رواية ظلها الخادع نوح ومليكه كاملة جميع الفصول بقلم هدير نور

رواية ظلها الخادع نوح ومليكه كاملة جميع الفصول بقلم هدير نور


رواية ظلها الخادع نوح ومليكه كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة هدير نور رواية ظلها الخادع نوح ومليكه كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية ظلها الخادع نوح ومليكه كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية ظلها الخادع نوح ومليكه كاملة جميع الفصول
رواية ظلها الخادع نوح ومليكه بقلم هدير نور

رواية ظلها الخادع نوح ومليكه كاملة جميع الفصول

دخلت مليكه الى المنزل بخطوات بطيئة متهدله ترتمى فوق الأريكه بتعب و وجه متجمد يرتسم فوقه الحزن.
اطلقت تنهيده طويله تدل على على مدى الاحباط واليأس الذان تشعر بهم
فها هي هي المرة المائه التي تذهب بها لمقابلة عمل و يتم رفضها برغم مؤهلاتها العاليه فقد كانت حاصله على شهادة الماجستير لكن تلك الشهاده لم تنفعها في شئ...
اخذت كلمات شقيقتها الساخرة تتردد بأذنها كما لو كانت.

‏=مين صاحب شركة محترم هيقبل يشغل واحده زيك بمنظرك و لا بلبسك الغريب ده...
نهضت مليكه ببطئ تتجه بخطوات متردده نحو المرأة التي كانت تحتل نصف الحائط تتأمل مظهرها الذي كان شقيقتها و الجميع دائماً يسخرون منه واصفين اياها بالمعقده البشعه...

اخذت تنظر الى شعرها الاشقر الناعم الذي كانت تجمعه دائماً فوق رأسها بكعكعه حاده، و النظارة السوداء الضخمه التي ترتديها برغم بان ليس لديها اى مشاكل بنظرها فقد اعتادت على ارتدائها منذ ان كانت بسن المراهقه مستغله
انها تخفى معظم ملامح وجهها حتى تحمى مشاعرها من الاخرين. تحميها من نظرات الاخرين الساخره التي دائماً كانت تلاحقها...

مررت يدها فوق تنورتها السوداء الطويله التي كانت تصل كاحل قدميها و قميصها الابيض الذي كانت تغلق ازراره حتى عنقها تتفحص مظهرها المنعكس بالمرأه و عقلها لا يكف عن ترديد كلمات شقيقتها...
زفرت مليكه بضيق بينما اخذ عقلها يفكر بكلمات شقيقتها تلك هل حقاً مظهرها هو السبب في عدم قبولها بشغل اى وظيفه من الوظائف التي تقدمت اليها...

انتفضت بمكانها خارجه من افكارها تلك عندما وصل اليها صوت رنين جرس باب شقتها فقد كانت كلما سمعت رنين هذا الجرس تشعر بالرعب يغزو قلبها فقد انتقلت الى هذه الشقه منذ اقل من شهرين فبعد وفاة والدها بعدة اشهر اصر الرجل الذي يملك شقتهم على اخراجها منها و برغم ان والدها قد توفى منذ اكثر من سنه الا انها لم تعتاد على العيش بمفردها حتى الان...

اتجهت نحو الباب تضع اذنها فوقه محاوله الاستراق الى اى صوت بالخارج صائحه بصوت مرتفع جعلته خشن و قاسى قدر الامكان
=ميييين،؟!
وصل اليها صوت صديقة طفولتها رضوى تجيبها بهدوء من خلف الباب
=انا، يا مليكه افتحى.
فتحت مليكه الباب على الفور ثم استدارت عائده مرة اخرى نحو الاريكه ترتمى فوقها بارهاق وتعب
جلست رضوى بجانبها فوق الاريكه تعقد قدميها اسفلها حذب انتباهها على الفور وجه صديقتها الحزين...

=مالك يا مليكه في ايه،؟!
رفعت مليكه بصمت يديها الاثنين تلوح بها امام وجه صديقتها...
همست رضوى ببطئ و عينيها معلقه فوق يد مليكه
=اترفضتى للمرة العاشرة.
اكملت عنها مليكه باحباط
=في الاسبوع...
لتكمل بوجه مكفهر حزين
=اترفضت من 10 شركات مختلفه في اسبوع واحد مفيش ولا شركه قابله تشغلنى.
تمتمت رضوى بهدوء مربته فوق ذراع مليكه بحنان
=هما اللى خسرانين، و الله صدقينى. هيلاقوا فين مترجمه زيك معها ماجستير قد الدنيا...

لتكمل و هي تعتدل في جلستها تهمس بتردد
=بقولك ايه يا مليكه...
همهمت مليكه مجيبه اياها وهي لازالت مخفضه رأسها و عينيها مسلطه فوق يدها
تنحنحت رضوى عدة مرات قبل ان تهمس بارتباك
=ما ترجعى تدى دروس تانى...
انتفضت رضوى سريعاً مبتعده بذعر الى الخلف فوق الاريكه بعيداً عن مليكه فور ان رفعت الاخيرة رأسها تنظر اليها بغضب صائحه بحده
=انتى اتجننتى يا رضوى دروس ايه اللى ارجع اديها تانى.
لتكمل وهي تهز رأسها بحده.

=ده انا اللى كنت بصرف عليهم مش العكس اولياء الامور كانوا بيستضعفونى، حتى العيال كانوا بيتعاملوا معايا على انى اختهم و ياريت اختهم الكبيره حتى...
لتكمل مليكه وهي تفرك خلف رقبتها بحرج
= اختهم الصغيره يا رضوى...

تنهدت رضوى متذكره الذي كان يحدث مع صديقتها على يد الاولاد التي كانت تدرس لهم فقد كانوا دائماً يستغلون طيبتها مستخفين بها لا يستمعون اليها ساخرين منها دائماً حتى اولياء امورهم كان يستغلون طيبة قلبها. و يتهربون من دفع ثمن الدروس متحججين بظروفهم الماديه السيئه، و البعض الاخر يعطيها مبلغ بخيس جداً عالمين بانها لن تعترض
همست و هي تلوى فمها باسف
=عندك حق، دول كانوا بيمرمطوكى...

هتفت مليكه بحده ناكزه اياها بغضب في ذراعها
=ما تحترمى نفسك يا رضوى...
ربتت رضوى على ذراعها مغمغمه بألم.
=مش. مش قصدى و الله...
مررت مليكه يدها فوق وجهها زافره بضيق
=مش عارفه اعمل ايه، و هسدد الديون اللى عليا دى ازاى.
وضعت رضوى اصبعها بفمها تضغط عليه بين اسنانها بتوتر قبل ان تهمس بصوت منخفض شاعره بالخوف مما هي مقبله على قوله لكن ليس امامها خيار سوا هذا فيجب عليها مساعدة صديقتها.

=مليكه، الشركة اللى بشتغل فيها طالبه ناس معانا في قسم الترجمة...
اتسعت عينين مليكه وهي تتمتم بصوت منخفض و قد اشتعل وجهها بالحمره من كثرة الانفاعل بينما دقات قلبها ازدات بقوة
=شركة نوح الجنزورى.؟!
انتفضت رضوى واقفه تهتف بغضب
=اهو انا بقى مكنتش عايزه اقولك على الشغل ده بسبب كده...
لتكمل و هي تعاود الجلوس مرة اخرى بجانب مليكه التي كان يرتسم فوق وجهها ابتسامه حالمه بلهاء بينما عينيها تلتمع بها النجوم.

=مليكه يا حبيبتى، نوح الجنزورى ده حلم اخرنا نشوفه في التلفزيون، نشوف صورته في مجله، على النت مش نحبه و نفضل مضيعين حياتنا عليه...
قاطعتها مليكه بضيق و قد زبلت الابتسامه من فوق وجهها.
=فى ايه يا رضوى محسسانى انى اول ما هشتغل عنده هترمى تحت رجله و اقوله بحبك...
لتكمل بحزن و هي مقضبه الحاجبين
=عارفه كويس انه حلم. و انه عمره ما هيبصلى. و لا هيعرف اصلاً ان انا موجوده في الدنيا دى
قاطعتها رضوى بحده.

=و لما انتى عارفه كده كويس ليه مغرقه البيت بصوره و ليه لحد دلوقتى كل ما تشوفى صورة له في اى مجله او جورنال تطلعى تجرى تقصيها و تحتفظى بهم،؟!
غمغمت مليكه بارتباك وقد اشتعلت وجنتيها بالخجل
=زى ما قولتى نوح حلم بالنسبالى حلم...
لتكمل بصوت مرتجف و عينيها تلتمع بدموع حبيسه
=حلم جميل بهرب فيه من الواقع اللى انا عايشه فيه.
تناولت رضوى يد صديقتها بين يديها تضغط عليها بحنان.

=و هو الحلم ده بقى، يخاليكى ترفضى كل عريس يتقدملك و ض...
قاطعتها مليكه بحده
=عريس؟! محدش اتقدملى و كان عايزنى لنفسى، كله كان طمعان في حته الارض اللى ورثتها من بابا...
لتكمل بحسره و هي تخفض نظرها الى تنورتها الطويلة السوداء
=و عندهم حق مين هيعجب او هيحب واحده زي...
صاحت رضوى مستنكره وهي تنكزها في ذراعها بخفه.

=واحده زيك؟! وانتى مالك بقى ان شاء الله، ده انتى كنت احلى بنت في الدفعه بتاعتنا بس انتى اللى بتحبى تخبى نفسك ورا اللى انتى لبساه ده. بعدين ما عندك عصام اخويا هيموت عليكى و بيحبك من و انتى لسه عيله صغيرة...
همهمت مليكه بارتباك و هي تضغط اظافرها في كف يدها بتوتر
=عع، عصام انا بعتبره زى اخويا اخويا و انتى عارفه كده كويس...
هزت رضوى رأسها بالايجاب و هي تضغط على يد مليكه بحنان.

=عارفه، علشان كده بعد ما رفضتيه اخر مرة كان عنده لسه امل انك ممكن تغيرى رايك بس انا نصحته انه يخطب ساره بنت خالتنا. و يحاول ينساكى...
همست مليكه بحزن و هي ترفع نظارتها الى فوق جسر انفها بيد مرتجفه كعادتها عندما ترتبك او تحزن
=انا، انا اسفه يا رضوى...
قاطعتها رضوى ضاحكه
=اسفه على ايه، انتى هبله لو هو اخويا، فانتى كمان اختى و توأم روحى، و عمرى ما ازعل منك لانى عارفه ان ده غصب عنك و مش بايدك...

لتكمل و هي تنهض من فوق الاريكه جاذبه مليكه من ذراعها محاوله تغيير مجرى الحديث
=المهم دلوقتى تقومى و تشوفى هتلبسى ايه لمقابله الشغل بكره...
قاطعتها مليكه تهز كتفيها تشير نحو ملابسها التي ترتديها
=هلبس ايه يعنى، ما لبسى اهوو...
صاحت رضوى باستنكار تتفحص ما ترتديه مليكه بازدراء
=لبسك.؟! لبسك ده تنسيه، لو عايزه تتقبلى وتشتغلى في شركه نوح الجنزورى...

لتكمل وهي تتجه نحو احدى الغرف التي تحتفظ بها بجميع الاشياء الخاصه بوالدها
=مش الزفته اختك لما نزلت مصر من كام سنه كانت سايبه شنطه فيها لبس تعالى ما نشوفهم، يمكن نلاقى حاجه تنفعك
قاطعتها مليكه بحده جاذبه اياها من ذراعها للخلف محاوله ايقافها
=انتى هتستعبطى يا رضوى لبس ملاك ايه اللى ألبسه، دى لبسها كله مسخره
جذبتها رضوى من يدها تتمتم بسخريه و مرح
=المسخره دى هي اللى هتخاليكى تتقبلى في الشركه يا ست مليكه.

تنهدت مليكه باستسلام و هي تتذكر نظرات اخر شخص قامت بمقابله عمل معه حيث كان يرمق مظهرها بنظرات ساخره رافضه كما لو كانت تملك رأسين بدلاً من رأس واحده فوق جسدها...

اتبعت رضوى الى داخل الغرفة التي تحتفظ بها باشياء شقيقتها بصمت و قد اقتنعت اخيراً انها اذا رغبت ان يتم قبولها بالوظيفه فيجب عليها تغيير مظهرها هذا، كما ليس امامها خيار اخر فلازالت تحتاج المال حتى تستطيع اكمال تسديد الديون التي تراكمت عليها اثناء مرض والدها...
بعد عده دقائق...
شهقت مليكه بحده فور ان وقعت عينيها على انعكاس مظهرها بالمرأه بينما ترتدى احدى فساتين شقيقتها...

فقد كان الفستان ذو لون ازرق غامق قصير محكم التفاصيل حول جسدها يبرز قوامها الرائع صاحت مليكه بحده و هي تتراجع الى الخلف بينما تصيح برفض
=لا، لا يا رضوى استحاله اخرج بمنظرى ده...
قاطعتها رضوى مثبته اياها من كتفيها بينما تنزع الدبابيس التي تثبت بها شعرها باحكام فوق رأسها لينساب شعرها الاشقر الحريرى فوق ظهرها و كتفيها كشلال من الحرير.

=لا هتخرجى، و هتعملى مقابله بكره و هتتقبلى يا مليكه، علشان تقدرى تسدى الديون اللى عليكى...
لتكمل صائحه باقتضاب نازعه النظاره من فوق عينيها بحده
= و تشيلى الزفته اللى على عينك دى انا مش عارفه انتى لابسها ليه اصلاً و انتى نظرك مش ضعيف...

زفرت مليكه باستسلام متأمله مظهرها بالمرأه بحسرة فهى تعلم بانها يجب ان تحصل على هذه الوظيفه ليس فقط من اجل سداد ديونها لكن ايضاً لكى ترضى فضول قلبها الذي اصبح غارقاً في حب نوح الجنزورى منذ اكثر مم عام وها هي فرصتها الوحيده لكى تستطيع رؤيته.

تنهدت حالمه وعلى وجهها ارتسمت ابتسامه هائمه فاخيراً سوف تستطيع رؤيته و تصبح معه في ذات المكان فهى تعلم بان اقصى ما ستصل اليه في حبها هذا هو قدرتها رؤيته من بعيد و لا تجروء على الحلم باكثر من ذلك.

بعد مرور شهرين...
كانت مليكه جالسه فوق مكتبها الخاص بشركة نوح الجنزورى حيث تم قبولها فور تقدمها للعمل...
تململمت بمكانها بضيق فور تذكرها انها و منذ قدومها الى هنا لم تنجح في رؤية نوح و لو لمره واحده...

فقد فشلت جميع محاولتها في رؤيته، حاولت في الكثير من المرات رؤيته اثناء خروجه او دخوله للشركه لكن كل محاولتها بائت بالفشل تماماً خاصة و رضوى تحاصرها كالدجاجه الام محاوله حمايتها من ارتكاب اى حماقه حتى لا تخسر عملها...

ارتسمت ابتسامه حالمه فوق شفتيها متذكره اول يوم رأت فيه نوح كان منذ اكثر من عام كانت وقتها تنتظر ببهو الشركه الخاصه بنوح انتهاء رضوى من عملها حيث كانوا اتفقوا على الخروج سوياً بعد انتهائهم من العمل و عندما انهت مليكه احدى الدروس الخاصه مبكراً قررت ان تمر على صديقتها بمقر عملها خاصة و ان المنزل الذي كانت تعطى به الحصه لا يبعد كثيراً عن مقر الشركه التي تعمل بها...

كانت واقفه تتلملم بضيق امام المصعد تنتظر قدومه فقد كان تأخر كثيراً. لكنها اعتدلت في وقفتها عندما رأت الشاشه المعلقه فوقه تتشير الى اقتراب المصعد...

و عندما فُتح بابه لم تشعر مليكه بشئ سوا بحائط بشرى يضربها بقوه مما جعل توازنها يختل و تسقط فوق ارضية البهو بقسوه لم تستوعب الذي حدث لها الا عندما انحنى فوقها الشخص الذي خرج من المصعد و اصطدم بها متسبباً في سقوطها محاولاً الاطمئنان عليها لكن مليكه اصبحت بعالم اخر فور ان وقعت عينيها عليه اخذت تتطلع و هي تحبس انفاسها داخل صدرها شاعرة بالدماء تعصف في رأسها فقد كان وسيم للغايه بشعره الاسود و عينيه سماوية اللون فقد كان ذو ملامح رجوليه يخطف الانفاس بوسامته اخذ يتمتم معتذراً منها و هو يساعدها بالنهوض على قدميها ممرراً عينيه فوق جسدها بقلق محاولاً البحث عن اى ضرر قد تسبب به لها.

=انتى كويسه، حصلك حاجه؟!
هزت مليكه رأسها ببطئ غير قادره على فتح فمها و النطق بحرف واحد شاعره بلسانها ملتصق بسقف حلقها بينما قدميها اصبحوا كالهلام غير قادرتان على حملها تراقب باعين تلتمع بالانبهار هيئته فقد منبهره بقامته الطويله التي لم تظهر الا عندما وقف على قدميه بجانبها كما كان صوت الاجش الرجولى يبعث رجفه ناعمه بداخلها...
ربت نوح فوق ذراعها بهدوء محاولاً تبرير ما فعله.

=انا اسف، انا كنت مستعجل و لما خرجت من الاسانسير مخدتش بالى ان في حد واقف، خصوصاً و انه الاسانسير خاص بالاداره
قاطعته مليكه بحرج عندما لاحظت الرجال الذين يقفون خلفه منتظرين اياه يتابعون المشهد بتلملم و ضيق كما لو كانت حشره لا تستحق كل اهتمامه هذا...
=حح، حصل خير مفيش حاجه...

اومأ لها نوح برأسه و ابتسامه خلابه ترتسم فوق شفتيه متمتماً باعتذار اخر قبل ان يلتف و يكمل طريقه الى الخارج ويتبعه رجاله بصمت...

ومنذ تلك اللحظه و قد وقعت مليكه بحبه تتصيد اخباره من المجلات و شبكة الانترنت حتى انها جائت الى الشركه في كثير من الاحيان متحججه بزياره رضوى حتى تستطيع رؤيته لتنجح فعلا برؤيته اكثر من مره حيث رأته عدة مرات و هو يخرج او يدخل الشركه و احياناً اخرى و هو يقف ببهو الشركه يتحدث الى احدى رجاله...

خرجت مليكه من شرودها على صوت رنين الهاتف الذي يقبع فوق مكتبها اجابت سريعاً فور رؤيتها لرقم رئيسها يظهر على الشاشة.
=ايوه يافندم...
وصل اليها صوت مدحت السكرى رئيسها بالعمل الذي تمتم بحده
=مليكه، الملف الخاص بمصنع العاشر اللى خلصتى ترجمته امبارح هاتيهولى في قاعة الاجتماع اللى في الطابق الخامس...
همست مليكه بصوت مرتجف فور ادراكها المكان الذي امرها بان تحضر الملف اليه
=حح. حاضر، حاضر يا فندم.

هتفت صديقتها رضوى التي كانت تجلس بالمكتب المقابل لها قائله بحذر فور ان وقعت عينيها على وجه صديقتها المشتعل بالحمره
=فى ايه يا مليكه مالك.؟!
اجابتها مليكه بحماس و عينيها تلتمع بالفرح
=مدحت بيه عايزني اوديله ملف في اوضه الاجتماع اللى في الطابق الخامس.

انتفضت رضوى واقفه على الفور تاركه مكتبها فور سماعها كلماتها تلك مقتربه منها جاذبه اياها من ذراعها نحو خارج الغرفة حتى لا يسمع باقى الموظفين حديثهم همست بحده فور خروجهم للخارج
=دى القاعه اللى فيها اجتماع مجلس الادارة، صح يعنى نوح الجنزورى هيبقى هناك؟!
اومأت مليكه رأسها و عينيها تلتمع بحماس و لهفه فور سماعها لاسم نوح كعادتها
=ايوه هو الط...
قاطعتها رضوى هامسه بحده من بين اسنانها.

=ايوة.؟! ايوة ايه يا مليكه استحاله هخاليكى تروحى هناك.
لتكمل بحزم وهي تبتعد عنها لداخل الغرفه مرة اخرى
=انا اللى هودى الملف بنفسى وانتى خاليكى هنا...
هتفت مليكه بحده و هي تجذبها من ذراعها عائده بها الى خارج الغرفة
=فى ايه يا رضوى اهدى شويه، بعدين ليه محسسانى انى عيله صغيره و مش هعرف اتصرف او اتعامل...
لتكمل بارتباك عندما رأت صديقتها ترمقها بنظرات تملئها الشك و القلق.

=انا هودى الملف و ارجع على طول، انا مالى و مال نوح الجنزورى بعدين ارتاحى عمره ما هيلاحظنى ولا عمره هيبصلى اصلاً انتى مبتشوفيش البنات اللى حوليه و لا اللى بيخرجوا معاه شكلهم ايه...
قاطعتها رضوى قائله بهدوء محاوله جعل صديقتها تدرك الواقع حتى لا تنجرح
= و بيغيرهم زى ما بيغير عرباياته بالظبط مفيش واحده فضلت معاه اكتر من اسبوع...
لتكمل وهي تمرر يدها بحنان فوق رأس مليكه.

=علشان خاطرى خدى بالك من نفسك، احنا ما صدقنا لقينا شغل محترم ليكى و بشهادتك...
اومأت لها مليكه برأسها محتضنه اياها بين ذراعيها قبل ان تتجه الى داخل الغرفة لتجلب الملف الذي طلبه منها رئيسها و تذهب الى غرفة الاجتماع بخطوات يملئها الحماس و اللهفه و هي تكاد ترقص من شدة الفرح فاخيراً سوف تستطيع رؤية حب عمرها لاول مره عن قرب فقد اكتفت من مراقبتها له من بعد...

وقفت مليكه خارج قاعة الاجتماعات ترتب من ملابس و شعرها بيد مرتعشه بينما تسحب نفساً عميقاً محاوله تهدئت ضربات قلبها التي كانت تتسارع بشدة داخل صدرها طرقت الباب بخفه قبل ان تفتحه و تدلف الى داخل القاعه لتنحبس انفاسها داخل صدرها فور ان وقعت عينيها على نوح الجنزورى الذي كان يترأس طاولة الاجتماع بهيبته و رجولته الطاغيه مرتدياً احدى بذلاته الايطاليه التي صنعت له خصيصاً مبرزه قوة بنيته وجسده العضلى بلونها الازرق الغامق الذي اظهر لون عينيه الرائع التي كانت بلون االسماء الصافيه...

جذبت مليكه نفساً مرتجفاً داخل صدرها محاوله تهدئت ذاتها فدقات قلبها اخذت تزداد بعنف حتى ظنت بان قلبها سوف يقفز خارج صدرها في اى لحظه من قوة دقاته المتسارعه بجنون...
افاقت من تأملها على صوت رئيسها و هو يتمتم بحده ونفاذ صبر
=مليكه واقفه عندك بتعملى ايه سلمى الملف بسرعه لنوح باشا...
اومأت له مليكه بصمت قبل ان تتجه نحو نوح الذي كان لايزال يصب اهتمامه على الملف الذي امامه غافلاً عنها تماماً...

اخذت تقترب منه بقدميين ترتجفين بشدة حتى اصبحت تقف بجانبه وضعت الملف امامه بيدين مرتجفتين وصل اليها على الفور رائحة عطره الخلابه التي كانت ممتزجه بسجائره مما جعلها تحبس انفاسها محاوله حفظ رائحته داخل صدرها اكبر قدر ممكن...

رفع نوح رأسه اخيراً نحوها ببطئ يهم بالتحدث اليها بشئ ما لكن فور ان وقعت عينيه عليها تغيرت ملامح وجهه على الفور لتصبح حاده عنيفه انتفض واقفاً بعنف حتى سقط المقعد الذي كان يجلس عليه فوق الارض بقوة محدثاً ضجه عاليه
صاح بغضب اهتز له ارجاء المكان و عينيه مشتعلتين بالنيران و هو يشير بيده نحو باب القاعه.
=كله يطلع برااااا، براااا.

شعرت مليكه بالرعب يجتاحها فور رؤيتها له و هو بتلك الحاله فقد كان اشبه ببركان ثائر على وشك الانفجار باى لحظه.
اخذت تراقب جميع الرجال يهرولون سريعاً نحو باب الغرفه منفذين امره بصمت
اسرعت هي الاخرى تتبعهم الى الخارج لكنها شهقت بقوة عندما شعرت بيده تقبض بقسوه فوق ذراعها مانعاً اياها من التحرك من جانبه هاتفاً بشراسه من بين اسنانه الذي كان يجز عليها بقسوة
=متتحركيش من مكانك خطوه واحده، فاهمه.

تجمدت مليكه مكانها على الفور شاعره بالبروده تتسلل الى جسدها فور سماعها كلماته الحاده تلك مرت رجفة من الذعر اسفل عمودها الفقرى عندما شعرت بقبضته تشتد بقسوة حول معصمها. مما جعل برغبه بالبكاء تجتاحها فهى لا تعلم ما يحدث حولها و لما قام باخراج الجميع من القاعة ما عدا هى...
صرخت بفزع فور ان شعرت بيده تقبض فوق شعرها بقبضه مؤلمه هاتفاً بشراسه فور ان اصبحوا بمفردهم بالمكان
=اخيراً وقعتى تحت ايدى...

ليكمل بقسوة و هو يزيد من قبضته حول شعرها يجذبه بعنف مما جعلها تصرخ متألمه
=فكرك كنت هتقدرى تهربى منى، ده انا نوح الجنزورى، اجيبك لو كنت مستخبيه تحت سابع ارض.
صرخت فازعه فور ان شعرت بيده تقبض فوق شعرها بقبضه مؤلمه هاتفاً بشراسه فور ان اصبحوا بمفردهم بالمكان
=اخيراً وقعتى تحت ايدى...
ليكمل بقسوة و هو يزيد من قبضته حول شعرها يجذبه بعنف مما جعلها تصرخ متألمه
=فكرك كنت هتقدرى تهربى منى، ده انا نوح الجنزورى، كنت هجيبك حتى لو كنت مستخبيه تحت سابع ارض.

اخذت مليكه تقاومه بشدة محاوله الافلات من قبضته تلك لكن ما اصابها من ذلك الا انه قد شدد من قبضته حول شعرها يجذبه بعنف اكثر مما جعلها تصرخ متألمه شاعره بخصلات شعرها تكاد تقتلع من جذورها في اى لحظه في يده التي تقبض فوق شعرها بقسوة مؤلمه
نجحت اخيراً في ازاحت يده من بين شعرها هاتفه بصوت مرتجف و هي تتراجع الى الخلف بذعر بعيداً عنه
=اهرب من ايه، انت، انت اكيد مجنون...

اندفع نحوها يحكم قبضته القاسية فوق ذراعها يجذبها نحوه مرة اخرى عندما لاحظ انها تتراجع الى الخلف ببطئ محاوله الهرب اخذ يهز جسدها بعنف حتى اصطدمت اسنانها ببعضها البعض بقسوة هاتفاً بشراسه
=ايه غبائك صورلك انك هتشتغلى في الشركة هنا و مش هعرفك...
ليكمل و هو يراقب بعيون حاده وجهها الذي شحب كشحوب الاموات
=ولا فكرك انى معرفتش اللى عملتيه من سنتين...

صرخت مليكه بحده وهي تشعر بعقلها يدور في دوائر مفرغه من شده الخوف الذي تشعر به فهى لا تعلم ما يتحدث عنه فهى منذ سنتين لم نكن تعلم بوجوده حتى...
=سنتين ايه.؟! انا، انا. انا مش فاهمه حاجه...
انحنى عليها حتى اصبح وجهه لا يبعد عن وجهها سوا بوصات قليله قائلاً بشراسه و عينيه تلتمعان بوحشية ارسلت الرعب بداخلها مما جعلها تخفض عينيها بخوف بعيداً عنه
=مش عارفه عملتى ايه...

صرخت متألمه عندما قبض مره اخر فوق شعرها يجذبه بعنف حتى اصبح رأسها ينحنى الى الخلف بقسوه
=هتستعبطى يا زباله. و هتعمليلى فيها بريئه و مش فاهمه حاجه...
دفعها للخلف بحده مما جعلها تترنح بقوة حتى كادت ان تسقط فوق الارض لكنها تشبثت سريعاً بالطاوله التي بجانبها مستعيده توازنها مرة اخرى.
هتفت بانكسار و خوف
=والله ما اعرف انت بتتكلم عن ايه...

وضعت يدها المرتجفه فوق فمها بينما بينما تراقبه بعينين متسعة بالذعر و هو يتجه بخطوات غاضبه نحو احدى الخزائن التي فتحها و اخرج منها احدى الاوراق ملقياً اياها بوجهها قائلاً باحتقار
=اقرى و انتى تعرفى وساختك و قذارتك...

انحنت مليكه متناوله الورقه التي سقطت اسفل قدميها بيد مهتزه ضعيفه حاولت ان تركز على الكلمات المكتوبه بها وتجاهل ذاك الواقف امامها يراقبها بعينين تلتمع بالقسوة بينما الاشمئزاز يرتسم فوق وجهه
عقدت حاجبيها فور ادراكها محتوى الورقه الذي لم يكن سوا عقد بيع الارض التي تملكها تمتمت بارتباك مخفضه الورقه بعيداً.

=ايه ده. الارض اللى في العقد دى بتاعتى، بي انا مبعتهاش لحد بعدين مين هناء متولى دى، اللى بياعها على انها ملكها،؟!
لتكمل بصوت منخفض مرتجف وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شده الخوف فور رؤيتها للنظرة القاسية التي ارتسمت بعينيه بينما اصبح وجهه اكثر صلابه وحده
= انا مش بكدب و الله الارض دى بتاعتى، مش بتاعت هناء متولى اللى بيعهالك، انت. انت بتبصلى كده ليه ف...

لكنها ابتلعت باقى جملتها بخوف عندما رأته يقترب منها بخطوات بطيئه متمهله اخذت تتراجع الى الخلف بخوف حتى اصطدمت ساقيها بالطاولة التي خلفها لتصبح محاصرة بينها و بين جسده الصلب الذي اصبح امامها مباشرة لا يفصل بينهم سوا عدة بوصات قليلة...
اخفض رأسه نحوها مما جعلها تُرجع رأسها الى الخلف محاوله الابتعاد عنه و هي تراقب بذعر عينيه المشتعله بنيران الغضب و المسلطه فوق وجهها بحده.

همس بفحيح منخفض بالقرب من اذنها مما جعل رجفه من الخوف تمر بسائر جسدها
=مُصره تكملى لعبتك الوسخه دى يعنى...
همست مليكه و قد ارتسمت معالم الارتعاب فوق وجهها الشاحب
=انا، انا مبلعبش، حاجه
تمتم بحده قابضاً على ذراعها جاذباً اياها خلفه
وهو يتجه نحو اللاب توب الخاص به الموضوع فوق الطاوله يفتحه بيده الحره اخذ يبحث به عدة لحظات قبل ان يجذبها بحده حتى اصبحت تقف امامه مباشرة تواجه شاشة اللاب توب.

اهتز جسدها بعنف كمن ضربته الصاعقه فور ان شاهدت مقطع الفيديو الذي يعرض فوق الشاشه فقد يتضمن مشهد لها جالسه باحدى الاماكن الفاخره مع احدى السيدات الراقيه تتفق معها على بيع الارض...
شعرت مليكه بقدميها كالهلام غير قادرتان على حملها فور ادراكها ان التي بمقطع الفيديو ليست هي بالتأكيد انما شقيقتها التوأم ملاك...
ادارها نوح نحوه حتى اصبحت تواجهه اخذ يراقب وجهها الشاحب كشحوب الاموات هتف بقسوة من بين اسنانه.

=لسه مش عارفه لعبة ايه يا...
ليكمل بسخريه لاذعه و هو يرمق جسدها من الاسفل الى الاعلىبازدراء
=يا هناء متولى...
صاحت مليكه بهستريه و هي تحاول الابتعاد عنه
=انا مش هناء متولى انا مليكه المحمدى...
قاطعها نوح بحده و هو يزمجر بغضب ارسل رعشة حاده اسفل عمودها الفقرى
=عاااااارف. انك مش هناء متولى و عارف انك نصبتى على راقيه الكحلاوى و بعتلها الارض باوراق و ببطاقة شخصية مزوره و عارف كمان ان الارض مش ملكك...

قاطعته مليكه بلهفه وهي على وشك الانتحاب فور ادراكها المصيبة التي وقعت بها
=والله الارض ملكى بس مش انا اللى بع...
توقفت عدة لحظات غير قادرة الافشاء بشقيقتها فيجب عليها التحدث معها اولاً و فهم ما حدث
منها.

اندفع نوح نحوها يقبض على وجنتيها بيده يعتصرها بشده مؤلمة اخذت مليكه تضربه بيديها فوق قبضته تلك محاوله جعله يبتعد عنها وافلاتها لكنه لم يتحرك من مكانه وظل يعتصر وجنتيها بقبضته القوية متمتماً بحده و عينيه تلتمع بقسوه مرعبه
=ملكك، برضو مصممه تكملى لعبتك الوسخه، بقى انا نوح الجنزورى اللى اكبر شنب في البلد دى يتهز لما يسمع بس اسمه حته عيله وسخه زيك تقدر تضحك على مرات ابوه وتخليه مهزئه قدام الناس...

ليكمل وهو يزيد من قبضته حول وجنتيها بقسوة مما جعلها تصرخ بشدة شاعره بألم حاد يفتك بوجهها لكنه تجاهل صرختها تلك مقرباً وجهه منها قائلاً وهو يجز على اسنانه بغضب
= ال3 مليون جنيه اللى انتى خدتيهم عربون الارض لو مرجعوش بكره
انا هسلم شريط الفيديو ده للبوليس و وقتها برضو مش هرحمك و هفعصك تحت رجلى زى الحشرة...

فور ان انهى كلماته تلك دفعها بحده بعيداً عنه مما جعل توازنها يختل و تسقط بقسوة فوق الارض احنت مليكه رأسها بعجز شاعرة بكامل جسدها متجمد من الصدمه...
اتجه نوح نحو باب القاعه لكنه توقف فور وصوله اليه ملتفتاً متأملاً تلك الملقاه فوق الارض برأس منحنى
=لو فكرتى تهربى، او تلعبى بديلك، هجيبك حتى لو استخبيتى في سابع ارض هجيبك.

انتفضت مليكه فازعه بمكانها فور سماعها صوت الباب الذي اغلقه خلفه بغضب اهتز له ارجاء المكان...
انفجرت في بكاء مرير فور ادراكها بانها اصبحت بمفردها في الغرفه لا تدرى ما الذي يجب عليه فعله في هذا المأزق الذي وقعت به...

كان نوح جالساً خلف مكتبه بوجه قاتم حاد يشعر بالنيران تندلع بداخله كلما تذكر مظهر تلك الحقيرة وهي ملقيه فوق الارض متخذه دور الضحيه كما لو ان ليست هي التي قامت بخداع زوجة والده و سرقة الاموال الخاصه بمؤسستها الخيريه.

فمنذ سنتين قامت زوجة والده بشراء قطعة من الارض لبناء دار ايتام تابع للمؤسسة الخيرية التي تتولى ادارتها و بعد ان قامت بامضاء عقد البيع الابتدائى مع تلك المدعوه لهناء متولى دفعت لها مبلغ 3 مليون جنيه كمقدم على ان يتم سداد باقى المبلغ المتفق عليه عند تسجيل العقد بالشهر العقارى لكن اختفت هناء تلك فور حصولها على المال...

و عندها اكتشفت زوجة والده انه تم النصب عليها من قبل نصابه محترفه فلم تكن الارض ملكها من الاساس حدث كل ذلك اثناء سفره للخارج لاتمام احدى الصفقات و عند عودته كان الخبر قد انتشر و اهتزت سمعت زوجة والده التي اتهمت باهدار اموال المؤسسه و تم تنحيتها من منصبها مما تسبب ذلك في انهيارها و فور عودته من الخارج حاول اصلاح الامر بقدر امكانه فقام بشراء ارض اخرى بموقع افضل بامواله و بناء دار الايتام كذلك على نفقته الخاصه كتعويض عما حدث لكن ذلك لم يمنع اهتزاز سمعة عائلته مما جعله يخسر الكثير من ثقة عملائه لكنه عمل بجهد كبير خلال السنتين الماضيتين لاستعادة ثقتهم...

قام بالبحث عن تلك المخادعه كثيراً لكنه لم يعثر عليها خاصة وانه قد رفض ان يدخل الشرطة بالامر حتى لا يثبت ضعفه كما ان الوضع لم يكن يتحمل هذا موقفه وها هي السنين تمر واتت اليه بمفرده واقعه تحت رحمته لكنه لن يرحمها سوف يجعلها تدفع ثمن ما فعلته جيداً...
افاق من افكاره تلك عندما هتف منتصر صديق عمره الذي كان يجلس بالمقعد الذي امامه
=و ناوى تعمل معها ايه نوح،؟!
اجابه نوح بحده جاززاً على اسنانه بقسوة.

=هندمها على اليوم اللى اتجرئت فيه و فكرت تنصب على عيلة الجنزورى...
اطلق منتصر تنهيده قائلاً بصوت حالم
=يا خسارتها البت صاروخ و تتاكل اكل ك...
لكنه ابتلع باقى جملته عندما زجره نوح بغضب بينما يضرب سطح مكتبه بعنف
=منتصر...
تمتم منتصر و هو يعدل من ياقة قميصه بارتباك
=مش قصدى، انا قصدى يعنى انها...
قاطعه نوح بحده و هو ينتفض واقفاً بغضب يتجه نحو باب مكتبه يستعد للمغادرة.

=بكره الصبح كل المعلومات عن البنت دى تكون عندى على المكتب
ثم غادر الغرفة صافعاً الباب خلفه بقوة اهتزت لها ارجاء المكان تاركاً منتصر لا يزال جالساً بمكانه والدهشه مرتسمه فوق وجهه...

كانت مليكه جالسه في شقتها تنتحب بجسد مرتجف بين ذراعى رضوى التي كانت تربت بحنان فوق ظهرها محاوله تهدئتها
=اهد، اهدى علشان خاطرى يا مليكه، كده هتتعبى و ممكن يحصلك حاجه...
ابتعدت عنها مليكه تمتم بصوت متقطع ضعيف من بين شهقات بكائها
=اهدى ايه يا رضوى، ده عايز بكره 3 مليون جنيه
اجبهومله منين...
هتفت رضوى بقسوة بينما تعتصر يدها بغل.

=كله من الحربايه اللى اسمها ملاك، اتصلى بها خليها تنزل مصر و تشيل مصيبتها بنفسها...
لتكمل بغضب وعينيها تلتمع بقسوة
=بعدين انتى مقولتلهوش ليه ان اللى في الفيديو اختك الزفته التوأم مش انتى.
همست مليكه بصوت مرتجف ضعيف
=مش هيصدقنى يا رضوى هيقولى هاتى دليل على ده و انتى عارفه ملاك مالهاش اى ورق اثبات شخصيه في مصر...
هتفت رضوى بارتباك بينما تعقد حاجبيها بعدم فهم
=مالهاش ورق، ازاى يعنى مش فاهمه؟!

اجابتها مليكه ممرره يدها المرتجفه فوق وجنتيها تزيل الدموع العالقه بهم
=ماما و هي حامل فينا سابت بابا و هربت على امريكا و ولدتنا هناك
بابا سافر وراها و اصر ياخدنا معاه و يرجع مصر بس ماما رفضت و حصلت ما بينهم مشكله كبيره لحد ما قرروا ان بابا ياخدنى ويرجع بيا مصر و ملاك تفضل مع ماما هناك.

ملاك بقى ماما طلعتلها شهادة ميلادها و كله من امريكا و بابا رجع بيا مصر عن طريق حد من معارفه في المطار سهله الموضوع و لما رجع مصر طلع شهادة ميلاد و سجلنى هنا...
لتكمل بصوت مرتجف
=بعدها بابا اكتشف ان ماما سمت ملاك على اسم عيلتها هي مش باسم بابا وقتها بابا مقدرش يعملها حاجه وفضلت مانعاه من انه يشوفها لحد ما بابا اتفاجأ بملاك نزلت مصر وجت قعدت معانا هنا 6 شهور و رجعت بعدها امريكا تانى.

صاحت رضوى بصوت يتخلله الذعر فور ادراكها حجم المصيبه التي وقعت بها صديقتها
=نهاااار اسود يا مليكه طيب و هتثبتيله ازاى انه مش انتى نوح الجنزورى غول و ممكن يفعصك تحت رجله من غير ما يرمش عينه...
ابتلعت باقى جملتها عندما لاحظت وجه مليكه الذي شحب بخوف فور ان سمعت كلماتها تلك.
=انا، انا اسفه يا حبيبتى والله مقصدش اخوفك...
همست مليكه و هي تمرر يدها المرتجفتين فوق ذراعيها محاوله بث الدفئ بجسدها المتجمد.

=مش اعمل ايه. اعمل ايه دلوقتى...
تناولت رضوى هاتفها مناوله اياها
=كلمى ملاك يا مليكه
وخليها تنزل مصر و تتصرف هي معاه و اكيد معها المبلغ ده بعد ما مامتك كتبت كل املاكها باسمها...
همست مليكه و هي تتراجع الى الخلف تستند برأسها الى ظهر الاريكه بتعب
=اتصلت بها كتير و كعادتها مردتش عليا...
تناولت رضوى هاتف مليكه مره اخرى تضرب فوق شاشته بحده وغيظ وهي تتمتم
=انا هخلى العقربه دى هي اللى تكلمك بنفسها...

ثم ادارت الهاتف لتريها ما كتبته فقد ارسلت رساله نصيه الى شقيقتها تخبرها بان نوح الجنزورى قد كشف امرها...
هزت مليكه رأسها بيأس
=مش هتتصل يا رضوى...
لكنها انتفضت فور ان صدح بارجاء المكان صوت رنين الهاتف هزت رضوى الهاتف امام عينيها ليظهر لها اسم شقيقتها التي اتصلت
فور وصول الرساله اليها...

بعد مرور عدة دقائق...
صاحت مليكه بشقيقتها التي كانت لازالت معها على الهاتف
=يعنى ايه. انتى فعلاً نصبتى على نوح الجنزورى...
اجابتها ملاك بنفاذ صبر محاوله الخروج من هذا المأزق فلم تكن تتخيل ان يتم كشف امرها بهذه الطريقه
=قولتلك ايوه عملت كده
ايه اغنيهالك...
هتفت مليكه بغضب
=ليييه، ليه تعملى كده ازاى قدرتى تعملى كده ازاى و تخونى ثقة بابا فيكى...
ضحكت ملاك ببرود قائلة بسخريه.

=ريحى نفسك بابا كان عرف كل حاجه من وقتها.
همست مليكه بارتباك
=بابا عرف ازاى،؟!
اجابتها ملاك ببرود
=نوح الجنزورى لما عرف اللى حصل مع مرات ابوه عرف ان الارض مملوكه لبابا مش لهناء متولى اللى انا انتحلت شخصيتها طبعاً قابل بابا و بابا قاله انه مالوش علاقه بالموضوع ده بس لما نوح الجنزورى وراه تسجيلات الكاميرا بابا شافنى وعرفنى طبعاً بس قاله انه ميعرفنيش ولا عمره شافنى...

وقتها نوح صدقه و بابا حاول بعدها يرجعله الفلوس و يعوضه بس خاف يكشف ان انا اللى عملت كده و اروح في داهيه.
اخذت مليكه تنتحب وهي تتخيل ما مر به والدها من عذاب على يد شقيقتها هتفت بغضب من بين شهقات بكائها الحاده
=منك لله يا ملاك. منك لله
قاطعتها ملاك قائله بارتباك محاوله الخروج من هذا المأزق فهى تعلم شقيقتها لن تكف عن لومها
=على فكره اللى عملته ده عملته علشان انتقم من نوح الجنزورى مش اكتر...

همست مليكه بصوت مرتجف ضغيف
=نوح؟!، ليه،؟!
تنحنحت ملاك قبل ان تجيبها بصوت جعلته صادق قدر الامكان
=نوح قابلته هنا في امريكا كان في رحله شغل و من يوم ما شافنى و هو كان هيتجنن عليا فضل ورايا في كل مكان يطاردنى...
اهتز جسد مليكه بعنف كمن ضربته الصاعقه فور سماعها كلماتها تلك همست بصوت ضعيف منكسر
=نوح، بيحبك؟!

ابتسمت ملاك بمكر قبل ان تجيبها حيث كانت تعلم جيداً ان شقيقتها تعشق نوح الجنزورى فهى لم تكف التحدث عنه معها.
=كل اللى اقدر اقولهولك انه وقتها كان مجنون بيا و طلب ان احنا نبقى على علاقه...
هدد الضغط القاسى الذي قبض على صدر مليكه بسحق قلبها همست وهي على وشك ان تنفجر بالبكاء
=و وافقتى،؟!

اجابتها ملاك على الفور محاوله جعل شقيقتها تصدق كذبتها تلك فهى لم تقابل نوح الجنزورى في حياتها من الاساس لكنها تعشق التلاعب بشقيقتها الساذجه
= لا طبعاً، نوح الجنزورى مش بتاع جواز و عمرى ما كنت هرخص نفسى معاه...
قاطعتها مليكه باقتضاب شاعره بان هناك خطأ ما
=بس هو لما شافنى مجبش سيرة الموضوع ده خالص
اجابتها ملاك بسخرية.

=هيقولك ايه، اللى زى نوح الجنزورى ده غروره و كبرياءه استحاله يخلوه يعترف بالهزيمه خصوصاً لما واحده ترفضه وهو متعود على البنات اشكال والوان بتترمى تحت رجله
لتكمل وهي تبتسم على نجاح خطتها عندما سمعت انتحاب شقيقتها الخافض
= بس يا ستى ولما رفضته حب ينتقم لكرامته و اتسبب في رفضى من الشركة اللى كنت شغاله فيها بعد ما كنت وصلت خلاص لمكانه فيها كبيرة...

علشان كده لما نزلت مصر قررت انتقم لنفسى قبلت راقيه الكحلاوى مرات ابوه لما عرفت انها بدور على حته ارض للجمعيه الخيرية بتاعتها وقتها لقيتها فرصه وانا انتهزتها...
عقدت مليكه حاجبيها وهي تتمتم بامل بينما تزيل بيدها المرتجفه دموعها العالقه فوق وجنتيها
=بس لو انتى زى ما بتقولى ان نوح كان معجب بيكى واتسبب في رفضك يبقى اكيد عارف اسمك مش كده.
تنحنحت ملاك قبل ان تتمتم بارتباك.

=هااا، اها هو يعرف اسمى طبعا بس انتى ناسيه ان انا معروفه هنا باسم ملاك الدمنهورى مش ملاك المحمدى و ان ماما سمتنى على اسم عيلتها مش عيلة بابا...
لتكمل بسخريه لاذعه
=بعدين اكيد واحد بزكاء نوح عارف ان اى نصابه اكيد لها اكتر من اسم مش اسم واحد
لتكمل بمكر وهي تضغط على كل حرف من حروف كلماتها
=يعنى مره ابقى ملاك و مره ابقى هناء و مره ابقى مليكه كمان...
هتفت مليكه بذعر فور ادراكها معنى كلماتها.

=مليكه؟! انتى اتجننتى عايزة تلبسنى مصيبتك؟!
صاحت ملاك بغضب
=من الاخر كده انتى عايزه ايه دلوقتى بالظبط بتتصلى و تقرفينى ليه.؟!
هتفت مليكه بصدمه شاعره بجسدها ينتفض من شدة الغضب
=اقرفك.؟! انتى لازم ترجعى مصر و تلاقى حل لمصيبتك دى
ضحكت ملاك متمتمه بسخريه
=ارجع مصر لييه اتهبلت انتى عايزه نوح الجنزورى يقتلنى...
قاطعتها مليكه بحده
= طيب و انا نوح فاكر ان انا اللى نصبت عليه و طالب منى 3 مليون جنيه اجيبهم منين؟!

زفرت ملاك بنفاذ صبر قبل ان تتمتم ببرود
=مش مشكلتى اتصرفى، و يلا سلام انا مش فضيالك...
ثم اغلقت الخط بوجهها قبل ان تستطع مليكه ان تجيب عليها...
القت مليكه الهاتف فوق الارض وهي تصيح بغضب قبل ان ترتمى بين ذراعى صديقتها و تنفجر في بكاء مرير اخذت رضوى تربت فوق شعرها بحنان محاولة تهدئتها تنتحب هي الاخرى همست مليكه من بين شهقات بكائها الحاده
= نوح كان معجب بملاك و كان عايزها يا رضوى...

انتفضت رضوى مبعده اياها من بين ذراعيها بحده هاتفه بصدمه
=هو ده كل اللى همك من اللى سمعتيه من كل كلام اختك و بتعيطى علشانه مش همك انك بكره بالكتير حبيب القلب اللى بتعيطى علشانه و مقطعه نفسك عليه هيسجنك...

اخذت مليكه تطلع اليها عده لحظات بوجه جامد خالى من اى تعبير حتى ظنت رضوى انها لم تسمع كلماتها لكن انقبض قلبها بالم فور رؤيتها تنفجر ببكاء حاد يمزق الفؤاد اقتربت رضوى منها تضمها اليها بحنان تنتحب هي الاخرى...
=و الله ما اقصد متزعليش منى...
همست مليكه من بين شهقات بكائها و هي تتشبث بقميص صديقتها
=انا خايفه اوى يا رضوى. و مش عارفه اعمل ايه نوح مش هيرحمنى.

ربتت فوق رأسها بحنان قبل ان تبعدها عن حضنها تزيل دموعها من فوق وجنتيها بحده قبل ان تزيح الدموع العالقه على وجه مليكه هي الاخرى
=متخفيش انا معاكى مش هسيبك و هنلاقى حل لكل ده متقلقيش...
لتكمل وهي تنهض على قدميها
=انا هبات معاكى النهارده مش هسيبك لوحدك...
لتكمل و هي تتجه نحو باب المنزل
=هروح ادى لبابا حقنه الانسولين قبل ما يتعشا و هجيلك انتى عارفه ان لا ماما ولا عصام بيعرفوا يده مش بتعرف يديهاله...

اومأت مليكه رأسها بصمت وهي تتراجع الى الخلف مسنده رأسها فوق ظهر الاريكه بتعب بينما تراقب صديقتها وهي تغادر المنزل...

بعد مرور ساعه...

كانت مليكه جالسه فوق الارض و من حولها تنتشر الصور الخاصة بنوح التي قامت بجمعها على مدار السنه الماضيه من المجلات و الجرائد اخذت تتأمل احدى الصور التي بين يديها فقد كانت له في احدى الحفلات التي تم تكريمه بها اخذت تتأمله شاعره بغصه من الحسره تخترق قلبها انهمرت دموعها مغرقة وجنتيها فلم تكن تتخيل في اسوء كوابيسها ان يحدث لها كل ذلك فقد كانت راضيه بان تحبه من بعيد و هو لا يعلم عن وجودها شئ في هذا العالم لكن ها هو يعلم بامرها بل و يحتقرها ايضاً...

اخذت تمرر اصبعها فوق صورته متأمله ملامحه الوسيمه الرجوليه شاعره بقبضه مؤلمه تعتصر قلبها بداخل صدرها. فنوح كان دائماً كالحلم الجميل الذي كانت تهرب به من واقعها المرير الذي تعيش به، ضغطت بيدها فوق قلبها للتخفيف من الالم الذي لا يطاق بينما تنتحب بشدة فور تذكرها لمعاملته القاسيه لها صباح اليوم بقاعة الاجتماعات فلتت من بين شفتيها شهقة متألمه.

فقد ظلت تحلم باليوم الذي تقابله به وجهاً لوجه و تتحدث معه لكن انهارت جميع احلامها تلك...
اخذت تجمع صوره تلك تنوى على حرقها فبعد ما فعله بها و معرفتها بانه كان يرغب بشقيقتها افاقها كل هذا من حلمها الوردى الذي كانت تعيش فيه بمفردها...

اندلع صوت رنين جرس باب المنزل مما جعلها تنهض مسرعه نحو الباب لكى تفتحه ظناً منها بان رضوى قد عادت لكن تجمدت بمكانها فور ان فتحت الباب و رأت نوح الجنزورى يقف امام باب شقتها بهيبته وجسده الصلب اخذت ترفرف بعينيها عدة مرات معتقده بانها تتخيل وجوده لكنها شهقت بذعر عندما رأته بالفعل امامها يدلف الى داخل الشقة بخطوات بطيئه متمهله قائلاً بسخريه لاذعه
=اهلاً بالحراميه...

تنحنحت مليكه قبل ان تمتم بحده بعد ان فاقت من صدمة وجوده امامها
=انت، انت بتعمل ايه هنا،؟!
اجابها نوح و هو يتقدم للداخل ببطئ
=جيت اطم...
لكنه قاطع جملته فور ان وقعت عينيه على قصاصات الورق التي لم تكن الا صوره المنتشره فوق الارض و الطاوله...

شعرت مليكه بالدماء تغادر جسدها فور ادراكها انه قد رأى صوره التي تغرق المكان وضعت يدها المحمله بصوره تخفيها خلف ظهرها بارتباك شاعره بكامل جسدها يرتجف بحده لا تدرى فيما سوف يفكر بها، اخذت تراقب بعينين متسعتين بالذعر نوح و هو يتجه ببطئ نحو تلك الصور انحني ملتقطاً احدى القصاصات مشيراً بها بيده وهو يتمتم بحده وعينيه تلتمع بقسوة بثت الرعب بداخلها
=الصور دى بتعمل ايه عندك،؟!
تجمدت بمكانها فور ان فتحت الباب و رأت نوح الجنزورى يقف امام باب شقتها بهيبته وجسده الصلب اخذت ترفرف بعينيها عدة مرات معتقده بانها تتخيل وجوده لكنها شهقت بذعر عندما رأته بالفعل امامها يدلف الى داخل الشقة بخطوات بطيئه متمهله قائلاً بسخريه لاذعه
=اهلاً بالحراميه...
تنحنحت مليكه قبل ان تمتم بحده بعد ان فاقت من صدمة وجوده امامها
=انت، انت بتعمل ايه هنا،؟!
اجابها نوح و هو يتقدم للداخل ببطئ
=جيت اطم...

لكنه قاطع جملته فور ان وقعت عينيه على قصاصات الورق التي لم تكن الا صوره المنتشره فوق الارض و الطاوله...

شعرت مليكه بالدماء تغادر جسدها فور ادراكها انه قد رأى صوره التي تغرق المكان وضعت يدها المحمله بصوره تخفيها خلف ظهرها بارتباك شاعره بكامل جسدها يرتجف بحده لا تدرى فيما سوف يفكر بها، اخذت تراقب بعينين متسعتين بالذعر نوح و هو يتجه ببطئ نحو تلك الصور انحني ملتقطاً احدى القصاصات مشيراً بها بيده وهو يتمتم بحده وعينيه تلتمع بقسوة بثت الرعب بداخلها
=الصور دى بتعمل ايه عندك،؟!

اندفعت نحوه مليكه دون ان تجيبه تختطف الصوره التي بيده تخفيها خلف ظهرها مع الباقيه متمتمه بارتباك وقد التمع العرق البارد فوق جبينها
=انت، انت ايه جابك هنا مش المفروض انك هت،؟!

لكنها ابتلعت باقى جملتها بذعر عندما رأته يقترب منها بخطوات بطيئة متمهله مما جعلها تتراجع الى الخلف بخوف و هي لازالت تخفى تلك الصور خلف ظهرها شعرت برجفه من الخوف تمر بجسدها فور ان ضرب ظهرها الحائط من الخلف مما جعلها محاصرة بينه و بين جسد نوح الصلب الذي اصبح امامها مباشرة
انحني نحوها ممرراً يده برقه فوق وجهها يرسم ملامحه باصبعه ببطئ
=مجوبتيش على سؤالى.؟!

ليكمل و هو ينحنى نحوها مقرباً شفتيه من اذنها يهمس لها بصوت اجش مثير
= صورى بتعمل ايه معاكى...
شعرت مليكه برجفه حاده تسري بسائر جسدها عندما شعرت بانفاسه الدافئه تمر فوق وجهها وقفت تتطلع اليه بعينين متسعه بينما اخذ صدرها يعلو و ينخفض بشدة وهي تكافح لالتقاط انفاسها...
همست بصوت منخفض مرتجف بعد ان ابتلعت الغصة الحادة التي تشكلت بحلقها
=انت، انت فاهم غلط...

قاطعها بهدوء محيطاً وجهها بيديه ممرراً ابهامه فوق وجنتيها ببطئ مثير هامساً بصوت منخفض
=فاهم غلط،؟! طيب و ايه بقى الصح انك بتجمعى الصور دى علشان واقعه في غرامى مثلاً...
شعرت مليكه بالبروده تتسلل الى جسدها فور سماعها كلماته تلك ظناً منها انه قد اكتشف امرها اخذت دقات قلبها تزداد بعنف حتى ظنت بان قلبها سوف يقفز من صدرها في اى لحظه همست بصوت مرتجف يكاد يكون مسموع
=انا، انا...

لكنها ابتلعت باقى جملتها عندما رأته يرجع رأسه للخلف و يطلق ضحكه ساخره عميقه و التي كانت بمثابه دلو من الماء المثلج الذي انسكب فوق رأسها
=تحبينى،؟!
ليكمل بقسوة يقرب وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية
قابضاً على ذراعها يلويه خلف ظهرها بقسوة متجاهلاً صرخة الالم التي اندلعت منها
=بقى واحده حقيرة. زباله زيك تعرف يعنى ايه تحب...

هتفت مليكه بغضب تنتفض بحده مقاومه اياه محاوله الافلات من بين قبضته التي تحاصرها لكن ما اصابها من ذلك الا انه قد شدد من قبضته فوق ذراعها الذي يثنيه خلف ظهرها مما جعل موجه من الالم تضربها بقوة
=انت، انت انسان مريض، ليه كنت اتهبلت علشان احب واحد زيك انانى. مغرور فاكر مفيش غيره في الدنيا...

افلت ذراعها محيطاً خصرها بذراعيه جاذباً اياها اليه لترتطم بصدره الصلب بقسوه اخذت مليكه تنتفض بين ذراعيه محاوله الابتعاد عنه لكنه شدد من ذراعيه حول خصرها وهو يتمتم بصوت منخفض ساخر
=طبعاً عمرك ما تحبى واحد زى، لانك واحده جشعه. حراميه و اللى من نوعك ميعرفش يعنى ايه يحب حد غير نفسه.
شعرت مليكه بكلماته تلك كخنجر حاد ينغرز في قلبها يدميه بقسوة خاصة عندما رأت احتقاره لها يلتمع في عينيه بوضوح...

دفعته بكامل قوتها بيديها فوق صدره مبعده اياه عنها مما جعله يتراجع بعيداً عنها عده خطوات استغلت مليكه ذلك و اندفعت من اسفل ذراعه هاربه حتى وقفت باقصى الغرفه و صدرها يعلو و ينخفض بقوة بينما تكافح لإلتقاط انفاسها المتسارعه...
وقف نوح يتأملها بعينين تلتمع بالغضب والازدراء
هتفت بحده و هي تمرر يدها المرتجفه فوق شعرها الذي تبعثر محاوله جعل صوتها هادئ قدر الامكان.

=الصور دى، انا جمعتها لما جيت اشتغل في شركتك علشان، علشان...
قاطعها نوح بحده و وجه محتقن بالغضب
=علشان تحضرى لعمليه نصب جديده و ت قعنى فيها، فاكره انك هتيجى و تشتغلى في شركتى و هتقدرى تنصبى عليا للمره التانيه بسهوله مش كده...
قاطعته مليكه هاتفه بعصبيه
=لا مش كده...
لتكمل و هي تقترب منه ببطئ و تردد
=ممكن تعقد نتكلم براحه و انا هفهمك على كل حاجه بس ادينى فرصه...

ظل واقفاً بمكانه متردداً عدة لحظات لكنه زفر باستسلام قبل ان يجلس اخيراً فوق احدى المقاعد يضع قدماً فوق الاخرى بغطرسه قائلاً بحنق
=ابهرينى...
جلست مليكه فوق الاريكه التي بجانب مقعده بتردد مشبكه يديها ببعضها البعض عالمه بانها يجب عليها اخباره بالحقيقه حتى تستطيع الخروج من هذا المأزق الذي ورطتها به شقيقتها
=اللى نصب على راقيه هانم مرات باباك مش انا...

لتكمل سريعاً عندما رأت علامات السخريه ترتسم فوق وجهه و يهم بمقاطعتها
=ملاك اختى التوأم...
اكملت سريعاً بصوت مرتجف محاوله اقناعه عندما رأت علامات عدم التصديق ترتسم فوق وجهه
=انا، انا ممكن اكلمها لو مش مصدقنى و انت هتسمع كل حاجه بنفسك...
مرر يده ببطئ فوق ذقنه غير الحليق قائلاً بتفكير
=اختك التوأم...
ليكمل ضاغطاً على كل حرف بقسوه
=طبعاً مش عايشه في مصر. و عايشه برا مش كده.

اسرعت مليكه تجيبه بينما تهز رأسها بحماس ظناً منها انه قد بدأ بتصديقها
= ايوه هى، هي فعلاً عايشه في امريكا و حتى...
لكنها ابتلعت باقى جملتها بذعر عندما انحنى في مقعده للامام نحوها حتى اصبح لا يفصل بينهم سوا بوصات قليله قبض فوق معصمها جاذباً اياها نحوه اكثر مزمجراً بقسوة
=شايفنى قدامك واحد اهبل من الهبل اللى انتى بتنصبى عليهم، اختك و توأم لا و عايشه برا مصر كمان، علشان طبعاً تبررى انك تجبيها قدامى.

همست مليكه بشفتين مرتجفتين
=انا، انا ممكن اخليك تكلمها علشان تصدق
لوى نوح شفتيه بسخريه
=طبعاً هتكونى متفقه مع اى واحده تمثل التمثليه الخايبه دى معاكى وتقول كلمتين على التليفون وانا المفروض اصدق زى الاهبل...
ليكمل ممرراً ابهامه فوق معصمها الذي لا يزال بين يده ببطئ مثير حاولت مليكه جذب يدها بعيداً لكنه شدد قبضته عليها اكثر غير سامح لها بالابتعاد
=قدامك طريقتين علشان تخلينى اصدق القصه الخايبه بتاعتك دى.

هزت مليكه رأسها بحماس و قد التمع الامل بداخلها بانه قد يصدقها بالفعل محاوله تجاهل الرعشه التي ارسلتها لمسته البطيئه فوق معصمها
=تجبيلى دلوقتى صورة ليكى مع اختك او شهادة ميلادها بس خدى بالك الصورة او شهاده الميلاد اللى هتجبيهم دول انا هوديهم لناس مختصه تفحصهم بس لو طلعوا مزورين هتبقى كتبتى نهايتك وقتها...

شعرت مليكه بان الضغط الذي قبض على صدرها يهدد بسحق قلبها فهى تعلم الان بان لا يوجد امل و لا مخرج لها من مأزقها هذا
همست بصوت منخفض مرتجف وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شده الخوف
=انا، انا، انا و ملاك مكناش قريبين من بعض علشان نتصور سوا خصوصاً انها طول حياتها كانت عايشه مع ماما برا و منزلتش مصر الا مره واحده و في المره دى نصبت فيها عليكوا...
لتكمل وقد بدأ جبينها يتصبب بالعرق من شده الخوف و التوتر.

=ومم، مالهاش اى ورق رسمى في مصر هي ماما سجلتها في امريكا و خدت الجنسيه هناك...
قاطعها نوح بخشونه بينما عبنيه تلتمع بشراسه
=يعنى اختك مسافره، و مفيش صوره واحده تجمع ما بينكوا و كمان مفيش اى ورق يثبت انها موجوده من الاساس و عايزانى اصدق لعبتك الوسخه دى...
ليكمل بقسوة و هو ينتفض واقفاً مرمقاً اياها بنظرات نافره حاده.

=حضرى نفسك للى هيحصلك لان من بكره هتقضى نص عمرك في السجن وهخاليكى تندمى على اليوم اللى فكرتى فيه تلعبى على عيلة الجنزورى
انتفضت مليكه واقفه تقبض على يده بين يديها المرتجفه تهمس بتضطرع و رجاء و هي تنتحب
=بلاش السجن و اغلى حاجه عندك كله الا السجن...
وقف نوح يتطلع اليها بصمت عدة لحظات شاعراً بضعف غريب يستولي عليه عندما وقفت تنظر اليه بعينيها تلك المغرورقتين بالدموع.

تركت مليكه يده فجأه متجهه نحو احدى الغرف و هي تهتف بصوت مرتجف غير مفهوم
=ثث، ثانيه، ثانيه واحده.

ظل نوح واقفاً بثبات في مكانه مراقباً خطواتها حتى اختفت بداهل تحدى الغرف زفر بضيق ممرراً يده في شعره و قد بدأ يشعر بالضيق و الملل من هذا الموضوع باكمله فهو لا يهمه المال الذي اخذته من زوجه والده فهذا يعد مبلغ تافه بالنسبه الى المليارات التي يملكها لكن الامر يتعلق بشرف عائلته و سمعته فقد قامت بخداع فىد من عائلتها اى كأنها قامت بخداعه هو و اصبح هذا كوصمة عار تلاحقه، فعالم اعماله ملئ بالحيتان ينتظرون له خطأ او ثغره حتى يستغلوها ضده و قد كان خداعها لزوجة والده و اتهامها من قبل الؤسسه الخيريه باهدارها لاموال الجمعيه كان ما ينتظرونه لكى يهزوا مكانته التي بذل الكثير من الجهد منذ ان كان بالعشرين من عمره لكى يصل الى ما وصل اليه الان...

افاق نوح من افكاره تلك عندما رأها تخرج من الغرفه وبين يديها ورقه مطويه فتحتها و اضعه اياها بين يديه
=ده، ده عقد البيع بتاع الارض اللى بابا عملهولى اول ما هكمل ال25سنه هتبقى ملكى و اقدر اتصرف فيها براحتى يعنى بعد 7 شهور هرجعلك الارض و بكده يبقى مفيش نصب و اكيد مش هيبقى فيه سجن مش كده...
اخذ نوح يفحص الورقة التي بين يديه بشك فقد تكون قامت بتزويرها كما زورت الاوراق الاخرى التي نصبت بها على زوجة والده.

اخرج هاتفه ملتقطاً صورة للعقد ثم قام بارساله الى محاميه امراً اياه بفحصه جيداً و التأكد من صحته
وصله رده على الفور بان العقد من ظاهره صحيحاً لكن لزيادة التأكد سوف يرسله الى احدى معارفه
بالشهر العقارى ليتأكد من صحته و سوف يجيبه في الغد باكراً...
اخفض نوح هاتفه ملتفاً الى مليكه التي كانت واقفه تنظر اليه باعين تلتمع بالترقب و الخوف
=بكره الصبح تبقى قدامى في مكتبى...

همست مليكه بارتباك و هي تعقد ذراعيها فوق صدرها بحمايه
=ليه،؟!
اجابها بهدوء وهو يضع العقد بجيب سترة بدلته
=من بكره هتشتغلى كسكرتيره لمكتبى لحد ما تكملى ال25 سنه بتوعك واستلم الارض...
ليكمل بقسوة بثت الرعب بداخلها
=طول ال7 شهور دول مش هتغيبى عن عينى و لا للخظه واحده.
هتفت مليكه سريعاً
=بس، بس انا مبفهمش اى حاجه في شغلالسكارتريه...
قاطعها نوح ببرود و هو يرمقها باشمئزاز.

=نصيحه حطيها في عقلك كويس طول ما انتى معايا تبطلى لعبك الوسخ و الكدب اللى بيجرى في دمك ده...
هتفت مليكه بحده شاعره بالاهانه من كلماته القاسيه تلك
=انا مبكدبش انا فعلاً مبعرفش حاجه في شغل السك...
قاطعها نوح بنبره بارده كالصاعيق ارسلت رجفه بداخلها
=والله مكتوب في الCV بتاعك انك اشتغلتى سكرتيره لمده سنتين في شركه مقاولات كبيره.

همت مليكه تخبره بان هذا غير صحيح و ان صديقتها رضوى هي من قامت بوضع هذا بالcv الخاص بها حتى تساعدها في كسب الوظيفه لكنها خافت ان يتهمها بالتزوير مره اخرى و قد يكشف امر رضوى هي الاخرى و يتسبب في طردها من وظيفتها
اكمل نوح بهدوء بينما ينقر اصابعه بثبات فوق ذراع المقعد
=مفيش قدامك غيى لأما توافقى و تبقى تحت عينى خلال ال7 شهور دول لحد ما استلم الارض لأما اسلمك للبوليس و ساعتها...
قاطعته مليكه سريعاً بلهفه.

=موافقة، موافقة طبعاً ان اشتغل سكرتيرتك...
اومأ لها نوح برأسه قبل ان يتجه نحو باب المنزل يستعد للمغادرة
=الساعة 8 تكون في المكتب.
اومأت برأسها بصمت بينما تراقبه وهو يغادر المنزل و ما ان اغلق الباب خلفه حتى انهارت فوق الاريكه تدفن رأسها بين يديها بيأس و خوف مما هي مقبله عليه...

فى اليوم التالى...
كانت مليكه جالسه باحدى المقاعد المتواجده بغرفة الاستقبال المتصلة بالمكتب الخاص بنوح الجنزورى فمن الواضح انها تابعه لسكرتيرته
اخذت تتفحص باعجاب المكتب الانيق الذي سوف يكون لها لكنها تنهدت باحباط عندما تذكرت المأزق الذي وقعت به فهى لا تعلم كيف سوف تعمل كسكرتيرته الخاصه فهى لا تفقه شئ حرفياً بهذا المجال.

انتفضت واقفه عندما رأت نوح يدلف الى الغرفه بوجه مقتضب حاد القى عليها نظره عابره بارده قبل ان يشير بيده لها بغطرسه بان تتبعه.
تبعته بصمت لداخل غرفة مكتبه بخطوات بطيئه متردده انطلقت منها شهقه منخفضه عندما رأت فخامة مكتبه الذي لم ترا في حياتها مثله من قبل
افاقت من تأملها هذا على صوت نوح الحاد و هو يهتف بحده جعلتها تنتفض فازعه بمكانها
=ايه هنسيب شغلنا و نقعد نتأمل في المكتب...

همهمت مليكه بوجنتين متخضبتين بالخجل
=مم. مع حضرتك.
تنهد نوح بضيق قبل ان يتمتم بهدوء وهو يجلس فوق مقعده
=فحصت عقد الارض و طلع سليم، علشان كده زى ما اتفاقنا طول ال7 شهور هتفضلى شغاله معايا هنا تحت عينى...
اومأت له مليكه رأسها بصمت فهى تعلم بانها ليست بموقف يسمح لها ان تجادله فهى تحمد الله انها استطاعت ان تجد مخرج من هذا المأزق حتى و ان كلفها الارض التي ورثتها عن والدها.
اكمل نوح و هو يلقى نحوها دفتر.

=كل مواعيدى طول الاسبوع متسجله هنا حاولى تركزى و قبل كل ميعاد لازم تعرفينى...
همست مليكه بصوت هادئ و هي تتقدم نحو مكتبه لتلقط الدفتر الذي القاه لها
=حاضر...
اشار بيده نحو الباب يصرفها بعجرفه و هو يتمتم بضيق
= اتصليلى بناصر امين و سامح الحفناوى و وصليهم بيا، عندك الارقام كلها متسجله عندك على مكتبك
شعرت مليكه بجسدها يرتجف من شده الارتباك فهى لا تعلم كيفيه انشاء هذه المحادثات الصوتيه.

همت ان تخبره بهذا لكنها انتفضت بذعر عندما صاح بها بغضب
=ايه هتفضلى متنحه كده كتير، اتفضلى يلا على مكتبك...
التفت مليكه مغادره مكتبه متمتمه بسخط و غضب شاعره بعقلها سينفجر من كثرة التفكير فهى لا تعلم كيف يمكنها عمل هذه المكالمه الجامعيه...
جلست تنظر الى الهاتف برعب فهذا لم يكن كالهاتف العادى فقد كان ملئ بازرار عديده لا تعلم استخدام اى منها...

تناولت دفتر الاسامى تبحث عن رقم ناصر امين حتى وجدته اتصلت به ثم اخبرته ان نوح الجنزورى يريد التحدث اليه ثم وصلته به، تنهدت براحه فقد اتمت نصف المهمه باقى الجزء الثانى بحثت عن رقم سامح الحفناوى حتى وجدته اتصلت به و اخبرته بانها سوف تصله بنوح الجنزورى. و ناصر امين لكنها تفاجأت عندما صدح رنين الهاتف الاخر الموجود فوق مكتبها...

اجابت عليه لتكتشف بانه ناصر امين يخبرها بانه تم قطع الاتصال مع رئيسها عندما كان يتحدث معه تمتمت مليكه سريعاً بارتباك معتذره منه على خطأها هذا
=انا اسفه، انا اسفه لحضرتك جدا خطأ مش مقصود هوصلك به حالاً...
ضربت مليكه يدها فوق خدها تلطمها بقوة و هي تتمتم بصوت منخفض
=نهار اسود عليا، نهار اسود مش عارف انيل ايه...

اخذت تضرب فوق الازرار و هي لا تعلم ما يجب عليها فعله عندما انفتح بحده الباب الذي يصل مكتبها بمكتب نوح الذي كان يقف امام الباب بوجه قاتم حاد و عينيه تلتمع بشرار الغضب هتف بشراسه من بين اسنانه و هو يشير نحو الهاتف الذي يين يديها
=انتى بتهببى ايه...
كل ما اكلم حد مفيش دقيقه و الخط يقطع
وقفت مليكه تمرر يدها المرتجفه بين خصلات شعرها و هي تهتف بحده رافضه الاعتراف بخطأها.

=ايه بتهببى دى.؟! ياريت تتكلم معايا باسلوب كويس بعدين...
لتكمل بارتباك وهي تتجنب النظر اليه فقد اشتد وجهه بقسوة و غضب
=بعدين التليفون. التليفون
هو اللى بايظ و مش عارفه اظب...

لكنها ابتعلت باقى جملتها عندما رأته يتقدم نحوها بخطوات غاضبه مشتعله اخذت تتراجع الى الخلف حتى اصطدمت ساقيها بمقعدها لترتمى جالسه فوقه تنحنى بجسدها الى الخلف بخوف عندما رأته يستدير حول مكتبها همست بذعر وهي تراقب برعب يده التي امتدت نحوها ظناً منه بانه سوف يقوم بلمسها
=لا بص، بص. انا ممكن اصوت و الم عل...
لكنها قاطعت جملتها تتنحنح باحراج عندما رأته يختطف الهاتف الذي كان بجانبها ذراعها فوق مكتبها.

وقف نوح يحاول كبت الابتسامه التي ارتسمت فوق وجهه عندما ادرك انها ظنته سوف يقوم بلمسها هز رأسه بعدم تصديق ففى حياته باكملها لم يقابل فتاه مثلها تتحدث دائماً باندفاع هكذا
نفض تلك الافكار بعيداً محاولاً تركيز انتباهه على الهاتف الذي امامه قام الاتصال اولاً بسامح ثم ناصر ثم ربطهم معاً بمحادثه واحده.

التفت يتطلع الى مليكه التي كانت تراقب بتركيز و اهتمام ما يفعله بالهاتف حتى تتعلم منه تمتم بسخريه قبل ان يلتف حول مكتبها مبتعداً
=يعنى التليفون مش بايظ زى ما بتقولى...
تنحنحت مليكه تتمتم بصوت مرتبك وهي تتصنع الانشغال بترتيب الادوات التي فوق مكتبها شاعره بالاحراج بسبب جهلها
=مش مش. مش عارفه ايه حصله، فجأه كده
قاطعها نوح هاتفاً باسمها مما جعلها ترفع رأسها اليه وهي تهمهم مجيبه اياه.

هتف نوح بسخريه قبل ان يغلق باب مكتبه بحده
=ركزى، ركزى في شغلك شويه...
جلست مليكه بمكانها تتطلع نحو الباب الذي اغلقه خلفه قبل ان تهز رأسها بغيظ من غطرسته تلك تتمتم محاوله تقليده
=مليكه، ركزى في شغلك...
كورت يديها في قبضه قبل ان تهتف بغيظ
=مستفز انا عارفه حبيتك على ايه...
لطمت بيدها فوق فمها فور ان خرجت تلك الكلمات من فمها تتلفت بخوف من حولها تطمئن من انه لا يوجد احد قد سمعها.

زفرت براحه عندما ادركت بانها بمفردها في الغرفه تناولت المسوده المدون بها مواعيده محاوله حفظها حتى لا ترتكب حماقه اخرى...

كانت مليكه جالسه خلف مكتبها تصب كامل اهتمامها على لوحة مفاتيح الكمبيوتر حيث قام نوح باعطائها بعض الاوراق و امرها بكتابتها على جهاز الكمبيوتر زفرت بحنق و هي تحاول التركيز على اللوحه التي امامها محاوله الكتابه اسرع فقد كانت بطيئة للغايه فهى لم تستعمل الكمبيوتر الا في مرات قليله للغايه فقد كانت تعتمد على هاتفها كلياً...

اخذت تمتم بغضب عندما صدح صوت رنين الهاتف الداخلى رفعت السماعه ببطئ و هي تدير عينيها بملل
=افندم يا نوح بيه.؟!
وصل اليها صوته الاجش الصارم
=اعمليلى فنجان قهوة و هاتيه على مكتبى...
اجابته مليكه سريعاً
=قهوة، قهوة ايه انا...
لكنه اغلق الخط قبل ان تكمل جملتها القت سماعة الهاتف بغضب وهي تهتف بحده
=قهوة ايه اللى اعملهاله انا عمرى ما عملتها في حياتى...
تناولت هاتفها سريعاً تبحث عن رقم صديقتها رضوى حتى وجدته.

=رضوى الحقينى طالب منى قهوه و انتى عارفه انى...
قاطعتها رضوى بهدوء
=انك فاشله و مبتعرفيش تعمليها ايوه عارف اهدى يا مليكه اهدى...
هتفت مليكه بغضب
=اهدى ايه هو هيشغلنى سكرتيره ولا بتاعت قهوة و شاى لحضرته.
اجابتها رضوى بهدوء
=اللى اعرفه ان ساندى السكرتيره اللى قبلك كانت بتعمله القهوة برضو بنفسها كانت قالتلى مره انه بيجيب بن مخصص له من البرازيل و انه...
قاطعتها مليكه بارتباك.

=رضوى مش وقته دلوقتى انتى هتحكيلى قصة حياته
لتكمل هاتفه بعجز
=اعمل القهوة دى ازاى
بدأت رضوى تشرح لها كيفية عمله وهي تتبع تعليماتها بهدوء تمتمت مليكه بهدوء و هي تضطلع بفخر نحو فنجان القهوة الذي صنعته
=الله عليكى يا بت مليكه استاذة حته فنجان و الله خساره فيه...
وصل اليها صوت ضحكة رضوى الصاخبه التي كانت لازالت معها على الهاتف
=ليه مش ده نوح الجنزورى حبيب القلب و اللى كنت مجنونه به...
قاطعتها مليكه بحده.

=اديكى قولتيها كنت...
قاطعتها رضوى بسخريه
=متأكده، يعنى قلبك مش بيطنط في مكانه كده اول ما بتشوفيه.
زمجرت مليكه باستياء و حده محاوله الهرب من الاجابه
=اقفلى يا رضوى اقفلى بدل ما تلاقينى دلوقتى قدامك وبجيبك من شعرك
قدام كل اللى في مكتبك
هتفت رضوى من بين ضحكها الصاهب
=لا و على ايه روحى. روحى و ديله القهوة بدل ما يطربق عيشتك...

اسرعت مليكه نحو باب مكتبه تطرقه بخفه قبل ان تدلف الى الداخل وقفت عدة ثوان تتأمله بعينين تلتمع بالشغف حيث كان جالساً خلف مكتبه يتفحص احدى الملفات التي امامه عاقد حاجبيه بتركيز زاد من وسامته اضعاف مضاعفه انفلتت منها تنهيده حالمه لكنها اسرعت بهز رأسها بحده معنفه ذاتها على غبائها و حبه الذي لا يزال ينبض في قلبها برغم ما تعرضت له على يده اتجهت نحوه بصمت واضعه فنجان القهوة على مكتبه بحده...

رفع نوح رأسه من فوق الملف الذي كان يدرسه متمتماً بسخريه قبل ان يتناول فنجان القهوة يرتشف منه
=ساعة علشان تعملى فنجان قه...
لكنه قاطع جملته يصيح بحدة وهو يضع الفنجان بحده من يده
=ايه القرف ده، ايه اللى انتى مهباباه ده
استقامت مليكه في وقفتها قبل ان تتمتم بحده وهي تراقب وجهه المتغضن باشمئزاز
=مالها في ايه،؟!
اشار نوح نحو فنجان القهوه متمتماً بقسوة
=دوقى و انتى تعرفى مالها...

رفعت مليكه رأسها لأعلى قبل ان تتمتم بعجرفه
=بتقرف اشرب من ورا حد...
لكنها انتفضت فازعه بمكانها عندما ضرب بيده سطح المكتب بغضب مزمجراً بقسوة من بين اسنانه
=قولتلك دوقى...

تناولت مليكه فنجان القهوه سريعاً منفذه كلماته ترتشف منه جرعه كبيره لكنها شعرت بالصدمه فور ان وصل السائل الحار الى داخل فمها بصقت ما بفمها على الفور و هي تسعل بحده لكنها شهقت بفزع فور ان اصابت القهوه التي خرجت من فمها ملابس نوح رفعت عينيها بخوف اليه تتفحص الفوضه التي صنعتها فقد اصابت القهوه قميصه و رابطة عنقه مدمره اياهم تماماً ابتلعت لعابها بصعوبه و هي تراقب باعين متسعه بالذعر وجهه المحتقن بالغضب و يده التي كورها فوق المكتب يضغط عليها بقسوه حتى ابيضت مفاصلها.

همست بصوت مرتجف وهي تتنحنح بارتباك واضعه اصبعها فوق جسر انفها كعادتها عندما تتوتر تستعد لرفع نظاراتها لكنها اسرعت بتنزيل يدها مره اخرى فور تذكرها انها لم تعد ترتدي النظاره بعد الان
=ش. شش. شكلى حطيت ملح بدل السكر...
وضعت يدها فوق خدها المشتعل بالخجل عندما لم يجيبها راغبه بان تنشق الارض و تبتلعها فكل تصرفاتها حمقاء فلم تكتفى بوضع الملح بقهوته بلا قامت ببصقها على بذلته باهظة الثمن ايضاً...

همست بصوت مرتجف محاوله الاعتذار عن حماقتها تلك
=انا، انا، اس...
هتف بغضب مقاطعاً اياها
= اطلعى برا، قبل ما تخلينى اعمل حاجه اندم عليها...
هتفت مليكه بحده وهي تتصنع الغضب محاوله استجماع شجاعتها امامه
=على فكرة بقى دى مش غلطتى...
زمجر نوح بغضب مما جعلها تكمل سريعاً و هي تتخذ عدة خطوات للخلف بخوف
=و انا، كنت اعرف منين ان ده ملح بعدين هو في حد يحط ملح في كورنر القهوة...

هتف نوح بشراسة وهو ينتفض واقفاً مما جعل مقعده يسقط فوق الارض محدثاً ضجه عاليه
= برا، سمعتينى براااا
تمتمت مليكه وهي تتجه سريعاً نحو باب الغرفة
=برا. برا، يعنى بتطردنى من الجنه...
ظل نوح واقفاً بمكانه يتابع خروجها بعينين تشتعل بالغضب اخذ يتنفس بعمق محاولاً السيطره على غضبه حتى لا يندفع وراءها و يخنقها بيديه...

بعد مرور شهر...
كانت مليكه جالسه خلف مكتبها تكتب الملف الذي طلب منها نوح تحضيره فخلال الشهر الماضى كانت تتعامل معه كما لو كانت تتعامل مع قنبله سوف تنفجر بوجهها في اى لحظه فقد فشلت في انهاء العديد من المهام التي طلبها منها مما عرضها لتبويخه الحاد و لكن رغم ذلك مع الوقت تعلمت الكثير من هذه المهام ما عدا الكتابه على الكمبيوتر فلازالت بطيئه بها للغايه...

تنفست بعمق وهي تلتفت نحو جهاز الكمبيوتر محاوله ان مواصلة عملها صبت كامل تركيزها على العمل الذي بين يديها فيجب عليها انهاءه دون ان يخرب هو الاخر
لكنها انتفضت في مكانها تصرخ بفزع عندما شعرت بيد تقبض فوق ذراعها بقسوة
=اهاااا يا حراميه يا نصابه...
التفتت مليكه الى صاحبة هذا الصوت لتجدها امرأه في العقد الخامس من عمرها تصرخ بحده و هي تجذبها من فوق مقعدها هتفت مليكه بحده
=انتى مين يا ست انتى. سبينى اوعى...

لتكمل بحده محاوله جذب ذراعها من قبضة تلك المرأه
=بقولك سيبى اوعى...
زمجرت المرأه بغضب و قد احمر وجهها من شدة الانفعال
=اسيبك، ده ما صدقت لقيتك بعدين هتستعبطى. و تعملى نفسك مش عارفه انا مين...
لتكمل بحده مشدده من قبضتها حول ذراع مليكه بقسوة
=انا راقيه الكحلاوى اللى نصبتى عليها في الارض يا حراميه يا نصابه...

تجمدت مليكه بمكانها فور ان فهمت الامر فهذه المرأه هي زوجة والد نوح الجنزورى التي نصبت عليها شقيقتها ملاك...
هتفت مليكه بحده جاذبه ذراعه بقوه لتنحح هذه المره في تحريره من قبضتها
=احترمى نفسك، انا مش حراميه ولا انا نصابه...
ثم حاولت الالتفاف حول المكتب و الابتعاد عن تلك المرأه الثائره لكن لحقتها راقية تقبض فوق ذراعها مرة اخرى و هي تهتف بحده
=مش هسيبك، يا نصابه فكرك هتهربى منى...

ثم اخذت تصرخ بهستريه بينما تنتفض مليكه محاوله الافلات من قبضتها
=نووح، يا نوووح...
فتح باب المكتب فجأة ليظهر نوح بمدخله مزمجراً بحده و غضب
=ايه الدوشه دى في ايه...
لكنه تجمد بمكانه فور ان وقعت عينيه فوق زوجة والده المحاصره لمليكه التي كانت تحاول الابتعاد عنها و هي تصيح بغضب
=ابعدى ايدك دى انتى شكلك مجنونه و غ...
=مليكه...

صاح نوح بحده عابراً الغرفه مثل سكين حاد يشق طريقه، فاستدارت مليكه بصدمه تراقبه و هو يتقدم نحوهم و جسده يوحى بالغضب الذي يثور بداخله بينما عيناه باردتان كالجليد تسببت برجفه من الخوف في جسدها وقف امامهم مباشرة ونظراته تركزت عليها...
اقتربت منه راقيه تشير نحو مليكه وهي تلهث بصعوبه
=نوح، نوح. دى النصابه اللى نصبت عليا في ارض الشروق...
قاطعها نوح بهدوء
=عارف...
همست راقيه بصوت مندهش.

=عارف، ولما انت عارف بتعمل ايه هنا في مكتبك
اجابها نوح و هو يضغط على فكيه بقوة بينما عينيه مسلطه فوق مليكه التي كانت عينيها متسعه برعب داخل وجهها الشاحب مما ارسل ضيق بداخله لا يعلم سببه
=سبيها، و تعالى معايا هفهمك على كل حاجه في مكتبى...
هتفت راقيه بغضب
=تفهمنى ايه انك مشغ...
قاطعها نوح بصوت حازم جعلها تغلق فمها على الفور وتمتثل لأمره
= سبيها يا راقيه هانم قولتلك.

افلتت راقيه ذراع مليكه على مضض مرمقه اياها بنظرة حاده لاذعه قبل ان تدلف الى داخل غرفة المكتب بخطوات غاضبه مشتعله...
ظل نوح واقفاً بمكانه عدة لحظات يتفحص تلك الواقفه بجسد مرتجف قبل ان يقترب منها بهدوء لكن تجمدت خطواته على الفور عندما رأها تتراجع الى الخلف بخوف زمجر من بين اسنانه بغضب من نفسه اكثر منها فهو لا يجب عليه ان يتأثر بنظرة الخوف المرتسمه بعينيها المخادعه تلك.

=لسانك ده لو طولتيه تانى على راقيه هانم انا هقطعهولك و هرميه لكلاب السكك انتى فاهمه...
هتفت مليكه بحده برغم الخوف الذي تشعر به
=لما تتعلموا تحترموا الناس انا كمان هحترمكوا...
رمقها نوح بسخريه قائلاً بنبره حاده لاذعه
=نحترم مين، نحترمك انتى...
ليكمل بصوت قاسى حاد بينما يرمقها بنظرة ممتلئه بالازدراء
=نحترم واحده نصابه حراميه سرقت فلوس ارض عارفه انه هيتبنى عليها دار للايتام...

اهتز جسدها بعنف كمن ضربته الصاعقه فور سماعها كلماته تلك فهى لم تكن تعلم بان زوجة والده ارادت الارض لبناء داراً للايتام همست بصوت مرتجف ضعيف
=دار ايتام،؟!
قاطعها نوح بقسوة و هو مرمقاً اياها بغضب
=ايه هتعملى نفسك مكنتيش تعرفي، انا في حياتى كلها مشوفتش في قذارتك...
شعرت كما لو ان احدهم طعنها بسكين حاد بقلبها عندما رأت الاحتقار الواضح في عينيه قبل ان يلتف ويتبع زوجة والده داخل مكتبه.

انهارت مليكه فوق مقعدها تحيط جسدها المرتجف بذراعيها محاوله تهدئت ذعرها فما مرت به منذ ان التقت بنوح الجنزورى لم تتعرض له من قبل اخذت كلمات زوجة والده تصدح بداخلها كسكين حاد يمزق قلبها
فقد نعتتها بالسارقة تجمعت دموع غبيه كثيفة في عينيها حاولت الضغط على شفتيها و رفرفت رموشها المبلله محاولة كبت دموعها تلك حتى لا تنهار و تتسبب في مشهد يمكن ان يذلها اكثر ما هي تشعر بالذل والمهانه...

فى مكتب نوح...
هتفت راقيه و قد التمعت عينيها بفرح
=يعنى بعد ال7 شهور دول الارض هترجعلى.؟!
اومأ نوح رأسه بهدوء
لتتابع راقيه و قد التمعت عينيها بالدموع
=ربنا يخاليك ليا يا نوح انت مش عارف انا اتعرضت لكميه تريقه و سخريه ازاى من اعضاء الجمعيه ولا صحابتى اللى في النادى زى ما يكونوا كا صدقوا...

نهض نوح وهو يبتسم بهدوء مقترباً مربتاً بحنان فوق ذراعها فهو يكن لها كل الحب والاهتمام فبرغم انها زوجة والده الا انها دائماً كانت تعامله كابن لها
=انتى زعلانه ليه دلوقتى لو على الجمعيه جبنالهم ارض اكبر واحسن من الارض التانيه...
قاطعته راقيه وهي تضغط فوق يده
=برضو لما ارجع الارض هرجع مكانتى و هيبتى وسطهم
مينفعش رئيسة مجلس ادارة اكبر جمعية خيريه في البلد يتنصب عليها و من حته عيله...

لتكمل وهي تعقد حاجبيها
=بس قولى يا نوح البنت دى بتعمل ايه هنا،؟!
ابتعد عنها ملتفاً حول مكتبه عائداً الى مقعده و هو يجيبها بهدوء
=مليكه تبقى السكرتيره بتاعتى...
هتفت راقيه بحده
= يعنى ايه يا نوح بعد كل ده وشغلتها معاك هتأمن لها ازاى دى حراميه...
قاطعها نوح رافعاً يده كاشاره لعدم اكمالها كلامها
=متقلقيش النفس مش هتقدر تاخده من غير ما اعرفه...
اجابته راقيه وهي تعتدل في جلستها.

=المهم تاخد بالك منها البنت دى انا اللى اتعاملت معها وعارفه قد ايه انها مش سهله...
لتكمل وهي تبتسم بحنان
=ايه رايك تروح معايا و نتغدا سوا النهارده بقالنا كتير متجمعناش دايماً الشغل سارق كل وقتك
اومأ لها نوح بهدوء وهو يبتسم متناولاً هاتفه الذي يصله بالمكتب الداخلى فيجب عليه ان يجعل مليكه تغادر قبل ان يخرج مع زوجة والده حتى لا يتسببوا بحدوث مشكله اخرى بينهم
=ايوه يا مليكه تقدرى تروحى...

ثم اغلق الهاتف دون ان ينتظر حتى ان يستمع الى ردها...
ثم نهض ببطئ لكى بجهز اشياءه حتى يغادر مع زوجة والده الى المنزل...

وقفت مليكه ببهو الشركه تتلملم في وقفتها بضيق
=ايوه يا رضوى انا خلصت شغل قدامك قد ايه،؟!
لتكمل بهدوء
=10دقايق تمام خلاص هستناكى برا مش هينفع استناكى هنا
لتكمل بضيق شاعره بالاختناق يجتاحها
=هبقى اقولك يا رضوى بس لما تخلصى و تنزلى. سلام
خرجت مليكه الى خارج الشركه تتنفس بعمق محاوله تهدئت النيران التي تشتعل بداخل صدرها التفتت بحده عندما سمعت شخص يهتف باسمها
=مليكه...

شعرت مليكه بالارتباك عندما رأت عصام شقيق رضوى يقترب منها وعلى وجهه ترتسم ابتسامه مشرقه
=اخيراً خرجتى ده انا مستنيكى بقالى ساعتين...
قاطعته مليكه تهز رأسها بعدم فهم
=مستنينى،؟!
اجابها عصام بارتباك
=قصدى، قصدى يعنى مستنيكى انتى و رضوى...
ليكمل و هو يتفحصها بعينين تلتمع بالشغف
=انتى غيرتى لبسك و قلعتى النظاره شكلك بقى حلو اوى يا مليكه
تنحنح قائلاً بينما يتلفت بعينيه حوله
=اومال فين رضوى،؟!
اجابته مليكه بهدوء.

=لسه قدامها شويه...
قاطعها بينما يلتف عائداً الى موقف السيارات الخاص بالشركه
=طيب تعالى نعقد في العربيه لحد ما تخلص
اتبعته مليكه على مضض فهى لا تريد التواجد معه بمفردهم
هتفت بارتباك فور ان رأته يقف امام سيارته يفتح لها بابها
=لا يا عصام معلش مش هينفع اركب معاك العربيه لوحدنا لما، لما رضوى تنزل.
ثم اخذت تتلفت حولها تدعو الى الله ان تأتى رضوى في اقرب وقت وتنقذها من هذا المأزق.

تجمد جسدها بصدمه عندما رأته يقترب منها يقبض على يدها بين يديه قائلاً بانفاس لاهثه
=ليه غاويه تعذبينى، مليكه انا بحبك بقالى اكتر 10 سنين من و انتى ف الثانوى بحاول اقنعك و انتى مفيش فايده فيكى...
فى ذات الوقت
كان نوح يتجه نحو سيارته مع زوجة والده لكن تجمد في مكانه يهتز جسده بغضب عندما رأى مليكه تقف مع احد الرجال بموضع حميمى فقد كان هذا الشاب يمسك بيدها بين يديه.

تسلطت نظراته المظلمه فوق يد هذا الشاب التي كانت تلتمع بها خاتم خطوبه
شعور من الضيق سيطر عليه وفكره تضرب برأسه كالصاعقه اهى مخطوبه لهذا الشخص.
افاق من افكاره تلك على صوت زوجة والده التي هتفت بقلق عندما رأته لا يزال واقفاً بمكانه و جهه مكهفر
=نوح مالك يا حبيبى في حاجه،؟!
اجابها بهدوء بينما يصعد الى السياره بجانبها
=لا ابداً مفيش حاجه...
ثم اشار للسائق لكى ينطلق بالسيارة...

انتزعت مليكه يدها من يد عصام هاتفه بقسوة
=عصام ياريت متنساش حدودك في تعاملك معايا...
بعدين احترم الدبله اللى انت لابسها في ايدك وعيب الكلام اللى انت بتقوله ده...
قاطعها عصام هاتفاً بالحاح
=مبحبهاش و لو خطبتها فخطبتها علشان احاول انساكى و مش عارف بكلمه منك دلوقتى هتخلينى اسيبها و اسيب الدنيا دى كلها علشانك...
همست مليكه بصوت مرتجف ضعيف وهي تبتعد عنه.

=احنا اخوات يا عصام مش اكتر، ياريت تقول لرضوى ان خدت تاكسى و روحت...
ثم التفت مبتعده عنه سريعاً كمن تلاحقها الشياطين متجاهله نداءه الذي ظل يلاحقها به...

فى اليوم التالى...
كانت مليكه جالسه خلف مكتبها تقطع بغل احدى الاوراق فهذه هي المره الرابعه التي تحاول فيها كاتبه هذه الورقه وتفشل بسبب عقلها الشارد
=طبعاً الورقه الغلبانه اللى بتتقطع دى مكان راس نوح الجنزورى مش كده
رفعت رأسها بحده عندما سمعت هذا الصوت الساخر لتجد رجل في عقده الثالت يستند باهمال الى باب الغرفه و فوق شفتيه ترتسم ابتسامه لعوبه مد يده اليها عندما رأها تنظر اليه بارتباك.

=منتصر امين، تقدرى تقولى الدراع اليمين لنوح
ليكمل و هو يغمز لها بعينه
= و ابن خالته وسطه يعنى
انفجرت مليكه بالضحك وهي تمد يدها تسلم عليه
=اهلاً بحضرتك و انا...
قاطعها بهدوء
=مليكه المحمدى...
تلاشت الابتسامه التي فوق وجهها ببطئ فبالتأكيد اذا كان الذراع الايمن لنوح فبالطبع يعلم عنها...
افاقت من افكارها تلك على صوت منتصر
=سرحتى في ايه، كده.

ليكمل وهو ينحنى نحوها لكنها تراجعت للخلف مبتعده عن يده التي قام بمدها نحوها
=متخفيش...
ليكمل وهو ينتزع احدى الاوراق التي علقت بشعرها الاشقر الحريرى ليسلمها الورقه بيده قائلاً بمداعبه
=انتى بتقطعى الورق وبتحفظيه في شعرك
انفجرت مليكه ضاحكه
غافله عن نوح الذي كان واقفاً بمدخل مكتبه يراقب ذلك المشهد و جسده ينتفض صاح بحده لاذعه
=منتصر...
التفت اليه منتصر و هو يهتف.

=ايه ده انت جيت اخيراً بقالى ساعه مستنيك يا راجل...
وقفت مليكه تراقب بدهشه وجه نوح المتصلب بغضب بينما يتجه نحو مكتبه بينما يتبعه منتصر للداخل مغلقاً الباب خلفهم
هزت كتفيها بلامبالاه فلا يهمها ما الذي اغضبه طالما ان غضبه هذا لن يطالها...

فى وقت لاحق...
كان نوح جالساً خلف مكتبه ينقر اصابعه بغضب فوق سطح المكتب و ذهنه شارد بما اخبره به المحقق الذي كلفه بالامس بالبحث حول مليكه حتى يعلم ان كانت مخطوبه ام لا
فقد كانت غير مخطوبه اذا من هذا الشخص الذي كان يقف معها بالامس يمسك بيديها كالعاشق الولهان ثم اتى اليوم ليراها واقفه تتغزل بمنتصر و تضحك معه كالعاهره ضرب سطح مكتبه بغضب فهو لايعلم لما يهمه هذا، او لماذا يغضبه.

سمع طرقاً فوق الباب لتدلف بعدها مليكه الى الغرفة اخذ يتأمل فستانها الاسود الذي يلتصق بجسدها مظهراً منحانياتها التي تخطف انفاسه
=ده الملف اللى حضرتك طلبت منى امبارح اكتبه على الكمبيوتر...
لكنها ابتلعت باقي جملتها متخذة عدة خطوات إلى الخلف عندما وجدته ينهض من فوق مقعده يقترب منها بخطوات متكاسله بطيئة بينما عينيه تلتمع بشئ بث الرعب بداخلها.

اخذت تتراجع الى الخلف لكنها تجمدت بمكانها عندما شعرت بالحائط يضرب ظهرها من الخلف مما جعلها محاصرة بينه و بين جسد نوح الصلب الذي اصبح يقف امامها مباشرة و اضعاً ذراعيه فوق الحائط بجانب وجهها محاصراً اياها
انحني نحوها ممرراً يده برقه فوق وجهها يرسم ملامحه باصبعه ببطئ
مقرباً شفتيه من اذنها هامساً بصوت اجش مثير
=ايه رأيك لو نلعب لعبه جميله مع بعض...

همست مليكه بصوت مرتجف و هي تحاول ارجاع رأسها للخلف بعيداً عن يده
=ل. لعبة، ايه، ابعد ايدك دى...
همس باذنها مما جعل انفاسه الحاره تمر فوق عنقها
=هنلعب عريس و عروسه.
اخذت مليكه تقاومه بقوة محاوله الافلات من بين قبضته لكن ما اصابها من ذلك الا انه قد شدد من قبضته حولها همست بصوت مرتعش ضعيف شاعره بكامل جسدها ينتفض من شده الذعر
=ابعد، ابعد عنى انت شكلك اتجننت...

لوى فمه بسخريه هامساً وهو يمرر عينيه فوق جسدها بنظرة موحيه
=متقلقيش هتاخدى تمن وقتك مش ببلاش يعنى...
وضعت يديها فوق صدره تدفعه بقوه بعيداً عنها هاتفه بشراسه
=انت، انت انسان مريض ابعد عنى بقولك...
احاط خصرها بأصابعه يعتصره بقسوه حتى تأوهت متألمه بصوت منخفض لم يثير به الشفقه ليزيد من اعتصاره له اكثر وهو يتمتم بصوت قاسى حاد
=ايه هو لازم اكون خاطب او متجوز زى منتصر و اللى كنت معاه امبارح علشان توافقى...

شعرت مليكه بالارتباك من كلماته تلك لتعلم بانه قد شاهدها بالامس مع عصام همست بشفتين مرتجفتين
=انت. انت فاهم غلط
احنى رأسه نحوها متمتماً بسخريه لاذعه
=طيب ما تفهمنى انتى الصح...
اخذت مليكه تراقب شفتيه و هي تقترب من شفتيها لتفهم على الفور انه على وشك تقبيلها دفعته في صدره بكامل قوتها التي لا تعلم من اين اتتها
مما جلعه يتراجع الى الخلف عده خطوات لم تشعر بنفسها الا و هي تلطمه بقوه فوق خده بصفعه مدويه.

وقفت بجسد مرتجف تراقب باعين تلتمع بالذعر خده الذي احمر بشظه بينما علامات اصابعها قد ظهرت به.
ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقها عندما رأت وجهه قد اسود من شده الغضب بينما يقترب منها مره اخري وعلامات الشر ترتسم فوق وجهه...
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
كانت مليكه جالسه فوق الاريكه التي بمنزلها تضم ركبتيها الى صدرها دافنه وجهها بينهم تنتحب بشده بينما تحيط جسدها المرتجف بذراعيها بحمايه فهى لازالت لا تصدق ما حاول نوح فعله بها فقد وصل به الامر ان يقوم بتقبيلها رغماً عنها ازداد بكائها عندما تذكرت محاصرته لها امام الجدار في مكتبه فبعد ان قامت بصفعه قامت بالهرب من مستغله صغر حجمها لتمر من اسفل ذراعيه التي كانت تحاصرها غادرت المكتب سريعاً بعد ان اختطفت حقيبتها من فوق مكتبها تاركه الشركه كما لو ان هناك شياطين تطاردها متجاهله هتافه الغاضب باسمها و الذي ظل يلاحقها حتى بعد وصولها الى المصعد مل ذلك حدث و في اقل كن دقيقتين كانت مليكه تركض خارج الشركه حتى وجدت سياره اجره اوصلتها حتى منزلها...

انتفضت بذعر عندما سمعت طرقاً حاد فوق باب منزلها نهضت ببطئ من فوق الاريكه تتجه نحو الباب هاتفه بصوت مرتجف يملئه الخوف
=مييين،؟!
شعرت بجسدها يتجمد فور ان وصل اليها صوت نوح الحاد من خلف الباب
=افتحى يا مليكه...
ازالت بيديها الدموع العالقه بوجهها بحده قبل ان تهتف من خلف الباب بصوت حاولت جعله ثابت بقدر الامكان
=مش هفتح، و امشى من هنا بدل ما اقسم بالله اصوت و اخلى الناس كلها تتل...

قاطعها صوت الحاد و هو يضرب بقوه و غضب الباب الذي اخذ يهتز بشدة اثر ضرباته تلك
=عايزه تصوتى صوتى بس مش هتحرك من هنا الا لما تفتحى و اتكلم معاكى...
زمجر بشراسه يزيد من ضرباته فوق الباب الذي اخذ يهتز بشده حتى كاد ان يقتلع من مكانه عندما لم تجيبه
=قسماً بالله يا مليكه لو ما فتحتيه لهكسره فوق دماغك...
هتفت مليكه من خلف الباب
=مش هفتح، و اعمل اللى تعمله، ارحمنى بقى حرام عليك...

هدئ غضبه فور سماعه لنبرة صوتها الضعيفه المرتجفه اخذ يتنفس بعمق محاولاً تهدئة غضبه مذكراً نفسه بالسبب الذي اتى به الى هنا فبعد ان رأها تهرب من امامه كما لو كان وحش سوف ينقض عليها في اى لحظه كان بمثابه القلم الذي جعله يفيق من نوبه الغضب التي اصابته و اعمته فهو الى الان لا يصدق ما فعله بها، لا يعلم ما الذي يصيبه عندما تكون هي المعنيه بالامر، تنحنح قبل ان يتمتم بصوت جعله هادئ قدر الامكان.

=افتحى يامليكه. و متخفيش...
هتفت مليكه بحده وهي تضع يدها فوق صدرها الذي كان يعلو و ينخفض بقوه شاعره بضربات قلبها تزداد بعنف
=مش هفتح، و امشى من هنا احسنلك بدل ما...
قاطعها نوح بقسوه جاززاً على اسنانه بغضب متناسياً كلماته لنفسه منذ قليل
=قسماً بالهه لو ما فتحتى االباب ده حالاً لأكون كسره و عايزك تصوتى وتسمعى كل اللى حواليكى كمان...

انتظر عدة لحظات لكنه لم يتلقى منها اجابه ليبدأ بضرب الباب بقدمه محاولاً كسره تنفيذاً لتهديده السابق.
لكنه توقف متراجعاً للخلف عندما سمع صوت المفتاح يدور بقفل الباب ليعلم بانها تقوم بفتحه...
خطى داخل المنزل فور ان قامت مليكه بفتح الباب لكنه تجمد بمكانه و قد اتسعت حدقتيه بصدمه فور ان وقعت عينيه على تلك الواقفه باخر بهو شقتها تمسك بين يديها صاعق كهربائى تمده نحوه كما لو كان سيف اسطورى تحمى نفسها به.

احكمت مليكه يدها حول الصاعق هاتفه بحده
=خاليك مكانك متتحركش و قول اللى انت عايزه بسرعه و امشى...
شعر نوح بلكمه قويه بمعدته، و بنيران الغضب من ذاته تشتعل في صدره مجدداً فور رؤيته لكم الخوف الذي تسبب به لها و الذي كان مرتسم بوضوح فوق ملامح وجهها الغض الشاحب زفر بحنق بينما يمرر يده بعصبيه فوق وجهه قائلاً بصوت مختنق.
=نزلى اللى في ايدك ده يا مليكه، انا جاى اتكلم معاكى مش هقرب منك متخفيش...

هتفت مليكه بتعثر بينما تشدد من قبضتها حول الصاعق اكثر من قبل
=تت، تكلم معايا في ايه، في انك حاولت تغتصبنى...
صاح نوح بصدمه فور سماعه كلماتها تلك
=اغتصبك،؟! مليكه متكبريش الموضوع كل الحكايه انى...
قاطعته بقسوه و هي تلهث بعنف وقد بدأت يدها المتشبثه بالصاعق ترتجف بشده
=كل الحكايه انك افتكرتنى واحده سهله من اللى تعرفهم اول ما هترملها قرشين هتنط في سريرك على طول مش كده...

رمقت اياه بازدراء بينما تكمل بقسوة عندما رأت وجهه قد احتقن بشده مما أكد لها صحة كلماتها تلك و ظنه السئ بها
=لعلمك الشاب اللى انت شوفتنى معاه امبارح و بتتكلم عليه ده يبقى عصام اخو رضوى صاحبتى مش اكتر...
زمجر نوح بقسوه مقاطعاً اياها و قد عادت النيران تشتعل بداخله مجدداً فور تذكره مشهد يد ذاك الشاب تحتضن يدها بحمميه
=و اخو صاحبتك ده بقى متعود يمسك في ايدك و يفضل يفعص فيها كده عادى...

صاحت مليكه بقسوه مقاطعه اياه
=المفروض ان دى حاجه اساساً متخصكش مسك ايدى فعصها باسها ي...
لكنها توقفت عن تكملة جملتها تبتلع لعابها بخوف فور ان حدقها بنظره بثت الرعب بداخلها اخرستها على الفور تنحنحت قبل ان تكمل سريعاً بانفس لاهثه
=بس. بس انا مضطره اشرحلك علشان عقلك المري...
لتكمل سريعاً عندما رأت يتصلب بقسوة
=عصام انا و هو متربين سوا من و احنا صغيرين و كنا...

قاطعها بحده و عينيه تلتمع بشئ لم تستطع مليكه فهمه لكنه بث الرعب بداخلها من حدته
=طبعاً هتقوليلى و نعتبر زى الاخوات مش كده...
هتفت بنفاذ صبر و هي تلوح نحوه بالصاعق
=ممكن تسبنى اكمل...
لا مش زى الاخوات لان عصام بيحبنى، من و انا في الثانوى كان بيحاول يقنعنى ان اتجوزه ولما رفضته اخر مره راح خطب بنت خالته و امبارح...
لتكمل و هي تمرر يدها المرتجفه في شعرها بارتباك.

=امبارح جه و كان بيحاول يقنعنى تانى انه بيحبنى و عايزنى و انه، و انه مستعد يسيب خطيبته علشانى...
تلملم نوح في وقفته شاعراً بالضيق ينتابه عند سماعه كلماتها تلك غمغم بهدوء يعاكس لما يثور بداخله
= و انتى رديتى عليه قولتيله ايه،؟!
اجابته مليكه بحده
=طبعاً رفضت...
لتكمل بغضب وعينيها تلتمع بشراسه
=هو انت فاكرنى ايه بالظبط.؟!
زفر بضيق بينما يقترب منها مما جعلها تنتفض و تتراجع الى الخلف بخوف تمد الصاعق نحوه.

=ارجع مكانك...
تجاهلها نوح متابعاً التقدم نحوها بعدم اكتراث قائلاً بهدوء مشيراً برأسه نحو الصاعق الذي بين يديها المرتجفه بوضوح
=ارمى يا مليكه اللعبه اللى في ايدك دى خالينا نعقد نتكلم و نتفاهم...
هتفت بغضب بينما تشدد يدها حول الصاعق بقوه كما لو كان طوق نجاتها الوحيد
=مفيش كلام ما بنا خلاص انا قولت اللى كان
المفروض يتقال، و اتفضل اطلع برا لو مش حابب ان اللعبه اللى في ايدى دى ما...

قاطعها نوح الذي اصبح يقف امامها مباشرة لا يبعد عنها سوا بوصات قليله
=لو فاكره ان اللعبه دى هي اللى هتحميكى منى تبقى غبيه، انا ممكن في اى لحظه اخدها منك و انتى وقت...

انتابها الذعر فور ان رأت يده تمتد نحوها محاولاً جذب الصاعق منها فلم تشعر الا و هي تضع الصاعق الكهربائى فوق معدته ضاغطه على الزر شعرت بالبروده تتسلل الى جسدها فور رؤيتها لشرارت الكهرباء تندلع من الجهاز و تضرب جسد نوح بقوة القت الصاعق بعيداً على الفور صارخه بفزع فور رؤيتها لنوح يسقط بالارض و جسده يهتز بشده.

سقطت مليكه على قدميها بجانبه منتحبه بشكل شبه هستيرى هاتفه باسمه بذعر عندما رأت جسده يسكن فجأه و عينيه نصف منغلقه
= نوووح، نوووح
اخذت تمرر يدها فوق وجهه و رأسه بلهفه شاعره بالضغط الذي بصدرها يهدد بسحق قلبها من شدة الالم اخذت تضرب خده بلطف محاوله افاقته لكنها شهقت منتحبه بحده اكثر من قبل عندما لم تجد استجابه منه.
نهضت مسرعه نحو هاتفها تبحث به بيدين مرتعشه لكى تتصل بطبيب كان صديق لوالدها.

هتفت بصوت مرتجف و هي لا زالت تنتحب فور ان وصل اليها صوت صديق والدها
=ايوه، يا عمو الحقنى فى. في واحد اضرب بالصاعق الكهربائى بالغلط و اغمى عليه...
قاطعها منير بهدوء
= اهدى يامليكه. و فهمينى براحه حالته عامله ازاى.؟!
همست مليكه و هي تتفحص نوح الذي لايزال ملقى فوق الارض و جسده يهتز بخفه
=جسمه بيرتعش و عينيه نص مفتوحه...
قاطعها حازم بهدوء
=الصاعق كام فولت.

امسكت مليكه الصاعق تتفحصه هتفت بهستربه وهي تبكى ملقيه بعحز الصاعق بالارض عندما فشلت بالمعرفه
=مش عارفه، مش عارفه
هتف منير بحده
=طيب اهدى يامليكه و براحه الصاعق كان على الدرجه الكام؟!
اجابتها مليكه سريعاً
=الاولى...
وصل اليها صوت صديق والدها المطمئن
=طيب متقلقيش هو هيفضل على حالته دى 5 او 10 دقايق بالكتير و هتلاقيه فاق بعدها كل اللى حصل ان الصاعق عمله شلل مؤقت في الحركه مش اكتر.

ليكمل بهدوء محاولاً الاطمئنان عليها
=الشخص ده مين يا مليكه،؟!
اجابته مليكه بارتباك
=عصام اخو رضوى صاحبتى كنا بنهزر و الهزار قلب بجد...
تمتم منير بلوم
=ادى اخرت الهزار البايخ المهم لو مفقش بعد 10 دقايق كلمينى على طول...
همهمت مليكه بالموافقه قبل ان تغلق معه لتزحف نحو نوح الذي لايزال الملقى فوق الارض هامسه باسمه بصوت مرتجف ضعيف بينما تمرر يدها بحنان فوق رأسه بينما تنتحب بصمت...

ظلت عينيها مسلطه فوق الساعه المعلقه بالحائط شاعره بكل ثانية تمر كما لو كانت عمر كامل.
لم تمر سوا دقيقتين و اخذ نوح يرفرف بجفنيه بينما تأوه منخفض يصدر من بين شفتيه انفجرت مليكه بالبكاء تتعالى شهقات بكاءها شاعرة بالراحه تتخللها فور رؤيتها له يتحرك.
نهض نوح ببطئ جالساً فوق الارض مدلكاً مؤخرة رأسه شاعراً بالألم يضرب بها انتبه اخيراً الى تلك الجالسه
تبكى بشهقات حاده بجانبه
همس بصوت اجش متعب
=مليكه،؟!

وضعت مليكه يدها فوق فمها تكتم شهقات بكائها تمتمت بصوت مرتجف ضعيف
=انا، انا اسفه و الله مكنتش اقصد...
قاطعها نوح مقترباً منها شاعراً بضعف غريب يستولي عليه عندما رأها بحالتها تلك فقد كان وجهها غارقاً بالدموع بينما وجهها الخلاب كساه الاحمرار من كثرة البكاء
=ششش. اهدى. اهدى يا مليكه
زفر بضيق قائلاً و هو يمرر يديه بحنان فوق وجنتيها يزيل دموعها العالقه بها
=انا اللى اسف يا مليكه...

ليكمل عندما رأى عينيها تتسع بصدمه
=انا غلطت في حقك ومفيش اى مبرر او عذر يبرر اللى انا عملته معاكى، بس اوعدك ان اللى حصل في المكتب النهارده عمره ما هيتكرر تانى...
همست مليكه و هي تشير نحو يده التي لا يزال يمررها فوق وجنتها بحنان بينما يتحدث
=ايدك...
اخفض يده بعيداً على الفور متمتماً بمرح محاولاً اغيظاتها لاخراجها من حالتها تلك و التخفيف عنها.

=افتكر كده بعد ماضربتنى بالصاعق كان في واحده عماله تعيط وكانت عماله تلعب في شعرى...
اخفضت مليكه رأسها بخجل و قد اصبح وجهها احمر كالجمر من شدة الخجل همست بارتباك
=انت كنت صاحى مش مغمى عليك،؟!
اومأ نوح برأسه قائلاً بهدوء وعينيه تتأمل احمرار خديها بشغف سلب عقله
= انا كنت شايف و سامع كل حاجه بس مكنتش قادر اتحكم في جسمى كنت زى المشلول...

ليكمل و هو يهز رأسه بحده محاولاً الخروج من حالته تلك بينما ينهض على قدميه بهدوء
=و الله و على اخر الزمن يا نوح يا الجنزورى تضرب مرتين و ورا بعض في يوم واحد...
رمقها من الاعلى للاسفل قبل ان يتمتم بصوت اجش و بريق غريب يلتمع بعينيه
=و من ايه، من واحده متجيش في طول ركبتى...
هتفت مليكه بحده
=انت اللى استفزتنى...

لتكمل بلهفه و هي تنهض على قدميها هي الاخرى عندما رأته ينهض ممرراً يده بخصلات شعره المبعثر محاولاً ترتيبه
=انت، انت رايح فين،؟!
اجابها بهدوء بينما يعدل من سترة بذلته
=همشى. كفايه اوى كده النهارده...
ليكمل بسخرية
=و لا تحبى نكمل و ندخل على مرحله المسدسات على طول...
قاطعته مليكه بلهفه متجاهلة سخريته تلك
=طيب انت كويس. حاسس باى حاجه وجعاك...
هز رأسه بالنفى متجاهلاً الألم الذي يضرب رأسه بعنف.

=انا تمام متقلقيش...
وقفت مليكه تمرر عينيها فوق جسده بقلق بينما يتجه نحو باب المنزل يفتحه مستعداً للمغادره تردد قليلاً قبل ان يلتف اليها قائلاً بصوت اجش يتخلله الندم
=عايزك تعرفى انى مندمتش في حياتى على حاجه قد ما ندمت على اللى عملته معاكى في المكتب النهارده. انا اسف يا مليكه...

لم تستطع مليكه النطق بحرف واحد شاعره بلسانها التصق بسقف حلقه بينما تراقبه و هو يغادر بصمت بعد ان ظل واقفاً يتطلع اليها عدة لحظات بعينين تلتمع شئ غامض جعل رجفه تمر بجسدها...
التوت قدميها اسفلها منا جعلها تنهار جالسه فوق الارض بتعب و خمول فور اغلاقه الباب.
دافنه رأسها بين يديها وكامل جسدها يرتجف بشده...
فى اليوم التالى...

كانت مليكه جالسه في المقعد الذي امام مكتب نوح بينما كان هذا الاخير جالساً يستند باسترخاء الى ظهر مقعده يملى عليها التعليمات التي اخذت مليكه بتسجلها بهدوء...
تركزت عينيه فوقها يتأمل باعجاب حاجبيها المنعقدين بتركيز و شعرها الاشقر الذي كان يحيط وجهها كهاله من الحرير الناعم ابتلع بصعوبه الغصه التي تشكلت بحلقه عندما رأها تضع طرف القلم بفمها بينما تفكر محاوله ترتيب مواعيده لهذا الاسبوع...

تلملم بمكانه دون راحه
قبل ان يتنحنح بحزم مبعداً عينيه عنها محاولاً التركيز على العمل الذي امامه...
غمغمت مليكه و هي تزيح بيدها شعرها المتناثر فوق عينيها خلف اذنها بضيق
=اجتماع مجلس الادارة تحب حضرتك يكون امتى.؟!
اجابها نوح بهدوء و هو يتهرب من النظر اليها متصنعاً الاهتمام بالملف الذي امامه
= بكره...
اومأت مليكه برأسها و هي تدون ذلك
القى امامها ملفاً قائلاً بحزم
=الملف ده تسلميه لشاكر المحلاوى في مكتبه.

اومأت له بصمت لكنها رفعت رأسها نحوه ناظره اليه بتساؤل عندما نطق اسمها بهدوء
=معاكى الصاعق الكهربائى،؟!
ضربت مليكه جبينها بكف يدها بارتباك
=نسيته في الصاله اصل بعد ما مشيت انا نم...
ابتلعت باقى جملتها عندما ادركت اخيراً انها قد باحت بالكثير كعادتها الحمقاء
كان نوح يراقب ارتباكها هذا باستمتاع غمغم بهدوء ماكر محاولاً اغيظتها
=اممم نستيه قولتيلى...

تصنع انه يحاول النهوض ببطئ من فوق مقعده مما جعل مليكه تهتف سريعاً و هي تراقب حركته تلك باعين متسعه بالترقب
=لا، لا افتكرت معايا، انا انا حطيته الصبح في الشنطه بس كنت ناسيه
نهض نوح ملتفاً حول مكتبه حتى اصبح يقف امامها.

جذبها من فوق مقعدها بهدوء حتى اصبحت تقف على قدميها ثم تراجع الى الخلف عدة خطوات مناحاً اياها مساحه كافيه حتى يبث الاطمئنان بداخلها مرر يده في شعره فاركاً اياه بحده قائلاً بغضب كان موجهاً لنفسه لما سبب لها من خوف
=مليكه، انا مش عايزك تخافى منى...
ليكمل و هو يزفر بضيق عندما رأى الخوف لايزال يملئ عينيها
=عايزك تطمنى اللى حصل امبارح عمره ما هيتكرر تانى سواء كان معاكى الصاعق او مكنش معاكى...

هزت مليكه رأسها ببطئ دون ان تجببه انحنت فوق المكتب متناوله الملف من فوقه قائله بارتباك بينما تتجه سريعاً نحو باب الغرفه
=ههروح، هروح اسلم الملف للأستاذ شاكر...
اومأ برأسه بصمت بينما يضع يديه بجيبى سرواله و عينيه منصبه بتركيز و اهتمام فوق تلك التي هربت من امامه سريعاً بخطوات مرتبكه.
بعد عدة دقائق...
دخل منتصر مكتب نوح بعد ان طرق الباب ليجد هذا الاخير كعادته يصب كامل اهتمامه على العمل الذي بين يديه...

جلس منتصر امامه قائلاً بهدوء
=اومال فين مليكه. مش باينه،؟!
رفع نوح رأسه بحده من فوق الملف الذي يتفحصه هاتفاً بغضب
=و انت عايز ايه من مليكه،؟!
اجابه منتصر بهدوء غير واعى للغضب الذي ينبثق من عين صديقه
=ابداً بس قلقت لما لقتها مش موجوده على مكتبها مش اكتر...
اغلق نوح الملف بحده مزمجراً من بين اسنانه بقسوة
=خير يا منتصر بيه و ياترى قلقت عليها ليه بقى،؟!
تنحنح منتصر قائلاً وهو يهز كتفيه.

=بصراحه انا شايف ان البنت دى عكس ما قولتلى عليها يعنى مؤدبه و محترمه مش البنت خالص اللى قولت عليها انها نصبت على راقيه هانم...

عقد نوح حاجبيه مفكراً فهو يعلم بان صديقه على حق فهذه الافكار بدأت ترواده مؤخراً هو الاخر فالفتاه التي من المفترض انها قامت بالنصب على زوجة والده كانت من المفترض ما ان تجد فرصه للاقتراب منه مثل ما حدث بالامس كانت سوف تتشبث بهذه الفرصه باظافرها و اسنانها و ليس رفضه و مقاومته حتى وصل بها الامر الى ضربه و صعقه ارتسمت ابتسامه فوق وجهه وهو يتذكر مظهرها الطفولى الذي خطف انفاسه عندما وقفت بمنتصف بهو منزلها وهي تتشبث بالصاعق بين يديها كما لو كان طوق نجاتها الوحيد الذي سوف تهزم به الوحش.

افاق نوح من افكاره تلك على صوت منتصر الذي كان يهتف
=ايييه، روحت فين،؟!
اجابه نوح متنحنحاً بهدوء
=ابداً، مفيش كنت بتقول ايه...
لكن قُطع كلماته صوت طرقات فوق الباب لتدلف بعدها مليكه تتهدا في فستانها الرمادى الذي خطف انفاسه منذ ان رأها به اول مره هذا الصباح فقد يلتصق بجسدها مظهراً جمال قوامها الخلاب افاق من تأمله لها على صوت صديقه و هو يهتف بحماس.

=مليييكه، فينك يا بنتى انا قولت انك طفشتى من الشركه لما لقيتك مش على مكتبك...
ليكمل منتصر باغاظه
=والله لو عملتيها ما هستغرب مش عارف انتى مستحمله اخينا ده ازاى.؟!
ضحكت مليكه بخفه مما جعل نوح يزمجر بغضب
=منتصر، اقفل بوقك ده شويه
اشار منتصر بيده فوق فمه كاشاره للصمت بينما يلتفت لمليكه غامزاً بعينيه بمرح لها مما جعل ابتسامه مليكه تتسع لكنها انتفضت في مكانها بفزع عندما صاح نوح بغضب ارعبها.

=ايه هنقضيها ضحك و مسخره و لا ايه...
ليكمل وهو يلقى اليها احدى الملفات
=الملف ده تطبيعه و تجهزيه علشان هيتوزع بكره على اعضاء مجلس الاداره و اعملى حسابك دى النسخه الوحيده الموجوده
تناولته مليكه بهدوء من امامه قبل ان تتمتم بحده
=اى اوامر تانيه،؟!
اجابها باقتضاب وهو يشير بحده نحو الباب
=لا، و يلا على مكتبك...
بعد خروج مليكه التفت اليه منتصر قائلا
=نوح براحه عليها شويه مش كده.

ضرب نوح بيده سطح مكتبه بحده صائحاً بغضب اهتز له ارجاء المكان
=و انت مالك، هتعملى فيها حامى الحمى لها و لا ايه...
توقف قليلاً متنفساً بعمق محاولاً تهدئت الغضب المشعل بصدره ولا يعلم سببه قبل ان يكمل.
=بقولك ايه يا منتصر، سيبنى لوحدى انا مش فاضى للرغى ده ورايا شغل كتير ولازم اخلصه
نهض منتصر قائلاً بحده
=ماشى سكت يا نوح، هروح اشوف انا كمان شغلى...

ثم التف مغادراً الغرفه بصمت تاركاً نوح غارقاً بافكاره التي كادت ان تأكله حياً...

فور خروج منتصر من مكتب نوح وجد مليكه جالسه خلف مكتبها ترتب اوراق الملف استعداداً لطباعته كما امرها نوح منذ قليل متمتمه بعدة كلمات غاضبه بصوت منخفض
=فاكر نفسه ايه ده انسان بارد، و قليل الذوق مش فالح غير في الزعيق و قلة الادب...
=مليكه،؟!
رفعت رأسها بحده عن الاوراق التي بين يديها لتصطدم نظراتها بنظرات منتصر.

الذى كان يقف امام مكتبها يتابعها و على وجهه ترتسم ابتسامه مرحه مما جعل وجنتيها تتخضب بحمرة الخجل فور ادراكها انه قد سمع كلماتها السابقه
=عارفه انتى بتفكرينى، بنادين اختى عامله زيك كده بالظبط لما بتتعصب من حد بتفضل تعقد تبرطم طول ما هو قاعد...
رفرفت مليكه عينيها بصدمه غير قادره على استيعاب كلماته لكن منتصر اخذ يكمل متجاهلاً الصدمه المرتسمه فوق وجهها.

يقص عليها بعض مواقفه مع شقيقته الصغرى تلك و سرعان ما اندمجت مليكه معه تستمع اليه باستمتاع وهي تعمل على الملف الذي بيدها اخذت تضحك بمرح على مواقفه مع شقيقته كما لم تضحك من قبل...
تنهد منتصر في نهاية اخر موقف قائلاً
=بصى يا مليكه انا يمكن معرفكيش بقالى كتير بس انا بعتبرك زى اختى الصغيرة بالظبط علشان كده لو احتجتى اى حاجه متتكسفيش منى.
ليكمل بمرح وهو يشير بيده بينما يتجه نحو الباب يستعد للمغادرة.

=اخوكى الكبير اها، بس مش الكبير اوى يعنى، خدى بالك...
ضحكت مليكه بخفه بينما تومأ له براسها وعلى وجهها ترتسم ابتسامه سعيده اخذت تتابعه بينما يغادر المكان التفت الى الملف تكمل طبعته...
قاطعها دخول عم محمد العامل المسئول عن توصيل الملفات بين الاقسام
=خير يا استاذه مليكه،؟!
ابتسمت له مليكه قائله بهدوء
=معلش يا عم محمد هتعبك
لتكمل و هي تمد يدها اليه بالملف الذي طلب نوح منها سابقاً ارساله الى قسم الحسابات.

=ممكن تودى الملف ده لقسم الحسابات
اومأ لها عم محمد مبتسماً ببشاشه كعادته
و فور ان غادر مكتبها التفت عائده الى طابعة الملف الذي بين يديها.
ظلت مليكه تعمل طوال النصف ساعه التاليه على طباعة الملف وفور انتهائها نهضت مسرعه لكى تسلمه الى نوح لكى يراه و يتأكد من خلوه من الاخطاء حتى تستطيع المغادرة فقد انتهى وقت عملها طرقت باب مكتبه ثم دلفت الى الداخل.

وضعت امامه نسخ الملف مما جعله يرفع رأسه عن الورق الذي كان يتفحصه متمتماً بحده
=ايه ده،؟!
اجابته مليكه ببرود بينما تنقل وزنها من قدم الى اخر بنفاذ صبر فهى تريد ان تغادر حتى تستطيع النوم فلم تنم الا نصف ساعه منذ ليلة امس
=الملف اللى حضرتك طلبت ان اطبعه،؟!
رفع رأسه متفحصاً اياها عدة لحظات قبل ان بهتف بحده لاذعه
=و جيبهولى هنا اعمل به ايه، المفروض انه هيتوزع بكره في اجتماع مجلس الاداره...

ليكمل و هو يشير بيده نحو الملفات بازدراء
=اتفضلى بسرعه شيليهم من هنا...
ضغطت مليكه فوق فكها بغضب محاوله السيطرة على رغبتها في الانفجار في وجهه اقتربت من مكتبه تنحنى متناوله الملفات من امامه و هي تمتم بحده
=والله عارفه انهم هيتوزعوا بكره على مجلس الاداره بس انا قولت حضرتك تشوفهم الاول...
لكنها ابتلعت باقى جملتها عندما هتف نوح بحده وعينيه مسلطه فوق الملفات التي بين يديها...
=ايه ده،؟!

اجابته مليكه سريعاً و هي تدير عينيها بنفاذ صبر
=لسه قايله لحضرتك ان دى الملفات اللى...
قاطعها نوح يهتف بغضب
=ملفات ايه، مش ده الملف اللى قولتلك تطبعيه
ليكمل و هو يجذب احدى الملفات التي تحملها فوق ذراعها يتفحصه
=ده الملف اللى قولتلك تبعتيه للمحاسبه...
هتفت مليكه وقد شحب وجهها بذعر
=نهار اسود انا شكلى بدلت بين الملفات...
صاح نوح بصوت حاد وقد احتقن وجهه بغضب مشتعل
=يعنى ايه بدلتى بين الملفات...

اجابته و هي تعطيه ظهرها ملتفه نحو باب المكتب تستعد للمغادره
=هروح اجيبه بسرعه قبل ما الموظفين يمشوا...
لكن تجمدت خطواتها فور سماعها صوت نوح الحاد وهو مزمجراً بغضب
=ارجعى مكانك، هو انا مش بكلمك، راحه فين...
التفت مليكه عائده الى مكانها مره اخرى امام مكتبه تهمس بصوت منخفض مرتجف وقد ارعبها مظهره الغاضب هذا
=الملف، هروح قسم الحسابات اجيبه...
قاطعها نوح وهو يزجرها بعينين تلتمعان بالقسوة.

=مفيش ملفات هتتجبيها...
ليكمل وهو يبحث باحدى ادراج مكتبه حتى عثر على ما يريده القاه نحوها قائلاً بقسوة
=دى المسوده بتاعت الملف مكتوبه بالايد اتفضلى على مكتبك اكتبيه على الكمبيوتر بعد كده تطبعيه...
اتسعت عينين مليكه بالرعب بينما تتفحص المسوده الضخمه التي القى بها اليها
غمغمت بصوت مضطرب
=بس، بس ده هياخد وقت طويل جداً انا بطيئه في الكتابه بعدين الملف في الحسابات ولسه فاضل 10 دقايق على انصراف المو...

قاطعها نوح بحده بينما يزجرها بغضب
=قولتلك هتكتبيه من الاول و جديد يعنى هتكتبيه...
ليكمل بخشونه و قسوة مرمقاً اياها بنظرات حاده عاصفه بينما اصوات ضحكها مع منتصر بالخارج الذي وصل حتى مكتبه لايزال صداه يتردد في اذنيه لا يعلم حتى الان كيف استطاع السيطرة على رغبته في الخروج اليهم و خنقهم بيديه
=علشان بعد كده تتعلمى تفوقى لشغلك بدل ما انتى مش فالحه غير في الكلام و الضحك و المسخره مع كل من هب و دب...

شعرت مليكه بنيران الغضب تندلع داخل جسدها فور سماعها كلماته المهينه تلك فهى لن تسمح له باهانتها اكثر من ذلك هتفت بشراسه و هي تلقى بغضب الملفات التي كانت بين يديها لتتناثر فوق الارض بعشوائيه
=انا مش هستحمل اهنتك ليا اكتر من كده، انا مستقيله و يولع شغلك على شركتك عليك انت شخصي...

لكنها توقفت عن تكملة جملتها تبتلع لعابها بذعر فور ان انتفض نوح ناهضاً يضرب يده بحده فوق سطح مكتبه و هو يزمجر بشراسه بثت الرعب بداخلها
=كلمه زياده و هدفنك مكانك، انا شكلى اتسهلت معاكى كتيى لدرجه خلتك تنسى انتى هنا ليه...
ليكمل بحده من بين اسنانه و قد اظلمت عيناه بقسوة
=انتى شغاله هنا علشان عينى تبقى عليكى...

اكمل ضاغطاً على كل كلمه من كلماته بحزم و قسوة كأنه يذكر نفسه وليس هي بحقيقتها التي اوشك على نسيانها
= لانك حراميه و نصابه، سرقتى فلوس ارض من جمعيه خيريه كان هيتبنى بها دار ايتام
شحب وجه مليكه فور سماعها كلماته تلك ضغطت فوق شفتيها بقوة محاوله كبت تلك الدموع التي على وشك الانهمار و فضح امرها فهى لا تريد ذل نفسها اكتر من ذلك امامه...
هتف بحده بينما يرمقها بازدراء.

=يعنى مش بمزاجك تقولى استقيل او مستقلش انتى فاهمه ولا تحبى الشرايط اللى بتبثت عملتك الوسخه تتسلم من بكره للبوليس و اهو اكون وقتها خلصت منك و من قرفك...
لم تجيبه مليكه و انحنت مليكه بصمت تجمع الملفات المتناثرة فوق الارض ثم التفت عائده بخطوات بطيئه متثاقله الى مكتبها.

لكن فور جلوسها فوق مقعدها انفجرت في بكاء مرير يمزق قلب من يسمعه لكنها اخذت تتنفس بعمق و هي تسرع بمسح الدموع العالقه فوق وجهها بحده خائفه من ان يراها على حالتها تلك فهى لن تتحمل منه اى اهانه اخرى.
ثم بدأت على الفور بكتابه المسوده على الكمبيوتر من جديد بصمت فقد كانت تعلم بانها سوف تتأخر هذه الليله بسبب كتابتها البطيئه...

ظلت تعمل على كتابه الملف حتى اصبحت الشركه خاليه تماماً فقد غادر الموظفين منذ عدة ساعات فالساعه الان الثامنه والنصف مساءً و لم تنتهى حتى الان بكتابه نصف الملف تنهدت بحنق ببنما تدلك عنقها بتعب عدة لحظات قبل ان تعود لصب اهتمامها مره اخرى على لوحة مفاتيح الكمبيوتر عندما رأت نوح يخرج من مكتبه وقف عدة ثوانى يتطلع اليها لكنها تجاهلته تماماً سمعته يزفر بغضب قبل ان يترك المكتب و يغادر للخارج.

شعرت بالارتباك و الخوف فور مغادرته فقد غادر هو الاخر تاركاً اياها بمفردها بالشركه و برغم وجود افراد الامن الا ان هذا لم يطمئنها اخذت تضرب بسرعه فوق لوحة المفاتيح محاوله الانتهاء سريعاً لكن ذلك لم يفلح معها فقد تسببت سرعتها باخطاء كثيرة بكتابتها عادت مره اخرى الى البطئ بكتابتها فهذه الاخطاء لن يتهاون بها ابداً...

شعرت بالارتباح فور رؤيتها لنوح يعود للمكتب مرة اخرى بعد مرور ربع ساعه وهو يحمل بيده حقيبه وضعها فوق مكتبها قائلاً بهدوء يعاكس ثورته السابقه بمكتبه
= طلبت اكل و طلبتلك معايا...
استمرت مليكه بعملها دون ان تجيبه تصب اهتمامها على لوحه المفاتيح التي امامها متجاهله اياه ليزفر بضيق متمتماً بكلمات غاضبه قبل ان يتركها ويعود الى مكتبه بخطوات مشتعله.

برغم الجوع الشديد الذي تشعر به الا انها لم تقترب من حقيبة الطعام التي اتى بها رافضه ان تتناول شئ منه كما لو كان يلقى اليها صدقه...
بعد مرور عدة ساعات...
خرج نوح من مكتبه لكى يطمئن عليها متحججاً لنفسه بانه يريد فقط ان يتأكد من انها تقوم بعملها كما امرها.

لكنه تجمد مكانه فور ان وقعت عينيه عليها نائمه يستند رأسها بتعب الى ظهر مقعدها سب نفسه بغضب فقد تجاوز الوقت منتصف الليل فما الذي كان يتوقعه منها وهي تعمل منذ اكثر من 16 ساعه توجه على الفور نحوها يهم بايقاظها لكن بدلاً من ذلك لم يشعر بنفسه الا و هو يقترب منها بخطوات بطيئه وعينيه منصبه بانبهار فوق وجهها الملائكى الخلاب جلس على عقبيه بجانب مقعدها متأملاً رموشها الكثيفه التي تلقى ظلال رائعه فوق وجنتيها و احمرار انفها الدقيق بينما شعرها الحريرى يحيط وجهها كستار من الحرير الاشقر...

شعر باصابعه تتأكله حتى يبعد الشعر الذي يغطى باغراء نصف وجهها زفر ببطى مقاوماً رغبته تلك ممرراً يده بشعره يعبث به بغضب قبل ان ينهض مبتعداً عنها.
تنحنح قبل ان يتمتم بهدوء اسمها عدة مرات لكنها لم تستجيب له مما جعله يهتف به بصوت اعلى هذه المره
=مليييكه...

انتفضت بمكانها مستيقظه على الفور ترفرف جفنيها عده مرات محاوله استيعاب ما يدور حولها لكنها اعتدلت في جلستها ممرره يدها بشعرها ترجعه الى الخلف وقد احمر وجهها بخجل فور ادراكها انها سقطت بالنوم اثناء عملها و انه رأها نائمه.
همست بصوت مرتجف وهي تلتفت نحو الكمبيوتر
=معلش نمت غصب عنى، هكمل على طول اهو...
قاطعها نوح قائلاً بهدوء
=لا كفايه كده النهارده تقدرى تروحى...
غمغمت مليكه باحراج بسبب بطئها بالكتابه.

=بس لسه 10 ورقات مخلصوش و الاجتماع بكره الساعه 10...
=ابقى صوريهم من الملف اللى في قسم المحاسبه.
قاطعها نوح و هو يعود لمكتبه لكى يجهز اشياءه مستعداً للمغادرة و توصيلها في طريقه فهو لا ينوى بتركها تغادر بمفردها بهذا الوقت المتأخر...

وقفت مليكه ببطئ تعدل من ملابسها متناوله حقيبتها تستعد للمغادرة عندما شاهدت نوح من خلال باب مكتبه المنفتح على مصراعيه يجهز اشياءه لتعلم بانه سوف يغادر هو الاخر لتسرع بالمغادرة قبله فهى لا ترغب بركوب المصعد معه فهى لن تحتمل قربه منها بهذا الشكل...

بعد عدة دقائق...

كانت مليكه تمشى بخطوات سريعه فوق ارضية موقف السيارات الخاص بالشركه لكى تستطيع العبور للجهه الاخرى من الطريق حتى توقف سياره اجره لكن تجمدت خطواتها فور ان رأت مجموعه من الرجال واقفين يرمقونها بنظرات وقحه. يلقون عليها كلمات بذيئه قذره مدت مليكه يدها داخل حقيبتها تبحث عن الصاعق الكهربائى الذي تحمله معها دائماً لتتذكر انها قد نسته في شقتها بعد ان اخرجته ليلة امس لتهديد نوح به. تراجعت للخلف بذعر عندما رأت احدى هؤلاء الرجال يتحرك من مكانه و يتجه نحوها هاتفاً بنبره تمتلئ بالشهوة و السخريه.

=اييييه يا جميل هتفضلى واقفه عندك كده كتير، تعالى واحنا هنظ...

لم تنتطر لسماع باقى جملته اسرعت بالالتفاف و الركض سريعاً نحو الشركه مرة اخرى. لكن اثناء ركضها تعثرت باحدى الاحجار التي لم تنتبه لها مما جعل قدمها تلتوى اسفلها بقسوة، نهضت سريعاً تواصل الركض تتبع طريقها نحو الشركه عارجه بقدمها المصابه التي كان الالم يفتك بها لكنها لم تهتم ادارت رأسها للخلف محاوله معرفة ما اذا كان ذلك الرجل لا يزال يتبعها...

لكن انطلقت صرخة فازعه منها عندما اصطدمت بقوة باحدى الاشخاص الذي لم تنتبه اليه اثناء ركضها مما جعلها تكاد تسقط على الارض لكن جاءت يدين قوية تتمسك بكتفيها مثبته اياها في مكانها بحزم مانعاً اياها من السقوط تراجعت مليكه للخلف بذعر محاوله الافلات من قبضه ذاك الغريب و صرخه من الخوف تكاد تفلت منها لكن فور ادراكها ان الشخص الذي اصطدمت به ليس الا نوح الذي تشددت يديه فوق ذراعيها محاولاً تثبيت هاتفاً بقلق بعد ان لاحظ وجهها الشاحب وجسدها الذي يرتجف بين يديه.

= بتجرى كده ليه. حصل ايه؟!
اجابته مليكه بصوت مرتجف ضعيف بينما تكافح لالتقاط انفاسها بصعوبه
=مم، مفيش في حاجه...
تراجعت الى الخلف بعيداً عن جسده الذي كان يحاصرها مما جعل يديه تسقط بجانبه
اكملت بصوت منخفض وهي تشير نحو الطريق السريع الذي بالاتجاه الاخر من موقف سيارات الشركه
=انا، انا كنت بدور على تاكسى و...

لتكمل بتردد فليس امامها خيار سوا هذا فهى لن تخاطر بالعبور من هذا الطريق مره اخرى حتى تعثر على سياره اجره...
=هو، هو انت ممكن توصلنى لحد اى مكان لو حتى قريب من هنا وانا و انا هبقى اشوف تاكسى لان مفيش تاكسيات في الوقت ده
وقف نوح ينظر بشك الى الطريق الذي كان خلفها فقد كانت سيارات الاجرة تملئ الاتجاه الاخر من الطريق ليعلم بانها تخفى شيئاً ما...
اقترب منها بهدوء محاولاً الفهم منها
=مليكه...

همهمت مجيبه اياه ممرره يدها المرتجفه فوق شعرها بارتباك بينما تنقل ثقل جسدها الى قدمها السليمه حيث كان الالم بقدمها لا يطاق
=ايه اللى وحصل،؟!
ليكمل بحده مشيراً بيده بتحذير عندما همت مليكه بفتح فمها محاوله اجابته بعد ان اخذ عقلها يبحث سريعاً عن حجه يصدقها
=متحاوليش تكدبى ايه حصل وخلى، وشك يتخطف وجسمك يرتعش بالشكل ده...

اخفضت مليكه عينيها للاسفل فهى لن تستطيع اخباره حتى لا يسخر منها فهى تعلم بانه لن يصدقها خاصة بعد اتهامته لها الاخيره
رفعت رأسها تهتف سريعاً بعد ان وقعت عينيها فوق قدمها المصابه
=اصل انا وقعت...
غمغم نوح متفحصاً وجهها و شفتيها المرتجفتين بشك
=وقعتى،؟!
اومأت رأسها وهي تكمل سريعاً
=اتكعبلت في حجر و وقعت والدنيا كانت ضلمه وانا بخاف من الضلمه...

اخذ نوح يمرر عينيه فوق جسدها يتفحصه بقلق بحثاً عن اى ضرر قد اصابها
=حصلك حاجه،؟!
هزت مليكه رأسها بالنفى ما جعله يزفر بارتياح قبل ان يتمتم بهدوء و هو يتفحصها بعينين دقيقه ثاقبه فقد كان يعلم بان هناك شئ اخر سبب لها الذعر المرتسم بعينيها
=غيره...
عقدت مليكه حاجبيها بعدم فهم
=غيره ايه؟!
اشار نوح باصبعه الى وجهها الشاحب
=ايه حصل غير انك وقعتى، و كنت بتجرى ليه بالشكل ده؟!
اجابته مليكه بارتباك.

=مم. مفيش حاجه تانيه حصلت علشان اقولها، لكنها ابتلعت باقى جملتها تراقبه باعين متسعه بالذعر و هو يتحرك من مكانه يتجه نحو داخل موقف السيارات متجاوزاً اياها. قبضت على ذراعه سريعاً هاتفه بخوف
=انت، انت رايح فين؟!
اجابها بهدوء و عينيه مسلطه فوق يدها التي تتشبث بذراعه
=هروح اشوف اللى مخوفك اوى كده و مخليكى واقفه مش على بعضك...
شحب وجه مليكه اكثر من قبل فهى لايمكنها جعله يذهب الى الداخل.

فهؤلاء الرجال لايزالون بالداخل يتناولون المخدرات مما قد يتسببوا له بالاذى
=بلاش، بلاش تروح هناك...
اقترب منها مرة اخرى هامساً بصوت لاذع وعينيه تلتمع بحده
=ليه،؟!
لم تجد مليكه حل امامها سوا ان تخبره بما حدث بدأت تخبر بكل ما حدث كان هو يستمع اليها شاعراً بالغضب يغلى بعروقه اشتعلت عينيه بالقسوة هاتفاً بشراسه
=و لاد ال، دول بيعملوا اى هنا. و فين الامن المسئولين عن البركينج...

ليكمل واضعاً يده فوق مرفقها يحثها على التحرك معه نحو سيارته التي كانت مصفوفه بالقرب منهم
=تعالى...
صرخت مليكه متألمه عندما حاولت التحرك فقد اصبح الالم بها لا يطاق قضب نوح حاجبيه فور سماعه صرختها تلك تمتم بلهفه وهو يمرر عينيه بقلق فوق جسدها
=مالك في ايه،؟
همست مليكه بصوت ضعيف مرتجف
=رجلى اتلوت وانا كنت بجرى...
انحنى على عقبيه امامها فور سماعه كلماتها تلك متناولاً قدمها بين يديه.

همست بصوت مرتجف واضعه يدها فوق كتفه تستند عليه حتى تضبط من توازنها
=انت. انت بتعمل ايه.؟!
صدرت منها شهقه منخفضه عندما شعرت بلمسة اصابعه فوق قدمها والتي اثارت بها مشاعر جعلت قلبها ينبض بقوة اخذ يتفحص قدمها برقه محاولاً التأكد من انه لا يوجد كسر بعظامها
نهض بعد ان ترك قدمها اخيراً متمتماً بوجه مقتضب
=مفيش كسر، متخفيش
صرخت مليكه فازعه عندما انحنى نحوها بصمت حاملاً اياها بين ذراعيه بسهوله صاحت مليكه.

=انت، انت بتعمل ايه نزلنى.؟!
لم يجيبها نوح واتجه بخطوات سريعه واثقه كما لو كان وزنها لا يمثل شيئاً بالنسبه اليه فتح باب سيارته ثم وضعها بالمقعد الخلفى
تراجعت مليكه للخلف فوق مقعد السياره عندما وجدت وجهه لا يبعد عنها سوا بوصات قليله شاعره بانفاسه الحاره ترتطم بوجهها مما جعلهت تحبس انفاسها
=خاليكى هنا اوعى تتحركى من مكانك، محمود السواق 5 دقايق و هيبقى معاكى.

ثم خرج من السياره مره اخرى موصداً ابوابها جيداً بالقفل الالكترونى.
فتحت زجاج السياره تهتف بلهفه فور ان رأته يبتعد عن السياره نحو المكان الذي كان يقف به هؤلاء الرجال
=نوووح...
تجمدت خطواتهعن الحركه فور سماعه لها التف نحوها مقضب الحاجبين مما جعل وجنتيها تشتعل بالخجل مدركه على فور ذلة لسانها
=اق. اقصد نوح بيه...
لتكمل سريعاً
=انت رايح فين.؟!
هتف بحده عندما رأها تحاول فتح باب السيارة الموصد.

=قولتلك خاليكى مكانك و متتحركيش
ثم اكمل طريقه بصمت دةن ان يعطى اهتمام لصراخها الحاد باسمه...
بعد مرور عدة دقائق...
كانت مليكه تستند الى ظهر المقعد تراقب بعينين نصف مغلقه محمود السائق الخاص بنوح الذي كان واقفاً بالخارج يستند على اطار السيارة الامامى فتحت مليكه الزجاج
=محمود...
التف اليها مجيباّ اياها
=ايوة يا مليكه،؟!
تمتمت مليكه بارتباك
=هو نوح بيه راح فين...

اجابها محمود بهدوء بينما ينفث دخان سيجارته التي بيده
=شكل في عيال حراميه في البركينج من جوا و نوح باشا و الامن راحوا يشوفوا الحكايه دى.
ليكمل بسخريه و هو يرمقها بنظرات ذات معنى
=و امرنى افضل مستنى قدام العربيه ومدخلهاش الا لما هو يجى...
اغلقت مليكه سريعاً زجاج السيارة شاعره بالدماء تندفع الى خديها من شده الخجل ففيما سوف يفكر بها الان...
بعد مرور نصف ساعه...

شاهدت مليكه نوح يتجه نحو السياره و يتبعه عدة رجال من افراد الامن وقف يتحدث اليهم و على وجهه تعبير حاد مظلم تبينت مليكه من التعبير الذي ارتسم فوق وجوه هؤلاء الرجال انهم يتعرضون للتوبيخ من قبله اعتدلت في جلستها عندما رأته يتجه نحو السيارة مشيراً برأسه بصمت لمحمود بينما يصعد بجانبها بالسياره التف اليها قائلاً باقتضاب
=مكنش في حد، الامن قلب البركينج كله
همست مليكه بصوت مرنجف
=اكيد، اكيد مشوا.

اومأ لها برأسه قائلاً
=شددت الحراسه حاولين الشركه علشان المهزله دى متكررش تانى...
ليكمل و عينيه مسلطه بتركيز فوق ساقها
=رجلك عامله ايه، تحبى اخدك و نروح المستشفى
هزت مليكه رأسها سريعاً قائله
=لا، لا انا، انا بقيت كويسه
ظل عدة لحظات يرمقها بنظرات تملئها الشك قبل ان يلتف الى السائق ويعطيه عنوان منزلها...

قضوا طوال الطريق صامتين حتى سقطت بالنوم ظل نوح جالساً بمكانه يتأمل بضيق الارهاق والتعب المرتسم فوق وجهها...
استيقظت مليكه عندما شعرت بيد تهزها بلطف فتحت عينيها ببطئ مما جعل نوح يحبس انفاسه فور ان رأى جمال حدقتيها الفيروزيه هز رأسه بقوه متمتماً بحده
=وصلنا...

اعتدلت مليكه في جلستها ترفرف بعينيها عده مرات حتى تستوعب ما حولها لترى ان السيارة تقف امام العمارة التي تسكن بها تناولت حقيبتها تستعد لفتح الباب شاكره اياه بصوت ناعس منخفض قبض فوق ذراعها متمتماً بتردد
=هتقدرى تمشى على رجلك.؟!
هزت رأسها مجيبه اياه سريعاً و هي تفتح باب السياره غير راغبه بمساعدته لها اكثر من ذلك
=اها، رجلى بقت كويسه تمام الحمد لله.

اومأ رأسه بصمت منفضاً القلق الذي انتابه بعيداً مذكراً نفسه بان هذا ليس من شأنه فاذا اكدت انها بخير فاذن هي بخير ترجلت مليكه من السيارة ببطئ ضغطت على شفتيها بقوة محاوله كتم صرخة الالم التي كادت ان تنلفت منها فور ان لمست قدمها الارض فقد شعرت بالم حاد يضرب بها لكنها تحاملت على نفسها و اخذت تخطو ببطئ لكن قدمها لم تستطع حملها اكثر من ذلك لتنهار اسفلها مما جعلها تسقط بقوه فوق الارض الترابيه و هي تصرخ متألمه...

انتفض نوح مغادراً السياره فور رؤيته لها تسقط فوق الارض بقسوه اقترب منها رافعاً وجهها المنحنى اليه قائلاً بلهفه
=مليكه، كويسه. حصلك حاجه؟!
ابتلع باقى جملته عندما رفعت رأسها اليه و رأى الدموع التي تغرق وجهها شعر بقبضه حاده تعتصر قلبه مرر يده فوق وجنتيها مزيلاً دموعها تلك برقه غمغم بصوت مبحوح يملئه القلق
=تعالى هنروح المستشفى...
هتفت مليكه بذعر و هي تتراجع للخلف بعيداً عن يده التي لازالت تضم وجهها.

=لا، انا. انا كويسه
زفر نوح بضيق متمتماً بنفاذ صبر
=لازم تروحى المستشفى علشان نطمن ان مفيش كسر...
قاطعته مليكه بصوت منتحب فهى تكره المستشفيات فقد امضت بها اكثر من نصف عمرها بسبب مرض والدها
=بلاش علشان خاطرى، انا. انا و الله كويسه
لاحظ نوح الخوف والذعر المرتسمان فوق ملامح وجهها الخلاب مما جعله يستسلم لها اخيراً فسوف يأخذها الى منزلها و من هناك سوف يتصل بالطبيب ليأتى و يفحصها...

وضع يده اسفل ساقيه واخرى حول خصرها ثم رفعها بين ذراعيه بسهوله متجاهلاً صرختها المحتجه صعد بها درج عمارتها بخفه حتى وقف امام باب شقتها تناول منها المفتاح بصبر بعد ان فشلت في فتح الباب عدة مرات خطا نوح داخل شقتها فور ان فتح بابه اتجه نحو الاريكه واضعاً اياها برفق فوقها
متمتماً بصرامه عندما حاولت النهوض معترضه واضعاً وساده اسفل قدمها المصابه
=ايه اللى انتى مش فاهماه في كلمه متتحركيش مش فاهم.

لم ينتظر اجابتها و اتجه نحو مطبخها لجلب بعض قطع الثلج حتى يضعه فوق قدمها المصابه بينما يبحث عن اسم الطبيب في هاتفه.
لكنه خرج من المطبخ سريعاً فور ان سمع صوت طرقات متتاليه حاده فوق باب منزلها يكاد الباب يسقط من قوتها، وصوت امرأه بالخارج تصيح بهستريه
=افتحى، افتحى يا وسخه يافاجره يا بتاعت الرجاااااله افتحى...
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
اتجه نوح نحو مطبخها لكى يجلب بعض قطع الثلج حتى يضعها فوق قدمها المصابه بينما يبحث في ذات الوقت عن رقم الطبيب في هاتفه
لكن جذب انتباهه صوت طرقات متتاليه حاده فوق باب منزلها يكاد الباب يسقط من قوتها، و صوت امرأه تصيح بحده
=افتحى، افتحى يا وسخه يا بتاعت الرجاااااله افتحى...

القى نوح هاتفه فوق طاوله المطبخ مهرولاً للخارج باحثاً عن مليكه ليجد الاريكه التي تركها مستلقيه عليها فارغه انتبه الى الضجه الاتيه من الخارج اتجه نحو باب المنزل ليجده مفتوحاً على مصراعيه و هناك عدة رجال و امرأه يقفون بمدخل الشقه يحاصرون مليكه التي كانت تحاول نزع ايديهم عنها شعر نوح بالدماء تغلى في عروقه فور رؤيته لهذا المشهد...
صاحت المرأه بحده ما ان رأته واقفاً.

=شوفتواااا اهووو راجل في بيتها و في نصاص الليالى الفاجرة زى ما قولتلكوا و مش اول مره يجيلها لا ده ك...
قاطعها نوح بصوت حاد صارم اخرسها على الفور بينما عينيه مسلطه فوق مليكه التي كانت واقفه بينهم بجسد مرتجف و وجه شاحب كشحوب الاموات
= ايه يا ست انتى، ايه الدوشه اللى انتى عاملها دى.

ارتبك وجه ازهار فور سماعها نبرته الحاده تلك اخذت تتفحصه باعين ثاقبه قلقه لتعلم على الفور من مظهره و هالة القوة التي تحيطه بانه ليس شخصاً عادياً بلا من اثرياء البلد مما جعلها تغلق فمها عما كانت تنوى قوله على الفور...
صاح احدى الرجال الواقفين
=انت بتعمل ايه هنا، دى مش اول مره نشوفك فيها هنا في شقتها...

هم نوح بالرد عليه لكن جذب انتباهه صرخه الالم التي صدرت عن مليكه التفت اليها على الفور ممرراً عينيه عليها بقلق اهتز جسده بعنف من شده الغضب فور رؤيته لاحدى الرجال يقوم بلوى ذراعها خلف ظهرها بقسوة بينما هي تقاومه محاوله الابتعاد عنه اندفع نحوه على الفور يسدد له لكمه قويه بوجهه كادت ان تطيح برأسه مسقطه اياه بقوه على الارض مما جعل باقى الرجال يتراجعون الى الخلف بخوف.

لف ذراعه حول خصر مليكه جاذباً اياها بجانبه محيطاً جسدها المرتجف بذراعيه بحمايه صائحاً بشراسة بالجمع الواقف
=من الاخر كده انتوا عايزين ايه بالظبط،؟!
اجابه احدى الرجال الواقفين بغضب
=مبقالهاش 3 شهور ساكنه هنا معانا في العماره و نجستلنا المكان بوساختها و احنا بقى لازم نربيها و نعرفها ان الله حق...

انهى الرجل كلماته تلك و هو يهم بالاقتراب من مليكه محاولاً جذبها من بين ذراعى نوح الذي كان واقفاً بجسد يشتعل الغضب بداخله كبركان على وشك الانفجار قبض نوح من ذراعه بقوه دافعاً اياه بحده للخلف صائحاً بشراسه بث الرعب بداخل جميع الواقفين
=لو فكر اى حد فيكوا بس يلمس شعره واحده منها انا همحيه من على وش الدنيا...

شحب وجه الرجل فور سماعه تهديد نوح ذلك مدركاً بانه امام احدى الشخصيات الهامه بالبلد هتف بصوت مرتبك
=يا، يا باشا مشكلتنا مش معاك انت، اتفضل امشى و احنا هنتصرف معها...
تشبثت مليكه بقميص نوح فور سماعها تلك الكلمات مسترجيه اياه بصمت الا يتركها و يذهب تخبئ وجهها في صدره بخوف كأنه طوق نجاتها الوحيد بينما جسدها ينتفض بقوه.
صاحت ازهار جارتها بغل وحقد فور رؤيته لهذا المشهد.

=شوفوا الفاجره بتتحمى فيه ازاى قدامنا ولا كأننا...
قاطعها نوح مزمجراً بشراسه ارعبتها جعلتها تتراجع الى الخلف بذعر
=اقفلى بوقك يا ست انتى مش عايز اسمعلك نفس، فاهمه
هتف احدى الرجال بقسوة
=بقولك ايه يا باشا علشان نخلص من الليله دى انت شكلك راجل محترم والغلط اصلاً مش عليك الغلط على اللى قلبت شقتها ل، ياريت حضرتك تمشى و احنا هنتصرف معها...

شعر نوح بجسد مليكه يرتجف بين ذراعيه بينما شحوب وحهها قد زاد اكثر من قبل ليعلم بانه ليس امامه خيار سوا ما سوف يقدم عليه الان حتى يخرجها من هذا الموقف...
ربت بحنان فوق ظهرها محاولاً تهدئتها و بث بعض الاطمئنان بداخلها قبل ان يلتف للاخرين قائلاً بهدوء و ثبات بعكس ما يثور بداخله
=مليكه تبقى خطيبتى. و كلها شهر بالكتير و هنتجوز...

رفعت مليكه رأسها بصدمه تنظر اليه بعينين متسائله يملئها الذعر. اومأ لها برأسه بصمت مطمئناً اياها...
صاح الرجل بصدمه
=خطيبتك،؟!
ليكمل الرجل بشك
=خطيبتك ازاى يا باشا معلش فهمنى،؟!
صاح نوح بحده و قد ضربته فكره جعلت النيران تشتعل بصدره
= ايوه خطيبتى، ايه كنت شوفت رجاله بتطلع عندها غيرى، مثلاً؟!
اجابه الرجل سريعاً بخوف.

=لا يا باشا ابداً احنا ما شوفناش غير حضرتك جيتلها 3 مرات قبل كده وكنت بتفضل قاعد عندها مده قولنا يمكن قريب لها لكن متوصلش انك يعنى تطلع بها الشقه وانت لامؤاخذه شيلها وفي نصاص الليالى...
اطلق نوح زفرة ارتياح قبل ان يجيبه بهدوء محاولاً تفسير الامر
=خطيبتى رجلها اتلوت و اضطريت اشيلها علشان اطلعها شقتها ولو كنتوا اتاخرتوا 10 دقايق بس كنتوا هتشوفوا الدكتور وهو طالع هنا...
غمغم الرجل بحرج.

=الف سلامه عليها يا باشا و احنا...
ليكمل بينما عينيع تسلطت على مليكه التي كانت لازالت تخفى وجهها في صدر نوح بخوف
=معلش يا ست مليكه مكناش...
قاطعه نوح بحده بينما يشدد قبضته من حول مليكه بحمايه
=كلامك يبقى معايا...
اومأ الرجل برأسه بينما يبتلع لعابه بخوف
=عارف انك ليك حق يا باشا تزعل بس...
صاحت ازهار بغل مقاطعه اياه
=جرى ايه يا ابو احمد انت هتصدق الكلام الخايب ده برضو، دى شكلها تمثليه.

جز نوح على اسنانه بغضب محاولاً الا يندفع نحوها و يقبض على رقبتها بيده.
همهم احد الرجال الاخرين
=الست ازهار عندها حق يا ابو احمد احنا ايه يضمن لنا انه خطيبها بجد اييييه هنعلق اريال على اخر الزمن يا رجاله...
هتف نوح بحده مقاطعاً اياه
=وايه اللى يثبتلكوا انها خطيبتى...
اجابه ابو احمد بهدوء.

=بص يا باشا انت لسه قايل انكوا هتتجوزوا بعد شهر، انت تكتب على الست مليكه دلوقتى و قدامنا علشان نحافظ على شكلنا قدام الناس اللى في المنطقه...
هتف نوح بغضب
=اتجوزها دلوقتى ازاى انت مش ملاحظ ان احنا داخلين على الفجر...
اجابه ابو احمد بهدوء وهو يشير نحو احدى الرجال الواقفين بجانبه
=متقلقش الشيخ
رفعت مأذون و هيكتب الكتاب لكم دلوقتى...
ليكمل ابو احمد.

=لا مؤاخذه يا باشا بس احنا لازم نعمل كده علشان نحافظ على شكلنا قدام اهل بيتنا و الا نبقى لامؤاخذه اريال و كده كده انتوا كنتوا ناويين تتجوزوا بعد شهر يعنى مفرقتش حاجه...
اجابه نوح وهو يومأ برأسه بهدوء
=تمام. خلى الشيخ رفعت يجيب دفتره علشان نكتب الكتاب...
رفعت مليكه رأسها من فوق قميصه هامسه بصدمه
=نوح انت بتقول ايه...

لكنها توقفت عن تكملة جملتها تبتلع لعابها بخوف فور ان حدقها نوح بنظرة حادة اخرستها على الفور فقد كانت تعلم بانه لا يوجد امامهم حل سوا الموافقه على هذا الزواج الا اذا ارادته ان يتركها بمفردها تواجه مصيرها مع هؤلاء الرجال...

بعد مرور ساعه.
كان نوح جالساً بغرفة الاستقبال بمنزل مليكه و يجاوره كلاً من ابو احمد و المأذون الذي انهى عقد قرانه على مليكه...
زفر نوح بضيق بينما ينتظر مليكه تنتهى من توضيب اشيائها حتى يأخذها معه. اعطى بطاقته الخاصه بالعمل الى المأذون قائلاً بهدوء يعاكس ما يثور بداخله
=ده الكارت بتاعى ياريت اول ما ورق الجواز يطلع تعرفنى.

اجابه الشيخ رفعت و هو يتفحص البطاقه التي بين يديه بذهول معطياً اياها الى ابو احمد الذي غمغم بارتباك فور تعرفه على اسم نوح.
=انا، انا مش عايزك تزعل مننا يا نوح باشا ولا الست مليكه تزعل مننا بس انت عارف ان احنا في حته شعبيه بس الست مليكه تقدرى دلوقتى تعيش هنا براحتها و محد...
قاطعه نوح بصرامه
=مليكه معتش لها قاعد هنا...
ثم تناول هاتفه متصلاً بسائقه الذي لا يزال ينتظره بالاسفل.

=محمود روح انت و سيب العربيه مكانها و خد تاكسى او اى حاجه توصلك...
ثم اغلق الهاتف ينتفض واقفاً فور ان رأى مليكه تدخل الغرفه و هي تجر بين يديها حقيبة ملابسها بينما تعرج بقدمها المصابه و الالم مرتسم فوق وجهها. اسرع نوح نحوها على الفور متناولاً منها الحقيبه يحملها عنها بينما يلف يده حول خصرها مساعداً اياها على التحرك معه خارج شقتها...

ظلوا طوال الطريق في سيارته صامتين كان جسد مليكه لا يزال يرتجف فهى لا يمكنها حتى الان ان تصدق ما حدث فقد كانت تعلم بان جارتها ازهار تكرهها و كانت تضايقها كثيراً عند رؤيتها لها لكنها لم تتخيل ان يصل بها الامر الى طعنها في شرفها و اثارت غضب باقى السكان ضدها...
القت بطرف عينيها نظرة خاطفه نحو نوح الذي كان يقود السياره بوجه قاتم مقتضب حاد زوجها اخذت تلك الكلمه تتردد في عقلها كما لو كانت تعويذه.

احقاً اصبح نوح زوجها، لا تعلم اتفرح ام تبكى على حظها العثر فقد ظلت تحلم بهذا طوال السنه الماضيه اى منذ اللحظه التي اصطدمت به ببهو شركته و اصبحت غارقه في حبه...
كانت تحبه و تحلم بان يكون لها رغم علمها استحالة ذلك فقد كان بالنسبه اليها كنجم بالسماء لن تستطع الوصول اليه او لمسه مطلقاً، 0
لكن كان للقدر كلمه اخرى فبيوم و ليلة اصبح زوجها...

سخرت مليكه من نفسها اصدقت حقاً التمثليه التي قاموا بها منذ قليل يجب ان تعلم جيداً بانها بالنسبه اليه ليست سوا لصه حقيره قامت بسرقة الاموال الخاصه ببناء دار الايتام يحتقرها كما لم يحتقر احد من قبل في حياته خرجت من افكارها تلك محاوله التركيز على الواقع الذي تعيش به تنحنحت قبل ان تهمس بصوت ضعيف منخفض
=هو احنا رايحين فين،؟!

لم يجيبها و ظلت عينيه منصبه فوق الطريق الذي امامه لكنها لاحظت يده التي اشتدت فوق المقود بقسوه حتى ابيضت مفاصل يده مما دل انه على حافة الغضب ويحاول السيطره على نفسه لذا فضلت الصمت حتى لا تفقده سيطرته تلك...
اوقف السيارة اخيراً امام احدى البنيات السكنيه الفاخره شاهقة الارتفاع غمغم بحده قبل ان يدلف من السيارة
=انزلى...

نزلت مليكه من السيارة ببطئ محاوله عدم الضغط على قدمها المصابه بينما تراقب افراد الامن يهرولون لاستقبال نوح باحترام و حفاوه كما لو كانوا يستقبلون رئيس دولة ما...
اتجه احدهم نحو السياره مخرجاً منها حقيبة ملابسها اخذت مليكه عدة خطوات ببطئ نحو نوح الذي كان واقفاً بعيداً بجمود يراقب معانتها في الحركه ببرود كما لو ان الامر لا يعنيه.

اسرع احدى رجال الامن نحوها فور ان تعثرت و كادت ان تسقط على الارض واضعاً يده حول ذراعها مساعداً اياها بالتقدم كانت تهم مليكه بالاعتراض و سحب ذراعها منه لكنها تفاجئت عندما اندفع نوح نحوهم بوجه قاتم حاد فور رؤيته لذاك المشهد هاتفاً بشراسه من بين اسنانه و عينيه مظلمه عاصفه
=انت بتهبب ايه يا بنى ادم انت،؟!
اجابه الشاب بتلعثم فور رؤيته للغضب المرتسم فوق وجهه و هو يخفض يده بعيداً عن ذراع مليكه سريعاً.

=الهانم كانت هتقع و مش قادرة تمشى فكنت بساعدها...
ضغط نوح على فكيه بقسوة متمتماً بقسوة
=مش شغلك...
ليكمل و هو يحيط خصر مليكه بيده جاذباً اياها بحده بجانبه حتى اصبحت ملتصقه به متجاهلاً صرخة الالم التي اندلعت منها بسبب ضغطها الخاطئ فوق قدمها، استدار بصمت و دلف بها الى داخل البنايه و يده لازالت تحاوطها بتملك...

وقفت تتلملم بجانبه داخل المصعد فتحت فمها عده مرات تهم ان تسأله الى اين هما ذاهبان لكن كانت تغلقه مره اخرى فور ان شاهدت التعبيرات الشرسه المرتسمه فوق وجهه القاتم المحتقن بالغضب ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقه و ما ان فتح المصعد دفعها خارجه لتتبعه الى الخارج اخذت تراقبه باعين قلقه وهو يقوم بفتح احدى ابواب الشقق التي ما ان انفتح بابها حتى جذبها معه الى الداخل بصمت...

اخذت مليكه تتطلع حولها بدهشه فقد كانت ليست شقة عاديه بلا كان اقل ما يقال عنها فيلا فاخره تحتوى على اثاث انيق باهظ الثمن كل قطعه منه تدل على فحش ثراء صاحبه.
انتبهت الى نوح الذي كان واقفاً يولى ظهره لها يشاهد المنظر الخارجى من النافذه الزجاجيه العملاقه التي كانت تحتل جدار كامل بالبهو
همست بصوت منخفض متردد
=نوح...
التف اليها متمتماً بحده لاذعه من بين اسنانه و عينيه تلتمع بشراسه بثت الرعب بداخلها.

= نوح. بيه...
ليكمل بقسوه و هو يقترب منها بخطوات بطيئه
=اسمى نوح بيه، ولا فكرك ان التمثليه اللى اتعملت النهارده في شقتك خلتك مراتى بجد.
ليكمل و هو يرمقها من الاعلى للاسفل بازدراء
=و اعملى حسابك اول ما هستلم ورقة الجواز من المأذون اللى اسمه رفعت هطلقك على طول...
قاطعته مليكه هاتفه بحده وقد اخذ جسدها يهتز من شده الغضب.

=انت فاكر نفسك ايه، و لا مين انا لا عايزه ابقى مراتك ولا ابقى في حياتك من الاساس. لو ناسى فأحب افكرك ان انت اللى غاصب عليا افضل معاك لحد ما اكمل ال25 سنه...
لوى نوح فمه بسخريه قائلاً بحده لاذعه
=عايزه تفهمينى لما جيرانك قالوا لازم اتجوزك مكنتيش بتتنطى من الفرحه جواكى.
ليكمل بقسوة وعينيه تلتمع بشراسه
=واحده نصابه. و حراميه زيك مش هتفرح بطاقة القدر اللى اتفتحتلها...

قبضت على يديها بقوة بجانبها شاعره بألم حاد بداخلها بينما تستمع الى كلماته المهينه تلك هتفت بحسره و الم
=طاقة القدر،؟! ده انا من يوم ما عرفتك و انا عايشه في جحيم و قرف...
قاطعها نوح بحده و هو يقترب منها حتى اصبح يقف امامها مباشرة
=لو حابه تشوفى الجحيم بجد خلى مخلوق واحد يعرف باللى حصل النهاردة.
ليكمل و عينيه تلمع بقسوة بثت الرعب بداخلها مما جعلها تتراجع الى الخلف عدة خطوات تلقائياً.

=اقسم بالله، لو حد عرف بجوازنا ده لهكون محيكى من على وش الدنيا...
كتفت ذراعيها اسفل صدرها في محاوله منها عدم اظهار له خوفها هتفت بحده و ازدراء
=اطمن محدش هيعرف لان ميشرفنيش اصلاً ان ان اكون متجوزه من واحد زيك او اسمى يرتبط باسمه...
لتكمل بازدراء محاوله ألامه عندما رأت السخريه التي ارتسمت فوق وجهه عند سماعه كلماتها تلك.

=انت ان انسان مريض و مغرور و انا بدعى ربنا ليل و نهار انه يخلصنى منك، انا حتى بقرف منك و من حيا...

ابتلعت باقى جملتها بذعر فور رؤيتها لوجه الذي احتقن بغضب لم تراه من قبل بينما يندفع نحوها بخطوات متواعده ركضت سريعاً متجاهله الالم الذي ينبض بقدمها المصابه محاوله الهرب منه اتجهت نحو الممر الذي يضم عدة غرف للاحتماء باحدها حتى يغادر لكنها صرخت فازعه عندما شعرت بذراعه القويه تلتف حول خصرها من الخلف جاذباً اياها بحده حتى اصطدم ظهرها بصدره الصلب انخفض هامساً باذنها بصوت اجش.

=انسان مريض، و بتقرفى منى مش كده
ليكمل و هو يديرها نحوه حتى اصبح وجهها يقابل وجهه لا يبعد عنه سوا عده بوصات قليله تسلطت نظراته المشتعله فوق شفتيها المرتجفتين شاعراً برغبته بها التي ارهقته واقلقت منامه طوال الشهر المنصرم تضربه من جديد بقوه.
همست مليكه بصوت مرتجف ضعيف فور ان رأت رأسه ينخفض نحوها و عينيه قد اسودت بشئ غريب ارعبها
=نن. نوح انت. وعدتنى...
لتكمل سريعاً بخوف.

=انت وعدتنى، انك مش هتلمسنى تانى غصب عنى...
همس نوح مقابل فمها حتى شعرت بانفاسه الحاره تلامس شفتيها مما ارسل رجفه حاده بجسدها بينما اخذت ضربات قلبها تزداد بعنف حتى ظنت بان قلبها سوف يقفز من داخل صدرها باى لحظه
=ده قبل ما اتجوزك و تبقى مراتى...
ارجعت مليكه رأسها للخلف محاوله الابتعاد عنه متمتمه بحده
=مراتك اللى انت ناوى تطلقها كمان يومين...

جاءت كلماتها تلك كدلو من الماء البارد الذي انسكب عليه مما جعله يفيق و يدرك ما كان ينوى فعله ابتعد عنها سريعاً متراجعاً للخلف محرراً خصرها من قبضته مسرعاً نحو الباب مغادراً المنزل بخطوات سريعه غاضبه كما لو ان هناك شياطين تلاحقه.

ظلت مليكه بمكانها عدة دقائق دون حركه تراقب بعينين ممتلئه بالدموع الباب الذي اغلقه خلفه بعنف تحركت ببطئ بالمنزل اتجهت نحو الممر بحثت بالغرف حتى وجدت غرفة نوم اخيراً دلفت الى داخلها غير معيره اى اهتمام الى مظهر الغرفه الفخم ارتمت فوق الفراش تدفن وجهها بالوساده تطلق العنان لدموعها فقد تصنعت القوة و الثبات لمده طويله حتى ما حدث اليوم كان القشة الاخيرة التي جعلت سدها المنيع ينهار ظلت تنتحب بقوة وجسدها يهتز بشهقات تمزق القلب ظلت على حالتها تلك حتى سقطت بنوم يتخلله القلق و الكوابيس التي لم تفارقها منذ وفاة والدها...

فى الصباح...
كان محمود السائق يقف امام السيارة الخاصة بنوح المصفوفه بموقف سيارات الشركه يدخن سيجارته عندما رأى حسنين فرد الامن بقترب منه هاتفاً
=ايه يا حوده فينك من الصبح بدور عليك
مد يده له محمود مصافحاً اياه بقوه
=كنت في الصيانه بشيك على عربيه نوح باشا، خير يا حسنين.؟!
اقترب منه حسنين هامساً بصوت منخفض
=ايه الحوار بتاع نوح باشا مع السكرتيره بتاعته ريحتهم فاحت اوى...
ليكمل و هو يلتف حوله بقلق.

=امبارح شوفته لامؤاخذه يعنى وهو شايلها على دراعاته كده في قلب البراكينج هنا...
همس محمود و هو يقترب منه اكثر
=اومال بقى لو قولتلك
اللى اعرفه و شوفته...
هز حسنين رأسه بفضول كعادته قائلاً بلهفه
=هاااا شوفت ايه بقى يا حوده...
وضع محمود ذراعه حول كتف حسنين هامساً وهو يتلفت حوله بقلق
=امبارح خدها و وصلها لحد بيتها وقال ايه اول ما نزلت اتكعبلت و وقعت وهو جرى. جرى عليها كده و قام شايلها وطالع بها على شقتها...

ليكمل وهو يربت فوق كتف حسنين الذي كان يستمع اليه وعينيه متسعه بصدمه
=اخوك بقى فضل مستنيه تحت بيتها اكتر من ساعه انه ينزل منزلش وفي الاخر اتصل بيا وقالى روح انت و سيب العربيه مكانها...
هتف حسنين بصدمه
=ايه ده، ايه ده، ده باينها فاجره و مش هممها حد مع ان شكلها ميدلش على انها منهم يعنى...
ضغط محمود على يده قائلاً قبل ان يتركه و يصعد الى السياره
=ربنا يستر على ولايانا يا عم حسنين، ربنا يستر على ولايانا.

وقف حسنين يحك ذقنه بحدث نفسه
=اما صحيح تحت الساهى دواهى و انا اللى كنت فاكرها غلبانه ومحترمه...
ليكمل وهو يتجه نحو زميله بالعمل وهو يضرب كفاً على كف
=استرها على عبيدك يارب، استرها على عبيدك يارب
هتف مؤمن بقلق
=فى ايه يا حسنين مالك بتكلم نفسك كده ليه.؟!
اقترب منه حسنين على الفور قائلاً بصوت منخفض
=فيك من يكتم السر...
ثم بدأ يخبره بما سمعه من محمود ومن شخص الى اخر حتى شاع الخبر بكامل الشركه...

كان نوح جالساً خلف مكتبه ينظر بضيق الى الساعه التي بمعصمه فقد اصبحت الساعه ال10 صباحاً و مليكه لم تأت بعد الى الشركه فلأول مرة منذ ان بدات العمل هنا تتأخر عن ميعاد عملها بهذا الشكل...

زفر بحنق ببنما يفرك وجهه بعصبيه فلا يزال لا يصدق انه قد قام بالزواج منها، لكن ما الذي كان يمكنه ان يفعله سوا ذلك فقد كان بامكانه ان يغادر و يتركها لهم تواجه مصيرها لكنه لم يستطع ففور تشبثها به و شعوره بجسدها الذي كان يرتجف بين يديه بخوف اقسم بانه سوف لن يدع احد يلمس شعره واحده من رأسها او يؤذيها فقد امتلئ صدره وقتها بشعور من الحمايه نحوها لأول مره بحياته يشعر بمثله تجاه احد اخر غير عائلته.

رفع رأسه بحده فور ان سمع طرق فوق باب مكتبه لتدلف بعدها مليكه تتقدم نحوه ببطئ هتف بحده مرمقاً فستانها الابيض القصير الذي كان ملتصقاً بجسدها يفصل منحنياته باغراء شعر بطعنه من الضيق تضربه فور ان تخيل كم الرجال الذين شاهدوها بذلك المنظر المغرى بخارج و داخل الشركه...
=انتى ايه اخرك لحد دلوقتى،؟!
ليكمل بحده لاذعه غير معطياً لها الفرصه لاجابته.

=اعتبرى اليوم ده مخصوم منك، علشان تبقى تتعلمى تحترمى مواعيد شغلك بعد كده
هتفت مليكه بصدمه
=هتخصم منى اليوم علشان اتاخرت ساعه واحده،؟!
تجاهلها كانها لم تتحدث والقى نحوها ملف و عينيه لازالت تشتعل بالغضب
=الملف ده تسلميه لمؤنس في مكتبه بنفسك، فاهمه.

زمجرت مليكه بعصبيه معتدله في وقفتها فلا زالت قدمها تؤلمها فالذى اخرها عن عملها زيارتها للطبيب بالصباح فقد اشتد الالم عليها ليلة امس مما جعلها اول شئ تفعله في الصباح هو زيارة الطبيب الذي طمئنها بعد ان اجرى على قدمها عدة فحوصات و اشاعه بانه ليس اكثر من التواء بسيط في الكاحل...
=و انا اوديه ليه ده شغل الساعى مش شغلى...
زمجر نوح بحده وعينيه يلتمع بهم الغضب كبركان ثائر على وشك الانفجار.

=نفذى اللى قولتلك عليه.
ليكمل بحده
=المأذون كلمنى وهستلم ورقة الجواز بكره، يعنى اعملى حسابك بكره هنطلع على مأذون تانى بكره و نطلق هناك...
استدارت مليكه موليه اليه ظهرها دون ان تجيبه محاوله تخفيف الالم الذي عصف بقلبها فقد كان يتحدث كما لو كان زواجه منها وباء يريد التخلص منه في اقرب وقت تحركت سريعاً محاوله مغادره الغرفه.

اعتدل نوح في جلسته فور ان رأها تعرج بقدمها لعن نفسه بصمت فقد نسى امر قدمها المصابه تلك تماماً حتى لم ينتبه اليها ولا الى اللفائف الطبيه التي تحيط بها عند دخولها للمكتب. تنحنح قبل يهتف
=مليكه،؟!
استدارت اليه ببطئ وهي تجز على اسنانها بغضب تستعد لتلقى توبيخ اخر منه لكنها تراجعت للخلف متفاجأه عندما رأته قد ترك مكتبه و اصبح يقف خلفها تماماً اشار برأسه نحو قدمها المصابه قائلاً بهدوء
=رجلك عامله ايه،؟!

شعرت بالارتباك يتخللها فقد فاجأها بسؤاله هذا تنحنحت مغمغمه بهدوء فور تذكرها معاملته لها
=اعتقد حالة رجلى متخصش حضرتك، مادام قادرة اشتغل و مش هأثر في شغلى...
لتكمل و هي تضغط على حروف كلماتها بقسوة
=تؤمرنى بحاجه تانيه يا نوح بيه؟!
وقف نوح متأملاً وجهها الذي ترفعه بشموخ امامه بينما تضطلع في عينيه بتحدى وضع يديه بجيبى سرواله ضاغطاً على فكيه بنطاله قبل ان يغمغم بحده
=لا، اتفصلى روحى شوفى شغلك.

اومأت مليكه برأسها بصمت قبل ان تترك الغرفه و تغادر و لايزال قلبها ينبض بألم...

كان نوح جالساً يعمل على فحص بعض الاوراق عندما انفتح باب مكتبه فجأة رفع رأسه بحده عما يفعله فمن يجروء على الدخول بهذا الشكل الى مكتبه دون ان يستأذن لكن فور ان وقعت عينيه على المرأه التي تتقدم نحوه و على وجهها ترتسم ابتسامه لعوب تتمخطر في ثوبها القصير الذي يبرز مفاتنها بطريقه مبالغ به زفر نوح بضيق قبل ان يتمتم بحده
=ايه جابك هنا يا نانى،؟!
اخذت نانى تقترب منه هامسه باغراء...
=واحشتنى...

هتف نوح بغضب
=واحشتك؟!، اعتقد ان مفيش حاجه ما بنا علشان اوحشك...
قاطعته نانى هامسه بدلال
=فات اكتر من شهرين على اليوم اللى نهيت فيه كل حاجه ما بنا، ايه طول المده دى مغيرتش رأيك،؟!
زمجر نوح بغضب بينما يضغط على فكيه بقوه
=لا مغيرتش رأى، بعدين انتى دخلتى هنا ازاى من غير ما تستأذنى...
هزت نانى كتفيها بلامبالاه وهي لازالت تتقدم نحوه
=مكنش في حد برا علشان استأذن منه...

تذكر نوح انه قد ارسل مليكه الى مكتب مؤنس لكى توصل اليه الملف الخاص بمصنع الصلب الجديد...
خرج من افكاره تلك عندما جلست نانى فوق ساقيه محيطه عنقه بذراعيها وهي تقترب منه بدلال
شعر نوح بجسده يهتز من شده الغضب الذي اشتعل بداخله وضع يده فوق ذراعيه محاولاً ابعادها عنه
=انتى بتعملى ايه، انتى اتجننتى.
همست نانى و هي تخفض شفتيها نحوه
=بفكرك يمكن تغير رايك تانى...

هم نوح بدفعها بعيداً عنه عندما سمع صوت باب مكتبه يفتح رفع رأسه ليجد مليكه تدلف الى المكتب و بين يديها ملف لكنها تجمدت بمكانها و قد شحب وجهها بشده حاول ازاحت نانى من فوق ساقيع شاعراً بعدم الارتياح من رؤيه مليكه له بهذا الوضع لكنه سرعان ما غير رأيه فهذه هي فرصته لكى يقتل اى امل قد يكون لديها نحوه قد صوره لها طمعها وجشعها لف ذراعيه حول خصر نانى التي اتسعت عينيها متعجبه من التغيير الذي حدث فجأه له فمنذ قليل كان يرفضها والان يتعلق بها كما لو كانت اكثر شئ يرغبه بهذه الحياه.

وقفت مليكه تشاهد تلك المرأه الجالسه بحمميه بين احضان نوح شاعره بألم حاد يكاد يمزقها من الداخل بينما يهدد الضغط الذي قبض على صدرها بسحق قلبها.
اشار نوح رأسه نحوها قائلاً بحده
=مش المفروض تخبطى قبل ما تدخلى...
همست بصوت مرتعش ضعيف وهي تشعر بكامل جسدها بارداً كالثلج
=انا، انا خبطت بس.
قاطعتها ضحكة نانى الصاخبه التي هتفت وهي تمرر يدها باغراء فوق ذقن نوح.

=خلاص بقى يا بيبى متكسفهاش. يا حرام المسكينه شكلها اتصدمت من منظرنا...
انصبت نظرات نوح عليها عده لحظات بصمت و شئ غريب يلمع بعينيه لكنه تنحنح قائلاً بصرامه
=طيب اتفضلى اقعدى في كافتريا الشركة و لما ابقى محتاجك هكلمك...

وقفت مليكه تطلع اليه كالبلهاء لا تعلم سبب طلبه هذا لكن فور رؤية الابتسامة المرتسمه فوق وجه تلك المرأة التي وجهتها لها بخبث فهمت على الفور سبب طلبه مغادرتها للمكتب تجمعت دموع غبيه كثيفة في عينيها حاولت الضغط على شفتيها بقوة مرفرفه رموشها المبلله محاولة كبت دموعها تلك حتى لا تنهار و يتم فضح امرها امامهم...
اومأت برأسها بصمت قبل ان تتجه الى خارج الغرفه مغلقه الباب خلفها بهدوء...

انتفض نوح واقفاً دافعاً نانى بنفور بعيداً عنه فور اغلاق مليكه الباب خلفها متمتماً بحده لاذعه
=قدامك 5 دقايق بالظبط و تطلعى برا...
هتفت نانى وهي تشعر بالصدمه من رفضه لها
=فى ايه يا نوح ما انت كنت كويس و حتى مشيت سكرترتك علشان ن...
قاطعها نوح بقسوه وهو يجز على اسنانه
=قولتلك برااا
ابتلعت نانى باقى جملتها بخوف فقد بث مظهره الغاضب الرعب بداخلها اختطفت حقيبتها سريعاً من فوق الارض مهروله الى خارج مكتبه.

فى حمام الشركه.
وقفت مليكه تنتحب بشهقات يتمزق لها القلب بين ذراعى رضوى التي ما ان اتصلت بها مليكه وهي تبكى تركت ما بيدها واتجهت اليها على الفور.
اخذت تربت بحنان فوق ظهر صديقتها
=اهدى يا مليكه، اهدى علشان خاطرى...
لتكمل بغضب
=مش ده اللى نبهتك و حذرتك منه. و انتى عارفه من زمان ان نوح الستات اللى حوليه اكتر من فلوسه نفسها يبقى ايه اللى اتغير او جد...

همست مليكه من بين شهقات بكائها و هي تدفن وجهها اكثر بكتف صديقتها
=اللى جد انى شوفت بعينى، شوفته بعينى وهو واخد واحده تانيه في حضنه...
همست بصوت منكسر
=قلبى، قلبى بيوجعنى اوى يا رضوى مش قادره
همست رضوى وهي تربت بلطف فوق رأسها
=مليكه نوح حياته كده و مش هتتغير، بعدين انتى ناسيه المصيبه اللى ما بينكوا يعنى لو كان مفيش امل زمان دلوقتى استحاله...
رفعت مليكه رأسها ببطئ مبتعده عن ذراعيها هامسه بصوت مرتجف.

=انا و نوح اتجوزنا امبارح يا رضوى
صرخت رضوى بصدمه
=اتجوزتيه، اتجوزتيه ازاااى
لتضع يدها فوق فمها هامسه بصوت منخفض فور ادراكها صوتها المرتفع
=ازاى يا مليكه، ضحك عليكى...
قاطعتها مليكه على الفور
=لا لا. مش زى ما انتى فاهمه.
همست رضوى بصوت قلق وهي ترمقها بنظرات تملئها الشك...
=اومااال،؟!

بدأت مليكه تخبرها بكل ما حدث بالامس بداية من اصابتها ومحاوله نوح لمساعدتها لهجوم جيرانها على منزلها الذي ادى الى عقد قرانها على نوح...
هتفت رضوى فور انتهائها
=يا نهار اسوود يا مليكه نهار اسوود انتى ازاى وافقتى على المصيبه دى
غمغمت مليكه بصوت منخفض ضعيف
=مكنش قدامى حل غير ان اوافق او اسيبهم يبهدلونى...
همست رضوى تحدث نفسها بشك.

=طيب انتى وافقتى علشان خايفه، اللى مش فاهماه يتجوزك ليه ما هو كان قدامه يمشى و يسيبك لهم يعملوا فيكى اللى عايزينه خصوصاً و انتى في نظره مجرد واحده حراميه و نصابه...
لطمت رضوى يدها فوق فمها فور ادراكها الكلمات التي خرجت منها اقتربت من مليكه التي شحب وجهها بشده فور سماعها كلماتها تلك
=والله ما اقصد. والله ما اقصد انتى، انتى احسن واحده في الدنيا دى. منها لله ملاك اختك هي السبب في كل ده.

ضمتها اليها هامسه بصوت ضعيف منكسر
=متزعليش منى يا مليكه و الله مقصدش...
ربتت مليكه فوق ظهرها بحنان مغمغمه بصوت اجش
=خلاص يا رضوى محصلش حاجه...
ابتعدت عنها رضوى تزيل دموعها بيدها قائله بهدوء
=تعالى ننزل الكافتريا تحت نعقد...
لتكمل و هي تنكزها في ذراعها بلطف
=و هعزمك يا ستى على الشورما اللى بتحبيها حسابى.
ارتسمت ابتسامه ضعيفه فوق وجه مليكه
=لا روحى انتى كملى شغلك انتى و انا هنزل اعقد في الكافتريا...

لتكمل بصوت منكسر
=لحد ما يبقى يكلمنى و ابقى ارجع على المكتب
هتفت رضوى بصخب
=لا هاجى معاكى كده كده مدحت الغتيت غايب وكلنا ف القسم قاعدين لا ورانا شغل ولا مشغله. تعالى يلا...
ثم جذبتها بعد ان قامت مليكه بغسل وجهها بالماء حتى تخفف من حدة انتفاخ وجهها.

فور دخول مليكه و رضوى للكافتريا المكتزه بموظفين الشركه شعرت بعدم الراحه فقد تسلطت جميع الانظار عليها وتعالت الهمسات من حولهم...
جلسوا على احدى الطاولات غمغمت مليكه وهي تعدل من ثوبها فوق جسدها.
=حاسه ان الكل بيتكلم عليا مش عارفه ليه...
لتكمل وهي تعدل من ثوبها حول جسدها.
=اكيد بسبب الزفت اللى انا لابساه ده، اول حاجه هعملها لما اقبض هنزل اشترى كم فستان محترم كده و ارمى فساتين ملاك دول في الزباله...

غمزت لها رضوى قائله بمرح
=بس الفساتين اللى مش عجباكى دى مخاليكى صاروخ...
قاطعتها مليكه بسخريه
=اها صاروخ انتى هتقوليلى ده حتى...
قاطعتها رضوى بغيظ
=قلة ثقتك في نفسك دى اللى مودياكى في داهيه...
همست مليكه بضعف وحسره
=انا مبقتش قادرة على كل ده يا رضوى حاسه...
لكنها قاطعت جملتها عندما رأت احدى الموظفين يجلس بالمقعد المجاور لها بطاولتهم
هتفت رضوى بحده
=خير يا احمد ناططلنا كده ليه...

تجاهلها احمد هامساً بالقرب من مليكه و هو يقترب منها بطريقه فادحه
=بقولك ايه، انتى بصراحه كده عجبانى وطالعه من عينى من اول يوم شوفتك فيه
ليكمل ممرراً يده فوق ذراع مليكه
=ايه رايك لو نطلع انا وانتى نتعشا سوا بعد الشغل...
انتفضت مليكه مبتعده عنه هاتفه بغضب
=انت اتجننت، انت بتعمل ايه...
صاحت رضوى هي الاخرى بغضب
=انت ايه اتهبلت جاى تتحرش بها عينى عينك
كده
هتف احمد بسخريه.

=تحرش ايه يا رضوى اهدى كده سمعة صاحبتك معروفه بعدين هو انتى متعرفيش انها مقضيها مع نوح بيه سرمحه و لا ايه...
شحب وجه مليكه فور سماعها كلماته تلك صاحت بشراسه وقد اشتعل وجهها بالغضب
=احترم نفسك يا حيوات، انا اشرف منك ومن كل الاشكال الزباله اللى زيك...
اقتربت منهم عده فتيات
هتفت احدهم بسخريه وهي ترمق مليكه بازدراء
= و انتى بقى يا ست شريفه هانم كان نوح بيه بيعمل ايه في شقتك امبارح بليل...

لتكمل بشماته فور رؤيتها لوجه مليكه الذي شحب كشحوب الاموات
=يا حبيبتى انتى اتفضحتى وسيرتك بقت على كل لسان في الشركه، والكل بقى عارف العلاقه اللى بينك و بين نوح بيه...
وضعت مليكه يدها فوق رأسها شاعره بكامل بجسدها يرتجف بشده بينما بروده غريبه تتسلل الى جسدها حتى لم تعد تشعر باطرافها.
اكملت الفتاه بسخريه وهي تشير نحو احمد الذي كان يقف وعينيه تلتمع فوقها.

=ادى للغلبان ده فرصته هو كمان ولا لازم يكون معاه ملايين زى نوح بيه علشان...
همت مليكه بالرد عليها لكن جاء صوت رضوى التي كانت واقفه بوجه احمر محتقن التي لم تتحمل الطعن في شرف صديقتها اكثر من ذلك
=نوح بيه اللى بتتكلموا عنه ده يبقى جوز مليكه...
لتكمل بحده وهي تجذب مليكه بجانبها متجاهله شهقات الصدمه التي تعالت من حولهم
=مليكه تبقى مرات نوح الجنزورى، سمعنى مراته على سنة الله و رسوله يا شوية غجر.

شعرت مليكه بالدوار ينتابها فلم تعد ترى او تسمع شئ حولها تناولت حقيبتها من فوق الطاوله تركض مسرعه هاربه من المكان على الفور تاركه حاله الهرج والمرج تجتاح الانحاء خلفها...

ظل نوح ينقر باصابعه فوق سطح مكتبه مراقباً الساعه فقد اراد ان ينتظر بعد طرده لنانى ان تمر ساعه قبل ان يقوم بالاتصال بمليكه و يطلب منها العوده الى المكتب مره اخرى.
زف بضيق بينما يمرر يده بشعره مبعثراً اياه بغضب...
لا يعلم الذي فعله من اجل ان يثبت لها انه لا يهتم بها غير معتبراً اياها زوجة له. ام لكى يثبت لنفسه هو هذا...

افاق من افكاره تلك عندما انفتح باب مكتبه فجأه و دلف منتصر الى الداخل بخطوات سريعه و وجهه قاتم حاد
صاح نوح بغضب و هو يجز على اسنانه
=ده مبقاش مكتب ده بقى سيرك كل واحد بيدخل بمزاجه...
قاطعه منتصر و هو يقترب منه قائلاً بتجهم
=نووح الكلام اللى سمعته ده حقيقى؟!
زفر نوح بحنق قبل يغمغم بحده
=و ايه بقى اللى انت سمعته،؟!
اجابه منتصر و هو يبتلع بصعوبه
=انك اتجوزت مليكه،؟!
انتفض نوح واقفاً ضارباً سطح مكتبه بقبضته.

= سمعت منين الكلام ده؟!
اجابه منتصر سريعاً
=الشركه كلها مقلوبه و بيقولوا مليكه اللى قالت...
تمتم نوح بصوت حاد غاضب وقد اشتعلت النيران بجسده كحمم من البركان
=مليكه...
ثم انتفض مغادراً الغرفه سريعاً بخطوات غاضبه مشتعله وعلى وجهه تعبير يجعل من يراه يفر من امامه هرباً...
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
كانت مليكة مستلقيه بالفراش بغرفتها داخل شقة نوح تنتحب بشده على حظها العثر الذي يوقعها دائماً بالمشاكل حتى وصل الامر الى تشويه سمعتها فقد اصبح ينظر جميع من يعمل بالشركة كما لو كانت رخيصه تقيم علاقه مع مديرها بالعمل. شهقت منتحبه بقوة فور تذكرها ما فعلته رضوى فقد وقفت امام جميع من بالشركه واخبرتهم بزواجها من نوح لكنها لا تلومها فقد كانت تحاول تبرئتها والدفاع عنها...

ازداد انتحابها بقوة فور تذكرها لنوح فهو لن يرحمها اذا علم بما حدث...
خرجت من افكارها تلك عندما فُتح باب الغرفة فجأه مما جعلها تنتفض فوق الفراش صارخه بفزع جاذبه سريعاً بيد مرتجفه شرشف الفراش فوق جسدها ظناً منها ان احدهم قد اقتحم الشقه من اجل سرقتها لكنها زفرت بارتياح فور رؤيتها لنوح يقف بباب الغرفه لكن سرعان ما تحول ارتياحها هذا الى غضب فكيف يسمح لنفسه باقتحام الغرفه بهذا الشكل.

هتفت بتلعثم بينما تنهض من فوق الفراش و لا يزال الشرشف بين يديها المرتجفتين تخبئ به جسدها
=انت. انت بتعمل ايه هنا، و ازاى تدخل عليا الاوضه من غير ما...
لكنها ابتلعت باقى جملتها فور ان رأته يتقدم نحوها بوجه قاتم حاد و عينين تشتعلان بغضب بث الرعب بداخلها صرخت بفزع بينما تخطو الى الخلف بخوف
=انت عايز ايه...

لكنه لم يدعها تكمل جملتها اندفع نحوها قاذفاً اياها بقسوه فوق الفراش مما جعل جسدها يصطدم بقوة بحافة الفراش قبض على وجنتيها بقوة يعتصرها بقوة مؤلمه مما جعلها تصرخ متألمه بينما تحاول تحرير وجهها من بين قبضته القاسيه تلك صاح بها من بين اسنانه المطبقه
=وصلتى للى عايزاه...
ليكمل بينما يزيد من قبضته حول وجنتيها يعتصرها بشدة وهو يصيح بغضب اعمي
=بقى كلبه فلوس زيك تضحك عليا و توقعنى الواقعه دى...

هتفت وهي تحاول جذب وجهها من بين قبضته الصلبه وقد بدأت في البكاء بهستريه شاعره بألم حاد يضرب وجهها
=انا معملتش حاجه...
غلت الدماء بعروقه فور سامعه لها تصر على الانكار ممثله امامه دور البرائه الذي جعله يقع بسهوله في شباك خداعها فلم يشعر بنفسه الا و هو يقبض على عنقها يعتصره بشده صائحاً بغضب مما جعل عروق عنقه تنتفض من شدة غضبه
=بدبسينى، فكرك بكده هطولى منى حاجه ده انا ادفنك مكانك قبل ما...

اعماه غضبه فبدأ يزيد من ضغط يديه حول عنقها حتى شعرت مليكه بالهواء ينعدم من حولها فلم تعد تستطع التنفس اخذت تضربه بقبضتها فوق يده المحيطه بعنقها محاوله جعله ان يبتعد عنها وافلاتها...

افاق نوح من غمامة غضبه تلك فور رؤيته لوجهها يتحول للون الازرق من شدة الاختناق حرر عنقها من بين قبضته على الفور مبتعداً عنها و هو يلهث بعنف وقف مصدوما يشاهدها بينما تتلوى فوق الفراش تسعل بقوة بينما اشتد زراق وجهها من شدة اختناقها مرر يده بعجز بين خصلات شعره يجذبها بقوه لا يصدق انه كان على وشك قتلها...
اقترب منها بلهفه فور ان بدأت تسعل بقوة اكبر بينما تشهق محاوله التقاط انفاسها...

تناول بيد مرتجفه كوب الماء من فوق الطاوله جالساً بجانبها جاذباً اياها بين ذراعيه بينما اخذ يساعدها على رشف الماء حتى هدئ سعالها تماماً.
انتفضت مليكه من بين يديه مبتعدة تضربه بقوه فوق صدره هاتفه بهستريه منتحبه
=انت مجنون، انت انسان مريض. مش طبيعى
قبص على يديها مانعاً اياها من الاستمرار بضربه هاتفاً بقسوة لاذعه
=وانتى طلعتى اوسخ و ازبل من ما كنت اتخيل...

ليكمل بسخريه لاذعه بينما يشدد من قبضته حول يديها التي كانت مليكه تحاول فك حاصرهم بكل قوتها
=وانا اللى كنت بدأت اصدق ان استحاله تكونى اللى نصبت على راقيه الكحلاوى. خصوصاً لما رفضتى ان اقرب منك...
ليكمل و عينيه تلتمع بقسوة بثت الذعر بداخلها
=بس طلعت غبى، و كل ده كان خطه منك، علشان توصلى للجايزه الاكبر...
همس بفحيح بينما عينيه تلتمع بشراسه مذكراً اياها بكلماته.

=الحقنى في رجاله في البركينج و حاولوا يتهجموا عليا، لا و وقعتى كمان و مش قادرة تمشى...
دفعها بقسوة وهو ينتفض واقفاً على قدميه يدير ظهره لها وهو يمرر يده فوق وجهه بحنق
=و كل ده ليه، علشان الغبى يصدقك و يوصلك لحد بيتك وطبعاً لازم متقدريش تمشى علشان اشيلك و اطلعك بنفسى لحد شقتك...

التف اليها و عينيه تنبثق منها شرارت الغضب مسلطه فوقها بقسوه اخفضت مليكه نظراتها بعيداً عنه شاعره كما لو ان احدهم قام بطعنها بسكين حاد بقلبها و هي تري الاحتقار الواضح في عينيه غمغم من بين اسنانه
=انتى كنت عارفه ان جيرانك عاملين قلق بسبب زياراتى ليكى،؟!
اخفضت رأسها ليحجب شعرها الذي انسدل كستار من الحرير الذهبى البراق وجهها عنخ
هتف بحده جعلتها تنتفض بفزع بمكانها
=كنت تعرفى ولا لاء،؟!

همست بصوت ضعيف مرتجف و هي لازالت مخفضة الرأس
=ازهار كانت كل ما اطلع او انزل كانت بتفضل تلقح بكلام مش كويس...
لتكمل سريعاً عندما رأت وجهه يتصلب بقسوه
=بس و الله مكنتش اعرف ان الموضوع ممكن يوصل بهم لكده
هتف بحده لاوياً فمه بسخريه لاذعه
=طبعاً مكنتيش تعرفى، و لما وقفتى و قولتى قدام كل اللى في الشركه انك مراتى...

همست مليكه بصوت مرتجف بينما تعتصر يديها بتوتر فهى لايمكنها اخباره بان رضوى هي من قامت باخبار الاخريين
=الموضوع، الموضوع مش زى ما انت فاهم...
هتف نوح بقسوة
=لا فاهم كويس. انتى اتفقتى مع صاحبتك اللى اسمها رضوى على الفيلم اللى عملتوه ده بعد اول ما عرفتى انى خلاص هطلقك و شوفتى نانى معايا في المكتب...
هتفت مليكه بذعر فور ادراكها انه قد علم بامر رضوى
=رضوى مالهاش ذنب، هما اللى في الكافتريا و.

قالوا ان بنا علاقه وانك بتيجى شقتى و رضوى بطبيعتها اصلاً مندفعه ف...
قاطعها نوح بقسوة مرمقاً اياها بنظرات تمتلئ بالادانه
=و ياترى عرفوا منين ان روحتلك شقتك...
هتفت مليكه سريعاً
=مش انا، والله ما قولت لحد...
صاح وهو يقرب وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية مما جعلها تخفض عينيها في ذعر
=صاحبتك دى هتترفض من الشركه، و تبقى تقابلنى لو في شركه واحده في مصر شغلتها بعد كده...

انتفضت مليكه واقفه تقترب منه مغمغمه بصوت لاهث مختنق
=رضوى مالهاش ذنب، والله مالهاش ذنب، رضوى هي اللى بتصرف على اخواتها و باباها تعبان. و عصام بيجهز نفسه مش هيقدر يساع...
ايتلعت لعابها بخوف فور رؤيتها التعبير الوحشى الذي ارتسم فوق وجهه عند ذكرها لاسم عصام لكنها اكملت سريعاً بصوت منفعل
=انت. انت مشكلتك معايا انا لكن رضوى مالهاش ذنب...

قاطعها رنين هاتفه الذي اخرجه من جيبه تغضن وجهه عند رؤيته لاسم المتصل لكنه لم يجيب و تجاهله...
زمجر بحده بينما يتجه نحو باب الغرفه يستعد للمغادره...
=اعملى حسابك من بكره هنتصرف زى اى اتنين متجوزين قدام كل الناس...
هتفت مليكه بهستريه وهي تلحقه لخارج الغرفه
=مين دول اللى متجوزين،؟!
اجابها نوح بفظاظه و هو مستمر في طريقه بخطوات هادئه بعكس ما يثور بداخله
=احنا، ايه هتعملى فيها غبيه ومش فاهمه.

اوقفته صرخة مليكه التي لحقته وامسكت بذراعه تديره نحوها قائله بحده و وجه محتقن بشده
=انا مش همثل حاجه وانت هطلقنى زى ما كنا متفقين، فاهم ولو انت اخر راجل في الدنيا دى مش هتجوزك ولا هكون مراتك...
قاطعها نوح بسخريه و هو ينفض بعيداً يدها التي تقبض على ذراعه
=مش متأخر اعتراضك ده، انت ناسيه انك بقيتى مراتى فعلاً و من امبارح
اخفضت مليكه يدها قائله بتلعثم
=لا، لا مش ناسيه بس انت قولت هطلقنى...

اجابها من بين اسنانه بشراسه بينما عينيه تلتمع بقسوة جعلت رجفه من الذعر تمر اسفل عمودها الفقرى
=ده قبل ما تعلنى بكل فخر قدام الشركه كلها انك مراتى وانى بقضى وقت لطيف معاكى في شقتك كل يوم، و مش هسمح للمنافسين بتوعى يقولوا نوح الجنزورى بيلعب مع موظفاته و اخلى سمعة شركتى في الارض...
قاطعته مليكه بحده.
=تولع شركتك ميهمنيش انت هطلقنى فاه...

لكنها قطعت جملتها بصرخه متألمه عندما امسك بذراعها يلويه خلف ظهرها بقسوة
=انتى مش هتمثلى انك مراتى و بس لاء ده انتى هتبينى لكل الناس قد ايه انتى بتحبنى و واقعه في غرامى مش هسمح لاى حد يقول نوح الجنزورى اضحك عليه من حته عيله نصابه زيك خصوصاً قدام عيلتى انتى فاهمه...
صاحت مليكه بغضب جعل وجهها يحتقن بشده
=مش هيحصل يا نوح يا جنزورى مش هيحصل.

شدد من قبضته حول ذراعه يلويه بقسوة اكبر جعلتها تتأوه بألم لم يثير به الشفقه ليزيد من قبضته اكثر و هو يتمتم بصوت قاسى حاد
=انا مش ههددك زى كل مره بانى هسلمك للبوليس و اسجنك لا انا عندى استعداد دلوقتى امحيكى من على وش الدنيا خالص كأنك متولدتيش من الاساس...
ليكمل بحده وغضب
=و لو على الطلاق فهطلقك بس بعد ما تكملى ال25 سنه بتوعك وقتها هاخد الارض و هرميكى بعدها برا حياتى...

قرب شفتيه من اذنها يهمس لها بصوت اجش منخفض
=بس وقتها مش هطولى منى جنيه واحد...
هتفت مليكه بقسوة مرجعه رأسها الى الخلف بعيداً عن شفتيه
=و انا مش عايزه منك حاجه...
ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقها بصعوبه قبل ان تتمتم باستسلام
=بس. بس توعدنى متقربش من رضوى و تفضل في شغلها...
دفعها للخلف بقسوة مفلتاً ذراعها بحده
=اطمنى، مش هقرب منها طول ما انتى بعيده عنها.

وقفت مليكه بجسد متجمد تراقبه و هو يدلف الى احدى الغرف مغلقاً الباب خلفه بعنف اهتز له ارجاء المكان قبل ان تنهار فوق الارض و تنفجر في بكاء مرير...

وقف نوح بمنتصف غرفته يضع يده فوق رأسه يتنفس بعمق محاولاً ان يهدئ من لهيب الغضب المشتعل بصدره حتى لا يعود اليها مره اخرى و يخنقها بيديه.
فلايزال لا يصدق انه و برغم معرفته بمدى حقارتها و ما فعلته بزوجة والده الا انه وقع بسهوله في فخها الا انه يرجع ذلك الى رغبته بها التي شتت عقله
. زفر بحنق ممرراً يده فوق وجهه بعصبيه و هو يطلق سباب لاذع عندما صدح صوت رنين هاتفه مره اخرى.

اخرجه من جيبه و قد اشتد وجهه بقسوه فور رؤيته لاسم جده الذي لم يكف بالاتصال منذ انتشار الخبر اجاب نوح بحزم
=زاهر باشا...
وصل اليه صوت جده الغاضب
=بقى دى اخرتها يا نوح اسم العيله يبقى في الارض، على اخر الزمن كبير عيلة الجنزورى يتقال عليه على علاقه بموظفة من مواظفين شركته و سيرته تبقى على كل لسان...
ليكمل بحده و غضب.

=لتعمل علاقة مع موظفة في الشركه ليييه بقى مش مكفيك كل الستات اللى انت تعرفهم و حوليك و جاى...
قاطعه نوح بهدوء
=مليكه تبقى مراتى مش مجرد علاقه...
صاح زاهر بوحشيه
=مراتك، يعنى ايه مراتك اتجوزتها امتى و ازاى...
ليكمل بهستريه و انفعال
=ازاى تتجوز واحده زى دى، اكيد طمعانه في فلوسك
زمجر نوح بغضب و قد قبض على يده بقوه حتى ابيضت مفاصله
=زاهر باشا، بلاش تعيد الماضي من تانى.
تلملم زاهر قائلاً بصوت مهزوز.

=مش، مش قصدى يا نوح...
اجابه نوح بحده
=تصبح على خير زى ما انت عارف عريس جديد و مراتى مستنيانى.
همهم زاهر بارتباك قبل ان يغلق نوح الخط...
القى الهاتف و هو يصيح غاضباً فلا يصدق انه يحاول تكرار ما فعله بالماضى فقد دائماً كان يقلل من والدته بسبب فقرها متهماً اياها بطمعها في اموال والده و ها هو يكرر نفس الاتهمات لمليكه لكن الفرق هذه المره انه على صواب فمليكه باحثه عن الذهب حقيرة لا بهمها شئ سوا المال.

التف بحده عندما سمع صوت طرق خفيف فوق باب غرفته.
زمجر بحده
=ادخلى...
ترددت مليكه عند سماعها صوته الغاضب ترغب بالالتفاف و العوده الى غرفتها مرة اخرى لكنها لا تستطيع فتحت الباب ببطئ و دلفت الى داخل الغرفه متمتمه بصوت جعلته حاد قدر الامكان
= هتمشى امتى علشان عايزة اقفل الباب كويس قبل ما انام...
اجابها نوح و هو يقوم بنزع سترة بدلته و القائها باهمال فوق المقعد
=روحى نامى، انا هبات هنا مش رايح فى...

قاطعته مليكه هاتفه بغضب
=يعنى ايه هتبات هنا، لا طبعاً مينفعش...
صاحت بغضب اكبر و قد اشتعل وجهها بحمرة الخجل عندما تجاهلها و بدأ بنزع قميصه ليصبح واقفاً عارى الصدر امامها
=انت، انت بتعمل ايه انت، انت اتجننت...

ابتلعت باقى جملتها شاهقه بفزع عندما قبض على ذراعها بقوة جاذباً اياها نحوه لتصطدم بقوه بصدره الصلب اخفض وجهه نحو وجهها حتى اصبح لا يفصل بينهم سوا بوصات قليله همست بصوت مرتجف واضعه يدها فوق صدره محاوله دفعه بعيداً لكن تثمرت يدها المرتجفه عندما لمست يدها جلد صدره اصدر ازيز ضعيف منه بينما اشتعلت عينيه برغبة حارقة فور شعوره بلمسة يدها تلك فوق جسده العارى.

و دون تفكير للحظه واحده اخفض رأسه متناولاً شفتيها في قبله حاره...
اصدرت مليكه تذمر منخفض محاوله دفعه بعيداً عنها شاعرة بالصدمة تجتاحها لكن سرعان ما تبدلت هذه الصدمه إلى مشاعر اخري غريبة تسري بانحاء جسدها لأول مرة في حياتها تشعر بها.
عقد ذراعيه من حولها جاذباً اياها نحو جسده حتى اصبحت ملاصقه به معمقاً قبلته اكثر ملاحظاً تجاوبها الخجول.

شعر بدقات قلبه تزداد بجنون داخل صدره ظل يقبلها عدة لحظات اخرى قبل ان يدفن رأسه بعنقها يلثمه بلطف.
بينما كانت هي مغمضة العينين تحاول ان تستوعب المشاعر التي عصفت بها بين يديه و التي لم تضع لها حسبان من قبل.
شعرت بنيران الخجل تشتعل بخديها فور ادراكها لما تفعله و استجابتها تلك له ففيما سيفكر بها دفعته بصدره بقوه مما جعله يرفع رأسه عن عنقها ببطئ يسند جبهته فوق جبهتها.

تراجعت الى الخلف مبعدة بحدة ذراعيه التي كانت تحيطها تتمتم بصوت اجش و هي على وشك البكاء
=خلاص وصلت للى انت عايزه و اثبت لنفسك انى سهله و تقدر تتحكم فيا براحتك...
غمغم نوح بصوت اجش من اثر العاطفه التي لازالت تضربه بقوة
=مليكه...
فور رؤيتها له يقترب منها مرة اخرى فرت هاربه من امامه مغادره الغرفه كما لو ان هناك شياطين تلاحقها...
تاركه اياه واقفاً يراقب هروبها هذا بجسد متصلب غاضب من نفسه وضعفه نحوها...

فى الصباح...
اوقف نوح السياره امام الشركه التفت نحو مليكه التي كانت تجلس بالمقعد الذىبجانبه بوجه مكفهر صامته
اخرج من جيبه صندوق ناولها اياه قائلاً بحزم
=البسى ده في ايدك...
فتحت مليكه الصندوق لتشهق بصدمه عندما وقعت عينيها على الخاتم الذي كان يحوى على ماسه عملاقه للغايه
همست بصوت مرتجف
=ايه، ايه ده،؟!
اجابها و هو ينزع حزام الامان من حوله
=خاتم جواز هيكون ايه يعنى...
ليكمل بسخريه لاذعه.

=البسيه علشان الكل يصدق انك حرمى المصون بجد...
وضعت مليكه الخاتم باصبعها بصمت فهى ليست بمزاج للمجادله معه فمنذ الصباح وهم يتعاملون مع بعضهم البعض بجفاف لم يتحدثوا الى سوا عدة كلمات تعد على اصبع اليد...
خرجت من السيارة تخطوا بجانبه بهدوء و صمت
ولكن فور وصولهم الى مدخل الشركه احاط نوح خصرها بذراعه بحميمه شهقت مليكه هامسه بضيق وهي تتلملم بعدم راحه
=ايه اللى انت بتعمله ده؟!

اجابها وهو يشدد من ذراعه حولها متجاهلاً نظرات جميع الموظفين المنصبه فوقهم بفضول يتخلله الصدمه...
=بديهم الرد المناسب...
قربها منه بينما ينتظران قدوم المصعد همس في اذنها بسخريه و هو يبتسم بهدوء فمن يراه على حالته تلك يعتقد انه عاشق ولهان يتغزل بمحبوبته
=ابتسمى ليفتكروكى متحوزانى غصب عنك.

رسمت مليكه ابتسامه فوق وجهها بينما تمرر يدها التي كانت ترتجف بين شعرها لتصدح الشهقات من الفتيات الذين يقفون بجانبها فور رؤيتهم لخاتم الزواج الذي يلمع بيدها دفعها نوح برفق الى داخل المصعد متجاهلاً اياهم...
فور دخولهم الى مكتبه تركها مبتعداً عنها متمتماً بحده بينما يتجه نحو غرفة مكتبه
=مش عايز اى ازعاج و متوصليش ليا اى اتصالات...

اومأت مليكه بصمت و هي تجلس فوق مقعدها بتعب فلم تغفل عينيها ولو لدقيقه واحده منذ ليلة امس.
مضى اليوم بسلام فلم يستدعها نوح لعنده ولا لمره واحده فقد ظل حبيس مكتبه منذ وصولهم...
تنهدت مليكه وهي تسند ظهرها الى مسند مقعدها تفرك عنقها بتعب عندما رأت الفتيات الذين قاموا بطعنها في شرفها ليلة امس بكافتريا الشركه متهمين اياها بوجود علاقه بينها وبين نوح همست اكبرهم بوجه محتقن بالحمره.

=مليكه، اقق، ااقصد مليكه هانم طبعاً...
لتكمل وهي تلتفت نحو اصدقائها تشير اليهم بيدها.
=انا و ندى و صفاء و ايه...
كنا جايين نعتذر منك على اللى حصل مننا امبارح في حقك...
هتفت ندى التي كانت واقفه تلوك شفتيها بتوتر
=علشان خاطر اغلى حاجه عندك يا مليكه هانم ما تقولى حاجه لنوح باشا...
نوح باشا لو عرف هيطردنا وانا والله ارمله و بصرف على اولادى...
هتفت ايه التي كانت تفرك يدها بعصبيه.

=و انا والله بصرف على اخواتى اليتامه، احنا عارفين اننا غلطنا في حقك بس والله...
فاطعتهم مليكه بحده وهي تشير نحو باب المكتب
=ياريت تطلعوا برا ورايا شغل ومش فاضيلكوا...
هتفت ندى بالحاح وهي تضطلع بارتباك نحو صديقاتها
=طيب نوح بيه عرف ان...
=انكوا هينتوا مراته و اتهمتوها في شرفها،؟!

شحب وجههم فور سماعهم صوت نوح الحاد الذي اتى من خلفهم، استداروا ببطئ نحوه ليروا نوح يتقدم نحوهم و جسده يوحى بكم الطاقه الغاضبه التي تثور بداخله بينما عيناه بارده كالجليد تثير رجفه من الذعر بداخلهم.
همست ندى بصوت مرتجف ضعيف
=نوح بيه. احنا، احنا...
قاطعها نوح بغضب
=انتوا مرفودين، و كل كلب جاب سيرة مراتى مرفود
بدأت ندى وصفاء بالانتحاب بصوت مرتفع.

=و الله غلطة مننا، وعندنا استعداد نعتذر من مليكه هانم قدام الشركة كلها...
شعرت مليكه بالشفقه نحوهم خاصه بعد علمها بمدى حاجتهم للعمل من اجل الالتزامات التي عليهم فهى ايضاً مثلهم وتعلم جيداً ما معنى ان تكون مسئول عن شخص حول رقبتك فقد عملت بوظيفتين اثناء مرض والدها من اجل تجميع ثمن علاجه...
همست بصوت منخفض
=نوح...
لكنه زجرها بنظرة اخرستها على الفور ليكمل و هو يلتف نحوهم.

=اتفضلوا عدوا على الحسابات وخدوا باقى حسابكوا ومشوفش وش واحده منكوا هنا تانى
شعرت مليكه بالغضب فقد تقمص دور زوجها حقاً ويتحدث كما لو انها تعنى له شيئاً ابتسمت بمكر مقرره لعب ذات لعبته.
نهضت من خلف مكتبها متجهه نحوه بخطوات بطيئه اقتربت منه لتشعر بجسده يتجمد فور ان احاطت عنقه بذراعيها قائله بدلال
=علشان خاطرى يا حبيبى سامحهم...
زمجر نوح من بين اسنانه بصوت منخفض غاضب محذراً اياها
=مليكه...

تجاهلت مليكه تحذيره هذا لتشدد من ذراعيها حول عنقه هامسه بدلال
=علشان خاطر مراتك حبيبتك سامحهم
شعر نوح بجسده يتصلب حاول تحرير ذراعيها من حول عنقه لكنها رفضت مشددة من ذراعيها حول عنقه
فلم يوجد امامه سوا حلاً واحد حتى يتخلص من حصارها هذا التف الى الموظفات التي كانوا يراقبون المشهد الذي امامهم باعين متسعه بصدمه
=ارجعوا على مكاتبكوا، و الشهر ده مخصوم منكوا...

تمتموا سريعاً يتجهون نحو خارج المكتب وعلى وجههم ترتسم ابتسامه واسعه سعيده فلا يستطيعوا تصديق انهم فلتوا من بين يدى نوح الجنزورى الذي لا يرحم...
ابتعدت مليكه عن نوح فور تأكدها من اختفائهم من الغرفه لكن التفت يد نوح حول ذراعها جاذباً اياها اليه مره اخرى قائلاً بصوت اجش و عينين تلتمعان بشئ بث الخوف بها
=راحه فين، ما تكملى اللى كنت بتعمليه...
هتفت مليكه بارتباك وهي تحاول التحرر من قبضته.

=انا، انا، انا كنت بعمل كده بس قدامهم علشان اثبتلهم ان احنا بنحب بعض مش اكتر...
احاط خصرها بذراعيه جاذباً اياها نحوه حتى التصق جسدها بجسده همست بصوت مرتجف وهي تراقب بضعف شفتيه التي تنخفض نحو شفتيها
= نوح، بلاش...
زمجر نوح بينما يشعر بجسدها يرتجف بين يديه مما يدل على استجابتها وتأثرها مثله.
لكنه انتفض مبتعداً عنها سريعاً فور ان سمع طرقاً فوق باب المكتب.

دخل منتصر الغرفة و على وجهه ترتسم ابتسامه واسعه والتي سرعان ما اختفت فور رؤيته لوجه نوح المتصلب بغضب و وجه مليكه المشتعل بالحمره ليعلم بانه جاء بالوقت الخطأ تنحنح قائلاً
=ازيك يا مليكه...
همست مليكه بصوت ضعيف ممرره يدها المرتجفه بين خصلات شعرها بارتباك وهي تتهرب من النظر اليهم لا تصدق بانها كانت سوف تسمح له بان يقبلها مره لا تعلم ما الذي كان سوف يحدث لو لم يأتى منتصر مقاطعاً اياهم.

=تمام، تمام الحمد لله...
هتف نوح من بين اسنانه بغ1ب وهو يلتف نحو مكتبه
=منتصر تعالى عايزك...
تبعه منتصر بصمت الى داخل مكتبه وهو يحاول مقاومه نوبة الضحك الصاعده بداخله فقد كان يعلم جيداً بان نوح يرغب بقتله بسبب مقاطعته لاياه...

دخلت مليكه الى مكتب نوح بخطوات بطيئه متثاقله بعد ان طرقت الباب وقفت امام مكتبه تغمغم سريعاً وعينيها مسلطه فوق الباب فقد كانت تريد الهرب سريعاً
=انا خلصت، و هروح
اومأ لها نوح قائلاً بحزم و عينيه لازالت منصبه باهتمام فوق الورق الذي امامه
=تمام، و انا خلصت جهزى حاجتك علشان هنمشى.
قاطعته مليكه متلعثمه
=هو انت هاتيجى معايا، الشقه.؟!
اجابها نوح بهدوء وهو يرتب الورق قبل ان يضعه بالملف الخاص به مره اخرى.

=انتى اللى هاتيجى معايا، بس مش للشقه لبيت العيله هنقضى هناك ال 5 شهور بتوع جوازنا.
ليكمل غافلاً عن الصدمه المرتسمه فوق وجهها
=ومتقلقيش حاجتك كلها اتنقلت على هناك...
صاحت مليكه بغضب مقاطعه اياه
=هو انت قررت لوحدك كده انى هعيش هناك معاك...
لتكمل وهي تضرب الارض بقدمها وقد احتقن وجهها بغضب.

=انا مش هروح معاك لاى مكان انا هقضى النهارده في شقتك و من بكره هدور على شقه انقل فيها انا مش عبده عندك تتحكم فيها وقت ما...
ابتلعت باقى جملتها بذعر فور ان انتفض نوح واقفاً يضرب سطح المكتب بغضب
=انتى هاتيجى معايا القصر وهتعيشى معايا زى اى اتنين متجوزين...
ليكمل بحده وعينيه تلتمع بشراسه بثت الرعب بداخلها
=و مش بس كده ده انتى مجبره كمان تمثلى انك مراتى اللى ميته في هوايا قدام اهلى.

تحرك من خلف مكتبه متقدماً نحوها مما جعلها تتخذ عدة خطوات للخلف بخوف قبض على وجهها يعتصر وجنتيها بين يديه هامساً من بين اسنانه بشراسه
= مش هسمح ان ابان قدام عيلتى انى وقعت في فخ واحده نصابه و اتجبرت على الجواز منها، فاهمه...
اشتدت قبضته حول وجنتيها مما جعلها تصدر تأوهاً متألماً لكنها شعرت بالذعر بجتاحها عندما رأت الغضب الذي بعينيه يتحول الى شئ اخر جعل عينيه اشد قتامه...

لكنه ابتعد عنها مولياً اياها ظهره متمتماً بصوت لاهث حاد
=اطلعى جهزى حاجتك...
فرت مليكه هاربه من امامه سريعاً بينما ظل هو بمكانه يتنفس بعمق محاولاً السيطره على ذاته...

كانت مليكه جالسه بجانب نوح فوق طاوله الطعام بالقصر الخاص به مع باقى افراد عائلته التي استقبلتها اسوء استقبال فقد شعرت كما لو انها شئ حقير لا يجب ان يستدعى اهتمامهم من نظراتهم اليها...
كانت عائلته تتكون من جده زاهر الجنزورى الذي يجلس بوجه منعقد بتعالى يرمقها بنظرات غاضبه رافضه. و زوجه والده راقيه الكحلاوى التي عاملتها بمنتهى البرود لكن رغم ذلك فقد رأت مليكه الغضب الذي يشتعل بعينيها...

وشقيقة نوح نسرين الجنزورى التي كانت تبتسم بوجهها ابتسامات متشنجه غير مريحه بينما يجلس بجانبها زوجها مؤنس الذي كان يبدو لطيفاً معها للغايه فقد كانت تعاملت معه اكثر من مره بالعمل.
وابنة زوجة والده ايتن والتي ولصدمة مليكه كانت زوجة منتصر الذي كان يجلس بجانبها بوجه قاتم حتى ظنت مليكه بانه يوجد بينهم مشكلة ما لكنه رغم ذلك كان يبتسم بين كل خين و الاخر الى مليكه برقه مشجعاً اياها...

اخذت مليكه تتلاعب بطعامها فقد كانت غير قادره على بلعه لقمه واحده وسط تلك النظرات النافرة المسلطه عليه فقد تحول الطعام بفمها الى طعم الرمال شعرت بصعوبه في فتح عينيها اكثر من ذلك فلم تغف عينيها ولو للحظه واحده منذ ليلة امس.
اقتربت من نوح هامسه بصوت منخفض
=نوح، مش قادره افتح عينيا اكتر من كده عايزه انام...

شهقت بخفه عندما امسك بيدها ورفعها الى شفتيه يقبلها بحنان بينما يبعد خصلات شعرها الثائره خلف اذنها فبرغم علمها ان مايفعله ليس الا تمثيلاً امام عائلته الا ان هذا لم يمنع دفئ غريب ينتشر بداخلها...
نهض ببطئ جاذباً اياها معه
= بعد اذنكوا، هنطلع احنا اوضتنا اصل مليكه منمتش من امبارح و تعبانه عايزة تنام.
ليكمل محيطاً خصرها بذراعيه بينما يتجه نحو باب قاعة الطعام
=يلا يا حبيبتى...
=نوح...

استوقفهم صوت زوجة والده استدار نحوها يهز رأسه باستفهام لتجيبه على الفور و على وجهها تعبير فهمته جيداً مليكه
=عايزه اتكلم معاك.
احابها نوح بهدوء و هو يستدير نحو مليكه يكمل طريقه للخارج
=بكره، بكره نتكلم يا راقيه هانم...
ثم غادر الغرفه دون ان ينتظر سماع اجابتها.

وقفت مليكه تتفحص بانبهار الغرفة التي من المفترض ان تشارك نوح بها التفتت الى نوح الذي كان واقفاً امام الخزانه يخرج ملابس نومه
لكنها شهقت بقوة عندما رأته يبدأ بحل ازرار قميصه
=انت، انت بتعمل ايه.؟!
اجابها نوح بضجر و هو ينزع قميصه يلقيه باهمال فوق المقعد
=هكون بعمل ايه يعنى، بغير هدومى علشان هنام...
هتفت مليكه بحده لكنها ادارت له ظهرها سريعاً اخفضت رأسها بالارض وقد اصضبغ وجهها بالحمره.

=مش قدامى عندك الحمام غير فيه براحتك...
هتف نوح بحده بينما يرتدى بنطال منامته
=انا حر البس في المكان اللى انا عايزه وانتى لو مش عجبك ابقى غمضى عينك
التفت اليه مليكه لتجده يتجه نحو الفراش بصدر عارى حيث كان لا يرتدى سوا بنطال منامته فقط
=انت، انت هتنام بمنظرك ده
تمتمت بغيظ عندما لم يجيبها وجلس فوق الفراش بهدوء يتصفح هاتفه بصمت
=بارد. مستفز.

اتجهت نحو الخزانه تخرج ملابس نومها و اتجهت نحو الحمام الملحق بجناحهم...
ظل نوح جالساً بالفراش.

فراش يتصفح اخر الاخبار بهاتفه عندما انفتح باب الحمام و خرجت مليكه رفع رأسه من فوق الهاتف يلقى نحوها نظره خاطفه لكن تسمرت نظراته فوقها فقد توقع ان ترتدى كما اعتاد من النساء التي يتوجدن معه دائماً لكنه صدم مما ترتديه فقد كانت ترتدى منامه ورديه مليئه بالرسومات الكرتونيه رافعه شعرها الذهبى الحريرى فوق رأسها بكعكعه عشوائيه مما جعل بعض الخصل منه تتناثر فوق عنقها الغض بينما كان وجهها خالى من مستحضيرات التجميل مما اظهر جمالها الخلاب الطبيعى فلأول مره يراها بهذه البرائه والجمال فقد كانت اشبه بملاك برئ، ملاكه. اخذت الكلمه تتردد في عقله ابتلع الغصه التي تشكلت بحلقه بصعوبه فقد كان يريدها كما لم يريد اى امرأه اخرى بحياته.

نفض تلك الافكار سريعاً قبل ان تتطور بطريقه لن يستطع السيطره وقتها على نفسه انتفض واقفاً عندما رأها تتجه نحو الاريكه و تستلقى عليها
=بتعملى ايه،؟!
اجابته مليكه بهدوء و هي تعدل من الوسادة التي فوق الاريكه
=هنام...
نهض نوح من فوق الفراش بغضب متجهاً نحوها متمتماً من بين اسنانه
=انتى هتنامى على السرير...
نهضت مليكه ببطئ تعدل من منامتها قائله وعينيها تتجه نحو الفراش.

=يعنى هنام على السرير و انت هتنام على الكنبه...
قاطعها نوح بحزم
=احنا الاتنين هنام على السرير...
هتفت مليكه بحده وهي تتراجع الى الخلف
=نعم، انا مش هنام معاك في سرير واحد، انا. انا هنام على الكنبه وانت عندك سريرك نام عليه براحتك
اقترب منها قائلاً بعينين تلتمعان بالشرار فقد كان يريدها بجانبه باى طريقه حتى و ان كان لن يلمسها لذا قال لكى يعجزها
=مفيش نوم على الكنبه، الكنبه دى تحفه فنيه عارفه تمنها كام...

لو مش عايزه تنامى على السرير عندك الارض...
صاحت مليكه بغضب
=بقى كده يا نوح بيه...
اومأ لها نوح رأسه و على وجهه ترتسم ابتسامه كسوله عالماً بانه قد قام بمحاصرتها.
تحركت من مكانها متجاوزه اياه كالعاصفه تتجه نحو الفراش تجذب من فوقه وساده القتها فوق الارض وهي تهتف بحده =يبقى هنام على الارض.

زمجر نوح بغضب شاعراً بالاحباط يتخلله هم بالاعتراض لكن صدح صوت هاتفه تمتم بكلمات غاضبه وهو يتجه نحو الشرفه لكى يجيب فقد كانت مكالمه مهمه تتعلق بالعمل...
راقبت مليكه خروجه للشرفه بينما نيران الغضب لازالت تشتعل بداخلها فقد كانت تعلم بانه فعل ذلك لكى يقلل منها و يجعلها تستلقى فوق الارض عالماً بانها سوف ترفض النوم بجانبه على الفراش التمعت فكره بعقلها جعلتها تبتسم بمكر وهي تتمتم بصوت منخفض يملئه الحماس.

=لو هنام على الارض. يبقى انت كمان هتنام عليها يا ابن الجنزورى
تناولت الابريق الممتلئ بالمياه الذي كان موضوع فوق الطاوله و القت بمحتوياته كلها فوق الفراش مغرقه اياه بالكامل بالمياه لم تكتف بذلك و ذهبت الى الحمام لتعيد ملئه و سكبه فوق الفراش حتى اصبح متشبعاً بالمياه، تماماً
همست بلهاث وهي تتطلع الى ما فعلته بعينين تلتمع بالشماته
=ابقى ورينى هتنام عليه ازاى...

ثم استلقت فوق الارض تتصنع النوم لحين خروجه من الشرفه واكتشافه للمفاجأة التي صنعتها من اجله...
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
. خرج نوح من الشرفة بعد ان انهى مكالمته ليجد مليكه مستلقيه فوق الارض غارقه بنوم عميق زمجر باسمها غاضباً
=مليكة...
لم تجيبه واستمرت بغلق عينيها بقوه متصنعه النوم بعمق بينما ضربات قلبها اخذت ضربات قلبها تزداد بعنف مترقبه لما هو ات.

وقف نوح عده لحظات بمكانه يراقبها بتردد حائراً ما بين حملها الى الفراش معه او تركها مكانها قرر الانتظار قليلاً حتى يتأكد من نومها و من ثم سوف يقوم بنقلها الى الفراش فلن يتركها بوضعها تعانى طوال الليل فوق تلك الارض الصلبه...

ارتمى فوق الفراش و عقله لا يزال شارداً بتلك الافكار لكنه انتفض سريعاً من فوق الفراش فازعاً يلعن بغضب عندما شعر بالماء يتسلل الى ملابسه فقد ادرك متأخراً ان الفراش باكمله كان ملئ بالمياه مما جعل ملابسه باكملها تبتل مرر يده بعصبيه فوق الفراش حتى يتأكد من
هتف لاعناً بشراسة فور ان وجده غارقاً بالكامل بالمياه لتتأكد شكوكه بان تلك الحمقاء هي من قامت بذلك
صاح بغضب اهتز له ارجاء المكان
=ملييييكه...

انتفضت مليكه سريعاً تنهض من فوق الارض عند سماعها صياحه هذا وعلى وجهها ترتسم ابتسامه منتصرة لكن تلاشت ابتسامتها تلك فور ان وقعت عينيها على ذاك الواقف بوجه قاتم محتقن بالغضب وملابس مبتله اتخذت عدة خطوات للخلف و هي تراقبه باعين متسعه بينما يقترب منها ببطئ مزمجراً من بين اسنانه بشراسه
=انتى غرقتى السرير بالمياااا،؟!
هزت مليكه كتفيها تجيبه ببرود يخالف الخوف الذي ينهش بداخلها
=لو، لو هنام على الارض...

لتكمل بينما تشير الى ارضية الغرفه باصبعها
=فانت كمان هتنام على الارض...
ابتلعت باقى جملتها عندما سمعته يلعن بحده بينما يندفع نحوها و قد اصبح وجهه اكثر صلابه و قسوة لكنها اسرعت تركض نحو الحمام صارخه بفزع تغلق بابه خلفها بالمفتاح من الداخل بيد مرتعشه
تراجعت للخلف بفزع فور ان بدأ يضرب فوق الباب بغضب صائحاً
=افتحى يا مليكه، افتحى و خلى ليلتك دى تعدى...

هتفت بحده متصنعه الشجاعه برغم قلبها الذي كان ينتفض فازعاً داخل صدرها و هي ترى الباب الذي اخذ يهتز بقوه من قوة ضرباته المتلاحقه عليه
=مش، مش هفتح، و روح نام في اى اوضه لو انت فرفور اوى و مش هتقدر تنام على الارض...

قطعت جملتها عندما توقفت الطرقات فوق الباب فجأةً و حل صمت غريب بالمكان اقتربت ببطئ من الباب تضع اذنها فوقه محاولة التنصت الى اى صوت يصدر من الخارج و يدل على و جوده لكنها لم تسمع اى شئ فقد هناك الصمت فقط...
مرت اكثر من ساعه و مليكه لازالت مختبئه داخل الحمام منتظره لحين تأكدها من نومه قبل خروجها كانت جالسه تحيط جسدها بذراعيها محاوله استمادة بعض الدفأ فقد كان الطقس بارد للغايه...

نهضت اخيراً عندما لم تعد تستطع تحمل برودة المكان اكثر من ذلك
فتحت باب الحمام قليلاً حتى اصبح شق بسيط تستطيع اخراج رأسها منه لكى ترى الغرفه اخذت تمرر عينيها بالغرفة بحثاً عن نوح لكن الغرفة كانت خاويه يبدو انه ذهب للنوم في غرفة اخرى فتحت الباب و دلفت الى الغرفة و على وجهها ترتسم ابتسامه منتصرة.

ارجعت رأسها للخلف مطلقه ضحكه صاخبه سعيده ضاربه يدها ببعضها البعض بمرح عندما رأت ملابسه المبتله التي كان يرتديها متكومه فوق الارض باهمال فيبدو انه فد قام بتبديلها قبل ذهابه.

تحولت ضحكتها تلك الى صرخه فازعه فور ان شعرت بذراعين صلبتين تحيطان خصرها من الخلف ترفع جسدها عن الارض مما جعل ظهرها يستند الى صدر صلب قاسي عرفته مليكه على الفور هتفت بذعر عندما رأت نوح يحملها متجهاً بها نحو الحمام بخطوات خفيفه واثقه كأن وزنها الذي يحمله لا يزن شئ بالنسبه اليه...

اخذت تقاومه محاوله الافلات منه عندما رأته يتجه نحو حوض الاستحمام و على وجهه ترتسم نظره قد علمتها جيداً هتفت بعصبيه بينما تضرب بقبضتها ذراعيه التي تحيط خصرها و رافعه جسدها اليه
=نوح، لا، علشان خاطرى الجو برد و الله انا، انا بردانه و مش هتحمل و ممكن اتعب...
غمغم نوح بحده و على وجهه يرتسم التصميم
=ولما هو الجو برد غرقتى السرير بالميا ليه و خالتينى انام عليه...

قاطعته مليكه و هي تضرب قدميها في الهواء محاوله الافلات منه
=انا. انا غلطانه بس بلاش علشان خاطرى الجو برد...
اتجه نحو حوض الاستحمام بتصميم متجاهلاً رجاءها هذا و صارختها المعترضه فاتحاً صنبور المياه لكنه تراجع على الفور عما كان ينوى فعله عندما شعر بجسدها يرتجف بقوه بين ذراعيه...

زفرت مليكه براحه عندما رأته يغلق صنبور المياه مره اخرى لكنها شهقت بقوه عندما اندفع بها نحو الجدار راطماً ظهرها به حتى اصبح جسدها محاصراً بينه و بين جسده الصلب الذي اصبح ملاصقاً بها احاطت يده خصرها بينما احاطت يده الاخرى وجهها ممرراً ابهامه فوق خدها برقه هامساً بصوت اجش ارسل رجفه داخل جسدها بينما عينيه مسلطه فوق شفتيها بشغف قد اُظلمت عينيه
=بقى انا فرفور و مش هستحمل نوم الارض،؟!

هزت مليكه رأسها بصمت تبتلع الغصه التي تشكلت بحلقها تراقب باعين متسعه رأسه وهو ينخفض نحوها
حبست انفاسها فور ان لامس خدها بلمسه كالريشه بينما يهمس بصوت منخفض اجش
= مش هغرقك بالميا زى ما عملتى، بس برضو لازم تتعاقبى
همست مليكه بصوت مرتجف بينما نظراتهم مسلطه ببعضها البعض
=نوح...

لكنه لم يدعها تكمل جملتها متناولاً شفتيها في قبله حاره احاط جسدها بذراعيه جاذباً اياها نحو جسده يحتضنها بقوة معمقاً قبلته اكثر مما جعلها تدفعه بصدره هامسه بارتجاف
=نوح. لا. لا
خرج نوح من فقاعة رغبته فور سماعه كلماتها تلك لا يعلم ما الذي يحدث له عندما تصبح بين يديه بهذا الشكل ازاح بحنان خصلات شعرها الحريرى المتناثره فوق عينيها لخلف اذنها قبل ان يبتعد عنها ببطئ بانفاس منقطعه لاهثه...

فرت مليكه فور ان حررها من بين يديه هاربه بارتباك من امامه مغادرة الحمام استلقت فوق ارضية الغرفة تغمض عينيها بقوه محاوله السيطرة على الرجفه التي لازالت تضرب جسدها بقوة...
خرج نوح من الحمام ليجد مليكه غارقه بالنوم فوق الارض تضم ساقيها إلى صدرها بحمايه تفحص بأسف الفراش المبلل فلن يستطيعوا النوم به جذب الغطاء من فوقه لكنه اطلق زفره حانقه فور ان وجده هو الاخر مبلل...

مما جعله يتجه نحو الخزانه مخرجاً غطاء ثقيل اخر ثم تناول وساده من فوق الاريكه واضعاً اياها بجانب وسادتها.
استلقى بجانب مليكه التي كانت لازالت مستغرقه بنوم عميق جاذباً الغطاء فوق جسدهما معاً ثم جذبها نحوه لتصبح مستلقيه بين ذراعيه احاطها بجسده محاولاً بث الدفئ في جسدها...

مرر يده بحنان فوق ظهرها متأملاً وجهها الخلاب الناعم الذي كان لا يبعد عن رأسه سوا بوصات قليله فقد كانوا يستلقيون فوق وساده واحده شعر بشعور غريب من التملك قربها منه اكثر شاعراً بنعيم جسدها الدافئ بين ذراعيه.

اطلق زفره يتخللها اليأس والاحباط فلم يعد يعلم ما الذي يريده بعد الان فهو بلحظه يريد ان يمحيها من حياته غير راغب برؤيتها مره اخرى و بلحظه اخرى لا يريدها ان تغيب عن عينيه و لو لثانيه واحده يشعر بالعديد من المشاعر المتناقضه مع بعضها البعض في ذات الوقت، احياناً ينسى من هي و ما فعلته فلا يهمه سوا برائتها الخلابه في كل تصرفاتها و التي تجذب انفاسه، لكن يأتى الواقع الذي يضربه بقوه و يجعله يدرك حقيقتها التي تجعله يرغب بخنقها بيديه...

نفض تلك الافكار بعيداً.
اطلق زفره خفيفه متأملاً اياها عده لحظات بعينين تلتمع بالشغف مبعداً بيده خصلات شعرها المتناثرة فوق وجهها بعشوائية رائعة طبع قبله خفيفه فوق جبينها قبل ان يدفن رأسه في شعرها متنفساً بعمق رائحتها الخلابه مغمضاً عينيه شاعراً براحه لم يشعر بها من قبل...

فى الصباح...
فتحت مليكه عينيها مصدره انين منخفض شاعره بألم حاد بكامل جسدها بسبب صلابه الارضيه التي نامت عليها طوال الليل.
جذب انتبهها الغطاء الذي يلتف حول جسدها فهى لا تتذكر بانه كان موجوداً عندما سقطت بالنوم ليلة امس جذب انتبهها ايضاً الوساده التي بجانب وسادتها و الاثر الذي عليها...

جلست ببطئ تفرك عينيها عندما رأت نوح يخرج من الحمام بهدوء بجسد عارى ليس الا من منشفه حول خصره القى عليها نظره عابره قبل ان يبدأ بارتداء ملابسه بكل راحه امامها كما لو كانت غير موجوده...
ادارت عينيها بعيداً تمتم بحده
=انت كنت نايم جنبى،؟!
اجابها بهدوء مغلقاً ازرار قميصه باصابع ثابته
=انتى شايفه ايه،؟!
هتفت مليكه بحده وهي تنتفض واقفه بعد ان تأكدت بانه قد ارتدى ملابسه.

=يعنى خلاص من قلة الامكان جاى تنام جنبى...
قاطعها نوح ببرود
=الارض كلها كانت غرقانه ميا...
ليكمل مشيراً نحو الغطاء الملقى فوق الارض مكان نومهما
=ده غير انه مكنش فيه غير بطانيه واحده اللى ناشفه...
همسوت مليكه بارتباك
=انت، انت.

وقف نوح يراقبها باستمتاع و هي على حالتها تلك فقد كانت واقفه تعتصر يديها بارتباك بينما شعرها الحريرى مشعث حول وجهها المتورد من اثر النوم بشكل محبب شعر بقلبه يتضخم بداخله عندما رأها تضغط اسنانها فوق شفتيها.
ابتلعت مليكه بصعوبه باقى جملتها تراقبه باعين متسعه و هو يقترب منها ببطئ شهقت بخفه عندما احاط خصرها بيده جاذباً اياها نحوه ليصطدم جسدها به.

حاولت مليكه الابتعاد عنه تتمتم بلهاث شاعره بالضعف ينتابها بسبب نظرات عينيه القاتمه المسلطه فوقها.
=نن، نوح...
لكنه لم يستمع اليها مخفضاً رأسها نحوها قاومت مليكه ذلك الضعف الذي يصيبها كلما اقترب منها دافعه اياه بقوه في صدره هاتفه بحده بينما تتراجع الى الخلف بقوه نازعه نفسها من بين ذراعيه حتى كادت ان تسقط
=لا...
لتكمل بلهاث حاد بينما تراقب التعبير الحائر الذي اعتلى وجهه.

=اللى حصل امبارح مش هيتكرر تانى...
اقترب منها ببطئ قائلاً بحده
=ومين بقى اللى قرر ده...
اجابته بينما تعقد ذراعيها اسفل صدرها في محاوله منها لاخفاء ارتجاف يدها
=انا، انا اللى قررت ده...
لتكمل بحده بينما تحاول تفادى نظراته التي كانت تعصف بالغضب
=تقدر تقولى يا نوح بيه، اديت الحق لنفسك انك تلمسنى بصفتك ايه.؟!
اجابها بنفاذ صبر ضاغطاً على كل حرف من كلماته بقسوة بينما يقبض على يديه بجانبه.

=بصفتى انى جوزك و انك مراتي...
قاطعته مليكه بينما تشدد من ذراعيها حول جسدها محاولة استماده القوه منهم
=و ياترى بقى انت من جواك حاسس انى مراتك بجد. ولا مجرد لعبه هتتسلى بها شويه لحد ما ال5 شهور تخلص بعد كده ترميها.؟!

وقف نوح صامتاً شاعراً بالارتباك بداخله من ضغطها عليه بتلك الطريقه كما لو كانت تحاصره لا يجد اجابه على سؤالها هذا فهو نفسه لا يعلم لما يفعل هذا لما هذا الضعف الغريب ينتابه عندما تكون بالقرب منه متناسياً كل شئ يتعلق باخاطئها. لما هي دون غيرها من النساء.
تابع ارتداء ملابسه بصمت متجاهلاً تلك الواقفه امامه تنظر اليه بتحدى منتظره رده الذي لن يستطيع اعطاءه لها.
هتفت بحده بينما تطلع نحوه بقسوة.

=اجابتك وصلتنى علشان كده ياريت تحتفظ بايدك لنفسك و متلمسنيش تاني...
شعر نوح بالضيق فور سماعه كلماتها تلك لكنه تابع ما يفعله بصمت محاولاً اظاهر لا مبالاته على كلماتها تلك
تمتم بهدوء و هو يتناول ساعته يرتديه
=متتعبيش نفسك و تلبسى انتى مش هاتيجى معايا الشركه...
عقدت حاجبيها قائله بدهشه
=ليه بقى،؟!
اجابها بهدوء وهو يتناول حفظته يضعها بجيب سترته.

=النهارده في حفله هيبقى فيها كل قرايبنا و معارفنا علشان اعرفهم عليكى بصفتك مراتى.
ليكمل وهو يعدل من مظهره قبل ان يلتف اليها
=انا عرفتهم اننا مقدرناش نعمل فرح بسبب وفاة باباكى اللى كان من 3 شهور
هتفت مليكه بحده وهي تفرج عن ذراعيها التي كانت لا زالت منعقده اسفل صدرهلثا
=بس انا بابا ميت من سنتين مش من...
قاطعها نوح بهدوء يهز رأسه.

=عارف بس محدش منهم يعرف ده لازم يكون في مبرر و الا هيفضلوا يسألوا معملناش فرح ليه...
ليكمل متجهاً نحو الباب يستعد للمغادرة متجاهلاً وجهها المحتقن بالغضب
=تكونى جاهز الساعه 7 و السواق هيوصلك على مكان الحفله انا هخلص شغل و هحصلك على هناك...
راقبت مغادرته باعين متسعه محتقنه بشده قبل ان تضع قبضته في فمها تضغط عليها بقوة صارخه بغيظ و حده...

كان نوح يجلس بغرفة الاستقبال بينما تجلس امامه زوجة والده التي اوقفته فور رؤيتها له يستعد للمغادرة لعمله
=بصراحه بقي يا نوح كلامك معايا امبارح انا مصدقتهوش ازاى. ازاى حبيتها واتجوزتها في اقل من شهرين مش دى اللى نصبت عليا في الارض وانت شغلتها عندك بس علشان تاخد منها الارض و كانت...
قاطعها نوح بلهجه تحذيريه وقد اشتد فكه صلابه
=راقيه هانم...
وضعت راقيه يدها فوق فمها قائله بسخط.

=تمام، تمام مش هجيب سيرة الموضوع ده تانى زى ما اتفقنا امبارح ولا هقوله لحد...
لتكمل باحباط
=بس فهمنى، متخلنيش اقلق عليك.
نهض نوح متناولاً يدها بين يديه يضغط عليها بحزم
=متقلقيش عليا انا عارف انا بعمل ايه كويس...
ربتت راقيه فوق يده التي تحيط بيدها.

=مش عارفه اقولك ايه يا نوح، بس انا عارفه دماغك وعارفه ان مش من السهل ان حد يضحك عليك، و مادام بتقول بتحبها يبقى هحاول انسى اللى فات و اقرب منها يمكن يا بنى تكون اتغيرت فعلاً زى ما بتقول.
ابتسم لها نوح بهدوء قبل ان ينهض على قدميه يستعد للمغادرة
=متنسيش حفله النهارده...
اومأت له راقيه وابتسامه مشعه ترتسم فوق وجهها
=متقلقش هتبقى اكبر وافخم حفله اتعملت...
تناول يدها مقبلاً اياها بحنان
=ربنا يخاليكى ليا...

ربتت راقيه بحنان فوق رأسه
=و يخاليك لنا يا حبيبى...
ودعها نوح ثم غادر الى عمله بينما ظلت هي بمكانها والقلق لايزال ينبش مخلابه بداخلها...

كانت الساعه قد تجاوزت الخامسه مساءً بقليل ومليكه مازالت واقفه امام خزانة ملابسها التي على القليل فلم يكن هناك فستان يمكنها ارتداءه لحضور الحفل استسلمت اخيراً و اتصلت برضوى متجاهله تحذير نوح لها بالابتعاد عنها هتفت فور ان اجابتها صديقتها تخبرها بالمأزق الواقعه به
=طيب ما تشوفى في لبس ملاك يا مليكه ما انتى بتلبسى منه...
اجابتها مليكه و هي تتفحص بوجه متغضن الفستان المعلق بالخزانه.

=مفيش غير فستان سهره واحد اللى لقيته في شنطتها بس عريان اوى يا رضوى.
قاطعتها رضوى بحده
=عريان. عريان يا مليكه اومال هتروحى الحفله ازاى انتى عارفه الحفله دى بيلبسوا فيها ايه، و اختك لبسها كله كان ماركات يعنى اكيد الفستان ده ماركه برضو...
همست مليكه بينما تشعث شعرها بيدها بحركات منفعله
=مقدميش غيره. مضطره البسه اعمل ايه...
تمتمت رضوى برضا.

=جدعه قومى يلا البسى مفضلش غير ساعه و نص خلصى و اتصورى و ابعتيلى صوره اشوفك...
همهمت مليكه بالموافقه وهي تنهض نحو الخزانه بخطوات ثقيله متردده نزعت الفستان الخاص بشقيقتها تتفحصه بعينين مرتعبتين لا يمكنها ان تصدق بانها سوف ترتدى مثل هذا الفستان الذي يظهر اكثر ما يخفى لكن ليس امامها حلاً اخر...

وقفت امام المرأه تتفحص مظهرها النهائى شاعره بالحرج من الخروج بمنظرها الفاضح هذا اتجهت مره اخرى نحو خزانتها تبحث بعينيها عن شئ يمكن ارتداءه بدلاً من هذا الفستان رغم معرفتها بانه لا يوجد انتفضت بمكانها عندما صدح صوت رنين هاتفها زفرت بضيق عندما رأت اسم نوح يسطع على شاشى هاتفها
=الو...
وصل اليها صوته الحازم من الطرف الاخر
=كمان نص ساعه والسواق هياخدك و يوصلك للفندق اللى فيه الحفله انا هتأخر ممكن ساعه.

تمتمت مليكه بصوت مرتجف
=طيب انا هعمل ايه هناك لوحدى، انا معرفش حد خالص هناك، هستناك و ابقي ارو...
قاطعها بهدوء محاولاً بث الاطمئنان بداخلها عندما شعر بالخوف في صوتها
=لو رضوى تقدر تجهز بسرعه و تبقى معاكى...
هتفت مليكه بفرح
=بجد يا نوح،؟!
تنحنح قائلاً بارتباك قبل ان يغلق سريعاً
=ايوه كلميها وخليها تجهز، انا لازم اقفل الاجتماع هيبدأ.

اغلقت مليكه معه وعلى وجهها ترتسم ابتسامه واسعه قبل ان تتصل بصديقتها وتخبرها بالامر...

فى الحفل...
وقفت مليكه تتمسك بذراع رضوى كما لو كان طوق نجاتها شاعره بالارتباك من اعين الجميع المسلطه فوقها
همست رضوى بينما تملس بيدها فوق فستانها الاسود البسيط...
=مليكه انا حاسه الفستان بتاع البت نهى اختى ده عره اوى...
لتكمل وهي تتلفت حولها تتطلع الى النساء المرتديات فساتين ذات ماركات مشهوره و المجوهرات التي يرتدوها حول اعناقهم و ايديهم و التي تدل على مدى ثراءهم.

ربتت مليكه على يدها قائله بهدوء يعاكس ما يثور بداخلها
=طالعه والله زى القمر...
نكزتها رضوى في ذراعها بخفه قائله بصوت منخفض بينما تشير برأسها خلف مليكه
=مين العقربه اللى جايه علينا دى، دى منزلتش عينيها من عليكى من وقت ما دخلنا...
التفت مليكه تنظر الى ما تشير اليه صديقتها لتجد نسرين تقترب منهم و على وجهها تعبير متغطرس و بجانبها ايتن.

=دى نسرين اخت نوح. و اللى معها دى تبقى ايتن بنت راقيه هانم و مرات منتصر امين
همست رضوى بصدمه
=يالهوى يا مليكه شايفه الفساتين اللى لبسنها عامله ازاى...
ابتلعت باقى جملتها عندما اصبحت كلاً من نسرين و ايتن يقفون امامهم اخذت نسرين تتفحصهم بنظرات تمتلئ بالازدراء قبل ان تمتم بسخط بينما تشير نحو مليكه
= ايه القرف اللى انتى لابساه ده. نوح يعرف ان انتى خرجتى من البيت بمنظرك ده...
اجابتها مليكه بحده برغم ال.

=قرف.؟! والله ميخصكيش يعرف او ميعرفش ده حاجه بينى وبين جوزى.
هتفت نسرين بحده لاذعه ضاغطه على اسنانها بغضب بينما الغيره على شقيقها تثور بداخلها
=جوزك اللى بتقولى عليه ده يبقى اخويا فاهمه...
لتكمل بازدراء وهي ترمقها من اعلى جسدها لاسفله باستعلاء
=بعدين فرحانه بنفسك على ايه، ده الفستان اللى انتى لابساه ده موضته انتهت اكتر من سنتين
ضغطت ايتن على ذراع نسرين قائله بتحذير
=نسرين اهدى الناس بقت بتبص علينا...

نزعت نسريت ذراعها من قبضتها قائله بغضب
=انا معرفش اتجوزك على ايه...
لتكمل بكراهيه وهي تلتفت نحو رضوى ترمق فستانها باحتقار
=و مش عارفه ازاى سمح للرعاع يدخلوا وسطنا لا و كمان يحضروا حفلاتنا...
زمجرت مليكه بغضب بينما تقترب من نسرين قائله بحده
=انتى انسانه قليلة الادب...
والحفله اللى بتتكلمى عليها تبقى حفلتى انا، و انتى هنا مش اكتر من ضيفه.

همت نسرين بالرد عليها لكنها اغلقت فمها فور ان رأت منتصر و مؤنس زوجها يدخلون القاعه مما يدل على ان نوح سوف يكون هنا باى لحظه...
رفعت اصبعها تشير به امام وجه مليكه
=هدفعك تمن اللى قولتيه ده غالى اوى...
ثم انصرفت تلحقها ايتن التي كان وجهها متغضن.
همست مليكه بينما كامل جسدها ينتفض بقوه
=الحيوانه، الحيوانه...
تناولت رضوى يدها بين يديها قائله بصوت مرتجف
=اهدى يامليكه دى مريضه...

التفت اليها مليكه هامسه بصوت متحشرج ملئ بالدموع
=متزعليش علشان خاطرى...
هتفت رضوى بمرح محاوله التخفيف عن صديقتها
=ازعل من ايه، من صورم دى بصورم
ابتسمت مليكه برغم الغضب المشتعل بداخلها تضم صديقتها اليها بحنان.
فور دخول نوح للحفل بدأ الاصدقاء و الاقارب يتوافدون نحوه لتهنئته لكته في نهايه الامر شعر بالاختناق مما جعله يعتذر منهم متحججاً بالبحث عن زوجته لكى يقدمها اليهم.

ابتعد عنهم بينما يتعمق بالقاعه الفاخره بحثاً عن مليكه لكنه تجمد مكانه فوق ان وقعت عينيه عليها تقف مع رضوى صديقتها شعر بنيران الغضب تشتعل بصدره فور ان انتبه للفستان الذي كانت ترتديه.

فقد كان الفستان يظهر اكثر ما يخفى قصيراً للغايه ملتصقاً بجسدها زمجر بشراسه بينما بركان من الغضب يثور بداخله فور تذكره كم الرجال المتواجدين بالحفل الذين رأوها بمنظرها هذا اخذ يتلتفت حوله كالاسد المحبوس في قفصه ليجد معظم الرجال اعينيهم مسلطه عليها بانبهار و فتنه اتجه نحوها على الفور محيطاً خصرها بذراعه جاذباً اياها نحوه بشده كما لو يرسل رساله للجميع انها ملكه وحده تمتم بحده لاذعه بينما عينيه تلتمع بشراسه.

=ايه المسخره اللى انتى لابسها دى...
تلملمت مليكه شاعره بوجهها يحتقن بالخجل فقد كانت تعلم بان ما ترتديه غير لائق بالمره لكنها رغم ذلك هتفت بحده...
=مسخرة ايه ماله، ماله فستانى.
هم الرد عليها لكنه اغلق فمه بحده عندما رأى احدى منافسيه في السوق يقترب منهم ماداً يده اليه قائلاً برسميه
=مبرووك يا نوح بيه. الف مبروك
ليكمل ملتفاً نحو مليكه
=مبروك يا مليكه هانم...

اجابته مليكه بهزه من رأسها بينما ترسم ابتسامه مرتعشه فوق شفتيها
تمتم رامى الملاح بينما عينيه مسلطه فوق مليكه باعجاب واضح
=طول عمرك محظوظ يا نوح بيه كن...
لكنه ابتلع باقى جملته عندما رأى النظرة الشرسه التي التمعت بعين نوح الذي تصلب وجهه بقسوة مما جعله يبتلع الغصه التي تشكلت بحلقه بخوف همس بارتباك وهو يتراجع للخلف
=هر، هروح اشوف زاهر باشا واباركله عن اذنكوا.

ثم استدار مغادراً كما لو كانت الشياطين تلاحقه...
همست مليكه عندما رأت رضوى تقف مع احدى النساء تتحدث معها
=نن. نوح. انا عايزه اروح لرضوى ا...
زمجر نوح الذي كان لايزال واقفاً بوجه متصلب حاد محاولاً التحكم في اعصابه حتى لا يرتكب جريمه
=اخرسى، و مش عايز اسمعلك صوت. و مش هتتحركى من جانبى هنا، فاهمه
هتفت مليكه بحده غير واعيه لغضبه الذي يكاد يوصله الى الحافه
=انت. انت بتتكلم معايا كده ليه...

ابتلعت باقى جملتها بخوف عندما قاطعها بقسوة من بين اسنانه
=عارفه لو مقفلتيش بوقك هجيبك من شعرك اللى فرحانه به ده و بتتمنظرى به قدام الناس...
فتحت مليكه فمها و اغلقته عده مرات محاوله الرد عليه لكنها اغلقته بالنهايه عالمه بانه يستطيع تنفيذ تهديده.

حاول نوح ضبط الغضب المشتعل بصدره لكنه لم يستطع فقد كانت جميع عيون الرجال مسلطه على زوجته كما لو انهم يروا نساء في حياتهم من قبل، يرغب بنزع اعينهم تلك و دهسها اسفل حذائه...
انغرزت اصابعه يده المحيطه بخصىر مليكه بقسوة عند تلك الفكره مما جعلها تصدر انين منخفض من الالم.

خفف يده من حولها فور سماعه انينهل ذلك محاولاً السيطره على غضبه قبل ان ينفجر لكنه لم يستطع فهو لم يكن بالحفل لاكثر من ربع ساعه وها هو يشعر بدماءه تغلى و يوشك على ارتكاب جريمه ما.
اقترب منهم منتصر محيياً مليكه بابتسامه بشوشه قبل ان يلتفت لنوح قائلاً
=نوح. عايزك في كلمتين برا...
اومأ له نوح برأسه بصمت قبل ان يلتف ينظر الى ملكه بتردد غير راغب بتركها بمفردها
=خليكى هنا و متتحركيش من مكانك. فاهمه.

زفرت مليكه بضيق تدير رأسها بحده بعيداً عنه دون ان تجيبه.
ابتعد نوح مع منتصر لكنه توقف بمسافه ليست ببعيده عن مليكه حتى لا تغيب عن عينه
=وقفت ليه، مش هنعرف نتكلم هنا...
قاطعه نوح بحده
=هنا كويس انجز يا منتصر عايز ايه.
اجابه منتصر باستسلام
=حسن الشرقاوي كلمنى دلوقتى وعايز يبيع المصنع بس عايز...

كان نوح يستمع اليه باهتمام لكنه فقد اهتمامه هذا عندما سمع احدى الرجال الواقفين امامه يتحدثون بوقاحه عن احدى النساء
=شايف يا عم، الصاروخ ارض جو اللى واقف لوحده. دى تتاكل اكل كده...
اجابه صديقه بموافقه
=عندك حق بس يا عم اسكت بلاش تتكلم كده لحد يسمع و يبلغ مراتاتنا
اجابه الرجل الاخر بحده.

=مراتاتنا ايه، ده احنا متجوزين غفر شايف شعرها اللى زى الدهب ولا رجليها ولا فستانها اللى هياكل من جسمها حته و اموت واقضى لو ليله واحده معها...
التف نوح محاولاً معرفه عن من يتحدثون محاولاً تكذيب ذاك الحدس الذي بداخله. اهتز جسده بعنف كمن ضربته صاعقه عندما رأى اعينهم مسلطه فوق مليكه...
قبض على يده بقوه بجانبه محاولاً منع نفسه من الهجوم عليه و خنقه بيديه.

انتفض مبتعداً دون سابق انذار عن منتصر الذي كان لايزال يتحدث بحماس غافلاً عما يحدث من حوله
اتجه نوح الى احدى رجال حراسته المنتشرين بالقاعه اشار نحو الرجل الذي كان يتحدث عن مليكه
=شايف الراجل اللى هناك ده...
اومأ له الحارس
=ايوه يا نوح باشا...
=هاتهولى على جنينه الفندق...
ثم اتجه الى خارج القاعه بخطوات مشتعله و على وجهه تعبير قاسى يجعل من يراه يفر هارباً.
بعد نصف ساعه...

دخل نوح القاعه و هو يرتب من ملابسه بينما ينفض يده بقوه فقد امضى النصف الساعه الماضيه بتعليم ذاك الحقير درساً لن ينساه طوال حياته تمتم بحده بينما يمر من جانب سراج رئيس حراسته
=الكلب اللى مرمى في الجنينه خدوه على اقرب مستشفى...
اومأ له سراج بصمت بينما يتحدث بعده كلمات بالهاتف امراً رجاله بتنفيذ الامر...

اتجه نوح بخطوات غاضبه نحو مليكه التي لازالت واقفه مكانها و دون ان يتفوه بكلمه واحده سحبها من ذراعها بحده معه نحو باب القاعه يخطو بخطوات سريعه غاضبه وعلى وجهه يرتسم تعبير حاد قاتم حاولت مليكه ملاحقة خطواته تلك هاتفه بغضب
=انت واخدنى و رايح على فين،؟!
لم يجيبها و استمر في طريقه نحو المخرج بوجه صلب حاد قاتم من شدة الغضب...
لكنه توقف جازاً على اسنانه بغضب عندما اوقفته زوجة والده التي ظهرت امامهم فجأة.

=نوح رايح، فين؟!
اجابها نوح بجمود
=هنروح. افتكرت اجتماع مهم و لازم احضره
تمتمت راقيه بدهشه
=اجتماع ايه يا نوح في وقت زى ده...
اجابها نوح سريعاً
=اجتماع على الانترنت...
قاطعته راقيه بصرامه
=نوح مينفعش تمشوا الحفله دى معموله علشانكوا...
لتكمل تلتف نحو مليكه ترمقها ببرود
=و لا ايه رأيك يا مليكه؟!

تجاهلت مليكه الرد عليها عالمه بانها تسخر منها لذا صمتت تاركه اياهم يحلون الامر سوياً فبقائها او مغادرتها للحفل لا يفرق معها كثيراً.
اكملت زوجة والده سريعاً
=نوح انت لازم تفضل في الحفله...

وقف نوح يستمع الى زوجة والده شاعراً بصبره و تحكمه بنفسه يكاد ينفذ فهو لن يعود الى تلك الحفل مهما حدث فلن يتحمل نظرات الرجال اليها بسبب فستانها الفاضح ذلك تناول كوبين من العصير من النادل الذي مر بقربهم اعطى احدهما الى زوجة والده التي كانت لازالت تشرح له لما لا يمكنه ترك الحفل و المغادرة لكنه تجاهلها مناولاً الكوب الاخر لمليكه قائلاً بصوت جعله هادئ قدر امكانه فقد كان يرغب بخنقها بيديه لما تسببت به له بفستانها هذا.

=امسكى ياحبيبتى اشربى...
لكنه تصنع ان يده اخطأت و سكب محتويات الكوب على فستانها...
شهقت مليكه بفزع عندما شعرت بمحتويات العصير تغرق فستانها هتفت به بغضب
=ايه اللى انت عملته ده.؟!
قبل نوح جبينها متصنعاً الاسف امام زوجة والده التي كانت تراقب المشهد بفم فاغر بصدمه
=اسف، يا حبيبتى مخدتش بالى
ثم نزع سترته واضعاً اياها فوق كتفيها مما ستر جسدها عن الانظار.

ليكمل ملتفاً الى زوجة والده مشيراً الى فستان مليكه الغارق بالعصير و فوق وجهه برتسم التحدى
=و دلوقتى زى ما انتى شايفه لازم نمشى...
لم يدعها نوح تجيبه لف يده حول يد مليكه التي كانت تمتم بكلمات حاده غاضبه متجهاً بها نوح باب القاعه تاركاً خلفه زوجة والده واقفه بوجه مرتبك تحاول استيعاب ما فعله...

دخل نوح الى جناحهم الخاص بالقصر يجر مليكه خلفه و قد وصل غضبه الى اقصى حد...
هتفت بغضب فور دخولهم الغرفه محاوله تحرير ذراعها من قبضته القاسيه
=سيب ايدى انت مسكن...
لكنه لم يدعها تكمل جملتها حيث دفعها بحده فوق الفراش ثم استلقى فوقها محاصراً جسدها اسفل جسده بينما بدأ يمزق فستانها وقد اعماه غضبه عن صرخاتها المعترضه هتف بحده قابضاً على عنق فستانها ممزقاً اياه بقسوه.

=بدل ما بتعرى جسمك و تأيدى نار كل الرجاله اللى في الحفله، جوزك اولى ولا ايه...
ثم انحنى فوقها مقبلاً عنقها بقسوه جعلتها تصرخ متألمه لكنه كان غارقاً في نيران غضبه التي كانت تتأكله من الداخل...
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
. دخل نوح الى جناحهم الخاص بالقصر يجر مليكة خلفه و قد وصل غضبه الى اقصى حد...
هتفت بغضب فور دخولهم الغرفه محاوله تحرير ذراعها من قبضته القاسيه
=سيب ايدى انت مسكن...
لكنه لم يدعها تكمل جملتها حيث دفعها بحده فوق الفراش ثم استلقى فوقها محاصراً جسدها اسفل جسده بينما بدأ يمزق فستانها وقد اعماه غضبه عن صرخاتها المعترضه هتف بحده قابضاً على عنق فستانها ممزقاً اياه بقسوه.

=بدل ما بتعرى جسمك و تقيدى نار كل الرجاله اللى في الحفله، جوزك اولى ولا ايه...
ثم انحنى فوقها مقبلاً عنقها بقسوه جعلتها تصرخ متألمه لكنه كان غارقاً في نيران غضبه التي كانت تتأكله من الداخل...
لكن انقشعت موجة غضبه تلك عندما شعر بجسدها يهتز بين يديه بينما صوت شهقات انتحابها تزداد بقوه.

انتفض من فوق الفراش مبتعداً عنها لكنه ظل واقفاً يتطلع بعجز الى تلك المستلقيه فوق الفراش تحاول جذب بقايا فستانها حول جسدها بينما لازالت تنتحب بشدة
هتف بحده بينما يدفن يده في شعره جاذباً اياه بيأس
=كنت مستنيه منى ايه، مستنيه منى ايه و انا شايف كل راجل في الحفله عمال ينهش في جسمك اللى عرضاه قدامهم...
صاحت مليكه من بين شهقات بكائها جاذبه شرشف الفراش فوق جسدها الشبه عارى.

=و انت يهمك في ايه، انت شكلك صدقت نفسك انك جوزى بجد...
ابتلعت باقى جملتها صارخه بفزع عندما ضرب بقدمه الطاوله التي كانت تنتصف الغرفة لتسقط و تتناثر المحتويات التي كانت عليها فوق الارض محدثه ضجيج مرتفع صائحاً بشراسه بثت الرعب بداخلها
=ايوه انا جوزك، جوزك و كل تصرفاتك محسوبه عليا...
ليكمل بينما يتجه نحو خزانة ملابسها مخرجاً جميع الملابس الخاصة بشقيقتها ملاك ملقياً اياها من شرفة الغرفة مزمجراً بقسوة.

=لبسك اللى شبه بتوع بنات الليل ده، هيتغير من بكره
انتى مرات نوح الجنزورى يعنى...
قاطعته مليكه بحده
=طزززز...
ابتلعت باقى جملتها متراجعه للخلف فوق الفراش بذعر بينما تتمسك يدها بالشرشف الذي حول جسدها عندما رأت وجهه يتصلب بقسوة و نيران الغضب تشتعل بعينيه بينما يقترب منها لكن توقفت خطواته فجأه.

وقف بمكانه مشدداً من قبضتيه بجانبيه حتى ابيضت مفاصله و انتفضت عروق يديه محاولاً السيطرة على غضبه قبل ان يفعل ما يندم عليه لاحقاً
تراجع للخلف بحده بينما عينيه تتسلط فوق جسدها المختبئ اسفل الشرشف
الذى لازالت تتشبث به بكلتا يديها شعر بالنيران تشتعل بداخله فور ان وقعت عينيه على اثر قبلته فوق عنقها لعن نفسه بغضب فلا يصدق بانه كاد ان ينالها رغماً عن ارادتها فقد اعماه غضبه ولم يجعله يدرك ما يفعله...

فقد كان طوال طريقهم الى المنزل كان يشعر بالحمم تشتعل في صدره كما لو كان هناك بركان ثائر من الغضب بداخله على وشك الانفجار في اى لحظه كلما تذكر الرجال بالحفل و اعينهم الجائعه التي كانت تتأكلها كما لو كانوا لم يروا نساء طوال حياتهم من قبل و ما زاد الامر سوءً و جعله يكاد يرتكب جريمه سماعه لكلمات ذلك الاحمق الذي كان يتغزل بها بكلمات وقحه مثله لكنه قام بتلقينه درساً لن ينساه طوال حياته فلم يترك بجسده عظمه واحده سالمه...

زفر نوح بحنق بينما يفرك وجهه بعصبيه فهو لم يشعر بتلك المشاعر من قبل ولا يعلم ما الذي يحدث له بهذه الفترة الاخيرة فقد كان معروف ببرودة اعصابه التي لم يفقد السيطرة عليها الا منذ دحولها لحياته...
اخرج حافطته من جيب سترته مخرجاً منها بطاقته المصرفيه القها بجانبها فوق الفراش مغمغماً بصوت اجش حاد
= تروحى بكره تشترى هدوم محترمه غير الهدوم اللى انا رمتها...

ثم التف مغادراً الغرفه على الفور دون ان ينتظر اجابتها فهو لن يستطع البقاء هذه الليله معها في ذات الغرفه فلن يستطع التحكم بنفسه بعد ان شعر بها بتلك الطريقه اسفله...
ارتمت مليكه فوق الفراش دافنه وجهها بالوساده تنتحب بشهقات حاده فور تأكدها من مغادرته للغرفه.
فهى لا تعلم ما نهاية هذا العذاب الذي تعيش به فنوح لا يكف عن تعذيبه لها متلذذاً بألامها كما لو كانت احدى اعدائه...

و ما اصعب ذلك على قلبها فالشخص الذي تعشقه و التي على الاستعداد بان تضحى بحياتها من اجله يكرهها مظهراً هذا في كل فرصه كم هو يحتقرها و يكرهها...
لكنها تعلم بانه هذه المره معه كامل الحق فقد كان الفستان الذي ترتديه فاضح للغايه مظهراً كامل جسدها لكن هذا ايضاً لا يبرر معاملته اياها بتلك الطريقه كما لو كانت احدى بائعات الهوى...

نهضت من فوق الفراش ببطئ تتجه نحو المرأه التي تحتل اغلب الحائط تتفحص مظهرها في ذلك الفستان الشبه ممزق اخذت تتأمل مظهرها شاعره بالغثيان فمن تراها بهذه المرأه ليست هي مليكه المتحفظه بلا ملاك شقيقتها...
فهى ليست بتلك الجرأه التي تجعلها ترتدى فستان بهذا العرى الفاضح ليس هذا الفستان فقط فكل ما ترتديه من ملابس شقيقتها لم يكن مناسباً فقد كان يظهر اغلب جسدها...

وضعت يدها المرتجفه فوق فمها كاتمه شهقات بكائها التي اخذت تتعالى بقوه فقد كانت كما لو كانت تتقمص شخيصة شقيقتها في محاوله منها لتعزيز ثقتها في نفسها المنعدمه...
اتجهت بحزم نحو خزانة الملابس وهي تزيل بحده بيديها دموعها من فوق وجنتيها مخرجه الحقيبه التي لم تفتحها منذ ان اتت الى هنا فقد كانت تحتوى على جميع الملابس الخاص بها التي اعتادت على ارتدائها طوال حياتها.

عازمه على العوده الى ما كانت عليه قبل ان تعمل بشركة نوح فقد حان الوقت لكى تختفى خلف نظاراتها مرة اخرى لحماية ما تبقى من كرامتها التي تم دعسها اسفل حذاء نوح الجنزورى اكثر من مره بسبب حبها له و ضعفها معه...

فى الصباح...
كان نوح جالساً ببهو القصر يرتشف قهوته ببطئ قبل ان يدفن وجهه في يده بتعب فلم يرف له جفن منذ ليلة امس...
فقد قضى طوال الليل محاولاً ايجاد تفسير لما يحدث معه بسببها لكنه لم يصل لشئ يريح به عقله.
رفع رأسه عندما سمع خطوات تأتى من الدرج ليجد امرأه ذات مظهر غريب تنزل بخطوات بطيئه متمهله انتفض واقفاً مقترباً منها قائلاً بحده
=انتى مين. و بتعملى ايه هنا،؟!

استمرت المرأه بالنزول متجاهله اياه لكن فور اقترابها منه شعر بالصدمه تجتاحه فور تعرفه عليها فلم تكن تلك المرأه الا مليكه اخذ يتفحص مظهرها الغريب هذا بفم فاغر منصدم فقد كانت تجمع شعرها بكعكعه حاده فوق رأسها مرتديه نظاره سوداء تخفى معظم ملامح وجهها الذي كان خالى تماماً من مستحضرات التجميل بينما ترتدى قميصاً فضفاضاً يخفى منحنياتها الانثويه التي بسببها لم تجعله يغمض جفن له ليله امس...

لم تكتف بقيمصها الفضافض هذا بلا اغلقت ازراره حتى عنقها اخفض عينيه ببطئ فوق جسدها حتى وصل الى تنورتها السوداء الطويله و التي كانت تصل الى كاحل قدميها...
هز رأسه بحده محاولاً افاقة عقله المشوش من صدمته تلك
=ايه اللى انتى عملاه في نفسك ده، انتى راحه حفله تنكريه؟!
ليكمل مجيباً نفسه
= حفله تنكريه ايه اللى هتبقى الساعه 8 الصبح،؟!

لم تجيبه مليكه متجاهله اياه تماماً تجاوزته محاوله الوصول الى باب المنزل للخروج لكنه قبض على ذراعها جاذباً اياها بحده للخلف نحوه هاتفاً بغضب بسبب تجاهلها هذا له
=راحه فين بمنظرك ده انطقى...
نفضت يده بعيداً عن ذراعها بحده قائله ببرود بينما تشدد من يدها حول يد حقيبتها التي كانت تحملها اسفل ذراعها
=منظرى اللى مش عجبك ده عود عينك عليه لان من هنا و رايح ده هيبقى شكلى على طول.

كسر عينيه فوقها متفحصاً اياها عده لحظات قبل ان يتمتم
=دى تمثليه جديده صح انتى عاملها بسبب اللى حصل امبارح مش كده،؟!
ليكمل متفحصاً تعبيرات وجهها باعين ثاقبه حاده
=قولتى لنفسك اغير من لبسى و اعمل فيها شريفه و مؤدبه يمكن اعجبه و يغير رأيه فيا...
اقترب منها جاذباً اياها نحوه ليصطدم جسدها بجسده بقوه عاقداً ذراعيه من حولها لتستقر يديه اسفل ظهرها همس بصوت منخفض بالقرب من اذنها.

=الاحترام حلو بس مش لدرجه تقلب نفسك فيها لأبله نظيره...
شعرت مليكه بالغضب يتأجج بداخلها من سخريته منها بتلك الطريقة دفعته بقوه في صدره
متراجعه الى الخلف بعيداً عن ذراعيه هاتفه بشراسه
=رأيك او رأى غيرك ميهمنيش، و لو مش عجبك منظرى ده ابقى غمض عينك او اقولك على الاحسن من كل ده متتعملش معايا خالص اعتبرنى مش موجوده في حياتك لحد ما ال5 شهور دول يخلصوا و كل واحد فينا يروح لحاله...

لتكمل بقسوة متناوله بحده حقيبتها التي سقطت منها فوق الارض اثناء جذبه لها
=لان انا نفسى لا طيقاك و لا طايقه حتى اشوفك...
ثم التفت مغادره مسرعه غير مدركه لنظرة الالم التي ارتسمت في عينيه فور سماعه كلماتها تلك لكن اوقفها صوته الذي هتف بشراسه من خلفها
=مش هتخرجى من هنا الا لما تقوليلى راحه فين،؟!
زفرت مليكه بحنق قبل ان تجيبه ببرود دون ان تلتف نحوه
=راحه الشغل...

قاطعها نوح بحده بينما بقترب منها بخطوات بطيئه
=بس انتى مبقاش ليكى شغل في الشركه، في سكرتيره جت امبارح مكانك
اجابته مليكه باستهزاء بينما تستدير ناظره اليه باستخفاف
=و مين قالك ان بتكلم على شغلى في شركتك...
ثم تركته مغادرة المنزل متجاهله صراخه الحاد باسمها و فور اغلاقها للباب ركضت سريعاً نحو باب القصر ظناً منها انه قد يلحقها خرجت سريعاً متجاهله نظرات رجال الامن المنصدمه بسبب مظهرها...

تنفست الصعداء فور وصولها للطريق العام اخذت تمشى قليلاً حتى تستطيع ايجاد سياره اجره تقلها الى عملها فسوف تعود مرة اخرى الى اعطاء الدروس فبرغم عدم حبها لهذا العمل الا انها ليس امامها حل اخر حتى تستطيع سداد ديونها التي تراكمت عليها فالدائنين لن يتحملوها اكثر من ذلك صعدت اخيراً الى سياره اجره قد اوقفتها غير منتبهها الى السياره التي كانت تلاحقها كظلها منذ خروجها من القصر...

ظل نوح بسيارته التي اوقفها امام العماره التي دخلت اليها مليكه منذ ما يقرب من 10 دقائق فقد ظل يتبعها منذ خروجها من المنزل حتى يعلم هذا العمل الذي لحقت به.
خرج من السيارة بهدوء متأملاً المكان المحيط به فقد كان حى شعبى بسيط عقد حجبيه مستغرباً ما الذي قد تفعله هنا و اي شركه سيكون مقرها في مكان كهذا.
دخل الى العماره التي دخلتها مليكه سابقاً وقف بالبهو حائراً لا يعلم اى شقه قد دخلتها...

لكنه وجد شقه مفتوح بابها على مصرعيه بالطابق الاول و فتاه تجلس خلف مكتب امام الباب مباشرة قرر الدخول بها و سؤالها لعلها تعلم اي شئ قد يفيده
تقدم نحو الفتاه تنحنح قائلاً بهدوء
=من فضلك...
رفعت الفتاه التي كنت تمضغ علكتها بصوت مرتفع هاتفه بحده
=افندم. خير عاي...

لكن سرعان ما تجمدت الكلمات فوق شفتيها فور ان وقعت عينيها على نوح الواقف امامها القت القلم الذي كان بين يديها واضعه يدها فوق صدرها تهتف بدراما و عينيها تلتمع بشده
=اييه ده، بالهوووى ايه القمر ده؟!
لتكمل وهي تتنهد بصوت مرتفع
=لا انا مش متعوده على كده الحاجات دى انا بشوفها في المسلسلات التركى بس...
قاطع نوح ثرثرتها تلك بحده
=مليكه المحمدى شغاله هنا...

اعتدلت سوما في جلستها قائله بصوت جعلته رقيق على قدر الامكان بينما تلوى بين اصابعها خصلات شعرها
=قصدك ميس مليكه...
هتف نوح بصدمه بينما يعقد حاجبيه
=ميس،!
اومأت برأسها هامسه بنبره حالمه بينما هي في عالمها الخاص
=اممم ميس...
. لكنها سرعان ما نفضت رأسها من افكارها تلك قائله بصرامه
=وانت بقى عايز ايه يا استاذ من ميس مليكه،؟!
اجابها بهدوء بينما يضع يده بجيب بنطاله
=كنت عايز اجيب ولادى يخدوا درس عند...

ليكمل بسخريه ضاغطاً على حروف كلماته
=عند ميس مليكه.
هتفت سوما بغضب بينما تغضن وجهها
=ايه ده انت متجوز، يا خساره صحيح الحلو ميكملش...
لتكمل بينما تعاود مضغ علكتها بصوت مرتفع مره اخرى فور ادراكها بانه لا يستحق تلمعها امامه
= و فين بقى القطاقيط اللى هياخدوا درس...
اجابها نوح بينما يهز رأسه بتأكيد
=هجيبهم بس محتاج اشوف ميس مليكه وهي بتشرح علشان اتاكد انها كويسه الاول...

ليكمل بينما يخرج من جيبه مبلغ من المال يضعه امامها فوق مكتبها
=بس ميس مليكه متعرفش حاجه من دى ولا تعرف ان هشوفها و هي بتشرح علشان المصدقيه
اختطفت مبلغ المال تعده بيدين مرتجفتين فقد كان مبلغ هائلاً لم تراه من قبل في حياتها غمغمت بلهاث
=لا، لا، اطمن يا استاذ مش هتعرف حاجه ابدا ده انا حتى...
قاطعها نوح و قد نفذ صبره
=هى فين،؟!
هزت سوما رأسها هامسه بارتباك وهي لازالت تعد الاموال
=هى مين،؟!
هتف نوح بغضب.

=مليييكه، قصدى ميس مليكه
وضعت المال بحقيبتها قائله بدراما بينما تشير الى احدى الغرف التي في اخر الرواق
=فى الاوضه دى يا قلب امها بتتعذب
تأهب جسد نوح فور سماعه كلماتها تلك
=بتتعذب.؟! بتتعذب ازاى؟!
اجابته سريعاً عندما رأته يتجه نحو الغرفه ينوى اقتحامها
=بتتعذب من العيال اللى بتديهم درس دول شياطين على طول مبهدلنها كانت يابت الشغلانه المقرفه دى انا عارفه ايه رجعها تانى للهم ده.

تركها نوح واتجه نحو الغرفة التي اشارت اليها باخر البهو لكنه تراجع الى خلف سريعاً يختبئ بجسده خلف الجدار الذي امام غرفتها مباشرة عندما رأى مليكه واقفه بمنتصف الغرفه بمظهرها الجديد الذي الذي جعل عقله يتشوش منذ ان رأه بالصباح...
وقفت مليكه بمنتصف الغرفه تضع يدها فوق رأسها بينما طلابها يتحدثون و يصرخون راكضين من حولها كأنها هواء لا وجود له صرخت بحده
=اتهدوااا بقى الله بخربيتكوا...

لتكمل وهي تتجه نحو احدى الاطفال الذي كان يضرب احدى زملائه بعصا في يده حملته من اسفل ذراعيه ليبدأ الطفل بركل الهواء بساقيه صارخاً باعلي صوت لديه مقاوماً اياها
=اتنيل اترزع مكانك، انت كمان
لكن استطاع الطفل في النهايه بالنجاح في الهرب من بين يديها ركض بعيداً مخرجاً لسانه لها باغاظه بينما يرقص في مكانه بفرح.

كان نوح واقفاً يتابع هذا المشهد بصدمه و استمتاع في ذات الوقت راقبها بدهشه بينما تتجه نحو طفل يجلس في فوق مقعد و من حوله يلتف الاطفال الاخرين
=زياد، قولهم يعقدوا هما بيسمعوا كلامك
اجابها زياد بعجرفه بينما يمدد قدميه امامه كما لو كان شخص بالغ وليس طفل
=بشرط مش هعمل الواجب لمده شهر...

كان نوح يستمع الى ذلك الصغير وعلى وجهه ترتسم ابتسامه مرحه شاعراً بالفضول عما سوف يكون رد مليكه عليه تناول هاتفه الذي قام بوضعه في وقت سابق على الوضع الصامت والذ كان يهتز بداخل جيب سترته اخرجه ه و عينيه لازالت مسلطه فوق مليكه بحماس ينتظر ردها زفر بحنق متمتماً بصوت نافذ قبل ان يرفض المكالمه
= مش وقتك يا منتصر...

وضع الهاتف بجيبه مره اخرى مولياً كامل انتباهه الى مليكه و ذلك الطفل الذي لا يتعدى عمره ال8 سنوات...
ظلت مليكه تنظر الى زياد عدة لحظات بغيظ و هي تضرب الارض بحذائها ضربات غاضبه متتاليه تهم بالرفض لكن فور ان رأت الاطفال يبدأون بالتشاجر بين بعضهم البعض ويصرخون بصخب
=موافقه، موافقه يا زياد...
ابتسم زياد بخبث قبل ان ينهض واقفاً هاتفاً بصوت مرتفع بينما يشير الى زملائه بيده.

=اقعد يالا انت و هو اقعدى يابت انتي كمان علشان الميس هتشرح...
وعلى الفور جلس جميع الطلاب بامكانهم صامتين تماماً ينفذون امره كما لو كان امراً ملكياً لا يمكنهم عصيانه.

وقف نوح يتابع ذلك المشهد على وجهه ترتسم معالم الاندهاش و الصدمه غير مصدق ما حدث امامه فذلك الطفل كلمته كانت اقوى من كلمة مليكه التي ظلت واقفه بمكانها عدة لحظات تتذلع اليهم بغيظ قبل ان تزفر باحباط بينما تهز رأسها بيأس وملل فهذا المشهد غير جديد عليها و قد اعتادت عليه.

التفت نحو لوحه الكتابة تكتب عليها بضعه كلمات استعداداً لبدأ الحصه لكن سرعان ما اندلع صراخ احد الاطفال التفت مليكه اليهم هاتفه بغضب و وجه محتقن فد نفذ صبرها معهم
=فى ايه يا بنى، في ايه الله يخربيتكوا...
هتف مصطفى الذي كان يمسك بذراعه يدلكه متألماً
=البت تالين عضتنى...
اقتربت من تالين التي كانت جالسه ببرود بمكانها كانها لم افعل شي هتفت مليكه بحده
=بتعضيه ليه يا تالين ينفع كده
اجابتها تالين بحده مقابله.

=ما هو اللى شتمنى الاول...
زجرتها مليكه بغضب
= لما يشتمك تيجى تقوليلى، مش تضربيه
اجابتها تالين وهي تهز كتفيها ببرود بينما تتراجع الى الخلف تستند الى ظهر المقعد
=ولما اقولك هتعملى ايه، و لا هتقدرى تعمليله اى حاجه. محدش اصلاً مننا بيخاف منك
انفجرت مليكه قائله بوجه مشتعل بالخجل
=كده يا تالين ماشى يا تالين والله لاقول لمامتك.

هزت لها تالين لها رأسها بعدم اكتراث بينما تولى اهتمامها لصديقتها التي بجانبها و تبدأ التحدث معها متجاهله مليكه تماماً
كان نوح يسند رأسه الى الخلف على الحائط الذي خلفه واضعاً يده فوق فمه محاولاً كتم صوت ضحكه فلم يستطع التحمل اكثر من ذلك لكنه توقف عن ضحكه هذا فور ان رأى مليكه تهتف بهم بغضب و حنق.

=اقسم بالله لو ما اتظبطوا واتعدلتوا لأسيبكوا و ابقوا ارجعوا بقى خدوا درس عند مستر حسان تانى و خلوه يرجع يعلقكوا من رجاليكوا في السقف...
هتف الاطفال في صوت واحد
=لا. ونبى يا ميس، لا و نبى يا ميس، خلاص
تنفست مليكه بعمق محاوله تهدئت غضبها قبل ان تعود مره اخرى الى لوحة الكتابه و بدأ حصتها من جديد...

ظل نوح واقفاً يتابع شرحها وعلى وجهه ترتسم ابتسامه حنونه لكنه اعتدل فجأةً في وقفته متنحنحاً باحراج فور ادراكه ما كان يفعله لذا قرر مغادر المكان على الفور و العودة الى عمله الذي اهمله اليوم.

دخلت مليكه الى الغرفه شاعره بالتعب و الاجهاد فهى بالخارج منذ الساعه الثامنه صباحاً و ها هو قد تجاوز الوقت السابعه مساءً بقليل فقد ظلت حتى الثالثه تعطى دروساً إلى تلاميذها ثم ظلت جالسه باقي الوقت في السنتر غير راغبه في العوده إلى هذا القصر خائفه من مواجهه نوح مرة اخري...

زفرت بحنق فور ان وقعت عينيها على نوح الذي كان نصف مستلقياً فوق يستند الى ظهر الفراش بينما حاسبه الالى فوق ساقيه يعمل بصمت بينما يرتدي ملابسه منزليه عاديه تتكون من بنطال اسود و تيشرت رصاصي ملتصقاً بجسده مظهراً عضلات بطنه و ذراعيه.
رفع رأسه نحوها فور ان شعر بها تدخل الغرفه هاتفاً بحده
=كنت فين كل ده،؟!
اجابته ببرود بينما تضع حقيبتها فوق الطاوله
=فى الشغل...

نهض من فوق الفراش يتجه نحوهها بخطوات بطيئه واثقه لكنه دهش عندما رأها واقفه ثابته بمكانها و لم تهرب متراجعه الى الخلف كعادتها عندما يقترب منها...
اقترب منها حتى اصبح لا يفصل بينهم سوا بوصات قليله
=يعنى مخوفتيش وطلعتى تجرى زى كل مره بقرب فيها منك...
هزت مليكه كتفيها دلاله على عدم الاكتراث قائله ببرود فهى تعلم بانه لن يرغب بها وهي بمظهرها هذا.

=علشان اخيراً بقيت نفسى بقيت مليكه، مليكه اللى عمرك ما هتبصلها
زمجر نوح بحده مقضب حاجبيه بعدم فهم
=يعنى ايه، وضحى كلامك
قاطعته مليكه تشير بيدها الى قميصها الابيض المغلق الازرار حتى عنقها و تنورتها السوداء التي تصل الى كاحلها
=يعنى اكيد مش هتبصلى ولا هفرق معاك بمنظرى ده...

ابتلعت باقى جملتها صارخه بفزع عندما حاوط خصرها بذراعه جاذباً اياها نحوه حتى اصطدم جسدها بصدره. مخفضاً رأسه نحوها دون سابق انذار متناولاً شفتيها في قبله قويه بينما يعقد ذراعيه حول جسدها جاذباً اياها نحو جسده حتى اصبحت ملاصقه به بادلته مليكه قبلته تلك حيث كانت مغيبه العقل بسبب تلك المشاعر التي تعصف بداخلها.
فك حصار شفتيها اخيراً تاركاً لها المجال لكى تتنفس.

توقعت مليكه بانه سوف يحررها لكنها صدمت عندما رأته يشدد من احتضانه لها ممرراً يده بحنان فوق ظهرها تنهدت مليكه باستسلام دافنه وجهها بصدره تتنفس بعمق و راحه مطلقه العنان اخيراً لرغبتها بان تكون بين ذراعيه مبعده اى شئ قد يعكر صفو لحظتهم تلك.

مرر يده بلطف فوق شعرها حتى اسفل ظهرها محاولاً تخفيف عنها تعب يومها فقد كان مشهدها وهي تقف وسط اولئك الملاعين الصغار والعجز يرتسم فوق وجهها يقتله فقد كانت تبدو بريئه للغاية بين اولئك الشياطين الصغار الذين كانوا يسخرون منها مستغلين طيبتها فقد كانت تبدو كالملاك بينهم
تنفس بعمق رائحتها الخلابه التي اصبح مدمناً عليها و تلك الكلمه تتردد في عقله كالتعويذه ملاكى، ملاكه الخاص...

اخفض رأسه. دافناً وجهه بعنقها يقبله برفق همس لها من بين قبلاته و قد غلبته عاطفته...
=ملاكى...
تجمد جسد مليكه التي كانت غارقه في قبلاته فور سماعها كلمته تلك، ملاكى...
شعرت بالدماء تتجمد بعروقها و بألم يعصف بقلبها فور سماعها كلمته تلك فقد كانت بمثابة صفعه فوق وجهها افاقتها من احلامها الكاذبه فقد كان دائماً يرغب بشقيقتها ملاك و ليس هي فقد كان لايزال مهوساً برغبته يشقيقتها...

تراجعت للخلف دافعه اياه في صدره قبل ان تهرب الى داخل الحمام تاركه نوح واقفاً بمكانه يتابع هروبها ذلك بصدمه غير مدركاً سبب تغيرها المفاجأ هذا...

انهارت مليكه فوق ارضيه غرفة الحمام تبكى بشده على الم قلبها الذي اصبح لا يطاق ضربت قبضتها فوق صدرها موضع قلبها بينما تنتحب باكيه بحسره فلمجرد لحظات قليله بين ذراعيه قلبها الاحمق صدق انه يريدها هي و ليست شقيقتها لكن همسه باسم شقيقتها اثناء تقبيله لها كان كدلو من الماء البارد الذي انصب فوقه رأسها و جعلها تفيق من احلامها تلك...

تأهب جسد نوح الذي كان يجلس فوق احدى المقاعد يستند بمرفقيه فوق ساقيه فور ان رأها تخرج اخيراً من الحمام ترتدى منامتها الطفوليه المعتاده...
اخذ يتفحص باعين ثاقبه وجهها المتجهم المقتضب محاولاً لمعرفة ما بها وسبب تغيرها المفاجأ.
زمجر بغضب عندما رأها تلقى وسادتها فوق الارض استعداداً للنوم
=بتعملى ايه،؟!

لم تجيبه متجاهله اياه بينما تستلقى فوق الارض جاذبه ساقيها نحو صدرها بحمايه اتجه نحوها على الفور حاملاً اياها بين ذراعيه متجاهلاً صراختها المعترضة التي كادت ان تصم اذنيها
القها فوق الفراش هاتفاً بصرامه
=مفيش نوم على الارض هتنامى هنا على سرير...
صرخت مليكه معترضه بينما تزحف على الفراش محاوله الفرار من اسفل نوح الذي كان يحاصرها بجسده
=هنام على الارض مش هنام جنب...

لكنها اطلقت صرخه مفاجأه عندما قبض على كاحلها جاذباً اياها باصرار فوق الفراش مرجعاً اياها إلى مكانها مره اخرى
=هتنامى هنا يعنى هتنامى هنا مفيش نوم على الارض، واطمنى السرير قد الملعب يعنى استحاله نلمس بعض
هتفت مليكه بحزم بينما تركع فوق الفراش تعقد ذراعيها اسفل صدرها بحزم
=مش هنام جنبك، برضو
دفعها نوح برفق في صدرها مما جعلها تسقط فوق الفراش مستلقيه اشرف عليها بجسده الضخمه محاصراً اياها اسفل جسده.

=نامى يا مليكه، نامى و خلى ليلتك دى تعدى انا على اخرى و ماسك نفسى بالعافيه...
ارتعبت مليكه عندما رأت لون عينيه يتحول الى ازرق قاتم عاصف ادارت وجهها بعيداً عنه مما جعله يحررها من اسفله فور ان ادرك انها قد استسلمت اخيراً استلقى بجانبها بصمت مراقباً اياها بينما تجذب الغطاء فوق جسدها حتى رأسها مغمضه عينيها بقوة مديره ظهرها له مما جعله يبتسم بخفه على حركتها الطفوليه تلك...

فى الصباح...
كانت مليكه واقفه ببهو المنزل تتفحص حقيبتها قبل ان تغادر الى عملها عندما رأتها نسرين التي كانت تجلس ترتشف القهوه مع زوجها مؤنس بغرفة الاستقبال اشارت نحوها برأسها
=مين دى يا مؤنس،؟!
تطلع مؤنس الى ما تشير الى زوجته كسر عينيه بتركيز فوق تلك الفتاه التي كانت تصب كامل اهتمامها بحقيبتها التي تكاد تدفن وجهها بها
=مش عارف ممكن تكون شغاله جديده؟!

لكنه صرخ بتلعثم ضارباً يده ببعضها البعض عندما رفعت الفتاه وجهها عن حقيبتها وتعرف عليها
= دى، دى مليكه مرات نوح...
انتفضت نسرين على قدميها تتجه اليها بينما تهتف بصدمه
=مليكه.؟!
وضعت مليكه الحقيبه اسفل ذراعها تستعد للمغادرة عندما وصل اليها صوت نسرين
=دى طلعت مليكه بجد...
التفت اليها مليكه بتساؤل قائله ببرود فهى لم تنسى اهانتها لها و لصديقتها بالحفل
=اها مليكه خير في حاجه،؟!

لتكمل بحده عندما ظلت صامته تتفحصها باعين متسعه
=لو هتفضلى تبحلقى فيا طول اليوم كده فانا مش فاضيه ورايا شغل...
قاطعتها نسرين هاتفه بصدمه فور ادراكها انها سوف تذهب لعملها بمظهرها هذا
=شغل،؟!
لتكمل بحده بينما تمرر عينيها من جسدها من الاعلى الى الاسفل تتفحصها بنظرات تمتلئ بالازدراء
=انتى ايه القرف اللى انتى عاملاه في نفسك ده...
لتكمل بسخريه لاذعه
=و يا ترى بقى نوح شاف منظرك ده...

اجابتها مليكه ببرود يعاكس الغضب المشتعل بداخلها
=اها شافه و اعجب به جدا، بعدين دي حاجه اصلاً متخصكيش حاشره نفسك ليه
قاطعتها نسرين صارخه بصوت هستيرى كعادتها عندما تغضب من شئ
=يعنى ايه ميخصنيش انتى بقيتى محسوبه علينا وعلى عيلة الجنزورى وبمنظرك ده وهتفضحينا بعدين ازاى نوح وافق على منظرك ال...
قاطعها صوت نوح الحازم الذي كان ينزل الدرج بهدوء و تمهل...
=منظرها الايه يا نسرين كملى،؟!

تلعثمت نسرين بخوف فور رؤيتها لنوح يتقدم نحوهم بوجه قاتم حاد
=يعنى، يعنى انت عجبك شكلها ده يا نوح...
اجابها نوح بينما يقترب من مليكه التي كانت واقفه بوجه شاحب محيطاً خصرها بذراعه جاذباً اياها بلطف بجانبه
=ماله شكلها،؟!
ليكمل مقبلاً اعلى رأسها
= ما هي زى القمر اهها.

زمجرت نسرين بغضب شاعره بالغيرة تنهش بداخلها عند رؤيتها لذلك المشهد فقد اعتادت طوال حياتها على ان اهتمام و حب شقيقها لها هي فقط ينفذ لها كل ما ترغبه لم يرفض لها طلب من قبل
=يعنى انت شايف كده...
اومأ لها نوح برأسه بهدوء بينما يلتف لميلكه قائلاً
= يلا علشان اوصلك.

همست مليكه بصوت منخفض بينما اشتعل وجهها بالخجل شاعره بالسعاده و الفرح من كلماته السابقه لشقيقته لكنها نهرت نفسها على الفور مذكره نفسها بانه لم يفعل ذلك الا لكى يثبت لعائلته مدى حبهم و سعادتهم في زواجهم غمغمت بارتباك بينما اصبح وجهها منعقداً باقتضاب
=لا انا هاخد تاكسى...
تجاهلها نوح متوجهاً نحو شقيقته مقبلاً اياها بحنان فوق وجنتها مودعاً اياها قبل ذهابه كعادته.

ثم التف عائداً الى مليكه يحيط خصرها بذراعه بينما يتجه بها نحو خارج المنزل قائلاً بهدوء
=متخفيش مش هاجى معاكى، هخلى الاسطى حسن يوصلك وهيفضل معاكى لحد ما تخلصىو يرجعك.
همت مليكه بالاعتراض
لكنه هتف سريعاً بينما فتح باب السياره و يدفعها بداخلها
=مش عايز اعتراض يا مليكه، يلا
اومأت مليكه بصمت بينما تستقر بمقعدها مراقبه اياه بينما يذهب و يصعد إلى سيارته الخاصه هو الاخر
بعد مرور يومين.

كانت مليكه جالسه في السنتر التي تعطى به الدروس فقد انهت حصصها مبكراً لكنها ظلت جالسه هنا لكى تهرب من ذلك القصر الذي اصبح يخنقها بكل ما فيه فقد كان جميع من به يعاملونها بجفاف وعجرفه فكلاً من راقيه و ابنتها ايتن يتعاملون معها كما لو كانت هواء غير موجوده بالنسبه اليهم اما نسرين فتنتهز اى فرصه يكون بها نوح غائباً و تقوم باختلاق معها المشاكل كذلك جد نوح زاهر الجنزورى فقد عاد من السفر ليلة امس فقد كان يعاملها بجفاف و حده هو الاخر مرمقاً اياها بنظرات تمتلئ بالازدراء و الرفض كما لو كانت حشره لا تستحق التواجد معهن في ذات المكان كل هذا يحدث عندما يكون نوح غائباً عن المنزل لكن في وجوده جميعهم يتعاملون معها جيداً محترمين اياها في وجوده...

لوت فمها بسخريه فقد كانت تعلم بانهم يفعلون ذلك خوفاً من رد فعل نوح فمن الواضح انهم يهابونه حتى جده برغم استعلائه و تجبره لكن عندما يكون نوح المعنى يصبح كالحمل الخائف...

اطلقت مليكه تنهيده عند تذكرها نوح فخلال اليومين المنصرمية كان يعاملها جيداً لكنها هي من كانت تتخذ موقف منه معامله اياه ببرود تصد جميع محاولاته في التحدث اليها او التقرب منها محاوله حمايه قلبها و كبريائها فهى لن تستطع تحمل اى جرح مره اخرى
انتفضت واقفه فور ان سمعت ضجيج صاخب بالخارج رأت سوما تركض اليها قائله بلهاث.

=الحقى يا ميس مليكه مستر حسان واقف برا ومعاه 2 من السكرتاريه بتوعه وحالف ليضربك ويمدك على رجلك زي ما كان بيعمل وانتى صغيره
هتفت مليكه بذعر و قد شحب وجهها بشده
=يضربنى، يعنى ايه يضربنى هو اتجنن ولا ايه؟!
اجابتها سوما سريعاً
=بيقول ان كل العيال سابوه وجولك وانك سرقتيهم منه
لطمت مليكه يدها فوق خدها
=ده اتجنن بجد...
لتكمل بخوف
=بس، بس انا ذنبى ايه
هما اللى هربوا منه ومن ضربه لهم
قاطعتها سوما هاتفه.

=اهربى من الشباك، اهربى بسرعه ده مجنون ويعملها
هتفت مليكه بصوت مرتجف
=اهرب من الشباك ايه احنا دور علوى يعنى اقلها رجلى هتتكسر...
صرختا الاثنتن بفزع عندما سمعا طرقاً حاد فوق باب الشقه تشبثت سوما بمليكه وهي تهتف بخوف
=دول هيكسروا باب الشقه علينا...

تناولت مليكه هاتفها على الفور تنوى الاتصال بنوح. لكى تستنجد به لكنها تراجعت في اخر عن ذلك خائفه من ان يقوم باحراجها و صدها فهذه ليست مشكلته بدأ جسدها بالارتجاف بخوف فقد اصبحت ضرباتهم فوق الباب اشد حده مما جعلها تتوقع سقوط الباب باي لحظة واقتحامهم للمكان...
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
. صرخت كلاً من مليكة و سوما بذعر عندما سماعهم طرقاً حاد فوق باب الشقه تشبثت سوما بمليكه وهي تهتف بخوف
=دول هيكسروا باب الشقه علينا...
تناولت مليكه هاتفها على الفور تنوى الاتصال بنوح. لكى تستنجد به لكنها تراجعت في اخر لحظه عن ذلك خائفه من ان يقوم باحراجها او صدها فهذه ليست مشكلته بدأ جسدها بالارتجاف بخوف فقد اصبحت ضرباتهم فوق الباب اشد حده مما جعلها تتوقع سقوط الباب باي لحظه واقتحامهم للمكان...

افاقت مليكه على صوت سوما وهي تتجه نحو النافذه تفتحها متسلقه اياها
=معلش بقى يا ابله مليكه، انتى بتخافى من الاماكن العاليه لكن انا لا و يا روح ما بعدك روح...
هتفت مليكه بها بذعر
=سومااا انتى بتعملى ايه،؟!
اجابتها وهي تستعد للقفز من النافذه
=ههرب طبعاً اقفلى الباب عليكى كويس وهما اخر ما هيزهقوا هيمشوا...
صرخت مليكه بها محاوله ايقافها فهى لا ترغب بان تبقى بمفردها هنا معهم
=سومااا...

لكن الاخرى لم تستمع اليها و قفزت على الفور من
ركضت مليكه نحو النافذه التي قفزت منها تتطلع نحو الاسفل لتجد سوما تنهض من فوق الارض التي سقطت عليها ببطئ بينما تعرج بقدميها هتفت بينما تلوح لمليكه بيدها
=هقف على اول الشارع اول ما يمشوا هعرفك...
هتفت مليكه بها بغيظ و غضب
= ندله، اقسم بالله يا سوماااا، انتي ندله، سومااااااا.

اشارت لها سوما بيدها بعدم اهتمام ثم ركضت بقدمها المصابه حتى اختفت عن نظر مليكه تماماً...
وقفت مليكه تنظر الى المسافه ما بين النافذه و الارض محاوله تشجيع نفسها لكنها لم تستطع فعلها فلديها فوبيا من المرتفعات ابتعدت عن النافذه تتجه نحو باب قاعة الدروس تتأكد من اغلاقه جيداً عليها بينما تستمع صوتت حسان الغاضب من الخارج.
ظلت بمكانها هذا حتى الصمت بالمكان شعرت مليكه بالارتباك من هذا الصمت المفاجأ...

انهارت جالسه فوق الارض بتعب تستند برأسها فوق الباب تنتظر انتفضت بذعر عندما عادت الطرقات الحاده فوق الباب مره اخرى...
نهضت مسرعه تبحث حولها عن شئ تستطيع حماية نفسها به فلم تجد الا مقعدها الخاص حملته بين يديها المرتجفتين تضعه امام وجهها بحمايه...
لكنها القته من يديها فور ان وصل اليها صوت نوح القوى من خلف الباب يهتف بهدوء
=مليييكه افتحى...

ركضت نحو الباب تضع يدها فوق مقبضه تهم بفتحه لكنها ترددت و تركته مره اخرى
=مليكه افتحى متخفيش.
تنفست بعمق نفساً مرتجفاً محاوله السيطره على خوفها قبل ان تقوم بفتح قفل الباب مخرجه رأسها من شقه الذي فتحته قليلاً لتجد نوح واقفاً امامها همست بصوت منخفض بينما تمرر عينيها بالمكان بحثاً عن حسان و و رجاله
=مشيوا،؟!
ابتسم نوح على حركتها تلك قائلاً بمرح
=اها مشيوا، اخرجى يا مليكه...

فتحت الباب على مصراعيه خارجه منه تتنحنح بحرج بينما تعدل من ملابسها هاتفه بصوت جعلته ثابت قدر الامكان
=مشيوا، ليه انا. انا كنت
هطلع و اتكلم مع مستر حسان وافهمه بس، بس...
لتكمل بارتباك محاوله تغيير الحديث
=بعدين هو انت، انت ايه اللى جابك هنا. و عرفت منين المكان.؟!
اجابها نوح بهدوء و على و جهه ترتسم ابتسامه خفيفه بينما يراقب باستمتاع ارتباكها و وجهها الذي تحول إلى كتله مشتعله من الخجل.

=الاسطى حسن بلغنى اول ما شافهم جايين على هنا و سمع طبعاً الزعيق و هو بيهددك بانه يضربك...
مررت مليكه يدها فوق رأسها تعدل من كعكعتها واضعه اصبعها بفمها تقضمه بارتباك بينما تشعر بالدماء تجف في عروقها من شدة الحرج الذي تعرضت له امامه
جذبها نحوه فور رؤيته لحالتها تلك عقد ذراعيه حول خصرها بينما يقرب جسدها منه حتى اصبحت ملاصقه به هامساً بصوت منخفض بينما يتفحص عينيها بقلق
=خوفتى،؟!

اجابته مليكه بارتباك و حده بينما تتخبط بين ذراعيه محاوله التحرر من قبضته التي تحيطها و الابتعاد عنه
=لا لا. طبعاً. هخاف من ايه...
رفعت رأسها نحوه محاوله دفعه بصدره لكن فور ان رأت النظره القلقه المرتسمه بعينيه و الحنان الذي ينبعث منه استكانت بين يديه هادئه بينما ينهار سدها الذي كانت تختبئ خلفه متصنعه القوة و البرود لتنفجر في البكاء بينما تهز رأسها بالايجاب على سؤاله السابق.

ضمها اليه بحنان ممرراً يده فوق ظهرها محاولاً تهدئته مقبلاً اعلى رأسها دفنت وجهها في صدره تنتحب بصمت بينما تعقد ذراعيها من حوله مبادله اياه عناقه هذا
همست بصوت مرتجف ضعيف بينما تدس وجهها اكثر بصدره بحثاً عن الراحه
=كان عايز، عايز يضربنى فاكر ان سرقت التلاميذ من عنده...
قاطعها نوح بصوت حاد حازم بينما يرفع وجهها اليه
= طيب كان يعملها و انا كنت ادفنه مكانه حى، بعدين ده راجل اهبل و كان بيحاول يخوفك بس.

همست بصوت مرتجف تهز رأسها برفض بينما دموعها تغرقها وجهها
=ده مجنون، مجنون يا نوح انت متعرفوش كان ممكن يعملها بجد
زمجر نوح معترضاً بحده بينما يلثم وجهها برقه مزيلاً دموعها بيده محاولاً بث الاطمئنان بجسدها المرتجف
=محدش يقدر يلمس شعره منك طول ما انا عايش على وش الدنيا...
همست مليكه بحزن.

=بس هو عنده حق، التلاميذ بيجولي علشان مبقدرش عليهم و اهاليهم علشان بيقدروا يضحكوا عليا في تمن الدروس غير كده محدش كان جالى انا عارفه انى مدرسه فاشله و شرحي مش كويس...
قاطعها بحزم بينما لا يزال يلثم وجها بقبلات رقيقه حنونه...
=متقوليش كده انتي شاطره. و شرحك جميل ومبسط سهل ان الاولاد الصغيره يفهموه بسهوله و...

لكنه ابتلع باقى جملته فور ادراكه انه قد افصح اكثر من اللازم فهى لا تعلم بانه خلال فتره الاسبوعين المنصرمين التي كانت تعمل بهم بالدروس كان يحضر الى هنا يومياً لمراقبتها اثناء ذلك، ولقد حرص على عدم علمها بذلك من من خلال اعطاء مبلغ من المال لسوما سكرتيرتها الخاص بكل مره يأتى بها...
غمغمت مليكه بصوت منخفض بينما تعقد حاجبيها بدهشه
=و انت عرفت منين ان شرحى كويس؟!

وقف ينظر اليها بارتباك عدة لحظات لا يدرى ما الذي يجيب به عليها دون ان يكشف امره فلم يجد امامه سوا ان يخفض رأسه متناولاً شفتيه في قبله لكى يشتت تفكيرها. فقد كان الشعور بها بين يديه كالشعور بالنعيم ترك شفتيها ملثماً عينيها و وجنتيها بحنان اسند اخيراً جبهته فوق جبهتها متشرباً انفاسها الحاره بعشق و شغف...
احاطت مليكه وجهه بيديها ممرره اياها فوق وجنتيه بحنان غارقه بعالمهم الخاص.

لكن انتفض الاثنين خارجين من نعيمهم الخاص هذا فور سماعهم صوت الشهقه العاليه التي صدرت من سوما التي كانت تقف بمدخل باب الشقه
=ايه اللى بتعمليه ده يا ميس مليكه.؟!
شعر نوح الذي كان يوليها ظهره بالارتباك فور تعرفه على صوتها
اقتربت منهم هاتفه بلوم
=بقى انتى عايشه هنا حياتك، وسيابنى قلقانه عليكى تحت، بس مكنتش اعرف انك خلبوصه كده...
هتفت مليكه سريعاً بينما تحاول فك حصار ذراعى نوح من حولها بارتباك.

=خلبوصه.؟! خلبوصة ايه لا على فكره، نوح، نوح يبقى جوزى...
صاحت سوما بانفعال و فرح بينما تقترب منهم
=جوزك، انتى اتجوزتى طيب ليه معزمتنيش لا انا زعلانه منك يا م...
لكنها ابتلعت باقى جملتها فور ان وقعت عينيها على وجه نوح
=ايييه ده هو انت، و لما انت جوزها كنت بتكدب عليا ليه...
غمغمت مليكه بارتباك بينما تمرر نظراتها المرتبكه بينهم
=انتوا تعرفوا بعض،؟!
اجابها نوح سريعاً بينما يمسك ذراعيها
=لا...

قاطعته سوما هاتفه باصرار
=لا ايه، ايوه اعرفه كان بيجى هنا كل يوم يشوفك وانتى بتشرحى وكان مفهمنى انه بيعمل كده علشان عنده اولاد وعايزك تديهم درس
لتشهق سوما قائله بانفعال
=انت كنت بقى بتراقبها علشان مش واثق فيها لييه كده با استاذ نوح ده الميس مليكه محترمه و...
. قاطعها نوح بحده فور رؤيته للألم الذي ارتسم فوق وجه مليكه الذي شحب بشدة فور سماعها لتلك الكلمات.
=اتكتمي الله يخربيتك...

اكملت سوما غير واعيه للكارثه التي ارتكبتها مربته فوق ذراعه مليكه التي كانت شاحبه كشحوب الاموات
=متزعليش، يا ميس مليكه هما الرجاله كلهم كدا تلاقيك بس علشان في اول جوازكوا وميعرفك...
قاطعها نوح الذي احتقن وجهه من شده الغضب صائحاً بشراسه
=اطلعي براااا، برااااا.

همت سوما بالاعتراض لكنها اغلقت فمها بخوف فور رؤيتها للنيران المشتعله بعينيه التفت هاربه من امامه على الفور مغادره المكان بخطوات مسرعه بينما تجر قدمها المصابه...
اقترب نوح من مليكه على الفور محيطاً وجهها بيديه هامساً
=مليكه اللى قالته ده مش حقيقى...
ازاحت يديه من فوق وجهها بحده هاتفه بصوت مرتجف.

=كنت بتراقبنى علشان خايف انصب على حد تانى مش كده، طيب كملت ليه مراقبتك ليا لما عرفت انى بدى دروس مش بنصب على حد
لتكمل بسخريه لكن جاء صوتها الضعيف المرتجف مظهراً مدي الالم الذي تشعر به
=لتكون افتكرت ان ممكن اخد الاطفال اللى عندى و ابيع اعضاءهم
هتف نوح مقاطعاً اياها بحده
=مليكه. متخرفيش...
هزت رأسها بيأس بينما تبتعد عنه بحده.

=انا بالنسبالك واحده نصابه و بتتسلى بها، هبله كل ما بتقرب منها بتبقى زى العجينه في ايدك
بس انا اللى استاهل انا اللى رخصت نفسى معاك...
انهت كلماتها تلك هاربه من امامه كالصاعقه مغادره المكان تاركه اياه واقفاً يتطلع بيأس الى اثرها قبض على شعره جاذباً خصلات شاعراً بألم غريب يضرب قلبه اطاح بقدمه المقاعد المتراصه امامه صائحاً بشراسه و غضب...

بقصر الجنزورى...
كانت مليكه مستلقيه بالفراش دافنه وجهها بالوساده تنتحب بشده
ضغطت بيدها فوق قلبها للتخفيف من الالم الذي كان يضرب بداخلها ممزقاً قلبها فقد اصبح لا يطاق ولا يحتمل.

دخل نوح الغرفه بهدوء باحثاً بعينيه عنه شعر بضعف غريب يستولي عليه فور ان وقعت عينيه عليها و وجدها على حالتها تلك اقترب منها بهدوء مستلقياً فوق الفراش بجانبها شعر بها تتنفض بذعر فور ان احاط خصرها بذراعه بحنان جاذباً اياها نحوه ليستند ظهرها بصدره الصلب احتضنها بين ذراعيه بحنان لكنها اخذت تقاومه دافعه اياه بقسوه محاوله ابعاده عنها لكنه شدد من احتضانه لها اكثر هامساً باذنها بكلمات لطيفه محاولاً تهدئتها ثم ادارها نحوه حيث اصبحت تواجهه زفر بضيق بينما يرفع وجهها اليه بقوة عندما قاومته في بادئ رافضه رفعه اليه شعر بقبضه حاده تعتصر قلبه فور ان رأى وجهها المنتفخ وعينيها المحمرتين من كثرة البكاء لعن نفسه و تلك الحمقاء التي سممت عقلها بافكار بعيده كل البعد عن الحقيقه مرر يده بحنان فوق وجهها يزيح بعيداً خصلات شعرها المبتله عن عينيها هامساً بضعف وهو ينحنى مقبلاً جبينها بحنان.

=مليكه، علشان خاطرى اهدى الموضوع مش زى ما انتى فاهمه.
هتفت بصوت مرتجف بينما تنفض يديه عن وجهها مبتعده عنه
=لا انا فاهمه كل حاجه كويس...
قاطعها بحزم جاذباً اياها نحوه مره اخرى مشدداً ذراعيه من حولها
=لا مش فاهمه حاجه انا لو كنت بجيلك السنتر. فده علشان كنت بحب اشوفك و انتى بتشرحى، و انتى بتتعاملى مع الشياطين الصغيره اللى كانوا بيطلعوا عينك...

توقف انتحابها فور سماعها كلماته تلك شاعره بدقات قلبها تزداد بعنف بينما الامل ينبض بداخلها همست بصوت اجش ضعيف من اثر بكائها
=بجد،؟!
قبل جبينها بحنان هامساً بصوت دافئ
=بجد...
هزت رأسها قائله باستفاهم محاوله قتل الشك الذي لا يزال ينبش بداخلها
=طيب ليه كنت بتيجى من غير ما اعرف، و كدبت على سوما.؟!
مرر يده بحنان فوق وجنتيها يزيل الدموع العالقه بها قائلاً.

=بصراحه. مكنتش عايزك تعرفى علشان تبقى على راحتك وانتى بتشرحى...
ليكمل بحزم بينما يتصنع التقطيب
=بعدين لو كنت عرفتي كنت هتطردينى و مكنتيش هترضى تخليني ادخل المكان تانى تنكرى،؟!
هزت رأسها بالنفى و قد ارتسمت ابتسامه خجوله فوق وجهها
=لا منكرش، كنت فعلاً هطردك
اطلق نوح ضحكه عميقه عند اجابتها هاتفاً بمرح
=صريحه اوى...

نهض من فوق الفراش بهدوء فور سماعه الطرقات فوق الباب اتجه نحوه فاتحاً اياه وقف عدة لحظات متحدثاً مع شخصاً ما بكلمات هادئه منخفضه ثم عاد الى داخل الغرفه يحمل بين يديه صينيه ممتلئه بالطعام قد امر الخدم في طريقه الى هنا باحضارها فقد كان يعلم انها لم تتناول شئ منذ الصباح وضع صينيه الطعام فوق قدميها بينما يعود الى مكانه فوق الفراش
=يلا علشان نتعشا سوا...

اومأت رأسها بصمت بينما تعتدل جالسه بجانبه فوق الفراش اخذت تتطلع الى الطعام بجوع فقد كانت تتضور من الجوع فلم تتناول شئ منذ عشاء ليلة امس ملئ نوح صحنها بتل من الطعام تناولت اول ملعقه منه مصدره تنهيده بطيئه ثم بدأت تلتهم كل ما يضعه امامها
كان نوح يتناول طعامه و على وجهه ترتسم ابتسامه حانيه بينما يراقبها تتناول طعامها بهذا الحماس.

تخضب وجه مليكه بالحمره فور ان رفعت رأسها عن الطعام و رأت نظراته المسلطه عليها ابتلعت ما بفمها بصعوبه هامسه بحرج
=اصل كنت جعانه...
احاط خدها بكف يده ممرراً ابهامه بحنان فوقه متلمساً نعومة جلدها الحريرى
=بالهنا والشفا...
ليكمل غافلاً عن انفاسها التي تسارعت اثر لمسته فوق وجهها
=عايزك تهتمى باكلك شويه. بعد كده هخلى نوال تحضرلك اكل تاخديه معاكى و انتى راحه الشغل.

تغضن وجهها فور سماعها كلماته تلك تراجعت الى الخلف مستنده الى ظهر الفراش مغمغمه بحزن
=شغل ايه بقى، مستر حسان مش هيسبنى في حالى...
لتكمل بصوت ضعيف بينما بدأت عينيها تمتلئ بالدموع
=مش هيسبنى في حالي مادام حطنى في دماغه...

ازاح نوح صنيه الطعام من فوق ساقيها واضعاً اياه بالطاوله التي بجانب الفراش ثم استلقى فوق الفراش جاذباً اياها حتى اصبحت مستلقيه بجانبه يحتضنها بحنان بينما دفنت هي وجهها بعنقه تنتحب بصمت قبل رأسها بحنان هامساً بين خصلات شعرها الحريرى
=مش قولتلك متخفيش محدش يقدر يقرب منك طول ما انا عايش على وش الدنيا...
ليكمل بينما يرفع وجهها اليه
=مستر حسان ده مش هيقدر يقرب من السنتر بتاعك تانى، بعد اللى عملته فيه...

همست مليكه بينما تهز رأسها باستفهام
=عملت فيه ايه؟!
مرر اصبعه بلطف فوق انفها راسماً ملامح وجهها مغمغماً
=مخلتش فيه لا هو و لا رجلته عضمه واحده سليمه، و كان عايز يدخل يبوس ايدك علشان تسامحيه...
ليكمل بمرح محاولاً التخفيف عنها بينما يمرر اصبعه فوق تقطيبة حاجبيها
=لو تشوفيه و هو طالع يجرى زي الفار و رجالته وراه
انفجرت مليكه ضاحكه فور تخيلها مظهره بجسده الضخم العملاق و هو يركض خائفاً من نوح و رجاله...

اخذت ضربات قلبه تزداد بعنف فور سماعه لصوت ضحكتها الخلابه تلك فلأول مره يراها تضحك بسعاده هكذا مرر اصابعه بين خصلات شعرها الحرير و دفئ غريب يستولى عليه...
سحبها نحوه اكثر دافناً وجهه بعنقها ملثماً اياه بقبلات دافئه
تغلبت مليكه على المشاعر التي عصفت بها مبتعده عنه قليلاً وقد بدأت تستوعب انها لازالت مستلقية بين ذراعيه.
تركها نوح تبتعد هذه المره حتى لا يفقد سيطرته ويفعل شئ قد يندم عليه لاحقاً.

ظلوا مستلقيين عدة دقائق صامتين حتى غمغمت مليكه بينما تضع يدها اسفل رأسها
=عارف انا برضو مش هرجع ادى دروس تانى...
لتكمل تهز رأسها بتصميم مغمضه عينيها وقد تغضن وجهها
=محدش فيهم بيحترمنى بيتعاملوا معايا كانى عيله صغيره، مش مدرستهم مش هينفع ارجع تانى...
ابتلعت باقى جملتها عندما شعرت بشفتى نوح تلثم جبينها بحنان و انفاسه الدافئه فوق وجهها بينما يهمس بلطف في اذنها.

=نامى يا مليكه، نامى و ارتاحى و بكره نبقي نشوف الموضوع ده تمام...
اومأت برأسها بصمت مغلقه عينيها بقوه رافضه الاستجابه لرغبتها بفتح عينيها والقاء نظره عليه ظلت على وضعها هذا حتى استغرقت بنوم سريع
بعد عدة ساعات...
فتح نوح عينيه ببطئ شاعراً براحه و دفئ غريب يحيطان به.

ادرك السبب وراء هذا الدفئ عندما شعر بمليكه التي كانت تلتف من حوله كشرنقه حيث كانت تحيط خصره بذراعها و ساقها تتشابك بشكل محبب بساقيه دافنه وجهها بعنقه اعتدل في نومه قليلاً ببطئ حتى لا يتسبب في ايقاظها ويحرم نفسه من دفئها و هذا الشعور الرائع عقد ذراعه حول جسدها مقرباً اياه من جسده كثر حتى اصبحوا باحضانه دفن وجهه بشعرها الحريرى مستنشقاً بعمق رائحته التي كانت مزيج رائحة الزهور الرائعه اغلق عينيه مستغرقاً بالنوم مرة اخرى و على وجهه ترتسم ابتسامه حالمه.

فى الصباح...
استيقظت مليكه على صوت نوح الاجش الذي كان يهمس باسمها بصوت دافئ.
=مليكه...
زمجرت مغمغمة بكلمات رافضه لكنها فتحت عينيها سريعاً بذعر عندما شعرت بالجلد الدافئ اسفل رأسها صدمت عندما ادركت انها تدفن وجهها بعنق نوح مستلقيه بين ذراعيه تخضب وجهها بحمرة الخجل غير قادره على رفع رأسها اليه ظلت متصلبه بمكانها لا تعلم ما الذي يجب عليها فعله...
مرر يده فوق شعرها بينما يهمس بالقرب من اذنها.

=اصحى يلا يا كسوله اتاخرتي على شغلك...
رفعت رأسها اليه بحده فور سماعها كلماته تلك متناسيه خجلها
=قولتلك مش هدي دروس تانى...
اجابها بهدوء بينما يتأمل بعينين تلتمع بالشغف وجهها الخالى من مستحضرات التجميل مما جعلها تبدو بريئه و جميله للغايه خاصه وشعرها الاشقر الذهبى يحيط وجهها بعشوائيه مغريه
= هتروحى و تكملى الدروس فاضل اقل من شهر على الامتحانات...
همست بصوت مرتجف.

=هيبهدلونى يا نوح انت شوفت بيعملوا معايا ايه...
مرر ابهامه فوق وجنتيها بينما يجيبها بتأكيد
=مليكه انتى مدرستهم تقدرى تسيطرى عليهم...
ليكمل بمرح مغيظاً اياها
=بقي مليكه اللي مطلعه عيني انا شخصياً مش هتقدر على شوية اطفال في طول ركبتها
ابتسمت على مزحته تلك لتبدأ بالتفكير شاعره بالارتباك والتردد غرزت اسنانها في شفتيها بينما تفكر في كلماته تلك...

لم يشعر نوح بنفسه الا وهو يخفض رأسه نحوها خاطفاً شفتيها في قبلة عميقة
قبلها نوح كما لم يقبل امرأة من قبل غرز اصابعه في شعرها الحريري بينما يعمق قبلته...
ابتعد عنها اخيراً ببطئ بينما يلهث بقوة تأمل وجهها الذي اصبح لونه احمر قانى غمغم بصوت اجش من اثر العاطفه التي لازالت تسيطر عليه
=هتروحى الشغل،؟!
اومأت رأسها بالايجاب بصمت و هي لازالت مغمضه العينين
ابتعد عنها قائلاً بحزم
=طيب اجهزى. علشان حسن هيوصلك...

ثم انتفض سريعاً ناهضاً من فوق الفراش يتجه نحو الحمام هارباً قبل ان يستسلم ويعود اليها مره اخرى.

كانت مليكه واقفه بمنتصف الغرفه الممتلئه بتلاميذها الذين كانوا يركضون خلف بعضهم البعض بينما يصرخون غير عابئين بها اخذت تدير عينيها من طفل الى اخر شاعره برأسها يكاد ان ينفجر الى نصفين فقد مر اكثر من نصف ساعه تحاول اسكاتهم لكنهم تجاهلوها كعادتهم...
صرخت بهستريه و قد اصبحت غير قادره على تحملهم اكثر من ذلك
=بسسسسس كفايه، كفايه اقعدوا مكانكوا.

لكنهم استمروا في لعبهم و ركضهم غير مبالين بها اقتربت من زياد الذي كان يجلس فوق الطاوله يدق فوقها ومن حوله اصدقاءه يغنون بصوت صاخب
=انت يا زفت يا زياد، اقعد مكانك، قلبتلى الفصل كباريه
التف اليها قائلا بغضب
=بقولك ايه يا ميس روحى اقعدى في مكانك متصدعناش...
ليكمل بينما يلتف الى اصدقاءه
=محدش يعقد مكانه كله يرقص يالا انت وهو...
ليزيد من ضرباته فوق الطاوله.

بقوة اكبر ابتعدت عنه مليكه تتجه نحو حقيبتها تنوى المغادره فقد كان من الخطأ العوده الى هنا مره اخرى لكنها انتفضت فازعه فور سماعها صوت صراخ زياد التفت نحوه على الفور لتجده معلق بالهواء بواسطه نوح الذي لا تعلم من اين ظهر فجأة كان يمسك زياد بيد واحده رافعاً اياه بالهواء مكتف يديه بحزم
صاح زياد بخوف
=نزلنى، انت بتعمل ايه نززززلنى.

لكن نوح لم يستمع اليه و اتجه به نحو الحائط معلقاً اياه من ملابسه باحدى المسامير المتواجده بالحائط
صاااااح زياد صارخاً بفزع بينما يرفس بقدميه في الهواء
=نزلنى، نزلنى...
ليكمل ملتفاً الى مليكه التي كانت واقفه تتابع المشهد بفم فاغر منصدمه
=يا ميس مليكه قوليله بالله عليكي ينزلنى...
اقتربت مليكه من نوح قائله بصدمه
=نوح، ايه اللى انت بتعمله ده.
اجابها نوح بحده بينما يشير برأسه نحو زياد المعلق بالحائط.

=ده عيل قليل الادب ولازم يتربى...
اقتربت من نوح الذي كان واقفاً مكتف الذراعين يتابع زياد المعلق و على وجهها تعبير حاد صارم تمسكت بذراعه قائله برجاء
=علشان خاطرى نزله. مينفعش كده...
تجاهلها نوح مقترباً من زياد الذي بدأ بالانتحاب
=عارف لو عرفت بعد كده انك قليت ادبك على ميس مليكه او اى حد اكبر منك تانى هعمل فيك ايه...
اجابه زياد سريعاً بانتحابو هو يهز رأسه بقوه
=مش هعمل كده تانى والله...

غمغم نوح بحده بينما يضيق عينيه عليه
=و هتذاكر،؟!
اجابه زياد وهو يومأ برأسه بتأكيد
=هذاكر، هذاكر و الله
التف نوح الى باقى التلاميذ الذين كانوا جالسين بصمت بمقاعدهم يتابعون المشهد باعين متسعه بالرعب
=الكلام ده مش لزياد لوحده الكلام ليكوا كلكوا فاهمين...
اومأ الجميع برأسهم سريعاً بصمت اتجه نحو زياد منزلاً اياه على الارض مرر يده بشعره مشعثاً اياه بينما ينحنى على عقبيه امامه قائلاً.

=الراجل، هو اللى يحترم اللى اكبر منه مش العكس...
هز زياد رأسه بصمت
=يلا روح اتأسف لميس مليكه و صالحها
اتجه زياد نحو مليكه بخطوات بطيئه قائلاً بصوت منخفض
=انا اسف يا ميس...
ابتسمت له مليكه بحنان مربته فوقق ذراعه بلطف قبل ان توجهه الى مقعده...

ثم بدأت بالشرح و قد بدأ التلاميذ و لأول مرة التفاعل معها كانت تحاول عدم النظر نحو نوح الذي كان يقف مستنداً الى الحائط و عينيه مركزه عليها مراقباً ادق تحركاتها و فور انتهاء الحصه ومغادرة التلاميذ توجهت اليه مليكه بخطوات بطيئه مرتبكه اعتدل في وقفته فور ان اصبحت امامه همست بصوت منخفض
=شكراً
تناول يديها مشبكاً اياه بيده ثم ارجع يديها خلف ظهرها مقرباً اياها منه
=العفو يا ميس مليكه.

اخفض رأسه نحوها ينوى تقبيلها لكنها هتفت بذعر
=نوح. سوما برا...
زمجر من بين اسنانه بغضب
=البنى ادم دى مستفزه مش عارفه مستحملها ازاى
اطلقت مليكه ضحكه مرحه بينما تراقب وجهه الغاضب بعينين تلتمعان بشغف بينما دقات قلبها تزداد بعنف...

بعد مرور اسبوعين...
كان نوح جالساً بمكتبه يستند الى ظهر مقعده باسترخاء و فوق وجهه ترتسم ابتسامه مشرقه بينما يتحدث الى مليكه كعادته كل يوم حتى يطمئن على سير عملها
=هتخلصى امتى،؟!
اجابته مليكه بصوت دافئ
=قدامى نص ساعه و اخلص اخر حصه...
زفر نوح باحباط فقد كان يرغب
بان يمر اليها واخذها معه كعادتهم لكن تراكمت عليه العمل عليه هذه الفتره
=تمام خلصى و حسن، هيوصلك البيت
هتفت مليكه بحزن.

=ليه هو انت مش هاتيجى السنتر النهارده...
تنحنحت قبل ان تمتم باحراج
=اقصد، اقصد يعنى...
ابتسم نوح فور سماعه للاحباط الذي تخلل صوتها شاعراً بالراحه لافتقادها اياه مثله
=مش هقدر اجيلك النهارده، عندى اجتماع مهم و مش هقدر اخلصه بدري
همست مليكه بصوت منخفض
=تمام...
=مليكه...
همهمت مجيبه اياه بصوت منخفض
=اوعى تتعشي من غيرى استنينى علشان نتعشا سوا...

اشرق وجهها بابتسامه سعيده فور سماعها كلماته تلك هاتفه بحماس جعله يبتسم هو الاخر
=تمام، هستناك
اغلق معها نوح و الابتسامه لاتزال تملئ وجهه، تناول احدى الاوراق يتفحصها بصمت لكن عقله لا يزال منشغلاً بتلك التي اغلق معها منذ قليل سمع طرقاً فوق باب مكتبه ليأذن للطارق بالدخول.
دلفت ميار سكرتيرته الجديده التي حلت محل مليكه قائله
=نوح بيه، في واحده برا عايزه تقابل حضرتك...

لتكمل سريعاً عندما رأته يهم برفض مقابلتها
=بتقول انها قريبه مليكه هانم مرات حضرتك
قطب حاحبيه فور سماعه ذلك مندهشاً لما سوف ترغب قريبه مليكه برؤيته...
=خليها تدخل...
اومأت ميار رأسها بصمت قبل ان تتجه نحو الباب مرة اخرى
اتكأ نوح الى الخلف منتظراً قدوم قريبة مليكة تلك شاعراً بالفضول فيما تريده منه...
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
. لتكمل سكرتيرته سريعاً عندما رأته يهم برفض مقابلة تلك الفتاة
=بتقول انها قريبه مليكة هانم مرات حضرتك
قطب حاحبيه فور سماعه ذلك مندهشاً لما سوف ترغب قريبه مليكه برؤيته...
=خليها تدخل...
اومأت ميار رأسها بصمت قبل ان تتجه نحو الباب مرة اخرى
اتكأ نوح الى الخلف منتظراً قدوم قريبة مليكة تلك شاعراً بالفضول فيما تريده منه...

دلفت فتاه في العشرينات من عمرها إلى الغرفه بخطوات بطيئه متردده اشار نوح بيده نحو المقعد امراً اياها الجلوس بصمت
جلست الفتاه بتردد و وجه محتقن مرتبك
=انا، انا مش قريبه مليكه انا قولت كده علشان توافق تقابلنى...
لتكمل سريعاً عندما رأته يهم بتناول الهاتف و استدعاء سكرتيرته
=انا مريم خطيبة عصام اللى مراتك مش راضيه تسيبه في حاله و جايه اقولك ياريت تبعد مراتك عن خطيبى...

ابتلعت باقي جملتها عندما رأته يضع الهاتف من يده بحده مكانه مره اخري و قد احتقن وجهه بغضب مشتعل لكن و لدهشتها اختفي غضبه هذا سريعاً متراجعاً للخلف في مقعده مره اخرى قائلاً بهدوء و برود يعكسان ما يثور بداخله
ب
=قولتلي مراتي، تبعد عن خطييبك
ليكمل مضيقاً عينيه عليها بتركيز و نظرات ثاقبه حاده
=تبعده عنه ازاااي،؟!
اجابته مريم بتلعثم ممرره يدها فوق شعرها بارتباك.

=شش شوفت، مسجات بعتها لها كتير، ده، ده غير اتصالاته لها و حاول يروحلها مكان شغلها كذا مره بس معرفش يقابلها بسبب الحرس بتوعك اللي تحت السنتر انا كنت براقبه وعارفه كل ده...
لتكمل بعصبيه بينما تفرك يديها ببعضها البعض
=هو اصلاً من يوم ما عرف من رضوي
ان جوازك انت و هي مش حقيقي وانه مجرد اتفاق على ورق و انها مش مراتك بجد...

ابتلعت باقي جملتها صارخه بفزع عندما انتفض فجأةً من فوق مقعده مما جعل مقعده يسقط للخلف محدثاً ضجه عاليه صائحاً بشراسه بينما يضرب بيده بقوه سطح مكتبه
=جواز مين اللي مزيف و مش حقيقي...
ليكمل بقسوة مستديراً حول مكتبه حتى اصبح يقف امامها جاذباً اياها من فوق مقعدها بحده حتى اصبحت بمواجهته
=ملييكه تبقى مراتي، فاهمه مراتى
غمغمت مريم بارتباك بينما تشددت يديها فوق يد حقيبتها.

=مراتك و لا مش مراتك ميهمنيش المهم عندي انها تبعد عن عصام...
لتكمل بعينين تلتمع بالحقد و القسوة
=لأما قسماً بالله لو مبعدتش عنه لأهقتلها، فاهم والله لاقتلها...
اشتعل غضب اعمي بعروقه فور سماعه كلماتها تلك فلم يشعر بنفسه الا و هو يقبض على ذراعها لوياً اياه خلف ظهرها بقسوة مما جعلها تصرخ متألمه.

زمجر من بين اسنانه بقسوة مقرباً وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية وقسوه مما جعلها تخفض عينيها بعيداً بخوف
=قسماً بالله لو لمستى شعره واحده منها بس همحيكى من على وش الدنيا انتي و الكلب اللي اسمه خطيبك...
ليكمل مشددا من قبضته حول ذراعها لاوياً اياه خلف ظهرها بقسوة اكبر بينما يهتف بشراسه
=و لو عرفت ان لسانك ده نطق باسم مليكه تاني انا هقطعهولك، فاهمه.

هزت مريم رأسها بصمت بينما تبتلع الغصه التي تشكلت بحلقها غير قادره على النطق بحرف واحد شاعره بخوف لم تشعر به من قبل فقد كان مظهره الغاضب هذا اشبه بوحش مستعد للانقضاض على فريسته باي لحظه...
دفعها للخلف بقسوة محرراً اياها من قبضته مما جعلها تكاد تسقط فوق الارض لكنها تمسكت سريعاً بالمقعد الذي كان خلفها
=اخفى من قدامي...
ليكمل بقسوه مرمقاً اياها بازدراء.

= و لو شوفت وشك ده في اى مكان انا فيه او مليكه متلوميش الا نفسك، براااااا
ركضت مريم نحو الباب سريعاً بوجه شاحب كشحوب الاموات يرتسم فوقه معالم الارتعاب والخوف متعثره في خطوات نحو الخارج حتى كادت ان تسقط عده مرات من شده خوفها و ذعرها...

وقفت رضوي امام بوابه القصر الخاص بنوح الجنزورى تتطلع اليه من الخارج بفم فاغر وعينين تلتمع بالانبهار متمتمه بانفاس لهاثه
=بقى كل العز، ده مليكه عايشه فيه...
لتكمل بحقد بينما تغرز اظافرها في راحة يدها بقسوة.
=و انا اللى قعدت اقولها نوح حلم نوح حلم، طلعت انا الهبله و هي محظوظه و حلمها واتحقق...

اخذت تتفحص القصر الضخم و الحديقه الخضراء الواسعه التي تلتف من حوله و التي كانت اشبه بقطعه من الجنه هامسه بصوت ممتلئ بالغيظ
=لا و مش بس كده ده شكله حبها و وقع فيها هي كمان...
لتكمل وهي تفتح حقيبتها مخرجه منها مرأتها التي اخذت تتفحص بها وجهها بينما تمرر يدها الاخرى فوق ملامحها
=فيها احسن منى علشان تعيش العيشه دي، و نوح الجنزوري بجلالة قدره يحبها، ليه هي، ليه مش انا
اغلقت المرأه بحده بينما تغمغم بسخريه.

=بس الغبيه مش واخده بالها من حبه ده، طول عمرها غبيه.
اخرجت هاتفها متصله بمليكه التي ما ان وصل اليها صوتها هتفت بصوت منخفض بينما تتصنع الانتحاب
=ايوه يا مليكه، انتي فين
اجابتها مليكه بصوت ناعس فقد انتهت من عملها و نامت قليلاً لحين عودة نوح حتى يأكلون سوياً كما اتفقوا سابقاً
=انا في البيت يا رضوي هكون فين يعني...
لتكمل بقلق فور انتبهها إلى صوت انتحاب صديقتها المنخفض
=رضوى. انتي بتعيطى. مالك في ايه؟!

اجابتها رضوي بصوت منخفض باكى
=اتخنقت مع بابا، انا محتاجلك اوى يا مليكه...
هتفت مليكه سريعاً بينما تنتفض من فوق الفراش
=طيب متعيطيش علشان خاطرى، انا هلبس وهجيلك على طول
هتفت رضوي بارتباك مقاطعه اياها
=لا لا متجيش. انا. انا واقفه قدام بوابه القصر، بس مش عارفه ادخل ازاي
اجابتها مليكه سريعاً بينما ترتدى خفها المنزلى
=متقلقيش هكلم الحرس وهخاليهم فتحولك الباب وانا هنزل اقابلك تحت...

وصل اليها همهمت رضوى المنخفضه قبل ان تخرج من باب غرفتها متجهه إلى الاسفل سريعاً...
لكن تجمدت خطواتها فور وصولها بهو القصر عندما سمعت صوت نسرين الساخر من خلفها
=راحه فين بمنظرك البشع ده.؟!
التفت اليها مليكه لتجدها تجلس مع كلاً من راقيه زوجه والدها، و زاهر الجد يرتشفون قهوتهم بالبهو...
اكملت نسرين بحده بينما تتفحص بازداراء بنطال مليكه و قميصها المنزلي الفضافض الذي يكاد يغرقها مخفياً كامل معالم جسدها...

=بقى دي منظر مرات اكبر مليادير في البلد، دي انت منظرك ولا الشحاته...
عصرت مليكه يدها بجانبها محاوله السيطره على غضبها حتى لا تنقض عليها جاذبه اياها من شعرها ممزقه اياه.
لكنها التفت سريعاً نحو الباب عندما انطلق رنين جرسه مذكراً اياها بصديقتها التي تقف بالخارج بانتظارها لكن اوقفها صوت زاهر الذي هتف بقسوه عندما رأها تهم بفتح الباب
=بتعملي ايه...
اجابته مليكه بارتباك و قد ارعبها مظهره الغاضب هذا.

=هفتح الباب اص...
قاطعها بشراسه بينما يضرب بعصاه الارض بغضب
=مش شغلتك انك تفتحي الباب، دى شغلة الخدم انا مش فاهم نوح جايبك من اى زريبه...
قاطعته مليكه هاتفه بغضب
=من نفس الزريبه اللي انت جا...
لكنها ابتلعت باقي جملتها ملتقطه انفاسها بعمق محاوله تهدئت غضبها
لتكمل بصوت حاد مرمقه اياه بازدراء
=لولا ان اهلى مربينى كويس، و انك راجل كبير انا كنت رديت عليك...
زمجر زاهر بوجه محتقن من شده الغضب
=انت بنت...

قاطعته راقيه التي نهضت هاتفه بحده
=زاهر باشا، كفايه...
لتكمل بصوت منخفض بالقرب من اذنه عندما رأت الغضب لايزال مرتسم على وجهه و يهم بالرد عليها
=نوح لو عرف انك اتكلمت معها كده مش هيسكت، هيهد القصر فوق دماغنا انت عارفه
ابتلع زاهر لعابه بقلق فور سماعه اسم حفيده ليومأ برأسه بصمت مرمقاً مليكه بنظرات تمتلئ بالحقد و الكراهيه قبل ان يلتف ويغادر المكان برفقه راقيه صاعداً إلى غرفته...

اتجهت مليكه بجسد مرتجف نحو الباب تفتحه لتجد رضوي واقفه بوجه مقتضب حزين هزت مليكه رأسها لها تمنعها من الدخول عندما همت الاخيره بالتقدم للداخل
=استني يا رضوي هنعقد في الجنينه
برا...
لكن وقبل ان تكمل جملتها هتفت نسرين الذي اصبحت تقف خلفها مباشرة
=ايييييه ده هو انتي، مش كفايه جبتيها الحفله، كمان هتخلى الاشكال دى تدخل بيتنا...

استدارت اليها مليكه هاتفه بقسوة وقد بدأ جسدها يهتز من شده الغضب غير قادره على التحكم في هدوئها اكثر من ذلك
=طيب ايه، رايك بقي انها هتدخل و هتعقد كمان في الصالون مش في الجنينه و اعلي ما في خيلك اركبيه.
صاحت نسرين بغل و وحشيه
=على جثتي فاااهمه على جثتي
جذبت مليكه رضوي الواقفه بوجه منصدم متجهه بها نحو غرفة الاستقبال قائله ببرود يعاكس للنيران المشتعله بداخلها.

=علي جثتك، على جثتك عندك السكاكين كتير في المطبخ، ولو مش عاجبك هتلاقى البنزين والكبريت في المطبخ برضو...
انهت جملتها تلك مغلقه باب الغرفه بحده بوجه نسرين الذي اصبح بلون الدماء، وصل اليها فور اغلاقها للباب صوت صرخات نسرين الغاضبه التي تبعتها اصوات تكسيرها للاشياء من حولها...
ارتمت مليكه فوق الاريكه بوجه شاحب وجسد مرتجف همست رضوي بصوت حزين يخالف الفرحه التي تتراقص بداخلها.

=مليكه مكنش له داعي. المشاكل دي
لتكمل بينما تنهض من فوق الاريكه
=انا همشى ونبقي نتقابل بكره في اي
مكان...
جذبتها مليكه من ذراعها مجلسه اياها فوق بجانبها مره اخري
=اقعدي يا رضوي، انا مش ناقصه بالله عليكي اقعدي
لتكمل بصوت مرتجف محاوله تجاهل ما حدث قبل قليل حتى لاتنفجر بالبكاء و تقوم باحراج نفسها و صديقتها اكثر من ذلك
=حصل. حصل ايه امع باباكي.؟!
عقدت رضري حاجبيها قائله بدهظه
=بابا،؟! ماله بابا.

اجابتها مليكه بينما تعتدل في جلستها غير منتبهه التعبير الذي مر على وجه صديقتها
=مش انتي يا بنتي اتخنقتي معاه
غمغمت رضوي بارتباك
=هاااا، ايوه، ايوه
لتكمل بينما تتراجع إلى الخلف مستنده برأسها الى ظهر الاريكه
=ما انتي عارفه انه مبشتغلش وعلى طول عايز فلوس...
قاطعتها مليكه مربته فوق يدها بلطف
=كبر يا رضوي وصعب انه يشتغل بعدين عم نجيب طيب و معلش استحمليه...
هتفت رضوى بغضب.

=استحمله ايه اكتر من كده، والبيه عصام باع نص الارض اللي جدي ابو ماما كتبهاله و اشتري شقه علشان يتجوز فيها، وباقي الارض هيبني عليها مشروع وبيجي كل اسبوع يرمي لبابا 3الاف جنيه ويمشى
غمغمت مليكه مندهشه من ان هذا المبغ لا يعجبها
=ما ال 3 الاف جنيه على قد مامتك وباباكي مش وحشين يا رضوي هو يعتبر بيديهم نص مرتبه...
لوت رضوي فمها بسخريه قائله
=انتي عارفه الارض اللي جدي كتبهاله دي بكام...

لتكمل بغيظ بينما تهز قدمها بقوه
=انا اصلاً جدي ده مش هسامحه طول عمري كتبلي شقتين و كتب لمريم بنت خالتي شقتين و راح كتب كل الارض باسم عصام.
اجابتها مليكه وهي تتنهد بضجر فصديقتها لا تمل دائماً من حديثها ذلك مردده ذات الكلمات كل مره
=الله يرحمه يا رضوي كان بيحبكوا.

و هو كتب الارض باسم عصام علشان انتي فاهمه الرجاله الكبيره اللي زيه بتفكر انه ابن بنت و الولد الوحيد في العيله و كده وانتي كتبلك الشقتين هينفعوكي برضو
نهضت رضوي تتناول حقيبتها قائله بسخريه
=هينفعوني اهااا مأجراهم ومش جيبلى 4 الاف ف الشهر يلا الله يسامحه بقي
امسكت مليكه بذراعها قائله بلهفه
=راحه فين خاليكي قاعده معايا شويه
اجابتها رضوي بينما ترتدي حقيبتها
=لا همشى بقى كفايه القلق اللي عملته ليكي...

نهضت مليكه هي الاخري قائله بحرج
=رضوي اوعى تكونى زعلتي من اللى حصل
اجابتها رضوي ببرود
=لا عادي خدت على قلة ادبها، و غرورها
لتكمل بخبث بينما ترسم الجديه فرق وجهها
=الله يكون في عونك انتى. مش عارفه مستحملاهم ازاي...
همست مليكه فاركه صدغها بتعب
=اهي ايام و بحاول اعديها. لحد ما كل واحد فينا يروح لحاله...
هتفت مليكه بغل لم تستطع مدارته
=وانتي ازاي هتقدري تسيبي العز ده كله وترجعي تانى ل...

لكنها ابتلعت باقى جملتها مغمغمه بارتباك فور ان حدقتها مليكه بنظره منصدمه
=قصدى، قصدى نوح هتقدرى تبعدي عته ازاي تانى بعد ما قربتي منه بالشكل ده...
اخفضت مليكه رأسها هامسه بصوت منكسر ضعيف شاعره بألم حاد يقبض على قلبها ممزقاً اياه فور سماعها كلماتها تلك
=مش عارفه...
لتكمل مبتلعه الغصه التي تشكلت بحلقها و قد تجمعت دموع كثيفة بعينيها حاولت الضغط على شفتيها و رفرفت رموشها المبلله محاولة كبت دموعها تلك.

=برغم كل القسوة اللي شوفتها منه فكرته الوحشه عنى بس انا لسه بحبه وحبه مقلش بالعكس ده زاد اكتر و اكتر خصوصاً و انه الفتره دي بقي كويس معايا، بقيت حاسه انه محتاجنى...
قاطعتها رضوى بهدوء بينما تدس سمها بين كلماتها
=وانتى متأكده انه محتاجك انتي مش محتاج اختك اللي فاكرك انك هي...
شعرت بقبضه تعتصر قلبها فور سماعها كلماتها تلك همست بصوت منخفض.

=مش عارفه. في الاول كنت متأكده انه عايز ملاك مش مليكه بس دلوقتي انا مش عارفه.
غمغمت رضوى بحده بينما تلوي احدي خصلات شعرها بين اصابعها بغل
= متضحكيش على نفسك يا مليكه...
نوح كان معجب باختك وكان هيموت عليها، نوح عايز اللي بتلبس و تتمكيج و تتدلع اللي واثقه في نفسه عايز ملاك مش مليكه فوقى...
لتكمل بينما تتجه نحو باب الغرفة مغادره قائللخ كأنها لم تقوم بغرز نصل حاد بقلب صديقتها.

=انا همشى بقى اتأخرت و بابا مش هيسكت انتي عارفاه
اومأت مليكه رأسها بصمت وقفت رضوي عدة لحظات عند الباب الذي فتحته تتفحص مليكه التي كان وجهها شاحب ترتسم معالم الالم عليه قبل ان تغادر مغلقه الباب خلفها تاركه اياها غارقه بألمها و شكوكها التي عادت تنبش قلبها من جديد...

بالمساء...

دخل نوح الجناح الخاص بهم بوجه متجهم قاتم و لا تزال كلمات خطيبه عصام يتردد صداها في عقله كاللعنه لكنه يعلم جيداً انه ليس ذنب مليكه كما ادعت تلك الحمقاء فمنذ بداية الامر و مليكه قد اخبرته عن مطاردة ذلك المريض لها و ألحاحه المستمر للزواج منه. و ان كان الخطأ يجب ان يقع على احد فيقع على صديقتها التي لم تحفظ سرها و اخبرت شقيقها بحقيقة زواجهم فهو الى الان لا يشعر بالراحه داخله إلى تلك المدعوه رضوى فكثير من الاحيان يشعر بانها تستغل مليكه لمصلحتها الخاصه، لكن يقع الخطأ ايضاً على مليكه فقد افصحت بسر زواجهم اليها رغم تأكيده الشديد عليها بان يبقى هذا بينهم هما الاثنين فقط.

تقدم الى داخل الغرفه بهدوء ليجد مليكه جالسه فوق الاريكه تنظر الى الفراغ امامها شارده بافكارها الخاصه.
اقترب منها ببطئ جالساً بجانبها مغمغماً بهدوء
=مليكه...
التفت نحوه تنظر اليه باعين فارغه لم تشعره نظراتها تلك بالراحه غمغم بصوت حاول جعله هادئ قدر الامكان فلا يزال غضبه من ساذجتها يعصف بداخله فلو لم تخبر صديقتها عن حقيقة زواجهم لم يكونوا واقعين بهذا الموقف
= امتي اخر مره شوفتى فيها عصام...

همست مليكه التي جذبت كلماته تلك كامل انتباهها مخرجه اياها من افكارها التي تعذبها بسبب ما حدث بالاسفل مع كلاً من نسرين و زاهر الجد و كلمات رضوي التي لازالت تعصف بداخلها ممزقه قلبها.
=ع. عصام.؟!
لتكمل بارتباك ممرره يدها فوق ذراعها
=متكلمتش معاه من يوم اللي شوفتنا فيه قدام الشركه بس، بس لمحته كام مره واقف تحت السنتر الايام اللي فاتت دي...
اشتعل الغضب بداخله فور سماعه كلماته تلك زمجر بشراسه من بين اسنانه.

=ولما شوفتيه تحت السنتر، معرفتنيش ليه...
انتفضت ناهضه من فوق الاريكه هاتفه بحده
=و اعرفك ليه، يخصك في ايه اصلاً عصام يجى ولا ميجيش، انت فاكر نفسك جوزى بجد
انتفض هو الاخر واقفاً قابضاً على ذراعها بقسوه جاذباً اياها نحوه وقد اشعلت كلماتها تلك النيران بصدره مذكره اياه بكلمات خطيبه عصام
=يعنى ايه، يخصنى ايه...
ليكمل بقسوه بينما يشدد من قبضته حول ذراعها بطريقه مؤلمه.

=كل حاجه فيكى تخصني، حتى النفس اللي بتتنفسيه يخصني. و ايوه انا جوزك غصب عنك و عن اي حد جوزك، فاهمه
صرخت متألمه عندما شعرت باصابعه تنغرز في ذراعها اكثر و اكثر عند نطقه كل كلمه من كلماته تلك مما جعله ينتبه فور سماعه صرختها تلك محرراً ذراعها من قبضته فرك وجهه بعصبيه
=من النهارده تقطعى علاقتك باللي اسمها رضوى دي...

قاطعته مليكه هاتفه بغل بينما جسدها اخذ يهتز من شده الغضب فقد علمت الان سبب غضبه هذا فالبطبع اخبرته شقيقته عما حدث اليوم
=قولتلي رضوى بقى هي الحكايه كده رضوي، رضوي الحثاله اللي مينفعش تخطى برجليها جوا قصر نوح بيه الجنزورى العظيم مش كده، مينفعش تعقد على الكرسى او تشرب من نفس الكوبايه اللي بيشرب فيها البشوات اللي شايفين نفسهم احسن وافضل من الناس الفقرا الحثاله اللي زينا.

لتكمل بصوت مرتجف من شده الانفعال بينما هدد الضغط الذي قبض على صدرها بسحق قلبها
=قولى يا نوح بعد ما طلقنى و امشى من هنا...
اشارت بيديها الى اثات الغرفه المحيط بهم هامسه بصوت مرتجف متقطع بينما صدرها يعلو وينخفض تكافح لالتقاط انفاسها
=هتغير عفش الاوضه، هتغير السرير علشان انا نمت عليه و لمسته...
هتف نوح بحده عند سماعه كلماتها تلك ناظراً اليها بدهشه كما لو كانت نما لها رأساً.

=ايه اللي انتي بتقوليه ده انتي اتجننتي...
صاحت مليكه التي كانت بعالم اخر غير واعية لأى شئ سوا الالم الذي ينهش قلبها ضاربه الاريكه بيديها بهستريه
=و دى، دي هتغيرها علشان الحثاله اللى زي اتجرئت وقعدت عليها مش. مش كده.

اندفع نحوها قابضاً على يديها مانعاً اياها من ضربها فوق الاريكه بتلك الطريقه القاسيه حتى لا تؤذي نفسها جاذباً اياها نحوه محاصراً اياها بين ذراعيه يضمها إلى صدره بحزم اخذت تحاول مقاومته و الافلات من بين قبضته لكن ما اصابها من ذلك الا انه قد شدد قبضته من حولها مانعاً اياها من الحركه قرب شفتيه من اذنها هامساً بصوت اجش
=اهدي، اهدي يا مليكه...

اخذ يمرر يده فوق ظهرها بحنان محاولاً تهدئتها انقبض صدره عند سماعه صوت شهقات انتحابها المنخفضه التي اخذت تتعالى حاول رفع رأسها اليها لكنها دفنته اكثر بصدره رافضه ان يراها اثناء ضعفها هذا لكنها لم تستطع الصمود امام اصراره.

رفع وجهها اليه شاعراً بقبضه حاده تعتصر قلبه و ضعف غريب يستولي عليه فور ان رأى وجهها المحمر الغارق بالدموع مرر يده بحنان فوق وجهها يزيل خصلات شعرها المبتله من فوق عينيها هامساً بضعف وهو ينحنى مقبلاً جبينها بحنان
=كل ده علشان قولتلك تبعدى عن رضوى...
ابتلع باقي كلماته فقد كان يهم باخبارها بما حدث مع خطيبة عصام لكنه لا يريد ان يتسبب في احزانها اكثر من ذلك.

قرر الصمت لحين ان تهدئ ثم سيخبرها بكل شئ و سوف يترك الامر بعدها لها تقرر كيفما تشاء به...
زمجر بيأس عندم رأي شفتيها ترتجفان و قد امتلئت عينيها بالدموع مره اخرى همس بصوت اجش
=متعيطيش علشان خاطرى...

ثم اخذ يلثم وجنتيها ملتقطاً دموعها بشفتيه بحنان ثم قبل عينيها بقبلات رقيقه قبل ان يخفض رأسه و يتناول شفتيها في قبله قصيره تجاوبت معه مليكه بها بكامل جوارحها لكنه قطع قبلتهم تلك قبل ان يرفعها بين ذراعيه ويضعها فوق الفراش.

نزع حذائه و سترة بدلته سريعاً قبل ان ينضم اليها بالفراش جاذباً اياها لتستلقى بين ذراعيه دافنه وجهها بعنقه بينما شدد هو من احتضانه لها ممرراً يده بحنان فوق ظهرها محاولاً تهدئتها حتى شعر بها تغرق بثبات عميق قبل اعلي رأسها بحنان قبل ان يدفن وجهه بعنقها و يسقط بنوماً عميق هو الاخر...

بعد عدة ساعات...
استيقظت مليكه على صوت اهتزاز هاتفها الذي كان فوق الطاولة التي بجانب الفراش حررت نفسها بهدوء و بطئ من بين ذراعي نوح الذي كان يلتف حولها كالشرنقه محيطاً اذاها بدفئت
تناولت هاتفها لتتسع عينيها بالصدمه عندما رأت اسم عصام فوق شاشة هاتفها نظرت مليكه إلى ساعه الهاتف لتجدها قد تجاوزت الثالثه صباحاً.

زفرت بحنق قبل ان تلقي باهمال هاتفها فوق الطاوله مرة اخري فهو لم يكف عن الاتصال و ارسال الرسائل لها فقد بدأت تشعر بالاختناق كما لو كان يحاصرها حتى في عملها يأتي ويظل جالس اسفل السنتر لحين انتهائها.
وتظل هي قلقه من ان يأتي نوح و يراه لكن بكل مره أتي بها نوح إلى السنتر كان يختفي على الفور...
القت مليكه الهاتف فوق الطاوله عائده إلى نوح الذي كان لا يزال غارقاً بثبات عميق...

استلقت على وسادته ممرره يدها بحنان ولطف بشعره الاسود الكثيف اطلقت تنهيده خفيفه بينما تتشرب بعينيها ملامحه الوسيمه التي تخطف انفاسها كلما وقعت عينيها عليه...
فهي إلى الان لم تستطع فهمه فتصرفاته معها دائماً متناقضه احياناً يكون معها حاد الطابع غاضب و احياناً اخرى يغرقها بحنانه و لطفه...

لكن برغم هذا لازالت تحبه. بلا تعشقه فقد اصبح بالنسبه اليها كالهواء الذي تتنفسه لا تعلم ما الذي سوف تفعله بعد انتهاء ال4 اشهر كيف ستحيا بدونه.
قربت وجهها من وجهه متشربه انفاسه الدافئه عدة لحظات قبل ان تقبل بحنان اسفل ذقنه...
صدح صوت اهتزاز هاتفها مره اخرى مما جعلها تتناوله سريعاً قبل ان يتسبب بايقاظ نوح همت مليكه باغلاقه تماماً عندما رأت الرساله التي ارسلها عصام.

((انا واقف تحت في الجنينه بتاعت القصر، لو منزلتيش وقابلتيني هموت نفسى كل اللي محتاجه منك 5 دقايق مش اكتر)).
همت مليكه بتجاهل رسالته فبالتأكيد لن يقوم بقتل بنفسه فهو يقول ذلك فقط حتى يجبرها على النزول اليه لكن اهتز جسدها بعنف عندما رأت رسالته الاخيره والتي لم تكن سوا صوره له يحمل مسدساً يضع فهوته على جانب رأسه.

انتفضت مليكه مسرعه من فوق الفراش تتجه إلى خارج الغرفه تركض حافيه إلى الاسفل و قلبها يقفز داخل قلبها بخوف...
اتصلت به فور خروجها إلى الحديقه
هتفت بلهاث حاد
=انت فين،؟!
لكنها اخفضت هاتفها متراجعه إلى الخلف بخطوات متعثره عندما رأته قد ظهر امامها فجأه شعرت بالذعر فور رؤيتها للمسدس الذي يحمله بين يديده
=عع، عايز ايه يا عصام،؟!
اجابها بهدوء بينما يتفحصها بعينين لامعتان نهمه
=واحشتنى اوي يا مليكه...

بقى كده، تبعدى عني كل المده دي هونت عليكى، بس خلاص يا مليكه متخفيش انا وانتي هنتجوز و مش هتبعدى عني تاني
اجابته مليكه بارتباك و خوف من كلماته تلك فقد كان يتحدث كما لو كان بينهم شئ
= عصام، انت خاطب مريم، نريم بنت خالك، وانا، انا متجوزه نوح
قاطعها صائحاً بغضب بينما يركل الارض بقدمه
=متقوليش متجوزه، متقوليش متجوزه...
ليكمل بهدوء عندما رأي معالم الارتعاب المرتسمه فوق وجهها.

=انا عرفت كل حاجه، عرفت انه متجوزك غصب عنك و انه مهددك بالفلوس وعمليه النصب...
هدد الضغط الذي قبض على صدرها بسحق قلبها فور سماعها كلماته تلك فمن اين علم كل ذلك لكن اتت كلماته التاليه كالصاعقه التي ضربتها
=انا هسددله ال3 مليون جنيه هبيع الارض بتاعت جدي و هبيع الشقه اللي اشترتها بس، بس تكوني ليا...
هزت مليكه رأسها بقوه بينما تتراجع الى الخلف هامسه بصوت مرتجف.

= الكلام ده مش حقيقي انا، انا بحب نوح، و نوح، نوح كمان بيحب
قاطعها صائحاً بشراسه بينما يشير بالمسدس لصدره
=كدب كل ده كدب و محدش بيحبك ولا حد هيحبك في الدنيا دي قدى...
ليكمل بصوت هستيري خشن
=جاووبيني يا مليكه هتسبيه و تتجوزيني مش كده،؟!
همت المليكه بالرد عليه لكن جاء صوت نوح الذي ظهر من الظلام فجأة متقدماً نحوهم بخطوات ثابته و تعبيرات وحشيه مرتسمه فوق وجهه الصلب الحاد تجعل من يراها يفر هارباً من امامه.

=ما تجاوبيه يا حرمى المصون، ساكته ليه.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
. اكمل عصام بهدوء عندما رأي معالم الارتعاب المرتسمة فوق وجه مليكة
=انا عرفت كل حاجه، عرفت انه متجوزك غصب عنك و انه مهددك بالفلوس وعمليه النصب
هدد الضغط الذي قبض على صدرها بسحق قلبها فور سماعها كلماته تلك فمن اين علم كل ذلك لكن اتت كلماته التاليه كالصاعقه التي ضربتها
=انا هسددله ال3 مليون جنيه هبيع الارض بتاعت جدي و هبيع الشقه اللي اشترتها بس، بس تكوني ليا...

هزت مليكه رأسها بقوه بينما تتراجع الى الخلف هامسه بصوت مرتجف
= الكلام ده مش حقيقي انا، انا بحب نوح، و نوح، نوح كمان بيحب
قاطعها صائحاً بشراسه بينما يشير بالمسدس لصدره
=كدب كل ده كدب و محدش بيحبك ولا حد هيحبك في الدنيا دي قدى...
ليكمل بصوت هستيري خشن
=جاووبيني يا مليكه هتسبيه و تتجوزيني مش كده،؟!

همت المليكه بالرد عليه لكن جاء صوت نوح الذي ظهر من الظلام فجأة متقدماً نحوهم بخطوات ثابته و تعبيرات وحشيه مرتسمه فوق وجهه الصلب الحاد تجعل من يراها يفر هارباً من امامه
=ما تجاوبيه يا حرمى المصون، ساكته ليه.

قفز قلبها دخل صدرها بخوف فور رؤيتها لنوح يقترب منهم و تلك النظرات مرتسمه فوق عينيه لكن جذب انتباهها عنه هتاف عصام الهستيري بينما يتقدم بجسده الهزيل نحو نوح الذي كان يتجه نحوه هو الاخر و جسده يوحى بكم الطاقه الغاضبه التي تثور بداخله بينما عيناه كانت بارده كالجليد تثير الرعب بمن يراها
=ايوه هتسيبك يا نوح يا الجنزوري و هتبقى ليا و ملكى...

لكن نوح لم يدعه يكمل جملته مندفعاً نحوه على الفور يسدد له لكمه قويه اصابت وجهه كادت ان تطيح برأسه وهو يصيح بشراسة
=تسيب مين يا ابن الكلب...

لم يدع له الفرصه للرد او ادراك ما يحدث حيث انقض عليه يسدد له لكمات سريعة قويه متتالية اسالت الدماء من انفه و فمه و هو يصيح سابباً اياه بافظع الالفاظ حتى اصبح وجهه غارقاً بالدماء حاول عصام الدفاع عن نفسه لكنه فشل فقد كان نوح كالاعصار الغاضب الذي لا يوجد شئ يمكن ايقافه.
ركله نوح بساقه بقوه حتى صدح في انحاء الغرفة صوت تكسر عظامه مما جعله يسقط فوق الارض و وهو يصيح متألماً بشدة...

كانت مليكه تتابع هذا المشهد بجسد مرتجف بينما تنتحب بصمت تراجعت للخلف بخوف عندما نهض نوح تاركاً عصام ملقي بالارض شبه غائب عن الوعي اتجه نحوها وعلامات الغضب مرتسم فوق وجهه اتسعت عينيها بخوف من الوحشية التي اظلمت عينه قبض على كتفيها بقوه هاتفاً بشراسه
=انا زهقت، زهقت و جبت خلاص اخرى معاكي، مبقتش عارف اعمل معاكي ايه...
ليكمل بقسوة و هو يهزها بقوه جعلت اسنانها تصطك ببعضها البعض.

=اموتك و اخلص منك و من قرفك
همت بالرد عليه لكن توقف قلبها داخل صدرها من شدة الذعر فور ان رأت عصام يتناول المسدس من جيبه ويصوبه نحو نوح الذي كان يوليه ظهره غير منتبهاً له لم تشعر بنفسها الا وهي تقفز بجسدها فوق جسد نوح الذي سقط بسبب المفاجأه مرتطماً بقوه بالارض الصلبه ارتمت فوقه تغطى جسده بجسدها محيطه اياه بحمايه حاول نوح دفعها بعيداً لكنها تشبثت به اكثر هاتفه بهستريه وانتحاب
=معاه مسدس، معاه مسدس.

فور سماعه كلماتها انقلب نوح بجسده ليصبح جسدها هي اسفله محيطاً اياها بجسده الصلب بحمايه متجاهلاً صراخاتها الهستريه المعترضه
رفع رأسه نحو عصام الذي كان يشهر المسدس نحوهم بيد مرتجفه ضعيفه وعليروجهت يرتسم الارتباك لكنه فجأةً سقط مرتطماً رأسه بالارض بقوه عندما قام بضربه من الخلف رستم رئيس الامن لدي نوح الذي قام بالاتصال بنوح الذي كان مستغرقاً بالنوم و اخباره باقتحام عصام للمكان...

امرهم نوح بالقبض عليه على الفور لكنه توقف متجمداً عندما التف نحو مليكه ليجد الفراش فارغاً علم وقتها مكانها جيداً لذا امره ان يظل بعيداً هو رجاله عن موقع و جود عصام وانه سوف يتعامل معه بنفسه...
زمجر نوح بحده بينما عينيه مسلطه بشراسه فوق جسد عصام الفاقد الوعي
=خد الكلب ده لاوضه الحرس لحد ما اجيله...
اومأ رستم رأسه بصمت قبل ان يرفع جسد عصام من فوق الارض ساحباً اياه فوق الارض مبتعداً به نحو غرفة الحرس.

انقلب نوح مستلقياً على ظهره جاذباً معه مليكه التي كان جسدها يرتجف منتفضاً بقوه لتصبح مستلقيه فوق جسده احاطها بذراعيه يضمها اليه بقوه ممرراً يده بحنان فوق ظهرها محاولاً تهدئت ارتجافتها تلك مدركاً مدي الخوف الذي شعرت به.
قبل بحنان اعلى رأسها بينما يحاول تهدئت ضربات قلبه التي كانت تقفز داخل صدره كما لو كان يجري لاميال عديده لا يصدق بانه كاد ان يفقدها بسبب اندفاع ذاك الاحمق...

ظلوا على وضعهم هذا عدة دقائق حتى تأكد من انها قد تمالكت نفسها و توقف جسدها عن الانتفاض نهض حاملاً اياها بصمت نحو داخل المنزل الغارق بالصمت...
دخلوا جناحهم الخاص و هو لايزال يحملها بين ذراعيه وضعها فوق الفراش ثم جلس باحدي المقاعد المقابله للفراش يتطلع نحو تلك التي كانت مستلقيه دافنه وجهها بين يديها.

تنتحب بصمت ظل مكانه يراقبها بنظرات ثاقبه و عقل شارد لا يستطيع فهم ما يحدث له فقد اصبح اعمي عن ماضيها و جميع افعالها مسكتاً عقله بقوة كلما حاول تذكيره باخطأها التي لاتغتفر بسرقتها لزوجة والده بدم بارد لكن ذلك اصبح لا يهمه، لا يهمه الا تلك الفتاه التي تعرف عليها جيداً خلال تلك الفتره الماضيه عرف مدي طيبتها و هشاشة قلبها فقد كانت اشبه للملاك برغم لسانها السليط ببعض الاحيان الا انه رأى بعينه مدي طيبتها التي جعلتها هدف سهل لبضعه اطفال، مما جعله يشك بانها حقاً قد قامت بتلك السرقة لذا طلب من شركة التحريات الخاصه بان تعيد تحرياتها مرة اخرى بحثاً عن توأمها بحثت الشركه بحييها القديم لكنهم لم يجدوا شئ يدل على و جود توأمها تلك حتى انه جعلهم يبحثون في امريكا كذلك عن فتاه تدعي ملاك المحمدي لكنهم لم يجدوا احداً بهذا الاسم و بذات مواصفات توأم مليكه...

مما جعل لا يوجد شك لديه بانها من قامت بتلك السرقة و رغم ذلك فانه قرر التغاضي عن هذا لكنها تصر دائماً ان تفعل بكل مره شئ احمق يذكره بقسوة بما فعلته، مثل هذه المره فقد تركته نائماً و نزلت لمقابلة رجل اخربمنتصف الليل، رجل كاد يقتلها و يقتله، خرج من افكاره تلك عندما نهضت اخيراً جالسه فوق الفراش مواجهه اياه...
شعرت بالارتباك من نظراته الحاده التي كانت مسلطه فوقها همست بصوت مرتجف ضعيف.

=انت هتعمل ايه في عصام؟!..
لتكمل بصوت مرتعش ممرره يدها فوق ذراعها محاوله بث بعض الدفئ بها
=علشان خاطري يا نوح متأذهوش عصام...
ابتلعت باقي جملتها بخوف عندما انتفض واقفاً من فوق مقعده وعينيه تشتعل بنيران محرقه مزمجراً بقسوه
=وانتي يهمك في ايه اللي هعمله فيه
نهضت واقفه مغمغمه بصوت ضعيف بينما تقترب منه و عينيها تلتمع بالرجاء
= بلاش تأذيه، و اغلي حاجه عندك يا نوح سيبه متأذهوش...

قطعت جملتها شاهقه بفزع عندما اندفع نحوها قابضاً على كتفيها بحده دافعاً جسدها نحو الحائط الذي خلفها مما جعل ظهرها يصطدم به بقسوة وقف امامها محاصراً اياها بين الحائط و جسده الصلب
صاح مقرباً وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية مما جعلها تخفض عينيها بعيداً عن نظراته تلك بخوف
=بتحبيه،؟!
شعرت بالارتباك و الصدمه من سؤاله هذا بينما اخذ جسدها بالكامل ينتفض بخوف من النظره المرعبه المرتسمه بداخل عينيه.

صاح بشراسه قابضاً على فكها معتصراً اياه بقسوة
=انطقى بتحبيه؟!
همست بصوت منخفض مرتجف وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شده الخوف
=عصام، عصام بالنسبالى مش اكتر من اخويا...
قاطعها نوح بصوت حاد كنصل السكين
=اخوكى،؟! اللي كان عايز يموتك...
ليكمل بحده ونيران الغضب تشتعل في صدره كبركان من الحمم عند تخيله ما كان سوف يحدث لها لو لم يخبره رجال امنه ياقتحام ذلك الاحمق القصر.

=ايه نزلك، ايه اللي يخلى واحده محترمه تسيب جوزها نايم و تنزل تقابل راجل غريب الفجر من وراه
همست مليكه بارتجاف
=بعتلى لو منزلتش انه هينتحر، وبعتلي صورة المسدس وهو على راسه
هتف بغضب بينما يقبض على كتفيها يهزها بقوه حتى اصطكت اسنانها بقوه ببعضها البعض مسبباً لها الدوار
= ما يموت ولا يغور في داهيه...
حرر كتفيها من قبضته بينما يكمل بقسوة بثت الرعب بداخلها
=كنت متوقعه ايه من واحد مريض مهووس زي ده لما ترفضيه.

انه هيسيبك و يمشى بهدوء...
كان هيقتلك، كان هيقتلك يا غبيه
قاطعته مليكه بارتباك و قد شحب وجهها فور سماعها كلماته تلك.
=عصام، عمره ما هيأذني هو بس...
شعر بالنيران تشتعل بعروقه فور سماعه كلماتها الساذجه تلك فلم يشعر بنفسه الا هو يضرب قبضته الحائط بجانب رأسها بقسوه عده ضربات متتاليه بينما يصيح بغضب
=انتي انسانه، غبيه، غبيه و مبتفهميش و لا عمرك هتفهمي.

لكنه افاق من فورة غضبه تلك متجمداً بمكانه و قبضه حاده تعتصر قلبه عندما رأها تنحني على نفسها بخوف منه واضعه يديها حول رأسها بحمايه بينما شهقات بكائها تتعالي بقوة
وقف عدة لحظات يتطلع بصدمه مظهرها هذا بينما يهدد الضغط الذي قبض على صدره بسحق قلبه.

انحني نحوها قابضاً على كتفيها بلطف لكن فور ما ان شعرت بلمسته تلك حتى انتفضت بذعر مبتعده عنه اطلق نوح لعنه حاده بينما يرفعها معه على قدميها احتضنها بلطف بين ذراعيه مقبلاً اعلي رأسها بحنان بينما يمرر يده فوق ظهرها محاولاً تهدئتها لكنها دفعته بقسوه في صدره منتفضه بعيداً من بين ذراعيه
=ابعد عني متلمسنيش...
لتكمل بقسوة وغضب.

=انا تعبت، تعبت من اللي بتعمله معايا مره تبقي كويس معايا و مره تانيه تبقي كأنك بتكرهني و مش طايق تشوف وشى...
و مش كل مره هتهنى فيها و ترجع تطبطب و تتعامل معايا كانك معملتش فيا حاجه ولا كأنك دوست عليا ولا على كرامتي...

و انا مش غبيه و لا مبفهمش زي ما بتقول عصام ده طول عمرى معتبراه اخويا اتربينا سوا من واحنا لسه عيال صغيره طبيعي لما اشوف اللي بعتهولي هجري عليه واحاول انقذه، و اكيد برضو مش هجري عليك و اعرفك لانى عارفه كويس اللي هتعمله فيه لو عرفت، بس اللي زيك مش هيفهم يعني ايه واحده تحب واحد زي أخوها لان ببساطه اي علاقه بين اي واحد و واحده بالنسبالك لازم تكون علاقه قذره
لتكمل ناكزه اياه بقسوه في صدره باصبعها.

= انا بكرهك، و بكره اليوم اللي شوفتك فيه و قابلت فيه واحد زيك...

لم يستطع تحمل سماع كلماتها القاسيه تلك فلم يشعر بنفسه الا و هو بندفع بغضب اعمى نحوها مطبقاً شفتيه على شفتيها يقبلها بنهم و قسوه فقد كان كما لو كان يعاقبها يرغب بالامها و تمزيقها كما مزقته كلماتها اخذت تحاول الانتفاض بين ذراعيه مقاومه اياه محاوله جعله يفلتها من بين قبضته التي كانت تضمها اليه بقوه معتصراً خصرها بقسوه مؤلمه لكن ما اصابها من ذلك الا انه قد شدد من قبضته معتصرا خصرها بأصابعه بقسوه حتى تأوهت متألمه بصوت منخفض لم يثير به الشفقه ليزيد من اعتصاره لخصرها اكثر مقبلاً اياها بعنف اكبر...

افلتها اخيراً مزمجراً بقسوه من بين انفاسه اللاهثه بينما عينيه مسلطه عليها وتعبير قاتم مرتسم فوق وجهه
= علشان يبقي ليكى مبرر اكبر في كرهك ليا. و الكلب اللي انتي خايفه عليه هسيبه لانك لا انتي و لا هو تستاهلوا ان اضيع وقتي عليكوا...
ثم دفعها بقسوه بعيدا عنه كما لو انها حثاله يشمئز من لمسها ثم انصرف مغادراً الغرفه بخطوات غاضبه مشتعله
مغلقاً الباب خلفه بقوه اهتزت لها اركان المكان...

انهارت مليكه فوق الارض تدفن وجهها بين يديها تنتحب بشده بينما اخذت شهقاتها تتعالي تمزق انياط قلب من يسمعها غير عابئه بالالم الذي ينبض بكلاً من قلبها و شفتيها فقد كان الام قلبها اكبر و اقسي...

في اليوم التالي...
كانت مليكه جالسه في احدي المقاهي مع رضوي التي كانت جالسه قابلتها بوجه شاحب مرتبك
هتفت مليكه بحده
=لاخر مره هسالك يا رضوي عصام عرف منين الاتفاق اللي بيني و بين نوح؟!
ظلت رضوي صامته مخفضه عينيها بخجل مما جعل مليكه تنتفض واقفه هاتفه بغضب.

=براحتك يا رضوي، بس ردك وصلني وعرفت مين اللي قال لعصام اصل محدش يعرف الموضوع ده غيري انا و انتي ونوح ومنتصر و اكيد لا انا ولا نوح ولا منتصر اللي قولنا...
قاطعتها رضوي قابضه على يدها بين يديها قائله برجاء
=عندك حق انا، انا اللي قولتله، بس غصب عني...
لتكمل كاذبه حتى تخرج نفسها من هذا المأزق فقد قامت باخبار شقيقها بامر مليكه حتى لا تجعله يفقد الامل بها و يعاود ملاحقتها من جديد.

=بعد ما رجعت من الحفله بتاعتك دخلت عليه اوضته لقيته ماسك في ايده مسدس، و فهمت على طول كان ناوي على ايه فمكنش قدامي غير ان اقوله...
لتكمل بانتحاب مشدده من قبضتها حول يدي مليكه
=مستحملتش اشوفه بيموت نفسه وقولتله على كل حاجه انا عارفه اني غلطت سامحيني علشان خاطري
عادت مليكه مره اخري إلى مقعدها ترتمي فوقه بتعب هامسه بصوت مرتجف محاوله معرفة ما فعل نوح به.

فبعد ان تركها وغادر الغرفه ليلة امس لم تراه من بعدها و عند ذهابها إلى رستم لمعرفه ما فعلاه بعصام رفض الافصاح عن اي شئ.
=و هو عامل ايه، نوح اذاه؟!
هزت رضوي راسها قائله بهدوء
=خالص معملش له حاجه وسابه يمشي بس هدده لو شافه في اي مكان انتي فيه هيقتله، و اديني سيباه حابس نفسه في اوضته من امبارح
ابتلعت مليكه الغصه التي تشكلت بحلقها لا تعرف ما يجب عليها قوله
همست بضعف بينما تربت على يد رضوي.

=خدي بالك منه يا رضوي، و حاولي خليه يعقل و ياخد باله من مريم. مريم بنت طيبه وبتحبه.
ثم نهضت من مقعدها مره اخري لكي تغادر لكن اوقفتها رضوي قائله بلهفه
=زعلانه مني مش كده،؟!
هزت مليكه رأسها بالنفي بصمت نهضت رضوي محتضنه اياها بقوه ربتت مليكه فوق ظهرها بلطف ثم تركتها مغادره وعقلها مزدحم بكل ما يحدث...

ارتمت رضوي فوق المقعد مره اخري زافره براحه فقد كاد ان يكشف امرها فقد اعمتها رغبتها في تخريب الامر بين مليكه و نوح عن ان مليكه ستفهم انها من اخبرت شقيقها عن زيف زواجها...

اخذت رضوي تفكر بكل ما فعلته حتى تفرق بينهم وتجعل مليكه تيأس من امكانيه الوصول لنوح في بادئ الامر كان الامر لا يفرق معها فقد كان من الاستحاله لمليكه بمظهرها القديم ان تجذب شخص مثل نوح الجنزوري لكن فور تغيرها لمظهرها مظهره جمالها اصبحت رضوى متأكده انه ما ان يراها لن يدعها تفلت من تحت يده.

لذا بدأت تحاول منعها من الاجتماع به باي شكل في الشركه لكن القدر كان له رأي اخر فقد رأها نوح و خلط بينها وبين شقيقتها وجعلها سكرتيرته الخاصه و بدأت تشاهد بعينيها انجذابه الواضح لمليكه التي كانت كعادتها غافله هذا لذا بدأت تشجعها على ارتداء ملابس شقيقتها لكي تظهر بمظهر فتاه مستهتره لعوب، لكنها محظوظ و لعب القدر لعبته و تزوجها و فور علمها بان نوح حذر مليكه من اخبار احد قصدت بفضح امرها امام جميع من بالكافتيريا...

ارتسمت ابتسامه ساخره فوق وجهها فور تذكرها انها كانت تعلم بالحديث الذي يجري بالشركه حولها و حول نوح لذا قصدت اخذها إلى الكافتريا حتى تقوم بالافصاح عن زواجهم معتقده ما ان يعلم نوح بهذا سوف يكذبها ويكذب الامر و يقوم باذلالها وفضح امرها لكن جاء هذا ايضاً لصالحها واعلن زواجهم اخذاً اياه معه لتعيش بقصره الفخم...

بعد مرور اسبوع...
كانت مليكه واقفه امام المرأه تتفحص.

القميص الاسود و تناورتها السوداء مراقبه بطرف عينيها نوح الذي كان يرتدي ملابسه فقد كانوا يستعدوا للنزول للاسفل لتناول العشاء مع باقى العائله راقبت انعاكس وجهه المتجهم بالمرأه فقد كان على حالته تلك معها منذ تلك الليله التي قابلت بها عصام و فقد كان يتعامل معها بجفاف و حده يأتي كل ليلة بوقت متأخر تكون هي مستيقظه لكنها تتصنع النوم حتى لا تواجهه من جديد فهي تعلم بانها قد القت عليه بكلمات قاسيه لاذعه ملقيه بوجهه بكلمات كاذبه عن كرهها له و عدم تحملها لمسته لكنها كانت تحاول حماية نفسها منه و من قلبها الذي لا يزال يعشقه كالمجنون فهي لن تتحمل دعسه على كرامتها مره اخري...

ثبت نوح ساعته بمعصمه محاولاً تشتيت نفسه عن تلك الواقفه امام المرأه ترتدي ملابس سوداء بالكامل كما لو كانت بحداد ما حاول عدم النظر نحوها لكن عينبيه خانته و القي نحوها نظره خاطفه رأها و هي تحاول عقد شعرها فوق رأسها بكعكعتها الحاده المعتاده بينما ترتدي نظارتها السوداء الطبيه الضخمه شعر بقلبه يخفق بصدره بقوه فقد اشتاق لها...
نهره ذاته بقوه بينما يبعد عينيه عنها.

زافراً بحنق فلازالت كلامات كرهها له تصدح في اذنيه معذبه اياه فلم تكف تلك الكلمات عن ازعاجه طوال الفتره المنصرمه فقد شعر وقتها بألم لا يمكن احتماله او وصفه لا يعلم سببه لكن قد ألمته كلماتها تلك كثيراً.
=انا خلصت...
رفع رأسه نحوها ليجدها واقفه امامه بشكل صارم بينما تعقد ذراعيها اسفل صدرها لو كان الوضع مختلف بينهم لكان اتجه نحوها فاككاً حصار يديها جاذباً اياها نحوه مقبلاً اياها بقوه.

هز رأسه بقوه لاعناً ذاته بصمت بينما يبعد تلك الافكار بعيداً...
اومأ برأسه بصمت بينما يتجه نحو باب الغرفه يفتحه مغادراً بينما تلحقه هي و فور وصولهم اعلي الدرج شبك ايديهم سوياً من اجل عائلته التي كانت تنتظر بالاسفل...

كان الجميع جالسون على مائده الطعام بوجه مقتضب لا يزالون يرمقونها بنظرات رافضه نافره ما عدا راقيه زوجة والده التي اختلفت نظراتها لها عن السابق قليلاً حتى انها اصبحت تتبادل معها اطراف الحديث سأله اياها ان سير عملها و تلاميذها...
غمغمت راقيه بينما تنظر إلى الساعه المعلقه بالحائط
=اومال فين منتصر اتأخر كده ليه. هو لسه في الشركة يا نوح؟!
اجابها نوح بهدوء
=لا ده مشي من الشركة بدري النهارده...

التفت إلى ابنتها ايتن التي كانت تجلس بجانبها بهدوء على عكس طبيعتها الثرثاره
=مقالكيش حاجه يا ايتن؟!
اجابتها ايتن ببرود بينما تتناول طعامها
=قال...
لتكمل و هي تبتسم بسخريه
=قال كتير، منتصر طلقني...
لتكمل متجاهله الشهقات المنصدمه التي انطلقت من جميع الجالسين
=اصله لقي حب عمره خلاص و معتش قادر يكمل معايا...
صبت عينيها على نوح بينما تغمغم بهدوء
=فانا كمان قررت ادور على حب عمري زيه بالظبط...

شعرت مليكه بالارتباك عندما انصبت اعين الجميع على نوح الذي كان مستمر بتناول طعامه بهدوء كما لو ان ليس هناك شئ غريب يحدث من حوله...
تلملمت مليكه بمكانها بغير راحه شاعره بان هناك شئ يعلمه الجميع ما عدا هى. شئ لن تحب ان تعلمه...
هتفت راقيه التي خرجت من صدمتها
=يعني ايه طلقك و حب عمره دي مين ان شاء الله ازاي يسيبك بعد ده كله، بعد ما صبرتي عليه و انتي عارفه انه مبيخلفش و اتحملتيه كل السنين دي...

قاطعتها ايتن هاتفه بحده من بين اسنانها
=ماما، انا مش عايزه اتكلم في الموضوع ده...
لتكمل بينما تلتف نحو نوح الذي كان ينهض مبتعداً مغادراً الطاوله
=نوح، عايزه اتكلم معاك
تصلب نوح في مكانه عدة لحظات لتنخفض نظراته نحو مليكه التي كانت جالسه تقبض على يدها بقوة فقد كان يعلم تلك الحركه جيداً فقد كانت تفعلها عندما تشعر بالقلق او التوتر.
اومأ برأسه بينما يتجه نحو الباب بصمت بينما تلحقه ايتن للخارج...

نهضت نسرين من مكانها فور مغادرة نوح و ايتن للمكان و اتجهت نحو مليكه تجلس بالمقعد المجاور لها
=كلها كام يوم و هنودعك و طبعاً، ده بعد ما نوح يرميكي برا القصر
غمغمت مليكه من بين اسنانها بينما تقبض يدها بقوه فوق سكين الطعام حتى ابيضت مفاصلها
=انتي ايه مبتتهديش،؟!
قاطعتها نسرين سريعاً بخبث وعلامات الشماته طاهره فوق وجهها
=الحق عليا ان عايز انبهك و اخليكي تجهزي نفسك للي هيحصلك.

همست مليكه بارتباك شاعره بالخوف ينبعث بداخلها
= قصدك ايه،؟!
اجابتها نسرين و فوق وجهها ترتسم ابتسامه ملتويه
=عارفه مين حب عمر ايتن اللي كانت بتكلم عليه، نوح
لتكمل بينما تتفحص وجه مليكه الشاحب بشماته
=وطبعاً مش محتاجه اقولك قد ايه نوح كان بيحبها و متعلق بها، ايتن و نوح كانوا مخطوبين لبعض قبل ما منتصر يرجع من استراليا ويعيش هنا...

و ايتن اللي سابت نوح من كتر الغيرة من البنات اللي كانوا حواليه، هو اها مكنش بيخونها بس هي كانت شاككه ومهووسه به...
انتفضت مليكه ناهضه سريعاً غير محتمله سماع باقي حديثها مغادره المكان بخطوات سريعه شاعره بقدميها كالهلام غير قادرتان على حملها...
هتفت نسرين من وراءها قائله بشماته وابتسامه ساخره تلتمع فوق وجهها
=راحه فين، مش هتكملى اكلك...
تنهدت ما ان رأت مليكه مستمره في خطواتها السريعه الغاضبه للخارج.

هتفت راقيه بغضب بينما تراقب مغادرة مليكه بتلك الطريقه
=قولتلها ايه خلتيها تطلع تجري بالشكل ده،؟!
هزت نسرين كتفيها قائله ببرود
=ولا حاجه.
غمغمت راقيه متفحصه بحده نسرين التي تابعت تناول طعامها باستمتاع
=مش ناويه تجبيها لبر يا نسرين انا عارفه...

بغرفه المكتب...
صاح نوح بحده بينما يتراجع في مقعده للخلف مسلطاً نظراته الناريه فوق ايتن الجااسه امامه بوجه شاحب
=انتي شكلك اتجننتي، حب ايه اللي هنمثله قدام الكل...
انفجرت ايتن في البكاء مغمغمه من بين شهقات بكائها
=علشان خاطري يا نوح منتصر لو سابني فعلاً انا ممكن اموت...
قاطعها نوح بحده
=منتصر مش صاحبي بس منتصر ابن خالتي و اخويا مينفعش اعمل...
همست ايتن بصوت مرتجف...

=انا وانت عارفين منتصر كويس وعارفين قد ايه انه طيب، و قد ايه موضوع عدم الخلفه كان مأثر عليه و دايماً كان حاسس بانه ظلمني معاه اكيد اللي عرفها دي ضحكت عليه...
زفر نوح بضيق مغمغماً
= عارف، طيب تقدري تقوليلي ازاي هيصدق ان انا و انتي في بنا حاجه. اصلاً؟!
هزت رأسها بينما تمسح وجهها من الدموع العالقه به.

=هو كان عارف، يعني ان انا كنت زمان معجبه بيك، و ان باباك كان عايزانا لبعض. بس انا فهمته الحقيقه لما اتعرفت عليه ان الاعجاب كان من نحيتي انا بس، واني وقتها كنت صغيره، بس لما يشوفنا...
لتكمل بصوت مرتجف بينما بدأت بالانتحاب من جديد
=يمكن، يمكن يغير ويفوق لنفسه ويرجعلي من تاني انا بحبه اوي يا نوح منتصر كل حياتي. مش عارفه ازاي هونت عليه بالساهل كده...

نهض نوح مقترباً منها مربتاً فوق ذراعها بلطف قائلاً بهدوء
=خلاص، خلاص يا ايتن موافق. مع ان اللي هعمله ده ممكن يخسرني صاحب عمري.
اجابته ايتن سريعاً
=لا. لا متخفش لو انا مش فارقه معاه فمش هيفرق معاه الموضوع اصلاً، و لو فرق معاه و رجعنا انا وقتها هفهمه كل حاجه.
فركت يدها بارتباك قائله بتردد
=بس، بس مليكه، اكيد هتغيير وهتفهم الموضوع غلط و ممكن ده يسبب بينكوا مشكله...

لوي نوح فمه بسخريه قائلاً بحسره وكلمات كرهها عادت بالانفجار بعقله
=لا اطمني مليكه مفرقش معها...
عقدت ايتن حاجبيه قائله
=ازاي يعني مش فاهمه هي...
قاطعها نوح سريعاً مغيراً الحديث
=مش لازم تفهمي، شوفي هتعملي ايه وعرفيني وانا معاكي. بس بالعقل يا ايتن، قدام الكل مفيش حاجه ما بنا، وقدام منتصر تقدري تعملي اللي عايراه بس بالعقل و في حدود الاحترام...
اومأت ايتن براسها بحماس قائله بامتنان.

=حاضر متقلقش، شكرا يا نوح مش عارفه بجد اقولك ايه.
هم نوح بالرد عليها لكن قطعه صوت طرقات متتاليه سريعه انفتح الباب بعدها على الفور لتدلف منيره احدي العاملات بالقصر هاتفه بصوت لاهث
=الحق يا نوح بيه مليكه هانم وقعت من على السلم...
لم ينتظرها نوح ان تكمل باقي جملتها حيث ركض مسرعاً للخارج وجسده ينتفض بذعر شاعراً بالدماء تكاد تغادر جسده و عقله يصور له ابشع السنياريوهات حولها...
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
هم نوح بالرد عليها لكن قطعه صوت طرقات متتاليه سريعه انفتح الباب بعدها على الفور لتدلف منيره احدي العاملات بالقصر هاتفه بصوت لاهث
=الحق يا نوح بيه مليكه هانم وقعت من على السلم...
لم ينتظرها نوح ان تكمل باقي جملتها حيث ركض مسرعاً للخارج وجسده ينتفض بذعر شاعراً بالدماء تكاد تغادر جسده و عقله يصور له ابشع السنياريوهات حولها...

اتجه نوح نحو للخارج و عينيه تبحث بلهفه و ذعر عنها متوقعاً ان يجد جسدها ملقي اسفل الدرج غارقه بدمائها لكنه تنفس براحه عندما لم يجد شئ من هذا لكن تجمد جسده شاعراً بقبضه حاده تعتصر قلبه عندما رأها جالسه بمنتصف الدرج تحتضن احدي يديها إلى صدرها بينما تبكى بصمت لم يشعر بنفسه الا و هو يصعد الدرج كل درجتين معاً غير عابئ بافراد عائلته الذين ما ان رأوه يخرج من غرفة المكتب راكضاً حتى اتبعوه للخارج.

جلس نوح على عقبيه امامها محيطاً وجهها بيديه هاتفاً بلهاث حاد
=مليكه انتي كويسه،؟!
ليكمل بينما يديه تجوب جسدها بقلق متفحصاً قدميها ممرراً يده فوق رأسها بيد مرتعشه بحثاً عن اي جرح او تورم بهك
=حصلك حاجه،؟!

هزت رأسها بالنفي و هي لازالت تبكي بصمت اخفضت رأسها و قد اصبح وجهها بحمرة الجمر من شدة الخجل فور ان وقعت عينيها على باقي العائله المتجمعه بالاسفل يراقبوهم باهتمام رغبت بان تتبخر و تختفي من امامهم فقد تسببت باحراج نفسها مره اخري فبعد خروجها العاصف من غرفة الطعام بعد سماعها كلمات نسرين حول ايتن و نوح صعدت الدرج مهروله فوقه بعينين مغشيتين بالدموع و عقل تتصارع فيه الافكار فلم تنتبه إلى خطواتها فتعثرت و انزلقت قدميها فوق احدي الدراجات مما جعلها تسقط بقوه للامام بقسوه على احدي ذراعيها...

انتبهت إلى نوح الذي كان لا يزال يبحث عن اي ضرر بجسدها مغمعماً بصوت اجش قلق لاول مره تسمعه منه
=مليكه، ردي حصلك حاجه، في حاجه بتوجعك،؟!
اظهرت له ذراعها الذي اصبح به كدمه حمراء قاتمه سوف تتحول إلى لون داكن في وقت لاحق حبس انفاسه ممرراً يده بلطف عليها متفحصاً اياها بوجه مقتضب و فكين متصلبين...
=في حاجه تانيه...
هزت رأسها بالنفي بصمت اطلق زفره ارتياح مقبلاً اعلي رأسها ضاغطاً شفتيه بحنان فوق جبينها.

قبل ان ينهض حاملاً اياها بين ذراعيه صاعداً بها الدرجات المتبقيه متجهاً إلى جناحهم الخاص.
زمجرت نسرين بحده بينما تتابع هذا المشهد و نيران الغيرة تشتعل بصدرها
=هو عامل كده ليه، انا اول مره اشوفه في حياتي ملهوف و قلقان على حد كده...
لتكمل بغل بينما تشير إلى شقيقها الذي كان يحمل زوجته إلى غرفتهم.

=بقى ده نوح البارد، نوح اللي عمره ما ظهر عليه اي مشاعر ده حتى يوم وفاة بابا مبنش عليه انه متأثر برغم ان كلنا كنا عارفين انه من جواه كان بيموت و انه اكتر حد كان متعلق ببابا. هو في ايه البت دي عملاله ايه
اجابتها بهدوء راقيه التي كانت تقف بجانبها مربته فوق
ذراعها بضربات خفيفه
=مراته، مراته يا حبيبتي و ده الطبيعي...
زمجرت نسرين بقسوة بينما تلتفت إلى زوجها قائله بسخريه.

=وانت بقي لما اقع يا مؤنس هتشلني كده،؟!
التفت اليه عندما لم يصدر منه اي اجابه فقد كان يصب كامل اهتمامه على الهاتف الذي بين يديه منشغلاً بلعب احد الالعاب، هتفت نسرين بغل
=مؤنس...
هز مؤنس الذي كان لا يزال منشغلاً بلعب بهاتفه رأسه قائلاً بارتباك
=بتقولي، حاجه،؟!
قبضت يديها بقوه صارخه بغيظ قبل ان تلتفت و تختفي مره اخري داخل غرفة الطعام هي تتمتم بكلمات حاده غاضبه...

اخفض نوح مليكه بلطف فوق الفراش قائلاً بحزم بينما يتجه نحو غرفة الحمام
=خاليكي هنا متتحركيش...
ظلت مليكه بمكانها مخفضه الرأس و كلمات نسرين لازالت تتأكلها من الداخل
مسببه بألام لا تحتمل بقلبها...
عاد نوح و هو يحمل بين يديه احدي الكريمات الطبيه اقترب منها بهدوء جالس بجانبها فوق الفراش متناولاً ذراعها المصابه بين يديه قائلاً بلطف
=ده مرهم للكدمات متخفيش هيخفف الورم و مش هيخلى الكدمه تزرق...

ثم بدأ يدلك ذراعها بلطف و حنان شعرت مليكه برغبتها في الصراخ باعلي صوتها لعل هذا يهدأ النيران المشتعله داخل قلبها فبرغم لطفه هذا معها الا انها تعلم بانه ما يفعل ذلك الا من من اجل المحافظه على مظهرهم امام عائلته المتجمعه بالاسفل...
اخذ عقلها يفكر معذباً اياها هل سينتظر لحين اكمالهم المده المتفق عليها بينهم ام انه سوف يطلقها على الفور و يتحرر منها حتى يعود إلى ايتن التي اصبحت حره هي الاخري.

اطلقت شاهقه باكيه حاده وقد بدات الدموع تغرق وجهها مما جعل يد نوح تتجمد فوق ذراعها رفع وجهها اليه قائلاً بلهفه.
=مليكه، مالك، في حاجه بتوجعك...
ليستمر بقلق عندما لم تجيبه و استمرت ببكائها الحاد مشيراً إلى كدمتها
=طيب انا وجعتك، ضغطت عليها انا ومش واخد بالي؟!
نزعت ذراعها من بين يديه بحده مغمغمه بقسوه
=مش خلصت، ممكن تسبني بقي...

انتفض نوح واقفاً فور سماعه كلماتها تلك و قد عادت كلماتها بكرهه و كرهها للمساته تصدح بعقله...
=اسف يا مليكه هانم، معلش نسيت انك بتكرهني و بتكرهي ان ألمسك.
ليكمل بحده لاذعه تعاكس الالم الذي ينبض بداخله
=اعتبرنى، واحد غريب وحب يساعدك مش اكتر...
ثم القي اليها عبوة الكريم الطبي بجانبها على الفراش ثم ولي مغادراً الغرفه كالاعصار مغلقاً الباب خلفه بقوة اهتزت لها ارجاء المكان.

ارتمت مليكه فوق الفراش تبكي كما لم تبكي من قبل شاعره بقلبها يكاد ينفجر بداخلها من شدة الالم...

في اليوم التالي...
هتف نوح بحده بينما يلقي القلم الذي بيده
=يعني ايه حبيت واحده تانيه يا منتصر، بتضحك على مين...
اجابه منتصر الجالس بالمقعد الذي امام المكتب
=اهو ده اللي حصل...
ليكمل بهدوء فاركاً وجهه بيده
=بعدين. هي وافقت على الطلاق بهدوء وشكلها ما صدقت انت بقي مضايق ليه،؟!
ضيق نوح عيني ه متفحصاً اياه بنظرات ثاقبه قائلاً
=يعني، لو ايتن بعد العده بتاعتها اتجوزت مش هتضايق...

اجابه منتصر سريعاً بينما ينجنب النظر اليه.
=براحتها، دي حياتها وهي حره فيها و زي ما شوفت حياتي من حقها هي كمان تشوف حياتها...
ظل نوح متجمداً بمكانه متفحصاً ارتباك صديقه الواضح فقد كان يريد التأكد من انه حقاً لا يزال يريدها قبل البدأ بلعبته تلك مع ايتن، و قد وصل إلى ما يريده
غمغم منتصر بتردد واضعاً يده خلف عنقه بحرج
=راقيه هانم اكيد زعلانه مني و مش طايقني، مش كده
قاطعه نوح بحزم.

=من حقها، و خصوصاً ان اللي عملته مش حاجه هاينه
قاطعه منتصر بارتباك
=لما الدنيا تهدا هبقي احاول اكلمها...
ليكمل بينما ينهض مستعداً للمغادره
=مع اني عارف انه صعب خصوصاً و انها كانت دايماً شايفه ان ايتن ظالمه نفسها معايا و انها بضيع عمرها مع واحد عقيم زي...
قاطعه نوح بحده و حزم
=انت عارف ان اللي بتقوله ده مش حقيقي طول عمرها بتحبك و بتعتبرك زي ابنها...
هز منتصر رأسه قائلاً مغيراً الحديث.

=هروح اشوف عملوا ايه في مناقصة اكتوبر، سلام
راقبه نوح و هو يغادر بعقل شارد فما هو مقبل على فعله فقد كان يعلم بانه قد ورط نفسه بموافقته على لعبة ايتن لكن لم يكن حل اخر خصوصاً بعد الانهيار الذي حدث لأيتن...

عاد نوح بذاكرته إلى ليلة اول امس فقد تشاجر مع مليكه كعادتهم مما جعله يترك الغرفه بمنتصف الليل و يغادر كان ينوي النزول للاسفل و قضاء الليله بمكتبه لكن ما ان مر بغرفة منتصر و ايتن سمع صوت انين ايتن المرتفع في بادئ ظن الامر عادي و كان يهم بالنزول لكن فور ان سمع ارتطام شئ بالارض محدثاً ضجه مرتفعه طرق الباب هاتفاً باسم منتصر عدة مرات و عندما لم يجد اجابه فتح الباب و دلف إلى الغرفه تجمد جسده فور ان رأي ايتن مستلقيه فوق الارض بجسد ساكن و وجه شاحب كشحوب الاموات حملها سريعاً إلى المشفي دون ان يخبر احد، وصف الطبيب حالتها بانها تعرضت لانهيار عصبي حاد و انه اعطها مهدئ و سوف تكون بخير و فور ان فاقت رفضت ان يخبر منتصر بالامر عندما كان يهم بالاتصال به منفجره بالبكاء مخبره اياه بانه قد قام بتطليقها...

وعند طلبها منه القيام بهذه الخطه لم يجد امامه سوا الموافقه، لكن سيحرص على الا تتأذي مليكه من هذه الخطه فهي وان كانت تكرهه فهي زوجته و لن يسمح لشئ ان يأذيها، مرر يده بين خصلات شعره وكل ما يشغل تفكيره ماذا ستكون رد فعلها ان رأته مع ايتن هل ستشعر بالضيق ام لن يفرق الامر معها...
زفر بحنق ممرراً يده بحده فوق وجهه
فلن يخدع نفسه فهو ان كان يشعر بالتردد بالاشتراك في تلك اللعبه فذلك بسبب مليكه...

لوي فمه بسخريه فهو يعلم جيداً انها لن تفرق معها حتى و ان شاهدته مع امرأه اخري بالفراش، فهو بالنسبه اليها ليس الا سجانها. تكرهه، و تمقته. اخذت كلمات كرهها تتردد بعقله من جديد معذبه اياه مما جعله ينتفض واقفاً متناولاً مفاتيحه الخاص و يغادر المكتب...

بعد مرور اسبوع...
كانت مليكه جالسه فوق الاريكه تضم ساقيها إلى صدرها دافنه وجهها بينهم
فخلال الاسبوع الماضي شاهدت مدي تقرب ايتن الواضح من نوح الذي لم يعترض نهائياً على هذا...
فقد خرجت معه اكثر من مره لتناول العشاء حتى انها ذهبت معه اكثر من مره إلى الشركه...
ضغطت بيدها على قلبها للتخفيف من الالم الذي لا يطاق به فهى ترا امامها اسوأ كوابيسها تتحقق امامها.

دخل نوح الغرفه بعد يوم عمل طويل شاعراً بالانهاك والتعب يسيطران على سائر انحاء جسده...

كما كان مجبراً على الخروج مع ايتن هذه الليله حتى يتوجدون في ذات المكان الذي يرتد اليه منتصر في العاده. لكنه بدأ يسأم من هذه اللعبه فمنتصر لا يبدو عليه التأثر كثيراً و هو اصبح لا يطيق هذا الوضع بأكمله و اكثر ما يزعجه في هذا كله عدم مبالاة مليكه فقد كانت تتعامل مع الامر كما لو انه شئ لا يعينها كما لو كانت تأكد له كلماتها التي القتها بوجهه من قبل...

خرج من افكاره تلك متجمداً بمكانه عندما تعمق بالغرفه و رأها جالسه فوق الاريكه دافنه وجهها بين ساقيها التي كانت تضمها اليها هتف بينما يندفع نحوها وضع يده فوق ذراعها يهزها بخفه
=مليكه...
انتفضت رافعه وجهها اليه ترفرف بعينيها بقوه كما لو صدمت من رؤيته امامها
غمغم بقلق عندما لم تجيبه و ظلت تنظر اليه بصمت...
=قاعده كده ليه؟!
اجابته بهدوء بينما تتراجع إلى الخلف خارجه من جمودها السابق
=قاعده عادي...

ثم ابعدت يده عنها بينما تنهض على قدميها مما جعلها تقف بمواجهته مباشرةً غمغم نوح بهدوء
=طيب ايه اللي مسهرك لحد دلوقتي مش عندك شغل بكره...
اجابته مليكه ببرود بينما تجمع بيدها شعرها الذي كان منسدلاً فوق ظهرها وتعقده بكعكعه فوق رأسها
=الدراسه خلصت بقالها اسبوع...
غمغم نوح سريعاً بينما يراقب بعينين تلتمع بالشغف خصلات شعرها التي تساقطت من كعكعتها و انسدلت بعشوائيه فوق عنقها الغض الابيض.

= بجد مكنتش اعرف انها خلصت
اجابته مليكه بسخريه لاذعه بينما تتحرك مبتعده عنه.
=و هتعرف منين، ما انت مشغول دليماً كان الله في عونك هتلاقيها من شغلك ولا سهراتك اللي ليل ونهار مع ايتن بتتعب برضو...
اسرع نوح بلف يده حول ذراعها جاذباً اياها للخلف مانعاً اياها من المغادره حتى اصبحت تواجهه من جديد غمغم بهدوء بينما يضيق عينيه فوقها بنظرات ثاقبه
=انتي مضايقه من خروجى مع ايتن،؟!

احمر وجهها بشده عندما ادركت انها كشفت له غيرتها التي اوشكت ان تحول قلبها رماداً تلعثمت قائله بحده
=و انا هضايق ليه، و انا مالي، دي حاجه متخصنيش
افلت يدها و تعبير غريب مر على وجهه غمغم بصوت منخفض بينما يتراجع للخلف مبتعداً عنها
=عندك حق، دي حاجه فعلاً متخصكيش.

ثم تركها متوجهاً نحو خزانة الملابس التفت مليكه راكضه نحو غرفه الحمام تحتمي خلف بابها استندت بيدها على الحوض واضعه يدها فوق فمها تكتم شهقات بكائها حتى لا تصل اليه بالخارج ظلت على وضعها هذا عده لحظات قبل ان تقوم بغسل وجهها بالماء البارد ترشق وجهها بالماء بعنف وحده و نيران الغيره تشتعل بصدرها ممزقه قلبها و في فورة غضبها تلك لم تشعر بنفسها الا و هذ تطيح بيدها زجاجات التنظيف و العطور التي كانت فوق الحوض بيدها مما جعلها تتساقط على الارض متهشمه.

وقفت تتطلع إلى باعين متسعه و انفس لاهثه شظايا الزجاج المتناثر فوق الارض...
انفتح باب الحمام فجأه صاح نوح الذي دخل إلى المكان سريعاً يتفحصها بعينين قلقه
=مليكه...
ليكمل عندما لا حظ الزجاج و الفوضي المتناثره فوق ارضية الحمام
=حصل ايه...
قاطعته مليكه صائحه بشراسه
=محصلش حاجه...

لتكمل بحده وعينيها تلتمع بنيران التحدي و رغبه قاتله بداخلها للتشاجر معه اطاحت بيدها الزجاجات المتبقيه فوق الحوض ليتسقطوا و يتهشموا فوق الارض بجانب الزجاجات الاخري
=وقعوا غصب عني...
وقف يتطلع اليها بصدمه مما فعلته غمغم بدهشه
=غصب عنك،؟!
=اها غصب عنى...
انهت جملتها تلك وهي تلقي من يدها ببرود زجاجه ممتلئ بالعطر لتسقط فوق الارض و تتحول إلى شظايا من الزجاج. ثم عقدت يديها اسفل صدرها تطلع اليه بتحدي...

هتف نوح بحده بينما يفرك وجهه بعصبيه
=ممكن اعرف سبب الجنان اللي بتعمليه ده ايه؟!..
اجابته ببرود بينما تهز كتفيها
=جنان ايه، قولتلك وقعوا غصب عني؟!
زمجر نوح بحده بينما يتجه نحوها قابضاً على ذراعها بقسوة جاذباً اياها نحوه
=انتي عايزه تجنينى معاكى...
نفضت يده الممسكه بها بعيداً بحده متراجعه إلى الخلف
هاتفه بغضب و رغبتها في الانقضاض عليه و تمزيق وجهه باظافرها تزداد بقوه
=انت بتشدني كده ليه...

لتكمل بينما تشير إلى شظايا الزجاج المتناثر في ارضيه الغرفه
=مش شايف الازاز، ما انت صحيح مش همك اتجرح ولا حتى اموت و لا اروح في داهيه ما انا مش بني ادم بالنسبالك و حيالله واحده نصابه متجوزها غصب عنك...
صاح نوح مقاطعاً اياها بقسوة وقد شعر بعقله سينفجر من كثرة ثرثرتها المنفعله
=اخرسي، ايه راديو و اتفتح
اغلقت مليكه فمها فور سماعها نبرة صوته الحاده تلك
ليكمكمل بينما يتراجع للخلف بعيداً عنها.

=انتي شكلك عايزه تتخانقى و تعملي مشكله من ساعة ما دخلت الا وضه وانتي...
انطلقت منه انين منخفض لاعناً بقسوه عندما انغرزت احدي قطع الزجاج في قدمه بينما كان يتراجع للخلف غير منتبهاً من شدة غضبه.
هتفت مليكه بذعر فور رؤيتها لوجه يتغضن بألم
=نوح مالك، في ايه؟!
لكنه لم يجيبها واتجه إلى الخارج وعندما همت باللحاق به هتف بحده مشيراً باصابعه في وجهه بحزم
=متتحركيش من مكانك، لحد ما اشوف حد يجي يشيل الازاز ده.

وقفت مليكه متجمده بمكانها عدة لحظات لكنها لم تستطع الوقوف كثيراً هكذا و هي تعلم بانه مصاب بالخارج قفزت من فوق الزجاج بحذر متجهه إلى داخل الغرفه لتجد نوح جالساً فوق الفراش و بيده الهاتف الداخلي الخاص بالخدم لتعلم و بيده الاخري يمسك بقدمه صاح بحده فور رؤيته لها امامه
=مش قولتلك متتحركيش من مكانك...

اتجهت نحوه متجاهله صياحه هذا جلست على عقبيها امامه جذبت قدمه المصابه نحوها لكنه رفض في بادئ الامر، لكنها شددت يديها حاولها باصرار مما جعله يزفر باستسلام تاركاً اياها لها...
شهقت مليكه فور رؤيتها لقطعه الزجاج المنغرزه بقدمه بقسوه ومن حولها الدماء تتساقط هتفت بذعر بينما شحب وجهها بشده
=نوح دي شكلها صعب...

نهضت مسرعه تتجه نحو الحمام مره اخري لجلب عدة الاسعاف التي نست ان تأتي بها قبل ان تخرج إلى هنا لكن اوقفها صرخته الغاضبه
=راحه فين،؟
اجابته بصوت مرتجف و وجه شاحب كشحوب الاموات فمنظر قدمه المصاب قد المها بشده خاصة و انها السبب
=هج. هجيب شنطة الاسعافات من الحمام
نهض على قدم واحده يجر قدمه المصابه قائلاً باقتضاب و حده
=خاليكي، انا هجيبها...
هتفت مليكه بينما تراقب باعين متسعه بالذعر قدمه المصابه.

=مينفعش علشان رجلك...
قاطعها بقسوه بينما يجز على اسنانه
=قولتلك خاليكى مكانك...
اتجه بخطوات متثاقله نحو الحمام ثم عاد مره اخري للغرفه وهو يحمل صندوق الاسعافات اتجه نحو الفراش جالساً فوقه بهدوء اقتربت منه مليكه جاثيه على عقبيها امامه همست بضعف بينما تشير إلى قطعة الزجاج بقدمه
=نوح، الازازه.

تثاقلت انفاسها بألم عندما رأته يتناول بهدوء الملقط الطبي من الصندوق ثم قام بنزع قطعه الزجاج ببرود كما لو لم تكن شئ يذكر...
اسرعت بتناول احدي المناديل وقامت بتمريره بيد مرتجفه فوق الجرح تمسح قطرات الدماء التي اخذت تنبثق منه شاعره بقبضه حاده تعتصر قلبها انحدوت دموعها فوق وجنتيها ضغطت شفتيها بقوه مخفضه رأسها ممت جعل شعرها ينسدل للامام و يخفي وجهها عنه...

كان نوح يراقب رأسها المنخفض على قدمه بنظرات متجهمه صامته تناولت المطهر وقامت بوضعه فوق الجرح ثم قامت بلفه بالاربطه الطبيه برفق.
حاولت كتم شهقات بكائها لكن انفلتت منها شهقه منخفضه مما جعل نوح يتصلب بمكانه فور ادراكه بانها تبكي وضع يده اسفل ذقنها رافعاً وجهها اليه همست بصوت مرتجف شاعره بالذنب يتأكلها
=انا. انا، اسفه يا نوح
لتكمل من بين شهقات بكائها مبتلعه الغصه التي تشكلت بحلقها
= والله مكنتش اقصد...

جذبها بحنان من ذراعها مجلساً اياها فوق ساقيه احاطت عنقه بذراعيها دافنه وجهها بصدره تبكي بصمت فلا تصدق انها تسبب في الامه بلا وجعلته ينزف بهذا الشكل
مرر يده بحنان فوق ظهرها مقبلاً اعلي رأسها مغمغماً بلطف
=بتعيطى ليه ده مجرد خدش، محصلش حاجه
احتضنته قائله بهمس ضعيف
= مش خدش، و شكله صعب.

رفع وجهها اليه ممرراً يديه على خديها يزيل دموعها برقة اخذ يتشرب ملامح وجهها بعينين تلتمع بالشغف فقد اشتاق اليها كثيراً خلال الايام الماضيه
همست بصوت مرتجف بينما تشير إلى قدمه
=بتوجعك،؟!
هز رأسه بالنفي و عينيه مسلطه فوق شفتيها مقاوماً رغبته في الانقضاض على شفتيها و تقبيلها حتى يشبع جوعه الذي يكاد ان يقتله
غرزت اسنانها في شفتيها قائلة بتردد غير واعيه لعينيه التي اشتعلت فور رؤيته حركتها تلك
=انا...

لم يحتمل الصمود اكثر من ذلك و انحني نحوها خاطفاً شفتيها في قبلة شغوفة تجاوبت معه على الفور
ظل يقبلها حتى شعر بحاجتها للهواء مما جعله يترك فمها عده لحظات حتى يلتقطوا انفاسهم ثم عاد يضغط شفتيه فوق شفتيها يقبلها مرة اخرى.
تركها ثانيةً حتى تستطيع التقاط انفاسها دافناً رأسه بمنحني عنقها يلثمه بقبلات ملحه شغوفه.
دفنت يديها بشعره الكث الناعم.

لكن تسللت البرودة الى عروقها فور تذكرها لأيتن و علاقته بها انسحب الدم من جسدها و انقبض قلبها بالم
فقد انساها خوفها عليه ذلك...
وضعت يديها فوق صدره دافعه اياه بعيداً زمجر نوح معترضاً لكنه رفع رأسه عن عنقها فور ان هتفت بحده بينما تدفعه بقوه اكبر بصدره
=نوح لا...
انتفضت ناهضه من فوق ساقيه وهي تلهث بحده فور رؤيتها لظُلمة عينيه...

ظل بمكانه متجمداً بينما يشاهدها تتجه نحو الفراش راكضه و تستلقي عليه جاذبه الغطاء حتى رأسها شاعراً بالارتباك مما فعلته فقد كانت منذ لحظات بين يديه تستجيب اليه وبلحظه اخري دفعته بعيداً كما لو كانت لمسته تحرقها...
فقد كما لو كانت تتلاعب به عالمه مدي رغبته بها و تستغل هذا لصالحها جيداً في تعذيبه...
استلقى بجانبها وجسده يهتز من شدة الغضب زمجر بحده.

=اعملي حسابك هاتيجي معايا بكره الشركه، في ملفات كتير انتي اللي منظمها و منار مش عارفه مكانها وبتاخد وقت كبير لحد ما تلاقيها
قاطعته هاتفه بصوت مرتجف من اسفل الغطاء الذي تختبئ اسفله
=بس...
قاطعها بحده بينما يوليها ظهره
=مفيش بس قولت هاتيجي الشركه يبقي هاتيجي...
ثم اغلق الضوء لتغرق الغرفه في العتمه...

كانت مليكه منهكه طوال اليوم بشرح اماكن الملفات و مساعدتها في الملفات المدونه بجهاز الحاسب متجاهله نظرات الجميع التي انصبت عليها بدهشه بسبب تحول مظهرها فقد كانت ترتدي تنوره رماديه اللون تصل إلى كاحلها و قميص اسود تغلق ازرار كالعاده حتى عنقها عاقده شعرها فوق رأسها في تسريحته المعتاده كعكعه حاده مرتديه نظارتها الطبيه ذات الاطار الاسود ارتمت فوق المقعد الذي امام مكتب منار هاتفه.

= كده انتي عرفتي كل حاجه...
اومأت لها منار وهي تبتسم بود
=ايوه الحمدلله ده كنت بعقد بالساعات ادور
انطلق رنين الهاتف الداخلي اجابت منار على الفور مجيبه ببعض كلمات مهبهمه
قبل ان تلتفت نحو مليكه قائله
=نوح بيه عايزك...
اومأت مليكه بهدوء قبل ان تدلف إلى داخل مكتبه فقد كان في اجتماع منغلق مع منتصر اكثر من ساعتين طرقت الباب ثم دلفت إلى الداخل.

ابتسم منتصر فور رؤيته لها محيياً اياها بوده المعتاد اشار نوح نحو المقعد قائلاً بتجهم
=مادام خلصتي مع منار قاعده برا تعملي ايه...
احابته مليكه بحده
=والله انت في اجتماع مع منتصر كنت هدخل ازاي...
بعدين انا هروح مادام انا خلصت هعقد اعمل ايه...
قاطعها نوح بينما يتراجع للخلف في مقعده
=نص ساعه وهخلص و نروح سوا، اقعدي
همت مليكه بالاعتراض لكنه اشار إلى المقعد قائلاً بحزم
=اقعدي يا مليكه...

جلست مليكه بالمقعد المواجه لمنتصر الذي كان شارد بعالم اخر...
بدأ نوح يتحدث اليه بالعمل مخرجاً اياه من شروده هذا لكنها شعرت بوجود توتر غريب بينهم فقد كان نوح جالساً بهدوء بينما منتصر متجهم الوجه يجيبه باقتضاب على اسالته...
انفتح باب المكتب فجأه لتستدير جميع الروؤس نحوه شعرت مليكه بالتوتر عندما رأت ايتن تدلف الغرفه تحمل بين يديها عدة حقائب هتفت بمرح بينما تتبعها منار بوجه شاحب خوفاً من نوح.

=والله يا نوح بيه هي اللي...
رفع نوح يده صارفاً اياها بصمت
اقتربت منهم ايتن هاتفه بمرح بينما تجلس فوق المكتب امام نوح
=ازيك يا منتصر...
هز منتصر رأسه بصمت بينما احتقن وجهه بشده
ثم التفت إلى مليكه تشير اليها بتحيه صامته قابلتها مليكه بصمت غير مبادله اياها.
التفت ايتن إلى نوح قائله بينما تعتدل في جلستها امامه
=شوف جبتلك ايه...
لتكمل و هي تخرج احدي الصناديق مخرجه منها رابطه عنق انيقه.

=دي بقي تلبسها في حفله بكره، لايقه على الفستان بتاعي...
شعر نوح بالارتباك استدار ناظراً نحو مليكه ليجدها مخفضه رأسها فوق هاتفها تعبث به مظهرها رساله واضحه بعدم اهتمامها بما يحدث...
تصنعت مليكه الانشغال بهاتفها بينما
شاعره بالم يكاد يحطم روحها إلى شظايا بينما الضغط الذي قبض على صدرها هدد بسحق قلبها...

ترغب بالانقضاض عليها وتمزيقها باسنانها لكنها تعلم بان ليس من حقها فعل هذا فهي ليست زوجة مؤقته بالنسبه اليه.
تجمعت دموع غبيه كثيفة في عينيها حاولت الضغط على شفتيها و رفرفت رموشها المبلله محاولة كبت دموعها وعدم اظهار تأثرها بما بحدث امامها حتى لا تفضح امرها امامهم
هتف منتصر بحده بينما يقف على قدميه
=انا همشي بقي علشان اتاخرت. و بكره نكمل كلامنا...

اومأ له نوح بصمت بينما يراقبه حتى غادر زمجره بقسوه من بين اسنانه بصوت منخفض
=مش وصلتي للي عايزه قومي...
انتفضت ناهضه على الفور ترمقه بارتباك لكنه ظل صامتاً هتفت بينما تلتقط حقائبها
=انا، انا همشي بقي
قاطعتها مليكه التي تناولت حقيبتها من اسفل مقعدها
=لا خاليكي، نوح كلها ربع ساعه وهيروح خليه يوصلك معاه...
ثم اتجهت بصمت نحو الباب
هتف نوح بغضب
=راحه فين يا مليكه،؟!
اجابته مليكه بحده دون ان تستدير اليه.

=مروحه...
قاطعها بحده بينما يلتف حول مكتبه حتى اصبح يقف خلفها محيطاً كتفيها بيديه
=قولتلك هنروح سوا...
حررت مليكه كتفيها بحده من بين يديه هاتفه بحده بينما تتجه نجو الباب تخرج منه سريعا
=و انا مش عايزه اروح معاك...
وقف نوح يراقب مغادرتها تلك شاعراً ببعض الامل ينمو في داخله لو تأكد فقط مما يريح قلبه به فهو لن يستمر بتلك اللعبه التي اصبح يمقتها فمنتصر لم يهتز و لو قليلاً...

فلو كان مكانه وشاهد مليكه تتغنج على رجل اخر بهذه الطريقه التي فعلتها ايتن معه كان سوف يقتلها و يقتل هذا الرجل دون ان يتردد و لو للحظه واحده...

في اليوم التالي...
كانت مليكه مستلقيه فوق الفراش تقرأ كتاباً بينما تراقب بطرف عينيها نوح الذي كان يرتدي بدلته استعداداً للحفل الخاص بشركته...
التفت نوح اليها بتردد لا يعلم كيف يطلب منها ان تحضر معه الحفل تنحنح بهدوء بينما يقترب منها قائلاً
=مش هتغيري رايك و تنزلي معايا...
هزت مليكه رأسها بحده...
=لا...

زفر بحنق بينما يتجه نحو الخزانه مخرجاً رابطه عنق فراشيه تليق ببدلته الانيقه هتفت مليكه بسخريه لاذعه بينما تعتدل في جلستها
=مش هتلبس الجرافته بتاعت ايتن ده حتى لايقه على فستانها...
ارتسمت ابتسامه بطيئه فوق وجهه فور سماعه كلماتها تلك، لكنه اسرع برسم الجديه فوق وجهه قبل ان يلتف اليها
=لا، مش عجبانى...
ليكمل بينما عينيه تمر فوق جسدها بنظرات جائعه شغوفه
=مش نوعي، انا نوعي حاجه تانيه خالص.

احمر وجه مليكه بشده فور فهمها تلميحه غمغمت بكلمات غير مترابطه بينما تدفن وجهها في الكتاب مره اخري.
=انت حر
اقترب منها نازعاً الكتاب من بين يديها =قومي يا مليكه البسي و انزلي معايا مينفعش انزل من غيرك الناس هتقول ايه...
هتفت مليكه مجيبه اياه بسخريه...
=حتي لو حبيت انزل معاك، معنديش حاجه البسها.

اخرج هاتفه من جيب سترته على الفور متصلاً باحدي الارقام متحدثاً باقتضاب ببعض الكلمات الفرنسيه لم تفهم منها مليكه ولا حرف واحد ثم انتظر عده لحظات قبل ان يناوله الهاتف قائلاً بهدوء
=اختاري الفستان اللي يعجبك من دول
همست مليكه بتوجس وهي تنظر بتردد إلى الهاتف
=ايه ده، مش فاهمه؟!
اجابها بينما يمرر يده فوق شاشة الهاتف مما اظهر امامها صور عدة فساتين رائعه.

=دي تصاميم خاصه بمصمم فرنسي اختاري اللي يعجبك وخلال نص ساعه هيكون هنا عندك...
غمغمت مليكه بصدمه بينما عينيها تمر بانبهار فوق الفساتين
=بس. بس ده اكيد غاليه اوي...
احاط خدها بيده قائلاً بحنان بينما يمرر ابهامه فوق بشره خدها الحريريه
=اختاري اللي يعجبك يا مليكه...
اخذت تقلب الصور حتى استقر عينيها على احدهم كان مائل للون الذهبي رائع
همست بتردد و وجنتيها تشتعل بالخجل
=ده...

تناول نوح الهاتف متفحصاً الفستان جيداً قبل ان يبعث صورته إلى المصمم طالباً اياه بتوصليه إلى القصر خلال نصف ساعه كحد اقصي...
ارتدت مليكه الفستان وقفت تطلع بانبهار على الفستان الذي كان يبرز جمال قوامها ترددت قليلاً بينما تفك مشبك شعرها. لينسدل شعرها كشلال من الحرير الذهبي فوق ظهرها، وضعت مكياج عيون دخاني يبرز جمال عيانها الفيروزيه ثم وضعت لون احمر شفاه ابرز جمالهم...

وقفت تطلع إلى نفسها باعين متسعه فهذه المره الاولي التي ترتدي بها كمليكه بعيداً عن مظهرها المعقد فقد كان الفستان غير فاضح كملابس اختها وليس متزمتاً كملابسها الخاصه.
دخل نوح الغرفه مغمغماً بهدوء وهو يبحث في هاتفه عن شئ
=الناس كلها مستنيه تحت خلصتي...

ابتلع باقي جملته عندما رفع رأسه من فوق هاتفه شاعراً بأختفاء العالم من حوله وهو يراها امامه بكل هذا الجمال اخذت عينيه تتشبع بكل تفصيلة صغيرة بها من شعرها وتسريحته الخلابة انتهاءً بذلك الفستان الذي اختطف دقات قلبه.

التمعت عينينه حابساً انفاسه بينما يمرر عينيه فوق فستانها الذي كان خليط من اللون الوردى و اذهبي و الذي كان يناسب فوق جسدها مبرزاً جمال قوامها الرائع اما شعرها فقد اطلقت سراحه من كعكعته الحاده و
ا
صبح ذو بريق لامع يتلألأ بجمال فوق كتفيها بتسريحة اقل ما يقال عنها انها رائعه
تنحنحت مليكه قائله بتردد بينما تمرر يدها فوق القماش اللامع للفستان
=حلو،؟!

اقترب منها ببطئ بينما عينيه تتشرب تفاصيلها بشغف جذبها من يدها مديراً اياها بين ذراعيه ليستند ظهرها بصدره الصلب شهقت بخفه عندما مرر يده من اعلي ذراعيها إلى اسفلها حتى وصل إلى يديها التي قبض عليها بين يديه احاط خصرها بذراعيه عاقداً يديهم فوق خصرها جاذباً اياه اليه اكثر بينما يلثم كتفها ثم عنقها بخفه
همس بصوت اجش بينما يقبل اذنها
=زي القمر...

غرقت مليكه في تلك العاطفه التي اجتاحتها لكنها افاقت معنفه ذاتها على ضعفها هذا تلملمت بين ذراعيه هامسه بلهاث حاد بينما لا يزال يقبل كتفيها بحنان
=نوح، الحفله
رفع رأسه ببطئ لتلتقي نظراتها العاصفه بنيران رغبته و نظرات عينيها المتردده. قبل خدها بلطف قبل ان يجذبها و يتجه بها إلى الاسفل.
في الحفل...

ظل نوح طوال الحفل محيطاً بخصر مليكه بذراعيه بتملك رافضاً ان تبتعد عنه اينما ذهب كان يأخذها معه معرفاً اياها بفخر لاصدقائه و شركائه بالعمل الذي لم يتيح لهم التعرف عليها باخر حفل بسبب مغادرتهم السريعه لها، تعرفت مليكه على العديد من اصدقائه و زواجتهم...
جذب انتباه مليكه ايتن التي لم تقترب من نوح مطلقاً خلال الحفل. شعرت مليكه براحه لذلك لكن فرحتها تلك لم تكتمل حيث وجدتها تقترب منهم بوجه مقتضب.

=نوح عايزه اتكلم معاك...
اومأ برأسه بصمت بينما يترك مليكه مع زوجات اصدقائه اخذت مليكه تتابعهم بعينين مشتعله حتى اختفوا تماماً من الانظار
زمجر نوح بحده فور ان اصبحوا بمكان هادئ بعيدا عن ضوضاء الحفل
=خير يا ايتن، مش اتفقنا خلاص نوقف اللعبه دي انا وانتي عارفين كويس ان منتصر مفرقش معاه موضوعنا ده...
قاطعته بصوت مرتجف بينما تمرر يدها المرتعشه في شعرها
=نوح، هو منتصر مجاش الحفله ليه،؟!

لطف من لهجته معها فور رؤيته لحالتها تلك فقد كانت على وشك البكاء
=زمانه جاي متقلقيش...
همست ايتن بصوت مرتجف
=انا تعبت يا نوح، مش عارفه اعمل معاه ايه...
ربت يده بلطف فوق ذراعها غير قادر على تركها تعيش في هذا الوهم كثيرا
=انسيه، انسيه يا ايتن منتصر مبقاش منتصر اللي نعرفه.
هتفت بهستريه بينما تتراجع إلى الخلف
=انا عمري ما هنساه، منتصر هيرجع ليا، هيرجع ليا و لو كلفني ده حياتي.

انا محبتش حد قده، استحملت اكتر من 5سنين من غير خلفه علشانه وعندي استعداد مخلفش خالص بس يرجعلي يا نوح انا مش عايزه من الدنيا دي كلها غيره...
وقف نوح يتطلع اليها بصمت شاعراً بالشفقه نحوها لا يدري ما الذي يجب عليه قوله لكنها التفت راكضه مبتعده قبل ان ينطق بشئ...

مر باقي الحفل بسلام، فقد ظل نوح بالقرب من مليكه يراقب باستمتاع تقربها من زوجات اصدقائه و حديثها المرح معهم فقد احبها جميع الحاضرين بالحفل كان واقفاً يستمع بانتباه إلى حديثها مع ايات زوجه صديقه ادم الذي كلن يتحدث معه لكن كان غير منتبهاً له فقد كان كل تركيزه معها هي فقط، لكنه انتبه عندما شعر بيد انثويه تحيط ذراعه التف ليجد ايتن تقف بجانبه وعلى وجهها ترتسم ابتسامه فهمها جيداً بحث بعينيه حتى وجد منتصر يتحدث مع احدي العاملين بينما عينيه مسلطه عليهم ابعد يدها عن ذراعه بلطف قائلاً بحزم وصوت منخفض بينما يلتف بقلق نحو مليكه التي كانت لازالت تتحدث مع ايات غير منتبهه لما يحدث.

=عايزه تقفي جنبي اقفي بس من غير ما تلمسنى، اللعبه دي خلاص انتهت.
اومأت ايتن برأسها بصمت قبل ان تلتف وتبتعد بصمت راقبها نوح بأسف لكنه لن يستطيع مجارتها في هذا الامر.
بعد انتهاء الحفل...
بعد انصراف المدعوين وقفت جميع العائله بالبهو...
اقترب منتصر من نوح الذي كان يحيط بذراعه خصر مليكه بتملك قائلاً
=همشي انا بقى، علشان زي ما انت عارف اجازتي بكره و مسافر...

ابتعد نوح عن مليكه جاذباً منتصر معه بعيداً عن الجمع مغمغماً بقسوه من بين اسنانه
=لسه مُصر برضو تتجوزها...
زمجر منتصر من بين اسنانه
=ايوه، و بكره هخدها علشان تشوف الشقه اللي اخترتهالها، و على فكره يا نوح اللعبه اللي انت و ايتن بتلعبوها انا فاهمها من الاول خاليها تنساني و تعيش حياتها...
ابتعد عنه نوح هاتفاً بده
=انت انسان مستفز. و معندكش دم.

ثم تركه عائداً مره اخري إلى مكانه بجانب مليكه التي كانت تتحدث الى راقيه غير منتبهاً لتلك التي كانت واقفه تستمع إلى حديثهم بوجه شاحب...
تنفست ايتن بعمق فان كان يظن ان ما بينها وبين لعبه فسوف تريه اللعبه الان اتجهت نحو نوح الذي صعق عندما شعر بيدها تلتف حول ذراعها قائله بصوت مرتفع
=حبيت اعرفكوا يا جماعه على قرار خدته انا و نوح كنا مأجلين الاعلان عنه بس بما ان كل العيله متجمعه النهارده قررنا نعلنه.

لتكمل بحده وعينيه مسلطه فوق منتصر بغل
= انا و نوح قررنا نتجوز...
خرج نوح من جموده هذا فور سماعه الشهقه التي صدرت من خلفه استدار ليجد مليكه تتراجع إلى الخلف و عينيها مغرورقتين بالدموع يرتسم بها الالم بوضوح حاول الاقتراب منها
لكنها تراجعت للخلف راكضه فوق الدرج بخطوات سريعه كما لو ان الشياطين تلاحقها...
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
. تنفست ايتن بعمق فان كان يظن ان ما بينها وبين لعبه فسوف تريه اللعبه الان اتجهت نحو نوح الذي صعق عندما شعر بيدها تلتف حول ذراعها قائله بصوت مرتفع
=حبيت اعرفكوا يا جماعه على قرار خدته انا و نوح كنا مأجلين الاعلان عنه بس بما ان كل العيله متجمعه النهارده قررنا نعلنه
لتكمل بحده وعينيه مسلطه فوق منتصر بغل
= انا و نوح قررنا نتجوز...

خرج نوح من جموده هذا فور سماعه الشهقه التي صدرت من خلفه استدار ليجد مليكه تتراجع إلى الخلف و عينيها مغرورقتين بالدموع يرتسم بها الالم بوضوح حاول الاقتراب منها
لكنها تراجعت للخلف راكضه فوق الدرج بخطوات سريعه كما لو ان الشياطين تلاحقها...
التف نوح اليهم ليجد منتصر قد غادر هو الاخر المكان بينما اقتربت منه نسرين هاتفه بفرح وهي تعانقه
=مبرووك، مبروك يا حبيبي...

دفعها نوح بحده مبعداً اياها عنه هاتفاً بشراسه شاعراً بالدماء تغلي بعروقه
=مبروك على ايه، انا مخطبتش حد...
ليكمل بينما يلتفت إلى ايتن الواقفه بجانبه بوجه شاحب يقبض على ذراعها بقسوه مؤلمه
=ايه اللي انتي هببتيه ده، وصل بيكي الجنان انك تقولى حاجه زي دي، و قدام مليكه...
همست ايتن بصوت مرتجف وقد بدأت تدرك مدي حماقة فعلتها
=انا، انا...

قاطعها مزمجراً بقسوه بينما يلتف إلى باقي افراد العائله الواقفين يتطلعون نحوهم بصدمه
=مفيش حاجه من اللي قالتها دي هتحصل، ولو كنت خرجت معها اليومين اللي فاتوا فده باتفاق بنا علشان تحرك منتصر مش اكتر...
ليكمل بينما يحرر ذراعها من قبضته دافعاً اياها بحده
=تروحي و تتكلمي معاه و تحلوا مشاكلكوا سوا، و لو احتاجتينى هتلاقيني واقف معاكي و في ظهرك بس كاخوكي مش اكتر...

اومأت ايتن رأسها بصمت بينما تشاهده يصعد الدرج كالصاعقه لكي يلحق بزوجته بينما اندفعت نحوها والدتها تنظر اليها بعتاب و لوم ارتمت ايتن في حضنها تبكي بقوه بشهقات حاده متقاطعه...

انقبض قلب نوح داخل صدره فور ان دلف للغرفه التي وجدها غارقه في الظلام.
ذهب نحو زر الكهرباء يضغط عليه لتنير الاضاءه الغرفه باكلمها اخذ يبحث بعينيه عن مليكه لكنه لم يجدها ابتلع بصعوبه الغصه التي تشكلت بحلقه متوجهاً نحو الحمام طرق عليه عده طرقات و عندما لم يجد فتحه على الفور فازعاً و عقله يصور له سيناريوهات بشعه حول انها بالداخل ملقيه فوق ارضيه الحمام فاقده للوعي لكنه وجده فارغ هو الاخر.

اطلق لعنه حاده ممرراً يده التي بدأت بالارتجاف في شعره يجذب خصلاته بقسوه اخرج هاتفه يهم الاتصال برستم رئيس امنه للبحث عنها بينما بتجه مسرعاً نحو باب الغرفه لكنه تجمد مكانه فور ان وصل إلى سمعه صوت شهقات منخفضه اتجه ببطئ نحو الصوت ليهتز جسده بعنف كمن ضربته صاعقه عندما رأها جالسه فوق الارض في المساحه الصغيرة بين الفراش و الطاوله التي تجاوره منحنيه على نفسها كالجنين بينما تدفن وجهها بين ساقيها التي تضمها إلى صدرها...

اتجه نحوها على الفور جالساً على عقبيه امامها همساً بصوت مختنق بينما يمرر يده بحنان فوق رأسها المنحني...
=مليكه...
هتفت بحده بصوت اجش وهي لازالت دافنه وجهها بين ساقيها التي تضمها إلى صدرها
=ابعد عنى...
ازاح يده على الفور قائلاً بصوت جعله هادئ قدر الامكان
= ممكن تهدي و ترفعي راسك، و تخالينا نتكلم...
لم تجيبه وظلت دافنه وجهها كما هو.

اقترب منها مره اخري واضعاً يده بلطف على رأسها محاولاً رفع وجهها اليه. لكنه انصدم عندما انتفضت مبعده يده بحده بعيداً عنها بينما تندفع نحوه ملقيه جسدها فوق جسده مما جعل وزنه يختل ويسقط للخلف وهي لازالت قابعه فوقه اخذت تضربه بقبضتيها بضراوه في صدره بينما تهتف بهستريه من بين شهقات بكائها الحاده
=قولتلك متلمسنيش، متلمسنيش تاني...

كان نوح يستطيع ايقافها بيد واحده لكنه تركها تخرج غضبها به لعلا هذا يهدئها قليلاً ظل ساكناً مكانه يتلقى ضرباتها تلك بهدوء...
حتي خارت قواها تماماً توقفت عن ضربها اياه اسندت جبهتها فوق صدره وقد اصبح وجهها احمر مثل الجمر من شدة الانفعال بينما صدرها يعلو و ينخفض بقوه بينما تلهث محاوله التقاط انفاسها رفعت رأسها عن صدره بينما تهم بضربه مره اخري لكنه قبض على يديها مقيداً اياها بقبضته مزمجراً بقسوه.

=كفايه كده و اهدي...
ليكمل ممرراً يده فوق جانب رأسها و خدها بحنان...
=اهدي...
ارجعت رأسها بحده للخلف بعيداً عن يده هاتفه بقسوه
=عايز مني ايه، عايز تذل فيا تانى تدوسني تحت رجلك علشان ترتاح...
لتكمل بصوت مرتجف فضح مدي هشاشة تماسكها امامه
=مش كفايه اللي عملته فيا، فهمني عايز توصل لايه باللي انت بتعمله فيا ده ايه خلاص وصلت بيك تعلن خطوبتك على واحده تانيه وانا واقفه جنبك...

قاطعها سريعاً شاعراً بقبضه حاده تعتصر قلبه عند سماعه كلماتها تلك
=انا مخطبتش حد، مخطبتش حد.
هتفت مليكه بسخريه غير لائقه على تعبيرات وجهها المتألمه
=طبعاً مخطبتش حد، واللي حصل تحت ده كان ايه...
لتكمل بينما تحاول تحرير يديها من بين قبضته
=كان من وحي خيالي مش كده...
قاطعها بقسوه مشدداً قبضته المقيده ليدها رافضاً تحريرها.

= لا مش من وحي خيالك، ايتن عملت كده علشان تنتقم من منتصر لما سمعته بيقول انه ناوي يتجوز واحده تانيه...
هتفت مليكه بحده غير قادره على السيطره على الغيرة التي تنبش بقلبها
=وكانت برضو بتنتقم لما كل يوم كنت بتخرج معها و تجيلك الشركه...
لتكمل مرمقه اياه بنظره ناريه متأججه بنيران غيرتها
=لا، وبتجبلك كمان جرافته تليق على فستانها مش كده...

شعر نوح بالسعاده تجتاحه عند رؤيته لغيرتها الواضحه تلك لكنه عنف نفسه سريعاً عندما رأي الالم المرتسم فوق وجهها
جذبها نحوه مسنداً جبهته فوف جبهتها و برغم مقاومتها له و محاولتها للتتحرر من قبضته الا انه لم يتحرك قيد انمله من مكانه مرر يده بحنان فوق جانب رأسها.

=كانت بتحاول تخلى منتصر يغير، واتفقت معايا على كده، وعارف اني غلطان ان وافقت على كده بس مقدرتش استحمل اشوفها منهاره بالشكل ده خصوصاً بعد ما لقيتها مرميه في اوضتها منهاره ايتن بالنسبالي زي نسرين اختي...
هتفت مليكه مقاطعه اياه بحده بينما اخذت تركله بقدميها بشراسه في ساقه محاوله جعله يفلتها من بين قبضته التي تقيدها
=اختك، اختك اللي كانت خطيبتك زمان مش كده...
حاصر ساقيها بين ساقيه لتصبح.

اسند جبهته فوق جبهتها يتشربان انفاس بعضهم البعض همس نوح بصوت اجش و قد بدأ يتأثر جسده من قربه منها بهذا الشكل...
=ايتن عمرها ما كانت خطيبتي، ولا عمري فكرت فيها هي...
همست بشك بينما كلمات نسرين يتردد صداها باذنها
=و هي،؟!
اجابها بهدوء
=زمان وهي صغيرة كانت بتحبني كانت لسه عندها 17 سنه بس دلوقتي بتعتبرني اخوها مش اكتر هي مش شايفه في حياتها اصلاً غير منتصر...
همست بتردد بينما تضيق نظراتها فوقه
=بس...

قاطعها بهدوء بينما يمرر شفتيه فوق شفتيها برقة ملثماً اياها بحنان
=بس ايه،؟!
شعرت مليكه برجفه حاده تسري بسائر جسدها عندما شعرت بلمسته تلك و وبانفاسه الدافئه تمر فوق شفتيها رفعت نظرتها اليه مسلطه اياها بعينيه
همست بضعف بينما اخذ صدرها يعلو وينخفض بشدة تكافح لالتقاط انفاسها...
=نوح...

لم يتردد لحظه واحده قبل ان يخفض رأسه متناولاً شفتيها في قبله حاره لكنها اسرعت بضرب قبضة يدها بجلنب عنقه مما حعله يجفل فاستغلت لحظه ارتباكه هذه وفرت هاربه من بين يديه وساقيه التي كانت تحاصرها ركضت بعيداً عنه حتى وقفت باقصى الغرفه تلهث بقوه وعينيها مسلطه فوق ذاك الذي نهض ببطئ بينما يضع يده فوق جانب صاح بغضب بينما يلتف اليها
=ايه اللي انتي عملتيه ده انتي اتجننتي...

اجابته مليكه بحده عاقده ذراعيها بحزم فوق صدرها
=تستاهل، فاكر انك هتضحك عليا زي كل مره و...

لكنها ابتلعت باقي جملتها بذعر متخذة عدة خطوات إلى الخلف عندما وجدته يقترب منها بخطوات متكاسله بطيئة وعلى وجهه يرتسم تعبير اخافها اخذت تتراجع للخلف وعينيها مسلطه فوقه لكنها تجمدت بمكانها عندما شعرت بالحائط يضرب ظهرها من الخلف مما جعلها محاصرة بينه و بين جسد نوح الصلب الذي اصبح يقف امامها مباشرة لا يفصل بينهم سوا بوصات قليله
انحني نحوها ممرراً يده برقه فوق وجهها يرسم ملامحه باصبعه ببطئ.

قرب شفتيه من اذنها يهمس لها بصوت اجش مثير
=مش كنت تقولى من الاول انك بتحبى العنف...
همست مليكه بذعر وعينيها متسعه بارتباك
=عنف، عنف ايه لاء...
ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقها هامسه برعب
=انت، انت هتعمل ايه...
قطعت باقي جملتها مصدره صرخة ألم عندما قبضت يده على ذراعها يلويه خلف ظهرها بقسوة لكنه حرره فور ان انطلقت صرخة ألم اخرى مرتفعة
غمغمت بارتباك و حده هي تفرك ذراعها
=انت، انت.

همس بينما يمرر يده برفق فوق وجنتيها مقرباً رأسه منها متشرباً انفاسها بشغف
=وجعتك،؟
هزت رأسها بتردد بالايجاب بينما تراقب باعين متسعه شفتيه التي انخفضت تلثم ذراعها بلطف
كأنه يعتذر عن ايلامه اياها...
اصبحت قدميها كالهلام غير قادرتان على حملها ظلوا على وضعهم هذا حتى رفع رأسه اخيراً هامساً بانفس لاهثه
=هتجنيني...
اخفضت رأسها بخجل وقد اصبح وجهها مثل الجمر...

ابتسم بحنان فور رؤيته لخجلها هذا انحني مقبلاً خديها المحمرين بشغف قبلات متتاليه رقيقه...
ثم رفعها بين ذراعيه متجهاً نحو الفراش مستلقياً عليه محتضناً اياها بين ذراعيه بينما دفنت هي وجهها بعنقه شدد من احتضانه لها.

يحيطها بذراعيه بحماية ضامماً جسدها اليه بقوة مقرراً بانه سوف يمنح لعلاقتهم فرصة جديده و سوف يفعل اي شئ حتى تنجح علاقتهم سوياً فقد اصبحت كالهواء بالنسبه اليه لا يمكنه الاستغناء او الابتعاد عنها، اغلق الضوء الذي بجانب الفراش لتغرق الغرفه بالظلام ثم اغلق عينيه محاولاً الاستغراق بالنوم لكنه لم يحضره الا بعد مرور عدة ساعات عانى بهم من الارق والحاجه الشديده اليها...

في اليوم التالي...
تلملمت مليكه في نومها بانزعاج زافره بحنق عندما قام بازعاجها صوت طرقات فوق الباب غمغمت بينما تضع الوساده فوق رأسها
=نوح افتح الباب...
لكنها لم تتلقي اجابه مررت يدها فوق الفراش بحثاً عن نوح فور ان لم تتلقي اي جابه لتجده فارغ نهضت سريعاً فور ان بدأت الطرقات تتعالى مره اخري اتجهت نحو الباب بخطوات متعثره هاتفه بصوت اجش من اثر النوم
=مين،؟!
وصل اليها صوت ايتن من خلف الباب.

=انا ايتن يا مليكه، ممكن اتكلم معاك شويه.
عقدت مليكه حاجبيه باستغراب فما الذي سوف تريده منها خاصه بعد ما حدث بالامس همت بفتح الباب لكنها صعقت عندما لمحت طرف فستان سهرتها الذي كانت ترتديه بحفلة امس فقد استغرقت بالنوم و هي لازالت ترتديه تراجعت إلى الخلف فهي بالتأكيد لن تستطيع ان تقابلها بهذا الشكل هتفت بينما تتجه نحو الخزانه تخرج منامتها ترتديها على عجل...
=ممكن معلش تستني 5 دقايق...

بدأت بتغيير ملابسها على الفور ثم دخلت الحمام و غسلت وجهها مزيله بقايا ادوات التجميل التي كانت تضعها بالامس...
ثم فتحت الباب واجهتها ايتن التي كانت تستند إلى اطار الباب الخارجي بوجه شاحب و ظلال سوداء تحيط بعينيها المنتفخه
و دون سابق انتطار ارتمت ايتن بين ذراعي مليكه تضمها اليها منتحبه بشهقات مرتفعه فور رؤيتها لها امامها مغمغمه بصوت اجش.

=انا اسفه، انا اسفه يا مليكه، انا عارفه اني زودتها امبارح بس، والله غصب عني انا مكنتش في واعي اول ما عرفت ان منتصر هيتجوز اتجننت ومعرفتش انا بعمل ايه...
ابتعدت عنها مليكه ببطئ جاذبه اياها لداخل الغرفه اجلستها فوق الاريكه ثم جلست بجانبها بصمت.
اكملت ايتن بينما تمسح وجهها بيد مرتجفه.

=نوح زعلان مني ومبيكلمنيش قابلني الصبح ومشي على طول من غير ما يكلمني، انا عارفه اني اكيد سببت بينكوا مشكله. بس والله ما كنت اقصد هو كان بيساعدني ان اخلي منتصر يغير، بس، بس انا رديتله المعروف اللي عمله معايا بأذيه...
امسكت بيد مليكه هامسه بصوت مرتجف
=علشان خاطري متزعليش منه والله هو مالوش ذنب باللي حصل امبارح
نوح اخويا و سندي في الدنيا من بعد وفاه بابا...
غمغمت مليكه بينما تربت فوق يدها.

=متقلقيش، انا نوح و كويسين
مفيش مشكله بنا...
ابتسمت ايتن هامسه براحه
=بجد، الحمدلله. انا كنت خايفه اكون سببت في مشكله بينكوا...
لتكمل بتردد بينما تضغط فوق يد مليكه
=مليكه، هو ينفع نبقي صحاب...
لتكمل سريعاً عندما رأت نظرة الشك التي ارتسمت فوف وجه مليكه
=انا عارفه ان العلاقه بنا مكنتش كويسه، بس انا والله حبيتك و ارتحتلك ونفسي نبقي صحاب خصوصاً اني ماليش اي صحاب...
نبدأ صفحه جديده سوا ايه رايك.

اومأت لها مليكه برأسها بالموافقه
=تمام يا ايتن...
اشرق وجه ايتن بابتسامه مشرقه لكنها شهقت ممرره عينيها بصدمه على منامة مليكه ذات الرسومات الكرتونيه التي ترتديها وقد انتبهت اليها الان
=ايه اللي انتي لابساه ده يا مليكه
لتكمل هامسه لها بصوت ذات معني
=بقي ده منطر بيجامه تلبسها واحده متجوزه.
غمغمت مليكه بارتباك بينما تنظر إلى منامتها
=مالها بيجامتي مش فاهمه...
اجابتها ايتن ضاحكه من ساذجتها.

=يا حبيبتي انتي المفروض تلبسي حاجات مدلعه كده طول ما انتي في اوضتك و مع جوزك علشان ميبصش برا
لوت ايتن فمها بسخريه قائله بحسره
=شوف مين بيتكلم...
لتكمل و قد امتلئت عينيها بالدموع من جديد
=اللي جوزها سابها بعد جواز 8 سنين و راح يجري ورا واحده تانيه
ربتت مليكه فوق كتفها قائله بلطف محاوله التخفيف عنها
=والله منتصر طيب و اكيد هيعرف غلطه في يوم من الايام
ازالت ايتن الدموع العالقه بوجهها هامسه بضعف.

=عارفه يا مليكه، انا لحد امبارح كان عندي استعداد اسامحه، بس بعد اللي انا عملته امبارح، خالاني افوق واكتشفت اني وصلت لمرحله وحشه اوي، ذليت نفسي كتير علشانه ده انا كان ناقص ابوس ايده علشان يرجعلي، كل ده و هو اللي خاني و باعني، انا، انا خلاص مش عايزاه، اللي يتسبب في قهري والوجع و الذل اللي حسيته بسببه يبقي ميستهلنيش...

كانت مليكه تستمع اليها شاعره بالشفقه نحوها لكنها لا تعلم ما الذي يجب عليها قوله لها.
نهضت ايتن واقفه قائله بمرح يعاكس حزنها السابق
=امشي انا قبل ما نوح يطب علينا...
لتكمل غامزه مليكه بمرح
=اصله منبه عليهم تحت محدش يصحيكى ويسيبوكى تصحي براحتك، بس انا رخمه ومقدرتش استني لحد ما تصحي...
اشتعل وجه مليكه بالخجل لاعنه اياه في سرها فماذا سيقولون عليهم الان. اتجهت ايتن إلى باب الغرفه قائله بينما تفتحه.

=ان شاء الله هبقي اخدك، و ننزل نجيب كام حاجه كده و اهوو ندلع سي نوح بدل البيجامات العيالي دي
ثم اشارت لها بيدها مودعه قبل ان تغلق الباب خلفها بهدوء...

في المساء...
كانت مليكه واقفه امام المرأه تمشط شعرها عندما دخل نوح الغرفه وهو يحمل بين يديه حقيبه راقبت انعاكسه في المرأه و هو يضع الحقيبه فوق الفراش ثم اخذ يقترب منها بهدوء لف ذراعيه حول خصرها جاذباً اياها نحوه ليستند ظهرها إلى صدره غمغم بصوت اجش دافئ بينما ينحني يقبل عنقها بشغف
=قطتي، بتعمل ايه...
همست بارتجاف بينما تستدير بين ذراعيه حتى اصبحت تواجهه
=قطتك،؟!

همهم بالايجاب بينما يدفن وجهه بعنقها يلثمه بقبلات حنونه
=امممم قطتي...
دفنت اصابعها في شعره الكث الاسود مطلقه انين منخفض عندما اصبحت قبلاته اكثر شغفاً لكنها حاولت ايقافه
=نوح، نوح كفايه...
رفع رأسه اخيراً متحكماً في رغبته بها طابعاً قبله قصيره فوق شفتيها قبل ان يتناول يدها و يتجه نحو الفراش تناول الحقيبه من فوقه واضعاً اياها بين يديها قائلاً بهدوء
=افتحيها...

شعرت بالارتباك بينما تفتحها بيد مرتجفه صعقت عندما رأت هاتف جديد من اغلي و احدث الانواع همست بارتباك
=انا معايا موبيلي يا نوح، مكنش له داعي.
لكنها قطعت باقي جملتها شاهقه بقوه فور ان لمحت الهديه الاخري التي بالحقيبه القت الهاتف من يدها فوق الفراش بعدم اكتراث مدخله يدها سريعاً بالحقيبه مخرجه الهديه التي سببت لها هذه الصدمه داعيه ان تكون كما تخيلتها.

صرخت بفرح فور ان اخرجتها و تأكدت من انها فعلاً جهاز قرأة الكتب فقد كانت دائماً تتمني الحصول على واحد مثله...
ارتمت بين ذراعيه تحتضنه بقوه متعلقه بعنقه هاتفه بفرح
=شكراً، شكراً يانوح بجد مش عارفه اقولك ايه...
ضحك نوح بينما يضمها اليها بقوه حتى اصبحت قداميها لا تلمس الارض
=بقي ترمي الموبيل بالطريقه دي علشان القارئ ده...
اومأت مليكه برأسها قائله بحماس.

=متتخيلش، كان نفسي اجيبه قد ايه. اصل بحب القراءه اوي...
انزلها على قدميها مبعداً بيده بحنان خصلات شعرها المتناثره فوق عينيها واضعاً اياها خلف اذنها مغمغماً
=عارف، علشان كده جبتهولك...
ليكمل بينما يرفع يدها مقبلاً اياها بحنان
= علشان يبقي خفيف على ايدك بدل الكتب التقيله اللي بتمسكيها ليل و نهار...
اجابته مليكه وقد احمر خديها بالخجل شاعره برجفه تسري بانحاء جسدها عندما شعرت بلمسة بشفتيه فوق يدها.

=ما انا ساعات بقرأ من الموبيل...
مرر يده بحنان فوق حاجبيها متمتماً
=الموبيل صغير، و اضاءته ممكن تأذي عينك. لكن ده أمن و طلبت من الشركه تعدل الاضاءه بتاعته بحيث متأذيش عينك...
شعرت مليكه بالسعاده من كلماته تلك و اهتمامه بها اقتربت منه طابعه قبله فوق خده قائله بسعاده
=شكرا، يا نوح...
وقف متأملاً بشغف وجهها المشرق بالفرح
=طريقة شكرك ليا دي بصراحه مش عجبانى، و متنفعش
عقدت مليكه حاجبيها متمتمه بعدم فهم.

=اومال عايزني اشكرك ازاى،؟!
التمعت عينيه بنظره قد فهمتها على الفور هتفت مليكه بصدمه بينما تتراجع إلى الخلف بعيداً عن يده متذكره قبلاته لها الشغوفه بليلة امس
=نوح انت متستعبطش...
دفن يده بشعرها الحريري مثبتاً رأسها
مغمغماً بصوت اجش
= و فيها ايه لما استعبط...
ثم اخفض رأسه متناولاً شفتيها في قبله لطيفة ظل يقبلها عدة لحظات اخرى قبل ان يدفن رأسه بعنقها يلثمه بلطف يتخلله الالحاح.

بينما كانت هي مغمضة العينين تشعر بنيران الخجل تشتعل بخديها فور ادراكها انها تجاوبت معه بهذه الطريقه ما الذي سيفكر بها الان ومن هي بالنسبه اليه حتى تسمح له بتقبيلها بهذا الشكل بكل مره...
رفع رأسه عن عنقها ببطئ يسند جبهته فوق جبهتها بينما يلهث بقوه محاولاً التقاط انفاسه
ارتسمت ابتسامه فوق شفتيه عندما لاحظ احمرار خديها و خجلها الواضح
=مكسوفه من ايه،؟!

همست مليكه بتردد مخفضه عينيها بعيداً عن نظراته المتفحصه لها
=نوح، هو انا بالنسبالك ايه؟!
اجابها بهدوء و قد فهم ما يدور بعقلها
=مراتي...
غمغمت بارتباك بينما تلوي اصابعها
=قصدي، قصدي...
قاطعها نوح مجيباً اياها بحزم
=مراتي، مراتي على سنة الله و رسوله يا مليكه
ثم جذبها بين ذراعيه لتدفن وجهها المشتعل بصدره بينما احاطها هو بذراعيه يضمها اليها مخفضاً رأسه مقبلاً اعلي رأسها بحنان...

بعد مرور اسبوع...
كانت مليكه جالسه باسترخاء بالمقعد امام حمام السباحه بينما يجلس بالمقعد الذي بجانبها نوح يحمل فوق ساقه اللاب توب الخاص به يعمل عليه...
زفرت بحنق بينما تنزع نظاراتها ملقيه اياها فوق المقعد بينما تعتدل جالسه مواجهه اياه
=نوح...

هتفت بصوت مرتفع اكثر حتى يتخلل عقله المنشغل باعماله فقد وعدها بان يقضوا هذا اليوم معاً بعيداً عن اعماله لكنه و منذ الصباح لم يرفع عينه عن اللاب توب الخاص به تاركاً اياها جالسه بجانبه و الملل يكاد يقتلها
=نوح...
همهم بصوت منخفض مجيباً اياها بينما يضرب باصابعه فوق لوحه المفاتيح طابعاً بعض الكلمات هتفت مليكه بغيظ
=انت هتقضي الوقت كله شغل مش قولت اليوم ده هتقضيه معايا...

رفع رأسه يلقي نحوها نظره خاطفه عائداً بانظاره مره اخري فوق شاشه اللاب توب مغمغماً بهدوء
=نص ساعهبس و هبقي معاكي
ضيقت عينيها فوقه بغيظ قبل ان تتراجع للخلف فوق مقعدها متناوله قارئ الكتب الخاص بها متمتمه بصوت منخفض
=ماشي يا سي نوح...
بعد مرور ساعه...
كانت مليكه مندمجه بقرأة احدي الروايات عندما اغلق نوح اللاب توب الخاص به واضعاً اياه فوق الطاوله التي بجانبه هاتفاً بمرح.

=اديني خلصت اهو، وفضتلك يا ستي هااا تحبي نعمل ايه...
تجاهلته مليكه متصنعه الانشغال في قراءه الروايه هتف نوح بينما يعتدل في جلسته
=مليييكه
التفت اليه مرفرفه بعينيها ببرائه كأنها اول مره تسمعه وتنتبه اليه
=ايه ده انت خلصت،؟!
لتكمل بينما تبتسم اليه برقه بينما تعيد عليه كلماته السابقه
=نص ساعه وهبقي معاك...
ثم عادت بعينيها مره اخري إلى قارئ الكتب تكمل قرائتها.

ابتسم نوح ببطئ بينما يتناول كوب العصير من فوق الطاوله يرتشف منه قليلاً و قد ادرك ما تحاول فعله
=بتعملي ايه يا مليكه،؟!
اجابته وعينيه لازالت مسلطه فوق القاري
=بقرأ روايه...
نهض نوح من مقعده ليجلس بجانبها فوق مقعدها الضخم الذي يتسع لاكثر من شخص قام ببعثرة شعرها باصابعه قائلاً بمرح
=مشكلتك انك مش بتعرفى تكدبي...
همهمت مليكه ضاغطه فوق شفتيها محاوله كبت ابتسامتها بينما تركز عينيها فوق القارئ.

=مش فاهمه تقصد ايه...
ظل نوح مكانه عده لحظات مراقباً اياها بنصف عين منغلقه نهض عايداً لمقعده يستلقي فوقه متمتماً ببرود محاولاً اثارة حنقها
=خلاص تمام براحتك.
مرت العديد من الدقائق حتى اسقطت القارئ فوق ساقيها بغيظ بسبب بروده هذا تصنعت التثائب مغمغمه محاوله اغياظته اكثر ملاحظه نظراته المشتعله عليها
=مش قادره عايزه انام
زمجر نوح بحده بينما يراقبها ترجع رأسها للخلف مغلقه عينيها براحه
=مليييكه، بطلي استعباط.

انتظمت انفاسها بهدوء مما جعله يمسك كوب الماء الذي كان به القليل من الماء رشقها في وجهها بهم مما جعلها تنتفض جالسه شاهقه بقوه صاحت به و هي تمسح المياه العالقه بوجهها بينما انتبهت إلى القارئ الذي كان موضوع فوق صدرها و قد اصابه الماء هو الاخر
=ايه اللي انت عملته ده...
تراجع في مقعده باسترخاء مجيباً اياها ببرود
=بفوقك...
هتفت مليكه بغيظ بينما ترتمي فوقه تضرب صدره بيدها بخفه
=القارئ اتغرق ميا...

قبض على يديها مكتفاً اياها بينما يعتدل في جلسته مما جعلها محاصره بين ذراعيه
=هجيبلك غيره...
رسمت مليكه ابتسامه رقيقه فوق وجهها قائله بدلاله محاوله تشتيته حتى يترك يدها بينما تقرب وجهها منه حتى لامست انفاسها الدافئه وجهه
=بجد. يا نوحى
افلت نوح يدها مخفضاً رأسه نحوها وعينيه مسلطه فوق شفتيها و قد اطاح بعقله دلالها هذا...

لكن خرجت منه شهقه مرتفعه عندما قامت بسكب كم هائل من الماء المثلج من الاناء الذي تناولته بخفه من فوق الطاولة التي بجانبها فوق رأسه نهضت من فوقه متراجعه للخلف مسرعه وهي تضحك بمرح عندما رأته يهتف لاعناً بحده لم تكن قد خطت خطوتين حتى شعرت بجسدها يرتفع للاعلي بين ذراعيه صاحت مليكه هاتفه من بين ضحكاتها
=انت اللي بدأت الاول...
غمغم من بين اسنانه بقسوه
=بتضحكي، انا هخاليكى تضحكي دلوقتي كويس...

ازدادت ضحكاتها فور رؤيتها لشعره المبتل و المياه تقطر من وجهه...
لكن تحولت ضحكتها تلك إلى صرخه فازعه بينما تعقد ذراعيها بقوه حول عنقه عندما رأته يتجه نحو حمام السباحه و على وجهه يرتسم التصميم
=نوح، بلاش هزار بايخ لا...
لكنه لم يدعها تكمل جملتها نازعاً يدها من حوله عنقه ثم القها في حمام السباحه...

هتفت مليكه بينما تتخبض بقوه في المياه التي كانت بارده كالثلج بينما وقف هو يشاهدها وعلى وجهه ترتسم ابتسامه لكن تلاشت ابتسامته تلك فور ان رأها تغطس اسفل المياه بينما تتخبط بيديها بقوه هاتفه باسمه ليدرك على الفور انها تغرق لعن نفسه بقوه و وهو يقفز بحمام السباحه يتجه نحوها هاتفاً بوجه شاحب محاولاً اطمئنانها
=متخفيش. متخفيش يا حبيبتي...

و لكن فور ان اقترب منها محاولاً جذبها من اسفل المياه رفعت جسدها بنفسها ثم سبحت بماهره مبتعده عنه وهي تضحك تاركه اياه واقفاً ينظر اليها باعين متسعه بصدمه التفت اليه مخرجه لسانها اليه مغيظه
=كده اتعادلنا...
وقبل ان تبتعد التفت يده حول خصرها من اسفل المياه جاذباً اياها نحوه زمجر من بين انفاسه اللاهثه بينما يتفحصها والقلق والخوف لايزالن يعصفان بداخله
=لو جاتلي في يوم ازمه قلبيه، هتكوني انتي السبب.

هتفت مقاطعه اياه بينما تعقد ذراعيها حول عنقه
=بعد الشر عليك...
اخفض رأسه نحوها يهم بتقبيلها ارجعت رأسها للخلف هامسه بصوت مرتجف بينما تنظر حولها بقلق
=نوح ممكن حد يشوفنا
اجابها بهدوء يبعد بحنان شعرها المبتل عن عينيها
=متخفيش، حمام السباحه ده غير
حمام السباحه الرئيسي ده خاص بيا محدش يقدر يجي جانبه...

انهي جملته تلك ملتقطاً شفتيها مقبلاً اياها بنهم استجابت له مليكه بلهفه عاقده ذراعيها حول عنقه دافنه اصابعها بشعره الناعم بينما ابتعد عنها هامساً باذنها
=يلا يا حبيبتي علشان متتعبيش الميا بارده...
ثم اخرجها من المياه ملحقاً بها ثم رفعها بين ذراعيه متجهاً بها لداخل القصر همست مليكه باعتراض
=نوح نزلني، مينفعش حد يشوفونا كده
اجابها بهدوء بينما يشدد من ذراعيه حولها بحزم
=محدش له حاجه عندنا...

استكانت بين ذراعيه عالمه بانها مهما اعترضت فلن يفعل الا ما يرغب به فور دخولهم خبئت وجهها الذي اصبح بحمرة الجمر من الخجل في عنقه عندما رأت كامل العائله جالسه ببهو القصر شعرت بنوح يضحك بخفه على حركتها تلك.
تمتمت نسرين بغيظ فور رؤيتها منظهرهم هذا
=مسخره، و قلة ادب...
ضحكت ايتن فور سماعها كلماتها مقتربه منها مغمغمه بصوت منخفض
=اهدي يا نسرين ليحصلك حاجه...
رمقتها نسرين بحده.

=اها، وانتي يهمك ايه ما انتي بقيتوا خلاص اصحاب و حبايب
هزت ايتن رأسها بعدم تصديق بينما تبتعد عنها تاركه اياها تمتم بكلمات حاده
دلف نوح للداخل يتجه بها نحو الدرج لكنه توقف عند سماعه زاهر الجد يهتف بحده
=عملت ايه في صفقه الخاصه بشركة العيله،؟!
اجابه نوح بهدوء و هو لا يزال يوليه ظهره
=مفيش جديد فيها...
هتف زاهر بحده بينما يضرب بعصاه الارض
=ولا عمر هيبقي في جديد فيها، هو انت بقيت فاضي...

شعرت مليكه بجسد نوح يتصلب بقسوه اسفلها قام بانزالها ببطئ فوق الدرج هامساً بحنان بينما يضع شعرها المبتل خلف اذنها
=اطلعي انتي غيري هدومك علشان متتعبيش...
همست مليكه بتردد متفحصه ملابسه المبتله هو الاخر
=وانت،؟!
ربت بحنان فوق ذراعها
=5 دقايق و هحصلك...
اومأت برأسها بصمت قبل ان تصعد الدرج عالمه ان القيامه سوف تقوم بين نوح و جده الذي كان يجلس بوجه اسود قاتم مقتضب حاد...

التف نوح إلى جده قائلاً بحده فور تأكده من اختفاء مليكه
=خير،؟!
اجابه زاهر بقسوه بينما يشير
=و هايجي منين الخير...
ليكمل بينما يشير إلى اعلي الدرج موقع وقوف مليكه السابق
=من اول ما البنت دي دخلت حياتك و انت بقيت مش فايق لحاجه...
قاطعه نوح بقسوه وقد برز الشريان النابض بعنقه من شده الغضب
=البنت اللي بتتكلم عنها دي تبقي مراتي، ولها اسم، و لها احترامها...
ليكمل بوحشيه وقسوه.

=و لو انت شايف اني مش واخد بالي كويس من شركتك، يبقي انا من النهارده مبقاش ليا علاقه بها، وانت عارف كويس اني مش محتاجها انا ليا شركاتي الخاصه و لو وافقت ان امسك ادارة شركتك فده علشان مصلحة نسرين مش اكتر...
نهض زاهر على قدميه بضعف هاتفاً بغضب
=كل ده علشان خاطرها، مش مستحمل ان اجيب سيرتها
اجابه نوح بشراسه وقد احتقن وجهه من شده الفضب
=ايوه علشان خاطرها...
ليكمل بحزم و عينيه تلتمع بقسوه.

= مش هسمحلك تعمل فيها زي ما كنت بتعمل في امي زمان، انا مش ابنك الوحيد اللي كان بيخاف يزعلك او يقف قدامك وانت كنت بتستغل ده دايماً حتى في اهانته لمراته قدامه...
نهضت نسرين واقفه قائله بانفعال
=نوح جده عنده حق انت...
قاطعها نوح صائحاً بشراسه ارسلت الرعب بداخلها مما جعلها تغلق فمها على الفور
=نسرين، تقفلي بوقك مش عايز اسمعلك صوت و متدخليش في اللي مالكيش فيه...

اومأت نسرين رأسها بصمت بينما تبتلع الغصه التي تشكلت بحلقها
زمجر نوح بشراسه بينما يوجه كلامه لجميع الواقفين من العائله
=مليكه لها احترامها، واحترامها من احترامي و مش هقبل ان اي حد...
ليكمل بينما يلتف ينظر إلى جده بقسوه
=و اياً كان الشخص ده مين انه يقلل من احترامها...
ثم التف صاعداً الدرج بغضب تاركاً اياهم بحاله من الغضب والمقت...

دخل نوح الجناح الخاص به ولا زالت نيران غضبه مشتعله بداخله مما حدث بالاسفل فجده يحاول فرض سيطرته عليه كما كان يفعل مع والده يريد ان يهين زوجته امامه و يصمت بلا و يحني رأسه له ايضاً، لكنه لن يسمح بذلك لن يقف صامتاً بينما يشاهده يدعس مليكه اسفل قدميه كما كان يفعل مع والدته فهو على استعداد ان يهدم هذا القصر فوق رأسه ان حاول فعلها...

ضغط شفتيه بقسوه بينما يطلق لعنه حاده عندما رأي مليكه جالسه على احدي المقاعد بذات ملابسها المبتله هتف بحده بينما يقترب منها
=انت ايه اللي مقعدك كده، و مغيرتيش ليه...
نهضت واقفه على قدميها قائله بتردد
=نوح عايز اتكلم معاك...
تناول المنشفه الموضوعه على الفراش مقترباً منها غمغم من بين اسنانه بينما بدأ يمرر المنشفه فرق رأسها يجفف شعرها المبتل
=مش وقته يا مليكه...

استمر في تجفيف رأسها حتى تأكد من جفاف شعرها القي المنشفه فوق ذراع المقعد بينما بدأ يحل ازرار قميصها المبتل مزمجراً بقسوه
=مش فاهم مغيرتيش هدومك ليه، عايزه تتعبي يعني...
اطبقت يدها المرتجفه فوق اصابعه التي كانت تحل ازرار قميصها اعلي صدرها مباشرة هاتفه بذعر
=نوح بتعمل ايه،؟!
اسقط يده بعيداً مستوعباً خجلها هذا غمغم بينما يضع المنشفه بين يدها
=ادخلي غيري هدومك ف الحمام. و انا هغير هنا...

اومأت له بينما تركض نحو الحمام على الفور مغلقه الباب خلفها بعد ان قامت بتجفيف جسدهالكنها سرعان ما ادركت انها لم تأت بملابس جافه لنفسها، خرجت مره اخري حتى تأتي بها لكنها تجمدت بمكانها فور رؤيتها نوح واقفاً بمنتصف الغرفه بجسده العضلي عاري الا من شورت اسود قصير يولي ظهره لها.

راقبت باعين متسعه بالشغف ظهره العريض الملئ بالتقسيمات العضليه شعرت بضربات قلبها تزداد بعنف بينما اصبحت انفاسها ثقيله لاهثه مما جعلها تهز رأسها بقوه معنفه ذاتها على تحديقها به بهذا الشكل كانت تنوي ان تلتف و ان تعود إلى الحمام لحين انتهائه لكنها تسمرت بمكانها عندما استدار نوح نحوها و رأها واقفه تراقبه هكذا اشتعلت نيران الخجل بخديها راغبه بان تنشق الارض و تبتلعها اتسعت عينيه هاتفاً بحده.

=ايه عجبك اللي انتي شايفاه،؟!
هتفت مليكه بارتباك و قد ازداد احمرار خديها
=مشش، مشوفتش حاجه.
اقترب منها قائلاً بجديه محاولاً كبت ابتسامته على ساذجتها تلك
=ازاي، بقي ده انتي بقالك ساعه واقفه مكانك بتبحلقي فيا...
ليكمل بينما يلف ذراعه حول خصرها جاذباً اياها نحو لتصطدم بصدره العاري الصلب
=بدل ما تتسحبي كده من ورايا، كنت قوليلي وكنا غيرنا هنا سوا مع بعض
هتفت مليكه بتلعثم.

=والله ما اتسحبت، انا نسيت هدومي و كنت طالعه اجيبها مش اكتر...
هز رأسه قائلاً بصرامه بينما يحاول رسم الجديه على وجهه.
=مكنتش متوقع منك كده بصراحه يا مليكه
هتفت مليكه بيأس شاعره
=والله يا نوح. كنت بجيب هدومي...
لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما راته يبتسم بمكر هزت رأسها مراقبه اياه باعين متسعه و قد استوعبت انه يتلاعب بها هتفت بحده
=انت بتشتغلني صح.؟!
اجابها بينما بمرر يده بحنان فوق وجهها
=انتي شايفه ايه،؟!

ضربته بيدها بخفه فوق ذراعه قبضتيها هاتفه بحنف
=تصدق انك رخم...
عقد ذراعيه حولها مقرباً اياها منه حتى اصبحت ملاصقه له
=انتي اللي بتصدقي اي حاجه...
ليكمل بينما يدفن رأسه بعنقها ملثماً اياه بشغف مغمغماً بانفس لاهثه
=بعدين ده انا ما اصدق انك تراقبيني، علشان اراقبك انا كمان
همست وقد ازداد احمرار وجهها
=يا نوح بطل قله ادب...

فور سماعه كلماتها تلك انفجر بالضحك ضامماً اياها اليه بشغف لكن فور ان شعر بجسدها يرتجف بقوه رفع رأسه متفحصاً اياها زمجر بقسوه
=لسه مغيرتيش هدومك...
ابعدها عنه دافعاً اياها نحو الحمام
مغمغماً بصرامه
=يلا على الحمام غيري هدومك
اومأت برأسها بينما تختطف ملابسها من فوق الفراش و تتجه نحو الحمام غافله عن نظراته التي تملئها الشغف التي ظلت تتبعها...

بعد مرور اسبوع...
كانت مليكه جالسه بالحديقه الخاصه بالقصر تنتظر قدوم ايتن حتى بخرجون للتنزه كعادتهم كل يوم ارتسمت ابتسامه واسعه فوق وجهها فور سماعها صوت رنين هاتفها ظناً منها انه نوح الذي اصبح لا يكف عن الاتصال بها طوال عمله مطمئناً عليها فقد تقربوا من بعضهم البعض كثيراً خلال الفتره الماضيه...

تلاشت ابتسامتها تلك فور ان رأت ان المتصل ليس نوح بلا مصلحي الديان فقد تأخرت عليه في سداد القسط هذا الشهر بسبب انتهاء الدراسه و قد كانت خلال الفتره الماضيه محاوله العثور على عمل تستطيع من خلاله سداد دينها لكن كل محاولتها باءت بالفشل كالعاده زفرت بعمق محاوله تهدئت ذاتها اجابت مغمغمه سريعاً
=عم مصلحي، عارفه و الله اني اتاخرت عليك الشهر ده، بس والله غضب عن...
قاطعها صوت مصلحي الغليظ.

=اسمعي يا ابله مليكه انا صبرت عليكي كتير علشان كنت عارف انك على قد حالك و يدوبك شغلك بيسدد القسط بالعافيه، لكن الليله دي خلصت انا عايز باقي فلوس انتي سددتي 50 الف متبقي عليكي 150الف جنيه الفلوس دي تكون عندي بكره
هتفت مليكه بصدمه وقد بدأ جسدها يرتجف بقوه
=بكره ايه بس يا عم مصلحي اجبهوملك منين ما انت عارف...
قاطعها مصلحي بحده.

=من جوزك الملياردير، جري ايه فكرك مش هعرف و مادام ربنا فرجها عليكي تبقي تديني فلوسي...
غمغمت مليكه بارتباك
=جوزي،؟! وانت عرفتي منين اني اتجوزت
اجابها مصلحي بقسوه
=عرفت من مكان ما عرفت انتي يهمك في ايه، المهم عندي فلوسي تكون عندي بكره قبل الساعه 5 بالظبط و الا قسماً بالله تكون وصولات الامانه اللي كاتبها على نفسك هسلمها للنيابه بكره...
ثم اغلق الهاتف بوجهها غير متيح لها فرصه الرد عليه...

تاركاً اياها جالسه بجسد مرتجف و وجه شاحب كشحوب الاموات.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
. كانت مليكة جالسة بغرفتها يتأكلها القلق و الخوف ممررت يدها المرتجفه بشعرها تضغط بقوه على رأسها الذي يكاد يتفجر من كثرة التفكير، لا تدري ما يجب عليه فعله. من اين ستأتي بهذا المبلغ الضخم كما لا يمكنها ان تطلبه من نوح ليس بعد ان اصبحت علاقتهم بهذا الشكل لا يمكنها ان تجازف بعلاقتهم التي اصبحت وديه فقد اصبحوا مقربين من بعضهم البعض كما نوح اصبح حنون معها لايكف عن تدليلها و اغرقها بحنانه، احتقنت عينيها بدموع حبيسه ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقها بينما تعقد ذراعيها حول جسدها محاوله بث بعض الاطمئنان بداخلها لكن فشل هذا ايضاً.

صدرت شهقة متألمه من بين شفتيها المرتجفه من شدة الخوف الذي ينبش بمخالبه داخل قلبها كم ترغب كتيراً بان تخبر نوح بما يحدث معها و مدى الخوف الذي تشعرت به الان ترغب به يضمها بين ذراعيه و يخبرها بثقته المعتاده بان كل شئ سيكون بخير لكنها لا تستطيع اخبارهخائفة ما ان تقوم بذكر هذا الدين و تهديد الرجل لها بالسجن تعيد غضبه السابق عليها مره اخري و تعود معه الى نقطة الصفر من جديد...

رفعت رأسها ببطئ وهي تلجأ إلى حلها الاخير الذي يمكنه ان يخرجها من هذا المأزق فلم يعد امامها سوا ان تطلب العون من والدتها برغم انها لا ترغب بهذا فوالدتها كانت دائماً تعاملها بلا مبالاه كما لو انها ليست ابنتها، تمر سنوات و سنوات دون ان تسأل عنها او تطمئن عليها حتى لم تجيب على اتصالاتها الا كل حين و حين.

فقد كان عداء والدتها سببه كرهها لوالد مليكه الذي لم تنسي ابدا ان مليكه قد فضلته عليها فعندما قامت و الدتها بزياره مصر كانت وقتها مليكه بسن الثالثه عشر عاماً طلبت منها والدتها ترك والدها والعوده معها إلى امريكا
لكن مليكه رفضت ترك والدها بمفرده بعد ان رفض الزواج و افني عمره كله من اجلها...

لم تنسي والدتها لها ابداً ذلك خاصه وانهم كانوا في خلاف دائم مع بعضهم البعض بسبب والدها الذي كانت والدتها تكرهه و تعده عدوها اللدود فدائماً كانت تتحدث عنه بطريقه سيئه مع مليكه التي لم تكن تتحمل ذلك مما كان يسبب ذلك صراع دائم بينهم...
وعندما مرض والدها بسرطان الدم كانت مليكه وقتها قد بلغت بالكاد الثامنه عشر من عمرها.

وقتها كانت مليكه تعمل بجانب دراستها في وظيفتين حتى يمكنها تغطيه تكلفه علاج والدها وعندما طلبت من والدتها مساعدتها رفضت و عرضت عليها مره اخري ان تترك والدها وتعيش معها بامريكا لكن مليكه رفضت بقوه، مما جعل عداء والدتها يزداد نحوها اكثر و اكثر...

وقتها لم تجد مليكه امامها سوا ان تستلف المال من مصلحي احدي التجار المعروفين بحيها القديم كانت تكتب له وصلات امانه بالملبغ الذي تأخذه حتى اصبح المبلغ بالنهايه 200الف جنيه...
بعد وفاه والدها بدأت تعمل و تسدد له تلك الاموال وخلال سنه ونصف قد سددت له 50 الف جنيه و تبقي عليها مبلغ 150الف جنيه الذي يهددها بهم الان...

تناولت بيد مرتعشه الهاتف لا تصدق انها سوف تفعل ذلك لكن ليس امامها حل اخر، اجرت مليكه الاتصال وانتظرت ان تجيب والدتها...
بعد عده محاولات فاشله القت مليكه الهاتف من يدها صائحه بصوت منكسر
=طبعاً مردتش، غبيه، كان امتي ردت عليكي علشان ترد عليكي دلوقتي
تناولت الهاتف مره اخري لم تجد امامها سو ا رضوي تتصل بها حتى تفكر معها عن حل لورطتها تلك...
غمغمت بصوت مرتجف فور ان اجابت صديقتها
=رضوي، الحقيني...

بعد ان اخبرتها مليكه بورطتها هتفت رضوي بخبث عالمه جيداً بالمأزق الذي اوقعت صديقتها به فهي من اخبرت مصلحي عن زواجها بنوح
=طيب ما تطلبي من نوح، يا بنتي ده معاه فلوس قد كده...
قاطعتها مليكه بارتباك
=خرجي نوح من الموضوع ده، مش هقدر اطلب منه حاجه زي دي
تمتمت رضوي بسخريه
=علي اساس نوح الجنزوري هيفرق معاه 150الف جنيه ده ميجوش نص تمن ساعه من ساعاته، عرفيه و خديهم منه...
هتفت مليكه بحده مقاطعه اياها.

=رضوي، قولتلك خرجي نوح من الموضوع انا ما صدقت قربنا من بعض والدنيا هديت بنا...
زمجرت رضوي بغل
=الله، الله يا ست مليكه بقي العلاقه بنكوا بقت كويسه. وانا معرفش حاجه
مررت مليكه اصابعها بين خصلات شعرها تجذبها بقوه شاعره برأسها سينفجر في اي لحظة.
=بالله عليكي يا رضوي انا مش ناقصاكي انا فيا اللي مكفيني...
هتفت رضوي بخبث
=طيب ما تبيعي الخاتم اللي نوح جيبهولك.

اخفضت مليكه نظرها إلى الخاتم الذي باصبعها فور سماعها كلمات صديقتها تلك
=خاتم الجواز، مينفعش ابيعه مش بتاعي علشان ابيعه.
قاطعتها رضوي بحده
=اومال بتاع مين انتي. هبله يا مليكه ولا عايز تجنني، بيعي الخاتم و خلصي نفسك ولا عايزه تتسجني.
دفنت مليكه رأسها بين ساقيها المضموتين شاعره بانفاسها تختنق بصدرها همست بصوت متحشرج مختنق
=اقفلي يا رضوي، اقفلي سلام.

اغلقت مليكه معها لتنهار بعدها فوق الفراش دافنه وجهها بالوساده تنتحب بشهقات تمزق القلب لا تدري ما الذي يجب عليه فعله لكي تتخلص من ورطتها هذه لما كلما شعرت ببعض الراحه والسعاده بحياتها يحدث ما يقلب حياتها رأساً على عقب...
في المساء...

دخل نوح الى الجناح الخاص بهم يبحث بعينيه عن مليكه عندما وجد المكان هادئ على عكس العاده فدائماً عند وصوله كل ليله يصل اليه صوت مليكه المرح وهي ترحب به بشغف زفر باحباط فور ان وقعت عينيه عليها مستغرقه بالنوم فوق الفراش اتجه بخطوات هادئه نحو خزانته محاولاً عدم احداث صوت حتى لا يتسبب في ازعاجها اخرج ملابس النوم الخاصه به و بعد ان قام تبديل ملابسه اتجه ببطئ نحو الفراش ثم استلقي فوقه اخذ ينظر اليها بتردد و القلق يجتاحه فهذه المره الاولي التي تنام بها مبكراً بهذا الشكل اقترب بهدوء من مليكه التي كانت تتصنع النوم حتى لا يري بؤسها المرتسم فوق وجهها...

اقترب منها حتى اصبح ملاصقاً لظهرها التي كانت توليه له وضع يده برفق فوق كتفها هامساً باسمها عده مرات همهمت مليكه اخيراً مجيبه اياه بينما تتصنع الافاقه من النوم
=نايمه بدري ليه يا حبيبتي، تعبانه فيكي حاجه،؟!
هزت رأسها هامسه بصوت منخفض بينما ثقل قلبها يزداد
=لا ابداً، بس صاحيه بدري و مش قادره عايزه انام...
قبل كتفها بحنان
=طيب كملي نوم...

اومأت برأسها بصمت مغلقه عينيها مره اخري مبتلعه الغصه التي تشكلت بحلقها عندما شعرت برأسه يستقر فوق وسادته و يده تمر بحنان فوق رأسهابحنان.
مرت عده دقائق وهم على حالتهم تلك حتى توقفت حركة يده على رأسها وتعالي صوت انتظام انفاسه الهادئع لتعلم انه قد استغرق بالنوم...
بعد مرور 3 ساعات...

كانت مليكه لا زالت مستيقظه تتقلب بلا هواده فوق الفراش والخوف يفترس قلبها لا تعلم من اين تأتي بهذا المبلغ. فهي لن تقوي على حياة السجن، اخذت كلمات رضوي يتردد صداها بداخلها رفعت يدها تتفحص الخاتم الذي بيدها فقد كان غالي و ثمنه يتجاوز المبلغ الذي تريده لكن لا يمكنها التصرف به فليس ملكها حتى تقوم ببيعه تقلبت مره اخري موليه نوح ظهرها دافنه رأسها في وسادتها شاعره بالضغط الذي يقبض على صدرها يهدد بسحق قلبها.

قفزت فازعه عندما شعرت بذراع نوح تلتف حول خصرها جاذباً اياها نحوه مغمغماً بصوت اجش من اثر النوم
= مليكه...

استدارت اليه على الفور تندس بين ذراعيه محاوله ان تستمد منه بعض الاطمئنان لقلبها الذي يرتجف بين اضلعها من شده الخوف احاطت جسده بكلاً من ذراعيها و ساقيها دافنه وجهها بعنقه مما جعله يتأكد من شكوكه بان بها خطب ما فقد استيقظ منذ مده مراقباً تقلبها المستمر فوق الفراش بلا هواده و تنهداتها المرتجفه التي تصدرها من كل حين إلى اخر احاطها هو الاخر بذراعيه مشددا من احتضانها مقبلاً رأسها بحنان وهو يتمتم بصوت منخفض.

=مالك يا حبيبتي في ايه؟!
ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقها بصعوبة مقاومه نوبه البكاء التي اخذت تتصاعد بداخلها من جديد لكنها لم تستطع الصمود اكثر من ذلك لتنفجر في البكاء تنتحب بشده مخرجه كامل
مخاوفها ابعدها نوح على الفور شاعراً بقلبه ينقبض بقوه فور رؤيته لها تبكي بهذا الشكل
رفع وجهها اليه متفحصاً وجهها الباكي بنظرات قلقه قائلاً بلهفة اذابت قلبها
=حصل ايه يا فهميني،؟!

همست بصوت مرتجف متقطع من بين شهقات بكائها
=هيسجني، هيسجني يا نوح...
تصلب جسده بقسوه فور سماعه كلماتها تلك هتف بحده
=مين ده اللي هيسجنك، و هيسجنك ليه،؟!
ظلت صامته تنظر اليه بتردد عدة لحظات فلم تجد امامها سوا اخباره فبكل الحالات سيعلم فهي لن تستطيع سداد المبلغ لمصلحي الذي لن يتردد بسجنها لكنها تفضل ان يعلم منها هي كل شئ على ان يعلم من غيرها...

بدأت مليكه باخباره بكل شئ رغم علمها بانه سيسئ الظن بها مره اخري و سوف تعود معه إلى نقطه الصفر من جديد في علاقتهم.
بدأت تخبره بالمرض الذي اصاب والدها واضطررها لاستلاف المال من مصلحي الذي جعلها تكتب وصولات امانه على نفسها بالمبلغ ثم تهديد مصلحي لها...
غمغم نوح متسائلاً و تعبير غريب يرتسم فوق وجهه...
=باباكي فضل تعبان قد ايه،؟!
اجابته بصوت منخفض ضعيف
=6سنين...

قرب وجهه منها متفحصاً اياها بنظراته الثاقبه الحاده
=و انتي اللي كنت بتصرفي على علاجه و مكنش حد بيساعدك
ليكمل بشرود كانه يحدث نفسه
=و طبعاً مكنتيش تقدري وقتها تبيعي الارض بتاعتك بسبب شرط السن اللي باباكي حطه...

بدأ نوح بربط كل ذلك بعقله ليتوصل اخيراً للسبب وراء خداعها لزوجه والده، فقد كانت بحاجه للمال لعلاج والدها، لقد ظل طوال الفتره الماضيه يحاول البحث عن السبب وراء فعلتها تلك هذا ففتاه مثلها برقتها وطيبه قلبها لا يمكن ان يكون سبب ما فعلته هو الجشع او الطمع فهي معه منذ اكثر من 6 شهور و لم تطلب اي شئ لنفسها ليشت مثل باقي النساء الذين عرفهم طوال حياته...

قربها منه ضامماً اياه بين ذراعيه بقوة دافناً وجهها بجانب عنقه هامساً بصوت دافئ بجانب اذنها
=متخفيش يا حبيبتي محدش هيقدريقرب منك، انا هسددله فلوسه...
شعر بجسدها يرتجف بين ذراعيه بقوه رفع رأسه نحوها ليجدها مغلقه عينيها بقوه بينما تنتحب بصمت
=بتعيطي ليه دلوقتي، الموضوع مش مستاهل كل ده، انا هحله.

دست وجهها بصدره مرة اخرى تستنشق رائحته التي تعشقها لعلها تهدئ من مخاوفيها والحرج الذي تشعر به شدد ذراعيه من حولها جاذباً اياها نحوه اكثر حتى اصبحوا كجسد واحد ظل يربت فوق ظهرها بحنان مقبلاً رأسها شاعراً بقلبه يتضخم بصدره بألم فرؤيتها وهي خائفه بهذا الشكل يجعله يرغب بفعل اي شئ لكي يطمئنها و يمحي هذا التعبير من فوق وجهها.

في اليوم التالي...
كانت مليكه جالسه فوق المقعد بغرفتها تهز قدميها بقوه بينما تنتظر نوح الذي اصر ان يذهب بمفرده لمقابله مصلحي و سداد المبلغ له رافضاً طلبها بان تاتي معه...

اعتصرت يديها ببعضها البعض و التوتر والارتباك يسيطران عليها بينما لازالت تلك الافكار اللعينه تفترسها، ماذا سيظن بها نوح الان، بالطبع فكرته عنها ستزداد سواءً هي تعلم ستعود معه إلى نقطه الصفر مره اخري. لكنها لن تستطيع تحمل ان يعود مرة اخري إلى معاملته القاسيه و احتقاره السابق لها شعرت بقبضه حاده تعتصر قلبها ضغطت بيدها فوق صدرها للتخفيف من الالم الذي اصبح لا يطاق.

لكنها انتفضت واقفه عندما فتح الباب و دلف نوح إلى داخل الغرفه اخذت تراقب تقدمه منها باعين متسعه و انفس مرتجفه...
اقترب منها بخطوات ثابته حتى اصبح يقف امامها مباشرة اخرج بصمت من جيبه عدة اوراق ثم سلمها لها بهدوء ملاحظاً التوتر الذي هي عليها
تناولتها منه مليكه بيد مرتجفه
غمغم نوح بحزم
=دي وصولات الامانه بتاعك، قطعيها.

اومأت رأسها ببطئ بينما بدأت تمزق الورق إلى قطع صغيره همست فور انتهائها ملاحظه النظره المقتطبه المرتسمه فوق وجهه
=انا، انا هكتبلك وصل امانه بالمبلغ علشان تضمن اني هسددلك الفلوس اللي دفعتها لمصلحى و...
لكنها توقفت عن تكملة جملتها تبتلع لعابها بخوف فور ان رأت النظرة القاسيه المرتسمه بعينيه و التي اخرستها على الفور...
غمغمت بصوت مرتجف ضعيف وقد بدأت الدموع التي كانت تحاول كبتها بالتجمع بعينيها.

=انا، انا. عارفه انت بتفكر فيا ازاي دلوقتي...
قُطعت جملتها شاهقه بقوه عندما عندما قبض على ذراعها بقوه جاذباً اياها نحوه لترتطم بقوه بصدره الصلب عاقداً ذراعيه من حولها لتستقر يديه اسفل ظهرها بينما يخفض رأسه مركزاً عينيه بعينيها
=عايزه تعرفي انا بفكر فيكي ازاي...
ليكمل ملاحظاً شحوب وجهها الشديد.

=بفكر انك كنت لسه مراهقه مكملتش ال18 سنه وشالت مسئوليه اكبر من سنها مسئوليه اب مريض، كنت بتشتغلي في وظيفتين في اليوم علشان تسددي تمن المستشفي اللي كنت بترفضي تسيبي فيها باباكي لوحده و كنت بتباتي معاه...
همست مليكه بصوت ضعيف مرتبك
و قد تجمعت دموع كثيفة في عينيها حاولت الضغط على شفتيها و رفرفت رموشها المبلله محاولة كبتها
=انت، انت عرفت ده كله ازاي،؟!
اجابها بينما يمرر يده بحنان فوق وجنتيها
=من مصلحي...

ليكمل بينما يرفع وجهها اليه بحنان
=تفتكري اللي تعمل كل ده هفكر فيها ازاي...
غمغمت شاعره بالارتباك يتصاعد بداخلها
=انا معملتش حاجه، ده بابا و كان واجبي اقف معاه...
قاطعهانوح متأملاً اياها بنظره دافئه بثت اخيراً الراحه بداخل قلبها
=ما ده اللي بقول عليه انك مش شايفه انك عملتي حاجه غريبه...
ليكمل بمرح محاولاً التخفيف عنها عندما رأها على وشك البكاء
=علشان كده هطمن لو في يوم تعبت انك هتقفي جنبي...

هتفت بلهفه بينما تحيط وجهه بيديها
=متقولش كده بعد الشر عليك...
لتكمل بينما تخفض يدها ببطئ بعيداً عن وجهه
=بس برضو. انا لازم اسددلك الفلوس دي...
قاطعها نوح هاتفاً بغضب
=تسدديلي ايه، انتي مراتى و انا مسئول عنك...
غمغمت مليكه بصوت مرتجف منكسر
=مراتك، اللي هطلقها بعد شهر و هتخرجها من حياتك...
زمجر بغضب بينما يده التي تحيط خصرها تشددت من حولها معتصراً خصرها بأصابعه بقسوه حتى تأوهت متألمه بصوت منخفض.

=اطلقك،؟! بعد كل اللي بنا ده وبتقولي اني هطلقك
رفعت عينيها اليه هامسه بارتباك بينما الامل بدأ يندلع بداخلها بالحاح
=يعني ايه،؟!
خفف من حده قبضته حول خصرها مقرباً اياها منه حتى اصبحت ملاصقه له
=يعني انتي هتفضلي مراتي، لحد اخر نفس ليا في الدنيا دي...
ليكمل مسنداً جبهته فوق جبهتها متشرباً بعمق انفاسها الدافئه شاعراً بها ترتجف بقوه بين يديه.

= و هنكمل حياتنا سوا لحد ما سنانك اللولي دي تقع و انا ظهري ينحني و ولادنا هما اللي يسندونا و يراعونا زي ما عملتي بالظبط مع باباكي...
همست مليكه بصوت اجش مختنق شاعره بقلبها سوف يقفز باي لحظه من صدرها من شده دقاته
=ولادنا،؟!
اومأ بهدوء بينما يطبع بحنان قبله فوق جفنيها
=ولادنا...

همست بارتجاف و هي لازالت غير مصدقه انها تسمع تلك الكلمات منه شاعره كما لو كانت تحلم احدي احلامها الخاصه به التي كانت دائماً تحلم بها منذ اول يوم شاهدته به
=طيب، ازاي. انا، انت
قاطعها وهو يتطلع اليها بحنان محيطاً وجهها بيديه برقة قائلاً
=من اول يوم دخلتي فيه مكتبي وانتي ماسكه في ايدك فنجان القهوه اللي ميتشربش...

ليكمل مبتسماً عندما رأي الابتسامه التي ارتسمت فوق وجهها ليعلم انها تتذكر بصقها القهوه على قميصه...
=هنبدأ بدايه جديده مفيش فيها غير نوح و مليكه، اي حاجه تانيه هنخرجها برا حياتنا...
اصبحت قدميها كالهلام غير قادرتان على حملها عند سماعها كلماته تلك.

اخفض رأسه نحو شفتيها متناولاً اياها في قبله حاره حاملاً اياها بين ذراعيه متجها بها نحو الفراش استلقي فوقه وهي لازالت بين ذراعيه يقبلها ترك شفتيها ببطئ دافناً رأسه بعنقها يلثمه بشغف بدأت قبلاته تنخفض إلى اسفل عنقها دفنت اصابعها في خصلات شعره حالك السواد تمررها بين خصلاته بحنان متنعمه بملمسه الحريرى بين اصابعها.

بينما قبلاته اصبحت اكثر شغفاً لكنه انتفض مبتعداً عنها فجأه كمن لدغته عقرباً جلس فوق الفراش يوليها ظهره يلتقط انفاسه بصعوبه ممرراً اصابعه بشعره و وجه محتقن بشده همست مليكه باسمه بصوت مرتجف بينما تراقبه باعين متسعه لا تعلم ما الذي اصابه فجأه حتى يبتعد عنها بهذا الشكل...
شهقت بقوه شاعره بالدماء تغادر جسدها فور سماعه يهتف بانفس لاهثه و كانه يحدث نفسه
=ايه اللي انا بعمله ده، لا، لا، ده مش الصح.

التفت نحوها فور سماعه شهقتها تلك ليجدها لا زالت مستلقيه كما تركها و وجهها شاحب كشحوب الاموات بينما تنظر اليه باعين ممتلئه بالالم ليفهم على الفور انها اسأت فهم معني كلماته
اقترب منها على الفور ليصبح اسند جسده على مرفقيه بجانب رأسها مخففاً من وزن جسده.
اسند جبهته فوق جبهتها هامساً باسمها لكنها اغلقت عينيها رافضه النظر اليه
=مليكه، انتي فهمتي غلط. انا عايزك و محتاجك اكتر من النفس اللي بتنفسه دلوقتي...

ليكمل بينما يطبع بحنان قبله فوق جفن عينيها المغلق
=بس انا مش هتتم جوازنا بالطريقه دي، انتي متستهليش كده، انا وعدت نفسي مش هلمسك الا لما اعملك الفرح اللي تستاهليه...
فتحت مليكه عينيها فور سماعها كلماته تلك تنظر اليه باعين متسعه هامسه بعدم تصديق
=هتعملي فرح،؟!
همهم بالايجاب بينما يدفن رأسه بعنقها يلثمه برفق
=اكبر و افخم فرح...
همست مليكه بتردد
=بجد يا نوح...

ابتعد عنها مره اخري جالساً فوق الفراش لكن هذه مره جذبها معه مجلساً اياها على ساقيه ليستند ظهرها بصدره الصلب عقد ذراعيه من حولها يضمها اليه بحنان
=طبعاً بجد، وانا فعلاً أمرتهم يبدئوا في التجهيزات من دلوقتي و بعد اسبوعين هتكون كل حاجه جاهزه.
هتفت مليكه بفرح وقد بدأت الدموع تتجمع بعينيها
=و هلبس فستان ابيض...
همس بأذنها بصوت اجش دافئ
=و هتبقي اجمل و احلي عروسه في الدنيا...

استدارت مليكه بين ذراعيه لتصبح بمواجهته ارتمت فوق صدره محتضنه اياه بفرح عاقده ذراعيها حول عنقه هامسه بصوت اجش ضعيف وهي لا زالت لا تصدق بان حلمها مع نوح سيتحقق اخيراً
=ربنا يخاليك ليا يا حبيبي...
شعر نوح بقلبه يتضخم بصدره فور سماعه كلماتها تلك عقد ذراعيه حول ظهرها مقبلاً جانب عنقها هامساً بحنان
=و يخاليكي ليا يا قطتي...

في اليوم التالي...

كانت مليكه واقفه امام المرأه تجمع شعرها الطويل تلويه ببطئ بين يديها استعداداً لجمعه فوق رأسه في كعكته المعتاده مرتديه ملابسها المتزمه انتبهت إلى نظرات نوح التي يتابع ادق تحركاتها باهتمام فقد كان يجلس فوق الاريكه مرتدياً ملابس غير رسميه مكونه من بنطال اسود و تيشرت رمادي ملتصق بجسده مظهراً ضخامه عضلات ذراعيه القويه و بطنه المسطحه ذات العضلات السادسيه يتابع الاخبار في هاتفه بينما ينتظرها لكي يهبطوا للاسفل لتناول طعام الافطار مع عائلته فاليوم هو الجمعه اجازه الجميع...

راقبته ينهض من فوق الاريكه ببطئ متجهاً نحوها وقف خلفها واضعاً يده فوق كعكعتها يحل شعرها من عقدته تلك شهقت مليكه هاتفه بحنق
=نوح بتعمل ايه انا ما صدقت عملته...
اكمل عمله حتى انساب شعرها فوق ظهرها كشلال من الحرير الذهبي مزمجراً بقسوه
=ممكن اعرف بتعملي كده ليه في نفسك،؟!
اجابته مليكه بحده بينما تعقد ذراعيها اسفل صدرها بحزم
=بعمل ايه في نفسي بقي يا سي نوح؟!..

اجابها بحزم بينما يمرر اصابعه بين خصلات شعرها الحريري
=عامله كتير يا مليكه شعرك على طول شداه وربطاه في كحكه لحد ما قربت يجيلي صداع بدالك...
ليكمل بينما يمسك باطراف اصابعه قميصها الاسود الذي تغلق ازراره حتى عنقها
=ولبسك كله اسود ومعقد كأنك قاصده تكبري نفسك في السن...

ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقها بينما تخفض رأسها وقد تجمعت دموع كثيفة في عينيها حاولت الضغط على شفتيها و رفرفت رموشها المبلله محاولة كبت دموعها وعدم اظهار تأثرها بكلماته تلك
شعرت بذراعه تلتف حولها تجذبها اليه برفق رافعاً رأسها اليه مرر يده فوق رأسها بينما يلثم وجنتيها بحنان
=متزعليش من كلامي، انا كل اللي عايزه انك تعيشي حياتك و تتمتعى بها، عايز اعوضك عن كل حاجه وحشه شوفتيها...

اومأت رأسها قائله بصوت مرتجف
=حاولت اغير من لبسي بس انت شوفت بنفسك النتيجه، و زعقتلي علشان الفستان اللي لبسته في الحفله
زمجر نوح بقسوه من بين اسنانه و قد اشتعلت نيران الغضب في جسده فور تذكره مظهرها بهذا الفستان
=فستان. ده كان قميص نوم...
احمرت وجنتيها من شدة الحرج مما جعله يزفر بحنق قبل ان يغمغم بهدوء
=انسي كل ده...
ليكمل بحنان بينما يقبل بشغف خدها المحمر.

=هخدك و نروح انا وانتي نختار احلي واشيك لبس لقطتي، اتفقنا
هزت مليكه رأسها بالموافقه بصمت ثم دست وجهها بعنقه تستنشق رائحته التي تعشقها والتي تبث الاطمئنان بداخلها...

بعد مرور عده ساعات...
وقفت مليكه بمنتصف الغرفه المخصصه لقياس الملابس باحدي المحلات الفاخره هاتفه بحنق بينما تشير إلى الفستان النهاري الذي ترتديه
=ماله الفستان ده كمان يا نوح، ده عاشر فستان ترفضه، في اقل من ساعه
اجابها بهدوء بينما يتراجع إلى الخلف يستند إلى ظهر الاريكه التي يجلس عليها متأملاً اياها في ذاك الفستان الذي و بالرغم من احتشامه الا انه محكم التفاصيل عليها
=ضيق...

ارتمت بتعب فوق الاريكه بجانبه تستند برأسها إلى ظهرها فقد انهكت خلال الساعات الماضيه فقد اشتري لها العديد و العديد من الملابس لكنه ارهقها اثناء ذلك رافضاً معظم ما قامت بقياسه فهذا ضيق و ذلك قصير و ذلك شفاف و ذلك عاري هتفت
=خلاص مش مهم، كفايه اللي جبته
جذبها نوح من ذراعها هاتفاً بحده
=قومي يا مليكه غيري الفستان و شوفي غيره
تلملمت في جلستها مغمغنه بتذمر.

=يا نوح تعبت بعدين احنا اشترينا لبس كتير مش عارفه هلبس ده كله فين، و لا امتي
زمجر بقسوه بينما يضيق عينيه عليها بصرامه
=مليكه...
انتفضت واقفه هاتفه بحنق
=حاضر، حاضر...
اتجهت نحو صف الفساتين المعروض عليها تبحث بينهم حتى وقعت عينيها على احدهم مما جعل فكره شيطانيه تلتمع برأسها اختطفت الفستان سريعاً و اتجهت إلى غرفه التغير وارتدته...
وقفت امام نوح الذي كان يصب اهتمامه إلى شاشة الهاتف الذي بيده.

هتفت اسمه بهدوء مما جعله يرفع عينيه نحوها لكن تسمرت نظراته التي اتسعت بالدهشه عليها
لوت مليكه فمها تحاول كبت ابتسامتها بينما تنتظر انفجاره الغاضب باي لحظه فقد كان الفستان قصير للغايه محكم التفاصيل عليها
تراجعت للخلف خطوه عندما رأته ينتفض واقفاً بينما يقترب منها بهدوء اشار برأسه للعامله بالمحل التي كانت كانت تقف خلفها للخروج من الغرفه...

لتخرج الفتاه ويتبعها الفتاتين الاخريتين بصمت لم تندهش مليكه كثيراً من ذلك فكل العاملين بهذا المكان ما ان رأوه يدخل المكان حتى تعرفوا عليه معاملين اياه باهتمام واحترام كما لو كان احدي رؤساء الدول محاولين ارضائه بشتي الطرق...
راقبت مليكه خروجهم ذلك بحرج فما سوف تظنون بهم خرجت من افكارها تلك شعرت بذراعه يلتف حول خصرها جاذباً اياها اليه لتصبح ملاصقه به همس بالقرب من اذنها بصوت اجش مثير
=هناخده...

هتفت بصدمه بينما يتراجع رأسها للخلف فقد ارتدته فقط لكي تثير غيظه لم تتوقع ان يوافق عليه فقد رفض فساتين اقل عري من هذا بكثير
=بقي ده عجبك،؟!
همهم بالايجاب بينما يخفض رأسه يلثم عنقها بينما يجذبها اليه اكثر حتى اصبحت ملاصقه لجسده الصلب رفع رأسه ينظر باعين تلتمع بالرغبه والشغف
=هتلبسيه. بس ليا، لوحدي، في اوضتنا
هتفت مليكه المنصدمه فقد كان يرغب منها ارتداء فستان يكلف ثروه صغيره بغرفتهم...

=نوح انت عارف ده بكام...
اجابها نوح بسخريه مقلداً صوتها المندهش
=كام،؟!
ذكرت له المبلغ لينعقد حاجبيه قائلاً بجديه
=لا ده غالي اوي اقلعي، اقلعي
اومأت مليكه برأسها موافقه اياه قائله باقتناع
=ايوه مش بقولك...
ابتعدت عنه لتذهب إلى الغرفه الملحقه لكي تقوم بنزع الفستان و اعادته لكنه جذبها من ذراعها نحوه مره اخري التفت نحوه تهز رأسها متسائله لتجده غارقاً في الضحك هتفت مليكه بحده
=بتضحك على ايه،؟!

قربها منه بهدوء منحنياً على خديها مقبلاً اياهم بحنان مغمغماً
=حبيبتي، الساذجة، الطيبة
رفعت مليكه رأسها نحوه هامسه بارتباك غير مستوعبه ما يحدث
=في ايه يا نوح.؟!
قاطعها وهو ينظر اليها بحنان يحيط وجهها بيديه برقة قائلاً
=بقي انتي فكرك ان تمن الفستان ده هيفرق معايا يا مليكه...
ترددت قليلاً قائله بارتباك
=بس. بس ده غالي اوي يا نوح...
قبل جبينها بحنان هامساً
=مفيش اي حاجه تغلي عليكي...

تراقص الفرح بداخلها فور سماعها كلماته تلك عقدت ذراعيها من حوله تضمه اليها دافنه رأسها في صدره مدخله يدها في الفراغ بين سترته و قميصه تضمه اليها بقوه اكبر شاعره بقلبها يكاد يقفز من داخل صدرها من شدة حبها له...
ظلوا على وضعهم هذا مستكنين باحضان بعضهم البعض حتى رفع نوح رأسه مبعداً اياها بلطف من بين ذراعيه
=يلا يا حبيبتي علشان نكمل باقي لبسك...

هتفت مليكه بصدمه بينما ترجه رأسها للخلف حتى تستطيع النظر إلى وجهه
=نكمل ايه تاني يا نوح انا جبت لبس يقضيني لمده سنتين ومش عارفه هحط كل ده فين اصلاً...
انحني هامساً بالقرب من اذنيه بصوته الاجش المغري
=لسه اهم حاجه، لبس النوم...
اشتعلت حمره الخجل بوجنتيها فور سماعها كلماته تلك تراجعت للخلف بعيداً عنه بينما تغمغم بارتباك
=لا يا نوح، مش هجيب الحاجات دي معاك...

جذبها من خصرها نحوه لتصطدم بصدره الصلب قائلاً بتملك
=لا هتجبيهم معايا.
ليكمل هامساً في اذنها مغيظاً اياها
=و مش بس كده انا اللي هختارهم بنفسى كمان...

هتفت مليكه معترضه لكنه جذبها من يدها متجهاً للخارج متجاهلاً صراخاتها المعترضه سأل احدي العاملات التي كانت واقفه تتابعه باعين تلتمع بالانبهار والشغف عن المكان الخاص بهذه الملابس، ارشدتهم بنفسها إلى هذا المكان بينما لاحظت مليكه تغنجها في التحدث معه متجاهله اياها تماماً كأنها غير موجوده...

بدأ نوح يختار لها الملابس الخاصه بالنوم عارضاً عليها قمصان اقل ما يقل عنها انها فاضحه تظهر اكثر مما تخفي لكنها لم تبدي رايها في اي شئ مما جعله يقوم هو بالاختيار بنفسه وعلى وجهه ترتسم ابتسامه مرحه قام باختيار احدي القمصان عارضاً اياه عليها مما جعل الدماء تغلي في وجنتيها من شدة الخجل راغبه بان تنشق الارض و تبتلعها من شدة الحرج مما جعله يضحك بمرح على خجلها هذا...

ظلت مليكه واقفه تتابعه بصمت لكن فور رؤيتها لتلك الفتاه التي تدعي اسمهان تقترب منه مره اخري تعرض عليه الاشياء و عينيها تلتمع بطريقه فهمتها جيداً مليكه فقد كانت كما لو كانت تعرض نفسها عليه، لكن كان نوح منشغلاً باختيار الملابس واغاظه مليكه فلم ينتبه إلى حركاتها تلك...
لكن اهتز مليكه بقوه من شده الغضب فور رؤيتها لتلك الفتاه تقترب منه هامسه بصوت لعوب بينما تضع احدي قمصان النوم فوق جسدها.

=ايه، رأيك يا نوح بيه في ده، مش فظيع
و قبل ان يجيب عليها نوح اندفعت مليكه نحوها جاذبه القميص من يدها ملقيه اياه بقسوه فوق الارض هاتفه بحده بينما تتطلع نحوها بقسوة
=لا يا حبيبتي مش حلو، جوزي ذوقه انضف و احلي من كده بكتير...
لتكمل بينما تلتف نحو نوح تطلع نحوه بعينين تنبثق منها النيران
=ولا انت ايه رأيك يا حبيبي،؟!

ح انتبه نوح اخيراً للصراع الذي يحدث بين مليكه وتلك الفتاه حاول كبت ابتسامته فقد كانت مليكه على وشك الانفجار بوجهه
=طبعاً مش ذوقي...
ليكمل بينما يقترب منها يعقد ذراعيها حولها جاذباً اياها نحوه حتى التصق ظهرها بصدره هامساً بإيحاء جعل عينيها تلتمع بالسعاده
=انا ذوقي احلي و اجمل من كد بكتير.

ليكمل بينما يلتفت إلى الفتاه الواقفه بوجه ممتقع مرمقاً اياها بنظره صرامه جعلتها تبتلع الغصه التي تشكلت بحلقها بصعوبه بينما دب باوصالها الرعب مشيراً برأسه بصمت مصرفاً اياها
غمغمت الفتاه بارتباك
=عن اذنكوا. هش، هشوف المدير عايزني.
ثم انسحبت من بينهم تاركه اياهم بمفردهم. زمجرت مليكه بصوت منخفض بينما تراقبها وهي تغادر
=قليلة الادب...

ادارها نوح بين ذراعيه لتصبح مواجهه له قرب وجهه من وجهها ملثماً وجنتيها بحنان
=حبيبي الغيران...
غمغمت مليكه بارتباك وقد اصبح وجهها مثل الجمر من شدة الخجل
=هغير من ايه، هي اللي قليلة الادب عماله تستعرض قمصان النوم على جسمها و تتمرقع و تتمايص...
ابتلعت باقي جملتها ضاغطه على شفتيها بحرج عندما رأته يرجع رأسه للخلف مطلقاً ضحكه رجوليه رنانه.

تناست مليكه غضبها و وقفت تتأمل بسعاده حالته المرحه تلك والابتسامه المرتسمه فوق شفتيه فلأول مرة في حياتها تراه بهذا المرح والسعاده فدائماً كان مقتضب الوجه بجديه
ارتسم فوق وجهها مرحه بينما تتصنع تفحص احدي القمصان غافله عن نظراته الممتلئه بالشغف التي ظلت تتفحصها...

بعد مرور عدة ايام.
كانت مليكه بغرفه الاستقبال مع كلاً من راقيه و ايتن يتحدثون عن عما ينون فعله بالفرح الذي بعد يومين...
فقد ساعدوها كثيراً في تحضيراته.

اما نوح فقد جعل اكبر مصممين الازياء بالعالم يصمم فستانها زفافها حسب ذوقها هي حيث كانت توصف للمصمم ما تريده في الفستان تاركاه له ان يضيف لمساته الخاصه ايضاً وعند انتهائه منه ذهبت مليكه مع راقيه وايتن لرؤيته رافضه ان تريه لنوح الذي اصر ان يأتي معها اثناء قياسها اياه حيث اصرت ان تجعله مفاجأه له...
كانت مليكه جالسه بين ايتن و راقيه.

التي ما ان علمت بامر زفافهم حتى كادت ان تبكي هاتفه بان اخيراً سيتحقق حلمها وتحضر زفاف نوح الذي تعده كابن لها ثم جلست بعدها مع مليكه تحدثوا حول المال والارض، اقسمت لها مليكه بان ليس لها يد بالامر وان كل هذا من عمل شقيقتها التوأم هزت راقيه رأسها بان الامر لم يعد يهم فكل ما يهمها هو مليكه التي تعرفت عليها بعد زواجها من نوح و التي اخرجت نوح من عزلته الدائمه مدخله السعاده إلى حياته...

كانوا جالسين يشاهدون صور العديد من الفساتين لكي تختار ايتن احدهم حتى تحضر به زفاف مليكه. مررت مليكه يدها فوق بطنها شاعره بألم رهيب بها فقد اثر عليها عشاء أمس الذي كان ملئ بالبهارات التي تثير القاولون لديها...

اخذ الغثيان يتصاعد داخلها لكنها تجاهلت الامر محاوله تركيز تفكيرها على نوح و اشتياقها له فقد سافر منذ يومين لانهاء بعض الاعمال حاولت تحميس نفسها وتشتتيها بانه سوف يعود الليله اخيراً فقد اشتاقت اليه إلى حد الجنون...
شعرت بالغثيان يتصاعد بداخلها بقوه اكبر لكنها حاولت التركيز على ما تريه اياه ايتن حتى دخلت صفيه بصنيه مليئه بالطعام
هتفت راقيه بسعاده.

=يلا يا بنات ناخد حاجه تصبيره لحد ما نوح يرجع لسه قدامه لبليل لحد ما يوصل بالسلامه
تناولت احدي الساندوتشات واضعه اياه امام فم مليكه
=امسكي يا موكا. كلي نوح قدام لسه كتير عقبال ما يرجع...
دفعت مليكه يدها برفق مبعده رأسها عن الساندوتش شاعره بالغثيان يتضاعف بداخلها...
=لا ماليش، نفس يا ماما راقيه. بطني مقلوبه من الصبح.
هتفت راقيه باصرار بينما تضع الساندوتش امام فمها مره اخري...

=بلاش دلع يا مليكه انتي حتى في الفطار مكلتيش كويس...
لكن قبل ان تكمل جملتها انتفضت مليكه واقفه واضعه يدها فوق فمها تركض نحو حمام الضيوف
هتفت راقيه بفزع بينما تنهض هي و ايتن لتلحقان بمليكه
=اجري شوفيها يا ايتن بسرعه. شوفي مالها...
دخلت ايتن الحمام تساعد مليكه التي اخرجت كل ما في جوفها بغسل وجهها ثم خرجوا ليجدوا راقيه واقفه بالخارج بانتظارهم
=ها يا حبيبتي بقيتي احسن...
اومأت مليكه برأسها هامسه بضعف.

=الحمد لله...
التفت ايتن لوالدتها قائله بينما تساعد مليكه صعود الدرج
=ماما خلي صفيه تعمل اي حاجه سخنه وتطلعها على اوضه مليكه
اومأت راقيه وفوق وجهها ترتسم ابتسامه مشرقه بينما تتابع باعين تلتمع بالفرح مليكه التي تصعد غمغمت بسعاده وعينيها ممتلئه بالدموع
=الف حمد و شكر ليك يارب
بعد مرور عده ساعات...

دخل نوح القصر ا بجسد منهك شاعراً بالتعب في سائر انحاء جسده كان القصر ساكناً فقد انتصف الليل كان يهم بالصعود الدرج راغباً بالركض للاعلي لرؤية مليكة فقد اشتاق اليها كثيراً
لكن اوقفه صوت راقيه التي كانت تنتظره حتى سقطت بالنوم لكن ما ان سمعت صوت غلقه للباب انتفضت واقفه
=نوح حمدلله على سلامتك يا حبيبي
ترك نوح الحقيبه متجهاً نحوها محتضاً اياها مربتاً فوق كتفيها
=الله يسلمك يا حبيبتي...

ليكمل بينما يبتعد عنها قليلاً
=ايه اللي مقعدك كده في الجو البرد ده
اجابته و فوق وجهها ترتسم ابتسامه مشرقه
=مستنياك يا حبيبي كنت لازم اكون اول واحده ابلغك بالخبر...
لتكمل بين تمرر يدها فوق خده مغمغمه بفرح
=مبروووك يا حبيبي مليكه حامل...
شعر نوح الدماء تنسحب من جسده فور سماعه كلماتها تلك ليظل واقفاً بجسد متصلب وعقله لا يزال لا يستوعب ما سمعه...
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
. هبطت مليكة الدرج لتصنع كوباً من الاعشاب لعلها تهدئ من الم معدتها قليلاً...
فقد رفضت بوقت سابق اصرار راقيه بجلب الطبيب للاطمئنان عليها و قد اخذت تتحدث باشياء غريبه لم تستطع مليكه فهمها بسبب مرضها فكل ما كانت ترغب به في ذاك الوقت النوم حتى ترتا من المها هذا لكنها نادمه على رفضها هذا الان فالالم اصبح لا يطاق...

هبطت بالدرج ببطئ لكن فور وصولها للطابق الاخير من الدرج قفز قلبها داخل صدرها عندما رأت نوح واقفاً ببهو المنزل مع زوجة والده يتحدثان بجديه حول شئ ما هبطت الدرج مسرعه راكضه بلهفه و قد نست الام بطنها تماماً اندفعت نحوه ترتمي بين ذراعيه بلهفه صائحه بفرح
=حمد لله على السلامه يا حبيبي...

لكنها شعرت بان هناك شئ خاطئ عندما لم يبادلها نوح عناقها هذا فقد كان جسده متصلباً بقسوه غمغمت بارتباك بينما تبتعد عنه ببطئ
=في ايه يا نوح، مالك؟!
اجابها بحده بينما يضع يده فوق ظهرها مشيراً برأسه نحو زوجة والده التي كانت واقفه و وجهها ممتلئ بابتسامه مشرقه
=ابداً ماما راقيه كانت بتباركلي على حملك...
هتفت مليكه بحده شاعره بالبروده تتسلل إلى سائر جسدها فور سماعها كلماته تلك
=حملي...

لتكمل فور استياعبها ما يحدث شاعره بالذعر مما سيفكر به نوح
=حمل ايه، انا، انا
قاطعتها راقيه بينما تضحك بسعاده
=يا حبيبتي مصدومه...
لتكمل بينما تربت فوق وجنتيها بحنان
=عارفه انك خايفه علشان ده اول حمل بس كلنا كنا كده اهم حاجخ خدي بالك من نفسك وكلي البسكوت اللي بعتهولك لحد ما نروح بكره للدكتور اللي نشفتي راسك و رفضتي ان اجيبه...
هتفت مليكه شاعره بكامل جسدها ينتفض بقوه بينما الدماء تجف داخل عروقها.

=انتي فاهمه غلط انا...
قاطعها نوح موجاثهاً حديثه لزوجه والده بينما وجهه صلب مقتضب
بينما يدفعها معه نحو الدرج...
=تصبحي على خير يا ماما راقيه، معلش هنطلع علشان عايز استريح
اومأت له راقيه قائله لحنان
=اطلع يا حبيبي، و خد بالك من مراتك...
لتكمل بصوت منخفض بالقرب من اذنه لكنه وصل لمليكه
=وبلاش شقاوه النهارده، لحد ما نروح لدكتور ونطمن عليها.

اومأ برأسه بصمت و قد ازدادت صلابه وجهه دفع مليكه نحو الدرج التي صعدته كالمخدره شاعره بالخوف و الارتباك لكن فور دخولهم جناحهم صاحت بارتباك بينما تبتعد عنه لاقصي الغرفه بخوف
=انت. انت مصدق اللي اتقال تحت ده،؟!
قاطعها بحده بينما ينزع سترته يلقيها فوق الاريكه بغضب و يفك رابطة عنقه كما لو كان على وشك الاختناق
= هو سؤال واحد و تجوبي عليه...

ليكمل بينما يتقدم نحوها ببطئ حتى اصبح يقف امامها مباشره مخفضاً رأسه نحوها متفحصاً اياها باعين حاده ثاقبه و وجه محتقن بشده
=رجعتي كام مره من الصبح لحد دلوقتي؟!
رفرفرت مليكه عينيها بعدم فهم
=ايه.!
زمجر بقسوه بينما يقبض على ذراعها بقوه
=رجعتي كام مره يا مليكه
اجابته هامسه بصوت مرتجف ضعيف
=4مرات...
صاح بقسوه مما جعل الشريان النابض بعنقه يبرز بحده
=4مرات، 4مرات و رفضتي الدكتور يشوفك...

وقفت مليكه متصلبه بمكانها بينما تشاهده يخرج هاتفه من جيبه ويقوم الاتصال بشخصاً ما...
=ايوه يا دكتور اسامه، عايزك تيجي على القصر حالاً...
ليكمل بحده
=10دقايق وتكون هنا...
ثم اغلق الهاتف ملقياً اياه بحده فوق الفراش واضعاً يده خلف عنقه يجذب شعره بقوه...
لم تشعر مليكه بنفسها الا وهي تندفع نحوه بوجه محتقن بشده و عينين تلتمع بنيران ملتهبه ضربته في صدره بقبضتها صائحه بهستريه.

= دكتور،! جايب يكشف عليا، عايز تتأكد من ايه بالظبط...
لتكمل بينما اخذت تضربه بقبضتيها بضراوه في صدره بينما تهتف بهستريه من بين شهقات بكائها الحاده
=عايز تتأكد من اني بنت ولا لاء مش كده، ولما انت شايفني رخصيه اوي كده، عايز تكمل جوازك مني ليه، بس دي مش غلطتك دي غلطتي اني وافقت على الجوازه دي من الاول.

شعر بنيران الغضب تندلع في صدره فور سماعه كلماتها تلك قبض على ذراعها بقسوه مزمجراً من بين اسنانه بشراسه بينما يهزها بقوه
=انتي مجنونه مستوعبه بتقولى ايه
ليكمل و تعبيرات وحشيه فوق وجهه بثت الرعب بداخلها
=الدكتور جاي علشان اطمن عليكي، بترجعي من الصبح و رفضتي الدكتور يجي يشوفك كنت مستنيه ايه، مستنيه لما تموتي...
قاطعته مليكه بينما تحاول فك حصار يده التي تقبض على ذراعها بقسوه.

=يعني انت مصدقتش فعلاً اني حامل
هز نوح رأسه ينظر اليها بذهول كما لو نمت لها رأساً اخري صائحاً بحده
=حامل، حامل من مين،؟! انتي مجنونه هتحملي ذاتياً مثلاً...
اخذت مليكه تنظر اليه عده لحظات باعين متسعه قبل ان تنفجر في بكاء مرير حاد فقد ارعبها مظهره بالاسفل ظناً منها انه قد صدق كلام زوجه والده شاككاً بها خاصه عندما قام بالاتصال بالطبيب و امره بالحضور...

اقترب منها هاتفاً بقسوه متجاهلاً بكائها هذا فقد كانت كلماتها لا زالت تمزقه من الداخل
=الدكتور هايجي و اطمن عليكي، بس اوعي تفتكري كلامك اللي قولتيه ده هعديه بالساهل، ولو انتي شايفه جوازك مني غلطه انا ممكن اصلحلك غلطتك دي...
همست بصوت منخفض مرتجف وقد اخذت ضربات قلبها تزداد و قد ادركت مدي قسوة كلماتها السابقه، فقد كان كل ما يرغب به هو الاطمئنان عليهاو هي قد اسأت فهمه.
=نوح انا، انا...

قاطعها بحزم بينما يضغط على فكيه بقسوه متجهاً نحو الباب
=جهزي نفسك، وانا هنزل اقابل الدكتور...
ارتمت مليكه جالسه فوق الفراش تلعن نفسها وغبائها لكن ما الذي كان يمكنها فعله في موقف كهذا فقد شعرت بشعور من الخوف و الذعر لم تشعر بمثلهم من قبل عندما قالت زوجة والده انها حامل...

مسحت بتصميم وجهها الغارق بالدموع حتى لا يأتي الطبيب ويراها بمنظرها هذا نهضت تغسل وجهها بالماء البارد ثم جلست بهدوء تنتظر قدوم الطبيب...

كان نوح واقفاً بوجه متصلب يراقب باعين ثاقبه الطبيب وهو يقوم بفحصها بينما القلق يسيطر عليه، فعندما اخبرته زوجه والده عن حملها لن يكذب فقد شعر بالارتباك لثواني قليله لكنه كان يعلم بان هناك شئ خطأ في الاكر ولكن عندما اخبرته بانها منذ الصباح متعبه و تتقيأ باستمرار شعر بالقلقو الخوف عليها لكن فور ان اخبرته انها رفضت الذهاب للطبيب لفحصها شعر بالغضب يجتاحه، ماذا اذا كانت مصابه بشئ خطير و بسبب اهمالها هذا تسببت بالضرر لنفسها وعند صعودها لغرفتهم وقام بالاتصال بالطبيب اساءت فهمه ظناً منه انه يشك بها.

لعن في سره تلك الحمقاء فان ترك الامر لها فسوف تقتل نفسها ذات يوم بسبب اهمالها هذا.
زفر بحنق ولازالت كلماتها عن خطأ زواجهم تتأكله من الداخل لكنه نفض هذا بعيداً فكل ما يهمه الان هو الاطمئنان عليها...
خرج من افكاره تلك عندما رأي الطبيب ينهي فحصه لها اقترب منه نوح قائلاً بصوت حاول جعله طبيعي والا يظهر به قلقه
=خير يا دكتور...
ابتسم الطبيب مربتاً فوق ذراعه
=حاجه بسيطه متقلقش...

ليكمل بينما يخرج علبه دواء من حقيبته
=ده مجرد قولون عصبي، ممكن كلت حاجه اتسبب لها بمشاكل في معدتها...
ليكمل بينما يعطي لنوح علبه الدواء
=تاخدي حبايه من ده دلوقتي.
ثم سلمه عبوه اخري من الدواء
=وحبايه من دي قبل اي وجبه، و ان شاء الله هتبقي كويسه...
غمغم نوح قائلا بينما يمرر عينيه عليها لثواني ثم يعود للطبيب
=يعني مفيش حاجه خطر عليها
ابتسم الطبيب مراعياً قلقه هذا.

=اطمن، والله هي كويسه مجرد شويه تعب بسيط في معدتها و اول ما هتاخد العلاج كل ده هيروح
شكره نوح ثم قام باصطحابه للاسفل و عندما عاد للغرفه وجدها جالسه فوق الفراش اقترب منها بهدوء مخرجاً حبه من عبوة الدواء وضعها بيدها ثم تناول كوب المياه من فوق الطاوله مناولها اياه بصمت ظل واقفاً يراقبها حتى تأكده من تناولها دواءها
اخفضت مليكه الكوب من فوق شفتيها وهي تتطلع إلى وجهه المتجمد المقتضب بحده همست بتردد.

=نوح...
لكنه تجاهلها متناولاً منها الكوب واضعاً اياه بصمت فوق الطاوله مره اخري قائلاً بحزم
=نامي علشان ترتاحي...
ثم ادار ظهره لها بصمت متجهاً نحو الحمام مختفياً به...
استلقت مليكه فوق الفراش بتعب فلازالت بطنها تؤلمها كثيراً امله ان ب
يخفف الدواء الذي اخذته الان بتخفيف ألمها هذا...
بعد عده دقائق.
تجمد جسدها عندما شعرت به يستلقي بجانبها فوق الفراش
اقتربت منه ببطئ واضعه يدها بحنان فوق صدره هامسه بصوت منخفض.

=نوح. انا عارفه اني قولت كلام...
لكنه قاطعها بحده بينما يستدير مولياً اياها ظهره
=معلش انا عايز انام نبقي نتكلم بكره
ظلت مليكه تنظر إلى ظهره الذي يوليه لها عده لحظات شاعره بالندم على كلماتها السابقه التي جعلته يتحول معها من حنانه إلى هذا الجفاف عادت مره اخري إلى مكانها فوق الفراش تستلقي فوقه وعينيها الممتلئه بالدموع مسلطه عليه.
بعد مرور ساعه...

كان نوح لايزال مستيقظاً استدار نحوها محاولاً الاطمئنان عليها اقترب منها ببطئ حتى استراح رأسه فوق وسادتها دافناً وجهه بشعرها يستنشق رائحته بشغف محيطاً خصرها بذراعه ممرراً يده ببطئ فوق بطنها التي كانت تؤلمها مدلكاً اياها بحنان...
ففكرة ان شئ يؤلمها تكاد تمزق قلبه استمر بتدلكيه الناعم فوق بطنها غافلاً عن تلك التي لا زالت مستيقظه تستمتع بلمساته الحنونه تلك...

تجمد جسده بقسوه فور ان رأها تستدير بين ذراعيه لتصبح مواجهه له دفنت وجهها بعنقه مقبله اياه بحنان مما جعل جسده يهتز بقوه فهذه هي المره الاولي التي تبادر بها بلمسه من تلقاء نفسها همست بصوت اجش بينما لازالت تقبله
=متزعلش مني يا حبيبي...
لتكمل بينما تمرر يدها من اسفل ذراعه محيطه جسده بذراعها باسطه كف يدها فوق ظهره تضمه اليها بقوه.

=غصب عني، لما سمعت ماما راقيه بتقول كده وشوفت وشك افتكرتك صدقت خصوصاً انك كنت مضايق و متعصب.
تنحنح نوح بينما يبعد بلطف رأسها من فوق عنقه حتى يستطيع التركيز في حديثهم هذا فقد كادت قبلاتها ان تذهب بعقله
=انا لو كنت متعصب او مضايق فده بسبب اهمالك في نفسك...
ليكمل بقسوه.

=يعني ايه تفضلي تعبانه يوم كامل وترفضي ان الدكتور يجي و يشوفك افرضي كانت حاجه خطيره. و كان ممكن يحصلك حاجه، ده غير ان كلمتك اكتر من مره النهارده و مقولتيش انك تعبانه...
همست مليكه بصوت منخفض
=خوفت تقلق، بعدين يا نوح ما انا طول عمري بتعب بس متعودتش ان كل ما اتعب اطلع اجري على الدكتور...
قاطعها بحده بينما يحيط خدها بيده.

=انا ماليش دعوه بزمان، من النهارده اي تحسي بيها تعرفينى، و تهتمي بصحتك و بأكلك اكتر من كده...
شعرت مليكه بقلبها يتضخم داخل صدرها عند سماعها كلماته تلك فلم يكن احد يهتم بها بهذا الشكل سوا والدها فقط، اخذت تنظر اليه باعين تلتمع بالشغف بينما انحني هو عليها قائلاً بحزم بينما يتفحصها بنظراته الثاقبه
=مفهوم...
هزت رأسها بالايجاب و ابتسامه مشرقه ترتسم فوق وجهها ببطئ.
مرر يده بحنان فوق بطنها
=لسه بتوجعك...

اجابته واضعه رأسها فوق صدره متنعمه بحنان هذا
=لا، الحمدلله العلاج خفف الوجع...
اومأ برأسه بصمت بينما يلف ذراعه حولها جاذباً اياها نحوه اكثر حتى اصبحت ملاصقه له...
مقبلاً اعلي رأسها بحنان لكنها انتفضت مبتعده فور تذكرها زوجة والده و ماحدث بالاسفل
=انت ليه صحيح تحت لما كنت كل ما اجي لقول لماما راقيه اني مش حامل تسكتني، ومخلتنيش افهمها كده هتفتكر اني حامل بجد
اجابها بهدوء بينما يمرر يده فوق تقطيبة حاجبيها.

= كنت عايزه تقوليلها ايه يا مليكه انك مش حامل علشان ملمستكيش
صاح بمرح فور ان رأي وجهها يشتعل بالحمره ليدرك على الفور انها بالفعل كانت تريد ابلاغها بذلك
=عايزه تفضحيني يا مليكه، هتقول عليا ايه لما تعرف اني متجوزك اكتر من 6 شهور و ملمستكيش...
هتفت مليكه بارتباك محاوله الدفاع عن نفسها
=اوم، اومال اسيبها تفتكر انك، انك...
غمغم نوح بينما يخفض شفتيه نحو شفتيها يلثمها بلطف
=اني ايه...

تخضب وجهها بشده بينما تثاقلت انفاسها مما جعله يزمجر فور ان فهم قصدها
=مليكه انتى حالفه تجلطيني...
ليكمل بينما يسند جبينه فوق جبينها
= يا حبيبتي انتي مراتي، و لو الكل عرف انك حامل، فانتي حامل من جوزك، يعني لا هي حاجه عيب ولا حاجه حرام...
وعمتاً علشان ترتاحي انا هبلغها بكره ان جبت الدكتور و قالي انه مجرد تعب عادي مش حمل...

هزت رأسها بصمت لكن ازداد احمرار وجهها عندما زمجر بقسوه بينما يجذب جسدها ليلتصق بجسده بشده
=خدي بالك، انا مقدر بس انك مكسوفه، لان جوازنا لسه مكملش
ليكمل بصوت اجش صارم وانفاسه الساخنه تلامس شفتيها مما جعل رجفه تسري بجسدها بقوه
=لكن بعد الفرح، مش هسمح بكلامك الفارغ ده، انتي مراتي، وميهمنيش مين يفهم ايه...

فتحت مليكه فمها لكي تجيب عليه لكنه لم يتح لها الفرصه وانقض على شفتيها يقبلها قبله عميقه لكنها سريعه في ذات الوقت...
ابتعد عنها ببطئ متمتماً بانفس لاهثه ثقيله. كأنه يحدث نفسه...
=يومين، هانت
فهمت مليكه ما يقصده مما جعلها تدفن وجهها بعنقه بخجل مما جعله يضحك على خجلها هذا قبلها رأسها بحنان
=نامي يا حبيبتى و ارتاحي يومنا طويل بكره
ثم احاطها بذراعيه مشدداً من احتضانه لها ليغرقان بنوم عميق على الفور.

في يوم الزفاف...
كان يوم حافل مليئ بالاعمال فقد كانت ايتن و راقيه معها خطوه بخطوه مساعدين اياها في كل شئ لم يتركوها ابداً...

بعد انتهاء خبيرة التجميل من عملها و ارتداء مليكه لفستان زفافها كانت واقفه ببهو القصر تنتظر قدوم نوح حتى يذهبوا لقاعه الزفاف كانت تولي ظهرها لباب حتى تفاجأ نوح بالفستان التي اصرت ان لا تريه اياه الا بيوم الزفاف كانت واقفه تملس بيد مرتجفه قماش فستانها شاعره بقلبها يكاد يقفز من داخل صدرها من شدة التوتر...
عم صمت غريب بارجاء المكان فجأه مما جعل مليكه تندهش
=ايتن،؟!

هتفت متسائله بينما تلتف حتى تري ما الذي يحدث لكنها تسمرت في مكانها
عندما جاء صوت نوح الحازم من خلفها هاتفاً بصرامه
=خاليكي زي ما انتي متتحركيش...
شعرت مليكه بضربات قلبها تزداد بعنف فور سماعها صوته يأتي من خلفها مباشره
همست بارتباك
=نوح في اي،؟!
لكنها شهقت مبتلعه باقي جملتها عندما شعرت بذراعيه تلتف حول خصرها من الخلف جاذباً جسدها نحوه ليستند ظهرها الى صدره العريض الصلب.

شعرت بشفتيه تلثم اذنها برقه هامساً بصوت اجش مثير
=غمضي عينك...
قاومت مليكه رغبتها في الالتفاف و مواجهته من اجل ان تشبع عينيها المشتاقه له، فقد اصرت زوجة والده على ان يترك القصر و يذهب ليقيم بفندق او باي منزل من منازلهم الاخري حتى يوم الزفاف حتى يكون يوم زفافهم مختلف ومميز و يصبحوا مشتاقين لبعضهم البعض، رفض نوح في بادئ الامر لكن امام اصرار زوجة والده لم يجد امامه الا ان يوافق في نهاية الامر.

اغمضت مليكه عينيها بينما تجذب نفساً عميقاً مرتجفاً داخل صدرها شعرت بيده تمسك بيدها ثم نزعه لخاتم الزواج الذي كان باصبعها
هتفت مليكه بتوتر بينما تفتح عينيها
= نوح بتعمل ايه ده خاتم الجواز.
قبل اذنها بلطف ممرراً يديه فوق ذراعيها بحنان
=غمضي...
اطاعته بصمت مغلقه عينيها مره اخري تناول يدها ثم شعرت بثقل بارد يستقر فوق اصبعها ثم لاحقه بشئ اخر اثقل منه غمغم بصوت اجش
=فتحي عينك...

فتحت مليكه عينيها مخفضه نظرها نحو يدها لتشهق بقوه فور رؤيتها للخاتم والدبله التي استقروا باصبعها
فقد قام بتبديل الخاتم ذات الماسه المتوسطه التقليديه الذي اهداه اياها وقت عقدهم اتفاقهم بخاتم اخر يخطف الانفاس لم ترا له مثيل من قبل كان ذات ماسه كبيره تشع باشعاع الشمس و يصاحبه دبله بذات الشكل و اللون...

التفت ببطئ بين ذراعيه هامسه بصوت مرتجف وقد امتلئت الدموع عينيها شاعره بكامل جسدها يرتجف عندما رفعت عينيها اليه و رأت النظره التي تشع من عينيه فقد كان ينظر اليها كما لو كانت كنزه الثمين...
=نوح...
رفع يدها بحنان إلى شفتيه مقبلاً الخاتم ثم اخذ يلثم كل اصبع من اصابع يدها ببطئ وشغف حتى وصل إلى راحة يدها طبع قبله عميقه بها
رفع رأسه اخيراً هامساً بصوت اجش
ممتلئ بالمشاعر.

=اول ما شوفته فكرني بلون شعرك تحت الشمس...
هتف سريعاً ممرراً يده بحنان فوق وجنتيها عندما رأها على وشك البكاء
=لا، اياكي مكياجك هيبوظ...
ليكمل بمرح جلب الابتسام إلى وجهها بينما يبتعد عنها عدة خطوات
=انا ما صدقت خلصتي...
لكنه ابتلع باقي جملته عندما انتبه اخيراً إلى مظهرها انحبست انفاسه داخل صدره فور رؤيتها في ذلك الفستان الذي جعل منها كالاميرات...

ابتلع الغصه التي تشكلت بحلقه شاعراً بقلبه يتضخم داخل صدره و دقاته تتسارع بشدة حتى ظن ان قلبه سوف يغادر صدره من قوة دقاته. اخذ يتفحصها باعين متلهفه متشرباً تفاصيلها بشغف مركزاً انظاره عليها فقد جعلها الفستان بيباضه اللامع كأحدي الاميرات الخياليه مبرزاً جمالها الخلاب الذي يخطف دائماً انفاسه و بياض بشرتها الحريريه الرائعة مضيفاً عليها براءة فوق برائتها.

مرر عينيه ببطئ فوق شعرها الذي كان منعقداً في تسريحه انيقه خلابه اظهرت جمال ملامح وجهها و عنقها
تنفس بعمق محاولاً تهدئت النيران التي ضربت جسده...
همست مليكه بخجل بينما تمرر يدها بارتباك فوق فستانها
=ايه رأيك،؟!
اقترب منها مره اخري مغمغماً بصوت لاهث اجش
=مشوفتش في جمالك ابداً...
اشر وجهها بابتسامه رائعه وعينيها التمعت بسعاده فور سماعها كلماته تلك انحني مقبلاً جبينها بحنان...

ثم اخفض رأسه ببطئ نحو شفتيها لكن قطعه صوت ايتن الصاخب تهتف بمرح من الخارج
=نوح، المعازيم مستنيه في القاعه بقالها ساعه اتاخرتوا...
زمجر نوح من بين اسنانه بينما يعدل من شعر مليكه المنسدل فوق عينيها
=ربنا يصبرني الكام ساعه دول
غمغمت مليكه بينما تهز رأسها بعدم فهم
=بتقول حاجه،؟!
ابتسم بلطف بينما يمرر يده فوق ذراعها
=بقول يلا علشان اتاخرنا...
لكنه توقف عندما رأي التردد المرتسم فوق عينيها
=مالك يا حبيبتي،؟!

همست مليكه بتردد
=نوح مش المفروض حد يدخل بيا القاعه ويسلمني ليك.
لتكمل بصوت منكسر ضعيف
=بابا لو كان عايش، او لو كان في حد من اهلي موجود، بس انا معنديش اهل بابا كان وحيد
شعر نوح بقبضه تعتصر قلبه فور سماعه كلماتها تلك امسك بيدها واضعاً اياه فوق ذراعه قائلاً بصرامه
=مش محتاج حد يسلمك ليا هدخل انا وانتي القاعه سوا
ليكمل بحنان بينما يحيط وجهها بيديه.

=مليكه، من النهارده هنبدأ انا وانتي حياه جديده هكونلك فيها جوزك و ابوكي و اهلك و كل حاجه ممكن تحتاجيها في يوم من الايام...
انهمرت دمعه فوق خدها بينما تشهق بقوه متأثره بكلماته تلك مما جعله يجذبها محتضن اياها برقه قائلاً بمرح محاولاً التخفيف عنها
=برصو مُصره تبوظي المكياج...
اصدرت مليكه ضحكه منخفضه بينما تشدد من احتضانها له فقد كان كل ما ترغب به من هذه الحياه...

. في حفل الزفاف...
كان الزفاف مقام بافخم القاعات فقد كان كل جزء من القاعه يدل على الثراء و الجمال حضر الزفاف كبار رجاله الدوله و اثريائها...

دلف نوح إلى قاعه الزفاف و مليكه تتأبط ذراعه تنظر بانبهار إلى ما حولها فقد كانت القاعه اقل ما يقال عنها انها رائعة تم تزيينها بطريقة خلابة كما لو كانت قطعه من الجنه لكن فور ان انتبهت إلى الجمع الحاضر الذين يسلطون انظارهم عليها يتفحصونها باعين ثاقبه ارتجف جسدها بقوه شاعره بالتوتر و الارتباك مما جعل خطواتها تتعثر قليلاً...
انتبه نوح على الفور شاعراً بيدها تشتد قبضتها فوق ذراعه ضغط بلطف فوق.

يدها محاولاً بث الاطمئنان بها انحني نحوها هامساً باذنها
=كل الموجودين بيحسدوني. على عروستي اللي زي القمر
ابتسمت مليكه ببطئ شاعره بالامتنان داخله لها عالمه بانه يحاول اطمئنانها
ظل كلاً من نوح و مليكه يتلاقيان التهنئه من الجميع خاصة من اصدقاءه الذين سبق و اتعرفت عليهم...

كانت جالسه بالمكان المخصص لها هي و نوح الذي ذهب للتحدث إلى احدي اصدقائه الذي طلب منه التحدث على انفراد اخذت تتطلع إلى وجوه الحاضرين وفوق وجهها ترتسم ابتسامه مشرقه فقد كانت حفل زفافها اقل ما يقال عنه رائع لم تتخيل بحياتها ان يكون زفافها بهذا الكمال كما ان نوح يغدقها بحنانه واهتمامه طوال الوقت.

تنهدت بسعاده مبتسمه لكن فور ان قابلت عينيها بعين نسرين التي كانت جالسه بجانب زوجها مؤنس تنظر اليها بنظرات ممتلئ بالحقد و الاحتقار كما لو كانت حشره تريد سحقها...
اشاحت مليكه نظرها بعيداً عنها فهي منذ ان علمت بان نوح سوف يقيم حفل زفاف لها تتعامل مع مليكه ببرود و وقاحه اكثر من قبل لكن مليكه لم تهتم لها فقد كان يكفيها ايتن و راقيه الذين شاركوها فرحتها مساعدين اياها بكل شئ خاصه بغياب رضوي.

تنهدت مليكه فور تذكرها لرضوي التي ما ان اخبرتها عن الحفل اخبرتها انها لن تستطيع مساعدتها في ترتيبه او حضوره بسبب شقيقها عصام حتى لا يعلم وينتكس مره اخري وافقتها مليكه لكنها كانت تتمني ان تتواجد معها حتى بهذا اليوم...
رأت ايتن تقترب منها وبيدها كوب مياه ناولتها اياها
=اشربي، اكيد عطشانه، هو نوح راح فين،؟!
اجابتها مليكه بينما تشير بينما تتناول منها الكوب ترتشف منه ببطئ
=مع صاحبه اللي اسمه زياد المنصوري.

هتفت ايتن بمرح
=عارفاه، ده لزقه مبيطلش كلام في الشغل تحسيه هو نوح توأم في حوار الشغل ده...
لكنها ابتلعت باقي جملتها فور رؤيتها لمنتصر يدخل القاعه جلست بارتباك بجانب مليكه على الفور وقد شحب وجهها هامسه بصوت مرتجف
=مليكه منتصر، وصل
ضغطت مليكه فوق يدها بحزم
=سيبك منه، اعتبريه مش موجود اضحكي و هزري زي ما كنت بتعملي قبل ما يجي متخلهوش يقلبلك يومك
اومأت ايتن وقد ارتسمت فوق وجهها ابتسامه مرتعشه قليلاً.

=عندك حق، هعتبره هوا، و لا كأنه موجود اصلاً ومش هنسي وعدي لنفسي...
لتكمل هاتفه بحنق
=يادي القرف، نسرين و صاحبتها جيهان البومه جايين علينا البت دي رخمه اوي مبحبهاش
التفت مليكه لتجد نسرين و فتاه اخري في ذات عمرها تقترب منهم حتى وقفوا امامهم مدت جيهان يدها لها قائله بترفع
=مبروك، يا مليكه هانم...
همست نسرين بسخريه
=هانم. اها...
تجاهلتها مليكه مجيبه بهدوء على صديقتها
=الله يبارك فيكي...

ابتسمت جيهان قائله بخبث
=و انتي بقي يا مليكه هانم بنت عيلة مين في مصر، طول عمرنا عارفين ومتأكدين ان يوم ما نوح الجنزوري هيتحوز هيختار مراته من اكبر عائلات مصر، واحده تليق بمركزه
شعرت مليكه بالارتباك والحرج لكنها نهرت نفسها لم يجب عليها ان تشعر بالحرج فهي ابنة اعظم رجل والدها كان دائماً ذات سمعه طيبه بين الناس لكنها تفاجئت بنسرين تنفجر ضاحكه قائله بسخريه لاذعه.

=لا يا حبيبتي، دي منعرفلهاش اصل من فصل منعرفش نوح جابها منين...
لتكمل تطلع نحو مليكه بغل وحقد متجاهله هتاف ايتن الغاضب التي كانت تحاول ان توقفها عما تفعله
=فضلت تلف عليه زي الحيه لحد ما وقعته وخلته يتجوزها...
ضحكت جيهان قائله باحتقار
=اها هي منهم لا النوع ده انا عارفاه كويس...
اهتز جسد مليكه من شده الغضب فور سماعها كلامهم المهين هذا كانت تهم بالرد عليهم عندما سمعت نوح يزمجر بحده
=نسرين...

التفت مليكه لتجده واقفاً خلف نسرين وجيهان التي كانت جاهلتان عن وجوده رأت ايتن تبتسم بخبث لها لتعلم بانه رأته واقفاً قبلهم جميعاً
التفت اليه نسرين و وجهها شاحب كشحوب الاموات مدركه بانه قد سمع كامل حديثها هي و صديقتها همست بصوت مرتجف
=نوح...
لكنها اغلقت فمها مبتلعه الغصه التي تشكلت بحلقها بخوف عندما رأت النظره الحاده العاصفه المرتسمه بعينيه
زمجره بقسوه من بين اسنانه
=خدي صاحبتك، و اطلعي برا...

همست نسرين بخوف و توجس
=برا.؟! برا فين...
اجابها بحزم بينما يقبض على يده بقوه
=برا القاعه مش عايز اشوف وشك او وشها هنا...
همست نسرين بصوت مرتجف
=بتطردني من فرحك يا نوح...
زمجر بقسوه بينما النيران تشتعل داخل عينيه
=الفرح، اللي انتي متحترميش صاحبته، متستهليش تقعدي فيه
همست نسرين بصوت مرتجف محاوله استخدام طريقتها التي تستعملها دائماً معه من اجل جعله يلين معها كعادته
=نوح انت فاهم غلط...

لكنه تجاهلها متجاوزاً اياهم عائداً لمكانه بجانب مليكه التي كانت جالسه شاعره بالفرحه بسبب دفاعه عنها فهي لم تعتاد على هذا من قبل...
انصرفت نسرين مع صديقتها بوجه محتقن لتلحقهم ايتن التي غمزت لمليكه قبل ان تنصرف مبتسمه
فور ان اصبحوا بمفردهم التف اليها نوح قائلاً بحده
=مردتيش عليهم ليه...
ليكمل بحزم و قسوه
=بعد كده لو حد غلط فيكي تردي عليه ومتسكتيش اياً كان الشخص ده مين، فاهمه
غمغمت مجيبه اياه بحده.

=كنت لسه هرد بس انت اللي جيت
بعدين انا مش فاهمه بتكلمني كده ليه...
زفر نوح بحنق قبل ان يجيبها لاعناً نفسه فقد كان يتشاجر معها في زفافهم فهو لا يريد احزانها بهذا اليوم.
تناول يدها بحنان مشبكاً اصابعهم ببعضهم البعض مجيباً اياها
=متزعليش. انا بس مش عايز احس انك خايفه من حد، او تسمعي اهانتك و مترديش عايز مليكه ام لسانين اللى مبتسكتش عن حقها معايا تبقي مع كله كده...
ابتسمت مليكه هاتفه بمرح.

=انا بلسانين يا نوح،؟!
ضحك على شقاوتها تلك
=لا يا حبيبتى. انتي ب3ألسنه مش 2بس
زجرته مليكه متصنعه بالغضب مرر يده بحنان فوق تقطيبتها ليشع وجهها بابتسامه مشرقه...
((تنويه: بنات اطلعوا فوق خالص في اول الصفحه هتلاقوا فيديو مكان صورة الفصل اضغطوا في النص عليها هيشتغل الفيديو انزلوا لتحت تاني وكملوا قرايه الفصل(( ياريت تسمعوا الاغنيه وانت بتقروا المشهد ده ).

ثم وقف جاذباً اياها معه إلى منتصف القاعه في المكان المخصص للرقص
جاذباً اياها برفق نحوه احاط خصرها ييديه بينما قامت هي بعقد ذراعيها حول عنقه ثم بدأوا يتميلوا ببطئ على انغام الموسيقي التي بدأت.

تصدح بارجاء القاعه لكن تجمد جسدها فور سماعها كلمات الاغنيه التي يرقصون عليها شعرت بضربات قلبها تزداد بعنف فقد كانت كل كلمه من كلماتها تمثل كلمات نوح لها التي اصبح يغدقها به دائماً (اغنيه ذكرياتنا الحلوه محمد عساف)...
اطلقت زفره مرتجفه بينما ترفع رأسها من فوق صدره و تقابل نظراته التي كانت تلتمع بالشغف.

جذبها نحوه اكثر مشدداً من ذراعيه حولها يضمها إلى صدره بقوه اخذوا يرقصون على انغامها وكل كلمه منها تخترق قلبها اخذت تتمايل معه ببطئ على انغامها شاعره بالسعادة تغمرها
شهقت بصوت منخفض عندما شعرت به يخفض رأسه ملثماً عنقها بحنان شعرت بقلبها يرتجف بداخل صدرها عندما شعرت بانفاسه الدافئه تلامس اذنها بينما يردد بصوت اجش كلمات الاغنية.
نفسي أدخل جوة قلبك. و بعيوني أشوف مكاني...

واللي عشته قبل حبك. و انتي جنبي أعيشه تاني...
أبقى أحلم بينادوكي. حضن من الأيام يدفي...
وقت ضعفك ابقى أبوكي، و أبقى ابنك وقت ضعفي...
نفسي أكونلك كل حاجة و كل حلم بتناديه...
كل كلمة بتقوليها كل احساس حاسه بيه...
نفسي أكونلك كل حاجة و كل حلم بتناديه...
كل كلمة بتقوليها كل احساس حاسه بيه...
اترسم جوا في ملامحك. على الزمن والدنيا اصالحك...
وأبقى دمعة فرحة نازله من عينيكي الحلوة دي...

كانت تستمع اليه حابسه انفاسها لا تصدق بان تلك الكلمات تخرج من فمه لها، لها هي فقط اخذت ضربات قلبها تزداد بعنف اكبر حتى ظنت ان قلبها سوف يقفز من داخل صدرها في اي لحظه.

انهي نوح تردديه لكلمات الاغنيه التي اخترها خصيصاً لها مقبلاً جبينها بحنان و شغف لكن تصلب جسده شاعراً بقبضه حاده تعتصر قلبه عندما سمعها تشهق بصوت منخفض بينما تنحدر دمعه من عينيها انحني ملتقطاً دمعتها تلك بشفتيه ملثماً خدها بحنان ثم قبل عينيها همست بصوت مرتجف
=نوح، انا بحبك اوي...

ارتسمت فوق وجهه عاطفة غريبة لأول مرة تراها لكنه اخفى وجهه عنها على الفور دافناً اياه بعنقها متنفساً بعمق رائحتها التي اصبح مدمناً عليها
فقد شعر برجفه حاده تجتاح جسده فور سماعه لها تنطق بتلك الكلمات بينما اخدت ضربات قلبه تزداد بقوه.

اخذ يلثم عنقها بحنان مشدداً من احتضانه لها كما لو كان يود بدفنها داخل اضلاعه متجاهلاً نظرات الحضور التي كانت منصبه عليهم بذهول غير قادرين على تصديق بان هذا هو نوح الجنزوري الذي يرتعب كبار رجال الدوله من ذكر اسمه فقط امامهم.

بعد وصول مليكه و نوح إلى جناحهم الخاص بالفندق الذي سيقيمون به حتى الغد و من ثم سيسافرون إلى ايطاليا لقضاء اسبوعين هناك، من ثم سيذهبون بعد ذلك إلى جزيرته الخاصه لقضاء اسبوعين اخرين بها...
كانت مليكه واقفه بمنتصف الغرفه بين ذراعي نوح الذي كان يحتضنها اليه بقوه منشغلاً بتقبيلها ليرتجف جسدها خوفا مما سيحدث بينهم
بدأ نوح بفتح سحاب فستانها الضخم مساعداً اياها من الخروج منه.

صرخت مليكة بصوت منخفض عندما حملها فجأه بين ذراعيه و اتجه بها نحو الفراش و فوق وجهه يرتسم تعبير ارعبها.
اخفضها فوق الفراش ووجهه متشدد من عنف مشاعره تراقبه هي باعين متسعه مليئة بالخوف واكثر ما ارعبها تلك المشاعر الظاهرة فوق ملامحه
تراجعت فوق الفراش بخوف فور رؤيتها له يتقدم نحوها
جذبها من يدها جاعلاً اياها تستلقي بينما اصبح يشرف فوقها دفن رأسه بين حنايا عنقها بينما يغمغم بصوت اجش.

=اخيراً، هتبقي ليا، 7 شهور، 7شهور من العذاب، بس اخيراً بقيتي بين ايديا...
كان يردد هذا وصوته يزاد خشونة مع كل كلمة ينطقها
همست مليكه بخوف
=نوح...
لكنه كان بعالم اخر لم يصل صوتها إلى عقله الغائب لكنه خرج من غمامة رغبته تلك عندما صرخت بقوه اكبر عندما اصبحت تصرفاته اكثر قسوة و حدة فضربته فوق صدره بقبضتيها...
=نوح، انت بتعمل ايه...
تجمد جسده فور ان رفع رأسه عن عنقها و رأي الالم المرتسم فوق وجهها...

ابتعد عنها على الفور بجسد يهتز بقوه لاعناً نفسه و غباءه فقد كاد ان يهلكها اسفله لو لم يستمع إلى صرخه المها تلك كان سوف يدمر ليلة زفافهم محولاً اياها لكابوس فكل هذا بالنسبه اليها جديد كيف امكنه ان ينسي مخاوفها فبدلاً من ان يطمئنها قام بارعبها اكثر شعر بها تجلس خلفه واضعه يدها بتردد فوق ظهره ممرره اياها بحنان هامسه باسمه.

التف نحوها جاذباً اياها من ذراعها برفق مجلساً اياها فوق ساقه عاقداً ذراعيه حولها محتضناً اياها إلى صدره بقوه
=اسف يا حبيبتي...
مرر يده فوق عنقها بلطف قائلاً بتردد
=خوفتي...
عقدت ذراعيها حول عنقه دافنه وجهها به بينما تجيبه كاذبه. فهي لا ترغب ان تجعله يشعر بالذنب فقد كان ندمه على اندفاعه واضح على وجهه
=لا...

زفر ببطئ بينما يحتضنها اليه بحنان قبل ان يجعلها تستلقي فوق الفراش مره اخري يعاود بثها مشاعره ولكن برفق هذه المره حتى سقطوا اخيراً في عالمهم الخاص الذي لا بوجد سواهم به.

كانت مليكه مستلقيه بين ذراعي نوح الذي كان يحتضنها بقوه بين ذراعيه يمرر يده بحنان فوق ظهرها محاولاً تهدئتها مرر عينيه القلقه عليها هامساً من بين انفاسه اللاهثه
=كويسه يا حبيبتي،؟!
اومأت له برأسها بينما تدفن وجهها بعنقه رفع يدها اليه مقبلاً اياها برقه بالغه انحني مقبلاً رأسها المدفون بعنقه عده قبلات متتاليه بينما يشدد احتضانه لها.

كان في بادئ الامر يعتقد ان كل ما يجذبه لها هو رغبته بها، لكن الامر لم تكن رغبته فقط. فقد وقع بحبها رأساً على عقب، اصبحت اهم و اغلي شئ بحياته فقد كانت كالهواء الذي يتنفسه لا يمكنه تخيل حياته من غيرها
فقد سلبت عقله و قلبه برقتها و برائتها و طيبة قلبها، حتى انه يعشق غضبها، ولسانها الحاد في بعض الاحيان ايضاً، مليكته...

لا يصدق بانها نطقت بحبها له يرغب كثيراً ان يسألها هل حقاً عنت تلك الكلمات ام انها خرجت منها بسبب العاطفه التي كانت تحيط بهم في تلك اللحظه...
شعر بجسدها يستكين بين ذراعيه وانفاسها تتثاقل ليدرك بانها غرقت بالنوم من شده التعب فقد كان يومهم طويل...
جذب الغطاء فوق جسدهم بينما يشدد من احتضانه لها اكثر و اكثر دافناً رأسه بعنقها مغمغما بصوت اجش دافئ
=بحبك، يا ملاكي.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
. بعد مرور ثلاثه اسابيع...
كانت مليكة مستلقية على ظهرها تسبح باسترخاء داخل البحر بجزيره نوح الخاصه ترتدي لباس سباحه مكون من قطعتين غير قلقه من ان يراها احد فقد كانت هنا ترتدي ما تشاء فلم يكن هناك احد سواهم بهذه الجزيره تأتي الطائر الخاصه بنوح كل 4 ايام محمله بشتي مختلف انواع الطعام و ما يحتاجوا اليه...

تنهدت براحه وابتسامه مشرقه تعتلي وجهها عند تذكرها الايام الماضيه فقد امضوا اسبوعين رائعين بايطاليا مستقرين بافخم فنادق روما التي لم يترك نوح مكان بها الا وجعلها تزوره مغدقاً عليها بالعديد من الهدايا القيمه فخلال الاسبوعين الذين امضوهم بروما كان كل ليلة يشتري لها قطعه من المجوهرات القيمه المختلفه ذلك بخلاف الملابس الفاخمه التي اشتراها لها و رغم رفض مليكه فعله لهذا الا انه كان يتجاهل رفضها هذا فاعلاً ما يريده...

و بعد انتهاء الاسبوعين بروما سافروا من روما إلى جزيرته الخاصه بالمالديف فقد كانت اشبه بالجنه الخاصه بهم لا يوجد احد سواهم بها كان نوح يغدقها بحنانه مدللاً اياها كم لم يدللها احد من قبل لكن لم يعد يتبقي سوا اقل من اسبوع ومن ثم سيعودون إلى مصر مره اخري...

فتحت عينيها صارخه بفزع عندما شعرت بيد تحيط بخصرها من اسفل المياه. لكن تحولت صرختها تلك إلى ضحكه مرحه صاخبه فور تعرفها على زوجها الذي استيقظ للتو...
مرر يده بحنان فوق خصرها بينما يقربها منه قائلاً بلوم
=كده تسبيني نايم و تنزلي لوحدك.
احاطت مليكه عنقه بذراعيها قائله بدلال
= اعمل ايه مكنتش لاقيه حاجه اعملها...
لتكمل بخبث بينما ترفرف بعينيها في وجهه ببرائه
=بعدين ما انت اللي على طول نايم و سايبني لوحدي.

غمغم بينما يدفن اصابعه في شعرها الخلف
=تصدقي يا مليكه انتي مفتريه، ده انا نايم امبارح 5 الفجر يعني منمتش الا 4 ساعات من امبارح
ليكمل جاذباً رأسها بيده نحوه ملثماً شفتيها برقه
=و طبعاً عارفه السبب
احمر وجهها بشده لكنها قررت مجاراته في جرئته تلك قربت جسدها منه بينما تشدد من ذراعيها حول عنقه
=لا مش عارفه، كنت بتعمل ايه...
همس من بين انفاسه التي تثاقلت بسبب قربها ودلالها عليه بهذه الطريقه
اخفض رأسه مزمجراً.

=هقولك كنت بعمل ايه...
ثم اخفض رأسه متناولاً شفتيها في قبله حنونة. لكنه ابتعد عنها ببطئ ملثماً عنقها بشغف قائلاً بانفس لاهثه بينما يحيط خصرها العاري بيديه
=يلا نرجع الفيلا...
هتفت مليكه ضاحكه بينما تبتعد عن يديه متراجعه للخلف
=لا مش هرجع معاك الفيلا، علشان عارفه اول ما هندخلها هتعمل ايه...
لتكمل مغيظه اياه بينما تبتعد اكثر عنه في المياه
=مش انا يا حرام بسهرك و مش بخليك تنام، روح بقي نام براحتك.

انهت كلماتها تلك مخرجه لسانها له متجاهله لعانته الحاده التي اخذ يطلقها شاهدته يقترب منها ضارباً المياه بحده بذراعيه القويه و فور ان اصبح بقربها غطست للاسفل التفت من حوله حتى اصبحت خلفه اخرجت رأسها من اسفل المياه شاهقه بقوه ثم قفزت وهي تضحك بصخب فوق ظهره متعلقه بعنقه من الخلف بينما تعقد ساقيها حول خصره
شعرت بيديه تتمسك بساقيها التي حول خصره بقوه حتى لا تسقط...
هتف نوح من بين ضحكاته.

=قردة، والله انا متجوز قردة...
صاحت مليكة بينما تعقد ذراعيها حول عنقه بشده
=انا قرده يا نوح...
لتكمل بمرح بينما تغرز اسنانها في كتفه تعضه بخفه
=طيب انا هوريك القردة بقي بجد
شعرت بجسده يهتز من شدة الضحك مما جعلها تزيد من حده عضتها لكتفه، لكنها صرخت فازعه عندما عقد ذراعيه حول خصرها مسقطاً اياها من فوق ظهره حتى اصبحت امامه قربها منه مزمجراً بصوت اجش
=افتكري انك انتي اللي بدأتي...

لم تفهم مليكه ما يقصده لكنها فهمت فور ان رفع يدها يعضها بخقة في بادئ الامر لكنه سرعان ما قضمها بقوه اكبر صرخت متألمة هاتفة بدراما بينما ترجع رأسها للخلف
=كده يا نوح، بتعضني...
اجابها بحده لكن عينيه كانت يلتمع بها المرح في ذات الوقت بينما يشير إلى اثر عضتها الوضحه بكتفه
=مالك مصدومة كده على اساس انك كنت بتعملي ايه مثلاً...

اقتربت منه هاتفه بدلال بينما تعقد ذراعيها حول ظهره العريضه تضم جسدها اليه همست بينما تقبل بحنان و لطف اثر عضتها فوق كتفه.
=كنت بهزر معاك يا نوحي...
غمغم من بين انفاسه المتثاقله
=نوحك...
همهمت مليكه بالموافقه بينما عينيها متسعه تراقب بترقب رأسه وهو ينخفض نحوها متنهده بلطف عندما شعرت بشفتيه تلامس شفتيها متناولاً اياها بقبلة لطيفة
في وقت لاحق...

كان نوح مستلقياً فوق الاريكه الواسعه بحديقه الفيلا بينما مليكه مستلقيه بين ذراعيه تتوسد برأسها ذراعه يستمتعان بمشاهده غروب الشمس
همست مليكه بشرود بينما ترسم دوائر عشوائيه فوق صدره
=عارف، انا نفسي في ايه...
جذبت كلماتها على الفور انتباهه مما جعله يخفض رأسه نحوها يستمع اليها بتركيز و اهتمام لتكمل مليكه بشرود بينما يرتسم فوق وجهها ابتسامه حالمه
=نفسي انام على الشط بليل تحت النجوم، ويبقي هوا البحر حوليا.

عقد نوح ذراعه حول خصرها مديراً اياها نحوه حتى اصبحت مستلقيه فوق جسده احاطها بذراعيه هامساً بصوت اجش دافئ
=لوحدك،؟!
اجابته سريعاً بينما تلثم ذقنه الغير حليق بخفه
=لا طبعاً و انت معايا...
غمغم بصرامه بينما يقبل رأسها بحنان يعاكس صرامته تلك
=بحسب...
ابتسمت مليكه بينما تشدد من احتضانها له فلم تكن تتوقع ان يكون نوح متملكاً معها إلى هذا الحد حتى في احلامها يريد ان يشاركها بها...

في اليوم التالي...
هتفت مليكه بينما تتمسك بشده بعنق نوح الذي كان يحملها بين ذراعيه بينما يسير في اتجاه لا تعلمه فقد حملها بين ذراعيه فور ان نزلت للاسفل بعد ان انتهت من تبديل ملابسها استعداداً للعشاء امراً اياها بغلق عينيها وعدم فتحها حتى يخبرها هو بهذا
=مش هتقولي رايحين فين...
اجابها بهدوء بينما يكمل طريقه بهدوء
=دلوقتي هتعرفي...
ليكمل هاتفاً بمرح بينما يضرب رأسها برأسه بخفه.

=و غمضي عينك يا غشاشه شايفك
ضحكت مليكه بصخب بينما تغلق عينيها التي كانت تفتحها نصف فتحه في محاوله منها لاستراق النظر...
=يا. نوح علشان خاطري قولي ايه هي المفاجأه، بعدين انت شايلني طول الطريق انا تقيله و ظهرك كده هيوجعك...
قبل انفها بخفه مغمغماً بكسل
=مين دي اللي تقيله، ده انتي في خف الريشه بعدين خلاص وصلنا...
شعرت مليكه به يخفضها فوق شئ ناعم همس بالقرب من اذنها
=فتحي عينك...

فتحت عينيها ببطئ لتصدر منها شاهقه مرتفعه فور ان وقعت عينيها للمحيط الذي حولها فقد كان السطح الناعم الذي اخفضها عليها ليس الا سرير ابيض محاط بستائر بيضاء رائعه موضوع فوق رمال الشاطئ امام البحر مباشره نهضت ببطئ تتطلع إلى باقي المكان الذي اعد بعنايه شديده ليصبح اشبه بممكله خاصه بهم...
كان هناك ايضاً طاوله منخفضه مصفوف حولها عده وسائد وثيره يحاط بهم ذات الستائر البيضاء وخيمه فوقهم تظلل عليها.

شعرت بحلقها يختنق بدموع الفرح فقد فعل كل ذلك من اجلها فعندما اخبرته انها ترغب بالنوم امام البحر ومشاهده النجوم لم تعتقد انه سوف يأخذ كلامها على محمل الجد و يفعل لها كل هذا
اندفعت نحوه ترتمي بين ذراعيه هاتفه بفرح
= ده لنا...
اومأ برأسه مبتسماً ثم اخفض رأسه ملثماً عنقها بحنان
=علشاني تنامي براحتك قدام البحر...
دفنت رأسها بصدره مقبله موضع قلبه بحنان
=ربنا يخاليك ليا يا حبيبي...

شدد من احتضانه لها بينما يدفن وجهه بعنقها مقبلاً اياه بحنان ابتعد عنها متأملاً بشغف مظهرها الذي خطف انفاسه في فستانها الصيفي...
=تعالي...
جذبها متجهاً نحو الطاوله الممتلئه بجميع انواع الطعام الذي تحبه فقد امر باحضاره خصيصاً لها بالطائره مع طاقم العمال الذي اتوا صباحاً لاعداد المكان ليبدو بهذا الشكل الرائع.
جلسوا فوق الوسائد الوثيره بدأ نوح يطعمها بيديه بينما يتحدثون ويضحكون...

بعد انتهائهم من الطعام جذبها بين ذراعيه و بدأوا يرقصون بخطوات بطيئه متمهله على اصوات الموسيقي اسندت رأسها فوق صدره عاقده ذراعيها حوله متشبثه بقميصه الابيض من الخلف مستنشقه بعمق رائحته التي اصبحت مدمنه عليها...

ظلوا على وضعهم هذا عده دقائق حتى حملها نوح و اتجه بها نحو الفراش الذي تحيطه الستائر الحريريه البيضاء وضعها برفق فوقه ثم استلقي بجانبها على ظهره جاذباً اياها بين ذراعيه ليتوسد رأسها صدره اخذت تتأمل النجوم المشعه بسماء الليل شاعره بهواء البحر المنعش يحيط بهم تنفست بعمق تلك الرائحه شاعره بقلبها يتضخم داخل صدرها فها هي حلم من احلامها يتحقق لكن كان الواقع اجمل من الحلم ذاته بكثير فبجانب استلقائها تحت النجوم فهي ها بين ذراعي نوح حب حياتها الذي كان منذ ما يقل من عام كان مجرد التحدث حتى اليه حلم مستحيل...

ضغطت بشفتيها فوق صدره مكان قلبه بحنان رفع رأسها بيده بلطف نحوه لتصبح مستلقيه فوق وسادته بجانب رأسه اسند جبهته فوق جبهتها متشرباً انفاسها الدافئه بشغف مررت يدها فوق خده متنعمه بملمس شعر ذقنه الذي نما حديثاً
=نوح، ما تحكيلي و انت صغير كنت عامل ازاي،؟!
ابتسم ببطئ ملثماً انفها بحنان
=عايزه تعرفي ايه،؟!
اجابته بينما لازالت تمرر يدها فوق خده
=امممم. مثلاً كنت شاطر ولا خايب في المدرسه، كنت شقي و لاهادي.

ضحك نوح بينما يشدد يده من حولها مجيباً اياها بهدوء
=كنت شاطر، بس كنت شقي...
ليكمل بينما عينيه تلتمع بشئ جعلها ترغب بضمه اليها و حمايته
=كنت دايماً مجنن ماما، و كنت بعمل مصايب كتير ولما كانت تشتكي لبابا كان يضحك و يقولها سبيه براحته...
ليكمل بينما يلوي فمه بسخريه
= اصل كنت بالنسباله هو و جدي الولد اللي هيشيل اسم العيله، فبراحتي اعمل اللي انا عايزه. كنت مدلع و مكنش في حاجه بتهمني...

ابتلع الغصه التي تشكلت بحلقه بينما تعبير كئيب يرتسم فوق وجهه جعل قلبها ينقبض بألم
=بس كل ده اتغير لما ماما ماتت، وقتها حسيت بظهري انكسر، برغم شدتها معايا الا انها كانت احن و اطيب انسانه ممكن تقابليها، كنت وقتها عندي 12 سنه، و نسرين كان عندها 8سنين من وقتها ونسرين بقت اهم حد في حياتي. و هي كمان بقت متعلقه بيا بطريقه صعبه كنت مدلعها و اي مكان كنت بروحه كنت باخدها معايا فيه...

مهما غلطت كنت بقف معها كنت بخاف تحس بالنقص بسبب وفاه ماما خصوصاً و ان بابا بعد موت ماما ب4 سنين اتجوز ماما راقيه اللي برغم طيبتها وحنيتها معانا، بس. مفيش حد هيقدر يملي مكان أمنا...
=كنت بشوف دايماً في عينيها نظره كانت بتخليني ببقي عايز اهد الدنيا وابنيهالها من اول و جديد بس النظره دي تروح من عينيها خصوصاً لما كانت بتشوف ماما راقيه و ايتن سوا كانت بتصعب عليا...
ليكمل بينما يقبل جبينها بحنان.

=عارف انها غلطت فيكي، ودي الغلطه الوحيده اللي استحاله اسامحها فيها، و عايزك تعرفي ان لا يمكن اقبل ان حد يقلل منك اياً كان ده مين...

رفرفت عينيها ضاغطه فوق شفتيها بقوه محاوله كبت الدموع الكثيفه التي تجمعت بعينيها بينما اخذت تمرر يدها من خده إلى شعره الذي خلف رأسه مغرقه اصابعها به مدلكه اياها بحنان بينما قبضه تعتصر قلبها بقوه مدركه مدي الالم الذي تعرض له بسبب وفاة والدته لكن تجمدت يدها بشعره عند سماعها كلماته التاليه.

=جدي، جدي كان دايماً بيعامل ماما على انها اقل منهم، على انها متستحقش تعيش وسطهم، كان شايفها دايماً ضحكت على بابا و اتجوزته علشان فلوسه...
ليكمل بوجه متصلب
=كان دايماً، بيتعمد يقلل منها قدام بابا، و بابا مكنش بيقدر يقوله حتى بتعمل ايه بسبب خوفه منه
ليكمل بصرامه و وجه متصلب و تعبير متوحش مرتسم بعينيه
=بس انا عمري ما هسمحله يعمل فيكي كده، ولا هخاليكي تعاني زي ما هي عانت على ايده...

ضمته اليها بقوه مدركه مدي الالم الذي يشعر به بسبب فقده لوالدته و ما مرت به على يد جده همست بلطف بينما تلثم وجهه بقبلات متفرقه حنونه
=عارفه، عارفه يا حبيبي و متأكده من ده
شعر نوح براحه غريبه لم يشعر بها من قبل في بحياته كلها لم يخبر احد عما يشعر به حتى منتصر برغم قربه منه وصداقتهم الا انه لم يتحدث عن والدته معه مطلقاً شدد من احتضانه لها.

بينما اخذت هي تلثم وجهه بقبلات صغيره رقيقه محاوله التخفيف عنه ابتعدت عنه ببطئ مبتلعه الغصه التي تشكلت بحلقها هامسه بصوت جعلته مرح قدر الامكان محاوله اخراجه من حالته تلك
=عايزنا نجيب اولاد اد ايه؟!
ارتسمت ابتسامه مشرقه فوق وجهه على الفور متناسياً الامه السابقه
=سته، 3 بنات، و 3ولاد
صاحت مليكه بصدمه
=6ليييه هنعمل فريق كوره هما 2 كفايه...
زمجر نوح بينما يلثم شفتيها برقه.

= لا 2 ايه انا عايز ولاد كتير علشان يبقوا حاولين و يملوا علينا بيتنا...
طبعت مليكه قبله فوق شفتيه قائله بدلال
=علشان خاطرك هخليهم 3...
اعاد قبلتها فوق شفتيها
=لا 5...
ابتسمت وقد اعجبتها تلك اللعبه معيده قبلته فوق شفتيه بينما تبتسم
=4
مرر يده فوق بطنها بحنان
=4، موافق
ثم رفع رأسه مره اخري متناولاً شفتيها في قبلة حاره عميقه ليغرقان بعدها بعالمهم الخاص...

بعد مرور اسبوعين...
كانت راقيه جالسه تستمع إلى نحيب نسرين الذي لم يتوقف منذ عودة نوح و مليكه من شهر عسلهم اي منذ اكثر من 10 ايام
=شوفتي، شوفتي مبقاش بيكلمني خالص، حتى صباح الخير بيردها بالعافيه، لسه زعلان مني...
زفرت راقيه بحنق بينما تغمغم بنفاذ صبر
=نسرين انتي صدعتيني، كل يوم بتعيدي نفس الكلام، وانا كلمت نوح و بصراحه هو مضايق و على اخره منك بسبب اللي عملتيه في مليكه في فرحها.

لتكمل مرمقه اياها بلوم
=بصراحه عنده حق، دي قلة ادب اللي عملتيها انتي وصاحبتك اللي اسمها جيهان...
يا بنتي اعقلي، وافرحي لاخوكي ده لاول مره في حياتي اشوف وشه منور كده. و فرحان...
مضغت نسرين شفتيها قائله بخضوع
=يعني تفتكري لو صالحت مليكه و اتأسفتلها نوح هيسامحني...
هزت راقيه رأسها قائله بتأكيد
=اكيد، انتي عارفه هو بيحبك قد اي...
اومأت نسرين رأسها قائله بفرح
=خلاص هصالحها النهارده...

ربتت راقيه فوق ظهرها قائله
=ربنا يهديكي يا نسرين يارب، و يهدي الجنونه اللي في دماغك...

في ذات الوقت...
كان نوح جالساً خلف مكتبه بغرفة المكتب الخاصه به بالقصر يراجع بعض الاعمال التي تراكمت عليه اثناء الشهر الذي اخذه اجازه...
سمع طرق فوق الباب امر بصوت حاد الطارق بالدخول دون ان يرفع رأسه عن الملف الذي بيده.
=لسه بتشتغل.
رفع رأسه من فوق الملف ليختفي تجهمه ويحل محله ابتسامه مشرقه فور سماعه صوت مليكه التي اغلقت باب الغرفه مقتربه منه بخطوات بطيئه حتى وقفت امام مكتبه اجابها.

=عندي شغل كتير...
اومأت مليكه برأسها قائله
=طيب انا عايزه اقعد معاك وانت بتشتغل...
ابتسم بحنان بينما يشير إلى الغرفه
=اقعدي في المكان اللي يعجبك...
ثم ركز انتباهه على اللاب توب الذي امامه عند اصدر صوت تنبيه لوصول رساله.
لكنه تفاجأ بمليكه التي التفت حول المكتب حتى وقفت امام مقعده مباشره ارجعت مقعده للخلف قليلاً ثم جلست فوق ساقه مستنده بظهرها فوق صدره...
ضحك نوح مغمغماً بمرح
=بتعملي ايه يا مليكه،؟!

اجابته بهدوء كما لو ان ما فعلته اكثر شئ طبيعي بهذه الحياه
=مش انت اللي قولتلي اقعدي في المكان اللي يعجبك...
لتكمل بدلال اطاح بعقله
=و ده بالنسبالي اكتر مكان عجبني...
ازاح شعرها للجنب بعيداً عن عنقها مقبلاً اياه بحنان بينما يحيط خصرها بذراعه ساحباً اياها للخلف معدلاً من جلستها فوق ساقيه.

ظل ضامماً اياها بين ذراعيه بينما يدفن وجهه بعنقها يقبله بلطف مسنداً ظهرها إلى صدره الصلب تجمدت يده فوق خصرها عندما شعر ببلوزتها القصيره التي تصل إلى حافة بنطالها زمجر بحده ارعبتها
=ايه اللي انتي لبساه ده مش قولتلك بلاش تلبسي بلوزات قصيره بالشكل ده...
قاطعته مليكة على الفور قبل ان يتفاقم غضبه
=مش قصيره يا حبيبي، والله طويله بس انا علشان قاعده.

لتكمل بينما تسحب طرف البلوزه من اسفل يده التي كانت تستقر فوق بطنها
=وانت ايدك رفعها...
اشارت بيدها نحو الاريكه التي بالغرفه
=بعدين انا معايا جاكت طويل بلبسه فوقها قلعته اول ما دخلت هنا بس انت شكلك مخدتش بالك
غمغم نوح بالموافقه عند تذكره لرؤيته لها كانت ترتدي ذاك الجاكت المستقر فوق الاريكه عند دخولها للغرفه اخفض رأسه مقبلاً عنقها مره اخري قائلاً.

=عارف اني مقصر معاكي الايام دي، بس معلش استحملني هانت قربت اخلص كل الشغل اللي كان متراكم في فتره شهر العسل...
تنهدت مليكه قائله
=ربنا معاك با حبيبي انا عارفه انه غصب عنك بس بصراحه يا نوح، انا زهقت مش بلاقي حاجه اعملها طول اليوم...
قاطعها بينما يدير وجهها اليه
=طيب ايه رأيك ترجعي تشتغلي معايا من تاني. بس مش في الشركه هتبقي معايا هنا تساعديني في الشغل...
عقدت حاجبيها قائله
=هشتغل هنا اعمل ايه...

اجابها بهدوء بينما يمرر يده فوق ذراعيها بلطف
=هتفرزي الرسايل. تكتبي ملاحطات
همهمت مليكه بينما تستدير في جلستها فوق ساقيه حتى اصبحت تواجهه
=امممم، طيب و مرتبي بقي هيبقي كام...
ضحك نوح بخفه مبعداً بيده شعرها المتناثر فوق عينيها
=اللي عايزاه، اي رأيك في100 الف
عقدت حاجبيها قائله بدلال بينما تهز كتفيها برفض
=لا قليل...
ابتسم بحنان بينما يمرر يده بين خصلات شعرها
=طيب عايزه كام...

اقتربت منه ممرره اصبعها فوق شفتيه هامسه بصوت دافئ بالقرب من اذنه
=5 بوسات...
انفجر نوح بالضحك فور سماعه كلماتها تلك غمغم بينما يقبل شفتيها بخفه ولطف
=هتجننيني يا مليكه...
ليكمل بينما يقرب شفتيه من شفتيها قائلاً بصوت اجش
=موافق كل يوم ليكي مني 5 بوسات مقابل شغلك، و دي اول دفعه.

ثم اخفض رأسه متناولاً شفتيها في قبله شغوفة يبث بها عشقة و شغفه لكنه رفع رأسه لاعناً بقوه عندما سمع صوت طرق فوق الباب تنحنح بقوه محاولاً اجلاء حلقه
=ايوه...
وصل اليه صوت صفيه من خلف الباب
=نوح بيه، راقيه هانم بتبلغك انت ومليكه هانم ان العشا جاهز...
اجابها نوح بصوت جعله هادئ قدر الامكان
=طيب يا صفيه، بلغيها ان احنا جايين حالاً
مرر يده بحنان فوق ظهر مليكه التي كانت تدفن وجهها بعنقه.

=يلا يا حبيبتي مستنينا برا...
اومأت بينما ترفع رأسها اخذ يرتب شعرها بحنان الذي مقبلاً جبينها بلطف
لكنه هتف بينما يمد يده داخل جيب ستره بدلته
=صحيح كنت هنسي...
ليكمل بينما يخرج بطاقه مصرفيه لونها ذهبي لامع من جيبه واضعاً اياها بيدها
=الكريدت كارد دي بتاعتك. تخليها معاكي علشان لو احتاجتي حاجه.
هتفت مليكه بارتباك
=هعمل بها ايه يا نوح، انا مش، محتاجه حاجه...
قاطعها بينما يقبل جبينها بحنان.

=دي بتاعتك، حسابها مفتوح، بعدين علشان لما تخرجي مع ايتن وتعملوا شوبنج تجيبي اللي عايزاه براحتك...
همست بتردد شاعره بالارتباك
=بس، بس...
رفعها نوح من فوق ساقه قائلاً بصرامه بينما يعدل من ملابسه و ملابسها
=مفيش بس...
ليكمل بصرامه و لوم
=بعدين ترددك ده في انك تقبليها مني هيخليني احس انك بتفكري ان احنا اتنين مش واحد، افهمي ان اللي ليا هو ليكي، مفهوم.

اومأت رأسها بصمت من. ثم ارتمت بين ذراعيه تحتضنه بقوه شاعره بقلبها يكاد ينفجر في صدرها من شدة حبها له
قبل جبينها بحنان مبعداً اياها بلطف
=يلا، يلا يا حبيبتي علشان اتأخرنا عليهم
ثم اتجهوا نحو الباب بايدي متشابكه والابتسامه مشرقه فوق وجوههم.

قبل العشاء كان الجميع جالسون ما عدا زاهر الجنزوري الذي يمضي عده ايام بعزبتهم الخاصه ببلدهم في الفيوم.
نهضت نسرين متجهه بتردد نحو مليكه الجالسه بجوار نوح
=مليكه انا كنت عايزه اعتذرلك عن اللي حصل مني في الفرح...
لتكمل سريعاً عندما رأت نوح يضيق عينيه عليها
=انا، انا اسفه، والله و اوعدك ان اللي حصل ده مش هيتكرر تاني
ظلت مليكه جالسه بمكانها شاعره بالتردد لا تعرف ما يجب عليها فعله.

التفت إلى نوح لتجده عينيه مسلطه فوقها منتظراً ردها فلم تجد امامها الا ان تهز رأسها اليها بصمت بينما ترسم ابتسامه متشنجه فوق وجهها فمن اجله فقط سوف تقبل اعتذارها هذا فبعد حديثهم في شهر عسلهم ادركت كم يحب شقيقته و كم هامه بالنسبه اليه.
ابتسمت نسرين بفرح ضاممه اياها بين ذراعيها بلطف
=شكراً، يا مليكه
لتنهض متجهه نحو نوح ترتمي بين ذراعيه قائله بلهفه حقيقيه
=لسه زعلان مني...
ضمها نوح اليه بحنان.

=مادام عرفتي غلطك، و اعتذرتي لمليكه. يبقي خلاص.
ليكمل بحزم وحده
=وطبعاً اللي عملتيه ميتكررش تاني...
اتسعت ابتسامتها صائحه بفرح
= لا اطمن خلاص حفظت الدرس كويس...
ابتعدت عنه متجهه نحو باب الغرفه تستعد للمغادره...
=مش هقدر اتعشا معاكوا النهارده اصل مؤنس هياخدني علشان نتعشا سوا برا يدوب الحق البس...

اومأ لها الجميع بينما اتجهت هي للخارج وعلى وجهه ترتسم ابتسامه متسعه سرعان ما اختفت تلك الابتسامه ليحل محلها تعبير شرس ما ان صعدت الدرج بينما تقوم باخراج من جيب بنطالها عقد من المجوهرات الرائعه الذي كان خاص بوالدتها و ورثته عنها...
زمجرت بينما تقبض على العقد بقوه.
=بقي على اخر الزمن اعتذر للحثاله دي. بس كله يهون علشان نوح ميفضلش زعلان مني...
لتكمل بغل بينما تتجه نحو الجناح الخاص بنوح و مليكه.

=ان ما خليته يرميكي بايده في الشارع مبقاش انا نسرين الجنزوري
فتحت باب الجناح بعد ان تلفتت حولها لتتأكد بان لا يوجد احد يراها ثم دلفت لداخل الجناح مغلقه الباب خلفها بهدوء...
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
. بعد مرور يومين...
كانت مليكه مستلقيه فوق الفراش تقرأ احدي رواياتها محاوله اضاعة الوقت لحين عودة نوح من عمله فقد اصبح منذ عودتهم من السفر يذهب للعمل بالسابعه صباحاً ولا يعود الا بعد منتصف الليل بسبب العمل الذي تراكم عليه خلال فتره شهر عسلهم. فلم تكن تعلم بان اخذه اجازه لمده شهر سيسبب له كل هذا العناء و التعب...

زفرت بحنق عندما رفعت عينيها نحو الساعه المعلقه بالحائط و وجدت ان الوقت قد تجاوز الثانيه صباحاً و لم يعد حتى الان.

لكنها انتفضت واقفه فور رؤيتها له يدخل من باب الغرفه بخطوات متثاقله اتجهت نحوه على الفور لكنها توقفت عندما رأت التعب المرتسم على معالم وجهه اقتربت منه ببطئ ضاممه اياه اليها بحنان القي بثقل رأسه على كتفها بصمت دافناً رأسه بعنقها متنفساً رائحتها بعمق بينما اخذت هي تمرر يدها بحنان فوق ظهره محاوله التخفيف عنه ظلوا على وضعهم هذا عدة دقائق...

حتي ابتعدت عنه ببطئ جاذبه اياه معها لداخل الغرفه تناولت من فوق الطاوله ملابس نومه النظيفه التي اخرجتها له بوقت سابق من الخزانه
راقبته و هو ينزع بتثاقل و بطئ سترة بدلته مما جعلها تساعده على الفور قامت بنزع سترته. ثم بدأت بحل ازرار قميصه ببطئ نزاعه اياه عنه. من ثم ساعدته في ارتداء ملابس نومه...

ثم ساعدته بالنوم فوق الفراش ثم استلقت بجانبه مقتربه منه تضمه اليها بحنان ضمت رأسه إلى صدرها بحنان هامسه بينما تمرر اصابعها بشعره
=اعملك تتعشا يا حبيبي؟!
اجابها بصوت اجش من اثر الارهاق والتعب
=لا يا حبيبتي. اتعشيت مع منتصر في المكتب
مررت يدها بحنان فوق خده قائله بلوم
=نوح، اللي بتعمل في نفسك ده حرام بتشتغل اكتر من 18 ساعه في اليوم مبتلحقش حتى تنام...
غمغم بصوت منخفض بينما يمرغ انفه بعنقها.

=هانت، كلها يومين اخلص كل الشغل اللي اتراكم ده و ارتاح. براحتي...
ابتعدت عنه ببطئ مما جعله يزمجر معترضاً قبض على ذراعها
=راحه فين،؟!
اجابته بينما تضع يدها بحنان فوق ظهره العاري
=هعملك مساچ لظهرك...
ابتسم بلطف تاركاً ذراعها بينما يلتف و ينام على بطنه دافناً وجهه بالوساده تاركاً لها الامر.
جلست مليكه من ثم بدأت تدلك بلطف وحزم في ذات الوقت عضلاته المتشنجه ابتسمت فور سماعها همهماته التي تدل عاى استرخائه...

بدأت تصعد بيدها إلى عنقه المتشنج مدلكه اياه بحنان انحنت هامسه
=احسن،؟!
همهم بصوت مختنق اجش بالايجاب
بينما يستدير نصف استداره جاذباً اياها من و يجعلها تستلقي بجانبه
رفع يدها إلى فمه يقبلها بحنان قبل ان يدفن وجهه بعنقها ملثماً اياه بشغف. متناولاً شفتيها في قبله حاره لطيفه يبث بها شغفه وعشقه لها...

لكنه انتفض مبتعداً عنها عند سماعه صوت صراخ حاد بالخارج جذب قميصه يرتديه سريعاً بينما نهضت مليكه هي الاخري ج تسحب مأزرها الثقيل و ترتديه فوق قميص نومها هاتفه بذعر بينما تلحق بنوح للخارج
=يا ستار يارب في ايه،؟!
فور خروجهم للبهو وجدوا الجميع واقفين امام غرفه مؤنس و نسرين و كانت تلك الاخيره واقفه امام غرفتها تنتحب بشده مما جعل نوح يسرع نحوها هاتفاً بهلع
=في ايه يا نسرين، بتعيطي ليه،؟!

اجابته راقيه التي كانت واقفه بوجه ناعس مما يدل على استيقاظها هي الاخري من النوم على صوت صراخ نسرين
=والله ما انا عارفه يا بني، مش راضيه تنطق وكل اللي عليها بتعيط
التفت إلى مؤنس قائلاً بحده بينما يضمها اليه بحمايه
=في ايه يا مؤنس، نسرين مالها
احابه مؤنس بارتباك وخوف
=اصل، اصل...
صاح نوح بنفاذ صبر
=اصل. اصل ايه؟! ما تنطق في ايه...
احابه مؤنس سريعاً بوجه مرتبك
=اصل عقد اسيا هانم نسرين مش لاقياه...

تصلب جسد نوح بقسوه فور سماعه ذلك، فذاك العقد قد كان هديه والده إلى والدته و كانت ترتديه دائماً بعنقها حتى يوم وفاتها.
ابعد نسرين المنتحبه عن صدره قائلا
=متأكده انه مش موجود، مش يمكن في حاجتك و مشوفتهوش.
اجابته نسرين من بين شهقات بكائها الحاده
=لا انا متأكده، زي ما انت عارف اني دايماً كل خميس في السهره بطلع كل مجوهراتي و انضفها و لما طلعت الصندوق ملقتش العقد و دورت عليه في كل حته مش موجود.

همست راقيه بحيره
=هيكون راح فين يعني...
هتف مؤنس بينما يمرر عينيه بينهم بقلق
=مش ممكن حد من الخدم طمع فيه و خده...
زمجر زاهر بقسوه الذي كان واقفاً يتابع المشهد مستنداً إلى عكازه
=الخدم اللي بتتكلم عنهم دول معايا من سنين و عمر ما حد فيهم مد ايده على حاجه في القصر ولا قشايه حتى نقصت...
ليكمل بينما يرمق مليكه بقسوه بثت الرعب بداخلها مما جعلها تقترب تلقائياً من نوح تقبض بيدها على قميصه من الخلف.

=شوفوا بقي مين اللي غريب علينا هنا وممكن يكون عملها...
هتفت نسرين بهستريه بينما تقبض على يد نوح
=جده عنده حق، وانا مش عايزه اتكلم علشا متزعلش بس انت عارف العقد ده بالنسبالي ايه علشان خاطري يا نوح رجعهولي...
شعرت مليكه بالتوتر فور ان رأت نوح يسلط عينيه عليها بنظرات قاسيه جعلت الخوف يدب باوصالها فقد كانت نظراته مليئه بالاتهام و الشك لكنها عنفت نفسها على الفور فنوح لن يشك بها ليس بعد كل ما عاشوه سوياً.

ربت نوح فوق ظهر نسرين بلطف
=متقلقيش هيرجعلك، ادخلي نامي و اوعدك بكره الصبح هيكون عندك
ارتمت نسرين بين ذراعيه تحتضنه بشده بينما تتراقص في داخلها من شده الفرح فما ترغب به قد وصلت اليه جزئياً.

بعد انصراف الجميع إلى غرفهم.
دلف نوح و مليكه إلى جناحهم وقفت تلك الاخيره بمنتصف الغرفه تفرك يديها بتوتر بينما تولي ظهرها اليه همست بينما تلتف اليه
=نوح انا...
لكن تجمدت الكلمات على طرف شفتيها عندما رأته يتجه نحو خزانتها ويبدأ العبث بها كأنه يبحث عن شئ ما، اقتربت منه هامسه بارتباك
=انت، انت بتعمل ايه...
لتكمل بغضب عندما رأته يبحث بين ملابسها و بحقائبها
=انت بتفتش في حاجتي يا نوح، بتشك فيا.

صاحت بانفعال اكبر عندما لم يجيبها واستمر فيما يفعله متجاهلاً اياها كأنها غير موجوده من الاساس
=تمام عندم الاوضه دور فيها براحتك، بس انا بقي مش هعقدلك فيها.

جذبت احدي الفساتين من الخزانه لكي تبدل قميص نومها حتى تستطيع الذهاب لكن تجمدت يدها فوق الفستان و قد اهتز جسدها بعنف كمن ضربته الصاعقه عندما رأته يخرج عقد ضخم من الماس من احدي حقائبها شحب وجهها كشحوب الاموات هامسه بصوت منخفض مرتجف وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شده الخوف
=نوح، و الله العظيم ما اخدته، والله العظيم دي اول مره اشوفه...

لكنها ابتلعت باقي جملتها متخذة عدة خطوات إلى الخلف عندما وجدته يقترب منها و على وجهه يرتسم تعبير موحش من يراه يفر هارباً من امامه...

بعد مرور ساعه...
كانت مليكه جالسه فوق الاريكه برأس منحني و وجه و عينين محتقنتين من شدة البكاء بينما كان نوح جالساً بالمقعد المقابل لها وعينيه مسلطه عليها بنظرات ثاقبه حاده...
طرق فوق الباب جذب انتباهه ثم دلفت بعدها نسرين للغرفه ترتدي ملابس نومها غمغمت بنعاس مصطنع فقد كانت تعلم جيداً لما شقيقها استدعها بهذا الوقت المتأخر ارتمت في المقعد المقابل لنوح
=خير يا نوح في ايه،؟!

لتكمل ببرائه و عينيها منصبه بشماته على مليكه الجالسه برأس منخفض
=مالها مليكه، هي معيطه ولا ايه
رفع نوح يده الممسكه بالعقد مظهراً اياه لها هتفت بفرح
=ايه ده لقيته...
لتكمل بتردد بينما تغضن وجهها قائله بخبث بينما تلتف إلى مليكه مره اخري متصنعه فحصها
=هو اللي انا فهمته صح،؟!
زمجر نوح بقسوه بينما ينتفض واقفاً
=ايوه اللي فهمتيه صح...
ليكمل بينما يجذب مليكه من ذراعها بحده من فوق الاريكه
=حرمي المصون، حراميه.

همست مليكه بصوت مرتجف
=نوح و الله...
انتفضت نسرين هاتفه بحده مقاطعه اياها حتى لا تعطيها فرصة الدفاع عن نفسها
=انا، انا بصراحه كنت شاكه فيها...
لتكمل كاذبه حتى تثبت التهمه عليها اكثر
=خصوصاً لما شافت العقد من يومين وانا لابساه كانت منبهره به بطريقه غريبه...
قاطعتها مليكه هاتفه بغضب و قد احتقن وجهها بشده
=كدابه، و الله العظيم ما حصل، دي اول مره اشوفه فيها.

صرخت بضعف عندما شعرت بقبضه نوح تشتد فوق ذراعها بقسوه اكبر
=تلمي هدومك، و مشوفش وشك في القصر هنا تاني...
كانت نسرين ترمق مليكه بنظرات ممتلئه بالتشفي بينما ارتسمت ابتسامه شامته فوق وجهها فور سماعها تلك الكلمات تخرج من شقيقها لكن تلاشت تلك الابتسامه فور ان التفت نحو نوح لتجد ان نظراته الممتلئه بالغضب كانت مسلطه عليها هي بدلاً من مليكه...
همست بصوت مرتجف
=انت، انت تقصد مين،؟!

ابتعد نوح عن مليكه ببطئ مقترباً من نسرين التي انتفضت واقفه بارتباك من فوق مقعدها بخوف عندما هتف بغضب
=اقصدك انتي، طبعاً، فاكرني هصدق لعبتك الوسخه دي...
ليكمل بقسوه و حده
=كنت عايزه توصلي ايه باللي عملتيه ده اني اطردها، و اطلقها، مش كده
هتفت نسرين بارتباك بينما تمرر عينيها بينهم
=عملت ايه، هو انا اللي قولتلها تسرق...
قاطعها مقرباً وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية مما جعلها تخفض عينيها في ذعر.

=انتي اللي حطيتي العقد ده هنا...
همست بتلعثم وهي لازالت مخفضه العينين.
=مح، صلش...
لتكمل بغل بينما ترفع عينيها نحو مليكه التي كانت جالسه تتابع ما يحدث بصمت
=اكيد، هي اللي ضحكت عليك وفهمتك كده...
صاحت بهستريه و غل
=ما انت خلاص، بقيت مبتسمعش او تشوف غير اللي هي بتقولك عليه نوح الجنزوري بجلالة قدره بقي زي الجزمه في رجل واحده زباله زي...

لم يشعر نوح بنفسه الا وهو يصفعها بقوه مما جعل رأسها يتراجع للخلف من قوه الصافعه صاحت بهستريه بينما تمسك خدها
=بتضربني، بتضربني يا نوح علشانها
ده انت عمرك ما عملتها...
زمجر نوح بقسوه بينما عينيه تلثتع بوحشيه مرعبه
=و اديكي بالجزمه كمان لما توصل بيكي قلة ادبك انك تشتمني وتشتمي مراتي لا و كمان عايزه تلبسيها مصيبه يبقي لازم اربيكي من اول جديد...
هتفت نسرين بحده بينما تعقد ذراعيه اسفل صدرها بتحدي.

=و مين قالك بقي اني انا اللي حطيت العقد مش هي اللي سرقته
لوي نوح فمه بسخريه مرمقاً اياها بإزداراء
=شوفتك وانتي طالعه من الجناح بتاعنا من يومين و بتتلفتي حواليكي زي الحراميه بالظبط، وقتها عرفت ان وراكي مصيبه بس مكنتش عارف ان الوساخه هتوصل بيكي لكده...
شحب وجه نسرين بشده فور سماعها كلماته تلك همست بصوت مرتجف
=نوح، انت فاهم غلط، انا، انا...
قاطعها نوح مزمجراً بقسوه
=انتي معتش ليكي قاعد هنا...

هتفت نسرين بذعر بينما تقترب منه بوجه منتحب
=بتطردني من بيتك يا نوح...
اكمل نوح متجاهلاً انتحابها هذا الذي كان يزلزل كيانه بوقت سابق
=منتصر هيجبلك مفتاح فيلا الشروق تعقدي فيها انتي و مؤنس...
بدأ انتحاب نسرين يتعالي مما جعل مليكه تنهض قائله بصوت منخفض بينما تضع يدها فوق ذراعه هامسه
=نوح مينفعش...
قاطعها نوح بحده
=مدخليش نفسك في الموضوع ده يا مليكه...
ليكمل بينما يلتف إلى نسرين التي كانت تبكي بشهقات مرتفعه.

=دلعي، و حبي ليكي هو اللي وصلك للقرف اللي انتي فيه ده، خلاص مش شايفه في حياتك غير نفسك حتى بنتك و جوزك مبتديهمش ربع اهتمامك بانك تخربي حياة غيرك...
اخفضت نسرين رأسها قائله بخفوت و ضعف
=انا، انا غلطت بس علشان خاطري يا نوح بلاش تبعدني عنك...
قاطعها بقسوه متجاهلاً اياها
=منتصر هايجي بكره يوصلكوا للفيلا...

وقفت نسرين تتطلع اليه بحسره و الم عده لحظات لكن عندما تأكدت من انه لا يوجد شئ قد يغير رأيه اتجهت بخطوات متثاقله نحو الطاوله تتناول من فوقها عقد والدتها الذي القاه نوح فوقها في وقت سابق، لكن سابقتها يد نوح الذي خطف العقد من فوق الطاوله هتفت بغضب بينما تطلع اليها بدهشه
=بتعمل ايه. العقد. ده بتاعي
قاطعها بصرامه بينما يتجه نحو مليكه.

=كان بتاعك قبل ما تقرري تستعمليه في لعبتك الوسخه متستهليهوش، العقد ده بقي بتاع مليكه.
هتفت نسرين بهستريه بينما بدأت تنتحب بقوه
=ده عقد ماما، انت بتقول ايه
هز كتفيه بلامبالاه مجيباً عليها ببرود بينما يغلق قفله حول عنق مليكه التي كانت تحاول الابتعاد رافضه ارتداءه لكنه حاصر خصرها بذراعه بقوه مثبتاً اياها حتى اغلقه
=كنت فكري في ده قبل ما تعملي الوساخه اللي عملتيها...
ليكمل عندما رأها تلتف و تنوي المغادره.

=حاجه كمان، عايز الصبح اصحي القي كل اللي في البيت عرف اللي انتي عملتيه ا خصوصاً جدك المحترم اللي اتهم مراتي، ده لو مش عايزاني طبعاً اقولهم بنفسي...
احتقن وجه نسرين بشده قبضت على يديها صارخه بقوه مرمقه مليكه بنظرات ممتلئه بالغل والحقد قبل ان تلتف وتغادر الغرفه مغلقه الباب خلفها بقوه اهتزت لها ارجاء المكان...
اقتربت مليكه من نوح هامسه بصوت مرتجف
=كنت قاسي اوي معها...

زفر بحنق بينما يلتف اليها مغمغماً بصوت مختنق
=كان لازم، ابقي كده، لازم اخاليها تفوق. وتبطل الانانيه اللي بقت فيها جوزها كل يوم بيشتكيلي من عمايلها معاه ومع بنتهم وانا زهقت من الكلام معها ده غير طريقتها الزباله مع الناس اللي شغالين هنا...
مرررت يدها فوق ذراعه بحنان بينما تنزع العقد و تضعه بيده.

=انا عارفه انك كنت بتقول كده بس علشان تضايقها، لكن انا و انت عارفين كويس ان العقد ده بتاع نسرين ومن حقها هي بس صح
اومأ برأسه بصمت بينما يقبض على العقد الذي بين يده بقوه قبل ان يضعه برفق فوق الطاوله ثم التف اليها محيطاً رأسها بيديه مقبلاً اعلي جبينها.

=عارف انك اكيد اضايقتي من كلامي ليكي قدامها، بس زي ما انتي عارفه كان لازم زي ما اتفقنا نمثل قدامها اني مصدقها واني هطردك علشان اتاكد واشوف رد فعلها بعيني...
((، فلاش باك، ))
=نوح، و الله العظيم ما خدته، والله دي اول مره اشوفه...
لكنها ابتلعت باقي جملتها متخذة عدة خطوات إلى الخلف عندما وجدته يقترب منها و على وجهه يرتسم تعبير موحش من يراه يفر هارباً...

اخذت تتراجع للخلف بخوف حتى اصطدم ظهرها بقسوه بالحائط خلفها انفجرت باكيه بقوه عندما اصبح واقفاً امامها لا يفصل بينهم سوا بضعه بوصات قليله لتصبح محاصره بين جسده و الحائط من خلفها همست من بين شهقات بكائها عالمه بانه لن يصدقها فدليل ادانتها بيده
=والله، والله العظيم، ما سرقته
قفز قلبها بداخل صدرها بعنف عندما قاطعها بينما يتطلع اليها بحنان محيطاً وجهها بيديه برقة
=عارف، و مش محتاجه تحلفيلى.

ليكمل بينما يقبل وجنتيها بحنان عندما بدأت تنتحب بقوه اكبر
=اهدي، اهدي يا حبيبتي
بدأ جسدها بالارتجاف مما جعله يجذبها نحوه محتضاً اياها بقوه بين ذراعيه دفنت وجهها بعنقه ظل يربت فوق ظهرها بحنان هامساً لها ببضعة كلمات مهدئه حتى هدأت تماماً همست بصوت ضعيف مختنق
=العقد، العقد ده ايه جابه دولابي...
اجابها بهدوء بينما لا يزال يمرر يديه بحنان فوق ظهرها
=نسرين، نسرين اللي ورا كل ده هي اللي حطته في دولابك.

انتفضت رافعه وجهها من فوق صدره هاتفه بصدمه وعينيها متسعه من الدهشه
=نسرين،؟! عرفت ازاي انها هي،؟!
زفر بضيق قائلاً وهو يمرر يديه على خديها يزيل دموعها برقة مجيباً على سؤالها
=فاكره اليوم، اللي هي اعتذرت فيها منك و قالت هتطلع تلبس علشان تجهز وقتها انتي نسيتي تاخدي العلاج بتاعك قبل الاكل و انا طلعت اجيبهولك ولما طلعت لقيتها بتخرج من جناحنا وعماله تتلفت حواليها زي اللي عامله مصيبه.

محبتش وقتها اواجهها علشان متكدبش و اقدر اوصل للي هي بتخططله سبتها تفتكر ان كل حاجه تمام وفضلت مستننى كنت عارف انها ناويه على حاجه. و هتكشف نفسها...
همست بصوت منخفض مرتجف وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شده الخوف
=طيب هي بتعمل كده ليه عايزه توصل لايه من كل ده
اجابها نوح بهدوء بينما يشدد من احتضانه لها...

=عايزاني اطردك بايدي من هنا، هي عارفه قد ايه العقد ده غالي بالنسبالي بسبب انه مكنش بيفارق ماما الله يرحمها وعارفه اني مش هرحم اللي خده...
انحني نحوها ممرراً يده برقه فوق وجهها يرسم ملامحها باصبعه ببطئ
=عايزك تجاريني في اللي هعمله قدامها، وتستحملي كلامي معلش...
اومأت برأسها بالموافقه بصمت بينما قربها منه هو حاضناً اياها اليه بحنان...
(((، نهاية الفلاش باك، )))
غرزت مليكه اسنانها في شفتيها قائله بتردد.

=نوح، هو انت لو مكنتش شوفتها و هي خارجه من اوضتنا. و لقيت العقد في شنطتي كنت هتصدق اني انا سرقته،؟!
اجابها مقبلاً جبينها بحنان
=ابداً، عمري ما كنت هشك فيكي ولو للحظه واحده
ليكمل بينما يدفن رأسه بعنقها يلثمه بشغف
=اللي ترفض مرتب اكتر من 100الف جنيه، و كاريدت مفتوحه ولحد دلوقتي مصرفتيش منها جنيه، واللي كل ما اجبلها هديه تعذبني عقبال ما تقبلها...

ابتسمت بسعاده دافنه اصابعها بشعره مستمتعه بملمسه الحريري اخذ يقبل عنقها حملها بين ذراعيه متجهاً نحو الفراش ليغبان على الفور في عالمهم الخاص...

بعد مرور اسبوع.
كانت مليكه واقفه فوق اليخت الخاص بنوح تتأمل المكان الذي اصبح قطعه من الجنه فقد زين بشكل يخطف الانفاس شعرت بذراعي نوح تلتف حول خصرها من الخلف جاذباً اياها منه بلطف حتى اصبحت تستند إلى صدره دفن وجهه بعنقها ملثماً اياه بحنان هامساً باذنها
=كل سنه و انتي طيبة يا مليكتي...

استدارت بين ذراعيه حتى اصبحت تواجهه همست بصوت مرتعش وعينين تلتمع بالفرح لا تصدق بانه قد علم بتاريخ ميلادها الذي كان يصادف اليوم
=انت، انت عرفت منين،؟!
اجابها بينما يمرر يده فوق وجنتيها يرسم حدودها بلطف
=ناسيه ان ملفك اللي كان في الشركه معايا...
شحب وجهها فور تذكرها السبب الذي جعل ملفها المهني معه
همست بينما تخفض عينيها عنه.

=بمناسبه الملف بتاعي. وعيد ميلادي. انا. انا بكره هروح للمحامي وهخليها يعمل العقود وهنقلك ملكية الارض.
هتف نوح بحده بينما يرفع وجهها اليه
=ايه اللي بتقوليه ده، بقي بعد كل اللي بنا ده و جايه تتكلمي في الارض...
غمغمت بارتباك فقد كانت تعلم حتى وان لم تكن هي من سرقة زوجة والده فشقيقتها هي من فعلت و الحقت الضرر بهم
=نوح، انا...
قاطعها بحده بينما تلتمع عينيه بشراسه مرعبه.

=الموضوع ده انتهي من اول ما قررت انا وانتي نكمل حياتنا سوا، الارض دي بتاعتك، و مش عايز اسمع كلام تاني في الموضوع ده فاهمه.
اومأت رأسها بصمت اقتربت منه ببطئ عندما وجدته لايزال متجهم الوجه
=خلاص يا حبيبي متزعلش...
لتكمل بينما تعقد ذراعيها حول عنقه رافعه نفسها على اطراف اصابعها اخذت تقبل وجهه قائله بدلال اطاح بعقله
=خلاص بقي علشان خاطري، يعني يوم عيد ميلادي و تبقي زعلان مني، والله مكنتش اقصد.

ضمها اليه بحنان مقبلاً وجنتيها مغمغماً
=مليكه دي اخر مره تحسسني ان جوازنا لسه مربوطه باتفاقيه...
ليكمل بينما يشدد ذراعيه من حولها
=انا مش عايز حاجه غيرك، عايزك تفهمي ده كويس
اشرق وجهها بابتسامه رائعه بينما اخذت السعاده تتراقص بداخلها عند سماعها كلماته تلك همست بينما تقبل اذنه بحنان
=وانا مش عايزه من الدنيا دي كلها غيرك...
ادخلت يدها في الفراغ بين سترته وقميصه تحتضنه بقوة.

ابعدها عنه بلطف مغمغماً بانفس متثاقله
=مليكه، لسه اليوم طويل.

ليكمل بينما يمرر عينيه بشغف فوق الفستان الرائع الذي كانت ترتديه فقد كان رائع مظهراً جمالها فقد اشتراه لها خصيصاً من اجل هذه الليلة شعرت وقتها مليكة بالصدمه و لكن عند خروجهم من غرفتهم قام بجذب معطف طويل من معاطفه و جعلها ترتديه كان المعطف يغطيها من اول عنقها حتى ما بعد ركبتيها بكثير هتفت وقتها بصدمه ما الذي يفعله لكنه لم يجيبها وجذبها معه للخارج لكنها فهمت الامر الان فقد كان العشاء على اليخت الخاص به الذي لم يكن به سواهم.

اتجه بها نحو طاولة موضوع عليها كعكعة عملاقه رائعه لم ترا مثلها بحياتها قام نوح باشعال احدي الشمعات ثم جذبها وجعلها تقف امامها همس باذنها بينما يقف خلفها
=كل سنه و انتي معايا ومنوره حياتي.
ليكمل بينما يمرر يده بحنان فوق بطنها المسطحه
= والسنه الجايه. ابننا يبقي معانا.
وضعت يدها فوق يده التي فوق بطنها تضغط عليها بقوه بينما التمعت دموع الفرح بعينيها فور تخيلها لهم وهم واقفين مع ابنهم بهذا الشكل.

قبل خدها هامساً بحنان
=اتمني امنيه يا حبيبتي يلا...
اغمضت عينيها عدة ثوان ثم فتحتها نفخت في الشمعه التي انطفئت على الفور ثم استدارت بين ذراعيه تضمه اليها بقوه هامسه باذنه
=عارف اتمنيت ايه...
لتكمل دافنه وجهها بعنقه تقبله بشغف وحب
=اتمنيت انك تفضلي عل طول في حياتي سندي في الدنيا و عوضي من ربنا...
ضمها اليه بشده بينما اخذت ضربات قلبه تزداد بقوه اخفض رأسه نحوها متناولاً شفتيها في قبله عميقه حاره...

جاذباً اياها نحو جسده الصلب اكثر حتى اصبحت ملاصقه به معمقاً قبلته اكثر...

في اليوم التالي...
دلف نوح و مليكه القصر بعد قضائهم ليلتهم باليخت متنعمين بوجودهم معاً بمفردهم على متنه
كانت مليكه تضحك بقوه على شئ قد قاله نوح عن ملابسها التي ترتديها فقد كانت ترتدي بنطال وقميص يخصانه من ملابسه التي على متن يخته فعندما رفض ان تعود القصر بفستانها ذاك خاصه وان معطفه قد سقط بالبحر اثناء مشاغبتها اياه عند رفضها ارتداءه مره اخري مما جعلها تضطر ترتدي ملابسه...

تلاشت ضحكتها تلك فور ان وقعت عينيها على المرأه الجالسه بجانب راقيه ببهو القصر
همست مليكه بصوت مختنق
=ماما...
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
. تلاشت ضحكتها تلك فور ان وقعت عينيها على المرأة الجالسة بجانب راقية ببهو القصر
همست مليكة بصوت مختنق
=ماما...
انتفضت فردوس واقفه فور رؤيتها لمليكة الواقفة تنظر اليها وعلامات الصدمة مرتسمة فوق وجهها
اقتربت منها سريعاً هاتفه بصوت متلهف
=مليكه حبيبتي...
لتكمل بينما تحتضنها بشده بين ذراعيها
=واحشتني، واحشتني اوي يا حبيبتي.

خرجت مليكه من جمودها هذ مبادله اياها عناقها همست بصوت مرتجف و هي لازالت لم تستوعب انها امامها و موجوده معها هنا بالفعل فقد مر اكثر من 9 سنوات على اخر مرة رأتها بها
=وانتي كمان واحشتيني...
ربتت فردوس على ظهرها قائله بينما تبتعد عنها و عينيها مسلطه على نوح الواقف يراقبهم باهتمام واضح
=انت. انت طبعاً نوح جوز مليكه، انا. انا ابقي فردوس مامت مليكه.

اومأ لها نوح رأسه باحترام بينما يمد يده اليها مصافحاً اياها
=اهلاً بحضرتك...
اتسعت ابتسامه فردوس بينما تصافح يده بحماس
=اهلاً بيك انت يا حبيبي...
لتكمل بينما تلتفت نحو مليكه بينما يتجهوا نحو غرفة الاستقبال بينما فردوس تحاوط مليكه بذراعيها باشتياق واضح للجميع...
=انا وصلت امبارح هنا بس انتوا مكنتوش موجودين...

جلست على الاريكه جاذبه مليكه بجانبها تضمها اليها بينما تعقد ذراعيها حولها تعجبت مليكه من ذلك كثيراً فوالدتها لم تظهر نحوها اي عاطفه من قبل فهذه هي المره الاولي التي تحتضنها بهذا الشكل...
غمغم نوح الذي كان يجلس بالمقعد المقابل للاريكه التي تجلس عليها مليكه بينما يضيق عينيه عليهم قائلا
=بس مش غريبه يا فردوس هانم انا اعرف مليكه من حوالي سنه و عمري ما قابلتك خالص...

اجابته فردوس بينما ترمق مليكه بنظرات ممتلئه باللوم...
=اصل من يوم ما انفصلت عن بابا مليكه و انا عايشه في استراليا...
انتفضت مليكه مبتعده من بين ذراعيها قائله بصدمه
=استراليا ايه؟! انتي مش كنت عايشه في امري...
قاطعتها فردوس سريعاً بارتباك بينما تجذبها بين ذراعيها مره اخري...
=بقالي اكتر من 15سنه عايشه في استراليا من وقت ما اتجوزت طلعت الله يرحمه...
لتكمل بينما تلتف للاخرين قائله بتوتر كأنها تبرر الامر.

=بس انا كنت بنزل مصر كل سنه علشان اشوف مليكه طبعاً.
كانت مليكه تستمع اليها شاعره بالاختناق من كذب والدتها فهى لم ترها فقد مر اكثر من 9 سنوات على اخر مرة رأتها بها كانت مليكه وقتها بال16 من عمرها كانت تحاول وقتها اقناعها بترك و الدها و ان تأتي معها و عندما رفضت غادرت بذات اليوم ولم تراها من وقتها.

لكنها صمتت فلم ترغب باحراجها امام الاخرين فلعلها تفعل ذلك حتى تحسن من مظهرها حتى لا تظهر امامهم كالام الغير مباليه بابنتها. فمن تستطيع عدم رؤية ابنتها طوال تلك السنوات فبالتأكيد لا تهتم او تكترث لها.

ظلت تستمع إلى واصلة كذب والدتها التي كانت تحكي لهم عن مغامراتهم سوياً و التي بالطبع لم تحدث ابداً و كم كانت طفله وديعه هادئه ابتسمت مليكه بداخلها بسخريه فالمره الاولي التي رأتها بها بعد يوم والدتها طبعاً كانت وقتها تبلغ سن السابعه...
سألها نوح بينما يعتدل في جلسته و عينيه مسلطه على مليكه التي كانت جالسه بوجه متجهم
=طيب لما انتي و مليكه قريبين اوي كده ليه محضرتيش فرحها.

اجابته فردوس بينما ترمق مليكه بلوم
=يمكن علشان مليكه معرفتنيش انها هتتجوز اصلاً...
لم تستطع مليكه تمالك نفسها اكتر من ذلك انتفضت هاتفه بحده و غضب
=او يمكن علشان اتصلت بيكي اكتر من 100 مره و انتي مردتيش...
غمغمت فردوس بارتباك و قد شحب وجهها
=يا مليكه، انا غيرت رقم تليفوني من زمان
لتكمل باستعطاف محاوله جذب انتباههم عما قالته مليكه.

=غيرته بسبب الديون اللي كانت عليا بعد ما جوزي اتوفي، اضطريت اغيره بسبب الداينين، وانا حاولت اتصل بيكي كتير برضو بس على رقمك اللي معايا كان دايماً مقفول...
مررت يدها على رأس مليكه متصنعه الاسف
=عارفه يا حبيبتي انك اكيد زعلانه مني، وليكي حق بس انتي متعرفيش اللي حصلي خلال السنه اللي فاتت انا اتبهدلت كتير...

همست بينما بدأت بالبكاء مما جعل راقيه التي كانت جالسه تستمع بصمت إلى ما يحدث تنهض وتجلس بجانبها مربته فوق كتفيها مواسيه اياها بلطف همست من بين شهقات بكائها مما جعل مليكه تشعر بالضيق و عدم الراحه بداخلها
=قسمت جوزي، مات وسابلي ديون كتير قضيت طول ال 7 شهور اللي فاتوا بحاول اسدهم لحد ما اخيراً قدرت اسدد كل ديونه، و رجعت مصر وانا مملكش جنيه واحد...
لتكمل بينما تلتف إلى نوح قائله بصوت منخفض.

=انا عارفه ان اللي هطلبه ده صعب بس ممكن تستحملوني هنا يومين لحد ما ادبر اموري واشوف شقه على قدي...
قاطعتها راقيه هاتفه بشفقه و قد امتلئت عينيها بالدموع
= تنورينا طبعاً...
همست فردوس بينما تمسح وجهها من الدموع العالقه بها
=معلش استحملوني، عارفه اني هتقل عليكوا...
انحني نحو للامام مربتاً فوق يدها قائلاً بحزم و صرامه
=متقوليش كده قبل ما يكون ده بيتي ده بيت مليكه، و بيت مليكه يعني بيتك...

من ثم مد يده متناولاً يد مليكه التي كانت جالسه بصمت شاعره بالارتباك مما يحدث حولها شعر بيدها بارده كبرودة الثلج بين يده مما جعله يضغط عليها بقوه محاولاً بث الاطمئنان بها لتشبك اصابعه باصابعه داعيه الله ان يمر كل هذا بسلام فلن تتحمل اي شئ قد يبعده عنها بعد الان.

في المساء...
كانت مليكه واقفه بغرفة والدتها تساعدها في ترتيب حقائبها هتفت فردوس بينما ترتمي فوق الفراش بينما تتأمل الغرفه الفخمه التي خصصت لها
=اها يا بنت الايه، وقعتي واقفه، اثبتي انك بنت امك بصحيح
لتكمل عندما لم تجيبها مليكه
=بس صحيح ازاي قدرتي توقعي واحد زي نوح الجنزوري...
قاطعتها مليكه بغلاظه بينما تلقي قطعة الملابس من يدها فوق الفراش.

=موقعتش حد، انا مش بحب نوح بس، لا انا بعشقه وفلوسه دي كلها متهمنيش اللي يهمني هو و بس...
القت فردوس رأسها للخلف بينما تضحك بسخريه.
=بتحبيه،! قولتيلي.
لتكمل بينما تهز ساقيها التي كانت خارج الفراش حيث كانت نصف مستلقيه فوقه و على وجهها ترتسم علامات التفكير
=لا، بس هو شكله بيحبك، و واقع فيكي اوي كمان. يعني لو طلبتي منه عينه هيدهالك
زمجرت مليكه بغضب بينما تعقد ذراعيه فوق صدره حتى تخفي ارتجاف يديها.

=بس انا مش ناويه اطلب منه عينه، ولا هطلب منه حاجه اصلاً علشان تبقي فاهمه كده من الاول...
انتفضت فردوس واقفه مقتربه منها بينما تهتف متصنعه البرائه
=مالك يا مليكه في ايه، اهدي احنا بنتكلم عادي...
ابتعدت مليكه عن يديها التي امدت نحوها مغمغمه بحنق و ضيق
=انتي عرفتي منين بجوازي من نوح،؟!
اجابتها بينما تعاود الاستلقاء فوق الفراش مره اخري.

=من الاخبار طبعاً، انا متابعه كل الاخبار اللي بتحصل في البلد هنا و طبعاً الصحافه الايام اللي فاتت مكنش وراها غير الزفاف الاسطوري للملياردير نوح الجنزوري.
قاطعتها مليكه بارتباك محاوله تجاهل نبره الجشع الواضحه في كلماتها.
=انتي فعلاً جوزك مات، و اللي قولتيه ده حقيقي،؟!
ابتسمت فردوس بسخريه قائله
=هو انا كنت اتجوزت علشان يموت
غمغمت مليكه بحده
=اومال الفيلم اللي عملتيه تحت ده كان ايه...

اجابتها بينما تتناول خصله من شعرها تلويها بين اصابعها.
=يعني قولت ينولني من العز اللي انتي فيه ده جانب، ده غير ان اختك الزفته باعت كل حاجه و معرفش اختفت فين.
صاحت مليكه مقاطعه اياها بينما احتقن وجهها من شده الغضب المشتعل بداخلها...
=علي جثتي لو طولتي من نوح جنيه واحد. مش هسمحلك تستغليه فاهمه
بقي راميني طول عمرك برا حياتك و يوم ما افتكرتينى علشان تستغلي جوزي...

لتكمل بقسوه بينما تقترب منها بخطوات متثاقله
= لو فاكراني مليكه العيله الصغير اللي كانت بتستحمل كلام اللي زي السم، ولا مليكه الهبله اللي بنتك لبستها مصايبها تبقي غلطانه اللي هايجي جنب نوح انا هاكله بسناني فاهمه...
قاطعتها فردوس هاتفه بحنق بينما تشير لها بيدها
=اهدي، اهدي ايه قطر، بعدين انا مالي ومال اللي اختك عملته فيكي
همست مليكه و قد شحب وجهها
=انتي كنت عارفه اللي ملاك عملته فيا.؟!

اجابتها فردوس مرمقه اياها ببرود
=قصدك على حوار الارض، و نصبها على راقيه الكحلاوي.
غمغمت مليكه بصوت مرتجف شاعره بالبروده تتسلل إلى جسدها.

=يعني عارفه اللي هي عملته فيا، و كنت عارفه ان كنت ممكن اتسجن مكانها و رغم ده مهنش عليكي تتصلي بيا او حتى تردي على اتصالاتي تشوفني عملت ايه في المصيبه دي، و متقوليش غيرت رقمي لان انا وانتي عارفين كويس ان رقمي زي ما هو انا لو سكت على كدبك قدامهم فسكت علشان مخاليش شكلك زفت قدامهم...
اجابتها بارتباك بينما تمرر يدها بعصبيه خلف عنقها
=قولت هتتصرفي في الارض بتاعت ابوكي، و هتسدديهم.

صاحت مليكه بينما تحاول كتم ب
الدموع المحتقنه بعينيها حتى لا تجعلها تري مدي الالم الذي سببه لها عدم اهتمام او اكتراثها بها
=الارض،؟! الارض اللي انتي عارفه كويس اني مقدرش اتصرف فيها قبل ما اكمل 25سنه...
همت فردوس بالرد عليها لكن قاطعها صوت طرق فوق باب غرفتها و دخول صفيه الخادمه...
=راقيه هانم بعتتني علشان اوضب شنط حضرتك...
هتفت فردوس سريعاً متنفسه براحه منتهزه الفرصه لكي تتخلص من هدا الحديث.

=طبعاً، طبعاً اتفضلي...
لتكمل ببرود بينما تتجه نحو الحمام الملحق بغرفتها
= هدخل اخد شور...
راقبتها مليكه تختفي بالحمام باعين محتقنه بشده قبل ان تهتف خلفها غير مهتمه ما اذا كانت صفيه ستسمعها ام لا
=افتكري كلامي كويس، مش هسمحلك تقربي منه
ثم غادرت الغرفه مغلقه الباب خلفها بقوه.

بعد تركها غرفة والدتها دخلت مليكه الغرفه لتجد نوح غارقاً بالنوم و اللاب توب الخاص به لايزال مفتوح فوق ساقيه فيبدو انه قد سقط بالنوم اثناء انتظاره لها وقفت تتأمله عدة لحظات وقلبها يتضخم بداخلها من شدة حبها له اتجهت نحوه رافعه اللاب توب من فوق ساقيه مغلقه اياه واضعه فوق الطاوله قبل ان تجذب الغطاء فوق جسد نوح مقبله جبينه بحنان من ثم اتجهت نحو خزانتها مخرجه احدي قمصان نومها قبل ان تتجه نحو الحمام لكي تغتسل قبل نومها.

خرجت من الحمام و قد استبدلت ملابسها اتجهت نحو الفراش بقلب مثقل حزين استلقت فوقه من ثم اقتربت من نوح رفعت ذراعه بهدوء و خفه حتى تستطيع ان تدس جسدها بحضنه لفت ذراعها حول ظهره تضمه اليها بقوه...
دفنت وجهها بعنقه تستنشق رائحته التي تعشقها واصبحت مدمنه عليها فقد كانت مزيج مميز من عطره الخاص و سجائره فقد كانت تعلم بانه معتاد على التدخين لكنها تنوي ان تغير له عادته تلك فصحته اهم من اي شئ...

مررت يدها بحنان فوق ظهره اجاذبه الغطاء فوقه مغطيه اياه بالكامل فقد كانت الليله بارده للغايه...
تجمدت عندما شعرت بيده تمر بحنان فوق ظهرها همست بينما تشدد من احتضانها له
=صحيت ليه يا حبيبي، نام لسه بدري عن ميعاد الشغل
غمغم بصوت اجش منخفض من اثر النوم
= انا كنت مستنيكي بس غصب عني نمت و انا قاعد، عايز اعرف مالك في ايه
همست بارتباك بينما تشددت ذراعيها من حوله
=مالي، ايه مش فاهمه،؟!

رفع وجهها اليه مسلطاً نظراته الثاقبه عليها
=ليه حاسك مش مبسوطه ان مامتك هتعقد معانا هنا...
زفرت بحنق بينما تدفن يدها في شعره الكث الناعم متنعمه بملمسه الحريري اسفل يدها بينما تدلك رأسه ببطئ
=مش مضايقه انها هتعقد معانا، بس مش مرتاحه انا و ماما دايماً علاقتنا متوتره...
قبل انفها بحنان مبعداً بلطف خصلات شعرها الحريري من فوق عينيها.

=يمكن علشان كانت دايماً بعيده عنك، بس مهما كان دي مامتك ولها حقوق عليكي. وتعتبر ضيفه في بيتنا...
قاطعته مليكه هاتفه بمرح
=جري ايه يا سي نوح انت بتوصيني على مامتي، كأنك خايف ان أكلها.
ضحك بخفه مقبلاً طرف شفتيها بلطف
=لا، مش كده بس مش عايز حاجه تزعلك او تضايقك. اتفاقنا.
اومأت بالموافقة بصمت قبل ان تدفن وجهها في عنقه ممرمغه انفها به مستنشقه بعمق رائحته لعلها تهدئ قليلاً الخوف الذي ينبض بداخلها...

في اليوم التالي...
كانت مليكه واقفه بالمطبخ الملحق بجناحها الخاص هي و نوح تصنع له العشاء بنفسها، فوالدتها منذ الصباح الباكر غادرت القصر متحججه بمقابله اصدقائها القدامي و لم تعد حتى الساعه السابعه مما يعني انها سوف تحضر العشاء مع باقي افراد العائله لذا قررت مليكه ان تقوم بتحضير العشاء بالمطبخ الخاص بالجناح حتى تقوم بعشاء لطيف لها و لنوح على الشرفه محاوله ان تضيف له بعض الاجواء الرومانسيه.

و كان هذا ايضاً هو الحل الامثل حتى لا تجمع بين والدتها و نوح فسوف تحاول على قدر الامكان ان تقلل من اجتماعهم سوياً فلن تعطي لها الفرصه باستغلاله كيفما تريد كما كانت تفعل مع والدها فقد كان والدها يملك الكثير من المال قبل زواجه منها، وبعد زواجهم استغلت حب والدها لها و جعلته يكتب لها معظم املاكه و لم يترك سوا الارض التي ورثها عن جده تلك التي ورثتها مليكه عنه بعد وفاته...

دخل نوح الجناح الخاص بهم يبحث بعينه عن مليكه اول شئ كعادته لكنها لم تكن موجوده بغرفه النوم اندهش من هذا كثيراً فقد اعتاد على استقبالها له كل يوم فدائماً تكون بانتظاره وعلى وجهها ترتسم ابتسامه مرحبه رائعه ترتمي بين ذراعيه تضمه بشده اليها كما لو كان غاب عنها عاماً كاملاً وليس بضعه ساعات قليله...

اتجه نحو الحمام لكنه وجده فارغاً هو الاخر لكنه تسمر عندما سمع اصوات تأتي من المطبخ الملحق بالجناح فبرغم تجهيزه باحداث الاجهزه والادوات الا انه يعد مهجوراً لا يدخلونه الا لملئ كوب ماء فقط...

اتجه إلى هناك على الفور ليصل اليه صوت غناء مليكه مما جعله يبتسم لكنه تجمد بمكانه فور رؤيته لها واقفه امام طاوله المطبخ تقطع بعض الخضار و من حولها الادوات مبعثره باهمال فيبدو عليها انها تصنع الطعام لهم. فهذه هي المره الاولي التي يراها بها تطبخ استند إلى اطار الباب يراقبها باعين تلتمع بالشغف وعلى وجهه ابتسامه مشرقه مراقباً ادق تحركاتها لكنه لم يستطع الانتظار اكثر من ذلك و اتجه نحوها بخطوات بطيئه حتى وقف خلفها مباشره لف ذراعيه حول خصرها جاذباً اياها اليه ليرتطم ظهرها بصلابه صدره صرخت مليكه فازعه لكن فور تعرفها عليه انقلبت صرختها تلك إلى ضحكه مرحه.

=حرام، عليك يا نوح والله قلبي كان هيقف...
ادارها بين ذراعيه لتصبح مواجهه له تأمل شعرها المرتفع لاعلي في كعكه مبعثره ولطخات الطحين على انفها و جبينها همس بينما يخفض رأسه مقبلاً بشغف العرق النابض بعنقها.
=حبيبي بيلبخ في ايه،؟!
ابتعدت عنه ضاربه اياه بقبضتها في صدره هاتفه بحنق
=بلبخ...
لتكمل بينما تضيق عينيها عليه
=تصدق اني غلطانه ان حبيت اأكلك من ايديا...

شدد من قبضته حول خصرها ملصقاً اياها به رافعاً يدها إلى فمه مقبلاً اياها بحنان وشغف في ذات الوقت
=لا طبعاً. تسلم ايدك يا حبيبتي...
ليكمل بمرح مغيظاً اياها
=بس برضو ده ميمنعش ان اخاف، انتي ناسيه الحاجه الوحيده اللي شربتها من ايدك كانت القهوه و كانت استغفر الله العظيم...
انفجرت مليكة ضاحكة فور رؤيتها لتعبير الاشمئزاز المرتسم فوق وجهه.

مررت اصبعها فوق انفه ثم اخفضته ببطئ فوق شفتيه لكنها ابعدته سريعاً ضاحكه عندما هم نوح بعضه غمغم قائلاً باعين تلتمع بالشقاوه
=طيب ايه رأيك تسيبك من الأكل ده دلوقتي...
ابتعدت عنه مليكه هاتفه بينما تتناول ملعقة الطعام الضخمه من فوق الطاوله مشيره بها في الهواء امام وجهه
=لا طبعاً عارف انا بعمل الاكل ده من امتي...
لتكمل واضعه يدها حول خصرها
=3 ساعات يا سي نوح...

كان يحاول كبت ضحكته على حركتها الغاضبه تلك عندما رأها تقترب منه قائله بصوت مهدد بينما تضيق عينيها فوقه
=بتتريق، طيب ايه رأيك لو الاكل طلع حلو و عجبك هيكون ليا الحق في اني اطلب منك اي حاجه انا عايزاها، و انت هتنفذها على طول
لف ذراعه حول خصرها جاذباً اياها نحوه لترتطم بصدره الصلب انحني مقبلاً عنقها هامساً
=موافق...
ليكمل بينما يرفع رأسه نحوها مزيلاً بحنان بيده بقع الطحين من فوق وجهها.

=بعدين انتي مش محتاجه ان الاكل يعجبني علشان تطلبي مني حاجه يا مليكه، اللي انتي عايزه تطلبيه وفي ثواني هيكون عندك...
ارتفعت على اطراف اصابع قدميها مقبله خده بلطف وابتسامه رائعه تزين وجهها
=ربنا يخاليك ليا...
لتكمل بينما تمرر يدها فوق كتفيه
=يلا يا حبيبي غير هدومك. لحد ما الاكل يجهز.
اومأ برأسه معيداً قبلتها فوق خدها قبل ان يتركها ويتجه لداخل غرفة نومهم...
بعد مرور عدة دقائق...

عاد نوح للمطبخ و قد استبدل بدلة عمله بتيشرت ابيض بسيط و بنطال اسود مريح. قابلته مليكه بابتسامه رائعه هاتفه
=الاكل خلص. بس المكرونه البشاميل هتاخد وش تحت الفرن بس...
لتكمل بينما تشير إلى الازرار الخاصه بالفرن
=مهمتك انت بقي، بعد 5 دقايق تقفل الفرن وانا هروح اخد دش و اغير هدومي بسرعه تمام.؟!
اومأ لها بحزم واضعاً يده بجانب رأسه كأنه يوافق على اوامر رئيسه بالعمل
=تمام يا فندم...

انفجرت ضاحكه على حركته تلك بينما تغادر المطبخ راكضه.

وقف نوح يتأمل الطعام الذي صنعته من اجله بانبهار و صدمه في ذات الوقت فقد صنعت العديد و العديد من انواع الطعام المختلفه من طعامه المفضل اغلق الفرن ثم اخرج المكرونه ذات الشكل الشهي و المغري و وضعها فوق الطاوله من ثم بدأ بتنظيم الطعام عندما وصل اليه رائحة مليكه التي اصبح مدمنا عليها تملئ المكان مما جعل خفقات قلبه تزداد بقوه رفع رأسه سريعاً ليجدها واقفه بباب المطبخ ترتدي ذاك الفستان الذي اشترياه سوياً و الذي اخذ عقله وقتها ترك ما بيده سريعاً متجهاً نحوها...

التفت حول نفسها قائله بحماس
=ايه رأيك،؟!
اجابها بانفس ثقيله بينما يقربها منه
=زي القمر يا حبيبتي...
كادت مليكه ان تستسلم له لكنها ابتعدت عنه في اخر لحظه قائله بينما تتجه نحو طاوله المطبخ...
=يلا الاكل هيبرد...
زفر نحو بسخط بينما يتجه نحوها حتى يساعدها في تجهيز الطعام على الطاوله...
=يلا يا اخرة صبري...

بعد وضعهم الطعام فوق الطاوله بشرفة جناحهم و لم يعترض نوح على ذلك فقد كانت تطل على جزء من الحديقه خاصه بهم فقط محظور على اي شخص الدخول بها جلست مليكه امامه بتأهب تنظر اليه باعين متسعه مترقبه بينما تراقبه يضع اول قطعه من من المعكرونه بفمه...

اطلق تنهيده تلذذ فور ان ذاق المكرونه فقد كانت ألذ مكرونه بشاميل قد اكلها بحياته رفع نظره اليها ليراها على حالتها من الترقب تلك ليقرر مشاغبتها قليلاً همس بينما يتصنع ابتلع الطعام بصعوبه راسماً الاشمئزاز فوق وجهه
=ايه ده يا مليكه،؟!
همست بصوت مرتجف بينما تهز رأسها وعينيها تنتقل من وجهه إلى طبقه الممتلئ بالطعام
=اييه،؟!
اجابها و لايزال الاشمئزاز مرتسم فوق وجهه.

=استني ما ادوق الفراخ المشاويه، يمكن يكون فيها الامل شويه
قطع قطعه من الفراخ واضعاً اياها بفمه برغم جمال مذاقه الا انه هتف بغضب مصطنع
=ايه ده يا مليكه، فحم الفراخ عامله زي الفحم...
همست بصوت مرتجف بينما امتلئت عينيها بالدموع فقد صنعت هذا الطعام له خصيصاً من اجل اسعاده لكن لقد خربت الامر تماماً
=انا، انا...

لكنه لعن بصوت مرتفع بينما ينتفض واقفاً جاذباً اياها من فوق مقعدها عندما رأها على وشك الانفجار بالبكاء احتضنها بين ذراعيه مقبلاً رأسها بحنان لاعناً نفسه على فعلته الحمقاء تلك لكنه كان يرغب بالمزاح معها فقط
=بهزر معاكى و الله يا حبيبتي الاكل جميل و تحفه...
ليكمل عندما هزت رأسها المندس بصدره رافضه تصديقه
=و الله العظيم كنت بهزر، المكرونه روعه و عمري ما اكلت في حياتي مكرونه في حلاوتها...

همست بتردد بينما ترفع رأسها من فوق صدره
=بجد،؟!
اومأ برأسه قائلاً بحنان
=بجد...
تنفست بقوه مزيله دموعها بيدها قبل ان تتجه نحو الطاوله قائله بهدوء غريب يعاكس حالتها السابقه
=تمام يلا ناكل...
وقف نوح يتطلع اليها بشك فاستسلامها بتلك السهوله دون تعنيفه على خداعه لها لم يريحه راقبها بينما تعود إلى مقعدها مره اخري بهدوء شارعه في تناول طعامها بتلذذ
=تصدق فعلاً عندك حق المكرونه تحفه...

جلس على عقبيه امام مقعدها محيطاً وجهها بيده مديراً اياه نحوه بلطف
=زعلانه،؟!
ابتسمت بينما تطبع قبله فوق خده قائله بمرح
=هزعل من ايه يا حبيبي، انت كنت بتهزر عادي
لتكمل بينما تمرر يدها بحنان فوق خده
=يلا كل قبل ما المكرونه تبرد انا عارفه انك بتحبها سخنه...
امسك بيدها التي فوق خده طابعاً عليها قبله عميقه فوقها قبل ان ينهض مغمغماً بمرح
=و انتي بقي عرفتي كل الاكل اللي بحبه ده ازاي،؟!

اجابته بينما تتناول طعامها بهدوء
=من ماما راقيه، قعدت معها النهارده وعرفت منها كل الاكل اللي بتحبه
المكرونه بشاميل، والفراخ و الكفته المشويه، و الحمام المحشي، و ورق العنب
لتكمل بحماس بينما تضع قطعه من الطعام بفمها
=ان شاء الله المره الجايه هعملك الحمام المحشي و ورق العنب.

كان يراقب تحدثها بهذا الحماس شاعراً بقلبه يكاد يقفز من صدره من شدة دقاته فاهتمامها هذا مس مكان بقلبه لم يصل اليه احداً من قبل مد يده عبر الطاوله متناولاً يدها بين يده ضاغطاً عليها بحنان هامساً بصوت اجش ممتلئ بالعاطفه
=ربنا يخاليكي ليا يا حبيبتي...
ضغطت على يده هي الاخري وقلبها يرقص من الفرح داخلها فبرغم عدم نطقه بحبه لها الا انها تراه دائماً في عينيه و نظراته لها وفي كل شئ يفعله من اجلها...

بعد انتهائهم من الطعام جذبها بين ذراعيه و بدأوا الرقص بخطوات بطيئه متمهله على اصوات الموسيقي التي كانت مجهزه اياها مليكه من قبل اسندت رأسها فوق صدره عاقده ذراعيها حولهخصره متشبثه بظهر قميصه الابيض من الخلف بينما تستنشق بعمق رائحته التي تعشقها...
احني رأسه متناولاً شفتيها في قبله عميقه لكن فصلت مليكه قبلتهم تلك هامسة
=هروح اجيب حاجه كنت عملهالك مفاجأه...
زمجر باعتراض بينما يجذبها نحوه مرة اخرى.

=مش عايز حاجه...
فصلت مليكه قبلتهم تلك بصعوبه ابتعدت عنه بينما تهتف بلهاث حاد
=لا لازم تشوفها...
لتكمل بينما تتجه نحو باب الشرفه الزجاجي اوعي تتحرك من مكانك...
زفر نوح بضيق بينما يفرد يده على جانبيه باستسلام...
خرجت مليكه من الشرفه وابتسامه خبيثه فوق وجهها ثم التفت سريعاً مغلقه باب الشرفه الزجاجي بالمفتاح من الداخل شاهدت نوح بينما يستوعب اخيراً ما فعلته فقد قامت بحجزه داخل الشرفه.

هتف من خلف الباب الزجاجي
=افتحي يا مليكه...
هزت كتفيها بالرفض هاتفه بصوت مرتفع حتى يصل اليه
=لا، خاليك عندك، علشان تبقي تهزر معايا براحتك
هتف بحده بينما يضرب الباب بقبضته
=قولتلك افتحي يا مليكه، متخلنيش اتجنن عليكي...
هتفت مجيبه عليه وهي تبتسم ببرود
=اتجنن براحتك و ريني هتعمل ايه...

سمعت زمجرته الغاضبه التي وصلت اليها عبر الباب الذي احتجزها و وصلت اليها كزمجره شرسه فماذا اذا ستكون تلك الزمجره المرعبه اذا كان الباب لا يفصل بينهم...
اتجهت نحو الفراش ببطئ جالسه فوقه مربعه القدمين اسفلها تراقبه و هو يدور في الشرفه كأسد محتجز في قفصه تناولت صحن المقرمشات الموضوع فوق الطاوله ثم بدأت تتناوله وهي تشاهده باستمتاع كما لو كانت تشاهد فيلماً مسلياً...

لكن تشددت يدها بعصبيه عندما رأته يمسك باحدي المقاعد ويرفعها بالهواء ويهوي بها فوق الباب الزجاجي محاولاً كسره لكن فشلت محاولاته العديده فقد كان الزجاج غير قابل للكسر مما جعل مليكه تنفجر بالضحك القي بالمقعد بغضب بينما يتنفس بحده وعينيه المسلطه عليها تنبثق بالشراسه...

جلس باستسلام اخيراً فوق الاريكه التي بالشرفه وعينيه مسلطه عليها مراقباً اياها وعينيه تعصفان بالغضب وهي تتناول المقرمشات باستمتاع وبرود مرر ابهامه فوق خط رقبته بالعرض كاشاره لها بانه سوف يقتلها، هزت كتفيها ببرود كاجابة على حركته تلك مخرجه لسانها له باستفزاز...

مرت ساعه وهم على وضعهم هذا حتى نهضت مليكه و ذهبت إلى الحمام وعند عودتها رأته قد استلقي فوق الاريكه نائماً يضم ذراعيه فوق صدره دلاله على شعوره بالبرد، شعرت بقلبها يخفق بشده مؤلمه عندما شاهدته نائماً بهذا الوضع
فتحت الباب سريعاً متجهه نحوه انحنت فوقه تهز كتفه برفق هامسه باسمه لكنها صرخت فازعه عندما قبض على يدها جاذاً اياها فوق من ثم استدار جاعلاً اياها تستلقي اسفله هتفت بحده.

=بتضحك عليا و انا اللي فاكراك نايم وصعبت عليا والله ما تستاهل ان...
ابتلعت باقي جملتها عندما اختكف شفتيها قبلة حارقة ممتلئة بالغضب ظل يقبلها بهذة الطريقة افرج عنها اخيراً حتى تستطيع التقاط انفاسها...
همس بصوت اجش بالقرب من اذنها
=ده جزء من عقابك، على الجنان اللي عملتيه فيا
ليكمل عندما رأها تهم بالرفض
=ما هو لا ده لأما اكسرلك دماغك تختاري ايه.
ضربته في كتفه بخفه هاتفه بينما تضحك
=نوح انت اتجننت...

همهم بينما يخفض رأسه دافناً رأسه بعنقها
=مش انتي اللي قولتي اتجنن براحتك. و اديني بتجنن.
ثم بدأ بلثم عنقها من ثم حملها بين ذراعيه متجهاً نحو داخل الغرفه واضعاً اياها فوق فراشهم ليغرقان بعدها في بحر شغفهم وعشقهم...

في اليوم التالي...
كان نوح جالساً بغرفة المكتب الخاصه به بالقصر يراجع بعض الاعمال عندما
سمع طرقاً فوق الباب امر بصوت حاد الطارق بالدخول دون ان يرفع رأسه عن الملف الذي بيده.
دلفت صفيه إلى الغرفه قائله بهدوء
=نوح بيه، في واحد برا اسمه مرتضي الزيان عايز يقابل حضرتك...
عقد حاجبيه قائلاً بينما يرفع رأسه من فوق الملف الذي امامه
=مين ده، عايز ايه؟!
اجابته بهدوء بينما تهز رأسها.

=معرفش حضرتك كل اللي قاله انه عايزك في موضوع مهم جداً
هز نوح رأسه قائلاً بهدوء بينما يغلق الملف الذي امامه
=خليه يدخل.
اومأت رأسها يينما تنصرف بهدوء ليدخل بعدها رجل في الخمسينات من عمره غمغم بهدوء بينما يجلس على الكرسي الذي اشار نحوه نوح لكي يجلس
=ازي حضرتك. يا نوح باشا...
هز نوح رأسه مجيباً اياه بصمت
اكمل الرجل قائلاً بهدوء
=حضرتك متعرفنيش بس مدام حضرتك تعرفني كويس...

ليكمل بينما يضع ورقه امام نوح الذي تأهب جسده فور سماعه كلماته تلك
=انا مرتضي الزيان اللي مراتك نصبت عليه في حته ارض تساوي 4مليون، خدت مني مليون جنيه و بعدها فص ملح و داب
و ده العقد اللي نصبت عليا به لو حابب تتأكد من كلامي...
اهتز جسد نوح بعنف كمن ضربته الصاعقه شاعراً بالدماء تنسحب من جسده فور سماعه تلك الكلمات التي هزت كيانه باكمله...
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
. دخلت مليكة غرفة الاستقبال هاتفه بسعاده متجاهله والدتها التي كانت جالسه ترتشف قهوتها مع راقيه...
=نوح عجبه الاكل...
لتكمل بينما تجلس بجوار راقيه تحتضنها بلطف
=شكراً يا ماما راقيه، مش عارفه من غيرك كنت هعمل ايه،؟!
ابتسمت راقيه مربته فوق خدها بحنان لكن تلاشت ابتسامتها تلك عندما هتفت فردوس بينما تضع فنجان قهوتها بحده فوق الطاوله
=ماما راقيه،؟!

غمغمت راقيه بارتباك بينما تمرر عينيها بين مليكه و فردوس بحذر
=مليكه متعوده تقولي كده بس لو ده هيضايقك بلاش...
قاطعتها مليكه بينما ترمق والدتها بحده وتحدي في ذات الوقت
= لا طبعاً ايه اللي هيضايقها في كده مش كده برضو يا فردوس هانم
اجابت فردوس بارتباك و قد ادركت انها جعلت سخريتها واضحه امام راقيه و هذا ما لاتريده فهي تريد ان تكسب جميع من بهذا القصر.

=طبعاً، طبعاً يا راقيه هانم، انا مش مضايقه خالص انا بس استغربت ان مليكه بتقولك ماما...
لتكمل بصوت منخفض ضعيف مصطنعه الحزن
=اصل عمرها ما قالتلي كلمة ماما دي بتقولي زي ما انتي شايفه كده بتقولي فردوس هانم...
قاطعتها مليكه بسخريه عندما وجدتها سوف تبدأ بتأليف كذبه جديده تظهرها بها قاسيه بلا قلب و هي الام المضحيه البريئه
=مش انتي اللي قولتيلي مقولكيش ماما، و اقولك فردوس...

لتكمل بسخريه لاذعه بينما تبتسم في وجه والدتها بتحدي ضاغطه على كل حرف من كلماتها
=انتي بتنسي ولا ايه يا فردوس هانم
غمغمت راقيه باستنكار بينما تضغط على يد مليكه التي تستريح بين يديها
=ليه كده يا فردوس هانم حد يحرم نفسه من اجمل كلمه في الدنيا دي كلها
همست فردوس بارتباك بينما وجهها احمر من شدة الانفعال و الغضب
=اصل، اصل انا مبحبش حد يكبرني في السن، بعدين موكااا متعوده على كده...

قاطع حديثها صفيه التي دخلت الغرفه مغمغمه بتوتر
=مليكة هانم، نوح بيه عايز حضرتك في مكتبه.
انتفضت مليكه واقفه وعلى وجهها ارتسمت ابتسامه مشرقه فور سماعها هذا
=عن اذنكوا هروح اشوف نوح عايز ايه...
ثم اسرعت بمغادرة الغرفه دون ان تنتظر اجابتهم غافله عن نظرات والدتها الغاضبه التي كانت تتبعها حتى ان اختفت عن مجال نظرها...

دخلت مليكه غرفة المكتب بعد ان طرقت الباب وعلى وجهها لازالت تلك الابتسامه المشرقه مرتسمه لكن تلاشت تلك ابتسامتها تلك ببطئ عندما وجدت انه لم يكن بمفرده كان يوجد شخص اخر معه...
تراجعت للخلف بقوه وقد دب الذعر بداخلها عندما رأت ذلك الرجل ينتفض واقفاً يهتف بحده بينما يندفع نحوها محاولاً مهاجمتها فور ان رأها تدخل الغرفه
=فين فلوسي يا نصابه يا حراميه...

شعرت بالخوف يشل اطرافها فور سماعها تلك الكلمات اسرع نوح نحوهم واقفاً امام ذاك الرجل دافعاً اياه بقسوه بصدره مانعاً اياه من الاقتراب منها هاتفاً بشراسه بثت الرعب بداخل ذلك الرجل
=انت اتجننت عايز تمد ايدك على مراتي، ده انا ادفنك حي قبل ما تلمس شعره منها...
غمغم الرجل بارتباك بينما يفرك صدره مكان ضربة نوح له
=معلش يا نوح باشا، مقدرتش امسك نفسي لما شوفتها قدامي...

قاطعه نوح الذي كان على حافة ان يهدم هذا البيت فوقه و فوق تلك الملتصقه بالباب و جهها شاحب من شدة بخوف
=اترزع اقعد مكانك...
اومأ الرجل بصمت بينما يتجه نحو مقعده يجلس فوقه مره اخري
التف اليها ليجدها واقفه بجسد مرتعش و اعين محتقنه قاوم رغبته بجذبها نحوه و احتضانها حتى يختفي خوفها هذا لكنه لا يستطيع فعل هذا حتى يفهم ما يدور حوله زمجر بقسوه لها
=تعالي...

ظلت مكانها تنظر اليه بتردد لكنها تحركت بالنهايه مقتربه منه بخطوات بطيئه متردده حتى اصبحت تقف بجانبه احاط كتفيها بذراعه مقرباً اياها منه
=كنت بتقول ايه بقي يا استاذ مرتضي
هتف مرتضي بينما يرمق مليكه بقسوه.

=من حوالي 3سنين جالي و سيط وقالي ان في حته ارض حلوه تمنها يعدي ال5 مليون و ان صاحبتها مستعجله وعايزه تسافر علشان كده هتبيعها ب4مليون جنيه وافقت و روحت شوفت الارض و عجبتني بعدها روحت قابلت صاحبة الارض اللي اسمها هناء متولي اللي هي مرات حضرتك طلبت مني 2مبيون جنيه في الاول لكن انا رفضت و ادتلها مليون جنيه وكتبنا العقد الابتدائي على انها تاخد مني باقي الفلوس ال3 مليون جنيه وقت تسجيل العقد في الشهر العقاري بعدها اختفت. كأنها فص ملح و داب.

معرفتش اوصلها غير لما شوفت صور فرحكوا بالصدفه في الجرنال وقتها عرفت هي مين، و مرات مين
كانت مليكه تستمع إلى ذلك شاعره بالدماء تنسحب من جسدها ببطئ همست بصوت بينما تتراجع إلى الخلف بعيداً عن يد نوح التي اشتدت بقسوه حولها
=و الله العظيم مش انا، مش انا.

لتكمل بهستريه اكبر عندما رأت مرتضي يخرج من جيبه هاتفه الخاص و يعرض عليه فيديو يبينها وهي تتفق معه على بيع الارض فيديو مماثل تماماً لفيديو شقيقتها ملاك مع راقيه الكحلاوي عند احتايلها عليها
صاح الرجل بغضب بينما يشير بالهاتف الذي بين يده امام وجهها
=انتي هتستعبطي والفيديو ده ايه هااا ايه...
لم يدعه نوح يكمل جملته واندفع يقبض على فكه يعتصره بقوه مزمجراً بشراسه و قسوة
=قولتلك صوتك ده ميعلاش عليها...

ليكمل بقسوه دافعاً اياه إلى الخلف ليسقط فوق مقعده
=فلوسك هتاخدها، و مش عايز اسمعلك نفس تاني فاهم
اومأ مرتضي برأسه بصمت بينما يعتدل في جلسته على المقعد
امسكت مليكه بذراع نوح عندما وجدته يتجه نحو مكتبه مخرجاً دفتر شيكاته من جيبه لتفهم على الفور ما ينوي فعله
=بتعمل ايه يا نوح، والله ما خدت منه حاجه صدقني مش انا...
قاطعها بقسوه مزمجر من بين اسنانه بقسوه
=مش عايز اسمعلك صوت، فاهمه.

ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقها بصعوبه بينما ترتمي جالسه فوق الاريكه التي باقصي الغرفه تتابع ما يفعله باعين متسعه محتقنه شاعره بان عقلها قد اصيب بالشلل من شدة الخوف والصدمه في ذات الوقت
بدأ نوح يكتب فوق دفتر شيكاته
مغمغماً بقسوه بينما يلقي الشيك نحو مرتضي
=ده شيك ب2 مليون جنيه، مليون اللي اتاخد منك، ومليون علشان بوقك ده يتقفل ومسمعش صوتك تاني.

نهض ملتفاً حول مكتبه حتى اصبح يقف امام مرتضي الذي كان يتفحص الشيك الذي بين يده بلهفه قام بنزع هاتفه من يده الاخري قائلاً بينما يعبث بهاتفه حتى وصل إلى الفيديو الخاص بمليكه قام بارساله لنفسه من ثم قام بحذفه
= الفيديو ده معاك نسخه منهتانيه
هز مرتضي رأسه قائلاً
=لا يا نوح باشا، النسخه دي بس
اومأ نوح برأسه قائلاً بينما يضرب فوق كتفه بقسوه بثت الرعب بداخله.

=تمام، كده تقدر تمشي بس عايزك بقي اول ما تخرج من باب الاوضه دي تفقد الذاكره يعني اسم مراتي تلغيه من عقلك كأنك مسمعتوش قبل كده لو نطقت به حتى بينك وبين نفسك همحيك من على وش الدنيا...
ابتلع مرتضي الغصه التي تشكلت بحلقه بخوف
=اطمن يا نوح باشا. عمري ما هفتح بوقي...
اشار له نوح بيده صارفاً اياه ليجمع الاخير اشياءه ويفر هارباً من الغرفه.

بعد ان اصبحوا بالغرفه بمفردهم ظل نوح واقفاً بمكانه بمنتصف الغرفه يتطلع نحوها باعين تلتمع بالغضب والقسوه صاح بصوت حاد لاذع
=قوليلي سبب او مبرر واحد للي انتي عملتيه...
انتفضت في مكانها بجسد مرتعش خائف هامسه بتضرع محاوله جعله ان يصدقها برغم معرفتها ان هذا من المستحيل فلا يوجد شئ واحد يثبت صحة كلامها
=والله، يا نوح مش انا، دي ملاك اختي، والله مش انا...

نهضت واقفه على قدميها التي كانت ترتجفان بقوه بينما تضم يديها إلى صدرها اقتربت منه ببطئ حتى اصبحت تقف امامه همست بصوت مختنق
= انت ليه مش مصدقني، طيب، طيب حتى دور عليها هتلاقيها هي في امريكا...
قاطعها صائحاً و هو يقرب وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية مما جعلها تخفض عينيها في ذعر.

=ادور،؟! فكرك اني كنت ساكت كل الفتره اللي فاتت دي، مفيش مكان في امريكا او في مصر مدورتش فيه عليهت كان نفسي تطلعي انتي الصح وانا اللي غلط...
ليكمل هاتفاً بشراسه ارعبتها بينما يقبض على كتفيها يهزها بقوه
=لما نصبتي على ماما راقيه. بررلتك ده انك كنت محتاجه فلوس بسبب تعب باباكي، وضحكت على نفسي وقولت خلاص اللي فات مات المهم مليكه البريئه اللي معايا، علشان كنت عايزك، و كنت عايز اكمل معاكي حياتي...

ليكمل بصوت مختنق بينما يبتلع الغصه المتشكله بحلقه
=لكن دلوقتي هبررلك نصبك على الراجل دي بايه...
قرب وجهه منها هامساً بعجز وعينين تلتمعان بالرجاء
=قوليلي اي حاجه غير موضوع اختك ده و انا هصدقها، هضحك على نفسي وهصدقك كنت محتاجه ايه، ايه خالاكي تعملي كده
هدد الضغط الذي قبض على صدرها بسحق قلبها بينما ترفع يدها تمررها برفق فوق خده هامسه من بين شهقات بكائها المعذبه
=والله يا نوح مش انا، مش انا...

ابتعد عنها متراجعاً إلى الخلف بحده ثم التف مغادراً الغرفه لكنه توقف عندما لحقته مليكه للخارج التف اليها قائلاً بحده بينما يضغط على فكيه بقسوه محاولاً تمالك نفسه فقد كان يشعر بكامل عالمه ينهار من حوله...
=اطلعي على اوضتك...
همست بصوت مرتجف بينما تنفجر في البكاء مما جعله يهتز بداخله
=نوح...
صاح بقسوه مقاطعاً اياها
=قولتلك اطلعي اوضتك...

ظلت واقفه تنظر اليه باعبن ممتلئه بالالم قبل ان تركض صاعده الدرج وشهقات بكائها تتعالي مع كل خطوه لها ظل واقفاً يراقبها بوجه شاحب متألم لكنه ابعد ضعفه هذا من ثم اتجه نحو غرفه الاستقبال ليجد فردوس و راقيه لازالتان جالستان تتحدثان...
=فردوس هانم، عايز اتكلم معاكي شويه...
نهضت فردوس بارتباك قائله
=خير يا نوح، في حاجه يا حبيبي...
رسم فوق وجهه ابتسامه محاولاً عدم اظهار اي شئ لها مما يثور بداخله.

=ابداً، بس انتي من وقت ما رجعتي من استراليا واحنا مقعدناش نتكلم خالص سوا، علشان نتعرف على بعض اكتر
اشرق وجهها بابتسامه مشرقه فور سماعها ذلك بينما نهضت راقيه قائله بمرح
=طيب هسيبكوا تتكلموا سوا انتوا بقي واقولكوا تصبحوا على خير ميعاد نومي جه
ردت تحيتها فردوس التي كانت متلهفه لجلستها تلك مع نوح بمفردهم بينما قبلها نوح على خدها متمنياً لها ليله سعيده قبل ان تغادر و تتركهم بمفردهم...

بدأ نوح يتحدث معها عن احوالها وعن كيف كان وضعها المادي باستراليا و ديونها...
=طيب الديون دي كلها سددتيها ازاي،؟!
اجابته فردوس متصنعه الحزن
=بعت كل املاك المرحوم. و الحمدلله قدرت اسدد كل ديونه...
تراجع نوح للخلف في مقعده قائلاً بهدوء مخالف لما يثور بداخله
=طيب و ملاك اخت مليكه وضعها المادي عامل ايه...
غمغمت فردوس بارتباك و صدمه
=مم، ملاك،؟!
لتكمل ضاحكه و قد ادركت ما يحاول فعله فقد كان يحاول استدراجها.

=ملاك اخت مليكه مين، انا معنديش اولاد غير مليكه بس...
انسحبت الدماء من جسد نوح فور سماعه ذلك فقد كان لديه امل، حتى و ان كان بسيط بان لا تكون مليكه بتلك البشاعه والكذب غمغم بحده بينما ينهض واقفاً.
=معلش يا فردوس هانم نكمل كلامنا بعدين، مضطر امشي افتكرت حاجه مهمه لازم اعملها...
اومأت له فردوس مبتسمه متصنعه الجهل وعدم معرفتها بما يحدث معه...
راقبته وهو يغادر الغرفه بخطوات غاضبه كأن هناك شياطين تلاحقه.

=زكي، و دماغ كمان، و انا زي الغبيه كنت هقع بلساني...
لتكمل و هي تتراجع في مقعدها للخلف زافره بارتياح
=بس الحمدلله لحقت نفسي، و الا كنت هروح في داهيه...

كانت مليكه مستلقيه فوق الفراش تدفن وجهها بالوساده بينما تنتحب بقوه رفعت رأسها عن الوساده ببطئ واضعه يدها فوق صدرها ضاغطة على موضع قلبها في محاوله منها للتخفيف من الالم الذي لا يطاق به...

فهي لا تدري كم مر عليها من وقت وهي على حالتها تلك تنفست ببطئ محاولة تهدئت انفاسها الثقيله المتسارعه، وقد انتابتها موجة خوف جديده فمنذ وفاة والدها وهي تتعرض لتلك النوبات عندما تشعر بالعجز وهي الان اكثر من عاجزه بكثير لا تعرف كيف يمكنها الخروج من ورطتها تلك فالامر يتعلق بخسارتها المحتمله لنوح وهذا ما لن تستطيع تحمله ابداً فالموت ارحم لها بكثير من كل هذا، فالحل الوحيد الذي امامها لكشف حقيقة شقيقتها هي ان تخبر والدتها نوح بكل الحقيقه لكنها تعلم جيداً انها لن تخبره فهي لن تضحي بابنتها العزيزه من اجلها هي النكره.

اخذت تتذكر نظراته لها فلأول مره ترا تلك النظره بعينيه فقد بدا ضعيفاً للغايه. انفجرت في البكاء مره اخري فور تذكرها لاوقاتهم السعيده معاً عالمه بانها لن تتكرر مره اخري فقد خسرته للابد رفعت رأسها هاتفه بتضرع و الم
=ياااا رب، يا رب انت اللي عالم بحالي يا رب...
اختفت باقي كلماتها وسط شهقات بكائها التي اخذت تتعالي بقوه ضمت ساقيها إلى صدرها في حمايه جسدها الذي كان يرتجف بشدة...
بعد مرور ساعه...

دخل نوح الجناح الخاص بهم ليجد مليكه مستلقيه فوق الفراش نائمه بوجه محتقن متورم فيبدو انها قد امضت الساعات الماضيه في البكاء حتى سقطت بالنوم شعر بقبضه حاده تعتصر قلبه فور تخيله لها تبكي طوال تلك المده اقترب منها متأملاً وجهها الذي ارتسم فوقه معالم الالم و الحزن ابتلع الغصه التي تشكلت بحلقه قبل ان يستدير ويولي لها ظهره قبل ان يضعف فلم يعد يستطيع تحمل كل ما يمر بهم. فقد امضي الساعات الماضيه في التفكير في وضعهم هذا فهو يعلم بانه لن يستطيع ان يتركها لذا لا يوجد امامه سوا ان ينسي كل شئ و يسامحها على كل مافعلته في الماضي، لكن شيطانه يظل يهمس ماذا اذا لم تتغير بالفعل، ماذا اذا كانت لازالت تلك المحتاله، او كل ما رأه منها من برائه و عاطفه كان تمثيل من اجل ماله فقط لعن بقسوه مبعداً تلك الافكار بعيداً، حتى لا يقوم بما سوف يندم عليه طوال حياته يجب ان يفكر بعقله ويبعد عواطفه تلك بعيداً فهو يحبها لا بلا يعشقها حد الجنون اصبحت كل شئ له بهذه الحياه لن يستطيع خسارتها بتلك السهوله، اخرج ملابس نومه ارتداها ببطئ و لاتزال الافكار تتزاحم بعقله زفر بحنق شاعراً بألم يعصف بداخله يكاد يزهق روحه.

توجه ببطئ وتثاقل نحو الفراش استلقي بجانبها ظلت عينيه مسلطه فوقها متأملاً شعرها الحريري الذي يغطي جانب وجهها المتورم شعر بجسدها ينتفض بينما تهمس بشئ ما غير مفهوم من ثم بدأت بالبكاء بنومها مخرج نشيج متألم هامسه بكلمات اوضح
=نوح، نوح متسبنيش...

بدأت تهزي من بين انتحابها فمظهرها هذا جعل قلبه يتحطم إلى شظايا داخل صدره اقترب منها على الفور جاذباً اياها بين ذراعيه يحتضنها بقوه و شغف كما لو كانت اغلي شئ بهذه الحياه بالنسبه اليه...
بدأ يمرر يده بحنان فوق ظهرها محاولاً تهدئتها حتى استكانت تماماً بين ذراعيه وانتظم تنفسها اخفض رأسه نحوها متأملاً وجهها الباكي وهي لازالت نائمه همس بصوت اجش متعذب.

=يارتني كنت اقدر اسيبك و ابعد بسهوله زي ما انتي فاكره...
لم يستطع مقاومة ان يخفض رأسه ويلثم وجهها المتورم بقبلات لطيفه متتاليه قبل ان يدفن رأسه بعنقها يقبله بشغف ايقظها من ثباتها العميق.
تلملمت في نومها هامسه بصوت اجش من اثر النوم وهي لازالت لم تستوعب قبلاته فوق عنقه.
=نوح...
زمجر مجيباً اياها بينما يزداد عنف مشاعره فتصبح اكثر حدة.

حتى رفع رأسه يقبلها في عناق حار يبث به غضبه و خوفه و جميع تلك المشاعر التي اهلكته منذ الصباح حتى اصدرت مليكه صرخه محتجه لكنه حجز صداها داخل فمه.
ثم دس وجهه في عنقها مرة اخرى فحاولت مليكه تحمل عنفه وغضبه الواضح هذا لكنها لم تستطع التحمل كثيرا تطلق صرخة قوية بينما رأسها يتراجع للخلف دافعه اياه بقوه في صدره...

ابتعد عنها على الفور ينظر اليها باعين متسعه اخذ يتفحص شفتيها المكدومتين بقسوه و ما صنعه عنف مشاعره فوق بشرتها ليعن بقسوه
قبل ان ينتفض ناهضاً من فوق الفراش
هتفت مليكه بصوت مرتجف عندما رأته يخرج بدله من بدلاته من الخزانه و يبدأ بارتداءها سريعاً
=نوح، انت. رايح فين،؟!
اجابها بقسوه و حده بينما يغلق ازرار قميصه باصابع متعثره
=همشي، همشي من هنا.
انتفضت واقفه مقتربه منه قابضه على قميصه قائله بتضرع و الم.

=لا، علشان خاطري كله، الا ده
لتكمل بينما تنفجر في البكاء مما جعل قلبه يرتج بداخله
=كل حاجه هنحلها، بس علشان خاطري بلاش تبعد و تسبني، بلاش تسيب اوضتنا انت عمرك ما عملتها متحسسنيش ان اللي ما بنا انتهي و مش هينفع يتصلح
احاط وجهها بكفتي يديه المرتجفه هامساً بصوت متعذب
= لو فضلت هنا، غضبي هينهي كل حاجه بنا هأذيكي و هأذي نفسي معاكي...

همست بصوت مرتجف ضعيف باسمه محاوله منعه من المغادرة لكنه التف مغادراً الغرفه بعد ان التقط سترته مغلقاً الباب خلفه بهدوء انهارت بعدها مليكه على الارض تبكي كم لم تبكي طوال حياتها...

في اليوم التالي...
هبطت مليكه للاسفل بوجه شاحب واعين منتفخه من شده البكاء فقد ظلت طوال الليل تنتظر عودة نوح لكنه لم يأتي حتى الان...
املها الوحيد الان هي والدتها فهي من تستطيع انقاذها من كل ذلك.

اتجهت نحو غرفة الاستقبال وهي تعلم بان راقيه سوف تكون ذهبت منذ الصباح الباكر للجمعيه الخاصه بها فاليوم هو الخميس و ايتن لن تعود حتى يوم السبت من سفرها فقد سافرت منذ اكثر من شهر مع اصدقائها للاستمتاع. اي ان هذا الوقت هو المناسب للتحدث مع والدتها...
دخلت الغرفه لتحمد الله عندما رأت والدتها جالسه ترتشف قهوتها بينما تتفحص هاتفها...
=عايزه اتكلم معاكي...

وضعت فردوس فنجان القهوه فوق الطاوله قائله بسخط بينما ترفع عينيها اليها
=علي طول كده مفيش حتى صباح الخ...
قاطعت جملتها هاتفه بحده فور رؤيتها لوجه مليكه الشاحب وعينيها المحتقنتين
=ايه ده في ايه، وشك عامل كده ليه...
جلست مليكه بجانبها قائله بصوت مهتز
=عايزاكي تقولي لنوح الحقيقه و تعرفيه ان ملاك هي اختي التوأم اللي بتعمل كل ده. و هي اللي نصبت على ماما راقيه...
انتفضت فردوس واقفه هاتفه بحده.

=لا. طبعاً عايزاني اقوله كده علشان اختك تتسجن...
لتكمل بشراسه بينما ترمق مليكه بنظرات قاسيه حاده
=انتي اصلاً انسانه انانيه مبيهمكيش الا نفسك...
همست مليكه بصدمه بينما تشير إلى نفسها بيدها
=انا، انا اللي انانيه.؟!
صاحت فردوس بغل
=ايوه انانيه، انتي جوزك سامحك، ومش هيقدر يعملك حاجه لكن اختك، اختك لو نوح الجنزوري عرف هيمحيها من على وش الدنيا و لو كانت مستخبيه فين...
قاطعتها مليكه بقسوه.

=نوح مين اللي سامحني انا حياتي مع جوزي بتتهد بسبب بنتك، بنتك اللي مكتفتش بانها تنصب على راقيه الكحلاوي، لا نصبت كمان على مرتضي الزيان والله اعلم نصبت على مين تاني...
شحب وجه فرودس بشده فور سماعه ذلك غمغمت بصوت مرتجف
=الله يخربيتك يا ملاك، الله يخربيتك...
اقتربت منها مليكه ممسكه بيدها قائله بصوت مرتجف.

=لو في قلبك ليا ذرة حب واحده، حاولي تساعديني نوح كل حياتي انا لو خسرته ممكن اموت مقدرش اعيش من غيره...
ربت فردوس على يدها قائله بهدوء
=هساعدك، هساعدك متقلقيش...
لتكمل وهي تبتعد عنها بصوت حاد
=بس لكل حاجه تمن...
وقفت مليكه تتطلع اليها بصدمه قائله بارتجاف
=تمن، تمن ايه؟!
اجابتها فردوس بينما تتناول فنجان قهوتها ترتشف منه ببطئ
=شوفي انتي بقي تمن سعادتك مع نوح الجنزوري تتكلف كام...

لم تستغرب مليكه كثيراً من كلامها هذا فقد لم ترا منها اي حنان او اي ما يدل على الامومه حتى تستغرب من فعلتها تلك لذا سوف تضحي بقطعة الارض التي تملكها مقابل سعادتها مع نوح اومأت رأسها قائله
=هكتبلك الارض بتاعتي دي تمنها يعدي دلوقتي ال4مليون...
ارجعت فردوس رأسها للخلف مطلقه ضحكه ساخره لاذعه
=الارض،؟!
لتكمل بينما تجلس فوق مقعدها مره اخري.

=الكلام ده كان ينفع قبل ما جوزك يسألني على ملاك وقولتله مفيش ليكي اخت من الاساس...
قاطعتها مليكه هاتفه بحده وغضب
=بتقولي ايه نوح سألك و انتي قولتيله ان مفيش ملاك...
تجاهلتها فردوس مكمله حديثها ببرود
=علشان يصدقني لازم اجبله ملاك لحد عنده و يشوفها وطبعاً ده هيكلفني كتير علشان كده عايزه منك 10مليون جنيه...

هتفت مليكه بهستريه خارجه عن سيطرتها فقد اصبح كل شئ فوق احتمالها فقد تحملت الكثير و الكثير من والدتها لكن هذه كانت النقطه التي جعلت كوب صبرها يفيض
=انتي ايه، صنفك ايه؟!
يا شيخه حرام عليكي انتي بتعملي فيا كده ليه مكفكيش اللي عملتيه فيا دمرتي حياتي في الاول، و يوم ما ربنا عوضني بالشخص اللي عوضني عن كل قسوتك وظلمك في حقي جايه انتي وبنتك تهدموا كل حاجه...

اخذت تصرخ بهستريه منفعله مما جعل فردوس تتراجع للخلف بخوف
=عايزين مني ايييييه، حرام عليكوا ارحموووني بقي كفايه...
اندفعت نحوها دافعه بيدها فنجان القهوه من بين يدها ليرتطم بقوه بالارض متحطماً امسكت بذراعها بقسوه جاذبه اياها من فوق مقعدها
=انتي تمشي من هنا مش عايزه اشوف وشك تاااني في اي مكان انا فيه...
هتفت فردوس بصوت منتحب تعجبت له مليكه
=بتطردي امك من بيتك، طيب هروح فين يا بنتي انا ماليش غيرك.

صاحت مليكه بحده بينما تجذبها نحو الباب بقسوه
= ايوه بطردك من بيتي و ميهمنيش تروح في اي داهيه، مش عايزه اشوف وشك تاني...
لكنها توقفت عن تكملة جملتها تبتلع لعابها بخوف فور ان استدارت وهي تجذب والدتها نحو الباب لتجد نوح واقفاً يتطلع نحوها بقسوه و غضب بينما يراقب ما تفعله بوالدته زمجر بحده و هو ينظر اليها بازدراء
=وصل بيكي القرف، انك تطردي مامتك بالشكل ده...

شعرت كما لو ان احدهم طعنها بنصل حاد في قلبها عندما سمعت كلماته تلك و رأت نظرات الاحتقار الواضحه في عينيه التي كان يرمقها بها...
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
. توقفت مليكة عن تكملة جملتها تبتلع لعابها بخوف فور ان استدارت وهي تجذب والدتها نحو الباب لتجد نوح واقفاً يتطلع نحوها بقسوه و غضب بينما يراقب ما تفعله بوالدته زمجر بحده و هو ينظر اليها بازدراء
=وصل بيكي القرف، انك تطردي مامتك بالشكل ده...
شعرت كما لو ان احدهم طعنها بنصل حاد في قلبها عندما سمعت كلماته تلك و رأت نظرات الاحتقار الواضحه في عينيه التي كان يرمقها بها.

لكنها تماسكت امامه فلم يعد هناك شئ يجعلها تصمت فماذا ستخسر بعد ان خسرته فقد رأت كل شئ بعينيه. فتلك المدعوه والدتها قامت بتأكيد اسوء ظنونه بها...
=افتكر زي ما تفتكر مبقاش في حاجه خلاص هتغير فكرتك عني بس الست دي مالهاش قاعد هنا...
اقترب منهم بخطوات بطيئه وعلى وجهه يرتسم تعبير شرس يجعل من يراه ف دماءه من الخوف.

=الست دي،! الست دي تبقي مامتك اللي المفروض مالهاش غيرك و لا لها مكان تروحه غير هنا. ايه جحودك و قسوة قلبك خالوكي مش فارق معاكي حد خلاص...
شعرت بكلماته كنصل حاد يمزقها من الداخل لكن رغم ذلك تمسكت بموقفها
امامه اجابته بحده بينما تجذب والدتها نحو الباب تصر على طردها من هذا المنزل
=ايوه انا، جاحده، و قاسيه ارتحت، برضو هتمشي و مش هتعقد هنا...

قاطعها صائحاً بغضب بينما يندفع نحوها قابضاً على ذراعها عندما مرت من جانبه جاذباً اياها للخلف نحوه محرراً قبضتها المميته التي كانت تقبض فوق ذراع والدتها التي كانت تصطنع الانكسار والبكاء امامه
=مش هتمشي من هنا، مش بمزاجك فاهمه
استدارت نحوه ضاربه صدره بقبضتي يدها بقسوه صائحه بهستريه و انفعال بينما تضربه ضربات متتاليه
=لا هتمشي، يا نوح هتمشي.

لتكمل بقسوه عندما قبض على يدها التي كانت تضربه ليثبتها بقوه فوق صدره
=انت قولت بنفسك يوم ما هي جت تطلب تعيش هنا ان ده بيتي انا. يبقي انا حره اسيبها تعيش هنا اخليها تمشي انا حره...
قاطعها مزمجراً بقسوه بينما يشدد قبضته فوق يديها
=لا مش بيتك، البيت ده بيت مليكه اللي انا اتجوزتها وانا فاكرها البريئه الطيبه مش مليكه النصابه ام قلب قاسي حتى على اقرب الناس لها...

اهتز جسدها بقوه فور سماعها كلماته القاسيه تلك مما جعلها ترخي قبضتها من فوق قميصه التي كانت تتمسك به ابتعدت عنه ببطئ مبعده بيد مرتعشه يده التي كانت تقبض على معصميها شاعره بألم حاد يكاد يزهق روحها من الداخل...
اومأت بانكسار رأسها قائله بصوت مرتجف ضعيف
=عندك حق، ده مش بيتي...
ثم التفت مغادره الغرفه بصمت
زمجر باسمها بقوه محبطه
=مليييكه...

لكنها اكملت طريقها للخارج دون ان تلتف اليه متجاهله صرخاته الغاضبه التي ظلت تلاحقها للخارج...
همست فردوس ببكاء مصطنع مقتربه منه فور ان غادرت مليكه
=انا اسفه يابني، انا، انا مش عايزه اسبب بينكوا مشاكل، انا، انا هطلع اجهز شنطي و امشي...
قاطعها نوح على الفور بينما يمرر يده بشعره باحباط يجذبه بيزه كما لو كان يريد ان يقتلعه من جذوره
=لا طبعاً مش هتروحي في اي مكان
ليكمل بلطف مخففاً من حدته قليلاً.

=ده بيتك، و انتي مالكيش ذنب بالمشكله اللي بيني وبينها بعدين...
قاطع حديثه صوت رنين هاتفه اخرجه من جيبه قطب حاجبيه عندما رأي اسم المتصل ثم اجاب على الاتصال
علي الفور من ثم التف إلى فردوس قائلاً باعتذار
=معلش مضطر امشي. حصلت مشكله كبيره في الشركه ولازم اروح احلها بنفسي نكمل كلامنا بليل باذن الله...

اومأت له فردوس رأسها بخضوع جالسه فوق المقعد ببطئ تراقبه بينما يغادر الغرفه سريعاً ارتسمت فوق وجهها ابتسامه ملتويه ساخره هامسه بغل وغضب
=ماشي يا بنت المحمدي بقي عايزه تطرديني صحيح طالعه لابوكي قليلة الاصل...
!!!!
كانت مليكه واقفه امام خزانة ملابسها تجمع ملابس بحقيبتها و على وجهها يرتسم تعبير حاد جامد.

فهي لن تبقي بهذا المنزل بعد الان فكل شئ انتهي، (كل شئ انتهي) اخذت تلك الجمله تتردد بعقلها كتعويذه تمزق قلبها من الداخل...
تجمدت عندما وقعت يدها على القميص الخاص بنوح الذي كان بين ملابسها فقد كانت من عادتها ارتداءه عندما تريد اغاظته و اثارة جنونه فقد كان بحب دائماً ان يراها من الحين إلى الاخر ترتدي قمصانه خاصة هذا القميص.

اخذت تتذكرت اوقاتهم سوياً مما جعل قناعها الصلب الذي كانت تحاول ان تتماسك خلفه يتصدع انهارت فوق الارض منفجره في بكاء مرير دفنت وجهها بقميصه الذي كان بين يديها كاتمه شهقات بكائها التي كانت تمزق قلبها فقد خسرته إلى الابد. لا يوجد شئ يمكنه ان يغير رأيه عنها بعد تأكيد والدتها على اسوء ظنونه بها...

فبعد كلماته تلك علمت جيداً ما سيأتي بعد ذلك. لن تنتظر حتى يقوم بطردها هو فسوف تذهب من هنا منقذه اخر ذره من كبريائها فلن تحتمل بان يخبرها بان ما بينهم انتهي فوقتها لن تستطيع العيش بعد ذلك...
فهي تحبه بلا تعشقه حد الجنون فقد كان حلمها البعيد والمستحيل طوال تلك السنين الذي كانت تهرب من اوجاعها و همومها به...

وعندما اراد الله ان يصبح حلمها هذا حقيقي، و يصبح نوح زوجها وتعيش بين يديه اجمل ايام حياتها. لا فما عشته معه كان اجمل من حلمها البرئ، لكن حظها السئ تدخل من جديد و جعلها تخسره و تفقده إلى الابد مسقطاً اياها من سابع سماء إلى سابع ارض.
حظها السئ الذي تمثل في شقيقه حقيره محتاله، و ام انانيه لم تكن لها الحب طوال حياتها تعاملها كما لو كانت احدي اعدائها وليس ابنتها متعمده ايذائها بكل برود و قسوه.

شهقت بقوه بينما تلتقط نفساً عميقاً بينما بكائها يزداد فسوف تفتقده كثيراً سوف تفتقد حنانه الذي يغدقها به لا تعلم كيف ستحيا بدونه بعد ان اصبح كل شئ بالنسبه اليها لكن ليس امامها حل اخر سوا ان تتركه وهي لازالت قادره على فعل ذلك.
نهضت ببطئ على قدميها مغلقه حقيبتها ثم حملتها و هبطت إلى الاسفل...

قابلت والدتها الجالسه ببهو المنزل ترتشف قهوتها باسترخاء التفت نحوها فور ان سمعت صوت خطواتها خلفها مررت عينيها عليه بسخريه لكن فور ان وقعت عينيها على الحقيبه التي تجرها خلفها انتفضت واقفه هاتفه بذعر
=راحه فين بشنطتك دي...
تجاهلتها مليكه واستمرت بخطوات هادئه نحو باب القصر ركضت فردوس خلفها تجذبها من ذراعها بقوه
=بقولك راحه فين، اتهبلتي سايبه العز ده كله و هتمشي...

قاطعتهل مليكه بازدراء ممرره عينيها من اعلي لاسفل جسدها بسخريه
=سيبهولك اتهني فيه لوحدك...
لتكمل بينما تنزع ذراعها من بين قبضتها بقسوه
=اتمتعي و افرحي على حساب سعادتي زي كل مره، بس نوح مش غبي وهايجي اليوم اللي هيعرف فيه قد ايه انتي طماعه و انانيه وساعتها محدش هيرحمك من تحت ايده...
قاطعتها فردوس هاتفه بحده فهي لا يمكنها ان تتركها تذهب فاذا غادرت فكيف ستستمر في البقاء هنا...

=لو خايفه بسبب اللي حصل متخفيش نوح بيحبك و اكيد هيسامحك بس انتي ادلعي عليه و هو...
صرخت مليكه بهستريه و انفعال فبكل مره تثبت مدي انانيتها و حقارتها لها قد كانت تعلم لما ترغب ببقاءها
=انتي ايه، انتي ايه...
حاولت كبت غضبها قبل ان تفعل شئ تندم عليه لاحقاً اختطفت حقيبتها
من ثم خرجت من المنزل سريعاً و صراخ والدتها يلاحقها حتى الخارج
=غبيه، غبيه، وفقريه زي ابوكي بالظبط هتعيشي و تموتي طول عمرك فقريه...
!!!!

في المساء...
عاد نوح إلى المنزل و فور دخوله من بابه قابلته فردوس التي كانت جالسه بالبهو بوجه باكي انتفضت واقفه فور رؤيتها له
=نوح، مليكه...
اقترب منها سريعاً شاعراً بالفزع و الخوف يدبان بداخله فور ان رأي حالتها تلك
=مالها مليكه،؟!
اجابته من بين شهقات بكائها
=لمت هدومها و سابت البيت و مشيت.

اهتز جسده بعنف فور سماعه كلماته تلك اتجه ببطئ نحو احدي المقاعد وانهار فوقه جالساً فلم يكن يتصور ان يصل الامر إلى هذا الحد ث. تنحنح قبل ان يهمس بصوت اجش حاول جعله ثابت قدر الامكان
=مقلتش هتروح فين،؟!
هزت رأسها قائله بانكسار
=ابداً.
لتكمل بانفعال بينما تفرك يديها بتوتر
=دور عليها، يا نوح مليكه بتحبك...
صاح بغضب بينما ينتفض واقفاً على قدميه
=بتحبني؟!، بنتك مبتعرفش تحب الا نفسها، والفلوس طبعاً.

ليكمل بقسوه بينما يعتصر قبضته بقوه حتى تبيضت مفاصل اصابعه
=بس مش هسيبها لو راحت فين هجيبها، و لو في سابع ارض هجيبها
همست فردوس بتردد محاوله تهدئته
=انت. انت بتحبها، و اللي بيحب بيسامح
التف نحوها قائلاً بصوت منخفض حاد يبث الرعب داخل من يسمعه
= و هي استغلت حبي ده كتير...
ثم تركها متجهاً نحو باب المنزل مخرجاً هاتفه متصلاً برستم رئيس امنه امراً اياه بالبحث عنها في كل مكان...
!!!!
بعد مرور 4 ايام...

كان الجميع جالس بالبهو يرتشفون القهوه عندما صدح صوت نوح الغاضب من مكتبه مما جعل الجميع ينتفضوا فازعين
=يعني ايه ملقتهوش دوروا عليها، اقلبوا مصر حته حته وتجبهولي رقبتكوا قصاد انكوا تجيبوها فاهمين...
ثم تبع ذلك صمت تبعه صوت حاد قوي لتكسير الاشياء بمكتبه مما جعل ايتن تنتفض تنوي الدخول اليه لكن منعتها راقيه قائله
=سبيه، سبيه يا ايتن مش هيحب حد يشوفه في حالته دي...
هتف زاهر بغضب بينما يضرب عصاه الارض.

=يعني ايه هنسيبه كده...
ليكمل بألم وحسره
=ده من يوم ما مراته سابت البيت و هو لا بياكل ولا بيشرب و طول اليوم برا حتى النوم مبينمش في القصر...
همست راقيه بصوت منكسر
=مش عارفه ايه حصل بينهم يوصل الامر انها تسيب البيت وتمشي...
لتكمل بينما تلتف إلى فردوس الجالسه تستمع اليهم بشرود
=ايه حصل يا فردوس. انتي اللي كنت موجوده معاهم في القصر وقتها...
غمغمت فردوس بارتباك خارجه من شروده.

=مش، مش عارفه انا كنت في اوضتي وقتها.
انتفض زاهر واقفاً هاتفاً بصوت حاد بينما يخرج هاتفه
=انا مش هفضل ساكت واشوفه بيدمر نفسه كده، انا هكلم رستم يعرف رجالته اللي هيلاقيه هديله مكافأه 3 مليون جنيه...
من ثم خرج بينما بالفعل يبدأ يتحدث مع رستم و يتفق معه على ذلك...
بعد مرور يومين...

كان الجميع جالسون بغرفه الطعام يتناولون العشاء بحضور نوح الذي كان جالساً بوجه متجهم حاد صامت كعادته عندما دخل رستم الغرفه قائلاً بلهاث
=نوح باشا، لقينا مليكه هانم
انتفض نوح واقفاً فور سماعه كلماته تلك قائلاً بلهفه
=فين، لقتوها، فين،؟!
اجابه رستم بهدوء.

=الرجاله من بعد ما عرفوا مكافأه زاهر باشا و مبطلوش تدوير ليل نهار واللي عرف مكانها مؤمن فضل مراقب بيت رضوي صاحبتها لحد ما شافها نازله معها و بيركبوا تاكسي...
صاح نوح بقسوه و حده في ذات الوقت
= رضوي...
ليكمل بينما يتجه نحو باب الغرفه ينوي الذهاب اليها
=هي هناك في شقتها،؟!
اوقفه رستم قائلاً بهدوئه المعتاد.

=لا يا باشا، مؤمن فضل ماشي وراها لحد ما شافهم داخلين كافيه و اتصل بباقي الرجاله راحوله على هناك هيستنوا لما يطلعوا من هناك مش عايزين نلفت النظر لنا ساعه بالظبط يا باشا وهتكون هنا مع حضرتك...

تراجع نوح محاولاً تمالك نفسه مره اخري بينما ارتسمت السعاده على وجوه الجميع فارحين بانتهاء عذاب نوح حتى وان لم يكن يبين لهم الامر الا ان قضاءه طوال اليوم بالخارج للبحث عنها حتى وصل به الامر منذ اختفاءها يقوم بالنوم في مكتبه الخاص بشركته قد فضح امره لهم...
!!!!
بعد مرور ساعه...
دخلت مليكه إلى القصر بوجه محتقن باكي برفقه كلاً من رستم و رضوي التي رفضت تركها تعود بمفردها إلى القصر مع رجال نوح.

وجدت الجميع واقفين ببهو المنزل كما لو كانوا ينتظروها لكنها تراجعت للخلف بخوف فور ان اندفع نوح على الفور الذي كان واقفاً يتطلع اليها بقسوه وعينيه تلتمع بشراسه وغضب قبض على ذراعها بقسوة هاتفاً
=كنت فكرك هتهربي بسهوله مني...
دفعت مليكه يده بعيداً قائله بارتباك
=اهرب،؟!
لتكمل بحده بينما تلتف نحو رضوي
=انا مهربتش، انا طول الوقت ده كنت قاعده عند رضوي...
قاطعها بقسوه بينما يرمق رضوي بنظرات قاتله حاده.

=رضوي، اللي انكرت انها تعرف عنك اي حاجه مش كده...
همست رضوي بارتجاف و خوف من نظراته المظلمه المنصبه عليها
=والله يا نوح بيه، ده كان طلب مليكه...
اومأت مليكه رأسها بينما تؤكد على كلمات صديقتها تلك
=ايوه انا، اللي قولتلها تنكر ان عندها...
قاطعت جملتها صارخه بألم عندما قام بالقبض على ذراعها و لويه خلف ظهرها قائلاً بقسوه و ازدراء
=قضيتي اسبوع كامل في نفس البيت مع عصام...

هتفت مليكه مليكه من بين صرخات ألمها فقد كانت تشعر بذراعها سوف ينتزع من مكان
=عصام زي اخويا قولتلك 100 مره، بعدين كان في اوضته وانا كنت في اوضة رضوي و...
لم يشعر بنفسه الا وهو يدفعها إلى الخلف بحده و ازدراء مما جعلها تسقط بقسوه فوق الارض لتتعالي شهقات الجميع الذين كانوا يشاهدون ثورة عضبه تلك بقلق و خوف انحني فوق تلك القابعه فوق الارض بجسد مرتجف
=اخوكي اللي حاول يموت نفسه علشان يتجوزك.

ليكمل بشراسه بثت الرعب بداخلها
=كنت بتعملي ايه بقي طول الاسبوع اللي فات مع عصام اخوكي،؟!
غمغمت رضوي بارتباك
=نوح بيه مليكه مكنتش مع عصام لوحدها كنت انا و بابا وماما معاهم في نفس البيت
قاطعها صائحاً بشراسه افزعت الجميع
=انتي تخرسي خالص، مسمعش ليكي صوتك...
من ثم جذب مليكه من فوق الارض دافعاً اياها نحو الدرج بقسوه مما جعل زاهر يتقدم نحوه قائلاً بصرامه
=نوح مش كده اهدي شويه...

تجاهله نوح صاعداً الدرج بينما يجر خلفه مليكه التي كانت تقاومه بشده محاوله الافلات من قبضته مما جعلها تتعثر و تسقط بقوه على قدميها فوق احدي الدرجات اطلقت صرخة متألمه لكن ذلك لم يجعله يتوقف جاذباً اياها بحده من ذراعها جاعلاً اياها تقف على قدميها مره اخري ثم اتجه نحو جناحهم...

فتح باب الغرفه دافعاً اياها بقسوه للداخل مما جعلها تتعثر وتكاد تسقط مره اخري لكنها تماسكت سريعاً شهقت بقوه بينما تتطلع حولها بصدمه فقد كانت الغرفه خاليه تماماً من اي اثاث.
لا يوجد بها سوا سجاده واحده وغطاء رقيق للغايه هتفت بارتباك وهي لازالت تدير عينيها بالغرفه
=ايه ده، الاوضه فاضيه كده ليه...
لتكمل هاتفه بانفعال
= فين العفش بتاع الاوضه،؟!
اجابها بقسوه بينما يرمقها بازدراء وغضب.

=مفيش عفش، دي اوضتك اللي هتقضي فيها اسود ايام حياتك
ليكمل بينما يتطلع نحوها بنظرات قاسيه حاده بينما يشير نحو الرض...
=و ده سريرك.
ليكمل بينما يتجه نحوها بخطوات متمهله مما جعلها تتراجع إلى الخلف بخوف عندما رأت نيران الغضب المشتعله بعينيه همست بينما تستمر بالتراجع إلى الخلف
=انت، انت بتعمل كده ليه عملت فيك ايه لكل اللي بتعمله فيا ده،؟!

تكسرت جملتها بالنهايه شاعره بالرعب يندلع بداخلها عندما شعرت بالحائط يضرب ظهرها بقوه لتعلم بانها اصبحت محاصره بينه وبين ذاك الوحش المظلم الذي اصبح امامها مباشرة ينظر اليها كما لو كانت اكثر شئ يكرهه و يحتقره بهذا الوجود.
صرخت فازعه عندما قبض على فكها يعتصره بقسوه بيده مزمجراً من بين اسنانه و تعبيرات وحشيه على وجهه
=علشان انتي انسانه وسخه، و نصابه و حراميه...

ليكمل بينما يخرج هاتفه ويضعه امام عينيها ليظهر لها الفيديو الخاص بها مع راقيه زوجة والده من ثم نقر باصبعه فوق الشاشه ليظهر الفيديو الخاص بها مع مرتضي الزيان من ثم نقر مره اخري باصبعه ليظهر فيديو جديد اخر لها وهي تدخل مكتبه تسرق احدي الملفات من خزانته من ثم تغادر المكتب سريعاً...
صاحت بصوت مختنق
=مش انا، والله مش انا يا نوح...
قاطعها بقسوه بينما يزيد من قبضته حول فكها.

=ما هو اكيد مش انتي اللي سرقتي ملف اكبر صفقه ليا، اختك ملاك اللي سرقته مش كده...
هزت رأسها بينما بدأت تنتحب بسبب الالم الذي تشعر به في فكها
=مش انا والله، انا، انا معرفش حاجه عن الصفقه دي اصلاً.
قاطعه بقسوه بينما يغرز اصابعه اكثر بوجهها
=الصفقه دي انتي كنت معايا فيها خطوه بخطوه، وقت ما كنت شغاله معايا...
هتفت بصوت مرتعش بينما تهز رأسها بقوه محاوله الافلات من قبضته
=والله مش انا...
لتكمل صارخه بألم اكبر.

=حرام، عليك ارحمني مبقتش قااادره
همس بالقرب من اذنها بصوت حاد لاذع ارسل رجفه رعب بداخلها
=ارحمك،؟! قسماً بالله لادفعك تمن وساختك دي غالي هخاليكي تشوفي الجحيم بعينك معايا، هخاليكي تتمني الموت و متطلهوش...
ثم تركها دافعاً رأسها بحده للخلف مما جعله يرتطم بالحائط بقسوه متجهاً نحو باب الغرفه لكنه التف اليها بالنهايه قائلاً.

=اها، و لو حد عرف باللي بيحصل بنا ده متلوميش الا نفسك، ومتحاوليش تهربي كل مكان موجود فيه حرس حتى الجنينه مش هتقدري تخطيها...
ثم التف مغادراً الغرفه بهدوء...
تاركاً اياها منهاره فوق الارض فلم يكن هذا ما توقعته منه عندما عادت مره اخري إلى هنا...
!!!!
بعد مرور اسبوع...
غمغمت فردوس بحده بينما تعتدل في جلستها...
=انا مش عارفه في ايه،؟!
لتكمل بينما تلتف إلى راقيه التي كانت تستمع اليها بوجه متجهم.

=ايه غيره معها بالشكل ده بس انا مش فاهمه، انا قولت يومين و هيهدي لكن ده العكس ده كل يوم بيزيد فيها...
زفرت راقيه بحنق بينما تضع فنجان قهوتها جانباً
=والله ما انا عارفه، ايه حصلهم ده يا حبيبي اول جوازهم كان طاير من الفرحه والابتسامه مكنتش بتفارق وشه. ولما مليكه سابت البيت قولت اول ما هترجع هيرتاح و يبقوا كويسين لكن بالعكس...

لتكمل بينما تتطلع بحسره نحو صورة زفافهم التي بداخل الاطار المعلق و وجوههم المبتسمه المشرقه بها
=ده حتى مبقاش بيبات في القصر و بيغيب كتير حتى بعد ما مليكه رجعت وبقي بيبات في مكتبه في الشركه، حتى الاكل مبقاش ياكله معانا و على طول بيكلمها بطريقه وحشه كأنها قاتلاله قتيل مش عارفه هي عملت ايه علشان يعاملها كده دي يا حبيبتي طيبه وغلبانه...

توترت فردوس في جلستها بينما تستمع اليها لكنها تصلبت في جلستها فور رؤيتها لنوح يدخل من باب القصر والتعبير المجهم فوق وجهه اصبح لا يفارقه.
هتفت راقيه بسعاده فور رؤيته له بينما تنهض سريعاً
=نوح...
اقترب منهم على الفور وقد ارتسمت شبه ابتسامه فوق وجهه رداً على استقبالها هذا
=اخيراً شوفتك، بقالي يومين مشوفتكش...
اجابها بينما يربت فوق كتفها بلطف
=معلش يا ماما راقيه اعذريني عندي شغل كتير الايام دي...

ليكمل بينما يتجه نحو الدرج بعد ان القي التحيه على فردوس الجالسه تتطلع نحوهم بفضول وقد انتبه إلى وجودها الان
=هطلع اغير هدومي و ارجع الشركه...
قاطعته راقيه بينما تقبض على ذراعه
=هو انت مبقتش تيجي البيت الا علشان تغير هدومك وتمشي...
لتكمل بينما تجذبه إلى الخلف باصرار
=انت هتعقد تتغدا معانا صفيه بتحضر السفرا اهها...
اكملت بحده و صرامه عندما فتح فمه يهم بالرفض.

=علشان خاطر ماما راقيه يا نوح، علشان خاطري انا حابه اتغدا معاك النهارده...
زفر باستسلام بينما يتجه معها نحو غرفة الطعام...
دخلت مليكه غرفة الطعام لتتراجع إلى الخلف بتوتر عندما رأت نوح جالساً فوق طاوله الطعام اقتربت ببطئ من الطاوله جالسه بتردد فوق المقعد الذي بجوار ايتن لكنها انتفضت فازعه قبل ان تجلس فوقه عندما هتف نوح بحده
=بتعملي ايه،؟!
همست بارتباك بينما عينيها تمر على الجالسين
=هع، هعقد علشان ا...

قاطعها مزمجراً بقسوه
=طول ما انا قاعد على الترابيزه دي مالكيش مكان عليها...
همست راقيه بصوت منخفض بالقرب منه بلوم
=نوح...
لكنه تجاهلها ليكمل بقسوه بينما يشير نحو خارج غرفة الطعام
=اطلعي برا...
عم الصمت بارجاء المكان حيث يتطلع الجميع بصدمه وارتباك في ذات الوقت نحوه بينما اخذت فردوس تتململ بمقعدها بتوتر.
تنفست مليكه بعمق لكنها انتفضت فازعه عندما صاح بشراسه
=قولتلك اطلعي برا...

انفجرت مليكه هاتفه بغضب وقد فقدت سيطرتها على نفسها
=انت انسان مريض، و مش طبيعي...
قاطعت جملتها مبتلعه لعابها بخوف عندما رأته ينتفض واقفاً جاذباً اياها من شعرها بقسوه صاحت متألمه عندما دفعها امامه للخروج من الغرفه بينما انتفض زاهر الذي كان يشاهد ما يحدث بصمت هاتفاً بغضب
= نوح ايه اللي بتعمله ده هي حصلت تضربها...

التف اليه نوح بينما يشدد قبضته عل تلك التي كانت تحاول الافلات من بين يده مما جعله يشدد قبضته فوق شعرها مما جعلها صراخها يزداد...
=ميخصش حد، مراتي و بأدبها
ثم غادر الغرفه بينما يدفعها امامه ولايزال يقبض على شعرها بقسوه...
نهضت راقيه واقفه تهم باللحاق بهم لكن اوقفتها ايتن التي قبضت على يدها
=راحه فين يا ماما...
هتفت راقيه بينما عينيها معلقه على الباب بقلق
=هلحقه يا بنتي قبل ما يعمل فيها حاجه...

جذبتها ايتن من يدها مجلسه اياها فوق مقعدها مره اخري قائله بحده
=مالناش دعوه، واحد و مراته ندخل بينهم ليه.
هتفت راقيه بحده
=يعني نسيبها كده يعمل فيها ما بداله...
هزت ايتن كتفيها ببرود دلالة على عدم الاهتمام
=مراته و هو حر فيها...

جلست راقيه تتطلع إلى برودة وقسوة ابنتها تلك بحده لكنها صعقت عندما التفت إلى فردوس لتجدها تتناول طعامها بهدوء وكأن من سحبت من شعرها امام الجميع منذ قليل ليست ابنتها. لعنتها راقيه بصمت بينما ترمقها باشمئزاز و ازدراء...
!!!!
دفعها نوح بقسوه لداخل الغرفه مما جعلها ترتطم بقوه بارض الغرفة الخاليه من اي اثاث سوا حقيبتها مما جعل سقطتها تلك مؤلمه للغايه...

صاحت مليكه هاتفه بغل وغضب بينما تفرك ذراعها التي تؤلثها
=انت بتضربني، فاكرني الجاريه بتاعتك والله لادفعك تمن كل ده غالي يا نوح يا جنزوري...
انحني عليها قابضاً على فكها يعتصره بين قبضته بقسوه
=انتي كمان ليكي عين تتكلمي يا زباله...
لكنه ابتلع باقي جملته عندما انزاح القميص الذي ترتدي مظهراً العقد الذي بعنقها...
=جبتي العقد ده منين،؟!

ليكمل وهو يزيد من قبضته حول وجنتيها مما جعلها تصيح بشدة شاعره بألم حاد يفتك بوجهها لكنه تجاهل صرختها تلك مقرباً وجهه منها قائلاً وهو يجز على اسنانه بغضب
=جبتيه منين انطقي،؟!
احمر وجهها هامسه بتلعثم من بين صرخات المها
=من صندوق المجوهرات بتاعي...
لتكمل شاعره بالرعب يدب في اوصالها عندما رأت التعبيرات الشرسه التي ارتسمت فوق وجهه
=في ايه، هو مش بتاعي و من حقي البسه...

زمجر بينما يقبض عليه على العقد جاذباً اياه من عنقها بحده مما جعل اطار العقد يجرح عنقها بقسوه متجاهلاً صرخة الالم التي فلتت منها...
=لا مش بتاعك ومش من حقك تلبسيه...
ثم انتفض واقفاً على قدميه متجهاً نحو حقيبتها يفرغ محتوياتها فوق الارض
=فين صندوق المجوهرات...
سقط الصندوق الذي كان محاط بعده ملابس من الحقيبه ليرتطم بالارض وتتناثر محتوياته.

جثم على عقيبه حتى يجمع محتوياته لداخل الصندوق مره اخري لكن يده تجمدت عدما رأي خاتم ماسي غريب لم يراه من قبل فكل قطعه من تلك المجواهرات هو من اشتراها بنفسه لمليكه، قبض عليه بين قبضته متجهاً نحوها
=الخاتم ده مش بتاعك جبتيه منين،؟!

هزت رأسها بقوه بينما تزحف إلى الخلف فوق الارض وهي لازالت جالسه بينما يتقدم نحوها وجسده يوحى بكم الطاقه الغاضبه التي تثور بداخله بينما عيناه بارده كالجليد تركزت نظراته عليها بازدراء و وحشيه...
=مع، معرفش...
قاطعها بشراسه بينما ينحني فوقها...
=لا انتي عارفه كويس الخاتم ده بتاع ايتن، حظك الاسود ان عارفه كويس لان انا اللي جيبهولها في عيد ميلادها اللي فات...
همست بينما تنفجر بالبكاء شاعره بالرعب منه.

=والله، والله معرفش حاجه عنه.
صرخت بألم عندما اندفع نحوها وقبضت يده على شعرها يجذب خصلاته بقوة حتى ارجع رأسها إلى الخلف صائحاً بغضب
=اها يا حراميه يا وسخه يبقي انتي اللي سرقتي العقد بتاع نسرين قبل كده...
اخذت تحاول مقاومته والافلات من بين قبضته لكن ما اصابها من ذلك الا انه قد شدد من قبضته حول شعرها يجذبه بعنف اكثر مما جعلها تصرخ بألم.

صاح بشراسه بينما يقرب وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية مما جعلها تخفض عينيها في ذعر و خوف
=انتي ايه بالظبط، صنفك ده ايه معجونه بمية شياطين...
قاطعته هاتفه بينما تحاول ازاحة قبضته عن شعرها
=مسرقتش حاجه، قولتلك انت ايه مبتفهمش غبي...
اسودت عينيه من شدة الغضب مما جعله انهال عليها يصفعها بقوة على وجهها وهو يصيح ويسبها بافظع الالفاظ والشتائم
=وكمان بجحه و قليلة الادب...

اخذت تصيح من شدة الالم الذي يفتك بها لكنه لم يتوقف عن صفعها حتى شعرت بوجهها يتخدر من شدة الالم ولم تعد تشعر بشئ...
ابتعد عنها بينما يلهث بقوه مراقباً اياها بينما تدفن وجهها المتورم من شدة صفعاته بالارض بخوف بينما شهقات بكائها تتعالي...
=هخاليكي تندمي على اليوم اللي فكرتي فيه تنصبي فيه على نوح الجنزوري...
ثم التقط صندوق المجوهرات من فوق الارض مغادراً الغرفه بينما شهقات بكائها تلاحقه حتى الخارج...

صعد نوح إلى سيارته يقودها بسرعه جنونيه ولا يزال كل ما فعلته يثور بعقله ضغط بقوه على مقود السياره هاتفاً بشراسه
=يا بنت الكلب يا نصابه يا زباله...
ظل يقود سيارته حتى اوقفها اسفل احدي البنايات الشاهقه ترجل من السياره و قد بدأ مزاجه يتغير 180د كلما اقترب من وجهته تلك.

ترجل من المصعد من ثم اتجه إلى احدي ابواب الشقق التي تدل على الثراء و الفخامه دق الجرس ثم استند باسترخاء إلى اطار الباب الجانبي و قد تبخر كل غضبه الذي كان يشعر به منذ وقت ليس بقليل.
ارتسم ببطئ فوق وجهه ابتسامه مشرقه فور ان انفتح الباب و رأي تلك الواقفه امامه ممسكه بالباب الذي فتحته و على وجهها ترتسم ذات الابتسامه التي فوق وجهه...
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
ظل نوح يقود سيارته حتى اوقفها اسفل احدي البنايات الشاهقه ترجل من السياره و قد بدأ مزاجه يتغير 180د كلما اقترب من وجهته.

ترجل من المصعد من ثم اتجه إلى احدي ابواب الشقق التي تدل على الثراء والفخامه ضرب الجرس مستنداً باسترخاء إلى اطار الباب الجانبي.
ارتسمت فوق وجهه ابتسامه مشرقه فور ان انفتح الباب و رأي تلك التي فتحت له الباب وعلى وجهها يرتسم ذات الابتسامه...

ارتمت بين ذراعيه تحتضنه بقوه بينما شدد هو من ذراعيه حولها يضمها بشده اليه حتى ارتفعت قدميها عن الارض اتجه بها للداخل مغلقاً الباب بقدمه خلفه دافناً رأسه بعنقها يقبله بشغف هامساً بصوت اجش متملك بالقرب من اذنها
=مليكتي...
(( فلاش باك))...

بعد ان علم نوح من فردوس ان مليكه قامت بجمع كافة اشياءها و غادرت المنزل اصبح كال