستفسار: جايه معايا فين يا سيلا؟
إنسحبت من داخل أحضانه وربعت يدها على صدرها وتحدثت بضيق: مكان ما حضرتك رايح، جدو قال لي إن حضرتك رايح تجيب أنس ومروان.

وأنا بقا بصراحة أنوس وحشني جدا ومش قادرة أستني لما حضرتك تروح تجيبه.
إبتسمت ليالي ومنال بفخر على غيرة صغيرتهم على والدها وتخطيطها لعدم إعطاء فرصة لتلك المليكة بالإنفراد بعزيز عيناها والدها.
وجه بصره إلى ليالي المبتسمة بتعالي ثم نظر لقرة عينه وتحدث بتعقل: حبيبي أنا هروح أجيبهم وأجي بسرعة مش هتأخر صدقيني، فمفيش داعي تتعبي نفسك وتيجي معايا.
أجابته بإصرار: لكن أنا حابه أجي معاك يا بابي.

ثم أمالت بنظرها للأسفل وتحدثت بحزن مصطنع: هو حضرتك مش حابب تكون دايما معايا؟
هتف سريع بلهفة وحب: ليه بتقولي كده يا قلب بابي، حاوط وجهها بعناية وضمها داخل أعماق أحضانه وقبل رأسها وتحدث: طب يلا يا حبيبي علشان ما نتأخرش.
تهللت أساريرها وتحركت معه تحت إبتسامة ليالي ومنال العريضة.
وجهت منال حديثها إليه: هتتأخر يا ياسين؟

نظر إلى والدته وأجابها بإحترام: لا يا حبيبتي مش هتأخر، مسافة السكة إن شاء الله ونكون هنا، بعد إذنك.
وتحركا للخارج هو وصغيرته.
نظرت منال إلى ليالي وتحدثت بإستفسار: مالك يا ليالي، شكلك إنتي وياسين مش عاجبني، إنتوا متخانقين؟
أجابتها بلا مبالاة وبرود: وايه الجديد يا عمتو، ما أحنا طول الوقت كده.
تحدثت منال بإستفسار: يعني فعلا متخانقين، وياتري بقي إيه سبب الخناقة المره دي؟

أجابتها ليالي بلامبالاة: إتخانق معايا علشان موضوع الحجاب.
أردفت منال بحنق وإشمئزاز: يييييييه تاني، هو مابيزهقش من الكلام في الموضوع ده؟
وأكملت بإنتشاء: سيبك منه وتعالي فرجيني على الكوليكشن الجديد بتاع السنه دي.
قفزت ليالي بسعادة وجلست بجانبها وفتحت الجهاز وبدأوا بالمشاهدة سويا بمرح وسعادة غير مبالين بأيا كان غير سعادتهما وما يرضي غرورهما الأنثوي وفقط.

خرج ياسين بإصطحاب أيسل وجد أباه وطارق يجلسان سويا بالحديقة ألقي عليهم التحية فردوها.
نظر له طارق بتمعن وإعجاب وتحدث: ايه يا باشا الشياكة والأناقة دي كلها؟
أجابته أيسل بفخر: وايه الجديد يا عمو بابي طول عمرة أشيك وأجمل راجل ف الدنيا كلها.
ضحك عز وأجابها: طبعا يابنت ياسين ومين يشهد للباشا، ثم حول بصره إلى ياسين وابتسم وتحدث بتسلي: يلا يا سيادة العقيد إتحرك ده الشوق غلاب والبعد وجع وعذاب.

نظر ياسين إلى والدة بإستغراب وارتبك حين أكمل عز بمراوغة كعادته: بتبصلي كده ليه إتحرك يلا وهاتلي أنس الولد وحشني ونفسي أشوفه وأملي عيني منه وأخده في حضني قبل ما يسافر.
إبتسم ياسين وحرك رأسه بيأس وتحدث: أؤامرك يا باشا، وأصطحب طفلته وخرج.
أما طارق الذي كان يراقب الوضع بين نظرات والده وياسين، فتحدث مستفسرا بتسلي: هو الباشا معانا على الخط ولا ايه؟

ضحك عز وتحدث مداعبا ولده: يلا الخط ده أنا إللي برسمهولكم وأخليكم تمشوا عليه وإنتوا مبسوطين وفاكرين إنكم ماشيين فيه بمزاجكم.
هلل طارق وتحدث بتفاخر: أستاذ ياباشا، أستاذ وكلنا منك بنتعلم.
إبتسم عز ثم تحدث بنبرة جادة: المهم ياطارق أنا قلقان على عمر أوي الولد متهور وأنا خايف عليه من عيشته بعيد عننا كده.

أجابه طارق بعملية: متقلقش من ناحية عمر يا بابا أنا وياسين متابعينه ودايما معاه خطوة بخطوة، وبعدين هو مش حضرتك معين له حرس وموجود دايما معاه قلقان ليه بقى يا حبيبي؟
تنهد عز وأكمل: عمر مامتك دلعته أوي يا طارق ما بحسش إنه راجل كده ويعتمد عليه زيك إنت وأخوك وبعدين ياابني هو الحرس هيفضل ملازمه زي ضله؟

تحدث طارق مطمئنا إياه: متحملش نفسك فوق طاقتها يا بابا وأهي هانت كلها شهرين يعدوا على خير ويتخرج من أم الكلية دي ونخلص.
هز عز رأسه بإقتناع ثم تحدث: عندك حق يا ابني أنا كنت عاوز أكلمك ف موضوع مهم يا طارق.
أجاب طارق بإحترام: أؤمرني يا حبيبي.
أكمل عز: كنت عاوزك تقعد مع المحاسب بتاع شركتك وتعملي ميزانية مظبوطة لمكتب محاسبة معقول علشان أديه لوليد إبن عمك يبدأ بيه بدل شغله إللي ملوش مستقبل ده.

ضيق طارق عيناه وأجاب والده بإستغراب: يعني حضرتك بتكافئه على طمعه وتقدمله مكتب مرة واحدة على طبق من دهب؟
ده بدل ماتعلمه درس يا باشا أنا طبعا مقصدش أراجع حضرتك ف قرارك أنا بس مستغرب وعاوز أفهم!
أجابه عز بحكمة ووقار: بص يا ابني أنا بعمل كده مع وليد علشان عمك عبدالرحمن يرتاح من ناحيته، وكمان علشان أكفيكم شر سمه وحقده واللي مقدرش ألومه عليه على فكرة،.

وأكمل مفسرا: يا ابني وليد كبر لقي بباه مضيع معظم ورثه ف مشاريع ربنا ماوفقوش فيها، وف نفس الوقت شايفك أنت وأخوك وابن عمك الله يرحمه ربنا رازقكم وكارمكم من وسع،
الولد دايما حاسس إنه أقل منكم يا طارق، وعلشان كده دايما حاقد عليكم وباعد عنكم وأول ما لقي فرصة ورث مليكة وولادها قدامه جري عليها وعمل المستحيل لولا إحنا وقفناله، أنا عايز عينه تبقي مليانة علشان ميبصلكوش في حاجاتكم.

وأكمل بحنان: وفي الأول والأخر ده إبن أخويا وتهمني مصلحته وإنه يكون مرتاح.
أجابه طارق بإقتناع: خلاص يا بابا إللي تشوفه صح أنا مع حضرتك فيه.
أجابه عز: ربنا يبارك فيك يا حبيبي، أنا إتكلمت مع ياسين وهو وافقني الرأي الموضوع كله مش هيتكلف على بعضه أكتر من 4 ألف ياسين هيدفع جزء وأنا جزء وبكده نبقي قفلنا باب شر وكفيتكم وكفيته شر الحقد والكرة.

نظر طارق لأبيه نظرة إحترام وحب وتحدث: أنا بجد فخور بإنسانية حضرتك دي يا باشا ياريت الناس كلها بتفكر زي حضرتك كده كانت الدنيا بقت أسهل وأحسن بكتير وعلشان خاطر حضرتك أنا كمان هساعد معاكم بمبلغ.
ربت عز على ظهر ولده وتحدث: ربنا يسعدك يا طارق ويبارك فيك إنت وإخواتك يا حبيبي.

صعد ياسين بمفرده لأعلي البناية المتواجدة بها شقة سالم عثمان، وترك أيسل بمفردها بالسيارة بعد رفضها الصعود معه فهي مؤخرا بدأت تكن عداوه إلى مليكة وأهلها من بعد زواجها بوالدها الحبيب.
دلف شريف غرفة مليكة يخبرها بحضور ياسين
خرجت مليكة وذهبت بإتجاه الجالس بجانب والدها ووالدتها بإرتياح،
رأها تهل عليه بوجهها الصابح المشرق برغم العبوس التي ترسمه على وجهها لكنه حقا يراها بكل حالاتها جميلة بل فاتنة،.

وقف منتصب الظهر ينظر لها بقلب هائم كاد أن يتركه ويركض إليها يضمها ويشتم رائحة أنفاسها العطرة تحامل على حاله أكثر من اللازم لعدم إظهار عشقه ولهفته حتى لا تفضحاه عيناه العاشقة
مد يده لها بإحترام وتحدث بصوت هائم لم يستطع التحكم به: إزيك يا مليكة.
نظرت له بإحراج من صوته الحنون ومدت يدها وتحدثت بإرتباك: أهلا يا سيادة العقيد شرفت.

تلامست يداهم وتعانقت، احتضن يدها بتملك وحنان كان يلامس يدها ويحركها وكأنه يبث لها مر حاله من بعادها وساعدته على الشرح عيناه
تحمحمت بحرج وسحبت يدها بهدوء
تحدث هو بصوت متحشرج حنون: جاهزة؟
هزت له رأسها بإيماء.
حمل ياسين أنس الذي حاوط عنقه بتملك ولم يفارقه منذ وصوله، وعانقت مليكة والدها بحب وتحدث سالم: أول ما توصلي ترني عليا وتطمنيني إتفقنا.

سحبت حالها من داخل أحضانه ونظرت له وأمائت برأسها وأردفت: حاضر يا بابا.
كان ينظر لها بغيرة داخل صدره وتمني لو كانت داخل أحضانه هو.
إحتضنت والدتها أيضا بحب.
نزلت بصحبته حاملا الصغير وشريف يحمل مروان لم تتحدث معه وظلت ساكنة الوجه
مازالت هي غاضبة منه ولم تسامحه على معاملته السيئة أمام أخيه وزوجته، قررت أن تأخذ منه موقف فقد تكررت أخطائه واعتذاراته مؤخرا وهذا أرهقها فقررت تأديبه.

سبقها ياسين بخطوة وفتح باب السياره ووجه حديثه إلى إبنته: سيلا من فضلك إرجعي ورا مع مارو علشان مليكة تقعد قدام.
نظرت له بعتاب لطيف وتحدثت بعناد طفله: ده مكاني يا بابي ومش هاسيبه لحد.
رمقها ياسين بغضب وأردف بصوت حازم: سيلا!
إستمعت مليكة لحديثهما معا فقررت التدخل لإنهاء تلك المجادلة
إقتربت من باب السياره الخلفي وفتحته وهي تتحدث: خليكي مرتاحه يا سيلا أنا هقعد مع الولاد علشان أخلي بالي منهم ليتشاقوا.

غلي قلبه من تلك الثنائي العنيد وكاد أن ينفجر من تلك الصغيرة ذات الرأس اليابس وتلك الكبيرة ذات الطبع العنيد.
أجلس شريف مروان داخل السياره ووقف يطالع شقيقته بحنان، إبتسمت لأخاها بحب ثم أرتمت داخل أحضانه، شدد شريف من إحتضانها تحت أنظار ذلك المستشاط غضبا، حدث حاله بغضب: ما قصتك اليوم بإحتضان الرجال أيتها المستفزة؟
بالطبع ستجلطيني يا فتاة.
وإن كان ينقصك أحضانا فها أنا ذا،.

زفر بضيق ولف إتجاه الباب الاخر ووقف يتطلع عليها بغضب وتحدث بصوت حاد: هي الأحضان دي مكانش ينفع تتعمل فوق ولا لازم نقف في وسط الشارع والناس كلها تتفرج علينا بالطريقة دي؟
ثم رمقها بحدة وتحدث أمرا: يلا إتأخرنا.
تبادل شريف معه نظرات التحدي وتحدث بحنق: كل اللي في الشارع عارفين إنها أختي يا سيادة العقيد وحضني ليها ده طبيعي جدا على فكرة.

إنسحبت هي بهدوء من أحضان أخيها وحدثته متجاهله ذلك المستشاط: خلي بالك من بابا وماما يا شريف هكلمك لما أوصل إن شاء الله.
دلفت للداخل
واستقل السيارة وأدار مقودها بحدة
نظرت مليكة على الجالسة بكبرياء ولا تعير حضورها أي إهتمام، وتحدثت ببشاشة وجه: إزيك يا سيلا.
قلبت عيناها بحنق وتحدثت بضيق وصوت رخيم: كويسة.

شعرت مليكة بالإحراج وحزنت ملامحها نظر عليها بالمراة ثم نظر بغضب إلى إبنته يعاتبها بعيناه أشاحت وجهها بعيدا عن والدها ولم تعير عتابه أية إهتمام.
ثم لفت بجسدها للصغير وهي تحدثه بحب وابتسامة بريئة: يا أنوس وحشتني أوي.
ضحك لها الصغير وتحدث ببشاشة: إنتي وحشتيني كمان، وأكمل متسائلا ببرائة: هو جدو عز مستني أنوس في البيت؟
إبتسمت له وتحدثت: كل إللي في البيت مستنيين أنوس ومحضرين له الشيكولا إللي بيحبها.

هلل الصغير وصفق ببرائة.
كان ينظر إليها في المراة بعيون متشوقة أما هي فكانت تتهرب من النظر لعيناه حتى لا تضعف أمام سحر عيناه التي تنطق عشقا وسحرا
وصلا أمام الفيلا وتوقف ياسين ترجلت مليكة من السيارة ودلفت إلى داخل حديقة منزلها وجدت محمد زوج نرمين يقف بالحديقة بصحبة طفله علي،
تهللت أسارير محمد حين رأها وأشع وجهه سعادة حقا كان يشتاق رؤياها
إتجهت إليه مليكة بإبتسامتها المشرقة وأردفت ببرائة: السلام عليكم.

أجابها محمد بعيون متلهفة تتفحص جميع ملامحها: وعليكم السلام.
ومد يده بحنان وتحدث: إزيك يا مليكة.
هنا قد أتي المستشاط من ذلك المتفحص لأميرته بعد أن ركن سيارته،
كاد أن يفتك به لكنه ياسين المغربي رجل المخابرات والمؤامرات كتم غيظه بداخله ووقف بجانبهما متحدثا بملامح مبهمة ومد يده بدلا منها تحت إستغرابها: أهلا أستاذ محمد منور.

إرتبك محمد من تواجد ياسين المفاجئ وتحدث بإرتباك: أهلا ياسين باشا ده نور معاليك يا أفندم.
مالت مليكة على طفل نرمين وقبلته بود وأردفت: على إزيك يا حبيبي وحشتني أوي ليا كتير ما شوفتكش.
إبتسم لها الصغير وتحدث بإحترام: وحضرتك كمان يا طنط وحشتيني جدا.
نظر لها ياسين وتحدث بإحترام: يلا يا مليكة أدخلي شوفي شنط الأولاد وشوفي عمتي جهزت ولا أيه علشان ما تتأخروش على ميعاد الطيارة.

نظرت له وتحدثت بتساؤل: هو أنس فين؟
أجابها بعملية: أنس سيلا أخدته ودته لجدو ماتقلقيش عليه أدخلي يلا.
أمائت له رأسها بموافقة و ابتسامة خفيفة ثم دلفت للداخل تحت أنظار محمد العاشقة متناسيا وجود ياسين.
رمقه ياسين بغضب وهو يتفحص زوجته ويتابع دلوفها،
وضع ياسين يده بقوة وحدة على كتف محمد وتحدث بحدة أرعبت الأخر: منور يا أستاذ محمد.
إنتفض محمد بوقفته وتحدث بابتسامة مرتبكة: خضيتني يا سيادة العقيد!

أجابه ياسين وهو يرمقه بنظرة حادة كنظرة الصقر الصاخبة وتحدث بكلام ذات مغزي: لازم تتخض وتقلق على نفسك وأوي كمان يا محمد لازم دايما تكون حذر و تفوق نفسك بنفسك علشان ما يجيش اللي يفوقك ب صدمه تدمرك وتنهي عليك.
إبتلع محمد لعابه برعب بعد أن فهم مغزي ما يريد ياسين إيصاله له
حدث حاله: لقد قضي عليك أيها الغبي أه محمد لقد انتهي أمرك يا فتي وقعت بين يدي من لا يرحم ياسين المغربي فلترحمني يا إلهي.

وأكمل ياسين وهو يداعب علي: على باشا أخبارك إيه؟
أجابه الصغير: الحمدلله يا خالو أنا كويس.
أكمل ياسين حديثه موجها معانيه إلى محمد كتهديد: عايزك تبقي راجل محترم زي أخوالك يا على ولما تدخل بيت تحترم نفسك وتحترم رجالة البيت إللي إنت داخله وتصون حرمته وإلا هتلاقي اللي يعلم عليك ويخليك تحترم نفسك بالإجبار،.

ثم حول بصره مرة أخري إلى محمد وأردف وهو يضع يداه داخل جيب بنطاله بكبرياء وعيون صاخبة: ولا ايه يا اااا يا محمد، خلي بالك على نفسك اليومين دول الإختفاء القسري كتر أوي،
وأكمل بنظرة غاضبة ونبرة تهديد: الناس بتختفي وأهاليها مابتعرفلهاش أثر بعد كده ربنا يسترها عليك.
ثم نظر له بغضب ونظرة ذات مغزي وأمال رأسه وتحدث بحدة: ولا ايه؟

إبتلع محمد لعابه وارتجف جسده بالكامل وتحدث بإرتباك: اللي تشوفه حضرتك يا باشا هو أنا هعرف أكتر من سعادتك
إبتسم ياسين بسماجة وتحدث بتهديد غير مباشر: برافوا يا محمد بحب فيك ذكائك ياريت بقى تستغله في حماية حياتك وتخلي بالك من بيتك أكتر من كده، ثم رمقه بنظرة إشمئزاز وتركه ودلف للداخل، إبتلع محمد لعابه وتنهد بإرتياح.

وبعد مدة تجهزوا وأتجهوا للمطار بسيارتان إستقلت ثريا ومليكة وأبنائها سيارة ياسين، بينما استقلت يسرا ونرمين وأطفالهم سيارة محمد.
وصلا المطار وودع محمد زوجته التي إحتضنته وعانقته بشدة وتحدثت: أنا متضايقة أوي إني سايباك لوحدك يا محمد ياريتني ما وافقت على عزومة خالو دي.

أجابها محمد بتخابث: معلش يا حبيبتي الراجل كتر خيره بيحبك وفاكرك وعزمك تقضي معاه إسبوع وبعدين علشان خاطر مامتك متزعلش وأهي فرصة تقعدي مع مامتك إنتي وأختك وتحاولوا تخرجوها من حالة الحزن إللي مخرجتش منها من وقت موت رائف الله يرحمه.
إبتسمت وأجابته: عندك حق يا حبيبي ربنا يخليك ليا يا محمد.
إحتضن ياسين ثريا ويسرا وودعهما بحنان.

تحرك ووقف بوجهها ناظرا بعيناها بإشتياق وألم البعاد يمزق قلبه مقدما، إبتلعت لعابها بإرتباك من نظرة العشق المحاطة بها من عيناه
حدثتها عيناه: أعشقكك مليكة اسف، حقا اسف.
سحبت عيناها عن مرمي عيناه بخجل
فتحدث وهو يمد يده يحتضن بها كفها الصغير بحب وعناية وتلاقت من جديد عيناهما: خلي بالك من نفسك.
إحمرت وجنتها فذادتها جمالا أرهق ذلك المسكين هزت له رأسها بإيماء بدون حديث،.

سحبت عيناها بعيدا عنه تبحث عن طفليها بإرتباك شعر بها إتجه لمربية أنس التي كانت تحمله بعناية أخذه منها واحتضنه وبدأ بتقبيل كل إنش به ليشبع حنينه له قبل الرحيل.

دلفن للداخل وانطلقت طائرتهم تحت أنظار ياسين الذي يشعر بألم لم يضاهي مثله منذ أن وعي على هذه الحياة، تنهد ثم نظر للواقف بجانبه كالفرخ المبلول رمقه بنظرة غضب واشمئزاز ثم أخرج نظارته الشمسية وارتداها بكبرياء وانسحب بهدوء ليستقل سيارته عائدا لمنزله.

بعد حوالي نصف ساعة هبطت الطائرة إلى أرض أسوان الساحرة كان حسن هو وأولاده رؤوف وإسلام بإنتظارهم في صالة الوصول وبعد السلامات وتبادل الأحضان بين ثريا وأخيها وأبنائه وبناتها إستقلوا السيارات ووصلوا لمنزل حسن.
كانت إبتسام زوجة حسن النوبية الأصل ذات البشرة السمراء الخلابة والوجه البشوش الحسن بانتظارهم هي وإبنتها علياء التي ورثة لون بشرة والدتها الخلابة.

دلفوا للداخل إحتضنت ثريا إبتسام بحب وحنان وايضا مليكه ويسرا ونرمين
تحدثت إبتسام بوجه بشوش وترحاب: يا أهلا وسهلا بالحبايب إللي واحشيني نورتوا أسوان كلها.
ردت مليكة بوجهها البشوش: أسوان منورة بأهلها الطيبين يا طنط.
تحدث حسن بترحاب عالي: إنتوا واقفين ليه يلا أدخلوا بدلوا هدومكم بسرعة علشان نتغدا،
ثم وضع يده على كتف زوجته الجميلة وتحدث بحب: دي بسمة عملالكم غدا هتاكلوا صوابعكم وراه.

تحدثت علياء بإنتشاء: دي ماما ليها يومين مخرجتش من المطبخ بتجهزلكم في الأكل ده.
أكمل رؤوف بدعابة: ماما عاملالكم وليمة تكفي قبيلة بحالها.
نظرت لها ثريا وتحدثت بإطراء: كريمة من بيت كرم يا بسمة وطول عمرك أهل جود يا حبيبتي.

إبتسمت لها إبتسام وأجابت بترحاب: إنتوا فوق راسنا يا حاجه ثريا، دا إنتوا شرفتونا والله وأسعدتونا بدخلتكم علينا، ثم وجهت بصرها إلى مليكة وتحدثت: وحشاني أوي يا مليكة، عاملة ايه يا حبيبتي؟
أجابتها بإبتسامه عذبة: أنا الحمد لله يا طنط بخير.
تحدث حسن بعملية: يلا يا عاليا وصلي عمتك والبنات لأوضهم فوق علشان يبدلوا هدومهم وأنا ورؤوف وإسلام هنجهز السفرة مع ماما.

صعدوا بالفعل وبعد مدة كان الجميع يجتمع على سفرة الطعام التي تحمل كل ما لذ وطاب.
تحدثت نرمين ناظرة إلى رؤوف: خلصت كليتك ولا لسة يا باشمهندس؟
أجابها رؤوف بإبتسامه أخوية: أخر سنة ليا إن شاء الله إدعيلي أخلص منها على خير كلية مرهقة وتعبتني بجد.
أجابه حسن مداعبا إياه: ما تجمد يلا كده دا أنت لسه بتقول يا هادي أمال لما تخلص وتستلم شغلك هتعمل أيه؟
تحدثت يسرا متسائلة: هو إنت تخصص ايه يا رؤوف؟

أجابها بإحترام: هندسة ميكانيكا يا أبلة يسرا نفس تخصص بابا.
تحدثت علياء بدعابة وهي تنظر إلى يسرا: الباشا حسبها صح دخل نفس مجال بابا علشان يتخرج ويتعين مهندس ميكانيكا في البواخر السياحية مع بابا، ونظرت له وتحدثت بإتهام مصطنع: إنسان وصولي وإنتهازي، تعالت ضحكات الجميع بمرح وسعادة.
تحدث إسلام بمرح: لا والشهادة لله سيادتك غيره خااالص يادوب دخلتي حقوق علشان تمسكي المكتب مع خالك.

أشارت له بأصبعها دفاعا عن حالها قائلة: لا ما أسمحلكش أنا من صغري وأنا حابه مهنة المحاماة وكان نفسي أخوض التجربة وأكون البنت الجريئة إللي بتجيب للبشر حقوقهم من إللي متجبرين عليهم و ظالمينهم، وأكملت بدعابة: تفرق حضرتك بين واحدة بتجيب حقوق المظلوم وبين مهندس ما بيهموش غير الماده وبس.
تحدث حسن ناظرا لإبنته ذات اللسان المنطلق: قصدك ايه بقى بمهندس ما يهموش غير المادة دي؟

أجابته بدبلوماسية: طبعا الكلام ده ما ينطبقش على حضرتك يا باشمهندس حضرتك دخلت المجال حبا فيه وبصراحة أضفت للمجال بخبرتك الهايلة يا باشا،
وأكملت وهي تنظر إلى رؤوف: لكن أنا بقصد حد تاني هو عارف نفسه كويس دخل المجال لمجرد إن باباه بقا رائد فيه وليه إسم علاقات هتنفع الباشا، ضحك الجميع على قدرتها على التملص من مشكلتها بحرفية عالية.
حين تحدث رؤوف بدعابة: خليكي بنارك كده وأنا ولا هعبرك.

تحدثت مليكة ناظرة لها بإعجاب: برافوا عليكي يا عاليا إفضلي ورا حلمك وحققيه واوعي تتنازلي عنه.
أكملت ثريا بسعادة وهي تري عائلة أخاها السعيدة داعيه الله: ربنا يسعدكم وأشوفكم محققين كل أحلامكم وتفرحوا قلب بابا وماما بيكم يا حبايبي
أمن الجميع ورائها.

وفي المساء كانت مليكة تجلس في حديقة المنزل جلس رؤوف بجانبها بعد أن أحضر لها كأسا من العصير وتحدث: سبتينا جوه وخرجتي تقعدي لوحدك ليه للدرجة دي بتحبي العزلة؟
أجابته ببشاشة وجه: بالعكس لكن قولت أسيبكم لوحدكم شوية يعني أديكم نوع من الخصوصية مهما كان إنتوا عيلة واحدة، واحد وأخته وأولادهم أكيد فيه كلام خاص حابين تتكلموا فيه.
نظر لها بإحترام وأجابها بإعجاب: أد ايه إنتي حد جميل أوي يا مليكة.

إبتسمت له وأمسكت كأس العصير وبدأت ترتشفه بتلذذ متحدثة: تعرف يا رؤوف إن كل حاجة عندكم غير،
وأكملت وهي تتنهد وتستنشق الهواء مغمضة العينان بإستمتاع: الهوا غير، الجو غير، والليل وسحره غير
ورفعت كأس العصير لأعلي وهي تنظر له وأكملت: ده حتى العصير طعمه غير مع إن هي هي الفاكهة.

تحدث رؤوف بتفاخر: لا طبعا يا مليكة الفاكهة عندنا بيور من غير هرمونات وكيماوي الفلاحين عندنا لسه عندهم ضمير علشان كده طعمها لسه بخير.
أردفت مليكة بإعجاب: كان عنده حق عمو حسن لما قرر يسيب إسكندرية ويستقر هنا في أسوان، وأكملت بتفاخر: تعرف إن حكاية باباك ومامتك دي ولا حكايات ألف ليلة وليلة.

إبتسم رؤوف وتحدث بحب: فعلا يا مليكة حكايتهم غريبة وجميلة المهندس الإسكندراني الوسيم أبو عيون جريئة اللي جه يشتغل في المراكب السياحية في أسوان بعد تخرجه وفجأة شاف البنت النوبية السمرا ومن أول نظرة وقع في غرامها وسحرته بنظرة عيونها،.

وأكملت مليكة ببسمة: وقرر يتحدي أهله علشانها واتحمل كتير لحد ما أقنعهم بيها وإتجوزها وساب الدنيا كلها وقرر ييجي يستقر في بلدها، وعاش معاها أحلي قصة حب في الكون وخلف أحلي ولدين وبنوتة
وأكملت بدعابة: وتوتا توتا ودي كانت أجمل حدوتة.
ضحكا معا بسعادة وأكملت هي: إوعي تتنازل عن وجود الحب في حياتك يا رؤوف خليك زي بابا ودور عليه ولما تلاقيه أمسك وتبت فيه أوي.
سألها رؤوف بتشوق: حلو الحب يا مليكة؟

أجابته بعيون لامعة: أحلي حاجة في الدنيا كلها ولو لاقيته بتكون خلاص كده إمتلكت الكون بحاله.

كان يقف أمام البحر معشوقها وصديقها الوفي مثلما تلقبه
تحرك إلى حيث كانا معا في ذلك اليوم يوم قبلتها الأولي
حيث احتضنته وشددت من إحتضانه وتأوهت بإثارة وتاهت معه
تذكرها، تذكر قربها، لمستها، همس شفاها، شعوره معها لم يضاهييه أي شعور،
تنهد وحدث حاله وهو ينظر لصديقها الوفي،
أي أنثي أنتي مليكتي ساحرة أنتي محبوبتي
أفقدتني صوابي بلمسة حطمتي أسواري بهمسة
تعي لنبدأ من جديد لأذيقك شهد العشق الفريد.

شهد الياسين لمليكته أميرة قلبه معشوقته
تنهد بألم وأخرج هاتفه ونظر بشاشته وهو يشاهد بهيام نقش إسمها عليه، كاد أن يضغط عليه ليحادثها ويوشي لها بكل ما يدور داخل روحه ويوجعها ليخبرها مدي عشقه لها، يخبرها عن قلبه المتألم من بعادها، يخبرها أنه لم يعد لديه القدرة على إبتعادها عن أحضانه أكثر هو يريدها، يريدها وبشدة
نظر للسماء ودعي الله.

ساعدني إلهي أرجوك، فأنا أريدها، أريد مليكتي، إهدها لي يا إلهي، ضع عشقي داخل روحها، إجعلني رجلها الأول والأخير، إجعلني معشوق عيناها وقلبها، هي حلالي فحللها وحلل قلبها لي، ساعدني إلهي فقد شاب قلبي بعشقها ولم يعد لديه القدرة على التحمل بعد.

في نفس التوقيت
كانت تجلس على تختها محتضنة صغيرها مروان الغافي بثبات داخل أحضانها الحانية داخل غرفتها التي خصصت لها مع صغيرهاممسكة بهاتفها تشاهد إسمه المرسوم على شاشة هاتفها وتتنهد بهيام واشتياق
نعم فقد عشقته مليكة عشقت كل ما به، عشقه لها، نظرة عيناه الولهة، همس حديثه معها، إهتمامه بها، حتى صياحه عليها، غضبه، عشقت ياسين كله.

حدثت حالها بألم: ألهذا الحد لم أتي بخيالك لتتذكرني وتهاتفني مثلما هاتفت عمتك، لما لم تتصل بي ياسين؟
كان سيفرق كثيرا صدقني، إشتقتك ياسين، إشتقت دفئ نظرة عيناك إشتقت همسك، إشتقت لمسة يدك وهي تحتضن يدي بعناية، إشتقت رائحة عطرك المميز الذي لم أشتمه على غيرك من قبل، كم أنت مميز رجلي الفريد
تنهدت بألم وقضت ليلتها في إشتياق، أما حاله فلم يختلف كثيرا عن حالها
كم هو مؤلم وجع البعاد.

صباح اليوم التالي.
فاقت مليكة على طرقات سريعة على باب غرفتها مما أفزعها إنتفضت وجلست برعب تتلفت حولها وفجأة فتح الباب وقفزت منه علياء بمرح وسعادة و بسرعة البرق كانت تجلس بجانبها فوق التخت
كل هذا ومليكة مبرقة العينان فاتحة الفاه وهي تشاهد تلك الحركات البهلوانية من تلك المشاغبة الصغيرة.
تحدثت علياء بمرح: إنتي لسه نايمة قومي يا كسلانة البيت كله صحي.

نظرت مليكة جانبا على الساعه وردت وهي مازالت غير مستوعبة لما يحدث: أصحي ايه يا بنتي، الساعه لسه 7 هقوم أبيع لبن مثلا وبعدين فين مروان؟
ردت عليها بحماس: أولا مروان ولد شطور صحي من نص ساعة وقاعد مع ماما وبابا وعمتو تحت مش كسلان زي مامي، ثانيا بقي قومي بسرعة خدي شاور وغيري هدومك علشان بابا عازمنا على الفطار على أحلي باخرة في نيل أسوان كله يلاااااااا بقي.

ضحكت مليكة على تلك الفاقدة لعقلها ووقفت سريعا واتجهت إلى المرحاض الخاص بغرفتها.
بعد حوالي ساعه كان الجميع يجلس فوق سطح الباخرة يتناولون طعام إفطارهم بسعادة ومرح وسط جو خلاب حيث الشمس والهواء والماء والأراضي الزراعية المحيطة بالنيل، حقا أجواء تدخل السرور على القلب والروح.
تحدثت نرمين بسعادة: بجد يا خالوا مش عارفة أشكرك إزاي، إحنا فعلا كنا محتاجين التغيير ده جدا.

أكملت يسرا بسعادة: فعلا يا خالو وخصوصا ماما كانت محتاجة ده أوي.
تحدث حسن ببشاشة وجه وعشق وهو ينظر على زوجته وحبيبته: على فكره بقي، اللي لازم تشكروها بجد هي بسمة لأنها هي صاحبة الفكرة.
نظرت لها ثريا وتحدثت بإبتسامة حانية: حبيبتي يا إبتسام، من وقت ما دخلتي عيلتنا وانتي بتحاولي تسعدي كل إللي حواليكي ربنا يسعدك على أد ما بتحاولي تسعدي إللي حواليكي يا حبيبتي.

أجابتها إبتسام بوجه بشوش: تسلمي يا حاجة ثريا، وبعدين ده هييجي ايه في كرمك إنتي ورائف وباباه الله يرحمهم، ترحم عليهم الجميع ثم تحدثت مليكة: على فكرة يا عمو الأكل هنا حلو أوي بجد كل حاجه ليها طعم تاني.
ثم حولت بصرها إلى رؤوف وتحدثت: أنا كنت لسه بقول الكلام ده ل رؤوف بالليل وقالي إن الخضار والفاكهة هنا كلها بيور وإن محدش هنا بيستعمل في الزراعة الكيماوي والمبيدات.

هز حسن رأسه بإيماء وأردف: ده حقيقي يا مليكة الكلام اللي رؤوف قاله صح جدا.
تحدثت يسرا: حلو أوي لما تكون الحياة كلها نقاء وكل حاجة فيها صحية وبيور.
رن هاتف ثريا إرتعبت أوصال مليكة وتيقنت أنه ياسين
وبالفعل أجابت ثريا بسعادة: صباح الخير يا حبيبي.

ثم أكملت بعد مدة قصيرة: لا أبدا ما أزعجتنيش ولا حاجة أنا صاحية من بدري ده أحنا بنفطر كلنا على باخرة في النيل عمك حسن صحانا بدري وبصراحة عمل خير مش عاوزة أقولك يا ياسين الجو هنا أد ايه حلو ودافي، ياريتك كنت معانا يا حبيبي.
تحدثت بعد مدة: كلنا كويسن يا حبيبي ما تشغلش بالك بينا، نظرت إلى أنس وتحدثت: أه يا حبيبي قاعد بيفطر أهو.

وأعطت الهاتف للصغير تحت أنظار تلك المشتاقة ذات القلب الولهان، تحدثت ثريا: خد يا أنس كلم عمو ياسين
أخذ الصغير الهاتف بسعادة وتحدث: عمو ياسييييين، إنتي وحشتني أوي، ليه مش جيت علشان تركب معانا المركب؟
ظل يتحدث مع الصغير ثم عاود الحديث مع ثريا تحت أنظارها ثم أغلقت الهاتف وأكملت طعامها.

تحت استغراب مليكة التي بدأت تتسائل داخلها، لما لا يهاتفها منذ وصولها، هل هو غاضب مني لشيئ ما؟ هل صدر مني شيئ لم اعيه! لا أنا متأكدة أنه لم يحدث شيئا فقد حاوطني بنظرات عشقه داخل المطار حين كان يودعني لقد لمس يدي بطريقة بث لي بها كم سيشتاقني وكم هو يعشقني؟
ماذا حدث ياسين؟ ماذا حدث!
بعد مدة تحركت ووقفت عند سور الباخرة ونظرت للمياة وبدأت تشكو لها حزنها وألمها من فراقه.

بعد ثلاثة أيام من سفرهم كان الجميع يتأهب لتحضير سفرة الغداء، فقد تأهبت مليكة مبكرا وتحمست وقررت أن تستعرض مهارتها أمامهم في صنع أكلتها المفضلة وهي الأسماك،
فقد قررت أن تصنع لهم أكلات السمك المختلفة وساعدتها بذلك ثريا البارعة في صنع تلك الأكلة المشهور بها أهل الإسكندرية.

كان أفراد منزل حسن متعاونون بكل شيئ، لم يكن لديهم عاملة بالمنزل بل كانوا هم من يصنعون أشيائهم بأنفسهم، خرجوا ليضعوا الطعام وبقيت هي بمفردها بالمطبخ تزين باقي الأطباق لتحضرها للخروج،
سمعت ضجيج بالخارج ولكنها لم تهتم فذلك المنزل دائما ما يأج بالهرج والمرج والسعادة،.

بعد مدة إستمعت بإقتراب أقدام أحدهم خلفها واشتمت عطر هي تحفظه عن ظهر قلب إنتفض قلبها وارتعبت أوصالها وأخذ قلبها يدق بأعلي وتيره له، إستدارت سريعا لتراه نعم هو من حرم على عيناها النوم منذ ثلاثة ليالي، نظرت له بهيام واشتياق وعشق كاد قلبها أن يتركها ويذهب إليه ليحتضنه
طار قلبه وعلي نظر إليها ولم يصدق ما تراه عيناه أهي حقا مليكته، أنظرات العشق تلك له هو؟
يا إلهي!

نظر لها بإندهاش مع نظرات متداخلة، حب، إشتياق، حنين، ألم البعاد، سعادة، إندهاش،
إقترب منها ومد يده يحتضن يدها وتلاقت الأعين واحتضنت القلوب بعضها بسعادة ولهفة.
تحدث بشفاه مرتعشة من شدة الإشتياق: إزيك
أجابته بصوت هائم بنفس رعشة الشفاة مع إبتسامة سعادة ظاهرة داخل عيناها:
أنااا، أناكويسة، إنت كويس؟
أجابها وهو يحتضن يدها ويتلمسها بإثارة أثارت إثنتيهم: أنا بقيت كويس لما شوفتك.

ضلا يتبادلا النظرات بحب وهيام وقلوب طائرة
حتي فزعوا وابتعدوا سريعا على أثر صوت تلك المزعجة وهي تقول بمرح: إنتوا واقفين هنا تتكلموا واحنا موتنا من الجوع برة، يلااااا طلعوا باقي الأكل.
وجرت على صحن كبير به نوع من الأسماك إلتقتطه وخرجت بسرعة البرق.
نظر لها وتحدث بإستغراب: هي البنت دي هبلة ولا أنا إللي بيتهيألي؟
إبتسمت بخجل وهي تناوله سرفيس كبير محمل بالجمبري وهي تقول: خد ده طلعه بره.

نظر لها نظره ذات معني وغمز بعيناه وتحدث بوقاحة: جمبري هو إحنا ليلتنا بيضا ولا حاجة؟
علي العموم الرسالة وصلت يا قلب جوزك.
رمقته بنظرة حادة وتحدثت بوجه يشع إحمرارا من شدة خجلها: إنت وقح على فكرة.
ضحك برجولة وأكمل بجرأة: وليا الشرف.
دلفت نرمين للمطبخ نظرت إليهما وجدت ياسين يضحك بوجه سعيد وحاله لم تره عليها من قبل،.

تحدثت بطريقة أمرة مستفزة: يلا يا مليكة خرجي باقي الأكل الناس جاعت، إستعجلي شوية وبطلي دلع ولكاعة.
نظر ياسين إلى مليكة وأردف بفخر: ومالوا لما تدلع، دي مليكة عثمان يعني الدلع والدلال إتخلقوا علشانها
نظرت له بسحر وإبتسمت بخجل.
أما نرمين فغلي قلبها وتأكل الحقد منه وحدثت حالها: يبدو أنها تملكت منك أيضا أيها الأبله مثلما تملكت قبلك من رائف، أيتها اللعينة كيف لكي أن تجعليهم ينساقون خلفك دون وعي كالمغيبين؟

ولكن صبرا لن أدعك تهنئين بياسين المغربي بجلالته، وسترين أيتها اللعينة.
تري ماالذي ستفعله نرمين لتفسد به سعادة مليكة وياسين؟
وهل حقا ياسين سيسمح لأي شيئ بأن يبعده عن مليكته ويفسد عليه ليلته وخصوصا بعد ماظهر بعيناها من بوادر موافقة ورغبة له؟
حملوا باقي الأطعمة وخرجوا للجميع
والتفوا حول سفرة الطعام وسط أجواء مبهجة وسعيدة، إلا من نرمين التي باتت متأكدة من عشق ياسين لمليكة، فضحته نظرات عيناه المشتاقة لها، كان يجلس مجاورا لها وقلوبهم ترقص فرحا من شدة سعادتهم حاولت مليكة جاهدة كي لا تظهر سعادتها وعشقها أمام الجميع.
نظر لها وتحدث متعمدا: مليكة ممكن تديني واحدة جمبري؟
إرتبكت لعلمها ما يقصده وابتلعت لعابها وصمتت.

أشارت لها إبتسام وتحدثت بدعابة: قربي الجمبري لسيادة العقيد يا مليكة ولا عاوزاه يقول علينا بخله.
إبتسم ياسين وأجابها بإحترام: العفو يا أفندم حضرتك أصل الجود والكرم ومحدش يقدر يقول غير كده.
أومأت لها مليكة بموافقة وبدأت بوضع الجمبري في صحن ياسين.
نظر لها بإبتسامة واقترب من أذنها وهمس بنعومة: ما أتحرمش.
إرتبكت وهزت رأسها بإبتسامة خجلة.
سأله رؤوف بشغف واهتمام: وايه أخبار شغلك يا سيادة العقيد؟

أماء ياسين برأسه وهو يبتلع طعامه بتلذذ واستمتاع وتحدث بإختصار: كله كويس يا رؤوف الحمد لله.
نظر له حسن وحدثه برجاء: خلي بالك على نفسك كويس يا ياسين، الناس دي مابتنساش تارها وإنت دمرت لهم خلية بقالهم سنين بيدربوا فيهم وبيجهزوهم وصرفوا عليهم كتير، كانوا خلاص هيحصدوا إللي زرعوه فيهم كل ده، وإنت جيت في لحظة ومحيته.

واسترسل محذرا: أرجوك يا ابني حافظ على نفسك كويس وخلي بالك على قد ما تقدر، وياريت ما تثقش في أي حد بسهولة.
أجابه ياسين بإحترام: ربنا هو الحافظ يا عمي، متقلقش حضرتك أكيد مخلي بالي.
تحدث إسلام بإعجاب واحترام: حضرتك بتوصي مين يا بابا، ده ياسين باشا المغربي وحش المخابرات، وبعدين دي أول حاجه بيدربوهم عليها إنهم ما يثقوش في أي مخلوق حتى أقرب الناس ليهم.

إبتسم ياسين إلى إسلام وتحدث بإختصار: بالظبط كده يا إسلام برافوا عليك، وتابع تناول طعامه.
تحدثت ثريا بقلق: ربنا يحميك يا حبيبي ويكفيك شرهم، كانت تنظر له وقد بدأ الرعب يدب في أعماق أوصالها، شعر بها ونظر إليها وأماء بعينيه ليطمئنها.
نظرت له يسرا وتحدثت بحب أخوي: ربنا يحفظك يا ياسين.
نظر لها قائلا بحنان: تسلميلي يا حبيبتي.
نظر له رؤوف وتحدث مستفهما.

سيادة العقيد هو مش المفروض إن جهاز المخابرات ده سري والمفروض كمان إن كل الظباط اللي شغالين جوه الجهاز بيبقوا مش معروفين للعلن، ولا كمان المفروض تنزل أخبارهم عادي كده في السوشيال ميديا صح ولا أنا غلطان؟
أجابه ياسين بمهنية: هو المفروض إنه كده فعلا يا رؤوف لكن حاليا قواعد الحرب الباردة في عالم المخابرات إتغيرت في كل شيئ
وأردف بعمليه: هشرح لك، هو فعلا رجال المخابرات المفروض ما يتعرفوش لسببين مهمين.

أولا علشان سلامتهم وأمانهم، وثانيا بقي وده الأهم لضمان نجاح المهام إللي بيكلفوا بيها، لكن اللي بيحصل دلوقتي إن السوشيال ميديا بقت سلاح أخطر علينا من السلاح البيولوجي نفسه،
وأكمل بمهنية: بمعني مخابرات الدول المعادية بتسرب أسماء رجال المخابرات علشان يتعرفوا واصطيادهم من الجماعات الإرهابية يبقي أسهل،.

واللي حصل في المهمة بتاعتي مؤخرا وبعد ما تتبعنا خيط تسريب الخبر أتضحلنا إن فيه ظابط معانا للأسف قدروا يشتروا ضميره وباع نفسه ليهم،
وهو إللي سرب لهم الخبر علشان لاقدر الله لو حصل إغتيال لأي شخص فينا يبقي هو في الأمان ومايتعرفش، وأكمل بفخر: لكن طلع غبي وإحنا سبقناه بخطوة كعادة المخابرات المصريه دايما،.

وأكمل بمهنية: لكن بالنسبة للعمليات السرية إللي تخص أمن الدولة أحب أقولك وأطمنك إن فيه قسم في الجهاز متخصص في العمليات دي
وده بيتكون من وجوه سرية وغير معروفة للعلن، لدرجة إن أهاليهم نفسهم ما بيبقوش عارفين هما شغالين في أي جهاز أو تبع أي تخصص، كل اللي يعرفوه عنهم إنهم تبع القوات المسلحة وبس
ودول بنختارهم بعناية فائقة وبيمروا بإختبارات صعبة وعديدة علشان نتأكد من ولائهم وإخلاصهم للبلد.

تحدث حسن بفخر: طبعا يا ياسين جهاز المخابرات المصري فخر لأي مصري حر، لكن لازم تخلي بالك على نفسك كويس أوي يا ابني وربنا هو الحارس.
تحدث ياسين ببشاشة وجه: العمر واحد والرب واحد يا عمي، ما حدش بياخد أكتر من إللي ربنا كاتبه له.
ردت ثريا: وربنا إن شاء الله كاتب لك السلامة يا ابني.
نظر لها بحنان وأجابها: تسلمي لي يا أمي.

أحال ببصره عليها، وجد ملامحها متشنجة حزينة ومرتعبة، نظر إلى طعامها وجده كما هو ولم يمس.
أمال على أذنها وتحدث بصوت منخفض: كملي أكلك يا مليكة.
بادلته النظر وهزت رأسها بإيماء مع ابتسامة باهتة،
كان هناك من يراقبهم بعيناه والغل يتأكل قلبها إنها نرمين لا غير.
ثم تحدثت إلى ياسين بإستفسار: هترجع إسكندرية أمتي يا ياسين؟

أجابها وهو يتناول كأس الماء ليرتشف منه القليل: عندي شغل هنا لمدة تلات أيام هسافر بعدها على طول إن شاء الله.
نظرت له إبتسام قائلة بإهتمام: البيت هينور يا سيادة العقيد.
نظر لها بإحترام وتحدث: متشكر جدا لحضرتك لكن متشغلوش بالكم بيا أنا حاجز في فندق قريب من هنا وبعد إذنك هبقي أجي أشوفكم وأطمن عليكم من وقت للتاني.

رمقه حسن بنظرة غاضبة قائلا بحدة: إنت بتستقل بينا يا ياسين ولا يكونش البيت مش عاجبك وشايفه مش قد المقام يا ابن المغربي؟
تحدث سريعا بنفي: لا والله العظيم أبدا يا عمي بيتك يشرف أي حد يدخله وحضرتك وإبتسام هانم على راسي، ده كفاية مقابلتكم وبشاشة وشكم كل الحكاية إني مش عايز أزعجكم ولا أتطفل عليكم.

تحدثت إبتسام بمودة: ما تقولش كده يا سيادة العقيد ده إنت هتشرفنا وبعدين مكانك موجود ومافيش إزعاج ولا حاجة، مروان هيبات مع أنس والحاجة ثريا، وحضرتك هتبات مع مراتك في أوضتها.
أكمل حسن بنبرة حازمة وأمره: تتفضل تلغي الحجز وتجيب شنطتك وده أخر كلام ومش عاوز أسمع كلمه زيادة.
هز رأسه بإيماء وأجاب بإبتسامة شكر: تحت أمرك يا عمي.
شعرت بسعادة الدنيا تحوم حولها فحقا هي تشتاقه، تشاق قربه، رائحة أنفاسه وهو بجانبها.

في المساء
كان الجميع مجتمعون يتثامرون بود وسعادة
وقفت مليكة معتذرة: بعد إذنكم أنا هطلع أحمي الولاد علشان معاد نومهم قرب.
أجابتها إبتسام: خدي مروان وسبيلي أنس أنا أحميه، أجابتها بإبتسامة واعتذار لطيف: متشكرة أوي يا طنط مش عاوزة أتعب حضرتك معايا.
هزت لها رأسها بنفي وتحدثت: مفيش تعب ولا حاجة يا قلبي.

نظرت لها ثريا وتحدثت: ماتتعبيش نفسك يا بسمة مليكة مابتسمحش لأي حد يقرب من أولادها ويحميهم غيرها ولا حتى عمتهم يسرا.
ضحكت يسرا و تحدثت: بتقول إنها مش حابه ولادها يتحرجوا من حاجه زي دي لما يكبروا ويفهموا.
إبتسمت مليكة
وتحدث حسن معجبا بتفكيرها: عندها حق طبعا وعلى فكرة بقي الكلام ده من أساسيات ديننا وكمان بيدرسوه في نظريات علم التربية الحديثة.

نظر لها رؤوف وتحدث بإعجاب: برافوا عليكي يا مليكة تفكيرك سليم جدا على فكرة.
وأكمل ضاحكا: ده أنا خالتي رباب ذلاني كل شوية تقولي كبرت يا رؤوف وبقيت مهندس داأنا لسه كنت بحميك أول إمبارح، لا وما بيحللهاش الكلام غير قدام الناس الغرب حاجة اخر مسخرة والله.
ضحك الجميع إلا الناظر على رؤوف بنظرة حادة لتقربه من مليكة وحديثه المباشر معها بتلك الأريحية،.

إستأذنت وصعدت للأعلي حممت أطفالها ونزلا الطفلان لجدتهما وبقيت هي داخل غرفتها.
أخذت حماما وارتدت ثوبا للنوم رقيق للغاية ويبرز جميع مفاتنها، فردت شعرها فوق ظهرها نثرت عطرها على جسدها بسخاء،.

ووقفت تنظر على حالها في المراة إرتعبت حين رأت حالها فقد كانت فاتنة للغاية خجلت من حالها هزت رأسها تنفض من داخلها تلك الأفكار، وتحركت سريع وأبدلت ثوبها بمنامة بيتية مريحة ولملمت شعرها وربطته ووضعت عليه وشاحا بإهمال فتمردت إحدي خصلاته وطلت من تحت وشاحها مما ذادها سحرا
خرجت إلى الشرفة ووقفت بتوتر وضربات قلبها في تزايد وهي تنتظر ذلك العاشق لتري عشقها داخل عيناه من جديد.

بعد قليل إستمعت لطرقات خفيفة فوق الباب إستدارت وطلت برأسها، وجدت الباب يفتح ويظهر منه ياسين ظهر بوسامته وجسده الممشوق، وقفت بإرتباك وهي تفرك يداها وتنظر له بنظرات عاشقة ممزوجة بأخري خجله،
نظر إليها بإنبهار فقد كانت حقا جميلة حتى وإن حاولت تخبئة جمالها ومفاتنها ففرحة قلبها وعشقها له ظهرت على وجهها فزاده سحرا وجمالا، ذهب إليها إقترب منها بحذر وتحدث: إتأخرت عليكي؟

نظرت له وضربات قلبها تتسارع وأجابته بصوت يكاد يسمع: عادي براحتك.
أكمل بابتسامة معتذرا: معلش إنتي عارفة عمي حسن وحكاياته الجميلة إللي مابتخلصش، الكلام أخدنا والوقت عدي.
إبتسمت بخجل وبعد قليل حدثته متسائلة: سيلا وحمزة عاملين ايه؟
أجابها وهو ينظر داخل عيناها بهيام مهلك: كويسين، كلهم كويسين لكن البيت وحش أوي من غيركم وملوش طعم وحشتونا أوي
وأسترسل معاتب: بس شكلكم مبسوطين هنا ومش فارق معاكم بعادنا.

أجابته بلهفة: لا طبعا إنتوا كمان وحشتونا أوي، ثم سحبت عيناها عنه بخجل.
إقترب عليها وأمسك يدها بحب وضغط عليها بحركة أذابتها، تعمق داخل عيناها وإلتقت عيناها بعيناه وأخذ صدرها يعلو ويهبط من شدة توترها وعشقها
سحبها من يدها للداخل وأغلق الشرفة أوصلها للتخت وأجلسها وجلس بجوارها وتحدث بعيناي تنطق عشق: هو أنتي ليه حلوة أوي كده النهاردة؟
سحبت نظرها عنه بخجل وابتلعت لعابها.

نظر لها وتحدث بصوت هائم مهلك لإنوثتها: مليكة، بصي في عيوني، مليكة
نظرت له إقترب منها وتلمس خدها بحنان إقشعر بدنها وأغمضت عيناها بإستسلام، إقترب عليها ووضع قبله فوق شفاها إستجابت هي لها
إبتعد عنها نظر داخل عيناها ليتأكد من صحة شعوره نظرت له وابتسمت بخجل تأكيدا على ما وصله من قبولها.
شعر بسعادة لم يشعر بمثلها من قبل وتحدث بلهفة وعشق: بحبك يا مليكة بحبك
ثم غاصا في عالم العشاق ليقطفا معا أول ثمارهما.

في نفس التوقيت
كانت تتحرك في الغرفة بغضب وضيق أمسكت هاتفها وقررت تهاتف ليالي لتفسد ليلة مليكة التي تأكدت من أنها ستكون ليلة مميزة لها لما لاحظته من عشق ياسين الظاهر بعيناه ولهفته عليها، ضغطت على زر الإتصال
أتاها صوت ليالي تحدثت نرمين بلؤم: لي لي حبيبتي وحشتيني.
أجابتها ليالي بمجاملة: وإنتي كمان يا نيرو وحشاني كتير أخباركم إيه، طبعا مبسوطين في أسوان؟

أجابتها نرمين: جدااااااا مش قادرة أقول لك مبسوطين قد ايه
الجو هنا تحفة يا لي لي بجد الرحلة دي كانت نقصاكي.
أجابتها ليالي: مرة تانية إن شاء الله.
إسترسلت نيرمين حديثها بخبث: خالوا حاجز لنا بكره اليوم كله هنقضيه في باخرة في وسط النيل، بجد ياريتك جيتي مع ياسين
إرتبكت ليالي وسألتها بإستفسار: ياسين! وهو ياسين ايه اللي هيجيبه عندكم؟
أجابتها نرمين بلؤم: ايه ده هو أنتي متعرفيش إن ياسين هنا في أسوان؟

ده هنا من الساعه واحدة الظهر وأتغدا كمان معانا، وأكملت بحديث خبيث ذات مغزي: ده حتى طلع ينام مع مليكة في أوضتها ومليكة نزلت مروان ينام مع ماما علشان يكونوا براحتهم،
غلي قلبها واشتعلت النيران بداخله وهتفت بحدة: إقفلي دلوقتي يا نرمين لما أتصل بالبيه أشوفه بيهبب ايه هناك.
تحدثت نرمين بحذر: لي لي، من فضلك ماتقوليش لياسين إني قولت لك حاجه، أنا ماقصدتش أبدا إني أعمل مشكلة بينكم.

أجابتها ليالي على عجل: مفهوم مفهوم يا نرمين يلا سلام، أغلقت الهاتف وطلبت رقم زوجها في الحال وانتظرت ليأتيها الرد.
كان غارقا في بحر عسلها ذو النكهة المميزة الذي طالما تمناه وبشدة، يغوصان معا بعالمهم الخاص ذو الطابع الساحر الهائم الذي لم يشهد لمذاقه مثيلا من ذي قبل
رن هاتفه مد يده بإهمال وأمسك الهاتف وأغلقه تماما دون النظر به وعاد لمعشوقة عيناه ليستكملا ما كان عليه.

نظرت بشاشة هاتفها بجنون وعدم تصديق، عاودت الإتصال مرة أخري إذزداد جنونها حين وجدت الهاتف مغلق جرت مسرعة للأسفل وجدت عمتها جالسة في بهو المنزل
سألتها بلهفة عن عز، أخبرتها منال أنه داخل المكتب، جرت بإتجاه المكتب بحالة هيستيرية دفعت الباب بجنون دون إستئذان وهرولت خلفها منال بفزع،
وقف عز مستغربا من هيئتها وتحدث بهلع: فيه إيه؟ حد من الولاد جرا له حاجة؟

أجابته بهيستريا: الولاد بخير يا عمو لكن الظاهر إن البيه المحترم إبن حضرتك هو اللي جرا له حاجة في مخه.
ضيق عيناه بدون فهم وتحدث بحزم معنف إياها: بيتهيئ لي لازم تتكلمي بإسلوب أحسن من كده وإنتي بتتكلمي على جوزك أبو ولادك، مش كده ولا إيه يا مدام؟
تحدثت منال بإستفهام متجاهلة تعنيف عز الموجه إلى ليالي: ما تفهمينا يا ليالي فيه أيه بالظبط رعبتيني!
صاحت بغضب وهدرت وهي تنظر لها: عمو عز هو إللي هيفهمنا يا عمتو.

ثم نظرت إلى عز وأكملت: ممكن حضرتك تقولي ياسين بيه فين حاليا؟
تحدث عز بجدية: ما أنتي عارفة، ماهو قايل قدامك إمبارح إن عنده مأمورية شغل بره إسكندرية وهيقعد فيها تلات أيام.

أجابته والغضب يسيطر كليا على ملامح وجهها: أه ده الكلام إللي إستغفلني بيه قدام حضرتك لكن الحقيقة إن سيادة العقيد المحترم موجود حاليا في أسوان وبالتحديد في أوضة الهانم، ولما رنيت عليه من شوية علشان أسأله بيعمل إيه هناك فصل عليا الفون وقفله في وشي.
شهقت منال ووضعت يدها على فمها وتسائلت: إنتي متأكدة يا ليالي إنه في أسوان؟
أجابتها ليالي بحدة: متأكدة زي ما أنا متأكدة إني واقفة معاكم حالا.

جلس عز على الأريكة ووضع ساق فوق الاخري وأشعل السيجار ثم تحدث ببرود: وحتى لو في أسوان زي ما بتقولي، إيه المشكلة مش فاهم؟
واحد وعنده مأمورية في أسوان وراح يبات في بيت عمه وبالتالي من البديهي جدا إنه يبات في أوضة مراته، وده حفاظا على شكلهم قدام الناس، وأكمل ساخرا: ولا عاوزاه يقول لهم معلش هاتولي أوضة لوحدي أصل أنا والمدام متجوزين جواز صوري.

ثم نظر لها وهو مضيقا عيناه بتساؤل: وبعدين أنا مش فاهم إنتي عاملة الثورة دي كلها على أيه؟
ماهو بيبات معاها في أوضتها هنا برضو، فرقت في إيه يا ليالي هانم هنا من هناك؟
أجابته بدموع لم تستطيع التحكم بها: لا يا عمو تفرق كتير أوي، هنا بيبات معاها مرغم وكلنا عارفين ظروف وجوده معاها في أوضة واحدة أيه، لكن لما يروح لها أسوان مخصوص ويخبي علينا كلنا، يبقي ده بيأكد لي إن فيه حاجة بتحصل من ورا ضهري.

تحدث عز بتعقل وجدية: وهو من أمتي ياسين بيقول لنا على المكان إللي بيسافر فيه لمأمورياته؟!
وأكمل بحكمة: جوزك يا مدام شغال في جهاز حساس وسري، أنا نفسي يلي أبوه ومعاه في نفس الجهاز ممنوع يعرفني مكان مأمورياته، يبقي أيه الغريب المرة دي، وخبي عليكي من أي ناحية أنا مش فاهم!
تحدثت منال وهي تأخذها داخل أحضانها: إهدي يا حبيبتي كلام عمو عز منطقي جدا.

نظرت له ليالي وتحدثت بتوسل وهي تجفف دموعها: طب من فضلك يا عمو إتصل عليه وأسأله علشان قلبي يطمن.
تأفأف عز بملل ثم أخرج هاتفه متحدثا بنبرة ساخرة: حاضر يا ستي هتصل بيه وأعنفه وأقول له إنت إزاي تنام ف أوضة مراتك يا محترم.
ضغط على الهاتف وجد هاتف ياسين مغلقا نظر لها وأجاب ببرود: تليفونه مقفول أكيد عنده شغل بكرة بدري وقفله علشان ينام براحته، ياريت إنتي كمان تهدي وتطلعي تنامي.

هدأها عز هو ومنال وبعد مدة صعدت غرفتها وقلبها مازال مشتعلا من الغيرة.

في جناح طارق وجيجي
كان يجلسان في جو شاعري مليئ بالدفئ والمشاعر الحانية، أخرجهما مما هما عليه إستماعهما للضجيج الدائر بالمنزل
تحدثت جيجي: ده صوت ليالي وعمو عز، ياتري فيه أيه؟
تأفأف طارق وتنهد: هيكون فيه أيه يعني، أكيد ياسين عمل معاها مصيبة جديدة.

تحدثت جيجي بتأثر: والله ساعات ليالي بتصعب عليا أوي، مع إنها متكبرة ومغرورة لكن حقيقي ماتستاهلش إللي ياسين بيعمله فيها ده كله، ياسين قاسي أوي عليها يا طارق.

رمقها طارق بنظرة ساخرة مضيقا عيناه: مالك كده محسساني إن ليالي دي ملاك بجناحين، ليالي دي جبارة بنت خالي وأنا أدري بيها من زمان دي لو لقيت حبة تراخي من ياسين كانت خربت الدنيا وركبت فوق دماغ الكل، لكن ياسين علشان ذكي وفاهمها كويس عارف مفاتيحها فين وممشيها
وأكمل ساخرا: وبعدين ما الهانم مقضياها نوادي وخروجات مع صحباتها وعايشه حياتها بالطول والعرض وأخر إهتماماتها هو ياسين ومشاعره وقلبه، زعلانة ليه بقي.

ضحكت جيجي وتحدثت: وهو أخوك سايبها بحريتها بجد؟
ده حاطتها تحت المراقبة أربعة وعشرين ساعة، أي مشوار بتخرجه عربية المراقبة بتكون محاوطاها هي والولاد.
طارق وهو يقف ويرتدي الروب فوق منامته: وهو بيعمل كده ليه، مش علشان أمانها هي وولادها، إنتي ناسية إنه شغال في مكان حساس والعين دايما عليه.
نظرت له جيجي بإستغراب وتحدثت: إنت بتلبس الروب ورايح على فين؟

أجابها طارق وهو يضع قبلة فوق وجنتها: رايح أشوف الحرب إللي دايرة تحت دي دايرة على أيه.

بعد صعود ليالي
إقتربت منال من عز متسائلة بترقب: عز، أرجوك جاوبني بصراحة، إنت كنت تعرف إن ياسين مسافر أسوان؟
إنفعل عز وأجابها بحدة: ياستي قولت لك معرفش، معرفش، معرفش، أقولها لك بأي لغة علشان تفهميها؟
فركت منال يديها بعصبية وهي تدور بالغرفة: أنا قلبي مش مطمن، حاسة إن فيه حاجة بتحصل بجد،
ثم إلتفتت إليه وتحدثت بنبرة غاضبة: البيه إبنك شكل الموضوع عجبه والهانم حليت في عنيه وحابب يخلي الجواز فعلي،.

وأستطردت بنبرة تهديدية: ماشي يا ياسين، من النهاردة أنا بنفسي إللي هقف لك، ماهو مش بنت أخويا إللي يتعمل معاها كده.
نظر لها عز وتحدث ساخرا: وإنتي بقي اللي هتمنعيه يا منال؟
وأكمل: ولو فرضنا إن إبنك حابب يعمل كده فعلا ويتعامل مع مراته كزوجين طبيعيين، أيه مشكلتك في كده أنا مش فاهم؟
وأسترسل موضح: بعدين إبنك لو حابب يعمل كده فعلا مفيش مخلوق على وجه الأرض هيقدر يمنعه، ولا أنتي تايهة عن ياسين يا منال؟

نظرت له بغل وأكملت: أنا ساعتها إللي هقف له يا عز وهتشوف، ولا يمكن هسمح لتخطيط ثريا ينجح ويدمر بيت إبني، ثم نظرت له بكره وأكملت بتهديد: لا يمكن أسمح لها تنفذ إللي أنا منعته من خمسة وعشرين سنة، على جثتي يا عز، على جثتي.

وقف عز بغضب وتحدث: إنتي عمرك ما هتنسي أبدا، كفاية بقي يا منال سنين طويلة وإنتي معيشانا في هم ونكد بسبب الموضوع ده، موضوع وأتفتح وقفلناه بعدها برفض ثريا نفسها، ليه مش عاوزة تقفليه إنتي كمان وترتاحي وتريحيني ليه؟
أجابته بغل: رفضت لما أنا إللي وقفت لها ودافعت عن بيتي وولادي بكل قوتي، وهي عملت فيها الزوجة العفيفة إللي باقية على ذكري جوزها إللي بتحبه،.

وأكملت بغل: طول عمرها بتاعت مظاهر وتحب تبان قدام العيلة في صورة الست العاقلة الكاملة
لكن أنا عمري ما هصفي لها،
ثم أشارت له بسبابتها وتحدثت بنبرة صاخبة: ولا هصفا لك وأنسي لك إنك فضلتها عليا وكنت عاوز تتجوزها.
هنا دلف طارق عليهم بعد الإستئذان وتحدث: فيه أيه يا بابا، أيه حالة الهرج والمرج اللي في الفيلا دي، ومالها ليالي صوتها كان عالي كده ليه من شوية؟

نظرت سريعا إلى طارق وسألته بإستفسار: إنت كنت عارف إن ياسين مسافر أسوان عند مليكة؟
إزبهل طارق مما إستمعه ورد مستغربا: أيه! هو ياسين في أسوان؟
حولت بصرها سريعا إلى زوجها وتحدثت بغضب: إتفضل أدي طارق هو كمان مايعرفش، أنا كده بقى إتأكدت إن فيه حاجة بتحصل من ورا ضهري فعلا.
حدثها طارق مهدئا إياها: إهدي يا ماما أكيد رايح لشغل زي ما قال.

أجابته منال بإنفعال: طول عمره بيقول لك إنت بالذات على أماكن سفره علشان لا قدر الله لو حصل حاجة يبقي عندك خبر هو فين، أيه إللي حصل المرة دي خلاه ما قالكش يا طارق؟
تحدث طارق بتعقل: أكيد عنده أعذارة يا ماما إهدي حضرتك ولما يرجع هنفهم منه أصل الموضوع.
تحدث عز ساخرا: إنت إتجننت يا طارق، إزاي بتطلب منها تهدي وهو الموضوع متعلق بكرامة وشكل الكونتيسا ليالي قدام الناس.

رمقته بنظرة غضب وخرجت دون كلام وصفقت الباب خلفها بغضب.
أما طارق فقد نظر لأبيه وتساءل مستفهم: هو ياسين فعلا في أسوان يا بابا؟
تحرك عز وجلس فوق الأريكة وتحدث: تليفونه مقفول معرفتش أوصل له، بس ليالي مش هتعمل كل الهيصة دي من غير ماتكون متأكده.
تحدث طارق بإستفهام: وليالي عرفت منين؟
نظر له عز وابتسم بسخرية.

تحدث طارق بتأكيد لما وصله من نظرة أباه: نرمين أنا مش عارف البنت دي أيه إللي حصلها مكنتش كده الأول نرمين مكنش فيه أحن وأرق منها.
نظر عز للأسفل وظهر على وجهه علامات الأسي وتحدث: الغيرة والحقد بيغيروا البني أدم يا طارق.
نظر له طارق بعدم إستيعاب قائلا: غيرة! من مين وليه؟
أجابه أباه بأسي: من مين، من مليكة وده بيبان أوي في نظرة عنيها وهي بتبصلها وف تشنجات وشها لما نبقي قاعدين وفجأة مليكة تدخل،.

أما بقي ليه فربنا وحده أعلي وأعلم بأسبابها.
تحدث طارق: ربنا يهديها ويرجعها لعقلها
وأكمل بنبرة جادة: لكن مقولتليش ياباشا هنعمل أيه مع ياسين، دي كده الدنيا هتولع حواليه من ماما وليالي؟
نظر له عز وتحدث بإبتسامة سمجة: هنعمل له أيه يعني، هو مش الباشا عامل لي فيها روميو وحبيب وداير يخطط ويظبط مع نفسه، يشرب بقي ويقابل
ثم نظر لبعضهما وبدون مقدمات أطلقا الضحكات الساخرة سويا.

داخل غرفة نرمين
كانت متسطحة فوق فراشها تنظر لسقف الغرفة بإستمتاع وتشفي بعدما بخت بسمها من جديد في حياة مليكة إستمعت لطرقات فوق الباب!
إعتدلت بفراشها وتحدثت: إدخل
فتح الباب ودلفت منه يسرا ويبدو على وجهها الإنزعاج
نظرت لها نرمين بإستغراب قائلة: يسرا خير فيه حاجة؟
إقتربت منها يسرا وجلست بطرف الفراش وتحدثت بتساؤل: عاوزة أيه تاني من مليكة يا نرمين؟

إبتسمت نرمين وتحدثت بنبرة ساخرة: وأنا هعوز منها أيه دي كمان، وأكملت بغل: يابنتي مليكة دي أقل من إني أشغل دماغي بيها دقيقة واحدة.
تحدثت يسرا: ولما هو كده فعلا تقدري تقوليلي أيه نظرات الحقد اللي كانت مالية عنيكي وإنتي بتبصي عليها وإحنا على العشا النهاردة،.

ونظرت لها نظرة ذات مغزي وأكملت: لسه عاوزة منها ايه تاني يا نرمين، مش كفاية اللي وصلتيها ليه هي وولادها بغيرتك وحقدك عليها ولا نسيتي ولو كنتي نسيتي أنا أفكرك بجريمتك إللي عملتيها؟
إنتفصت نرمين بغضب وتحدثت: إنتي عاوزه مني أيه بالظبط يا يسرا؟

أجابتها يسرا بنبرة تهديد: عاوزاكي تبعدي نهائي عن مليكة وولادها وأياكي تفكري ولو مجرد تفكير بإنك تأذيها بأي شكل من الأشكال، ساعتها ورحمة بابا لأروح لياسين وطارق وأحكيلهم على كل إللي حصل وأسيبك منك ليهم،.

وأكملت بنبرة تهديد: وأوعي غبائك يصورلك إني علشان ساعدتك في موضوع الفيديو ومنعت ياسين إنه يشوفه إني موافقة على إللي عملتيه أو نسيته بالعكس، وأكملت بإشمئزاز: ده أنا كل يوم بكرة نفسي وبلومها ألف مرة على إني ساعدتك ووقفت معاكي، بس للأسف مكنش قدامي حل تاني وده بسبب خوفي على المسكينة أمي، ولولا كده عمري ما كنت هقف جنبك وأشاركك ذنبك.

ثم رمقتها بنظرة تهديد وأكملت: ياريت تفكري في كلامي ده كويس أوي، علشان ده مش كلام وخلاص.
ثم رمقتها بغضب وخرجت كالإعصار، إمتعض وجه نرمين وأمسكت بفرش التخت وشدته وألقته فوق الأرض بكل غضب وهذا لعلمها جدية حديث يسرا
فيسرا مثل والدتها حنون وهادئة ومسالمة لكن أوقات الغضب تخرج مخالبها وتدافع بكل جبروت وتظهر قوة شخصيتها الدفينة.

في نفس التوقيت داخل حديقة حسن
كانت تجلس بجانب أخاها بعدما سألها عن وضع مليكة مع ياسين وقصت له ما حدث.
تحدث حسن بنبرة جادة: بس كده يبقي حرام شرعا يا ثريا ده كده يتحط تحت بند جواز بعقد مشروط وده ملوش أي أساس من الصحة في ديننا.
تحدثت ثريا بتهرب وأسي: ده شرط البنت يا حسن، البنت كانت رافضة مبدأ الجواز من الأساس لكن لما باباها أصر ياخدها هي وولاد رائف عنده وعز كمان صمم وكان هياخد منها الولاد،.

وقتها مكنش فيه حل قدامنا يرضي جميع الأطراف غير ده، وياسين نفسه راضي وموافق على كده.
أجابها حسن وهو ينظر داخل عيناها: بس إنتي كمان شكلك مرتاحة وموافقة بالوضع ده يا ثريا؟

نظرت له بإرتباك وتحدثت بإستنكار: وأنا أيه دخلي أصلا ف الموضوع يا حسنده قرار مليكة وأنا مليش أي علاقة بيه، وأجابت بحدة بعض الشئ: وبعدين هي حرة بقرارها واحدة ومش عاوزه راجل في حياتها وعايزة تعيش على ذكري الراجل إللي حبته وياسين متجوز ومعاه ست يعني الموضوع مفهوش أي حرمان ولا أذي لحد منهم يبقي فين المشكلة مش فاهمة؟

تنهد حسن بأسي وهو يري تشتت شقيقته وتوترها من مجرد الحديث وعذر تشتتها وفهم رفضها للوضع وبرره بحزنها على فقيدها الغالي ولذلك غير مجري الحديث لكي لا يحزنها أكثر وأكملا سهرتهما معا.

داخل غرفة ياسين
كان متسطح على ظهره محاوطا إياها بذراعيه مشددا عليها بعناية داخل أحضانه يكاد أن يدخلها داخل ضلوعه من شدة سعادته بإمتلاكها وأمتلاك روحها
ممسك بوجهها الموضوع على صدره العاري، ينظران لبعضهما بهيام غارقان في بحر عشقهما الحلال
كان يشعر وكأنه إمتلك العالم بأثره لم يعد يريد شيئا بعد فقد وصل لكامل مبتغاه.

نعم وصل لأقصي أمانيه التي طالما حلم بها منذ أن رأها، نعم لقد عشقها عشق روحي، عشق أبدي، لكنه أكتمل اليوم بإمتزاج وتناغم جسديهما معا
شعورة بها لم يضاهيه أي شعور بالكون بأكمله
أحس بسعادة تغلغلت داخل أوصاله وزلزلته سعادة لم يشعر بها من قبل، وكيف كان له أن يشعر قبل وهي حبيبته عشقه الأبدي، عشق الروح الذي أكتمل بقربه منها اليوم، كم هو رائع شعور إمتلاك الحبيب من بعد عذاب وفراق وألم سنين.

تنهد بأريحية لم يشعر بمثيلها من قبل وتحدث بعتاب محب: تعبتيني معاكي أوي يا مليكة تعبتيني أوي
إبتسمت بخجل قبل جبينها وأكمل: عارفة أنا عمري إبتدي من الليله دي من النهاردة بس إكتمل ياسين المغربي
ثم مال على شفتاها وقطف قبلة ناعمة وتحدث داخل عيناها بهيام: بحبك يا مليكة، بحبك أوي، بحبك وعمري ما حبيت حد قبلك ولا هحب حد بعدك، بحبك وبحبي ليكي إكتمل ياسين المغربي.

كانت تستمع له بقلب عاشق وعيون هائمة تنظر له بحب وإبتسامة عشق لم تفارق صغريها نعم أحبته بل عشقته، عشقت إقترابه منها
عشقت نظرات الوله التي تطل من داخل عيناه
فقد بث لها منذ قليل كيف يكون عشق الرجال؟ وكيف هو جنون الحب؟
لمس على وجهها بحنان وسألها بحب: ساكتة ليه يا حبيبي إتكلمي، عاوز أسمع صوتك يا مليكة
أجابته بصوت مبحوح وخجل: هتكلم أقول أيه يا ياسين؟

تحدث ياسين بإرتياب: قولي أي حاجة يا مليكة، عاوز أسمع صوتك، عاوز أعرف إذا كنتي فرحانة زيي باللي حصل بينا من شوية ولا الموضوع كله مش فارق معاكي؟
إبتسمت بخفه وسحبت بصرها عنه
سحب جسده عنها ورفع رأسه وسندها على ظهر التخت تحركت هي الأخري وشدت الغطاء لتداري به جسدها
نظر لها بشك وسألها بترقب شديد: مليكة إنتي ندمانه على إللي حصل بينا ده؟

هزت رأسها بنفي سريع وتحدثت: خالص يا ياسين، ولو مكنتش حابة مكنتش سمحت إنه يحصل من الأول.
نظر لها بألم وأكمل: أومال مالك! ساكته ليه وحرماني من إني أسمع الكلمه اللي هموت وأسمعها منك؟
وأكمل برجاء: قوليها يا مليكة، عاوز أسمعها منك لو فعلا مبسوطة زيي أرجوكي قوليها.
نظرت له وعيونها مليئة بالغرام وتحدثت بخجل: بحبك يا ياسين، بحبك.

إنتفض قلبه وبدأ صدره يعلو ويهبط بسعادة لم يشعر مثلها على مدي العقود الأربع التي عاشها
وقف سريعا ثم جذبها من تحت غطائها وألصقها بأحضانه وتحدث: بتقولي أيه سمعيني تاني كدة علشان مسمعتش.
ضحكت وقالت بصوت ملئ بالحياة: بحبك يا مجنون
أخذ يدور بها بسعادة داخل الغرفة وهو يحتضنها بشدة ويردد: بحبك، بحبك يا قلب ياسين من جوه بحبك يا فرحة ياسين، بحبك يا مليكة، بحبببببببك
تري ما الذي سيحدث بعد؟

هل سيتركهم الجميع ليحيا بحبهما الفريد؟
أم أن للفراق والدموع نصيبا بعد في حياة وقلب تلك الحائرة؟
فاقت من نومها وجدت نفسها مكبلة داخل أحضانه الدافئة دافنة وجهها بصدره الحنون، إبتسمت حين تذكرت ليلتها وما حدث، وكيف أسعدها ذلك العاشق الولهان بحبه وشغفه، وكيف أغرقها في بحر عشقه وأوصلها لشعور لم تتذوقه من قبل، نعم كان رائف يعشقها حد الجنون لكن ياسين يختلف كليا فهو يفهم جيدا في لغة الجسد وفنون العشق كيف تكون.

في تلك الأثناء فاق هو الاخر نظر لوجهها ومال عليها يداعب أنفها وتحدث بصوت متحشرج ناعس: صباح الفل.
إبتسمت بخجل وردت: صباح النور.
نظر لها وتحدث متسائلا: صاحية من بدري؟
أجابته ببسمة خجولة: تؤ لسه صاحية حالا.
إبتسم لها وأخذها داخل أحضانه بجنون من جديد فهو مازال متعطشا لها ولعشقها الفريد الذي أنتظره طيلة أعوام وأعوام
في نفس ذات التوقيت بالأسفل.

كان الجميع يلتف حول مائدة الإفطار يتناولون فطورهم بعد أن رفض حسن أن يزعج ياسين ومليكة وفضل أن يتناولا إفطارهم حين يستيقظا من غفوتهم، تحدث الصغير: نانا أنا عاوز أطلع أصحي عمو ياسين هو وعدني هيخرجني ويلعبني النهارده كتير
أردفت نرمين بلهفة: إطلع يا حبيبي أنا مش فاهمة أصلا هما أيه إللي منيمهم لحد الوقت؟
نظرت لها ثريا وتحدثت بإحراج وحدة معا: يطلع فين يا نرمين؟

هما الوقت ينزلوا، ياسين طلع متأخر وتلاقيه لسه نايم ومليكة طول عمرها بتتأخر في نومها يبقي إيه الجديد!
تحدثت إبتسام بتلقائية: براحتهم يا جماعة أنا مش فاهمة أيه المشكلة لما يتأخروا، ثم أكملت بعقلانيه: راجل وبقا له مده بعيد عن مراته طبيعي إنهم يسهروا شوية ويتكلموا وبالطبع هيتأخروا في نومهم.
ردت نرمين بإستهجان: حضرتك فاهمة الموضوع غلط يا طنط، العلاقة اللي بين مليكة وياسي.

كادت أن تكمل وتخبرهم بأن تلك الزيجة ليست كما يظنون وأنها زيجة صورية لا أكثر، ولكن رمقتها ثريا بنظرة غاضبة كادت أن تحرقها وتحدثت بحدة: نرمين سيبي الناس تفطر وبطلي كلام ملوش لازمة.
إبتلعت نرمين لسانها وصمتت أما يسرا إكتفت بأن رمقتها بنظرة إشمئزاز أربكتها.

داخل غرفة مليكة وياسين
بعد مدة كانت مليكة تجفف شعرها أمام المراة إقترب منها وابتسم لها بحب نظر إلى فرشاة شعرها ومد يده ليتناولها منها وتحدث بحب: ممكن؟
وأكمل بعيون عاشقة: حابب جدا أعمل كده.

إبتسمت بخجل وأعطته إياها، تلمس شعرها بين يديه بوله وقربه من أنفه أغمض عيناه بإستمتاع وأشتم رائحة شعرها المسكية وأخذ نفسا عميقا أدخله في أعماق رأتيه، نظر لإنعكاس وجهها في المراه بهيام وبدأ يمشط شعرها بحنان تحت أنظارها العاشقة والمستغربة من تصرفات ذلك العاشق الولهان
ضلا على وضعهم هذا مدة دقائق ليست بالقليلة
نظرت له بخجل وتحدثت: ميرسي يا ياسين كفاية كده ويلا ننزل علشان الأولاد.

وضع الفرشاه وإحتضنها من الخلف وشدد من إحتضانه لها وهو يدفن أنفه داخل تجويف عنقها ويشتم رائحة جسدها الذكية
وتحدث بعيون عاشقة هائمة في سحرها: لسه مشبعتش منك يا مليكة، مش قادر أبعد وأسيبك، ده أنا مصدقت إني أخدك في حضني وأرتاح.
إبتسمت له بخجل وأجابت: لسه الأيام جاية كتير يا ياسين.
نظر لعيناها وتحدث بهيام: اللي جاي كله لينا، هعيشك وهعيش معاكي أحلي ليالي الهوا.

أدار وجهها له ولف ذراعيه حول خصرها ثم رفعها لمستواه وانهال على شفتاها برقة ونعومة أذابتها وهدمت جميع حصونها
بعد قليل نزلا معا وجدا العائلة مجتمعة في بهو المنزل، تحرك الصغير مسرعا لإحتضان أمه وبعدها حمله ياسين وقبله بشغف.
تحدث ياسين بمرح: صباح الخير، شكلكم فطرتم من غيرنا.
إبتسم حسن وأجاب: محبيناش نزعجكم قولنا نسيبكم نايمين براحتكم ولما تقوموا تبقوا تفطروا.

نظرت نرمين على مليكة بحقد ثم تابعت إحتساء مشروبها بصمت خوفا من نظرات يسرا الغاضبة لها.
هلل الصغير بتساؤل طفولي: إنتوا اتأخرتوا ليه، كل ده نوم، أنا كنت عاوز أطلع عندكم، لكن نانا مش رضيت وقالت عمو ياسين نايم ولازم مش نزعجه.
كان وجه ياسين يبدو عليه السعادة البالغة أما مليكة فكانت حريصة على ألا يظهر عليها أي بوادر للتغيير حفاظا على شكلها أمامهم جميعا.

قبله ياسين وأجابه: وأدي عمو ياسين محبش يتعبك ونزل لك بنفسه أهو.
هبت إبتسام واقفة وتحدثت بوجه بشوش: أنا هاقوم أجهزلكم الفطار حالا
تحركت مليكة خلفها: أنا جايه معاكي يا طنط.
وبعد مدة صغيرة جلسا سويا يتناولان طعامهما معا مع تبادل النظرات والإبتسامات السعيدة حقا كانت السعادة عنوان وجههما وقلوبهم العاشقة
نظر لها بوله وهمس بصوت عاشق: بحبك يا مليكة، بموت فيكي.

إبتسمت بعيون عاشقة هائمة في ملكوت سعادتها التي غمرها بها ذلك الولهان
بعد الإفطار أمسك هاتفه وأعاد تشغيله من جديد ليري من كان يهاتفه ليلا وجدها ليالي ثم أنهالت عليه الرسائل جميعها من عائلته
حك أنفه ب ريبة وشك وخرج للحديقة ليهاتف والده التي إنهالت عليه عدة رسائل من هاتفه
ضغط على زر الإتصال أتاه الرد فورا.

بدء عز حديثه بمشاغبة: مش لما تحب تلعب بديلك وتتشاقي تبقي تبلغني وأهو على الأقل نبقي هارشين الحوار ومظبطينه سوا، علشان لما توقع وتتزنق أبقي جاهز وأعرف أداري عليك وأغطيك، مش أتفاجأ زيي زيهم كده!
أجابه ياسين بدعابة: هو أنا أتسيح لي ولا أنا فاهم غلط يا باشا.
رد عز بطريقه ساخرة: ده إنت أتسيح لك وفضيحتك بقت بجلاجل يا حبيبي.
تحدث ياسين بدعابة
هو ما فيش حاجه بتستخبي في أم البلد دي خالص.

أردف عز بعتاب لطيف: بقي يا صايع تتذاكي علينا وتقول طالع مأمورية بره إسكندرية، طب ما العصافير إللي هناك هيبلغوا يا أذكي أخواتك،
ثم أكمل ساخرا: لااااا أنا كده بدأت أشك في قدراتك كظابط مخابراتي يا سيادة العقيد.
رد ياسين وهو يحك ذقنه بتيقن: هي نرمين الله يجازيها، ما يرتحلهاش بال إلا إذا ولعت الدنيا في بعضها.

قهقه عز عاليا وتحدث بكلمات ذات مغزي وتساؤل: سيبك إنت من ده كله وطمني عليك يا وحش، ها، نقول صباحية مباركة ولا كسفتنا زي كل مرة؟
قهقه ياسين برجولة وتحدث: عيب عليك ياباشا ده أنا تربيتك، الله يبارك في سعادتك طبعا.

ضحك عز وأكمل: يارااااجل أخيرا، طب يا عريس ألف مبروك على إنك نولت الرضا، ثم أكمل ساخرا: بس روح بقي يا وحش كلم ليالي وإستلقي وعدك منها دي مقومة البيت حريقة من إمبارح هي وأمك من وقت ما عرفوا إنك بايت هناك.
تحدث ياسين بثقة وجبروت: طبعا هكلمها وهقلب عليها الترابيزة كمان وإحتمال أسجل لك إعتذارها وهي بتترجاني علشان أسامحها.
ضحك عز وأردف بتفاخر: جبروت وتعملها، إبني وأفتخر.

أجابه ياسين بفخر: تربيتك يا باشا وليا الشرف
سأله عز بإستفسار: إلا قولي يا ياسين، هو إنت فعلا عندك مأمورية في أسوان؟
ضحك وأجابه بدهاء: دي بقى هسيبها لحث حضرتك المخابراتي عز باشا.
ضحك عز عاليا وأجابه: والله كنت حاسس.

أغلق ياسين مع والده وهاتف ليالي وبالفعل إنقلبت الأدوار، هدر بها بغضب على تصرفها الأحمق وأخبرها أن مهمة عمله داخل أسوان وأنه وبحكم عمله لا ينبغي عليه أن يخبرها بأسرار عمله وهذا ما يفعله طيلة سنواته معها إذا ما الجديد وأين تكمن المشكله؟
فاقتنعت بحديثه أو أرادت أن تريح عقلها وتغلق باب النقاش الغير مجدي نفعا بالمرة.

دلف ياسين داخل منزل حسن بعد إجرائه لتلك المكالمات، وجد الجميع متواجد ماعدا مليكة سأل عليها ثريا وعلم منها أنها داخل المطبخ تعد لهم القهوة، دلف لها وجدها تقف أمام المشعل ويقف بجانبها رؤوف ويتحدثان بإنسجام تام، غضب بشدة وغلي داخله ولكن تمالك حاله ولم يظهر غضبه
تحمحم وألقي عليهما السلام نظرت له بحب وردت السلام.

تحدث رؤوف بدعابة: شوفتني يا سيادة العقيد وأنا بستغل مراتك وأخليها تعملي قهوة أذاكر عليها بصراحة بقي قهوة مراتك دي ملهاش حل، قهوة عظمة بتظبط الدماغ بجد.
إبتسم له بمجاملة وأخذ رؤوف قهوته وأنسحب وتركهما بمفرديهما
إبتسمت له برقة وعيون عاشقة قابلها ببرود متحدثا: كنتي بتتكلمي في ايه مع رؤوف ومنسجمين أوي كده؟
إبتسمت وأجابت بتلقائية: كان بيحكيلي عن كليته وأد أيه هي متعبة ومحتاجة شغل ومجهود كتير.

نظرت إليه وجدته مكشعر الوجه إستغربت وسألته: مالك يا ياسين إنت فيه حاجه مضيقاك؟
أجابها بحدة بعض الشئ: أه يا مليكة متضايق، متضايق من قربك بالشكل ده من رؤوف مش حابب تكوني قريبة كده من حد وياريت لو سمحتي ماتدلوش فرصة يقرب منك بالشكل ده تاني!
تحدثت بإستغراب: إنت متضايق من رؤوف بجد؟
ده زي أخويا الصغير يا ياسين.
تحدث بحدة وتحذير وعيونه تطلق شررا: مليكة.

إبتسمت وأجابته برضا وهدوء: حاضر يا ياسين اللي إنت عاوزه أنا هعملهولك
وكأنها وبتلك الكلمات البسيطة سحبت غضبته و بلحظة تحولت نظرته من غضب إلى عشق هائم نظر لها بحب وأبتسم وتحدث بصوت حنون أذابها: بحبك
إبتسمت له بخجل
أخذت القهوة وخرجا سويا للجميع وجلسوا يحتسون قهوتهم بإستمتاع
تحدث حسن موجها حديثه إلى ياسين: هتيجي معانا ياسيادة العقيد ولا عندك شغل مهم.

نظر له ياسين وأجاب: لا يا عمي معنديش حاجه مهمة النهاردة، نظر له مروان الجالس بجوارة وتحدث بسعادة: يااااسلام، وأكمل بإستعطاف: ممكن يا عمو ياسين تنزل معايا البول إللي موجود ف الباخرة علشان كان نفسي أنزله لما روحنا مع جدوا حسن ومامي مش رضيت تخليني أنزل.
إحتضنه ياسين وقبل جبهته قائلا بحنان أبوي: مش قلنا قبل كده مروان باشا يأمر وأنا عليا التنفيذ.

هلل أنس الجالس بجوار ثريا وجري عليه محتضنا إياه وتحدث بغيرة طفولية: وأنوس كمان عاوز يعوم على ضهر عمو ياسين.
أجابه ياسين وهو ينهال عليه بوابل من القبلات الصادقة ويداعبه: ده طبعا موضوع مفروغ منه لأن أنوس باشا هو أول واحد هيعوم على ضهري.

نظرت ثريا لأطفال غاليها ولسعادتهما وضحكاتهما العالية التي تنبع من قلبهما الصغير نتيجة حنان وأهتمام ياسين الذي يغمرهما به وسعد قلبها وأردفت بوجه سعيد: ربنا يخليك ليهم ومايحرمهمش منك أبدا يا حبيبي.
نظر لها بحنان وتحدث: ويخليكي لينا يا حبيبتي.
كان حسن ينظر بإعجاب وأحترام إلى ياسين الذي يغمر ذلك اليتيمان بحنانه الظاهر للجميع
تحدث حسن: طب يلا إجهزوا علشان نلحق اليوم من أوله.

بعد مدة قصيرة كان الجميع داخل الباخرة السياحية العملاقة ذات الثلاث أدوار، كانت أشبه بفندق عائم بغرف نومها والمسبح المتواجد فوق سطح الدور الثالث،
إلتفوا جميعا حول منضدة كبيرة اعدت لهم خصيصا وبدأوا بتناول المشروبات الباردة و المقرمشات والمسليات وهم يستمتعون بالجو الرائع والمناظر الخلابة
كانوا يتسامرون ويضحكون وفجأة إنتبهوا جميعا لصوت رجولي مهذب وهو يقول: مساء الخير يا باشهندس.

وجه الجميع بصرهم على ذلك الصوت وإذ به رجل في مقتبل عقده الرابع ذو طله تشبه أبطال السينما يرتدي زيا رسميا وقبعة توحي إلى مهنته.
وقف حسن بإحترام ومد يده وتحدث بإبتسامة: أهلا وسهلا سيادة القبطان.
نظر القبطان إلى إبتسام وتحدث: إزي حضرتك يا أفندم.
إبتسمت له وتحدثت بود: الحمدلله يا سيادة القبطان.
ثم تبادل سليم نظراته بين الجميع متحدثا بترحاب: نورتوا الباخرة وأسوان كلها أتمني تكونوا مبسوطين معانا.

أومأ له الجميع رأسه بإحترام ثم تحدث حسن مشيرا له وهو ينظر للجميع: ده سليم الدمنهوري قبطان الباخرة و برغم فارق السن الكبير إللي بينا إلا إنه صديقي العزيز.
إبتسم سليم وتحدث بإحترام: وليا الشرف يا باشمهندس.
ثم نظر إلى يسرا التي جذبته عيناها حين نظر بداخلهم وتاه لمده
فاق على صوت حسن وهو يشير إلى ثريا قائلا: أعرفك بقا بالحاجة ثريا أختي الوحيدة والحبيبة.

نظر لها سليم بإبتسامة وتحدث بإحترام: أسوان نورت يا أفندم.
قدم حسن الجميع ثم أتي لتقديم يسرا وتحدث: ودي يسرا بنت أختي الحاجة ثريا.
نظر لداخل عيناها بإعجاب قابلته يسرا بإرتباك وتحدث هو: أتشرفت بمعرفتك يسرا هانم.
هزت له رأسها وتحدثت بصوت رقيق: ميرسي لحضرتك يا أفندم.
أردف سليم بذكاء كي يتعرف أكثر على حالة يسرا الإجتماعية وذلك بعد أن نظر لأصبع يدها ووجدها خالية من أي خاتم زواج أو خطبة،.

وتحدث بذكاء وهو ينقل نظراته ما بين يسرا ونرمين: وبالنسبه لأجواز حضراتكم ليه مشرفوش معاكم كنا حابين نتعرف عليهم؟
أجابه ياسين بسماجة بعدما رأي تلك النظرات: جوز مدام نرمين عنده شغل ومش فاضي، ومدام يسرا أرملة.
سعد داخليا ولكنه أظهر عكس ذلك ونظر لها بأسي مصطنع وأردف: البقاء لله يا أفندم أنا أسف جدا هو المرحوم بقاله كتير؟

كادت أن ترد لكن قاطعها ياسين بحدة لغيرته على إبنة عمه وشقيقته: ماتتفضل معانا يا سيادة القبطان ولا هنعطلك على شغلك؟
إرتبك سليم وشعر أنه تمادي في نظراته وكلماته فأراد الإنسحاب من أمام ذلك اللماح الغاضب فتحدث بإعتذار: متشكر يا سيادة العقيد أنا فعلا عندي شغل بس مكانش ينفع أعرف إن عيلة الباشمهندس موجودة وماأجيش أرحب بيكم بنفسي.
تحدثت ثريا بإحترام: متشكرين لذوق وإهتمام حضرتك يا أفندم.

وتحدث حسن: طول عمرك ذوق وبتفهم في الأصول يا سيادة القبطان.
إنسحب سليم بهدوء مثلما أتي ولكنه ذهب بنصف قلب ونصف عقل فقد سلبته رقة يسرا وطيبة عيناها جزء كبيرا من عقله وقلبه.
نظرت يسرا إلى ياسين بخجل وابتسم هو لها بحب أخوي ليطمئنها.

بعد مدة كان ياسين يصطحب أطفال رائف وباقي أطفال العائلة ذاهبا إلى المسبح وهم يرتدون جميعا المايوهات الرجالي وإبنة يسرا ترتدي المايوه كانت تتحرك بجانبه بخجل من هيئته الرجولية المهلكة لإنوثتها.
أمال على أذنها وهمس: كان نفسي نكون في المكان لوحدنا وأخدك وننزل المياة بس إن شاء الله تتعوض وقريب جدا.

إرتبكت لعلمها ما يلمح له وأبتسمت بخجل أجلسها ونزل هو المسبح بأطفال العائلة كانت تسترق النظر له على إستحياء فقد إشتاقته حقا واشتاقها هو حد الجنون
أما يسرا التي وقفت بإستأذان من عائلتها وتحركت ووقفت عند سور الباخرة تنظر بشرود إلى المياة تحت مراقبة ذلك الواقف بإنتشاء ينظر إليها بكل إهتمام.

في مبني الإذاعة المصرية ليلا داخل إحدي الإستوديوهات كان شريف يذيع برنامجه المباشر
تحدث شريف بمرح المذيع المعتاد عليه وبصوته الإذاعي المميز: أعزائي المستمعين ورجعنا لكم تاني بعد الفاصل علشان نستكمل حلقتنا النهارده
وأحب أفكركم إن موضوع حلقتنا النهارده بيتكلم عن الصداقة هنستنا تليفوناتكم، كلمونا وقولولنا الصداقة بتمثلكم ايه في حياتكم، وهل فعلا لقيتوا الصداقة إللي كنتوا بتتمنوها ولا لا؟

ومعاااانا إتصال ونقول ألووووو مين معانا؟
أجابت المتصلة بصوت أنثوي رقيق: هالو، إزيك يا شريف أنا كارماااا، ودي أول مره أكلمك ومبسوطة أوي أوي إني أخيرا عرفت أوصل لك.
رد عليها شريف بمهنية: أهلا كارما طبعا شرف ليا وجودك معايا في البرنامج وبتمني ماتكونش أخر مره تكلمينا فيها، وأكمل: ها يا كارما، قولي لنا بقا الصداقة بتمثل لكارما ايه في حياتها؟

تحدثت كارما بدلع وأنوثة: عاوزه أقول لك إن موضوع الحلقة حلو أوي زي ما عودتنا دايما بس أنا بكلمك علشان عاوزه أعترف لك إعتراف
وأكملت بهيام ودلال: أنا بحبك أوي يا شريف بحبك بجنون!
أجابها شريف بإبتسامة وعملية لتخطي الموقف: ميرسي يا كارما وندخل بقي في موضوع الحلقه!
أكملت المتصلة بدلال وإصرار: لا يا شريف أنا مش بتصل علشان الحلقة، أنا اتصلت علشان أعترف لك بمشاعري ناحيتك وعاوزه أعرف هو إنت مرتبط؟

ولو ينفع أخد رقم فونك من الإعداد، وأكملت بدلال وإلحاح: بليز، بليز يا شريف توافق.
نظر شريف على الزجاج الخارجي للإستوديو وجد تلك الواقفة بغضب واضعة يداها داخل خصرها و جميع جسدها يهتز من شدة الضيق ويتطاير من داخل عيناها شررا مما يدل على غضبها العارم.

إبتسم شريف وتحدث بأدب: ميرسي جدا لشعورك يا كارما وأحب أقول لك إن مشاعرك دي غالية أوي لازم تديها وتصرحي بيها للي يستاهلك وبس مش أي حد تعترفي له بحبك كده وعلى العموم شرفتي البرنامج،
وناخد الإتصال اللي بعده وياريت يكون في إطار موضوع حلقتنا النهارده ونقول ألووووووو.

بعد إنتهاء البرنامج خرج شريف يبحث عن تلك الغاضبة التي سرعان ما أستمعت المتصلة وهي داخل غرفتها بالاستوديو وأسرعت إلى شريف لتعلن له عن غضبها وما أن أغلق الإتصال حتى عادت إلى مكتبها الخاص بالإذاعة وهي في شدة غضبها.
دلف لمكتبها بإبتسامته المشرقة وطلته الرائعة وتحدث بدعابة: يا تري حبيبي أخباره أيه النهارده؟

نظرت له بغضب ووقفت ثم أنهالت عليه بحديثها ونبرة صوتها الساخرة: حلوه أوي وصلة المسخرة اللي كانت شغاله في برنامجك دي يا أستاذ، مش مكسوف من نفسك وإنت عمال تضحك وتتكلم مع حتة بنت ماتسواش ومديها قيمة.

نظر لها شريف وتحدث بحدة: وطي صوتك وما تنسيش إننا في الأستوديو، وأكمل بتهكم: وبعدين أيه اللي إنتي بتقوليه ده دي مستمعة ولازم أعاملها بإحترام ولا عاوزاني أخسر جمهوري علشان غيرة سيادتك إللي ملهاش أي مبرر بالنسبالي.
إشتاطت غضبا وتحدثت بغرور: غيرة أنااااا أغير، ومن مين من حتة بنت صايعة رامية نفسها ودايرة على مذيعين الراديو كلهم!

دي يا أستاذ مابتسيبش برنامج في الإذاعة إلا لما تكلم المذيع بتاعه وتقوله نفس الكلمتين المستهلكين بتوعها.
ربع يداه ونظر لها وتحدث بتهكم: لا والله دانتي مركزة معاها بقي وبعدين يا هانم لما سيادتك عارفة انها دايرة على كل المذيعين تبقي فين مشكلتك مش فاهم؟

تحدثت بحدة: مشكلتي في سعادتك إنت يا محترم عمال تضحك وتدلع عليها ولا عامل لشكلي حساب قدام زمايلنا هنا في الاذاعة، مسألتش نفسك لما مامي تسمع البرنامج وتيجي تسألني هبررلها ده ب أيه؟
صاح شريف بغضب: يعني جنابك عاملة للناس كلها حساب إلا أنا أظن مامت سيادتك عارفة من الأول إني مذيع ولازم يكون عندي مرونة في الكلام وأكون لطيف مع المستمعين،.

وأكمل بيأس: يظهر إن مليكة كان عندها حق إنتي فعلا بدأتيها بدري أوي يا سالي.
إنفجرت غاضبة: أه قولتلي بقي يبقي مليكة هانم إللي مقوياك عليا وخلتك إتغيرت معايا بالشكل ده.
تحدث بغضب: أنا إللي أتغيرت؟
ثم أكمل بتحذير: إسمعي يا بنت الناس أنا أسلوبك ده ما ينفعش معايا، أسلوب الصوت العالي وإنك تمشيني بالرمود كنترول زي ما أنتي عاوزة ده ماينفعنيش، ولازم تعرفي ان أهلي وأولهم مليكة خط أحمر فاهمة ولا لا؟

ثم أكمل بوعيد وتهديد: ومن أولها كده يا تغيري اسلوبك معايا وترجعي زي أول ما عرفتك يا كل واحد فينا يروح لحاله.
جحظت عيناها من هول ما إستمعت، نظر لها بغضب وخرج مسرعا صافقا خلفه الباب بشدة كادت أن تخلعه.
نظرت هي بشرود وتحدثت: بقي كده يا مليكة، بقي أنتي إللي طلعتي ورا كل ده ماشي يا مليكة يظهر إن نظرتي ليكي مكنتش ف محلها بس ملحوقة.

قضي معا ثلاثة أيام من الجنة عاشا بها أجمل ليالي العشق بينهما غمرها بعشقه ودلاله لها ورجولته اللامتناهية
بعدها سافر ياسين مضترا لرجوعه لعمله بعد سفره بيومان رجعوا جميعا إلى الأسكندرية بعد دموع ووداع لعائلة حسن وأخذ الوعد بحضوره هو وعائلته في الصيف المقبل.

وصلوا منزلهم وسط إستقبال حار من الجميع وياسين المشتعل شوقا وهو ينظر لمحبوبته التي لم تبالي بنظراته الولهة وتتهرب بعيناها منه بإستمرار، فسره هو كنوع من تخبأة ما بداخلها خوفا من نظراتهم الملامة لها.
إقتربت منها ليالي بعدما رأت عدم مبالاتها بنظرات ياسين المتشوقة وتأكدت أن مليكة لم ولن تعطي الفرصة لتقرب ياسين منها فتنهدت براحة وتحدثت بإبتسامة: حمدالله على السلامة، مليكة وحشتيني.

نظرت إليها مليكه مستغربة لطريقة حديثها التي تغيرت 18 درجة إبتسمت لها برضي وتحدثت: الله يسلمك يا لي لي، إنتي كمان وحشتيني جدا.
تحدثت ليالي بحماس: بعد ما ترتاحي هنروح بكرة النادي مع بعض كابتن أحمد بتاع التنس سألني عليكي الأسبوع إللي فات كان بيسأل هو أنتي مش هترجعي تلعبي تنس تاني؟ قولتله مش عارفة.

تهللت أسارير مليكة ولمعت عيناها وتحدثت بحنان: يااااه دا أنا كنت نسيت والله كويس إنه لسه فاكرني، إن شاء الله هحاول أرجع في أقرب وقت أنا كمان وحشني تدريبي جدا ومحتاجة ألين جسمي بالرياضة.
إقترب منهما وتسائل بنصف عين: واقفين بعيد كده ليه؟
تحدثت مليكة بإنسحاب دون النظر له: بعد إذنكم هروح أشوف أنس ومروان.

نظر إلى أثرها وأستغرب من طريقتها الجافة معه، فاق على صوت ليالي الساخر: روحت فين يا بيبي اللي واخد عقلك!
نظر لها بغموض ثم أتت علية قائلة: الغدا جاهز حضرتك إتفضلوا.
ذهبا للغداء وجلس متوسط زوجتيه ومازالت مليكة تتهرب من النظر داخل عيناه مما أدي إلى إستغرابه.

ليلا
داخل غرفة مليكة كانت تجلس حزينة شاردة بعد بكاء مرير طال مدة ساعتين أو أكثر حيث دلفت غرفتها ورأت صورة رائف وكأنه يلومها على نسيانه واستبداله برجل أخر هكذا خيل لها، حزنت وكرهت حالها كثيرا
بعد مدة
إستمعت لطرقات فوق الباب وبعد سماحها بالدخول دلف ذلك العاشق الولهان بحرارة
جري عليها واحتضنها بإشتياق ورغبة وتحدث بحب: وحشتيني، وحشتيني أوي يا مليكة.

كانت داخل أحضانه بقلب حائر وعقل مشتت مشوش، أهي تحبه أم لا؟
تريد قربه أم إبتعاده؟
هي حقا حائرة ومشتتة ياالله ساعدني أرجوك.
شعرت بنفور تجاهه واشمئزاز من حالها.
أما هو فكان بعالمه إحتضنها بإشتياق وبدأ بتقبيل عنقها بنهم، وهي تحاول إبعاده وتحادثه: ياسين من فضلك إبعد من فضلك لازم نتكلم.

كان يتابع ما يفعله ولم يعر لحديثها إهتمام وبدأ بضمها أكثر وأكثر، كان مغمض العينان يقبل خدها قائلا: مش وقت كلام يا حبيبي نتكلم بعدين، وتابع قبلاته الحارة التي تنم عن عشقه واشتياقه لها بجنون، وضعت يدها على صدره وأبعدته بعنف وتحدثت: ياسين من فضلك إبعد أنا مش عاوزة كده.
ضمها أكثر على أمل أن يكون كلامها مجرد دلال أنثي على زوجها ومال على شفتيها والتهمها.

لكنها تابعت إبعاده بحدة وعنف توقف وإبتعد عنها ونظر داخل مقلتيها بحيرة
وجد بها غيمة من الدموع،
إبتلع غصة بقلبه وأبتعد قليلا وتحدث بترقب: فيه ايه يا مليكة مالك؟

جففت دموعها التي إنهمرت منها عنوة عنها، ثم نظرت له بخجل وأسي وتحدثت: أنا أسفة يا ياسين، مش هينفع يحصل بينا كده تاني أساسا اللي حصل ده ما كانش لازم يحصل من الأول دي كانت غلطة مني وغلطة كبيرة أوي، ومعرفش إزاي أنا عملتها، وأكملت بدموع وهي تنكمش على حالها وتنظر له بأسي: أنا تعبانة أوي يا ياسين أنا حاسة إني ست خاينة من وقت ما رجعت وأنا شايفة رائف حواليا في كل ركن في الجناح بيبصلي بحزن وكأنه بيلومني على إني خنته!

إهتزت جميع أجزاء جسده وتشنجت وقف بكل هدوء يلتقط قميصه الموضوع بإهمال فوق التخت، إرتداه وبدأ بقفل زرائره وهو مواليها ظهره متحدثا بصرامه وحدة: كان من الأولي إنك تعملي حساب لجوزك يا محترمة بيتهيألي إن الخيانة إللي بتتكلمي عنها دي تبقي ليا أنا واقفة بكل بجاحة وقلة أدب بتكلمي جوزك عن راجل تاني ياجبروتك!
ثم أكمل بحدة: بس إنتي مش غلطانة أنا إللي مكنتش راجل معاكي من الأول بس ملحوقة غلطة وهتتصلح.

كان يحادثها وهو يواليها ظهره بإهمال حتى إنتهي من أرتداء جميع ثيابه بالكامل ثم خرج من الغرفة صافقا بابها كالإعصار.
كانت تستمع له وهي منكمشة على حالها واضعة يدها على فمها وتبكي بصمت تام حتى خرج وأجهشت بالبكاء المرير، لما تبكي هي لا تدري؟
لكنها حزينة قلبها يتمزق لأجله كان ظل رائف يطاردها بكل ركن داخل الغرفة وهو ينظر داخل عيناها بحزن عميق هكذا هي تخيلته.
هي حقا ذات عقل مشتت وقلب حائر
لا تدري ماذا تريد؟

نظرت للسماء وتحدثت: ساعدني يا الله أنا حزينة شريدة متعبة الروح إهدني وأرشدني للطريق الصحيح لا تتركني بمفردي أرجوك فلقد تعبت روحي وتمزقت كن بعوني وعونه.
ثم إرتمت على تختها تبكي بحرقة على جرحها لكرامته ورجولته معا ولكن مابيدها لتفعله فقلبها ليس ملكا لها أو هكذا خيل لها عقلها المشتت.

ظلت تبكي وتبكي حتى أتاها صوت هاتفها معلنا عن وصول مكالمة، أمسكت هاتفها لتري بشاشته رقمه، أغمضت عيناها بألم ودموع وقررت أن تستقبل إتصاله لتستمع تبعية غضبته.
ضغطت على زر الإجابة منتظرة صياحه وغضبه وهي مغمضة العينان بتألم،
وفجأه فتحت عيناها بصدمة وخرجت شهقة منها كتمتها بوضع يدها على فمها سريعا، وبدأت تهز رأسها بعدم تصديق لما تستمع،.

ثواني ثواني معدودة وأنقطع الإتصال لكنها كانت كفيلة بإنهيارها وبكائها المرير.
تري ما الذي إستمعت له مليكة أحزنها بهذا الشكل؟
هذا ما سنتعرف عليه في البارت القادم.
شهقت من هول ما استمعت أذناها إنه هو نعم صوت ياسين مع زوجته! يبدوا أنه قرر معاقبتها على ما تفوهت به بطريقته الخاصة، طريقته المميتة لرجل قاسي القلب
كانت تستمع له بذهول وهو يتغزل بمفاتن زوجته بوقاحة وكلماته البذيئة تخترق أذناها إستمعت لتأوهاته وأنسجامه ولكن صوته هو وفقط دون إمرأته ولمدة ثواني معدودة وكأنه أراد أن يوصل لها رسالة.

كانت تستمع له وهي تهز رأسها بعدم تصديق مجرد ثواني أسمعها إياها وأغلق هو الهاتف، ثواني مرت عليها كدهر، ألقت بهاتفها بغضب فوق التخت وضعت يدها على صدرها وهي تبكي بصدمة غير مستوعبة لما استمعته للتو!
إشتعل داخلها مما إستمعت وحدثت حالها بغضب: ماذا تفعل أيها الحقير؟
أجننت ياسين؟
أهذا هو عقابك لي؟
ليتك صفعتني على وجهي ولا فعلت بي هذا أيها الوقح!
ثم توقفت بإستغراب وتحدثت: مهلا مهلا مليكة، لما تألمتي هكذا؟

ما تلك النار التي إشتعلت بداخلك أيتها الفتاة؟
وما كل هذا الغضب العارم والإشتعال الذي إجتاح قلبك وجسدك بالكامل؟
أتحبينه مليكة؟
أجيبي مليكة أتحبين ياسين؟
أتغارين عليه؟
أجابت حالها بدموع غزيرة وضعف: نعم أيتها الغبية أحببتيه، ولكن لما فعلتي هذا به؟
لما أيتها الغبية لما! لما جرحتي شعوره ودهستي بقدميكي على رجولته، لما مليكة أجيبي لما؟
أاااااااه قلبي يشتعل ناار ياالله، فلتساعدني أرجوك،.

إرتمت بجسدها على الأرض ساندة إياه بساعديها وظلت تبكي بحرقة، ظلت على وضعها هذا أكثر من ساعة، حتي وعت على حالها وقفت واتجهت إلى الحمام غسلت وجهها بالماء البارد علها تفيق مما هي عليه، وخرجت لشرفة غرفتها لتشتم هواء البحر النقي عله يفيدها ويهدئ من روعها ولو قليلا، كانت تنظر على شرفته بترقب وجدته يخرج عاري الصدر لا يرتدي سوي قطعة ملابس صغيرة على خصره، ويشعل سيجاره الثمين مما استدعي غضبها،.

نظر على أيسره وجدها تقف بشرفتها نظر لها ببرود ثم أحال ببصره للأمام من جديد لينفث سيجاره بإستمتاع يظهر على هيئته.

جن جنونها جرت للداخل إلتقطت هاتفها بغضب وخرجت إلى الشرفة لتهاتفه وتطلب منه توضيح لما بدر منه منذ قليل، نظرت إليه وجدته ينظر خلفه ثم دلف للداخل ليلتقط هاتفه من فوق الكومود، كانت ليالي متواجدة داخل الحمام، نظر للهاتف ثم أبتسم بتسلي وحدث حاله: فلنري مليكتي حقا إن كان ما حدث بيننا بالفعل غلطة أم ماذا؟

أخذ الهاتف واتجه مرة أخري إلى الشرفة ودون النظر إليها ألقي هاتفه بإهمال فوق المنضدة الموضوعة بجانبه، مما أشعل غضبها أكثر وأكثر حتى أنها كادت تجن، أعادت تكرار المحاولة ولكنه هذه المرة أمسك هاتفه وأغلقه نهائيا ورماه بعدم إكتراث.

كل هذا يحدث تحت أعينها وهي تقور يداها بألم ودموعها تنهمر من مقلتيها بغزارة، تشعر بنار تشعل جسدها بالكامل، وفجأة رأت ليالي تأتي من خلفه وتحتضنه بتملك، ما كان ينقصها حقا غير ذاك المشهد لتشتعل روحها أكثر ويحترق قلبها، أسرعت للداخل خشية أن تراها ليالي وتوضع بموقف لا تحسد عليه
إرتمت على التخت بإهمال وظلت تبكي وتلعن ياسين واليوم الذي دخل به إلى حياتها.

أما هو فنظر جانبا وجد الشرفة خالية مما يدل على دخولها إبتسم بتشفي وأمسك يد ليالي وأبعدها عنه بهدوء ودلف للداخل وأشرع بإرتداء ملابسه.
نظرت له ليالي بإستغراب وتحدثت: إنت بتلبس ورايح فين مش هتنام؟
أجابها ببرود: مش جاي لي نوم، هنزل المكتبة أقرا شوية.
ذهبت إليه وهي تتحسس صدرة بإنوثة وقالت بدلال: أنا قولت إني وحشاك أوي وعلشان كده جيت لي وواقف قدامي بمظهرك إللي قتلني ده، ايه يا ياسين، هو أنا مش وحشاك؟

إبتسم لها بوهن وتحدث وهو يربت على كتفها بحنان لمراضاتها: معلش يا ليالي أنا تعبان شوية وعقلي مشغول ومشوش من التفكير في الشغل، نامي إنتي وأنا هنزل أقري شوية وبعدين هطلع أنام.
تحرك هو وأوقفته ليالي بتساؤل واستغراب: ياسين، إنت ليه رجعت من عند مليكة، ولما أنت مش راجع علشاني طب رجعت ليه؟
إيه إللي حصل هناك وخلاك ترجع هنا تاني؟

نظر إليها ببرود وتحدث: بيتهيئ لي ده موضوع يرجع لراحتي ومزاجي، ومش إنتي ولا هي إللي هتحددوا لي أنام فين وما أنامش فين
ثم تركها وسط دهشتها وإستغرابها، نفضت رأسها وابتسمت وتيقنت أنه حاول الإقتراب من مليكة وهي رفضته وهذا كل ما يهمها في الأمر
ثم تحركت بمرح والتقطت جهاز الحاسوب وجلست تبحث به عن أخر صيحات الموضة التي سحرتها وأنستها جميع عالمها حتى ذلك الموجوع.
داخل مكتب ياسين.

تذكر قبل ساعتان من وقته الحالي حين رجع بإشتعال صدره من حديثها المميت لرجولته صعد لجناحه وجده فارغ إستغل عدم وجود ليالي بالجناح وقرر الإتصال بها ليذيقها من نفس الكأس المر، تحدث وكأنه في لقاء حميمي مع زوجته ليشعل روحها ويحرقها مثلما أحرقت روحه ولعلها بتلك النار تستفيق من غفوتها تلك
وتذكر كيف خطط لوقوفه بالشرفة بتلك الهيئة ليقينه بأنها ستخرج تبحث عنه وقد ساعده كثيرا صدفة إحتضان ليالي له.

أفاق من تفكيرة، كان يجلس فوق مقعده حزينا وضل يفكر بها وحدث حاله: تري كيف أصبحتي الأن مليكة وكيف تشعرين؟

أتمني أن تكوني شعرتي بنفس إشتعال جسدي وناري حين حدثتني عن رجل أخر لم تعد لكي به أية صلة بالمرة، أه مليكة لقد طعنتي كبريائي ورجولتي بخنجرك البارد ولن تكتفي بذلك فقط، بل وبكل جبروت وضعتي قدميكي فوق جرحي ودعستي عليه بكل ما أوتيتي من قوة، أردت فقط أن أذيقك من مرارة نفس الكأس حتى تشعرين بما تفوهتي، أعرف أن صفعتي لكي كانت قوية بل و قاسية لكنك صغيرتي كنتي تحتاجين لتلك الصفعة وبشدة كي تستفيقي مما أنتي عليه، أتمني أن تفيقي وتنظري حولك وتعودي إلى رشدك وتعلمين من هو عشقك الحقيقي، حدث حاله بألم: أنا من عشقتك مليكتي أنا من عشقتك حتى أتي العشق منتهاه، أنا فقط من أستحق الفوز بقلبك أميرتي،.

وحدث حاله والألم يمزق صدره
فلتغفري لي خطيأتي بحقك صغيرتي، حقا أسف ولكن كان لابد لكي بأن تتألمين فأحيانا يكمن الشفاء داخل الوجع و الألم
إهدأي صغيرتي، ستكونين بخير حين تعودي لأحضاني من جديد فقط تحملي، تحملي الوجع لبعض الوقت وسيكون كل شيئ على ما يرام، وهذا وعدي لكي يامليكة كياني
فرجاء إهدأي وتحملي، تحملي صغيرتي.

عند مليكة
غفت وسط دموعها المميتة وما هي إلا سويعات قليلة حتى فاقت بذعر على صوت المنبه الذي أعدته مسبقا جرت سريعا إلى الشرفة لكي تتأكد من تواجده بالفعل وجدته هو وعز وثريا وطارق كعادتهم يتناولون إفطارهم سويا، إرتدت ملابسها سريعا ونزلت الدرج
وبسرعة البرق كانت تقترب عليهم بوجه بشوش قائلة بابتسامة كاذبة: صباح الخير.

ردوها جميعا بسعادة ماعدا الذي لم ينطق بحرف وظل ناظرا بطعامه يتناوله ويمضغه بهدوء دون أدني إهتمام لتواجدها.
تحدثت ثريا بقلق: ايه إللي مصحيكي بدري كده يا حبيبتي أوعي تكوني تعبانة؟
ردت سريعا بإبتسامة مزيفة: أبدا يا ماما أنا كويسة الحمدلله أنا بس قلقت من النوم وشوفتكم وأنتوا بتفطروا فقولت أنزل أعملكم قهوة الفطار.

نظر لها عز بحب وتحدث: يااااه والله زمان يا مليكة ده أنا دماغي ماكانتش بتظبط الصبح غير بفنجان القهوة بتاعك.
تحدثت وهي تتحرك: حالا يا عمو وهتشرب أحلي فنجان قهوة.
وقف هو معتذرا غير مبالي بحديثها متلاشيا وجودها من الأساس: بعد إذنكم أنا كده يدوب ألحق شغلي
تحدثت بلهفة مفرطة لفتت إنتباههم جميعا: مش هتشرب قهوتك؟
ثم وعت على حالها وتحدثت ب مبرر بنبرة متلعثمة: يعني علشان أعمل حسابك معايا في القهوة.

أجابها بحديث ذات مغزي وهو يتحرك دون النظر إليها: ملوش لزوم تعملي حسابي معاكي في حاجة.
وتحرك متجها للجراج لإخراج سيارته،
ذهبت إليه بإندفاع غريب على شخصيتها الهادئة وهي تهتف بإسمه: ياسين من فضلك كنت عاوزاك في موضوع مهم.
دلفت خلفه وجدته يتجه ناحية السيارة كاد أن يستقلها دون إكتراث لحديثها ولا لهرولتها خلفه،
إقتربت عليه وأمسكته من ذراعه بعنف وأدارته لها تحت نظراته المستغربة من جرأتها تلك.

تحدثت بنبرة صوت حادة بل وغاضبة: من فضلك أقف عاوزة أتكلم معاك.
أفندم قالها بإقتضاب ونظرة ثاقبة من عيناه.
تحدثت بعيون خجلة وتلعثمت في الحديث: مم ممكن أفهم ايه إللي إنت عملته إمبارح ده؟
نظر لها ببرود وأجابها ساخرا: على ما أتذكر إن ماحدش عمل وقال إمبارح غيرك يا مدام.
تحدثت وهي تربع يداها على صدرها بغضب: ياسين ما تستهبلش.

نظر لها بحدة وهدر بها غاضبا: مليكة متنسيش نفسك وإنتي بتتكلمي معايا، ايه ما تستهبلش دي؟
أكملت بتلعثم قائلة: خلينا في موضوعنا لو سمحت، ممكن بقي توضحلي ايه معناها المكالمة الزبالة إللي سمعتهالي بالليل دي؟
وأكملت بعنف وحدة وأشمئزاز: إنت إزاي تسمح لنفسك يا محترم إنك تسمعني القرف ده وأزاي تقبلها على رجولتك ومراتك أصلا؟

نظر لها ببلاهة مضيقا عيناه يدعي عدم المعرفة: تقصدي ايه بمكالمة إمبارح دي، ياريت تفسرى أكتر علشان مش فاهم حاجة من كلامك.
أجابته بنفاذ صبر: ياسين أظن إنك عارف ومتأكد إني أذكى من إنك تتذاكي عليا بالطريقة المكشوفة دي أنا بجد مصدومة فيك ومش متخيلة إللي إنت عملته.
نظر لها ساخرا وأردف ببرود مميت: وهو أيه بقي إللي أنا عملته سمعتك صوتي؟
وأكمل بوقاحة: وايه الجديد ماأنتي سمعتيه قبل كده ولا نسيتي؟

وبالنسبة لمراتي إللي بتقولي عليها دي، سمعتي صوتها ولا حتى نفس ليها؟
وأكمل بحدة وثقة: أنا عارف حدودي كويس أوي يا مدام ومبتخطهاش، ومش مستني عيلة زيك تيجي تعرفهاني
إبتلعت لعابها وتحدثت بتلعثم: أنا أه مسمعتش صوتها بس كان واضح أوي إنك معاها أمال هتقول الكلام ده وإنت لوحدك مثلا؟

ثم نظرت له وأكملت بحدة وكأنها تذكرت شيئ: وبعدين ماأنت بتعترف أهو إنك فعلا كنت قاصد تسمعني، وإسمع بقي يا أستاذ إللي حصل ده ما يتكررش تاني وإلا، وإلا ايه يا مدام: هدر بها ياسين مستفهما
نظرت له بتوتر لا تعلم بما ستجيب قالت بسساجة: وإلا هعمل لرقمك بلوك.
قالت كلماتها بغضب وأولته ظهرها وتحركت
أوقفها صوته الغاضب وهو يحدثها بوعيد: طب أبقي أعمليها يا مليكة وأنا أعملك بلوك من الحياه كلها.

توقفت لبضع ثواني إستمعت لحديثه ثم أنصرفت دون النظر له
إبتسم بتسلي محدثا حاله: أه مليكة أري نار الغيرة تشتعل داخل عيناكي الجميلة صغيرتي الصبر ياسين وقت قصير وستأتي إليك مهرولة لترتمي داخل أحضانك وتطلب ودك وقربك وعشقك من جديد وبعدها لن يكون للبعد مكان إنه الوقت فقط يا فتي، ثم أستقل سيارته وتحرك.
دلفت لداخل المطبخ صنعت القهوة سريعا وأخرجتها للجميع وتحدثت: أنا أسفة جدا للتأخير.

تحدث عز: ولا يهمك يا حبيبتي أساسا لسه بدري ياسين هو إللي مستعجل علشان عنده إجتماع مهم.
تحدثت ثريا بقلق: خير يا مليكة كنتي عاوزة ياسين في ايه؟
تلعثمت ثم إستعادت تمالك حالها سريعا وأجابتها بكذب: أصلي كنت عاوزة أغير مدرب السباحة بتاع مروان الولد ما بيتطورش معاه كنت يعني بقول لياسين يشوفلي كابتن غيره.
أجابها طارق بإهتمام: أنا هشوفلك مدرب كويس يا مليكة.

أجابته سريعا خوفا من كشف كذبتها: ملوش لزوم يا طارق ياسين قالي إنه يعرف واحد كويس.
ثم وقفت مستأذنة بأدب: بعد إذنكم هروح أصحي مروان وأجهزه قبل باص المدرسة ما ييجي.
تحدث عز: إتفضلي يا حبيبتي.
نظر عز على ثريا وجدها شاردة تحدث بهدوء: ثريا إنتي كويسة؟
إنتبهت على صوت عز نظرت له وتحدثت بشرود: أنا كويسة يا سيادة اللوا ماتشغلش بالك.
تحدث بإهتمام وحب: ما أشغلش بالي إزاي بس يا ثريا أمال أشغل بالي بمين لو مش بيكي.

ثم أنتبه على حاله حين نظر له طارق بإستغراب وتحدث ليصلح ما أفسده: إنتوا عيلتي كلكم ولو مشغلتش بالي بيكم هشغلها بمين يعني.

في فيلا رائف عصرا
كانت تجلس في الحديقة مع صديقتها سلمي وحولهما أطفالهما يمرحان معا بسعادة
قصت لصديقتها ماحدث وبالطبع لم تحكي لها قصة الهاتف وهذا يرجع لحرمانية حديثها في ذلك الموضوع مع أي أحد أيا كان،.

تحدثت سلمي بحزن على حال صديقتها: ليه كده يا مليكة إنتي كده هنتيه أوي مفيش راجل يقبل على كرامته الكلام إللي إنتي قولتهوله ده، وتصرفه معاكي بالشكل ده بيأكدلي إن ياسين فعلا بيحبك وصدقيني أي راجل مكانه كان وصل بيه الأمر إلى إنه يمد إيده عليكي لكن ياسين كل اللي عمله إنه سابك ومشي.

تنهدت بألم وأردفت بأسي: المشكلة إني عارفه ومتأكدة إنه بيحبني، مشاعره وإحساسه وهو بيبص في عيوني مش مجرد نظرة عادية من واحد لمراته لا دي نظرة عاشق.
تحدثت سلمي بإستغراب: طب فين المشكلة بقي يا مليكة هي الواحدة مننا عايزة أيه من الدنيا غير راجل يحبها ويحميها ويخاف عليها وياسين إدالك كل ده وأكتر، ده كفاية وقفته معاكي في موضوع الورث وحضانة ولادك.

أجابتها بحزن وحيره تملئ مقلتيها: المشكلة جوايا أنا ياسلمي أنا اللي جوايا حيرة وصراع مش لاقيالهم نهاية.

وحقيقي مش قادرة أحدد أنا عاوزة أيه بالظبط شوية أحس إني خلاص قبلته في حياتي وأحس بمشاعر إيجابية ناحيته وإني مش قادرة أبعد عنه وأقرر أديله وأدي لنفسي فرصة تانية نقرب فيها من بعض، بعدها أحس شعور بالنفور منه والكره لنفسي على خيانتي لرائف إحساس مميت يا سلمي مش قادرة أعيش جواه ولا قادرة أتخطاه وأكمل حياتي كده عادي.
أجابتها سلمي بحزن: ليه يا مليكة عاملة في نفسك كده؟

ياسين ده ستات إسكندرية كلها تتمني نظرة واحده من عيونه إنسي وخرجي نفسك من حياة الماضي وحاولي تعيشي المستقبل.

بعد يومان
إنتظرت حضوره إلى غرفتها فاليوم يوم تواجده بغرفتها كما تعودت إنتظرت وانتظرت ولكنه لم يأتي كانت حزينة لغيابه لما، هي لا تدري فقد تعودت على تواجده معها واشتاقته.
تنهدت وحاولت أن تغفي ولكن من أين يأتي النوم والراحة في بعاده؟
أه مليكة لو أنك تعلمين ماذا تريدين؟
لهدأ قلبك واستراح يا فتاة.

اليوم التالي
كانت تقف بجانب ثريا داخل المطبخ تعدان وجبة الغداء معا إستمعت لهاتفها أخرجته من جيب بنطالها ونظرت بشاشته إستغربت حين وجدت إسم سالي خطيبة شقيقها
أجابتها بإحترام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إزيك يا سالي.
ردت سالي ببرود: الحمدلله يا مليكة أنا كويسة، بعد إذنك يا مليكة كنت حابه أشوفك النهارده ونتكلم شوية ياريت نتقابل في أي كافية نقعد ونتكلم.

أجابتها مليكة بإستفهام: خير يا سالي فيه حاجة؟
أجابتها سالي بإقتضاب: لما تيجي هنتكلم وتعرفي.
تحدثت مليكة بإيجاب: تمام يا سالي ساعة بالظبط وأكون موجودة في كافيه،.

أغلقت مع سالي وأستأذنت من ثريا وصعدت لتستبدل ثيابها قررت مهاتفة ياسين لتستأذن منه نعم هي مازالت غاضبة من ذلك التصرف اللأخلاقي بالنسبة لها ولكنه بالنهاية زوجها وعليها إخباره كي لا يفتعل لها المشاكل من جديد، وأيضا كانت تشتاقه وتشتاق صوته ولكنها تكابر حالها وتعاندها.
كان يجلس بإحترام أمام رئيس الجهاز واضعا هاتفه على خاصية الوضع الصامت،.

تحدث رئيس الجهاز: ياسين مش عاوز أعيد عليك كلامي تاني، لااازم تبقي حذر جدا في أختيار رجالتك المره دي، مش عاوزك تكرر غلطة عملية شقة المعمورة ويطلع بين رجالتك جواسيس يسربوا أسماء الرجالة
وأكمل بحذر: المهمة المره دي أكبر وأعمق من كل العمليات إللي قومنا بيها قبل كده فاهمني يا ياسين؟
أجابه ياسين بوقار وأحترام: أوامر سعادتك يا باشا عاوز حضرتك تطمن ومتشغلش بال سيادتك كل حاجة هتتنفذ زي ما سعادتك أمرت وأكتر.

تحدث الرئيس بتفاخر: وأنا واثق فيك يا وحش وعارف إنك أدها وأدود.
تحدث ياسين بإحترام: تليمذ سعادتك النجيب وليا الشرف يا باشا.
كانت تقف بغرفتها بتوتر تهاتفه ولكنه لم يجب عاودت الإتصال مرة أخري لكنه لم يجيبها، حزنت بداخلها على تجاهله المقصود لها،
حدثت حالها بحزن: ألهذا الحد لم يعد يبالي بي وبحزني؟

وقررت تسجيل رسالة صوتية بصوت حزين يكمن مغزاها: متشكرة جدا لإهتمامك يا سيادة العقيد على العموم أنا كنت بتصل علشان أقول لسيادتك إني خارجه علشان سالي إتصلت وعاوزاني في موضوع مهم وللأسف مش هينفع أعتذر.
بعثت الرسالة وتنهدت بأسي وأمسكت حقيبة يدها ووضعت بها أغراضها وتحركت.

بعد مدة وقف ياسين مستأذنا من رئيسه وخرج، كان يتحرك ذاهبا إلى مكتبه سمع صوت عمر أحد رجاله يتحدث بإحترام: ياسين باشا أنا جمعت لسيادتك الرجالة وكلهم مستنيين في مكتب حضرتك رهن الإشارة علشان نبدأ الإجتماع إللي حضرتك أمرت بيه.
نظر بجانبه وهو يتحرك بعملية: هو أنا قولتلك قبل كده إني بحبك يا عمر؟
إبتسم عمر وتحدث برأس مطاطأ خجلا: لا يا باشا.

نظر بجانبه على عمر وتحدث بدعابة: أنت إتكسفت كده ليه يا عمر ماتنشف كده يا سيادة الرائد هو أنا بقولك ما تجيب بوسة دا أنا بقولك بحبك.
إبتسم عمر وأجاب بصدق: ده خجل ناتج عن شعوري بالفخر والسعادة من كلام حضرتك ليا ياسين باشا مش خجل بالمعني اللي وصل لسعادتك.
أطلق ياسين ضحكة رجولية قائلا: لا صايع يا عمر وعجبني ردك.
وصلا لمكتب ياسين دلفا للداخل وبدأوا بإجتماعهم متناسين العالم من حولهم.

دلفت مليكة إلى الكوفي شوب ألقت السلام على سالي وجلست وبدأتا بالحديث
نظرت لها سالي وتحدثت: أنا أسفة يا مليكة إني خليتك خرجتي وجيتي تقابليني أنا عارفة كويس إن وقتك مش ملكك وانك مش بتحبي تخرجي كتير لكن الموضوع بجد مهم جدا
سألتها مليكة بإستفهام: خير يا سالي قلقتيني.

تحدثت سالي بلؤم: لازم تقلقي يا مليكة الموضوع يخص علاقتي بشريف، علاقتي مع شريف سائت جدا في الفترة الأخيرة وللأسف إنتي ليكي دور كبير في الخلل إللي حصل في علاقتنا.
أشارت مليكه بسبابتها على حالها بإستغراب وتحدثت: أنا! وأنا أيه إللي دخلني في علاقتك مع شريف يا سالي ده أنا عمري ما جبت سيرتك غير في الخير وربنا شاهد عليا يبقي إزاي بقي؟

أجابتها سالي بحدة تحاول السيطرة عليها: لا يا مليكة ليكي علاقة ومباشرة كمان بدليل الكلام إللي قولتهوله عني وإني بدأت النكد بدري أوي كنتي تقصدي ايه بكلامك ده لو ما كنتيش تقصدي تكرهيه فيا.
تحدثت مليكه بإندفاع: إنتي بتقولي إيه يا سالي، الكلام ده أنا قولته على سبيل الهزار لما شريف إشتكالي من تحكماتك وتغيرات شخصيتك المفاجئة
وقتها ضحكت وقولت كلمتي دي على سبيل الدعابة كنت بفك القعدة بينا مش أكتر،.

وبعدها إتكلمنا جد وقولتله أقعد معاها وشوف ايه إللي مضايقها وغيرها وحاولوا تقربوا وجهات نظركم من بعض، وأكملت بغضب وحدة: وبعدين طالما كلامي عنك مع شريف بيضايقك أوي كده صدقيني أنا هبعد خالص عن أي موضوع يخصكم وعمري ما هتدخل حتى لو إنتي نفسك إللي طلبتي ده،
ثم نظرت بساعة يدها وتحدثت بضيق: بعد إذنك يا سالي أنا لازم أمشي علشان مروان قرب يوصل من مدرسته ولازم أكون ف إنتظاره.

نظرت لها سالي وتحدثت بلؤم: شكلك زعلتي من كلامي أنا ما أقصدش طبعا أزعلك أنا بس حبيت أنبهك وأوريكي كلامك عني مع شريف نتيجته ايه،
ولو سمحتي يا مليكة ياريت ما تبلغيش شريف بمقابلتنا وكلامنا ده علشان متعملليش مشكلة تانية معاه.
تحدثت مليكة بحدة وهي تقف وتجمع أشيائها: إطمني محدش هيعرف حاجة عن إستدعاء سيادتك ده ليا، وغادرت سريعا غاضبة دون سماع رد من سالي.

نفثت سالي بضيق وتحدثت بصوت ضعيف مسموع لأذنيها فقط: إزعلي بقي ولا أتفلقي الحكاية مش ناقصة دلع وقمص ستات مدلعة،
وأخرجت هاتفها وحدثت شريف بلؤم قائلة بدلال: انا أسفة بجد يا حبيبي انا عارفة إني زعلتك كتير الفترة إللي فاتت بس أوعدك إني هحاول أتغير ومش هضايقك تاني
أجابها شريف بحب: خلاص يا حبيبي أنا كمان أسف لو كنت زعلتك.

إستقلت مليكة سيارتها وهي حزينة من حديث سالي لها ونزلت دموعها بحزن عميق
، خرج من إجتماعه وأستقل سيارته أمسك هاتفه ليري ما الجديد به؟ وجد إتصالين متتاليين من معشوقته
ووجد أيضا رسالة إستمع لها وأبتسم حين وجد بين طيات صوتها الحزين ملامة له لعدم تقديرها،
ضغط زر الإتصال أتاه صوتها الحزين على الفور بمعاتبة: لسه فاكر تعبرني يا ياسين!

إبتسم وسعد لسماع إسمه منها بتلك الرقة المهلكة لرجولته قائلا: أنا كنت في إجتماع مع رئيس الجهاز وعامل تلفوني silent وصدقيني أول ما خرجت وشفت رسالتك إنتي أول واحدة كلمتها.
شعرت بإرتياح لسماع كلماته وأجابته: تمام مفيش مشكلة.
إبتسم لتفهمها الوضع وسألها بإهتمام: خرجتي؟
أجابته: أه خرجت وخلصت مشواري وراجعة في الطريق أهو
أجابها: أنا كمان راجع في الطريق، ثم أكمل وهو يحمحم: مليكة أنا أسف.

أجابته برقة واستفهام: على ايه؟
أجابها ياسين بنبرة صوت صادقه: على كل حاجة وأي حاجة زعلتك مني وصدقيني عمري ما بقصد إني أضايقك، طب أضايقك إزاي وإنتي أهم حد في حياتي
أصاب جسدها القشعريرة من شدة سعادتها وهي تستمع إعترافه الغير مباشر بحبها وأهميتها داخل قلبه.

وأكمل هو بإعتراف: مليكة أنا كنت لوحدي لما كلمتك صدقيني كنت لوحدي، وأسف لو كنت وجعتك بس أنا كنت موجوع أوي من كلامك وحبيت أدوقك من نفس كاسي إللي شربته علشان تحسي بيا وتعذريني أنا بجد أسف.
أجابته بنبرة صوت سعيد لم تستطع التحكم به من شدة سعادتها بإعترافه: أنا كمان أسفة يا ياسين صدقني مكانش قصدي أزعلك مني أنا كنت متوترة ومشتتة ومكنتش عارفة نفسي بقول ايه أرجوك سامحني وأنسي أي كلام قولتهولك وزعلك مني.

إبتسم وتحدث بصوت هائم قائلا بلهفة: بجد يا مليكة إنتي أسفه بجد؟
مليكة بضحكة خفيفة وصوت عاشق: بجد يا ياسين ياسين أناااا
كادت أن تكمل لكن أسكتها صوت طلقات النار التي إستمعت لها بشدة عبر الهاتف بعدها إستمعت لصوت فرقعه هائل تحدثت برعب: ياسين هو فيه ايه وايه الصوت إللي عندك ده؟
لكنها لم تستمع لصوته وأغلق الهاتف.

هلعت بفزع توقفت عن قيادة السيارة وصفتها جانبا وسريعا ضغطت على زر الإتصال مجددا لكنها صدمت عندما وجدت الهاتف مغلق مما دب الرعب في أوصالها
صرخت بإسمه: يااااااسين، ياسين رد علياااااااااا أرجوك يا ياسين رد علياااااااا،
بكت برعب وجلست تنظر حولها بذهول وهي لا تحسن التصرف فقدت تركيزها تماما،.

بعد مرور أكثر من عشر دقائق عايشتها ما بين الرعب والهلع والدموع والصراخ بهيستريا، تملكت من حالها وقادت سيارتها بيد مرتعشة ودموع تتدفق من عيناها بغزارة مشت بطريقها فقد قررت العودة إلى منزلها على أمل أن تجده هناك.
بعد مدة وجدت أمامها حادث مروع والأمن متواجد بكثافة تيقنت أنها سيارة ياسين توقفت وهبطت سريعا واضعة يدها على فمها بذهول ودموعها تنهمر بغزارة.

صرخت بكامل صوتها حين رأت سيارة ياسين قد تفحمت أثر تفجير ضخم،
جرت وقفت بجانب الجمهور المتفرج خارج السياج الذي وضعه الأمن ورجال النيابة الذين أتوا على وجه السرعة للتحقيق في أغتيال شخصية مرموقة في جهاز المخابرات.
إستمعت لأحد الرجال الواقف بجانبها
أحد الرجال: لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ربنا ينتقم منهم الارهابيين قتلوا الراجل بدم بارد.
رد عليه شخص مجاور: هو إللي كان في العربية مات؟

أجاب شخصا أخر: مات ايه بس ياريس قول أتفحم إتقطع.
الشخص الثاني: مين قالك مش يمكن عايش؟
الشخص الأول: عايش مين يا باشا طب بذمتك ده شكل عربية يطلع منها حد عايش.
شخصا أخر: الله يرحمه ده باين عليه كان شخصية مهمة أوي ده بمجرد الحادثة ما حصلت المكان إتحول وأتملي برجالة المباحث والنيابة زي ما أنت شايف كده.
كانت تستمع لهم وهي تهز رأسها غير مصدقة لما تراه أمامها عيناها وتستمعه أذناها وهنا لم تتمكن من التماسك.

صرخت صرخة ألم وقلبها يتمزق وجعا ناطقة بإسمه بصراخ: ياااااسين أاااااااااه
تحولت إنظار الجميع إليها بإهتمام وهلع من أثر صرختها المفاجئة،
أسرعت وتخطت السياج الموضوع من جانب الأمن جري عليها إثنان من رجال الأمن بتحذير وهما يشدان أجزاء أسلحتهم مهيئين أنفسهم لأي غدر يحدث منها.
صرخ بها ضابط الأمن بحدة: إنتي مين وأزاي تسمحي لنفسك تتعدي على السياج؟

بدموع حارة واستعطاف أجابته مليكة: من فضلك يا أفندم أنا عاوزة أسأل عن حالة سيادة العقيد ياسين المغربي صاحب العربية دي أرجوك طمني وقولي إنه بخير؟
إستغرب الضابط من هيئتها المذرية ووجعها الظاهر وتحدث بحذر: وإنتي تعرفي ياسين المغربي منين؟
أجابته بدموع وغصة في صوتها: أنا مراته وكنت معاه على التليفون وقت الحادثة.

نظر لها بنصف عين وتحدث على الفور لرجل النيابة: محمد باشا المدام بتقول انها مرات سيادة العقيد ياسين المغربي وكانت معاه على التليفون وقت الحادثة يا باشا.
إلتفت لها وكيل النائب العام بإهتمام وتحدث: ورينا بطاقة سعادتك.
أشارت مليكة إلى سيارتها وتحدثت ببكاء وصوت مرتجف: بطاقتي في شنطتي جوه العربية
أكمل هو: إتفضلي يا مدام، هات كرسي من عندك يا أبني وتعالي خد مفتاح العربية من الهانم وهاتلي شنطة إيدها.

ثم نظر لها بعد جلوسها وتحدث: إتفضلي بقا إحكي لي إللي حصل بالتفصيل كل حرف وكل كلمه وكل صوت سمعتيه مهما كان ملوش لازمة عندك تأكدي إنه مهم جدا بالنسبة لنا.
تحدثت بلهفة ودموع: طمني الأول على ياسين وبعدها هحكي لحضرتك على كل إللي إنت عاوزة.
هدر بها وكيل النائب العام بحدة وتحدث: معرفش حاجة ومش مسموح لي أتكلم يا مدام واتفضلي أحكي كل إللي عندك وده أمر وإجباري مش إختياري.

مليكة بدموع وأستعطاف: أرجوك طمني أنا بموت من القلق إللي جوايا وحضرتك كل إللي يهمك تعرف كلمتين لا هيقدموا ولا هيأخروا.
هدر بها وكيل النائب العام وتحدث بحدة: هو حضرتك مش مقدره الوضع إللي إحنا فيه، إحنا في كارثة يا مدام ده إغتيال لرجل مخابرات مهم وعضو بارز في الهيئة والموضوع في منتهي السرية ومش مسموح لي أنطق بحرف واحد،.

وأكمل بغضب: ومن فضلك ياريت ماتضيعيش وقتي ووقت حضرتك أكتر من كده وتتفضلي تحكي علشان أسيبك تروحي.

في مكان أخر دخل شخصا من باب غرفة ونظر على الجالس فوق الأريكة ينتظر بقلق لما سيستمعه وتحدث: طمئن قلبي وقل لي أن هذا الزنديق ذهب بلا رجعة إلى الجحيم؟
إبتسم الشاب وأجاب بشر: أبشر أيها الأمير لقد تخلصنا من هذا الكافر وسيلحق به أتباعه قريبا إن شاء الله.
تحدث الرجل بضحكة شامتة: أواثق أنت مما تتفوه به يا كريم.

أجابه الشاب بإبتسامة: نعم سيدي واثق كثقتي بأنني أقف بين أيادي حضرتكم الكريمة، لقد أطلقنا عليه الرصاص بطلقة مميتة داخل قلبه اللعين بعدها صدمت سيارته بسيارة الشهيد بإذن ربه أمجد وتحولت إلى نار.
إبتسم الرجل وتحدث بشر: الأن فقط يمكنني أن أبلغ قيادتنا وشركائنا خارج البلاد بنجاح العملية.

ثم نظر للشاب بشراهة: أبشر يا كريم ستنهال على رؤسنا الأموال كحبات المطر، بالطبع سيفرح هؤلاء الرجال عند سماعهم بهذا الخبر السعيد وعندها سيغرقوننا بالأموال الوفيرة
#إنتهي البارت
هل سيتكرر وجع مليكة مرة أخري؟
أم أن حكايتها مع ياسين ستختلف هذه المرة؟
هذا ما سنتعرف عليه في البارت القادم.
كانت ليالي ومنال وجيجي تجلسن سويا داخل منزل ثريا بحضورها هي ويسرا، دلفت أيسل تهرول من باب المنزل وهي تبكي ممسكة بيدها جهاز اللاب توب الخاص بها قائلة بصراخ: ماااامي
إلتفتن إليها جميعهن بهلع ثم تحركن كلهن على عجل
وتحدثت منال بنبرة قلقة: مالك يا سيلا فيه أيه؟

تحدثت الفتاة بدموع والرعب والفزع يكسوان ملامحها: فيه راجل مغطي وشه منزل فيديو وجايب صورة بابي وبيقول إنهم قتلوه، الفيديو مالي الإنترنت كله يا نانا!
صاحت منال بهلع ظهر على ملامحها: بتقولي ايييييه إسكتي يا سيلا متقوليش كده بابي أكيد بخير!
تحدثت ثريا بتعقل وهي ترتجف من فكرة خسارتها لياسين هو الأخر: إهدي يا منال واتصلي بسيادة اللوا نفهم منه الأول دول جماعات تكفيرية وأكيد بيكدبوا.

تحدثت ليالي بصراخ: أتصلي بسرعة بعمو يا طنط لو سمحتي، نظرت ثريا إلى منال وجدتها منهاره وجسدها يرتجف فقررت أن تهاتف هي عز لتسأله وبالفعل أمسكت هاتفها وكادت أن تضغط على الهاتف،
في تلك الأجواء دلف للداخل طارق وبجواره مليكة بعيونها المنتفخة وحالتها المزرية قد وجدها بطريقه وهو قادم إلى المنزل ليطمئنهم مثلما طلب منه والده
تحدث طارق بصوت واثق وهادئ: مفيش داعي تتصلي ب بابا يا عمتي.

هرولت جميع النساء إليه وأمسكته منال من تلابيبه بدموع وتحدثت بطريقة هيستيرية: أخوك جراله ايه يا طارق؟ إتكلم وقولي إن أخوك بخير والكلام ده كدب ومجرد إشاعه.
أمسكها من كتفها واحتضنها برعاية وحدثها بهدوء: إهدي يا حبيبتي ياسين بخير ومفيهوش أي حاجة صدقيني.
خرجت من بين أحضانه وتحدثت وهي تتلفت حولها بلهفة: طب لما هو كويس فعلا مجاش معاك ليه؟

تحدثت ليالي بدموع وألم: فين ياسين يا طارق قولي الحقيقة أرجوك ياسين جراله حاجة؟
تحدث طارق بجدية: والله العظيم ياسين بخير هو بس أخد طلقه في كتفه وأخدوه المستشفي وخرجوها وهو دلوقتي حالته مستقرة و كويسة جدا.
لطمت منال خديها وتحدثت: طلقة أخوك مضروب بالرصاص وتقولي كويس يلا حالا وديني عند أخوك أشوفه بعيني وأطمن عليه.

تحدثت ثريا وهي ممسكة بذراع منال: إهدي يا منال أكيد هتشوفيه وتطمني عليه وأنت يا طارق يلا وصلنا عند أخوك علشان نتطمن.
أجابها طارق بهدوء: للأسف مش هينفع يا عمتي الموضوع سري للغاية والجماعات إللي ضربوه فاكرينه لاقدر الله أتوفي وعندنا أوامر إن مفيش مخلوق يعرف الكلام ده لحد ما المخابرات تقرر هي هتعمل أيه.
كانت تستمع لهم وقلبها ينزف دما على حبيبها الراقد بين الحياة والموت وعيونها تزرف الدمع بغزارة.

تحدثت يسرا من بين دموعها وهي تنظر إلى مليكة: وإنتي يا مليكة إتأخرتي كده ليه، أنا بتصل عليكي من بدري مبترديش ليه وإتقابلتي مع طارق إزاي ثم ايه حالتك دي؟
نظر إليها طارق ثم ذهب إليها وأمسك يدها وأجلسها بإهتمام وهو يتحدث: مليكة كانت راجعة وشافت عربية ياسين في طريقها نزلت تسأل ظابط الأمن وتطمن على ياسين أنا شفت عربيتها راكنة وأنا جاي ووقفت جبتها معايا وطمنتها.

جرت عليها ليالي وتحدثت بلهفة: هي الحادثه كانت في طريقك وإنتي راجعة يا مليكة طب هي العربية متفجرة فعلا زي ما بيقولوا كده في الفيديو؟
طمنيني يا مليكة من فضلك.
كانت تهز مليكة ومليكة في عالمها الخاص قلب نازف وجسد هازل وعيون باكية.
كادت أن تتحدث.

أسكتها دخول تلك الثائرة الناقمة عليها: إرتاحتي إرتاحتي يا مليكة لكن إزاي شكلك كده مش هترتاحي غير لما تجيبي أجل شباب العيلة كلهم واحد ورا التاني وشك شؤم علينا من يوم دخولك العيلة موتي رائف وبعده ياسين ارتااااحتي؟
كانت تستمع لها وهي تنكمش على حالها وترتجف بجلستها ودموعها تنهمر فوق وجنتيها ربتت على كتفها جيجي وأمسكت يدها لتطمئنها وهي تري ساقيها تهتزتان برعب وهلع.

رمقها طارق بغضب وتحدث بحدة: ماتخرسي شوية يا أختي، ايه ماسورة زفت واتفتحت في وشنا ياسين بخير، ياريت بقى تبطلي ندبك ده وتوفري تولويلك لحاجه تانية ولا أنتي ما صدقتي مصيبة وعاوزة تشبعي فيها لطم
تحدث محمد زوجها الذي أتي بصحبتها بخيبة أمل: يعني ياسين بيه كويس؟
تحدث طارق وهو يجلس متنهدا بتعب وإرهاق: الحمدلله هو بخير.

وأكمل بتحذير وهو ينظر إلى محمد ونرمين ويشير لهما بسبابته: لكن الكلام ده مايطلعش بره الدايرة دي وإلا ورحمة رائف أسلمكم تسليم أهالي للمخابرات أنا بقولكم علشان أطمنكم لكن الموضوع سري لحد ما المخابرات بنفسها تعلن عنه.
تحدثت منال من بين شهقاتها: طب يلا بسرعة وديني عند أخوك أطمن عليه.
نظر لها طارق متعجبا: أوديكي فين يا ماما بقولك الموضوع سري والمخابرات لسه ماأعلنتش علشان أمان ياسين تقوليلي وديني!

وبعدين أوديكي فين إذا كنت أنا نفسي معرفش هو في أنهي مستشفي؟
وأكمل مطمئنا إياها: وبعدين يا حبيبتي بابا معاه متقلقيش هو كلمني وطمني وخلاني أجي أقولكم علشان ماتقلقوش وبعدها قفل تلفونه
وتحدث بتذكير: أه وياريت كمان تقفلوا تليفوناتكم علشان محدش يتصل بيكم وتضروا تجاوبوا ولا تتلغبطوا لحد ما نشوف أيه إللي هيحصل وان شاء الله يعلنوا بسرعة عن الموضوع ونرتاح من القلق ده.

تحدثت ثريا برجاء: طب إتصلنا ب أبوك يا ابني نطمن منه وبالمرة مامتك تطمن بنفسها ولو ينفع تكلم أخوك وتسمع صوته علشان بس قلبها يرتاح.
نظر طارق لزوجة عمه وتحدث: ياسين نايم يا عمتي هما مديينه حقنة منومة علشان يهدي أعصابه وكمان علشان الإصابة إللي في كتفه متألمهوش وبعدين ماأنا لسه قايل إن بابا قفل تليفونه علشان إللي بيتصلوا بيه يسألوا على ياسين.

صاحت ليالي وتحدثت ببكاء مرير: إنت بتكدب يا طارق ياسين حالته خطيرة وأنت مش راضي تقولنا علشان منقلقش.
هنا صرخت أيسل وتحدثت ببكاء: أنا مليش دعوة بكل الكلام إللي حضرتك بتقوله ده يا عمو أنا عاوزة أشوف بابي وحااااالا
إنتبه الجميع لوجودها وبكائها الصامت المرير الذي يدمي القلوب.

جري عليها طارق إلتقطها وأدخلها داخل أحضانه بحنان وتحدث: إهدي يا قلبي بابي كويس جدا والله وصدقيني أول ما يسمحو لنا بالزيارة إنتي هتكوني أول شخص يدخله ويشوفه.
كانت تنتفض من شدة بكائها داخل أحضان طارق وأمائت له بموافقة دون حديث.
أخذتها يسرا من بين أحضان طارق وأجلستها بجانبها وأحتضنتها قائلة بحنان: ما تعيطيش يا قلبي بابي كويس وإن شاء الله بكرة أو بعده بالكتير وهيبقي هنا في وسطنا.

تحدثت ايسل من بين شهقاتها: يارب يا عمتو.
تحدثت جيجي: ياسين راجل قوي وإن شاء الله هيجتاز تعبه ويبقي أحسن ياريت كلنا ندعيله بدل العياط إللي مش هيفيده بحاجة غير إنه هيتعبكم ويأثر عليكم بالسلب.
نظرت ثريا على تلك المنكمشة على حالها تبكي بصمت رهيب وتحدثت: مليكة إنتي كويسة يا حبيبتي؟
نظرت لها وتحدثت بدموع: الحمدلله يا ماما أنا كويسة.
نظرت نرمين على والدتها بغضب من تلك المعاملة والإهتمام لغريمتها.

في ذلك التوقيت أتت علية وتحدثت وهي تجفف دموعها: ستي مليكة الحارس إللي على البوابة بيقول إن فيه حد بره بيسأل عليكي وبيقول إنه من النيابة العامة.
إبتلعت لعابها برعب ووقفت وهي تشير بيدها على حالها: عاوزني أنا؟
وقف طارق ينظر إلى عليه قائلا: أنا هخرج أشوفه عاوز ايه.
تحدثت ثريا بشك: فيه ايه يا مليكة ايه إللي يخلي النيابة تبعتلك يا بنتي؟

نظرت لها منال وتحدثت بحدة: ايه إللي تعرفيه إحنا مانعرفهوش يا مليكة، إتكلمي؟
تحدثت ببكاء وأنهيار وبدأت بالصراخ الهيستيري: معرفش معرفش محدش يسألني عن حاجة أنا ماأعرفش حاجة هو كل مصيبة تحصل تسألوني أنا عنها، حرام عليكم بقي سيبوني في حالي أنا عمر ما حد فيكم جه وسألني عن حالي
مبتسألونيش غير عن حالكم واللي يخصكم وبس سيبوني في حالي بقي.

دلف طارق نظر إلى مليكة بإستفسار: دول طالبينك في المخابرات يا مليكة هي ايه الحكاية هو فيه حاجة حصلت أنا معرفهاش؟
إرتعبت أوصالها وهي تقول: عاوزيني أعمل إيه هناك أنا قولت لوكيل النيابة إللي كان موجود في مكان الحادثة على كل إللي أعرفه.
تحدثت ليالي بشك: كل إللي تعرفيه!
وهو أنتي تعرفي ايه؟

تحدثت من بين شهقاتها المريرة وبدأت تقص عليهم ما حدث ثم أكملت: هو ده كل إللي حصل وأنا قولت كل إللي عندي يبقي عاوزني تاني ليه؟
تحدثت ليالي بصياح وغضب: ولما أنتي يا هانم عارفة كل ده منطقتيش ليه من ساعة ما جيتي وقاعدة ساكتة ليه؟

دبت منال على صدرها بهلع: يعني إبني كان جوه العربية لما إنفجرت وتقولولي كويس أخوك جراله ايه يا طاااارق قولي يا ابني وريح قلبي، وأمسكت يده تسحبه للخارج: خدني ووديني حالا عند أخوك علشان أشوفه بعيني.
تحدثت نرمين بغل وهي تنظر إلى مليكة: عاجبك كده يا هانم ولعتيها بكلامك ده ياريتك ياأختي فضلتي ساكتة.
نظرت لها يسرا بغضب وتحدثت بحزم: والله ما فيه حد بيولع الدنيا ويشعللها غيرك إنتي يا نرمين،.

ثم نظرت إلى محمد وتحدثت: ماتشوف مراتك وتسكتها يا محمد وياريت تقولها إن ده مش وقت إللي بتعمله ده.
تحدث طارق بحزم وحدة: خلاص إنتي وهي مش عاوز أسمع ولا كلمة من واحدة فيكم تاني.
ثم نظر إلى نرمين وتحدث بغضب: وإنتي يا ريت تبطلي السم إللي عمالة تبخيه من وقت ما دخلتي ده مش وقته يا ماما، ها مش وقته!
ثم حول وجهه إلى مليكة وتحدث ليطمئنها: وإنتي يا مليكة يلا علشان أوصلك ومتخافيش أنا مش هسيبك.

بكت برعب وحدثته متوسلة: طارق أرجوك أنا مش بحب أروح الأماكن دي ولا برتاحلها خليه هو ييجي هنا يسألني في اللي عاوزه.
طمئنتها ثريا وهي متأثرة بحالتها: إهدي يا مليكة إنتي خايفة كده ليه يا حبيبتي ده مجرد سؤال هو أنتي رايحة متهمة لاسمح الله.
تحدثت ليالي بحدة: ياعالم يا طنط ايه إللي حصل والهانم مخبياه عننا.
أجابت مليكة بدموع وضعف: والله العظيم ماأعرف غير إللي قولته هنا ولوكيل النيابه.

تحدث طارق بنبرة صوت حازمة: يلا بينا يا مليكة ومتقلقيش أنا هكلم سيادة اللوا عزت صديق بابا وأحنا في الطريق وأخليه يتصل بيهم ويسمحولي أحضر معاكي الإستجواب يلا يا حبيبتي متخافيش أنا معاكي ومش هسيبك.
تحدثت جيجي بحنان: إسمعي كلام طارق يا مليكة ومتخافيش وإن شاء الله خير
وصلاها للخارج ثريا ويسرا وجيجي.

في اليوم التالي.
كان يرقد فوق تخت المشفي بجسد متعب كتفه مضمد بالشاش أثر طلقة الرصاص وكدمات بجميع جسده أثر قفزته من السيارة قبل الإنفجار بلحظات،
كان يقف بجواره والده ورئيس جهاز المخابرات وبعض الرجال ذات المناصب العالية، تحدث رئيس الجهاز: حمدالله على سلامتك يا سيادة العقيد.
تحدث ياسين بتألم وصوت ضعيف: الله يسلم سعادتك يا أفندم.

تحدث الرئيس برضا: الحمدلله إني كنت واخد إحتيطاتي وممشي وراك عربية حراسة تحرسك من بعيد لإني كنت متأكد إنهم هيحاولوا ينتقموا منك ردا على عملية المعمورة وبالفعل اللي حسبته لقيته،
ثم نظر له وتحدث بعملية: أنا عارف إنك تعبان يا ياسين لكن لازم تحكيلنا إللي حصل بالظبط بكل تفاصيله علشان نقدر نوصل للأ دول في أقرب وقت ونجبلك حقك.

تحدث ياسين بنبرة صوت حازمة وعيون غاضبة كعيون الصقر: بعد إذن سعادتك ياباشا حقي أنا إللي هاخده بإيدي لازم أجبهم بنفسي وأمد إيدي وأخلع كبدهم من مكانه وأنا باصص جوه عنيهم غير كده مش هعرف أرفع عيني ف وش رجالتي وأظن ده ما يرضيش سعادتك،.

فرق الرئيس نظراته بين الواقفين ينظرون لياسين بإعجاب ثم هز له رأسه بإيماء وتحدث بفخر: كنت هستغرب لو سمعت منك كلام غير ده يا سيادة العقيد وأنا معنديش أي مانع إنك تاخد تارك بنفسك،
بس الأول إدينا تفاصيل علشان نعرف نوصل لبداية الخيط قبل مايختفي ورجالتك هيراقبوهم ولما تقوم بالسلامة أبقي إنتقم منهم بطريقتك إللي ترضيك.
هز له ياسين رأسه بإحترام وإيماء وبدأ بتذكر ما جري وقصه على رجال المخابرات
فلاش بااااك.

ياسين: بجد يا مليكة بجد إنتي أسفة
كان يستمع لها وعينه على الطريق وفجأة ظهرت بجانبه سيارة ذات زجاج معتم فاميه كانت تقترب منه مسرعة ونظر أمامه وجد سيارة أخري تتجه في الطريق المعاكس ويبدوا أنها تعرف وجهتها جيدا ألا وهي سيارته لا غير.

شعر بريبة حاول الإسراع والإفلات منهم لكنهم كانوا أقرب منه نزل زجاج السيارة المعتم وظهر منه شاب مكشوف الوجه وبمهارة عالية وتدريب أطلق من السيارة المجاورة طلقة نارية كانت تتجه نحو القلب مباشرة تفاداها ياسين بأخر لحظة بحركة ذكية وسريعة فاستقرت داخل كتفه.
بعدها هرولوا بسيارتهم ثم أنتظروا بعيدا جدا بعد إعتقادهم نجاح مهمتهم أما الجزء الثاني من المهمة فهو للسيارة المقابلة.

هدئ ياسين من سرعته وتحامل على حاله وتحرك بجانب الطريق وسط الأشجار وبحركة سريعة وغير ملفتة لم يرها غير سائق السيارة المقتربة منه لتنفجر به
ألقي ياسين بنفسه وسط الأشجار بحركة خفية سهلة وسلسة بالنسبة لرجل مخابرات ذو تدريبات عالية على تلك المواقف.
وبلحظة أصتدمت السيارتان ببعضهما وحصل إنفجار هائل نتيجة المفرقعات المتواجدة داخل سيارة ذلك الإرهابي المنتحر منفذ العملية.

تدحرج ياسين محتكا بالأشجار مما تسبب بكدمات وجروح بجميع أنجاء جسده على الفور نزل رجال المراقبة بحذر شديد وأخذوا ياسين وبسرعة البرق إختفوا من المكان.
علي الفور أبلغ أحد الرجال الذي شاهد الحادث ولكنه لم يشاهد ياسين الذي قفز من سيارته قبل الإنفجار بعدة مترات ثم أتي رجال الشرطة وبعدها رجال النيابة العامة وأنقلب الحال عند الكشف عن هوية صاحب السيارة،.

وأخذا رجلين المراقبه ياسين الذي كان مازال مستيقظا وتعرف على شخصيتهم إلى مشفي وجههم إليها رئيسهم المسؤل عن مهمتهم.
كانت تلك السيارة ذات الزجاج المعتم مازالت تنتظر من بعيد حتى رأي الشخص الذي وجه الطلقة سيارة ياسين وهي تتفحم فتهللت أساريره وذهب سريعا ليبشر أميره المذعوم بتلك البشري.
رجوع للوقت الحالي.

عز وهو ينظر لفلذة قلبه الراقد يتألم: حمدالله على سلامتك يا سيادة العقيد الحمدلله إنت ربنا كتبلك عمر جديد.
رئيس الجهاز بجدية: حمدالله على السلامة يا بطل يا تري تقدر توصفلنا شكل الراجل اللي أطلق عليك الرصاص ولا نسيبك ترتاح ويبقي الرسام يجيلك وقت تاني؟

أجابه ياسين بتحدي وإصرار: أنا راحتي في إن سعادتك تجبلي بداية خيط الكلاب دي في أسرع وقت يا أفندم، وأنا أن شاء الله هخليهم عبرة لمن لا يعتبر وهخلص البلد من شرهم.
أجابه الرئيس بتفاخر: هو ده ياسين المغربي إللي أنا أعرفه، وأشار للرسام: تعالي يا أحمد وارسم كل تفصيلة هيقولك عليها سيادة العقيد عاوز دقة فاهمني.

في ذلك اليوم خرج المتحدث بإسم الجهاز عبر وسائل الإعلام المرئية ونفي ما أشيع عن وفاة ياسين وكذبه وكانت ضربة قاضية لتلك الجماعات الإرهابية الخائنة لبلدها التي تمول من الخارج لزعزعة وأستقرار أمن الوطن والمواطن.
وبهذا ظهر كذب هؤلاء الحقراء أمام شركائهم الأجانب وأمام العالم أجمع فقد كانت ضربة قاضية في مصداقيتهم وشهد العالم أجمع على كذبهم وحقارتهم وبهذه الحركة فقد كسبت المخابرات المصرية نقطة عليهم.

في إحدي الأماكن المتطرفة البعيدة
كان ذلك المدعو بالأمير يجول المكان بغضب وهو ينظر بإشمئزاز على ذلك الواقف بخجل ناظرا للأرض
تحدث ذلك المدعو بالأمير بوجه غاضب: ألا لعنة الله عليك يا رجل خزاك الله في الدنيا والأخرة
وأكمل بحيرة: ماذا نحن فاعلون الان بعد أن ضربت مصداقيتنا أمام شركائنا الأجانب؟
كيف سنفسر لهم هذا الخطأ الفادح؟ أعميت عيناك حتى أنك لم تري ذلك الفاجر وهو ينفد من الهلاك المحتم له!

تحدث الشاب بخزي ومازال ناظرا أرضا: أستميحك عذرا أيها الأمير أعفو عني أرجوك لقد خدعني هذا الزنديق بمراوغة لقد شاهدت السيارة التي كان يقودها وهي تتفحم بأم عيني وقبلها شاهدت طلقتي وهي تنغرس داخل قلبه اللعين،
وأكمل بتساؤل وحيرة: كيف كانت له النجاة أنا لا أعلم؟

تحدث المدعو بالأمير والشر يتطاير من عيناه: إنهم ملعونون ذات سبعة أرواح المهم الأن لابد لك أن تختفي عن الأعين في أقرب وقت لابد أن تهرب خارج البلاد لانك أيها الأبله كنت كاشف الوجه وبالتأكيد ذلك الكافر أدلي لهم بملامحك، أماء له الرجل دون حديث وأنصرف.

في مساء اليوم التالي
كانت منال تجلس في بهو منزلها حزينة على حال ولدها الماكث بالمشفي كانت تجاورها ثريا وليالي وجيجي ويسرا ونرمين وأيضا إبنتها شرين التي اتت مهروله عندما شاهدت ذلك الفيديو المزعوم عن إستشهاد أخيها،
كلهن حاضرات إلا مليكة التي كانت تجلس بصحبة أطفالها هي ويسرا وأيضا بحالتها المزرية حزنا على حبيبها.
دلف طارق من الباب مبتسما وهو ينظر لوالدته وتحدث: ليكي عندي مفاجأة حلوة أوي يا منول.

نظرت له وتحدثت بتساؤل
مفاجأة ايه يا حبيبي قول وفرح قلبي يا طارق.
أشار بيده للواقف خارج الباب وتحدث: إظهر وبان عليك الأمان.
دلف عمر ولدها الصغير ذو السادسة والعشرون من عمره الماكث منذ ثماني سنوات يدرس هندسة الإلكترونيات بالخارج.
صرخت منال وجرت عليه من فرحتها تحتضن صغيرها بحنان وقلب يطير فرحا بادلها إياه تلك الأحضان الحانية بسعادة
وتحدث وهو يدور بها بسعادة: منوووول يا روح قلبي وحشتيني.

نظرت له وتحدثت وهي تحتضن وجنتيه وتقبلهما بشغف: يا قلب منول وعقلها ايه المفاجأة الحلوة دي يا عمر.
حضنته ثريا وتحدثت: حمدالله على السلامة يا حبيبي وحشتني يا عمر.
تحدث ذلك المدلل: وإنتي كمان وحشتيني أوي يا عمتو.
تحدثت شيرين: حمدالله على السلامه يا حبيبي، مقولتليش يعني إنك جاي وأنا بكلمك فيديو إمبارح؟
أجابها بمرح: كنت حابب أعمل surprise لمامي.
إحتضنته يسرا وحشتني يا عمر.

أجابها بإبتسامه: وإنتي كمان يا يسرا وحشتيني جدا.
ثم نظر إلى نرمين وتحدث بدعابة: برنسيس عيلة المغربي الجميلة.
أجابته وهي تحتضنه بحنان: حبيبي يا مورو وحشتني يا قلبي.
بعد سلامه على الجميع إلتفت بتمعن وهو يتسائل: أمال فين مليكة؟
ثم نظر إلى ليالي وتحدث بنبرة ساخرة: أوعي تقوليلي إنكم عايشين دور الضراير بقا ومنعتيها من الدخول هنا أنا عارفك يا بنت خالي جبارة وتعمليها.

تحدثت بعصبية: عمر الموضوع ده غير قابل للهزار،
تحدثت ثريا كي تفض ذلك الإشتباك: أدخل يا حبيبي خد شاور وبعدها إتغدي علشان تروح تزور أخوك وتطمن عليه.
ثم أشارت لإبنتيها: يلا يا بنات علشان نسيبه يرتاح وكمان علشان ولادكم تلاقيهم تعبوا مليكة.

مرت ثلاثة أيام على تلك الواقعة
كانت تجلس فوق سجادة الصلاه تبكي وتتضرع سائلة الله عز وجل أن يشفي حبيبها ويعافيه إنتهت وخلعت عنها ردائها المخصص للصلاة
ثم جلست على تختها شاردة حزينة تريد الإطمئنان عليه تريد رؤية عيناه ورؤيته ليطمئن قلبها،
نعم لقد إطمئنت من ثريا التي ذهبت مع منال وليالي وأيسل لزيارته فهم فقط الذين ذهبوا لزيارته وهي لم تجرأ على ان تطلب منهم الذهاب لزيارته ولا هم عرضوا عليها.

وللأسف تحطم هاتفه في الحادث ولم تستطع مهاتفته
ولم يكن حاله بأفضل منها كان يشتاقها بجنون ولكن حزن منها لعدم سعيها لزيارته والإطمئنان عليه،
أتتها فكره فنزلت لثريا وتحدثت معها: ماما بعد إذن حضرتك أنا مخنوقة اوي وعاوزة أروح أبات عند ماما النهاردة.
نظرت لها ثريا بتعجب قائلة: معقولة هتسيبي البيت في الظروف دي يا مليكة؟
طب أصبري لما ياسين يخرج بالسلامة ونطمن عليه.

أجابتها مليكة بعيون حزينة وصادقة: أرجوكي يا ماما أنا مخنوقة أوي وحادثة ياسين فكرتني بحادثة رائف الله يرحمه وبجد مش متحملة أجواء البيت والحزن ده.

تحدثت ثريا بقلة حيلة: خلاص يابنتي إللي تشوفيه بس ياريت تيجي بكرة بدري علشان أخلي عز ياخدلك إذن من الإدارة إنك تزوري ياسين إنتي عارفة انهم مشددين ومش أي حد مسموحله إنه يزوره لكن كمان إنتي إسمك مراته ولو حتى قدام الناس فلازم تزوريه وتطمني عليه علشان شكلك قدام العيلة.
إبتلعت لعابها وتحدثت: حاضر يا ماما أنا هسيب لك الأولاد وهروح لوحدي وإن شاء الله هكون هنا قبل أذان الظهر.

خرجت مليكه وحدثت طارق وهي داخل سيارتها: طارق أنا عاوزة أطلب منك طلب، وطلبت منه أن يأخذها لياسين ليلا حتى تطمئن عليه وطلبت منه أن يكون ذلك سرا بينهما.
كانت تجلس ليلا بغرفتها بعد تناولها العشاء مع أبيها وأمها وشقيقها.
دلفت سهير إلى غرفتها مبتسمة: الجميل بتاعي قاعد لوحده ليه؟
هو إحنا مش وحشينك يا بنوتة إنتي ولا ايه؟
أجابتها مليكة بابتسامة باهتة: لا طبعا يا ماما وحشتوني وجدا كمان.

جلست سهير بجوارها فوق التخت وتحدثت بحزن: مالك بس يا حبيبتي ليه نظرة الحزن دي ما بقتش تفارق عيونك لو على ياسين إن شاء الله هيبقي كويس.
نظرت لها بريبة وتحدثت متلبكة: ماما، أنا، أنا عاوزه أطلب منك طلب
نظرت لها سهير بترقب وتحدثت: خير يا حبيبتي قولي إللي إنتي عوزاه.
تحدثت بخجل وهي تفرق ايديها بتوتر: أنا عاوزه أخرج الوقت مع طارق ومش عاوزه بابا ولا شريف يعرفوا
ردت سهير بتساؤل: هتروحي تزوري ياسين؟

نظرت لوالدتها بخجل وهزت رأسها بإيماء.
إبتسمت سهير لإبنتها وتحدثت: طب إنتي ليه مكسوفة أوي كده هو عيب إن الواحدة تحب جوزها وتبقي عاوزه تطمن عليه؟
إرتعبت مليكة وتحدثت سريع بنفي كاذب: حب إيه بس يا ماما إللي بتقولي عليه، أنا أحب ياسين؟
لا طبعا ده مستحيل يحصل!

ضحكت سهير على كذب إبنتها المكشوف وعشق ياسين المطل من داخل عيناها وتحدثت: طب خلاص خلاص ماتزعليش أوي كده ألبسي وأجهزي وكده كده بابا وشريف نازلين ومش هيرجعوا غير متأخر بابا هيسهر مع أصحابه وشريف رايح عند خطيبته.
إبتسمت بمرح وسعادة وأحتضنت والدتها بحب.

كانت ثريا تخرج من فيلا عز بعد أن إطمئنت على منال وتأكدت أنها غفت بسلام، وجدت عز يجلس بالحديقة شاردا حزينا ذهبت إليه وتحدثت بإبتسامة حانيه: قاعد لوحدك ليه يا عز؟
فاق على ذكر إسمه من أجمل نبرة صوت يعشقها نظر لها تائها داخل عيناها وتحدث مستغربا: يااااه يا ثريا، من زمان أوي مندهتليش بإسمي.

إبتسمت بحنان وهي تجلس بالمقعد المقابل وتحدثت: من وقت ما بقيت لوا ياسيادة اللوا، قولي بقي قاعد لوحدك كده ليه، وايه لزمتها نظرة الحزن إللي مرسومة على وشك دي؟
أجابها بأسي وغيمة حزن داخل عيناه: ياسين كان هيروح مني يا ثريا رجعلي من الموت بأعجوبة
تحدثت هي: بعد الشر يا عز متقولش كده الحمدلله ربنا نجاه وكرمنا فيه نحمد ربنا بقي ونشكره ولا نزعل؟

نظر لها وتحدث بإمتنان ورضا: الحمدلله طبعا بس لما سمعت الخبر أترعبت عليه وكنت هموت مش متخيل فكرة إني كان ممكن أفتقده، وأكمل بحنان: ياسين مش بس إبني يا ثريا لا، ده صاحبي ورفيق أيامي، عوضي من ربنا إللي بشوف فيه شبابي الضايع،
ثم أبتسم لها وتحدث بحنان: فاكرة يا ثريا يوم ما أتولد وشيلته على إيديا وأدتهولك؟

إبتسمت بحنان لأيام صباها ورجعت بذاكرتها للخلف، كانت تجلس في بهو المنزل بجانب والدتها وأحمد خطيبها ممسكة بيدها كتاب الله العزيز وتقرأ به سورة ياسين،
خرج عز من الغرفه الماكثة بها منال والطبيب الذي أشرف على ولادتها، خرج وهو يحمل ياسين بين يديه بسعادة بالغة نظر لهم جميعا وتحدث: ولد ربنا رزقني بولد.
جري عليه أحمد إحتضنه بسعادة وتحدث: ألف مبروك يا حبيبى يتربي ف عزك إن شاء الله.

إبتسم له وتحدث: عقبال جوازك يا أحمد.
ثم إقترب منها ليضع طفله بين يديها وتحدث: سمي الله وشيلي الولد يا ثريا.
أبتسمت وهي تعطي كتاب الله لوالدتها
وتحدثت والدتها: أنا هقفل المصحف يا ثريا، إنتي عارفه إنتي واقفه عند سورة ايه؟
إبتسمت ثريا وهي تنظر لوجه الطفل بحنان وقلب سعيد وتحدثت: ياسين، ياسين يا ماما.
نظر لها الجميع بإستغراب من نظرتها للطفل وجمال صوتها وهي تنطق إسم ياسين،.

ومن بينهم عز الذي نظر لها بسعادة وتحدث بتأكيد: ياسين يا ثريا هسمي إبني ياسين.
إبتسمت بسعادة وتحدثت: الله يا عز حلو أوي إسم ياسين ولايق على نور وشه الله أكبر.
فاقا إثنتيهم من ذكرياتهما وتحدث هو: ربنا سبحانه وتعالي إختارله إسمه على لسانك يا ثريا.
إبتسمت وتحدثت: إن شاء الله دايما محفوظ من رب العالمين، ياسين ده إبني إللي مخلفتهوش يا عز.
وأكملت بإهتمام: قولي بقي إتعشيت؟
هز رأسه وتحدث بنفي: مليش نفس.

في تلك الأثناء دلف عبدالرحمن من البوابة هو ووليد وأتجها ناحيتهما وتحدث عبدالرحمن: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ردوا عليه السلام وجلس هو ووليد
ثم وقفت هي وتحدثت: عبدالرحمن، عز لسه ما إتعشاش أنا هروح أجهز عشا خفيف وأستناك تجيبه وتيجي علشان نتعشي مع بعض زي زمان،
ثم نظرت إلى عز وتحدثت بأمر وهي تشير له بأصبعها: هستناك.
أومأ لها بعيون سعيدة وتحدث: حاضر يا ثريا.

ذهبت هي لتعد لهم العشاء وجلس هو وأخيه ووليد ليتحدثوا.

وصل طارق بصحبة مليكة إلى المشفي القاطن بها ياسين وذلك بعد تأكده خلو المشفي من أي شخص من العائلة فقد كان يتبادلان مناوبة المبيت معه هو وأباه وكانت تلك هي ليلة طارق فلذا كان من السهل عليه إدخال مليكة والإستئذان لها بالزيارة داخل المشفي العسكري المشدد.
دق على الباب وفتح باب الغرفة نصف فتحه وجده مسطح نظر له ياسين وتحدث بتعب: كنت بتعط فين ده كله وسايبني لوحدي يا سي طارق.

إبتسم له طارق وغمز له بعينه متحدثا: معايا ضيف عايز يشوفك أدخله ولا أسربه؟
إستغرب ياسين من حديث طارق وتحدث بتساؤل: ضيف، ضيف مين في الوقت ده؟
علي العموم يا سيدي إنت مرحب بيك وبضيوفك في أي وقت.
فتح طارق الباب على مصرعيه ودلفت منه مليكة بطلتها المهلكة لذلك العاشق الولهان
إتسعت عيناه بذهول من رؤيتها الغير متوقعة في تلك الساعة المتأخرة.

بدأت دقات قلبه في الإرتفاع تعلن عن دق طبول الحرب والسلام معا رعشه سرت داخل جسده بالكامل،
فبرغم تعبه وألامه المبرحة إلا أنه لم يشعر إلا بلذة اللقاء وألتقاء العيون المشتعلة بالإشتياق
رفع رأسه ناظرا عليها بسعادة محاولا جلوسه وأستقبالها متناسيا جراحه فتأوه بقوة
جري عليه طارق الذي إنبهر بلقاء تلك الثنائي
وبدء بحديثه مع النفس: من هذا بحق الله؟

هل هذا العاشق الولهان ذو العيون الهائمة هو ياسين المغربي الشخص المتجبر صاحب القلب اليابس المتحجر؟
أه وأه من العشق حين يتملك من قلوبنا ويجعلها فراشات تتطاير في سماء حالمة
تحدث طارق بلهفة: بالراحة يا حبيبي إستني أرفع لك السرير من تحت راسك.
وما كان حالها بأفضل منه
كان جسدها ينتفض من رؤيته كان قلبها ثائر يريد أن يجبرها على الذهاب إليه والإرتماء داخل أحضانه
ولكن اللعنة على خجلها فهو لا غيره الذي يمنعها.

تحدث بعيون لامعة من الإشتياق: قربي يا مليكة واقفة بعيد كده ليه؟
حاولت مجاهدة أن تخرج صوتها وأخيرا نطقت بإرتباك وخجل: حمدالله على سلامتك يا ياسين إنت كويس؟
شعر طارق بأنه هادم اللذات ومفرق الجماعات فقرر الإنسحاب قائلا: طب أنا هطلع أقعد في الإستراحة برة وأسبكم براحتكم، لو إحتجت حاجة يا ياسين إنده عليا.
ثم خرج وأغلق خلفه باب الغرفة
نظر لها بلهفة وتحدث بصوت عاشق: قربي يا مليكة.

سارت بخطوات مرتجفة مرتبكة إقتربت منه أمسك يدها وأحتضنها بإشتياق إلتقت العيون في نظرات متلهفة مشتاقة
أخرجت صوتها بصعوبة: سلامتك يا ياسين إنت كويس؟
رد عليها بلهفة بعيناي متيمة: بقيت كويس لما شفتك
إبتسمت بخجل وتحدثت: أنا كنت عاوزه أجي لك من أول يوم لكن إتحرجت أقول لعمو عز إني عاوزه أجي
ثم أكملت بحزن: ومحدش منهم عرض عليا إني أجي معاهم
جذبها من يدها بحنان وأجلسها بجواره فوق التخت.

ثم أجابها بحزن: وليه تتحرجي يا مليكة، هو مش المفروض إني جوزك ومن حقي عليكي تيجي تزوريني وتطمني عليا؟
نظرت له وأمتلئت مقلتيها بدموع وتحدثت: أنا أسفة يا ياسين والله كان غصب عني ربنا يعلم أنا قضيت الكام يوم دول إزاي، أنا كنت هموت من القلق عليك وكان نفسي أشوفك وأطمن عليك جدا.
تحدث بلهفة وتساؤل: بجد يا مليكة، بجد كنتي قلقانة عليا؟
أجابته مليكة بتأكيد: وهو أنت عندك شك في ده يا ياسين؟

أجابها بلؤم وهو ينظر لمقلتيها بترقب: لا طبعا يا مليكة إنتي المفرض مراتي وقلقك ده طبيعي جدا
نظرت له بحزن وتحدثت بترقب: مراتك بس يا ياسين؟
أجابها وهو يتنهد بتعب: خايف أقول لك إنتي أيه بالنسبة لي ألاقي رفضك ليا زي كل مرة، وأسترسل بعيناي متألمة: بس المرة دي هتكوني بتكسريني بجد يا مليكة.

وقفت وأقتربت من وجهه وبدون مقدمات مالت على شفتاه وقبلته بنعومة وهيام تحت ذهول ذلك المسطح مقيدا على تخته من أثر تلك الطلقة اللعينة!
إبتعدت قليلا ونظرت له بعيون هائمة عاشقة متيمة بحبه قائلة بصوت أنثوي رقيق: بحبك يا ياسين، بحبك ومبقتش قادرة أستغني عنك، بحبك ومشى هقدر أبعد عن حضنك لحظة واحدة بعد النهاردة
نظر لها بذهول غير مصدقا لما بدر منها للتو متسائلا: إنتي قولتي ايه؟

هو إللي أنا سمعته ده بجد ولا أنا من كتر ما أتمنيت أسمعها منك بقيت بتخيلها!
إبتسمت له برقة ولمست بيدها الرقيقة وجنته وتلمستها بنعومة قائلة: أيوه بحبك يا ياسين ومش هبطل أقولها تاني، أنا أتأكدت من حبي ليك لما حسيت إني ممكن أخسرك، وأكملت بملامح وجة متأثرة: أنا كنت هموت من الرعب عليك وقت الحادثة، وقتها بس إتأكدت إني مش بس بحبك لا، أنا بعشقك يا ياسين.

نظر لها بعشق ثم زفر بضيق راميا رأسه للخلف بإستسلام متحدثا بعتاب: وجاية تقوليها الوقت يا مليكة، ملقتيش وقت أحسن من ده علشان تعترفي بحبك وعشقك لياسين إللي عاش عمره كله يتمني يسمع الكلمة دي من بين شفايفك، ما أخترتيش تقوليها غير وأنا راقد على السرير زي قلتي مش قادر أتحرك.
خرجت من بين شفتاها ضحكة خفيفة وتحدثت: وهي الحاجات دي ليها وقت يا ياسين؟

رفع رأسه ناظرا لها وأجابها بعيون عاشقة: أه يا قلب ياسين، ليها وقت
وأكمل بتمني: كان نفسي لما أسمعها منك أخدك في حضني وأرفعك وألف بيكي زي الفراشة وأضمك أوي لقلبي، وأصرخ وأسمع العالم كله إني بحبك وبعدها أدوقك من عشق ياسين المخصص لمليكة لوحدها، ونغرق في شهد الحب ونشرب منه لحد ما نكتفي
واسترسل متمنيا: كان نفسي أخدك في حضني وأنام وأغمض عيوني وأنا مطمن إنك أخيرا بقيتي ليا بكل ما فيكي.

نظرت له بغصة وتحدثت بملامة: عشق ياسين المخصص لمليكة وحدها زي عشق ليالي إللي سمعتهولي في الفون كده؟
تحدث بدعابة ضاحكا: دي كانت قرصة ودن صغيرة علشان أقدر أوصل للحظة اللي إحنا فيها الوقت، حبيت أأكد لك إنك غلطانة وإنك بتعشقي ياسين مش بس بتحبيه
تحدثت بحزن: طب ممكن بقي ماتكررش الموضوع ده تاني، ده موت بالبطئ يا ياسين، الغيرة دي إحساس بشع مش حابة أعيشه تاني ولا أدوقه.

أجابها بغرور: طول ما أنتي بتحبيني وبتسمعي الكلام ومريحاني مش هكررها، لكن ممكن أفكر أعملها تاني لو
حزنت وأنزلت بصرها للأسفل فتحدث هو بصوت عاشق: أوعدك إني عمري ما هعمل حاجة تزعلك مني تاني يا قلبي.
نظرت له بحب وتحركت ثم صعدت بجانبه على التخت وتمددت بجواره واضعة رأسها فوق ذراعه الغير مصاب وتحدثت: وأنا عمري ما هخرج من حضنك تاني.

كان ينظر لها بتعجب من جرأتها التي لم يتعهد منها عليها، نظر لها بنصف عين وتحدث: ده أنتي قاصدة تضايقيني بقي!
مدت شفتاها بحركة طفولية وتحدثت بدلال: أنا هو أنا لما أخدك في حضني أبقي بضايقك يا حبيبي، خلاص لو قربي وحضني بيضايقوك أنا هبعد،
كادت أن تنسحب ولكنه جذبها برقة داخل أحضانه ونزل على شفتاها بنهم ليتذوق شهدها الذي طالما حلم به وبرضاها عنه عاشت داخل أحضانه لحظات تضاهي عمر بأكمله.

نظر لها مسحورا بجمال عيناها العاشقة قائلا: خليكي بايتة معايا النهاردة؟
أجابته بإستفهام وسعادة: هو ينفع؟
أجابها بحب: لو إنتي حابة كده يبقي ينفع أوي.
إبتسمت وأمائت له تهز رأسها من بين أحضانه قائلة: أنا حابة كده وجدا
ضمها إليه بإشتياق عارم وجسد مشتعل من شدة إقترابها المهلك به
إستمعت لدقات خفيفة على باب الغرفة هبت بفزع وبلحظة قفزت من فوق التخت و كانت تقف أرضا
متناسية تماما ألام ذلك المسكين صرخ متأوها.

وضعت يدها على قلبه برعب: أنا أسفة يا حبيبي والله أسفة
وأكملت بإستفسار: وجعتك؟
أجابها بعيون عاشقة متجاهل تلك الدقات المتعالية على باب الغرفة: جرحي ما وجعنيش أد ما وجعني بعدك عن حضني.
تعالت أنفاسها وتهللت أساريرها من كلماته وتحدثت بعيون عاشقة: بحبك يا ياسين، بحبك أوي
تعالت الدقات من جديد إبتعدت مليكة وتحدثت بحرج: أدخل.

دلف طارق وهو يتنحنح بإحراج وتحدث: الممرضة عاوزه تغير لك على الجرح وتدي لك الحقنة يا سيادة العقيد.
دلفت الممرضة تتمشي بدلال وغنج نظرت إلى مليكة بإستغراب وعندها فهمت لما أصر طارق النقر فوق الباب وعدم الدخول قبل أن يستمع لإذن السماح لها.
بدأت ترفع عنه ثيابه وتتحسس صدره وهي تزيل له قطع الشاش تحت أشتعال صدر مليكة وأمتلائه بنار الغيرة
لاحظ هو تغير وجهها وأبتسم بسعادة لا توصف لذلك الإحساس المرضي لرجولته.

تمادي ياسين وأراد أن يشعلها أكثر وتأوه قائلا بصوت حنون: أه، بالراحة عليا.
تحدثت الممرضة بدلال: سلامتك يا سيادة العقيد، ده حضرتك كنت لسه بتقولي النهارده إن إيدي خفيفة ومش بوجعك، إيه إللي حصل، على العموم أنا خلصت خلاص.
إقترب طارق من مليكة وهمس بلؤم ف أذنها بمحاولة منه لإشعالها: الباشا بتاعنا شكله مرتاح هنا ع الأخر والقاعدة عجباه بس بصراحة معاه حق.

حولت بصرها سريعا ونظرت له بغضب وشرود ثم نظرت بقلب مشتعل على تلك السخيفة
وجدتها تمسك بقطعة الملابس بدلال لتلبسه إياه تحركت سريعا وأنتزعتها من يدها بحدة متحدثة بحزم: خلاص يا حبيبتي مش عملتي إللي عليكي وغيرتي له على الجرح، سيبي بقي التيشيرت أنا هلبسهوله مش عاوزين نتعبك معانا أكتر من كده.
نظر طارق لياسين بضحكات مكتومة وغمز بعينه مهنئا إياه على عشق وغيرة مليكة الواضحان للضرير.

تحدثت الممرضة بإستغراب: تعب ايه بس يا مدام إللي بتتكلمي عنه ده شغلي حضرتك!
ثم نظرت لها بإستفهام: مش بردو المدام؟
تحدثت مليكة بقوة وفخر: أيوه المدام وقولت لك خلاص سيبي التيشرت أنا هلبسهوله وخلص الكلام.
وبدأت تساعده في إرتدائه مع سعادة ياسين البالغة وقد تمادي وتعلق بعنقها مدعيا الإرهاق والتعب وهو يرتدي ثيابه تلاقت عيناها بعيناها وتاهت بهما ولولا وجود طارق والممرضة لأنهال على شفتاها ليلتهمهما بعنف.

وكانت هي إرتمت بين أحضانه تطلب وده وعشقه وأن يزيدها من وابل قبلاته التي باتت تعشق حلو تذوقها
إبتلعت لعابها وهي تبلل شفتاها بخجل تحت إنهيار حصون ذاك العاشق
إبتعدت بخجل
إقتربت الممرضة من جديد وتحدثت بتحدي: تسمحي تبعدي شوية يا مدام علشان أعرف أدي لسيادة العقيد الحقنة ولا تحبي حضرتك تديها له هي كمان؟
تنهدت بخجل وأبتعدت قليلا لتفسح لها المجال.
إنتهت الممرضة من عملها وأخذت أشيائها وخرجت.

وتحدث طارق: أنا بقول كفاية كده يا مليكة ويلا بينا علشان إتأخرتي؟
نظرت له سريع تستنجد بعيناه
تحدث ياسين موجها حديثه إلى طارق: سيبنا لوحدنا شوية لو سمحت يا طارق
أجابه طارق بطاعة: حاضر يا ياسين، بس ياريت ما تتأخروش.
خرج طارق جرت هي عليه وتحدثت بدلال: مش إنت قولت لي إنك عاوزني أبات معاك هنا في حضنك؟

أجلسها بجانبه وتحسس وجنتها بحب وتحدث بأسي: للأسف مش هينفع يا حبيبي، أنا طول الليل دكاترة بتدخل لي بتابع حالتي وكلهم دكاترة عسكريين وأصحاب رتب كبيرة
وعز باشا بييجي بدري يفطر معايا، صدقيني يا حبيبي مش هتكوني مرتاحة، ولو ينفع مكنتش هتأخر على إني أوافق ثانية واحدة
وأكمل بعيون عاشقة: وعلى فكره، لو إنتي حابة تبقي في حضني، فأنا بقت كل أمنيتي إني أدخلك جوة ضلوعي وأقفل عليكي وما أخرجكيش تاني أبدا.

زفرت بإستسلام وتحدثت بدلال: طب ممكن بقي ما تتأخرش عليا وتجيلي بسرعة أنا هستناك.
تنهد براحه وتحدث بإيماء وأبتسامة هادئة: حاضر
مد لها يده نظرت ليده وابتسمت بوجه سعيد وضعت يدها، وضع هو قبله داخل باطن كفها ثم جذبها ووضع قبلة فوق شفاها بث بها عشقه وأشتياقه لها
وبعد مدة إستقامت لترحل، إبتعدت عنه ومازالت الأيادي تتشابك والعيون تتناغم بنظرات الهيام.

لم يجرأ أيا منهما أن يترك يد الأخر كان الحب والعشق والغرام سيد موقفهما
تنهد هو بأسي وتحدث: يلا يا مليكة أخرجي لطارق خليه يوصلك، وصدقيني يا حبيبي مش هتأخر عليكي.
نظرت له وغيمة من الدموع تغطي عيناها وتحركت مسرعة للخارج وأغلقت خلفها الباب.
زفر بضيق وشعر بألم داخل صدره ورمي رأسه للخلف بإستسلام وكأن روحه قد فارقته للتو.
بعد عودتها من المشفي، تمددت فوق تختها بدلال وهي تتقلب بفراشها مبتسمة سعيدة بكل ما جري بينها وبين حبيبها
دلفت والدتها بعد الإستئذان
وتحدثت بإبتسامة: ياتري ياسين أخباره إيه؟
إبتسمت برضا وأجابتها: الحمدلله، كويس أوي يا ماما وعلى فكرة بيسلم عليكي كتير.
إبتسمت سهير وأردفت قائلة: الحمدلله، مليكة، مش عاوزه تقولي لي حاجة؟
نظرت لها بخجل وابتسمت بعيناي متيمة، ثم ارتمت داخل أحضان والدتها بحب.

تحسست والدتها بيدها على ظهرها بحنان وتحدثت: ربنا يسعد قلبك يا بنتي، ياسين راجل قد الدنيا وأي ست تتمناه، وأسترسلت بحديث ذات مغزي: بس هو بقي ما بيتمناش غير مليكة.
خرجت من أحضان والدتها سريع وتحدثت بتساؤل ولهفة ظهرت عليها: بجد يا ماما، يعني إنت شايفة إن ياسين بجد بيحبني؟

أومأت سهير برأسها بموافقة وتحدثت بإبتسامة سعيدة: مش أنا بس إللي شايفة كده، كل إللي شافه وهو بيبص لك عرف ده من نظرة عيونه عليكي، ده حتى أبوكي لاحظ ده وقالي
تهللت أساريرها وأغمضت عيناها بسعادة ورضا وتحدثت برجاء: طب ممكن بقي إللي حصل بينا ده ما يخرجش حتى لبابا.
ضحكت سهير وأردفت سائلة إياها بدعابة: وهو إيه إللي كان حصل يا بنت سالم؟

هو أنا عارفة أطلع منك بكلمة واحدة، وأسترسلت بنبرة حنون: بس كفاية عليا إللي قريته جوه عيونك، مش هضغط عليكي أكتر ويلا نامي علشان الوقت إتأخر أوي.
إحتضنت والدتها بحب وأغلقت لها والدتها الأضواء وعادت مرة أخري لتتذكر ما حدث وتبتسم بسعادة
صباح اليوم التالي.

فاقت مليكة مبكرا لقلقها وعدم قدرتها على النوم بهدوء نتيجة إبتعاد طفليها عن أحضانها، فبرغم شدة سعادتها لما حدث ولكن إبتعادها عن صغارها أدخلها في نوبة من الأرق والقلق، خرجت من غرفتها لبهو الشقة وجدت والدها يجلس حول طاولة الطعام مرتديا ثياب العمل ويتناول وجبة إفطاره بجانب والدتها
تحركت بإتجاههم وعلى ثغريها إبتسامة حانية، مالت على وجنته وقبلتها وتحدثت قائلة بإحترام: صباح الخير يا بابا.

نظر لها سالم بحب متحدثا بنبرة حنون: صباح الخير يا حبيبتي، طمنيني، نمتي كويس؟
أجابته بابتسامة أثناء جلوسها على المقعد المقابل له: الحمدلله يا حبيبي، هو حضرتك رايح البنك؟
أجابها وهو يحتسي كأس الشاي: أه يا بنتي.
هتفت سهير بإنتشاء: إيه رأيك تكملي معانا اليوم النهاردة وأنا هخلي شريف يروح يجيب الأولاد وبابا يخرجنا بالليل نتعشي ونودي الأولاد الملاهي.

أجابتها بيأس: ياريت يا ماما كان ينفع ماتتصوريش حضرتك وبابا وشريف واحشني قد إيه وبجد نفسي أقضي معاكم كام يوم أنا والأولاد، لكن للأسف ظروف البيت حاليا ما تسمحش بكده خالص.
نظر سالم لزوجته نظرة ملامة وتحدث بنبرة غاضبة: أقعدي يا بنتي في بيتك أستني جوزك لحد ما ربنا يشفيه ويرجع لبيته بالسلامة، أمك معرفش جرا لها إيه
ثم أكمل بإعتراض حاد: فسح إيه وخروج ايه إللي بتتكلمي عنهم وبنتك جوزها راجع من الموت بإعجوبة؟

واسترسل بتبكيت: ده بدل ما تقولي لها أرجعي وأقفي جنب عيلة جوزك في إللي هما فيه؟
شعرت مليكة بالإحراج من حديث والدها شديد اللهجة والمنتقد لوالدتها والتي تعلم من داخلها أن والدها محق بتلك الكلمات.

أجابته سهير بنبرة ممزوجة بالحزن والخجل معا: أنا مكنتش أقصد إللي فهمته ده، أنا كل إللي كنت أقصده إني أخفف عن بنتي وأولادها في حالة الحزن إللي بيعيشوها هناك، أنا ماقولتلهاش تعالي نسهر في Night Club ونرقص يا سالم بيه!
ثم وقفت غاضبة وتحركت سريع بإتجاه غرفتها.

تجعدت ملامح وجه مليكة بحزن وأردفت خجلا: حضرتك أحرجت ماما أوي يا بابا، ماما أكيد مكانتش تقصد تقلل من الوضع إللي ياسين فيه وخصوصا إنها بتعزه بجد وحقيقي زعلت جدا على إللي حصل له.
تنهد سالم بأسي وأردف قائلا بنبرة حزينة: وأنا مكانش قصدي أحرجها أو أضايقها يا بنتي، بس أنا بجد إتصدمت من كلامها، سهير طول عمرها بنت ناس وست بتفهم في الأصول وتراعي شعور الناس كويس.

وأستطرد مفسرا: الناس يقولوا علينا إيه يا مليكة، سايبة جوزها مرمي في المستشفي وخارجة تتفسح ولا على بالها!
أمسكت يد والدها بترجي وتحدثت: طب ممكن علشان خاطري تدخل تراضيها قبل ماتنزل علشان ما أمشيش وأنا متضايقة علشانها.
إبتسم لها وربت على يدها بحنان قائلا: وإنتي فكراني هنزل من غير ما أصالحها، دي سهير يا بنت، حب العمر كله.
إبتسمت برقة وتحدثت قائلة بإحترام: ربنا يخليكم لبعض ولينا يا حبيبي.

دلف سالم لزوجته، أما مليكة فتنهدت براحة وأبتسمت عندما تذكرت ليلتها السابقة مع ياسين وكيف كان حنون معها وكيف سعدت هي من تقربها الشديد له، وكيف واجه إعترافها بحبه، تنهدت من جديد وأبتسمت بسعادة.
أخرجها من شرودها صوت شريف المتعجب: هو إللي أنا شايفه قدامي ده حقيقي!
معقولة مليكة أختي بتبتسم كده عادي زي البني أدمين الطبيعية!
إقشعرت ملامحها بحزن مصتنع قائلة: متشكرة جدا يا سي شريف على اللفتة العظيمة دي.

ضحك شريف وتحدث بدعابة: أي خدمه يا باشا.
جلس بمقابلها وسألها بإستفسار: إيه الهدوء الغير مبشر بالمرة ده، فين سالم بيه عثمان والليدي سهير؟
أجابته بهدوء وهي تهمس له: سالم بيه عثمان مزعل الليدي سهير ودخل علشان يصالحها.
إبتسم لها وتحدث: على الصبح كدة، على العموم ملناش دعوة بحد خلينا في حالنا
وأستطرد متسائلا: هاا، قولي لي بقي أخبارك إيه، وياسين أخبار صحته إيه؟

أجابته وهي ترفع كتفيها بعدم معرفة: أنا وزي ما أنت شايف، وياسين بيقولوا بقي كويس الحمدلله، وكلها كام يوم ويخرج من المستشفي.
رمقها بنظرة متسائلة بإستغراب: بيقولوا!
ليه؟ هو إنتي مروحتيش زورتيه في المستشفي؟
تهربت بعيناها منه وهي تتناول حبة زيتون بفمها وأجابته مدعية البرود: لسه، إحتمال أروح النهاردة، ماما ثريا كانت قالت لي قبل ماأجي هنا إن عمو عز هياخد لي إذن بالزيارة النهاردة.

وأكملت بتفسير: إنت عارف إن الوضع حساس ومش أي حد بيعرف يزوره، ده بابا وماما زاروه بأعجوبة.
سألها بإستفسار وهو ينظر داخل عيناها بإهتمام: مليكة، هو أنتي وياسين ايه نظامكم مع بعض، يعني لسه على إتفاقكم القديم وكده؟
إبتلعت لعابها وتحدثت بإرتباك باعدة نظرها عنه بتهرب: وايه إللي هيتغير مثلا علشان أغير إتفاقي معاه؟

أجابها بذكاء: يعني، أصل قولت لنفسي قربكم من بعض ونومكم في نفس الأوضة ممكن يقرب بينكم ويديكم فرصة، وكمان بصراحة كده بشوف نظرات إهتمام وحب من ياسين ليكي في كل مره بشوفكم فيها مع بعض.
تحدثت بتهرب مغيرة مجري الحديث: هو أنت بجد هتغير الإذاعة إللي إنت متعاقد معاها؟
ماما قالت لي كده إمبارح وإحنا بنتكلم.

إبتسم لها بحنان وشعر أنها تتهرب من سؤاله فاحترم رغبتها وأغلق الحديث في تلك المسألة وأكملا حديثهما في تلك النقطة
وبعد مده خرج والديهما متشابكين الأيدي وعلى وجههما إبتسامة رضا مما أسعد مليكة كثيرا وأطمئنت على والدتها قبل المغادرة.

رجعت مليكة لمنزلها وجدته خالي من الجميع أخبرتها مني بأن ثريا تنتظرها ب منزل سيادة اللواء ذهبت لتري و لتطمئن على أطفالها والجميع
وجدت عز بإنتظارها وبمجرد رؤيتها تحدث: يلا يا مليكة بسرعة إجهزي علشان هتروحي معانا لياسين، أنا أخدت لك إذن بالزيارة النهاردة.
إنتفضت ليالي بغضب لما إستمعته من عز أثناء نزولها الدرج وأستعدادها لزيارة ياسين.

وتحدثت محاولة مداراة ما بداخلها من غضب: سيب مليكة على راحتها يا عمو، مش يمكن مش حابة تروح، وكمان كده العدد هيبقي كتير وممكن ياسين يتضايق
واسترسلت مفسرة حديثها: حضرتك عارف إن ياسين بيتخنق من الزحمة والعدد الكبير.
تحدث عز موجها حديثه إلى مليكة متجاهلا ليالي عن قصد: يلا يا مليكة كده هنتأخر.
إبتسمت له وتحدثت بطاعة: أنا جاهزة حضرتك ممكن نتحرك حالا لو تحب.

زفرت ليالي بضيق ثم أحالت ببصرها إلى منال التي مطت شفتاها بقلة حيلة وهبت واقفة تستعد للخروج.
قبلت مليكة صغيريها ووجهت حديثها إلى ثريا: هو حضرتك مش جاية معانا يا ماما؟
أجابتها ثريا بنفي: لا يا مليكة، إنتي ويسرا إللي هتروحوا النهاردة وأنا هقعد مع الأولاد.

بعد مدة وصل الجميع إلى المشفي، دلفت من باب الغرفة تحت أنظار ذلك العاشق الولهان إقتربت مليكة من ياسين مدت يدها وتحدثت بوجه بشوش: حمدالله على سلامتك يا ياسين.
تلمس يدها بنعومة وضغط عليها برقة أذابتها وأذابته ونظر لها بهيام لم يستطع مداراته عن تلك العيون المراقبة له وتحدث: الله يسلمك يا مليكة
سحبت يدها من بين يده بخجل وذهبت لتجلس فوق مقعد جانبيا مبتعدة عنه قليلا.

إقترب عز ومال على أذن ياسين هامسا له: أي خدمة مع إنك ما جبتليش سيرة عن لقاء عشاق أخر الليل إللي حصل امبارح، لكن أنا طلعت أكرم وأجدع منك وجبتها لك تاني النهاردة علشان تكمل وصلة الغرام.
إبتسم ياسين بوهن وتحدث مستسلما: هو مفيش حاجة بتعدي من تحت إديك خالص يا باشا.
أجابه عز بتفاخر: عيب عليك يلا ده أنا عز المغربي.
وضحكا إثنتيهم برجولة تحت أنظار منال وليالي المستشاطتان.

تحدثت يسرا بحب أخوي: يلا بقي يا ياسين شد حيلك علشان تنور بيتك الدنيا كلها وحشة من غيرك يا حبيبي.
إبتسم لها ياسين وأجابها: أنا لو عليا يا يسرا عاوز أروح معاكم حالا، أنا أصلا مخنوق من جو المستشفي وبجد وحشني البيت أوي وكل إللي فيه وحشوني
وهنا نظر إلى مليكة التي شعرت برعشة تسري بكامل جسدها من نظرة عيناه المهلكة لحصونها أمالت ببصرها للأسفل كي تتجنب النظر له ورضوخها لسحر عيناه وفضحها أمامهم جميعا.

بدأت النار تشتعل داخل صدر ليالي لما رأته من نظرات عشق ولهفة داخل أعين زوجها لغريمتها مليكة.
تمالكت من كتمان غيظها وتقربت منه وجلست بجانبه على التخت بدلال ممسكة بيده تتحسسها بوله، أحال ببصره إلى تلك الجالسة بعيدا وجد صدرها يعلو ويهبط من شدة غيرتها،
نظرت له نظرة ممزوجة بالحزن والعتاب ثم أشاحت بنظرها بعيدا عنه بضيق.

أرجع رأسه للخلف وتنهد بأسي ثم تحدث موجها حديثه إلى ليالي: قومي يا ليالي من فضلك واندهي لي حمزة، الولد وحشني وعاوز أخده في حضني شوية
نظرت له بحزن وتحدثت: للدرجة دي مش طايق قربي منك يا ياسين؟
تحدث بضيق وعدم صبر: ليالي، أنا تعبان ومش حمل مناهدة، قولت لك قومي وأندهي الولد.
وقفت بإحراج والغل يتأكلها ولكنها تحدثت بوجه سعيد كاذب حفاظا على ماء وجهها: حمزه، تعال يا حبيبي بابي عاوز ياخدك في حضنه.

إبتسمت سيلا وأسرعت بإتجاه أبيها هي الأخري بسعادة أخذها ياسين بين أحضانه وقبل رأسها هي وحمزة ونظر إلى تلك الجميلة وأبتسم حين وجدها تبتسم له برضا وسعادة لم تستطع تخبأتها داخل قلبها السعيد.
كانت هناك من تراقبهم وداخلها يستشيط غضبا ولكنها فضلت الصمت حفاظا على كرامتها وكبريائها، وأيضا بماذا ستشتكي أو تلوم فهي أيضا زوجته وليس هذا مكان ولا توقيت تلك المشاحنات.

بعد مدة إستئذن الجميع ورحلوا تاركين طارق بصحبة ياسين.

دلفتا مليكة ويسرا إلى المنزل وجدا أمامهم حسن وزوجته وإبنته جميلة الشكل والروح علياء
أسرعت مليكة بإحتضان علياء وتحدثت: معقولة، ده إيه المفاجأة الحلوة دي؟
تحدثت ثريا بابتسامة عريضة: شفتي يا مليكة البيت زاد نوره إزاي.
إبتسمت لها مليكة وتحدثت: مش بس البيت يا ماما اللي نور، دي إسكندرية كلها والله.
تحدثت يسرا وهي تحتضن خالها بسعادة: وحشتني يا حبيبي، ليه مقولتش إنكم جايين كنا إستقبلناكم في المطار؟

أجابها حسن ببشاشة وجه: محبناش نتعبكم يا حبيبتي، إحنا عارفين إن عز وطارق مشغولين مع ياسين في المستشفي، كمان عمك عبدالرحمن ووليد بيتابعوا الشركة وشغل العيلة، وبعدين هو أحنا أغراب علشان نستني إللي يستقبلنا.
تحدثت إبتسام وهي تحتضن مليكة بحب: ألف سلامة على سيادة العقيد يا مليكة والله زعلت جدا علشانه
أجابتها بأسي: الحمدلله يا طنط، قدر الله وماشاء فعل، وتسائلت: لكن إنتوا عرفتوا إزاي؟

أجابها حسن: ده الفيديو وأخبار الحادثة مالية مواقع التواصل الإجتماعي والتلفزيون كله يا مليكة.
تنهدت بألم وتحدثت: عند حضرتك حق يا عمو، الحمدلله على السراء والضراء.
أمسكت يد علياء وتحدثت: الأستاذة عالية جت ووصلت خلاص، بيتهيئ لي سيادتك دراستك معظمها أون لاين يعني هتقعدي معانا أسبوعين تلاتة، وعلى فكرة مش هنقبل أي أعذار.

رفعت يداها لأعلي بإستسلام وتحدثت بدعابة: والله أنا لو عليا معنديش أي مانع حضرتك، المهم تقدري تقنعي حضرة الباشمهندس وحرمه.
نظرت لها والدتها بتعجب وتحدثت: بقي كده يا عاليا، بتبعيني علني كده، طب مين هيعمل معايا شغل البيت ويساعدني في طلبات إخواتك إللي ما بتخلصش.
نظرت لها ثريا وقالت: سبيها علشان خاطري يا بسمة، أهي تقعد معانا كام يوم منه تغير جو ومنه أشبع منها شوية.

تحدث حسن: خلاص يا بسمة سبيها وياستي لو على شغل البيت أنا والولاد هنساعدك.
جرت عاليا بإندفاع وتعلقت بعنق أباها وهي تحتضنه بسعادة وتهلل بمرح: فليعيش الباشمهندس حسن ياا، يعيش يعيش يعيش.
تسائلت مليكة: أومال رؤوف وإسلام فين يا طنط بسمة؟

أجابتها إبتسام: إنتي عارفة جامعة رؤوف قد إيه صعبه يا مليكة، ده مبيقدرش يغيب يوم واحد عنها وإسلام عنده دروس مهمة الفترة دي، ثانوية عامة بقي، إن شاء الله أول ما السنة الدراسية تخلص هنيجي كلنا نقعد معاكم إسبوع.
تحدثت يسرا بسعادة: هتنورونا وتنوروا إسكندرية كلها يا طنط، بس إسبوع قليل جدا.
إبتسمت بسمة وتحدثت: طب يارب الباشمهندس يوافق على الإسبوع.

بعد مدة ذهب حسن وزوجته وثريا لمنزل عز ليستفسروا عن حال ياسين والجميع ويؤازروا عز وزوجته في محنتهما الصعبة تلك، وبعد مدة ذهب حسن وزوجته وثريا بصحبة عز لزيارة ياسين بالمشفي للإطمئنان عليه.

ليلا
دلفت ليالي إلى منزل رائف تسأل عن مليكة أخبرتها ثريا أنها صعدت بالأعلي لتنال حماما دافئا
إستأذنت وصعدت لها وبعد طرقات الإستئذان على الباب دلفت وجدتها إنتهت من حمامها حيث كانت تقف أمام مرأتها تمشط شعرها.
إستغربت مليكة دلوف ليالي إلى غرفتها الخاصة حيث أنها لم تأتي لها إلا مرات معدودة على الأصابع!
تحدثت مليكة بترحاب: أهلا يا ليالي نورتي، إتفضلي.

دلفت ليالي تتطلع إلى الجناح بكبرياء وهي تتلفت حولها، ونظرت إلى الأريكة وتحدثت: كل حاجة في الجناح لسه زي ما هيا حتى صورك مع رائف
ثم نظرت لها وتحدثت بترقب: وده ملوش عندي غير تفسير واحد يا مليكة، وهو إنك لسه مخلصة لجوزك الله يرحمه ولسه مكانته في قلبك زي ما هيا، ولا إيه؟

إبتلعت مليكة لعابها ورفعت شعرها وثبتته للأعلي وأجابتها بصدق: مش رائف الله يرحمه الراجل إللي يعدي مرور الكرام في حياة مراته، وخصوصا إنه كان بيحبني وعايش حياته ليا ولأولادي علشان كده أنا عمري ما هقدر أنساه ولا أعتبره مرحلة في حياتي وعدت.
كانت تتحدث بصدق وقلب موجوع حقا هي أحبت ياسين بل وعشقته لكن أيضا رائف كان أول رجل دلف إلى حياتها وعاشت معه أجمل سنين بعمرها فكيف لها أن تنساه؟

سيبقي ذكري عطرة داخل قلبها الوفي.
تحدثت ليالي وهي تتنهد بأسي: يا بختك يا مليكة، حاجة حلوة جدا إن الراجل يبقي مخلص لمراته ويبقي مكتفي بيها عن باقي ستات العالم
ثم تحدثت بحديث ذات مغزي: تعرفي إني عمري ما كنت الست الوحيدة في حياة ياسين؟
نظرت لها بإستغراب وعيون تائهة،.

أكملت ليالي بلؤم: ما تستغربيش أوي كده، للأسف ياسين عرف ونام مع ستات بعدد شعر راسه، أه كانوا كلهم في إطار الحلال والجواز العرفي، لكن في الأول وفي الاخر دي إسمها طفاسة وخيانة من راجل عينه زايغة ما يملهاش غير التراب،
إبتلعت غصة مريرة وهي تستمع إلى تلك الكلمات المريرة التي أشعلت النار داخل صدرها وتحدثت بتساؤل وأستغراب: وإنتي إزاي قابله على نفسك كل ده وعارفة وساكتة كده عادي؟

تحدثت بغرور أنثي: علشان عارفة إنه هيلف يلف ويرجع لي في الأخر، زي كده المراهق الجديد إللي بيبدأ يخرج مع أصحابه ويسيب أكل مامته النضيف ويروح يرمرم من الشارع
وهو من جواه عارف ومتأكد إن مفيش زي أكل مامته لا في طعامته ولا نضافته، ويرجع أخر الليل بعد يوم طويل يبوس إيديها ويطلب ياكل من طبقها النضيف
إبتلعت لعابها لعلمها أن حديث ليالي ليس إلا رسائل موجهة إليها.

نظرت لها ودارت حولها بكبرياء وتحدثت بوضوح: أنا عارفه ومتأكدة إن ياسين حاول يقرب منك كتير، ومتأكدة كمان إنه مش هييأس وهيحاول أكتر وأكتر
واسترسلت بدهاء: لكن كمان أنا واثقة من ذكائك وعارفة إنك لا يمكن تسلمي نفسك لراجل مش شايفك أكتر من نزوة وهتروح زهوتها بمجرد ما يطول منها إللي هو عاوزه
وأكملت بإهانة غير مباشرة: زي الستات إللي اتجوزهم عرفي بالظبط، كان بياخد إللي عاوزة منهم ويرميهم في أقرب باسكت زبالة.

وأكملت بإشمئزاز: حاجة كده زي كلينكس إستعمله ومبقاش له لازمة بالنسبة له.
إحتدت ملامح مليكة ونظرت لها بغضب وتعالت حدة صوتها قائلة: ملوش لازمة تلقيح الكلام ده يا ليالي، لان لا أنا زي الستات إللي حضرتك عارفة إنه بيروح لهم ومع ذلك راضية وراضخة ومستسلمة بكل مهانة
ولا أنا مجرد ورقة عرفي في حياة ياسين.

وأكملت بحدة ودفاع: أنا زوجة شرعية بمعرفة العيله وإسكندرية كلها يا مدام، ومش هسمح لك تكلميني بالطريقة المهينة دي وتشبهيني بشوية ستات ساقطة في حياة المحترم جوزك.
نطقت ليالي بتعالي وغرور: جوازة شرعية لكن صورية يا مليكة
وأستطردت وهي تشير لها بسبابتها: إوعي تنسي إن ده كان شرط موافقتي على جواز ياسين منك.
أجابتها مليكة بنبرة حادة وقوة: إنتي إللي ناسية إنه كان شرطي قبل منك يا مدام.

خفضت ليالي من نبرة صوتها في محاولة منها لإمتصاص غضب مليكة التي ولأول مرة تراه وتري تغيرها الكبير هذا: طبعا فاكره ومش ناسية يا حبيبتي، وعارفة وواثقة في حبك وولائك لذكري جوزك الله يرحمه، أنا بس حبيت أنبهك وخصوصا بعد ما لاحظت أن ياسين بيحاول يتقرب منك وبيحوم حواليكي، قولت أوضح لك الأمور بشكلها الصحيح وعليكي إنك تختاري.
رفعت مليكه وجهها بكبرياء وتحدثت بضيق: متشكرة على نصيحتك ولو إني مش محتجاها.

وأكملت وهي تشير بكف يدها نحو الباب: ولو خلصتي كلامك ياريت تتفضلي علشان ننزل مع بعض، عمو حسن ومراته تحت مستنيني ولسه متعشوش، أظن ميصحش نسيبهم ينتظروا أكتر من كده.
تحدثت ليالي بابتسامة خبيثة: شكلك زعلتي من كلامي وده مكنش المقصود خالص من حوارنا
أنا كل إللي كنت أقصده إني أنبهك لغلطة ممكن بسهولة تقعي فيها، وأكملت مبتسمة بخبث: وعلى العموم لو زعلتي أنا بسحب كلامي كله وأعتبريني مقلتهوش من الأساس.

تحركت بإتجاهها وأمسكت يدها في محاولة منها لإمتصاص غضبها وتحدثت: يلا بينا ننزل علشان الضيوف.

كان عز يجلس داخل بهو منزله، دلف عبدالرحمن ووليد جلسا بجانبه ليطمأنوا منه على حالة ياسين
وبعد مدة
تحدث عز ناظرا إلى وليد: أنا خليت طارق يعمل لك دراسة جدوي لمكتب المحاسبات إللي قولت لأبوك عنه يا وليد، وأول ما ياسين يخرج بالسلامة هخلي طارق يظبط لك الموظفين وتبدأ شغل في مكتبك من أول الشهر إن شاء الله.
تحدث وليد بسعادة بالغة: بس ده كتير أوي يا عمي، معقولة هتديني مشروع زي ده ليا لوحدي؟

تحدث عبدالرحمن بإمتنان: كتير اللي بتعمله ده يا عز
تحدث عز مبتسما بحب: مفيش حاجة تكتر عليك يا حبيبي، وبعدين أنا بعتبر وليد واحد من ولادي وراحته ومستقبله يهموني زي ما يهموك بالظبط،
ثم نظر إلى وليد وتحدث: إتشطر إنت بس وعاوز أشوف المكتب ده من أكبر مكاتب المحاسبة ف إسكندرية كلها.
تحدث وليد بإمتنان وشكر: متشكر أوي يا عمي وربنا يقدرني وأكون عند حسن ظنك فيا إن شاء الله.

ربت عبدالرحمن بحب على كتف أخيه وتحدث: ربنا يخليك ليا يا عز ويقوم لك ياسين بالسلامة ان شاء الله.
إبتسم له عز وأمن على حديثه.

بعد وجبة العشاء
قضت مليكة سهرتها مع حسن وزوجته الجميلة في تشتت من حديث تلك الليالي وبعد وقت طويل صعد الجميع غرفهم لينالوا قسطا من الراحة بعد يوم شاق
كانت تتحرك داخل غرفتها بغضب وتفرك يديها من شدة الضيق وهي تهاتف صديقتها سلمي متحدثة: أهدي إزاي يا سلمي بعد كل إللي قولتهولك ده معقولة ياسين يكون بالقذارة دي كلها وأنا ما أعرفش!
أنا هتجنن من وقت ما سمعت الكلام ده منها ومش عارفة أتصرف إزاي؟

أجابتها سلمي عبر الهاتف: إهدي يا مليكة ومتتهوريش في ردة فعلك
وأسترسلت بتشكيك: مش يمكن ليالي بتكذب عليكي علشان تكرهك في ياسين؟
هتفت مليكة بحدة: بتطلبي مني أهدي، طب إزاي وأنا جوايا نار مش قادرة أتحملها، نار بتحرق كل جوارحي
وأكملت بغيرة: كل ما أتخيل إنه ممكن يكون حصل حاجة بينه وبين كمية الستات إللي حكت عنهم ليالي بحس قد أيه هو شخص شهواني رخيص، وكمان بحس إني فعلا ممكن أكون بالنسبة له مجرد جسد مش أكتر.

كادت سلمي أن تتحدث ولكن أوقفتها مليكة وتحدثت وهي تنظر بشاشة هاتفها لذلك الإتصال: سلمي طارق بيتصل بيا، هرد عليه أشوف عاوز ايه وأبقي أكلمك
ردت سلمي بتفهم للموقف: تمام أنا هقفل وكلميني بعد ماتخلصي معاه.
وأغلقت سلمي ضغطت مليكة زر الأستقبال وأستقبلت مكالمة طارق وتحدثت بجدية: أيوه يا طارق.
إستمعت لصوت عاشق، تعرفها جيدا تلك النبرة الحنون الخاصة بها هي وفقط: أنا ياسين يا قلبي.

إصابتها حالة من عدم التوازن في المشاعر، شعور بالفرحة، السعاده، الإشتياق، الغيظ، الغيرة، الحزن، الألم، تحدثت بصوت بارد بعدما ضغطت على حالها وأغمضت عيناها تمتص غضبها حتى لا تظهر ما بداخلها من غضب وتخرجه على ذلك المريض: أهلا يا ياسين.
شعر بغصة داخل حلقه من ردها البارد على مشاعره الجياشة.

تحدث متلاشيا تلك النبرة علها تندمج معه ويكون هذا البرود مجرد خجل: مقدرتش أستني لبكرة علشان أكلمك، قولت لنفسي أكيد إنتي لسه صاحية سهرانة وهيمانة ومشتاقة تسمعي لصوت حبيبك زيي بالظبط.
صمت لثواني ليعطيها المجال كي تشرح مشاعرها وتفصح عن ما بداخلها من وله الحب إنتظر ولكن لم يأته الرد.
فسألها بحيرة وأستفسار: مالك يا مليكة، هو فيه حد جنبك؟
أجابته بضيق لم تستطع مداراته: مفيش حد جنبي.
أومال مالك: قالها بحدة.

أجابته بنفس الحدة: مفيش قولت لك.
أجابها بتساؤل: يعني إيه مفيش، مكانش ده حالك إمبارح لما جيتي لي المستشفي ولا حتى النهاردة، ايه إللي حصل في الكام ساعه دول غيرك بالشكل ده؟
أجابته بضيق: قولت لك مفيش حاجه.
صاح عليها بغضب: أاااااه، أنا كده فهمت يا مدام.
تحدثت مستفهمة بغضب: وياتري فهمت إيه بقى إن شاء الله؟
أجابها بصوت مختنق حزين وضعيف: مفيش داعي للشرح كل شئ واضح ومش محتاج توضيح، لحد هنا وخلص الكلام يا مدام.

وأغلق الهاتف دون أنتظار لباقي كلماتها.
دق بيده السليمه بغضب على طرف الفراش وأغمض عيناه بتألم وبدأ صدره يعلو ويهبط من شدة غضبه، إستمع لصوت الهاتف نظر بشاشته وجدها هي ضغط على الهاتف وقطع الإتصال ومازال على حاله ثم إستمع من جديد لصوت الهاتف أغلقه من جديد وتكرر الإتصال عدة مرات حتى قرر أن يجيبها.
ضغط على زر الإجابة مجيبا بإنفعال شديد وصوت غاضب: بتتصلي ليه تاني؟

مش خلاص عملتي اللي إنت عاوزاه زي كل مرة، جيتي وشاورتي بصباعك للأهبل وأول ما جري وريل عليكي وادلق زي الجردل رجعتي علشان تكرري اللي عملتيه قبل كده
وأكمل ساخرا: فهمتها لوحدي يا مدام، مش لازم تقوليها لي في وشي وتعرفيني قد أيه أنا راجل معندوش كرامة وإن سيادتك ملقتيش فيا الراجل إللي يستاهل تتنازلي وتتشرفي وتحبيه وتنسي بيه راجل حياتك الأول والأخير رائف بيه،.

وأكمل بتساؤل ساخر: ها، إيه رأيك فيا، مش طلعت نبيه وفهمتها لوحدي بردو.
كانت تستمع له بقلب مفطور وعيون مشتعلة وتحدثت بحدة: خلاص، خلصت كل كلامك، زعقت وغضبت وخرجت كل غضبك من كلام ملوش وجود غير في دماغك وبس؟
تحدث بتحدي وغضب: ملوش وجود غير في دماغي وبس، طب ما تتفضلي وتعرفيني الكلام الصح إللي تقصده دماغ سعادتك.
تنهدت بألم وتحدثت بحزن: بلاش يا ياسين، كلامي هيزعلك وهيتعبك وأنت مش ناقص، بعدين نبقى نتكلم.

صاح بها بغضب أرعبها: لو مقولتيش وحالا إيه إللي غيرك بالشكل ده يبقي تنسي إن يحصل بينا كلام من الأساس بعد كده، يا تتكلمي حالا يا تنسي أي كلام وأي حاجة حصلت بيني وبينك وللأبد.
تحدثت بحزن: إنت بتهددني يا ياسين؟
أجابها بصياح أرعبها: ملللليكه.
دلف طارق سريع عندما إستمع لصوته ولغضبه قائلا: فيه ايه يا ياسين، مالك؟
أشار له بغضب عارم وتحدث: أطلع برة الوقت يا طارق لو سمحت.
أشار له بإيماء وتفهم وخرج سريع.

أما هي إبتلعت لعابها برعب من صياحه ثم تمالكت شجاعتها وتحدثت بجرأة: تمام يا ياسين، أنا هتكلم لكن لو أكتشفت إنك كدبت عليا أنا إللي هنسي أي حاجة حصلت بينا وللأبد، فياريت تجاوبني بكل صراحة.
أجابها بثقة ونفاذ صبر: - أنا سامعك.
أخذت شهيق وأخرجته ثم تحدثت بجرأه: ممكن تقولي أنا أبقي الست رقم كام في لستة حريم سعادتك؟

تخشب من سؤالها وأغمض عيناه متألما ولكنه سرعان ما تنهد براحة فبرغم حزنه على ما علمته عنه إلا أنه أرحم بكثير من إحساسه المرير برفضه مجددا وإخراجه من حياتها.
تحدثت بحدة وغضب: مستنية أسمع إجابتك يا سيادة العقيد.
أجابها بكل قوة ووضوح: لو بتتكلمي من ناحية النوم والمعاشرة تبقي هتتعبي من العد يا مليكة.
شهقت ووضعت يدها على فمها وأغمضت عيناها بتألم ونزلت من عيناها دمعة ألم مريرة.

ثم أكمل بصوت هائم عاشق صادق: لكن لو هنتكلم من ناحية الحب والعشق، تبقي رقم واحد وبدون منافس، والله العظيم بدون منافس يا مليكة
تحدثت بدموع ساخنة: وأنا كده المفروض إني أفرح ولا أحزن
وأكملت بنبرة تشكيكية: ثم إيه إللي يأكد لي إن كلامك صح وإني فعلا مش أكتر من رقم متسلسل من لستة حريم ياسين باشا المغربي.

وأسترسلت بدموع: وإن مش زي ما ليالي قالت لي، مجرد نزوة من نزواتك وأول ما تاخد إللي إنت عاوزه هتزهق مني وترميني زي إللي قبلي؟
تحدث بصدق وتساؤل: وهو أنا لسه ما أخدتش إللي أنا عاوزه يا مليكة؟
وأكمل هائما: وعلى العكس إللي حصل، كل ما أشرب من بحر عشقك بعطش وأشتاق أكتر وأكتر.

وأكمل بغضب: وبعدين إزاي تسمحي لنفسك تقارني بينك وبين أي حد تاني في الكون ده كله، وأكمل مهددا: مش مسموح لك يا هانم تقارني نفسك بحد حتى ولو كان الحد ده ليالي نفسها
وأكبر دليل على كلامي ده إني عرفت عليها ستات بعدد شعر راسي لكن من يوم ما عرفتك وحبيتك وأنا مقربتش من أي ست غير ليالي.
كانت تستمع له بقلب حائر، أتفرح أم تحزن ولكنها حقا تستشف الصدق من نبرة صوته وعشقه الهائل لها الواصل لقلبها عبر الهاتف،.

وأكمل بحب: أنا من يوم ما حبيتك وعشقت عيونك وأنا حرمت عليا جنس الستات كله، أكتفيت بعشقك عن كل ستات الكون وأختصرتهم فيكي وبقيتي ليا حوا
وأستطرد متألم: أنا كنت بدور فيهم عليكي يا مليكة
إبتسمت بألم وتحدثت برجاء ودموع: ياسين، إوعا تكون بتكذب عليا إوعا يا ياسين، أنا حبيتك بجد، أوعا تجرح قلبي وتكسره أرجوك.

أجابها بنبرة صوت هائمة: عمري ما أقدر أجرحك يا مليكة، سلميلي قلبك وروحك واطمني يا حبيبي، إنتي في إيد ياسين يا قلب ياسين، أنا حاطك جوه قلبي وقافله عليكي لوحدك، كله ليكي لوحدك يا نبض ياسين
أذابها بحديثه وتحدثت بصوت عاشق هائم: بحبك يا ياسين، بحبك.

أجابها وهو يبتلع لعابه: الله يسامحك يا مليكة، الله يسامحك على إللي بتعمليه فيا من إمبارح، وأكمل بوعيد مصطنع: بس وحيات مليكة عندي لاخد حقي كامل منك أول ما أقوم على رجلي وأرجع لك.
ضحكت بإنوثة أهلكت حصونه وتاها معا من جديد في إحدي جولات عشقهما المميز
وبدأوا بإسترسال حديثهما الخاص، حديث العشاق
عشق الياسين لمليكة فؤاده.
بعد يومان
خرج ياسين من المشفي إلى منزله وقد تحسنت حالته كثيرا بفضل إهتمام الأطباء به لدرجة عالية وأيضا ساعده على ذلك حالته النفسية والمزاجية التي إرتفعت عنان السماء بفضل إعتراف مليكة له بحبها ومدي تعلقها به
ومكالماتهم الغرامية التي إستمرت طيلة الأيام الماضية فقد شعر وكأنه تحول إلى مراهق، ينتظر مهاتفة حبيبته العاشقة بفارغ الصبر،.

بعد عدة أيام أخري، كانت تجلس داخل حديقتها أمام المسبح تراقب طفليها وهما يسبحان بصحبة سارة وياسر أبناء يسرا، كانت شاردة حزينة لعدم قدرتها على الذهاب والجلوس مع ياسين، فقد ذهبت له منذ خروجه بيت عز مرات قليلة جدا بصحبة ثريا ويسرا،
أفاقت من شرودها على صوت يسرا التي تحدثت وهي تمسك بيدها كأسان من المشروب البارد وتحدثت: إيه رأيك أعزمك على عصير بارد نشربه مع بعض.

إبتمست بإشراق لوجه يسرا المحب لها وأجابتها: وأنا قبلت العزومة.
جلست يسرا بعد وضعها الأكواب فوق المنضدة وإمساكها لكأس العصير وناولته إلى مليكة بإهتمام،
تناولته منها بابتسامة قائلة: تسلم إيدك يا سو.
إرتشفت يسرا من كأسها وهي تنظر لأطفالها وأطفال أخيها الغالي وهم يمرحون بسعادة داخل المسبح قائلة: مروان بقي هايل في السباحة ماشاء الله مستواه بيتقدم كل يوم عن اليوم إللي قبله.

أجابتها مليكة وهي تنظر لطفلها بسعادة: ده حقيقي يا يسرا والحقيقة الفضل كله يرجع لياسين بعد ربنا، لولا المدرب الجديد إللي جابه كان زمان مروان محلك سر.
كانت يسرا تراقب ملامح مليكة وتعبيرات وجهها السعيد حين ذكرت إسم ياسين.

تنهدت يسرا وأبتسمت بحزن فقد شعرت بمزيج من الأحاسيس المتضاربة التي لم تقوي على تفسيرها، شعور بالألم، المرارة، الحزن على الراحل الذي أصبح يتلاشي رويدا رويدا، أيضا بداخلها شعور باللوم على حالها
حدثت داخلها بلوم: لما حزنتي هكذا يسرا؟
مليكة فتاة بمقتبل عمرها ولديها الحق أيضا في أخذ نصيبها من الحب والحياة من أعطي لكي أو لغيرك الحق بأن تحجبي عنها هذا الحق؟

إبتسمت يسرا بمرارة وتحدثت للناظرة لطفليها تراقبهما بترقب و اهتمام بالغ: مليكة، هو أنتي ليه مابتروحيش تزوري ياسين كل يوم؟

نظرت لها بإهتمام وتحدثت بملامح بدا عليها الحزن رغم محاولاتها المستميتة بتخبأة تلك الحزن الساكن روحها: مش حابه أضايق ليالي ولا سيلا بزيارتي ليه، ما إنتي عارفه يا يسرا، من يوم جوازي من ياسين وهما اتحولوا واتبدلوا في معاملتهم معايا وكأنهم بقوا أشخاص تانية، حتى طنط منال شوية تعاملني كويس وشوية ألاقيها مش طايقة حتى تبص في وشي.

مع إني مليش ذنب في كل إللي حصل وهما بنفسهم شافوا أنا رفضت إزاي وعملت إيه علشان الجوازة دي متمش ولولا تعب ماما ثريا صدقيني عمري ماكنت هسمح بإن أسمي يرتبط بأسم راجل تاني بعد رائف الله يرحمه
ثم أكملت بهدوء وأسترخاء ظهر على ملامحها: بس خلاص اللي حصل حصل.
تنفست يسرا بألم وتحدثت: بس كدة ياسين ممكن يزعل، مهما كان يا مليكة هو إسمه جوزك وواجب عليكي تقفي جنبه في ظرف زي ده.

تحدثت وهي مضيقة عيناها بلا مبالاة: ياسين عاقل وأكيد هيقدر ظروفي وإني مينفعش أدخل عنده كل يوم.
أشار أنس إلى مليكة وتحدث: مااااااامي. أنا تعبت وجوعت كتير ممكن أخرج علشان عاوز أكل البيتزا بتاعتي قبل ما تبرد؟
إبتسمت له بسعادة وهي تتحرك مسرعة بإتجاهه ممسكة برداء الحمام (البرنس) وتحدثت: طبعا ممكن يا قلب مامي، يلا يا قلبي ناخد شاور جميل وبعدها ننزل ناكل البيتزا.

بالطبع خرج جميع الأطفال كانت مليكة بطريقها لدلوف باب الفيلا الداخلي وهي تحمل صغيرها وتحتويه داخل أحضانها ويسير بجانبها مروان، وجدت علياء بمقابلتها
تحدثت علياء بمرح وهي تداعب الصغير: على فين يا أنوس باشا دانا كنت جايه أعوم معاك.
أنس وهو يتحدث ويلومها: إنت إللي أتأخرتي أوي، أعمل لك إيه بقي، وبعدين أنا جوعت كتير وعاوز أكل البيتزا إللي مامي عملتها لي.

إبتسمت علياء وداعبته: بالهنا والشفا يا قلبي، تتعوض بكره إن شاء الله.
تحدثت مليكة: هحميهم وأنزل لك على طول.
أجابتها علياء وهي تتحرك بإتجاه المقعد المقابل لحمام السباحة: هستناكي أوعي تتأخري.
دلفت يسرا هي الأخري لتحضير حماما دافئا لأطفالها.
كانت علياء تدندن بسعادة وهي تستنشق هواء الحديقة النقي الذي يأتي من البحر مباشرة.

وفجأة رأت أخر شخص تخيلت أن تراه أمامها يدخل من البوابة الحديدية للمنزل مرتديا نظارته الشمسية بأناقة وملابسه العصرية الذي ذادته رجولة وسحرا
وبلحظة تجمدت جميع ملامحها ناظرة إليه بفاه مفتوح وعيون جاحظة غير مصدقة لما تراه!
وقفت سريع حين رأته مقبلا عليها بابتسامة ساحرة وما زاد الطين بله أنه خلع عنه نظارته ونظر لها مبتسما وهو يقترب قائلا بصوت ملئ بالسحر: مساء الخير يا أفندم.

أشارت له بسبابتها غير مصدقة: هو أنت هنا بجد ولا أنا إللي بيتهيئ لي من كتر ما أتمنيت إني أشوفك وأقابلك.
ضحك برجولة مهلكة لحصونها وتحدث: والله على حسب إذا كنت أنا الشخص إللي تقصديه فعلا ولا لاء.
أجابته سريع بتأكيد: أكيد طبعا إنت الباشمذيع هو أنا هتوه عنك.
نظر لها مضيقا عيناه بعدم إستيعاب لذكرها لقب الباشمذيع الذي تلقبه به صديقة البرنامج إبتسم وكاد أن يتحدث.

ولكنها أسرعت مشيرة بسبابتها على حالها متحدثة بلهفة: أنا الباشمحامية
ثم مدت شفتاها بحركة طفولية غاضبة قائلة بأسي: إزاي معرفتش تميز صوتي؟
كان ينظر لها بإعجاب وأستغراب من حكمة القدر
إلتفت إثنتيهم على صوت مليكة وهي تقترب منه ناظرة عليه بسعادة وهي تتحدث: شريف، أهلا يا حبيبي، إنت جيت أمتي؟

إبتسم لها وفتح ذراعيه لإستقبال عزيزة عينه شقيقته الغالية وأخذها بين أحضانه مقبلا وجنتيها وهو يقول: لسه واصل حالا يا حبيبتي.
نظرت لهما فاتحة فاهها بعدم إستيعاب لما تراه ويحدث أمامها بطريقة مضحكة وكوميدية،
نظرت إليها مليكة وتحدثت وهي تشير إلى شقيقها: إتعرفتي على شريف يا عالية، ثم أردفت بإطراء: ده بقا شريف أخويا أحلي وأجمل وأشيك مذيع إذاعي فيكي يا مصر.

ثم أكملت وهي تنظر إلى شريف وتشير إلى علياء: ودي بقي تبقي علياء حسن المغربي.
تحدث شريف وهو ينظر لها بإستغراب: مغربي! مغربي إزاي يعني، هي مش الباشمحامية بردوا من أسوان؟
إتسعت إبتسامتها لتظهر صف أسنانها البيضاء مما زادها سحرا وتحدثت بسعادة مطلقة لمعرفته لشخصيتها: أيوه أيوه أنا الباشمحامية صديقة البرنامج إللي بكلمك دايما من أسوان أنا هي فعلا.

وأكملت بإستغراب: لكن غريبة أوي إنك تطلع أخو مليكة، والأغرب إني شيفاك هنا قدامي، أنا بجد مش مصدقة وحاسة إني بحلم!
إبتسمت مليكة وتحدثت: واضح إنكم تعرفوا بعض عن طريق البرنامج.
تحدث شريف بإستفهام: بردوا مش فاهم إزاي من عيلة المغربي وقاعدة في أسوان؟
أجابته مليكة: دي بنت الباشمهندس حسن أحمد المغربي أخو ماما ثريا إللي عايش في أسوان يا شريف، إيه يا أبني عمرك ما سمعت عنه؟

أجابها وهو ينظر إلى علياء بإعجاب فهو معجب بعقليتها وطريقة تفكيرها المتحضرة الناضجة وأرائها عبر البرنامج،
والأن أصبح معجبا بجمالها البرئ الطبيعي وسمارها الساحر أكثر وأكثر
وتحدث: بصراحة محالفنيش الحظ إني أسمع عن الباشمهندس، لكن أكيد الباشمحامية هتحكي لي القصة كاملة
ونظر لها بتأكيد: ولا إيه يا عاليا؟
وأكمل بإعجاب: حلو أوي إسمك يا عاليا.
هزت رأسها بإيجاب وسعادة قائلة بتأكيد: أكيد طبعا.

تحدث هو: طب حيث إننا طلعنا نسايب وقرايب والباشمحامية في بلدنا ومشرفانا، فأيه رأيكم بكرة تقضوا اليوم معانا إنتي ومليكة والأولاد وأعرفك على ماما، وبعدها أخدك إنت ومليكة وألففك إسكندرية كلها، وكمان هأكلك أيس كريم علشان بس ماتقوليش علينا بخلة.
ضحكت بمرح وتحدثت بدعابة: ومالك جاي على نفسك كده ليه؟
أيس كريم مرة واحدة؟
يظهر إنك كريم أوي يا حضرة الباشمذيع الواعد.
ضحك شريف برجولة وتحدث: ده إنت مشكلة بجد،.

ثم حول ببصره إلى مليكة وتحدث بجدية: المهم يا مليكة، تعالي أدخلي معايا علشان أزور سيادة العقيد، مش حابب أدخل هناك لوحدي وبعدها أبقي اجي أسلم على ثريا هانم ومدام يسرا والأولاد.
تحدثت علياء بمرح: هو أنا ممكن أجي معاك أنا كمان؟
ضحك وحدثها بدعابة: أكيد طبعا البيت بيتك حضرتك.
تحدثت مليكة بجدية: تعال أدخل معايا الأول سلم على ماما ويسرا وأنا هستأذن من ماما ونروح لياسين مع بعض.

وافقها الرأي ودلف للداخل وبعد مدة قصيرة إتجهوا معا إلى فيلا عز المغربي وكانت السعادة تملئ قلب مليكة لتمكنها برؤية حبيبها والجلوس في حضرته،
كان يقطن في غرفة بالدور الأرضي خصصها له عز حتى يشفي تماما وأيضا ليكون قريبا من الزائرين الذين يتوافدون لزيارته.
دلفت بصحبة شقيقها داخل الغرفة المزدحمة بالزائرين، والد ليالي ووالدتها وشقيقتها وزوجها طارق وجيجي، عز، ومنال، ليالي وعبدالرحمن.

كان يجلس فوق تخته ساندا رأسه وظهره للخلف وجدها تدلف من باب الغرفة بإطلالتها الساحرة لعيناه، تهللت أساريره وأنتفض بجلسته،
إعتدل ينظر إليها بشغف تحت أنظار الجميع المستغربة، ألقت التحية على الجميع هي وشريف وعلياء، وقف عز كي يبادر شريف بالسلام وأوصله حيث تواجد ياسين
مد يده له بإحترام مردفا: حمدالله على السلامة يا سيادة العقيد، طمني عليك أخبارك إيه النهاردة؟

أجابه ياسين بإحترام وود: الحمدلله يا شريف أنا بقيت أحسن.
تحدثت علياء بمرح: عيني عليك باردة يا سيادة العقيد، شكلك مرتاح النهاردة.
أجابها بابتسامة: الحمدلله يا عالية، أنا فعلا حاسس نفسي أحسن النهاردة.
نظرت له بعيون مشتاقة وتحدثت: إزيك يا ياسين، جرحك أخباره إيه؟
تبسم لها وتحدث بعيون متشوقة عاشقة لم يستطع السيطرة عليها: أنا كويس جدا، إنت إللي عاملة إيه؟

أمائت بابتسامة خجلة من نظراته الصريحة: أنا كويسة الحمدلله
وبدون شعور منها وجدت حالها تمسك بوسادة صغيرة وتضعها خلف رأسه بإهتمام لجلوسه براحة.
إبتسم لها وتحدث: تسلم إيدك.
تحدث طارق وهو يشير إلى شريف وعلياء للمقاعد: أقعد يا شريف واقف ليه، تعالي أقعدي هنا يا عالية.
تحدثت جيجي مشيرة إلى مليكة وهي تقف لتفسح لها مقعدها لتجلس عليه.

فقد كانت الغرفة تأج بالتجمع ولم يتبقي مقاعد خالية بعد: تعالي أقعدي هنا يا مليكة.
وبدون سابق إنذار أمسكها من يدها قبل أن تتحرك وجذبها برقة ألجمت لسانها وتحدث وهو يتحرك قليلا ليفسح لها المجال ليجلسها بجانبه: خليكي مكانك يا جيجي
ونظر داخل عيناها وتحدث بعشق وعيون هائمة: مليكة هتقعد جنبي.

إستشاطت ليالي بصمت وجن جنونها لموقفها الحرج أمام الجمع المتواجد بالغرفة ثم نظرت لزوجها وجدته ينظر بوله لتلك الخجولة من ذاك التصرف العفوي الذي وإن دل فإنما يدل على عشقه وجنونه بتلك الصغيرة.
جلست مليكة وهي منكمشة على حالها خجلة من ذلك التصرف الجريئ حاولت جاهدة أن لا تنظر داخل عيناه حتى لا تنهار أمامهم جميعا وترتمي داخل أحضانه فهي أيضا إشتاقته وأشتاقت رائحة أنفاسه العطرة حد الجنون.

مالت والدة ليالي بجانب أذن منال وتحدثت بصوت حاد لكنه ضعيف: عيب أوي إللي إبنك بيعمله ده يا منال طب لو مش محترم وجود مراته على الأقل يحترم وجودنا إحنا.
أجابتها منال بهدوء: إهدي يا قسمت علشان محدش ياخد باله، نتكلم بعدين لما نبقي لوحدنا.

كانت ليالي تنهار داخليا من تلك الحركات الصبيانية من رجلها العاقل الرزين الذي تجاوز عامه الأربعين بعامين ولكنه أصبح مراهقا غير مسؤول عن تصرفاته أمام أعين الناظرين، أمسكت شقيقتها داليدا يدها مازرة إياها ونظرت داخل عيناها والغل يتأكل قلبيهما سويا،
تحدثت داليدا بكبرياء: إثبتي وإهدي، إنت ليالي العشري إللي مينفعش تتضايق أو تغير من أي مخلوقة على وجه الأرض.

نظرت لها وأمائت بموافقة مرغمة وتحدثت بغرور: أكيد مش أنا إللي هغير من حتة عيلة زي دي متسواش جنب جمالي وأناقتي حاجة.
جلست بجانبه تفرك أيديها بتوتر وقلق يظهران على وجهها للجميع حدثها بهدوء وصوت خفيض بالكاد وصل لمسمعيها: مالك يا بنتي قلقانة كده ليه، على فكرة أنا جوزك والله!
ألقت نظرة سريعة على عيناه وأبتسمت بخفة.

تحدث عز ليخرج الجميع من تلك اللحظات المتشاحنة: إيه أخبار الإذاعة المصرية على حس مذيعنا المحترم.
إبتسم شريف وأجابه بإحترام: كله تمام في وجود أمثال سعادتك عز باشا إحنا شغالين بتوجيهات معاليكم.
إستغل إنشغال الجميع بالحديث وتحدث بصوت لائم: بقالك يومين مجتيش ليه، للدرجة دي جوزك حبيبك موحشكيش؟

أجابته بعتاب: مبجيش علشان إللي بتعمله ده، حرام عليك يا ياسين، طب أعمل حساب لشكلي قدامهم، إنت كده بتحرجني جدا على فكرة.
أجابها بتحدي: وأنا ميهمنيش حد في الدنيا دي كلها غيرك، أي حد بعدك مش مهم.
تحدثت بنبرة ملامة: طب على الأقل أعمل حساب لمراتك.
إبتسم وأجابها بمراوغة: أنا أصلا مبقتش بعمل حساب لأي حد في الدنيا دي غير مراتي، مراتي وبس.
تحدثت بابتسامة ولوم لطيف: يااااسين
أجابها بنبرة عاشقة: يا عيون ياسين.

وقفت علياء وذهبت إليهم وجلست بجانبهم وتحدثت بدعابة: أيه يا أستاذ نحن هنا، إنت قاعد تتغزل في القمر ده ولا عامل حساب لأي حد، طب على الأقل إعمل حساب لوجودي.
قهقه عاليا مما أثار دهشة الجميع وخصوصا شريف الذي نظر لعلياء وضحكها وحديثها مع ياسين بإستفاضة وكأنهما تربوا معا بنفس المنزل.

دلف عمر للداخل ألقي السلام على الجميع ثم ذهب إلى ياسين ونظر له وبغمزة من عيناه تحدث: ايه يا أبني القدر اللي إنت فيه ده، بقى مقعد القمر جنبك عيني عينك كده ف وجود الجبروت وأهلها، بس هقول إيه، ما أنت ياسين المغربي!
أنزلت وجهها خجلا من حديث عمر وتحدث هو: بطل روشنة وروح أستلقي وعدك من الباشا وشوف هتقول له إيه بعد ما أكتشف إنك كنت بايت برة البيت إمبارح.

إقشعر وجه عمر وتحدث مستعطفا: أكيد الباشا هيقف ف صف أخوه الصغير ويحميه من غضب سيادة اللوا.
أجابه ياسين ببرود: ولا أعرفك، وأتحرك من هنا يلا، دخلتك سحبت الأكسجين من المكان.
نظر عمر إلى علياء وغمز لها وتحدث: يرضيكي إللي بيعمله سيادة العقيد معايا ده يا عالية؟
رفعت كتفيها بلا مبالاة وتحدثت: وأنا إيه دخلي حضرتك تدخلني في مواضيعكم الشخصية.

وقفت قسمت بغضب وتحدثت بوجه مكفهر: يلا بينا يا ليالي إنت ودليدا نخرج في الجنينة، المكان بقي زحمة أوي ومش متحمل
ثم نظرت إلى ياسين وتحدثت بكبرياء رافعة رأسها للأعلي ووجه مكفهر: ألف سلامة عليك يا سيادة العقيد.
أجابها بابتسامة جانبية مصطنعة: متشكر لحضرتك.
نظرت داليدا وليالي له بضيق وتحركوا للخارج جميعا.
نظر طارق للجميع وتحدث وهو يقف: طب ما تيجو يا جماعة إحنا كمان نقعد في الشمس برة، ده الجو تحفة النهاردة.

وقف أحمد وزوج داليدا وخرجا ثم أمسك طارق كتف شريف وتحدث: واحشني يا شريف ونفسي أقعد أتكلم معاك زي زمان، أجابه شريف بابتسامة: وإنت كمان والله يا طروق
وتحركوا جميعا للخارج ماعدا عز، وقفت مليكة وهي تفرك بيداها خجلا ونظرت إلى ياسين وتحدثت: أنا كمان هروح علشان مروان وأنس.

تحرك عز سريع وأمسك يدها وأجلسها بجانب ياسين وتحدث: هتروحي فين بس هو إنت لحقتي تقعدي، وبعدين ياسين لسه متغداش، إقعدي معاه وحاولي تقنعيه ياكل أي حاجة علشان الأدوية اللي بياخدها.
نظرت له بتساؤل وتحدثت بقلق وعتاب: هو أنت فعلا لسه ماأكلتش لحد الوقت يا ياسين؟
نظر له عز بعيون هائمة وتحدث ساخرا: ما ترد عليها يا ياسين.
إبتسم ياسين بوهن لأبيه وتحدث: مليش نفس يا مليكة.

وقفت بحماس قائلة: مفيش حاجة إسمها ملكش نفس، أنا هروح أجيب لك غدا من عندنا، دي ماما عاملة ورق عنب وعرق تربيانكو هتاكل صوابعك وراه.
نظر لها عز وتحدث بدعابة: هي ثريا مش عاملة حمام بالفريك النهاردة ولا إيه؟
إبتسمت له وأجابت: لا يا عمو لكن لو تحب أقول لها تعملهولك النهاردة معنديش مانع.

أجابها عز بلؤم: خليكي إنت هنا جنب ياسين وأنا هروح لثريا أخليها تبعت غدا لياسين مع مني وبالمرة أطلب أنا منها الحمام، بس خلي بالك منه وأكليه كويس.
إبتسمت بخجل وتحدثت: حاضر يا عمو.

خرج عز وأغلق الباب خلفه وبدون مقدمات سحبها هو أوقعها فوقه وأجلسها فوق ساقيه ومال على شفتاها وقبلهم بنهم وهو ينظر داخل عيناها بهيام وعشق ذابت معه وشددت من إحتضانه، تحدث هو بوله وهو يقبل عنقها: وحشتيني يا مليكة، وحشتي جوزك أوي.
وبعد مدة كبيرة إستمعا لدقات فوق الباب وقفت سريع تهندب من ثيابها وهيئتها المزرية من شدة إحتضانه لها، ضحك عليها وتحدث بصوت رجولي: أدخل.

دلفت مني وبيدها حامل كبير وعليه تشكيلة من الطعام اللذيذ الذي يعشقه ياسين.
تحدثت مني بوجه بشوش: مسائك هنا يا باشا، الست ثريا هانم بتقول لسعادتك عاوزة الصينية ترجع فاضية وإلا هتزعل من سعادتك، والبركة في الست مليكة بقا تاخد بالها من حضرتك وتأكلك بنفسها.
إبتسم لها وتحدث: طب ياستي متشكرين، يلا روحي علشان زمانهم محتاجينك ف المطبخ.
أمسكت مليكة منها حامل الطعام وخرجت مني وأغلقت خلفها الباب.

جلست مليكة بجانبه ووضعت الطعام على ساقيها وأمسكت الشوكة وكادت أن تغرسها بالطعام
إلا أنه إعترض وحدثها قائلا برفض: أنا مش عاوز أكل بالشوكة
وأكمل بعيون هائمة: عاوز أدوق لمسة صوابعك مع الأكل في بوقي.
إبتلعت لعابها من تأثير نظرة عيناه وأمسكت واحدة من ورق العنب ووضعته داخل فمه أمسك يدها يتحسسها وأقتضم الطعام منها مع لمس أصبع يدها بين شفتيه بطريقة جعلت جسدها يقشعر.

نظرت له بغرام وتحدثت: بحبك يا ياسين، يلا قوم لي بسرعة بقي وأرجع لي علشان إنت وحشتني أوي.
أجابها بعيون سعيدة: ما لو سيادتك كل يوم تيجي لي وتقعدي تأكليني كده بإديكي كان زماني قومت وخفيت من زمان، بس أعمل إيه في حظي، مراتي سيباني وأنا تعبان ولا معبراني.

وضعت بيدها قطعة لحم داخل فمه إقتضمها منها بحنان مع لمس أصبعها من جديد وتحدثت: غصب عني يا حبيبي وأنت عارف كده كويس، مش حابة أجي هنا كتير علشان مضايقش ليالي.
نظر لها وتحدث بحديث ذات مغزي: أقوم بس على رجليا إن شاء الله وكل حاجة هتتغير.
تحدثت بهلع: تقصد إيه يا ياسين بكلامك ده؟

أجابها بحب وعيون عاشقة: الكل لازم يعرف إننا تممنا جوازنا يا مليكة، والكل لازم يعرف إنك بقيتي مراتي حبيبتي إللي مش مسموح لمخلوق في الدنيا كلها يجرحها ولو بكلمة واحدة
وأكمل بوعيد: وأولهم ليالي اللي هحاسبها على كل حرف قالتهولك وضايقتك بيه، وكمان نرمين والكلام إللي قالتهولك يوم الحادثة، كل واحدة فيهم هدفعها تمن جرحك وألمك إللي سببهولك غالي أوي.

إرتعبت أوصالها من حديثه وتحدثت: بلاش يا ياسين لو سمحت، أنا مش عاوزة أعمل مشاكل مع حد، لو عملت كده هيقولوا جريت وحكت له وولعت الدنيا وأخترعت مشاكل.
ثم نظرت له بإستغراب وتحدثت: هو أنت عرفت منين الكلام إللي نرمين قالتهولي؟

أجابها بثقة: مش مهم عرفت إزاي يا مليكة، المهم إني هوقفها عند حدها وهعرفها إن مليكة بتاعت زمان غير مليكة مرات وحبيبة ياسين المغربي، وإن ماينفعش تتعامل معاكي زي زمان، لازم كلهم يعرفوا إنك بقيتي خط أحمر وممنوع لحد مهما كان هو مين إنه يتخطاه أو حتى يقرب منه.

أمسكت يدة برجاء وتحدثت: علشان خاطري بلاش يا حبيبي، ماما ثريا كده هتزعل علشان نرمين، هتقول إني بستقوي بيك على بنتها، لو أنا فعلا غالية عندك يبقي بلاش تعمل كده،
وضع يده على وجنتها بإهتمام وتحدث بحب: ما هو علشان إنتي غالية عندي أوي يبقي لازم أوقف الكل عند حده، وبعدين ليالي دي كمان أنا لازم أحاسبها على الكلام ده وأسألها عرفته منين؟

وتحدث بأسي: غريبة أوي الست دي، يعني عارفة كل الكلام ده وعمرها حتى ما لمحت لي بيه أفسر ده بإيه؟
تحدثت مليكة: يمكن لسة عارفة من قريب ومستنية لما تقوم بالسلامة وتفاتحك فيه.
أجابها نافيا: لا طبعا لان الموضوع ده إنتهي من سنين فأكيد هي عارفة من زمان، علشان كده أنا لازم أعريها قدام نفسها و أواجها بيه.

تحدثت برجاء: وحياتي عندك يا ياسين بلاش تحطني في الموقف ده، أنا مش حابة أكون طرف في مشكلة بينك وبينها، أرجوك علشان خاطري.
إحتضن وجهها بتملك بين راحتيه وتحدث بهدوء: حاضر يا حبيبي، أنا هعمل لك إللي إنت عوزاه بس علشان متزعليش، لكن نرمين وليالي ليهم معايا جولة تانية وقريب أوي إن شاء الله.
ثم غمز بعينه: متشيلي الصينية دي بقى وتعالي إقعدي جنبي شوية.
إبتسمت بخجل وتحدثت: كمل أكلك الأول.

أجابها بهيام: خلاص شبعت، أنا عاوز أحلي.
إبتسمت وتحدثت: مش هينفع يا ياسين، حد يدخل علينا فجأة يقول عليا إيه لما يشوفني في حضنك.
أجابها بحب: هيقول واحدة بتعشق جوزها ومش قادرة على بعاده، وبعدين متقلقيش عز باشا أكيد عامل إحتيطاته وموقف لنا ندورجية على الباب، ده مش بعيد يكون هو بنفسه إللي واقف.
إرتعبت أوصالها وتحدثت: ياسين، هو عمو عز يعرف حاجة عن إللي بينا؟

ضحك وتحدث: عمو عز يعرف كل واحد فينا بيتنفس كام مرة في اليوم، وبعدين مالك محسساني إنك زميلتي في ثانوي كده ليه، ده أنا جوزك يا ليكة، قومي بس إبعدي الصينية دي وتعالي هقول لك كلمة سر.
وقفت ووضعت حامل الطعام فوق المنضدة وأمسكت منديلا مبللا ونظفت يدها جيدا وأتجهت إليه، أجلسها فوق ساقيه وأحتضنها وتنهد براحة كمن وجد ضالته بعد عناء، وأنهال على شفتاها ليشرب من شهد عسلها الذي مهما تجرعه يشتاقه أكثر وأكثر.

نظر لها بهيام وتحدث وهو يحك أنفه بأنفها: جننتيني يا مليكة مبقتش قادر أعيش من غيرك لحظة واحدة.
تحدثت وهي تنظر لعيناه بهيام: تعرف إن ماما قالت لي إنها شافت حبي جوه عيونك، كمان قالت لي إن بابا شاف عشقي في نظرتك وإنت بتبص لي.
أجابها بلوم وهو يضع قبلة ناعمة فوق شفاها: الدنيا كلها شافت عشقك في عيوني من زمان إلا إنت يا مليكة.

إبتسمت وهي تحتضنه: ومين قال لك إني مكنتش شيفاه، بس كنت بكدب نفسي وعاملة مش شايفة، وبعدين ما أنا خلاص عشقتك وأعترفت لك بحبي أنا كمان
دفن وجهه داخل عنقها ليشتم عبيرها وتحدث: مع إنه متأخر يا قلب ياسين، بس أنا راضي منك بأي حاجة والله راضي بأي حاجة يا مليكة.
وشدد من إحتضانها حتى كاد أن يكسر عظامها وتحدث: أهم حاجة متبعديش عن حضني تاني، أنا ماصدقت إني أخدتك ف حضني وأرتحت.

أبعدت وجهها ووضعت يدها على وجنتيه ووضعت قبلة فوق عينه وتحدثت: أنا مقدرش أبعد عنك تاني يا ياسين، حضنك بقا بالنسبة لي هو الحياة
إلتهم شفتاها وذاب معا
فاقا على خبطات فوق الباب، قامت بفزع وقفزت من فوقه وبلحظة كانت تقف على الأرض
تأوه هو وتحدث بألم: أنا حاسس إن موتي هيكون على إيدك ف مرة وأنتي بتنطي زي الكونجر كده.
نظرت له وتحدثت بأسف: أسفة يا حبيبي أصلي أتخضيت.

تأوه وتحدث: إتخضيتي إيه بس يا مليكة، هتموتيني يا ماما.
ثم سمح للطارق بالدخول ودلف عز مبتسما: إيه يا حبيبي، هو للدرجة دي الأكل طعم أوي؟
إبتسم ياسين وأجابه بإنتشاء: جدا يا باشا، مش قادر أوصف لك درجة طعامته قد أيه.
رد عليه عز بمراوغة: طب يا سيدي ألف هنا على قلبك، بس بالراحة على نفسك شويه إنت لسه تعبان، يعني كل بالراحة واحدة واحدة علشان ميحصلكش تخمة.

نظرت له مضيقتا عيناها بعدم فهم فأكمل وهو ينظر لها بمراوغة: من المحشي يعني.
أجابته بسذاجة: تخمة إيه بس يا عمو، ده حتى ما أكلش كتير والأكل زي ما هو.
نظر ياسين وعز كليهما للأخر وأنفجرا ضاحكين على تلك الساذجة
وهي تنظر لهما ببلاهة وعدم إستيعاب، وكيف لكي أن تفهمين أيتها الصغيرة
فأين أنتي من دهاء عز وياسين المغربي أيتها البريئة.

كانت تسرع وهي تنزل الدرج بخفة خلفه لتلحق به
وهي تتحدث بإستغراب: أما إنت أمرك بقي عجيب أوي يا محمد، يعني إيه أروح لوحدي، مش كفاية إنك من وقت الحادثة مزرتوش في المستشفي غير مرة واحدة وبالعافية كمان، و من وقت ما خرج وروح البيت وأنا بتحايل عليك تروح معايا وسيادتك كل مرة تتهرب مني بحجة شكل!
إستقر بوقفته ومال بجسده وهو يجلس فوق الأريكة وتحدث بتأفأف: أنا بردوا إللي أمري عجيب يا نرمين؟

ده إنت كنتي بتعملي مية مشكلة ومشكلة لمجرد ما كنت بقول لك تعالي نروح نزور مامتك، وكان بيبقي يوم مايعلم بيه غير ربنا يوم ما بنروح هناك
وأكمل بتهكم: البوز مكانش بيتفرد إسبوع بحاله بعدها، الوقت بقيت أنا إللي أمري عجيب علشان عاوز أريحك وأريح نفسي من نكد ملوش ليه عندي أي مبرر؟

جلست بجواره ونظرت له بحيرة وإستغراب وتحدثت بتساؤل: أنا بقي عاوزه أفهم أيه إللي غيرك بالشكل ده بعد ماكنت بتحب تروح هناك دايما وكان بيبقي يوم عيد عندك لما تضطرنا الظروف إننا نبات، إيه اللي حصل ووصلك لإنك مبقتش طايق حتى تزور إبن عمي المريض!
وأسترسلت: ما تصارحني وتقول لي إيه الحكاية بالظبط يا محمد؟

تأفف محمد وأجابها بتملل وغضب: وبعدين معاكي يا نرمين مش هنخلص من تحقيقات النيابة إللي فتحها لي من إمبارح دي، أنا صدعت منك على فكرة
واسترسل بعناد ورفض قاطع: ومش هروح يا نرمين وده أخر كلام عندي، ياريت بقا ترتاحي وتريحيني وتتفضلي تروحي تزوري إنتي إبن عمك لوحدك،
وأكمل بصياح وغضب: أنا أساسا مش مجبر إني أزوره أكتر من مرة، ما أنا روحت له المستشفي وخلصنا إيه، هي حكاية.

وأكمل بضيق: وبعدين ما إنت شفتي بنفسك مقابلته ليا، ده عاملني بمنتهي قلة الذوق، ده مسلمش عليا يا مدام، مد إيده وسلم على كل اللي موجودين وجه على دوري وسحب إيده قال إيه إيده تعبته ومش قادر يحركها، إنسان بارد وجلياط.
تحدثت بدفاع: أكيد ياسين مكنش يقصد التصرف ده وأكيد فعلا وقتها إيده كانت وجعاه.
تحدث ناهيا الحديث: مش هروح يا نرمين ومش عاوز أسمع كلمة تاني في الموضوع ده.

نظرت له بريبة وبدت علامات التشكيك تظهر على وجهها ولكنها إكتفت بهذا القدر من الحديث حتى لا تختلق المشاكل معه وتحدثت: تمام يا محمد أعمل إللي يريحك.
زفر بضيق وهو يلتقط ريمود التلفاز ويعيد تشغيله دون أدني إهتمام للرد على حديثها.

داخل غرفة منال
كانت قسمت تدور حول نفسها بغل وتحدثت بغضب عارم: إنت لازم تشوفي حل في قلة ذوق إبنك دي يا منال، يعني ايه يمسك إيد البنت دي ويقعدها جنبه ولا كأنها هي إللي مراته أم ولاده، إتجنن ده ولا ايه؟
إزاي يسمح لنفسه يعمل كده مع ليالي العشري وقدامنا كمان!

تحدثت داليدا بغضب: ماما عندها حق يا عمتو، حضرتك لازم تتكلمي معاه وتعرفيه حدوده كويس في التعامل مع أختي قدام الناس، هو فاكر نفسه متجوز أي واحدة ولا إيه.
نظرت لهم منال بغضب وتحدثت بنبرة حادة: هو فيه إيه إنت وهي، إنتوا بتتكلموا عن ياسين المغربي على فكرة، يعني تتعدلوا كده و تتكلموا كويس.

وأكملت بدفاع عن نجلها: وعلى فكرة بقي، أنا مش شايفه إبني غلطان في حاجة، المكان فعلا كان زحمة ومكنش فيه مكان علشان البنت تقعد وفي الأول والأخر دي إسمها مراته حتى لو كان قدام الناس، وكان لازم يعمل على شكله وشكلها.
صاحت بها ليالي بغضب: طبعا لازم تبرري له إللي عمله مش إبنك، لكن أنا بقي مش هسكت له المرة دي وهدخل أتكلم معاه وأعرفه إن مش أنا إللي يتعمل معايا كده.

ضحكت منال وتحدثت ساخرة: إتكلمي على قدك يا ليالي وبلاش النفخة الكدابة إللي إنتي فيها دي، علشان كلنا عارفين كويس أوي إنك مبتقدريش حتى تتنفسي قدامه.
تدخلت قسمت وتحدثت بلوم: ده إنت عاجبك بقي إللي ببحصل يا منال وشكلك موافقة عليه، مكنش العشم تيجي مع بنت زي دي على حساب بنت أخوكي.

زفرت منال بضيق وتحدثت: أنا مش جايه مع حد ضد حد يا قسمت، لكن الظاهر إن إنتي وبناتك ناسيين إن إللي بتتكلموا عنه ده يبقي إبني اللي لسه راجع لي من الموت
وأكملت بلوم: وبنتك بدل ماتروح تقف مع جوزها في تعبه وتقعد جنبه، سيباه إمبارح طول اليوم ورايحة البيوتي سنتر تعمل باديكير ومانيكير علشان تحضر عيد ميلاد واحدة صاحبتها بالليل وفعلا راحت وكملت السهرة
والنهاردة عاوزه تدخل تعاتبه وتتخانق معاه وهو تعبان كده.

وأكملت ساخرة: وكل ده ليه، علشان قعد مليكة جنبه!
وأكملت بتفسير: مليكة دي إللي المفروض إنها مراته شكلا ومش مطلوب منها حاجة كل يوم بتجهز له الأكل والعصاير الفريش هي وثريا وتبعتها له، وبعد كل ده جايين تلوموا عليه هو؟
ثم نظرت إليهم وتحدثت بغضب: تصدقوا بالله لو واحد غير إبني كان زمانه مطلق بنتك من زمان.

وأكملت بلوم: للأسف يا قسمت، بنتك لا عندها حنكة ولا عقل تقدر تروض بيهم ياسين وتشده وتجذبه ليها، وللأسف إنت بدل ما تعقليها وتعرفيها مصلحتها بتقويها زيادة على اللي هي بتعمله، وبعد ده كله جايين تطلعوا إبني كمان هو اللي غلطان؟
ثم نظرت إليهم بغضب وتحدثت: يا جبروتكم!

بعد يومان كانت علياء بصحبة مليكة داخل شقة سالم عثمان والجميع يلتف حول مائدة الطعام وهم يتناولون كل ما لذ وطاب من صنع أيدي سهير بمساعدة مليكة التي حضرت باكرا هي وعلياء.
كانت علياء سعيدة غير مستوعبة ما يحدث حولها وتحادث حالها: أحقا أجلس بجوارك وتراك عيني مذيعي المفضل؟

أحقا تحققت أمنياتي وأنا الأن أجلس معك؟ وليس هذا فقط فأنا أيضا أجلس معك على نفس الطاولة وأتناول من طعامك داخل منزلك، يا لسعادة قلبي الصغير
نظر لها سالم وتحدث بترحاب شديد: نورتي إسكندرية كلها يا بنتي، تعرفي إن أنا وباباكي أصحاب جدا.
نظرت له بسعادة وتحدثت بإستفسار: بجد يا عمو، طب ليه حضرتك مكنتش بتيجي عندنا أسوان ولا كنا بنشوفك هنا لما بننزل زيارة؟

إبتسم لها وتحدث مفسرا: أنا وأبوكي ظروف شغلنا فارضة علينا حياة خاصة جدا، يعني باباكي وإنت أدري بشغله وقد إيه شغله صعب وواخد معظم وقته،
وأنا مدير بنك ونادرا لو عرفت أخد أجازة، وبصراحة كده لما باخدها طنطك سهير بتستحوذ عليها بالكامل، وبصراحة أكتر عندها حق، ما أنا بردو مقصر معاها.

تحدثت سهير بابتسامة و مداعبة لزوجها: إللي يسمعك كده يا سالم يقول إنك بتخرجني وتسفرني وتلففني الدنيا كلها فيها، دي الكنبة إللي هناك دي تشهد علينا يا راجل.
ضحك الجميع وتحدثت مليكة بدعابة: خلاص بقا يا سو خلي الطابق مستور، مش لازم تسيحي لسيادة المدير قدامنا كده.
أجابها سالم بدعابة مماثلة: متبقاش سهير سامي لو ما عملتش كده.
ضحك الجميع بسعادة.

وتحدث شريف مستفسرا: وياتري حضرتك وعمو حسن أصحاب من أيام الدراسة يا بابا؟
أجابه سالم: لا يا شريف، الحقيقة أنا وعمك حسن منعرفش بعض إلا من بعد جواز مليكة من رائف الله يرحمه، قابلته كذا مره مع سيادة اللوا وأتعرفنا وأكتشفنا إن تفكيرنا واحد وبينا حاجات كتير مشتركة، ومن وقتها وأنا وهو بنتواصل بالتليفون ولما بينزل إسكندرية لازم نتقابل، لما كان هنا الإسبوع إللي فات مثلا إتقابلنا بالليل وخرجنا سهرنا مع بعض.

كانت تنظر لهم جميعا بإنبهار وخاصة مذيعها المفضل التي لم ولن تتوقع ذات يوم أنها ستجلس معه حول طاولة واحدة بل وبمنزله وسط عائلته
غريبة الحياة حقا وأمرها عجيب!
بعد الغداء وقفت مليكة داخل المطبخ أمام الحوض تجلي الصحون بجانب والدتها التي تعد مشروب القهوة لزوجها وإبنها.
تحدثت بإنبهار: عسولة أوي عالية، ماشاء الله عليها لا ودمها شربات.
إبتسمت مليكة وتحدثت: وست بيت ممتازة وتربية ست عظيمة وأصيلة فعلا.

سألت سهير: هي قاعدة معاكوا كتير يا مليكة؟
أجابتها مليكة: مش عارفة والله يا ماما، هي مامتها كانت سامحة لها بإسبوع وأهو خلاص فاضل يوم ويخلص، لكن ماما ثريا النهاردة كانت بتقول لها انها هتتصل بباباها وتستأذنه فإنها تقعد معانا إسبوع كمان، أصل ماما ثريا بتحبها جدا.

حملت سهير فناجين القهوة وكؤوس من العصير البارد لعلياء وأطفال مليكة وخرجت متوجهة إلى زوجها أعطته فنجان قهوته ثم إتجهت إلى الشرفة حيث تتواجد علياء بصحبة شريف والطفلين.
أقبلت سهير حاملة للأكواب إستقبلتها علياء بابتسامة وود وحملت عنها ما تحمله ووضعته على المنضدة الموضوعة وهي تتحدث: تسلم إيد حضرتك يا طنط، تعبتك معايا النهاردة.

أجابتها سهير بإبتسامه: ولا يهمك يا روحي تعبك راحة، إنت بس تعالي كل يوم وأنا أتعب لك وعلى قلبي هيبقى زي العسل.
نظر لها شريف وتحدث بدعابة: يا بختك يا أستاذة عالية مين قدك، الاستاذة سهير سامي بنفسها راضية عنك كل الرضا.
إبتسمت سهير وأشارت لأطفال مليكة: يلا بينا يا حبايب تيتا نقعد مع جدو سالم.
تحدث مروان وهو يجري بمرح وسعادة: أنا هسبقك يا أنس وهوصل لجدو قبل منك.

تأفأف الصغير وتحدث بصياح وهو يتسابق مع أخيه: يا ماااامي، أمسكي مروان متخلهوش يوصل لجدوا قبلي.
إبتسمت علياء لشقاوة أطفال مليكة ثم أحالت ببصرها لتلتقط كأس العصير خاصتها وجدته ينظر إليها بإبتسامته ووسامته التي أسرت قلبها المسكين.
تحدثت علياء بعفوية مطلقة: بتبص لي كده ليه؟
ضحك بخفة على عفويتها وتحدث: ايه يا بنتي العفوية إللي إنتي فيها دي؟
هو ينفع بردو تقولي لحد إنت بتبص لي كده ليه؟
إكبري بقا.

ضحكت وتحدثت بجدية: أه طبعا ينفع جدا، بص يا حضرة الباشمذيع كل ما تبقي طبيعي غير متكلف في كلامك مع الناس كل ما توصل لقلوبهم أسرع، وكده هيبقي فيه تواصل أفكار بينكم، صدقني أنا بشوف الناس المتكلفة إللي بتحط حدود في كلامها دي ناس تعبانة جدا في حياتها ومش قادرين يعيشوا مرتاحين ولا ينبسطوا، دايما شاغلهم نظرة الناس ليهم وبيحاولوا جاهدين إنهم يرضوهم، وأكملت بحكمة: لكن للأسف نسيوا إن الناس من المستحيل إن حاجة ترضيهم وتمنعهم من الكلام على حد، فياريت بقي الناس تريح نفسها وتعيش مرتاحه لنفسها وبنفسها.

كان يستمع لها وهو يتكيف من حديثها تارة، وتارة أخري من إرتشافه قهوته فحقا إثنتيهم أدخلوه بحالة مزاجية رائعة.
تحدث شريفا مبتسما: إيه يا بنتي الكلام الكبير أوي ده، إنت بتقولي كلام عظمة على فكرة والمفروض يدرس في الكتب كمان، بجد يا عاليا برافوا عليكي دماغك حلوة أوي وبتعجبني.
حدثت حالها وهي سعيدة داخليا من حديثه: أأعجبتك دماغي حقا، أتمني أن يلحق قلبي وشخصي إلى قطار إعجاباتك مذيعي المفضل.

أكملا حديثهما المتعقل وكانا كل منهما سعيدا للغاية من هذا الحديث المثمر المرضي لفكره وشخصه.

في اليوم التالي عند الغروب
خرجت علياء متجهة إلى الشاطئ لإستنشاق هواء البحر المنعش وقفت تتطلع إلى البحر شاردة في مذيعها المفضل وكيف أكمل على قلبها المسكين بطلته الساحرة ونظرة عيناه المهلكة
فاقت من شرودها على الواقف بجوارها واضعا يده داخل جيب بنطاله وتحدث بدعابة: أكيد سرحانة فيا صح، قولي قولي متنكسفيش؟
نظرت بجانبها على ذلك المدلل المغرور وتحدثت: وهسرح فيك ليه إن شاء الله؟

أجابها عمر بغرور: يمكن علشان شاب زي القمر طول بعرض وعيون زرقا وملامح أجنبية، ولا يمكن علشان مهندس قد الدنيا وكمان إبن عز المغربي، إيه كل ده ميخلكيش تعجبي وتسرحي فيا؟
وأكمل بكبرياء: على فكرة بقي يا عاليا، أنا من وقت ما شفتك وأنا شايف ف عيونك نظرة إنبهار بيا بس مكسوفة تقولي، فأنا جيت النهاردة علشان أشجعك إنك تقوليها، مش عيب على فكرة إن بنت تعترف لولد إنها معجبة بيه في لندن الكلام ده عادي جدا.

نظرت له بإستغراب من جرأته وغروره وتحدثت: ده إيه الثقة والغرور اللي بتتكلم بيهم دول، ثم أنت مين أداك الحق تقتحم لحظات إسترخائي بالشكل ده!
أجابها بغرور: الحق عليا قولت أجي أونسك وأعزمك على سهرة هتعجبك أوي.

نظرت له بإستغراب وتحدثت: متشكرة يا سيدي ومستغنية عن خدماتك، وعلى فكرة بقي عيب أوي لما تيجي لبنت وتقولها أنا واخد بالي منك وعارف إنك معجبة بيا، وأحب أقول لك إنك واحد مغرور وأن كلامك كله غلط لسبب بسيط جدا، وهو إن أنا ما بيعجبنيش الشباب الملزق بتاع اليومين دول،
وأكملت بإنتشاء: أنا يوم ما أفكر أبص لواحد هبص لراجل يملي عيني قبل قلبي
ثم نظرت له وتحدثت ساخرة: سلام يااا، يا ابن المغربي.

وذهبت وتركته يغلي من تلك الصفعة الذي تلقاها للتو على يد تلك السمراء الجميلة بنت أبيها.

ف غرفة يسرا ليلا
كانت تجلس فوق تختها تمسك بهاتفها وتتصفح من خلاله مواقع التواصل الإجتماعي وجدت رسالة بعثت لها عبر تطبيق الماسنجر من حساب بإسم القبطان سليم الدمنهوري
فتحتها ووجدت نصها كالأتي: السلام عليكم
إزي حضرتك مدام يسرا، أنا سليم الدمنهوري صديق الباشمهندس حسن إللي قابلت حضرتك في أسوان وأسف جدا لو كنت تطفلت على حضرتك.

إبتسمت حين تذكرت نظرة عيناه لها وكتبت له: أهلا سيادة القبطان مفيش تطفل ولا حاجة حضرتك.
إبتسم سليم وسعد قلبه لتقبلها الحديث معه وكتب عبر الرسائل: متشكر جدا لذوق حضرتك وبعد إذنك كنت حابب أطمن على سيادة العقيد يارب يكون بقي كويس.
أجابته يسرا وبعد مدة من المحادثة تعرفت يسرا أكثر عن سليم وقص لها أنه أرمل منذ خمسة أعوام ولديه طفل يبلغ من العمر 8 سنوات يقطن مع والدته بمحافظة القاهرة حيث مسكن عائلته.

وبعث لها طلب صداقة قبلته هي
بعد إنتهاء المحادثة تنهدت يسرا بإرتياح وشعرت وكأنها تعرفه منذ عقود.

بعد عدة أيام.
دلف ياسين لفيلا رائف ليلا وجد ثريا تجلس فوق الأريكة ممسكة بمسبحتها وتسبح لله الواحد الأحد وبجانبها علية ممسكة بمسبحتها هي الأخري
تحدث بوجه بشوش: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إيه حلقة الذكر الجميلة دي، ماشاء الله عليكم ربنا يتقبل اللهم امين
وقفت علية مهللة: الله أكبر لا حول ولا قوة الا بالله ألف بركة يا باشا ألف حمدالله على سلامتك نورت الفيلا.

نظر لها ياسين وأبتسم بسعادة: الله يسلمك يا علية متشكر أوي.
وقفت ثريا إحتراما له وأحتضنته بعناية وحب متحدثة بعيون سعيدة: حمدالله على سلامتك يا ياسين، الله لا يعودها تاني إلا بالخير يا حبيبي.
قبل جبهتها بحب قائلا: تسلميلي يا أمي.
سألته بإهتمام: جرحك أخباره ايه النهاردة؟
أجابها: الحمدلله بخير خلاص ما بقاش بيتعبني خالص، الدكتور قالي ممكن أمارس حياتي عادي بدون قلق.

تحدثت بدعابة وهي تجلس: قولتي لي بقي علشان كده سيادة اللوا سمح لك تخرج بره الفيلا.
إبتسم وتحدث: والله أنا لو عليا كان نفسي أخرج من أول يوم رجعت فيه من المستشفي لكن أقول أيه سيادة اللوا كان ناقص يجيب اترينا ويبروزني جواها.
تحدثت علية بسعادة: ربنا يخليكم لبعض يا باشا، ربنا ما يعودها تاني ده الباشا الكبير كان هيتجنن علشان حضرتك.
تحدثت ثريا للواقف متسمرا بمكانه: أقعد يا حبيبي واقف ليه؟

تحمحم وتحدث بإحراج: متشكر يا ماما أنا تعبان وهطلع أرتاح، هي مليكة فوق؟
وأكمل مبررا: أصل الحقيقة إتخنقت من جو المستشفي طلعت أوضتي نمت فيها إمبارح وقولت أجي أبات هنا النهاردة، حاسس إني غبت كتير أوي البيت واحشني و الدنيا كلها وحشاني.
تحدثت بإبتسامة رضا وتفهم: وماله يا حبيبي، بيتك وتيجي وقت ما تحب، مليكة فوق قاعدة مع عاليا إطلعلها.
إبتسم لها وصعد للأعلي قلبه يتراقص فرحا كاد أن يتركه ويذهب إليها طائرا.

دق بيده فوق الباب طرقات خفيفة إستمع لصوت حبيبته تسمح للطارق بالدخول
فتح الباب بخفة وتحدث من الخارج مناديا بإسمها لإعطاء علياء الفرصة للإعتدال
إنتفضت حين أستمعت لصوته أتت من الشرفه مسرعتا بقلب سعيد تنظر له بعيون متلهفة ولم يكن حاله بأفضل منها إلتقت العيون بإشتياق وهيام
أخرجهما مما كان عليه صوت علياء التي كانت شاهدة على كل تلك المشاعر الجياشة فأرادت الإنسحاب بهدوء لإعطائهما فرصة التلاقي.

خرجت علياء وأغلقت الباب خلفها.
وما هي إلا لحظات وبدون مقدمات هرولت مسرعة بسعادة وأرتمت داخل أحضانه مغمضة العينان وهي تتحسس ظهره بحنان دافنة أنفها داخل عنقه تشتم رائحة جسده بوله، قابلها هو بإحتضانها بشدة كاد أن يكسر عظامها من شدة إشتياقه ثم رفعها إليه وبدأ بتقبيل كل إنش بوجهها وعنقها.

تحدثت وهي تختبئ داخل عنقه وتشدد من إحتضانه بعنف: وحشتني يا ياسين، وحشتني أوي، هو إنت فعلا هنا ومعايا ولا أنا بحلم زي كل يوم؟
أخرجها من داخل أحضانه وهو ينظر داخل عيناها الساحرتان وتحدث بوله وولع: هو بجد حبيبي كان بيحلم بيا كل يوم؟
أجابته وهي تهز رأسها بإيماء وعيون عاشقة: كنت بحسب الأيام والليالي علشان ترجع لي وتنور أوضتك تاني، من كتر ما أتمنيت وجودك جنبي بقيت بتيجي لي في أحلامي يا ياسين.

أنزلها وأحاط وجنتيها بكفيه بعناية وتحدث بلهفة وتساؤل: أوضتي، هي خلاص بقت أوضتي يا مليكة؟
أجابته بهيام: أيوه أوضتك يا ياسين، أوضتك مع مراتك حبيبتك إللي خلاص مبقتش تقدر تبعد عنك ولو ليوم واحد
كان ينظر لها بعيون غير مصدقة لما يستمعه ويراه من حالة جنون العشق التي تحاط بها مليكته، مال على شفتاها ليتأكد إن كان ما يراه حقا واقع أم أنه يتخيل مثلما عاش يتخيلها قبل، وجد عشقا وأشتياقا جارفا منها إليه.

سحبها من يدها وكاد أن يصل بها إلى التخت ولكنه توقف متسمرا ثم نظر إلى الأريكة وأبتسم برضا وأخذها إليها وفردها وأجلسها عليها.
تحركت سريعا وكأنها تذكرت شيئا ما وتحدثت: حبيبي ثواني هدخل التواليت وأجي بسرعة
أجابها بلهفة: متتأخريش عليا.
هزت رأسها وذهبت سريعا وأغلقت الباب خلفها، إتجهت إلى إحدي الأدراج وأخرجت منه حبوب لمنع الحمل، نظرت بها وتنهدت بأسي ثم إبتلعت إحدي الأقراص سريع بتوتر وخرجت إليه.

ذهب إليها بلهفة وحملها بين ساعديه وتحرك بها إلى الأريكة
ثم غاصا معا في عالم عشقهما الخاص، قضي ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة، ليلة مليئة بالحب والوله والإشتياق بثا فيها كل منهما للأخر مدي عشقه وهيامه وأشتياقه
ليلة كانت عوضا عن شهورا عاشاها في تألم وحرمان ودموع
فهل إنتهت سنوات عجافهما وبدأت سنوات الرخاء والحصاد لقطف ثمار عشقهما والعيش بهناء لم يشقيا بعده أبدا؟
وهل ان الأوان لترتاح أرواحهم المهلكه؟

أم أن للحزن داخل قلوبهم المتبعة بقية؟
تمللت في فراشها بدلال وجدته ينظر لها بعيون عاشقة هائمة في ملكوت سحرها
إبتسمت له بسعادة قائلة بصوت متحشرج: صباح الخير يا حبيبي.
أجابها وهو يداعب أنفها بأنفه: صباح الفل.
إبتسمت وسألته: هو أنت صاحي من بدري؟
أجابها وهو يهز رأسه بإيماء: صحيت ومرضيتش أزعجك، فضلت أبص عليكي وأتملي في جمالك وهدوئك وإنتي نايمة، ثم أكمل بإنبهار: هو فيه حد بيصحي من النوم زي القمر كده؟

ضحكت ودفنت وجهها داخل أحضانه محتضنة إياه بسعادة ودلال وغاصت معه من جديد في عالم العشاق
بعد مدة كانت تضع رأسها على صدره، وضع يده وأزاح عنها خصلة شعرها وأرجعها خلف أذنها ونظر لها بوله وتحدث بإعجاب: معقولة جمالك ده، هو إنت إزاي حلوة أوي كدة طول الوقت؟
إبتسمت ودفت وجهها داخل صدرة خجلا، رفع وجهها إليه مرة أخري ونظر داخل عيناها وتحدث بإنبهار: تعرفي إيه أحلي حاجة بحبها فيكي يا مليكة؟

نظرت له وهزت رأسها بنفي وتحدثت بإستفهام: إيه؟
أجابها بعيون عاشقة: خجلك ورقتك، برغم عدد سنين جوازك إلا إنك لسه بيور وخجولة ودي أحلي حاجة بتميز الست وللأسف بقت قليلة جدا ف زمنا ده.
إبتسمت له فمال على شفتاها ليشرب من شهد عسلها المميز، ثم تحرك وحملها ودلف بها داخل الحمام تحت سعادتها المطلقة من دلاله الزائد لها.

بعد مدة من الوقت تحدثت مليكة على إستحياء وهي تمشط شعرها أمام مراتها: حبيبي ممكن تنزل إنت الأول وأنا شوية كدة وهحصلك؟
نظر لها مضيقا عيناه بإستغراب وتحدث مستفهما: وليه مننزلش إحنا الإتنين مع بعض؟
تحمحمت بخجل وتحدثت مفسرة: معلش يا حبيبي، بس أنا مش حابة حد ياخد باله من علاقتنا وكمان ياريت نتعامل مع بعض قدامهم زي الأول، يعني مش عاوزة ماما ثريا تزعل لو حست بحاجة.

نظر لها بتساؤل: وعمتي إيه إللي هيزعلها من حاجة زي كده، أنا مش قادر أفهمك بصراحة يا مليكة!

شعرت بالحزن يكتسي عيناه فاقتربت منه بدلال وتحدثت: مش إنت كل إللي يهمك إننا نكون كويسين وبنحب بعض يا ياسين، هتفرق إيه بقى حد يعرف بحبنا ده ولا لا، وتحسست صدره بيدها في حركة أذابت حصونه: ياسين أنا بحبك أوي ومش عاوزه أي حاجة تحصل تاني وتتسبب في زعلنا، خلينا نعيش حبنا في هدوء من غير ماحد يحس ولا يشعر بينا، أرجوك يا ياسين.

إبتلع لعابه من تقاربها وهيأتها المهلكة لرجولته وتحدث بإنصياع: إللي تشوفيه صح أنا موافق عليه يا قلبي.
وأكمل بتمني: المهم حبيب جوزه يفضل يحبه ويهتم بيه ويدلعه زي إمبارح كده، وغمز بعينه بوقاحة.
إبتسمت بخجل وتحدثت: إتفقنا.
وبالفعل نزل ياسين وتجهزت هي الأخري وكادت أن تتحرك أوقفتها صورة رائف الموضوعة بعناية فوق الكومود، إقتربت منها وأمسكتها ونظرت له بحنين وغيمة من الدموع إكتست مقلتيها.

وتحدثت بصوت مسموع: متزعلش مني يا رائف، غصب عني والله معرفش أمتي وإزاي حبيته وأتشديت له بالشكل ده، قاومت كتير صدقني كنت بشوف العشق والغرام في نظرة عيونه وهو بيبص لي، ومع ذلك قاومت، بس غصب عني قلبي داب في حبه وعشقه
ونزلت من عيناها دمعة وهي تقول: سبحانه مقلب القلوب، بس عاوزة أقول لك إنك هتفضل في قلبي لأخر يوم ف عمري،.

وأكملت بحنين: أصل مش إنت الراجل إللي تتنسي يا رائف، هفضل فاكرة لك عشرتك الهادية وقلبك الطيب وحنانك وحبك ليا، وحشتني يا طيب والله وحشني قلبك الطيب، الله يرحمك يا حبيبي ويجعلك من أهل الجنة
ثم أكملت بإبتسامة وحماس: أنا هاجي أزورك قريب إتفقنا أرجوك متزعلش مني وسامحني أرجوك يا رائف، ثم وضعت الصورة بمكانها ودلفت للحمام إغتسلت من دموعها وتحركت للأسفل.

نزل ياسين إلى الأسفل، وجهت ثريا علية لإحضار الإفطار له وبعدها لحقت به مليكة وجلسا في الحديقة يتناولان إفطارهم بجانب يسرا وثريا
في تلك الأثناء دلفت ليالي من البوابة الحديدية تبحث بعيناها عن ياسين، وجدته يجلس بإرتياح يتناول طعامه وترتسم على وجهه علامات السعادة والراحة
تمالكت حالها وكتمت غيظها ورسمت إبتسامة مزيفة على وجهها وتحدثت: صباح الخير.

رد الجميع وتحدثت ثريا بوجه بشوش: إقعدي يا ليالي إفطري مع ياسين ويسرا ومليكة، أكيد لسه ما فطرتيش؟
تحدثت ليالي بإبتسامة كاذبة وهي تجلس بجوار ياسين: أنا فعلا لسه مافطرتش يا طنط.
ثم أمسكت بأناملها وجنة ياسين ووضعت بها قبلة ناعمة ونظرت له بدلال وسحر وتحدثت: عامل إيه يا بيبي النهاردة؟
نظر لها بشك وريبة من إهتمامها الزائد الغير معهود وتحدث: الحمدلله كويس.
وشرعت هي بتناول طعامها.

أما مليكة فكانت بحال لاتحسد عليه فرغما عنها شعرت ببركان ألم وغيرة من لمسات ليالي لياسين وبرغم أنها الزوجه الثانية وتعرف موقفها جيدا وأنها لا يحق لها تلك المشاعر إلا أن ذلك الشعور تمكن من قلبها وغزاه فأصبح كقطعة فحم شديدة الإشتعال.
شعر هو بها بالرغم من محاولتها المستميتة لتخبئة ما يدور داخل صدرها
لكنه عاشق ومن غير العاشق يشعر بنار معشوقه.

تحدث ياسين لإخراج مليكتة من حزنها: أمال فين عالية يا عمتي مش سامع جنانها وهيبرتها في البيت النهاردة؟
أجابته ثريا مع إطلاق ضحكات خفيفة: دي خرجت مع جيجي تشتري شوية حاجات، قولت لها إستني مليكة لما تصحي قالت لي مليكة شكلها هتتأخر واستعجلت ومشيت.
تحدثت مليكة بجدية ووجه عابس: لو كانت قالت لي إمبارح إنها هتخرج ومحتجاني معاها كنت صحيت بدري مخصوص علشانها.

نظر لها بأسي لحالتها وتحدث ليخرجها من تلك الحالة: مليكة هو أنا ممكن أتجرأ وأطلب فنجان قهوة من إيدك، بجد وحشتني قهوتك جدا.
إبتسمت رغما عنها وأجابته بموافقة: أكيد طبعا.
وقفت ونظرت للجميع متسائلة بوجه سعيد: مين تاني يحب يشرب قهوة مع ياسين؟
نظرت لها ليالي بضيق وتحدثت بإستهجان ولهجة ساخرة: هو من أمتي بقا أسمه ياسين يا مليكة، مش كان سيادة العقيد بعد مابطلنا أبيه؟

إرتبكت بوقفتها وأحمرت وجنتيها خجلا وتعالت أنفاسها
حين نظر هو إلى ليالي بتحدي وتحدث ساخرا: من يوم ما بقت مراتي وأنا بقيت بالنسبة لها ياسين يا مدام، ولو مطلوب منها تقولي يا سيادة العقيد يبقي أنتي كمان هتقولي قبلها.
إنتفضت بجلستها واعتدلت له وتحدثت بحدة وتعالي: إنت بتشبهني بيها يا ياسين، بتشبه مراتك أم أولادك بواحدة كل إللي بيربطك بيها حتة ورقة وبالغصب كمان؟

صاح بها عاليا بغضب: ليااالي، إلزمي حدودك وماتتكلميش في إللي مايخصكيش علشان ماتسمعيش كلام يضايقك ويأذيكي.
تدخلت ثريا لفض ذلك الإشتباك: خلاص يا بنتي إنتي هتعملي مشكلة على موضوع ما يستاهلش.
تحدثت يسرا بهدوء: إهدي يا ليالي ملهاش لازمة عصبيتك دي وخصوصا إنك زي ما قولتي دي مجرد ورقة وما تستاهلش إنك تعملي عليها مشكلة.

إشتعل بركان الغضب داخله من حديثهم الثائر لكرامته كرجل يعشق إمرأته ويقدسها ولم يستطع حتى البوح بما يكنه لها داخل صدره أمام الجميع
نظر لها بغضب مكتوم إرتبكت بوقفتها وأرتجف جسدها وأمتلئت مقلتيها بدموع الألم والحزن،
إنسحبت بهدوء للداخل وأسرعت متجهة إلى غرفتها بالأعلي
إرتمت على تختها وأجهشت بالبكاء المرير على حالتها التي وصلت إليها.

هي متزوجة وتعشق زوجها ولكن لايحق لها حتى الإفصاح أو التعبير عن تلك المشاعر التي تنفجر عشقا بداخلها
أما ياسين فقد وجه بصره إلى ليالي ونظر لها نظرات تنفجر من داخلها نيران الغضب وتحدث بحدة: أخر مره هسمح لك بإنك تتكلمي بالشكل الهمجي ده مع مليكة ولو ده حصل تاني قسما بربي هتشوفي مني وش عمره ماعدي عليكي طول سنين جوازنا إللي فاتت، إنت فاهمة؟

وأكمل ساخرا: والوقت يلا روحي شوفي ولادك بيعملوا إيه ده لو كنتي لسه فاكرة إن عندك ولاد ومسؤولية، وصاح بها بحدة: يلاااااااا.
إنتفضت برعب من تحوله المفاجئ وغضبه العارم هزت رأسها بإيماء وتحركت سريع للخارج متوجهة إلى منزلها
وقف ياسين وهو يتنفس بغضب ينم عن ما بداخله من ثورة بركان غاضب
حاول تهدئة حاله ثم تحدث متأسفا: أنا أسف يا عمتي إني إتنرفزت وعليت صوتي في وجودك، بعد إذنكم.

وأنسحب هو الأخر للخارج ذاهبا بإتجاه البحر بقلب ثائر حائر ما بين غاضب منها لأنها هي من وضعتهم في تلك الخانة، وبين قلب مفطور حزين لأجل دموعها التي رأها بعيناها وهي تترجاه ألا يغضب منها
زفر بضيق وبدأ ينظم أنفاسه ويأخذ شهيقا وزفير عل هواء البحر النقي يريح قلبه ورأسه المشتعلان بنار الغضب،.

نظرت يسرا لوالدتها التي بدا على وجهها الحزن والشرود أخرجتها يسرا وهي تربت على يدها بحنان وتحدثت: إهدي يا حبيبتي أرجوكي.
نظرت لها ثريا وتحدثت بأسي: ياتري أخوكي حاسس باللي بيحصل ده يا يسرا، ياتري شايف مراته وحبيبته ونور عيونه وهي قلبها بدأ يلين و يروح لغيره؟

تحدثت يسرا وهي تهز رأسها برفض: إيه بس إللي بتقوليه ده يا ماما حضرتك ست مؤمنة ماينفعش تفكري بالطريقة دي، رائف الله يرحمه في مكان أحسن وكل الدنيا دي باللي عليها مبقاش يعني له أي شيئ،
وأكملت بكذب حتى تطمئن والدتها: وبعدين مليكة عمرها ما حبت ولا هتحب غير رائف، طمني قلبك يا حبيبتي وارتاحي من الناحية دي.

أجابتها ثريا بتأكيد: ليه هو إنت مشفتيش دموعها ونظرت الألم إللي في عيونها وهي بتبص لياسين بعد كلام ليالي ليها؟
تحدثت يسرا بتعقل: عادي يا ماما، واحدة وأتهانت وسمعت كلمتين فارغين ملهمش لازمة عاوزاها تبقي مبسوطة مثلا
ثم تنهدت بأسي وأكملت: يا ماما أنا مبحبش أشوفك كده، إللي عند حضرتك ده وسواس من الشيطان عاوز يدخلك في حالة رفض للأمر الواقع والرضا بقضاء ربنا وقدره.

وتحدثت محاوله إخراج والدتها من حالتها تلك: رائف خلاص يا ماما راح عند ربه يعني الدنيا واللي عليها مبقوش يفرقوله صدقيني، أنا إللي هقول لك الكلام ده وإنت ست مؤمنة وحافظة وفاهمة كلام ربنا كويس.

تنهدت ثريا وتحدثت ناظرة للسماء مناجية الله سبحانه وتعالي: اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، سامحني يا رب على غفلتي، إنت عالم بقلبي واللي جواه وأنت أدري بحالي مني، سامحني على جهلي الغير مقصود.
ربتت يسرا على يد والدتها ونظرت لها بابتسامة حانية.

دفعت ليالي باب غرفة منال بعد أن طرقت عدة طرقات سريعة لتقتحم خصوصيتها
إنتفضت منال من جلستها على المقعد وألقت بالمجلة التي بيدها فوق المنضدة بإهمال وتحدثت بفزع: فيه إيه، ياسين جرا له حاجة؟
أجابتها بسخرية وتهكم: متخافيش أوي كده حضرتك، ياسين بيه مبيجرالوش حاجة، لكن أنا إللي هيجرا لي قريب من عمايله.

تنهدت بإرتياح وجلست فوق مقعدها مجددا قائله بتهكم: خير يا ليالي، إيه إللي حصل مخليكي داخلة عليا داخلة المخبرين دي؟
أجابتها بغضب: البيه إبنك، وقصت على مسامعها ماحدث
وبعدها أكملت بإستياء وقلق: عمتو، أنا بدأت أقلق من موضوع مليكة ده، ياسين مش طبيعي يا عمتو، ياسين بقي عامل زي المسحور.

ده ما بقاش قادر يسيطر على حاله في وجودها، بمجرد ما بيشوفها بيبقي عامل زي المراهق وشه بيبتسم ويفضل يبص عليها بنظرات عمره ما بصها لي حتى في أشد أوقاتنا الخاصة
وأكملت بجنون: حضرتك لازم تشوفي لي حل، ما أنا مش هفضل قاعدة لحد ما ألاقي جوازه منها بقي طبيعي وألاقي نفسي مجبورة أتحمل وأقاسم جوزي مع ضرة.

أجابتها منال بكل هدوء: إهدي يا ليالي ومتتهوريش وتعملي تصرفات ترجعي تندمي عليها، ياسين مش هيرحمك لو وقعتي تحت إيده ده إبني وأنا أدري بيه،
وأسترسلت بتوقع: بالنسبة لمليكة مش عاوزاكي تقلقي، ياسين لسه ما طالش منها حاجه ولا حتى لمسها، لأنه ببساطة لو كان طالها كان سابها ورمي طوبتها زي إللي قبلها وقبلها.

ثم نظرت لها بشك وتحدثت: وبعدين يا ستي حتى لو خلاها زوجة فعلية ليه، معتقدش إن ده هيفرق معاكي كتير، وأكملت بنبرة ساخرة: بدليل الستات إللي فضلتي تنخربي ورا ياسين وأجرتي واحد من شركة أمن إيطالية يراقبه وعرفتي علاقاته النسائية إللي مابتخلصش وبعدها ماكانش ليكي أي ردة فعل وكملتي حياتك معاه ولا كأنك عرفتي حاجة،.

وأكملت بتعقل: وأهو زهق من جوزات العرفي لوحده وبطلها من سنين وبقي ليكي لوحدك وحتى مبقاش يخرجش برة البيت.
أجابتها بغضب وغل: لا تفرق كتير أوي لما جوزي يبقي بيعط برة في السر ومحدش عارف بلاويه وأبقى قدام الناس أنا الزوجة الوحيدة وليا كل الصلاحيات والإحترام، وما بين لما يبقا لي ضرة فعلية وتقاسمني جوزي في كل شيئ
وأكملت بإستنكار: ده مش بعيد وقتها ياخدها في حفلاته وخروجاته إللي تبع شغله عادي جدا،.

وأكملت بتسائل: ساعتها بقي تقدري تقولي لي شكلي أنا هيكون إيه قدام الكل؟
تمللت منال وتحدثت: يييييه يا لي لي مخلاص بقي، لما يبقى يحصل وقتها نبقي نفكر لها في حاجة تبعدها عننا، بطلي كلام بقي وأتفضلي روحي شوفي وراكي إيه صدعتيني.

مازال ممتثلا أمام البحر يتنفس الصعداء عله يهدئ من روعه، إستمع إلى صوت هاتفه معلنا عن وصول مكالمة أخرجه من جيب بنطاله ونظر به وجدها هي، نظر للسماء وزفر بضيق لا يدري بما سيجيبها
ضغط على زر الأستقبال وأستمع لها بصمت تام
وإذ بها تتحدث بدموع وأسف: أنا أسفة والله أسفة، أرجوك يا حبيبي متزعلش مني.

أجابها برجاء: خليني أعلن للكل عن علاقتنا يا مليكة، خلي كل واحد يعرف حدوده و يحط لسانه جوه بقه ويبطل يتدخل في حياتنا
وأكمل بتساؤل غاضب: أنا مش قادر أفهم أيه إللي يجبرنا على إننا نسمع كلام سخيف من هنا وهناك ومنردش ونعرف الكل حدوده.

وأكمل بضيق: ايه إللي يجبرنا نتحمل كلامهم ونظراتهم السخيفة لينا، أيه إللي يجبرنا على إننا نخبي مشاعرنا ويكون كل شغلنا الشاغل إن محدش ياخد باله من نظراتنا لبعض أو حبنا يظهر في عيونا غصب عننا؟
وأسترسل بنبرة عالية: أنا جوزك وإنت مراتي قدام ربنا وقدام الناس، ليه مصرة تحسسيني إننا إتنين مراهقين ماشيين مع بعض من ورا أهلنا وبنعمل حاجة غلط، ليه؟

أجهشت في البكاء وهي تترجاه: بلاش يا ياسين أرجوك لو فعلا بتحبني زي ما بتقول بلاش تعمل كده وخلينا على إتفقنا، إنت متعرفش ماما ثريا ممكن يحصل لها أيه لو عرفت حاجة زي كده، أنا أكتر واحدة حاسة بيها كويس، هي تبان جامدة وصلبة قدامكم لكن هي من جواها متدمرة والموضوع ده فارق معاها جدا،.

وأكملت بتألم: أنا بشوف أسألتها في عنيها وهي بتبص لي، بحسها وهي بتترجاني وعيونها تقولي أوعي تعملي فيا كده يا مليكة، أوعي تخلينا أحس إن إبني مات فعلا، صدقني يا ياسين ماما ممكن يجرا لها حاجة لو عرفت حاجة عن الموضوع ده.
تحدث بغضب وأستنكار: إنتي ليه محسساني إنك بتتكلمي عن حد أنا معرفهوش، عمتي ست متفتحة وعقلها كبير، ست مؤمنة وتعرف حدود ربنا كويس مش عمتي إللي تحرم حلال ربنا وتزعل منه.

إستجدته بإستعطاف ودموع: علشان خاطري يا ياسين لو فعلا بتحبني أعمل كده علشاني؟

تنهد وتحدث بألم: وهو أنا مصبرني على كل إللي بيحصل ده غير إني بحبك، وأكمل: يا مليكة أنا بعشقك وعلشان كده نفسي أصرخ وأسمع الدنيا كلها إنك حبيبتي ومراتي وإني خلاص بقيت جوزك إللي بتعشقيه ومتقدريش تستغني عنه، وأكمل بعشق منصاعا لأمر الهوي: لكن طالما إنت أمرتي بكده يبقى إللي إنت عوزاه أنا هنفذهولك حاليا يا مليكة، لكن هنتكلم في الموضوع ده تاني.
إبتسمت وذاب قلبها عشقا وتحدثت بصوت أنثوي ناعم: يا ياسين بحبك.

أجابها بحب محاولا مداراة ألمه الساكن روحه: يا قلب ياسين أنا بعشقك.
ثم أكمل بنبرة جادة: مليكة أنا عاوز أشوفك برة النهاردة.
أجابته بتساؤل: طب إزاي وإنت لسه مابتخرجش بره البيت من وقت الحادثة، وكمان أنا هقول لماما رايحة فين؟
تحدث بضيق: إتصرفي يا مليكة، قولي لها رايحة تزوري سلمي وأنا هاجي أخدك من عندها.
إبتسمت وتسائلت: طب هنروح فين؟
أجابها بحب وهيام: لما تيجي هبقى أقول لك هنروح فين.

أغلقت هاتفها بعد أن إتفقا على أن يلتقيا بعد ساعة من الأن.
دلفت سعيدة إلى الحمام لتأخذ حماما ينعشها ويغسل عنها حزنها الذي أصابها من حديث تلك الليالي.
بعد ساعة كانت تجلس بشقة صديقتها سلمي وهي تتحدث بسعادة: مش عارفة إذا كان إللي بعمله ده غلط ولا صح، كل إللي أنا عارفاه وحساه إني بكون مبسوطة أوي وطايرة في السما وأنا معاه،
وأكملت بخجل ممزوج بسعادة وهي تنظر داخل أعين صديقتها: أنا شكلي حبيته أوي يا سلمي.

إبتسمت لها سلمي وتحدثت: ربنا يسعدك يا مليكة، ماتتصوريش أنا فرحت لك أد إيه، ياسين حد محترم ويستاهلك بجد، بس ياريت تحافظي عليه وما تحاوليش تبعديه عنك تاني علشان ده لو حصل تاني ممكن ساعتها تخسريه للأبد.
أجابتها بعيون هائمة عاشقة: أبعد عن مين يا بنتي ده أنا مبقتش أقدر أبعد عنه ولو يوم واحد، بقيت بشتاق له أوي يا سلمي، إمبارح لما دخل أوضتي جريت عليه وحضنته وكأن روحي كانت مفرقاني ورجعت لي تاني برجوعه.

إبتسمت سلمي وهي تري عشق صديقتها التي كانت تعتقد أن حياتها إنتهت برحيل رائف لكن الحياة تثبت أنها أقوي وتستطيع التغلب على تغير قلوب البشر فسبحان الذي يغير ولا يتغير،
وبعد مدة هاتفها وصعد لها ليلقي السلام على سلمي وأعطاها علبة من الشيكولا السويسرية الفاخرة،
وإصطحب مليكة ووصل بها إلى فندق فخم كان قد حجز به غرفة خاصة ودلفا بها وأغلق بابها.

نظر لها بهيام وبدون سابق إنذار دثرها داخل أحضانه بإشتياق وتحدث بهيام وهو يشتم رائحتها بسعادة: وحشتيني يا حبيبي وحشتيني أوي.
إبتسمت وتحدثت وهي تخرج من داخل أحضانه: هو أنا لحقت أوحشك يا ياسين، ده أنا لسة كنت معاك من ساعات؟
تحدث بعيون عاشقة متلهفة: هتصدقيني لو قولت لك إنك بتوحشيني حتى وإنت في حضني؟
نظرت له بعيون سعيدة وتحدثت بهيام: للدرجة دي بتحبني يا ياسين؟

أجابها بحب: وأكتر من الدرجة دي يا قلب ياسين، يا مليكة أنا عشقي ليكي وصل لمرحلة إن مبقاش فيه كلام يقدر يعبر عن أحساسي وشعوري إللي جوايا ليكي.
أخذ صدرها يعلو ويهبط من شدة سعادتها وعشقها له، تحرك وجلب كيس كان قد بعثه إلى الغرفة قبل مجيئهم، أخرج من داخل الكيس علبة فخمة وفتحها أمام أعينها وأخرج منها عقدا أقل ما يقال عنه أنه تحفة فنية صنعت خصيصا بعناية ودقة هائلة.

نظرت للعقد بذهول وتحدثت بإنبهار: واو، أيه الجمال ده كله يا ياسين ده تحفة فنية ملهوش مثيل.
إبتسم بسعادة وتحرك ليلبسها إياه متحدثا: لازم يكون تحفة وملوش مثيل ده هيتحط على صدر البرنسيس مليكة عثمان مش أي حد والسلام،
فكت حجابها وأعتطه ظهرها وأعتدلت ألبسها إياه ومال على عنقها وقبله بنعومة وأحتضنها وتحدث بهمس أذابها: ياسين بيعشقك يا مليكة.

ثم لف وجهها إليه وأخذها داخل أحضانه وعاشا معا أجمل لحظات الهوي ليروي قلبهما العطش لحبهما السعيد.

كانت تتحرك بسعادة مفرطة وهي تجاوره في طريقهما لغرفة الإستوديو الخاص بإذاعة برنامجه الخاص، كان ينظر لها بسعادة لسعادة عيناها وفرحتها المفرطة التي يراها أمامه،
وتحدث بتساؤل: إيه يا بنتي السعادة إللي إنتي فيها دي كلها كل ده علشان جاية معايا الإستوديو؟
أجابته بسعادة وهي تتحرك بطفولة بخلف ظهرها ناظرة له بوجهها البريئ: ليك حق طبعا تستغرب وتهون من الموقف يا أستاذ،.

أصل إنت ما تعرفش أنا أد أيه حلمت وأتمنيت إني أجي أزور الإذاعة وأشوف وأحس الأجواء عاملة إزاي، وأكملت بعيون حالمة: ده أنا ياما إتخيلت المكان وأتخيلتك وإنت قاعد كده وماسك الميكرفون وبتكلم فيه المستمعين، وأكملت بإنتشاء: الإذاعه دي إختراع وعالم تاني، عالم كله سحر مبني على التخيلات، طب تعرف إني مكنتش حابه أشوف صورتك علشان تفضل بالصورة إللي رسمتها لك في خيالي،.

ثم حمحمت خجلا وأكملت مفسرة حديثها: أقصد يعني كلكم مذيعين الراديو بلا إستثناء.
نظر لها بإستغراب ثم أبتسم وتحدث مستفسرا: وإنت بقا شوفتي صورتي فين؟
أجابته بمرح: أبدا كنت قاعدة في يوم على الاكونت بتاعي وبقلب لاقيت إعلان ممول لإذاعتك بتنوه فيه عن مواعيد البرامج على المحطة الإذاعية، كانوا منزلين صورة كل مذيع وتحتها إسمه وإسم برنامجه وميعاده.

إبتسم وتحدث بمراوغة: وياتري بقي لاقيتي صورتي زي ما رسمتيها في خيالك ولا إتصدمتي من الواقع؟
نظرت له بخجل وأستغراب من سؤاله!
أجابها سريع بمراوغة: أقصد يعني صورنا كلنا هو مش إنت بردوا كنتي متخيلانا كلنا وراسمه لكل واحد فينا صورة في خيالك ولا أيه؟
هزت رأسها بتوتر وتحدثت سريع: أه طبعا أومال يعني كنت راسمة صورة جنابك بس، طبعا كل المذيعين يا حضرة الباشمذيع.

ضحك برجولة مهلكة لها وأشار بيده: طب إتفضلي أدخلي إحنا خلاص وصلنا.
دلفت داخل غرفة التسجيل تنظر لها بإنبهار وعيون عاشقة حقا لشكل الإستوديو ومحتوياته بدأت تتحرك في جميع أنحاء الغرفة تنظر لأدوات التسجيل بإنبهار تام وتتلمسها بحذر وحب وكأنها تتلمس لوجنة طفل حديث الولادة.

نظر لها بإستغراب وحدث حاله: من أين خرجت لي تلك الساحرة ذات التفاصيل المبهرة، تلك الفتاة أشبه بحورية من حوريات الأساطير، عاشقة هي لكل شيئ أصيل، حالمة بروحها السارحة في ملكوت عالمها الحالم
كم أنت غريبة وساحرة أيتها الجميلة، من أين جئتي وظهرتي وإلي أين ستصلي، كم انت بريئة أصيلة، نادرة، ذات طابع خاص وسط عالم سريع أشبه بوجباته.

فض تخيلاتهم صوت معد البرنامج وهو يتحدث بجدية: يلا يا أستاذ شريف إحنا جاهزين فاضل 1 دقايق ونطلع هوا
ثم نظر لها وتحدث: إتفضلي يا أنسة برة لو سمحتي علشان الصوت.
نظر لها شريف وتحدث بإهتمام: أخرجي يا عالية أقفي برة وإنت هتشوفي كل حاجة لكن طبعا لازم تشغلي الفون على المحطة لإنك مش هتسمعي حاجة من الإزاز لأنه عازل للصوت.
ثم وجه حديثه لشخص ما يقف: سامح ياريت كرسي برة وعصير فريش للأنسة لو سمحت.

أجابه الشاب بطاعة: تحت أمرك يا أستاذ شريف، إتفضلي معايا يا أفندم.
خرجت وهي تتلفت حولها ومازال الإنبهار يسيطر على حالتها، وقفت تنظر عليه وهي سعيدة من خلال الغرفة ذات الحوائط الزجاجية التي يقطن داخلها.
تحدث مخرج البرنامج بجدية: هنبدأ يا شريف يلا كله يستعد هوااااااا، 1,2,3,.

تحدث شريف بسعادة وهو ينظر لها من خلف الحائط الزجاجي: مستمعين الأعزاء أهلا بيكم في حلقة جديدة من برنامجكم اليومي ساعة مع شريف وحشتوني جدا،
حلقتنا النهاردة هنتكلم فيها عن الصدف، الصدف إللي بتغير حياتك أو بتحقق لك حلم كنت شايفه بعيد عنك ومستحيل إنك تحققه، هنتكلم كمان عن الشعور إللي ممكن الشخص مننا يحس بيه لو فجأة كده وبدون مقدمات شاف حلمه بيتحقق قدام عنيه وكل ده بمحض الصدفة،.

كانت تضع سماعات الأذن وتستمع له من خلال هاتفها وأبتسمت بسعادة حين أدركت أنه يقصدها بكلامه ويتحدث عن صدفتها معه،
أكمل هو: حابب كمان أقول لكم إن موضوع حلقتي النهاردة مش صدفة، لا خالص، وهقول لكم ليه بقول كده، لكن بعد مانسمع أغنية كلنا بنحبها جدا.
وأكمل بمرح: وبالصدفة بردوا إسمها صدفة الغنوة دي للفنانة الجميلة أروي، صدفة
أدار شريف الغنوة ووجه بصره لها وأبتسم لسعادة عيناها اللامتناهية.
بعد انتهاء الأغنيه،.

تحدث شريف وهو ينظر لعيناها: مستمعينا ورجعنا لكم تاني ونكمل كلامنا وهقول لكم السبب فإني ليه إخترت موضوع الحلقة النهاردة، الحكاية تخص واحده من أشهر أصدقاء برنامجنا هنا وإللي أكيد معظم متابعين برنامجنا عارفينها كويس وإللي بمحض الصدفة شافتني وشفتها في مكان عمري ما كنت اتخيل إني أشوفها فيه،.

الحقيقة أنا كنت داخل عند حد من قرايبي وفجأة ظهرت قدامي بنت وبدون مقدمات قعدت تبرق لي وهي مش مستوعبة إنها شيفاني قدامها،
وضحك وأكمل بدعابة: والأغرب من كده كمان إنها زعلت جدا مني علشان معرفتش أميز صوتها
وأكمل وهو ينظر داخل عيناها: البنت إللي بحكي لكم عليها دي هي صديقة البرنامج اللمضة أم أراء حرة الباشمحامية الأسوانية، وبالمناسبة هي موجودة معايا هنا في الإستوديو وبتبعت لكم السلام.

ضحكت وهي سعيدة وأشارت له بيدها بمرح من وراء الحائط الزجاجي.
كانت تجلس بمكتبها الخاص بالإذاعة وكالعادة تستمع برنامجه وتتصيد له الأخطاء كي تفعل المشاكل وتتحكم بأرائها المستبدة، إستمعت لإطرائه لتلك المستمعة وجن جنونها حين إستمعته وهو ينوه عن وجودها داخل المبني الإذاعي
إنتفضت واقفه وتحركت سريع لتذهب له كي تشاهد من تلك المشاغبة التي طالما إفتعلت معه المشاكل بسببها.

وصلت لمكان وقوفها وجدتها تحادثه من هاتفها على خط البرنامج وجدتها تتحدث بمرح: وأنا بجد مش قادرة أقول لكم أنا قد أيه مبسوطة إني موجودة في الأستوديو وقدامي مذيعي المثقف الواعي، بجد تجربة حلوة جدا وشكرا ليك يا شريف على إنك أدتني الفرصة دي وبجد بجد ثانك يو.
إبتسم لها نصف إبتسامة حين رأي تلك الغاضبة تجاورها وتنظر لها بإشمئزاز ثم حولت بصرها له بغضب وضيق.

تحدث شريف بإحترام: أنا إللي متشكر جدا يا عالية وبجد مبسوط إني قدرت أحقق لك حلمك وأشوف سعادتك دي كلها في عيونك وإنتي بتعيشي أجمل صدفة قابلتك من خلال زيارتك للإسكندرية عروس البحر المتوسط.
أنهت علياء مكالمتها وهي تنظر له بإبتسامة سعيدة أخرجتها من سعادتها صوت تلك الغليظة: إنتي بقا الباشمحامية إللي واجعة دماغنا ليل ونهار في البرنامج؟

ضيقت عيناها واستغربت من طريقة تلك المتعجرفة التي تربع يديها فوق صدرها وتنظر لها بكبرياء
أجابتها عليا بتهكم: واجعة دماغك؟
سوري يعني هو أنا أعرفك ولا عمري شفتك علشان أوجع دماغك؟
كادت أن تتحدث قاطعها شريف وهو يفتح باب الإستوديو مناديا عليهما: إيه ده إنتوا إتعرفتوا على بعض.

أجابته علياء بإستهجان ونبرة ساخرة: لا والله محصليش الشرف، أنا كل إللي أعرفه عن الأستاذة إني يا حرام واجعة لها دماغها ومصدعاها طول الوقت وبس كده.
ضحك شريف على طريقتها العفوية حين نظرت له سالي بغضب وتحدثت: لا والله
عجبتك أوي طريقة الهانم وهي بتتريق عليا وعلى طريقة كلامي.
توقف عن الضحك ونظر لها بجدية وتحدث: فيه إيه يا سالي، البنت بتهزر مش أكتر، كبرتي الموضوع كده ليه؟

صمت تام عم المكان وألف سؤال وسؤال بدأ يقتحم رأس علياء وتسائلت بحيرة: تري من تكون تلك المتعجرفة ذات الوجه البارد وما صلتها بشريف، وبأي حق تتهكم عليه هكذا؟
تراجعت سالي من حدتها وتحدثت بلين في محاولة منها لعدم إزعاج شريف وأكتسابه بصفها من جديد: إنت زعلت كده ليه يا حبيبي أنا كمان بهزر على فكرة وعلشان تصدق.

مدت يدها بإبتسامة مزيفة وتحدثت: نورتي إسكندرية كلها يا حضرة الباشمحامية، بس قولي لي بقي إنتي محامية بجد ولا ده لقب إدتيه لنفسك؟
أصلي حساكي صغيرة على إنك تكوني محامية.
أجابتها علياء بعدم إرتياح: انا لسه في كلية حقوق الفرقة التالتة، يعني فاضل لي سنة واحدة وأكون حضرة المحامية رسميا.
تحدث شريف محاولا تخطيه لحديث سالي المثير للأعصاب: طب تعالوا بقا اعرفكم على بعض،.

ونظر إلى سالي مشيرا إلى علياء متحدثا: دي علياء ياسالي، بنت عمو حسن أخو طنط ثريا حماة مليكة.
حدثت سالي حالها: مليكة، أية كارثة خاصة بحياتي تقطن بداخلها مليكة، تلك المليكة أصبحت تسبب لي صداعا مزمنا.
ثم أدار بصره إلى علياء وتحدث بإبتسامة: ودي بقا سالي مذيعة برنامج أيام وليالي أكيد متبعاه
وأقترب من سالي وأحاط بيده على خصرها ونظرا بأعين بعضهما قائلا: وخطيبتي وقريب أوي هتبقي مراتي.

نزلت عليها كلماته كالصاعقة المدمرة لكل ما يواجهها، تبا، بماذا هذي ذلك الشريف منذ قليل؟ أقال خطيبته! وهل لديك خطيبة أيها القاسي، يا لكسرة قلبك علياء
وبلحظة تحولت فرحتها إلى إنكسار وألم داخل قلبها البريئ
تحدثت بإستفهام بوجه حزين: هو أنت خاطب؟
أجابها بإستغراب لتغير ملامحها للحزن: هي مليكة ما قالتلكيش.
حاولت التماسك وابتلعت لعابها وتحدثت بتماسك: مجتش مناسبه علشان تقولي.

ثم مدت يدها له وتحدثت بابتسامة كاذبة: ألف مبروك عروستك زي القمر.
شدت يدها سريع من يده وحولتها إلى سالي وبنفس تلك الابتسامة الزائفة تحدثت: مبروك.
ثم تحدثت بمحاولة للهروب: أنا همشي بقا علشان إتأخرت ومتشكرة مرة تانية على إنك خلتني أعيش اليوم الحلو ده.
تحدث هو: إستني أجيب حاجتي علشان أوصلك.

تحدثت سالي سريع بعدما رأت كل ذاك الحزن داخل أعين تلك الفتاة التي يبدو عليها العشق: توصل مين يا شريف، إنت ناسي إن مامي عزماك على الغدا وأكيد قاعدة مستنيانا؟
نظر لها شريف وكاد ان يتحدث
قاطعته علياء وهي تستعد للمغادرة: إتفضل إنت روح معادك وأنا هركب تاكسي وأروح.
تحدث شريف: يا بنتي هوصلك وأرجع أروح معادي، أساسا لسه بدري وبعدين إنت أمانة أنا اللي جايبك
وأكمل بدعابة: بعدين تتوهي ويحسبوكي عليا نفر.

إبتسمت بمرارة وتحدثت بدعابة ساخرة: لو توهت هبقى أقول لعمو إللي في الشارع إني تبع عمو شريف بتاع الإذاعة
وأستأذنت تحت أنظاره وألم تملك من قلبه، لما؟ هو لا يعلم!
نزلت إلى الشارع أوقفت إحدي السيارات المستأجرة وأنطلقت بها
سندت برأسها على زجاج السيارة شاردة ناظرة للسماء وبدون أية مقدمات نزلت دموع عيناها بهدوء
حدثت دموعها: لما تنهمرين أيتها العزيزه، هل كنتي تعتقدين أنه سيعشقني؟

ومن أكون أنا بالنسبة له حتى يعشقني، ومن أنا من تلك الجميلة المتألقة ذات الشهرة الواسعة، ذات الجمال الأخاد،
لقد خدعني قلبي حينما أشعرني أنه يتلمسني، خدعني حسي حينما أبلغني بميل إحساسه لإحساسي، خدعتني عيناي حين إتصلت بشعاع عيناه الساحرة فأصابت جسدي بالقشعريرة، أه بقلب أتعبه التمني، لوأستطيع لانتزعت عشقه مني
ليتني لم أتي تلك الرحلة، ليتني لم أتعرف به ولم أعلق عليه أحلامي وأمنياتي ورغباتي،.

ليتني لم أري بسمة عيناه حين يلتقيني، لمسة كفه حين يتلمس كفي، نبرته الحنون حين يناديني،
إستفيقي علياء وكفاكي هراء أيتها الغبية، كفي أوهام لهذا الحد إستفيقي وعودي لرشدك، عودي لدراستك ومستقبلك عودي علياء عودي.
خطت لداخل منزلها بقلب طائر هائم عاشق حتى النخاع، وجدت ثريا ويسرا ونرمين تجلسن في بهو الفيلا يتناولن مشروبا دافئا
جري عليها مروان إحتصنها بحب قائلا: مااااامي وحشتيني.
جثت على ركبتيها وأحتضنته وقبلته بسعادة وتحدثت: إنت كمان وحشتني يا قلبي، قول لي أكلت إنت وأخوك؟
هز رأسه بإيماء وتحدث: أه أكلنا مع نانا وعمتو يسرا وعمتو نرمين وعلي.
أتي إليها صغيرها مهرولا هو الأخر متحدثا بعتاب: إتأخرتي ليه يا مامي؟

إبتسمت له وقبلته بنهم وحملته بأحضانها وأتجهت حيث الجمع وتحدثت بوجه بشوش: السلام عليكم.
ردوا جميعا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تحدثت وهي ناظرة إلى نرمين بإبتسامة: إزيك يا نرمين.
أجابتها بإبتسامه صفراء: أهلا يا مليكة.
إبتسمت للصغير وحدثته بود: إزيك يا على وحشتني.
أجابها الصغير بإحترام: وحضرتك كمان وحشتيني يا طنط.
تحدثت ثريا موجهه نظرها إلى مليكة: إتأخرتي كده ليه يا بنتي؟

أجابتها بإبتسامة حانية: معلش يا ماما أصل سلمي كانت مجهزة غدا وأصرت إننا نتغدا مع بعض.
تحدثت يسرا: بألف هنا يا ليكة قولي لي سلمي أخبارها ايه؟
اجابتها ببشاشة وجه: الحمدلله يا يسرا بخير وبتسلم عليكي.
نظرت لها نرمين بحنق وتحدثت بإستهجان: وياتري بقي ياسين عارف إن سيادتك كنتي عند صاحبتك وسايبة ولادك هنا وقاعدة ده كله عندها وكمان في وجود راجل غريب معاكم في البيت؟

نظرت لها وتحدثت بكبرياء وقوة إكتسبتها من ياسينها: أولا جوز سلمي مكانش موجود في البيت كان مسافر البحيرة بيزور أهله، وأسترسلت مفسرة: ثانيا يا نرمين جوز سلمي راجل محترم وحطي تحت محترم دي 1 خط وأنا عن نفسي بعتبره زي أخويا بالظبط يعني حتى وجوده بالنسبة لي مكانش هيبقي فيه مشكلة، ثالثا بقي: إطمني أنا مابتحركش من البيت خطوة واحدة من غير علم ياسين.

نظرت ثريا إلى إبنتها وتحدثت بحدة: ايه يا بنتي الكلام إللي بتقوليه ده! أحمد ده راجل محترم وأخوكي الله يرحمه كان بيعتبره زي أخوه بدليل إنه كان دايما يعزمه هنا ويقعد في وسطنا وكأنه واحد مننا.
تلعثمت نرمين من نظرات يسرا الحادة لها وأرادت تهدئة الوضع خوفا من يسرا: يا جماعة أنا مقصدش إللي فهمتوه خالص أنا كل إللي كنت أقصده أنبه مليكة علشان تتفادي غضب ياسين منها مش أكتر.

ثم نظرت إلى مليكة وتحدثت بلؤم: ولا هو ياسين بطل يغضب عليكي خلاص يا مليكة؟
إبتلعت مليكة لعابها وكادت أن تتحدث ولكن قاطعها حديث ثريا حيث وجهة لها الحديث: شوفتي عاليا يا مليكة لاقيناها دلوقتي راجعة من برة وبتقول إنها حجزت و راجعة بكرة على أسوان.

إستغربت مليكة وتحدثت: مسافرة بكرة إزاي يعني! هي مش لسه إمبارح بالليل بتقول إنها كلمت مامتها وإستئذنتها تقعد كمان خمس أيام أيه إللي حصل خلاها تغير رأيها بالسرعة دي؟
حركت ثريا كتفيها وتحدثت: مش عارفة ما تطلعي تشوفيها وحاولي تقنعيها يمكن تسمع كلامك وتتراجع عن قرارها المفاجئ ده إحنا إتكلمنا معاها بس هي رافضة النقاش ومقررة خلاص.

تحدثت نرمين بضيق: يوووو يا ماما ماخلاص بقي واحدة وحابة ترجع بيتها وسط أهلها أيه هتخلوها تقعد بالعافية وبعدين البنت عندها كلية ودراسة يعني وجودها هنا في الوقت ده هو إللي غريب اصلا.
إستمعن لصوته السعيد متحدثا بمرح: مساء الخير على أجمل وأشيك هوانم في إسكندرية كلها.
إلتفتت بوقفتها عليه وأبتسمت له بسعادة وطار قلبها ورفرف حين ألتقت عيناه بعيناها وأصابها بسهم عشقه.
ردوا جميعا على مغازلته الرقيقة.

وتحدثت ثريا بإبتسامة: أهلا يا ياسين تعالي يا حبيبي إشرب قهوتك معايا.
مر طيفه بجانبها كاد قلبها الهائم أن يتركها ويحتضنه فرحا، وجلس بجانب ثريا وقبل يدها بحنان
وتحدث بمجاملة لأجل ثريا ناظرا لنرمين: إزيك يا نرمين عامله أيه؟
إبتسمت له وتحدثت: تمام الحمد لله يا ياسين جرحك أخباره أيه النهاردة؟
أجابها بابتسامة سعيدة: زي الفل الحمدلله.
حول بصره لتلك الواقفة مكانها وتحدث بمراوغة: إنبسطي عند سلمي يا مليكه؟

خجلت من سؤاله لعلمها مغذاه وتحدثت بمراوغة مماثلة قد إكتسبتها منه: الحمدلله وعلى فكرة سلمي بتسلم عليك وبتشكرك.
أجابها بضحكة رجولية مهلكة لقلبها العاشق: قوليلها لا شكر على واجب.
تحدثت يسرا بعدم فهم: بتشكره! وياتري بقي سلمي بتشكرك على أيه يا ياسين؟

ضحك برجولة وأكمل: أولا على إني خليت مليكة قعدت معاها براحتها وأكيد إنبسطوا مع بعض، وأكمل بكبرياء: ثانيا بقي بعتلها علبة شيكولا سويسري فااااخرة، ثم نظر إلى يسرا وتحدث: طب بذمتك كل السعادة إللي عاشتها بسببي دي ما تستاهلش إنها تشكرني عليها؟
تلعثمت من كلماته وإيحائاته ومراوغة حديثه فقررت الإنسحاب من أمام ذلك الساحر بطلته المهلكة وضحكاته المثيرة لقلبها المسكين.

فتحدثت بإنسحاب: طب بعد إذنكم أنا هطلع علشان أبدل هدومي وأشوف عاليا.
أشار لها بتوسل: طب ممكن قبل ماتطلعي تعمليلي فنجانين قهوة بأديكي ليا أنا وعمتي ده طبعا لو مش هيضايقك؟
وأكمل بإبتسامة: خلاص مبقتش بعرف أشرب قهوة واتمزج بيها غير من إيدك قدك بقي.
إبتسمت له وأجابته: ولا يهمك كل ما تحب تشربها قولي وأنا أعملك علطول.
تحدثت ثريا بإهتمام: أجبلك تتغدي الأول يا حبيبي.

أجابها بإنتشاء وهو يتذكر تناوله الطعام داخل غرفته الخاصة بالأوتيل وهو يجلسها فوق ساقيه ويطعمها بدلال وتطعمه هي بيدها داخل فمه: إتغديت يا أمي أكلت أحلي جمبري وإستكوزا وكابوريا أكلتهم ف حياتي كلها.
إبتسمت هي بخجل وتحدثت ثريا: بألف هنا على قلبك يا حبيبي.
ذهبت إلى المطبخ صنعت لهم القهوة بمذاقها المحبب لهم جميعا وقدمتها وأنصرفت.

كانت هناك من تراقب عيناهم والغل والحقد يتأكل قلبها لرؤية عشق ياسين الواضح وضوح الشمس لغريمتها الكريهة التي لم تكتفي بهدم حياتها السابقة بل ظلت تكن لها كل الكره والحقد الغير مبرر.
صعدت هي وجلس هو بجوارهم يحتسي قهوته بمرح وسعادة ظاهرة على ملامحه.

دلفت لغرفتها أولا أخذت حماما وأرتدت ثيابا بيتية مريحة ثم ذهبت إلى غرفة علياء ودقت على بابها بإستئذان، دلفت بعد السماح لها من علياء التي كانت تضع حقيبتها فوق التخت وتضع بداخلها أشيائها وكل ما يخصها.
نظرت لها بإستغراب وتحدثت: ده الكلام إللي بيقولوه تحت حقيقي بقي إنتي بجد مسافرة بكرة يا عاليا؟
تنهدت ووضعت أخر قطعة ملابس بيدها وأغلقت الحقيبة وأنزلتها ووضعتها بجانب الحائط،.

ثم حولت لها بصرها و إبتسمت بمرارة قائلة: هو أنا هفضل قاعدة هنا على طول يا مليكة ما أنا مسيري في يوم هرجع بيتي، مش فارقة بقي بكرة أو بعد أسبوع.
سألتها بحزن وهي تجلس فوق المقعد: طب أيه إللي حصل وخلاكي تغيري رأيك بسرعة كده؟
أجابتها بكذب: ماما وبابا وأخواتي وحشوني أوي، فجأة كده حسيت إن ناقصني حاجة كبيرة أوي وبصراحة مش هقدر أقعد يوم واحد تاني بعيد عنهم.

تنهدت مليكة بألم وتحدثت: أكيد طبعا مش هقدر ألومك أو أراجعك في قرارك وخصوصا بعد كلامك ده، وأكملت بحنان: المشكلة إني إتعودت عليكي وعلى وجودك معايا هنا، إتعودت على قعدتنا في البلكونة بالليل، على مشينا قدام البحر وإستمتاعنا بالكلام، إتعودت على وجودنا مع بعض في المطبخ وإفتكاستنا اللي كنا بنطلعها، خروجتنا وزيارتنا لقريبنا،
وتنهدت بحنين وأردفت: هتوحشيني يا عاليا.

ذهبت إليها علياء وإحتضنتها وتحدثت بحب: إنتي كمان هتوحشيني جدا وأكيد هنفضل نتكلم فيديو كول.
إبتسمت مليكة وتحدثت: هستناكي في أجازة الصيف زي ما وعدتيني؟
إبتسمت نصف ابتسامة وتحدثت: إن شاء الله.

ليلا
صعدت مني لغرفة علياء لتخبرها أن عمتها بإنتظارها بغرفتها بالأسفل طرقت علياء باب غرفة عمتها ودلفت بعد سماعها إذن الدخول، وجدت ثريا تجلس فوق تختها وتمسك بيدها صندوق مجوهراتها الثمين
تحدثت علياء بإحترام: حضرتك بعتيلي يا عمتو؟
إبتسمت ثريا وتحدثت بحب: تعالي يا حبيبتي إقعدي هنا جنبي.
جلست علياء بجانب ثريا وتحدثت ثريا: لسه بردوا مصممة على إنك تسافري بكرة؟

إبتسمت علياء بحزن وتحدثت: إن شاء الله يا عمتو.
تنهدت ثريا وتحدثت بأسي: هتسيبي فراغ كبير أوي يا عاليا، ما علينا المهم أنا كنت حابة أهديكي حاجة من مجوهراتي علشان تفتكري عمتك بيها وإنتي في أسوان.
إبتسمت علياء بسعادة طفولية وتحدثت: ليا أنا حبيبتي يا عمتو للدرجة دي أنا غالية عندك لدرجة إنك تهاديني من مجوهراتك الشخصية؟

إبتسمت ثريا وتحدثت: طبعا يا عاليا وغالية أوي كمان دانتي في غلاوة يسرا ونرمين ومليكة وربنا وحده إللي يعلم، يلا بقى شوفي هتختاري أيه؟
أمسكت علياء الصندوق بحب وبحثت بداخله لتتفقده وإذ بها تخرج قلادة رقيقة للغاية وتنظر لها بإنبهار وتحدثت: الله يا عمتوا حلوة أوي السلسلة دي رقيقة وبتنطق من الذوق إللي فيها.

نظرت لها ثريا وأبتلعت لعابها وأمسكتها من يد علياء ونظرت بها وهي تتذكر حينما أوقفها عز ليهديها إياها، نعم إنها هدية عز إليها حين كانت بالثامنة عشر من عمرها إبتسمت بحنين لماضيها الجميل.
أخرجها من شرودها صوت علياء وهي تقول: دي السلسلة دي شكلها حكايتها حكاية سافرتي لحد فين يا عمتو؟
إبتسمت لدعابة علياء وتحدثت بحنين: معلش يا عاليا ممكن تختاري حاجة غيرها؟

إبتسمت علياء وأمائت برأسها بتفهم وبالفعل إختارت إسوارة رقيقة وجميلة ثم شكرت عمتها وقبلتها وصعدت للأعلي.
وقفت ثريا أمام مرأتها وأرتدت القلادة وأبتسمت بمرارة وحدثت حالها سامحني عز أنا لست بغبية لأغفل عن تلك المشاعر العارمة التي تكنها لي منذ صباك، لكن متي كانت قلوبنا بأيدينا، قلبي إنصاع لأمر العشق وعشق أحمد وقلبك إنساق خلف مشاعره وعشقني لكن ليس الأمر بالهين فقلبي كان قد عشق وحسم الأمر،.

ثم أبتسمت بحب وتحدثت أأخبرك سرا لقد عشقت عشقك لي نعم أحببت غرام عيناك لعيناي إحترمت عشقك وقدرت غرامك
وأصدقك القول لقد إحترمتك كثيرا حين إحتفظت بعشقي داخلك ولم تفصح لي عنه إلى وقتنا هذا، وهذا ما يميز عشقك أيها الفارس النبيل نعم عز إنك لفارس في زمن قل به الفرسان،
فبرغم عشقك لي وبرغم رفضي لك إلا أنك لم تتخلي عني وعن أطفالي يوما ما، يالك من رجل فريد نبيل أشكرك عز حقا من أعماق قلبي.

أتي الصباح ودعت علياء عمتها والجميع بالدموع وذهبت بصحبة طارق الذي أوصلها إلى المطار حيث إستقلت الطائرة وذهبت بصحبة وجعها الجديد.
إستغرب شريف من طريقة سفرها المفاجئ وخصوصا أنها كانت قد أخبرته مسبقا أنها قررت المكوث عدة أيام أخر وبدأ يسترجع ذاكرته ويتلمس النقاط لسبب هذا التغير المفاجئ وتيقن حينها أنه لاحظ ذلك التغير حين أخبرها عن خطبته من سالي.

في صباح اليوم التالي
داخل حديقة فيلا رائف كانت تجلس ثريا بصحبة ياسين وعز وطارق يتناولون إفطارهم ككل يوم لفت إنتباه عز تلك القلادة التي تقتنيها ثريا فوق صدرها إقشعر بدنه وشعر برعشة تسري داخل قلبه وجسده بالكامل، وحدث حاله بتيهة: ياالله هي نعم هي قلادتي التي أهديتها إياها منذ الكثير والكثير من الأعوام، أه ثريا أما زلتي تحتفظين بذكري مني بماذا أفسر هذا؟
قولي لي ثريا بما أفسر هذا التصرف؟

إنتبهت ثريا لذلك الحائر بنظراته التائهة الشاردة وحينها تذكرت أنها تناست وخرجت بتلك القلادة، لامت حالها وحدثتها غبية ثريا، غبية، كيف لكي أن تقدمي على تلك الفعلة الشنعاء مسكين عز سامحني أرجوك بالتأكيد لم أكن أقصد أدخالك ف تلك الحيرة وتلك المشاعر المتضاربة.
أخرجه من شروده حديث ياسين وهو يسأله: إنت كويس يا باشا؟
حول بصره لإبنه سريعا ونظر له بنظرة تائهة وتحدث: سلامتك يا حبيبي سرحت شوية في الشغل.

إبتلعت هي لعابها وأستأذنت بحجة إستعجال القهوة
تحرك هو خلفها وأوقفها بصوته الجهوري: ثريا إستني لو سحمتي.
نظرت له بعيون خجلة وتحدث هو بحديث ذات مغزي: طب ليه يا ثريا ليه؟
نظرت له وتحدثت ببسمة ألم: علشان مكنش ينفع يا عز صدقني ماكنش ينفع.
تحدث بنظرة ألم ونبرة ملامة: مين إللي قالك إنه ماكانش ينفع، وإزاي تقرري لوحدك قرار مصيري زي ده؟

وحدثها بألم: تعرفي إن بقرارك ده دفنتي قلبي بالحيا، أنا عايش من غير قلب يا ثريا والفضل ف ده يرجعلك، من يوم رفضك ليا وأنا وجعي مابينتهيش، ليه عملتي فيا كده، لما أنتي حاسه بيا من الأول ليه دبحتيني ليه يا ثريا ليه؟

نظرت له وتحدثت بتألم لحالته: علشان ياسين وطارق وشرين وعمر ما يكرهونيش يا عز علشان أفضل ف عنيهم عمتهم اللي بتحبهم وبيحبوها وعلشان منال مكانتش تستاهل أعمل فيها كده وعلشان أحمد الله يرحمه، وعلشان مكسرش رائف وأدخل عليه ف بيته راجل غير أبوه،
نظرت له بضعف وأكملت: عرفت ليه ماكنش ينفع يا عز؟

أجابها بعيون متألمة تبكي دون دموع بل بالمعني الأدق تنذف ألما: وأنا يا ثريا ليه مفكرتيش ف ألمي و وجعي، ليه كسرتيني ببعدك عني ورفضك ليا؟
وأكمل بنظرة ملامة: يااااااه يا ثريا تخيلي أول مرة أعرف إنك أنانية أوي كده، للدرجة دي ألمي وعذابي مكنش ليهم عندك أي حسابات، للدرجة دي أنا طلعت حد مش مهم بالنسبة لك علشان تفكري ف كل إللي حواليكي إلا أنا، إلا عز يا ثريا!

كانت تنظر له بقلب مفطور وغيمة من الدموع إكتست مقلتيها بألم لأجله ولأجل ضعفه وألمه التي ولأول مرة تراه داخل عيناه ولكن ما بيدها لتفعله.
نظر إليهم طارق مستغربا حالتهم وتحدث لياسين: هو فيه ايه يا ياسين هي أيه الحكاية بالظبط؟
أجابه ياسين بحزن وهو يعتدل مستعدا للنهوض: دي حسابات قديمة وبتتقفل يا طارق، يلا قوم روح شغلك وأنا هرجع الفيلا أرتاح شوية،
وبالفعل خرجا إثنتيهما ليكفوا عنهم الحرج.

نظرت له وتحدثث بدموع: سامحني يا عز صدقني كان غصب عني أرجوك سامحني.
نظر لها بألم وتحدث: مش مسامحك يا ثريا، مش مسامحك على أد ألمي وعذابي إللي لسه ساكن روحي من بعادك مش مسامحك ولا عمري هسامحك،
كان عذرك عندي إنك محستيش بيا لكن دلوقتي ملكيش عندي أي أعذار.
أعطاها ظهره وخرج متأثرا بحالته ذهب للبحر ليشتم هوائه قليلا عله يهدئ من روعه حتى يذهب إلى مقر عمله.

ودلفت هي لغرفتها تبكي متأثرة بحديثه المميت ولكن للأسف تلك الدموع والندم يأتيان بعد فوات الأوان.

دلف ياسين إلى مكتبه الخاص بالمنزل وأقترب من خزانته وفتحها وأخرج منها داتا خاصه به ثم وضعها على جهاز الحاسوب بعدما أوصله بهاتفه الجديد وبدأ بنسخ المتواجد داخل الداتا ونقله على هاتفه وبعد إنتهاء النسخ أمسك هاتفه ليراجع كل ملفاته المهمة وأرقام الهواتف السرية الخاصة بعمله ف جهاز المخابرات، لفت إنتباهه الفيديو المسجل بإسم رائف كاد أن يفتحه ويري ما يحتويه لكنه زفر بضيق حين تذكر وعده المشؤوم ليسرا.

ألقي الهاتف بإهمال وأرجع رأسه للخلف بضيق، ثم تذكر حديث مليكة عن علم ليالي بعلاقاته النسائية السابقة وبدأ بفحص ذاكرته وأسترجاع تلك الفترة بالتحديد تذكر في ذلك التوقيت أنه وجهاز المخابرات إكتشفوا مراقبة ياسين من جهة أمنية خاصة إيطالية،
فعادة المخابرات أن تضع كل شخص تحت المراقبة الدقيقة من داخل الجهاز شخصيا،.

أولا لأمانه، ثانيا لمراقبة أفعاله، وكان رئيس الجهاز على علم بعلاقات ياسين مسبقا والذي أخبره عنها ياسين شخصيا لتفادي سوء الفهم، وبما أنها كانت ف إطار الزواج وف سرية تامة فلن يعترض وخصوصا أن ياسين من أكفئ ظباط المخابرات وأمهرهم وله وضعية خاصة لديه،
تنهد بألم وغضب من غباء تلك الزوجة وتصرفاتها المتهورة والتي تنم عن شخصيتها الغير مسؤولة.

فبغبائها كادت أن تودي بمسيرته العملية إلى الهاوية لولا ستر الله عليه.
زفر بضيق وتعهد على أن يعاقبها على تلك الفعلة الشنعاء ولكن بهدوء وتخطيط،
وأول عقاب لها هو حرمانها من النقود التي تنفقها على أناقتها وجمالها المزيف وهذا سيكون أشد عقاب لها،.

ثانيا سفرها السنوي إلى لبنان مع والدتها وشقيقتها لإقتناء كل ما يخص عالم الموضة والميك أب وعمليات التجميل والترميم والذي يتحمل هو جميع نفقاتها على حسابه الشخصي لثلاثتهم والذي إقترب موعده
تيقنا منه أن هذا هو العقاب المميت لتلك الفارغة من الداخل التي تدعي بزوجته.
إبتسم بتشفي وحدث حاله: صبرا أيتها الغبية سأجعلكي تندمين وتذرفين الدم بدلا من الدموع على ضياع أحلامك التافهة أمام أم أعينك.

بعد مرور إسبوع
داخل منزل عز كان الجميع جالسا وسط جو أسري يتناولون التسالي بكل أنواعها ويحتسون المشروبات المحببة لكل منهم.
تحدث عز موجها حديثه إلى ولده الأصغر عمر: ماقولتليش نويت على أيه بخصوص شغلك يا عمر؟
اجابه عمر وهو يضع بفمه إحدي حبات الكاجو: جايلي عرض حلو أوي يا داد كنت لسه هكلمك عنه شركة مالتي ناشيونال ليها فرع هنا في إسكندرية
تحدثت منال بغرور: تشتغل في شركة!

ليه ان شاء الله هو إنت قليل في البلد دي أكيد بابا هيأسسلك شركة!
ثم أحالت ببصرها إلى عز وتحدثت: ولا أيه يا عز؟
أجابها عز بنبرة ساخرة: أأسسله شركة وهو أنا كنت لسه شفته شاطر في شغله ولا أيه علشان أأسسله شركة ولا عاوزاني أرمي فلوسنا على الأرض يا هانم.
تحدثت منال: وأيه المشكلة لما يجرب وهو طارق كان عنده خبرة ولا كنا عارفينه هينجح في شغله ولا لاء؟

ومع ذلك الشركة ماشاء الله نجحت وبقت من أكبر شركات التصدير والإستيراد في إسكندرية كلها.
أجابها عز بنبرة جادة: طارق مكانش لوحده يا منال رائف الله يرحمه كان معاه ومسانده و رائف كان شاطر جدا وكان عنده خبرة قبلها من شغله في شركة خاله عبدالسلام علشان كده مترددتش لحظة لما فاتحني في إنه يأسس الشركة ويدخل طارق شريك معاه.
تحدثت بإمتعاض: أااااه رائف طبعا طالما كان فيها رائف كان لازم توافق علشان تنول الرضا.

رمقها بنظرة كادت أن تحرقها لولا تدخل ياسين الذي قرر أن يهدأ تلك المشاحنات التي على وشك ان تتحول إلى معركة وصراع بين ذلك الثنائي العجيب.
تحدث ياسين بتعقل: والله يا ماما أنا من رأيي إنه يقبل العرض بتاع الشركة ويبدأ فيها لحد مايكتسب خبرة وبعدها هو بنفسه إللي هيقرر إذا كان هيقدر يتحمل ويدير شركة بكل أعبائها ومشاكلها ولا يقرر يكمل في الشركة دي،.

وانا عن نفسي شايف إن الشركة دي ممتازة عمر كان قالي عليها ولما سألت لاقيتها شركة عالمية وكمان عمر هيكونله فيها إمتيازات بما إنه خريج كامبريدج فده هيشفعله عندهم في الترقيات وهيديله مكانه مرموقة في الشركة إن شاء الله.
تحدث طارق تأكيدا على حديث ياسين: أنا كمان رأيي من رأي ياسين.
تحدث عمر: خلاص أنا كمان شايف إني أجرب وأكيد مش هخسر حاجه.

تحدث ياسين موجها حديثه إلى أبيه: على فكره يا باشا أنا مسافر بكرة مأمورية تبع الشغل.
صاحت منال بإرتعاب: مسافر إزاي يا حبيبي وإنت لسه تعبان كده؟
تحدثت ليالي: سفر أيه يا ياسين وإنت جرحك لسه مصحيش وبعدين إنت رجعت الشغل أمتي أصلا علشان تلحق تسافر مأموريات؟

نظر ياسين إلى والدته متجاهلا ليالي لغضبه العارم منها وتحدث: رئيس الجهاز إتصل بيا وقالي إن الإنتربول الدولي قبض على المجرم إللي ضربني بالرصاص وأنا لازم أروح أستلمه بنفسي علشان أتأكد من أمان وصوله لمصر علشان نبدأ ف إستجوابه ومحاكمته
نظرت منال إلى عز الجالس بهدوء وتحدثت: شكلك مش متفاجئ بسفر إبنك يا سيادة اللوا؟
أجابها بإستفزاز ونبرة ساخرة: يمكن علشان معاه في نفس الجهاز والأوامر بتعدي عليه قبله.

نظرت منال إلى ياسين وتحدثت بنبرة صوت متوسلة: بلاش تسافر علشان خاطري يا حبيبي، إنت لسه كتفك واجعك أنا خايفة عليك يا ياسين وأكيد الناس دي مش هتسيبك بسهولة وهيحاولوا يأذوك تاني.
أجابها عز ليطمئنها: ماتقلقيش يا منال ياسين مسافر وسط إجرائات أمنية مشددة من أمن الجهاز ومعاه فرقة حراسة من أكفئ رجالتنا ولولا كده أنا عمري ماكنت هوافق إني أعرض إبني لأي خطر من أي نوع.

نظر لها طارق وتحدث: إطمني يا ماما هو ياسين أول مرة يسافر.
تحركت أيسل وجلست بجوار والدها ونظرت له بحنان: ممكن يا بابي تخلي بالك من نفسك علشاني؟
إحتضنها ياسين وقبل وجنتها وتحدث: حاضر يا عيون بابي.
أكملت أيسل بدعابة: طب قولي بقي حضرتك مسافر أي دولة علشان أعرف أختار هديتي كويس.
ضحك الجميع وتحدث ياسين من بين ضحكاته: وأنا أقول أيه الحنية دي كلها، أتاريها مش لوجه الله للأسف طلعت علشان الهدية،.

وأكمل بحب: على العموم يا قلبي إنتي بس أشري على إللي نفسك فيه ويكون عندك في لحظتها لان طبعا وزي ماأنتي عارفه شغل بابي المفروض سري فمينفعش حد يعرف أنا مسافر فين.
أشارت بيدها على حالها بدلال: حتى أنا يا بابي؟
أجابها وهو ينظر إلى منال بحنان: حتى نانا إللي قاعدة قلقانة هناك دي.

تحدث عمر بدعابة: على العموم يا سيلا لما بابي يرجع بالسلامة هنعرف من نوع الهدايا هو كان فين يعني مثلا لو جاب شيكولا يبقي كان في سويسرا، ولو جاب بن يبقي كان في البرازيل، أما بقي لو جاب معاه ستات حلوة يبقي أكيد كان ف باريس بلد الجمال.
تحدث عز بحزم: عمر ده مش وقت هزار ف الحاجات دي بيتهيألي فيه بينا أطفال ومراهقين ولا مش واخد بالك؟

أراد ياسين إخراج والده والجميع من حالة التشنج التي أصابتهم من حديث عز الحاد إلى عمر
فتحدث: أنا جوعت، إنتوا مش هتأكلونا إنهاردة ولا أيه؟
تحدثت منال سريعا: حالا يا حبيبي أخليهم يجهزولك العشا.
تحدث حمزة طفل ياسين: طب أيه رأيك يا بابي نطلب بيتزا دليفري.
وضع ياسين يده فوق رأس طفله بحنان وتحدث: حمزة باشا يؤمر يبقي نطلب بيتزا علشان خاطر عيونك.

نظر له عز وتحدث بحديث ذات مغزي: لازم تجوع بردوا ماأنت بتبذل مجهود ذهني جبار بالراحة على نفسك شوية يا حبيبي وياريت متنساش إنك لسه تعبان.
ضحك طارق ساخرا حين رمقه ياسين بنظرة ملامة مصطنعة
ثم أجاب ياسين والده بحديث ذات مغزي: متقلقش عليا ياباشا أنا بعرف أوزن أموري كويس.
كان الجميع سعيدا وأكملوا سهرتهم.

بعد يومان
سافر ياسين مع الفريق الأمني الخاص بالجهاز وكان التأمين على أعلي مستوي وصلا لمقصدهم وأستلموا من الأنتربول المتهم وتعرف ياسين عليه وبدأو بإستجوابه داخل السفارة المصرية إستعدادا لترحيله داخل البلاد ليستجوبه جهاز المخابرات المصري لمعرفة لأي دوله ولصالح من يعمل ذلك الجبان،
ومر يومان على سفره والأمور مستقرة للجميع.

نزلت مليكة الدرج وجدت ثريا تجلس برفقة يسرا وجيجي ألقت عليهم التحية ردوها بإبتسامات
بعد مده تحدثت مليكة: ماما بعد إذن حضرتك دكتور سيف أخويا باعتلي دعوة علشان أسافرله أنا والولاد نقعد معاه إسبوع فكنت بستأذن حضرتك أخلي شريف يخلصلي ورقي أنا والولاد النهاردة علشان المفروض نسافر بكرة
علشان عيد ميلاد بنته بعد بكرة وهو حابب نكون موجودين معاه أنا والولاد.

إنزعجت ثريا وظهر على وجهها القلق: إسبوع يا مليكة يعني هقعد إسبوع بحاله مشفوش أنس ومروان؟
يا قلبك يا بنتي وأهون عليكي تعملي فيا كده؟
حزنت مليكة لأجل حزن ثريا وأجابتها بمجاملة: صدقيني يا ماما أنا إعتزرتله وماكنتش عاوزه أروح لكن سيف أصر وقال إن الولاد من زمان ماسافروش وأهي فرصة يغيروا جو ويشوفوا بنت خالهم.

نظرت يسرا إلى والدتها وتحدثت: معلش يا ماما ده كله إسبوع يا حبيبتي وهيعدي بسرعة أنا شايفة إن دي فرصة كويسة لمليكة وللأولاد وهيفرق كمان في نفسية الأولاد.
تحدثت جيجي: سبيها تروح يا طنط تفك عن نفسها شويه دول يا حبايبي من وقت إللي حصل وهم مخرجوش برة البلد.
تحدثت مليكة بإرتباك: ولو على البعد حضرتك ممكن تيجي معانا طبعا لو ده هيريح حضرتك.

أجابتها ثريا: ما أنتي عارفه يا مليكة أنا مبحبش أخرج بره بيتي عاوزاني اسافر لندن مرة واحدة.
ثم نظرت لها بتساؤل: إنتي قولتي لياسين؟
إبتلعت لعابها بتوتر وأجابت: أه يا ماما إستئذنت منه بالليل وهو وافق.
إستغربت جيجي وأردفت: غريبة أوي وعرفتي توصليله إزاي؟
ده مش مدي أرقام تخصه لأي حد هو بس إللي بيتصل يطمن طنط منال مرة في اليوم وحتى ليالي مكلمهاش من وقت ما سافر من يومين.

إرتبكت مليكة وتحدثت: بالصدفة كلمني إمبارح كان بيسأل على الأولاد وعلينا وقولتله.
ثم نظرت إلى ثريا بترقب وتحدثت: ما قولتليش يا ماما رأي حضرتك أيه؟
تنهدت ثريا بإستسلام وأردفت: هقول أيه يا بنتي لله الأمر من قبل ومن بعد سافري يا مليكة لكن إعملي حسابك هتكلميني كل يوم مرتين تلاتة فيديو على الأقل علشان أطمن على الولاد.
إبتسمت لها بسعادة وتحدثت: أكيد طبعا يا ماما.

داخل غرفة عز ليلا
كانت منال تجاور زوجها فوق التخت إستعدادا للنوم، تحدثت منال: عز أنا كنت عاوزة أعمل حفلة في البيت هنا بمناسبة إن ربنا نجي ياسين وكمان علشان رجوع عمر بالسلامة قولت أيه؟
نظر لها عز وتحدث بإستهجان: حفلة أيه بس يا منال إللي عاوزة تعمليها كده ممكن ثريا تاخد على خاطرها وتزعل مننا.
تحدثت بإنفعال وغضب متسائلة: وأنا أمتي هتعمل حساب لكسرة خاطري وزعلي زي ما بتعمل حسابها يا عز؟

وأكملت بإنهيار ودموع: ليه دايما أنا إللي يداس عليا وعلى رغباتي وأعمل حساب لزعلها ومشاعرها عشت عمري كله متحملة ظروفها ومستحملة قربك منها ودفاعك عنها وحمايتها هي وولادها، لدرجة إنك كنت ساعات بتيجي عليا أنا و ولادي لحسابها هي وولادها، دايما هما الأول والدنيا كلها تيجي بعدهم ده أنا ليا سنه و8 شهور عايشه حزنها لحد ما أبني كان هيضيع من بين إيديا، وأكملت بنبرة ملامة: ماهو الحزن بيجيب حزن يا عز بيه،.

وأكملت بصياح ودموع: حتى فرحتي برجعة إبني من الموت والتاني من السفر عاوز تحرمني منها، ليه يا عز ليييييه هو أنا مش مراتك؟
كان مصدوما من ردة فعلها ودموعها المنهمرة منها بغزارة وهيئتها التي تدمي القلوب، إنفطر قلبه لأجلها
أدخلها داخل أحضانه بحنان وبدأ بتهدأتها قائلا: إهدي يا منال من فضلك إهدي يا حبيبتي متعمليش في نفسك كده.

مفيش حاجه حصلت تستاهل زعلك ده كله ولو على الحفلة يا ستي أنا موافق هجبلك أكبر متعهد حفلات يساعدك ويعملك أفخم حفله إتعملت في إسكندرية كلها، ثم أكمل بهدوء: أنا بس نفسي تعرفي إني عمري ماجيت على حقك إنتي وولادي علشان ثريا زي ما أنتي فاهمة، وأكمل بتعقل: إللي إنتي مش قادرة تفهميه يا منال إن ثريا وولادها أمانة أخويا ليا وإني عمري ما كنت هقدر أجي عليهم،.

والموضوع إختلف تماما وذاد من بعد موت رائف وده لإن هي وبنات أخويا مبقاش ليهم ضهر غيري لكن إنتي ربنا يباركلك فيا وفي أولادك تلات رجالة يسدوا عين الشمس ويفرحوا بجد،
لكن ثريا مسكينة خسرت إبنها الوحيد وسندها وهو في عز شبابه وفوق ده كله سابلها أطفال يتامي لو أنا موقفتش معاها ورعيت زعلها يبقي مستاهلش يتقال عليا راجل، وأبقي فعلا أثبت إني مش أد الأمانة،.

رفع وجهها ونظر لها قائلا: ياريت تكوني فهمتيني يا حبيبتي علشان تريحي نفسك وتريحيني من الشك إللي فضلتي عمرك كله معيشانا فيه.
تحدثت بدموع ودلال: يعني أنا بفتري عليك يا عز على أساس إنك مكنتش عاوز تتجوزها بعد وفاة أخوك الله يرحمه؟
أجابها بجدية مصطنعة وكذب: لا طبعا ده كان مجرد إقتراح من عمي ناجي الله يرحمه الله يجازيه بقا دبسني وخلع هو.

أجابته بحزن ونبرة ملامة: تقدر تنكر إنك كنت موافق ومرحب لولا ثريا وقتها هي إللي رفضت ودخلت اخواتها وقفوا قدام عمهم وقالت إنها هتقعد تربي ولادها ومش هتدخل راجل غريب عليهم؟
ضحك بألم وتحدث: يااااه دانتي قلبك إسود أوي يا منال إنتي لسه فاكرة التفاصيل دي كلها.

ثم أدلفها داخل أحضانه من جديد وتحدث بكذب ومراوغة ليريح عقله من نكد أتي لا محال: عاوز أقولك بعد السنين دي كلها إني عمري ماحبيت غيرك يا ام ياسين وعمر ما ست دخلت قلبي غيرك بس لو تبطلي العنتظة والغرور إللي إنتي فيهم دول هتبقي هايلة
ضحكا معا وأكملا حديثهما.

داخل مدينة أسوان!
كانت تقف فوق الباخرة السياحية العملاقة ممسكة بسورها تنظر إلى مياه النيل الصافية بلونها الأزرق الشفاف الساحر للنظر بملامح يكسوها الحزن والشرود التام، تتذكر بابتسامة حزينه كيف عاشت أجمل أيام حياتها بتلك الرحلة التي بدأت بحلم جميل وأنتهت بكابوس سحق و بكل قسوة أحلامها الوردية التي عاشت طيلة عامان تنسجها من خيوط الخيال والغرام.
أتي والدها من خلفها وتحدث بدعابة: إللي واخد عقلك.

نظرت له وتحدثت بابتسامة مزيفة خبأت ورائها حزنها العميق: أكيد بفكر فيك إنت يا باشمهندس.
ضحك عاليا وأجابها: طب عيني في عينك كده.
برقت له ناظره بعيناه بدعابة وأبتسمت ثم نظرت مجددا للنيل وأخذت نفسا عميقا
نظر أمامه وتحدث: مش ناوية تقوليلي أيه إللي حصل في إسكندرية خلاكي راجعه متغيرة وعيونك حزينة بالشكل ده؟

تنهدت بأسي وتحدثت بأريحية: عارف يا بابا لما تبقي عايش عمرك كله تحلم وتنسج أحلام وردية في خيالك وتتمناها وفجأه وبدون مقدمات تلاقيها بتتحقق قدامك وبتقرب منك أوي لدرجة إنك بقيت لامسها وحاسسها وقتها بتقرر تطلق لروحك العنان وتسيبها تسرح وتتمني
كانت تتحدث بإبتسامة وعيون هائمة وفجأة توقفت وتحولت ملامحها إلى حزن يدمي القلوب.

وأكملت: ومرة واحدة وبردو بدون مقدمات تكتشف إن إللي إنت عيشته وتعايشت معاه بروحك ووجدانك ماكنش أكتر من وهم وسراب ملوش أي أساس من الصحة غير جوه خيالك إللي خدعك وصورلك الأوهام على إنها حقيقة،
ثم نظرت لأباها متسائلة: إنت فاهمني يا بابا؟
إبتسم لها بوجع فأخر ما تمناه هو رؤية غاليته وهي تتألم هكذا.

أمسك يدها وقبلها بحنان وتحدث: يبقي الحلم مكنش ليكي من الأول ولا كان يستاهل تتعبي نفسك وترهقيها في التفكير علشانه،
أكيد ربنا شايلك الأجمل والأروع علشان كده بعد السراب ده عنك وبعتلك الإشارة علشان يفوقك قبل ماتتمادي أكتر وتضيعي وقتك في حاجة مش هتكون ليكي،
ثم نظر لها بحنان أبوي وتحدث: إنتي جميلة أوي يا عاليا وأكيد ربنا شايلك كل جميل.

إبتسمت له بمرارة ودلفت حالها داخل أحضانه الحانية لتختبئ داخلها هاربة من حزنها المميت.

داخل إحدي كافيهات إسكندرية
كانت تجلس تحتسي مشروبها ناظرة بضيق على الجالس معها بجسده فقط وعقله وروحه بمكان أخر،
أوصله عقله بمكان بعيد شعر بأنه يفتقدها، يفتقد إبتسامتها العذبة حديثها العفوي الذي يخرج من قلبها ويصل سريعا لقلبه، بسمة عيناها حين اللقاء، لمسة ودفئ يداها حين السلام، دعاباتها التي تسعده وتدخل على قلبه السرور.
تحدثت بكبرياء وصوت حاد: فيه ايه يا شريف أيه إللي واخدك مني بالشكل ده؟

أفاق من بين شروده وأجابها بوجه عابس: مفيش يا سالي تعبان شوية وقولتك بلاش نخرج النهاردة لكن إنتي أصريتي.
تحدثت بنبرة عنيفة: قصدك أيه يا شريف أفهم من كده إنك خارج معايا غصب عنك؟
نظر لها بضيق وتحدث: هو إنتي مش ناويه تبطلي إسلوبك المستفز ده دي مابقتش طريقة مناقشة إنتي مش ملاحظة إن مفيش مره بنخرج فيها غير لما نتخانق.

تحدثت بضيق وكبرياء: والله قول لنفسك الكلام ده يا أستاذ إنت إللي بقيت عصبي ونكدي بطريقة مستفزة.
نظر لها بضيق وتحدث بإستفزاز ناهيا النقاش: سالي أنا هطلب الشيك علشان نمشي بجد تعبان ومش قادر أقعد ولا أتناقش أكتر من كده.
نظرت له بغضب وضيق تجاهلهم هو وطلب الشيك من العامل لينهي هذا اللقاء السخيف بالنسبة له.

في إحدي المطاعم الفاخرة كانت تجلس جيجي بجوار طارق تتناول عشائها بسعادة نظرت لزوجها وتحدثت بإنتشاء: الأكل حلو أوي يا طارق.
نظر لها وهو يتناول قطعة اللحم وتحدث: فعلا يا حبيبتي الأكل النهاردة هايل.
نظرت له جيجي بإستفسار: طارق هي العلاقة إللي بين ياسين ومليكة إتطورت ولا أنا إللي بيتهيألي؟
نظر لها بإبتسامة وتحدث بمراوغة: إتطورت إزاي يعني؟

إبتسمت له وتحدثت: ياريت تبطل تتلائم عليا يا طارق إنت فاهم كويس أوي أنا أقصد أيه.
أجابها طارق بضحكة رجولية: طب ممكن تقوليلي أيه إللي خلاكي تسألي السؤال ده؟
أجابته: أصلي ملاحظة كده إن ياسين إتغير وبقي حنين أوي مع مليكة وكمان نظراته ليها كلها حب وإهتمام حتى مليكة ملاحظة إنها مبقتش بتضايق زي الأول من ياسين وتحكماته فيها ولا بقت تشتكي منه،
مش عارفه ليه عندي إحساس إن الوضع بينهم بقي طبيعي جدا كزوجين،.

ثم نظرت له بتساؤل: طارق هما ممكن يبقي حصل بينهم حاجة؟
أجابها طارق بمراوغه: صدقيني معرفش لكن أنا زيي زيك ملاحظ التغيير ده لكن الوضع بينهم وصل لأيه الله أعلم.
تحدثت جيجي: ده لو فعلا حصل بينهم حاجه ليالي وطنط منال هيخربوا الدنيا.
زفر طارق بضيق وتحدث: ملناش دعوه يا جيجي وياريت الكلام اللي قولتيه من شوية ده مايخرجش برة القعدة دي.

وأكمل بضيق ونبرة ملامة: وبعدين هو أحنا خارجين علشان نتكلم عن علاقة ياسين ومليكة ولا أيه يا هانم؟
نظرت له بحب وتحدثت بأسف: أنا أسفة يا بيبي حقك عليا يا طروق،
وأكملت بدلال أنثوي لتسترضيه: بحبك يا طارق.
وبلحظه إختفي غضبه ونظر لها كالأبله وتحدث بعيون عاشقة: يا عيون قلب طارق إنتي.
وأكملا عشائهما وسط أجواء رومانسية متناسين العالم من حولهما.

في اليوم التالي
أوصل طارق وشريف مليكة وأطفالها إلى المطار وأستقلت مليكة الطائرة هي وأطفالها وبعد مدة وصلوا لمطار لندن الدولي،
دلفت مليكة من صالة كبار الزوار كانت تحتضن صغيرها وتمسك بيدها مروان وبجانبها رجل أمن يسحب لها حامل الحقائب بكل إحترام أمسكت هاتفها وأعادت تشغيله
ثم ضغطت زر الإتصال أتاها الرد وتحدثت بإبتسامة جذابة ووجه سعيد وصوت أنثوي رقيق: أيوه يا حبيبي أحنا وصلنا المطار إنت فين؟
وصلت مليكة إلى مطار لندن الدولي بصحبة أطفالها وسط إستقبال يليق بها مسبق الترتيب منه شخصيا
تحدثت بالجوال بصوت يملئه الحنين والإشتياق: أنا وصلت يا حبيبي إنت فين عاوزة أشوفك؟

أجابها الجالس بإنتظار أمام المطار داخل سيارته الخاصة بجهاز الإنتربول منتظرا وصولها مع طفليها: أنا بره المطار يا حبيبي وسيف جوه عندك مستنيكي في صالة الوصول، وأكمل بمعاتبة لطيفة يحاول بها كظم غيظه من تصرفاتها التي ستصيبه بذبحة صدرية حتما، ولكن ماذا بيده ليفعله فقد جعله العشق طائع تابع لرغباتها وأوامرها التي أصبحت سيفا على رقبته مطيعا لها بقلب مسالم راضي مستسلما لأمر الهوي وأمرها،.

تحدث ياسين بعتاب لطيف: مش لو كنا أعلنا للكل إن جوازنا بقي فعلي كان زماني أنا إللي مستنيكي في المطار وبستقبلك أنتي والولاد بدل ما أنا عامل زي المراهق كده ومستني في العربية بره علشان بس أشوفك وقلبي يهدي.

فلاش بااااك
مليكة على الهاتف بصوت متلهف: وحشتني يا ياسين وحشتني أوي.
أجابها ياسين بقلب هائم: وإنتي وحشتيني أوي يا قلب ياسين، وأكمل بحب: ليكي عندي خبر حلو أوي.
تحدثت بسعادة: خبر إيه قول بسرعة؟
أجابها بحب: أنا كلمت دكتور سيف أخوكي وأتفقت معاه على أنه يستضيفك في لندن إنتي والولاد إسبوع وأنا هكون في إنتظارك يا قلبي، وأكمل بصوت هائم عاشق: نفسي أقضي معاكي شهر عسل يا مليكة.

إنتفض قلبها بسعادة من تأثير كلماته عليها ولكنها تحدثت سريعا بخجل: إخص عليك يا ياسين إنت قولت لسيف على إللي بينا؟
تحدث بحدة أرجفت جسدها: أه يا مليكة قولتله أظن سيف مش هيفكر بالعقلية المتخلفة ولا هيشوفك بالصورة إللي سيادتك خايفة ومتصورة إن الكل هيبصولك بيها،.

وأكمل حديثه بلوم: وبعدين ده بدل ما تبقي فرحانة علشان هنقضي كام يوم مع بعض لوحدنا تفكري في شكل سيادتك قدام سيف، وأكمل بضيق: إطمني يا هانم أنا نبهت عليه إن الموضوع هيكون سر بينا وطبعا مراته الوحيدة إللي هتكون عارفة.
تحدثت بهدوء في محاولة منها لإمتصاص غضبته تلك: خلاص يا حبيبي حقك عليا أنا أسفة أرجوك علشان خاطري متزعلش مني.

إنفطر قلبه وبلحظة تحول من نار إلى رماد من تأثير كلماتها بصوتها الحنون وتحدث بهدوء: خلاص يا حبيبي مش زعلان المهم لازم تقولي لعمتي بكره الصبح علشان سيف هيبعتلك الدعوة على أخر اليوم ان شاء الله،
وأكمل بجديه: أه وبالمناسبة ماتجبيش الناني بتاعت أنس معاكي أنا إتفقت هنا مع شركة محترمة هتبعتلنا بيبي سيتر تقعد مع الولاد في الوقت إللي هنكون فيه مع بعض مش عاوزين نتقل على مرات دكتور سيف ونشغلها معانا.

إبتسمت بسعادة لإهتمامه بأدق التفاصيل الخاصة بها وبصغارها وتحدثت بصوت يكسوه السعادة: ربنا يخليك ليا يا ياسين بحبك بحبك أوي.
أجابها بصوت هائم في دنيا غرامها: وأنا بعشقك يا قلب ياسين من جوه.
عودة للحاضر
مليكة: خلاص يا حبيبي أنا هقفل معاك علشان شفت سيف خلاص وقربنا نخرج للصالة
وأكملت بمرح متذكرة: أه بالمناسبة متشكرين أوي يا سيادة العقيد على الإستقبال الملكي ده.

أجابها بغرور مصطنع: يا بنتي ده أقل واجب يتعمل لإستقبال مرات العقيد ياسين المغربي رجل المخابرات الأول، يا حبيبي جوزك معروف بالإسم في الإنتربول العالمي.
أجابته بحب: أنا جوزي أعظم راجل في الدنيا كلها.
أغلقت معه وخرجت إلى سيف الذي إستقبلها بحفاوة هو وطفلته جاسي.
سيف وهو يحتضن أنس: أنوس باشا إللي كبر وبقي راجل أد الدنيا
إبتسم له أنس وتحدث بطفولة: حضرتك ليه خسيت هو أنت مش بتخلص طبقك كله؟

ضحكت مليكة وتحدثت: ليه هو زي أنوس خالو شاطر وبيخلص طبقه كله لكن كاميرا الفيديو بتجيب الناس أتخن شوية يا أنوس يعني خالو هو كمان شايف انوس خاسس.
ضحكوا جميعا وبعد مدة قليلة كانوا خارج المطار وقفت تتلفت بلهفة علها تري سيارة حبيبها العاشق بجنون.

وبالفعل وجدته أشار لها من شباك سيارته كان مرتديا نظارته الشمسية حتى لا يتعرف عليه الصغيران وذلك حسب تعليماتها التي ينساق لها لما لا توجد إجابة مقنعة لديه ولكنه العشق يا سادة فتبا له.

نظرت له وبدأ صدرها يعلو ويهبط بسعادة من شدة الإشتياق لمجرد لمحها له من بعيد إبتسم لها وابتسمت وضع سيف يده فوق كتفها وتحدث بسعادة: يلا يا حبيبتي علشان الولاد مستنيين في العربية نروح وتسلمي على نهي وتطمني على الأولاد مع البيبي سيتر ونهي وأنا بنفسي هوصلك للأوتيل إللي مستنيكي فيه ياسين.

نظرت لأخاها بابتسامة خجله إبتسم لها سيف وأخذها داخل أحضانه بحنان، إستقلت بصحبته السيارة وعيناها معلقة على ذلك العاشق الناظر لها من بعيد بهيام
تحرك سيف بسيارته
وبعد مدة قليلة تحدث سيف محاولا إخراجها من تلك الحالة: نورتي لندن يا ليكة وحشتيني أوي يا قلبي ماتتصوريش نهي فرحانه أد أيه إنها هتشوفك وإنك هتقعدي معانا الإسبوع ده.
نظرت له مليكة بإرتياب وتحدثت بخجل: سيف ممكن تقول لنهي موضوع ياسين يبقي سر بينا.

أجابها أخاها بنظرات مطمأنة: ما تقلقيش يا حبيبتي أنا وضحتلها وفهمتها كل حاجة،
وتنهد بإعتراض: مع إني أنا نفسي مش مقتنع باللي بيحصل ده وعلى فكرة ياسين كمان متضايق من الوضع يا مليكة مش قادر أفهم بجد أيه وجهة نظرك إن علاقتك مع جوزك تكون في السر ولو خايفة منهم أحب أقولك إن ياسين راجل قوي وهيقدر يحميكي ويدافع عنك قصاد الكل،.

وأكمل معاتبا: غلط يا مليكة إللي بتعمليه ده ياسين لولا بيحبك عمره ما كان هيقبل بوضع مهين بالشكل ده.
تنهدت بحيرة وتحدثت: غصب عني والله يا سيف إنت أصلك ماتعرفش الموضوع ده ممكن يحزن ماما ثريا ويقهرها أد أيه.

وأكملت بنبرة صوت خجلة: وأنا هيكون شكلي إيه قدامهم هيبصولي إزاي لما يلاقوني نسيت حب حياتي وهو لسه مكملش سنتين متوفي أنا متضايقة أوي يا سيف، أنا ساعات بخجل من نفسي وبلومها بس غصب عني حبيته واتشديتله فجأة لقيته إمتلك كل جوارحي أمتي وإزاي أنا مش عارفة.

أمسك يدها بحنان داعما إياها وتحدث: سيبي نفسك وأديها فرصة تانية تعيش يا مليكة الدنيا ما بتقفش على حد وقلوبنا ملناش عليها سلطان العمر بيجري يا حبيبتي وياسين جوزك وبيحبك وأتحمل رفضك ليه وسوء معاملتك طول الفترة اللي فاتت بصبر لو ما بيحبكيش بجد مكنش استحمل كل ده، صدقيني إنتوا الإتنين تستاهلوا فرصة تانية.

بعد مده كانت مليكة داخل منزل سيف حيث إستقبلتها نهي زوجة اخاها بحفاوة وإهتمام وبعد السلام كانت مليكة تتحدث فيديو كول عبر جهاز الحاسوب لديها (اللاب توب)
مليكة بابتسامة: وإنتي كمان يا ماما وحشتينا جدا الكام ساعه دول
تحدثت ثريا وهي تنظر إلى أطفال غاليها بحنان: يا حبايبي وحشتوني أوي وحشتوا نانا يا نور عيون نانا.

إبتسم الصغير بسعادة وتحدث ببرائة: إنتي كمان وحشتيني يا نانا كتير أوي ياريتك جيتي معانا مكنتيش وحشتيني كدةه.
بعد مدة ليست بالقصيرة كانت مليكة قد إطمئنت على طفليها بعد تناولهما الطعام ونومهما بثبات عميق بعد سفر شاق على صغار مثلهما
تحدثت مليكة وهي متمسكة بأيدي نهي: معلش يا نهي عارفة إني بتقل عليكي واسفة بجد بس ياريت تخلي بالك من الولاد وأنا ان شاء الله مش هتأخر.

إبتسمت لها نهي وربتت على يدها لتطمئنها وتحدثت: إيه يا بنتي الكلام اللي بتقوليه ده تتقلي إيه بس إطمني وروحي مشوارك ومتشغليش بالك بالولاد صدقيني هحطهم جوه عيوني وبعدين أكيد هيتأخروا في نومهم دول أطفال والسفر أكيد أجهدهم ومحتاجين يرتاحوا.
إبتسمت لها مليكة ونظرت لها بعرفان وتحدثت: بجد مش عارفة أشكرك إزاي يا نهي ربنا يخليكي ليا.

تحدثت نهي بدعابة: طب يلا روحي للعاشق الولهان وارحميه من نار الإنتظار حرام عليكي دوبتي الراجل.
إبتسمت مليكة ونظرت لها بخجل ثم تحركت للخارج حيث ينتظرها سيف ليوصلها لذلك العاشق الولهان الذي أدماه الهوي.

بعد مدة ليست باالقليلة دلفت بصحبة سيف لإحدي الأوتيلات الفخمة وجدت عاشق عيناها بإنتظارها
كان يجلس بإستراحة الأوتيل ناظرا بترقب وإهتمام لمدخل الأوتيل وجدها تدلف للداخل بصحبة سيف وقف سريعا بقلب هائم أسرع لإستقبالها وقف أمامها بعيون متلهفة مشتاقة وقلب ينبض بشدة مطالبا إياه بإحتضانها داخل صدره عله يهدئ ولو قليلا.
لم يختلف حالها عنه فقد كانت تشتاق عيناه والنظر داخلهم حد الجنون،.

إلتقت الأعين بإشتياق وذابت بنظراتها، وتشابكت الأيادي واحتضنت القلوب بعضها، وهامت أرواحهم في سماء عشقهما الفريد،
كان كل هذا يحدث أمام ذلك الواقف بجوارهم ولم يشعروا بوجوده من الأساس،
كان ينظر لهما بإستغراب وتيهة وتسائل داخله: ياإلهي هل ما اراه بأم أعيني هذا حقيقيا أم أنها تهيؤات؟
هل هذه حقا مليكة التي كانت تبكي وتنتحب رافضة دلوف ياسين لحياتها؟
متي خلق هذا كل العشق العظيم؟

تلك النظرات العاشقة المتملكة التي أراها ليست وليدة اللحظة بل من يراها يتيقن أنهما عاشقان منذ نعومة أظافرهم.
تحمحم سيف ليخرج حاله من ذلك الموقف الحرج بالنسبة له: طب أستأذن أنا يا سيادة العقيد
وأكمل بدعابة: أظن أنا كده عملت إللي عليا
أستفاق من سحر عيناها وتأثيرها على كل كيانه
وحمحم بحنجرته مجاهدا في محاولة لإخراج صوته برجولة تليق به كرجل قد تخطي الأربعون.

ياسين: علطول كده طب تعالي نشرب حاجة في الكافيتربا الأول.
إبتسمت ونظرت لأخاها بخجل ومازالت يد ياسين ممسكة بيدها بتملك.
تحدث سيف معتذرا: معلش مش وقته عندي عملية ولازم اتحرك حالا،
ثم نظر لشقيقته: مليكة لما تحبي تروحي رني عليا يا حبيبي وأنا هاجي أخدك علطول.
سبقها بالحديث: متشغلش بالك إنت يا دكتور خليك في شغلك وأنا هوصلها لحد البيت وبجد متشكر جدا تعبتك معايا.

إبتسم سيف وتحدث: تعب إيه بس يا سيادة العقيد إنت متتصورش أنا مبسوط قد إيه، أولا لاني إطمنت على مليكة معاك، وثانيا إني شاركت بحاجة صغيرة وقدرت أشوف السعادة إللي في عيونها دي كلها،
ونظر له بإمتنان وشكر: أنا إللي بشكرك على الفرصة إللي أديتها لأختي علشان ترجع تعيش وتحب تاني، ونظر له نظرة بها رجاء: أرجوك خلي بالك منها.
أجابه وهي ينظر داخل مقلتيها مسحورا: بتوصيني على روحي طب هو ينفع كده يا دكتور.

هامت روحها في ملكوت سحر كلماته،
ثم إبتسمت لأخاها وشكرته بعيناها وانصرف سيف وصعدا معا داخل المصعد الكهربائي ومنه إلى غرفتهما التي حجزها لها ياسين،
أدخلها وأغلق بابها وبدون سابق إنذار رفعها لأعلي واختضنها بشدة وهو يدور بها ويردد بهيام: يا حبيبي ياحبيبي وحشتيني يا مليكة وحشتيني.
ذابت داخل احضانه الحانية فقد إشتاقته حقا وبجنون وعاشا بعالمهم عالم العشاق.

بعد حوالي أكثر من ساعتان كانت تقطن داخل أحضانه تتراقص بهدوء على أنغام الموسيقي داخل مطعم الأوتيل ناظرة له بعيون عاشقة ويبادلها نظراته الولهة التائهة في بحر عيناها التي أصبحت مرساه.
تحدثت بنبرة صوت عاشقة: أنا مش مصدقة نفسي إني معاك وبين حضنك وبنرقص كده عادي وكمان في مكان عام، وأردفت بهمس أذابه: ياسين.
أجابها بسحر وهيام من نظرة عيناها المهلكة لقلبه: يا عيون ياسين.

أكملت بعيون هائمة: هو أنت بجد معايا ولا ده مجرد حلم جميل؟
أجابها بعشق: من هنا ورايح حياتك كلها هتبقي عبارة عن أحلام جميلة هعيشك أحلي حياه يا مليكة هنلف الدنيا كلها مع بعض،
هنسرق من الزمن لحظاتنا الحلوة ونعيشها، هنمد إيدينا ونخطف سعادتنا بنفسنا ده حقنا يا مليكة ولازم ناخده من الدنيا أنا وإنت نستاهل نعيش أحلي حياة.

كانت تستمع له ناظرة لشفتاه وهي تنطق الكلمات وعيونه التي تنطق عشقا كانت روحها تحلق في سماء عشقهما وتحوم بهيام
تحدثت بصوت هائم هامس: بحبك يا ياسين بحبك.
أفاقا من حالتهما على إنتهاء صوت الموسيقي
وجاء النادل له بإحترام وتحدث بلغته الأم وهي الإنجليزية: سيدي لقد إنتهينا من تجهيز طعامكم فهل إنتهيتم من رقصتكم حتى نخرجه لكم على طاولة الطعام؟

أجابه ياسين بالإنجليزية وهو يتحرك محتضنا يدها بتملك: نعم لقد إنتهينا فلتخرج لنا الطعام إذا فنحن جائعون حقا.
إبتسم النادل وهز رأسه بطاعة وانصرف.
وصلا للطاولة سحب لها المقعد بإحترام وأجلسها ثم تحرك بخفة وشياكة وجلس بالمقعد المقابل لها نظر لها وابتسم بعشق
وتحدث بمشاكسة: هو إنتي إزاي حلوة كده طول الوقت؟
ضحكت بإنوثة وتحدثت برومانسية: عيونك الحلوين علشان كده بتشوفني طول الوقت حلوة.

أجابها بغرور: منا عارف إن عيوني حلوة وعلشان كده أي ست بتبص فيهم بتعشقني من النظرة الأولي.
نظرت له بضيق مصتنع وأجابته: مغرور أوي يا سيادة العقيد.
ضحك برجولة أهلكتها: ده مش غرور يا بنتي على قد ما هي ثقة بالنفس.
جاء النادل يحمل الطعام وبدأ بوضعه بحرفية فوق الطاولة حتى إنتهي من رصه بعناية وانسحب بهدوء، وجاء نادل أخر وضع لهما قنينة نبيذ وبدأ بصب كأسين.

تحدثت هي بإعتراض: إيه ده يا ياسين هو بيصبلي إيه أنا مستحيل أشرب ده طبعا.
إبتسم لها وتحدث: ده نبيذ أحمر يا حبيبي ويعتبر مش خمور ده نوع فاتح للشهية بالنسبة لهم ولازم يتقدم مع الأكل دوقي منه حبه هيعجبك أوي.
هزت رأسها برفض وتحدثت بإعتراض: لا طبعا أنا لايمكن أشرب القرف ده وبعدين على فكرة بقي دي خمور ومن فضلك إنت كمان ماتشربش.

تأفأف قائلا بملل: أوووه يا مليكة متبقيش حنبلية أوي كده فكيها شوية يا قلبي إحنا مش كل يوم هنتعشي في لندن لوحدنا.
نظرت له بضيق وأشاحت بوجهها للجهة الأخري، إبتسم على غضبها الطفولي،
أشار للنادل من جديد وتحدث: من فضلك إرفع تلك الزجاجة وتلك الكؤوس من جديد لم نعد بحاجتها الأن واجلب لنا مشروبا غازيا بديل ولكن بشرط خلوه من الكحول،.

ونظر لها ولإبتسامتها له وأكمل: فزوحتي الحسناء لاتريد مشروبا به كحولا إذا فليكن ماتريد حسنائي وينفذ في الحال.
إبتسمت له بسعادة وأخذ النادل الزجاجة وأبدلها بمشروب غازي
نظرت له بعيون تشع سعادة وتحدثت: يا ياسين بحبك.
أجابها بحب: وياسين بيعشقك يا عيون ياسين.
أشرعت في تناول الطعام بإستمتاع فحقا كانت جائعة وكان مذاق الطعام لذيذا.

كان ينظر لها بسعادة وهو يمد يده لفمها ممسكا بالشوكة بها قطعة من اللحم المغمسة بالصوص اللذيذ المحبذ لديها وتحدث وهو يضعها بفمها: عجبك الأكل؟
أمائت له برأسها بسعادة واضعة يدها فوق فمها حتى إنتهت من مضغها وبلعها وتحدثت بإنتشاء: حلو أوي يا ياسين النجرسكو تجنن واللحمة صوصها مظبوط جدا والتسوية بتاعتها تجنن كمان السوتيه بصراحة كل حاجة مظبوطة أوي وعلى الشعرة.

إبتسم لها بسعادة وتحدث: بالهنا والشفا ياروح قلبي، قطع بالسكين قطعة أخري من اللحم وناولها إياها بسعادة.
تحدثت بإعتراض: هو أنت هتفضل تأكلني كده ومش هتاكل؟
هز رأسه وتحدث: مش مهم أنا لو تحسي شعوري بالسعادة وأنا بأكلك بإيدي وشايفك قد إيه مبسوطة ومستمتعة وإنتي بتتذوقي الأكل هتعذريني.
أجابته بحب وناولته بيدها قطعة لحم بفمه وتحدثت: خلاص أنا هأكلك بإيديا طالما إنت مش عاوز تاكل.

أغمض عيناه والتقط بفمه قطعة اللحم وتذوقها وبدأ بمضغها مستمتعا وتحدث بهمهمة: أممممم إيه ده،
ثم أفتح عيناه وتحدث بعشق: هتصدقيني لو قولتلك إن دي أطعم وأجمل قطعة لحمة دوقتها في حياتي كلها وده طبعا يرجع للمسة إيدك فيها.
إبتسمت له وأكملا طعامهما وسط نظرات وكلمات وهمسات الحب.

بعد مدة كبيرة كانت تستقل سيارته جالسه بجواره واضعة رأسها فوق كتفه بإستمتاع وكفها موضوع فوق قلبه بعناية وتحدثت: ياسين مش قادرة أسيبك نفسي أبات في حضنك.
إبتسم وتحدث بنبرة ساخرة: والله الموضوع ده تقدري تلومي فيه سيادتك كان المفروض إننا نبقي نازلين إحنا والولاد في الأوتيل دلوقتي زينا زي أي أسرة طبيعية،
وأكمل ساخرا وهو يقلدها: لكن إزاي شكلنا قدام المجتمع و الناس يا ياسين.

ضحكت ثم أمسكت يده بنظرات مترجية وتحدثت بدلال أنثوي: خلاص بقي يا بيبي علشان خاطري متفتحش الموضوع ده خلينا مبسوطين زي ما إحنا.
إبتسم لها وتحدث بحب ورضا: والله يا مليكة أنا مبسوط وراضي منك بأي حاجة أهم حاجة تفضلي معايا وجوه حضني ومتبعديش عني تاني،
وأكمل بنظرات مترجية: أوعديني إنك مش هتبعدي عن حضني تاني يا مليكة.

إبتسمت وأجابت بحب: مش هقدر ياياسين حتى لو حبيت أبعد تاني مش هقدر إنت خلاص بقيت بتجري في دمي.
أوقف سيارته أمام منزل أخاها إحتضنته وبادلها هو العناق بشدة
وبعد مدة تحدث هو: يلا يا حبيبي أدخلي علشان تطمني على الأولاد وأنا هاجي أخدك بكرة ان شاء الله وهلففك لندن كلها.
إبتسمت بحب وقبلها هو فوق شفتاها بنهم وودعته ودلفت داخل منزل شقيقها بسعادة وانصرف هو بسيارته.

بعد مدة كبيرة كان يقنط داخل غرفته سعيدا أمسك هاتفه وهاتفها من جديد ليكملا معا وصلة غرامهما الفريد.

بعد يومان.
كان يقود سيارته يستمع إلى المذياع الراديو كانت غنوة لمحمد منير قلبي ما يشبهنيش فعلا ما يشبهنيش، تذكرها بمرحها بسمار بشرتها الخمرية الساحرة بإبتسامتها المشرقة التي ما أن رأها سعد قلبه تلقائيا بحديثها المرح الذي يجلب السعادة والتفاؤل شعر بفقدانها حقا لم يتعرف عليها منذ بعيد لكنها أثرته وأثرت روحه،.

نعم فقد إشتاقها منذ أن سافرت فجأة وبدون إنذار لم يعد بإمكانه الوصول إليها حتى المذياع التي كانت تنتظر ميعاد برنامجه اليومي لتحدثه ماعادت لتفعل، فقد قطعت إتصالاتها بالبرنامج منذ أن سافرت منذ عدة أيام
أخرج هاتفه وهاتف مليكة،
كانت تتحرك مع أطفالها وزوجة أخيها وإبنته داخل متجر ألعاب لتختار لطفليها ألعابا تناسبهم
ردت بإبتسامة: زعلانة منك على فكرة بقي يا ندل ليا يومين مسافرة ماتتصلش حتى تطمن عليا؟

إبتسم لها وتحدث: يا حبيبتي ماأنا إطمنت عليكي من ماما وعرفت إنك وصلتي بالسلامة وكلمتيها إنتي وسيف،
المهم إنتي أخبارك إيه طمنيني عليكي وعلى مروان وأنس؟
اجابته وهي تتحرك: الحمدلله إحنا كويسين جدا.
أجابها: الحمدلله يا حبيبتي.
تحدثت نهي بإبتسامة: سلميلي عليه.
مليكة: نهي بتسلم عليك يا شريف.
شريف: سلمي عليها كتير
ثم تحدث بنبرة صوت مرتبكة: مليكة هو أنا ممكن أطلب منك خدمة؟

تحدثت بإبتسامة: والله كنت حاسة إنك بتتصل علشان مصلحتك طول عمرك ندل يا حبيبي، ماعلينا إتفضل حضرتك أتحفني.
تحدث بإستحياء: مليكة أنا عاوز رقم عاليا.
إستغربت مليكة وأجابته بترقب: خير يا شريف هو فيه حاجة؟

إبتلع لعابه وتحدث بمراوغة: لا أبدا مفيش حاجة كل الحكاية إني كنت عاوز أطمن عليها أصلها ليها كام يوم مابتتصلش بالبرنامج فقلقت عليها، وبعدين قولت إن من الذوق أتصل بيها وأطمن انها وصلت بالسلامة ولا أنتي شايفة إيه؟
ضحكت بمرح وتحدثت بمراوغة: طب ماتجيب رقم فونها من أرشيف البرنامج؟
تحدث بتملل: رقمها إللي بتتصل بيه برايفت نمبر يا ستي ومابيظهرش إرتاحتي خلصي بقي وبطلي رخامة.

إبتسمت على بوادر العشق التي لمستها بصوت شقيقها وقد أيقنت الأن لما غادرت علياء سريعا وبدون أسباب
تحدثت: أممممممم على العموم أنا هطلع أجدع منك وأديك الرقم لكن بشرط لما أنزل إسكندرية هتحكيلي كل حاجة وبالتفصيل يا حضرة الباشمذيع.
أغلق الخط مع شقيقته بعد أن أخذ رقم علياء أوقف سيارته وصفها بجانب الرصيف وأودع رقمها على هاتفه وضغط زر الإتصال
كانت جالسة بغرفتها تذاكر دروسها بجدية إنتبهت لرنين هاتفها.

أمسكته ونظرت به وجدته رقم غير مسجل ألقته بإهمال
حتي إنتهي تكرر الإتصال مرة أخري
إستسلمت وأجابت مضطرة تحدثت بجدية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنتفض قلبه وثار حين إستمع صوتها أجاب سريعا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
وأكمل بمرح: الناس إللي سافرت ونسيت إن فيه ناس قلقانة عليها هنا في إسكندرية ده ماكانش عيش وأيس كريم ده.

إنتفضت بجلستها وفتحت فاهها حين إستمعت لصوته فهي تعرفه عن ظهر قلب وكيف لا تتعرف على صوته وقد عشقته أذناها قبل العين.
أجابت بإبتسامة سعيدة رغم الحزن الساكن داخلها: شريف، معقولة إزيك.
أجابها بصوت يملئه الشوق: أنا كويس طمنيني عليكي.
أجابت بسعادة: الحمدلله أنا كمان كويسة، ثم تحدثت بإستغراب: إنت جبت رقمي منين؟
ضحك وأجابها: أخدته من مليكة تخيلي إكتشقت إننا ماأخدناش أرقام بعض.

سألته بمكر: وإحنا كنا هناخد أرقام بعض ليه؟
توتر ثم تمالك من حاله سربعا وأجاب بمراوغة: علشان لما سيادتك تمشي كده من غير حتى ما تقوليلي وتبطلي تتصلي بالبرنامج زي ما عودتيني أعرف أطمن عليكي إيه هو إحنا مش بقينا أصحاب ومن حقنا نطمن على بعض؟
أجابته بحزن ملئ صوتها حين ذكر كلمة أصحاب: طبعا أصحاب.

شعر بحزنها الذي أصاب صوتها وسعد كثيرا لأجل ذلك وتحدث: قوليلي بقا يا حضرة الباشمحامية العظيمة إيه إللي خلاكي غيرتي قرارك بإنك ترجعي أسوان فجأة كده ومن غير حتى ماتبلغيني
مش كنا متفقين نخرج تاني يوم ونتغدا بره؟
تنهدت بألم وصل لقلبه وأخترقه: مفيش لاقيت نفسي فجأة حاسة بالوحدة وأهلي وحشوني أوي حجزت وجيت، بس هي دي كل الحكاية.

كان يشعر بها وبألمها فالأن قد تيقن أن الحزن إمتلك قلبها عندما شاهدت سالي وعلمت بخطبتهم
تحدث بدعابة ليخرجها من حزنها هذا: طب ياتري حضرة الباشمحامية فاضية تستقبلني في بلدها وتردلي الواجب إللي عملته معاها في إسكندرية ولا هتندل معايا؟
إنتفض قلبها فرحا وتحدثت بلهجة سعيدة متسرعة: إنت في أسوان؟

سعد قلبه وطار فرحا وتحدث: جايلكم زيارة بعد يومين أخدت أجازة كام يوم أستجم فيهم وأفصل من ضغط الشغل شوية وقلت لنفسي مفيش أجمل من جو أسوان الدافي هو إللي هيديني دفعة ويصفي ذهني من توتر الشغل.
أجابته بسعادة: أسوان هتنور يا باشا حضرتك بس تشرف وشوف الإستقبال الملكي إللي هتحظي بيه حضرتك وهوريلك الكرم على حق ربنا يا بتاع الأيس كريم إنت.
ضحكا إثنتيهما وضلا يتحدثان كثيرا وتناسوا الزمن.

كان عز يتحرك على الشاطئ بجوار شقيقه عبدالرحمن
تحدث عبدالرحمن بإستغراب: إنت عاوز تقولي إن ثريا كانت حاسة بحبك ليها حتى من قبل ما تتخطب لأحمد؟
معقولة الكلام ده يا عز!
أجابه عز بأسي وصوت محبط: بالظبط كده يا عبدالرحمن.
ده إللي أنا فهمته من كلامي معاها.

نظر له عبدالرحمن وتحدث: معلش يا عز ربنا مش كاتبلكم تكونوا مع بعض، لكن متزعلش مني ثريا عملت الصح وحافظت على بيتك وبيتها من التشتت والضياع إختارت وجعك ووجعها قصاد راحة الكل ولمة العيلة وفتح البيوت صدقني أنا أحترمتها أكتر ما كنت بحترمها.
وبعد مدة من الحديث والمازرة من عبدالرحمن إلى شقيقه الغالي تحدث بإستفسار: إلا قولي يا عز هو ياسين ظروفه إيه مع مليكة لسه بردوا البنت على شرطها معاه؟

نظر له عز وضحك وأجابه: عيب عليك يا عبدالرحمن دي حتى تبقي عيبه ف حق إبن أخوك.
ضحكا إثنتيهما وتحدث عبدالرحمن: بس إنت شكلك مبسوط ومتكيف من الموضوع هو ياسين بيحبها ولا إيه؟
نظر له وتحدث: وهو أنا لو مش عارف ومتأكد إنه بيحبها كنت ساعدته وخليته يتجوزها ويعيش نفسه في نكد منال وليالي إللي مبيخلصش.
تحدث عبدالرحمن مستفسرا: هو ياسين كان بيحب مليكة قبل ما يتجوزها طب والله برافوا عليك إنك أخدت بالك من حاجه زي دي.

تحدث عز بألم ظهر داخل عيناه: مش عاوزني أخد بالي من ولادي يا عبدالرحمن، ده أنا بعد أبويا عني وعدم إحساسه بمشاعري واللي جوايا هو إللي دمرني ساعات بسأل نفسي وأقولها ياتري لو أبويا الله يرحمه كان قريب مني وبيفهمني من نظرة عنيا زي ما بعمل أنا مع ولادي مش كان فهم إني بحب ثريا وكان إخترهالي وريح قلبي من الوجع،.

وأكمل بحزن: بدل مانا عيشت عمري كله ف حرمان وعذاب من بعد الحبيب وقربه ف نفس الوقت، تعرف يا عبدالرحمن أنا من يوم ما ربنا رزقني بياسين وإخواته وأنا قررت أكرس ليهم كل حياتي وكل قوتي وأقرب منهم لدرجة إني أكون أقرب ليهم من روحهم، قررت أعرف ولادي عاوزين أيه وأقربهولهم وأحاول أشوف ف عنيهم سعادتهم بقرب الحبيب إللي أنا إتحرمت منه، بقيت بحس شعورهم بدالهم، أنا بستمتع وأنا بحقق لأولادي رغباتهم وبحس سعادتهم يا عبدالرحمن تخيل.

وقف عبدالرحمن ونظر لأخاه
والحزن يكتسي عيناه وتحدث: ربنا يباركلك فيهم يا حبيبي وياعالم يمكن ربنا بعد عنك شر كان لابد منه ف جوازك من ثريا محدش عارف الخير فين يا عز ربنا وحده سبحانه وتعالى هو إللي عالم باللي فيه الخير لينا.
إبتسم له بمرارة وهز رأسه بإيجاب ورضا وتحدث: الحمدلله على كل حال الحمدلله
وأكملا سيرهما معا في صمت حزين.

كانت تخرج من باب المرحاض ترتدي رداء الحمام(البرنس) وتحاوط شعرها بالمنشفة تسمرت حين وجدته يحادث ليالي وهذا بعدما توسلت إليه منال وطلبت منه أن يهاتفها ويجاملها ببعض الكلمات وذلك بعدما خدعته أنها بحالة نفسية سيئة لعدم تقديره لها وغضبه منها وبدون سبب،.

وأيضا أخبرته أن أطفاله تأثروا كثيرا بحالتها النفسية وهذا ما أكدته له أيسل بعد تعليمات منال لها، فانصاع ياسين لحديث والدته ليريح رأسه من صداع والدته وأيضا فهو يجهز حاله ليصدمها بقراراته المؤلمة لها
إبتلعت لعابها وشعرت بنار الغيرة تقتحم قلبها العاشق من مجرد سماعها نطقه لإسمها وفقط، نظر إليها وأبتسم حين إكتشف وجودها
أنهي إتصاله سريعا متحججا: أنا هقفل علشان عندي ميعاد مهم هبقى أكلمك تاني أوك سلام.

أغلق الهاتف وتحرك بإتجاه ذات القلب المشتعل وقف خلفها وهي تجفف شعرها بالمنشفة وتحاول الهرب من الإلتقاء بعيناه حتى لا يري غيرتها وحزنها داخل عيناها لكنها بالفعل وصلته
حاوطها بذراعيه ودفن انفه داخل عنقها ليشتم عبيرها.

وتحدث بجدية: هي كمان مراتي وليها عليا حق إني أكلمها، لكن إللي في قلبي ليكي ومكانتك مفيش مخلوق في الدنيا قدر يتحصل على 1% منه، إنتي وأيسل وحمزه مالكين قلبي من جوه يا مليكة ومكانتك محدش يقدر يقربلها، عاوزك تطمني ومش عاوز أشوف نظرة الحزن إللي في عيونك دي تاني.

نظرت له من خلال المراة وتحدثت بحزن لم تستطع مداراته: أنا أسفه يا حبيبي بس والله غصب عني أنا بحبك أوي يا ياسين وغصب عني ساعات مش بقدر أتحمل فكرة إن حد تاني بيشاركني فيك،
وأكملت بألم وخجل من حالها: عارفة إن الإحساس ده مش من حقي وإن لو فيه حد من حقه يحس الإحساس ده ويعترض على الوضع فهي ليالي وبس لكن أعمل إيه في قلبي إللي حبك وعشقك بجنون،.

ونظرت له بعشق: ياسين أنا حبيتك لدرجة إني نفسي أروح معاك مكان محدش يعرفنا فيه ونعيش فيه لوحدنا إحنا وولادنا وبس مش حابة عيونك تشوف حد غيري وبجد بدأت أشفق على ليالي وأديها الحق في معاملتها العدائية ليا من بعد جوازنا.
كان يستمع لها بعيون هائمة وقلب يتناغم من شدة سعادته بإعتراف حبيبته بكل ذلك العشق الوهاج الذي يحمله قلبها العاشق له.

أدارها إليه وحاوط وجهها بكفيه بكل رعاية ونظر لها بعيون سعيدة متحدثا: للدرجة دي بتحبيني يامليكة أنا مش مصدق نفسي إني بسمع الكلام ده منك أنا كنت عارف ومتأكد إني هعرف أخليكي تحبيني بس بصراحة إللي شايفه جوه عيونك وحالة العشق والغيرة والتملك إللي بتتكلمي بيهم عمري ماكنت أتخيل إني أوصلهم،.

وضمها لصدره بحنان وشدد من ضمته وتحدث: بحبك يا مليكة، بحبك ومبسوط أوي وأنا شايف شعور الغيرة اللي ملوش عندي غير تفسير واحد وهو حالة العشق المجنون إللي أخيرا وصلتيلها وأوعدك إني هعمل أقصي جهدي علشان أخليكي سعيدة ومتحسيش إن ناقصك أي حاجة فيا.
قضي معا وقتا سعيدا ثم أوصلها إلى منزل شقيقها حتى تري طفليها وتطمئن عليهما.

كانت تتحرك بالحديقة ليلا تتحدث بهاتفها بسعادة: ياريت يا سيادة القبطان لكن للاسف مش هينفع نسافر أسوان تاني السنة دي.
حدثها سليم عبر الهاتف: يسرا ممكن تندهيلي سليم وبلاش سيادة القبطان دي إلا إذا كنتي متضايقة إني بندهلك بيسرا.
تحدثت سريعا: لا طبعا مش متضايقة خالص بالعكس
ثم وعت على حالها وتحدثت بخجل: قصدي يعني براحتك.

ضحك برجولة أهلكت قلبها المسكين وتحدث: هو أنا ليه حاسس إنك متحفظة أوي في الكلام معايا يا يسرا بالرغم إننا بنتكلم لينا فترة وبرغم إنك وافقتي على إني أكلمك فون إلا إني دايما حاسس إنك حاطه حاجز بيني وبينك ف الكلام،
سيبي نفسك وإحساسك أطلقي لروحك العنان وسبيها تتنفس وترجع تعيش تاني،
وأكمل بصوت حنون: يسرا أنا حاسس ناحيتك بمشاعر حلوة أوي لكن خجلك ورفضك وتحفظك بيمنعني أني أصرحلك بيها.

تحدثت يسرا بإرتباك: أرجوك يا سليم إديني وقتي في إني أخد عليك نا أصلا لحد دلوقتي مش متخيلة إزاي جتلي الجرأة إني أديلك رقم فوني وأتكلم معاك كده عادي،
وأكملت براحه وحنان: كل إللي أقدر أقولهولك إني ببقي مرتاحة ومبسوطة جدا وأنا بتكلم معاك وإن اليوم إللي مش بنتكلم فيه بحس يومي ناقصه حاجة.

تحدث سليم بطمأنينة وحب: طب وهو إيه غير كده يا يسرا، وأكمل بعشق وصوت حنون: يسرا أنا بحبك وأقدر أقولهالك دلوقتي وأنا مطمن جدا لإني خلاص إتأكدت من حبك ليا،
وأكمل برجاء: قوليها يا يسرا قوليها أرجوكي خليني أقدر أخد خطوة جادة ف علاقتنا.
إبتلعت لعابها وتحدثت بقلق ظهر بصوتها: إنت تقصد إيه بخطوة جادة دي يا سليم؟

أجابها سليم برجولة: خطوة جادة يعني إرتباط يا يسرا إيه كنتي فكراني داخل أكلم واحدة وأنا متأكد إنها بنت ناس ومحترمة علشان أسلي وقتي مثلا، يسرا إنتي شدتيني من أول ماشوفتك وحسيت إنك عوض ليا من ربنا، أرجوكي يا يسرا فكري ف كلامي كويس وحددي أنا إيه بالنسبة لك وإنتي عاوزه إيه،.

وأكمل برجولة: لاني مش هقبل عليكي ولا على نفسي أفضل أكلمك كده من غير إرتباط رسمي وإلا كده هتخليني أبص لنفسي نظرة عدم إحترام لكوني ما أحترمتش عشرتي بالباشمهندش حسن وخونت ثقته فيا.
كانت تستمع له بسعادة تيقنت حينها أنها تحادث رجلا في زمن قل به الرجال تحدثت: طبعا مش هاأقدر أنكر ولا أخبي عليك مدي سعادتي بكلامك وتقديرك ليا لكن أرجوك يا سليم إدينا وقت أكتر نتعرف فيه على بعض.

أجابها بتفهم وحب: أنا مستعد أستناكي عمري كله يا يسرا بس أبقي متأكد إن فيه بوادر أمل طمنيني يا يسرا وقوليلي إن فيه أمل.
ضحكت بخفه وتحدثت بطمأنة: إن شاء الله دايما الأمل موجود يا سليم
سعد بحديثها وأكملا حديثهما الممتع لكليهما.

ف اليوم التالي على التوالي
كانت تجاوره سيارته التي يقودها وهي في قمة سعادتها وإنتشائها تحدثت بمرح: إحنا رايحين فين يا حبيبي ده مش طريق الأوتيل؟
رفع يدها إلى فمه ووضع بها قبلة رقيقة ونظر لها بغرام وتحدث: محضرلك مفاجأة هتعجبك.
نظرت له بسعادة وتحدثت بتشوق: مفاجأة، مفاجأة إيه يا بيبي يلا قولي بسرعة بقي.
ضحك برجولة على طفولتها وتحدث بإعتراض: طب ولو قولتلك هتبقي مفاجأة إزاي؟

ضمت شفتاها بغضب مصطنع، أهمله هو متعمدا وتابع قيادة سيارته بعد قليل وصل إلى إحدي مراكز التجميل الكبري وصف سيارته وأنزلها تحت إستغرابها
وغمز بعيناه بوقاحة وتحدث: فاكرة اليوم بتاع الحمام المغربي والمساج؟
ضحكت بسعادة وتحدثت: هو أنت مبتنساش حاجة خالص؟
أجابها بحب: أي حاجة تخص مليكة الحلوة ممنوع أنساها،.

ثم أمسكها من يدها وتحدث وهما يدلفان للداخل: على فكرة يا حبيبي المكان هنا امن جدا يعني خدي راحتك فيه على الأخر وأنا متفق معاهم على 3 ساعات وهاجي أخدك.
توقفت عن الحركة ونظرت له بعدم إستيعاب وتحدثت: تلات ساعات ليه يا ياسين كل الوقت ده؟
نظر لها بغرام وتحدث: ما هي دي المفاجأة إدخلي وهتعرفي كل حاجة،
قبل يدها وبالفعل دلفت للداخل وبعد مرور ثلاث ساعات،.

كان ينتظرها بإستراحة المكان وهو بكامل أناقته بحلته السوداء ورابطة عنقه الأنيقة
وفجأة تسمر مكانه وبرق بعيناها وأنتفض قلبه بسعادة حين وجدها
تخرج عليه كأميرة من أميرات الأساطير العظيمة
كانت ترتدي ثوبها الأبيض المنتقي بعناية فائقه والذي جعلها كحورية من حوريات الجنة،
نعم كانت ترتدي ثوب زفاف أبيض وفوق رأسها حجابها الأبيض الذي مازادها إلا نورا وجمالا موضوع فوقه تاج جعلها كملكة متوجة،.

نظر لها بعيون هائمة بهما غيمة تكاد تكون دمعا لكن صخر المخابرات تحكم بها إلى أبعد الحدود تحرك بإتجاهها وأحاط وجهها ونظر داخل عيناها الهائمة السعيدة وقبل جانب شفاها بحب وتحدث: جوزك بيعشقك يا مليكة.
نزلت دمعة من عيناها من فرط سعادتها وتحدثت: ومليكةذق بتعشق فارسها وحبيب أيامها.

إعتدل بوقفته ثم أخرج من داخل جيبه علبة وفتحها وإذ بها خاتم يبدوا أن أحدهم قد صنعه بعناية فائقة كي يظهر بكل تلك الأناقة والإبهار،
أمسكه بيده وتحدث بإرتباك من شدة سعادته: الخاتم ده عمره فوق العشر سنين يارب يبقي لسه على مقاس صباعك؟
إبتسمت وهي تنظر داخل عيناه بوله ودموع السعادة تملئ مقلتيها غير منتبهة لجملته وتحدثت بدعابة: عشر سنين ده على كده عمره أكبر من سن مروان إبني.

إبتسم لها بمرارة وتحدث بحزن: من قبله بكتير يا مليكة،
ثم ألبسها إياه وابتسم وتحدث: الحمدلله طلع لسه نفس المقاس.
إبتسمت ونظرت ليدها بإنبهار وتحدثت: ياسين ده حلو أوي ده أجمل ما شافت عيوني.
إحتضنها بسعادة وقلب حائر ما بين وأخيرا تحقيق حلمه الضائع وبين تأخره كثيرا،
كان يشدد من إحتضانها وقد رفعها لمستواه وبدأ يتحرك بها بحب وعدم تصديق لكل ما يجري،.

شعرا على حالهما حين إستمعا لتصفيق حار إستفاقا على حالهما ونظرا لمصدر التصفيق وجدا ما يقرب من عشرات النساء المتواجدات بالمركز وهن يبكين بالدموع ويصفقن بحب وتأثر على تلك الثنائي وعشقهما الفريد وتأثرهما بحالتهم،
إبتسمن لهما وشكرهما ياسين بعيناه
واختطف حوريته وخرج بها إلى الشارع وهما يتحركان ويسرعان بمرح وسعادة لا توصف.

وصلا بها إلى ساحة خاصة بالعاشقين أمسك بيده مفتاحا وقفلا وسلسال من الحديد خاص بذلك المعتقد المتعارف عليه عند أهل المدينة،
نظر لها وتحدث: أتمني أمنية قبل ما أقفل الجنزير.
نظرت له بحب وتحدثت: تفضل تحبني على طول ودايما أشوف في عيونك نظرة العشق الخاصة بيا لوحدي وأنت بتبص لعيوني،
ثم أبتسمت له وتحدثت: دورك يا سيادة العقيد،
نظر داخل عيناها وتعمق بعشق وأجاب: نفسي أموت وأنا جوه حضنك.

وضعت يدها سريعا على فمه ونظرات رعب وهلع وأعتراض ظهرت بعيناها وتحدثت: بعد الشر عليك يا حبيبي مش مسموح لك تجيب سيرة الموت أبدا إنت فاهم.
أجابها بعشق: الموت ف حضن أميرتي بقي مبتغايا ومع ذلك حاضر مش هجيب سيرته تاني.
أكملت هي بأمر: يلا إختار أمنية واتمناها
إبتسم على إستمتاعه بتسلطتها عليه وأجاب بحب: بتمني أقضي عمري كله جوه حضنك.

إبتسمت برضا وأمسك هو الجنزار ولفه حول حلقة من حلقات السور الحديدي ووضع به القفل وأغلقه ثم أعطاها المفتاح برضا
نظرت له بسعادة ثم حولت بصرها إلى بحيرة المياة المملوئة بنوعية تلك المفاتيح قبلت المفتاح بحب ثم ألقته داخل البحيرة،
وقام هو برفعها على ساعديه وبدأ يدور بها بسعادة مع التصفيق الحار من جميع العشاق المتواجدين بالمكان.

كانت تفتح ذراعيها ناظرة للسماء بسعادة وفرحة لم تعش مثلها على مر سنوات حياتها جميعا،
وهو يدور بها بسعادة لم توصف ثم توقف واحتضنها وتحرك بها سريعا وهما يجريان بمرح وبعد مدة من التسكع بسعادة داخل شوارع لندن أشار لسائقه الذي يتبعهما ويتحرك خلفهما وذلك حسب تعليمات ياسين له،
صعدت السيارة بالخلف وجاورها هو وتحرك السائق وضعت رأسها على كتفه بسعادة وحب، وبعد مده وصلا لباب غرفتهما،.

أوقفها ثم وقف خلفها وأحاط خصرها بدلال ثم فتح باب الغرفة وإذا بالغرفة تتناثر أوراق الورود بجميع أنحائها والبالون المنتفخ بمادة الهليوم ومعلق به هدايا وصورهما معا من إحتفالهما الذي كان من مجرد ما يقرب من الساعة
جرت عليه مسرعة وهي تضحك بسعادة وأمسكت صورها معه وهي بثوب زفافها وتحدثت بإنبهار: معقولة! وإمتي وصلتهم لهنا.
ثم أكملت بعيون عاشقة: ياسين أنا حاسة إني ف حلم جميل وخايفة أصحي منه.

إبتسم لها وتحدث بحب: معايا كل أحلامك هتلاقيها بين أديكي إنتي بس احلمي وأشري يا ملكة أحلامي.
جرت مسرعة بمرح تتلفق البالون وتجلب منه هداياها الثمينة المعلقة بداخله وتمسك بصورها معه من أول رحلتهما معا، أكان يصورهما ليحتفظ بذكري من الحبيب، يالك من رجل أيها الياسين.
إقترب عليها ولف يداه حول خصرها وضم جسدها عليه بعناية وتحدث بعيون مملؤة بالحب والعشق والحنين.

وتحدث بكلمات متأثرة: مليكة، أنا حابب إن ليلتنا دي تكون بداية حياتنا مع بعض، نفسي تنسي كل حاجه حصلت في حياتك قبلي نفسي تكوني لي السكن والسكينة، هدوئي وجنوني، عشقي وغرامي
واسترسل متسائلا بعيناي مترقبة: مليكة، تقبلي تكوني رفيقة روحي في رحلتي؟

كانت تنظر له متأثرة من حالته وعشقه الواصل لعيناها، أجابته بحب وعيون سعيدة: موافقة يا ياسين، موافقة ومسلمة لك روحي وقلبي وحياتي كلها، أنا ملكك يا حبيبي، ملكك لوحدك، وخلاص مبقتش عاوزة من الدنيا دي كلها غيرك،
وأكملت برجاء: أهم حاجة تفضل تحبني وأشوف في عيونك نظرة العشق دي.
إبتسم لها وتحدث بعشق: وأنا كلي ملكك يا مليكة، نظرة عيوني وقلبي ورحي وجوارحي كلهم ملكك وبين أديكي.

أحاط وجهها بعناية ومال على شفتاها وذاب معها بقبلته الأولي بعد أتفاقهما وذهبا معا برحلة جديدة من رحلات عشق الياسين لمليكته.
كان سعيدا لوصوله مبتغاه فهل السعادة ستبقي في عقب دارهم أم انها سعادة مؤقتة؟
وقت الظهيرة داخل حديقة رائف
كانت ثريا تجلس أمام المسبح تنظر لمائه الصافية وتتنهد بإشتياق قلبها إلى قرة أعينها أولاد عزيزها الغالي الغائبان عن أحضانها منذ خمسة أيام
دلفت منال من البوابة الحديدية ناظرة لها واقتربت منها متحدثة بوجه بشوش: قاعدة لوحدك ليه يا ثريا؟
أفاقت من شرودها على صوتها نظرت لها وابتسمت وتحدثت بترحاب: أهلا يا منال إتفضلي، يسرا جوه بتجهز الغدا مع علية وأنا قولت أقعد شوية في الشمس.

جلست منال وتحدثت بوجه بشوش: شكلك كده كنتي سرحانة في الولاد.
أجابتها ثريا بإبتسامة وعيون يملؤها الإشتياق: وحشوني أوي وواجعني بعادهم عني.
تحدثت منال: والله ووحشوني أنا كمان وخصوصا أنس أبو نص لسان ييجوا بالسلامة إن شاء الله، وأكملت بتوتر ظهر على ملامحها: ثريا أنا كنت عاوزة أطلب منك طلب بس عاوزاكي تفهميني كويس وتعذريني فيه.
نظرت لها ثريا بإستفهام وتحدثت: خير يا منال إتكلمي إنتي كده قلقتيني؟

أجابتها منال: خير إن شاء الله طبعا إنتي عارفة إن عمر رجع من سفره وأخد شهادته الحمدلله وكمان ياسين رجعلي من الموت بأعجوبة بعد ما عشنا أيام صعبة وإنتي بنفسك عيشتيها معايا،
تحدثت ثريا لتشجيعها: إتكلمي يا منال من غير مقدمات إحنا أهل وعشرة عمر قولي إللي جواكي وأنا أكيد هفهمك وهعذرك.

نظرت لها منال وتحدثت بخجل: رائف الله يرحمه قرب يكمل سنتين ومن وقتها حرمنا الفرح على البيت مراعاة لشعورك وشعور البنات لكن أنا نفسي أعمل حفلة لأولادي،
وأكملت بعيون مترجية: فرحانة برجوع عمر ونجاة ياسين ورجوعه ليا ونفسي أفرح بيهم يا ثريا، وبصراحة عز خايف من زعلك وقالي ثريا هتزعل لكن أنا قو.

لم تكمل حديثها إبتسمت لها ثريا وتحدثت بهدوء: وماله يا منال من حقك تفرحي بأولادك وأنا كمان يعلم ربنا فرحانة قد إيه بيهم دول مش ولادك لوحدك يا منال.
أجابتها منال بسعادة: طبعا يا ثريا مش إنتي إللي مربياهم معايا، وأكملت على إستحياء: يعني مش هتزعلي يا ثريا؟
أجابتها بإبتسامة: لا يا منال مش هزعل وبعدين إنتوا كتر خيركم صبرتوا معايا كتير وخوفتوا على زعلي.

تنهدت منال بإرتياح لحديثها مع ثريا وتحدثت بتساؤل: ثريا هو أنا ممكن أسألك سؤال وتجاوبيني عليه بصراحة؟
إبتسمت ثريا وتحدثت بهدوء: وأنا من إمتي كذبت عليكي في حاجة يا منال إسألي وأنا هجاوبك.
تنهدت وقالت: إنتي ليه وافقتي إن ياسين يتجوز مليكة مع إنك كنتي في نفس ظروفها ورفضتي تتجوزي عز ووقفتي قدام الكل؟

ليه وجعتي ليالي مع إنك بنفسك رفضتي توجعيني وحلتيلي مشكلتي إللي مكانش ليها حل غير بإيدك إنتي ومنعتي خراب بيتي وقتها؟
ثم تحدثت بخجل: أنا عارفة ومتأكدة إن حل مشكلتي كان بإيدك مهما حاولت أبرر لنفسي وأقول قدام الكل إني أنا إللي منعت جواز عز منك بس الحقيقة أنا وأنتي عارفينها كويس.

إبتسمت ثريا بحزن وتحدثت: مين قالك إن ظروفي أنا ومليكة كانت تشبه بعض يا ثريا بالعكس أنا ومليكة عمر ظروفنا ماكانت واحدة، أنا ولادي كان ليهم سند وعزوة يتسندوا عليها لو الزمن جه عليهم ودار، إعمامهم كانوا ف ضهرهم والبيت جنب البيت وأنا بنت عمهم لحمهم ودمهم وعمرهم ما كانوا هيفرطوا فيا ولا في ولاد أخوهم،.

وإخواتي إللي هما ولاد عم جوزي كانوا موافقيني كلنا إتفقنا وإتقابلنا عند نقطة حماية الولاد، وأكملت بحزن: لكن مليكة وولادها ملهمش ضهر إبني كان وحيد ملهوش سند يسند ولاده من بعده كنتي عاوزاني أسيبهم لكلاب السكك تقطع فيهم وهما لسه لحمة حمرا يا قلبي،.

وأكملت بتفسير: ده أقرب الناس ليهم طمع فيهم متزعليش مني يا منال أنا عارفه إنك شيفاني واحدة أنانية وفضلت مصلحة ولاد أبنها على مصلحة إبنك وده طبعا حقك ومش هلومك فيه، بس أنا فعلا بعترفلك إني كنت بحمي ولاد إبني من غدر الزمن وملقتش قدامي غير ياسين علشان أتعلق بيه وأعلق ولاد أبني في رقبته علشان يبقي سندهم وحمايتهم من غدر البشر والزمن.

أجابتها منال: طب ما ياسين وطارق وعز ما كانوش هيسبوهم وكانوا هيقفوا معاكي إنتي ومليكة والولاد ويربوهم بالظبط زي ماعملوا معاكي زمان ومن غير جواز؟
أجابتها ثريا بنفي: هقولهالك تاني يا منال أنا ومليكة عمر ظروفنا ماكانت واحدة، أولا مليكة أبوها ماكانش هيسيبها هنا وعز وياسين ماكنوش هيسمحوا لسالم إنه ياخد الولاد دي أول حرب كنت هدخل فيها أولاد إبني،.

نيجي بقى للمهم عز وعبدالرحمن لما وقفوا معايا في تربية ولادي كان واجب عليهم وزي ما قلتلك دول لحمهم
لكن ياسين وطارق هيربوا ولاد رائف ويقفوا ف ضهرهم ليه؟
وأكملت بتعقل: الدنيا بتلهي الناس يا منال وبعد عمر سواء طويل أو قصير لما أحنا نفارق ونرجع لدار الحق ياسين وطارق وولادهم هيبعدوا ومحدش يقدر يلوم عليهم دي سنة الحياة دول هيبقوا مجرد أعمام ولاد رائف من بعيد.

لكن إسمحيلي لما يبقي ياسين جوز مليكة هيبقوا الولاد مسؤولين منه شرعي ويفضل رابطهم بيت واحد.
وأكملت بغيمة من الدموع: وأرجوكي متزعليش مني ساعات الدنيا بتجبرنا وتحطنا قدام أختيارات كلها أصعب من بعض وتودينا لطرق عمرنا ما كنا نفكر إننا نمشي فيها وغصب عننا لازم نمشي ونكمل المشوار،
وأكملت بحزن: أنا عارفة إني كنت أنانية بس لو رجع بيا الزمن تاني هعمل وأختار نفس إللي عملته سامحيني يا منال أرجوكي وأعذريني.

دول ولاد الغالي ومكنش ينفع أقف وأتفرج عليهم وهما تايهين في الدنيا من غير ما أعمل حاجة وصدقيني وجعك إنتي وليالي من جواز مليكة من ياسين ميجيش 1% من وجعي على إني أسلم مرات الغالي وحبيبتة بإيدي لراجل تاني حتى ولو كان مجرد جواز صوري محدش حاسس بالنار اللي بتنهش في قلبي من الموضوع ده غير رب العباد.

إبتسمت منال بقهر على صدق مشاعر ثريا الذي وصلها وألمها الظاهر بعيونها وهي تتحدث عن مصير أبناء غاليها وعن فقدان وحيدها
وتحدثت: أنا أسفة يا ثريا سامحيني إني مفهمتش موقفك ده ولا حتى فكرت فيه بإنسانية إنتي معاكي كل الحق ويمكن أنا لو كنت مكانك كنت فكرت بنفس طريقتك.

تحدثت ثريا بلهفة: بعد الشر يا منال ربنا ما يحطك مكاني ولا يدوقك إللي أنا دوقته أبدا، بدعي من ربي دايما يكون رحيم بالبشر وميخليش حد يدوق المرار إللي أنا دوقته في وجعي على وحيدي وعزيز عيني،
وأكملت بحزن وعيون مغيمة بدموع الألم: أصعب إختبار وأمر أحساس ممكن الست تحسه هو فقدان الإبن من كل قلبي متمناش لحد يعيش الشعور ده أبدا،.

وأدمعت عيناها ومعها منال التي شعرت بالخزي من حالها على عدم تفهم ثريا منذ زمن بعيد.

في مدينة لندن مدينة الضباب
كانت تجلس داخل مطعم بصحبة عاشق عيناها وشقيقها وزوجته يتناولون الطعام بشهية مفتوحة: تحدث سيف بإحترام: معلش يا سيادة العقيد المفروض العشا ده كان يبقي في البيت عندنا
ثم حول بصره إلى شقيقته متحدثا بدعابة: لكن هنعمل إيه بقي حكم القوي يا سيدي.
نظرت له بقشعريرة مصطنعة: تقصد مين حضرتك بالقوي ده؟
قهقه ياسين عاليا وتحدث: الدكتور أكيد يقصد القوة الناعمة يا حبيبي.
إبتسمت له بحب.

ثم نظر هو إلى سيف وتحدث: ولا يهمك يا دكتور إن شاء الله تتعوض وبجد متشكر جدا على العشا والوقت اللطيف ده.
تحدثت نهي بوجه بشوش: إن شاء الله هنستناكم تيجو لنا زيارة وتكون الظروف أحسن من كده وتنزلوا عندنا في البيت.
أجابها ياسين بإحترام: إن شاء الله يا أفندم بس الأول عاوزين نشوفكم في إسكندرية قريب، ثم أحال ببصره إلى سيف وتحدث: أنا ملاحظ إنكم مقلين أوي في نزولكم مصر يا دكتور؟

أجابه سيف بعملية: ده حقيقي للأسف أخر مرة نزلنا فيها وقت وفاة رائف الله يرحمه،
شعر بالغيرة ونظر لها حتى يستكشف ملامحها وجدها تنظر له وقد شعرت به وبغيرته إبتسمت له وأمائت بعيناها في إشارة منها ليطمئن قلبه فلم يعد لأحد مكان بجانبه داخل قلبها.
إرتخي بجلسته بإرتياح وتنهد براحة.
وأكمل سيف: الحقيقة الحياة هنا صعبة أوي وروتين الحياة وتيرته سريعة جدا تقدر تقول إن للأسف دوامة الشغل خدتنا حتى من نفسنا.

نظر له ياسين وتحدث بنبرة جادة: طب ليه ماترجعش مصر وتفتح مستشفي إستثماري هناك وتستقر بدل الغربة الباردة دي؟
المستشفيات الإستثمارية بتكسب كويس أوي ف مصر.

أجابه سيف بعملية: فكرت في ده فعلا لكن بصراحة كده إتراجعت تاني، خلينا واقعيين الطب هنا ليه وضعه وأنا بقي ليا مكانة كبيرة ومستقبلي هنا أحسن من مصر بكتير، للأسف يا سيادة العقيد محدش بياخد كل حاجة وأنا علشان أعمل إسم كبير لنفسي لازم أتحمل مرارة الغربة ودي الضريبة إللي لازم أدفعها.
وافقه الجميع الرأي، بعد إنتهائهم من العشاء إنطلقت أصوات الموسيقي الهادئة.

وقف ياسين بكل رجولة أغلق زرار حلته ومد يده لها بإحترام يدعوها لرقصتها معه وتحدث برقي: برنسس مليكة تسمحيلي؟
إبتسمت بسعادة من رقي تعامله معها وعشقه الواضح داخل عيناه، نظرت لشقيقها وزوجته إبتسموا لها وأشاروا لها بالنهوض ونهضوا هما الأخرين،
مدت يدها له ناظرة بعيناها الساحرة وقفت حاوط خصرها بإمتلاك وذهبا معا للمكان المخصص للرقص،
مد يده محاوطا خصرها وضعت رأسها فوق صدره وبدأت بخطوات رقصتهم بإحترافية.

تحدث بصوت عاشق مترجيا إياها: مليكة أنا حابب أوي تباتي معايا النهاردة في الأوتيل ممكن تعملي كده علشان خاطري؟
هزت رأسها بإيماء وهي مازالت داخل أحضانه مغمضمة العينان سارحة في ملكوت عشقه وهمهمت بصوت مغري: أمممممم
أبعد رأسها وأمسك ذقنها رفع بصرها لمواجهة عيناه العاشقة وتحدث بلهفة: حبيبي إنتي موافقة فعلا؟
هزت رأسها وتحدثت بحب: أيوه يا ياسين أنا كمان حابة أنام في حضنك أوي النهاردة.

أجابها بفرحة: يا حبيبي بحبك يا مليكة.
تحدثت بحب: أنا كمان بحبك أوي يا ياسين،
ووضعت رأسها مجددا فوق صدره لتستمع لدقات قلبه التي تنبض بعشقها،
بعد مده تحدث هو: عرفتي إن ماما عاملة حفلة الإسبوع ده علشان رجوع عمر وعلشاني؟
أبعدت رأسها ونظرت له ومازالت تتراقص بين يداه بهيام: يسرا قالتلي.
تحدث هو بحماس: هاخدك بكرة وننزل علشان أختار لك فستان يليق بالحفلة.

أجابته: ماأنت جبتلي كذا واحد إمبارح يا حبيبي وكلهم أشيك وأجمل من بعض.
أجابها بسحر: تؤ دي حفلة جوزك ولازم تبقي أشيك واحدة في الحفلة كلها ده بقى هنقيهولك على مزاج مزاجي،
تحدثت بتساؤل: ياسين هو أنت مش المفروض هتسافر بكرة اخر النهار؟
أجابها بعملية: المفروض يا حبيبي بس أجلتها يومين كمان أطمن عليكم إنكم سافرتم وأنزل تاني يوم علطول.

مدت شفاها بإستغراب: وهتقعد هنا تعمل إيه لوحدك إن شاء الله ماتنزل في نفس اليوم.
إبتسم بتسلي وتحدث وهو يمرر لسانه فوق شفتاه: أنا شامم ريحة غيرة في الموضوع،
ثم نظر لها بتساؤل وعيون عاشقة: هو حبيب جوزه غيران ولا إيه؟
تحدثت بدلال: أه طبعا غيرانة وأظن ده حقي يا ياسين أنا بقيت بحبك لدرجة إني بغير عليك حتى من نسمة الهوا.
أجابها بعيون عاشقة: طب ولو قولتلك إن عيوني ما بتشفش حد غيرك أصلا هتغيري بردوا؟

أجابته بإيماء: أيوه هغير ولو مغيرتش عليك يبقي مش بحبك يا ياسين.
تحدث بمداعبة: هو أنا قولتلك إني بحبك قبل كده؟
ضحكت بإنوثة وأجابت: كتيرررررر
ضحكا سويا وأكملا رقصتهما.

داخل حديقة عز
كانت منال وليالي يتحركان بكبرياء بصحبة فريق إحدي شركات تنظيم الحفلات،
تحدثت منال موجهة حديثها إلى المسؤول: عاوزاك بقي تستغللي المكان إللي جنب البول ده كله عاوزاه يطلع ف أبهي صورة ليه ومفارش التربيزات عاوزاها باللون الأبيض
تحدث الشاب بإحترام وتساؤول: وبالنسبة للزهور إللي هتكون على التربيزات يا أفندم ياتري حاباها تكون بأي لون؟

نظرت له بتيهة ثم وجهت بصرها إلى ليالي وتحدثت: إيه رأيك في الموف يا لي لي؟
إبتسمت ليالي وتحدثت برأس مرفوع: جميل يا عمتو.
هزت لها رأسها وتحدثت للشاب: أوك يبقي الموف.
أتي إليها عمر قبلها من وجنتها وتحدث: وحشتني حفلاتك منال هانم شكلك راجعة لمجدك القديم تاني وبقوة
تحركت ليالي بصحبة الفريق بعيدا عن منال وعمر
إبتسمت منال ببشاشة وتحدثت: أهلا يا قلب مامي أنا هعملك حفلة إسكندرية كلها هتقعد تحكي عنها شهور.

أجابها بغمزة من عينه: أيوا بقي يا منول أنا سايبلك نفسي و عاوزك تدلعيني على الاخر.
أكملت منال بتحذير: أه يا حبيبي بس خلي بالك من ضيوفك إللي هتعزمهم باباك إمبارح قالي أنبه عليك وأقولك تختار أصحابك إللي هتعزمهم وتبلغهم إنهم يخلوا بالهم من تصرفاتهم كويس أوي،.

وأكملت: الحفلة هتبقي فيها ناس مهمة جدا تقدر تقول إن الحفلة هيحضرها كريمة المجتمع الإسكندراني كله، قامات جهاز المخابرات عند باباك وياسين هيكونوا موجودين، فبجد ياريت تاخد بالك من النقطة دي يا عمر علشان متضايقش بابا.
تأفأف عمر وتحدث بغضب: يبقي مكنش ليه لزوم إن حضرتك تقولي إنك عاملة الحفلة علشاني، كنتي من الأول قولي إنك عملاها لسيادة اللوا هو وسيادة العقيد وكريمة المجتمع تبعهم،.

وأكمل بإعتراض: أحب أعرفك إن من الطبيعي إن أصحابي إللي بتتراوح اعمارهم بين 25 ,24 سنة لما يحضروا حفلة أكيد هيرقصوا وهيشربوا ويهيصوا غير كده بقى أعزمهم أنا ليه ممكن تقوليلي؟
وضعت يدها على وجنته وتحدثت بحنان: متزعلش يا موري عدي الحفلة على خير وليك عليا هعملك حفلة في فيلا المعمورة لوحدك إنت وزمايلك إعمل فيها كل إللي إنت عاوزه.
اماء لها بضيق وتحدث: أوك مامي يلا سلام علشان خارج مع أصحابي،.

وانسحب من المكان وانضمت منال من جديد إلى ليالي وفريق التجهيز لتباشر التجهيزات.

دلفت علياء إلى المطبخ واتجهت إلى والدتها التي تقف أمام الحوض تجلي الصحون وقفت خلفها واحتضنتها بسعادة وتحدثت: صباح الفل يا بسوم.
تحدثت إبتسام وهي مازالت تجلي الصحون: إنجزي وقولي عاوزة إيه؟
ضحكت علياء عاليا وتحدثت: هو إنتي دايما قفشاني كده؟

أجابتها إبتسام: اللي ربي خير من اللي إشتري يا حبيبتي وطالما قولتي بسوم وبدأتي كلامك بالدلع والأحضان تبقي عاوزة تطلبي حاجة وحاجة كبيرة كمان فياريت تنجزي وتجيبي من الاخر وتقولي عاوزة إيه بدل اللف والدوران ده كله.
إبتعدت عنها ووقفت بجوارها ناظرة إليها وتحدثت بفخر: تعرفي إيه أكتر حاجة بحبها فيكي يا ماما، فطانتك وسرعة بديهتك،
وأكملت بدعابة: ماشاء الله عليكي طالعة لي.

إنتهت إبتسام وجففت يداها ثم تحركت للمنضدة الموضوعة بوسط المطبخ وجلست، نظرت إلى إبنتها وتحدثت: هاتي إللي عندك واتحفيني خليني أشوف.
جلست علياء وتحدثت خجلا: شريف عثمان مذيع الراديو إللي قولتلك إنه طلع أخو مليكة موجود هنا في أسوان بيقضي أجازتة فكنت يعني ده طبعا لو تحبي نعزمه هنا على العشا النهاردة.

نظرت لإبنتها بإبتسامة وتحدثت: أه قولتيلي شريف عثماااان وإشمعنا بقي سي شريف ماافتكرش يقضي أجازته غير اليومين دول وبالتحديد هنا في أسوان؟
ثم ضيقت عيناها وأكملت بتساؤل: هي إيه الحكاية بالظبط يا لولو ماترسيني معاكي على الحوار.
تنهدت علياء وتحدثت بحزن ظهر على ملامحها: لا حكاية ولا رواية يا ماما وعلشان ترتاحي شريف خاطب مذيعة معاه في نفس الإذاعة.

نظرت لها والدتها وتحدثت بتأثر: طب وإنتي زعلانة كده ليه يا قلبي؟
إبتسمت علياء بألم لم تستطع مداراته وتحدثت: وأنا إيه بس إللي هيزعلني المهم ماقولتليش رأيك؟
أجابتها بترحاب: ودي محتاجة رأي بردوا يا بنتي طبعا يشرف وينور ده كفاية إنه من ريحة مليكة الغالية وأهي فرصة كمان نردله بعض من جمايل وعزومات والدته ليكي.

وقفت علياء بسعادة: خلاص أنا هروح أبدل هدومي وأقابله وأفرجه شوية على أسوان وأخر النهار أجيبه وأجي تكوني حضرتك جهزتي العشا.
جهظت عيناها وتحدثت بإعتراض: نعم يا ست هانم تكونيش فاكراني الفلبينية إللي جابها لكم الباشمهندس بقي سيادتك تعزميلي البيه وتدبسيني معاه وكمان عاوزة تخرجي وتتفسحي وتسبيني في الهم ده لوحدي؟

نظرت لها بحزن مصطنع وتحدثت: علشان خاطري يا ماما توافقي أنا وعدت مليكة إني أخد بالي من أخوها كويس، يرضيكي أطلع قدامها عيلة ومش قد كلمتي؟
نظرت لها إبتسام وصاحت بذهول: هو إنتي يابنتي فاكراني هبلة، مليكة مين دي إللي وعدتيها وأخوها مين ده كمان إللي هتاخدي بالك منه، على أساس إن شريف ده عيل عنده أربع سنين ويا حرام خايفين عليه لا يتوه لوحده.

حزن وجه علياء ونظرت أرضا شعرت والدتها بحزنها فتحدثت باستسلام: خلاص روحي بس خدي رؤوف معاكي ماتروحيش تقابليه لوحدك.
نظرت لها علياء وتحدثت بإعتراض وتذمر: روؤف إيه بس إللي أخده معايا هو حضرتك شايفاني عيلة قدامك وبعدين روؤف مش هيوافق ما حضرتك عارفة إبنك ورخامته ده غير إن عنده مذاكرة ومش هينفع يسيبها،
وأكملت بحزن: وعلى فكرة بقي يا ماما المفروض حضرتك تكون عندك ثقة فيا أكتر من كده.

تحدثت والدتها بتأكيد: أنا ثقتي فيكي ملهاش حدود لكن بابا لو عرف هيزعل منك أوي يا عاليا.
أجابتها: وهو حضرتك فاكراني هخرج من غير إذن بابا لو على الباشمهندس سيبي موافقته عليا،
وقبلت والدتها وهاتفت والدها واستأذنته ثم هاتفت شريف وبعد أقل من ساعة كانت تنتظره ف إحدي الكافيهات الشهيرة بالمدينة
دلف للمكان يبحث عنها بنظرات متلهفة
رأته يدلف للمكان بطلته الساحرة المهلكة لقلبها الصغير دق قلبها بأعلي وتيرة له.

تحاملت على حالها ووقفت وأشارت له،
نظر لها وشعر بإحساس غريب عليه ولأول مرة يزوره ذلك الشعور رعشة أصابت جسده بالكامل، حلاوة اللقاء، لهفة النظرات،
إقترب عليها ومد يده مسحورا بجمال عيناها وسحرهما الفريد،
تحدث بإشتياق: عاليا إزيك.
لم يكن حالها بأفضل منه مدت يدها وتلامست الأيادي واحتضنت العيون اشتياقا وتحدثت: الحمد لله أنا تمام.

حاولت لملمت شتاتها وتحدثت بترحاب وابتسامة جذابة بأسنانها اللؤلؤ قضت بها على ما تبقي من حصونه: نورت أسوان يا شريف إتفضل أقعد واقف ليه.
جلس بمقابلها وتحدث: أنا نورت أسوان وحضرتك ضلمتي إسكندرية بعد ما هربتي
إرتجفت وتحدثت بهلع أسعده: إيه يا حضرت هربت دي إنت قد الكلام الكبير ده؟
نظر داخل مقلتيها وتحدث بحنان: مشيتي ليه يا عاليا؟
إرتبكت بجلستها وتحدثت: مانا قولتلك يا شريف.

إبتسم بتسلي وأجابها: هحاول أعمل نفسي مصدقك.
تحدثت كي تخرج حالها من حصاره لها: على فكرة يا حضرة الباشمذيع الواعد ماما عزماك النهاردة على العشا جهز نفسك هتدوق أحلي بط بالتوابل الأسوانية وعلى فكرة بقي البط الأسواني ملوش زي،
وأكملت بدعابة: لا تقولي بقي جمبري ولا سبيط ولا الكلام ده كله.
إبتسم لها وتحدث بنظرة أربكتها: مش بس البط الأسواني إللي ملوش مثيل كل حاجة في أسوان ملهاش زي وأولهم إنتي يا عاليا.

إرتبكت وارتجف داخلها لكنها حاولت الثبات وتحدثت بدعابة: خلي بالك من كلامك يا حضرت وياريت متنساش إنك قاعد قدام الباشمحامية يعني ممكن أعتبر كلامك ده تحرش بيا وأتمرن على قضيتك وألبسك محضر تمام وبدل ما تتفسح وسط النيل والمعابد تتفسح على البورش يا خفيف.

أطلق ضحكات من أعماق قلبه بصوت عالي وتحدث من بين ضحكاته: إيه يابنتي الكلام إللي إنتي بتقوليه ده عاوزة تفسحيني على البورش مرة واحدة لا بجد ونعم الكرم الأسواني.
ضحكت وتحدثت بخفة: أنا بس حبيت أنبهك علشان تكون على دراية من أولها أه لتفكر حضرتك إن بنات أسوان سهلة ولا حاجة.
نظر لها وتحدث بصوت حنون: بنات أسوان دول أجدع وأحلي بنات شفتهم ف حياتي كلها.

نظرت له وحدثت حالها: كفي شريف أرجوك، كف عني تلك النظرات والإبتسامات المرهقة لقلبي المسكين، أتركني بشأني ولا تعلقني بك أكثر فقلبي الجريح لم يعد لديه القدرة على التحمل بعد.
شعر بحيرتها وألمها الساكن عيناها فأراد أن يخرجها من تلك الحالة: أكيد هتيجي إسكندرية تحضري حفلة عز باشا.
إبتسمت له وتحدثت: مش عارفة عمو عز كلم بابا من يومين وعزمنا لكن الباشمهندس لسه ماقررش.

نظر لها بعيون هائمة أرهقتها وتحدث مستعطفا إياها: بس أنا عاوزك تكوني موجودة يا عاليا لسه فيه أماكن كتير ف إسكندرية حابب نروحها سوا،
ونظر لها بتساؤل وصوت حنون: هتيجي؟
تاهت داخل نظرت عيناه وسحرها هزت رأسها بإيجاب وكأنها مسحورة وتحدثت بصوت هائم ولأول مرة يستمع إليه: حاضر يا شريف هاجي.
إقشعر جسده وانتفض قلبه لسماع إسمه منها بكل تلك الرقة والأنوثة إضافة إلى سحر عيناها.
وأه من سحر عيناكي عاليتي.

كان يشعر معها بأحاسيس ولأول مرة تجتاح عالمه أكملا حديثهما بين نظرات وهمسات وإبتسامات
ودلفا معا وخطي خطوتهما الأولي إلى عالم العشاق الصامت.

جاء المساء كان شريف يجلس حول طاولة الطعام داخل منزل عائلة حسن كان يشعر بسعادة لم يشعر بها من قبل فتلك العائلة لها هالة غريبة تحوم حول كل من يدخل دارهم،
تحدث شريف ناظرا إلى إبتسام بإحترام: بجد تسلم إيد حضرتك الأكل حلو جدا،
ثم نظر إلى علياء وتحدث: أما بالنسبة للبط ده لوحده حكاية.
إبتسمت له وتحدثت: مش قولتلك هتاكل أحلي بط من إيد الأستاذة إبتسام.

إبتسمت له إبتسام وتحدثت ببشاشة وجه: بألف هنا على قلبك.
تحدث حسن بوجه بشوش: ياريتك جبت بابا معاك يا شريف حتى كان فصل من ضغط الشغل شوية.
أجابه شريف بإحترام: حضرتك أدري مني بضغط شغل البنوك اليومين دول تتعوض إن شاء الله.
هز له حسن بإيماء
نظر له إسلام بإنبهار وتحدث: على فكرة يا أستاذ شريف أنا بحبك أوي وكل يوم لازم أسمع البرنامج بتاعك.

إبتسم له شريف وتحدث: حبيبي يا إسلام وعلى كده بقى بتتصل بالبرنامج ولا مستمع صامت؟
ضحكت إبتسام وتحدثت إليه: مش كفاية عليك لماضة الباشمحامية في البرنامج هيبقي إسلام كمان دول مجنني معاهم يوميا قبل برنامجك ما يبدأ بربع ساعة بيقلبوبلي البيت طوارئ،
ونظرت إلى إسلام: الأستاذ ياخد الفون بتاعه ويخرج على الجنينة علشان يسمعك بهدوء،.

أما بقي الأستاذة فليها طقوسها الخاصة، أولا تحضر لنفسها مج النسكافية التمام وبعدها تقفل على نفسها أوضتها وتشغل جهاز الراديو إللي شرياه مخصوص لبرنامجك ومشوفش وشها برة الأوضة غير بعد ما يخلص البرنامج.
كانت تنظر له خجلة لذكر والدتها تفاصيلها ضحك هو وتحدث: ده أنا شكلي أنا وبرنامجي عاملين لكم إزعاج كبير أوي ف البيت؟
نظر له روؤف بإبتسامة: وأنا هلحقهم إن شاء الله لكن أخلص من كليتي الأول وبعدها أفضالك.

تحدث حسن: على فكرة يا شريف أنا وإبتسام من قدامي المستمعين للإذاعة، الإذاعة دي يا أبني عالم من الخيال والسحر بيشدك لبعيد وليها جمالها ورونقها الخاص،
وبعد التحديث اللي طرئ عليها مؤخرا بقت متنوعة وفيها كل ما يحتاجه الإنسان، من برامج دينية، ثقافية، سياسية، توعوية، ترفيهية، بجد الإذاعة بقت موسوعة كاملة.

تحدث روؤف: هي بصراحة نفعت سكان القاهرة أكتر حاجة الناس اللي بتقف ف الإشارات بالساعات بيشغلوا البرامج ويتصلوا منه يتسلوا ويكسروا الملل وميحسوش بالوقت ومنه بينبسطوا بمشاركة أرائهم عبر البرامج.
رد عليه شريف بموافقة: معاك جدا في كلامك ده يا روؤف إحنا معظم متصلينا بيكونوا فعلا من داخل الإشارات.

تحدثت علياء: أنا حقيقي بشفق على سكان القاهرة من كل قلبي ودايما بسأل نفسي هما إزاي قادرين يتحملوا الزحمة وأصوات كلكسات العربيات طول الوقت.
أجابها شريف: مش يمكن إتعودوا على كده وحبوا نمط الحياة بالطريقة دي؟
هزت كتفها وتحدثت بإبتسامة: ممكن ليه لاء.
وجه حسن حديثه إلى شريف: ما تجيب حاجتك يا شربف وتيجي تقعد معانا هنا البيت زي ما أنت شايف كبير ووجودك أكيد هيسعدنا ويشرفنا.

أجابه شريف بإحترام: متشكر جدا لحضرتك يا باشمهندس بس الحقيقة أنا هكون مرتاح أكتر ف الأوتيل
أجابه حسن: على راحتك يا ابني مش هضغط عليك لكن طبعا إنت مش محتاج أقولك إن البيت بيتك وفي أي وقت تشرفنا وروؤف وإسلام تحت أمرك ف أي حاجة تحتاجها طول ما أنت هنا.
أماء له بإحترام وأجاب: أكيد طبعا حضرتك.
أكملا عشائهما وسهرتهم المريحة وسط ضحكات وسرد الحكايات من حسن وحكاياته الجميلة التي يعشقها الجميع.

تمللت بفراشها وهي تمد يدها بجوارها تبحث عنه إنزعجت حين وجدت جوارها فارغ، أفتحت عيناها تبحث عنه داخل الغرفة لم تجده تحركت لتبحث عنه داخل ال Suite وجدته يقف بشرفته يشعل سيجارته وينفث بها بعنف ذهبت إليه مستغربة
وتحدثت وهي تدفن حالها داخل أحضانه: ياسين إيه إللي صحاك يا حبيبي؟
حاوطها بذراعه وشدد من إحتضانها وتحدث: مجاليش نوم قومت أشرب سيجارة،.

ثم مال على شفاها وضع قبلة سريعة وتحدث: إنتي إيه إللي صحاكي يا حبيبي؟
أجابته بوجه عابس: إنت فاكر إنك لما تقوم وتبعد عن حضني وتسيبني مش هحس بغيابك وهكمل نومي كده عادي؟
تنهد وتحدث وهو يطفئ سيجارته ويتخلص منها: أنا أسف يا مليكة مكنش قصدي أقلقك صدقيني.
نظرت له مضيقة عيناها وتسائلت: مالك يا ياسين إنت فيه حاجة مضيقاك؟

نظر أمامه وزفر بضيق محاولا تهدئة حاله: بصراحة يا حبيبي أنا متضايق أوي من الوضع إللي إحنا فيه،
نظر لها بتمعن وتحدث بتمني: مليكة أنا نفسي الناس كلها تعرف إننا بنحب بعض نفسي أمشي وسط الناس وأنا حاضن إيدك من غير ماتتكسفي ولا تسحبيها علشان محدش يحس بحبنا،.

وزفر بضيق وغيرة ظهرت بمقلتيه وتحدث بصوت يملئه الغضب رغم محاولته لمداراته والسيطرة عليه: نفسي أغير أوضة النوم يا مليكة مش حابب أبدا فكرة إننا نبقي مع بعض ف نفس أوضة رائف الله يرحمه،
وأكمل بضيق: أنا راجل بحب مراتي وبغير عليها ومن حقي يكون لي حياة جديدة معاها بكل تفاصيلها،
وأكمل وهو يسحب بصره بعيدا عن مقلتيها: مش قابلها على نفسي يا مليكة مش حابب الأوضة، مش طايق فكرة نومك لسه على نفس سريره،.

ثم نظر لها وتحدث بتساؤل وعيون متألمة: إنتي فهماني يا مليكة؟
إبتلعت لعابها بمرارة لما تشاهده من كم الألم الذي يظهر بعيناه ويمتزج بصوته
حاوطت وجهه بكفيها بعناية وتحدثت بنبرة رقيقة وهادئة: طبعا فاهماك يا ياسين ومين غيري يقدر يفهمك،
وأكملت بتمني: بس أنا مش حابة أبدا أشوفك في الحالة دي إنت ياسين المغربي القوي إللي مفيش حاجة في الدنيا كلها تقدر تهزه،.

وكل إللي ممكن أقولهولك وأطمنك بيه هو إن مبقاش فيه حد في حياتي غيرك إنت يا ياسين،
أنا قلبي وروحي بقوا ملك أديك إنت وبس،
وأكملت بتعقل: بس أنا عاوزاك تتصالح مع نفسك أكثر من كده يا حبيبي ومتنساش إن رائف هيفضل موجود ف حياتنا بحكم درجة القرابة إللي بينك وبينه وبحكم ولادي، وكمان بحكم ماما ويسرا ووجودنا معاهم في نفس البيت،.

وأكملت بحب لطمئنته: أنا يمكن حبيته قبل منك وهو حبني قبل منك لكن صدقني حبك محي جوايا أي حاجة عشتها قبلك
وأكملت بغرام: إنت جوزي وحبيبي ونور عيوني عاوز إيه تاني أكتر من كده.
أمسك وجهها بتملك ونظر داخل عيناها وتحدث بعيون ترقرق بها قطرات الدمع قائلا: فيه حاجة لازم تعرفيها يا مليكة
نظرت له بإهتمام وترقب وأكمل هو:
أنا حبيتك قبله بس هو وصل لك قبلي.

ضيقت عيناها وتحدثت بعدم فهم: أنا مش فاهماك يا ياسين، تقصد إيه ياريت توضح أكتر.
أجابها بقلب موجوع ونظرات متألمة: أنا شفتك وحبيتك قبل رائف يا مليكة
شفتك ومن أول نظرة عيونك صابت قلبي بسهم عشقك، دوبت فيكي وعشقتك من أول نظرة، عشقتك وقلبي إنصاع لأمر الهوي ومشيت ورا حبك وأنا مسلوب الإرادة.

وأكمل مفسرا بجدية: وقتها كنتي في الجهاز عندنا في زيارة تدريب تبع كليتك دخلتي عليا الأسانسير وأنا نازل إنتي وصاحبتك كنتوا ناسيين حاجة وطلعتوا تجبوها وباص الكلية كان هيسبكم ويمشي،
وقتها عمر الظابط المساعد بتاعي إعترض على إنكم تنزلوا معانا وأنا قولت له سيبهم يا عمر،
وأكمل بتأثر وعيون مغيمة عاتبا عليها: إزاي قدرتي تنسي نظرة عيونك لما دوبتيني وإنتي بتبصي لي بحنان وتقولي لي ميرسي بجد أنا متشكرة أوي ليك،.

يمكن كانوا كلمتين بساط بالنسبة لك، بس كانوا بالنسبة لي الكلمتين والنظرة إللي عشت أصبر نفسي بيهم العمر بحاله
وأكمل معاتبا عيناها بحنان: نستيني إزاي يا مليكة، إزاي قدرتي تنسي عيوني إللي عشقتك من أول نظرة
سألتها عيناه قبل لسانه ناطق بتعجب مميت: لما شفتك في الخطوبة ومديت لك أيدي علشان أسلم عليكي إزاي معرفتنيش؟
إزاي يا مليكة؟

وأكمل متأثرا بصوت مهزوز: وأكتر حاجة دبحتني ووجعتني أوي لما سلمتي عليا بكل برود ولا كأنك شفتيني قبل كده
واسترسل بعيناي متألمة لائمة: للدرجة دي مشفتنيش، للدرجة دي مقابلتنا مأثرتش جواكي ولا سابت فيكي أي أثر؟
إزاي مشفتيش عيوني ولهفتي عليكي؟
محستيش بقلبي إللي إتخلع من مكانه وخدتيه وإنتي خارجة من الأسانسير إزاي؟
ده أنا عشت بعدك من غير قلب يا مليكة، قضيت عمري جسد وروح بيتحركوا من غير قلب.

وأكمل بقلب يتمزق ألما: وكل ألمي إللي فات كان كوم واللحظة إللي مديتي إيدك فيها وقولتي لي أهلا يا أبيه كانت كوم تاني.

كانت تسمع له ودموعها تنهمر على خديها كشلالات تنظر له تارة بحزن وتارة بإبتسامة ألم ووجع
تحدثت بقلب يتمزق: ياسين إنت بتقول إيه؟
أجابها بدمعة أفلتت من عين الصخر الجبل الذي لن يهتز طوال حياته إرتعش ونزلت دموعه أمام جبروت عشقها وأجاب: أنا حبيبك إللي عاش عمره كله دافن حبك جوه ضلوعه،.

أنا إللي عشت عمري كله أنكوي بنار حبك الضايع، أنا إللي عشت عمري كله أداري نظرة ألمي وأنا شايف حب عمري جوه حضن غيري، أنا حبك المفقود أنا إللي عشت أنكوي بنارك يا مليكة،
أنا إللي حبيتك قبله، بس هو إللي وصل لك قبلي
بكت بقلب يحترق على حبيبها العاشق وتحدثت: ياااه ياياسين، يااااه يا حبيبي، وطول السنين دي وإنت شايل في قلبك كل الوجع ده وساكت! إزاي قدرت تتحمل كل الوجع ده إزاي يا حبيبي؟

سحبها وضمها لصدره بكل قوة وتملك كاد أن يكسر عظامها من شدة ضمته وتحدث: بس إنت خلاص يا مليكة، خلاص بقيتي معايا وبتحبيني، بقيتي في حضني ومحدش هيقدر ياخدك من حضني تاني،
وأكمل بتمني: أوعديني إنك مش هتبعدي عن حضني تاني وتسبيني، أوعديني يا مليكة.
شددت هي أيضا من إحتضانه وهي تتلمس ظهره بحنان وتحدثت: عمري ما أقدر أسيبك يا ياسين، عمري ما أقدر أسيبك أبدا.

ثم سحبت حالها من بين أحضانه ونظرت له بإبتسامة من بين دموعها الغزيرة وتحدثت بحنين: إحكي لي الحكاية من اولها، عاوزة أسمع قصة غرامي الضايع من بدايتها،
وأكملت بألم ودموع: عاوزة أعرف قد إيه أنا كنت غبية وضيعت من إيدي حب أسطوري بالشكل ده، عاوزة أعرف كل حاجة يا ياسين، أرجوك أحكي لي.
إبتسم لها بمرارة وعيون مغيمة قائلا: أنا كمان عاوز أحكي لك يا مليكة، عاوز أخرج وجع السنين اللي محبوس جوا ضلوعي وتاعبني.

وبدأ بالحديث.
عودة إلى أكثر من عشرة سنوات،
كان يتحرك بجدية داخل مقر عمله تحرك أمامه الظابط المساعد له وفتح له باب المصعد ليتحركوا للأسفل للذهاب إلى مهمة خارج المقر، دلف لداخل الأسانسير ووقف بكل شموخ ووقف بجانبه عمر الظابط المساعد وكاد باب المصعد أن يغلق حتى تفاجأ بفتاة تضع يدها لتمنع إغلاق المصعد وهي تنظر لهما بنظرات مستعطفة،.

كانت فتاه في مقتبل عمرها حوالي التاسعة عشر ترتدي حجابا مازادها إلا جمالا وعفة ونورا، ثيابها محتشمة تحمي جسدها من نظرات البشر، وجهها منير كقمر في ليلة مظلمة، عيناها بلون العسل، شفاتاها تشبه الكرز في موسم حصاده، كانت بصحبة صديقتها نظرت إليه بعيون مترجية كقطة شيراز صغيرة تتمسح بمربيها بدلال.
تحدث عمر الظابط المجاور لياسين بلهجة بالغة الحدة: ممنوع يا انسه.

نظرت هي لعين ياسين وصوبت سهم عشقها الذي توجه لقلبه مباشرة إخترق حصونه المانعة، شعر بقشعريرة تسري بجميع أنجاء جسده إنتفض قلبه وانتفض جسدة بالكامل
وتحدثت هي بإستعطاف ونظرة ترجي مع إبتسامة مهلكة هزت كيانه: من فضلك الباص بتاع كليتنا هيتحرك وهيفتنا لو منزلناش حالا بليز.
تحدث عمر بحدة: قولت مش هينفع يا انسه.

جاهد ياسين بإخراج صوته وذلك بفضل حالة إرتباكه وسحره من تأثير عيناها الصائبة وتحدث ناظرا لها: سيبهم يا عمر.
دلفت سريعا هي وصديقتها داخل المصعد ثم نظرت له وتحدثت بإبتسامة شكر وعرفان أذابت بها ما تبقي من قلبه: ميرسي أوي لذوق حضرتك.
نظر لها بعيون مسحورة وابتسم وأماء لها برأسه بإحترام.
تحدثت صديقتها بلوم: ربنا يستر ونلحق الباص قبل ما يتحرك، يعني كان لازم تنسي الفون بتاعك يا تايهة هانم.

تنهدت وتحدثت بيقين: قدر الله وماشاء فعل.
كانت تقف بمقابلة وجهه وتنظر للأسفل عيونها تشع حياة وروحها مفعمة بطاقة إيجابية هائلة حتى أنها وبمجرد دلوفها المصعد إنتشرت تلك الهالة ونشرت حالة سعادة أسعدت بها قلبه.

نظر لوجهها وانتفض قلبه وشعر بهزة عنيفة داخل أوصاله، وبدأت دقاته تعلو في شعور ولأول مره يغزو روحه، تعلق بصره بعيناها التي تنظر أسفل قدميها على إستحياء أثاره، نظر لملامح وجهها البرئ الذي يخلو من مساحيق التجميل التي أصبحت منتشرة في زمننا هذا
إنتفض قلبه وارتعب حين توقف المصعد وخرجت هي وصديقتها بلمح البصر وأخذا بالركض السريع علهما يلتحقا بباص جامعتهم.

خرج من المصعد ينظر إليها وتسوقه ساقيه خلفها كالمسحور، نظر على تلك التي سرقت قلبه وغادرت دون أن تبالي بحاله ولا حتى تلقي عليه نظرة الوداع،
إستقلت الباص وجلست بجوار النافذة تحرك الباص تحت أنظار ذلك المسحور المطل على حوريته وهي تبتسم وتنظر للمكان وكأنها تودعه
تحمحم عمر وتحدث على إستحياء من حالة ياسين فأراد أن يخرجه من تلك الحالة التي لا تليق برجل بمركز ياسين
وتحدث: هو فيه حاجة يا باشا؟

أفاق ياسين على صوت عمر ولكنه لم يجبه وتحرك إلى وقوف رجال أمن الحراسة وتحدث: تبع إيه الباص إللي لسه متحرك ده يا رجالة؟
أجابه أحد الرجال بإحترام: دول طلبة كلية إعلام جايين في زيارة تدريب تبع كليتهم للإدارة يا باشا.
حك ياسين ذقنه وتحدث بإهتمام: تبع جامعة إيه يا أشرف؟
أجابه الرجل: جامعة إسكندرية حضرتك.

نظر ياسين إلى عمر قائلا بطريقة امره: عمر عاوز أجي بكرة ألاقي تقرير مفصل على مكتبي بأسماء وصور وأماكن سكن كل الطلبة إللي حضروا التدريب النهاردة مفهوم يا عمر.
أجابه عمر بطاعة: إعتبره حصل يا باشا.

ليلا داخل الإستراحة الموجودة بحديقة فيلا رائف
كان يجلس ياسين بصحبة رائف وطارق يحتسون مشروبا ساخنا ويتسامرون، نظر طارق إلى رائف وهو يغمز بعينه ويشار بها!
نظرا إثنتيهما إلى ياسين الجالس فوق المقعد مبتسم على غير العادة بعيون سارحة في الملكوت
تحدث رائف بتساؤل: مالك يا ياسين من ساعة ما قعدنا وإنت مبلم ومبتسم ومزبهل كده لدرجة إن إللي ميعرفكش يقول عليك بتحب؟

نظر إلى رائف وابتسم ووضع يداه خلف رأسه ناظرا أمامه بشرود وتحدث: هو ممكن الواحد يحب واحدة من مجرد نظرة لعنيها؟
إعتدل طارق وتحدث بتسلي: ده شكله الموضوع كبير بقي هو الباشا بتاعنا وقع ولا إيه؟
إبتسم لأخاه وتحدث بعيون لامعة نابضة بالعشق: والله شكلي وقعت ولا حدش سمي عليا يا طروق، وأكمل بعشق: عارف لما تبقي ماشي في ليل ضلمته مابتنتهيش وفجأة وبدون سابق إنذار تلاقي شمش طلعت ونورت لك طريقك وحياتك كلها،.

وبدأ بقص ما حدث وما شعر به قلبه المسكين من حوريته الجميلة، وأكمل بنبرة حماسية: من بكرة هقلب إسكندرية كلها عليها لحد ما ألاقيها ووقتها بس محدش هيقدر يخرجها من حضني هخليها تحبني وتدوب فيا زي ما دوبتني فيها
ثم ابتسم وأكمل بثقة: ده إذا ماكانتش دابت فيا أساسا نظرت عيونها حلوة حلوة أوي وبتشع حياة مش معقول هكون إتهزيت وحسيت بالشعور الجبار ده لوحدي أكيد هي كمان سهم عيوني صاب قلبها، أكيد إن شاء الله.

تحدث رائف بتعقل: هو أنت فعلا خلاص هتطلق ليالي يا ياسين؟
تحدث ياسين بطريقة عملية: ليالي دي غلطة نتيجة تسرعي وتهوري في إختيار الشريك الغلط يا رائف أنا خيرتها بين إنها تلبس الحجاب وبين الطلاق وللأسف إختارت الطلاق،
ثم إلتفت بجسده لرائف وتحدث بأسي: تخيل يا رائف إنها وافقت تديني سيلا بعد الإنفصال كده عادي بشرط إني أئمن لها مستقبلها بقرشين علشان تقدر تكمل على نفس المستوي،.

تفتكر واحدة بتستغني عن بنتها إللي لسه مكملتش 3 سنين قصاد حريتها ولبسها المتحرر وشعرها تستاهل إني أعمل حسابها ف حياتي أساسا ولا دي عقلية أقدر أئمن على نفسي وبنتي معاها دي بنت فاضية من جواها أهم حاجه عندها جمالها وحياة الرفاهية إللي عايزة تعيشها على حسابي،.

ثم تحولت عيناه بلحظة لنظرات هيام وأكمل حديثه بصوت حنون: وبعدين يا رائف أنا بجد حبيت أنا أول مرة قلبي يدق وأعرف يعني إيه حب وكل ده من نظرة واحدة أمال لو إتكلمت معاها وبصت في عيوني وقالتلي بحبك ولا،
وابتسم وأنار وجهه ولمعت عيناه بحب وأكمل: ولا ضمتها في حضني تفتكر وقتها هحس بإيه؟

وابتسم بسعادة وأكمل: ده أتاري الحب ده طلع حاجة حلوة أوي بيدخل قلوبنا بيغسلها من أخطائها وينور لنا ضلمة حياتنا إللي عيشنا فيها كتير.

تحدث طارق بأسي: مش عاوزك تاخد الأمور ببساطة كده يا ياسين منال هانم مش هتسيب موضوع ليالي يعدي من بين أديها بسهولة كده، أنا سمعتها بوداني إمبارح بتقول لأبوك على جثتي لو الطلاق ده حصل عز باشا قالها البنت مستهترة ومش هتنفع تكمل مع ياسين قالتله دي لسه صغيرة بكرة تعقل وتعرف مصلحتها وانا هفضل وراها وهعلمها.

أجابه رائف بإعتراض: بس يا طارق الحب بيجيلنا مرة واحدة في حياتنا وإن ما مسكناش وتبتنا فيه أوي نبقي أغبية وبنخسر نفسنا وحياتنا إللي جايه كلها،
ثم نظر إلى ياسين وأكمل محفزا إياه: وأنا إللي حسيته من كلامك واللي شفته في عيونك وإنت بتحكي عن البنت بتاعت الاسانسير دي بيقول إنك عشقت ودبت يا باشا فنصيحتي ليك إنك تدور عليها وتتجوزها وعيش إللي جاي من حياتك معاها علشان إنت بجد تستاهل تحب وتتحب يا ياسين،.

ثم حول بصره إلى طارق وتحدث: خلينا صرحة مع بعض يا طارق ليالي وياسين زي الشروق والغروب الإلتقاء بينهم صعب ومستحيل،
ياسين راجل شديد وحكيم ومنظبط في حياته وبحكم شغله الصعب محتاج لست لينة وهادية تحبه وتقدره وتقف في ظهره، ست لما يرجعلها أخر اليوم تمتص تعبه وتنسيه إللي شافه بره مش تكون عاتق على ظهره.

وأكمل: ليالي واحدة مخلفه بنت ومتعرفش عنها أي حاجة أصلا وكلنا شايفين ده بعيونا، سيباها لعمتها وللناني وطول الوقت ياإما في النادي مع صاحباتها أو بتعمل شوبينج،
ده طبعا غير خناقاتهم إللي مابتخلصش علشان سفرها لوحدها إللي عاوزة تروحه مع صاحباتها وياسين بيمانع يبقي العقل بيقول إن الخسارة القريبة مكسب يا طارق، أخوك مش هيفضل مكمل حياته في مناوشات وخناقات ليالي اللي مابتخلصش،.

ثم نظر مبتسما لياسين الذي ينظر له بإبتسامة ونظرة إعجاب لتفكيرة الناضج الذي يسبق سنه وتحدث رائف: أنا عن نفسي مش هتجوز غير عن حب ويوم ما ألاقيه همسك فيه ومش هسيبه غير بموتي.
تحدث طارق بطريقة عقلانية: طب لو ماما صممت على رجوع ليالي؟

أجابه ياسين ببرود: تتفضل ترجع أنا مش ممانع بس هترجع زوجة تانية، هتجوز إللي حبيتها وهعيش حياتي معاها أنا عمري هعيشه مرة واحدة ولازم أدور على راحتي مع واحدة بحبها وبتحبني مش هربط حياتي أنا بواحدة أنانية كل إللي يهمها راحتها وسعادتها هي وبس،
ثم وقف بإنتشاء وتحدث: أنا طالع أنام وبكرة الصبح هعرف كل حاجة عن حبيبتي تصبحوا على خير.

اليوم التالي على التوالي كان يجلس فوق مقعد مكتبه يمسك بيده تقريرا عن فتاته التي إخترقت قلبه بسهم عشقها،.

نظر لصورتها وتحدث بهيام و ابتسامة حب: مليكة سالم عثمان أهلا بك مليكتي داخل قلبي العاشق، أنرتي حياتي غاليتي، أه مليكة كم بريئ وجهك يا فتاة ساحرة عيناكي ومبتغاي، أشعر أنكي ستكونين لي داري ومقداري، سكني وسكينتي، هدوئي وجنوني، سأعيش معكي عمري الضائع قبلك، سأجعلكي تذوبين عشقا بي، ستعشقينني مليكة وهذا وعدي لكي أميرتي.
أفاق من شروده على خبط فوق باب مكتبه أمر الطارق بالدخول دلف للداخل صديق له يدعي أمير.

جلس أمير وتحدث: جهز نفسك ياباشا لسه جاي من مكتب رئيس الجهاز وقالي أبلغك إننا هنسافر بكرة على السويد في المأمورية إللي كان بلغنا بيها من كام يوم
إقشعر وجه ياسين وتحدث بضيق: يا نهار أبيض ده أنا نسيت الموضوع ده خالص أكيد السفر بكرة؟

أجابه أمير بإيماء: طبعا يا ياسين أكيد بقولك لسه خارج حالا من مكتب الريس وأكيد هيبلغك بنفسه دلوقتي، المشكلة دلوقتي مش في السفر يا ياسين المشكلة في المدة الريس قال لي إحتمال المدة توصل ل أربع شهور أو أكتر.
زفر ياسين بضيق واقشعرت ملامحه ودق بقلمه على مكتبه.
بعد ساعتين كان يجلس بمقعد سيارته أمام جامعتها ينتظر خروجها ليراها ويخمد أنين قلبه الذي لم يصمت لحظة منذ البارحة حين التقاها داخل المصعد،.

كان مصوبا عيناه على بوابة الخروج وفجأة ظهرت أمامه بجمالها وبلحظة صنعت هالة من السحر حولها، إنتفض قلبه وارتعش جسده بسعادة، قفز قلبه من مكانه ود لو يتركه ويطير إليها يحتضنها ويشدد من ضمتها ليهدئ ولو قليلا،
كانت تخرج وسط صديقاتها وتبتسم بسحر لم يري مثله بكامل حياته
مميزة أنتي محبوبتي
كانت ترتدي ثوبا فضفاضا ممتزج من اللونين الأبيض والأزرق وترتدي حجابا أبيض في مظهر أظهرها كملاك له هالة وطلة،.

تنهد براحة وانتشاء وهو ينظر لعيناها الساحرة، ياالله كم أنتي بريئة معشوقتي؟ ماذا فعلتي بي أيتها الصغيرة؟
من أين لكي كل هذه السلطة كي تضعي قيودك فوق قلبي وتجعليه مسكينا ومنصاعا هكذا لأمر عشقك؟
أحبك صغيرتي أحبك بل أعشقك، كيف ومتي حدث هذا؟
أنا لا أدري،.

تحركت بخفة ورشاقة تحت أعين ذلك العاشق المسكين إستقلت سيارة مستأجرة كانت تنتظرها ومكثت بالمقعد الخلفي بجانب النافذة وانطلق السائق، وانطلق ياسين خلفها منساقا لأمر قلبه العاشق،
إقترب من سيارتها وجدها ساندة برأسها على زجاج النافذة وقد بدأت السماء بنزول قطرات المطر الجذابة، إبتسمت بسعادة فائقة وأنزلت زجاج النافذة ونظرت بفرحة ومدت يدها بحركة طفولية تستقبل بها قطرات المياه العذبة،.

كان كل هذا يحدث أمام ذلك المبتسم سعيد القلب والوجه،
ود لو يوقف سيارتها ويندفع إليها وينزلها ويحتضنها ويرفعها بين يداه ويدور بها تحت قطرات المطر بسعادة، لكنه تمالك من حاله بصعوبة،
وأجل لحظات جنونه لحين عودته من سفره المفاجئ الذي لم يكن بالحسبان،
ضل يراقبها حتى توقفت سيارتها ونزلت منها وتحركت لداخل عقار سكنها ودلفت وبلحظة أختفت عن عيناه،.

حينها صرخ قلبه مطالبا إياه بالهرولة خلفها تمالك حاله لأبعد الحدود وقاد سيارته عائدا إلى منزله كي يحضر حقيبة سفره المفاجئ تحت صياح منال التي طالبته بإرجاع ليالي قبل سفره لكنه كعادته لم يعر حديثها إهتمام وأبلغها أنه إنتوي طلاق ليالي حين عودته من سفره،
سافر ياسين ومكث بسفره هذا ما يقارب على الأربعة أشهر،.

وطيلة هذه المدة لم تغب فتاته عن خاطره، كانت صورتها محفورة بذاكرته، إبتسامتها الجذابة، عيناها الساحراتان، صوتها العذب، رقتها الغير معهودة لديه، وطيلة هذه المدة كان يذهب لصانع جواهر فريدة إستمع بوجوده هناك وطلب منه صنع خاتم فريد النوع حتى يقدمه لخطبة فتاة أحلامه بعد أن إستعلم عن مقاسها بطرقه الخاصة،.

إنتهي ياسين من مهمته بنجاح باهر كالعادة ورجع إلى أرض الوطن وكالعادة لم يخبر أحد بموعد رجوعه لسرية وحساسية موقعه
هبط هو ورجاله من طائرتهم الخاصة بالجهاز إستقل سيارته التي كانت داخل جراج المطار، لم يستطع صبرا على رؤيتها فكفي على قلبه البعاد فقد تحامل كثيرا عليه وحان الان أن يلبي ندائاته وصراخه المستديم مطالبا برؤيتها واحتضان قلبها،.

إنتوي أن يتحدث معها اليوم، قرر أن يقف أمامها وبكل جرأة يعلن لها عن ما فعلته به تلك الساحرة الصعيرة ويطلبها لكي تصبح شريكته بمشوار حياته،
وصل إلى مقر جامعتها إنتظر وانتظر حتى جاء موعد خروجها
وهلت شمس الحياة مرة أخري عند رؤياها، كانت تشبه ملاك بطلتها البريئة البهية، نظر عليها وصرخ قلبه مطالبا إياه بالذهاب إلى حضرتها، إبتسم تلقائيا وانتفض داخله، إرتعش جسده ودق قلبه بأعلي وتيرة له،.

هم بالنزول وكاد أن يفتح باب سيارته لكنه تسمر مكانه وتخشب جسده عندما رأي رائف يقترب عليها بعيون سعيدة ووجه مبتسم،
قابلته هي بنظرة عين لفتاة عاشقة حتى النخاع، مد لها يده واحتضنت الأيادي وتقابلت العيون وتحدثت بلغة العاشقين،
كل هذا كان يحدث أمام ذلك المصدوم مما تراه عيناه، ضل ساكنا الجسد والملامح ينظر عليهما بقلب ممزق وعقل مشوش يرفض تصديق ما تراه عيناه،.

بعد مرور بعض الوقت صعدت مليكة سيارة الأجرة التي تستقلها يوميا تحت أنظار رائف العاشقة،
إنسحب من المكان بخيبة أمل مما رأته عيناه ولكن بقي داخله جزء يرفض التصديق ويمده بالأمل الكاذب، رجع لمنزله وصعد لجناحه أخذ حماما ساخنا وجلس يفكر فيما رأه بقلب حزين.

داخل مسكن ليالي كانت تجلس منال وشقيقها أحمد وقسمت زوجة أحمد وليالي
تحدثت ليالي بكبرياء ونبرة متعالية: ريحوا نفسكم رجوع تاني لياسين أنا مش هرجع أنا أصلا خلاص مبقتش طايقة العيشة معاه،
ده واحد مغرور وعاوز الدنيا كلها تمشي على مزاجه أنا خلاص إتفقت معاه هيأمن لي مستقبلي وياخد بنته يربيها براحته من غير مشاكل.
تحدثت منال بغضب: إنتي مش مكسوفة من نفسك وإنتي بتقولي بنته؟
أشارت لها بيدها بتأفأف.

تحدث أحمد بعقلانية: طب أنا عندي إقتراح أنا شايف إنك تلبسي الحجاب لحد مايهدي وبعدها إبقي إقنعيه واخلعيه عادي.
نظرت له قسمت وتحدثت بإستعلاء: إيه التخاريف إللي إنت بتقولها دي يا أحمد أنا بنتي تلبس القرف ده وتدفن جمالها وشبابها تحت حتة قماشة وليه ده كله علشان ترضي راجل عينه زايغة وكل يوم والتاني ف حضن واحدة شكل.

نظرت منال بغضب إلى ليالي التي إبتلعت لعابها بخجل وتحدثت بحدة: أوام جيتي بخيتي سمك وحكيتي لمامتك والله عيب عليكي.
تحدث أحمد مستفهما: هي إيه الحكاية بالظبط؟
أجابته قسمت بإستهزاء: الحكاية إن بنتك أجرت واحد من شركة أمن كبيرة علشان تشوف البيه المحترم بيقضي معظم وقته فين وسايبها واكتشفت إن البيه عنده شقة سرية وشهريا على الأقل بيتجوز فيها واحدة عرفي.

إنتفضت منال بغضب وتحدثت: طب ولما بنتك جت وقالتلك على السر الخطير ده مسألتهاش جوزك بيعمل كده ليه وإيه اللي باعده عنك كده؟
وأكملت بقوة: أنا بقي أقولك يا قسمت الهانم طول الليل حاطة ماسكات ولفة شعرها وجايبة البنات يعملولها باديكير ومانيكير علشان تخرج تاني يوم في أبهي صورة قدام صاحباتها وتبهرهم بجمالها إللي مالوش زي،.

الهانم اللي مقضيه وقتها ما بين النوادي والشوبينج وعندك هنا وراميه بنتها للشغالين، الهانم متعرفش حاجة عن جوزها ولا بتشوفه غير لما تحتاج فلوس لطلباتها إللي مبتخلصش،
وأكملت بغضب عارم: إبني عمره ما كان كده، إبني معملش كده غير بعد ما عاشرك، وكأنه بيدور على الست اللي ملقهاش فيكي ياسين بيدور على الحب والإهتمام إللي للأسف ملقهوش عندك،.

وإنتي بدل ما تفوقي بعد إللي عرفتيه وتحاولي تصلحي من نفسك وتقربي من جوزك جاية تفضحيه وتفشي سره عند مامتك!
ثم نظرت لها ولقسمت وتحدثت: ونصيحة مني يا قسمت إنتي وبنتك بلاش ترغوا ف الكلام ده علشان ياسين لو عرف أنا نفسي مش هقدر أقف قدام غضبه واللي هيعمله معاكم.
وقفت قسمت وتحدثت بكبرياء: إنتي بتهدديني يا منال.
وقفت منال وحملت حقيبتها وتحدثت بحدة: إحسبيها زي ما أنتي عاوزة،.

ونظرت إلى ليالي وتحدثت: يظهر إني غلطت من الأساس إني رشحتك لإبني وشكرت له فيكي وغشيته، بس ملحوقة مش عاوزة تطلقي النهاردة ورقتك هتكون عندك وأنا بنفسي إللي هبعتها لك على هنا ويكون في علمك أنا إللي منعت ياسين إنه يطلقك طول الفترة اللي فاتت.

تحركت وكادت أن تخرج جرت خلفها قسمت وتحدثت بتراجع: إهدي يا منال الأمور متتاخدش بالطريقة دي وبعدين طلاق إيه إللي بتتكلمي عنه، إحنا مش عاوزين طلاق كل اللي عاوزينه إن ياسين يهدي على البنت شوية ويسيبها بحريتها ويتراجع عن فكرة الحجاب دي كمان.
إبتسمت ساخرة وتحدثت: قصدك إنتي وبنتك عاوزين راجل تحركوه بالريمود كنترول للأسف يا قسمت الراجل اللي بتدوروا عليه مش ياسين المغربي خالص.

تحدث أحمد بإنكسار: ويرضيكي بنت أخوكي تاخد لقب مطلقة وهي لسه في أول حياتها إنتي كده بتقضي على مستقبلها يا منال.
نظرت له بإستغراب وتحدثت: أنا يا أحمد اللي بقضي على مستقبلها! دي بنتك من جبروتها ياسين بيهددها علشان تتراجع وتسمع كلامه وبيقول لها لو إطلقنا سيلا هتبقي معايا،.

ردت عليه بكل برود وجبروت قدام عز وقالتله وأنا موافقة لكن بشرط تأمنلي مستقبلي دي خلت رقبتي قد السمسمة في وسطهم وف الأخر تقولي انا إللي بدمر مستقبلها ده أنا ربنا يعلم بعمل إيه علشان أغطي على فشلها قدام ياسين وإهمالها في بنته.

بعد ذهاب منال دلفت قسمت غرفة ليالي وجدتها تستمع إلى موسيقي غربي وتتراقص وتتمايل بجنون أغلقت قسمت مشغل الموسيقي وتحدثت لإبنتها: فوقي لي كده وأسمعي الكلام إللي هقولهولك ده كلمة طلاق دي مش عاوزة أسمعها منك نهائي مفهوم، بقي عاوزة تسيبي العز ده كله وتيجي تقعد لي هنا.

تأفأفت ليالي بملل وتحدثت: يووو يا مامي متزهقنيش بقي صدقيني إللي إسمه ياسين ده مينطقش ده تقله ومغرور وكفاية إنه حارمني من المتعة الوحيدة اللي بحبها وهي السفر مع صاحباتي، يا مامي أنا طول الوقت حاسة إني أقل من صاحباتي، ممنوع أسافر زيهم ممنوع أسهر لوحدي معاهم، يا مامي حسي بيا أنا مخنوقة أوي لا وكمان عاوزني أقعد وأكون خدامة لبنته،.

وأكملت بإشمئزاز: ده أنا لحد النهاردة مش قادرة أنسي أنه أجبرني أرضع أيسل من صدري وبوظ لي شكله وشكل جسمي كله وقعدت فترة طويلة أتمرن لحد مارجعت جسمي لشكله تاني بجد يا مامي العيشة معاه صعبة جدا.
تحدثت قسمت بجدية: يمكن ياسين صعب وراجعي ومتحكم شوية، لكن مش هتلاقي واحد يحقق لك كل أحلامك ويصرف عليكي بالبزخ ده زيه، وبعدين متنسيش إنك لو إطلقتي فرصتك في الجواز من حد كويس هتكون ضئيلة جدا.

وكمان بنتك إللي إنتي سايباها دي إيه مفكرتيش فيها مبتحنيلهاش أنا مش فاهمة أصلا إزاي قادرة تقعدي من غيرها كده؟
زفرت بضيق وتحدثت: ما عمتو بتجيبها لي كل فترة أشوفها يا مامي ده أنا يمكن بشوفها هنا أكتر ما كنت بشوفها هناك.

تحدثت قسمت بحزم: ليالي إعقلي بقي وفكري في مصلحتك ومصلحة بنتك، ده ياسين المغربي يعني المستقبل والفلوس كلها، ده بيترقي بسرعة الصاروخ، ولا مكافاته وامتيازاته اللي شغله مديها له، أخر كلام مفيش طلاق وهترجعي معاه وأنا هخلي بابي يقنعه بإنه يلغي فكرة الحجاب دي.

زفرت ليالي بغضب وتحدثت: وبالنسبة لجوزاته اللي عرفتها دي كلها لو اتعرفت للناس تقدري تقولي لي شكلي هيكون عامل إزاي، هيقولوا لي لي العشري بجمالها وسحرها جوزها سايبها ورايح يبص لغيرها؟

أجابتها قسمت بحذر: تعاملي مع الوضع ولا كأنك عرفتي حاجة أولا لأن ياسين لو عرف هيخرب الدنيا زي ما عمتك قالت، متنسيش انه في مركز حساس وإنتي وبكل غباء روحتي سلمتي كل بياناته وتحركاته لشركة أمن خارجية وبسهولة جدا ممكن توصل كل اللي عرفته عنه للجهات عندهم، إنتي أصلا المفروض تحمدي ربنا إنه معرفش،.

ثانيا بقي وده المهم إن ياسين حريص جدا يعني محدش يعرف بعلاقاته دي ولا هيعرف وبكده تطمني من جهة شكلك قدام الناس وترجعي تعيشي ملكة وتستفادي على قد ما تقدري بمركز ياسين وفلوسه وده أخر كلام عندي يا لي لي فاهمة؟
زفرت بضيق وهزت رأسها بإيماء مجبر.

مساء
كان ياسين يجلس داخل حديقته بعقل شارد يفكر بقلب ممزق فيما شاهده، وجد رائف أمامه وقف واحتضنه بتيهة
وتحدث رائف بإبتسامته البريئة: إيه يا أبني فينك من وقت ما وصلت جيت لك مرتين وسألت عليك قالو لي نايم إيه مكنوش بينيموك هناك ولا إيه؟
كان ينظر له بقلب يتوجع من شدة الألم كاد أن يسأله ولكن رعبه من تأكيد ما راه بأم عينه منعه،
جلس رائف وتحدث بنصف عين: مالك يا ياسين فيك حاجة متغيرة إنت تعبان؟

أجابه ياسين بإقتضاب: مفيش مرهق شوية من الشغل.
أجابه رائف بإهتمام: سلامتك يا حبيبي،
ثم إبتسم رائف بسعادة وبلحظة لمعت عيناه وأمسك يده وتحدث: لقيتها يا ياسين لقيت نصي التاني.
نزلت الكلمة على قلبه المسكين قطعته إربا ومزقته، جاهد في إخراج صوته وتحدث: عرفتها إزاي وإمتي يا رائف؟

أجابه رائف بعيون لامعة: بعد ما أنت سافرت بحوالي إسبوعين كان عيد ميلاد واحدة صاحبتها كنت يومها سهران ف الكافيه اللي فيه العيد ميلاد وببص حواليا لاقيتها واقفة لما عيني جت في عينيها حسيت بكهربا لمست في جسمي كله،
ثم أكمل بهيام: عيونها حلوة أوي يا ياسين، عيونها سحرتني وشدتني لدنيا عمري ما عرفتها غير معاها عيون مليكة.
نزلت كلماته كصاعقة كهربائية على قلبه تمالك من حاله وتحدث: وهي بتحبك؟

أجابه بعيون عاشقة: ما بتنامش غير لما تسمع صوتي وجودي بقي بالنسبة لها الحياة،
ثم أكمل: كنت مستنيك ترجع علشان أحكي لك عاوزك تبقي معايا وأنا بكلم عمي عليها، أكمل رائف: بعد شهرين أخوها هييجي من السفر و ونروح نخطبها بقيت بحلم باليوم إللي تكون فيه ملكي يا ياسين أخوك داب وعشق ولا حدش سمي عليه.
تمالك حالة ووقف وأمسك يده وسحبه داخل أحضانه وربت على ظهره بحنان قائلا: مبروك يا حبيبي مبروك يا غالي.

في اليوم التالي على التوالي ضغطت منال على ياسين وعز حسب الإتفاق مع شقيقها وذهبوا جميعا إلى منزل أحمد.
تحدث ياسين بحدة: أنا لسه عند طلبي يا خالي شرطي للرجوع إنها تلبس الحجاب ومفيش نوادي وسهر برة البيت تاني، وتقعد في البيت زيها زي أي أم طبيعية وتهتم ببنتها.
تحدث أحمد: خلاص يا إبني ليك عليا انها متخرجش كتير من البيت وتهتم ببنتها.
تحدث ياسين موكدا: والحجاب قبل كل ده يا خالي.

تحدثت قسمة بتحدي: أنا مش فاهمة يا ياسين إيه إللي طلع الموضوع ده في دماغك مرة واحدة كده أظن إنك لما جيت تخطبها مكانتش محجبة وكنت موافق ومرحب ممكن تقولي إيه بقي إللي إتغير؟
أجابها ياسين: ربنا نور بصيرتي حضرتك وفهمت ديني كويس مش عيب إننا نغلط ونذنب، العيب هو إننا نستمر في الغلط وإرتكاب الذنوب ومنتراجعش عنها ولا إيه رأي حضرتك؟

تحدثت ليالي بضيق وتحدي: وأنا مش مستعدة أفقد جمالي وأخبيه تحت قماشة ملهاش أي قيمة عندي لمجرد تحكمك فيا!
نظر لها ياسين ببرود وتحدث: يبقي نتطلق يا ليالي.
نظرت له منال وتحدثت بغضب: مفيش طلاق هيحصل يا ياسين إهدي كده وخلينا نتفاهم بالعقل.
أجابها ياسين: مفيش تفاهم في الموضوع ده يا أمي الموضوع أساسا بالنسبة لي محسوم ومش محتاج نقاش.
كان عز ينظر لهم ويستمع بصمت تام.

نظرت له ليالي وتحدثت بغضب: هو أنت كمان إللي بتتشرط وبتهدد بالطلاق مش كفاية إني متحملة عصبيتك وتحكماتك الفاضية وشخصيتك الغريبة إنت المفروض تشكرني إني متحملاك أصلا
صاح بها ياسين وتحدث ساخرا: إنتي اللي متحملاني يابنتي أنا لولا أمي وخالي كنت طلقتك من تاني شهر إتجوزنا فيه إحنا يعتبر متجوزين على ورق يا ماما،
بلاش إهمالك ليا أنا قادر عليه تقدري تقولي لي بنتك فين من حياتك؟

ثم نظر للجميع وتحدث: هو فيه أم طبيعية تسيب بنتها اللي مكملتش 3 سنين خمس شهور وهي متعرفش عنها حاجه؟
إرتبكت ليالي وتحدثت: لا طبعا بشوفها عمتو بتجبها لي كل إسبوع مرة.
ضحك ساخرا وتحدث: لا والله كتر خيرك تاعبينك معانا إحنا يا مدام،
ونظر إلى أحمد متحدثا لينهي تلك المسرحية الهزلية بالنسبة له: خالي أنا هطلق شوف طلبات حضرتك إيه وأنا تحت أمرك في أي حاجة.

صاحت منال بغضب: قولتلك إنسي موضوع الطلاق ده خالص يا ياسين إنت عاوز تشمت الناس فيا،
ثم أحالت بصرها إلى عز وتحدثت: ماتتكلم يا عز إنت قاعد ساكت ليه؟
تحدث عز بلا مبالاة: أتكلم أقول إيه يا منال راجل ومراته بيتكلموا أنا إيه دخلي.
تحدثت بغضب: بقي كده يا عز،
وأكملت بتهديد: طب يكون ف علمك يا ياسين طلاقي من باباك مرتبط بطلاقك من ليالي إيه رأيك بقي؟

تحدث عز غاضبا: إنتي إتجننتي يا منال إيه التخاريف إللي بتقوليها دي؟
صاحت بغضب ودموع كاذبة: اللي سمعتوه بقي ما انا مش هقعد أتفرج على بيت إبني وهو بيتهد وأقف ساكتة،.

بعد مناقشات ومناورات كثيرة إتفق خاله على انه سيتحمل ذنب عدم إرتداء إبنته الحجاب أمام الله، ورغم عدم إقتناع ياسين بهذا الحديث إلا أنه وافق بعد ضغط عز ومنال عليه حتى ينهوا هذه المناقشة الغير مجدية بالنفع، ورجعت ليالي إلى منزلها بعد مكوثها بمنزل أبيها الذي طال لمدة خمسة أشهر.

بعد شهرين
كانت خطبة رائف ومليكه
إقترب ياسين من مليكة وهو ينظر لها بقلب ممزق
تحدث رائف بإبتسامة وهو يشير إلى ياسين: أعرفك بقي بأخويا الكبير وأبويا الروحي ياسين باشا المغربي وحش المخابرات إللي مشرفنا ف كل مكان.
مدت مليكة يدها بإبتسامة جذابة وتحدثت بإحترام: أهلا يا أبيه، ده طبعا لو حضرتك تسمح لي أقولها لك؟

غرست كلماتها كالخنجر البارد داخل قلبه المسكين ومد يده وهو يبتسم وتحدث: إنتي تقولي إللي إنتي عاوزاه يا مليكة مبروك.
أجابته بإبتسامة ساحرة: ميرسي كتير لحضرتك.
تمزق داخله وإنصدم من عدم معرفتها له، كيف لكي أن لا تتعرفي لتلك العينان التي ذابت عشقا عند رؤياكي؟
كيف مليكة كيف؟

عودة للحاضر
كانت تستمع له ودموعها تنذرف من عيناها بغزارة وهي تشاهد ألمه ودموعه المحتجزة داخل مقلتيه تأبي النزول إمتثالا لكبريائها، وهو يتذكر ويخرج ألم السنين الذي دفنه داخل صدره أعوام وأعوام.
إقتربت عليه وتحسست وجنتيه وتحدثت بتأثر وأسي وأسف: أنا اسفة يا حبيبي سامحني يا عمري أنا غبية، إزاي مقدرتش أشوف حبك وألمك ده كله إزاي؟

وأردفت عاتبة: وأنت يا ياسين ليه مقلتش ليا أول ما أتجوزنا ليه يا حبيبي ليه؟
هز رأسه وتحدث: مكنش ينفع يا مليكة مكنش ينفع قبل ما أتأكد من حبك ليا الأول وإلا كنت هبقي ببتز عواطفك وساعتها كنت هصعب عليكي وتشفقي عليا وده اللي عمري ما كنت هقبله على كرامتي أبدا،.

ثم نظر لها بأسف وندم وتحدث: على فكرة يا مليكة، أنا مش وحش والله أنا عمري ما كنت راجل شهواني بدليل إني عمري ما لمست ست قبل ليالي، أنا كتت بدور على إللي ناقصني صدقيني،
وهز رأسه بنفي قائلا: ومقصدش أبدا المعاشرة خاااالص أنا كنت بدور على السكن والسكينة، كنت بدور على الراحة والهدوء والحب إللي ملقتهمش عند ليالي واللي ربنا يعلم أنا حاولت معاها قد إيه علشان تبقى لي سكني وأكون لها وطن،.

لكن للأسف ليالي عاملة زي اله إلكترونية وعارفة ومحددة في حياتها إيه هي أولوياتها، ماشية بمبدأ نفسي ثم نفسي ثم يذهب الجميع إلى الجحيم،
وأكمل: أنا كنت بدور على الحب إللي لو كنت لقيته في واحدة من إللي كنت بتجوزهم كنت كتبت عليها رسمي وأعلنت جوازنا وعشت معاها ورضيت، بس للأسف ملقتهوش في ولا واحدة منهم،.

كنت بهرب من ليالي ألاقي ليالي تانية قدامي لدرجة إني إبتديت أشك إن ممكن يكون فيه ست بتحب راجل لشخصه وقلبه مش ماله ومنصبه،
ونظر لها بعيون مغيمة وتحدث: دورت كتير وكتير وأتاريني كنت بدور عليكي يا مليكة، كنت بدور عليكي بينهم،.

ثم أحاط وجهها بكفيه وقبل شفاها بقبلة سريعة واعتدل ونظر بعيناها ومازال محتضنا وجهها بعناية وتحدث بصدق: أنا من يوم ما شفتك في الأسانسير وأنا حرمت عليا جنس الستات واكتفيت بيكي في قلبي، حتى بعد ما أتأكدت إنك بقيتي محرمة عليا زي تفاحة أدم إكتفيت بحبك وخبيته بين ضلوعي بعيد عن كل العيون، حبك كان كافي يعيشني إللي باقي من حياتي في سلام.

إحتضنته بشدة ودموع وتحدثت: خلاص يا ياسين كل الألم والحزن عدي خلاص واللي جاي كله سعادة وفرحة لينا، هعوضك عن كل لحظة ألم عشتها في بعدي عنك، من هنا ورايح أنا سكنك وسكينتك، هدوئك وجنونك، أنا عشقك المولود من جديد يا حبيبي،
إحتضنها بشدة وضمها لصدره ليريح قلبه العاشق لضمتها وضلا معا يتسامران بكلام الغرام وضل يسقيها من عشقه المميز لها
عشق الياسين لمليكته.

داخل مدينة أسوان
كانت تستقل قارب صغير يتصل بشراع عالي ويجاورها ذلك العاشق الحيران مابين قلبه الذي ينبض بعشقها البرئ الذي يشبه ملامحها وبين العقل الذي يرجح بقائه مع تلك السالي حتى يفي بوعده لها وألا يطعنها بخنجر الخيانة مثلما يحدثه ضميره،
كانت تقف ممسكة بالحبال ونسمات الهواء المنعشة تداعب رموش عيناها السمراء الكثيفة
نظر إليها كالمسحور كعادته بحضرتها وتحدث: حلو أوي المركبة أم شراع دي،.

نظرت له بإبتسامتها الجميلة وتحدثت: أول مرة تركب مركب بشراع؟
إبتسم لها وأجاب: الحقيقة أه، أنا أساسا كنت فاكرها إختفت من زمان عمري ما شوفتها غير في الأفلام الأبيض وأسود.
ضحكت بوسامة وتحدثت بفخر: عندنا تلاقي كل شيئ لسه أصيل
الأرض أصيلة والنيل أصيل ولسه مايته صافية وزرقا ما أتلوستش.

والناس لسه الطيبة ساكنة قلوبهم والحب ساكن ملامحهم، عندنا تلاقي الفلاح الأصيل والأرض العفية إللي بتطرح خير يكفي ولادها ويفيض، وتلاقي الفلاحة الأصيلة وريحة خبيزها اللي بياكل منه كل شارعها
وأشارت بيدها وضحكت مكملة: والمركب لسه بشراعها وبتمشي بفخر جنب اليخت الفاخر والمطعم العائم من غير ما تتكسف ولا حتى تستخبي.
كان ينظر لها بسحر وتحدث بإنبهار وتعجب: إنتي إزاي روحك جميلة أوي كده؟

إزاي بتقدري توصفي كل حاجة وتضيفي عليها لمستك إللي بتحليها وتخليها غير!
وابتسم وتحدث: إنتي حلوة أوي يا عاليا، إنتي فعلا عاليا.
إبتسمت خجلا وتحدثت لتغير مجري الحوار: طب يلا بينا علشان نرجع إسلام وماما مستنينا هنروح أرض خالو اللي على حدود النيل، هأكلك أحلي دره مشوي وأحلي شاي عصاري دوقته في حياتك، شاي أصلي معمول على القوالح مش شاي الكاتيل اللي ملوش لا طعم ولا ريحة.

وبالفعل بعد قليل كان الجميع يجلس وسط الخضرا والماء والوجوه الحسنة، كان ممسك بكوبا من الشاي يتذوقه ويشتم رائحته وهو مغمض العينان من شدة إستمتاعه.
تحدثت إبتسام بدعابة: إيه رأيك بقي في الشاي بتاعنا يا أستاذ شريف.
أجابها وهو مبتسم وسعيد: بصراحة طعمه وهم، الفحم مدي له رونق ونكهة فريدة من نوعها، أنا أول مرة أشرب شاي بالطعامة دي.

وقفت علياء بسعادة وتحدثت بمرح: أنا هروح أقطف حبة يوستفندي من الشجر يا خالوا لحد ما تشوي لنا الدره.
وقف سريع ولم يبالي بمن حوله قائلا: هو أنا ممكن أجي أقطف اليوستفندي معاكي.
تحدث خالها بترحاب: روح يا ولدي الأرض أرضك والجنينة وأصحابها تحت أمرك.
أماء له بإحترام متحدثا بشكر: العفو حضرتك، بجد متشكر جدا.
وتحرك بجوار تلك المنطلقة المليئة بالحياة وبدأ بقطف الثمار معا.

كانت تقف على أطراف أصابع ساقيها وتعلو بقامتها في محاوله منها بالتمكن من إمساك بعض الثمار وقطفها
أمسك بفرع الشجرة المملوء ببعض الثمار وقربه منها حتى إلتصقت يداها بالثمار،
نظرت له وتاها معا ف بحور عيناهما الساحرة ضلا ينظران إلى بعضهما نظرات هائمة ودقت القلوب وتناغمت على أوتار عشقهما الوليد،
كان قلبه ينبض بشده مطالبا إياه بمصارحتها بعشقها الذي غزي قلبه، فقد أعلن القلب عصيانه وتمرد على العقل.

وما كان حالها بأفضل منه فصرخ قلبها مطالبا إياه بالرحمة، الرحمة بالله ألم يشفق علي قلبك الطاغي؟
تحدث قل لي ما يراود خاطرك؟
أحبك شريف بل أعشقك رجلي ورجل أحلامي قولها لي وأرح قلبي العاصي، نعم فقد عصاني ذلك القلب وعصي عقلي وانجرف وراء مشاعري فعشقك بجنون،
كان يشعر بها وبحيرتها وعيونها المتسائلة ولكن هو ليس بالشخص الذي يوعد بشيئ لم يتأكد بعد من حدوثه،.

حدثتها عيونه: كفي عني عيناك غاليتي فليس لدي القدرة على تحقيق مرادك الغالي فلم يحن الأوان بعد، الصبر عليائي فقط أطالبكي بالصبر صغيرتي، فلتتحملي معي فلم يعد يتبقي سوي القليل وهذا وعدي لكي عليائي.
فاقا إثنتيهما بإرتباك من تلك النظرات والعيون المتحدثة على صوت إسلام وهو يتحدث: كل ده بتقطفوا حبة يوستفندي أمال لو هتجمعوا لنا قفص كنتوا عملتوا فينا إيه؟
إبتسمت علياء وتحدثت خجلا: أنا هروح أغسلهم وهحصلكم.

تحركت سريع وتحرك شريف بجانب إسلام
وبعد قليل كان الجميع يتناولون ثمار اليوستفندي وحبات الذرة بسعادة وانتشاء مع إطلاق الضحكات لتلك القلوب البريئة التي لم تستطع هموم الدنيا على تلويثها
قضي جلستهم بين ضحكات ومرح ونظرات عاشقة منتظرين غد أفضل بإذن الله
إنتهي البارت.
إعترف ياسين بعشقه الخفي منذ الكثير، فهل بهذا الإعتراف تنتهي ألامهم وعذابهم ويبدأ حصاد سنوات الرخاء؟
أم أن للحزن بقية داخل تلك القلوب الحائرة؟
عادت مليكة بأطفالها إلى أرض الوطن بإشراقة وطلة جديدة عليهم فسرها الجميع إلى راحتها عند شقيقها واهتمامه بحالتها النفسية والمزاجية كانت عائدة محملة بالهدايا الثمينة للجميع،.

وبعدها بيومان رجع ياسين مشتاقا لإمرأة حياته التي لم يعد يطيق الإبتعاد عنها حتى ولو دقائق، كان يشتاقها حد الجنون حتى أنه قضي ليلته الاولي داخل أحضانها وكانت حجته هي إشتياقه للصغير الذي غفي داخل أحضانه من شدة إشتياقه له، وبعدها إستدعي ياسين مني حتى توصله إلى ثريا ليغفي داخل أحضانها.

وقضي ياسين ليلته داخل أحضان مليكته فوق أريكته الخاصة به لحين إيجاد طريقة يخبر بها ثريا عن نيته لتغيير الغرفة بل والجناح بأكمله، وهذا بعدما إستعطفته مليكة بأن لا يعلن عن زواجهما على الأقل في الوقت الراهن مراعاة لحالة ثريا وأطاعها كعادته لنيل رضاها الذي تمناه طيلة عمر بأكمله.

كانت ليالي تدور حول حالها كالمجنونة تحادث والدتها في الهاتف: ما قالش يا مامي، كل اللي قاله مافيش سفر السنة دي وأقعدي إهتمي بولادك، بقوله لازم أروح الدكتور مأكد لي علشان ميعاد حقن الخطوط الرفيعة اللي في وشي
تخيلي البارد يرد عليا ويقول لي أنا حابك ومتقبلك على كده، حرق دمي،.

واستطردت غاضبة: عارفة إيه أكتر حاجة حارقة دمي يا مامي، إنه فضل منيمني لحد ما دخلت الموقع وحجزت ميعادنا عند الدكتور حتى تذاكر الطيران لما حجزتها، كان فاضل بس أدفع وأكد الحجز،
وصاحت بغضب: تخيلي إنه ما حوليش على الكريدت كارد غير مصروفي الشخصي اللي بالعافية يكفيني مشاريب أو غدا برة.
صاحت قسمت على الهاتف والغل يتاكل من صدرها: اتجنن ده ولا إيه، والهانم عمتك رأيها إيه في عمايل إبنها السودا دي؟

أجابتها ليالي: عمتو مش موجودة، معزومة على العشا هي وعمو عز عند رئيس الجهاز ولسه ماقولتلهاش.
صاحت قسمت وتحدثت بغل: طبعا الهانم خارجة ولا على بالها وسايبة إبنها يبهدل فيكي براحته،
واستطردت بتحريض: ليالي إنتي لازم تشوفي لك حل مع ياسين، إحنا لازم نسافر السنة دي، إنتي ناسية إن فرح بنت أميرة عصمت صاحبتي قرب و لازم نحضره وإحنا في أبهي صورنا.

وأكملت بأمر: راضيه يا ليالي، شوفي إيه اللي مزعله منك ولو وصلت إنك تتأسفي له أعملي كده،
ضلتا تتحدثان والغل يتأكل داخلهما من صفعة ياسين لليالي التي لم تعي حتى الأن أنها ردا على غبائها.

مرت الأيام وجاء موعد الحفل الصاخب الذي أشرفت منال على تجهيزه ليظهر للعلن بأعلي مستوي يليق بسيادة اللواء عز المغربي ونجله سيادة العقيد ياسين المغربي
وصل الحضور جميعا عدا مليكة التي مازالت بمنزلها تتزين بأبهي صورها بثوبها الأنيق الفريد الذي أختاره ياسينها بعناية فائقة
نزلت الدرج وجدت شريف بإنتظارها على أحر من الجمر ليذهب ليري عليائه التي منعت عن عيناه النوم.

ولكن وللأسف كانت تجاوره سالي التي بعث لها عز بطاقة دعوة لكونها خطيبة شريف
نظرت سالي على الهابطة من فوق الدرج وكأنها حورية نزلت من الجنة والحقد يتاكلها
نظر لها شريف بإنبهار وتحدث: واااااو، إيه يا بنتي الجمال والأناقة والشياكة دي كلها، معقولة جمالك ده يا ليكة؟
وصلت إليه وهي تقبله وتحدثت: عيونك الحلوين يا حبيبي.

ثم أحالت وجهها إلى سالي وتحدثت بمجاملة وهي تمد يدها دون تقبيلها: أهلا يا سالي نورتي حي المغربي.
إبتسمت بسماجة وتحدثت بمجاملة: ميرسي يا مليكة.
تحدثت علية: بسم الله الله أكبر ماشاء الله عليكي يا ست البنات، إللي يشوفك يقول رجعتي لورا عشر سنين على الأقل.
إبتسمت مليكة لذكر علية عشر سنوات وتحدثت: حبيبتي يا داده، أمال فين ماما ويسرا؟

أجابتها علية بإحترام: كلهم مشيوا وسبقوكي علشان يكونوا مع منال هانم في إستقبال الضيوف.
تحدثت مليكة بإهتمام: طب من فضلك يا داده خلي بالك كويس من الولاد، هما فوق كلهم ومعاهم أيسل وسارة فياريت كل شوية تشوفيهم ليكونوا محتاجين حاجة، وياريت تبعتي هدي تقعد مع الناني وتساعدها في رعايتهم علشان ميغلبوهاش.

تحدث شريف: يلا يا بنتي إتأخرنا، ده ياسين كلمني من بدري وقالي أعدي عليكي أجيبك علشان معاه ناس مهمة ومش هينفع يسيبهم، وقال لي لما أقرب عند البوابة أرن عليه يطلع لك.
أما داخل الحفل خرجت ليالي من باب الفيلا كالعادة متأخرة ظنا منها أنها أميرة الحفل المتوجة التي لابد أن تصل مؤخرا، كانت أنيقة وجميلة كعادتها.

نظرت إلى ياسين وجدته يقف مع رئيس الجهاز وزوجته ذهبت إليه بكل كبرياء نظر ياسين إليها وابتسم لها وأمسك يدها بإحترام تقدمت هي بكل ثقة وألقت السلام بإبتسامة مجاملة على رئيس الجهاز وزوجته،
رن هاتف ياسين أخرجه من جيب سترته نظر به وابتسم وتحدث: بعد إذن سعادتك يا باشا، البيت بيت حضرتك
وذهب بإتجاه البوابة تاركا ليالي مستغربة ردة فعله
خرج من البوابة نظر لها وإذا بقلبه يرتجف من شدة إنبهاره بجمالها الأخاذ،.

أمسك يدها وهو يقبلها بهيام متناسيا تواجد شريف وتلك السالي التي تكاد تصاب بذبحة صدرية من شدة ضيقها.
أفاق على حاله فمد يده بإحترام إلى شريف متحدثا: مذيعنا العظيم، شرفتنا.
هز له شريف رأسه بحب فقد بدأ بتقبله بل وبمحبته وذلك لإهتمامه الزائد بشقيقته.
تحدث شريف: الشرف ليا ياسين باشا
ثم حول بصره إلى الواقفة تنظر إليه بإبتسامة وتحدث: أستاذة سالي نورتي حي المغربي يا أفندم ونورتينا.

إبتسمت بسعادة حقيقية وتحدثت: ميرسي يا ياسين باشا
سبقهم شريف وسالي إلى الدخول.

كانت تقف بجانب شقيقها تسلط بصرها بلهفة على البوابة الرئيسية لتراه فقد إشتاقت رؤياه حد الجنون وما إن رأته وبجواره تلك التي تتأبط ذراعه وتجاوره بتفاخر حتى غزي الإحباط والحزن داخلها حولت بصرها بخيبة أمل إلى الجهة الأخري
وبعد قليل دلف ياسين محاوطا أميرته من خصرها في حركة تملكية
تحولت الأنظار جميعا إلى تلك الساحرة وطلتها البهية وهالتها التي حاوطتها وجعلت منها أميرة،.

كانت كملكة متوجة بذلك الثوب الذي أقل ما يقال عنه أنه صمم خصيصا لتلك الحورية لتظهر بكل هذا السحر، كانت ترتدي خاتمها الفريد الذي لم ترتديه إلا بعد رجوع ياسين مدعية أنه هديتها منه،
وأيضا ذلك العقد الثمين الذي أهداها إياه ليلية الاوتيل بعد الحادث، كانت جميلة جذابة وكأن العشق صنع وجعل منها مليكة جديدة منطلقة جميلة.

نظرت لهما ليالي وأبتدي داخلها في الاشتغال وخصوصا أن هذا يحدث أمام صديقاتها وأصدقاء زوجها وزوجاتهم علاوة إلى جميع الأقرباء والمعارف
كان يحاوطها ويتحرك بها ويظهر على وجهه كم التفاخر والعشق الذي يكنهما لها داخلها
وصل بها إلى مكان الفرقة العازفة ثم أمسك المايك وتحدث: مساء الخير على ضيوفنا الكرام إللي شرفونا بحضورهم الكريم.

ثم نظر للجميع وتحدث بفخر: كلكم طبعا عارفين مراتي الأولي وأم أولادي، ليالي هانم العشري
وألتفت لها وأشار إليها بإبتسامة وأماء برأسه كتحية لها وإحترام، ردتها هي بإبتسامة مجاملة تداري بها إشتعالها الداخلي الذي كاد أن يشعل الحفل بأكمله
وكانت جميع صديقاتها يتهامزون فيما بينهم
ثم نظر لمليكته بعشق ظهر بعيناه وتحدث بفخر واعتزاز: حابب النهاردة أقدم لكم مراتي التانية، مليكة هانم المغربي،.

تهامس البعض بينهم فبعض المعازيم مثل زوجات زملائه بالعمل لم يكن لديهم علم بزواجه الثاني
وتحدث بدعابة لطيفة: حبيت بس أوريكوا أنا قد إيه راجل محظوظ مش بس كده، لا ومسيطر كمان، وغمز بعينه لأبيه.
ضحك الجميع وأمائوا له وصفق الجميع كتحية له ولإمرأتيه شديدتان السحر والجمال
نظر له عز وأشار بأيديه كتحية منه
نظرت يسرا لوالدتها بترقب أمائت لها ثريا بابتسامة وتحدثت: أنا كويسة يا حبيبتي ماتقلقيش.

أما داليدا التي حدثت والدتها بوجه كاد أن يشتعل من غضبه: الوضع ده ما بقاش يتسكت عليه يا مامي، ياسين خلاص بيتصرف على أساس ان البنت بقت مراته بجد، أنا حاسة إنه تمم جوازه منها.
أجابتها قسمت بغل: ياسين خلاص أعلن الحرب على أختك وأنا شايفة إن لازم له وقفة.
وبلحظة إشتغلت الموسقي على غنوة أمال ماهر أنا بعشق الغني قدام عنيك، أمسك يدها وتحرك بها للمكان المخصص بالرقص ولف يده حول خصرها وأمسك يدها بيده الأخري.

تحدثت هي خجلا: أرجوك يا ياسين بطل إللي بتعمله ده، إنت كده بتكسفني أوي على فكرة.
أجابها بحب: فيه حد يتكسف من جوزه بردوا
وأكمل بحب ليخرجها من خجلها: تعرفي إني ندمان أوي إني إشتريت لك الفستان ده.
تحدثت بقلق: ليه يا ياسين، هو للدرجة دي مش حلو؟
أجابها بنفي: تؤ، هو للدرجة دي يهوس، للدرجة دي يجنن، للدرجة دي بان جماله وأناقته لما لبسته مليكة الحلوة.

وأكمل بوقاحة: - لدرجة إني غيران منه عليكي وقررت خلاص إنه مش هيتلبس تاني برة أوضة النوم.
إبتسمت له وتحدثت برضي: اللي إنت عاوزه كله أنا هعمله لك يا ياسين
تنهد وتحدث بحب: الله يكون في عونك يا ياسين يا مسكين.

كانت تقف بجوار بعض أصدقائها تحدثت إحداهن: هو مش المفروض الرقصة الأولي دي تبقي مخصصة علشانك يا لي لي؟
تحدثت أخري ساخرة: هو المفروض يا ديما تبقي الأولي والأخيرة وده بناء على كلام لي لي إنها مجرد جوازة صوري مش أكتر.
ثم نظرت لها ونطقت بتساؤل خبيث: ولا هي خلاص مبقتش صوري يا لي لي؟

تحدثت ليالي بكبرياء وتعالي وثقة مصطنعة: تفتكروا إن ليالي العشري بجلالة قدرها كانت هتقبل بوضع زي ده لو مكانتش فعلا مش أكتر من مجرد عقد إتفاق؟
ثم تحدثت بغرور: ياسين بيحاول يداري حقيقة الأمر علشان يا حرام شكلها ما يبقاش وحش قدام المعازيم، وهي دي كل الحكاية مش أكتر
وقالت بإنسحاب: بعد إذنكم هروح أشوف باقي المعازيم.

ضحكن جميعهن بعد ذهاب تلك المغرورة وتحدثت إحداهن ساخرة: قال صوري قال، مبقاش ديما الصراف إن ما كانت ليالي هي اللي بقت مجرد جوازة صوري والدليل على صحة كلامي إنه لما جه يقدمهم للمعازيم قدم ليالي ولقبها بالعشري، لكن لما جه يقدم مليكة قال مليكة المغربي في إشارة واضحة وصريحة منه للجميع إنها أصبحت ملكية خاصة.

ضحكن جميعهن وتحدثت إحداهن بتأكيد: وأنا رأيي من رأيك يا ديما، ده الباشا هياكلها بعنيه وهي جنبه يا بنتي، ده بيبص لها بصة أول مرة أشوفها جوه عيونه
ضحكت إحداهن وتحدثت بخبث: ده انتي مركزة بقي مع عيون الباشا لدرجة إنك حافظة وعارفة كل نظراته.
أجابتها بمكر ودعابة: هاتي لي ست فيكي يا إسكندرية كلها مش مركزة مع ياسين المغربي وعيون ياسين المغربي
ضحكن بصوت عالي وأكملن نميمتهن.

إنتهت الرقصة، أخذها بكل فخر ووصل بها إلى حيث جلوس ثريا وسهير ويسرا وإبتسام
وتحدث بدعابة وبشاشة وجه وسعادة: معقولة جمال هوانم المغربي ده كله، سبتوا إيه لباقي ستات إسكندرية يا هوانم؟
إنسحبت مليكة خجلا من قبضة يده المحاطة بخصرها بتملك وتحركت وجاورت يسرا بالجلوس
إبتسم هو وعذر حيائها.
وتحدثت سهير بإعتراض مصطنع: طب وياتري إللي مش من المغربي زيي أنا ومدام إبتسام نظامه إيه معاك يا ياسين باشا؟

إبتسم وتحدث بإحترام: يا أفندم جمال حضرتك وإبتسام هانم خارج المقارنة أساسا، لانه مع إحترامي للجميع ملوش زي.
تحدثت إبتسام بدعابة: طب وياتري مليكة كده معانا خارج الحسبة هي كمان؟
إبتسم لها وتحدث بتملك: مين قال، مليكة بقت مغربي قلبا وقالبا.
إبتسمت خجلا وسحبت عيناها بعيدا عنه
أما شريف الذي تحرك بخطيبته إلى مقر جلوس والدته وترك سالي بصحبتهم بعد إلقاء التحية إليهم وخاصة إبتسام التي رحب بها بحرارة.

تحرك نحو تواجد علياء التي كانت تضحك بإنوثة مغرية بالنسبة له وهي تتحدث مع شقيقها إسلام
إقترب عليهم وتحدث بترحاب: ده إيه النور ده كله، إسكندرية كلها نورت يا شباب.
نظر له إسلام بإنبهار وتحدث: إسكندرية منورة بأهلها مذيعي المفضل.
نظر إليه بإحترام وتحدث: حبيبي يا إسلام، ثم أحال ببصره على تلك الواقفة ولم تعيره أية إهتمام وتحدث بهيام فقد إشتاقها حد الجنون: إزيك يا عاليا أخبارك إيه؟

نظرت له بفتور وتحدثت بنبرة باردة: أهلا أستاذ شريف.
إستغرب حالها وتسائل داخله لما تلك المعامله عاليتي؟
في نفس التوقيت جاء عمر وتحدث: منورين يا شباب.
إبتسمت له علياء ورمقته بنظرة جذابة وتحدثت عن قصد: عمر إزيك، زعلانة منك على فكرة، بقي أبقي موجودة في إسكندرية من إمبارح ومتفكرش حتى تعزم عليا بخروجة زي المرة إللي فاتت؟

إستغرب عمر من طريقتها وتحدث بسعادة وغرور ظهرا عليه: برنسيس عالية تؤمر، ليكي عليا هسهرك بكرة سهراية هتعيشي باقي عمرك كله وإنتي مش قادرة تنسيها.
أجابته بابتسامة ودعابة: أرجوك
وضحكا إثنتيهم
كان يقف والغيرة تتاكل وتنهش داخله
حدث حاله: أجننتي يا فتاة، ماذا تفعلين أيتها الغبية، أقسم بربي علياء إن لم تكفي عن تلك الأفعال الصبيانية لأفعل ما لا يحمد عقباه وليكن ما يكون!

فاق من تفكيره وغضبه على يد سالي التي أتت وإحتضنت يده بتملك وهي تنظر لعلياء بغرور وكبرياء قائلة: إزيك يااااا، إسمك إيه ممكن تفكريني؟
نظر لها إسلام بضيق وتحدث بإعتزاز: إسمها حضرة الأستاذة المحامية علياء حسن المغربي بنت الباشمهندس حسن المغربي
نظر شريف سريع إلى إسلام وتحدث معتذرا: أكيد سالي متقصدش يا إسلام
ثم رمقها بنظرة غضب وتحدث: هي بس خانها التعبير ليس إلا، مش كده ولا إيه يا سالي؟

إرتبكت من حدة صوت شريف فتحدثت بلطف مصطنع: أكيد يا حبيبي طبعا
ثم نظرت إلى علياء الواقفة بفخر وعلى وجهها إبتسامة نصر وتحدثت سالي: إزيك يا عالية، أخبارك إيه؟
إبتسمت لها بطريقة ساخرة وتحدثت: أنا تمام، إنتي بقي إللي أخبارك إيه؟
تحدث عمر هامسا لشريف بصوت هادئ: يا أخي البنات الشرقيين دول عليهم حركات، مقضينها طول الوقت قصف جبهات وغيرة ويمكن ده اللي بيخليهم مميزين ويجذبوا الواحد ويشدوه ليهم.

رمقه شريف بنظرة غاضبة، رفع عمر يداه بإستسلام ثم وجه بصره إلى علياء حين إستمع بدأ الموسيقي وتحدث: ممكن الليدي علياء المغربي تسمح لي بالرقصة دي؟
نظر له بحقد لاحظته سالي بقلب مشتعل ثم حول بصره بجنون على تلك المبتسمة بدهاء
وتحدثت: سوري يا عمر ما برقصش، لكن ممكن أتمشي معاك لحد البوفيه وتعزمني على عصير فريش
نظرت بكبرياء إلى الواقف يستشيط غضبا وتلك المجاورة له وتحدثت: بعد إذنكم.

ثم نظرت لأخيها متحدثة بدعابة: بعد إذنك صديقي العزيز.
أماء لها إسلام وتحركت بصحبة عمر تحت أنظار ذلك الذي سيصاب بذبحة صدرية لا محال،
إنسحب إسلام معتذرا
أحالت بصرها لذلك الناظر بغضب على تلك العلياء وتحدثت سالي بغضب: هو فيه إيه بالظبط يا شريف؟
نظر لها وتحدث: تقصدي إيه يا سالي؟

أجابته بغضب: أقصد أجازتك اللي أخدتها في غير ميعادها، وسفرك لأسوان إللي بالصدفة عرفته من مامتك، سؤالي المهم بقى لحضرتك إشمعنا أخدت أجازة في الوقت ده وبالتحديد لأسوان وكل ده بعد البنت دي ما ظهرت في حياتنا؟
نظر لها بضيق وتحدث: أظن ده لا وقت خناقات ونكد ولا ده وقت أسأله، واتفضلي قدامي علشان أوصلك لمكان ماما ومليكة علشان أروح أسلم على سيادة اللوا،.

أوصلها ووقف بعيدا وداخله يحترق وهو ينظر عليها وهي تجاور عمر وتتحرك بدلال تحتسي مشروبها وهما يتحدثان ويضحكان بسعادة ظاهرة على وجوههما.

أمسك طارق يد جيجي وتحدث: ليدي جيجي تسمحي لي بالرقصة دي؟
إبتسمت له بعشق وتحدثت: بس عاوزة رقصة فرفوشة يا طارق، حاسة نفسي مبسوطة النهاردة وعاوزة رقصة كده تفرفشني.
أجابها بتساؤل: إنتي تؤمري يا قلبي، قولي لي حابة ترقصي على إيه؟
تحدتث بتفكر: أممممم نانسي عجرم الدنيا بتحلي وأنا وياك.

وبالفعل طلب طارق غنوة جيجي وبدأ بالرقص بمرح وسعادة أبهر الجميع وبلحظة نشر حالة من السعادة الهائلة بالمكان، بدأ الكابلز بالتجمع على الإستيدج والرقص حول تلك الثنائي المنطلق.

كان يقف بجانب والده يختلس النظر إليها، فهمس عز بجانب أذنه متحدثا: يا أبني إتقل شوية مش كده، ده أنا قولت بعد إسبوع العسل بتاع لندن هترجع هادي وعاقل ومستكفي.
أجابه بدعابة: هو فيه حد بردوا بيكتفي من شهد العسل يا باشا؟
إبتسم عز وأجاب: براحتك أنا بس خايف عليك من مواعة النفس
ثم نظر إلى ليالي وتحدث: لازم تحدق شوية علشان تعمل توازن في حاسة التذوق، ولا إيه؟

ضحك ياسين برجولة وتحدث: أوامر سعادتك يا باشا، وماله نحدق منحدقش ليه.
نظر له عز وتحدث بجدية: مش ناوي تعلن عن الموضوع؟
أجابه ياسين بضيق: مليكة خايفة وقلقانة علشان عمتي، بتقول لي إنها مش هتقدر تتحمل الخبر ولا هتتقبله،.

تحدث عز بعقلانية: طبيعي يا أبني إن ثريا مش هتتقبل الوضع بسهولة ويمكن كمان تتصدم في الأول، لكن كمان ثريا ست مؤمنة وأكيد لما تهدي وتفكر هتتقبله بالتدريج وبعدها الموضوع هيتحول لأمر واقع للجميع
وغمز بعينه وتحدث: أنا بس خايف ليكون جاي لنا ضيف جديد قريب وساعتها هتضروا مرغمين تعلنوا، وشكلكم هيبقي وحش أوي بصراحة.

إبتسم ياسين بسعادة وأجاب: طب ياريت، ده أنا كل صبري عليها وعلى تأجيلها الغير مبرر إن فعلا الموضوع ده يكون حصل، وقتها هحطها قدام الأمر الواقع علشان تبقي تعارضني بعد كده تاني.
نظر له بتساؤل: طب وأمك وليالي هتعمل معاهم إيه؟
أجاب بثقة وقوة: ساعتها الكل هيتحط قدام الأمر الواقع، أنا راجل ومارست حقي الشرعي مع مراتي وده حق مكتسب ليا لا هو عيب ولا حرام علشان حد يتجرأ ويقف يقول لي إنت عملت كده ليه؟

إبتسم عز وتحدث بتفاخر: جبروت يا ابني والله.
أجابه بفخر: تربية معاليك يا باشا وليا الفخر.
تحدث عز بمداعبة: لا تربيتي إيه بقي، ده أنا بفكر أخد عندك درس وأتربي من جديد.
ضحكا إثنتيهما وتابع حديثهما.

كانت تجلس بجانب يسرا السعيدة بوجهها المنير تحدثت بدعابة: مفيش حاجة عاوزة تقوليها لي؟
أجابتها يسرا بإبتسامة: حاجة! حاجة زي إيه مثلا؟
أجابتها مليكة بمداعبة: مثلا زي سيادة القبطان إللي فجأة ظهر عندك في الأصدقاء ومابيسبش بوست غير لما يعمل لاف عليه، ده غير بوستات وفيديوهات الحب إللي بدأ ينزلها على صفحته.

إرتبكت يسرا وتحدثت بتلبك: أنا كنت هقول لك إنه بعت لي طلب صداقة ودخل لي سألني على ياسين أيام الحادثة، بس نسيت صدقيني.
نظرت لها مليكة وتحدثت: ما تيجي نتمشي شوية
وبالفعل وقفتا وتحدثت مليكة بنبرة ودودة: يسرا، ممكن تفتحي لي قلبك وتحكي لي على إللي جواه أنا أكيد هفهمك وصدقيني كل إللي هتحكيه هيبقي سر بينا، محدش هيعرفه غيرنا إحنا الإتنين.

نظرت لها بتيهة وتحدثت: بحبه يا مليكة بس خايفة، خايفة أخوض التجربة دي تاني، خايفة من نظرة ولادي ليا، ماما وأنتوا وعيلة جوزي، خايفة من الكل يا مليكة
وفي نفس الوقت بحبه واتعلقت بيه، أمتي وإزاي ده حصل مش عارفة، لكن أهو حصل وخلاص، المشكلة إنه فاتحني في جواز.

إبتسمت مليكة وأجابتها بحماس: طب دي خطوة بيثبت بيها مدي إحترامه ليكي قبل نفسه، سليم بطلبه ده أثبت إنه راجل محترم يا يسرا، إنسي عقلك شوية وادي له أجازه وأمشي ورا قلبك وشوفيه هيقول لك إيه.
أجابتها بتوتر: أيوة يا مليكة بس ده عاوزني أعيش معاه أنا وولادي في أسوان وهيجيب إبنه يعيش معانا.
تحدثت مليكة: طب وإيه المشكلة في كده يا يسرا ما هو ده الوضع الطبيعي إنك هتعيشي معاه، ولا إنتي معترضة على وجود إبنه؟

نفت سريع: بالعكس يا مليكة، الولد زي الملاك يا حبيبي وكمان يتيم يعني هيكون إبني التالت أكيد، حتي ولادي سليم بعت لهم اد وفكرهم بنفسه أيام الرحلة واتصاحب عليهم جدا وهما كمان حبوه أوي وبيكلموني دايما عنه.
ردت مليكة بعيون ووجه بشوش: طب والله برافو عليه إنه قرب للولاد بالشكل ده، بس بردو مش فاهمة إيه هو سبب خوفك وقلقك؟

تنهدت يسرا وأردفت: أولا لو سافرت أسوان ده معناه إني هسيب ماما، وأنا مقدرش أبعد عنها يا مليكة، ماما مابتقدرش تقعد لحظة واحدة من غيري، ثانيا لو إتجوزت أهل جوزي ممكن ياخدوا الولاد مني ولو ده حصل وقتها أنا ممكن أموت فيها.
أجابتها بطمئنة: أول حاجة بالنسبة لماما ملكيش حق خالص إنك تقلقي عليها لان أنا وياسين والولاد معاها، ثانيا بقي أهل جوزك مين دول إللي تقلقي منهم،.

وأجابت بفخر: أكيد ياسين مش هيسمح لهم بحاجة زي كده.
كانت تنظر لها وفجأة وبدون شعور حزن داخلها من فرحة عيناي مليكة وهي تنطق لإسم ياسين بعيون عاشقة وصوت هائم
نظرت لها يسرا وتسائلت: مليكة هو أنا ممكن أسألك سؤال؟
أمائت برأسها بموافقة: طبعا يا يسرا إتفضلي.
تحدثت يسرا على إستحياء: هو أنتي حبيتي ياسين؟
إبتلعت لعابها وشحب وجهها وسحبت بصرها خجلا.

أمسكت يسرا يدها لتطمئنها وأبتسمت بمرارة وتحدثت: يلا بينا نقعد مع ماما.

إقتربت ليالي من ياسين الواقف مع أحد أصدقائه وتحدثت بدلال: ممكن أمير باشا يسمح لي أخد منه ياسين دقيقة.
أجابها بإحترام: أكيد يا أفندم بعد إذنكم.
نظرت له بابتسامة مصطنعة كي لا يلاحظ الحضور وتحدثت: ممكن البيه يفهمني إيه إللي حصل من شوية ده إنت، إزاي تسمح لنفسك تمسك وسط الهانم وتتحرك بيها كده وكأنها مراتك بجد لا وكمان ترقص معاها رقصتك الأولي،.

إيه إللي عاوز توصله ليا من تصرفاتك دي يا ياسين، عاوز تخليني أغير مثلا؟ بس ده بعدك، مش ليالي العشري إللي تغير من واحدة زي دي، أنا فين وهي فين يا بيه.

وأكملت بتساؤل وحيرة: أنا مش فاهمة إنت بتتصرف معايا كده ليه؟ خليك صريح وواضح وقولي سبب تصرفاتك دي إيه، الأول تمنعني من السفر ومتحوليش فلوسي بتاعة كل شهر، والوقت تحرجني وتخلي إللي يسوي واللي مايسواش يبص لي على إني الست إللي جوزها متجوز عليها فعلا مش مجرد حتة ورقة،
كانت تتحدث بغضب عارم ظهر بصوتها ولكنها تحاول كظمه.

إستمع إليها بإبتسامة هادئة وبرود مميت ثم تحدث: خلصتي كل كلامك ولا لسه فيه كلام تاني عاوزة تقوليه، على العموم مش وقت كلام، لما يتقفل علينا باب أوضتنا نبقي نتكلم ونحاول نعالج مشاكلك العميقة ونشوف حل لشكل سيادتك إللي مبقاش تمام قدام الناس
ثم إبتسم ساخرا وتحرك تاركا إياها تستشيط غضبا.

كان يقف بعيدا عن الضوضاء ليستعيد نشاط ذهنه ولو قليلا
إقتربت منه وتحدثت بنبرة ملاطفة: مساء الخير على الناس إللي نسيتنا وأوام نسيت عشرتنا، بقي زعلان من ثريا ومقاطعها يا سيادة اللوا؟
نظر لها نظرة إشتياق رغم تحكمه بحاله حتى يظهر أمام عيناها بثبات و تحدث ساخرا: قولت أريحك مني خالص علشان وجودي ما يسببلكيش أي إزعاج وما أكونش تقيل عليكي وما أظنش إن بعادي فارق معاكي في حاجة.

نظرت له وتسائلت: تفتكر إنه فعلا مش فارق معايا يا سيادة اللوا؟
أجابها بثقة: مش أفتكر، أنا متأكد من ده.
أجابته بابتسامة خفيفة: تبقي غلطان ومتعرفش معزتك وغلاوتك في قلوبنا قد إيه.
نظر لها بعتاب وتحدث بنبرة ملامة: أنا لو فعلا غالي عندك مكنتيش عملتي فيا كده يا ثريا، مكنتيش رضيتي بظلمي البين على أديكي طول السنين دي كلها.

تنهدت بألم وتحدثت: الدنيا مبتديش للإنسان كل حاجه يا عز، وإحنا كفايه علينا لمة ولادنا وسعادتهم حوالينا
وإحنا يا ثريا: قالها بألم يمزق داخله
أجابته بإبتسامة رضا: ما إحنا كويسين أهو والحمدلله، عيلتنا بخير ومترابطة ومتماسكة وقلبنا على قلب بعض، وأحفادنا حوالينا ضحكتهم بتضوي وتنور ليالينا، هنعوز إيه تاني أكتر من كده؟

ونظرت له وتحدثت بملاطفة واستسماح: جالك قلب تزعل مني وتقاطعني، طب بذمتك موحشكش فطار ثريا، طب والله طول الفترة اللي فاتت وأنا شايلة همك علشان عارفة إنك أكيد بتروح شغلك من غير فطار.
أجابها بمعاتبة مرحة ومداعبة: لو شايلة همي بجد كنتي عملتي لي شوية محشي ولا شوية ملوخية وجوزين حمام وبعتهوملي بدل أكل منال إللي نشف معدتي طول الفترة اللي فاتت.

ضحكا إثنتيهما وتحدثت هي: بس كده، إنت تؤمر يا سيادة اللوا بكرة هجهزل لك سفرة من بتوع أمي وأمك الله يرحمهم وكل يا سيدي وعوض معدتك عن فترة الجفاف والحرمان إللي فاتت.
حدثها بعيون عاشقة وصوت لأول مرة يظهره لها: ثريا أنا روحي بترد فيا لما بسمع إسمي من بين شفايفك، ممكن متحرمنيش من المتعة دي،.

وأكمل مترجيا: أنا عارف إنه خلاص مبقاش ينفع نصيبنا يتلاقي ونتجمع، بس على الأقل متحرمنيش من نظرة عنيكي ولا نطق شفايفك لإسمي، ممكن تعملي كده علشان عز يا كل حياة عز.
إبتلعت لعابها وأهتز كيانها من نظرة ذلك العاشق المسكين وحزن داخلها لأجله ولأجل حرمانه الظاهر بصوته،
أمائت له بابتسامة هادئه وأنصرفت سريع من أمامه حتى لا يتجرأ ويطلب المزيد وتضعف هي.

أما هو فكان في عالمه الخاص فاليوم هو أسعد ليالي حياته فلقد رأي ضحكتها وسمع إسمه من بين شفتاها وهي تنظر داخل عيناه فماذا سيتمني بعد، مسكين عز أيها العاشق الذي أدمي الهوي قلبه
أما منال التي كانت تتحرك بين المعازيم وتشعر بحالها وكأنها الملكة الأم غير مبالية بما يجري من حولها من ياسين أو عز أو ليالي.

بعد قليل كانت تخرج من الحمام في طريقها للخارج، وجدت من يسحبها بيده بعنف ويشدها داخل غرفه مغلقة
نظرت له بقوة وتحدثت: إيه الهمجية إللي إنت فيها دي يا أستاذ؟ إنت إزاي تسمح لنفسك تشدني وتدخلني هنا غصب عني وكمان تقفل الباب؟
يظهر إني كنت غلطانة في نظرتي بالحكم عليك
كادت ان تتحرك أسرع ووقف خلف الباب وأغلقه بجسده العريض مانعا إياها من الخروج.

قائلا بشرار يتطاير من داخل عيناه: إنتي فاكرة نفسك هتخرجي من هنا قبل ما تفهميني وتشرحي لي إيه الهبل اللي بتعمليه برة ده؟
وأكمل بغضب وعيون تشتعل نارا: إنت إزاي تسمحي لنفسك يا محترمة تتكلمي مع الزفت اللي إسمع عمر بالطريقة المايعة دي، لا وكمان تروحي تقفي لوحدك معاه وتشربوا عصير، أنا بجد مصدوم فيكي ومش قادر أستوعب تصرفاتك معاه.

ربعت يداها فوق صدرها وتحدثت ببرود أعصاب: وحضرتك تضايق وتتصدم ليه إن شاء الله، أنا اللي بجد مستغربة ردة فعلك وحمقتك دي،
واسترسلت بنبرة ساخرة: تكونش قريبي وأنا مش واخدة بالي، ده أحنا حتى ما نعرفش بعض للدرجة اللي تسمح لك تكلمني بالطريقة دي.
أجابها بغضب: عاااااليا، ما تحاوليش تستفزيني وتخليني أخرج غضبي عليكي.
ردت بغضب: نعم يا أستاذ، غضبك عليا، وإنت تكون لي إيه إن شاء الله علشان تغضب عليا؟

أمسك يدها وتحدث بثقة: إنتي عارفة كويس أوي أنا أبقي لك إيه وإنتي بتمثلي لي إيه.
صاحت به وهي تنفض يدها عنه: لا والله مش عارفة وأحب إنك تعرفني؟
إقترب منها ونظر داخل عيناها بهيام وأمسك يدها وتحدث بحب: إنتي حبيبتي وأنا حبيبك يا عالية، إنتي حلمي اللي كنت بدور عليه وأخيرا لقيته،.

وأنا حبيبك إللي عشقي مدوب قلبك في غرامه، حبيبك اللي عيونك الحلوة فتنت عليكي من أول مرة شفتك وقالت لي على كل اللي جواكي، بحبك يا عالية، بحبك.
كادت أن تضعف أمام سحر عيناه ورعشة شفتاه وهو يتحدث بصدق يظهر بصوته، لكنها عادت لرشدها سريع فهي علياء العالية ذات الأصل الشامخ.
شدت يدها من بين يده وتحدثت بكبرياء: والله أنا كل اللي أعرفه إن سيادتك خاطب وجاي الحفلة وبكل جبروت وحاطت إيدك في إيديها.

أمسك يدها من جديد وتحدث بحب: النهاردة هنهي كل حاجة بيني وبينها، مش هيكون لها أي وجود في حياتي من النهاردة،
إقترب من عيناها كمسحور وتحدث: عالية، موافقة تكوني شريكة حياتي، أنا عاوزك تكوني أم ولادي يا عاليا.
أخذ صدرها يعلو ويهبط
لم تشعر بحالها إلا ودموعها تهبط من عيناها من هول ما إستمعت، فكم تمنت وحلمت وسرحت بخيالها أن تستمع لتلك الكلمات التي بها حياة قلبها.

نظر لها بحنان ومد يده وجفف لها دموعها وتحدث: دموعك غالية أوي يا عالية، هقبلها بس المرة دي علشان عارفها دموع الفرح
وتحدث بتأثر: تتجوزيني يا عالية.
إبتسمت بدموع وهزت رأسها بإيماء وسعادة.
تحدث بلهفة محاوطا وجهها بعناية: بحبك يا عالية، بحبك أوي.

ضحكت بسعادة وتحدثت: إتمنيت كتير أسمعها منك وياما استنيتها، مع إني كنت شايفاك حلم بعيد ومستحيل يتحقق، بس دايما قلبي كان بيطمني ويطبطب عليا ويقول لي متقلقيش، شريف ليكي وإنتي ليه يا عالية، سنتين وأنا قلبي بينكوي بنار حبك مكلش ولا مل ولا فقد الأمل.
إبتسم لها وتحدث بوعد: هعوضك يا حبيبي، صدقيني هعوضك عن كل حاجة عيشتيها في بعدي.
ثم جفف لها دموعها وتحدث: يلا أخرجي علشان محدش ياخد باله ونبقي نتكلم بالليل.

وبالفعل خرجا ولكن بقلوب بالحب هائمة بالعشق نابضة
كان يقف بجوار شقيقته ينظر إلى علياء بشرود ووجه مبتسم حدثته مليكة: شريف، أنت عاوز إيه من عالية بالظبط؟
نظر لها وابتسم وأردف بصراحة: هتجوزها يا مليكة، بحبها وهتجوزها.
أجابته مليكة بعيون سعيدة: بجد يا شريف، تعرف إن من وقت ما أتصلت بيا وطلبت رقمها وأنا أتمنيت إنها تكون من نصيبك.

نظر لها بإستغراب وتحدث: تصوري افتكرتك هتعترضي وتقعدي بقي تفحميني بمثالياتك الهبلة وتقولي لي مينعش تغدر بسالي بعد ما أمنت لك والكلام بتاعك ده.
إبتسمت بمرارة وأردفت: حكايتك مع سالي مسيرها للفشل، يبقي تنتهي دلوقتي أحسن ما يكون فيه بيت وولاد وبردوا هتنتهي، ربنا يسهلها بعيد عننا.
نظر لها بإستغراب وتحدث: هو أنا ليه ليا فترة حاسس إنك بتتجنبي أي حديث معايا عن سالي، حتى الوقت حسيت إنك مبسوطة باللي حصل.

تحدثت: بصراحة يا شريف حصل منها موقف قفلني أوي وخوفني منها عليك،
وقصت له ما جري.
تحدث هو بغضب: وإنتي إزاي يا مليكة تسمحي لها تتكلم معاكي بالطريقة دي، إنتي من إمتي بقيتي سلبية كده؟
في تلك اللحظات كان يأتي إليها عاشقها الذي أشتاقها حد الجنون ولكن مجاملة الضيوف والتحدث إليهم أخذ منه الكثير من الوقت وجد شريف يحتد في حواره معها
تحدث منزعجا: فيه إيه يا جماعة، مالك يا شريف؟

نظرت لأخاها تستعطف نظراته زفر شريف من تصرفاتها وتحدث: مفيش يا سيادة العقيد، كان عندي مشكلة كده وكنت بحكي لمليكة عليها، بعد إذنكم.
كاد أن يتحدث ولكن قاطع صوته صوت ليالي في المايك وهي تناديه بدلال: حبيبي، ممكن تطلع على الاستدج علشان غنوتنا لرقصتنا سوا هتبدأ.
نظر لها بإستغراب ثم حول بصره لتلك المشتعلة داخليا وقلبها المتألم وتحدث: حقك على قلبي والله غصب عني.

إبتسمت له بمرارة وتحدثت كي لا تحزنه: ولا يهمك يا حبيبي أنا مش زعلانة يلا روح لها.
تحرك إليها بإبتسامة مزيفة من أجل الحضور وبدأت رقصتهم وضعت ليالي رأسها فوق كتفه ولفت ذراعها بدلال حول عنقه مع إشتعال مليكة بنارها الحارقة لقلبها العاشق.
إقترب أحدهم من مليكة ويبدوا عليه عدم الإتزان وتحدث: هو الجميل واقف لوحده ليه، ماتيجي أعزمك على الرقصة دي.
إرتعبت مليكة من حالته وتحدثت بتوتر: ممكن تبعد لو سمحت.

أجابها وهو يقترب عليها ممسكا بذراعها: أبعد إيه بس وإنتي قمر كده، أنا بقول تيجي معايا نكمل سهرتنا في شقتي، هتعجبك أوي صدقيني.
تحدثت مليكة وهي تنفض يدها برعب: أيدك يا حيوان.
لم تكمل جملتها ووجدت من يسحبه بعنف ويلكمه على أنفه عدة لكمات جعلت أنفه ينزف بغزارة،
ثم أشار لرجال الأمن الذين تجمعوا وتحدث بعنف وقلب يشتعل: الزبالة ده يترمي في أوضة الجنايني ويتربط زي الحيوان لحد الحفلة ما تخلص علشان أربيه بإيدي.

حالة من الهرج والمرج أصابت الجميع وأمسك شريف ذلك المتحرش ولكمه وتحدث: لا ده يخصني يا باشا، ده لازم يموت من الضرب النهاردة علشان يحرم يمد إيده ويلمس أسياده بعد كده.
كان ياسين محتضن تلك المرتعشة بين يديه تحدث إلى شريف بلهجة أمرة: شريف، مش وقته علشان الناس الموجودة، تعالي معايا ندخل مليكة جوة.

وبالفعل تحرك ياسين وهو محتضنا إياها برعاية وكأنه محتضن طفلته الصغيرة ودلفا للداخل ودلفت خلفهم سهير التي إرتعبت على صغيرتها وثريا ويسرا وعلياء وأبتسام،
حاوط وجهها بكفيه وتحدث: إهدي يا حبيبي وما تخافيش، قسما بربي لأخسفه ورا الشمس وما هخلي الدبان الأزرق يعرف له طريق.

هزت له رأسها وهي تبكي وتهتز من شدة رعبها جرت عليه سهير شدتها من بين يديه وأدخلتها أحضانها وتحدثت: إهدي يا قلبي أنا معاكي يا ماما متخافيش.
خرج ياسين للخارج وجد ليالي متخشبة مكانها بعدما تركها وجري إلى مليكته بعدما وجد أحدهم يقترب من وقفتها
تحرك بجانبها وتحدث سريع: إنزلي اقعدي مع مامتك ومتقفليش كده.

وذهب إلى المايك وأمسكه وتحدث بإبتسامة هادئة عكس ما يدور داخله: معلش يا بشوات، أنا أسف على المشهد إللي حصل من شوية وأتمني تنسوة وتكملوا حفلتكم عادي، مشرفينا يا جماعة
أماء له الجميع بموافقة وانطلق الحفل من جديد.

دلف عمر للداخل ويبدوا عليه أيضا عدم الإتزان ولكن متماسك إلى حد كبير وتحدث إلى مليكة الجالسة بأحضان سهير: سوري يا مليكة على إللي حصل بس أكيد چو ما كانش يقصد إللي فهمتيه، إنتي بصراحة كبرتي الموضوع أوي وكمان ياسين عامل چو بهمجية غير مقبولة.

تحدث شريف بغضب عارم: إنت إتجننت يا بني أدم إنت، هي مين دي إللي كبرت الموضوع وهمجية إيه اللي بتتكلم عنها، الهمجية دي أنا هوريها لك على حق لما الناس إللي برة دي تمشي.
تحدث عمر ببرود: لا ده يظهر إن مش بس ياسين إللي همجي.
تحدثت علياء بغضب: بذمتك مش مكسوف من نفسك، بقي أنت راجل ومحسوب على رجالة المغربي؟
نظر لها بتسلي وتحدث بوقاحة لا متناهية: على فكرة بقي أنا راجل وراجل أوي وأعجبك كمان، تحبي تجربي؟

وقف شريف وبدون مقدمات لكمه على أنفه وتحدث: شكلك كده يلا ناقص رباية وأنا بقي نويت أكملها لك.
وقفت ثريا هي وأبتسام وأبعدا عمر من قبضة يد شريف وتحدثت ثريا: إخص عليك الله يكسفك، قد كده بلاد الغرب جعلت منك مسخ، يا خسارتك يا ابن سيادة اللوا.
دلفت منال وجدت عمر أنفه ينزف وثريا تعنفه بالكلام تحدثت بغضب: هو إيه إللي بيحصل هنا بالظبط؟
وجرت على صغيرها وهي تحاوط وجهه بهلع وتحدثت: مالك يا موري؟

مين إللي جت له الجرأة يعمل فيك كده يا حبيبي؟
كاد أن يتحدث دلف ياسين للداخل وأمسكه من يدها بعنف وتحدث: هي دي الأشكال إللي عازمها لنا ف حفلة اللوا عز المغربي يا محترم؟
أجابه عمر ببرود: نزل أيدك يا ياسين وبطل الهمجية بتاعتك دي وأتعامل زي الناس المتحضرة الراقية، وبعدين إنت عارف إللي بتتكلم عنه ده يبقي إبن مين؟

أجابه ياسين ومازال ممسكا بتلابيب حلته ويهزه بعنف: أكيد إبن راجل تافه مش فاضي يربي إبنه وبلا المجتمع بشبه المذكر ده.
شدت منال عمر من بين قبضة ياسين: إهدي يا ياسين مينفعش تعامل أخوك كده قدام الناس.
أجابها ياسين بغضب عارم: هو ده كل اللي يهم جنابك يا منال هانم؟
الناس وكلام الناس؟
طب وشكلنا اللي بقي يكسف من الأشكال الضالة اللي إبنك مدخلها بيوتنا،
البيه اللي واقفة تدافعي عنه شارب هو وأصحابه.

البيه مدخل خمور وسجاير محشية في حفلة فيها رئيس جهاز المخابرات وجميع قامات الجهاز، إنتي متخيلة حجم المصيبة والإحراج إللي إبنك حطنا فيه؟
أشاح بيده بتأفف وتحدث وهو يتأرجح: يا أخي قرفتنا بقا بكلامك ده، وبعدين هو چو كان عمل إيه يعني، انتوا اللي عالم مقفل وراجعي أنا مش فاهم فيها إيه لما يمسك ايدها ويطلبها للرقص؟

جري عليه ياسين وأمسكه من تلابيبه وتحدث بعنف: هي حصلت تتكلم كده على مرات أخوك يا عديم النخوة يا عرة الرجالة.
جرت ثريا ومنال وإبتسام عليه ليسحبوه من قبضة يده أما شريف ضل جالسا يشاهد ما يفعله ياسين بذلك البارد بإستمتاع
دلفت ليالي ونرمين يهرولوا إلى ياسين ليفضوا ذلك الإشتباك تحت رعب مليكة ودموعها وقلقها على ياسين.

تحدث عمر بغضب وصفاقة: كل الثورة إللي إنت عاملها دي علشان مليكة، أومال لو كانت معتبراك جوزها بجد وقدرتك كراجل ونولتك المراد كنت عملت فينا إيه؟
نزلت الكلمة على قلبها كالصاعقة حزنا لأجل رجلها وحبيب حياتها.
لم يشعر بحاله إلا وهو يصفعه على وجهه عدة صفعات متتالية تحت صريخ منال ومحاولة جذب ثريا ويسرا عمر من بين يديه ولكن هيهات، فقد تملك منه الغضب ولم يستطع أحد فكاك قبضته من على عمر.

تحدثت ثريا ونرمين: سيبه يا ياسين سيبه مينفعش كده.
صاح بهما بغضب: أوعي حد منكم يقرب ده قليل الأدب ومحتاج يتربي من جديد،
وسحبه وتحرك به داخل الغرفة تحت صياح منال وتوسلاتها: أبوس أيدك يا ياسين تسيبه ده مش في وعيه يا أبني ومش عارف هو بيقول إيه.
كاد أن يغلق الباب وتحدث بغضب: ماما إبعدي لو سمحتي وأوعي حد يحاول يتدخل.

جرت عليه بإرتعاب قبل أن يغلق باب الغرفة عليهما وأمسكت يده برعب ونظرت له متوسلة: سيبه يا ياسين.
نظر لها وتحدث بحدة: إبعدي يا مليكة وملكيش دعوة بالموضوع ده.
تحدثت بتوسل وهي ممسكة بيده بترجي ودموع وخوف: أرجوك يا ياسين سيبه، علشان خاطري سيبه.
نظر لها ولم يستطع مجابهة توسلات عيناها له وخوفها الشديد
تركه بعنف أوقعه أرضا وخرج لوالده وطارق لإكمال الحفل واستقبال الضيوف.

تحت نظرات الجميع المستغربة من تأثير مليكة الهادئة على ذلك الثائر الهائج بتلك البساطة.
جرت منال على ولدها وهي تحتضنه وتقبله ثم نظرت إلى مليكة وتحدثت بشكر: متشكرة يا مليكة، متشكرة أوي.
تحدثت ليالي بغل: بتشكريها على إيه، ماهي كل المصايب إللي حصلت دي بسببها هي.
نظرت نرمين بغل على مليكة
صاحت سهير بها: حاسبي على كلامك يا ليالي ومتغلطيش وإلا هحاسبك على كل حرف هتنطقيه في حق بنتي.

دلف طارق وجد الداخل مشتعل تحدث مهدئا للوضع: إهدوا يا جماعة من فضلكم، ماما من فضلك خدي عمتي وليالي والبنات واخرجوا بره علشان الناس بتسأل عليكم علشان الحفلة انتهت والناس هتبتدي تمشي.
وأنت ياشريف من فضلك أخرج أقعد برة ومليكة وطنط ويسرا هيفضلوا هنا لحد ما الناس تمشي.

ثم تحرك إلى عمر الذي بدأ يترنح من مفعول الخمر وجذبه من يد والدته وتحدث: وأنت يا بيه تعالي أطلعك أوضتك علشان تنام شوية قبل ماتدخل على ليفل الوحش وتتحاسب حساب الملكين.
إنتهي الحفل ودلف عز واعتذر من مليكة وسالم وسهير وشريف، ذهبت مليكة بصحبة والدتها التي أصرت على المبيت وأخذ إبنتها داخل أحضانها وهذا ما أزعج ياسين كثيرا،
وانصرف الجميع.

هل ياسين سيقف متكتف الأيدي بعدما حدث وخصوصا حديث عمر المهين لكرامته ورجولته؟
أم أنه سيعلن عن إتمام زيجته بها حتى ولو إعترضت هي وليحدث ما يحدث؟
في اليوم التالي على التوالي
كان الجميع يجلس داخل غرفة عمر عز، ياسين، طارق، منال
تحدث عز موجها حديثه إلى عمر بعيون غاضبة: مع إني طول عمري ضد مبدأ الضرب وربيتكم كلكم من غير ما أمد أيدي على واحد فيكم ومع ذلك أنا مع ياسين في كل إللي عمله معاك ولو وصل الأمر بيه بإنه يضربك بجزمته مكنتش هقدر ألوم عليه.

وتحدث بغضب: إزاي جتلك الجرأة تتكلم مع أخوك الكبير بالطريقة إللي أقل ما يقال عنها إنها طريقة شوارعية لواحد مشفش يوم واحد تربية في حياته،
إزاي جتلك الجرأة تهين أخوك الكبير إللي في مقام أبوك بكلامك البزيئ وياريتكم كنتوا لوحدكم ده اللي يحزن ويقهر إنه حصل قدام كل ستات العيلة،
تحدث عز بخيبة أمل: أنا مش قادر أصدق إن أنت إبني عمر اللي ربيته وتعبت عليه.

تحدث مطأطأ الرأس خجلا: داد أنا أسف بس صدقني أنا مكنش قصدي أقول الكلام ده لياسين أنا أصلا مكنت
وصمت خجلا
أكمل عز معنفا إياه: سكت ليه ما تكمل يا عمر بيه كمل يا باشمهندس يا خريج الكامبريدج يا ابن عيلة المغربي يا متربي،.

وأكمل بصياح وغضب: كمل وقول جملتك قول مكنتش في وعيي يا بابا، بص في عنيا يا أبن سيادة اللوا وقول أصلي كنت شارب خمور وضارب حشيش يا بابا، قول لي إن أنا إتجرأت ووصل بيا الأمر إني أدخل حشيش وخمور في بيتك يا بابا،
قول لي إني عيل تافه ومش مقدر مسؤلية منصب حضرتك إنت وأخويا وضيوفكم يا بابا،.

وأكمل بحدة: للدرجة دي هونت عليك أنا وأخوك علشان تخاطر بتاريخنا إللي قعدنا نبني فيه سنين أكتر من عمرك، علشان في الأخر ييجي عيل تافه إمعه زيك ما يساويش تمن البدلة اللي لابسها ويحرجني بالشكل ده،
ده لولا إن أخوك إتصرف بسرعة وبرر للي موجودين إن الولد نفسيته مش طبيعية وبحنكة وهدوء خلي رجالته لموا الصيع اللي إنت عازمهم وخرجوهم من غير ماحد ياخد باله يا عالم كان أيه إللي حصل تاني منهم،.

واحتد صوته بغضب وأكمل: للدرجة دي مبقتش راجل ولا عندك نخوة ولا كرامة لما تبرر لعيل قذر أنه يلمس أيد مرات أخوك وبدل ما تيجي تتأسف لأخوك وتبوس على رجله تهينه قدام ستات العيلة بالطريقة القذرة دي،
تعرف إيه إنت عن أخوك واللي إتحمله علشان العيلة وعلشان بيت أبن عمك ميتقفلش، تعرف إيه أصلا عن إللي بينه وبين مراته علشان تقوله كده.
نظر ياسين سريعا إلى والده خوفا من أن يكمل.

ثم تنهد عز بضيق و أكمل أمرا: ياسين إسحب لي منه العربية ووقف لي كل الكريدت كارد اللي معاه،
ونظر له وأكمل: وخروج من البيت تاني مفيش، السواق بتاع عربية منال هيوديك شغلك ويجيبك.
نظر له بإعتراض وتحدث: لكن ده ماينفعش يا داد أنا مش صغير علشان تحبسني في البيت وتعاملني بالطريقة اللاأدمية دي.

وقف عز وتحدث بصياح: أخرس يلا ومسمعلكش صوت وإلا قسما بربي أحبسك ف أوضة الكلب إللي في الجنينة وأعرفك بجد المعاملة اللاأدمية بتكون إزاي.
وقفت منال وتحدثت بهدوء وحذر خوفا من عز: إهدي يا عز الأمور ماتتاخدش كده، الولد عنده حق هو فعلا مش صغير علشان تعامله كده.
هدر بها بصوت عالي وكأنه كان ينتظر منها الإشارة ليعطيها هي الأخري نصيبها: إنتي بالذات ماأسمعش صوتك نهائي علشان إنت اللي وصلتيه للنتيجة دي.

تحدثت بهدوء: هو كان عمل إيه يعني زيادة عن إللي الشباب بيعملوه ما كل إللي في سنه بيعملوا كده وأهي فترة وتعدي.
صاح بها عاليا: مش مكسوفة من نفسك وأنتي قاعدة تبرري لننوس عينك الحرام والغلط بتحللي وتستهيني بكبيرة من كبائر الدين علشان تدافعي عنه في الباطل،.

وصاح بغضب: وأنا مستغرب كلامك ليه إذا كنتي إنتي أصلا إللي وصلتيه لكده، وصلتيه بدلعك وإهمالك والفلوس إللي كنتي بتحولهاله وهو برة من ورايا واللي كذا مرة نبهتك ليها وقولتلك ابنك شاب ولوحده برة بدون رقيب والفلوس هتفسده مش هتصلحه،.

كنتي تردي بكل عنتظة وكبرياء وتقولي لي ابني مصاحب ولاد ناس كبار أوي ولازم يبقي قدهم ويصرف زيهم، وأدي النتيجة قدامك إبن عز المغربي سكري وحشاش ومعندوش لانخوة ولا غيرة على أهل بيته، من الاخر كده إبنك مش راجل يا مدام يارب تكوني مبسوطة بنتيجة تربيتك يا هانم.
وقف عمر بوجه أبيه وتحدث برفض: أنا بقي مش موافق بقرارات حضرتك دي وأظن إن القانون بيمنع إنك تعاملني بالطريقة دي.

لم يدري بحاله إلا وصفعة قوية نزلت على وجهه جعلته يترنح من شدتها.
جري ياسين وطارق إلى والدهما وأمسكاه وتحدث ياسين: إهدي يا باشا لو سمحت خلينا نتفاهم.
نفض عز يد ياسين وطارق وتحدث بغضب ناظرا إلى عمر: قانون مين يلا إللي هيمنعني إني أربي أبني الفاسد إنت فاكرلي نفسك في بلاد الغرب إللي معندهمش غير كلام بيرددوه زي البغبغانات،.

خايل عليك كلام الإنشا بتاعهم عن الديمقراطية وحرية الأفراد وأول ما واحد بيقع تحت أديهم يرددو جملتهم الشهيرة فلتذهب الديمقراطية إلى الجحيم أمام أمن الأوطان،
وصاح بحدة: أنا هنا القانون بيسمح لي وبيديلي كل الحق فأني أربي إبني الفاسد ومسيبوش يمشي يفسد في خلق الله،.

وهدر به ساخرا: فهمت يا أبن منال ومش هقول يا أبن عز علشان أنت مش تربيتي إنت تربية أمك الغير مسؤولة ونتيجة دلعها الأعوج يعني من الأخر تربية ماتشرفش.
أمسك طارق عمر وضغط على يده وتحدث ناظرا لأبيه: عمر مايقصدش اللي قاله لحضرتك يا باشا هدي نفسك وكل اللي حضرتك أمرت بيه هيتنفذ،
ثم وجه حديثه إلى عمر قائلا: مش كده يا عمر؟

إبتلع عمر لعابه من هيئة أبيه الغاضبة التي ولأول مرة يراها وتحدث: سوري يا داد وأنا موافق على أي حاجة حضرتك تشوفها.
تحدث عز أمرا بغضب: أول حاجة مش عاوز أسمع كلمة داد دي تاني إسترجل يلا وقول يا بابا،
تاني حاجة ودي الأهم قسما بربي لو وقعت تحت إيدي تاني في أي غلطة مهما كانت صغيرة ما هرحمك يا عمر،
وتحدث بغضب ونبرة امرة: ودلوقتي أعتذر لأخوك وبوس على راسه يلااااا.

إبتعد ياسين بضيق وتحدث رافضا: وأنا بعد إذنك مايلزمنيش منه أسف يا باشا.
ذهب عمر إليه وتحدث بأسي وندم فهو حقا يحترم ياسين ويقدره: أنا أسف يا ياسين والله ما كنت في وعيي ولا كنت عارف أنا بقول إيه أرجوك سامحني وحاول تنسي وأنا هروح لمليكة أعتذرلها.
تحدث ياسين بضيق: متروحش لمليكة يا عمر الموضوع إنتهي وخلصنا.

إقترب عمر منه وقبل رأسه وتحدث بندم فمهما كانت أفعاله وتغير شخصيته إلا أنه توجد بداخله البذرة الطيبة: أنا أسف يا ياسين أرجوك تسامحني.
هز ياسين رأسه بإيماء وتحدث بنبرة جادة: خلاص يا عمر لكن ياريت تخلي بالك من تصرفاتك بعد كده المرة دي العقاب سهل علشان أول غلطة بعد كده هتتحاسب حساب عسير لأنك أصبحت على دراية بكل قوانين العيلة فمن الطبيعي العقاب هيكون أشد.

نظر عز إلى ياسين وطارق وتحدث بنبرة حازمة: ياسين، طارق من النهاردة البيه بقي مسؤليتكم قدامي عاوز من النهاردة ما يغبش لحظة واحدة عن عنيكم وأي غلطة تانية ليه هعتبركم مسؤولين قدامي زيكم زيه بالظبط.
رد ياسين وطارق: ما تقلقش يا باشا.
إنسحبا عز وياسين من الغرفة وبقيا طارق ومنال مع عمر.

التي ما إن خرج زوجها حتى صاحت وتحدثت بغضب: عاجبك إللي حصلي بسببك ده يا عمر بيه أنا يا أبني مش منبهة عليك وقولت لك باباك بيقولك إختار أصحابك اللي هيحضروا ووعدتك وقولت لك بلاش شرب وأنا هعمل لك حفلة أبقي أعمل فيها إللي إنت عاوزة.
نظر لها طارق بذهول وتحدث: إيه يا ماما إللي حضرتك بتقوليه ده حضرتك فاهمة وواعية إنتي بتقولي إيه،.

ده بابا لو عرف الكلام ده هيخرب الدنيا وبعدين الكلام إللي حضرتك بتقوليه ده من الكبائر وتشيلي وزر كبير عليه، طب حتى خافي عليه لا قدر الله يجراله حاجة وهو بيتنيل يشرب القرف ده ولا حتى خافي من أنه يفقد عقله ويعمل جريمة وهو مش داري بنفسه.
تنهدت منال وتحدثت بإستسلام: خلاص يا طارق لو سمحت أنا مش مستحملة وبعدين أنا بفكره بكلامنا قبل الحفلة لكن طبعا كل ده اتلغي بعد قرارات باباك،.

ثم نظرت إلى عمر وتحدثت بنبرة أمرة: إللي طبعا لازم تتنفذ بالحرف الواحد وإلا وقتها متلومش غير نفسك عز غضبه غبي إسألني أنا عنه مايغركش وش الحنية اللي بيعاملكم بيه ده لو قلب عليك هتشوف أيام ما يعلم بيها إلا ربنا.

كان يتحرك بجانب أبيه حتى وصلا للحديقة نظر عز إلى ياسين وتحدث بجدية: بيتهيألي يا سيادة العقيد أن الأوان الكل يعرف موضوع جوازكم الفعلي علشان الكل يحط لسانه جوه بقه ويسكت وكفاية دلع ودلال على الهانم لحد كده ولا أنت يه رأيك؟
هز رأسه بتأكيد وتحدث: عند حضرتك حق يا باشا الموضوع فعلا باخ أوي ولازم الصورة توضح للكل أنا بس هسيبها يوم ولا أتنين تهدي فيهم وهبلغها بالموضوع.

تحدث عز بجدية وصوت حاد: ياسين إجمد شوية مع البنت أنا مش عجباني طريقتك دي معاها دور ياسين الخاضع المفعول به ده مش لايق عليك إنشف شوية معاها يا سيادة العقيد، يا سيدي حب ودوب زي ما أنت عاوز بس تفضل ياسين القوي إللي مفيش حاجة تقدر تأثر عليه وعلى شخصيته الحاسمة مفهوم.
أجابه بهدوء وإحترام: حاضر يا باشا إن شاء الله الإسبوع ده مش هيعدي إلا والموضوع ده منتهي.

كانت تجلس بمكتبها داخل الإذاعة دلف إليها بعد الإستئذان وجلس أمامها و بدون مقدمات تحدث: سالي إحنا مش هينفع نكمل أكتر من كده مع بعض للأسف إحنا وصلنا لطريق مسدود وبقي من المستحيل إننا نكمل فيه.
جحظت عيناها من هول ما استمعت فهي حقا تريده وتعشقه لكن عشقها مميت خانق له، عشق مرضي مرتبط بحب السيطرة والتملك وهذا ما لا يتماشي مع شخصية شريف الرجولية.

تحدثت بإرتباك وحزن ظهر عليها: إنت بتقول إيه يا شريف إيه الهزار البايخ بتاعك ده؟
تنهد بألم لأجلها ولأجل عظمة اللحظة وتحدث: للأسف يا سالي ده مش هزار إحنا فعلا مش هينفع نكمل مع بعض وأنا بتمنى لك من كل قلبي إنك تلاقي الإنسان إللي يستاهلك ويقدرك وتعيشي معاه سعيدة.
إنتفضت بغضب قائلة: وياتري بقي سيادتك إنت كمان لقيت الإنسانة إللي هتقدر تسعدك وتستاهلك؟

وأكملت بغضب وحدة: وطبعا الإنسانة إللي قدرت تقدرك وتحسسك بقيمتك إسمها عاليا مش كده يا محترم.
نظر لها وحاول تماسك حاله وتحدث: متخلطيش الأوراق ببعضها يا سالي لو سمحتي وياريت تخلينا في موضوعنا ومتصعبيهاش علينا أكتر من كده.
صرخت به وتحدثت: مصعبهاش الموضوع فعلا مستحيل يا شريف إنت متخيل إني ممكن أعيش واتقبل فكرة إني ماأكونش معاك كده عادي؟

زفر بضيق وأجابها بهدوء: سالي من فضلك بعادنا أصبح حتمي وضروري إحنا كده كده مبقناش متفاهمين ده غير إن مؤخرا كترت خلافاتنا ومشاكلنا وده يمكن يكون مؤشر لينا وإشارة من ربنا على إننا ننهي في الوقت المناسب بدل مانتجوز ونضطر ننفصل وده هيكون أصعب بكتير من موقفنا الحالي.
تحدثت بحزن: إنت زعلان مني علشان مسألتش على مليكة بعد الحفلة هي إشتكت لك مني صح؟

صاح بها وتحدث: مليكة ما اشتكتش يا سالي حتى لما عملت لها إستدعاء وضايقتيها بكلامك اللي معرفش جبتي منين الجرأة علشان تقولي لها كده واللي بالصدفة عرفته إمبارح.
تحدثت بإنفعال وتأكيد: شفت هو ده إللي أنا بقصده مليكة مابتحبنيش يا شريف من أول مره شافتني فيها، مليكة عاوزة تبعدك عني علشان تستحوذ عليك هي عارفة ومتأكدة إنك بتحبني وإني هقدر أشدك لدنيتي منها ومن كل اللي حواليك علشان كده هي بتحاول تبعدك عني.

أجابها بإستغراب: إنتي مش طبيعية ياسالي إنتي بتتكلمي كده على مليكة! مليكة مبتعرفش تكره وتخطط زي ما بتدعي عليها أنا أول ما ارتبطنا لو تفتكري قولت لك إن أهلي وأولهم مليكة خط أحمر، لكن للأسف عديتي على الكلمة مرور الكرام ومفهمتيهاش كويس، أنا إللي يحب أهلي ويحترمهم أحطه جوه عيوني وأقفل عليه حتى ولو كان مقصر في حقي أنا شخصيا، لكن إللي يكره أهلي ويحقد عليهم ميلزمنيش حتى لو كنت أنا كل دنيته،.

وقف وخلع عنه خاتم خطبته ووضعه أمامها وتحدث: الشبكة شرعا من حقك وأنا متنازل لك عنها بنفس راضية وربنا يوفقك مع شخص يقدرك ويحبك.
وخرج وأغلق الباب بهدوء
نظرت بشرود إلى طيفه وتحدثت بغل: مليكة مليكة.

كانت تجلس بغرفتها ودموعها تنساب بغزارة فوق وجنتيها فقد مر يومان منذ تلك الواقعة ولم يذهب إليها أو حتى حدثها خلال الهاتف جففت دموعها وأمسكت هاتفها وصغطت زر الإتصال
كان يجلس بمكتبه يتفحص بعض الأوراق الموجودة أمامه بدقة فجأة رن هاتفه إلتقطه ونظر به وجد رقمها إنتفض صدره وتنهد بألم،
خلع عنه نظارته الطبية المخصصة للقراءة التي ما زاداته إلا وسامة فوق وسامته وضعها على مكتبه.

وتحرك نحو الشباك وتحدث بصوت هادئ بارد: أيوة يا مليكة
إنتفض قلبها بسعادة حين إستمعت لصوت حبيبها الغائب منذ يومين وتحدثت بدموع: أنا أسفة والله أسفة حقك عليا يا حبيبي.
كانت تنطق حبيبي بمنتهي العشق والصدق مما أثار قلبه، تمالك من حاله جاهدا أن يظهر صوته بثبات أمام سحر صوتها ومناداته حبيبي بكل هذا السحر تحدث جادا: خلاص يا مليكة من فضلك ما تعيطيش.

تحدثت بلهفة وتساؤل: أنا عارفة إنك زعلان ويمكن تكون زعلان مني أنا كمان وعلشان كده ليك يومين مبتجيش عندي وعارفة كمان إن من حقك تزعل، وأكملت بهيام وضعف: بس إنت وحشتني أوي يا ياسين وحشني حضنك، وحشتني نظرة عيونك، أنا محتاجة لحضنك أوي يا ياسين أرجوك تعال عندي النهاردة.
كانت كلماتها تنزل على قلبه تنعشه كقطرات مياه مثلجة في نهار صيف شديد الحرارة.

تحدث بإشتياق لم يعد لديه القدرة لمداراته: إنتي كمان وحشتيني أوي، وعلى فكرة يا حبيبي أنا مبعرفش أزعل منك أنا بس إللي حصل ربكني وضايقني وحبيت أقعد مع نفسي شوية.
تحدثت بغيرة ظهرت بصوتها: وياتري ليالي هي نفسك إللي حبيت تقعد معاها يا ياسين؟
ضحك برجولة أهلكتها وتحدث: وهو ده بقي سبب عياط مليكة الحلوة، طمني قلبك يا حبيبي أنا كنت بايت في المكتب تحت طول اليومين إللي فاتوا.

تنهدت بإرتياح مبتسمة وتحدثت: مش عيب على فكرة إني أحب جوزي وأغير عليه من أي حد.
تحدث بهيام: وجوزك بيعشق غيرتك عليه وعاوز يشوف ردة فعل الغيرة دي عملي لما أجيلك بالليل.
إبتسمت وتحدثت: بس إنت تعالي يا حبيبي وأنا أنسيك أي حاجة ضايقتك طول الفترة إللي فاتت،
ثم أكملت بإرتباك: ياسين كنت بستأذنك علشان أروح عند سلمي كانت عايزاني أروح معاها مشوار خاص بيها ضروري.
تحدث بتساؤل: مشوار إيه ده؟

إبتلعت لعابها وأجابت: هتروح تشتري شوية حاجات ليها ومحتجاني أكون معاها.
أجابها ياسين: تمام يا حبيبي بس حاولي ماتتأخريش علشان الولاد.
أجابته بطاعة: حاضر يا ياسين أنا هستناك أوعي تتأخر عليا.
أجابها بصوت عاشق: لو كان ينفع أسيب شغلي وأجيلك حالا مكنتش هتأخر صدقيني.
ضل يتحدثان بكلمات الغزل التي لم تنتهي وبعد مدة أغلقت معه وجهزت حالها لتذهب إلى سلمي.

كانت تتحدث بهاتفها بتأثر من داخل غرفتها: يا سليم أرجوك أفهمني أنا كل إللي بطلبه منك تديني وقتي مش أكتر.
أجابها سليم بنبرة حادة: ياريت يا يسرا تحترمي عقلي شوية وتصارحيني بحقيقة تأجيلك الغير مبرر بالنسبة لي وبلاش نغمة الخوف والقلق إللي كل شوية تبرري بيهم تأجيل موضوعنا
أنا مش صغير علشان كل شوية تمطوحي فيا بالشكل المهين ده،.

وأكمل بنبرة بالغة الجدية: قدامك يومين بالظبط تفكري فيهم وبعدها تبلغيني بقرارك النهائي يا أجيب أهلي بعدها وأجي أتقدم لك زي أي راجل بيحترم ذاته، يا إما يا بنت الناس كل واحد فينا ينسي إنه أتعرف على التاني ولا حتى مر في حياته.
جحظت عيناها وأهتز قلبها رعبا من مجرد ذكره للفكرة وتحدثت بتألم: كده يا سليم وقدرت تقولها ليسرا؟

تحدث بحدة: أنا راجل بحترم ذاتي وبقدرها يا يسرا وعمري ما هسمح إني أهنها مش هستني لما ألاقي خالك جاي يتهمني إني إتعديت على حرمة بيته وخونت أمانته لما أعتبرني من أهله وعرفني بيكم وقدمكم ليا.

ولا ألاقي واحد من أهلك جاي يقول لي بمناسبة إيه بتكلم بنتنا، لو إنتي مش خايفة على نفسك إللي أنا عارف قيمتها كويس أوي وطالب أغليها وأقدرها وأحطها في الإطار الصحيح يبقي ملوش لزوم نكمل مع بعض قدامك يومين زي ما قولت لك وبعدها هعرف أنا أبقي إيه بالنسبة لك بالظبط
مع السلامه يا يسرا،
وأغلق الهاتف دون إعطائها حق الرد.

نزلت دموعها بغزارة وتألم داخلها شعرت بألم داخل قلبها لم تشعر بمثيله طيلة حياتها بأكملها جلست تبكي وفجأة تذكرت مليكة وقررت أن تتحدث معها دلفت للمرحاض واغتسلت وخرجت
كادت أن تصعد الدرج وجدت مليكة تنزل الدرج بثياب تظهر نية خروجها،
نظرت لها وتحدثت بتساؤل: انتي خارجة؟
أجابتها بوجه شاحب: أه يا يسرا رايحة لسلمي، ثم دققت النظر لها وتحدثت: مالك يا يسرا إنتي كنتي بتعيطي؟

أجابتها: سليم كلمني وخيرني يا إما أحدد له ميعاد مع أهلي، يا إما كل واحد مننا يروح لحاله.
تنهدت مليكة بألم وتحدثت بنبرة جادة: بصراحة يا يسرا سليم عنده حق لو عايزة نصيحتي خليني أكلم لك ياسين النهاردة وأخليه يكلم ماما ثريا طالما إنتي مكسوفة تفاتحيها، سليم فرصة حلوة أوي ليكي يا يسرا وحرام تضيع منك.
هزت رأسها بإستسلام: خلاص يا مليكة كلمي ياسين ويلا روحي لسلمي علشان متتأخريش.

أمائت لها وخرجت للحديقة وجدت ثريا تجلس بجانب أحفادها تحدثت: أنا ماشية يا ماما ومش هتأخر إن شاء الله.
اجابتها ثريا: تمام يا حبيبتي خلي بالك من نفسك وأكلك اليومين دول يا مليكة وشك أصفر ومش عاجبني.
أجابتها: حاضر يا ماما بعد إذنك.

عند نرمين كانت تحادث ليالي بنبرة يكسوها الغل: ياما قولت لك ونبهتك يا ليالي لكن سيادتك مكنتيش بتصدقيني، ياما قولت لك خلي بالك من ياسين، قولت لك إني حاسة إنه حبها ومش بعيد يخليها تسلم له وتحبه هي كمان وده إللي أنا متأكدة من إنه حصل.
أجابتها ليالي بنفي: لا طبعا أنا متأكدة من إنها مسلمتلوش نفسها هي بس مبسوطة بإهتمامه بيها وعاجبها سهوكته وهو بيبصلها وأبن عمك أستاذ في كده ماشاء الله عليه.

أجابتها نرمين بنبرة ساخرة: والله شكلك ما هتقتنعي غير لما تلاقي ياسين بيجهز لسبوع النونو الجديد.
تحدثت بصياح تأكيدا لكلام مني جاسوسة ياسين لعمتها: بتقولي إيه إنتي يا نرمين بقولك أنا متأكدة من إنه ملمسهاش.
أجابتها نرمين بضيق: خلاص يا ليالي براحتك خليكي قاعدة تتفرجي بس أبقي إفتكري إني نبهتك،.

وأكملت بخبث: أظن إن إنتي أخدتي بالك من الكولية والخاتم إللي الهانم كانت لبساهم ماأظنش إن واحد هيجيب لواحدة هدايا غالية بالطريقة المبالغ فيها دي من غير ما يكون أخد منها اللي عاوزة وزيادة كمان أصلك متعرفيش إللي إسمها مليكة دي قدي دي عامله زي الحية بتتلون بألف لون ولون.

تنهدت ليالي بألم وتحدثت: سبيني في حالي أرجوكي يا نرمين أصلا البيت مولع من يوم الحفلة المشؤومة دي البيه واخد إللي حصل حجة وبيبات في المكتب ولا معبرني وعمتو طول الوقت دايرة ورا عمو عز وبتحاول تراضيه علشان ينسي المصيبة إللي عمر بيه عملها ومنفضة ليا خالص،.

وأكملت بحزن ظهر بصوتها: ده غير إني بقيت تسلية الهوانم في قعدات النوادي والكافيهات الكل بيتكلم عن ليالي العشري إللي جوزها رقص رقصته الأولي مع مراته الجديدة ومشلش عينه من عليها لحظة واحدة طول الحفلة كانت حفلة مشؤومة ياريتها ما أتعملت.
أجابتها نرمين بغل: مهو المفروض إن كل إللي بتقوليه ده يكون دافع ليكي علشان تتخلصي منها بسرعة.

أجابتها ساخرة: أتخلص منها أروح أقتلها مثلا وحياتك بلاش كلام فارغ يا نرمين ده أبن عمك أعلن عليا الحرب من غير ما أعمل أي حاجة تخيلي بقي لو عملت مشاكل هيعمل فيا أيه؟
تحدثت نرمين: طول ماأنتي جبانة وسلبية كده من حقه يبهدل فيكي براحته.
أجابتها بثقة: وأنا أحط نفسي في وش مدفعه ليه عمتو تخلص بس من موضوع عمر وأكيد هتشوف لي حل لموضوعي أنا متأكدة من كده.

أغلقت نرمين هاتفها بخيبة أمل بعد تلك المكالمة الغير مجدية بالمرة فا ليالي مهما كانت متعالية ومغرورة ولكن داخلها ليس بالسئ الذي يجعلها تخطط وتؤذي الأخرين بهذا الشكل.

ليلا داخل جناح مليكة
كانت تجلس فوق ساقيه على أريكته تقطع له الفواكه المتنوعة وتطعمه بفمه بدلال ويلتقطها هو من يدها بسعادة
تحدثت بهيام: ممكن ماتبعدش عن حضني تاني أبدا حتى لو في يوم زعلت مني لأي سبب كان أزعل مني بس وأنت في حضني أرجوك يا ياسين.
نظر لها بهيام وتحدث بصوت حنون: أنا عمري ماأقدر أبعد عنك يا مليكة وأبعد إزاي وحضنك بقي بالنسبة لي هو النفس والحياة.

أخذ صحن الفاكهة ووضعه جانبا فوق المنضدة حاوط وجهها بيداه بعناية وتحدث بنبرة جادة: مليكة إحنا لازم نعلن إن جوازنا بقي فعلي وإننا عايشين مع بعض زي أي أتنين متجوزين طبيعي.
نظر لها بترقب وجد غيمة من الدموع تجمعت بمقلتيها ثم هزت رأسها بإيماء وتحدثت بصوت ضعيف: تمام يا ياسين أعمل إللي إنت شايفه صح.

تنهد بإنتشاء وتحدث بفرحة: أنا بكرة هفاتح عمتي في الموضوع وأقولها وكمان هفاتحها في إننا نتنقل في الجناح اللي كنت ساكن فيه قبل ده مش قادر أقعد هنا أكتر من كده يا مليكة، حاسس إني بتخنق وتاني يوم هجمع الكل عندنا وهبلغهم بالموضوع.
إنتفض داخلها وارتعبت وضعت كف يدها على وجنته وتحدثت بإستعطاف: أستني يومين كمان يا ياسين يومين بس أكيد مش هيفرقو معاك في حاجة وبعدين كلمها.

نظر لها بإستعراب وتحدث: إشمعنا يومين يعني وبعدين أيه إللي ممكن يتغير في اليومين دول مش فاهم أنا؟
إرتبكت وتحدثت: أنا قصدي علشان تخلص موضوع يسرا أقعد بكرة إتكلم مع يسرا وقولها تخلي سليم يكلمك وبعدها هتحتاج تتكلم مع ماما علشان تحاول تقنعها بالموضوع.
نظرت له بقلق وهي تترقب ردة فعله.

هز رأسه بإيماء وتحدث: خلاص أنا بكرة هخلص من الموضوع ده كله بس تاني يوم هتكلم مع عمتي ومش عاوز أسمع منك أي إعتراض تاني في الموضوع ده مفهوم يا مليكة؟
رمت حالها داخل أحضانه وشددت من إحتضانه وتحدثت بدموع: حاضر يا حبيبي والله حاضر.
أخرجها من بين أحضانه ونظر لها بإستغراب وتحدث بقلب يتمزق لأجل دموعها: مالك يا حبيبي، ليه دموعك دي يا مليكة؟
تحدثت بدموع وحب: أنا بحبك أوي يا ياسين والله بحبك أوي.

أدخلها داخل أحضانه وشدد عليها وهو يتحدث: وأنا بعشقك يا قلب وروح وعمر ياسين كله.
وأخذ يهدهدها بحنان وبعد مدة من إستكانتها داخل أحضانه خرجت ونظرت له وتحدثت بإرتباك: ياسين بعد إذنك أنا عاوزة بكرة أروح عند سلمي.
نظر لها وتحدث بإستغراب: مش كنتي عند سلمي النهاردة هتروحي تاني تعملي لها إيه؟

تلعثمت وتحدثت: أصلها جابت كذا قطعة ملابس أون لاين وحابة تاخد رأيي فيهم وهي بتقيسهم كمان أنا حابة أقعد معاها وأفضفض شوية.
نظر لها بريبة وتحدث متسائلا: مالك يا مليكة أنا ليه من وقت ما جيت وأنا حاسس إنك قلقانة ومرتبكة؟
هو فيه حاجة أنا معرفهاش؟
إبتلعت لعابها وتحدثت مبررة: هيكون فيه إيه بس يا حبيبي كل الحكاية إني متوترة علشان رد فعل ماما ثريا على موضوعنا مش أكتر.

أمسك وجهها ثم مال على شفتاها ووضع قبلة حميمية ثم أبتعد ونظر لها بحب وتحدث مطمئنا إياها: مش عايزك تقلقي من أي حاجة طول ماأنا جنبك أنا كفيل إني أحميكي وأبعد عنك أي شيئ ممكن يأذيكي أو يأذي مشاعرك جوزك حمايتك وسدك المنيع يا قلب جوزك.
إبتسمت له بطمئنة وتحدثت: ربنا يخليك ليا يا ياسين إنت أحلي حاجة حصلت لي في حياتي.

تسطح على ظهره وأخذها فوق صدره يهدهدها كطفلته وبمرور الوقت إستكانت وغفت بسلام بين أحضانه قبل جبهتها وغفي بعد إطمئنانه عليها.

اليوم التالي وقت الغروب
كانت ثريا تجلس ويجاورها عز وياسين بالحديقة
إقترب مروان من ياسين وتحدث: هي مامي إتأخرت كده ليه يا عمو ياسين؟
أجابه ياسين وهو يمسح على شعر رأسه بحنان أبوي: الوقت تيجي يا حبيبي متقلقش.
نظر له عز وتحدث: عامل إيه في دراستك يا مروان؟
تحدث الصغير بإنتشاء: كويس أوي يا جدوا علاماتي كلها دايما الأعلي.
قبله عز بسعادة: برافوا عليك يا وحش عاوزك كده دايما رافع راسنا ومشرفنا.

جري الصغير ليلهو مع أخيه وباقي أطفال العائلة وتحدث ياسين: مقولتليش رأي حضرتك إيه في الكلام إللي أنا قولته يا ماما؟
تحدثت بتيهة: . مش عارفة أقولك إيه يا ياسين بصراحة يا إبني أنا عمري ما تخيلت إن يسرا تتجوز وتسيبني وتبعد عني،.

ثم نظرت إلى عز وتحدثت بتأثر: أنا تعبت من بعد حبايبي عني يا عز الأول أبويا وأمي وبعدهم أحمد وبعده رائف حتى يسرا اللي ربنا عوضني بيها وطبطب عليا بحنيتها تتجوز في أخر الدنيا وتسيبني مش كفاية عليا حسن وولاده إللي مبشفهمش غير من السنة للسنة.
أجابها عز بهدوء: وإحنا رحنا فين يا ثريا، ما إحنا كلنا جنبك أهو وياسين ومليكة والولاد حواليكي ومعاكي،.

وبعدين أنا عازر تفكيرك بس أسمحي لي ده تفكير أناني جدا إنتي كده بتحكمي على يسرا بإنها تعيش وحيدة باقي عمرها يا ثريا إحنا مش هنعيش لهم العمر كله حتى ولادها مسيرهم يكبروا ويتجوزا ويبعدوا عنها ودي سنة الحياة.
نظرت له بتيهة:.

فأكمل ياسين حديث والده: الباشا عنده حق يا عمتي، ده غير إني سألت على سليم ولقيته حد محترم جدا وابن ناس وبجد يسرا محتاجة في حياتها راجل زي ده يعوضها عن كل اللي شافته في حياتها ويكون لها سند وعون، سبيها تعيش حياتها يا عمتي علشان يسرا تستاهل كده بجد،
ومش عاوزك تقلقي على نفسك يا حبيبتي طول ما أنا جنبك.

كادت أن ترد عليه ولكنهم فوجئوا بدخول سيارة سلمي للداخل ووقوفها ثم ترجلت سلمي منها وفتحت الباب المجاور وهي تسند مليكة لتخرجها ويبدوا عليها التعب التام
إنتفض قلبه رعبا وجري عليها بسرعة شديدة وتبعه الجميع بهلع حتى أطفالها.
وقف أمامها يتفحصها بجنون ورعب قائلا: فيه إيه يا مليكة، مالك؟
إبتسمت له بضعف ووجه شاحب وتحدثت سريعا كي تطمئنه: أنا كويسة يا ياسين متقلقش.

حملها بين ساعديه وتحرك للداخل مع تساؤل ثريا ورعبها: مالها مليكة يا سلمي و إيه حالتها دي؟
تحدثت سلمي بإرتياب: مليكة إتزحلقت ووقعت عندي يا طنط.
وصل بها ياسين لغرفة الضيوف ووضعها بعناية فوق التخت
تحدث عز بقلق: أنا هتصل بالدكتور ييجي يفحصها حالا.
إرتبكت سلمي وتحدثت سريعا: مفيش داعي يا عمو أنا أخدتها وروحنا لدكتور جنبنا كشف عليها وقال إنها كويسة هي بس محتاجة ترتاح شوية مع تغذية مش أكتر.

سألتها ثريا بإستفسار: مليكة وقعت إزاي يا سلمي؟
أجابتها سلمي شارحة: أسر إبني كان بياكل موزه وللأسف رمي قشرتها على الأرض و مليكة بالصدفة كانت رايحة الحمام داست عليها من غير ما تشوفها ووقعت، أخدتها للدكتور والحمدلله طمنا وقال انها كويسة
كان يجلس بجوارها والقلق ينهش داخله يريد أن يدخلها بين أحضانها ليطمئنها ويطمئن حالة، أمسك يدها بحنان ونظر لعيناها الساكن بداخلهما حزن عميق إستغربه هو وتحدث: إنتي كويسة؟

هزت له رأسها بإيماء مع لمعة دمعة حبيسة داخل عيناها.
تحدث وهو يتحرك: يلا بينا هاخدك على المستشفي وأعمل لك إشاعة علشان أطمن عليكي.
أجابته سلمي سريعا: الدكتور إللي رحنا له عملها إشاعة على ضهرها ودماغها والحمدلله طمنا.
نظر لها ياسين وتحدث: كويس يعني يا سلمي الدكتور ده ولا إيه؟
أمسكت هي يده وتحدثت بصوت مختنق بالدموع: صدقني أنا كويسة أرجوك ماتقلقش.
تحدث عز: سلامتك يا حبيبتي ألف سلامة عليكي.

أجابته بضعف: الله يسلمك يا عمو.
تحدثت ثريا وهي تأخذها بأحضانها: سلامتك يا مليكة ألف سلامة عليكي يا قلبي
قفز الصغير لأحضانها مع تألمها الشديد الذي كتمته حتى لا يشعر بها ياسين ولكنه بالفعل شعر وأبعد الصغير وأدخله بأحضانه قائلا: تعالي في حضني أنا يا أنس علشان مامي تعبانه شوية.
أمسك مروان الجالس بجانبها يدها وقبلها بقلق متحدثا: إنت كويسة يا مامي؟

ملست على شعره بحنان قائلة بصوت متعب: أنا كويسة يا قلبي ماتقلقش.
تحدث أنس ببرائه: سلامتك يا مامي.
إبتسمت لصغيرها القاطن بأحضان حبيبها وتحدثت: يسلم لي عمرك يا قلب مامي.
وقفت ثريا وتحدثت بإهتمام: أنا هروح أعمل لك حبة شوربة تدفي لك معدتك وأشوف يسرا فين.
تحدث عز وهو يتحرك خلفها: لو مش هضايقك تعملي لي فنجان قهوة معاكي يا ثريا، دماغي هتنفجر من الصداع.
تحركت سلمي وجلست بجانبها فوق التخت.

أما هو فكان ينظر لها بقلب ينزف ويتألم لأجل وجهها الشاحب وتعبها الظاهر داخل عيناها.
أمسكت يده من جديد وابتسمت بوهن وتحدثت لطمأنته: أنا كويسة يا ياسين، إطمن.
إحتضن يدها بعنايه وأماء لها بابتسامة حزينه.
تري ما سر تلك النظرات الحزينة والدموع القاطنة بعيون تلك الحائرة؟
بعد مرور يومان على حادث وقوع مليكة
كانت دكتورة مني تجلس بمنزلها بجانب زوجها دكتور أحمد المغربي
تحدثت مني بتعجب: فاكر يا أحمد الممرضة حنان إللي كانت شغالة معايا في عيادتي القديمة؟
إنتبه أحمد لحديثها وأجاب: أه فاكرها، حنان عزت مالها دي كمان؟
أجابته بإستغراب: شفتها النهاردة بالصدفة وأنا في مستشفي الصحة بسألها وبقول لها لسه شغالة مع الدكتورة المشبوهة إياها تخيل ترد عليا وتقول لي إيه؟

نظر لها بإنتباه منتظرا إستكمال حديثها
فأكملت: لاقيتها بتضحك وبتقول لي مالها دي حتى كل يوم سيطها بيعلي وبيسمع في إسكندرية كلها، قالت لي ده حتى سكان الكمبوند بتاعكم وقرايب جوزك بنفسهم بقوا زباينها
إستغربت جدا وقلت لها تقصدي مين، تخيل ردت عليا وقالت لي مين؟
سألها بإهتمام وحيرة: مين ياتري؟
أجابته بعدم تصديق: مليكة، قالت لي على إسمها بالكامل وقالت إنها عملت عملية إجهاض من يومين بالظبط،.

قلت لها إنت متأكدة من الإسم، جاوبتني وقالت لي إن دكتورة عفاف بتشترط تقديم البطاقة الحقيقية عند العملية.
نظر لها بإستغراب وأردف بتساؤل: ومليكة تعمل حاجة زي كده ليه، دي كل اللي عندها ولدين وحتى ياسين عنده ولد وبنت، وبعدين لما هتعمل مصيبة زي دي مجتليش أنا ليه وأنا كنت أتصرفت.

واسترسل مفسرا: - على الأقل كنت هحل لها الموضوع في السر بدل ما تبهدل نفسها مع جزارة زي دي وتخلي سيرتها هي وياسين نماية وسط قعدات الممرضات
رفعت مني كتفيها ومدت شفتاها لعدم رد لديها.

في اليوم التالي كان يدخل بسيارته داخل الحي وجد دكتور أحمد يخرج بسيارته، توقفا إثنتيهما لتبادل السلام
وتحدث أحمد: ألف سلامه على مليكة يا سيادة العقيد.
أجابه ياسين: الله يسلمك يادكتور.
سأله أحمد بإهتمام: وهي عاملة إيه الوقت؟
تحدث ياسين بأسي: والله لسه تعبانة يا دكتور، ضهرها لسه بيألمها جدا.
رد أحمد بجدية وعملية: ماتقلقش، الألم هيختفي مع الوقت هي العمليات إللي من النوع بتأثر على الضهر جامد.

إستغرب ياسين نطق أحمد لكلمة عملية لكنه تلاشاها.
فأكمل أحمد ملاما: ولو أني عاتب عليك إنك تخلي مليكة تتعامل مع الدكتورة المشبوهة دي، و مع إني ضد عمليات الإجهاض لكن كنت هخالف مبدأي علشان خاطرك ولا إنكم تتعاملوا مع واحدة معدومة ضمير وسمعتها مشبوهة زي عفاف صلاح.
كان يستمع لكلمات أحمد بتيهة وعقل شارد
حدث حاله: ماذا يهذي هذا المعتوه، عن أي إجهاض وعن أي مليكة يتحدث؟

نزل بشرود من سيارته وفتح باب سيارة أحمد وجلس بجواره وتحدث بصوت حاد امر: إحكي لي بقي إللي إنت قولته ده كله من تاني وفهمه لي واحدة واحدة.
نظر له أحمد بتساؤل وحيرة: هو أنت مكنتش تعرف إن مليكة أجرت عملية إجهاض؟
نزلت تلك الكلمات كالصاعقة الكهربائية شلت جميع حواسه
حدث حاله: إجهاض! أكانت تحمل داخل أحشائها قطعة منه وبتلك السهولة تخلت عنها!

تحدث بوجه خالي من التعبير: من فضلك يا أحمد إحكي لي الموضوع بكل تفاصيله.
قص له كل ما يعرفه
وبعد حوالي ساعة كان يجلس داخل مسكن دكتور أحمد وزوجته التي إتصلت بالممرضة حنان وأخبرتها أن عليها المجيئ إلى مسكنها على وجه السرعة للتحدث بأمر عاجل يخص العمل وستأخذ عليه أجرا عالي
وذلك وفقا لتوجيهات ياسين ليتأكد قبل إتخاذه أي قرار.

أتت على الفور وجدت ثلاثتهم يجلسون، نظرت لذلك الجالس الذي يتمني من داخله أن يكون كل هذا الهراء ليس له أي أساس من الصحة لأنه وإن صح فالله وحده هو من يعلم ما هو الات؟
نظر لها ياسين وتحدث بوقار وتسائل: دكتورة مني قالت لي إن مدام مليكة جت عندكم من يومين وعملت عملية إجهاض، الكلام ده صحيح؟

نظرت له وهي تبتلع لعابها بقلق ثم حولت بصرها إلى مني التي هزت لها رأسها بإيماء واطمئنان قائلة: إتكلمي يا حنان، محدش هنا هيأذيكي، متقلقيش.
نهضت حنان بغضب وتحدثت بلوم: معنديش كلام علشان أقوله يا دكتورة، أنا فضفضت معاكي بكلمتين تروحي تقوليهم للبيه وكمان جيباني هنا وفتحالي تحقيق
واسترسلت بنبرة غاضبة: - إنت عاوزة تقطعي عيشي؟
هنا إنفجر ياسين بغضب عارم فقد فاق صبره كل الحدود: إقعدي يا روح أمك رايحة على فين؟

إنت فاكرة نفسك هتخرجي من هنا قبل ماتقولي لي على كل إللي أنا عاوز أعرفه؟
وأكمل بتهديد وصوت حاد: إسمعيني كويس يابت، هتحترمي نفسك وتجاوبي على كل اللي هسألك عليه وبمنتهي الصدق، هتاخدي لك قرشين متحلميش بيهم وتغوري من هنا ومحدش هيقرب لك.

واستطرد بنبرة تهديدية: - إنما لو هتسوقي الهبل على الشيطنة وديني وما أعبد أوديكي ورا الشمس وما أخليكي تشوفي الشارع بعنيكي تاني، فخليكي كويسة كده وأسمعي الكلام وأنطقي بالذوق بدل ما أخدك على أمن الدولة وأخليهم هناك ينطقوكي غصب عنك.
جلست حنان برعب من هيئة ياسين الغاضبة وساقيها تهتزتان من شدة رعبها، وتحدثت بطاعة: أنا تحت أمرك في كل إللي سعادتك تؤمر بيه يا باشا.

أخرج ياسين هاتفه وثبته على صورة مليكة وتحدث بصرامة: شفتي صورة الست دي قبل كده؟
هزت رأسها بإيماء وتحدثت بتأكيد: هي دي مدام مليكة إللي جت عندنا من يومين وعملت العملية يا باشا، وكان معاها واحدة كانت بتناديها سلمي.
هنا ظهر ياسين وكأنه وحش كاسر يجهز حاله لإفتراس فريسة له بعد قليل، جز على أسنانه وضيق عيناه وقور يده بغضب وتسائل: كانت في الشهر الكام؟

تحدثت برعب من هيئته: تقريبا كده شهر ونص أو شهرين حاجة زي كده ياباشا، أصل أنا مدخلتش معاها أوضة العمليات، كانت وردية صاحبتي ومعرفش تفاصيل كتير عن إللي حصل جوة.
أخرج من جيبه دفتر للشيكات وحرر شيكا بمبلغا ورماه لتلك الحنان التي كانت على وشك الموت رعبا من هيئته،.

وتحدث مهددا بفحيح كفحيح الأفعي: تاخدي الشيك ده ومتورنيش وشك تاني واللي حصل ده تنسيه وتمسحيه من ذاكرتك نهائي، وده طبعا لمصلحتك أولا، وسيرة مدام مليكة لو جت على لسانك تاني مع أي مخلوق قولي على نفسك يا رحمان يا رحيم
ونظر لها بغضب وعيون تتطاير شررا قائلا بحدة أرعبتها: مفهوم كلامي؟
هزت رأسها سريعا بإيماء وهي فاتحة الفاه من شدة رعبها.

تحرك وكاد أن يذهب أوقفه أحمد بتساؤل: إهدي وفكر وأتكلم مع مليكة الأول وشوفها عملت كده ليه، جايز يكون عندها أسبابها المقنعة.
نظر له بعيون كالصقر وتحدث متلاشيا حديثه: أكون شاكر ليك يا دكتور لو إللي حصل هنا مخرجش برانا إحنا التلاتة.
أماء أحمد بتفهم قائلا بتأكيد: متقلقش يا سيادة العقيد، دي أسرار مرضي والسرية التامة من صميم عملي أنا والدكتورة.
تركه وذهب كالإعصار الذي سيدمر الأخضر واليابس.

إتجهت مني إلى أحمد وتحدثت برعب: إنت إيه بس اللي خلاك تروح تقول له، إحنا مالنا تدخلنا في مشاكل ملناش فيها ليه؟
واسترسلت لائمة: - واحدة وأكيد خايفة من إللي حواليها لا يلوموا عليها إنها نسيت رائف وقوام خلفت من ياسين، إحنا بقي نتدخل ليه؟
أجابها بضيق: وأنا كنت أعرف منين إنها عملت عملتها السودا دي من وراه، ربنا يسترها عليها بقي، محدش يعرف غباء ياسين المغربي لما بيظهر قدي.

ثم نظر لتلك الجالسة بغير عقل تبكي تارة وتبتسم تارة أخري
وهي تنظر لذلك الشيك الذي لم تكن تحلم بالتحصل على ربع مبلغه.
تحدث بهدوء قائلا: يلا يا حنان روحي وياريت تسمعي الكلام و تنسي كل إللي حصل هنا.
وقفت وكأنها وعت على حالها وتحدثت بسعادة: حاضر يا دكتور، بس حضرتك متأكد من إن البيه إللي كان هنا من شوية مش هيجيب سيرتي للدكتورة عفاف؟

تحدثت مني بقلة صبر: يلا يا حنان خدي شيكك وبالسلامة، عندنا شغل يا ماما ومش وقت أسألتك دي.

دخل كالإعصار لداخل الفيلا وجد والدته تجاور ليالي ونرمين وجيجي ويسرا، الكل مجتمع لزيارة تلك الماكرة المخادعة، هرول لغرفتها الماكثة بها دون أن يلقي السلام على من بالخارج
دخل كالإعصار وجهه لا يبشر بخير
وجدها تجلس فوق فراشها وتجاورها ثريا وبيدها طبق الحساء لتلك الكاذبة، أما عن سلمي التي كانت تجاورها الفراش وهي تجلس القرفصاء وترتسم على وجهها إبتسامة وهي تحادث مليكة،.

كانت هيئته لا تبشر بخير مما أقلق ثريا وجعلها تبعد صحن الحساء وتضعه فوق الكومود
وتحدثت بتساؤل: مالك يا ياسين؟
إقترب ياسين من وجه مليكة وتحدث بفحيح مخيف: أخبارك إيه النهاردة، ياتري لسه ضهرك بيوجعك؟
إبتلعت لعابها برعب من نظرته تلك وإقترابه هذا وتحدثت بشرود: الحمدلله، أنا كويسة.
سألها بترقب وهو مازال على نفس الوضعية: إلا قولي لي يا مليكة، هي المستشفي اللي روحتيها بعد ما وقعتي إسمها إيه؟

إنتفض داخلها ونظرت له بتوتر وصمتت،
تبرعت سلمي بالإجابة لتنقذ صديقتها: إحنا ما روحناش مستشفي يا سيادة العقيد.
حول لها بصره ونظر لها نظرة ذات معني وتسائل: أمال روحتوا فين يا أستاذة سلمي؟
ردت بتلعثم: روحنا عيادة خاصة جنب بيتي.
رد عليها بإستفهام: أيوا إسمها إيه بقي العيادة الخاصة دي وإسم دكتورها إيه؟
نظرت له ثريا بإرتياب وتحدثت: فيه إيه يا ياسين، مالك يا إبني؟

نظر إلى عمته مضيقا عيناه وتحدث بهدوء ما قبل العاصفة: عايزة تعرفي فيه إيه يا عمتي، فيه إن ياسين المغربي ولأول مرة إتختم على قفاه واتغفل،
ثم حول بصره إلى تلك المرتعبة ذات القلب المنتفض وتحدث بفحيح: ومن مين، من حتة عيلة
ثم تحدث لها بهدوء: دكتورة عفاف صلاح بعتالك السلام وبتقول لك أخبار العملية إيه.
هنا شهقت وأغمضت عيناها بألم، أمسكت سلمي يدها للمؤازرة.

فتحت عيناها مجددا سريعا ونظرت له بترجي و استعطاف وأردفت: خلينا نتكلم لوحدنا.
ونظرت داخل عيناه بدموع وهي تميل برأسها في حركة توسلية منها له
تحدث بصوت يشوبه خيبة الأمل: هو لسه فاضل حاجة علشان نتكلم فيها؟
ما خلاص، وقت الكلام عدي وفات.
تحدثت سلمي بترجي: من فضلك يا سيادة العقيد إقعد مع مليكة وإديها فرصة تفهمك وتشرح لك إللي حصل بالظبط.

صاح بها بصوت صارخ أرعبها: إنتي تخرسي خالص، إنتي حسابك معايا بعدين إنتي ودكتورة العهر بتاعتك دي كمان.
هرولت نساء المنزل ودخلوا على صوت ذلك الغاضب
تحدثت ثريا بحدة: عيب كده يا ياسين، هو فيه إيه بالظبط يا أبني، مالك طايح ف الكل كده ليه؟
وجهت منال سؤالها لولدها: مالك يا ياسين، فيه إيه يا حبيبي؟
نظرت له وأمسكت يده بإستعطاف وتحدثت بدموع وترجي: أرجوك يا ياسين خلينا نتكلم لوحدنا وأنا هحكي لك على كل حاجه.

نفض يدها بعنف وتحدث بحدة: هو أنا لسه مشبعتش قواله لوحدنا، ماأحنا يااااما إتكلمنا وياما وعدنا وياما صبرنا، وفي الأخر إيه إللي حصل؟
صرخت بإستعطاف ودموع: أرجوك يا ياسين، أرجوك أديني فرصة أشرح لك لوحدنا
تحدثت نرمين بحدة: هو إيه إللي بيحصل هنا بالظبط، ما تتكلم يا ياسين.
نظرت له بإستعطاف وهي تهز رأسها بدموع.
وقف هو منتصب الظهر ينظر إليها وتحدث ساخرا: عاوزانا نتكلم لوحدنا علشان ما يعرفوش؟

واستطرد: - أنا بقي هعرفهم كلهم اللي راعبك طول الوقت ومش عاوزاهم يسمعوه
صرخت بإستعطاف: ياااااااسين، أبوس أيديك بلاش يا ياسين
كانت ليالي تنظر لهما وقد بدأ الشك يتسلل لقلبها ويسرا المشفقة على حال مليكة المنهارة ونرمين الواقفة تنظر لها بشماتة ومنال الواقفة وداخلها يتسائل
ذهب إليها ونظر لها نظرات مليئة بالغضب والغل ثم رفع يده لأعلي حتى يصفعها على وجنتها.

أغمضت عيناها بتألم وثبات وجهزت حالها لتلقي صفعته بصدر رحب، إستمعت لصرخة ثريا وهي تهدر بإسمه وتترجاه بألا يفعل
صمت رهيب حل بالمكان إنتظرت وأنتظرت صفعتها ولكنها تأخرت أفتحت عيناها ببطئ شديد
وجدته رافعا يده لأعلي إستعدادا بوضع صفعته لكن يده توقفت وكأن قلبه أمرها بعدم إيذائها.

أه من قلب أتعبه الهوي، نظر لها بعيون يملؤها الغضب واللوم والتساؤلات الكثيرة، قور يده بغضب ونفضها في الهواء وهو يجز على أسنانه ويلعن داخله وقلبه على عدم قدرته لأذيتها.
ثم تحرك من أمامها ووقف بمنتصف الغرفة وتحدث: عاوزه تعرفي فيه إيه يا عمتي، فيه إن الهانم مراتي بنت الأصول وبنتك زي ما طول عمرك بتوصفيها مش واقعة على ضهرها ولا حاجة،.

واسترسل بصوت غاضب: - الهانم المحترمة القطة المغمضة غفلتنا كلنا وختمتنا على قفانا وكذبت وقالت إنها وقعت وهي عاملة عملية إجهاض!
شهق الجميع ونظر لها بإستغراب وأتهام وكأنها مدانة، أغمضت عيناها بتألم هربا من تلك النظرات المحيطة بها ووضعت كفيها فوق وجهها وأجهشت ببكاء مرير.

ثم صاح ذلك الغاضب وتحدث: الهانم قتلت إبني إللي لسه مكملش شهرين بدم بارد وكل ده ليه؟ علشان محدش يعرف إن الهانم بتتعامل مع جوزها وسلمت له نفسها كأي ست محترمة بتعرف شرع ربنا وتنفذه.
بكت بصوت أجش وتعالت شهقاتها
وقف هو بكل شموخ وتحدث: مش إنت قتلتي إبني علشان تخبي عنهم سرك العظيم
نظر للجميع وتحدث: طب إشهدوا كلكم، أنا والهانم بنتعامل معاملة الأزواج من تاني شهر طلعت فيه لأوضتها.

ثم حول بصره إلى المختبئة وتحدث: يارب الوقت تكوني مبسوطة بالنتيجة إللي وصلنا لها.
عم صمت تام داخل الغرفة
كانت ثريا تجلس بقلب مفطور حزين يتألم ولكن كان داخلها مبعثر مابين حسرة على ماضي فات وألم على مليكة وما أوت إليه بيدها وأياديهم جميعا،
شعرت بالخزي من حالها على ما أوصلت إليه تلك المسكينة ذات القلب الحائر.
نظرت ليالي إلى ياسين وتحدثت بغضب: إنت بتقول إيه يا ياسين؟

صاح بها غاضبا: إللي سمعتيه يا هانم ولا ما بتسمعيش، مراتي ومارست معاها حقوقي الشرعية يعني لا عملت حاجة عيب ولا حرام
ثم مرر بصره عليهم جميعا وتسائل: هاااا، حد تاني عنده أي إعتراض؟
صمت الجميع وأنزلوا أبصارهم أرضا.

ثم إقترب من تلك المنتحبة وهي تنتفض من شدة بكائها أزاح عنها يداها التي تختبئ ورائهم بحدة وأمسك ذقنها وضغط عليه بعنف وتحدث بوعيد: قسما بربي لأدفعك تمن قتلك لإبني وإستغفالك ليا غالي، غالي أوي يا بنت سالم عثمان.
كانت تنظر لعيناه ودموعها تنهمر بحرارة تستعطفه أن يكفلها حق الرد.
أمسكت ثريا يده وتحدثت بإستعطاف: علشان خاطري سيبها يا ياسين، سيبها ياأبني.

أغمضت عيناها بتألم ودموعها تسيل كشلالات وهو يهز ذقنها بعنف يؤلمها ولكن أي ألم ممكن أن يضاهي ألمها الداخلي لأجله، أفلتت ثريا يده من عليها بصعوبة وأخذتها داخل أحضانها برعاية.
ثم أنتصب بوقفته ونظر إلى تلك المنكمشة على حالها المجاورة لصديقتها وصاح بغضب: أما أنت بقي، ماأبقاش ياسين المغربي إن ما سجنتك إنتي والدكتورة بتاعتك وأبقوا قابلوني لو عرفتوا تخرجوا تاني.

وخرج كالبركان من الغرفة وتحركت خلفه ليالي وبعدها منال
أما نرمين التي أستغلت فرصتها لغرس خناجرها في قلب غريمتها تحدثت بشماتة: ونعم الوفاء يا مليكة هانم.
ثم نظرت إلى يسرا وتحدثت بشماتة: مش هي دي اللي كل شوية تدافعي عنها وتقولي انها وفيه ومستحيل تنسي رائف، علشان تبقي تصدقيني، دي عاملة زي الحرباية بتتلون بألف لون، في الأول رسمت علينا دور الزوجة الحزينة المقهورة على فراق حبيبها.

واسترسلت: - وبعدين مثلت علينا رفضها المميت لياسين وده خلاكم كلكم تنبهروا بيها وبموقفها وتوصفوها بالوفاء والنبل العظيم، وبمجرد ما أتقفل عليها باب واحد معاه جريت عليه ورمت نفسها في حضنه، لا وحامل كمان وسقطت البيبي
وأكملت بشماتة وهي تصفق بيداها: ده إيه الأخلاق النبيلة والتربية إللي تشرف دي يا مليكة هانم.
كانت تستمع لكلماتها وكأنها خناجر تطعنها بجميع أجزاء جسدها.

أما ثريا التي وقفت وتحدثت بحدة: نرمين، مليكة معملتش حاجة غلط، ده جوزها وحلالها.
وأشارت بيدها ليسرا الواقفة متسمرة من هول الموقف ولنرمين وتحدثت: يلا نخرج وسيبوها علشان ترتاح.
أخذت إبنتيها وخرجت وأغلقت الباب دون حديث
أمسكت سلمي يد مليكة
وهزتها لتعي على حالها وتحدثت: مليكة، إنت لازم تحكي مع ياسين وتفهميه الحقيقة وتقولي له على إللي حصل بالظبط، ياسين شكله ناوي على الأذية وأنا مش قده ولا قد أذيته.

هزت رأسها بنفي وجسد مرتعش ودموعها تنزل كشلالات: مش هيسمعني يا سلمي مش هيسمعني.
تحدثت سلمي بإصرار: لازم يسمعك ولازم تتكلمي، إنت مراته وبيحبك ومش هيقدر يأذيكي، لكن أنا مش قدة يا مليكة، إنت ماسمعتيش تهديده ليا.
أجابتها بطمئنة: ده مجرد كلام قاله في وقت غضبه يا سلمي وأكيد مش هينفذه.
صرخت بها سلمي برعب: تبقي متعرفيش إنتي متجوزة وعايشة مع مين، ياسين المغربي مبيتكلمش من فراغ يا مليكة ياسين بينفذ.

وأكملت بدموع: مليكة متخلنيش أندم إني ساعدتك.
فلاش بااااك
قبل أربعة أيام من وقتنا الحالي
كانت تخرج من الحمام تستند بيدها على الحائط ويظهر على وجهها علامات التعب
جلست فوق المقعد وأمسكت هاتفها وأتصلت بصديقتها سلمي وبعد مدة جائها الرد
تحدثت مليكة بتعب: سلمي ألحقيني، أنا شكلي حامل.
أجابتها سلمي على الهاتف: حامل إزاي يعني، طب والحبوب إللي بتاخديها؟

أجابتها مليكة بتشتت: مش عارفة إزاي ده حصل، تقريبا كده الحمل حصل من قبلها، شكله حصل في التلات أيام بتوع أسوان يعني من قبل ما أفكر أخد الحبوب بحوالي شهر
وأكملت بإرتياب: - المشكلة الأكبر الوقت إني خايفة جدا وحاسة إن ممكن ياسين يزعل
تحدثت سلمي بتعجب: وياسين هيزعل من حاجة زي كده ليه؟!
أجابتها مليكة بقلق: مش يمكن يكون مش عاوز أولاد؟

ضحكت سلمي على سذاجة صديقتها وتحدثت: بذمتك فيه راجل بيعشق ست وهيموت عليها زي ياسين كده ومايبقاش عاوز يخلف منها، ده أكيد هيطير من فرحته لما يسمع الخبر ده.
إبتسمت مليكة وسعد قلبها وتحدثت بتساؤل: تفتكري ممكن يفرح بجد يا سلمي؟
ردت عليها سلمي: يا بنتي أفتكر إيه أنا متأكدة، روحي إتصلي بيه وقولي له وشوفي هيفرح قد إيه، ده مش بعيد تلاقيه سايب شغله وجاي لك حالا.

إنتفض داخل مليكة بسعادة وتحدثت بتعقل: لا طبعا مش هقوله الوقت خالص غير لما أتأكد، خليه مطلعش حمل وطلعت معدتي وجعاني لأي سبب تاني وكمان ممكن البريود تكون متأخرة عادي، بصي أنا هكلمه الوقت وأستأذنه وأجيلك ونروح سوا للدكتورة بتاعتك
لو أتأكدت من الحمل هقول له ومش هخاف تاني من حد، أكيد هو هيحميني من كلامهم ونظراتهم ليا.
أجابتها سلمي: برافوا عليكي يا مليكة، أيوه كده خليكي قوية وإتعلمي إنك تواجهي.

أجابتها مليكة بجدية: أنا خلاص يا سلمي مبقاش يهمني في الدنيا كلها حد غيره، أنا لازم أخليه يعلن جوازنا الفعلي
وأكملت بحزن: متتصوريش كلام عمر ليه جرحني إزاي وحسسني قد إيه أنا كنت أنانية لما عارضته ورفضت إنه يعلن جوازنا الفعلي، ياسين بيحبني وأستحمل علشاني كتير وأنا لازم أعوضه عن كل حاجة وكل وجع إتحمله وعاشه علشاني.

أغلقت معها الهاتف وهاتفت ياسين وأستئذنته وبعد حوالي الساعتان كانت تقبع فوق سرير الكشف الطبي والطبيبة تحرك جهاز السونار فوق أحشائها
تنهدت الطبيبة بأسي وتحدثت: فيه حمل فعلا،
إنتفض قلب مليكة بسعادة ظهرت على وجهها وهي تنظر إلى سلمي
ثم نظرت الطبيبة لها وتسائلت: قولي لي يا مليكة، إنت بتاخدي أدوية لأي أمراض ولا حاجة؟
نظرت مليكة لوجه الطبيبة الذي لا يبشر بخير وتحدثت: خير يا دكتور هو فيه حاجة؟

أمسكت الطبيبة بعض المحارم ونظفت بها السائل الخاص بالسونار الموضوع فوق أحشائها وتحركت إلى مكتبها لتجلس عليه
تبعتها مليكة بقلق وجلست أمامها وتحدثت الطبيبة بأسي: للأسف يا مدام مليكة الجنين مشوه بنسبة كبيرة جدا، تقريبا حضرتك كنتي بتاخدي أدوية وده غلط جدا وخصوصا في أول شهور الحمل.
لم تستطع تمالك حالها ونزلت دموعها وتحدثت: هو البيبي عمره قد إيه؟

أجابتها الطبيبة بأسي: عمرة شهرين، بس قولي لي إنت إزاي أخدتي أدوية وإنت حامل؟
أجابتها بقلب يتمزق ألما: مكنتش أعرف إني حامل وبدأت أخد حبوب منع الحمل من حوالي شهر.
هزت الطبيبة رأسها بتفهم: علشان كده.
تحدثت سلمي إلى الطبيبة بتسائل: طب والحل إيه الوقت يا دكتور؟

أجابتها الطبيبة بحزن: للأسف يا سلمي مفيش قدامنا حل غير إن الجنين ينزل لإن نسبة التشوه عالية جدا، وده لازم يحصل في أقرب وقت ممكن لان كل يوم بيعدي فيه خطر على حياة مليكة.
تحدثت سلمي على إستحياء: طب هو حضرتك ممكن تعملي لمليكة الموضوع ده؟

أجابتها الطبيبة بتفسير: بصي يا سلمي، أنا واخدة عهد على نفسي إني ما أشتغلش في العمليات إللي من النوع ده نهائي ومع إن القانون بيسمح بعمليات الإجهاض في الحالات إللي زي حالة جنين مليكة إلا إني مش هقدر أخالف مبادئي.

وأكملت: لكن أنا ممكن أبعتكم لدكتورة شاطرة جدا في العمليات إللي من النوع ده، لكن ده طبعا هيكون سر بينا يعني أنا لا بعتكم ولا شفتكم وياريت كمان متجبوش سيرتي للدكتورة دي، ولو سألتكم عرفتوها منين قولوا لها أي حاجة إلا إنكم تجيبوا سيرتي.

خرجت مع صديقتها محطمة القلب جلست بسيارتها وبجانبها سلمي تواسيها وتحدثت: هتعملي إيه يا مليكة، أنا شايفة إنك تقولي لياسين وهو ييجي معانا عند الدكتورة دي ونعمل العملية.
إنتفضت مليكة رعبا وتحدثت بدموع: عاوزاني أروح أقول لياسين إني كذبت عليك وكنت باخد برشام من وراك وشوهت لك إبنك؟ أنا مستحيل أعمل فيه كده.
سألتها سلمي: أمال هتعملي إيه؟

أجابتها بألم: أنا هروح حالا للدكتورة اللي قالت عليها وأحدد معاها ميعاد بكرة وتاخد إللي هي عوزاه وأخلص من، وهنا لم تستطع إكمال حديثها وبكت بمرارة وأكملت: وبعدها هبدأ مع ياسين صفحة جديدة من غير خوف ولا كذب، ياسين حلو أوي يا سلمي ومايستاهلش مني أجرحه وأقوله حاجة زي دي،.

وأكملت ببكاء وندم: هبتدي معاه صفحة جديدة، صفحة بيضة هعوضه فيها عن كل حرمان وألم عاشه وهو بعيد عني، هخلف منه بيبي شبهه وهربيه جوه حضني أنا وهو.
ونظرت لصديقتها وأكملت: أنا بحبه أوي يا سلمي، بحبه وروحي إتعلقت بيه أوي.
تحدثت سلمي: طب قولي لطنط سهير وخليها تيجي معانا علشان منبقاش لوحدنا.

هزت رأسها سريعا وتحدثت: لا يا سلمي أنا عاوزة أقفل الصفحة دي من غير ما حد يعرف عنها حاجة، وإن شاء الله ربنا هيقف معايا ويسندني علشان أبدأ مع جوزي صفحة جديدة ونضيفة
ثم نظرت لسلمي بدموع وألم وتسائلت وهي تضع يدها على أحشائها: هو ممكن ربنا يزعل مني على اللي عملته في إبني يا سلمي؟
خضنتها سلمي وأجابتها بدموع: أكيد لا يا حبيبتي لأنك مكنتيش تعرفي أصلا، هوني على نفسك يا مليكة ومتحملهاش فوق طاقتها.

شددت مليكة من إحتضانها وتحدثت بخوف: ماتسبنيش يا سلمي أرجوكي، أنا محتاجة لك أوي ومعنديش غيرك أأمن له على سري.
تحدثت سلمي وهي تشدد من إحتوائها داخل أحضانها: مش هسيبك يا قلبي أنا معاكي متخافيش.
عوده للحاضر
كان يتحرك داخل غرفته بجنون وغضب عارم دفعت ليالي باب الغرفة بعنف وتحركت إليه ونظرت له بغضب وجنون وتحدثت بصياح: - هو ده وعدك إللي وعدتهولي يا ياسين؟

هو ده الوعد بإنها مجرد جوازة صوري علشان مروان وأنس، إزاي تعمل فيا كده، إزاااااي؟
هدر بها وتحدث بتهديد: إبعدي عن وشي الساعة دي يا ليالي متخلنيش أخرج غضبي كله عليكي.
صرخت به بإعتراض: مش هسكت قبل ما تجاوبني، ليه كسرتني وكسرت وعدك ليا؟

صاح بها وتحدث ساخرا: عن أي وعد بتتكلمي، وعدي كان لمراتي الست المحترمة اللي سمعت كلام جوزها وقدرت موقفه وطاوعته ووقفت جنبه، مش اللي أول ما نرمين بخت لها كلمتين و شاورت لها جريت وراها زي التابع وسابت بيتها وأتخلت عن جوزها وكسرت كلمته وكلمتها معاه
واسترسل بلوم: - إنت إللي خلفتي الوعد مش أنا يا مدام، يبقي بعد كده مش من حقك تيجي وتسأليني عن أي وعود.

دخلت منال إليهم وأغلقت خلفها الباب وتحدثت: صوتكم جايب أخر الجنينة إهدوا شوية
بكت ليالي بحرقة وتحدثت: إزاي قلبك طاوعك تكسرني وتجرحني بالشكل ده، قدرت تاخد واحدة غيري في حضنك إزاي، إزاي جالك قلب تحطني في الموقف ده وتكسرني قدامهم كلهم؟
نظر لها وأبتسم ساخرا وتحدث: أظن شعور إني أخد واحدة غيرك في حضني ده مش جديد عليكي يامدام، ولا إيه؟
نظرت له بتيهة وأبتلعت لعابها.

وأكمل هو: ولا ناسيه شركة الأمن الإيطالية اللي إتفقتي معاها تتجسس عليا وتعرفك أخباري، الشركة إللي طلبتي منها تتجسس على جوزك يا حرم ظابط المخابرات بموقعه الحساس
وأكمل بإشمئزاز: تعرفي يا ليالي، أنا بجد حزين أوي من جوايا على إن أغبي وأتفه ست عرفتها في حياتي القدر يخليها هي بالذات ودونا عن كل إللي عرفتهم أم لأولادي، أنا من كل قلبي حزين على حظ ولادي معاكي.

ثم حول بصره إلى والدته وتحدث بصياح: الهانم بنت أخوكي الأرستقراطية خريجة الجامعة الألمانية أجرت شركة أمن خاصة إيطالية علشان تخليهم يراقبوني، ولولا إني أكتشفت الموضوع بسرعة كان زمان كل أسرار شغلي عندهم أو حتى كان زمانهم إغتالوني زي ما حصل كتير قبل كده مع غيري.
نظرت منال له وتنهدت بألم وأسي
ضيق عيناه ونظر لها بإستغراب وتسائل بحذر: يعني مش شايف أي علامات إندهاش على وش حضرتك يا أمي؟

نظرت له بإرتعاب وتلعثمت بالحديث: أانا، أنا
نظر لها بعيون مصدومة وتحدث بصوت يشوبه خيبة أمل: كنتي عارفة؟
إبتلعت لعابها ونظرت له خجلا وتحدثت مبررة: معرفتش غير بعد ماعملت كل حاجة وكمان بلغوها بنتيجة تحرياتهم، وقتها بس جت وحكيت لي.
كان ينظر لها بقلب يتمزق وعيون جاحظة غير مصدقة ما تراه أمامها وأذن تتمني عدم تصديق ما تستمع إليه.

تحدث بصوت مهزوز: وياتري حضرتك لما عرفتي كان رد فعلك إيه على تصرفها اللي كان هيقضي على مستقبلي ويمكن كان يقضي عليا أنا شخصيا؟
تحدثت سريعا بتبرير: أنا كنت واثقة فيك وفي ذكائك وكنت عارفة إنك أكيد هتكتشف المراقبة بسرعة وتغير سير خطواتك وتتفادي الموضوع، قولت لنفسي مفيش داعي أقول لك وأضايقك وخصوصا إنك في الفترة دي كان عندك مشاكل كتير مع ليالي، محبتش أزود الخلافات والمشاكل إللي بينكم أكتر.

ثم تحركت بإرتياب ووقفت بجانب ليالي المنكمشة وتحدثت متسائلة: أنا مش وقتها بهدلتك وأجبرتك تنهي إتفاقك مع شركة الأمن، حصل ولا لاء؟
ونظرت له وتحدثت بصوت مهزوز: قولي له، قولي له أنا قد إيه بهدلتك وأتخانقت معاكي لما عرفت، أنا ما سكتلهاش يا ياسين صدقني يا أبني ماسكت.
نظر لها بقلب ينزف وعيون حزينة مكسورة وأردف: يااااه يا أمي، للدرجة دي أنا مليش أي قيمه عندك؟

قد كده حياتي ومستقبلي ملهمش عندك قيمة ولا حساب! خوفتي على بنت أخوكي من غضبي ومخوفتيش على حياتي ولا على شغلي ومستقبلي؟
وأكمل بتألم: للدرجة دي أنا قليل أوي كده عندك؟
كانت تبكي وتهز رأسها بنفي وتحدثت: ماتقولش كده يا حبيبي، ماتقولش كده يا ياسين، مفيش حد في الدنيا كلها أغلي منك إنت وإخواتك عندي صدقني يا أبني.

تحدث بشرود وتيهة: طب وأنا زعلان أوي كده ليه من مليكة، إيه يعني لما كذبت عليا وخانت أمانتي عندها وفرطت فيها، دي واحدة لسه متجوزها من مفيش، إذا كانت أمي إللي خلفتني وربتني وكبرتني في حضنها ضحت بيا أنا نفسي علشان تحافظ على بنت أخوها وشكلها قدام الناس.
تحدثت ليالي بتلعثم: صدقني أنا معملتش كده غير من حبي ليك وغيرتي عليك، لما لاقيتك بتتأخر كتير برة كنت عاوزة أعرف إنت بتروح فين،.

ونظرت له بإستعطاف: أنا كنت لسه صغيرة ومش فاهمة خطورة الوضع، أرجوك تسامحني يا ياسين.
تحدث بصياح أرعبها: إنتي عمرك ما حبتيني يا ليالي، أنا عمري ما كنت ضمن إهتماماتك والدليل إنك لما عرفتي علاقاتي مكنش ليكي أي ردة فعل غريبة، وهيبقي لك رد فعل ليه وأنا معنيش ليكي بأي شيئ
وأكمل بألم: أنا عمري ما كنت أكتر من بنك بالنسبة لك.
تحدثت منال بدموع: إهدي يا ياسين من فضلك.

صاح بصوت عالي أرعبهما وتحدث: بتطلبي مني أهدي إزاي وأنا اللي فيه ده أصلا يجنن، يعني مش كفاية إنك غشتيني وإدتيني مواصفات غلط عنها وأنا مشيت وراكي زي الأعمي، والهانم اللي مثلت عليا دور الملاك طول فترة الخطوبة ومظهرتش شخصيتها الأنانية غير بعد ما اتجوزنا للأسف، أنا عيشت عمري كله في خناق ومشاكل وكل مرة كنتي تيجي معاها وتنصريها عليا، بس عمري ما كنت أتخيل إنك ممكن تضحي بيا بالشكل ده علشان راحتها.

نظر لهما وتحدث: إنتوا إزاي قادرين تعيشوا بكل المؤامرات والأسرار إللي جواكم دي، إزاي قادرين تمثلوا طول الوقت واللي جواكم حاجة تانية غير اللي ظاهر منكم؟
وأكمل بصوت يتألم وهو ينظر إلى منال: عارفة يا أمي إيه أكتر حاجة دبحاني ووجعاني، إن كل طعنات الغدر إللي في حياتي مجتليش غير من أعز وأقرب الناس لقلبي، مجتليش غير من حبايبي إللي مأمنهم على نفسي وروحي.

يظهر إن ذنبي الوحيد إني عاملتكم غير باقي الناس وإديت لكم الأمان، دي حتى إللي كنت فاكرها قطة مغمضة طلعت وحش وليه حوافر وبيخربش بيها وبيجرح
وأكمل بوجه غاضب: بس ملحوقة، من هنا ورايح كل واحد لازم يعرف حدوده كويس أوي، لحد هنا وكفاية، كفاية أوي.
تحرك وخرج وصفق خلفه الباب بحدة زلزلت جوانب الغرفة.
إرتمت منال فوق المقعد وأجهشت ببكاء مرير.
ليلا بمنزل رائف
كان المكان أشبه بالمهجور، سكون تام عم بجميع أرجاء المنزل، ثريا داخل غرفتها تجاورها يسرا بتختها تمسك لها بكوب من الماء حتى تتناول الدواء الخاص بإرتفاع ضغط الدم الذي صاحبها بعدما حدث ظهرا،
دقت بعض الطرقات الخفيفة فوق الباب سمحت يسرا للطارق ودلفت مليكة ويبدوا عليها الإرهاق التام والخجل يصاحب ملامحها.
نظرت لها ثريا بألم يمزق داخلها على ما الت إليه تلك المسكينة،.

تحاملت على حالها وتحدثت: تعالي يا مليكة
تحركت خجلا وجلست فوق المقعد الجانبي
تحدثت يسرا لإخراج مليكة من خجلها: أنس طلع نام مع مروان في أوضته.
هزت مليكة رأسها بإيماء ثم نظرت إلى ثريا بعيون متوسلة وتحدثت خجلا: سامحيني يا ماما، أنا عارفة إني خذلتك وخيبت ظنك فيا بس والله كان غصب عني، حاولت كتير وقاومت وجاهدت نفسي لكن في الأخر هو جوزي وليه عليا حقوق شرعية ماقدرتش أقاومه فيها وأمنعها عنه،.

كانت تستمع لها بقلب يتمزق حزنا على فقيدها الغالي الذي بدأ الجميع بنسيانه حتى إمرأة حياته وعشق عيناه، وبين مليكة وحيرتها ونزيف قلبها وحالتها التي تدمي القلوب.
تحاملت على حالها وتحدثت بضعف وقلب يتألم: أنا إللي أسفة يا بنتي على إللي وصلتك ليه، بس صدقيني أنا كمان كان غصب عني، أنا قلبي جواه نار محدش يعلم بيها غير ربنا ومهما أبان قوية ومتماسكة قدامكم بس إللي جوايا ربي وحده إللي يعلم بيه،.

وأكملت: وحاشا لله يا بنتي إني أمنع عنك حلال ربنا، ده جوزك شرعا وليه عليكي حقوق ربنا مشرعها له وواجب عليكي الطاعة فيها،
وأكملت بدموع: أنا بس مقهورة عليكي وعلى إللي عملتيه في نفسك واللي لحد الوقت مش قادرة أصدقه ولا استوعبه
وأكملت بملامة محب: إزاي قدرتي ترتكبي كبيرة من الكبائر وإنت اللي بتصلي كل فرض بوقته وقارئة كتاب الله وفهماه وعارفة عظمة الذنب اللي إرتكبتيه؟

وبكت بحرقة أم وأردفت: أنا حزينة أوي علشانك يا بنتي وعقدة ذنبك بتاكل في قلبي لإن أنا إللي وصلتك لكده، بس والله ما كنت أقصد سامحيني يا بنتي.
وبكت بمرارة هي ويسرا التي إحتضنتها وتحدثت: إهدي يا حبيبتي علشان الضغط ما يرتفعش تاني.
تحدثت مليكة بدموع: الموضوع مش زي ما حضرتك فهمتيه يا ماما، أنا عمري ما كنت هعمل كده من غير ما يكون عندي أسبابي القوية، أنا مقدرش أغضب ربي يا أمي
وقصت لهما ما حدث.

نظرت لها ثريا وتحدثت وهي تجفف دموعها: وليه ماقولتليش يا مليكة، هو أحنا للدرجة دي بعدنا عن بعض يا بنتي؟
تحدثت يسرا: إنتي غلطتي لما خبيتي عن ياسين يا مليكة، ياسين كان لازم يعرف من الأول بموضوع الحبوب وده حقه الشرعي إللي للأسف أخدتي ذنب عليه.

بكت بحرقة وتحدثت بإنكسار وألم: خفت يا يسرا، خفت أقوله يجبرني إني أمنعه ويحصل حمل وساعتها يضطر يعلن عن جوازنا الفعلي، خفت على ماما وعليكي، خفت على مشاعركم وكسرة قلبكم ووجعكم إللي للأسف شفته في عنيكم النهاردة وكسرني ووجعني،
خفت من نظرات نرمين وكلامها إللي قطع في قلبي ودبحني قدامكم، خفت على شعور ليالي وأيسل، خفت من نظرات الكل ليا وهما بيبصولي على إني ست خاينة للعهد وللعشرة.

واسترسلت بإنهيار وألم ظهر على ملامحها: أنا قلبي متحمل كتير أوي يا ماما والحمل زاد لدرجة إنه كسرني وخلاني جبانة وخايفة طول الوقت، خايفة من المواجهة، خايفة من اللوم، خايفة من خسارتي لحبايبي وخسارتي لإحترامهم ليا،
وأكملت بدموع غزيرة: أنا عارفة إني غلطت بس والله ما كنت أقصد الأذية لأي حد لا ليكم ولا لياسين، ياسين إللي ما أدانيش فرصة حتى أتكلم ومنعني من إني أدافع عن نفسي ودبحني من غير رحمة قدامكم كلكم.

أردفت ثريا بدفاع وتعقل: ياسين معذور يا مليكة، الجرح كان كبير أوي بالنسبة له، ياسين راجل كرامته وعزة نفسه هما أهم حاجة في حياته وإنت دبحتيه وأهنتي رجولته وكرامته وتلاشيتي وجوده في حياتك من الأساس،
ياسين جوزك يعني شريكك في كل قرار يخصك من أول حبوب منع الحمل لحد الجنين وقرار نزوله، إنت تلاشيتي وجوده في حياتك وكأن وجوده عدم بالنسبة لك،.

وأكملت: مش هقدر ألوم عليه وأجي معاكي المرة دي لأن للأسف أنا شايفة إن اللي عمله رد فعل طبيعي جدا لراجل كرامته متهانة على إيد مراته، واحد من وجهة نظره مراته أجهضت نفسها علشان محدش يعرف بطبيعة علاقتهم، كان لازم يرد لك القلم ويعلن هو عن طبيعة العلاقة،
واسترسلت مفسرة: مع إني متحفظة طبعا على الطريقة إللي أعلن بيها لكن في الأخر ده راجل مجروح في كرامته ومقدرش ألوم عليه وأقول له عملت كده ليه وقت غضبك.

هزت رأسها بإيماء وتحدثت بتأكيد وهي تجفف دموعها: أنا مش زعلانه من ياسين يا ماما، صدقيني أنا عاذراه ومقدرة صدمته فيا، أنا بس كان نفسي يديني فرصة أشرح له وأفهمه الحقيقة.
تحدثت يسرا بجدية: كلميه يا مليكة وأقعدوا مع بعض وفهميه الوضع، ياسين عاقل وأكيد هيفهم ويقدر موقفك.
تحدثت ثريا تأكيدا على حديث يسرا: يسرا بتتكلم صح يا مليكة، أقعدي معاه بكرة وأتكلموا وقولي له إللي عندك وربنا يقدم إللي فيه الخير يا بنتي.

وقفت مليكة وتحدثت: ياريت ماتكونيش زعلانة مني يا ماما.
إبتسمت ثريا بوهن وتحدثت: أنا ما أقدرش أزعل منك يا مليكة، أنا اللي عايزاكي تسامحيني وأتمني ماتكونيش إنت اللي زعلانة مني.

صباح اليوم التالي.
كان يجلس داخل مكتبه بمقر عمله يحادث أحدهم بإحترام: حسام باشا، أخبارك يا باشا.
الطرف الأخر: ياسين باشا المغربي بذات نفسه بيكلمني، يا باشا التليفون أتبارك بمكالمتك والله.
إستمع إليه ثم تحدث: حبيبي ربنا يكرم أصلك، أخبار الداخلية على حسك إيه؟
تحدث حسام: كله تمام والأمن مستتب سعادتك.
ياسين: بقولك يا حسام باشا، كان ليا عندك طلب كده وأتمني تخدمني فيه.
أجابه بترحاب: إنت تؤمر ياسين باشا.

تحدث ياسين بحديث ذات معني: كان فيه واحدة كدة وجبت مع ناس حبايبي وكنت عاوز أرد لها الواجب بس زيادة حبتين.
تحدث حسام بترحاب: ياباشا إعتبره حصل، إديني بياناتها وأنا أعمل لك معاها الصح.

أجابه ياسين شارحا: ده العشم بردوا يا باشا، على العموم إحنا مش هنفتري عليها دي دكتورة مشبوهة وشغلها كله شمال ورجالتي حطينها تحت المراقبة، أول ماتجهز للتنفيذ إديني تليفون وأنا أظبط لك الميعاد علشان التلبس والقضية تكون متظبطة ومتخرش الميه
وأكمل بحديث ذات مغزي: أنا عاوزها تدخل وتبقي صاحبة مكان وترحرح فيه، مش مجرد كام سنة تتفسح فيهم وتخرج تاني، عايزينها تستقر وتعمر، فاهمني يا حسام باشا.

ضحك حسام وتحدث: ياباشا هدخلها لك عنبر المعمرين وهريحها لك على الأخر، وماتقلقش سعادتك هنوجب مع أمها ونعمل لك الصح وزيادة.
ضحك إثنتيهما وأكملا حديثهما.

مساء
كان يجلس بمكتبه داخل المنزل، ملقي برأسه للخلف مغمض العينان، حزين الملامح يفكر بشرود على ما وصل إليه، إستمع إلى عدة دقات فوق الباب، سمح للطارق ومازال على نفس وضعيته،
دلفت ترتعب خوفا من فكرة لقائه وبجانبها طارق الذي سهل لها هذا اللقاء بعدما هاتفته وطلبت منه أن يأخذها إليه.
نظرت لهيئته وملامحه التي سكنها الحزن وانفطر قلبها حزنا لإجله
تحمحم طارق حتى ينتبه وتحدث بصوت هادئ: ياسين.

أخذ شهيقا وأخرجه بتألم ثم أفتح عينه لينظر لأخاه وجدها تجاوره تطالعه بغصة مؤلمة، كان داخله مبعثر ما بين قلب مفطور على حالتها المزرية وجسدها الذي أصبح هزيلا بين ليلة وضحاها، وتعبها الظاهر بوجهها وبين نيران الغضب التي مازالت مشتعلة داخله ولم تنطفئ بعد.
وبلحظة إستقر داخله وإختنقت ملامحه بالغضب ونظر إليها موجها حديثه بحدة بالغة: إنت لسه ليكي عين تيجي لحد هنا وبكل جرأة تقفي قدامي؟

تحدث طارق بهدوء وتعقل: ياسين من فضلك، مليكة عندها كلام مهم عاوزة تقوله لك، إقعد معاها بهدوء وأسمعها وحكم عقلك قبل قلبك علشان تقدر تستوعبه.
نظر لأخاه بجمود وتحدث: خلاص يا طارق مابقاش فيه بينا أي كلام ممكن يتقال، خلصت.

إبتلعت غصة مرة بحلقها وتحدثت بإستماتة: لازم تسمعني يا ياسين، من حقك عليا إني أفهمك وأعرفك حقيقة إللي حصل ومن حقي عليك إنك تسمعني، كفاية إمبارح إتهمتني بقتل إبني قدام الكل ومنعت عني حق الرد.
نظر لها بصرامة وأردف بجمود: وأنا متنازل عن حقي في إني أسمع جنابك لأن ببساطة مش طايق أشوفك قدامي.

إبتلعت غصة مريرة بحلقها ونظرت له بقلب يتمزق وتحدثت بإستماتة: وأنا مش هخرج من هنا غير لما تسمعني وأبرئ نفسي من تهمة بعيدة كل البعد عني.
وجه طارق حديثه لياسين: إهدي يا ياسين لو سمحت وحكم عقلك وأسمعها، لازم تقعدوا وتتكلموا، الموضوع فيه لبس ولازم تسمع من مليكة.
زفر بضيق فأكمل طارق: أقعد يا ياسين من فضلك وأديها فرصة للكلام، أنا هخرج علشان تعرفوا تتكلموا براحتكم بس ياريت تتكلموا بهدوء علشان ماتخسروش بعض.

صمت ياسين فخرج طارق وتحرك ياسين وجلس فوق الأريكة ببرود، تحركت خجلا وجلست بمقعد بعيدا مقابل له وبدأت بالحديث،
وبعد مدة كانت تبكي وتسترسل حديثها: أنا ماعملتش كده غير من حبي ليك وخوفي على مشاعرك يا ياسين، خفت أجرحك لما تعرف الموضوع أنا أسفة، أنا أسفة يا حبيبي أرجوك تسامحني.
كان يستمع لها بملامح جامدة ثم أردف ببرود: لو خلصتي كلامك إتفضلي روحي لأولادك.
نظرت له بإندهاش وتيهة وتحدثت: يعني إيه؟

رمقها بنظرات حادة غاضبة وتحدث: يعني كل كلامك ده مافرقش معايا يا مدام، عذر أقبح من ذنب بالنسبة لي، جاية تبرأي نفسك من تهمة قتل إبني وأنت كنتي السبب في تشويهه وتدميره؟
جاية تبرري غلط بغلط أكبر، جاية توريني وشك الحقيقي وقد إيه إنت ست غشاشة وكذابة وخاينة؟
إنتفض داخلها وتحدثت بحدة: ماتقولش كلمة خاينة دي، أنا أبعد مما يكون عن الوصف ده.

إنتفض واقف من جلسته وتحدث بغضب: ولما تطعنيني في ضهري وتاخدي حبوب تمنعي بيها حاجه كنت مستنيها وياما أتمنيتها ده تسميه إيه؟
وأكمل بتألم: تعرفي إن كل يوم كنت مستني منك تبشريني وتقولي لي على إني أخيرا هيكون لي حتة مني جواكي، حتة مني تحتويها بحبك وبرعايتك وتكبر كل يوم عن اليوم إللي قبله لحد متسلميني بإديكي حلم عمري وأغلي أمنية عشت أستناها.

واسترسل بقلب صارخ: إبني اللي إختلط فيه دمي ودمك، ثمرة حبي ليكي إللي كنت هشق صدري وأخبيها جوة ضلوعي زي ما عيشت طول عمري مخبيكي
ثم جلس وأكمل بغصة مؤلمة: جاية تبرري إيه، للأسف، ملكيش عندي أي أعذار.
كانت ترتجف وهي تزرف دموع الندم وتحدثت مبررة: غصب عني يا ياسين، أنا كنت خايفة ومشاعري كانت مشتتة، خفت، والله خفت من كل اللي حواليا، خفت عليهم ومنهم خفت من نظرات الإتهام إللي إنت بنفسك شفتها في عيونهم.

صاخ بغضب: من إيه! خايفة من إيه ومن مين؟
وأنا كنت طول الوقت جنبك، أنا ياما طمنتك وقويتك وشجعتك، لكن خوفك ده ملوش عندي غير معني واحد، وهو إنك للأسف ماشفتنيش الراجل والحما والسند الكافي ليكي وده ملوش عندي غير تفسير وهو إنك ماحبتنيش من الأساس، لأن ببساطة الست لما بتحب بتأمن وبتسلم روحها وحياتها لراجلها وهي مغمضة، بس الظاهر إني ماعرفتش أوصل لك للإحساس ده.

ثم جلس وتحدث بإتهام: كذبتي عليا وأخدتي حبوب تمنعني من حقي فإني أكون أب لطفل أنا محتاجه وبتمناه، ولغيتي أبسط حقوقي وهي مشاركتي لقرار سيادتك اللي الدين والشرع بيجبروكي تبلغيني بيه، واسترسل: روحتي لدكتورة مشبوهة وخليتي سيرتك وسيرتي حكاية على مصاطب شوية ممرضات يتنقلوها بين بعضهم
كذبتي عليا وقولتي إنك واقعه على ضهرك
وفي الأخر وبكل بساطة جاية تقولي لي أسفة أصلي كنت خايفة على مشاعرك.

ونظر لها مضيقا عيناه وأردف ساخرا: وياتري إيه المطلوب مني الوقت يا مدام؟
أخدك في حضني وأطبطب عليكي وأقول لك خلاص يا حبيبي أنا مسامحك وهنسي كل اللي حصل وهبدأ معاكي من جديد؟
طب إزاي وأنا ثقتي فيكي إتهدت، إزاي وأنا أصلا طول الوقت هكون شاكك فيكي ومش مصدق ولا كلمة من إللي بتقوليها لي، طول الوقت هكون بتلفت حواليا ومستني طعنة غدرك الجديدة وأنا بسأل نفسي ياتري هتكون من أنهي إتجاه.

للأسف يا مدام، إنت كسرتي جسور الثقة إللي عشت عمري كله أبني فيها،
وأكمل بتأثر وألم ظهر برعشة صوته: إنت مش عارفة أنا كنت شايفك بعيوني أزاي، إنت كنتي في حتة عالية أوي عندي، حتة خاصة بيكي لوحدك محدش قدر يوصل لها غيرك، أنا كنت شايفك أقرب لملاك،
وأكمل بنبرة منكسرة تشوبها الحسرة: بس يا خسارة طلعتي زيهم، طلعتي بشر.
كانت تستمع له ودموعها تنهمر كشلالات ساخنة تنزف على خديها تكوي كل ما تمر به بألم حارق.

تحدثت بقلب ينزف: كفاية يا ياسين أرجوك كفاية إنت كده بتدبحني.
أجابها بتألم: طب ما أنت كمان دبحتيني وبسكينة تلمة، دبحتيني بدم بارد من غير لا رحمة ولا شفقة، إنت فاهمة يعني إيه حد تبقي شيفاه ملاك ومأمنة على حياتك معاه وماشية معاه وإنت مغمضة عيونك وبلحظة تصحي على طعنة غدر وخيانة من إيد أكتر حد مش مديه له خوانه؟
تحدثت بألم: أرجوك ماتقولش خيانة أنا أبعد مما يكون عن الوصف ده يا ياسين.

أجابها بحدة: للأسف ملهاش عندي مسمي تاني غير ده، إنت خنتيني وخنتي ثقتي فيكي، الخيانة ملهاش منظور واحد يا مدام، الخيانة خيانة فكرة وصورة كنت راسمها وإنت بخيانتك هدتيها بأديكي
وذهب إلى النافذة وأعطاها ظهرة وتحدث أمرا بجمود: والوقت ياريت تخرجي من هنا وماتحاوليش تتواصلي معايا بأي شكل من الأشكال،.

واسترسل بصرامة: لإني ببساطة مش طايق حتى أسمع صوتك. ، أنا سمعتك وأتكلمت معاكي علشان خاطر طارق هو اللي طلب ده، أما لو عليكي فأنت بعد اللي عملتيه مابقاش ليكي عندي أي حقوق.
تنهدت بتألم ثم تماسكت وأردفت بجدية: لو ده رأيك وقرارك بعد كل اللي حكتهولك من أعذار يبقي تمام، اللي إنت شايفه أعمله وأنا موافقاك عليه.
نزلت كلماتها عليه كخناجر أكملت على ما تبقي منه،.

وأكملت بقوة: أنا كنت حابة أتكلم معاك في موضوع جوز سلمي اللي إتفصل من شغله النهاردة بدون أسباب واللي أنا متأكدة إنك السبب الرئيسي فيه، واسترسلت: بيتهيئ لي بعد إللي أنا حكتهولك إتأكدت وعرفت إن سلمي ملهاش أي ذنب، من فضلك حكم ضميرك ورجعه لشغله علشان خاطر إبنه وبيته إللي ممكن يتخرب.

إلتف سريعا ونظر لها وتحدث ساخرا: أااااه، يبقي الهانم كانت جاية علشان تحل موضوع شريكتها في الجريمة مش توضح للمغفل سبب عملتها السودة
وصفق بيداه متحدثا بتهكم: برافوا، ياتري لسه عندك مواهب تانية ولا كده خلاص.
بكت بإنهيار وتحدثت بتألم: كفاية يا ياسين حرام عليك إرحمني بقي، أنا تعبت خلاص ومش قادرة أتحمل إتهاماتك أكتر من كده.

تألم داخله لأجلها، ود لو يجري عليها يحتضنها ويحتويها ويدخلها داخل ضلوعه ويزيل عنها ألمها الظاهر بعيونها والساكن بروحها المتألمة، لكنه كبرياء الرجل الذي يسكنه، فاللعنة على ذلك الكبرياء واللعنة على كرامته.

أولاها ظهره من جديد وأغمض عيناه بتألم خوفا من إستسلامه وتحدث أمرا: أخرجي وياريت ماتجيش هنا تاني، وبالنسبة لجوز الهانم دي قرصة ودن صغيرة علشان يعرف يلم مراته ويخليها تحترم نفسها وماتدخلش في أمور الغير.
صاحت بغضب وتحدثت: لو عاوز تعاقب حد وتنتقم منه يبقي تعاقبني أنا لأن القرار كان قراري لوحدي وسلمي ملهاش أي علاقة بيه، خرجها هي وجوزها برة دايرة إنتقامك وياريت تحكم ضميرك قبل فوات الأوان.

نظر لها بتألم وضعف وأجاب: ياريتني كنت أقدر أعمل كده صدقيني ماكنتش أترددت لحظة وأهو على الأقل كنت إرتاحت وبردت ناري.
ثم ذهب إلى الباب وفتحه وتحدث بإنكسار: والوقت ياريت تخرجي علشان بجد مش طايق أسمع منك كلمة زيادة ولا حتى أشوفك قدامي.
تحركت بخيبة أمل ووقفت قبالته بداخل يتمزق وحدثته عيونها، من أنت بحق الله؟
أنا لم أتعرف عليك اليوم، هل أنت ياسيني ورحمتي، سندي وحمايتي، يقيني وهدايتي، أجبني أرجوك من أنت؟

أجابتها عيونه بتألم وداخل مبعثر،
كف عني عيناكي الملامة وكفي بأنك سبب لأحزاني، لا تسأليني فأنا مازلت بعد مشتت المشاعر والوجدان، مبعثر داخلي وكياني مدمر، مازلت أبحث عن دواء لمر ألامي، إذهبي ولنا في القريب لقاء ربما يكون به فرج لذهاب أحزاني.
نزلت دمعة من عيناها تترجاه بأن يتراجع عن مايفعله وحدثته.

أنا أحتاجك ياسيني فلترحمني بالله، أحتاج حضنك، ضمة صدرك، أحتاج إحتوائك، فلقد أصبحت ضعيفة بما يكفي، لا تتركني أرجوك، أرجوك ياسيني.
إبتلع غصة بداخله لأجل حالتها وذهب سريعا من أمامها خشية من أن يضعف ويدلفها داخل أحضانه، اللعنة على ذاك الكبرياء يا فتي
جلس فوق مقعده
نظرت عليه بخيبة أمل وتنهدت بتألم وخرجت
وجدت منال تقف هي وعز وطارق وهي تفرك يداها بغضب.

تحدثت منال بنبرة غاضبة موبخة إياها: لسه ليكي عين تيجي لحد هنا بعد اللي عملتيه، سيبي إبني في حالة بقي كفاية اللي عملتيه فيه والحالة إللي وصل لها بفضلك
واسترسلت وهي ترمقها بنظرات إشمئزازية: بقي توصل بيكي الجرأة إنك تجهضي نفسك وتعرضيها للخطر علشان محدش يعرف إنه بقي جوزك وحصل بينكم معاشرة؟

نظرت لها بكل قوة وتحدث: أنا ما عملتش حاجة حرام ولا غلط، مش أنا اللي أقتل إبني بإيدي وأتخلي عنه وخصوصا لو الإبن دي كان من ياسين المغربي
كان يستمع لحوارها من داخل مكتبه، إقشعر بدنه من تلك الكلمة و أغمض عيناه بتألم
وأكملت هي بالخارج مفسرة موقفها: أنا أخدت حبوب منع الحمل لكن للأسف كان فيه حمل حصل من قبلها وأنا والله ماكنت أعرف، لما أكتشفت إني حامل الدكتورة أكدت لي إن الجنين إتشوه من الحبوب ولازم ينزل،.

تحدث عز بحدة: ولما هو كده يا مدام ماجتيش قولتي له ليه وأخدتيه معاكي عند الدكتورة اللي بتقولي عليها دي؟

بكت وتحدثت بجرأة غير معهودة عليها: ماكنتش أقدر أجرح شعوره وأقوله إني كنت باخد حبوب من وراك، أنا كنت ناوية أفتح صفحة جديدة مع ياسين في كل حاجة، كنت ناوية أقفل صفحة البيبي والحبوب وأبدأ معاه صفحة جديدة في حياتنا مافيهاش خوف ولا أسرار، كنت ناوية أعمل كل اللي يرضيه ويريحه ويخليه سعيد ومبسوط لأن ياسين مايستاهلش غير كل حاجة حلوة،.

ثم نظرت لغرفة المكتب وبابه المترجل وتحدثت بدموع ساخنة وبصوت عالي: أنا أسفة يا ياسين، صدقني مكنش قصدي أبدا إني أجرحك.
كان يتمزق ألما وهو يستمع إلى حديثها الذي إستشف صدقه من نبرة صوتها المتألم لكنها ذبحت كرامته ورجولته بما يكفي، لا ولن يسامحها بهذه السهولة كفي مليكة، كفي جراح وإهانات لهذا الحد كفي،
وقف بإنكسار ووصل للباب وأغلقه بعنف ليوصل لها أنه ما عاد ينتظر مبرراتها السخيفة بالنسبة له،.

نظرت لباب المكتب وهو يغلق بشده وبكت بمرارة وألم
كان الحضور ينظر لها ولحالتها التي تدمي القلوب حتى منال فقد تألم قلبها لأجلها.
تحدث عز بهدوء: روحي يا مليكة علشان ولادك، ياسين غضبان ومش هيسمعك مهما قولتي حاليا، يمكن لما يهدي بعدين يفكر ويقدر يعذرك، لكن حاليا مستحيل ده إبني وأنا أدري بيه.
نظرت لعيناه تستعطه بألا يتركها هكذا وبأن يساعدها في الوصول للدلوف لبر أمانها من جديد وهو أحضان ياسين.

طمئنها بعيناه وتحدث: روحي لأولادك يا بنتي الوقت.
تحدثت بإستعطاف: أرجوك يا عمو تخلي ياسين يرجع جوز سلمي لشغله، سلمي وجوزها ملهمش ذنب في اللي حصل
تحدث عز بطمئنة: أطمني، أنا هكلم ياسين حالا وأعتبري الموضوع إنتهي، مش إحنا يا بنتي إللي بنرضي بظلم حد وأكيد ياسين عمل كده وقت غضب ولما يهدي أكيد كان هيراجع نفسه،
ثم وجه بصره إلى طارق وتحدث: خد مليكة وصلها للبيت يا طارق.

أماء له طارق بإحترام وتحرك بجانب مليكة ليوصلها.

دلفت ليالي إلى غرفة منال وتحدثت بملامة: يرضيكي اللي ياسين عمله ده يا عمتو، يعني إيه يبلغ الحرس برة إني ممنوعة من الخروج أفهم من كده إني متعاقبة؟
واسترسلت بمنتهي البرود والحماقة: طب وبالنسبة لتمرينات الجيم والنادي أعمل فيهم إيه؟

تنهدت منال وأجابتها بضيق ووجه عبوس: الناس في إيه وإنت في إيه يا ليالي، إنت مش حاسة ولا شايفة حالة جوزك عاملة إزاي من وقت إللي حصل، جيم إيه ونادي إيه اللي بتتكلمي عنهم دول!
وبعدين أصلا إنت تحمدي ربنا إنه منعك من الخروج وبس، ده أنا كنت حاطة إيدي على قلبي ومستنية ردة فعله على المصيبة إللي إنت عملتيها، وأظن كده عرفتي وأتأكدتي هو منع عنك الفلوس وسفرية لبنان ليه.

أجابتها ليالي بدموع: طب ودي تبقي عيشة يا عمتو، ده كده بيقهرني ويحسرني على نفسي، إبنك حاطتني تحت الحراسة الجبرية.
تنهدت منال وتحدثت بتملل: إحمدي ربنا إنها جت على قد كده، وعلى فكرة عمل كده مع مليكة هي كمان يعني مش لوحدك.
تحدثت بغل على ذكر مليكة: في ستين داهية، أنا مش فاهمة هو ما طلقهاش وخلصنا ليه أصلا، شاطر بس يتشطر على ليالي
وأكملت بلوم: مش هي دي اللي فضلتي تقولي لي إطمني إطمني لسه ملمسهاش،.

وأكملت ساخرة وهي تهز رأسها: هو فعلا ما لمسهاش، دي يدوب كانت حامل منه.
تحدثت منال بحيرة: وهي البنت كانت بايتة في وسطهم علشان تعرف، إهي كانت بتنقل لي اللي بتشوفه بعنيها، كانت بتقول إنها بتدخل تلاقي الفرش اللي بيأكد إن مليكة كانت نايمة على سريرها وياسين نايم فوق الكنبة بتاعته.

كانت تجلس بمنزلها صباحا رن جرس الباب يعلن عن وصول أحدهم فتحت العاملة الباب ودخل منه ياسين، نظرت عليه نرمين ووقفت بترحاب وتحدثت مبتسمة: ياسين، ده إيه المفاجأة الحلوة دي إتفضل أدخل.

أجابها ياسين بإقتضاب ووجه عابس: أنا جاي أقول لك كلمتين يا نرمين وماشي على طول، واسترسل محذرا: مليكة، خط أحمر، لو حاولتي تاني تأذيها أو تجرحيها بأي كلمة للأسف هنسي إللي بينا وهتلاقي مني معاملة مش هتعجبك خالص ولا هترضيكي.

إستغربت نرمين حالة الغضب والحدة التي يتحدث بها ياسين وتحدثت بغضب: هي الهانم لحقت إشتكت لك مني وبسرعة قلبتك عليا، ماشاء الله عليها عندها قدرة رهيبة في إنها تسحبكم وتمشيكم وراها زي ما هي عاوزة، وكأني شايفة رائف قدامي بنفس حمقة دفاعه عنها.

إستشاط داخله على ذكر رائف معها بجملة واحدة وكأنها أحضرت بيدها ماردها المدمر: للدرجة دي غيرتك منها صعبة وعمياكي وعامية قلبك من ناحيتها، إسمعي يا نرمين، أنا جيت لك علشان أكون برأت ذمتي من ناحيتك،.

الطريقة الرخيصة إللي كلمتي بيها مراتي يوم الحادثة وعيدتيها تاني من كام يوم لو أتكررت وقتها ماتلوميش غير نفسك، والوقت علشان تتفادي غضبي وقلبتي عليكي تتفضلي كده زي الشاطرة وتروحي لمليكة وتعتذري لها عن كل إللي قولتيه في حقها،
وأكمل بوعيد: وإلا تنسي إن ليكي إبن عم وأخ إسمه ياسين المغربي، وعلى فكرة أنا جاد جدا في كلامي.

تحدثت بنبرة زائفة لإستعطافه: يعني يرضيك ذلي وإهانتي لما أروح أعتذر لها يا ياسين، هي دي صيانتك لأمانة بابا الله يرحمه؟
أجابها ياسين بكل قوة متلاشيا تمثيلها عليه: ماهو علشان أصون أمانة عمي صح لازم أطهرك من الشوائب إللي ملت قلبك يا نرمين، لازم ترجعي نرمين الحنينة أم قلب نضيف بتاعت زمان، فكراها يا نرمين؟
كادت أن تتحدث.

أسكتها وأكمل بحدة: الموضوع بالنسبة لي مفيهوش أي نقاش، دي مراتي وكرامتها من كرامتي وسيادتك هنتيها بدل المرة مرتين وأنا سكت، أول مرة علشان خاطر عمتي بس المرة دي مفيهاش سماح وحالا تختاري، يا تتفضلي قدامي وتروحي تعتذري لها قدام عمتي ويسرا يا أما تبقي إنت إللي إختارتي وساعتها ما تلوميش غير نفسك.

إبتلعت لعابها بخوف من هيئة ياسين وتحاملت على حالها وذهبت إلى مليكة وأعتذرت منها تحت إستغراب ثريا ويسرا ومليكة نفسها وهذا لتتفادي غضب ياسين وخسارتها له.

بعد يومان ساءت حالة مليكة النفسية وأصبح جسدها هزيل لإمتناعها عن الطعام إلا من تناول القليل، جاء والدها ووالدتها وشريف لأخذها واستدعت ثريا عز وياسين وطارق.
فتحدث ياسين برفض: أنا أسف يا سالم بيه، مليكة مش هينفع تسيب بيتها وولادها، أنا بعت أجيب لها ممرضة هتقعد معاها وتنظم لها أكلها وأدويتها في مواعيدها وإن شاء الله يومين بالظبط وهتبقي أحسن.

إنتفض سالم من جلسته ووقف بغضب وتحدث بحدة على غير العادة: أنا مش جاي أستأذنك على فكرة، أنا هاخد بنتي معايا يعني هاخدها أنا بنتي مش محتاجة للمرضة بتاعتك، بنتي محتاجة ناس تحس بيها وأيد تطبطب عليها وحضن يضمها ويطمنها ويطمن خوفها اللي ملاها من وقت ما دخلت بيوتكم وعاشرتكم
تحدث ياسين بكبرياء: بنت حضرتك إللي بتدافع عنها دي غلطت في حقي وبدل ما تعنفها وتعرفها غلطها جاي تلوم علينا إحنا؟

تحدث عز بهدوء: إهدي يا سالم بيه وأقعد وخلينا نتفاهم، مليكة مش هينفع تسيب البيت علشان الولاد وثريا هانم.
صاح بهم سالم بغضب وتحدث بصياح: أخر همي إنت وبيتك وثريا هانم، مع إحترامي للجميع بس أنا مافيش حد في الدنيا كلها أغلي عندي من بنتي
واستطرد متعجب: بنتي عندها إكتئاب وبتدبل كل يوم عن اللي قبله وسيادتك بتكلمني عن البيت والولاد وحالة ثريا هانم؟!

ثم حول بصره إلى ياسين وتحدث بنبرة حادة: بنتي خبت وكذبت من كتر خوفها منكم، بنتي لو حاسة بالأمان في بيتكم ماكانتش خبت، طول الوقت وأنتوا بتجلدوا ذاتها بنظراتكم وكلامكم، بنتي محتاجة حضن وأمان، كلكم ظلمتوها وجرحتوها وحتى ما أدتوهاش الفرصة إنها تدافع عن نفسها، إتعاملتوا معاها على إنها ألة مش بشر،
وأكمل بتألم وغصة ظهرت بصوته: وللأسف أنا أول واحد جنيت على بنتي بإرغامي ليها وإجبارها على جوازها منك.

تحدث شريف بحدة وهو يقف ويتحرك بإتجاه الدرج: حضرتك واقف تبرر إيه يا بابا ولمين، أنا طالع أجيب مليكة وماما والولاد ومفيش مخلوق هيقدر يقف قدامنا.
إنخلع قلبه من مكانه حين إستمع لحديث سالم وشريف، نعم هو يتقطع شوقا لها لكن كرامته تمنعه من الرجوع إليها بتلك السرعة، يريد عقابها بالبعد حتى تشتاقه وفيما بعد تفكر ألاف المرات قبل القدوم على أي فعل أو شيئ ممكن أن يزعزع حياتهما.

تحدث ياسين بنبرة هادئة: إهدي يا سالم بيه من فضلك واللي عايزاه مليكة أنا هعمله لها.
بعد قليل كانت تنزل الدرج تسندها سهير وشريف من الجهة الأخري ويبدوا عليها التعب والإرهاق التام
إنفطر قلبه عليها، ود لو يسرع إليها ويسحبها بأحضانه ويحتويها ويقبل جبهتها بأسف على ما وصلت إليه ولكنها كرامته لا غيرها من منعته.

تحامل على حاله وبعد نزولها وقف بقبالتها ينظر لعيناها الذابلة بحزن وتحدث بنبرة جادة: بابا عاوز ياخدك معاه وأنا بقول تفضلي هنا أفضل وكلنا هنبقي جنبك ونراعيكي لحد ماتبقي أحسن، قولتي إيه؟
كانت تنظر له بجمود ونظرات ولأول مرة خالية من التعبير وتحدثت بصوت ضعيف متعب: أنا هروح مع بابا ومش عاوزة منكم أي رعاية، كفاية أوي لحد كده.

إنخلع قلبه من شدة حديثها وتحدث شريف بتهور: لو عاوزة تطلقي قولي يا مليكة ومتخافيش، أنا كفيل إني أخلصك من الموضوع ده كله.
وكأنه بحديثه فتح نار واندلعت شرارة اللهب بداخله نظر إلى شريف بغضب وتحدث بحدة بالغة: إنت بتقول إيه يا بني أدم أنت، إنت إتجننت.
تحدث عز بحدة: إيه اللي بتقوله ده يا شريف، إهدي يا أبني وبلاش كلام ممكن يولع الدنيا في بعضها.

تحدثت ثريا بدموع وهي تحتضن مليكة: تعالي أقعدي وأرتاحي يا حبيبتي وأنا هعمل لك كل إللي إنتي عايزاه صدقيني.
تحدث طارق إلى شريف وهو يسحبه للخارج بحدة: تعالي معايا يا شريف نخرج نتمشي شوية في الجنينة.
تحدث شريف بحدة وهو ينفض يده عنه: مش خارج يا طارق.
نظر سالم لولده وتحدث أمرا: شريف، أخرج مع طارق وأهدي شوية.
هز رأسه لأبيه بإحترام ونظر إلى شقيقته بتألم وخرج مجبرا.

أما ياسين الذي ظل معلقا بصره بها يراقب تعبيرات وجهها الغير واضحة وهذا ما أرعب داخله.
وتحدث بقلب مفطور: روحي مع سالم بيه أقعدي يومين ولا تلاتة هدي فيهم أعصابك وأنا هاجي أخدك.
إنتظر ردها لكنها لم ترد ولم تنظر إليه من الأساس، فقد كانت تلقي برأسها بإستسلام فوق كتف ثريا الحنون وتجاورها سهير ويسرا.

تحدث عز بهدوء: بص يا سالم بيه، خلينا نتكلم بوضوح وواقعية بعيدا عن التحزب لأي طرف، مليكة للأسف غلطت وغلطها كان كبير، بس في الأخر هي كمان بنتنا مش بس بنتك لوحدك، وياسين كمان غلط لما كلمها في حضور الكل،
وأكمل شارحا: زعلانين شوية مع بعض وده الطبيعي اللي بيحصل بين أي زوجين بعد خلاف كبير زي ده، بس اللي أنت مش عارفه إن عمر ما حد فينا قصر في حق مليكة،.

بالعكس، مليكة طول عمرها تاج على راسنا كلنا وبنفضلها حتى على بناتنا، واليومين اللي فاتوا كانوا يومين صعبين جدا علينا كلنا ومع ذلك محدش فينا إتخلي عن مليكة، بالعكس ثريا وبرغم تعبها لكن طول الوقت كانت جنبها ومعاها فوق هي ويسرا.

واستطرد مفسرا موقف نجله: بس في نفس الوقت محدش مننا يقدر يطلب من ياسين إنه يكون جنبها، بالعكس أنا شايف إن البعد الحالي هو أسلم حل لمليكة وكمان ياسين، مليكة للأسف دخلت في نوبة إكتئاب وأنا شايف إن وجودها جنبك إنت وأمها وأخوها فعلا هيكون أنسب لها من هنا
وأكمل رفقا بقلب حبيبته: لكن معلش الولاد هيفضلوا هنا مع ثريا هانم علشان تعرف تراعيهم كويس، ولما تحب مليكة تشوفهم هبعتهم لها وقت ما تأشر.

إنتفض داخلها برعب من مجرد ذكر الفكرة،
شعر بها وبرعبها وتحدث سريعا ليطمئن ذعرها: بعد إذن سعادتك يا باشا أنا شايف إن الولاد أحسن لهم يكونوا مع أمهم وده هيفرق معاها هي كمان في تحسين نفسيتها،
ثم نظر إلى سالم الذي إستكان بجلسته بعد حديث ياسين وتحدث ياسين: بس ياريت يا سالم بيه الوضع ده ما يطولش.
هز سالم له رأسه بإيماء وتحدث: ربنا يسهل يا سيادة العقيد.

كان عز ينظر إلى ثريا بقلب مفطور لأجل حزنها من فكرة إبتعاد فلذات كبدها وكبد عزيز عيناها الراحل ولكن للأسف لم يعد بيديه شيئ ليفعله لأجلها،
وقف ينظر عليها وهي تستقل السيارة وترتمي داخل أحضان والدتها، تحركت السيارة وخرجت من الباب الرئيسي وكأن قلبه إنخلع من مكانه، شعر بصرخة داخل قلبه النازف من فراق مليكته ومليكة غرامه،.

وجد يد تربت فوق كتفه نظر بجانب عينه وجده طارق ينظر له بحنان وتحدث: متقلقش كل حاجة مع الوقت هتبقي كويسة.
نظر لأخاه وأبتسم بألم وتحرك للجراج، إستقل سيارته وأنطلق بها يجوب الشوارع حتى يهدي من حدة ألمه الذي صاحبه فور مغادرتها.

دلفت إلى مسكن أبيها بين أحضانه ودلف شريف بمروان وأنس للداخل،
أجلسها فوق الأريكة وأمسك يدها وقبلها وتحدث بحنان: أمك كانت بتقول لي وإحنا في الطريق هنروح نجيبها وناخدها لدكتور يطمنا عليها، وأردف مبتسما: مسكينة سهير ماتعرفش إن أنا طبيبك.

إبتسمت لأبيها وهي تنظر لعيناه بغشاوة دموع حانية تجمعت وكونت دموعا سقطت منها عنوة عنها، وضع أصبع يده وجفف لها دموعها ثم قبل موضع دمعتها وتحدث بحب: دموعك بتنزل على قلبي تحرقه يا مليكه، بالراحة على قلب أبوكي يا بنتي، أبوكي كبر ومش هيقدر يتحمل حرقة قلبه عليكي.
بكت وبكي معها هو وسهير، ثم أخذها بين أحضانه وتحدث: أوعي أشوف دموعك طول ما أنا عايش على وش الدنيا،.

ثم جفف دموعها وتحدث بإبتسامة: أنا أخدت لك أجازة أسبوع بحاله علشان تعرفي غلاوتك عندي قد إيه، هنلف فيه إسكندرية كلها ومش عاوز أي إعتراض إتفقنا.
هزت رأسها بإيجاب فأكمل هو: يلا يا سهير جهز لنا الغدا علشان أكل بنتي الحلوة بإيديا زي زمان،
ونظر لها بتساؤل وضحك: فاكرة يا مليكة؟
هزت رأسها بإبتسامة وأمسكت يده وقبلتها وتحدثت: ربنا يبارك لي فيك يا حبيبي.

أما شريف الذي رن هاتفه وهو يلاعب أبناء مليكة نظر به وجدها علياء،
أخذ هاتفه وذهب للشرفة بعيدا عن الطفلان وضغط زر الإجابة وأجاب: أيوة يا حبيبي.
ردت علياء خجلا: إيه يا شريف قلقتني عليك بكلمك من بدري مش بترد ليه؟
أجابها بتنهيدة شقت صدره: معلش يا حبيبي كنا بنجيب مليكة أنا وبابا علشان هتقعد معانا كام يوم وكنت عامله Silent
ردت علياء بإهتمام: هي مليكة لسه ضهرها واجعها؟

أغمض عيناه وتحدث بكذب مقبول: أه يا حبيبي الوقعة كانت شديدة شوية، يومين كده و هتبقي أحسن إن شاء الله،
وأكمل: الباشمهندس وطنط عاميلن إيه؟
أجابته بإبتسامة: كويسين جدا وبيسلموا عليك ونفسهم تيجي أسوان بقي علشان يشوفوك.
إندمج معها وأجابها بحب: هما بردوا اللي نفسهم يشوفوني ولا الشقية بنتهم؟

إبتسمت خجلا فتحدث هو بإعتذار: أنا أسف يا حبيبي عارف إن المفروض كنا جينا زيارة للبشمهندس بعد بابا ما كلمه وأدانا الموافقة، لكن إنتي شايفة الظروف إللي إحنا فيها،
واسترسل شارح: موضوع تعب مليكة ربكنا كلنا لكن إن شاء الله إسبوع ومليكة تبقي أحسن وهنيجي نتفق وأعمل لك أحلي وأجمل حفلة خطوبة في أسوان كلها، حاجة كده تليق بالغالية عاليا.

أجابته بتفهم وحب: أهم حاجة نتطمن على مليكة الأول وكل حاجة تيجي في وقتها إن شاء الله.
إبتسم بحب وتحدث: يسلم لي حبيبي إللي بيقدر ظروف حبيبه.
وضلا يتحدثان معا في درب عشقهما.
بعد مرور ثلاثة أيام داخل منزل سالم عثمان
كانت تلتف هي وعائلتها حول سفرة الطعام يتناولون إفطار يوم الجمعة
وسط اجواء تتسم بالمحبة والود بعد أن إستردت بعض صحتها ونشاطها بفضل الله ثم أبيها ووالدتها وشريف.
نظر سالم إلى مروان وتحدث بإهتمام: إيه يا مروان مبتاكلش ليه يا حبيبي؟
تحدث إليه الصغير بإحترام: مش قادر يا جدو أكلت تشيز كيك مع خالوا من شوية وقت وشبعت خلاص.

نظرت سهير إلى شريف ووجهة له اللوم: أنا مش قولت لك متدلوش غير بعد الأكل عجبك كده أهو مافطرش.
اجابها شريف مدافعا عن حاله: أعمل إيه بس يا سوسو في قلبي الضعيف إللي مبيقدرش يقاوم ويرفض أي طلب لحبايبه،
ثم نظر إلى مروان وتحدث بدعابة: عجبك كده يا سي مروان أديك جبت لي الكلام أتفضل كل بقي علشان أخدك معايا بالليل الإستوديو.

أما أنس الجالس بأحضان سهير تطعمه فقد رفع يده وتحدث بإنتشاء: أنا باكل أهو يا خالو خدني أنا كمان مع مارو.
نظر له شريف وبعث له قبلة في الهواء وتحدث بحب: يا قلب خالو إنت أصلا أول حد جاي معايا،
هلل الصغيران.
كانت تبتسم داخليا من الإهتمام المحاطة به هي وأطفالها من عائلتها المحبة.
تحدث والدها بإهتمام: كملي أكلك يا حبيبتي.
نظرت له بابتسامة حانية وأردفت: شبعت خلاص يا بابا.

أصر عليها وأكمل: علشان خاطري يا حبيبتي كملي أكلك.
هزت رأسها له بطاعة وأشرعت بتناول ماتبقي لها.
تحدثت سهير بجدية: هو إنت يا سالم مش ناوي تسافر أسوان إنت وشريف علشان تقعدوا مع حسن المغربي وتتفقوا على ميعاد وترتيبات الخطوبة؟
أجابها سالم: يومين بس لما صحة مليكة تبقي أحسن وهنسافر إن شاء الله.
أجابته سهير: أنا بس كنت عاوزة أعرف ميعاد الخطوبة علشان أبلغ سيف يعمل حساب أجازته هو ومراته.

نظرت له مليكة وتحدثت: أنا الحمدلله بقيت كويسة يا بابا سافر حضرتك إنت وشريف ومتعطلوش نفسكم وأنا والولاد أدينا قاعدين مع ماما.
نظر لها شريف وتحدث: لا ياحبيبتي لما تبقي كويسة ونطمن عليكي نبقي وقتها نسافر.
إبتسمت له وتحدثت بحب: صدقني يا حبيبي انا بقيت كويسة وبعدين بصراحة كده أنا بتلكك علشان أسافر أسوان عاليا وحشتني جدا هي وطنط ونفسي أشوفهم.

تحدثت سهير إلى مليكة بإبتسامة: تعرفي يا مليكة اني حبيت البنت دي أوي فاكرة يوم ما عزمتيها على الغدا هنا سبحان الله أول ما شفتها دخلت قلبي وحبيتها علطول وليها هاله كده من أول مادخلت المكان نورته وخلقت فيه جو من السعادة والبهجة ده غير إنها مؤدبة ومتربية صح.

ثم تحدثت بإستهجان: عكس إللي إسمها سالي دي خالص المرتين إللي جت فيهم هنا كانت بتقعد مكشرة وتبص على كل حاجة حواليها بإشمئزاز حقيقي كانت قليلة الذوق فرق السما من الأرض بينها وببن عاليا.
كان يستمع لوالدته وحبها وراحتها لعاليته بقلب سعيد.
حدثها سالم بإقتضاب: الله يسهل لها يا سهير البنت راحت لحالها مفيش داعي تجيبي سيرتها وتحملينا ذنوب وإحنا قاعدين.

رد شريف تأكيدا على حديث والده: بابا عنده حق يا ماما وبعدين ياريت حضرتك تعتبريها صفحة في حياتنا وأتقفلت علشان سيرتها متجيش بعد كده قدام علياء وتضايق.
بعد حوالي ساعة كان الجميع يجلس في البهو يحتسون مشروب القهوة تحدث مروان: مامي هي نانا هتيجي أمتي؟
أجابته: بعد صلاة الجمعة ان شاء الله يا حبيبي.
نظر لها سالم وتحدث: هي ثريا هانم جاية يا مليكة؟

سبقتها سهير بالرد: طارق إتصل بشريف وأستأذنه إنه هيجيب عمته وييجوا علشان يطمنوا على مليكة والأولاد.
أردف سالم بإعجاب: الست دي محترمة وتصرفاتها تصرفات واحدة متربية وبنت أصول بجد.
ونظر إلى مليكة وأسترسل حديثه: ياريت يابنتي تخلي بالك منها وتحطيها جوه عيونك.
إبتسمت له وتحدثت بصوت هادئ: هي اللي واخدة بالها مني ومن ولادي يا بابا ربنا يبارك لي فيها.

داخل حديقة منزل رائف
كان الجميع ملتفون حول مائدة الإفطار كالعادة
ولكن بقلوب محملة بأثقال من التعب والألم والفراق والهجران،
قلب ثريا المتالم من فراق فلذات أكباد فقيدها الغالي وعقدت ذنبها التي لازمتها بعدما حل بمليكة من تعب وألم وما أوت إليه بفضلها،.

أما ياسين العاشق المجروح وقلبه الذي مازال ينزف ويتألم متأثرا بما فعلته به معشوقته وبرغم أنه إستمع إليها إلا أنه لم يقتنع بأعذارها إلى الأن وأكثر ما ألم قلبه وأكمل عليه هو إبتعادها وأختفائها عن عيناه، ويسرا وعز وطارق ومنال التي مازالت تتألم من مجرد نظرتها داخل عيون ياسين وهي تري بهما ألم مميت وفقدان الثقة.
تحدثت راقية بفضول كعادتها: هي مليكة لسه مجتش من عند باباها يا ثريا؟

إنفطر قلبه وأنخلع من مجرد ذكر أحدهم لإسمها.
أجابتها ثريا بصدر محمل بالهموم: لسه يا راقية هتقعد كمان كام يوم هناك لحد ماتبقي كويسة إن شاء الله.
أجابتها بإستغراب: غريبة أوي إشمعنا يعني المرة دي إللي راحت بيت باباها ده عمرها ماحصلت من ساعة ما دخلت بيتكم ده حتى وقت ما ولدت الولدين لا انتي ولا رائف الله يرحمه كنتوا بترضوا إنها تسيب البيت وتروح لباباها مكنتش حتة وقعه دي.

إشتعل داخله من تلك المتحشرة ولكنه تمالك حاله إلى أبعد الحدود وتحدث بنبرة باردة ساخرة بعض الشئ: تعرفي إن حضرتك كان هيبقي لك مستقبل هايل في شرطة المباحث وخصوصا قسم التحقيقات إنتي مكانك مش هنا خالص يا طنط للأسف حضرتك موجودة في المكان الغلط.
إبتسم عز بهدوء على قذف جبهة إبنه لتلك الراقية الغير راقية بالمرة.
إبتسمت بسذاجة وتحدثت: تصدق ماما الله يرحمها كانت دايما تقول لي كده بس مكنتش بصدقها.

أجابها ياسين ساخرا: ملكيش حق حضرتك كان لازم تصدقيها كان زمانك في حتة تانية خالص ومريحانا.
نظرت له بإستهجان فأكمل هو بمراوغة: أقصد يعني مريحانا من ناحية مستقبل حضرتك السياسي إللي أكيد كنا هنبقي مبسوطين جدا بيه علشانك.
إبتسمت ثريا بوهن وأبتسم الجميع على سخرية ياسين الغير مباشرة من تلك الراقية.
رمقها عبدالرحمن بنظرة حارقة وتحدث: كلي يا راقية كلي الاكل مفيد جدا في حالتك دي يا ماما.

نظر عز إلى عبدالرحمن وتحدث بجدية: الباشمهندس حسن ماكلمكش في حاجة يا عبدالرحمن؟
أجابه عبدالرحمن: قصدك على موضوع عاليا وشريف عثمان؟
هز رأسه بإيجاب فأكمل عبدالرحمن: أه كلمني وأنا بصراحة فرحت جدا للبنت ولاد سالم عثمان محترمين ورجالة يعتمد عليهم بجد.
نظر عمر إلى والدة وتحدث: شريف وعاليا إزاي يعني هو مش شريف ده خاطب مذيعة معاه؟
أجابه طارق: فركش يا عمر وخطب عاليا عقبالك يا هندسة.

ضحك عمر ورفع يده: بعد الشر عليا أنا كده تمام أوي لحالي أحلالي.
ثم نظر إلى ياسين وحزنه الظاهر على ملامحه وتحدث: وأنا ليه أجيب لنفسي وجع القلب والهم أنا كده برنس في نفسي وعاجبني حالي.
تحدثت منال إلى ثريا: مبروك لعاليا يا ثريا شريف حد محترم ويستاهلها بجد.
هزت لها رأسها بهدوء وتحدثت: الله يبارك فيكي يا منال عقبال ماتفرحي بعمر إن شاء الله.

نظرت لها راقية وتحدثت: ألف مبروك يا ثريا والخطوبة إمتي إن شاء الله؟
اجابتها ثريا: إن شاء الله هيحددوا الإسبوع ده حسن كان بيقول لي إحتمال تكون بعد إسبوع.
تحدث عبدالرحمن: المفروض حسن ييجي يعمل الخطوبة هنا في الفيلا وأهو يبقي في وسط أهله ويسهل علينا كلنا موضوع السفر.
تحدثت ليالي موجهة حديثها إلى عز متسائلة: هو عمو حسن هيعمل الخطوبة في أسوان؟

وأكملت مبتسمة لفكرة فك حصارها الجبري الذي فرضه عليها ياسين: على كده إحنا هنسافر أسوان الأسبوع ده؟
نظر لها ياسين وابتسم ساخرا من تلك الفارغة ذات العقل الفارغ
تحدثت ثريا ردا على عبدالرحمن: أنا قولت له وقال لي إنه مش هينفع يا عبدالرحمن قال علشان أصحابه ومعارفه وجيرانه وكمان أهل إبتسام موضوع السفر هيكون صعب عليهم.

نظر ياسين بأسي لتلك الصامتة التي تداعب طعامها الموضوع أمامها بعبث ويبدوا عليها الحزن نعم إنها يسرا لا غيرها
تنهد بألم ثم نظر لأبيه وعمه وتحامل على حاله وتحدث بابتسامة مرسومة: إحنا كمان عندنا كتب كتاب قريب إن شاء الله.
نظر له عبدالرحمن وأردف مستفهما: كتب كتاب مرة واحدة وياتري مين سعيد الحظ ده يا ياسين؟

إبتسم وليد بسماجة وتحدث إلى ياسين مداعبا إياه: أكيد طبعا سيادة العقيد يا بابا وده إقتناعا منه بمقولة التالتة تابتة ولا إيه يا ياسين باشا؟
إبتسم ياسين بجانب فمه ساخرا
وأكمل طارق مدافعا عن أخيه: لا سيادة العقيد متبرع لك بالطالعة دي بالنيابة عنه يا وليد باشا.
ثم نظر إلى هالة زوجة وليد المبتسمة بشماتة في زوجها فأكمل طارق: أنا أسف يا هالة بس الأفية حكمت.

إبتسمت هالة وأجابته بإحترام: بتتأسف على إيه يا طارق على أساس إنه مكنش هيعملها بدل المرة خمسة.
ردت عليها راقية ساخرة: ما هو من خيبتك يا حبيبتي ماأنتي لو مالية عين جوزك صح ماكانش فكر يتجوز عليكي.

حزنت هالة فهدر عبدالرحمن براقية قاذفا بجبهتها قائلا: لا وإنتي الصادقة ده من خيبته هو وعينه الفارغة وأكبر دليل على كلامي ده أنا قدامك أهو ومع ذلك راضي وشاكر ربي على أمل إنه تكفير ذنوب المفروض الإنسان يحمد ربنا على السراء والضراء.
إبتسمت هالة حين إنتفضت راقية كمن لدغها عقرب وتحدثت بحدة: تقصد إيه بكلامك ده يا عبدالرحمن؟
إبتسم ياسين بوهن وهو ينظر لأبيه المبتسم بطريقة ساخرة على ذلك الثنائي العجيب.

حينها تحدث طارق محاولا التلطيف: عمي طبعا يقصد إن حضرتك السراء اللي عايش يحمد ربنا عليها يا طنط،
ثم نظر إلى عبدالرحمن غامزا بعينه بذات معني وأسترسل حديثه: ولا أيه يا عبدالرحمن باشا؟
ضحك عبدالرحمن وأكمل: طبعا يا طارق ودي بردوا محتاجه سؤال يا أبني.
رمقته راقية بنظرة حارقة حين أكمل وليد متسائلا: لا بجد يا ياسين كتب كتاب مين ده إللي عندنا قريب؟

حول بصره إلى يسرا التي إنتفض جسدها خجلا وهي غير متوقعة حديث ياسين عنها فأكمل هو: كتب كتاب أجمل وأعقل بنات العيلة يسرا هانم المغربي.
إبتسمت له بحب وأبتسمت ثريا لسعادتها التي ظهرت بملامحها رغما عنها.
نظرت لها منال وتحدثت بسعادة: ده إيه الأخبار الحلوة دي يا يسرا ده حصل أمتي وإزاي؟
أجابتها خجلا: ده واحد شغال قبطان مع خالو حسن إتعرفنا عليه وإحنا في أسوان يا طنط
أردفت جيجي بسعادة: ألف مبروك يا يسرا.

تحدثت ليالي: شكلي كده أنا أخر من يعلم كعادتي.
ضحكت لها جيجي وتحدثت: أنا عرفت بالصدفة في مرة واحنا بنتكلم أنا ويسرا ومليكة.
نظر ياسين إلى والده وتحدث: شوف يا بابا الوقت اللي يناسب حضرتك إنت وعمي علشان أرد على سليم يجيب أهله وييجوا علشان نقعد ونتعرف وتحددوا ميعاد كتب الكتاب إن شاء الله.
أجابه عز: خليها بعد خطوبة عاليا يا ياسين نكون فوقنا علشان نعرف نرتب أمورنا بالراحة.

ثم نظر إلى يسرا وتحدث بحنان أبوي: دي يسرا المغربي يعني لازم يتعملها حفلة متعملتش في إسكندرية كلها.
نظرت له بعيون مغيمة بدموع السعادة وأردفت: ربنا يخليك ليا يا حبيبي وميحرمنيش منك أبدا.
إبتسم لها بحنان أبوي.
تحدثت راقية وهي تنظر على أطفال يسرا وهم يمرحون بعيدا هم وباقي أطفال الأسرة: إتكلمتي مع ولادك يا يسرا واخدتي رأيهم؟

إبتسمت خجلا ثم حولت بصرها إلى ياسين وطارق وتحدثت إليهم بإبتسامة شكر: ياسين وطارق قعدوا وأتكلموا معاهم والحمد لله الولاد وافقوا.
إبتسم إثنتيهم لها ثم أكمل طارق بحب: ألف مبروك يا حبيبتى ربنا يتمم لك على خير إن شاء الله.
ردت عليه بسعادة: متشكرة يا حبيبي متحرمش منك أبدا.
تحدثت ثريا إلى طارق: متنساش ميعادنا عند سالم عثمان النهاردة يا طارق.
إنتفض داخله ونظر لها متلهفا وأردف: هتروحي تجيبي الولاد يا ماما؟

تنهدت بأسي وتحدثت: لا يا ياسين هروح أشوفهم وأشوف مليكة وأقعد معاهم شوية.
تحدث بحدة ظهرت بصوته: وليه حضرتك ماتجيبهومش النهاردة، بيتهيألي كفاية عليهم كده ليها 3 أيام قاعدة هناك حتى علشان نفسية الولاد متتأثرش.
نظرت ليالي لزوجها بحزن وغل وهي تري بعيناها إشتياقه ولوعة فؤاده وهو يتحدث عن غريمتها
تحدث طارق بعقلانية: مليكة نفسيتها بتتحسن هناك يا ياسين أنا من رأيي إنها تستني هناك شوية كمان.

تحدثت راقية ساخرة: وهي إيه اللي كان تعب نفسيتها هنا يا طارق صحيح إللي يلاقي دلع ولا يدلعش يبقي حرام عليه.
نظر عز إلى ثريا وتحدث: حاولي تقنعيها ترجع بسرعة يا ثريا الولاد وحشوني والبيت وحش أوي وملوش طعم من غيرهم.
أجابته: هشوف النهاردة لو عرفت أجبهم معايا يباتوا في حضني ويقعدوا معانا ويبقي حتى طارق يوديهم بكرة أخر اليوم.

إختنق داخله من موقف ثريا وتراخيها بإعطائها حرية المكوث ببيت أبيها ولكن لم يظهر هذا حفاظا على كرامته امامهم.

كانت تجلس بشرفة مسكن والدها وبجوارها طارق الذي إستأذن عمته وسهير وشريف وطلب الجلوس معها بمفرده
تحدث طارق: لحد أمتي هتفضلي تهربي يا مليكة إرجعي وخليكي قوية وواجهي.
نظرت له بإستغراب وتحدثت: هروب هو أنا كده من وجهة نظرك بهرب يا طارق؟
منا روحت له وواجهته وشرحت له كل حاجة حصلت وبمنتهي الصراحة و كانت النتيجة إيه؟

أخوك طردني من حياته يا طارق طردني وأتهمني بأبشع الإتهامات إللي عمري ما هقدر أسامحه عليها أبدا مهما حاولت
وأكملت بحزن: أنا كل ما الوقت يعدي وأفتكر كلامه معايا وأتهاماته ليا بحس أنا قد إيه مكنش ليا أي قيمغ عنده كان نفسي يعذر ضعفي وتشتت ذهني كان نفسي يعذرني ويحتويني، أستنيته يجري عليا ويضمني ليه ويطمن خوفي ويخفف عني ألمي وصرخة قلبي إللي كان بينزف بس للأسف ده محصلش.

ثم نظرت له وتحدثت بتألم: للأسف يا طارق حكايتنا أنا وياسين إنتهت قبل حتى ما تبتدي.
نظر لها بإستنكار وتسائل: والحب إللي بينكم يا مليكة الحب اللي ساكن في عيون ياسين وبيظهر للدنيا كلها بمجرد ما يبص لك حبك ولهفتك عليه اللي شفتهم بعيوني يوم ما روحتي له معايا المستشفي كل ده خلاص إتبخر وتاه مع أول مشكلة واجهتكم؟

تحدثت بتألم وقلب نازف: دي مش مجرد مشكلة يا طارق دي عاصفة واجتاحت وجدانا وأخدت معاها كل حاجة حلوة كانت بينا مسبتش جوانا غير الحقيقة المرة وهي إن حبنا كان ضعيف أوي لدرجة إنه مقدرش يقف في وش العاصفة ويثبت ويقاوم،
حبنا كان أشبه ببيت مبني على الرمل إختفي وأتمحي من الوجود مع أول موجة قابلته، الشرخ إللي حصل بيني وبين ياسين مستحيل يتصلح ويرجع زي الأول يا طارق أنا وياسين خلاص خسرنا بعض وللأبد،.

وأكملت بحكمة: ويمكن ده يكون أفضل لينا إحنا الإتنين.
ثم نظرت للداخل وثبتت بصرها على ثريا الحاضنة أطفالها بوجهها الحزين وأكملت: وكفاية أوي إننا كنا السبب في جرح وألم أعز الناس على قلوبنا.

إستغل خلو المنزل من ثريا ويسرا الجالسة بغرفتها وصعد هو لجناحها ودلف إليه،
وقف ينظر لكل ما يخصها بألم يمزق داخله أمسك فرشاة شعرها وأغمض عيناه وأشتم بها عبيرها لقد أشتاقها حد الجنون.
ثم تحرك أمام خزانتها الخاصة وفتحها وقعت عيناه على ثوبا كان قد أبتاعه لها من لندن كانت قد إرتدته في عشائهما مع شقيقها وزوجته،.

وضعه على أنفه ليشتمه وأغمض عيناه بتلذذ وبدأ بتذكر هذا العشاء كم كان رائعا ورومانسيا، تذكر كيف قضيا وأكملا ليلتهما معا؟
كم بث لها مدي عشقه وكم تجاوبت هي معه،
كم كانت رقيقة وحالمة للغاية، حقا كان يوما مميزا لهما، تذكر كيف إستيقظت من غفوتها حين شعرت بعدم وجوده بجانبها، تذكر أيضا إعترافه لها بتلك الذكريات المؤلمة،.

لم يشعر بحاله إلا وهو يعتسر بيده ذلك الثوب بغضب و يحدث حاله، كيف لكي أن تفعلي هذا بقلبي بعد إعترافي العظيم بمدي عشقي لك منذ البعيد؟
كيف أستطعتي أن تؤلميني هكذا؟
لقد أعترفت لكي بما أكنه داخل صدري منذ عقود أيتها الصغيرة، كيف لكي أن تخوني ثقتي بك وتغدري بي هكذا، لم أتوقعها منك أبدا، لقد دمرتي داخلي مليكتي،.

وأكمل بغضب، لا ولن أعيدك لأحضاني من جديد حتى تستشعري مدي عظمة الذنب الذي أقترفته بي، نعم أحتاجك وبشدة، نعم توقفت حياتي بدونك حتى أنني أشعر بأني لم أعد أستطيع التنفس بغيابك قلبي يتمزق ألما منذ رحيلك لكن بلي سأتحامل على حالي وأستقوي على قلبي حتى تشعري بعظمة ما فعلتيه بقلبي المسكين،
أشتم ثوبها وأحتضنه بحنان وأكمل أحبك مليكة بل أعشق تفاصيلك إمرأتي،.

تنهد بألم وأرجع ذلك الثوب بمكانه و وقف ينظر لكل أشيائها ثم أغلق باب الجناح وذهب.

دقت باب غرفة أبيها وهي تمسك بيدها حامل به فنجانا من القهوة دلفت وأعطته لأبيها مبتسمة: أتفضل قهوتك يا بابا.
إبتسم وهو يمد يده يتناوله متحدثا لها: إقعدي يا مليكة عاوز أتكلم معاكي شوية.
جلست بجانب والدها فوق تخته فاسترسل سالم حديثه بتعقل: الأول عاوز أقول لك إنك لازم تبقي متأكدة من إنك أغلي حد ف حياتي كلها أغلي حتى من أمك ومن أخواتك الرجالة لإن البنت هي رحمة وجنة أبوها على الأرض يا مليكة،.

ثم تنهد وتحدث: أنا لما عرفت مشكلتك روحت ووقفت معاكي ضد عيلة المغربي وأخدتك من وسطهم إنتي وولادك رغم إعتراضهم على ده لكن وقفت وثبت قدامهم وكنت لك السند والسد المنيع وده حقك عليا،
وتنهد بألم وأكمل: لكن ده ما يمنعش إني أصارحك وأقول لك إنك غلطي يا بنتي وغلطك كان كبير أوي لدرجة إنه صدمني فيكي،
تألم داخلها من كلمة والدها لها،.

فأكمل سالم بتعقل: على فكرة يا مليكة أنا برغم زعلي من ياسين ومن معاملته ليكي قدام أهله إلا إني عاذره ومقدر حزنه وغضبه الكبير منك، ياسين راجل مش قليل علشان يتعمل فيه كده يا بنتي، كمان عاذره في اللي عمله وحالة الجنون إللي حصلت له لما عرف بالموضوع بالصدفة من برة مش منك للأسف.

وأكمل: أنا مقدر موقفه وعاذرة في كل إنفعلاته وكلامه ليكي وغضبه منك أنا سبب إعتراضي الوحيد إنه فتح الموضوع وحاسبك قدام أهله ويمكن لو كان حكم عقله وحاسبك بينك وبينه وجه قال لي كان ممكن يبقى لي رد فعل تاني،.

وأكمل مفسرا لها الوضع: تقيلة أوي يا بنتي على راجل زي ياسين لما يحس إن مراته رافضة تخلف منه وكمان بتاخد موانع من وراه ووصل بيها الأمر إنها تقتل إبنه بإديها لمجرد إنها تحافظ على صورة الأرملة الوفية لجوزها السابق،
كل ده كان بيفكر فيه ياسين وبيقطع فيه وهو بيكلمك قدام أهله ده طبعا قبل ما يعرف حقيقة إن الجنين كان مشوه وبردوا كان رد فعل طبيعي منه إنه يحملك ذنب التشوه ده،.

أنا راجل يا بنتي وبفسرلك الموضوع من وجهة نظر ياسين.
كانت تستمع له بألم يمزق داخلها نعم هي تعلم أن أبيها محق لكنها أيصا غاضبة وحزينة منه،.

وتنهد بالم وتحدث: ما علينا اللي حصل حصل وخلاص خلينا في اللي جاي أنا بصراحة يا بنتي مش عجباني ضعف شخصيتك وأستسلامك بالشكل ده، إيه في الدنيا كلها يستاهل إن يجي لك إكتئاب وتدخلي في نوبة حزن كانت ممكن تقضي عليكي و لولا إن ربنا ألهمني وأرسلني ليكي في الوقت المناسب يا عالم كان ممكن حالتك توصل لإيه،.

وأكمل بقوة وعزيمة يريد إيصالها وأنتقالها لقرة عينه: أنا عاوزك تبقي أقوي وأشجع من كده مش حابب أشوف مليكة البنت البريئة اللي لسه عايشة بمشاعر وقلب بنت ال 18 سنه، إنتي أم وزوجة وقربتي على سن ال 3 ولازم تقوي أكتر من كده علشان خاطر أولادك،.

لازم تكوني سند لأولادك ومتعتمديش على حد في الأول إعتمدتي على رائف ورميتي حملك كله عليه وأهو راح وسابك، بعدها سندتي على ثريا ومش هنكر إن الست ونعم السند ليكي ولأولادك لكن مش دايمالك يا بنتي،.

وبعد ثريا سندتي على ياسين وأديكي شفتي حتة مشكلة كانت هتهد كل اللي بينكم في لحظة، ولولا إن ياسين راجل عاقل وبيحبك بجد وحكم عقله كان طلقك وأخد منك الولاد علشان ينتقم منك ويردلك إللي عملتيه فيه، وعلى فكرة كان يقدر يعمل كده وللأسف محدش كان هيقدر يقف قصاده وخصوصا بعد موضوع إجهاضك وحتة أخدك للحبوب من وراه كانت هتبقى نقطة ضعف في قضية ضمك لأولادك،
تحدثت بألم: حضرتك عاوز توصل لي إيه يا بابا؟

أجابها بقوة: عاوز أشوف مليكة جديدة، مليكة قوية سند لنفسها وسد منيع لولادها، مش عاوزك تعتمدي على حد تاني حتى لو كان الحد ده أنا شخصيا، إنتي كبرتي ولازم تبقي قوية وتقفي في وش الكل،.

وأكمل بحماس يحاول به بث روح العزيمة داخلها: أوعي تسمحي لأي حد مهما كان إنه يكسرك أو يهينك، ردي وخدي حقك بإيدك وأوعي تسكتي لأي حد مهما كان هو مين متعمليش حساب لأي مخلوق غير لولادك وبس حتى ثريا نفسها أوعي تيجي على نفسك تاني وتتحاملي عليها علشان خاطر أي حد وافتكري دايما إن الغلطة الوحيدة اللي وقعتي فيها كانت بسبب خوفك على غيرك وعلى مشاعره،
وأردف بتسائل: فهماني يا مليكة؟

إبتسمت وهزت رأسها بقوة وأجابت: فهماك يا حبيبي ومش عوزاك تقلق عليا أبدا إللي حصل غير فيا حاجات كتير أوي عرفني إني مش لازم أعتمد على حد ولا أنتظر وعود وأفعال من حد علشان موصلش نفسي لدرجة الخذلان،
وأجابت بقوة: متقلقش عليا يا بابا ربنا سبحانه وتعالي بيخلق لنا من وسط المحن منح وربنا رزقني بالمحنة دي علشان أطلع منها أقوي وعندي صبر وقوة عزيمة أقدر أكمل بيهم طريقي مع ولادي.

إبتسم لها وشدد على يدها وتحدث: هي دي مليكة اللي مش حابب أشوف غيرها بعد النهاردة.
إرتمت داخل أحضانه وتنهدت بإرتياح.

بعد مرور إسبوع داخل مدينة أسوان الساحرة
كان الجميع داخل منزل حسن المغربي يهيئون أنفسهم لإستقبال حفل الخطوبة الذي سيقام ليلا على ظهر إحدي البواخر العملاقة المتواجدة داخل نهر النيل،
فقد وصلت أمس ثريا ويسرا ونرمين وزوجها وأطفالهم وطارق ومنال بزوجتي ولديها وعبدالرحمن وراقية وعائلتهما
أتي ياسين وعز ظهرا وذلك لصعوبة طبيعة عملهما.

كان يشتاقها حد الهوس فهي لم تأتي بعد من بيت أبيها نظر ياسين إلى الحضور يبحث بعيناه عنها بينهم ولكنه لو يجدها
ثم تحدث إلى عمته بهدوء عكس ما يدور داخله من حنين واشتياق جارف: أمال أنس ومروان فين يا عمتي؟
أجابته بهدوء: في الأوتيل إللي نازلين فيه يا حبيبي.
تسائل بحدة: أوتيل إيه ده إللي نازلين فيه؟

أجابته: عمك حسن عزم على سالم عثمان ينزلوا هنا معانا لكن هو مرضيش علشان العدد هنا كبير وحجزوا في أوتيل هو ومراته وولاده وباقي عيلته إللي جايين يحضروا الخطوبة.
أجابها بإنفعال لم يستطع السيطرة عليه: أيوة يا عمتي كل اللي بتقوليه ده ماله ومال إن الهانم مش هنا هي وولادها؟
تنهدت وتحدثت: هي حابة تكون مع أخوها وأهلها في اليوم ده يا ياسين وده برضوا حقها يا أبني.

زفر بضيق وتحدث بإنفعال: عمتي أنا الوضع ده ما بقاش ينفعني، إتكلمي مع الهانم وفهميها إنها هترجع من هنا على البيت مش ناقص دلع ستات فاضي أنا.
أجابته بتهدئة: حاضر يا ياسين من غير ما تقول يا أبني أنا كنت هعمل كده أنا أصلا خلاص تعبت من بعد الولاد عن حضني ومش قادرة أتحمل البعد ده أكتر من كده.
أتي المساء وكل عائلة المغربي مجتمعة فوق الباخرة بإنتظار عائلة عثمان حسب التقاليد والعادات حتى تبدأ مراسم الحفل،.

كان يقف منتظرا حضورها بقلب ينتفض متشوقا لرؤية من حرمت على عيناه النوم طيلة العشرة أيام السابقة، وبلحظة وجدها تهل عليه بإشراقتها الجذابة وقد إستعادت بريق عيناها ووجهها من جديد ترتدي ثوب أزرق اللون جعلها أكثر جاذبية وجمالا.
إنتفض قلبه مطالبا إياه بالذهاب إليها وأخفائها بين ضلوعه ليخفيها عن عيون البشر الذين أثارهم جمالها الأخاذ،
كانت تتأبط ذراع والدها وتتحدث معه ويضحكان بسعادة.

وقف الجميع لإستقبالهم والترحاب بهم حسب العرف صافحوا الجميع حتى وصلوا إليه
تحامل على حاله ونظر إليها بكبرياء قابلته هي ببرود ونظرات خاليه من التعبير مما إستشاط داخله وأشعله لكنه تحامل وتظاهر ببرود مميت أشعل داخلها هي الأخري ولكنها أيضا لم تظهره،
صافح أباها وتحدث: مبروك لشريف يا سالم بيه.
أجابه سالم بإقتضاب فهو مازال غاضبا منه: متشكر يا سيادة العقيد عقبال أولادك.

نظر لها ببرود وتحدث بإقتضاب وملامح جامدة: مبروك.
قابلته بنفس البرود وأكتفت بابتسامة سمجة وهزت رأسها
ثم تحركت مع أبيها تاركة خلفها ذلك الذي لو خرجت النار التي بداخله لتفحم المكان بمن فيه بلمح البصر ولكنه تظاهر ببرود مميت ولما لا وهو ياسين المغربي.
نظر عليها وجدها تقف بجوار ذلك الرؤؤف الذي ما أن لمحها حتى أسرع إليها يتسامر ويضحك وكأنه تربي معها منذ الصغر.

حدث حاله: الويل لكي أيتها الحمقاء أرجو ألا تعبثي معي حتى لا أحرقك بنيران غضبي.
وجد من يضع يده فوق كتفه نظر سريعا وجده عز الذي تحدث مداعبا إياه: فات المعاد وبقينا بعاااد مش قولت لك البعد جفا، قولت لك روح هاتها وراضيها بكلمتين قبل البعد والهجران ما يعمل شرخ كبير ويبقي صعب تصليحه.
إبتسم لأبيه وتحدث بكبرباء: مش قبل ما تعرف غلطها وتدركه وهي بنفسها اللي ترجع ندمانة وتعتذر.

تحدث عز ضاحكا: مش باين يا سيادة العقيد حسبتك المرة دي شكلها خرمت منك البت منفضة لك على الأخر دي حتى مكلفتش نفسها ترد عليك وهزت لك راسها تسديد نمر مش أكتر.
وأكمل ساخرا: يظهر إن بنت سالم عثمان أعلنت الحرب عليك وسنت سيفها إستعدادا للمعركة يا سيادة العقيد.
ضحك لأبيه وأردف بغرور: معركتها معايا خسرانة يا باشا أخرها معايا أديها الإشارة بعيوني هتلغي كل إستعدادتها وتستعد لمعركة تانية خالص،.

وأكمل بكبرياء: معركة عشقي إللي دايما بكون أنا فيها المنتصر.
أجابه أبيه: ساعات غرورنا بيعمينا عن إننا نشوف الحقيقة قدامنا يا ياسين ولو حقيقي مش ملاحظ التغيير اللي حصل في شخصية مليكة ونظرت الثقة إللي في عنيها وهي داخلة في أيد باباها وبتبص على الكل من مركز قوة تبقي عندك مشلكة في النظر ولازم تعالجها وبسرعة،
ثم تحدث ساخرا: أتمني لك سهرة سعيدة يا سيادة العقيد.

وأنسحب عز وتركه لإشتعاله من جديد وهو يراها تحتضن والدها بسعادة وتتحدث إليه بدلال أثار داخله.
وصلا العروسان إلى الباخرة وقف الجميع وبدأوا بالتصفيق الحاد لتهنئتهم جميعا كان يتشابكان الأيدي والنظرات شعر شريف بأحاسيس ولأول مرة تجتاح عالمه شعور بالقوة، بالإمتلاك ملك هو بحب أميرته، جلس شريف وعلياء بالمكان المخصص لهما وأنهالت عليهم المباركات من الجميع.
وبعد مدة صعدت لهما هي وسيف وزوجته نهي.

تحدثت مليكة بسعادة بالغة: مش قادرة أوصف لكم سعادتي بيكم قد إيه يه النهاردة،
ثم نظرت إلى علياء وأردفت: مبروك يا عاليا.
أجابتها علياء بعيون مفرطة بالسعادة: ميرسي يا مليكة.
وبعد مدة بدأت رقصتهما معا وضع شريف يده على كتفها بحذر شديد وأمسك اليد الأخري مع ابتعاد المسافة بينهما نظر بعيناها مسحورا بجمالها وتحدث بعيون عاشقة: مبروك يا عاليا ألف مبروك يا حبيبي.

أجابته بصدر ينتفض من شدة سعادتها: شريف قول لي إنك بجد معايا وإن اللي إحنا فيه ده حقيقي مش حلم زي ما كنت دايما بتمني.
أجابها بجنون عاشق: إنتي بين إدين حبيبك يا عاليا وبعد شهرين بالظبط هتكوني جوه حضنه ومنورة بيته هعيشك اللي عمرك ما حلمتي بيه ولا حتى مر في خيالك.
كان صدرها يعلو ويهبط من شدة سعادتها تحدثت بهيام عاشقة: بحبك يا شريف بحبك وعمري في يوم ما هبطل أحبك أبدا.

تنهد بحرارة وأكمل: على فكرة أنا شكلي غلطت إني معملتش كتب كتاب النهاردة موضوع الخطوبة ده موضوع فاكس ومينفعش مع إللي زينا.
ضحكت بإنوثة أنهت على ما تبقي من حصونه وتحدث مهددا: لا بقولك إيه إهدي كده وأعقلي علشان الليلة دي تعدي على خير، يعني بلاش الضحكة ونظرات السحر اللي بتبصي لي بيها دي.
مدت شفتاها بطفولة وتسائلت: طب أعمل إيه؟
ضحك وأكمل: إبعدي عيونك عني يا عاليا.
أجابته بسحر: وهتقدر؟

نظر لها وتحدث مسحورا: إزاي وأمتي قدرتي تستحوذي على كل كياني بالسرعة دي؟
وأكمل بعيون سارحة ف ملكوت عشقها: أنا وصلت لدرجة إني بحس إني مش قادر أتنفس لمجرد ما بتبعدي عني يا عاليا،
وأكمل بتمني: ممكن حبيبي ما يبعدش عن عيوني تاني؟
إنتفض داخلها وتحدثت: بحبك يا شريف.
كانت تقف وحيدة ذهبت إليها ليالي ووقفت بجوارها وهي تبتسم قائلة بتعالي: القطة الهربانة أخيرا ظهرت وبانت من جديد.

نظرت لها وتحدثت بقوة مصحوبة بإبتسامة: اللي بيهرب ده بيكون حد ضعيف وأنا عمري ما كنت ضعيفة، بس يظهر إني طيبتي الزيادة معاكم واحترامي للجميع وخوفي على مشاعرهم إتفسر غلط، بس عادي لو على كده بسيطة.
أجابتها بغل: إنتي بجحة أوي على فكرة، لسه ليكي عين تقفي وتتكلمي بعد خيانتك وجرحك ليا بالشكل ده، إزاي جالك قلب تعملي فيا كده وأنا إللي عمري ما أذيتك حتى بكلمة.

أجابتها بقوة: بلاش الكلام الكبير أوي ده يا ليالي لانه بصراحة مش لايق عليكي ولا أنا بقي يدخل عليا كلامك من الأساس،
وأكملت بتساؤل: إيه هو اللي عملته فيكي؟
إني أتقيت ربنا في الراجل اللي أنا متجوزاه وأديته حقه إللي ربنا شرعه له فيا؟

وأكملت بنبرة ساخرة: بيتهيأ لي يا ليالي الموضوع مش مميت ولا صعب بالنسبة لك، بدليل كلامك ليا قبل كده عن علاقات ياسين اللي مكانتش بتخلص ومع ذلك كنتي متعايشة معاها ومتقبلاها عادي جدا.
نظرت لها بشرود وتسائلت: إنت إللي قولتي لياسين؟
أجابتها بقوة: أه أنا اللي قولت له، وبعد كده أي حد هيضايقني بكلمة مش هتعجبني مش هسكت له وهردها له بأقوي منها.

نظرت لها بإستغراب وتحدثت: وياتري بقي جبتي جرأتك دي كلها منين، لتكوني معتمدة على ياسين وفاكراه هيقف جنبك وهيحميكي بعد عملتك السودا معاه، ده إنت تبقي مسكينة أوي ومتعرفيش اللي مستنيكي من ياسين ياحرام،
وأكملت بنبرة شامتة: أحب أقول لك إنك لازم تستعدي وتجهزي نفسك لأسوء معاملة هتتعاملي بيها في حياتك كلها.
إبتسمت لها وتحدثت بنبرة ساخرة: قصدك زي معاملته ليكي كده؟

كادت أن ترد ولكن أسكتها مجيئ شقيقها سيف الذي إحتضنها برعاية وتحدث وهو يقبل جبهة شقيقته: ليالي هانم عقبال أولادك.
ردت بإبتسامة مجاملة: ميرسي يا دكتور بعد إذنكم.
كان ينظر على إمرأتيه ويرصد تعبيرات وجههما الحادة إبتسم ساخرا
بعد قليل أتي إليه دكتور سيف ووقف بجانبه صامتا حين تحدث ياسين: شفت إللي أختك عملته فيا يا دكتور؟
أجابه سيف بنبرة مستائة: أعذرها يا سيادة العقيد، مليكة عملت كده غصب عنها.

رد بحدة: للأسف يا دكتور مش لاقي لها عندي أي أعذار إنت بنفسك شفت أنا قد إيه كنت بطمنها وأشجعها وقد أيه كنت بجتهد في إني أحسسها بالأمان، وفي الأخر أكتشف إنها كانت بتاخد حبوب من ورايا وكمان توصل ببها الجرأة إنها تجهض نفسها وتكذب وتقول لي واقعة على ضهرها.

تحدث سيف بهدوء: لكن مليكة ما أجهضتش نفسها ولا حاجة البيبي كان مشوه بنسبة عالية جدا وكان لازم ينزل علشان صحة مليكة وأنا بنفسي شفت الإشاعة لما طلبت من ماما تخلي مليكة تبعت لي النسخة إللي معاها علشان اتأكد لتكون الدكتورة غلطانة في تشخيصها.
رد عليه بحدة: وهو مين كان السبب في التشوه ده من الاول، مش هي بردوا يا دكتور والحبوب إللي كانت بتاخدها من ورايا؟

أجابه سيف بعملية: بص يا ياسين باشا، أنا مش جاي أتكلم معاك علشان نقول مين إلغلطان ومين المظلوم لأن للأسف أختي غلطانة وغلطها كبير، لكن إسمح لي إنت كمان غلطت لما إتسرعت وأتكلمت معاها قدام الكل وكشفت حقيقة علاقتكم بطريقة مهينة جدا ليها،.

وأكمل معاتبا: كان ممكن حضرتك وبكل سهولة تحل الموضوع ما بينكم ولو حتى كنت تبعد وتعاقبها بس بينكم وبين بعض، مليكة بموقفك ده معاها للأسف فقدت أمانها اللي كانت بتحسه وهي جنبك، وأسمح لي بقي لازم تبذل مجهود مضاعف علشان تقدر توصلها للإحساس ده تاني، ده طبعا لو لسه باقي عليها وعلى حبها ليك.

إبتسم ساخرا وتحدث بغرور: كده العنوان غلط يا دكتور إنت كده بدلت الأدوار، الكلام ده تروح تقوله للهانم أختك مش ليا أنا خالص.

كانت ثريا تجلس بجوار يسرا ومنال وجيجي وليالي ونرمين
نظرت يسرا وجدت فارسها يقترب عليها بطلته الرجولية المهلكة لقلبها العاشق حد الجنون،
إقترب عليهم وهو يصطحب والدته وطفله وتحدث بإحترام: مساء الخير يا أفندم.
رد الجميع بإحترام ووقفوا لتبادل السلام مع تلك السيدة الوقورة التي نظرت إلى يسرا بإبتسامة رضا وتحدثت: أكيد إنت يسرا، بالظبط زي ما وصفك سليم، وش ملائكي الطلة فيه تجلب الراحة والهدوء للقلب.

إبتسمت خجلا وتحدثت: ده من أصل حضرتك يا أفندم متشكرة جدا لذوق حضرتك.
قبلتها بحنان ثم نظرت إلى ثريا السعيدة لأجل إبنتها الجميلة وتحدثت: أكيد حضرتك مامت يسرا لان ماشاء الله نفس الملامح المريحة ونفس هدوء الروح.
إبتسمت ثريا وأكملا تعارفهم وسلامهم للجميع
أما سليم الذي إستأذن من ياسين أن يجلس هو و يسرا بمفرديهما سويا وبالطبع وافق ياسين
تحدث سليم بعيون فارس عاشق: عقبالنا يا حبيبتي.

إبتسمت خجلا فأكمل هو: على فكرة أنا قعدت مع سيادة اللوا وسيادة العقيد من شوية وأتفقنا إننا هنقعد بكرة عند الباشمهندس ونتفق على كل حاجة، يعني بدل ما نسافر إسكندرية وكده.
إبتسمت له وتحدثت: كده أفضل بردوا.
نظر لها وتحدث: إن شاء الله هنكتب الكتاب على طول، أنا خلاص مبقتش قد البعد أكتر من كده يا يسرا، مش قادر أفهم إزاي قدرتي تسيطري على مشاعري وكياني بالشكل ده.

إبتسمت وأردفت بحب: أنا اللي مش عارفة إزاي سلمتك قلبي بسهولة كده، أنا مبقتش أقدر ما أسمعش صوتك في يوم يا سليم، إنت بقيت إدمان بالنسبة لي.
نظر لعيناها وتحدث بسحر: بحبك يا يسرا، بحبك ونفسي أسمع منك كلمة بحبك يا سليم، قوليها لي من فضلك.
نظرت له خجلا ونطقتها أخيرا: بحبك يا سليم، بحبك ونفسي أكمل اللي باقي من حياتي معاك.
إنتفض داخله عند سماعه لتلك الكلمة التي طالما تمناها منها منذ أن رأها هنا داخل أسوان.

كانت ثريا تنظر من بعيد على وجه إبنتها السعيد وعشقها الواضح بعيناها، حزنت من داخلها وتذكرت كيف لها أن حجبت ذلك الحق عن مليكة وكانت تحزن من داخلها وهي تري بوادر عشقها لحلالها.
نظر عز إلى ثريا وجدها تقف بجانب شقيقها إقترب منهما وتحدث ليصرف حسن حتى يغتنم فرصة الإنفراد بها: إيه يا باشمهندس واقف كده ليه، ماتروح يا أبني ترحب بضيوفك مينفعش تسيبهم كده.

أجابه حسن بإقتناع: والله عندك حق يا عز، طب خليك واقف مع ثريا علشان ماتقفش لوحدها.
أجابه وهو ينظر لعيناها: إطمن يا حبيبي ومتقلقش من الناحية دي،
إنصرف حسن.
فأقترب عليها وتحدث بعيون عاشقة: جري أيه ياست إنت، وبعدين في جمالك اللي ما بيهداش أبدا ده، إنت هتفضلي حلوة كده العمر كله.
إبتسمت خجلا وأردفت: وبعدين معاك يا عز، شكلك مش ناوي تجيبها البر.

أجابها بمداعبة: وأجيبها البر ليه وأنا فارس ومليش زي في العوم، لو بس تسيبي لي نفسك وتسلمي لي زمام روحك كنت أخدك معايا لبحر إحلامي ونعوم فيه سوا، صدقيني هتشوفي فيه اللي عمره ما كان ييجي حتى في خيالك.
إهتز داخلها وتحدثت بنبرة جادة: من فضلك يا عز بلاش الكلام ده لو سمحت وخلينا ماشيين زي ما أحنا، ماتخلنيش أندم على إني فتحت لك قلبي وصارحتك وقبلت أسمع إعتراف عشقك ليا زمان.

كاد أن يجيبها لكنه إهتز عند سماع صوت منال الحاد وهي تتسائل بلهجة مرعبة: واقفين بعيد كده ليه؟
إرتجف عز وأستعاذ بالله من الشيطان سرا ثم إستعاد توازنه وتحدث ساخرا: يعني هنكون واقفين بنحكي في قصة غرامي الضايع، ولا هكون بعرض عليها أعلمها العوم في بحر الهوي.
وأكمل بجدية رسمها على وجهه ببراعة تامة: واقفين بنتكلم في موضوع يسرا وبسمع من ثريا طلباتها علشان هنقعد مع العريس وأهله بكرة في بيت حسن.

نظرت له ثريا وأستغربت مراوغة ذلك المخادع ذو الحس الفكاهي العالي التي باتت تتقبله بل وتدمنه.
إبتسمت ووجهت حديثها إلى منال: بالظبط زي ما قالك سيادة اللوا يا منال بعد إذنكم.
نظرت له منال نظرة حادة قاتلة ذات معني، إستقبلها هو وتحدث مراوغا إياها: بس إيه الجمال والشياكة والأناقة إللي إنت فيهم دول يا منال، ده إللي يشوفك يفتكرك أخت العروسة اللي يدوب تسبقها بكام سنه.

لان وجهها قليلا من حدته فأكمل هو: هو أنتي عملتي دايت يا منال! ماشاء الله جسمك خاسس جدا والفستان متناسق معاه ومخليكي ولا عارضات الأزياء.
إنفرج فاهها بشدة وتحدثت بلهفة: بجد يا عز يعني الرجيم باين عليا وفرق مع مقاس الفستان؟
زفر براحة أنه وأخيرا أفلت من نكد منال الحصري له وأكمل حديثه المراوغ معها.

كان ينظر لها وهي تجاور ذلك الرؤؤف وهما يتسامران ويضحكان سويا والغضب يتأكل داخله تحرك إليها وتحدث بهدوء عكس ما يدور داخله
نظر إلى رؤؤف وتحدث بسماجة: مش تروح تستقبل الضيوف مع أبوك وأخوك ولا إنت ملكش في وقفات الرجالة؟
شعر رؤؤف بغيرة ياسين فعذره على تلك الكلمة المهينة وأبتسم له وتحدث ليطمئن قلبه: لا إزاي ليا وليا أوي كمان والدليل على كده إني واقف مع واحدة بمية راجل تربية أبوها بجد.

ثم حول بصره إليها وتحدث: بعد إذنك يا مليكة.
هزت رأسها بابتسامة وتحرك هو
وتحدث ياسين على الفور: على فكرة يا هانم إنتي هتروحي من هنا معايا على بيت عمي حسن ومن بكرة هنكون في إسكندرية ف ببتك إنت والولاد يعني تعملي حسابك مفيش قعاد تاني عند سالم بيه،
ونظر لها مبررا: للدرجة دي مابقتيش بتحسي بمشاعر الناس،.

نظرت له بعيونها الساحرة فأكمل مهزوزا: عمتي دي ذنبها إيه تتحرم من مروان وأنس كل ده، للدرجة دي بيعتي الكل ومبقاش فارق معاكي حد؟
تنهدت بضيق وأردفت: موضوع إني هرجع من هنا لبيتي في إسكندرية ده أنا كنت مقرراه أساسا يعني مفيش داعي تنسب لنفسك الفضل فيه،.

وأكملت بإستفزاز شديد: أما بقي موضوع إني أروح من هنا على بيت الباشمهندس حسن فده مش هيحصل أنا قاعدة في الأوتيل مع بابا وماما وأخواتي، وزي ما جيت معاهم هروح بردوا معاهم، فياريت تتقبل الوضع بدل ما يحصل مشاكل وتنتهي بإني بردوا هرجع الأوتيل مع بابا وأخواتي.
أجابها بإستقطاب وغضب: ياريت ماتستفزنيش وتخليني أخرج عليكي غضبي.

أجابته بقوة: أخرك هاتوا معايا يا ياسين يا مغربي، أنا خلاص مبقتش بتهدد إنسي مليكة الضعيفة المستكينة بتاعت زمان.
نظر لها بإستغراب وتحدث: منين جبتي جمد القلب والقوة إللي بتتكلمي بيها دي؟
نظرت له بقوة وتحدي قائلة: من جبروتك وقسوة قلبك وده كان أول درس إتعملته بفضلك أستاذي العظيم.

نظر داخل عيناها بحزن عميق وتحدث بصوت متأثر: بقي أول ما تتعلمي مني تتعلمي القسوة والجبروت طب كنتي إتعلمي مني الثقة والقوة والمواجهة اللي ياما حاولت أقويكي وأبثهم جوة روحك.
إبتسمت ساخرة وأردفت: التعليم بيكون على قد قوة الدرس يا أستاذي، وبصراحة إنت تفوقت على نفسك في توصيل درسك الأخير ليا لدرجة إنه إتطبع وعلم جوايا وبالتالي بقي من المستحيل إنه يتنسي.

ألقت بجملتها عليه وتحركت على الفور من جواره وتركته شارد الذهن مشتت الكيان يرتجف داخليا من فكرة محو عشقه من داخلها أو إبعاده عن أحضانها من جديد،
نفض رأسه من تلك الأفكار سريعا وأستعاد قوته وثقته وحدث حاله: إهدئ يا فتي وأسترجع قوتك وأستعد لجولات جديدة مع تلك المشاكسة ذات المخالب.

ونظر لها وابتسم وحدث حاله أحببت تلك القوية ذات المخالب الجارحة التي رأيتها منذ القليل، ما عليكي صغيرتي، فلنبدأ جولتنا داخل حلبة المصارعة، ولنري لمن النصر مليكتي؟
تري ما الذي ينتظر أبطالنا بعدما أعلن كل منهما الحرب على الأخر؟
في اليوم التالي
حجز ياسين طائرة خاصة لجميع العائلة وعائلة سالم عثمان الذي رفض في البداية ولكن تدخل عز وأقنعه بالقبول
كانت جالسه بجوار والدتها يقابلها سيف وزوجتة
أما شريف فقد صمم الباشمهندش حسن على مكوثه معهم بالمنزل يومان حتى يقوم معه بواجب الضيافة اللازمة لخطيب إبنته العزيزة.
تحدثت سهير بتمني وهي تمسك بيد صغيرتها: ما تيجي معانا إنتي والولاد يا حبيبتي إتعشي مع اخوكي ونهي وبعدين بابا يبقي يوصلكم؟

هزت رأسها برفض وأردفت بإعتذار: مش هينفع يا ماما علشان ماما ثريا الولاد بعاد عنها بقي لهم فترة طويلة، وهي كتر خيرها صبرت على ظروفي وقدرتها.
وافقها سيف وتحدث: مليكة معاها حق يا ماما، خليها تروح علشان ياسين كمان ما يتضايقش.
أجابته بحدة ظهرت بصوتها: أخر همي زعل الباشا.

نظرت لها سهير وتنهدت بتألم ثم أكمل سيف معترضا: هدي اللعب شوية مع ياسين يا مليكة، مش ياسين المغربي اللي هيقبل بالمعاملة دي ويسكت، وياريت يا حبيبتي ماتنسيش إن إنت إللي بدأتي معاه بالغلط.
نظرت لها نهي وتحدثت بأسي ظهر بصوتها: أنا أسفة يا مليكة لو كنت بتدخل بس أنا بجد صعبان عليا أوي حالكم واللي وصلتو له، ياريت تهدوا إنتوا الأتنين وتقعدوا وتدوا لبعض فرصة تصفوا فيها خلافاتكم وترجعوا تاني زي ما كنتم.

تنهدت بألم وتحدثت: مفضلش بينا حاجة نرجع علشانها يا نهي.
تنهدت سهير وتحدثت بأسي: الست وجوزها ياما بيحصل ببنهم يا بنتي، ولو كل واحدة فكرت زيك كده بعد كل مشكلة تحصل كان زمان البيوت كلها متقفلة.
زفرت بضيق وتحدثت: خلاص لو سمحتوا مش حابة ولا قادرة أتكلم في الموضوع ده أكتر من كده
أما سالم عثمان الجالس بجوار اللواء عز المغربي ويقابلهم طارق.

تحدث سالم بتفهم وأعتزاز: على فكرة يا سيادة اللوا أنا لولا حضرتك إتدخلت مكنتش هرجع بنتي تاني غير لما سيادة العقيد ييجي بنفسه وياخدها ويعتذر لها في حضور كل إللي أهانها قدامهم، وأكمل بتفهم: لكن كله يهون قصاد ذوقك وإحترامك وإنك تجي لي الأوتيل مخصوص وتاخدها على بيت الباشمهندس حسن وتدخل بيها قدامهم كلهم دي معناها عندي كبير أوي وتزيد من صورتك العاليا ومقامك في عنيا.

أجابه عز بتفهم: ماتقولش كده يا سالم بيه، أنا قولت لك قبل كده إن مليكة مش بنتك لوحدك، ربنا يعلم غلاوتها عندي قد إيه وإني بعتبرها زي شيرين ويسرا ونرمين بالظبط
واسترسل مطالبا بتفهمه لموقف ياسين: - أنا بس مش عايزك تتحامل على ياسين وعايزك تعذره، إحنا رجالة يا سالم والمفروض إننا أكتر ناس نحس بياسين وتصرفه وغضبه ونعذره.
أجابه سالم بإقتضاب: مش قادر أشوف نفسي غير أب و بنته إتهانت يا سيادة اللوا.

تدخل طارق وأردف بهدوء: ياسين مفيش أطيب من قلبه يا عمي وحضرتك عارف الكلام ده كويس أوي، سيب الأيام تداوي إللي حصل وإن شاء الله العلاقة بينهم هتتحسن وترجع أحسن من الأول بكتير.
تحدث عز بهدوء: طارق بيتكلم صح يا سالم، الأيام فعلا هتداوي الموضوع وتصلح إللي إنكسر.
أما ثريا فكانت تجلس بجوار يسرا تقابلها راقية ومنال.

تحدثت منال إلى يسرا بسعادة: عريسك زي القمر يا يسرا الله أكبر ربنا يحميه شبه الممثلين بتوع زمان في هيبته وشموخه، صالح سليم، عمر الشريف حاجة كده تشرف.
إبتسمت يسرا خجلا وتحدثت راقية: ماشاء الله على ولادك يا ثريا حظهم دايما نار في جوازاتهم.
قرأت ثريا المعوذتين سرا وأستعاذت بالله من تلك الراقية وعينها
وتحدثت: الحمدلله على كل حال يا راقية، ولادي غلابة ومبيأذوش حد علشان كده ربنا بيقف معاهم وبينصرهم.

كان يجلس وبجانبه أيسل وحمزة ومروان وياسر ويحتضن الصغير داخل أحضانه يشتم رائحته بإشتياق فلقد إشتاقه كثيرا
وجه حمزة الحديث إلى والده: ممكن يا بابي تجيبنا أسوان في الويك إند الجاي، بصراحة أسوان وااااااو، جميلة جدا وأنا حبيتها أوي.
إنتفضت أيسل بسعادة وأردفت: أيوا يا بابي وحياتي، أنا كمان عاوزة أجي في الويك إند ونقعد في بيت جدو حسن وطنط بسمة.

خرج الصغير من داخل أحضانه ونظر له وتحدث: أنا كمان خدني معاك يا بابي بليزززز،
إنتفض داخل ياسين بقوة ونظر للصغير بتيهة
حين نظر له الصغير بعيون مترجية ومال رأسه في حركة توسلية وأردف بطفولة وهو يضع يده على وجنة ياسين بحنان: أنا عاوزك تبقي بابي زي حمزة وسيلا ممكن يا بابي؟

إنتفض جسده بالكامل وأختلطت داخله عدة مشاعر متداخلة، سعادة بالغة للغاية، حزن على صغير أفتقد سندة باكرا ويبحث عن البديل، ألم يمزق داخله على رحيل أغلي شباب عائلته وأفضلهم.
وضعت أيسل يدها على رأس الصغير وقبلت وجنتة بدموع
أما مروان الذي تحدث بتأثر: ماينفعش يا أنس، إحنا عندنا بابا رائف وقريب هيرجع من السفر وأبقي قوله هو وقتها.

صاح الصغير بغضب وصوت عالي إستمع له الجميع: مش هييجي يا مارو، هو إتأخر ومش عاوز ييجي وبعدين أنا بحب عمو ياسين وحابب يكون هو بابي،
ووضع يده وأمال رأسه من جديد يتوسل إلى ياسين الذي تسمر بجلسته وتحجرت مقلتيه
نظرت مليكة بألم على صغيرها وكادت أن تتحدث بإعتراض إحتراما لذكري زوجها الفقيد الغالي، أمسك سيف يدها ومنعها بعيناه من الحديث قائلا: إهدي يا مليكة ما تتدخليش.

نظرت لأخيها بتيهة ثم حولت بصرها سريعا لطفلها من جديد بقلب يتمزق.
أما ثريا التي نزلت كلمة صغير فلذة كبدها كخنجر مسموم شق صدرها بدون رحمة وتنفست بتألم.
الكل مصدوم من حديث الصغير، الكل بلا إستثناء يتألم وينتابه مشاعر إنسانية عارمة لأجل ذلك اليتيم المشتاق لنطق كلمة أبي.
نظر الصغير إلى ياسين وتسائل مجددا: علشان خاطر أنس توافق؟

إنفطر قلبه ونظر له بعيون كستها غشاوة دموع الألم ثم تحامل على حاله ليخرج صوته وتحدث: إستأذن الأول من نانا ومامي ولو وافقوا أنا هكون لك بابي في لحظتها.
إنفرجت أسارير الصغير ونزل يجري مسرعا إلى ثريا بمرح وفرحة عارمة،
نظر لها بتوسل أدمي قلبها وتحدث ببرائة: علشان خاطري توافقي يا نانا أنا عاوزه يكون بابي.
كانت تبكي بمرارة على ذكري غاليها التي بدأت تتلاشي رويدا رويدا،.

حدثت حالها وقلبها يتمزق: - ماذا تبقي منك فقيدي الغالي، حتى أطفالك بدأوا بالتخلي عن ذكراك، أاااااااااه قلبي يا الله يتمزق حزنا على صغيري، فلتساعدني وتمدني بالقوة أرجوك.
جاء إليها الصغير وأمسك يدها وأكمل بترجي: وحياة أنس توافقي.
حدثت حالها: رفقا بقلبي النازف عزيز عيني فلترحمني صغيري.
كان الجميع ينظر إليها بدموع وقلوب تتمزق ألما لأجل تلك المكلومة التي مازالت الدنيا تستكمل صفعاتها بدون رحمة،.

كان ينظر لها عاشقها بألم يمزق داخله، يود لو يسرع إليها ويضمها ليمتص عنها حزنها وألمها الساكن روحها.
حدث حاله: أه ثريا، أه يا حب العمر يا مر الزمان
ياليت في سحب حزنك وضمه لباقي أحزاني.
إبتسمت بمرارة وهزت رأسها بدموع وتحاملت على حالها وأخرجت صوتا ضعيفا: موافقة يا حبيبي.
نطقت كلمتها بتألم وهلل الصغير ثم جري إلى والدته وكرر سؤاله وأنتظر الجواب نظرت إلى ثريا بحيرة ودموع هزت لها ثريا رأسها لتشجعها.

كان ينظر لها بعيون مترقبة خوفا من رفضها ولكنها خالفت توقعاته وأبتسمت لصغيرها وهزت رأسها بابتسامة باكية واضعة يدها على شعره وأجابته بهدوء: موافقة يا قلبي.
جري عليه الصغير من جديد وأرتمي داخل أحضانه وتحدث بسعادة: بااااابي، خلاص إنت كده بقيت بابي.
نظر له مروان بحيرة وتحدث: طب هو أنا كمان ممكن أنده لك بابي؟
هز له رأسه بحب وضم الصغيران داخل أحضانه الحانية وهو يتحسس ظهرهما بسعادة بالغة.

ووقف حمزة وسيلا يحتضنا الصغيران مع والدهما بكل حب وقلب برئ.

عادت إلى منزلها من جديد مع سعادته وارتياحه، وبعد مرور ثلاثة أيام لم يرها بها لعدم نزولها للأسفل أوقات حضوره لرؤية الصغيران وثريا ويسرا،
وهو أيضا لم يصعد لها بعد، تاركا حاله لغروره وعنده يحركاه،
إرتدت ثيابها وأجهزت طفليها وأستعدت للذهاب إلى النادي الإجتماعي كي تخرج حالها من جو الملل التي باتت تشعر به في بعادة ذهبت إلى الجراج وأستقلت سيارتها ولكن أوقفها رجال الأمن الماكثون أمام البوابة،.

حيث تحدث أحدهم بإحترام: أنا أسف يا هانم، عندي أوامر من ياسين باشا إن حضرتك متخرجيش برة الفيلا من غير أمر منه هو شخصيا.
نظرت له بإستهجان وتحدثت: نعم! إيه التخاريف اللي إنت بتقولها دي؟
أجابها بإحترام: أنا أسف جدا يا هانم أنا بنفذ الأوامر مش أكتر.

نزلت من سيارتها بغضب وأدخلت أطفالها لثريا وأنطلقت إليه وعلى وجهها بوادر الغضب، دلفت للداخل وجدت منال وأيسل تجلستان سويا سألت عليه أخبرتها منال بتواجده داخل المكتب،
طرقت فوق الباب طرقات سريعة ثم دلفت بعنف بعد إستماعها لسماحه لها بالدخول
كان بإنتظارها بعدما إخبرته مني بإستعدادها للخروج بأطفالها
رفع بصره لها بقلب مشتاق لكل إنش بها وبملامحها ولكن كعادته أظهر برودا مميتا وتحدث بهدوء: خير يا مدام؟

أجابته بقلب مشتعل وملامح غاضبة: لا والله مش خير خالص يا سيادة العقيد، هو سيادتك فارض عليا حصار ولا أنا تحت الإقامة الجبرية وأنا ما أعرفش؟
وأكملت بغضب: يعني إيه سيادتك أبقي خارجة أنا وولادي وألاقي عامل الأمن يمنعني ويقول لي دي أوامر ياسين باشا؟
دلفت منال بعد الإستئذان وتحدثت: إهدي يا مليكة صوتك عالي ليه؟

نظرت لها بقوة وتحدثت بغضب: إسألي سيادة العقيد إيه هو سبب صوتي العالي، الباشا مانعني من الخروج، حابسني جوة بيتي أنا وولادي.
كان ينظر لها ببرود وعلى ثغريه إبتسامة ساخرة مما إستشاط غضبها
تنهدت منال وتحدثت: طب إهدي يا مليكة من فضلك.
تحدث هو أخيرا بهدوء: من فضلك يا أمي سبينا لوحدنا
تنهدت منال بحزن على ولدها الذي مازال يبتعد عنها ويبعدها عن حياته منذ ذلك اليوم المشؤؤم.

أجابته بهدوء: هخرج يا ياسين بس براحة، إتفاهموا بهدوء لو سمحتوا
شعر بألم تجاه حزن والدته الظاهر بصوتها ولكن مابيده ليفعله فحقا جرحه منها عميق.
خرجت منال ثم تحدث هو ببرود: كنتي بتقولي إيه بقي يا مدام فكريني كده؟
أجابته بنبرة صوت محتقنة: أظن حضرتك سمعتني كويس أوي.
أجابها ببرود: تمام، مبدأيا كده القرار ده قديم، تقريبا كده من حوالي أكتر من 15 يوم وطبعا علشان سيادتك مكنتيش موجودة هنا فمكنش عندك خبر بيه.

وأشار لها بتذكر وأكمل: أه وعلى فكرة القرار ده شامل ليالي هي كمان يعني مش لوحدك.
تحدثت بغضب عارم: إنتي حر إنت وليالي بتاعتك تعمل فيها إللي إنت عاوزه بعيد عني، كلامك ده يمشي عليها هي لكن ما يمشيش عليا.
أجابها بنبرة صوت حادة: الكلام ده يمشي عليكي قبل منها، ولا نسيتي إني كنت مأمن لك ومديكي ثقة عمري ما أديتها لمخلوق على وجه الأرض والنتيجة كانت إيه يا مدام، النتيجة كانت كارثية بالنسبة لي.

إحتقن وجهها بالغضب وأردفت بإستفزاز: ياريت ماتدخلناش في مواضيع ماتت وإنتهت بالنسبة لي، أنا مش جايه أفتح وأتكلم في كلام قديم لا هيودي ولا هيجيب.
إنتفض داخله بغضب من إستفزازها لمشاعره وهب واقف وتحدث بحدة: أنا مابفتحش مواضيع قديمة يا هانم ولو كان الموضوع بالنسبة لك مات وأنتهي فا بالنسبة لي أصبح مكنلوش وجود من الأساس،.

وأكمل بكبرياء: والوقت نرجع لموضوعنا، وأول حاجة لازم تلغي من تفكيرك إني ممكن أسمح لك تخرجي من البيت تاني لوحدك
وأكمل ليستفز داخلها: وبعد كده مش هتخرجي إلا للمشاوير الضرورية واللي هيكون عندي علم ببها قبلها بيوم واحد على الأقل، وعربيتك تنسي إنك تخرجي بيها بعد كده، السواق هيروح معاكي مكان ما أنتي رايحة وهيستناكي لحد ما يرجعك تاني.

كانت تستمع له بقلب مشتعل وأردفت رافضة بغضب: وأنا بقي مش موافقة على كلام معاليك ده.
تحرك بهدوء ووقف قبالتها ووضع يداه داخل جيب بنطاله ونظر لها بإبتسامة باردة وتحدث ساخرا: هقول لك جملتك إللي قولتها لي في أسوان، أخرك هاتيه معايا يا مليكة يا عثمان.
تنفست بغضب وبدأ صدرها يعلو ويهبط من شدة غضبها وأبتسم هو لتلك الحالة الذي أوصلها لها
في حين أكملت هي: تبقي غلطان لو فاكر إنك كده بتكسرني،.

وأكملت بإشمئزاز: أنا بجد مصدومة فيك
أجابها بقوة ونبرة حادة: أكيد مش هتبقي قد صدمتي فيكي.
ألقت نظرة غاضبة عليه وأنطلقت للخارج صافقة خلفها الباب بشدة هزت أرجاء المكان.
أغمض عيناه بألم وزفر بضيق وذهب إلى نافذة المكتب لينظر إلى أثرها
إستمع إلى بعض الطرقات فوق الباب، زفر بضيق وسمح للطارق بالدخول
دلفت منال وهي تنظر له على أستحياء وتحدثت: عاوزه أتكلم معاك شوية، ممكن؟

تنهد بألم وأشار لها بإتجاه الأريكة وذهب معها وجلسا وتحدثت هي: أنا أسفة لو مكنتش لك الأم إللي كان نفسك فيها يا ياسين، أسفة إني طول الوقت كنت بخذلك بتصرفاتي اللي للأسف كانت بتتفسر على إنها ضدك،.

ثم أكملت بتأثر: أنا مش بشعة أوي كده يا ياسين، أنا عمري ما كنت ضدك يا أبني، أنا طول الوقت كنت بحاول أحافظ لك على بيتك علشان مايتهدش وولادك هما اللي يدفعوا التمن، أنا عارفة إنك كنت تستاهل واحدة أحسن من ليالي بكتير وعارفة كمان إنها طول الوقت مقصرة في حقك
وأمسكت يدة بحب وأكملت: بس بيتهيأ لي إستقرار أيسل وحمزة و وجودهم مع أبوهم وأمهم في نفس البيت يستاهل التضحية بأي حاجه تانية، ولا إيه يا ياسين؟

تنهد بألم وتحدث: حضرتك إتصرفتي وحكمتي على الموضوع من وجهت نظرك إنت، واللي للأسف دمرتني ودمرت علاقتي بليالي
واسترسل لائما عليها: تدخلك ووقوفك ضدي طول الوقت منعني إني أصلح من طباع مراتي اللي للأسف رسخت جواها مع الوقت وبقي من المستحيل إنها تتغير،
وأكمل موضحا: زي مثلا موضوع الحجاب ومشكلته، فاكراه يا أمي؟

فاكرة حضرتك عملتي إيه، حطيتي طلاقك قدام طلاق ليالي اللي أنا متأكد إن هي وأهلها مكنوش هيحبوا يوصلوا له وكانوا هيتنازلوا ويقبلوا بطلباتي، لكن كالعادة دمرتي إرادتي بتدخلك الغلط.
وأكمل بتفهم: يمكن حضرتك وقتها كنتي فاكرة إنك بكدة بتحمي بيتي، لكن إحب أقول لك إن بيتي إتهد ومن زمان أوي، بيتي أصبح هش أوي يا أمي لأنه للأسف مبني على ركام وأي هزة مهما كانت بسيطة من الممكن جدا إنها تجيبه على الأرض.

وأكمل بعرفان: مش ناكر أبدا وقفتك معايا في تربية ولادي وأهتمامك بيهم وبكل ما يخصهم، ومش ناسي فضلك فإن حضرتك السبب فاللي وصلوا له ولادي من مستوي عالي في التعليم وتدريباتهم والأنشطة الخاصة بيهم، بس ياريت يا أمي ما تحاوليش تتدخلي تاني في علاقتي بليالي علشان بجد أنا تعبت.

كانت تستمع له بوجه حزين متألم لأجل ما عاناه ولدها من تدخلاتها الخطأ بحياته وتحدثت خجلا: أنا أسفة يا ياسين، أرجوك تسامحني يا أبني وتعرف إني عمري ماكان قصدي أجي عليك أو أئذيك أبدا،
وأكملت بشكر: ومتشكرة أوي إنك ما أتكلمتش مع عز في موضوع شركة الأمن الإيطالية والمراقبة.
أمسك يدها وقبلها وتحدث بنبرة حنون: إنت أمي، يعني أغلي حد في حياتي، أكيد عمري ما كنت هصغرك قدام الباشا وأقول له حاجة زي دي.

وضعت يدها على وجنته وتحدثت بحب: تسلم لي يا ياسين.
ثم تنهدت وأكملت بحنان: روح لمليكة وصفوا إللي بينكم وأرجع لها يا ياسين، مليكة حد حلو وبتحبك وتستاهلك بجد، هي غلطت أه بس كان غصب عنها يا أبني، أعذرها وسامحها.

وأبتسمت وأسترسلت حديثها: أنا عارفة إنك بتحبها وأوي كمان وهي كمان بتحبك أوي، أنا شفت ده في عنيها لما جت لك هنا علشان تعتذر لك، شفت ندم وألم ست بتحب جوزها بجد، ست مدبوحة وقلبها بينزف علشان حبيبها اللي بيتألم بسببها، وبرغم إنك مسمعتهاش ويمكن كمان تكون طردتها، إلا إنها وهي خارجة وبتتكلم كنت شايفة في عيونها حب وعشق ست لراجلها، أرجع لها ومتخليش البعد يخلق قساوة بينكم.

إبتسم لها وتحدث مداعبا إياها: تاااني هتدخلي في حياتي يا أمي، ثم أبتسم وأكمل بتعجب: أخر حد إتخيلت إني أسمع منه الكلام ده هو إنتي يا حبيبتي.
إبتسمت بألم وتحدثت: علشان تعرف إن سعادتك أهم عندي من أي إعتبارات تانية يا حبيبي.
قبل يدها وضمها داخل أحضانه وتنهد براحة بعد تلك الجلسة الصريحة والمريحة لكلاهما.

أما مليكة التي عادت إلى منزلها غاضبة، تحدثت ثريا بعدما أستمعت منها تعنت ياسين في مسألة خروجها: إهدي يا مليكة وأنا هتكلم مع ياسين وأستأذنه في إنك تخرجي.
أجابتها برفض قاطع: لا يا ماما لو سمحتي بلاش، مش عاوزاه يشوفني مليكة الضعيفة اللي جريت وأشتكت لحضرتك علشان تجيبي لي حقي منه
وأكملت بنبرة قوية: خليه يعمل كل إللي هو عاوزه ويجيب أخرة.
تنهدت ثريا وحزنت لأجلها ولأجل ياسين.

بعد عدة أيام
كان يجلس بالحديقة ليلا، أتت إليه ليالي وجلست بجانبه وتحدثت بنبرة مؤثرة: لحد أمتي هتفصل زعلان مني يا ياسين؟
واسترسلت بنبرة إستسلامية: أنا تعبت من المعاملة دي ومش قادرة أتحمل أكتر من كده.
زفر بضيق وأردف متهكما: فارق معاكي أوي زعلي يا ليالي ولا عقابك هو اللي فارق معاكي وحابة تنهيه؟

تنهدت بألم: ليه دايما شايف إن زعلك مش فارق معايا، أنا بحبك يا ياسين، والله بحبك وزعلك وبعدك عني بالشكل ده ألمني وفعلا مأثر فيا، تفتكر أنا مبسوطة من نومك في أوضة المكتب من يوم إللي حصل، ده حتى شكلنا بقي وحش أوي قدام كل إللي في البيت والشغالين.

إبتسم ساخرا وتحدث موضح: هي دي نقطة اللبس إللي عندك يا ليالي، للأسف إنت عمرك ما حبتيني ولا فارق معاكي بعدي وزعلي زي ما بتقولي، إنت كل إللي فارق معاكي شكلك الإجتماعي قدام الناس والعيلة والشغالين.
وزفر بضيق فأكملت هي بتفسير: ما تحاسبنيش على أفكار إتربيت وكبرت عليها وثبتت جوة دماغي وفكري يا ياسين، أنا واحدة أتربيت على إن الشكل الإجتماعي هو أهم حاجة في حياة الست.

واستطردت بنبرة صادقة: - صدقني أنا بحبك، بس أنا إتربيت إني أحب نفسي أكتر وأفضلها على كل اللي حواليا.
إبتسم بألم وتحدث: وأنا مش هاجي الوقت وأحاول أغير المستحيل يا ليالي.
إبتسمت هي براحة وأكملت: ياسين، أنا تعبت من الوضع ده.
نظر لها بتساؤل وهدوء: عاوزة إيه يا ليالي؟

تحدثت موضحة: عاوزة أرجع لحياتي الطبيعية، نفسي أخرج معاك زي الأول ونفسي أخرج أقابل أصحابي، نفسي أعمل شوبينج وأحس إني لسة عايشة، بجد تعبت من الحبسة دي ومش قادرة أتحملها أكتر من كده يا ياسين.
نظر لها مضيقا عيناه وتحدث بذكاء: موافق بس بشرط
إنفرجت أساريرها وتحدثت بلهفة: إيه هو؟
نظر لها برجاء وأمال رأسه متحدثا بتمني: تلبسي الحجاب.

زفرت بضيق وأردفت: إنت عارف إني مش حباه ومش مقتنعة بيه يا ياسين، وبعدين ما أنا بلبس بكم ولبسي كله طويل ومقفل وده بناء على طلبك وأؤامرك.

أمسك يدها ونظر لها بحنان وتحدت بلين لإقناعها: ليالي، الحجاب ده فرض عليكي من ربنا وخطوة أولي لازم تتعمل لكونك مسلمة وطالبة رضا ربنا عليكي، صدقيني يا حبيبتي لو لبستيه هتحسي براحة نفسية رهيبة، التقرب لربنا أكتر حاجة ممكن تدخلك في سلام نفسي وسكينة داخلية هتغير حياتك كلها للأفضل.

كانت تخرج إلى شرفتها تستنشق الهواء النقي ككل يوم نظرت حولها لتتفقد المكان وجدته يمسك بيد زوجته ويبدوا على وجهه الراحة والحب، إشتعل داخلها وشعرت بنار الغيرة تقتحم قلبها وتشعله، قورت يدها وضغطت عليها بتألم.
دلفت سريعا للداخل ودارت حول حالها بغضب عارم، إرتمت فوق تختها وأجهشت بالبكاء المرير من شدة غيرتها على رجلها ومعشوق عيناها،.

نعم هي غاضبة منه وقررت معاقبته بإبتعادها عن أحضانه وذلك لتهذيب أخلاقه وتعليمة درسا قاسيا حتى يتعلم كيف يعاملها بإحترام مستقبلا، لكنه مازال رجلها التي كلما رأته جاهدت حالها بألا تجري عليه وترتمي داخل أحضانه لترتاح روحها المتعبة منذ إبتعاده.
عودة إلى ياسين.

أكمل وهو مازال يمسك يدها بحنان يحاول إقناعها بالقول اللين: أنا أتكلمت مع أيسل في موضوع حجابها وهي الحمدلله أقتنعت، وأتفقنا إننا هنخرج مع بعض في الويك إند الجاي ونعمل شوبينج علشان تغير إستايل لبسها كله علشان يليق بلبسها للحجاب، وأكمل بهدوء: يرضيكي بنوتك اللي مكملتش 15 سنه تلبس الحجاب وإنت مش لبساه؟
كانت تستمع له بحيرة وتخبط فأردفت بتساؤل: لو لبسته هتطلع تنام في أوضتنا تاني؟

هز لها رأسه بإيماء وأجابها بتأكيد: اكيد طبعا هعمل كده، وطول ما أنت بترضي ربنا وبتراعي بيتك وولادك هتلاقي معاكي ياسين تاني خالص.
إبتسمت له ثم نظرت بشرود وتفكر وتحدثت: طب أديني فرصة أفكر.
أجابها بهدوء: خدي وقتك، أهم حاجة إنك تقرري عن إقتناع، لإنك لو لبستيه مش هينفع تتراجعي في الخطوة دي تاني وتفكري تخلعيه، فهماني يا ليالي؟
هزت له رأسها بإيجاب.

كانت جيجي تجلس داخل أحضان طارق فوق تختها
تحدثت متعجبة بإستغراب: تعرف يا طارق أني مستغربة أوي رد فعل طنط منال على موضوع ياسين ومليكة، بصراحة انا كنت فكراها هتهد الدنيا هي وليالي لما يعرفوا وخصوصا كمان إن كان فيه بيبي
أجابها طارق بشرود: أنا كمان كنت فاكر زيك كده يا حبيبتي وحقيقي إستغربت جدا هدوء ماما وعدم تعليقها على الموضوع.

واستطرد بذكاء: بس إللي أنا متأكد منه إن فيه حاجة كبيرة أوي حصلت بينهم وبين ياسين خلتهم سكتوا بالطريقة الغريبة دي، إيه هي بقي الحاجة دي الله أعلم.
ردت عليه بتأكيد: كلامك صح جدا بدليل إن بعد اللي عمله ياسين مع مليكة وجه على هنا طنط منال وليالي جريوا وراه وطلعوا على الجناح ووشهم ما كانش يبشر بالخير أبدا،.

واسترسلت: وقفلوا على نفسهم الباب وبعد ما كنت سامعة صريخ وأعتراض ليالي فجأة الصوت هدي خالص وبعدها بمدة طويلة نزل ياسين وخرج بعربيته وطنط منال راحت على أوضتها ومخرجتش منها غير تاني يوم، حتى ليالي هي كمان عملت كده.
نظر لها طارق وأردف: أكيد فيه حاجة حصلت خلتهم محسوش بالمصيبة التانية
سألته جيجي: أنت مسألتش ياسين؟

هز رأسه نافيا: ياسين من يوم إللي حصل وهو قافل قلبه ومش حابب يتكلم في أي حاجة مع أي حد حتى مع الباشا.
تنهدت جيجي وأكملت بأسي: بصراحة الله يكون في عونه، إللي حصل له من مليكة مش قليل بردوا، وهي كمان الله يكون في عونها، الموقف صعب عليهم هما الإتنين
ضمها طارق داخل أحضانها وقبل جبهتها وتحدث بألم: يلا ننام يا جيجي عندي شغل بكرة ولازم أصحي بدري.

بعد إسبوع
كانت علياء بصحبة شريف تتحرك داخل الإستوديو بسعادة وهما في طريقهما إلى غرفة التسجيل، فلقد حضرت هي وعائلتها من أسوان حتى يحتفلوا مع باقي عائلة المغربي بحفل عقد قران يسرا جميلة الروح والأخلاق الذي سيقام غدا في فيلا رائف المغربي بتحضيرات عالية،.

تذكرت زيارتها الأولي وكيف بدأت بحلم جميل وأنتهت بكابوس أنهي على أحلامها العذراء، نفضت رأسها من تلك الأفكار وخصوصا أن زيارتها الأن تختلف كليا عن سابقتها، فهي الأن تدلف معه وهما يتشابكان الأيدي والأرواح تتحرك بجانبه كاأميرة تتحرك بجوار ملكها
كان ينظر داخل عيناها والحب والسحر يملئان عيناه من شدة إعجابه وحبه لها.

نظرت لعيناه وتحدثت: أرجوك يا شريف ما تبصليش كده، حاسه إن قلبي هيقف في مرة من فرحته وأنت بتبص لي بعيونك ونظرتك دي.
تنهد بحب وأبتسم قائلا: الحب ما بيموتش يا عالية، الحب بيحيي الروح وينعش القلب ويسعده.
إبتسمت له وتحدثت بمرح: نفسي أعرف بتجيب كلامك الحلو ده منين؟
من سحر عيونك بتخرج كلماتي، كلمات أجابها بها بسعادة وعشق.
تنهدت بإنتشاء وسعادة ونظرت للأمام وهي تتحرك بجوارة بحيوية وروح سعيدة.

وجدت أمامها تلك السالي بإنتظارهم
وقفت سالي أمامهما وهي تربع يداها فوق صدرها وتنظر لها وعلى وجهها إبتسامة ساخرة وتحدثت إليه وهي تنظر إلى علياء ساخرة
سالي بكبرياء وهي تنظر إلى علياء بإشمئزاز: بقي هي دي إللي اختارتها تكون بديلة عن سالي يا شريف، مش خايف لأصحابنا يعملوا مقارنة بيني وبينها، صدقني ساعتها هيبصوا لك بطريقة تانية خالص ويقيموا نظرتهم ليك من جديد.

كاد أن يرد لكن عاليته الغالية سبقته وردت بكل قوة: هما فعلا هيعيدوا تقييم نظرتهم ليه من جديد علشان هيبصوا له بطريقة أكتر تعقلا وأكتر إحتراما، هيبصوا له بنظرة شاملة لراجل بيحترم ذاته، راجل ذو عقلية مثقفة وواعي، مش راجل فارغ من جواه وماشي ورا شكل مزيف وعقل فاضي.
إبتسم داخليا على تلك الشرسة ذات المخالب القوية وهي تفترس مهاجمتها دون رحمة.

أجابتها سالي بنبرة ساخرة: دي الحلوة طلع عندها لسان وبتعرف تتكلم أهي.
نظر إلى سالي وتحدث بهدوء: ياريت يا سالي تحافظي على إللي باقي من إحترامي ليكي وتتصرفي بإسلوب مهذب وإنت بتتكلمي مع حرم شريف عثمان المستقبلية، ده طبعا لو لسه حابة يكون بينا إحترام كأي زميل وزميله بيشتغلوا في مكان واحد.

إبتسمت ساخرة وتحدثت: بكرة تجي لي زاحف لما تفوق من زهوة السراب اللي مشيت وراه وأنت مغيب، وساعتها هتتمني إني أسامحك وأرجع لك من تاني وبكرة هفكرك لما تجي لي وأنت مذلول يا شريف.
إبتسمت علياء ساخرة حين نظر شريف إلى علياء بإبتسامة حب وأردف بصوت عاشق وعيون هائمة: يلا بينا يا حبيبي علشان ألحق أظبط نفسي قبل الهوا.
إبتسمت له بعيون عاشقة وهزت رأسها وأردفت بطاعة: يلا يا حبيبي.

إنسحبا من أمامها وتركاها تستشيط غضبا والحقد يتأكل من قلبها.
دلف لداخل مكتبه بصحبتها وتحدث بحب: قولي لي بقي إيه رأيك في مكتبي يا حضرة الباشمحمية، المرة إللي فاتت مشيتي وملحقتش أفرجك عليه.
نظر عليها وجدها حزينة والغيرة تتأكلها
إقترب عليها وأمسك يدها وقبلها بعيون ذائبه عشقا وتحدث: ممكن أعرف إيه اللي قلب مزاج حبيبي أوي كده؟

مطت شفتيها وتحدثت بحزن ظهر بعيناها: مش حباك تشتغل معاها في نفس المكان، شعور إنك معاها في نفس المكان وبتشوفها كل يوم بيقتلني يا شريف، ثم نظرت له بتساؤل: هو أنت ممكن تتنقل من الإذاعة دي؟
إبتسم لها بهدوء وتحدث: مع إني لسه منقول ليها من شهور قليلة بس طالما عالية الغالية طلبك يبقي علم وينفذ.
جحظت عيناها بسعادة وقفزت بمرح وتحدثت: بجد يا شريف إنت فعلا هتعمل كده علشاني؟

أجابها بسعادة وهو يري فرحتها داخل عيناها الجميلة: ومين عندي أغلي منك يا عالية علشان أعمل أي حاجة ترضيه وتسعده،
وأكمل بتعقل: بس أنا عاوزك تثقي فيا أكتر من كده يا حبيبي، إنت العالية في قلبي وملكيش زي وعيوني مبقتش بتشوف غيرك، يعني عاوزك تطمني على نفسك جوة قلبي فهماني يا عالية
إنتشئت بسعاده وأجابته بحب: فهماك يا قلب عالية.

إبتسم لها وقبل باطن يدها بهدوء وتحدث: يسلم لي حبيبي اللي دايما بيريح حبيبه ويسمع كلامه.

فجر اليوم التالي
بعد إنتهاء حفل عقد القران أخذ سليم عروسه الجميل يسرا وأوصلهما طارق إلى الأوتيل الذي إحتجز سليم به جناح ليقضي به ليلته الأولي مع حبيبته، أما باقي عائلته فقد ضلوا داخل فيلا رائف
كانت تخرج من داخل الحمام ترتدي ثوبا للنوم مريح، وجدت من يجلس فوق المقعد متشابك الأيدي وينظر أسفل قدميه، نظر عليها وأنتفض داخله وصرخ قلبه مطالبا إياه بالتحرك السريع لضمتها والعيش بهناء داخل أحضانها الحنون.

إرتجفت وتسمرت مكانها ثم أبتلعت لعأبها وتحاملت على حالها وأردفت بتساؤل حاد: خير يا سيادة العقيد، ياتري إيه المناسبة السعيدة اللي خلت جنابك تشرفني هنا؟
نظر لها ببرود مميت إصطنعه لحاله كي لا يضعف أمام هيئتها وأنوثتها المهلكة لرجولته
تحدث بنبرة ساخرة: هو ده مش جناحي مع الهانم مراتي بردوا ولا أنا توهت؟
أجابته بقوة وغيظ وهي تتذكرة يمسك بيد تلك الليالي بحب وتحدثت: بيتهيأ لي كدة إنك توهت يا باشا.

وأشارت بيدها قائلة: جناحك هناك عند ليالي مش هنا خالص، والوقت ياريت تتفضل علشان عاوزة أنام.
ضحك ساخرا وتحدث بنبرة تهديدية: طب إهدي كده وخدي لك ساتر علشان اليوم كان طويل ومرهق وما صدقت إنه خلص علشان أنام وأريح دماغي من صداع الموسيقي اللي فرتك دماغي، يعني تخليكي حلوة كده علشان مخرجش جناني وتعبي كله عليكي.

وأتجه إلى الأريكة وأمسك ملابس بيتية كان قد أخرجها من الخزانه قبل قليل وأشار لها بيده وتحدث أمرا: إتصلي بمني تطلع لي فنجان قهوة على ما أخرج من الحمام.
نظرت له بإستغراب وتحدثت بنبرة ساخرة: لا والله، مش عاوزني أغسل لك رجليك بالماية والملح بالمرة؟
أجابها بإقتضاب: خمس دقايق وأطلع ألاقي فنجان القهوة قدامي، إتحركي.

دلف إلى الحمام وتركها تستشيط غضبا، تحركت وطلبت له قهوته وبعد قليل خرج من الحمام يرتدي بنطالا مريحا فقط لا غير،
إبتلعت لعابها من هيئته المدمرة لإنوثتها، نظر إليها وجدها تبتلع لعابها فأبتسم بإنتشاء لهيئتها وبدأ بتناول قهوته بتلذذ
تحركت ووضعت على جسدها شالا كبيرا وكادت أن تتحرك خارج الغرفة أسرع إليها في اللحظات الأخيره وجذبها من يدها بشدة جعلها ترتطم بصدره في حركة أذابت إثنتيهم وأهلكت حصونهما.

نظر لشفتاها وأبتلع لعابه وبدأ صدره ينتفض ويعلو ويهبط من شدة إحتياجه لها،
وماكان حالها أفضل منه، كانت تنظر لعيناه بفاه مفتوحة مرتعشة وقلب يرتجف يريد الإرتماء داخل أحضانه ونسيان كل ما أحزنها منه تلك الفترة الماضية،
بقيا مدة على وضعهما هذا كلا منهما يحترق شوقا للأخر ولكن كبريائه يمنعه من إتخاذ الخطوة الأولي وينتظرها من الأخر.
إستجمعت قواها وتحركت بداخلها روح الأنثي المتمردة، نفضت يده من عليها وأبتعدت.

إغتاظ منها وتحمحم لينظف حنجرته وتسائل: ممكن أعرف الهانم خارجة على فين؟
إستجمعت قواها وتحدثت: هنام مع مروان في أوضته.
تحدث غاضبا: يا بنتي هو أنا مش قولت لك خدي لك ساتر وأبعدي عن غضبي الساعة دي؟
ربعت يداها وتحدثت بضيق: مش عاوزه أنام معاك في أوضة واحدة، إيه، هو بالعافيه؟

رد عليها بنبرة حادة: اللي يسمعك كده يقول إني هموت وأنام جنبك، لو إنت مش حابة تجمعنا أوضة واحدة فأحب أعرفك إني مش طايق حتى مجرد الفكرة، كل الحكاية إن البيت فيه ناس غريبة وماينفعش الهانم تبات لوحدها.
ردت بإقتضاب: - خلاص تبقي محلولة، هروح أنام في أوضة مروان.
رد بنبرة حادة غاضبة: ليه، شيفاني مش راجل قدامك علشان أسيبك تنامي في أوضة إبنك والبيت فيه رجالة غريبة؟

شبكت يدها وأبتسمت ساخرة: أولا البيت مفهوش غير الستات، الرجالة بايتين برة في الإستراحة وطارق وعمر بايتين معاهم، ثانيا باب الفيلا مقفول علينا ومفيش مخلوق يجرئ يدخل جوة
ثم نظرت له بإبتسامة ساخرة وأكملت: يعني بالإختصار كده ياريت تشوف لك حجة تانيه وتكون مقبولة بالنسبة لي.
تنهد بضيق وتحدث بغضب أخافها: خلي يومك يعدي ونامي يا مليكة، النهار قرب يطلع وقولت لك إني تعبان وعاوز أنام.

إنتفض داخلها من هيئته الغاضبة وتحركت نحو التخت وكادت أن تتمدد عليه إلا أنه ذهب إليها وجذبها بغضب من فوقه وتحرك بها إلى أريكته وأجلسها بعنف
وتحدث بعيون تشتعل غضبا حتى أنها أرتعبت من هيئته: أنا مش قولت لك قبل كده مشفكيش قاعدة على السرير ده تاني، إن شاء الله مش هترتاحي غير لما أولع لك فيه وفي الأوضة كلها وقريب أوي.
كادت أن تتحدث هدر بها أرعبها ونظر لها بغضب: نامي ومش عاوز أسمع صوتك تاني، مفهوم؟

إبتلعت لعابها وتحدثت بصوت منخفض: طب هروح أجيب المخدة بتاعتي.
صمت وتحركت هي وجلبت مخدتها ومخدة أخري وضعتها بينهما.
نظر لها وتحدث بإستقطاب: أحسن بردوا، وصدقيني لو كان فيه كنبة تانية كنت نمت عليها وسبتك تنبسطي لوحدك.
إغتاظت منه لكنها كانت سعيدة للغاية لغيرته الشديدة عليها، وأغلق هو الضوء وتسطح بجانبها مشبكا يداه ببعضها واضعا إياها تحت رأسه، وتنهد بتعب وحزن إلى ما وصلا إليه.

نعم يريد ترويضها ويريدها أن تستشعر خطأها الفادح بحقه وتأتي إليه معتذرة حتى لا يتكرر ما حدث بالسابق ويعيش معها مجددا بأمان ويذيقها من جديد من وابل عشقه وقبلاته
لكنه تعب وتعبت روحه وتألمت من إبتعادها عن أحضانه، حقا يكابر ويعاند حاله لكنه يموت ألما بكل لحظة يقضيها بعيدا عن أحضانها الحنون،.

إشتاقها حد الجنون، إشتاق عيناها ونظرتها الساحرة، إشتاق شفتاها وتذوق شهد عسلهما، إشتاق رائحة أنفاسها العطرة التي تشعرة بوجوده، إشتاق أن يضم بين يديه شعرها الحريري ويشتم رائحة عبيره، إشتاق مليكة، إشتاقها.
تنهد بألم ونظر عليها بطرف عيناه حتى لا تراه.
لم يكن حالها بأفضل منه فقد كانت تتسطح بجانبه بقلب مشتعل بالإشتياق.

حدثت حالها بحزن عميق: إقترب ياسيني، إقترب وضمني إليك، لقد إشتقتك رجلي الفريد، تعا وأسحبني لداخل أحضانك من جديد، صدقني لم أمانع فقط تعا وستري
قضي ليلتهما في تألم ونار الإشتياق تشعل داخلهما ولكنه العند لا غيره هو من أبعد بينهما.
تري من سيستسلم للأخر ويرفع الراية البيضاء معلنا عن إنتهاء حرب العشاق؟
أفاق من نومه قرب الظهيرة فقد جفاه النوم في حضرتها ورائحتها التي كان يشتاقها حد الجنون ولكنه بالنهاية وقع صريع النوم من شدة تعبه،.

نظر بجانبه متلهفا يتفحص وجودها تملكه الإحباط حين وجد مكانها فارغا، جلس وزفر بضيق وأرجع شعره للخلف بحركة غاضبة، أمسك وسادتها وأخذها داخل أحضانه وأشتم بها عبير حبيبته وهو مغمض العينان، ثم تحرك إلى الحمام أملا منه أن يجدها ويملي عيناه برؤياها ولكن أصابه الإحباط من جديد لعدم وجودها، توضأ وصلي فرض الله عليه ونزل الدرج للأسفل
إستمع لصوتها المرح مع صغارها يخرج من داخل المطبخ،.

سحبه قلبه إليها ودلف إلى المطبخ وجدها تبدو كشمس والنجوم حولها، تقف تصنع لصغارها وصغار باقي المنزل الوجبات المحببة إليهم.
وقفتا علية ومني سريعا بإحترام لتحيته
وتحدثت علية بإحترام: صباح الخير يا ياسين باشا.
إبتسم لها وتحدث بود: صباح النور يا علية، جري عليه مروان قابله بحب ورفعه لأعلي وثبته داخل أحضانه
فتحدث الصغير: صباح الخير يا بابي.
قبله ياسين وأردف بحنان: صباح الفل يا قلب بابي.

كانت سعيدة من داخلها لأجل طفليها وحالتهما النفسية التي إرتفعت عنان السماء بفضل مناداتهم لياسين بأبي وأيضا رعاية ياسين الغير متناهية لهما
نظر ياسين للصغير وتسائل: أمال أنس فين؟
أجابه مروان وهو مازال معلق داخل أحضانه: أنس بره في الجنينة مع نانا والضيوف.

كانت تقف حول المنضدة الموضوعة بمنتصف المطبخ تصنع المعجنات للصغار، لم تلتفت إليه حتى تشعره بأنها غير مبالية بتواجده، وجه حديثه إلى علية بتساؤل: الضيوف فطروا يا علية؟
أجابته بإحترام: الرجالة فطروا مع عز باشا وطارق بيه وخرجوا يشتروا شوية حاجات علشان يرجعوا ياخدوا الستات ويسافروا على القاهرة، وأكملت: والستات بيفطروا في الجنينة مع ثريا هانم ومنال هانم.
وأكملت علية بتساؤل: أحضر لحضرتك الفطار يا باشا؟

نظر على من أثارت حزنه لعدم إكتراثها لتواجده وتحدث: لا يا علية مليش نفس، لو بس تعملي لي فنجان قهوة يبقي كتر خيرك.
أجابته بإحترام: بس كده، من عنيا يا باشا.
نظر إلى سارة إبنة يسرا الماكثة بجوار مليكة تساعدها وتحدث بإهتمام: أخوكي فين يا سارة؟
أجابته بإحترام: في فيلا جدو عز بيعوم في البول مع حمزة وأمير.

وأكملت بإستحياء وترجي: خالو هو حضرتك متعرفش رقم للأوتيل إللي مامي نازلة فيه، أصلي كلمتها هي وأنكل سليم ولاقيت تليفوناتهم مقفولة وأنا حابة أطمن عليها؟
نطقت أخيرا وتحدثت للفتاة: أكيد لسه نايمة يا سارة وأول ماتصحي إن شاء الله هتكلمك علشان تطمن عليكي إنتي وياسر.

أجابها ياسين تأكيدا لحديثها: بالظبط زي ما طنط مليكة قالت لك يا حبيبتي، وأنا إن شاء الله على أخر اليوم لو هي ما كلمتكيش هحاول أوصل لها وأخليها تكلمك.
وتحرك حاملا الصغير للخارج
أما هي فنظرت على أثرة وتنهدت بألم ثم نظرت إلى علية التي أشرعت لعمل قهوة ياسين فتحركت إليها وتحدثت: سبي لي القهوة يا دادة أنا هعملها.

إبتسمت علية لها ونظرت مني وأبتسمت هي الأخري بتخابث على ذلك التصرف الذي حتما سيرضي سيدها عندما تخبره به
وبعد قليل أخرجت له مني القهوة وهو يجلس داخل الإستراحة وحيدا فتقدمت وهي تحمل له حاملا فوقه قدح من القهوة ومعه بعض المعجنات الساخنة التي صنعتها مليكة بأيديها، وأبتسمت مني وتحدثت: الست مليكة هي اللي عملت لك القهوة بنفسها وكمان حطت لك البيتزا والكوكيز ده معاها.

وأكملت بثرثرة: قولت لها بس الباشا مش حابب ياكل حاجة مع القهوة، ردت وقالت لي إسمعي الكلام وطلعيهم، الباشا ماينفعش يشرب قهوتة على معدة فاضية، وأكملت بإبتسامة: والنبي الست مليكة بتحبك أوي يا باشا.
إنتفض داخله بسعادة من إهتمام تلك العنيدة به وبصحته حتى وهي غاضبة منه
ثم تحدث ببرود رسمه على وجهه أمام تلك المني: حطي القهوة وأرجعي على المطبخ وخلي بالك من كل حاجة بتحصل حواليكي.

أمائت له بإيجابية وأنصرفت وبدأ هو بتناول وحدات الكوكيز بتلذذ.

عند سليم ويسرا داخل الأوتيل
كانت تجلس داخل أحضانه الحانية يداعب بيده خصلات شعرها بحنان
ثم رفع وجهها إليه ووضع قبلة طويلة متلهفة فوق شفتاها قابلتها هي بترحاب شديد.
ثم نظر إليها بحب وتحدث بعيون هائمة: مبروك يا حبيبتي، مبروك يا أحلى وأجمل وأرق عروسة في الدنيا كلها.

وضعت رأسها على كتفه ولفت ذراعها حول عنقه وتحدثت بحنان وهي تضع قبلة حنون فوق عنقه: الله يبارك فيك يا حبيبي، وتنهدت بهيام وأكملت: إنت حنين أوي يا سليم، ربنا يخليك ليا.
شدد من إحتضانها وأجابها بحنان: وييجي إيه حناني في حنان حضنك ونظرة عيونك يا يسرا، أنا حاسس إنك عوض ربنا إللي كان شايلهولي علشان يكافئني على وقفتي مع المرحومة مراتي في مرضها.
وضعت يدها على وجنته وقبلته وتحدثت بحنان: الله يرحمها يا حبيبي،.

ثم أكملت بحب: اللي أنا متأكدة منه يا سليم إن ربنا جعل كل واحد مننا عوض للتاني على كل اللي شافه وعاناه في حياته.
ثم إنتفضت وأكملت بتذكر: يا خبر شفت حبك عمل فيا إيه يا سليم، أديني نسيت أتصل بسارة وياسر وأطمن عليهم،
ثم نظرت له بهيام وأردفت: عيونك توهتني ونستني روحي يا سليم.
إبتسم لها بسعادة وقبلها برقة ثم أبتعد وتحدث وهو يمسك هاتفها: أفتحي فونك وتعالي نكلمهم مع بعض وبعدها أكلم ماما وأطمن عليها هي وعلي.

وبالفعل إتصلا كل منهما وأطمئن على أطفالهما سويا.
قضت يسرا بعض الأيام داخل الأوتيل وبعدها أخذت أطفالها وطفل سليم وسافروا جميعا إلى أسوان للإستقرار هناك حيث مكان عمل زوجها الحنون.

بعد مرور بعض الأيام
طلبت ثريا من ياسين الإذن إلى مليكة لتذهب بصحبة جيجي إلى النادي الإجتماعي للترويح عن نفسها ولو قليلا
وافقها وبعث معهما السائق بسيارة الأسرة
كانت تتحرك برشاقة وهي تمارس لعبة التنس مع مدربها الذي عادت إليه بعد غياب دام أكثر من عامان، للتدريب من جديد على يده،
كانت تتحرك سريعا ورفعت يدها لأعلي لتستعد لتلقي الطابة بمضربها وفجأة وجدت مدربها توقف عن رمي الطابة وهو ينظر خلفها بتركيز،.

وفجأة وجدت من يمسك بمعصمها المتواجد به المضرب، إنتفضت بهلع ونظرت خلفها سريعا وجدته بطلته المهلكة لكيانها ينظر لها بابتسامة إستفزازية وتحدث بصوت خفيض: بيتهيأ لي أنا ما أديتش الإذن للهانم علشان تيجي وتقف تتنطت قدام راجل غريب بالشكل المبتذل ده.
نظرت له بإستنكار وأجابته بنبرة ساخرة: معلش يا سيادة العقيد، أصلي نسيت أسجل في طلب العريضة إني هتمرن.

نظر المدرب وتحدث إحتراما لياسين: أهلا يا سيادة العقيد نورت المكان.
إبتسم له بسماجة وأجابه بنبرة باردة: أهلا، فأكمل المدرب بعفوية: إ يه يا مليكة مش هنكمل الماتش؟
كادت أن تتحدث لكنه أمسك المضرب منها ولف معصمه حول خصرها بتملك تحت إستغرابها وتحدث هو بإبتسامة سمجة: لا والله يا كابتن مدام مليكة إعتزلت التنس خلاص،.

وأكمل ساخرا: ياريت بقا تلحق تشوف لك بديل بسرعة قبل الأولمبياد ما يبدأ علشان متخسرش الذهبية إللي كانت مؤكدة.
نظرت له بضيق وتحدثت بصوت خفيض لا يسمعه غيرة: كفاية علينا ذهبية سيادتك اللي تستحقها وبجدارة في البرود وإستفزاز البشر.
نظر المدرب موجها تسائله إلى مليكة بطريقة إستفزازية لياسين: حقيقي الكلام ده يا مليكة، مش هتكملي تدريب بجد؟

هدر به بنبرة صوت مرعبة: هو السمع عندك إيه يا حضرة إنت، ما أنا لسه قايل لك إن خلاص إعتزلنا ده أولا،
ثانيا بقي يا محترم إسمها مدام مليكة المغربي وعلى فكرة أنا مبحبش أعيد كلامي لإني لما بتضر أعيده للأسف بزعل، وأنا زعلي بيبقي غبي ووحش أوي ربنا يكفيك شره
وأكمل بنبرة تهديدية: مفهوم ولا أعيد كلامي؟
إبتلع المدرب لعابه من هيئة ياسين المرعبة وتحدث بإحترام: مفهوم يا باشا بعد إذن سعادتك.

وأنصرف هاربا من أمام ذلك الوحش الكاسر.
أما هي ففد نفضت يدة من على خصرها بغضب وتحدثت: ممكن بقي أفهم إيه اللي سيادتك عملته ده؟
يعني إيه تمنعني إني أتمرن؟
أجابها بحدة وغضب: وهو علشان سيادتك تتدربي تقعدي تتنطتي وتهزي جسمك قدام المهزء ده؟

وأكمل بحدة ونبرة امرة: ومن النهاردة مفيش زفت تمرين تنس تاني وأقصي حاجة مسموح لك بيها هنا هي إنك تتمشي في ممشي السيدات أو تدخلي جيم السيدات غير كده تتقي شري وتاخدي لك ساتر بعيد عن غضبي إللي إنتي مش قده اليومين دول، مفهوم يا مدام؟
وأكمل مستفزا إياها: ولا تحبي أعيد كلامي؟
نظرت له بغضب ودقت بأرجلها فوق الأرض وتحركت
أوقفها بحدة: على فين يا هانم؟

أجابته بإبتسامة مستفزة: رايحة أغير هدومي ولا يكونش ده كمان ممنوع؟
ثم تحركت تحت إبتسامته من تصرفها وحالة الغضب التي وصلت إليها بفضله،
تحركت ودلفت لحجرة تبديل الملابس أما هو فذهب وجلس بإنتظارها بجوار جيجي وبدأ يحتسيان مشروبا باردا سويا.

وقد علم ياسين مسبقا من المراقب الذي وضعه لمراقبة وحماية تلك العنيدة أنها إرتدت الملابس الخاصة بلعبة التنس كي تستعد للتدريب مع مدربها، جن جنونه وترك ما بيده من عمل وأتي إليها مسرعا لينقض عليها بغضب
وبالفعل أبدلت ثيابها وخرجت وكادت أن تذهب إليهما وجدت سالي بوجهها تربع يداها وتنظر لها بحقد وغل وبدون مقدمات تحدثت: من أول ما شفتك وأنا ما أرتحتلكيش أبدا وشفت جوه عنيكي حقيقتك إللي بتحاولي تداريها عن الكل.

إبتسمت مليكة وتسائلت بنبرة ساخرة: وياتري بقي إيه هي حقيقتي اللي حضرة العبقرية سالي هانم إكتشفتها؟
أجابتها بغل: حقيقه بشعة لواحدة قلبها إسود مليان بالحقد والغل، واحدة ما بتطقش تشوف إتنين بيحبوا بعض وهي أرملة وحيدة باباها لزقها بالعافية لياسين المغربي علشان تستفاد من منصبه وتاخد لها قرشين من وراه هو كمان.

وأكملت بغل: هو أنا مش قولت لك ماتحاوليش تتدخلي في علاقتي بشريف، غبائك وحقدك خلاكي ما تطتيقيش تشوفيه بيحبني وبيسمع كلامي روحتي جبتي له قريبة الحيزبونة حماتك ولعبتوا عليه
واسترسلت بتعالي وغرور: - وخلتيه يسيبني أناااااا، علشان واحدة متجيش صفر على الشمال في جمالي وثقافتي وشياكتي.

إبتسمت مليكة وأجابتها ساخرة: مسكينة يا سالي، صدقيني إنتي صعبانة عليا، وعلى العموم أنا عمري ما اتمنيت لك غير كل خير، بعد إذنك.
كادت أن تتحرك إلا أنها وجدت سالي تسحبها من يدها بعنف وهي تتحدث بغضب وغل: رايحة فين يا حلوة إنتي فاكرة نفسك هتمشي كده من قدامي قبل ما أخلص الكلام اللي لازم تسمعيه.
نفضت يدها من عليها بغضب وتحدثت بقوة: إوعي إيدك، إيه الطريقة الهمجية بتاعتك دي؟

أمسكتها سالي من جديد وهزتها بعنف وهي تتحدث بغل: الهمجية دي لسه هتشوفيها دلوقتي حالا.
لم تكمل جملتها حتى صرخت بألم حين تم إلتواء ذراعها وراء ظهرها وشعرت بألم لم يضاهيه ألم
صرخت ونظرت له وتحدثت بعيون مترجية: سيب إيدي يا سيادة العقيد، إيدي هتتكسر.

أجابها وهو يجز على أسنانه بنبرة حادة وهو يلوي لها ذراعها بحرفية أكثر ويؤلمها أكثر: ما هي لازم تتكسر ياروح أمك علشان مفكرتيش قبل ما تمديها وتلمسي بيها تاج راسك.
أسرعت جيجي إلى مليكة وهي تتفحصها بإطمئنان: مليكة إنتي كويسة؟
هزت رأسها سريعا بإيجاب وهي تنظر إلى عاشق عيناها بإنتشاء وهو يفترس من حاولت مجرد لمسها، تأكدت أنه حقا رجلها وحماها وسندها الأول والأخير بعد ربها.

تحركت إليه وحدثته بهدوء: سيبها لو سمحت يا ياسين خليها تروح لحالها.
أجابها بحدة: أسيب مين! دي واحدة ناقصة تربية وأنا نويت أكملها لها.
جاء رجال الأمن الخاص بالنادي وتحدث ياسين بحدة وهو يلقي بسالي بشدة لتقع بعنف فوق الأرض: البت دي تتسلم حالا للقسم التابع للمنطقة وتلبس محضر تعدي وقذف وسب محترم، مفهوم.

جاء على الفور المدير المسؤؤل عن إدارة النادي وتحدث مهدء ياسين: إهدي يا باشا وكل إللي حضرتك تؤمر بيه هيحصل
نظر له ياسين وصاح بغضب: إبقوا إستنضفوا الأعضاء بعد كده مش كل من هب ودب ودفع قرشين تدولوا العضوية؟
أجابه المدير خجلا: إحنا أسفين يا أفندم على إللي حصل.
وجهت سالي حديثها إلى ياسين بدموع: من فضلك يا ياسين بيه، حضرتك كده هتضيع مستقبلي.

نظر لها بإحتقار وأجابها: إنتي اللي بغبائك ضيعتيه يوم مافكرتي تلمسي إيد حرم ياسين المغربي
ثم إقترب من مليكته ولف ذراعه وأحاط به كتفها بعناية في تصرف يوحي إلى ملكيته لها.
نظرت سالي إلى مليكة بإستعطاف ودموع وهي مكبلة من أمن النادي: خليه يسبني يا مدام مليكة أرجوكي، صدقيني مكنتش أقصد أأذيكي أنا كنت مقهورة إن شريف سابني وكنت محتجاكي تسمعيني، كنت بمسك إيدك علشان تقفي وتديني فرصة تسمعيني فيها مش أكتر.

نظرت لها بحيرة ثم حولت بصرها إليه فنظر لها بحسم ووجه حديثه إلى مدير النادي: إتفضل حولها لي على القسم حالا وأنا هعمل تليفوناتي وأتابع الموضوع بنفسي.
أجابه المدير بطاعة وتحرك وهو مازال يحتويها تحت ذراعه تحت صياح سالي وعويلها وأستنجادها بمليكة
إستقلت معه سيارته ونظرت إليه وتسائلت: هي كده ممكن تتأذي؟
أجابها ساخرا وهو يشغل مقود السيارة وينطلق: لا طبعا، إحنا هناخدها جولة نفسحها فيها ونرجعها تاني.

تحدثت بحنق من سخريته: يااااسين.
نظر لها بحنان فقد إشتاق حقا نطقها لإسمه تنهد وأجابها: هتاخد لها من سنة لتلات سنين حبس على الأقل علشان دي جنحة سب وقذف وتعدي
تحدثت بأسي ظهر بصوتها: أيوة بس دي كده مستقبلها ممكن يضيع، حرام بجد دي كده لما تخرج مش هتلاقي محطة ترضي تشغلها،
ثم نظرت له وتسائلت: هو أنا لو قولت لك إني حابة أتنازل هتوافق؟

إستشاط غضبا وأشتعل داخله وأجابها بنبرة حادة: مش هيحصل طبعا يا هانم لأن ببساطة الموضوع يخصني قبل ما يخص سعادتك.
ثم نظر لها بضيق وتحدث بحديث ذات مغزي: كريمة أوي سيادتك وبتسامحي في الإساءة واللي بيسيئوا إليكي
وأكمل بوجع ظهر بصوته لم يستطع مداراته: إلا قولي لي يا مدام، هو السماح عندك بيكون للكل بلا إستثناء ولا للناس اللي ليهم قيمة عندك وبس؟

تألم داخلها وتمنت لو لديها الجرأة لتتجنب كرامتها وترمي بحالها داخل أحضانه لتخبره أنه أغلي الغوالي لديها ولكنه الكبرياء لعنة الله عليه.
تنهدت وسحبت بصرها عنه وتألم هو وشعر بالمهانة والكسرة، نظر أمامه وقاد بحدة حتى أوصلها أمام منزلها وتوقف بالسيارة دون نطقه بأية كلمة.
ترجلت ودلفت لداخل الفيلا وأنطلق هو مجددا بسيارته خارج الحي حتى يهدئ من روعه المشتعل.

عاد ليلا من جلسة خاصة بالعمل وكاد أن يدلف لداخل منزله أوقفه رجل الأمن متحدثا بإحترام: ياسين باشا مدام مليكة خرجت للبحر مع أنس وبعت وراها حسن يقف يحميها من بعيد.
تنهد بتعب وأماء رأسه وذهب إليها وجد حسن يقف بعيدا أشار له بأن يذهب.
وتحرك بهدوء ووقف بجانب تلك الحزينة المحتضنة صغيرها بدموعها الصامتة رأه الصغير فانتفض بسعادة ملقيا حاله داخل أحضانه: بابي حبيبي.

نظرت سريعا إليه بعيون متشوقة سحب الصغير من بين أحضانها وأحتضنه برعاية
ثم وجه حديثه إليها بهدوء: إيه إللي مخرجك بالليل كده لوحدك؟
أجابته بهدوء: كنت مخنوقة ومحتاجة أشم شوية هوا.
تنهد بألم وأجابها: طب يلا علشان فيه نسمة هوا باردة والولد كده ممكن يبرد.
نظرت إليه بتألم وأجابته بلوم: لو خايف على الولد من البرد خده وروح.

نظر أمامه وصمت كانت تنتظر منه إجابة، كانت تنتظر سماع أنها أيضا غاليته وأنها أيضا محط إهتمامه لكنه فضل الصمت
وقفا بجانب بعضهما ومر الوقت ثم تحدث الصغير إليه ببرائة: بابي هي مامي ليه بتعيط؟
أجابه ساخرا: علشان الستات بيعشقوا النكد زي عنيهم يا حبيبي.
ثم نظر لها وتحدث بحنان: يلا كفاية كده هتبردي.
ردت عليه بتساؤل: خايف عليا أوي؟

تنهد بإستسلام فتحركت وتحرك بجانبها بصمت تام حتى وصلا لباب الفيلا، مدت يدها لتأخذ عنه صغيرها وتلامست الأيادي وشعرا كل منهما بشرارة ساخنة من مجرد لمسة يد،
نظر لها داخل عيناها بإشتياق بادلته بدعوة للدلوف معها، أربكته تلك النظرة لكنه يريدها صريحة لا بالعيون.

حدثته عيونها، لما لا تأتي وتغمرني بأحضانك، فلقد كرهت الإنتظار وأشتقت ريانك، لم أعد أستطع الصمود أكثر، تعا ياسيني وسوف أصدقك وعدا، ستري من عشقي ما ينسيك كل ألامك.
تحاشي نظراتها وتحدث بنبرة جادة: تصبحي على خير
قال كلمته وأنصرف ودلفت هي بقلب مكسور حزين.

دلفت للداخل وجدت ثريا تجلس في بهو المنزل بإنتظارها ألقت عليها السلام ردته ثريا بترحاب
وذهب الصغير وجلس بأحضان جدته الحنون
وتحدث بتلقائية: تعرفي مين جالنا على الشط يا نانا؟
نظرت له وتسائلت: مين يا قلبي؟
أجابها بإنتشاء وسعادة: بابي وأخدني في حضنه ووصلنا لبرة وروح عند أيسل.
نظرت إلى مليكة وجدتها تنظر بشرود أمامها وعيونها مهمومة.

تحدثت لتخرجها من ما هي به: يسرا والولاد بيسلموا عليكي، لسه قافلة معاهم حالا.
نظرت لها بأمل وتسائلت: وهي عامله إيه يا ماما؟
إبتسمت وأجابتها: الحمدلله باين من صوتها إنها مبسوطة أوي.
ردت مليكه بإبتسامة حانية: يسرا حد جميل أوي وتستاهل كل خير، ربنا يسعدها ويعوضها خير عن كل إللي فات.
نظرت لها وتألم داخلها على ما أوت إليه تلك المسكينة بفضلها.

تنهدت وأردفت: كلميه وأعتذري له يا بنتي، ياسين راجل وكرامته وعزة نفسه مانعينه إنه يبدأ بالخطوة الأولي، مستكتر اللي حصله منك وزعلان وده حقه، كلميه وصفوا اللي بينكم، مش عيب يا بنتي إن الست تكلم جوزها وتعتذر له طالما هي إللي بدأت بالغلط.
أجابتها بألم: ما أنا روحت له وأعتذرت له وطردني يا ماما، ما أقدرش أرخص نفسي معاه أكتر من كده، أنا كمان عندي كرامة ومن حق نفسي عليا إني أصونها وأغليها.

ردت ثريا بحكمة: مفيش كرامة بين الراجل ومراته يا مليكة
وأكملت لتشجعها: تعرفي يا مليكة إني لما فكرت لقيت إن من مصلحة مروان وأنس إن يكون ليهم أخ من ياسين.
نظرت لها بإستغراب وحيرة،.

فاسترسلت ثريا حديثها: صدقيني زي ما بقولك كده، مروان وأنس لما يكون لهم أخ من ياسين ده هيقوي وضعهم أكتر وهيزود العلاقة بين ياسين والولاد ويربطه بيهم أكتر، وقتها هيكونوا أخوات إبنه أو بنته فبالتالي هيكون أهميتهم من أهمية ولاده بالفعل مش بالكلام.
أجابتها مليكة مفسرة: بس ياسين بيحب الولاد وبيعتبرهم أولاده فعلا مش بس بالكلام يا ماما.

ردت عليها بحكمة: عارفة يا بنتي، لكن صدقيني العلاقة كده هتكون أقوي بكتير وخصوصا إن ياسين عاوز وحابب ده
نظرت لثريا وجدت نظرات تشجيع فتحدثت هي بأسي: ربنا يعمل إللي فيه الخير يا ماما.
وقفت وقبلت صغيرها الغافي بأحضان ثريا وحملته قائلة: هدخل لك أنس على السرير علشان مايتعبش رجليكي.

وبالفعل أدخلته وأتت إلى ثريا وجلست بجوارها وأمسكت بكتاب الله وبدأ إثنتيهم بتلاوة أيات الله المحكمات حتى تزيل عنهما ما أصابهما من حزن وهم مؤخرا.

بعد مرور حوالي إسبوعان.
كانت تجلس وحيدة بغرفتها متألمة على ما أصابها من حزن منذ إبتعاده عنها،
فهو مؤخرا بدأ بتجنبها كليا يبدوا وكأنه أعاد إستراتيجية عقابها بالبعاد الكلي حتى تهرول له حين تشتاقه، لكنه العند والكبرياء الذي دخل واستوطن قلب كل منهما هو من منعها ومنعه
خرجت إلى الشرفة تنظر إلى شرفة غرفته علها تراه وتهدئ لوعة إشتياقها له تنهدت بألم حين وجدت شرفته خالية.

رفعت رأسها للأعلي وأغمضت عيناها و تنفست هواء البحر بإنتشاء تألمت وهي تتذكر كل جلساتهما معا بتلك الشرفة، إستمتاعهما سويا وهما يتناولان مشروب القهوة على أنغام فيروز الهادئة، والنظر داخل أعين بعضهما بغرام وهيام.
ضغطت زر هاتفها وطلبت من مني قدحا من القهوة عله يذكرها به وأشعلت جهاز الموسيقي على غنوة لفيروز صباح ومسا شي ما بينتسي تركت الحب أخدت الأسي،.

بدأت بإرتشاف قهوتها وإستماع غنوتها وهي تتذكره، تتذكر عيناه الساحرة وهو ينظر لها بهيام، تذكرت لمسة يده الحنون ليدها، تذكرت حديثهما معا طيلة الليل، حديثه الذي يختصها به هي لا غيرها حديث العشاق
حديث عشق الياسين لمليكته
تنهدت بألم ورفعت رأسها من جديد مغمضة العينان وهي تستنشق هواء البحر ونزلت دموعها حين غلبها الشوق له.

دلفت للداخل بقلب يتمزق إشتياقا أمسكت هاتفها نظرت إلى نقش حروف إسمه وكادت أن تضغط عليه لكنها تراجعت بأخر لحظة
ذهبت إلى خزينتها فتحت صندوق مقتنياتها الثمينة وأخرجت منه صورها معه داخل لندن.
أخذتهم وذهبت بهم إلى أريكته جلست فوقها وهي تتحسسها بيدها ثم أمسكت وسادته وأشتمتها بعيون مغمضة وقلب عاشق مشتاق،.

أفتحت عيناها من جديد وأمسكت الصور وهي تتفقدها بدموع الألم، تذكرت ذلك اليوم الأشبه بحلم جميل حين أرتدت له ثوب عرسها وكم الاحاسيس والمشاعر التي إجتاحت روحها في ذلك اليوم.
تنهدت بألم ودموع وضلت على حالتها تلك حتى غفت وسط دموعها وهي حاضنة وسادته.

أما عن ليالي
بعد تفكير عميق ومداولات لها مع منال وافقت على إرتدائها الحجاب وذلك لإرضاء ياسين وشبه إقتناع أن ذلك هو الصحيح، حتى أن منال إتخذت هي الأخري تلك الخطوة بعد رفضها الفكرة لسنوات عديدة لكنها أقتنعت وذلك التصرف أسعد ياسين كثيرا وبالفعل إرتدا إثنتيهما الحجاب وصعد ياسين إلى غرفة ليالي بعد عقاب دام أكثر من شهران منذ ذلك اليوم المشؤؤم بالنسبة للجميع.

كانت تجلس بجواره فوق التخت وهو يقرأ كتابا بيدة ومنشغلا عنها به فتحدثت: إنت ليه حبيتها هي ومحبتنيش يا ياسين؟
أخرجه سؤالها من تركيزه في القراءة وإلتفت إليها
ثم أكملت هي بحزن: إيه إللي لاقيته عندها يخليك تحبها ويخليها غالية عليك لدرجة إنك حتى وإنت غضبان منها تروح لنرمين وتجبرها تيجي تعتذر لها قدام الكل؟
نظر لها ثم تنهد وسألها بهدوء: نرمين هي اللي قالت لك؟

هزت رأسها بإيجاب وتحدثت: أيوة نرمين، ثم أكملت بعتاب: إيه اللي أدتهولك يخليك تعمل علشانها إللي عمرك ما عملته علشاني؟
نظر لها بإستغراب وتسائل: وأنا أمتي سمحت لأي حد إنه يهينك يا ليالي؟
وأكمل مفسرا: أنا عمري في حياتي ماسمحت لمخلوق على وجه الأرض إنه يهينك أو حتى يمسك بكلمة، إنتي مراتي وهي كمان مراتي وكرامتكم إنتوا الإتنين من كرامتي ولا يمكن أسمح لحد يجرح شعوركم أو يقلل منكم وأنا موجود.

أجابته بحزن: بس إنت حبيتها يا ياسين، أنا شفت حبك ليها جوة عيونك، شفت نظرة عمري في حياتي ما شفتها في عيونك وإنت بتبص لي،
وأكملت بغضب: شفت ألم وكسرة وغضب راجل كان هيموت ويبقي له طفل من واحدة بكل جبروت منعته الحق ده، حتى بعد كل اللي عملته فيك وبعد ما قتلت إبنك علشان ميبقاش فيه حاجة تربط بينك وبينها متخليتش عنها
وتحدثت برجاء: علشان خاطري طلقها يا ياسين، طلقها وخلينا نعيش مرتاحين زي زمان.

أجابها بنبرة هادئة وباردة: ما تغالطيش نفسك وتخدعيها يا ليالي، إحنا بيها أو من غيرها عمرنا ما كنا مرتاحين، أنا قضيت عمري كله معاكي في نكد ومشاكل
وأكمل بتعقل: مليكة مراتي وزيها زيك بالظبط حاولي تتقبلي الوضع علشان نعيش كلنا مرتاحين
تحدثت برفض وأستنكار: متقولش زيها زيي، أنا أم ولادك أنا عمري ما خدعتك زيها وروحت قتلت حتة منك ومن وراك علشان محدش يعرف بعلاقتنا.

إبتسم لها ساخرا وتحدث: إذا كانت هي زي ما بتقولي قتلت حتة مني ومن ورايا فاأنتي عرضتيني أنا شخصيا للخطر وبردوا من ورايا ويمكن لو ما أخدتش بالي في الوقت المناسب كنت موت وكنتي هتكوني إنت السبب، متحاوليش تبرئي نفسك وتطلعيها هي الشيطان،
وأكمل مفسرا بنبرة حادة: ده غير إن الموضوع مش زي ما ذكرتيه إطلاقا وإنت عارفة ده كويس أوي،.

وأكمل بحزن مدافعا عنها: مليكة حبتني وخافت عليا لدرجة إنها عرضت نفسها للخطر علشان متجرحنيش، راحت تجهض نفسها مع إن كان ممكن يجري لها حاجة ومكونش أنا معاها علشان متجرحش مشاعري لو عرفت إنها كانت بتاخد مانع للحمل،
وأكمل مبررا تصرفها: وده مش لإنها مش حابة تخلف مني لاء، مليكة خافت من ملامة الكل ليها وكلامكم واللي بالفعل حصل من نرمين ومنكم كلكم.
نظرت له وتسائلت: هو أنت بتفكر ترجع لها تاني يا ياسين؟

تنهد وألقي برأسه للخلف
تنهدت وتيقنت من عشقه لها ومن إنتوائه إرجاعها لحياته من جديد، فحاولت تناسي الموضوع كي لا تحزن داخلها وأيضا لإيجاد طريقة لتسعد بها حالها وتحدثت بجدية: ياسين، أنا كنت حابة أسافر لبنان مع ماما وداليدا علشان بجد محتاجة زيارة ضرورية للدكتور.
نظر لها بتيهة وأستغراب لتحولها السريع وتنهد مستسلما لطباع تلك العجيبة وحبها الشديد لذاتها ولمظهرها أمام الجميع.

تحدث إليها برفض مبرر: مش هينفع تسافري يا ليالي، ولادك داخلين على إمتحانات The finale ولازم تكوني جنبهم علشان عقلهم مايتشتتش،
وأكمل بتعقل: ولو الموضوع ضروري بالنسبة لك فيه مراكز تجميل كويسة كتير هنا في إسكندرية، إتفضلي إبحثي عن أفضل مركز وأحجزي فيه وأنا هحول لك الفلوس إللي محتجاها، لكن سفر بعد كده مش هيحصل.
أردفت بضيق وغضب: بس إنت وعدتني إنك هتسمح لي بكل إللي منعته عني يا ياسين؟

أجابها بنبرة صوت جادة: راجعت نفسي ولقيت إن كان فيه حاجات بسمح بيها مينفعش تتكرر تاني ومنها سفرك للبنان لوحدك.
أجابته بإعتراض: بس أنا مابسافرش لوحدي يا ياسين، ماما وأختي دايما بيكونوا معايا.
أجابها بإقتضاب: ده أخر كلام عندي وياريت بقي تبطلي شغل المظاهر الكدابة بتاعتك دي،.

وأكمل بذكاء: إنتي مش عاوزة تسافري علشان الدكتور اللي هناك شاطر وملوش زي، لا يا هانم إنتي عاوزة تقعدي في النادي تتكلمي وتتباهي قدام شوية الستات التافهة اللي سيادتك مصحباهم وتقولي إنك روحتي لبنان عند الدكتور الفلاني وعملتي شوبينج من المكان العلاني
وأكمل بتعقل: إكبري وأعقلي بقا وبلاش السطحية إللي إنت فيها دي، دي بنتك ماشاء الله بقت طولك وإنت لسه بعقلية بنت ال 19 سنة.

زفرت بضيق وأستسلمت لأمرها من جديد وتحدثت: خلاص يا ياسين، هدخل أعمل Search دلوقتي وأعرف الأسعار وأقول لك تحولي إللي هحتاجه.
أماء لها بإيجاب وتحدث بإقتضاب: تمام، ممكن بقي تسبيني أكمل قراءة الكتاب؟

كان عز يجلس داخل حديقته بجوار حمزة وأمير أتت إليه منال وبجانبها العاملة التي تمسك بيدها حاملا عليه قدحان من القهوة وأشارت للعاملة أن تضع ما بيدها وتنصرف.
نظرت إلى عز بابتسامة قائلة: لقيتك قاعد لوحدك قولت أجي أشرب قهوتي معاك.
إبتسم لها بحنان وتحدث: فنجان القهوة جه في وقته فعلا.
ناولته إياه بابتسامة مردفة: إتفضل.
تناوله منها بإبتسامة شكر قائلا: تسلم إيدك يا حبيبتي.

ثم أكمل بإعجاب: مبسوط أوي بالتغيير إللي حصل لك مؤخرا يا منال، شايف علاقتك بقت شاملة وكويسة مع الكل، عاجبني كمان سؤالك على مليكة وإنك بدأتي ترجعي معاها زي الأول، كمان علاقتك بياسين اللي واضح إنها أخدت منحني تاني خالص كان نفسي أشوفه من زمان.
إبتسمت له برضا وأردفت: عملت إللي كان لازم أعمله من زمان يا عز،.

وأكملت بحكمة: أنا كبرت يا عز وفهمت ولازم أساعدك في إننا نحافظ على بيتنا وولادنا، تخيل إني بعد العمر ده كله أكتشف إني كنت بأذي إبني وأني كنت سبب رئيسي في تدمير علاقته بمراته،
وأكملت بحزن ظهر بعيناها: وأنا اللي كنت طول الوقت فاكرة إني بكده بحافظ له على بيته وولاده
ربت عز على يدها وتحدث: مش عيب إننا نكتشف أغلاطنا ونحاول نصلحها يا منال، العيب إننا بعد ما نكتشفها نفضل مكملين فيها بعند ومكابرة.

أجابته: أنا بحاول أصلح إللي بوظته مع ياسين وليالي، بحاول أفهمها إنها لازم تقرب وتهتم بأولادها أكتر من كده قبل فوات الأوان،
كمان بحاول أخليها تتقبل فكرة وجود مليكة في حياتها هي وياسين.

وأكملت وهي تنظر له: تعرف يا عز على قد ما أنا زعلانة علشان ليالي لكن في نفس الوقت مبسوطة جدا علشان ياسين، مبسوطة إنه أخيرا لقي الحب اللي يستاهله لكن زعلانة على حزنه اللي ملي عيونه وملامحه من وقت ما بعد عنها، وبجد نفسي يبطل عند ويرجع لها علشان يرتاح ويريحها معاه.
أجابها بهدوء: متقلقيش، مهما طال البعد وزاد العند والمكابرة قلوبهم وأشتياقهم لبعض في الأخر هيرجعوهم، المسألة مسألة وقت مش أكتر.

إبتسمت له وأكملا باقي حديثهما معا.

بعد مرور أكثر من شهر
كان يتحرك على شاطئ البحر ليلا لعله يهدئ من روع قلبه المشتعل بالإشتياق نعم فقد وصل ذروة إشتياقه لها ولكنه الكبرباء لا غير من يبعده،
تنفس بتألم وزفر بضيق وحدث حاله، ياالله لقد تعبت وهرمت روحي فلتساعدني وتهديها لي، ردها لي يا الله فلم أعد أستطع ألم الفراق أكثر،
أااااأه مليكة.

لما لا تشعرين بقلب المشتاق، لقد هرمت من طيلة الإنتظار، من أين لك تلك القوة والجفاء، من أين لك كل ذاك العناد، لما لا تأتي لي وتنهي عذابي وتمزق روحي،.

وأكمل بتألم: لا تفسري إبتعادي عنكي غرورا مليكتي، أردت فقط إبدائك الخطوة الأولي لأشعر بمدي غلاوتي، فأنا أتخذت جميع الخطوات سابقا، أردت التأكد ما إن كنت عندك غاليا، أم أن بعدي أو إقترابي عندك سواسيا، لكن كفي بالبعد عني حبيبتي، فحتي وإن لم أكن بالقدر عندك غاليا، فلتعلمين أنك عندي أغلي من الروح والوجدان
سأتيكي غاليتي فقلبي لم يعد يحتمل البعد والهجران
لم أعد أحتمل إبتعادك أكثر،.

مزقني الفراق وشتت داخلي وأصبحت هشا، عودي لأحضاني مليكتي فلقد هرم داخلي وما عاد فيا الإحتمال أكثر، وإن لم تعودي سأضطر أتنازل عن كرامتي وهنا
تحرك وإنتوي الرجوع إليها فقد تعب وتعبت روحه دلف لداخل الفيلا وجد عمته تجلس في وسط البهو تمسك بمسبحة يدها تسبح بها لله الواحد الأحد، ألقي عليها السلام وقبل يدها وجلس بجانبها،
تحدث مستفسرا: أمال فين أنس يا ماما؟
أجابته: نايم من بدري.
أكمل هو بهدوء: يسرا أخبارها إيه؟

أجابته برضا: الحمدلله كويسة سليم فعلا طلع راجل محترم أوي يا ياسين، بيتقي ربنا فيها وفي أولادها وهي كمان الحمدلله بتراعي ربنا في إبنه.
أجابها بإختصار: يسرا محترمة وطيبة وتستاهل كل خير علشان كده ربنا كافأها براجل محترم زي سليم.
أجابته: ده حقيقي يا ياسين.
هز لها رأسه وصمت
نظرت إليه وجدت بداخل عيناه حيرة فتحدثت لترفع عنه الحرج: إطلع إرتاح فوق في أوضتك يا حبيبي.

نظر لها بإستحياء فأكملت: إطلع يا أبني وكفاية عند ومكابرة، مليكة غلطت أه، بس إللي يشفع لها نيتها الطيبة وإنها كانت خايفة على مشاعرنا كلنا، وإنت كمان يا أبني غلطت لما عاتبتها وكشفت اللي بينكم بالشكل ده قدامنا، فياريت متخليش العند ينهي كل شيئ بينكم.
تنهد ومازالت الحيرة تسكن عيناه،
ثم نظر لها وتحدث على إستحياء: أمي، أنا عاوز أفاتحك في موضوع بس أرجوكي حاولي تفهميني وتعذريني.

أمسكت يدة وهزت رأسها بتفهم وأردفت بذكاء: شوف الجناح إللي يريحك وأنا من بكرة هتصل بمعرض الموبيليا ييجوا ياخدوا المقاسات ويفرشوه.
تنهد بإرتياح ثم أمسك يدها وقبلها وتحدث مفسرا: غصب عني والله يا أمي سامحيني، مش قابلها على رجولتي وبجد مش مرتاح في المكان.

إبتسمت له وتحدثت: حقك يا أبني ومحدش يقدر يلوم عليك، أنا إللي أسفة وأتمني إنك تسامحني، وأكملت بندم وحزن: أنا السبب في كل إللي حصل، أنا إللي فكرت بكل أنانية وكان كل همي إني أحيي ذكري إبني على حساب أي حاجة وأي حد، ونسيت إن مليكة لسة صغيرة ومن حقها تعيش حياتها وتكمل مع راجل يحميها ويحبها،
أنا اللي وصلتكم لكده يا أبني، أنا اللي بكل أنانية كنت دايما بحملها فوق طاقتها وأطالبها بالوفاء للماضي إللي راح،.

ثم نظرت له وأردفت بنبرة نادمة: سامحني يا ياسين.
قبل رأسها وشكرها ثم أكمل: متحمليش نفسك فوق طاقتها يا أمي اللي حصل حصل وأنتهي.
وأكمل: ياريت يا حبيبتي متتعبيش نفسك وتتصلي بمعرض الموبيليا، أنا بعد إذنك حابب أختار الأوضة بنفسي.
أجابته بتفهم: اللي يريحك إعمله يا ياسين، المهم تكون مرتاح ومش زعلان مني يا أبني.
قبل يدها وأردف: عمري ماأقدر أزعل منك يا حبيبتي.

ثم صعد لحبيبته ودلف للداخل دون إستأذان حتى لا يزعجها ظنا منه أنها غافية، وجد إضاءه خافتة، وجه بصره فوق التخت وجده خاليا
حول بصرة تلقائيا إلى أريكته وجدها ممددة فوقها نائمة بوضع الجنين وهي ترتدي إحدي قمصانه الخاصة به، تحتضن وسادته ودموعها تنهمر بغزارة.
إنفطر قلبه لأجلها وتحرك إليها ببطئ شديد، نظرت إليه وشهقت بدموع الألم وهي مازالت بوضعها.

وقف قبالتها ورفع يداه بإستسلام وتحدث بصوت متألم ضعيف: تعبت يا مليكة وخلاص مبقتش قادر، تعبت والهجر والإشتياق دمرني ودمر كياني، جيت لك وأنا رافع راية الإستسلام، مش ده اللي حابة ومستنيه إنك تسمعيه؟
هزت رأسها نافية بعيون تزرف دمعا وقلب ينزف ألما وأردفت: إتأخرت أوي يا ياسين، غيابك طال، طال أوي وكسرني وكسر جوايا فرحة اللقا
إقترب عليها وجلس بجانبها ثم أمسك يدها ورفعها لتجلس،.

وضع يده وزال عنها دموعها وأرجع شعرها خلف أذنها وتحدث: كنت مستني أشوف درجة غلاوتي عندك قد إيه، كنت فاكر حبك ليا أقوي من أي إعتبارات تانية
إستنيت على أمل إن حبك وشوقك ليا يجبوكي لعندي، بس إكتشفت إني كنت مستني سراب، كل ما أقول خلاص هانت، خلاص حبيبتي تعبها بعدي وجاية تترمي في حضني علشان ترتاح وتريحني، ألاقي إنتظاري يطول أكتر وأكتر لحد ماتعبت من الإنتظار وعرفت إن مفيش أمل
وأكمل بإستسلام: فجيت.

أمالت رأسها ونظرت له بدموع وأجابته: ما أنا جيت لك يا ياسين، جيت لك وكنت بموت من جوايا، جيت لك في عز ضعفي وخوفي وإنكساري،
جيت لك وكنت مستنياك تطمني وتطمن خوفي وتضمني لصدرك وتحسسني بالأمان اللي ملقتهوش غير وأنا في حضنك
واسترسلت بألم: - وبدل ما تطمني وتحتويني طردتني بعد ما سمعتني إللي دبحني وكمل عليا ودمر كياني.

أمسك وجهها وهز رأسه أسفا وتحدث: كنت غبي، أنا بعترف لك إني كنت غبي لما خليت الكرامة تقف حاجز بيني وبينك،
وأكمل بعيون مغيمة متألمة: بس أعذريني يا حبيبي، أنا كنت مدبوح وبرقص رقصة الموت الأخيرة، كنت ضايع ومشتت من اللي عرفته يا مليكة
بكت بدموع حارقة فضمها داخل أحضانه وتنفس بإرتياح وتحدث بأسف وندم: أنا أسف، والله أسف سامحيني يا قلبي، أرجوكي سامحيني.

إنتفض قلبها من ضمة صدره لها التي إنتظرتها كثيرا وأجهشت بالبكاء المرير من شدة سعادتها لعودتها إلى أحضانه من جديد وتحدثت: أنا كمان أسفة يا حبيبي، أرجوك تنسي كل اللي فات وتسامحني.
شدد هو من إحتضانها وتأوه من لذة العناق بعد غياب طال شهورا
ضلا يشددان من إحتضانهما لبعضهما بلذة وتعالت أهات الإشتياق بينهما وهما مغمضان العينان.

أخرجها من داخل أحضانه ونظر لها بإشتياق وعيون هائمة في بحر عشقها ثم مال على شفاها وألتهمهما بإشتياق جارف بادلته ذلك الإشتياق بقلب نابض بعشقه،
تحامل على حاله ووقف ثم حملها بين ساعديه القوية وتحرك بها خارج الجناح بأكمله وتوجه إلى الجناح المجاور له الذي كان يسكنه قبل الإنتقال لجناحها،.

دلف وأغلق الباب بقدمه وتوجه بها إلى التخت وأنزلها برقة وأنهال من جديد على شفاها وذاب معا داخل عالمهما الخاص، ضل يتذوقان شهد بحر عسلهما وبات باقي الليل يسقيها ويزيدها من وابل قبلاته وعشقه المخصص لها
عشق الياسين لمليكته
وبعد إسبوعا من ذلك اللقاء
داخل بحر إيجا بدولة اليونان يقف ذلك اليخت الفاخر وبجانبه يعومان ذلك العاشقان.

كانت تتسطح على ظهرها في المياه داخل أحضان عاشقها تشعر وكأنها تحلق فوق السحاب من شدة سعادتها
قبلها برقة وتحدث: مبسوطه يا مليكة؟
أجابته بسعادة عارمة: مبسوطة دي كلمة فقيرة أوي على اللي أنا حساه وأنا في حضنك يا ياسين، صدقني مش هبقي ببالغ لو قولت لك إني حاسه إني في الجنة، ونظرت له بعيون هائمة في بحر عشقه قائلة: حبك حلو أوي يا ياسين، حب بطعم الحياه.

ضحك برجولة وأردف: حبيبي بيقول شعر ياناس، بحبك يا ملوكه بعشقك يا قلب ياسين ونبضه
وضمها لأحضانه ودار بها بسعادة داخل المياه
فأردفت هي بنبرة قلقة: حبيبي هو أنت متأكد إن البحر ده مفيهوش حيتان أو سمكة قرش؟
أجابها بدعابة: هو فيه بحر مفيهوش سمكة قرش يا حبيبي.
إنتفض داخلها برعب وقفزت فوق صدره بهلع وتحدثت من بين قهقهته: خرجني من هنا يا ياسين علشان خاطري خلينا نطلع على اليخت.

قهقه عاليا وأجابها: مش عيب عليكي تبقي مرات ياسين المغربي وتخافي، دي حتى مش حلوة في حق جوزك يا مرات سيادة العقيد.
وأكمل مهدئا إياها: إهدي ياحبيبي المنطقة هنا أمان جدا للعوم،
ونظر بعيون ساحرة وأكمل: تفتكري أنا كان ممكن أغامر بحياة قلبي وأنزلها من غير ما أكون دارس المنطقة وممشطها كويس؟
تنهدت بإرتياح ودارت حوله وأستقرت على ظهرة ولفت يديها حول عنقه ووضعت قبلة رقيقة فوق وجنته،.

إبتسم بسعادة وأكمل هو: عرفتي بقي أنا ليه أصريت أسوق اليخت بنفسي؟
وأبتسم وإكمل: أول حاجة المايوه القطعتين ده اللي عمرك ما كنتي هتلبسيه حتى لو أمي بنفسها هي اللي كانت هتسوق لنا اليخت،
تاني حاجة بقي ودي الأهم هي شقاوتك دي
قال كلماته ثم أخذها ونزل بها تحت الماء في مغامرة من مغامرات بحر الهوي.
وبعد مدة: نظرت له وتحدثت من بين أحضانه: ياسين.
أجابها بهمهمة وعيون عاشقة وهو يتحرك بها داخل الماء المنعش: أمممم.

أكملت بعيون هائمة: أنا عاوزه منك بيبي.
إنتفض قلبه وشعر بقشعريرة تسري داخل جسده بالكامل ونظر لها بعيون حائرة
فأكملت هي بتمني: أنا نفسي أخلف منك أوي يا ياسين، عاوزة يكون لي إبن منك ويكون شبهك في كل حاجه.
حركها داخل الماء وتنهد بألم: عاوزاه بجد يا مليكة ولا بتقولي كده علشان ترضيني؟

هزت رأسها بنفي وأردفت بحنان: على فكرة يا ياسين، أنا كنت فرحانة أوي لما عرفت إني حامل وهيكون لي بيبي منك، مرضيتش أقول لك إلا لما أروح للدكتورة وأتأكد الأول،
ترقرق الدمع داخل عيناها وكادت أن تكمل لكنه وضع يده فوق شفاها وتحدث بتمني: إنسي كل اللي فات يا مليكة، أنا عاوز أبدأ معاكي صفحة جديدة، صفحة مفيهاش غير بكرة اللي جاي فاتح لينا درعاته بالأمل،.

وأكمل: أما صفحة الماضي دي لازم نطويها بكل أوجاعها وألامها اللي عيشناه، ممكن تعملي ده علشاني يا مليكة؟
هزت رأسها بإيماء وحب
أخذها بين أحضانه من جديد وبدأ يغوص بها أسفل الماء بحرفية ليخطفا من الزمن سعادتهما اللامتناهية ويزيدها من عشقه الفريد الخاص بها وحدها.
عشق الياسين لمليكته.
بعد مرور خمسة أشهر
داخل جناحها الجديد الذي إختاره ياسين بأدق تفاصيله بداية من ألوان الحوائط حتى الأثاث مرورا بالتحف واللمسات الأخيرة،
أفاقت من نومها وهي تتملل بفراشها بتعب نظر عليها ذلك العاشق الذي يقف أمام مراته يرتدي رابطة عنقه كي يستعد للذهاب إلى عمله.
نظرت له بإبتسامة مشرقة وأردفت: صباح الخير يا حبيبي.
نظر لها بحب واتجه إليها ومال على شفاها وضع قبلة رقيقة وتحدث: صباح الفل يا قلب حبيبك.

ثم جلس بجوارها ووضع يده فوق بطنها التي بدأ عليها ظهور علامات حمل جنينه وحلم عمره المنتظر الذي قارب عمرة على الخمسة أشهر
مال على بطنها وقبلها وهو يتحدث بدعابة: صباح الفل على عز باشا اللي مطير النوم من عين أبوه، طبعا سيادتك نايم جوه ومرتاح ومطلعه على عيني أنا طول الليل.
ضحكت بأنوثة ولمست وجنته بأناملها الرقيقة وأردفت: حقه يتدلع طبعا، ده عز باشا الصغير بجلالة قدره.

أجابها بدعابة: طبعا ومين يشهد لإبن ياسين.
ردت عليه بسعادة: حبيبته.
قبل وجنتها وتحدث بحنان: إيه بس اللي صحاكي يا قلبي، نامي وإرتاحي إنت طول الليل تعبانة ومنمتيش غير متأخر.
إعتدلت بجلستها وضمته بأحضانها وتحدثت: هنزل معاك أعمل لك قهوتك وأطمن إنك فطرت كويس وبعدين هطلع أنام.
قبل باطن يدها وتحدث: يا حبيبي كده هتتعبي كفاية عليكي الأستاذ واللي عامله فيكي من قبل ما يشرف.

تحركت وبدأت بإرتداء ملابس ساترة لجسدها وأردفت: صدقني يا حبيبي لو منزلتش وعملت لك قهوتك مش هرتاح ولا حتى هيجي لي نوم.
إبتسم لها وتحدث بعيون عاشقة: يسلم لي الحنين اللي قلبه على حبيبه.
نزلا معا وهما يتشابكان الأيدي وصلا إلى الحديقة وجدا ثريا تجلس حول المنضدة بإنتظار الجميع وعلية ومني تضعان الصحون المملؤة بطعام الإفطار.
تحدث ياسين بإبتسامة ووجه بشوش: صباح الخير.

رد الجميع عليه وتحدثت ثريا بإبتسامة: صباح الفل يا حبيبي، يلا أقعد علشان تفطر.
نظر لها وهو يسحب المقعد ليجلس حبيبته وتحدث: الباشا وطارق إتأخروا ولا أنا إللي نازل بدري؟
أجابته بإبتسامة: إنت اللي نازل بدري
أجابها وهو يضع حبة زيتون بفمه: البركة في البيه إللي قلق نومي و مخلنيش عرفت أنام طول الليل.
ضحكت مليكة وتحدثت: أنا مش فاهمة إنت ليه حاطه في دماغك أوي كده، أمال لما ييجي هتعمل فيه إيه؟

ضحكت ثريا وأجابتها: هيدلعه ويوريه الهنا كله، ده هيبقي أخر العنقود يعني سكر معقود.
رد عز الذي دلف للتو هو وطارق من البوابة: مين ده اللي هيبقي أخر العنقود لا طبعا أنا عاوز أكتر نسل عيلتي وأحسنه، مش كفاية إنهم جايبين لي عيل واحد.
إبتسم طارق وهو يجلس: صباح الفل.
رد الجميع عليه
ثم إبتسمت مليكة وأجابته: مش بس لما ييجي يا عمو نبقي نفكر في غيره.
أجابها عز: إن شاء الله هييجي وهينور الدنيا كلها.

وصلت مليكة بشهرها السادس وبدأ جنينها يتحرك ويكبر داخل أحشائها تحت سعادتها وسعادة ياسين اللامتناهية من تحقيق حلمه الثاني بعد إمتلاك قلبها وكيانها، كانت مسطحة فوق الأريكة في بهو المنزل تجلس بقبالتها ثريا تحمل أنس فوق ساقيها
دلف ياسين وألقي عليهم السلام ثم جلس بجوار مليكته وبحركة أذابتها رفع رأسها لأعلي وجلس ثم أرجع رأسها فوق ساقيه
ووضع يدة فوق وجنتها وتحدث: عاملة إيه يا حبيبي؟

أجابته بعيون سعيدة لإهتمامه: الحمدلله يا ياسين كويسة.
تحدثت ثريا بإهتمام: على فكرة يا ياسين، ما أكلتش كويس في الغدا.
نظر لها بإهتمام وتحدث: ليه كدة يا مليكة؟
تنهدت بتعب وأردفت: مش قادرة يا ياسين حاسة إني تعبانة ومليش نفس للأكل.
أجابها بقلق ظهر على وجهه: تعبانة إزاي؟
أكلم لك دكتور أحمد ييجي يشوفك؟
أجابته بنبرة مطمئنة: لا يا حبيبي أنا كويسة الحمدلله، ده مجرد إرهاق من قلة النوم مش أكتر.

تنهد وتحدث إليها بإهتمام: خلاص هخلي علية تجهز لك طبق فاكهة وأنا هاكل معاكي تمام.
هزت لها رأسه بموافقة
كانت ثريا تنظر لهما براحة وضمير مستريح لإزاحة ذنبهما من فوق عاتقها.
وفي تلك الأثناء دلفت أيسل وحمزة كي يطمئنوا على مروان وأنس وتحدثت أيسل بإبتسامة: أنووووس حبيبى.
نظرت لهما ثريا بإبتسامة وتحدثت إلى الصغير: مين إللي جاي يقعد مع أنوس ويلاعبه.

إبتسم الصغير وهلل بسعادة، أما أيسل التي إختفت إبتسامتها حين وجدت أباها يحتضن رأس مليكة الموضوعة بعناية فوق ساقيه،
نظرت لأبيها بحزن وغيرة واضحة ثم حولت بصرها إلى مليكة بكره لاحظه ياسين وحزن بداخله
ولاحظته مليكة أيضا فتحاملت على حالها واعتدلت بجلستها حتى لاتحزن الفتاة أكثر
لاحظ ياسين تصرف مليكة وشكرها بعيناه على تفهم حالة طفلته الغائرة على أبيها.

حملت أيسل أنس ثم تحركت وجاورت أبيها حتى تشغله عن تلك المليكة المتداخلة بحياتهما
جلسوا جميعا يتسامرون ويضحكون ويتناولون التسالي والفاكهة الطازجة التي أحضرتها لهم ثريا
بعد مدة إنصرفت ثريا مصطحبة أنس كي تبدل له ثيابه التي إتسخت من تناوله حلوي الشيكولا المحببة لديه
إحتضن ياسين أيسل وحمزه وحدثهما بهدوء وذكاء: عاوز أعرفكم على أخوكم الجديد.

زفرت أيسل بضيق فأمسك ياسين يدها وقبلها وتحدث: تعرفي إنك هتكوني مامته الصغيرة؟
نظرت له بإستنكار وتحدثت: مامته! مامته إزاي يعني؟
إبتسم لها ياسين وأردف بهدوء: طبعا مامته مش إنت أخته الكبيرة يعني هيكون مسؤول منك، إنت اللي هتكوني حمايته من أي خطر، وتاخدي بالك منه وتوجهيه للصح لما يغلط، إنتي فاكرة إنك لما تكوني الأخت الكبيرة ده موضوع سهل؟

وأكمل مسترسلا: طبعا لا، إنت عليكي دور كبير تجاه أخوكي وخصوصا إنه هيبقي صغير ومحتاج لك ومحتاج رعايتك ليه.
إنفرجت أسارير الفتاة وشعرت بأهمية حالها وبدأت ملامح وجهها تلين
نظرت مليكة بفخر لزوجها الحكيم وأسلوبه الرائع في الإقناع وقبول الأمر.
فهلل حمزة قائلا: وأنا كمان يا بابي عاوز أحمي أخويا وأدافع عنه.

إبتسم ياسين وأجابه وهو يتحسس شعره بحنان: ده شيئ مفروغ منه يا حمزة باشا، إنت أخوه الكبير وطبيعي أخوك هيكون مسؤؤل منك وتحت حمايتك إنت ومروان وأنس كمان.
تنهد الطفلان براحة فأكمل ياسين متسائلا إياهم: تحبوا تسلموا على أخوكم وتتعرفوا عليه؟
نظرت له أيسل بلهفة وتحدثت: إزاي يا بابي؟

أمسك يدها وقبلها وأمسك يد أخاها وأجلسهم أمام مليكة ثم وضع كفيهما فوق أحشاء مليكة المنتفخة وبدأ يحرك لهما كفيهما بحركة إستفزت الجنين وبدأ بالتحرك في الداخل هلل الصغار وانتفض داخلهم بسعادة
تحدثت أيسل بعيون سعيدة وقلب يتراقص: بابي ده بيتحرك بجد.
تحدث حمزة: هو كده شايفني يا بابي، هو كده بيسلم عليا صح؟

أجابه ياسين بسعادة: هو كده بيبعت لكم إشارة إنه حاسس بيكم ومستني اليوم اللي يخرج فيه للدنيا علشان تهتموا بيه وتراعوه.
وجهت أيسل حديثها لأبيها: هو هييجي بعد قد إيه يا بابي؟
هنا تصرف ياسين بذكاء ونظر إلى مليكة وتحدث: طنط مليكة هي الوحيدة إللي تعرف.

نظرت لها الطفلة بحيرة حين أكمل ياسين مستكملا دغدغة مشاعرها: وعلى فكرة أخوكم كده إتعرف عليكم وشافكم يعني تعملوا حسابكم إن كل يوم هتيجوا تسألوا عليه وتتكلموا معاه علشان ميزعلش منكم.
إبتسمت أيسل وتشجعت ونظرت إلى مليكة بإبتسامة خفيفة وتسائلت: هو أخويا هييجي للدنيا أمتي؟
إبتسمت لها مليكة وأجابتها بوجه بشوش: بعد شهرين ونص إن شاء الله.

إبتسمت وأكملت: طب هو بيبقي صاحي طول الوقت ولا فيه أوقات ببكون نايم فيها، يعني علشان نجي له ويتحرك زي الوقت كدة ويسلم علينا.
أجابتها بحب: متقلقيش يا سيلا تعالي في أي وقت وهو هيحس بيكي وهيصحي علشان يلعب معاكي.
تناست الصغيرة حزنها من مليكة وبدأت بالإنخراط معها في الحديث.
تسائل حمزة أبيه مستفسرا: بابي هو البيبي إسمه إيه؟

أسرعت أيسل بالإجابة: إسمه عز يا حمزة، أنا سمعت بابي كان بيقول لجدو إن عز الصغير شقي أوي وتاعب مامته من قبل ما يشرف.
ضحك ياسين وأجابها بدعابة: ده إنت متابعة ومهتمة بقي.
ضحكت له وهزت رأسها بإيماء
ضل الجميع يضحون وتناست أيسل غضبها من مليكة مما أسعد ياسين كثيرا على نجاحه في تقرب أطفاله بزوجته وطفله الجديد.

تناول ياسين عشائه هو وأطفاله مع ثريا ومليكة والصغيران وبعد مدة أخذ أطفاله وذهب للمنزل حيث كانت ليلة مبيته عند ليالي،
دلف من الحديقة وجد أبيه ومنال وليالي وجيجي وطارق وعمر الجميع مجتمعون ويجلسون في الحديقة
جري الصغير إلى عز وهلل بكل براءة وهو يخبره: جدوا أنا سلمت على أخويا الصغير ولمسته كمان.
إبتسم عز وأردف ساخرا: أخوك الصغير؟
ثم نظر إلى ياسين وأردف بدعابة: عملتها يا ياسين.

إبتسم لأبيه وتحدث: ظالمني دايما يا باشا والله، الولد قصده على عز الصغير.
تحدثت أيسل بإنتشاء وسعادة: أيوة يا جدو أنا حطيت إيدي على بطن طنط مليكة والبيبي عرفني وأتحرك وقعد يلعب وكأنه فرحان بينا وعرفني أنا وحمزة.
لم تكمل الفتاة حديثها من صياح ليالي التي وقفت وهي تنظر إلى ياسين بإعتراض: هي حصلت تاخد ولادي للهانم وتسمم لي أفكارهم وتحاول تقربهم منها ومن إبنها،.

ثم أكملت بحدة: إبعد عن ولادي يا ياسين، ثم حولت بصرها للفتاة التي فزعت من هيئة والدتها وتحدثت: هي دي أخرتها يا سيلا، رايحة للهانم تقعدي معاها وتتلمسي إبنها، نسيتي قوام هي عملت إيه فيا؟
هدر بها عز بغضب وتحدث: ليالي، إيه الطريقة اللي بتكلمي بنتك بيها دي؟
وقف ياسين وتحدث لأطفاله بهدوء ما قبل العاصفة: سيلا، خدي أخوكي وأدخلي أقعدوا مع أمير وشغلوا فيلم إسمعوه.

نظرت له الفتاة بحزن وأجابته بطاعة: أوك يا بابي.
أخذت أخاها وتحركت للداخل
ثم حول بصره لتلك الغاضبة وتحدث ببرود: كنتي بتقولي إيه بقي يا مدام فكريني كدة؟
صاحت بغضب غير مبالية بهيئتة: إوعي تفتكر إني هسمح لك وأخليك تسحب ولادي عند الهانم أو حتى هخليهم يعتبروا إبنها ده أخ ليهم، إنت رجعت لها من جديد بعد كل اللي عملته فيك ده حقك، لكن إللي مش من حقك إنك.

لم تكمل جملتها لصياح ذلك الغاضب قائلا: ولااااادك، هما من إمتي بقوا ولادك يا هانم؟
فوقي يا ليالي واعرفي حجمك الحقيقي في حياة ولادك إيه، إنت مجرد برواز ليهم مش أكتر، من إمتي كنتي أم ليهم؟
وأكمل بحدة وهو يشير بأصبعه على حاله: دول ولادي أنا، أنا اللي راعيت وأنا اللي تابعت وأنا اللي سألت على أفضل المدارس وأفضل النوادي وأفضل الأكاديميات،.

أنا وأمي إللي عملنا ولادي في الوقت إللي الهانم كانت مشغولة فيه مع أختها وأمها وماشية ورا عمليات التجميل والشوبينج إللي عمرها ما شبعت منه
تحدثت منال لتهدئة ياسين: إهدي يا ياسين ليالي ماتقصدش.

صاح بها معاتبا: هو حضرتك لسه هتدخلي تاني يا ماما، لحد إمتي هتفضلي تتدخلي وتداري عليها، الهانم بتكره ولادي فيا وفي أخوهم اللي لسه ما جاش على وش الدنيا، بنت أخوكي بتفرق ولادي وبتفصلهم لأحزاب، حزب ولاد ليالي وحزب ولاد مليكة، وياسين المغربي ملوش وجود ولا ليه قيمة عند الهانم.
وقف طارق وعمر بجوار ياسين لتهدئتة تحدث طارق: إهدي يا ياسين.

تحدث عز بحدة وغضب ظهر فوق ملامحه: سيبه يا طارق، اللي سأل سؤال المفروض ياخد إجابته والهانم سألت ومن حق أخوك يجاوبها ويوضح لها.
نظرت له وتحدثت بعتاب: حتى حضرتك يا عمو جاي معاه ضدي؟
أجابها بتعجب: جاي مع مين وضد مين؟
هو إحنا في فريق كورة يا بنتي، ده بيت وعيلة ولازم له عقل وحكمة علشان يستمر ويفضل مفتوح.

نظر لها ياسين وتحدث بنبرة تهديدية: بصي يا بنت الناس، أنا متقي ربنا فيكي وبعاملك بما يرضي الله ومراعي العشرة والسنين اللي قضيناها مع بعض والأهم من كل ده هي نفسية ولادي اللي إنتي أمهم،
وأكمل بحدة: لكن لو وجودك هيأثر على ولادي ونفسيتهم بالسلب ساعتها هنسي كل اللي أنا قولته لك ده وهختار مصلحة ولادي إللي مفيش أهم منها في الدنيا عندي.

وأكمل بتهديد: لو عايزة تعيشي معايا في هدوء أوعي خيالك يصور لك إنك تسممي أفكار ولادي من ناحيتي أو ناحية أخوهم الصغير، فاااااهمه
إبتلعت لعابها من هيئته ونظرت له بغرور وكبرياء وتحركت لتدلف للداخل
هدر بها بصوته وتحدث: مسمعتش إجابة الهانم ليه؟
تحاملت على حالها وألتفت له وتحدثت بنبرة غاضبة: حاضر يا ياسين بيه، أي أوامر تانية؟
نظر لها بإقتضاب وتحرك وجلس بجانب أبيه وتحركت هي للداخل.

داخل غرفة العمليات تقطن مليكة فوق سرير العمليات إستعدادا لإجراء عملية إخراج جنينها للحياة
كان يقف بجانبها يرتدي اللباس الخاص بغرفة العمليات ممسك بيدها المرتعشة خوفا فتحدث مطمئنا إياها: إهدي يا قلبي وأطمني، إن شاء الله أقل من نص ساعة وإنتي والبيبي هتبقوا زي الفل.
كانت تنظر له بعيون مرتعبة وقلب وجسد مرتجف تحدثت بصوت مهزوز: ماتسبنيش يا ياسين، أوعي تسبني وتخرج لما يدوني البنج.

أجابها بحب: أسيبك وأروح فين بس يا نبض قلبي، ما أنا لو هقدر أسيبك كنت وقفت معاهم برة من الأول،
وأكمل مطمئنا إياها: أنا دخلت معاكي وإن شاء الله مش هخرج من هنا غير بيكي وبأبني، إهدي يا عمري ومش عاوزك تقلقي طول ما أنا جنبك
واسترسل بعيناي هائمة: - عاوزك تعرفي إن يوم ما تحتاجيني ومتلقنيش جنبك تأكدي وقتها إني مش هيكون لي وجود في الحياة أساسا.

تمسكت بيده وتحدثت بعيناي عاشقة: بعد الشر عنك يا حبيبي، يسلم لي عمرك يا ياسين.
هنا جاء طبيب التخدير مع دكتور أحمد وزوجته مني وتحدث طبيب التخدير: ها يا مدام مليكة، جاهزة؟
إبتلعت لعابها برعب وتمسكت أكثر بيده ربت على يدها وأبتسم لها ليطمئنها
وتحدث هو للطبيب: جاهزين إن شاء الله يا دكتور.
بدأ الطبيب بتفريغ ما تحتويه الإبرة من سائل المخدر
حين حدثها ياسين: إنطقي الشهادة يا مليكة.

هزت رأسها بإيماء وهي تنطق الشهادة: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله
نطقتها مرتان ثم غابت عن الوعي بعدها، إنفطر قلبه حين أغمضت عيناها، نظر له أحمد وتحدث: ما تقلقش يا سيادة العقيد، إن شاء الله العملية سهلة وهتقوم بالسلامة بسرعة.
كان ممسك بيدها ويشدد عليها كنوع من المؤازرة وهو يقرأ على لسانه ما تيسر من أيات الذكر الحكيم.

وفجأة إستمع لصوت طفله، إنخطف قلبه ونظر إليه بتيهة، مشاعر مختلطة راودته، سعادة، قلق، شعور بالإحتياج إلى البكاء
أتت إليه دكتورة مني وهي تحمل الصغير بفرحة عارمة وتناوله إياه قائلة: سمي الله وأمسك إبنك يا سيادة العقيد.
نظر لها بتيهة ثم حول بصره لذاك الملاك البرئ الذي يحاول فتح عيناه ببرائة شديدة ويمد يده على شفتاه ليمتص إحدي أصابع يده، يبدوا أن الصغير جائع متشوقا لحليب صدر أمه الحنون.

نظر له بشرود وكاد أن يترك يدها ليتلقي حلم حياته الذي تحقق للتو أمام أعينه، لكنه توقف سريعا متذكرا وعده لحبيبته بألا يتركها وألا يترك يدها
نظر إلى مني وأردف بقلب وعيون حائرة: مش هينفع أسيب إيدها، أخاف تفوق متلاقيش إيدي حضناها.
تفهمت حالته الإنسانية وتحدثت بمساعدة: طب أفرد دراعك وأنا هحطه لك عليه علشان تأذن له في ودانه.

هز رأسه سريعا وكأنها ألقت له بطوق النجاة، فرد ذراعه القوية ثم وضعت مني له الطفل، حين إنتفض قلب ياسين وهو ينظر إلى نسخته المصغرة، نعم فلقد ورث كل ما به، زرقة عيناه، تلك الشامة التي بأسفل ذقن ياسين، حتى نظرة عيناه، سبحان الله وكأنه ينظر إلى نسخته المصغرة.
نظر إلى تلك الغائبة عن الوعي وشدد على يدها ثم حول بصره لذلك الجائع الذي مازال يمتص أصبعه.

حدثه بعيناه: - مرحبا صغيري، ملاكي البرئ، طفلي الحبيب، ثمرت عشقي وجني أحلامي، حلم سنيني، عدالة أيامي
صغيري، كم من الأعوام أنتظرتك وتمنيتك، كم تمنيت قدومك وحملك بين ذراعي بتلك الطريقة.

نعم أحببت إخوتك وحملتهم وكم طار قلبي فرحا بهم، لكن لحضرتك إختلاف، فأنت إبن حلم سنيني، إبن غاليتي وغالية أمالي، إبن مليكتي ومليكة أحلامي، إبن عشقي الممنوع، عشقي الذي حرم علي أعواما وأعواما حتى حان الميعاد وامتلكته بعد عذاب، وها أنا أمتلكك أيضا صغيري،.

أاااااااه صغيري لو تعلم ما في قلبي الأن من مشاعر متضاربة، أريد أن أصرخ بأعلى صوتي وأسمع العالم أجمع أن وأخيرا رضي الله عني وحقق لي مرادي الذي طالما تمنيته.
مال على وجنة طفله وتلمسها بشفتاه برقة وحنان جارف وإذ بالصغير يلتهم شفتاه المقربه من جانب شفاه ويمتص إحداها لشدة جوعه.
إبتسم لصغيره ورفع وجهه وحدثه، أمثلي مشتاق أنت إلى أبيك عزيز عيني، أحبك فلذة كبدي ونبض قلبي، أريد من الله أن يجعل السعادة دارك،.

ومال على إحدي أذنه وبدأ بإلقاء الأذان بجانب أذنه وساعدته مني وحملته حتى يستطيع أن يلقي الأذان بالإذن الأخري
وما أن إنتهي شعر ببد حبيبته تتحرك داخل يداه، نظر لها سريعا بفرحة عارمة حين أخذت مني الصغير منه، بدأت بالإستفاقة وذلك بعد إنتهاء جراحتها أفتحت عيناها ببطيئ شديد،
إقترب دكتور التخدير من وجهها وبدأ بلطمها بخفه على وجنتها لإفاقتها
نظرت تتطلع للمكان وجدته ممسك بيدها وإبتسامته تملئ وجهه.

وضع يده على وجنتها يتحسسها بسعادة ومازالت يده الأخري تمسك بيدها وأردف: حمدالله على السلامة يا حبيبي.
تأوهت بعيون مترجلة وصوت خافت متعب: يااااسين، ياسين.
أجابها بسعادة: نعم يا قلب ياسين من جوه، فوقي يا حبيبي وفتحي عيونك علشان تشوفي إبننا.
تلمست يده الممسكه بيدها وتحدثت بخفوت: إنت مسبتش إيدي مش كده يا ياسين؟
أجابها بإبتسامة: خالص يا حبيبي
إبتسمت بوهن وتسائلت: إبني فين يا ياسين، عز فين؟

مال على جبينها وقبله وتحدث: الممرضة بتلبسه هدومه وهتجبهولك حالا يا حبيبي
وبعد مدة جائت إليهما مني ممسكة بالصغير وتحدثت: أديني إتحولت لممرضة علشان خاطركم إنتوا وعز باشا الصغير.
إبتسم لها ياسين وتحدث وهو يسحب يداه من يد حبيبته ويتلقي صغيره بسعادة: نردها لك في الأفراح إن شاء الله يا دكتورة.
إبتسمت بسعادة حين رأت وجه صغيرها الملائكي وتحدثت بحنان وهي تنظر لوجهه البرئ: ياسين، ده شبهك أوي.

أجابتها مني بدعابة: أيوة يا ستي وده ملهوش غير تفسير واحد، وهو إن سيادة العقيد غالي عندك أوي علشان تجيب لنا نسخه مكررة منه.
إبتسمت وهي تنظر إلى ياسين بحب وأردفت بوهن: بس سيادة العقيد نسخة فريدة صعب تكرارها.
نظر لها بسعادة وأستغرب جرأتها الجديدة عليها، بعد مدة خرجت هي على الترولي وهو جانبها يحمل طفله بسعادة بالغة، أسرع إليهم الجميع يستقبلوهم بسعادة وفرحة،.

نقلها الأطباء داخل غرفتها الخاصة وأطمئنوا عليها ثم دخل الجميع للإطمئنان عليها.
تحدثت علياء وهي تضع يدها فوق بطنها المنتفخ الذي يحمل داخله صغيرها البالغ من العمر سبعة أشهر: أنتم السابقون ونحن اللاحقون يا أخت مليكة
ثم كعادتها أكملت بدعابة: قولي لي بقي، إحساسك كان إيه وإنت جوة أوضة العمليات؟
ضحكت مليكة بوهن وأكمل شريف وهو يحتضن حبيبته التي تحمل قطعه منه: أكيد كانت في أحسن حالاتها طبعا.

ثم غمز لشقيقته وتحدث: مش كده يا مليكة؟
أجابته بوهن: هو كده بالظبط.
أردفت علياء بدعابة: بتغمز لأختك علشان تطمني يا حضرة الباشمذيع، ما أنا عارفة أكيد إن الموضوع مرعب ومستعدة لكدة كمان، بس ليا عندك شرط.
أجابها بعيون عاشقة: عالية الغالية تؤمر وأمرها يطاع.
إبتسمت له بحب وتحدثت: تدخل معايا زي سيادة العقيد ما دخل مع مليكة.
هز رأسه بطاعة وأجابها: ده شيئ مفروغ منه يا قلبي.

إقتربت منال بوجه سعيد وهي تحمل الصغير ووجهت حديثها إلى مليكة: جبتيه منين الولد ده يا مليكة، أنا حاسة إني شايفة قدامي ياسين من 42 سنة
ثم حولت بصرها إلى ثريا وأكملت: شفتي يا ثريا، الولد ماشاء الله نسخة مكررة من ياسين
هزت ثريا رأسها بسعادة: ده حقيقي يا منال الولد الله أكبر زي القمر يا حبيبي،
ثم ربتت على يد ياسين الجالس بجوار حوريته وأكملت: ربنا يبارك لك فيه هو وأخواته يا حبيبي.

أجابها بحب: حبيبتي يا ماما.
تحدثت منال بسعادة إلى مليكة: يكون في علمك الولد ده أنا اللي هربيه، كفاية عليا أبوه جدته الله يرحمها هي اللي ربته، ومن بعدها أنا وثريا ربناه هو وأخواته مع ولادها.
ونظرت إلى ثريا بحنين وأردفت: فاكرة يا ثريا؟
أجابتها ثريا وهي تفتح أيديها لتتلقي منها الصغير: وهي دي حاجة تتنسي يا منال، دي كانت أحلي أيام والله.
ثم نظرت للصغير وأبتسمت بسعادة: الله أكبر يا حبيبي زي الملاك.

إلتهم الصغير أصبع يده من جديد فأردفت ثريا بنبرة جادة: عز شكله جعان يا مليكة، خديه يا حبيبتي رضعيه.
تحدثت سهير: هاتيه أغير له الكافولا الأول وبعدين أدهولها ترضعه
ضحك عبدالرحمن بطريقة ساخرة وهو ينظر إلى عز فتحدث عز بإعتراض: عز جعان وغيروله الكافولا، ده أنتوا قاصدين تهزئوني بقي.
ثم نظر إلى ياسين وأكمل بدعابة: الواد ده تغير له إسمه وحالا، مش على أخر الزمن يتقال لي أنا الكلام ده،.

وأكمل بمعاتبة: وفرحان لي أوي يا أخويا
وأكمل مقلدا ياسين بطريقة ساخرة: أبشر يا عز باشا، عز باشا الصغير في الطريق إليك.
ضحك ياسين برجولة وتحدث طارق مداعبا أباه: عرفت بقي يا باشا أنا ليه ما سميتش أمير على إسم سعادتك؟
نظر له عز مضيقا عيناه وتحدث ساخرا: لا يا راجل، يعني في الأخر طلعت صاحب نظرة مستقبلية وأنا ما أعرفش.
رفع طارق يداه وتحدث: طبعا مش إبن اللوا عز المغربي.
ضحك الجميع على مناغشة عز لأبنائه.

وتحدثت سلمي مداعبة مليكة: عقبال المرة الجايه يا ليكة.
أجابتها بوهن: حرام عليكي يا سلمي تاني.
أجابها ياسين: نعم، إيه تاني دي، ده إحنا كدة يدوب قصينا الشريط وهنبدأ الإفتتاحية
ثم وجه حديثه إلى سلمي: فهمي صاحبتك ووعيها.
رفعت يداها بإستسلام وتحدثت بدعابة: تاااااني، لا يا سيدي أنا حرمت أتدخل في حياة أي حد تاني وخصوصا إنتم، ربنا يكفينا شر قلبتك يا سيادة العقيد.

ضحك وحدثها: مبتنسيش حاجة خالص كدة، وبعدين يا ست إنت أنا مش روحت لك بعد اللي حصل بإسبوعين وأعتذرت لك إنتي وأحمد.
أجابته بدعابة: هو أه إعتذرت لنا عن سوء التفاهم اللي حصل بس بعد ما عيشتنا أسبوعين في رعب.
ضحكت مليكة وأردفت: إنسي بقي يا سلمي قلبك أبيض يا حبيبتي، وبعدين ياسين مكنش فاهم الموضوع صح ولما روحت له وشرحت له الوضع طردني أنا وراح أعتذر لك إنت وجوزك.
وأكملت ساخرة: شفتي حبيبي قد إيه حنين عليا.

ضحكت سلمي وتحدث ياسين: هو أنا شكلي بيتسف عليا، صح؟
أردفت سلمي ضاحكة: لا طبعا هو حد يقدر يسف على ياسين باشا المغربي.

بعد إسبوع كان حفل سبوع الصغير الذي أقيم في فيلا رائف بحضور جميع الأقارب والأحباء إلا من ليالي التي فضلت المكوث وحيدة في غرفتها تبكي بشدة من غيرتها من قدوم طفل مليكة
كانت أيسل وحمزة ومروان وأنس يلتفون حول الصغير بسعادة ويداعبوه بمحبة
نظر ياسين إلى مليكة وأستأذنها وأخذ الصغير وذهب به إلى ليالي، خطي به لداخل غرفتها وجدها تجلس فوق تختها وهي تبكي.

إقترب إليها وقلبه يتمزق لأجلها نظرت له بعيون باكية إبتسم لها بحب ومد لها يده بالصغير وقربه من صدرها
نظرت له بإستغراب فتحدث هو: ضمي عز لحضنك يا ليالي، ده أخو حمزة وسيلا وسندهم في الدنيا بعد ربنا.
نظرت لذلك الصغير ووجهه الملائكي إنتفض قلبها له وبدون وعي مدت يدها وحملته وابتسمت له، حين نظر لها الصغير بعيناه شبيهة ياسين.

إبتسمت ومدت يدها لتمسك بيده وإذ بالصغير يقبض بيده ويشدد على أصبعها في حركه أذابت قلبها، وضعت قبلة حانية على وجنته ثم نظرت لزوجها وتحدثت: شبهك أوي يا ياسين.
أجابها بإبتسامة: وفيه شبه كمان من سيلا.

إبتسمت وأعادت النظر للصغير، جلس ياسين بجانبها وسحبها داخل أحضانه وقبل رأسها وأردف قائلا بحنان: ليالي، أنا عاوز أعيش حياتي معاكم في هدوء، نفسي ترجعي إنت ومليكة مع بعض زي الأول علشان خاطر الولاد، مش عاوز ولادي يتربوا في جو كله مشاحنات ومشاكل، ممكن يا حبيبتي تعملي ده علشاني؟
نظرت له وتحدثت بألم: بس أنا خلاص مابقاليش وجود في حياتك يا ياسين.

أجابها بهدوء: مين قال كده، إنت مراتي حبيبتي اللي عمري ما أقدر أستغني عنها، إم ولادي حبايبي وعشرة عمري، بالعكس، إنت ليكي مميزات عندي كتير أوي يا ليالي.
سعد قلبها ونظرت إليه وتسائلت: بجد يا ياسين، يعني إنت فعلا لسة بتحبني؟
أجابها بكذب مقبول: وعمري ما هقدر أبطل أحبك يا ليالي، بالعكس إنتي غالية عندي أوي وهتغلي أكتر لما تحاولي معايا في إني أحافظ على بيتنا وولادنا،.

ثم أكمل بدهاء: بصي لعز كده يا ليالي، شوفي قد إيه صغير وبرئ ومحتاج رعاية وعمر وصبر علشان يتربي، أنا عاوزك تساعدي مليكة في تربيته، أنا نفسي تعيشي معاها شعور الأمومة من جديد وتحاولي تعوضي اللي فاتك مع ولادك في عز.
إبتسمت بسعادة وأجابته: ومليكة هتوافق على كدة؟
أجابها بصدق: أكيد يا حبيبتي، مليكة بتحبك وماهتصدق انك ترجعي معاها زي الأول.

وقف وحمل منها الصغير وتحدث: يلا قومي غيري هدومك علشان تحضري سبوع إبنك.
إبتسمت وتحدثت: إبني؟
أجابها بصدق: أيوة يا ليالي إبنك، ومن النهاردة بقي عندك تلات أولاد ومش عاوزك تفرقي بينهم في المعاملة أبدا.

هزت رأسها بسعادة وبالفعل إرتدث ثوبا أنيقا جعلها كملكة وذهبت وهي تحمل الصغير بجانب زوجها الذي أحاط كتفها بذراعه بعناية ودلف بها تحت أنظار الجميع الذين غمرتهم السعادة لأجل ذلك المشهد الإنساني من الدرجة الأولي.
إبتسمت لمليكة وقبلتها وأبتدي الحفل في جو ملئ بالسعادة والبهجة من جميع الحضور.

بعد مرور خمسة أشهر.
كانت تقف بجواره داخل الحمام بدلال أنثوي وهو يهذب من ذقنه
تحدثت بدلال: هو إنت إزاي قمر كده طول الوقت يا ياسين؟
ضحك برجولة أهلكتها وتحدث بإعتراض: هو فيه راجل طول بعرض زيي كده يتقاله قمر بردو يا قمر إنت.
ضحكت وأردفت: طب ياتري بقي الراجل الطويل العريض ده أبو عيون جريئة تسحر يتقال له إيه؟
أوقف تشغيل الماكينة ونظر لها بعيون راغبة وتحدث بتحذير: إنت قد اللي بتعمليه ده؟

مطت شفتاها بدلال وأجابته: وأنا عملت إيه بس، جاوبني بقي على سؤالي يلا.
غمز لها بعيناه وأجاب: يتقال له إنت إزاي راجل أوي كدة، يتقال له إنت إزاي كاريزما وبتعرف تشد حبيبتك ليك كدة
ثم جذبها داخل أحضانه بطريقة أذابتها
وبعد مده من الوقت جهزت له حمامه وتحدثت وهي تخرج من الحمام تحت صوت همهمة طفلها: هطلع علشان عز بيزن وشكله كده جعان وعاوز يرضع.

هز له رأسه بإيماء فأكملت هي: حبيبي بليز ممكن أخد تليفونك أكلم منه ماما أطمن عليها، ولما تخرج أرجوك كلم لي الشركة وشوف لي خطي موقوف ليه.
أجابها بطاعة: حاضر يا حبيبي من عيوني، سلمي على ماما
خرجت وأمسكت هاتف ياسين ووضعت كلمة السر التي تعرفها جيدا من عاشقها الذي أمسكها زمام أمور حياته بأكملها.

كادت أن تطلب رقم والدتها إلا أن الصغير بكي فذهبت إليه وحملته برعاية وهي تقبله بحب وتحدثه بدلال: إيه يا زوز يا قلب مامي زعلان ليه بس يا حبيبي،
جلست وأخذت الصغير بأحضانها وبدأت بإرضاعه
ضغطت بالخطأ ودلفت إلى ملف الفيديوهات وهي تهدهد الصغير وترضعه نظرت للهاتف وكادت أن تخرج إلا أن وقعت عيناها على فيديو بإسم رائف،
نظرت له بإستغراب وحنين إنتفض قلبها لذكري محب لم تري منه إلا كل الخير والود.

كادت أن تخرج من الملف ولكنه الفضول قام معها بالواجب،
إبتلعت لعابها خوفا من خروج ياسين وغيرته الشديدة من مجرد نطق إسمه على شفاها ولكنها إستمعت لصوت صنبور الماء مما يدل على عدم إنتهائه من أخذ حمامه
فاطمأنت وفتحت الفيديو لتراه وإذ بها تري زوجها السابق مع شقيقته ورغما عنها نزلت دموع الحنين وهي تراه بوجهه البشوش الخلوق، ااااااه رائف كم كنت طيب رقيق القلب يا فتي، فليرحمك الله.

وفجأة فتحت فاهها وجحظت عيناها بغضب شديد مما إستمعته من إتهامات تلك الحقودة لها بشرفها، إشتعل صدرها بنار
نظرت لصغيرها وجدته غفي بسلام حملته بهدوء ووضعته بمهده
وقفت وهي تنظر وتعيد الفيديو من جديد وهي تشتعل وتستشيط غضبا
خرج من الحمام واتجه لتلك التي تعطيه ظهرها إحتضنها من الخلف وهو يدفن وجهه بعنقها يشتم عبيرها الذي يعشقه قائلا: كلمتي ماما؟

لم يكمل جملته وجدها تنفض يداه عنها وأستدارت له وهي تنظر له بعيون تطلق شررا وتحدثت: قد كده أنا رخيصة في نظرك وقليلة عندك لدرجة إنك تتهاون مع الحقيرة اللي طعناني في شرفي وبتتعامل معاها عادي جدا؟
نظر لها مستغربا وحدث حاله، بما تهذي تلك المتهورة؟
عن أي تهاون وأي شرف تتحدث!
سألها: بتقولي إيه أنا مش فاهم منك حاجه؟
صاحت بغضب وعيون مشتعلة: متحاولش تتخابث عليا يا أستاذ، أنا شفت الفيديو وسمعت كل كلمة فيه.

نظر لها بتيهة حين أكملت هي: أنا بجد مصدومة فيك،
وبكت بحرقة: إنت إزاي قبلت على مراتك وأم إبنك يتقال في حقها كلام زي ده؟
إزاي تكون بتحبني وبتعشقني للدرجة دي وفي نفس الوقت ترضي إن الحقيرة دي تطعني في شرفي كده عادي؟
ثم نظرت له بتيهة وتحدثت: ورائف، ياتري هو كمان صدق كلامها ولا،
جحظت عيناها وتحدثت: أكيد ده اليوم إللي رائف مات فيه، صح، التقارير قالت إنه كان سايق بجنون.

ثم نظرت له وتحدثت بإستنكار: وإنت يا ياسين عارف إنها السبب في موت رائف وسكت، لا وبتتعامل معاها عادي جدا ولا كأنها عملت حاجة.
صرخ بها لعدم إستيعابه بما تتحدث به: إنتي بتقولي إيه أنا مش فاهم منك حاجة؟
وإيه فتح موضوع حادثة رائف الوقت، ومين دي إللي إتجرأت وجابت سيرتك؟
نظرت له بإحتقار وأردفت: ياريت تبطل تمثيل بقي لاني خلاص ربنا كشف سترك إنت وبنت عمك وخلاني أشوف الفيديو علشان أعرف حقيقة كل إللي حواليا صح.

هدر بها بغضب وأمسك يدها وهزها بعنف وتحدث: إتكلمي عدل وبطريقة محترمة، والوقت تنطقي وتقولي لي تقصدي إيه بالتخاريف اللي عمالة تهذي بيها دي.
نظرت له بتحدي وأمسكت الهاتف وأدارت تشغيل الفيديو وصوبته أمام عيناه وتحدثت: بتكلم عن ده يا محترم.
نظر للفيديو بألم على عدم وفائة بوعده لإبنتي عمه بعدم مشاهدة ما بداخل الفيديو لكن يبدوا أن للقدر رأي أخر.

جحظت عيناه مما إستمع إليه، جن جنونه وكور بيده وهو يشاهد تلك الحقيرة وهي ترمي زوجته بالباطل، نظر إلى رائف وتعبيرات وجهه وغضبه وتأكد وقتها أن تلك النرمين هي من كانت سببا في موت رائف.
كور يدة بغل وظهر غضب عارم على ملامحه وتحدث من ببن أسنانه: يا حقيرة، قسما بربي لأدفعك التمن غالي يا حقيرة، وإنت يا يسرا، حسابك معايا هيبقي عسير.

إبتلعت لعابها من هيئتة وتأكدت أنه لم يكن على علم بما يوجد بداخل الفيديو لكنها إستغربت وجوده بهاتفه.
تحدثت بهدوء على إستحياء: هو إنت مكنتش تعرف إللي موجود في الفيديو؟
حول بصره إليها بغضب وكأنه أفاق و إستشعر وجودها: للدرجة دي شيفاني مش راجل قدامك علشان أسمع كلام زي ده على مراتي وأسكت؟
واسترسل مفسرا: - الحكاية وبإختصار يا هانم إن نرمين هانم ويسرا اللي كنت فاكرها غلبانة
وبدأ بقص الحكاية لها.

بعدما أنهي حديثه تحدثت هي بتساؤل: ناوي تعمل إيه يا ياسين، أنا لازم أخد حقي من نرمين.
نظر لها بغضب وتحدث: ماأسموش حقك يا مدام، ده إسمه شرفي وعرضي إللي خاضت فيه نرمين بكل سهولة، وأنا بقي هدفها تمنه غالي وغالي أوي.
إتجهت إليه وتحدثت خجلا: أنا أسفة يا حبيبي أرجوك تعذرني، أنا لما شفت الفيديو على فونك متخيلتش للحظة إنك ممكن ماتكونش شفته.

وضعت يدها على ذراعه نفضها هو بغضب عارم وتحدث بصياح: ماهو لو فيه ثقة وحب حقيقي يا مدام مكنتيش شكيتي في جوزك لحظة واحدة، وأكمل بغضب: لكن إنت عمرك ما هتتغيري.
وتحرك ليخرج جرت عليه وأمسكته من ذراعه وتحدثت بنبرة توسلية: ما تمشيش وإنت زعلان مني يا ياسين، أرجوك سامحني كان غصب عني والله، لو خرجت وسبتني وإنت زعلان أنا ممكن يجرا لي حاجة.
هدر بها بصوت أرعبها: إبعدي عني أحسن لك.

إنتفض الصغير وفاق من غفوته على صوت أبيه الهادر، نظرت له بتوسل ثم حولت بصرها لصغيرها الباكي، فنفض هو يدها بغضب وعنف وخرج مسرعا من الجناح بل ومن المنزل بأكمله.
جرت على صغيرها بلهفة وأخذته بأحضانها وهي تهدهده بحنان حتى إستكان داخل أحضانها من جديد.

بعد يومان بعث ياسين إلى يسرا إستدعاها من أسوان وأيضا طلب حضور نرمين وأبيه وطارق ومليكة، ألتقي الجميع داخل فيلا المعمورة المملوكة لعز المغربي وذلك حتى يكون اللقاء والحديث بعيدا عن المنزل ومن به.
وقف ياسين بوجه يسرا ونرمين وهما تبتلعان لعابهما شبه تيقنتا من سبب إستدعاء ياسين لهما.

وتحدث ليسرا بأسف: لما جيتي وطلبتي مني مساعدة نرمين في المشكلة إللي كانت فيها ما أتأخرتش لحظة واحدة وما طأرتحتش غير لما قبضت على الحقير اللي كان بيهدد بنت عمي وربيته صح،
ثم نظر إلى نرمين وأكمل: أتاري الحقيرة اللي عايزة تتربي بجد هي إللي أنا كنت رايح أدافع عنها مش حد تاني
وبدون مقدمات قام بصفعها على وجهها بشدة جعلها تترنح
حين وقف عز وطارق سريعا ليلحقا به وتحدث عز هادرا: ياسين، إنت إتجننت؟

وأخذ عز نرمين المرتعشة وأدخلها بأحضانه الحانية،
وضعت يسرا يدها على فمها بذهول وهي تهز رأسها وتيقنت من كشف السر الذي طالما حاولت تخبأته
بينما ضلت مليكة مستكينة بجلستها
جذب طارق ياسين من ذراعه وأبعده عن نرمين وتحدث بنبرة حادة: إهدي يا ياسين، إيه إللي حصل لده كله؟

إتجه ياسين إلى شاشه كبيرة معلقة وضع بها داتا ووقف قبل التشغيل ونظر لأبيه وشقيقه وتحدث بحدة: بعد حادثة رائف بسنة، الهوانم جم لعندي وقالو لي إن فيه حد بيهدد نرمين هانم بفيديو ليها مع رائف، لما بحثت في الموضوع اكتشفت إن اللي بيهدد المدام.

وهنا نظر إلى طارق: يبقي المهندس وائل اللي كان ماسك صيانة الكاميرات في الشركة عندك، ولما كنت حابب أعرف إيه اللي في الفيديو يخلي واحد زي وائل يتجرأ ويطلب من الهانم 7مليون جنيه مقابل إنه يديها الفيديو،.

وهنا حول بصره إلى يسرا الباكية وهي تنظر له خجلا: وقتها منعتني يسرا هانم وحلفتني برحمة عمي ورائف إني أتخلص من الفيديو من غير ما أحاول أشوف إللي فيه، ولما سألتها للدرجة دي اللي في الفيديو صعب ردت بكل ثقة وقالت لي مش صعب أد ما هو سر بين أخت وأخوها،.

بس من سوء حظكم إني عمري ما بتخلص من ملف وقع في إيدي إلا لما بحتفظ بنسخة منه، وعلشان ربنا حق وأسمه العدل ومبيرضاش إلا بالعدل، خلي الفيديو يقع بالصدفة في أيد مليكة وتشوفه علشان حقيقتكم تنكشف.
ونظر إلى يسرا نظرة حسرة وأكمل: يا خسارة يا يسرا، كنت دايما شايفك وباصص لك بنظرة تانية خالص،
أجهشت في البكاء بشده وتسائل عز بفضول: فيه إيه الفيديو ده يا ياسين؟
أجابه بثقة: الوقت تشوف بنفسك يا باشا.

نظرت له نرمين بترجي وتحدثت: أرجوك بلاش يا ياسين حاسبني بيني وبينك بس بلاش عمي وطارق أرجوك.
نظر لها طارق بإحتقار وتحدث: أنا متأكد من قبل ما أشوف الفيديو إنه يخص يوم حادثة رائف.
أشار لها ياسين بأن تصمت وأشعل الفيديو
وصمت الجميع وبدأوا يشاهدون محتوي الفيديو
علا صوت رائف وهو ينظر إلى شقيقته بجنون ويدافع عن شرف زوجته ورجولته المهانة.

كان الجميع ينظر بصدمة ومليكة التي ذرف دمعها حسرة على هيئة رائف وتسائلت، ماذا كان شعورك رائف حين كنت تقود السيارة أكنت تشك بي؟
إنتهي الفيديو ووقف طارق كالثور الهائج وأسرع وانقض على نرمين وبدأ بصفعها بجنون وأمسكها من عنقها وشدد عليه وهو يردد: يا حقيرة، ياحقيرة إنتي السبب في موته أنا كنت حاسس، كنت حاسس يا حقيرة،
جذبه عز ويسرا وخلصاها من بين يداه بإعجوبة
حين ضلت تسعل وتشهق بشدة.

ونظر طارق للشاشة على رائف بجنون وتحدث بتيهة وحنين وهو يري صديقه وأخاه الذي إفتقده بحياته: ياتري يا حبيبي كنت حاسس بإيه وأنت بتجري وسايق عربيتك بجنون؟
طب ليه ما جتليش يا حبيبي وقولت لي؟
ليه مجتش إتكلمت معايا زي عوايدك يا رائف؟
مش أنت كنت متعود تحكي لي على كل حاجة مضايقاك، ياريتك جيت لي كنت هديتك وعرفتك إنها مجرد واحدة حقودة وبتقول كده من غيرتها وحقدها من حبيبتك ونور عيونك.

شعر ياسين بغصة بقلبه من حديث طارق حول بصره لتلك الجالسة وجدها تموت ألما ودموعها تنزل على خديها كشلالات،
تنفس بغضب وغيرة غصبا عنه برغم أنه يموت ألما على ما شعر به إبن عمه الغالي من طعنة في رجولته قبل وفاته مباشرة، إلا أنه الأن عاشق حتى النخاع وليس على العاشق حرج.
كان الكل في حالة صدمة مما شاهدوه للتو
عز الجالس يشبك يداه وينظر أسفل قدميه بصدمة وألم ينهش صدره على رائف،.

ويسرا الباكية ونرمين التي تبكي بمرارة وتندب حظها لإكتشاف سرها بعد طيلة تلك المدة،
نظرت إلى مليكة بحقد فهي من كشفته
جفف طارق دمعه خانته ونزلت من عيناه ثم إلتفت إلى ياسين وتحدث بحدة: وأنت يا باشا بأي حق تدخل شركتي وتحكم وتتحكم وتفصل موظفين وتعاقبهم من غير حتى ما ترجع لي ولا كأني موجود، قد كده أنا مليش قيمة عندك؟

وأكمل بحدة: ولعلمك بقي سيادتك السبب في تأخير إن الهانم تنكشف حقيقتها القذرة قدامنا لحد الوقت، فاكر بعد موت رائف لما قولت لها وواجهتها قدامكم كلكم بزيارتها لرائف وسألتها ليه صوتهم كان عالي، وقتها سيادتك عملت فيها السند والحما وقولت لي مش وقته يا طارق،
وكانت النتيجة إيه بتراخيك في الموضوع، كانت النتيجة إنها إتجرأت أكتر وأكتر على مليكة ومكانتش بتسيب فرصة غير لما تيجي عليها وتجلدها بالكلام.

نظر ياسين بصدمة من حديث طارق وتحدث: إنت بتقول لي أنا الكلام ده يا طارق؟
أجابه بقوة ونبرة حادة: أيوة بقولهولك وبحملك النتيجة.
هدر عز بطارق وتحدث: طاااارق إنت إتجننت، إزاي تكلم أخوك الكبير كده؟

نظرت يسرا لطارق وتحدثت بدموع: ياسين ملوش ذنب يا طارق، ياسين وقف معانا بكل قوته ومنع المهندس النصاب فإنه يستغلنا، العيب كله والذنب عندي أنا، أنا اللي إترجيته وحلفته ميقولش لحد، لو عاوز تلوم على حد وتحمله ذنب اللي حصل حملني أنا.

ثم نظرت إلى ياسين وتحدثت: سامحني يا ياسين وأسفة إني خيبت ظنك فيا، بس أنا كل إللي كنت بفكر فيه وقتها إن الموضوع ميوصلش لأمي، لان الفيديو ده لو وصل لأمي هتموت وهي بتتفرج عليه مش هنلحق حتى نسعفها، أنا خفت على أمي مش على نرمين زي ما أنت فاهم والله.
وقفت مليكة وتحدثت بحدة: وأنا يا يسرا مافكرتيش فيا، شرفي وسمعتي إللي أختك طعنتني فيهم وأتهمتني بأبشع الكلام، مفكرتيش في حقي عليكي وعليها ليه.

وبكت بحرقه إتجه إليها وأدخلها داخل أحضانه وتحدث: إهدي وأقعدي علشان ماتتعبيش.
وقفت نرمين ونظرت إليها بغل وتحدثت بحقد: إنتي تخرصي خالص علشان إنت السبب في كل اللي إحنا فيه ده
وأكملت بحقد وهيستريا: من يوم ما دخلتي البيت وإنت شوهتي كل حياتي، رائف اللي مكانش عنده أغلي مني نسيني بسببك وبسبب لعنة حبك، وبعد ما كنت أنا بير أسراره وصاحبته مابقتش حتى بشوفه من أول ما خطبك وأتجوزك،.

نستيه كل حاجة بقي كل حبه وهداياه ودلعه ليكي لوحدك، حتي عمي وياسين وطارق كلهم حبوكي وبقوا يدلعوكي ويجبولك الهدايا وكأنك إنتي اللي بنتهم مش أنا
وأكملت بدموع: الكل أهملني ونسيني في وجودك حتى أمي ويسرا كانوا دايما ييجوا معاكي ويشكروا فيكي وفي صفاتك ولو كنت أعترض على كلامهم كانوا بييجوا معاكي ضدي، قدرتي تضحكي عليهم كلهم ببرائتك الخداعة.

وأكملت بحقد: حتى جوزي اللي كان بيعشقني لما سحبتيه وراكي وخلتيه ما يشوفنيش في وجودك،
جن جنونه وكاد أن يذهب إليها ليصفعها علها تفوق من هذيانها
أمسكه عز بتعقل ونظر له نظرة ذات معني بأن يتركها تكمل وتخرج ما بصدرها،
ذهب لإمرأته وأمسك يدها ليهدئ من روعها وأجلسها وهو مازال ممسك بها
أكملت نرمين بحقد: سبت لك المكان كله علشان تشبعي بيه وأخدت جوزي ومشيت.

وبكت بحرقه: - وأتنسيت بمرور الأيام، بقيت بجيلكم في المناسبات وحفلات الهانم إللي رائف مكنش بيبطلها علشان بس يشوف سعادتها في عنيها، كلكم حبتوها
وصرخت وهي تشير إلى ياسين: حتى إنت يا ياسين كنت مغرقها بالهدايا الغالية إللي أنا أولي بيها، عاشت وأتهنت في عز بابا وفلوسه اللي أنا كنت أحق بيها، كانت دايما ماركة عربيتها أعلي من ماركة عربيتي، سفرها وفسحها دايما في مكان أغلي وأفخم من الأماكن إللي كنت بروحها.

ثم نظرت إلى مليكة بحقد وصرخت: إنت سرقتي مني كل حاجة، كل حاجة، حتى بعد ما رائف مات أخدتي كل حاجة إنتي وولادك، وأنا أدوني الفتافيت اللي أتبقت من مليكة بنت سالم عثمان حتة الموظف الكحيان إللي محلتوش غير مرتبه
وبقيتي إنتي الهانم صاحبة الأراضي والشركة وأنا طلعت كالعادة خسرانة.

نظرت لها مليكة بتيهة وتحدثت: إنت مريضة يا نرمين ولازم تتعالجي، إنت بجد مش طبيعية، ده أنت حتى مش ندمانة ولا حاسة بالذنب من ناحية أخوكي إللي قتلتيه بحقدك وغيرتك، أخوكي إللي عمره ماعمل فيكي غير كل خير،
وأكملت بدموع: رائف ماكانش يستاهل منك كده أبدا مايستاهلش النار إللي شعللتيها جوه قلبه بكل جبروت قبل موته، إزاي جالك قلب تطعنيه في رجولته وشرفه، إزاي قدرتي تحطي عينك في عينه وإنت بتفتري على مراته؟

صاحت بها بكل جبروت وتحدثت: لكن أنا ما أفترتش عليكي في حاجة، تنكري إنك كنت بتشاغلي جوزي؟
هنا لم تتحمل يسرا وصفعتها على وجهها وتحدثت: إتقي ربنا في كلامك وفوقي قبل فوات الأوان بقي، إنت كذبتي الكذبة وهتصدقيها، يعلم ربنا إن مليكة بريئة من إتهامك ده وأنا شاهدة إن كل كلامك غيرة وحقد، قلبك من كتر حقدة عماكي عن الحقيقة وخلاكي تفتري وتكذبي علشان تبرري لنفسك وضميرك إن إنت صح.

صرخت مليكة وتحدثت بكل صوتها: حسبنا الله ونعم الوكيل فيكي ربنا ينتقم لي منك على كل الكلام إللي أفتريتي عليا بيه،
ونظرت لزوجها تستنجد به ضمها إليه بعناية
وتحدث إلى والده المصدوم بكل ما يجري من حوله: بعد إذن سعادتك يا باشا، أنا مراتي ليها حق و مش هتنازل عنه.
تنفس عز الصعداء ونظر إلى ولده وأجابه: إيه إللي يرضيك إنت ومراتك يا ياسين؟

نظر لتلك الحقيرة وتحدث: الحقير جوزها ما يدخلش برجله حي المغربي وإلا قسما بربي أقتله وأتسجن فيه، وهي نفسها ماتدخلش البيت على مراتي إلا للضرورة القصوي، وتتصل تستأذن من سعادتك قبل ماتيحي علشان أخرج مراتي من البيت كله، لإني ببساطة مايشرفنيش إن مراتي تبقي معاها في مكان واحد بعد النهاردة،
وأكمل مفسرا: وده بس علشان خاطر عمتي متعرفش إللي حصل وتتعب.

نظرت له بغل وتحدثت بصياح: بأي حق بتقرر، ده بيت بابا ومحدش ليه الحق إنه يمنعني من دخوله
وأكملت بتحدي: وهدخل ياياسين وجوزي قبل مني.
أجابتها مليكه بقوة: ده بيت ولاد رائف اللي إنتي قتلتيه يا مجرمة.
أكمل ياسين بكل برود: خلاص، أنا بقي هروح لعمتي وهوريها الفيديو وهي تحكم بنفسها وتقول إذا كنتي تدخلي ولا لا،.

وأكمل بتهديد: ده غير إن لو عمتي عرفت هضطر أودي الفيديو للنيابة وهي تحقق فيه بمعرفتها، دي قضية سب وقذف صريحة.
إبتلعت نرمين لعابها حين تحدث طارق: كده كده الفيديو لازم يروح النيابة.
هدر بهما عز وتحدث بحدة: جري إيه إنت وهو، هتودوا إختكم النيابة؟
صاح ياسين: دي مش أختي يا باشا ومايشرفنيش إني يكون لي أخت زيها
وهدر طارق هو الأخر بتذمر: ولا أنا كمان يشرفني إني يكون لي أخت زيها.

نظر لها ياسين وأردف: ماسمعتش قرارك يا مدام؟
تحدثت بإستسلام: موافقة على كلامك، أهم حاجة ماما وباقي العيلة ميعرفوش اللي حصل،
ونظرت لعمها بدموع ونظرة تجلد بها ذاته: موافقة إني أتمنع أنا وإبني من دخول بيت بابا يا عمي علشان خاطر ترضوا مليكة.
أجابها عز بهدوء: إنت اللي وصلتي نفسك لكدة بأديكي يا بنتي، إنت بتدفعي تمن فاتورتك مش أكتر.

أكمل ياسين بحدة: ومن النهاردة تمسحي رقم تليفوني من عندك وتنسي إن كان ليكي إبن عم إسمه ياسين المغربي،
وأكمل مهددا: وقسما بربي لو سيرة مراتي جت على لسانك بخير أو بشر بعد النهاردة لأحاسبك حساب الملكين وساعتها محدش هيعرف يخلصك من قبضة إيدي.
وأكمل طارق: وأنا كمان تنسيني وتنسي إنك تعرفيني أصلا.
تحدثت بإبتسامة ساخرة: متشكرة جدا يا ولاد عمي يا رجالة المغربي على الوقوف جنب بناتكم بالشكل ده.

تنهد عز وتحدث متألما: إنت اللي جنيتي على نفسك يا نرمين، وأنا طبعا مش هقدر أقول لك زيهم لانك في الأخر بنت أخويا، لحمي ودمي اللي مش هينفع أتخلي عنه ولا أدي له ضهري
نظر ياسين إلى يسرا وتحدث بأسف: ياخسارة يا يسرا.
بكت يسرا وأكمل عز: متظلمش يسرا يا ياسين، يسرا كانت خايفة على أمها وده حقها يا أبني، يسرا إتحطت في موقف لا تحسد عليه.
نظر إلى إمرأته وأمسك يدها وتحدث لها: يلا علشان إتأخرتي على الولد.

وقفت معه ثم نظرت إلى نرمين وأردفت: إنتي ظلمتيني وأفتريتي عليا وده عند ربنا إسمه قذف محصنات وربنا ما بيسامحش فيه، ولا أنا كمان مسامحة
وأكملت بقلب يحترق: - ومن كل قلبي بطلب من ربنا يجيب لي حقي ويوريني عجايب قدرته في رد حقي منك.
أخذ زوجته وأنطلق بسيارته دون كلام وقف أمام الفيلا وتحدث بنبرة حادة: إنزلي.
نظرت له بخجل وتحدثت برجاء: تعالي أدخل معايا، أنا محتاجة لك أوي يا ياسين أرجوك تعالي،.

أجابها بإقتضاب وصوت حاد: قولت لك إنزلي.
نزلت دموعها وأمسكت يده الممسكة بالمقود وقبلتها وتحدثت: علشان خاطري تنزل معايا، وحياة عز يا ياسين تدخل معايا، تعالي شوف عز إنت مشفتهوش بقالك يومين من وقت اللي حصل، وحياة عز
تنهد بإستسلام ورق قلبه العاشق لحالتها نزل معها وصعد لجناحهما سويا.

وقف بجوار مهد صغيره وحمله وبدأ بتقبيله بشغف، أما هي فقد أبدلت ثيابها بأخري بيتية مريحة ووقفت بجانبه وهو يداعب ويقبل صغيره البالغ خمسة أشهر
تحسست ظهرة بحنان وأردفت: علشان خاطري متزعلش مني.
نفض يدها من عليه بغضب وتحدث: هو أنا مش جبت لك حقك يا مدام، عاوزة مني إيه تاني؟
أجابته بحب: عاوزة رضاك عليا يا ياسين، أرجوك سامحني، صدقني لما شفت الفيديو إتجننت ومكنتش في وعيي ولا عارفة أنا بقول إيه.

أجابها بحدة: ماهو لو فيه ثقة يا هانم عمرك ماكنتي هتشكي فيا، كنتي جيتي وسألتيني وأستنيتي تفسيري لوجود الفيديو معايا، لكن إنت عمرك ما حبتيني بالشكل الكافي اللي يخليكي تثقي فيا يا مليكة، دايما بتفشلي قدام أي إختبار يقابلنا وده ملوش معني عندي غير إنك فعلا محبتنيش كفاية.

نزلت دموعها وتحدثت وهي تحتضن ذراعه بتملك: متقولش كده يا حبيبي أرجوك، والله العظيم أنا بعشق التراب اللي بتمشي عليه، أنا حبيتك أكتر من روحي يا ياسين وكل يوم عشقي ليك بيزيد ويقوي أكتر من اليوم اللي قبله، بس إللي شفته وسمعته كان فوق طاقتي،
أرجوك يا ياسين سامحني وقدر الضغط النفسي اللي إتحطيت فيه، أنا سمعت إللي عمري ما كنت أتخيل إني أسمعه، كنت مستني مني إيه؟

حدثها بحدة رغم لين قلبه لها ولحديثها ونفض يدها عنه قائلا: إبعدي عندي يا مليكة.
وفجأة وجد صغيره يلاغي ولأول مرة مهمهما بسعادة وهو ينظر له وكأنه يترجاه أن يصفح عن والدته همهم الصغير بحروف واضحة إلى حد ما: باااابا، با با
نظر له ياسين بقلب ملهوف وعيون سعيدة قائلا: يا قلب بابا ونور عيون بابا يا حبيبي.
نظر له الصغير وضحك بسعادة
نظرت له بسعادة وتحدثت: ياسين ده بيلاغي وكأنه عاوز يتكلم.

نظر لها بسعادة وأجابها: ده نطق بابا يا مليكة.
إبتسمت له بسعادة وسحبته من يده وجلسا سويا فوق الأريكة وضلا يداعبان صغيرهم بسعادة، ثم رمت رأسها على كتفه بحنان
إبتسم هو وتنهد براحة ولف ذراعه وحاوطها بعناية، سعد داخلها وتنهدت بإنتشاء على مسامحة ياسينها لها،
رفعت حالها ونظرت له بعيون عاشقة أذابت قلبه ووضعت قبله حنون فوق شفاه لمراضاته، نظر لها برضا وتجاوب معها بها
وما بيده ليفعله سوي مسامحتها والصفح عنها.

فهو عاشق ودائما يكون للعشق رأي أخري.
بعد مرور شهر من واقعة الفيديو
صباح جديد مشرق داخل حديقة فيلا رائف، تجلس ثريا وتجاورها منال التي أبدلت من عاداتها اليومية وأعادت تأهيل نظام حياتها الكلي وبدأت بالتقرب من عز وأيضا الإهتمام بأدق تفاصيل أبنائها ومنزلها.

وكل ذلك بفضل جلستها الصريحة مع ياسين التي كانت بمثابة صفعة إفاقة لها بعد إعتراف ياسين لها بأنها هي من دمرت علاقته بليالي، فقد قررت منذ قدوم عز الصغير أن تذهب يوميا مع زوجها وأبنائها لحضور سفرة الإفطار ببيت رائف وذلك جبرا لخاطر تلك الثريا حتى لا تشعر أن منزلها أصبح خاويا.

إلتف الحضور حول المنضدة التي تتواجد عليها جميع أصناف الطعام المحببة لدي الجميع وبدأوا بتناول إفطارهم وبدأت منال بسكب مشروب الشاي لزوجها تحت إبتسامتها له، تناوله منها بإبتسامة حانية وشكرها، نظرت لهما ثريا بقلب سعيد مما تراه من بوادر راحة و هدوء على وجه عز من إهتمام منال به، إطمئن داخل ثريا من إتجاة عز وسعدت لتقربه بزوجته ودعت لهما الله أن يؤلف بين قلبيهما ويسعدهما، ودعت أيضا أن يرحم حبيبها الأول والأخير ورجلها الوحيد الذي لم تري عيناها سواه طيلة حياتها وحتى موعد مماتها حتى تلتقيه على خير.

خرجت مليكة وهي تحمل الصغير بوجه بشوش وسعيد تحركت إليهم، أفلت أنس من فوق ساق طارق وجري عليها وأسرع وهو يهتف بسعادة: عز باشا الصغير صحي.
نظر له الصغير وأشار بيده له بإبتسامتة العريضة الجذابة بعيونه الزرقاء الخاطفة للأنفاس، تحدثت مليكة وهي تنظر إلى أنس: صباح الفل يا أنوس، صاحي بدري ليه يا قلبي؟
أجابها أنس وهو يتحرك بجانبها بحماس ويداعب أرجل الصغير: صحيت علشان ألعب مع عز.

وصلت إليهم قائلة بوجة بشوش: صباح الخير.
إنتفض قلب ياسين لرؤية طفله البريئ وأيضا لرؤية مليكته التي غاب عنها ليلة أمس لمبيته عند ليالي، إرتمي الصغير على أبيه بسعادة وهو يلاغي ويهمهم له إلتقطه ياسين بقلب يتراقص وهو يردف: يا صباح الفل والورد على أحلي عيون في الدنيا كلها
وأكمل بدلال وهو يقبله: قلب بابي القمر إللي خلي حياة بابي جنة من وقت ما نورها.
ضحك الصغير بسعادة لدلال أبيه له.

كانت تشاهد زوجها وهو يدلل صغيرهما بسعادة وضعت يدها على ظهره وتحسسته بحنان قائلة: صباح الخير يا ياسين.
رفع بصره إليها بعيون متفحصة لكل إنش بوجهها الصابح وتحدث بحنان: صباح الفل يا حبيبي.
مد عز يده ليلتقط منه الصغير مداعبا إياه: حبيب جدو الندل إللي جري على أبوه الأول.
حدثته منال بدعابة: أمال عاوزه يجي لك إنت قبل باباه؟
حملت مليكة أنس وقبلته وهي تحدثه: فطرت يا حبيبي؟

أجابها بسعادة: نانا عملت لي الكورن فليكس بتاعي وأكلته وبابي خلاني أكلت بيضة ومش كنت حابب، بس هو وعدني إني لو أكلتها هيخرجني بكرة أنا وهو وحدنا.
ثم نظر إلى ياسين وتحدث: صح يا بابي مش إنت وعدتني؟
إلتقطه ياسين من بين أحضان مليكة وأجلسه فوق ساقيه وتحدث بحب وهو يناوله قطعة توست مغطاة بالعسل ويقربها من فمه: أكيد طبعا بس لو حبيبي أكل قطعة التوست دي هحبه أكتر وهخرجه أكتر وأكتر.

إبتسم له الصغير وقضم الطعام بفمه من يد ياسين.
نظر لها بحب وحدثها: واقفة ليه يا حبيبي أقعدي.
جلست بجواره نظرت لها منال التي كانت تحتضن الصغير وتقبله بسعادة قائلة: أخدتي ميعاد من دكتور عز علشان تروحي له قبل السفر يا مليكة؟
هزت رأسها بإيماء وأجابت: أه يا طنط بكرة إن شاء الله وهروح أنا وليالي.
نظر عز إلى مليكة وتسائل: خير ماله حبيب جدو؟
أجابته بطمأنة: رايح متابعة علشان أسنانه يا عمو.

نظر طارق إلى ياسين وتحدث بحديث ذات مغزي: إنت ليه ماتفكرش تتدخل في المصالحة الفلسطينية ولم الشمل يا ياسين؟
نظر إلى شقيقه بإستغراب فأكمل عز حديث طارق ساخرا: والله يا أبني عندك حق ما هو اللي يقدر يقنع الضراير يشتركوا في تربية إبنه ويخليهم رايحين جايين مع بعض هما وولادهم مش بعيد إنه يقدر على الشيطان نفسه.

ضحك الجميع وتحدث طارق: ده مش بعيد لو أتدخل في مباحثات السلام يخلي إسرائيل تنسحب من الأراضي الفلسطينية وتكتب للفلسطينيين إعتذار كمان، ضحكت مليكة وضحك الجميع على خفة ظل عز اللامتناهية
فتحدثت ثريا: قل أعوذ برب الفلق يا حضرات.

حين أكملت منال: إهدي أنت وأبنك كده وسيبوا إبني في حاله، ده أنا ماصدقت الأمور هديت وليالي ربنا هداها ونفسيتها بقت في السما من وقت ما بدأت تهتم بعز الصغير وكمان بدأت تحضر تمرينات ولادهم مع بعض هي ومليكة وجيجي
وأكملت بإهتمام وهي تنظر إلى عز: المهم هنسافر شرم إمتي بالظبط علشان نجهز حالنا؟

أجابها عز: شوفي إنتي وثريا الوقت المناسب ليكم وأنا وياسين وطارق وعمر نظبط أجازاتنا بناء عليه وأحجز لكم تذاكر الطيران.
نظرت منال إلى ثريا وتحدثت: إيه رأيك في بداية الإسبوع يا ثريا بيتهيأ لي مناسب للكل؟
تنهدت ثريا وظهر الحزن فوق ملامحها وأردفت: اللي تشوفيه يا منال.
إنفطر قلب عز حين شاهد ذلك الحزن المرسوم على وجهها وتسائل: مالك يا ثريا، فيه حاجة مزعلاكي؟

نظرت إليه بحزن وأردفت: البنات مش عاوزين يسافروا معانا يا سيادة اللوا يسرا قالت لي إنها مش هينفع تيجي علشان شغل سليم مع إن ولادها زعلانين جدا ونفسهم ييجوا معانا زي عوايدهم،
ونرمين وأمورها إللي إتلغبطت ومبقتش عارفة جرالها إيه، حتى زيارتها ليا لما منعتها وبقت يدوب تكتفي بالتليفونات، لدرجة إنها لما بتوحشني أنا اللي بقيت أروح لها.

حزن عز لأجلها ونظر إلى ياسين وطارق اللذان ظهر حزنهما داخل عيناهم وأيضا مليكة التي كست غشاوة من الدموع لأجل تلك الأم الحزينة قليلة الحظ، نظرت مليكة لزوجها بألم أمسك يدها وربت عليها بحنان
ثم بادر بالحديث وهو ينظر إلى ثريا بحنان: ماتزعليش يا أمي، أنا هكلم يسرا وإعتبريها خلاص مسافرة معانا إن شاء الله
إنفرجت أساريرها قائلة بسعادة: ياريت يا ياسين هي بتحبك أوي وبتقتنع بكلامك وأكيد إن شاء الله هتوافق،.

وأكملت بإنتشاء: وكلم نرمين هي كمان وأقنعها يا حبيبي.
نظر لأبيه ولطارق وتحدث ببرود: نرمين ما تضغطيش عليها يا أمي جايز يكون جوزها مابيرتحش في السفر معانا وبعدين نرمين من زمان وهي حابة تبعد فاياريت تسييها على راحتها.
تنهدت بإستسلام قائلة: طب حاول معاها بردوا يا ياسين يمكن تقدر تقنعها هي كمان؟
رد عز رافع الحرج عن ياسين: أنا هكلمها بنفسي يا ثريا.

إبتسمت له بسعادة وتحدثت: متشكرة أوي يا سيادة اللوا ربنا يخليك ليهم.
إبتسم لأجل سعادة حبيبته وهز لها رأسه بإيماء.

بعد مرور إسبوع
كانت جميع العائلة متواجدة داخل فيلا بمدينة شرم الشيخ حيث إستأجر عز فيلتان بجانب بعضهما فيلا إلى ثريا ويسرا وزوجها وأطفال رائف
والفيلا الأخري لعائلته ومليكة المتواجدة بالطبع بجانب زوجها
كانت مليكة ويسرا وليالي وجيجي تسبحن داخل المسبح الخاص بالفيلا
وجهت ليالي حديثها إلى يسرا بتساؤل: أخبارك إيه مع سليم يا يسرا؟
أجابتها يسرا بسعادة: الحمدلله يا ليالي سليم ده هدية ربنا ليا أنا وولادي.

ردت عليها مليكة: إنتي كمان إنسانة جميلة يا يسرا وتستاهلي كل حاجة حلوة.
إبتسمت لها يسرا بحنان
نظرت لها جيجي بتساؤل: ياتري مبسوطة في أسوان يا يسرا وقدرتي تتأقلمي هناك إنتي والولاد؟
أجابتها بإبتسامة: جدااااا يا جيجي بجد مش قادرة أقولك على كم الراحة النفسية والهدوء اللي موجود في المدينة دي، وده طبعا يرجع لناسها الطيبين وقلوبهم الصافية إللي بتنشر حواليهم السلام النفسي للجميع.

نظرت ليالي إلى مليكة وتحدثت بإهتمام: مليكة الدوا بتاع عز المفروض يتاخد بعد شوية
إبتسمت مليكة وتحدثت: ياسين عارف الميعاد وهيدهوله يا ليالي.
ردت بإهتمام: خلاص أنا هطلع أشوفه وأتأكد أنه فاكر.
هزت لها رأسها بإيماء وأجابتها: أوك يا لي لي ومعلش أبقي إتأكدي إن طنط منال غيرت له البامبرز.
أمائت لها بإيجاب وخرجت من المسبح حين نظرت يسرا إلى مليكة وجيجي وتحدثت بإنبهار: هي مين إللي خرجت من شوية دي يا بنات؟

ضحكتا إثنتيهم وأجابتها جيجي: ليكي حق تستغربي طبعا أنا عن نفسي ساعات بقعد متنحة قدامها وقدام تصرفاتها وأبقي مش مصدقة إللي هي بتعمله.
أجابتهم مليكة بحكمة: مستغربين ليه بس على فكرة بقى، ليالي حد كويس جدا وجواها بذرة طيبة وأصيلة لكن كانت تايهة مش لاقية مرساها،.

والسبب في كدة طريقة نشأتها وتربيتها، واللي عقد الأمور أكتر مساندة طنط منال ووقوفها معاها طول الوقت معتقدة إنها بكدة بتحميها لكن للأسف وقوفها ده كان زي السد المنيع اللي زود الفجوة وبعد بينها وبين ياسين،
وأكملت بتفسير: لكن لما طنط منال بعدت وسابتها منها لياسين، ياسين قدر يوجهها صح وهي أستجابت، وده يدل على معدنها الأصيل ونبتتها الصالحة.

نظرت يسرا إلى مليكة وتحدثت بفخر: إنتي إزاي جميلة أوي كده يا مليكة بحييكي جدا على التصالح النفسي إللي جواكي ومخليكي واقفه قدامنا تدافعي عن ضرتك وتخلقي لها أعذار.
إبتسمت لها وأكملت: دي شهادة حق يا يسرا ولازم أقولها.
تسائلت يسرا بإستفسار: طب وموضوع هوسها بالشوبينج وعمليات التجميل نسيتها هي كمان ولا إيه؟

ضحكت مليكة وأجابتها: لا طبعا مبطلتش لان ده طبع وخلاص إتطبعت بيه ومن المستحيل نسيانه لكن بصراحة خفت عن الأول كتير وأجمل ما في الموضوع إنها قدرت توازن حياتها،
وأكملت مفسرة: بمعني إنها بتعمل الحاجات إللي بتسعدها وتبث الثقة في نفسها وفي جمالها وفي نفس الوقت بتابع تمرينات ولادها وبتقعد معاهم تشاركهم إهتمامتهم،.

ده غير إهتمامها بعز الصغير إللي خلي نفسيتها في السما وكل ده خلي ياسين يبص لها بنظرة تانية وبقي يعاملها بطريقة مرضية جدا بالنسبة لها وده حسن كتير من نفسيتها وأداها ثقة بنفسها بعد ما كانت بدأت تدخل في إكتئاب.
بادرت جيجي بسؤال مليكة بإهتمام: بس بصراحة كدة يا مليكة وبدون زعل مبتغريش جواكي من فكرة إن فيه ست تانية بتشاركك جوزك؟

أجابتها بصدق: أبقي بكذب عليكي لو قولت لك الموضوع عادي بالعكس الموضوع صعب جدا بل ومميت على الأقل بالنسبة لي لدرجة إن فيه أيام ياسين بيكون بايت فيها عند ليالي بقضيها طول الليل صاحية ودموعي على خدي وبموت من مجرد فكرة إنه ممكن يكون نايم جنبها وواخدها في حضنه،.

وأكملت بيقين وإيمان: لكن برجع أستغفر ربنا وأقوم أتوضي وأصلي وأسأل ربنا الثبات وأدعي له أنه يقويني علشان أقدر أقف جنب جوزي ونربي ولادنا في جو هادي ومريح وسبحان الله ربنا فعلا بيربط على قلبي وبهدي وبقدر إني أكمل
وأكملت بتعقل ويقين: فيه ناس بتتكتب عليهم ظروف معينة ولازم يتقبلوها ويكملوا في طريقهم علشان الدنيا تستمر.

وأكملت بإبتسامة عشق: وبصراحة بقي ياسين راجل يجنن ومفيش زيه حنين ورومانسي لأبعد الحدود، وبيعاملنا إحنا الإتنين بما يرضي الله ومدي لكل واحدة حقها فيه كأنها هي لوحدها إللي مراته،
يعني أنا مثلا عمري ما حسيت إن حقي في ياسين ناقص بالعكس، غير بس موضوع إنه بيبات عندها وده ممكن نمشيه ونعتبر إنه بيكون عنده شغل مثلا أو مسافر وأهي الدنيا بتمشي.

كانت يسرا وجيجي تستمعان لها بإحترام وإعجاب على عقليتها المتزنة وسلامها النفسي والداخلي.
أما ليالي التي وقفت تحمل الصغير بحب وسعادة وهي تداعبه وبدوره الصغير يهمهم لها بسعادة ممسك بوجهها بحب وذلك بعدما أعتطه الدواء الخاص بتقوية العظام ليساعدة في بروز أنيابه،
إقترب منها ياسين وحاوطها بذراعه بإهتمام وحب قائلا: إيه يا حبيبتي منزلتيش المايه ليه؟

أجابته بسعادة وهي تهدهد الصغير: الولد الشقي ده وحشني وقولت أقعد ألاعبه شوية
إبتسم لها وأكملت وهي تطلق تنهيدة محملة بالأثقال: تعرف يا ياسين أنا أكتشفت إني ضيعت مني فرص ومشاعر حلوة أوي كان ممكن أعيشها مع ولادي وأكتشفت كمان إني كان ممكن أعمل كل اللي نفسي فيه وفي نفس الوقت أتابع ولادي وأقرب منهم.
إبتسم لها وأكمل ليخفف عنها: وأديكي يا ستي بتعوضيه في الأستاذ عز،.

ثم غمز لها بعينه وأكمل: وعلى فكرة بقي إحنا لسه فيها إيه رأيك نجيب لنا نونو جميل كده ونعيش معاه إللي فاتنا كله.
ضحكت بسعادة وأجابته: ماخلاص يا ياسين الوقت فات وعدي.
أجابها بمداعبة: مين قال كده دانتي لسه في عزك ومجدك يا ليالي هانم.
نظرت له بحب وعيون سعيدة وتحدثت: حقيقي يا ياسين لسه بتشوفني حلوة بعيونك زي زمان.

أجابها بإبتسامة حنون: مش أنا بس إللي بشوفك حلوة ياليالي، الدنيا كلها بتشوفك أجمل ست في الكون ده كله لإن إنتي فعلا كده.
تنهدت بإنتشاء وسعادة ودبت بروحها الثقة من جديد من حديث زوجها العذب لها.
بعد قليل كان جميع الرجال يقفون بالحديقة أمام المشاعل الخاصة بشواء اللحوم كان ياسين ممسك بيده مروحة التهوية ويحركها بحرفية فوق اللحوم لإكمال عملية نضوجها،.

أما النساء كن يجلسن حول طاولة الطعام الطويلة المرصوص فوقها بعض أنواع المقبلات والسلطات ينتظرن رجالهن ليحضروا لهن الطعام
أمسكت مليكة بعض الخبز وغرسته داخل صحن به سلطة الطحينة وأكلتها.
وجهت ثريا لها الحديث: أصبري يا حبيبتي لما يخلصوا المشاوي وكلي بالمرة.
أجابتها: جعانة جدا يا ماما وبجد مش قادرة أصبر.
أمائت لها بتفهم قائلة: ده من الرضاعة يا حبيبتي.

كان ينظر إلى مليكته التي دائما وأبدا تشغل باله وتفكيرة وجدها تلتهم بعض الخبز مما يدل على جوعها الشديد،
إلتقط بعض قطع اللحم وصوابع الكفتاء ووضعهم سريعا داخل صحن وأسند مهمته إلى طارق وذهب مسرع إليها.
إقترب عليها وتحدث: إيه يا ماما للدرجة دي جوعناكي؟
إبتلعت لعابها وهي تنظر لما بيده وتحدثت: جعانه أوي يا ياسين.
وضع الصحن سريعا أمامها وبدأت هي بإلتهام الطعام بشهية مفتوحة.

حين تحرك عمر إليه ووضع يده في جيب بنطاله قائلا بإعتراض مصطنع: هي بقت كده يا باشا حتى الكفتة لما بقت بالوسايط في البلد دي.
إنفرط الجميع من شدة ضحكاتهم على كلمات عمر
حين وضع ياسين يده فوق كتفه ونظر له نظرة ذات معني وأجابه بدعابة: أه بقت كدة يا حبيبي عند سيادتك أي إعتراض؟
رفع يداه مستسلما وأجابه: وأنا أقدر يا باشا وحش المخابرات يعمل إللي هو عاوزة وأحنا نشجع ونصفق تصفيق حار كمان.

رد ياسين: أيوة كده يا حبيبي أظبط الأداء.
ثم نظر إلى حبيبته وهي تأكل بشهية مفتوحة وتنهد بسعادة.
تمللت أيسل بدلال وتحدثت إلى والدها: يلا بقى يا بابي أنتوا جوعتونا أوي أنا كمان جوعت كتير.
تحدث وهو يتحرك إلى مكان الشواء: حالا يا قلبي الأكل هيكون جاهز.
وبعد قليل كان الجميع مجتمع فوق الطاولة يتناولون طعامهم ويتسامرون بالأحاديث الشيقة
تحدث عز إلى سليم: أخبار السياحة في أسوان إيه يا سيادة القبطان؟

أجابه سليم بإحترام: الحمدلله يا سيادة اللوا السياحة مريحة
حاليا لإننا في الصيف وأسوان معروف موسم الشغل فيها بيكون في الشتا،
وأكمل: إن شاء الله أجازة الشتا هتقضوها معانا في أسوان ومش هنقبل أعذار طبعا.
أماء له عز برأسه ثم نظر إلى يسرا بحنان قائلا: وحشتيني أوي يا يسرا وبجد بعادك فرق معايا جدا وأفتقدت صباحك وفنجان القهوة إللي كنت بشربه من إيدك،.

وأكمل بحب: بس عزائي الوحيد إنك عايشة مبسوطة مع راجل محترم صاينك وصاين أولادك وهقول إيه هي دي سنة الحياه.
وضعت ثريا يدها على يد إبنتها الجالسة بجوارها وأبتسمت لها بحنان نظرت لها يسرا وقبلت يدها ثم نظرت إلى عمها وتحدثت: تسلم لي يا حبيبي أنا كمان والله مفتقداكم كلكم بس زي حضرتك ما قولت سنة الحياة.
تحدثت ليالي: ياريت كانت نرمين هي كمان جت كانت لمتنا كملت.

تنهد عز وتوجعت ثريا وأكملا طعامهم جميعا وسط الاحاديث المثمرة.

بعد قليل كان ياسين يقف أمام البحر توجهت يسرا إليه وتحمحمت خجلا ثم تحدثت: أنا متشكرة جدا يا ياسين إنك سمحت لي أجي معاكم أنا وولادي الرحلة دي لأني بجد كنت محتاجة أحس إني لسه ليا مكان وسطكم مع إني عارفة إنك لسه زعلان مني.
نظر لها بإبتسامة حانية وتحدث: تبقي متعرفيش غلاوتك عندي ولا تعرفي إنتي إيه بالنسبة لي يا يسرا، يا بنتي إنتي مش بنت عمي وبس إنتي فعلا أختي،.

وأكمل مفسرا: أنا بس زعلت منك وقتها علشان متعود منك دايما على الصراحة والوضوح ماتوقعتش الموضوع مش أكتر،
وأكمل بأسي: واللي ضايقني أكتر إن موقفي مع مليكة كان وحش جدا إنتي متخيلة ظابط مخابرات مراته تكتشف فيديو على تليفونه كله إهانة وسب لشرفها والمفروض إن أنا أقف وأبرر لها إن جوزها سعادة ظابط المخابرات إللي خاربها مش عارف محتوي فيديو موجود على تليفونه!

بجد موقفي كان وحش جدا قدامها حتى مليكة شكت إني عارف الكلام وساكت وبرغم إني زعلت منها وقتها وعنفتها، إلا إني عذرتها في تفكيرها لأنه مش من المنطقي إني أكون مش عارف محتوي فيديو موجود على تليفوني!
ثم زفر بضيق وأكمل: ما علينا إنسي إللي حصل وخلينا ننبسط بأجازتنا ونصفي فيها ذهننا المهم يا حبيبتي طمنيني عليكي أخبارك إيه مع سليم؟
إبتسمت على ذكر إسم فارسها النبيل وبدأت بقص أخبارها لأخيها الذي لم تلده أمها.

ليلا
كانت تتمشي هي وعاشق عيناها على شاطئ البحر
فتحدثت وهي تنظر له بهيام: بتحبني يا ياسين؟
بادلها نظرتها وأجابها: إيه السؤال الغريب ده يا مليكة أنتي أكيد عارفة الإجابة من غير ما أقولها.
أجابته بعشق: عارفاها بس دايما بحب أسمعها وأشوف شفايفك وهي بتنطقها
أجابها: وأنا عمري ما هبطل أقولها يا مليكة وحتى لو الظروف اللي حوالينا منعتني أقولها لبعض الوقت بشفايفي أكيد هتشوفيها وتحسيها في نظرة عيوني ليكي.

تحدثت إليه وهي تشدد من إحتضانها لذراعه بتملك: أنا أمتي حبيتك الحب ده كله، أمتي درجة عشقي ووله حبي ليك وصل للمرحلة دي؟
وأكملت: تعرف يا ياسين إن حبك خلاني أفكر وأسأل نفسي هو أنا فعلا حبيت قبلك؟
وإجابتي على نفسي كانت أكيد لاء لأن المشاعر والأحاسيس اللي بحسها في حبك عمري ما عيشتها غير وأنا في حضنك ومعاك وبس.
كانت عيناه تطلق لمعة بارقة من شدة سعادته بعشق مليكته التي وأخيرا إمتلك كل جوارحها وما فيها.

تنهد بإنتشاء وتحدث بسعادة: أقول لك على سر؟
هزت رأسها بإيماء فأكمل هو: زمان قبل ما ربنا يرضي عليا ويجعلك من نصيبي ويرجعك لحضني، كنت بدعي له إن يكون لي نصيب فيكي وتقفي قدامي وتقولي لي بحبك يا ياسين وأشوف جوة عيونك درجة من العشق محدش غيرنا قدر يوصل لها
وأكمل بعيون عاشقة: وكنت بقول لربنا إني مستعد بعد اللحظة دي أسلم روحي للموت وأنا راضي جدا ومبسوط
نطقت سريعا: بعد الشر عنك يا حبيبي.

وأكمل هو بعيون عاشقة مغيمة بغشاوة دموع حنين وإبتسامة هادئة: لكن الوقت باستسمح ربنا وبدعي له إنه يديني عمرين على عمري علشان أعيشهم جوه حضنك
وأكمل: حبك خلاني أطمع في الدنيا وأتمسك أكتر بيها يا مليكة.
إبتسمت له بحنان وعيون عاشقة: بحبك يا ياسين بحبك وكل يوم بحبك أكتر لدرجة إني مش عارفة هوصل بحبك لفين تاني.

إبتسم وتحدث إليها بدعابة: طب يلا بينا نرجع علشان كلمة تانية منك وجوزك المحترم الهيبة ده هيتقبض عليه بتهمة فعل فاضح في الطريق العام
ضحكت بإنوثة أهلكت حصونه وتحركت بجانبه عائدين حيث تجمع عائلتهم.

في صباح اليوم التالي.
عند شريف وعلياء كانت تستقل بجانبه السيارة وهي تحتضن طفلها الرضيع بعناية في طريقهما إلى سهير ليعطياها الطفل ويذهبان هما لأعمالهما
تحدثت علياء بإعتراض مصطنع: يعني كان لازم يا حضرة الباشمذيع المحترم تقبل بشغلك في القناة التلفزيونية دي؟

وأكملت: ما كنا مرتاحين ومكتفيين بشغلك في الإذاعة بالليل الوقت سيادتك بقيت بتشتغل صبح وليل، وبدل ما كان زمانك قاعد الصبح بكارم بقي الولد متشحطت معانا ورايح جاي عند ماما إللي إحنا مغلبينها معانا.
نظر لها بإستنكار وتحدث: قاعد بكارم تكونيش فاكرة نفسك متجوزة دادة فلبينية،
ثم أكمل مداعبا إياها: ثم أنا ليه شامم ريحة قر ونبر من بين كلامك؟

تحولت هيئتها وحدثته: قرررر وأنا أقر عليك ليه إن شاء الله ناقصة شغل ولا يمكن ناقصة شغل أصبر عليا بس كام سنة كده وأنا هوريك إسم علياء المغربي هيكون إيه في عالم المحاماة.
أجابها بدعابة: أديني مستني يا حضرة المحامية الواعدة يعني إحنا هنروح من بعض فين، وبعدين على فكرة بقي ماما ما صدقت تشريف الاستاذ كارم ليها كل يوم،
ده اليوم اللي مبيكونش عندك شغل فيه وتقعدي بيه في البيت بيحصل لها إكتئاب.

إبتسمت بحب وتحدثت بنبرة صادقة: طنط سهير دي حنية الدنيا كلها فيها بجد يا شريف أنا وكارم محظوظين جدا بوجودها في حياتنا.
أجابها بدعابة: يعني إنتي وأبنك محظوظين بيها هي بس يا حضرة الباشمحامية؟
فكت حزام أمانها وإقتربت منه ووضعت يدها فوق وجنته وقربت شفاها من شفاه ووضعت له قبلة جانبية
نظر لها بحب وتحدث: تعرفي إنك أجمل حاجة حصلت لي في حياتي كلها.

نظرت له بعيون عاشقة وتحدثت: وأنت أجمل حلم حلمته ونسجت خيوطه من خيالي وعيشت جواه، وفجأة الزمن رضي عليا وقرر يهديهولي.
ورجعت مكانها وساعدها هو بربط حزام الأمان لأمانها هي وطفله ونظر لها بعيون عاشقة وتحدث: بحبك يا عاليا.

داخل مدينة شرم الشيخ.
كان يجري وينظم أنفاسه وسط جميلتيه وهم يمارسون رياضة الجري منذ الصباح ثم توقفوا جميعا وبدأوا بالرجوع إلى مسكنهم
لف ذاعيه حول خصر إثنتيهم بتملك ونظر لهما وتحدث مداعب إياهم: هو فيه كده طب بذمتكم مش أنا أكتر راجل محظوظ في الدنيا دي كلها متجوز أجمل وأشيك وأرق إتنين ستات في الدنيا.

إبتسمت إثنتيهم برضا وتحركا بجانبه حتى وصلا لمقر الفيلا وجدوا الجميع يجلسون بإنتظارهم ليتناولون وجبة الفطار
قبل إنتهاء الأجازة بيوم كان الجميع يجلس ليلا يتسامرون ويتبادلون الاحاديث وفجاة أتت يسرا على عجل ويبدوا على وجهها القلق
جلست بجوار والدتها وتحدثت: ماما
نظرت لها ثريا بقلق فأكملت يسرا: على إبن نرمين تعبان أوي.
إنتفضت ثريا وأرتعب داخلها على حفيدها وسألتها: تعبان إزاي يا يسرا؟

نزلت دموع يسرا وتحدثت: معرفش يا ماما أنا كنت بكلم نرمين بطمن عليها لقيتها منهارة وقالت لي ان الولد سخن جدا منهم من يومين وجريوا بيه على المستشفي وبعد التحاليل والأشعة قالو لها ان الولد عنده مرض نادر ومحتاج عملية ويغير دمه كله والعملية مكلفة جدا هتتعدي ال 3 مليون ولازم تتعمل في ألمانيا.

وقف عز وتحدث إلى ثريا مطمئنا إياها: متقلقيش يا ثريا أنا مش هسيبها، وهسفر لها الولد حتى لو اضطريت إني أبيع كل ما أملك،
ثم حول بصره إلى ياسين وطارق وتحدث: ياسين إحجز لنا طيارة علشان هنرجع إسكندرية النهاردة
وأنت يا طارق أعمل cash out حالا
وقفت منال سريعا وأتجهت إلى ثريا الباكية وأخذتها داخل أحضانها وطمئنتها: متقلقيش يا ثريا ان شاء الله الولد هيبقي كويس.

أما مليكة التي تملكها الشعور بالرعب والذنب بدأ يتأكل من قلبها خوف من فكرة أن يكون هذا هو رد دعوتها وحقها من نرمين،
نعم هي لجأت إلى الله ودعته من حرقة قلبها وشعورها بالظلم والإفتراء الذي وقع عليها منها ولكنها لا تريد إية إيذاء لأحد وخصوصا ذلك الطفل الجميل التي تكن له معزة خاصة.

صعد لها ياسين غرفتها وهي تلملم أشياء أطفالها إستعدادا للمغادرة وقف بجانبها وتحدث: أنا عارف إنها ظلمتك بس بطلب منك تسامحيها علشان خاطر الولد وتدعي له وياريت متزعليش مني لأني هروح لها وهقف معاها علشان في النهاية دي أختي ومش هينفع أسيبها لوحدها في ازمتها.

حدثته بتفهم: أكيد مش هزعل منك يا حبيبي دي بنت عمك وأختك ووقوفك جنبها واجب عليك وصدقني أنا من وقت ما عرفت وأنا بدعي ربنا يشفيه لأنه طفل بريئ و ملوش ذنب يدفع فاتورة أخطاء وذنوب أمه
أخذها داخل أحضانه وقبل جبهتها بحب.

صباح اليوم التالي كان الجميع مجتمع داخل المشفي المتواجد به الطفل والكل يواسي نرمين المنهارة حزن على طفلها
كان عز يحتضنها ويواسيها
أتي أليها ياسين ووقف بقبالتها يتقطع لدموع عيناها ونظرتها المرة،
مد يده وقبل رأسها وحدثها بحنان: متخافيش يا حبيبتي ومتشليش هم أنا عملت إتصالاتي والولد هيسافر بكرة لألمانيا يتعالج على حساب الدولة.

أمسكت يده وتحدثت بإمتنان: ربنا يخليك ليا يا ياسين أرجوك خليك معايا ومتسبنيش.
ربت على يدها وحدثها بحنان وأطمئنان: مش هسيبك يا حبيبتي متقلقيش
ربت أباه على ظهره وهز له رأسه برضا
أما طارق فقد أتي هو الاخر ووقف جانبها وهدأها حتى ولو كانت سببا في موت صديقه وأخيه إلا انها لاتزال شقيقته الغالية.

وبالفعل أخذت نرمين وزوجها طفلهما وسافرا بصحبة ياسين ويسرا التي رافقت شقيقتها حتى لا تدعها وحيدة ضل ياسين معهم لمدة يومان حتى إطمئن على كل الترتيبات ورجع إلى الأسكندرية من جديد ليباشر عمله
بينما ضلت نرمين وزوجها ويسرا وأجري الطفل كل مايلزم حتى يعود كالسابق وبالفعل تعافي الصغير ولكن طلب منهم الأطباء المكوث به شهرا أخر للنقاهة والمتابعة.

إضطر محمد أن يعود إلى الأسكندرية لمتابعة وظيفته وذلك بعدما إطمئن على طفله وتأكد من شفائه التام وبقيت يسرا مع نرمين.
كانت نرمين تحادث زوجها عبر تطبيق الفيديو كول
تحدث محمد متيم: يلا بقي إرجعي يا قلبي إنتي وحشتيني أوي.
أجابته بحب وأبتسامة: خلاص يا حبيبي هانت الدكتور قال لي هعمل لك شوية فوحصات بكرة للتأكيد وإن شاء الله بعد بكرة هنسافر.

وتنهدت بإرتياح: يااااه يا محمد كان كابوس وعدي الحمدلله أنا كان ممكن يجرالي حاجه لو على بعد الشر
لم تكمل وتحدث هو: الحمدلله يا حبيبتي أهم حاجة إن على بقي كويس.
حدثته بتفكر: أه يا محمد بالمناسبة أوعي تنسي تبعت تجيب الشغالة من عند ماما علشان تلحق تنضف البيت كويس قبل ماأجي زمانك يا روحي قلبته لي.
تحدث على عجل: حاضر يا نرمين حاضر أنا هقفل بقي يا حبيبتي علشان تعبان جدا وعاوز أنام.

أجابته بحب: تمام يا حبيبي تصبح على خير يا قلبي.
أجابها: وإنتي من اهله يا روحي.
تحركت ونست أن تغلق الجهاز دلفت يسرا من باب الغرفة وكادت أن تتحدث إليها
إلا أنهما إستمعا لصوت محمد وهو يتحدث لإحداهما يبدو وكأنه هو الأخر غفل عن قفل جهازه
محمد بدلال: تعالي يا موزة قلبي قفلت معاها خلاص.

تحدثت إحداهن بضيق: يا ساااتر أنا مش فاهمة إنت مستحمل التقلة دي إزاي دنا مش متحملة أقعد في ببتها يوم واحد وحاسة إن ريحتها في البيت كاتمة على نفسي.
أجابها بوقاحة: جري أيه يا موزة هو أحنا هنقضي طول الليل نتكلم في سيرة بنت الاكابر ماخلاص تعالي بقي نقول الكلمتين بتوعنا ونعيش لنا يومين دلع قبل ماتيجي وتكتم على نفسي من جديد.

ضحكت بدلال وحدثته: يعني أنت هتغلب يا مودي ماأنت كمان بتمشي حالك يا حبيبي ويمكن ياسيدي تيجي تقعد بإبنها عند أمها وربنا يكرمنا بأسبوع زي اللي قضته في أسوان قبل كده ونعيش ونتدلع فيه.
كانت تستمع لصوتهما بذهول وهي تهز رأسها بعدم تصديق إلى ما إستمعته أذناها للتو،
وأيضا يسرا التي أصابها الذهول،.

جرت على الشاشة تنظر بها كالمجنونة لم تري شيئا لبعدهما عن مكان الكاميرا لكنها إستمعت لما هو أفظع من المشاهدة إستمعت لزوجها وهو يتغزل بمفاتن إمرأة أخري بكل وقاحة وبذائة.
جرت يسرا وأغلقت الجهاز لترحم شقيقتها مما تستمع إليه
نظرت نرمين لها بذهول وتحدثت: يسرا قولي لي إن أنا في كابوس وإن اللي أنا سمعته ده مجرد هزيان ملوش وجود غير في دماغي وبس.

هزت يسرا رأسها وتحدثت: للأسف يا نرمين محمد طول عمره وهو كده لكن إنتي اللي كنتي طول الوقت بتغالطي نفسك وتخدعيها وتحاولي تلاقي مبرر لتصرفاته اللاأخلاقية
وللأسف بدل ماتواجهي الحقيقة وتقفي في وشه وتحاولي تعرفي إيه هي أسبابه وتقوميه من جديد أتهمتي مرات أخوكي البريئة بأبشع تهمة وأخدتي جوزك وهربتي وعملتي زي النعامة وحطيتي راسك في الرمل علشان ماتواجهيش الحقيقة.

بكت نرمين وتحدثت بجنون: إنتي شمتانة فيا يا يسرا؟
جرت عليها وضمتها إليها بحنان وتحدثت: أنا يا نرمين هشمت فيكي ده أنا ربنا يعلم قلبي بيتقطع علشانك إزاي أنا بس بعرفك حقيقة الندل إللي إنتي متجوزاه علشان متزعليش وتنزل دموعك على حد ما يستاهلش.

تحدثت نرمين بتيهة: الندل الحقير سايبني هنا بإبنه لوحدي وداير يعط مع الاشكال الزبالة اللي زيه هو ده رد جميلي عليه، دأنا من يوم ماأتجوزته ماخلتهوش إتحمل مسؤلية حاجة حتى البيت اللي روحناه لما جينا نشتريه وفلوسه مكفتش روحت لرائف وهو كملي، هدومي وكل أحتياجاتي أنا وأبني أنا اللي بجبهم من فلوسي حتى إحتياجات البيت من أكل لشرب لمرتب الشغالة أنا اللي بدفعه من فلوسي،.

وأكملت بإنهيار: حتى مرض إبني ياسين هو اللي عملي الورق ومدفعهوش جنيه واحد يعني خيري أنا وأهلي مغرقه من ساسه لراسه وفي النهاية يكون دي جزائي
وتحولت وبرقت عيناها بغضب: ورحمة بابا لأخرب بيته وأخلي ياسين يدمره ويجيب لي منه كل مليم صرفته على بيته من يوم جوازنا لحد النهاردة.
نظرت لها يسرا وحدثتها بترقب: ناوية على أيه معاه يا نرمين؟

صاحت بغضب: هطلق منه طبعا ده راجل زبالة ومش هينفع أأمن على نفسي معاه بعد النهاردة بس قبل ماأطلق هخرب بيته وهخليه على الحديدة.
وصاحت بغضب: شفتي الزبالة اللي معاه وطريقتها في الكلام هو ده مستواه وذوقه في الستات اللي بيرمرم معاهم،
واكملت بحقد: بقي يازبالة تبقي متجوز نرمين المغربي وتبص للزبالة دي بس هقول إيه مهي شبهه.

بعد يومان رجعت نرمين ويسرا بصحبة الطفل وهو بكامل معافاته وقصت نرمين ما حدث إلى عمها وياسين وباقي العائلة التي وقفت بجانبها حتى أستردت منه كامل حقوقها، وذلك بعدما أكتشفوا حقيقتة القذرة وهي أنه للاسف يستحل ما حرمة الله ولدية العديد من العلاقات المحرمة مع فتيات مشبوهة.
وقف بجانبها ياسين وأجبر طليقها على بيع المنزل وأخذ ثمنه وأشتري لها ولإبنها منزلا بجوارهم لتكون تحت رعايتهم.

كانت تجلس في حديقة منزل والدتها أتت إليها مليكة وهي تحمل صغيرها وجلست بجوارها بهدوء،
نظرت لها نرمين وتحدثت بهدوء وندم: حقك جالك ودعوتك أستجابت يا مليكة.
تحدثت مليكة بهدوء: عمري ما كنت أتمني يحصل لك كده أبدا ربنا يعلم أنا حزينة علشانك أد إيه، مش بس علشان حزن ماما اللي سكن روحها علشانك ولا علشان رائف الله يرحمه لا يا نرمين.

علشان إنتي ست زيي وحاسة بيكي وعارفة إن أكتر حاجة بتكسر الست وتهدها هي الخيانة وخصوصا لو مش متوقعة زي حالتك كده.
وأكملت لمواساتها: بس كل اللي أقدر أقوله لك هو إن قدر الله وماشاء فعل وإنك لازم تحمدي ربنا إنك اكتشفتي خيانته وخلصتي منه
وكمان لازم تحمدي ربنا إنه نجا لك إبنك ودي أحسن حاجة حصلت لك وإن شاء الله ربنا هيعوضك فيه خير.

تنهدت بهدوء وتحدثت بنبرة نادمة: سامحيني يا مليكة أول مرة أعرف إن إستجابة دعوة المظلوم مؤكدة من ربنا وأد إيه إستجابتها بتكون صعبة ونتايجها بتكون مدمرة.
ربتت مليكة على يدها بهدوء وأبتسمت لها نرمين بعيون مترجية طالبة السماح.

بعد مرور حوالي سنه.
كان الجميع داخل حديقة رائف يقفون على قدم وساق يجهزون لإفطار أول يوم من شهر رمضان المبارك قبل إقتراب مدفع الإفطار بحوالي نصف ساعه.
كانت ثريا ومنال ومليكة وليالي وجيجي ونرمين ويسرا وراقية وزوجة وليد يقفون حول المائدة المستطيلة يرتبون الصحون وأدوات الطعام.

أما الأطفال يفترشون الأرض فوق المفارش المخصصة لهم ويلتفون حول الصغير التي تحمله أيسل بعناية شديدة وباقي الأطفال يداعبونه بسعادة
دلف وليد عبدالرحمن وتحدث بمرح: كل سنه وأنتم طيبين يا نساء أل عائلة المغربي.
إبتسم له الجميع وتحدثت ثريا: وأنت طيب وبخير وسعادة يا وليد.
سألها بلهفة: أوعي تكوني نسيتي السوبيا والقمر الدين يا عمتي؟
ضحكت له منال وأجابته: كله جاهز يا وليد وبإنتظار مدفع الإفطار.

دلف ياسين من البوابة بصحبة رجل أمن البوابة الخارجية وبيده صندوقان كبيران
تحرك وتحدث بإبتسامتة الجذابة ووجهه البشوش: كل سنه وأنتوا طيبين.
تحدث وليد بدعابة: بابا ياسين جه يا ولاد وجايب لنا معاه الهدايا.
نظرت سريع لعاشق عيناها وتحدثت: وأنت طيب وبخير وسعادة يا سيادة العقيد.
تحرك إلى مكان وجود الأطفال وتحدث وهو يفتح تلك الصناديق: مين هنا مستني فانوسه اللي عليه صورته وغنوة بإسمه؟

هلل جميع الصغار بسعادة وبدأ ياسين يخرج لكل طفل فانوسه الذي صنع له خصيصا ووضع عليه صورته وغنوة بإسمه
تحدث مروان: الله عليك يا بابي بجد إنت ساحر ودايما بتقدر تعمل لنا كل شيئ بيسعدنا.
إبتسم له ياسين وأجابه: هو أنا مش قولت لك من زمان أعتبرني الفانوس السحري بتاعك.
جري عليه أنس وأحتضنه وتحدث: والفانوس السحري بتاعي أنا كمان يا بابي.
شدد ياسين من أحتضانه وأجابه: والفانوس السحري بتاع أنس باشا كمان.

وقفت بجوار الجالس وهو يحتضن أطفالها برعاية
وضعت يدها فوق ظهرة وتحسسته بحنان وتحدثت: ربنا يبارك لنا فيك يا حبيبي.
رفع بصره لها بحب وأجاب: ويخليكي لينا يا حبيبي.
جري عليه صغيره الذي بدأ بتعلم المشي وأحتضنه غائرا من أنس.
قبله ياسين وتحدث إليه بسعادة: حبيب بابي إللي جاله أحلي فانوس كل سنة وأنت طيب يا عمري.

وقف ياسين وهو يحمل طفله بيد واليد الأخري ممسك بها فانوسا عليه صورة وجه مليكته ومد يده بحنان: كل سنة وأنتي طيبة يا أحلي وأجمل وأرق زوجة، كل سنة وأنتي منورة حياتي وماليا عليا دنيتي.
إبتسمت له وهي تنظر إلى الفانوس بإنبهار وسعادة وتحدثت: الله يا ياسين ده علشاني؟
ثم نظرت له وأمالت رأسها بحنان وتحدثت: كل سنة وأنت جوزي وسندي، كل سنة وأنت هدية ربنا ليا كل سنة وأنت حبيبي.

إبتسم لها وأعطاها عز ثم أمسك الصندوق الاخر وذهب به إلى نساء العائلة وأعطي إلى ليالي فانوسها تحت سعادتها اللامتناهية وهي تحدثه: وأنا كمان يا ياسين عملت حسابي؟
وضع يده فوق كتفها وأحتضنها بحنان وحدثها بحب: إنتي أول واحدة عملت حسابك يا ليالي كل سنه وإنتي طيبة يا حبيبتى.
حدثته بعيون تنطق سعادة وحب: وأنت طيب يا حبيبي.
ثم ذهب لوالدته وثريا وأعط لكل منهما فانوسها تحت ضحكاتهم وسعادتهم.

وأيضا يسرا ونرمين وزوجة وليد
حتي راقية التي حدثته: حتى أنا كمان عملت حسابي ومنستنيش يا سيادة العقيد؟
أجابها بضحكة رجولية: وهو حضرتك تتنسي بردوا يا طنط
حضرتك من الأشخاص اللي ليها علامة جوانا وصعب تناسيها أو نسيانها.
ضحكت منال وثريا على مغزي ياسين من حديثه إلى راقية
نظرت مليكة إلى ليالي وحدثتها: ليالي عز محتاج يغير هدومه ممكن تغيرهاله له علشان هدخل أشوف الفراخ اللي في الفرن وأخرجها.

أمائت لها ليالي: تمام بس هي فين غياراته؟
أجابتها مليكة وهي تتحرك للداخل: في أوضة الضيوف جوة هتلاقيها على السرير.
وبعد مدة كان الجميع يجلس بإنتظار الأذان إنطلق المدفع وأذن الأذان فتحدث عز: كل سنة وأنتوا طيبين ودايما متجمعين في الخير يارب.
أمن الجميع وأكملت ثريا: كل سنة وأنت كبيرنا وحامينا يا سيادة اللوا كل سنة وإحنا عايشين تحت ضلك إنت وعبدالرحمن وياسين وطارق ووليد.

حدثها عمر بدعابة: وأنا يا سو اللي وقعت من حساباتك، ولا مش معتبراني راجل من الاساس؟
ضحكت بسعادة واجابته: إزاي بقي يا عمر باشا ده أنت سيد الرجالة كلهم.
وبدأ الجميع يتناولون إفطارهم
نظر له والده وتحدث بفخر: أنا مبسوط منك أوي يا عمر لأنك أثبت إنك فعلا إبن المغربي
مدير الفرع بتاعك كان معايا في إحتفال قريب وقعد يشكرلي فيك وفي شغلك المنضبط وجديتك.

أكمل طارق بفخر: هو فيه زي عمر وعقله ده ماشاء الله بيترقي في شغله بسرعة الصاروخ.
ردت ثريا سريعا خوف من عين راقية: قل أعوذ برب الفلق يا طارق إهدي شوية يا حبيبي.
إبتسمت منال وهي تري خوف ثريا على أولادها
وأكمل عمر بدعابة وهو ينظر لأباه: طب بمناسبة الكلام الحلو ده مفيش حفلة حلوة كده بعد العيد نفك بيها عن نفسنا شوية؟
ضحك طارق وتحدث وهو ينظر إلى ياسين: مابلاش علشان بتقلب في الأخر على دماغك.

ضحك ياسين وهو ينظر إلى مليكة التي خجلت ووضعت عيناها داخل صحنها وعاودت بتناول طعامها
تحدثت يسرا إلى طارق: قلبك أبيض يا طروق.
رد عمر: يا راجل إفتكر حاجة حلوة.
نظر ياسين إلى نرمين وتحدث: إن شاء الله هيبقي عندنا حفلة بعد العيد.
إبتسمت نرمين وتحدث عز إليها: لما نرمين تقول رأيها الأخير.
ردت ثريا بإبتسامة: ونرمين موافقة.
نظر لها ياسين وتحدث: موافقة فعلا يا نرمين؟

إبتسمت نرمين وتحدثت: اللي تشوفه في مصلحتي أنا وأبني يا ياسين أنا موافقة عليه.
تحدث عبدالرحمن: ربنا يهديكي ويصلح حالك يا بنتي وكفاية أوي إن العريس عقيد مخابرات وصديق ياسين وعارفينه كويس وضامنين أخلاقه.
هزت لعمها رأسها بإيماء
إنفض الفطار وجلست العائله يتسامرون حتى موعد صلاة التراويح وذهب الرجال إلى المسجد للصلاة وأيضا النساء صلين جماعة.

وبعد الصلاة صعد ياسين مع مليكة لجناحهما سويا، وبعد مدة كانت تقف أمام المرأة تجفف شعرها المبتل وقف خلفها وضمها لصدره ودفن وجهه بعنقها ليشتمه بإنتشاء وسعادة،
ثم أمسك ممشطة الشعر وبدأ بتمشيط شعرها تحت نظراتها وقلبها المتراقص حتى أنتهي،
إستدارت له وحاوطها هو ووضع قبلة ملتهبة فوق شفتاها تجاوبت معها إلى أبعد الحدود، إبتعدت بعد مده ونظرت داخل عيناه ونظراته الذائبة بعيونها.

وتحدثت بهيام: لسه مزهقتش مني ومن حبي؟
إبتسم لها وتحدث بعيون هائمة: هو فيه حد بردوا يزهق من وجوده في الجنة؟
ردت عليه: هسألك السؤال بطريقة تانية لسه درجة حبك ليا زي ما هي؟
أجابها وهو يقبل خدها: بالعكس كل ما الوقت يعدي وألاقي نفسي بدأت أهدي من عشقك أفتكر أيام حرماني منك وأد إيه أنا أتحرمت وأتعذبت في بعدك عن قلبي ألاقي حبك زاد توهج وعشقك شعلل في قلبي من جديد وأكتر كمان من الأول،.

وأكمل بعيون متوهجة عشق: يا مليكة إنتي فرحة زماني اللي ربنا كان شايلها لي وكافأني بيها.
نظرت له وتحدثت بهيام: بحبك يا ياسين، بحبك وكل يوم حبك في قلبي بيزيد ومقامك في عيوني بيعلي.
إنتفض قلبه من شدة سعادته وضمها إليه ورفعها لأعلي مما جعل ساقيها معلقة في الهواء وبدأ بتقبيل كل إنش بوجهها وعنقها بسعادة وغاصا معا من جديد داخل جولة عشقية جديدة من عشقهما الفريد عشقهما المميز المخصص لها هي وفقط.

عشق الياسين لمليكته
ولهنا عزيزاتي نكون قد إنتهينا من سرد حكاية #قلوب حائره التي لم تعد حائرة بل أصبحت قلوب مستقرة عاشقة بالحب هائمة.
في إحدي الأوتيلات الفخمة المعروفة داخل مدينة الإسكندرية عروس البحر المتوسط
كان يقف أمام مراته بكامل هيئته ورجولته الطاغية على مظهره يعدل من رابطة عنقه بحرفية عالية وثقة لم تأته من فراغ.
خرجت عليه من المرحاض بثيابها المثيرة تتجه إليه وهي تنظر إليه بعيون ولهة وقلب مشتعل بعشقه بعدما قضت بين أحضانه ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة أغرقها فيها بعشقه الفريد وأذاقها من حنانه وشهد عسله ألوانا وألوان.

إقتربت عليه ولفت ذراعيها الرقيقة حول خصره محتضنة ظهره مما أستشاط داخله وتحدث بحنان: وبعدين في شقاوتك دي لو كملنا بالشكل ده مش هنروح النهارده
تحدثت بدلال ونبرة مثيرة لداخله: ومين قال لك إني عاوزة أروح، ثم لفته بيدها ليواجهها ونظرت داخل عيناه ومدت يدها تتلمس ذقنه النابتة التي تعشقها بحركة أذابته وحركت مشاعره تجاهها وتحدثت هي بدلال وترجي: خلينا نقضي النهاردة كمان هنا في الأوتيل يا ياسين.

نظر لها بعيون مسحورة ثم مال على جانب شفاها وألتهمه بجنون عاشق وبعد مدة أبتعد عنها لاهثا وتحدث بعيون هائمة: أنا لو عليا عاوز أقضي عمري كله جوة حضنك، بس هنعمل إيه في الولاد اللي مستنيينا في البيت دول؟
أجابته بدلال وهي تتعلق في عنقه ليرفعها هو وتصبح ساقيها معلقة في الهواء: الولاد مع ماما ثريا وهي بتاخد بالها منهم زيي ويمكن أكتر كمان، وأكملت بتمرد: يا بيبي أنا نفسي أشبع منك.

أجابها وهو يداعب أنفها بأنفه بدلال وعشق: عمرك ما هتعرفي تشبعي مني زي ماأنا عمري مابشبع منك ياقلبي إحنا وصلنا لدرجة عشق محدش وصل لها قبلنا ولا حد غيرنا هيعرف يوصل لها
سألته بدلال وشفاه ممدودة بطريقة مثيرة: طب والحل يا ياسين؟
أجابها بعيون سارحة داخل بحر عيناها العميق: للأسف ملهاش حل يا عيون ياسين
أكملت هي بتعجب: قصدك إني هقضي عمري كله مشتاقة لك وعطشانة في حبك كده؟

وأكملت: ده أنا كده هبقي مجنونة حب ياسين.
أجابها بإبتسامة ساحرة: طب وهو فيه أحلي من جنون الحب والإشتياق للحبيب يا ملكة قلبي.
ثم مال على شفتاها بقبلة طويلة بث لها من خلالها لوعة عشقه وجنونه الذي لا ينتهي.

وبعد مدة أنزلها بهدوء من داخل أحضانه وأردف قائلا بنبرة تحذيرية: إتفضلي يا أستاذة غيري هدومك دي حالا علشان نروح وإلا والله هاخد كلامك على محمل الجد وأخد أجازة من الجهاز إسبوع بحاله وأقفل تليفوناتنا ومش هخرجك من هنا غير بعد الإسبوع ماينتهي
تحركت سريع لترتدي ثيابها خشية من تهديده الذي يستطيع بالفعل تنفيذه
نزلا بعد قليل وخرجا من الأوتيل وأستقلت السيارة بجانبه.

وقادها هو ثم أشعل جهاز الموسيقي وأدار لها إحدي مقطوعات الموسيقار عمر خيرت التي تعشق الإستماع إليها
إقتربت منه ووضعت يدها على موضع قلبه لتستمع لدقات قلبه المتراقصة على نغمات عشقها وضعت رأسها فوق كتفه مع إبتسامته وسعادته اللامتناهية من إستطاعته إسعاد إمرأته الوحيدة الساكنة بأعماق قلبه، عشقه الأبدي مليكته.

تنفس بإنتشاء وتحدث بتساؤل: تعرفي إن بحر حبك غريب أوي كل ماأشرب منه وأفتكر إني خلاص إرتويت ألاقي نفسي رجعت عطشت وأشتقت لطعمه أكتر من الأول جننتي ياسين بشهد غرامك يا مليكه.
كانت مغمضة العينان تستمع لسيمفونية عشقه التي تخطت جمال وروعة سيمفونية عمر خيرت بمراحل
أجابته بهمس عابث أثاره: خليك كده عطشان دايما في حبي يا ياسين إوعي عشقك ليا في يوم يقل أو يخلص.

اجابها بهمس: اليوم اللي هيخلص عشقك من قلبي تأكدي إن عمري هيكون خلص معاه
خرجت من بين أحضانه سريعا وتحدثت برعب ظهر بعيناها: إوعي تقول كده تاني قولت لك قبل كده مش مسموح لك تجيب سيرة الموت إنت فاهم.
إبتسم لها بحب وتحدث بطاعة: حاضر
ثم فتح ذراعه وأشار لها وتحدث: ممكن بقي ترجعي لمكانك تاني؟
تنهدت وابتسمت ودثرت بحالها بين أحضانه من جديد.

بعد قليل كانت تجاوره دالفين لداخل فيلا رائف وجدت من يهرولون إليها بسعادة بعد غيابها عدة ساعات فقط لاغير إختطفها فيهم ذلك العاشق الولهان إلى الأوتيل ليروي عطش روحه وقلبه لمعشوقة عيناه وساحرة روحة ويجدد عشقهما بقلبه الذائب
كانت ثريا تجلس بالحديقة تحمل عز الصغير وتطعمه ويجاروها أنس ومروان صغار عزيز عيناها وفقيدها الغالي.

أما الصغيران فكانا يداعبان عز الذي تم عامه التالت وأصبح صورة مصغرة من ياسين حتى بطباعه
هرول الصغار إلى مليكة وياسين وهم يتسابقون على من يصل أسرع إلى أحضانهم
فتحت مليكة ذراعيها لصغيرها الذي هرول إليها مشتاق لمصدر حنانه الأوحد ليرتمي داخل أحضانها الحانية والتي تمثل له حصن الأمان حملته مليكة وبدأت بتقبيل كل إنش بوجهه وعنقه وهي تشتم رائحته الذكية العطرة بإنتشاء.

تحدث الصغير بدلال: إتأخرتي ليه يا مامي وحشتيني قد الدنيا
أجابته بدلال وهي تكيل له وابل من القبلات المتفرقة فوق كل ما يقابلها منه: وإنت كمان وحشتني أوي يا قلب مامي.
أما ياسين الذي كان يحمل بيده الكثير من الحلوي للأطفال أسرعت إليه مني وحملت عنه الأكياس وإنحني هو إلى مروان وقبله بإبوة وحمل أنس وتحرك إلى مجلس ثريا
وتحدث وهو يميل على جبينها ويقبله: صباح الخير يا ماما.

أجابته بإبتسامة حنون: صباح الخير يا حبيبي حمدالله على السلامه
تحدثت إليها مليكة بإبتسامة وهي تحتضن أنس بعدما تلقي ياسين منها صغيره: الله يسلمك يا ماما أوعوا يكونوا الأولاد غلبوكي؟
إبتسمت لها وتحدثت: عمرهم ماغلبوني يا مليكة ربنا يبارك فيهم ويحفظهم
ثم أكملت: أخلي علية تجهز لكم الفطار؟

أجابها ذلك الولهان وهو ينظر لمليكته الخجولة ويتذكر كيف كان يجلسها فوق ساقيه ويدللها وهو يطعمها بيده داخل Suite: فطرنا يا ماما الحمدلله
واكمل بإحترام: هو بس فنجان قهوة من إيدك يا مليكة لإني محتاجه بجد
تحدثت بإبتسامة وهي تحمل أنس وتقبله قبل ان يتحرك للعب بجانب مروان: بس كده من عيوني أعمل لحضرتك فنجان مع ياسين يا ماما؟

تحدث من خلفها ذلك العاشق الولهان ذو القلب دائم الشباب الذي أتي ليكحل رموش عيناه برؤية محبوبته وخاطفة قلبه وأنفاسه: خليهم تلات فناجين يا مليكة
حولت بصرها إليه وتحدثت: من عيوني يا عمو
وتحركت للداخل
نظر إلى حبيبة صباه فتاة عمره الضائع مثلما يلقبها، إمرأته المفضلة التي مهما مر العمر دائما ما يراها إبنة الثامنة عشر من عمرها، بجمالها الأخاذ وبرائتها وخجلها وحمرة وجنتيها،.

إنتعش داخله وثار حينما وجدها ترفع عيناها إليه لتلتقي عيناهما ويشبع هو النظر من عيناها التي لم يراهما منذ ثلاثة أيام
تحدث إليها بعيون عاشقة متفحصة لكل إنش في وجهها: أزيك يا ثريا.
أجابته بهدوء وراحة: أزيك إنت يا سيادة اللوا أخبار صحتك إيه؟
حديد، نطق بها عز بدعابة
إبتسم ياسين على ذلك العاشق الذي لم يكل ولم يمل يوم من ذلك العشق الذي أدمي روحه ووجعها بما يكفي.

حين إبتسمت ثريا وتحدثت بتمني: يارب دايما يا سيادة اللوا
حول بصره إلى ياسين وتحدث: حمدالله على السلامه يا ياسين
إبتسم ياسين وتحدث مداعبا أباه: أخيرا أخدت بالك إني موجود يا باشا؟
أجابه عز بحديث ذات مغزي وهو ينظر لعيناي ثريا: مكانك في قلبي معلم و موجود ومحدش يقدر يقرب له يا ياسين
هز رأسه بيأس وتحدث بمداعبة: عارف طبعا ومتأكد من ده يا باشا.

وبعد مدة نظر عز إلى ثريا وتحدث بإهتمام وجدية: بلغتي يسرا ونرمين بحفلة ليلة رأس السنة يا ثريا؟
أجابته بهدوء: صدقني نسيت يا سيادة اللوا إن شاء الله هبقى أكلمهم بكرا
رد عليها ياسين بإحترام: ماتتعبيش نفسك يا ماما أنا هكلمهم وهكلم أجوازهم لازم راجل مننا يكلمهم ويقدرهم علشان ميزعلوش.
أجابته بحنان: ربنا يخليك ليهم يا حبيبي وتعيش وتقدرهم.

جاءت مليكة بالقهوة وجلسوا جميعا يحتسونها تحت نظرات عز الذي يفرقها على كل إنش بوجه معشوقته الذي مهما مر العمر تزداد جمالا وسحرا أو هكذا هو يراها بعيناه العاشقه.

أما داخل منزل عز
كانت ليالي تتحدث إلى عمتها بنبرة متمردة: ياسين متغير معايا أوي اليومين دول يا عمتو
أجابتها منال بتعقل وحكمة إكتسبتهم مؤخرا: ياسين مابيتغيرش غير لما إنت بتتغيري يا ليالي
وأكملت بنبرة ملامة: للأسف أنا ملاحظة إنك رجعتي لهوسك للموضة وعمليات التجميل من جديد وبدأتي تهملي ياسين
أجابتها متحججة: وأنا بعمل كل ده ليه يا عمتو مش علشان أسعده وأخليه دايما شايفني جميلة؟

أجابتها منال بحكمة: أنا معنديش إعتراض إنك تهتمي بنفسك بالعكس ده ذكاء منك لكن خليكي ذكية وقربي من جوزك أكتر وأتدللي عليه إتعلمي من مليكة شوية مديه لكل حاجة في حياتها حقها وفي نفس الوقت مدلعه ياسين ومحسساه إنه أهم حاجة في حياتها
زفرت وتحدثت بضيق: يا عمتو مليكة غيري أنا سيدة مجتمع وبحب أظهر في المناسبات وأخطف الأضواء وده بيحتاج مني وقت ومجهود،.

لكن مليكة بتحب قعدة البيت والولاد علشان كده عندها وقت تعمل كل اللي هي عايزاه بدون تقصير في حق حد
تنهدت منال وحدثتها بإستسلام: أنا قولت لك إللي عندي واللي لازم تعمليه ناحية جوزك وإنت بقي حرة
تحدثت بطاعة: حاضر يا عمتو هحاول أفرغ له وقتي وأرجعه لحضني من جديد.

ليلا داخل فيلا عز
كان يجلس وتجاوره ومنال التي تحمل عز صغير ياسين بين أحضانها ويحتسيان مشروب دافئ لتدفئتهم من صقيع ديسمبر القارص
ويلتف حولهما ياسين وليالي وطارق وجيجي
تحدث عز إلى جيجي وهو ينظر لبطنها المنتفخ: إنت إيه حكايتك يا ست جيجي هو أنت مش ناوية تخلفي البنت دي ولا إيه؟
وأكمل مداعبا إياها: أنا حاسس إنك حامل فيها من سنتين.

ضحكت جيجي وأردفت قائلة وهي تنظر إلى طارق: فاضل شهرين وتوصل بنت أبوها يا عمو
أردفت منال قائلة بسعادة: توصل بالسلامة وتنور الدنيا كلها، وقبلت الصغير وهي تتحدث: أنا خلاص حجزتها عروسة لعز باشا الصغير
ثم حولت بصرها إلى ياسين وتسائلت: إيه رأيك يا ياسين؟
نظر ياسين إلى طارق وأردف قائلا بدعابة: مش لما توصل بالسلامة ونشوفها الأول يا ماما خليها طلعت شبه طارق أبلي إبني بيها ليه إن شاء الله؟

تعالت أصوات الجميع بالضحكات ورد عليه طارق: طب إيه رأيك بقي إن بعد كلامك ده محدش هيتجوزها غير إبنك،
ونظر إلى جيجي وتحدث بإطراء: وبعدين إطمن يا سيادة العقيد أنا بنتي هتطلع قمر لأمها
تحدثت ليالي بدعابة: مين يشهد للعروسة يا سي طارق
أجابها طارق مداعبا إياها: جوزها طبعا
ضحك الجميع وتحدثت منال: ربنا يسعدكم يا حبايبي وأشوفكم دايما مبسوطين.

تملل الصغير وأشار إلى والده قائلا بنبرة صوت طفولية: بابي أنا عاوز أروح لمامي
وقف ياسين سريعا وحمل صغيره وقبله بنهم وتحدث بطاعة: يلا يا حبيبي نروح لها
أشار له عز قائلا: مين اللي هيدي جدو بوسة وحضن قبل ما يمشي
هلل الصغير بسعادة رافع يده: أناااااا
إحتضن عز الصغير وهمس بجانب أذن ياسين: طبعا الباشا ماصدق علشان يروح لمامي
إبتسم ياسين وتحدث: طول عمرك وإنت قاريني صح يا باشا.

ضحك كلاهما وتحرك ياسين بصغيره إلى مليكة فؤاده.

جاء يوم الحفل
الذي أقيم داخل حديقة عز ذات المساحة الهائلة
كان الجميع متواجد داخل الحفل المنظم بشكل رائع
نرمين ويسرا وليالي وجيجي يتسامرون ويضحكون بسعادة
تحرك ياسين متوجها إلى فيلا رائف حتى يجلب مليكتة للحفل وذلك بعدما خرج بصحبة ليالي أولا.

أما عمر المغربي الذي خرج من داخل الفيلا تحت نظرات الجميع الذين ينظرون إلى تلك الجميلة لمار، زوجتة والتي تحمل جنينه الذي بلغ شهره الرابع حيث تعرف إليها من خلال العمل وعشقها وتزوجها عن قريب
تحرك بها إلى تجمع نساء العائلة وتحدثت لمار بإبتسامه: هاي
نظرت لها نرمين وتحدثت: أزيك يا مارو أخبار البيبي إيه؟
أجابتها وهي تنظر إلى عمر بإبتسامة: تاعبني أوي يا نيرو شكله كده هيطلع شقي زي باباه.

ضحك عمر وتحدث بدعابة: دايما كده مسيحالي قدام العيلة كلها يا حرمنا المصون
أجابته بدعابة: بفتري عليك يعني؟
ضحكن نساء العائلة وتحدثت يسرا بإطراء: عمر ده برنس العيلة كلها ومفيش زيه
أجابها عمر بدعابة: أختي حبيبتي اللي عارفة ومقدرة قيمتي كويس مش زي ناس.

جاء طارق من خلفه وتحدث: مساء الفل على جميلات عيلة المغربي
ثم وقف بجانب زوجته ولف ذراعه حول خصرها وقربها منه برعاية نظرت له جيجي بعيون عاشقة
ثم وضع هو يده الأخرة فوق أحشائها المنتفخة والتي تحمل طفلته التي أكتمل شهرها السابع وتحدث: أخبار أميرة بابا وبرنسيس عيلة المغربي إيه؟

ضحكت جيجي وتحدثت: زي القردة ومش مبطلة خبط فيا، ثم نظرت للجميع وتحدثت بدعابة: الأستاذة شكلها بتغير على الأستاذ مني تبقي قاعدة محترمة وهادية ومؤدبة وأول ما باباها ييجي جنبي الخبط والرزع يشتغل
ضحك الجميع وتحدث طارق مداعبا إياها: وطول ما أنتي بتقولي عليها زي القردة مش هتبطل خبط فيكي لحد ما تحترميها وتديها قيمتها قدام الناس.

حول الجميع أبصارهم على ياسين ومليكة التي اتجهت إليهم أبصار الحضور بإنبهار تام وذلك لإرتداء مليكة ثوب رقيق للغاية ومميز مما جعلها تبدو كأميرة خارجة للتو من إحدي أساطير الحكايات الرائعة
وذلك الذي يجاورها بتفاخر تحدث مداعبا إياها: الليلة ليلتك يا ليكة عاوز أشوف الدلع كله النهاردة أنا سايب لك نفسي على الأخر وعاوزك تنسيني الإرهاق والتعب اللي شفته في الشغل طول الإسبوع اللي فات.

ضحكت بإنوثة وأجابته: بس كدة إنت تؤمر يا عيون ليكة، وأكملت بتساؤل: تفتكر يا ياسين حجتك دخلت على ليالي لما روحت لها إمبارح وقولت لها إنها وحشاك وعاوز تبات عندها؟
ضحك برجولة وتحدث بنبرة لئيمة: وإنت إيه اللي خلاكي متأكدة أوي كده إنها كانت حجة؟
نظرت إليه بحدة وبلحظة تحولت ملامحها من هادئة مطمئنة إلى شرسة وتحدثت بقلب مشتعل من الغيرة: نعم معناه إيه كلامك ده بقى إن شاء الله؟

ضحك برجولة بعدما رأي ما كان يريده وتحدث بإثارة: إهدي يا شرس وفر الشراسة دي بالليل هنحتاج لها
إبتسمت خجلا لعلمها مقصده وتحركت للداخل وبدأوا بالترحيب بالحضور معا
وبعد مدة كانت تقف بجانب نساء العائلة وتحدثت وهي ترفع وجهها للسماء بإنتشاء: الجو حلو أوي النهاردة حقيقي مبدع
تسائلت يسرا بإبتسامة: لسه بتحبي الشتا زي زمان وبتتمشي فيه على البحر يا مليكة؟

إبتسمت بخفة وأجابتها بإنتشاء: الشتا والبحر عشقي اللي مابينتهيش يا يسرا عمري ما هبطل أحبهم مهما مرت عليا السنين
نظرت لها نرمين وتحدثت بإستفسار: حلو فستانك يا مليكة ده من إسكندرية؟
أجابتها بعيون هائمة عند تذكرها لمعشوق عيناها: ياسين جبهولي معاه من باريس لما كان مسافر في مهمة من شهرين
ردت عليها نرمين بهدوء: ياسين طول عمرة ذوقه لا يعلي عليه.

ثم حولت بصرها إلى ليالي وتحدثت بلؤم: وطبعا فستانك دي هو كمان ذوق ياسين يا لي لي؟
أجابت بتفاخر لتحرق روح مليكة مدللة ياسين: إنت عارفاني يا نيرو مبحبش أكون تابع وألبس على ذوق حد،
وأكملت بغرور: فستاني إختارت موديله بنفسي وأتواصلت مع أشهر دار أزياء في لندن وتابعتهم لحد ماخلصوة وبعتوه علشان كده هتلاقيه مميز وملوش مثيل.

نظرت جميعهن لبعضهن بإستغراب من حالة العداء والغرور التي تتحدث بها ليالي والتي كانت قد تناستها منذ زمن بعيد
إبتسمت لها مليكة وتحدثت بهدوء وصدق: طول عمرك وإنت ذوقك مميز وفريد يا ليالي
نظرت لها بإستغراب وبلحظة خجلت من حالها وتحدثت بهدوء: ميرسي يا مليكة إنت كمان ذوقك هادي وجميل
نظرت يسرا إلى مليكة بإستحسان لذكائها وحوارها الراقي الهادئ والتي إستطاعت به إمتصاص غضب ليالي وتحويله إلى هدوء وراحة.

كانت لمار تتحرك بجانب عمر وهي تتأبط ذراعه بتملك وتحدثت وهي تنظر إلى مليكة وليالي المتجاورتان تتسامران براحة تظهر فوق ملامحهما: أنا حقيقي بستغرب علاقة مليكة وليالي جدا إزاي متفاهمين وقادرين يتعايشوا مع بعض في هدوء كده وهما بيتقاسموا نفس الراجل؟
ضحك عمر وتحدث بتفاخر: السر كله يكمن في سحر وجبروت وحش المخابرات ياسين باشا المغربي ليس إلا.

ضحكت وتحدثت: حقيقي ياسين ده مختلف جدا اللي يقدر يعيش مع إتنين ستات ويخليهم يتفاهموا ويتفقوا على حبه وحب ولاده بالشكل ده يبقي فعلا جبار ويستحق الإشادة
ثم نظرت إليه وتحدثت بتهديد من بين أسنانها: تعرف يا روحي لو فكرت في يوم تقلده هعمل فيك إيه؟
أجابها بضحك: هو حد قال لك إني مستغني عن عمري
إبتسمت بتفاخر وتحدثت: أحبك وإنت فاهم وواعي.

أكمل هو مفسرا: وبعدين أنا ظروفي مختلفة كل الإختلاف عن ياسين أولا أنا معنديش قدرة الأقناع العجيب والتلاعب اللي عند ياسين،
ثانيا بقي ياسين مكنش متفاهم هو وليالي ولا متجوزين عن حب
وأسترسل حديثه بعيون عاشقة: لكن أنا عاشق ودايب في غرامك يا نور عيوني
نظرت له بعشق وتحدثت: بحبك يا مارو
أجابها بهيام: بعشقك يا قلب مارو.

تحدثت بتذكر بنبرة عملية: بالمناسبة يا عمر يا تري كلمت عمو عز في فكرة شراكتنا مع طارق اللي اتكلمنا فيها من يومين؟
أجابها عمر: ما أنا قولت لك يا لومي إنه مش هينفع لا بابا ولا طارق هيوافقوا
وأكمل: وبعدين الشركة مش بتاعت طارق لوحده مليكة وولادها وعمتي ثريا ليهم 5 % من أسهم الشركة طارق ليه حق الإدارة بناء على رغبة عمتي ومليكة بحكمها وصية على أولادها.

تحدثت لمار بحماس: يا حبيبي هو أحنا هناكل حقهم إحنا عندنا فكرة جديدة لو أتنفذت ممكن تنقل الشركة في مكانة تانية يعني هنفيد ونستفيد
أجابها بحيرة: مش عارف يا لمار أنا شايف إننا نخلينا بعيد عن الشركة دي أسلم للجميع
تأفأفت وأجابته: أنا مش فاهمة إنت قلقان من الموضوع بالشكل ده ليه؟
أجابها بتعقل: لأن ده حق يتامي وماينفعش إننا نجازف بيه تحت أي مسمي ده غير إننا ممكن نتفهم غلط
تحركت بجانبه بدون إقتناع.

دلفت من باب الدخول تلك الجميلة السمراء وهي تتأبط ذراع زوجها وحلم حياتها الذي تحول إلى أروع حقيقة إنغمست وذابت داخلها
نظر إليها بغيرة وتحدث بضيق بعدما رأي تسلط جميع العيون عليها: يعني كان لازم يا هانم تلبسي الفستان اللي مخليكي زي القمر ده؟
تحدثت بسعادة عندما شعرت بغيرته عليها: مالوا بس الفستان يا حبيبي مهو عادي جدا أهو إنت مش واخد بالك من الفساتين اللي في الحفلة عاملة إزاي؟

أجابها مضيق عيناه بإستغراب من حديثها: لا مش واخد بالي يا ست عاليا إنت عوزاني كمان أبص على الستات وفساتينها؟
أجابته بشراسة: طب إعملها يا شريف وشوف اللي هيجري لك
ضحك برجولة وهو يشدد من مسكة يدها بتملك: عيوني مابتشفش غير عاليا وعيون عاليا وقلب عاليا اللي ملي عليا دنيتي
إبتسمت له بسعادة وتحدثت: دايما بتغلبني بكلامك اللي بيدوب قلبي معاه وينعشه يا شريف.

في تلك الأثناء إقترب عليهما ياسين ومليكة التي تحدثت بعتاب محب: كل ده تأخير يا شريف الحفلة بدأت من بدري يا حبيبي
أجابها وهو يقبل وجنتيها تحت إستشاطة ياسين: معلش يا حبيبتي كان عندي هوا ومقدرتش أعتذر عنه
مالت على علياء وهي تقبلها وتحتضنها وتحدثت: إيه يابنتي الجمال ده كله
أجابتها علياء: وانا هاجي إيه في جمالك يا ليكة
مد ياسين يده إلى شريف بترحاب: نورت الحفلة يا حضرة المذيع الواعد.

إبتسم شريف وأجابه: الحفلة منورة بوجودك ياسين باشا
ثم تحدث ياسين بإحترام إلى علياء: أزيك يا عاليا أخبارك ايه؟
أجابته بحب وأحترام لأبن عمها الأكبر الذي يعاملها ويهتم بها كإبنه له: الحمدلله يا أبيه
وجهت مليكة حديثها
بتساؤل: امال فين حبيب عمتو؟
أجابتها علياء: سبته مع هادية جارتي بيلعب مع أولادها
تحدث ياسين: مجبتهوش معاكي ليه يقعد في الفيلا مع الأولاد؟
أجابته بإبتسامة: مش مشكلة بقي مرة تانية إن شاء الله.

أما ذلك الولهان الذي تحرك إلى تلك الجالسة بجانب والدة مليكة وتحدث إليهما: مساء الخير كل سنه وأنتم طيبين يا هوانم
تحدثت ثريا بإبتسامة هادئه: وإنت طيب وبخير وسعادة يا سيادة اللوا
نظر إلى سهير وتحدث: سهير هانم منورانا يا أفندم.
أجابته سهير بإحترام: ده نورك يا سيادة اللوا
ثم تحدث بتخابث ومكر ليس بجديد عليه: أمال سالم بيه مش قاعد معاكي ليه؟

أجابته وهي تتطلع حولها بإستكشاف: مش عارفة راح فين من شوية كان واقف مع طارق وياسين وبعدها إختفي
أجابها بمكر: تقريبا شفته من شوية كان واقف مع بنوته ورا في الجنينة
برقت عيناها بهلع وتسائلت: بنوته؟
أجابها بتخابث: أه بنت كده متدلعة تقريبا صديقة عمر إبني في الشغل
وقفت سريعا وتحركت بهلع كمن لدغها عقرب وذهبت للبحث عن زوجها
وجلس هو مقابل تلك الجميلة وغمز بعيناه متحدثا: شقي أوي سالم بيه.

أجابته بإبتسامة لمعرفة ما فعله: هو بردوا اللي شقي؟
أجابها بعيون هائمة: ظلماني على فكرة
ثم أكمل بهيام: وبعدين معاكي يا ثريا؟
هتفضلي تحلوي كده كتير إرحمي قلبي المسكين من شدة جمالك
نظرت له خجلا وتحدثت بنبرة لائمة: وبعدين معاك إنت يا عز
أجابها بهيام وهو مغمض العينان يتغني بكلماته: يا جمال وسحر إسمي وإنت بتنطقيه وبيخرج زي المزيكا من بين شفايفك يا ثريا.

أجابته بتوتر وأعتراض: حرام عليك اللي بتعمله في نفسك وفيا ده يا عز بلاش إسلوبك ده لو سمحت
تحدث وهو يمرر عيناه فوق ملامحها بهيام: لو مش عاجبك كلامي إشتكيني لكبيري
نظرت إليه بإستغراب وتحدثت: ما إنت لو ليك كبير فعلا زي ما بتقول كنت روحت له وأشتكيتك ليه
أجابها بهمس عابث أربكها: قلبك يا ثريا، قلبك كبيري ومالك زمامي، إشتكيني ليه وهو هيقول لك حرام عليكي إرحميه من قسوة الإشتياق.

واسترسل بنظرات هائمة: - طول عمر قلبك هو كبيري ومبتغايا يا ثريا
توترت ووقفت سريعا معترضة على حديثه وتحركت هربا منه تحت إشتعال قلبه العاشق وهو يراقب هروبها منه بشرود.
بعد قليل إشتغلت الموسيقي لتعلن عن بداية رقص كل ثنائي معا
تحدث ياسين إلى مليكة بتعقل: حبيبي أنا هاخد ليالي وأرقص معاها أول رقصة علشان متزعلش، ثم أكمل بعيون عاشقة: وإحنا قدامنا الليل بطوله نبقي نرقص ونقول كل اللي عايزينه يا قلبي
هزت رأسها بتفهم وتحدثت: تمام يا حبيبي أنا هروح أقعد مع ماما علشان وحشاني.

وتحركت بالفعل وجلست بجانب ثريا وسهير التي تحدثت إليها: ماتجيبي الأولاد وتيجي تقضي معانا يوم يا مليكة هو أنا مبقتش أوحشك ولا إيه يا بنت إنت
أجابتها بنبرة حنون: إزاي تقولي كده يا قلبي ده إنت بتوحشيني حتى وإنت معايا
ضحكت سهير وأردفت قائلة بدعابة: بكاشة زي شريف أخوك بالظبط مباخدش منكم غير كلام وبس
ضحكت ثريا ووجهت حديثها إلى مليكة بدعابة: جبتي لنفسك الكلام يا مليكة.

ضحكت مليكة وأجابتها: دافعي عني يا ماما هو أنا مش بنتك ولا إيه
وضعت ثريا يدها محتضنة كفها برعاية وتحدثت بصدق: بنتي وربي شاهد يا مليكة ربنا يبارك فيكي وفي أولادك يا حبيبتي
إبتسمت سهير وأمنت على دعائها تحت سعادة مليكة
كان يراقص ليالي فتحدثت هي: كل سنة وإنت طيب يا حبيبي
إبتسم لها وتحدث: وإنت طيبة يا ليالي، على فكرة
نظرت له.

فأكمل هو بإطراء: فستانك شيك أوي وكأن موديله معمول مخصوص علشانك، طول عمر ذوقك مميز يا ليالي
سعدت وطار داخلها فرحا وتحدثت: متشكرة يا ياسين ربنا يخليك ليا
أما جيجي التي كانت تقطن داخل أحضان طارق بمنتهي الرومانسية
وجه طارق حديثه إليها بهيام: كل سنة وإنت منورة حياتي يا قلبي
رفعت رأسها من فوق كتفه ونظرت إليه بعيون سعيدة: وإنت سعيد وجوه حضني يا طروق.

تحدث بهيام: بحبك يا جيجي بحبك وكل يوم حبك في قلبي بيزيد ويكبر، بحبك يا نور عيوني وهنا أيامي
أجابته بدلال: كفاية يا طارق كده هدوب من جمال وصفك وكلامك.
كان يجاورهما بالرقص يسرا وسليم الذي تحدث بعيون سعيدة: قد إيه أنا إنسان محظوظ إن ربنا رزقني حبك يا يسرا بعشقك يا يسرا بعشقك.

أجابته بصوت سعيد: أنا اللي ربنا بيحبني لأنه عوضني بيك وبحبك يا سليم عمري ماتخيلت إن ربنا كان شايل لي حظي الحلو كله علشان يهديهولي مرة واحدة ويقول لي خدي يا يسرا حبي وعيشي شعور السعادة اللي إتحرمتي منها عمرك كله
ونرمين التي كانت ترتمي داخل أحضان زوجها سراج التي أنجبت منه طفل أسمته رائف تيمنا بشقيقها الراحل، وقد أتم الصغير الثامنة عشر شهرا،
تحدث سراج بحب: كل سنة وإنتي طيبة يا حبيبتي.

أجابته: وإنت طيب يا حبيبي
أكمل سراج بنبرة متحمسة: أما أنا حاجز لك حتة Suite يجنن هنقضي فيه ليلتنا بعد الحفلة إن شاء الله
تحدثت هي بسعادة على سخاء زوجها معها: ربنا يخليك ليا يا سراج أنا أتفقت مع ماما هسيب لها على ورائف وهي هتهتم بيهم
وبعد مدة تحركت ليالي وجلست بجانب والدتها وشقيقها
وأصطحب ياسين مليكة وبدأ بالرقص معها تحت سعادتهما البالغة
تحدثت داليدا: هتكملي سهرتك مع ياسين فين يا لي لي.

ردت قسمت بتفاخر: أكيد ياسين حاجز لها Suite في أكبر الأوتيلات طبعا
تطلعت إليهم بإحراج وأردفت قائلة بنبرة خجلة: الحقيقة يا ماما ياسين هيقضي ليلته مع مليكة النهاردة بس مش هيخرجوا هيقضوا الليلة هنا في البيت
نظرت لها داليدا وتحدثت بغرور: وحتى لو ليلتها النهاردة إنت الأصل يا حبيبتي يعني لازم يقضي ليلة مميزة زي دي معاكي إنت مش معاها.

تحدثت ليالي بسذاجة: مينفعش يا داليدا المفروض إن إمبارح كان يوم مليكة، وأكملت بإبتسامة خجولة: بس يظهر إني كنت واحشة ياسين أوي ففضلني عليها وجه بات عندي
نظرت لها قسمت بإشمئزاز وتحدثت بنبرة ساخرة: يا خيبتك القوية وإنت بقي خال عليكي تخطيط إبن منال ولعبه وصدقتيه؟
وأكملت ناهرة: البيه إستغفلك علشان يقضي إحتفال رأس السنة مع حبيبة القلب يا حنينة.

جحظت عيناها وأردفت قائلة بنفي: لا يا مامي مظنش إن ياسين ممكن يفكر بالطريقة الخبيثة دي ياسين واضح جدا واللي بيعوزه بيعمله غصب عن أي حد
أردفت داليدا قائلة بذكاء: ياسين لعبها بذكاء وريح دماغه علشان الموضوع ييجي في إطار طبيعي وسيادتك متعترضيش وتصدعيه وأكيد ده تخطيط العقربة اللي إسمها مليكة
شهقت وتحدثت بذهول: تفتكري يا ديدا ياسين ممكن يكون بيفكر بالطريقة دي؟

ردت عليها قسمت بإستهجان: ده لو مفكرش بالطريقة والخبث ده ميبقاش ياسين المغربي
وأكملت: إسمعيني كويس يا لي لي لازم تعرفيهم إنك كشفتي خطتهم وإنك مش سهلة وساذجة زي ماهما فاكرين
تسائلت بإهتمام: قولي لي أعمل إيه يا مامي؟
تحدثت قسمت بغل: تقلبي عليهم الترابيزة وتفركشي لهم الليله اللي البيه مخطط يقضيها مع البرنسيس بتاعته
أكدت داليدا على حديث والدتها قائلة: برافوا عليك يا ماما.

تنفست الصعداء واستعدت لخوض المعركة مع ياسين ومليكة وأنتوت إفساد ليلتهما
كان يقف بجانب إبنته الجميلة أيسل التي تخطت عامها السابع عشر وأصبحت أيقونة من الجمال المتحرك
تحدثت أيسل برقة ونعومة: كل سنه وإنت طيب يا بابي
أجابها بعيون سعيدة بإبنته الجميلة: وإنت طيبة وسعيدة يا قلب بابي
تحركت إليهما ليالي وتحدثت بضيق: سيلا سبيني مع بابي شويه يا حبيبتي
أجابتها أيسل بإحترام وهدوء: أوك يا مامي.

ونظرت لوالدها وتحدثت: بعد إذن حضرتك يا بابي
سمح لها ياسين وتحركت بالفعل وأنفتحت ليالي بالحديث بحدة: إنت جيت قضيت ليلتك معايا إمبارح ليه يا ياسين؟
مع إنه كان يوم مليكة ودي عمرها ماحصلت وفوت يوم عندها
أجابها بكل هدوء: ما أنا قولت لك إمبارح يا ليالي وحشتيني فجيت
أجابته بنبرة حادة: إنت بتكذب يا ياسين إنت عملت كده علشان تبدأ سنة جديدة وإنت في حضن الهانم بتاعتك.

تنفس الصعداء وأجابها من بين أسنانه بغضب: خلي بالك من ألفاظك يا ليالي ومتقوليش كلام مش هتقدري على تسديد فواتيره
وأكمل بحزم: قدامي على المكتب نتكلم هناك بدل ما اللي في الحفلة كلهم يتفرجوا علينا
تحركت بجانبه ورأتهم مليكة فتوترت وشعرت بإرتياب وتحركت خلفهم
دلف ياسين وليالي إلى المكتب وأغلق خلفه الباب.

ثم إستدار لها ووضع يداه داخل جيب بنطاله وتحدث: إتفضلي يا هانم كملي الهرتلة اللي كنت بتقوليها برة أنا سامعك.
كادت أن تتحدث قاطعتها تلك الطرقات
فتحدث ياسين بصوت حاد: أدخل
دلفت إليهما ونظرت لهما بإستغراب أغلقت الباب خلفها وتحركت إليهما وتسائلت بنبرة قلقة: خير يا ياسين فيه حاجة حصلت؟
تحدث ياسين إليها بهدوء: مفيش حاجة يا مليكة إخرجي إنتي للضيوف علشان محدش يحس بحاجة.

ردت ليالي بوجه غاضب: وتخرج ليه ماتخليها تحضر الكلام وتسمع يا سيادة العقيد ولا خايف على شعور الهانم لينجرح
نظرت لها مليكة وتحدثت بهدوء: فيه إيه يا ليالي إيه اللي مزعلك ومخليكي غضبانة بالشكل ده؟
تحدثت بحدة بالغة وتهكم: يعني حقيقي مش عارفة إيه اللي مخليني غضبانة بالشكل ده يا مليكة؟
هدر بها ذلك الواقف وقد تملك منه الغضب: ليالي بطلي هرتلة وخلي ليلتك تعدي على خير
تحدثت مليكة بحيرة: هو فيه إيه يا ياسين؟

ثم تناقلت بينهما النظرات وأكملت: ماتفهموني إيه اللي حصل؟
صاحت ليالي وتحدثت بنبرة غاضبة: فيه إني عرفت إني أكبر مغفلة وإن إنت والبيه إستغفلتوني وعملتوا خطة حقيرة عليا وأنا من غبائي صدقتكم
البيه اللي جاي يمثل عليا إمبارح ويسبل لي في عيونه ويشتكي لي غرامه وشوقه اللي جابه لحد عندي وانا اللي فرحت زي الهبلة وصدقت إنه ساب حضنك علشان ييجي يترمي جوة حضني أنا.

وأكملت بإتهام: وفي الاخر تطلع خطة راسمينها عليا انت وهو علشان تستقبلوا السنة الجديدة وإنتم في حضن بعض
إبتلعت مليكة لعابها وتغير لون وجهها فتيقنت ليالي صحة حديث والدتها وشقيقتها
وتحدث ياسين ببرود وإنكار ماكر: وتفتكري إني لو فعلا عاوز أقضي الليلة مع مليكة محتاج أعمل مخطط أهبل زي اللي بتقولي عليه ده وألف اللفة دي كلها؟
وأكمل بتجبر: طب بإمارة إيه يا ليالي هخاف منك مثلا؟

أجابته بنبرة حادة: عارفة إنك بجح وأخر حاجة ممكن تعمل حسابها هو رأيي او زعلي يا ياسين بس انت لعبتها بذكاء علشان تريح دماغك من الصداع
أجابها بهدوء ونبرة تهديدية: طب متاخدي لك ساتر وتقفي على جنب بدل ما ينوبك من صداعي وغضبي اللي مش هتقدري عليه
تحدثت بصياح وإصرار: مش هسكت يا ياسين والليلة دي ليلتي ومش هتنازل عنها
صمت ياسين فتحدثت مليكة بإستنكار: ليلتك اللي هي إزاي يعني؟

وأكملت بغضب حاد دفاع عن حقها الشرعي بزوجها: ليلتك أخدتيها إمبارح يا حبيبتي والليلة دي ياسين هيقضيها في جناحي أنا
وقفت ليالي مقابلة لها وتحدثت بإصرار وعند: ياسين مش خارج من جناحي النهاردة وهيقضي الليلة معايا يا مليكة
تحدثت مليكة بتملك: وأنا بقول لك وبأكد لك إن ياسين مش هيقضي ليلته غير في جناحي أنا والمفروض تفهمي لوحدك إنه لو عاوز يستقبل السنة الجديدة في حضنك مكنش جالك إمبارح.

ثارت من حديثها القاتل لإنوثتها وأردفت قائلة بإصرار: طب أيه رأيك بقي يا مليكة بسبب الكلمتين دول ياسين مش هيستقبل سنته الجديدة غير في حضني وعلى سريري
أخرسهما صوته الهادر متحدث بغضب تام بعدما فاض به الكيل وطفح: جري إيه منك ليها إنتم إتهبلتوا ولا إيه ياسين مين يا حرمة إنت وهي اللي قاعدين تشقطوه وترموة لبعض
جحظت عيناهما وتحدثت مليكة بإستنكار: إنت بتقولي أنا يا ياسين حرمة؟

وتلتها ليالي التي تحدثت بإشمئزاز:
Oh No حرمة بقيت بيئة أوي يا سيادة العقيد
تحدث هو بعدما فاض به الكيل من كلاهما: طب إسمعي بقا منك ليها قدامكم خمس دقايق بالظبط وتختفوا من قدامي وتعدلوا خلقتكم دي وتطلعوا تستقبلوا الضيوف وكأن مفيش حاجه حصلت،
وأكمل وهو يشير بسبابته بوعيد: وإلا قسما بربي
لم يكمل جملته فقاطعته مليكة بحدة وعناد: وأنا مش طالعة من هنا غير لما أعرف هتبات فين يا ياسين؟

أجابها بهدوء ما يسبق العاصفة متحدث من بين أسنانه: إسمعي الكلام وأطلعي برة يا مليكة
أجابته بإصرار وعناد: مش طالعة يا ياسين
وأردفت ليالي وهي تنظر إلى مليكة بعناد: وأنا مش خارجة غير لما تقولي وتوعدني إنك هتبات في أوضتي يا ياسين.
وقف مقابلا إياهم ونظر لهما بابتسامة مستفزة باردة وتحدث بدهاء: طب إسمعوا بقي نهاية الكلام وختامه المسك زي ما بيقولوا.

ثم أشار لإثنتيهما: إنتم الإتنين هتباتوا هنا في المكتب وبالهدوم اللي عليكم دي
وأقسم بوعيد: وقسما بربي اللي هتخرج من باب المكتب ده النهاردة لتطلع منه على بيت أبوها وما هتدخل البيت برجلها تاني
وأكمل مهددا: وتنسي إن ليها ولاد وهتفضل متعلقة لا هي اللي متجوزة ولا هي اللي مطلقة.

ونظر لكلتاهما وتحدث ببرود قاتل ليس بجديد عليه: أه وبالمناسبة إنتوا كنتوا بتسألوا هبات فين النهاردة هتصل حالا وأحجز Suite في أفخم فندق فيكي يا إسكندرية وهبات فيه لوحدي وهراقب من تليفوني الكاميرا بتاعت المكتب
وأكمل بوعيد: وعاوز واحدة فيكم تتحرك برة المكتب ده النهاردة
وتحرك بإتجاه الباب وكاد أن يخرج
إلا أنه حول بصره مرة أخري لكلتا التي إرتسمت على ملامحهما علامات الذهول والصدمة.

وتحدث بإبتسامة سمجة ونبرة ساخرة: زوجاتي العزيزات كل سنة وإنتم طيبين وأتمني لكم ليلة سعيدة تقضوها في حضن بعض
وخرج وصفق خلفه الباب تارك كلتاهما تنظران بشرود على أثر ذلك الذي صفعهما بقوة دون أن يلمس خديهما
تحركت مليكة بشرود وأرتمت فوق الأريكة بإهمال وتحدثت بتيهة: هو إللي حصل من شوية ده حقيقي ولا أنا بيتهيئ لي.

تحركت ليالي وجلست بجانبها وتحدثت بشرود وإنكار: لا طبعا مش حقيقي ده أكيد كابوس ما أنا مستحيل أتخيل إن ياسين يخليني أقضي ليلتي هنا قاعدة على الكنبة دي طول الليل في عز البرد ده لا وكمان بالفستان ده وتحت منه الكورسية
تحدثت مليكة بتيهة: طب وولادي مش هنيمهم في سرايرهم وأغطيهم من البرد وأطمن عليهم؟
مستحيل ياسين يعمل فيا كده أكيد كان بيهزر وهيدخل الوقت ويراضيني ويخرجني من هنا.

إبتسمت ليالي ساخرة وأردفت قائلة بتفسير: لا يا حبيبتي مبيهزرش ياسين المغربي توقعي منه أي حاجة إنت بس اللي لسة مشفتيش الوش التاني ليه
ياسين غدار وقلاب زي البحر بالظبط ملوش أمان
نظرت لها مليكة وتحدثت: تفتكري إحنا زودناها معاه؟
تنهدت وأجابتها: بيتهيئ لي أه، ثم تأفأفت وأكملت بنبرة نادمة: أنا غلطانة إللي سمعت كلام مامي على الاقل كان زماني نايمة في سريري الدافي ولابسه بيجامتي المريحة.

بعد مدة طويلة إستمعن لخبطات فوق الباب
دلفت منه مني العاملة وهي تحمل بيديها بعض الأغطية و تجاورها هدي التي تحمل حامل به بعض الأطعمه والمشربات
وتحدثت مني على إستحياء: ياسين باشا باعت لحضراتكم الحاجات دي وبيقول لكم خلوا بالكم من بعض كويس
ثم خرجت هي وهدي ونظرت كل منهما للأخري وبدون سابق إنذار أنطلقتا بالضحكات الساخرة التي وصلت لحد الهيستيريا.

وقضى ليلتهما تتمللان من ضيق الأريكة وضيق ثوبيهما وعدم راحتيهما وما أن حل ضوء النهار وأنكشف حتى إنطلقت سريعا كلاهما كل إلى جناحها لتخلع عنها ثوبها وتدلف إلى المرحاض لتنعم بحمام ساخن عله يهدئ روعها من ما خاضته بتلك الليلة البائسة.

بعد مرور خمسة أيام من عقاب ياسين الشديد لإمرأتيه،
كان يجلس بجانب والده في حديقة المنزل يتحاوران معا بخصوص العمل ومازال معاقب إثنتيهما ويقبع داخل غرفة لحالة
أتت إليه مني وتحدثت بإحترام: ياسين باشا عز مش مبطل عياط وعاوز حضرتك تروح له حالا.
نظر لها مضيقا العينان وتحدث بإستفسار: يعني إيه مش مبطل عياط؟
تعبان يعني ولا إيه؟

أجابته مني بطمأنة: لا يا باشا الحمدلله هو بخير هو بس مش عاوز ينام وطالب حضرتك تروح له علشان ينام في حضنك.
تنهد ياسين وأجابها بهدوء: طب روحي هاتيه يا مني
تحدثت سريعا: هو فعلا كان عاوز ييجي معايا لكن مليكة هانم موافقتش وخافت عليه ليبرد أصله لسه واخد دش يا باشا.

قهقه عز عاليا وتحدث قائلا بنبرة ساخرة: يا ضنايا يا أبني، ثم نظر إلى ياسين وتحدث ساخرا: في دي بقى مليكة عداها العيب وأزح الولد يا قلب أمه لسه واخد دش وإنت عارف بقى يا ياسين البرد اليومين دول جبار ومبيرحمش
قهقه كلاهما وتحدث إلى أبيه متسائلا: طب والعمل سعادتك؟
أجابه عز بدهاء: تروح طبعا وفورا ولا أنت يرضيك عذاب الشوق واللهفة اللي الولد فيهم ده حتى غلط على صحته.

وبعدين طالما الولد قدم فروض الولاء والطاعة وطلب الصفح يبقي ليه لا
قهقه كلاهما سويا
وأسترسل عز حديثه قائلا بحديث ذات مغزي: بس أوعي تغرق في بحر عز وتنسي الطرف التاني العدل يا سيادة العقيد.
نظر له ياسين وتحدث بحديث ذات معني: طب عز وقدم فروض الطاعة وطلب الصفح يتساوي إزاي بحمزة اللي ولا على باله أصلا
وأكمل معترضا بذكاء: إسمح لي يا باشا المساواة هنا هتبقي منتهي الظلم.

أجابه عز بمكر: وطبعا الموضوع ده جاي لك على الطبطاب يا أبن عز
ضحك برجولة ووقف وتحدث إلى أبيه بإنتشاء: تصبح على خير يا باشا
أجابه بدعابة: الله يقويك يا حبيبي.
تحرك بجانب مني إلى أعلي حتى وصل إلى جناح مليكة وكاد أن يتخطاه متجها لغرفة صغيره الذي أكمل عامه الثالث،
ولكن أوقفه صوت مني وهي تنبهه: ياسين باشا عز في جناح مليكة هانم.

نظر لها مستغربا وتحدث بحديث ذات مغزي ومعني: يا خوفي لتكوني غيرتي وجهتك وبقيتي بتلعبي لحساب مليكة هانم يا مني؟
إبتسمت له وتحدثت بإحترام: ليه يا باشا هو حد قال لحضرتك أني مستغنية عن عمري.
إبتسم لها بتسلي وتحدث بدهاء: يعجبني فيكي ذكائك يا مني يلا إنزلي شوفي شغلك
تحركت مني للأسفل
وأتجه هو للباب وأخذ نفسا عميقا حتى يتحكم في ضبط مشاعره ودقات قلبه المتسارعة المشتاقة بجنون لمليكة حياته منذ ذلك اليوم.

دق الباب ودلف للداخل وعلى الفور إبتلع لعابه وحاول جاهدا التحكم بحاله وضبط النفس حتى يظهر بالثبات من هول ما رأي تمالك من حاله لأبعد الحدود حتى لا يسرع إليها ويرفعها معلقا إياها بين أحضانه ليذوبا معا في بحر عشقهما المميز.
نظر على تلك المستلقية فوق تختها بمنتهي الإثارة ترتدي شورتا قصيرا للغاية وكنزة باللون الأحمر بحمالة رفيعة بصدر مفتوح يظهر أكثر مما يخفي وتحتضن صغيرها بعناية.

إستدارت هي بجسدها ونظرت عليه بإنوثة بعثرت كيانه فاتحة شفاهها المغطاة بطلاء باللون النبيتي الذي يعشقه عليها ذلك الولهان
إبتلع لعابه بصعوبة وتمالك من حاله لأبعد الحدود من مظهرها الذي يدعو للجنون ولا شيئ غيرة
ونظر إلى صغيرة الذي وما أن رأه حتى هلل ووقف على الفور مصفقا بسعادة.

إتجه ياسين إلى صغيره متجاهلا تلك المهلكة لروحه وحمله وأحتضنه وبدأ يكيل له وابلا من القبلات وتحدث بنبرة هادئة عكس بركانه الداخلي: إيه يا قلب بابي مالك يا حبيبي؟
رد الصغير ذو الثلاث أعوام بتلقائية: أنا زعلان منك كتير يا بابي علشان مش جيت تاخد عز في حضنك وتبوسه.

نظر ياسين لصغيره وضيق عين وفتح الأخري مستغربا حديث صغيره الذي يسبق سنه وتحدث: مش إحنا إتغدينا مع بعض النهاردة وقضينا طول اليوم في حمام السباحة مع إخواتك وبعدها بوستك بوسة كبيرة؟
رد الصغير بتلقائية: أيوة ماأنا عارف وقولت كده لمامي بس هي قالت لي إن لازم بابي يبجي يحضنك ويبوسك وإنت في السرير
حول بصره لتلك التي تكاد تختفي من شدة خجلها وتضغط بأسنانها على شفاها السفلي مما أثاره أكثر وأكثر.

جلس ياسين بجانبها وأخذ صغيره بين أحضانه وبدأ بقص حكاية له حتى غفي بسلام
ثم تحمحم متسائلا لتلك الصامتة: هتنيمي الولد هنا ولا أوديه اوضته؟
أجابته بهمس عابث بعثر كيانه: وديه أوضته هيرتاح هناك أكتر
تحمحم وحمل صغيره وأتجه به إلى غرفته ودثره بعناية تحت الفراش
ثم عاد إليها من جديد وتحدث مترفعا متمنعا: أنا ماشي عاوزة حاجة؟

إستشاط داخلها من ذلك المتصنع البرود وقررت أن تعاقبه بنفس سلاح البرود وأجابته بنبرة باردة مبتسمة بسماجة: متشكرة يا ياسين تصبح على خير.
إنصدم من ردة فعلها الغير متوقعة وحدث حاله بجنون أي خير تتحدثين عنه أيتها المشعوذة الصغيرة؟
أبعد ما أشعلتي داخلي وبعثرتي روحي بهيئتك المهلكة تلك تتحدثين بكل برود وترسليني من جنتك بتلك البساطة، من أين حصلتي على ذلك اللؤم مدللتي؟

نظرت إليه وتحدثت لتحرق روحه وتشعلها: فيه حاجه يا ياسين؟
فاق من شروده وهز رأسه نافيا وتحدث بعيون مشتعلة: مفيش حاجة تصبحي على خير،
وتحرك سريعا للخارج وأغلق خلفه الباب بحدة
إنتفض داخلها وأرتعبت من فكرة إبتعاده، كادت أن تبكي لكنها وبلحظة فكرت وتحركت سريعا إلى الباب لتلحق به قبل المغادرة.

فتحت بابها وجدته متسمرا واقف أمام الباب لا هو يستطيع الدخول إمتثالا لكرامته، ولا قلبه يستطيع الرحيل وترك معشوقة قلبه ومليكته
نظرت له وألتقت الأعين وتحدثت بما يفوق حديث اللسان بمراحل
أمسكت يدة وشدتها لتحثه وتدعوه إلى الدخول مرة أخري لجنتها إنساق إليها ودلف معها وكأنه مسحورا
وما أن أغلق هو الباب حتى رمت حالها داخل أحضانه كقطة شيرازي تتمسح بصاحبها وتطلب وده وحنانه،.

والذي بدوره لف ساعديه حول خصرها ورفعها للأعلي محتضنا إياها لتتعلق ساقيها بالهواء
نظر بعيناها وتحدث بهيام: وحشتي ياسين يا عيون ياسين
أجابته بدلال وترفع: لو كنت وحشت ياسين بجد كان جه وأترمي في حضني بدل ما يقسي عليا بالشكل ده
مال على شفتاها وألتهمهما بشغف وهيام وبعد مدة إبتعد عنها وهو يلهث قائلا: حد بردوا يقسي على روحه ده أنتي روحي يا غالية.

تحرك بها إلى اليخت ومازال معلقا إياها داخل أحضانه وغمز بعيناه وتحدث بوقاحة: هو عز بقي عنده كام سنة؟
أجابته بهمس: تلات سنين
غمز بعيناه وتحدث: طب مش كفاية عليه دلع لحد كده إحنا لازم نجيب له بنوتة شقية كده شبه مليكة الحلوة تلعب معاه
ضحكت خجلا فأكمل وهو يضعها فوق التخت بعناية وحنان: أنا عاوز بنتي تنورني بعد تسع شهور من النهاردة، وغمز بعيناه: إتفقنا
إبتسمت خجلا ثم غاصا معا في درب عشقهما الحلال المميز.

بعد مدة كانت مستلقية تحت الفراش تتنعم بأحضانه الدافئة
تحرك هو تارك إياها متجها إلى خزنته الخاصة وفتحها ثم أخرج منها علبة كبيرة وتحرك إليها من جديد وجلس بجانبها وأفتح العلبة تحت إنبهارها الذي يعشقه ويحفزة على ان يزيدها أكثر وأكثر من هداياه المميزة لها هي وفقط
وتحدثت هي حين رأت ذلك العقد الفريد من نوعه: وااااو يا ياسين معقولة في جمال بالشكل ده؟

مال على شفاها واقتطتف قبلة سريعة بجانب شفاها وتحدث: جمالك فاق الحدود ولازم له ذوق نادر علشان يليق بمقامك يا ملكة
أمسك العقد واستعد واستدارت هي ورفعت شعرها فألبسها إياه ثم مال على عنقها وفرق عليه وابلا من القبلات الشغوفة
وتحدث بعيون عاشقة: كل سنه وإنت في حضن حبيبك وساكنة روحه ومتربعة على عرش قلبه
إبتسمت بسعادة وأردفت قائلة بعيون هائمة في بحر عيناه: كل سنه وإنت سعيد وجوة حضني يا حبيبي.

ثم جرت مسرعة تنظر بمرأتها بسعادة بالغة وهي تتحسس العقد وتنظر إليه في إنعكاس صورته بالمرأة بإنبهار وتسائلت بتعجب: أمتي جبته وإزاي؟
أشار لها فتحركت إليه مسرعة وتنهد براحة وهو يستلقي على ظهره ويجذبها إليه لترتضم بصدره قائلا: العقد ده بقاله سنه بيتصنع بمزاج علشان يطلع في أبهي صورة له ويليق برقبة مليكة هانم المغربي مرات ياسين ونور عيونه وعمره اللي رجع له بعد سنين ضياع.

كانت تنظر إليه بهيام وحالة غرام تسيطر عليها وتحدثت بعيون عاشقة: أنا بحبك أوي يا ياسين
أجابها بجنون عاشق: وأنا بعشق التراب اللي بتمشي عليه يا قلب ياسين
دثرت حالها داخل أحضانه ووضعت رأسها موضع قلبه لتستمع لدقاته وتحدثت برجاء: ممكن ماتبعدش عني تاني يا ياسين أنا ببقي ضايعة من غيرك وروحي بتبقي تايهة مني
أجابها بصوت يملئه العشق: هو فيه حد بيبعد عن روحه إنت روحي اللي ببعدي عنها بتروح روحي مني.

دثرت حالها داخل أحضانه أكثر وأكثر وضلا طوال الليل يسقيها من شهد الغرام ويسمعها أحلي كلام الهوي والعشق، عشقه المميز الخاص بها
عشق الياسين لمليكة فؤاده.
داخل فيلا عز المغربي
وبعد مرور الإحتفال برأس السنة الميلادية بشهر وعدة أيام.

كانت العائلة مجتمعة لتوديع ليالي وأيسل اللتان ستسافرتان للتو إلى ألمانيا بصحبة ياسين حيث قررت أيسل التي أتمت عامها الثامن عشر وأنهت دراستها بالثانوية العامة بمجموع فائق الألتحاق بجامعة هايدلبرغ الألمانية لدراسة الطب البشري وبدورها سترافقها ليالي التي أرادت السفر مع طفلتها كي لا تدعها لحالها وهذا أيضا كان شرط عز لموافقته لسفر أيسل، تحركت أيسل إلى عز الذي سحبها لداخل أحضانه وتحدث بنبرة متأثرة: خلي بالك من نفسك يا سيلا وإسمعي كلام مامي ومتتعبيهاش معاكي.

أجابته تلك الجميلة بطاعة وإبتسامة بشوش أنارت وجهها: حاضر يا جدو.
ثم تحركت إلى ثريا التي تبكي بإنهيار على فراق تلك الجميلة التي تعتبرها حفيدتها البكر، إحتضنتها أيسل ومسحت بأيديها على ظهرها بحنان كي تهدئ من روعها وأردفت قائلة بنبرة حنون متأثرة: أرجوك كفاية دموع يا نانا ليه محسساني إني مسافرة ومش راجعة تاني؟

اجابتها بلهفه وذعر: بعد الشر عنك يا حبيبتي متقوليش كده، وأكملت بحزن: أنا مش عارفة مين اللي طلع في دماغك حكاية التعليم في ألمانيا دي ما كليات الطب مالية البلد اهي والكلية الألمانية بذات نفسها ليها فرع هنا في إسكندرية تفرق إيه الكلية اللي إنت رايحاها عن اللي موجودة هنا ولا هو سفر وشحطتة وخلاص.

ردت على حديثها منال بتفاخر وكبرياء: تفرق كتير طبعا يا ثريا إنت عاوزة خريج جامعة هايدلبرغ يتساوي بخريج جامعة داخل مصر حتى لو كانت فرع لنفس الجامعة؟!
تحدثت أيسل إلى ثريا بهدوء: بصي يا نانا الجامعة اللي أنا هدرس فيها دي إختارتها بعد ماعملت سيرش وعرفت إنها من أفضل الجامعات اللي بتدرس الطب البشري وزي ما حضرتك عارفة إن أفضل دكاترة وأفضل رعاية طبية في العالم كله موجودة في المانيا.

إبتسمت لها ثريا وأحتضنتها مودعة إياها قائلة بنبرة حنون: بالتوفيق يا سيلا وإن شاء الله أشوفك أعظم جراحة في العالم كله وأسمك يلمع ويشرف مصر كلها.
تحركت إلى الخارج وهي تتذمر بتأفأف متسائلة عمها طارق: هو فين بابي يا عمو إتأخر ليه كده؟
أجابها طارق بهدوء ممتصا غضبها: إهدي يا سيلا بابا متأخرش ولا حاجة.

تحدثت بتذمر ونبرة صوت أظهرت غضبها: وهي الليدي مليكة مش هتعرف تيجي تسلم علينا لوحدها لازم يروح بنفسه يجيبها وتدخل بتشريفة؟
كاد طارق أن يتحدث أوقفه دخول ياسين من البوابة حاملا صغيره الذي تخطي عامه الثالث بسبعة أشهر وتجاوره تلك الحزينة بعيونها المنتفخة جراء بكائها وأثار الدموع وهذا لأجل ذهاب ياسين معهما والمكوث داخل ألمانيا لمدة إسبوع كامل.

إشتعل داخل أيسل عندما رأت والدها محتضن كف يد مليكة بتملك ورعاية وتملكت الغيرة من قلبها حيث أنها بالعامان المنصرمان زادت وأشتدت غيرتها على أبيها من مليكة وذلك بفضل عشق ياسين المجنون لمليكة والذي تخطي الحدود وظهر للعلن رغما عنه،
تحركت سريعا إلى أبيها ورمت حالها بين أحضانه بإتجاه مليكة مما جعل ياسين يترك يد مليكة ويلف ذراعه حول صغيرته برعاية، وخاصة عندما رأي غيرتها بعيناها.

تحدثت أيسل بغيرة ونبرة معاتبة: إتأخرت كده ليه يا بابي كده ممكن نتأخر على ميعاد الطيارة؟
أجابها ياسين وهو ينظر إلى صغيرة: مش كنت بجيب لك عز باشا الصغير علشان يسلم على أخته حبيبته قبل ما تسافر
نظرت إلى الصغير الذي إبتسم بدلال وتساءل بنبرة طفولية: هو إنت هتركبي الطيارة يا سيلا؟

خرجت من حضن أبيها وحملت شقيقها عنه وأحتضنته بحنو وأجابته بتأثر: أه يا قلب سيلا هسافر بالطيارة بس كل يوم هكلمك فيديو كول علشان أطمن على عزو حبيبي وأشوفه وهو بيكبر وكمان هبعت لك حاجات حلوة كتير من هناك
إبتسم لها الصغير وتحدث: طب خديني معاك أنا عاوز أركب الطيارة.

إبتسم له ياسين وملس على شعر رأسه البني الحريري الذي ورثه من مليكة وتحدث: إن شاء الله هاخدك إنت ومامي وحمزه وأنس ومروان في أجازة الترم ونركب الطيارة ونروح نقضي الاجازة كلها مع سيلا.
صفق الصغير بسعادة بكفي يداه الصغيرتان وتحمحمت مليكة لتسليك صوتها وتحدثت إلى أيسل التي تغيرت معاملتها كليا وذلك بفضل غيرتها الشديدة على أبيها: توصلي بالسلامة إن شاء الله يا سيلا.

أجابتها بتملل ونبرة جامدة دون حتى أن تكلف حالها عناء النظر لوجهها: ميرسي.
حزنت مليكة وأنزلت بصرها للأسفل مما أحزن ياسين الذي حاول مرارا أن يصلح علاقة أيسل بمليكة ولكن لم يجدي الأمر معه نفعا
تحركت مليكة إلى ليالي التي إحتضنتها وتحدثت بنبرة متأثرة: خلي بالك من حمزة يا مليكة حمزة أمانة في رقبتكم لحد مانرجع إن شاء الله.

تحدثت مليكة التي شددت من إحتضانها وتحدثت بدموع: هتوحشيني يا لي لي وهتوحشني مناقرتنا في بعض.

خرجت ليالي من داخل أحضانها وتحدثت بنيرة دعابية وأبتسامة ساخرة من بين دموعها: هوحشك بردوا يا بكاشة ده أنت تلاقي فرحتك مش سايعاكي علشان هسيب لك ياسين من غير منافس، ثم أكملت بتحذير مفتعل وهي تشير إليها بسبابتها: بس بلاش تتعودي على كده يا حبيبتي دي هي كلها سنة واحدة لحد ياسين ما يطمن على أيسل وأنها أستقرت في ألمانيا وتتأقلم مع الحراسة بتاعتها وبعدها هتلاقيني رجعت لك وصدقيني لأخد حقي في ياسين تعويض عن السنة دي كلها.

ضحكت مليكة على مداعبة ليالي لها وتحدثت بتأثر وحنين: والله هتوحشيني.
إقترب الجميع من ليالي وودعوها هي وأيسل منال التي كانت تبكي بمرارة وألم على فراق حفيدتها ومدللتها الغالية وأيضا إبنة شقيقها التي تعتبرها كإبنة ثانية لها بعد شيرين
وچيچي التي بكت بدموعها الحارقة أما لمار فلم تتأثر ولو قليلا ويرجع هذا لطبيعتها الجامدة
تحرك ياسين إلى مليكة وسحبها بجانب سور الفيلا بعيدا عن مسمع الجميع وقبل جبهتها.

وتحدث بعيون حزينة لفراقه الذي سيطول مدة أسبوع عنها: ممكن حبيبي يخلي باله من نفسه علشان أكون مطمن عليه؟
أجابته بدموعها الحارة:
حاضر بس ممكن علشان خاطري متتأخرش عليا.
إبتسم لها ووضع أنامله وجفف لها دموعها وتحدث بهدوء كي يهدئ من روعها: عيوني، ممكن بقي أعرف بتعيطي ليه؟
وأكمل مفسرا: ده كله إسبوع هطمن فيه على ليالي وأيسل وأرتب لهم الحراسة الكافية علشان أمانهم وأطمن إنهم إتأقلموا وأرجع لك على طول.

أجابته بدموعها بإعتراض: فاكر إن الإسبوع هيعدي عليا كده بسهولة؟
وأسترسلت حديثها بحنين: يا ياسين أنا اليوم اللي بتبات فيه عند ليالي مابيجليش فيه نوم ولا عيني بتغمض غير تاني يوم وإنت جنبي وجوة حضني.
نظر لها بجنون وإبتسم وأردف قائلا بإعتراف: عارفة يا مليكة أنا عشت عمري كله أحلم باللحظة اللي هسمع فيها إعترافك ليا بحبك وإني خلاص ملكت وجدانك وقلبك،.

وأكمل بعيون مغرمة: بس مهما تخيلت وحلمت عمري ما كنت أتخيل حلاوة اللحظة ولا رونق جمالها وإنت بتنطقيها.
إبتسمت وفاقا كلاهما على صوت عز وهو ينادي ياسين بدعابة: يلا يا روميو كده ميعاد الطيارة هيفوتكم يا حبيبي وهترجع تاني لمليكة قبل حتى ماتوحشها.
نظر لأبيه وأبتسم على دعابته وتحرك إليه وأحتضنه وبدوره شدد عز من إحتضانه وتحدث بتأكيد: ماتتحركش من هناك وترجع غير لما تأمن لهم الحراسة كويس جدا يا ياسين.

أجابه ياسين بطاعة: مش عاوزك تقلق يا باشا الموضوع هيتم زي ما حضرتك أمرت وأكتر كمان ده أمان بنتي الوحيدة ومراتي أكيد مش هقصر فيه.
هز له عز رأسه وتحدث: توصلوا بالسلامة ان شاء الله يا حبيبي.
وتحرك ثلاثتهم بصحبة طارق وعمر اللذان إصطحبوهم إلى المطار إنفجرت دموع منال ودلفت سريعا للداخل والجميع خلفها
تحركت إليها مليكة التي تحدثت بهدوء مصطنع رغم حزنها المرير من أجلهم جميعا: ليه بس الدموع دي يا طنط؟

وأكملت بتحفيز كي تمتص ألمها: المفروض تكوني أسعد واحدة في الدنيا علشان أيسل رايحة تحقق حلمها وإن شاء الله ترجع لنا مجدي يعقوب جديد وتشرفنا وتشرف بلدها ووطنها العربي كله.
اجابتها من بين دموعها: فراقهم صعب عليا أوي يا مليكة أول مرة يبعدوا عني المدة دي كلها.
إرتمي عليها عز الصغير الذي تحدث بحنو وهو يضع أنامله الصغيرة فوق وجنتها ويجفف لها دموعها قائلا: إنت زعلانه ليه يا نانا؟

إبتسمت وأحتضنته وقبلت وجنتيه بحنان وأجابته: أنا خلاص مش زعلانة طالما أخدت عزو حبيبي في حضني
تحدثت ثريا التي مازالت متأثرة وتبكي: إهدي يا منال متعمليش كده علشان حمزة.
إنتبهت وتلفتت حولها بهلع وهي تتساءل: هو فين حمزة يا ثريا؟
أجابتها چيچي من بين دموعها لطمئنتها: عمو عز أخده هو وأنس ومروان وراح يتمشي بيهم على البحر
إستكانت بجلستها وهدأت قليلا.

بعد خمسة أيام داخل ألمانيا
وبالتحديد داخل المنزل الذي إشتراه ياسين من أجل راحت فلذة كبده وزوجته، وقد قام بتأمينه بوضع حراسة مشددة حول المنزل بأكمله وذلك حرصا لظروف عمل ياسين
كانت تتمدد بجواره واضعة رأسها فوق صدره وهو يلف ذراعه حولها ويحتضنها برعاية بعدما أذاقها حلاوة عشقه فهي أيضا زوجته ولها عليه من الحقوق ما لمليكة.

إلا الذي يستكين بداخل قلبه وروحه ويتوغل بتشعب داخل كل ذرة بكيانة فهذا ليس عليه بسلطان.
تحدثت بنبرة قلقة: هو أنت فعلا هتسبنا هنا لوحدنا وترجع إسكندرية بعد كام يوم يا ياسين؟

أخذ نفس عميق ثم زفره بهدوء وأجابها بإستسلام: مفيش قدامي بديل يا ليالي ما أنت عارفة شغلي وتحكماته وإني مينفعش أبعد عنه أكتر من كده ده غير حمزة اللي أكيد حاسس بوحدة وإحنا كلنا بعيد عنه كده وعز اللي كل يوم بيعيط في التليفون ويقولي يلا تعالي.

وأكمل مطمئنا إياها: وبعدين أنا مش عاوزك تقلقي بالشكل ده علشان ما تنقليش قلقك لسيلا الحراسة اللي أنا عينتها لكم دي من أكفئ شركات الأمن هنا في ألمانيا، ده غير محمود الراجل بتاعي اللي هيكون ملازم ليكم زي ظلكم.
هزت رأسها بإيجاب وتحدثت: أنا مش قلقانة من كده يا ياسين وعارفة ومتأكدة إنك مش هتقصر في تأمينا،.

رفعت رأسها تنظر إليه مستندة بيدها فوق صدره وتحدثت: أنا متضايقة من بعدي عنك وعن حمزة كل المدة دي وبجد هفتقد الدفا والحب اللي بحسه وأنا في وسط العيلة
أخرج تنهيده حارة تدل على ثقل قلبه المحمل بالهموم وأجابها: على عيني وأنا ماشي وسايبكم يا ليالي بس ده مستقبل سيلا ودي أمنيتها وأنا مقدرش أمنعها من تحقيق حلمها وإن شاء الله أنا هبقي أجي أزوركم دايما وأقعد معاكم على قد ما وقت شغلي يسمح،.

وأكمل ليمسح عنها حزنها: وكلها سنة واحدة على ما سيلا تتعود على الحرس بتوعها وأنا أطمن عليها وأتأكد من إنها هتقدر تعيش لوحدها مع المرافقة بتاعتها والحرس وبعدها هرجعك لمصر على طول.
إبتسمت له ووضعت رأسها بهدوء من جديد فوق صدره
فتحدث وهو يمد يده جانبا ليلتقط علبة من داخل درج الكومود، رفعت رأسها من جديد تنظر إليه بإستغراب
إبتسم لها وتحدثت هي بسعادة وأستغراب: دي علشاني؟
جايب لي هدية يا ياسين؟

إبتسم لها وهز رأسه بإيجاب وأخرج هديته تحت عيناها المنبهرة قائلا هو: جايب لك هديه يا ليالي، وأكمل بدعابة لائما إياها بلطف: بس يارب تعجبك ومطلعيش فيها العبر زي كل مرة
نظرت لتلك القلادة الرقيقة والتي يتدلي من نهايتها حروف إسم ياسين مرصعة بحبات الزمرد بلونها الصارخ مما أعطي لها رونق باهر لكل من يتطلع إليها
إنبهرت برقتها وجمالها وتحدثت: حلوة أوي يا ياسين.

إعتدل بجلسته ووالاته هي ظهرها وألبسها إياها مع تقبيل يدها قائلا: كل سنة وانت طيبة يا ليالي
إبتسمت بسعادة وأعتدلت ورمت حالها من جديد لداخل أحضانه.

بعد ثلاثة أيام وبالتحديد ليلة عيد الحب
ومع بداية أول الليل داخل غرفة مليكة
كانت تجلس القرفصاء تضم ساقيها وتحتويهما بذراعيها وتتطلع للأمام في اللاشئ والحزن والألم يسيطران على ملامح وجهها بعدما كانت تنتظر وصول ياسين من ألمانيا بالأمس ولكنه اخبرها أنه أراد المكوث لليلتان إضافيتان بصحبة ليالي وأيسل.

فصور لها خيالها بأن ياسين فضل الإحتفال بعيد الحب داخل أحضان ليالي عوضا عن أحضانها وهذا ما جعل نار الغيرة تنهش بصدرها رغم عنها،
فبرغم تعاطفها الزائد مع ليالي وحزنها على سفرها هي وأيسل إلا أن غريزة الأنثي التي بداخلها هي التي تمكنت وأنتصرت
إنتصر عشقها المجنون وغيرتها الشديدة على رجلها وشعرت بروحها تتمزق كلما سرحت بأفكارها وتخيلت ياسينها وهو يضم ليالي إلى صدره أو يقبلها مثلها.

إنتبهت من شرودها على صوت دقات فوق الباب فدلفت مني بعد إستماعها للسماح بالدخول وتحدثت بإحترام: ست مليكة طارق بيه مستني حضرتك تحت في الجنينة وبيقول لك إلبسي وإنزلي له حالا لإن مدام نرمين تعبانة شوية ومحتاج لك معاه علشان تروحوا تطمنوا عليها بس من غير الست ثريا ما تعرف علشان متقلقش.
إنتفضت من جلستها وتحدثت بإرتباك ظهر بعيناها: تعبانة إزاي يعني؟

مدت مني شفتاها وأردفت قائلة: معرفش يا هانم أنا قولت لحضرتك اللي طارق باشا قاله لي بالظبط.
إستمعت لحديثها وارتدت ثياب عملية ولفت حجابها بعناية وتحدثت وهي تتحرك في الرواق بجانب مني متجهة إلى الدرج: خلي بالك من عز كويس أوي.

أجابتها مني: عز أخدته منال هانم من شوية علشان يقعد مع حمزة وقالت لثريا هانم إنها هتبلغك في التليفون إنه هيبات مع حمزة بالليل، ده حتى عز بيه جه أخد ثريا هانم ومروان وأنس علشان يسهروا معاهم في الفيلا.

هزت رأسها بتفهم فمنذ سفر أيسل وليالي وحمزة بحالة نفسية متأثرة وإما أن يأتي للنوم بجانب مروان وأنس وعز ليشعر بالتأنس وعدم الوحدة، أو تأتي منال لأخذ عز الصغير ليغفو بأحضان شقيقه وينسيه ألام إبتعاده عن شقيقته ووالدته وأيضا والده
تحركت إلى وقوف طارق وتساءلت هي بإستفسار: نرمين مالها يا طارق؟

أجابها بهدوء: معرفش إتصلت بيا وقالت إنها خرجت مع سراج وبعدها تعبت في المطعم اللي راحوه وجوزها أخدها عند دكتور قريب من المطعم قولت أخدك ونروح لها علشان تبقي معاها وتطمنيها
وتحرك أمامها ليفتح لها باب السيارة، إستقلت بجانبه وتحرك طارق منطلقا بسرعة
نظرت إليه وتساءلت بإستغراب: هو أنت مش كنت خارج إنت وجيجي تحتفلوا بال Valentine؟!

أجابها من بين أسنانه بغيظ: الله يسامحها نرمين بقي بس ماتقلقيش هوصلك وأرجع لجيجي بسرعة
ضيقت عيناها وهي تنظر إلى إتجاه طارق وتحدثت بإستفسار: توصلني وترجع؟!
إرتبك بحديثه وتحدث مغيرا مجري الحديث: عرفتي إن سليم جوز يسرا هينقل شغله هنا في إسكندرية.
تنهدت وأجابته بهدوء: أه يسرا قالت لي من يومين.

بات يحدثها ليلهيها حتى وصلا لوجهتهم وتوقف طارق نظرت إليه بإستغراب عندما وجدت حالها أمام الميناء وتحدثت بتعجب: إنت جايبنا هنا ليه يا طارق؟!
تحرك من السيارة وأتجه ناحية الباب الأخر وهو يفتح لها الباب وأجابها بدعابة: إجابة السؤال ده بقى مش هتلاقيها عندي.
ضيقت عيناها بإستغراب وبدأ يساورها الشك وتساءلت: أمال عند مين يا طارق؟!
أشار بيده ناحية ذاك الواقف بمقدمة اليخت الذي يقترب من مرسي الشاطئ.

نظرت بإتجاه إشارة طارق وبرقت عيناها بذهول وخرجت سريعا من السيارة وهي تنظر لذاك الوسيم بعيون سعيدة واضعه كف يدها فوق فمها غير مستوعبة وجود معشوقها وهو يقف بوسامة منتصب الظهر يرتدي حله سوداء برابطة عنق حمراء مصفف شعره بعناية ممسكا بيده باقة زهور جميعها باللون الأحمر المبهر.

أسرعت بمشيتها لذاك المبتسم الذي غمز لها بعيناه بحركة أذابتها وجعلتها تتحرك سريعا فوق الممشي الخشبي كي تصل لرجلها ورجل أحلامها دون شعور منها لذاك الطارق أو بعض الرجال المتواجدون بالمكان نظرا لطبيعة عملهم
وأخيرا وصلت إليه وبدون مقدمات رمت حالها بين أحضانه كمن وأخيرا وجد ضالته أخرجها هو سريعا لشدة غيرته من نظرات البعض، فخجلت من حالها حينما استشعرت بما قامت بفعله.

وتحمحمت خجلا فأعطاها هو باقة الزهور قائلا بإشراقة: كل سنة وإنت معايا يا مليكة.
إبتسمت بشده حتى ظهرت صفي أسنانها الناصعة البياض وتحدث طارق الذي ما زال متواجدا بالأسفل مشيرا إلى شقيقه بكف يده: حمدالله على السلام ة يا باشا أظن أنا كده تمام.
أجاب ياسين شقيقه: طول عمرك وإنت تمام طارق باشا.

نظرت مليكة إلى طارق بنظرات شاكرة ممتنه فتحدث هو: تصبحي على خير يا مليكة ومتقلقيش على الأولاد عمتي ثريا عارفة إنك مع ياسين وهتخلي بالها منهم.
حولت بصرها سريعا إلى ياسين فأكمل طارق بدعابة: بسلامته بلغ الكل إلا إنت كان حابب يعملها لك مفاجأة
وتحرك إلى سيارته وسحب عامل اليخت الممشي الخشبي وتحرك سائق اليخت مبحرا للداخل جذب ياسين مليكة من يدها متجها إلى الداخل.

أدلفها لداخل غرفة النوم المجهزة بتخت صغير بالكاد يكفيهما نظرت إليه وبدون مقدمات رمت حالها من جديد داخل أحضانه وبدورة حملها رافع إياها لأعلي ليثبتها داخل أحضانه وهو يضمها بقلب ينبض عشق وجسد يرتجف لضمت محبوبته بعد غياب دام لأكثر من إسبوع
وتحدث وهو يشدد من إحتضانها: وحشتيني يا حبيبي وحشتيني.

أبعدت رأسها عن أحضانه ووضعت كف يدها الرقيق تتلمس ذقنه النابتة التي تذوب بها كلما نظرت إليها وتحدثت بنبرة هائمة: إنت معايا بجد يا ياسين؟
يعني أنا مش بحلم وإنت لسه هناك في ألمانيا؟
وأكملت بنبرة حزينة: أنا كنت خلاص فقدت الأمل وقلت إنك حابب تقضي عيد الحب بعيد عن حضن مليكة
إبتسم لها وأردف قائلا بحنان: أي حاجة فيها حب يبقي مينفعش تتعاش برة حضن مليكة.

ومال على شفتاها وهو يلتقطها بين شفتاه بلهفه وجنون وأشتياق وبعد مدة فصل قبلته وأنزلها بهدوء متحاملا على حاله كي لا ينجرف وراء مشاعره الجياشة والتي تطالبه بالإنصياع لصوت داخله يحسه على أخذها بين أحضانه ودفنها بين ضلوع صدره وليذوبا معا بعالمهما الخاص كي يحتفل معها على طريقته التي يجيدها بإمتياز.

تحامل على حاله وأبتعد كي لا يضيع عليها لذة مفاجأة الليلة وتحرك إلى الأريكة الموضوعه وأقترب من صندوق كبير كان موضوع بعناية وأخرج من داخله ثوب باللون الأحمر مبهر ويشد البصر مرصع بأحجار سوداء جعلته مثيرا ومميزا لليلة كهذه
و تحدث إليها بنبرة حنون عاشقة: ده فستانك يا عروسة ومعاه الحجاب بتاعه.
وأكمل مداعبا إياها: هستناكي برة علشان الفرعون الصغير هيبدأ للإحتفال
إبتسمت خجلا وخرج هو وأنتظرها فوق سطح اليخت.

بعد قليل طلت عليه كأميرة خرجت للتو من إحدي أساطير الحكايات المبهرة، نظر لها بعيون منبهرة بجمالها الفائق الذي تخطي كل الحدود معه إبتلع لعابه وكتم أنفاسه من هيئتها ولكنه تحامل على حاله كي لا يحرمها من إكمال ليلتها محاربا بكل طاقته شعورا ملح بأن يسحبها للداخل ويغلق باب الغرفة كي يروي عطشه لها الذي فاق الحد.

رفع كف يدها إلى فمه واضع شفتاه المولعة عليه ولامسه بطريقة مثيرة مقبلا إياه مما جعل جسدها بالكامل يهتز
ثم قرب فمه من جانب أذنها وهمس وأسمعها بعض الكلمات بنبرة بعثرت كيانها وجعلت القشعريرة تسري بجسدها من جديد
ثم رفع يده وفتح جهاز ليزر ليطلق إشارة لذاك اليخت الذي يبتعد عنهما بمسافه كبيرة
وفجأة إنطلقت الألعاب النارية في السماء بطريقة متناسقة رسمت بها نقش كلمات كالأتي: كل سنة وإنت معايا يا مليكة قلبي.

كانت تنظر للسماء تقرأ ما يكتب بالألوان المنبثقة من الألعاب النارية بإنبهار وعيون متسعة بذهول غير مصدقه لما يحدث من حولها
وتحدثت بإنبهار: يا ياسين أنا بعشقك بجنون.
إبتسم لها ونظر للسماء من جديد ينظران إلى الألعاب النارية وألوانها المبهجة والتي كتبت أخيرا باألوان مبهجة متنوعة.
مليكة الياسين.

ضحكت من قلبها بسعادة وانتهت الألعاب وأشتغلت الموسيقي الهادئة فأخرج هو من داخل جيب معطفه علبة فتحها واخرج منها النسخة الثانية من القلادة الرقيقة التي قدمها لليالي والتي كتب عليها ياسين،
إتسعت عيناها بإنبهار حين وقعت عيناها على رقة القلادة وتحدث: تجنن يا ياسين ربنا يخليك ليا يا حبيبي.
أجابها بعيون تنطق عشق: ويخليكي ليا يا قلب ياسين.

تحرك ووقف خلفها وألبسها تلك القلادة ثم أمسك يدها ووضع بها قبلة رقيقة وبدأ يرقصان تحت نجوم الليل اللامعة وتحت سعادتهما التي تخطت عنان السماء،
وبعد رقصتهما تحرك بها إلى الطاولة الموضوعة بمنتصف اليخت موضوع عليها شموع حمراء محاطه بغلاف زجاجي كي لا يطفئها الهواء.

سحب لها مقعدا واجلسها وجاء العامل ووضع لهما الطعام الساخن وبدأ بتناوله في جو يطغى عليه طابع الرومانسية الرقيق حيث الليل والسكون والنجوم اللامعة والشموع الحمراء ذات الرائحة العطرة، والموسيقي الهادئه وطعامهما الساخن المحبب لكلاهما وأيضا الجو المثلج التي تعشقه مليكة.

إنتها من طعامهما ورفع العامل الصحون وجاء بقالب الحلوي المصنوع على هيئة قلب أحمر وبه أول حرفان من إسميهما معا، قطعا معا قالب الحلوي وتناولا منه القليل وتحركا سريعا للداخل لقضاء ليلتهما الذي قرر ياسين قضائها باليخت هنا عوض لحبيبته عن الإسبوع المنصرم الذي قضاه بعيدا عن أحضانها.
دلفا للداخل وأوصدا باب الغرفة بالمفتاح وبات يذيقها من وابل قبلاته وعشقه الحار ما يروي عطش كلاهما للأخر،.

وتحدث أمام شفتاها المهلكة بالنسبة له: جوزك بيعشق هواكي يا مليكة، ياسين بيعشق النفس اللي بيخرج منك يا نور عيون ياسين.
أجابته بنبرة هائمة مغمضة العينان: ومليكة بتعشق التراب اللي جوزها بيمشي عليه.

إشتعل كيانه من حديثها المثير لرجولته وحملها بين ساعديه واتجه بها نحو الفراش وبات يزيدها من عشقه المميز، أما مليكة فكانت بعالم أخر من شدة سعادتها تخيلت للحظات أنها داخل حلم سعيد ولأجل أن تشعر بتواجده معها باتت تحدثه وتطلب منه أن يخبرها أنه وبالفعل هنا وبداخل أحضانها وليس حلم جميل وسينتهي.

فحقا أقصي ما تمنته بتلك الليلة أن يأتي لها ياسينها ويجذبها لداخل أحضانه وتقضي ليلها وهي واضعة رأسها على صدره تستمع لدقات قلبه وهي تنبض بعشقها ولكن دائما مع ياسين الوضع يختلف وتحصل مليكة على أكثر ما تتمني.
وسيبقي عشق الياسين لمليكتة مميزا إلى الأبد.
تنويه هام
قارئاتي العزيزات، قبل قراءة هذه الحلقة وجب التنويه أنها حلقة فانتازيا ولا تمت بصلة لواقع سير الرواية، بل كتبتها بناء على رغبة بعض متابعاتي ممن كانوا يتمنون زواج عز المغربي وثريا بعد قرائتهم لرواية عبق الماضي وتعاطفهم الشديد مع ما مر به عز
والان سأترككم للإستمتاع مع الحلقة مع تمنياتي بأن تنال إعجابكم
أميرتي.

ياليت لي الحق بضمتك والدخول لعالمك المبهر.
ولتسمحي لي بدلوفي لأحضانك كي بدفئها أتنعم.
والنيل من شفتيك الوردية والنظر لعينيك بتمعن.
ولترأفي بحالتي وتسقني من شهدك المكرر.
كي ينتهي بتذوق عسلك رحلة عذابي وتألمي.
خاطرة عز المغربي
بقلمي روز امين.

بعد مرور عامان وفاة أحمد المغربي، وبرغم تألم روح عز وهو يري ذبول ثريا يوم بعد الاخر منذ فراق روحها التي دفنت مع حبيبها الأبدي، إلا أن روح العاشق الكامنة بداخله تحركت وثارت عليه، رغم عنه تحرك قلبه وصرخ مطالب إياه بأن يحقق له مناه ويجلب له حب العمر التي طالما خلم به وتمناه.

ذهب إلى المكان المتواجد به أباه، حيث كان في الأراضي الخضراء الواسعة المملوكة للعائلة، ألقي التحية على والده، فرحب به محمد وأشار بكفه في دعوة منه بالجلوس
جلس صامت لأكثر من خمس دقائق مرت عليه كدهر
رأي محمد ربكته فتحدث بنبرة مشجعة كي يحسه على الكلام: مالك يا عز، عاوز تقول حاجة يا إبني؟
تحمحم عز وتحدث بقلب يرتجف خشية جرح قلب أبيه الغالي: الحقيقة يا حاج فيه موضوع حابب أفاتح حضرتك فيه.

وأكمل بنبرة مرتبكة وجبين يتصبب عرق: بس خايف تفهمني غلط
دقق محمد النظر داخل مقلتاي نجله وتحدث بنبرة جادة: خش في الموضوع طوالي ومتخافش يا سيادة العقيد، وأستطرد بنبرة لائمة لفهمه حديث نجله بالخطأ: أبوك الراجل الفلاح بيفهم وبيعرف يوزن الأمور بردك
نطق عز سريع نافي: أستغفر الله يا حاج، أنا ما أقصدش بكلامي كدة أبدا.

ضيق محمد عيناه منتظرا تكملة حديثه، فأخذ عز نفس مطولا ونطق بشجاعة: أنا عاوز أتجوز ثريا بنت عمي وأربي ولاد أخويا جوة حضني
وأسترسل بإحترام: ده طبعا من بعد إذنك
إتسعت عيناي محمد ونظر عليه بعدم تصديق، فتسائل عز متوجس: أنا غلطت في حاجة يا حاج؟!
تنهد محمد بأريحية ظهرت على ملامحه: حاشي لله يا أبني.

وأكمل حديثه بإنسجام ورؤي متطابقة: أصل بالصدفة كنت بكلم أمك في الموضوع ده من حوالي شهر، وأمك هي اللي عجزتني ووقفتني إني افاتحك فيه، قالت لي إنك مش هتوافق علشان متزعلش منال وتيجي عليها
إنتفض قلبه وسأل والده متلهف: يعني إنت معندكش مانع يا حاج؟
تنهد محمد وتحدث بأسي ظهر على وجهه: من ساعة موت أخوك الله يرحمه وأنا قلبي واجعني على عياله اللي لسه صغار، ولا بنته اللي فاتها وهي حتة لحمة حمرا.

وأكمل بتمني: بقي كل اللي شاغلني إني أطمن عليهم قبل ما أقابل وجه كريم
هتف عز بحماس: ربنا يديك طولة العمر وتعيش لحد ما تجوزهم يا حاج
هز رأسه بوهن وأبتسم ونطق بيأس: أجوز مين يا ابني، البركة فيك تربيهم مع أمهم وتسلم البنات بإيدك لرجالتهم
واستطرد قائلا: أنا هكلم عمك صلاح وأطلب منه ثريا ولو إني عارف إنه مستنيها وشوفتها في عنيه كام مرة، ما هو اب هو كمان وعاوز يطمن على بنته.

وأكمل بإيضاح: وما تعتلش هم مراتك، أنا هفهمها بالراحة، وأعرفها إن الجوازة لازمن تتم علشان خاطر العيال يتربوا مع عمهم
تنهد وأردف: إن شاء الله يا حاج، إن شاء الله
بالفعل تحدث محمد إلى صلاح وابلغه بما طلبه منه عز مما أسعد صلاح وشعر بالطمانينة على إبنته وصغارها
داخل حجرة الجلوس المتواجدة بمنزل العائلة، يجلس صلاح وزوجته عزيزة وأولادهما، على وفريد وحسن وثريا
وأيضا محمد، وزوجته منيرة واولادهما، عز وعبدالرحمن.

أغلق محمد الغرفة بإحكام وطلب من زوجات اولادهم ان يصعدوا إلى الاعلي هم وأطفالهم وأخبرهم أنه وشقيقه وأولادهم سيتحدثون في موضوع خاص بالعائلة
تحدث صلاح موجه حديثه بنبرة حازمة كعادته: عز طلب إيدك على سنة الله ورسولة يا ثريا، وأنا وافقت وإن شاء الله كتب الكتاب الشهر الجاي.

شعور بالإرتياح إجتاح جميع المتواجدون بالحجرة حتى والدة أحمد التي كانت تريد الإطمئنان على صغار نجلها الراحل وذلك بعدما أصيبت بأمراض عديدة بفضل حزنها على فقيدها الغالي
عدا تلك الثريا التي جحظت عيناها من حديث والدها المهين لها والذي يبلغها بعدما حدد لها مصيرها هي وأولادها دون حتى إسنادها حقها الشرعي في الموافقة من عدمها.

شعر عز أيضا بمرارة من حديث عمه المقلل من شأن أميرته العالية وكاد أن يعترض لولا صوت تلك الحزينة التي إعترضت بنبرة هادئة إحترام لوجود والدها وعمها: بس أنا مبفكرش في الجواز تاني يا بابا
وحولت سريع بصرها لذاك الفارس الجالس بأنفاس مكتومة وعيناي مترقبة بشدة لنطقها للقرار الذي سيحيي قلبه ويجدد له الأمل، نعم فقد باتت تعلم بعشقه الهائل لها وهذا ما اخبرها به أحمد وهو على فراش الموت.

وأردفت بهدوء جابرة لخاطر ذاك الخلوق: إنت راجل محترم يا عز، وأنا طول عمري وأنا بشوفك زي على وفريد وحسن
وأكملت بنبرة زائفة لعلمها الحقيقة: وعارفة ومقدرة تضحيتك براحتك مع مراتك وولادك علشان خاطر ترضي عمي ومرات عمي
نظر لها بعيناي تكاد تصرخ ألم من شدة حزنها،
وحدث حاله قائلا: أهكذا ترين طلبي لتقربي من قلبك غاليتي؟
إني أهيم عشق وأكاد من ألم الإشتياق أذوب وأنتهي.

أضناني بعدك وجفاني نومي وبت على تلهف قلبي لضمتك غير قادر
هتف صلاح بنبرة حادة معنف صغيرته: عز ما بيرضيش حد يا بنت صلاح، عز راجل وهو اللي فكر لحاله من غير ما حد يكلمه، وقرر إنه ياخد ولاد أخوه في حضنه ويحاجي عليهم وعليكي، وأنا خلاص وافقت
تحدثت بإعتراض: وأنا قولت لحضرتك إني مش هتجوز بعد أحمد الله يرحمه.

تحدثت منيرة بنظرات مترجية: وافقي يا بنتي علشان خاطر ربنا، نفسي أموت وأنا مطمنة على ولاد أحمد علشان لما أقابله أطمنه عليكم
بات الجميع يضغط عليها كي توافق، منهم من إستخدم معها إسلوب الترهيب مثل أبيها، ومنهم من توسل إليها وترجاها تارة، وتحدث بالعقل تارة اخري.

كان ينظر إليها بعيناي متوسلة مترجية أن ترحم قلبه العاشق، بعدما وجد رفضها التام حزن من داخله وثارت عليه كرامته، فتحدث إلى صلاح لحفظ ماء الوجه: خلاص يا عمي، مفيش داعي تضغط عليها أكتر من كدة، أنا مش هجبرها ترضي بيا بالغصب.

حزنت لأجله وتألم قلبها لنبراته ونظراته التي يظهر بهما كم الألم الذي يعتصر قلبه ويتعرض له كيانه، وتحدثت لمراضاته: إفهمني من فضلك يا عز، أنا خايفة على ولادك وبيتك من التشتت والضياع، إنك تكون زوج وفاتح بيتين دي في حد ذاتها صعبة أوي
واسترسلت بتعقل: وصدقني إنت اللي هتتعب أكتر واحد في الموضوع كله، ده غير إني أكلت أنا ومنال من طبق واحد ولا يمكن أوافق على دبح. ها بأديا.

كانت هناك من تقف خلف الباب وتتنصت على ما يقال، إنها راقية التي إستمعت وهرولت إلى الأعلي لتنبه منال وتطلعها على كل ما جري، وبسرعة البرق نزلت منال بقلب يستشيط غيظ ودفعت الباب حينما إستمعت لكلمات تلك الثريا.

فوجئ الجميع بإقتحام منال للغرفة وتحدثت بهيأة غاضبة موجهة حديثها إلى ثريا التي إنكمشت على حالها: عملالي فيها محترمة وطيبة أوي وخايفة على مشاعري، ألاعيبك دي ووش الملاك اللي لابساه طول الوقت بليق عليهم كلهم إلا عليا
واسترسلت بحدة: فوقي يا ثريا وبلاش نغمة الطيبة دي لأنها مش لايقة عليكي، فوقي وشوفي أنا مين وإنت مين
وأكملت بقامة مرفوعة عاليا بغرور: - أنا منال العشري سليلة أكبر عائلات إسكندرية كلها.

واسترسلت بإهانة وتقليل من شأنها: تيجي إيه إنت في جمالي وشياكتي، ولا أصلي وتعليمي
هب واقف من جلسته وصاح بنبرة غاضبة بعدما إستمع لإهانة صغيرته على يد تلك المتعالية: منال، كلمة تانية وهتسمعي اللي مش هيرضيكي
وأكمل متسائلا بنبرة حادة مهينة: ثم إنت إزاي يا محترمة يا سليلة أكبر العائلات تقفي تتصنتي علينا وتقتحمي الباب من غير حتى ما تستأذني
هتف محمد بنبرة حادة: يا عيب الشوم عليك.

ضحكت ساخرة وربعت ساعديها ووضعتهما أمام صدره. ا وتحدثت وهي ترمق الجميع بإستهانة واحتقار: ربنا بعتني في الوقت المناسب علشان أسمع بوداني وأشوف بعنيا ندالتكم وإنتوا بتتفقوا إنكم تجوزوا جوزي من أرملة أخوة من ورايا
تحدث محمد بهدوء كي يمتص غضبها ولكي لا يجعل بيت ولده ينهار: احنا مكناش هنعمل حاجة من وراكي يا بنتي، إحنا كنا بنحاول نقنع ثريا الاول وبعدها كنا هنبلغك ونقنعك ونراضيكي.

رمقته بنظرة إشمئزاز وصاحت بنبرة لا ترتقي بمعاملة والد زوجها: إنتوا أكيد إتجننتم، إنت فاكر إن أنا أو عيلتي هنقبل بالمسخرة والتخاريف اللي بتقولوها دي
منااال، كلمة قالها عز بنبرة حادة وهو يرمقها بنظرات تحذيرية
وأكمل مهددا: صبري على قلة أدبك وتجاوزاتك في الكلام ليه حدود
أردفت قائلة بنبرة ساخطة: هو أنت لسه شفت تجاوزات يا عز بيه.

واستطردت بكبرياء وهي تشير إليه بسبابتها بإشمئزاز: بقا أنت يا عز يا مغربي، عاوز تتجوز عليا أنا
نطقت منيرة في محاولة منها لتهدأة تلك الثائرة: ده مش جواز زي ما أنت فاكرة يا بنتي، ده هيكتب كتابه عليها علشان يخلي باله من عيال أخوه ويربيهم مش أكتر من كدة
ضحكت ساخرة وتحدثت بإهانة: هو حضرتك شيفاني جاهلة للدرجة دي ولا فكراني مغفلة علشان أصدق الهبل اللي بتقوليه ده.

إلي هنا ولم يستطع إهانتها لوالدته، هرول عليها وقام بصفعها على وجنتها وصاح بنبرة غاضبة وعيناي تطلق شزرا: كدة إنت إتعديتي خطوتك الحمرا ووجب عليا تأديبك
صعقت من صفعته لها، فلم تتوقع حتى بأسوء كوابيسها بأن عز المهذب والمعروف باللباقة وحسن الخلق أنه سيتخلي عن تهذيبه ويقوم بصفعها على الملاء وأمام العلن، وضعت يدها تتحسس موضع صفعته حيث علمت أصابعه على وجنتها جراء شدة الصفعة.

رمقته بنظرات كارهة وهتفت بغضب بعدما فقدت السيطرة على حالها قائلة بإهانة: إنت بتضربني يا جربوع، جت لك الجرأة تضرب منال العشري
وبدأت تتناقل بنظراتها إلى الجميع بتقزز وكراهية وتحدثت: مش كفاية إني إتنازلت أنا وعيلتي ورضيت بيك وبعيلتك وأهلك الفلاحين
إتسعت أعين الجميع وهم يشاهدون ويستمعون بأذنهم إهانتهم الصريحة من تلك المنال ومشاهدتها وهي تتعالي عليهم جميعا.

هتفت عزيزة بنبرة ساخطة: إخص عليك قليلة أصل وناكرة للجميل
أما منيرة التي صاحت ناهرة إياها: الفلاحين دول أشرف من أهلك المفلسين المديونين واللي سيرة فلسهم بقت على كل لسان
وأكملت موبخة إياها: الفلاحين اللي بتعايريهم دول خيرهم عليكي وعلى عيلتك ومغطيهم من ساسهم لراسهم يا بنت العشري.

إشتعلت نار صلاح وتحدث بنبرة حادة: إحنا فلاحين أه، بس عندنا من الأطيان والإملاك اللي خلت أهلك ولاد الحسب والنسب يجروا ورانا ويلهثوا زي الكلا، علشان يناسبونا،
منال، كلمة حادة نطق بها عز
رمقته بنظرة غاضبة فأكمل هو بثبات: إنت طالق، طالق يا بنت الاكابر
شهقت ثريا واضعة كف يدها فوق فمها، في حين هتفت منال قائلة بجنون: هي حصلت تطلقني يا عز؟

هتف محمد بنبرة حماسية مساندا نجله: عاشت البطن اللي شالتك يا سيادة العقيد
واسترسل حديثه وهو يرمقها شزرا: الحرمة اللي تتكبر على جوزها وأهله، متستحقش تعيش وسطيهم تاني ولا تاكل من خيرهم
رمقته منال شزرا وهتفت بغضب: هتدفع تمن كلامك ده غالي أوي، كلكم هتدفعوا التمن غالي، وحياة بابا لأخلي عيلتي تعرفكم مقامكم صح يا فلاحين يا جرابيع.

هتف عز بحدة متمالك غضبه بصعوبة بالغة: أنا ماسك نفسي عنك بالعافية وده علشان خاطر ولادي،
واستطرد مهددا: لكن هتقلي أدبك بكلمة تانية قسما بالله هرميكي برة البيت بالهدوم إلى عليك دي
كانت تستمع إليه بعيناي تطلق شزرا وقلب يشتعل من شدة نارها، حول عز بصره ونظر إلى شقيقه عبدالرحمن قائلا بنبرة صارمة: عبدالرحمن، جهز العربية على ما المدام تجهز شنطة هدومها علشان هنوصلها لحد بيت أبوها.

وأكمل متهكم وهو يشير إليها بإتجاه الباب: إتفضلي قدامي يا بنت الأكابر
هرولت والغضب يتطاير من عيناها وتحرك هو خلفها
تحدثت ثريا إلى الجميع: عاجبكم كدة، أهو عز بيته إتخرب من ورا إقتراحكم
وأكملت بنظرات ملامة للجميع: وأنا طلعت الحرباية خرابة البيوت اللي خطفت الراجل من مراته، يارب تكونوا إرتاحتوا
نطقت منيرة مبررة: وإنت ذنبك إيه في اللي حصل يا بنتي، هي اللي ست قليلة أصل وأهلها قصروا في ربايتها.

وجوازها من إبني كانت غلطة
صاح محمد بنبرة إستحسانية: واهو طلع راجل من ظهر راجل وصححها يا أم عز
أما صلاح الذي نطق بنبرة هادئة في محاولة منه لإمتصاص غضب شقيقه: بلاش خراب البيوت يا محمد يا أخويا، كفاية يوديها عند أهلها تترمي لها هناك شهر ولا إتنين لحد ما تتعلم الأدب وبعدها يردها علشان العيال
أبدا، عظيم تلاتة ما هي داخلة بيتي تاني عديمة الرباية دي. جملة نطقها محمد بنبرة حانقة.

تحرك عز صاعدا الدرج بجانب تلك المتعالية حتى وصلا معا إلى مسكن الزوجية، وجد ياسين يحمل الرضيع عمر ويجاوراه وطارق وشيرين وهم يداعبون الصغير
هتفت منال بنبرة حادة وملامح وجه غاضبة وهي تنظر إلى ياسين: ياسين، إدي عمر لطارق وقوم لم معايا هدومك إنت واخواتك علشان هنروح نعيش في بيت جدو
نظر لها الصبي وتسائل بإستفهام: وإحنا إيه اللي يخلينا نسيب بيتنا يا ماما؟

نظرت على عز الواقف ينظر عليها بغضب وأكملت: هنسيب بيتنا علشان المحترم بباك طلقني وهيتجوز الحقيرة اللي إسمها ثريا
إشتعل قلبه بالغضب عندما إستمع لسبابها لحبيبته صاحبة الخلق، أمسك ذراعها وقام بسحبها بعنف وتحرك بها داخل غرفتهما الخاصة وذلك حفاظ على مشاعر أطفاله، وهتف بنبرة تحذيرية بعدما أغلق باب الغرفة: إحترمي نفسك وخلي عندك كرامة بدل ما اخليها تنداس تحت الجزم.

وأكمل وهو يدفعها لتسقط فوق التخت: قدامك نص ساعة تكوني لميتي فيها كل حاجة تخصك
واسترسل موضح لها: وموضوع عيالك ده تنسيه نهائي، مش عيلة المغربي اللي عيالها يتربوا في بيوت الأغراب ويسيبوا خير أهاليهم
واسترسل متهكم: وبعدين لو فرضنا إني هوافق أديهم لك، تقدري تقولي لي هتعيشيهم وتصرفي عليهم منين؟
اجابته بغرور وتعالي: أهلي هيجبروك تجيب لي فيلا أعيش فيها معاهم وتصرف علينا غصب عنك.

ضحك ساخرا لتناسيها أو تغافلها عن منصبه الرفيع وتحدث قائلا: يظهر إنك ناسية إنت واقفة وبتتكلمي مع مين
واسترسل بصرامة اربكتها: - انا العقيد عز المغربي يا مدام، ليا وضعي في جهاز المخابرات وعندي السلطة اللي تخليني أخسف بأهلك اللي فرحانة بيهم دول الأرض
واستطرد مهددا: فمن الأحسن ليكي وليهم إنكم تبعدوا نهائي عن سكتي وتتقوا شري.

رمقته بنظرة إشمئزاز وتحدثت بنبرة حاقدة: خليهم لك إشبع بيهم حاليا، وأنا متأكدة إنك مش هتكمل شهرين وهتيجي تترجاني إني أخدهم، وإبقي وريني الهانم هتتحمل أربع أولاد إزاي
ضحك وأردف متهكم: ده على أساس إن سيادتك اللي بتربيهم مش أمي وثريا؟!
وأكمل بتذكير: ده حتى في الرضاعة، ثريا كانت بترضع طارق وشيرين مع رائف ونرمين أكتر ما رضعتيهم سيادتك
في الخارج.

وضع ياسين الرضيع فوق الأريكة وتركه في رعاية طارق، وتحرك إلى غرفة والداه وطرقها مرتان، سمح له والده بالدخول، وبالفعل خطي بساقيه وجد والدته تجمع أشيائها بهرولة وهيئة غاضبة، ووالده يرتدي ملابس تناسب الخروج من المنزل
تحدث على إستحياء إلى والدته: حضرتك بتعملي إيه يا ماما؟
هتفت بنبرة حادة لائمة صغيرها: سايبة البيت وماشية علشان بباك يتجوز عمتك ثريا اللي حضرتك بتحبها براحته.

وأكملت بنبرة غاضبة: وبعدين أقعد إزاي وأنا إطلقت، أبوك طلقني علشان يخلي له الجو مع الخسيسة اللي رمت شباكها عليه وهو زي الأهبل وقع على بوزه
إستاء ياسين من اللهجة البذيئة التي تتفوه بها والدته عن أباه
في حين صاح عز بصوت يشتد كظم: إحترمي نفسك وبلاش نخليني أقل من قيمتك قدام إبنك، على الأقل حافظي على شكلك كست محترمة قدامه.

إبتلع ياسين لعابه بإضطراب وأردف متسائلا بنبرة قلقة: بابا، الكلام اللي ماما بتقوله ده حقيقي؟
وأستطرد: حضرتك فعلا طلقتها علشان هتتجوز عمتي ثريا؟
ربعت ساعديها ووضعتهما أمام صدره. ا وهي تنظر إلى عز بحقد منتظرة بتمعن إجابته على نجلهما
أما عز الذي تحدث لإبنه قائلا بنبرة حذرة: من الافضل إنك متدخلش نفسك في الموضوع ده يا ياسين.

صاحت تلك الشامتة به قائلة بإحتدام: إيه يا سيادة العقيد، مكسوف تحكي لإبنك إنك ما صدقت أخوك يموت وقوام بصيت لمراته واتمنيتها
رمقها بنظرة إحتقار وهتف بإشمئزاز: إنت ست مريضة وغلطة عمري إني إرتبط بإنسانة بشعة وحقودة زيك
ثم حول بصره لإبنه وأردف شارح: أنا طلقت أمك لما غلطت في عيلتك يا ياسين، والدتك المحترمة بنت الأصول، هانت جدودك تحت وقالت لهم يا فلاحين يا جرابيع.

إتسعت عيناي ياسين بذهول وحول بصره إلى والدته سريع وهتف متسائلا بعدم إستيعاب: حضرتك فعلا قولتي لجدي محمد وجدي صلاح كده يا أمي؟
رفعت قامتها لأعلي بكبرياء وأردفت بصفاقة: مش دي حقيقتهم ولا أنا بفتري عليهم
وتسائلت بوقاحة: ولا هي الحقيقة بقت بتزعل وتوجع أصحابها؟

غصة مرة تملكت من قلب ياسين وأصابته بالحزن، أما عز الذي جن جنونه مما جعله يركض سريع إلى خزانة ملابسها المفتوحة وأختطف منها ما تبقي من الثياب بطريقة عنيفة وهرول إلى الحقيبة الموضوعة فوق التخت وقام بإلقاء الملابس بإهمال وقام بغلقها
وتحدث بنبرة حادة تنم عن وصوله إلى قمة غضبه: إتفضلي قدامي علشان أوصلك على بيت أهلك قبل ما أفقد أعصابي.

بالفعل تحركت منال وأوصلها عز إلى منزل شقيقها وأبلغه بما بدر منها تحت غضب شقيقها من عز
في اليوم التالي ذهب شقيقيها إلى منزل المغربي ليتحدثا فيما جري وطالبا بمنزل مستقل لشقيقتهم وأن يردها عز إلى عصمته من جديد، وتشرطا عليهم بعدم زواجه عليها،.

رفض محمد وعز حديثهما بل وكادا أن يطرداهما من المنزل بعدما تعدوا على العائلة ببعض الإهانات بجانب التعالي والتفاخر اللذان كانا يتحدثان به مما جعل محمد يستشيط غضب ويقرر مع صلاح سرعة عقد قران عز على ثريا تحت نفور وحزن وألم ثريا مما جعل الحزن يسكن قلب ذاك العاشق.

تم عقد القران الذي عقد بحضور جميع عائلة المغربي، وبعدها صعد عز بجانب ثريا إلى مسكن زوجيه جديد، حيث طلب عبدالرحمن من أبيه تبديل مسكنه بمسكن أحمد، وذلك كي لا يزيد من حزن شقيقه وهو يري زوجته تعيش بجانبه في نفس المكان التي عاشت به أجمل سنواتها بأحضان حبيبها الراحل
فتح عز الباب وأشار لها بيده لتدلف، تحركت بساقان مهتزتان وتنفست بضيق وقلب محمل بأثقال الهموم.

تحمحم عز وتحدث بقلب يكاد يتوقف من شدة سعادته، برغم معرفته أنها مرغمة على تلك الزيجة: نورتي شقتك يا ثريا
نظرت إليه بعيناي ظهر بهما الإرتباك وأردفت قائلة بنبرة خافتة: متشكرة
شعر بخجلها الذي يعتريها فتحدث وهو يشير لها بكف يده إلى إحدي الأرائك المتواجدة بالردهة، وذلك كي يطمئن قلبها: تعالي إقعدي يا ثريا، أنا عاوز أتكلم معاك شوية.

إرتبكت لكنها بالفعل تحركت ووصلت للأريكة وجلست بطرفها، وجلس هو بالطرف الأخر مبتعدا عنها كي لا يزعجها
وتحدث بنبرة هادئة: من فضلك بصي لي يا ثريا وإسمعيني كويس
نظرت له على إستحياء فاستطرد هو: أنا عارف إنك إنجبرتي على جوازك مني، وعارف كمان إنك مش متقبلاني كزوج في حياتك، بس أنا عاوزك تطمني وتتأكدي إني عمري ما هجبرك على أي حاجة إنت مش عوزاها.

نظرت إليه وتحدثت بنبرة خجلة: أنا مش هنكر إني مكنتش حابة أتجوز بعد أحمد الله يرحمه، وده مش رفض لشخصك لا سمح الله، لكن طالما بقيت مراتك رسمي، فأصبح ليك عليا كل الحقوق
وأسترسلت بنبرة شديدة الخجل والإرتباك وهي تفرك كفيها ببعضهما: ولازم تتأكد إني عمري ما همنعك من حلال ربنا وحقك فيا كزوجة شرعية ليك.

إبتسم بتفهم وتحدث بهدوء وصل إليها: وأنا مش حيوان للدرجة دي يا ثريا، أنا لو محسيتش إنك عوزاني عمري ما هقرب منك
وأسترسل بنبرة صادقة: وصدقيني أنا مش هحاول أضايقك خالص في الموضوع ده لحد ما أشوف القبول في عنيكي وأحس إن إنت بنفسك اللي عاوزة ده يحصل بينا
نظرت له بإستغراب، هي على دراية كاملة بعشقه الهائل لها، كيف له بأن يكون بكل هذا التسامح والصبر، كيف له أن يستطيع ويصبر على البعاد بعدما أصبحت زوجته شرعا.

نظر لها وابتسم بهدوء وتحدث لطمأنت روحها: قومي إدخلي اوضتك وغيري هدومك ونامي،
وأشار إلى غرفة الأطفال وتحدث: أنا هنام في أوضة الأولاد النهاردة، ومن بكرة هجيب لك ولادك من تحت علشان يناموا في أوضتهم
وأكمل وهو يشير لها على تلك الأريكة: وأنا هبقي أنام هنا على الكنبة.

في تلك اللحظة زاد إحترام ثريا له أضعاف مضاعفة، وتنهدت بإرتياح، وقفت وتحدثت بنبرة هادئة: لو عوزت شاي أو أي حاجة إنده عليا، أنا مش هعرف أنام وأنا بعيدة عن الأولاد
نظر لها بعيون العاشق وأردف قائلا بنبرة صادقة: لو تحبي أنزل أجيبهم لك حالا من عند مرات عمي
أشارت له بكف يدها ونطقت سريع قبل أن يتحرك: بلاش يا عز، واسترسلت وهي تنظر للأسفل متطلعة على قدميها خجلا: هيقولوا علينا إيه وقتها.

إبتسم على خجلها الذي جعل قلبه يرتجف من شدة لهفته وعشقه الجارف لها، وتحدث بهدوء مطمأن إياها: ثريا، من هنا ورايح مش عاوزك تعملي حساب لأي حد في حياتك غير للي يريح بالك ويطمن قلبك وبس
رفعت نظرها تتطلع إليه بإحترام وتقدير فأسترسل هو مكملا: حتى لو كان الشخص ده أنا شخصيا
وعاوزك تتأكدي إني عمري ما هجبرك على أي حاجة، ولا في يوم هقف عقبة في طريقك
أردفت بإبتسامة خافتة: تصبح على خير يا عز.

كان هائم في عالمه الحالم، تدركه مشاعر جياشة سيطرت على كله من مجرد نطقها إسمه من بين شفتاها بذاك الخجل وتلك الهيئة التي وبرغم حزنها إلا أنها رائعة، فقد بدت بثوبها الجميل وزينة وجهها البسيطة كحورية ذات طلة ساحرة هاربة للتو من إحدي الأساطير
ضل متسمرا بوقفته ينظر عليها كالمسحور حتى وصلت إلى باب الحجرة واغلقت بابها وهي تنظر عليه بخجل، صرخ قلبه معنف إياه ومطالب بالهرولة إليها والدخول لجنة غرامها السامي.

تنهد وخطي بساقية نحو غرفة الأطفال، خلع عنه حلة بذلته ونظر حوله وتذكر حينها أنه لم يحضر ثياب له من غرفته، تهلل وجهه وخطي مهرولا إلى غرفتها يسوقه قلبه إليها ودقات قلبه تتسارع وتتعالي من شدة سعادته، وما أن فتحت له الباب حتى تسمر بوقفته وتعلقت عيناه فوق منامتها الرقيقة الحريرية التي صنعت خصيص كي ترتديها تلك فاتنة الجمال
إستعاد وعيه عندما أخرجت صوتها العذب وسألته بإستفسار: فيه حاجة يا عز؟

إنتبه وتحدث بنبرة مرتبكة شعرت هي بها: أنا اسف يا ثريا، بس اصلي نسيت أخد بيچامتي اللي هنام بيها
وأسترسل وهو ينظر للداخل پعيناه: هتلاقيها عندك على الفوتيه.

هزت رأسها بطاعة وخطت للداخل تحت نظرات ذاك الولهان وحملت بين كفاها منامته وعادت إليه وناولته إياها بصمت، أخذها وعاد إلى حجرة الأطفال بعد أن شكرها، وما أن أغلق باب غرفته حتى إحتضن منامته ورفعها لمستوي أنفه وبدأ بإستنشاقها بشدة، ثم وضع وجنته عليها وبات يتلمس موضع كفاها الرقيقة بحالمية عاشق.

مرت ليلتهما صعبة على كل منهما، ثريا التي قضتها بدموع عيناها الغزيرة وتوجع روحها كلما تذكرت أنها نقضت الوعد التي قطعته على حالها أمام حبيبها الراحل، وبين تأوه قلبها على إبتعادها ولأول مرة عن صغارها التي تشتم برائحتهم وتري بوجوههم حبيبها الغائب،
وذاك المتيم لحبيبته التي باتت قريبة جدا بالمكان لكنها مازالت بعيدة بروحها.

مرت الأيام والشهور ومازال الوضع بينهما على حاله، ولكن قربت العشرة بينهما وهيأت أجواء عائلية دافئة بينهما وأولادهم
أصبحت ثريا مسؤلة مسؤلية كاملة عن أطفال عز، تهتم بكل أمورهم بعدما أنشئ الحاج محمد منزل مستقل مجاورا لمنزل العائلة كي يسع أولاد عز وأحمد معا، وانسجم الأطفال سريع واندمجوا وذلك لما وجدوه من حنان وإهتمام زائد من ثريا التي وبالأصل كانت تهتم بهم في وجود منال.

سكن عز بغرفة مشتركة مع ثريا، وقد ذاق الأمرين من إقترابه الشديد من ثريا ونومه بجانبها في تخت واحد لا يفصل بينهم شئ سوي إستمرار عدم قبول من ثريا لإتمام زواجهما وجعله فعلي وشرعي، كان يتمدد كل يوم بجوارها وكأنه ينام على جمر يكوي جسده وقلبه.

أما شقيقي منال فقد ارسلا إلى الحاج محمد وعز وطلبا منهما أن يرد عز شقيقتهم إلى عصمته من جديد، وأبلغاه أنهم موافقون على إستمرار زيجته من ثريا، لكن محمد رفض وبشدة دخولها بينهم من جديد بعدما أهانتهم تلك المتعجرفة ونعتتهم بالفلاحين وحقرت من شأنهم.

بعد مرور خمسة أشهر مضت على زواج عز وثريا
، داخل منزل العائلة كان الجميع مجتمع على طاولة العشاء كعادتهم، يتناولون طعامهم في جو ملئ بالأولفة، بعد قليل جلس الرجال يتناولون مشروب الشاي وهم يتبادلون الأحاديث بينهم
أما النساء فتوجهن إلى المطبخ، جلست عزيزة ومنيرة على الطاولة المستديرة تصنعن مشروب القهوة فوق السبرتاية ووقفت ثريا وراقية تجليان الأواني.

وجهت راقية سؤالا خبيث مثلها: إيه يا ثريا، مش ناوية تفرحينا وتجيبي لنا نونو جديد ولا إيه؟
وأكملت بلؤم: ولا يكونش عز مش عاوز يخلف منك؟
شعرت بالخجل من تلميحات تلك الغليظة وأردفت بنبرة هادئة وهي تتابع الجلي دون النظر إليها: أنا وعز عندنا أولاد كفاية، ومتفقين من الأول إننا مش هنخلف.

هتفت منيرة بنبرة حادة لتوقيف تلك دائمة التداخل في غير شؤونها: ما تسيبك يا اختي من ثريا وعز وخليكي في جوزك اللي طول الوقت قاعد مهموم وشايل طاجن سته وعامل زي اللي زرعها مانجة طلعت بطيخ
قهقهت عزيزة وابتسمت ثريا تحت إستشاطة راقية التي رمقتها بنظرات حقودة على المساندة والدعم التي تتلقاه تلك الثريا دائما من جميع أفراد العائلة.

إنتهت السهرة وعاد عز بعائلته إلى منزلهم المجاور، جلس عز داخل بهو المنزل وأمسك الجريدة وبدأ بتصفحها، جاوره ياسين الذي أشعل جهاز التلفاز وبدأ بمشاهدة أحد الأفلام، ودخلت ثريا بالأطفال إلى الحمام حممتهم وأدخلتهم داخل غرفهم ودثرتهم جيدا تحت أغطيتهم لتدفئتهم وخرجت
تحركت إلى المطبخ صنعت مشروب باردا وقدمته إلى عز وياسين وأردفت بهدوء: عملت لكم برتقال فريش
تناول عز الكأس وتحدث بإبتسامة: تسلم إيدك يا ست الكل.

إبتسمت له وحولت الصنية إلى ياسين الذي إبتسم وشكرها قائلا: تسلم إيدك يا عمتي
بالهنا والشفا يا حبيبي. جملة حنون نطقت بها ثريا إلى ياسين ثم جاورته الجلوس وتناولت مشروبها وبدأت ترتشف منه بهدوء وهي تشاهد فيلم السهرة مع ياسين
بعد إنتهاء الفيلم قام ياسين وانسحب لداخل غرفته ليغفو، نظرت ثريا إلى عز وسألته بإهتمام: أعمل لك حاجة تشربها يا عز؟

نظر لها بقلب يتألم وينكوي بنار جمر الهوي من عدم سماحها إلى الان بدلوفه إلى عالمها الذي طالما تمناه وحلم به وتحدث بلباقة بنبرة خافتة: أكون شاكر لو تعملي لي فنجان قهوة
واسترسل بأدمية: ده طبعا لو قادرة، لكن لو تعبانة بلاش وأنا هقوم أعمله لنفسي
ردت سريع وهي تقف: حالا هيكون عندك فنجان القهوة المظبوط.

سارت بإتجاة المطبخ وأستندت بظهرها على الحائط واغمضت عيناها بألم وقلبها يصرخ على ذاك العاشق التي لم تستطع حقا إعطائه حقه الشرعي، جمعت شتاتها وتحركت، أمسكت الركوة ووضعت بها مسحوق القهوة ودمجته مع السكر والماء وتحركت إلى الموقد ووقفت أمامه تحرك بالملعقة.

تنهدت ونظرت للاعلي شاردة في حالها، إنتبهت على صوت فوران القهوة، أمسكت الركوة سريع وكانت ساخنة للغاية فأحرقت أصابعها مما جعلها تصرخ بتأوه وتركتها سريع لتقع على أرضية المطبخ ويتناثر السائل
إستمع عز إلى صوتها ولم يدري بحاله إلا وهو أمام باب المطبخ، إتسعت عيناه رعب حين وجدها تقف بملامح وجه منكمشة، ممسكة بكف يدها وهي تزفر به بفمها كي تبرد من سخونته.

هرول إليها وأمسك كف يدها يتفحصه وسحبها إلى حوض المطبخ وتحدث بلهفة بعدما أدار صنبور المياة الباردة ووضع كف يدها تحتها: إهدي يا حبيبتي، إهدي ومتخافيش، بسيطة إن شاء الله
حدثته بملامح وجه يبدوا عليها التألم: أنا أسفة يا عز، القهوة إدلقت غصب عني والله، أنا هعمل لك غيرها حالا
أجابها بذعر: قهوة إيه بس اللي بتتكلمي عنها.

وأسترسل بصدق بين وما زال ممسك بكف يدها ويثبته تحت الماء: أهم حاجة عندي سلامتك وإني أطمن على إيدك
واستطرد متلهف وهو ينظر إلى ساقيها ويتفحصها بعيناه: إوعي تكون القهوة إندلقت على رجليكي؟
هزت رأسها سريع بنفي لطمأنة ذاك المرتاع: أنا كويسة يا عز، متقلقش.
لو ماخفتش وقلقت عليكي، هخاف على مين يا ثريا، جملة صادقة نطقها عز بعيناي تقطر عشق.

إنتفض قلب ثريا من نظراته وقربه وملامسة كف يده، سحبت يدها بهدوء من بين راحة يده وتحدثت وهي تتحرك بإتجاه الموقد: إيدي خلاص هديت، هعمل لك قهوتك
ومالت على الأرض تلتقط الركوة، أسرع عليها ومال يلتقطها بدلا عنها، نظرت عليه وألتقت العيون، أمسك الركوة بيده وانتصب بوقفته وأوقفها معه وتحدث: سيبي كل حاجة وروحي غيري هدومك، وأنا هنضف الأرضية والبوتجاز
هزت رأسها قائلة بإعتراض هادئ: لا طبعا، مايصحش.

تحدث بإقتصار: وبعدين معاك يا ثريا، إسمعي الكلام أومال
بالفعل تحركت إلى غرفتها ومنها إلى الحمام المرفق بها، إغتسلت وبدلت ثيابها وخرجت وجدت ذاك العاشق ينتظرها بلهفة كي يطمئن عليها، تحرك إليها وسألها مستفسرا وهو يمسك بكفها وينظر به بعناية واهتمام: إيدك عاملة إيه؟

شعرت بحرارة ورعشة تسري بكل جسدها لمجرد لمسة يده، شعر بها وبرعشتها، رفع راحة يدها لمستوي فمه وقام بوضع قبلة رقيقة داخل باطن كفها تحت إرتفاع دقات قلبها، ثم رفع عيناه لتلتقي بعيناها، كانت نظراته تلتهم ملامح وجهها بوله وعشق، وهنا قررت تلك الجميلة أن ترحم قلب هذا المتيم الذي أذاب الغرام قلبه وانهي عليه.

رفعت يدها ووضعتها على شعر رأسه وتخللت بأصابعها داخل خصلاته شديدة السواد مما أثار جنونه ونطقت هي بنبرة حنون: إنت طيب وحنين أوي يا عز
وبحبك أوي يا ثريا، كلمات نطقها بنبرة متأثرة وعيناي هائمة
إبتسمت له وتحدثت بإعتذار: أنا عارفة إني تعبتك أوي معايا
واسترسلت بعيناي متأثرة: أنا أسفة
مال برأسه يترجاها بعيناه بأن يكون ما وصله منها صحيح وإلا سينتهي قلبه ويقضي عليه، وصلها سؤال عيناه فأبتسمت له وأومأت بإيجاب.

شعر بدقات قلبه بدأت تتزايد بوتيرة عالية حتى كادت أن تتوقف أمسك كتفاها بيداها وجذبها برقة وأدخلها بأحضانه، وأغمض عيناه وبدأ بالتأوه بصوت مسموع قائلا: أه يا ثريا، لو تعرفي قد إيه أنا حلمت باللحظة دي وإستنيتها، بس أخيرا ربنا حققها لي.

ضل محتضن إياها مستمتع بطعم حضنها الدافئ الذي طالما وطالما تمناه وحلم به، وصلتها سعادته الامتناهية، وبدأت تشعر ببعض المشاعر الإيجابية تجاهه، لفت ساعديها حول كتفاه مما جعله يشعر بتحليقه هائم في سماء عشقها
إبتعد قليلا ثم إحتضن وجنتيها براحتي يداه وتعمق بوله داخل مقلتيها وتحدث: إنت جميلة أوي يا ثريا، وجمالك بيكمن في رقتك وخجلك اللي بيميزك عن غيرك.

إبتسمت له فمال برأسه واقترب على شفتاها ليتذوق ويقتطف أولي قبلاتها الشهية، والتي بدأت برقة سرعان ما تحولت لشغوفة
بعد قليل، كانت يتمدد فوق تختهما محتضن إياها بإحتواء ومشددا عليها، من شدة وصوله في لذة العشق إلى منتهاها، كان يرغب في شق صدره وإدخالها بين ضلوعة ليخبأها بمكانها الأمثل، بجانب قلبه.

رفع ذقنها لأعلي لتتلاقي أعينهم في نظرات مختلفة بين العشق والهيام والخجل، إبتسم لها وتحدث بنبرة حنون: أخيرا يا حبيبتي رضيتي على عز المسكين.

إبتسمت بخجل وشعرت بتعطشه للحنان وحرمانه من المشاعر الصادقة، فقررت أن تضحي بحالها وتجنب مشاعرها الخاصة بزوجها الراحل ومتيم روحها، وتسعد قدر ما أستطاعت ذاك العاشق الذي قضي حياته مطرودا من جنة عشقها، فكم من المرات التي رأت بها أهات وصرخات قلبه الظاهرة بعيناه بعدما أخبرها أحمد عن عشق عز لها.

وضعت كف يدها وتحسست وجنته برقة عالية ونظرت بحنان داخل عيناه التي تكاد تصرخ من شدة سعادتها وأردفت قائلة: إنت جميل أوي يا عز وتستاهل أحسن ست في الدنيا
وأنا بشوفك بعيوني أحسن وأجمل وأرق ست في الكون. جملة صادقة نطق بها عز بنبرة رجل عاشق حتى النخاع
أمسكت رأسه وأدخلتها بلطف داخل صدرها الحنون مما جعل هرمون السعادة يقفز لأعلي معدلاته، شعر بقلبه المسكين سيتوقف من وصوله لمنتهي ما تمني بل وأكثر.

ما شعر بحاله إلا وهو يحاوطها بذراعيه ويشدد من ضمته لها دافن وجهه أكثر داخل حضنها العطوف، وبدأت هي بوضع يدها فوق شعر رأسه وأطلقت العنان لأصابعها لتتخلل بحنان داخل خصلاته مما جعله يغمض عيناه ويستسلم لها بإستمتاع عميق
أردف مستفسرا بصوت هائم وهو يشدد من ضمتها: ثريا، هو إنت بجد وخداني في حضنك وبتلعبي لي في شعري، ولا ده حلم وهصحي منه ألاقي نفسي لسه مطرود من جنتك؟

إبتسمت بألم على ذاك الولهان الذي تعذب كثيرا وتحدثت وهي تحتويه بذراعيها أكثر: اللي إحنا فيه ده حقيقة وعلم يا عز، ومن النهاردة أنا هكون لك الزوجة اللي عشت عمرك تحلم بيها وأكتر كمان
تنهد وشعر بالسكينة تغزو روحه وتتوغل، وبعد قليل تمدد بجسده ومال برأسه فوق الوسادة ثم قام ببسط ذراعه وسحب حبيبته وأدخلها بأحضانه واضع رأسها فوق ذراعة واحتواها به، ولأول مرة يغفو بقلب مطمئن وروح سالمة وكيان مستسلم بتراخي.

بعد مرور عامان
داخل حديقة المنزل الكبير المتواجد بحي المغربي والذي أنشأه عز وأشقائه وبعض من عائلتهم على قطعة الأرض التي قامت العائلة بشرائها من ذي قبل، كان ياسين يجلس فوق أحد المقاعد ممسك بيده بكتيب ويقرأ به، وتجاوره يسرا ونرمين وعمر وشيرين، أما طارق ورائف كانوا يمارسون لعبة كرة القدم المفضلة لديهم.

خرجت ثريا من باب المنزل هي وإحدي العاملات وكلتاهما تحملتان صنيتان موضوع عليهما بعض المعجنات الساخنة والحلوي والمشروبات الباردة المحببة لدي الأطفال
وقف ياسين سريع وتحدث وهو يحمل الصنية من يدها: عنك يا يا عمتي
نظر للمعجنات بتشهي وهو يشتمها وأردف قائلا بإشادة: تسلم إيدك يا عمتي، ريحة الكيك وشكل القراقيش يفتحوا النفس.
إبتسمت له وتحدثت بحنان: بألف هنا على قلبك يا حبيبي.

جري عليها طارق ورائف الذي هتف بسعادة: الكيك جه في وقته يا ماما، أنا جعان جدا.
وأكمل طارق على حديثه: وأنا كمان، الجري ورا الكورة جوعني
أردفت إليهم بوجه بشوش: إدخلوا إغسلوا إديكم على ما اصحي بابا ونيجي ناكل مع بعض
ونظرت إلى يسرا واسترسلت: خدي عمر وشيرين ونرمين وخليهم يغسلوا إديهم كويس يا يسرا
أجابتها الفتاة: حاضر يا ماما.

خطت للداخل حتى وصلت لغرفة ذاك الذي يغفو فوق تخته وقت القيلولة، سارت على أطراف أصابعها حتى بلغت مكانه، جلست بجانبه ووضعت كف يدها على وجنته وهمست بنعومة: عز، عز، إصحي يا حبيبي
حرك أهدابه وبدأ بفتح عيناه، ثم تمطئ بجسده وتحدث بنبرة متحشرجة: الساعة كام يا حبيبتي
أجابته: الساعة خمسة والولاد مستنيينك في الجنينة.

جذبها من خصرها وثبتها فوق جسده مما جعلها تطلق ضحكة خجولة وتحدثت بتذمر: وبعدين معاك يا عز، يلا قوم وبطل جنان
إبتسم لها وهو يرفع رأسه ويضع قبلة سريعة فوق شفتاها: وهو فيه أحسن من الجنان معاكي يا حب عمري
إبتسمت وأردفت وهي تتملص منه ونزلت بجسدها عنه: طب يلا قوم بقا الكيك والقراقيش هيبردوا
إنتفض سريع وتحدث: طالما فيها كيك وقراقيش يبقا لازم أقوم.

وقف قبالتها وأقترب منها محاوط خصرها وهمس أمام عيناها: بحبك يا ثريا.
إبتسمت بسعادة واتجه هو إلى الحمام، وبعد قليل كان هو وهي وجميع أطفالهم يجتمعون بالحديقة ويتناولون الطعام في جو ملئ بالألفة والحب والسعادة
تحدثت يسرا إليه بإستفسار: هو إحنا هنروح بكرة نزور جدي ونينا يا عمي؟
أجابها مبتسم: وهو إحنا نقدر نفوت يوم جمعة من غير ما نقضية في بيت العيلة يا يسرا، كان جدك محمد وجدك صلاح يقيموا علينا الحد على طول.

هلل الأطفال وصفقوا بسعادة، بعد مدة إنتهوا من تناول الطعام وقام الأطفال يمرحون من جديد،
وجلس الثنائي يحتسون قهوتهما، تنهد عز وأرجع ظهره للخلف بإسترخاء ونظر لها وتحدث بسعادة وارتياح: اللهم لك الحمد والشكر على كل السعادة اللي منحتها لي
ثم تعمق بعيناها وأردف بهيام: وأولهم حبيبة عمري اللي أهدتني حبها ورزقتني رضاها عليا
تنهدت براحة وأمسكت كف يده وأردفت بعيون تقطر حنان: إنت طيب وحنين وتستاهل كل خير يا عز.

واسترسلت بحنان: ربنا يخليك لينا ويبارك في عمرك
أجابها بعيناي سعيدة: ويخليكي ليا يا حبيبة قلبى
ثم تنهد ونظر على الأطفال من حوله وأبتسم برضا وسعادة.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-