رواية ساكنة في حبي وعشقي كاملة جميع الفصول بقلم ضحي احمد

رواية ساكنة في حبي وعشقي كاملة جميع الفصول بقلم ضحي احمد

رواية ساكنة في حبي وعشقي كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة صحي احمد رواية ساكنة في حبي وعشقي كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية ساكنة في حبي وعشقي كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية ساكنة في حبي وعشقي كاملة جميع الفصول
رواية ساكني في حبي وعشقي بقلم ضحي احمد

رواية ساكنة في حبي وعشقي كاملة جميع الفصول

انتي مجنونة يا صدفة، انتي بتتكلمي منين دلوقتي
اتكلمت بثقة و هي بتبص حواليها بسعادة :من المطار في اسكندرية.... هي مامي عرفت اني سافرت و لا لسه
شهد صاحبتها:
أنتي بتتكلمي جد؟ لسه مكلماني و سألتني عنك و اكيد لاحظت غيابك هي اه طول الوقت مشغولة هي و خالك بس اكيد هيلاحظوا غيابك و بعدين انتي مش بتردي عليها ليه.
صدفة بضيق :شهد متصدعنيش انا لو كنت قلت لها اني هنزل مصر كانت هتاخد الباسبور بتاعي و بعدين انا لسه فاتحة الموبيل...
شهد: طب عملتي اللي في دماغك و نزلتي مصر... ناوية على ايه بقا يا ست صدفة... أنتي اكيد مجنونة....
صدفة:لازم القى بابا و اختي... أنتي فاهمة انا عديت ب ايه يا شهد... عارفة يعني ايه يبقى عندك أربعة و عشرين سنة و لسه مكتشفة من كم ساعة انك عندك اخت و ابوكي لسه عايش... و بعدين لو ماما متضايقة اوي من وجودي لوحدي هنا تبقى تنزل
و تشرح لي بقا ازاي تخبي عليا كل السنين دي اني عندي اخت و أنا ابويا عايش...
شهد:صدفة اهدي... أنتي معاكي ادويتك؟
صدفة مسحت دموعها قبل ما تنزل و اتكلمت بجدية
:ايوة... متقلقيش انا كويسة...
شهد:طب ناوية على ايه؟ هتروحي لبابكي ازاي؟
صدفة:مش عارفه... اللي معايا العنوان القديم و معرفش هل لو روحت دلوقتي لهناك هلاقيهم و لا هم عزلوا لمكان تاني...
شهد: يارتني كنت معاكي... أنتي معاكي فلوس تتحركي بيها و لا ايه الدنيا..
صدفة:انا معايا الكريديت كارت متخافيش عليا هحاول اتصرف...سلام بقا لازم اخرج دلوقتي هكلمك تاني.
شهد؛ اوكي بس اوعي تقفلي موبيلك و ربنا يستر لما مدام سهير تعرف انك رجعتي مصر.
صدفة؛ مش فارقه بقا.... باي
قفلت الموبيل و راحت ناحية بوابة الخروج و بعد حوالي نص ساعة كانت برا المطار، اخدت تاكسي و قالت له العنوان و اللي كان حي قديم في اسكندرية....
في مكان تاني
خرجت بنت نسخة من صدفة لكن شعرها اقصر و اخف من شعر صدفة، عيونها كحيلة ب الكحل الأسود العربي و لابسه جيبه لونها اسود على بلوفر ابيض و بتتكلم بصوت عالي
:يا بابا الساعة بقيت ١٢ مش هتنزل للمحل و لا ايه....
أبتسم عبد الرحيم اللي كان قاعد في البلكونة و بيتفرج على الناس اللي ماشية في السوق و صوت القرآن الكريم كان عالي في الشقة
:لا مش نازل النهاردة يا ست البنات....عيسي  واقف مع العمال و انا كلمته قلت له اني مش هنزل النهاردة.... 
ابتسمت مريم و باست خده
:بقولك ايه طالما انت مش نازل... ما تيجي نتمشى سوا كدا انا و انت نشتري شوية حاجات و بالمرة نتغدا برا النهاردة... انا نفسي في سمك مشوي و ناكله في حلقة السمك على البحر...
عبد الرحيم :و ماله و بالمرة نعزم ابراهيم.
مريم:يا ريت يا بابا بس دا جد و الكلمة بتخرج منه بالعافية و بعدين هو انت هتلاقيه فوق دلوقتي دا بيخرج للوكالة بتاعته من الساعة سبعة الصبح.
عبد الرحمن بخبث:و انتي عرفتي منين يا ست مريم.
مريم بتوتر؛ ها! و لا حاجة ما انا بصحي بدري و كنت بطلع الزبالة شفته و هو نازل.... انا هروح البس و انت اجهز بقا.
خرجت من الاوضة و ابتسمت على ذكر ابراهيم صاحب وكالة الاقمشة اللي جنب محل العطارة بتاع ابوها.....
بعد شوية
خرجت مع ابوها و كان في حد نازل السلم بصت له و ابتسمت لأنها والدة ابراهيم.
أم ابراهيم بابتسامة:السلام عليكم... ازايك يا كريم يا حبيبتي، ازايك يا حج عبد الرحيم؟
عبد الرحيم بود:الله يسلمك يا ام إبراهيم، احنا بخير الحمد لله... أنتي اخبارك اي
أم ابراهيم و هي بتبص لمريم بحب لأنها نفسها تجوزها ابراهيم لكنه مش حاطط الموضوع في دماغه و على طول بيكنسل الفكرة
:انا بخير الحمد لله، ايه يا مريم مش كنا متفقين تيجي نشرب القهوة سوا امبارح.
مريم:معليش و الله يا خالتي بس حصل كم حاجة كدا لغبطتني حقك عليا بس ان شاء الله هجيلك.
أم ابراهيم :و انا هستناكي يا مريم... انا نازلة السوق اشتري الخضار مش عايزين اي حاجه اجيبهالكم معايا.
مريم ؛ تسلمي يا خالتي منحرمش منك.
أم إبراهيم ربتت على كتفها و بعدها نزلت و هي بتكلم نفسها
:و الله البت حلوة و محترمة، بس لو ابراهيم يوافق و هو تاعب قلبي معه...
عبد الرحيم لمريم :بتحبك ام إبراهيم يا مريم من يوم ما جينا المنطقة و هي تعتبرك زي بنتها.
مريم ابتسمت بهدوء و هم نزلوا يتغدوا سوا.
"في وكالة الاقمشة"
خرج ابراهيم من جوا الوكالة و سحب كرسي له و قعد أدام المدخل و قعد ادامه صاحبه عزيز
:يعني انت هتفضل منشق دماغك كدا يا ابراهيم تعبتني معاك يا جدع دا انت دماغك ناشفة و لا الحجر الصواني يا اخي. 
أبتسم ابراهيم و هو بيشرب الشاي لكن اتكلم بجدية
:ما هو انت لو تبطل كلام في نفس الموضوع ترتاح و تهمد... بص بقا شغل مع خليل تاني انا مش هشتغل حتى بعد ما يرجع الفلوس اللي عليه و أنه ياخد متر قماش واحد من عندي يبقى بيحلم... 
عزيز: طب ما هو قالك هيدفع كل اللي عليه و هياخد ضعف الكمية و هيدفع نص التمن دلوقتي. 
ابراهيم بحدة: بطل لت يا عزيز، بطل لت... دا انت بقيت عامل زي أمي في موضوع الجواز. 
عزيز بابتسامه؛ طب ما تريحها و تتجوز هو فيه احلى من الجواز تدخل بيتك كدا تلاقي واحدة حلوة مستنياك و مجهزالك الغداء يا عم دا انت فقري حد يلاقي الدلع و يرفسه برجليه... 
ابراهيم: يا عم مش دي المشكلة انا بس مش لاقي واحدة كويسة... 
عزيز:يخربيتك بقا ساكن جنبك الحج عبد الرحيم و بنته و بتقول مش لاقي واحدة كويسه ماشاء الله بنته زي القمر و هو راجل محترم. 
ابراهيم سكت رغم انه عارف انها جميلة لكن مش هي دي اللي ممكن تكون مراته، حاسس و كأن ناقص حاجة مخليه مش مشدود ليها.... 
صدفة وصلت للحي القديم اللي ابوها كان عايش فيه، مكنتش عارفة تتكلم مع مين او تسأل مين عن العنوان، كانت حاسه انها غريبة بس عندها أمل تلاقي ابوها و نفسها تلاقيه.. من جواها خايفة ترجع على إنجلترا من غير ما تقابلهم و خصوصا انها متأكدة أن والدتها هتقلب الدنيا لحد ما تلاقيها و هتعمل كل حاجة علشان ترجعها تاني معها.
اخدت نفس عميق و مشيت في الشارع على وصف السواق لحد ما دخلت سوبر ماركت كبير و قديم الناس قالوها ان صحابه ممكن يدلوها على المكان اللي بتدور عليه.
صدفة:السلام عليكم... لو سمحت كنت عايزاه اسأل على حد...
شاب:و عليكم السلام ورحمة الله... ايوة يا انسه اتفضلي...
صدفة:عبد الرحيم عيسى العزيزي.... هو كان عايش هنا من عشرين سنة.... كان بيشتغل موظف في شركة الكهرباء...
الشاب:من عشرين سنة و بتدوري عليه دلوقتي... انا معرفش حد بالاسم دا و الله بس لو شغال في شركة الكهرباء ممكن اعرف لك حد يجيب لينا عنوان بس الموضوع هياخد وقت ...هو كان عايش هنا في المنطقة
صدفه بسرعة:اه كان عايش هنا انا معرفش اذا كان لسه عايش هنا و لا راح لمكان تاني يعني معنديش معلومات كفايه
الشاب :طب انتي قاعدة فين و لا ايه حكايتك
صدفه:انا ممكن انزل في اي أوتيل قريب من هنا...
الشاب: شكلك بنت ناس و مش وش بهدلة... على العموم سيبي لي رقمك و انا هسالك و هبقي على تواصل معاكي....
صدفه :انا متشكرة جداً لحضرتك..... بجد
عدي اسبوع
صدفة كانت قاعدة في الاوتيل لكن كانت حاسه بالحزن و طول الوقت متجاهلة اتصالات والدتها اللي بتحاول تكلمها لكنها مكنتش حابه تكلمها... مبتخرجش من اوضتها تقريباً و لا بتكلم حد غير الشخص اللي قابلته في السوبر ماركت
افتكرت اللحظات الكتير اللي عدت بيها و هي محتاجة ابوها لكن هو مكنش موجود.. عاشت عمرها محتاجة تحس بالأمان و ان عندها ضهر زي اي بنت لكن كانت مفتقدة الشعور دا
و غير قسوة والدتها معها دايما و تعاملها الجامد معها
فاقت على صوت الموبيل و كان نفس الشاب
صدفه:ايوة...
زياد:مساء الخير يا آنسة صدفه... أنتي فاضية نتقابل.
صدفه :اه عادي بس هو في جديد...
زياد؛ ايوة.... انا تحت في الاستقبال
صدفه:خمس دقايق و اكون عندك يا بشمهندس زياد.
صدفه قامت غيرت و نزلت لقيته قاعد في الاستقبال راحت ناحيته و اتكلمت بجدية
:معليش اتاخرت....
زياد:لا ابدا و لا يهمك... اقعدي
صدفه قعدت ادامه و هو اتكلم بجدية
:عبد الرحيم عيسى العزيزي... ٥٦ سنة... كان موظف في شركة الكهرباء و ساب الشغل من ١٥ سنة... كان متجوز و طلق مراته و معه بنته اسمها مريم... ساكن حاليا في الانفوشي.. و عنده محل عطارة.
صدفه بتوتر:دا هو فعلا... 
زياد:كدا انا عملت اللي عليا و لقيت الشخص اللي كنت بتدوري عليه.
صدفه :انا مش عارفه اقولك ايه يجد و الله العظيم.. انا كنت بدأت افقد الأمل و ناوية ارجع إنجلترا... بجد شكراً جدا و الفلوس اللي اتفاقنا عليها انا هحاولهالك بكرا الصبح ان شاء الله.
زياد:تمام يا آنسة صدفه... و أنا بعتلك كل حاجة عنه على الواتساب.... و اي خدمة رقمي معاكي متتردديش ابدا في انك تكلميني.
صدفه:اكيد طبعا.... و أنا متشكرة مرة تانية.
زياد قام مشي و هي قامت طلعت على اوضتها و هي فرحانة جداً انها أخيراً هتلاقيهم
كانت طول عمرها بتحلم لو كان عندها اخت تحبها و تشاركها كل أسرارها و بلاويها حتى لابسهم و مكياجهم .
اول ما دخلت اوضتها بدأت تلم حاجتها علشان تغادر الاوتيل الصبح بدري....
صدفة لنفسها: و أخيراً هروح لهم.... بس اكيد هيفرحوا لما يشوفوني... ياترى بابا هيعمل ايه لما اروح... اكيد هيفرح انه شافني...
كانت بتحاول تأكد المعلومة لنفسها رغم ان في صوت جواها بيقولها هو ليه مدورش عليكي و جالك، مكنتش عايزاه تفكر بالاسلوب دا و لا عايزاه تزعل نفسها.
تاني يوم الضهر
صحيت من النوم بكسل و كأنها منمتش بقالها شهر، اول ما بصت في الموبيل شهقت بقوة أنها نامت كل دا لكنها قامت بسرعة تغير هدومها....
قبل ما تخرج بصت لنفسها في المرايه باعجاب
:اي الجمال دا...
طبعت بوسة على المرأة و خرجت من الاوضة....
من شارع لشارع كان الطريق طويل و صعب بالنسبة ليها و خصوصا ان التاكسي مش بيدخل الشوارع الجانبية فكان لازم تمشي
الأطفال كانوا مشين وراها و كأنهم مستغربينها و بيعاكسوها 
شكلها كان راقي و مختلف عن المكان و يبان فعلا و كأنها مش مصرية
لابسه بلوزة لونها ابيض بكت و عليها جاكيت جلد اسود و جيبه من الجلد البني لبعد ركبتها واسعة...
و شعرها الاسود على كتفها طويل....
خلفيتها الطبيعيه عن الأطفال انهم احباب الله لكن السؤال اللي جيه في بالها ليه طفل ينادي عليها ب "وتكه" و واحد تاني يقولها يا "مزة"
واحد منهم قرصها في جنبها خلها شهقت بقوة لدرجة انها صرخت 
الطفل بمرح
؛ اركب الهواء
و بالفعل ركبت الهواء من الخضة كان شكلها يضحك لأنها اول مرة تتعرض لموقف زي دا، دموعها اتجمعت في عنيها لكن 
صوت جيه من وراها بقوة وقفهم عن الضحك و اتكلم بخشونة و هو مش شايفها 
:بس ياض منك له... عيب كدا..
الأطفال :اسفين يا معلم ابراهيم، اسفين يا انسه احنا بنهزر معاكي بس.. 
ابراهيم بجدية و هو يقرب من البنت :
طب ياله كل واحد على بيته مش كل ما يجي حد للمنطقة تعملوا فيه كدا ياله... 
الأطفال ابتسموا له و مشيوا كلهم و ابراهيم كان وقف أدام صدفه اللي ملامحها كانت متدارية وراء شعرها و هي بتمسح دموعها
ابراهيم :يا انسه انتي كويسه 
صدفه رفعت رأسها و بصت له لكنه اندهش و ملامحه اتبدلت لغضب و شر و هو فاكر ان اللي ادامه مريم اللي بتلبس طويل و بتلم شعرها مش اللي واقفه ادامه دلوقتي شعرها مفرود و لابسه جيبه قصيرة و البادي اللي لابسه ضيق 
كانت مختلفة بطريقة خليته يتخض و يتكلم بعصبية
؛ ايه اللي انتي مهببه في شكلك دا.... 
صدفه كانت لسه هتشكره على اللي عمله لكن استغربت كلامه و اتكلمت بعصبية بسبب الضغط اللي كانت فيه
:مهببه! انت ازاي تتكلم كدا معايا دا انتم شكلك عالم مجانين... 
ابراهيم بحدة و هو يمسك ايدها و بيحبها وراه
:لا دا انا هوريكي الجنون على أصوله يا بنت الحج عبد الرحيم بس مش أدام الناس... 
صدفه بعصبية و غضب :
سيب ايدي يا جدع انت.... سيب ايدي 
ابراهيم بزعيق و غضب:تعرفي تخرسي....
صدفه بطريقة بيئة
:ليه ماسك عليا ذلة... سيب ايدي يا حيوان يا ابن ال*** و الله اجيبلك البوليس انت فاكرها سايبه. 
ابراهيم بص لها بدهشه و هي كانت متغاظة و وشها احمر لكن صرخت فجأه لما لقيت نفسها محموله على كتفه زي شوال الأرز و هو داخل بيها لمدخل بيت
خافت و حسن انها بتتخطف من نص الشارع بدون ما حد يتكلم
صدفه بصراخ و هي تضربه في ضهره
:نزلني... بقولك نزلني هصرخ و لم عليك الناس انت فاهم...
ابراهيم  بحدة و غضب من ضربها له على ضهره:بقا أنا ابن كل* و حياة امي يا مريم لاخلي ابوكي  يربيكي بس الصبر.
صدفه بعصبية :نزلني يا حيوان... انا مش مريم.... انا صدفة نزلنننني...
ابراهيم؛ صدفه! دي كانت صدفة منيلة يوم ما سكنتم جانبنا..... 
خبط بقوة على باب بيت عبد الرحيم لدرجة خلت مريم تخرج تفتح بسرعة و استغراب و هي سامعه صوت ابراهيم.. 
صدفه:و الله لاوديك في داهية بس لما تنزلني يا بهيم أنت.... و انت طويل كدا 
سكتت فجأة لما الباب اتفتح و مريم بصت لهم و مستغربة البنت اللي هو شايلها على كتفه 
ابراهيم بص لمريم بدهشة و هو مش مستوعب
صدفه مكنتش شايفه مريم لكن اتكلمت بعصبية
:نزززززلني.... 
فجأة و بدون سابق إنذار رمها على الارض لدرجة خليتها تقع و تعيط و هي حاطه ايديها على ضهرها بوجع و بتبص له بغضب
:انت.... 
عبد الرحيم؛ ايه الدوشة دي يا مريم... 
صدفه قامت و هي حاسة بوجع و بتمسح دموعها و هي باصه لإبراهيم بكره لكن لما بصت لمريم ملامحها اتغيرت 
كانت لحظة ما بين الصدمة و السكوت
مريم و صدفة كانوا بيبصوا لبعض بتركيز حتى ابراهيم كان واقف مش فاهم حاجة و لا مصدق الشبة اللي بينهم الفرق الوحيد هو أن شعر صدفة أطول لكن كل حاجة تانية نسخة من التانية...
مريم:أنتي مين؟
صدفة قربت خطوة و ابتسمت كانت هتحط ايدها على وش مريم لكن مريم بعدت بسرعة و استغراب
كانت هتتكلمي لكن قاطعهم صوت والدهم و بيقف وراء مريم
:مين يا مريم؟
مريم:مش عارفه يا بابا.... 
عبد الرحيم اول لما شاف صدفة ملامحه اتغيرت لصدمة و كأنه مش مرحب بزيارتها. 
ابراهيم حس بحرج و اتكلم بجدية :
طب بعد اذنكم يا جماعة... 
عبد الرحيم :اذنك معاك بس هنستناك انت و والدتك على العشاء انا ماكد عليها. 
ابراهيم بص لصدفة اللي كانت مركزه معا مريم و ابوها
:بإذن الله يا عمي... 
سابهم و طلع شقته..... 
عبد الرحيم بحدة :امك جايه معاكي و لا بعتتك لوحدك..... 
صدفة غصب عنها دموعها نزلت و حست بالبرد لكن اتكلمت بهدوء
:ماما مكنتش تعرف اني نازله مصر اصلا... هو وجودي مش مرحب بيه.. 
مريم بعدم فهم :بابا هو فيه ايه و مين دي... 
عبد الرحيم بص لصدفة و هو مش عارف يقول ايه لكن قرب منها و مسك ايديها يدخلها و بعدها قفل الباب... 
صدفة :أنا دورت عليكم كتير... 
عبد الرحيم كان حاسس بالحزن لكن حاول يتكلم بهدوء
 : كبرتي يا صدفة.... 
مريم:هو فيه ايه يا بابا... 
عبد الرحيم :دي صدفة.... اختك توأمك. 
مريم بصت لصدفة و اتكلمت: ايه الهبل دا... دا مقلب صح... بصوا انا اتفرجت من مدة على فيلم اخوات تؤام قابلوا بعض و كدا بس دا في الأفلام و بس... 
عبد الرحيم : لا يا مريم دي الحقيقة... صدفة تبقى اختك 
مريم بحدة:هو ايه اللي اختي ايه الجنان دا، و لما هي اختي ازاي انا معرفش عنها حاجه و لا انت عمرك قلت لي اني ليا اخت اصلا... و بعدين انت قلت امك جايه معاكي... لا متهزرش هي ماما كمان عايشة.... ايه السخافة دي... بابا لو سمحت بطل هزار... انا اصلا مش مستوعبه الهبل دا... انا هدخل اجهز العشاء 
و المسرحية دي ياريت تنتهي بسرعة... 
عبد الرحيم :دي مش مسرحية دي الحقيقة.. انا و والدتك لما انفصلنا هي اخدت صدفة و انا اخدتك.. 
مريم:بس بس لو سمحت علشان بجد الموضوع دا سخيف... انت جاي تقولي اني عندي اخت و أمي عايشة و منتظر اني ازغط مثالا... 
عبد الرحيم :مريم اهدي و تعالوا ورايا.... 
سابهم و راح ناحية اوضته، صدفه و مريم بصوا لبعض و كان باين الصدمة على مريم يمكن لان صدفه اخدت صدمتها و هي لوحدها اول ما عرفت لان فعلا الموضوع يبان سخيف و غير مقبول ان يظهر من العدم اهلك و المفروض تتقبلهم .. 
مريم سابقتها و راحت وراء ابوها بغيظ و وراها صدفة
دخلت لقيت ابوها قاعد على الكرسي جنب السرير و شاور لهم يقعدوا
عبد الرحيم؛ ١٩٩٩/٢/١ كان يوم ولادتكم 
انا وقتها كنت لسه موظف على ادي في شركة الكهرباء... و كنت متجوز امكم 
كان فيه بينا مشاكل كتير لان جوازنا اصلا مكنش فيه اي حاجة تخلينا نتمسك ببعض كانت جارتي و امي كانت شايفه أنها بنت جميلة و محترمة و مناسبة ليا 
اتقدمت لها و بعد مدة اتجوزنا بشكل تقليدي و عادي... فترة الخطوبة بينا كانت بتقول اننا مش مناسبين لبعض و كل واحد له دنيا مختلفة والدتكم كانت بتحب الشغل و الدراسة و انا كانت موظف عادي 
شخصيتها كانت مستقلة لكن مكنتش تقدر تكسر كلام ابوها اللي شاف ان الجواز هو الحل الأفضل للبنت و فعلا اتجوزنا 
و بأن الفرق الكبير بيني و بينها بعد الجواز و كنا على خلاف في معظم المواقف 
لحد ما عرفت انها حامل، هي وقتها كانت بتشتغل و مكنتش عايزاه تقعد من شغلها لكن لما بدأت في الشهر السادس قررت تسيب الشغل بعد زن كتير من والدتها و مني 
كانت بتشوف اننا بنلغي شخصيتها و أنها ممكن تستحمل الشغل مع الحمل و دا خلاها تبقى كارهه فكرة انها حملت بسرعة 
اتولدوا انتم الاتنين 
و بعدها قررت تنزل الشغل تاني انا كنت متضايق منها و عملنا مشاكل انها تتنازل شوية و تسيب شغلها لفترة لحد ما تكبروا شوية و بلاش شغل مدام انا قادر اصرف عليكم
لكن طبعا ازاي! 
والدتكم كانت متعصبة جدا لحقوق المرآه و أنها لازم تشتغل و الحياة كانت لا تطاق 
لحد ما انفصلنا وقتها كان جالها فرصة تسافر برا مصر في شغل مهم تبع الشركة اللي هي شغاله فيه
سافرت و سابتكم معايا... عمتكم سعاد كانت بتخلي بالها عليكم طول ما انا في الشغل و خصوصا ان ربنا مرزقهاش أطفال 
عدي حوالي سنة 
و ساعتها والدتكم رجعت و كانت مختلفة بأن اد ايه بقيت ناجحة في شغلها و شاطرة 
لكن أنا قلت هتيجي تقعد شهر مثالا و تمشي 
لكن هي جيت و كانت عايزاه تاخدكم 
قالت إن الحياة هنا مش مناسبة و أنها مش عايزاه بناتها يتربوا في الفقر و الجهل دا و ان مدارس برا احسن ليكم 
حصل مشاكل كتير اوي بينا... قعدنا فترة طويلة في المشاكل دي 
كنت خايف تاخدكم لاني عارف انها مش هتبقى فاضية اصلا ليكم... بس بعد تلات شهور جدكم هو اللي حكم انها تاخدك يا صدفة..... و أنا هاخد مريم 
و فعلا سافرت و اخدتك معها... انا حاولت اوصلك او اشوفك 
كنت بقول اكيد هتنزل مصر علشان تشوف مريم و انا اشوفك لكن هي منزلتش تاني و عرفت من اخوها اللي سافر ليها بعد تلات سنين 
أنها مفهماكي اني مت و ان مالكيش اخوات... كرهتها اكتر من ما كنت بكرهها و قررت انها مش موجودة 
صدفة مكنتش عارفة تتكلم و هي حاسه بالعبث هي اه اكتر واحدة عارفه اد ايه شخصية والدتها قوية و متسلطة لكن ابوها هو كمان استسلم و سابها تاخدها و محاولش يدور عليها او يشوفها. 
مريم كانت لسه بتجمع اصلا اللي هو قاله و هي بتبص لصدفة و مش مصدقة ان ابوها الشخصية اللي كان قدوة بالنسبة ليها يكون بالاستسلام و الضعف دا انه يتخل عن واحدة من بناته و يلغي شخصيتها أدام اختها... لا و الغريب ان محدش من أهلها طول السنين اللي فاتت اتكلم عن صدفة و لو حتى بالغلط 
صدفة بدموع؛ طب مفكرتش ليه تدور عليا، مدام عارف انها مش هتهتم بيا... طب انت عارف يا بابا انا عديت بايه لوحدي و انا في بلد غريبة... ثواني بس 
يعني هي اخدتني و قالت انك ميت... انت ليه عملت زيها... طب انتم بتردوها لبعض يعني و لا ايه... 
طب لو مكنتش عرفت و لا كنت دورت عليك كنت هفضل طول عمري برا حياتكم... 
طب ليه اختارت تضحي بيا انا.... ليه قررت تسبني انا اسافر معها... انت عارف انا خسرت ايه بسبب علاقتكم الفاشلة دي
انا مكنش عندي ام... مكانتش فاضية اصلا 
و لا كان عندي اب... 
عبد الرحيم كان ساكت و مريم بتبص له و بتبص لصدفة مش عارفه تقول إيه و لا حتى تتكلم.... 
           ********************
في شقة ابراهيم 
دخل المطبخ و هو بيتكلم مع عزيز في الموبيل و بيقفل معه 
قفل الموبيل و حطه على الرخام وقف يعمل فنجان قهوة و افتكر الموقف اللي حصل بينه و بين صدفة و ان اول مقابلة بينهم كانت بالشكل دا 
حس بالحرج أنه شالها على كتفه بدون ما يسمعها، افتكر كلامها و لسانها اللي متبري منها لكن مع ذلك عيونها كانت جميلة و دموعها على أقل حاجة من مشاكسة الأطفال ليها مخليها تبان و كأنها على نياتها 
لكن مع ذلك واضح من لابسها و مكياجها انها بنت متدلعة و مش فارق معها لا كلام الناس و لا شكلها مختلفة تماماً عن مريم
، فاق من شروده على ريحة القهوة. 
صبها في الفنجان و قعد على كرسي السفرة، طلع سيجارة يدخن و بدا يفكر في شغله و ينسى  لحد ما دخلت والدته
شمس "والدته" :انت هنا يا ابراهيم، طب مصحتنيش ليه.... 
كانت رايحة ناحية التلاجة لكن لاحظت انه سرحان 
:ابراهيم... ابراهيم. 
ابراهيم :ايوة يا أمي... معليش سرحت شوية في الشغل عندي ضغط اليومين دول و احتمال اسافر... 
شمس بابتسامة :ربنا يعينك يا حبيبي... صحيح انا كلمت ابوك من شويه و هو قالي انه راجع اسكندرية بكراً.... عمتك مكنتش عايزاه تسيبه علشان اتأخر المرة دي و مرحلهاش و لا زار اخواته في الصعيد بقاله مدة طويله و زعلانه منك بتقول لازم يجي يقعد معانا شوية... 
ابراهيم :انت عارفة شغلي يا أمي... معنديش وقت و لا حتى فاضي.... بإذن الله اول ما الدنيا تتظبط هاخد و نروح كم يوم، عمتي طيبة و بتحبنا. 
شمس :ربنا يعينك يا ابني بس لو ريحت قلبي و وافقت اننا نخطب لك بقا... انت ما شاء الله داخل في التلاتين سنة اهوه... هستنا لحد امتى 
و ما شاء الله عندك وكالة للقماش و شقتك جاهزة من كل حاجة... و شاب كل اسكندرية بتحلف بشهامته و أخلاقه 
مش عايز تتجوز ليه بقا و لا بتتعب قلبي معاك و خلاص. 
ابراهيم بجدية :لا يا ست الكل بس انتى عارفة انا مش عايز اتجوز و خلاص... مش واحدة هاخدها من بيت أهلها و السلام .. انا عايز اتجوز واحدة تفهم دماغي، تبقى بنت بلد و جدعه يوم ما ضهري يميل القيها واقفه جانبي و تسندني... تكون طيبة و عايزاه تفرح و انا افرح معها... واحدة قرارها من دماغها مفيش حد بيسوقها
تعقل الكلام الف مرة قبل ما تقوله و تعرف تكسب اللي حواليها..... مش جوازه و السلام 
انا عايز لما اتجوز واحدة اتجوز اللي تبقى واقفه في ضهري و متخلنيش احس بالندم اني اختارتها.... مش علشان انتي عايزاه تفرحي بيا و خلاص 
شمس بحدة:حلو الكلام بس هو انت بتدور على ست الحسن دي... و لا فاضي اصلا 
كل يوم زي اللي قبله في الشغل و لما انا بختار لك اختياري مش بينزل لك من زور فهمني بقى هتلاقيها فين ست الحسن بتاعتك دي... 
ابراهيم :ساعة النصيب هلاقيها ادامي يا ام إبراهيم.... 
شمس؛ طب اي رايك في مريم بنت الحج عبد الرحيم... البنت ما شاء الله عليها جميلة و محترمة و عارفينها و ابوها راجل محترم. 
ابراهيم بضيق :انا نازلة الوكاله يا أمي ما هو انت طالما فتحتي موضوع الجواز مش هنلخص... صحيح هو الحج عبد الرحيم عنده بنت كمان غير مريم
شمس:بنت تانية؟! لا طبعا من يوم ما جيهم الانفوشي و هو معندوش غير مريم و عمره ما قال انه عنده بنت تانية. 
ابراهيم بهمس :غريبة طب ليه مخبيها...
شمس:مخبي مين؟! 
إبراهيم :لا أبدا و لا حاجة. 
شمس :على فكرة هو عزمنا على العشاء النهاردة و مريم أكدت عليا كذا مرة... متتاخرش و ابقى هات طبق حلويات و فاكهة و انت جاي... 
ابراهيم :من عنيا... ياله سلام عليكم. 
شمس:و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ربنا يهديك يا إبراهيم و تبطل السجاير اللي بتدخنها دي و تريح قلبي بقا. 
صدفة دخلت أوضة مريم بعد ما مريم حاولت تهديها و تنهي اي حديث بينها و بين والدهم دلوقتي لان كلامهم هيكون مشحون بالغضب و النتيجة هتكون اسوء.
مريم :
بصي دي اوضتي هنقسمها دلوقتي لحد ما اوضب لك الاوضة التانية لأن فيها كراكيب كتير... بكراً بإذن الله من بدري هوضبهالك و بعدين اهي فرصة نقعد مع بعض شوية اكيد في حكاوي كتير هنتكلم فيها... بس للاسف دلوقتي لازم اروح المطبخ لان بابا عازم جيرانا اللي فوق على العشاء.
صدفة مكنتش عارفه تتكلم و باين عليها الحزن و الهزلان
مريم: انا اسفة انا عارفه اني رغاية.... بصي الحمام برا على ايدك اليمين غيري علشان شكلك مرهقة و حاولي تهدي احنا لسه هنتكلم في حاجات كتير
صدفة هزت رأسها و مريم ابتسمت و خرجت شدت الباب معها و صدفة حطت شنطتها على السرير
كانت بتختار حاجة تلبسها لكن موبايلها رن بصت فيه لقت والدتها بترن عليها، اخدت الموبيل و قفلته و هي مش قادرة و متأكدة أنها لو ردت هتبوظ الدنيا.
           **********************
في إنجلترا
سهير كانت قاعدة على مكتبها بثقة و هي ماسكة الموبيل و هتموت من الغيظ بسبب أفعال صدفة و ادامها قاعد اخوها شوقي
سهير بغضب و عصبية:
بقا بتقفل الموبيل، طب خليها توريني شاطرتها فاكره نفسها هتقدر تستحمل العيشة في مصر... بس و ماله يا صدفة اعملي اللي في دماغك و انا هستنا لما تيجي تعيطي لي... شوقي عايزاك توقف الكريديت كارت بتاعتها و اي حساب ليها في البنك يتوقف.
شوقي بضيق :سهير ممكن تهدي و بعدين البنت مش صغيرة و كان مسيرها تعرف و لا انتي فاكرة انك هتفضلي محبيه عليها العمر كله ان ابوها عايش و بعدين انا من الاول كنت ضد انك تمحي ابوها و اختها من حياتها، و بعدين هو انتي مش عايزاه تشوفي مريم سيبك من عبد الرحيم انا عارف انك مش بطيقه بس مريم ذنبها ايه...
و الله صدفة بنتك دي بميت راجل على الاقل عملت اللي هي شايفاه صح و راحت تدور عليهم في بلد متعرفش فيها حاجة و كمان قدرت توصل لهم.
سهير بحدة:شوقي بطل تتكلم بالاسلوب دا و كأن صدفة بنتك بطل تدافع عنها... دي بنتي أنا و انا أكتر واحدة عارفها... انا دلعتها كفاية مستحيل تستحمل العيشة مع ابوها صاحب محل العطارة... بقا هتسيب كل العز اللي هنا و فرص الشغل الماهوله اللي انا موفرها ليها و تفضل العيشة في مصر... مظنش و قريب اوي تكلمني تترجاني اني ارجعها هي بس عاجبها اختلاف الوضع
لكن اكتر من كدا لا... بكرا الصبح تروح البنك و تعمل اللي قلتك عليه و لو هي حاولت تتواصل معاك و انا عرفت انك ساعدتها باي شكل صدقني هيكون ليا تصرف تاني معاك...
سكتت لما بنت دخلت المكتب و اتكلمت بهدوء و رقي "بالإنجليزية"
:مدام سهير كل الرؤساء منتظرين حضرتك في اوضة الاجتماعات.
سهير بلباقة :اوكي يا جينا... انا جاية... جهزتي لي الأوراق اللي طلبتها منك.
چينا:بالفعل....
سهير لشوقي :خلينا نزكر في الشغل يا شوقي عندنا صفقة مهمة و اول لما نفضى انا بنفسي هنزل مصر و انهي المهزلة دي دا إذا مرجعتش عن اللي في دماغها... و عايزاك تخلي شهد صاحبت صدفة توصلها رسالة اني سايبها بس بمزاجي....
شوقي اتنهد بقلة حيلة و قام خرج وراها....
           *******************
في اسكندرية
صدفة فتحت باب البلكونة و خرجت اخدت نفس عميق و هي بتبص للبحر... البيت كان في الدور التاني... بصت للشارع و الناس
لكن زمت شفايفها بغيظ و هي شايفه ابراهيم واقف تحت البيت و بيتكلم مع شخص.
افتكرت ازاي شالها و دخل بيها البيت و حست بالحرج و الغيظ
:وغد حقير.... 
ابراهيم رفع رأسه يبص لفوق بلامبالة و هو بيدخن شافها واقفه في البلكونة و بتبص له لكنها دخلت و قفلت الباب وراها. 
سمعت صوت الباب بيتقفل و كأن والدها خرج و مريم بتودعه قبل ما يمشي. 
اخدت نفس عميق قبل ما تفتح باب الاوضة و تخرج تتمشى في البيت لحد ما وقفت عند باب المطبخ بصت  لمريم اللي كانت بتطبخ بهدوء و اهتمام 
صدفة افتكرت معاناتها في المطبخ و أنها لما كانت بتجوع كانت بتقلب المطبخ علشان تعمل اي حاجه تأكلها و في الاخر بيطلع طعمها سئ، زمت شفايفها بسخرية من نفسها و أنها فاشلة في أقل حاجة لكن صوت مريم خرجها من سرحانها
:واقفه كدا ليه... تعالي. 
صدفه بابتسامة: من الأفضل اني افضل واقفه بعيد... لاني لو عملت اي حاجة هبوظ الدنيا  
مريم بابتسامة:ليه انتي مش بتعرفي تطبخي. 
صدفة بحرج:لا.... يعني مبعرفش اعمل اي حاجة ممكن مكرونه بالجبنة.... دي الحاجة الوحيدة اللي بحب اعملها اصل كنت بقعد كتير لوحدي و لما بجوع كانت ساهلة اني اعمل.... 
مريم سكتت شوية و بعدها اتكلمت 
:طب و هي... ماما... مش علمتك الطبخ. 
صدفة ملامحها كانت حزينة لكن ابتسمت :
سهير هانم! مظنش ان هي نفسها بتعرف تطبخ... جايز زمان اوي كانت بتطبخ لما اتجوزت بابا بس بعد كدا هي عمرها ما فضيت اصلا... طول الوقت اجتماعات و مقابلات و شغل.... افتكر لما كنت بتعب خالي شوقي هو اللي كان بيفضل جانبي.. مريم ممكن منتكلمش عنها لو سمحتي. 
الاتنين سكتوا و مكنوش عارفين يقولوا اي لحد ما مريم اتكلمت 
:بس تصدقي أن إبراهيم معرفش يفرق بيني و بينك.... بصراحة عنده حق انا و انتي كأننا واحد بس انتي شعرك طويل عن شعري و شكله اجمل... 
صدفة : بس انتي برضو شكلك حلو و شعرك قصير انتي اللي قصاه. 
مريم بحسرة:لا هو كان يتساقط و اتقصف وقت ما كنت في ثانوي و بعد ما خلصت اكتئبت شوية فكان بيقع بشكل كبير... ف بابا اخدني اقص التالف منه و لما روحت الكوافير اللي كانت هناك قصيته ليا و عملت له بروتين و من ساعتها و هو بيقع بس من سنة تقريبا بطل يتساقط لاني بدأت اتابع دكتورة دا مكنش كدا... كان بيقع بشكل كبير انتي عارفه في مرة انا و بابا كنا جعانين بليل متأخر دخلنا نعمل أكل سوا 
مجرد اني وقفت جانبه و اتحركت شوية شعرايه وقعت على ايده قالي مبخدش منك غير شعرك اللي بيقع في كل حته في الشقة... 
صدفة ابتسمت رغم حزنها انها معندهاش ذكريات زي مريم 
:أنا عمري ما عملت بروتين لشعري... اصل بداية التساقط من عند البروتين و الحرارة و بصراحة انا بحب شعري اوي علشان كدا عمري ما فكرت اني اقصه... 
مريم:باين عليه بس مينفعش تفضلي فادره كدا العين وحشة برضو... مش انا شعري قصير اهوه بس بخاف عليه و بلمه دايما بصراحة مش بحب عيون الناس و بخاف من الحسد.... 
صدفة:على فكرة ريحة الاكل حلوة اوي... 
مريم:و لسه لما تذوقي استنى هغرفلك في طبق... 
صدفة بصت للأكل :هو اي دا؟ 
مريم باستغراب:بامية باللحمة.... لا متقوليش انك متعرفيش أصناف الاكل.... 
صدفة هزت رأسها ب لا :
انا عمري ما اكلت الحاجات دي، يعني طول الوقت باكل اكل مطاعم... وجبات سريعه 
مريم:وجبات سريعه! لا دا الظاهر انك محتاجة وقت طويل.... اومال انتي بتتكلمي مصري كويس كدا ازاي يعني. 
صدفة بفخر :خالو شوقي هو اللي علمني العربي و يعني علمني من تحت اوي... انا بعرف اشتم بالعربي كمان. 
مريم :يا صلاة النبي و مالك فرحانة كدا ليه 
صدفة و هي بتدوق الاكل 
:عيب عليكي... دا انتي هتنبهري مني بس الصبر.. بس قوليلي صحيح مين الناس اللي انتم عزمينهم دول. 
مريم بابتسامة :دي خالتي شمس و إبراهيم إبنها. 
صدفة:خالتك!..
مريم:مش خالتي يعني بس هي جارتنا و ست طيبة اوي... و ابراهيم دا اللي كنتي بتتخانقي معه هو صحيح انتم اتخانقتوا ليه
صدفة بضيق:و لا حاجة أصله واحد قليل الادب و الذوق و عديم الأخلاق. 
مريم:يااه كل دا عرفتيه من مقابلة... 
صدفة:ما انتي مشوفتيش حاجة و بعدين حتى الأطفال هنا وقحين... دا واحد منهم قرصني و بيقولي اركب الهواء... 
مريم بضحك:و ركبتيه؟ 
صدفة بغيظ:اوف... 
مريم؛ طب اهدي بس... دا معناه انهم حبوكي يا بنتي و دا ترحيب مش أكتر. 
صدفة :ما هو باين الترحيب من اولها 
مريم :لا بجد متزعليش، الناس هنا طيبة بجد و ابراهيم دا جدع محترم و مالوش في الحوارات دوغري يعني. 
صدفة :مظنش... و على العموم انتم احرار مع جيرانكم... 
مريم :بس بذمتك مش يدخل القلب. 
صدفة بضيق :معرفش بقا دا واحد قليل الذوق.... بقولك انا عايزاه اخرج اتمشى و لا اتفرج على اسكندرية انا من ساعة ما جيت و انا قاعدة في الاوتيل ما تيجي معايا. 
مريم :دلوقتي مينفعش فيه حاجات كتير ورايا خلينا ننزل بكرا و كمان بكرا ممكن منعرفش لان عمتوا جايز لما يعرفوا انك رجعتي يجوا يزرونا علشان يتعرفوا عليكي. 
صدفة : امم يعني مفيش خروج! طب انا هدخل ارتب شنطتي... 
مريم:ماشي، و انا هخلص و اجي وراكي. 
الساعة تمانية
مريم كانت واقفه بتسرح شعرها أدام المراية بعد ما جهزت العشاء للضيوف و جهزت السفرة.
صدفة كانت قاعدة في البلكونة بتتكلم مع خالها شوقي اللي بيحاول يقنعها ترجع
صدفة بجدية :يعني هي بتلوي دراعي يا خالو و فاكرة أنها علشان وقفت الكريديت كارت بتاعي هرجع يعني...
شوقي بحب:صدفة يا حبيبتي دي والدتك و انتي عارفة هي بتحبك اد ايه و عايزاك تبقى جانبها، افرضي تعبت و لا جرالها حاجة.
صدفة :مبتتعبش يا خالو هي بس بتتعب اللي حواليها، دي مش قسوة و الله بس انا من حقي احس و لو لمرة اني عندي عايله هو مش من حقي...
شوقي :من حقك يا حبيبتي من حقك كل حاجة حلوة في الدنيا بس انتي عارفها مش هتسكت الا لما ترجعي... انا عارف انك عايزاه تفضلي من والدك و اختك بس على الاقل ردي علي مكالمتها لأنها هيجرالها حاجة من العصبية بسبب قفلك الموبيل...
صدفة:حاضر يا خالو... حاضر من عيوني اي حاجة تانية.
شوقي :بحبك و انتي مطيعة كدا.... بقولك يا صدفة انتي شفتي مريم؟
صدفة بصوت واطي:ايوة يا خالو و اتكلمت معها لكن مفتحتش كلام عن ماما...
شوقي:هي جانبك؟
صدفة:اه بس مشغولة
شوقي بحب:طب ممكن تفتحي الكاميرا و تصوريها من غير ما تاخد بالها.
صدفة:ياريتك ماما لو كانت زيك يا خالو
شوقي: بلاش تتكلمي بلطف لو سمحتي علشان بتاخدي قلبي
صدفة بابتسامه :و انا كمان واخد قلبي يا خالو... مش ناوي تهرب من ماما و تنزل مصر المكان هنا عسل اوي و شكل البحر جميل و فيه بنات حلوة هنا تقدر تعاكسهم.
شوقي ضحك غصب عنه:
لا دا انا كدا احجز و انزل على ضمانتك يا ست صدفة...
صدفة بثقة:عيب عليك.... بس انت عارف بجد انا هبقي مبسوطة اوي لو انت نزلت اسكندرية و نزلنا سوا نتمشى و نتفرج على المكان لاني لسه مخرجتش...
شوقي:لسه مخرجتيش ؟ ليه دا انتي بقالك اسبوع في مصر...
صدفة :مكنش ليا نفس اخرج... كنت قاعدة في الاوتيل... و بعدين هخرج مع مين! كنت هخرج لوحدي لا بلاش احسن.
شوقي بخوف: صدفة أنتي كويسة؟
صدفة :اه كويسة... متقلقش عليا انا بس كنت محبطة و خايفة معرفش طريقهم علشان كدا مخرجتش...
شوقي:اسمع انا هبعتلك فلوس علشان لو عوزتي تشتري حاجة و والدتك مش هتعرف.
صدفة:لا يا خالو انا مش عايزاه حاجة... و بعدين انا عاملة خطة اني هدور على شغل انت عارف اني شاطرة في الحسابات و إدارة الأعمال...
شوقي:انت هتقولي لي ما هو على يدي، صدفة خالي بالك على حالك، و اوعي تثقي في اي حد و كل شويه كلميني طمنيني عليكي و متنسيش تاخدي ادويتك... و تكلمي والدتك تطمنيها عليكي.
صدفة:حاضر علشان خاطرك انت بس 
شوقي:و خالي بالك من شباب مصر فاهمة، و اوعي تحبي.
صدفة؛ أحب؟! أنا...
شوقي:و ايه اللي يمنع بقا... متعمليش زي خالك البنت اللي حبها خاف يقولها انه بيحبها و ساب اسكندرية و سافر يشتغل و من بعدها معرفش يحب تاني.
صدفة : خالو انا عايزاه احضنك.... عايزاه اتحضن....
شوقي ابتسم بأريحية و اتكلم بهدوء:خالي بالك على نفسك يا صدفة و اهتمي بنفسك و باكلك و ان شاء الله اول ما أنزل مصر هاخدك في حضني لحد ما تقوليلي انك هتتخنقي.
صدفة:انا عمري ما اتخنق منك يا خالو.
شوقي دمع غصب عنه لأنها بمنتهى اللطف بتخليه يحس بالسعادة يمكن لان هو اللي رباها و يمكن لانه مخلفش و مراته توفت و يمكن لأنها كانت أكتر حد فاهماه
شوقي :طب انا لازم اقفل دلوقتي علشان عندي شغل اد كدا فوق دماغي و امك مش بترحم.
صدفة :ربنا يعينك... و متقلقش هبقي اصور مريم و هبقي اتصل اطمن على ماما...سلام بقا. 
شوقي:سلام. 
صدفة قفلت الموبيل و بصت من البلكونة شافت ابراهيم داخل البيت و معه شنط كتير 
بصت وراها لقت مريم قاعدة ماسكة الموبيل 
صدفة:مريم هو انتي خريجة ايه؟ 
مريم :آداب فرنساوي... 
صدفة:طب و اشتغلت قبل كدا. 
مريم:توتو بابا كان رافض فكرة الشغل لانه بيقلق عليا و مكدبش عليكي انا كمان ريحت دماغي من حوار الشغل دا... يعني أنا مسيري اتجوز و اقعد في البيت. 
صدفة:طب و بتصرفوا منين... اقصد يعني انا عرفت ان بابا ساب شغله في شركة الكهرباء. 
مريم:ايوة و فتح محل عطارة كبير... بس في الفترة الأخيرة مبقاش يقدر ينزل المحل كتير و اللي بيقف مكان شاب اسمه عيسى بابا مستامنه على المحل. 
صدفة بجدية:طب و الشغل دا بيكسب. 
مريم :بصي هو زمان كان اه بس الفترة الأخيرة الايراد بتاع المحل مش اد كدا بس يعني لان المحل قديم و كدا. 
صدفة:بس اللي اعرف ان المطبخ المصري بيستخدموا البهارات يعني الطلب على العطارة مش بسيط... انتم واثقين في اللي اسمه عيسى دا. 
مريم :بصي هو بابا بيثق فيه لانه واقف في المحل من زمان بس بابا كان بيقف معه. 
صدفة بشك:بس المال السايب يعلم السرقة.. 
مريم:واضح انك مش بتثقي في الناس... و دا غلط... 
صدفة:مش كدا و الله بس انا بكلمك جد... لان انا اشتغلت مع خالو شوقي  فترة و هو علمني ان الثقة الزيادة ممكن تبقى خسارة اذا مكنتش في الشخص المناسب...بقولك انا عايزاه اروح المحل و اشوف الشخص دا هو بيشتغل كل يوم. 
مريم:اه... كل يوم من الساعة عشرة لحد الساعة تمانية بليل 
و الجمعة لحد قبل الصلاة و بعد كدا بيقفل
صدفة:طب انا عايزاه اروح المحل. 
مريم؛ دلوقتي في ضيوف جايين ياله قومي اللبسي علشان شوية و هنلاقيهم جايين. 
صدفة :ماشي بقولك ما تيجي تختاري معايا علشان بحس ان لابسي جريمة بالنسبة ليكم.. فاختاري معايا
مريم:ماشي ياله بينا...علي فكره لابسك حلو اوي انا شفته جميل بجد و كان فيه كم حاجة عايزاه اجربهم. 
صدفة بحماس:الدولاب كله عندك اختاري اللي يعجبك و خديه. 
مريم:عادي كدا يا بنتي!
صدفة:اه عادي انا هبقي مبسوطة لو لابسنا سوا من نفس الهدوم... 
مريم:شكلك هبلة و على الله حكايتك، بس قومي اختارلك حاجة تلبسيها 
صدفة قامت معها و فضلوا يختاروا لحد ما سمعوا جرس الباب بيرن 
مريم:دي اكيد خالتي شمس... 
صدفة : طب انا هغير فين دلوقتي... 
مريم :هنا عادي... 
صدفة:طب اخرجي ياله.. 
مريم:ماشي متتاخريش... 
صدفة هزت رأسها بالايجاب و مريم خرجت. 
            ********************
في الصالة
عبد الرحيم ابتسم و هو بيفتح الباب لإبراهيم و والدته
عبد الرحيم :اتفضلوا... اتفضل يا إبراهيم 
ابراهيم و هو بيسلم عليه:اهلا يا حاج عبد الرحيم... 
شمس سلمت على مريم و حضنتها 
:بسم الله ماشاء الله كل يوم بتحلوي يا مريم. 
مريم بابتسامة:تسلمي يا خالتي... اتفضلوا العشاء جاهز. 
شمس راحت معها و إبراهيم دخل مع ابوها و هو باصص في الأرض حط الأكياس في جنب. 
كان شيك جداً و مهندم 
لابس بليزر رصاصي و بلوفر اسود و بنطلون جينز اسود 
دقنه مرتبه... جميل.. طويل و ملامحه قمحاوية عنده دقن خفيفة. 
عبد الرحيم :تعبت نفسك ليه يا ابني مكنش له لزوم كل دا
ابراهيم :دي حاجة بسيطة يا عمي... 
كلهم قعدوا على السفرة و بدوا ياكلوا لكن قاطعهم صوت جزمة صدفة و هي خارجة من اوضتها 
عبد الرحيم :اعرفكم يا جماعة... صدفة بنتي. 
شمس بصت لصدفة اللي كانت جميلة جداً رغم أنها نسخة من مريم لكن ابتسامتها مختلفة فيها حاجة تشد. 
يمكن لمعة الثقة و الحيوية اللي في عيونها و ان ابتسامتها بتدي احساس مريح 
شمس:بنتك؟ هو انت عندك بنت تانية غير مريم. 
صدفة:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 
كلهم:و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته 
عبد الرحيم بجدية:ايوة... صدفة بس هي كانت مسافرة برا مصر عايشة مع والدتها. 
شمس:بسم الله ماشاء الله بناتك ما شاء الله عليهم يا حاج عبد الرحيم الاتنين زي القمر. 
صدفة ببساطة :و انتي كمان شكلك جميل. 
شمس و هي بتحضنها :لا و لسانها حلو كمان دا انت تخاف عليهم بقا. 
ابراهيم كان باصص في طبقه و مش مهتم لانه عارف ان والدته جايبه الزيارة دي علشان تخليه يوافق انه يرتبط بمريم 
عبد الرحيم :و الله خايف عليهم من غير حاجة. 
شمس:يا عم متشلش الهم كدا بناتك دول بناتي و مفيش حد يستجرا يبص لهم و اللي يتجرا و يعمل كدا يبقى جيه لقضاه و بعدين دا انا خلاص حبيتها يعني متقلقش عليها. 
ابراهيم اتضايق 
صدفة قعدت جانب مريم و كلهم كانوا بياكلو و ام إبراهيم مش سايباه لا صدفة و لا مريم و كل شوية تسالهم عن حاجة لحد ما صدفة صدعت و حست انها في استجواب. 
صدفة بصت لابراهيم و اتكلمت بجدية و ضيق و لسه في دماغها الموقف اللي حصل بينهم 
 :على الله يكون الاكل عجبك يا استاذ ابراهيم. 
إبراهيم رفع رأسه و بص لها :جداً... 
صدفة:طب كويس مريم اللي عملت الاكل دا كله... هو انت مش عايز تقول حاجة. 
ابراهيم :حاجة ايه؟ 
صدفة:تعتذر مثالا... 
إبراهيم :و اعتذر على ايه بقا ان شاء الله. 
صدفة بغيظ:يعني مش عارف على ايه! 
ابراهيم بضيق من صوتها العالي : لا مش عارف و وطي صوتك و انتي بتتكلمي معايا. 
صدفة:و الله...يعني مش عايز تعتذر على عملته معايا النهاردة انت و الولاد الاشقيه دول... و لا نسيت 
ابراهيم :لا منستش و بعدين هو انتي مشوفتيش شكلك كان عامل ازاي و لا كنتي عايزانى اعمل ايه اقف اصفرلك... 
صدفة بغيظ  : انا مش فاهمة انت جايب الثقة دي منين هو انا كنت خطيبتك و لا مراتك و لا حتى مريم تبقى خطيبتك علشان تبقى محموق كدا و لا علشان تتعدى حدودك كدا. 
إبراهيم :اللهم طولك يا روح دا انتي لسانك طويل و قليلة الذوق كمان. 
شمس بضيق:صلوا على النبي يا ولاد في ايه و بعدين انت عملت ايه يا ابراهيم. 
عبد الرحيم بضيق مماثل:صدفة دول ضيوفنا اتكلمي كويس و وطي صوتك. 
صدفة بغضب و تهور
:يعني انا اللي غلطانه دلوقتي... ما انت متعرفش حاجة يا بابا و لا حتى شفته هو و الولاد... 
ابراهيم بعصبية   :قلتلك وطي صوتك و بعدين انا اللي مفروض اعتذر و لا انتي مشوفتيش شكلك كان عامل ازاي و لا عروسة المولد... و بعدين انا اللي عملته دا مش علشان انتي خطيبتي لا يا حلوة... علشان انتي جارتي و ابوكي زي ابويا محبش ان حد يتكلم عنه وحش علشان بنته معندهاش حياء... 
صدفة دمعت من كلامه و عصبيته عليها
صدفة بصراحة و بساطة  :انت بني آدم وقح... انا بكرهك 
 فجأة قامت و سابتهم 
عبد الرحيم بحرج :انا اسف يا جماعة بس هي اتربت برا مصر و متعرفش الأصول انا اسف 
ابراهيم رغم انه كان متغاظة منها و متضايق من أسلوبها لكن لما شاف دموعها اتضايق رغم انه حاسس انه مغلطش لما شالها و دخل العمارة لان لابسها و شكلها كان مضايقه لكن مع ذلك كان مستغرب بساطتها في الكلام و أنها بتقول اي حاجة تيجي في دماغها حتى لو مش وقتها. 
شمس:حصل خير بس هي زعلت ليه انت عملت ايه يا إبراهيم... خليني ادخل اصالحها . 
عبد الرحيم :لا يا ام إبراهيم مالوش لازمه دا دلع بنات انا اسف عن اللي حصل اتفضلوا كملوا عشاكم. 
      ************
صدفة دخلت اوضتها و هي متضايقة من ابوها و أنه غلطها رغم انه ميعرفش اللي حصل بينها و بين ابراهيم.
قعدت على السرير كانت عيونها حمراء و مدمعه بسبب كلام إبراهيم السخيف عنها، هي مكنتش شبة عروسة المولد و لا كانت حاطة ميكب و لابسها كان عادي بالنسبة ليها
جيب و بلوزة و جاكيت و مكنش ضيق و حتى إذا كان فعلا مش احسن حاجة فهو ميخصوش علشان يتدخل
و لا ينفع يحرجها كدا ادامهم و لا ينفع يقول انها قليلة الحياء.
كل دا مكنش فارق معها بس على الاقل كان نفسها والدها يقف في صفها او يحفظ ليها كرامتها هي بنته
لكن موقفه كان سلبي.
كل دا كان كلام كتير بيدور جوا دماغها، كانت منتظرة ان هو يدخل يطيب خاطرها او حتى مريم تدخل وراها تقولها متزعلش لكن سمعت صوت ضحك مريم مع والدة ابراهيم و هم بيتكلموا بصوت عالي و صوت الباب بيتقفل.
حست بالزعل ان محدش اهتم ليها و لا حد اهتم يصلحها او حتى يعاتبوها على اللي حصل بس بينهم و بين بعض
كانت محتاجة تحس ان في حد مهتم يعرفها الصح من الغلط مش زي ما ابوها قال إنها اتربت برا مصر متعرفش الأصول.
صوت ضحكهم و كلامهم خلاها تحس انه اللي حصل عادي و كأن زعلها مش مهم، قامت غيرت هدومها و حاولت تنام لكن مقدرتش قامت فتحت شنطتها و طلعت شريط حبوط اخدت واحدة و راحت تنام و فعلا ربع ساعة و كانت نامت بعمق.
عند إبراهيم
بعد حديثه مع صدفة كان حاسس انه متضايق انه استفزازها للدرجة اللي خلتها تعيط و مكنش هيحصل حاجة يعني لو اعتذر و خلاص
رغم انه مش حاسس انه عمل حاجة غلط لكن اول ما شاف دموعها حس انه غلط و مكنش ينفع اللي عمله.
لكن استغرب طريقة ابوها في التعامل معها و أنه حتى لو إبراهيم انفعل و كلامها بأسلوب مش كويس في لحظة غضب كان مفروض ابوها يعترض لكنه معملش كدا.
و دا اللي خلاه يتضايق من نفسه و من الموقف كله و يمشي بعد العشاء على طول و ساب والدته مع مريم.
كان قاعد على القهوة سرحان و متضايق من نفسه و حابب يعتذر لها... كان متلغبط لأول مرة
لأول مرة يحس انه متلغبط بسبب واحدة، من ناحية حاسس انه مش غلطان و من ناحية تانية حاسس انه غلط و دا في حد ذاته مخليه يفكر في صدفة و دي يمكن المشكلة أنه اول مرة يفكر في حد كدا.
بقا له ساعة الا ربع  قاعد ساكت حس انه دماغه صدعت نفخ بغيظ ان هي مكملتش يوم واحد في المنطقة و عملت فيه كدا.
قام راح الوكالة كان العمال شغالين، عزيز لما شافه استغرب انه جيه لانه قاله يبقى يقفل هو
عزيز:غريبة... مش انت قلت لي مش هتيجي و انك مشغول...
ابراهيم بجدية :خلصت اللي ورايا قلت ارجع اشوف الدنيا ماشية ازاي.
عزيز باستغراب :ماشيه ازاي؟ محسسني اني اول مرة اباشر الشغل و انت مش موجود مالك يا عم حصل ايه.
ابراهيم بحدة :في ايه يا عزيز انت هتفتح لي تحقيق ما اجي وقت ما انا عايز...
عزيز:خلاص يا عم انت هتضربني... انت حر.
عزيز سابه و مشي و ابراهيم خلي واحد من العمال يجيب له قهوة.
               ******************
في فجر يوم جديد
صدفة صحيت من النوم و هي حاسة انها مصدعة، اتخضت اول ما حست بحد جانبها لكن هديت لما افتكرت أنها مريم. 
قامت شغلت النور و بصت لمريم 
:مريم... مريم 
مريم بكسل و نوم:في ايه يا صدفة... 
صدفة :الفجر بإذن قومي نصلي... 
مريم بنوم:شوية بس... اتوضي و انا هقوم وراكي، حطي فيشة السخان المياة تدفي شوية الجو ساقعه... 
صدفة سابتها و خرجت كان ابوها خرج من البيت و راح يصلي في المسجد. 
بعد دقايق كانت واقفه بتترعش لان المياة كانت ساقعه و لأنهم في بداية الشتاء كانت حاسة انها متلجة 
صدفة:مريم... قومي بقا اتوضي، ياله بطلي كسل. 
مريم و هي بتشد الغطا عليها 
:يوه يا صدفة... صلي أنتي و انا شوية و هقوم اصلي. 
صدفة بحدة و هي بتزيح الغطاء
:لا قومي ياله و بعدين هيفوتك الفجر... قومي و بعد كدا ابقى ارجعي نامي بطلي كسل. 
مريم قامت بنوم و زهق من زن صدفة لكن راحت تتوضي. 
صدفة دخلت المطبخ و فضلت تدور في التلاجة لحد ما لقت ازازة لبن 
ابتسمت و هي بتطلعها حطيتها تفك على الرخام و رجعت اوضتها. 
مريم :حرام عليكي يا صدفة المياة متلجة مش قلتلك تحطي فيشة السخان كان زمانها دفيت شوية. 
صدفة بابتسامة:بطلي كسل و بعدين علشان تاخدي حسنات... 
مريم بصت لها بضيق وراحت تلبس ايسدال و قفوا جنب بعض في اتجاة القبلة، كانوا بيصلوا بهدوء و خشوع. 
بعد ما خلصوا مريم رجعت للسرير و صدفة دخلت المطبخ تدفي كوباية لبن، كان عايزاه تنزل تجرى شوية زي ما كانت متعودة في نيويورك لكن افتكرت كلام إبراهيم عن قلة الحياء، اخدت كوباية اللبن و رجعت اوضتها. 
لابست شال و دخلت البلكونة قعدت، كأنها من مفضلين الهدوء، كانت الشمس بتشرق، ابتسمت و هي بتسند رأسها على ترابزين البلكونة.. 
الصبح
مريم كانت حاطه الفطار على السفرة، ابوها خرج من اوضته و صدفة كذلك و قعدوا كلهم يفطروا لكن كل واحد ساكت 
مريم :احم... بابا. 
عبد الرحيم بابتسامة :ايوة يا حبيبتي. 
مريم: انا و صدفة كنا عايزين ننزل، يعني هنخرج سوا افرجها على الانفوشي و الأماكن و كمان هنعدي على المحل يعني هوريها الدنيا هنا. 
عبد الرحيم :بس عمتك احتمال تيجي. 
مريم :مش هنتاخر و بعدين انا هكلمها برضو اشوفها هتيجي على أمتي لو كدا مش هننزل. 
عبد الرحيم :ماشي يا مريم بس تخلي بالك على نفسك، معاكي فلوس. 
مريم :اه يا حبيبي تسلم لي. 
صدفة بصت لهم و هي نفسها انه يكلمها بنفس الطريقة
 و يهتم بيها زي مريم، يمكن رجعت مصر مخصوص علشان تلاقي الاهتمام دا لكن متكلمتش و هي بتسيب السندوتش اللي في ايديها. 
عبد الرحيم بجدية:و انتي يا صدفة اظن ميصحش اللي عملتيه امبارح دا، دول ضيوفنا مينفعش تبجحي فيهم كدا، حتى لو دول ناس في بيتك. 
صدفة :انا معملتش حاجة غلط، و بعدين حضرتك متعرفش اللي حصل اصلا علشان تعتذر لهم و تسبني اتفلق... الأولى انك تسمع اللي حصل و لو انا غلطانه يبقى انا اللي كنت هعتذر بس حضرتك حتى مهتمتش تعرف... 
عبد الرحيم :علشان دول ضيوفنا، مينفعش، صحيح أنا هروح لعمك توفيق يا مريم كان عايزني اروح له... 
مريم :ماشي يا بابا. 
صدفة مكنتش فاهمة المنطق اللي بيتكلم بيه لكن كبرت دماغها لان من كلامه فهمت انه هيغلطها برضو لو اتكلمت. 
صدفة كانت حاطة ايديها في جيب الجيبة بتاعتها و هي ماشية جنب مريم و بتتفرج على الشوارع
مريم بصت لها و ابتسمت باعجاب متعرفش ليه بس بتحس ان صدفة كاريزما رغم الشبة اللي بينهم لكن طريقة كل واحدة مختلفة عن التانية
صدفة قلعت النضارة و بصت للبحر 
:الجو هنا جميل خلينا نقعد هنا شوية
مريم:استنى في كافتيريا أدام شوية و على نفس الفيو خلينا نقعد فيها و نشرب اي حاجة.
صدفة:أوكي.
بعد دقايق كانوا قاعدين في كافتيريا على البحر و صدفة مركزة مع المنظر و ساكتة.
الجرسون:تطلبي حاجة تانية؟
مريم:لا انا تمام كدا، صدفة اطلبي.
صدفة : أنتي طلبتي اي؟
مريم للجرسون:طب معليش تروح و انا هاخد الاوردار و اجيلك
الشاب:اكيد يا فندم. 
مريم:بصي انا لسه مش عارفة بالظبط بس ايه رايك ناخد كريب... و لا بيتزا.. هم بيعملوا هنا نجرسكوا و بيتزا و شاورما و كريب ايه رأيك .
صدفة: البيتزا مش بحبها كنت باكلها كتير ... الشاورما عارفها و النجرسكو... ممكن اخد كريب.
مريم بشك:صدفة انتي عارفه الكريب معمول ازاي؟
صدفة: اه... بصي انا عارفه اكل المحلات لاني كنت باكل كتير من المحلات... بس يعني الاكل البيتي معرفش عنه حاجة بس عجبني البامية بتاعتك و الورق العنب كانوا طعمهم لذيذ فاكرتيني بخالو شوقي لانه كان ياخدني ناكل اكل زي البيتي دا في مطاعم عربية، تعرفي الطف و أجمل وقت عشته كان مع خالو شوقي... هو حنين و طيب اوي.
مريم بابتسامة:تعرفي انك بتكوني جميلة لما بتتكلمي بالاسلوب دا.
صدفة ضحكت بلطف و افتكرت كلام خالها :
هو كان بيقولي كدا برضو.. المهم خلينا نطلب الكريب... بس انا عايزاه فيه هالبينو و عايزاه تومية و بطاطس و يكون فيه جبنة موتزيلار كتير.
مريم :حاضر.
مريم قامت تطلب الاكل ليهم و طلبت عصير فواكه و رجعت بعد شوية قعد أدام صدفة و لاحظت شرودها
مريم : زعلانه؟
صدفة:هزعل من ايه؟
مريم:من بابا و من اللي حصل امبارح معاكي انتي و إبراهيم.
صدفة بحدة:متجبليش سيرة البني آدم الوقح دا... علشان حقيقي اسمه بقا بيعصبني .
مريم:ليه بس يا صدفة و الله هم ناس طيبين و في حالهم.
صدفة:على رأسي يا مريم بس انا مشوفتش منه أي حاجة كويسه... و غير كدا موقف بابا
اي أب المفروض بيكون داعم لبنته بس... هو مش فارق معه
مش فارق معه اي حاجه وجودي نفسه تقيل عليه، أنا بحاول افهم ايه السبب
ايه السبب اللي يخليه يتعامل معايا كدا، هل انا مثالا اللي بحاسب على المشاريب لعلاقه فاشلة بينه و بين ماما...
طب يا جماعة انا ذنبي ايه فيها ما هم اللي قرروا يرتبطوا و هم اللي قرروا يخلفوا ليه يعقدوني انا في حياتي.
ماما اللي عايزاه تتحكم في النفس اللي باخذه و والدي اللي مش معبرني عايشة..
مريم أنتي متعرفيش اي حاجة عن حياتي و لا تعرفي علاقتي ب ماما كانت عامله ازاي و لا حتى انا كنت عايشة ازاي...و أنا مش عايزاه افتح أبداً في أسلوب حياتي اللي فات كان سيء... و مكنش فيه حد موجود معايا
عارفه يعني ايه بنت في بلد اوروبيه عايشة لوحدها مامتها موجودة بس يا فرحتي بيها و هي معينه بوديجارد علشان تبقى تحت عنيهم لكن هي مش موجودة.
مريم:هو انتي مكنش عندك صحاب يا صدفة
صدفة:مين قال كدا... انا كان عندي بس مش صحاب.. ممكن اقول أصدقاء اللي هم بيبقوا صحاب فترة معينه... صحاب لوقت معين.. او لمصلحة معينة.... دول اللي قابلتهم في حياتي... و كان فيه شهد دي بقا أجدع و أطيب حد ممكن اكون عرفته
هي من أب لبناني و امي مصرية بس مصرية اصيلة... جدعة و ذكية بحب اخد نصيحتها دايما لكن بمشي في الاخر بدماغي.
مريم :شكلك بتاعت مشاكل.
صدفة :يعني مش اوي بس مبحبش اسكت لما بتضايق ف بالتالي بتكلم و بعك الدنيا...
مريم:هو انتي اشتغلتي قبل كدا.
صدفة:اه مع خالي شوقي بس تحت إدارة سهير هانم، الشغل معها صعب و متعب.
مريم:هي مش هتنزل مصر
صدفة:مش عارفه الله اعلم بس اكيد هتنزل بس امتي الله أعلم.
مريم : طب ناوية على ايه الفترة الجاية.
صدفة :بصراحة لسه مش مخططة...
فضلوا يتكلموا لحد ما الاكل نزل، أكلوا و بعدها خرجوا 
 صدفة كانت ماشيه في الشارع بتتفرج على المحلات
مريم بجدية:صدفة بقولك محل العطارة بتاعنا أدام شوية محطوط يافطة عطارة الحاج عبد الرحيم
بصي اسبقيني على هناك و انا هعدي على سمر صاحبتي دقيقتين و هاجي وراكي على طول علشان برن عليها مش بترد.
صدفة :ماشي و انا اصلا هتفرج على كم حاجة و كلميني لما تخلصي.
مريم:ماشي خالي بالك على نفسك.
صدفة سابتها و مشيت و سمر دخلت بيت سمر صاحبتها اللي كان في نفس الشارع.
صدفة فجأة وقفت أدام محل و ابتسمت باتساع و إعجاب و هي بتبص لعباية بلدي لونها دهبي طويله و بفتحة من الجنب و معها عصايه مطعمه باللولي ووشاح فيه حلقات دهبية بتصدر صوت رنان
كانت جميلة على المانيكان بشكل خلي صدفة منبهرة، ضمت ايديها و هزت رأسها بحماس كانت متأكدة أن مصر بلد الأحلام حرفياً
دخلت المحل اللي كان بيعرض عبايات بلدي و انتيكات و هدايا
صدفة بابتسامة للبنت اللي واقفه في المحل:
لو سمحتي كنت عايزاه اشوف العباية الدهبي اللي معروضة برا دي.
البنت باستغراب: مش قلتي انك مش بتحبي الحاجات البلدي دي.
صدفة بتسأول:انا؟
عائشة :اومال أنا... بس ايه الجمال دا احلويتي كدا امتى... جايبه لابسك دا منين.. لا بس شياكة و كأنك اجنبية.
صدفة بحماس و شغف
:اه... على فكرة انا اسمي صدفة و ممكن صدف... أخت مريم و بحب الحاجات البلدي ممكن بقا اشوف العباية بالعصاية و الوشاح 
عائشة: اخت مريم؟! سبحان الله... بس هي عمرها ما حكت لي ان عندها اخت... معليش نسيب اعرفك بنفسي 
انا عائشة صاحبة المحل دا و صاحبة مريم و ابوها الحاج عبد الرحيم خيره عليا من زمان... يعني لو عوزتي اي حاجة اختك موجودة. 
صدفة:شكراً. 
عائشة :ثواني هنزلك العباية.... 
صدفة ابتسمت بحماس و بدأت تتفرج على المحل كانت منبهرة بكل حاجة و كأنها فعلا مشافتش جمال زي جمال مصر كل مكان فيها كان فيه روح حلوة و مختلفه... 
عائشة :اتفضلي و علشان تكملي اللوك دا خدي الخلخال دا هيبقى جميل مع العباية 
، البروفا على ايدك اليمين . 
صدفة  ابتسمت بحماس و سابت شنطتها على المكتب اخدت منها العباية و راحت ناحية البروفا تغير. 
            ********************
في نفس الوقت 
ابراهيم خرج من الوكاله اللي كانت في نفس الشارع، كان بيتكلم في الموبيل مع والدته و هو متضايق 
ابراهيم :حاضر يا أمي، هيدي عائشة فلوس الجمعية لو انك مش قادرة مكنتش هروح انا اصلا مش عارف ايه لازمة الجمعيات دي. 
شمس بجدية:يا ابني انا كيفي كدا... و بعدين الفلوس اللي تتوفر من الجمعية انت أولى بيها. 
ابراهيم :يا ست الكل هو انا قلت لك اني محتاج فلوس و بعدين انا من امتى بروح ادفع فلوس جمعية لواحدة... انا مبحبش الأسلوب دا يعني لو سمحتي بعد كدا حضرتك تكلميها و تعزميها تشرب حاجة و تبقى تديها الفلوس لكن انا برا الموضوع. 
شمس بضيق:ماشي يا ابراهيم بس معليش النهاردة اخر يوم و مفروض ام ياسر هتقبضها النهاردة انت مش عارف ظروف الناس ايه ممكن تكون محتاجهم يا ابني، و بعدين مين قالك ان الجمعية دي ليك يا حبيبي، أنا أقصد الجمعية دي علشان شبكة عروستك. 
ابراهيم :لو تبطلي تشيلي همي انا هرتاح. 
شمس بابتسامه :و انا عندي كم ابن علشان ابطل اشيل همك و بعدين هم ايه بس... 
ابراهيم :ماشي يا ست الكل... خلاص هكلمك تاني انا داخل المحل بتاعها. 
شمس:ماشي يا حبيبي. 
إبراهيم خبط على الباب و دخل و هو بيتنحنح بصوت عالي خلي عائشة تقوم تقف و تبص له
ابراهيم :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 
عائشة بجدية  :و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، اهلا يا استاذ ابراهيم... نورت اتفضل. 
ابراهيم و هو بيطلع الفلوس من جيبه
 :شكراً... انا كنت جاي علشان فلوس الجمعية. 
عائشة :هي الست شمس كويسة أصلها كانت تجيبها دايماً. 
ابراهيم:بعافية شوية. 
قبل لحظات 
صدفة كانت واقفه أدام المراية منبهرة بجمال العباية عليها و أنها مظبوطة و كأنها معموله مخصوص ليها، ربطت الوشاح على شعرها بشكل هادي اللي كان بيصدر صوت رنان بسبب الحلقات الدهبية ابتسمت باعجاب و هي بتمسك العصاية. 
صدفة بحماس طفولي:ايه الحلاوة و الطعامة دي، و كأني بنت، خالي كان بيقول ايه بنت بلد مزة.. اه افتكرت البلدي يوكل، لازم أتصور بيها. 
قالتها بحماس و بدون تفكير و هي بتخرج من البروفا علشان تطلع تاخد موبايلها. 
ابراهيم كان واقف مستني عائشة تعد الفلوس و تتأكد علشان يمشي كان باصص ناحية الباب و هو محروج و عايز يخرج لكن بص ناحية الطرقة لما سمع صوت رنين غريب و مميز 
كانت صدفة خارجه بشكل عفوي كان ظاهر جمال أنوثتها. 
ابراهيم اول ما شافها و كأنها سرقت الهواء من حوالي هم و خطفت نظرة رغم انه بيعرف يغض بصره و مالوش في حركات الشباب لكن بمنتهى العفوية و لأول مرة يتخض 
يتخض من جمالها المختلف 
ملامحها المصرية مع عيونها الخضراء مع لابسها البلدي كانت مميزة .. 
صدفة اول ما لاحظته شقهت بخجل و بسرعة رجعت للبروفا تاني، إبراهيم بص في الأرض بدهشة و أخيرا اخد نفسه. 
عائشة بحرج : انا اسفة بس هي... 
الفلوس مظبوطة. 
ابراهيم بجدية  : تمام... سلام عليكم. 
عائشة استنا لما خرجت و راحت لصدفة اللي كانت واقفه مكسوفة رغم ان العباية مكنتش ضيقة و عندها لبس زيها في تظبطيته بس جايز لان اللوك مختلف بالنسبة ليها و الخلجال.. الجو نفسه مختلف و محرج. 
صدفة  بخجل و وشها أحمر 
:غبية... كان لازم انادي عليها دا منظر يشوفني بيه... هقابله باي وش دلوقتي . 
عائشة :انسه صدفة أنتي كويسه. 
صدفة بتوتر:اه اه هغيره اهوه... 
عائشة فهمت توترها و خجلها و رجعت تقعد على مكتبها 
دقايق و صدفة كانت خرجت بعد ما غيرت 
عائشة :ها عجبك و لا ايه
صدفة و لسه وشها احمر :كويس بس هاجي مرة تانيه اخده... 
عائشة :مفيش مشكله دا احنا أهل اعتبرني اختك الكبيرة. 
صدفة ابتسمت و خرجت لكن اتنهد براحة اول لما شافت مريم اللي كانت لسه خارج من عند صاحبتها بعد ما اطمنت عليها. 
بسرعة راحت ناحية مريم و هي بتاخد نفسها و بتحاول تبان عادي. 
عند إبراهيم 
دخل الوكاله و هو بيحرك ايده في شعره و هو مستغرب أنه ركز معها للحظات متأكد أنه لو الموقف اتكرر ادامه مع أي واحدة مكنش هيتاثر و كان هي بعد نظره عنها بسرعة لانه عدي بمواقف كتير مشابهه. 
ابراهيم لنفسه :استغفر الله العظيم، البت دي شكلها مش تجيبها لبر... 
كان بيتكلم و هو متأكد انها صدفة البنت الغريبة اللي خليته امبارح ميعرفش ينام بسبب تائنيب الضمير و أنه اتسبب في بكاها و في مشكلة مع ابوها. 
مريم و صدفة وصلوا محل العطارة بتاع والدهم و مريم مستغربة توتر صدفة و وشها الأحمر لكن مهتمتش تسألها و دخلت المحل اللي كان فيه ناس كتير واقفين و باين ان فيه إقبال على المحل مش زي ما مريم قالت لصدفة انه بقا قديم و الايراد مش اد كدا. 
مريم :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ازايك يا عيسى؟
خرج شاب بسرعة و ابتسم :و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أنا بخير الحمد لله، ازايك يا آنسة مريم، عاملة ايه و الحج عامل ايه
مريم:بابا بخير الحمد لله، اعرفك صدفة أختي هي لسه جاية من امبارح و كانت جايه تتفرج على المكان.
عيسى باستغراب و هو بيبص لصدفة :اه طبعاً الحاج كلمني و قالي ان بنته التانية رجعت ... منورة يا آنسة صدفة.
صدفة بهدوء:شكراً يا استاذ عيسى، على فكرة بابا بيثق فيك جداً و مريم كمان.
عيسى بسرعة : الحاج عبد الرحيم مفيش زيه هو و الآنسة مريم، بس غريبة يعني الحاج  مكلمنيش و قالي انكم جايين كنت عملت معاكم الواجب.
صدفة: و ايه المشكلة يعني يا استاذ عيسى و لا هو مينفعش تعمل معانا الواجب و احنا موجودين.
عيسى بارتباك:لا طبعا مقصدش اتفضلوا و انا ثواني و هجيب حاجة ساقعه، فيه محل هنا بيعمل حلو إنما ايه عظمة... عشر دقايق و راجع.
بنت من اللي واقفين:طب هات لي طلباتي الاول.
عيسي:خلاص يا أستاذة نص ساعة كدا و تعالي
صدفة بجدية: لا طبعا ممكن تجهز لها طلبها الاول
عيسى بص لصدفة و حس انها عملية جداً في التعامل مش ابوها و اختها متساهلين معه و دا قلقه منها لكنه اتكلم بسرعة
:حاضر من عنيا.
صدفة دخلت المحل و بدأت تتفرج عليه كانت كل حاجة مترتبة و مكتوب على كل رف سعر البُهار او نوع المكسرات.
شوية و خرج عيسى من المحل و صدفة قربت من درج الفلوس اخدتها تعدها و مريم بتبص لها باستغراب
صدفة رفعت رأسها و بصت لمريم:هو عيسى دا كل يوم بيدي بابا الإيجار و لا ازاي. 
مريم:الاول كان كل يوم بس لما الايراد بقا بسيط بقا يديه له كل أسبوع، بس تقريبا هو ادي بابا امبارح الف جنية ايراد الكم يوم اللي فاتوا... 
صدفة  :غريبة مع ان الفلوس اللي هنا 480 جنية، يعني لو هو ادي لبابا الايراد امبارح دا معناه ان دا ايراد النهاردة و احنا لسه الساعة واحدة الضهر. 
مريم بتسرع :أنتي بتقري؟! اكيد الدنيا كانت ماشية
صدفة بصت ناحية الباب و هي حاسه بعدم ارتياح لعيسي 
:لا يا مريم مش بقر، بس أكيد لو الدنيا ماشية النهاردة جايز في الكم يوم اللي فاتوا الدنيا كانت ماشية و لو يوم 
يعني الف جنية دي كان ممكن تبقى أكتر. 
مريم:قصدك ايه مش فاهمة؟
صدفة بجدية و هي بتبص على الأسعار اللي المكتوبة على الرفوف و على الكميات الموجودة 
:و لا حاجة يا مريم بقولك هو بابا بيثق في عيسى 
مريم بجدية :اه يا صدفة بيثق فيه جداً و الا مكنش سابه يقف في المحل و يفضل انك متشككيش فيه أدام بابا لانه ممكن يتعصب عليكي بابا عصبي و انتي متعرفيهوش و هو مستامن عيسي على المكان .
صدفة:طب اهدي بس و بعدين انا بتكلم دلوقتي من خوفي على شغلكم و بعدين لو مش عايزانى أتدخل انا ممكن أمشي. 
مريم :يا ستي متزعليش كدا أنا بس مش عايزاك تروحي تكلمي بابا في حاجة لأنه ممكن يعمل مشكلة معاكي و احنا مش ناقصين اليومين دول. 
صدفة سكتت و هي بتشم ريحة القرفة و شايفه في ناس داخله المحل و بيشتروا من مريم و دا اللي خلاها تزيد شكها في عيسى لكن قررت تتجنب احساسها دا علشان متظلموش و تستنا لما تتأكد و ساعتها تصدر حكمها. 
مريم  و هي بتحط الفلوس في الدرج 
:روحتي فين؟ 
صدفة :و لا حاجة.... بس المكان ما شاء الله جميل و مترتب كويس. 
مريم و هي بتقعد جانبها :
بابا هو اللي مرتبه كدا، أصله بيحب النظام جداً كان بيحب يرتب كل حاجة بنفسه و لما عيسى جيه هنا علمه ان كل حاجة لازم تبقى في مكانها. 
صدفة:هو المحل دا إيجار؟ 
مريم :ايوة طبعاً لانه تمليكه غالي اوي بس عقد الإيجار طويل صاحب المحل راجل كبير في السن عنده ولد و بنت... البنت اتجوزت و الولد بيشتغل محامي و ابوهم راجل كبير كل اول شهر بابا بيبعت له الإيجار.
صدفة :كويس.
عيسى دخل المحل و هو شايل صنية عليها كوبايتبن عصير و طبق حلويات
:اتفضلوا...
مريم بود:تعب نفسك ليه يا عيسى مكنش له لازوم
عيسي:تعب ايه بس يا آنسة مريم دي حاجة بسيطة انا بس لو اعرف انكم جايين كنت وصيت على غداء.
صدفة:تسلم يا استاذ عيسى احنا اتغدينا قبل ما نيجي...
عيسى :بس ما شاء الله عليكم نسخة واحدة من بعض....
صدفة:تؤام بقا...
عيسي:اه...
في زبونة دخلت المحل و هو بدأ يجهز ليها طلبها، صدفة قامت و طلعت قعدت أدام المحل و هي بتشرب العصير و مريم واقفه جانبها
كانت بتشرب و فجأة كحت بقوة اول ما شافت ابراهيم واقف أدام المحل بتاعه و اللي كان قريب جدا من محل ابوها
افتكرت الموقف المحرج اللي حصل قبل شوية، تقريباً كل مواقفهم سوا محرجة من اول ما وصلت للحي.
مريم و هي بتديها كوباية المياة 
؛ اشهد ان لا اله الا الله و ان محمد رسول الله...
صدفة اخدتها منها و شربت حاجة بسيطة و قامت تدخل جوا...
صدفة :هو بيعمل ايه هنا.
مريم:هو مين؟
صدفة:الشبح اللي كل شوية يطلع لي في مكان شكل... اللي أسمه ابراهيم دا
مريم بصت ناحية الوكالة و شافت ابراهيم واقف مع عزيز
:ما هي دي الوكالة بتاعته.
صدفة بغيظ:يعني ملقاش مكان غير دا و يشتغل فيه.
مريم:ليه بس كدا.... هو ضايقك في حاجة تانية ما كل واحد في حاله.
صدفة بصت لها و مرضتش تقولها موقف العباية
:معرفش بقا بس انا يضايق لما بشوفه..
مريم:كل دا علشان موقف امبارح... يا ستي صلي على النبي و انسى
صدفة :عليه أفضل الصلاة والسلام....
مريم؛ طب مش ياله بينا نروح بقا علشان عمتوا احتمال تروح لنا البيت و بابا مش هناك 
صدفة :ماشي ياله بينا
مريم :احنا هنمشي دلوقتي يا عيسى ياله سلام
عيسي:مع السلامه يا آنسة مريم، نورتوا المحل.
مريم و صدفة قاموا يمشوا..... صدفة كانت حاسة بحاجة غريبة و كأنها حاسه ان في حد بيبصلها كان مجرد احساس لكنها فتحت عيونها على صوت تلات شباب واقفين وراهم و يقربوا منهم و واحد فيهم بيصفر باعجاب 
صدفة حست انها مصدومة من بجاحة الشباب و نظراتهم الوقاحة ليها هي و اختها و خصوصا ان في واحد وقف أقدامهم و اتكلم باعجاب 
:يا صباح الحلاوة بالقشطة على القشطة، صباحكم عسل يا قشطة بالعسل. 
مريم بحدة:صباح الزفت على دماغك... في حاجة يا اخينا أنت. 
شاب و هو بيقف جنب صدفة و كان هيلمس رجليها لان الجيبة لبعد الركبة:
ما تيجي نتعرف يا مزة، سمعنا انك اجنبية تحبي نتكلم معاكي بانهي لغة. 
صدفة شهقت بقوة اول ما حست انه حط ايده على رجليها لكن شهقت ها اتحولت لصويت بصوت عالي و قوي لما ابراهيم جيه من وراهم و بسرعة مسك ايد الشاب بقوة 
ابراهيم بغضب 
:بقلة الأدب  يا روح امك
مريم شدت صدفة بعيد عنهم و ابراهيم ضرب الشاب و الاتنين التانين جريوا 
الحريم اتلموا حوالين صدفة و مريم و الشباب حاولوا يخلصوا الشاب من تحت ايد إبراهيم اللي كان خرج قبل دقايق وقف أدام الوكالة و شاف صدفة و هي خارجة مع مريم فضل واقف يبص ناحيتها لحد ما لاحظ ان الشباب دول بيقربوا منها و مجرد ما حس ان الشاب قرب من صدفة حس بالغضب لكن شعور الغضب زاد جواه بجنون اول ما شافه بيمد ايده عايز يلمسها  و بسرعة أتدخل، الناس خلصوا  الشاب من ايد ابراهيم بصعوبة كان الشاب فقد الوعي 
إبراهيم قام وقف و بصلها بغضب و غيظ لان كل مرة بسبب لابسها و شكلها تعمل مشكلة ميعرفش ليه اتعصب كدا و كان عايز يمسك ايديها و يبعدها عن الناس و يتخانق معها لكنه ضغط على ايديه بقوة و هو بيبص للناس و مش عايز حد منهم يتكلم عليها او يجيب في سيرتها بسوء 
:ياله كل واحد على دكانته مش فيلم هو... و انتي يا مريم خدي اختك و اتفضلوا شوفوا رايحين فين. 
مريم لأول مرة تخاف من شكله و تشوفه بالغضب دا و كأنه بقى شخص تاني على وشك الانفجار فيها هي وصدفة اللي كانت واقفه مش عارفه تتكلم و لا تقول حاجة كانت مصدومة لأنها عمرها ما اتعرضت للمواقف دي 
إبراهيم بصلها قبل ما يمشي ويروح الوكاله كانت نظرة فيها غضب و لأول مرة غيرة 
و هو بيحاول ينفي الشعور دا جواه لكن الاحساس دا مش مجرد غضب. 
مريم شدت صدفة اللي كانت بتبص له و هو ماشي 
مريم :يلا ياصدفة خلينا نمشي مش ناقصة مشاكل 
صدفة مشيت معها و هي فاكرة ان الموضوع اتقفل على كدا متعرفش انها فتحت على نفسها باب غضبه و غيرته و اكيد مش هيتقفل بسهولة كدا 
صدفة كانت قاعدة في البلكونة  ضمة رجليها و ساندة رأسها على رجليها و وشها أحمر جداً، حاسة بالخجل و الكسوف من كل المواقف اللي حصلت بينها و بين ابراهيم و هي لسه شايفاه من يومين
اول مرة لما جيت الحي و ساعتها افتكرها مريم و شالها و دخل العمارة و خناقه سوا في نفس اليوم.
و تاني يوم لما شافها بالعباية اللي كانت متفصلة عليها و شكلها البلدي.
و آخرهم الخناقة اللي حصلت قبل شوية في السوق و دفاعه عنها من الشاب اللي كان بيعاكسها.
مواقف كتير محرجة بتحصل وراء بعض مخليها مش عايزه تفكر فيه بس غصب عنها مفيش غيره بيجي في بالها و بيخلي وشها يحمر.
ضربت بخفة على خدها :
بس كفاية كفاية تفكري ... أنا مش عارفة ايه اللي بيحصل من ساعة ما جيت و هو ادامي في كل حاجة، أنا لازم اكلم ماما اكيد لما اكلمها هبطل تفكير.
قامت اخدت موبايلها فتحته و فضلت دقايق تفكر اذا كانت قادرة تكلمها و لا لاء بس مكنش عندها حل غير أنها ترن تطمن عليها رغم أنها حاسة انها مبسوطة انها اخدت القرار بنزولها مصر لكن مع ذلك متضايقة ان والدتها مش داعمه ليها و لا حتى قريبة منها لكن كانت مشتاقه ليها
والدتها رغم قسوتها و قوة شخصيتها الا ان صدفة بتحب جزء من شخصيتها القوية لكن مش كل حاجة لازم تكون جامدة و قوية فيها و دي نقطة الخلاف بينهم.
في نيويورك
سهير كانت في اجتماع تبع شركتها، كانت بتتكلم مع المديرين بجدية و بتوضح لهم الاستراتيجيه اللي هيمشوا عليها الفترة الجاية لكن موبايلها رن فجأة بصت له بعدم اهتمام لكن لما شافت اسم
" صدف🥥 " اخدت موبايلها و قامت تتكلم بعيد شوية، شوقي اخوها بصلها و كمل هو كلامها 
سهير وقفت بثقة و هي بتحط ايدها في جيب الجيبة بتاعتها و بتتفرج على الموظفين اللي شغالين تحت ايدها، فتحت المكالمة و سكتت
صدفة :ماما...
سهير بابتسامة سخرية:اوه... أخيراً افتكرني ان عندك أم مفروض تكلميها... واضح ان مصر عجبتك اوي لدرجة ان بقالك عشر ايام فيها مفكرتش تكلميني...
صدفة:حضرتك عارفة انا مش عايزاه اتكلم ليه، لأن معنديش الرغبة في اني ارجع نيويورك تاني، و معنديش الرغبة في اني اكون مسئولة عن الشركة، و بعدين حضرتك عايزانى اعمل ايه لما اعرف اللي كنتي مخبياه عليا افضل واقفه مكاني و اكمل حياتي عادي و لا كأني عرفت حاجة. 
سهير بجدية: و عايزاه ايه دلوقتي مش اختاري تكوني جنب باباكي و تبقى سخيفة يبقى حاسبي على المشاري كلها و اوعي تفتكري اني ممكن احن و افتح لك حسابك البنكي تاني، خليه هو بقا يتكفل بمصاريفك الكتير و بالبراندات اللي بتحبيها و انا مش هصرف قرش واحد خلي عبد الرحيم يوريني ازاي هيعرف يتحمل مسؤليتك بتهورك و غبائك... مش هو اذكي اخواته
و فاكر ان بمحل العطارة بتاعه هيقدر يربي بنتين و انا بقا عايزاه اتفرج خليه يوريني شاطرته و يعملك اللي انا كنت بعمله.
صدفة بضيق و حاسة أنها مش قادرة تاخد نفسها :
هو دا كل اللي همك... بجد هو دا كل تفكيرك، البرندات و مصاريفي و تهوري...
طب بصي يا ماما أنا مكلمتكيش علشان تفتحي لي حساب البنك من تاني انا اصلا مش في دماغي ثانياً أنا لما كنت بشتري برندات دا مكنش من حبي فيهم لو تفتكري كلامك دايما اني لازم اكون واجهة ليكي و انتي بنفسك اللي كنتي تختاري البرندات دي
و بعدين انا بجد مش مصدقة ان هو دا كل اللي شاغلك
دا انتي حتى مسالتيش عن مريم... هي مش بنتك و لا ايه
انتم عايزين تجننوني.... هو مش مهتم بوجودي و انتي مش بتسالي في بنتك.. بجد انتم ازاي بتفكروا... أنا تعبت منكم
على العموم انا اطمنت عليكي كدا و مكنتش عايزاه منك فلوس و لا حاجة... سلام.
بسرعة قفلت الموبيل بدون ما تنتظر ردها و هي مصدومة في والدتها و ابوها
كل واحد بيفكر بمنتهى الأنانية
و كأن كل واحد خلف بنت واحدة بس و التانية مش موجودة لكن مشكلة صدفة ان امها كانت بعيدة عنها طول الوقت على عكس مريم اللي ادلعت فعلا على ايد والدها و شافت حنيته لكن صدفة معرفتش معنى الحنان يمكن شافت جزء منه على ايد خالها شوقي
ابتسمت و هي بتحاول تأخذها نفسها و بتقاوم دموعها انها تنزل.
مريم دخلت البلكونة و اتكلمت بسرعة :
صدفة خدي نزلي الزبالة بسرعة قبل ما العربية تمشي، أنا بجهز العشاد علشان عمتوا هتيجي كمان شوية و اكيد هتتعشي معانا.
صدفة قامت و لبست جزمتها و شاورت على عربية الزبالة :انزلها للعربية دي.
مريم بابتسامة :ايوة و بسرعة قبل ما تمي احسن دول عاملين زي اللي عايزين يجروا و خلص.
صدفة خرجت من الاوضة و وراها مريم اللي شاورت لها على كيس الزبالة
:بصي هاتي معاكي اتنين كيلو طماطم و كيلو جزر من الست اللي قاعدة جنب البيت.
صدفة كانت فرحانة بعلاقتها هي و مريم لأنها كانت محسساها بالراحة و أنها بتتعامل معاها بسهولة و كأنهم عايشين مع بعض من زمان.
قربت منها و حضنتها  بطريقة خلت مريم تستغرب لكن حضنتها هي كمان و ربتت على ضهرها
صدفة براحة:شكراً.
مريم معرفتش ترد و بسرعة صدفة بعدت  اخدت كيس الزبالة و خرجت، مريم فضلت تبص ناحية الباب و هي بتستغرب أفعال لكن كل ما تشوفها بتحس بشعور مختلف و كأن صدفة اختها الصغيرة مش تؤام ليها
بتحس و كأنها محتاجة الاحتواء يمكن معرفتهم ببعض كانت سريعة و بطريقة مربكة لكن كل واحدة كانت محتاجها بس محتاجين اكتر الوقت يكون في صالحهم على الاقل يقدروا يعرفوا بعض اكتر
شخصية كل واحدة فيهم مختلفة عن التانية
من وجهة نظر مريم 
صدفة أحيانا شقية بتاعت مشاكل بتحب الحياة و أحيانا شخصية قوية يمكن حست بالجانب دا لما راحو محل والدها
كانت بتتكلم عن عيسى و كأنها شخص تاني غير البنت الرقيقة اللي هي شافتها.
اتنهدت براحة و راحت ناحية المطبخ.
صدفة كانت اشترت الخضار  و رمت الزبالة و لأول مرة تحس بسعادة كدا و كأنها عملت انجاز لكن مجرد تعاملها مع ناس عاديين كان مخليها تحس بأنها عايشة حياتها طبيعي.
كانت داخله البيت لكن لقت اللي وبيمسك ايديها بغضب و بيشدها وراه، صدفة بصت لإبراهيم اللي كان داخل و عفاريت الدنيا بتطنط أدام وشه بسببها كان فاكر ان بعد ما ضرب الشاب هينهي احساس الغضب اللي جواه لكن بالعكس دا محصلش
صدفة حست بالخوف منه لان شكله في السوق مكنش مبشر بالخير أبدا
وقف ادامها و اتكلم بغضب و غيرة بتنهش جواه، مكنش معترف باحساس الغيرة و بيبرر لنفسه ان دا عادي بسبب خوفه على بنت جاره مش أكتر
ابراهيم بعصبية:
اظن عجبك اللي حصل في السوق من شوية مش هو دا اللي انتي تهتمي بيه، انك تلفتي الانظار ليكي 
صدفة كانت حاسه انها جابت آخرها و خصوصا بعد مكالمته مع امها لكن مع ذلك حاولت تتكلم بهدوء
:انت بتتكلم كدا ليه، أنا مش ناقصه وجع دماغ سيب ايدي خليني ادخل
ابراهيم بغيرة و عصبية:
أنا عايز اعرف ايه اللي حصل بالظبط قبل ما أنا أتدخل. 
صدفة ببرود :زى ما شوفت.
ابراهيم عيونه كانت حمراء و حاسس بالغضب هينفجر جواه لكن اللي استفزه اسلوبها البارد معه
: بقولك اتكلم عدل ،حد فيهم لمسك قبل ما اجى ؟
صدفة: لأ،مافيش غير الى حاول يلمس رجلى ده.
ابراهيم علي صوته بتهور 
: ماهو من لبسك،ايه الى انتى كنتي خارجه بيه ده؟! جيبه جلد متفصله على جسمك تفصيل وكمان قصيرة واي ركبك العريانه دى؟
صدفة بدهشة من جراءته
: ركبك؟!!! ايه الى بتقولهولى ده.
ابراهيم بغل
:كلمة ركبك ضايقتك اوى امال كان هيبقى إيه شعورك وهو بيحسس على ركبك هااا،لما الكلمه بس ضايقتك أمال التحرش إيه؟
صدفة حست بالاشمئزاز من مجرد الفكرة 
لكنه كمل كلامه بجدية و تحذير
:اللبس اللي بتلبسيه ده مابقاش نافع بعد كده لازم تلبسى عدل انتى سامعه،شوفى مريم بتلبس إيه واعملى زيها.
صدفة باختناق
:بس انا مش مريم انا صدفة
 أنا حاجه وهى حاجه تانيه ،وانا لبسى كده ومش هغيره لأى سبب إن كان،دى طريقة حياتى الى اتولدت واتربيت عليها و بعدين دا انا عشت حياتي كلها كدا و محدش اتجرء و كلمني بالاسلوب دا و لا حد قالي البس ايه و ملبسش ايه انت مين بقا علشان تتدخل في حياتي.
ابراهيم لأول مرة ميبقاش عارف يرد على حد و حتى على نفسه، هو صحيح ماله بيها، ما تلبس اللي هي عايزاه،، لالا 
صرخ جواه من الفكرة و كان في جزء قوي جواه مخليه رافض الفكرة معقول حس بالغيرة 
ابراهيم بتهرب
: إيه الى بتقوليه ده؟!ده رد ترديه عليا؟
صدفة؛ 
 أيوه أرد عليك كده عادى جدا،انت مين إداك الحق تعلق على لبسى،لا وتدينى أوامر كمان ،ولا يمكن عشان اتخانقت عشانى من شويه، و خلينا ننهي الكلام بينا علشان انا تعبت لو سمحت ملكش دعوة بيا و لا بحياتي لأنك متعرفش اي حاجة عن اللي انا عيشته قبل كدا 
على العموم شكرا، شكرا لانك تدخلت قبل شوية و ساعدتني انا و مريم 
بس انا طباعى غير طباعك وعاداتى غيرك ،صعب نتفق و الظاهر ان كل ما نشوف بعض هنتخانق ف ياريت حضرتك تتعامل معايا على اساس اني غريبة.
سحبت ايديها بقوة و دخلت شقتها و هي زعلانه أنها صدته بالطريقة دي كانت زعلانة اوي، بسرعة ادت مريم الطلبات و دخلت اوضتها اندست في السرير و شدت الغطا عليها لكن لحظات و كانت بتبكي و هي حاسه بالضغط من كل الجوانب.
ابراهيم طلع شقته والدته مكنتش موجوده، دخل اوضته و هو متضايق من اللي حصل و من عصبيته عليها لكن غصب عنه جواه شعور هيق'تله و هو بيفكر ان كان ممكن حد منهم يلمسها.
طلع علبة الجابر و قعد يدخن و هو بيفكر فيها و حاسس ان دماغه هتنفجر بسببها ان من وقت ما جيت و هي برجلت حياته و خليته بيفكر فيها مع ان مكملتش اسبوع لكن تأثيرها كان مختلف و قوي
مريم استغربت صدفة و هي بتديها الخضار، كان باين عليها الزعل عكس قبل ما تنزل، كانت عايزاه تدخل تطمن عليها لكن كانت مرتبكة و مش عارفه لو هو دا اللي المفروض تعمله و لا المفروض تسيبها على راحتها.
قررت تفضل و متدخلهاش، كانت بتجهز الاكل لكن و هي قلقانة و حاسة ان فيه حاجة حصلت
مريم:اوف بقا، هيكون في ايه يعني...
طفت البوتجاز بسرعة و راحت ناحية الاوضة، دخلت بهدوء لقت صدفه متغطيه و نايمة، قربت منها و شدت الغطاء عن وشها شوية لكن شافت دموعها على خدها
مريم  بقلق:صدفة... صدفة...
لما اتأكدت انها نايمة قامت قفلت البلكونة و خرجت من الاوضة.
        ************************
عند إبراهيم
كان قاعد في اوضته بيفكر في السبب اللي مخليه متعصب و بيحاول ينكر من جواه احساسه بالغيرة عليها، يمكن لو مريم اتعرضت لنفس الموقف او اي بنت تانيه كان هيدافع عنها لكن عمره ما هيكون حاسس بالغضب كدا و لا حتى هيهتم يقف يتكلم معها زي ما عمل مع صدفة
و لا كان يتحكم فيها و يقولها تلبس ايه و متلبسش ايه...
الاوضة حرفياً ريحتها كلها بقيت سجاير و الدخان ماليها.
ابوه فتح باب الشقة و دخل بعد ما رجع من الصعيد من عند اخته، ندى على شمس لكنها مردتش و لا حد رد عليه فكر انهم برا البيت لكن و هو معدي في الطرقة شم ريحة السجاير، بص ناحية أوضة إبراهيم و راح ناحيتها و هو بينادي عليه لكنه مردش.
استغرب لما شافه قاعد في الاوضة و سرحان، دخل بضيق
:ابراهيم... انت يا ابني.
ابراهيم اول ما شاف ابوه طفي السيجارة و اتكلم بهدوء :بابا انت رجعت امتى.
فاروق بعصبية:لسه داخل البيت يا بيه و انت و لا انا هنا و بعدين مش احنا اتكلمنا في موضوع السجاير دي و انت قلت هحاول تبطل... و لا هو كان كلام عيال.
فاروق بص على الطفاية و اتكلم بحدة:
و بعدين ايه انت دخنت علبة السجاير كلها.
ابراهيم :روق بس يا حاج انت تعبان الموضوع مش مستاهل كل دا.
فاروق:ابراهيم متجننيش هو ايه اللي مش مستاهل يا ابني، لما تبقى بتهدر صحتك بالطريقة دي يبقى يستاهل انت مبقتش صغير.
ابراهيم :معليش يا بابا بس كنت بفكر في حاجة  و ماخدتش بالي اني دخنت كل دا، حصل خير.
فاروق :و الله يا ابراهيم انا هيجرالي حاجة انا و امك بسببك
ابراهيم :ليه بس كدا؟
فاروق : يعني لا عايز تتجوز و لا عايز تبطل تدخين.... بذمتك انا و هي هنستحمل كدا ازاي... عايزين نفرح بيك انت و ولادك انت خلاص كلها كم شهر و يبقى عندك تلاتين سنة يعني مبقتش صغير، ناوي تفضل عازب لحد امتى ان شاء الله.
ابراهيم بابتسامه و هي بيقرب منه :لحد لما لقي بنت الحلال و بعدين انا مش عايز ادوشك يعني اتجوز و اخلف و عيالي يفضلوا يعيطوا و يزنوا جانبك.
فاروق:ياريت يا ابراهيم دا يوم المني و تبقى شاطرة لو قدرت تخليك تبطل السجاير دي، أنا مش عارف مين اللي خلاك تدخن كان يوم ما يعلم بيه الا ربنا، بس قولي مشغول في ايه مخليك تايه كدا اول مرة اشوف كدا من زمان.
ابراهيم سكت للحظات و جيه في باله صدفة :مفيش يا حاج بس الشغل مخليني مضغوط شوية، المهم قولي عمتي عامله ايه. 
فاروق:كويسة الحمد لله، بتسلم عليك و بتقولك هتستناك تروح لها قريب. 
ابراهيم :أن شاء الله. 
فاروق كان حاسس ان فيه حاجة مش مظبوطه و ان ابراهيم بيحاول يتهرب و يحبي حاجة معينه لكن محبش يتكلم ما دام هو مش عايز يحكي. 
ابراهيم اخد المفاتيح و اتكلم بجدية
:انا لازم انزل الوكالة، ياله سلام يا حاج. 
فاروق:الله يسلمك، ربنا يهديك يا ابراهيم و يتوب عليك من السجاير دي كمان... 
ابراهيم كان نازل السلم لما شاف عمات مريم طالعين و فيه شاب طالع معاهم و بنت، ابراهيم حس انه شاف الشاب دا قبل كدا مع مريم
نزل من جانبه بعد ما القى عليهم السلام
        ***********************
عند الحاج عبد الرحيم
مريم راحت تفتح الباب اول ما الجرس رن، ابتسمت لما شافت عمتها سعاد
سعاد بود:وحشتيني يا مريوم... عاملة ايه يا حبيبتي؟
مريم حضنتها بهدوء:بخير الحمد لله، انتي اخبارك ايه.
سعاد:بخير الحمد لله...
عمتها فايزة :ازايك يا مريم، مفيش حضن ليا و لا ايه؟
مريم حضنتها ببرود
:لا طبعا ازاي دا انتي حبيبتي يا عمتو
فايزة بصت وراء مريم و هي بتدور على البنت التانية اللي رجعت 
:ما هو واضح... اومال فين اختك، ابوكي قال إنها رجعت، ايه مش عايزانى اشوفها و لا ايه.
مريم بضيق:ايه اللي انتي بتقوليه دا يا عمتي، مش هعوزك تشوفيها ليه بس
سعاد قرصت مريم بخفة من غير ما ياخدوا بالهم 
مريم :صدفة نايمة... انا هدخل اصحيها. 
فايزة:لا يا حبيبتي خليكي انتي انا هدخل اصحيها بنفسي متتغبيش نفسك. 
فايزة كانت رايحة ناحية أوضة النوم لكن مريم وقفت ادامها بسرعة 
:لا طبعا مينفعش يا عمتي. 
فايزة:ليه ان شاء الله و لا أكونش هعملها حاجة. 
مريم :لا يا عمتي بس دي نايمة، و دي واحدة اتربت برا مصر و بتحب تحافظ على خصوصيتها اوي.. بنت و نايمة اسيبك تدخلي لها ليه و بعدين هي متعرفكيش اصلا عايزاها تتصرع. 
فايزة :و انا اللي هصرعها يا بنت سهير.. 
سعاد بحدة:خلاص يا فايزة خلاصنا بقا اختها هتدخل تصحيها مش موال هو... 
سمر "بنت فايزة" بغيظ من مريم:
خلاص يا ماما... سيبها تدخل هي تصحيها. 
مريم سابتهم و دخلت، مستحيل كانت تخلي فايزة تدخل لصدفة لأنها عارفة ان عمتها فايزة مش بتحب والدهم و بتغير منه و أنه عنده شغله و محله و بسببها كان بيحصل مشاكل كتير، و كانت عايزة تجوز مريم لابنها معتز. 
سعاد بجدية:تعالي نقعد يا فايزة... ياله يا سمر و انت يا معتز هتفضل واقف كدا. 
معتز :ها؟ لا انا جاي اهوه. 
كلهم قعدوا و ثواني و عبد الرحيم خرج من اوضته سعاد قامت تسلم عليه و فايزة قامت بسرعة وراها. 
مريم :صدفة... صدفة
صدفة بنوم:في اي يا مريم؟ 
مريم:قومي يا صدفة... عماتك برا جايين يسلموا عليكي... ياله قومي غيري 
بس بالله عليكي البسي حاجة تكون واسعة و متحطيش مكيب و خالي بالك من عمتوا فايزة لما تقعدي معها بلاش تختلطي بيها و لا تفتحي معها مواضيع. 
صدفة باستغراب :ليه بقا؟ 
مريم:هبقي احكيلك بعدين بس قومي ياله و اعملي زي ما بقولك. 
صدفة:ماشي. 
مريم قامت خرجت و صدفة قامت غيرت و خرجت بعد شوية
سعاد اول ما شافتها غصب عنها دمعت و قامت وقفت
 لأنها كانت متعلقة بمريم و صدفة و هم صغيرين و هي اللي ربتهم السنة اللي والدتهم سابتهم فيها و كانت بتحبهم جدا و يمكن هي اكتر واحدة مكنتش موافقة على قرار سهير ان هي تاخد صدفة كانت رافضة أكتر من عبد الرحيم نفسه
كانت بتحبهم اوي و بتخاف عليهم يمكن لأنها مخلفتش و يمكن لانها حست بحنان الام على ايديهم 
صدفة بابتسامة:مساء الخير. 
كلهم ردوا ما عدا سعاد اللي قربت منها و مدت ايديها حطتها على وش صدفة 
:بسم الله ماشاء الله، كبرتي يا صدف و بقيتى زي القمر... 
صدفة ابتسمت بود و هي حاسة بحاجة غريبة في نظرات سعاد، حضنتها و هي بتبكي يمكن صدفة حست بالحنان اتجاهه اكتر من ابوها اللي مداش ردة الفعل دي 
سعاد:أخيراً رجعتي لبيتك و نورتي بلدك... أنا كنت متأكدة اني هشوفك من تاني بس اتاخرت اوي.. اتأخرتي اوي يا صدفة.. انا كنت مستنياكي من زمان. 
صدفة معرفتش ترد و لا تقول حاجة، سعاد بعدت عنها و هي بتمسح دموعها و بحركة عفوية باست رأسها 
:أنتي مش هتسافري تاني صح، مش هتمشي تاني. 
صدفة بطيبة:متقلقيش انا مش همشي و لا هروح في حته... 
سعاد:أنتي عارفه انا جبت لك ايه، جبت لك البسكوت اللي كنت باكلهولك زمان انتي عارفه انا دورت عليه اد ايه علشان القيه، انتي و مريم زمان كنتم لما تعيطوا بجيبلكم البسكوت دا و بحطه في اللبن لحد ما يدوب و باكلهولك... و انتي... أنتي كنتي دايما تاخدي اكتر من مريم... انا استنيتك كتير ترجعي و كتير قلت لابوكي يعرف مكانك و يرجعك... بس الدنيا اخدته و الايام عدت بسرعة و انتي كبرتي. 
صدفة لأول مرة تحس ان في حد فيهم كان مستنيها فعلا و ان في حد كان عايزها ترجع و مهتم لرجوعها، متعرفش ازاي دموعها نزلت، رجعت حضنت عمتها و الاتنين بكوا 
يمكن صدفة مش فاكرة حاجة. بس حاسة بالحنين اتجاهه. 
فايزة مقاطعة و غيظ من اختها:في ايه يا سعاد انتي عايزاه تاخدي البت لوحدك و لا ايه ما تخليني اسلم عليها. 
سعاد بعد و مسحت دموعها و فايزة قربت من صدفة و حضنتها بقوة و اهتمام مزيف 
و زي ما بيقولوا من القلب للقلب رسول 
صدفة مكنتش مهتمة بفايزة و لا حاسة باي حاجة و كأنها حاسه ان حضنها دا مجرد تمثيليه لكن ابتسمت. 
سمر :ازايك يا صدفة، أنا بقا سمر بنت عمتك فايزة، بس ما شاء الله عليكي بصراحة رغم انك اخت مريم التوأم بس انتي احلى منها متزعليش مني يا مريوم بس انتي عرفاني بحب اقول كلمة الحق. 
مريم :اه يا حبيبتي تموتي فيها. 
معتز ابتسم و مد ايده يسلم على صدفة:نورتي اسكندرية يا صدفة، أنا مصدقتش نفسي لما ماما قالت لي انك رجعتي. 
صدفة:ليه يعني هو احنا كنا نعرف بعض قبل ما اسافر. 
معتز اتخرج و معرفش يرد و خصوصا انه بيرسم على جواز، زي ما والدته وصته و اذا كان مريم مرضتش هتتجوزه ف اختها رجعت و ممكن هي توافق و ساعتها لما يتجوزوا كل حاجة تخص عبد الرحيم هتبقى في أيدي فايزة و خصوصا ان المحل بتاعه بيكسب كتير اوي.... 
اليوم كان طويل لكنه عدي بسرعة و يمكن أحلى حاجة فيه هي سعاد عمة صدفة و مريم اللي كانت طايرة من الفرحة بجد و مبسوطة أنها شايفه مريم و صدفة الاتنين ادامها زي زمان و هم أطفال...
رغم ان فايزة كانت بتحاول تبين أنها بتحب صدفة و أنها كانت بتهتم بيها زي سعاد لكن كان واضح جداً من اسلوبها انها عايزاه تبان افضل من اختها و خلاص رغم ان صدفة محستش اتجاهها باي حاجة و بالعكس محبتش اسلوبها في التعامل. 
كان واضح انها متملقة و معتز و سمر تقريباً كانوا نفس طباعها و بالذات معتز اللي كان بيحاول يفتح كلام مع صدفة
والدها كان مبسوط علشان سعاد اللي و كأن روحها متعلقة مع صدفة، كانت طول السنين اللي فاتت بتسأل عنها و بتطلب منه يحاول يوصل لها لكنه مكنش بيحاول حتى لانه كان متأكد ان سهير مستحيل تخليه يشوف صدفة مهما عمل رغم انه لو كان حاول كان هيقدر يشوفها و كان ممكن يرجعها مصر بس هو محاولش.
الساعة تسعة بليل. 
صدفة كعادتها كانت قاعدة في البلكونة و ادامها كوباية عصير، المنظر بليل من البلكونة كان جميل.. الاضواء و منظر البحر من بعيد، مريم كانت قاعدة على السرير بتتكلم في الموبيل.
مريم قفلت الموبيل و حطيته جانبها بصت ناحية صدفة لقيتها سرحانة، قامت دخلت البلكونة 
:الجميل سرحان في ايه؟ 
صدفة كانت حاطة الهاند فري في ودنها بتسمع اغنية، قلعتها 
:مفيش كنت بسمع اغنية بحبها. 
مريم:اغنية ايه؟ 
صدفة:اغنية انجليزيه اسمها ****** 
مريم: انا بصراحة مش بحب الاغاني الانجليزي اوي يعني علاقتي ب الانجليزي مش احسن حاجة. 
صدفة :انا اتعودت اني اتكلمت بيه و حتى العامية الانجليزي ساهلة بالنسبة ليا بس برضو بعرف امتى اتكلم عربي و امتى انجليزي 
مريم:اكيد ما انتي عشتي حياتك كلها في إنجلترا. 
صدفة:فعلا... 
مريم :احكي لي عنك يا صدفة... 
صدفة سندت رأسها على الكرسي و اتكلمت بلامبالة
:مش عايزاه يا مريم، يعني أنا حياتي مفيهاش حاجات حلوة تتحكي، حتى لما اتخطبت مكنش فيه اي حاجة مميزة فيها. 
مريم بدهشة:هو انتي اتخطبتي قبل كدا. 
صدفة:ايوة... بس مكملناش كتير لاني اصلا لما اتخطبت له مكنتش موافقة و كان جواز مصالح... يعني هو كان رجل اعمال 
مريم:لا لا استنى انا هقوم اجيب فشار انا عامله جوا... و انتي بقا تحكي لي كل حاجة. 
صدفة ابتسمت و هي شايفه حماس مريم اللي قامت بسرعة و رجعت بعد لحظات و هي ماسكة طبق فشار كبير و طبق فاكهة
قعدت جنب صدفة و اتكلمت بحماس
:اتسلى معايا، و احكي لي كل حاجة بالتفصيل. 
صدفة بدأت تاكل معها
 :بصي يا ستي هو كان مصري أصلا، وسيم، غني و ذكي في شغله جداً و خصوصاً ان ماما اشتغلت معه و قالت لي انه ذكي 
مريم:كان اسمه ايه؟ 
صدفة:أحمد.... يعني الصراحة انا محبتوش و لا كنت متقبلة الخطوبة... عارفة لما تحسي ان فيه حد بيضغط بقوة على صدرك لدرجة ان ضلوعك بتتكسر و قلبك بيفقد القدرة على أنه يتنفس... كل ما كنت بتكلم معه كنت بحس اني مخنوقة و ان انا و هو بُعاد اوي عن بعض اوي..لحد ما قررت اني مش هكمل و علشان كدا 
كلمته و قابلته اديته دبلته طبعاً ماما عملت خناقة لرب السماء اني ازاي اعمل كدا من غير ما ارجع لها 
لكن خالو شوقي وقف معايا ادامها و قال لها انه مش عايز يشوف بنت اخته حياتها بتبوظ علشان علاقات و مصالح.... بس وقتها انا تعبت و دخلت المستشفى و يمكن دا اللي خلاها متكلمنيش تاني في موضوع الخطوبة دا 
لأن احمد بنفسه تقبل رفضي 
تعرفي يا مريم أنا كنت في المستشفى و هي كان عندها اجتماع مهم مقدرتش تسيبه و تفضل معايا يومها خالو شوقي فضل قاعد جنبي لحد ما خرجت، كان الضغط عندي مش متظبط... 
مريم قامت قعدت جانبها و حضنتها :
خلاص بقا بلاش تتكلمي كدا، خلاص مش عايزين نفكر في اللي فات و بعدين هو انا مش كفاية عليكي و لا ايه. 
صدفة ابتسمت بسعادة :لا طبعا ازاي بصراحة انتي هونتي عليا حاجات كتير، و بعدين عمتو سعاد دي شكلها سكر اوي 
مريم و هي بتاكل صدفة
:بصراحة هي عسل و مفيش زيها، بصي هي طيبة اوي و بتحبنا أكتر من الدنيا و ما فيها 
و خصوصا أن هي مخلفتش و جوزها توفي بعد جوازهم ب ٦ سنين و مرضتش تتجوز بعده.. 
صدفة :طب و عمتو فايزة دي ايه حكايتها، أنا حسيتها غريبة اوي، كل ما عمتو سعاد تعمل حاجة هي تقلدها و خلاص و كمان سمر. 
مريم :بصي يا ستي عمتي فايزة دي عاملة زي البومة في العيلة دي، واحدة بتحب الفشخرة اوي و بتحب تبين ان ولادها احسن من اي حد حتى لو فيهم عبر الدنيا 
يعني مثالا لما سمر اتخطبت روحت انا و بابا الخطوبه و لما جيت ابارك لها قالت لي عقبالك يا مريم دا اللي زيك متجوزين و مخلفين و انتي مش عارفه حظك عامل كدا ليه لازم تروحي لشيخ يرقيكي و كلام يسم البدن 
انا وقتها قلت لبابا علشان يبقى عارف كل حاجة
صدفة بدهشة :معقول هي بالبجاحة دي 
مريم:هتقولي ايه بقا، و مع ذلك معتز إبنها قعد سنتين كل ما يشوف بابا يقوله مش توافق على جوازي انا و مريم بقا يا عمي. 
صدفة :يلهوي يعني امه كانت بتقولك كدا من ناحية و هو عايز يتجوزك من ناحية. 
مريم :لا و الانقح بقا ان هي نفسها جيت في مرة و جابوا جاتوه و جيهم قعدوا و طلبوا ايدي بشكل رسمي و قالوا أن مفيش احسن من معتز ليا و ان البنت لابن عمتها. 
صدفة غصب عنها ضحكت :
غريبة دي... 
مريم :لا و لا غريبة و لا حاجة معليش يعني يا صدفة لما عمتي عرفت ان بابا ناوي يأجر المحل و يشتغل فيه راحت لصاحب المحل و عملت كل البدع علشان صاحب المحل ميديهوش لبابا و حتى عرضت عليه انها تاجره هي بس هو علشان على علاقة طيبة ب بابا مرضاش يوافقها و فعلا أجره لبابا و لما المحل كبر و بقا له زباين، معتز جيه علشان يتقدم لي... 
صدفة :باين عليهم انهم مش سالكين ... 
مريم:علشان كدا عايزك تاخدي بالك من معتز لان من كلامه كدا شكلن عنيه عليكي و انتي الخطة البديلة بالنسبة ليهم. 
صدفة : أنتي عمرك حبيتي يا مريم؟ 
مريم :حبيت! تصدقيني يا صدفة لو قلتلك اني معرفش شكل الحب دا ايه... 
بس مكدبش عليكي انا نفسي اتحب يا صدفة، نفسي حد يبقى هيتجنن عليا، حد يفضل يلف علشان ابقى من نصيبه يهمه سعادتي و ميهونش عليه زعلي.. انا برضو عايزاه اتجوز.. و عايزاه يكون عندي بيت و شخص اعتمد عليه و يكون لي كل دنيتي.. و يبقى عندي ولد و بنوته 
عايزاه يكون راجل كدا و الناس بتحبه شهم و جدع حتى لو هو فقير يا صدفة أنا بس نفسي احس بالأمان و مش فارق معايا يكون معه فلوس بس حد و انا معاه احس اني أميرة.. 
صدفة :صدقيني قريب اوي هتلاقي اللي يحبك و يقدرك و هتبقى ملكة مش أميرة و هيتعملك فرح متعملش لواحدة في بلدك. 
مريم:تخيلي انا و انتي نتجوز في يوم واحد.
صدفة :ياريت و الله 
مريم :و انتي حبيتي قبل كدا؟ 
صدفة سكتت و جيه في بالها ابراهيم متعرفش ليه 
بس هي بتفكر فيه يمكن بسبب المواقف اللي جمعتهم مع بعض 
و جايز لأنها حست أنه كان غيران عليها و خصوصا لما اتخانق معها و اتسبب في بكاها، اتنهدت بهدوء
:مش عارفه بس اكيد اني لما أحب حد مش هخبي عليك. 
مريم :ماشي يا ستي، طب ايه رايك انا هجيب فيلم نقعد نتفرج عليه سوا بس جوا لان الجو هنا برد شوية... 
صدفة :ماشي... 
الاتنين قاموا دخلوا جوا
مريم:بقولك خلينا نضم السريرين جنب بعض و ننام سوا
صدفة بحماس:معنديش مشكلة خالص...ياله بينا.
مريم ابتسمت و الاتنين زقوا السرير جنب التاني و مريم جابت التابلت بتاعها شغلت فيلم و نزلت بطانية من الدولاب
صدفة جابت طبق الفشار و الاتنين قعدوا جنب بعض اختاروا الفيلم سوا و اتغطوا و بدوا يتفرجوا
بعد ساعة الا ربع كانت مريم نامت بعمق على كتف صدفة
صدفة ابتسمت بهدوء و اخدت التابلت حطيته جانبها، عدلت دماغ مريم و غطتها كويس و رجعت تكمل الفيلم، لكن دقايق و كانت حاسة أنها مش عايزاه تتفرج لوحدها والدهم كالعادة بينام بدري و مفيش حد تقعد معه و خصوصا انها نامت بالنهار مكنتش عارفة تنام.
قامت خرجت من الاوضة قعدت في الصالون شوية و دماغها مسابتهاش في حالها و رجعت من تاني تفكر فيه
لكن الغريب أنها سمعت صوته في البداية كانت فاكرة انها بتتخيل لكن الصوت كان قريب قامت بسرعة و خفة راحت وقفت عند الباب
كان طالع السلم و هو بيتكلم مع عزيز في الموبيل و صوته عالي و باين من صوته انه متعصب
حست بالضيق من نفسها و فكرت أنها ممكن تكون سبب غضبه بسبب كلامها معه لحظات و خطواته و صوته بعد
و كأن طلع لشقته...
متعرفش ازاي رجليها اخدتها لحد الاوضة في لحظات، فتحت البلكونة براحة جداً و دخلت
رفعت رأسها لفوق لأنها عرفت من مريم ان اوضته فوق اوضتهم
دقيقتين و نور الاوضة كان اشتغل و سمعت صوته و هو بيتكلم مع والدته
ابراهيم كان متضايق و ماكلش حاجة و كلام صدفة كله بيرن في ودانه
:ماليش نفس يا ماما و الله ما ليا. 
شمس بضيق:يا حبيبي مينفعش كدا انت ماكلتش حاجة و ابوك قالي انك دخنت النهاردة كتير انت بتعمل في نفسك كدا ليه و لا انت عايز توجع قلبي عليك. 
ابراهيم :لهدي بس يا ست الكل، أنا بجد ماليش نفس و هموت و أنام... ف بالله عليكي أنا مش قادر اصلا احط حاجة في بوقي أنام دلوقتي و بكرا نشوف الموضوع دا. 
شمس بحدة :ماشي يا ابراهيم انت حر... 
خرجت من الاوضة و سابته، إبراهيم دخل غير هدومه و لابس تيشيرت مريح و بنطلون قطني و رجع ينام 
كان متضايق و بيفكر في كلامها 
"بس انا طباعى غير طباعك وعاداتى غيرك ،صعب نتفق و الظاهر ان كل ما نشوف بعض هنتخانق ف ياريت حضرتك تتعامل معايا على اساس اني غريبة."
ميعرفش ليه كان متضايق بسبب كلامها دا رغم انه العادي انها تحط حدود بينها و بينه لكن كلامها عصبه و حسسه انه عايز يتفق معها و يتعامل معها علي اساس انها قريبة مش غريبة... يمكن لانه مش قادر يحس انها غريبة
رغم ان كلامها صحيح ميه في المية
طباعها غير طباعه، و صعب يتفقوا، هي متدلعه و متعرفش حاجة عن الأصول و العادات بس حاسس انه مسحول في التفكير فيها غصب عنه
حاول يبطل يفكر فيها و ينام، طفي النور و شغل القرآن على موبيل، سابه جنبه و حاول ينام.
صدفة كانت واقفه في البلكونة و سمعت كلامه مع والدته عن الأكل، كانت متضايقه منه أنه بيدخن كتير و مش بياكل  لما نور اوضته انطفى رجعت اوضتها و قفلت باب البلكونة.....
دخلت تنام لكن لأول مرة متعرفش تنام و تفضل سهرانه بتفكر في شخص و لأول مرة لما تفكر في كل المواقف اللي بينهم تبتسم بخجل و بالذات لما افتكرت لما شافها عند عائشة و هي لابسه العباية الدهبي...
و فرحت لما افتكرت موقفه لما دافع عنها من الشاب المتحر'ش
صدفة لنفسها:ايه اللي انا بفكر فيه دا بس...و بعدين مالك فرحانة كدا ليه، نامي بقا، ايه الانحراف اللي انتي فيه دا .
         **********************
صدفة معرفتش تنام طول الليل حتى بعد ما صلوا الفجر و ابوها رجع البيت مريم دخلت تكمل نوم لكن هي فضلت نايمة علي السرير بتبص للسقف
قامت علي الساعة ستة و ربع فتحت دخلت البلكونة، فضلت واقفه شوية و هي حاسة بتائنيب الضمير من اللي عملته مع ابراهيم و كلامها معه و خصوصاً لما سمعت والدته امبارح بليل انه ماكلش.
بصت لفوق متعرفش ليه بس زي اللي كانت مستنيه تعرف هو صحي من النوم و لا لأ.
دخلت اوضتها  كانت بتفكر في حاجة و هي مترددة لحد ما اخدت قرارها و قامت دخلت المطبخ.
رغم أنها مكنتش عارفة مكان اي حاجة و لا عارفة هتعمل ايه وقفت شوية و هي بتفكر بعد دقايق
كانت بدأت تجهز فطار بسيط في حافظة طعام صغيرة، حطتها في كيس و سابتها على الرخام
رجعت الصالون و هي حاسة بالغباء من اللي بتفكر فيه
صدفة لنفسها
:معليش هو انا عملت ايه على اعتذر له و بعدين أنا أصلا معملتش حاجة و كان عندي حق في كلامي
بس اكيد يعني مش هيحصل حاجة لو نهيت الخلاف اللي بينا مش كل ما نشوف بعض نتخانق يعني
و الله شكلك بتلفي و تدوري يا صدفة علشان تتكلمي معه. 
سكتت و بصت في الساعة، كان البيت هادي و لسه الجو هادي، اخدت موبايلها و فضلت تقلب فيه حوالي نص ساعة لحد ما سمعت صوت على السلم.
قامت بدون تفكير راحت المطبخ اخدت كيس الفطار و خرجت فتحت الباب بسرعة.
ابراهيم كان نازل و لسه مطلع سيجاره ماسكها في ايده اول ما شافها استغرب لكن افتكر كلامها عن الحدود اللي المفروض تكون بينها، مهتمش و كان نازل.
صدفة :ابراهيم....
ابراهيم و هو مديها ضهره: نعم.
صدفة بهدوء رغم ارتباكها:ممكن نتكلم دقيقتين لو سمحت.
ابراهيم طلع الولاعة و اتكلم بحدة :مظنش ان فيه حاجة بينا تخليني اديكي من وقتي دقيقتين.. 
صدفة اتغاظت منه و اتكلمت بعصبية :
اولاً لما حد يعوز يتكلم معاك لازم متدلوش ضهرك دا من باب الذوق، ثانيا برضو من باب الذوق أنك تخليني اقول اللي عندي و بعدها ليك حرية انك تتفهم كلامي دا... على العموم مش عايزاه اقول حاجة... 
كانت هتدخل لكنه اتكلم بهدوء و هو بيبصلها
:كنتي عايزاه تقولي ايه؟ 
صدفة :كنت عايزاه اقولك إني مش بحب الخناق، و مش بحب يكون في حد زعلان مني، يعني مفيش داعي يكون في بينا خلاف أكتر من كدا، أنا ممكن اسافر في اي لحظة و مش عايزاه أمشي و انا مضايقة حد مني، علشان كدا بقول ممكن نبدأ صفحة جديدة 
انت متكنش متضايق مني و انا كمان  
ابراهيم مكنش فارق معه كل كلامها لكن موضوع السفر! 
:أنتي تسافري تاني؟ 
صدفة رغم ان السفر كان مجرد حجة علشان تتكلم معه لكنها فرحت أنه اهتم يسالها
:الله أعلم بس أكيد إن مكنش النهاردة هيبقى بكراً أكيد مش هسيب ماما لوحدها 
ابراهيم بضيق :طب و مريم و والدك؟ 
صدفة بابتسامة:اكيد هنزل مصر تاني و بعدين انا بقول جايز يعني لسه مش دلوقتي، ايا يكن خلينا ننسى اللي فات و نفتح صفحه جديدة ماشي يا ابراهيم 
ابراهيم ابتسم لان اسلوبها مختلف و غريب و كفاية اسمه منها أجمل بكتير 
:ماشي يا صدفة و متزعليش مني اني كنت يضايقك بس دا من خوفي عليكي يعني محبش ان حد يضايقك او يشوفك مش كويسة.. 
صدفة :متقلقش عليا، بس بما اننا اتفقنا أخيراً ياريت تاخد دي. 
ابراهيم مد ايده اخد منها كيس الفطار و اتكلم بهدوء :اي دي؟ 
صدفة:فطار يعني اعتبره... بتسموها ايه! ايوة  افتكرت... عربون محبة. 
ابراهيم لأول مرة يحس بالهدوء و هو بيبصلها، شايفها جميلة اوي رغم أنها نفس ملامح مريم اللي كان بيشوفها عادية بس روح صدفة محلياها في عيونه... او يمكن دا النصيب 
ابراهيم :ماشي يا صدفة مقبولة منك. 
صدفة:طب ممكن اطلب منك طلب. 
ابراهيم :ايه؟ 
صدفة بصت للسيجارة اللي في ايده و اتكلمت بقلة حيلة
:ممكن متدخنش على الاقل مش قبل ما تفطر... علشان خاطري يا ابراهيم. 
كانت بتتكلم بمنتهى العفوية مش زي امبارح، اسلوبها كان ناعم و رقيق و كأنها مش البنت اللي كل يوم تتخانق معه على حاجة شكل. 
ابراهيم :ماشي يا صدفة و على العموم شكراً على الفطار من يد منعدمهاش يا ست الحسن ... 
صدفة ابتسمت بخجل و هو نزل، لما خرج من العمارة بص للسيجارة اللي في ايده رمها و كمل طريقه للوكالة  . 
صدفة دخلت الشقة و هي مبسوطة متعرفش ليه و مش فارق معها تعرف بس المهم انها كانت فرحانة بجد من قلبها. 
رددت غزله بابتسامة رقيقة :
 ست الحسن.... 
الوقت عدي بسرعة 
مريم خرجت من اوضتها بنوم لقت صدفة نايمة على الكرسي في الصالون 
مريم:صدفة... يا صدفة. 
صدفة  بنوم:ايوة 
مريم:قومي نامي جوا و لا قومي بقا الساعة بقيت تسعة، تعالي نحضر الفطار علشان هننزل نشتري طلبات البيت سوا النهاردة السويقة. 
صدفة:السويقة ! 
مريم:السوق.. يعني هنشتري الخضار و الحاجة اللي عايزنها و اهو تيجي معايا. 
صدفة:ماشي. 
في نفس الوقت 
عبد الرحيم خرج من اوضته و ابتسم لما شافهم واقفين سوا 
عبد الرحيم بود:صباح الخير يا بنات. 
صدفة و مريم بابتسامة :صباح النور يا بابا.. 
مريم:عامل ايه دلوقتي بقيت احسن؟ 
عبد الرحيم :اه الحمد لله و بعدين انا نمت من بعد صلاة الفجر محستش بحاجة. 
مريم:نوم العوافي يا احلى حجيج. 
عبد الرحيم :اه يا بكاشة... 
كمل كلامه و هو بيبص لصدفة 
:نمتي كويس يا صدفة؟ 
صدفة :انا! اه 
عبد الرحيم كان حاسس انه مقصر اوي في حقها و عايز يقرب منها لكن حاسس انه ميعرفهاش و مش عارف ازاي يقرب 
:طب بقولكم ايه يا بنات... ايه رايكم نفطر برا 
دوقتي الكشري قبل كدا يا صدفة؟ 
صدفة ابتسمت :الكشري؟ لا
عبد الرحيم :يبقى لسه مزورتيش مصر، طب بقولكم انا ايه رايكم ننزل احنا التلاته اخذكم لمكان بيعمل كشري إنما ايه على أصوله و بعدها نتفسح شوية و لو عايزين تشتروا حاجة و نقضي اليوم برا.. 
صدفة بحماس:انا موافقة جداً 
مريم :و انا كمان. 
عبد الرحيم :طب مستنين ايه ادخلوا غيروا و هننزل دلوقتي. 
صدفة لأول مرة تحس ان فيه يوم بدأ كويس بسرعة دخلت هي و مريم يغيروا و عبد الرحيم نزل ركب عربيته و استناهم لحد ما نزلوا الاتنين سوا.
بعد ساعة 
صدفة كانت قاعدة جنب مريم في مطعم على البحر لكن ديكوراته مختلفه اشبة بالخيمة العربي، مريم و صدفة كانوا بيتصوروا سوا مع ديكورات المكان المختلفة
عبد الرحيم  كان بيبص لهم بحسرة و قهر أنه فرق بينهم كل السنين دي و محاولش يجمعهم و لو مرة واحدة 
و بسببه هو و سهير بناتهم كل واحدة عندها مشاكل نفسيه 
صدفة حاسة بالوحدة و الضياع و أنها مفتقرة للحب و مريم معندهاش ثقة كفاية في نفسها و نفسها تلاقي الاحتواء 
لكن الحلو انهم الاتنين مختلفين عنه هو و سهير 
مش سلبين زيه و لا متحكمين زي سهير هم بس عايزين ينبسطوا و يعيشوا حياتهم. 
اتنهد بحزن و هو بيبص للبحر و سرح فيه كأنه بيتمني الوقت يرجع بيه للحظة اللي اتخلى فيها عن صدفة. 
فاق على صوت مريم و هي بتتكلم بحماس:
خلينا نتصور سوا يا بابا... 
عبد الرحيم :ياله بينا. 
مريم قعدت جنبه و بدأت تتصور
عبد الرحيم لصدفة:تعالي يا صدفة... تعالي نتصور كلنا سوا
صدفة ابتسمت وراحت قعدت جنبه لقيته بيحط ايده على كتفها و بيضمها له هي و مريم اللي كانت بتصورهم 
بعد دقايق كل واحد نزل له طبق الكشري بتاعه، صدفة كان مبسوطة جداً فوق ما تتخيل 
كانت بتاكل و هي حاسة بلذة الاكل و أنه طعمه لذيذ أكتر من اي مرة داقت فيها حاجة ، زودت الشطة و اكلت و عبد الرحيم مركز معها هي و مريم 
و الغريب انه لاحظ انهم بياكلو بنفس الطريقة لكنه كان فرحان جداً معاهم فضلوا يتكلموا و مريم كانت بتبدأ الكلام علشان تدي والدها فرصة يتكلم مع صدفة و خصوصا انها حست انه عايز يعمل كدا لكن مكنش عارف و بفضلها صدفة كانت بتضحك بسعادة و هم بيحكوا ليها عن حاجات كتير و هي كمان بدأت تحكي ليهم عن شقاوتها و هي صغيرة و المقالب اللي كانت بتعملها في خالها شوقي  
كان يوم لذيذ و مشرق يمكن أفضل يوم قضيته في اسكندرية و خصوصا انهم خرجوا و فضلوا بيتمشوا و اشتروا حاجات كتير جداً. 
بليل الساعة عشرة
ابراهيم كان قاعد في اوضته لسه راجع من الشغل، كان عادي جداً و على وشه ابتسامة كل ما يفكر في كلامهم الصبح و شكل الفطار اللي هي جهزته له رغم انه كان فطار عادي بس كان فرحان و لأول مرة يعدي يوم كامل من غير ما يدخن يمكن بسبب ست الحسن. 
شمس دخلت الاوضة و اتكلمت بجدية :
إبراهيم انت صاحي. 
ابراهيم بجدية  :اه يا ست الكل اتفضلي. 
شمس دخلت و قعدت جانبه على السرير 
:كنت عايزاه افتحك في موضوع كدا. 
ابراهيم؛ موضوع ايه
شمس:بص بقا أنا عايزاه أفرح بيك و طالما انت مش عايز تخطب مريم، انا شايفه اننا ندور على غيرها و انا بقا في كم واحدة ادامي ما شاء الله عليهم ادب و أخلاق و جمال و شطار يعني مفيش بعد كدا و لو انت موافق بكرا ان شاء الله نروح نقعد مع أهلها و اللي تعجبك نخطبهالك 
حكم انا تعبت يا ابراهيم و عايزاه اشوف عيالك. 
ابراهيم افتكر صدفة و ابتسم:
طب بقولك ايه يا ست الكل انا استنتي كتير مش هيحصل حاجة لو صبرتي كمان شويه اخلص بس كم حاجة في الشغل و بعدها اوعدك هفرح قلبك. 
شمس:بجد يا ابراهيم... ايه هي الصنارة غمزت، أنا قلتلك مريم مفيش زيها. 
ابراهيم :يا ماما مش كفاية بقا نحكي في موضوع مريم دا، مريم دي بالنسبة ليا جارتي و اختي الصغيره لكن جواز ليها من دماغك. 
شمس :طب قولي في واحدة في دماغك 
ابراهيم :كله بوقته يا ماما 
شمس :ربنا يهديك يا ابراهيم يا ابني.... و يزرقك بنت الحلال اللي تفرح قلبك.. 
                ****************
عند فايزة
دخلت اوضة إبنها اللي كان بيقلب في الموبيل 
فايزة:عايزاه اتكلم معاك يا معتز. 
معتز :نعم يا ماما في ايه
فايزه:ناوي على ايه في موضوع بنت خالك.. 
معتز : هكون ناوي على ايه يعني و لا اي حاجه انتي مشوفتيش قابلتنا ازاي لما روحنا 
فايزة:و ايه يعني يا ولا... و بعدين ما هي لازم تشوف نفسها علينا البت امها عندها شي و شويات برا مصر و ابوها عنده محل بيدخل اد كدا في اليوم دا انا كل ما اعدي عليه اللقي الزباين واقفين اد كدا... و بعدين انت أولى واحد بيها مين يعني هيخاف عليها و على فلوسها ادك. 
معتز:انا معاكي يا ماما و مكدبش عليكي هي لامعه في عنيا بس ازاي. 
فايزة:هو انا اللي هقولك... يعني مثالا خد زيارة و روح لخالك و حاول تفتح معها كلام و خد رقمها و ابقى كلمها و بعدين انت شاب و عارف البنات بتقع ازاي 
معتز بابتسامة :من الناحية دي انتي جيتي في ملعبي
فايزة؛ وريني شاطرتك... انا هسيبك دلوقتي و اطلع اشوف المعدوله اختك عامله ايه مع خطيبها.... 
صدفة خرجت من اوضتها على أذان الفجر كانت رايحة تتوضي كانت فاكرة ان والدها نزل يصلي لكن لقيته قاعد في الصالون و هو ساكت
صدفة باستغراب :صباح الخير يا بابا....
عبد الرحيم :صباح الخير يا صدفة..
صدفة :هو أنت مش هتنزل تصلي الفجر؟
عبد الرحيم :تعالي يا صدفة...
صدفة قعدت على إلانترية جنبه
عبد الرحيم بخوف :صدفة هو أنتي ناوية ترجعي إنجلترا تاني.
صدفة :مش عارفه و الله يا بابا.... أنا معرفش ايه اللي هيحصل بعد كدا بس.... بس ماما أكيد مش هتسكت الا لما ارجع... هي كانت عايزانى اتدرب تحت ايدها يعني عايزانى امسك الشغل و ابقى خليفتها زي ما بيقولوا
عبد الرحيم مسك ايدها و اتكلم بحنان :
بس أنا عايز اعرف أنتي عايزاه ايه يا صدفة... 
صدفة سكتت لحظات :
بابا... ماما عندها حق اكيد لازم أنا اللي همسك شركتها.... يعني مهما كان حصل و مهما كان العلاقة بينا بس مفيش حد يخاف على شغلها ادي... و هي عارفة اني ذكية و بحب الشغل و هي اهتمت بيا كتير اوي اهتمت اني ادرس كل حاجة تخص إدارة الأعمال و اهتمت اني اتعلم اللغات
كانت طول السنين اللي فاتت بتهتم اني اكون مؤهلة لدا 
حتى خالي شوقي لما كان بيدربني كان دا بأمر من ماما.... للأسف انا معنديش اختيار، أنا متفهمة دا بس لحد ما دا يحصل عايزاه اكون مبسوطه و عايزاه افضل معاكم. 
عبد الرحيم :معنى كلامك انك مش هتكوني مبسوطة لما ترجعي و تبدأي تشتغلي. 
صدفة :مش هيبقى عندي وقت افكر اذا كنت مبسوطه و لا لاء، ماما طول الوقت في اجتماعات و سفر و صفقات و دماغها طول الوقت بتفكر في الف حاجة.... 
عبد الرحيم :طب بعيد بقا عن دا كله و بعيد عن والدتك و الشغل أنتي عايزاه ايه يا صدفة.... أنتي 
صدفة ابتسمت بهدوء :
نفسي محسش بالضغط و لا احس اني شايله هم حاجة لا الشركة و لا الشغل... 
عارف يا بابا انا عايزاه احس بالاستقرار.. انا أكتر حاجة بكرهها هي شنط السفر... اي حد ممكن يكون نفسه يسافر و يشوف أماكن مختلفة 
لكن أنا بقيت اتعب لما اعرف اني هسافر لأي مكان.... يعني علشان اسافر من نيويورك لأي مكان تاني لازم اجهز شنطة سفر و بعدها لما اوصل المكان دا لازم افضيها و طبعا انا هرجع تاني لنيويورك يبقى لازم ارجع اجهز شنطتي من تاني... 
نفسي يبقى عندي بيت و أهل اكون من اولويتهم... و لو قررت اشتغل هشتغل في شيء احس اني مرتاحة فيه... مش مضطرة اعمله... 
نفسي اشوف مريم فرحانة و تتجوز شخص بيحبها و هي كمان بتحبه . 
عبد الرحيم :يعني مش حابه فكرة انك تسافري تاني؟ 
صدفة:على الاقل دلوقتي. 
عبد الرحيم :و انا مش هسمح لك تبعدي تاني
صدفة ابتسمت و هو حضنها :حقك عليا إني سبتك كل السنين دي.... انا يمكن معرفش حاجات كتير عنك بس صدقيني ندمي اني سيبتك و كملت حياتي من غيرك بيقتلني كل ما اشوف ضحكتك و اعرف ان بغبائي ضيعت من ايدي ضحكة جميلة زي دي... 
صدفة غمضت عنيها براحة و هي مش فارق معها اعتذاره بس فارق معها اوي انه قرب منها... 
مريم خرجت من الاوضة و هي بتحرك ايدها في شعرها بعشوائية و نوم، استغربت ان صدفة مصحتهاش علشان يصلوا سوا لكن لما شافتها مع بابهم ابتسمت و اتكلمت بغيرة
:ايوة بقا انتي صاحية بدري علشان تاخدي الحب كله و سيباني نايمة... 
صدفة بخبث مرح  :ما انتي اللي نومك تقيل 
مريم :طب ابعدي عن ابويا بقا يا لمضه.. 
صدفة طلعت لسانها بخبث :لا مش هبعد.. 
مريم حطت ايدها على خصرها بغيظ: شوفت بتكلمني ازاي يا بابا... فكرها هتاخدك ليها لوحدها... دا بعينك. 
قالتها و قربت قعدت جنبهم و حضنت ابوها هي كمان، عبد الرحيم بأس رأسهم بحنان 
:ربنا ميحرمنيش منكم يا بنات .... ياله بقا علشان نصلي سوا
              *******************
الساعة اتنين الضهر
جرس الباب رن، مريم كانت واقفه في المطبخ هي و صدفة 
و بتعلمها ازاي تعمل طاشة الملوخية... 
مريم :مين اللي جاي دلوقتي 
صدفة :ممكن يكون بابا. 
مريم و هي خارجة:ايه الغباء دا، بابا معه مفتاح أصلا ... 
فتحت الباب لكن بأن عليها الانزعاج و هي شايفه معتز ابن عمتها 
معتز :ازايك يا... سكت بحيرة و هو مش عارف يفرق بينهم 
مريم :مريم... في ايه يا معتز؟ بابا مش هنا نزل المحل من ساعتين و مش هيجي دلوقتي تقدر تروح له.. 
معتز بابتسامة:اه ما انا عارف ان خالي في المحل... انا اصلا كنت جاي علشان اطمن عليكم و على صدفة هي كويسة... 
مريم كانت فاهمة تفكيره لأنها عارفه عمتها كويس 
:اختي كويسة يا معتز... 
معتز:طب ايه هنتكلم من على الباب كدا، مش هتقوليلي اتفضل! 
ابراهيم كان طالع السلم شاف معتز و مريم واقفين يتكلموا، بمنتهى السهولة كان عارف انها مريم و واثق من دا 
شاف معتز داخل البيت، مريم وربت الباب و سابته مفتوح، 
هو عارف ان معتز يبقى قريبهم بس كان متضايق لأنه عارف ان الحاج عبد الرحيم في المحل و ان اكيد مفيش غير مريم و صدفة 
رغم ان مريم مقفلتش الباب و سابته موارب لكن كان متضايق من وجود معتز لانه سامع عنه كلام كتير مش كويس... 
            ****************** 
صدفة خرجت من المطبخ شافت معتز قاعد في الصالون و مريم واقفه باين عليها الضيق من وجوده لأنها هي و اختها بس اللي في البيت. 
مريم:ها يا معتز عايز تقول إيه، معليش اصل بابا مش موجود و انا مش هينفع اقعد اتساير معاك و نحكي يعني افرض حد من الجيران شافك هيقولوا ايه اظن انت تخاف على سمعتنا برضو. 
معتز :طبعا يا مريم انتي أختي و بعدين دا اللي يجيب سيرتك انتي او صدفة بكلمه يبقى جيه لقضاه، بس على فكرة انك رنيت على خالي و قلت له اني هاجي اطمن عليكي انتي و صدفة. 
مريم:لا فيك الخير... 
معتز:اومال صدفة فين؟ 
صدفة برقة   :انا هنا يا معتز.. 
معتز اول ما شافها قام و مد ايده يسلم عليها
:منوره دايما 
صدفة سلمت عليه و قعدت 
معتز:متعرفيش أنا من ساعة ما شوفتك و انا بفكر فيكي اد ايه. 
مريم بسخرية:لا ما هو واضح علشان كدا مش عارف تفرق بيني و بينها. 
معتز كان متضايق من مريم لانه عارف انها فاهماه
معتز:قهوتي زيادة يا مريم... انا كنت حابب اتكلم مع صدفة شوية... 
مريم :حاضر حاجة تاني مع القهوة. 
معتز:كتر خيرك... 
مريم سابتهم و قامت 
صدفه:نعم يا معتز كنت عايزني في ايه... 
معتز: بصراحة انا عرفت انك عمرك ما جيتي مصر قبل كدا علشان كدا فكرت انك اكيد حابه تتفرجي على مصر... و أنا بقا ياستي فاضي ممكن اكون مرشدك السياحي 
صدفة بابتسامة:شكراً يا معتز مش عايزاه اتعبك معايا و بعدين انا خرجت انا و مريم و بابا و روحنا أماكن كتير حلوة اوي و بعدين انت معندكش شغل.... 
معتز :لا طبعا عندي بس ممكن اخد اجازة مخصوص علشانك لو هتكوني مبسوطة. 
صدفة :دا لطف منك يا معتز بس خلاص انا مش هروح اي مكان دلوقتي.... 
معتز:طب ممكن اخد رقمك يعني لو جيه في بالك تنزلي في اي وقت انا هكون مبسوط جدا لو كلمتيني . 
صدفة:مش حابه ازعجك. 
معتز:ازعاج ايه بس انتي بنت خالي ياله هاتي رقمك.. 
صدفة اخدت منه موبايله و سجلت رقمها عنده 
معتز انا هرن عليكي ابقى سجلي رقمي 
ماشي يا صدف و في اي وقت احتاجتي مني اي حاجة رني عليا بس و هكون عنك. 
صدفة:ماشي بس يارب متزهقش مني. 
معتز:ازهق منك ايه بس انتي لو تعرفي عملتي فيا ايه من ساعة ما شوفتك. 
مريم من وراه :القهوة السادة... 
معتز :بشربها زيادة يا مريم. 
مريم:ايه دا بجد معليش بقا... 
معتز:طب انا همشي بقا و زي ما اتفقنا يا صدفة. 
صدفة:أن شاء الله.... 
معتز:سلام يا مريم. 
مريم:سلام. 
مريم راحت وراه و قفلت الباب وراه 
مريم:ابو تقل د"مك يا شيخ... 
صدفة :يا بنتي انتي كان ناقص تقولي له قوم امشي. 
مريم :و ياريته هيقوم دا بارد عامل زي امه. 
صدفة:للدرجة دي مش طليقه عمتو فايزة. 
مريم :بصي يا صدفة عمتك فايزة سبب اي مشكلة حصلت في البيت دا 
مفيش مرة كانت تيجي الا لما تشيل بابا الهم و كانت بتقف لي على غلطه علشان تيجي تعيط لبابا و تقوله بنتك بتعمل و بتعمل و بابا مش بيحب يزعلها و بيقول في الاخر انها اخته و بيعدي ليها كتير اوي... و ابنها زيها نسخة واحدة... 
صدفة :طب ياله نكمل الغداء علشان بابا زمانه جاي. 
مريم دخلت المطبخ و صدفة معها......
          **********************
بعد العشاء
صدفة و مريم و والدهم كانوا بيتفرجوا على التلفزيون. 
صدفة:بابا..... 
عبد الرحيم :ايوة يا صدفة... 
صدفة :كنت عايزاه اتكلم معاك في موضوع.. 
عبد الرحيم :اتكلمي انا سامعك... 
صدفة بصت لمريم اللي بأن عليها القلق و كانت عايزاه تسكتها لكن صدفة اتكلمت 
صدفة بسرعة:بص انا بصراحة كنت عايزاه انزل شغل، و بالتحديد يعني في محل العطارة بتاع حضرتك، يعني انت مش بتنزل كتير و انا حابه اخرج لاني مش متعودة على قعدت البيت و بدل ما يقف واحد غريب. 
عبد الرحيم بجدية:لا يا صدفة و بعدين انا اه مش بنزل كتير بس عيسى واقف في المحل و هو آمين و محترم انا مش عايز اعرضك لمواقف مش كويسه في السوق. 
صدفة بسرعة:و الله متقلقش يا بابا محدش يقدر يتعرض لي. 
عبد الرحيم :زي ما الشباب ضايقوكم لولا ابراهيم... صدفة انا مش عايز اتعبك و بعدين الستات اللي بيجوا يشتروا في منهم رخمين و تعاملهم مش احسن حاجة. 
صدفة:يا بابا. 
عبد الرحيم :خلاص بقا يا صدفة... و بعدين بكل الشهادات اللي معاكي تقدري تشتغل في أحسن مكان في مصر... 
صدفة سكتت و هي متضايقه و في نفس الوقت لسه احساسها بالشك في عيسى مخليها مش عارفه تهدأ. 
حاولت تنسى كل دا و تتفرج على الفيلم، بعد نص ساعة قامت دخلت اوضتها و دخلت البلكونة
كانت واقفه بتقلب في الموبيل لحد ما سمعت صوت من فوقها. 
رفعت رأسها و ابتسمت اول ما شافت ابراهيم واقف و في ايده كوبايه شاي و بيتكلم في الموبيل 
رجعت بصت ادامها لحد ما سمعت صوته و هو بيتكلم
:صدفة...
صدفة بسرعة :نعم 
ابراهيم بابتسامة:عاملة ايه؟ 
صدفة :كويسة و أنت 
ابراهيم :أنا كويس الحمد لله، صحيح شكرا على الفطار. 
صدفة:ماشي يا عم العفو. 
إبراهيم كان عايز يتكلم معها
 :طب تحبي اردلهالك ازاي؟ 
صدفة ابتسمت :مفيش داعي دي حاجة بسيطة... 
ابراهيم :لا انا محبش حد يشيلني جميلة... قولي لي اردلهالك ازاي... 
صدفة :يعني مُصر. 
ابراهيم :بالظبط... 
صدفة سكتت شوية و بعدها رفعت رأسها بحماس 
:ماشي هو فيه حاجة بس مش هينفع نتكلم كدا، بص الصبح بدري قبل ما تنزل الشغل انا هقولك تردهالي ازاي بس الكلام دا يفضل بينا. 
ابراهيم استغرب اسلوب لكن هز رأسه بالموافقة
:ماشي يا ست الحسن. 
صدفة ابتسمت لما سمعت الكلمة دي و بصت له 
:أنا هدخل تصبح على خير يا ابراهيم. 
ابراهيم ابتسم و استناها لما دخلت و دخل هو كمان لاوضته و هو فرحان..... 
تاني يوم الصبح
صدفة كانت قاعدة الصالون بعد ما حضرت الفطار لإبراهيم مستنياه ينزل زي ما اتفقوا.
شوية و سمعت صوت خبطة بسيطة على الباب قامت بسرعة تفتح له قبل ما ابوها يصحى من النوم.
ابراهيم بصلها و ابتسم :صباح الخير يا ست الحسن...
صدفة بابتسامة رقيقة:صباح النور يا ابراهيم..صحيح اتفضل.
ابراهيم :فطار تاني؟
صدفة :ايوة...
ابراهيم :لا انا مش عايز اكل و ماليش نفس تسلمي، و بعدين انا جاي علشان اعرف كنتي عايزاه ايه مش علشان اخد فطاري منك .
صدفة : ما انا هقولك انا عايزاه ايه بس لما تاخد الفطار الاول مش هقول حاجة الا لما تاخده و لا عايز تكسف ايدي.
ابراهيم و هو بياخد منها كيس الفطار
 :لا يا ست الحسن مقدرش اكسف ايدك ها كنتي عايزاه ايه بقا.
صدفة خرجت من الشقة و هي بتشد الباب وراها، ابراهيم بص لها باستغراب
صدفة طلعت فلوس من جيب البنطلون و اتكلمت بجدية
:بص يا ابراهيم دول 100 دولار.... انا عايزاك تاخدهم و لو تعرف حد يصرفهم لفلوس مصري، أنا مش معايا فلوس مصري و كل اللي معايا دولارت.
ابراهيم  :لو كدا ساهله انا ممكن اصرفهملك.
صدفة بتوتر؛ ما هو مش دا اللي انا عايزاك تعمله. 
ابراهيم :قصدك ايه، اتكلمي دوغري يا صدفة. 
صدفة:بص أنا عايزاك تخلي حد من طرفك يروح المحل بتاع بابا و يشتري منه حاجات بحوالي 600 او 700 جنية... يتريق الحاجات اللي سعرها غالي بكميات مش كبيرة يعني مثالا الكريمة او البابريكا المدخنة. 
ابراهيم بصلها و هو بيفكر في كلامها :
قصدك ايه يعني مش فاهم ليه عايزانى اشتري من محل ابوكي و بعدين ما شاء الله المحل له زباين كتير. 
صدفة :اوعدني ان محدش يعرف الكلام اللي هقوله دا و لا كأنه حصل. 
ابراهيم :على رقبتي بس انا مش فاهم انتي عايزاه تعملي ايه. 
صدفة:بص يا ابراهيم أنا حاسة ان المحل ما شاء الله دخله كويس لان لما روحت هناك ما شاء الله كان في زباين و انت و عمتي بتقولوا ان حاله ماشي 
بس اللي بيحصل غير كدا يعني مريم بتقولي أن الايراد مش بيكمل حاجة و المحل مفيهوش كاميرات و بابا واثق في عيسى انا مش شاكة فيه بس عايزاه اتأكد انه آمين. 
فانا عايزاك تخلي حد انت تعرفه يشتري الحاجة دي و انا و بابا هنروح المحل اخر النهار و ساعتها لو روحنا و لقينا الفلوس دي موجوده معناها انه بيراعي ربنا و لو الفلوس متكملش انا هرن عليك تخلي الشخص اللي تبعك دا يجي يرجع الحاجة اللي اخدها و ساعتها بابا هيساله. 
ابراهيم  :فهمت قصدك ماشي يا صدفة . 
صدفة:طب خد الفلوس بقا. 
ابراهيم : خالي فلوسك معاكي و لو عايزانى اغيرهم لك مصري انا هبقي اغيرهم... 
صدفة: طب خدهم بس... 
ابراهيم :مش عايز أكرر كلامي... يلا ادخلي  . 
صدفة:طب ممكن رقمك علشان ابقى ارن عليك. 
ابراهيم :هاتي تليفونك اسجله لك.
صدفة طلعت موبايلها و هو سجل رقمه ليها 
صدفة كانت بتبص له و على ملامحها ابتسامة دافيه:
هو انت ازاي واثق اني صدفة مش مريم، ازاي بتعرف تفرق بينا
ابراهيم رفع رأسه باستغراب لكنه ابتسم و هو بيديها الموبيل :
لما يجي وقتها هبقي اقولك يا ست الحسن، صحيح تسلم ايدك. 
 صدفة ابتسمتَ و دخلت الشقة بسرعة، ابراهيم مرر ايده في شعره بحيرة لانه لأول مرة يتصرف بغرابة، عمره ما كان يتوقع أنه يتعامل مع واحدة بالشكل العفوية دا يمكن بسبب عفويتها هي مخلياه مش عارف يتحكم في تصرفاته. 
ابتسم ونزل راح الوكالة......... 
              *******************
بعد صلاة العصر...
صدفة كانت واقفه أدام المراية و على وشها ابتسامة رقيقة و هي بتبص لنفسها 
كانت لابسه جيبة سوداء و تيشيرت ازرق من هدوم مريم، كانت رقيقة جداً عليها، كانت قاصدة تلبس حاجة مختلفة عن لبسها المعتاد، خرجت من الاوضة و راحت لمريم 
:مريم أنا اخدت الطقم بتاعك... 
مريم لما شافتها ابتسمت و حست ان صدفة بقيت نسخة منها بجد حتى في طريقة لابسها 
:تصدقي انا لو حد غريب و الله ما هعرف الفرق بيني و بينك... 
صدفة: فعلا....طب انتي كدا جهزتي و لا لسه. 
مريم وقفت ادامها بثقة و إعجاب و هي لابسه من هدوم صدفة :
ايه رأيك؟ 
صدفة صفرت باعجاب :زي القمر بس عارفه أنا عندي مرطب شفاه جميل و لونه هادي بحبه اوي و حرفياً منتهي الجمال، استنى هجيبه لك. 
مريم :يا بنتي بابا مستنينا تحت هنتاخر
صدفة ابتسمت و دخلت بسرعة اوضتهم و رجعت و هي معها المرطب، وقفت أدام مريم و حطت لها 
مريم :ريحته حلوة اوي.... و ناعم. 
صدفة:عيب عليك دا انا دوخت لحد ما لقيته. 
مريم:شكله غالي. 
صدفة: لا بس مش متوفر كتير لان الشركة بتاعته منزله انه مش بيظبط على كل الشفايف علشان كدا صعب اني القيه هو بصراحه جميل عليا
مريم:طب يلا بقا ننزل علشان بابا هيطلع يولع فينا احنا الاتنين. 
صدفة لابست الكوتش بسرعة و خرجوا سوا. 
 راحت مع والدها للمحل كانت مصرة انها تخرج معه و مريم استأذنت من باباها انها تروح لواحدة من صاحبها و هو وافق و اخدها وصلها معه في طريقه. 
اول ما دخلوا المحل عيسى رحب بيهم، و راح القهوة يجيب قهوة الحاج عبد الرحيم، صدفة فضلت تلف في المحل و ابوها طلع قعد على باب المحل. 
صدفة استغلت ان ابوها بعيد و راحت ناحية درج الفلوس كان فيه حوالي 400 جنية و شوية فكة....بعدت عن الدرج و فضلت تفكر. 
كانت من البداية حاسة ان عيسى قلقان من وجودها و كانت بتحس بالذنب أنها شاكة فيه و مازالت حاسة بالذنب و خايفه تكون ظلمته بس اللي بيحصل ادامها دلوقتي مالوش بالنسبه ليها غير معنين 
الاول أنه يكون اشتري بضاعة او اي حاجة للمحل 
و الثاني أنه يكون مد ايده و اخد من درج الفلوس و هو مطمن لان مفيش كاميرات جوا المحل. 
عدي حوالي نص ساعة 
كان عيسى قاعد بيتكم مع والدها أدام المحل و بيحكي له ان الشغل مش اد كدا، صدفة كانت ساكتة و هي بتبص له و من جواها برضو خايفة تكون ظالمه لكن عقلها بيقولها انها تكلم ابراهيم 
اخدت الموبيل من على الرف و فتح الواتساب و هي متردد 
لكن بعتت له و طلبت منه يبعت الشخص اللي اشتري من عيسى و يجي يرجع الحاجة اللي اخدها. 
ربع ساعة و فتحت الموبيل كان بعت لها لسه بتقرا الرد، سمعت صوت شاب بيتكلم مع عيسى و والدها
عيسى بتوتر:يا عم قلت لك مش بنرجع حاجة 
الشاب:بس أنا مش عايز الحاجة دي خلاص و تقدر توزن كل حاجة تتأكد أن دي اللي انا اخدتها. 
عيسى بقلق و ارتباك :طب عدي عليا بليل و انا هبقي اشوف حسابك
الشاب:بس انا مستعجل و عايز حسابي و بعدين انا مش من هنا و يعني مبقاليش كم ساعة واخدهم. 
عبد الرحيم :خلاص يا ابني، شوف حسابه يا عيسى و رجع له فلوس، انت حسابك كام 
الشاب:780 جنية يا حاج و واخد الحاجة دي منه الصبح. 
عبد الرحيم بص لعيسى باستغراب لانه قاله ان حال المحل النهاردة واقف لكنه اتكلم بجدية 
:هاتي 780 جنية من عندك يا صدفة و انت يا عيسى اتأكد من الحاجة. 
صدفة راحت ناحية الدرج بمنتهى الهدوء و عملت كأنها بتعد الفلوس :
اللي هنا 400 جنية يا بابا و فكة حوالي 80 جنية. 
عبد الرحيم بنبرة مختلفة:
اومال فين باقي الفلوس يا عيسى. 
عيسى سكت للحظات و هو متوتر و قلقان 
:انا... انا اشتريت بضاعة للمحل امبارح بليل و كان فيه باقي حساب 500 جنية شيلتهم معايا اهم علشان ابقى اروح أحاسب. 
طلع من جيبه 500 جنية و راح ناحية الدرج اخد باقي الفلوس و ادي للشاب حقه و اخد منه الأكياس 
عبد الرحيم قام دخل المحل  و بص له بحدة
:من امتى يا عيسى و انت اللي بتشتري البضاعة... و بعدين لو انت اشتريت ليه مقولتليش... فين الفواتير اللي اشتريت بيها البضاعة و فين البضاعة دي... 
عيسى اتوتر و كان باين عليه انه بيكدب و مش عارف يقول ايه
عبد الرحيم بصدمة:
انت مديت ايدك يا عيسى... اخدت من الفلوس... ليه... دا انا اعتبرتك ابني... طب المرتب اللي كنت بديهولك مكنش كفاية كنت قول لي... دا انا اكلت معاك عيش و ملح كنت يعتبرك ابني بجد و كنت مسلمك كل حاجة في المحل... 
عيسى :انا...
عبد الرحيم بتعب :أنت ايه، هل فيه مبرر انك تخون الأمانة اللي سلمتهالك... انا مبخلتش عليك بحاجة و رغم اني كنت بسمع ان المحل حاله ماشي بس كنت بصدقك و بقول هيستفاد ايه. 
عيس بسرعة :غلطة غلطة و مش هتتكرر يا حاج حقك عليا انا غلطان و استاهل ضرب الجزمة... 
عبد الرحيم :أمشي يا عيسى... امشي من هنا، ربنا يسامحك امشي من هنا، ياله فرقنا و ياريت يبقى عندك د"م و متخلنيش اشوف وشك... 
عيسى طلع المفتاح اللي كان معاه حطه على المكتب، بص لصدفة بضعف و خرج من المحل. 
عبد الرحيم قعد على الكرسي و لسه مصدوم و كأنه مش مصدق، صدفة قربت منه و قعدت جانبه 
:بابا انت كويس؟ 
عبد الرحيم :اه يا حبيبتي بس... عايز أمشي من هنا. 
صدفة :طب صلي على النبي و اهدي. 
عبد الرحيم فضل قاعد شوية ساكت بعد نص ساعة، صدفة اخدت المفتاح و خرجت معه، ابراهيم كان واقف عند الوكالة و هو بيبصلها و استنتج  اللي حصل، راح ناحيتهم بسرعة و ساعدها تدخل البضاعة اللي موجودة عند الباب و بعدها قفل لها الباب 
عبد الرحيم بتعب:شكراً يا ابراهيم تعبتك معايا. 
ابراهيم :و لا تعب و لا حاجة...انت شكلك تعبان تحب اخدك للمستشفي. 
عبد الرحيم :لا انا كويس انا بس عايز اروح... و حاسس اني مش هقدر اسوق... 
صدفة بسرعة:انا بعرف اسوق... 
ابراهيم بجدية:طب انا ممكن اسوق و اوصلكم.. 
عبد الرحيم ادا له مفاتيح العربية و راحوا كلهم ناحية العربية المركونة، ابراهيم فاتحها و ساعده يدخل، صدفة ركبت جنب باباها و ابراهيم ساق العربية و وصلهم لحد البيت، صدفة شكرته و دخلت مع باباها، مريم اول ما شافت ابوها تعبان حست بالخوف و بسرعة سندته مع صدفة و دخلوه اوضته.... 
صدفة كانت قاعدة في المطبخ على الكرسي و ضلمة رجليها، كانت حاسة بالحزن و تئانيب الضمير انها السبب في تعب والدها، لأول مرة تحس أنها غبية
لأن بسبب اللي عملته و أنها كشفت عيسى لباباها هو تعب.
مريم كانت بتحضر له الاكل و هي بتكلم صدفة
مريم :انا مش مصدقة، طب ليه عيسى يعمل كدا دا بابا كان بيثق فيه اكتر من اي حد و كان بيعمله على أنه ابنه
و لولا أن الشاب دا كان رجع الحاجة اللي اشتراها مكناش عرفنا حقيقته...ربنا رايد يكشفه.... بس المشكله دلوقتي أن بابا قاعد في اوضته زعلان....صدفة... صدفة...
صدفة:ايوة...
مريم :سرحانه في ايه؟
صدفة بضيق:لا أبداً بس مصدعة شوية، انا هدخل أنام و أنتي خليكي وراء بابا لحد ما ياكل و هوني عليه متسبيهوش لدماغه.
مريم:متقلقيش انا هعرف اتعامل معه.
صدفة سابتها و دخلت اوضتها......
مريم كانت بتعمل شوربة لسان عصفور لما سمعت صوت موبيل بيرن، بصت وراها لقت صدفة سايبه موبايلها على السفرة... كانت هتاخد لها الموبيل لكن لما شافت اسم المتصل "ماما"  فضلت واقفه مترددة و هي ماسكة الموبيل
بهدوء ردت و حطت الموبيل على ودانها و سكتت
سهير بسرعة
:أخيراً رديتي يا صدفة، و بعدين كل ما اكلمك تكنسلي عليا، انا عايزاه اعرف ايه اللي عجبك في القاعدة عندك
و لا باباكي قوي قلبك عليا، حكي لك ايه عني، اكيد كرهك فيا و أنتي اصلا مش محتاجة حد يكرهك فيا... متردي و لا لسانك اللي طوله مترين مش قادر يتكلم...
مريم :أنا مريم مش صدفة...
سهير كأن الصدمة لجمت لسانها و مش عارفه ترد تقول إيه
صدفة دخلت المطبخ علشان تاخد موبايلها لكن لقت مريم ماسكة و بتتكلم، بصت لها و هي شايفه دموعها.
فهمت أنها ردت علي والدتهم لأنها رنت أكتر من مرة بدون ما تتردد قربت من مريم و اخدت الموبيل قفلته و حضنتها
مريم بحدة و غضب :
هي عملت فينا كدا ليه....ليه اختارتك و سابتني و لا انتي فاكرة اني معنديش قلب علشان مش بتكلم عنها، أنا كنت محتاجها هي كمان في حياتي، ازاي قدرت تتخلى عني، هم ازاي كانوا بالانانية دي، ليه عملوا فينا كدا.
صدفة :مريم اهدي.... للأسف احنا مش مُخيرين... دا قدرنا و بعدين هم فكروا في نفسهم يبقى فكري انتي كمان في نفسك و متزعليش.. و بعدين ما أنا معاكي و بابا كمان، ياله بقا فُكي و صلي على النبي.
مريم مسحت دموعها و اديرت تكمل الاكل، صدفة حست بالحزن عليها، قربت منها تاني و حضنتها من ضهرها بحنان
:لو حاسة انك بكيتي هتكوني أحسن أبكي بس بلاش تتجاهلي حزنك...
مريم:أنا متضايقة يا صدفة... متضايقة اوي.
صدفة:عادي يا مريم، اتعاملي مع حزنك بهدوء و بعدين كل حاجة بتعدي متزعليش، أنا جانبك و بحبك و الله...
مريم ابتسمت و بصت لها :
هو أنتي ازاي كدا؟
صدفة :ازاي؟
مريم :متساهلة مع الدنيا و مش معقدة.
صدفة:علشان عايزاه اعيش و انا فرحانة و بعدين انا مش متساهله اوي يعني و مش في كل المواقف...
مريم:طب ياله ادخلي نامي و أنا هدخل ادي لبابا الاكل...
صدفة:ماشي...
صدفة سابتها و دخلت اوضتها و هي حاسة بالتعب و الضغط لكن مش عايزاه تبقى ضعيفة او تنهار علشان حد...
بصت للموبايل و كانت متأكدة أن والدتها مش هتكلمها تاني و خصوصا بعد رد مريم عليها.
قامت دخلت البلكونة اخدت نفس عميق عدي حوالي تلت ساعة و هي بتبص للشارع لحد ما سمعت صوت من فوق و فيه حاجة بتنزل ادامها، رفعت رأسها بدهشة لما شافت إبراهيم بينزل لها سبت
ابراهيم :خدي اللي فيه.
صدفة بصت جوا السبت، ابتسمت و هي بتاخد منها علبة شكولاته، رفعت رأسها و ابتسمت
:بمناسبة ايه دي بقا؟
ابراهيم بحرج : عادي اقولك بمناسبة ذكائك مثالا في إنك تكشفي عيسى لوالدك...
صدفة بحزن: يارتني ما عملت كدا.
ابراهيم :ليه هو انتي تكرهي ان ابوكي يعرف اللي بيخاف عليه بجد من اللي بينصب عليه.
صدفة:بابا من ساعة ما جينا و هو قاعد في اوضته و زعلان... مريم بتجهز له الاكل بس مظنش انه هياكل حاجة.
ابراهيم : بص يا صدفة أكيد في البداية مش يتقبل الموضوع لأنه وثق فيه لسنتين و بعدها يعرف انه مكنش امين يعني صعب شوية بس اكيد هيبقى كويس، متشيليش نفسك فوق طاقتها.
صدفة:ابراهيم انت لسه مش عايز تقولي ازاي بتفرق بيني و بين مريم..
ابراهيم : أنتي و هي مختلفين يا صدفة حتى لو نفس الشبه بس في حاجات كتير بتميزكم عن بعض.
صدفة :صحيح شكراً على اللي عملته.
ابراهيم :لا شكر على واجب... و بعدين فكي كدا و ان شاء الله خير و خدي العلبة ياله...
صدفة ابتسمت و اخدتها :ماشي شكراً...انا هدخل. 
ابراهيم هز رأسه بالموافقة و هي دخلت اوضتها. 
      ***********************
تاني يوم الصبح 
صدفة صحيت بدري على صوت الموبيل بيرن، فتحت عنيها بغيظ ان في حد بيرن عليها بدري بصت للموبايل و شافت اسم "معتز" 
صدفة:هو دا وقت حد يتصل فيه، دا انت بني آدم رخم. 
فتحت الموبيل و ردت بضيق 
معتز:الوا صباح الخير يا صدفة. 
صدفة :صباح الخير... ايوة يا معتز في ايه؟ 
معتز :انا صحيتك من النوم و لا ايه؟ 
صدفة :عادي بس هو فيه حاجة حصلت و لا ايه 
معتز :انا سمعت ان خالي تعبان شويه خير ماله
صدفة :مفيش يا معتز هو كويس الحمد لله 
معتز:طب هيكون فيه مشكلة لو جيت اطمن عليه. 
صدفة:لا طبعا تنور... 
معتز:طب انا نص ساعة و اكون عندكم
صدفة بضيق :ماشي يا معتز... 
قفلت معه و بصت لمريم اللي نايمة
صدفة :مريم ... يا مريم 
مريم بنوم:ايوة يا صدفة في ايه
صدفة :معتز كلمني و بيقول هيجي بعد نص ساعة يطمن على بابا. 
مريم:دلوقتي هي الساعه كم. 
صدفة :سته و ربع... 
مريم :حد يتصل دلوقتي... مكنتش تردي عليه... 
صدفة :طب انا هقوم و انتي كمان ياله نحضر الفطار اكيد بابا مش هيسيبه يمشي من غير ما يفطر. 
مريم :حسبي الله... 
قاموا الاتنين و هو متغاظين و حضروا الفطار و مريم صحت والدها
بعد ساعة 
كانوا قاعدين على السفرة بيفطروا و معتز قاعد معاهم
معتز:انا سمعت انك مشيت عيسى يا خالي الكلام دا صحيح 
عبد الرحيم :ايوة يا معتز صح... 
معتز :ليه كدا دا معاك بقاله سنتين
عبد الرحيم ؛ اهو بقا اللي حصل ربنا يقويني انا و انزل المحل.. 
صدفة:لا طبعا انت محتاج ترتاح و بعدين انا روحت فين... انا ممكن انزل مكانك و بعدين انا قلت لك قبل كدا يا بابا اني محتاجة انزل شغل. 
معتز:لا طبعا انتي تقعدي معززة مكرمة و انا هقف مكانك يا خالي. 
عبد الرحيم بص لصدفة و اتكلم بجدية :لا يا معتز... انا هشوف حد يشتغل في المحل بس لحد ما دا يحصل صدفة هي اللي هتقف مكاني. 
معتز:بس... 
عبد الرحيم :مبسش يا معتز.... 
صدفة :كدا كويس اوي و كمان انا ناوية اكلم شركة كاميرات و نجيب حد يركب كاميرا في المحل... 
عبد الرحيم :و ماله 
          ********************
بعد شهر تقريباً 
صدفة كانت اتعودت على الشغل في المحل و فهمت فيه كل حاجة، معتز كان بيحاول يقرب لها و بيعدي عليها في المحل لكنها مش بتحب وجوده بتحس انه متضايقة. 
ابراهيم بقا كل يوم يفتح لها المحل و يساعدها تطلع البضاعة و كذلك اخر النهار بيقفل معها، صدفة بقت مهمة جداً بالنسبة له و شايفها بنت جدعة و جميلة 
صدفة نفسها بقت تحس بالسعادة لما بتشوفه يمكن لسه كلامهم محدود لكن له سحره الخاص 
و اللي مخوفها انها تكون حبيته. 
علاقة مريم و صدفة بقت أقوى و الاتنين بيستشيروا بعض في كل حاجة. 
والدتهم كانت مشغولة في شغلها الخاص و خالهم شوقي بقا قريب من مريم هي كمان و دايما بيكلمها. 
فايزة كل شوية تزن على معتز انه يتقدم لصدفة لكنه عايز يصبر شويه علشان لما يتقدم لها يبقى عنده امل انها توافق. 
مريم و صدفة بقوا قريبين من الجيران و بالذات شمس والدة ابراهيم اللي حبت صدفة و استجدعتها انها نزلت مكان والدها 
         **********************
يوم الجمعة "يوم الاجازة" 
ابراهيم خرج من اوضته الساعة تمانية، كان لسه صاحي من النوم، راح ناحية المطبخ و هو سامع والدته بتتكلم 
دخل لقاها بتتكلم في الموبايل مع اختها
ابراهيم :صباح الخير يا ماما. 
شمس بابتسامة :صباح الخير يا حبيبي.. 
ابراهيم اخد الموبايل و كلم خالته
:صباح الخير يا خالتي... ايه هو الحوار بدا بدري النهاردة. 
صفاء:صباح الخير يا موكوس... 
ابراهيم ضحك و هو بيشد الكرسي و بيقعد:طب ليه كدا بس... 
صفاء:ما هو طول ما انت مش عايز تتجوز انت و الواد ابني كدا هتفضلوا جوز مواكيس...الا ما فيكم حد عايز يفرحنا... 
ابراهيم :طب ما تشوفي له عروسه حلوة بس الاول يا خالتي. 
صفاء بضيق:و الله يا ابني غُلبت معه بس انت عارف أحمد طول الوقت مسافر في شغله انا من الاول كنت عايزاه يبعد عن البحرية بس هو دماغه ناشفه اوي... قال ايه حلمه يكون ظابط في البحرية... بس انا الغلطان اني سيبته يدخلها...
ابراهيم : لو كان دخل حاجة تانية عمره ما كان هيكمل فيها و لا انتي مش عارفه احمد يعني، ياله ربنا يوفقه... 
صفاء:و يهديه و يهديك يا ابراهيم بدل ما أنا هيجرا لي حاجة انا و أمك... هو انتم معمول لكم عمل يا ولا... ما هو مفيش تفسير غير كدا 
اصل انتم داخلين في التلاتين سنة اهوه مش طبيعي... احنا لازم نروح لشيخ يا شمس. 
شمس :شوفي يا اختي حد كويس و انا ايدي على كتفك. 
ابراهيم :لا يا خالتي شوفي لابنك لوحده انا خلاص نويت بإذن الله. 
 صفاء بسعادة :اخاف اصدقك تطلع بكاش... 
ابراهيم :لا صدقي يا خالتي بس ادعي لي انهم يوافقوا. 
شمس :انت بتتكلم جد يا ابراهيم. 
ابراهيم بابتسامه :اه و الله... 
صفاء:لا و كمان بيقولك... ادعي لي يوافقوا شكله واقع و محدش سم عليه.. 
شمس:طب اقفلي يا صفاء و هبقي اكلمك احكيلك كل حاجة. 
صفاء :ماشي ربنا يهديك يا احمد انت كمان و تيجي اللي توقعك... 
شمس قفلت الموبيل و سحبت كرسي قعدت ادامه
:احكي لي بقا ايه الحكاية و مين هي؟ 
ابراهيم :صدفة بنت الحاج عبد الرحيم. 
شمس:صدفة! طب و مريم... 
ابراهيم :يا ماما... قلتلك اقفلي موضوع مريم دا و بعدين هو انا روحت للراجل و قلت له عايز اتجوز بنتك مريم و لا انتي حتى فتحتي الموضوع... و بعدين أنا عايز صدفة 
شمس ابتسمت :و اشمعني صدفة طب ما هي و مريم نسخة من بعض. 
ابراهيم بحرج: لا طبعاً مش زي بعض و بعدين انا مش عايز اتجوزها علشان شكلها ما انا لو فارق معايا الشكل كنت خطبت مريم من الاول... 
شمس:انت حبيتها و لايه 
ابراهيم :فيكي من يكتم السر 
شمس:عيب عليك. 
ابراهيم بشك:يا خوفي بس هقولك... سبحان من حطها في طريقي 
من اول ما شوفتها و شوفت لمعت عيونها و اتكلمت معها و خناقتنا... معرفش ازاي بس لقيت نفسي بخاف عليها و بغير عليها 
رغم ان كلمنا كان قليل بس لقيت نفسي بعمل تصرفات عمري ما كنت اتخيل اني اعملها... 
يمكن المشكلة انها اتربت برا مصر و في حاجات كتير متعرفهاش بس انا مستعد اعلمها كل حاجة و مستعد اني استحمل اي حاجة علشان تكون من نصيبي. 
شمس بابتسامة:يبقى حبيتها يا ابراهيم.. بس يا ابني أنت متعرفش لو كانت هي هتفضل هنا و لا هتسافر تاني لأنها قالت لي ان والدتها عايشة برا مصر... 
ابراهيم :ما هو علشان كدا عايزك تعزميهم النهاردة على الغدا و طبعا بابا يكلم الحاج عبد الرحيم و انتي كلمي البنات و قولي لهم على الاقل علشان نرد عزومتهم لينا... بس متفتحيش معاهم موضوع الجواز دلوقتي و اللي فيه الخير يقدمه ربنا. 
شمس :ربنا يسعدك يا ابني، قوم بقا علشان اكلم خالتك.. 
ابراهيم :استغفر الله العظيم.... متنسيش تقولي لبابا... 
شمس :ماشي، انت نازل و لا ايه؟ 
ابراهيم :اه هنزل الوكالة كدا هشوف كم حاجة. 
شمس :ربنا يعينك يا حبيبي 
            **********************
الساعة عشرة و نص
صدفة خرجت من اوضتها كانت لسه صاحية لأنها سهرت بليل مع مريم لأن يوم الجمعة مش بتنزل فيه للمحل فبتسهر.
راحت ناحية المطبخ و على وشها ابتسامة هادية
مريم :صباح الخير...
صدفة :صباح النور.... بتعملي ايه...
مريم:بحضر الغداء بابا نزل يقعد على القهوة شوية انا بصراحة بفرح لما بيخرج و يقابل الناس قعدت البيت وحشة...
صدفة :طب اساعدك.
مريم:لا و بعدين انا هعمل كفتة و رز و طحينة و سلطة يعني مش حاجة تقيلة.
صدفة :يا بخت اللي هيتجوزك امه هتبقى داعيه له، بصراحة اكلك احسن من المطاعم انا خايفة وزني يزيد.
مريم :بطلي بكش... بس عارفه انا فعلا بحب المطبخ اوي
صدفة :علشان كدا كل ما اشوفك القيكي قاعدة على برامج الطبخ حتى التلفزيون مش بتتفرج على حاجة غير الطبخ و الكوري.
مريم:هو في حد ميحبش المسلسلات الكورية يا بنتي، تعرفي انا حاسة ان قلبي يساع من الحبايب الف كل بطل متربع على عرش قلبي .
صدفة : هم يتحبوا على فكرة عن التركي و الهندي.
مريم:طبعا دا مفيش مقارنة اصلا يعني مثالا التركي مستفزين في انهم بيطولوا اوي بس يعني مش كله، و الهندي مستفزين في ان احداثهم خوزعبلية إنما الكوري أطول مسلسل شفته كان 35 حلقة و الحلقة فيها أحداث فعلا.....
صدفة : انا بسببك نمت و انا ببكي اول امبارح متفكرنيش ..
مريم :ليه بقا...
صدفة :لان موبايلي كان فاصل شحن و انتي كنتي نايمة اخدت موبيلك اقلب فيه و بالصدفة فتحت مسلسل هبوط اضطراري للحب.... المشهد اللي البطل فيه بيتجاوز حدود كوريا الجنوبية علشان ميخليش البطلة هي اللي تعدي الحدود
مريم :اومال لو شفتي فيلم اكون معك لنفس البطلة انا دموعي خلصت عليه بجد ، بس عارفه اللي أهم من كل دا ان ابطال هبوط اضطراري للحب 
اصلا اتجوزوا في الواقع و معاهم طفل.
صدفة :دا بجد... هم لايقين اوي على بعض.
مريم:صحيح نسيت اقولك، خالتو شمس عزمانا النهاردة على العشاء و عمي فاروق كلم بابا و هو نازل عزمه و مصر اننا نكون معه
صدفة :ليه؟
مريم :الله اعلم بس اكيد بيردوا عزومة بابا، و بابا قالي العصر كدا نبقى نطلع نساعدها.
صدفة :ماشي.... ما تعلميني بتعملي الكفتة ازاي
مريم:ياله انا لسه هبدا اعملها هوطي بس علي الرز و نعملها...
الاتنين فضلوا يتكلموا و مريم بتعلمها ازاي اعمل الكفتة و خلت صدفة هي اللي تعمل سلطة الخضار و سلطة الطحينة
لحد ما خلصوا كان والدهم رجع اتوضي و غير علشان ينزل يصلي الجمعة و هو نازل من البيت قابل فاروق و ابراهيم نزلين يصلوا راحوا كلهم على المسجد و بعد الصلاة فاروق أكد عليه انهم هيتعشوا سوا. 
           *********************
"بعد صلاة العصر" 
مريم اخدت صدفة و طلعوا شقة والد ابراهيم، مريم خبطت و استنت شوية لحد ما شمس فتحت لهم 
شمس بابتسامة:تعالوا يا بنات نورتوا... 
مريم و صدفة دخلوا و سلموا عليها لكن شمس وقفت حيرانه و هي مش عارفه تفرق بينهم
صدفة ضحكت بخفة و هي ملاحظة حيرتها:
أنا صدفة..غريبة مع ان ابراهيم بيعرف يفرق بينا من غير ما نتكلم. 
شمس بحب:و الله ما انا عارفة هو بيفرق بينكم ازاي سبحان الله فوله و انقسمت نصين.... تعالوا ادخلوا... على فكرة ابراهيم و عمكم فاروق مش هنا فاخدوا راحتكم... تحبوا تشربوا ايه؟ 
مريم :مفيش داعي و بعدين احنا مش جايين نتضايف احنا صحاب بيت اصلا خلينا نساعدك بقا لان الساعة أربعة... 
شمس:طب ياله بينا يا على المطبخ و بعدين انا نفسي اكل صنية المكرونة بالبشاميل من ايدك... تصدقي انا دوقت مكرونه في حياتي اد كدا بس زي اللي بتعمليها مدوقتش... و النهارده نفسي فيها من ايدك. 
مريم :من عنيا الاتنين... 
شمس :طب ياله بينا... 
صدفة دخلت معاهم و هي حاسة بالحرج لأنها مبتعرفش تعمل اي حاجة في المطبخ مقارنة بمريم اللي بتعمل كل الوصفات... 
مريم حست بتوترها ابتسمت و هي بتمسك ايدها و طول الوقت كانت بتخليها تعمل حاجات بسيطة و دا خلاها تحس بالراحة و كانت بتتعامل بمنتهى الاريحية و هي فرحانة انها بتتعامل معاهم بحرية لكن لاحظت ان شمس بتسالها عن حاجات كتير. 
كانوا قاعدين بيتكلموا لحد ما سمعوا صوت موبيل بيرن... 
شمس:موبيل مين دا. 
صدفة:انا سبت موبيلي برا على السفرة تقريبا بتاعي. 
شمس:طب روحي ردي و انا هفرم الطماطم بدالك. 
صدفة هزت رأسها بجدية و خرجت، راحت اخدت موبايلها، راحت ناحية البلكونة علشان ترد 
كانت واحدة من صحابها في إنجلترا، ردت عليها و طمنتها عليها. 
كانت راجعة المطبخ لكن لمحت أوضة ابراهيم عرفتها بسرعة لان هي دي البلكونة اللي بيقف يكلمها فيها. 
مقدرتش تمنع نفسها انها تتسرسب بخفة و تدخل الاوضة و فعلا زي ما توقعت انها اوضته. 
ابتسمت و هي بتتفرج عليها و على صوره 
أوضة بطراز شبابي جداً ألوانها هاديه، فوضوية شوية 
مسكت صورة له كان واقف فيها مع صحابه و لابسين كلهم تيشرتات رياضية و كأنهم في ماتش كورة... 
بصت على شهادة التخرج بتاعه، راحت ناحية المكتب الصغير بتاعه، كان على وشها ابتسامة مغرمة و عيونها بتلمع بسعادة، خرجت للبلكونة و بصت تحت و هي بتفكر كل المرات اللي اتكلموا فيها من البلكونة لكن و هي سرحانة كدا ماخدتش بالها أنه كان داخل العمارة و شافها واقفه في بلكونة اوضته، ابتسامة جميلة اترسمت على وشه و هو شايفها بتبص لبلكونة اوضتها من عنده لكنها شهقت بدهشة اول ما شافته و بسرعة دخلت الاوضة و خرجت من اوضته رجعت المطبخ. 
     **************************
ابراهيم طلع فتح باب الشقة و دخل 
:يا ماما..... ماما. 
شمس من المطبخ :ايوة يا ابراهيم، أنا في المطبخ. 
ابراهيم ابتسم بخبث و راح لهم 
:السلام عليكم. 
:و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. 
صدفة بارتباك :أنا هنزل بقا يا طنط كدا كل حاجة خلصت... 
شمس:ليه بس خليكي قاعدة معايا و بعدين دا باباكي زمانه طالع هو و عمك فاروق. 
صدفة:ما انا هطلع معاه بس هنزل دلوقتي اعمل كم حاجة. 
مريم:طب اجي معاكي. 
صدفة :لا خليكي انا بس هكلم صحابي لأنهم هم اللي كانوا بيرنوا عليا و عايزني ضروري.. متقلقيش هطلع مع بابا. 
مريم:ماشي. 
صدفة بصت له قبل ما تخرج و في ثواني كانت خرجت 
شمس:كنت عايز ايه يا ابراهيم؟ 
ابراهيم :لا ابدا كنت هسالك عن بابا هو فين
شمس:قاعد مع عمك عبد الرحيم على القهوة
ابراهيم :طب نازل له... 
شمس:طب متتاخروش و هاتهم بقا و اطلع علشان خالتك كمان زمانها على وصول لاني عزمتها هي كمان. 
ابراهيم و خارج:ماشي يا ماما.. 
صدفة كانت نازله السلم و هي حاطة ايدها على قلبها و بتعنف نفسها انها دخلت اوضته لكن شهقت فجأة لما اتكلم من وراها
:كنتي بتعملي ايه في اوضتي؟ 
غمضت عنيها بضيق و غيظ قبل ما تلف تبص له
:انا! اوضتك؟ انا معملتش حاجة في اوضتك و بعدين هعمل فيها ايه يعني؟ 
ابراهيم بخبث : و الله! يعني مش انتى اللى كنتي واقفه في البلكونة بتاعتي؟! 
صدفة:لا طبعا و بعدين انا هدخل اوضتك ليه يعني، ممكن تكون مريم هي اللي دخلت إنما أنا لا طبعاً. 
ابراهيم نزل السلمة اللي بينهم و وقف قصادها
:اللي مخليني افرق بينكم مخليني برضو اعرف اذا كنتي اللي دخلتي اوضتي مش مريم... 
صدفة بتوتر :اه... تصدق هو انا دخلت بس كنت بتكلم في الموبيل بس مش اكتر و بعدين ايه يعني لما ادخل كانت أوضة رئيس الوزراء... 
ابراهيم :يعني افتكرتني دلوقتي انك انتي اللي دخلتيها مش مريم؟ 
صدفة بغيظ:ايوة انا... قلتلك كنت بتكلم في الموبيل.... مش تحقيق هو
سابته و دخلت شقتها و هي متغاظة منه لكن ابراهيم ضحك على شكلها. 
        ************************
بعد ساعة الا ربع... 
صدفة طلعت مع والدها و هم بيتكلموا، ابراهيم فتح لهم الباب و سلم على عبد الرحيم، دخلوا كانت مريم بتحط الاكل على السفرة مع شمس
فاروق بجدية:الحمدلله جيتوا في وقتكم... 
صدفة بابتسامة :ازايك يا عمي.. 
فاروق:ازيك يا صدفة، أنا بخير الحمد لله، ياله تعالوا... على فكرة البنات تعبوا جدا مع شمس... ربنا يحفظهم. 
عبد الرحيم بابتسامه :و لا تعب و لا حاجة ما هم بناتها برضو 
شمس:و الله انا كان نفسي ربنا يرزقني ببنت بس محصلش.... بس يارب ابراهيم يفرحني و يتجوز كدا علشان أفرح بولاده. 
الجرس رن في الوقت دا، صدفة دخلت تساعد مريم و يحطوا الأكل على السفرة لما صوت حد برا
مريم:بصي انا هطلع الصينية دي و انتي طلعي الفراخ من الفرن و تعالي. 
صدفة :ماشي
مريم طلعت و على وشها ابتسامة هاديه، كان ابراهيم واقف مع احمد ابن خالته اللي كان متضايق من والدته انها أصرت انه يجي معها عند خالته شمس حتى من غير ما يغير بدلته 
مريم بابتسامه :و ادي صنية المكرونة بالبشاميل. 
احمد بص لمصدر الصوت كانت مريم خارجة من المطبخ، مريم اتحرجت لما شافت شخص واقف مع ابراهيم، كان لابس بدلته البحرية، كان في منتهى العملية و الشياكة 
حطت الصنينة على السفرة و رجعت المطبخ بهدوء
احمد لإبراهيم :مين دي؟ هي دي البنت اللي انت عايز تتقدم لها
ابراهيم :هي امي لحقت حكت لك؟
احمد:لا بس امك حكت لأمي، و امي حكت لي بس المهم هي دي؟ 
ابراهيم :لا دي اختها بس هم تؤام و بعدين احترم نفسك و اياك يا احمد تقول حاجة و احنا بنتعشي علشان احنا لسه مفتحناش الموضوع مع والدها.
احمد :بس دي جميلة اوي. 
ابراهيم :طب احترم نفسك علشان دول جيراني و بعدين ابوها قاعد مع جوز خالتك هناك اهم... 
احمد:يا عم ما انا محترمها انا قلت حاجة يعني. 
كلهم قعدوا على السفرة 
صدفة مكنتش مهتمة بحاجة اد ما هي كانت بتاكل بشراهه لدرجة ان مريم استغربتها.
صفاء :ما شاء الله يا حاج عبد الرحيم بناتك الاتنين زي القمر ربنا يحفظهم لك
عبد الرحيم :يارب و يحفظ لك ولادك... 
صفاء :و انتي بقا يا صدفة ناوية ترجعي أمريكا تاني. 
صدفة :و الله لسه مش عارفه بس ممكن الله اعلم. 
احمد:و انتي يا انسه مريم خريجة ايه
مريم: انا خريجة آداب فرنساوي.... 
صدفة ابتسمت لما بصت لمريم و حست انها متوترة رجعت بصت لأحمد و ابتسمت
 صدفة و مريم نزلوا من عند شمس لكن عبد الرحيم كان قاعد مع فاروق
مريم دخلت و قفلت الباب وراها و هي بتتكلم بجدية
:بس انتي كنتي بتاكل بطريقة غريبة اوي و كأن بقا لك شهر ماكلتيش حاجة... اشمعني؟
صدفة بحرج  :اصلي كنت جعانه و انا بحب اركز في الأكل اكتر من الكلام.
مريم :مش عارفه ليه حاسه كدا و الله اعلم انك بتحوري عليا يا صدفة بقالك كم يوم كدا و انك بتتهربي من حاجة بس علي فكرة هتلفي تلفي و تيجي في الاخر تحكي لي. 
صدفة قلعت الكوتشي و قربت منها بخبث حطت ايدها على كتفها
:طب كويس انك عارفه... قولي لي بقا مين احمد دا و ايه الموضوع 
مريم:احمد؟! ابن خالة ابراهيم... 
صدفة :اه احمد ابن خالة ابراهيم... 
مريم:مش فاهمة قصدك... ما هو انتي سمعتي شمس قالت ايه، أنه ظابط في البحرية و طول الوقت بيسافر تبع شغله ... بتسالي بقا على ايه؟ 
صدفة :يعني لاحظت كدا و الله اعلم انه كان مهتم يسأل عنك. 
مريم :عادي يا صدفة يعني هو أول واحد يسأل انا خريجة ايه 
صدفة :بس الصراحه هو وسيم... 
مريم:بتنكشي على ايه يا ست صدفة. 
صدفة :ولا حاجة بسأل عادي. 
مريم ؛ سيبك من كل الكلام دا، فيه كفته من الغداء، أنا هسخن الاكل و انتي هتعملي لينا لمون بنعناع و نشغل اي دراما نتفرج عليها انا ليا نفس اتفرج على حاجة كوميدي. 
صدفة :عربي... 
مريم:لا كوري.. البطيخ المتالالا 
صدفة باستمتاع : طب بصي سخني الاكل و انا هعمل العصير و هجيب طبق ترمس و لب على سوداني و انتي دوري على الحلقة
مريم:موافقة جدا يلا بينا. 
الاتنين دخلوا المطبخ و بعد شويه خرجوا و مريم شايله صنيه عليها الاكل و كوبايتين عصير و صدفة شايله طبق على التسالي، دخلوا اوضتهم و صدفة قعدت على السرير و مريم جانبها، شغلت اللاب و قعدوا ياكلوا و يتفرجوا..... 
بعد شويه عبد الرحيم دخل البيت، كان داخل المطبخ سمع صوت ضحكهم سوا، ابتسم بهدوء 
               *******************
بعد اسبوعين في المحل 
صدفة كانت واقفه مع المهندس اللي جاي يركب الكاميرا، دخل والدها و سلم على الشاب و بدا يتكلم معه و صدفة بتتكلم مع بنت واقفه جهزت ليها طلبها، كان المهندس خلص و اخد حاجته و مشي
عبد الرحيم :على فكرة مريم عملت لك الاكل اللي بتحبيه و بعتتهولك معايا و أصرت انك لازم تاكلي. 
صدفة و هي بتفتح علب الاكل 
 :و الله انا تعباها معايا.. 
عبد الرحيم :مريم بتحبك يا صدفة بتحبك اوي، هي عمرها ما كان عندها صحاب قريبين و لا كان عندها حد يشاركها اهتمامتها و الظاهر انك انتي كمان لقيتي نفسك معها. 
صدفة :انت بتقول فيها يا بابا، أنا أصلا نزلت مصر علشان اقابلها و اقعد معها، أنا كمان كنت لوحدي و تايهه، أنا عندي سر هو السبب في اني ارجع مصر يمكن لو مكنش حصل مكنتش اهتميت ارجع مصر بعد ما عرفت ان ليا عيله هنا 
عبد الرحيم :سر ايه؟ 
صدفة :معليش احب احتفظ بيه كان ماضي و جزء سي من الماضي بس الحمد لله ربنا نجدني منها على خير 
عبد الرحيم :الحمد لله....ياله الاكل هيبرد. 
صدفة ابتسمت و بدأت تاكل و هي بتبص لوالدها 
عبد الرحيم :ياله قومي أنتي روحي و انا هفضل هنا. 
صدفة :انت زهقت مني و لا ايه
عبد الرحيم :لا يا ستي مزهقتش منك بس انا النهاردة كويس و عايز اقعد هنا و يمكن اتأخر. 
صدفة :طب ما تخليني معاك و نبقى نروح سوا
عبد الرحيم :يا بنتي انا مش عايز اتعبك معايا، يلا قومي روحي. 
صدفة :متأكد انك كويس
عبد الرحيم بابتسامة:اه.. صحيح كنت هنسي 
صدفة :ايه 
عبد الرحيم حط ايده في جيبه و طلع المحفظه
:مصروفك... 
صدفة :بس انا معايا فلوس... 
عبد الرحيم :و ايه يعني و بعدين انتي مثالا علشان تجيبي حاجة لنفسك لازم تغيري الفلوس اللي معاكي، علشان كدا خليهم و خدي بقا متنقريش معايا كتير... 
صدفة و هي بتاخد الفلوس
 :ماشي بس دول شكلهم كتير... 
عبد الرحيم :الفين جنية... انا أديت مريم زيهم علشان لو عايزين تنزلوا تشتروا حاجة و بعدين الحمد لله ايراد المحل من ساعة ما انتي جيتي زاد الضعفين
صدفة :طب الحمد لله.... ماشي انا همشي انا بقا... 
عبد الرحيم :ماشي خالي بالك على نفسك. 
صدفة ابتسمت و خرجت من المحل.... ابراهيم كان في الوكالة لما لامحها ماشيه، خرج و بص ناحيه المحل كان مفتوح عرف ان والدها هو اللي قاعد جوا. 
بعد نص ساعة
ابراهيم بجدية:عزيز خلي بالك من المكان على ما اجي. 
عزيز:هتتاخر
ابراهيم :لا انا عند الحاج عبد الرحيم و جاي على طول
عزيز بهمس لنفسه:مش عارف ايه حكايتك انت و محل الحاج عبد الرحيم من ساعة ما بنته بقيت تشتغل فيه يا عم و انا مالي. 
           **********************
عبد الرحيم كان قاعد أدام المحل بيشرب فنجان القهوة و بيقرأ الجرنال، الجو كان مشمس و جميل رغم ان السوق كان زحمه كالعادة و صوت البايعين مختلط ببعض 
بياعة السمك و الجمبري، بتاع الليمون، بايعين الخضار و محلات الملابس  و خصوصا ان النهاردة سوق الخميس... 
ابراهيم بجدية :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
عبد الرحيم رفع رأسه و ابتسم لما شافه:
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ازايك يا ابراهيم،فينك يا ابني محدش شافك طول الأسبوعين اللي فاتوا كنت غطسان فين كدا... تعال اسحب لك كرسي. 
ابراهيم ابتسم و سحب له كرسي يقعد جانبه. 
:كنت في طنطا و لسه جاي امبارح بليل يعني كان فيه قماش ناقص كان لازم اروح اتفق عليه بنفسي و اشوف الخامات انت عارف التجار اليومين دول مبقوش يراعوا ربنا بس عزيز كان واقف هنا في المحل. 
عبد الرحيم :الحمد لله... ربنا يرزقك يا ابراهيم انت ابن حلال و جدع تستاهل كل خير.... 
ابراهيم :طب الحمد لله، حاج عبد الرحيم انت عارفني من زمان و عارف اني ماليش في الشمال و دوغري 
عبد الرحيم :عايز تقول إيه... 
ابراهيم بجدية:عايز اطلب ايد صدفة.... 
عبد الرحيم :صدفة! 
ابراهيم :انا عارف ان المكان هنا مش مناسب، بس لو انت موافق انا طبعا هجيب والدتي و والدي و نتقدم بشكل رسمي. 
عبد الرحيم :بص يا ابراهيم انت عارف ان الجواز قسمة و نصيب و لازم هي تكون موافقه و بعدين صدفة مش عارفه لسه اذا كانت هتفضل في مصر و لا هتسافر تاني، أنا عن نفسي نفسي تفضل و متسافرش تاني أبدا بس هي متعلقه بيني و بين والدتها و والدتها شخصية صعبه شويه و ممكن تعمل اي حاجة علشان تخليها ترجع. 
ابراهيم :بس لو هي وافقت على جوازنا، لو هي مش عايزاه تسافر انا مستحيل اخلي والدتها تاخدها و بعدين صدفة كبيرة و عندها شخصية مش بسهولة كدا ممكن والدتها تاخدها... الا لو هي عايزاه ترجع أمريكا، بس مظنش يا عمي، اقولك الصراحة أنا عندي احساس قوي أنا بتحب الحياة هنا و بتحب مريم اوي و من الصعب انها تسيبها رغم اني معرفش شكل حياتها في أمريكا بس مجرد احساس. 
عبد الرحيم :ياريت يا ابراهيم... على العموم سبني يومين كدا افكر و اقولها و ساعتها هي اللي هتقرر... 
ابراهيم :على بركة الله و انا هستنا ردك. 
عبد الرحيم :ابراهيم هو انت ليه عايز تتجوز صدفة رغم انها امريكيه شويه في طباعها حتى هي متعرفش تعمل اي حاجة في المطبخ و طريقتها مختلفة؟
ابراهيم سكت للحظات :
علشان هي مختلفة... على فكرة صدفة مش امريكيه و لا حاجة، بالعكس هي مصرية جداً 
جدعة و الدليل انها اول ما انت تعبت جيت وقفت مكانك
و احساسها طيب بتمشي وراء قلبها 
 قدرت من مرة واحدة شافت فيها عيسى تحس أنها مش مرتاحة له و بذكاء قدرت تكشف لك انه مش آمين على تجارتك. 
هي يمكن متربتش في مصر بس أصلها مصري و قلبها نقي... أما بقا حكايه الطبخ و البيت 
 انا يوم ما اتجوز مش هتجوز واحده علشان تعمل لي اكل و تروق لي شقتي و خلاص  ، يمكن هتاخد وقت تتعلم فيه بس حتى لو اخدت عمرها كله تتعلم انا هبقي مرتاح 
جايز انا و هي كنا بنتخانق دايما بس مع الوقت كل حاجة اتغيرت. 
عبد الرحيم بجديه :استنى بس متاخدنيش في دوكه.... انت بتقول انها قدرت تكشف لي عيسى.... دا ازاي بقا... انت تعرف حاجة انا معرفهاش.... و لا انتم متفقين سوا. 
ابراهيم سكت و لعن غبائه لانه اتكلم من غير ما يفكر في كلامه، لكنه بدا يحكي له اللي حصل و اتفاقها معه، 
عبد الرحيم بابتسامة :يعني كل دا هي اللي خططت له... ماشي يا صدفة... خلاص يا ابراهيم يومين كدا و بإذن الله هرد عليك. 
ابراهيم :بإذن الله... 
عبد الرحيم كان قاعد في اوضته و هي بيفكر في طلب ابراهيم و أنه عايز يخطب صدفة، كان حيران اذا كان يوافق و لا لاء
رغم انه عارف ان الموافقه او الرفض مش بايده هو... لكن إبراهيم شاب كويس و محترم و هو يتمناه لبنته لكن القرار مش بايديه لكنه قرر يفاتحها في الموضوع. 
قام خرج من اوضته و راح اوضتها كان سامع صوتها و هي بتتكلم في الموبايل، خبط على الباب و هي قامت فتحت له
صدفة :اتفضل يا بابا.. 
عبد الرحيم :هي مريم لسه بتتفرج على المسلسل بتاعها 
صدفة بابتسامة:دا خلص و بتتفرج على واحد تاني.... 
عبد الرحيم :كنتي بتعملي حاجة؟ 
صدفة :لا أبدا كنت بكلم شهد صاحبتي و بتقولي انها احتمال تنزل مصر قريب. 
عبد الرحيم :طيب يا ستي أنا كنت عايز اتكلم معاكي في موضوع... 
صدفة :اه طبعا اتفضل 
عبد الرحيم :بصي يا صدفة انا عارف انك لسه مش مستقرة و لسه مش عارفه إذا كنتي هتفضلي في مصر و لا هترجعي أمريكا
صدفة :انت عايزني ارجع و لا ايه
عبد الرحيم :انا لو عليا عمري ما خليكي ترجعي تاني لأنك رديتي ليا انا و مريم الحياة، انتي عارفه انا اول مره اسمع مريم بتضحك من قلبها كدا كان معاكي، كل يوم بيعدي كنت بتاكد اني غلطت في حقكم انتي الاتنين يوم ما افترقوا عن بعض... 
صدفة :طب ايه بقا اللي جاب سيرة سفري لامريكا دلوقتي
عبد الرحيم بابتسامة:ما هو الموضوع اللي انا عايزك فيه لازم اعرف انتي ناويه تسافري و لا لاء 
صدفة :موضوع ايه؟ 
عبد الرحيم :متقدم لك عريس.... 
صدفة:عريس! ليا انا؟ اكيد بتهزر.. و بعدين ممكن العريس دا يكون قاصده مريم لأننا شبه بعض... قولها هي. 
عبد الرحيم :العريس دا يبقى ابراهيم... و هو طالب ايدك انتي مش مريم. 
صدفة سكتت و هي بتستوعب اللي قاله  كانت فعلا مش مصدقة الفكرة و أنه أتقدم لها ، رغم ان المواقف اللي جمعتهم الفترة الأخيرة مفروض تخليها متوقعه دا لكن هي فعلا كانت مش مصدقة لكن في جزء جواها فرحان... 
عبد الرحيم :بصي يا صدفة.. إبراهيم شاب ابن حلال و جدع، أنا هنا في المنطقة من زمان و اول ما سكنت في الشقة كان هو لسه صغير... يمكن مشكلته الوحيدة انه بيدخن لكن الشهادة لله الفترة الأخيرة انا مشفتوش بيدخن سجاره... و لما كلمني و قالي باين عليه انه شاريكي و نفسه انك توافقي... 
صدفة باستيعاب و هي بتشاور بصباعه على أوضة ابراهيم فوقها
:معليش بس يا بابا انت تقصد ابراهيم اللي هو... جارنا... اللي هو يعني ساكن فوقنا... متقدم لي انا.. 
عبد الرحيم :اومال هيكون ليا انا اكيد ليكي.. و بعدين شكله كدا الله اعلم بيحبك. 
صدفة ابتسمت بخجل من عفوية الكلمة:
بيحبني؟ 
عبد الرحيم بخبث : الله اعلم بس مالك، فرحتي كدا ليه
صدفة :لا عادي يعني مفيش حاجة و بعدين ما دا الطبيعي انا اصلا اتحب بس ايه اللي مخليك تقول كدا
عبد الرحيم : علشان انا عارفه كويس و بعدين ابراهيم ياما امه زنت على دماغه علشان يتقدموا لبنات كتير و هو اللي كان بيكبر دماغه و مش عايز يتجوز بس الوضع اتغير و جيه لحد عندي و طلب ايدك... 
صدفة بسرعة : و انت قلت له ايه؟ 
عبد الرحيم :قلت له هفكر و هسالك... و برضو انا عايزك تاخدي وقتك في التفكير و خصوصا ان كنتي ناويني تسافري تاني لان الوضع هيتغير لما تتجوزي... 
صدفة سكتت و هي بتفكر في الموضوع بجدية 
عبد الرحيم :بصي يا صدفة الجواز يا بنتي عمره ما كان بالغصب و انتي ليكي حرية الموافقه او الرفض.... على العموم انا مش هرد عليه دلوقتي... فكري براحتك و قولي لي ناويه على ايه... 
في نفس الوقت 
مريم فتحت الباب و دخلت و باين عليها النوم
عبد الرحيم :المسلسل خلص و لا اي.. 
مريم بضيق:اه يا بابا. 
عبد الرحيم :مالك قالبه بوزك كدا ليه... 
مريم :نهوا الحلقه بنهاية مستفزة و هي حلقه كل أسبوع يعني هضطر استنى الأسبوع الجاي علشان تعرف اللي هيحصل. 
عبد الرحيم :انا هروح انام بدل المهلبية اللي في دماغك... ياله تصبحوا على خير. 
:و انت من اهل الخير... 
عبد الرحيم خرج و مريم لاحظت ان صدفة ساكته
مريم:روحتي فين؟ و بابا كان بيقولك ايه؟ 
صدفة :كان بيقول لي ان ابراهيم طلب ايدي. 
مريم:ابراهيم مين؟ 
صدفة :إبراهيم فاروق.... 
مريم:أنتي بتتكلمي جد؟ 
صدفة :اه هو لسه قايل لي 
مريم:و انتي رأيك ايه؟ 
صدفة :خايفة ارد
مريم بأن عليها الحزن لكن مع ذلك مكنتش متضايقة يمكن لأنها لاحظت من بدري ان ابراهيم مشدود لصدفة و خصوصا انها شافته يوم ما نزل السبت و ادي لصدفة الشكولاته... زعلت في البداية لكن هي كانت عارفه انها مش بتحبه هي بس كانت معجبة بيه و بتفكر في نفس الشيء انه عريس مناسب و شاب جدع و محترم... 
مريم بابتسامة:وافقي يا صدفة. 
صدفة بصت لها باستغراب لكن مريم قامت قفلت الباب و رجعت قعدت جانبها 
صدفة :ليه أوافق... 
مريم شدت عليها اللحاف و مسكت ايد صدفة
:اتكلم معاكي بصراحة... إبراهيم شاب جدع و الكل بيحلف برجولته و شهامته... انا نفسي ياما دافع عني لو حد أتعرض لي، و انتي كمان يوم ما كنا في السوق و الشباب اتعرضوا لينا هو أول واحد جيه و ساعدنا رغم ان السوق كان فيه  رجاله شايفين اللي بيحصل لكن محدش أتدخل...و علشان لما بابا كان بيتزنق كان ابوه اول واحد بيقف جنبه... و لأنه جدع ابن حلال و محترم 
و علشان انتي كمان تستاهلي حد يشيلك جوا عنيه و يخاف عليكي، ابراهيم اللي في قلبه بيطلع على لسانه و لو شايف انك وحشه في أخلاقه هيقولها لك في وشه... 
صدفة :بس أنا لسه معرفوش... 
مريم:لا يا حبيبتي ما احنا عندنا في مصر نتخطب و بعد كدا نتعرف إنما جو التعارف الاول و الحب و بعد كدا نتجوز دا عندكم في أمريكا. 
صدفة :طب افرضي حصل حاجة و اضطريت ارجع أمريكا... 
مريم:بصي انا معرفش بس انا شايفه أنها احسن حاجة ممكن تحصل الفترة دي انك تتخطبي لاني عايزاه البس فستان سواريه... 
صدفة :دا كل اللي همك
مريم بجدية:صدفة انتي معجبه ب إبراهيم؟ 
سكتت و وشها احمر و هي مش عارفه تقول إيه 
مريم:يبقى ليه بقا التردد و التفكير الكتير... خير البر عاجله... 
صدفة :طب و ماما؟ 
مريم سكتت هي كمان و الاتنين فضلوا ساكتين حوالي عشر دقايق 
مريم :بصي انتي هتكلميها و تقولي لها أن في شخص متقدم لك و انك موافقه و شوفي ردة فعلها و رأيها و كمان قولي لخالو شوقي اظن ان هو ممكن يخليها تقتنع 
صدفة :أنتي بتقولي كدا علشان انتي متعرفيش ماما يا مريم ماما ذي قرارها من دماغها لوحدها محدش يقدر يأثر فيها او يخليها تعمل حاجة هي مش موافقه عليها 
مريم :يا ستي كلميها و هنشوف و درها ايه . 
صدفة كانت هتتكلم لكن موبايلها رن
مريم :مين دا؟ 
صدفة بضيق :زياد يعني مين غيره كل يوم لازم برن.... بحسه ملزق اوي
مريم :هو كدا فعلا اقولك اعملي موبيل صامت و سبيه يرن و لو شفتيه قوليله انك كنتي نايمه نامت عليه حيطه هو و أمه. 
صدفة :انا فعلا ماليش خلق اكلم حد. 
مريم :انا هطفي النور خلينا ننام دلوقتي و بكرا نبقى نصحى نفكر. 
           *********************
تاني يوم الصبح بدري 
صدفة مكنتش قادرة تنام من كتر التفكير و فيه افكار كتير جوا دماغها، جزء فرحان جدا و جزء خايف و جزء حيران كل حاجة متلغبطة، بصت لمريم اللي نايمة بأريحية و اتمنت لو كانت مكانها دماغها مرتاحة و مفيش حاجة شاغله . 
قامت دخلت تاخد دش و تغير 
بعد مدة فتحت باب الشقة و خرجت راحت المحل، كانت طول اليوم سرحانه و مش مركزة لحد ما شهد رنت عليها 
شهد:وحشتيني... 
صدفة بابتسامة :و انتي كمان وحشتيني اوي يا شهد و كنت محتاجة اتكلم معاكي اوي
شهد:في ايه؟ 
صدفة بدأت تحكي ليها كل حاجة عن إبراهيم و كل المواقف اللي حصلت و إعجابها بيه و كل حاجه 
شهد باعجاب:wow
اخيرا حبيتي حد يا صدفة دا انا كنت فاقدة الأمل فيكي يا بنتي... و بعدين كل دا و بتقولي إعجاب. 
صدفة :يا شهد انتي بتتكلمي و كأن أنا في أيدي أوافق عادي مع ان انتي عارفة كل حاجة عني... هو يمكن معجب بيا مش اكتر بس لما يقرب مني اكيد هيغير رأيه و محدش هينجرح غيري. 
شهد:صدفة انتي اللي بتتكلمي و كأنك قليله او متتحبيش... على فكرة أنا فيه خبر كنت عايزاه اقوله لك بس كنت ناويه اسكت بس طالما كدا بقا يبقى لازم تعرفيه
صدفة:خبر ايه؟ 
شهد: فيونا و الشلة بتاعتها اتقبض عليهم
صدفة :أنتي بتتكلمي جد...ازاي و ليه
شهد:الكلام دا من اسبوع... كان معاهم كميه كبيرة من المخد"رات و تقريبا فيه حد بلغ عنها و اقولك انا شاكة في مين
صدفه:مين؟ 
شهد:في مامتك 
صدفة :أنتي بتقولي ايه يا شهد... ايه علاقة ماما بفيونا ... 
شهد:صدفة انتي بتهزري... مامتك من ساعة ما انتي دخلتي المصحة و هي كانت ناوية على الشر و ناويه ترد لفيونا اللي عملته فيكي و لا نسيتي
صدفة غصب عنها دموعها نزلت :
هنسي ايه بس يا شهد... هنسي اني بسبب فيونا دخلت مصحة للاد"مان... هو لو بابا و مريم عرفوا اني كنت مدمنه تفتكري هيتعاملوا معايا ازاي... أظن بابا هيقول لي ارجع تاني للبلد اللي كنتي عايشه فيها و ارجعي لحياتك
و لا ابراهيم نفسه لو عرف اني قعدت تلات شهور اتعالج من المخد"رات و كنت بتابع مع دكتور نفسي
انا كنت لوحدي يا شهد و الله كنت لوحدي.. تفتكري ممكن ارجع تاني لحياتي دي... انا ممكن اموت فيها يا شهد... ممكن اموت لو رجعت أمريكا تاني... انا مش عايزه ارجع وحيدة و لا عايزاه ارجع ابقى لوحدي..
شهد:صدفة اهدي اهدي ارجوكي و كفايه عياط... و بعدين دول يبقوا اغبيه لو سابوكي 
و بعدين ايه مد"منه دي
انتي انضحك عليكي من واحدة زي فيونا اللي انتي اعتبرتيها صحبتك و كل مرة كانت بتحط لك المخد"ر في الأكل او العصير مكنتش تعرفي... و لما عرفتي انتي روحتي لوالدتك برجليكي و قولت لها رغم انك كنتي عارفه ان ردة فعلها هتكون قاسيه بس روحتي علشان انتي من جواكي مش وحشه بالعكس انتي جميلة اوي... و بعدين محدش منهم ينفع يلومك 
لأنهم كانوا سبب وحدتك كل السنين دي، انتي فكرك لو تربيتي وسط اب و ام بشكل هادي كان ممكن تعدي باللي عشتيها دا لا 
هم كانوا السبب كل واحد فكر في نفسه.. و بعدين ايه يعني لو روحتي لدكتور نفسي ما احنا كلنا محتاجين نتعالج نفسيا 
انتي ذكيه و شجاعة يا صدفه و دا اللي خلاكي تسافري مصر على طول اول ما عرفتي ان ليكي عيله 
روحتي تدوري على كان ناقص في حياتك و خلاص لقيته اختك و هي من كلامك بتحبك و اللي بيحب مش بيقعد يفصص في حبيبه
و ابراهيم دا 
لو عرف حكايتك هتكبري في عنيه مليون مرة 
علشان انتي كنتي ضحية ان كل واحد فيهم فكر في نفسه و خلاص 
و انسى بقا الموضوع دا... أنتي اتعالجتي 
و فات عشر شهور رجعتي صدفه البنت الحيويه و الجميلة و اتعالجتي نفسيا لما لقيتي اختك يبقى انسى بقا الموضوع دا و متفتحهوش تاني 
و محدش هيعرف اصلا.... و لا انتي تحكي لحد و بعدين دا انا ناويه اجي مصر قريب عايزاه أفرح بيكي في خطوبتك بقا... و لا انتي فقرية
صدفة مسحت دموعها و ضحكت 
شهد:على فكره يا صدفة لو مامتك اللي بلغت عن فيونا يبقى هي فعلا بتحبك و يمكن فكرت في نفسها كتير بس هي أم في الاخر و شخصية سهير هانم تخليني اتأكد انها ممكن تنهش اي حد ممكن يقرب من بنتها 
و اهو بنت ال**** اللي أسمها فيونا هتقضي عمرها في الس"جن و انتي عارفه السجن في إنجلترا عامل ازاي... يعني هتاخد جزاءها... ففكي بقا... بقولك ابراهيم دا شكله عامله ازاي... وسيم؟ 
صدفة باعجاب :وسيم و مثير... 
شهد ضحكت بسعادة:مش تتغيري يا صدفة.. وقحة
صدفة ابتسمت بسعادة و كأنها اخدت قرارها رغم مخاوفها..... 
صدفة كانت قاعدة في المحل زهقانة بصت للساعة لقتها خمسة و ربع...بدأت تلم حاجة الشاحن الموبيل المفتاح، حطتهم في شنطة ايديها و قامت علشان تمشي... كانت بتقفل لما ابراهيم راح ناحيتها
ابراهيم :ابعدي أنتي و انا هقفل.
صدفة بصت له و بعدت عن الباب... إبراهيم قفل و بص لها لكن لاحظ ان عيونها حمراء
ابراهيم :انتي كنتي بتعيطي؟
صدفة حطت ايدها على عنيها بارتباك
:لا أبداً هبكي ليه يعني، أنا بس في حاجة دخلت في عيني...
ابراهيم بشك:متاكدة
صدفة اخدت نفس عميق :اه متأكدة...
ابراهيم اتأكد أنها كانت بتبكي و دا ضايقه و قلقه و خصوصاً انه طلب ايدها من والدها امبارح و اكيد هو قالها... ياترى دا بسبب طلبه
سؤال جيه في باله بمنتهى السرعة...
صدفة :أنا بس زهقانه و مش عايزاه اروح و انا كدا لان مريم هتقلق لما تشوفني كدا...
ابراهيم : عايزاه تعملي ايه؟
صدفة :اقعد في أي مكان هادي... على البحر بس ميكنش فيه ناس...
ابراهيم :انا اعرف واحد بيعمل حمص الشام قريب من هنا....
صدفة :ممكن تقولي هو فين...
ابراهيم :بصي تطلعي من السوق كأنك رايحة البيت لكن بدل ما بتطلعي الشارع الرئيسي على ايدك اليمين بتاخد الشارع الجانبي هناك هتلاقي شاب واقف بعربية حمص الشام و المكان هادي
صدفة :تمام شكراً...
ابراهيم بص في الأرض و بعدها مشي راح للمحل بتاعه و هو متضايق...
بعد مدة
صدفة كانت قاعدة على البحر ساكته و لأول مرة تحس بالسلام من وقت طويل كان عنده حق المكان دا هادي و الأجمل انها قاعدة لوحدها... كانت محتاجة تنفرد بنفسها و تعيد حساباتها...
:حمص الشام يا آنسه..
صدفة بابتسامة :شكراً...
ابتسمت بهدوء و هي بتطلع موبايلها رنت على والدتها ...
سهير لما شافت اسم صدفة مكنتش عايزاه ترد و هي خايفه ان مريم اللي تكون بتكلمها لان من آخر مرة مريم ردت و هي بطلت ترد على صدفه، خايفة تواجهها او تتكلم معها. 
شوقي :ردي يا سهير... ممكن تكون في مشكله 
سهير :مش هي اختارت تروح لابوها خليه ينفعها بقا.... انا خليت مسئوليتي منها. 
شوقي :بطلي عند و ردي عليها... 
اخد الموبيل بسرعة و رد عليها.. و بعدها ساب الموبيل 
سهير بصت له بغضب و مسكت الموبيل 
صدفة :الوا... 
سهير:ايوه... بتتكلمي ليه 
صدفة :أنتي زعلانه مني؟ 
سهير بسخرية : أنتي عارفه انا لو طولتك دلوقتي يا صدفة و الله ما هسيبك الا و انا مرجعاكي المصحة علشان شكلي كنت غبية لما خرجتك منها.... كنت فاكرة انك عقلتي بس شكل الزفت اللي كنتي بتاخديه أثر عليك اوي.... 
صدفة بعصبية :ماما! مش كل ما نتكلم تفتحي موضوع المصحة دا انتي عارفه اني بكرهه... 
سهير: تمام يا صدفة، انتي عاملة ايه؟ 
صدفة :كويسه.... زي ما كنت طول الوقت كويسه.... مش انا كنت كويسه برضو يا ماما.. 
سهير معرفتش ترد 
صدفة :أنا كنت بكلمك علشان اقولك اني مش ناوية ارجع تاني، في شخص أتقدم لي و انا موافقه عليه و... 
سهير بحدة:شخص مين؟ اوعي تكوني بتتكلمي جد انتي ناويه تتجوز من غير ما انا اعرف و لا ايه... 
صدفة :لا طبعاً علشان كدا بكلمك... 
سهير بهدوء :مين الشاب دا و بيشتغل ايه و اتعرفتي عليه فين. 
صدفة حست انها مخنوقة لأنها بتكره شعور التحقيق لكن حاولت تتكلم بهدوء :
اسمه إبراهيم فاروق... هو ابن جار بابا و هو شخص كويس و محترم 
سهير:بيشتغل فين؟ 
صدفة بتوتر:هو عنده محل قماش كبير و معرفش لسه عنه حاجة... 
سهير:نعم!! محل قماش... صدفة قولي انك بتهزري بقا بنت سهير نعمان تتجوز واحد بتاع قماش... أنتي فاهمة انتي بتقولي ايه... دا اكيد واحد طمعان فيكي... انا مش فاهمة انتي بتفكري ازاي و بعدين عبد الرحيم موافق على المهزله دي 
صدفة :يا ماما حرام عليكي مش كل ما احب اعمل حاجة تقولي لي كدا انا تعبت و مع ذلك بحاول اتصرف بهدوء و متجننش فعلا... و بعدين هو يعرفك منين علشان يبقى طمعان فيا و بعدين هو عنده شغله... و آه بابا موافق فياريت انتي كمان توافقي علشان انا بجد تعبت من اللي بيحصل دا 
انا عندي أربعة و عشرين سنه مبقتش الطفلة اللي انتي بتقولي هتاكل ايه و تقابل مين و تلعب امتى.... سبيني اختار حياتي، ليه عايزاه تطلع عقدتك عليا انا مش لعبه من حقي احب و اختار . 
سهير مردتش و قفلت الموبيل، شوقي بص لها بغضب و اتكلم بعصبية 
:هانت عليكي و لا انتي كل مرة لازم تخليها تعيط قبل ما تقفلي معها... حرام يا سهير صدفة صغيرة على وجع القلب دا. 
سهير:اللي هي بتفكر فيه هو اللي هيجيب لها وجع القلب... احجز لي تذكرة لمصر انا لازم انزل قبل ما المصيبه دي تحصل 
زمان عبد الرحيم ما هي صدق يجوزها و يفرض سيطرته عليها علشان يحس انه انتصر عليا بس لا... الجوازة دي مش هتحصل على جثتي. 
شوقي بسخرية :و الاجتماع اللي عندنا اخر الشهر دا.. ناويه تسبيه مش قلتي انه مهم. 
سهير :اوف... انا كنت نسيته... خلاص يا شوقي خلينا نعدي الشهر دا و بعدها تحجز لي تذكره بس انا عايزاه اعرف كل حاجة بتحصل في مصر و تجيب لي كل المعلومات عن اللي اسمه إبراهيم دا... عايزاه اعرف كل حاجه عنه 
شوقي بصلها بضيق و قام
:انا رايح مكتبي... 
سهير:اللي طلبته يتنفذ. 
شوقي:حاضر
          ********************
بعد ساعة ونص 
صدفة رجعت البيت و كان واضح عليها العياط فعلا و أنها قضت الوقت اللي فات و هي بتبكي لوحدها، دخلت الشقة و قفلت الباب وراها، مريم راحت ناحيتها بسرعة و هي قلقانه لأنها اتاخرت و موبايلها مقفول.. 
مريم:صدفة! انتي تأخرتي ليه و موبيلك مقفول ليه و بعدين وشك و عيونك حمراء كدا ليه... حصل ايه... حد ضايقك؟ 
صدفة :مفيش حاجة يا مريم بس كنت زهقانه روحت قعدت على البحر و اكلت حمص الشام كان حار اوي علشان كدا وشي احمر.... 
مريم:بس انتي شكلك معيطه
صدفة:مفيش حاجه يا مريم انا بس عايزاه ادخل انام... هو بابا فين؟ 
مريم :قلق عليكي و نزل راح المحل يشوفك اتاخرتي ليه 
صدفة :طب رني عليه و قولي له اني هنا... انا هدخل أنام... متصحنيش.. 
مريم :طب اعملك حاجة دافية تشربيها
صدفة :لا مش عايزاه... انا بس محتاج احد دش و انام.. تصبحي على خير 
مريم:و انتي من اهل الخير. 
صدفة دخلت اوضتها و هي حاسة انها مش كويسه لكنها حاولت تنام...... 
         **********************
تاني يوم الضهر 
مريم دخلت اوضتها باستغراب لان صدفة لسه نايمة من وقت ما رجعت امبارح حتى انها نامت بنفس هدومها من غير ما تغير. 
مريم :صدفة.... يا صدفه... أنتي يا ابنتي قومي بقا كفايه نوم.... ايه الكسل دا.. قومي بقا 
صدفة بنوم:كفايه صداع بقا يا مريم و اخرجي سبيني انام. 
مريم:تنامي ايه الساعة 11.5 الضهر قومي يا اختي عندنا تسيق النهارده عايزاه اروق الاوضة.... 
صدفة :احداشر و نص! انا نمت كل دا؟ 
مريم :انا قلت انتي دخلتي في غيبوبه هو انتي بتاخدي منوم و لا حاجة؟ 
صدفة :لا طبعاً انا اصلا مش عارفه انا نمت كل دا ازاي
مريم :طب ياله قومي غيري. 
صدفة :لا سبيني دلوقتي انا هكمل نوم. 
مريم :يلللهوي قومي يا بت كل دا نوم قومي.. 
صدفة ضحكت و قامت حضنتها بقوة
مريم:هتخنقيني، قومي ياله. 
          *********************
عند فايزة 
كانت قاعده هي و سمر و معتز على السفرة بيتغدوا و فايزة و سمر بيبصوا له بنظرات غريبة 
معتز بضيق:هو فيه ايه النهاردة... مالكم من ساعة ما صحيت و انتم مبرقين لي
فايزة بحدة:اصل اتاكدت اني مخلفة جوز مواكيس... 
معتز:ليه بس كدا 
فايزة:اصل انت لحد دلوقتي لا روحت لخالك و لا طلبت ايد صدفة و لا نيلت اي حاجة و اللي فالح فيه انك كل شويه تروح لها الكحل تطمن عليها و تكلمها على التليفون و ساعات مبتردش عليك
و بعدين ما انت لما تعرف اللي انا عرفته هتقوم دلوقتي حالا تروح لابوها تطلب ايديها. 
معتز:و هو ايه بقا اللي انتي عرفتيه؟ 
فايزة :قولي لاخوكي اللي انتي قولتيهولي يا سمر. 
سمر:مش ام صدفة طلعت ست جامدة اوي و معروفه دا حتى اسمها مكتوب على جوجل و اسم شركتها و طلعت مليونيرة 
فايزة:يعني المحل بتاع ابوها دا ولا حاجة في بحر اللي عندها، اه.. بقا هي دي سهير مرات اخويا اللي كانت عايشه معانا مين كان يصدق انها تبقى غنيه كدا و مهمة. 
معتز:أنتي بتتكلمي جد و متأكده ان هي 
فايزة:ايوه هي هو انا هتوه عنها بس بقيت حاجة تانيه شياكه و بأن عليها العز و الفلوس و صورتها محطوطه على النت انها من أنجح سيدات الأعمال.... و أنها ايه... 
سمر:من الشخصيات المؤثرة.. 
فايزة:ايوه هي دي... و بعدين أنجز روح أتقدم لها لو سهير جيت مصر مستحيل توافق على حد من عيله عبد الرحيم لكن طول ما هي بعيدة في امل انه يوافق و لو حصل انت هتتنقل في حته تانيه. 
معتز سكت و هو بيفكر :
خلاص بكراً نروح و انا أتقدم لها. 
فايزه :هو دا الكلام.  
           ************************
بليل
صدفة كانت اخدت قرارها و قررت تخرج تقول لوالدها ، قامت فتحت الباب و خرجت كان ابوها و مريم بيتفرجوا على التلفزيون 
قعدت جانبه و هي مكسوفة تتكلم، مريم بصت لها و فهمت انها عايزاه تقول حاجة
صدفة :بابا... 
عبد الرحيم :ايوة يا صدفة 
صدفة :انا كنت عايزه اقولكم حاجة، أنا فكرت في موضوع الجواز و صليت استخارة و حاسه اني مرتاحة و موافقه 
عبد الرحيم بابتسامه :يعني أبلغه اننا موافقين و يجيوا يتقدموا بشكل رسمي 
صدفة هزت رأسها بالايجاب و مريم قامت حضنتها و هي فرحانه
:الف مبروك يا جميل... الف مبروك و بعدين في حاجات كتير لازم نفكر فيها و فيه اتيليه جميل منزل فساتين سواريه لازم نبقي ننزل نفكر  و انا لازم اجهز سفرة محترمه ليهم و العصير
صدفة كانت فرحانة جداً بسبب فرحة مريم و حماسها و اتمنت لو ان كل حاجة تتم زي ما هي نفسها تعيشها... 
ابراهيم كان قاعد عند خالته صفاء، متضايق من ساعة ما شافها معيطه، و السبب الوحيد اللي جيه في باله انه بسبب طلبه من والدها يمكن هو ميعرفش بس كان حاسس انه له علاقة بسبب عامل الوقت...
احمد دخل الاوضة و هو شايل صنيه عليها كوبايتين شاي، لاحظ ان ابراهيم سرحان، قعد جنبه و اتكلم بجدية
:سرحان في ايه؟
ابراهيم بجدية:قلقان و بالي مشغول
احمد بابتسامة:يا عم صلي على النبي الدنيا تروق و بعدين انت ليه رابط بكاها بأنها رافضه.. ما جايز يكون عندها مشكله تانيه
ابراهيم :ما هو دا اللي مضايقني إني حاسس اني متكتف مش قادر اعرف ممكن يكون ايه مزعلها و لا حتى مين... انت فاكر ان اللي فارق معايا انها توافق او ترفض
أنا عارف ان الجواز قسمة و نصيب و محدش يتجوز مرات حد، بس اللي فارق معايا هي مالها... و ايه اللي خلاها تعيط.
احمد :انت وقعت و لا الهوي رماك... و بعدين ما ممكن تكون حاجة دخلت في عنيها فعلا و بعدين متبقاش نكدي كدا...بس اقولك الصراحة هي جميلة اوي. 
ابراهيم بحدة:اتلم يا احمد بدل ما زعلك. 
احمد بابتسامه :يا عم انت اتحمقت كدا ليه انا اقصد على اختها مش هم تؤام... بس مريم دي جميلة اوي انا اصلا بستغرب ازاي جارتكم كل السنين دي و انا عمري ما شفتها 
ابراهيم :علشان انت ندل مبتجيش تزورنا يا واطي... 
احمد :لا من هنا و رايح هاجي كتير... 
ابراهيم بص له بشك و اتكلم بجدية :
احمد اقسم بالله لو كنت ناوي تضايق مريم انت حر، و بعدين دي بنت محترمة ملهاش في الصياعة و صدقني ممكن اقطع علاقتي بيك لو ضايقتها و ساعتها ابقى بص لها بس. 
احمد :يا عم هو حد قالك أني صايع مثالا، لا يا خويا انا بحب الدوغري بس طبعا هبقي عايز اتعرف عليها...
ابراهيم :بالاصول يا ابن صفاء، بالادب اللي انت متعرفش عنه حاجة. 
احمد:ظالمني دايما انت يا ابراهيم.... 
ابراهيم بسخرية :و انت وش ظلم...
كان لسه هيكمل كلامه لكن موبايله رن، اخده يشوف مين لكن قلق لما لقاه والد صدفة لكنه رد بهدوء
ابراهيم :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبد الرحيم :و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ازايك يا ابراهيم عامل ايه
ابراهيم :انا بخير الحمد لله.
عبد الرحيم :الحمد لله، بإذن الله هستناك انت و الحاج و الست والدتك النهاردة بليل علشان نتفق.
ابراهيم بابتسامة و سعادة
:بإذن الله، خلاص بإذن الله على الساعة تمانية هاجي انا و والدي و والدتي.
عبد الرحيم بود:على بركة الله....
ابراهيم قفل معه و بص لأحمد اللي غمز له :
شكلها فُرجت... وافقوا؟
ابراهيم :ايوه و هروح بكرا انا و الحاج و ماما نتفق.
احمد :الف مبروك يا عم إبراهيم... و ربنا يتمم على خير... الجاتوة و الحلو عليا..
ابراهيم :تسلم لي يا غالي
احمد :بالمناسبة الحلوة دي ما تاخذني معاكم، أنا بفهم في الاتفاقات دي... أكسب فيا صواب و خدني معاك
ابراهيم :لا... و اتلم.
احمد :يا عم مش جايز تبقى عديلي...و بعدين دا انا برضو ظابط في سلاح البحريه يعني هشرفك...
ابراهيم :لو ناوي على خير ممكن افكر إنما لو بتلعب بديلك انا اللي هقطعولك..
احمد:يا عم هو انا سمعتي وحشه اوي كدا، أنا طول الوقت في شغلي مين مسوء سمعتي عندك كدا.
ابراهيم :بلاويك ايام الكلية...
احمد :دي كان طيش شباب يا عم و بعدين انا كمان عايز أفرح الست الوالدة و بعدين ما هو انت السبب، انت لو خطبت أمي هتفضل تزن عليا و مش هيبقى عندي حجة و بعدين انا بقا عندي 28 سنة...
ابراهيم بخبث:دلوقتي افتكرت ان بقا عندك 28 سنة...
احمد بابتسامة:اقولك الصراحة
ابراهيم :قول و سمعني...
احمد :مريم دي جميلة اوي و شكلها في حالها اوي يعني ملهاش غير اختها و ابوها كان باين من شكلها أنها هادية و ابتسامتها حلوة عامله زي موج البحر لما تيجي نسمه هواء خفيفة وقت الغروب... من يوم ما شفتها و هي في بالي... سافرت اسبوعين مغبتش عن بالي، علشان كدا اكسب فيا صواب يجد...
ابراهيم :هفكر...
احمد:دا انت رخم... بقولك ايه بكرا انا هجيب الجاتوة و الساقع و اعدي عليك و نروح سوا... اتفقنا.
ابراهيم :ماشي بس صدقني لو حصل حاجة كدا و لا كدا من الالاعيبك انت حر... ياله انا همشي.
احمد:اشرب الشاي الاول.... بس تصدق انا فهمت ليه امي كانت مصرة اني اروح معاها يوم العزومه، امي كانت فهمت ان صدفة عندها اخت تؤام فقالت اللي توقعك اكيد هتوقعني...
ابراهيم :امي و امك دول ملهمش حل.. انا حاسس انهم مخابرات...
احمد بضحك :انت بتقول فيها!
ابراهيم ابتسم و بدا يشرب الشاي و هو بيفكر في اللي هيحصل و بيتمني لو ان كل حاجة تظبط معاهم، هو بسببها قدر يبطل تد"خين بقاله اكتر من اسبوع مدخنش يمكن مش مدة طويلة بس عنده عزيمة أنه يبطل تدخين....
          ********************
عند صدفة و مريم
كانوا قاعدين على السرير و مريم قاعدة جانبها بتتكلم و هي مشغله التليفون على مسلسل كوري كعادتها لكنها مش مركزة معه و بتتكلم مع صدفة
صدفة :بصي يا ستي هم هيجيوا بكرا على الساعة تمانيه بابا لسه قايل لي...
احنا هنعمل ايه بكرا بقا
أنا همسح الشقة و هغير الستاير اللي برا بستاير تانيه جديدة انا كنت شاريها كانت عجباني، هلمع الازاز مع اني لسه عامله اول امبارح و ناويه اغير السجاد كويس اني افتكرت ... و هعمل جاتوة... و كنافه و كيكة و الأكل هعمل فراخ و نجرسكوا و هعمل ورق عنب و بسله و رز و ملوخية و حمام 
 و العصير هعمل كوكتيل..... 
صدفة : انتي هتلحقي تعملي كل دا بكراً. 
مريم:بصي الشقة مش محتاجة حاجة فله شمعه منورة و بعدين أنا كل يوم امسحها فمش هتاخد وقت... و السجاد هنغيره على المغرب كدا علشان يبقي نضيف.. و كمان الستاير... 
بالنسبة للاكل متقلقيش انا بعمل كدا حاجة في وقت واحد و انتي معايا و الحلو مش هياخد وقت بس لازم نصحى بدري... 
و كمان حاجة انا هكتب لك الطلبات اللي هنعوزها و هتروحي المحل تجيبي شويه حاجات عطارة و بخور... 
في الوقت دا انا هكون بعمل الاكل... و لما تيجي هنكمل سوا و بعد ما نخلص الاكل انا هعمل الجاتوه و ازينه انا بعرف اعمله حلو اوي او لو ملحقناش ممكن نتصل ب بابا يشتري معاه مع اني مش بحب بتاع المحلات.. أظن اننا مش هنتاخر و بعدها ندخل نلبس و نتشيك سوا... يكونوا هم وصلوا و بإذن الله يتفقوا و نقرأ الفاتحة
صدفة :هو انا بس مش فاهمة هو الاتفاق دا عبارة عن ايه؟ 
مريم:يعني بيتفقوا هتجيبوا ب اد ايه دهب، المهر و المؤخر و هيكون جاهز في اد ايه... و بعدها لما الخطوبه بتم انتي و هو بتختاروا ألوان الشقة و الركنه و أوضة النوم و النيش يعني الحاجات دي... 
صدفة :طب هم ممكن ميتفقوش في القاعدة دي 
مريم بابتسامة:بصي بابا شاريه و ابراهيم شاريكي يبقى ليه بقا مش هيتفقوا و بعدين احنا نشتري راجل يخاف عليكي و يحط جواه عنيه يبقى الفلوس و الدهب دا مش في دماغنا... بس طبعا في ناس مش بيتفقوا و مش بيحصل نصيب
صدفة ابتسمت بسعادة يمكن لان مريم واخده اكتر دور الام عارفه ازاي تحتوي صدفه اللي تعتبر اختها الصغيره مش توامها، يمكن مريم هي سبب فرحتها اصلا، روحها رجعت لها في مصر مع اختها اللي فرحانه ليها أكتر من نفسها..
مريم:سرحتي في ايه لا بقوله ايه نركز بقا أنا هجيب المذاكره اكتب لك الحاجة اللي هنعوزها علشان منتعطلش الصبح.
صدفة :ماشي ياله...
مريم قامت اخدت مذاكره و قلم و رجعت قعدت جانبها و بدوا يرجعوا اللي عايزينه و هم فرحانين.
مريم :بس كدا هي دي الحاجة اللي هتحبيها... صحيح انتي هتلبسي ايه؟
صدفة :بصي انا كان عندي فستان ... تعالي هوريكي.
مريم قامت معها و بدوا يتفرجوا على اللبس و يختاروا و صدفه اختارت فستان لمريم و كل واحدة بدأت تقيس و يتصوروا و هم بيضحكوا على شكلهم...
       ***********************
تاني يوم الضهر
مريم كانت بتجهز الاكل و صدفة برا البيت، مريم جابت المبخرة و بدأت تبخر و تقرأ آيات قرآنية و كانت فعلا فرحانة، قفلت باب بلكونتهم و قفلت أوضة والدهم، كانت رتبت الشقة مفيش غير الصاله هي اللي فاتحه فيها البلكونة، فتحت التسجيل على إذاعة القرآن الكريم 
سابت المبخرة على الأرض و رجعت المطبخ، بحركة تلقائية مسكت غطا الحلة لكن صرخت بصوت واطي و هي بتوقعه على الأرض لانه كان سخن جدا، مسكت ايديها
مريم:غبيه.... مريم ركزي مش وقته النهاردة خالص... أنا مش عارفة مالي... هو أنا لو حد كان قالي اني هيبقى عندي اخت و هبقي فرحانه لها كدا عمري ما كنت هصدق...
مسكت الغطاء و حطيته على الرخامه و رجعت تدوق الشوربة...
:جامدة....
ابتسمت ببلاهه بسبب حبها للمطبخ
مريم:و انتي امتى هتحبي يا موكوسة!
صدفة فتحت الباب و دخلت و هي شايله شنط كتير
مريم راحت لها و شالت معها
:كويس انك متاخرتيش
صدفة :انا ايدي وجعتني... مش عارفه انتي بجد هتلحقي تخلصي كل دا امتى؟
مريم:ما هو ايدي بايدك يا حلوة ياله بينا...
صدفة :استعنا على الشقا بالله...
بعد مدة
كانوا مشغولين هم الاتنين في المطبخ و هم بيتكلموا مع خالهم شوقي فيديو كول
كانوا سايبين التليفون على الرخامه و كل واحده بتعمل اللي عليها و هم بيكلموه
شوقي كان فرحان و هو شايفهم فرحانين و اتمني لو كان معاهم
لكنه ماخدتش باله من سهير اللي شافته متعرفش ليه ابتسمت و هي سامعه ضحكهم و هم بيتكلموا... لكنها رجعت لنفس اسلوبها و مشيت....
          **********************
الساعة سبعة و نص
مريم كانت جهزت السفرة هي و صدفة و جهزوا الحلو و العصير و دخلوا يغيروا
عند إبراهيم
كان بيلبس و هو متوتر و خايف يحصل حاجة في الاتفاق و والدها يعترض او يحصل اي حاجة يخليهم ميقروش الفاتحة... لكنه حاول يهدي و يثق اكتر في نفسه... موبايله رن و كان أحمد اللي وصل تحت البيت، ابراهيم طلب منه انه يطلع....
شمس فتحت باب اوضته و دخلت
شمس بسعادة
:بسم الله الله أكبر... زي القمر يا حبيبي.. ربنا يتمم لكم على خير يا ابراهيم و يسعدك يا حبيبي و تكون حنينة و قلبها طيب...
ابراهيم ابتسم و بأس راسها:ربنا يخليك لينا يا ست الكل... ايه رأيك
شمس و هي بتبص له بتقييم:مز و القميص الأزرق دا هياكل منك حته..
ابراهيم ضحك غصب عنه لكنه سمع صوت جرس الباب بيرن
:دا اكيد احمد..
شمس:انا هفتح له....
مريم و صدفة كانوا واقفين عند الستارة و هم شايفين ابراهيم و والده و والدته و احمد قاعدين مع والدها و بيتكلموا في التفاصيل.
صدفة ابتسمت بخفة و هي بتبص له، بأن عليها السعادة، مريم ابتسمت و هي بتحط ايدها على كتفها
:ابتسامتك فضحاكي...
صدفة بصت للارض و متكلمتش لكن ابتسامتها وسعت كانت في منتهى الجمال و الرقة، مريم بصت لهم لكن اخدت بالها ان احمد بيبصلها و كان واخد باله انهم واقفين يتصنتوا..بعدت بحرج
مريم:ياله علشان تقدمي القهوة...
صدفة بخجل و ارتباك 
:لا طبعاً... انا مستحيل اخرج دلوقتي و بعدين اتكسف... اطلعي انتي.
مريم :بس انتي اللي جايين علشانها يبقى لازم انتي اللي تقدميها
صدفة :علشان خاطري يا مريم و بعدين هم مش يعرفوا انك انتي... و بعدين بابا نفسه ميعرفش شكل لبسنا و هيصدق.
مريم بخبث:طب و ابراهيم؟
صدفة ببلاهه و براءة:ماله!
مريم بغمزة:مش هيعرف اننا بنستهبل...
صدفة :معرفش بقا بس انا مش هروح في حته...
مريم :بطلي لعب عيال و ياله بقا... و بعدين دول شكلهم خلصوا بقالهم نص ساعة قاعدين بيتكلموا...
صدفة شالت الصينية اللي كان عليها فناجين القهوة و ايديها بتترعش بشكل واضح لدرجة ان مريم ضحكت على شكلها
:دا الحب ولع في الدرة..
صدفة اخدت نفس عميق و اتكلمت برقى
:احترمي نفسك.... بدل ما اسيبها خالص و امسك فيكي أنتي و بعدين ليكي يوم.
مريم:طب يا ستي انا اسفه يلا بينا.
صدفة خرجت و مريم وقفت تتفرج على بيحصل. 
صدفة دخلت الصالون على وشها ابتسامه رقيقة صافية
:مساء الخير. 
كلهم :مساء النور... 
عبد الرحيم :تعالي يا صدفة، ادخلي
صدفة كانت جميلة جداً و ابتسامتها كانت كفيلة، فستانها الأسود رقيق جدا و الأهم ان شكلها كان راقي و كأنها خارجة من فيلم ابيض و اسود و كأن القصه كلها فيلم ابيض و اسود
فيها دفي الأخوات و رقي المشاعر اللي بتخلي الإنسان ياخد اول طريق للحلال و النور
رغم ان علاقتهم ماخدتش حيز كبير و لا حتى تعاملهم مع بعض
 لكن سبحان الله رزع الحب في قلب كل واحد... كل الأجواء لما تشوفها تتأكد أن فيه دف غريب لكنه ساحر بشكل متالألأ....
فاروق ابتسم و هو بياخد فنجانه :تسلم ايدك يا بنتي. 
صدفة ابتسمت و قدمت القهوة لإبراهيم اخد فنجانه بمنتهى الهدوء... لحظات و رجعت المطبخ و هي بتاخد نفسها اللي كانت حبساه بصعوبة... 
مريم:اجمد كدا يا وحش... لسه التقيل جاي وراء
صدفة :و الله انتي رخمة... اسكتي بقا أنا قلبي كان هيقف
مريم :ما هو دا عادي متقلقيش... 
الاتنين سمعوا صوت زغاريط شمس من برا و فهموا انهم هيقروا الفاتحة
رجعوا وقفوا مكانهم يتفرجوا لكن اتفاجئوا بشمس جايه و على وشها ابتسامة واسعة
مريم حست بالحرج لانهم ملحقوش يبعدوا لكن شمس ابتسمت لما شافتهم و قربت من صدفة حضنتها
:الف مبروك يا حبيبتي، الف مبروك، ربنا يسعدكم و يتمم لكم على خير يارب 
صدفة ابتسمت و حضنتها براحة... شمس بعدت عنها و ربتت على خدها بحنان
:ربنا يسعدكم يارب
مريم بسرعة:يارب... 
شمس ابتسمت و حضنت مريم بسعادة
:عقبالك يا مريوم.... علشان يبقى الفرح فرحين.... ياله بقا علشان نطلع نقرأ الفاتحة معاهم. 
صدفة و مريم خرجوا سوا و مريم ماسكة في ايد صدفة اللي كانت باردة جداً
مريم بهمس:ايدكي متلجة... 
صدفة :من التوتر بتسقع... 
خرجوا و قعدوا جنب والدهم وفعلا قروا الفاتحة كلهم سوا و مريم ملاحظة نظرات احمد و كان مضايقها لأنها بتحس انه مراقبها و دا موترها... 
بعد مدة
صدفة و ابراهيم كانوا قاعدين سوا لوحدهم و هي ساكته و مش عارفه ليه هو طلب من والدها يتكلم معها شويه لوحدهم و هو وافق. 
ابراهيم :صدفة! 
صدفة :نعم... 
ابراهيم :انتي فعلا موافقة على الخطوبة و فاهمة اللي بعد كدا
صدفة بجدية :هو انا لو مش موافقة كنا هنقعد القاعدة دي دلوقتي؟
ابراهيم ابتسم و اتكلم بجديه اكتر:
يعني فاهمة أن فيه حاجات في حياتك هتتغير
صدفة :لا مش فاهمة تقصد ايه 
ابراهيم :بصي يا صدفةلو الخطوبة بالنسبه ليكي مجرد تغير و فرحانه بيها و بهد فترة هتحسي انك عايزاه تسافري تاني و ترجعي لحياتك في أمريكا فأنا اللي بقولهالك من دلوقتي يا بنت الحلال... ارفضي .. 
صدفة بحزن:هو الموضوع مش فارق معاك علشان كدا عايزني أرفض من اولها و لا ايه
ابراهيم بجدية و ود:بالعكس انتي لو مش فارقه فعلا مكناش هنقعد القاعدة دي... أنتي مهمة اوي بس برضو 
انا مبحبش اللعب على مشاعر الناس.. و بجد هكرهك لو حسيت اني مجرد تغيير في حياتك و خصوصا ان فهمت ان حياتك كانت غير كدا و ان مكنش في الجو بتاع مصر انا مش قصدي اضايقك بس أنا مش عايز اتعلق و بعدها تيجي انتي تسافري و تقرري ان كل حاجة انتهت... انا لو فيا حاجة معجبتكيش وقت خطوبتنا من حقك تقولي و تاخدي وقتك ترجعي تفكري و لو مرتاحتيش دا من حقك انك تبعدي بس ساعتها ابقى فاهم و متسبنيش لدماغي يا صدفة... علشان لو سبتيني ليها هتتعبي و انا هتعب، 
صدفة ببراءة :أنت هنا ليه يا ابراهيم... و ليه عايز تتجوزني أنا؟ رغم ان كان ممكن تلاقي اي واحدة تانيه مناسبه و تكون مصرية و عارفه العادات زي ما انت عايز... 
أنا مش احسن واحدة على فكرة، و عندي مشاكل نفسيه، و مش بعرف اطبخ و يمكن من وجهة نظرك بنت عايز تتسلى، أنا حتى معرفش ازاي اشيل مسئوليه بيت... و لا حتى عارفة اذا كنت هستحمل الحياة هنا و لا لا
متلومنيش يا ابراهيم... لأنك أنت كمان متسرع انك تاخد خطوة زي دي
انت جيت تخطب واحدة أمها طول الوقت مشغولة في شغلها و والدها رغم انه بدأ يعاملها كويس لكنه اتخلى عنها طول عمرها، انا كنت لوحدي تماما... مكنش في اي حد يهتم بوجودي... انت اللي بتخاطر يا ابراهيم.. انك ترتبط بيا... انا اصلا معرفش هل انا مستعدة لان يكون عندي حياة زي اي بنت و لا لاء
انا معرفش اذا كنت هعرف اربي اولاد و لا لاء.. 
انت جاي تاخد ريسك صعب بدون سبب يعتبر... لمجرد انك شايف اني مختلفة
انا عشت أربعة وعشرين سنه لوحدي يا ابراهيم... انت عندك والدك و والدتك و ابن خالتك دول كانوا في ضهرك... لكن أنا! 
انا مستهلش انك تكرهني يا ابراهيم و الله لان لو جيه في يوم و بعدت فانا ههرب من نفسي مش منك... أنا بس بدأت القى الحب دا مع بابا و مريم 
انت عارف انا وافقت عليك ليه؟ 
علشان شفت في عنيك لمعه عيوني و هي فرحانه... حسيت للحظة اني هبقي مرتاحة و انا معاك من كلامهم عن جدعنتك و شهامتك قلت جايز القى اللي ضاع مني طول عمري... 
لو انت شايف انك هتتوجع بسببي ابعد يا ابراهيم لان انا اللي مش هبقي حمل انك تشيلني ذنب وجع انت هتحس بيه
انا عايزاه حد يحبني يفضل يحبني طول العمر يمكن ساعتها لا هبعد و لا هحس بالندم... 
ابراهيم لأول مرة يحس ان في حد صريح كدا بتتكلم عن مشاكلها النفسية و بتتكلم عن نفسها بمنتهى البساطة حتى عن عقدتها و دا كان مريحة. 
ابراهيم : هو انتي بتصلي يا صدفة؟
صدفة :انت فاكر علشان كنت عايشه برا يبقى انا معرفش حاجة عن الدين... و لا علشان انا مش محجبه... انا عارفة ان الحجاب فرض بس انا لسه مش عارفه إذا كنت هقدر البسه و مقلعوش تاني. 
ابراهيم :طب مش عايزاه تسأليني عن حاجة. 
صدفة :ازاي! اكيد عايزاه اعرف عنك حاجات كتير.... 
ابراهيم هو أنت ليه عايز تتجوزني بس بصراحة
ابراهيم سكت للحظات و هو بيبصلها :
علشان انتي رغم أنك كنتي بعيدة عن مصر لكنك لسه بريئة، جايز تكوني عندك مشاكل نفسية... و جايز تكوني غريبة لكنك جدعة و بنت بلد... علشان انتي الوحيده اللي مخلياني عايز اعمل اي حاجة تخليكي فرحانة... و تبقى قريبة مني و على فكرة كان ممكن أقرب منك بسهولة من غير خطوبة و لا جواز لان قلبك خام، صحيح كنتي هتحطي بينا حدود و هتتمسكي بيها 
بس أنا مش كدا يا صدفة... أنا عايز يبقى عندي بيتي و يكون له ست بيت واحدة بس عايز احس بالأمان و الدفي فيه
اه هيكون بينا مشاكل بس تتحل ما بينا، مش هقدر اوعدك اني منيمكيش و انتي مش زعلانه مني
بس اقدر اوعدك اني اول ما اصفي هرجعلك لاني مش هقدر ارجع لك و انا شايل منك يا صدفة... صعب.. و يا خوفي الصعب يبقى هين على ايدك...
كلنا فينا مشاكل... بس مع الوقت بتتحل... ف أنتي لو موافقة يبقى انتي بتديني وعد انك موافقة تشيل معايا الشيله كلها بحلوها و مرها.... زي ما عايز اشيل الشيله معاك يا ست الحسن 
صدفة كانت حاسه بالدف في كلامه. ابتسمت بهدوء كلامه حلو منه 
:و أنا موافقة يا ابراهيم 
ابراهيم ابتسم براحة... 
:خلاص يبقى زي ما اتفقت انا و باباكي بعد يومين هنروح نشتري الدهب و الخطوبة بعدها موافقة يا ست الحسن ... 
صدفة بخجل  و وشها أحمر 
:ممكن متقولش الكلمة دي تاني لو سمحت، يعني بتوترني و بعدين ايدي بتبقي مجمدة و بتوتر و... 
ابراهيم ضحك على شكلها :صدفة أنتي جميلة اوي... 
صدفة بحدة:لا بقولك ايه اتلم! 
مريم دخلت بسرعة و اتكلمت بخبث:احم بابا بينادي عليكم علشان نتعشى، اظن كفاية كدا
صدفة قامت بسرعة مشيت مع مريم، و ابراهيم قام بعد لحظات و هو بيدعي ربنا يهدي قلوبهم لبعض.... 
كانوا قاعدين على السفرة 
شمس:بصراحة يا حاج عبد الرحيم، انت بناتك اكلهم احسن من المطاعم كل مرة اكل من ايدك يا مريم اندم
مريم بابتسامة:ليه كدا بس، ايه اللي مش عجبك
فاروق :مش عاجبها! انتي بتهزري دي بقيت تحب اكلك حتى اكتر من الاكل اللي هي بتعمله. 
شمس:و بصراحة بقا يا مريم مبتقش استطعم حاجة انا بعملها و بفكر ايه السر فيه، و لا انت عندك خلطة سرية يا حاج عبد الرحيم و مش بتبيعها هي اللي مخليه الاكل حلو كدا. 
صدفة بسرعة:بتعمل الاكل بحب... 
كلهم بصوا لها باستغراب لكنها كملت بجدية
:مريم بتحب المطبخ و كأنه اهم حاجة... لما بقف معها بحس انها مش بتعمل الاكل لمجرد انها تطبخ لا
هي بتفهم في البهارات كويس اوي، و بتعرف توظف كل حاجة في مكانها بكميه بسيطة... و لو مفيش عندها طاقه حب... حقيقي الاكل مبيبقاش له طعم... 
احمد بابتسامة:فعلا يا مرات اخويا، واضح اوي أنها بتحب المطبخ... لأنها كمان بتزين الأطباق بشكل جميل... 
مريم ابتسمت بسبب كلامهم و اعجابهم باكلها، بصت لإبراهيم اللي كان بياكل من الملوخية
:على فكرة.. صدفة هي اللي عاملة الملوخية  و جهزت معايا باقي الأكل. 
صدفة بحرج و هي بتبص لإبراهيم 
:يعني انا مش شاطرة في المطبخ... بس يعني كنت بتعلم منها... 
ابراهيم بجدية :على فكرة طعمها حلو... و مظبوطة ملهاش عرق و ملحها مظبوط.. 
احمد بمرح:مين يشهد للعروسة! 
صدفة ابتسمت و كانت بتاكل و هي فرحانة جداً اكتر من اي يوم تاني... 
          ***********************
الساعة واحدة و نص بعد نص الليل 
مريم كانت قاعدة جنب صدفة اللي كانت نايمة و هي حضناها، فضلوا سهرانين و بيتكلموا و صدفه بتحكي ليها اد ايه هي فرحانه. 
فكرت لو كانت هي اللي اتخطبت لإبراهيم، متأكدة أنها مكنتش هتبقى فرحانة كدا لان قدرهم كان مكتوب 
ملست بحنية على شعر صدفة و مالت باست راسها لان هي كمان لقت نفسها لما لاقت صدفة... 
كانت هتنام لكن جالها رساله على الموبيل، اخدت و بصت فيه لقت رقم مجهول باعت ليها على تطبيق الواتساب فتحت الرسالة تشوفها 
"على فكرة اكلك بجد حلو يا خسارة مش من حظي اني اكل منه على طول" 
كان مكتوب اسمه علي برنامج تروكول "احمد منصور" 
بعفوية عملت بلوك الرقم و قفلت، حضنت صدفة و هي بتحاول تنام 
             *********************
تاني يوم 
معتز كان بيلبس، خرج من اوضته كانت فايزة مستنياه علشان يروحوا لعند اخوها عبد الرحيم يطلبوا ايد صدفة.... 
عبد الرحيم كان قاعد في الصالون مع فايزة و معتز اللي كان متشيك زيادة عن اللزوم... رغم انه كان عايز يقولهم على موضوع قراءة فاتحة صدفة لكن صبر لحد ما يعرف اللي عندهم.
عبد الرحيم :
في ايه يا معتز انا حاسس كدا أنك عايز تقول حاجة... في ايه يا فايزة؟
ما هو لو هتفضلوا ساكتين كدا يا تقومي تروحي بيتك انتي عارفة اني بنام بدري.
فايزة بابتسامة:في ايه يا عبدة انك عايز تمشيني و خلاص، هو انا مش صاحبة بيت و لا ايه.
عبد الرحيم :لا يا حبيبتي صاحبة بيت بس مش متعود على الهدوء
صدفة و مريم دخلوا سوا و مريم شايله صنية عليها عصير و صدفه شايله صنيه عليها جاتوة
فايزة :بسم الله ماشاء الله، بنتك يتحسدوا يا عبد الرحيم.
صدفة كانت هتقعد جنب مريم و والدها لكن فايزة اتكلمت بسرعة
:تعالي يا صدفة اقعدي هنا جانبي.
صدفة باستغراب :انا!
فايزة:اه يا حبيبتي دا انتي وحشاني من المرة اللي فاتت.
صدفة بصت لمريم باستغراب لكن راحت فعلا قعدت جانبها
مريم بابتسامة مضطرة:
اتفضلي يا عمتي انا عارفه انك بتحبي الحلو... الجاتوة دا جاهز متقلقيش.. عارفه انك مش بتحبي اللي انا بعمله.
فايزة اخدت طبق و اتكلمت بجدية :
اصلا بحب الحاجة بتاع المحلات يا مريم انا شغل البيت دا اسيبهولك .
مريم اخدت نفس بغيظ لكن متكلمتش علشان متزعلش والدها 
معتز :بصراحة يا خالي، أنا كنت جاي و عايز اتكلم مع حضرتك في موضوع مهم. 
عبد الرحيم :موضوع ايه يا معتز! اتكلم يا ابني
معتز:انا كنت جاي اطلب ايد صدفة... 
مريم و صدفة بصوا لبعض بدهشة و كانوا عايزين يضحكوا لكن بصعوبة سكتوا... 
معتز:انا عارف اني قبل كدا طلبت ايد مريم و انت رفضت او هي اللي مكنتش موافقه الله اعلم بس انا عارف انا بحترمك ازاي و شرف ليا اني انسبك و صدفة من وقت ما رجعت مصر و انا حقيقي كنت عايز اطلب منك الطلب دا. 
عبد الرحيم :بس يا ابني... 
فايزة بحدة و غيظ:في ايه تاني يا عبد الرحيم و لا انت مش عايز تجوزه بنتك... و لا ميكنش اد المقام.. المرة دي فيها زعل يا عبده... 
عبد الرحيم بجدية:ايه اللي انتي بتقوليه دا يا فايزة.... معتز يبقى ابني قبل ما يكون ابن اختي... بس هو مينفعش للأسف. 
معتز :ليه بس، على الاقل خد رأيها. 
عبد الرحيم بجدية:مينفعش لاني قاريت فاتحتها امبارح على ابراهيم ابن الحاج فاروق هو طلب ايدها من مدة و انا وافقت... 
مريم بابتسامة:صحيح يا عمتو.... الجاتوة دا ابراهيم كان جايبه ايه رأيك. 
فايزة وشها احمر و سابت الطبق من ايدها بغيظ
فايزة:يعني قريت فاتحة بنتك من غير ما نعرف و لا تقول و لا انت فاكر اننا هنقف لها في الموضوع و بعدين ازاي توافق من غير ما ترجع لينا هو احنا مش أهلها و بعدين 
ايه يعني تكلمه و تفسخ معه و تقوله انها هتتخطب لابن خالتها. 
صدفة بتسرع:لا طبعاً... 
سكتت بحرج و وشها كساه حمرة الخجل من تسرعها لكن مريم عجبها ردها 
فايزة:ما ترد يا عبد الرحيم
عبد الرحيم :بصي يا فايزة انا لسه قافل مع اختك سعاد و كنت بقولها و كنت هكلمك اقولك بس انتي سبقتي و جيتي... و بعدين مقولتش ليه قبل قراية الفاتحة
لأن دي كانت مجرد قاعدة بنتفق فيها و لما اتفاقنا قرينا الفاتحة لكن اكيد مكنتش هداري عليكي الخطوبة... و كنتي هتبقى من اول الناس الموجودة... 
ليه بقا ماخدتش رايك في ابراهيم 
لأن هو جاري و اعرفه من هو عنده 14 سنة 
و اعرف أخلاقه و بعدين ما شاء الله عليه فاتح شغله من تعبه و شقاه... 
و فوق كل دا شاري بنتي... و بعدين يا فايزة انا مش هاجي استأذنك اذا كنت أوافق على عريس جاي لبنتي و لا لاء
و بإذن الله بكراً مريم و صدفة و ابراهيم هينزلوا سوا يختاروا الدهب و يشتروا الشبكة  و بعد بكرا الخطوبة و علشان البيت هنا ضيق هنعملها في قاعة****
و طبعا انتي لازم تيجي من بدري... 
فايزة قامت بغضب و اتكلم بحدة:ماشي يا عبد الرحيم بس بكره تندم انا ابني ميترفضش... و هيجي يوم تقولي ياريت وافقت. 
قامت هي و معتز مشيوا لكن مريم مقدرتش تمسك ضحكتها أكتر من كدا و هي بتفتكر شكلها اول ما عرفت بموضوع الخطوبة 
صدفة :بس اسكتي. 
مريم بسعادة :مش قادرة يلهوي... أنتي شفتي شكلها كان عامل ازاي و سابت الجاتوة ازاي... دي ممكن تنشل فيها، لا بس جدعة انك رديتي. 
صدفة :مكنش ينفع اقول كدا.
عبد الرحيم بجدية:مريم اسكتي، و بعدين ادخلوا ناموا يلا، بكراً العصر انتم الاتنين هتروحوا مع ابراهيم و والدته تشتروا الشبكة. 
مريم :ماشي يا بابا، يلا بينا يا صدفة... 
صدفة دخلت معها و مريم رجعت تضحك تاني 
:انا مش عارفه هي مش كفاية عليها مرة واحدة لما انا رفضت جيه تاني ليه... ايه اللي اتغير يعني... 
صدفة :انا بصراحة مش مصدقة ازاي كان عايز يتجوز اختي و بعدين جاي يتقدم ليا. 
مريم :ريحي دماغك، دول يعملوا اكتر من كدا علشان الفلوس. 
صدفة :هو انتي ليه متأكدة أنها اللي فارق معها الفلوس. 
مريم:علشان عاشرتهم يا بنتي، دي اخدت من بابا فلوس اد كدا كانت بتستلف منه و تقوله هردهملك على طول و بابا لما كان بيديها كان بيستعوض ربنا لانه عارف انه مش هترد حاجة و كان بيقول اختي... بصي عمتي دي 
جوزها بهدلها ... و دخل بابا في مشاكل كتير و حوارات فلوس برضو... لما بابا كان بيتدخل بينهم كانت بتتنخانق معه و تقوله انت عايز تخرب عليا... رغم ان جوزها كان بيضربها و بيبهدلها بس برضو جيت على اخوها علشانه فهو مبقاش يتدخل لما فاض بيه منها، اتطلقوا مرتين بس ردها... و في كل مرة بابا كان بيقف معها في مشكله كانوا بيدخلوه هم في مشاكل علشان كدا انا فاهمه دماغها، المهم خلينا ننام علشان بكرا هنصحي بدري 
طبعا هنروق، و هنجهز اكل علشان بعد ما تشتروا الدبلة بابا هيعزم على ابراهيم و والدته على العشاء، و انا هبقي معاكي فلازم نجهز قبل ما نمشي. 
صدفة :ماشي... بقولك ايه انا نفسي مفتوحة و عايزاه اكل ما تيجي ناكل... 
مريم بضحك:و بصراحة انا بعد اللي حصل دا نفسي اتفتحت جداً، و فيه حلقه هتنزل من المسلسل النهاردة تعالي نتفرج عليها و احنا بناكل. 
صدفة :ياله بينا. 
        ***********************
تاني يوم
مريم كانت واقفه مع عمتها سعاد في المطبخ و هي بتضحك و بتحكي لها اللي حصل مع فايزة و معتز... 
سعاد بمرح:بس يا بت، ابوكي لو دخل دلوقتي و سمعك بتتكلمي كدا مش هيعدي اليوم دا على خير. 
مريم :بابا مش هنا، أنا و الله مش عارفه هو مش بيحبنا نتكلم عنها ليه
سعاد:علشان هي أخته ايا كان يا فالحة... بس الصراحة من حقنا نصلي ركعتين شكر لله انكم قريتوا الفاتحة قبل ما هي و ابنها يتقدموا. 
مريم :حتى لو كان ابراهيم متقدمش يا عمتي صدفة عمرها ما كانت هتوافق على معتز. 
سعاد:عارفه يا حبيبتي بس على الاقل دلوقتي الرفض بسبب انكم اتفقتوا و قريتوا الفاتحة يعني مش من حقها تزعل و لا تقول ان اخوها مش عايز إبنها لبناته. 
مريم بلامبالة:و الله يا عمتي انا ما فارق معايا اي حاجه من دي ان شاء الله تخطب دماغها في الحيط الواحد تعب منها. 
سعاد :اومال هي صدفه راحت فين، طلعت كدا على طول.
مريم بابتسامة خبيثه
:تلاقيها راحت ابراهيم و تشوفه هيجي على الساعة كم و كلمه بتجيب كلمه و يا عيني على دوبهم الهوي. 
سعاد:يارب أفرح بيكي انتي كمان يا مريم. 
مريم :و اللهن يا عمتي شكله كدا مش هيحصل
سعاد:ليه بس بتقولي كدا دا انتي ما شاء الله عليك فيكي كل حاجة حلوة
مريم قربت منها و هي ماسكة المعلقة
 :دوقي كدا 
سعاد ابتسمت و داقت :
ناقصها فلفل اسود و سنة ملح... 
مريم؛ لا لو حطيت ملح دلوقتي هتبقى مملحة اوي لما تطيب... 
سعاد:اه منك، لما انتي عارفه بتدوقيني ليه؟ 
مريم ابتسمت لكنها مردتش... 
في اوضة صدفة 
كانت واقفه أدام دولاب مريم و هي بتفكر هتلبس ايه و في نفس الوقت كانت ماسكة الموبيل بتتكلم مع ابراهيم اللي كان في مكتبه في الشغل. 
ابراهيم بجدية :بصي يا ستي انا ساعة كدا و هخلص شغل و هسيب لعزيز الوكالة هو هيكمل مكاني، هروح اغير و اعدي عليكي انا و ماما نختار الشبكة و فستان الخطوبة و بعدها هنتغدا برا انا طبعا هكلم والدك استاذنه . 
صدفة بابتسامة :لا احنا هنتغدا هنا في البيت و لا انت فاكرها سايبه يا بيه و هخرج معاك كدا عادي!
ابراهيم بابتسامة:و الله! طب و امي و اختك دول ايه ما هم هيكونوا معانا، و بعدين يا ستي انا عايز اعزمك برا غلطت كدا. 
صدفة :بص تيجي كدا تيجي كدا هنتغدا في البيت.... و بعدين لما نبقى نتجوز يبقى ساعتها نبقى نخرج براحتنا... 
ابراهيم :أمري لله ماشي. 
صدفة :بس ايه حكاية عزيز دا، شكلك بتثق فيه، أنا سمعت اسمه كذا مرة. 
ابراهيم :عزيز دا صاحب عمري، جدع و ابن حلال بيشتغل معايا و الفترة الأخيرة هو اللي بيخلص الشغل لو انا مشغول، هو انتي ايه اكتر اكله بتحبي تاكليها؟ 
صدفة :الكشري... حرفيا يعني كل اكله اكلتها في مصر بتاخدني في حته تانيه خالص، الكشري دا حكاية و الدقة، البصل المقرمش وو العدس... بص حاجة كدا اخدت قلبي ياريت بجد لو بعرف اعمله. 
ابراهيم :صدفة هو انتي متعلمتيش اي حاجه من والدتك بما انك كنتي عايشة معها يعني 
صدفة قعدت على السرير و اتكلمت بهدوء :
هي عمرها ما طبخت ادامي، بس اللي عرفته من خالي انها كانت شاطرة اوي قبل ما تسافر. 
ابراهيم باستغراب :ازاي دا... 
صدفة :مكنتش فاضيه يا ابراهيم، و مازالت كذلك و مظنش انها هتعرف تبقى فاضيه.. 
انت عارف انا اظن ان مريم طلعت لها في موضوع الطبخ دا من كلام خالو شوقي عنها... رغم اني كنت عايشة معها لكن قليل جدا لما شفتها بتدخل المطبخ كان معظم الوقت يا تكون الخدامة هي اللي عامله الاكل او من برا.. 
ابراهيم حس ان صوتها اتغير فقرر ميتكلمش عن والدتها
:قوليلي بقا نفسك ألوان شقتنا تبقى ايه.. 
صدفة بابتسامة :درجات بيج و أوضة الأطفال بينك... و فيها رسومات كرتون كتير..
يعني انا بحب اللون البيج اكتر من اي لون تاني. 
فضلوا يتكلموا في تفاصيل كتير و هو حاسس انها بتتجنب تتكلم عن حياتها قبل ما ترجع مصر يمكن لان لسه بدري لما يبقى قريب للدرجة اللي تخليها تحكي باريحيه ... 
سعاد بجدية:روحي انتي بقا يا مريم خدي دش و غيري لان العصر قرب يأذن و زمان الجماعة جايين
مريم :طب و باقي الاكل؟
سعاد:هسويه انا يلا علشان متتاخروش و بعدين انا مش همشي و هفضل مستنياكم نتعشى كلنا بليل، صحيح انتم هتروحوا انهو محل جوهرجي.
مريم :هيتفرجوا و يمكن يشتروا من محل سلطان البدري، اللي هي عايزاه بقا. 
سعاد :خليكي معها يا مريم، هي متعرفش حاجة. 
مريم :اقولك حاجة يا عمتي، بس بالله عليك متقوليش لحد
سعاد بقلق :قولي يا مريم فيه ايه
مريم :انا خايفة على صدفة. 
سعاد :ليه بتقولي كدا. 
مريم : أنتي عارفه انها لسه بتنام في اوضتي و رفضت تنام لوحدها 
سعاد بضيق:و ايه يعني يا مريم انتي بتقلقيني عليها و خلاص. 
مريم :أنتي مش فاهمة قصدي من اسبوعين كانت نايمة و بتهلوس بكلام غريب انا مش عارفه كانت بتحلم و لا ايه 
سعاد :مش فاهمة حاجة قالت ايه يعني. 
مريم :قالت انها مش عايزاه ترجع للمصحة و أنها مش مريضة... أنا بس خايفه عليها 
هي تاني يوم صحيت عادي و انا مرضتش اسألها... 
سعاد :يا بت خضتيني، تلقيها كانت بتحلم و لا حاجة، ياله ادخلي غيري علشان متتاخروش. 
مريم :ماشي... 
مريم سابتها و دخلت الاوضة لقت صدفة بتتكلم في الموبيل و على وشها ابتسامة... ابتسمت بخبث و هي بتقفل الباب وراها
:الحب حلو؟ 
صدفة بصت له بخجل و علقت المكالمة
:مريم! 
مريم :ايوة
صدفة :متقوليش كدا بتكسف. 
مريم :ما انا عارفة، بس ياله علشان نغير. 
صدفة؛ طب انا هقفل معه. 
قامت تكلمه، و مريم كانت واقفه أدام الدولاب بتاع صدفة بتفكر هتلبس ايه لأنهم اتعودوا يلبسوا من لبس بعض
لكن بالصدفة طلعت جيبه جلد جملي كانت أول مرة تشوفها عندها، مسكتها كانت عجباها لكن استغربت ان في حاجة في الجيب، حطت ايدها و طلعت شريطين حبوب 
اخدت موبايلها و هي بتبص ناحية باب اوضتهم 
فتحت جوجل و كتب اسم الدواء 
لحظات و جالها معلومات عن الدواء دا و كانت ادواية مضادة للاكتئاب و التوتر. 
ملامحها اتغيرت فجأة و حست بحزن قوي اتوغل لقلبها و هي مش فاهمة ليه ممكن صدفة تكون بتاخد من الأدوية دي. 
صدفة دخلت الاوضة و هي وشها ابتسامة غريبه و هي حاسة بالسعادة 
مريم :صدفة... 
صدفة بصت لها :ايوة. 
مريم :ايه دا؟ 
صدفة ارتبكت لما شافت الادويه بتاعتها في ايد مريم، بسرعة راحت ناحيتها و اخدتهم منها 
:دا منوم انا مبعرفش أنام كويس
مريم بجدية :انا عملت سيرش عنه، أنتي ليه بتاخدي ادواية اكتئاب
صدفة بتوتر و تهرب
:عادي... أنا كنت باخد منها قبل ما ارجع مصر و كنت فاكره اني هفضل محتاجها بس.... بس من ساعة ما رجعت و انا مبقتش اخدها... بس دي بتاخد للأسباب كتير غير الاكتئاب
مريم قربت منها و مسكت دراعها بقوة :
بقولك ايه هتكدبي عليا! انتي فكراني عيلة صغيرة هتعرفي تضحكي عليا بكلمتين.. الادويه دي للاكتئاب الحاد و استخدمها بدون استشارة دكتور بتسبب مشاكل كتير... أنتي مخبيه ايه
صدفة عيونها لمعت بالدموع و اتكلمت بجدية لكن مقدرتش و هي بتتكلم و عيطت  :
مريم ايدي بتوجعني، و بعدين بطلي تتعاملي معايا و كأنك أمي أنا على فكرة من نفس عمرك، و مش صغيره... علشان تقفي و تكلميني كدا انا عارفه انا بعمل ايه كويس و بعدين ايوه دي ادويه اكتئاب... و اخدت منها كتير قبل ما انزل مصر و كنت بفكر في الانتحا"ر...أنا مكنتش كويسه
 انتي متوقعه ايه من واحده ابوها تخل عنها و امها مش موجوده في حياتها اصلا...
مريم كانت حاسه بالذهول و كأنها بتشوف صدفة لأول مرة و كأنها بكتشف جزء غريب منها
صدفة ملامح وشها كانت بتتشنج و حاسه بالضعف و هي بتخرج جزء بسيط من وجعها
:مصدومة!
عندك حق ما انتي متعرفيش يعني ايه تبقى يتيمه و انتي ليكي اهل... على الاقل انتي لقيتي ضهر ليك حد يخاف عليكي طول السنين اللي فاتت دي كلها... كان في حد خايف عليكي و في ضهرك... أنتي اللي زعلانه علشان ماما مش في حياتك...
كان نفسي اتمنى لك انك انتي اللي تعيشي معها بس انا مش بكرهك علشان اتمني لك كدا...
سعاد دخلت الاوضة على صوت صدفة اللي كان عالي لكن وقفت مصدومة و هي شايفه مريم بتحضنها بقوة و صدفه بتعيط بهسترية و بتحاول تتكلم لكن مريم بتمنعها.
صدفة بغضب :مش ذنبي... كنت لوحدي طول الوقت... زي اللعبه في ايديها...
وقعت على الأرض و هي حاسة انها بتفقد قدرتها في الكلام و لأول مرة تظهر وجعها بالشكل دا كل مرة كانت بتتجنب تتكلم عن حياتها.
مريم قعدت جانبها و هي لسه في حضنها و بتعيط بقوة، مريم متعرفش ازاي دموعها نزلت مكنتش عايزاه تسمع حاجة او مكنتش قادرة تشوف ضعفها و حاسه بوجع قوي في قلبها بيدهسه
سعاد قعدت جانبه و بصت لمريم باستغراب :
في ايه يا مريم، ايه اللي حصل
مريم و هي بتمسح دموعها :مفيش يا عمتي بس معليش تعملي كوبايه لمون..
سعاد قامت بسرعة :حاضر حاضر يا بنتي.
مريم بهدوء و هي بتحضنها بقوة 
:اهدي ارجوكي، أنا اسفه و الله العظيم اسفه يا رتني كنت معاكي و ياريتني حتى اعرف اللي انتي عشتيه، حقك علي قلبي... علشان خاطري اهدي... 
صدفة كانت بتترعش و هي في نوبة هلع، كانت فاكره انها تعافت منها لكنها رجعت من تاني كل ما تتكلم او تواجه نفسها بحياتها 
مريم بخوف و صوت عالي :صدفة اهدي... صدفة... 
سعاد دخلت الاوضة بسرعة
: بسم الله الرحمن الرحيم، اختك مالها يا مريم، حصل ايه. 
مريم بدموع:معرفش يا عمتي معرفش بتترعش... 
سعاد اخدتها في حضنها و بدأت ترقيها و تقرأ آيات قرآنية و مريم قاعده جانبه على الأرض بتعيط  لكن صدفة بدأت تهدأ لحد ما استعادة وعيها، مسحت دموعها و رفعت رأسها بصت لسعاد
سعاد:مالك يا حبيبتي... ايه اللي صابك؟ 
صدفة بهدوء :حضنك دافي... 
سعاد : حبيبتى... مالك يا صدفة. 
صدفة بتوهان :خايفة، خايفه اوي يا عمتي خايفة ارجع للضلمة... و للدكاترة مش عايزاه ابقى لعبه تاني... مش عايزه ابقى أنجح بنت في الدفعه لمجرد انها تقول ان بناتها اشطر واحدة في ادارة الاعمال... تعبت من المذاكرة.. و تعبت من الجاردات... تعبت من احساس اني مفروض عليا افضل في لوحدي بالاسابيع و معرفش حاجة عن ماما.... مبقاش عندي قدرة و الله... انا رجعت مصر و أنا ضايعه... مكنتش عارفة نفسي... محدش فاهمني، أنا و الله حاولت اتعافى معاكم و مكنتش باخد الادويه دي... قاومت نفسي كل مرة كنت بحس بالحزن... صدقيني يا مريم انا ماخدتش منها من ساعة ما جيت مصر. 
مريم :مصداقكي و الله مصداقكي من غير ما تحلفي... بس انا خفت عليكي.. و الله مش قصدي ازعلك... انا بس قلقانه و مش فاهمة حاجة. 
صدفة اتعدلت و مسحت دموعها :
هحكيك بس بالله عليكي مش دلوقتي... ارجوكي بس مش دلوقتي... انا دلوقتي مش عايزاه ابقى زعلانه... و محتاجة انك تكوني فرحانه معايا علشان خاطري.. 
مريم بابتسامة:متخافيش انا اصلا مش هسيبك و بعدين هو انا ليا غيرك... للدرجة دي بتحبيه و مهم عندك.. 
سعاد بضحك و هي بتحاول تفك الضغط
:اومال هو احنا كل يوم هيبقى عندنا فرح و عروسه زي القمر كدا... و بعدين يا بت انتي هبله اكيد بتحبه... ما هو يتحب برضو 
طول بعرض و مز...
صدفة ضحكت و اتكلمت بكسَوف:
:و عنده غمازات لما بيضحك...
مريم ضحكت و قامت تشد ايدها 
:طب يالا يا موكوسه خلينا نغير علشان لو جيهم و لقوكي بتعيطي كدا هيفتكروا انك مش عايزاه الجوازة... و هيطفش. 
صدفة مسكت في ايدها و قامت 
سعاد :خدي اشربي الليمون دا و هتبقى زي الفل، أنا هجيب لكم تتغدوا قبل ما تنزلو. 
صدفة اخدت منها الكوباية و مريم بدأت تختار ليهم لابس 
صدفة قامت اخدت لابسها و راحت الحمام تجهز و تمسح وشها لان لو اي حد شافها هيفهم انها كانت بتعيط 
مريم قعدت على طرف السرير بحزن و هي خايفه على صدفة لان واضح ان حالتها صعبة.. 
قامت اخدت لابسها هي كمان و راحت ناحية الحمام 
     *************************
ابراهيم وصل البيت بعد ما صلى العصر، طلع ياخد دش و غير هدومه و ظبط نفسه لأول مرة يحس انه مهتم كدا و مبسوط.. 
قعد على السرير يعد الفلوس اللي معاه اللي هيشتري بيها الدهب، كان بياكد ان الفلوس مظبوطة. 
قام و هو بيحطهم في محفظة ايده لكنه سمع صوت مزعج من برا و كان أحمد 
احمد :فين العريس... يا ابراهيم... انت يا جدع يالا يا ابني هنتاخر على الناس.. 
ابراهيم طلع من اوضته و بص لأحمد باستغراب و هو حاطط ايده على خصره
احمد قرب و حضنه باستهبال:حبيبي عامل ايه. 
ابراهيم بحدة:انا كويس... بس الظاهر ان انت اللي دماغك تعبانه... ايه اللي جابك؟ 
احمد :اخص عليك! انت مكنتش عايزني اجي معاك و لا ايه؟ 
ابراهيم بحدة و جدية :احمد اطلع من دول... ايه اللي جابك. 
احمد :عملت لي بلوك على الوتس... و بصراحة عايز اشوفها. 
ابراهيم و هو بيمسكه من ياقه قميصه
 :مش قلتلك لو لفيت و دورت مش هسيبك.. و اهي عملت لك بلوك.. انت غاوي تتهزق. 
احمد بابتسامة:يا عم صلي على النبي.. و بعدين هو انا جيت يامت خطيبتك... أنا عايز اختها و بعدين دا انا هبقي ابو نسب... 
ابراهيم :انا مش عارف انت جايب الجراءة دي منين و بعدين انت مش كنت شايل موضوع الجواز دا من دماغك... دلوقتي حلى في عنيك. 
احمد :اهو بقا اللي حصل، و بعدين جواز  ايه... بقولك عملت لي بلوك و انا يا دوب لسه باعت ليها رساله و بتكلم عادي..و بعدين شكلها تقيله و صعبة... فانا جاي معاك في المشوار دا... و بعدين انا واخد اجازة طويله... سبني بقا اخطب قبل ما ارجع. 
ابراهيم :أمري لله، على العموم انا نازل دلوقتي بس لما ماما تيجي نزلت من شويه و قالت جايه على طول مش عارفه راحت فين
احمد:كويس.. قولي الفلوس جاهزة و لا انزل اسحب لك.. 
ابراهيم بجدية :تسلم يا اخويا، معايا. 
بعد شوية 
شمس طلعت و على وشها ابتسامه هادية
:يالا يا ابراهيم. 
ابراهيم :كنتي فين يا ماما؟ 
شمس :مشوار مهم، بس يالا يا ابني علشان منتاخرش. 
احمد بحماس:ياله يا خالتي.... 
شمس :مالك فرحان كدا و لا كأنك انت اللي هتخطب ... 
احمد :ياريت يا خالتي. 
شمس؛ طب اتجدعن يا خويا و يبقى فرحكم في يوم واحد. 
ابراهيم كلم الحاج عبد الرحيم و بلغه 
و بعت رساله لصدفة انهم نزلين 
    *************************
صدفة بارتباك :شكلي حلو. 
مريم بابتسامة :زي القمر... 
صدفة :نازلين... 
مريم :طب انا هجيب موبيلي من جوا 
ثواني و جرس الباب رن و سعاد راحت تفتح و على وشها ابتسامه هادية، شمس لما شافتها حضنتها
:اتفضلوا يا جماعة... ادخلوا
ابراهيم دخل هو و احمد 
صدفة لما شافته ابتسمت 
ابراهيم :مش يالا بينا... علشان منتاخرش.. 
سعاد:ثواني البنات جايين، على فكرة نتعشى سوا... 
ابراهيم :بإذن الله... 
صدفة خرجت هي و مريم كل واحده كانت جميلة و ليها طابع مختلف بس بشكل جميل 
ابراهيم لما شافها ابتسم و هي بدلته الابتسامه بنظرة جميلة فيها خجل و حب.. 
مريم لما شافت احمد بأن عليها الغيظ و الضيق، متعرفش السبب لكن بعد ما كلمها على الواتساب حست انه شاب ملاوع  و هي بتكره النوع دا، لكن هو كان مبسوط انه شافها. 
شمس سلمت عليهم 
مريم بجدية:ازايك يا ابراهيم. 
ابراهيم :بخير الحمد لله.. تسلمي يا مريم. 
صدفة و مريم خرجوا مع شمس و نزلوا كلهم
ابراهيم كان بيسوق العربية و احمد قاعد في الكرسي اللي جنبه 
 شمس و مريم و صدفة كانوا قاعدين على الكنبة اللي وراء
كان كلامهم بسيط لحد ما وصلوا لمنطقة محلات الذهب. 
ابراهيم ركن العربية و نزل فتح الباب لصدفة اللي نزلت هي و مريم.. 
صدفة وقفت جانبه و هو اتكلم بجدية:
يالا بينا... 
كانوا بيتفرجوا في المحلات لحد ما دخلت محل سلطان البدري
 "بطل رواية عشق السلطان" اللي استقبلهم بنفسه و كان في نفس عمر ابراهيم تقريبا
سلطان بجدية و وقار:اهلا ازايك يا استاذ ابراهيم. 
ابراهيم بنفس الطريقة
:بخير الحمد لله...انا زي ما بلغت حضرتك كنا جايين نختار الشبكة. 
سلطان :ايوة.... تحب اختاروا الدبلة الاول 
ابراهيم :يا ريت 
صدفة برقة:ممكن حاجة تكون رقيقة.. 
سلطان هز رأسه بالايجاب و طلب من واحد من العمال يجيب ليها اللي هي عايزاه 
مريم مسكت دبلة عجبتها و ابتسمت لكن رجعت حطيتها تاني مكانها، احمد كان بيبصلها بتركيز. 
صدفة لابست واحدة و ابتسمت 
 :ايه رأيك ف دي؟
ابراهيم بحب:جميلة عليكي.. 
مريم:هي فعلا جميلة عليكي... 
صدفة ابتسمت بسعادة و سلطان اخد الدبلة اللي اختارتها... بدأت تختار باقي شبكتها
بعد شوية كانت خلصت و ابراهيم واقف بيحاسب 
شمس :في حاجة تانيه عجباكي؟ 
صدفة :بصراحة انا مش بحب الدهب اوي و انا عجبني اللي اختارناه... 
شمس بجدية:لو سمحت كنت عايزاه اشوف السلاسل المصحف... 
سلطان :حاضر... 
ابراهيم بص لوالدته باستغراب 
شمس:اختاري واحدة... 
صدفة :بس انا خلاص اخدت شبكتي... مش هقدر. 
شمس بجدية:اختاري سلسله... 
صدفة بصت لمريم بحيرة اللي هزت رأسها بالايجاب 
اختارت سلسلة صغيرة و بسيطة
شمس:دي هديتي ليكي... 
صدفة :بس دي شكلها غالية... 
شمس :مفيش حاجه تغلى عليكي... 
ابراهيم بص لسلطان و اتكلم بجدية:
الحساب كله كام... 
شمس :انا اللي هدفع حق السلسلة...
صدفة كانت حاسة بالراحة مش علشان الهدية و لا علشان الشبكة لكن كانت حاسة بحنان شمس و أنها مش هتكون قاسيه معها. 
سلطان بجدية:الف مبروك و ربنا يتمم لكم على خير. 
ابراهيم حاسب و  سلم عليه قبل ما يخرجوا. 
كانوا ماشين في الشارع بيتفرجوا على محلات الفساتين السوارية، 
احمد لاحظ انشغال ابراهيم مع صدفة هو و والدته، و مريم ماشيه وراهم 
بحركة سريعة مسك ايدها و دخل شارع جانبي، مريم شهقت بخضة و خوف!! 
كانوا ماشين في الشارع بيتفرجوا على محلات الفساتين السوارية، 
احمد لاحظ انشغال ابراهيم مع صدفة هو و والدته، و مريم ماشيه وراهم 
بحركة سريعة مسك ايدها و دخل شارع جانبي، مريم شهقت بخضة و خوف
احمد حط ايده على بوقها و اتكلم بجدية:
:اهدي انا اسف بس في كلمتين لازم اقولهم و طول ما انتي مدياني الوش الخشب دا مش هعرف اتكلم.
مريم بحركة سريعة ضربته برجليها في ركبته رغم كدا هو مبعدش لكن شال ايده..
مريم بحدة:انا ممكن اصوت دلوقتي و ألم عليك امه لا اله الا الله... و ساعتها انت حر...
احمد بجدية و هو بيبص لعيونها الخضراء بتركيز
:هو انتي بتكرهيني كدا ليه، أنا عملت لك حاجة.
مريم :لا و هو انت العيبه تطلع منك... انت كنت عايز ايه... تجيب رقمي و تبعت لي عليه و عايزني ارد، و دلوقتي بتشد ايدي زي الحراميه، و لا انت فاكر انها سايبه و اني من النوع اللي بينبهر بالمظاهر... نظراتك اللي يتدب فيها رصاصة، بص يا حضرة الظابط انا لا باجي بالطريقة دي و لا باي طريقة تانية فخليك بعيد عني لمصلحتك اظن لازم تسيب ايدي دلوقتي.
احمد بضيق: على فكرة انتي اللي دماغك متركبه غلط انا لا كنت بكلمك على الوتس علشان حاجة وحشه في دماغي و لا لما ببصلك بيبقى في حاجة وحشه في نيتي.. بس الظاهر انك معندكيش ثقه في حد...
مريم بجدية و هي بتبعد بارتباك
:طب يا ريت تتعامل معايا بناء على الأساس دا...
احمد بصلها باستغراب و هي بتطلع من الشارع علشان تلحق اختها و الغريب أنها خليته يهتم يقرب منها أكتر....
صدفة كانت ملاحظة اختفاء مريم و احمد لكن رغم قلقها كانت واثقه ان مريم شخصيتها قوية... شافتها جايه ناحيتها و باين عليها علامات الضيق لكن حاولت تخبي دا بابتسامة هاديه...
شمس:اومال انتي روحتي فين...
مريم :مفيش كان فيه حاجة عجبتني دخلت اشوفها معليش مشيت من غير ما اقول..
ابراهيم بص لأحمد اللي جاي و حس بالغضب منه انه بيعمل تصرفات متهورة
ابراهيم :طب هندخل الاتيليه دا...
مريم :اه اكيد... ياله بينا.
صدفة اتنهدت بحزن لأنها بتحس ان مريم عايزه تفضل قافله على قلبها رغم ان هي نفسها تحب و تلاقي حد يحبها.
مريم :ايه رأيك في الفستان دا.
صدفة مسكته باعجاب و اتكلمت بجدية:جميل بس لو فيه منه لون سماوي هيبقى اجمد... ايه رأيك يا ابراهيم؟
ابراهيم مسك قماش الفستان و اتكلم بجدية
:هو حلو كتصميم بس هيبقي شفاف شوية...بس ممكن نطلب نعمل تعديل عليه لو عجبك
بنت من الاتيليه:مساء الخير يا فندم... في حاجة عجباكم؟
صدفة :لو سمحتي فيه ألوان تانيه من الفستان دا... سماوي، مينت جرين...
البنت بابتسامة:هو فيه درجة فاتحة من السماوي... اتفضلوا معايا
دخلوا كلهم و صدفة و مريم فضلوا يتناقشوا لحد ما اختاروا فستان تاني اصلا 
البنت خرجت من البروفا و اتكلمت بهدوء: انسه مريم، صدفة عايزاك انتي اللي تساعديها.
مريم هزت رأسها بالموافقة و دخلت معها.
ابراهيم اخد احمد علي جنب و اتكلم بحدة:
ممكن افهم ايه اللي انت عملته دا... احمد هي هبت منك.
احمد :عملت ايه يعني.. ما انا مش عارف اتكلم معها كلمتين على بعض... انا حاسس انها مش طايقاني بدون سبب.
ابراهيم :كل دا و مفيش سبب... طب اصبر لما نمشي من هنا... انا اصلا غلطان اني وافقت انك تيجي معانا.
سابه و راح يستنهم لما يخرجوا، بعد دقايق مريم خرجت و على وشها ابتسامة جميلة
:الفستان جميل يا ابراهيم... عقبال فستان الفرح.
ابراهيم بابتسامة:عقبالك يا مريم.
صدفة خرجت و هي شايله الفستان البنت اخدتها منها
:محتاج اي تعديل...
صدفة :لا مظبوط
البنت بجدية:على فكرة انتي حظك حلو و اختيارك حلو... الفستان دا جديد متاجرش قبل كدا و لا خرج من الاتيليه...
ابراهيم وقف يتكلم مع صاحبة الاتيليه و يحاسب لقى موبايله بيرن و كان عبد الرحيم بياكل عليه انهم هيتعشوا سوا، و ابراهيم بلغه انهم خلصوا و راجعين...
         **********************
وصلوا البيت كانوا كلهم فرحانين ماعدا احمد اللي كان حاسس انه مرتبك و مش فاهم ليه متضايق
اول ما دخلوا سعاد زغطت بسعادة، شمس ابتسمت و دخلوا سلموا عليها و كان باين اد ايه سعاد بتحب البنات
ابراهيم سلم على والدها و دخلوا كلهم الصالون ما عدا صدفة و مريم اللي كانوا شايلين الفستان و علبة الشبكة..
مريم حطت الفستان على السرير باهتمام و بصت لصدفه بدهشة و هي شايفها بتحط العلبه ادام التسريحة.
مريم بجدية:أنتي هتسبيها كدا...
صدفة :اومال اوديها فين...
مريم :انا مكدبتش لما قلت انك هبلة... أنتي عارفه الشبكة زي بكام... و ممكن اي حد يشيلها بالطريقة دي...
صدفة بقلق:اومال اوديها فين...
مريم هاتي انا هعينها و يوم الخطوبة هبقي اجيبهالك ... إنما بالشكل دا ممكن منلاقيهاش اصلا...
صدفة فتحتها و اخدت الدبلة لبستها و اديت العلبة لمريم اللي عنيتها في مكان أمان....
بعد مدة كانوا كلهم بيتعشوا و بيتكلموا عن تفاصيل الخطوبة اللي هتكون بعد أسبوع...
             *********************
عند فايزة
كانت بتتكلم مع سعاد في الموبيل و سعاد بتعاتبها انها مجتش.
فايزة:و انا وجودي بقا له لازمه و بعدين هاجي ليه هم بنات اخوكي طايقاني أصلا.
سعاد بجدية :و الله يا فايزة انتي اللي فاهمة الموضوع غلط، مريم و صدفة مفيش أطيب منهم بس يعني صدفة بتحب ابراهيم و الجواز دا قسمة و نصيب و بعدين يعني انتي كنتي عايزاها توافق تتجوز ابنك ازاي و هو كان طالب ايد اختها، اعقليها انتي كدا!
فايزة بضيق :و اشتروا الدهب على كدا.
سعاد :اه اشتروه و الخطوبة الأسبوع الجاي، و بعدين انتي عليكي عتاب كان لازم تيجي النهاردة و تفرحي للبت، يعني هي راجعه بعد الغربة دي كلها علشان نستقبلها كدا... عيب يا فايزة دا انتي الكبيرة.
فايزة:بقولك ايه يا سعاد انتي متعرفيش يعني ايه تشوفي كسرة ابنك أدام عينك علشان ربنا مزرقكيش بعيال و طول عمرك بتنصفي مريم علي ولادي
علشان هي مكنش معها امها بس انا ابني مش قليل ...
سعاد كانت متعودة على كلام اختها رغم انه تقيل و صعب لكن اتعودت منها على كدا انها مبترعيش كلامها... 
سعاد:و الله انا عملت اللي عليا و قلت لك بس هتبقى عيبه في حقك اوي لو مجتش خطوبة صدفة... و بعدين البت غلبانه و على نياتها و من حقها تلاقينا فرحانين ليها فابعدي السواد اللي جواكي دا شويه... و بعدين ابنك لما يلاقي بنت الحلال هيشيل بنات خاله من دماغه و بطلي انتي تلعبي في دماغ عيالك بدل ما تخربي حياتهم. 
فايزة:سلام يا سعاد... سلام يا اختي... 
قفلت الموبيل و اتكلمت بغضب و طمع :
طب بكرا نشوف يا سعاد و الله لاخلي ابراهيم دا يسيبها بفضيحة و ساعتها بقا يا عبد الرحيم ان مجتش تطلب مني اني اجوزها لابني مبقاش انا فايزة.... بس الصبر
         **********************
عدي اسبوعين 
تمت خطوبة ابراهيم و صدفة اللي كانوا فرحانين بجد من قلبهم، الكل كان مبسوط و خصوصا مريم اللي كانت معها في كل حاجة رغم ان صدفة مرضتش تحكي لها عن حياتها كتير و اكتفت بأنها كانت مريضه اكتئاب و كانت بتتعالج.. 
فايزة حضرت الخطوبة هي و سمر بنتها و كان باين عليهم انهم جايين غصب عنهم و كل شوية ينتقدوا شكل صدفة و مريم... 
احمد رغم انه حضر الخطوبة لكنه متكلمش مع مريم خالص و بعد الخطوبة بيومين سافر لشغله... 
        ***********************
في بداية يوم جديد
عند شمس 
كانت قاعدة هي و صفاء بيتكلموا بصوت واطي و بيتهامسوا، خرج ابراهيم من اوضته علشان ينزل الشغل لكن استغرب لما شاف خالته عندهم من بدري كدا 
ابراهيم بابتسامة:صباح الخير يا صفصف... عامله ايه يا جميل. 
صفاء بابتسامة: يسعد صباحك يا حبيبي، انا بخير الحمد لله... 
ابراهيم بص لوالدته و حس ان فيه حاجة غلط علشان كدا شد كرسي و قعد
:حاسس كدا و الله اعلم ان فيه حاجة غلط، مالكم؟ 
صفاء:بصراحة كدا يا ابراهيم فيه حاجة كنا عايزين نكلمك فيها بس يعني... 
ابراهيم بجدية :بس ايه يا خالتي، اتكلمي على طول... 
صفاء :والدة صدفة... أنت شايف ان اللي بيحصل دا طبيعي 
يعني لو كانت هي عايشة برا مصر على الاقل  كانت هتنزل علشان تحضر خطوبة بنتها.. و خصوصا ان صدفة قالت إنها كانت عايشه معها طول عمرها و ان مريم هي اللي كانت عايشة مع ابوها... 
يبقى ليه منزلتش يا ابني و اتعرفنا عليها و بعدين أنت مش شايف انه غريب شوية ان صدفة مبتتكلمش عنها خالص كدا 
احنا عارفين ان البنت كويسة و كل حاجة يا ابني بس دا نسب 
و لازم نكون فاهمين ليه والدتها مش ظاهرة في الصورة. 
شمس:بص يا ابني احنا مش عايزين نزعلك و لا نزلها بس لو امها دي شايفه اننا مش من مستواها علشان تيجي و نتعرف عليها يبقى بلاها الجوازة دي و بعدين 
صدفة كانت عايشة معها طول عمرها يعني واحده من طباعها و ممكن تيجي تقولك بالسلامة و انا مسافرة و أنها كانت جايه تقضي اجازة سعيدة في مصر و خلاص... 
ابراهيم بجدية:ايه الكلام دا يا ماما هو لعب عيال و لا ايه و بعدين انا مش هسيب خطيبتي علشان الكلام دا، بس قولي لي مين اللي ملي دماغكم بالكلام دا، أنا عارفكم ذا مش تفكيركم.. 
صفاء و شمس بصوا لبعض و شمس افتكرت مكالمة فايزة ليها امبارح بليل بحجة انها بتطمن عليها و فتحت في موضوع والدة صدفة و كل كلام شمس دا عبارة عن كلام فايزة بس بشكل لائق و كأنها بتدس السم في العسل و دا اللي خلي شمس تتصل بصفاء و تتكلم معها لكن فايزة وصتها انها متقولش لحد الكلام دا علشان اخوها ميزعلش منها. 
ابراهيم بضيق :طول ما انتم بتفكروا كتير كدا يبقى انا متأكد ان حد قالكم كدا... 
شمس بتهرب  :لا يا ابراهيم محدش قالي حاجة و بعدين هو انت كل ما نفتح كلام عن صدفة تاخد جانبها و لا ايه... و لا هي بتقويك علينا. 
ابراهيم :صدفه! تقويني عليكم... دا انتي لو تعرفيها مش هتقولي كدا يا ماما... و بعدين يمكن هي اه سافرت و راحت و جيت بس ملهاش في انها توقع بين الأهل و لا بتاع حوارت الله اعلم ليه والدتها مجتش.. و الله اعلم ليه هي مبتتكلمش عنها كل دا ميخصنيش
كمل بجراءة و ثقة؛ 
:اللي يخصني انها هتكون مراتي و بتاعتي... و ياريت بعد كدا لو حد اول يوقع بينك و بينها تقفي له علشان انتي المفروض هتبقى أمها، أنا نازل الوكاله... سلام عليكم. 
شمس بسرعة:طب استني افطر... 
ابراهيم بضيق:هفطر في الشغل... 
نزل وقفل الباب وراه و هو بيفكر مين اللي وصل لوالدته الكلام دا و هو متأكد ان دا مش تفكيرها. 
كان نازل على السلم لكن وقف فجأه لما باب شقة الحاج عبد الرحيم اتفتح و صدفة خرجت و على وشها ابتسامة جميلة. 
ابراهيم بصلها و ابتسم :صباح الخير. 
صدفة :صباح النور... اتاخرت النهاردة.
ابراهيم مسك ايدها و اتكلم بحنو :بقيتى ظابطه مواعيدك على مواعيدي و لا ايه
صدفة بسعادة :بحب اشوفك قبل ما تنزل بس شكل راحت عليك نومه النهاردة. 
ابراهيم :اتاخرت شويه بس هعمل ايه يالا ملحوقه بكرا نتجوز و تبقى تصحيني. 
صدفة بصت في الأرض و ابتسامتها وسعت:
عارف يا ابراهيم أنا مرتاحة اوي... و دا محصلش من زمان اوي بس انا بطمن و انت موجود... 
ابراهيم :انا موجود علشانك يا ست الحسن. 
صدفة بتهرب و خجل :
طب يالا خد الفطار... و يالا بدل ما حد يشوفنا و تبقى مشكله... 
ابراهيم :هتنزلي المحل النهاردة؟ 
صدفة :بابا قال هيجيب حد بس لسه مجبش علشان كدا هنزل بس على الساعة عشرة كذا. 
ابراهيم :خالي بالك على نفسك، و كلميني لما تخرجي.. 
صدفة :حاضر ... 
ابراهيم :علي فكرة انا هكلم باباكي لاني عايز ابقى اقعد معاكي نتكلم في كم حاجة بعد ما تخلصي. 
صدفة :هنقعد فين يعني. 
ابراهيم :على البحر... يالا ادخلي و هبقي اكلمك على الموبايل. 
صدفة :ماشي... سلام... خالي بالك على نفسك. 
ابراهيم بيحس بحالة غريبه في قربها و كأنه صغير لسه خوفها عليه حلو و عجبه لا هو بيحبه و بيحبها........ 
#لتسكن_قلبي 
دعاء أحمد 
الفصل الرابع و العشرون 
الفصل الخامس و العشرون
صدفة كانت قاعدة في المحل و هي بتكلم مريم في الموبايل و بلغتها انها هتخرج مع ابراهيم لانه كلم والدها و طلب منه يقعدوا يتكلموا، قفلت معها المكالمة و بدأت تلم حاجتها، خرجت لقت ابراهيم جاي ناحيتها بدا يقفل لها المحل
صدفة بجدية : كلمت بابا...
ابراهيم :ايوة و استأذنته متقلقيش.... يالا بقا..
صدفة هزت رأسها و مشيت جانبه
ابراهيم :بصي انا كنت عامل اوردار هنروح المطعم نستلمه و ناخدها نروح نقعد على البحر في مكان على الشاطئ هادي... 
صدفة :ماشي بس المهم منتاخرش...
ابراهيم :متقلقيش انا هوصلك لحد البيت و هسلمك بأيدي لابوكي..
صدفة :ماشي قولي عملت ايه النهاردة
ابراهيم ابتسم و بدا يحكي له على تفاصيل يومه و ازاي كان ماشي و هي بدأت تحكي له على عملته...لحد ما وصلوا للمطعم و هو اخد الغداء و حاسب و بعدها مشيوا راحوا لمكان تاني على البحر هادي
قعدوا و هو بدأ يطلع الاكل و اللي كان عبارة عن سمك مشوي و السلطات و رز و عيش..
صدفة بجوع و هي بتقعد باريحية
  :امم هتصدق لو قلت لك اني كنت جعانه و بقا لي يومين نفسي في سمك
ابراهيم :بالهنا والشفا بس ع الله تاكلي، لاني انتي اكلتك بسيطة اوي..
صدفة :انا باكل كتير على فكرة...
ابراهيم حط في ايدها رغيف و معلقه
:طب يا ستي يالا سمي الله...
صدفة بدأت تاكل و هو كمان لحد ما خلصوا اكل
ابراهيم :تاكلي درة مشوي... 
صدفة :ياريت... 
ابراهيم:طب خليكي قاعدة انا جايه اهوه.. 
رجع بعد شوية و هو معه درة نشوي و لب و حمص الشام و ترمس و عصير مانجا.. صدفة لما شافته و هو شايل كل دا ضحكت على شكله 
صدفة :ايه كل دا؟ 
ابراهيم بابتسامه و هو بيقعد جانبها
:هو احنا هنخرج كل يوم و لا ايه... 
صدفة طلعت موبايلها لما قعد جانبها 
:تعالي نتصور سوا... 
قشر ليها كوز الدرة و هي اخدته بسعادة 
قرب  و ابتسم و هي اخدت صورة ليهم 
بصلها و هي بتاكل و اتكلم بجدية
ابراهيم :صدفة، كنت عايز اتكلم معاكي في موضوع...
صدفة :موضوع ايه؟
ابراهيم :هو أنتي ليه مش بتحبي تتكلمي عن حياتك و عن والدتك... انا فاهم ان اكيد حياتك قبل ما تيجي كانت غير بس صدقيني انا مش فارق معايا اي حاجة من دي... أنتي اللي فارقه معايا يا صدفة... و فارق معايا اني اكون قريب منك و احس ان مفيش بينا حاجة مستخبية...
اقولك الصراحة انا شايف انك مخبية حاجة بس برضو مش عايز اضغط عليكي.
صدفة :ما بلاش يا ابراهيم...
ابراهيم :كان نفسي اقولك خلاص متقوليش
بس طول ما انتي ساكته جايه اوي عليا و جايه على قلبي و مخوفاني عليكي... صدقيني ايا كان اللي انتي خايفة منه انا هفضل جانبك بس افهم مالك...
صدفة سابت من ايديها اللب و بصت له و بدأت تتكلم
:عايز تعرف ايه يا ابراهيم... عايزانى احكي لك اي جزء من حياتي... 
ابراهيم :زي ما تحبي... 
صدفة :الحكاية بدأت لما ماما قررت تاخذني معها أمريكا، ماما شخصية قوية جدا و ذكية بدأت حياتها بلا شيء كانت بتشتغل في شركة كبيرة و سافرت و بدأت تكون نفسها بس علشان تنجح كان لازم تدفع فواتير... فقررت متدفعش 
و تخليني انا و مريم اللي ندفع الفواتير دي 
كنا تؤام... انا مفتكرش ايامي مع مريم و انا صغيرة لان كنت لسه بيبي... 
ماما و بابا انفصلوا و هي مقدرتش تتخلى عن فرصة الشغل برا مصر و قررت تبعد و فعلا عملت كدا لحد ما ضمنت ان حياتها بقيت كويسه
فقررت ترجع و تأخد بناتها اللي سابتهم
لكن بابا رفض على حسب كلامه 
لكن واقف على التفاوض انهم يقسموا... هو واحده و هي تاخد التانيه و وقع عليا انا الاختيار اني اكون معها... 
سفرت إمريكا و انا طفلة لسه صغيره يا ابراهيم 
كان عندي سنة و نص ماما بمنتهى الأنانية قلعتني من جدوري و اخدتني تزرعني في بلد غريبة عني.. 
لما بدأت اكبر كانت هي انشغلت أكتر في الشغل... لدرجة اني مكنتش بشوفها بالاسابيع.. و مكنش فيه غير الدادة اللي بتخلي بالها مني 
كانت كل يوم بتاخدني للمدرسة و تذاكر لي و تهتم بيا... أظن أنها اهتمت بيا اكتر من ماما نفسها... 
الايام عدت و دخلت المدرسة الثانوية حياتي كانت فوضوية مفيش حاجة ثابته لاني كنت بسافر معها كتير... كانت بتسافر كتير تبع شغلها... بس متعرفش انها كانت بتتعبني نفسياً بقيت اكره السفر
و مبقاش عندي قدرة اني اذاكر و لا أهتم بدراستي
 انت عارف لو كانت بتاخدني و نسافر سوا بس كانت بتهتم بيا... محصلش.. كنا بتسافر و ترجع هي شغلها و انا افضل في البيت 
مبقاش عندي اي شعور بالاستقرار و لا عارفة اكون صداقات مع حد ما انا عارفه ان شوية و هسيب البلد و اروح لمكان تاني و هفضل لوحدي برضو 
ماما كانت كونت شركتها هي و خالي شوقي و بدأت تنجح و انا بدفع في الضريبة 
كنت لوحدي تماما يا ابراهيم مكنش في حد موجود...  لدرجة بدأت ادخل في اكتئاب و اخد أدوية كتير من غير ما اروح لأي دكتور 
فضلت على نفس الوضع لحد ما دخلت الكلية
كان نفسي حياتي تتغير و كان نفسي ماما تفهم اني بقيت كبيرة مفروض تهتم بيا أكتر لكنها برضو فضلت مشغولة... 
كنت بالنسبة لصحابي بنت حياتها مرفهة 
كنت خلاص استقريت في نيويورك رفضت اني اسافر معهم و فضلت في البيت كنت عايشة لوحدي بس كان اهون عليا من اني اسافر كل شوية لبلد شكل و برضو هكون لوحدي... 
خلصت الكليه و بدأت أتدرب مع خالي و حياتي اتغيرت شوية... بدأت اتعامل مع الناس بشكل اكبر... كنت بدأت اتأقلم على كل حاجة
لحد ما اتعرفت على بنت اسمها فيونا... بنت أمريكية كانت عايشة لوحدها لكن عندها صحاب كتير جداً 
كانت بتقرب مني و تعزمني نخرج سوا و انا لما كنت ببقى زهقانة كنت بخرج معها... و بدأت اتعرف على صحابها كانوا من جنسيات مختلفة... بس كانوا مختلفين عني 
اسلوبهم و طريقة حياتهم فيها سهر و شرب و علاقات... 
قررت ابعد عنهم و فعلا فيونا لاحظت دا و وعدتني انها مش هتعرفي على حد تاني من صحابها دول 
فعلا فضلنا نتكلم و فضل بينا حديث و كنا بنتقابل
لكن هي كانت عايزاه تستغل اني معايا فلوس... عارف عملت فيا ايه؟ 
ابراهيم :ايه؟ 
صدفة بصت له و سكتت للحظات و عيونها مليانه دموع
 :خلتني مد"منة... كانت بتحط لي المخد"ر في اي حاجة و في فترة قصيرة حياتي كلها بقت كابوس... كابوس مزعج اوي مش عارفه اصحى منه و لا حتى اصرخ و انا فيه 
انا مكنتش عارفه انا فيا ايه حتى... لان مكنتش اعرف الز"فت اللي كنت باخده...لحد ما هي قالت لي بمنتهى الوقاحة و البجاحة انها بتحط لي المخد"ر و كانت بتضغط عليا انها تجبهولي بس بمقابل و اني ادفع لها فلوس كتير... 
بس انا مكنتش عايزاة كدا و لا كنت عايزاه حياتي تاخد المنحنى دا... مش هكدب عليك 
انا للحظات كنت موافقه و مستسلمة كنت بقول هيحصل ايه يعني ما انا كدا كدا هموت و محدش هيحس اصلا اني كنت عايشة
بس فوقت قبل ما ابدا في دوامة الموت دي 
و روحت لماما و قلت لها الحالة اللي انا وصلت لها. 
لسه فاكرة القلم اللي ادتهولي... و الكلام اللي قلته.. عمري ما هنسي... دخلت المصحة 
كانت اسوء ايام عشتها في حياتي بجد... وجع رهيب و احساس أنك من كتر ما بتصرخ من الوجع مبقاش عندك القدرة انك تحكي عن وجعك... حرفيا كنت بموت 
لحد ما بدأت افوق من أثر المخد"ر و بدأت استعيد وعي بس كلام ماما كان قاسي اوي و اني بدمر اللي هي بتبنيه... وقتها خالي شوقي هو اللي اخذني لدكتور نفسي لانه كان فهم ان حالتي مبقاش ينفع فيها سكوت 
كنت طول الوقت ساكته... خالص مفيش و لا كلمة حتى الاكل مبقتش اكل لدرجة اني الفترة دي تقريبا كنت عايشه على المحاليل.. حتى اني فكرت في الانت"حار و عملتها و اخدت ادويه الاكتئاب كلها مرة واحدة و بعدها مفتكرش اي حاجة غير اني صحيت في المستشفى و مكنش معايا غير خالي... ماما اول ما عرفت اني هبقي كويسه سابتني و راحت لشغلها 
انت عارف كله كوم و اللخضة اللي فرقت فيها في المستشفى و ملقتهاش جنبي دي كوم تاني حسيت ان حياتي وقتها مش فارقه معها 
علشان كدا بدات اتعامل معها بنفس اسلوب الجفاء و مهتمش اكلمها كل يوم زي ما كنت بعمل و لا حتى اسأل... كنت عارفه انها وقت ما هتفضي هتكلمني 
وقتها اتعلمت حاجة واحدة 
اني اعيش حياتي و مخليش حد يأثر عليا لان لما بتعب هبقي لوحدي ولما اتوجع برضو هكون لوحدي فمبقاش فارق معايا حاجة. 
ابراهيم كان بيبصلها و هو مصدوم و حرفيا مش مصدق اللي هي بتحكيه و كأنها بتتكلم عن واحدة تانية غير اللي هو شايفها ادامه، حاسس بوجع رهيب بيعصر قلبه و هو شايفها بتعيط 
صدفة :انت عارف ايه المصيبة الأكبر بالنسبه ليا... اني كنت عايشة حياتي و انا فاكرة اني ماليش حد... كنت طول السنين دي فاكرة ان بابا متوفي و مكنتش اعرف اي حاجة عن مريم... لما خالي قالي كنت حاسه انه بيكدب عليا... و كأنه عارف ان الشفاء الحقيقي ليا اني ارجع للارض اللي هي حاولت تقلعني منها علشان كدا كان مصمم انه يخليني اعرف اتكلم مصري كويس اوي و كأني عايشه هنا... 
اول ما عرفت قررت اجي من غير ما اقولها لاني متأكدة أنها مش هتوافق و فعلا نزلت مصر 
لسه بكلمها و بطمن عليها بس قلبي مش قادر يسامح... بحبها لأنها أمي بس برضو بكره اللي اتسببت فيه
طالما هي مش هتهتم بيا ليه تاخذني معها كانت تسبني هنا 
هي فعلا دخلتني مدارس كويسه و كنت بلبس لابس شيك و غالي و عايشه حياة مرفهة بس كانت حياة فاضيه 
اليوم بسنة.... أنت عارف هي مسالتش عن مريم و كل اللي جيه في بالها اني اكيد مش هقدر اعيش هنا و هرجع لها على طول سحبت الكريديت كارت بتاعتي و قررت تشوفني هعمل ايه
لكنها تفاجأت لما لقتني مكمله عادي و مرتاحة اكتر و اتصدمت اكتر لما عرفت اني هتخطب و رفضت و قالت إن اكيد اللي هيخطبني دا اكيد هيبقى طمعان فيها... و كانت ناويه تنزل مصر بس خالي قالي انها مشغوله الشهر دا في اجتماعات كتير... 
:ها يا ابراهيم! ارتحت دلوقتي لما عرفت... 
عرفت انت خاطب مين... واحدة مريضه نفسية و مدمنه و امها ممكن تعمل لك مشاكل... عرفت ليه بتحس اني مخبيه حاجة عنك... انت دلوقتي عرفت كل حاجة ... لما جيت مصر كنت منبهرة بكل حاجة... بس انت الوحيد اللي كنت منكد عليا حياتي بسبب خناقنا 
و لاني كنت بشوف فرق المعامله بيني و بين مريم و اد ايه بابا بيحبها كنت بنحرق و انا شايفه اهتمامه لكن كنت هاديه و بحاول اخليه يحبني... كنت عايزاه احس ان في حد بيحبني و لو لمرة 
مع الوقت بدأت اضحك من قلبي لما تيجي في بالي 
و بدأت احب ابص لك و بحب اشوفك بحس بالأمان ولقيت نفسي عايزاه أقرب منك.... و لما عرفت انك اتقدمت لي كنت فرحانه اوي بس خايفه... خايفة من اللي انا شايله و مخبيه عن الكل.. بس انا مش عايزاه اكون أنانية علشان كدا كان لازم اقولك
اكيد انت عايز تتجوز واحدة سوية نفسيا تقدر تعيش معها في بيت هادي و أطفال سويين انا فاهمة دا و مقدرة
و على فكره انا ممكن اشيل عنك الحرج و اقول لبابا اني مش عايزة اكمل... و 
مقدرتش تكمل و بقت تعيط بقوة، حطت ايدها على قلبها و هي حاسة بوجع انت منهارة بشكل يوجع القلب
ابراهيم ميعرفش ازاي حضنها بقوة و هو مش مستوعب انها شايله كل دا و ساكته، وشها الأحمر و دموعها و صوت شهقاتها، و عدم انتظام تنفسها
كانوا اكبر دليل على اللي حزنها و قهرها 
ابراهيم قلبه اتقبض عليها و هو بيضمها بقوة :بس بطلي مش عايز اسمع حاجة و مش مهم اي حاجة تاني و بعدين انتي عايزاه تبعدي عني بعد ما جننتيني معاكي... و لا فاكرة اني هسيبك كدا تضيعي من بين ايدي دا نا ما صدقت... حقك عليا انا ياصدفة حقك عليا... اهدي يا حبيبتي... اهدي... حقك عليا 
صدفة بحسرة:انا مكنتش عايزاه ابقى كدا يا ابراهيم، أنا كان نفسي ابقي طبيعيه. 
ابراهيم :ششش مش عايز اسمع حاجة و لا عايز اعرف حاجه.... 
ابراهيم فضل يهديها لحد ما هديت و لاحظت الوضع اللي هم فيه اتكلمت بجدية :
ابراهيم! ابعد
ابراهيم بابتسامة: و الله شكلك دا و وشك الأحمر دا هيخليني اخدك و نروح للماذون دلوقتي حالا خلينا نمشي من هنا بدل و الله هنجيب عيال في القاعدة دي. 
صدفة بعدت و مسحت دموعها و غصب عنها ضحكت 
ابراهيم مسك ايدها بحنان و اتكلم بحب :
صدفة هو انتي حد قالك قبل كدا انك جميلة اوي... انتي اجمل بنت شافتها عنيا . 
صدفة بخجل و ارتباك:احنا هنتاخر خلينا نمشي. 
ابراهيم بابتسامة:ماشي يا ست الحسن نكمل كلامنا وقت تاني بس خدي اشربي ..
صدفة اخدت منه ازازة المياة شربت و بعدها غسلت وشها 
قام لم الحاجة اللي كانت معاهم و مشيوا سوا.... لكن هو حاسس بوجع عليها و أنها عاشت كل دا لوحدها و كان اخد قراره
الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام من هنا الرواية موجودة كاملة في جروب الواتساب من هنا 
ابراهيم وصل البيت هو و صدفة اللي كانت مرتاحة انها حكت له على كل حاجة، رغم أنها كانت خايفة من ردة فعله لكن ارتاحت جداً لما قالت له... 
ابراهيم مسك ايديها و شدها وراه وقف بعيد و اتكلم باندفاع و هو حاسس انه بيتهور لكن بشكل لذيذ و خصوصا في قربها اللي كل دقيقة بيجننه أكتر 
:صدفة انتي بتحبيني؟ 
صدفة بخوف:ابراهيم! لو حد شافنا هتبقا مشكله سبني أدخل.. 
ابراهيم بجدية و اصرار:لا مش هتدخلى الا لما تردي عليا... بتحبيني و عايزانى زي ما انا عايزك.. 
صدفة بخجل و ارتبك: يعني لو قلت لك اه هتفرق... 
ابراهيم :قوليها أنتي بس.. 
صدفة بتهرب:لو مش بحبك مكنتش وافقت على الخطوبة و لا كنت حكيت لك كل حاجة.. 
ابراهيم سابها و بعد و على وشه ابتسامة:
طب يالا خلينا ندخل زمان باباكي مستنينا... 
صدفة استغربت اللي حصل و سؤاله فتحت باب الشقة و هو رن الجرس... 
عبد الرحيم خرج سلم على ابراهيم و صدفة سابتهم و دخلت اوضتها 
عبد الرحيم :تعالي يا ابني... تعالي نقعد في البلكونة
ابراهيم دخل و قعد معه 
ابراهيم بجدية :شوف يا عم عبد الرحيم انا لما جيت اخطب صدفة حددنا اننا هنقعد ست شهور و بعدها نكتب الكتاب. 
عبد الرحيم باستغراب :ايوة يا ابني على ما شقتك تجهز... 
ابراهيم :بس انا كنت عايز اغير حاجة في اتفاقنا... 
عبد الرحيم :حاجة ايه؟ 
ابراهيم بسرعة:عايزين نكتب الكتاب في خلال الشهر دا شوف الوقت اللي يناسبك و انا هجهز كل حاجة 
عبد الرحيم :الشهر دا؟ انت بتقول ايه يا ابراهيم ازاي يعني الشهر دا و بعدين انت نفسك شقتك لسه مش جاهزه. 
ابراهيم بجدية :أنا فاهم بس انا شقتي ممكن تجهز في خلال تلات شهور بالكتير اوي و انا هقف على رأس العمال لحد ما يخلصوا كل حاجة و كل الأجهزة انا حجزها يعني مفيش داعي للتأخير  يعني و بعدين علشان كلام الناس أحيانا جيران و انا بشوف صدفه كتير و يعني انت عارف الناس مش هيسكتوا
عبد الرحيم ضحك و هو شايفه بقا دا ابراهيم اللي مكنش حاطط في دماغه موضوع الجواز اصلا هو نفسه اللي قاعد ادامه و بيدور علي حجج علشان يقرب معاد جوازهم 
عبد الرحيم بخبث:علشان الناس برضو! 
ابراهيم بصله و ابتسم 
عبد الرحيم :سبحان الله... الدنيا دي غريبه يبقى نصيبك في آخر الدنيا و فجأة بقدرة قادر يبقى ادامك... بص يا ابراهيم 
انت عارف انا بثق فيك اد ايه و بحبك بس انت مش هتبقى أغلى عندي من بنتي... 
صدفة انا و أمها جينا عليها الجامد اوي و مع ذلك لسه بتعرف تسامح و تحب... انا يمكن معرفش هي كانت عايشه ازاي مع والدتها بس انا عارف سهير أكيد كرهتها في حياتها.. بص يا ابني 
انا لما وافقت على الجوازة دي وافقت  علشان شفت في عنيها الفرحة و حسيت انك هتقدر تسعدها بس لو جيت عليها يا ابراهيم او زعلتها في يوم من الايام ساعتها صدقني انا مش هتساهل معاك أبداً
و مع اني شايف لهفتك و رغم الجنان اللي جابك و خلاك تطلب الطلب دا بس برضو انا من حقي اخاف عليها... 
ابراهيم :صدقني انا مستحيل اذيها أنا بس عايز يبقى في بينا حاجة رسمي أكتر علشان... 
سكت فجأه و هو مش عارف يقوله ايه، هو مش بالبحاجة اللي تخليه يقول انه عايز يبقى في حرية بينهم اكتر ميحسش بالذنب لو حضنها او مسك ايدها 
حاول يضبط نفسه فعلا لكن مبيقدرش ادامها بيحس بأقوى مراحل الضعف بيكون نفسه يقرب منها أكتر 
صدفة لذيذة جداً و كأنها قطعة مارشيملوا و أجمل، قربها مهلك له و مهلك لقلبه اللي بيطالب بيها و كأنها حقه... 
لكن ازاي يشرح كل دا لوالدها، لكن هو مش محتاج يتكلم باين كل دا عليه
عبد الرحيم يخبث :طب خليني افكر فيها يا ابراهيم و اقول لصدفة و لو ينفع نحدد معاد الفترة دي هقولك... بس انا كدا اخاف اسيبها معاك، حالتك كدا مطمنش... 
ابراهيم مرر ايده في شعره بتلقائية و هو بيحاول يتهرب منه 
صدفة كانت واقفه بعيد و على وشها ابتسامة واسعة و هي شايفاه ادامها مستعجل على جوازهم حتى بعد اللي عرفه.. 
لما حست انه يمشي بسرعة دخلت اوضتها. "بليل" 
مريم و والدها كانوا قاعدين سوا ييشربوا الشاي، صدفة كانت نايمة... 
مريم بدهشة:ايه الجنان دا... يعني ايه عايز يكتب الكتاب الشهر دا... 
عبد الرحيم :و ايه المشكلة يا مريم كل واحد ادري بنفسه... 
مريم :انا فاهمة قصدك يا بابا بس مش بسرعة كدا، أنا عارفة بس صدفة محتاجة وقت... 
عبد الرحيم :بالعكس انا شايف انها كمان بتحبه و الاتنين عايزين بعض... و الأفضل اننا نكتب كتابهم.. 
مريم بدهشة:غريبة... بقا هو دا ابراهيم اللي كنا نعرفه يا بابا... و الله لو حد كان حكي لي عمري ما كنت هصدق دا و لا كأنه بقا تلميذ وقع في الحب لأول مرة لا تصرفاته منطقية و لا اسلوبه.... الدنيا دي عجيبه اوي. 
عبد الرحيم بابتسامة:
الغاوي يروح لحبيبته اخر الدنيا مشي و اللي يعشق يا بنتي يرجع عيل صغير حتى لو كان شاب في التلاتين... صحيح القلب مالوش سلطان. 
مريم بضحك:لا و بنتك قادرة عرفت ازاي تخليه يدوب فيها و ينبدل حاله كدا ... 
عبد الرحيم بابتسامة:عقبال ما افرح بيكي يا مريم....علي فكرة هي كانت واقفه تتصنت و فاكره اني مش واخد بالي... ابقى اقعدي معها و شوفيها لو هي كمان موافقه و لو كدا نخليه اخر الشهر .. 
مريم :ماشي يا حجيج... انا هدخل انام علشان عندي حاجات كتير بكرا... يالا تصبح على خير 
عبد الرحيم :و انتي من اهل الخير... 
بعد اسبوع
مريم خرجت من البيت في طريقها للسوق علشان تشتري طلبات البيت، كانت سايبه صدفة نايمة لان داخل عليها دور برد. 
خرجت من البيت و هي بتبص للطريق اخدت طريق السوق. 
في نفس الوقت 
 أحمد كان لسه واصل عند البيت، جاي يبص على ابراهيم او بمعنى أصح جاي يشوفها بعد ما نزل اجازة من شغله لما شافها خارجة من البيت ابتسم بمراوغة و راح في نفس الطريق اللي هي ماشيه منه
كان بيراقب كل خطوة ليها و بيشوفها ازاي بتتعامل مع الناس 
مريم للفكهاني: طب هو البرقوق هينزل امتي يا عم جميل. 
العم جميل بابتسامة:عارف انك بتحبيه يا بنتي بس و الله انا مش لايقه خالص و اللي موجود غالي انا مش عارف اتفق مع التاجر و اجيب... 
مريم اتنهدت بضيق 
 :المشكلة ان مفيش حد في السوق كله معاه.... 
عم جميل: اول ما يبقي بسعر معقول أنا هكلمك و اقولك اني جيبته، أنا مش عارف يعني دونا عن الفاكهة كلها بتحبي البرقوق... 
مريم ضحكت بمرح:على رأيك يا راجل يا طيب... طب هات لي كيس هاخد مشمش.. 
وقفت تنقي المشمش بعناية لكن حست ان في حد بيقرب منها، بصت وراها شافت راجل في نص التلاتينات تقريبا، باين عليه اللئم
: قمر و الله... المانجا بكام يا عم جميل؟
عم جميل بضيق :غاليه عليك يا عزام... و ابعد بقا بدل ما كل يوم و التاني تعمل مشكلة.. 
عزام : مفيش حاجة تغلى عليا يا عم جميل دا انا المعلم عزام... هات لي كيس و بطل تطفش الزباين بلسانك اللي عايز قاطعه ذا. 
عم جميل بضيق:أعوذ بالله... خد 
قالها بضيق و هو بيدي له الكيس، عزام وقف جنب مريم و اتكلم باعجاب و خبث
:واقف لوحدك ليه يا جميل، تحبي أنقى معاكي المشمش يا مانجا... 
مريم بصيق:هو حضرتك تكلمني انا يا استاذ انت
عزام و هو بيحاول يقرب منها و بيتكلم بصوت واطي :وهو فيه مانجا هنا غيرك، ياريتني ادوق بس انت وافق يا جميل. 
عزام كان هيستكمل كلامه لكن فجأة حس بأيد بتقبض على كتفه و صوت عنيف وراه
: عايز تدوق يا حيلتها، تعالي و انا ادوقك... 
قالها احمد بغيرة و بدون اي مقدمات ضربه بجبهته بقوة على مقدمة جبهة عزام خلي عزام يقع على الأرض، مريم كانت بتبص له بدهشة و هي مش مصدقة ان هو واقف ادامها و عيونه مليانه شر و غيرة... 
عم جميل بسعادة:الله عليك يا حضرة الظابط، ايوة كدا اديله، ربنا يكفينا شره... 
مريم كانت هتتكلم لكن لقيته وبيمسك ايدها و بيسحبها وراه بغضب 
مريم :احمد... سيب ايدي مينفعش كدا احنا في الشارع... 
احمد بعصبية و صوت عالي :أنتي تخرسي خالص سامعه.. 
متقدرش تنكر انها خافت منه و فعلا سكتت بعد دقايق كانوا دخلوا العمارة و هو طلع لحد أدام شقة والدها 
مريم بخوف و غضب :سيب ايدي و كفاية فضايح لحد كدا... الناس هيقولوا ايه دلوقتي يلهوي... الجيران كلهم شافوك منك لله اعمل ايه دلوقتي، أنا عملت ايه يا رب علشان تبليني البلاوة السوداء دي يا فضيحتك يا مريم.... 
احمد بحدة :بس بقا ايه مبتزهقيش من الكلام و بعدين ايه القرف اللي انتي عامله في شكلك دا و ايه الجيبة دي و فرحانه بشعرك.. و لا فرحانه بنظراتهم عليكي... اتكلمي متجننيش معاكي. 
مريم :انت بتقول ايه... انت اكيد مجنون و بعدين انت مالك... و بعدين انا لبسي محترم غصب عنك... و أنا مسمحلكش تتكلم معايا كدا. 
احمد بغيرة:بس تسمحي للزفت دا انه يفضل واقف يتلزق و يتحر'ش بيكي عادي، بقا اغيب عنك عشر ايام ارجع القى اللي حصل دا... ما انا اللي غلطان اني سمعت كلامك بعد خطوبة ابراهيم و قلت سيبها في حالها بس لا... على جثتي... ما انا مش هتتجنن لوحدي كدا
مريم وشها احمر و هي مش مصدقة جراءته و وقاحته في الكلام 
:انت بتقول ايه... يخربيتك اللي هيسمعك هيقول ان فيه بينا حاجة و لا كأني معشماك بحاجة... 
احمد بخبث و هو بيقرب :و هو انت لسه معشمتنيش يا زبدة... 
مريم:لا دا انت مجنون رسمي و الله اصوت و ألم عليك الجيران انت حر... 
احمد بقلة حيلة:طب ليه بس... هو أنا عملت لك ايه... مش كفاية اللي انتي عملاه فيا من يوم ما شفتك و انتي مش رايحة عن بالي... انا عملت لك علشان تجنيني معاكي كدا
مريم بخوف ان حد يشوفهم و يفهم غلط:طب انا اسفة بس بالله عليك ابعد.. و امشي من هنا و انا اسفة انا و الله معرفش انا عملت ايه
احمد :جننتيني معاكي يا مريم... و برجلتي دماغي... هسافر ازاي تاني... انا مش عارف اشتغل بسببك كل ما اجي اعمل حاجة تطلع في دماغي.... اتفضلي ادخلي و اكتبي لي الحاجة اللي انتي عايزاه و انا هنزل اشتريها... يالا انجزي... 
مريم؛ شكراً انا مش عايزاه حاجة بس لو تسبني ادخل يبقى كتر خيرك. 
ابتسم احمد بتلاعب  و مال عليها و اتكلم بثقة : لا يا حبيبتي انا مش هتتعت من هنا خطوة واحدة الا لما تتفضلي تدخلي و تشيلي البلوك اللي انتي عمالاه على رقمي علشان انا عندي أرقام تانيه ممكن اكلمك منها بس مالوش لازمة علشان انا عارف إنك تسمعي الكلام يا زبدة  ... 
مريم بصت للسلم و هي خايفة ان حد ينزل 
:طب طب انا هشيل البلوك دلوقتي بس تمشي و بالله عليك كفاية جنان انا جتتي متلبشه.. 
و بعدين مش كفاية الفضيحة اللي انت عملتها في الحي دي... انزل ازاي تاني 
احمد بابتسامة :اوعدك اني همشي بس اني ابطل جنان دي تعتمد عليكي انتي.. يعني لو مثالا كلمتك و رديتي  علي طول مش هتلاقيني جاي هنا و عامل مصيبة... أظن كلامي مفهوم يا بطة.. 
مريم  :اه طبعا مفهوم... 
طلعت موبايلها بسرعة و شالت الحظر عن رقمه 
مريم: حلو كدا. 
احمد بابتسامة وقحة:شطورة يا مريوم... و مرة تانية متنزليش و فيه حاجة على شفايفك و الا انتي حرة. 
مريم دخلت بسرعة و هي بتستوعب اللي عمله، احمد ضحك و طلع عند إبراهيم 
اول ما قفلت الباب حطت ايديها على قلبها و هي سامعه صوت نبضاته القوية
:المجنون ابن المجنونة يلهوي اهدي يا بت عادي و بعدين هو مين علشان يومرني كدا 
ضربت ايدها على صدرها و شهقت باندفعا:
=يلهوي انا سمعت كلامه و اللي حصل حصل خلاص.... يا مصيبتك يا مريم... يا فضحتك وسط الستات اللمامة اللي شافوكي... تتبلي بمصيبة يا احمد يا ابن صفاء  .... يا فضيحتك في سيدي بشر يا مريم.... 
صدفة كانت واقفه أدام المراءة الصبح الساعة سبعة بتجهز لان ابراهيم هينزل يعدي عليها علشان يروحوا سوا للمستشفي يعملوا الكشف الطبي للمقبلين على الزواج 
و خصوصا انهم حددوا معاد كتب الكتاب بعد اسبوعين بسبب اصرار ابراهيم انه يكون في أسرع وقت 
رغم ان والدته كانت متضايقة من إصرارها دا و متنكرش انها كانت حاسة بالغيرة من صدفة انها بمنتهى السهولة قدرت تأثر بقوة على ابراهيم في فترة قصيرة و قدرت تخليه يوقف السجاير و بقت واخده كل وقته و معظم كلامه عنها، يمكن لانه إبنها الوحيد دا اللي مخليها غيرانة لكن بتحب صدفة في نفس الوقت و مبسوطة من الإنجاز اللي عملته معاه... 
صدفة لابست ماسك طبي لان عندها دور برد لكن قرب يروح لحاله... 
بصت لمريم اللي كانت نايمة بكسل 
:مريم يا مريم... 
مريم :ايه يا صدفة في ايه؟ 
صدفة :مش هتيجي معانا؟ 
مريم:لا و بعدين انتم يومين و كتبوا الكتاب اخرجي معه و عيشي يومين لان بعد الجواز هيبقى صعب تخرجوا. 
صدفة بدلال و ثقة انثوية :معايا انا الوضع مختلف يا حبي.. 
مريم ضحكت :على وضعك يا باشا... بس اخرجوا انتم و بعدين انا مبحبش جوا المستشفيات.. 
صدفة :طب ماشي، على فكرة او اتاخرنا في المستشفى ممكن نتغدا برا. 
مريم:ماشي انا اصلا مش هعمل اكل النهاردة لان فيه اكل من امبارح هبقي اسخنه على طول.. 
صدفة سمعت جرس الباب بيرن اتكلمت بجدية و هي بتاخد الموبيل و شنطة ايديها
:طب قومي بقا بطلي نومي، يالا انا ماشيه، ابقى فطري بابا و اديله دواه . 
سأبتها و راحت فتحت الباب بسرعة و على وشها ابتسامة :
_صباح الخير يا ابراهيم. 
ابراهيم بابتسامه واسعة:صباحك فل.. 
صدفة و هي بتقفل الباب :بالك رايق النهاردة يارب دايما... 
ابراهيم :بالي راق لما شفتك... 
صدفة بضيق:والله! علشان كدا مكنتش طايقني امبارح و قفلت على طول.. 
ابراهيم و هو يمسك ايدها و نازل:
و الله كان ضغط شغل. 
صدفة :ربنا يستر لما نتجوز متتقلبش كدا يا خوفي.. 
ابراهيم :حقك عليا بس بجد كنت مضغوط انا و عزيز امبارح... قوليلي جبتي الدواء بتاعك معاكي ممكن نتأخر .. و بطاقتك
صدفة بدلال :متقلقش كله تمام يا هيما.. 
ابراهيم كان ماشي في الشارع لما سمع كلمتها الأخيرة وقف و بص لها بغيظ
:بقولك ايه احنا في الشارع و بعدين وفري الدلع دا اسبوع كمان نكتب الكتاب و الا و الله  هتبقى مسئولة عن اللي هيحصل و بعدين راعي ربنا فيا شوية و بطلي تتكلم كدا، اقولك عايز الشويش عطية جنبي. 
صدفة ضحكت على شكله و طريقة كلامه 
ابراهيم بسعادة :صبرني يا صبر.. 
بعد مدة وصلوا للمستشفي لكن كان فيه زحمه كالعادة، ابراهيم حجز دور ليهم بصعوبة و لما حس انهم كدا كدا هيتاخروا بص لها 
:تيجي نضرب فول بالزيت الحار و طعميه سخنة... لان شكل الموضوع مطول..
صدفة :ماشي بس دورنا ممكن يروح علينا و انا مش هستحمل اكون ابعد من كذا.. 
ابراهيم :متقلقيش انا هظبط الدنيا.. 
سابها و راح كلم الموظف و بعدها دقايق رجع لها
:يالا بينا.. 
صدفة :عملت ايه؟ 
ابراهيم :و لا حاجة اديته رقمي و قلت له قبل ما دورنا يجي يرن عليا لو اتاخرنا.. 
صدفة :لله كدا! 
ابراهيم :هو لسه في حاجة لله في الزمن دا.. يالا يا صدفة.. 
بعد مدة 
كانوا قاعدين في محل صغير جنب المستشفى و أقدامهم اطباق "فول و فلافل و مخلل و بتنجان" و العيش 
صدفة كانت بتاكل و هي بتبص له 
ابراهيم مسك رغيف و اتكلم :عايزاه تقولي ايه؟ 
صدفة بجدية : أنتي ليه مستعجل على كتب الكتاب كدا؟
ابراهيم بجدية:خايف على نفسي من الرزيلة، بذمتك فيه واحد زي يخطب واحدة زيك و ميخفش على نفسه. 
صدفة :واحدة زي ازاي بقا يا استاذ ابراهيم ايه مش عجباك، لو مش عجباك نفضها سيرة. 
ابراهيم :مش عجباني! دا انت تعجب الباشا يا باشا . 
صدفة بخجل :طب اتلم و اسكت علشان و الله بتوترني. 
ابراهيم :ما انتي اللي بتسألي، غلط انا في ايه بس. 
صدفة و هي بتاكل الطعمية :صحيح يا ابراهيم هو انت ناوية على ايه.. 
ابراهيم :في ايه بالظبط؟ 
صدفة :في الشغل يعني... بتفكر ازاي في شغلك و ناوي على ايه. 
ابراهيم بثقة:بصي يا صدفة هو انا كان عندي هدف من زمان اوي و كأن اهم حاجة عندي.. بس حاليا هو مبقاش اهم حاجة و طلع في حاجات اهم لازم افكر فيها برضو. 
صدفة :ايه هو و ليه أهميته قلت.. 
ابراهيم :كان عندي حلم اني افتح مصنع للقماش... كنت مخطط له و مخطط لكل حاجة بس من مدة كل دا اتغير و أولوياتي اتغيرت صحيح لسه بفكر في الموضوع و برتب له بس اكتشفت ان في حاجة اهم عندي.. 
صدفة :حاجات ايه؟ 
ابراهيم :أنتي يا صدفة... و علاقتنا.. أنتي عارفه انا مكنتش حاطط الفكرة في دماغي اصلا و كنت ناوي افتح المصنع لكن لما لقيتك و يوم ما عيني وقعت عليكي كل حاجة اتغيرت و عرفت ان من حقي ادور على حاجة تكون سبب فرحي بجد
انا حتى معرفش ازاي، بمنتهى التلقائية لقيتك ادامي و حبيتك و فجأة بدأ عقلي و قلبي يحط تصورات أكبر و اهم
حط أدام صورة البيت.. اني يبقى عندي بيت دافي و زوجة اكون من اولويتها تحبني و تخاف عليا زي ما انا هحطها في عيني، و نفسي يكون عندنا اولاد... كتير... انتي عارفه انا نفسي في بنات لان مكنش عندي اخوات بنات يكونوا حلوين زيك و جدعين بنت بلد كدا... 
صدفة :انا بنت بلد! ازاي بقا و انا متربية برا مصر اصلا؟
ابراهيم بجدية :مين قالك انها محتاجة انك تكوني متربية جوا بلدك... اكبر دليل على انك جدعة الموقف بتاع عيسى و واقفتك في محل ابوكي... على فكرة انتي متربية على ايد حد مصري أصيل..
صدفة :خالي شوقي... خالي دا حتة سكره بجد لما تشوفه هتحبه اوي.. 
ابراهيم : ماشي يا ستي... انا اكلت... 
صدفة :و انا كمان... 
ابراهيم :طب يالا بينا ندخل المستشفى.. الاول تشربي ايه؟ 
صدفة :عصير قصب... 
ابراهيم :جيتي في ملعبي.. 
صدفة :بتحبه؟ 
ابراهيم :جداً... 
صدفة ضحكت و مشيت معاه راحوا المعصرة اشتري ليهم العصير و دخلوا المستشفى... 
           ______________________
بعد وقت طويل حوالي الساعة واحدة الضهر. 
صدفة خرجت من اوضة الكشف، كان ابراهيم واقف برا راح لها 
ابراهيم :أخيراً خلصنا... على فكرة انا مكنتش عايز اعمل التحليل دا و كان ممكن اخلي حد من صحابي يعملهولي بدل البهدلة دي و كمان لسه هنستنا اسبوع على ما النتيجة تظهر... 
صدفة بجدية :لا على فكرة انا مكنتش هوافق على الكلام دا و بعدين برضو احنا لازم نطمن، اه و صحيح انا اصلا بعمل شيك اب  على نفسي كل اربع شهور.. و لما نتجوز هنعمله سوا و انت كمان... و كمان لما نخلف يعني دا من القواعد الاساسية علشان نكون على نور... 
ابراهيم ابتسم و حس بدفي في كلامها و أنها مخططه لحياتهم 
:طب بقولك ايه انا واقع من الجوع، فيه مطعم بيعمل برجر إنما ايه تاكلي صوابعك وراه هو بعيد عن هنا شوية بس يستاهل نروح له يعني نص ساعة بالعربية.. 
صدفة :اوكي... 
كانوا هيمشوا لكن وقفوا فجأة على صوت واحدة بتنادي على إبراهيم و على وشها ابتسامة واسعة
قمر :ابراهيم... 
ابراهيم بص وراه لقى قمر بتنادي عليه، بص لصدفة و بأن عليه الضيق و كأنه مش عايز يشوفها 
قمر وقفت ادامه و اتكلمت بسرعة:عامل ايه يا ابراهيم... محدش بشوفك اخبارك ايه... وحشتنا
صدفة بصت له و بأن عليها الغضب و الغيرة و حطت ايدها على وسطها
ابراهيم اتكلم بسرعة و هو حاسس انه هيقع في المصيدة بسبب نظرات صدفة
  :انا بخير الحمد لله..اعرفك صدفة خطيبتي.. بنجهز لورق كتب الكتاب... 
قمر بصت لصدفة بتقييم متنكرش انها جميلة و دا خلاها تغير و تتكلم بخبث:
_اهلا يا آنسه... عايزاه اقولك انك محظوظة اوي، هيما دا بالذات تتجوزيه و انتي مغمضه عينك على ضمانتي. 
صدفة حست ان قمر بتنمر عليه فقربت منه بدلال لفت ايديها حوالين ايده و اتكلمت بتغنج
:مش محتاجة ضمنتك في حاجة يا حبيبتي، اصل مفيش واحد هتعرف هيما ادي شكلك انتي اللي متعرفهوش...صحيح كتب كتابنا يوم التلات بعد عشر ايام في بيت باب تحت بيت إبراهيم بالظبط بصي و انتي داخله العمارة لو بصيتي البلكونة اوضته انا بقا البلكونة اللي تحتها... 
و كأنها بتاكد لقمر انها قريبه اوي من إبراهيم رغم أنها كانت بتشيط و عايزاه تعرف مين دي لكن كانت بتتعامل بمنتهى الهدوء. 
قمر بضيق:اه يا حبيبتي الف مبروك.. اكيد هاجي انتي متعرفيش ابراهيم دا غالي عندنا ازاي.. 
صدفة بقرف:مش محتاجة تقولي... مش يالا يا ابراهيم و لا ايه.. 
ابراهيم :ياريت... 
قمر مدت ايدها تسلم عليه :الف مبروك يا ابراهيم.. 
ابراهيم حس بأيد صدفه بتضغط على ايه بقوه و كأنها بتمنعه من انه يمد ايده
ابراهيم بسرعة:معليش انا متوضي. 
قمر بصت لصدفة بغيظ :و ماله... سلام. 
ابراهيم شد صدفة و مشيوا و هي بتستحلف له لحد ما خرجوا من المستشفى 
صدفة بحدة و غيرة:ممكن اعرف مين الزفتة دي، و ازاي بتتكلم معاك كدا، و بعدين ايه هيما دي كمان... و لما انا اقولها تقولي اصبري لكتب الكتاب.. 
ابراهيم :دي قمر... 
صدفة بعصبية ضربته في كتفه:و الله... تصدق انا شكلي هفكر في موضوع الجواز دا تاني
ابراهيم ضحك بسعادة و هو حاسس بغيرتها لاَول مرة
:غيران و لا ايه يا وحش.. 
صدفة :وحش لما يلهفك يا بعيد... دا انت بارد و بتضحك كمان! 
ابراهيم :طب بذمتك مش هتموتي من الغيرة بس عندك حق انا برضو مش قليل
صدفة :ابراهيم متعصبنيش و الله اسيبك و امشي و بعدين و الله لو ما فهمتني مين دي و ليه بتكلمك كدا لاعمل مصيبة و انت عارف انا خريجة مستشفى المجانين.
ابراهيم :طب اهد بس أعصابك... دي يا ستي واحدة احمد كان عايز يظبطني مع معها لانه كان مظبط صاحبتها و دبسني في خروجة معه هي مره و الله و من زمان... 
صدفة بغضب :لا و انت سايب الباب موارب و شكلها لسه معجبه بيك. 
ابراهيم :طب انا مالي بس دا احمد... 
صدفة :ما هو حيوان هقول ايه.. عايز يظبط نفسه اوكي لكن يجرك معه للرزيلة
ابراهيم ضحك على شكلها لدرجة انه مكنش عارف يبطل ضحك
:أنتي هبلة يا صدفة... بس عارفه شكلك مزة و انتي غيرانه... و بتولعي كدا
صدفة :طب خاف بدل ما اولع فيك.. 
ابراهيم :يالا يا حبيبتي، خلينا نروح نتغدا... منك لله يا احمد جايب لي المشاكل دايما. 
            ====================
مريم كانت قاعدة في مطعم فخم على البحر و هي بتفرك في ايدها و بتتلفت حواليها خايفه ان حد يشوفها و هي قاعدة مع
 "احمد" بالاجبار
و خصوصاً انه كلمها الصبح و طلب منها تقابله و الا هيروح لها هو.
و نظراً لأنها متأكدة من انه مجنون و ممكن يعملها و ممكن يعمل فضيحة تانيه قررت تهاوده و تروح معه.
مريم بخوف و ضيق :
_ممكن اعرف انت جايبني هنا ليه و بعدين انت بتتهددني في الموبيل انت عارف انا لو قلت لبابا او ابراهيم ممكن يعملوا ايه.
احمد ببرود و بجاحة بعض الشئ :
_عادي يا حبيبتي انا علشان استحمل اي حاجة
كانت هتصرخ في وشه لكن حاولت تتماسك و اتكلمت بهدوء :
_يا مثبت العقل و الدين يا رب، حبيبة مين يا جدع انت.. انا نظرتي كانت في محلها، انت شكل مخك مفوت لو محتاج فلوس تروح تتعالج انا ممكن ألم لك إنما الجنان دا انا مش حمله.
احمد بابتسامة و سعادة:اهدي بس يا حبيبتي و بعدين أعصابك احنا لسه في البداية و انا خايف عليكي.
مريم :بطل تقول حبيبتي دي بتعصبني و بعدين انت بجح جايب البرود دا منين...
احمد بابتسامة و هو بيراقص حواجبه
 : من شغلي يا زبدة بلدي ما انا لو فضلت احط في نفسي كدا و اشيل على اعصابي هتجنن لازم ابقى بارد.
مريم بقلة حيلة:انت لسه هتتجنن ما انت مجنون و اللي كان كان...
سكتوا للحظات لكن احمد ضرب بايده على التربيزة و اتكلم بحماس و ضيق
:_وبعدين يا بت.. انتي هتتجوزيني امتى؟
مريم:بت انت بتقولي يا بت!
رقص حواجبه و اتكلم بمرح:و ست البنات كلهم بس مجاوبتيش
مريم بتعب اعصاب:انت اكيد عندك انفصام في الشخصية.. اول ما شفتك كنت لابس بدلة البحرية محترم و هادي قلعت البدلة بقت بجح و مجنون و صايع...
احمد بتمثيل مرح:لا مسمحلكيش و بعدين دا اكل العيش و بعدين انا عندي مبدأ و ركزي بقا علشان هتحتاجي الحاجات دي في المستقبل.. 
اللبس و البدل دا يعني لما يجي الشغل، نخلص شغل نركن البدلة في الدولاب و نعيش حياتنا... المهم خليكي معايا بقا أنا هاكلك احلى و الذ برجر ممكن تاكليه في حياتك...
مريم : و هو حد قالك ان احنا معندناش اكل في بيتنا و لا اي...
احمد بضيق و هو بيديها كيس بلاستك على شكل جوانتي... 
:بطلي رغي كتير و خدي البسي دا.. 
مريم اخدت منه الأكياس بضيق و لبستها لكن اتحولت ملامحها للدهشة و هي شايفه الويتر نازل بالأكل اللي متقدم بشكل شهي يجوع
و خصوصا البرجر قطعة اللحم كبيرة و عليها جبنه صفراء سايحة بشكل رومانسي و كمية البطاطس كتير و غرقانه جنبة
مريم بدهشة :ايه دا... دا كبير اوي هناكله ازاي دلوقتي و بعدين ايه كل البطاطس و الجبنة دي انا مستحيل اكل كدا... ايه كل الجبنة و الصوصات دي 
احمد و هو بيلبس الكيس البلاستك في ايده و على وشه ابتسامة واسعة
:بصي بقا و ركزي معايا، أنا بحب الجبنة دي جداً و بحب الاكل يكون سبايسي و جوسي 
احفظي بقا و متنسيش هتحتاجي الحاجات دي كلها في المستقبل لما نتجوز... 
مريم هزت رأسها بيأس هي اكيد وقعت في معتوه 
:هاكل ازاي دلوقتي دا كبير اوي و الجبنة فيه كتير.. 
احمد بابتسامة و حماس :هنهطل على نفسنا
مريم:ايه؟
احمد :هو دا اتيكيت اكل البرجر في المكان دا... بصي اعملي زي
قالها بحماس و هو بيمسك سندوتش البرجر و بياكل قطعة كبيرة و هو مستلذ بطعمه
مريم رغم أنها حست بالضيق من شكله لكنها فعلا بدأت تاكل بنفس الطريقة و الغريب انها كانت مبسوطة رغم انه مختل و مجنون بس لذيذ... 
كانوا بياكلوا و فجأة شافوا ابراهيم و صدفة واقفين ادامهم و صدفة بتبص لها بنظرات غريبة فيها خبث و استغراب 
احمد بص لإبراهيم اللي اندهش من اللي هو بيعمله و خصوصا كان فاكره شالها من دماغه بس شكله هو اللي دخل دماغها و قدر يأثر عليها... 
مريم اتكلمت و على بوقها جبنة و قميصها وقع عليه
:اوعوا تفهمونا غلط.. 
احمد بسرعة و خبث :ايه يا حبيبتي انتي خايفة تقولي لهم اننا بنحب بعض.. 
مريم وسعت عنيها بصدمة و بصت لصدفة و ابراهيم و هي مش عارفه تقول إيه بس كانت هتتوقع ايه من مجنون زي دا.
صدفة و مريم رجعوا البيت، مريم كانت متضايقة من الموقف اللي حصل كانت تتمنى ميحصلش، كانت متغاظة من أحمد لدرجة انها كان نفسها تقوم تضربه بعد ما قال إنهم بيحبوا بعض لكنها اعترضت و قالت إنه بيكدب و ان مفيش حاجة بينهم.
ابراهيم و صدفة قعدوا معاهم و فضلوا قاعدين و مفيش حد عايز يتكلم، ابراهيم طلب الغداء له هو و صدفة و كان بيتعامل بهدوء لحد ما الموقف يعدي و بعدها يفضل لأحمد...
مريم كانت قاعد في اوضتها لوحدها و هي متضايقة لأنها مكنتش تتمنى تبقى في الموقف دا أدام خطيب اختها رغم أنها متأكدة انه عارف انها محترمة بس موقف يضايق و يحرج.
صدفة فتحت الباب و دخلت، قعدت أدام مريم و فضلت باصه لها
مريم:بتبصيلي كدا ليه؟
صدفة :و لا حاجة بس كنت عايزاه اعرف ايه اللي حصل... انا مش قصدي أحقق معاكي و لا حاجة بس لو انتي عايزاه تحكي اوكي لو لا خلاص بس انا عايزاه اسمعك بجد و اعرف كل اللي جواكي ...و ايه حكاية احمد؟ و ليه خرجتي معه؟
مريم فضلت ساكتة للحظات و بعدت اتكلمت :
_بصي انا و الله معرفش ايه اللي حصل، بس هو في حاجة غريبة... ارتباك و لغبطة و احساس بالذنب... من يوم ما شفته منكرش اوي مرة شفته ارتبكت، بس انا مش البنت اللي تتشقط بكلمة حلوة و لا بكلام المراهقين دا
لما جاب رقمي و حاول يكلمني عملت له بلوك و يوم ما كنا بنجيب الشبكة حاول يتكلم معايا بس انا صديته و قفلت معه اي كلام ممكن يفتحه بعد الخطوبة غاب فترة و رجع، بس رجع متهور اكتر و مجنون و.
مريم بدأت تحكي ليها كل حاجة حصلت يوم السوق لما عزام حاول يضايقها و ازاي جرها وراه في الشارع و تهديده ليها انها ترفع الحظر و أنها ترد عليه
و اول مرة يخرجوا سوا و اد ايه كان مجنون و بيتكلم عن المستقبل كتير و هو جامع بينهم و كأنه واثق ان هيكون فيه حاجة بينهم.
صدفة؛ مريم أنتي مش شخصية ضعيفة و لا هبلة... اه يمكن يوم السوق دا كنتي مجبرة انك ترفع الحظر علشان تخلصي منه لكن بعد كدا كان ممكن توقفيه عند حدوده
يعني النهاردة هو كلمك و طلب منك تتغدوا سوا و الا هيجي و يعمل مشكلة،
 انتي كان ممكن تكلمي بابا او حتى تقولي لي انا او ابراهيم و هو هيوقفه عند حده، 
بس أنتى حطيتي لنفسك حجة انه متهور و مجنون و ممكن يجي فعلا يعمل مشكلة علشان كنتي عايزاه تقابليه مثالا.
هو اه شكلها رايحة منه و دماغه مفوته و مجنون شوية و ردود أفعاله غريبه و بارد بس دمه خفيف ... أنتي كنتي عايزاه تقابليه فعلا مش كدا؟ 
مريم سكتت للحظات بتوتر و كأنها دي الحاجة اللي هي خايفه منها و خايفه تواجهه، لأنها من جواها حاولت تقنع نفسها انها بتعمل كدا بس علشان ميعملش مشكلة. 
صدفة :مالك سرحتي ليه تاني؟ 
مريم :مش عارفه اقول ايه، خايفه اقول انه كلامك صح... و في نفس الوقت مش قادرة اكدبه... و خايفة اني اكون معجبه بيه رغم انه كارثة متحركة بس 
انا لأول مرة احس بالشعور دا ان في حد عايز يدخل حياتي رغم رفضي له مُصر و كأني شيء مهم بالنسبة له مش هكدب عليكي.
انا أتقدم لي ناس كتير و كنت برفضهم لان مكنتش بحس ان حد مناسب بس مفيش ولا واحد فضل ينط لي في كل حته... اه هو مجاش يتقدم بس حاول و اترفض بأسلوب حاد 
لكنه فضل مصمم يمكن دا اللي خلاني عايزاه اعرف ايه اخرتها معه... او يمكن  عجبني اسلوبه و دمه الخفيف... معرفش يا صدفة و رغم ان كل كلامي معه دبش بس ردوده غريبة.... 
صدفة ابتسمت و مسكت ايدها :
بس أنتي مش كدا يا مريم... أنتي بالذات.. أنتي عارفه لو بابا وصل له الكلام دا و انك خرجتي معه هيزعل اد ايه و هو اصلا تعبان، انتي عارفه يمكن لو انا ميزعلش كدا هيقول ما هي متربيه على ايد امها هستني منها ايه يعني.. لكن انتي هو رباكي على ايده... و بيحبك بيحبك اوي أضعاف مضعفه من حبه ليا... انا آه عارفه انه بيحبني بس عمره ما هيحبني زيك، بابا بيفرح بوجودك يا مريم بيفرج مجرد ما يشوفك 
أنتي عارفه سيبي كل حاجة تحصل زي ما المفروض تعدي بس لو أحمد بيحبك بجد و مُصر يدخل حياتك هيبقى نصيبك من غير مجهود منك... هو اللي هيبذل مجهود علشان انتي توافقي... 
مريم متكلمتش لكن قربت من صدفة و حضنتها بمنتهى الهدوء، صدفة حضنتها براحة 
:بس براحة البرجر كان جميل و انا و انتي بهدلنا هدومنا. 
مريم :على رأيه لازم نهطل على نفسنا ذا اتيكيت اكل البرجر... احكي لي بقا ايه اللي حصل معاكي انتي و ابراهيم... عملتوا التحاليل... 
صدفة :اه يا ستي، عملناها بس لازم نستنى اسبوع و هيبقى ابراهيم يروح يجيبها كان عايز يخلي حد من صحابه يخلص له الورق بدل ما نستنى بس طبعا انا رفضت.. 
مريم بغمزة:مستعجل اوي على كتب الكتاب قولي لي عملتي له ايه بس، دا ولا كأنك ساحره له... 
صدفة :أنتي مستهونه بيا على فكرة... يا بنتي انا مدوبه نص شباب أمريكا.. 
مريم:طب وطي صوتك علشان هو فوقنا لو سمعك هيجي يجيبك من افاكي... 
صدفة :و الله ممكن يعملها... اجعل كلامنا خفيف عليه يارب... 
مريم :يارب... انا هقوم اعمل العشاء بابا زمانه جاي و أنتي موبيلك بيرن
قالتها و غمرت لصدفة قبل ما تخرج، صدفة اخدت الموبيل و ابتسمت بهدوء و هي بترد على ابراهيم... 
    _________________________
مريم كانت واقفه في المطبخ و حاسة بالحزن لأنها يمكن تكون خذلت والدها باللي عملته و انها وافقت تخرج مع أحمد رغم أنها كان ممكن ترفض و يعمل اللي يعمله لكنها مشيت وراء قلبها... 
يمكن مكالمة ابراهيم لصدفة في الوقت دا نجدتها علشان تخرج و متكملش كلام معها، يمكن لأنها كانت خايفة ان قلبها يفضحها اكتر... او يمكن خايفة من مواجهتها لصدفة و كأنها بتواجه نفسها باللي خايفه تقوله... 
فاقت من شرودها على صوت الباب بيتفتح و باباها داخل و بيتكلم بترحيب
:اتفضل اتفضل يا ابني.. 
احمد ابتسم بسعادة و دخل معه 
مريم طلعت و بصت له بدهشة لانه كان معها قبل ساعة واحدة... و دلوقتي واقف جنب ابوها اللي مرحب بيه جدا 
احمد غمزلها و دخل قعد في الصالون
عبد الرحيم :ها تشرب ايه؟ 
احمد:لو كوباية شاي مظبوطة هيكون تمام اوي. 
عبد الرحيم :مريم كوبايتين شاي مظبوطين
مريم فضلت واقفه تبص لهم و هي مصدومه و مش فاهمة حاجة
عبد الرحيم :مريم! انتي سمعاني كوبايتين شاي... 
مريم بتوتر:ها! اه اه حاضر... 
دخلت وسابتهم قاعدين سوا، احمد اتنهد و بص لعبد الرحيم بجدية
عبد الرحيم :ها يا ابني قلت لي في موضوع مهم عايز تتكلم معايا فيه... اتكلم. 
احمد :بص يا عمي انا مش هلف و لا ادور.. انا كنت عايز اطلب ايد مريم بنتك... 
عبد الرحيم :طب مش تعرفني بنفسك انا كل اللي اعرفه عنك انك ابن خالة ابراهيم و ظابط... بس... ازاي عايزني حتى افكر في الموضوع. 
احمد: ما انا جايلك في الطريق اهوه... انا اسمي احمد منصور عبد السلام... عندي 28 سنة.. ظابط في البحرية... بسافر كتير بسبب شغلي...يعني مرتبي كويس الحمد لله.. و عندي شقتي فاضل فيها كم حاجة و تكون جاهزة من كل حاجة... بص يا عمي انا شاري مريم... انت اكيد هتسال عني و هتعرف كل دا... بس اللي انا عايزاك تعرفه اني عايز اتجوز بنتك و يشهد ربنا عليا اني هحافظ عليها... يمكن المشكلة الوحيدة اني هبقي مشغول معظم الوقت الا لما انزل اجازة.. و هي ليها حرية الاختيار.... 
عبد الرحيم بتفكير :طيب يا احمد سبني افكر في الموضوع و اسأل عليك برضو و بعدها اللي في الخير يقدمه ربنا... 
احمد :بس ياريت يا عمي في أقرب وقت لاني هسافر بعد كتب كتاب ابراهيم علي طول و لو حضرتك وافقت انا ممكن اجي انا و والدي و والدتي نقرا الفاتحة و لما انزل الاجازة الجاية نجيب الشبكة و نعمل الخطوبة. 
عبد الرحيم بجدية :و الله يا ابني انا هسال عليك و لو سمعتك كويسه أنا مش هيبقى عندي مانع رغم اني مخنوق منك... بس لو مريم وافقت يبقى على بركة الله. 
احمد :مخنوق مني انا! ليه بس يا عمي؟ 
عبد الرحيم :ياواد متستهبلش... و لا انت فاكرني راجل كبير و عجزت.... أنا لو عليا اقوم اديك قلمين على وشك اظبطك بس برضو بقول طالما جيه البيت و ماله.. 
احمد:طب انت وصلك ايه بقا... 
عبد الرحيم :وصلني اللي حصل في السوق و انك ضربت عزام علشان كان بيضايق مريم 
احمد بتلقائية :و هو دي حاجة تضايق دا انت المفروض تبقى فخور بيا! 
عبد الرحيم :كنت هبقي فرحان لو انت عملت كدا و خلاص إنما تمسك ايدها و تجرها وراك في الشارع و كأنها مراتك و لا خطيبتك دا اللي يخليني عايز اقوم اضربك مية قلم على خلقتك و بصراحة بقا أنا مش مقتنع... 
احمد بابتسامة :و الله انا مظلوم يا عمي،دا انا اتحط على الجرح يطيب.. 
عبد الرحيم :يا ولا! لا صعبت عليا.. على العموم أنا عديتها علشان بس أنت ساعدتها و بعدت الزفت اللي اسمه عزام عنها بس لما هي حكت لي مكنتش طايقك.. 
احمد فهم من اسلوبه انها حكت نص الموضوع بس و مقالتش حاجة عن موضوع تهديده ليها انها ترد على مكالماته و انهم خرجوا سوا النهاردة. 
احمد:طب ما تجربي يا عمي و الله انا مجدع و أعجبك اوي و بعدين اعتبره طيش شباب و مش هيتكرر.. 
عبد الرحيم :لما ابقى اسأل عليك... 
مريم :الشاي يا بابا.. 
عبد الرحيم :تعالي يا مريم.... 
مريم حطت الصينية على التربيزة و خرجت من الصالون بسرعة هي خايفة و مش فاهمة سبب مجية احمد عندهم... 
        ======================
فايزة بجدية:يعني خلاص كتب الكتاب يوم الثلاث الجاي. 
سعاد:اه يا فايزة... عبد الرحيم حدد مع ابراهيم و كلمني قالي و على فكرة هو زعلان منك علشان اسلوبك يوم الخطوبة مكنش حلو انتي كنتي قاعدة و كأنك مش طايقه نفسك و لا طايقه حد و كان باين عليكي اوي.. 
فايزة بحزن مصطنع:ما انا كنت زعلانه علشان معتز يا سعاد بس انتي عندك حق انا لازم اروح له و اصالحه و ابارك لصدفة بنفسي انا ميرضنيش زعل عبد الرحيم أبدا
سعاد رغم انها استغربت اسلوبها لكن فرحت 
:ايوة كدا يا فايزه لازم تباركي لها 
فايزة:بس هم ليه مستعجلين كدا في كتب الكتاب هم هيعملوا الفرح على طول برضو.. 
سعاد:لا الفرح كمان تلات شهور لسه بس هو ابراهيم اللي مستعجل و بعدين كدا احسن يا فايزة اصل انا ملاحظة ان هو بيحبها و هي كمان شكلها كدا يبقى الأحسن يكتبوا الكتاب. 
فايزة اتكلمت بهدوء رغم كرهها لصدفة بعد رفضها لمعتز 
:ماشي يا سعاد على بركة الله... انا هبقي اروح لهم و اصالح عبد الرحيم. 
سعاد:ماشي يا حبيبتي يالا اسيبك انا دلوقتي و هكلمك تاني. 
فايزة:و ماله سلام... 
قفلت الموبايل و اتكلمت بغضب 
:ماشي يا عبد الرحيم و الله لاخلي فرحتها دي تقلب بسواد و سي ابراهيم اللي مستعجل دا يبقى يوريني شطارته بعد الفضيحة اللي هتحصل... 
فتحت موبايلها كلمت حد و هي مش ناويه على خير  .... 
       **************************
في نيويورك 
شوقي:اخيرا الصفقة دي خلصت... انا كنت هفقد الأمل بس بصراحه انا يعجبني ذكائك في الشغل اوي يا سهير غير كدا لا... 
سهير بحدة:انت بتقول كتب كتاب صدفة بعد أسبوع...
شوقي:ايوة على ابراهيم فاروق انا جبت لك الملف بتاعه كله ادامك اهو... 
سهير:كلم شركة الطيران احجز لنا على الطايرة اللي نازله مصر... 
شوقي بص لها بخوف من انها تعمل حاجة تبوظ كتب كتاب صدفة 
:أنتي ناوية على ايه يا سهير... 
سهير بجدية و هي بتقلب في الملف بتاع ابراهيم 
:ناوية ارجع كل حاجة لاصلها و ارجع صدفه لمكانها الطبيعي مش بنتي انا اللي تتجوز بياع قماش طماغ عايز يضحك عليها ... يالا شوف اول طيارة نازله مصر هتكون امتى و احجز لنا عليها على فكرة انت هتيجي معايا... فات سنين طويله على اخر مرة كنا فيها في اسكندرية... 
مريم و صدفة كانوا قاعدين أدام والدهم اللي بص لمريم و بيشرب الشاي بخبث
مريم :احم... هو فيه ايه يا بابا.
عبد الرحيم :انا اللي عايز اعرف.. و ايه حكاية الجدع اللي دماغه رايحة منه دا...
مريم :لا حكاية و لا حاجة دا ابن خالة إبراهيم..هو قالك ايه
عبد الرحيم :أنتي عارفة انا شفت الجدع دا فين... كنت في المحل و جيه قعد يتكلم معايا في حاجات كتير و يسألني على بهارات كأنه قاصد يتكلم معايا و خلاص و بعد ما زهقت منه و قالي انه عايزني في موضوع مهم و مش هينفع في المحل و فضل معايا لحد ما قفلت و جينا...
صدفة :ايوه بس هو كان جاي ليه يعني؟
عبد الرحيم :طالب ايدك يا مريم... و مستعجل البيه.. عايزنا لو موافقين نبلغه على طول علشان يجيب اهله يقروا الفاتحة و بعدها يسافر لشغله و لما ينزل اجازة نعمل الخطوبة...
مريم :يطلب ايدي؟
صدفة بابتسامة :و انت ايه رايك يا بابا موافق يعني و لا ايه؟
عبد الرحيم :لسه هسال عليه لان حاسس كدا ان دماغه تعبانه...
صدفة :ابراهيم قالي أنه كويس، و أنه جد في شغله لكن برا الشغل بيحب يعيش حياته..
عبد الرحيم :اديني هسال عليه و اللي فيه الخير يقدمه ربنا...مريم! روحتي فين؟ 
لو أنتي رافضة الموضوع أنا هرفض من غير ما اسأل.. 
مريم كانت محروجة تقوله انها عايزاه تفكر و دا اللي صدفة حسته اتكلمت بسرعة
:خلاص يا بابا سيبها تفكر و اهو انت كمان تسأل عليه... 
عبد الرحيم :و ماله... بس انا حاسس انه مش عاقل كدا زي ابراهيم و دماغه ناقص منها برج.. 
صدفة بابتسامة :بس دمه خفيف و لذيذ...و بعدين شكله معجب يعني لانه جيه أتقدم لها على طول... 
عبد الرحيم :اللي فيه الخير يقدمه ربنا يا صدفة على العموم انا هدخل انام، صحيح عمتكم فايزة و عمتكم سعاد هيجوا بكراً عايزه تبارك لك و تفرحلك شوية... 
صدفة :بس انا بكراً مش هبقي موجوده اصلا و هروح للاتيلية اشوفهم ظبطوا فستان كتب الكتاب و لا لاء.. 
عبد الرحيم :ابقى اقعدي معهم شوية و قوليلها أنك خارجة... يالا عايزين حاجة
:سلامتك يا بابا... 
عبد الرحيم سابهم و قلم دخل اوضتهم. 
صدفة بخبث :جرئ... 
مريم:هو مين دا؟ 
صدفة :اللي شاغل عقلك... بس عجبني اللي عمله انتي لو مكنش جيه كنت هشوفه واطي و حلانجي اوي بس كويس... 
صحيح مش انتي بتقعي في حب السايكو في كل الكيدراما... و اهو جالك سايكو و كمان ظابط... 
مريم :أنتي بتهزري يا صدفة... 
صدفة :و مهزرش ليه... و بعدين انا فرحانة مش عايزاه حاجة تنكد عليا.. فافردي وشك كدا يا جميل، و تعالي ندخل اوضتنا... 
مريم:بالك رايق... 
صدفة :امم بحاول اروق اعصابي كدا قبل كتب الكتاب... حاسة اني محتاجة ابقى هادية أكتر، و بعدين انا لسه في حاجات كتير بفكر فيها و كنت عايزاكي تفكري معايا لأن حاسة اني قلقانة و متوترة... 
مريم:اومال في الفرح هتعملي ايه بقا... و بعدين هيما شكله مستعجل... 
صدفة :اسمه إبراهيم... 
مريم :غيورة اوي، و بعدين ما انتي امبارح كنتي بتقولي له يا هيما... و انتم بتتكلموا في الموبيل 
صدفة :أنتي كنتي صاحية؟ 
مريم:لا انا كنت نايمة و صحيت على رغيك و بعدين انتي رغايه اوي... يلهوي انا كنت هقوم اضربك من كتر الصداع هو مش بيزهق منك.. 
صدفة ابتسمت بدلال و هي بتلعب في خصلات شعرها
:توتو دا هو بيقولي اني نسمة.. 
مريم :ربنا يهني سعيد بسعيدة ...تعالي نعمل ماسك قهوة... 
صدفة :يالا بينا بس انا هعمل سندوتشات و نقعد نفكر في الحاجة اللي عايزنها طالما عمتو جايه بكراً يبقى مش هنفضي نفكر في حاجة. 
مريم :اوكيه... 
بعد شوية 
صدفة كانت قاعدة جنب مريم علي السرير و على وشها ماسك القهوة و مريم كذلك و بتكتب كل اللي هيحتاجوه في كتب الكتاب... 
لحد ما جيه اشعار على موبيل صدفة فتحته كانت رساله من خالها شوقي 
صدفة  بأريحية :دا خالوا. 
فتحت الرسالة لكن ملامحها اتبدلت فجأه و بقت باهته
مريم:في ايه.. 
صدفة :ماما نازله مصر على طيارة بكرة... 
مريم معرفتش ترد و لا تقول حاجة
صدفة :خالو بيقول أنها مش موافقه على ابراهيم و.....و مش هتسكت الا لما تبوظ الموضوع و ارجع معها.. 
مريم بضيق و عصبية :ايه الهبل دا... و بعدين هي فاكره نفسها مين علشان تيجي تبوظ كل حاجة و تمشي... و انتي مش صغيرة و اكيد مش هتسافري معها و ابراهيم مستحيل يوقف جوازكم مهما حصل.. انا مش فاهمة هي جايبه الجبروت دا كله منين
زمان تتخلى عني... و تاخدك معها و تكون متجاهله وجودك اصلا بوظت حياتي و حياتك.. و جايه دلوقتي علشان تفرقنا تاني بعد اربعه و عشرين سنه... مستخسرة اننا نفضل سوا... انا مش فاهمة هي بتفكر ازاي. 
صدفة حست بحزن و خوف حقيقي لأنها عارفه والدتها اد ايه ذكية و لما بتحط حاجة في دماغها بتعملها و فكرة انها تنزل مصر مخصوص يأكد لها انها مش ناوية على خير أبدا و هحاول تبوظ فرحتها و ممكن تعمل اي حاجة علشان ترجعها لنيويورك من تاني 
صدفة مسكت ايد مريم اللي كانت بتتكلم بغضب و اتكلمت برجاء
:هي تقدر تاخدني معها يا مريم... ماما تقدر تعمل اي حاجة هي عايزاها، طب و الفرح و انتي... انا مش هرجع تاني يا مريم... مش هقدر ارجع تاني.. 
مريم :اكيد مش هيحصل المرة دي انتي مبقتش طفله علشان تاخدك من بابا و تمشي... المرة دي انتي بقيتي كبيرة و تقدري ترفضي و انتي معاكي الجنسيه، و انا و بابا و ابراهيم و عمتو سعاد و شمس و كلنا مش هنسيبها تاخدك معها يا صدفة... حتى لو هي ذكية و حتى لو هي تقدر انا مش هسمح لها تاخدك... صدقيني مش هتقدر و بعدين فكي كدا في عروسه تبقى مبوزة كدة.. 
صدفة :انا خايفه تعمل حاجة.. تفتكري ممكن تقول على موضوع المصحة... او تتكلم في اي حاجة تخص حياتي قبل ما ارجع مصر.. 
مريم بتفكير:مظنش... بصي يا صدفة هي يمكن بتحب الشغل بس من كلامك أنها بتخاف عليك او بمعنى ممكن هي تضربك لو تزعلك بس مستحيل تخلي حد يزعلك او يكسرك و عندها استعداد تعمل كل حاجة علشانك... يعني مثالا البنت اللي أسمها فيونا دي مش كانت السبب في انك ادمنتي.. لكن ماما فضلت وراها لحد ما حبستها.. يعني مستحيل تكسرك أدام الناس يمكن اه في دماغها تفركش موضوع الفرح بس اكيد عندها طرق كتير... و اكيد في دماغها ان إبراهيم مش اد المقام علشان يتجوز بنتها اللي هتكون وريثة لشركتها و شغلها... 
صدفة :خالي بيقولي لو نكتب الكتاب الصبح بدري بس اكيد مش هينفع احنا حددنا بعد أسبوع ازاي فجأة نقول لا دلوقتي... حتى ابراهيم هيقلق 
مريم :بقولك ايه خليها تعمل اللي تعمله و الفرح هيتم في معاده و تبقى توريني شاطرتها بقا و بكراً هتروحي تشوفي الفستان و تبقى تعمل اللي تعمله و الله ما انا ساكته لها.. يالا بقا فكي 
صحيح الاغنيه اللي كنتي بتغنيها دي جميلة اوي و انتي صوتك جميل كنتي بتقولي ايه
"و ازاي بس اداري.. و ازاي يبقى جاري و اتشوق اليه..." بتحبي الاغاني القديمة أنتي.. 
صدفة :اه بس مش قديمة اوي بس لما لما سمعتها المرة دي حسيت بحاجة مختلفه
و ازاي يبقى جاري و اتشوق اليه... 
مريم :يا عيني على الحب... 
صدفة ضحكت و اتكلمت بجدية 
:يالا بينا نغسل وشنا و ننام بقا لاني تعبانه اوي... يالا و متزعليش انا مش هسمح لها تزعلك أبداً و بعدين هو انتي بتحلوي اوي و انتي زعلانة كدا ليه... يعينك يا ابراهيم اظن مش هيعرف يزعل منك... 
صدفة ابتسمت بقلق و اخدت نفس عميق و هي بتقوم معها علشان تغسل وشها...
      *************************
تاني يوم
سهير كانت قاعدة في الطيارة اللي راجعه بيها على مصر بصت لشوقي و اتكلمت بجدية 
:تفتكر عبد الرحيم وافق على الجوازة دي ليه؟ عايز يكسرني و يحس انه انتصر عليا و هو معه البنتين 
شوقي بضيق:اللهم طولك يا روح... و ليه متقوليش انه شايف ان الشاب مناسب و بيحبها.. 
سهير؛ حب! و هي صدفة تعرف تحب... دي عيلة صغيرة لسه لا تعرف لا تشيل مسئولية و لا تفهم يعني ايه حب
شوقي:سهير اظن كفاية لحد كدا... صدفة مبقتش صغيرة و بقا عندها ٢٥سنة... ودا اللي هي كان نفسها انك تفهميه.. و بعدين هو انتي كنتي فين و هي صغيرة و كانت محتاجاكي فعلا.. كنتي في كل بلد شوية 
اجتماعات و مشاريع و صفقات... إنما صدفة كانت آخر حاجة تيجي في بالك... دا حتى لما كانت بتتعب منك بيهون عليكي تفضلي معها
انتي ضيعتي أجمل أيام كان ممكن تعشيها مع بنتك و جايه دلوقتي تبوظي فرحتها... هي عملت لك ايه علشان تتعاملي معها بالبرود دا... فوقي يا سهير... صدفة متستهلش منك انك تعامليها بالاسلوب دا
و على فكرة انتي السبب في انها ترجع على مصر.. هي لو كانت لقت معاكي الحب و الاحتواء كانت هتحبك و هتحبك انها تفضل جانبك في الشغل و في كل حاجة 
لكن انتي كنتي عايزاه تعملي اللي في دماغك و خلاص و المهم تنجحي و تثبتي ان ليكي وجود حتى لو على حساب بنتك و التانية اللي انتي متعرفيش عنها... أنتي جايه بعد السنين دي كلها تتكلمي و تقولي بنتك... طب اصدقك ازاي 
و كل اللي همك دلوقتي هو انك ترجعي اسكندرية و تثبتي لعبد الرحيم انك اذكي منه و نجحتي عنه
 و أنه يكون بيجوز صدفة لإبراهيم بس علشان يكسرك... بس انتي كدا اللي هتكسري بنتك... انا خلاص تعبت انتي الكلام معاكي مبقاش له لزوم... 
سهير :انت ازاي تتكلم معايا كدا.. 
شوقي بضيق :معليش بقا نسيب للحظات انك اختي الكبيرة بس كان لازم تسمعي الكلمتين دول على الله تفوقي... 
       ***********************
عند صدفة 
كان في بنات كتير في البيت عند عبدالرحيم و البيت طالعه منه صوت الاغاني 
 سعاد و فايزة قاعدين في الصالة مع البنات و مريم قاعدة معها... 
صدفة خرجت من اوضتها بعد ما لبست علشان تنزل الاتيليه و تشوف لو فستانها جهز.. 
صدفة :انا نازلة انا بقا يا مريم.. مش عايزاه حاجة من برا. 
مريم:لا يا حبيبتي بس متتاخروش علشان انا شوية و نازله رايحة لواحدة صاحبتي.. 
صدفة :خلاص ماشي.. ياله سلام
مريم :خالي بالك على نفسك.. 
صدفة هزت رأسها و خرجت من الشقة.. 
بعد ساعة كانت وصلت الاتيليه و أكدت على التعديلات اللي هي عايزاها كانت راجعه البيت لكن موبايلها رن طلعته و ردت علي طول
صدفة :مين؟ 
بنت بخضة:انا رؤى صاحبة مريم... مش انتي اختها صدفة 
صدفة :ايوة انا... في حاجة مريم كويسه؟ 
رؤى :مش عارفه.. هي جيت لي من ربع ساعة و كانت تعبانه و قالت لي انها دايخة لكنها وقعت من طولها فجأة و انا مش عارفه اعمل ايه و موبايلها فاصل شحن بس انا اخدت رقمك من عندها بصعوبة... 
صدفة :ايه اللي انتي بتقوليه دا؟ طب انتي فين و فين عنوانك و انا هجيلك حالا ... 
رؤى :العنوان في شارع....... 
صدفة بخوف :اوكيه انا مش بعيدة عشر دقايق و اكون عندك... بس حاولي تفوقيها و لا اي حاجة... 
رؤى :حاضر انا بحاول اهوه بس متتاخريش.. 
صدفة قفلت معها رغم استغربها لكنها رنت على موبيل مريم كان مغلق... 
قلقت و بسرعة وقفت تاكسي و اديته العنوان حاولت تكلم ابراهيم لكنه مردش فبعتت له رسالة على الواتساب... 
بعد دقايق 
حاسبت التاكسي و نزلت بصت للعمارة و دخلتها
البواب بص لها باشمئزاز و اتكلم بضيق
:استغفر الله العظيم... يارب توب علينا من الأشكال دي... انا لازم اسيب العمارة دي.. ما هي لازم تكون فاضيه و ماهو طول ما هو مفيش غير الشقة الهباب دي مكنش دا بقا حالها.... استر على ولينا يارب.... 
صدفة خبطت على باب الشقة بهدوء و هي قلقانة و هتموت من الخوف على مريم ان يكون حصلها حاجة.... 
في البيت 
مريم كانت قاعدة مع عمتها سعاد و عمتها فايزة و هم بيتكلموا عن حاجات كتير
مريم :صدفة اتاخرت انا هقوم ارن عليها اشوفها فين.. 
سعاد:ماشي يا حبيبتي 
دخلت اوضتها بتدور على موبايلها لكنها ملقتهوش، استغربت لأنها فاكرة أنها كانت سيباه على التسريحة
طلعت من الاوضة باستغراب لكنها وقفت مندهشة و هي شايفاه على إلانترية.. راحت أخذته لكن لقيته مقفول 
مريم:هو ازاي مقفول و انا كنت فاتحاه و مشحون... غريبة!
صدفة دخلت البيت و هي حاسة بالتوتر متعرفش ليه لكن كانت حاسه بالقلق و كأن في حاجة مش كويسة هتحصل..
صدفة :هي مريم فين؟ اسمك رؤى مش كدا
رؤى ضحكت بسخرية :لا بس الصراحة جامدة..
صدفة أستغربت كلامها و لقت موبايلها بيرن، طلعته من شنطتها لكن اندهشت انها مريم لكن قبل ما ترد رؤى كانت اخدت منها الموبيل بسرعة
صدفة :ايه دا... أنتي بتعملي ايه هاتي موبيلي و بعدين ازاي مريم هنا و بترن عليا... أنتي شكلك نصابة و....
لكن قبل ما تكمل كلامها شافت شاب و بنت خارجين من الاوضة و هم بيضحكوا و ريحة السجاير كانت حرفيا ماليه الشقة و في اصوت ضحك طالعة من أوضة تانية
صدفة بسرعة راحت ناحية الباب علشان تخرج لكن رؤى وقفت ادامها و اتكلمت بخبث:
_في ايه يا مزة هو دخول الحمام زي خروجه ذا انتي شكلك غبية و هبلة طلعتي من غير ما تسالي على الشقة احب اعرفك يا حبيبتي، دي شقة المزاج العالي... العالي اوي
يعني كل اللي نفسك فيه هتلاقيه... و انا بقا مدفوع لي  علشان اظبطك متقلقيش احنا هنا بنحب ندلع زبونا...
صدفة بصت لها و كانت هتتكلمي لكن شافت واحد قاعد و بيبص لها بنظرات غريبة
الرجل:حلوة اوي يا رؤى... دي شكلها جديدة
رؤى بابتسامة:متغلاش عليك يا باشا بس خالي في علمك دي صعبة..
صدفة بحدة :اوعي من ادامي بدل ما اصوت و ألم عليكي امة لا اله الا الله.. أنتي فاكراها سايبه و لا ايه؟
الرجل قام و قرب منهم :بصراحة يا رؤى ذوقك في البنات اتغير اوي... يعني شكلها بنت ناس و حلوة اوي..
رؤى :أنا عارفة بس ايه رأيك دي هدية مني ليك النهاردة..
صدفة كانت هتصرخ لكن فجأة كتفها و كام نفسها
الشخص:و هديتك مقبولة يا رؤى...
قالها و هو بيحاول يشد صدفة لاوضة من الاوض، جيه شخص كمان في منتصف الثلاثينات و اتكلم بابتسامة
:و انا ماليش في الحب جانب... 
رؤى ضحكت بصوت عالي و سمعت رنة موبيل صدفة بصت فيه لقيته متسجل "هيما" 
رؤى قفلت الموبيل بسرعة و سابته على إلانترية، قعدت و طلعت كيس صغير فيه مادة بيضاء مخدرة و بدأت تشم، كانت بتسمع صراخ صدفة و صوت تكسير و زعيقها و هو بيحاول يخليها تسكت لحد ما ضربها على دماغها افقدها الوعي و طلع برا قعد جنب رؤى و اتكلم بجدية و هو حاطط ايده على ودانه اللي كانت بتجيب د"م
رؤى بدهشة:يلهوي ايه دا؟ 
قاسم:بنت ال... كانت هتقطع لي وداني.. مش تقولي انها جايه غلط.. 
رؤى :مش محتاجة كلام يا قاسم بيه.. دي بنت في واحدة كلمتني و اتفقت معايا اجيبها هنا و نلبسها مصيبة و مفيش احسن من كدا مصيبة و دفعت لي الفين جنية شكلها بتكرهها اوي علشان في نص الكلام قالت لي ان فرحها قريب و هي مش عايزاه يتم.. انت عملت ايه معها
قاسم و هو حاطط ايده على ودانه:و لا حاجة أنا كنت لسه بقرب لها لقيتها بدأت تصرخ و عضتني من وداني لما كانت هتقطعها قومت ضربتها على دماغها... بس الصراحة جميلة اوي 
رؤى :و من امتى الجمال له حظ! 
        ***********************
بعد ساعة الا تلت في المطار 
سهير كانت وصلت المطار في اسكندرية... خرجت هي و شوقي اللي كان بيرن على صدفة كتير و موبايلها مقفول
سهير:في ايه؟
شوقي:موبيل صدفة مقفول انا قلقان عليها اوي..
سهير:ادخل عليه و شوف موقعها..
شوقي بدهشة:أنتي عاملة على موبايلها تجسس..
سهير ابتسمت بسخرية:
_و انت فكرك انا بعد ما بنتي ادمنت المخد"رات هسيبها كدا تتعامل بنفس الحرية لا طبعا كان لازم ارقب موبايلها لاني عارفها متهورة و ممكن تؤدي نفسها في داهية تاني... 
شوقي:ممكن تنسى موضوع المخدرات دا بقا اظن كفاية... 
 سهير مهتمش و طلعت موبايلها كلمت حد تبعها 
:هبعتلك رقم تعرف لي موقعه بس بسرعة. 
قفلت المكالمة و بعتت الرسالة لنفس الشخص و بعد ربع ساعة رد عليها... 
:ايوة يا مدام سهير انا حددت الموقع في اسكندريه في "......." بس في حاجة عايز أبلغ حضرتك بيها.. المكان دا... احم يعني 
هي مكان مشبوه و البوليس راح هناك كذا مرة بسبب بلاغات ان في حاجات مش كويسه بتحصل في العمارة دي بس للاسف البوليس مقدرش يعمل حاجة.. 
سهير استغربت و اتكلمت و هي مش مصدقة لكنها كانت خايفة عليها فعلا
:انت بتقول ايه؟ ازاي الكلام دا... اتأكد تاني يا مرجان و ابعت لي اللوكيشن.. 
شوقي:مرجان! المهندس مرجان ... 
سهير ركبت العربية و بصت للسواق و اتكلمت بحدة
:اطلع على اللوكيشن دا بسرعة... 
شوقي:هو في ايه... مرجان قالك ايه؟ 
سهير بغضب :مش قلت لك انها غبية و بتورط نفسها كل مرة... لو سمحت.. احنا ادامنا اد ايه علشان نوصل لهناك.. 
السواق:ساعة الا تلت يا هانم... 
سهير :لا ما انا مش هفضل قلقانه كدا ساعة الا تلت... شوقي انت معاك رقم إبراهيم دا... اكيد معاك و اكيد ست صدفة بتخليك تكلمه على طول هو انا مش عرفاك. 
شوقي بضيق:ايوة يا سهير معايا و على فكرة هو شاب كويس و انا بكلم... 
شهير بحدة:انت هتحكي لي قصة حياتك انجز رن عليه و قوله يطلع على العنوان دا يشوف صدفة و لا يعمل ايه حاجة... 
شوقي فعلا عمل كدا و كلم إبراهيم اللي كان هيتجنن على صدفة لانه رن كذا مرة و موبايلها مقفول و لأنها بعتت له رسالة من مدة قالت فيها
"ابراهيم انا طلعت من الاتيليه هعمل مشوار كدا و هعدي على المحل بتاع بابا" 
لكنها قفلت موبايلها بعد كدا و دا جننه لكن لما شاف رقم شوقي بيرن رد بسرعة
ابراهيم بتوتر و قلق :الوا.. ايوه يا عمي 
شوقي:ازايك يا اب... 
سهير اخدت الموبيل منه بسرعة و اتكلم بجدية
:شوف يا استاذ ابراهيم... صدفة دلوقتي في **** و على ما اظن انها مورطه نفسها في مصيبة و انا ادمي ساعة الا تلت علشان اوصلها. 
ابراهيم :مين معايا؟ و بعدين انا مش فاهم تقصدي ايه ب مورطة نفسها في مصيبة دي
سهير بحدة:انا والدة صدفة... و بعدين بقولك بنتي في شقة مشبوهة انت فاهم.. ياريت تخلي عندك دم و تروح لها دلوقتي لو انت قريب أو اخلي حد يروح... ياريت تكون فهمت.. 
رغم اسلوب سهير المتهكم لكنه مهتمش بيها و بسرعة خرج من الوكالة ركب عربيته و طلع على العنوان اللي هي بعتته له... 
طلع العمارة بسرعة و هو مش عارف انهي شقة بس سمع صوت اغاني جايه من شقة معينة راح خبط عليها بقوة و اندفاع 
قبل عشر دقايق
صدفة كانت فتحت عنيها  و نايمة على السرير لكن حاسه انها مش قادرة تتحرك و حاسه بوجع في دماغها و عيونها بدأت تدمع لكنها كانت بتصرخ و تعيط بهستريه لكن بسبب الضربة مكنتش قادرة تقوم و بتنزف 
 و بلوزتها مقطوعة كانت خايفة و مرعوبة، كانت منهارة و هي بتعيط بهستريه و حاسة كان دا آخر يوم ليها و فجأة شريط حياتها كله كان ادامها و دموعها كانت بتنزل بهسترية و خايفة تكون نهايتها بالشكل دا... 
الباب اتفتح و دخل قاسم و حاول يتهجم عليها فضلت تصرخ بصوت عالي علشان كدا روي علت صوت الاغاني 
رؤى فتحت الباب بقلق من طريقة الخبط لكن ابراهيم دخل بسرعة و هو سامع صوت صراخها 
رؤى بقلق:انت مين يا عم انت و رايح فين؟ 
ابراهيم زقها بعنف من طريقه  لدرجة انها وقعت على الأرض، راح ناحية الاوضة اللي هي فيها و شافها نايمة و كأنها جثة هامدة  و هي بتعيط بهستريه و مش في وعيها حرفيا كأنها للحظات فقدت وعيها من تاني 
ابراهيم اول ما شافه اتجنن و بسرعة شده و بدأ يضربه بعنف و غضب كأنه هو كمان اتجنن،  ابراهيم  كان رمي قاسم علي الارض و بيضربه بعنف لدرجة ان قاسم فقد الوعي...
ابراهيم قام و هو بينهج و بيتنفس بسرعة، راح لها بسرعة و حاول يفوقها لكنه كانت بتنزف بقوة من دماغها 
ابراهيم :صدفة فوقي... صدفة .
عدي لحظات و هو بيحاول يفوقها لكن حس بأن دماغها بتنزف بقوة و خصوصا ان بالد"م اللي حواليها كان بيزيد 
لكن ابراهيم سمع صوت عربية البوليس... قلع البليزر بتاعه و  حطه على كتفها شالها و خرج من الشقة و فيه كذا شخص خرجوا من الاوض و هم بيجروا علشان ميتمسكوش في قضية آداب ..
ابراهيم مكنش مهتم بحاجة غيرها و أنه يوديها المستشفى 
لكنه لقى البواب بيشده و بيتكلم بجدية
:تعالي معايا..
قالها و فتح باب شقة مقفول و الاتنين دخلوا ، و فعلا البوليس قدر يمسك كل اللي كانوا موجودين
ابراهيم بعصبية:اوعي من وشي انت مجنون انا لازم اروح المستشفى 
البواب:البوليس لو شافك مش هيسبوه تمشي كدا بالساهل
ابراهيم بعصبية:افتح الباب يا راجل انت انت مش شايف شكلها.. افتح الباب بدل ما وربي هرتكب فيك جريمة
البواب و هو بيفتح الباب
:انا غلطان اني مش عايزك تتمسك
 فتح الباب و خرج و ابراهيم وراه طلع بسرعة
في نفس الوقت سهير كانت وصلت أدام العمارة لكنها شهقت برعب و هي شايفه بنتها فاقدة الوعي و بلوزتها مقطوعة و وشها احمر و عليه د"م كتير جدا
صرخت في السواق و اتكلمت بحدة
:أقف هنا...
السواق خاف منها و بسرعة وقف العربية أدام ابراهيم
سهير نزلت و مسكت ايد صدفة:هي مالها و ايه اللي عمل فيها كدا.. انطق...
ابراهيم بعصبية و غضب :خلينا نروح المستشفى الاول...
سهير هزت رأسها بالموافقه و ركبت العربية و ابراهيم اللي كان شايل صدفة جنبها
سهير:اطلع على أقرب مستشفى بسرعة...
السواق اتحرك على المستشفى، اول ما وصلوا ابراهيم دخل و هو مرعوب عليها و خصوصا ان دماغها لسه بتنزف بشكل مخيف 
 الممرضين اتجمعوا و جيهم بسرعة اخذوها على الترولي و سهير لأول مرة تعيط بالشكل دا  
الدكتور جيه و بص على حالتها و اتكلم بسرعة للممرضين 
:جهزوا العمليات بسرعة الحالة خطيرة... 
بعد ساعة
ابراهيم كان قاعد أدام باب العمليه و هو موطي رأسه و بيبص على الد"م اللي على ايده  و قميصه و هو مش فاهم ايه اللي حصل و لا فاهم ليه حصل... و ازاي اصلا حصل... 
دموعه نزلت و هو مش مصدق انها كانت بتتعرض للاعتداء و لولا مكالمة والدتها مكنش هيقدر يلحقها لأول مرة يحس انه ضعيف كدا و مقدرش يحمي البنت الي بيحبها 
مريم دخلت المستشفى هي و ابوها و شمس و احمد و سعاد و فايزة
مريم راحت لإبراهيم و اتكلمت و هي بتعيط بهستريه و حاسه بوجع 
وقفت أدام ابراهيم و اتكلمت بحرقة و هي مش مجمعه كلامها 
:ايه الدم دا... صدفة فين... انطق اختي فين... عملتوا فيها ايه... ميتخسرينها فيا... حرام عليكم.. هي مش من حقها تفرح و لا ايه...
ابراهيم دموعه نزلت و هو مش عارف يتكلم، عبد الرحيم قرب من مريم و حضنها بقوة
:اهدي يا حبيبتي هي اكيد هتكون بخير... اهدي... و ادعي لها... 
احمد بجدية:ابراهيم مينفعش كدا... امسح دموعك... انت لازم تكون أقوى من كدا... 
ابراهيم مقدرش يتكلم و قعد مكانه.. شوقي رغم حزنه و خوفه على صدفة لكنه كان بيبص لسعاد و هو حاسس بحزن و كأنه افتكر حاجة.... 
سهير كانت واقفه بعيد و هي بتعيط و خايفة و مرعوبة على صدفة... هي اه كانت قاسيه عليها بس هي أمها... و هي حتى مش قادرة تقف جانبهم و تلاقي اللي يواسيها لأنها كانت دايما بتختار نفسها و بس ... 
عدي حوالي ساعتين 
الدكتور خرج من العمليات و باين عليه التعب 
سعاد بسرعة:صدفة كويسه يا دكتور؟ 
الدكتور بص لهم بحزن و اتكلم بهدوء
:للأسف... الخبطة اللي في دماغها جيت في مكان حساس جداً و في أغلب و معظم الحالات اللي من نوع دا.. المريض بيفقد بصره... احنا عملنا ليها عمليه و قدرنا موقف النزيف لكن المكان دا حساس جداً و بياثر بشكل مباشر على البصر... انا آسف... واضح انها اتعرضت لصدمة و في الحالات دي الموضوع بيكون صعب
مريم من الصدمة فقدت الوعي و هي مش مستوعبة اللي الدكتور قاله... 
شمس قعدت جنب مريم و حاولت نفوقها و هي مش مصدقه اللي حصل  :مريم... فوقي يا بنتي.. 
في ركن بعيد جدا
فايزة كانت واقفه بتلطم على اللي حصل و مرعوبه ان صدفة يحصل لها حاجة او تموت.. هي مكنتش عايزاه كل دا يحصل.. هي بس كانت ناوية بعد ما صدفة تدخل الشقة دي البوليس يوصل و يمسكها في مكان مشبوه و ساعتها هتقدر تأثر على شمس و ابراهيم و تخليه يسيب صدفة 
كل اللي كانت بتفكر فيه انها تسوء سمعتها علشان تكسرها و تخليها توافق على إبنها و ساعتها يتجوزوا لكن مكنتش متخيلة كل دا 
فايزة :ايه اللي انا عملته دا... يلهوي لو البت ماتت.... يلهوي يلهوي... انا كنت عايزه مشكلة صغيرة افركش بيها الجوازة و مكنش فيه غير الطريقة دي اللي تخليه يسيبها... هتعملي ايه دلوقتي يا فايزة... روحتي في داهية... 
الليل عدي و لسه كلهم قاعدين أدام اوضتها ممنوعين من الزيارة، مريم كانت فاقت و قاعده جنب عمتها سعاد
الممرضة جيت و بأن عليها الضيق :
_انتم لسه هنا... يا استاذ مينفعش كل دا.. الساعة بقت واحدة و نص، ياريت تتفضلوا و الا انا هطلب لكم الأمن انا اسفه بس دي قواعد المستشفى و مينفعش تفضلوا هنا كلكم..
مريم برفض و تعب:انا مش همشي من هنا... مش هتحرك ...
عبد الرحيم :و انا كمان
ابراهيم :احمد خد ماما روحها و روح انت كمان و خد معاك الست سعاد و الست فايزة مالوش لازمة وجودهم دلوقتي...
احمد:حاضر... يالا يا جماعة... و أنا بكرا الصبح هجيبكم بس كدا مينفعش
سهير و شوقي كانوا قاعدين بعيد عنهم و سهير بتفتكر كل اللحظات اللي كانت قاسيه فيها مع صدفة و اد ايه كانت متجاهلها و كانت سايبها طول الوقت علشان اختارت نفسها و بس...
افتكرت لما صدفة جيت و قالت لها انها اتضحك عليها من واحدة صاحبها اتسببت في انها تد"من المخدرات، افتكرت كلامها اد ايه كان قاسي عليها.. و لما صدفة حاولت تنت"حر و لحقوها سهير كان عندها شغل مهم و صفقة كبيرة وقتها سابت صدفة مع خالها في المستشفى و راحت تكمل شغلها و بقت تتابع مع شوقي و تطمن عليها في الموبيل و رغم كدا صدفة كانت بتتعامل بمنتهى الهدوء و هي عايزاه بس الدنيا تعدي من غير مشاكل...
هي بس كان نفسها تكون سعيدة من غير مشاكل، كان نفسها ترتاح علشان كدا نزلت مصر بدون ما تفكر و رجعت لابوها و اختها
ابوها اللي رغم انه اتخلى عنها و هي صغيره لكن لما شافها حس اد ايه كان غبي.
سهير لأول مرة كانت تعيط بالحرقة دي لدرجة ان شوقي اندهش منها و مكنش مصدق ان هي دي أخته القوية اللي يعرفها لكنه مقدرش يتكلم و لا يواسيها.
الدكتور راح ناحية أوضة صدفة دخل يطمن على حالتها و بعد دقايق خرج
ابراهيم :ايه الاخبار يا دكتور...
الدكتور بتنهيده:الليلة دي لو عدت على خير عليها هتقدر تبقى كويسة دا بعيداً عن الأضرار اللي ممكن تحصلها بس حالتها صعبة... ادعولها.
مريم كانت بتعيط و هي مقهورة على اللي حصل و مش فاهمة ليه، يعني ايه الذنب اللي صدفة بتدفع تمنه علشان تفضل تعاني في حياتها كدا..
هي خلاص كانت بتحضر لفرحها و مبسوطة لكن فجأة كل دا اتغير و هي نايمة فى أوضة كئيبة في مستشفى...
ايه ذنبها في كل دا، مريم اكتر واحدة عارفه صدفة رغم أنها مقعدتش معها إلا شهور قليلة لكنها حفظتها، صدفة مكنتش تستاهل كل دا بس هو مكتوب
لأول مرة مريم احس ان قلبها هيقف من كتر الوجع و هي بتفتكر كل اللحظات اللي ضحوا فيها و لحظات هم و هم بيتفرجوا على الكيدراما سوا و مريم بتعلم صدفة تطبخ... كل حاجة كانت سبب في ان مريم تحس بقهر.
عبد الرحيم قعد جانبها و حضنها و هو حاسس بالذنب على كل اللي عمله مع صدفة حتى بعد ما بدأ يعاملها كويس كان برضو بيبن حبه لمريم أكتر من صدفة و رغم كدا هي كانت فرحانة جداً المقدار الصغير من حبه:
_اهدي يا مريم ان شاء الله هتكون بخير
مريم :قلبي وجعني اوي يا بابا.... هي ليه بيحصل فيها كدا... يارب هي مالهاش ذنب علشان كل دا..
عبد الرحيم غمض عنيه و هو حاسس بالحزن
لكن كله كوم و ابراهيم اللي كان واقف أدام اوضتها و هو بيبصلها نايمة على السرير و جسمها متوصل بالأجهزة، و كأنه عيل صغير واقف مستني والدته تيجي تمسك ايده و تاخده من المكان الكئيب دا...
غمض عنيه بحزن و سند رأسه على الازاز بتعب و هو مش قادر يعمل حاجة، تعب من اليوم دا و كأنه كابوس... و طبعا بعد ما البوليس جيه علشان يحققوا في الموضوع و طبعا هم حكوا للظابط كل حاجة...
           **********************
بعد يومين...
صدفة مكنتش لسه فاقت و الدكاترة بيتابعوا حالتها، مريم متجاهلة وجود والدتها و كأنها مش موجودة اصلا...
ابراهيم مسبش صدفة و طول الوقت جانبها و احمد بيروح المستشفى من وقت للتاني يزور مريم و يطمن على صدفة
ابراهيم :يعني ايه يا دكتور... يعني ايه مش عارف هتفوق امتى! ازاي يعني 
الدكتور بحزن:للأسف يا استاذ ابراهيم الحالات دي بعد التعرض لصدمة مع الخبطة بيكون صعب تحديد امتى المريض هيفوق لان هي نفسها رافضه انها تفوق و ترجع للحياة و دا بيبقى اشبه بالغيبوبة مش معروف امتى هيفوق و في حالات الجسم بيبقى رافض العلاج لكن هي موصلتش للحالة دي و دا يطمنا شوية و يدينا امل انها هتفوق قريب... 
ابراهيم :اللي هو امتى يعني... 
سهير :انا ممكن اسفرها باي مكان في العالم و ننقلها في طيارة مجهزة المهم تكون كويسه 
الدكتور:للأسف مش هينفع دلوقتي... لان دا هيكون خطر عليها و احتمال الوضع يبقى اسوء لو دا حصل... و كمان احنا هنا بنقدم لها كل الرعابة الطبية اللي محتاجها. 
مريم بحدة و غضب و هي بتقف ادامها :و أنتي مالك أنتي... مالك بيها... عايزاه هتاخديها تاني مش كفايه اللي عملتيه فيها و اللي هي وصلت له بسببك... أنتي فاكره انك أم... اوعي دماغك تهيي لك اني هسمح لك هتاخديها لأي مكان تاني... حرام عليكي اللي هي وصلت له دا بسببك.. 
انا مش فاهمة انتي ازاي لسه هنا و واقفه كدا بمنتهى الهدوء و كأنها بنتك بجد و كأنك كنتي أم ليها طول السنين دي كلها... كنتي فين انتي
عبد الرحيم :مريم بس كفاية كدا..
مريم بهسترية و انهيار :كفاية ليه... و كفاية عن ايه.... طب لو سكت عن اللي حصل لصدفة... مش من حقي اتكلم عني انا.. هو انا مش بنتك و لا انتي مكنتش حامل فيا.. هو أنتي محستيش بيا و لو لمرة واحدة... دا انا كنت يتيمة الام طول السنين دي كلها... أنا طول السنين دي كنت محتاجة لأم..بجد انتم الاتنين بتفكروا ازاي..
ازاي فكرتوا انكم تفرقونا انا و هي... كل واحد اخد واحدة و كأنكم بتقسموا ميراث... ايه اللي انتم فيه دا... حسبي الله ونعم الوكيل..
الدكتور بص لهم بحرج و مشي...
مريم راحت قعدت مكانها و هي مش متقبلة كلام حد فيهم و مش فارق معها غير صدفة
بليل
سهير كانت قاعدة جنب صدفة و هي ماسكة في ايديها و بتعيط و لأول مرة تتمنى لو كانت هي اللي مكان صدفة ندمانه على كل اللي حصل، عاشت حياتها نفسها يبقى ليها كيان و فعلا عملت كيانها الخاص لكن على حساب بناتها...
سهير :حقك عليا يا صدفة... أنا اسفة و الله العظيم اسفة انا مكنتش متخيلة ان كل دا هيحصل و لا تخيلت اننا نوصل لهنا في يوم.. و بعدين انتي على طول بتقعي و تقومي و كنتي زي القردة قومي بقا.. و أنا هعمل لك اللي انتي عايزاه كله..
عايزاه تفضلي في مصر اوكيه و انا بنفسي هجوزك الشاب اللي انتي بتحبيه بس قومي علشان خاطري بلاش علشان خاطري انا علشان خاطر مريم علي الاقل..
مكنش فيه اي ردة فعل منها، وطت رأسها بتعب و حزن...
بعد كم ساعة
الممرضة كانت قاعدة جانبها مخصوص بسبب سهير اللي قلبت الدنيا في المستشفى و خلت المدير و كل طقم الدكاترة يهتموا بحالة صدفة بسبب علاقتها...
وصل للمستشفى دكتور ألماني مشهور، سهير قابلته و وقفت تتكلم معه و تشرح له اللي حصل، الدكتور كان جاي لأنها طلبت من شوقي يعرف اشطر دكتور في جراحة المخ و الأعصاب و يحاول يخليه ينزل مصر و بعد يومين من الحادثة الدكتور فعلا كان وصل
الطبيب باحترام "بالالماني " :
_يجب على رؤيه الطبيب الخاص بها و التحدث معها و رؤيتها و حينها ساعطيك اجوبه عن أسئلتك مدام سهير...
سهير بجدية:دكتور ارجوك افعل اي شيء ما يهمني هو انقاذها فقط... رجاءً
الطبيب بابتسامة :لا تقلقي سيدتي، سأفعل ما بوسعي...
سهير هزت رأسها بالموافقة و الدكتور المختص بحالة صدفة وقف يتكلم معه و بعدها اخده لاوضتها و فضلوا يتكلموا، و الدكتور منبهر بعلاقات سهير لان الدكتور دا مش من السهل ابدا انه يجي لمصر و يتابع حاله لكن سهير قدرت تخليه ينزل و يتعامل بمنتهى الجدية معاهم و غير الاهتمام الغير طبيعي بحالة صدفة في المستشفى...
عبد الرحيم قرب منها و مد ايده ليها كوباية عصير
:خدي يا سهير...
سهير بصت له بيأس و اخدت منه الكوباية بقلة حيلة..
:عايز تقول إيه يا عبد الرحيم... جاي ليه؟ علشان تقول اني فشلت في تربية صدفة و في احتوائها و اني السبب في اللي حصل لها...
عبد الرحيم بتنهيدة:لا يا سهير مش جاي اقولك كدا... لو قلت كدا ابقى حقير اوي... لاني للأسف اشتركت معاكي في اللي عملناه دا... أنا و انتي غلطنا... و للأسف غلطنا دا نتيجة مجتش علينا احنا و بس لا دي طالت بنتنا... بناتنا...
صدفة و مريم... يمكن جوازنا من الاول كان غلط اصلا بس للأسف مبقاش فيه وقت للندم على اللي فات...
بس عارفة صدفة طلعت أقوى مني و منك.. على الاقل كانت عارفة تبتسم بعد كل اللي مرت بيه... و للأسف انا و انتي منستهلش بنت زي دي... فضلت تدور عليا و مياستش و قدرت توصل لي و رغم اني قابلتها بأسلوب وحش لكنها قررت تفضل و تكمل
ذكية و روحها حلوة و متسامحة ... للأسف يا سهير انا و انتي منستهلش نكون اب و أم... بس خلاص دا مش وقته.. المهم دلوقتي بناتنا... انا مش مستعد لخسارة واحدة فيهم.. لان لو خسرنا واحدة التانية هتموت معها... مريم تعلقت بصدفة و كأنها كانت بنتها الصغيرة اللي متعلقه في ديلها طول الوقت... مريم منهارة اكتر مني انا و انتي علشان كدا مش مستعد اخسر صدفة.. و أنا عارف ان انتي كمان مش مستعدة لدا.. خلينا ننسى خلافتنا شوية و نفكر فيهم...
سهير :تفوق هي بس يا عبد الرحيم.. تفوق
عبد الرحيم :أن شاء الله هتفوق ... ادعي لها..
تاني يوم
ابراهيم كان قاعد على الكرسي جنب السرير و ساند رأسه على السرير و هو ماسك في ايدها 
و عيونه بتبكي حاسس بالقهر لان دا اليوم اللي كانوا هيكتبوا فيه الكتاب افتكر كلامها عن الخطط اللي كانت عاملها لليوم دا و أنها نفسها تكون جميلة جدا و فستانها يكون مميز و عايزاه يكون في ناس كتير معها... كانت بتتكلم كتير عن اليوم دا لكن ياريته تم على خير...
صدفة بدات تحرك ايدها بضعف، ابراهيم اول ما حس بايدها قام بسرعة و بص لها لقاها بدأت تفوق بسرعة خرج من الاوضة و نادي على الدكتور اللي جيه بسرعة هو و الدكتور الألماني...
صدفة بدأت ترمش و هي حاسة بوجع و مش مستوعبة اي حاجة... كانوا كلهم واقفين و هم مستنينها تتكلم او تقول اي حاجة...
الدكتور:صدفة... حاسة بايه؟
صدفة عيونها اتجمع فيها دموع و لسه على وضعها لكنها شايفه ستارة سوداء و بس
صدفة بضعف وخوف :وجع... و ضلمه.. ضلمة... انا مش شايفه حاجة... مش شايفه اي حاجة...
الدكتور :اهدي يا صدفة... اهدي..
صدفة بدأت تفتكر اللي كان هيحصل لها و بدأت تصرخ و تعيط و هي مش شايفه اي حاجة، حاسه بخوف و رهبة و ضياع
صدفة بدموع :انا مش شايفه حاجة.... في ايه... أنا مش شايفة حاجة... حد يشغل النور... انا بخاف من الضلمة...
الدكتور :صدفة اهدي... جهزي ليها حقنة. مهدا بسرعة
صدفة كانت بتصرخ و كل اللي عشته جيه في دماغها و حضر عليها.. مريم بسرعة حضنتها بقوة و هي بتعيط
مريم :هتبقى كويسة متخافيش انا معاكي متخافيش من الضلمة... انا جنبك مفيش حاجة...
صدفة دموعها نزلت برعب:مريم... مريم انا خايفة... خايفة اوي...هو في ايه... ايه اللي حصل
مريم :محصلش حاجه و مش هيحصل حاجة تانية خلاص علشان خاطري اهدي... ارجوكي هتبقى كويسة...
صدفة :كانوا هيعتدوا عليا يا مريم... الحيوان كان...
مريم :ههشش متخافيش انا جانبك و ماما و بابا و ابراهيم كلنا معاكي... متخافيش هتبقى كويسه....
الممرضة ادت لها الحقنة و هي لحظات و سكتت و جسمها ارتخي لكن كانت بتبكي بصمت قطع قلوبهم...
الدكتور :انا آسف بس دا كان متوقع الإصابة بتاعتها خطيرة... و هي اللي عملت ضرر على البصر...
ابراهيم بسرعة:طب ممكن نعمل ايه... اي حاجة مش مهم التكاليف بس المهم تكون بخير.
سهير كانت بتبص له و حست انها كانت ظالمه لانه متحركش خطوة واحدة من المستشفى من ساعة اللي حصل و فضل جانبها، كلامه و حزنه و خوفه عليها كانوا اكبر دليل على حبه ليها
سهير:ممكن كلمة يا دكتور لو سمحت...
الدكاترة خرجوا معها و هي فضلت تتكلم معاهم كتير و هم بلغوها ان الحل واحد عمليه خطيرة بتتعمل نسبة نجاحها ٧٠ في المية و الدكتور الألماني فهمها انها لازم تأكد وقت قبل العملية علشان يقدروا يعملوها لو عايزين يضمنوا نجاحها و أنه مفيش في حاجة موكدة لكنهم هيحاولوا، رغم ان الاضمن انها تنسى موضوع العمليه دا دلوقتي خالص و تحاول تتعايش مع اللي حصل لان ٣٠ في المية نسبة مش صغيرة...
الوقت عدي و سهير بلغتهم بكلام الدكتور عن حالتها و كل واحد فيهم كان خايف و متردد مش عارفين ازاي هياخدوا القرار دا و ازاي هيبلغوها
تاني يوم
صدفة كانت قاعدة على السرير و هي باصه للاشي، مكنتش شايفه اي حاجة، دموعها كانت بتنزل بعد ما كل حاجة ضاعت... و بتفكر في ابراهيم هل ممكن يكمل معها و هي في حالتها دي... يعني مبتعرفش تطبخ و هو وافق و قال هتتعلم ... كانت مدمنه و قال إنها خفت و بقيت كويسه... مريضة نفسية و قال إنها هتتعافي معاه و حبها بكل اللي فيها... لكن هيقدر يكمل مع واحدة مش شايفه حاجة... حتى مش هتكون شايفاه و هو حزين و لا هتقدر تواسيه...
فكرت في كلام والدتها و انها غبية و متهورة و هنا لأول مرة تسلم الراية و تتأكد انها غبية و متهورة و تصدق كلام والدتها عنها
الباب خبط و هي سمحت له بالدخول...
ابراهيم قرب و قعد جنبها و هو ساكت
صدفة :مين؟
اول ما مسك ايدها ابتسمت و اتكلمت بهدوء :
_ابراهيم... شوفت اخرتها وصلت لفين يا ابراهيم... عرفت بقا انه مكنش مفروض نتقابل
ابراهيم سكت للحظات و بعدها اتكلم
 :على فكرة احنا اتاخرنا اوي...
صدفة :على ايه؟
ابراهيم :كتب كتابنا كان امبارح... أنا هكلم الماذون و يجي يكتب كتابنا يا صدفة
صدفة سحبت ايدها بسرعة :
_و تتجوز واحدة زيي...
ابراهيم :و انا أطول اتجوزك يا صدفة.. دا أنتي جيتلي زي الهدية من السما.. أنتي عارفة
انا قبل ما اقابلك مكنتش عارف يعني ايه اني احب حد و ابقى موافق على كل حاجة فيه
كنت متوقع اني هغير في البنت اللي هتجوزها و هطبعها على طباعي... بس محصلش
جيتي انتي و القدر لعب علينا و واحدة واحدة وقعت على وشي
حبيتك و انا معرفش انك كنتي مدمنه و لا مريضة نفسية... و حبيتك أكتر لما عرفت و بحبك اكتر و أكتر و أنتي في الحالة دي
و مش عايز نفتح موضوع الماضي تاني... لا المصحة و الوحدة و لا اي حاجة... عايز نبدا صفحة على مياة بيضا و انتي جانبي و بس
و بعدين انتي هتعملي العملية و هتبقى زي الفل و احسن من الاول كمان
و هنعمل فرح كبير... و هيبقى عندنا اولاد و هنحبهم اوي و هيكبروا بينا... بس أنتي لازم تكوني قوية علشان نقدر نكمل اللي جاي سوا.. علشان خاطري يا صدفة
صدفة :و لو العملية منجحتش...خلينا ناجل كتب الكتاب لو سمحت
ابراهيم :و لو منجحتش يا صدفة هتعملي ايه هتبعدي عني... و اهون عليكي تسبيني؟
صدفة بتعب:يا ابراهيم ريحني علشان خاطري..
ابراهيم :ريحي نفسك و ريحيني معاكي يا صدفة و خلينا نكمل اللي جاي سوا... لأن خلاص أنا مش هبعد عنك حتى لو انتي عايزه دا...
صدفة : انت عارف انا شايفه ايه يا ابراهيم.. مجرد شاشة سوداء و مفيش اي حاجة تانية.. انا نفسك مش موجود فيها... أنا هبقي عايشة في عالم و انت في عالم فاهمني...
ابراهيم و هو يمسك ايدها بقوة  :هتخفي و لو مخفتيش انا عندي استعداد اقتحم الستارة السوداء دي علشان اكون موجود فيها... انا عندي استعداد احارب الدنيا كلها علشان ابقى معاكي... ريحيني بقا يا صدفة تعبتيني معاكي يا صدفة..
صدفة قربت بهدوء و حضنته
:متسبنيش يا ابراهيم الضلمة مخيفة اوي...
ابراهيم غمض عنيه و سند رأسه على كتفها :مقدرش اسيبك يا ست الحسن، هتبقى كويسة، أنا جنبك على طول....
صدفة كانت قاعدة على السرير و الظابط "بهجت" قاعد ادامها و بيتكلم معها بجدية و فيه شخص بيسجل كلامها. 
بهجت بجدية:يعني أنتي مكنتيش تعرفي انك رايحة لشقة مشبوهة
صدفة :أنا لما روحت.. روحت بس علشان أختي انا رنيت عليها و موبايلها كان مقفول فعلا و مردتش عليا و بعت رسالة لخطيبي اني هتاخر لأننا كان مفروض نتقابل علشان نتفرج على فساتين الفرح و نحدد هنعمل ميكب فين...
بهجت :طب ممكن تحكي لي ايه اللي حصل لما دخلتي الشقة...
صدفة بدأت تحكي له اللي حصل و افتكرت اللي قاسم كان عايز يعمله فيها بدأت تعيط لحد ما ضربها على دماغها و ازاي كانت فاقدة القدرة...
دموعها نزلت بقهر
:أنا مش عارفة انا عملت ايه... و مش عارفه ليه حد ممكن يعمل فيا كدا، أنا مكملتش خمس شهور في مصر و عمري ما اذيت حد.
بهجت :قصدك ان اللي اتفق مع رؤى حد من صحابك او معارفك اللي برا مصر...
صدفة هزت رأسها بالنفي :مظنش... أنا لما سبت إنجلترا مكنش في اي خلاف بيني و بين اي حد... كان فيه بنت واحدة بس هي اتحبست في نيويورك ..
بهجت:ليه؟
صدفة :اتمسك معها مخد"رات و انا و هي اللي بينا كان علاقه بسيطة متوصلش لأنها تعمل اي حاجه و خصوصا ان زي ما قلت لك هي اتحبست...
بهجت:طب ممكن يكون حد من منافسين والدتك في الشغل و خصوصا انها بيزنس ومان مهمة و اكيد ليها منافسين كتير...
صدفة اتكلمت بتعب و ضيق  :معرفش.. معرفش انا تعبت.. و بعدين دا شغلكم انتم... انتم اللي مفروض انكم تعرفوا... انا تعبانة و محتاجة ارتاح ياريت كفاية كدا و كفاية بقا تحقيق... انا ضحية مش متهمة و خسرت عنيا ياريت بقا كفاية تحقيق.
ابراهيم :لو سمحت يا حضرة كفاية كدا...
بهجت بتفهم :انا مش ضدك يا صدفة انا عايز اوصل للي عمل كدا بس لازم تساعديني علشان نقدر نوصل له... و احنا بنحقق مع رؤى و قريب اوي هتتكلم لكن المشكلة انها ساكتة و مقالتش مين اللي حرضتها عليكي بس هنعرف... تقدري ترتاحي دلوقتي و اذا جد حاجة في الموضوع هيوصلك التفاصيل، بس ياريت تمضي على التحقيق .
صدفة هزت رأسها بالايجاب و هو أداها قلم، ابراهيم مسك ايدها و ساعدها تمضي في المكان المطلوب
استأذن و قام خرج هو و ابراهيم
صدفة غمضت جفونها و هي خايفة شعور غريب و كأن في حد اخد عيونها مش مجرد سواد... هو كأنها فقدت شى غالي و مهم.
دموعها نزلت و هي بتفتكر كل حاجة، كانت بتحاول تسامح والدتها على عملته و حاولت تسامح ابوها عن تخليه عنها و حاول تسامح نفسها لكن
مع ذلك حصل لسه الدنيا بتختبر قوتها و صبرها لكن المرة دي و كأن روحها بتخرج من صدرها و في حاجة بتعذبها من شدة الوجع، و الأسوء انها هتفضل في الضلمة دي ست شهور على الاقل علشان تعمل العملية و اللي مخوفها هو الحيرة هل العملية هتنجح و لا لاء... و لو منجحتش هتعمل ايه و ازاي هتتاقلم على الشعور دا...
اتنهدت بتعب و حيرة، لكن حست بأن في حد جانبها، اتكلمت بجدية
:مين؟
:أنا مريم يا صدفة... مش هاين عليا اشوفك كدا.. و أنا مش عارفة اعمل حاجة... و لا عارفه اهون عليكي اللي حصل..حقك عليا أنا.. حقك عليا لو بأيدي اعمل كل اللي انتي عايزاه بس متزعليش و لا اشوفك كدا..
صدفة :و انا كفاية عليا خوفك عليك يا مريم... دا كفاية اوي... أنا أصلا مش مصدقة ان بقا في حد بيحبني و خايف عليا، انتي عارفه انا كنت جايه مصر و انا عاملة زي اللي بيشحت الكلمة الحلوة و الاهتمام اللي يخلني احس اني مش وحشة و ان في حد بيحبني و يخاف عليا... بس لما جيت مصر اكتشفت ان في ناس كتير بيحبوني
انتي و بابا و عمتوا سعاد و طنط شمس و ابراهيم و ناس كتير... أنا بس مش عايزاه اكون حمل على حد يا مريم... مش عايزاه اكون تقيلة على قلب حد.. أنتي عارفه ابراهيم عايزنا نكتب الكتاب دلوقتي و عايز يسافر معايا و انا بعمل العملية و عايز يفضل جنبي و يوقف حياته عليا بس لو العملية دي منجحتش
انا هبقي أنانية اوي لو قررت اكمل معه و اخليه يعاني معايا، و لو حصل و انا بقيت حامل و.....
مريم بمقاطعة:هششش.. كفاية تفكير بقا و بطلي تحطي افترضات مالها لازمة و عيشي يومك... بلاش تضيعي واحد زي ابراهيم من ايدك لانه بيحبك اوي و عنده استعداد يكمل معاكي ايا كان اللي هيحصل فسيبي نفسك و وافقي على كتب الكتاب و الجواز يا صدفة، ابراهيم مش هيلقي زيك و انتي مش هتلقي حد يحبك اده.
صدفة : و انتي وافقتي على طلب احمد؟ 
مريم:لا و مش ناوية أوافق.. 
صدفة :ليه كدا دا شكله طيب و بيحبك و انتي كمان شكلك معجبة بيه. 
مريم :مش مستعدة يا صدفة، أنا عمري ما كان عندي ثقة في العلاقات دي، و لما شفت ابويا و امي و علاقتهم تعبت و مش مستعدة اتجوز و اخلف و ابقى انا و هو كل واحد في دنيته... هم ظلمونا يا صدفة
لما كل واحد اختار نفسه ظلمونا و كأننا حاجة من ضمن الحاجات و خلاص ملناش اولويه. 
صدفة :تبقى غبية لو وقفتي حياتك علشان شفتي حواليك تجارب مش ناجحة.. انا رغم اللي وصلت له بس لسه عندي أمل.. و عندي ثقة ان الحياة بتكمل بناء على اختيارتنا... و أنا اختارت اني افرح حتى لو هي مزعلاني ... أنا عايزاه اكون فرحانة و هفضل متمسكة بالامل الضعيف دا و مش هياس و انتي كمان يا مريم من حقك تفرحي و لازم تتمسكي بحقك دا و تعافري علشانه مهما قابلتك مشاكل... حتى ماما.. 
ماما يمكن هي كمان دورت على حلمها و عافرت علشانه و علشان تبقى مدام سهير سيدة الأعمال... و هي دلوقتي قدرت تكون اللي عايزاه يمكن الأسلوب كان غلط و يمكن النتايج كانت سيئة لكن هي فعلا عملت اللي عايزاه 
انا مقدرش اكرهها و لا أقدر اشيلها ذنب اللي حصل لي 
و انتي كمان يا مريم مش من حقك تكرهيها . 
مريم:أنتي اللي بتقولي كدا يا صدفه دا انتي اكتر واحدة اتضررتي من معافرتها وراء حلمها. 
صدفة بتعب:و علشان انا أكتر واحدة اتضررتي وصلت لمرحلة اني بقيت اعذر و افهم اللي قدامي... انا و انتي معشناش مع ماما شبابها و لا نعرف ايه اللي خلاها تتمسك بأنها تكون مستقلة... بصي يا مريم انا مش عايزاه افتح في دفاتر مقفوله من سنين لاني حقيقي مش قادرة و انا واثقة ان ربنا عادل و في يوم من الايام المظالم ف ليه افضل شايله غضب جوايا 
و انا عارفة ان حقي هيرجع لي... سبيها على الله يا مريم و افتحي قلبك لماما.. على فكرة هي بتحبك.. انا اصلا عرفت ان ليا اخت 
لأنها كانت مكلفه ناس يجيبوا ليها اخبارك و يعرفوا عنك كل حاجة.. و يمكن هي عارفة كل صغيرة و كبيرة في حياتك 
لكنها هتفضل لابسه قناع الست اللي مبتتهزش يمكن بسبب تجاربها في الحياة و يمكن لأنها مبتتهزش فعلا
ايا يكن مش هيفرق كتير... 
مريم :كنت فاكرة انك هتكوني غضبانه منها و كنت متوقعه انك تشيليها ذنب اللي حصل. 
صدفة :الضلمة اللي انا فيها دلوقتي غيرت حاجات كتير جوايا... شعور غريب يا مريم.. بقا فقدان نعمة واحدة من النعم اللي احنا فيها يغير فيا كدا... 
مريم :طب سيبك منهم بقا و تعالي احكي لك اللي حصل و انتى فى العمليات.. دا هيما كان هيموت عليكي.
صدفة :بعيد الشر عليه...
مريم :و مش عايزاه توافقي على الجواز دا انتي واقعه يا ماما...
صدفة ابتسمت و مريم قامت قعدت جانبها و حضنتها :متخافيش يا صدفة هتبقى كويسة و حتى لو مبقتيش كويسه هنفضل احنا جانبك... متخافيش..
       ************************
سهير كانت واقفه برا المستشفى و بتتكلم في الموبيل و باين عليها الوحدة و التصميم
:عايزاها تنطق يا مراد...  لازم البت اللي أسمها رؤى دي تقول مين اللي وزها على صدفة... تدخل لي حد معها القسم و تتكلم يعني تتكلم فاهم.
مراد:تمام يا مدام سهير و انا اول ما اعرف هتصل بحضرتك...
سهير :عايزاه اكون اول واحدة تعرف قبل ما البوليس يتحرك... اصلا انا بحب اصفي حساباتي بأيدي و بالذات اللي يجي علي بنتي اكله باسناني.
مراد:متقلقيش يا مدام سهير... انا هبلغك بكل التفاصيل اول ما اعرف.
سهير:تمام يا مراد و انا هستنا مكالمتك.
قفلت المكالمة و فضلت واقفه لوحدها تاخد اكبر قدر من الهواء و لأول مرة تحس ان جو اسكندرية وحشها اوي للدرجة دي  لكنها حاولت تتجاهل شعورها دا و دخلت للمستشفي.
         ***********************
بعد يومين
صدفة كانت قاعدة معاهَم في اوضتها في المستشفى، شمس و سعاد و مريم و والدها و ابراهيم حتى أحمد و فاروق رغم أنها مكنتش شايفاهم لكن كانت حاسه اد ايه هي محظوظة ان عندها ناس كتير بيهتموا بيها و بوجودها و باين اد ايه خايفين عليها.
ابراهيم :على فكرة احنا هتخرج من المستشفى بكرا يا صدفة و انا و احمد ظبطنا كل حاجة و هنكتب الكتاب بكرا خلاص..
صدفة :بسرعة كدا...
ابراهيم :بسرعة ايه؟ دا احنا اتاخرنا و بعدين مش كفاية اننا هناجل الفرح يبقى على لأقل فيه اي تصبيرة يا جميل.
فاروق بمرح:اتلم يا ولد...
احمد :سيبه يا عمي دا عريس و فرحان..
 مال على عبد الرحيم
_عقبال يارب... 
ابراهيم :لا انت متستهلش تتجوز بسرعة كدا... 
احمد :و النبي اسكت يا ابراهيم مش كفاية انها لسه مش مدياني جواب و محيرني معها.. شوية اقول خلاص توافق و شويه القيها اتجننت و رافضه... هيجرا لي حاجة. 
عبد الرحيم بحدة:دا ان كان عجبك! 
احمد بخبث و مرواغة:عجبني طبعا يا حمايا يا عسل انت... 
عبد الرحيم :انا مش عارف ليه يا جدع انت مش نازل لي من زور... حاسس انك بجح و الله اعلم. 
احمد:ظلمني و الله يا عمي دا انا بلسم. 
عبد الرحيم :ما هو باين عليك يا بلسم... أعوذ بالله من الأشكال دي.. 
صدفة ابتسمت بهدوء و هي حاسة بالراحة انها وسط عيلتها لكن اللي كان مزعلها هو اختفاء والدتها رغم ان خالها شوقي قالها انها مسبتهاش لحظة و طول الوقت مانت جانبها لكنها كانت محتاجة تتكلم معها و تطمنها. 
     *************************
عند سهير كانت قاعدة في كافية على البحر و هي سرحان لحد ما قعد ادامها مراد و اللي هو ظابط شرطة في القسم اللي رؤى محبوسه فيه
سهير:ايه الاخبار يا مراد... مقولتليش عرفت ايه؟ 
مراد:البت اللي أسمها رؤى انا وزيت عليها اتنين يقرفوها في الحبس و في الأول مكنتش راضيه تتكلم و لا تقول حاجة لحد ما قالت إن فيه واحدة دفعت لها الفين جنية علشان تكلم صدفة و لما تروح لها توز عليها حد من الناس اللي عندها... و قالت إن اللي دفعت لها دي اسمها فايزة... 
سهير بدهشك:فايزة مين؟ فايزة اخت عبد الرحيم؟! 
مراد:ايوة هي! 
سهير بغضب و هي بتقوم :بنت الك**، تمام يا مراد اعتبر اللي انت طلبته حصل و هتتنقل للمكان اللي انت عايزه. 
مراد بابتسامة :شكرا يا سهير هانم و انا في الخدمة في اي وقت.. 
سهير قامت و خرجت من الكافية و طلبت من السواق ياخدها لبيت فايزة 
بعد ربع ساعة
فايزة سمعت صوت خبط قوي على الباب و كان اللي بيخبط ناوي يكسر الباب، اتخضت و قامت تفتح لكن بمجرد ما فتحت لقت سهير ادامها بتركي شنطة ايدها و بتمسك فايزة من شعرها و هي بتدخل و بتقفل الباب وراها.
سهير بحدة و هي بتضرب فايزة بالقلم:
_بقا انتي يا عقربة اللي عملتي في بنتي كدا... شكلك نسيتي مين هي سهير و السنين اللي فاتت خليتك تفكري اني اتغير.. لا انا متغيرتش و لسه بعرف اضرب كويس اوي.
قالت جملتها و هي بتديها قلم تاني بغضب لدرجة ان فايزة صرخت بخوف منها لأنها عارفه انها قوية و مفترية و ايديها تقيلة
سهير بحدة :بقا أنا بنتي تتعمي بسببك أنتي.. انا عارفة انك شيطانه بس توصل بيكي لبنت اخوكي ليه...
كانت بضربها بقوة و غضب و هي مش شايفه حد و كأنها واحدة تانية غير السيدة الاستقراطية الأنيقة لا كانت واحدة شرسة و قوية و كأنها خناقة في حارة شعبية.
سهير :صوتي ما هو دا اللي انتي فالحة فيه تفضلي تندبي... كنتي عايزاهم يعتدوا عليها، فكرك بنتي هتسمح لحد يقرب لها غصب.. فوقي دي بنت سهير يعني على جثتها و مخيبتش ظني فيها و دافعت عن نفسها رغم أنها خسرت عنيها... انا بقا هدفعك التمن غالي اوي... هفضل تضربي فيكي كدا لحد ما يبان لك صاحب و ساعتها يبقى يوريني نفسه.
فايزة برعب :ابوس ايدك كفاية، أنا والله مكنتش عايزاه كل دا يحصل انا بس كنت عايزه افشكل جوازها من غير الاعتداء...
سهير حست بالغضب اكتر فمسكت شعرها بقوة لدرجة ان صرخة فايزة سمعت الجيران
:و انتي فكرك ان دا يشفع لك... لا دا يخليني انهشك باسناني عايزاه تكسري بنتي .. دا انا اقتلك فيها بس انتي اللي اخترتي يا فايزة.
الخناقة كانت قوية و سهير كانت قوية جدآ و قلبها قوي و كأنها فعلا مش خايفة من اي حاجة و كل اللي همها انها تحسسها اد ايه هي حقيرة و ضعيفة
بعد مدة البوليس وصل و بصعوبة فصل سهير عن فايزة اللي كانت فقدت الوعي و سهير خرجت من العمارة و هي رافعه رأسها كبرياء و ماشيه بغرور لأن بمكالمة واحدة خلت الظابط يسيبها تمشي بسبب علاقاتها
لابست نضارة الشمس و ركبت عربيتها
:اطلع على المستشفى..
السواق هز راسه بالايجاب و فعلا اتحرك على المستشفى
مريم كانت بتجهز حاجة صدفة علشان يخرجوا من المستشفى..
صدفة؛ متنسيش الشاحن يا مريم...
مريم بجدية:متقلقيش حطيت كل حاجة على فكرة في واحدة اسمها شهد رنت عليكي كتير اوي.
صدفة و هي بتلمس السرير و عايزاه تقوم :دي شهد صاحبتي، هو الموبيل فين؟
مريم راحت ناحيتها بسرعة و اديتها الموبيل:
الموبيل اهوه... عايزانى اتصل لك بيها..
صدفة هزت رأسها بالموافقة:
_ايوة هي اكيد قلقانة خليني اكلمها..
مريم فعلا اتصلت على شهد اللي ردت بسرعة اول ما شافت اسم صدفة و هي قلقانه عليها لان والدتها نزلت مصر هي و خالها شوقي فجأة و كأن في مصيبة  و لانها حاولت ترن على صدفة كذا مرة لكنها مردتش..
شهد بسرعة:تصدقي انك بايخة بقا لي اسبوع بحاول اتواصل معكي و انتي و لا هنا و انا هموت من الخوف عليكي بجد أنتي رخمه اوي.
صدفة ابتسمت و قعدت بمساعدة مريم اللي سابتها و خرجت تشوف والدها و تسيب صدفة براحتها مع صاحبتها
صدفة :وحشتني اوي..
شهد باندفاع:ما هو باين يا رخمه... تصدقي انا كنت ناوية اعمل لك بلوك من كل وسائل التواصل بسبب انك بتتجاهليني بالشكل دا بعتلك على الانستا، الفيس، الوتس، بحاول اكلمك فون و انتى مش بتردي بقا كدا يا صدفة للدرجة متضايقة مني طب انا عملت لك ايه... فهميني
صدفة :ما أنتي مش مدياني فرصة اتكلم اصلا... و بعدين انا اسفه يا ستي.. بس انا كنت في المستشفى الفترة اللي فاتت و لسه خارجة النهاردة.
شهد بقلق :مستشفى ليه؟ انتي مالك؟
صدفة سكتت و هي مش عارفه تحكي لها منين بالظبط بس نفسها تحكي لها عن كل حاجة و خصوصا خوفها من موضوع كتب الكتاب و أنها مش مستعدة تربط ابراهيم معها و هي مش ضامنه حاجة و لا ضامنه انها ترجع زي الاول و خصوصا ان الأمل في نجاح العملية مش كبير.
صدفة :شهد هو انتي ينفع تنزلي مصر؟أنا مش هعرف اقولك اي حاجة في التليفون و كمان محتاجاكي جنبي.. مش انتي اصلا كنتي عايزاه تنزلي و تتفرجي على اسكندرية ايه رأيك تنزلي دلوقتي..
شهد :بصراحة انا نفسي انزل و كمان عايزاك تفرجيني على كل مكان شفتيه و اهو نغير جو و معنديش مشكلة انزل هكلم مامي و ارتب معاكي بس سيبك من كل دا و احكي لي مالك... و ايه الحادثه دي.. صوتك هادي و دي حاجة تقلق.. احكي لي يا صدفة في ايه..
صدفة :أنا فقدت بصري يا شهد..
شهد :بطلي رخامه هزارك رخم..
صدفة بثبات :انا مش بهزر... انا فعلا عملت حادثة و مش شايفه اي حاجة.
شهد سكتت و هي بتحاول تستوعب
صدفة :علشان كدا انا عايزاكي جنبي أنتي صاحبتي و عرفاني كويس و مفيش حد هيفهمني ادك...
شهد:انا هحجز دلوقتي و هانزل مصر على أول طيارة...
صدفة اتنهد بتعب و هي حاسه ان الصداع بيستولي على دماغها من تاني.
:و انا هستناكي يا شهد، و هخلي حد من هنا يجي يستقبلك في المطار.
شهد:بس أنا مش مصدقة يا صدفة... قولي انك بتهزري مش كدا..
صدفة دموعها نزلت و هي حاسة بالضعف مكنتش عايزاه تظهر ضعفها ادامهم لكنها مبقتش قادرة، فضلت تعيط بهسترية، شهد لما سمعت صوتها هي كمان عيطت لأنها أكتر واحدة عارفه صدفة و عارفه كانت عايشة ازاي و مرت بايه و كانت معها في كل مرة من انكسارها و قوتها
 و يمكن صدفة كانت اكتر واحدة بتشجعها تعمل الحاجات اللي تفرحها و كانت بتحب الحياة رغم أنها مكنتش عايشه بأفضل شكل.
صدفة بدون ما تقصد ضغطت على الموبيل و قفلت المكالمة لكنها حاولت بسرعة تكلمها لكن رنت على رقم تاني و كان رقم الاتيليه لما البنت ردت عليها حست بالضعف انها حتى مش قادرة تتصل بشهد، قفلت الموبيل و غصب عنها فضلت تعيط.
حست بحد جانبها، اتعدلت بسرعة و اتكلمت بجدية
:مريم!
سهير كانت قاعدة ادامها على الأرض و هي بتبص لها بحزن و مش قادرة تتكلم
صدفة مدت ايدها حركتها ادامها بارتباك لحد ما لمست خد سهير، سكتت للحظات و هي بتحاول تعرف مين
صدفة : ماما!... ماما انتي بتعيطي؟ 
سهير مسحت دموعها بسرعة :لا يا صدفة مش بعيط...
صدفة بحزن و ضيق:لحد امتي هتفضلي تكذبي.. لحد امتى هتفضلي تستكي و تبعدي عني... و لا انتي مستنيه لما اموت.. انا مش كويسه على فكرة... و محتاجاكي جانبي، انتي اكتر حد مفروض تبقى جانبي... انا تعبانه اوي و خايفة.. خايفة اوي يا ماما... الضلمة دي مرعبة..هو انا مش بصعب عليكي ليه...
يعني انا فيا حاجة وحشه علشان تكرهيني كدا... كنتي قاسية عليا... كنتي قاسيه اوي مع اني كنت بحبك و كان نفسي اكون زيك و الله كنت بشوفك اهم حد في الدنيا، بس أنتي دايما شايفني صغيرة و اختياراتي كلها غلط... أنتي مدتنيش فرصه اصلا... أنا حتى لو غبية ف انا في النهاية بنتك
و لا هو حبك ليا لازم يكون حب مشروط.. انا مش عارفه انتي بتكرهيني ليه... حرام عليكي قولي اي حاجة انا هموت بالشكل دا مش قادرة استحمل و انا كدا....
انتي جيتي مصر علشان تفشكلي فرحي و اهو من غير مجهود كل حاجة باظت حتى ابراهيم أنا مش هوافق على اللي هو عايزه ارتاحي بقا... حياتي كلها ضاعت يارب تكوني مبسوطة...
سهير مردتش و بدأت تبكي بهسترية و حرقة على الحالة اللي وصلت صدفة ليها
:أنا أسفة و الله العظيم حقك عليا... انا بخاف عليكي كنت بشوف اختياراتك غلط علشان كنتي عايزاكي تكوني احسن واحدة في الدنيا مكنتش عايزاكي تبقى ضعيفة.. كنت عايزاه اوفر لك حياة افضل تعليم افضل كنتي بشتغل ليل نهار علشان أحقق حلمي مش هكدب عليكي، بس اني لهم حاجة عندي يا صدفة
صدفة دموعها نزلت و افتكرت كل لحظات البشعة اللي عشتها لوحدها
 :ازاي بس و أنتي اهملتيني في كل حاجة دا حتى لما حاولت انت"حر مكنتيش جنبي لما فوقت لقيتي خالي هو اللي جانبي، دا حتى لما اتحجزت في الصحة مجتيش مرة تشوفيني كأني كلبة جربانه مستهلش منك انك تيجي تشوفيني...
سهبر:مكنتش عايزاه اشوفك ضعيفه.. مين قالك اني مكنتش موجودة بس انا بكره الضعف.. مقدرش اشوفك مكسورة... عندي استعداد اموت و لا اني اشوفك بالشكل دا
صدفة قامت و اتكلمت بصوت عالي و غضب:
طب ما انتي مكنتش موجوده علشان تقويني... أنتي عايزاه تبرري موقفك و خلاص، أنا اعمل ايه دلوقتي... اعمل ايه باسفك دا... انا بقيت اخاف انا و الله العظيم كل لحظة بقت تكرر ادامي كل شريط حياتي... سؤال واحد بس انا كنت استاهل منك كل التجاهل دا... كنتي سبيني في مصر لو انا هعطلك عن حلمك و حياتك على الاقل كنت هبقي جنب أختي... لكن انتي عملتي ايه اخدتيني علشان ترميني في بلد غريبة و سط ناس غريبة و باردة
كانت بتمشي لكنها خبطت في الكرسي و وقعت جنب سهير و هي فاقدة القدرة على الكلام و اتكلمت بضعف و انهيار و هي بتحاول تمسك ايدها
:ماما انا محتاجاكي... ابوس ايدك متسبنيش أنتي لو سبتيني دلوقتي هحس اني يتيمة و انا مش هقدر استحمل الشعور دا تاني، احضنيني على الاقل..
سهير غمضت عنيها و هي بتعيط بقهر و بسرعة قربت من صدفة حضنتها بقوة، صدفة غمضت عنيها باستسلام
سهير:أنا اسفه يا حبيبتي... انا غبية بس مكنتش اعرف اني وصلتك للحالة دي، حقك عليا يا صدفة بس صدقيني انتي و مريم أغلى حاجة عندي حتى لو مقدرتش أظهر دا انا معنديش أغلى منكم من يوم ما حملت فيكم و انا كان كل هدفي ائمن لكم حياة كويسه بس مكنتش اعرف اني بخرب لك حياتك
صدفة بتعب :خبيني في حضنك يا ماما....
سهير فضلت تعتذر لها و هي حضناها و صدفة في عالم تاني لأول مرة تحس ان حضن والدتها دافي و للأسف دي اول مرة... 
مريم كانت واقفه جنب الباب، سهير بصت لها يحزن و شاورت لها انها تيجي رغم حزن مريم و غضبها لكنها راحت لها و قعدت جانبهم، سهير حضنتهم و هي حاسة اد ايه هي كانت غبية لما فرطت فيهم و قررت أن اللي جاي لازم يكون غير اللي فات...
مريم :صدفة اهدي يا حبيبتي، العياط غلط عليكي. 
          ***********************
تاني يوم 
سهير كانت رجعت مع البنات لبيت عبد الرحيم و هو مكنش موجود لانه كان في القسم بعد ما الشرطة كلموه و بلغوه انهم وصلوا للي اتسببت في اللي حصل لصدفة. 
دخل و كان معه ابراهيم و هو نفسه يشوف اللي عمل كدا و ناوي على شر..
بهجت:اهلا يا استاذ ابراهيم اتفضل يا حاج عبد الرحيم.
ابراهيم قعد هو و عبد الرحيم
ابراهيم :حضرتك كلمتنا و قلت انكم قبضتوا على الست اللي اتفقت مع رؤى علي عملوه في صدفة... ممكن نعرف مين؟
بهجت:انا الاول عايزك يا حاج تمسك نفسك و تعرف ان الطمع لما يملي قلب حد ينسى البني آدم الرخيص صلة الرحم.
عبد الرحيم :يعني ايه وضح كلامك تقصد ايهو بعدين ايه علاقة دا بصدفة .
ابراهيم كان حس انه حد قريب من عبد الرحيم و توقع فايزة لان والدته قالت له ان فايزة دي غريبة و كل ما كانت تتكلم معها، كانت بتتكلم بالالغاز و بتحاول تسوء سمعة صدفة ادامها لكن كان حاسس بالنور من الفكرة انها ممكن تعمل كدا في بنت اخوها الوحيد.
بهجت طلب من العسكري يدخل فايزة اللي كانت حرفيا متشلفطة بسبب سهير و لأنها وصت عليها في الحجز انهم ميسبوهاش الا لما يعملوا معها الواجب.
بهجت:اللي عملت كدا هي فايزة.. اختك يا حاج عبد الرحيم.
عبد الرحيم بص له بدهشة هو عارف ان أخته مش ملاك و أنها مش كويسه لكن عمره ما توقع ان الضربة تيجي منها و خصوصا انه مكنش بيزعلها طول عمره و هو بيراضيها رغم أنها كانت بتنصر جوزها عليه لكنها أخته.
فايزة دخلت و بصت في الأرض بخوف و رعب
عبد الرحيم قام وقف ادامها و هو حاسس انه مش متزن لكنه بمنتهى القوة و لأول مرة رفع ايده عليه و ضربها بقوة خلاها تقع على الأرض 
عبد الرحيم بغضب :انا عملت معاكي ايه علشان تعملي ف بنتي كدا... انا كنت عارف انك مش بتحبيهم بس ليه... صدفة الغلبانه دي ذنبها ايه علشان تعملي فيها كدا... عايزاهم يغتصبوا بنت اخوكي... ليه.. عايزهم يدنسوها ليه كل دا علشان مش عايزين يتجوزوا ابنك..
يا شيخة منك لله، دا انا عمري ما رضيت ازعلك رغم كل اللي عملتيه فيا.. يا خسارة يا فايزة... يا خسارة... دا انا اخوكي من دمك تعملي فيا كدا
فايزة متكلمتش و سكتت و كأنها خسرت كل حاجة فعلا حتى ولادها لما عرفوا اللي هي عملته مكنوش مستوعبين و معتز رغم انه طمع في خاله بسبب كلام والدته
لكنه انصدم من تفكيرها اللي وصل بيها انها تعمل كدا في صدفة و يمكن دا فوقه و خلاه يفتكر ان عنده اخت.
العسكري جيه اخد فايزة و عبد الرحيم مشي هو و ابراهيم بعد ما خلصوا الإجراءات و عبد الرحيم حاسس بالغدر من كل اللي كانوا حواليه..
ابراهيم بجدية :
هون على نفسك يا عمي... اللي تنصر جوزها على اخوها و تقلل من اخوها و تطمع فيه متستهلش انه يزعل عليها و بعدين احنا دلوقتي عندنا حاجات اهم... لازم نفضل جنب صدفة و مريم و كمان والدتهم لازم تكون معاهم.. صدفة الفترة الجاية مش هتكون ساهلة عليه و لازم نكون معها علشان تبقى مؤهله نفسيا للعملية
و لو سمحت انا عايز اكتب كتابي انا و صدفه يعني مش هنفضل مخطوبين كدا و بعدين اوعدك اول ما تقوم بالسلامة انا هعمل لها كتب كتاب مفيش زيه و كل اللي هي عايزاه أنا هعمله بس خلينا دلوقتي نكتب الكتاب.
عبد الرحيم بابتسامه :مش خايف لما تعمل العملية متنجحش و ساعتها مش هتقدر تشوف تاني...
ابراهيم :حتى لو لا قدر الله حصل.. يا عمي انا يوم ما فكرت في صدفة جيه في بالي حاجة واحده انها تكون معايا في الحلوة و المرة و بعدين لو لا قدر الله حصل اللي خايفين منه انا هبقي عنيها و هي قلبي علشان خاطري خلينا نعدي على الماذون دلوقتي و نروح على البيت.. صدفة لازم تتأكد اننا هنفضل جانبها اي كان اللي هيحصل و دا هيفرق معها بجد.
عبد الرحيم ربت على كتفه بود :ربنا يباركلك يا ابني...
ابراهيم ابتسم و فعلا راحوا على مكتب الماذون اخذوه و طلعوا على بيت عبد الرحيم.
مريم فتحت الباب و بصت لابراهيم و الماذون باستغراب لكنها متكلمتش و هم دخلوا الصالون...
سهير:ايه اللي بيحصل دا؟
عبد الرحيم بجدية :هنكتب كتاب صدفة و ابراهيم.
سهير :ابراهيم انا عايزاه اتكلم معاك شويه ممكن.
ابراهيم :ايوه طبعا..
سهير:اتفضل معايا...
دخلت معاه لاوضة الصالون
في اوضة صدفة
مريم دخلت بسرعة و غبي وشها ابتسامة
مريم:صدفة.. صدفة قومي
صدفة :في ايه.
مريم :ابراهيم جايب الماذون برا و عايزين يكتبوا الكتاب....
صدفة....
في الصالون
ابراهيم و سهير كانوا قاعدين و سهير بتبص لإبراهيم بجدية و تقييم، رفعت نظرها و بصت له
سهير :بص يا ابراهيم أنا اتولدت هنا في اسكندرية و عشت نص عمري فيها و بعرف كويس اقييم الشخص اللي ادامي بحكم شغلي... انا ايه اللي يخليني أوافق على جوازك انت و صدفة و بعيد عن موضوع الحب لاني مش بثق فيه اوي، ايه اللي يخليني أوافق انك تتجوز بنتي و ايه اللي يثبت لي انك المناسب ليها...
ابراهيم بهدوء :بصي يا سهير هانم...
انا كمان هكلمك بحكم شغلي و بعيد عن الحب..
أكتر حاجة تخليكي تثقي فيا اني هكون مناسب ليها هو وجودك انتي و الحاج عبد الرحيم و دا سبب واحد..
سهير:مش فاهمة قصدك؟
ابراهيم :انا عارف انك بتحبي صدفة جداً و تخافي عليها و امك عندك نفوذ و سلطة تخلي اي حد ياذيكي يروح وراء الشمس، زي ما عملتي مع فايزة و متسالنيش عرفت منين انك انتي اللي خليتي رؤى تتكلم و لا تسأليني انا عرفت منين لان زي ما انتي ليكي نفوذك و عيونك في كل مكان
انا كمان ليا...
انا عارف انا عايز ايه و عارف ناوي على ايه في المستقبل و مخطط لحياتي و لشغلي و بحب جداً استغل الفرص
و اظن انتي قبل ما تقعدي معايا القاعدة دي عرفتي عني كل حاجة 
و يمكن قبل ما تركبي الطيارة و تنزلي مصر كمان. 
سهير ابتسمت و حست انه شخص ذكي فعلا و طريقته في الكلام بينت لها أنه مش شخص سلبي.
ابراهيم :بس فيه حاجة اهم لازم تعرفيها...
سهير:اي هي؟
ابراهيم :يمكن انتي مش مهتمه اذا كنت بحبها و لا لاء بس صدقيني انا لو مش بحب صدفة عمري ما هكون المناسب ليها، اه هتعمل معها بما يرضي الله و هحاول أسعدها لكن انا عارف نفسي لو مكنتش بحبها مكنتش هفضل متمسك بيها كدا.. انا فيا مشاكل و كنت بدخن.. و أحيانا مع ضغط الشغل ببقى عصبي بس الغريب اني بنسي كل دا لما بشوفها
لأنها بتقدر تلفت انتباهي لحاجات كتير اهم من الشغل.. هي ان الحياة مش هتتعاد مرة تانيه و لازم أفرح نفسي و اعرف ازاي اكون سعيد... صدفة اللي مرت بيه خلاها عايزه تضحك و تنبسط بس مش تكون باردة يعني.. 
علشان كدا انا عايز اكمل معها حياتي ايا كان اللي هيحصل...
سهير سكتت للحظات  لكنها ابتسمت في النهاية و اتكلمت بجدية 
:طبعاً مش محتاج اقولك أنك تخاف على نفسك لو زعلتها. 
ابراهيم بابتسامة:أكيد و بعدين دي جوازة تحت التهديد.. 
صدفة دخلت الصالون و مريم ساعدتها. 
صدفة سمعت صوته اتكلمت بهدوء 
:هو ايه اللي بيحصل هنا دا... انتم بتتفقوا على ايه و بعدين جواز مين؟ 
انا قلت لك إني مش مستعدة دلوقتي يا ابراهيم، أنت ليه مصر تمشي اللي في دماغك؟
ابراهيم قام وقف بجدية و بص لها 
:علشان متأكد أن لو العملية منجحتش اول حاجة هتعمليها انك هتهربي و هترجع على أمريكا و لا هو انا مش عارف تفكيرك. 
صدفة  بتعب :بس... 
ابراهيم بسرعة:مبسش و كفاية بقا كل ما نتكلم في موضوع الجواز تطلعي باعذار مالهاش لازمه.... 
صدفة  :يعني لو مرجعتش اشوف تاني هتفضل تحبني و مش هتحسسني اني بقيت حمل عليك... أنا عندي اعيش بذكرياتنا و لا اني اكمل معاك و ارجع اندم يا ابراهيم.
ابراهيم :و انا عمري ما هخليكي تندمي و بعدين ايه تعيشي بذكرياتنا دي.. أنتي بقيتى دراما كوين كدا ليه... صلي على النبي... يالا بقا علشان الماذون عنده فرح تاني و انا اصلا ما صدقت اجيبه معايا.. علشان عايزك في موضوع مهم يا ست الحسن ليه علاقة بالخصوصية
صدفة ضحكت على اسلوبه في الكلام 
_قولي بقا انت عايز تكروت كتب الكتاب علشان منعملش تجهيزات و لا تكلف 
ابراهيم :اه الصراحة بوفر...
صدفة بسعادة:و انا بحب التوفير اوي.
مريم بمرح :اسكتي يا واقعه، و يالا لان الماذون هيمشي انتم زهقتوه معاكم.
صدفة ابتسمت و سهير مسكت ايدها و اخدتها لبرا
ابراهيم قعد جنب الماذون و شوقي كان شاهد على كتب الكتاب هو و عزيز صاحب ابراهيم
 لان احمد كان سافر مضطر بسبب شغله
الماذون بدأ يكتب الكتاب، سعاد و شمس و سهير كانوا فرحانين
و سهير ملاحظة ان شوقي مركز مع سعاد و شكت ان سعاد
هي اللي شوقي كان بيحبها قبل ما يسافر معها لامريكا من سنين طويلة
 نظراته ليها من اول ما جيه فكرتها بكلامه زمان انه محبش غير مرة واحدة و للأسف ساب مصر علشان يشتغل مع سهير.
 يمكن لأن زمان كانوا جيران و دا اصلا سبب جوازها هي و عبد الرحيم انها جارته و كويسه و اهلهم موافقين... 
و يمكن وقتها شوقي كان بيحب سعاد. 
سهير بصت له باستغراب و حاولت تطلع الفكرة من دماغها
صدفة كانت بتمضي و تبصم و على وشها ابتسامة 
اول ما الماذون خلص ورقه، شمس زرغطت و راحت حضنت صدفة بسعادة
:الف مبروك يا صدفة... الف مبروك يا حبيبتي عقبال لما نفرح بيكم في الليلة الكبيرة و يكون ربنا تم عليكي بالشفاء
صدفة :الله يبارك فيكي...
ابراهيم بسعادة و خبث :طب ايه يا جماعة مش العروسة للعريس.. كفاية بوس و احضان بقا و سيبوا لي مراتي...
سعاد:شكلنا هنبتدي و ياخدها مننا يا عبده.
عبد الرحيم بمرح:بقت مراته نعمل ايه بقا...
ابراهيم بسعادة :مراتي و حبيبتي دي ست الحسن و البنات... 
صدفة وشها أحمر بخجل لكن كان على وشها ابتسامة واسعة...
شمس مالت على مريم و اتكلمت بخبث:
فينك يا احمد و اهو كان يبقى الفرح فرحين..
مريم معلقتش على كلامها لكنها ابتسمت
سعاد :انا هعمل الشربات حالا...
ابراهيم :و انا بقا عايز اتكلم مع صدفة كلمتين على انفراد
قال جملته و هو يمسك ايدها و راح ناحية اوضتها كان بيتعامل بمنتهى الاريحية و كأنه بقا فرد من العيلة و يمكن لان الرحلة اللي عدوا بيها كان فيها آلفة و ود خليته يحس بمنتهى السلاسة انه واحد منهم و هي كل حاجة عنده.
     *************************
 سعاد طلعت من المطبخ و فرقت عليهم الشربات لكنها ملقتش ابراهيم و صدفة
سعاد بسعادة:اخدها و راح فين؟
مريم:دخلوا يتكلموا جوا... على فكرة احنا لازم  نعمل شربات للحتة كلها...
سعاد:ايوة عندك حق و اهو الكل يعرف انهم كتبوا الكتاب..
فاروق :طب انا شايف ان كدا ابراهيم مش هيبقى فاضي النهاردة، هروح انا الوكالة و النهاردة بمناسبة كتب كتاب ابراهيم و صدفة كلكم معزومين عندنا على العشاء.
شمس و هي بتبص لسهير
:ايوة و مفيش حد هيعتذر... دا احنا مصدقنا نلم الشمل...
سهير بود:اكيد طبعاً.
مريم :طب ما تخلونا نتعشى هنا...
شمس:و الله يا بنتي مش فارقه هنا و لا فوق و بعدين ما انتي كدا كدا هتساعديني في تجهيز الاكل...
سهير:و انا كمان..
شمس ابتسمت بسعادة و حست ان سهير ممكن متكنش وحشه و واضح انها عندها ذوق
:طب يالا بينا بقا علشان نلحق...
مريم و شمس و سهير دخلوا المطبخ و فاروق نزل الوكالة. 
سعاد كانت هتدخل معاهم لكن وقفت على صوت شوقي اللي اتكلم بهدوء رغم عيونه اللي بتطلع قلوب
:ست سعاد..
سعاد بجدية :ايوة يا استاذ شوقي في حاجة؟
شوقي :ها.. لا أبداً بس هو أنتي... مفيش انا متأسف.
سعاد باستغراب :هو ايه أصله دا...أنت عايز تقول حاجة متنحرجش احنا دلوقتي بقينا اهل.
شوقي جمع شجاعتها و كأنه فاض بيه و مصدق انه يلاقي فرصة تانية بعد السنين دي كلها اتكلم بسرعة
_انا عايز اتجوزك يا سعاد...
مريم كانت طالعة لكن لما شافت خالها بيطلب الجواز من عمتها وقفت مصدومة و هي مش فاهمة حاجة...رغم ان خالها مش عجوز و هو عنده ٤٩ سنة و الفرق بينه و بين سعاد اربع سنين لكن المشكلة بالنسبة لمريم ايه اللي خلاه يقولها كدا بمنتهى الجدية و التصميم.
سعاد رمشت كذا مرة و هي بتستوعب
:نعم!... أنت بتقول ايه... انت بتهزر؟
شوقي :و هي الحاجات دي فيها هزار... لا طبعا أنا مش بهزر و بعدين انا اتجوزت مرة و محصلش نصيب و انفصلت و انتي كمان و احنا كنا جيران و انا عارفك كويس...
سعاد :يااه جيران! الكلام دا كان من زمن الزمن يا استاذ شوقي من ٢٥ سنة كنت أنا لسه بنت صغيره و انت كنت شاب... لكن دلوقتي أنا و انت خلاص كبرنا و اهو بنحضر جوازة ولادنا... يعني أنا اتغيرت و انت كمان و بعدين ماتاخذنيش في الكلمة
انت ما شاء الله ربنا فتحها عليك و عندك شغلك و بتسافر و أنا لسه زي ما أنا عاملة زي السمكة لو طلعت من المياة اموت.
شوقي:انا مش استاذ يا سعاد.. انا شوقي و بعدين وافقي و انا هظبط دنيتي و هشتغل من هنا... أنا عمري ما بيفوت و انتي كمان و ربنا مزرقناش باولاد يعني ايه المشكلة لما نتجوز
و اهو نكمل اللي جاي سوا بدل ما العمر بيضيع من بين ايدينا، و بعدين ميغركيش السن أنا لسه زي ما أنا متغيرتش و بعدين انا لسه شباب لو انتي فاكرة انك عجزتي فممكن تديني الفرصة اللي اغير فيها وجهة نظرك دي...
سعاد كانت حاسه بالدهشة هي اه كانت تعرفه زمان و كان شخص محترم و أهله ناس كويسين و في حالهم لكن الزمن اتغير و فات سنين كتير اوي و هي نفسها اتغيرت و مبقتش سعاد بنت العشرين سنة
شوقي:انا عارف اني فاجئتك بس انا مش عايز ردك دلوقتي فكري يا سعاد و صدقيني مش هتندمي، أنا همشي دلوقتي و اللي في الخير يقدمه ربنا..
شوقي مشي و سعاد فضلت واقفه مكانها مش مستوعبه اللي قاله، مريم كانت بتبص لهم و على وشها ابتسامة رغم أنها مش فاهمة ايه اللي خلي خالها يعمل كدا و لا عارفه ايه هيكون رد عمتها بس كانت فرحانة و نفسها الموضوع يتم.
جيه في بالها احمد، اتنهدت براحة لكن اندهشت لما سمعت موبايلها بيرن و بصت فيه لقيته هو
        **********************
في اوضة صدفة
كانت قاعدة على السرير و ابراهيم واقف بيتفرج على اوضتها كانت مبهجة بشكل لطيف
و فيه صور كتير ملزوقه على الحيط ليها هي و مريم
صدفة :عجبتك على فكرة دي اوضتي انا و مريم... كانت هتوضب لي أوضة تانيه بس انا كنت حابه افضل معها بس غيرت الديكورات بتاعتها بقا شكلها فوضوي بكل البوسترات و الصور..
ابراهيم :بالعكس شكلها حلو اوي و لطيفة..
قال جملته و خرج للبلكونة بص لفوق ناحيته بلكونته و افتكر لما كان بينزل لها السبت و لما كانوا يقفوا يتكلموا سوا
ابراهيم اخد نفس عميق و اتكلم بجدية :
_هو انتي جيتي لي منين يا صدفة...
صدفة :منين!
ابراهيم قرب و قعد ادامها على ركبته 
:أنتي عارفة انا مكنتش بحب اقعد في البيت و لا بحب ابص على الناس من البلكونة.. بس لما انتي جيتي بقيت بقعد في البيت و أفضل قاعد في البلكونة لحد علشان لما تخرجي اشوفك و اتكلم معاكي... حتى السجاير مبقتش بحب ادخن و لو جربت بتعب.. أنتي جيتي شقلبتي كل حاجة...
صدفة :تأثير قوي؟
ابراهيم حاوطها و اتكلم باصرار :جداً....
صدفة :طب و دلوقتي ايه الخطة...
ابراهيم بتفكير :مم خطة... هقولك
مسك ايدها وقفهت و وقف جانبها
:الخطة الجاية أننا نكون مبسوطين جداً و فرحانين علشان تستعدي للعملية و بعدها عندنا خطط كتير اوي فستان الفرح و البدلة و القاعة و الحنة و الشقة
على فكرة العمال قربوا يخلصوا التشطيبات و كل حاجة هتكون جاهزة في خلال شهر
بس فاضل ألوان الستاير و الحاجات اللي انتي قلتي عايزاه تظبطيها...
و حاجات كتير اوي بس خلنا نسيب كل دا على جنب دلوقتي... و نخرج...هم هيتعشوا هنا تعالي بقا احنا نخرج نتعشى برا و نروح الملاهي.. و المول في حاجات كتير عايز اعملها و انتي معايا..
صدفة :موافقة بس تاكلني كشري  بدقة كتير و شطة..
ابراهيم :من عيوني و نضرب ام علي يالا انا هخرج و ابعت لك مريم تساعدك تغيري و لا تحبي اساعدك أنا.
صدفة بخجل :بطل قلة أدب و اطلع برا يا هيما..
ابراهيم بخبث:طب بعد هيما ابطل قلة أدب ازاي يعني و بعدين خلاص احنا كتبنا الكتاب يا ولا...
صدفة :ولا.. انا ولا
ابراهيم بغمزة:احلى ولا في الدنيا...
صدفة؛ طب اطلع برا بقا و ابعت لي مريم بدل ما اقفل و اقولك مفيش خروج...
ابراهيم :مش بمزاجك يا بابا دلوقتي بقا الرأي رأي... انا بقيت راجلك يا بت...
صدفة :راجلي.. و ولا... اطلع يا ابراهيم نادي ممريم اطلع يا حبيبي...
ابراهيم بخبث:طب ما اساعدك انا يا مزة
صدفة :برا يا ابراهيم...
ابراهيم : على الهادي يا زبادي بس بكرا ابقى وريني هتطلعيني برا ازاي...
قال جملته و خرج من الاوضة و ندى لمريم تساعدها
      ************************
بعد اربع شهور
بعد مرور اربع شهور "في ليالي الشتاء الباردة" 
صدفة كانت مؤهلة للعملية، خالها شوقي و عمتها سعاد كتبوا الكتاب، عبد الرحيم رغم انه مكنش طايق احمد لكنه وافق على موضوع جوازه من مريم لأنها وافقت و سهير كانت مرحبه بعد ما جابت تاريخ حياته كله و عرفت انه شخص كويس رغم أنها مش بتحب الظباط لكن اضطرت توافق لما عرفت ان مريم موافقه.
الشهور دي كانت بتقرب ما بينهم كلهم و دا فرق جداً مع صدفة و حالتها النفسية و خلاها تبقى مؤهله في فترة أصغر...
شهد صاحبتها نزلت مصر مخصوص علشان تفضل معاها و فعلا طول الشهور دي كانت معاهم بعد ما اخدت من والدتها الأذن.
قبل العملية بيوم
كلهم كانوا متجمعين في شقة عبد الرحيم
شوقي قاعد و بيتكلم مع سعاد و هي بتضحك كانت فرحانة جداً لان حقيقي شوقي طلع مجنون و خلاها تحس و كأنهم لسه شباب في بداية حياتهم و بيعمل كل حاجة تخليها مبسوطة و هو كأنه مصدق انها وافقت و يوم كتب كتابهم كأنه رجع عشرين سنة لوراء يوم ساب مصر و سافر و ساب كل حاجة وراه
و لان النصيب مكنش في صالحهم زمان فات سنين طويلة من عمرهم كل واحد شاف حياته لكن اتجمعوا مرهة تانيه برضو لان دا نصيبهم...
احمد و ابراهيم كانوا بيضحكوا و احمد فرحان جداً لأنهم حددوا معاد كتب كتابهم بعد عملية صدفة...
شهد كانت قاعدة بتتكلم مع والد صدفة و باين اد ايه هي بتعتبره زي والدها و خصوصا انها قضت فترة معاهم و اخدت عليهم
و كأن قاعد معاهم "عزيز" صاحب ابراهيم
سهير عملت تغييرات كتير في شغلها و بتديره من مصر بعد ما قررت انقل المقر الرئيسي للشركة في مصر رغم ان الموضوع كان متعب لكنها قررت متسافرش تاني و خلت حد هي واثقه فيه يدير الشركة في إنجلترا و في بينهم تواصل...
خرجت من المطبخ هي و شمس كانوا شايلين صواني عليها الحلو و العصير...
سهير:اتفضلوا...
ابراهيم :اومال هي صدفة اتاخرت ليه؟
مريم :مش عارفة و الله يا ابراهيم.... انا هدخل اشوفها...
في نفس الوقت
خرجت صدفة من اوضتها، كانت حفظت كل حاجة في الشقة علشان كدا بتعرف تتحرك لوحدها
مريم:- اهي جيت اهيه...
صدفة دخلت الصالون و على وشها ابتسامة رقيقة، كانت لابسه فستان ابيض عليه زهور لافندر كانت جميلة جداً كالعادة
ابراهيم فضل يبص لها و هو مبتسم بسعادة
احمد مال عليه و اتكلم بخبث
:- داري شويه يا عم هنحسدك...
ابراهيم :اتلم يالا و خليك مع خطيبتك... 
احمد بص لمريم و اتكلم بخبث و حماس:- تصدق واجب برضو... تعالي يا خطيبتي اقولك كلمة سر. 
عبد الرحيم :اثبت يالا... رايح فين اقعد... انا اصلا مش مرتاح لك.. اقعد. 
احمد بسعادة:ليه بس يا حمايا دا انا بحبك. 
عبد الرحيم :اه ياخويا ما هو باين... اتلم و اقعد. 
مريم ضحكت على مناقرتهم لان كل مرة يقعدوا سوا يفضلوا يتكلموا بالشكل دا. 
ابراهيم قام مسك ايدها و ساعدها تقعد جنبه 
شهد: انتم مش ناوين تحددوا معاد الفرح بقا.. 
ابراهيم :بعد العملية بإذن الله هننزل نتفرج على القاعات و نشوف ايه الدنيا و نختار. 
احمد:لا موضوع القاعدة دا عليا... هنعمل الفرح في قاعة***** كبيرة و حلوة جدآ و بعدين علشان نعمل فرحنا احنا كمان معاكم. 
صدفة :دي فكرة حلوة اوي... 
مريم:لا طبعا و بعدين دا يومكم... 
صدفة :بالعكس هتبقى حلوة اوي لو اتجوزنا في يوم واحد... فكري فيها انتي بس... 
احمد:خلاص يبقى فرحنا هيبقى في يوم واحد.. 
ابراهيم بضيق:يعني انا استنى كل دا علشان فرحي و انت تيجي في الاخر تقسمني فيه... 
احمد : دا هيبقى احلى يوم يا عم انت و بعدين انت تطول...
سعاد:ايه الصوت دا... هي بتمطر! 
مريم:اه... 
صدفة :كان نفسي اشوف المطر.... 
ابراهيم بجدية :بإذن الله بكرا تقومي بالسلامة و تشوفيه... 
مريم:خلاص يا عمتو انتم تباتوا هنا النهاردة لان مش هتعرفوا تروحوا في الجو دا و انت يا احمد ممكن تبات.. 
احمد بمقاطعة و مرح:انا موافق جدا... هنام هنا في الصالون متقلقيش عليا يا حبيبتي. 
مريم بحدة:اتلم... و بعدين انا كنت هقولك اطلع بات مع ابراهيم في شقته... 
احمد بغمزه:و ماله يا زبدة... 
ابراهيم :ما تتلم يا جدع... 
احمد:خليك مع مراتك و سبني مع خطيبتي.. 
مريم :و الله، طب تمام....صحيح انتم هتنزلوا تنتخبوا؟ 
احمد بابتسامة:انا عن نفسي كان نفسي بس انا حالف اول بصمة ليا هتبقى بصمة كتب الكتاب. 
مريم ابتسمت بهدوء 
ابراهيم؛ يا ولا.. دا انا تثبتني أنا يعينك عليه يا مريم ... 
صدفة :شوفت ياريت تتعلم منه بقا 
ابراهيم :و الله؟ 
فضلوا يتكلموا كلهم 
سهير بصت في الموبيل و اتكلمت بجدية :طب انا لازم امشي الوقت هيتاخر.. 
صدفة بسرعة:خليكي معانا يا ماما مش لازم تروحي شقتك و بعدين الجو بيمطر.. 
سهير:السواق مستنيني تحت متقلقيش عليا.
عبد الرحيم :خليكي يا سهير مع البنات ... 
سهير بصت له و هي بتفكر رجعت بصت لصدفة اللي هتتنقل للمستشفى بكرا و اكيد محتاجها 
:- طب انا هكلم السواق يمشي... 
تاني يوم قبل العملية " مباشرة"
صدفة كانت قاعدة في الاوضة قبل التخدير و هي قلقانة لأنها عرفت من الدكتور أن في حالات مخرحتش من العمليات حية بسبب ان بيحصل لهم نزيف  و لأنهم مقدروش ينقذوا الموقف.... 
اخدت نفس عميق و هي حاسة بالتوتر، ابراهيم دخل الاوضة و بص لها بهدوء و هو بيحب كرسي له علشان يقعد.... 
:عاملة ايه يا ست الحسن... 
صدفة بتوتر:خايفة اوي يا ابراهيم و قلقانة، تفتكر هخرج منها. 
ابراهيم قام حضنها :هتبقى كويسه يا صدفة.. متخافيش و ان شاء الله هتخرجي و أنتي زي الفل و بعدين لازم تتفائلي و تتمسكي بالأمل  يا صدفة و اوعي تستسلمي انا عارف انك هتكوني حاسه بكل حاجة و لازم تقاومي علشان ترجعي لي. 
صدفة اخدت نفس عميق بهدوء و اتكلمت بجدية :ابراهيم لو دي هتكون آخر مرة ايه الحاجة اللي نفسك تقولهالي. 
ابراهيم سكت للحظات بتعب لكنه ابتسم:- مش هرد عليكي... لان فيه حاجات كتير لسه هعملها يعني مثالا هنركب خيل و هنغطس انا بحب الغطس جداً على فكرة و هنروح سفاري و هنروح كل حته في مصر هوريكي انك مشوفتيش فيها حاجة لسه 
 .. و هتلبسي فستان ابيض في فرحنا و هنرقص سوا و هفضل معاكي و هيبقى عندنا اولاد اشقيه زيك و ضحكتهم زي الأطفال... هحبك هفضل طول عمري أحبك لحد ما اموت و هيفضل كل يوم دعوتي اني اعيش معاكي حياتي... انا و انتي و مريم و الواد أحمد و باباكي و مامتك و أهلي و أولادنا هنبقى عيلة جميلة حتى فرحنا هيكون مميز جداً... فكري في دا بس يا صدفة... متفكريش في اي حاجة وحشه فاهمة؟ 
صدفة حضنته  و هي بتستنشق ريحة عطره و همست براحة:- و أنا اوعدك هفضل أحبك مهما حصل... 
ابراهيم بأس رأسها في الوقت اللي مريم خبطت و دخلت فيه باندفاع هي و احمد. 
احمد :اوبا شكلنا جينا في وقت غلط... 
ابراهيم بغيظ :ما انت غلس عادتك و لا هتشتريها... 
احمد: ماشي يا عم... اخبارك ايه يا صدف.. 
صدفة بابتسامة :كويسة جداً. 
احمد بتشجيع: و هتفضلي كدا و متخافيش احنا جانبك... 
صدفة ابتسمت و كلهم دخلوا تقريباً للاوضة و كانوا بيطمنوها و بعد دقايق دخلت الممرضة اخدت صدفة علشان يجهزوها للعملية.. 
عدي ساعة، اتنين و الكل واقفين قلقانين عند باب العمليات ... 
مريم قربت من سهير علاقتهم كانت اتحسنت جدا في الفترة اللي فاتت و مريم سامحت من غير ما تعاتب بعد كلامها مع صدفة عرفت انه مفيش داعي للعتاب لان كلهم كبار و كل واحد عارف هو عمل ايه و ليه... 
سهير :متقلقيش ان شاء الله هتكون بخير.. 
مريم:انا قلقانه اوي دول بقا لهم ساعتين جوا الموضوع يقلق... 
عبد الرحيم :يا رب... أن شاءالله هتقوم بالسلامة يا مريم... 
سعاد:متخافيش يا حبيبتي... 
ابراهيم كان واقف ساكت و هو مستني حد يخرج يطمنه، احمد ربت على كتفه و اتكلم بجدية 
:-متقلقش ان شاءالله هتبقى كويس
ابراهيم :يارب يا احمد. 
بعد ساعة
الدكتور الألماني خرج من اوضه العمليات مع الدكتور المصري و باين عليهم السعادة رغم تعبهم
ابراهيم بسرعة :ايه الاخبار يا دكتور... 
الدكتور "شوكت" :- العملية عدت على خير و الحمد لله.. و محصلش اي حاجه من اللي كنا خايفين منها لكن مش هنقدر نعرف اذا كانت نجحت و لا لاء الا بعد عشر ايام على الاقل... متقلقوش ان شاء الله خير... 
سهير بالالماني:في أمل انها تستعيد بصرها من تاني. 
الطبيب باحترام:- لا يوجد شيء مؤكد و لكن آمل ذلك... ينبغي على السفر الان مدام سهير لقد نفذت ما طلبتيه مني. 
سهير:اعلم ذلك و انا أشكرك... 
الطبيب :على الرحب... 
ابراهيم لسهير:قالك ايه؟ 
سهير بتوتر:لازم هيسافر و أنه مفيش حاجة مؤكده بالنسبه لصدفة... يارب
شوكت:احنا نقلنا صدفة لاوضة مجهزه و بإذن الله بكراً الصبح هتفوق.. على فكرة وجودكم هنا مالوش لازمة و كمان احنا مش هنفك الشاش الا بعد عشر ايام.... 
شوقي:تمام يا دكتور.. احنا متشكرين جداً تعبناك معانا. 
شوكت:لا ابدا دا شغلي... انا لازم استأذن دلوقتي. 
عبد الرحيم :اه طبعا اتفضل... 
شهد:أن شاء الله هتكون بخير متقلقوش... 
       *************************
بعد اسبوعين 
صدفة كانت متوترة لان الدكتور هيشيل الشاش عن عيونها، ابراهيم و مريم و عبد الرحيم و سهير كانوا واقفين جنب الدكتور 
شوكت:مستعدة يا صدفة... 
صدفة :لا... بس اتمنى أن الموضوع يعدي لاني خايفة... 
شوكت:متقلقيش... بس لما اشيل الشاش متفتحيش عنيكي مرة واحدة ياواش ياواش..
صدفة ابتسمت و هزت رأسها بالموافقة و هو بدأ يفك الشاش عن عيونها 
عد ثانية و التانية دقيقة عدت و هي خايفة تفتح عنيها 
ابراهيم قرب و مسك ايدها 
:صدفة متخافيش... احنا جانبك مهما حصل.. 
صدفة اخدت نفس عميق و بدأت تفتح عنيها و هي حاسة بتشويش و وجع 
رمشت كذا مرة و هي بتبص ادامها، ابراهيم حس بالتوتر 
صدفة ابتسمت بسعادة و هي بتبص لهم، رفعت رأسها و بصت لإبراهيم و غمزت له 
:-وحشتني يا هيما... 
ابراهيم اخد نفسه اخيرا براحة و بحركة سريعة حاوط وشها بين ايده و بأس خده باندفاع و هو مغمض عنيه 
:-وانتي يا قلبي هيما وحشتيه... 
شوكت:احم احنا هنا... 
صدفة حست بالخجل و الحرج لكن مريم انقذتها و هي تحضنها بسعادة
:-حمد الله على سلامتك يا صدفة... وحشتني ضحكتك دي اوي... 
صدفة :و انا وحشني الكيدراما بتاعتك اوي... 
احمد دخل الاوضة و هو بيصيح
:-فرحوني.... 
صدفة ضحكت على شكله 
احمد بسعادة و هو بيغيظ ابراهيم 
:حمد الله على السلامة يا ست الحسن... الحمد لله رحمتيني من ابراهيم و زنه كل يوم يكلمني و هو قلقان اخيرا هعرف انام يارب... 
صدفة :اي دا هو كان بيصحيك من النوم. 
احمد:و الله كان يستنى اللحظة اللي بروح فيها في النوم علشان يكلمني و يقولي أنه خايف... 
صدفة بصت لإبراهيم و ابتسمت بسعادة انه رغم ضعفه مكنش محسسها بكدا... 
احمد:احنا لازم نحدد معاد الفرح و انا هاخد اجازة... 
مريم:فرح مين هو انا وافقت... 
احمد:و الله! 
مريم :ايوة سبني كدا افكر مع نفسي يوم اتنين تلاته شهر اتنين... 
احمد:دا عندها!
مريم :بقا كدا طب انا مش موافقة.
احمد :طب ابقي وريني مين سبع الرجالة اللي هيفكر يتجوزك و الله اعمل له عاهة مستديمة مش كفاية ابوكي اللي مش طايقني دا.. 
مريم :انت بتهددني من دلوقتي؟ 
احمد :عشان بحبك يا جميل.. 
مريم غصب عنها سكتت و ابتسمت.. 
صدفة :حنت.... 
ابراهيم :ممكن بقا تتفضلوا تخرجوا لان انا عايز مراتي في موضوع خاص... 
احمد مال على عبد الرحيم و اتكلم بجدية :خاف على صدفة دا ذئب بشري اسألني انا.
عبد الرحيم :و الله ما فيه ذئب بشري هنا غيرك... ادامي يا اخويا خلينا نسيبهم يتكلموا  و اهو نحدد معاد كتب الكتاب. 
احمد بسرعة:بجد... ايوة يالا بينا... خد راحتك يا ابو نسب... 
ابراهيم ضحك على شكله هو و صدفة و كلهم خرجوا 
صدفة :ابن خالتك دا مجنون... 
ابراهيم راح قفل الباب بالمفتاح
صدفة بشك:انت بتقفل الباب ليه؟ 
ابراهيم بخبث:عايزك في موضوع مهم يا شبحايه
صدفة بتوتر و خجل:ابراهيم اخةحنا في المستشفى و انا لسه عيني بتوجعني و بعدين اللي بتفكر فيه دا مش هيحصل  الا بعد الفرح
ابراهيم  بخبث:اي دا انتي فكرتي فيه، لا لا دا انتي دماغك راحت لبعيد اوي... بس الصراحه عجبني تفكيرك. 
صدفة :ابراهيم بجد اسكت... 
ابراهيم :-انا عايزك بقا الفترة الجاية انتي اللي تسكتي خالص و تتفرجي على هيحصل،هيعجبك اوي... 
صدفة :هو ايه اللي هيحصل... 
ابراهيم؛ حاجات كتير اوي، بس لازم تكمل علاجك الاول و بعدها نتهور اصل انا هموت و اتهور من زمان... 
صدفة بخجل من نظراته  :انت قليل الادب على فكرة.... 
      ************************
بعد تلات شهور
مريم و صدفة كانوا يجهزوا لفرحهم و هم مبسوطين بعد ما صدفة استعادت صحتها، احمد و مريم كانوا كتبوا الكتاب و الفرح بعد اسبوعين...
صدفة دخلت الوكالة بتاعت ابراهيم و على وشها ابتسامة هادية...
عزيز:ازايك يا صدفة... نورتي المحل..
صدفة بابتسامة :تسلم يا عزيز... اومال هو ابراهيم فين؟
عزيز:قاعد عند المكتب جوا...هناك اهوه
صدفة بصت له و لاحظت انه مركز في المذكرة اللي كان ماسكها
قربت منها بحماس و وقفت ادامه
:-مشغول في ايه كدا يا بيه...
ابراهيم بص لها و ابتسم :- لا أبدا و لا حاجة بس كنتي في بالي...
صدفة :امم ما هو واضح وريني المذكرة اللي في ايدك دي...
ابراهيم :ليه؟
صدفة :كدا عايزاه اعرف كنت بتعمل ايه و مركز كدا...
ابراهيم :كنت برسمك...
صدفة :و الله بترسمني و انت مش شايفني طب ازاي!
ابراهيم :بقلبي...
صدفة :طب وريني...
ابراهيم فتح المذكرة و ادهالها، صدفة اخدتها منه و فعلا كان راسمه ليها لكن و كأنها كبيرة في السن...
صدفة :انا عندي تجاعيد كدا!
ابراهيم ابتسم و قلب الصفحة:- و دا انا..
صدفة بصت للرسمه و اللي كانت فعلا صور له و كأنه كبير في السن...
:- انت هتبقى عجوز وسيم اوي كدا...
ابراهيم قام وقف و اتكلم بسعادة:- اهو انا بقا عايزك تكملي معايا اللي باقي من عمري و اهو نكبر سوا و نفضل لآخر العمر مع بعض.....
صدفة ابتسمت بسعادة و عيونها دمعت :- طب ليه اللفة دي كلها، على العموم أنا هفضل معاك و هفضل قاعدة على قلبك لحد ما تزهق مني و تقولي كفاية بقا تعبتيني يا شيخة... 
ابراهيم :-و انا يا ستي موافق جداً... 
صدفة ابتسمت بسعادة و اتكلمت بجدية  :- طب مش يالا بينا بقا عايزين نتغدا سوأ، أنا مجهزة الاكل دا بنفسي... تعالي نتغدا برا 
ابراهيم :-استنى بس يا بنتي.. قوليلي هنروح نجيب فساتين الفرح امتى في ليلتنا دي و لا انا هفضل مستني كدا كتير... 
صدفة بجدية :-و انا ذنبي ايه يا ابراهيم، التأخير دا مش بسببي، دا بسبب احمد و شغله، و انا مش هعرف انزل معاك نشوف فستان الفرح من غير ما مريم تكون معانا لان لو احنا روحنا لوحدنا هتزعل و انا مش عايزاها تزعل... 
ابراهيم :-الحيوان اللي اسمه احمد دا دايما معكنن علينا، ربنا معه... انا هرن عليه اشوفه نازل امتى علشان الفرح بعد اسبوعين و البهية مش هنا و لو اتأخر انا و انتي و مريم و خالتي صفاء ننزل و مريم تشتري اللي يعجبها لحد ما نشوف البيه هينزل امتي من شغله... 
صدفة ابتسمت بحب :- مالك متعصب كدا ليه دا في شغله... 
ابراهيم :-ما انا عايز اتجوز يا ناس و بعدين في واحد يبقى عاقل يبقي كاتب كتابه عليكي يا بطاطا و يبقى عايز الفرح يتأجل ثانية، حد قالك اني مستغني عنك.... 
صدفة :- طب هنفضل نتكلم كدا و لا هتيجي نتغدا... 
ابراهيم قام اخد المفاتيح و مسك ايدها:- تعالي يا مغلباني.... هنروح نتغدا في اي مكان. 
صدفة مشيت معاه و هي فرحانة لأنه كان جانبها طول الوقت من يوم ما جيت رغم ان بدايتهم معرفتهم مكنوش طايقين بعض لكنه فضل جانبها لما حبها بجد متخلاش عنها... 
بليل
مريم كانت واقفه في البلكونة بترن على أحمد لكن موبيله كان غير متاح و كل ما ترن عليه تلاقي موبيله مقفول، اتغاظت منه و اتضايقت انه متجاهلها بالشكل دا و حتى مش بيجي على نفسه أنه يكلمها دقيقتين متقدر تنكر انها خايفة عليه لأنه بلغها ان في صديق له استشهد في مأمورية كانوا فيها، كان بيحكي عادي لكنها خافت و قلقت عليه...
صدفة دخلت البلكونة و هي شايلة صنية عليها كوبايتين شاي بلبن و طبق كنافة بالقشطة مريم اللي كانت عاملها...
صدفة بابتسامة :- الجميل سرحان في ايه..
مريم بصت له و ابتسمت:هو باين اوي اني سرحانه...
صدفة :اه اوي و كمان باين انك متضايقة... مالك في ايه؟
مرمر قعدت و اخدت طبق الكنافة و شوكة اكلت بغيظ:- متضايقة من أحمد اوي يا صدفة و هاين عليا اروح اقتله... أنتي متخيلة الفرح بعد اسبوعين و البيه مسافر و مش بيرد حتى
و بعدين مش كفايه انه ماخرنا اننا ننزل نشتري الفساتين و كمان ابراهيم شكله متغاظة انه ماجل فرحه علشان أحمد...
صدفة :- ايه الهبل دا لا طبعا و بعدين ابراهيم و احمد ولاد خالة يعني هم يتصرفوا مع بعض و بعدين انتي متضايقة انه مش بيرد و لا خايفة عليه...
مريم :الاتنين... و متضايقه أكتر ان ممكن الوضع دا يستمر بعد الجواز... خايفة يا صدفة ما هو انا مش هفضل قاعدة على اعصابي و دماغي تجيب و تودي يا ترى كويس و لا حصل حاجة طب ليه موبيله مقفول... هل الموضوع موضوع شبكة و لا حاجة تانية... انا مش عايزاه اتجوز و ابقى قلقانة اي بنت من حقها تبقى مرتاحة في العلاقة اللي هي فيها...
صدفة :طب ما تتكلمي معه في النقطة دي يا مريم انتم خلاص كتبتوا الكتاب و هو على فكرة طيب و بيحبك يمكن يكون مشغول فعلا في شغله...
مريم :-انا معاكي و مقدره دا لكن هو كمان لازم يطمني و دي اكتر حاجة قلقاني يا صدفة... خايفة اوي..الكنافة دي حلوة اوي
صدفة ضحكت و اخدت معلقه تاكل معها  :- فعلا حلوة... بقولك مش انا لقيت التصميم اللي انا عايزاه لفرحي...
مريم:-بجد! طب وريني
صدفة طلعت موبايلها و فتحت معرض الصور على صورة لفستان فرح
مريم باعجاب:- دا حلو اوي يا صدفة و هديكي طول حلو بما انك عايزاه تلبسي حاجة بكعب...
صدفة :- بجد حلو؟
مريم :اه و الله جميل و مش منفوش اوي... مع اني بحب الفساتين المنفوشه لكن دا جميل اوي و هيبقى رقيق عليكي...
صدفة ابتسمت بسعادة و هي بتبص للفستان :- انتي اختاري حاجة معينة...
مريم :اخترت تسريحة الشعر ستني هوريكي و كمان عايزه الفستان يبقى ستان و مفيهوش شغل كتير... بس مش متأكدة يعني انا برضو حابة الفساتين الهاند ميد اللي عليها لؤلؤ و تكون لونها ابيض حدا و يكون منفوش بس مش اوي...
صدفة بدأت تتفرج معها على الصور و هم بيقرروا هيعملوا ايه في فرحهم و خصوصا انهم هيتجوزوا سوا في نفس القاعة...
صدفة :- احنا كدا اختارنا كل حاجة تقريباً بس بقولك ايه شوفتي اللي خالوا شوقي عمله... انا اندهشت دا اخد عمتو سعاد و سافر و قدم استقالته لماما...
مريم :انا شفته و هو بيطلب ايدها للجواز بس الصراحة مكنتش مصدقة اللي هو ازاي يعني...
صدفة :انا كنت عارفة انه بيحب واحدة من قبل ما يسافر على أمريكا بس الصراحة مكنتش متخيلة أنها عمتو سعاد... بس احلى حاجة انه اخدها و سافروا يقضوا شهر عسل..
مريم:بيحبها على فكرة... أصلها كلمتني النهاردة و كانت مبسوطة اوي و قالت لي انه مدلعها... عقبالنا يارب...
صدفة بصوت عالي:- يارب...
مريم ضحكت و الاتنين فضلوا قاعدين يتفرجوا على كيدراما مريم اللي اختارتها.. لحد ما تعبوا و دخلوا يناموا...
الساعة واحدة بليل
موبيل مريم رن كذا مرة، اتضايقت و قامت اخدته ردت من غير ما تبص...
مريم:مين؟
احمد بابتسامه :- انا يا حبيبتي.. أخيراً صحيتي قومي بقا بسرعة افتحي الباب انا واقف أدام الباب يالا...
مريم :-انت بتقول ايه! انت اتجننت انت عارف الساعة كام؟
احمد:- اه عارف و قومي بقا افتحي بدل ما ارن الجرس و اصحى ابوكي و هو اصلا مش طايقين...
مريم بصت لصدفة اللي كانت نايمة و قامت بشويش خرجت فتحت له الباب و بصت له بحدة
احمد بابتسامة و غمزة:- يا صباح العناب!
مريم:-و الله اخر ما افتكرت و جاي الساعة واحدة ليه حد قالك انها وكالة من غير بواب، و بعدين انا مش طايقه اتكلم دلوقتي يا احمد علشان كل ما بكلمك بلقي موبيلك مقفول و لا كانك خاطب واحدة مفروض تطمن عليها دا انا اللي برن عليك، طب افتح موبيلك شوف انا رنيت كام مرة .
احمد :-  و الله العظيم انا كنت في الطريق و الموبيل فصل شحن و معرفتش اشحنه و بعدين دا انا مروحتش و جاي من السفر عليكي على طول .. و ياستي حقك عليا انا غلطان و استاهل اللي تعمليه بس و الله غصب عني صدقيني أنا علشان اكلمك لازم امشي مسافة كبيرة علشان القى شبكة
 و لو عليا امشي لك بلاد
بس أنا مش ببقى فاضي عارف من حقك تطمني و اني ابقى معاكي بس أنا لو عندي دقيقة فاضية و الله هكلمك
بس هي الفترة اللي فاتت كنت مضغوط شويه بس خلاص اوعدك اني هكلمك على طول لاني اتنقلت لما تاني... بس لازم اسافر تاني بعد بكرا...
مريم :تاني يا احمد؟ دا انت لسه جاي...
احمد بجدية:- و الله انا عارف انك متضايقه من سفري بس دا شغلي يا مريم و بعدين انا اخدت اليوم دا اجازه بصعوبة علشان انزل نشتري فستان الفرح و الحاجات بتاعت العرايس دي
انا اصلا مضطر انزل شغل دلوقتي علشان اقدر اخد اجازة كبيرة لفرحنا
لأن انا مش هبقي عريس و اسافر بعد أسبوع من فرحي فقلت اسافر دلوقتي علشان الاجازة تكون كبيرة و ابقى فاضي لك يا جميل
مريم :-يعني هنروح بكرا نختار الفستان و نجيب باقي الحاجة؟ 
احمد:- اه يا ستي انا كلمت إبراهيم العشاء و قلت له اني نازل علشان يجهز نروح كلنا بكرا... 
مريم :خلي في علمك في حاجات كتير انا هشتريها... 
احمد:- اللي انتي عايزاه كله يا حبيبتي هاتيه هو احنا هنتجوز كل يوم و بعدين بقولك ايه انا و انا جاي عديت على محل كشري و جبت لنا طبقين بالدقة إنما ايه حوار... تعالي كلي معايا انا واقع من الجوع.. 
مريم بابتسامه :- هنا انت مجنون الناس يشوفونا... 
احمد:نعم يا اختي! ناس مين... أنتي مراتي يا ماما هو انا شاقطك من المقطم و بعدين الوقت اتأخر محدش صاحي اصلا... 
قال جملته الاخيرة و قعدت على درجة السلم طلع علب الكشري و الدقة بتاعته و الشطة 
مريم ابتسمت و قعدت جنبه
:- طالما عايز تاكل كشري كنت قولي انك جاي و انا اعملك طبق كشري إنما ايه ينزل على قلبك... 
احمد بغمزة:- كفاية اني شفتك يا حبيبتي، يالا خدي طبقك... 
مريم اخدت طبقها و بدأت تاكل معه 
احمد :- لسه زعلانه مني؟ 
مريم :-بصراحة أنا مكنتش طايقاك بس طالما جيت لحد هنا دلوقتي علشان تراضيني ممكن اعفو عنك... 
احمد:دا احلى عفو في الدنيا.... 
مريم بصت له و ابتسمت بسعادة : أحمد أنا واقعه فيك من مدة و مش لاقيه حل... 
احمد ابتسم و قرب منها همس بسعادة :انا واقع نفس الواقعه و مش بدور على حلول علشان عجباني... 
مريم كانت هتتكلم لكن سمعت صوت ابوها من وراهم
:- و ايه كمان يا حنين....
مريم قامت وقفت بسرعة بتوتر و احمد فضل قاعد يكمل اكله و هو بيطلع علبة كشري مقفوله 
:- ازايك يا حمايا... تعالي انا عامل حسابك و جايب لك طبق... 
عبد الرحيم بص له بقرف و اتكلم بحدة:- و الله و جايه الساعة واحدة تاكل كشري عندي.. ما تأكله في اي حته يالا
احمد قام باستفزاز و حط ايده على كتف مريم بسعادة
:- اصل يا حمايا مراتي كانت وحشاني موت و قلت اجي اقعد معها شويه و ناكل سوا... 
مريم بصت لباباها بحرج و هي مش عارفه تقول إيه 
عبد الرحيم شد ايدها ناحيته و اتكلم بغيرة
:- و الله لما تبقوا تعملوا الفرح ابقى تعالى قول مراتي... 
احمد و هو بيطلع قسيمة الجواز:- نعم! دا انا كاتب كتاب استنى دا انا جاي بالقسيمة دا انا لولا الملامه كنت اخدتها معايا شقتي بس قلت يعني الأصول بقا 
عبد الرحيم بغيظ :- كان فين عقلي و انا بوافق اجوزهالك و انت اللي زيك يعرف اصول! اصله يالا اتفضل امشي من هنا و انتي ادخلي جوا... 
كان داخل لكنه وقف على صوت احمد و هو بيتكلم بأدب ميلقش عليه
:- طب ثواني بس يا عمي... 
عبد الرحيم :عايز ايه تاني... 
احمد مد ايديه بطبق حلويات و اتكلم و هو بيبص لمريم بابتسامه 
:- اتفضل دا طبق بسبوسة بالقشطة للزبدة البلدي اللي انت مخلفها. 
مريم غصب عنها ضحكت بصوت رنان 
احمد حط ايده على قلبه و اتكلم بسعادة:اه قلبي... على الهادي يا زبادي 
عبد الرحيم بحدة :جاتك وجع في قلبك... امشي يالا من هنا 
احمد بعت لها بوسه على الهواء لكن عبد الرحيم قفل في وشه الباب... 
عبد الرحيم بغيرة :-خدي يا زبدة بلدي! 
مريم اخدت منه الطبق و قربت منه باسته و دخلت اوضتها بسعادة
عبد الرحيم ابتسم و دخل اوضته.... 
بعد اسبوعين 
في البيوتي سنتر
صدفة و مريم كانوا لابسين فساتين الفرح و الميمب ارتست جاهزتهم و عملت لكل لوحده اللي عايزاه 
مريم كانت بترقص مع شهد صاحبة صدفة وصدفة كانت بتدندن مع الاغاني بسعادة هي و سعاد 
سهير كانت بتتفرج عليهم و هي فرحانة ليهم 
مريم كانت بترقص بسعادة و انطلاق و صدفة معها و الاتنين أجمل من بعض كل واحدة شكلها مميز 
صدفة بفستانها الرقيق و الطويل مش ضيق و مش منفوش اوي لكنه كان جميل عليها
 و الجزمة اللي بكعب و مكياجها و تسريحة شعرها كانت كل حاجة جميلة فيها... 
و مريم بفستانها المنفوش و طرحتها الطويلة و طلتها و روحها الحلوة و هي فرحانة 
مريم و صدفة فضلوا يرقصوا سوا لحد ما سمعوا صوت عربية العرسان كانت وصلت 
مريم:-احيه انا ماليش في الجد.. روحوني
صدفة ضحكت و عدلت فستانها وقفت باناقة و هي منتظرة ابراهيم
اللي دخل وسط الزرغايط مع والدته 
صدفة بصت له بسعادة كان وسيم جدا بدلته شيك و تسريحة شعره... ابتسامته و هو بيبصلها.. 
احمد دخل وراه و كأنه لايقل وسامة عنه قرب من مريم و ادالها بوكيه الورد لكنه اتفاجا لما شاف ابراهيم بيرمي البوكية وراه بلامبالة
و مال على صدفة و حضنها بقوة و سعادة لدرجة انه رفعها عن الارض
:- اللهم صلي على النبي، يلهوي الحلاوة و الجمال دا... 
صدفة حضنته بسعادة و هي بتضحك 
مريم بصت لأحمد اللي ضحك و قرب حضنها  :- انا مكنتش اعرف ان لازم اشيلك... 
مريم ابتسمت بفرح لما لقيته بيبعد و بيمد لها ايده، لفت ايدها حوالين دراعه و هو خرج من الاتيليه و وراهم صدفة و ابراهيم اللي كانوا بيتكلموا بسعادة
طلعوا كلهم على القاعة اللي هيعملوا فيها سيشن 
و تصوروا صور كتير جداً، كل ثنائي لوحده و كلهم مع بعض و صور لمريم و صدفة سوا و صور ليهم مع باباهم و مامتهم
و صور تانية مع قرايبهم... كانت اسعد ليلة مرت علي صدفة و مريم كانوا فرحانين بشكل محصلش... 
بعد مدة
وصلوا القاعة و صحاب ابراهيم و احمد عملوا الواجب و ولعوا الليلة من اول ما دخلوا... كل حاجة. كانت جميلة و الأجمل أنهم مع بعض و قدروا يتخطوا كل الايام السيئة
صدفة ابراهيم كان بيرقص معها و هي حاسه انها فوق السحاب 
كانت خطوه شجاعة انها ترجع مصر، كانت شجاعة جدا لما قررت تدور على أهلها و كانت شجاعة لما عرفت انها ادمنت و راحت لوالدتها حكت لها و طلبت مساعدتها... 
واحدة تانية كان ممكن أفضل في اللي هي فيه و خصوصا ان معها فلوس تقدر تشتري المخدرات لكنها 
اختارت الطريق السليم 
لما قررت تتعالج رغم قسوة و برود الايام معها لكنها كملت في المشوار و صبرت جدا و كانت محظوظة انها قابلت واحد زي ابراهيم اللي حبها من غير ما يفكر و لا حتى زعلها و قالها كلمه تجرحها... تقبلها لانه عارف انها اتغيرت 
و حبها لانه عارف انها تستاهل الحب... 
بصت له و ابتسمت و هو كذلك و فجأة رفعها و لف بيها إضاءة القاعة اتغيرت و هديت و كل حاجة كانت رائعة لدرجة انها اتمنا لو الوقت ميعديش و تفضل في حضنه كدا  
بعد يومين في شالية على البحر
صدفة كانت قاعدة في حضن ابراهيم و هم بيتفرجوا على البحر، ابراهيم كان ضاممها له بسعادة و هو ساكت
صدفة :- ابراهيم انا عندي سؤال هيجنني 
ابراهيم :ايه هو
صدفة :- انت لسه حبتني 
يعني انت ازاي توافق انك تتجوز واحدة كانت مريضه نفسيه يعني ممكن تقول اني مش مؤهله اربي أطفالنا في المستقبل 
و كمان كنت مدمنة... و غير كدا جيه فترة كنت هفقد فيها عيوني للأبد و مش هشوف تاني و مع ذاك كنت مصر اننا نكتب الكتاب... هو انت ليه بتحبني... 
ابراهيم ابتسم و هو بيرجع شعرها وراء ودانها:- تصدقي انا مش عارف بس أنا حبيتك.. حسيت بسعادة و انا معاكي و علشان كدا اخد قرار اني اكمل معاكي حياتي انا بحبك كدا و مش عايز حاجة تبعدني عنك و اقفلي الموضوع دا بقا علشان انتي وحشاني اوي... 
صدفة :- ازاي و انا معاك من وقت الفرح و مسبتكش لحظة و كمان مرضتش اننا نسافر مع ان احمد اول حاجة عملها اخد مريم و سافر... 
ابراهيم :خاف اننا نقطع عليه في شهر العسل و حب يسترفد باختك بصراحة عنده حق... و أنا كمان عايز استفرد بيكي... 
صدفة :- اتلم يا هيما... 
ابراهيم قام و شالها و هو بيضحك:- بقولك ايه الواحد عريس جديد و عنده امال و طموحات عايز يحققها... 
صدفة :- و الله طب نزلني بقا... انا اصلا زعلانه اننا مسافرناش زيهم 
ابراهيم :-فكرك دي حاجة تفوتني يا قلب هيما بصي يا ستي انا بقا مجهز لنا خطة ازاي هنقضي الفترة دي... هنسافر على الغردقة 
صدفة بسعادة:- بجد يا ابراهيم؟ 
ابراهيم :-بجد يا قلب ابراهيم و دنيته... 
صدفة :- انا بحبك اوي و بحب السفر معاك اوي اوي.. 
ابراهيم دخل أوضتهم و قفل الباب وراه
:- و انا بموت فيكي.... 
نزلها و هي وقفت تبص للبوكس اللي محطوط على السرير 
صدفة :- ايه دا؟ 
ابراهيم :افتحيه و شوفي بنفسك
صدفة فتحته باستغراب لكن اندهشت و هي بتطلع العباية البلدي الدهبي اللي كانت شافتها اول ما جيت اسكندرية
مسكت الايشارب و حلقاته رنت في بعضها 
صدفة ابتسمت بسعادة و هي بتبص له:- انت لسه فاكر دا انا نسيت 
ابراهيم حاوط خصرها بسعادة :- انسى ازاي و انا من يوم ما شفتك لابسها كنتي فرسة 
صدفة بدلال :- انت قليل الادب على فكرة بس انت عارف دي كانت عجباني اوي بس لما انت دخلت المحل خلتني اتكسف و مشترتهاش... 
ابراهيم :-و اديني صلحت غلطتي يا ست الحسن... 
صدفة بسعادة  :طب استني هنا هدخل البسها.. 
ابراهيم :-و انا مستنيكي يا حبيبتي
       ***********************
بعد خمس سنين "في بيت صدفة و ابراهيم" 
احمد و مريم كانوا معزومين عند صدفة و طبعا مريم راحت لصدفة من بدري علشان يجهزوا الاكل سوا كعادته... 
مريم بصت لابنها فارس اللي كان بيلعب من شمس بنت صدفة و ابراهيم 
شمس :- انتي عارفه يا خالتو الارنوبة بتاعتي ولدت ارنيب صغيرين حلوين اوي لونهم ابيض و اسود... 
مريم :اسمهم أرانب يا حبيبتي... 
شمس:- ماما قالت لي ارنيب... مش كدا يا ماما... 
صدفة قعدت على الأرض و باستها من خدها :- صح يا حبيبتي... 
شمس ضحكت و كملت لعب و صدفة بتاكلها 
مريم :مدلعها زيادة على فكرة... 
صدفة :- طبعا لازم ادلعها انا عندي كم شموس يعني و بعدين دي جيت بعد سنتين يا مريم... 
مريم ابتسمت بهدوء لأنها عارفة صدفة كان نفسها ازاي تخلف لكن الحمل محصلش الا بعد سنتين من جوازها هي و ابراهيم علي عكس مريم اللي حملت في أول سنة... 
احمد دخل المطبخ و هو بياكل خيار:- الاكل جهز انا جوعت و كمان باباكي و مامتك وصلوا... و خالكم شوقي على وصلوا... 
صدفة :انا كدا خلصت... مريم خليه يطلع الاكل... 
احمد بسعادة:- هاتي يا زبدة اطلع... 
مريم بحدة :اتلم.... 
احمد بهمس:- طب ليه بس كدا... 
مريم بابتسامة:لما نبقى نروح بيتنا و اسكت بقا... 
احمد:أحمر عليك يا مربي... 
صدفة ضحكت و هي شايفه خارج و شايل ابنه و الاطباق
:- احمد دا مش هيتغير.... 
مريم :-بحبه اوي صدفة... 
صدفة :- طب ما انا عارفه و مبسوطة انكم بتحبوا بعض... 
مريم :-اخبار النونو ايه؟ 
صدفة حطت ايدها على بطنها و ابتسمت :- بخير الحمد لله في التالت... عندي كشف بكرا 
مريم :-ربنا يقويكي يا حبيبتي.... اومال هو ابراهيم اتأخر ليه كدا 
صدفة :في المصنع... أنتي عارفة هو من وقت ما فتح المصنع و هو بينشغل كتير.. 
مريم :-اتغير يا صدفة عن أول جوازكم.. 
صدفة ابتسمت بخفة و هي بتفتكر كل المواقف اللي عدوا بيها من يوم جوازهم كان في وقت ضغط و وقت زحمة و أيام مشاكل و أيام فرح
لكن الأكيد أنه كان بيحبها في كل المراحل دي.. 
صدفة :- ياريت كل الناس زيه يا مريم، أنا كل يوم بحس اني عايشه في جنة... و بحبه و هفضل معه مهما حصل... هو يستاهل اني اعدي بكل الايام الصعبة اللي عديت بيها علشان اقابله يستاهل يا مريم و كفاية ان بقا عندي عيلة جميلة....
مريم ابتسمت و طلعوا الاكل و صدفة مالت على شمس حضنتها و طلعت 
بعد مدة ابراهيم رجع البيت 
احمد:دايما متأخر كدا... 
ابراهيم سلم عليهم و قعد جانب صدفة 
:- كان عندي طلبية لازم تتسلم و كان لازم اشوف على كل حاجة بنفسي... 
قرب من صدفة و طبع بوسه على خدها
:وحشتيني 
صدفة ابتسمت و هو شال شمس قعد يلعب معها و يهزوا... صدفة بصت باباها و مامتها و اختها و ابنها و بنتها و جوزها 
كملت اكلت و هي بتتكلم معاهم و بتضحك
بعد ساعتين في اوضة ابراهيم 
ابراهيم كان حاضن صدفة و شمس نايمة بينهم 
صدفة كانت بتبص له و مش عارفه تنام و هي حاسة براحة
ابراهيم :- سرحانة في ايه يا حبيبتي... حاجة بتوجعك... 
صدفة قربت منهم و حضنت شمس اللي كانت نايمة  :-انا بحبك اوي يا هيما... 
ابراهيم ابتسم و بأس رأسها :- و انا بموت فيكي يا قلب هيما... 
صدفة غمضت عنيها 
و هي حاسة ان الدار أمان 
الأمان اللي فضلت تدور عليه اربعه و عشرين سنة لقيته لما رجعت مصر و رجعت لأهلها... و قابلت حبيبها و مروا بكل المشاكل سوا... فرحانة جداً بعائلتها حضنت شمس و ابراهيم و نامت بسعادة و هو ساكن قلبها.. 
النهاية

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-