رواية طريق صغيرة في الحياة كاملة جميع الفصول بقلم دعاء احمد

رواية طريق صغيرة في الحياة كاملة جميع الفصول بقلم دعاء احمد


رواية طريق صغيرة في الحياة كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة دعاء احمد رواية طريق صغيرة في الحياة كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية طريق صغيرة في الحياة كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية طريق صغيرة في الحياة كاملة جميع الفصول
رواية طريق صغيرة في الحياة بقلم دعاء احمد

رواية طريق صغيرة في الحياة كاملة جميع الفصول

 مش عايزه تعرفي مين ابوكي يا حياء؟؟؟!!
وقفت بنت مصدومه وهي سامعه السؤال بلعت ريقها بتوتر و هي بتبص لوالدتها اللي نايمه على السرير و حالتها الصحيه متدهوره
كانت بنت شكلها غريب لابسها قصير ومق"طع
شعرها اسود   طويل جميل جدا مع عيونها البنيه
حياء بارتباك:ماي داد..
شغف (والدتها) :حياء قلتلك الف مره اتكلمي عربي
حياء :بابا.... بس انا مش عايزه أعرف هو مين ولا عايزه اشوفه هو اتخلى عني انا ليه ادور عليه
شغف بدموع وصوت نادم:كدب شريف عمره ما اتخلى عنك و لا عني لكن هو كسرني عشان كدا سبته زمان و سافرت بيكي على لندن
حياء :يعني اي يا ماما؟
شغف:اسمعيني كويس يا حياء انا لو جرالي حاجه دلوقتي انتي هتكوني لوحدك و انا مقدرش اسيبك بدون ما احكيلك الحقيقه كلها
حياء:حقيقه اي....
شغف:زمان من خمسه وعشرين سنه انا قابلت شريف الهلالي دا ابن صاحب اكبر حلقات سمك في اسكندريه.... وقتها انا انجذبت لشريف لانه كان جينتل مان و راجل جدع ومتدين كل اسكندريه بتحلف بأخلاقه كان ليه هيبه مش عند شاب في سنه.... عمره ما خاف و يرمي نفسه في النار عشان اللي بيحبهم وقتها شغل كل تفكير لدرجه اني مع الوقت اكتشفت اني بحبه......
حياء:وبعدين اي اللي حصل
شغف :انا كنت ساكنه في البيت اللي جانبهم كنت كل يوم اطلع اوضه والدتي عشان اسقي الزرع لكن انا كنت قاصده اطلع عشان اشوفه وهو بيشتغل في المكتب لحد ما في يوم لقيت الحج الهلالي و شريف جايين يزرونا في البيت انا وقتها حسيت اني مرعوبه ومين فكره في دماغي
لكن اتصدمت لما عرفت انه جاي أيدي..
شريف كان متجوز واحده تانيه مطلقه و معها ولد من جوزها لكن محصلش نصيب بينهم وخلفوا
هو لما اتقدملي انا فرحت بالرغم ان ماما اللي يرحمها كانت رافضه لانه متجوز لكن بابا شاف انه شاب جدع وابن حلال و كفايه سيرته واخلاقه
وحصل فعلا واتجوزنا
حياء :بابا كان بيعاملك كويس؟
شغف بابتسامه :عمره ما زعلني كان عنده اخلاق مش على حد و حبني اوي لدرجه انه لما عرف بحملي كان هيشلني من على الأرض شيل بس مراته الأولى طبعا مكنتش طايقني و لا عايزني في حياته كانت بتعمل معايا مشاكل كتير اوي و خليته يشك فيا و وصل بيها البجا"حه انها تشكك في انك بنته
حياء بغصه:و بعدين
شغف :شريف كان واثق فيا و دايما يوقفها عند حدها لحد ما حصل المشكله الاخيره و بسببها انا سيبته و سافرت مع ماما على باريس لان جدتك اصلا فرنسيه
حياء:لما هو شخص كويس كدا ليه سبتيه و ليه خليتني اتربي بعيد عنه في بلد غريبه
شغف :صدقيني يا حياء كان غصب عني انا اللي غلطت شريف عمره ما قصر معايا بس مراته الأولى لما ياست انها تكر"ه فيا خليتني انا اكر"ه كانت بتخليني أشك فيه بالرغم اني عارفه انه بيتقي ربنا وقتها ماما مكنتش حابه الجوازه دي اصلا وفضلت تزن عليا اني اسيبه واسافر معها
حياء بصدمه و دموع:يعني انا عشت محرومه من ابويا بسببك وهو شخص كويس طب طب انا ذنبي اي انتي عارفه انا محتاجه اد اي
شغف بندم ودموع:سامحيني يا حببتي ارجوكي
حياء بسخريه:لي كدا ليه انا كنت محتاجه
شغف :اسفه يا حياء... اسفه لاني غربتك عن اهلك وبلدك اسفه
ياريت تسامحيني ولما تشوفي شريف اطلبي منه انه يسامحني....
قالتها وهي بتلفظ اخر أنفاسها لتودع الحياه وتنتقل الي دار السلام
حياء بدموع وصدمه :ماما ماما قومي يا حببتي انا مسامحكي بس مش تسبيني بليز قومي
بعد مده
كانت حياء في شقتها في القاهره لابسه اسود و هي ضامه نفسها و بتعيط مبقاش معها حد حتى امها الوحيده اللي كانت بتطمنها سابتها
حياء لنفسها:طب هعمل اي دلوقتي يا مامي انتي ليه سبتيني انا مكنش عندي غيرك انا خايفه اعمل اي دلوقتي ياربي
قامت راحت اوضه والدتها و مفتحت الدولاب كان في صندوق دايما والدتها كانت حريصه ان حياء متفتحوش لكن قبل وفاتها بكم يوم ادتها المفتاح بتاع الصندوق
قعدت على طرف السرير وهي بتعيط و فتحت الصندوق مسكت صور كتير كانت لشاب وسيم جدا عنده لحيه خفيفه و عيونه لونها بني نسخه عيون حياء
و ورقه فيها عنوان في اسكندريه و صور لوالدتها وهي بفستان الفرح مع ابوها كانوا فعلا لايقين على بعض اوي
حياء بشهقات قويه:طب انا ذنبي اي دلوقتي اعيش من غير اب و لمآ اعرف انه عايش امي تسيبني ياارب انا تعبت
اخدت الصور في حضنها وهي بتنام بعمق على سرير والدتها
بعد يومين
واقفه أدام البيت بتقفله مسكت شنطه سافرها و طلعت على المحطه لكن مسلمتش من نظرات و همس الناس عليها وعلى شكلها الغريب ولابسها المقطع لكن حياء متعرفش غير كدا هي عاشت معظم حياتها في فرنس مع والدتها
حتى متعرفش اي حاجه عن ثقافه مصر أو التقاليد فيها
كان الناس بيتهامسوا علي لابسها و البعض منبهر بجمالها  
إنما هي كانت قاعده في القطار مش مهتمه بيهم ولا يفرق معاها كانت بتفكر ياترى ابوها دا لسه عايش وياتري هتلاقيه في العنوان دا وهو هيتقبل انها بنته
كانت حاسه ان دماغها هتنفجر من التفكير
غمضت عنيها وهي بتحاول تنام شويه لحد ما توصل
بعد عده ساعات
وقف القطار في محطه اسكندريه اخدت شنطتها ونزلت خرجت من المحطه و هي بتبص للناس و اسكندريه كانت خايفه لكن قررت تكمل طريقها
بعد دقايق
كانت واقفه أدام البحر وهي ساكته
شاب:مساءك فللالي يا قمر.... اي الجمال دا يا بت
حياء:وات؟
الشاب:انتي مش مصريه الا انا صحيح غبي هو في واحده بالحلاوه دي هتكون مصريه و بعدين لو مصريه هتلبسي كدا هنا
حياء بصت لابسها واستغربت قصده لأنها كانت لابسه بنطلون جينز اسود لكنه مق"طع و بادي كت و عليه جاكيت جينز
حياء :انا مصريه ع فكره بس مش اتربيت في فرنسا. اني واي. المهم انت ممكن تساعدني اوصل للعنوان دا يا اسمك اي
محسوبك يوسف
حياء:محسوبي ازاي يعني
يوسف:اه طب اقولها اي دي... اتفضلي يا انسه هوصلك للعنوان بس دا مش هنا.... بس انتي تعرفي الحج شريف الهلالي
حياء :لا اه اقصد يعني هشوف لسه
يوسف:بس هتروحي كدا.....
حياء:اقصدك اي هو انا شكلي وحش للدرجه دي
يوسف:لا طبعا يا ست هانم دا انتي ولا المهلبيه بس يعني الحج شريف يعني اقولها اي دي بس يارب
حياء:شوف انا مش فاهمه منك حاجه بس اتمنى تساعدني اروح العنوان دا... هما بيقولوا انه معروف في كل اسكندريه وانه صاحب حلقه سمك هنا كبيره
يوسف وهو بيمسك الشنطه و بيمشي معها :دا كان زمان هو زمان كان صاحب اكبر حلقه سمك لكن دلوقتي هو مستولي على معظم حلقات السمك و الشوادر كلها بتقف على رجليه هو و
جلال بيه ابنه إنما اي شاب مجدع و رجوله
حياء:جلال؟ ابنه يعني اخويا
يوسف مسمعش همسها و فضل ماشي معها وهي بتتفرج على اسكندريه بانبهار والستات اللي لابسين العبايه اللف و الناس بتبيع سمك والعماير و محلات كتير لكن وقفت أدام حلقه سمك
حياء:هو لسه فاضل كتير
يوسف:لا خالص كدا وصلنا المحل اللي هناك دا تبع جلال بيه ابن الحج شريف بالاذن انا بقى عشان امي زمانها قالبه الدنيا عليا... سلام يا مهلبيه  
حياء ضحكت ببراءه و هي ماشيه لكن في ولد جيه بسرعه وشد شنطتها
حياه بعفويه:انت يا ابن ال...
قالتها وهي بتجري وراه في الشارع وسايبه شنطتها وحاجتها
اتغاظت اكتر لانه بعد عنها مسكت حجر صغير و لسه بتحدفه على الولد في عربيه ظهرت و الحجر خبط في ازاز العربيه من أدام بسرعه صاحب العربيه فرمل كان هيخبط راجل عجوز معدي
لكن صاحب العربيه كان اسرع وهو بيلف وبغير اتجاه لكنه اصطدم بعربيه خشب كان محطوط عليها صندوق فيه تلج وسمك
عربيه السمك اتقلبت و الشاب نزل من عربيته الناس اتجمعت
كل دا وحياء واقفه مصدومه انها اتسببت في الفوضى دي كلها
وقفت على صوابعها بتحاول تشوف اللي بيحصل لان كان في ناس كتير ادامها
لكن ترجعت لوراء عده خطوات لما لمحت عيون زيتونه غاضبه بتبص عليها
كان بيدور بعيونه على الشخص اللي رمي الحجر عليه هو ببتوعد له
جلال نزل كان بيمشي وسط الناس والكل بيبعد عن طريقه وهما بيبص له باحترام شديد و مع ذلك رهبه قويه منه و حب ليه.... لانه معروف بشهامته و تواضعه مع الكل لكن مع ذلك معروف أيضا بشخصيته القويه
حياء بلعت ريقها برعب وهي شايفه بيقرب منها كانت ملامحه تطغو عليها الحده ونظرات غير مبشره
استغلت الناس الكتير اللي واقفين بينهم وجريت بسرعه جدا قبل ما يمسكها لكن هو كان شافها
كانت هربت منه جلال بقى يل"عن فيها و راح ساعد الناس في انهم يعدلوا عربيه السمك
جلال يهيبته المعتاده:خد دول يا عم شفيق و بضاعتك بكرا تعالي خدها من المحل بتاع و انت يا محروس متحسبوش عليها... روح معه دلوقتي هاتله بضاعه بدل اللي وقعت دي و لموا السمك دا
عم شفيق:ربنا يعمر بيتك يا ابني و يديك ويرزقك على اد اللي بتعمله معانا..
جلال بجمود:محروس عايزك تاخد العربيه بتاعتي توديها الصيانه و تخليهم يغيروا الازاز
بص للناس اللي كانوا بيتفرجوا على الموقف
:خالص كل واحد يروح دكانته مش فيلم هو
الناس مشيت وهو كان بيدور بعيونه على صاخبه الشعر الغجري هو مقدرش يشوف وشها لكن لمح  شعرها لانه مميز في وسط التجمع دا
نفخ بضيق و هو بيمشي ناحيه محل من محلاته
عند حياء
وقفت بتحمد ربنا انها قدرت تهرب منه عيونه كان فيها من الهيبه تخليها تترعب و كان سواد الليل كله اتجمع في عيونه لكن بشكل جميل
حياء:استر يارب يارب انا اي اللي بعمله دا من اولها كدا اتسرق طب هعمل اي دلوقتي بطاقتي و أوراقي في الشنطه
قالتها وهي بتقعد على الرصيف و بتدفن وشها الأبيض بين كفوفها  وبتعيط
قامت بعد شويه ومسحت دموعها الوقت كان على المغرب
قررت انها لازم توصل لبيت ابوها قبل ما الوقت يتاخر
بعد ساعه
كانت واقفه أدام بيت كبير جدا ومميز حتى الشبابيك فيه مميزه كأنه بيت من عصر العثمانيين
لكن بشكل راقي جدا تكاد تقول ان سكانه من اغنياء اسكندريه هو مش فيلا او قصر لا هو حاجه فخمه عن كدا
بلعت ريقها بتوتر دخلت البيت وطلعت اول دور خبطت بعد ثواني فتحت ليها الخدامه
الخدامه وهو بتبصله باشمئزاز:افندم مين حضرتك
حياء بغيظ:لو سمحتي دا بيت شريف الهلالي
الخدامه وهي بتضر"ب بيديها على صدرها:
شريف الهلالي كدا حاف سيدي شريف في الوكاله و مفيش هنا غير ست الكل ست نواره مرات الحج شريف
حياء :طب هو هيتاخر انا لازم اتكلم معه ضروري انا جايه له مخصوص من بلد تانيه
مين يا شوقيه.......
الصوت كان قوي جامد انثوي خشن
شويه(الخدامه) :دي واحد بتسأل على سيدي شريف قالتلها انه مش موجود بتسأل هيجي امتي
نواره :طب ابعدي كدا يا بت وادخلي جهزي الغدا الحج زمانه على وصول... و الحمام عايزكي تحمريه بس على خفيف كدا حكم الحج مبيحبوش متحمر اوي
قالتها وهي بتضحك ضحكه مش لايقه بسنها
لدرجه ان حياء كانت عايزه تضحك و افتكر ان هي دي الست اللي اتسببت لأمها في كل المشاكل و ان نواره السبب في ان حياء تتربى بعيد عن ابوها فجأه ملامح وشها كلها استبدلت لغضب
نواره وهي ماسكه طرف عبايتها:ايوه يا شابه قولتليلي بقى عايزه الحج في اي
حياء:لا ابدا هجيله وقت تاني
نواره :استنى بس وبعدين انتي شكلك مش من اسكندريه اصلا قوليلي انت عايزه الحج في اي انا هنا زي زيه طالما هو مش موجود
حياء:متشكره بس لازم امشي و اكيد هجيله وقت تاني و هنشوف بعض تاني
كانت نازله السلم لكن وقفت وحاسه بأن جسمها اتخشب وهي شايفه رجل كبير في السن باين عليه الهيبه والوقار طالع السلم وهو ساند على عصايته الفخمه كان لابس عبايه و الشال على كتفه
حياء بصتله وابتسمت وهي نفسها تروح تحضنه وتعيط تبكي على امها اللي ما"تت و تبكي على فراقها لابوها كل السنين دي
الحج شريف وقف ادامها وهو بيبصلها باستغراب اتحول لذهول اول ما دقق النظر لملامحها
الحج شريف برجفه و قلبه بينبض بقوه:شغف...
نواره بغضب اول ما سمعت الاسم..
 االحج شريف وقلبه بينبض بقوه:شغف....
حياء بارتباك :انا انا حياء بنتها........
نواره بغضب اول ما سمعت الاسم
:شغف تاني مش كنا خلصنا منها و طلقتها وانتي مين يا بت انتي.. شغف بنتها ماتت قبل ما تولدها
حياء بسرعه:كدب ماما قالت كدا عشان تبعدني عنك لكن انا عايشه والله انا حياء بنتها
الحج شريف وهو بيحط ايديه على وشها بحنان:حياء....... بعد عنها وهو بيبص لابسها المقطع و شعرها المنكوش  بسبب السفر و الجري اللي جريته
شريف:ادخلي خلينا نتكلم جوا... ونشوف انتي مين واي حكايتك
لكن فجأه جيه صوته القوي  من وراهم
جلال:السلام عليكم ورحمة الله وبر... انتي!!!
حياء اترعبت منه وبتلقائيه مسكت في عبايه الحج شريف وهي بتستخبي وراه
جلال الغضب كان متمكن منه بسبب اللي عملته واللي حصل في سوق السمك بسببها
كان شكله غير مبشر ابدا وهو بيطلع السلم و بيقف أدام الحج شريف
شريف بنبره هيبه :في اي يا جلال....
جلال باحترام :ولا حاجه يا حج بس في حساب لازم اصفيه مع الانسه
رمقها بنظره غاضبه و ساخره وهو بيبص لشكلها
:مش انسه برضو
حياء حست بالاهانه وطلعت من وراء الحج شريف:احترم نفسك انا ساكتلك بس احترام للراجل الكُبره دا غير كدا ممكن
جلال وهو بيقرب خطوه لقدم خليتها تبلع ريقها برعب: كملي ممكن اي.....
الحج شريف بغضب وصوت عالي:ممكن تبطلوا انتم الاتنين و خلونا نتكلم جوا بدل ما الناس تتلم وتبقى فضيحه
جلال من بين أسنانه وهو مركز مع حياء
:اتفضل يا حج
نواره بغضب و هي بتحط ايديها في وسطها:لا يا حج البت دي على جثتي انها تدخل البيت دا... دي واحده نصابه شغف اي اللي خلفت
الحج شريف بغضب لا يقبل النقاش:قلتلك ادخلي بدل يمين بالتلاته تكوني طالق يا نواره
نواره وسعت عنيها بصدمه و هي بتبص لحياء  بهدوء:ادخلي....
حياء كانت لسه بتبص لجلال وهي مرعوبه من نظراته تكاد تحر"قها حيه دخلت معهم
الحج شريف:بت يا شوقيه اعملي الشاي و هاتيه
شوقيه:انت تؤمر يا حج
جلال قعد وهو بيحط رجل على رجل و بيبص لحياء و هي بتبادل النظرات بخوف وتوتر بالرغم من ملامحه الوسيمه لكن يغلب عليها الحده والصرامه
الحج شريف بهدوء:احكيلي بقى انتي مين وجايه اسكندريه ليه
حياء:انا انا ا
نواره بخبث:اي القطه كلت لسانك ولا مش عارفه تبداي كدبتك منين
حياء:بس انا مش كدابه انا حياء شريف الهلالي بنت شغف الحسيني  
جلال بصدمه وبيحاول يسيطر على غضبه أدام الحج شريف
:اي؟؟؟ انتي هتستعبطي يا بت انتي... ولا فاكره انك هتقدري تنصبي على جلال الشهاوي
الحج شريف:جلال اسكت
جلال :بس يا حج دي.... ازاي دي تبقي بنت شريف الهلالي اللي كل الناس بتحلف بتدينه بص للابسها والمسخره اللي عملها في نفسها
حياء حسيت لأول مره بالخجل من نظرات حد ليها بتشد الجاكيت تقفله بالرغم ان عمرها ما هتمت براي حد عليها
الحج شريف :جلال اسكت بقولك..... بص يا بنتي انتي... شغف مكنتش حامل مني او بالاصح هي اجه"ضت الطفل هي قالت كدا قبل ما تسافر باريس
حياء بخوف :كذب امي كانت حامل فيا و ما اجه"ضتش هي قالت كدا عشان عارفه انك لايمكن تطلقها وهي حامل في ابنك او بنتك و جدتي هي اللي طلبت منها تعمل كدا و انها تخفيني عنك عشان مكنتش عايزه ترجعلك
الحج شريف بغضب لأول مره :كدابه شغف كانت بتحبني و انا عمري ما جيت عليها ليه هتبقى عايزه تعمل كل دا عشان اطلقها
حياء وهي حاسه بالاختنا"ق:كانت شاكه فيك هي كانت بتحبك لكن مراتك الأولى كانت دايما تشككها فيك و اكيد انت لحظت دا في آخر فتره بينكم
نواره بتوتر و رعب :محصلش البت دي كدابه دي اكيد نصابه
جلال بقوه و غضب:فين شهاده ميلادك او بطاقتك
حياء :في الشنطه
كانت رايحه تجيبهم لكن وقفت و هي مرتبكه :الشنطه انسر"قت مني في السوق والله العظيم
جلال بسخريه و غضب :وحياه امك واحنا مفروض كدا مصدقك لا معاكي بطاقه ولا شهاده ميلاد وجايه كدا عايزنا نصدقك
حياء:والله العظيم الشنطه اتسرقت مني في السوق عشان كدا حدفت الحجر على عربيتك كان قصدي الولاد وانت اللي
الحج شريف :خالص مش عايز اسمع ولا كلمه
جلال بكرا الصبح هتاخدها و تروح معمل التحليل و تعمل تحليل دي ان اي و تطلب من الدكتور انه يستعجل و مش عايز غلطه
جلال باحترم:انت تؤمر يا حج
الحج شريف :فين بنتك يا نواره
نواره بغضب دفين:البنت في السنتر يا حج انت عارف في تالته ثانوي
جلال بهدوء:و ليه مقولتليش عشان اروح اجيبها العشاء هتاذن
نواره:وهي صغيره يعني
جلال بغضب طفيف: وانا اسيب اختي تمشي في الشارع دلوقتي لوحدها ليه؟ مش راجل....
قالها وهو بيبص لحياء بسخط من شكلها كانت بتتمنى الأرض تنشق وتبلعها
في الوقت دا دخلت بنت وهو بترمي السلام
جلال بحده :انتي ازاي متتصليش عليا عشان اجي اخدك و انت تسمحلها ازاي تخرج في الوقت المتأخر دا يا أمي
شهد بارتباك:والله يا ابيه كنت في الدرس و بعدين دا مش بعيد وانا كان معايا سندس بنت الحج سالم
جلال بصرامه:قلتلك قبل كدا البت دي مش عايزك تعرفيها تاني انتي فاهمه ولا لاء
شهد:ليه بس يا ابيه
جلال بحده:قلتلك ولا لاء يبقى الكلام يتسمع دي بت ماشيه مع دا ودا و انا مقبلش ان حد يتكلم عن اختي كلمه كدا ولا كدا
شهد :حاضر يا ابيه
و راحت للحج شريف باست ايديه و وقفت مصدومه وهي شايفه حياء اللي بتتفرج على الموقف وقلبه بيدق بسرعه و مرعوبه من جلال
شهد:مين دي يا بابا
الحج شريف :دي اختك
شهد:نعمم
نواره بغضب :لسه مش عارفين اهي بلوه واتحدفت علينا
الحج شريف بغضب :شهد خدي اخواتك لاوضتك و خليها تغير المسخره دي وشوفها حاجه عدله تلبسها
شهد:حاضر يا بابا
اخدت حياء اللي كانت لسه هي وجلال مركزين مع بعض و كل واحد بيبص للتاني
بعد شويه
في اوضه شهد
شهد:يااه يعني انتي اتربيتي كل حياتك في فرنسا
حياء بابتسامه :لا عشت في مصر تلات سنين
شهد:انتي عندك كم سنه
حياء:تلاته وعشرين... هو مين جلال دا
شهد:دا اخويا
حياء:يعني دا اخويا انا كمان
شهد:اامم لا.. بصى يا ستي جلال ابن ماما و سليمان الشهاوي و لمآ ماما اتطلقت من سليمان اتجوزت بابا شريف الهلالي
حياء:طب وانتي
شهد:انا بنت الحج شريف و ماما نوراه
يعني انا اختك لكن جلال لا... عشان كدا هيطلع شقته اللي فوق يبات فيها لحد ما نشوف اي اللي هيحصل
حياء:طب هو ممكن اسالك سؤال
شهد:طبعا اسألي...
حياء :هو لابسي وحش للدرجه دي
شهد بضحك:لا ابدا ياستي بس دا لابس تلبسيها وانتي في أروبا لكن احنا هنا في مصر و بصراحه شباب المنطقه لو شافوكي كدا الصراحه مش هتسلمي منهم اصلك حلوه اوي
حياء بخوف:هو اللي اسمه جلال دا هيفضل هنا كتير انا خايفه اخرج
شهد:جلال اكيد هيتغدا و يروح الوكاله
حباء:اوكي
شهد:ياله غيري و انا هخرج لان واقعه من الجوع
حياء :تمام
دخلت اخدت دش و غيرت لابست بلوزه طويله و بنطلون جينز واسع ورفعت شعرها ديل حصان
و خرجت
كان جلال والحج شريف بيتكلموا في شغل الوكاله
جلال بصلها بطرف عينه كأنها شي قذ"ر و مهتمش بيها
جلال :انا هنزل انا الوكاله يا حج ولو احتاجت مني اي حاجه كلمني
الحج شريف :استنى يا جلال هنتغدا سوا
جلال:معليش مليش نفس بعد اذنكم
خرج لكنه طلع شقته في الدور اللي فوقهم وبعد شويه غير ونزل للوكاله.. حياء كانت حاسه بالاحراج من كل اللي حصل
بعد دقايق
كانت قاعده معهم على السفره و الحج شريف بيبصلها وهو بيفتكر حبيبته شغف لان حياء نسخه منها و خصوصا شعرها الغجري الطويل
بعد مده على الساعه احداشر
حياء كانت قاعده في بلكونه اوضتها وهي باصه للبحر من بعيد لحد ما حسيت بحركه
جلال من فوقها بصرامه
:ادخلي جوا الوقت اتأخر و بعد كدا لما تحبي تخرجي البلكونه تلمي شعرك انتي فاهمه احنا مش عايشين لوحدنا في المنطقه يا هانم وفي شباب
حياء بصتله وفضلت ترمش بعيونها كتير كانت نظراته فيها حده و غيره على أهل بيته
بدون تفكير و رعب حقيقي دخلت اوضتها وقفلت باب البلكونه وفضلت تعيط من كتر الرعب اللي هي فيه وحزنها على امها
تاني يوم
صحيت  اخدت دش ولابست هدومها المعتاده بدون ما تفكر و خرجت
الحج شريف كان نزل للمحل لان عنده مزاد و جلال كان منتظر اخته عشان ياخدها المدرسه و ياخد حياء للمعمل
اول ما شافها عيونه اتحولت للاسود الغامق وهو بيقرب منها وهي بترجع لورا
مسك دراعها وهو بيقربها منه بقيت وشها ادامه لكن يدوب واصله لدقنه
جلال بغضب و د"م حامي
:هو انا مش قلتلك البسي حاجه عدله بدل القر"ف دا ولا انتي مش بتفهمي
ولا يكونشي حابه نظرات الر"جاله لجس"مك
حياء بخوف:
انت بتكلمني كدا ليه سيب أيدي وبعدين انا معنديش غير اللابس دا كله كدا اعمل اي يعني
جلال ساب ايديها وهو بيبصلها كانت لابسه باضي كت وباين نص بطنها و شميز ابيض مفتوح
وبنطلون جينز مقطع
جلال بصرامه وهو بيبصلها بهدوء :
شوفي اي زفت بنطلون غير دا و اقفلي زراير الشميز وبطلي مر"قعه احنا في منطقه شعبيه مش جردن سيتي
حياء :حاضر
بعد شويه كانوا نازلين سوا وهي وراه و معها شهد
كان في شخص بيبصلهم و ركز مع حياء اللي اول مره يشوفها في المنطقه... شهد كانت بتبص للشاب (سيف) بتوتر و بتبص لجلال سيف غمزلها وهي بصيت ادامها بسرعه
بيركب عربيته وبيوصل شهد لمدرستها و بياخد حياء للمعمل و بيعملوا التحليل
بعد تلات ايام
حياء كانت دايما في اوضتها و مش بتخرج حتى البلكونه مشفتش جلال و لا مره من وقت ما عملوا التحليل كانت بتخاف تخرج لو عرفت انه موجود
كانت لتترعب تطلع البلكونه وتشوفه حاسه ان قلبها هيقف طريقته بتزرع الرعب جواها حتى لو هو صح
كانت ضامه نفسها وقاعده في اوضتها لحد ما الباب خبط
حياء:اتفضل
الحج شريف دخل و حضنها بقوه وهو بيبكي على حبيبته اللي ما"تت من قبل ما يودعها
حياء بدموع :انا بنتك والله بنتك امي محبتش حد غيرك كنت كل يوم اسمها بتعيط في اوضتها
ولما ادخل اوضتها تخبي صوركم كانت بتحبك لكن كانت خايفه تاخدني منها بعدت عنك عمري كله عشان خايفه
الحج شريف بدموع:يعلم ربنا انا حبيتها اد اي شغف كانت أجمل بنت وست عرفتها.. عشت معها أجمل سنتين في عمري كله ويوم ما مشيت اخدت روحي معها... و ماتت من غير ما أودعها
حياء :بابا
عيطت بقوه وهي بتحضنه فضلوا وقت كتير سوا على الوضع دا...
نواره كانت لسه واقفه برا وهي بتحاول تستوعب ان بنت شغف رجعت وهتقاسمها في فلوس شريف و املاكه
هي زمان عملت كل حاجه عشان تبعد شغف عن شريف وفعلا عملت كدا لكن دلوقتي هتعمل اي في بنته....
الحج شريف :هعوضك عن السنين اللي اتحرمت منك فيها متعرفيش انا كنت كل بدعي ربنا انك تيجي للدنيا لكن امك سابتني و قالت انك مو"تي و حر"قت قلبي عليكي
ياله ادخلي غيري و البسي هنخرج سوا
حياء مسحت دموعها و ابتسمت بفرح ودخلت غيرت و كانت متعمده تلبس اكتر محتشمه عندها لان معندهاش استعداد انها تصطدم ب جلال و حرفيا كل ما بتسمع اسمه بتحس بالرعب
نزلت معه لكن وقفت مصدومه جلال كان بيفرق لحمه مع الرجاله و بيوزعوا شربات
حياء:هو في اي؟
الحج شريف :انا اللي طلبت من جلال انهم يد"بحوا ويفرقوا على الغلابه يوزعوا شربات رجوعك ليا يا بنتي
حياء ابتسمت وهي شايفه الناس مبسوطه وبيدعوا للحج شريف
شخص :حمد لله على سلامه الهانم الصغيره يا حج
ست عجوز:الشادر كله نور برجوعك يا قمر ايه و الله لابيع السمك النهارده بنص تمنه
الحج شريف :تسلمي يا ست عفت وانت يا جلال مش عايز حد في المنطقه مياخدش واللي عايز مرتين اديله و لو مكفتش كلم المد"بح خليهم يبعتوا كمان عجلين
جلال بجديه و جموده المعهود و مازال ينظر لها بغضب لا يعرف سببه فقط يشعر بالاشمئزاز كلما يراها.......... انت تؤمر يا حج
حياء بلعت ريقها بتوتر وهي بتجاهل النظر ليه لان عيونه فيها سحر غريب رعب على هيبه على غرور و جاذبيه لكن من الأفضل انها تتجاهله
بعد مده
اشتروا لابس كتير سوا و هي اشترت برفان رجالي  لباباها و عملوا حاجات كتير سوا
بليل رجعوا
الحج شريف :اطلعي انتي يا حياء انا هروح اطمن على الوكاله
حياء بابتسامه هاديه:حاضر
كانت طالعه السلم لكنه كان نازل فضلت واقفه حابسه أنفاسها و صدرها يعلو و يهبط
جلال ابتسم لما شافها كدا و نزل من جانبها ولا كأنه شايفه لحد ما نادت عليه
حياء برقتها المعهوده:جلال....
حياء برقتها المعهوده ولأول مره تنطق اسمه:جلال

جلال كان مديها ضهره و اول مره حد يخط"ف قلبه بنبره صوت لكن رد بجديه:عايزه ايه 

حياء بخوف بل رعب منه:انا وبابا كنا بنشتري شويه حاجات وانا جبت حاجه لكل واحد و.. و.... 

جلال بصرامه :هنفضل واقفين على السلم كدا يا بنت الحلال لو حد عدي و شافنا مش هيبقى حلو عشان سمعتك ولو انت عندك عادي فأنا مقبلهاش على نفسي.... وانا عندي شغل في الوكاله انجزي

حياء وهي على وشك البكاء:انت جبتلك دي 

قالتها وهي بتحط الهديه على السلم و بتجري على الشقه وهي مجروحه من نظراته ليها و اشمئزازه الواضح كأنها شي حق"ير خايف انه يقرب منها تلوثه

جلال اخد العلبه لكن مهتمش وطلع على الوكاله

بعد دقايق

كان قاعد على مكتبه في وكاله الاقمشه بتاع الحج شريف كان مركز على الاب توب لحد ما دخل واحد

سيف:فينك يا راجل مختفي بقالك مده

جلال :انا موجود بس الشغل زي ما انت شايف الحج مبقتش فاضي و مشغول مع السنيوره بتاعته وانا اللي شايل شغل الوكاله والمحلات

سيف:تقوم تنسى حبيبك و صاحبك بس قولي صحيح هي الوتكه دي تبقي بنته فعلا دي مزه او

جلال بحده:سيف أخرس خالص او روح على الورشه بتاعتك مش ناقص وجع دماغ

سيف:طب براحه يا عم... اصل الصراحه اول ما شفتها و انا 

جلال بصرامه:ولا لم لسانك و قسما برب العزه يا سيف لو سمعت اسمها على لسانك لاقطعولك متنساش دي تبقي بنت الراجل اللي رباني

سيف بخبث:ومالك بتتكلم كدا ليه كانك مش طايقه ولا طايق تسمع سيرتها

جلال :مش عارف بس كل ما اشوفها احس اني متعصب و مش طايق اشوفها و لا اسمع صوتها بت مدلعه عايشه طول حياتها برا مصر متعرفش اي حاجه عن العادات لابسه كله مش تمم تعرف لو دي اختي كنت ك"سرت دماغها وحابستها في البيت لحد ما اجوزها واخلص

سيف بخبث:لو الحج يوافق كنت جيت أتقدم الها حالا

جلال ضغط على ايديها وهو حاسس بحاجه غريبه لكن نفض الأفكار من دماغ و كمل شغل

سيف:اوبا اي الساعه الجامده دي

جلال رفع عنيه لقى سيف ماسك الساعه اللي حياء اشترتها له 

سيف:مين اللي افتكرك يا ابن المحظوظه

جلال :خدها مش فارقه معايا

سيف :بجد مش عايزها دي شيك اوي

جلال:عاديه خدها و روح المحل بتاعك مش ناقص وجع دماغ و رايا شغل كتير

سيف:تسلم يا غالي 

قالها وهو بيلبس الساعه و بيخرج من الوكاله 

جلال فضل يبص للساعه اللي في ايديه ويفتكر حياء نفض دماغه من كل دا وهو بيكمل شغل

في بيت الهلالي

شهد كانت نازله تنادي لجلال عشان يتعشوا سوا زي ما والدتها طلبت منها لان من وقت ما حياء رجعت

وهو قاعد في شقته لوحده ودا مخلي نواره مش طايقه حياء لان ابنها بقى بعيد عنها بسببها

شهد شهقت برعب وحسيت بأيد حد بيشدها 

سيف بابتسامه :وحشتني اوي يا قمر

شهد برعب:سيف ابعد افرض حد شافنا ولا بابا رجع من الوكاله دلوقتي هيقولوا اي

سيف بخبث:ولا حاجه هقوله اني كنت بسألك عن جلال 

شهد:سيف ابعد لو سمحت ماما واقفه في الشباك زمانها مستنياني اخرج

سيف بخبثه: في اي يا بت من أمتي وانتي قلبك رهيف كدا.... دا انا حتى مستني تخلصي امتحاناتك عشان اجي اطلب ايدك من جلال و ابوكي

شهد بسعاده:بجد يا سيف 

سيف بابتسامه ماكره:طبعا يا قلب سيف... 

قالها وهو بيقرب منها اكتر وبيحاول يبو"سها 

حياء بغضب :انت يا قليل الادب ابعد عنها

قالتها وهي بتضر"ب سيف بقوه 

حياء:وانتي ساكته له اما ابوكي يجي

سيف بسرعه زق حياء و طلع يجري لكنها اتصدمت لما شافت الساعه في ايديه و هي متأكده ان هي دي الساعه اللي اشترتها لجلال

شهد بخوف:حياء انتي فاهمه غلط والله دا دا سيف وهو هيجي يتقدملي بس انا لسه في المدرسه و دي اخر سنه

حياء ضر"بتها بالق"لم بقوه :انتي ازاي تسمحي لوحد غريب انه يقربلك كدا يا غبيه 

شهد بغضب :انت بتضر"بيني انت فاكره نفسك مين... دا انتي واحده منعرفش عنك حاجه لا و جايه تعلميني الادب شوفي نفسك ولابسة المسخره الأول يا هانم

حياء بغضب :انت قليله الأدب انا اه متربتش في مصر ولا اعرف التقاليد لكن عمري ما سمحت لبنى ادم انه يقربلي.... وانا مش هتكلم وهستني لما ابوكي يجي و نقوله و هو يبريكي بمعرفته ولا نقول اخوكي اللي لو عرف هيق"طع خبرك من الدنيا

شهد بسرعه مسكت ايديها:والنبي يا حياء بلاش جلال دا ممكن يد"بحني فيها..... والله العظيم دي اول مره يحصل كدا و انا اوعدك مش هشوف تاني بس بلاش جلال والنبي

حياء:اتفضلي اطلعي اوضتك و استنيني في كلام كتير لازم تسمعيه و بلاش تروحي تقولي لأمك لان وقتها انا هحكي لجلال ولبابا 

شهد:حاضر حاضر مش هقولها حاجه بس بلاش جلال يا حياء 

حياء بصلها بغضب و حزن ازاي تعمل في نفسها كدا وتقلل من كرامتها و من قيمه اهلها

شهد طلعت وهي في قلبها كر"ه لحياء  اللي خرجت من البيت وهي بتفكر ليه جلال عطي الساعه للشاب دا معقول معجبتوش

ابتسمت وهي بتحاول متفكرش فيه دخلت السوبر ماركت واشترت شويه حاجات و طبعا مسلمتش من نظرات الإعجاب لأنها جميله جدا 

قررت تناديله قبل ما تمشي عشان يروح يتعشى معاهم

وقفت أدام  الوكاله وهي متردده لكن قررت تدخل 

العامل:تومريني باي حاجه يا هانم عندنا كل الاقشمه الحرير كل اللي تحتاجيه

حياء بابتسامه جميله :مش دي وكاله جلال الشهاوي

العامل:اه سي جلال بيه جوا 

وشاور عليه

حياء :خالص انا هدخلله 

العامل بصوت عالي نسبي:تدخليله اي هي وكاله من غير بواب مين حضرتك الاول

قالها وهو بيمسك دراعها 

حياء:ابعد ايدك دي انت اتجننت

العامل:ما تكلمي عدل يا بت انتي

جلال من وراه:شيل أيديك يا حيو"ان و اتكلم عدل 

قالها وعيونه اتحولت للاسود الحالك و دي النظره اللي بترعب حياء منه

العامل بعد بسرعه و جلال بصله بغضب 

:مخصوم منك اسبوع روح على شغلك 

العامل:يا جلال بيه دي

جلال بغضب :روح على شغلك والا هيبقوا اسبوعين

حياء:مالوش داع

سكتت وهي بتبلع ريقها بتوتر اول ما مسك ايديها وشدها وراه

جلال بوجه مكفهر:اي اللي جابك هنا ومين سمحلك تخرجي دلوقتي 

حياء :انا ك... كنت.. جايه.. عشان اقولك تيجي تتعشى معانا... 

جلال:شوفي يا بت انتي انا مش طايقك من ساعات ماشفتك لكن هتخرجي كل شويه وتعملي مشكله و القى واحد كل شويه يقولي اتقدملها وقتها هحبسك في البيت وابقى قابليني لو عرفتي تخرجي 

حياء دموعها سألت على خدها وباحراج :على فكره انت مش اخويا ولا ليك الحق تكلمني كدا و انا فعلا غلطانه اني فكرت في واحد زيك انشالله عنك ما اكلت

جلال:اطلع على البيت و انا هروح  للحج واجيبه واجي و بعد كدا تلمي شعرك اللي فرحانه بيه دا 

حياء كانت مستغربه انه بيهتم بأنها تكون شكلها محتشمه و انه بيعملها بالطريقه دي و كأنها شي مثير للاشمئزاز  يعني لو دا واحد بيحبك كانت هتقول بيغير على حببته لكن هو دي طريقته هو كمان بيغير على شهد 

مسحت دموعها وكانت هتمشي لكن وقفت قصاده :لو سمحت ممكن متخصمش للولد دا حاجه هو اصلا ميعرفنيش عشان كدا حصل الموقف دا

جلال بسخريه :اه واطلع انا عيل ادامهم برجع في كلمتي اخصمله و ارجع اقوله لا هتاخد مرتبك كامل اطلعي و مالكيش دعوه 

حياء سابته ومشيت 

جلال:ياسين 

ياسين:ايوه يا سي جلال

جلال بجديه وصرامه تليق به:الشهر دا في مكافات لكل اللي في الوكاله

العامل كان حاسس انها مخنوق اوي لان اتخصم من مرتبه لكن اول ما سمع الخبر دا بقى يدعي لجلال هي المكافأه هتعوض النقص اللي هيحصل في المرتب و هو عنده عيلته

العامل:ربنا يكرمك ويزيدك من نعيمه يا سي جلال و يوقفلك ولاد الحلال و متاخذنيش والله ما كنت اعرف انها تخص الحج 

جلال بجديه:اديك عرفت وبعد كدا متمدش ايدك على حرمه احنا في اسكندريه و الكل يعرفنا بالشهامه مش عايز حد يقل مننا 

العامل:ربنا يبارك فيك و يحفظك لشبابك

جلال ابتسم وراح كمل شغل

ياسين لنفسه:الجدع دا ازاي كدا... عشان مايبنش انه بيرجع في كلمته ويصغر نفسه أدام الرجاله... يقوم يصرف مكافات للكل ياله وانا مالي..... 

بعد مده

في اوضه حياء كانت واقفه في البلكونه متضايقه من نفسها وأنها فكرت فيه اصلا و اتضايقت انها اد الساعه لصحبه بدون ما يراعي مشاعرها

لحد ما شهد خبطت و دخلت

شهد:حياء

حياء بجديه:ادخلي واقفلي الباب وراكي

شهد دخلت وقفلت الباب وهي مش طايقه حياء لكن عندها هي حياء ارحم الف مره من ان جلال يعرف انها بتحب صاحبه 

شهد قعدت ادمها وهي باصه في الارض

حياء:ممكن افهم ازاي تسمحيله يقرب منك كدا

شهد بدموع و رعب:انتي هتقولي لأبيه جلال

حياء بحنان مسحت دموعها :لا مش هقوله بس عايزاكي توعديني ان اللي حصل دا ميتكررش تاني و عايزاكي تحفظي قلبك للي يصونه... انا اه معتشش في مصر كتير لكن واثقه ان الحب الحقيقي بيجي من شخص بيحترمك و اللي يحترمك عمره ما يسمح لنفسه يقربلك بالطريقه دي صدقيني يا شهد الولد دا بيلعب بيكي وانتي لسه صغيره 

شهد:اوعدك مش هشوفه تاني بس بلاش تحكي لأبيه جلال او بابا

حياء بطيبه وابتسامه جميله :لا يا ستي مش هحكي له متخافيش ياله قومي اغسلي وشك في اوضتي و اطلعي زمانهم مسنتينا علي العشا

شهد :وانتي مش هتتعشي

حياء بخوف :لا مش جعانه بصي لما جلال يمشي ابقى قوليلي 

شهد بصدمه :هو خايفه منه للدرجه دي

حياء بغصه وهي بتفكر في اشمئزاز الواضح منها حتى بعد ما غير طريقه لبساها:انا مبخافش منه بس عايزه انام 

شهد:تصبحي على خير 

قالتها وهي بتمسح دموعها دخلت غسلت وشها في حمام اوضه حياء وخرجت

عدي دقايق كانوا اكتر دقايق قلبها بيدق بسرعه و هي سامعه صوته و نواره بتسلم عليه و بتتشحطف ان ابنها سابها و بقى قاعد في شقته لوحده 

بعد ثواني الباب خبط

حياء:ايوه... مين

الحج شريف :انا يا حياء افتحي يا قلبي 

حياء:ثواني يا بابا 

لمت شعرها كحكه غير منظمه و طلعت

حياء بابتسامه :اتفضل يا بابا 

الحج شريف وهو بيمسك ايديها وبيخرج

:

لا اتفضل اي بقى تعالي انتي عشان تتعشى معانا احنا كلنا قاعدين

حياء كانت مش عايزه تشوفه و بتحاول تسحب ايديها من ايد ابوها

:يا بابا مش جعانه والله

الحج شريف؛ يا بنتي انتي اصلا بتاكلي لازم تتخني شويه و تصلبي طولك انتي مش شايف اختك و بعدين مش يمكن صاحب النصيب يكون بيحب البنت المليانه

حياء اتكسفت جدا ووشها احمر بطريقه غريبه

جلال كان قاعد على السفره بلامباله رفع عنيه و بصلها لأول مره يشوف بنت خجوله بالطريقه دي

كان شكلها جذاب و جميله جدا

حياء:صدقني يا بابا ماليش نفس و بعدين صاحب نصيب اي انا مش بفكر في الحاجات دي

شريف:ليه بقى دا انتي الف مين يتمناكي تعالي اقعدي معايا افتحي نفسي على الاكل

حياء ابتسمت وراحت قاعدت جانبه وفي مواجهتها جلال كان قاعد

الحج شريف :بت يا شوقيه انتي يا بت

شوفيه:ايوه يا حج اومرني

الحج شريف :هاتي طبق للهانم الصغيره

شوقيه:حاضر يا حج

حياء طول القاعده كانت بصه في طبقها و مش بتاكل لكن باين الخوف عليها

لحد ما نواره قطعت السكوت دا

نواره بابتسامه خبيثه:صحيح يا حج مش تقولها على الخبر اللي قولتهولي

الحج شريف :و لوني كنت مستني بعد الأكل بس وماله... شوف يا جلال الحج صالح صاحب محلات الدهب تعرف ابنه

جلال بتفكير:اه البشمهندس إياد ماله

الحج شريف :إياد طالب ايد حياء

كح كح كح... اي

الحج شريف ابتسم :اي يا حببتي دا لسه مردتش عليه

جلال كانت منتظر ردها وأنها ترفض وهو فعلا مش لاقي حجه للرفض لان الشاب كويس جدا

حياء بسرعه:بس انا مش عايزه اتجوز دلوقتي ارجوك يا بابا وحياتي عندك لو فعلا حبيت ماما لو لحظه واحده

نواره كانت قاعده جانبها متغاظه اول ما سمعت سيره شغف لأنها بتكر"هها

شريف :انت رايك اي يا جلال.....

جلال:شوف يا حج الشاب مفيش منه انا اعرف ادب و احترام و جدع و كل الناس تعرفه

حياء بغضب و زعيق وقامت رزعت ايديها على السفره :وانا مش موافقه انت مين انت عشان تقرر حاجه زي دي

جلال بغضب وعصبيه قام وقف هو كمان وعيونه بقيت سوداء مسكها من كتفها وبيقربها منه بسرعه

:قسما باللي خلق الخلق لو صوتك على في وجودي تاني لسانك دا هيوحشك....

حياء كانت حاسه ان صوابع ايديه هتكسر عضمها كان بيضغط عليها بقوه لدرجه ان صوابعه علمت على دراعها
جلال كان ماسك في دراع حياء بقوه لدرجه ان صوابعه علمت على دراعها كانت حاسه ان عضمها هي تك"سر من الالم
جلال :قسما باللي خلق الخلق لو صوتك على في وجودي تاني لا لسانك يوحشك
حياء برعب باين في عيونه:سيب أيدي هتك"سر دراعي... انت فاكر نفسك مين اخويا و بعدين انا مش عايزاه اتجوز انت مين اصلا عشان تقول دا كويس و دا لا
جلال بحده:وانتي فاكره انك فراقلي ما تو"لع بجا"ز و الله انا صعبان عليا الغلبان اللي هتجوز واحده زيك... الا هيتجوزك على ايه و انتي مفكيش ريحه الانوثه.... و لا هيبصلك بالقر"ف اللي انت بتلبسي دا
حياء شهقت بصدمه من كلامه لأنها جميله جدا بلعت الغصه اللي حسيت بيها و زقت ايديه قبل ما تعيط ادامه و دخلت اوضتها
الحج شريف بغضب :جلال متنساش دي بنتي ومسمحلكش تكلمها كدا
جلال باحترام :انت مشوفتش بتعلي صوتها ازاي يا حج من أمتي وفي حرمه بتعلي صوتها على الرجاله على العموم انا مكنتش كملت كلامي
و كل شي بالخنا"ق الا الجواز بالاتفاق و الأول لازم تكون هي موافقه بعد اذنكم
نواره بسرعه :رايح فين يا جلال انت لسه ماكلتش حاجه كله من بنت ال... دي والله لعملها الادب.....
الحج شريف :نواره يمين عظيم بالتلاته لو ما اتخرستي و احترمتي وجودي لاكون مطلقك
نواره شهقت بصدمه وهي بتضر"ب بيديها على صدرها
:تطلقني!!!! عشان البت دي طب يا حج يا انا يا هي في البيت دا.... بنتك دي تاخديها وتشوفها اي حته تفضل فيها مش تبتلينا بيها و بعدين جلال الشهاوي يسيب بيته و أمه واخته و يقعد لوحده في شقته عشان بنتك دي الا هو ممكن حتى يفكر يبصلها
جلال بجديه:ماما كفايه مالوش لازمه الكلام دا و بعدين دي الأصول و دا بيت ابوها
نواره:استنى انت كدا يا جلال يا ابني.... شوف يا حج بنت دي مش نزللي من زور و مش عايزها هنا انا بقولك اهوه وانا قسما بالله على تكه منها و لو حصل اي حاجه ساعتها يبقى انا عند اهلي
قالت كلمتها و دخلت اوضتها بدون ما تسمع رده
جلال بهدوء وصرامه:انا اسف يا حج على اللي حصل دا كله و انت عارف امي هي عنيده بس بتنسي مع الوقت ان كان على موضوع حياء انا شايف انك لازم تستنى موافقتها او رفضها بعد اذنكم لازم انزل الشادر
جلال طلع على شقته وهو متعصب دخلت يعمل كوبايه شاي لنفسه بحكم انه عايش لوحده
بعد شويه كان واقف في بلكونه اوضته وهو بيدخن سيجاره كان عنده رغبه قويه انه يشوفها بص لتحت يشوفها في البلكونه لكن هي مطلعتش و فضلت قفله على نفسها هي اصلا مرعوبه تطلع البلكونه بسببه
دخل يغير هدومه و لابس بنطلون جينز اسود و بلوفر اسود مع بليزر زيتوني كان شكله وسيم جدا غير هيبته الواضحه
عند حياء
كانت قاعده في اوضتها بتل"عن اليوم اللي فكرت تدور فيه على ابوها بالرغم حنانه عليها لكن وجود جلال مخوفها هي عمرها ما خافت من حد ولا اهتمت براي حد عليها او على شكلها لكن من اول يوم شافته و هي متلغبطه و مرعوبه منه لما بتسمع صوته بتحس بدف غريب لكن مع ذلك بروده
كانت بتعيط و منهاره
:هو فاكر نفسه ولي أمري اتجوز مين و مين لا والله دي بقيت حاجه تقرف..
جلال نزل و راح الشادر كان في مشكله بين الصيادين حلها بحكمته بدون ما يعمل خلاف بينهم لان هتبقى مشكله كبيره له لو الصيادين اختلفوا
عدي وقت طويل
الساعه واحده بليل رجع شقته وقف أدام شقه الحج شريف و افتكر انه نسي المحفظه بتاعته بعد ما اتخانق مع حياء
بص في ساعته كان الوقت اتاخر طلع شقته
و قرر ياخدها الصبح
دخل اوضته و قلع البليزر و نام على السرير بهدومه
تاني يوم الصبح بدري
الولد اللي بيوزع العيش وقف عند بيت الهلالي و وقف العربيه بتاعته ونزل اخد العيش وطلع لشقه الحج شريف
بيرن الجرس حياء كانت لسه خارجه من اوضتها و مش فايقه لسه بالبجامه بتاعتها
فتحت الباب و هي بتبصله بعيونها الورمه من العياط والسهر
حياء:ايوه
الولد:اي الاصطباح الجميل دا يلهوي على القمر لما يطلع الصبح
حياء:اي دا ازاي يعني بيطلع الصبح....
الولد:مدام الجمال دا كله واقف ادامي احلى صباح عليكي ااهه يا مرسي يا ابو العباس
حياء ابتسمت
الولد:كل سنه وانتي طيبه يا هانم فاضل يومين والشهر الكريم يهل علينا ببركاته
حياء :وانت طيب يا اسمك اي...
سليم يا ابله
جلال :اي الدوشه دي على الص.... نهار ابوكي مش فايت انتي ازاي تطلعي كدا
حياء كانت حاسه انها هتفقد الوعي من الرعب اللي بيعملهولها و بسرعه قفلت الباب في وشه
سليم:و النبي يا سي جلال ما قلت حاجه دا انا بس
جلال بصرامه:مش جبت العيش روح شوف اكل عيشك و بعد كدا تجيب العيش و  تبص في الأرض و الأفضل تجيبه تطلعه لشقتي انا
سليم بخوف:حاضر حاضر يا سي جلال
جلال:سليم استنى.... تقدر ترجع مدرستك من النهارده انا روحت للمديره بتاع المدرسه و قالتها انك مش هتغيب تاني و هتنتظم
سليم بسعاده:بجد يا سي جلال يعني مش هيطردوني
جلال بصرامه:لو غبت تاني عن المدرسه هيطردوك و بعدين يا ابني ركز على مدرستك
سليم بحزن:يا سي جلال انت عارف الحال لازم انزل الطابونه الصبح و اشوف اكل عيشي وبعد كدا برجع من المدرسه على القهوه انت عارف امي صحتها على ادها و انا خالص كبرت و بقيت راجل
جلال بجديه : انت لسه في تانيه ثانوي و بعدين هو انا قصرت معاك في حاجه و خالص روح لمعلمك و قوله أنك هتسيب الشغل و ترجع المدرسه و كل المصاريف انا متكفل بيه و كل اول شهر هبعتلك شهريه بس لازم تكمل تعليمك انت فاهم و لو احتاجت اي حاجه انت عارف مكان الوكاله تجيلي متكسفش
سليم بدموع:ربنا يعمر بيتك و يرزقك بالوسع و يرزقك ببنت الحلال و الذريه الصالحه يا سي جلال على اد اللي بتعمله معانا
جلال بابتسامه جامده كملامحه:ياله روح خلص شغل النهارده و تروح على المدرسه مش عايز اسمع اي شكوه منك
سليم بسعاده:ربنا يعمر لبيتك و يحفظك لشبابك
قالها وهو نازل بسعاده
جلال بصرامه:سليم متنساش تقول لصاحب الفرن يبعت العيش على شقتي انا فوق
سليم :انت تؤمر يا سي جلال
مش هو فرحان و مجبور خاطره زي ما معروف بيت الهلالي و جلال الشهاوي صحاب كرم
جلال
بيرفع عنيه و يبص للباب و هو بيفتكر شكلها ببجامتها اللي باين منها نص بطنها و شعرها الغجري على وشها بشكل مضحك
حس انه عايز يدخل يك"سر نفوخها اخد نفس عميق قبل ما يرن الجرس
حياء كانت واقف أدام الباب فتحت عنيها بصدمه وهي بتكتم نفسها و بتجري بالخطوه السريعه ناحيه اوضتها
بعد ثواني
نواره بتفتح له الباب و باين عليها النوم
جلال:صباح الخير يا ست الكل
نواره:يسعد صباحك يا حبيبي اي دا هو انت اللي جايب العيش من الفرن ولا اي
جلال ضغط على ايديها وهو بيفتكر شكل حياء لما خرجت
:لا دا انا قبلت الواد سليم واخدته منه ياله خدي بقى عشان الحق اشوف مصالحي
نواره:هتروح الشادر ولا الوكاله
جلال:هطلع على الشادر الأول و بعد كدا عندي حاجه هخلصها في الجمارك و ارجع الوكاله
صحيح نسيت محفظتي هنا امبارح
نواره:خالص تعالي افطر معانا الأول و بعد كدا روح شوف حالك
جلال :معليش عشان متأخر شوفيلي بس المحفظه
نواره:حاضر يا ابني
عند حياء
كانت واقفه بتلطم و ماسكه محفظته و افتكرت انها صحيت متأخر و شافت المحفظه كان عندها فضول تشوفها لان كان في صوره ليه في المحفظه اخدتها وكانت طول الليل بتس"ب و تشت"م في صورته
حياء:يلهوي يلهوي هعمل اي دلوقتي هينفخني اه يا مامي انا عايزه ارجع لندن..... هعمل اي دلوقتي
كانت هتعيط من الخوف هي شايفه وحش لازم تبعد عنه لكن بكل غباء بتقرب من اي حاجه تخصه
سمعت صوت ابوها في الصاله حطت المحفظه في الدرج و دخلت غيرت لابست ترينج طويل
فتحت باب اوضتها بتوتر و هي بتخرج و بتحاول تتجاهل انها تبصله
جلال كان بيبصلها بغضب و بيحاول يهدأ لانه بيتعصب لما يشوفها
حياء بصوت مرتبك:صباح الخير
الحج شريف :صباح النور يا روحي تعالي يا عشان نفطر
حياء بارتباك:م مالي... ماليش نفس... كل سنه وانت طيب يا بابا
الحج شريف :وانتي طيبه يا حببتي...
كل سنه وانت طيب يا جلال
جلال بنظرات تدقيق:وانت طيب يا حج
نواره:انت متأكد يا ابني انك نسيت المحفظه هنا
جلال بخبث وهو بيبص لحياء:خالص يا ماما اكيد هيلقيها هتروح فين يعني
نواره:طب يا حبيبي تعالي افطر معانا
جلال:لا ماليش نفس.... حياء اعملي لي كوبايه شاي
حياء بخوف :مش..... مش بعرف....
جلال بخبث:يبقى تعالي ورايا وانا هعلمك
قالها و دخل المطبخ وهو بيتوعد لها
عنيها دمعت و دخلت وراه
لكن بسرعه شدها من ايديها لتصطدم بصدره
حياء بخجل :في اي.... سيب ايدي
جلال بغضب :اطلعي بالمحفظه انا مش عايز احرجك أدام امي و انتي مش هتسلم من لسانها
حياء بغيظ :مش معايا و بعدين امك دي و لا تفرقلي دي واحده كدابه وغش ااه سيب أيدي هتك"سرها
جلال كان بيلوي دراعها و هو بيبصلها باشمئزاز واضح:شوفي يا بت انتي لو سمعتك بتتكلمي بكلمه عن امي و حياه ربنا لاكسرلك دراعك.... اطلعي بالمحفظه احسنلك
حياء بخوف طلعت المحفظه من جيب الترنغ
جلال بصلها بخبث و ساب ايديها
حياء وهي ماسكه دراعها:انا بكر"هك انت وامك العقربه
قالتها وجريت من ادامه وهي بتطلع لسانها
دخلت اوضتها و ارتمت على السرير بتتمنى تعيط
حياء وهي بتبص لدراعها الاحمر في المرايه كانت صوابعه معلمه على دراعها بدموع
:كل دا عشان أمه لو يعرف انها السبب في حرماني من أبويه بكر"هك يا جلال بكر"هك انت وامك
غمضت عنيها بألم لحد ما فجأه صر"خت
حياء:نهار مالوش ملامح يلهوي الله يرحمك يا حياء يا بنت ام حياء يا صغيره على البهدله يا شابه
فتحت الباب بسرعه وهي بتدور عليه
الحج شريف :صباح الخير يا قلبي ماتيجي تفطري
حياء:هو جلال مشي؟
شهد بتوتر:اه لسه خارج
حياء جريت على الباب و فتحته و نزلت السلم بسرعه
جلال كان رايح ناحيه عربيته لما شافها جايه ناحيته بتجري رفع حاجبه باستغراب و قفل باب العربيه وراح ناحيتها
حياء بصتله بتوتر وهي بتعض على شفايفها باحراج و رعب من انه يشوف المحفظه
مكنتش عارفه تقول اي
جلال:انجزي عايزه اي
فجاه جيت فكره في دماغها
بقيت تقرب منه حطت ايديها على صدره
:هو انت بتعمل معايا كدا ليه.... ليه بتكر"هني كدا
قالتها برقه بتحاول تلهيه على ما تقدر تسحب منه المحفظه
حياء بهمس:يعني ليه بتبصلي باشمئزاز هو انا وحشه
جلال حس بأنها مش متظبطه زقها بعيد عنه و هو بيبصلها باستحقار
:وانتي لو متربيه هتقربي من شاب غريب كدا بطلي قله حياء بقى واحده زيك لو اختي كنت فتحت دماغك و علمتك الادب من اول وجديد
حياء كانت بتبصله بصدمه هو فهم اي.... معقول كل مره يفهمها غلط بالشكل دا من اول لابسها و طريقتها
جلال بصرامه :اطلعي فوق و بطلي المياعه دي عشان متخليش اتصرف معاكي بطريقتي وساعتها اوعدك هتندمي....
حياء بغضب:انت بتتكلم كدا ليه.... ليه محسسني اني بعر"ض نفسي عليك لا فوق انت ولا تفرقلي و لآخر مره متتعداش حدودك معايا
جلال بغضب جحيمي وعيونه اسودت مسكها من دراعها بعنف :قلتلك قبل كدا لو صوتك على في وجودي هتندمي.....
حياء كانت هتعيط من خوفها هي دي النظره اللي قادره انها ترعبها
جلال مسك ايديها و طلع للشقه وهي بتحاول تبعده بتض"ربه لكنه مش متاثر
الحج شريف :في اي يا جلال ماسكها كدا ليه
جلال :البت دي متخرجش من اوضتها
الحج شريف :جلال سيب ايديها انا لحد دلوقتي بقول انك اخوها
جلال :وعشان انا اخوها مش هسيبها كدا اسمحلي يا حج اعلم اختي الادب
حياء بغضب :انا مش اختك و بكر"هك
جلال راح لاوضتها و زقها
:لحد ما تتعلمي الادب و تتظبطي في لابسك مفيش خروج من الاوضه دي انتي هنا في اسكندريه مش لندن و كل نفس محسوبي عليكي
حياء قفلت الباب في وشه و هي بتعيط
:انا غبيه غبيه مكنش ينفع اكلمه كدا كل دا بسبب المحفظه الزفت..... فاكرني مهتم بيه عشان ادلع عليه انا غلطانه
جلال نزل الشادر و طلع على الجمارك يخلص ورق هناك...... و بعد مده طلع على الوكاله
في الوكاله
سيف:عم الناس
جلال بحده:سيف عايز اي
سيف اطمن لان بالطريقه دي حياء محكتلوش حاجه عن اللي شافته و ان سيف حاول يبو"س شهد
سيف:ولا حاجه يا عم الحج سعد بعتلك بيقولك عايزين تقعدوا سوا عشان يظبط موضوع المزاد الجاي
جلال لف الكرسي و بقى مدى ضهره لسيف وهو بيفكر في حاجه
:ماشي يا سيف ياله روح دكانتك
سيف بخبث:مالك متعصب ليه.... حصل حاجه
جلال:ولا حاجه هيكون في اي يعني
سيف بخبث:بص يا جلال في حاجه حصلت امبارح كدا و انا عشان يعتبرك اخويا و صحبي لازم اقولك
جلال:في اي ما تتكلم
سيف:البت اللي اسمها حياء
جلال بغضب :سيف قلتلك قبل كدا اسمها مايجيش على لسانك
سيف بخبث:اسمع بس... البت دي مش مظبوطه امبارح شفتها خارجه من البيت و طلعت على السوبر ماركت وفضلت تتمشى و تتمايع في الشارع و كل اللي رايح واللي جاي بيسأل مين دي
جلال حس انه عايز يولع فيها و يتمنى لو عنده فرصه يعلمها الادب لأنها بتسوء سمعته هي بنت الراجل اللي رباه و تبقى زي اخته شهد
اتفزع لان الناس ممكن يقولوا ان اخته قليله الربايه زيها عيونه كانت بتطق شرار وووووو
عند حياء
كانت قاعده على السرير و شافت الصوره واقعه على الأرض (كانت الصوره لجلال و هي كتبه عليه شتا"يم من غيظها لكن خافت انها تكون حطت الصوره في المحفظه عشان كدا كانت عايز تاخد منه المحفظه تاني لكن هو فهمها غلط وأنها بتحاول تغر"يه) من كتر غضبها قطعت صورته. وهي مش طايقه
نامت وهي زعلان لكن بدأت تحلم بكوابيس
شايفه نفسها بتجري في غابه كبيره واسعه كل الشجر اللي فيها بينحر"ق و النا"ر ماسكه في كل مكان
و في ناس كتير بيهجموها شايفه نواره و شهد وسيف و شخص غريب متعرفوش ملامحه مش واضحه و رجل عجوز بيجروا وراها وبنتين كمان لكن برضو ملامحهم خافيه و كلاب كتير وراها
حياء بقيت تعيط وهي بتجري حافيه على الاشواك رجليها بتنز"ف
لكن بين كل دا سمعت صوته بينادي عليها
:حياء
كان جلال صوته كأنه بيطمنها
حياء بصر"اخ:اللحقنننننننيييي جلال هيقت"لوني يا جلال.....
الصوت كان قوي لكن مش عارف توصله
اول ما ظهر ادامها وقعت على الاشواك اللي بقت تغرز في جسمها و هي بتصر"خ من الالم...
جلال كان سلاسل من حديد حواله بتمنعه من الحركه و بيصر"خ بقوه
فجاه حياء قامت مفزوعه وهي بتنادي عليه بصر"اخ قوي و دموع هستريه في الوقت دا الفجر إذن
حياء برعب وهستريه:جلال... كلهم عايزين يقت"لوني... رجلي.. الكلاب.. جلال
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ماما انا خايفه
اكيد كابوس بس ليه جلال..
عدي يومين و جيه اول ليله قبل  رمضان
حياء  مكنتش حابه تخرج ولا تشوف جلال و لا طايقه تبص في وشه و  لكن قررت تعانده و تنزل من البيت
حياء بغيظ :هو فاكر نفسه هيحبسني ولا اي ولا فاكر اني هسمع كلامه والله لانزل ويحصل اللي يحصل........ بس انا فعلا خايفه منه
بس لا والله ما هسكت ماشي يا جلال مبقاش حياء الهلالي ام جننتك انت والحربايه امك
الله يرحمك يا ماما
قامت بسرعه وراحت ناحيه الدولاب اخدت دريس لبعد الركبه لونه ابيض منقوش اخضر ضيق من الخصر ونازل واسع  اخدت بنطلون جينز تلجي فردت شعرها  و قررت تحط روج بينك خفيف لان بقالها مده طويله محطتش اي مكياج كانت فعلا زي القمر
خرجت لقيت الحج شريف خارج من اوضته ونازل الشارد
حياء:مساء الجمال على عيونك يا احلى اب
الحج شريف :مساء الورد والياسمين على عيونك.... كل سنه وانتي طيبه يا قمري
حياء :وانت طيب انا زهقت من القاعده في البيت يا بابا عايزه اخرج
الحج شريف :نفسي افهم بس ليه انتي وجلال ناقر ونقير و عملتي اي عشان يحبسك في البيت
حياء هزت كتفها ببراءه مصطنعه:مش عارفه يا بابا هو كدا كل ما يشوفني يتعصب... عايزه اخرج بقى و حياتي عندك.... اي رايك تاخدي معاك الشغل انا نفسي اشوف الشارد و حلقات السمك بجد
الحج شريف بابتسامه :ماشي يا قلبي ياله بينا
شوقيه وهي بتبص لحياء بتمعن واد اي رشيقه مش رفيعه جدا و مش تخينه لكن جميله:القهوه بتاعتك يا سي شريف
شريف:خالص يا شوقيه انا هشربها في الشارد ياله يا حياء
حياء بسعاده:اوكي
نواره:رايح على فين يا حج وواخد السنيوره معاك
حياء من بين سنانها:يارب صبرني و متخلنيش اجيبها من شعرها أدام بابا لان انا عجبني دور البراءه دا وانا اصلا الشيط"ان بير"قص جوا دماغي من اللي نفسي اعمله فيها...
الحج شريف :حياء هتيجي معايا الشادر ياله ابقى جهز العشاء ابنك أيوب هيرجع النهارده و كمان جلال هيتعشا معنا
حياء بتساءول
:أيوب مين؟
الحج شريف
 :تعالي احنا نروح الشغل وهبقي اقولك في العربيه
حياء ابتسمت و نزلوا سوا
نواره بشر:البت دي شكلها ناويه تسيطر عليه... عايزه تنزل معه الشغل لا الموضوع شكله كبير و شكل شغف مراسياها على اللي فيها ماشي يا حياء اصبري بس لما يرجع أيوب هو الوحيد اللي ممكن يساعدني بس جلال مش لازم يعرف حاجه عن اللي بفكر فيه....
في العربيه
الحج شريف :أيوب يا ستي هو ابن نواره
حياء:يعني اخو جلال
الحج شريف:ايوه لكن من الام بس...
نواره قبل ما اتجوزها كانت متجوزه مرتين
اول واحد سعد الصاوى الله يرحمه خلفت منه أيوب و دا بقى زي ما تقولي بقى زرع شيط"اني
كانت حامل في أيوب لكن سعد توفي بعد ما خلفت أيوب
اتجوزت سليمان الشهاوي و خلفت جلال راجل من ضهر راجل تربيتي بصحيح
لكن سليمان ونواره اتطلقوا و انا اتجوزتها واتكفلت بتربيتي جلال لكن أيوب اهل ابوه اخدوه
حياء:يعني أيوب اخو جلال الكبير و الاتنين ولاد نواره من حد غيرك... يعني الاتنين مش اخواتي
الحج شريف :بالظبط اللي تبقى اختك هي شهد بنتي انا ونواره
حياء:ممكن اسالك سؤال يا بابا؟ هو انت ليه اتجوزت نواره وهي متجوزه مرتين قبلك...
ومعها طفلين.... وانت مكنتش اتجوزت
الحج شريف
:ظروف يا اميرتي بس عارفه يا حياء
 قلبي عمره ما دق الا لأمك كانت بنت جميله اوي كنت كل يوم اتأخر على الشغل لحد ما شوفها وهي بتسقي الزرع في اوضه والدتها
كنت بحس ان يومي له طعم
حياء افتكرت لما والدتها قالتلها انها بتطلع تسقي الزرع مخصوص عشان تشوفه عارف يعني اي الحب يعني القدر يجمع قلبين في الحلال
حياء عيونها دمعت و هي بتتمنى تلقى حد يحبها زي ابوها ما حب امها
حياء:ماما كانت محظوظه ياريتها ما سبتك و لا بعدت على فكره هي كمان بتحبك اوي... اوي يا بابا
شريف ابتسم وهو بيفكر في شغف و ايام ما كانوا سوا واد اي كانت بتحبه
بعد مده
حياء بتنزل من العربيه وبتبص للحلقه السمك كانت فرحانه اوي لما ابوها مسك ايديها و مشيت معه كانت شايفه نظرات الاحترام في عيون الناس ليه
بعد دقايق
الحج شريف :حياء اتفرجي على المكان بس خالي بالك
حياء هزت راسها بأه بحماس وهي بتقف عند صناديق السمك و بصت لسمكه موسى ولشكلها المميز
وبعدين جريت وقفت أدام بتاع الجمبري مسكت واحده وهي بتضحك بخفه كأنها طفله
شخص :اومريني يا جميله
حياء بسعاده ولأول مره تحس بأنها عندها اب و ضهر :انا بنت الحج شريف الهلالي
صاحب الفرشه:يا الف مرحب الحج شريف جمايله مغرقني اومري
حياء:ااامم كل سنه وانت طيب اولا بص انا هقعد عن المرسا جنب المركب الكبيره دي لو بابا سأل قوله اني هناك
:حاضر اتفضلي بس دا مكان شي جلال
حياء بغيظ
:هو اي جلال دا طالعلي ولا عفريت العلبه انا هقعد هناك هو اكيد مش كاتب المكان باسمه وبعدين المكان دا كله بتاع ابويا
قالتها بغضب و بتخرج من الحلقه و بتروح تقعد على المرسا
كانت بتتفرج على مراكب الصيادين و البحر ادامها
حياء بحزن :ياريتك كنتي معايا يا أمي
قالتها وقامت كانت حابه تطلع على المركب هي جنب المرسا لسه بتحط رجليها عليها و رجليها التانيه على المرسا لقيت اللي ماسك ايديها بقوه
بتبص للشخص دا اتفزعت لان هو جلال وشكله غضبان حسيت انها بتفقد توازنها كانت هتقع علي المركب لكن جلال كان ماسك ايديها بقوه
و بسرعه بيشدها و بيجذبها له
حياء اصطدمت بصدره كانت خايفه لكن حاولت تستجمع شجاعتها
جلال ساب ايديها وربع ايديه أدام صدره
وهو بيقرب منها انحني لمستواها و بهمس
:هو انا مش قلت مفيش خروج ولا انتي حابه تعصبيني وخالص
حياء بدلال كعادتها
:انا معملتش حاجه و بعدين انت مالك اخويا... ابويا... حبيبي جوزي خطيبي
جلال بعصبيه
 :امشي من ادامي احسنلك...
حياء:انا عايزه اقعد هنا
جلال:دا مكاني اخفي في خلال ثانيه ونص مش عايز اشوفك عشان قسما بالله هتشوفي وش هيزعلك
حياء بغضب :انت واحد مفتر"ي و و شايف نفسك و و
جلال بقى يقرب
حياء بلعت ريقها بتوتر و جريت من ادامه
جلال ابتسم وقعد على المرسا و هو ساكت ميعرفش ليه بيحب ينكشها و مع ذلك بيكر"ه دلعها و عنادها.....
لكن مع ذلك دي اكتر واحده بيحب مشاغبتها وكلامها العفوي ابتسم و هو بيقعد و بيبص للبحر
بليل على الساعه عشره
حياء  كانت نايمه لحد ما سمعت صوت عالي
قامت غيرت وخرجت لكن استغربت وجود شخص غريب وهو ايوب
كان شاب في منتصف الثلاثينات لكن ملامحه قا،سيه مخيفه حقيقي على عكس ملامح جلال..
جلال ملامحه رجوليه لكن مريحه محببه للقلب
شهد:بقى كدا يا أيوب محدش يشوفك خالص كدا
ايوب:معليش بقى يا شوشو وبعدين منستكيش جبتلك اللاب اللي انت كنتي عايزاه
شهد بسعاده:حبيبي يا أيوب
جلال كان قاعد وحاطط رجل على رجل وهو بيبص لايوب بنظرات مش مفهومه لكن جلال اكتر شخص فاهم اخوه أيوب حتى لو هو اخوه من الام بس هو فاهمه وفاهم خبثه
كان بتمنى ان حياء متخرجش لكن بأن عليه الغضب لما شافها خرجت
حياء:مساء الخير
ايوب بابتسامه جانبيه :مشاءالله تبارك الله هي دي حياء اللي حكتيلي عنها يا شهد
شهد :اه هي دي
ايوب بتمعن:شكلك جميله اوي
جلال حس بالغيره كان بيضغط على ايديه بقوه وهو بيحاول يهدي نفسه لانه عارف اخوه الكبير كويس
لأول مره يختبر شعور الغيره لدرجه انه حس بقلبه يكاد يشق صدره و حس بنيران بتغلي جواه
نواره بسعاده:ياله يا حبيبي انا اللي مجهزلك العشا بنفسي
ايوب وهو بيبوس ايديها :تسلم ايدك يا امي
شهد:ابيه جلال ساكت ليه
جلال كان بيبص لحياء اللي واقفه في آخر الصاله ولسه واقفه عند باب اوضتها
:ولا حاجه يا شهد بفكر في الشغل هو فين الحج يا أمي وجودنا هنا في عدم وجوده مش كويس
نواره بغيظ:ليه بقى دا بيتكم و دي اختكم وانا امكم
جلال بصرامه:انتي فاهمه انا بتكلم عن أي يا أمي الحج فين؟ وبعدين دا بيت الهلالي و احنا هنا ضيوف
الحج شريف وهو خارج من اوضته
:انا هنا يا ابني... العشا جاهز يا نواره؟
نواره:ايوه يا حج اتفضل... ياله يا ولاد
ايوب كان بيبص لجلال اللي لسه بيبص لحياء وهي بتبصلهم بتوتر ابتسم بخبث وهو حاسس ان اخوه الصغير بيقع في فخ... فخ الغيره لكن مش الغيره بس جمر بيحر"ق قلبه
الحج شريف:تعالي يا حياء نتعشا سوا
حياء بارتباك  :ماليش نفس يا بابا انت عارف مش بتعشا....
ايوب بخبث ووقا"حه:لا يا قمرايه لازم تتغذي كويس انتي ضعيف اوي
جلال كان نفسه يقوم يضر"ب اخوه لكن احترم وجود الحج شريف اللي بص لايوب بتحذير
نواره لاحظت توتر الجو نكزت أيوب في جانبه
الحج شريف بجديه:خالص يا حياء ادخلي اوضتك يا حببتي و وقت السحور هصاحيكي
حياء حست ان ابوها نجدها من انها تروح تضر"ب ايوب:حاضر يا بابا
قالتها ودخلت اوضتها بسرعه... جلال كان بيبص لايوب و هو بيبدله النظرات بخبث
عدي يوم اتنين تلاته
حياء مش بتخرج من البيت لكن بتحب تقف في البلكونه تتفرج على الشارع و الزينه اللي بيعلقهوها و مائده الرحمن اللي واصله لآخر الشارع
كانت بتتفرج على جلال وهو بيرتب المائد بتواضع مع صاحب القهوه
كانت بتبصله بشغف و هي مبتسمه غصب عنها بدون ما تفكر هي بتخاف منه لكن منكرش انها بتحترمه وبتحترم تواضعه ودي اكتر حاجه بتعجبها في شخصيته وانه بيغير على أهله ولانه بيحط حدود في نظارته عكس ايوب
اول ما شافت أيوب بيبصلها دخلت جوا بسرعه وهي خايفه خوف من نوع غريب أيوب باختصار و"قح.....
المغرب كان قرب ياذن
شوقيه كانت جهزت الاكل و شهد كانت بتلعب على اللاب
حياء بصتله بغيظ لان هي المفروض ثانويه عامه وامتحانتها بعد العيد بشهر ونص
دخلت اوضتها اتوضت ولابست الايسدال كانت بتصلي وهي بتعيط لان دا اول رمضان ليه بدون والدتها كانت بتدعيلها
خلصت على أذان المغرب
طلعت وهي لسه لابسه الايسدال كانت جميله جدا
نواره:فين اخواتك يا شهد
شهد بتوتر:أيوب قال انه هيفطر مع  سيف
وجلال ممكن يكون هيفطر على المائده
نواره:كل دا بسبب البومه اللي جيت على غفله بس تصبر عليا انزلي نادي لاخوكي ياله
شهد:حاضر يا ماما
بعد شويه دخل جلال كانوا قاعدين على السفرا
ابتسم اول ما شافها لابسه الايسدال و الحجاب على شعرها جايز شافها أجمل
قعد يفطر وهي بتحاول تتجنبه و متبصلوش لكنه غصب عنها كانت بتبصله وهي حاسه بنبض قلبها بيزيد
بعد دقايق
كانوا ببصلوا المغرب و جلال هو الإمام و جانبه الحج شريف ووراهم نواره وحياء و شهد
حياء اول ما سمعت صوته في تلاوه القرآن حسيت بأنها عايزه تعيط كان صوت خاشع جميل
خلصوا صلاه و جلال نزل الوكاله
عند أيوب
سيف :الف حمد لله على السلامة يا كبير اتفضل انا اللي لفاف لك الجونت دا
ايوب وهو بياخد سيجا"ره الحشي"ش:مقبوله منك
سيف بخبث :بس اي البت اللي اسمها حياء دي طلعت صاروخ أرض جو... يلهوي مزه مش مصريه شعرها و عيونها
ايوب وهو بيد"خن:عندك حق البت مزه مهلبيه بالعسل
سيف:تصدق لما جيت اتكلم مع جلال لقيته بيقولي احترم نفسك وطردني من الوكاله قال اي مش بيحب حد يجيب في سيره بنت الراجل اللي رباه
ايوب بسخريه:هو جلال كدا دايما ما عشان كدا الحج جلال بيحبه.... و مكوش على كل حاجه والكل في اسكندريه بيحبه و بيحترمه سيبك منه وقولي اي الليله ناشفه
سيف:يا باشا احنا في رمضان بعد العيد هظبطك
ايوب بخبث وهو بيفكر في حياء و جلال :ماشي يا مؤمن
.....*....*....*....*....
بعد اسبوع
حياء كانت قاعده على الأرض في البلكونه و بتبص للقمر افتكرت من سنه في القاهره
....فلاش باك.....
شغف بسعاده وهي بتسرح لحياء شعرها
:حياء قلبي...
حياء بسعاده:ايوه يا مامي
شغف:تعرفي ان شعرك جميل بتفكريني بأيام شبابي
حياء بسعاده :ما انتي لسه شباب يا ست الكل.... تعرفي يا ماما نفسي في اي
شغف بحنان وهو بتبظ شعر حياء :اي يا عمري
حياء بسرحان:نفسي اقابل حد يخط"فني من نفسي تفتكري ممكن اتحب في يوم من الايام ولا دا شغل روايات
شغف بابتسامه :الحب قدر يا بنتي ووقت ما يجيلك قدرك مش هتحسي بنفسك وانتي بتتخ"طفي من نفسك
بس لازم تكوني عارفه ان الحب ليه ضريبه
زي ما هو جميل لكن قا"سي لازم في اختيار شريك حياتك انه يكون عايزك في حلال ربنا و يكون رجل بمعنى الكلمه يصونك و يصون قلبك ويرضا بيكي وبكل عيوبك قبل مميزاتك
حياء وهي بتلف وبتقعد قصادها:
ماما هو انتي ليه مش زي باقي الأمهات يعني لو اي ام سمعت بنتها بتقول نفسها تتحب هقولها بطلي يا قليله الربايه ليه انتي مش كدا
شغف وهي بتحاوط وش حياء بحنان
:عشان انا معنديش أغلى منك و لازم اسمعك واعرف كل اللي جواكي انا امك وعلى فكره مش كل الأمهات كدا
وانا بحبك يا قلبي
حياء ابتسمت وحضنتها بقوه
..... نهايه الفلاش باك.......
حياء بدموع:الله يرحمك يا ماما ياريتك موجوده دلوقتي و بتسرحيلي شعري و بنتكلم الله يرحمك
....... *......... *.........
عدي شهر رمضان بسرعه جدا.. أجمل شهر ممكن يعدي علينا شهر الخير فعلا
اول يوم العيد
حياء كانت واقفه أدام فستان اشترته من كم شهر مع والدتها كان جميل جدا
قررت تلبسه و كانت زي القمر
حظت مكياج خفيف و فردت شعرها بطريقه جذابه
خرجت  جلال كان قاعد مع الحج شريف اول ما شافها استغرب في البدايه لكن ابتسم بهدوء و حاول يداري ابتسامته و بيحاول يداري إعجابه بيها بنظرات الاشمئزاز دايما لكن المره دي مش عارف
الحج شريف بصلها و قام حضنها و إدلها العيديه
جلال بجديته المعهوده:كل سنه وانتي طيبه
قالها وهو بيديها العيديه كأنها اخته الصغيره
حياء كانت متغاظه منه لكن حاولت متبينش:وانت طيب
اخدتها وهي بصتله بطرف عنيها زي ما بيعمل معها
بليل
نواره:ياله يا حج هنتاخر
الحج شريف :حاضر جاي اهو
حياء:بابا انت هتتاخر؟
الحج شريف :يمكن نبات النهارده عن أهل نواره هي عايزه تشوفهم وهما اكيد مش هيسبونا نمشي لان الطريق طويل ممكن نرجع على بكرا بليل
حياء:هتسبنا انا وشهد لوحدنا
الحج شريف :جلال موجود متخافيش أيوب هيجي معانا و جلال هيعدي يطمن  عليكم متخافيش
حياء:حاضر يا بابا ربنا معاكم
الحج شريف خرج و قفل الباب وراه وحياء بصت لشهد و راحت قعدت أدام التلفزيون
شهد دخلت اوضتها وقفلت الباب وراها
في الموبيل
سيف:يا شهد عايز اشوفك يا بت متخافيش أيوب راح مع امك و جلال في الجمارك وانتي عارفه شغل الجمارك هيقعد للصبح
شهد:يا سيف حياء موجوده وانا واعدها اني مش هشوفك تاني وبعدين أنت المره اللي فاتت زودتها اوي و لو هي شافتني خارجه دلوقتي احتمال تقول لجلال و غير كدا لو جلال نفسه رجع
سيف بتمثيل الزعل:ماشي يا شهد انتي حره سلام
شهد:خالص متزعلش هحاول اخرج يارب بس تنام مش عارفه هي النهارده سهرانه ليه مع انها بتنام بدري... بس هما عشر دقايق اللي هشوفك فيهم وبعد كدا هرجع لان ممكن امو"ت لو جلال بس شم خبر اني خرجت
سيف:متخافيش يا قلب سيف وانا اقدر برضو
شهد بخوف:حاضر
قفلت معه وخرجت لقيت حياء ماسكه موبيلها و بتقلب فيه
حياء:مالك يا شهد في حاجه
شهد بارتباك:لا ابدا انتي مش هتنامي
حياء:الصراحه عايزه انام بس خايفه الصراحه انا كنت بنام لوحدي في شقتي في القاهره بس كنت ببقى مرعوبه
شهد:خالص يا ستي متخافيش ادخلي نامي وانا هفضل قاعده لحد ما جلال يجي و يطلع شقته كمان
حياء :مش وراكي مذكره يا بنتي
شهد:ما انا هدخل اذاكر عشان كدا بقولك متخافيش
حياء:اوكي هدخل انا لان خالص صدعت تصبحي على خير
شهد:وانتي من اهل الخير
بعد مده
شهد اتاكدت ان حياء نامت لابست هدومها و خرجت فتحت الباب و خرجت
حياء اول ما سمعت صوت الباب اتفزعت و قامت لكن استغربت خروج شهد في الوقت دا
دخلت بسرعه لابست هدومها ونزلت وراها لكن اتعصبت لما شافتها واقفه مع سيف تاني
كانت هتروح تجيبها لكنه اخدها في عربيته و مشي وقفت تاكسي و طلعت وراهم
بعد دقايق
بيقف سيف بعربيته أدام كبا"ريه و بينزل هو و شهد
شهد بخوف:يلهوي يا سيف انت جايبين فين.... انت فاكرني اي...
سيف:في اي يا بت متخافيش هو انا اخدت شقه مفروشه وبعدين انتي محدش يعرفك هننبسط شويه و اوريك الدنيا... وتشوفي البنات عاملين ازاي
شهد:لا أخاف خلينا نمشي لو حد عرفني هتبقى مصيبه
سيف :متخافيش كدا يا بت وجمدي قلبك تعالي بس تعالي
شهد دخلت معه وهي خايفه في الوقت دا بيوصل التاكسي بتشوفها حياء وهي داخله بتحاسب صاحب التاكسي و بتنزل بسرعه وبتدخل وهي مرعوبه من شكل المكان
عند جلال
بيكون ساب شغله في الجمارك بعد ما الحج شريف كلمه وقاله ان البنات لوحدهم في البيت
بيوصل ادان البيت كان طالع لولا شاف صبي من صبيانه بيجري وهو بينادي عليه
خليل:يا سي جلال سي جلال
جلال:في اي يا خليل
خليل وهو بينهج:ست حياء شفت ست حياء وهي خارجه
جلال:في الوقت دا وراحت فين
خليل :كبا"ريه سونا
جلال مسكه من ياقه قميصه بغضب :انت بتقول اي ياض اتجننت...
خليل:والله يا سي جلال مش انا اللي قلت الواد سيد سواق التاكسي هو اللي قال انه وصلها الكيا"ريه ومتاكده انها بنت الحج شريف لانه شافها قبل كدا معه
جلال بص للبيت و قال ان اخته اكيد نايمه
جلال:تخليك واقف هنا لحد ما ارجع و محدش يعرف حاجه باللي انت قالته انت فاهم
خليل:تؤمرني يا سي جلال
بعد مده
بيوصل الحج شريف بعد ما كلم اهل نواره وعرف انهم مش موجودين وأنهم سافروا عن قرايب ليهم
الحج شريف :قلتلك نكلمهم الأول بدل المشواره على الفاضي
نواره:خالص بقى يا حج هو انا كنت اعرف يعني انهم مش هيبقوا موجودين
الحج شريف بص لخليل اللي واقف عند المدخل
الحج شريف :في اي يا واد يا خليل واقف هنا كدا ليه
خليل بارتباك:......
جلال وقف عربيته أدام الكبا"ريه و عيونه بتطق شرار نزل بسرعه وهو مش متخيل انها تكون في المكان المقر"ف دا
قبل قليل 
دخلت حياء الكبا"ريه وهي بتدور على اختها شهد  وهي نفسها تك"سر رقبتها على خروجها في الوقت المتأخر دا
لكن وقفت مصدومه وهي شايفه سيف و شهد قاعدين و سيف حاطط ايديه على كتفها و بيديها مشروب شكله غريب
راحت ناحيتها و شدتها من دراعها بعنف وغضب
شهد فتحت عنيها بصدمه ورعب
شهد بفزع:حياء انا
حياء من بين سنانها
=اطلعي واستنيني برا و متتحركيش انتي فاهمه لينا بيت نتكلم فيه يا بنت الهلالي.....
شهد بصت لسيف اللي لسه قاعد بكل برود و خرجت من المكان
لكن اول ما خرجت شافت عربيه جلال في الطريق ناحيه الكبا"ريه بسرعه استخبت لحد ما اختفى جلال عنها وقفت تاكسي بسرعه وطلعت على البيت وهي مرعوبه ازاي جلال عرف مكانهم
وياتري جلال هيعمل اي في حياء.....
في النا"يت
حياء بغضب 
=اسمع يا ابني قسما برب العزه لو ما بعدت عن اختي لاكون قايله لجلال وانت عارف جلال كويس
لو عرف انك بتلعب على أخته ساعتها احتمال يطردك من اسكندريه كلها بس قبليها هيعلمك الادب
سيف كان هيرد لكن شاف جلال داخل النا"يت و بيدور عليها
بسرعه قام و بيجري حياء حاولت تجري وراه لكن خبطت الولد اللي بيوزع المشروبات ووقعت  الكاسات انك"سرت
جلال بص ناحيه الضجه اللي حصلت وشافها واقفه جانب شابين كانوا واقفين
في لحظه وشه اسود من الغضب كان بيقرب منها وهو بيضغط على ايديه بقوه لدرجه ان مفاضله ابيضت
حياء اول ما شفته رجعت خطوه لورا كانت حاسه انها هتقع من طولها شكله مش مبشر ابدا
حياء :ج جلال.... 
جلال مسك ايديها بقوه و بيشدها وراه
حياء بخوف
:جلال انا... انت..... 
جلال بصلها بصرامه و جديه غريبه عيونه الزيتوني اتحولت اسود من الغضب:اخرسي... احسنلك
حياء بغيظ وهي بتبص في عيونه بتحدي 
=أخرس ليه؟ ... انت فاكر اي... وبعدين سيب أيدي انت ليه محسسني انك ولي أمري... جلال ياشهاوي انا مش تحت امرك ولا انت اخويا و مالكش الحق دا حتى انك تمسك ايدي
جلال نزل لمستواها وبص في عيونها بتحدي
=انا ممكن اكسر راسك ووقتها صدقيني محدش هيقولي تلت التالته كم.... وبعدين واحده زيك ليه الحق في انها تتكلم كمان 
حياء بغرور وتحدي 
:إياك..... إياك يا جلال.. إياك تتكلم عني أو عن سمعتي انا أشرف من اي واحده تعرفها... على الأقل أمي عرفت تربيني 
جلال بص للكبا"ريه وبصلها بسخريه
=و واحده زيك ليه موجوده في المكان دا.... في كبا"ريه سونا اللي كل اسكندرية عارفه انه مكان للد"عاره
حياء مكنتش عايزه تتكلم عن شهد بالرغم انها اخته واكيد مش هياذ"يها لكن اكيد هيعلمها الادب بطريقته 
=انا هنا عشان عشان.... 
جلال مكنش شايف ادامه سحابها وراه بغضب جحيمي حياء كانت هتقع اكتر من مره وهي بتزعق 
حياء بغضب 
:سيب أيدي يا جيو"ان
جلال اتعصب وشالها على كتفه بلامباله زي شوال الرز
حياء فتحت عنيها بصدمه و بتض"ربه في ضهره بكف ايديها:نززززلني...... جلال نزلني... الناس بتتفرج علينا نزلني
جلال كان وصل بمنتهى العصبيه لكن متكلمش فتح باب العربيه و نزلها 
حياء بغضب
:انا مش همشي معاك خطوه واحده
جلال بغروره
=مش مستني رأي حضرتك و اوعي تفتكري ان جلال الشهاوي بيستني رأي حد
قالها وهو بيمسك ايديها وبيدخلها العربيه وهي بتصر"خ انحني لمستواها وهو بيشد حزام الأمان عليها وهي بتض"ربه في صدره بقوه عشان يبعد عنها جلال  زفر بغضب و مسك ايديها بقوه و بيبصلها عن قرب بتحدي 
=احسنلك تخرسي والا انتي متعرفيش ممكن اعمل اي
حياء بخوف ممزوج بحده
=انت غبي تفتكري اني جيت المكان دا ليه وانا ايش عرفني انه مكان للد"عاره وانا جايه اسكندريه من حوالي شهرين و مبخرجش من البيت
جلال بغضب 
=وهو اللي محتاجه تدور على حل شعرها مش هتعرف
بيسيب ايديها و بيرزع الباب و بيروح الناحيه التانيه بسرعه و بيركب عربيته وبيطلع على الشقه 
حياء كانت بتدور على اختها شهد لكن مكنش ليها اثر
في بيت الهلالي
شهد بتوصل البيت وبتحاسب التاكسي شافت ابوها وامها واقفين أدام البيت
بقيت منهاره وبتفكر ازاي هتدخل 
لقيت ابوها فجأه شكله اتعصب وهو بيتكلم مع الواد خليل بيروح ناحيه عربيته و بيقول لنواره تطلع البيت
الحج شريف ركب عربيته وهو متعصب
شهد بتستغل ان ابوها مشي 
بتطلع بسرعه على البيت لكن بتقابل امها على السلم
نواره بشهقه وهي بتضر"ب بخفه على صدرها
=كنتي فين يا مقصو"فه الرقبه دا ابوكي لو شافك هيطين عشتك انطقي يا بت كنتي فين
قالتها وهي بتمسك شهد بقوه من شعرها
شهد بدموع:هقولك يا ماما بس بالله عليكي جلال زمانه جاي لو شافني هيد"بحني 
نواره بغضب وهي بتضر"بها
=اوعي تقوليلي انك كنتي من بنت شغف 
شهد بدموع ورعب 
=هقولك بس وحياه ربنا خلينا ندخل جلال جلال زمانه جاي
نواره بغضب :اطلعي ادامي اطلعي
شهد طلعت ادامها وهي بتعيط 
في الشقه
نواره بصدمه 
=ينهار ابوكي اسود انتي!! انتي يا شهد! رايحه كبا"ريه مع الواد الصا"يع دا... يعني بنت شغف مالهاش دعوه وانتي اللي رايحه للقذ"اره دي بمزاجك 
هتقول اي دلوقتي معرفتش اربي 
قالتها وهي بتضر"بها بالشبشب ورافعه طرف عبايتها 
=وحياه ابوكي لاعلمك الادب... يانهار اسود اخوكي زمانه جاي وهيطين عشتك واكيد بنت شغف هتقوله انك انتي اللي خرجتي 
اعمل اي دلوقتي اخوكي د"مه حا"مي ممكن يقت"لك فيها..... اعمل اي دلوقتي...
بصى يا بت انتي تدخلي تغيري وتلبسي هدوم البيت و تنامي و لو البت دي قالت اي حاجه تقولي انها كدابه وانك كنتي نايمه فاهمه وانا هكلم اخوكي أيوب  فاهمه يا مقصو'فه الر'قبه؟ 
شهد:حاضر حاضر 
......... *.......... *........ 
عند حياء
حياء بصتله بغضب و غيظ ربعت ايديها ادامها 
و هي بتبص من الشباك
فتحت الشباك لاخره ولأن سرعه العربيه كبيره اصطدام الهواء كان بسرعه كان بيطير شعرها كانت بتبعده عن وشها لكن يآست فرفعته في كحكه فوضويه لانه غجري
جلال كان بيبصلها بهدوء لكن عنده فضول يفك شعرها نظراته فيها شغف غريب اول مره يختبر كل المشاعر دي 
بيحس بالخطر في وجودها وان كيانه بينهار 
جلال بغضب من احساسه
=اقفلي الزفت
حياء:مالكش دعوه... 
جلال زود السرعه جدا  لدرجه انها صر"خت وهو بيدوس على سنانه بغيظ
حياء :هدي هدي العربيه
جلال بغضب :اقفلي الزفت.. 
حياء:قفلته قفلته هدي السرعه هنمو"ت... مش عايزه امو"ت مع واحد زيك
جلال
=وانا اللي همو'ت عشان تمو'تي معايا
حياء:انا بكر'هك يا جلال و صدقني هيجي يوم وتندم على اللي بتعمله دا... 
جلال مسك شعرها بيفكه و بيقربها منه وبيبصلها بتحدي في عيونها
=اوعدك لما يجي اليوم دا هتكوني كا"ره حياتك... 
حياء بابتسامه جانبيه وتحدي
=يكفي اشوفك ندمان يكفي اشوفك مك"سور... يكفيني تترجاني اني اسامحك وساعتها لو مت ادامي انا عمري ما هسامح واحد عاملني وكأني شي مثير للاشمئزاز خايف يقرب منها تلوثه... عمري ما هسامح واحد شك فيا
جلال ضغط على شعرها 
=ولما سيادتك تروحي مكان زي ذا المفروض اقدسك.... 
حياء بغضب مسكت الدركسيون و بتضغط على ايديه بتحرك الاتجاه
جلال:بتعملي اي يا مجنونه
حياء بزعيق و صوت عالي 
=قسما بالله لو مسمعتني لاكون انا وانت في خبر كان
جلال زقها بعيد عنه  ووقف العربيه ونزل وهو بيرزع الباب وراه
حياء اخدت نفس عميق و هي بتنزل من العربيه
جلال كان واقف على كورنيش اسكندريه وهو حاطط ايديه على خصره و بياخد نفس بعمق
جلال بغضب 
=هنتكلم في اي هتقولي اي.. اقولك انا 
انتي واحده متربتيش و لا تعرفي يعني اي اخلا
قل"م نزل على وشه بقوه منها وفجأه انقضت عليه وهي بتمسك ياقه قميصه بغضب جحيمي 
=اي فاكرني هبله و هسكتلك لو في حد مترباش فهو اختك حضرتك المحترمه
شهد هانم إنما أنا أمي تعبت اوي في تربيتي و عمري ما اسمحلك تتكلم عني بكلمه واحده انا مش عشان سكت كل الفتره دي يبقى خايفه او ضعيفه انا بس كنت محترمه وجة نظرك في لابسي لكن دلوقتي لا مسمحلكش
جلال كان لسه مصدوم انها اتجرئت وضر"به بالقلم ومفيش مخلوف اتجرأ وعملها
بسرعه بيمسك ايديها بغضب وقوه ويلويها بيكون ضهرها كلامي لصدره و بغضب 
= عارفه اللي عملتيه دا تمنه اي؟ 
حياء بشجاعه و قوة
=مش بخاف غير من رب العالمين 
لو انت بجد عايز تعرف الحقيقه شوف اختك شهد هانم كانت بتعمل اي مع الاستاذ سيف اللي انت اديته الساعه اللي اشترتهالك... انت كل مره بتخليني اكر"هك يا جلال بيه
جلال =سيف؟!! 
حياء ابتسمت بسخريه وهي بتحاول تفلت من ايديه لكنه كان ماسكها بقوه لدرجه حسيت ان دراعها هيتكسر لكن حاولت متبينش ضعفها
جلال بعد عنها و راح ركب عربيته و عفريت الدنيا بتتنطط ادامه
حياء فضلت واقفه و غصب عنها دموعها نزلت بتعب وهي بتفكر انها ترجع فرنسا فضلت تبص لجلال وهو يبصلها 
مسحت دموعها و راحت ركبت معه 
بعد دقايق
جلال بيوقف عربيته أدام عربيه  شريف 
جلال وقف العربيه و فتح الباب ونزل
 بص للحج شريف اللي نزل من عربيته بغضب وراح ناحيه حياء فتح الباب بسرعه وشدها من دراعها
حياء بخوف :بابا.. 
الحج شريف بغضب :اخرسي...... 
حياء:بابا انت فاهم غل
قلم نزل على وشها بقوه :قلتلك اخرسي.... 
حياء اتصدمت لان والدتها عمرها ما ضر"بتها 
جلال كان بيضغط على ايديه بقوه مكنش قادر يشوف دموعها بالرغم غضبه منها... 
راح ناحيتها وشد حياء بسرعه من دراعها واقفها وراه وهي مسكت فيه بقوه كأنه طوق نجاه
جلال بثقه :الكلام مش كدا يا حج وحياء لا يمكن تعمل حاجه غلط
حياء بصتله لأول مره تحس ان في حد مصدقها من بعد والدتها
الحج شريف بغضب :واضح ان شغف معرفتش تربى بس انا مش لسه عايش و هربيكي
جلال بصلها عيونه كانت لأول مره فيها تطمنها  
جلال بهدوء و جديه
=حج شريف مينفعش وقفتنا هنا خلينا نتكلم في البيت الناس بتتفرج علينا
شريف بغضب
=ورحمه امك لاعلمك الادب لو كنت اعرف انك بالأخلاق كنت خليت شغف تجه"ضك و لا تيجي للدنيا
حياء لأول مره روحها تنسحب منها و دموعها تنزل بغزاره كأنها كانت بتجري وراء وهم.... 
الحج شريف بيشد حياء بقوه 
حياء بصت لجلال و بتستنجد بيه في الوقت دا موبيل جلال رن و كان بيرن طول الطريق برقم (المخازن ) 
بيفتح موبيلها وهو لسه بيبصلها
=اللحق يا جلال بيه في ناس هج'موا على المخزن الكبير و قت"لوا الواد ياسين واتنين متصابين
جلال بسرعه راح ناحيه عربيته حياء بصتله و هي بتنادي عليه بقوه
:جلاااااال 
لكن هو كان بيمنع نفسه من انه يبصلها كان عارف انه هيضعف أدام دموعها لكن دا ابوها لايمكن ياذيها 
جلال لنفسه:ابعد ابعد انت مالكش علاقه بيها دي واحده وابوها ابعد... لكن لا يا جلال ابعد وبعدين لا يمكن ياذيها بس وحياه امي يا شهد لاتكون ايامك اسود من حياتك لو اتاكدت من كلامها
حياء لنفسها
=هيجي يوم تندم على انك اتخليت عني في اللحظه دي كلكم ميتين بالنسبه ليا وانت يا جلال من اللحظه دي مت 
الحج شريف مسك ايديها و طلع البيت
في البيت
شريف كان بيضر"ب حياء بمنتهى القس"وه وهي بتصر"خ بصوت عالي ووجع...
 كانت بتنز"ف من انفها و فمها 
شريف
=انا بقول شغف بنت حلال واكيد ربت البنت كويس لا ربتها انها تروح كبا"ريهات وتلبس القر"ف دا.... 
حياء بصر"اخ:ماما انا عايزه امي ابعدوا عني.. انا مش زيكم مش عايزاكم..... 
نواره بغل:بقى دي اخرتها كبا"ريهات
شريف:اخرسي يا قليله الحيا... اخرسي 
حياء بدموع :انا مش قليله الحيا... و ربي شاهد على برائتي من اي تهمه اتهتموني بيها... انا كر"هت اليوم اللي فكرت ارجع فيه من فرنسا.. وانتي يا نواره الأولى أنك تسالي بنتك كانت فين و انا ليه روحت المكان الز"باله دا... و بما ان هي عايشه هنا من سنين ليه تروحه مدام عارفه انه مكان للد"عاره
نواره بترفع ايديها تضر"ب حياء لكن هي بتمسك ايديها بقوه:اياكي تفكري اني هسمح لك تمدي ايدك عليا.... انا أشرف منك الف مره... انا مش بنتك شهد اللي سمحت لواحد زي دا انه يقرب منها و تنزل في الوقت دا من البيت.... مش انا 
شريف :اخرسي يا حياء انتي بتتهمي اختك دا انا مربيها على أيدي.... اخرسي
حياء بغضب و دموع وهي بتمسح الد"م عن شفايفها
:معرفتش تربى يا بابا.... 
قلم نزل على وشها بقوه لدرجه انها وقعت على الأرض 
شهد بخوف :انتي كدابه انا مخرجتش من البيت اصلا انا كنت نايمه عشان عندي مذاكره الصبح بدري 
حياء بدموع:بجد يا شهد... 
شهد بارتباك:وانا هكدب ليه يعني
حياء بزعيق:عشان قليه الربايه .... 
الحج شريف مسكها من شعرها بغضب و ضر"بها بقوه لدرجه انها نز"فت بشده وقعت على الأرض و استسلمت أدام ابوها و مراته وايوب وشهد
الباب كان مفتوح .. جلال وصل البيت كان طالع شقته لكن سمع صوت عياط وشهقات قويه الباب كان مفتوح اتصدم لما شافها واقعه على الأرض فاقده الوعي و بتنز"ف وهما واقفين بيتفرجوا عليها
جري عليها نزل لمستواها رفع راسها بيبعد شعرها عن وشها :انتم عملتوا اي..؟ 
الحج شريف سكت بغضب و دخل اوضته
نواره وايوب كانوا ببصلوا لجلال اللي بيحاول يفوقها 
نواره بشما"ته
:سيبها ياكشي تمو"ت ونخ
جلال بغضب جحيمي ومقاطعه :بس بقي
جلال شال حياء ودخل اوضتها حطها في السرير راح ناحيه التلاجه و اخد ازازه مايه طلع منديله و صب عليه المايه وبيحط على وشها بيمسح الد"م
جلال بقوه:حياء فوقي... حياء
حياء كانت بتفتح عنيها ببط و هي بتعيط شافته زقته بقوه بعيد عنها
حياء:ااااااااممممششششيي مش عايزه منك مساعده امشي.... انا اتحميت فيك وانت سيبتني بكر"هك يا جلال بكر"هك.....بكر"هكم كلكم ماما كان عندها حق تمشي.... مااااااما تعالي خديني
الحياه بدونك وحشه اوي...انا عايزه امو"ت كل دا عشان أنقذت اختك.... يارب خدني
جلال بغضب وانفاس متق"طعه إثر مشاعره ورغبته في احتضانه 
=حياء اسكتي....
حياء :اتطلع برررااا
جلال بزعيق:بقولك اسكتي...
حياء زقته بقوه وقامت بضعف زقته برا اوضتها :مش عايزه اشوفك.... بكر"هك
من النهارده يا جلال باشا مالكشدخل بحياتي كنت مستنياك تيجي انا حكيتلك الحقيقه لكن انت مشيت وادتني ضهرك
جلال بحزن واضح على شكلها والكد'مات الظاهره 
=انتي مش فاهمه حاجه 
حياء بدموع 
=انت ميت بالنسبه ليا وقت ما مشيت ومبصتش حتى وراك مت بالنسبه ليا 
زقته بقوه و قعدت وراء الباب وهي بتد"فن وشها بين ركبتها ضامه نفسها 
:انا اتحميت فيك وانت اتخليت عني بكر"هك.... انا لازم ارجع فرنسا...
جلال كان واقف أدام الباب وهو سامع صوت شهقاتها حس بوجع بيعصر قلبه بص لأمه وأخوه بغضب جحيمي
نواره بخوف:انا مقربتلهاش دا ابوها هما احرار مع بعض...
جلال بصوت جهوري:شهد شهد
شهد برعب :نعم يا ابيه
جلال وهو بيمسك ايديها بعنف
=اي اللي خرجك و ازاي تسمحي لنفسك تقبلي واحد زي سيف و تروحي معه كبا"ريه يا قليله الأدب 
نواره بسرعه 
=محصلش شهد كانت نايمه وانا جيت لقيتها نايمه اي هتكدب اختك وتصدق البت دي 
جلال:بس بقى اي كفايه كلمه زياده عن حياء وهنسي انك أمي و انتم عارفني كويس بس وحياه امك يا شهد هعرف الحقيقه و ساعتها خافي على نفسك و الواد الز"باله اللي اسمه سيف دا هجيبه و ساعتها كلكم هتندموا
طلع شقته و رزع الباب وراه قلع البليزر ورمه على الارض بغضب ودخل ياخد دش وهو بيفكر في شكلها كان واقف تحت المايه وهي بيخبط ايديه في الحيطه بغضب من نفسه ....
نفض الأفكار من دماغ و دخل بيحاول ينام لان ليله العيد اتحولت ليوم كئيب....
تاني يوم
حياء  بتجهز شنطتها اخدت الباسبور و البطاقه افتكرت في نص رمضان لما جلال قدر يرجع شنطتها اللي اتسر"قت
حطت الشنطه في الدولاب و بتفكر ازاي هتهرب
قعدت أدام المرايه و بتحط مكياج عشان ميبنش إثر الضر"ب و تبان ضعيفه ادامه لكن لأول مره تحس ان مشاعرها ناحيته ما"تت كان نفسها يرجع و ينقذها منهم متعرفش ليه كان نفسها يجي 
عند جلال
قام  على خبط على الباب طلع  وهو مش فايق لانه معرفش ينام كان بيد"خن بطريقه هستريه كأنه بيعاقب نفسه 
قابل الحج شريف في وشه....
جلال باحترام :اتفضل يا حج ثواني هغير هدومي وننزل الشادر سوا
الحج شريف بهدوء:جلال انا جاي نتكلم في موضوع 
جلال بصرامه:اتفضل يا حج
في المكتب
شريف:جلال انت كنت عايز تشتري مني الوكاله اللي في أول الشارع الرئيسي صح
جلال باستغراب :ايوه ولسه عايزها
الحج شريف :وانا موافق بس بشرط.... 
جلال بحكمه:اي هو
الحج شريف :انا حابب الوكاله تكون باسم حياء الهلالي 
جلال بجديه :اللي تشوفه يا حج
الحج شريف :اسمعني للاخر...حياء عيارها فالت بالرغم اني انا اللي ضر"بتها لكن موجوع عليها... دي بنتي يا جلال... الوكاله هتكون باسم حياء و جوزها الشخص اللي اختاره و يكون قادر يحميها و يعرفها الادب.... جلال انت الوحيد اللي اطمن على بنتي معه... 
جلال بتفكير وفهم قصد الحج شريف :حج شريف انا يشرفني اطلب ايد بنتك حياء الهلالي بس عندي طلب
موضوع الوكاله محدش يعرف عنه حاجه
الحج شريف :نقرأ الفاتحه و كم يوم ننزل نشتري الدهب 
جلال:على بركه الله 
الاتنين بيقروا الفاتحه شريف كان متأكد ان دا الراجل اللي هيحافظ على بنته لانه تربيته و لان جلال زي ما جواه قوه جواه طيبه 
قلب شريف كان بيوجعه على ضر"به لحياء
بعد يومين............. 
حياء واقفه أدام المرايه لابسه جيب بني وبلوزه لونها ابيض وهي غضبانه مش مقتنعه انها ممكن تتجوزه لكن بتحاول تسايرهم لحد ما يتفك عنها الحصار و تقدر تسافر 
كان سامعه صوت زعاريد وهي مش طايقه نفسها 
طلعت لقيت ناس كتير موجودين لكن جلال مش موجود 
نواره كانت بتبص لحياء بغضب و انها هتكون مرات ابنها رافضه فكره الجوازه لكن غصب عنها دي رغبه جلال 
بترفع عيونها كان نازل من شقته وهي بيظبط جاكيت بدلته بصتله و هي ساكته لسه فاكره انه تخلي عنها 
جلال كان بيبصلها بقوه و سكت 
بعد مده
الاتنين كانوا راكبين جانب بعض في العربيه في طريقه لمحل من محلات الدهب... 
حياء :مدام هتتخلي عني ليه عايز تتجوزني؟ 
جلال بغضب :بعد كتب الكتاب هتفهمي..
حياء بصت للشباك ولنفسها:دا في أحلامك لو تم كتب الكتاب يا جلال يا شهاوي ازاي اثق فيك و انت في اي لحظه هتسيبني
بعد ساعه
جلال و حياء وصلوا لمحل مجواهرت كبير
نواره كانت بتبص لحياء بغضب جحيمي و كر"ه وهي بتفكر ازاي توقف الجوازه دي هي كا"ره حياء ولا يمكن تتقبلها كزوجه ابنها...
واقف جانب نواره  (شمس) بنت في منتصف العشرينات جميله بتبص لجلال بعيون كلها شغف وعشق
بتدير عيونها على حياء بغيره و كر"ه 
صاحب المحل باحترام 
=اهلا اهلا نورت يا جلال باشا  منور.. و الله ما صدقت نفسي ابن كبير اسكندريه عندي في محلي..... الشربات يا واد يا اسماعيل....
 الف مبروك يا باشا الف مبروك يا عروسه
جلال بجديه
=عندك اي جديد يا حج ابراهيم؟ 
الحج ابراهيم
=عندنا كل حاجه جديده القمر بس تشاور اتفضلوا اتفضلوا
حياء كانت ساكته بتبصله بهدوء وهي بتفكر ازاي هتهرب منهم..... 
أيوب كان بيبص لجلال و ساكت لكن نظراته فيها غيره من هيبته واحترام الناس لاخوه بالرغم ان أيوب أكبر من جلال لكن كل الاحترام لجلال
الحج ابراهيم
=أحدث تشكيله خواتم عندي.. 
جلال بص لحياء و شعرها الغجري المشعث حواليها بيمد ايديه يبعد خصلات شعرها عن وشها
اول ما ايديه بتلمس وشها بتتخض و بترجع خطوه لوراء 
جلال باحراج و خوف من مشاعره لانه مش بيقدر يسيطر عليها كل ما تكون قريبه 
:احم عجبك حاجه... 
حياء بترجع شعرها لوراء و هي بتبصله بارتباك وسامعه الزغايد حواليها من كل ناحيه بصت للتشكيله اللي ادامها باشمئزاز لان كلها كان خواتم كبيره وشكلها اوفر
حياء برقه
:في حاجه اخف و أرق من كدا شويه دي الصراحه اوفر اوي مش ذوقي.... 
الحج ابراهيم :طلبك عندي ثواني
حياء فضلت واقفه وهي بتفرك ايديها ببعض بتوتر جلال كان ملاحظ دا 
مسك ايديها حياء بتحاول تسحبها لكن كان ماسكها بقوه
حياء:سيب أيدي.. بتوجعني... 
جلال بصرامه وقوه وبيخفف من قبضته على ايديها
=اسكتي الناس هتلاحظ
حياء بغيظ :اللهم اخزيك يا شيطان..... 
بعد مده
اختارت خاتم بسيط لكن أنيق كانوا بيختاروا الكوليه لكن حياء كانت بتبص لحاجه تانيه 
عيونها كانت على خلخال دهب ابتسمت بشرود 
جلال لاحظ نظراتها على الخلخال لكن حاول يتجاهل الموضوع 
شمس بعيون باكيه
:الف مبروك يا جلال... الف مبروك 
جلال بجديه تليق به:الله يبارك فيكي يا شمس عقبالك.... 
شمس وهي بتبصله بتركيز و كان في علاقه قويه بينهم 
 :عقبالي ؟!! تسلم يا ابن خالتي بعد اذنكم
قالتها وهي بتجري وبتمشي من المحل 
جلال كان بيبصلها بهدوء وباين الحزن في عيونه
حياء لنفسها بضيق
:معقول بيحبها...... انا مالي 
جلال و حياء اختاروا الشبكه و الدبله وخرجوا من المحل 
رجعوا البيت والكل بيجهز للخطوبه
جلال نزل الوكاله وحياء طلعت اوضتها وقفلت عليها... 
عند جلال كان بيفكر فيها وفي نظراتها غصب عنه قام وطلع على المحل بيختار خلخال 
اختار واحد خفيف على شكل نجوم صغيره اخده و هو مش عارف عمل كدا ليه
لكن كان في حاجه بتجذبه يعمل كدا غصب عنه...... 
عند حياء 
كانت واقفه في اوضتها بتبص للفستان الفيروزي المحطوط على السرير 
حياء:انا وجلال نتجوز؟ طب ازاي.... ازاي اتجوز شخص اتخلى عني و انا في عز حاجتي له...
ليه يارب ليه.... ليه هو؟ لا يمكن دا يكون نصيبي
وقفت أدام المرايه و بتجهز نفسها و بتظبط مكياجها.... دخلت غيرت و لابست الفستان كانت حاسه بالوحده كان نفسها امها على الأقل تكون معها
كانت بتبص لشهد بوجع و بتحاول تتفاد نظرات الناس وهي بتبص لجلال بحيره تمت الخطوبه وحددوا
 كتب الكتاب بعد اسبوعين 
طول الفتره دي حياء مش بتخرج من اوضتها و لا بتشوف جلال
قبل كتب الكتاب بيومين
حياء كانت بتجهز نفسها عشان تهرب و هي عامله خطه محكمه انها تهرب من البيت كانت في اوضتها و بتكلم واحده صاحبتها من فرنسا 
جينا بغضب
 :انا لو مكانك كنت روحت السفاره و بلغتهم اني بتعرض للتعن'يف و ساعتها هتتعاملي على انك موطنه فرنسيه متنسيش انك اتولدت في فرنسا و عشتي هنا عشرين سنه
والله العظيم وقتها كان في لجنه كامله هتتحقق في الموضوع و ساعتها ابوكي دا يعرف ان الله حق 
وبعدين ازاي هتتجوزي جلال دا؟ 
حياء بهدوء وصوت واطي
=جينا اهدي اولا انا لايمكن اعمل كدا لانه ابويا مهما حصل وانا لسه فاكره كلام امي الله يرحمها و بعدين مين قالك اني هتجوزها بكرا بليل  هكون عندك بالكتير اوي انا بس خايفه من زياد
جينا:زياد لسه بيدور عليكي يا حياء دا بقى مجنون انا خايفه عليكي ترجعي بسببه 
حياء بتوتر:سبيها على الله 
استنى معايا يا جينا في صوت عالي برا هشوف في اي و اكلمك
جينا:اوكي هستنا مكالمتك.. باي 
******.............*******........... 
بعد ثواني
حياء بتفتح الباب و بتخرج لكن استغربت ان كلهم واقفين في الصاله و الباب مفتوح
جلال اول ما شافها راح ناحيتها ومسك ايديها بهدوء رغم خوفها و بتحاول تسحب ايديها 
جلال:شهد انتي شهد 
شهد برعب :نعم يا ابيه
جلال مسكها من شعرها بغضب وعيونه بتطاير منها الشرار 
=لسه برضو مش عايزه تتكلمي و تقولي مين اللي راح الكباريه
نواره بسرعه:في اي يا جلال الزفت خطيبتك هي اللي راحت اختك مالها
جلال بغضب وهو بيشدد قبضته على شعر شهد و بيضر"بها بالقل'م 
=مش هتتكلمي ماشي يا قليله الربايه انا هعرف اخليك تتكلمي ازاي
حياء كانت واقفه بتترعش بقوه وهي بتفتكر ابوها لما ضر'بها 
أيوب بغضب
 :في اي يا جلال انت عشان خطبتها هتلبس اختك التهمه
جلال بغضب وعصبيه 
=خليك انت بعيد اختك دي محدش قادر عليها بس ورحمه امي لاعلمك الادب 
شريف وهو داخل البيت:جلال انت بتمد ايدك على بنتي اتجننت... 
حياء في اللحظه دي حست انها فعلا مش بنته و دموعها نزلت بعنف
جلال:كويس انك جيت يا حج 
قالها وهو بيطلع موبايله و بيكلم حد
ثواني و الباب خبط
جلال بجديته
=ادخل يا جمال
دخل شاب في منتصف الثلاثينات وهو وراه اتنين من الرجاله شايلين شوال 
بيرموه على الارض
بينحني جلال  يفتح  الشوال بيظهر سيف و هو مضر"وب ووشه مكد'وم بعلامات زرقاء و باين عليه انه واخد علقه 
سيف برعب:حرمت والنبي انا اسف ابوس رجليك يا جلال والله ما هقربلها تاني بس سيبني
شهد حست بروحها بتنسحب منها كأنها  نهايتها 
نواره بخوف:اي دا يا جلال
جلال:دا دا عمل بنتك الاسود اتكلم ياض قول مين اللي كانت معاك في الكبا'ريه
سيف برعب:شهد شهد هي اللي كانت معايا
جلال : وياتري مين بقى اللى سر'ق موبيل الغفير بتاع المخزن و كلمني يقولي ان في ناس هجموا على المخزن عشان اسيب حياء و أجرى على المخزن بدون ما دافع عنها
سيف وهو بيوطي على جزمة جلال
=ابوس رجلك ارحمني انا معرفش حاجه اكتر من اللي قلته
جلال بصله باشمئزاز و راح وقف جانب حياء وهو بيمسح دموعها و بيرتب على كتفها بحنان
:اقولكم انا أيوب بيه عمل كل دا بالاتفاق مع أمي نواره هانم عشان يرموا التهمه كلها على حياء و انا كمان مدفعش عنها
ايوب:انا.. انا معملتش حاجه وبعدين انت ازاي تتهم اخوك الكبير حاجه زي كدا اتجننت ولا اي يا جلال دا كله عشان السنيوره
جلال بغضب :لسه الجنان مجاش انا صابر عليك بس عشان انت الكبير واحفظ أدبك اللي بتتكلم عنها دي مراتي و سمعتها من سمعتي وقسما باللي خلق الخلق ممكن امحيك من على وش الدنيا لو جبت سيرتها كدا و لا كدا 
شريف بغضب :اتكلمي يا شهد قولي ان دا كدب و انهم بيتبلوا عليكي
شهد بفزع :انا.. انا 
شريف ضر"بها بالقل"م حياء صعبت عليها نفسها وجريت على اوضتها وهي بتعيط
جلال بصرامه:ياله يا جمال خد الز'باله دا من هنا و انت من الصبح تعزل من اسكندريه كلها احسنلك 
سيف:حاضر حاضر 
جلال بارتباك:ممكن ادخل اتكلم مع حياء شويه يا عمي
شريف :ادخل يا ابني وانت يا أيوب امشي و انا لولا الفضا"يح كنت طلقتك يا نواره 
جلال خبط على الباب و هي فتحت وبتحاول تداري دموعها
حياء بسرعه و خوف :ليه عملت كدا؟ اي مش خايف على اختك 
جلال بهدوء:اكيد خايف عليها بس انتي برضو تهميني اوي
حياء بصتله بارتباك و لغبطه :
ليه اهمك؟ 
جلال:اختي لازم تتعلم الصح من الغلط والعلقه اللي هتخدها دي هتفوقها 
إنما انتي  بكرا هتكوني مراتي و في يو من الايام ام ولادي و مسمحش لحد انه يتكلم عنك بنص كلمه
حياء وشها احمر كانت حاسه بالخجل و الارتباك والفرحه حاجات غريبه متلغبطه لكن مبسوطه ان في حد دافع عنها و حاسه ان لازم تعيد النظر في موضوع الجواز منه
........ ****....... ****...... 
جيه يوم الفرح الضهر
حياء مش بتكلم شريف خالص 
شهد مش بتخرج من اوضتها 
في الشادر
الحج شريف كان قاعد على المينا و بيبص للبحر و هو مبتسم و مشتاق يشوف حياء بفستان الفرح زي زمان اول مره شاف شغف بفستان فرحها كانت جميله وخصوصا شعرها الغجري اللي كان بيعشقه افتكر دلالها و اتمنى لجلال وحياء يعيشوا قصه زي قصته مع شغف لكن بدون النهايه دي 
شريف
:سامحيني يا شغف تنق"طع أيدي قبل ما امدها  على حته منك.... لكن حياء دماغها ناشفه زيك
محدش هيقدر عليها غير جلال انا اللي ربيته وعارفه كويس الولد يمكن يبان قا"سي  لكن اقسملك بحبي ليكي انه بس الدنيا قاست عليه لكن جواه حنان يكفي العالم كله و حياء هي الوحيده اللي تقدر تطلع من جواه كل الطيبه و الحنيه دي............ بس ياترى القدر مخبيلهم ايه حاسس ان طريقهم طويل اوي........ 
قاطع شروده شخص واقف أدام البحر وهو بيضر"ب بعصايته في خشب المرسا
... 
سليمان الشهاوي بغضب
:اوعي تفتكر اني موافق على الجواز دي يا شريف يا هلالي 
ولا انت فاكر انك هتاخد جلال و تاخد كل فلوسي كمان 
شريف قام وبص لوالد جلال
:اهلا بالحج سليمان كنت منتظرك.... 
سليمان بغضب :اي يا هلالي.... مش كفايه اخدت ابني الوحيد...... جاي دلوقتي تدبسه في بنتك عشان تاخد كل فلوسه...... 
شريف بغضب
:سليمان متنساش نفسك انت هنا في مكاني.... وضيفي... غير كدا قسما بالله كان هيبقى لينا كلام تاني..... و بعدين متنساش ان انت اللي سيبت نواره و جلال وهو يدوب عنده كم شهر... و جوازي من نواره كان على سنه الله ورسوله وابنك انا ربيته احسن تربيته وخليته راجل كل اسكندريه تحلف بشهامته 
اما بقى موضوع جوازه من بنتي فابنك هو اللي طلب ايديها مني... وبنتي اجدعها شاب يتمناها ومفيش منها اتنين.... كفايه انها بنت الهلالي.. 
و بخصوص فلوس ابنك او نتكلم بالمكشوف احسن
انت عارف ان جلال هو الوريث الوحيد لك فخايف ان بعد ما يورثك بعد عمر طويل بنتي تاخد فلوسك..... 
لا اطمن يا حج سليمان لان ابنك مش عيل عشان حد يضحك عليه دا يوديك البحر ويجيبك عطشان... و بنتي مش هتبص لفلوس جوزها انت عارف مين شريف الهلالي واني املك انا وعيلتي نص اسكندريه فاطمن يا حج سليمان... 
سليمان بخبث:و لو بنتك اخر واحده على وشك الكون لا يمكن تكون مرات ابني.... خاف عليها 
قالها ومشي من الشادر كله... 
شريف حس بالقلق فدخل حلقه السمك ودخل مكتبه بيكلم المحامي...... 
في مساء حفل الزفاف
حياء كانت واقفه أدام المرايه بتبص لنفسها بانبهار  مكياجها كان ساحر عيونها البنيه مميزه
فستانها الأبيض جميل 
تاج الورد على رأسها هادي شعرها الغجري مفرود على ضهرها واصل لآخر ضهرها..   
شهد خبطت ودخلت
شهد بارتباك:حياء جلال برا..... 
حياء : اطلعي برا يا شهد
شهد :حياء انا... 
سكتت وهي شايفه جلال واقف أدام الاوضه وعيونه مركزه على حياء بيبصلها باعجاب من بدايه عيونها لحد نهايه الفستان حس بانحباس أنفاسه و هو مش مصدق ان الجميله دي بعد دقايق هتكون في عصمته حس بانهيار كيانه بالكامل اول مره يحس بكل المشاعر دي
حياء بصتله بارتباك شهد خرجت و هو كان لسه واقف بجسده الصلب و ساند على إطار الباب 
حياء :هنفضل متزفتين كدا كتير.... 
جلال بوجه مكفهر دخل وقفل الباب وراه بقوه لدرجه ان حياء اتفزعت و رجعت كم خطوه لوراء
جلال بهمس محتنق:قسما بالله يا حياء انتي جبتي اخرك معايا عارفه كلمه كمان وهكسر نفوخك..... 
حياء كانت هتقع بسبب الفستان لكن هو حاوط خصرها و بصلها بعيونه الزيتونيه وبهمس
:من النهارده.. من اللحظه دي اسمك حياء الشهاوي حرم جلال الشهاوي لازم تفهمي و تتعلمي ازاي تعاملي الكل على الأساس دا انتي فاهمه..  
حياء بتركيز في عيونه كأنها بتحاول تكتشفه:هحاول.... 
جلال ابتسم وهو شايف تأثيره عليها :ماشي يا شعلتي...
حياء ببلاهه وخوف من قربه:شعلتك؟؟....
جلال فاق للكلمه اللي قالها و لابس قناعه الصارمه وهو بيمسك ايديها و بيخرج 
حياء كانت حاسه بشعور الأمان في قربه بتحاول تبان طبيعي افضل شعور هو ان شريك حياتك يحسسك بالأمان وقتها بس هتكوني اختارتي راجل بمعنى الكلمه.... 
حياء باستسلام للقدر وبتحاول تنسى اي حاجه و برقتها المعهوده وصوتها القادر على أنه يخلي قلبه يدق بقوه يكاد يغادر صدره :
جلال..... 
جلال بصوت اجش محاولا عدم التاثر:نعم 
حياء :ممكن نتكلم قبل ما نخرج و قبل ما يتم كتب الكتاب 
جلال بهدوء:اقعدي يا حياء... 
مسك ايديها ويساعدها تقعد لان الفستان كان منفوش... 
حياء بابتسامه :جلال انا.. انا مش مستعده اكون زوجة انا مش هقدر اكون مراتك.. انا وانت زي السما والارض... انا منكرش اني بحترمك و بخاف من هيبتك ومن غضبك.... منكرش انك انسان كويس لكن انا مش جاهزه... انت فاهمني... انا مش هقدر اكون مراتك انا حاليا كل اللي بفكر فيه هو اني اهرب وأجرى واختفي من حياتكم
..... انا
جلال كان بيبصلها بثبات كان قاعد قصادها وهو شايف ارتباكها بيمد انامله تحت دقنها بيرفع وشها له و بهدوء 
:وانا مش عاوز منك حاجه دلوقتي و لا هجبرك على حاجه 
حياء ابتسمت و سكتت
في الوقت دا الباب خبط جلال قام عدل بدلته وفتح الباب
أيوب و عيونه مركزه على حياء اللي قاعده على طرف السرير بفستانها وكانها حوريه جلال لاحظ نظراته اخوه 
بيحط ايديه على صدر أيوب وبيزقه لبرا الاوضه بيخرج ويقفل الباب
جلال:افندم.... 
أيوب بحبث:اي دا في اي.... دا انا حتى كنت جاي ابارك لمراتي اخويا بس الصراحه وقعت واقف يا جلال بت صارو
جلال مسك ايوب من ياقه قميصه بغضب وغيره واضحه جداا حس بنيران الغضب بتغلى جواه زمجر بشراسه وهمس مخيف 
:قسما برب العزه يا أيوب كلمه زياده وانسى انك اخويا.... اللي بتتكلم عنها دي تبقي مراتي... يعني ممكن اد"فنك حي لو بصتلها بعيونك القذ"ره دي وانا وانت عارفين انا بتكلم عن ايه وعارف كويس دماغك الشمال لكن مراتي يا أيوب خط أحمر لو حاولت بس تتخطاه هيبقى فيها د"م وانت عارف اني مبهزرش
أيوب اتنفض بخوف و زعر
:جلال انا مقصدش... انا بس كنت جاي اباركلها وبعدين انت متخيل اني ممكن ابص لمراتي اخويا دي اختي
جلال بحده و صرامه
:من الأفضل لك انها تكون اختك يا أيوب والا هتندم واتفضل من هنا
أيوب :انا كنت جاي اقولك ان المأذون وصل انا نازل
جلال  :انزل لمراتك زمانها قلقانه عليك
قالها وهو بيبص لاخوه من بسخريه
أيوب نزل وهو بيل"عن جلال :حقه دا هيتحوز بت صاروخ مش انا اللي متجوز جعفر....
جلال فتح الباب بعنف وهو بيبص لفستانها كان محتشم لكن هي برضو جميله.....
حياء:في اي....
جلال وتكاد تقت"له الغيره
:الفستان عايز يتظبط.. ضيق و دراعه باينه غيريه
حياء بصدمه:نعم!!!! هو اي اللي اغيره دا فستان الفرح وبعدين دا محتشم جدا و مش ضيق وبعدين اي فستان فرح بيكون كدا
جلال اخد نفس عميق و هو بيمرر اصابعه في شعره بيحاول يهدي اعصابه لأول مره في حياته كلها يحس بالشعور دا احساس بالغير يكاد يق"تله 
كأن في حمم بركانيه تشتعل في صدره و على وشك الانفجار كل ما يفتكر نظرات أيوب ليها
حياء حست بالخوف لكن قربت منه وهي بتحط ايديها على كتفه بتحثه على الخروج
حياء بابتسامه جميله
:كلهم في انتظارنا .... خلينا ننزل
جلال حس انه مش عايز يخرجها من الاوضه ولا حد يشوفها غيره كانت جميله اوي و ابتسامتها كانت من اول يوم قادره انها تخلي قلبه يدق بقوه
جلال ابتسم و وهو بيشدد على ايديها حوالين كتفه و بيساعده يخرجوا كان صوت الزغاريد عالي و الاغاني و الناس كانوا كتير
 الحاره من اولها لاخرها و الكل جاي يبارك لشريف الهلالي و جلال الشهاوي
كانت حياء قاعده جانبه بتوتر
على تربيزه بعيده
شمس و نواره وايوب و ألهام(مرات أيوب) كانوا قاعدين و بيبصوا على جلال و حياء بغيره و كر"ه وغضب و شمس مش منزله عيونها من عليه
نواره بغضب وتهجم
:ما انتي لو شاطره كان زمانك انتي اللي في الكوشه وفي حضنه مش بنت اللي متتسامي دي. بدل البحلقه من بعيد
شمس بحزن و غضب وهي على وشك البكا من الغيره:اعمل اي يعني يا خالتي اروح اقوله اتجوزني انا....
نواره بخبث:لا يا ختي تتعلمي مني. 
انا و ام البت دي زمان عشنا نفس الحكايه و انا بكل سهوله زرعت جوا 
شغف الشك في شريف وخليتها طلبت الطلاق وسابته.... انا لو مكانك كان زماني مدوبه جلال في عشقي لكن نقول اي بس ملحوقه... تعالي معايا...
شمس:على فين؟
نواره :هنكمل كلامنا فوق.. كلمه كدا ولا كدا تتسمع تبقى مصيبه
الهام:خدوني معاكم.....
التلاته طلعوا الشقه و أيوب بيبص لحياء بنظرات غريبه إعجاب وانبهار يمكن دي اول مره يلاحظ اد اي هي جميله....
في الشقه
نواره دخلت اوضتها هي شمس والهام....
شمس:ها يا خالتي في اي...
نواره بخبث :بصى بقى اللى هنعمله واوعدك بكرا الصبح البت دي هتختفي من حياتنا
انتي وجلال كنتم مخطوبين و فشكلتم الخطوبه بسبب ابوكي بس سبيه عليا اوعدك اول ما اليةبت دي تغور من حياتنا جلال هيكون ليكي اسمعي بقى عشان لعبتك هتبدأ من اول ما يتقفل عليهم باب واحد.......
....... 
بعد دقايق
الهام بمكر:دماغك سم ابليس بيصقفلك يا حماتي انتي وايوب دماغ واحده بس الغريب ان جلال مش زيكم
نواره بضحكه صاخبه:جلال تربية شريف بس دا حاجه كويسه لان جلال بيقدر يسيطر على شريف
ودا ابني وانا برضو عايزله له الخير....
الهام :عندك حق يا حماتي بس متنسيش ايوب دا الكبير....
نواره :دا ابني برضو يا الهام وكله مترتب....
نواره ابتسمت بخبث هي والهام وشمس
عند جلال وحياء
جلال للحج شريف:خلينا نطلع بقى يا حج وكمان عشان الناس تتعشى
شريف:ماشي يا ابني ربنا يسعدكم... جلال حياء بنتي خلي بالك عليها دي غلبانه
جلال بثقه وكلمه راجل:متخافش عليها يا عمي حياء هتكون في عيوني
شريف:ربنا يسعدكم يا ابني ربنا يسعدكم
ياله الزفه هتطلع.....
بعد مده
في شقه جلال فوق شقه شريف...
كل المعازيم مشيوا بعد ما باركوا للعرسان
حياء كانت واقفه في اوضته بتتفرج عليها بحماس لان دي اول مره تطلعها....
لحد ما سمعت صوت الباب بيقفل و جلال داخل بيقل"ع جاكت بدلته و بيفك الجرفته لان مش متعود عليها كان حاسس انه هيتخنق
حياء بصتله بتوتر و بتحاول تشغل نفسها في اي حاجه
جلال بجديه تليق به
:تحبي اساعدك في حاجه  هتعرفي تخرجي من الفستان دا
حياء بارتباك :اه طبعا هعرف بس...
جلال بمقاطعه :متخافيش انا هاخد بجامه وأخرج بس خلصي و اتوضي عشاني نصلي سوا
حياء :حاضر....
كانت بتحاول تخرج من الفستان لحد ما ياست فبتدبدب برجليها في الأرض بغيظ:اي اي دا ما تتفكي بقي
قالتها بغيظ وهي بتفك الفستان اخيرا وبتخرج منه
غيرت هدومها ولابست ايسدال دخلت اتوضت و خرجت لقيته بيفرش سجاده الصلاه
جلال بهدوء:اتوضيتي؟
حياء:اه
جلال بشك:حياء انتي بتعرفي تصلي صح...
حياء بثقه واحراج:ايوه طبعا انا صحيح مش عشت هنا لكن والله ماما علمتني كل دا
جلال بهدوء مسك ايديها وقعد على الانتريه
:بصى يا حياء انتي دلوقتي مراتي يعني مش عايزك تخافي او تنحرجي مني ولو حتى مكنتش بتعرفي تصلي مش عايزك تنحرجي انا معاكي هعلمك... فاهمني
حياء بصتله بابتسامه :فاهمك....
. بعد مده الاتنين كانوا بيتعشوا وحياء بتحكيله عن مغامراتها في فرنسا و نسيت كل خوفها وهو لأول مره ميبقاش زهقان من حد بالعكس مركز مع كل حرف بتقوله
لحد ما جاله اتصال فجأه ملامحه كلها اتغيرت الغضب و اتحولت ملامحه للجمود والشر"اسه وهو بيبص لحياء
حياء بارتباك:في اي مين دا
جلال مردش وسابها ودخل اوضته
كان واقف في البلكونه بيتكلم في الموبيل
شمس بعياط وخبث
:انا بحبك يا جلال بحبك انت ليه مش حاسس بيا.. معقول تكون نسيت شمس حبيبتك
نسيت ايام خطوبتنا طب ابويا فشكل الخطوبه انا ذنبي اي انا بحبك
جلال بلطف و هو بياخد نفس عميق:خالص يا شمس اهدي مالوش داعلي تعملي في نفسك كدا.... اللي حصل حصل وحياء دلوقتي مراتي وانا مقدر حبك و يعلم ربنا باللي في قلبي ليكي وانك غاليه عليا........
حياء حطت ايديها على بوقها بتمنع صوتها انه يخرج بتخرج من الاوضه بسرعه و غصب عنها دموعها نزلت
في الحمام
حياء بدموع و حسه بغصه كان قلبها بيتعصر:
بيحب شمس الكداب بيحب شمس.... مش عارف يستنى للصبح ويكلمها لا بكلمها دلوقتي معقول مش قادر على زعلاها
انا اللي غلطانه ازاي اديله فرصه ماشي يا جلال بس انا فعلا مينفعش افضل في مصر دقيقه واحده
كفايه ابويا اللي مد ايديه عليا وشهد اللي اتبلت عليا غير نواره
بس لو رجعت فرنسا هقابل زياد  و دا اكيد لسه بيدور عليا دا مجنون يارب انا هلقيها منين ولا منين اعمل اي دلوقتي بس لا يا جلال مش انا اللي اقبل اكون في الوضع دا
حياء كانت لسه واقفه بتعيط و حسه بحاجه غريبه  غيرانه عليه متنكرش انها منجذبه جدا له ابتلعت الغصه في عنقها وهي سامعه خبط على الباب
جلال بجديه:حياء
حياء بغضب وعصبيه وتسرع:عايز اي؟
جلال برفعه حاجب :في اي بتتكلمي كدا لي..
حياء بدموع وغصه:ولا حاجه انت ممكن تدخل تنام وانا شويه وهخرج
جلال بشك:حياء انتي كويسه؟ 
حياء باحساس وجع و غيره تفتك بكل جوارحها
:انا كويسه بس عايزه اكون لوحدي شويه.. لو سمحت
جلال بقلة حيله :ماشي يا حياء زي ما تحبي
قالها و دخل اوضته وهو بيفتكر كلامه مع شمس وهو بيقنعها انها غاليه عنده زي اخته وانه لما خطبها عمل كدا بس عشان والدته و من الأفضل تفكر في حياتها
ابتسم وهو ماسك موبيله بيتفرج على صور حياء قفل الموبيل وحطه جانبه و هو بينام بسبب تعبه  وارهاقه طول اليومين اللي فاتوا 
هو كان ضاغط نفسه في الشغل جدا عشان يقدر يفضي نفسه كم يوم لجوازه.....
حياء خرجت من الحمام بعد ما حست بهدوء المكان كانت بتمشي بخطوات بطيئه وهي بتقرب من اوضته
دخلت لقيته نايم و واضح عليه الإرهاق قربت منه قعدت على طرف السرير بتوتر وهي بتمرر ايديها على دقنه الخفيفه
لكن شهقه برعب اول ما فتح عيونه و جذبها من دراعها وقعها جانبه
حياء بخوف:انت صاحي؟ 
جلال وهو لسه مغمض عنيه و بيد'فن وجه في عنقها  :نامي يا حياء....
حياء :انا.. انا مش.. هعرف انام  كدا
جلال بخبث وانفرجت شفتيه عن ابتسامة زادت من وسامته
:كدا ازاي يعني؟ 
حياء كانت منخفضة الراس تشعر بضربات قلبها تزداد و تتعالى حتى أصبحت مسموعه ليطول الصمت بينهم اما جلال فمازال ينظر لها وعلى وجهه ابتسامه وسيمه و إعجاب لا يستطيع اخفاءه
لكن نظراته تلك جعلت  وجهها كنيران متوهجه التمعت عينيه بشده لمجرد رؤيه خجلها لا ينكر انه يعشق تلك النظرة منها 
جلال قاطعا ذلك الصمت 
=نامي يا حياء متخافيش 
حس بتشنجها و توترها دقايق و ارتخت و نامت متنعمه بدف احتضانه
جلال ابتسم وهو بيفتح عنيها و يمرر عينيه على ملامحها الرقيقه باعجاب يصعب اخفاءه
جلال لنفسه
:غريبه لو شفتك اول مره مستحيل اقول انك هتكوني مراتي هو في بالجمال دا كان أول مره أشوفك انا حاسس بالخطر 
قالها وهو بيضمها بتملك لحضنه و بينام.....
أطفت شعله تمردها
**************** دعاء احمد
الساعه الخامسه فجرا
حياء كانت حاسه بثقل وكانها مقيده بتفتح عنيها ببط و تثقل لكن ملامحها كلها اتجمدت و هي بتبصله كان قريب اوي محاوط خصرها مكبلا اياها بيديه
حياء بخوف ممزوج بحزن
:انا مش عارف ليه حاسه بمشاعر غريبه في قربك لكن برضو قلبي وجعني اوي وانا عمري ما جيت على كرامتي الا لمآ جيت اسكندريه.... بس انت كمان بتحب شمس و انا متأكده ان في سر وراء جوازك مني... بس انا حاسه بالأمان وانا في حضنك و دا مخوفني..... 
قالت كلماتها وهي تمرر يديها على دقنه 
لا تعرف كيف اقتربت منه وهي تطبع قبلة خفيفه على خده بهدوء خوفا من ان يستفيق
قامت ببط من جانبه و بتروح ناحيه الدولاب و بتفتح شنطتها كان فيها الباسبور و أوراقها الشخصيه.... 
فضلت ماسكه جواز السفر و بتنقل عيونها من جواز السفر له وهو نايم... 
اتنهدت بالالم وهي بتقفل الدولاب و بتخرج من الاوضه
دخلت الحمام لكن في الوقت دا سمعت الباب بيخبط... 
حياء باستغراب
:مين اللي جاي دلوقتي مش مفروض عرسان ااوف.. 
حياء من وراء الباب:مين؟ 
نواره بخبث وابتسامه ماكره
:دا انا يا مرات الغالي
حياء باشمئزاز:صبرني يارب بدل ما امسك الدوليه دي من شعرها وامسح بيها بلاط الشقه
قالتها وهي بتفتح الباب وبتبص لحماتها بغضب
حياء:اتفضلي.... هصحيلك جلال معليش أصله نايم متأخر 
نواره :لا سيبي جلال نايم دا عريس برضو 
حياء بغيظ :و لمآ انتي عارفه اننا عرسان جايه الساعه سبعه ليه يا وليه يا حربايه
نواره بخبث
:كنت جايه اتكلم معاكي كلمتين اصل خالص بقيتي مرات ابني فلازم نصفي النفوس و بعدين دا انتي شكلك شايله مني اوي
حياء بغضب وحاسه بجمره من نار على قلبها و بقهر وحسره
:وياتري هتقدري ترجعلي امي... و ترجعي السنين اللي فاتت.. السنين اللي انتي اخدتيها من امي 
اوعي تكوني فاكره اني معرفش حاجه لا يا مرات ابويا فوقي.... من يوم ما دخلت البيت دا وانا عارفه انك انتي اللي فرقتي بين امي وابويا و بسببك انا عشت طول السنين دي بعيده عن اهلي بس اقولك في داهيه انتم عالم متتعاشروش كنت جايه اسكندريه وفاكره اني هلقي اب يعوضني عن السنين اللي عشتها وحيده.. كنت فاكره اني هلقي ضهر و سند 
انا عشت عشرين سنه في فرنسا كل يوم كنت بتمنى اني القى ضهر يحميني بس تعرفي يا نواره امي ضافرها برقبتكم كلكم 
نواره بدموع متقنه و شحتفه ماكره
:انا السبب انا السبب في كل دا و انك بعدتي عن ابوكي لكن انا ست يا حياء.... تخيلي واحد تانيه جيت واخدت منك جوزك... امك هي الزوجه التانيه مش انا.. 
حياء بغضب وغصه
:عمره ما كان سبب لأنك توصل بيكي البجا"حه انك تشككي في نسبي واني بنت شريف الهلالي.... 
نواره بخبث وتمثيل متقن وهي بتدس سمها في ودن حياء
:عارفه اني غلطت بس تخيلي ان واحده تانيه جيت أخدت جلال
تخيلي انه رجع حن لحبه الأول شمس 
ورجع خطبها و اتجوزوا وهو كدا كدا مش بيحبك
و اتجوزك عشان الوكاله الكبيره اللي ابوكي عايز يكتبها باسمك.... يعني جلال كمان مش بيحبك 
زي شريف مكنش حبني  كان ممكن يطلقني و يرميني انا وجلال في اي وقت
حياء باستغراب و عدم فهم
:انتي بتقولي اي.... 
يرجع يخطبها؟؟ هو جلال كان خاطب شمس و وكاله اي انا مش فاهمه حاجه... 
نواره بخبث ودموع التماسيح
:ايوه جلال بيحب شمس مش بيحبها بس دا بيعشقها و بيعشق التراب اللي بتمشي عليه و كان خطيبها لكن ابوها عمل مشكله وفشكلوا الخطوبه لكن دا ابني وانا عارفه كويس و جلال لسه بيحب وعايز شمس... 
ثم تابعت بمكر اكبر
: و موضوع الوكاله مش مهم تعرفيه انا قلتلك بس عشان تفهمي انا حسيت بايه زمان وليه عملت كل دا... انا ست يا حياء وعشقت شريف في وقت قلبه و روحه كانت لشغف ....
حياء بغضب ونار جواها بتحر"ق قلبها وكرامتها 
:اي موضوع الوكاله يا نواره متلفيش وتدوري
نواره ابتسمت بخبث جواها وهي بتدق مسمار في نعش علاقتهم قبل ما تبتدي لكن بتمثل الحزن
:الوكاله الكبيره بتاع ابوكي دي جلال كان هيمو"ت و يشتريها من الحج شريف لكن هو كان رافض..... و طلب من المحامي انه يكتبها باسمك... فجلال لقى ان الوكاله هتكون له بعد ما تكوني في عصمته.. الوكاله دي هي الرئيسيه وعلى الشارع عشان كدا جلال كان مستعد يدفع فيها اي حاجه لكن تكون ملكه.... 
لكنه عرف ان ابوكي كتبها باسمك... و اللي سمعته ان ابوكي عرض عليه انه يكتبله نص الوكاله لو اتجوزك... 
حياء ادت نواره ضهرها وغصب عنها دموعها المتمرده نزلت من عيونها بقهر و كأن كل عالمها انهار و احساس بالذل معقول ابوها رخصها كدا وسؤال واحد بيدور في عقلها هو ليه مش معتبرها بنته حتى ما جاش على باله يطيب بخاطرها بعد اللي عمله فيها
هي كانت جايله مخصوص عشان تحس ان ليها ضهر و سند لكن دلوقتي كل حاجه مبقاش ليها طعم.. حست بغصه قويه في قلبها وهي بتمسح دموعها 
نواره حسيت بانتصار و مكر :
انا هنزل بقى يا بنتي و صدقيني انا مبقولكيش كدا عشان تزعلي مع جلال انا بس كنت حابه افهمك انا ليه عملت كدا واتمنى تسامحيني... 
قالتها بعد ما حطت الكبريت على البنزين وسابت وراها حر"يق في قلب حياء يكاد يحر"ق العالم من حوالها .... 
قعدت على إلانتريه وهي حاطه ايديها على قلبها بقوه وبتضر"ب موضع قلبها 
حياء بدموع
:بس بقى بس متتوجعش انتي اصلا عارفه انه اكيد في سبب لجوازكم دا... وعارفه انه بيحب شمس بس لا يا حياء مش هقبل اكون بنت يدوسوا عليها وعلى كرامتها وانت يا بابا يلي عملت فيا كدا استحملوا بقى الفضيحه اللي هتحصل.... بس ساعتها انت اللي هتندم يا جلال باشا عشان تبقى تعرفي تحب في شمس براحتك 
قالتها بشر وغيره واضحه وهي بتمسح دموعها و بتقاوم ان دموعها تنزل وأنها تصر"خ في الكل.... 
دخلت اوضه النوم ببط كان جلال لسه نايم بعمق
فضلت تبصله بوجع و راحت ناحيه الدولاب اخدت جواز سفرها و أوراقها الشخصيه 
وقفت جانب المحفظه بتاعتها وهي خايفه لكن هي مضطره تاخد منه فلوس لان مش معها 
اخدت مبلغ مالي و بعدين رجعت اخدت هدوم و دخلت تغير وهي بتحاول متعملش صوت
مسكت دفتر صغير كان على الكومود 
واخد القلم وهي بتبص لجلال بحزن دفين 
و كتبت 
(:طلقني يا جلال انا عمري ما هقبل انك تكون جوزي واحد حقير و اناني ) 
حياء لنفسها:انا بلعت قلبي لانه بيدق بسببك بلعن احساسي اللي عايز يفضل معاك حتى لو انت الوحيد يلي دفعت عني لكنك اناني يا جلال 
انا تعبت يمكن اكون غبيه بلي هعمله لكن عمري ما هسامح نفسي لو فضلت معاك لأنك هتكسر كبريائي وانا ارفض دا
!!!!..... ****......!!!!! ***
بعد دقايق
كانت لابسه هدومها اخدت شنطه ايديها و بتروح ناحيه الباب بتفتح ببط 
و بتخرج من الشقه بتنزل بسرعه قبل ما حد يشوفها 
لكن بمجرد خروجها نواره فتحت الباب وابتسمت بخبث وهي شايفه خطتها بتنجح هي أصرت تفتح موضوع الوكاله عشان تحسس حياء بانهم بيبيعوا ويشتروا فيها
لكن الحقيقه ان جلال رفض ان نص الوكاله تتكتب باسمه و فضل انها تكون باسم حياء لوحدها و طلب من الحج شريف انه ينسبه 
في بنته و موضوع الوكاله يتقفل و محدش يعرف عنه حاجه و هو اللي شرط انه يكتب لحياء مهر كبير و مؤخر 
لولا أن نواره كانت طالعه لجلال في الوقت دا و سمعت الحوار كله و قررت تستغله لصالحها
دخلت نواره البيت وهي بتضحك بهستريه وانتصار كان الزمن بيعيد نفسه و اللي حصل مع شغف بيتكرر مع حياء وجلال
نواره بتشفي
:اخيرا هخلص منها بس دا مش كفايه لازم اقطع خبر البت دي من الحياه كلها مش ترجع تظهر تاني في حياة جلال بس اللي شغل بالي يكون حصل بينهم حاجه امبارح  لا طبعا دي اكيد مش هتسلم نفسها له هي اه هبله لكن عنيده 
البت دي لازم تختفي من الوجود....
قالتها بشر وهي بتطلع موبيلها و بتدخل اوضه حياء القديمه و بتكلم طليقها سليمان الشهاوي
سليمان بخبث:اي الأخبار؟
نواره بغصه وهي بتفكر لما سليمان طلقها وهي حامل في جلال في الشهر التاني و راح اتجوز عليها  لكن هي ليها مصلحه معه
:البت خرجت يا سليمان مش عايزه يبقي ليها إثر لازم تختفي عايزه الموضوع يظهر انها هربت و تخفي جثتها انت فاهم...
سليمان بحقد:متقلقيش انا ناويها اني اندم الهلالي و هو معندوش أغلى من بناته
نواره بسرعه:سليمان شهد برا حساباتك انت فاهم
سليمان:متخافيش كدا بنتك عندك يكفيني احسره على وحده بس.....
قالها وقفل مع نواره و بيكلم حد من رجالته ...
سليمان بغضب
:شوف ياعايق منك له  البت دي لو مبقتش في المخزن  بعد ساعتين من دلوقتي قسما بالله لاكون دافنكم كلكم بالحيا
صلاح بلع ريقه بصعوبه ورعب :
انت تؤمر يا معلم بس الموضوع لو اتكشف و المعلم جلال عرف اننا خط"فنا مراته ممكن يو"لع فينا دا معندوش ياما ارحميني
سليمان بغضب:
مش بقولك عايق .... وبعدين متخفش اوي كدا يا كروديه البت زمانها لوحدها دلوقتي و احنا لسه الصبح وهو مش هيعرف حاجه لان هيفتكرها هربت باراداتها... وبعدين انت خايف من ابني و مش خايف من اللي ممكن انا اعمله فيك...
جلال مش هيعرف حاجه عايز البت تكون متربطه في المخزن دي بنت الغالي.......
صلاح:انت تؤمر يا سيد المعلمين
. *. *. *. *. *. *. *. *. 
حياء كانت ماشيه في الشارع وهي بتمنع نفسها من البكا بتفكر المفروض هتعمل اي
حياء لنفسها:انا كدا كدا معايا التأشيره لفرنسا لكن مش هقدر اسافر دلوقتي اكيد لو روحت المطار هلقيهم هناك و يبقى افضل يومين في اي فندق 
وان شاء الله ارجع قريبا لفرنسا
كانت بتبص تشوف تاكسي يوصلها لكن الساعه سته ونص لسه الوقت بدري
لكن بلعت ريقها بتوتر وهي حاسه بحد وراها
وقبل ما بتتدير شعرت بأيد بتتلف حوالين خصرها وبتشدها و قبل ما تصر"خ بيكتم صر"اخها كانت بتتنفض و هبتحاول تفلت منه لكنه بيجذبها بقسوه لعربيه واقفه قريب منهم بيزقها لجوا العربيه كان في حوالي تلات أشخاص كمان
حياء بخوف :انتم مين.. اللحقو
وسعت عيونها بصدمه اول ما حط المسد"س على دماغها
:اقسم برب العزه لو نطقتي لاكون مفرغ المسد"س دا في دماغك انتي فاهمه
حياء بلعت ريقها بتوتر و رعب و هزت راسها بالايجاب مكنتش قادره تتكلم من الصدمه والرعب المسيطر عليها
صلاح شاور للسواق انه يتحرك و يبعد.
...... *...... *...... *......*.......
في بيت الهلالي
وبالتحديد شقه جلال
بيفتح عنيه وهو بيمرر انامله في شعره الاسود الحريري مد ايديه يتلمس المكان جانبه مفتقدا دف جسدها 
قام من النوم وهو بيفرك عيونه وبينادي عليها
:حياء... حياء... انتي يا بت
لكن تملكه الفزع لما ملقاش اجابه بقى يدور عليها في كل حته في الشقه وقعت عنيه على الدفتر بتاعه وهو مفتوح والقلم محطوط عليه
عقد ما بين حاجبيه باستغراب وهو بيمسك الدفتر
بعد ثواني
تحولت عينيه للاسود الحالك من شده الغضب 
وهو بيضغط على قبضه ايديه بعنف حتى ان مفاصله ابيضت من شده الغضب 
وبدون تفكير ركل الترابيزه اللي ادامه برجليه وقع من عليها كل حاجه
  صوت تكسير قوي سمعه الحج شريف من شقته قلبه اتقبض و هو بيرفع عينيه للسفق بخوف 
شريف:استر يارب في اي؟ 
نواره بتمثيل:في اي يا حج عرسان خلينا نسيبهم براحتهم
شريف بقلق واستنكار
:عرسان اي يا نواره... دا و لا ما يكون في حد بيكسر الاوضه انا هطلع اشوف في اي... 
قالها و طلع من شقته لشقه جلال 
كان بيرن الجرس لوقت طويل وصوت التكسير بيزيد صوت ازاز بيتكسر 
شريف بقى يخبط على باب الشقه  بقوه لحد ما الباب اتفتح و شريف اتصدم من شكل جلال الغاضب وايديه اللي بتنز"ف 
شريف:في اي يا جلال و اي اللي حصل 
حياء كويسه... اتكلم
جلال بغضب وصوت جهوري 
:في ان الهانم هربت يوم صباحيتها
شريف بصدمه وزهول
:انت بتقول اي اتجننت 
انت عملت لها أي عشان تهرب انطق
جلال بغضب و ملامحه اتحولت للبرود
:اتفضل اقرا بنفسك
شريف اخد الدفتر و فجأه صابته رعشه قويه وهو بيدخل لاوضه نوم جلال كانت متكسره تمام كل حاجه مبهدله والازاز كله على الأرض 
شريف :لا يمكن لا يمكن حياء تعمل كدا.... 
نواره بخبث وهي بتضر"ب بخفه على صدرها
:بنتك هربت يوم صباحيتها يا حج هنقول لي للناس اللي جايه تبارك نقولهم العروسه طفشت ليه... الناس هتفضل تتكلم عن جلال و سمعتنا هتبقى في الوحل من تحت را
جلال مقاطعا بغضب وحكمه 
:كفايه.... حج شريف انا وحياء دلوقتي سافرنا بنقضي شهر العسل و لحد ما القيها دا الكلام اللي هيتقال للناس و مفيش مخلوق يعرف باللي حصل و هي هتروح فين يعني.... 
شريف قعد على الكرسي وحط راسه في الأرض بغصه
جلال نزل لمستواه باحترام 
:صدقني هترجع و هتفضل راسك مرفوعه و انا عمري ما هرجع بدونها.... انت ابويا و لك حق عليا 
شريف رتب على كتفه بابتسامه حزينه و سكت 
جلال بحده و صرامه :وانتي يا أمي مش عايز كلمه تطلع كدا ولا كدا اظن كلامي اتسمع... 
نواره بغضب دفين :حاضر يا نن عيني 
....... *...... *...... *....... *.......
في عربيه سوداء 
كانت حياء قاعده و دموعها بتنزل بصمت تام
لحد ما واحد من مها"جميها جاله اتصال 
صلاح:ايوه يا باشا احنا في طريقنا المخزن دلوقتي 
سليمان بسرعه :
صلاح متروحش المخزن... جلال ناوي يدور عليها بنفسه....و ممكن اي حد يشوفك ويقوله انت عارف حبايبه كتير... كمل في طريقك للمنصوره للدوار الزراعي بتاعي هناك واسمع بقى اللى هتعمله .... 
صلاح بلع ريقه برعب وهو بيبص لحياء اللي نامت وسانده راسها على باب العربيه
:بس يا معلم سليمان  جلال باشا لو عرف ممكن يد"بحنا فيها دي مراته.... 
سليمان بشر:
عارف انها مرات ابني لكن دي بنت الهلالي... 
و انا حسابي تقيل معه اوي اوي و بنته هي اللي هتشيل الليله و ساعتها سمعته هتبقى في الارض... انت فاهم 
صلاح:فا.. فاهم يا سيد المعلمين... ربنا يستر
قفل مع سليمان وهو بيبص لحياء و بيفكر اي اللي ممكن يحصل لو جلال الشهاوي عرف اللي ناوين عليه لمراته و لو عرف ان ابوه هو اللي بيعمل كدا عشان ينتقم من الهلالي.....
صلاح برعب و غضب:
دا احنا دخلين على ايام سواد اطلع يا بني على المنصوره..
بعد عده ساعات طويله
كانت حياء نايمه على الأرض في مكان مش قادره تحدد هويته لكنه قذر و ريحه الرطوبه تفوح منه
بدأت تقوم من على الأرض وتفوق و هي بتحاول تستوعب اللي حصل بترفع ايديها وبتحطها على دماغها لكن كانت مشلوله وهي شايفه الاحبال اللي مربوطه بيها.. ايديها و رجليها
بقيت تترعش بخوف وشهقات ضعيفه لكن حطت ايديها على بوقها بسرعه قبل ما حد يسمعها بقيت تبص لكل حاجه حواليها و هي مرعوبه لكن بسرعه رجعت لورا
بعد ما الشمس تعمدت على عيونها بتحجب عنها الرؤية
بترفع عيونها كان عباره عن مكان مصنوع من الطين و الخشب و السفق من القش و البوص
و براميل مقفوله... كانت سامعه صوت جاموس و بقر (اعزكم الله) الصوت كان مخيف جدا
بتحط ايديها على ودنها محاوله لمنع منها وصول الأصوات ليها كانت بتتنفض وهي بتعيط
كنت بتحاول تتنفس لكن احساس صعب انك تاخد نفسك لكن تحس انه مش كافي في صدرك
ضمت نفسها بقوه وهي بتدفن وشها بين ركبتيها و بتهمس باسمه وهي خايفه يمكن بالرغم اي حاجه مفيش غيره طوق النجاه ليها 
اتفزعت وهي سامعه صوت حد بيقرب منها الباب اتفتح و دخل تلات رجال و امراه في الاربعين
رفعت وشها بفزع و باين عليها الارتباك والتوتر و الدموع اللي في عيونها لتهمس ببعض الكلمات لنفسها 
=جلال انا محتاجك.. انت خايفه حتى لو مش عايزاك كزوج هتفضل الوحيد اللي دفعت عني انا خايفه اوي.. لو اقدر اكلم السفاره بس ساعتها هرجع فرنسا حتى لو قابلت زياد بس انا محتاجاك انت يا جلال معرفش ليه.. انا عايزاك
صلاح :ها يا محاسن فهمتي هتعملي اي؟ 
محاسن وهي بتبص لحياء بتمعن 
=بقولك اي يا خويا انا محتاجه البت دي.. دي مزه 
صلاح بجديه و خبث ممزوج بتذمر
=اسمعي الكلام يا محاسن انتي عارفه المعلم سليمان ممكن يقت"لنا... عايزين بس كم صوره حلوه كدا و انا هخلص بعديها 
محاسن شدته وبعدت عن حياء اللي اتحولت ملامحها كملامح الاموات
=اسمعني يا صلاح كدا كدا البت دي هتمو"ت و انت بنفسك هتقت"لها لكن اي المشكله لما نستفاد بيها وانا عندي زبونها البت زي القمر خلينا نستفاد بيها الأول و بعد كدا أقت"لها با عم وانا بنفسي هديك احلى فيديو ليها و ساعتها الحج سليمان هيشكرني عارف ليه؟ 
صلاح بلويه بوز
=ليه يا اختي؟ 
محاسن بطمع:عشان ساعتها هيبقى عنده دليل على أن البت دي شما"ل فعلا مش مجرد شويه صور لا دا صوت وصوره و بعدين انا مش هديها لأى زبون وخالص دا واحد متريش اوي 
صلاح بتفكير:ماشي يا محاسن بس مين الزبون دا؟ 
محاسن بغيظ :وانت مالك انت ليك ان يكون في ايدك فيديو معتبر ليها و ياسيدي هديك ربع اللي هاخده ... 
صلاح بطمع و بيحط ايديه على صدره وهو بيبص لحياء من بعيد
=طب انا مستغني عن الفلوس بس تسبيني معها و محدش يعرف حاجه فاهمه
محاسن بضحكه صاخبه
=وماله يا خويا بس ياله خلينا ننقلها للشقه وانا هجهزها 
صلاح:و ماله يا محاسن ياله يا رجاله هاتوها
حياء كانت بتفكر مفروض تعمل اي وهي بترجع لوراء و بتحاول تفك الاحبال 
لكن بينحني شخص لمستواها وهو بيمسكها من  دراعها بعنف لكن بتحاول تبعد بضعف و اشمئزاز لكنه بيقومها غصب بيفك قيد رجليها و بيشدها وراهم. 
...... *.......*........*........
عند جلال
في شقه بعيده عن المنطقه و بالتحديد شقه خليل 
خليل :اتفضل الشاي يا سي جلال
جلال بغضب وعصبيه :جمال رجع... 
خليل :بيقول عشر دقايق ويوصل زمانه على وصول يا باشا.... 
جلال بيحط ايديه على وشه و يمررها في شعره بغضب وخوف حاسس ان في حاجه غلط 
في الوقت دا الباب بيخبط و بيدخل شاب في نهايه الثلاثينات و هو جمال صديق جلال المقرب و دراعه اليمين
جلال بجديه:عملت ايه...سفرت؟
جمال:مدام حياء مرحتش حتى المطار اكيد لسه في مصر بعت حد يسأل في شقتها القديمه في القاهره لكن البواب قال ان محدش راح هناك والشقه مقوله من وقت ما اتسابت... 
جلال بتفكير واخد يجوب في ارجاء الغرفه
=خليل  دا مفتاح المكتب بتاعي في الوكاله تروح تفتح و تجيبلي اللاب توب و مش عايز حد ياخد باله منك و مش عايز احتكاك او رغي مع أي حد من الوكاله ولا حد يعرف انت بتعمل اي 
و اللي يسألك متردش عليه و تجيب اللاب توب من غير شوشره فاهم
خليل:فوريره يا سي جلال 
جلال:عشر دقايق و تكون هنا
جمال :ناوي على اي يا جلال 
جلال بتفكير :كله بوقته 
بعد دقايق 
كان جلال قاعد على الكنبه و فاتح اللاب توب و هو بيشتغل على احد البرامج الالكترونيه المعقده 
جلال باستغراب:المنصوره؟ بتعمل اي هناك
جمال :في اي يا باشا.. 
جلال بصرامه لا تقبل النقاش
=اخر مكان موبيلها كان مفتوح فيه كان في قريه صغيره في أول المنصوره... ثواني كدا.. 
طلع موبيله وهو بيراجع الجي بي اس الخاص بسياراته...
جمال بخوف ما ان رأي الغضب واضح على ملامح جلال
:في اي يا باشا؟
جلال بصوت حاسم غاضب
:و رحمه امي لتدفعوا التمن غالي اوي لو اللي في دماغي صح جمال عايزك تجهزلي الرجاله هنتحرك على المنصوره
جمال :في اي بس يا جلال فهمني...
جلال بغضب وهو بيتاكد من مسد"سه انه متعمر
:اعمل اللي بقولك عليه هفهمك كل حاجه بعدين
قال كلماته وهو بيتجه ناحيه عربيته و بيسوقعا بسرعه جدا في طريقه للمنصوره
جمال و قد ارتعب من الخوف لمجرد رؤيه صديقه في تلك الحاله
:ربنا يستر شكلنا دخلين على ايام صعبه
قالها وهو بيطلع موبيله وبيكلم الرجاله يجهزوا و يكونوا مسل"حين
.......!!.......!!......!!.........
في عربيه جلال
كان بيسوق عربيته بسرعه رهيبه ضرب ايديه بقوه في  الدركسيون عده مرات بيحاول يهدي من الخوف و الرعب اللي جواه عليها وعقله بيفكر في مليون اتجاه و و بيفتكر كل حاجه
جلال بغضب حارق و عنف لنفسه
=ليه ليه يا سليمان يا شهاوي عايز تعمل فضيحه لابنك ليهه
قالها وهو بيضر"ب ايديه بعنف اكبر وغضب 
=بس و حياه أغلى ما عندي لو لمست شعره منها لاكون ناسي انك ابويا وقتها هتندم بس
= افهم بس اي اللي حصل و ازاي قدرت توصل ليها
ليه يا حياء؟ معقول قدرتي تخد"عيني  بس وحياه خوفي عليكي و قلبي اللي وجعني لاعلمك الادب بس ترجعي
غمض عنيه بالالم وهو مرعوب عليها قلبه بينتفض بقوه
......... *........... *...........
في احد قري  المنصوره
و بالتحديد في شقه يعلو بها صوت الموسيقى الشعبيه و الضحكات الصاخبه تنبعث منها رائحه د"خان التبغ
في غرفه صغيره كانت حياء واقفه وراء الباب بتخبط عليه بقوه وهي بتصر"خ
:انتم ياللي هنا.. انا فين.. انتم عايزين مني اي.. حد يكلمني فهموني عايزين مني اي
قعدت على الأرض بياس وهو بتعيط بتفكر باي طريقه توصل بيها لموبيلها اللي اخذوه منها بمجرد ما وصلت المنصوره
بترفع وشها تتفحص المكان و الاوضه بعنايه لكن مكنش في اي وسيله للهروب غير شباك صغير جدا في الغرفه
قامت بسرعه وهي بتجري عليه تفتحه لكنه كان محاوطه بسلك من الحديد
وقفت تفكر هتعمل اي بقيت تدور على اي حاجه حاده تقدر تساعدها في كسر الخشب المحاوط بالشباك الموجود فيه سلك الحديد
لكن فشلت في إيجاد اي اداه تساعدها غير شفرات للحلاقه حاده و أدوات مكياج و فساتين قصيره تبدو كملابس العا"هرات
حياء:اعمل اي دلوقتي يارب لكن لازم ادافع عن نفسي
قالتها وهي بتمسك الشفره و بتقعد على طرف السرير بتوتر
بعد ثواني بيتفتح الباب و بتدخل محاسن ومعها بنتين 
محاسن وهي ماسكه قميص خاص بالنوم
:اهلا يا شابه معليش مش عارفه أرحب بيكي على أكملها وجه لكن ملحوقه
حياء بخوف:انتي مين وعايزه مني اي وانا هنا فين؟
محاسن بمحاوله لبث الهدوء في حياء و خبث
=متخافيش انتي هنا على ارضى يعني لايمكن حد ياذيكي الا بامري فاسمعي الكلام كدا واهدي
حياء:انتي عايزه مني اي..
محاسن :ولا حاجه انتي هتقومي تاخدي شاور حلو كدا و تهدي خالص و البنات هيساعدوكي يعملولك مكياج و غيري هدومك دي اصلا شكلها ز"باله اوي من السفر والمرمطه
حياء بغضب وعصبيه
=ما تقولي انتي عايزه مني اي يا وليه انتي و خالي في علمك اني موطنه فرنسيه لو بس كلمت السفاره ممكن تروحي في ستين داهيه
محاسن بغضب وهي بتمسك حياء من شعرها
=عارفه يا بت انا مش مصبرني عليكي غير أن الزبون دفع خالص وجاي النهارده غير كدا كنت د"فنتك بايدي
حياء كانت بتعيط من الالم والرعب لكن بسرعه طلعت الشفره و بتضر"ب محاسن في وشها بالشفره
محاسن حطت ايديها على وشها وبقيت تصر"خ من الالم وهي شايفه الد"م و بتنز"ف بشده
والبنات اتلموا حواليها
حياء كانت بتحاول تخرج و تهرب منها ولسه بتطلع من الاوضه لقيت اللي بيحاوط خصرها من وراها حتى التصق ضهرها بصدره
كانت بتحاول تفك ايديه من حوالين بطنها لكن كان بيزيد من احتضانها لدرجه انها حست كأن في حجر موضوع على بطنها
حياء بهستريه  وصر"اخ:ابعد ايدك عني يا حيو"ان.... جلاال
صلاح بفحيح افعي
:انتي اللي اختارتي شكلك مستعجله على الموت بس للاسف اللي بعتني عايزك تمو"تي بفض"يحه وان كانت محاسن مش قادره عليكي فأنا موجود بس مش هنا هاخد مكان تاني يا قطه
حياء بدموع و رعب:ابعد عني انت عايز مني اي
محاسن بصر"اخ:البت دي مش هتخرج من هنا الا لمآ اعلمها الادب انت فاهم
صلاح:خالص يا محاسن مكنش حته جرح يعني هتدويه بغرزتين
محاسن بغضب :البت دي مش هتخرج من هنا وانتي منك ليها خدوها جهزوها ساعه والزبون هيوصل انجري منك ليها على ما اشوف وشي
صلاح:ماشي يا محاسن ام نشوف اخرتها معاكي
بياخدوا حياء وسط تذمرها واعتراضها وهي بتحاول تفلت منهم و بتعيط بهستريه
بعد نص ساعه
حياء كانت في الاوضه لوحدها وهي قاعده على الأرض وضمه نفسها  مستحقره شكلها بقميص النوم كان طويل لكن شكله عليها كأنها بنت ليل
حياء برعب واضح على عيونها الدبلانه و شعرها المشعث و العرق يتصبب منها
:اعمل اي دلوقتي.. دول شكلهم ناوين على مصيبه و اي القر"ف دا كمان 
قامت و فتحت الدولاب و بتدور على اي حاجه تلبسها بدل القميص اللي هم اجبرهوها تلبسه
كانت بتدور بياس لان كل الهدوم الموجوده كان قصيره لكن كان في بلوفر اسود اول ما عيونها جيت عليه اخدته بسرعه و لابسته فوق القميص على الأقل شكلها بقى محتشم شويه
كانت بتفكر بذكاء المفروض هتعمل اي لان هي كدا فهمت هما عايزين منها اي
لحد ما خطرت على بالها فكره و انها مش لازم تكون الضحيه في الليله دي
حياء لنفسها:انا كدا كدا ميته لما اموت بشرف احسن لي من ان كل"ب يد"نس اسمي و لو نجيت هعمل اي الباسبور معاهم ااه دماغي انا تعبت يا ريتنا ما رجعنا مصر يا ماما كان هيبقى افضل لو فضلنا في فرنسا...
بعد دقايق
بتكون نايمه على السرير وهي واخده ضمه نفسها بتعب وإرهاق لحد ما حست بحركه غريبه على وشها بتفتح عنيها ببط لكن بتتفزع وهي شايفه شخص غريب قاعد على طرف السرير بيبصلها بشهو"ه انتفضت من مكانها وهي بتقوم من مكانها و بتبعد
كان شخص اصلع ذات شارب اسود و بطن كبيره سمين يرتدي بدله تدل على مكانته
يبدو في منتصف الاربعينات
حياء بخوف:انت.. انت مين..
زناتي :متخافيش كدا يا مزه انا اللي جاي اشتري
حياء بتلالاء دموع:تشتري اي انا عايزه امشي من هنا وحياه ولادك عايزه امشي وانا مش هتكلم ولا هقول حاجه
زناتي وهو بيبصلها بوقا'حه
:متخافيش اهدي و بعدين انتي لابسه البلوفر دا ليه اقل'عي كدا وفكي عن نفسك دا انا دافع كتير اوي انتي متعرفيش انا مين
حياء برعب و دموع :معرفش و عايزه امشي لو سمحت خليني امشي وانا مش هتكلم
في الوقت دا دخلت محاسن
محاسن بغضب حارق
:ها يا حضره العمده تستاهل اللي دفعته
زناتي بابتسامه تحمل الخبث
:لا يا محاسن ذوقك بقى غالي اوي بس قوليلي دي بت و لا
محاسن بسخريه وهي بتبص لحياء
:اهي عروسه هربت يوم الصباحيه تفتكر ليه يا عمدتنا ما هي لو محترمه اكيد مكنتش هتبقى موجوده هنا
زناتي بخبث:خالص يا محاسن سبينا لوحدنا
محاسن :من عنيا يا عمده
خرجت وهي بتبص لحياء بتشفي و غل
زناتي:قلتلك اهدي و كل حاجه هتعدي و بعدين خايفه ليه ما انتي متجوزه
حياء قررت تستخدم عقلها و لو هتكون النتيجه ضدها بس لازم تهرب
و بدلال مزيف:انا مش خايف بس الصراحه المكان مش جاي على هوايا ريحه مش على مزاجي تعرف يا عمده لو في مكان تاني كنت وريتك اللي عمرك ما شفته
قالت كلماتها وهي بتمسح دموعها لكن بتل'عن نفسها و القدر على أصعب موقف تمر بيه في حياتها
زناتي بسرعه :ما تقولي كدا يا مزه من الاول هو دا السبب طب اي رايك تيجي الدوار بتاعي كبير و شرح و غير كدا مفيش حد النهارده من مراتاتي
حياء بضحكه يتخلالها الخوف:هو دا الكلام يا عمده بس الست دي هتوافق اني اخرج اصلا
زناتي بضحكه سخريه وهو يرتب على كتف حياء لتشعر باشمئزاز لتصر"خ روحها تتمنى الفرار من كل هذا تتمنى ان ترتمي باحضان ابيها تبكي بعنف و تخبره انه السبب في كل هذا لو انه صدق انها بريئه من البدايه و انه لم يجبرها على الزوج من جلال لا تنكر انها معجبه بيه و أحيانا بتغير عليه لكن فكره  انه متجوزها عشان الوكاله و انه بيحب شمس خليتها تفقد الثقه في مشاعرها التي بدأت تتحتل روحها
زناتي :متخافيش محاسن تعمل اي حاجه عشان الفلوس
حياء:طب هو ممكن تخليها تجيبلي هدوم بدل دي لو سمحت عشان  يعني مش هعرف امشي كدا
زناتي بخبث :لا دا انتي شكلك كدا عجبني اوي ياله قومي هنمشي دلوقتي
حياء لنفسها:يارب
خرجت وراه وهي بتحمد ربنا انها كانت لابست البلوفر دا كانت خايفه من عيون الموجودين و شكلهم و نظراتهم ليها
محاسن:و اخد البت على فين يا عمده
زناتي:هدفعلك تلات أضعاف و هاخدها الدوار و بكرا الصبح ابقى ابعتي حد ياخدها
محاسن بتفكير:لا يا خويا هبعت معاك صلاح اصل هو عنده ماموريه من الحج سليمان و لازم يعملها و هيخلص على طول
زناتي:وماله خليه يجي مع الحرس
في الوقت دا حياء استغلت انهم مشغولين و سحبت السك'ين و بتخليها في دراعها تحت البلوفر و بتخرج معه
              ........... *............. *..............
                         قبل ساعه
وصل جلال المنصوره و وراه جمال و عربيه من رجاله جلال 
فتح الجي بي اس و هو بيحلف انه هيخليهم عبره لو اللي في دماغه صح 
وصل للمزرعه بتاعت والده و نزل بسرعه وهو بيرزع الباب وراه و ماسك مسد'سه
الغفير اول ما شافه اترعب 
جلال بيوجه المسد'س على دماغ الغفير وهو ماسكه من ياقه العبايه  و بغضب ووجه مكفهر
=العربيه اللي جيت النهارده من اسكندريه البنت اللي كانت فيها فين انطق
الغفير بخوف 
:بنت؟ بنت اي يا سي جلال مفيش بنات جيت هنا 
جلال و قد تملكه الرعب على تلك المجنونه التي تأسر قلبه و تحرك مشاعره دون اراده منه
:هعد تلاته لو متكلمتش وقلت البنت فين قسما بالله هقت'لك انتم فكرني عبيط العربيات كلها بتاع سليمان الشهاوي فيها جي بي أس و متوصل بموبيلي و في عربيه جيت المنصوره النهارده و تليفون حياء اتقفل هنا في المنصوره و مفيش غير ابويا اللي بيكر"ه شريف الهلالي.... حياء فين 
الغفير برعب:والله يا سي جلال انا ماليش ذنب دي اؤمر سليمان بيه وهو اللي امر 
جلال وقد وصل الغضب منتهاه:
اتشاهد على روحك
الغفير بسرعه:اخدوها اشقه د"عاره بتاع محاسن هي جيت النهارده على العصر و اخدتها و اللي سمعته انهم هيخلصوا  عليها بعد ما ينفذوا اللي في دماغهم
جلال نزل سلا'حه وعيونه اتحولت للاحمر من الرعب اللي اول مره يحسه 
:ناوين على اي انطق.... 
الغفير بخوف و هو موطي راسه
:ناويه تبيع المدام و تصورها مع الزبون و تاخد ليها صور تثبت انها بنت مش كويسه و بعد كدا صلاح دراع الحج سليمان اليمين هيقت"لها و يد'فن جثتها هنا في المنصوره و يقولوا انها هربت يوم صباحيتها و ساعتها هتكون فضيحه للحج الهلالي 
جلال حس بالالم بيفتك بقلبه كان في قبضه قويه بتعصره حاس بنار محاوطه من كل ناحيه 
ابوه الحقيقي بسبب كرا'هيته لشريف ناوي يد"مر حياه البنت الوحيده اللي قلبه بيدق ليها
ابوه مهتمش بسمعه ابنه اللي هتكون في الو"حل بعد ما الناس تتكلم عن سمعة مراته و انها هجر"ته يوم صباحيتهم.... ابوه بيق"تله بس هو امتى كان ابوه فعلا... لما تخلي عنه و هو لسه جنين في بطن نواره عشان يتجوز عليها و لمآ ياس انه يخلف بعد كدا 
كان عايزه ياخده لكن كان فات الأوان و جلال كان عنده عشر سنين ميعرفش له أب غير الحج شريف 
جمال وهو بيسند جلال:جلال انت كويس؟ 
جلال حط ايديه على قلبه وهو بيضر"ب بايديه موضع قلبه حاسس بنا"ر جواه 
جلال بسرعه و بيحاول ميفكرش كتير:
:شقه محاسن دي فين؟ انطق
الغفير:في****
جلال بصرامه:جمال خالي تلات رجاله هنا مش عايز الحق'ير دا يكلم سليمان الشهاوي و لا حد يعرفه اني وصلت لحياء
جماال:تمام
جلال ركب عربيته وطلع على العنوان دا وهو مش شايف ادامه من الغضب و الخوف 
عمره ما تخيل في حياته انه هيحس بالخوف كدا
هو دايما يحس انه الاقوى عمره ما تخيل ان االحب يلمس قلبه و يوم ما يحب يحب واحده زي حياء أصولها مش مصريه و لا تعرف حاجه عن مصر حتى كوبايه الشاي لما طلب منها تعملها مكنتش عارفه 
    لكنه ببساطه العشق حين يختار لك شخص لا يهتم ان كان يشبهك ام لا انه يأتي دون سابق انذار
       ........ *............. *........... *........... 
عند حياء
كانت راكبه في العربيه جانب زناتي وهي حاسه باشمئزاز في وراهم عربيتين 
عربيه حرس خاصه بزناتي و عربيه تانيه بتاع صلاح
ماسكه في السك'ينه بقوه و هي منتظره اللحظه اللي تقدر تهرب فيها
زناتي بابتسامه جانبيه :خالص انبسطت يا قطه ادينا خرجنا اما نشوف شاطرتك بقي
حياء بدون تفكير بتطلع السكي'نه وبحطها على رقبته
:وحياتك لاتشوف.... وقف العربيه... وقف
زناتي بغضب :انتي بتعملي اي يا روح امك
حياء بدون تفكير بتغر'ز السك'ينه في قدمه بيضطرا انه يوقف العربيه
حياء بقوه:صوتك يعلي او تخليهم يحسوا قسما بالله انا مش باقيه على الدنيا بس عندي اموت بشرفي اشرفلي الف مره من ان واحد زيك يد'نسه 
قالتها وهي بتنزل من العربيه و بتجري هي يمكن مش أذكى حطوه لكن هي عايزه تهرب
دقيقه اتنين الحرس بيكونوا وصلوا لمكان زناتي و بيلقوا العربيه واقفه و زناتي بيصر"خ من الالم وهو بيل'عن في حياء
صلاح نزل من عربيته وهو خايف تكون هربت
:هي فين البت فين... 
زناتي:هربت لسه نازله من العربيه هاتوها هاتوها
الحرس بيشغلوا الكشافات و هما بيدوروا عليها حياء كانت بتجري وهي مرعوبه و بتجري حافيه 
في اللحظه دي افتكرت الحلم اللي حلمته على أذان الفجر 
كشافات النور بتقرب منها مش بتعرف تعمل اي غير انها تدخل في الدره و تستخبي فيه
لكن فجأه بتنضر"ب ر"صاصه قريب منها حياء بتقف متنصنمه مكانها بعد ما الكشاف تعامد عليها دموعها بتنزل بتعب و إرهاق بعد ما اتكشف امرها
صلاح:خطوه زياده والتانيه هتكون في دماغك 
قالها وهو بيقرب منها و بيمسكها من شعرها بع'نف و بيشدها للعربيه كانت بتحاول تفلت من ايديه وهي حاسه ان شعرها هيقع من قبضته  
حياء حست ان الدنيا اسودت في عيونها وفي غيمه سوداء قويه بتسحبها لكن تمسكت كانت متمسكه بحياتها لآخر لحظه
صلاح بغضب :البت دي بقيت خطر لازم اخلص منها دلوقتي حالا 
زناتي بالم:وانا دفعت فلوس و ماخدتش حاجه 
صلاح :انت مجنون عارف دي تبقي مرات مين لو شم خبر ممكن يمحينا من علي وش الارض
زناتي:ماليش فيه انا دفعت و لو ماخدتش البت دي دلوقتي قول على نفسك يا رحمن يا رحيم
صلاح :يبقى انت اللي اختارت 
حرس زناتي بيرفعوا السلا'ح على صلاح و رجالته
وفجأه بيضر"ب عليهم نا"ر كلهم و و زناتي و صلاح بيبصوا اتجاه العربيتين  اللي بيقربوا منهم 
حياء استغلت الفرصه و بقيت تجري و تبعد وهي مرعوبه حاسه بانهيار كان الجو ضلمه مفيش و لا خط نور واحد بقيت تجري بين الدره  لحد ما وقفت وهي مرعوبه
حياء بقيت تجري في الأرض 
ورق الدره كان بيلمس وش حياء بحده و خصوصا لانه بتجري في الأرض و مرعوبه وهي سامعه صوت ضر"ب النا"ر بيزيد
كانت سامعه خطوات حد بتقرب منهم وشها كان عليه تراب و عرقانه شعرها مشعث بطريقه فوضويه لحد ما صر"خت وهي بتقف مكانها بعد ما جدر الدره غر"زت في رجليها
دموعها نزلت وهي بتقعد في الأرض و ماسكه رجليها وهي حاسه بالم في كل جسمها
لكن اول ما حسيت بالخطوات زادت و في صوت تعمير مسد"س كأنه بيجهز الضر"ب تحاملت على نفسها وهي بتقوم و بتحاول تمشي
لحد ما سمعت صوته
جلال من وراها بانحباس أنفاسه و قلبه الذي لم يعد يتحمل
:حياء...
حياء اول ما سمعت الصوت حسيت بانهيار عالمها و هي بتدير و بتبصله
جلال بص لشكلها و هو موجه الكشاف عليها بينزل مسد"سه و هو مصدومه من لبسها و شكلها دموعها وعيونها الورمه
جري عليها وهو مش مستوعب شكلها 
كان بيحضنها بقوه وهي وقعت على الأرض و مرعوبه لكن كانت ماسكه في البلوفر بتاعه بقوه كأنه طوق النجاه ليها كأنها منتظراه من وقت طويل
حياء بدموع ورعب :انا خايفه اتاخرت اوي يا جلال
جلال وهو بيحضنها بقوه كأنه بيدخلها جوا صدره و اخذ يقبل كل انش من وجهها بلهفه واشتياق غريب و هي مستسلمه حتى أنه لاتستطيع مقاومته ليهمس بين قبلا"ته بندم و خوف يفتك بقلبه
:حقك عليا حقك عليا 
كان بيتكلم وهو مرعوب لحد ما حس بارتخاءها بصلها كانت فقدت الوعي 
بيمسك ايديها بسرعه بيقيس النبض كان موجود لكنه ضعيف
لكنه حس بحد بيقرب منه 
جمال:جلال 
اتنهد براحه و هو بيسيب حياء على الأرض و بيقوم بسرعه قبل ما جمال يشوفها بالشكل دا
جمال بجديه:صلاح و العمده و رجالتهم تحت سيطرتنا تؤمر بايه 
جلال بغضب جحيمي حارق وهو شايف هي اتاذت اد اي
:صلاح الكل'ب تاخده هو و زناتي و اللي اسمها محاسن على المخزن الكبير و محدش يقربلهم لحد ما انا امر حسابهم معايا تقيل اوي اللي يتجرا و يلمس مراتي يبقى حكم على نفسه بالموت هو وعيلته نفر نفر
جمال:طب وانت.... هترجع اسكندريه 
جلال  :لا انا وحياء هنطلع على بيتي في اللي هنا في المنصوره عشان محدش يتكلم و مش عايزك تسيب إثر للي حصل و الرجاله اللي اتصا"بت تأخدهم على المستشفى مش عايز اسم حياء يتذكر في اي حاجه و مش عايز حد يتكلم اصلا عن اللي حصل
جمال:تمام يا جلال تحب احرسكم احد ما اخرجوا من البلد؟ 
جلال بصرامه
=لا مالوش داعي اعمل اللي قلتلك عليه و ارجع اسكندريه انا و حياء في الساحل بنقضي شهر العسل دا اللي ناس كلها لازم تكون عارفه انت فاهم
جمال:انت تؤمر بعد اذنك يا باشا.... 
جلال اخد نفس عميق وهو بيحط المسد"س وراء ضهره و بيتجه ناحيه حياء بينحني لمستواها و بيشيلها و بيخرج من الأرض بيروح لعربيته
   .....بعد دقايق
بيسوق عربيته في طريقه وهو بيبصلها بهدوء و بدا الغضب يتغلغل الي ملامح وشه و هو متأكد ان هي اللي خرجت من البيت بمزاجها و كانت ناويه تهرب ليشعر برغبه قويه بتكسير راسها يمرر يديه في شعره بعنف يحاول تهدئه اعصابه
ليقود السياره في طريقه لبيته 
بعد نص ساعه
وقف جلال أدام بوابه ضخمه بيجي البواب و بيفتحها و بيدخل جلال بسرعه 
البواب:حمد لله على السلامة يا جلال بيه.. الدكتور منتصر وصل من شويه
جلال نزل من العربيه شال حياء و طلع على اوضته 
حطها برفق على السرير وهو بيغيطها كويس 
بعد دقايق
دكتور منتصر:متقلقش يا جلال بيه هي كويسه لكن هتفضل نايمه شويه 
جلال بخوف:لو في اي حاجه ممكن ننقلها المستشفي 
دكتور منتصر:مفيش داعي هي بس محتاجه ترتاح لان عندها انهيار عصبي وواضح ان الفتره الاخيره كانت فيها اضطرابات انا هكتبلها دواء مهدا وهتكون كويسه بإذن الله لكن يمكن حرارتها ترتفع دا بسبب الجرح اللي في رجليها لازم حد يفضل معها و يعملها كمادات و ياريت تبعد عن أي ضغط  
جلال بجديه:تمام  يا دكتور متشكر جدا و اسف على الازعاج في الوقت دا
دكتور منتصر بابتسامه :على اي يا جلال بيه خيرك و جمايلك مغرقنا بالاذن انا.. ولو احتاجتني في اي وقت انا موجود 
جلال:اتفضل 
بعد دقايق
جلال كان قاعد على طرف السرير وهو بيبصلها بشفقه على حالها مكنتش كدا اول ما مره شافها في اسكندريه لكن جواه غضب و كر"ه بسبب هروبها و بيفكر في السبب اللي خالها تعمل كدا بالرغم انه ردلها كرامتها أدام ابوها و عرف الكل ان شهد هي اللي غلطانه
غمض عنيه بارهاق و هو بيمسح وشها من العفره بفوطه صغيره مبلله بيرفع الغطا من عليها وهو بيبص للبلوفر اللي لابسه و شبه اتق'طع و القميص القصير 
زفر بغضب و هو بيفكر هيعمل ايه مع ابوه و كل اللي اذوها لكن اقسم انهم يكونوا عبره
مكنش عارف يعمل اي معها بقى يعملها كمادات لحد ما حس بيها بتتنفض بين ايديه بقوه و حرارتها بترتفع اكتر و بتهلوس بكلام مش مسموع
جلال و بدون ادراك فقط مشاعره هي من تقوده:حياء فوقي يا حبيبتي حياء 
لم يتلقى منها اي اجابه فقط تنتفض بقوه بين ذراعيه لم يشعر بنفسه وهو يحملها و يتجه ناحية الحمام يملي البانيو بالمياه البارده و يساعدها في تخفيف حرارتها بالرغم انها كانت تنتفض بقوه بسبب المياه 
الا انه لم يشفق عليها فقط ما اراده هو ان تتعافي بالرغم ان قلبه يكاد يشق صدره من قوه خفقاته بسبب رؤيه ضعفها هكذا
بعد دقايق 
بتكون حياء نايمه في السرير بهدوء وهي لابسه بجامه بتاع جلال لكن دا لان مفيش لابس مناسب ليها في البيت
جلال بيغيطها كويس و بيتجه ناحيه الحمام بياخد شاور يزيل به عناء اليوم 
دقايق وبيخرج و هو يضع المنشفه حول رقبته بينشف شعره 
كان بيبص لحياء بغضب و خوف كل حاجه وعكسها زفر بضيق وهو بيرمي المنشفه على الأرض بلامباله و بيروح يقعد على الانتريه
طلع سيجاره بقى يد'خن وهو مش شايف 
بعد وقت طويل 
كان بيتقلب على الكنبه بضيق و بيحاول ينام لكنه مكنش عارف 
قام طلع البلكونه وهو بيفكر هيعمل اي معها 
ليهمس لنفسه ببعض الكلمات 
=مالك يا جلال اول مره بنت تشقلب كيانك 
مالك اول مره تكون عايزه تقرب من وحده بالشكل دا و بعدين هي نفسها مش عايزاك فوق يا ابن الحلال بدل ما تلقى نفسك لابس في حيطه.. بس دي مراتك ولا انت ناوي تطلقها 
اطلقها اي بس هي لعبه... يعني لو هي مش عايزاك هتجبرها عليك.. اكيد لا طبعا 
يبقى سيبها فتره لحد ما تشوف اي اللي هيجرا في الدنيا بس و حياه امك يا حياء لاعلمك الادب هو أصله شغل جنان وانا موريش حاجه هفضيلك نفسي اما اشوف اخرتها معاكي 
عدت دقايق كأنها ساعات وهو واقف بيفكر هيعمل ايه مع ابوه لكن السؤال المحير 
ازاي سليمان عرف ان حياء هتحاول تهرب في الوقت دا 
جلال بوجع و دموع متحجره
:نفسي اعرف انت بتعمل معايا كدا ليه يا سليمان يا شهاوي ليه احيانا بتحبيني أشك اني ابنك معقول الغضب يعميك لدرجه انك تتسبب في مشكله ممكن تهز سمعتي 
معقول مفكرتش الناس هتقول اي عليا لما يعرفوا ان مراتي هربت يوم صباحيتها ليه
كان قاعد في البلكونه  وهو بيد' خن لوقت طويل حاسس بالغضب من الكل مكنش عارف ينام كأنه اد'من انه ينام في حضنها بعد ما ضمها لحضنه لمره وحده 
ما ان غفت عينيه في النوم حتي استفاق على  صر'اخ حياء انتفض و بيدير يشوفها كانت لسه نايمه بتصر'خ بفزع ورعب و وشها شاحب و عرقانه شعرها مشعث 
جلال عرف انها بتعاني من حلم او كابوس 
كان خايف عليها و مرعوب 
جلال بلهفه :حياء قومي قومي يا حبيبتي
نطق تلك الكلمه بعفويه لا يدرك حتى متى قالها
حياء بدموع و ذعر و صدرها يعلو ويهبط 
هيقت"لوني... كان هيعت'دي عليا.. جلال 
نطقت باسمه وهي بتقوم من مكانها ارتمت في حضنه برعب و عيون متسعه خائفه وجسد مرتعش
جلال حس بانحباس أنفاسه لكن مقدرش يقاومها وهو بيشدد على احتضنها بقوه و بيرتي على ضهرها بحنان 
حياء دفنت وشها في صدره وهي بتعيط بهستريه و رعب غير مدركه او واعيه لما يحدث  
جلال بلهفه رغم رغبته القويه في انه يبعد عنها و يعقبها على تهورها وأفعالها اللاعقلانيه لكن مشاعره أقوى بكتير من رغبته دي 
حاوطها بذراعه وهو بيد"فن وجه في عنقها يستنشق رائحتها يبث بداخلها الاطمئنان 
:شششش اهدي يا حبيبتي دا حلم متخافيش انتي دلوقتي في حضني محدش يقدر يبعدك 
عدت ثواني و رجعت غفت في نوم عميق كأن اللحظه دي مش موجوده في ذكرياتها 
جلال حس بارتخاء جسدها و هي لسه متشبثه به كأنها خايفه مكنش حابب يبعد عنها لكن برضو مش حابب يظهر ضعفه ادامها 
دسها بحضنه وهو بينام بعمق بالرغم ان النوم كان يجافيه لكن ما ان شعر بها و بدفها حتى غاص في نوم عميق 
........ *****...... *****........ 
في صباح اليوم التالي
بدأت حياء تفوق و هي حاسه بصداع شديد بتقوم ببط و تثقل و هي بتبص الاوضه الغريبه اللي هي فيها لكن مكنش في حد غيرها 
جلال كان مصرا انه يصحى قبلها و يبعد عنها
حتى لا تشعر بمشاعره او ضعفها الذي يصيبه بمجرد اقترابها منه فقط يجتاحه مشاعر قويه تجعله يفقد السيطره على أفعاله 
حتى أنه فكر بالأمس  ان يسامحها بعد ان رأي دموعها و فزعها لكن لا.. كرامته تأبى ذلك فهو رجل تربى على إلا ينكسر و لا يقبل ان يتلاعب احد به و هي كانت هتتسبب له في فض'يحه
قامت ببط و بدأت تفتكر اللي حصل امبارح و ان جلال لحقها في آخر لحظه دموعها نزلت غصب عنها و هي سامعه صوت الدش شغال 
عرفت انه بياخد شاور 
قعدت على طرف السرير وهي بتبص لرجليها المصابه
استغربت البجامه اللي هي لابسها ضمت نفسها محاوطه جسدها برعب و خجل من فكره ان هو اللي ساعدها بتمسك المخده وتحطها على وشها وهي نايمه و سامعه باب الحمام بيتفتح 
جلال خرج بصلها بلامباله وهو عارف هي بتفكر في اي لكن مكنش حابب يحرجها وقف يلبس هدومه و خرج و كأنها مش موجوده 
حياء قامت باستغراب من هدوءه وثباته الانفعالي مكنتش متوقعه 
قامت ببط و راحت ناحيه الدولاب فتحته و بتدور على هدوم ليها مكنش في غير لابس جلال
زفرت بغضب و هي بتقعد على الكرسي
حياء بغيظ 
:
هلبس اي دلوقتي اكيد مش هطلع بالبسي دا
فضلت قاعده نص ساعه متحركتش لحد ما سمعت خبط على الباب
حياء:ادخل
  جليله باحترام: ست حياء سي جلال أمرني اني اديكي العبايه دي
حياء:عبايه؟ انتي مين
جليله :انا خالتك جليله مرات عمك محمد الغفير  و دي عبايه بنتي ساره هي في سنك كدا تلقيها متظبطه عليكي و متخافيش دي محدش لابسها
حياء بابتسامه :متشكره يا ست جليله هو احنا فين؟
جليله:دا بيت جلال بيه احنا  في المنصوره اصل اهل الحج سليمان ابو سي جلال كلهم عايشين هنا في المنصوره فهو واخد البيت دا عشان لو حد من اهله حب يزوره وهو هنا
حياء:اه تمام..
جليله:تحبي اساعدك في حاجه
حياء: لا انا كويسه و متشكره جدا
جليله:على ايه كله من خير سي جلال ربنا يسعدكم و الف مبروك يا بنتي والله انتي محظوظه دي جدع كل البنات تتمناه كفايه هيبته و طيبه قلبه متستغربيش انا اعرف سي جلال كويس من وهو صغير ربنا يسعدكم و يرزقكم بالذريه الصالحه اللي تفرح قلبكم
حياء ابتسمت غصب عنها و هي بتقوم و بتروح ناحيه الحمام
____________دعاء احمد
الهام بغضب وعصبيه :لحد امتى يا أيوب؟ لحد امتى هفضل مستحمله العيشه دي يا اخي انا قر'فت منك انت وولادك
أيوب بغضب :اي الاصطباح اللي يسد النفس دا في اي يا بت مالك؟
الهام بصوت عالي:في اني زهقت من العيشه دي يا ابن الصاوى.... و انا حاسه اني اقل من كل اللي حواليا.. يا اخي بص لاخوك الصغير شوف الفرح اللي عمله لمراته دا فرح هيفضل يتحاكي عليه في كل اسكندريه و الشبكه اللي اختارهالها و المهر كاتب ليها مهر اتنين مليون جنيه و مؤخر خمسه مليون ولا كأنه وارث و انا بشحت منك مصروف الاسبوع 
أيوب وهو بيد'خن بغضب :
دا انتي وليه عايزه الحر'ق دا اصطباحه تقر'ف و بعدين اي هو المصروف مش بيكفيكي انتي و العيال يبقى اخرسي
الهام بعصبيه وطمع
:لا يا أيوب مش بيكفي انا عايزه احس اني ليا قيمه بذمتك مشفتش الناس بيبصوا لاخوك ازاي وهو الصغير الكل يتمنى يفيديه برقبته
مشفتش الفلوس اللي معه اد اي و ابوه عمره ما اداله جنيه و هو اللي اعتمد على نفسه  انا زهقت من العيشه دي
ايوب:يعني عايزه اي على الصبح ازودلك المصروف
الهام بخبث وهي بتدس سمها
=لا يا حبيبي انا بس عايزاك تفوق لنفسك وتقرب من اخوك حاول تستفاد منه و كمان الحج شريف دا عنده فلوس تعيشك انت واحفاد ملك و كل دا هيبقى لاختك و اللي اسمها حياء و طبعا كله هيكب في كرش سي جلال وياخد كل حاجه
أيوب بطمع و خبث
=لا يا حبيبتي متخافيش مش هيلحق
المهم العيال فين
الهام بضحكه صاخبه:عند ستهم
أيوب :طب ما تيجي اقولك كلمه على انفراد
الهام :يا جدع احنا لسه على الصبح قوم شوف شغلك
أيوب وهو يجذبها من خصرها :شغل اي بس دلوقتي يو'لع
الهام ابتسمت بمكر و هي متأكده ان أيوب بيفكر في حاجه و باللي عملته زادت من كر"ه لاخوه
_________________أطفت شعله تمردها
دعاء احمد
حياء بتنزل من اوضتها ببط وهي سانده على تربزين السلم
جلال كان بيشرب القهوه بتاعته في بهو البيت لحد ما حس بيها وبحركتها
بيرفع راسه و بيبصلها لكنه بيبلع ريقها بصعوبه وهو شايفها نازله لابسه عبايه سوداء  قطيفه تبرز قوامها الرشيق باناقه ليقسم انها انثي في غايه أنوثتها افتكر كلامه لما قال ان هي مفيهاش رايحه الانوثه يوم خناقتها معه لما رفضت العريس
حس لأول مره انه غبي فاق من شروده على نظراتها له المتوتره وهي واقفه جانب الكرسي
حياء بهدوء و توتر من نظراته المشتعله بالغضب
=ها يا جلال هتطلقني امتى؟
جلال ضحك بصخب على سؤالها الأحمق
و هو بياخد رشفه من فنجان القهوه وبيبص لها بنظرات مش مفهومه
حياء بغيظ :بتضحك على اي اظن انت قريت الرساله اللي سبتهالك قبل ما اسيب البيت و اني عايزه اطلق
جلال ببرود:اه قولتيلي طلاق... تمام يا حياء
طلاق مش هطلق و الهبل اللي عملتيه دا كله مدخلش دماغي بنكله اصل صحيح نسيت اقولك
حياء بخوف من نظراته:اي؟
جلال قام وقف ادامها و بيبصلها بتمعن وبهمس 
=اصل قريب اوي هتكون ام أولادي و حكايه الطلاق دي تنسيها
حياء حست بقلبها يكاد يقف من شده خفقاته و وجهها كانه نيران من جمر و بارتباك
:بس .. بس انا مش موافقه و كدا كدا هسافر و بعدين انت مش بتحبني
قالتها بغيره وهي بتفتكر كلامه مع شمس بعد الفرح
جلال بعدم اهتمام لاقصدها و محاوله لإخفاء مشاعره
:مش هتفرق كتير في بيوت كتير قامت بدون حب و بعدين انتي عايزه حبي في اي مدام عايزه الطلاق
حياء بقوه و غيره و فكره انها ممكن تكون زوجه بديله او سد خانه لشمس و جعها وببلاهه
:وانت فاكرني هقبل بالوضع دا ليه وحده من الشارع انا مراتك وانت من حقي انا و قلبك من حقي لوحدي
حطت ايديها على بوقها بسرعه جلال بصلها بصدمه من كلامها التلقائي ووشها يكاد ينفجر من الشعور بالخجل
جلال بابتسامه جميله لم يستطيع اخفائها
:اامم يعني انتي عايزه قلبي؟
حياء:انت انت فاهم غلط انا اقصد.. اقصد
جلال بمشاكسه:انا عايز اعرف اقصد دي بالظبط
حياء بدموع من شده خجلها:
انا مقصدش حاجه
جلال ابتسم و بيغير الموضوع مراعاة لمشاعرها
:انا خارج و عايز ارجع القى الغدا جاهز
حياء:غدا اي؟ انا مبعرفش اطبخ..
جلال:دا ازاي ان شاء الله عندك تلاته وعشرين سنه و مبتعرفش تطبخي
حياء:كنت باكل من ايد ماما و لمآ تعبت كنت بجيب اكل جاهز لينا
جلال ببرود
:ميخصنيش ساعتين زمان ارجع يكون الغدا جاهز
حياء :ليه انت فاكرني خدامه عندك
جلال بخبث و شغب وهو بيبصلها  وبهمس مغوي
:الأفضل تكوني كدا لان لو اعتبرتك مراتي اول حاجه هتكوني مراتي قولا و فعلا يا مزه و دي حاجه انا موافق عليها جدا
حياء زقته بقوه بعيد عنها بطريقه خليته يضحك هو بس قاصد يوترها لانه لايمكن يعمل حاجه غصب عنها و حابب لعبه القط والفار دي
جلال بخبث:اظن كلامي واضح وتلمي شعرك دا مش ناقص اجي اكل اللقيه واقع في الاكل عندك كل حاجه في المطبخ جوا 
حياء بغضب :
ماشي يا جلال طب و الله لأخليك تندم على انك فكرت بس تاكل من أيدي
دخلت المطبخ ووقفت نص ساعه بتفكر تعمل اي كانت مش عارفه تعمل اي حاجه لان الاكله الوحيده اللي هي شاطره فيها السمك و مفيش سمك في الفليزر
حياء بغضب من نفسها:اعمل اي دلوقتي دا ممكن ينفذ كلامه حقير ااااه
جهزت اكله فرنسيه كانت بتاكلها في المطاعم لكن عمرها ما جربت تعملها و بتجرب فيه
بعد عشر ساعات 
رجع جلال بعد زيارته لاحد أقاربه و بعد ما خلص كم حاجه دخل كان بيدور عليها لاقها قاعده على إلانتريه لكن واضح انها نامت
ابتسم و هو بينحني لمستواها يسر'ق قبله من شفتيها بخفه و بيبص بتركيز لملامحها اللي ادمنها من اول يوم شافها 
مشاعره بتستغل كل فرصه تكون حياء غيره مدركه عشان تظهر لكن اول ما تفوق يلبس قناع الحده و الخبث حابب يلاعبها باسلوبها
جلال بجديه:حياء حياء اصحي
حياء :اه يا انا يا رقبتي 
جلال :اي يلي نيمك هنا؟ 
حياء باويه بوز:سياده الباشا مش قلت ساعتين فات يجي عشر ساعات 
جلال بحده:ميخصكيش العشا جاهز
حياء اخدت نفس عميق و بتحاول تهدا
=اه جاهز 
جلال :طب جهزيه عشان جعان
حياء بصتله بغضب و دخلت المطبخ 
بعد دقايق
جلال حس برغبه قويه في التقيو وهو بياكل
حياء:في حاجه؟ 
جلال بغضب :اي دا
حياء:دي دي كاسولت اكله فرنسيه بس هي تقريبا مظبطتش
جلال حاول ميتعصبش هو مقدر انها مش بتعرف تطبخ قام مسك ايديها و شدها بهدوء 
حياء بخوف حقيقي لأول مره منه و دموع:انت هتضر'بني؟جلال انا لسه ضر"ب محاسن ليا بيوجعني اوي
جلال وقف وهو مصدوم من السؤال مكنش متوقعه من شخصيه زيها قويه لكنه حس بنغزه قويه و تأكد أنها عدت بتجربه صعبه
حضنها وهو بيرتب على ضهرها بحنان وهي بتعيط و ماسكه في قميصه بقوه بالرغم ان عندها احساس بالنفور منه بسبب احساسها بحبه لشمس و انه جوازهم مجرد صفقه عشان ياخد الوكاله لكن متقدرش تمنع مشاعرها انها حابه قربه 
جلال بحنان :شششش تنقطع أيدي لو تتمد عليكي مش انا الرجل يلي بيمد ايديه على حته منه 
بعدها شويه و مسح دموعها بحنان وابتسامه وهو ينحني يقبل خدها 
:متخافيش تعالي معايا
مسك ايديها و اخدها وراه على المطبخ
جلال :بصى بقى يا ستي بما انا و انتي هنا لوحدنا فأنا هتنازل و اعمل الاكل بس وانتي معايا و هتساعديني
حياء ابتسمت و هي شايفه ابتسمته العاديه دي لأول مره ليقع قلبها أسير له فقط تشعر بسعاده طفوليه كأنه ابيها الحقيقي هو من جاءت من أجله يُمسك بيديها بحنان و يعل حاولت تنس موضوع الوكاله وموضوع شمس و تستمتع بوقتها معه
حياء :اوكي 
جلال راح وقف أدام التلاجه و طلع من الفليزر فراخ و طماطم و فلفل و حاجات كتير بس بكميات بسيطه
جلال بابتسامه و هو بيحاول ينسى اللي عملته وهروبها عشان ميضغطش عليها
:ياله قشري البطاطس و انا هجهز التقليه 
حياء  وقفت جانبه و هي بتاخد منه المقشره و البطاطس 
جلال ابتسم و بيروح يجهز الفراخ 
حياء ابتسمت و يتقشر البطاطس 
ثواني وحست بجلال واقف وراها كان بيضفر شعرها 
حياء:دا غجري مش هتعرف
جلال:اامم هحاول 
ابتسمت وهي بتوطي راسها 
جلال لم شعرها في ضفيره طويله و بجديه:
وانتي في المطبخ شعرك يكون ملموم عشان ميقعش في الاكل
حياء هزت راسها بايجاب وهو راح غسل ايديه و بيكمل الاكل 
بعد وقت كانوا بيتعشوا سوا
و حياء منبهره من قدره جلال على الطبخ لان الاكل طعمه حلو اوي و برضو حسيت بالخجل من نفسها لأنها مش بتعرف تطبخ
لكن اخدت اول خطوه انها لازم تتعلم تطبخ 
لأن الحياه لازم تاخد بهدوء لازم تخلي اللي ادامك يحب الشي اللي بيعمله بالهدوء مش العن'ف و دا اللي جلال عمله كان ممكن يتخانق و يسيبها و يطلع ينام 
لكنه ساعدها و مكنش متضايق
بعد ساعه
حياء كانت نايمه على السرير و هي بتبص لجلال اللي نايم على إلانتريه و فجأه بعد العشاء تحولت ملامحه للحده والقسوه و البرود لان لايمكن ينسى اللي هي عملته
حياء كانت بتبصله بحزن
كان نفسها تنام لكن مش عارفه بالرغم غضبها هي كمان منه
كانت بتتقلب في السرير و النوم يجافي عينيها
كنت منتظره يجي ينام على السرير و حتي لو بعيد عنها بس تكون قريبه منه بقيت تبص للسقف بشرود لحد ما عدي وقت طويل قامت ببط و هي ماسكه لحاف بتغطيه كويس  بتستغل انه نايم و بتقعد  على إلانتريه جانبه لحد ما بتغفو بدون ادراك ليغلبها النوم سريعا...........
جلال فتح عنيه بيشدها لحضنه و بينام وهو بيد'فن وجه في عنقها 
دروب العشق
....... لا يدخلها الا هؤلاء المحكوم عليهم بأن يذوقوا كل الألم و كل السعاده
فترى يا قدر أيهما سيغلب؟.....
مر اسبوع في جو من التوتر
جلال بيتعامل مع حياء بجفاء الا في بعض الأمور وقت الصلاه و الطبخ و أحيانا في تلاوه القران
دي الأشياء اللي بيشاركها  بحنان لكن فجأه بيتحول متين درجه و بيرجع للجمود و اللامباله
لحد ما يجي وقت النوم
بيفضل سهران لحد ما هي تنام و بيروح ينام جانبها وهو بيحضنها كأنه ادمن وجودها في حياته ويصحي قبلها عشان متعرفش و صورته تتهز ادامها وهو مش قادر يغفر 
حياء كانت تعبت من السكوت هي بتحبه و بتحب شهمته و غيرته عليها من البدايه لكن بتخاف من غضبه  و مش قادره تتحمل فكره انها مجرد سد خانه لوحده تانيه الغيره بتنهش في قلبها
 
كان قاعد بيتفرج على الماتش و هي في اوضتهم بتفكر هتعمل اي لكن مش هتقدر تفضل ساكته كدا كتير
وقفت أدام الدولاب بحيره و هي بتفكر في حاجه
حياء:في اي.. دا جوزك... انتي هتستهبلي يا حياء جوزك ازاي انتي عارفه انه عمل كدا عشان الوكاله طب طب انا زعلانه ليه هو عنده حق يعمل كدا انتي هربتي يوم الصباحيه و كنتي هتتسببي في فضيحه له.. خالص يا حياء اتكلمي معه لان تعبت من الوجع دا انتي بتحبيه اوي و خايفه تفضلي موجوده تتعلقي بيه اكتر من الأفضل تكلميه و تخلصي من الوجع دا
قالتها بتصميم وهي بتاخد فستان فيروزي لبعد الركبه من الدولاب 
هو اللي اختار كل هدومها بعد ما جيهم المنصوره
نزلت بتصميم و هي مصره تتكلم معه
جلال كان بيتابع الماتش بحماس و هو بيحاول يتجاهلها لكن لم يحسب حساب لضربات قلبه التي تتزايد 
حياء قعدت جانبه بغيظ بقيت تنفخ في الهواء بضيق 
جلال بصلها بغضب و رجع بص للماتش
جلال بحماس:ياله ياله شوط بقى 
حياء بهمس:ناس دماغهم فاضيه... اي الحلو في انك تجري زي الاهبل وراء حته كره
والله دا عبط و غب اااه
شهقت بفزع وهو بيمسكها من دراعها بيجذبها له بقيت فوقه مباشرة  وهو بيبصلها بعيون مليئه بالغضب و المشاغبه فليذهب ذلك البرود الي الحجيم و يتركهم
جلال بمرح مشاغب:مين دول اللي دماغهم فاضيه
حياء بتوتر:انا... انا يا سي جلال محسوبتك هو في زيك و لا في دماغك دي توزن بلد 
جلال كان بيحاول يمنع ضحكته وهو شايف عيونها الزايغه و باين فيها التوتر
جلال:يا جبانه...
حياء بغيظ :انا مش جبانه بس انت مفتر'ي
جلال:هنلبخ؟
حياء :انت اللي بدأت...
جلال:اه وعايزه اي دلوقتي
حياء :عايزه ارقص هكون عايزه اي.. 
جلال بغمزه و ابتسامته الساحره التي تسر"ق منها قلبها
:طب ما تر' قصي هو انا حوشتك
حياء بصر"اخ و خجل:قليل الادب انا اقصد عايزه اتكلم معاك
جلال:مش فاضي اطلعي نامي بكرا هنرجع اسكندريه
حياء اتغاظت و قامت قفلت التلفزيون و اخدت الجاكات (السلك تالت الألوان المسئول عن توصيل اللسيفر بشاشه العرض) 
جلال بصلها وبقي يستشيط من الغضب قام و هو بيروح ناحيتها  وعيونه بتطق شرار
نظراته كانت قادره تدب في قلبها الرعب
بسرعه جريت من ادامه وهي بتصر"خ...
جلال بغضب :اقفى يا بت
حياء طلعت لسانها وهي بتجري من ادامه وبتضحك :ابقى قابلني لو اتفرجت على الماتش
جلال:طب والله ما انا سيبك يا حياء دا ماتش المنتخب
حياء بخبث وهي بتجري على السلم و بغمزه:المنتخب اهم مني يا سي جلال
جلال بخبث و سعاده:طب والله لو مسكتك ما انا سيبك يا حياء و ابقى شوفي مين هيرحمك من تحت ايدي
حياء بضحك و مرح :دا لو عرفت 
جلال بقى يطلع السلم درجتين وراء بعض وهو بيضحك 
فجأه انقض عليها وهو بيجذبها من خصرها بخبث 
حياء وسعت عنيها بصدمه و بسرعه
=انا انا اسفه يا باشا اتفضل البتاع دا اهو و روح كمل الماتش انا عيله
جلال بحزم و ابتسامه جانبيه
:وانا بقى مش عايز اتفرج على الماتش يو'لع
حياء بخوف من نطراته:اومال هتعمل اي لو مش هتتفرج على الماتش
جلال ابتسم بخبث و هو بينحني لمستواها يقب'لها حياء اتجمدت مكانها ثواني و بدلته بخجل و بلاهه حس بعاصفه قويه بتهز كيانه حياء فتحت عنيها و بصتله و بسرعه زقته بقوه و طلعت تجري على اوضتها و هي بتعيط
جلال بقي يل'عن نفسه بسبب تصرفه و ضعفه ادامها لكن صدمته زادت وهو سامع صوت حاجه بتتكسر
حياء طلعت اوضتها وقفلت الباب وراها و هي مست'حقره نفسها و قلبها و عارفه انها مش في قلبه كان نفسها يحبها لكن دي مجرد ر'غبه
مسكت الفاز  و رمتها على الأرض بقوه 
جلال بغضب :حياء افتح الباب
حياء بعصبيه :طلقني انت اي يا اخي مش عايزاك مش كفايه اني كنت ههرب خلي عندك د'م و طلقني 
جلال:حياء افتحي الزفت بدل ما قسما بالله هكسره.. 
حياء:مش فاتحه حرام عليك سيبني في حالي انت اي روح لحبيبه القلب و سيبني في حالي مدام هتتعامل معايا بالبرود دا طول الوقت ليه بتقرب مني 
جلال بغضب وهو بيركل الباب برجليه :ماشي يا حياء بس قالتهالك قبل كدا و هكررها تاني عشان انا صبري بدا ينفذ مني طلاق مش هتنيل اطلق 
خرج من البيت كله وسابها في دوامه مشاعرها اللي بتحر'قها من الغيره واحساس انها قليله في عينيه و غير كدا مش عارفه تتكلم معه عن اللي جواها.... 
الساعه اتنين بليل
حياء كانت مرعوبه وهي قاعده لوحدها مكنتش عارفه تنام وهي لوحدها في البيت 
بترن عليه لكن مش بيرد حست بنغزه قويه ورعب من انه يكون جراله حاجه 
حياء بدموع :جلال روحت فين.. اعمل اي دلوقتي يارب يكون كويس يارب ليه بتعمل فيا كدا حرام عليك يا جلال رد بقى رد
اتنهدت بغضب من نفسها و من خوفها عليه 
اخدت قميص نوم و دخلت غيرت هدومها  و راحت تنام و بتحاول متفكرش فيه وتنساه 
لتمر دقائق ببط كانت كالسنوات 
جلال وصل البيت وهو متضايق ان دا كله بسبب انه قرب منها  معقول تكون كا"رهه قربه للدرجه دي هو من اول جوازهم معملش حاجه تضايقها 
هو مرضش حتى يكتب الكتاب الا لمآ يردلها كرامتها لكن نفورها منه بعد قربه منها  اثبت له انها مش عايزاه
و دا شي مش هيقبله على كرامته لكن هو حس بيها كأنها عايزاه زي ما هو كمان كان عايز يقربلها  
............ ***********.............. **********
دخل اوضتهم وهو بيحاول يعرف ياتري هيشوف اي من الجنان بتاعها لكنه دخل لقاها نايمه بسلام وهي لابسه احد القمصان البيتيه و التي تنساب عليها بنعومه لأول مره يراها ترخي دفاعاتها بحريه 
لكن فهم دا بسبب انه مكنش موجود قررت تكون على حريتها حس بغضب وعصبيه منها بسبب كر"هه له و غضب من مشاعره القويه ناحيتها و رغبته في انه يمسكها بعنف و يصرخ فيها يقولها انه بيعشقها من اول يوم
من اول يوم شاف فيه جنانها لما حدفته بالحجر و عملت فوضى في السوق و لمآ شافها في بيت الحج شريف و غيرته عليها كل حاجه 
كان بيغير عليها هي كان بيحس بالجنون لما حد يقرب منها او يلمسها 
غيره عليها من نظرات اللي حواليها 
قسو'ته معها في الكلام و نظرات الاشمئزاز كان بيحاول يداري بيهم ضعف مشاعره ادامها
هو نفسه مكنش قادر يعترف بالمشاعر دي لنفسه اول مره يختبر كل المشاعر دي كأنه مراهق خايب وقع في الحب لكن دا شاب كبير و ناضج كفايه و اختباره للمشاعر دي لأول مره كان بيحسسه بالضعف وهو عمره ما قبل انه يكون ضعيف 
زفر بغضب و هو بيروح ناحية الدولاب بياخد بجامه و بيدخل  يغير هدومه بهدوء عشان متصحاش وهو معندوش استعداد لأى كلام او مواجهه بينهم لانه في لحظه غضب ممكن ياذيها 
بعد دقايق خرج جلال من الحمام و هو بينام جانبها على الفراش و هو بعيد عنها بيبصلها بهدوء كانت حاضنه مخدته باطمئنان و شعرها مشعث على المخده مداري وشها 
بيمد انامله يبعد شعرها عن وشها و بيرجعه وراء ودنها 
جلال:ياترى ناويه تعملي اي في قلبي يا حياء 
لأول مره احس ان حد هزمني.. لأول مره ابقى عايز انتقم من حد بس هو عندي اغلى من الكل و انتي اللي انتقمتي... انتقمتي مني على نظراتي و كلامي بس بقسوه اوي يا حياء انا بقيت كاره نفسي كل ما ابصلك 
كل اللي حبيتهم بياذوني و اولهم انتي و ابويا 
بس انا عمري ما قبلت ان حد يا'ذيني و مدفعوش التمن حتى لو أغلى الناس على قلبي
رجع يبصلها وهي بتحضن المخده بقوه و نايمه بعمق 
فضل يبصلها وساكت و هو مركز مع ملامحها حس بالضعف و عيونه على شفايفها كأن بيجن جنونه و هو قريب منها حس بنكهه غريبه في حياته من اول ما دخلتها نكهه عمره ما حس بيها 
زفر بضيق و هو بيبعد نظره عنها و بيحاول ينام 
__________________أطفت شعلة تمردها 
دعاء احمد 
في صباح يوم مشرق
فتح عنيه ببط وهو حاسس بثقل على دراعه و كأنه متكتف لكنه تفاجأ و هو بيبصلها كانت تتوسد صدره و نايمه بعمق وهي دافنه وجهها في عنقه واضح انها اتحركت وهي نايمه لتندس بين ذراعيه و كأنها اعتادت النوم بينهم
لكنه لمح الفاز المكسوره على الأرض و لسه بقايها موجوده افتكر غضبها و بكاءها اقتضابها بعد اللي حصل بينهم
و ازاي دلوقتي نايمه بسلام في حضنه
لو كانت تنوي إصابته بالجنون فالاكيد انها ستنجح 
كيف لها أن تنفر منه بعد ذلك التقارب بينهم
و هي من تتوسد صدره بقوه كأنها تستمد منه الأمان 
اخد نفس عميق بضيق و هو بيبصلها لكن حركه صدره ادت الي انها بدأت تصحى 
بتمد ايديها لوشها تفرك في عيونها بكسل لكن اتخشبت وهي شايفه اد ايه قريبه منه وحضناه بقوه كأنه هيهرب منها 
بسرعه بعدت عنه و هي بتشد الغطا عليها 
جلال بصلها بغضب و صدمه من رده فعلها و قام بدون ما يتكلم دخل الحمام وهو بيرزع الباب وراه بقوه لدرجه انها اتفزعت
لكن ثواني واتحول كل دا لدموع محتجزه في عيونها دفنت وشها في المخده وهي بتعيط و مش عارفه تعمل اي معه و مش عارفه تتكلم 
معقول يكون متضايق عشان اتحركت بليل و نامت في حضنه 
فضلت على وضعها دا لحد ما سمعت باب الحمام بيتفتح و بيخرج جلال
كان بيبصلها بهدوء مهتمش و راح يكمل لابس 
جلال بجديه:اجهزي عشان ننزل نفطر هنرجع اسكندريه النهارده
حياء باقتضاب:مش عايزه اكل 
جلال بحده و صرامه 
:وانا مش بطلب منك دا امر مش عايز دلع مالوش داعي و نرجع اسكندريه مش عايز عناد عشان قسما برب العزه انا على اخري منك و ممكن دلوقتي حالا اخليك تكرهي حياتك
ثم تابع بسخريه لازعه
=و متخافيش اوي كدا مش انا الراجل اللي افرض نفسي على حد كلها كم شهر و اطلقك و ساعتها ابقى خدي راحتك 
خرج من الاوضه بغضب بدون ما يسمع ردها لكن سابها مصدومه و منهاره
............ ___________ دعاء احمد 
أطفت شعله تمردها 
بعد وقت
كانت قاعده بتفطر كانت بتبص لطبقها بهدوء و مش بتاكل عيونها ورمه من البكاء و بتفكر هتعمل اي لو طلقها و ياترى هترجع فرنسا و ساعتها هترجع تقابل زياد و هيفضل يطاردها في مكان
حياء بقوه رغم قلبها اللي بيوجعها
=انا عندي شرط مدام هنتطلق و هتنازلك عن المؤخر و المهر و كل حاجه 
جلال بصلها بغضب وعصبيه معقول تكون فاكراه حقير للدرجه دي عشان يهتم بموخر هو اللي أصر انه يكتبه على نفسه
بقى يضغط على قبضته بقوه و حاول ميبينش و بصوت محتنق
=بتحطي شروط على جلال الشهاوي اامم ماشي شرطك اي؟
حياء :
انا عايزه اسافر إنجلترا انا ورقي كله ضاع لما محاسن... 
سكتت وهي بتبلع ريقها بخوف
جلال حس بقبض بتعصر قلبه بقوه لدرجه انه عايز يصر'خ من الالم....
حياء
=انا مش عايزه ارجع فرنسا  عايزاك تساعدني في انك تجهزلي ورقي و كمان تساعدني اقدر ابيع شقة ماما في القاهره
و اوعدك مش هتشوف وشي تاني في مصر لان لايمكن ارجع ليها تاني كفايه اللي عشته هنا.. انا معرفش اعيش الا في بلد متحرره زي ما انت قلت عليا في البدايه اللي زي اكيد صايع يحب يعيش في الحريه...
كانت بتتكلم بسخريه و قهر و هي بتمنع دموعها تنزل كلامه كله لسه في ودانها
جلال قام قبل ما يتعصب عليها و خرج من البيت
كان بيلف بالعربيه وهو ساكت لأول مره يحس بوجع كدا في قلبه كأنه ببنز'ف 
أيعقل  انها تطلب منه يبعدها عنه؟ 
أيعقل ان تطلب من شخص ان ينزع روحه من جسده و يبقى دون أن يتألم؟ 
غمض عينيه بألم و بيحاول ميفكرش كتير
.................................
بعد ساعات طويله
جلال و حياء رجعوا اسكندريه
و حياء بتفكر ابوها هيعمل اي بسبب هروبها لكن مبقتش فارقه كتير
دخلوا البيت و قبل ما اطلع السلم مسك ايديها بقوه
جلال بحده:افردي وشك
طلعوا الاتنين جلال جاله اتصال
جلال:هرد و اجيلك
حياء مهتمش و خبطت على باب شقه والدها
شوقيه فتحت ليها و هي دخلت وهي ساكته
شريف كان قاعد على السفره مع نواره و أيوب و شهد 
شريف حس بالغضب اول ما شافها و قام  راح ناحيتها و ملامحه غير مبشره ابدا
شريف :اهلا بالهانم اللي هربت و كانت عايزه تفضحنا.... ياريتك كنتي موتى يا بعيده
قال كلمته وهو بيمسك حياء من شعرها بعنف لدرجه انها صر'خت من الالم
شريف بيمد ايديه عشان يضر'بها لكنها صر"خت بقوه و غضب و انهيار
حياء:كفايه كفايه بقى انتم اي
جلال اول ما سمع صراجها طلع بسرعه جدا  زق الباب و دخل لكنه اتصدم من حياء
حياء بصوت عالي و هستريه
:انتم اي؟ مش بشر... انت ازاي كدا
اتكلم ازاي كدا قولي انت معقول تكون اب لا لايمكن
انت عارف انا عنيت بسببكم اد اي
انت عارف انا كنت همو"ت كم مره
عارف ان لولا جلال كان ممكن يعتدوا عليا.... كنت فين؟
ازاي تسمى نفسك اب
انا لحد دلوقتي مش مصدقه ان امي كانت بتحبك......ازاي؟
انت في نفس المكان دا ضر'بتني كنت مر"ميه علي الارض ادامك و بمو"ت
وانا اي ذنب.... اتكلموا ذنبي اي؟
جلال في محاوله لتهدئتها
:حياء اهدي مينفعش كده
حياء بهستريه:
ابعد ايدك عني انا عايزه أعرف اي ذنبي
اي هو ذنبي عشان ادفع تمن اخطائكم و تمن انك معرفتش تربى بنتك...
اي ذنبي اني احس اني منبوذه و الوحيد اللي صدقني هو جلال بالرغم انه ميعرفنيش برضو لكن لما شافني غرقانه في دمي ساعدني....
و بالرغم هروبي منه دور عليا مسبنيش
انت بقى ك اب عملت اي؟
ضر'ب و اهانه ليه انا أحاسب على مشاريبكم.. انا تعبت بس صدقني المره دي لو حاولت بس تمد ايدك عليا اقسم برب العزه هطلع على السفاره و ساعتها انسى ان ليك بنت لان وقتها هختفي من حياتكم....
كانت بتتكلم وهي بتعيط بهستريه كانت محتاجه لحضن ابوها اوي بالرغم كل اللي قلته دا لكن هي محتاجه له
لكن في الوقت دا ملقتش حضن غير حضن جلال و هو بيضمها بقوه لصدره بيحاول يهديها كانت خالص فقدت القدره على الكلام محتاجه تعيط
شهد عيطت وهي حاله اختها و هي السبب فيها بسبب تهورها
جلال بص ليهم بغضب قبل ما يشيل حياء و يطلع لشقته
شريف دموعه نزلت  و دخل اوضته و هو بيفكر في كل اللي قلته
جلال دخل الشقه و هو شايلها 
بيحطها في الفراش و هي بتديله ضهرها و بتحاول تنام او بالاصح بتمثل النوم
لكن بتغفو في نوم عميق بدون ما تشعر
اطمن عليها و انها بقيت كويسه و خرج
===================
كان واقف أدام ورشة كبيره
(وكاله الشهاوي وابنه) دخل جلال و هو مش شايف ادامه
سليمان اول ما شافه راح ناحيته و هو مبتسم
سليمان:نورت الوكاله اول مره تعملها و تيجي من نفسك يا جلال اخيرا افتكرت ان ليك اب
جلال بحده:عايز توصل لأى باللي بتعمله دا.. طب هتستفاد اي لما تشوه سمعه ابنك... معقول الغضب عميك للدرجه دي 
انت اي بجد.. انا زمان اتخليت عني و انا قلت و ماله اي المشكلة هو راجل ومن حقه يطلق مراته و يتجوز عليها و حاولت اتأقلم لكن تعمل كل دا عشان تد"مرلي جوازي و حياتي انت عارف باللي عملته معايا دا انا اي اللي ممكن يحصل ليا و سمعتي اللي هتبقى في الأرض انا هنا دلوقتي عشان اقولك ان من اللحظه دي انت ميت بالنسبه ليا يا سليمان يا شهاوي و قسما بالله لو اتدخلت في حياتي و حاولت تخر"بها ساعتها هنسي ان في علاقه دم بتربطنا ببعض  و هتندم ان لحد دلوقتي بتعامل معاك بما يرضي الله هتتماد هنسا اي حاجه بتربطنا.... 
سليمان:انت فاهم غلط يا جلال انا ماليش علاقه ب
جلال بمقاطعه:انا تعبت من كدبك فوق انا ابنك حرام عليك حرام عليك يا أخي اللي كانوا هينهشوا في عرضها دي مرات ابنك عرضه و شرفه.. حسبي الله ونعم الوكيل 
خرج من الورشه وهو موجوع و متكتف دا ابوه و دي حبيبته الاتنين بياذوه 
و الاتنين مهمين عنده................. 
.... *...... *...... *......
بعد مرور يومين
دخل جلال اوضتهم لقاها قاعده و ضمه نفسها بصه الفراغ لدرجه انها ماخدتش بالها منه و هو داخل على نفس الحاله من الشرود طول اليومين اللي فاتوا او بالتحديد ليكن دقيقا
منذ تلك القبله بينهم
جلال بضيق:ممكن افهم هتفضلي كدا لحد امتي؟ هتفضلي كدا كتير انا زهقت قوليلي مالك
كل دا عشان بو"ستك دا مبقتش عيشه
حياء :انت مش هتطلقني عايز اي دلوقتي
جلال بغضب وصوت عالي :طلاق طلاق لا يا ستي انا عيل و مش هطلق و اللي عندك اعمليه عشان ذوق او عافيه انا جوزك مش بمزاجك
حياء قامت وقفت ادامه و هي بتعيط:اقصدك اي يا جلال انت هتجنني معاك حرام عليك
جلال بحده :قصدي ان لو حياتنا هتكمل كدا يبقى حرام نفضل سوا انا بس عايز افهم انتي ليه كر"هه وجودي كدا كأني قت"لك قت"يل
وانا لحد دلوقتى ساكت و بحاول اتغاضى عن اللي عملتيه و بقول اسكت دي عيله مش فاهمه حاجه بس اظن كفايه لحد هنا 
شوفي يا بنت الحلال عايزانى هفضل معاكي و هشيلك فوق راسي 
غير كدا هرمي عليكي يمين الطلاق دلوقتي و كل واحد يروح لحاله انا مقبلش اكون مع واحده مغصوبه عليا
حياء معرفتش تتكلم لكن دموعها نزلت و شهقات مكتومه بتحاول تنظم أنفاسها
جلال بحده:انتي طا
حياء بسرعه:بالله عليك متقولهاش
جلال بصلها بهدوء و بيحاول يكتشف من ملامحها هي عايزه ايه
حياء بحب ممزوج بخجل:انا... انا.. مش عايزك تطلقني انا عايزاك معايا في حياتي طول العمر يا جلال
جلال فضل واقف يبصلها متاملا ملامحها وهو بيحاول يستوعب ان دا مش حلم  جعل من نظراته تلك وجنتيها تشتعلان بالخجل 
قرب منها ولسه بيبصلها متاملا ملامحها يستنبط منه ما يخفيه قلبه يحاول السيطره على مشاعره التي تجتاحه وبقوه حتى شعر بأنها حطمت كل حصونه دفعه واحده بكلماتها تلك و بنظرات عينيها المليئه بالحب  تنهد من أعماق قلبه مدركا انها أصبحت تتغلغل في عروقه و د"مه حتى أنه أصبح بكر"ه فراقها
حتى غضبها يشعر و كأنه محبب لقلبه  تلك الكلمات العفويه التي تنطق بها و تلك الحركات المتهوره يعشقها لا يكر"ه في الحياه شي سوي حزنها و دموعها تجعله يشعر بالد"ماء تغلى في عروقه
حياء بقلق وهي ملاحظه شروده :جلال انت سمع..
لكنه قاطع كلماتها تلك وهو يحاوط وجهها الناعم بيديه ينحني يقب'لها بشغف و لهفه يشعر بأنه يجن جنونه على اعتابها لأول مره يختبر كل ذلك في حياته اضافه لحياته نكهه خاصه لم تستطيع اي امراه اخرى ان تجعله يشعر بما يشعر به في قربها
بالرغم انه حاول التعرف على الكثير من الفتيات لخطبتهم و في النهايه قام بخطبة ابنة خالته و لكن لم يشعر باي شي اتجاهها
هي الوحيد التي تجعله يريد الضحك و يريد الحياه بجوارها
ليشعر باستجابتها الخجوله معه لأول مره تمر الدقائق بينهم بلا ادراك
حملها نجو الفراش لتدرك نيته وهي تخبا وجهها في صدره بخجل واضح... 
................... **********.................. 
صحي جلال من النوم يتلمس الفراش مفتقدا اياها قام مفزوع من فكره انها مشيت تاني زي يوم الصباحيه لكنه سمع صوت غناء من برا ابتسم و دخل ياخد شاور
كانت تدندن ببعض الكلمات الغنائي لنفسها بسعاده و حماس و تقف على السلم الخشب 
ممسكه بقطعه قماش بتلمع النجف 
جلال خرج وهو حاطط منشفه على عنقه ساند بجسده الصلب على إطار الباب وهو بيتفرج عليها وهي بتدندن و مبتسمه حس كان الشمس نورت يومهم
جلال :في عروسه تسيب عريسها يوم الصباحيه و تروح تلمع النجف مجنونه يا بت انتي 
حياء اتكسفت و هي بتبصله بتوتر و نزلت  
:اصل اصل حسيت ان البيت معفن اوي
جلال وهو يحاوطهاو يسند بذراعه على درج السلم وراها
:انتي مجنونه صح؟ 
حياء بخجل :جلال انت بتوترني 
جلال بخبث :طب مفيش صباح الخير 
حياء بدلال و تغنج و خبث:صباح الورد على فكره العصر قرب ياذن مش هتغير و تروح الوكاله على فكره موبيلك مبطلش رن انا صحيت على رنته بس الصراحه قفلته 
جلال باستغراب و صدمه :قفلتيه
حياء بدلال:مينفعش حاجه تاخدك مني و الصراحه مكنتش عايزاه افضل لوحدي النهارده
وانت بتروح الوكاله مش بترجع الا على اذان العشا 
جلال:طب مصحتنيش لي. 
حياء :اصل... اصل 
جلال :خالص خالص اهدي بقولك اي يولع الشغل على الوكاله ما تيجي نكمل كلامنا
حياء بصر"اخ وهي بتجري:قليل الادب 
جلال :والله ما انا سيبك 
قالها وهو بيجري وراها وهي بتضحك
في شقه الحج شريف
نواره بصت للسقف و هي سامعه خطوات كان في حد بيجري بقيت رايحه جايه 
نواره:ياترى بيعملوا اي 
ايوب:في اي يا ماما من ساعه ما جيت انا و الولاد وانتي مش على بعضك 
نواره:اي مش سامع الصوت واخوك اللي منزلش الوكاله النهارده وهو عمره ما عملهت
أيوب كان بيحاول يكتم ضحكته :اي يعني عريس و فرحان بعروسته سبيهم 
نواره:لا مش هسيب لبنت شغف مش انا اربي و اكبر و تيجي تاخده بالجاهز كدا و بعدين اي الحنيه اللي نزلت عليك دي
ايوب:تعالي بس انا جايلك في كلام تقيل و موزون و هيقلب الدنيا لو حصل..
بعد اسبوع
حياء صحيت على حركه ناعمه على وشها بتفتح عنيها ببط ابتسمت وهي شايفه جلال صاحي و بيتفرج عليها
حياء بابتسامه :صباح النور
جلال بسعاده :صباح الورد و الجمال علي عيونك
حياء بتوتر:جلال متبصليش كدا انا بتكسف
جلال بغمزه مع ابتسامة جميله :
وانا بحب اشوفك كدا بتخليني حاسس اني فرحان
حياء بخجل و سعاده 
:يارب دايما تكون فرحان بس كدا مش هينفع احنا بقالنا اسبوع قفلينا على نفسنا و انت مش بتنزل الشغل
عايز الناس تقول اي علينا
زمان أمك بتقول بنت شغف سحرتله
جلال:يقولوا اللي يقوله دا انا مصدقت وقعتي تحت ايدي دوختني يا مجنونه
حياء بسعاده طفوليه كأنها امتلكت العالم
:بجد يا جلال.. تعرف كنت فاكره ان مجيتي لحد اسكندريه مالهاش لازمه بس يوم ما ردتلي كرامتي وقتها بالرغم حزني و زعلي من بابا الا اني فرحت اوي 
جلال بضيق:عشان كدا هربتي يوم الصباحيه
حياء كانت هتتكلم و تحكيله اللي حصل لكن جلال بسرعه حط ايديه على بوقها بيمنعها من الكلام
:مش عايز اعرف حاجه لان الموضوع بيعصبني و انا مش عايز نبتدي حياتنا بالخناق 
حياء ابتسمت وحضنته 
جلال :استنى عندي ليكِ حاجه اتمنى تعجبك قومي ياله
حياء بعدم فهم:حاجه اي... 
جلال وهو بيروح ناحيه الكومود
:قومي بس
حياء اخدت الروب لابسته و قامت ابتسمت وهي شايفه ماسة علبه قطيفه لونها اسود 
بيمسك ايديها و بيبطبع بو"سه خفيفه على خدها وهو بيقعدها على الكرسي و بينزل على ركبته و بيفتح العلبه و بيطلع منها الخلخال اللي اشتراه ليها
حياء كانت مستغربه جلال بساعدها تلبس الخلخال كان جميل جدا على شكل نجوم صغيره جانب بعضها 
حياء فرحت و قامت وقفت و بقيت تتمايل عشان تسمع صوت رنة الخلخال
جلال ابتسم وقام وقف جانبها وهي بسرعه حضنته 
جلال بسعاده:عجبك؟
حياء بعشق و عيون مليئه بالشغف
:اوي يا جلال عرفت ازاي اني نفسي في خلخال 
جلال:يوم لما روحنا نجيب الشبكه شفت في عيونك لهفه عي الخلخال
حياء:بس انت مشيت يومها معايا اشتريته امتى؟ 
جلال وهو يداعب انفها:
تعرفي يوميها روحت الشادر و فضلت قاعد بحاول اشتغل لكن معرفتش و لقيت رجلي و خدني لحد الجواهرجي 
و بشتري منه الخلخال دا حسته شبهك اول ما شفته
حياء بابتسامه وهي بتلف ايديها حوالين رقبته بدلال
:شبهي ازاي يعني؟ 
جلال :جميله و خفيفه مميزه مجنونه
شبه النجوم فريده من نوعها من بعيد تشوفها جميله و كل ما تقرب نورها يزيد
حياء بتغنجها:انا مجنونه يا سي جلال
جلال بهمس:احلى مجنونه... الخلخال دا متخرجيش بيه انا بقولك اهوه
حياء:ليه بقى ان شاء الله انا شفت ستات كتير لابسين الملايه اللف و الخلخال شكلهم كانوا حلوين اوي مزز يا جدع
جلال بغيره قا"تله
:عشان كدا بالذات لو خرجتي بيه قولي على نفسك يا رحمن يا رحيم لان قسما بالله ممكن اعمل حاجه تندمك يا حياء
حياء بعند:لا هخرج بيه
جلال:بت انتي متعصبنبش
تخصرت واضعه يديها على خصرها بغضب
:بت دي عند امك الست نواره اللي قاعده تحتنا دي اسمي حياء انت اصل شاكلك ناوي تقلبها خناق يا سي جلال
جلال بقى يقرب منها ببط و ضيق باين علي ملامحه مما دب الرعب في قلبها
وهو بيمسكوها من دراعها بحده
:هو انا مش قالتلك قبل كدا متزعليش صوتك
حياء بغيظ وعند
:مقابل انك تكلمني كويس و تحترمني زي ما بحترمك
جلال بابتسامه :
مين قالك اني مش بحترمك لو في يوم بس كنت شايفك قليله او مش محترمه عمرك ما كنتي هتبقى على ذمتي
الجواز شراكه بين اتنين عايزين يكملوا عمرهم سوا و انا شريك و انتي النص التاني من الشركه و لمآ اختارتك
وقتها كنت متأكد ان الشركه دي هتنجح
حياء عقدت ما بين حاجبيها باستغراب
:دا ليه يا جلال
جلال :هتصدقيني لو قلتلك مش عارف بس كنت متأكد ان في بنت مطيعه جواكي عكس المتمرده اللي بتعمل تصرفات غريبه جايز روحك عجبتني و حسيت معها اننا هنتفق
حياء :انا متمرده؟!! دا انا حته سكره
جلال وهو يجذبها من خصرها :طب مفيش مكافأه للي جاب الخلخال بقى ولا اي
حياء بسرعه:
لالا لاااا انت دلوقتي هتدخل تاخد شاور على ما جهز الفطار عشان تنزل الوكاله و نبقى نشوف موضوع المكافأه دا لما ترجع....
جلال بخبث:طب مفيش تصبيره
حياء بخجل :جلال ياله ادخل حد شاور
هو ممكن طلب
جلال بحنان :اطلبي عمري
حياء بحب :ممكن انا اللي اخترلك لابسك النهارده بجد نفسي ممكن
جلال طبع بو"سه على خدها:
بسرعه عشان متأخر على الوكاله صحيح في ضيوف هيجيوا النهارده يباركولنا
حياء:ضيوف مين...
جلال:ايوب و الهام مراته و الست ام خليل ويمكن شمس 
حياء فضلت واقفه مكانها شويه و خايفه لكن كان في حاجه بتطمنها
جلال دخل ياخد دش و هي وقفلت أدام الدولاب اختارت بلوفر اسود و بنطلون جينز اسود و بليزر زيتوني
بعد شويه جلال فطر و خرج
حياء:شمس يارب انا ماصدقت لقيت حد يعاملني كويس مش عايزه اخسره يارب ينساها يارب انا ماليش غيرك.....
بعد شويه دخلت نضفت الشقه
على الساعه اتناشر
في الشادر
جمال:جلال معلمين الشادر وصلوا
جلال بهدوء:هو المزاد الجاي على مين؟
جمال:الحج محمود
جلال بتفكير :طب دخلهم و تعالي لازم تكون موجود في القاعده دي و قول للواد خليل يبعت للقهوه يجبلنا القهوه
جمال:ماشي يا صحبي
جلال قام استقبالهم و قعدوا يتكلموا في الشغل لحد ما موبيل جلال رن فتحه لقى حياء اللي بتتصل ابتسم و فتح الموبيل
جلال بجديه :الوا ايوه...
حياء بتهور وتسرع:جلال بقولك هو انت قلتلي لازم نشهق في الملوخيه انا ما شهقتش هتطلع حلوه
جلال بسرعه قفل الاسكبير و هو بيبص للمعلمين اللي بيضحكوا 
جلال بص لجمال لقاه كاتم ضحكته اتغاظ منها و سابهم و قام
جلال بغيظ :شهقه ملوخيه اي حرام عليكي هموت مجلوط منك حرام عليكي هبتي بتضيع عجبك كدا انا كنت فاتح الزفت الاسبيكر اعمل اي دلوقتي فيكي بس
حياء ضحكت بدلال وهي بتتخيل الموقف 
جلال بسعاده :والله العظيم انتي الوحيده اللي قادره تضايقني و تخليني فرحان و مش عارف اخد موقف منك ياله روحي كملي شغلك و ياستي حتى لو مش حلوه هاكلها ياله يا قلبي عشان معايا ناس
حياء بدلع:متتاخرش يا قلبي
جلال :بعد قلبي دي انا ممكن اجي دلوقتي حالا و ساعتها متلومنيش
حياء قفلت بسرعه وهي بتحضن الموبيل و بتدخل تجهز الغدا بعد ما شافت كذا وصفه من اليوتيوب 
جلال رجع و قعد 
الحج مصطفى :معليش يا بني بكرا تتعود ما انت لسه جديد ربنا يسعدكم
جلال ابتسم و مكنش متضايق بالعكس كان فرحان كأنه طفل صغير... 
....... *******....... أطفت شعلة تمردها 
دعاء احمد 
حياء كانت بتقلب في موبيلها لحد ما جرس الباب رن
اخدت حجاب و حطته على شعرها بالرغم انها مش محجبه لكن من بعد جوازها من جلال وهي بتخاف تطلع بشعرها لان غيرته من النوع الصعب جدا
حياء بجديه:حج شريف... اتفضل بس جلال مش هنا هو نزل الشغل
شريف :وهو انا مينفعش اجي أطمن على بنتي انا جاي عشانك عارف ان شريف في الشادر... ولا هو محرج عليكي اني مدخلش بيتك
حياء بسرعه:لا طبعا يا بابا اتفضل
و بعدين جلال بيعتبرك ابوه لا يمكن يقول لي حاجه زي كدا
الحج شريف دخل و هي كانت متوتره لان دي اول مره يتقابلوا بعد آخر خناقه
حياء دخلت المطبخ و جهزت عصير و طلعت
:اتفضل يا بابا
شريف :اقعدي يا حياء عايز اتكلم معاكي
حياء بلعت ريقها بتوتر وقعدت معه
شريف
:عارف ان من حقك تزعلي و تخاصمني خالص بس حطي نفسك مكاني فجأه لقيتي نفسك عندك بنت و البنت دي راحت كبا"ريه و بعدين هربت يوم صباحيتها تفتكري اي حد يسمع الحكايه هيقول اي غير انها بنت مش متربيه
حياء بحزن:
كل الناس تتكلم الا انت يا بابا انت اللي كان مفروض انك تتدفعي عني تكون متأكد اني بريئه
انا لو مكانك و عرفت ان ليا بنت هحتويها و أحاول اعوضها عن سنين عمرها اللي فاتت وهي لوحدها بالفعل مش بالكلام
جلال برضو مكنش يعرفني و بمجرد ما حكيت له اني روحت المكان دا عشان شهد فكر الأول صحيح اتخلى عني يومها
لكن رجع بعد كدا و اثبت أدام الكل اني بريئه و ان الز'باله اللي اسمه سيف دا هو السبب انا يا بابا هربت يوم صباحيتي عشان سبب انا مش عايز اتكلم فيه لان لو اتكلمت ممكن ساعتها افكر في الهروب تاني و اسيبك انت وجلال
لكن انا ماصدقت ان علاقتنا تتحسن و ان كان السبب دا عائق فإنا هحاول اتجاهله ايا يكن جلال جوزي و انا..
شريف بابتسامه :بتحبيه صح؟
حياء بسعاده:اوي يا بابا.. بحب حنيته و غيرته بس بخاف منها بحب انه طيب عارف انا لحد دلوقتي مبعرفش اطبخ و بزهقه بس هو صابر معايا
تعرف الاختيار الوحيد اللي عمري ما هندم انك اختارته ليا هو جلال
نفسي اسعده يا بابا
شريف وهو بيمسك ايديها:هيحبك و هيكون سعيد معاكي انا واثق من الكلام دا... عرف انه مش من حقي بس انا طالب منك السماح يا حياء سامحيني يا بنتي
حياء ابتسمت بطيبه وهي بتحضنه :
:انت ابويا و انا بحبك مهما حصل انا بس كرامتي وجعتني و حسيت انك مش معبرني بنتك و دي اكتر حاجه توجع واحده
شريف وهو بيبوس راسها:حقك علي عيني يا حياء.. على فكره شهد اختك برا عايزه تصالحك بس خايفه
حياء بسرعه:طب ما دخلتها ليه
قالتها وهي بتجري على الباب بتفتحه لقيت شهد واقفه وباين عليها الحزن
شهد بصت لحياء و رجعت بصت في الارض
حياء ابتسمت وحضنتها :
انتي غبيه يا بت انتي انت اختك و مهما حصل هتفضلي اختي الصغيره اللي لما تغلط تتعلم من غلطها
شهد بدموع:انا اسفه والله العظيم اسفه يا حياء انا كنت مرعوبه من جلال
حياء بابتسامه :امسحى دموعك و خلي واثقه ان جلال لو مد ايديه عليكي في يوم او ضر"بك دا عشان عايز مصلحتك لازم يخاف عليكي انتي عرضه و ان شاء الله يحافظ عليكي لحد ما يسلمك بايديه لعريسك
شهد ابتسمت في الوقت دا جلال وصل
جلال:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكل:و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جلال بابتسامه :نورت يا حج انتم وقفين على الباب ليه اتفضلوا ادخلوا...
الحج شريف :لا احنا هنسيبكم يا عريس و ننزل احنا
جلال بجديه:و الله ما تحصل لازم نتغدا سوا و بعدين لازم تشوف طبخ حياء هتنبهر...
حياء بغيظ :اتريق اتريق يا سي جلال ماشي
جلال:اصبري انتي بس عليا مش كفايه اللي عملتيه النهارده ياله
البيت بيتكم يا حج
ثم تابع بخبث
.. حياء تعالي جهزي الحمام عايز اخد دش
حياء فتحت التلفزيون على فيلم لاسماعيل ياسين 
:حاضر ثواني يا جلال.. شهد جهزي السفره
شهد: اوكي
دخلت حياء اوضتهم وهي فرحانه حاسه بجو العيله لسه بتقفل الباب اتفزعت اول ما شدها من خصرها 
حياء بتوتر:انت لسه مدخلتش تاخد دش 
جلال بخبث:تؤتؤ قوليلي صحيح اي اخبار الملوخيه طلعت حلوه
حياء بخجل:جلال مينفعش كدا بابا و شهد برا 
جلال وهو ينحني يقب"لها:
وحشتيني اعمل اي بقى..... 
حياء بعدته بسرعه :
جلال وحياتي عندك مينفعش كدا بابا برا اوعدك لما يمشوا بس دلوقتي خلينا نستقبلهم و كمان اخوك يمكن يجي كمان شويه 
جلال بجديه:ماشي يا حياء هاتيلي بقى هدوم عشان اغير
حياء حسيته اتضايق فبتسمت و هي بتقف على صوابعها لتبقى في مستواه
و بتبصله بهدوء:
بطل شغل عيال 
جلال بغيظ:انت عيل طب هنشوف مين فينا اللي عيل و بعدين ابوكي مش غريب تعالي بقي
حياء صر"خت لكن حط ايديه على بوقها بقوه
:بتعملي اي يا مجنونه 
حياء وهي بتر"اقص حواجبها
:اي مش هو مش غريب خفت ليه دلوقتي 
جلال :اه يا بنت ال.. ماشي يا ام لسان بس و ربي ما انا سيبك لما يمشوا 
حياء بدلال :انا يمشوا يا سي جلال
جلال زفر بغضب وهو بيدخل الحمام قبل ما يتهور من عميلها المجنونه 
حياء بضحك:اما جننتك مبقاش انا
........ *****....... *******............ 
بعد دقايق 
على السفره
شهد :هو اي دا يا حياء
حياء:زر مفلفل 
شهد :دا رز بلبن يا حبيبتي
الحج شريف بضحك :ربنا يكون في عونك يا ابني
حياء بغيظ:هو يمكن استوى شويه زياده و ملحه قليل سيكا بس مش للدرجه دي
جلال كان بياكل و هو مش متضايق بالعكس مبتسم عادي
:تسلم ايدك يا حبيبتي و بعدين طعمه حلو انا مش بحب الاكل العادب
حياء ابتسمت لانه بيحاول يرضيها بأقل حاجه يمكن متكنش فارقه مع البعض لكن مهمه جدا معها
جلال بجديه:اومال فين امي يا حج مطلعتش معاكم ليه؟
شهد بسرعه:ماما عند أيوب و الهام قالت هتجيبهم و تيجي
جلال هز راسه بالايجاب و متخدش باله من ملامح حياء اللي اتحولت للضيق اول ما سمعت اسم نواره......
بعد ساعه
الهام وهي بتحضن حياء
:اهلا بعروستنا القمر. الف الف مبروك يا حبيبتي
حياء بابتسامه :الله يبارك فيكي
جلال :اتفضلوا يا جماعه...
نيران:طنط انتي حلوه اوي
حياء بصت للبنت الصغيره كانت جميله جدا
حياء وهي بتشيلها:وانتي كمان جميله اوي اسمك اي
نيران اسمي نيران يا ابله
الهام:دي بنتي عقبالك يارب
حياء ابتسمت بعفويه
:تحبوا تشربوا اي؟
أيوب بجديه محاولا الا يظهر إعجابه الصارخ بها :اي حاجه من ايديك
حياء هزت راسها بايجاب و دخلت المطبخ
جلال :استنى هساعدك يا حياء
حياء ابتسمت و الاتنين دخلوا المطبخ
كل دا تحت نظرات شمس و الهام و نواره
و كل واحده شايله في قلبها من الغيره و الحقد ما يكفي
الهام لنفسها:رايح يساعدها عشنا و شفنا يا بختك يا هناكي و انا اللي بشحت الكلمه الحلوه من أيوب لا و دي اللي هربت منه بيدلعها و يهننها
شمس بغيره:هو الحمام منين؟
نواره:على ايدك الشمال اخر الطرقه
شمس كانت قاصده تعدي على المطبخ لكن اتصدمت وهي شايفه حياء قاعده على رخمه المطبخ و ماسكه في ايد جلال و بتتكلم معه و هو بيضحك
حسيت يالغيره بتقت"لها و هي بتجري على الحمام
كانت واقفه بتعيط وبتفكر اي اللي في حياء مميز عشان جلال يتحول كدا
هي عمرها ما شافت جلال بيضحك و مرح كدا حتى في فتره خطوبتهم كان دايما عامل حدود الخطوبه و مش بيضحك و لا بيتكلم كتير و دايما مشغول في الوكاله و الشادر
لكن عرفت انه اخد اسبوع كامل مخرجش من البيت و لا نزل الشغل بقيت حاسه انها عايزه تطلع تو"لع في حياء 
لكن فجأه وقفت وهي بصه لازازه مياه النا"ر اللي تحت الحوض حياء بتستخدمها في التنضيف احيانا و كانت حريصه ان العلبه تكون مقفوله دايما
بصت للرف جانب البانيو كان في علبه شامبو و دا نوع خاص لحياء مش دايما بتستخدمه
بس بدون تفكير مسكت علبه الشامبو و فتحتها و هي بترمي محتوى العلبه في الحوض فضلت واقفه لحد ما الحوض اتفرغ من الشامبو فتحت المياه عشان ميبقاش في إثر ليه
انحنت وهي بتمسك ازازه مياه النا"ر و بتفضي محتواها في علبه الشامبو ببط عشان ميقعش على ايديها...
ابتسمت بغل و انتصار و هي بتقفل العلبه و بتحطها تاني على الرف
طلعت من الحمام و هي يتعدل هدومها عشان محدش ياخد باله
حياء بضيق:انتي كويسه؟
شمس :اه طبعا كويسه جدا
حياء بهدوء:اوكي
بعد مده كلهم مشيوا و حياء نضفت الصالون
بتدخل اوضتها بتلقى جلال قاعد على الاب توب بيشتغل بتركيز
فضلت قاعده ساكته ابتسمت وهي بتفكر في حاجه
خرجت و رجعت تاني
بدون ما جلال ياخد باله بتحط تحت الكرسي بتاعه صاروخ (الألعاب نا"ريه)
بعد ثواني
جلال اتفزع و هو بيقوم من مكانه بسرعه و هو شايف الد"خان و صوت الفرقعه
حياء وقفت تضحك وهي ماسكه بطنها بهستريه
:يلهوي بمو"ت انت خفت ولا اي ااه هه
جلال استوعب اللي حصل و بصلها بشر
و قبل ما تتحرك كان منقض عليها
حياء بسرعه
:في حاجه يا حبيبي.؟
جلال بغيظ:انتي عايزه تمو"تيني ناقص عمر يا حياء اي شغل العيال دا
حياء :اعمل اي ما انت سيبني و قاعد أدام البتاع دا ينفع كدا طيب
جلال بابتسامه رغم غيظها منها:اامم زعلانه؟
حياء بدلال:اه زعلانه اوي كمان
جلال:وانا ميهنش عليا زعلك يا مجنونه
قالها وهو بيبطبع بو"سه على خدها 
جلال:انا لازم اصالحك فورا... 
=====================
بعد كم يوم
حياء:انا مش عارفه اللبس اي يا شهد 
شهد:اي فستان و بعدين دا فرح 
حياء:هي العروسه دي تقربلكم اي
شهد:دي يا ستي تبقى اخت شمس هو جلال مش قالك.. 
حياء:اه المهم انا كل اللي عندي جيب و بلوزات اعمل اي دلوقتي 
شهد:بصى في مول فاتح قريب مش بعيد هخدك ونروح نشتري اللي يعجبك في فساتين شيك جداااا و كمان انتي عودك مزه يعني هتلقي حاجات كتير تناسبك
حياء:اوكي بس في مشكله 
شهد:مش معاكي فلوس
حياء:لا معايا جلال سايب الفيزا كارت بتاعته لو احتاجت حاجه 
بس المشكلة انا مش عارفه اللي هشتريه دا هيعجب جلال و لا لاء وانتي عارف جلال بيغير ازاي 
شهد بغمزه:شاكلك وقعتي في شباكه بس عندك حق جلال بيغير اوي و الصراحه لازم تخافي على نفسك من غيرته دي
حياء ابتسمت بسعاده:تعرفي يا شهد انا بعشق غيرته بحس انه شايفني ملكه.. و من حقه لوحده بالرغم اني بحس اني همو"ت من الرعب لما بيغير لكن بكون فرحانه اوي 
شهد:احم احم يا أختاه انا سنجل راعي مشاعري
حياء اتكسفت و اخدت الموبيل اتصلت عليه و قالتله انها هتخرج مع شهد شويه و هتسحب فلوس لكن هو رفض و طلب منها تستناه لحد ما يجي يوصلها لكن بالعافيه اقنعته تروح لوحده و انها نفسها تخرج لان بقالها كتير مخرجتش
بعد كم ساعه في شقه جلال
شهد بانبهار:يلهوي يا حياء اي الجمال دا 
دا انتي مزه 
قالتها وهي باصه لحياء اللي لابسه فستان لونه اسود ضيق من الخصر قليلا ثم ينساب باتساع و نعومه واسع بدراع من الشيفون الناعم
حياء :بجد حلو؟ 
شهد:حلو اي بس دا جميل اوي انتي ازاي حلوه كدا والله العظيم احلى من العروسه كمان 
حياء ابتسمت ووقفت تبص لنفسها في المرايه بسعاده الفستان مكنش ضيق لكن جميل جدا عليها 
شهد:حياء جلال مع أيوب سبقنا على الفرح
حياء بسرعه:طب مين هيوصلنا وبعدين انا كنت عايزه يشوفه الأول عليا
شهد :والله العظيم جميل اوي و بعدين الفرح مش بعيد في الشارع اللي ورانا يعني عشر دقايق هنكون هناك بس بابا هيوصلنا ياله بينا 
حياء وقفت تظبط شعرها و شكلها 
بعد مده خرجت هي وشهد من البيت 
===((((أطفت شعلة تمردها)))))) ====
دعاء احمد 
الفرح كان في الشارع بطريقه شعبيه عاديه جدا لكن في مكان مخصص للبنات و مكان للرجاله
عشان تدخل لازم تعدي من طريق الرجاله قاعدين فيه
حياء ابتسمت وهي شايفه جلال قاعد على تربيزه مع جمال و شابين كمان
كان وسيم جدا لابس بدله سوداء شيك جدا
كانت بتمشي مع شهد بهدوء و رايحه تسلم على العروسه
جلال بصلها و هو بيمرر عينيه على فستانها و اد اي جميله لكن مش دا اللي همه 
كان حاسس بنيران بتغلي جواه وهو شايفها حاسس بالغيره من ان حد غيره يشوفها بالجمال دا بالرغم ان الفستان محتشم واسع لكن يبرز قوامها الرشيق بطريقه فاتنه
عمر 
(احد الشباب اللي قاعدين مع جلال وايوب و جمال)
:يلهوي مين المزه دي يا جمال؟ 
جمال بتكهم من طريقه عمرو:
يابني انت اي حيو"ان اتكلم عدل و بعدين قصدك مين على الله تكون عروسه نجوزك و نخلص من حوارتك
عمرو بهيام :ياريت والله البنت اللي لابسه فستان اسود وواقفه مع العروسه
جمال بلع ريقه برعب :انت تقصد اللي واقفه جانب شهد بنت الحج شريف 
عمرو: اه هي شفت صاروخ ار
لكن قبل ما يكمل كلامه وقع على الأرض و فجأه لقى اللي بيضر"ب باللكميه بقوه 
الناس اتلموا و كل الرجاله بقوا واقفين مش فاهمين في اي
جمال كان بيحاول يبعد جلال لكنه هو مكنش شايف ادامه من الغيره كأن في نار بتغلي جواه
بقى يضر"ب عمرو لدرجه ان وشه كله بقى ينز"ف
جلال بغضب عارم
=اتجننت يا روحمك اللي بتتكلم عليها دي تبقي مراتي طب و رحمه أمي لاخليك متنفعش لا راجل و لا حرُمه عشان تبقى تبص لحاجه تخصني
عند حياء
حياء باستغراب :هو في اي كلهم اتلموا كدا ليه
شهد:مش عارفه والله
طفل صغير:دا عمو جلال بيضر"ب الراجل التاني
حياء اترعبت وحسيت بخوف عليه كان روحها بتنسحب منها راحت ناحيته بسرعه جدا عدت من بين الواقفين
لكن وقفت مصدومه وهي بترجع خطوه وهي مرعوبه دموعها نزلت وهي شايفه بيضر"ب الشاب بغضب لدرجه انه هيمو"ته في ايديه
شهد بسرعه:حياء اعملي حاجه والنبي دا هيمو"ته
حياء راحت وقفت جانب جلال نزلت لمستواه و بتحاول تمنعه يضر"ب عمرو
حياء:جلال جلال بالله عليك سيبه و حياتي عندك تسيبه هيمو"ت في ايدك
جلال فاق من غضبه وهو بيبصلها بنظراته اللي دايما ترعبها
قام وقف و بهدوء وصرامه
:مفيش حاجه يا رجاله كملوا ليلتكم عيل و غلط و كنت بعلمه الادب
بص لحياء بحده و مسك ايديها و بيمشي من المكان بدون ما يتكلم وهي بتعيط و بتحاول تفهم منه أي اللي حصل
=======================
وصل أدام الشقه فتح الباب
:ادخلي....
حياء بخوف:جلال في اي
جلال من بين سنانه:ادخلي يَبقولك اي مسمعتيش
حس بملامحها بتتغير و بقيت شاحبه كالاموات
بعد دقايق 
حياء بدموع:ممكن اعرف بقى اي اللي حصل وليه ضر"بت الولد بالشكل دا
جلال بغضب و صوت جهوري :
عايزه تعرفي عملت كدا ليه بسببك 
ازاي تخرجي كدا عارفه الز'باله دا قال اي عليكي و بصلك ازاي 
حياء دموعها نزلت اكتر و هي مش فاهمه قصده
:جلال انا مكنش عندي حاجه احضر بيها و اختارت دا مع شهد بس مكنتش اعرف انك هتضايق اوي كدا 
جلال بعصبيه:ممكن تبطلي عياط و الفستان دا مش عايز حد يشوفك بيه تاني عشان محدش من حقه يشوفك كدا و لا حد من حقه يقول الكلام اللي اتقال دا غيري 
حياء بخوف:والله واسع و مقفول و طويل
جلال بمقاطعه : بس حلو اوي عليكي حلو لدرجه انك لفتي انتباه واحد حقير زي دا واحد بصلك بصه لو فهمتي قصده بيها هتشمئزي من نفسك بصى يا بنت الحلال عشان نكون على نور 
انا مش الراجل المتحرر انا مش د"يوث 
لا يا حياء انا بغير و غيرتي نا"ر ممكن تحر"ق اي حد يبصلك او يبص لجسمك بالطريقه دي 
حياء عيطت اكتر و مش عارفه تقول اي 
:انا.. مكنتش اقصد.. كل دا انا بس حبيت الفستان 
جلال اخد نفس عميق بيحاول يهدا
بيقرب منها وهو بيحضنها وهي بتمسك فيه بقوه و خوف منه هو لكن في نفس الوقت احساس بالأمان.... غريب
جلال بعدها عنه وهو بيمسك دموعها و بيبوس راسها
:حقك عليا حقك علي عيني بس مستحملتش كان هاين عليا أقت"له 
حياء:انا اسفه 
جلال :الغلط مش عليكي لوحدك شوفي يا حياء 
الطرفين عليهم غلط البنت مينفعش تكون متحرره و تقول للشاب غض بصرك 
طبعا انا مقصدش انك متعر"يه انا اسف على فظاعه الكلمه
و برضو ساعات كتير البنت بتكون متحفظه جدا في شكلها و لابسه لكن دي نفوس مريضه 
انا خايف عليك و اللي يبصلك بعيونه كدا أو كدا امحيه من على وش الارض
خالص بقى متعيطيش... حقك عليا
حياء مسحت ايديها وهي بتحضنه بقوه و عارفه انه صح 
جلال بأس راسها بقوه وهو بيضمها لصدره وبهمس مغوي و ابتسامه كأنه شخص تاني خالص
:الفستان هياكل منك حته
حياء رفعت وشها و بصتله بغيظ لقيته بيضحك ضر"بته في صدره 
:انا المجنونه برضو 
حياء صحيت من النوم لقيت نفسها في حضن جلال و هو محاوطها كأنه خايف تهرب ابتسمت وهي بتمرر ايديها على دقنه
حياء بهمس:غيرتك جنون يا جلال انا مش عارفه ازاي بحبك كدا
حاسه انك بتكن ليا مشاعر زي ما انا في مشاعر في قلبي ليك بس خايفه خايفه اوي اصحى في يوم القى ان دا كله حلم او انك تتخلى عني
بحبك اوي يا جلال اوي
انسحبت بهدوء من حضنه و هي بتاخد هدوم من الدولاب و بتروح للحمام
جلال قام بعد دقايق وهو مفتقد دفءها فتح عينيه و هو بيقوم
لكن سمع صوت صر"اخ قوي جدا كان صوت حياء كانت بتصر"خ بوجع
بدون ما يفكر قام بسرعه جدا و فتح باب الحمام لكن وقف مصدوم وهو شايفها قاعده على الارضيه و الد"م علي الارض بتنز"ف و ماسكه ايديها و بتعيط بهستريه
جري عليها وهو مش فاهم في اي نزل لمستواها
حياء بوجع وهي ماسكه كف
:أيدي يا جلال ااه أيدي بتنحر"ق مش قادره اااهه
جلال حاوط خصرها وهو بيقومها من على الأرض و بياخدوها ناحيه الحوض وهي ماسكه فيه و حاسه بالالم رهيب في ايديها
فتح المياه عليها وهي بتنز"ف لسه
جلال بفزع و رعب:من اي دا؟
حياء بوجع و دموع:علبه الشامبو
جلال طلع كلام دكتور جمال و قاله يبعت دكتور حر"وق بسرعه
دخل تاني ليها وهو ماسك علبه الاسعافات
بيحط قطن على ايديها و بيحاول يوقف النز"يف لكن هي كانت بتصر"خ من الالم اللي حاسه بيه
جلال كان حاسس بوجع و ضعف وهو شايفها كدا
شالها و طلع من الحمام بيروح ناحية الدولاب و بيطلع هدوم ليها و بساعدها تغير هدومها
بعد دقايق
بيوصل جمال و معه دكتور
جلال بيطلع يفتح ليهم و الدكتور بيدخل
جمال كان واقف برا
بعد عشر دقايق
الدكتور:متخافش يا جلال دا حر"ق بسيط بس لان المدام بشرتها حساسه نز"فت كتير بس هو ازاي الحرق دا حصل
حياء كانت سانده على صدر جلال و بارهاق
:علبه الشامبو كانت لسه بحط منها على أيدي لكن دا مكنش شامبو ابدا انا رميته على الأرض بعد ما نزل على أيدي و عمل فقاعات و كأنه مياه نا"ر
الدكتور :مياه نا"ر؟ في علبه شامبو دا ازاي
جلال بغضب :ممكن افهم ازاي دا حصل هو إهمال و السلام
حياء بصتله بعيون باكيه :انا معرفش دا حصل ازاي والله انا بستخدم نوعيه الشامبو دا دايما و معرفش ازاي ممكن يبقى فيها مياه نار لكن ازازه مياه النا"ر فعلا انا لحظت انها خلصت وانا مستخدمتهاش
جلال قام وقف بجمود و هو بيخرج مع الدكتور
حياء كانت خايفه من رده فعله دي
بصيت لايديها بحزن و هي بتفكر مين اللي عمل كدا
لحد ما دخل جلال الاوضه كان وهو متعصب و متضايق منها حياء بصتله باستغراب و هو سابها و دخل الحمام
كان بيدور علي علبه الشامبو كانت واقعه جانب البانيو انحني ومسكها و بقى يشم ريحتها كانت ريحة مياه نار اتعصب وهو بيرمي العلبه على الأرض و بيخرج لحياء وهو مش شايف ادامه
جلال بغضب وعصبيه :
ممكن افهم ازاي دا حصل معقول تكوني مهمله للدرجه دي اي و لا عشان ساكت توصل لحد كدا
حياء بخوف 
:جلال انت تقصد اي؟ انا معملتش حاجه.
جلال وهو بيحاول يهدي اعصابه :
ودا حصل ازاي يا هانم انطقي انتي عارفه كان ممكن يحصل اي ليكي لو المياه دي وقعت عليكي معقول وصل بيك الإهمال لدرجه انك تحطي مياه النار في علبه شامبو
حياء بسرعه :
جلال والله العظيم انا مش عملت كدا انا مش بستخدم الشامبو دا كتير بس اخر مره استخدمته كان فيه نصه و انا لايمكن اعمل حاجه متهوره زي دي وانا يعني مش سايبه دماغي في حته تانيه عشان انسى حاجه زي دي والله العظيم
جلال:ودا حصل ازاي؟
حياء بدموع وحزن:معر
جلال بغضب :اوعي تقولي معرفش دا بيتك لازم كل قشايه فيه تكوني عارفها ازاي متعرفيش
حياء بهستريه:
معرفش يا اخي معرفش
جلال اخد نفس عميق و بيقعد جانبها
:حياء اسمعيني انتي كان ممكن لا قدر الله تتشو"هي لو وقعت عليك تخيلي كنتي هتاخدي دش وقتها كان ممكن اي يحصل انتي مستوعبه لازم نعرف مين عمل كدا.
حياء بسرعه:أمك
جلال:وامي مالها يا حياء
حياء
:هي الوحيده اللي عايزه تاذ"يني
ما هو مدخلس الشقه غير امك و شهد و بابا وايوب و الهام وشم..
جلال :في اي؟
حياء:شمس شمس هي اللي عملت كدا انا متاكده
جلال بحده :وشمس هتعمل كدا ليه ان شاء الله و لا هو انتي بتتهمي اي حد و خالص شويه امي و شويه شمس...
حياء حست بالغير لانه بيدافع عنها بالطريقه من حقه مدام بيحبها
حياء بغضب و زعيق:
انا عايزه انام سيبني لوحدي طالما مش هنصدقني يبقى سيبني اتخمد
جلال بغيظ:
حياء دا مش اسلوب كلام احنا بنتناقش
حياء بغيره وشك :
لا يا سي جلال انت حتى مش هتصدقني يبقى سيبني اتخمد بقى و روح لحبيبه القلب المحموق عشانها اوي كدا وبعدين هو انا اي اصلا في حياتك
مش اخدت اللي انت عايزه واللي كنت هتطلقني عشانه
ثم تابعت بقهر و كبرياء وكذب
و خالي في علمك انا سلمتلك نفسي بس عشان وقتها كنت هتطلقني و ساعتها كنت هتتسبب في فضيحه ليا غير كدا عمري ما كنت هسمحلك انك تلمس مني شعره 
جلال حس بالاهانه و الصدمه من رده فعلها و بتلقائيه ضر"بها بالقلم:
جلال بغضب جحيمي :
قالتلك قبل كدا عمري ما مد أيدي على حته مني لكن لما تتجنني يبقى محتاجه حد يرجعلك لعقلك
وبعدين حبيبه القلب اي يا شيخه حرام عليكي تصدقي انك غبيه
و لأول مره يقف ادامي حد و يخليني اكره نفسي و اكره اني قربتلك اصلا
و انا كنت هطلقك عشان رفضك لوجودي في حياتك مكنتش عايز اغصبك على عليا مش الهبل اللي في دماغك دا بس تعرفي اول مره اندم على حاجه عملتها
انا سايبهالك و صدقيني اللي قلتيه دا هتندمي عليه
و بعدين مكنش في داعي تسلمي نفسك ليا عارفه دلوقتي محسساني اني اتجوزت بنت ليل 
قام اخد هدومه و غير و راح الوكاله
حياء كانت مصدومه و متضايقه من اللي قالته لانه هي بتحبه لكن غيرتها المجنونه عميتها حطت ايديها على وشها وبقيت تعيط دفنت وشها في المخده و وهي بتعيط و منهاره
لكن من التعب نامت في النهايه وهي مستسلمه
بعد تلات ساعات
حياء بتقوم على رنه الجرس كانت منهاره و شكلها متعب جدا كانت بتحاول تلم شعرها بس ايديها بتوجعها
حياء من جوا:مين؟
شهد:دا انا يا حياء افتحي يا حبي
حياء فتحت شهد اول ما شفتها شهقت بصدمه على شكلها و بتسندها و بتدخل الشقه
شهد :في اي يا حياء حصل اي لدا كله انتي كويسه
حياء قعدت على الكرسي و هي ساكته و موطيه راسها و بتمنع دموعها تنزل
شهد نزلت قعدت على ركبتها أدام حياء وبترفع ليها راسها
:حصل اي لكل دا؟
هو جلال زعلك..
حياء بدموع وغصه :انا مش عارفه مش عارفه يا شهد انا تعبت و بقيت اعمل حاجات مش عايزه اعملها و بقيت اقول كلام دبش انا مخنوقه اوي يا شهد
شهد بحزن:ليه كل دا
احكيلي هسمعك و اوعدك مفيش كلمه هتطلع
حياءبلهفه:شهد انتي بتشوفي علاقتي بجلال ازاي اقصد هو ممكن يحبني في يوم من الايام
شهد باستغراب:
غريبه السؤال دا يطلع منك انتي بس انتي لسه متعرفيش جلال
جلال عمره ما كان كدا
عمره ما سامح حد اذ"ه وانتي كنتي هتتسبب في مصيبه لكنه سامحك بسهوله جدا
جلال طول عمره بيحب الاكل مظبوط و لو في غلطه واحده كان يقلب الدنيا على شوقيه
و بالعكس لما اتجوزك كان بياكل وهو مبتسم و بيحاول ميبينش انه متضايق
جلال مبيكرهش في حياته حد اد اللي يعلي صوته عليه وانتي كنتي دايما تعمليها و هو بيكون من جواه مبسوط دا اخويا وانا عارفه
جلال مش بيحب المقالب وانتي مشاء الله كتله مقالب متحركه و بالعكس بيحب دا منك
جلال عمره ما ضحك من قلبه بس لما دخلتي حياته غيرتيها على العموم يا حياء جلال في النهايه جوزك يا حبيبتي و انا مش هقول اكتر من كدا مدام جلال لسه مقلش الكلمه اللي قلبك متلهف اوي كدا ليها
بس عايزاكي تعرفي انه راجل أفعال مش كلام
قومي بقى فرفشي كدا هعملك كوبايه عصير
على فكره جلال وهو نازل دخل صحاني مخصوص و طلب مني اني اطلعلك كمان شويه اطمن عليكي لان هتكوني نايمه وشكله عنده حق
حياء بقيت تلعن نفسها وتهورها و الكلام الاهبل اللي قلته ليه
بعد شويه
شهد ادتلها عصير وهي اخدت منه شويه صغيره
شهد:انتي وراكي حاجه.
حياء:البيت و الغدا معنديش حاجه تانيه
شهد:ادخلي ارتاحي جلال قال لشوقيه تطلع تنضف و تجهز الاكل هي و قال سبوها ترتاح
حياء كانت حاسه بصداع بيفرتك دماغها و اهتمامه بيحسسها بالذنب بس للحظات غيرتها كانت بتحر"ق قلبها
حياء:انتي امتحاناتك امتي
شهد :كمان تلت اسابيع ادعيلي صحيح انتي خريجه اي
حياء بعدم اهتمام:السن ترجمه 
شهد وهي بتحاول تخليها متفكرش:
هو انتي ليه مش بتتكلمي فرنساوي يا حياء من ساعه ما جيتي
حياء بحزن :دي وصيه ماما الله يرحمها كانت بتقولي اتكلمي عربي زي الناس اللي حواليكي عشان ميحسوش انك مختلفه
شهد بابتسامه :انتي فعلا مختلفه الله يرحمها ادخلي نامي يا حبيبتي 
وشوقيه هتطلع تنضف و متخافيش انا هجيب كتبي و اقعد اذاكر هنا لحد ما هي تخلص 
حياء بارهاق:تسلميلي يا شهد 
بس متلخيهاش تدخل اوضه النوم و لا حد يدخلها وانا هبقي انضفها لما اقوم
شهد بغمزه:اشمعني يا جميل
حياء ضحكت وهي بتضر"بها على دماغها:
احترمي نفسك وبعدين مفيش حاجه بس انا مبحبش حد يدخل وانا نايمه 
شهد:ماشي يا قمر ادخلي و متخافيش محدش هيدخل
حياء باشتياق:
لو جلال كلمك صحيني والنبي يا شهد عايزه اكلمه 
شهد:ماشي يا حياء ياله انتي شكلك تعبانه
حياء دخلت نامت و هي مش حاسه بالدنيا لكن حاسه بندم 
================
بعد ساعتين
شهد كانت بتذاكر في الصاله وشوقيه بتجهز الغدا بعد ما نضفت البيت
شهد فاقت على رنه موبيلها بتفتح تلقى جلال اللي بيكلمها
شهد:الوا ايوه يا ابيه
جلال بغضب من مشاعره:
ها يا شهد حياء عامله اي دلوقتي هي كويسه؟ لسه تعبانه
شهد:الصراحه مش كويسه بس دخلت تنام من ساعتين كدا 
جلال:
ماشي يا شهد سبيها نايمه و نص ساعه صاحيه تاخد المسكن بتاعها انا بهت الدوا مع خليل شويه و هيوصل نص ساعه بالظبط وتصحيها 
شهد:بس هي كانت عايزه تكلمك 
جلال بحده:
لا يا شهد سبيها نايمه و انا متكلمتش اصلا ياله عشان ورايا شغل ولو حصل اي حاجه كلميني انتي فاهمه
شهد:حاضر يا ابيه
قفلت معه وهي بترمي الموبيل على إلانتريه 
:معقول يا حياء مش فاهمه جلال و لا حبه ليكي دا واقع ربنا يهديكم
================
بعد شويه
حياء اخدت المسكن و نامت تاني لان فيه ماده مخد"ره نامت و هي مش حاسه بالدنيا 
شهد فتحت الباب و دخلت اطمنت عليها وان حرارتها مظبوطه 
قفلت الباب وراها و اخدت شوقه و نزلت 
بليل 
جلال رجع البيت و طلع على فوق على طول بعد ما طمن الحج شريف انها كويسه
فتح باب شفته كانت كل حاجه متوضبه لكن مفيش اي همس ليها 
فتح باب اوضتهم ولقاها نايمه كانت جميله لكن كل ما يشوفها يحس ب الاهانه وانه مستحقر قربه منها 
دخل ياخد شاور
حياء فتحت عنيها و هي سامعه صوت الدش حطت ايديها على دماغها بألم 
قامت اول ما شافت قميصه على إلانتريه 
فضلت واقفه أدام الحمام 
خرج جلال وهو بينشف شعره بصلها بلامباله و خرج من الاوضه
حياء:جلال انا.. 
جلال:ششش مش عايز اسمع صوتك مش طايق اسمعه
و متخافيش من النهارده هنام في اوضه الأطفال عشان متحسيش نفسك مجبوره عليا 
قال كدا وخرج من الاوضه 
حياء جريت عليه و مسكت ايديه بقوه بالرغم احساسها بالالم في ايديها
:انا اسفه و الله العظيم انا غبيه صدقني مكنتش اقصد الكلام دا 
جلال مسك ايديها و بعدها عنه 
:ادخلي نامي 
انتي اللي قلتيه دا خسرنا حاجات كتير كانت موجوده بينا امشي يا حياء 
حياء بدموع:
 اضر"بني رعق فيا بهدلني لكن سامحني
جلال ضحك بصخب وصوت عالي و هو بيحاول يداري لمعه الدموع في عيونه
:اسامحك على اي هو انتي عملتي اي يعني 
اهانتي كرامتي بس عارفه اي السبب يا حياء اني مكسرتش دماغك من اول ما هربتي لا جيت زي الاهبل و سامحتك و دفعت عنك و انتي.... 
اخلي نامي يا حياء لان من هنا و رايح حياتنا تعرفي ان انتي اللي نهتيها... 
سابها و دخل اوضه الأطفال و هي واقفه بتلعن نفسها و بتخبط على باب اوضه لكن هو مفتحش و لا يمكن يفتح 
حياء قعدت على الأرض وهي سانده ضهرها للباب لحد ما نامت 
جلال كان بيد"خن بهستريه وهو مش بيشرب الا لمآ يتعصب او يغضب بشده الاوضه كانت كلها د"خان حاسه انه عايز يصر"خ من الالم اللي حس بيه بسببها 
وهو بيفكر ان علاقتهم بقيت بالشكل دا بالرغم انه عشانها استحمل حاجات كتير 
جلال حس انه بيتخن'ق من د"خان السجاير قام بيفتح باب الاوضه و بيطلع لكن بيقف وهو شايف حياء نايمه وهي ضمه نفسها وسنده على الجدار كانت جميله جدا و رقيقه زي عادتها
ابتسم بحزن و خيبة امل وهو بينزل لمستواها و بيبصلها بحزن و ألم
جلال لنفسه:
معقول شايفني ز'باله للدرجه دي اعمل فيكي اي عقلي بيقولي امسكك ارنك حته دين علقه تعلمك ان الله حق
و قلبي بيقولي اسمعك حاسس انك خايفه و مخبيه حاجه.. ياترى لسه مش واثقه فيا
هيفرق معاكي اوي انك تسمعي الكلمه دي
طب هو مش واضح من افعالي اني بحبك
ولا انتي اصلا مش عايزه وجودي في حياتك انا تعبت منك يا حياء تعبت و قلبي بقى يوجعني
عارف و متأكد ان اكيد حد حطلك مياه النار في الشامبو و انك اكيد مش مهمله لدرجه انك تاذي نفسك بس خايف أصدق انها امي
أنا انخدعت في ناس كتير يا حياء و لمآ تيجي من امي كمان هتوجع اوي بس اهانتك ليا مش هنساها كان نفسي ابني معاكي بيت مليان حب و اولاد لكن شكلنا هننهي علا"قتنا قبل ما تبدا
قام شالها و دخل اوضتهم حطها في السرير وطلع من الاوضه
قعد في الصاله و حاول ينام على إلانتريه وهو بيفكر هيعمل اي لحد ما يطلقها
تاني يوم الصبح
صحيت حياء بكسل وهي بتتقلب في السرير بتقوم بسرعه بتخرج من الاوضه و بتدور عليه
حياء بلهفه :جلال جلاال...
لكن مكنش موجود دخلت اوضتهم تاني لكن استغرب ان الدولاب بتاعه في هدوم ناقصه منها
حست انها خايفه و مرعوبه انه يكون سابها و ردلها اللي عملته فيه
في الوقت دا وصل اشعار على موبيلها بوصول رساله 
اخدت الموبيل بسرعه جدا يتلقى رساله صوتيه على الواتس اب من جلال 
(عندي شغل في الجمارك في بورسعيد هفضل في اي أوتيل مش هرجع الا بعد شهر و ساعتها لما ارجع هتعملي مشكله معايا و هتقولي انك مش حابه تكملي معايا و اني مش مناسب ليكي وقتها هطلقك و اظن تبقى ارتاحتي مني 
و نقفل الصفحه دي لان معدتيش تفرقي معايا) 
حياء دموعها نزلت و هي بتبعتله فويس
(جلال ارجوك انت لازم ترجع انا مش هعرف اقعد شهر كامل بدون ما اطمن عليك و بعدين انا في كلام كتير لازم تسمعه ارجوك) 
جلال سمع المسدج و قفل موبيل وهو بيسوق عربيته في طريقه لبورسعيد
فضلت ترن عليه طول اليوم لكن بدون امل او فايده لحد ما فقدت الأمل انه يكلمها هي عارفه انها غلطانه لكن كان غصب عنها 
مر تلات اسابيع مفيش اي كلام بينهم 
حياء كانت نايمه في اوضه النوم بيفتح الباب ببط جدا و بيدخل بهدوء للمكان زي ما اتعود طول التلات اسابيع كل يومين بيجي من بورسعيد بليل بعد ما الكل يكون نام حوالي الساعه اتنين بيكون وصل البيت
دخل اوضه النوم كانت ضلمه مفيش غير نور الاباجوره حياء كانت نايمه وهي حاضنه وسادته 
قعد جانبها وهو بيبصلها باشتياق غريب ميعرفش اي اللي بيخليه يفضل رايح جاي بين اسكندريه و بورسعيد عشان يقعد معها ساعه واحده و يتفرج عليها وهي نايمه و بمجرد ما يحس انه هتصحي يمشي بدون ما يسلم على امه او اخته او حتى يعرف حد انه جيه طول التلات اسابيع على نفس الحال 
جلال بينزل ايديه يلمس وشها بحنان و بهمس 
:لو عماله لي سحر مش هيبقى حالي كدا يا حياء حاسس ان مش انا 
اعمل فيكي اي بس يا حياء اعمل اي يارب 
ياريتني ما قابلتك وحشني ضحكتك و جنونك و المقالب السخيفه بتاعتك وحشني اسمع رنه خلخالك كل يوم الصبح 
مال عليها و بأس راسها لكن حس بحركتها 
حياء كانت اخدت منوم عشان تعرف تنام و متفكرش فيه 
استنى دقيقه لقاها نايمه بعمق اتمنى لو يقدر ينام و يرتاح زيها بدون ما يفكر فيها
لكن حين يجافي النوم عينيك و تفكر في شخص ما وبشده في ضحكته و جنونه في حزنه وغضبه اعلم انك واقع في العشق.... 
طبع بوسه على خدها وهو بيستنشق عطرها دقايق حتى لم يدرك مدتها
قام بسرعه قبل ما الفجر يأذن و سابها و خرج وهو بيقفل الباب وراه كويس بينزل و بيركب عربيته في طريقه لبورسعيد تلات ساعات في الطريق
مر اسبوع لكن في مع اختلاف انه مش بيقدر يسافر و لا يشوفها طول الاسبوع لكن بيطمن عليها دايما 
في الموبيل 
جلال بلهفه واشتياق:هي عامله ايه يا شهد طمنيني عليها. 
شهد :والله يا ابيه مش بتنزل من الشقه خالص و كل ما نقولها تعالي اقعدي معانا تقول انا مستنيه جلال و مش هسيب بيتي
و يدوب بتاكل بالعافيه انا بقعد أقنعها انا وبابا 
بس الصراحه اليومين الاخرنين دول انا مركزتش معها اوي عشان امتحاناتي يدوب بطلع الصبح اطمن عليها و انزل
والصراحه هي بتهمل في أكلها و اهتمامها بنفسها 
و دايما ساكته و زعلانه.. هو اي اللي حصل يا ابيه و حضرتك هترجع امتى فاضل اسبوع على عيد الأضحى 
جلال بجديه:شهد معليش اطلعي تطمني عليها و ياريت لو تفضلي معها و انا كلها كم يوم و ارجع 
شهد :ابيه ممكن تسمعني
جلال بهدوء:اتكلمي يا شهد
شهد:شوف يا ابيه.. حياء خايفه من حاجه و دا واضح اوي غير كدا هي بتحبك بتحبك اوي كمان بس في حاجه جواها مخليها مش عارفه تفرح 
جلال بسخريه :بتحبني؟!!! ماشي يا شهد على العموم انا هحاول اخلص بسرعه و ارجع و ذكرى كويس يا حبيبتي
شهد بخوف:والله مرعوبه يا بيه لكن ان شاء الله خير كله على الله 
جلال:و نعم بالله ربنا معاكي يا قلبي هقفل انا دلوقتي عشان عندي شغل
شهذ: ماشي يا ابيه بس ياريت تكلم حياء تطمنها عليك لأنها هتتجنن 
جلال:ان شاء الله مع السلامه 
شهد :مع السلامه... 
قفل معها و قلبه بيقوله كلامها لكن عقله رافض
جايز باللي بيعمله دا بياذيها لكن يمكن تفوق و تفهمه في اي لما يرجع
عند حياء الساعه واحده ونص بليل
ساكته مش بتتكلم قاعده في البلكونه بتحاول تلهي نفسها عن التفكير فيه البلكونه ضلمه بتتفرج على البحر من بعيد
بترفع عينيها و هي بتبص للسما و بتاخد نفس عميق 
لكن لفت انتباهها صوت قفز قوي 
بتقوم و بتبص من البلكونه لكن بتحط ايديها على بوقها وهي شايفه اتنين بينطوا من سطوح لسطوح و شكلهم غريب 
لاحظت انهم وقفوا و واحد بيشاور على شقه معينه و بتلاحظ تحركهم في انهم يوصلوا
حسيت بالخوف وهي شايفه الشخص التاني بيشاور على شقة جلال و بيتكلموا 
رجعت لوراء خطوتين و هي بتاخد موبيلها و بتدخل اوضتهم بسرعه و بتقفل البلكونه من جوا لكن هي من الازاز 
بدون ما تفكر فتحت الموبيل و اول اسم موجود في قائمه الاتصالات كان اسم جلال
بقيت ترن عليه وهي خايفه و سامعه اصوات برا 
عيونها اتكَومت فيها الدموع و هي بترن عليه لكنه مش بيرد 
.. جلال كان نايم سمع رنة الموبيل قام مسكه و فضل مستني يرد و لا لاء لكن بعد عده محاولات انه يتجاهلها قلبه مطاوعهوش
جلال بحده:بتتكلمي ليه دلوقتي عايزه اي؟ 
حياء كانت بتترعش و هي بصه للبلكونه بخوف و مش عارفه ترد
جلال:حياء ما تقولي عا
حياء بمقاطعه و دموع:جلا جلال في حد.. في
جلال بخوف وقام بفزع من على السرير :
حياء في اي اتكلمي
حياء:في اتنين شكلهم غريب انا شفتهم وهما بينطوا من على السطوح و شكلهم حر"اميه
جلال بسرعه:حياء اسمعيني انزلي دلوقتي حالا تحت عند ابوكي و انا هكلمه يطلعلك بسرعه اتحركي
حياء مكنتش عارفه تتحرك و لا كأنها سامعه 
لحد ما زعق فيها بغضب 
:قلتلك انزلي اي مبتسمعيش انزلي 
حياء مسحت دموعها و هي بتاخد مفتاح الشقه و بتنزل منها 
جلال فضل يرن على الحج شريف لحد ما رد عليه
الحج شريف بنوم و صدمه:
جلال في اي يا ابني ح
جلال بسرعه و زعر :
حياء نازله دلوقتي افتح لها بسرعه 
في الوقت دا جرس الباب رن 
الحج شريف قام وهو مفزوع 
نواره:في اي يا شريف... مين جاي دلوقتي؟ 
شريف طلع بسرعه وفتح لحياء و هي دخلت بسرعه
شريف :في اي يا حياء
حياء بهدوء :في حد.. في... 
شريف :اهدي اهدي و ادخلي متخافيش
جلال بلهفه :هي معاك دلوقتي؟ 
شريف:ايوه يا ابني معايا بس مش على بعضها حصل اي؟ 
جلال:انا بعت لجمال و هو يجي دلوقتي ومعه رجاله هيطلعوا يشوفوا في اي 
اهم حاجه حياء تولع الشقه باللي فيها
بعد مده
جمال و الرجاله مسكوا اتنين كان بيته'جموا على شقه جانب شقه جلال الشهاوي مستغلين عدم وجوده في اسكندريه كلها لان محدش يتجزأ يعمل كدا في وجوده
شهد باصرار:يا حياء هتروحي فين باتي هنا النهارده يا بنتي انتي مش خايفه
حياء:يا شهد مش هعرف انام هنا انا هطلع شقتي و بعدين هما مسكوهم
شريف بغضب :حياء مفيش بيات فوق الا لمآ جوزك يرجع انتي فاهمه و بعدين دا بيتك برضو اظن كلامي واضح
حياء بهدوء 
:حاضر يا بابا بعد اذنك هدخل انام 
شريف :
ربنا يهديكِ يا بنتي و يرجعك بالسلامة يا جلال
حياء دخلت اوضتها القديمه ووراها 
شهد:
حياء انتي كويسه؟ 
حياء :حاسه اني عايزه.. 
قالت كلمتها وهي بتجري على الحمام تتقيا
قفلت الباب وراها و هي حاسه برغبه قويه في الغثيان وبطنها بتوجعها 
شهد من برا:حياء افتحي الباب يا حبيبتي مالك؟ 
حياء غسلت وشها و طلعت و هي دايخه
شهد سندتها و بتساعدها تنام
شهد:حياء انتي كويسه. 
حياء بارهاق:اه بس عايزه انام 
سبيني لوحدي يا شهد 
شهد:ربنا معاكي يا قلبي 
انا هروح اوضتي لو احتاجتيني ناديلي على طول
حياء وهي بتغمض عينيها و بتحاول تنام:ربنا ما يحرمني منك
==========
أطفت شعله تمردها 
دعاء احمد 
الصبح 
جلال وصل البيت وهو متلهف يشوفها و خايف عليها يكون حصلها حاجه
هو بمجرد ما قفل معاهم جهز نفسه و رجع اسكندريه 
وصل الحاره طلع بيته على طول بدون تفكير لكن قبل ما يطلع 
نواره وقفت على باب شقتها بغضب 
:في اي يا جلال مش قادر على بعدها طالع ليها بدون حتى ما تسلم على امك 
خالص بقيت خاتم في صبعها 
جلال بهدوء:مالك بس يا ست الكل و بعدين اي خاتم في صبعها دي... 
حياء تبقى مراتي و لازم اطمن عليها بعد اللي حصل امبارح
نواره:
اطمن اهي دي القرده
لكن المشكله مش في اللي حصل امبارح
ثم تابعت بكر"ه
:مراتك حامل يا جلال
جلال بلع ريقه بصعوبه بيحاول يستوعب اللي قالته لكن ظهر على ملامحه ابتسامه واسعه
:انتي بتقولي اي يا أمي عرفتي ازاي و امتى الكلام دا
نواره:
امبارح و بعدين دي حاجه عاديه ممكن تعرفها لما تشوف الأعراض اللي عندها 
اهي فوق باتت هنا امبارح و الصبح طلعت شقتها
جلال طلع بسرعه جدا السلم وهو متلغبط و مش عارف المفروض يعمل اي
============
حياء كانت واقفه في المطبخ بتعملها حاجه دافيه تشربها لأنها حاسه انها اخدت دور برد على المعده لأنها كانت بتقف كتير في البلكونه حتى لو لسه واخده دش بتطلع تقف في البلكونه 
جلال فتح باب الشقه و دخل 
حياء سمعت صوت الباب بيتقفل راحت تشوف مين 
كان واقف ادامها و هي بتبصله و ساكته
حياء بهدوء مزيف رغم رغبتها في البكا:حمدلله على السلامه اي افتكرت ان ليك بيت و واحده خدامه مستنياك هنا 
جلال بهدوء:اي اللي طلعك مش قلتلك تفضلي تحت لحد ما ارجع
حياء بغيظ و غضب وهي بتقف ادامه و بتمسكه من ياقه قميصه بغضب 
:ليه؟ ليه المفروض اسمع كلامك ليه المفروض اكون المطيعه لليه
انت عارف انت عملت اي يا جلال
انت سيبتني لوحدي انت عارف انا مريت بايه في غيابك 
عارف انا كنت خايفه ازاي ليه اسمع كلامك و انت هتمشي في اي لحظه و تسيبني 
جلال :
اي دا هو وجودي بيفرق معاكي اوي كدا... مش قلتي انك مش عايزاني مش قلتي انك كنتي مجبوره عليا 
ليه مهتمه اوي بوجودي
حياء بصوت عالي :
عشان انت جوزي عشان انت الوحيد اللي بحس بامن في وجوده عشان معنديش حد يهتم بيا غيرك
عشان انا وانت المفروض واحد 
جلال بوجع:
افتكري كلامك افتكري قلتي اي 
انا سلمتلك نفسي بس عشان متطلقنيش ولا تتسبب ليا في فضيحه
دا كان كلامك ولا بتبلي عليكي 
مفيش راجل في الكون يتحمل اللي قلتيه دا يا حياء 
عارفه عملتي اي جبتي س'كينه تلمه و د"بحتيني بيها
حياء بدموع و هستريه:
عشان انت وجعتني افهم ارجوك انا بحبك و فكره اني سد خانه لوحده تانيه بتوجعني عارف طول المده اللي فاتت دي انا قضيتها ازاي
عارف كل يوم كنت بستناك ازاي انت سبتني لوحدي 
عارف يعني ايه اكون معاك وانا عارفه انك بتفكر في غيري 
اي ست على وش الكون هتمو"ت من الو"جع دا 
جلال بعدم فهم:
انتي بتقولي اي.. سد خانه اي وواحده تانيه مين انطقي
حياء وهي بتبعد عنه وبتمسح دموعها
:شمس حبيبه القلب اي هتنكر حبك ليه
عارف يا جلال انا كل يوم كنت بقول يارب اهدي قلبه ليا انا و مع ذلك فضلت تحبها و يوم ما جبت سيرتها و قلتلك انها اللي عملت كدا قلت اني بتبلي عليها ليه يا جلال هو انا ليه شايفني وحشه كدا 
جلال :انتي بتقولي ايه شمس اي اللي بحبها مين قالك الكلام العبيط دا
حياء بسخريه:أمك اي هتكدبها
تحب تسمع باقي الحكايه عشان انا تعبت و انا بحاول اتاقلم
انا عارفه موضوع الوكاله و عارفه سبب جوازك مني تقدر تنكر دي كمان
بس عارف انا قلت و ماله عايز يكبر شغله بس مدام هي عاملني كويس اي المشكلة 
بس انك تكوني معايا و لسه بتفكر فيها فأنت بتظلمني يا جلال
جلال :وكالة اي؟ انتي فاهمه اي بالظبط و بعدين شمس مين اللي بفكر فيها.. حياء بالله عليكِ اقعدي كدا و احكيلي اللي حصل
حياء:هتفرق معاك اوي
ماشي يا جلال خلينا نتكلم 
جلال مسك ايديها و قعد على إلانتريه وهي جانبه
حياء بدأت تحكي له كل اللي حصل يوم الصباحيه لما نواره طلعت و كلامها عن الوكاله و انهم لازم يصفوا النفوس
جلال كان بيبصلها وهو مصدوم و فهم هي ليه هربت و ليه قالت الكلام العبيط دا و ازاي سليمان عرف ان حياء هتخرج في الوقت دا 
وان اكيد امه هي اللي اتفقت معه
حياء خلصت كلام و مسحت دموعها 
جلال بانتباه بالرغم وجعه من امه
:وانتي مصدقه اني اتجوزك عشان كدا
و شايفه اني بحب شمس 
حياء وهي بتخبي وشها بكفوف ايديها :معرفش انا تعبت انا من يوم ما اتجوزتك و انا خايفه
جلال بهدوء:
مدتكيش الأمان الكافي وانتي معايا
حياء بخجل وصراحه مطلقه :
المشكلة اني محستش بالأمان الا وانا معاك و في حضنك انا كنت بخاف اخسرك وواضح اننا خسرنا بعض فعلا 
انا مقدره حبك لشمس بس مش هقدر اكمل كدا انا حاسه اني بمو"ت بالطريقه دي
عايز تتجوزها انت حر لكن طلقني 
جلال بيمد ايديه يرفع وشها وبجديه :
حياء النهارده هنعمل عزومه كبيره شمس و امي و الحج شريف كلهم هيكونوا موجودين عشان نقفل الموضوع دا 
حياء و دموعها نزلت :
اي هتعمل حفله عشان تطلقني 
على العموم الف مبروك و اتمنى لك ان تلقى مع شمس اللي ملقتوش معايا
جلال مسك ايديها بقوه:
انتي كويسه.. 
حياء بقوه 
:اه كويسه هكون مالي يعني
جلال بهدوء:
امي قالت انك تعبانه و انك حامل
حياء شهقت بصدمه وهي بتبعد ايديه
:بس.. بس انا مش حامل 
متخفش اوي كدا مش هكون حامل و اخليك تلتزم بقيود الجواز وانا عارفه انك هتطلقني
جلال :انتي بتقولي اي بس 
انتي عملتي اختبار الحمل؟ 
حياء هزت راسها بمعنى لا وهي بتفكر في ايديها بتوتر
جلال بهدوء:انا هتصل بدكتوره تيجي تكشف عليكي 
حياء سابته وقامت دخلت اوضتهم وهي نفسها تكون حامل لكن برضو خايفه تضيع حياتها معه بالطريقه دي
=============
بعد ساعه 
دكتوره هدي:لا اطمنوا انتي كويسه الحمد لله دا دور برد على المعده واضح انك بتقفي في الهواء كتير
حياء بخيبه امل:فعلا يا دكتور
جلال بخوف:معليش يا دكتور أصلها عنيده شويه المهم هتكون كويسه؟ 
دكتورة هدي:ان شاء الله انا هكتب لها على شويه ادويه و فيتامينات و ان شاء الله تكون كويسه 
انتم متجوزين بقالكم اد اي
جلال :شهرين 
دكتور هدي بابتسامه:و بتفكروا في الخلفه من دلوقتي على العموم لو عايزين تطمنوا ممكن تيجوا العياده و نعمل شويه اشاعات 
حياء بحزن:مالوش داعي يا دكتور 
جلال بهدوء:اتفضلي معايا 
الدكتوره خرجت و معها جلال 
============
أطفت شعله تمردها 
دعاء احمد 
بليل 
حياء قامت من النوم بكسل و هي خايفه من اللي هيحصل كمان شويه و انه هيطلقها أدام الكل قامت غسلت وشها و اخدت دش 
قررت تكون جميله و متظهرش انه حتى متضايقه وقفت أدام الدولاب ثواني و ابتسمت وهي بتاخد فستان ابيض منقوش زهري جميل و خفيف 
دخلت غيرت و وقفت أدام المرايه بالظبط مكياجها 
فتحت الدرج و طلعت الخلخال لابسته 
فستانها كان لبعد الركبه واسع باناقه
كانت مندمجه جدا لدرجه انها ملاحظتش اللي واقف بيتابعها و نبضات قلبه تزداد وتتسارع
ابتسمت وهي واقفه أدام المرايه و شايفه نفسها اد اي جميله 
لكن تسمرت مكانها وهي شايفه انعكاس جلال في المرايه فضلت تبصله بتركيز كأنها بتشبع عيونها لآخر مره منه 
جلال ابتسم وهو بيقرب منها بيلف ايديه حوالين خصرها و بيرفعها 
حياء بخجل:في اي.. 
جلال بابتسامه :هو انتي ازاي جميله كدا 
حياء :انت.. انت هتطلقني مينفعش كده ابعد يا جلال 
جلال ابتسم بخبث وهو بيمسك ايديها و بيخرج الكل كانوا موجودين 
شهد :اوبا اي الجمال دا يا مزه
حياء ابتسمت جلال بيكون محاوطه خصرها و هو مبتسم و بيبص لأمه بنظرات ذات مغزي
الحج شريف :اخيرا كويس انك رجعت يا جلال كنت مفتقد ضحكتك دي يا بنتي
جلال:اامم نتكلم في المهم 
حياء حسيت بقلبها اتقبض بقوه بتحاول تبعد لكنه بيكون محاوطها بقوه مش سامح ليها تبعد
جلال:حج شريف كنت عايز اقولك ان بنتك
حياء غمضت عنيها وهي منتظره كلمه الطلاق لكن فتحت عنيها ببط 
:بنتك أجمل و أرق و أطيب خلق الله
وانا لو عشت عمري كله هفضل حاسس ان عمري قليل عليها  
بس حابب أسألك سؤال مكنتش اتمنى اقوله أدام الكل
شريف:اسأل يا ابني
جلال:اليوم اللي طلبت فيه ايد حياء وقتها اتكلمنا في موضوع الوكاله الكبيره صح
شريف:ايوه وانت وقتها قلت انك عايز حياء مش فلوسها و صممت تكتب مهر اتنين مليون و مؤخر خمسه مليون و قلت انك عايزها هي
حياء بلهفه :يعني اي؟ 
جلال وهو ينحني يقبل راسها:
يعني انا شاريكي انتي يا حياء
بص لأمه المتوتره جدا و بحده وقهر:
ايه يا امي مش سامع صوتك متتكلمي و تقولي انك كنت ناويه تخربي بيتي ها 
يا ترى كنتي مبسوطه وانتي بطلعي ابنك نصاب و حر"امي أدام مراته
كل دا ليه... ليه مش قادره استوعبي ان دي مراتي 
و بسببك حياء مشيت يوم الصباحيه لا و ايه مثلتي كويس اوي انك مصدومه من هروبها
و انتي برضو اللي قلتي لسليمان الشهاوي انها خرجت و خط"فتوها كنتي ناوين تعملوا فيها اي؟ 
تنه"شوا في عرضها و تقت"لوها لا و بعد كدا تقولوا انها هربت و تعملوا فضي"حه لا بجد برفوا... 
طب مفكرتش انها عرضي و شرفي 
مفكرتيش ان عندك بنت زيها و لولا حياء الز'باله اللي اسمه سيف كان ممكن يعمل اي في شهد... 
شريف بصدمه :انت بتقول اي يا جلال
اتكلم نواره مالها بكل دا
جلال بقوه رغم حزنه:امي هي السبب في كل دا امي هي اللي عملت كل دا
حياء كانت بتعيط وهي حاسه انها هتفقد الوعي مسكت في قميصه بخوف انها تقع لكنه شدد على احتضانها و بهمس:اهدي يا عمري لسه مخلصتش
شريف ضر"ب نواره بالق"لم بقوه لدرجه انها نز"فت :يا بنت ال... بقى انا عشت كل السنين دي مع واحده الحقد ماليها كدا منك لله منك لله يا نواره 
بسببك ضيعت البنت الوحيده اللي حبتها و بنتي كانت هتضيع مني 
خالص مبقالكيش عيشه معايا روحي وانتي طالق بالتلاته و محرمه عليا ليوم الدين منك لله منك لله 
جلال بالرغم كل دا كان واقف ثابت بس جواه ألم يكفي انك تنهار 
شمس كانت بتابع الموقف بغيره من خوف جلال عليها وطريقته المحاوط بيها خصرها 
جلال بحده:صحيح يا شمس مش حابه تعرفي انتي ايه بالنسبه ليا و كويس ان حياء موجوده عشان تسمع هي كمان كويس
حياء وشها شحب بحزن لكن كانت حاسه بأمان في طريقته
شمس بتوتر:اي يا جلال؟ 
جلال بخشونه و كر"ه
:خطوبتي منك هي اكتر خطوه بندم عليها.. لو بأيدي ادفع عمري كله و امحيكي من حياتي ... انتي الانسانه اللي بدعي لا ربنا اني لا اقابلها دنيا ولا آخره.. انا بشكر ربنا اني فسخت خطوبتي منك ازاي أمن نفسي مع وحده زيك واحده لا عندها خشا و لا ادب
انا لسه فاكر كل لحظه حصلت ايام خطوبتنا و حقيقي بشكر ربنا اني سيبتك... انا لو هئتمن واحده في يوم على اسمي هتكون حياء بالرغم انها عشت عمرها برا مصر الا انها اسم على مسمى خجلها نعمه بحمد ربنا عليه كل يوم 
وجودها في حياء هديه من ربنا 
بالرغم اي حاجه عدينا بيها لكن فضلت زي ما هي قلبها ابيض لا تعرف خبث و لا ملوعه و يوم ما حست انها في مكان مش مناسب قررت تمشي مش تفضل تحاول مع شخص ممكن يكون في قلبه مشاعر لغيرها مش بجحه زيك
مش عايز اشوفك تاني عشان قسما بالله لو حاولت تدخلي حياتنا هتندمي 
لأن قلبي ملك لوحده بس وهي مراتي 
شمس بصت لحياء بغضب و بتقرب منها عشان تضر"بها لكن جلال شد حياء وراه ووقف بينهم و فجأه انحني أدام شمس بخشونه بطريقه فظعتها وهو بيمسكوها من شعرها 
جلال بغضب وعصبيه :حاولي بس تلمسي شعر منها و قسما بالله هتندمي 
شمس كانت بتعيط من الوجع جلال زقها بعيد عنه وهو بيبصلها باشمئزاز و بجديه 
:اظن كل واحد عرف مقامه حياء مراتي وهتفضل طول عمري على ذمتي 
نواره كانت بتبص لحياء بطريقه مرعبه و هي بتقسم انها هتعمل كل حاجه عشان ترجع جلال ليها و تبعده عن حياء 
مشيت و سابتهم و وراها شمس 
حياء كانت بتعيط بس المره دي بسعاده 
شهد كانت بتعيط شريف اخدها و نزلوا 
============
جلال بهدوء:ممكن اعرف بتعيطي ليه دلوقتي 
حياء :مش عارفه بس انت مكنتش لازم تقول كل دا انت 
جلال بابتسامه :انا بحبك
حياء بصتله وهي بترمش بعيونها بذهول حست ان نبضات قلبها انحبست 
:انت قلت اي... انت.. بتحبني انا 
انا يا جلال
جلال ابتسم وهو بيحضنها بقوه 
:بحبك انا بعشقك
من اول يوم شفتك فيه في السوق 
شفت بنت واثقه من نفسها 
شفت لمعه حياه في عيونك 
ثقه مش موجوده في اي وحده غيرك
و كل لحظه حبي ليكي بيزيد 
لما حد يقرب منك أو يلمس ايديك كنت بحس بنار جوايا كأني نفسي اخبيكي جوايا من عيونهم 
فاكر كل لحظه عشنها سوا و كل خنا"قه
فاكر يوم المحفظه لما بقيتي تقربي مني حسيت بحاجه غريبه جوايا عشان كدا كنت متلغبطه و حبستك في البيت لكن انتي مهتمتيش و خرجتي يوميها قابلتك على المرسا في المكان اللي بقعد فيه كنت واقف بعيد بتفرج عليكي وانتي بتحاول تركبي علي مركب الصيادين
لكن كنت عارف ان المركب دي بيحصل فيها تصليحات كنت خايف تاذ"ي نفسك عشان كدا جيت ومسكتك و انتي وقتها جريتي
في شهر رمضان كنت بحب اطلع افطر معاكي عشان اشوفك و انتي بتاكلي بسرعه كان شكلك مضحك اوي بالرغم ان دايما كنت بلوم نفسي اني مش قادر اغض بصري عنك 
يوم الكب" اريه اول ما الحج كلمني في موضوع الجواز لقيت نفسي بفكر فيكي 
كنت بحب اشوفك في شهر رمضان اوي كنت ببقى جاي تعبان من الشغل و شوفت ابتسامتك كانت بتخليني احس اني في الجنه... 
بحبك يا حياء 
حياء كانت بتعيط من الفرحه و بسرعه 
:وانا بعشقك 
جلال كان واقف في الوكاله أدام عربيات بتنقل القماش لجوا الوكاله 
جلال وهو ماسك دفتر بيراجع الأنواع اللي بتنزل من العربيه
=كدا المخزن نقص منه الكتان و الحرير 
خليل بايجاب :
فعلا بس احنا اخدنا الكميات دي و وزعنها على المحلات اللي تخصنا و كمان الحج غنيم طلب كميات كبيره من الحرير و لو وزعناله الكميات اللي هو طالبها هيبقى عندنا نقص في الحرير اكلمه اقوله يشوف من اي وكاله تانيه
جلال قفل الدفتر و دخل الوكاله ووراه خليل
جلال بجديه
:كلمه وقوله يجي ياخد الكميات اللي محتاجها و كلم العمال في المخزن الصغير يجهزوا الكميه محدش يقرب من المخزن الكبير
خليل
:بس كدا هيكون عندنا نقص في الحرير و دا مطلوب دايما و اشمعني المخزن الصغير الكبير في كميات اكتر بكتير
جلال وهو بيشمر كم قميصه و بجديه
=احنا داخلين على عيد و لما نحاسبه دلوقتي هنحاسب على سعر الحرير دلوقتي هيحاسب على سعر الحرير دلوقتي و سعره غالي و واضح انه معندوش حرير في مخازنه و هو اكيد عارف انه مش هيلقي في خامتنا 
وبعدين انت فاكرني كنت بعمل اي في بورسعيد الشهر اللي فات كله
خليل بذهول:انت تقصد ان في شحنه حرير جايه من بورسعيد و بالسعر القديم قبل ما سعره يشد
جلال بابتسامه :بالظبط كدا عشان كدا بقولك فضي المخزن الصغير و اد للحج غنيم اللي هو عايزه و الشحنه اللي جايه نحطها في المخزن
خليل بسعاده:الله عليك يا سي جلال و على دماغك اللوز دي
جلال:الله كريم كنت متأكد ان سعر الحرير هيزيد عشان كدا روحت بورسعيد
خليل:طب ليه منفضيش المخزن الكبير و نسيبه زي ما هو
جلال:لا المخزن الكبير محدش يقرب منه هنحتاجها بعدين
المهم كلم الحج غنيم و شوف عايز اي بالظبط و فضي المخزن الصغير عشان بكرا او بعده و الشحنه تيجي من بورسعيد
خليل:حاضر يا معلم جلال اروح اتابع البضاعه
جلال قام و فضل يتابعهم وهما بينقلوا البضاعه و هو يحثهم على الإسراع لان كل ما يخلص بدري هيقدر يرجع لها و يشوفها اد اي مفتقدها
..
جمال دخل الوكاله و سلم على جلال
جلال:عملت اي؟
جمال :كدا كل البضاعه اللي في المخزن الكبير اتحجزت مصممين الأزياء كلهم كلموني هيلقوا فين خامه زي بتاعتنا و لان عروض الازياء معادها كمان كم شهر
كله حجز النوعيه اللي محتاجها الحمد لله
جلال بجديه :المهم محدش يقرب من البضاعه بتاع الجمعيات الخيرية دي لله يا جمال مش عايز حد يقرب منها لحد ما تطلع على المصنع عايزها تكون اجود الأنواع وانت اللي تتابع الموضوع دا بنفسك
جمال :ماشي يا صحبي 
جلال بابتسامه :ابنك عامل اي؟ 
جمال:والله العيال دول نعمه يا جلال الواد خلي لحياتي انا وفاطمه طعم عقبالك يارب 
جلال :يارب.. انت وراك شغل تاني كدا
جمال:لا انا كدا خلصت اللي ورايا
جلال بحماس:طب يا عم انا هطلع البيت اتغدا و ساعتين كدا و ارجع
جمال:ماشي يا عم.. كل سنه وانت طيب
جلال :وانت طيب ياله مع السلامة 
خرج من الوكاله كان ناوي يطلع البيت لكن افتكر حاجه غير طريقه و طلع على بيت بسيط جدا في الانفوشي
كان واقف بيخبط على الباب لحد ما فتحت له ست كبيره في السن وهي ماسكه في أيدي بنتها عمرها عشر سنين 
ست ام سليم بسعاده:جلال ازايك يا غالي اتفضل اتفضل يا حبيبي 
جلال بابتسامه :ازايك يا ست الكل عامله اي 
ام سليم :بخير يا ابني انت عامل اي انت و مراتك اعذرني يا ابني معرفتش اجي الفرح و لا اباركلك والله كان على عيني بس سليم كان تعبان اوي 
جلال وهو بيبوس راسها:يكفي دعواتك ليا يا غاليه و انا بخير الحمد لله و ربنا رزقني ببنت الحلال اومال سليم فين. 
ام سليم :راح الورشه أصله من وقت ما سأل الطابونه و هو بيروح المدرسه الصبح و يجي يروح ورشه الميكانيكا
جلال :ليه كدا يا ام سليم هي الشهريه مش بتكفي طب حقك عليا بس خلي سليم يركز في دراسته كلها سنه ويبقى في تلاته ثانوي و انا متكفل بكل حاجه 
ام سليم بحنيه:والله يا بني انت ربنا هيكرمك على بتعمله معايا انا واليتامه دول من يوم ما ابوهم اتوفى وانت اللي شايل مسئولية البيت دا ربنا يرزقك من وسعه و يكرمك و يرزقك الذريه الصالح يا جلال يا ابن سليمان 
ان كان على الشهريه والله العظيم بتكفي و تفيض لكن انت عارف سليم و انه بيحب يعتمد على نفسه 
جلال بابتسامه :ابنك راجل وان شاء الله يكبر و يشرفك كل سنه وانتي طيبه يا غاليه
قالها جلال وهو بيحط ظرف في ايديها و بيبوس راسها
ام سليم:وانت طيب يا حبيبي مستياك في مره تجيب مراتك و تيجوا تتغدوا معانا و تعرفها على خالتك ام سليم
جلال بابتسامه :ان شاء الله قوتك بعافيه 
ام سليم بسرعه :استنى يا جلال رايح فين انت هتتغدا معانا 
جلال:معليش مره تانيه ان شاء الله 
ام سليم :ربنا يسعدك يا غالي 
جلال مشي و رجع البيت بسرعه كان بيطلع السلم درجتين مع بعض بيفتح الباب بسرعه و بيدخل يدور عليها 
حياء كانت واقفه في المطبخ بتجهزا 
بتسمع صوت الباب بيتقفل ابتسمت وهي بتخرج من المطبخ لكن ضحكت وهي شايفه جلال بيجري عليها و بيحضنها و بيشيلها وبسعاده و عشق لم يستطيع أن يداريه
=وحشتيني وحشتيني اوي في متعرفيش كنت بخلص الشغل بسرعه ازاي عشان ارجعلك عاملتي لقلبي ايه 
حياء حست انها امتلكت العالم في اللحظه دي و اتمنى لو كانت اعترفت بكل اللي حصل من البدايه لتردف بسعاده عارمه وهي تهمس بالقرب من اذنه
=بحبك لا مش بحبك بس.. انا بدوب من حبي لك.. انا بعشقك و بعشق كل تفاصيلك.. ضحكتك وغيرتك وجنونك وطيبه قلبك.. انت الوحيد اللي خليت لحياتي معنى و نفسي اكون معاك لآخر العمر حلوه مره اكون معاك 
جلال وقد غمرته السعاده و فشلت كل محاولاته في السيطره على مشاعر لم يشعر بنفسه الا وهو ينحني يقبلها بجنون يشعر بنبضات قلبه تكاد تتوقف بعد اعترافها الواضح و الصريح بعشقها له 
لا شي الان يقف أمامهم لن يستطيع اي شخص تفارقتهم مهما حاولوا 
... ابتعد وهو يشعر بحاجتها للهواء يستند براسه على جبينها وهي مغمضه العينين تحاول السيطره على خجلها واشتعال وجنتيها بنيران متوهجه 
جلال بهمس
=بحبك يا شعلتي ..... 
أثارت تلك الكلمه فصولها لتجيب بابتسامه جميله وهي تحيط وجهه بيديها
=شعلتك ؟؟ دي نفس الكلمه اللي قولتهالي يوم فرحنا بس وقتها اتهربت و عملت نفسك من بنها.. 
ابتسم بود وهو يحيط خصرها ويضمها له
=من يوم الفرح وانتي قلبتي حياتي يا حياء عمري ما تخليت اني اختبر كل المشاعر دي بالطريقه دي 
عمري ما تخيلت اني اغير و اوصل للمرحله دي من الغيره عمري ما تخيلت اني هحب حد كدا
حياء وقد تملكها الخوف
=جلال اوعي في يوم تبطل تحبني اوعي في يوم تتخيل اني مبحبكش حتى لو لساني نطقها اعرف اني كدابه و اني بس خايفه من حاجه لان عمري ما هبطل احبك
جلال ابتسم و هو يقبل راسها دامت دقائق 
حياء بجديه و هي بتبعد 
=استنى يا جلال عايزه اتكلم معاك في موضوع بس نتغدا الأول ياله ادخل خد شاور على ما اجهز السفره 
جلال بجديه و غمزه شقاوه
=ما تسيبك من الغدا دلوقتي و تعالي في موضوع مهم جدا لازم نتكلم فيه جوا
حياء بغضب و تذمر
=لا جوا لا ياله اتفضل خد شاور على ما اجهز السفره لان بجد عايزه اتكلم معاك في موضوع مهم 
جلال بصلها بغيظ طفولي و دخل ياخد شاور وهي دخلت المطبخ و بتجهز الغدا
=============
أطفت شعله تمردها 
دعاء احمد
على السفره
جلال بانبهار و تلذذ
=انتي شاريه السمك دا من اي مطعم 
طعمه حلو جدا و مختلف
حياء بابتسامة واسعه و فخر
=اي رايك؟ انا اللي عمله 
جلال بشك
=دا بجد؟ 
حياء بثقه و غرور
=ايوه طبعا هكدب عليك ليه
على فكره انا بعرف اعمل كل الماكولات البحريه باكتر من طريقه 
السمك ممكن اعمله ب 45 طريقه و كل طريقه تخص بلد شكل 
جلال بجديه 
=و اشمعني الماكولات البحريه
حياء
=ماما الله يرحمها كان نفسها تفتح مطعم سمك كبير دا لأنها شاطره جدا و دي اكتر حاجه كنت بتعلمها منها لان كنت بشوف الشغف في عيونها وهي بتعمله تعرف نفسي في يوم من الايام افتح المطعم لكن احنا حياتنا كانت عاديه حتى انا وهي مكناش عايشين في العاصمه او المدينه لا كنا عايشين في الريف كانت حياتنا هاديه و بسيطه 
بلدة اسمها تروا لكن كانت جميله جدا وخصوصا البيوت و تصميمها و الألوان 
كان عندنا بيت جميل هناك و كان عندنا مزرعه صغيره بنربي فيها الأرنب و الفرخ تعرف مره ربينا غنم و بعد كدا بعناه لما ظروفنا مكنتش افضل حاجه
كنت بحب حياتي في فرنسا لان ماما كانت معايا
جلال بحنان قام حضنها قبل ما تعيط
=ربنا يرحمها يا حبيبتي واكيد هي شايفكِ دلوقتي و مرتاحه عشانك بس قوليلي ليه رجعتوا مصر طالما كنتي حابه فرنسا اوي كدا؟ 
حياء بتهرب
:و لا حاجة بس كان في حد هناك بيضايقني طول الوقت و.. مالوش لازمه الكلام في الموضوع دا فات تلات سنين 
جلال :
حد اي؟ فهميني اي اللي حصل يا حياء
حياء بتوتر
:دا موضوع قديم يا جلال صدقني و بعدين محصلش حاجه يعني
جلال بحده و جديه وهو بيمد ايديه تحت داقنها بيرفع راسها 
=في اي يا حياء.. عايز اسمعك و متخافيش 
حياء بتوتر و خوف من رده فعله:
كان في شاب مصري قابلته في فرنسا هو رجل أعمال وانا كنت وقتها بدور على شغل فقدمت في شركته لكن... 
جلال:
لكن اي اتكلمي....
حياء:
اتقبلت في الوظيفه لكن الغريب اني لقيت نفسي سكرتيرة مكتبه وانا كنت المفروض لسه تحت التدريب لان كنت بدرس وقتها اتقابلنا اشتغلت معه تلات شهور لكن كان بيحاول يتقرب دايما مني و كأني حد يعرفه و في يوم جيه البيت عندنا و طلب ايدي من ماما لكن انا وهي رفضنا الفكره لان مكنتش مرتاحه لطريقته لكن هو فضل يحاول يقنع ماما وقتها سيبت الشغل و فضلت اتهرب منه لكن كان دايما ورايا بطريقه مخيفه وقتها ماما قالت اننا لازم نبيع البيت بدون شوشره و نرجع مصر و فعلا دا اللي عملناه انا غيرت كل أرقامي و سيبت كل صحابي عشان ممكن كان يوصل لي عن طريقهم
جلال بهدوء
=اسمه ايه؟ 
حياء بسرعه وخوف =
=جلال بالله عليك الموضوع قديم مش عايز افتحه ارجوك و حياتي عندك ممكن.. وصدقني هو اكيد نسيني لان فات تلات سنين 
جلال بهدوء وهو ملاحظ ذعرها
:اهدي يا قلبي متخافيش كدا انا بسألك عادي مش هعمل حاجه و مامتك اتصرفت صح.. كان لازم ترجعوا مصر من زمان 
حياء ابتسمت و هي بتمسك ايديه يقعد يكمل اكله 
:ممكن بقى تسيبني اتكلم معاكفي الموضوع اللي بفكر فيه 
جلال:اتكلمي كلي اذن صاغيه
حياء:
اي رايك نعمل التحليل اللي دكتوره هدى قالت عليها و اهو نطمن و كمان نعمل فحص شامل 
جلال:
حياء انتي مستعجله على موضوع الخلفه دا ليه احنا لسه متجوزين من كم شهر 
حياء بهدوء:
مش عارفه بس حابه اننا نطمن و كمان انا وماما كنا كل ست شهور نعمل فحص طبي لكن من وقت ما جيت اسكندريه وانا نسيت اصلا.. 
جلال :ماشي يا ستي و لو اني شايف ان مفيش داعي بس اوكي.. هظبط مواعيدي و اخدك و نروح العياده
كل سنه وانتي طيبه ومعايا يارب 
حياء:يارب وانت طيب يا حبيبي 
صحيح كنت عايزه اطلب منك طلب 
جلال:اامم
حياء:شهد كنت عايزه اخدها و نخرج سوا.. شهد مضغوطه في الامتحانات غير موضوع والدتك انا حاسه انها محتاجه تخرج
جلال:عندك حق انا كمان لاحظت دا و كنت هكلمك في الموضوع اي رايك اخدكم بكرا نخرج كلنا
حياء:معليش يا جلال خلينا انا وهي بس 
انا وهي هنفهم بعض و هنكون على راحتنا اكتر ممكن
جلال وهو بيشليها :طبعا ممكن
حياء:مايحكمشي... نزلني انا بقولك اهوه
جلال بابتسامه :مش ممكن انا بقول نشوف موضوع الخلفه دا الاول
................. 
في بيت ايوب
نواره بغضب:
بقى بيطلقتي طب و الله لاندمه على اليوم اللي شافها فيه 
أيوب بكره؛ 
المشكله مش في كدا شريف ناوي يعمل مصيبه دا اتجنن ناوي يكتب نص فلوسه للبت بنته لوحدها قال ايه عايز يعوضها عن اللي فات من عمرها و يكتبلها نص ثروته ليها لوحدها بنت الحر"ام دي... 
نواره شهقت وهي بتضر"ب على صدرها بقوه :
يالهوي ياهوى انت بتقول لي يا أيوب دا يبقى اتجنن رسمي انت عارف نص فلوسه تتقدر بكم دا لا يمكن يحصل و لو على جثتي البت دي لازم تموت انت فاهم مش بعد ما استحملت مع كله السنين دي يجي يكتب لبنته كل حاجه و يطلقني
الهام بكر"ه و خبث :
وساعتها بنت شغف تاخد كل حاجه و تقعد على التل و انتي متطوليش مليم من فلوسه أصله طلبك يا حرام و يدوب مش هتاخد الا الكم الف المؤخر 
نواره بتفكير و ذعر
:دا لا يمكن يحصل انت عرفت منين يا أيوب؟ 
أيوب بغضب فلو حدث ذلك ستكون ثروه الهلالي في يدي أخيه 
:من المحامي اللي بيتدرب مع محامي الحج شريف قال ان بيجهز كل الورق عشان تبقى ملكها رسمي 
نواره بسرعه وهي بتمسك في ايد أيوب:
البت دي لازم تموت انت فاهم لازم تختفي خالص
ايوب بتفكير شيطا"ني
:معتقدش ان دا ممكن يحصل جلال مش هيسمح ان حد يمس منها شعره اللي مفروض يختفي فعلا هو شريف بمو"ته كل حاجه هتتغير و ساعتها جلال بنفسه هير"مي حياء برا البيت 
نواره بابتسامه خبيثه:
بتفكر في اي؟
أيوب بابتسامه مكره:
......... 
بعد دقايق
نواره بضحكه صاخبه:
دماغك سم طالعلي يا أيوب و بكذا جلال يطلقها و يرميها ونخلص منها و جلال يعرف اني عايزه مصلحته بس ازاي هتخلص من شريف.. 
ايوب وهو بيحط ايديه على كتفها:
لا دا لازم نخططله كويس اوي و متخافيش دي سهله بس لازم نستنى يومين العيد و بعد ننفذ خطتنا
نوار بترتب على كتفه كأنه هيعمل انجاز مش كا"رثه
:و انا معاك للآخر 
الهام لنفسها وهي بتبصلهم بخوف
:يلهوي اعمل اي دا مجر"م المره دي لو جلال عرف اللي بيخططوا له احتمال يقلب الدنيا يلهوي يلهوي هي وصلت تعمل كدا في اخوك يا أيوب انا اعيش معاك ازاي لازم اقول لجلال 
انتي اتجننت يا الهام دا ممكن يقت"لك فيها خافي على عيالك نيران و يوسف مش هيبقالهم حد اسكتي خالص و بعدين ما كدا الخير هيعم عليكي عايزه اي تاني 
..................... 
بعد يومين
صوت تكبيرات العيد تدوي كل بلاد العرب تعم البهجه والسعاده فاليوم عيد الأضحى المبارك
حياء و شهد كانوا واقفين في البلكونه و هما شايفين جلال والحج شريف و الرجاله بيوزعوا اضحيه العيد على الغلابه
حياء بسعاده:
كل سنه وانتي طيبه يا قمر
شهد :وانتي طيبه يا حبي
حياء اتضايق وهي ملاحظه شرود شهد
:بقولك تعالي نخرج..ياله ادخلي غيري هدومك و انا هغير و نتمشى على البحر شويه و نشتري اي حاجه محتاجينها انا جلال مديني عيديه كبيره اوي اول مره اخد عيديه كدا فرحانه اوي
شهد وهي بتحضنها:
ربنا يسعدكم انتي تستاهلي كل خير يا قلبي...
حياء بجديه:طب ياله ادخلي غيري و انا هطلع اجهز
شهد:هو جلال هيوافق؟
حياء بدلع وتغنجها:هو يقدر يرفض؟! 
شهد بسعاده:يا واد يا جامد.. 
بعد مده 
كانوا بيتمشوا على البحر و بياكلوا ايس كريم
حياء:احكيلي بقى مالك. 
شهد:انتي عارفه الامتحانات وعندي فيزياء بعد العيد خايفه يا حياء.. 
حياء:بصي يا شهد الثانويه ايا كانت مرحله هتعدي حلوه وحشه مرحله وهتعدي انتي متضايقه مني بسبب موضوع والدتك
شهد :والله يا بنتي لو مكنتش سمعت بوداني اللي ماما قلته كان يمكن اقول انك كدابه لكن انا سمعتها بوداني انا بس تعبت يا حياء
حياء بابتسامه:سبيها على الله اي رايك نروح اي كافي 
شهد :ياله.. 
........................... 
في باريس
زياد بلهفه و اشتياق:انت متأكد انها في اسكندريه؟ 
الجارد:ايوه يا باشا اللي اتأكد منه انه متجوزه في اسكندريه من كم شهر و اللي عرفته انها متجوزه شاب معروف هناك و انها عند ابوها ودا من اغنياء اسكندريه... 
زياد:ابوها ظهر امتى دا.. المهم عايزك تجيبي كل معلومات عنها وعن ابوها و جوزها كل حاجه تخصها 
الجارد :تمام يا باشا 
زياد قفل معه وكلم السكرتيره:
ايوه يا بنتي احجزبلي تذكره لمصر فورا... 
...... 
في كافيه على البحر شهد و حياء كانوا بيتكلموا لحد ما قاطعها بنتين وقفين جانب تربيزه حياء
جيسي:اااوه حياء!!! معقول
جميله بتكبر :اي دا اخير شفنكي مختفيه طول السنين دي فين.. 
حياء:المغروره جيسي و المتكبره جميله اوه ياربي دا اي الصدف الهباب دي 
جيسي بابتسامه خبيثه :عامله اي يا حياء سيبتي فرنسا فجأه واختفيتي مكنتش اتوقع انك هنا في مصر
حياء :و اهو بقى نعمل اي... 
جميله:مش هتعزمينا على حاجه نشربها ولا انتي لسه مستواكي ميسمحلكيش
حياء بكبرياء:لا طبعا لازم تقعدوا اتفضلوا
شهد :مين دول
حياء بهمس:اعتبريهم ريا و سكينه 
جميله:قوليلي بقى يا حياء بتعملي اي دلوقتي 
حياء بضيق و خبث:اعتقد اني مش تافهه عشان اقعد أعمل زي ناس تافهين.. 
جيسي:اشتغلتي؟ 
حياء:لا لحد دلوقتي مش مهتمه بالشغل اصلا لسه متجوزه و مشغوله مع جوزي
جميله:اوه اتجوزتي معقول ومين سعيد الحظ تعرفي زياد هيتضايق اوي لما يعرف أصله لسه بيدور عليكي... 
حياء حست ان قلبها اتقبض 
شهد:اتجوزت جلال الشهاوي صاحب وكالة الاقمشه اللي في أول الشارع الرئيسي 
جيسي بسخريه:وكاله ايه؟! بياع قماش
حياء كانت هترد لكن بصيت لجميله اللي بتبص على حد وراء حياء بابتسامه 
حياء بصت وراها ابتسمت وهي شايفه جلال داخل الكافيه و هو متشيك جدا لابس بدله سوداء ليبدوا في غايه الاناقه بجسده الرياضي الصلب
جيسي بهمس:مين جينتل مان دا؟ 
جميله:مش عارفه بس شكله حد مهم و وسيم جدا .
 
حياء بصتلها بغضب وكادت ان تنقض عليها لكن وقفت وقبل ما تقرب منها جلال كان محاوط خصرها و قبل راسها
جلال بصوته الرجولي المميز:
كل سنه وانتي ملكة قلبي 
حياء ابتسمت بخجل وهي بتحط راسها على صدره وهي شايفه نظرات الغضب من جيسي و جميله 
جلال:مش تعرفينا يا حياء؟ 
حياء بلامباله:جيسي و جميله أصحاب من ايام الجامعه 
اعرفكم جلال الشهاوي جوزي وحبيبي 
جيسيي باعجاب وهي بتمد ايديها:جيسي منصور 
حياء مسكت ايديها بسرعه وهي بتضغط عليها بقوه:مش بيسلم أصله متوضي عقبال عندك
جلال كان كاتم ضحكته وهو شايف غيرتها 
الويتر:جلال باشا تؤمر بحاجه
جلال بجديه وصرامه:لا يا حسام طلبات الانستين على الكافيه دول ضيوفي... 
جميله:وانت مالك ب الكافيه؟ 
جلال بخشونه و جديه:الكافيه دا بتاعي دا حاجه بسيطه من اللي املكها بعد اذنكم لازم اخد حبيبتي و نخرج ياله يا عمري 
حياء بسعاده:اوكي.... 
جلال كان ساند دراعه على كتف حياء والاتنين بيتمشوا على البحر
حياء كانت بتبص للبحر بتلف عيونها عليه هو وهي ساكته ومبتسمه كانت بتركز في كل حاجه في ملامحه عيونه الزيتونه دقنه الخفيفه ابتسامته اللي ظهرت كل حاجه فيه
جلال بسعاده:بتفكري في ايه؟
حياء :فيك و فيا و في حياتنا كلها عارف يا جلال اول مره احس اني فرحانه كدا اني ليا ضهر و سند لما كنت في الجامعه جيسي و جميله كانوا دايما يحاولوا يبينوا اني ضعيفه و اني فقيره معدو'مه بالرغم اني مكنتش بسكتلهم لكن كنت بتضايق بالرغم اني في مره من كتر غضبي من اعمالهم مسكتهم الاتنين انا وجينا و ضربناهم لكن النهارده في الكافيه لقيتك جانبي ودي كانت عندي بالدنيا كلها 
جلال بابتسامه :انا دايما جانبك و معاكي و بعدين لازم تعرفي ان في ناس بيحسوا بالمتعه وهما شايفين ضعيفه وفاضيه من جوا زيهم معندهمش هدف في الحياه قوليلي انتي نفسك في ايه؟ 
حياء وهي بتقف ادامه و بتمسك في ايديه بتبص للمكان حواليها مكنش في ناس قربت منه و طبعت بو'سه على دقنه وهي مغمضه عنيها
=نفسي انا وانت نفضل سوا لآخر العمر نفسي افتح مطعم ماما و أعرض كل وصفاتها نفسي اكون أم لاولادنا عارف يا جلال نفسي نكون فرحانين 
جلال حضنها وهو بيدفن وجه في عنقها 
حياء بخجل و ابتسامتها الطيبه:جلال مينفعش ابعد انت مصمم تخليني اتكسف 
جلال بعد ومسك ايديها بقوه :مفيش حد على فكره وبعدين المفروض عدينا مرحله الخجل دي بس اقولك انا بحب خجلك بحب لمعه عيونك دي 
حياء بتهرب :قول لي بقى ازاي حبتني يوم السوق بالرغم ان كان ممكن يحصل كارثه وانت تعمل حادثه لا قدر الله..
جلال بجديه:ماشي يا ستي بصي في يوم السوق كنت المفروض عندي شغل لو كنت وفقت عليه كنت هخسر ربع مليون جنيه تقريبا لكن العربيه بسببك الازاز اتكسر فاضطريت اني ابعتها للصيانه و رجعت الوكاله كنت مستني ان جمال يجي و نروح سوا لكن جمال رجع و قال ان الموضوع كله كان هيبقى نصابيه و دي في حقي خساره كبيره ان يتنصب عليا مش مهم الفلوس اللي كنت هخسرها الأهم اسمي 
حياء بسعاده و عيونها لمعت :
ربع مليون جنيه خالص انا ليا خمسين ألف منهم اطلع بيهم ماليش فيه اطلع بيهم مش هتنزل عن حقي 
جلال :طب ما انا كلي ملكك اي مش كفايه
حياء :ثبتني يا واد ثبتني ماشي يا سي جلال.. اه صحيح عرفت ازاي اني في الكافيه دا
جلال:وزعنا الأضحيه وطلعت البيت اخدت دش و غيرت و نزلت لقيت حسام بيكلمني و قالي انك انتي و شهد في الكافيه قررت اني اجي اخد نتمشى شويه
حياء:ممكن اطلب منك طلب و توافق بجد..
جلال:طلب ايه؟
حياء:النهارده العيد يا جلال روح لوالدتك و بوس ايديها وطيب خاطرها
جلال وقف وفضل يبصلها كانت مبتسمه بحب حاوط وشها بايديه وباس راسها 
:انتي ازاي كدا؟انتي غريبه اوي 
حياء:ازاي يعني؟
جلال بنظرات جميله :بالرغم كل اللي امي عملته بالرغم الألم اللي حسيتي بيه لسه بتبسمي و بتقدري تخليني انسى كل حزني .. بالرغم اني سببت لك وجع كتير قبل كدا لكن متخلتيش عن حبك ليا مهما كنتي موجوعه او حزينه بتفضلي تبصيلي بنفس النظره الجميله دي وانتي مبتسمه.. ممكن طلب اوعي في يوم تبطلي تبصيلي كدا ممكن...
حياء بسعاده:لو فضلت تحبني طبعا ممكن
جلال كان بيبصلها بثبات رفع ايديه و بيشاور على مركب كبيره في البحر من بعيد حياء بصت مكان ما شاور 
=حكايتنا زي المركب دي قامت من المينا هتلف البحر في رحله طويله لكن في النهايه هترجع لنفس المرسا لنفس المكان ما ابتدت القصه لكن بعد الرحله دي المركب هتكون نقلت كل الحموله اللي فيها و خفت ثقلها و ترجع لمرسها و هي راجعه بالخير لصاحبها
حياء وهي بصله بتركيز:يعني اي.
جلال بابتسامه:يعني مهما حصل ووجهها من مشاكل و دخلنا في دومه من الحزن ربك كريم هيرجعنا تاني لنفس المكان لنفس الذكريات بس بعد الرحله دي قلوبنا هتكون ارتاحت و نرجع تاني لنفس المكان بس وقتها هتكون علاقتنا أقوى لان بعد المشاكل دي هنختبر قوة علاقتنا مستعده تعيشي معايا حياتي و تبدأي معايا الرحله بكل ما فيها من حلو و مر.
حياء بصدق:اوعدك هفضل معاك لحد ما ربنا بإذن و ياخد روحي
جلال ابتسم و فضلوا يتمشوا وهما بيتكلموا لحد العصر جلال وصلها لحد البيت و راح المسجد يصلي العصر و طلع على بيت أيوب
==============
الباب كان بيخبط و الهام مشغوله في المطبخ
الباب بيتفرج لكن مكنش في حد
جلال:أيوب يا امي....
لقى حد بيشد بنطاله بص لقى نيران ابتسم وهو بيشيلها
نيران بسعاده:عمو انت عامل اي؟
جلال :انا كويس يا قلب عمو كل سنه وانتي عمري
نيران :عمو انا بحببك اوي اوي تعرف نفسي في اي.
جلال :اي.
نيران بحزن:نفسي اجي اعيش معاك انا ويوسف اصل بابا و ماما كل شويه يتخانقوا بس انت مش زيه انت جميل
جلال بجديه: حبيبتي مينفعش تقولي كدا دا بابي و بيحبك لما يتخانقوا ادخلي اوضتك و العبي مع يوسف ماشي يا عمري
نيران :اوكي
نواره بطيبه مزيفه و شحتفه:اي دا انت هنا يا جلال انا فكرت السنيوره خالص قست قلبك و مش هتيجي تعيد على امك
جلال بابتسامه وهو بيبوس راسها :
كل سنه وانتي طيبه يا أمي و كل سنه وانتي معانا يارب
نواره:معاكم ليه بقى يارب خدني عشان تريح الهانم مراتك
جلال بهدوء:ليه بتقولي كدا بس يا أمي دا مفيش احن من حياء وهي بنفسها اللي طلبت مني اجي ابوس ايدك
نواره بتمثيل:والله و الست الهانم مجتش معاك ليه مدام الحب بيفيض منها كدا
جلال بجدبه:امي انتي عارفه انك غلطتي فيها وفيا و بسببك بيتنا كان هيخرب و بعدين حياء مغلطتش فيكي لحد دلوقتي وحقها هي اللي تكون زعلانه اوي كمان انتي عارفه انتي وابويا عملتوا ايه..
انتم ليه مش حسين انكم بتد"بحوني وانا لحد دلوقتي ماشي معاكم بما يرضي الله و لحد هنا يا أمي كفايه سيرة حياء ياريت متفتحيهاش عشان انا مش هسكت لو حصلها حاجه بسببك او بسبب ابويا انا اه بعدي حاجات كتير لكن كله الا هي...
نواره بدموع :ماشي يا جلال جاي ليه دلوقتي ارجعلها و سيب امك الغلبانه
جلال :جايلك عشان انتي امي و الجنه تحت رجلك بس لو رعيتي ربنا فيا انا وشهد ياريت تعملي كدا بجد لان مفيش حد اتظلم اد انا وحياء وشهد بسبب خلافات عدي عليها سنين على العموم انا مش جاي افتح في الماضي انا جاي اقولك انك امي و جزمتك على راسي لكن لو حياء أرادت بسببك هنسي اني ابنك
نواره بخبث:
تعالي يا جلال في حضني وحشتني يا ابني
جلال حضنها وهو حاسس انه في حاجه غلط
فضل قاعد معهم هي وايوب والهام و الولاد و ساعتين و مشي
=============
حياء كانت قاعده متوتره وخايفه وهي بتكلم صاحبتها جينا في الموبيل
حياء بتوتر :اعمل ايه يا جينا انا مرعوبه جيسي بتقول انه لسه بيدور عليا انا خايفه توي و لو قلت جلال خايفه من رده فعله انا خايفه جيسي تقوله اني هنا في اسكندريه اعمل اي يا جينا
جينا:انا مش عايزه اخضك بس اللي سمعته ان زياد نزل مصر امبارح بليل 
حياء باحباط:كملت..... تفتكري يا جينا ممكن يكون فعلا لسه بيدور عليا دا مجنون رسمي فات تلات سنين و بعدين انا مش بحبه و جلال لو عرف احتمال يخليها خراب على الكل دا مجنون والله العظيم يا جينا دا في غيرته مش بيشوف انا تعبت اوي
جينا : اقولك الصراحه جلال لازم يعرف بموضوع زياد و انه حاول يعت"دي عليكي و عشان كدا سيبتي فرنسا
حياء دموعها نزلت وهي بتفتكر من تلات سنين لما رفضت تتجوزه و اته"جم عليها في بيتها و مامتها مش موجوده و حاولت يعت"دي عليها لولا انها هددته بأنها هتنت"حر وقتها زياد خاف و مشي و والدتها فورا باعت البيت و رجعوا مصر
حياء بخوف:انا عايزه احكيله انا فعلا فتحت موضوع زياد معه لكن خفت عليه انا كنت فاكره ان زياد كدا هينساني فقلت مالوش داعي اعمل مشكله مع جلال لانه لايمكن يسكت حتى لو فات تلات سنين انا خايفه على جلال لانه ممكن ياذي نفسه او ان زياد ياذيه انتي عارفه نفوذه وانه يقدر يعمل اي حاجه قذ"ره.... 
انا مش هفتح موضوع زياد دا ابدا وان شاء الله ميكونش في مصر علشاني انا خايفه اخسر جلال يا جينا انا بحبه اوي و هعمل اي حاجه عشان نفضل سوا و عمري ما هسمح لزياد او لغيره انه يبعدني عن حبيبي.. جلال هيكون اول شخص احكيله لو حصل اي حاجه لكن دلوقتي هستمتع بكل لحظه معه مش هسيب الوقت يسرقنا
جينا:ربنا يسعدك يا حبيبتي تعرفي نفسي انزل مصر وحشتيني اوي يا حساء
حياء:وانتي جداا والله العظيم وان شاء الله نتقابل قريب
سمعت صوت الباب بيتفتح ابتسمت وهي بتقفل المكالمه مع جينا
جلال :مساء الجمال..
حياء:مساءك فل يا قلبي
جلال بابتسامه :جاهزه نروح العياده نعمل التحليل الممرض قالي انه هناك النهارده
حياء :طبعا جاهزه هدخل اغير بس استنى اجهزلك الغدا
جلال:لا انا اتغديت مع أيوب
حياء:ماشي يا سيدي هدخل اغير بس وعد تفسحني بليل
جلال:اومرك
خرجوا و عملوا كل التحليل اللازمه و فضلوا طول الليل برا و هما مبسوطين
==================
بعد اسبوعين 
شهد كانت خلصت امتحانتها و حياء وجلال حياتهم مستقره وسعيده جدا
جلال صحي من النوم على
لمسات خفيفه فضل مغمض عنيه وهو حاسس بيها قريبه جدا بتطبع قبلا"تها الخفيفه على كل انش في وجهه بخفه وابتسامه تعلو وجهها وهي تهمس بكلمات جعلت من نبضات قلبه تزداد و تتسارع بطريقه مخيفه يكاد يتوقف يوما من لمساتها الحنونه تلك بحركه سريعه قلب الوضعيه حياء شهقت بقوه وهي بتبصله بصدمه
جلال بابتسامه وغمزه شقاوه :
دا احلى صباح دا ولا اي
حياء بابتسامه مشرقه:دا انت صاحي بقي
جلال :من بدري يا عمري من تحبي اقولك من امتى..
حياء بخجل :لالا شكرا وياله بقى قوم عشان تروح شغلك بلاش كسل يا حبيبي
جلال :والله بعد حبيبي دي ابقى مجنون لو خرجت النهارده
حياء بسرعه وهي بتزقه و بتبعد :لاا ياله قوم انا اصلا خارجه مع بابا النهارده دا بعد اذنك طبعا
جلال:اه الحج كلمني امبارح بس هو عايزك تروحوا فين
حياء هزت كتفها بطفوليه:مش عارفه لسه هشوف المهم ياله قوم خد دش وانا هجهزلك الفطار لان جمال مش كل يوم يكلمك يقولك اتاخرت ليه
جلال بضحكه خبيثه:كله بسببك
حياء بدلال :انا؟. وانا مالي
جلال اخد نفس عميق بغيظ و دخل ياخد دش وهي وقفت بتضحك بصوت عالي
جلال بغيظ: حياء لو جيتلك ابقى شوفي مين هيرحمك من تحت ايدي انتي حره
حياء خرجت من الاوضه و دخلت جهزت الفطار و بعد شويه جلال فطر ونزل
وهي جهزت و نزلت لشريف و شهد
حياء:صباح الفل يا حبيبي
شريف بابتسامه :صباح الجمال اومال فين جلال
حياء:نزل الشادر من دقايق البت شهد فين
شريف بحده :عند امها قالت عايزه تشوفها أيوب حيه بدري اخدها المهم انتي جاهزه
حياء:جاهزه بس لايه؟
شريف:ياله بينا بس
حياء:انت فطرت؟
شريف:اه يا حبيبتي ياله بينا
=============
كانت قاعده مع شريف في عربيته وهما ساكتين
حياء:ممكن اعرف بقى رايحين فين لو سمحت؟
شريف:حياء انا هكتبلك نص ثروتي
حياء اتفزعت من اللي قاله و فضلت ساكته دقيقتين و هي عاقده ما بين حاجبيها
شريف بهدوء:انتي اكتر حد تستحقي الفلوس دي وانا مش ضامن العمر لازم أمتلك مستقبلك وخصوصا من نواره دي شرانيه لو جرالي حاجه هتعمل كل حاجه عشان تاكل حقك
حياء بسرعه:بس دا مش عدل دا مش اللي الشرع حلله و بعدين انا و شهد بنات و بعدين ربنا يديك الصحه بس انا لايمكن اقبل بحاجه زي دي وبعدين كان لازم تقولي من بدري بابا لو سمحت رجعني انا لازم اكلم جلال
شريف:حياء اسمعيني يا بن
. في اللحظه دي السواق كان بيحاول يهدي السرعه لكن صر"خ فيهم
:مفيش فرامل في العربيه
حياء بصت لابوها برعب والعربيه ماشيه بسرعه كبيره لكن قبل ما يستوعبوا اللي حصل عربيه نقل كبيره كانت ادامهم السؤاق حاول يتفادها لكن اصطدمت فيها بقوه و العربيه اتقلبت بطريقه جنونيه
حياء كانت بتنز"ف وهي بتغمض عنيها شايفه ابوها جانبها و هو فاقد الوعي لكن مكنتش عندها اي قدره انها تخرج من العربيه غمضت عنيها وهي مستسلمه للغيمه السوداء اللي بتسحبها
===========
جلال بصرامه:ياله يا ابني شيل الحاجه دي من هنا و دخلها جوا وانت يا خليل كلم جمال شوفه راح فين واتاخر كدا..
في الوقت دا موبايله رن مسكه و هو بيرد بعد ما شاف اسم حياة قلبي
جلال بابتسامه :وحشتيني يا ع
الممرض :الوا ايوه يا فندم صاحبه الموبيل دا في المستشفى و اللي معاها توفه الله البقاء لله
جلال حس بأن جسمه اتخشب وهو بيحاول يستوعب اللي قاله دقيقتين وفاق من ذهوله
=انت... انت بتقول اي؟ انت متأكد
الممرض:صاحبة الموبيل مسجله رقمك حضرتك باسم حبيبي و كان معها بطاقه باسم حياء الهلالي هي دلوقتي في العنايه المركزه يدوب الناس لحقوها
جلال بسرعه و فزع وهو بيجري برا الوكاله و بيركب عربيته :العنوان فين.
كان بيسرق بسرعه جنونيه وهو حاسس بقلبه يكاد يشق صدره من شده الخوف
وصل ادام المستشفى ونزل وهو بيجري دخل الاستقبال و هما دلوه علب اوضه حياء
الدكتور كان عندها جلال فتح الباب بسرعه الدكاتره بصوله باستغراب 
جلال راح ناحيتها بسرعه ومسك ايديها :
حياء فوقي يا عمري في اي؟ اي اللي حصل.. حياء مش مسموحلك تسبيني انتي فاهمه انتي قلتي هتفضلي معايا لآخر العمر قومي عشان خاطري
الدكتور:استهدي بالله يا ابني تعالي نتكلم برا 
جلال كان رافض لكن الدكتور اخده لبرا الاوضه 
جلال :أخبارها اي يا دكتور ارجوك طمني 
الدكتور:هي كويسه الحمد لله و السواق نجي منها لكن حالته صعبه لكن للأسف الرجل اللي كان معاهم كبير في السن و مستحملش و للأسف..... البقيه في حياتك يا ابني
جلال قعد على الكرسي و دموعه نزلت ازاي ميعرفش لكن شريف هو ابوه فعلا كان احن عليه من الدنيا كلها حتى من ابوه الحقيقي اللي اتخلى عنه مكنش مستوعب 
بعد ساعتين 
نواره كانت حاضنه شهد المنهاره على الأرض وبتعيط بهستريه 
أيوب كان مع جلال بيخلصوا إجراءات الد"فن
جلال بثبات رغم حزنه :هند"فنه بكرا ان شاء الله لازم حياء تودعه 
الدكتور:تمام البقيه في حياتكم.... 
جلال كان حاسس انه هيفقد الوعي من الضغط اللي فيه مراته و حماه و اخته المنهاره ادامه و السواق المصاب 
جمال :ربنا يكون في عونك في ناس كتير تحت... الحج كان حبايبه كتير ربنا يرحمه 
جلال بجديه:هند"فنه في القاهره مع ست شغف الله يرحمها كان دايما يقول لي انه نفسي على الاقل مدام معش معها حياته يبقى يد"فن معها
نواره بصوت عالي و زعيق:دا مش ممكن انت اتجننت يا جلال 
جلال بحده:وانا قلت كلمتي 
سالهم و دخل لاوضة حياء كانت نايمه أثر البنج وهي مش حاسه بحاجه جلال قاعد على الكرسي جانبها وهو مرهق من اليوم صعب اوي.... 
===============
الصبح
حياء صحيت وهي حاسه بالالم في دماغها ووجع في كل جسمها قامت ببط وهي بتفك الأسلاك من ايديها 
خرجت برا الاوضه بتفتح الباب ببط كان البوليس موجود و جلال واقف معهم شهد كانت لابسه اسود وقاعده على كرسي وهي سانده راسها على صدر نواره وبتعيط 
حياء بتعب:جلال.... 
جلال بص وراه كانت واقفه وهي بتبصلهم باستغراب جلال راح ناحيتها وهو بيحضنها 
حياء باستغراب:هو في اي؟ حصل ايه... 
جلال :شش محصلش حاجة انتي كويسه 
حياء بخوف:بابا فين؟ 
جلال متكلمش وهو حضنها دموعها نزلت و بدأت تستوعب اللي حصل بقيت تزقه بعيد عنها وهي بتنادي على شريف لكن جلال كان حاضنها بقوه وخايف يبعد عنها وهي بتعيط بهستريه 
حياء بصر"اخ ووجع و هستريه تامه:بابا بابا فين يا جلال باااااابا باابا ابعد عني بابا فين... هو اكيد كويس ابعد عني بقولك... بابا انت فين.. انت لايمكن تسيبني باااااااااابا بابا 
جلال شدد على احتضنها بقوه كادت ان تختفي بين ذراعيه..... لحد ما فقدت كل قوتها على المقاومه ووقعت على الأرض وهي بتعيط بهستريه و رعب 
:انا جيت عشانه لا مش هيسبني باابا.. بابا فين يا جلال 
جلال بخوف عليها:عند اللي احسن مني و منك ادعيله
صر"خت بشهقات تكاد تشق صدره من شده الالمه لرؤيتها بالمنظر دا.... 
بعد مده اخدوا تصريح الد"فن و ان السبب في الحادثه اصطدام العربيه بعربيه النقل بعد ما فقد السواق السيطره على العربيه
حياء كانت سانده راسها على صدره في العربيه في طريقهم للقاهره 
كل دا و نواره منهاره و بتصر"خ على عكس حياء اللي هديت جدا في طريقتها رغم الانقاض 
وصلوا القاهرة حياء اول ما فتحوا المقابر وقعت على الأرض و هي بتبص لقبر والدتها حطت ايديها على قلبها بقوه وهي بتعيط بهستريه و وشها احمر احساس بالوجع رهيب انها تفقد ابوها وامها
جلال كان شايل النعش بصلها وهي على الأرض كان موجوع هو كمان لكن لازم يظهر قوة تحمله نزلوا النعش
شهد صر"خت مكنتش قادره تتحمل
لكن حياء قامت بسرعه وحضنتها و هي كمان بتعيط و منهارين.....
كانوا بيشيلوا جثمان شريف عشان يد"فنوه لكن حياء مسكت دراع جلال بقوه
:عايزه اقوله كلمه.....
نزلت على الأرض جانب النعش و بهمس
:بابا لما تروح لحبيبتي قولها اني دلوقتي احسن و عايشه كويس و قلها تطمن عليا و انت كمان ارتاح احنا هنكون كويسين بعدك عننا هيسيب شويه جروح لكن هنكون كويسين عايزه اقولك اني بحبك اوي و كنت مفتقداك طول عمري ارتاح يا حبيبي..........
قامت وهما د"فنوا شريف في قبر شغف عملوا العزاء في جو متوتر
أيوب كان مع جلال في كل حاجه
ونواره مش بتسيب شهد
رجعوا اسكندريه و نواره رجعت البيت عشان تفضل مع شهد
حياء كانت ساكته سكوت غريب و دا كان بيقلق جلال
جلال كان واقف في العزاء في الحاره ناس كتير جدا كانوا موجودين
طلع بعد العزاء على شقه الحج شريف كانت نواره موجوده وفي ستات موجودين بيعزوا
نواره اول ما شفته راحت ناحيته ويحزن مصطتنع
:في حاجه يا حبيبي؟
جلال وباين عليه التعب والارهاق
:شهد فين؟
نواره:عيني عليها البنيه نامت من التعب البت منهاره يا جلال
جلال :كلنا تعبنا الله يرحمه حياء هنا.؟
نواره بغضب :لا السنيوره طلعت شقتها مش عايزه تقعد تقابل الناس اللي جايين يعزوا قال ايه تعبانه...
جلال بغضب و حده:
أمي كفايه انا مش ناقص ياريت تخلي عندك شويه احساس ناحيتها دي بنته زي بنتك اللي نايمه جوا دي... انا طالع وسايبهالك
كان طالع شقته لكن مكنش قادره يتحمل اكتر من كدا قعد على السلم و حط ايديه على موضع قلبه وبقي يضر"ب بقوه عليه و دموعه بتنزل من الوجع اللي حاسه وهو بيفتكر كل لحظه بينه وبين شريف و إد ايه كان حنين عليه و كأنه ابنه فعلا
فضل قاعد حوالي تلت ساعه مسح دموعه و قام
فتح باب الشقه مكنش في أثر او صوت لحياء
دخل غسل وشه كان بيحاول يبان كويس علشانها مهما تعب لازم تلقيه عنده تحمل و تستمد منه الأمان
فتح باب اوضتهم كان ضلمه جدا حتى الاباجوره مطفيه ساب الاوضه ضلمه و راح ناحية السرير و شغل الاباجوره
حياء كانت ضامه نفسها جدا و هي مرعوبه و بتعيط بهستريه جلال بصلها وقلبه موجوع قعد جانبها وحضنتها بقوه لكن هي مكنتش حاسه بوجوده او حاسه بحاجه اصلا هي موجوعه اوي حتى لو معشتش معه لكنه ابوها مهما حصل ابوها اللي عاشت تلاته وعشرين سنه بعيده عنه كانت بتتمنى كل يوم انها تلقيه و لما لقيته سابها..... 
جلال بخوف عليها:حياء اصر"خي عيطي لكن ارجوكي بلاش الصمت دا 
حياء بهدوء على عكس الانقاض بداخلها:
ياترى لو صر"خت هيرجع انا قلبي وجعني اوي... اوي يا جلال لدرجه حاسه ان روحي مسحوبه مني... بالرغم اي حاجه انا بحبه اوي و فراقه وجعني كنت بعيده عنه طول عمري لكن اللي كان مريحني اني حاسه انه كويس و بخير لكن دلوقتي 
جلال :دلوقتي هو كويس جدا هو عند اللي خلقه هو مع حبيبته جايز دلوقتى احسن بكتير من الاول 
حياء عيطت بغصه وشهقات مريره مسكه في قميصه بقوه وهي بتدخل لحضنه برعب كانت خايفه اوي وحيده 
جلال فضل جانبها اربع ساعات وهي منهاره مش قادره تنام لحد ما الإرهاق والتعب سحابها في دوامه سوداء بدون ما تحس نامت و هي بتحلم بكوابيس عقلها اللاواعي بيصورها اسوء الذكريات ادامها
محاوله زياد انه يعت"دي عليها... 
موت امها و ابوها
خط'فها و اللي حصل من محاسن 
كانت بتهلوس بكلمات مش مفهومه و حرارتها مرتفعه 
جلال فضل جانبها طول الليل يعملها كمادات لحد ما هديت و واضح انها استسلمت فعلا للنوم
======================
عدي يوم وليله و حياء لسه نايمه و دا قلق جلال لكن مش عايز يصحيها لانه متأكد انها هتنهر لكن نومها الكتير دا مش طبيعي...... كلم دكتوره هدى عشان يطمن
دكتوره هدي: هو فعلا نومها الكتير دا مش طبيعي.. استاذ جلال لو سمحت تدخل حالا تصحيها لو ماقمتش تجيبها المستشفى لان ممكن تكون دخلت في غيبوبه 
جلال اتفزع من الفكره قفل مع الدكتوره و دخل يصحيها
جلال :حياء... حياء قومي يا حبيبتي انتي بقالك كتير نايمه 
حياء فتحت عنيها ببط و هي حاسه بصداع حطت ايديها مكان الجرح اللي في دماغها و قامت قعدت 
جلال:كويسه دلوقتي؟ 
حياء وهي بتحاول متعيطش
:عايزه اخد شاور.... و اشوف شهد
جلال ابتسم بحزن وهو بيشيلها و بدخلها الحمام خرج تاني جهزلها هدومها 
خرجت و عيونها حمراء غيرت هدومها و كانت بتسند على اي شي يقابلها
جلال مسك ايديها ووقف ادامها
:رايحه فين...
حياء:شهد.. عايزه شهد
جلال :مفيش خروج من هنا الا لما تاكلي 
حياء:ماليش نفس يا جلال 
جلال شالها وخرج من الاوضه و قعدها على الكرسي دخل المطبخ و جهز الاكل شوقيه كانت محضره بأمر من جلال
شد كرسي وقعد جانبها و بياكلها حياء دموعها نزلت بالرغم انها قاومت كتير لكن مقدرتش بقيت تاكل و دموعها بتنزل و حاسه انها حتى مش قادره تبلع الاكل
جلال كان بيمسح دموعها بحنان وهو بياكلها 
حياء بصتله وابتسمت
:انت اكيد ماكلتش حاجه ياله كُل انت كمان
جلال :مش هعرف اكل وانا شايف دموعك دي... دموعك غاليه على قلبي اوي يا حياء
حياء وهي بتمسح دموعها وبتبسم بتمسك معلقه
:و انا مش هعيط تاني بس ياله لازم تاكل حاجه انت كمان ياله يا قلبي... 
بعد دقايق نزلت هي و جلال لشهد 
شوقيه فتحت ليهم و دخلوا
كانت نواره و شهد قاعدين على السفره و شهد بتلعب في طبقها و مش بتاكل 
حياء ماهتمتش بوجود نواره و راحت قعدت جانب شهد ابتسمت بحب :ادعيله يا حبيبتي هو عند ربنا وهيزعل اوي لو شافك كدا
نواره بخبث وضيق :ما انتي لازم تقولي كدا هو انتي عيشتي معه هتزعلي عليه ازاي و جايه تتمسكني و منزلتش بقالك يومين قاعده في شقتك دا انتي بجحه
جلال كان هيرد لكن وقف مصدوم بعد صر"خه قويه من شهد وهي منهاره
شهد بصوت عالي هستيري:
كفايه كفايه بقى حرام عليكي انت ايه مش بتحسي حرام عليك يا ماما اااه انا تعبت كفايه بقى 
كل شويه حياء موجوده بس عشان الورث جايه عشان الفلوس ملعون ابو الفلوس انا تعبت ارجوكي كفايه ابوس رجلك انتي ليه مش حاسه بيه... انتي هنا ليه اصلا مش بابا طلقك انتي هنا ليه امشي وسبيني في حالي 
نواره بشهقه قويه وهي بتضر"ب على صدرها:انا يا شهد امشي... بقى كدا يا بنت بطني 
شهد بدموع ووجع وهي بتحط ايديها على قلبها:انا دا في نار... نار يا ماما ابوس ايدك كفايه تضغطي عليا.. عارفه ليه عشان بابا الله يرحمه هو الوحيد اللي كان بيسمعني كان دايما يقعد معايا و يسمعني و هو خالص راح... ابوس ايدك كفايه 
حياء حضنتها وهي بتعيط وشايفه اختها في حاله هستريه جلال فضل معاهم لحد ما حياء هدت شهد و فضلوا يتكلموا 
ماهي لازم تتكلم ما هو فراق الاب مش بالساهل كسرة ضهر 
............................................... 
أطفت شعله تمردها 
دعاء احمد
عدي اربع شهور
نتيجه شهد طلعت و قدمت في كليه التمريض كانت فرحانه انها قبلت في اختبار القدرات و دي الحاجه اللي فرحتهم جدا لأنها بذلت مجهود في آخر فتره و خصوصا بعد موضوع سيف قررت تعمل اللي عليها 
حياء كانت بتكلم دكتوره هدى عن موضوع الخلفه لكن هي كانت بتتهرب منها كأنها خايفه تقولها حاجه معينه 
في الوكاله
جلال كان بيشتغل لحد ما خليل نادي عليه
خليل:سي جلال يا سي جلال
جلال بجديه:في اي يا خليل؟ 
خليل:في واحده برا بتقول اسمها جيسي منصور عايزه تقابل حضرتك... 
جلال باستغراب:جيسي منصور و دي عايزه اي مني ماشي خليها تيجي 
دخلت جيسي وهي بتبصله باعجاب ابتسمت وهي بتمد ايديها تسلم عليه
جلال بصلها من تحت لفوق و رجع بص في الملف ادامه 
:معليش مش بسلم و اظن حياء قلتلك قبل كدا.... 
جيسي باحراج:اه انا اسفه عرفت من الكافيه ان والد حضرتك توفي البقاء لله
جلال بحده:ونعم بالله بس دا والد حياء واظن لو كنتي عايزه تعزيها في والدها كنتي هتعرفي طريق البيت مدام عرفتي طريق الوكاله.... 
جيسي :انت بتتكلم معايا كدا ليه انت فكرني برمي نفسي عليك انا غلطانه اني جايه اعزيك واحد مغرور صحيح.... 
جلال قام وقف و انحني لمستواها :شوفي يا بت انتي عشان انا مش غبي و من بصه للي ادامي أفهمه 
انا اه معرفكيش لكن فاهم اللي بتفكري فيه من اول ما شفتني في الكافيه و كل شويه تقولي لحسام سلم لي على استاذ جلال اللي عايز يعزي بيروح البيت للحريم..... 
وكلمه هقولهالك عشان تشليني من دماغك انا بعشق مراتي... بعشقها لدرجه اني مش بشوف غيرها 
جيسي بغيره و ضحكه صاخبه:
حياء.!!! لا ضحكتني بجد دي تتحب على اي... بنت متهوره وغبيه و جمالها عادي مش ملكه جمال يعني لا و قمحاويه فيها ايه من معاير الجمال عشان زياد يفضل يدور عليها تلات سنين وانت تبقى بتحبها اوي كدا..... 
جلال بابتسامه بسيطه:يمكن لان عندها قلب بيحس يمكن لأنها جميله من جوا 
العشق الحقيقي ان الكل الناس تشوفك عادي الا حبيبك يشوفك أجمل واحده في الكون وانا مراتي بنت حلال مبترميش نفسها على حد ش واحده رخيصه متربتش.... زي ناس
جيسي بغضب:انت اكيد مجنون و صدقني اللي قلته دا تمنه غالي اوي انا غلطانه اني فكرت في بياع قماش زيك تصدق انت فعلا شبه حياء لايقين لبعض
بس ياترى عارف ان حبيبه القلب ليه علاقه سابقه وانها مش الملاك البري اللي حضرتك رسمه و ان حبيبها القديم لسه بيدور عليها انت قلت ابلغك بس
جلال مكنش مهتم باللي قالته لانه واثق فيها لأبعد الحدود 
لكن بيفكر في كلامها وان في شخص بيحب حياء غيره لكن ربط الخيوط ببعض وان الشاب دا ممكن يكون صاحب الشركه اللي اتقدملها وهي رفضته
خلص شغله و رجع البيت
أطمن على شهد و أمه كانت لسه معها طول الفتره دي لكن محدش علق على الموضوع 
فتح الباب و دخل ابتسم وهو شامم ريحه سمك ودي اكتر اكله حياء بتحبها وبتعملها بحب لان من ايد والدتها 
جلال:مساء النور يا قلبي........ 
حياء ابتسمت و خرجت حضنته:مساء النور اتاخرت ليه؟ 
جلال وهو بيبوس راسها:كان عندي شغل في المخزن حقك عليا 
حياء طبعت بوسه على دقنه و بحزن:
شكرا..... شكرا يا جلال لأنك وقفت معايا طول الفتره اللي فاتت بدون ما تزهق او تتعب مني شكرا لانك استحملتني انا بحبك اوي ربنا يحفظك ليا يارب
جلال بسعاده:تعرفي انا يكفيني من الدنيا اني اشوف ضحكتك دي عندي بالدنيا و مافيها هي فتره صعبه علينا كلنا لكن بتعدي والحمد لله
حياء ابتسمت بسعاده وهي بتطفي البوتجاز عن الأكل و بتمسك ايديه بتدخل اوضتهم 
:ياله ادخل خد شاور و انا هجهزلك هدومك
جلال حاوط خصرها وهو بيضمه ايه بسعاده:وحشتيني يا بنت قلب
حياء ابتسمت بسعاده :ربنا يقدرني واسعدك يا حبيبي بس دلوقتي تدخل تاخد شاور و تيجي نتعشى 
جلال بغمزه:ماشي يا مزتي... 
=====((أطفت شعله تمردها)))) =====
                     دعاء أحمد
في فيلا فخمه على البحر 
زياد كان قاعد وهو ماسك الموبيل علي صورة حياء بيفضل يقلب في الصور وهو مبتسم بهوس 
فتح ملف فيه كل المعلومات عن جلال و عن شغله و ازاي كبر نفسه بنفسه من وهو عنده تمانتشر سنه كان بيشتغل مع الحج شريف لحد ما بقى عنده اربعه وعشرين وفتح اول محل قماش ومنه كبر المحل وبقي وكاله كبير.... و بعد كدا بقى شريك الحج شريف في شغل الشادر و بعد كدا اشتري كافيهات معروفه في أسكندريه 
زياد حس انه أدام بيزنس مان شاطر وذكي يعرف ازاي يعمل الفلوس 
زياد بغضب:انت... انت اللي اخدتها في النهايه بس اوعي تكون فاكر اني ههنيكم على بعض انا بس سيبتك الفتره اللي فاتت عشان حبيبتي متزعلش لما تموت ما هو مش هيروح منها ابوها و جوزها في وقت واحد.... بس لازم تفكير انا مش بحب الع"نف عشان كدا لازم اقابل حياء الأول اصل وحشتني اوي فات تلات سنين معقول تنساني لالا حتى لو هي نسيت انا لا يمكن انساها...... 
===============٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪
جلال كان بياكل وهي بتبصله كأنها حاسه انه عايز يقول حاجه
حياء:قول قول مخبي ايه؟ 
جلال :وعرفتي ازاي؟ 
حياء:هو انا لسه عارفك النهارده قول مالك؟ 
جلال وهو بيبصلها بتركيز:مين زياد يا حياء هو صاحب الشركه اللي قلتي عليه؟؟ 
حياء بأن عليها التوتر من ذكر اسم زياد و بصراحه مطلقه :هو يا جلال هو بس والله العظيم انا ما كذبت عليك في ولا كلمه انا عمري ما حبيت زياد و لا حتى اعتبرته صديق مع اني برفض الصداقه بين شاب و بنت والله العظيم ما حبيته
جلال ابتسم وقام بأس راسها :لو كنت شاكك فيكي ولو للحظه اكيد مكنتش هبقي هادي كدا.... بس ليه يفصل يدور عليكي طول السنين دي
حياء :مش عارفه يا جلال بس انا بخاف منه
جلال بابتسامه:تخافي وانا موجوده طب خليه بس يقرب من شعره منك و ربي و ما اعبد اهد الدنيا فوق دماغه هو واللي خلفوه
حياء بسعاده :وانا بطمن وانت موجود ربنا يحفظك لقلبي..
.............................................. 
بعد يومين
جلال صحي وهو مبتسم وهو بيبصلها وشعرها مشعث حواليها بفوضويه وهي نايمه على صدره كان بيفكر في حاجه وأنهم محتاجين يغيروا جوا و يبعدوا شويه لكن مينفعش لان هو اللي شايل شغل الشادر و الوكاله لوحده من وقت وفاه الحج
مسك ورده و هو بيحركها على وشها بنعومه حياء كان باين عليها الضيق بتفتح عنيها بغضب لكن تبدد كل غضبها وهي شايفه ادامها ابتسمت وهو ينحني يقب"لها بخفه:صباحك جميل 
حياء بسعاده:صباحك ورد وفل وياسمين 
على عيونك 
جلال :كان نفسي اقولك ياله بينا نسافر لأي حته بس الشغل عارف ان الفتره الاخيره بعيد عنك بس معلش أن شاء الله تتعدل 
حياء اتعدلت و مسكت ايديه :متقولش كدا يا عمري و بعدين انا مبسوطه مدام معاك 
جلال :ان شاء الله هتتعدل المحامي هيجي النهارده بيقول ان الحج كان كاتب وصيه ولازم و المفروض نفتحها النهارده
حياء بعدم فهم:وصيه ازاي... بابا كان ناوي يكتبلي نص فلوسه قبل الحادثه امتى هيعمل الوصيه دي
جلال:مش فاهم نص فلوسه ايه. 
حياء :اه بص يوم الحادثه بابا فتح غايا موضوع الفلوس وقال انه هيكتب نص ثروته ليا لكن انا رفضت لان حرام دا مش العدل لكن قبل ما نتناقش للأسف العربيه خبطت في عربيه النقل اللي حصل خلني انسى الموضوع دا 
جلال بتفكير:مش عارف يا حياء الظاهر ان في حاجه غلط بس خلينا نستنى لما المحامي يجي المهم انا هدخل اخد شاور ممكن حضرتك تجهزيلي الفطار 
حياء بدلال:ممكن طبعا 
جلال اخد نفس عميق وهو بيحاول يسيطر على مشاعره و بسرعه قام دخل الحمام وهي خبت وشها في المخده بخجل وسعاده 
(سبحان مغير الاحوال اليوم حزن وغدا فرح فصبراً يا قلبي لعل يوم فرحك قريب) 
==================
بعد خمس ساعات
كلهم كانوا قاعدين مع المحامي في شقة شريف
نواره و أيوب وجلال وشهد وحياء 
المحامي فتح الوصيه وبدأ يقرأ المكتوب فيها جلال و حياء كانوا مصدومين
(بأن كامل ثروتي تُكتب باسم ابنتي شهد شريف الهلالي و تكون والدتها نواره زيدان هي الواصيه عليها حتى تتم سنها القانوني) 
حياء وجلال بصوا لبعض باستغراب ازاي ممكن شريف يكتب كل حاجه لشهد مش ممكن
جلال :حضرتك بتقول اي يا استاذ شفيق دي لايمكن تكون وصيه الحج شريف... الحج شريف عنده بنت تانيه الكبيره وهي حياء الهلالي
استاذ شفيق بتوتر:والله يا ابني هي دي وصية المرحوم قبل ما يتوفه الله بكم اسبوع كلمني و الوصيه متسجله في الشهر العقاري ودي امضته
جلال اخد منه الوصيه وفضل ماسكها وهو فعلا متأكد ان دي امضت الحج شريف لأنها مميزه جدا 
حياء :يا استاذ والدي قبل ما يتوفى كان واخذني الشهر العقاري و ناوي يكتبلي نص ثروته ازاي دلوقتي حضرتك بتقول انه كاتب كل حاجه لاختي.. 
شهد باستغراب:انا اصلا مش مستوعبه ان بابا يعمل كدا اكيد في حاجه غلط بابا لايمكن يظلم حياء كدا المفروض هي نصيبها اكبر من نصيبي لأنها عاشت بعيد عن بابا عمرها كله 
نواره بغضب:بت انت تسكتي خالص وبعدين دي مين اصلا عشان يكتبها نص فلوسه ليه فاكره نفسك بنته بجد والله العظيم شاكه ان شغف غلطت مع حد ود
جلال وشه كان باين عليه كل ملامح الغصب وبصوت جهوري
:قسما بالله لو كلمه زياده اتقالت لاتنسي اللي بينا لان وقتها اللي هعمله مش هيعجبك يا أمي.. اللي بتتكلمي عنها مراتي وبنت شريف الهلالي كلمه زياده هنندم كلنا وانا متأكد ان الوصيه دي مروزه و هعرف اثبت دا و صدقني يا استاذ شفيق لو لك يد في اللي حصل دا لا تندم
مسك ايد حياء وشدها وراه و طلع شقتهم 
شهد بسرعه :ابيه جلال.. 
جلال:نعم يا شهد
شهد بدموع :والله العظيم ما اعرف حاجه عن اللي قالوه دا والله انا الفلوس دي مش في دماغي اصلا
جلال :وانا عارف يا شهد لكن متأكد ان في حد لعب في الورق وان شاء الله هثبته قريب وانا عارف مين اللي عملها متقلقش يا قلبي ادخلي ادخلي يا حبيبتي 
شهد ابتسمت بحزن و دخلت وهي مش فاهمه حاجه بصت لأمها اللي باين عليها الفرحه والانتصار وهي واقفه جانب أيوب دخلت اوضتها و فضلت تفكر اي اللي يخلي ابوها ممكن يعمل كدا 
..................... 
في شقه جلال
كان جلال رايح جاي في الصاله وهو بيفكر في حاجه خايف تكون صح و يتصدم في امه والصوره اللي رسمها تتشو"ه اخر جزء فيها وانها ممكن تكون هي اللي مضت شريف على الوصيه بدون ما ياخد باله و تحرم حياء من نصيبها وحقها في ورث ابوها 
حياء بخوف عليه:جلال حبيبي ممكن تهدأ لو سمحت
جلال بغضب وصوت جهوري:مش معقول ممكن توصل بيهم القذ"اره لحد كدا.. الحج شريف لايمكن يعمل كدا انا متأكد واللي انتي قلتيه بينفي دا تمام لكن دي امضته انا متأكد ان في حاجه غلط
حياء مسكت ايديه وبحاول تهديه:جلال وحياتي عندك اهدا وبعدين أن مش عايزه فلوس اهدا عشان خاطري
جلال بغضب:هو حد قالك اني عايز فلوس لا يا حياء بس دا حقك وانا مش هسيبه ليهم حتى لو الفلوس دي هتكون من نصيب اختي أنا مش هسمح انهم يظلموكي.. لازم القى دليل ان الوصيه دي مزوره
حياء :هتلقي انا متأكده و عارفه كمان ان اكيد نواره ليها يد في اللي حصل لكن ليه تعمل وصيه وبابا عايش ازاي عرفت انه هيتوفي او تكون عملتها احتياطي مع المحامي. 
جلال وقف مصدوم وهو حاسس بانحباس أنفاسه معقول تكون ليها يد في مو"ت شريف... 
حياء :بتفكر في ايه يا جلال؟ 
جلال خرج بسرعه من الشقه وقفل الباب وراه بالمفتاح عشان متنزلش وراه
دخل شقة شريف وهو بيرزع الباب وراه
شاف أيوب وأمه كانوا بيضحكوا وهما بيتكلموا بسرعه مسك أيوب من ياقه قميصه:انت؟ لا مش معقول آخرها تكونوا مجر"مين.... انتي اللي قت"لتي شريف؟
نواره بتوتر:انت بتقول اي يا جلال اتجننت فاكرني مجر"مه شكل الهانم من غلها ان ابوها كاتب لشهد كل حاجه قررت تقسيك علينا فوق يا جلال البت دي من يوم ما دخلت حياتك وهي قلبتها و صدقني مش هسمح بالمهزله دي كتير 
جلال بصدمه:يبقى انتي انا عارفك كويس انتي اللي قت"لتي ابويا انتي ههه قت"لتي الراجل اللي حماني انا وانتي من الناس و العالم برا انتي معقول سواد اوي كدا من جوا معقول للدرجه دي قلبك اسود معقول انتي أمي 
نواره بتمثيل و دموع:انت بتقول اي يا جلال انا اقت"ل شريف دا انا بعشقه ازاي قلبك طوعك تقولها.. دا محدش حب شريف ادي ازاي تقول كدا على امك معقول بقيت تكر"هني كدا روح يا جلال روح يا ابني حرام عليك بس انا مسامحك دا انت ابن بطني مفيش حد حبك ادي 
جلال حس انه هيتجنن خرج من البيت كله وهو مشوش و مصدوم كلم جمال يقابله في مكان بعيد على البحر 
جمال جاله بسرعه جدا 
:مالك يا صاحبي
جلال:لأول مره اخاف يا جمال بس المره دي خوفي غريب اوي خايف من حقيقه خايف اني اصدقها او اكدبها انا مشوش و مش عارف أصدق مين ولا أصدق ايه
جمال:حصل اي لكل دا
جلال:معرفش كل حاجه داخله في بعضها معقول الفلوس تخلي النفوس سوداء كدا دا الوحيد اللي حن عليا كان دايما يعاملني على اني حته منه ازاي... طب ممكن يكون فعلا قضاء وقدر و امي فعلا مظلومه انا تعبت اوي يا جمال بين نارين لايمكن اقبل الظلم ولو حتى امي و برضو دي امي قلبي وجعني اوي طب لو حقيقه هقابل حياء باي وش اقولها ازاي ان امي هي اللي... 
جمال:هي اللي اي اتكلم يا جلال عشان تقدر ترتاح
جلال وهو بيقوم :شكل مبينلهاش راحه الايام الجايه يارب انت عارف اللي قلبي وعارف اني مش عايز غير رضاك ارحمني برحمتك لان لو اللي بفكر فيه دا صح يبقى وقتها هخسرهم لان لايمكن اسمح للظلم انه يحصل واسكت ارحمني برحمتك 
===================
تاني يوم الصبح 
حياء صحيت من النوم لقيت نفسها نايمه في السرير لوحدها افتكرت لما جلال جيه متخر وشالها دخلها الاوضه وبعد كدا خرج من الاوضه 
مكان جلال على السرير كان مترتب وواضح انه منامش في اوضته
خرجت تشوفه في الصالون كان في سجاير كتير دخنها بليل عرفت انه مش كويس قررت تلبس و تروحله لان قلبها بيقوله انه محتاجها
خرجت من البيت وصلت أدام الوكاله 
جمال:مدام حياء اتفضلي 
حياء :جلال فين يا جمال بالله عليك 
جمال:في مكتبه جوا بس واضح انه تعبان و مرهق جدا
حياء راحت ناحية المكتب وفتحت ودخلت بسرعه وهي على وشك انها تعيط جلال قام مفزوع وهو شايفها ادمه لكن قبل ما يستوعب في ايه حياء جريت عليه وحضنته وهي بتعيط كانت مرعوبه عليه 
جلال بذعر:في ايه يا حياء حصل حاجه حد جيه جانبك 
حياء مكنتش عارفه تتكلم وهي لفه ايديها حوالين رقبته وحضنه بقوه وبرعب:قلقتني عليك لما شفت كميه السجاير اللي شربتها حسيتك موجوع حصل ايه يا جلال انت مش كويس انا متأكده ان قلبك موجوع 
جلال حضنها بقوه وهي بيدفن وجه في رقبتها ثواني وحسيت بدموع دافيه على رقبتها فضلت واقفه ساكته وهي بتملس على شعره بحنان وسايبه يطلع كل الوجع اللي جواه 
حياء بحزن:ابكي و رايح قلبك يا قلبي
جلال كان كتاب مفتوح ادامها عارفه امتى بيكون سعيد فعلا وامتى موجوع ودا هو الحب
بعد عنها وهو بيمسح دموعه بأس راسها وهو بيحضنها :انا اسف اني قلقتك عليا انا دلوقتي احسن يا حبيبتي 
حياء بابتسامه :وانا عارفه دا بس مهما كنت موجوع في يوم متسبنيش تعالي وابكي في حضني ارجوك متسبنيش انا بخاف عليك 
جلال :حقك علي قلبي
حياء:ماشي يا سيدي تعزمني على بيتزا بقي
جلال:ماشي ياله بينا
جمال خبط على الباب وفتح
:جلال في محضر من المحكمه برا 
جلال:محضر؟! 
قالها وخرج من المكتب كان في ظابط و مع اتنين عساكر
جلال:اهلا يا فندم 
الظابط:اهلا يا جلال بيه معايا امر باستلام الوكاله و كافيهات و محلات السمك وتسليمها لملاكها الحقيقي
جلال :انت بتقول اي الوكاله وكل دا اللي قلت عليه دا باسمي انا 
الظابط:لا يا فندم دي أملاك أيوب سعد الصاوي
جلال وحياء وجمال بصوا لبعض بعدم فهم لكن مسك ايد حياء وخرج من الوكاله وطلع على البيت
أيوب كان قاعد مع نواره وهما منتظرين جلال عشان خطتهم تكمل
جلال دخل البيت وهو بيرزع الباب وراه بحده وبغضب اعمي:ازاي.... انتم اي شيا"طين ازاي املاكي انا تتنقل باسمك انت... تصدقوا انا فعلا غبي مكنتش متخيل ان امي اللي عملها توكيل تاخد كل حاجه ليها و تبعها لاخويا 
نواره ببرود:اديك قولتها انت عملت التوكيل وانا عملت عقد بيع وشراء بينا لكل اللي تملكه و بعتها لايوب جاي ليه دلوقتي... اه صحيح حتى الشقه اللي انت والهتنم قاعدين فيها دلوقتي باسم أيوب 
جلال ضحك غصب عنه وهو بيحاول يستوعب ان امه اللي كان مامنها على كل حاجه اخدت كل فلوسه وهو حاليا بقى مفلس 
حياء بصتلهم باشمئزاز و هي مش مستوعبه ان دول اهله
جلال بغضب وهو بيمسك أيوب من ياقه قميصه:انت فاكرني هسيبك دا شقى عمري كله دا شقى عشر سنين فاكرني هسيبهولك تتمتع بيه انا وثقت فيكي وانتي يا نواره هانم خونتي الثقه 
نواره :جلال ازاي تقول كدا كل فلوسك هترجعلك بس بشرط
حياء حست انها فاهمه شرطها 
نواره:تطلقها وكل حاجه تبقى باسمك وتخرج من حياتنا وكانها مدخلتش
حياء كانت بتبص له وهي بتعيط لو وافق هترجع لحياتها الوحيده ولو رفض هيبدا من الصفر
هل أخبرك بأحد أسراري؟
انا أحبك……… بين طيات قلبي محفور أسمك….
                                         #دعاء_أحمد
تقف ايمان أمام حاجز النافذه تضم جسدها بيديها…… تخاف…. هي من تدفعه ليستمر في تحقيق حلمه….. لكن هل حقا مستعدة للبعد؟…….. يتركها شهور يسعى وراء هدفه وهي أيضا تسعي من أجل حلمها…
مر يومين و هي في صراع
                ……….. بين رغبتها و رهبتها
افاقت من شرودها علي صدح رنين جرس الباب… استدرات تاخذ حجابها من على ذراع الكرسي في غرفة نومها
خرجت بعد ثواني وهي تضبط هيئتها
ايمان
_مين؟
=انا يا ايمان ….
ابتسمت بلهفه ما ان سمعت صوت والدها
احتضانته بسعاده و اشتياق
“بابا… انا محتاجه اتكلم معاك….”
انتاب جلال الشعور بالخوف…. ليقول بضراوة وهو يُبعدها عن احضانه
_في ايه؟ انتي كويسه؟ يوسف عملك حاجه؟
ابتسمت بسعاده و لمعت عينيها بحب
=تعالي بس ادخل كدا يا باشا….. اول مره تيجي البيت بعد جوازي بعد اربع ايام… اربع ايام يا بابا…. و الله لو كان عدا النهارده من غير ما اشوفك كنت هعيط….اهل العروسه بيجوا من يوم الصباحيه….
تشرب ايه؟ …… هنتغدا سوا الغداء جاهز ومفيش أعذار
ابتسم بود و هو يستقر على الاريكه.. يغمض عينيه ..
_انتي عارفه مبعرفش اكل من غير حياء وهي اكيد مستنياني…. احكيلي بقى في ايه.. مالك؟
جلست أرضا تضع راسها على قدمه تضم جسدها
=يوسف عنده شغل ضروري في لندن و يمكن يسافر كمان شهر بالكتير اوي…. و شغله هناك هياخد وقت طويل يمكن سنتين… وانا مش عارفه اعمل ايه يا بابا خايفه.
مرر اصابعها بشعرها الأسود
“انتِ شايفه ايه يا ايمان… يفضل و لا يسافر”
ايمان
“انا عارفه ان دا حلمه و مينفعش يتخلى عنه لكن….. لكن برضو مش عايزاه يسيبني يا بابا… انت فاهم قصدي؟انا خايفه من البُعد”
“طب ما تسافري معه”
سالها بارتياب و توجس
ايمان بذهول
“انا اسافر برا مصر؟؟ لالا… مش هعرف…
انا عامله زي السمكه يا بابا اخاف اخرج من المياه… اسكندريه بالنسبه ليا حياتي اخاف اخرج منها… اي مكان في مصر اقدر اتأقلم عليه لكن براها….
و مع ذلك مش عايزه اسيبه يسافر… احساس متناقض اوي يا بابا اني ابقى عيزاه معايا و مش عيزاه يسيب حلمه.. اعمل ايه؟ “
جلال بجديه
” بصي يا ايمان هقولك المفيد.. اي واحدة عايزه تحافظ على بيتها و جوزها بتفضل معه في اي مكان…. يعني مثالا انتي هتسبيه يسافر دلوقتي
 المفروض انك هتشتغلي في المستشفى هنا كمان اسبوعين بالكتير
و طبعا دخولك العمليات مش هتكوني الطبيبه الرئيسيه لحد ما تثبتي انك قادره فعلا على تحريك ايدك بمهاره و انا واثق انك قادره على دا… هتاخدي مثالا تلات شهور… انا من رأى تفضلي هنا المده دي و بعدها يكون معاك شهاده رسميه انك تقدري تشتغلي في اي مكان و تسافري ليوسف هتفضلوا مع بعض لحد ما يخلص مشروعه و ترجعوا… ترجعوا يا ايمان…. “
أخذت نفس عميق بحيرة ليبتسم ابيها بحب و هو يتلامس وجهها بحنان
جلال بهدوء
=بصي يا ايمان يوسف هو اللي بعتني ليك النهارده ، انا كنت جايلك بس لقيته جاي الوكاله قالي انك عايزه تتكلمي مع حد و مفيش غيري هيفهمك… و موصلك معايا رساله
اللي انتي عايزاه هو هيعمله لو قلتي لا مش هيسافر و هيفضل معاكي
و لو وافقتي هيسافر…..”
_بابا انا بحب يوسف، و بحب اشوفه بيحقق أحلامه و بيسعي ليها.. و للأسف اتربيت على الشغف و اني اتابع أحلامي و اثق اني هحققها في يوم من الايام
وانا واثقه اوي في يوسف و افديه بعمري و اروح معه مكان ما يكون و حضرتك عندك حق هفضل معه بس هستنا هنا شويه لحد ما اخد ما يثبت اني اقدر أمارس مهنة الجراحه و هسافر لها بس وعد هنرجع… هنرجع سوا علشان البلد دي تستحق اننا نديها”
حاوط وجهها بيديه و هو يطبع قبله على قمه راسها بحب
” ربنا يكملك بعقلك يا بنتي”
في تلك اللحظه صدح رنين جرس الباب
جلال بغمزه
” دا يوسف… انا هدخل اشوفك عامله غدا ايه..؟
نظرت له بارتياب ثم قامت لتفتح الباب تتفاجأ فعلا به
جو بسعاده
=متأكدة من قرارك..
ربعت يديها بغضب أمام صدرها
_دا انتم متفقين بقى؟
دلف لداخل منزلهما وهو يغلق الباب خلفه ممسكا بيديها متوجها ناحيه غرفتهما
ايمان :يوسف استنا… بابا هنا
يوسف :ما انا عارف.. تعالي بس
بداخل غرفتهما
.. يمسك حقيبة سفره يضعها على الفراش اخرج منها علبه قطيفه سوداء تبدوء في غايه الاناقه…. اوقفها أمام المرأه يقف خلفها لتشعر بشي بارد على عنقها
نظرت للمراه أمامها، فتحت فمها بدهشه و هي تراه يغلف مفتاح عقد أنيق من الماظ!!!
أيمان :يوسف؟ اي دا….
حاوط خصرها وهي ينظر للمراه أمامه لي ي انعكاسها المندهش
=هديتك…
“بس انت اشتريت شبكه غاليه ليا… ودا شكله شكله غالي اوي”
ابتسم بود وهو يطبع قبله سطحيه على خدها الناعم كملمس الورد
=دي هديتك مني مالهاش علاقه بالشبكه.. و بعدين مفيش حاجه تغلى عليك حتى يوسف نفسه… انا سمعت كلامك مع عمي اصل نسيت اقولك هو انا طلبت منه يفتح الاسبيكر و انتم بتتكلموا كنت عايز اطمن انك موافقه بجد…. “
ايمان بعتاب
” ليه انت مش واثق فيا و في كلمتي ليك؟ “
=واثق اكتر انك مش عايزانى اتخلى عن شغلي علشان كدا كنت حابب اسمعها منك بس بعيد عني مع حد تكوني بتعرفي تحكي ليه اللي في قلبك زي باباكي”
ايمان بحب
“اطمنت خالص خلينا بقى نقفل الموضوع دا علشان انا وانت و صالح و زينب و بابا و ماما مسافرين بكرا المنصوره هنقضي اسبوع هناك و اهو نغير جو و كمان نكون كلنا سوا قبل ما تسافر “
” ماشي يا ستي ياله نخرج نقعد مع الحج”
======================================في وقت لاحق.. في شقة جلال
تقف زينب بجوار حياء يثرثان فيما يخص أمور النساء
 كل واحدة منهما مشغوله بصنع وجبة معينه للغداء
حياء بود
” قوليلي بقى أنتِ و صالح علاقتكم ماشيه ازاى… انا عارفه ابني صعب شويه بس طيب والله “
كانت زينب تعطيها ظهرها تُقلب الحساء اخذت علبة الشطة دون وعي لتضع منها مره اخرى و هي تبتسم وتشعر بشي كالسحر وهي تتذكر معاملته معها طوال الاربع أيام الماضيه
كم أنه غريب متقلب حنون لكن مازال هناك جزء غامض من شخصيته لم تعرفه بعد.. جزء ان ظهر سيجعلها تود الموت حقا
“الحمد لله.. الصراحه من يوم جوازنا وهو بيعاملني بما يرضي الله”
حياء
“يارب دايما يا زينب أنتِ تستاهلي كل خير”
سمعا صوت الباب يُفتح و يغلق ليعلما برجوع جلال و صالح من الوكالة
بينما طفت زينب عن الأكل و بدا في تجهيز السفرة
جلال بصخب كعادته
“يا أهل البيت…. حد قا”لع راسه”
حياء
“تعالي يا جلال….”
دلف للمطبخ و هو يتمتم ببعض الأذكار
“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته “
” وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته “
ابتسم وهو يقبل قمه راسها ليتحدث بخوف بعد رؤيه شحوب وجهها في الفتره الاخيره مع هزلان جسدها
” كويسه دلوقتي؟”
“جلال انا كويسه متقلقش والله العظيم كويسه”
جلال بحده: والله ما مصدقك يا حياء و خالي في علمك اني حجزت عند دكتورة هنروح سوا بعد المغرب
حياء:طب اهدي كدا مفيش حاجه تستاهل كل دا.. انا كويسه اومال فين صالح؟
صدح صوته من خارج المطبخ بمرح
“انا هنا يا جميل… واقع من الجوع”
حياء بحب:ثواني و الأكل يكون جاهز ياله يا زينب”
___________________________________في وقت لاحق
كانت زينب جالسه على طاولة الطعام بجوار صالح الذي كان منشغل بالحديث مع والده فيما يخص العمل في الوكالة
اخذ جلال يسعل بقوه و قد احتقن وجهه من النيران المشتعله بداخل حلقه من اول معلقه وضعها بفمه
وضع يديه على قلبه وهو يسعل بحده
انتفضت حياء من مكانها تتناول كوب من الماء تعطيه له
اخذ يرتشف بتعثر من كوب الماء محاولا اخماد الحريق الذي لحق بحلقه
وقف صالح بجواره و قلبه منقبض من الرعب على والده
صالح يخوف:في ايه يا حج… أكلم الدكتور؟
اخذ نفس بطي و هو ينظر لها و عينيها المترقرقه بالدموع ابتسم بعيدا عن المرح فقط ليهدا من راوعها
“انا كويس متقلقوش…. بس أنتم ليه حاطين شطه كتير كدا على الاكل… دا نار”
حياء بخوف و دموع
“بس انا مش بحط شطه على الاكل و عامله زي ما بتحب…. “
كانت نظرات صالح قا”تله للحظات و هو يمسك معلقته يتذوق الحساء ليرفع وجهه المحتقن
زبلت ملامح زينب ما ان تقابلت عينيها بعين صالح المشتعله بنيران الغضب فقد كان يحدق بها بوجه متصلب وعلامات الشر مرتسمه عليه
مما جعل وجهها يشحب وقد جفت الدموع بعروقها فورا ادراكها انها من فعلت ذلك دون ادراك فقط كانت شادرة الذهن لتضع كمية كبيرة من الشطه بالطعام لتخرب الطعام دون قصد
أطلقت تاوه متالم منخفض عندم قبض علي يديها من أسفل الطاوله يعتصرها بقوه مؤلمه من بين يديه وهو يزمجر بصوت قاسي لاذع بجانب اذنها
“وحياة أمي لدفعك التمن غالي اوي اصبري عليا
همست بصوت مرتجف تحاول التبرير
” انا.. انا ماكنتش اقصد والله
رمقها بقسوه وهو يزيد من ضغطه على يديها يتحدث بنبره يتخللها الغاضبه العارم
“نطلع شقتنا بس…”
حياء :جلال تعالي استريح وانا هجهزلك اي حاجه تانيه ياله لو سمحت
وضع يديه بيديها تساعده على الخروج من المكان
صالح :خالي عنك
مسك بيد ابيه ساعده حتى اجلسه في فراشه
صالح بجديه:متأكد انك كويس ولا اكلم الدكتور؟
جلال بصرامه :انا كويس يا جماعه في ايه… والله كويس ياله اطلعوا كملوا اكلكم وانا…
حياء بمقاطعه و غضب بين دموعها
“صالح سيبنا لوحدنا دلوقتي…”
اوما براسه بقلة حيله و هو يخرج من غرفة والده يغلق الباب خلفه بغضب
بالداخل
حياء بدموع :انا اسفه معرفش ازاي دا حصل والله العظيم انا اسفه…. بص هكلم دكتور مصطفى يجي علشان نتطمن مش هيحصل حاجه لو اطمنا… ياريتني انا
مرر يديه على وجنتيها يمسح دموعها الحارقه لروحه
:طب ينفع كدا بتعيطي لي
مرر جلال يديه على وجنتيها يمسح دموعها الحارقه لروحه
:طب ينفع كدا بتعيطي ليه دلوقتي.. انا كويس بس الظاهر اني فعلا كبرت و اي اكل فيه شطه بيتعبني… وبعدين ايه ياريت انتي دي… حياء مبحبش الطريقه دي و ياستي انا اسف لو قلقتك بس والله العظيم انا كويس ممكن بقى تبطلي حركاتك العيال دي و تبطلي عياط
حياء بغضب و وجه احمر
“حركات عيال؟ انا يا جلال… ماشي يا سيدي ممكن بقى ترتاح و انا هطلع اجهز اي حاجه خفيفه”
كانت ستغادر المكان لولا جذبه لها دافناً وجهه بعنقها قائلا بصوت مريح هادي
“ششش انا كويس اهدي… خدي نفس بطي جلال كويس طول ما حياء كويسه…. متخافيش”
حاوطته بذراعيها تستمد منه الامان وهي تغلق عينيها تتنفس ببط
” وانا مش عايزاه حاجه من الدنيا غير ان جلال يكون دايما كويس لانه وطني”
جلال بخبث و مرواغه ذكوريه
“طب ما تجيبي بو”سه كدا ولا اتركنا على الرف”
حياء بغيظ “والله العظيم قليل الادب ومش هتتغير”
مال عليها يقبل وجنتها بعبث رجولي
” و عمري ما هتغيري”
ابتسمت بهدوء و شغف لرؤية مشاكسته تلك يود لو يحتضنها يُسكنها بداخل صدره ليصبحوا شخص واحد
او ليس كذلك؟! بلي أنهما جسدان بروح واحدة
___________بعد مرور نصف ساعه
صعدت زينب لشقتهما و القلق يتسلل لقلبها بعنف… تقف بتوجس خلف باب الشقه تستمع لصوت قدمه يصعد الشقه
ما ان فتح الباب حتى ارخت دفاعتها و هي تنظر لما بين يديه و هي طنجرة الحساء التي صنعتها
نظر لها بوجه خالي من التعبيرات حاد غريب
ليضع الطنجره على الطاوله أمامها
اشرا براسه نحوها بصرامه وعينيه تشتغل بنيران محرقه قائلا بصرامه
=شايفه الحله دي… تشربيها كلها
تراجعت للخلف بذهول و عينيها تترقرق بالدموع قائله بتوتر
=بس دي… دي فيها شطه كتير… انا كدا هتعب
صاح بغضب و حده وهو بندفع نحوها قابضا على ذراعها يهزها بقوه و قسوة
=و لما انتي خايفه على نفسك اوي كدا مخوفتيش علي الناس الكبيره اللي عندهم ضغط و اللي هياكلوا من القرف دا
…. افرضي لا قدر الله ابويا جراله حاجه
ليكمل و هو يدفعها بقوة نحو المقعد لتسقط جالسه عليه بوجه شاحب كشحوب الاموات
:اشربي…..
ظلت جالسه تتطلع اليه بااعين متسعه ممتلئه بالدموع فورا ادراكها فضاحه فعلتها فهي لم تفكر ابدا باأذيه اي شخص
ابتلعت بصعوبه لعابها و ما ان فتحت فمها والاعتراض ولكنها أسرعت و اغلقته وهي ترى تحفز عضلات صدره
والتي كانت تشير بأنه على حافه غضبه
أمسكت المعلقه بيد مرتجفه تشجع نفسها على تناولها حتى ينتهي هذا الأمر فهو لن يتركها الا بعد تنفيذ ما قاله
أمسكت المعلقه ثم بدأت ترتشف الحساء الذي ما ان وضعته بفمها حتى أطلقت صرخه متالمه
شاعرة بنيران مشتعل بعنقها
تركت المعلقه من يديها وهي تنظر لذلك الواقف بجوارها باعين ممتلئه بالدموع لعلها ترق قلبه عليها لكنه قاطعها بصوت صارم
=أشربي…
ظلت صامته تنظر لطنجرة الحساء الممتلئه و عينيها تترقرق بالدموع والياس دب في قلبها
ظل صالح ينظر لها وهي تاخذ معلقه أخرى حتى يوقفها و يعلمها ان تلك الاشياء لا يستهان بها
لكن اتسعت عينيه بصدمه وهو يراها تقوم بحمل الطنجرة بين يديها تقوم بالشراب منها مباشرة حتى تنتهي منها سريعا
شعر صالح بالصدمه تشل حركته فورا ان رأي ما فعلته فهو كان سيجعلها ترتشف معلقه أخرى و لم يكن ينوي تنفيذ تهديده
اندفع نحوها يجذب الطنجره بعيدا عن فمها والتي قد اترتشفت منها اكثر من نصف محتواها
=بتعملي ايه يا مجنونه؟؟!
تركتها من يديها و هي تشعر بالنيران في كامل جسدها لتنفجر باكيه بانتحاب تشعر بمعدتها منعقده من شده الالم
ركضت نحو الحمام بتعثر وهي تضع يديها على بطنها والتي كانت تولمها بشده
أسرعت بدخول الحمام مغلقه الباب خلفها بقوه
بينما اندفع صالح وراها ينتابه القلق و الخوف ينهش قلبه اخذ يضرب على باب الحمام بقبضته
=زينب… افتحي… انتِ كويسه…
لكنها لم تجيبه وكان الصمت سيد المكان حتى سمع صوتها المتالم وهي تفرغ ما في معدتها شعر بقبضه قويه تعتصر قلبه يكاد يحطم روحه عندم وصل لمسامعه صوت بكائها المرير
لم يشعر بنفسه وهو يضرب على الباب بقوه يصرخ بها من شدة الألم الشاعر به
=زينب افتحي بدل قسما بالله هكسر الباب
لكن لم يجد منها اي رده فعل سوا البكاء الحاد مع صوت تقيوها و شهقاتها المريره حاول فتح الباب لكن وجده مغلق من الداخل
مرت بضع دقائق على هذا الوضع يتمزق قلبه لما سببه لها من الألم رغم تيقنه انها لم تقصد ما فعلته
فقط كان يريد تعليمها درس لكن هي فاقت كل توقعات بفعلتها !!!
خرجت زينب من الحمام وهي تمسك بطنها من الألم ووجهها و عينيها محتقنا بالون الأحمر الدامي … ألقت عليه نظرة لوم و عتاب قبل أن تمر بجواره تتجه ناحية غرفتها تغلق الباب خلفها
تُلقي بجسده على الفراش و تبكي بعنف و غصه لتقسم ان تجعله يذوق من نفس الكأس
بينما وقف صالح يتابعها بندم معتصر قلبه ليتركها ويغادر المنزل
===============بعد حوالي نصف ساعه
دخل صالح المنزل أغلق الباب ببط يمسك بين يديه كيس عليه اسم الصيدله بعد أن اشتري لها بعض الادويه
حيث أخبر الطبيب عما تعانيه من الألم أعطاه دواء مناسب لها سيخفف الألم معدتها و نصحه بجعلها تشرب كميه كبيره من اللبن الرائب لذا توجه الي أقرب سوبر ماركت ليجلب الكثيره من عبوات اللبن الرائب كما نصحه الطبيب
وضع يديه على مقبض الباب فتح باب غرفتها لكن ما ان رآها حتى شعر بألم يعصف بروحه
مستلقي على الفراش تضم جسدها متكومه بشكل محزن
تبدو نائمه مع شعورها بالالم ليبدوء ذلك على تشنج ملامحها
و عرقها شعرها مشعث على وجهها الأحمر
جعله يدرك عظمه خطاءه
تحرك نحوها و هو يجلس بجوارها يحاول ايقاظها
:زينب.. قومي متناميش كدا..
تكلم بينما يضع يديه أسفل ذراعها مساعدا اياها في الجلوس على الفراش واضعا بيديها احد عبوات الحليب قائلا بحنان
=اشربي دا.. هتكوني كويسه
اطاعته بهدوء عكس الغضب بداخلها تقسم ان تجعله يئن من الألم مثلما فعل بها
حقا ان كيدهن عظيم
ظل يراقبها وهي ترتشف الحليب الرائب حتى انهت العبوة قام بتدبليها بأخرى يحثها بلطف على ارتشفها وما ان انتهت حتى بدلها بأخرى ممتلئه لتهمس بصوت ضعيف
=كفايه كدا مش هقدر اكمل
مرر يديه برفق على وجنتيها مبعدا شعرها المتناثر عن وجهها يضع وراء اذنيها
ساعدها في تناول الدواء الذي جلبه لها ثم جعلها تستلقي على الفراش مرة أخرى هامساً بلطف
=كويسه دلوقتي؟
بهدوء مصطنع :احسن بس عايزه انام
انهت جملتها وهي تتمسك بالوساده تحاول كبت دموعها ثواني وغرقت في نوم عميق
اتجه صالح نحو الحمام يبدل ثيابه و ما ان انتهى حتى استلقي بجانبها كاسر اي قواعد وضعها.. شعر بالتردد للحظات قبل أن يقترب منها محتضنا اياها مرر يديه برفق على ظهرها.. دافنا وجهه بعنقه يشعر بالراحه حيث نام بعمق
================في الصباح
استيقظت زينب وشعور غريب من الراحه يسيطر عليها فلم تعد بطنها تولمها ولم تعد تشعر بالنيران
فتحت عينيها بصدمه عندما شعرت بجلد حار يلامس خدها لتصطدم ب وجهها مدفون بعنق صالح الذي يحضنها بقوة
شعرت بكامل جسدها يهتز بعنف عندم وجدت انه كان يحيطها بجسده الضخم كما لو كان يخشى ان تهرب من بين يديه
نزعت ذراعه برفق قبل أن تنهض بهدوء من جواره
ظلت تنظر له بشر و غضب رغم تذكرها لما فعله معها بليلة أمس و اعتناءه بها
لكن فورا تذكرها للألم الناشب بمعدتها و الذي جعلها تتلوي وتبكي لوقت طويل ينتابها رغبه قويه في الانقضاض عليه تذيقه من نفس الكأس….
ابتسمت بشيطانيه وهي تنحني ببط تطبع قبله هادئه على خده لتمثل دور البراءة وهي تتجه نحو الحمام
طلعت حياء لشقتها بعد ما اشترت كل احتياجات البيت لكن وقفت على السلم وهي مندهشه لكن بغضب شافت نواره و شمس واقفين أدام الباب
حياء بضيق وهي بتنفخ
=أعوذ بالله الشيطان بنفسه عامل لينا زياره لحد البيت
نواره بغضب وخبث
=شرفتي يا حر"اميه.. فين الخاتم يا بت انتي انطقي؟ ولا عشان بقيتي شحاته ظهرتي على حقيقتك الو...
حياء بغضب مماثل و حده
=تصدقي انك واحده متعرفش يعني ايه تربيه
اما بقى الحر"اميه دول فهم عارفين نفسهم كويس اوي لا ومش بس كدا دا انتي بج.حه و ز"باله
توهج وجه نواره بحمرة الغضب والعصبيه من كلمات بنت الحرام تلك كما تسميها رفعت يديها تصفعها و لكن قبل أن تلمس يديها وجه حياء
مسك يديها بقوه وعيونه مشتغله بالغضب 
جلال بحده وعيونه قاتمه كأنه لايري والدته فقط يرى شخص ما يريد أذية حبيبته بيقف حائل بينهم وهو بيرجع حياء وراه 
=انتي كنتِ هتعملي اي... انتِ جايه لحد هنا وتمدي ايديك عليها؟ 
نواره بخوف و غصه لكن بتداريه بقناع الغضب
=أمد ايدي عليها لا يا شاطر السنيوره مراتك هي اللي مدت اييديها على خاتم شمس و اكيد هي اللي سر"قته
شمس بغضب وغيره تفتك بقلبها وكل جوارحها
=ايوه يا خالتي اكيد هي ما هو مفيش غيريها في البيت و هي بعد ما مشيت طلعت تاني الشفه اكيد خبيته جوا
جلال بنظرات دبت الرعب بقلبها يكفي تلك النظره القامه في عينيه تجعل اي شخص يراه يرتعب منه
:انتِ تخرسي خالص مش عايز اسمع صوتك وانتِ يا ام.. اقصد يا نواره هانم خاتم ايه اللي مراتي هتبصله اصلا ليه فاكرنا زيكم عينيها فارغه ميملهاش الا التراب
زفر بتلك الكلمات بسخريه لاذعه و وجع يملا قلبه ويفتك به فهي أمه مهما حاول أن ينسى ذلك
نواره بحده:
وانا مش همشي من هنا غير لما افتش البيت و يا انا يا هي النهارده وقسما بالله لو مخلتني ادور فيه لابلغ البوليس ما انا مش هامن نفسي وفي واحده زي دي في بيتي
انفرجت شفتيه عن ابتسامه واسعه و ببساطه
=تعمليها وتبلغي عن مرات ابنك وماله البيت ادامك فتشيه براحتك
انهي كلماته وهو يضع المفتاح في الباب يفتحه على اكبر قدر 
دلفت نواره و شمس الي داخل الشقه و وهما مبتسمين بانتصار 
اما جلال فاكانت نظراته لحياء قا'تله هو حذرها من انها تنزل لعند والدته وهي بكل بساطه خلفت كلامه و كانت دي النتيجه
حياء بخوف منه وصل للرعب 
=جلال انا
انحني وهو بيبصلها بثبات بحركه سريعه خليتها تتفزع و بترجع لوراء شهقت بخوف ليردف بحده وشراسه وهو ينظر مباشرة لعينيها بقوه
=اصبري عليا لما يمشوا شكلي دلعتك زياده عن اللزوم وبقيتي تعملي اللي مزاجك و ترمي كلمتي وراء ضهرك شكلك محتاج تتربى وتتعلم الأدب من اول وجديد 
هدرت كتفيها باحباط و رعب يستولي على كل جوارحها ترقرقت الدموع من عينيها دون وعي 
ليتجاهلها لأول مره وهو يعنف قلبه على ضعفه دائما امام بنيتها الداكنه 
بعد دقايق
خرجت نواره وشمس و باين عليهم الضيق لفشل خطتهم 
ابتسم جلال وهو بيحط ايديه في جيب بنطاله بثقه :
ها يا نواره هانم لقيتي حاجه نبلغ البوليس؟ 
نواره بضيق و تابعت بخبث 
:ملقناش حاجه ما هي اكيد خدته معاها عشان تبيعه او تخبيه 
جلال بحده ونظرات مصوبه على تلك الواقفه بجوار الباب بجمود فكبريائها يمنعها ان تبكي أمام غريمتها و حماتها
=خلصتوا اتفضلوا اطلعوا برا... 
نواره بصتله بحده و خرجت وهي بتشد شمس وراها بغضب 
رزع الباب بقوه وراهم وهو بينقل عيونه عليها 
حلال بحده وهو بمسكها بعنف بيجذبها له من دراعها لدرجه اصطدمت بصدره وسعت عنيها برعب من نظراته ليردف بغضب وعصبيه
=بتحبي تكسري كلامي عارفه كانوا ناوين على ايه لولا اني وصلت وشفتهم.... عارفه بغبائك دا كنتِ هتعملي ايه..... 
حياء بضعف وهي بتمسك ايديه القابضه على دراعها :
دراعي يا جلال بيوجعني هتكسرهالي
ضغط على ايديها بحده اكتر لدرجه انها صر"خت بسرعه كتم صوتها و بصلها وكأنه مش شايف ادامه جواه غضب كفيل يحر"ق العالم وهي بسهوله لم تتجنب قسوته بل بالعكس ضربت بكلماته عرض الحائط و بفحيح غاضب
=عارفه انا ممكن اعمل اي دلوقتي بسبب غباءك وتفكيرك العقيم دا 
بلعت ريقها بصعوبه وهي بتعيط كانت بتحاول تبعده لكنه حاكم قبضته عليها و كاتم نفسها
لأول مره تترعب منه بالشكل دا حتى قبل جوازهم مكنتش بتخاف للدرجه دي 
اول مره تشوف عيونه مظلمه قاتمه 
=كان ممكن دلوقتي يرموكي في السجن دول عايزين يخلصوا منك حتى لو هياذوني ليه مش فاهمه دا... غبيه ومتهوره 
بعد عنها وهي من الخوف قعدت على الأرض بتعيط بهستريه و وشها احمر وبهمس
=تفكيري عقيم؟؟!!!!..... 
ضحك بسخريه وهو بيطلع الخاتم من جيبه و بيرميه على الأرض 
:=عقيم دي حاجه بسيطه من اللي بيدور في دماغي و اللي لو قولته هتتمني الأرض تنشق و تبلعك... فاكرهم هيطلعوا يعملوا الفيلم الهندي دا بدون سبب حضرتك خلفتي كلامي ونزلتي قعدتي تحت بكل برود و شمس استغلت دا وطلعت الشقه فتحت الباب و دخلت حطت الخاتم في دولابك.... 
حياء بصدمه
"وانت عرفت ازاي؟
جلال بحده و غيظ من تهورها دايما وكانها مبتتعلمش و بمنتهى القسوه
:عرفت ازاي ما هي لو الهانم عندها ذره تفكير ما كنتش اتسببت في كل دا 
َكنت جايه من الشغل بدري وشفت شمس هانم وهي نازله من شقتنا ومبتسمه عرفت انهم مخططين لحاجه ها صدقتي ان تفكيرك عقيم وانك غبيه... انا نازل و عايز لما اجي ما اشوفكيش ادامي يا حياء احسنلك عشان عفاريت الدنيا بتنطط ادامي
خرج من البيت وسابها في دوامه مشاعرها اللي بتعذبها زي ما جلال بيعذبها بكلامه حتى لو نيتها كان خير 
===================
نواره بغضب :
مش انا قايلك تحطي الزفت في الدولاب حطتيه فين يا بت انطقي
شمس :والله يا خالتي عملت زي ما قولتيلي وحطته بأيدي دي في رف هدومها معرفش راح فين
نواره قعدت على الانتريه وبقيت تضر"ب على رجليها بغل 
=اه يا ناري من بنت الحرام دي ازاي مش موجود 
بس جلال والثقه اللي بيتكلم بيها دي مش غريبه عليه دا ابني واكيد شافك وانتي نازله بس مين يليمني على زمارة رقبتها الحربايه اللي معه دي وانا اجيب أجلها... ما هو يا انا ياهي في البيت دا... وانت لو متجوزتيش جلال يبقى اخرتها على أيدي ما هو انا مش هستني لما تبقى حامل و احفادي يبقوا من بنت حر"ام.. 
===========================
كان بيشتغل بحده مع العمال وهو بيلعن نفسه و قسوته عليها لكن هي كل مره تخالف كلامه وتعمل مشكله وبسبب غبائها يمكن يجي يوم ويفقدها فيه كان لازم يفوقها 
الساعه عدت واحده بليل ولسه بيشتغلوا
عامل=سي جلال الوقت اتأخر والعمال عايزين يمشوا ونكمل بكرا الشغل ما بيخلصش
جلال بيمشي ايديه على وشه بيحاول يهدي نفسه
:ماشي يا سعيد خليهم يمشوا واقفل الوكاله 
=====================
كانت قاعده على الانتريه قصاد باب الشقه و عيونها و رمت من البكا وهي مستنيه وخايفه 
بتلوم نفسها على غبائها فعلا هو عنده حق لكن هي مكنتش تقصد كل دا و دا كان حسن نيه منها 
الباب اتفتح دخل جلال بجسد متثقل مرهق من الشغل بصلها بالرغم رغبته القويه في انه يحضنها و يمسح دموعها لكن عايز المره دي تتعلم متكسرش كلامه لان هو بيكون فاهم اللي ادامه بيفكر ازاي و لانه بيحبها ببساطه بيعشقها و مش هستني لما يخسرها.... 
دخل اوضتهم بدون ما يعيرها اي انتباه
حياء كانت قاعده على السرير وهي باصه لباب الحمام 
خرج جلال وهو عا'ري الصدر حاطط منشفه على رقبته بينشف شعره بيرميها على الكرسي بلامباله و بيروح ينام على الانتريه 
حياء قامت ببط و هي رايحه ناحيته لكنه رفع ايديه و بحده
=خليكي عندك احسنلك تقدري تنامي على السرير وانا هنام على الكنبه والكلام خلص
دموعها نزلت غصب عنها من جفاء معاملته دا حتى لما اتخانقوا وهو سافر كان بيجي مخصوص عشان يطمن عليها معقول مبقاش يحبها؟؟؟؟؟؟!!!!.................. 
اتحركت ببط و تثقل قعدت على السرير وهي بتبصله لوقت طويل كانت حاسه يتشنج اعصابه و ارهاقه 
كان بيحاول ينام لكن مش عارف فضل يتقلب على الكنبه احد نفس عميق و هو بيقوم بصلها بلامباله و دخل البلكونه 
حياء شهقت برعب لان الجو برد 
كان بيدخن بنفس الطريقه لما يتعصب 
حياء اتعصبت لانه بياذي نفسه بالطريقه دي
اخدت تيشرت ودخلت وراه 
حياء بغضب كأنها واحده تانيه غير اللي كانت بتبكي وهي بتشد السيجاره من ايديه
=ممكن تبطل العاده الزفت دي حرام عليك يا أخي أنت عايز تمو"ت نفسك و بعدين الجو برد خد دا و تلبسه ما انا مش هستنا لما تتعب و بعدين مفيش سجاير تاني انت فاهم مش كل ما يحصل بينا خناقه تشرب يجي علبه سجاير كامله ويا انا يا السجاير في البيت دا بعد كدا 
جلال ابتسم بسخريه وهو بيبصلها :
اي خايفه عليا اوي كدا؟ من الأولى انك تخافي على نفسك 
حياء بغضب :على فكره انا مكنتش اقصد.. 
جلال بمقاطعه :هي دي المصيبه انك مش قاصده في الزمن اللي احنا فيه دا لازم تكون اي خطوه بتعمليها قصداها والا هيحصل مصيبه 
سابها و راح اوضه الأطفال و حاول ينام 
حياء ارتمت على السرير وهي بتعيط مش فاهمه حضنت وسادته بقوه و بتنام 
مر يومين مفيش اي جديد 
غير جفاء في المعامله بينهم 
لحد ما دخل الاوضه كانت قاعده و هي بتفكر ياترى بطل يحبها و خايف عليها 
كان بيدور علي حاجه و مش بيبصلها حتي
حياء بتوتر و لمعه دموع:
جلال انت بتدور على ايه؟ انا ممكن انام في اوضه الأطفال النهارده وتعالي انت نام في سريرك اكيد مش مرتاح هناك
جلال بهدوء :
عايز برشام للصداع عندك؟ 
حياء بغصه:اه بس انت متعشتش وكدا هيتعبك
جلال :معلش يا حياء هاتيلي و اعمليلي كوبايه شاي تقيل لان مصدع اوي
حياء قامت ومسكته ايديه بحنان و قعدته على السرير 
قعدت ادامه وهي بتاخد المخده وبتحطها علي رجليها 
:هعملك مساج لدماغك الأول لو معملش حاجه هجيبلك البرشام ممكن 
جلال فضل يبصلها شايف بنت حنونه جميله لكن متهوره و آه من تلك العينين 
كم يشتاق لاحتضانها وبقوه وهي الآن تدعوه ليضع راسه بين احضانها تنهد براحه وهو يغمض عينيه و يضع راسه على فخذيها
تبدأ بتحريك اصابعها بنعومه على راسه
احس بالراحه و كان الألم اختفى بعد لمساتها الحنونه لكل انش في رأسه
كان مركز على ملامحها وعيونها
حياء بخوف وارتباك من نظراته :
=لسه دماغك بتوجعك.؟؟
جلال بهدوء:
ممكن اعرف ليه كل العياط ذا انتي عايزه تحرميني من اني اشوف جمال عيونك
انفجرت في البكاء دموعها نزلت على وشه 
:انا اسفه انا عارفه انه غباء بس انا كنت مع شهد انا مكنش قاصدي بس انت عاملتني على اني كنت قاصده 
قام و شدها بحنان لحضنه و بهمس
حقك عليا بس لازم تتعلمي من أخطائك يا حياء 
خلينا ننسى الموضوع اللي عكننا علينا حياتنا دا
بس ينفع تثقي فيا وفي كلامي انا عارف بقولك ايه و اللي بعمله دا مش عشان تعيطي لا عشان تفهمي ان مش كل مره هيبقى في حل لمشكله
حياء بسرعه 
:والله العظيم انا بحبك وبثق فيك اكتر من حياتي بس انا متخيلتش
جلال بمقاطعه و حنان :
شششش مش عايز اسمع خلينا نقفل الموضوع دا و بعدين عيونك وحشوني اوي يا بطل 
حياء بغضب :
والله العظيم انت هتجنني يا جلال ببقى نفسي اولع فيك بجاز وسخ وانت صاحي و بتيجي بكلمتين تخليني عايزه ابو"سك
جلال بخبث ووقا'حه :
طب وانا حوشتك؟ 
حياء:
عشان كدا كنت هتكسر دراعي بس ماشي خلينا نقفل الموضوع هو كله من الحيزبونه اللي اسمها نواره والله انزل اجيبها 
جلال بحده :حياء احترمي نفسك 
تنهدت بقله حيله وهي بتقوم بغضب مسكها من دراعها بحده 
=رايحه فين؟ 
حياء بعتاب
:هنام في اوضه الأطفال عشان تعرف تنام براحتك يا جلال 
سحبها بقوه لحضنه وهو بيدفن وشه في عنقها وبهمس حنون
:لا انتي هتنامي في حضني عارفه يا حياء انا مش متعود اني اعتذر لحد عشان كدا مش بعرف اوصل للي ادامي اني ندمان بس ربنا وحده اللي يعلم اني مخنوق من اليوم دا انا اسف
حياء حسيت بأنه تعبان و باين عليه الإرهاق دفنت نفسها في حضنه وهي بتاخد نفس عميق
:انا اللي اسفه انا فعلا غبيه... 
جلال بابتسامه وهو يطبع قبله حنونه على عنقها:
بس أجمل واحن قلب عرفته في حياتي 
استكانت بين احضانه فهو شخصيه هادئه احيانا ممازح و أحيانا و"قح و مشاكس متقلب المزاج 
قسوته تعميه عن أي شي لكنها تعشقه
وتعشق تقلب شخصيته فهو استحوذ على كل ذره من مشاعرها أمتلك قلبها واهلكها بحبه 
شخصيته بالنسبه لها فريده من نوعها
حنون لدرجه تشعرك بالامان
قسوته تجعلك تخشاه
يغار بعنف كأنه يريد أن يفتك بالعالم من حوالها
لكنه أمتلك قلبها واستحوذ على كل انش بها 
يجعلها تذوب ببط بين يديه كلماته العذبه تعصف بقلبها لتجعلها تقع في عشقه بحنانه يمتلكها و بغيرته يشعرها وكانها ملكه على عرش قلبه هو فقط... انها الأنثى  
======================
كانت حياء نايمه على دراع جلال علي الانتريه و هو دافن وجه في عنقها شبه نايم بتتفرج على التلفزيون دا يوم إجازته فقرر يفضلوا سوا
حياء بابتسامه:جلال انت نمت؟ 
جلال بهمس وهو يطبع قبله رقيقه على عنقها
:لا يا قلبي صاحي 
حياء :طب عايزه اتكلم معاك شويه ممكن
جلال :اامم ماشي ياستي 
اعتدل في جلسته وهو بيجذبها له بيقعدها على رجليه كأنه بنته يقبل خدها بحنان
حياء بخوف 
:الموضوع بخصوص والدك
فصلت تبصله و تتابع تغير ملامحه و تشنج عضلاته 
حياء بسرعه:والله والدك بيحبك اوي و هو الصراحه بيكلمني كل يوم يطمن علينا و لما كنا متخانقين كان حاسس من طريقتي ان في حاجه لكن انا قالتله اننا كويسين و على فكره هو قالي انه السبب في اللي حصل ليا وانا مسامحه يا جلال و هو محتاجك انت ابنه ولازم تسامحه من حقه عليك دا انت معروف بالجدعنه و الرجوله مع الكل هتيجي وتقصر في حق ابوك انا عارفه ان مش من حقي اتكلم في الموضوع دا بس انا عايزه مصلحتك
صدقني يا جلال الاب ضهر وسند يمكن كان شاب طايش واتخلي عنك لكن مين قال إنه بيكر"هك او مش عايزك ابوك عايزك معه يا جلال و من حقه عليك انك تكون في ضهره يا حبيبي صدقني مش هتحس بالوجع الا لما تخسره للاب احنا عايشين في الدنيا دي مراحل واختبارات 
جلال لو انا مت هتزعل عليا؟؟ 
جلال بصلها بغضب ازاي قدرت تقول كدا لكنه
حضنها بقوه لدرجه حسيت ان ضلوعها هتتكسر من شده ضغطه كان بحضنها بخوف وعتاب وحزن من مجرد انها نطقت الكلمه دي
لكنها متعرفش انها غرزت سك"ينه في صدره
فضل علي وضعهم دقايق وهو مش حاسس بحاجه كأنه انفصل عن العالم 
:جلال انا بقول لو
جلال بحده وهو بيشدد على احتضانه ليها :
اخرسي خالص اقسم بالله لو حصل ما هرحمك لو فكرتي بس تبعدي عني و حتى لو الموت هتلقيني مدفون جانبك في نفس القبر
حياء مكنتش تقصد كلامه بالظبط هي كانت عايزه تحنن قلبه على والده لكن كلامه حسسها اد ايه هي غاليه عنده دموعها نزلت غصب عنها 
وهي بتحضنه 
:عارف انا شايللك ايه جوايا يا جلال دا مش حب بنت لجوزها لا دا حب طفله كل يوم تدعي ربنا انها تلقى ابوها 
طفله صغيره كل يوم بتكبر و جواها حزن العالم كله لما عرفت انه عايش جيت جري عليه عشان تدفن نفسها في حضنه 
لكن انت جيت لقيتك انت و ملقتش احن من حضنك عليا بعد سنين من الحرمان ربنا عوضني بيك انت لقيت فيك الزوج والحبيب والأب و الأخ و السند الصاحب الجدع 
الزوج الحنين اللي يعلمني بهدوء وهو مبتسم 
الاب اللي بيمسك بأيد بنته وعلمها الصلاه
الزوج المجنون اللي ممكن يقت"ل اي حد يحاول يلمس حاجه تخصه 
انا لقيت في حضنك امان عمري ما حسيته و مش عايزاه اخسرك و مش عايزاك تكون حزين انا عارفه ومتاكده انك بتحب ابوك عايزاك تروح تبوس ايديه لو فعلا بتحبني و عايزني اكون فرحانه اوعدني يا جلال 
نزلت دمعه متمرده من عينيه وهو فقط يفكر ماذا لو تركته 
كيف سيحيا بعد أن عرف طعم السعاده 
كيف سيحيا بعد أن شعر بمعنى الام فهي حنونه معه و كأنه امه وليست زوجته هي بالمختصر روحه
:اوعدك يا حبيبتي بس بلاش الكلام دا تاني انتي فاهمه 
حياء بسعاده و هي بتحاول تخرج من احساس الحزن اللي سيطر عليها :يا عم اروح فين انا قاعده على قلبك لحد ما تزهق مني
دا انا عايزه منك دسته عيال صحيح كلام دكتورة هدى شوف هي مش بترد عليا ليه لان اقسم بالله هروح اجيبها من شعرها الوليه دي 
جلال بغمزه شقاوه:
هتستحملي دسته عيال. 
حياء بدلال :مدام منك ف هيكونوا حبايبي طبعا
جلال وهو بيشيلها بسرعه:استعنا على الشقى بالله
حياء بصراخ:جلال متستعبطش نزلني انا بقولك اهوه انت هتعمل اي يا مجنون
جلال وهو بيقفل الباب و بغمزه وق"حه :
جلال الشهاوي رجل أفعال وليس أقوال يا بطل انت
========================
دلفت الي عياده دكتوره هدى بعد الحاح طويل من حياء انه يعرف نتيجه التحليل 
العياده كانت زحمه 
جلال للممرض:
لو سمحت بلغ دكتوره هدى انا جلال الشهاوي برا 
الممرض:
معلم جلال استريح ثواني هبلغ الدكتوره بس عندها مريضه تخرج و هبلغها
قعد على الكرسي و هو بيفكر في حاجه 
طلع موبايله و بيكلم جمال
جمال بحماس
:عرفت ازاي اني عايز اكلمك المهم جيت في وقتك عايز اقولك ان كل حاجه ماشيه تمام و اللي بنخططله بيحصل بالحرف
جلال بثقه و غروره المعهود:
كنت متأكد المهم عايز مرسال صغير يروح لالهام بخبر جوازه من نعيمه 
جمال :دماغك سم يا جلال 
وقعت نعيمه في طريق أيوب و خليتها تلف عليه و يتجوزها رسمي عند مأذون و من الناحيه التانيه خطتنا ماشيه تمام 
جلال بحه؛ 
هو اللي حط راسه براسي لما اخد حقي خلينا نلعب مع بعض القط و الفار انا اصلا مش مستعجل حقي كدا كدا هرجعه
شغل الوكاله عامل اي؟ 
جمال بصوت هدر:
والله يا جلال الحل ما يسرش أيوب لو فضل كتير فيها هيغرقها بقى يتعامل من التجار اللي احنا رفضنا الشغل معاهم وانت عارفهم نصابين 
جلال :قريب كل حاجه هترجع لوضعها الطبيعي ان سايبك عندك عشان واثق فيك وانك هتحاول دايما تظبط العك اللي بيعمله 
جمال بتنهيده:ان شاء الله يا صاحبي ان شاء الله اخبارك ايه انت و مدام حياء
جلال بابتسامه مع ذكر اسمها:
الحمدلله بخير 
الممرض:اتفضل يا جلال باشا 
جلال بهدوء :ماشي يا جمال هكلمك تاني واي حاجه تحصل كلمني عايز اول ما الهام تعرف الخبر تكون عندي وانت فاهم قصدي 
جمال:على الله... 
قفل مع جمال و دخل لدكتورة هدي
هدى بابتسامه :اهلا اهلا باللي مدوخنا بقالي كتير منتظره زيارتك دي يا استاذ جلال بس لما عرفت ان الحج شريف توفي كنت منتظرك بعدها لكن برضو مجتش
جلال بجديه:حصل ظروف والصراحه اصرار حياء هو اللي جبني النهارده
هدي:اشجع في حياء انها بنت حيويه و عندها طاقه دايما... المهم اتفضل اقعد
جلال بحده:حياء قالت انك بتتجاهلي الرد عليها في موضوع الخلفه هي نتيجه التحليل فيها حاجه 
هدى بجدبه:انا تعمدت اني مبلغش حياء و كنت منتظره حضرتك لان الموضوع متعلق بيك انت 
استاذ جلال انا الصراحه مش عارفه ابدا ازاي لكن 
جلال باستغراب:في اي يا دكتور؟ 
هدي:في مشكله عند حضرتك تمنع الخلفه 
حس باستغراب من كلامها لانه عمره ما توقع ان يكون في مشكله عند حد فيهم 
افتكر كلامها دايما انها نفسها تكون ام 
هدى بحزن:
انا عارفه ان الموضوع صادم لحضرتك بس عشان كدا مبلغتش مدام حياء كان لازم ابلغك انت الاول 
جلال بهدوء:طب معنى كلامك انه مفيش امل؟ 
هدي:مفيش حاجه اسمها كدا الأمل موجود طول ما فينا نفس لكن هياخد سنين طويله في العلاج انا شايفه انك تفاتح مدام حياء في الموضوع 
جلال مشي و أفكاره كلها متلغبطه و كأنه حاسس بوجع انه حتى حلمها الوحيد مش قادر يحققه هو مؤمن بقضاء ربنا لكن دي اكتر حاجه عمره ما اتمناها
فضل وقت طويل قاعد أدام البحر وهو بيفكر في حلمهم سوا 
فلاش باك
حياء كانت نايمه على صدره وهو ربت على ضهرها بحنان بعد نوبه الغثيان اللي اتعرضت ليها 
جلال :تعرفي انا بقى نفسي في ايه؟ 
حياء بتعب :ايه يا قلب حياء
جلال:نفسي يبقى عندنا اربع ولاد و تلات بنات
حياء بشهقه قويه وهي بتبعد عنه
:حرام عليك يا مفتري سبعه... ما انت مش هتعمل حاجه لازم تقول كدا انا اللي هتعب لوحدي 
جلال بسعاده وهو بيضمها :
امم بذمتك انتي مش نفسك في عيله جميله 
حياء :طبعا نفسي في ولاد كتير اوي منك
نهايه الفلاش باك
قام بتثقل و قرر ينهي الموضوع و ميظلمهاش و الا هيجي يوم تندم فيه على حبه ليه
رجع البيت حياء اول ما شفته جريت عليه وحضنتها بقوه وسعاده وباين عليه الحماس
=جلال المحامي كلمني و قالي ان بابا كان سجل الوكاله باسمي فعلا يعني دلوقتي انت اللي هتديرها و سيبك من الشغل عند الحج مغاوري انا مبسوطه اوي كنت برن عليك مردتش ليه؟ 
جلال فضل يبصلها وهو ساكت لحد ما اتكلم
:احنا لازم نطلق........... 
حياء بلامباله:هزارك تقيل اوي 
جلال بحده:وانا مبهرزش
أطلقت ضحكه صاخبه وعينها تلتمع بالدموع و عقلها لايستوعب تلك الكلمه التي اردف بها دون حتي ان ينظر لعينيها
لتجيب بصدمه 
=طلاق؟!.... انت بتهزر صح؟ 
جلال انت فعلا هتطلقني.. 
حاول جاهدا الا ينظر في عينيها 
كيف له ان ينظر لها ووجهها غارق
بالدموع؟
والاسوء ان تلك الدمعات بسببه
تلك الدمعات التي تق.تله وتشعره بضعفه فاسوء شئ في الحياه ان ترى من تحب يقُ'تل بيديك 
أصعب شعور هو أن تمسك بسك'ين حاد وتغرزه في قلب معشوقتك... 
ظل صامت لوقت طويل لايعرف بما يجيبها هل يخبرها انه لم يعد لها مكان في حياته وان بقيت سيظلمها الي الابدا
ان بقيت سياتي اليوم الذي تلعن به نفسها على عشقها له 
لتجيب وهي تحاول أن تجمع شتات نفسها 
:ليه؟انا عملت ايه؟ و لا حنيت لأمك ولحياة جلال الشهاوي المعلم جلال
طب انا قصرت معاك في حاجه 
طب انت دلوقتي مش فقير و بتدبر الوكاله اللي كنت عايزها من الاول 
ليه بقى عايز تطلقني.. 
حاصر عينيها بعينيه وهو يحاول التماسك والجمود أمامها كيف يخبرها الحقيقه 
ظل يتأمل ملامحها باشتياق و رغبه قويه في احتضانها ومسح تلك الدمعات التي تقت"له ليجيب بحده وش اسه يخفى بهما ما في قلبه من الالم
:خالص يا حياء انا هتجوز شمس و انتي هتاخدي حقك كامل وتسافري إنجلترا وانا بنفسي هوصلك للمطار و مش عايز اشوف وشك تاني في مصر أو ترجعي اسكندريه تاني قصتنا انتهت 
لم تستطيع كبح نوبه الضحك تلك 
وهي تجلس على الاريكه و قلبها ينز'ف من الالم
:تتجوز... حقي.. 
يعني انت خالص زهقت من الجاريه اللي متجوزها ف ناوي تسيبها و تروح لواحد غيرها... 
لا كتر خيرك و كمان هتعطف عليا و تديني حقي اللي امك سر'قته عشان تخليك تطلقني فأنت وقتها لسه كانت عايز تتسلى بقلبي شويه فوقفت ادامهم 
و دلوقتي خالص زهقت فلازم ترجع لبيتك وامك وانا اطلع من حياتكم
شعر وكأن احدهم قبض علي قلبه و اعتصره بشده وهو يتذكر كل لحظه بينهم عشق جنون حنان حتى نوبات الغضب بينهم ليجيب بصوت هدر حاد
:هكلم المحامي غيري هدومك وتعالي ورايا هنزل استناك تحت
جلال سابها وخرج سابها في صدمتها لكنه رجع تاني بعد ما سمع صوت كسر قوي
رجع ووقف ادامها وهو مصدوم :
بتعمل ايه يا حياء نزلي البتاع دي
حياء كانت واقفه في المطبخ وهي بتعيط و ماسكه ازازه كسرتها على الرخامه كانت حطها على رقبتها و منهاره
جلال بغضب و رعب وهو بيقرب:نزلي الزفت دي بقولك؟ 
حياء بدموع وغضب و حده وهستريه
:اوعي تقرب انا بكر"هك انت اناني كل دا عشان الفلوس معقول حقير للدرجه دي
بس المشكلة اني مش هعرف اعيش من بعدك مش هعرف اعيش بدونك بعد ما عرفت طعم الحياة و الأمان مش هقدر ارجع فرنسا مش هعرف اعيش من غيرك 
قالتها وهي بتقرب الازاز من رقبتها جدا لحد ما نز"فت كانت بتبص له ب خذلان و ندم لكن مع ذلك هي متعرفش تعيش من غيره.... يتبع
ليست مجرد قصه حب و ستمر 
انها قصه قلبنا جمعهما القدر
قصه احتياج... احتياج قلبنا للشعور بالأمان 
قلبنا تحابا و تحدا الكل من أجل البقاء
قصه احتياج طفله لاحتضان ابيها ف كان هو ابا لها قبل أن يكون زوجا 
انها قصه أهلكت حصون الاثنان لتجعلهم يقعون في عشق من نوع خاص....... فقط انها 
جلال بقى واقف مصدوم كانت نظراتها في خذلان وقهر بعد ما بقى عشقها ليه بيجري في د'مها دلوقتي عايز يبعدها عنه بدون سبب 
اشتعلت عينيه وتوهجت باحمرار شرس وهو بيقرب منها وهي بترجع لورا
=نزلي البتاع دي دا امر مش طلب
ضحكت بسخريه و دموعها بتنزل وهي بتقرب حافه الازاز من رقبتها 
=ايه خايف عليا.... اوعي تقرب قسما بالله اقت'ل نفسي ادامك دلوقتي.. ابعد عني احسنلك.... 
عيونه كانت مركزه على حافه الازاز على عنقها و د' مها بيسيل و هي كأنها مش حاسه بوجع 
لمعه عينيه بالدموع بخوف عليها 
=هبعد بس نزلي البتاع دي عشان خاطري
خاطرك؟ انا هريحكم مني خالص عشان تعرف تتجوز شمس و تاخدوا حقي و انتم مستريحين 
اصل المشكله انا مبقاش عندي حد ف هسافر و اعيش لوحدي تاني....بس اقولك ادفني مع امي وابويا
المشكله فيا انا... انا حبيتك بكل اللي عشناه سوا... 
انا المشكلة اني مش هقدر اعيش معاك و لقلبك لغيري
و مش هقدر اعيش في بعدك انك بكر"هك يا جلال انا اول مره احس اني ضعيفه كدا 
جلال بهلع وهو بيحرك ايديه في الهواء بيحاول ياخد منها الازاز وهو شايف الد'م 
بيقرب منها لكن بتحاول تغرزها في رقبتها لكن جلال بيشدها بسرعه لكن حياء كانت ماسكه بقوه فجر"حت ايدي جلال بقوه 
ضغط على سنانه وهو بيرمي الازازه من ايديها بص لايديه كان بينز'ف لكن مهتمش 
بمسكها من دراعها بعنف وهو بيهزها لكن هي كانت بتبص لايديه المجروحه بسببها
جلال بعنف و هلع من اللي كانت هتعمل و صراخ فيها عيونه كأنها حمم بركانيه
=قلتلك حتى لو الموت هكون معاكي في نفس القبر مش مسموحلك تبعدي ولا تسبيني انا ملكي و مش من حقك الموت بدوني 
مش من حقك تاذي نفسك انت سامعني... 
ضمها بقوه لحضنه برعب مش قادر يستوعب انه اتسبب في انها تاذي نفسها عمره
ما تخيل ان الحب يخلينا ضعاف كدا أدام اللي بنحبهم 
حب جلال الشهاوي ضعف و قوه انه التناقض دائما في العشق السعاده و الجحيم
دمعه من عيونه نزلت وهو لسه بيربت على ضهرها بحنان 
:اوعي تسبيني انتي فاهمه ....مش مسموحلك انك تسبيني مش مسموحلك 
أطلقت انة تاوه متألمه وهي تستسلم لدوامه سوداء تسحبها 
شالها و دخل اوضتهم و كلم دكتور وهو بيحاول يفوقها ويوقف النز'يف
بعد دقايق جرس الباب رن جلال بصلها و بص لايديه و النز' يف اللي مش بيقف حاسس بأيديهم بتتشل 
ربط جرحه بسرعه و طلع فتح الباب 
دكتور معتز: 
فين المريض؟ 
جلال بتعب:جوا اتفضل يا دكتور النز'يف وقف الحمد لله بس لسه فاقده الوعي
دكتور معتز بجديه:
انت ايديك بتنز'ف؟ 
جلال بجديه و صرامه و رعب ينهش بقلبه
:مش وقته يا دكتور حياء اهم اتفضل 
دخل دكتور معتز و بدا يعملها اللازم وهو واقف باين هادي لكن بيلعن نفسه الف مره 
بيلعن قلبه انه حبها وانه دخلها حياته من البدايه 
جايز الاتنين كانوا هيبقوا افضل لو هي مرجعتش مصر و لا عيونهم اتلاقت و لا ايديهم لمست بعض و لا عرفوا يعني ايه سعاده 
يمكن وقتها كانوا هيبقوا احسن على الاقل عايشين حتى لو مش سعداء
باختصار كلمه دائما يرددها القلب 
(احذر العشق فهو مؤلم كما أنه جميل) 
دكتور معتز:الحمد لله هي دلوقتي كويسه مكنش جرح كبير بس ايديك انت بتنز'ف اتفضل اقعد خلينا اوقفلك النز' يف
جلال كان حاسس بدوار لانه نز'ف كتير و لانه غرزت الازازه بقوه في ايديه
معتز:الجر"ح دا لازم يتخيط ايديك هتفضل تنز"ف لازم نخيطه
جلال بحده:اعمل ايه حاجه المهم هي هتصحي امتى؟ 
معتز وهو بيعمله اللازم:
فكر في نفسك يا ابني هي يدوب رقبتها اتجرحت بس عندها انهيار عصبي عشان كدا ادتها مهدا 
بعد ساعه تقريبا 
قعد جلال على الكرسي وهو حاسس بألم رهيب في دراعه كان بيبصلها بعتاب 
فضل قعد مش عايز ينام 
اخد علبه السجاير و قعد في البلكونه بيفكر هيعمل ايه 
مع أول خيوط الفجر 
كان واقف بيدخن وهو بيبص لخيوط النور بتلمس السماء و بتمحي الضلمه تعلن عن بدايه جديده 
سؤال واحد يدور في عقله
متى؟ متى أصبحنا واحد....... متى عشقتها لهذا الحد من الجنون..... 
متى أصبحت الشمس في حياتها
متى أصبح هو كل عالمها ليصل بها العشق الي هذا الحد 
ياالله كم ان العشق مؤلم 
كما يقال انه يأتي ليخط'فك من نفسك 
بدأت تفتح عينيها ببط و كسل بتقفل عينيها بعد انعكاس اشعه الشمس عليها لكن اللي شايفه هو جلال واقف بيدخن بشراهه كعادته
هدرت بصوت منخفض متألم :
جلال 
جلال بصلها بعتاب وهو بيطفي السيجاره بقى يكح وهو حاسس بوجع في صدره 
حياء لاحظت ايديه المربوطه
غمضت عنيها وهي بتديله ضهرها و بتحاول متعيطش ادامه بالرغم انه قالتله انه مش بتحبه كحب واحده لجوزها هي بتحبه كأنه ابوها و حبيبها و صاحبها و اخوها وسندها 
دموعها نزلت غصب عنها جلال راح ناحيه السرير بينام هو كمان كان سامعه شهقاتها المكتومه 
حضنها بقوه وهي لسه مدياله ضهرها 
جلال بتعب :
ششش نامي بتنامي وبكرا نتكلم انا تعبت هحكيلك كل حاجه بس خلينا نرتاح شويه دلوقتي بطلي عياط ممكن
فضلت السكون وهي بتدور على سبب مقنع للي عمله ملقتش غير انه زهق من حياتهم بالرغم انه دايما سعيد معها ليه دا حصل 
ليه فرحتهم مش بتكمل الا لما تنتهي بوجع 
لكن حست بارتخاءه بتبصله كانت في دموع على خده
فقط الاغبياء هما من يرون دموع الرجل ضعف
لا يعرفوا يصاحب بعض الأحكام ان دمعه الرجل ثمينه ولا تهبط الا من أجل أغلى و أنقى الأشياء لديه
حياء : 
ياترى مخبي عليا ايه يا جلال ما هو انا مش غبيه لدرجه اني مبقاش عارفه الرجل اللي عايشه معه انا مش غبيه لدرجه اني ابقى مخدوعه فيك 
انا مش غبيه عشان احب فيك كل حاجه حتى قسوتك و في الاخر تكون بتتسلي بقلبي 
غمضت عينيها بالالم وهي بتحاول تنام
تاني يوم 
صحي جلال لكنه كان سامع صوت الدش قام قعد على طرف السرير وهو ماسك دماغه حاسس بصداع يكتنف راسه
خرجت وعدت من جانبه و كأنها مش شايفه 
بصلها وهي واقفه أدام الدولاب مهتمش 
و دخل ياخد دش بارد يفوق بيه
خرج لكن وقف مصدوم وهي شايفها بتلم هدومها رمي الفوطه بغضب وهو بيروح ناحيتها وبيمسكها من دراعها بعنف
:رايحه فين؟ 
حياء بكبرياء:همشي ايه مش هتطلقني.. 
جلال بغضب و حده:
لازم نتكلم وساعتها انتي اللي هتقرري نتطلق 
حياء :نتكلم في ايه؟ 
جلال : اطلعي اسنيني برا هغير و احصلك
حياء :ماشي يا جلال انا معاك للآخر 
بعد دقايق
اخذت تتطلع اليه بحيره من صمته اخذ يزفر بقهر 
:عايزه تعرفي اللي حصل امبارح دا سببه ايه؟ 
حياء بتوتر:ياريت...
جلال :عشان بحبك و عايزك تكوني سعيده... 
حياء بضيق :و انت فاكراك لما تبعدني عنك وعن بلدي هبقي فرحانه و سعيده 
انت هتبقى مبسوط لو جيت في يوم وقابلني بالصدفه و ان في حضن واحد غيرك
فاكر ان الفلوس هي اللي هتخليني سعيده؟ 
جلال بص في الارض و بيحاول يتماسك ادامها
:بس على الاقل هتقابلي حد يديك اللي يفرحك 
حد معه تقدري تعملي عيله يمكن وقتها تعرفي انا بحبك اد ايه
حياء:انت تقصد ايه؟ 
جلال وهو بيبصلها بتركيز:
انا مبخلفش يا حياء.... 
حياء فضلت تبص له بوجه خالي من التعبيرات 
_انت بتقول ايه مين فينا اللي مش بيخلف؟ 
بصتله وهي شايفه الحزن و القهر اللي باين في خطوط ملامحه الرجوليه دموعها نزلت وهي بتحضنه وبتدخل لحضنه بقوه و جموح
:لو هو دا السبب تبقى اناني يا جلال
اناني ازاي تاخد قرار زي دا من غير ما ترجعلي انا مراتك ومن حقي اني اعرف من حقي اني أرفض الطلاق 
انا فعلا نفسي اكون ام بس لو هكون ام هكون ام لأولادك انت 
وبعدين مين قال كدا مين قال انك مش هتخلف و بعدين
مش انت دايما بتقول اننا لسه في أول الجواز انا كمان مش عايزه ولاد دلوقتي انا بنتك معقول تسيبني 
تبقى اناني و عديم القلب اوعي تفتكر ان دي تضحيه دا وجع هتسيبه في قلبي 
وقلبك انت قلت بلسانك دا وبقلبك
"انا مش هسمحلك تبعدي حتى لو الموت هتلقيني معاكي في نفس القبر" 
انت بتجرحني اوي بتوجعني بانانيتك دي
جلال بتنهيده قويه:
انا هبقي بظلمك معايا انا اتكلمت مع الدكتوره كتير وقالت إن العلاج هياخد سنين ليه تستحملي مع واحد مش هيقدر يديكي اقل حاجة بتحلمي بيها
حياء بدموع و وجع:
لسه بتسأل ليه؟
يمكن مثلا لأنك روحي 
يمكن لاني بحبك و يمكن لاني متأكده انك بتحبني يمكن لاني عشقتك يمكن لان لما دورت على حضن اخبي فيه نفسي ملقتش غير حضنك 
يمكن لان ادمنت وجودك في حياتي 
يمكن لان بحس معاك باني لقيه نفسي
عارف يعني اي تعشق حد لدرجه انه يبقى حته من روحك 
انت لو فعلا طلقتني هتبقى اناني وهتسيبني أضعف الف مره انت فاكر اني ممكن اتخطاك وانساك وكأنك ومكنتش في حياتي 
انت فاكر اني بعد ما حبيت كل حاجه فيك شقاوتك صوتك غيرتك جدعنتك ازاي فاكرني هنسي و اعيش عادي 
و بعدين يا استاذ انت شمس مين دي اللي تتجوزها دا انا اقت"لك فيها انت وهي و اولع فيكم بجاز انت فاكر بعد ما تاذي روحي هسيبك عادي و امشي
افهم يا جلال وحياتي عندك افهم انا 
ب ح ب ك كفايه نتكلم في موضوع الخلفه دا عشان خاطري انا 
ممكن توعدني انك تقفله وانك تبطل العاده الزفت دي مش كل خناقه ولولا صغيره تروح تدخن على الاقل عشاني انا 
فاكر يوم العيد 
هقولك انت قلتلي ايه
شاورت على المركب وقلت ان دي عامله زي حياتنا خرجت من المينا لفت في رحله طويله رحله فيها صعوبات لكن في النهايه نقلت البضاعه و رجعت لنفس المينا وهي خفيفه بعد ما نقلت كل البضاعه 
قلتلك وقتها هفضل معاك مهما حصل و انا لسه عند كلمتي وعمري ما هسيبك 
مش عشانك انت بس 
لا عشاني انا كمان انا مش بعد ما ربنا عوضني بيك تسيبني و تمشي انت فاهم 
جلال كان بيبصلها وهو خايف يجي اليوم اللي تلومه فيه عن حرمانها من الخلفه
:امشي فين يا حياء انتي عملتي فيا ايه اخدتي روحي و سحرتي لقلبي امشي فين معقول انا جلال الشهاوي انا مش عارف افكر
حياء بلهفه:
ششش اهدا انا موجوده يوم ما تضعف هكون في ضهرك.. هنفضل سوا و الموضوع اكيد ليه علاج حتى لو كان سنين انت فاهم حتى لو سنين انا صابره و بعدين هو يعني
لو انا اللي مبخلفش كنت هتطلقني
كنت هتتخلي عني؟ 
جلال بجديه:لا طبعا انا هشيلك فوق راسي حتى لو ربنا مرزقناش باولاد
حياء وهي بتحاوط وشه بحنان:
يبقى اي بقى عايز تطلع اجدع مني
دا لا ممكن ابدا جلال انا جوعانه و معملتش اكل 
ابتسم بسعاده وهو بيبوس راسها :
متأكده من قرارك... مش هتندمي؟ العلاج يمكن ياخد سنين و يمكن ميحصلش جمل ابدا يا حياء
حياء بابتسامه:انت مؤمن يا جلال وعارف أن كل حاجه بأيد ربنا وأننا في الحياه دي مراحل و اختبارات و دا اختبار و انا هفضل معاك حتى لو غصب عنك يا استاذ انت ادبست خالص
مسكت ايديه اللي جرحتها و باستها بحنان و بخوف
=بتوجعك؟ انا اسفه مكنش قصدي والله العظيم انت اللي مسكت ايدي
جلال بحده:وكنت عايزانى اسيبك وانتي في الحاله دي عشان تاذي نفسك 
حياء بابتسامه:طب بصي يا سيدي المحامي كلمني وقالي انا بابا فعلا سجل الوكاله باسمي و انت اللي هتديرها
موافق... يعني هنفطر و تروح تفتح شغلك بنفسك وان شاء الله يجي يوم ترجع فيه حقك المهم انا جوعانه عايزه اكل يا جدع
جلال :ماشي يا ستي اجهزي ياله هاخدك نفطر برا لان انا زهقت تعالي نغير جوا
حياء:يس هدخل اغير ثواني
بعد شويه بينزلوا الاتنين و بيفطروا برا وكان مفيش حاجه حصلت
فضلوا طول النهار برا
راحوا الملاهي و أكلوا حمص شام وايس كريم فضلوا يضحكوا
وهنا منفصلين عن العالم من حوليهم
تاني يوم
جلال فتح وكاله الحج شريف و معه العمال دخلوا و بدوا يرتبوا كل حاجه
بدا يشتغل بجديه مع العمال وهو بيديهم أوامر
وقف أدام صوره الحج شريف وهو بيدعيله بالرحمه و بياخد عهد علي نفسه انه هيظهر الحقيقه
لكن افتكر وعده لحياء وانه هيروح لوالده ويحاول يصفي الخلاف اللي بينهم
خرج من الوكاله و راح لورشه ابوه
كان واقف ادامها وهو بيفكر انه يمشي لكن دخل بهيبته اللي عمرها ما اختفت
سليمان اول ما شافه راح وقف قصاده و مد ايديه لجلال يسلم عليه
جلال بجديه:انا لو جيتلك دلوقتي ف دا عشان خاطر مراتي اللي انت كنت هتدنس شر"فها و مع ذلك سامحتك
مراتي اظن انت عارف كنت هتعمل فيها ايه بس انا اديتها وعد اني انسى اللي فات ونحاول نبدأ من جديد بس صدقني لو دي خدعه او كدبه من افعالكم فساعتها هتخسرني انت كمان للأبد
سليمان :اوعدك مش هتندم يا ابني
جلال كان بيبصله حضنه و هو بيربت على كتفه باستسلام
:ماشي يا حج انا رايح الوكاله لو احتاجت مني اي حاجة كلمني
سليمان:اللي حصل يا جلال كان خير ليك عرفت من حبيبك ومين اللي بيمثل عليك ومين اللي كان بيمثل انه صاحبك عشان عايز منك حاجه
جلال هز راسه بايجاب وافتكر لما دور على شغل والكل خذله الا قليل جدا هم اللي وقفه جانبه
بس المره دي ناوي يرجع ويثبت نفسه ان هو اللي عمل الفلوس وانها عمرها ما كانت السبب انها تعمله
بقى يحمد ربنا على افضاله عليه
ربنا رزقه ببنت حلال بتحبه بيت هادي
شغله بعد ما فقده كان في حاجه تانيه يقدر يبدأ بيها
كان الحج شريف انقذه لما كتب الوكاله باسم حياء
=====================
عند حياء
كانت بترتب الدولاب لحد ما موبايلها رن اخدته وفتحت بسرعه
:وحشتيني...
حياء باستغراب:
مين؟ افندم
زياد:معقول نسيتي صوتي
حياء بضيق:
وانا اعرف ح
:انا زياد يا حياء مكنتش متوقع انك تنسى صوتي
حياء بحده:
اه وعايز ايه؟ انا نفسي افهم انت اهبل ياض انت اللهم طولك يا روح عايز مني اي يا زياد خلينا نخلص 
زياد:بقولك وحشتيني 
حياء بغضب:
يقولك ايه انا مش فايق على الصبح للهبل دا انت تشاني من دماغك عشان انا دلوقتي متجوزه و بحب جوزي و بعدين احمد ربنا اني مقولتلوش انك حاولت تعت'دي عليا لما كنت في تروا عشان انا بس خايفه عليه من اللي ممكن يعمله فيك وساعتها صدقني هتكون جثه متسويه بالتراب امسح رقمي وامسحي من حياتك عشان انا وانت مفيش بينا اي حاجه انا لا بحبك ولا عمري حبيتك و الوهم اللي انت عايش فيه دا هيجي يوم ويتهد فوق نفوخك فشلني من دماغك هي ناقصه قرف على الصبح يا شيج جاتك ستين نيله اكشي ربنا ياخدك يا بعيدي ويريحني منك
زياده بحده:
لمي لسانك يا حياء لان انتي بتغلطي وحبيب القلب هو اللي هيدفع التمن و من النهارده اي حاجه تحصله اعرفي ان انا السبب فيها تشاو يا عمري طبعا مش هاجي جانبه لو وفقتي على شروطي بس مش دلوقتي لان مشغوله في صفقه مهمه اخلص و اقولك شروط
حياء بغضب :
في داهيه واقولك حاجه شروطك مرفوضه وانا عمري ما هكون لك لأن قلبي باسم حد تاني و حاول بس تاذيه يا زياده يا رفاعي اظن فاكر لما حاولت تلمسني عملت لك ايه و لا الندبه اللي سيبتهالك لسه مش بتفكرك بيا 
لو بس حاولت تقربله هتندم لان انا ملكه هو وساعتها بس حاول تلمس مني شعره ساعتها هسيبك جثه انا عمري ما ندمت على حاجه اد ما ندمت اني اشتغلت عندك منك لله يا اخي و صحيح انا بكر"هك
قفلت التليفون وهي بتقعد على السرير وبتدفن وشها بين كفوفها وبتاخد نفس عميق بخوف وارتباك 
لكن قررت تقوم تجهز الغدا و متشغلش نفسها بحقير زي دا
===((((أطفت شعله تمردها)))====
عند جلال 
موبايله كان بيرن باستمرار فتحه وابتسم وهو شايف اسم الهام
الوا
الهام بحده وغضب
:جلال احنا لازم نتقابل لو عايز ترجع حقك انت ومراتك
ابتسم وهو شايف خطته بتنجح هو بس حط الكبريت على البنزين 
بخبث:نتقابل ليه يا الهام وبعدين انتي عايزه ايه ولا عايزين تاخدوا الوكاله كمان فبتدورا على لعبه جديده
الهام بحده:
لا يا جلال والله العظيم انا معايا دليل يرجعلك حقك انت و حياء و دليل يثبت انهم اللي دبروا حادثه الحج شريف
جلال قفد وحط رجل على رجل مستمتع بكلامها شايفها بتسلم جوزها 
:دليل اي بقى ان شاء الله 
الهام:صوت وصور ليهم المهم لازم نتقابل برا بعيد عن العيون 
جلال بخبث وثقه:وماله يا مرات اخويا نتقابل النهارده الساعه اربعه كويس في... 
الهام بحقد وغيره بسبب جواز أيوب عليها
:كويس هستناك يا جلال.... 
قفل معها و فضل يتابع الشغل كلم جمال واتفق معه على اللي هيعمله
الساعه اربعه
وصلت الهام للمكان اللي اتفقوا عليه كانت خايفه ان حد يراقبها او ان أيوب يعرف و ساعتها ممكن بكل سهوله يتخلص منها لكن النار اللي في قلبها خليتها تكمل و تروح للمكان 
جلال كان واقف مستنيها
:اتاخرتي بس مش مهم اللي عندك
الهام بخوف:بس مش عايزه حد يعرف ان انا اللي سلتمك الدليل دا
جلال بحده:لما اعرف هو ايه الأول 
طلعت من شنطتها موبايلها وفتحته 
جلال استغرب وهي بتديله الموبيل لكن اخده منها
شايف أيوب و نواره بيتفقوا على قت"ل شريف 
جلال بغضب :عمري ما كنت اتخيل انها كدا
الهام:والله عيله امك دي ز"باله يعني مثالا شمس هي اللي حطت لحياء مياه نار في الشامبو و كانت عايزه تحرق مراتك
جلال فتح الفيديو وهو بيتكا على عربيته وبيربع ايديه ادامه 
(ايوب بحقد و كره وهو بيبخ سمه في ودن نواره
=لو شريف مات وقتها هنقدر نخلص منها يعني مثالا انا اقدر اخد امضت الحج على ورقه وصيه مزوره و تكون فيها ان كل حاجه باسم شهد وانتي الواصيه عليها و ساعتها بالتوكيل اللي جلال عمله ليكي تبيعيلي كل حاجه يملكها 
الوكاله و المطاعم و الكافيهات محلات الشادر 
وساعتها تقدري تضغطي على جلال يطلقها وهو لا يمكن يضحي بكل تعبه عشان واحده بنت حر"ام....) 
جلال ضغط على ايديه بعنف وهو سامع اخوه بيشكك في انها بنت حلال و بيقولها بكل بجحه
و بغضب 
(هدفعك التمن يا ابن ال....) 
(نواره بابتسامه حقوده وقلب نُزع منه الرحمه
=طب و الحج ازاي هنخلص منه و ازاي المحامي هيوافق على موضوع الوصيه دي؟ 
ايوب :حد يلعب في الفرمال بتاع عربيته و حادثه بسيطه و عمر ما حد هيشك انها متدبره
والمحامي دا سيبك منه دا انا هقدر اتصرف معه
و كدا نبقى خلصنا منه و منها و كل الفلوس بقيت من حقنا و البت دي متطولش مليم من الفلوس وكله بالقانون) 
الفيديو انتهى جلال بقى يضغط على ايديه بعنف و غضب 
:عمري ما كنت اتخيل انهم يوصلوا للقت"ل و قت"ل مين الراجل اللي اتجوزها و نجدها من الفقر و من الناس هو في جحود كدا
الهام بسخريه و اشمئزاز
:والله انت عيله امك دي عيله زباله
رفع عينيه بنظره مليئه بالغضب ابتلعت ما في حلقها بتوتر و هي ترى تشنج و تشدد عضلاته و كأنه على وشك الانفجار
لتردف بسرعه و خوف
=شمس مثالا هي اللي حر"قت ايد حياء و هي اللي بدلت الشامبو بمياه النار عشان تشوه حياء كانت عايزها تبقى مسخ مجرد مسخ مشوه حقير كانت عايزاك تكره حياء و تبعد عنها 
امك و أيوب و شمس الشر بيجري في دمهم
امك لحد دلوقتي بتقول ان حياء بنت حرام و ان اكيد هتخونك زي ام......
لم تكمل جملتها حيث صفعها جلال بقوه ليجعلها تسقط أرضا وهي مصدومه
دموعها نزلت وهي تشعر بالماء على شفتيها من شده صفعته له
رفعت راسها لترى أمامها غضب و بركان من نيران انفجرت
كيف تتجرأ تلك المرأه ان تنعت حبيبته بذلك الاسم
انحني بعنف وهو يجذبها بقوه من شعرها جعلها تصرخ من شده الألم
ليردف بصوت خشن أثر غضبه
=ازاي تتجرأ و تقوليها يا بنت ال... انتي فكرها ز"باله زيك عشان تسلم جوزها تسليم أهالي مراتي اشرف من ألف واحده من عينتكم الرخيصه....
الهام برعب توغل لقلبها من نظراته تلك
=والله العظيم دي دي امك مش انا...
انا بس بقولك اللي سمعته منهم
هي حياء لو مش بنت حلال كانت فضلت في البلد دي بعد كل اللي عشته
جلال بفحيح:
شمس فين دلوقتي. تعرفي مكانها
الهام بدموع :
لا والله ما اعرفش بس ممكن اكلمها واعرف منها و اللي تقوله انا هعمله بس انا والله ماليش ذنب في العيله دي
همهم بسخريه و هو يعلم انها تفعل ذلك فقط للانتقام من زوجها
"طلعي موبيلك و كلميها و قوليلها عايزه اقابلك في..... كمان ساعه ضروري"
هزت راسها بايجاب وهي تتطلع لعينيه الحمراء و غضبه الجامح
فكما يقولون
من يعشق لا يرى حين يحب فقط
يسير وراء مشاعره المندفعه
الأمر الذي يجعلك تعتقد انك مازالت مراهق فقط انها ضراوه العشق
بعد دقايق
كانت الهام تتكلم مع شمس وتُاكد عليها ان تلتقي بها في ذلك العنوان والذي يعتبر جنينه بعيده و مهجوره في حي الانفوشي
شعرت شمس بالريبه لكن اصرار الهام جعلها توافق
اغلقت الهام الهاتف وهي تنظر لجلال
هو يتحرك أمامها يضع يديه في جيب بنطاله
يفكر في ما يجب أن يفعله
فبسبب فعلت شمس تلك
هجر زوجته شهر كامل تركها في رحله دامت شهر كامل ابتعد عن دف احضانها عن اشراقة ابتسامتها و عن روحها الجميله الصافيه 
وكانها روح ناقيه من الجنه وكانها الرحمه من السماء جاءت لتلمس قلبه وتشرقه بالسعاده
بسبب ما فعلته شمس اضطرا ان يتركها في دوامه مشاعرها وغيرتها التي حرقتها طوال تلك المده باعتقاد انه دافع عن شمس لانه يحبها
يقسم قلبه انه لن يرحمه بسبب فعلتها تلك
تالمت حبيبته رآها تنز"ف الد"ماء وهي تجلس فوق ارضيه الحمام تصر"خ من شده الوجع والألم
رأي دموعها و ليت قلبه لم يراها تلك الدموع كانت كشراره نيران اشتعلت في قلبه
آه  من العشق و آآهات من لوعة الغيره وآآهات علي قلب راي دموع معشوقته
الهام بخوف و ارتباك
" هو انا ممكن امشي و اوعدك محدش هيعرف حاجه لحد ما تجيب حقكم منهم وانا ولا كأني شفتك النهارده"
"امشي ومش عايز اشوف وشك"
اردف بتلك الكلمات بحده و غضب
ما أن قال تلك الكلمات حتى اعتدلت الهام سريعا و هي تحمد الله انها فرت من غضبه الجامح ذلك فهو الان لم يرحم احد
كان هناك شخص ما يصور  كل هذا من اول لقائهم لعل النهايه اقتربت
=======================
تستمع لاغنيه ناصيف زيتوني
(بدي ياها) وهي تتذكر كل لحظه بينهم
بدي ياها تشتاقلي و تخاف عليي
بدي ياها تنام و تحلم بعينيي
تكون الفرحه الناطرا
اخاف شي لحظه اخسرا 
ترسم ضحكه لما تحكي
كل ما اشوفها اغمرا
بدي ياها تمشي بد'مي قطعه مني
بدي ياها وقتي همي تكون أمي
قلبي يتخبي فيها
ركض ليها يلاقيها
تاخد روحي تداوي جروحي
حياء لنفسها :
ماما من اكتر من سنه ونص قلتلك نفسي اتحب وقتها قوليلي الحب هيجي ويخط"فك من نفسك عندك  حق انا دلوقتي حاسه انه خط"فني مش بس من العالم و لا الناس لا دا اخذني من نفسي معقول الحب جميل كدا بس انا خايفه من ضريبه الحب دا
انا واثقه ان كل حاجه وليها ضريبه و العشق جرف قلبي واقتحم حياتي بطريقه مخيفه بقى النفس اللي بتنفسه لدرجه اني لو بعدت عنه بحس اني بموت
خايفه قصتنا مرسها يكون حزن واسي وكل واحد يبعد
انا ايه الكئابه اللي انا فيها دي لازم اعمل حاجه حلوه ايوه بالظبط هعمل كاب كيك شوكلاته بدل الحزن دا مش عارفه مالي
هي اكيد هرمونات
=========================
ما أن وصلت شمس الي ذلك المكان تسللت الي داخل الجنينه بشك في انتظار الهام لكن شعرت بخطوات مريبه وراها 
كأن احدهم يدوس بقدمه على أوراق الشجر الجافه المبعثره على الأرض
كانت خطوات بطيئه وكانها العاصفه البطيئه
استدارت ببط و رعب تنظر وراها لكن ما أن استدارت حتى سقطت أرضا أثر صفعه قويه افتقدتها الوعي من قوتها
حملها بلامباله على كتفه خرج من تلك الجنينه وضعها في سيارته وهو يغلق الباب وراها بعنف و يتجه ليقود سيارته بسرعه جنونيه ناحيه مخزن الوكاله الخاص بحياء
بعد مده غير معلومه
فتحت عينيها ببط لكن ارتعب قلبها وهي ترى جلال يجلس على احد الكرسي الجلد الكبيره يضع قدم على أخرى وهو ينفث سيجارته ببرود وعيونه مصوبه عليها
هو يعرف انها تكن له المشاعر و لكنه لاتقبلها تلك المشاعر ليس حب ابدا
الحب هو التضحيه ان لم تضحي مقابل سعادة حبيبك فأنت لم تحب 
شمس لم تكن له مشاعر الحب يوماً هي فقط كانت دائما وابدا منبهره بشخصيته
جلال بحده:ليه؟ ليه رخصتي نفسك 
شمس بدموع وهي تمسح الد"ماء عن وجهها وبهستريه وجنون
:انت ضر"بتني ليه؟ 
انا عملتلك ايه حرام عليك انت ليه بتوجع قلبي ليه يا جلال انا بحبك
لطم خدها مره آخره و بقوه ليجذبها بحده من شعرها و عيونه كأنها الجحيم تفتك بها وهي تصر"خ من الوجع
:عايزه تعرفي ليه؟ عشان بسبب واحده زيك شفت مراتي مرميه على الأرض وهي ماسكه ايديها و الد"م حواليها من كل ناحيه عشان واحده قلبها ميت زيك مفكرتش في العقاب و هي بتحط مياه النار لمراتي 
عشان واحده زيك طلعت شقتي وحطتلها الخاتم في دولابها و كنتي عايزه تلبسيها مصيبه 
عملتلك ايه لدا كله انطقي عملتلك ايه عشان تتسببي ليها في الوجع دا كله 
عملتلك ايه عشان بسببك قعدنا شهر كامل وكل واحد فينا جواه نار و كاره التاني 
شمس بهستريه و جنون وصراخ حاد برغم ألمها 
:اخدتك مني... شفت ضحكتك و لمعة عيونك معها مع ان المفروض انا اللي ابقى في حضنك انا اللي اكون معاك 
مش بنت هبله زي دي تافه وغبيه فيها ايه مميز عشان تبقى مراتك 
انا اللي حبيتك من اول ما عيني وقعت عليك 
انا اللي عشتي عشر سنين وانا بحلم باليوم اللي هنتجوز فيه 
باليوم اللي هكون فيه ام أولادك 
وانت طول عمرك مديني الوش الخشب حتى لما خطبتني وقتها قت"لتني لما روحت اتجوزت دي 
كان لازم اخليها تهرب كان لازم تسيبك 
لكن انت بعد ما هربت برضو جريت وراها و لحقتها و سامحتها يا جلال
ليه هي؟ ليه؟
عارف يعني اي تشوف اللي بتحبه في حضن غيرك و فرحان و طاير من الفرحه و انت مش معه وقتها شفتكم وانتم واقفين في المطبخ سوا وبتضحكوا وانت بتقرب منها كنت بتحاول تبو"سها وهي بتضحك و بتهزروا 
وقتها قلبي النار اضت فيه انت اللي كنت بتحاول تقرب منها مش هي انت اللي كنت عايزها 
وقتها دخلت الحمام و شفت عبوه الشامبو كنت متأكده انها للبنات وان دي بتاع حياء 
شفت مياه النار فضتها كلها في علبه الشامبو 
متخافش انا عمري ما اذيك انت انا كنت متأكده ان هي اللي هتتحر"ق بس برضو ايديها اللي انجر"حت 
انا قلبي وجعني اوي يا جلال انا بحبك.. بحبك اوي صدقني طب طب بصي في عيوني انا متأكده هتشوف الحب اللي فيها ليك معقول كل دا ومحستش بقلبي ليه؟ "
جلال بحده وهو بيبصلها بتركيز في عيونها
" انا مش شايف غير هوس وجنون وحقد مالي قلبك انا عمري ما حبيتك ولا فكرت فيكي ك زوجه 
حياء الوحيده اللي بعشق قربها حتى تهورها و تافهتها عارفه ليه
عشان عندها قلب بيعرف يحب بجد 
قلب برى......
كنت بقرب منها عشان هي مراتي و حلالي و مفيش واحده على وش الكون ليه الحق دا عليا غيرها
لو انتي عرفتي معنى الحب و كنتي فعلا بتحبيني كنتي على الاقل بعد جوازي منها حافظتي على باقي من قلبك
و من كرامتك و سبتينا نكمل حياتنا في سلام
بس ازاي شرك و غرورك مسمحلكيش انك تعملي كدا 
دا مش حب لو دا يتصنف حب 
فهو حب رغبه امتلاك 
وانا بني آدم ليا قلب و قلبي اختارها هي 
وعمره ما هيكون ملكك و لا ملك اي واحده غيرها بالرغم كل عيوبها هي بالنسبه ليا روحي 
بالنسبه ليا الحياه  "" 
ثم تابع بعد نظره مخيفه
"بس انا مش بسيب حقي يا شمس ولا نسيتي جلال الشهاوي" 
اردف بتلك الكلمات وهو يتطلع لقنينه من حمص الكبرتيك (مياه النار) 
شمس برعب :
لا لا انت لايمكن تعمل فيا كدا يا جلال صح انت لايمكن تعمل فيا كدا
جلال بابتسامه 
:اكيد لا طبعا لا يمكن اعمل فيكي كدا دا انتي بنت خالتي برضو 
جذب الزجاجه تلك وهو يسحب يديها بعنف وهي ترتعش من شده الرعب
وتحاول سحب يديها من قبضته لكن هي أضعف بكثير منه 
شمس بدموع هستريه وخوف
:ابوس ايدك بلاش ارحمني ابوس ايدك يا جلال 
جلال ونيران الغضب تشتعل بداخله 
"وانت مرحمتيش مراتي ليه يا بنت ال... 
انا أرحمك ليه لا يا حلوه الجزء من جنس العمل واوعى تكوني مفكره اني مصدقه الحب دا لأنك خبيثه وانانيه و حقوده فاضيه من جواكي يا شمس بس لازم تتحاسبي برضو" 
فتح غطا تلك الزجاجه و قربها من كف يديها بطريقه مخيفه اما هي تصر"خ فيه بأعلى صوتها لكن لم يسمعها احد 
سقطت قطره واحده من الحمض على كيفها حتى صر"خت بصوت أقوى وبصوت متالم
:وحياة حياء عندك كفايه ابوس ايدك وانا هبعد عن حياتكم ابوس ايدك سامحني
" اسامحك؟؟! ... "منك لله يا شيخه دا انا مكر"هتش في حياتي جنس حواء الا بسببك...... هسيبك بس اقسم بالله لو حاولت بس تدخلي حياتنا تاني هدفعك التمن أضعاف مضاعفة و المره جايه لو حلفتيني بحياتها مش هسيبك" 
جمال خدها من هنا وخلي حد من الرجاله يوصلها لبيت ابوها وقسما بالله يا شمس حد يعرف باللي حصل دلوقتي هندمَك انتي فاهمه؟ انطقي...
شمس بانكسار و رعب من نظراته 
فلم تتوقع باحلامها ان فارس أحلامها هو من يفعل ذلك بها لكن كفا وهماً
هو ليس لها.... 
فتاه واحده من صكت اسمها بقلبه
لتكن أميرته و حبيبته و ابنته المدلله 
ف حقا 
آآآآآهات من العشق و هيهات من الفراق
انه دائما التناقض
========================
دلف الي شقته  بجسد منهمك بخطوات متثقله متعبه تمنى لو ان يحضنها بقوة 
ما أن رأته حتى ابتسمت بعفويه وهي تدخل الي حضنه بقوه و كم يحتاج ذلك الحضن ليدفن وجهه بعنقها يستنشق اكبر قدر من رائحتها الجميله يزيل بها عناء ما عانه اليوم 
طالت ذلك إلقاء بينهم باحضان بعضهم البعض يعشقها هي اقل كلمه تُقال انه يدمنها
حياء بخوف عليه
"جلال انت كويس؟ مالك يا حبيبي؟"
ابتسم بينما يطبع قبله طويله على رأسها وهو يغمض عينيه بقوة كأنه يزيد الانفصال عن العالم معها لعالم لا يتواجد به شر او حقد عليهم
حياء بشك وخوف اكبر 
"مالك يا جلال خوفتني حصل حاجه لاقدر الله" 
جلال بابتسامه مشرقه
"لا يا قلبي محصلش حاجه بس تعبان شوي و عايز اخد دش بارد عايز افوق 
حياء بابتسامة دلال وتغنج :
اوكي تاخد شاور لطيف و متنامش هتنعشي سوا لأنك بقيت تهمل في اكلك وانا لايمكن اسمح لك تاذي نفسك
بس انا زعلانه منك على فكره يا جلال" 
حاوط خصرها بلطف و ابتسامة خبيثه تعتلي ملامحه 
" ممكن اعرف السبب يا اميرتي"
حياء :
مش ناوي تبطل السجاير دي بقي يا جلال انا بجد بعيط لما اعرف انك بتشرب سجاير انت عارف انها بتاذيك و مع ذلك لو حصل اي مشكله بسيطه تروح توجع قلبك بالسجاير دي حبيبي لما يحصل بينا مشكله تعالي بهدلني وفضي غضبك فيا 
تعالي نقول لبعض ياله نتخانق نعمل اي مصيبه بس بلاش تدخن وحياتي عندك"
" بتخافي عليا؟ "
معقول لسه بتسأل طبعا انا بموت لو حسيت انك بس ممكن تتاذي 
عأسمك انا.. عم البس خاتم عمري بالايد
عم اعشق انا
جلال وهو بيمسك ايديها وبيرقص معها
:عم أعشق انا
عم أخلق من اول وجديد
عأسمك انا
حياء بسعاده:بتعرف الاغنيه؟ 
ابتسم وهو يحاوط خصرها يقربها منه أكثر ويكمل رقصتهما 
:بسمعك بتندندني الاغنيه دي 
حياء بضحكه طفوليه وهي تنهال عليه بقبلا"ت عاشقه في كل انش بوجهه :
بقيت تافه يا جلال الله بحبك 
أحقا هذا انه الجنون ان تعود بالزمان وكأنك طفل مغمور بالحياة
ربما هذا ما اضفته بحياته جعلته يبتسم من قلبه
انها حقا فتاه مغموره بالحيويه... 
====((((أطفت شعله تمردها)))) =====
تتقلب علي الفراش بكسل وهي مفتقده دف جسده فتحت عينيها ببط و ضيق من اشعه الشمس المتعامده على  وجهها الناعم توقظها من نومها بعد افتقدها له
اعتدلت في جلستها وهي تتطلع له وهو يرتدي قميص اسود يغلق ازراره فيبدو كعارض ازياء رياضي وسيم
عند ارتداه بليزر ازرق ليبدو في غايه الاناقه
ابتسمت بغصه و غيره من أن تراه اي امرأه أخرى و تقع في عشقه
فهي لن تتحمل ان تاركها اي أمراه آخره فيه
حياء بضيق وغضب والغيره تنهش بقلبها
"مش شكلك حلو على فكره اه و الأسود مش بيليق عليك بيخلك مز اقصد شكله مقرف عليك"
حاول كتم ضحكته تلك وهو يرى انعكاسها في المرأه ووجهها البري العابس و الغيره تكاد تغير كل ملامحها لوجه غاضب
استدار و هو يتطلع لها يقترب بخطوات بطيئه وابتسامه  خبيثه ترتسم على شفتيه لكن بدون سابق إنذار
انحني يحاوط وجهها بخبث وبغمزه وقحه
:مش المفروض يبقى في صباح الخير ولا دا مش في قاموسك
حياء بخجل وهي تعرف نيته فهو ليس برئ كما يبدو 
:اه صباح الخير  اه قلتلي كدا امبارح وتأخرت على شغلك في صباح الخير دي امشي من هنا يا جلال لا صباح ولا مسا
جلال بو"قاحه وضحك:
" طب هنشوف مين اللي هيمشي انا بقى عايزه اصطباحتي يا شبح"
حياء وهي تقف على السرير بتذمر
:جلال بلاش تتهور انا بقولك اهو انا مجنونه
جلال بغمزه شقاوه:
اموت فيك يا مجنونة قلبي طب اما اشوف اخرتها معاكي.. يا بت بطلي جنان فاكره نفسك  بنت اختي
حياء بسعاده:
لا بنوتك انت و بعدين متخرجش كدا شكلك حلو
جلال:والله؟ دلوقتي بقي شكلي حلو بتغير يا شبح
"اه يا قلب شبحك.."
تطلع إليها بهدوء قبل أن يخلع البليزر يلقيه ارضا
"طب والله ما انا خارج النهارده انتي اللي خسرانه سفريه الساحل"
سفريه ساحل؟؟
ساءلت بشك و ابتسامه تعتلي ملامحها
قبل أن تنقض عليه تقب'له بسعاده 
المحصله انه  حصل على ما يريد دون أن يرهق نفسه
جلال بسعاده:
كل دا عشان الساحل استغلاليه...
استغلاليه استغلاليه المهم نسافر.. امتى صحيح
جلال بحنان وهو يلثم وجهها بشفتيه يقبلها بخفه وخفقات قلبه تتصارع وكأنه يفقد ثوابه على أعتاب شفتيها الورديه
:ايه رايك في شهر عسل نقضيه بعيد عن الكل كان مفروض نسافر من بدري لكن للأسف الوقت مكنش في صالحنا بس خلاص خلينا نكون سوا انتي وحشاني اوي 
النهارده على الساعه احداشر ساعتين ونكون هناك بس مكافأتي الاول
حياء بشقاوه وهي تضع يديها على صدره تبعده
:لما نسافر يا حبيبي ياله هجهز نفسي  انت هتعمل ايه دلوقتي
جلال بضيق 
:هروح الوكاله اعمل كم حاجه تكوني انتي جاهزتي حاجتك
حياء بسعاده و كأنها امتلكت العالم
:اوكي و بعدين مش تتضايق هيكون ليك مكافأه كبيره بس مش دلوقتي ياله بقى سيبني اخد شاور عشان اجهزلك الفطار
جلال :لا ماليش نفس هروح الوكاله و اخلص علي طول و ارجع تكوني جاهزه ياله سلام يا شبح
حياء:مع السلامه ومعاك قلبي وروحي
ابتسم برضا وهو يستعد للخروج 
اما هي أخذت تقفز على السرير بسعاده قبل أن تدلف الي الحمام لتبدا يومها بنشاط
=====================
بعد عده ساعات في شاليه  في الساحل الشمالي بعيد عن الناس 
تجلس على الرمال وهي ترتدي دريس صيفي خفيف يصل للركبه يظهر بياض ساقيها و نعومتها
  تبني قلعه من الرمال باحترافية تطلع اليه وهو يسبح بمهاره 
ابتسامه مشرقه ارتسمت على شفتيها وهي تراه يخرج من البحر 
ولا تنكر نظراتها المليئه بالاعجاب له 
شعره الأسود المبلل و قطرات المياه على صدره و عضلات بطنه الممشوقه
غطت عينيها بخجل من أفكارها التي تقودها الي الهلاك من الخجل
جلال بغمزه:شفتك على فكره
حياء بخجل وجهها كجمرات من نيران متوهجه
:شفت ايه؟ 
جلال:ايه؟ 
جلال؟!!! 
اردفت باسمه بخجل وهي تكاد تبكي من شدة توترها فمن يراها يظن انهم متزوجين بالأمس لا سنه 
اجل اقتربوا من السنه 
وفاه ابيها و مشاجرتهم و كل ما حدث استفذ من عمرهما سنه ربما انها الأجمل والاسوء
تلك السنه حملت لهم الحزن و أيضا السعاده 
غمرتهم بالسعاده ليتها تبقى للابد
:ياله ننزل البحر سوا... مش معقول نيجي لحد هنا و مننزلش البحر في اسكندريه مكنتش عارف استفرد بيك يا بطل
حياء:قليل الادب استغفر الله 
جلال بهمس :اظن عدينا المرحله دي من زمان 
تطلعت له للحظات قبل أن يقف و يجذبها ذون سابق إنذار 
حياء:مش عايزه اعوم يا جلال
جلال وهو بيجري وهو ماسك ايديها ناحيه البحر
:وانا عايز اعوم معاكي بطلي كسل 
مر وقت طويل لم يشعروا به وهما يمرحان بسعاده و كأنهم بالجنه لا أحد يبعدهم عن بعضهم ولا احد يراهم فقط هما فقط و العشق يحاوطهم
========================
في المساء
نزلت الدرج و هي ممسكه بطرف فستانها الأحمر كانت جميله جدا انيقه 
فستان طويل من الشيفون المبطن 
مكياجها بسيط لكنه جميل يظهر ملامحها البريئه 
وقف يتطلع لها و هو يشعر بانحباس أنفاسه و دقات قلبه تتعالى 
شغف غريب يشعره وكأنه يراها لأول مره لن يمل ابدا من النظر لها 
انها اجمل مما تبدو فقط لانه يحبها فالعشق يجعلنا نرى ما لا تراه اعيننا
حياء بهمس بجوار اذنه وهي تضع يديها على صدره
:بدلتك جميله الأسود دايما يليق بيك بحبه عليك بس بخاف واحده غيري تحبك 
جلال بسعاده:
المهم انا بحب مين هي واحده بس مدوخاني.... 
آه منك يا حبيبي 
حياء :هنعمل ايه دلوقتي 
جلال :هنتعشي برا في مكان مفتوح على البحر كم خطوه من هنا
حاوط خصرها و هو يخرج من الشاليه يتجه ناحيه عربيته وهي معه
كانت تستمتع باغنيه وائل جسار 
نخبي ليه في اسرار
وانا وانت مفيش غيرنا 
نظرت له بجنون قبل أن تقف في السياره المشكوفه وهي تقولها بصوت عالي 
(بحبك) الهواء يداعب وجهها و شعرها 
انحنت بسرعه تحتضنه 
ليردف جلال بسعاده
:هنعمل حادثه يا مجنونه
بحبك بحبك بحبك..... 
مر شهر بالكامل لا أحد يعرف عنهما شي 
سوي زياد و جمال و يتابعان معانا خطتهما و التي أوشكت على الانتهاء فقط يبقى امر جلال لينهي تلك المهزله 
وينتهي امر والدته وأخيه رغم وجعه الا انه العدل 
في وقت متأخر من الليل
حياء كانت نايمه في حضنه على المرجيحه وهي مغمضه عنيها 
جلال بهمس وخوف انها تكون بتفكر في موضوع الخلفه
:بتفكري في ايه. 
حياء بابتسامه :
في كل حاجه حصلت من يوم ما استقبلنا تخيل قربنا ندخل على السنه اول مره محسش بالوقت وهو بيجري سنه عدت من عمرنا في لمح البصر 
هو الحب حلو كدا 
جلال:اكيد الحب حلو بس لما بيكون في الحلال 
حياء:بتفكرني بماما الله يرحمها نفس كلامها 
جلال:الله يرحمها شاكلك عايزه تنامي ياله ندخل لان هنرجع اسكندريه بكرا و بكرا بالذات في مفاجأت كتير ياله بينا
حياء:مفاجأت ايه؟ 
جلال:بكرا يا قلبي
اغلف باب البلكونه خلفه و دلف الي الشاليه لكن ثواني و تعالت صوت طلقات ناريه من كل اتجاه 
صر"خت حياء من الصدمه بعد أن انكسرت فاده بجوارها مباشرة أثر طلق ناري
حياء بصوت عالي :في ايه. 
لكن بسرعه البرق كان يحضنها بقوه و يسقط ارضا يحميها بجسده وهو فوقها 
بعد ثواني هدا المكان وكأن شي لم يكن
فتحت عينيها ببط وهي ممسكه بقميصه بخوف و دموعها تنزل 
: مين... مشيوا 
لاحظت تشنجه و ملامحه الباهته و جسده يتثاقل فوقها كأنه يرتخي حتى سقط بجوارها 
اعتدلت في جلستها بسرعه لكن و لصدمتها رأت الد"ماء 
بينما هو وضع يديه على ضهرها يجذبها بضعف له يحضنها وهو يشعر بالبرد يسري بانحاء جسده..... يتبع
دروب العشق تاخذني الي طريقك 
وانا اكره السير به لانه يؤلمك ويولمني
حلم الاشواك كان حقيقه فدروبنا
لن تختفي منها تلك الاشواك
لن يسمحوا لعشقنا ان يكتمل
احست بجسده بتثاقل عليها و كأنه يريخي جسده بقوه عليها تشنجت ملامحه الرجوله اتكا بذراعه على كتفها حتى سقط بجوارها و كل قوته تخر 
اعتدلت في جلستها مسرعه لكن شقهت بذعر تغلغل في قلبها وهي ترى قميصه غارق بالد'ماء
و نظراته العاشقه تهيم بملامحها تتاملها بوجع
رفع يديه يضعها أسفل ظهرها يجذبها الي احضانه وهو يشعر بالبرد يسري بانحاء جسده
بينما دموعها تنهمر بلا توقف
لا تستوعب ما يحدث لا يمكنها تخيل ان تفقده
كأنهما منفصلان عن العالم لا صوت يُسمع
دقات قلبها تتعالى وكانها تصارع الواقع دموعها تجمدت لا تستوعب ما حدث
أطلقت أنة الألم موجوعه وهي تبتعد عن صدره تراه يفقد الوعي و ينز"ف بشده أثر طلق نا"ري اصاب كتفه من ناحيه ظهره
هدرت بصوت محتنق و قلب يصرخ من الالم
"جلال... قوم.... جلال....بقولك قوم انت مش هتسبني انت فاهم انا مش هسمحلك تسيبني لا يمكن تعمل فيا كدا قوم بقولك وحياتي عندك قوم
وضعت كفها على وجهه تستشعر حرارته 
كانت صدمتها حين احست بانحفاض حرارته 
لاتدري كيف التقط هاتفها تتصل بالاسعاف بانفاس متقطعه و نبضات متسارعه 
وكانها في صراع مع الزمان وضعت راسها على موضع قلبه تنهدت برعب وهي تشعر بنبضات المنخفضه
ما أن تحدثت مع الإسعاف حتى ركضت بسرعه نحو غرفة النوم تجلب علبه الاسعافات
نزلت الدرج بتوتر و دموعها لا تتوقف منذ دقائق كان يحتضنها و يتكلما سويا لكن الآن هو مسطح على الأرض ينز"ف بعد أن حماها بجسده 
مرت لحظات عليهما وكانت الأسوء وهي تسعفه لكن جرحه ينزف بلا توقف.. بسببها؟؟ ... 
وصلت الإسعاف أمام الشاليه بعد دقائق مرت ك دهر كامل فهو ليس زوجها فقط انه حبيبها وسيد قلبها.. 
صكا ملكيته علي قلبه منذ اللقاء الاول
كل لحظه بينهما كانت
ما هي إلا قيد يقيد قلبها بروحه يقيديها بابتسامته بنظراته المشاكسه الغاضبه وحتى نظراته الو'قحه 
يا ويل قلبها من ذلك العشق فقط يحرق روحها شوقا ولوعتاً 
كل يوم و كل لحظه ما زادتهما الا عشقا 
هو سيد قلبها و عشقها الأول والاخير
لن يأتي بعده ولم يأتي قبله
تجلس بجواره في سياره الإسعاف وهي تبكي بعنف ممسكه يديه بهلع وهي تنقل عينيها لانبوب الأكسجين الصناعي الموضوع على وجهه 
لتردف بغضب وهي تراه د"مائه 
" زود السرعه د"مه بيتصفي زودوا السرعه.... جلال قوم وحياتي عندك تقوم انا ممكن اموت لو جوالك
هدرت بصوت ضعيف بينما تضع يديها على ملامحه الشاحبه كشحوب الأموات بينما هو مغلق عينيه لكنه يشعر بلمستها الخفيفه على ذقنه تنهدت من أعماق قلبها بالالم عصف بروحها بينما عينيها تحاصر وجهه و دموعها تسيل ببط على خده لتشعر بتوقف نبضاتها
"جلال انت قلت قبل كدا حتى الموت مش هيبعدنا و القبر هيكون لينا احنا الاتنين 
بس انا عايزه اعيش معاك... عايزه افضل جوا حضنك الدافي حضنك دا مكاني انت ابويا قبل ما تكون جوزي او حبيبي 
انا عايزاه اعيش معاك مش عايزه اولاد او عيله
انت عيلتي و سندي الوحيد
اسمعني كويس انت ليا و لو سبتني اعرف اني هبقي بموت انا دلوقتي مستعده للموت لكن مش مستعده اخسرك انت عوض ربنا ليا بعد سنين حرمان من الأمان انا عوضي عن كل الجروح اللي سابتها الدنيا في قلبي يارب انا مش هستحمل يارب انا بس بلاش هو 
جلال مش مسموحلك تسيبني انت فاهم عمري ما هسامحك لو سبتني "
اغلقت عينيها وهي تضع كف يديها على وجهها تبكي بعنف شهقاتها تمزق القلب حين تسمعها يكاد قلبك يصر"خ من مكانه لانتفاضتها تلك 
أمسكت بيديه و وضعتها على صدرها موضع قلبها 
"لسه بيدق يا جلال طالما انت معايا هيفضل يدق بحبك ليا هيفضل يدق" 
توقفت سياره الإسعاف أمام المشفى و بسرعه جدا نقلوه الي العمليات في حاله لايرثي لها حيث فقد كميه كبيره من الد"ماء 
======================
ترنحت مكانها بالالم عاصف كأنها على وشك الإغماء 
استندت بضعف على احد الكراسي 
ضعف وغصه قويه انتهك روحها ليجعلها مهشمه 
جلست على احد المقاعد أمام غرفه العمليات و هي تدفن وجهها بين كف يديها 
تنتحب بالالم يشق صدرها فهي لا يمكنها ان تتخيل حياتها بدونه أصبح كالهواء تتنفسه
احيانا كانت تشعر انه ابنها حين يأتي بقوه يحتضنها ويبكي بين حنايا عنقها عندما يتألم و كم انه شعور مريح 
ضغطت على شفتيها بقوه لا تريد أن يسمع احد بكاءها
مرت ثلاث ساعات كأنهم ثلاث سنوات
لا شي يُسمع الصمت.. الدموع.. نبضات القلب المتلهفه
انتفضت ناهضه بهلع فورا رؤيتها للطبيب يخرج من العمليات بجسد متثقل ارهقه التعب 
هادره بصوت محتنق خائف
:جلال؟.....
ابتسم الطبيب بهدوء وهو يربت على كتفها
"متقلقش يا بنتي المريض كويس العمليه نجحت و خرجنا الرصا'صه هينقلوه للعنايه هو مفيش حد معاكي من اهله؟
لم تعير لسؤاله اي انتباه فقلبها بحاجه لرؤيته 
" انا عايزه اشوفه ارجوك"
الطبيب:
"اامم هو صعب بس هحاول خالي في علمك انه تحت تأثير المخد"ر يعني نايم مش هيحس بيك "
" مش مهم يحس بيا المهم اطمن انه بخير "
ابتسم الطبيب بود لرؤية نظراتها المتلهفه لحبيبها
" تمام استنى و شويه هحاول ادخلك تشوفيه على فكره الشرطه هتيجي عشان تحقق في الموضوع
وكمان لازم نكلم حد من اهله"
مر اكثر من نصف ساعه حتى جهز الطبيب و طقم التمريض غرفه العنايه و ترك المريض في نومه العميق
حيث طريق طويل مظلم آخره شعاع نور تقف في نهايه الطريق مبتسمه وهي تمد يديها له ليخرج من الظلام ليعود للواقع
دخلت غرفته وهي ترتعش بخطوات بطيئه لتنفجر بالبكاء فورا ان وقعت عينيها علي جلال المستلقي على الفراش
غائب عن الوعي و ملامح وجهه شاحبه
اقتربت منه بضعف ممسكه بيديه بقوه بين راحتيها كأنها تترجاه بينما تنحني تقبل جبينه ببط دامت لدقائق وهي مغمضه عينيها بقوه لتردف بانتحاب
"انا موجوعه اوي قوم عشان خاطري 
انا مش هقدر اعيش وانت مش بخير" 
اخذت تقبل راحة يديه وهي تنتحب وقلبها لم يعد يتحمل شعرت بيد تربت على كتفها
رفعت راسها و هي تمحي أثر الدموع عن وجهها
الممرضه بهدوء
"لازم تخرجي مينفعش كدا المريض حالته متسمحش اتفضلي لو سمحتي"
هزت راسها بقوه تنفي تحركها من الغرفه لن تتركه حتى لو اجبروها
الممرضه
"صدقيني دا خطر عليه مينفعش نفضل هنا لازم نخرج اتفضلي لو سمحتي"
حياء
"مش هسيبه لا.. لايمكن اسيبه"
"لو بتحبيه لازم تخرجي انا اسفه بس وجودك في خطر عليه وهو دلوقتي غايب عن الوعي يعني مش حاسس بيكي اصلا فلو سمحتي خلينا نخرج بهدوء لان كدا بناذيه"
حياء :
"عشر دقايق لو سمحتي و هخرج ارجوكي"
الممرضه بتفهم
" تمام عشر دقايق بس مش اكتر لو سمحتي مش عايزه مشاكل مع الدكتور"
اومات بايجاب فورا خروج الممرضه وضعت راسها على صدره كأنها تستمد منه الأمان
دقات قلبه المنتظمه طمئنت قلبها
" بحبك اوي يا جلال بحبك كاني طفله لقت نفسها في حضنك واثقه ان ربنا مش هيوجعني فيك انت حياتي لا يمكن ياخدها مني "
حاوطت وجهه بيديها وهي تطبع قبله على جبينه 
خرجت من غرفته و هي ادعو الله ان يتم شفاءه و ان يعيديه لها 
======================
كانت تجلس أمام غرفته وقلبها معلق معه تنهدت براحه وهي تضع يديها على قلبها و تغمض عينيها بارتياح بعد أن اخبره الطبيب ان حالته مستقره
ابتسمت وهي تتذكر جنونه
و كيف كسب قلبها بسهوله و هي من سلمت مفاتيح قلبها له دون إرهاق او تعب كأنه فارسها الأسود 
قصه حبهم لها لذه خاصه 
قلبها المتعطش للحب وجد ملاذه بين احضانه حتى نوبات غضبه محببه لقلبها
فاقت من شرودها على صوت إحدى الممرضات 
"مدام حياء... يا مدام" 
حياء بخوف
:ايوه حصل حاجه جلال كويس؟ 
الممرضه :متقلقيش يا فندم هو كويس وحالته مستقره بس الدكتور عايز يتكلم مع حضرتك بخصوص حالته
"هو فين؟" اردفت بسرعه 
الممرضه :
الدور اللي تحت مكتبه اخر الطرقه 
حياء 
"تمام" 
تركتها و نزلت السلم في طريقها الي مكتب الطبيب
ما أن غادرت المكان ابتسمت الفتاه وهي تخرج من المكان و تبدل ثياب التمريض لتخرج من المشفى بعد أن أدت مهمتها
كانت تتمشى في ممر الدور لكن دون ادراك قام احد الأشخاص بسحب يديها بقوه وعنف لداخل الغرفه
توسعت عينيها بصدمه فورا رؤيتها لزياد 
قبل أن تنطق بحرف واحد 
طبق يديه بقوه على شفتيها يكاد يخن'قها يبتسم بجنون واشتياق لعينيها 
حاصر عينيها بعينيه
وهو يمسك بيديها بقوه يمنعها من التحرك
اخد يستنشق رائحتها بقوه وهو لايصدق انها بين يديه الان بعد ثلاث سنوات من لوعه العشق الاسود 
أجل انه العشق الاسود. 
حب من طرف واحد يدفعك للجنون والهوس فعل كل ما هو غير مباح لتحصل على الطرف الآخر 
حاولت التملص من بين يديه و هي تدفع بقوه 
لكنه ضغط بقوه على يديها بينما دموعها تهبط و هي تتذكر محاوله الدنيئه في الاعت'داء عليها
ليردف زياد قاطعا الصمت بينهما 
بهوس
"وحشتيني وحشتيني اوي يا حياء هونت عليكي تلات سنين.... هان عليكي قلبي تحرميني منك تلات سنين و كمان تروحي تتجوزي غيري يا خا'ينه بس ملحوقه كله بيتعوض" 
ثم تابع بنيران شيطانيه
"اوعي يكون قربلك دا اقت'له فيها انتي سامعه اتكلمي سمحتيله يقربلك؟"
لم يزيدها ذلك الا بكاء ف الان فقط تأكدت انه السبب فيما حدث لزوجها
ابعد يديه عن وجهها واخد يتلامس ملامحها البريئه والشاحبه أيضا أثر بكاءها وبجنون
" هونت عليكي تسبيني كل السنين دي انا حبيتك ليه مش عايزه تفهمي"
حياء بحقد وغضب تملكها
" وانا بكر"هك بكرهك يا زياد و بكره اسمك و قُربك مني بيحسسني بالاشمئزاز انا عمري ما حبيتك عمري ما شفتك بني آدم عشان حتى ادي نفسي فرصه احبك
نظراتك الحقيره ليا كر"هتني في اليوم اللي اشتغلت فيه عندك
انانيتك اللي وصلتك لفكرة اني ممكن احبك فوق انا لايمكن احبك
عارف ليه عشان قلبي عمره ما هيكون الا لواحد بس اسمه جلال سليمان الشهاوي
انا بح....."
لك تكمل باقي جملتها ليطبق يديه على فكها بغضب
"مش مسموحلك تقوليها الكلمه دي مش من حق حد غيري انا اللي اتد"مرت بسببك انا فضلت تلات سنين مش عارف اعيش بسببك لا يمكن اسمحلك بسهوله كدا انك تقوليها حتى لو هقت.لك مش من حقك تحبي غيري انتي فاهمه؟"
حياء بغضب حارق لكل ذره بداخل قلبه
" انت مجنون فاهم يعني ايه مجنون دا لو حب فهو عشق امتلاك مش اكتر وانا مش سعله عشان تلعب بيها زي ما انت عايز مش هحبك يا زياد مستحيل احبك لو فيها موتى فعلا مش هحبك قلبي عمره ما هيشيل لك غير الكر"ه"
انفرجت شفتيه عن ابتسامه خبيثه
" متأكده مش هتحبيني
اسألي اي راجل أعمال ايه مبداك في السوق
هيقولك مفيش حاجه اسمها مستحيل في اي لحظه ممكن المستحيل دي تبقي ممكن جدا وانتي عارفه اني رجل أعمال ناجح كمان"
ثم تابع بخبث ونظرات ذات مغزي
"انتي مش هتموتي بس ممكن حبيب القلب"
فورا ان انهي جملته حتى ضر"بته بقوه في صدره بعد أن استطاعت التملص منه وبصوت جهوري غاضب
"تبقى بتحلم حاول بس تقرب منه انت فاهم وقتها هتندم يا زياد جلال جوزي وحبيبي انت سايكو لايمكن تكون طبيعي"
اخذ نفس بعمق وهو يجلس على سرير المرضي يضع قدم على الآخر ببرود
:ااامم طب ايه رايك ان في خلال تلات اسابيع من دلوقتي لو مطلبتيش الطلاق و جتيلي اوعدك هتشوفي جثته ادامك و اللي حاول مره ممكن يعملها تاني بس المره الجايه هتكون في قلبه ها يا شبح؟!
اقتربت منه بغضب وهي ترفع يديها تحاول أن تضربه 
لكن بسرعه قبض على يديها بعنف وهو يلقيها على الفراش يضع يديه على عنقها يكاد يخن.قها
"اقسم بالله يا حياء انا ماسك نفسي بالعافيه ومش عايز اندمك ولا اوريك الوش التاني لزياد الرفاعي لان وقتها هاذيكي بطريقه تخليكي طول عمرك كارهه حياتك فاحسنلك تتقي شري لأنك متعرفيش حاجه عني وعن اللي ممكن اعمله فيه اصل الصراحه قلبي ميطاوعنيش اذيكي فكل لما تغلطي هو هيدفع تمن غلطتك بس عارفه انا معجب جدا بذكائه بجد اصل انا قبل ما ابعت الرجاله يضر"بوه بالر"صاص جبت كل ملفه فعلا بيزنس مان شاطر اوي بس للاسف هيمو"ت و دلوقتي حالا بسبب غلطتك دي "
حياء بصدمه و دموع
"انت بتقول ايه انت كداب" 
ابتسم بخبث و هو يفتح هاتفه و منه فتح فيديو لشاب يدخل غرفه جلال يعبي محتوى ازازه صغيره في ابراه يقف ينتظر اشاره زياد حتى ينهي امر جلال 
وضعت يديها على شفتيها بصدمه حاولت الفرار من بين يديه لتذهب لحبيبها تحاول انقاذه لكنه لم يفلتها 
" ها يا حياء ممكن دلوقتي حالا حبيب القلب يبقى المرحوم
و في اي وقت باشاره مني اخلصلك عليه لو فكرتي انك هتمشي بدماغك
ادامك تلات اسابيع عشان انا قلبي ابيض هسيبك معه و تخليه يطلقك ميهمنيش ازاي لكن معملتيش كدا هتقري على روحه الفاتحه وزي ما خليت الرجاله يدوله ر"صاصه طايشه المره الجايه هتكون في قلبه فكري احسنلك بدل ما حسرك عليه 
تشاو يا عمري" 
خرج من الغرفه و تركها بين عاصفه من الأفكار تغوص بها لبحر الضياع 
ضمت جسمها برعب وهي تخبي عينيها قبل أن تنهار فهو محق ربما كانت ستفقده
ل
م تشعر بنفسها وهي تستلقي على الفراش تنام دون وعي الساعه تعدت الرابعه فجرا كان يوم صعب حقا 
====((((أطفت شعله تمردها)))) ====
دلفت نواره الي المشفى وهي تبكي بشهقات عاليه فهو بالاخير ابنها تلوم حياء فقط 
ربنا لو لم تدخل لحياته لا كان الان بخير بينهم ربما كانوا جميعا بخير 
ربما كان ابيها مازال حي 
اللوم كله يقع عليها لا أحد يشفق على حالتها تلك سوي اختها لأنها تعلم كم تغير جلال فقط أصبح يبتسم ويضحك من قلبه ربما تغير لكن للأحسن 
شهد بسرعه وهي بتمسح دموعها
"لو سمحتي جلال الشهاوي اللي جيه امبارح بليل حالته ايه وهو فين؟"
موظفه الاستقبال:
"المريض اللي جيه امبارح في اوضه 304 عنايه مركزه هو حاليا حالته مستقره و يمكن أقل من نص ساعه ويفوق" 
نواره بسرعه وانتحاب
"يعني انتي متأكده يا بنتي هو كويس" 
البنت
"ايوه يا فندم بخير هو والمدام اللي جيت معه "
نواره بغضب وتلقائيه
" ربنا ياخدها.. ربنا ياخدك يا حياء عشان نخلص منك يا بعيده "
شهد بغضب 
" كفايه لو سمحتي اللي بتتكلمي عليها دي اختي"
نواره بحده
"واللي بين الحيا والموت دا ابني واخوكي فوقي بقى جاتك القر"ف "
صعدت لغرفه جلال لكن مازال غائب عن الوعي و لا يوجد أحد بجواره هو فقط 
نواره بدموع
"ليه يا جلال ليه كل دا هترتاح لما تموت و تروح مني يا ابني قوم يا ابني كان هيحصل ايه لو طلقتها وانا كنت جوزتك غيرها ست ستها كمان 
سيبتني وسيبت البيت عشانها سيبت شقى عمرك عشانها
 ليه هي عملت ايه عشان تستحق كل دا ليه بتحبها كدا يا ابني ملعون ابو الحب اللي يخليك تعمل كل دا عشانها "
فتح عينيه ببط وتثقل ليردف بضعف
" الحب دا حياني و حيا قلبي، الحب دا عرفني معنى السعاده و الحياه عندي استعداد اني ادفع عمري عشانها لأنها ادتني حاجات كتير يمكن متكنش ليها اهميه بالنسبه ليكم لكن كانت أغلى عندي من حياتي لقيت اهتمام و سعاده حتى الحزن معها كان أجمل نسمه لمست قلبي الحب دمرني  عاصفه قويه هزت كل كياني دي ضراوة عشق مش مجرد حب..... "
نواره بغضب 
" طب وهي فين دلوقتي ليه لو هي ملاك زي ما انت فاكر مش موجوده معاك؟ "
جلال بهدوء
" وانتي جايه ليه ياترى كنتي جايه عشان تستلمي جثه ابنك و تدفنيه وتدفني معه سرك؟ "
نواره بدموع وغصه
" معقول قست قلبك عليا للدرجه دي يا جلال "
أطلق انة متالمه وهو يضع يديه على صدره عاقد ما بين حاجبيه أثر تشنج ملامحه
" سبحان الله اللي بتقولي عليها قست قلبي دي عمرها ما اتكلمت عنك بكلمه وحشه ادامي.... 
اللي بتتكلمي عليها دي هي اللي قالتلي روح عيد على والدتك وبوس ايديها 
البنت دي هي اللي خلتني اروح لابويا واصفي الخلاف اللي بينا 
البنت دي عمرها ما حاولت تبعدني عنكم أفعالكم هي اللي بعدتني 
انتي عملتي ايه كل مره كنتي بتحاولي تاذيها 
لما دستي الخاتم بين هدومها
لما سرقتي منها فلوسها وورثها من ابوها
يوم الصباحيه فاكره عملتي ايه
 لا يا نواره هانم انتي اللي مسكتي سك'ينه تلمه وفضلتي تقطعي في علاقتنا لحد ما وصلنا للمرحله دي 
بلاش تحطي اللوم عليها لان مهما عملتي مش هتفرقينا "
نواره بقهر وهي تضغط بقوه على يديها
" ماشي يا جلال مش هقرب من علاقتكم بس اقسم بالله لاتندم و بكره تقول امي قالت "
خرجت من غرفته تاركه اياه يتنفس بوجع تذكر أحداث ليله أمس و إطلاق النا"ر عليهما 
اخذ يبحث عنها بعينيه في أنحاء الغرفه لكن لا أثر لها 
ضغط على رز بجواره ينادي على احد الممرضات
دلفت الممرضه الي غرفته بهدوء
"ايوه يا فندم اتفضل" 
مراتي كانت معايا امبارح؟ 
"اامم هي فعلا كانت هنا امبارح ومكنتش راضيه تمشي بس اختفت فجأه ممكن تكون في اي مكان في المستشفى هدورلك عليها المهم حضرتك متتحركش عشان الجر"ح... 
أؤما بايجاب وهو يغمض عينيه يحاول الهروب من ذكرياته المؤلم الخاصه بوالدته ف هو اليوم كان سيكشف حقيقتها وانها من تسببت بمقت"ل شريف
 لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
===((((أطفت شعله تمردها))))) ====
                   دعاء احمد 
فتحت عينيها ببط أثر أشعة الشمس الموجهه على وجهها تداعبها لتوقظها من نومها 
اعتدلت في جلستها وهي تتفحص المكان حولها 
آآآه ليس كابوس انه حقيقيه 
قامت مسرعه وخرجت من الغرفه تتجه ناحيه غرفته 
وجدت شهد و والدته و أيوب يجلسون خارج غرفته
ركضت شهد نحوها تحتضنها لتدس جسدها في حضن حياء تبكي بهستريه ف هما الاثنان أغلى الحبايب عندها
حياء بتعب 
"شهد الله يرضا عليكي انا تعبانه و حاليا اقسم بالله مش عارفه ازاي واقفه كدا ادامك اهدي لان لو جرالك حاجه مش هعرف اعملك اي حاجه انا كويسه و ان شاء الله جلال يبقى كويس" 
نواره بغضب 
"ما انتي بارده صحيح ما هو لو بتحبيه او يفرق لك مكنتش قلتي كدا بت بجحه صحيح وهو كان بين الحيا والمو"ت اكيد بسببك منك لله يا حياء يا بنت شغف ياريتك مو"تي بداله ياريت ربنا اخدك كنا خلصنا منك" 
غصه قويه تملكت من قلبها لتردف بالالم و دموعها المتمرده خانتها 
"يارب يا نواره امين يارب ياخدني لاني تعبت اه يارب كنت اخدتني بداله "
شهد بصدمه من استسلامها :
حياء اهدي انتي كويسه؟ 
تقدمت ببط من نواره حتى وقفت أمامها مباشرة و دموعها تجعل الكل مشفق عليها حتى الحجر يكاد يصرخ لاجلها
"مبروك يا نواره وانت يا أيوب بيه مبروك انتم فعلا قدرتوا
انا مستسلمه معتش هزعق ولا اتخانق معدش يفرق انا هعملك اللي انتي عايزاه
بس اوعديني تعرفي تنقيله عروسه تانيه تحبه اد ما انا حبيته 
اختريله واحده الحب يهلك كل ذره في قلبها توصل معه لنهايه العشق حتى لو هتمو"ت بسبب الحب دا
اختاريله واحده يبقى عندها فراقه وهو كويس افضل من انها تفضل معه و تاذيه
لما تختاري فكري فيا دايما اصل مستحيل تلقى واحده تعشقه زي" 
شهد بحده
"حياء انتي بتقو
" ههششش... شش.. معتش عايزه اتكلم 
انا وجلال انتهينا مبروك ليكم"
تطلعت نواره لها باستغراب فلا يمكنها تصديق ان تلك الفتاه هي نفسها حياء حبيبته التي تعرفها 
حياء المتمرده و العنيده لا تلك الشعله المتمرده بداخلها انطفات..... 
===((((أطفت شعله تمردها)))) ====
دلفت الي غرفته بابتسامه باهته فقد ارهقتها الحياة
كل ما يخطر ببالها هو ذلك الحلم قبل أن تتزوجه
كانت تركض في غابه من الاشواك و النيران مشتعله بالاشجار وكأنها غابة فحم 
يركضون جميعا وراءها كان حقيقه لم يكن مجرد حلم في ذلك الحلم لم يكن هناك ما يطمئن قلبها سوا صوت جلال من بعيد وهو أيضا مقيد بسلاسل من حديد يا الله من العشق 
تطلع اليه بابتسامة مشرقه لكن بهتت عند رؤيته لشكلها و دموعها كأنها شخص آخر فدائما تقابله بابتسامه حتى أن كانت حزينه ابتسامتها لم تكن تفارقها 
اقترب بهدوء وهي ترغم نفسها على الابتسامه تمسكت براحة يديه بقوه تقبلها 
"وحشتني اوي حمد الله على سلامتك" 
لم يجيبها بل جذبها من يديها لتجلس بجواره لكنه جذبها اكثر لتندس بين احضانه كأنه يشعر برغبتها في البكاء بداخل احضانه 
حقا كانت تحتاجه لتنفجر في البكاء وهي تتمسك فيه وبقوه هي مرغمه على فعل شي لا تريده لكنه تخاف ان ينتهي كل هذا الحب بغبائها 
يحرك يديه على طول عمودها الفقري بحنان كأنه يزيح كل الاوجاع بتلك الحركه تركها تبكي لتفرغ طاقتها بداخله لكنه لايعلم كم تعاني حتى البكاء لن يحل الأمر فقط تحتاج لقسط من الراحه بجانبه
مرت نصف ساعة و هما على نفس الوضع 
"حياء انا كويس دي ر"صاصه طايشه. 
اهدي يا قلبي مفيش حاجه تخوف "
حياء بهدوء
" خليني انام في حضنك بس انا مش عايزه اعيط انا بس محتاجه اشبع منك "
ذلك الهدوء كأنه ما قبل العاصفه يعصف بروحها وقلبها 
أغمض عينيه وهو يضمها اكثر لحضنه و يسند جبينه على رأسها ليناموا سويا 
=====================
بعد مرور اسبوعين
كانت نائمه بغرفتها بالاسكندريه ربما انتهى هذا الكابوس بالنسبه لهم بعد عودة جلال بسلام 
لكنه لم ينتهي بالنسبه لها فكل يوم تتلقى رساله من زياد تضغط عليها لتجعلها دائما جافه في التعامل مع جلال 
تمللت في الفراش وهي تنظر لسقف غرفتها بشرود و ملامحها الألم مرتسمه على وجهها
 لا صوت يُسمع فقط الصمت و أصوات أفكارها الهوجاء لتجعلها تسقط في الهاويه
دلف خرج الي غرفه النوم وجدها على نفس الحال منذ الصباح قبل أن بتركها ويغادر لعمله فلا يمكنه ترك العمل اكثر من ذلك ف هو الآن تحسن ذراعه الأيسر مازال يغطيه الاربطه الطبيه لكن على الاقل تحسن 
البوليس لم يتوصل للفاعل وأغلق المحضر ليجعلها ذلك تتأكد ان لا مفر لها من براثن زياد 
جلس على طرف الفراش ينظر لها بيأس فهو حتى لا يعلم سبب حالته تلك
ليردف بابتسامه حنونه
"ممكن اعرف مالك يا حياء مش طبيعي اللي انتي فيه دا.... طب اتكلمي وقليلي مالك يا بنت الحلال لان اقسم بالله اكتر من كدا هاخدك من ايدك و نروح لدكتور نفسي 
حياء انتي اول مره تبقى بالاستسلام دا انا عايز افهم فيه ايه انتي كدا من الصبح واحنا داخلين على المغرب" 
نقلت عينيها من السقف اليه تتطلع له ببرود قا"تل 
"انا عايزه اطلق" 
نظراتها لم تكن تعني المزاح ابدا لينظر لها بعمق يحاول استكشاف ما تخبه لكن لا شي يبدو فقط الاستسلام ملامح بدون معنى 
جسدها وكأنه بلا روح و افكار هوجاء تدور براسها لتجعلها في حاله اشبه بالبرود بالرغم رغبتها القويه في الصراخ 
" انتي بتهزري طلاق ايه... حياء لو انتي تعبانه او متضايقه خلينا نخرج بلاش الحزن دا ملامحك متستحقش كل الوجع دا تعالي نتمشى على البحر نتكلم انا عندي ليكي كلام كتير و كمان.." 
قاطعته بصراخ حاد وهي تعتدل في جلستها تصرخ بهستريه
"بقولك عايزه اطلق انت ايه مبتفهمش ولا هو بالعافيه انا معتش عايزاك انا هسافر فاهم يعني ايه انا معتش عايزه اعيش في مصر مبقتش احبك افهم بقى انا مبحبكش مبحبكش"
كانت تكسر ما تقع عينيها عليه في حاله هستريه لا يمكن تصديقها
 اأوصلت لحافه الانهيار؟؟!!! ..... 
لم يشعر بنفسه هو يحضنها يقيد حركتها بقوه لتسقط أرضا وهي تصر"خ و تبكي بعنف و هي تكرر جمله واحده
"طلقني ارجوك" 
اخرج هاتفه فورا واتصل بالطبيبه لتاتي بعد نصف ساعه مع شهد 
الدكتوره باسف:
اكتئاب و ضغط عصبي شديد واضح انها بتعاني الفتره دي من التفكير الزياده و للأسف وصلت لمرحله خطر من الضروري تنفذولها طلباتها او على الاقل سيروها بلاش تناقشوها كتير هي محتاجه تخرج تشوف ناس و ان شاء الله هتخرج من الحاله دي 
الحقنه اللي ادتهالها هتخليها نايمه لحد عشرين ساعه بالكتير محدش يصحيها وان شاء الله هتكون كويسه
شهد بدموع ووجع
 :بس يا دكتور مفيش سبب لدا كله يعني هي من فتره اتعرضت لحادثه هي و جلال لكن خالص هو كويس هي عمرها ما كانت كدا دا احنا كنا بنحسدها على حيويتها و نشاطها دايما 
الدكتوره بابتسامه :
شهد الحياه لازم فيها مراحل تعب ووجع و مراحل فرحه دي من حكمه ربنا 
لو مجاش الحزن عمرنا ما هنعرف معنى السعاده هي نايمه دلوقتي وان شاء الله تفوق و تبقى كويسه ادعولها
كان يجلس بجوارها في الفراش يضمها بحنان لصدره ف هو لم يتخيل ان يحدث ذلك لطالما كانت الشقيه المفعمه بالحياه
لكن الآن تركض بين احضانه مستسلمه تمام 
شهد بهدوء:
انا ممكن أفضل معاكم يا ابيه عشان لو هتروح شغلك الصبح اكون معها 
جلال بجديه وصرامه
:لا يا شهد انزلي انتي متقلقيش انا هفضل معها مش نازل الشغل بس انا عايز افهم في ايه وايه يوصلها انها تطلب الطلاق؟ 
شهد بخوف:
هو حصل حاجه يوم ما كنا في المستشفى مش عارفه انت عارفها ولا لاء
جلال :حاجه ايه؟ 
شهد:كانت بتقول كلام غريب لماما وانها تختارلك عروسه و انها هتمشي و هتبعد عننا انا مفهمتش في ايه بس من يومها وهي بتزيد سوء
تنهد بالالم وهو يمرر عينيه على ملامحها 
:خالص يا شهد انزلي انتي ومتقلقيش انا هفضل معها وان شاء الله تقوم بالسلامة 
شهد:يارب يا ابيه تحب ابعتلك شوقيه تنضف البهدله دي 
جلال:لا سيبي كل حاجه زي ما هيه مش حابب انها تصحى وانا هبقي اقوم ارتب الاوضه
شهد:حاضر بعد اذنك
خرجت من الشقه و تركتهما 
جلال بابتسامه حزينه وهو يرفع وجهها اليه
"في ايه يا حياء في ايه ليه وصلتي للمرحله دي؟" 
اغمض عينيه بينما يضمها الي صدره 
كان يريد أن ينهي امر والدته و أخيه لكن مرضها ذلك منعه من فعل اي شي ف الأمر لا يحتمل 
======================
مر يومان 
كانت تقف أمام المرأه بعيون باكيه فهي الان توصلت لطريقة مؤكد ستجعله يطلقها بل انه سيكرهها أيضا ف ما تخطط له و نتيجته محتومه لا محاله
قاطعت شرودها ذلك صوت شهد 
شهد بهدوء
:بس انا مش فاهمه انتي ليه كلمتي اونكل سليمان والد جلال و ليه عايزانا كلنا تحت 
حياء بهدوء
"هتعرفي ياله بينا ننزل زمانهم قاعدين" 
شهد :اوكي ياله
بعد مرور ربع ساعه 
صعد جلال السلم متوجه إلى شقته لكن قاطعت شهد طريقه
لتردف بمرح
:مسا مسا يا كبير عامل ايه؟ 
"بخير الحمد لله هو ايه الصوت دا هو في حد جوا... دا صوت حياء؟ حياء بتعمل ايه هنا؟" 
اردف بتلك الكلمات وهو يدلف لشقه الحج شريف لكن لم يستوعب ما يحدث حياء تجلس بجوار والده و والدته 
جلال بصدمه:حياء؟ بتعملي ايه هنا؟ 
حياء بقوه
:جايه اقولك اني خالص تعبت و مبقتش عايزه افضل معاك 
شهد بسرعه:حياء بتقولي ايه؟ 
حياء بقسوه
" مبقتش عايزه افضل معاك ايه مبتفهمش مبقتش عايزه افضل مع واحد عقيم مبيخلفش انا افضل على ذمتك  ليه وانت لايمكن تديني طفل" 
سليمان بحده
"حياء انتي اتجننتي بتقولي ايه؟" 
حياء 
"بقول اني عايزه ورثي من ابويا طلقني يا جلال و ادوني فلوسي انا مش عايزاك
قلتلك الكلام دا الف مره بينا لكن انت مصمم اني مريضه لكن انا مش مريضه انا عايزه اطلق لايمكن اعيش مع واحد زيك"
شعر بالالم عاصف لأول مره تكسره انه حقا كسرته و افشت سره أمام امه وأخيه انها من فعلت ذلك 
ياالله هل تعتقد انه من السهل ما فعلته لا والله انه اشبه بالموت انا ايضا بداخلي انقاض اخاف عليك وبشده خوفي ياكلني ليجعلني مهشمه 
نواره وايوب وسليمان وشهد وقفوا وهما يرون دمعه متمرده تنزل من عين جلال اول مره يسمح لنفسه بأن يبكي أمام الجميع لأول مره يشعر بالضعف الحقيقي
اما حياء ف لله أمرها هي تنكسر الف مره قبل أن تنطق بحرف واحد مما قالت 
جذبها بعنف من يديها و هو يخرج من شقة والدته يصعد السلم بسرعه لم تكن تستطيع ملاحقته حتى كادت ان تقع اكثر من مره
  تضربه بيديها الاخري بغضب و عقلها لا يستوعب ما قالته هي جرحته هي جرحته وتركت في أعمق قلبه وجع لن يغفره هي ذ'بحته بس'كين حا'د
ليتها لم تعشقه او تقابله لم تكن لتجرحه
لكن الآن قناع الجحود هو المسيطر عليها
حياء بغضب و عصبيه
:سيب ايدي يا حيوان... ايه هو بالعافيه قلتلك مش عايزاك طلقني يا جلال 
انا لا يمكن اعيش مع عقيم زيك
يا اخي اديني فلوسي بقى وخليني اسافر 
اخذ نفس عميق وهو يجذبها من شعرها وراها أمام نظرات أخيه و أمه التي ابتسمت بانتصار و خبث فعلاقتهم انتهت بعد كل هذا انتهت دون أن ترهق نفسها بفعل شي 
حياء هي من دمرت علاقتهما بمنتهى القسوه 
د'فعها  لداخل شقتهما بعنف وقسوة حتى سقطت أرضا و دموعها تنزل بشده   
صفع الباب خلفه بعنف و نظراته مليئه بالغضب عدم الاستيعاب هي!! هي من فعلت ذلك.... هي من اهانت كرامته أمام أخيه و أمه هو ائتمنها على سره و انه لا ينجب كان يعتقد ان بعد كل هذا ستفي بوعدها و تظل معه للإبد 
فطالما كررت كلمة احبك لطالما رأي سعادتها معه.... رأي جنونها حين كان بالمشفى رأي خوفها 
هل انتهى كل هذا؟ هل هي لم تعد تحبه؟
متى أصبحت بقلب اسود هكذا؟؟ 
جلال بعنف وهو ينحني يجذبها من شعرها بيديه السليمه 
:انتي ازاي كدا انا مش مصدق 
كل دا عشان اطلقك؟ أدام الكل يا حياء
معقول كنت مخدوع فيكي كدا 
حياء بدموع  و عشق تداريه وهي تزحف على الأرض تحاول أن تبعد عنه
:معتش عايزاك ارجوك طلقني انا فضلت معاك عشان كنت فاكره انك هتقدر ترجعلي فلوسي انا عمري ما حبيتك 
انا كل يوم كنت بفكر في الهروب 
انا عايزه اسافر مقدرش اعيش في مصر
حاولت اتأقلم على الحياه دي واقنع نفسي بحاجه مش موجوده 
بس خالص مش قادره اكدب اكتر من كدا 
انا مبحبكش و مش قادره احبك انا بس عايزه فلوسي 
لم يشعر بنفسه وهو يصفعها بقوه كأنه لايراها من تلك الفتاه؟؟ 
شعرها مبعثر على وجهها وهي تنز'ف من شفتيها دموعها تهطل و كأنها النهايه 
:انتي كدابه لا يمكن تكوني حياء 
حياء اللي كانت هتمو'ت نفسها عشان منطلقش بس بعد اللي حصل تحت  دا معتيش لازماني و لايمكن تفضلي على ذمتي دقيقه واحده انتي د"بحتيني يا حياء
حياء بدموع:انا بحبك 
أغمضت عينيها وهي تشعر بقلبها يكاد يصرخ من الألم هي من فعلت ذلك والان ما خططت له نجح و ستتحرر من عشقه 
لا لن يحرره من عشقه فمهما جرحته لن ينسى حبها لكن سيحررها من قبضته
آآآآهات من العشق....
قبل أن ينطق بكلمه فتحت عينيها بعد تعامد الشمس عليها و جلال....... 
فتحت عينيها ببط أثر اشعه الشمس على وجهها تداعبها تعلن عن يوم جديد و عن صباح لا أحد يعلم ما يخبه القدر لهما
اعتدلت في جلستها بجسد متعب متثقل تشعر وكأن عظامها مهشمه
أطلقت تاوه متألم و عقلها يحاول استيعاب ما يحدث.... هي الآن في فراشها و غرفتها لكن
ماذا حدث؟؟!
قبل قليل كانت تنتظر ان يطلقها تكورت بجسدها وهي تبكي بهستريه أيعقل ما قالته؟
أيعقل انها اهانة رجولته و كبريائه أمامهم؟!
لم تستطيع كبح دموعها لتهطل وكانها شلال منحدر من أعلى الجبل بسرعه كبيره
لكن فورا ان تعالي صوتها حتى فتحت شرقيه الباب بفزع و دلفت لغرفه حياء
شوقيه بشهقه وهي تضع يديها على صدرها
:عيني عليك يا بنتي اهدي اهدي في ايه
حياء بهستريه:جلال لا يمكن يطلقني هو عارف اني بحبه اكيد مطلقنيش... انا عملت كدا عشان خايفه عليه انا انا لايمكن اجرحه كدا عقلي مش مستوعب ازاي قلت كدا اكيد في حاجه غلط
شوقيه وهي تحتضنها لتخفف عنها
:اهدي يا حبيبتي وبعدين يطلقك ايه دا روحه فيكي و بعدين دا فضل جانبك طول اليومين اللي فاتوا من ساعه ما الدكتوره اديتك الحقنه و انتي نايمه مسبكيش لحظه
حياء بشهقات متقطعه
:حقنه ايه؟ انا مش فاكره حاجه.
شوقيه:اصل انتي تعبتي من يومين و فضلتي تكسري في الاوضه و تقولي طلقني و بعد كدا اغمى عليكي و جابولك الدكتوره وهي قالت انك عندك انهيار عصبي و ادتك حقنه ومن وقتها انتي نايمه و سي جلال فضل جانبك  طول اليومين دول بس عيني عليكي حرارتك كانت بترتفع و بتخرفي وانتي نايمه بكلام غريب
لكن مسبكيش لحظه وفضل جانبك هو وشهد لكن بقى في واحد جاله من الوكاله فضطرا ينزل الشغل من شويه و شهد عندها محاضره ف قالتلي اجي افضل جانبك و اروق البيت رغم ان سي جلال كان رافض انه ينزل و بيقول انك مش بتحبي حد يدخل اوضتك وانتي نايمه
حياء كانت حاسه بصداع شديد وهي بتحاول تجمع الاحداث ببعضها
:يعني انا منزلتش الشقه تحت و لا كلمت الحج سليمان ولا اتخانقت مع جلال.....
شوقيه بابتسامه :
خناق ايه يا ست حياء هو في زيك انتي و سي جلال الواحد مش بيسمع ليكم صوت ربنا يهدي سركم و بعدين انتي من وقت ما الدكتوره جيت وانتي نايمه.....
حياء بدموع فرح:يعني دا كان كابوس انا عايزه اشوف جلال
شوقيه:بس هو في الوكاله....
حياء بسرعه:لازم اروحله
شوقيه:تحبي اساعدك في حاجه...
حياء :لالا ممكن تنزلي يا شوقيه انا متشكره جدا خالص انا بقيت كويسه اوي ياله انزلي متخافيش
شوقيه:متأكده؟
حياء:ايوه طبعا المهم ياله انزلي....
شوقيه خرجت من البيت و حياء قامت بسرعه ووقفت أدام المرايه
حياء بعتاب لنفسها:
معقول هان عليك تجرحيه يا حياء حتى لو في أحلامك معقول تكوني قليله الأصل لا لا دا كابوس واللي في الكابوس دي مش انا
كوني شجاعه لمره واحده وقوليله الحقيقه قوليله انك بتعشقيه حتى لو هم مش موافقين على علاقتنا حتى لو خايفه من زياد
بلاش تكوني نسخه من امك و تهربي من خوفك بمصيبه
امك غلطت وانتي اللي اتحملتي نتيجه الغلطه دي يمكن لو ماما وثقت في بابا شويه و فضلت معه كنتي انتي كمان هتتربي في بيت هادي بدون مشاكل 
لو عملتي اي حركه غباء ممكن تخسري جلال ممكن تسببه اه هيكون كويس كجسد لكن روحه هتدمريها و دا الأسوء انه يعيش بلا روح
يمكن يحاول ينساكي لكن هيفضل فاكر الجرح اللي هسيبه في قلبه
مش هقدر اجرحه كدا لا و لا هقدر اعيش من غيره لكن على الاقل بلاش غباء لو مكتوب لحد فينا انه يبعد عن التاني ف انا عمري ما هبدا كفايه فوقي يا حياء و ارجعي للواقع ارجعي لجوزك  ولبيتك ارجعي نوري حياتكم
ابتسمت وهي بتحمد ربنا انه مجرد كابوس مخيف تجسيد لافكارها لكن احيانا الكوابيس بتكون تنبيه لينا من أخطاء ممكن نعملها
بعد شويه خرجت وهي بتنشف شعرها في الوقت دا موبايلها رن وكان زياد
حياء:هابي بلوك....
قالتها وهي بتعمل بلوك لزياد و بترمي الموبيل على السرير بلا مباله
غيرت هدومها لايسدال و راحت تصلي وهي حاسه بالراحه و السلام الداخلي
بعد نص ساعه
قفلت باب الشقه بالمفتاح بتحطه في شنطتها كانت جميله كعادتها لكن مشرقه عندها رغبه قويه في انها تكون معه ايا يكن العواقب
عندها رغبه انها تفضل رافعه راسه و متجرحوش بكلمه توجعه 
نزلت و راحت الوكاله كانت متوتره لكن واثقه في حبها له و ان حبها مفروض يكون قوة مش ضعف
دخلت الوكاله لأول مره تدخلها كانت حاسه ب ابوها كأنه لسه عايش و موجود كان في صوره كبيره ليه في الوكاله
فضلت واقفه أدام صوره و غصب عنها دموعها نزلت
شاب :افندم يا هانم
حياء وهي بتمسح دموعها:جلال موجود انا حياء الهلالي
سيف:الاستاذ جلال في مكتبه هو حضرتك بنت الحج شريف و مرات الاستاذ جلال صح انا سيف كنت دراع الحج اليمين و حضرت فرح حضرتك  على الاستاذ جلال اهلا يا هانم اتفضلي معايا اخدك لمكتبه
حياء مشيت معه لحد ما وقف أدام مكتب جلال خبط وجلال سمحله يدخل وهو بيرن على تليفون البيت عشان يطمن عليها لكن محدش بيرد
سيف :اتفضلي
حياء :شكرا
جلال سمع صوتها رفع راسه شافها واقفه عند الباب
قام بسرعه وهو مش مصدق انها ادامه بدون لحظه تفكير حضنها بقوه
سيف بحرج :طب بالاذن انا....
خرج وقفل الباب وراه
جلال بهمس و سعاده
"معقوله انتي هنا ومعايا... وحشتيني اوي يا حياء"
حياء بابتسامة وهي بتدخل لحضنه و بتغمض عنيها باطمئنان
"بحبك بحبك اوي يا ابن الشهاوي وقلبي لو دق في حياتي فهو دق عشانك انت...."
جلال بعد عنها و ابتسم وهو بيرفع وشها له
"تعبتي قلبي معاكي و جننتيني شويه تطلبي الطلاق و شويه بحبك لازم افهم فيه ايه بالظبط"
حياء ببتقرب خطوه و بتمسك ايديه بقوة برفعها طبعت قبله حنونه على كف ايديه
:مهما حصل وايا يكن اعرف اني بحبك و ان عمري ما حبيت حد ادك و وعد عليا تفضل طول عمرك في قلبي و منفترقش اوعدك عمري ما هخبي عليك حاجه تانيه و عشان كدا لازم نتكلم في حاجات كتير لازم تعرفها لان الحمل تقيل عليا و بدون ما احكيلك احتمال كبير اخسرك وانا مش عايزه اخسرك مش عايزاه اكون نسخه تانيه من شغف الحسيني "
جلال بابتسامه هاديه
" اخيرا يا حياء اخيرا.... اخيرا فهمتي معنى الحياة بعد كل الوقت دا
متعرفش النهارده بس انا فخور بيك و دلوقتي يا بنت الحلال اقدر اقولك بقينا واحد "
حياء بحزن
" كل دا و كنت شايف اننا مش واحد "
جلال ابتسم وهو بيرجع شعرها لورا
" شوفي يا حياء الجواز مش مجرد حب او واحد و واحده
قبل دا قلتلك الجواز شركه كبيره بياسسها اتنين عايزين يكملوا حياتهم سوا.... راس المال لكل شريك بيندمج في المشاريع الخاصه بالشركه و بيكونوا واحد اسم واحده و كيان واحد"
حياء
" وبالنسبه ليك ك اتنين اتجوزوا ايه اهم من الحب عشان العلاقه تنجح"
جلال بجديه وهو بيحط ايديه في جيب البنطلون و بيقف بثقه
" الحب شي مهم جدا على فكره بس ياما بيوت نجحت بدون حب يمكن بالموده والعشره و الصراحه الثقه
الأهم من الحب الصراحه عارفه في علم النفس بيقولوا ايه عن الصمت في اي علاقه"
حياء" ايه؟"
جلال
" عندما نلجأ الي الصمت فهذا يعني اننا منشغلون بمراسم دفن بعض المشاعر بداخلنا.....
عشان كدا النهارده فعلا يمكن نبقى واحد لو حكيتي كل اللي عيونك مخبيه و اللي انتي خايفه تقوليه مش عايزك تكوني ضعيفه خليكي واثقه ان حبك ليا قوه مش ضعف "
ابتسمت وهي بتبطبع بوسه على خده بتلمس دقنه بسعاده
" خلينا نخرج نتكلم برا "
جلال وهو بياخد المفاتيح
" وهو كذلك ياله بينا "
خرجوا الاتنين و كانوا بيتمشوا على البحر و هما شايفين المراكب من بعيد
حياء وهي بتبصله بسرعه
:شفت نفس المنظر دا قبل جوازنا يوم ما روحت الشادر مع بابا وقتها كنت قاعده على المرسا و المراكب كانت جايه
جلال :المراكب دي ياستي بتاع الصيادين بعد ما يصتادوا بيرجعوا المرسا و كل واحد و رزقه و نصيبه من البحر"
حياء وهي بتقعد على صخره وبتبص للبحر
 :تعرف اسكندريه جميله اوي عمري ما كنت اتخيل انها بالجمال دا
فيها ريحه جميله نقيه بالرغم اي حاجه وحشه لكن عمري ما تخيلت اني هحبها كدا 
يمكن فيها البساطه ريحه البحر فيها القلوب الصافيه و النفوس الخبيثه
عارف لما ببص للمراكب و لحلقات السمك و المدارس الكليات حتى الموصلات الشركات كل حاجه ليها ريحه واحساس مختلف عن أي مكان في العالم "
جلال :فعلا مميزه انا بحبها جدا بس الصراحه بعشق السويس 
عندي صحابي هناك تعرفي انا كان جايلي هندسه بترول في السويس لكن دخلت تجاره هنا في اسكندريه
حياء بصدمه:نعم هندسه بترول؟ غريبه طب ليه مدخلتش هندسه هنا أو أي كليه كبيره
جلال وهو مركز مع حركه الموج
" فعلا غريبه تعرفي الحج شريف الله يرحمه جابلي مهندس لحد البيت يقنعني اني ادخل هندسه او حاسبات او اقدم فعلا في السويس في هندسه بترول 
لكن  من وانا صغير كنت متأكد اني هكون حد مهم في اي مكان ادخله و الصراحه من حبي لابوكي كان نفسي اكون زيه انا كان عندي ستاشر سنه لما نزلت الوكاله بتاعته اشتغل معه كنت بشوفه رمز الهمه والدك اه كان غني و عيلتك غنيه لكن مش زي دلوقتي كانوا مش معروفين اوي لكن الحج شريف قدر يكبر شغله لحد ما بقى تحت ايديه نص اسكندريه تقريبا 
كنت كل يوم بشوفه ازاي ناجح بالرغم انه مش خريج هندسه كان شاب عادي في كليه عاديه مش زي ما الناس بيسموها قمه 
استغربوا لما لقوني سجلت الرغبات كليه تجاره اول كليه 
لان كنت التالت ثانويه عامه بس كان عندي شغف بالتجاره والاقتصاد عامتا 
دخلت الكليه قضيت اربع سنين فيها كل سنه الأول جالي اني اكون دكتور في الجامعه
 لكن مكنتش حاسس ان دا جلال الشهاوي انا مش هكون في مكان زي دا
كنت متأكد اني ابن سوق  اشتغلت كتير اوي مع ابوكي وهو اللي ساعدني اشتري اول محل للقماش ابوكي عمره ما اشتغل في القماش طول عمره في شوادر السمك والتصدير سندني اني اشتري المحل من خمس سنين كان عندي خمسه وعشرين سنه كبرت المحل لوكاله و اشتريت كم مطعم و كافيهات على الطريق العام عشان اللي جايين على سفر اسكندريه تستقبلهم 
تعبت اوي يا حياء كنت لسه مراهق وقتها مكنتش بفكر زي صحابي و لا عمري فكرت في الحب بس سبحان الله حياتي اتغيرت من يوم ما قبلتكِ 
عارفه انا بشوفك ازاي؟ "
حياء كانت بتبصله بابتسامه كانها لسه بتكتشفه
" ازاي؟ "
جلال" ورده بريه أنقى انواع الورد 
عارف انك مش أجمل بنت في العالم 
و يمكن مش اذكي واحده لكن بالرغم ايا حاجه حافظتي على نفسك 
عشتي حياتك بدون ابوكي في بلد غريبه لكن عمرك ماسلمتي قلبك لحد و لا بعتي نفسك بالرخيص 
انتي اجمل و أنقى ورده في بستان قلبي
حياء بغيره
" اه بستان قلتلي شكلك عايز تقلبها نكد هو شكله بستان كبير و فيه مين تاني ياسي جلال" 
جلال بضحك
"اقسم بالله الستات بيدور علي اي مصيبه عشان يتخانقوا بس ياستي انتي الوحيده اللي فيه و عمره ما هيترزع فيه ورده تانيه ابدا غير ورده واحده بس لو ربنا اذن" 
حياء باستغراب:
" اي ورده؟ "
جلال بتنهيده
" حته منك ومني "
حياء بابتسامة وحست انه بيجي نبضها من ناحيه الخلفه:
" ان شاء الله يا حبيبي و بعدين انا عندي مبدأ 
ربك دايما بيعوضنا و انت عوضي عن الدنيا و مش عايزه حاجه منها غيرك انت عندي بالكل "
جلال:
" ماشي ياستي قوليلي بقى مخبيه ايه؟ 
حياء بتوتر
" عشان تعرف الحقيقه لازم احكيلك من الاول 
جلال قبل ايه حاجه والله العظيم انا بحبك وعمري ما سمحت لأي شخص على وش الأرض انه يقربلي" 
ضيق عينيه باستغراب
"المقدمه دي مش مريحه... فيه ايه؟" 
حياء 
"زياد الرفاعي"
جلال بحده
"ماله؟" 
حياء بخوف من رده فعله
"انا خبيت عليك حاجه حصلت زمان 
زياد بعد ما رفضت اتحوزه حاول... حاول يعت"دي عليه لكن انا ضر"بته بسك"ينة في جانبه لكن مكنتش بقوه وقتها هددته اني همو"ت نفسي لو حاول يقربلي خاف فمشي من البيت وقتها ماما كانت برا لما رجعت وحكتلها اللي حصل قررت تبيع البيت وسيبنا تروا و جينا مصر "
جلال كان بيضغط على ايديه و بيحاول يهدي نفسه قبل ما يتهور عليها هي
وبحده وغضب
" وليه محكتليش و عشان كدا هو رجع مصر عشانك؟" 
حياء هزت راسها بايجاب و خوف
" هو هو... هو اللي ضر"ب علينا نا"ر في الساحل و كان قاصدك و لما... لما كنا في المستشفى قابلني و هددني لو مطلبتش منك الطلاق في خلال تلات اسابيع هيقت"لك.... و كل يوم يبعتلي تهديد عشان كدا طول الأسبوعين كنت بتعامل معاك بتوتر و جفاف و عشان كدا طلبت الطلاق و الانهيار دا من خوفي عليك 
جلال بغضب وهو بيجذبها من دراعها بعنف ليه
" ومحكتليش ليه ولا مش متجوز راجل عشان تخبي عليا كل دا و ابن الكل... دا كمان هو السبب في اللي حصلك ليه محكتليش" 
حياء ببراءه
"كنت خايفه عليك مكنتش عايزه اخسرك فاضل تلات ايام من المده اللي حددها خايفه يا جلال خايفه اوي" 
جلال 
"ايه فاكره اني مش هقدر احميكي منه عشان تخبي"
حياء بغضب" انا مش خايفه على نفسي انا بخاف عليك انت انا متأكده ان زياد عنده ميت مجر"م ممكن يعملوا فيك اي حاجه و ساعتها هيخسرك و انا مش مستعده والله العظيم مش مستعده اخسر عمري بعدك" 
جلال
"وانا مش عيل يا حياء و زياد دا جبان و خبيث يبعت حد يعمل العمله و هو بيعد بس انا مش كدا... لو كنتي حكتيلي من الاول مكناش هنوصل للمرحله دي 
حياء:خفت عليك انا يمكن غلط بس انا خايفه فعلا عليك معنديش غيرك ولا اهم منك 
جلال بهدوء 
"و انا مش صغير عشان معرفش احميكي واحمي نفسي  ولا انا ناقص عشان مجبش حق مراتي من حيوان زي دا" 
حياء كانت هاتكلم لكن قاطعها رنة موبيله
جلال :الوا ايوه يا شهد
شهد بفزع
"الحقني يا جلال البوليس هنا و عايزين يقبضَوا على ماما وايوب الحقني بسرعه" 
جلال اخد نفس عميق وهو بيبص للبحر هو اللي سلم امه البوليس قام و مسك ايد حياء بدون ما يتكلم واخدها و رجع البيت 
حياء كانت داخله المنطقه لكن استغربت البوكس و العساكر واقفين عند مدخل بيت الهلالي
حياء بفزع:فيه ايه؟ 
جلال بهدوء:وقت الحساب المتاجل حق اللي راح لازم يرجعله وانا بأيدي اللي هحبس اخويا و ايتم ولاده انا بأيدي اللي هحبس امي 
اتحطيت في موازنه بين العاطفه والضمير وللأسف ضميري مرداش يسكت عن الحق
حق الراجل اللي رباني تسعه وعشرين سنه 
حقك انتي في ورث ابوكي مقدرتش اسكت 
حياء :انت بتقول ايه؟ حق راجل مين ابويا؟!
سابت ايديه وهي بتجري وبتدخل البيت طلعت شقه الحج شريف
لكن وقفت وهي بتبص لنواره اللي بتصرخ
"انا مقت"لتوش دا كدب مش انا اللي قت"لته مش انا....."
الظابط
"الادله كلها بتدينك انتي وابنك أيوب سعد الصاوي امشي معايا بالذوق احسنلك
شهد بدموع و قهر
" ماما معملتش كدا سيبها حرام عليك هي لايمكن تيتم بنتها بايديها سيبها
ماما قولي حاجه انتي مقت"لتوش بابا صح"
جلال دخل البيت بص لحياء اللي واقفه مش مستوعبه اللي بيحصل و لشهد المنهاره
راح ناحيه شهد ومسك ايديها بعدها عن نواره وبصوت موجوع
" اتفضل يا حضره الظابط خدهم"
نواره بصت لجلال و دموعها اتكومت في عنيها
"انت يا جلال انت يا ابن بطني.... ليه يا ابني انا عملت كدا عشانك انت واختك ليه"
جلال بحزن
" و ما ربك بظلام للعبيد" َانتي قت"لتي نفس بدون ذنب عشان الطمع و الفلوس شريف الله يرحمه عملك ايه لدا كله
ايه غلطته انه كان بيحب مراته و بنته ايه ذنبه لما بعدتيه عن مراته و فرقتهم كل دا عشان ترضى غرورك
لحد النهارده بتطعني في نسب مراتي
ذنبها ايه عشان تقولي عليها بنت حر"ام
للأسف انتي السبب و جيه وقت حسابك مش هسيبك وهقوملك محامي لكن حق اللي مات بدون ذنب لازم  يرجع"
أيوب بهستريه
"كل دا عشان ترجع فلوسك تبقى غبي يا جلال طول عمرك شايف نفسك احسن مني لا انا الأحسن انا الاحسن
وعشان كدا مش هتاخد فلوس اصل نسيت اقولك انا كنت منتظر اي لحظه غدر منك بعد ما شفت صورك مع الهام و هي واقفه معاك وقتها اتأكد انك هتعمل اي حاجه عشان ترجع فلوسك لكن مش هنولهالك كل الفلوس بتاعتك انا كتبتها باسم واحد انت متعرفوش وهو اللي هياخد كل حاجه لحد ما اخرج اه ما انا هخرج مش هقعد في السجن كتيير"
جلال بحسره
" الفلوس عمتك يا أيوب نسيتك ان اللي بينا د"م و نسيتك اني اخوك الصغير اخوك الصغير
بس متقلقش انا مش غبي اوي كدا تحب تعرف انا عملت ايه.؟"
اول حاجه حطيت نعيمه في طريقك البت نعيمه عارفها مراتك التانيه دي بت جدعه انا اعرفها من بعد ما جوزها الأول مات كانت شغاله في الشادر و لما جوزها مات حصل حريق في بيتها و مبقتش عارفه تروح فين جيتلي وانا حبتلها شقه تقعد فيها و اول ما عرفت ان اخويا وامي اخدوا فلوسي جتلي و قالتلي انا معاك في ايه حاجه ر"قبتي سداده يا سي جلال الغريبه جيت تقف معايا
قالتلي انك بتحاول تقرب منها و انها مهما طلبت هتوافق بعد تفكير خليتها تلعب عليك لحد ما وفقت انها تكون معاك بس بشرط انا اللي حطيته انك تتحوزها و انت روحت اتجوزت على مراتك انا بس اخدت صوره من عقد الجواز و خليت حد مجهول يبعتله لالهام
وهي جيتي وفي ايديها حبل المنش"قه وهو الفيديو اللي اعترفت فيه انك السبب في حادثه شريف
بس طبعا دا مش بإذن نيابه فمش هيكون ليه قيمه
اقولك التقيله بقي زيدان البنهاوي
أيوب بصدمه" انت تعرف زيدان منين"
جلال" 
زيدان البنهاوي صاحب عمري من ايام ابتدائي لكن بقى هو سافر مطروح 
بعد اللي انت عملته كلمت جمال وقولتله عايز حد مجدع وابن بلد و ميكنش معروف اقترح عليا زيدان 
كلمته وهو جيه فورا 
بعد اللي ما سرقت فلوسي بأسبوع واحد اتعرضت لحادثه و كان في بل"طجبه هيقت"لوك لولا زيدان هو اللي انقذك وطبعا اتصاب 
دا كله كان فيلم  و زيدان و الرجاله دي تبعي
زيدان فضل معاك لحد ما انت بقيت تثق فيه اوي و هو ابن بلد و عرف يسبك الدور بقى ياخدك لأماكن شمال عارف انك بتحبها وقتها انت عشان طماع قربته منك اكتر و بقيت واثق فيه لأنك شايف انك شبه
وفي مره وانت في القاعده بتاعتكم قولتله الحقيقه بما انه شقيقيك مش كنت بتقوله كدا برضو ياشقيق
اهو بقى كان بيسجلك 
أيوب بصدمه
"انت انت عملت كل دا... انت كداب... 
جلال بابتسامه
" تو انا مش كداب استنى لسه اكملك الحكايه
لما الهام جيتلي عشان تبيعك انا خليت حد يصورنا انا وهي سوا و بعتلك الصور
وقتها كنت متأكد ان اول حاجه تخطر في بالك مش انك تهرب لا انا كنت واثق انك عايز تفضل دايما حاسس انك واخد مني حاجه و طبعا هتكتب الفلوس باسم حد ان واثق فيه و كتبت كل الفلوس باسم زيدان وعملته توكيل و هو اتنازل ليا عن حقي 
عارف يا أيوب كل ما ابص لك افتكر قصه قابيل وهابيل 
ربنا خلقنا بنعيش نفس القصص عشان تتعلم منها و دي من حكمه ربنا عليا
(و اتقوا يوما ترجعونا فيه الي الله) 
انا بس عايز اقولك اعتبر ان السجن فرصه اخيره لك راجع وحاسب نفسك اخطاك كتير يا ابن امي و انا كمان محتاج افكر وارجع أحاسب نفسي كلنا محتاجين نراجع نفسنا قبل ما المو"ت يجي بدون ما نحس"
أيوب بقهر
"انت هتيتم بنت اخوك وابنه اللي مكملش سنتين"
جلال بوجع
"عمره ما هيكون يتيم يا أيوب ابنك في عهدتي ليوم ما اموت و هستناك تخرج انا كلمت المحامي و هحاول اجيبلك حكم مخفف بس اتمنى لما تخرج تكون عرفت ان دا كان اختبار و ان ربنا اسمه العدل اسمه العدل بنتك وابنك انا وامهم  اللي هربيهم لان للأسف مالهمش ذنب انهم يتحاسبوا على اخطاك و عهد ادام ربنا لحد يوم مماتي ولادك في رقبتي
الظابط:جلال باشا لازم ناخدهم
جلال :اتفضل
أيوب بسرعه"نيران ويوسف يا جلال"
جلال بقهر على اخوه اللي بطمعه دمر بيته وحياته :في رقبتي وهيكونوا احسن مننا مفيش اخ بيط"عن اخوه يا أيوب الا لو الشيطا"ن عمي عنيه و نساه انه من د"مه
أيوب دموعه نزلت وهو بيبص للكلبشات و البوليس بياخد نواره وايوب و يمشوا وسط صراخ شهد و دموعها وشوقيه حضناها
و ثبات حياء اللي استوعبت ان جلال خبي عليها ان امه السبب في مو"ت ابوها
حسيت بدوامه بتسحبها وقعت من طولها اغمى عليها
جلال جري عليها وشالها دخل اوضتها القديمه..... يتبع
 حياء من الصدمه حسيت بدوامه سوداء بتسحبها لعالم تاني بعيد انفصال عن الواقع وقعت اغمى عليها فقدت الوعي 
جلال بصلها بخوف راح ناحيتها شالها ودخل اوضتها القديمه في بيت شريف 
شهد عدلت لها المخده 
جلال :هاتي برفان او اي حاجه نفوقها بيها بسرعه يا شهد 
شهد :حاضر حاضر 
راحت اوضتها اخدت ازازه برفان و رجعت لجلال 
كان قاعد على السرير وهو ساند راسها على فخذه اخد الازاز من شهد و رش على ايديها منها و بقى يقربها من حياء
بدات تفوق و ملامحها اتشنجت وهي حاسه بصداع 
جلال بهدوء :حياء انتي كويسه؟اكلم الدكتوره؟ 
حياء :امك قت"لت ابويا دا مش حلم دا بجد 
امك كانت عارفه انه هيكتبلي فلوسه فقررت تقت"له و انا معه.... 
جلال بنظره غريبه و دقات قلبه بطيئه 
:انا.... انا اسف انا 
حياء بوجع و دموع:
انت ملكش ذنب محدش فينا احنا التلاته ليه ذنب..... انا اللي اسفه عارفه ان كلامي غبي بس 
بس هو بابا ذنبه ايه.... تصدق يا جلال انا بتمنى فعلا لو مجتش اسكندريه
يمكن بابا كان زمانه عايش وانت و امك واخوك بخير يمكن كانت حياتكم هتستمر عادي 
الشر مدخلش حياتكم الا لما انا ظهرت لدرجه اني خسرت ابويا
انا دلوقتي بس بتمنى لو امي فعلا كانت اجهضتني يمكن مكنش كل المشاكل دي هتحصل 
جلال حضنها بسرعه وخوف عليها من أفكارها و بيمسك ايد شهد بقوه وهو شايفها بتعيط
:ششش انتي بتقولي ايه اوعي تعترضي على أمر ربنا يا حياء اوعي....... 
دا قدرنا كلنا عارفين الرحله كانت طويله 
انا وانتي و شهد احنا التلاته خسرنا كتير 
خسرنا ابونا و دخلنا في معركه حرب بين الخير والشر رحله من رحلات العمر 
عارفه يا حياء كان يمكن لو انتي مش موجوده
يمكن سيف كان قدر يضحك على شهد 
يمكن انا فضلت زي ما انا عايش بس لشغلي وناسي حياتي 
يمكن أيوب فضل في طريقه و الشمال اللي بيعمله
يمكن نيران بنت أيوب تتربى في خوف ووجع البنت بتخاف و بتتوجع وهي سامعه خناقات أيوب والهام 
يمكن كانت هتبقى رحله اسوء بكتير 
دا قدر يا حياء مينفعش نقف ادامه دا نصيبنا احنا التلاته
يمكن كل واحد فينا دلوقتي جواه وجع كبير لكن من حكمه ربنا و رحمته علينا أن كل الوجع دا بيتلاش مع الوقت 
المهم دلوقتي اننا نكون سوا لو كل واحد فكر في نفسه يمكن نتوه في الحياه و نلقى نفسنا عرايس خشب الظروف هي اللي بتحركها 
خلونا ننسى اللي فات ونبدأ من اول وجديد انا هقوم ليهم محامي كويس وان شاء الله ياخدوا حكم مخفف و على الاقل يتعلموا من الرحله دي
عارف ان ممكن اكون غلطت في حق ابوكي يا حياء لما اعمل كدا لكن دي امي ودا اخويا مش هقدر اسيبهم
حياء بدموع وهي بتحضنه بقوه وبتشد شهد لحضنه 
:ملناش غيرك بعد ربنا يا جلال خليك فاكر ان ايا يكن اللي هتعمله احنا في ضهر و بنتحامي فيك 
جلال غمض عينيه بتعب وهو بيفكر هيعمل ايه لكن في عقبه واحده ادامه دلوقتي عشان يقفلوا صفحه الماضي بحلوه و مره
بعد نص ساعه الباب شهد كانت قايمه تفتح الباب لكن جلال مسك ايديها
:خليكي انتي انا هطلع
حياء كانت نامت عدلها المخده  غطها كويس و خرج يفتح الباب
جلال:اهلا يا كبير اتفضل.. ادخل يا جمال
زيدان البنهاوي:وحشتني ياعم جلال كان نفسي اقابلك من وقت ما جيت اسكندريه بس جمال بقى كل شويه يقولي بعد ما الخطه تنتهي
عامل ايه يا كبير؟ 
جلال بابتسامه :الحمد لله بخير.. انا اللي قلت لجمال انه مينفعش يحصل بينا تواصل والا أيوب كان ممكن يكتشف الحقيقه ويعرف انتا صحاب وساعتها كل اللي عملته يبقى مالوش لازمه...... المهم انت عامل ايه واخبار مطروح ايه؟ 
زيدان وهو بيقعد على الكنبه:
ياسيدي انا كويس و مطروح وأهل مطروح بخير و الحمد لله اللي خططناله تم و بكرا نروح الشهر العقاري عشان تاخد فلوسك يا عم لان اجازتي كدا خلصت ولازم اطلع على السويس 
جلال :ربنا يوفقك يا سيدي مش عارف اشكرك ازاي يا زيدان 
زيدان بجديه: مفيش بينا الكلام دا احنا اخوات اقولك من عشرتي لايوب اكتشفت ايه؟ 
جلال :ايه؟ 
زيدان:انه دايما حاسس انك احسن منه 
انه شايف ان الكل مديك اهتمام وهو لا 
أيوب حكالي ان اهل ابوه و بالتحديد عمته كانت دايما تضر"به وهو صغير و لما كان يشتكي لوالدتك بتكون مشغوله معاك لأنك كنت صغير أيوب اتزرع جواه احساس الضعف وانه منبوذ حتى امه مكنتش مهتمه بيه مكنش ليه ذنب ان طفولته كانت مؤلمه ولا انت كمان ليك ذنب أيوب كان دايما خايف كان عايز يكون الاقوى 
كان نفسه يبقى محبوب من اي حد 
لكن كبر وحش ان الكل نبذينه من حياتهم فقرر يعيش بدماغه و دماغه خدته لمكان غلط و مكنش في حد يوجهه للصح 
كان بيشوف حب واحترام الناس ليك فمان فاكر انه لما ياخد منك كل حاجه كدا هيكون احسن منك وساعتها يمكن بلقى الحب من الناس 
جلال بحزن وتنهيده مولمه
:انتم فاكرين ان الموضوع سهل عليا انا اكتر حد موجوع انا خسرت اخويا وامي
حاولت كتير أقرب من أيوب لكن في مره كنا سوا كنت لسه عندي ستاشر سنه كنت في بيت أهل ابوه حاولت اتكلم معه لكن يوميها ضر"بني على دماغي وقتها وقعت ادامه وكنت بنز"ف من دماغي أيوب كان واقف مصدوم ومرتبك انه عمل كدا لكن ماساعدنيش وقال انه مش معتبرني اخوه ولا يتمنى انه يكون ليه اخ زي 
وقتها مشيت و محكتش لاني انه اللي عمل كدا لكن من اليوم دا وانا محاولتش أقرب منه
يمكن دا ذنب هيفضل في رقبتي معتش عارف انا حاسس اني تايه" 
دفن وشه بين كفوف ايديه بوجع وحيره 
جمال وهو بيربت على كتفه يخفف عليه
" جلال دا مش ذنبك مفيش حد يقدر يغير اللي حصل و أيوب اختار طريقه بايده و هو دلوقتي بيدفع التمن المهم دلوقتي لازم تفوق لينا الشغل كله هيبقى عليك شغل الشادر والوكاله و اي حاجه تخص الحج شريف غير شغلك
وللأسف أيوب عك الدنيا غير انه كان بيمنع الفلوس و البضاعه بتاع الجمعيات الخيرية يعني الفتره الجايه هتكون صعبه "
شوقيه بمقاطعه:الشاي يا سي جلال
جلال شاور لها تحط الصنيه و تمشي
زيدان : انا لازم اقوم بقى ياله عايزين حاجه يا رجاله
جلال بسرعه:مش هتمشي قبل ما نتعشى سوا 
زيدان:معليش مش هينفع يا جلال الساعه دلوقتي تسعه يدوب اطلع على اي اوتيل انام لان هلكان وبكرا ننزل الشهر العقاري وارجع مطروح لان فرح وحشتني اوي ياجدعان 
و من ساعه ما مشيت وهي كل شويه تكلمني تقولي زعلانه منك تسيبني واحنا لسه عرسان جداد فربنا يستر لما ارجع حاسس انها هتخليني ابات على السلم 
جلال بجديه:حقك عليا عارف اني اخدتك من بيتك وانتم يدوب لسه متجوزين بجد مش عارف اقولك ايه بس برضو هتتعشي معايا... و بعدين أوتيل ايه لا طبعا الشقه فاضيه فوق هتبات هنا و الصبح نطلع سوا ومفيش نقاش
؛شوقيه:العشا جاهز اتفضلوا
جلال:ياله تعالوا
كلهم قاموا يتعشوا لكن جلال عقله واقف عند حاجه تانيه 
بعد ساعه
في بلكونه شقه شريف كان واقف جلال وهو ماسك كوبايه الشاي و واقف معه جمال بعد ما ودع زيدان 
جمال بجديه:في ايه بقى يا سيدي ادي زيدان مشي 
جلال بهدوء :زياد الرفاعي تسمع عنه؟
جمال بتفكير:لا مين دا.. تاجر قماش؟ 
جلال:لا دا رجل أعمال مصري كان عايش في فرنسا و جيه مصر من كم شهر 
جمال باستغراب وتساؤل :
"طب مش فاهم دا علاقته ايه بينا هو ضايقك في حاجه او في شغل بينا؟" 
جلال بغضب طفيف وغيره و بيفتكر كلام حياء عن محاولة زياد في الاعتد"اء عليها
:ابن ال.... حاول يقرب من حد يخصني و جاي مصر مخصوص عشان ياخدها مني 
حاول يقت"لني في الساحل و هدد حياء اتسبب في مشاكل كتير بينا و انا مبسبش تاري 
جمال بجديه:
هو الموضوع ايه بالظبط عشان اكون معاك على الخط
جلال بصله بنظره مخيفه و رجع بص للبحر 
"عايزك تعرف كل حاجه عنه و لو في شغل شمال بيعمله او اي حاجه توديه في داهيه وعايز حد بتاع كومبيوتر يكون شاطر تزرعه جوا شركته 
عايز اكون زي ضله 
في كل خطوه بيعملها اكون عارفها و اي مصيبه يكون عملها قبل كدا تكون عندي مفيش وقت يا جمال انت فاهمني
و عايز حاجة تانيه بس دي مش عايز مخلوق يعرف عنها حاجه 
جمال بجديه و صرامه تليق به
"اعتبر ان الحوار دا محصلش بس حاجه ايه؟" 
جلال:
"عايز اتنين يكونوا بيفهموا يرقبوا البيت.... 
جمال" نعم بيت مين؟ البيت دا.... طب ليه"
جلال
" لان مضمنش اللي اسمه زياد دا ممكن يعمل ايه 
عايز واحد يفضل مراقب شهد في خروجتها للكليه او لأي مكان المهم عايز حد يحميها 
حياء كدا كدا مش بتخرج الا لما بنكون سوا و لو خرجت من غيري عايز حد يفضل معها 
فهمني يا جمال..... 
جمال:فاهم وان شاء الله كله هيعدي دي سنه الحياه انا هنزل دلوقتي و كل اللي طلبته هيتنفذ
جلال :بكرا الصبح الساعه سته تكون في الوكاله بتاعتي و تفتحها عايز كل حاجه ترجع زي الاول وانا هطلع على الشارد 
بس مفيش تعاملات تتم مع أي حد من التجار بدون علمي 
جمال :اي السبب التجار بتوعنا معروفين 
جلال:بس بتوع مصلحتهم التجار دول لما روحت اطلب منهم شغل عملوا من بنها 
جمال:انا فاهمك بس كدا هنخسر كل التجار 
جلال بهدوء :هم محتاجينا بس مدام دا كله حصل يبقى لازم نفتح صفحه جديده مع الكل وبأسعار جديده وهم غصب عنهم هيوفقوا لان مفيش زي الخامه بتاعتنا انا عارف انا بقولك ايه ومن هنا و رايح مفيش أقساط ولا اكراميه لحد خلي كل واحد يعرف قيمته 
جمال بهدوء:اقولك الصراحه يا جلال 
جلال :قول 
جمال بنظرة استكشاف لملامح جلال :
"انت اتغيرت.... حاجه جواك اتغيرت من اول يوم قابلت المدام" 
جلال :ياترى للاوحش 
جمال:مش للاوحش افتكر اول يوم قابلتها مكنش دا جلال الشهاوي..... انت اتغيرت للطبيعي شيلت اي قناع كانت بتحطه ودا ودا في حد ذاته انجاز
الحب غيرك انا عارف ان ماليش علاقه اني اتدخل في علاقتك مع حياء بس انا بعتبر نفسي اخوك 
بس عندي سؤال و فعلا محيرني
جلال :سؤال ايه؟ 
جمال بتنهيده:حياء تستاهل كل اللي انت عملته 
انا مش شايف ان علاقتكم مفيهاش غير المشاكل 
يعني خناقتكم قبل الجواز.. مشاكلك مع والدك وانه اتسبب في خط"فها و مشاكل امك وشمس وايوب و دلوقتي زياد دا كمان 
يعني ممكن تندم في يوم على حبك ليها
انا شايف انك سامحت كتير في حاجات اي شخص مكانك كان ممكن يعمل مشاكل كتير بسبب تهورها
جلال بسخريه :اندم؟! 
حياء بالنسبه ليا مبقتش مجرد مراتي لا حياء بنتي شفت في عيونها نظرات طيبه وبراءه مشفتهاش في اي واحده
و عشانها مستعد افضل احارب العالم كله
لو هحارب كل دول من اول وجديد و لو فيها موتى مفيش اب بيتخلي عن بنته يمكن المشاكل منتهتش و يمكن يبقى في مشاكل في المستقبل 
لكن المشاكل دي قوت علاقتنا 
مع كل مشكله ثقتي وحبي ليها مقلش بالعكس كان بيزيد 
حياء هي عمري اللي فات واللي ضاع مني هعوضه معها 
جمال بابتسامه :عشان كدا بقولك اتغيرت بس للأفضل ربنا يوفقكم ويسعدكم انا لازم امشي سلام يا كبير
جلال :سلام 
جمال كان خارج من البلكونه شاف حياء واقفه برا ومبتسمه وهي سامعه كلامه عنها 
جمال:مساء الخير 
حياء بابتسامة:مساء النور 
خرج جمال و حياء دخلت البلكونه شابكت صوابعها في صوابع ايديه وبصت للبحر
:مش لازم تقولها لان بحسها وانت معايا انا كمان بحبك انت عوضي عن أي حاجه وحشه بحبك لآخر لحظه في عمري هفضل احبك وهتفضل كل علتي يا جلال هتفضل حب عمري 
عايزه اقولك ان المركب خالص راجعه المينا و كل المشاكل بتنتهي و اختباراتنا عدينا منها واحنا سوا وقريب هترسا علي المينا و كلنا نرتاح
جلال بابتسامه وهو بيحضنها:
بقيتي بتتكلمي بطريقتي 
حياء وهي بتبطبع بوسه على خده
"سنه كفايه اني اتعلم طريقتك انا مش اي حد 
زي ما قدرت اسرق قلبك في وقت قصير جدا قدرت انت كمان تخطفني من نفسي و تعلمني الحياه كأني طفله صغيره بتتعلم ازاي تعيش 
لسه فاكره زمان اول ما جيت هنا اول مره احس بمشاعر ناحيتك كنت واقفه في البلكونه هنا وانت واقف تحت مع الناس بتعملوا مائدة الرحمن وقتها انت ابتسمت ليا كنا في رمضان ياااه يا جلال لو تعرف ابتسامتك دي عملت ايه خليتني كل دقيقه اضحك بدون سبب و خلتني اعيط برضو لان مكنش في اي حاجه بينا كنت خايفه اتعلق بيك كنت خايفه احبك "
جلال :طب و دلوقتي 
حياء:خايفه ابعد عن حضنك و ارجع لوحدي انت موئنسي في الحياه 
جلال ابتسم و بأس راسها وهو مغمض عينيه سند راسه على جبينها وبتنهيده عاشقه 
" أحبك و أرفض من نار حبكِ ان استقيل 
وهل يستطيع المتيم بالعشق ان يستقيل 
وما همني ان خرجت من الحب حيا
وما همني ان خرجت قت"يل) 
===========================
        تاني يوم 
حياء صحيت بنشاط لكن حست بأنها مقيدة ظهرت ابتسامتها و هي بتبص لجلال وهو نايم و حضنها بقوه رفعت ايديها تلمس دقنه بخفه وسعاده
وبهمس:جلال... جلال حبيبي
جلال بابتسامه وبيفتح عنيه
:صباح الخير
حياء :صباح النور ياله قوم كفايه نوم
جلال بغمزه:بس انا مرتاح كدا
حياء بابتسامه:وانا كمان بس لازم تقوم عشان تروح شغلك
جلال :ماشي يا ستي ممكن بقى تجهزي الحمام وتخلي شوقيه تجهز الفطار لان هنطلع على الشهر العقاري انا و زيدان وبعدين هوصله المحطه 
حياء بغمزه:من عنيا الاتنين
جلال بضحك:بنت أين الحياء؟ 
حياء ابتسمت وقامت جهزت الفطار وهو فطر و راح الشادر 
كل الصيادين كانوا بيبصوله بسعاده انه رجع من تاني لشغله
:حمد الله على السلامة يا سي جلال
جلال:الله يسلمك 
ياله يا ابني استعنا على الشقاء بالله 
بدوا يشتغلوا كلهم 
جلال ومعه جمال و الكل 
كان اتعلم من الرحله دي ان وقت الضيق مش هيقف معاك غير اللي بيحبوك بجد مش زي التجار اللي تجاهلوه عشان ميزعلوش أيوب و بالتالي ميقدرش ياخدوا بضاعتهم 
جمال ببنفذ اللي اطلب منه و بيحاول يعرف كل المعلومات عن زياد 
=================
عدي اسبوع بينهم
جلال رجع شغله احسن من الاول وقرر يروح مع حياء عند دكتور متخصص و يبدوا في العلاج
حياء دايما واقفه معه مبقاش في بينهم أسرار و علاقتهم دايما بتطور للأحسن كأنها اطمنت هي كانت محتاجه سند وضهر متخافش وهي معه وهو كان راجل معها بجد
شهد قررت تعتزل العالم مشكله والدتها سايب جواها جرح ووجع لكن جلال و حياء مش بيسبوها خايفين تدخل في حاله اكتئاب
أيوب و نواره ورقهم اتحول للمحكمه جلال قوم ليهم محامي كويس لكن للأسف دي قضيه ثابته عليهم هو بس عايز يخفف العقوبه من عليهم
الهام راحت بيت الهلالي وهي معها يوسف ونيران طبعا بعد اصرار جلال عشان ولاد اخوه من حقهم يعيشوا احسن هو وعد أيوب انه هيحمي ولاده
مع اشراقه شمس يوم جديد مختلف بكل تفاصيله
فتح عيونه مفتقد دف جسدها بجواره قام باستغراب لكنه سمع صوتها برا وهي بتضحك مع نيران ابتسم و دخل ياخد دش
حياء كانت قاعده في الصاله على الأرض شايله يوسف علي رجليها ونيران بتلعب بالمكعبات جانبها
نيران بسعاده طفوليه:حلو البيت دا يا حياء
حياء بابتسامه :حلو اوي يا قلب حياء ياله بقى عشان تفطري عشان تروحي الحضانه
نيران بضيق:بس انا مش عايزه اروح...
ثم تابعت بحماس
هو ممكن أفضل معاكي النهارده و النبي..
جلال من وراهم:لا يا نيران لازم تروحي الحضانه وبعد كدا ابقى تعالى اقعدي معها
نيران بصتله بحزن وهي بتوطي راسها تلعب بالمكعبات
حياء بابتسامه:معليش يا جلال خليها معايا انت متعرفش دول ملين عليا البيت ازاي وبعدين احنا بقينا صحاب خالص
نيران بحماس وسعاده:اه يا عمو بقينا صحاب وبعدين هي الوحيده اللي بتلعب معايا ماما مش بترضي
حياء برجاء وتوسل:عشان خاطري بقى ممكن
جلال بابتسامه:أمري لله ماشي ياستي بس النهارده بس
نيران وهي بتمسكه من رجليه :انت احسن عمو في الدنيا عارف انا نفسي في ايه
جلال وهو بيشيلها بسعاده:ايه يا لمضه
نيران بابتسامه:نونو صغير العب معه متخافش يا عمو انا ويوسف هنخاف عليه و مش هنخلي العيال في الحضانه يضر"بوه
ها بقى هتجبلي نونو العب معه
جلال بصلها بهدوء  باس راسها و نزلها
:جهزي الفطار يا حياء ولا اقولك مالوش لازمه خليكي انا هدخل اعمل فنجان قهوه وانزل
قالها و دخل المطبخ حياء بصتله بخوف
:نيران خالي بالك من اخوكي انا جايه تاني
قامت و راحت المطبخ كان واقف أدام البوتجاز بيعمل قهوه لكن بدون ما يركز القهوه فارت من الغليان
بسرعه طفي النار واتنهد
جلال:لا اله الا الله أن لله وان
اليه راجعون
حس بأيدي بتتلف حوليه وهي بتسند راسها على ضهره وهب مغمضه عنيها
:على فكره القهوه على الصبح بدون ما تفطر غلط عليك الفطار جاهز ممكن انا اعملك قهوه بس افطر الأول عشان خاطري
جلال بيمسك ايديها و بيلفها ليه بحيث تبقى مقابله ليه
"انا....."
حياء بسرعه:انت اجدعها شاب في اسكندريه ياريت الكل ببقى زيك على فكره انا واثقه في ربنا وعارفه انت بتفكر في ايه بس احنا مؤمنين يا جلال و عارفين ان دي حاجه هتحصل لما ربنا يأذن انا واثقه انك هتكون احسن اب في العالم عارف ليه
جلال بابتسامه:ليه؟
حياء :عشان  حنين معايا عارف انا بعتبر نفسي بنتك وانت ابويا مش بس جوزي ياريت كل الشباب زيك يتقوا ربنا في نصهم التاني
فاكره لما هربت و انت قدرت تلحقني وقتها جدر الدره غرز في رجلي انت معقبتنيش على هروبي فضلت جانبي تعملي كمادات
فاكره لما قلتلك اني مبعرفش اطبخ و انت اصريت اني ادخل المطبخ وعملت اكله فرنسيه بس مش حلوه خالص وقتها كنت خايفه تتخانق او تضر"بني لكن انت مسكت ايدي و دخلنا المطبخ وبدأت تعلمني
فاكره لما انت كنت في الوكاله وسط الرجاله و انا قلتلك انا عملت الملوخيه من غير ما اشهق و الكل سمعني و الهيبه بقيت في ذمه الله
فاكره كل دقيقه وكل لحظه و كل ابتسامه و كل الدموع اللي بكينها سوا
و لو انعاد بيا الزمن و خيروني هقولهم عايزه اكون معاك مهما حصل لأنك باختصار كل عمري
سند راسه على جبينها وهو محاوط خصرها :
مش خايفه انه ميحصلش حمل وتعيشي على أمل كداب
حياء:بعد كل دا بتسأل اوعي يا جلال في يوم تفتكر ان فكره الحمل اهم من وجودك معايا كان ممكن اتجوز اي حد و اخلف بس افرض كان اناني و بيجي عليا يا فرحتي بالعيل اللي ممكن اخلفه في عيله مش مستقره بصي ليوسف ونيران الاتنين دول ذنبهم ايه يكبروا ويعرفوا اللي ابوهم عمله انا مش عايزه حاجه من الدنيا غيرك مهما حصل هتفضل حبيبي و جوزي وابويا وابني واخويا وصاحبي هتفضل كل عالمي
وياله كفايه رغي و اطلع اقعد معهم على ما حط الاكل على السفره و مفيش قهوه و لا سجاير انا بقولك اخوه هعملك عصير فرش
جلال بابتسامه:ماشي يا ملكه قلبي
خرج من المطبخ وحياء فضلت تبص لطيفه و بهمس و رجاء
:يارب انا معه لآخر العمر وعارفه ان دا اختبار يارب احنا بس عايزين طفل صغير نكون ليه وطن و يكون لينا عيله
ابتسمت واخدت الفطار وطلعت
بعد مده نزلوا كلهم عند شهد والهام
جلال ودعهم وخرج راح شادر السمك
شهد :انا نازله يا حياء عندي سكشن النهارده مهم و احتمال اتأخر شويه
حياء بخوف:موبيلك معاكي فيه رصيد.. البطاريه مشحونه
شهد بضحك:متخافيش اوي كدا فيه كل حاجه بتفكرني ب بابا و جلال في خوفهم عليا
حياء بابتسامه:طبعا لازم نخاف عليكي المهم لو حصل اي حاجه تكلميني فورا
شهد :اوكي بقولك اعمليلنا سمك على الغداء بحبه من ايدك
حياء:ماشي
شهد خرجت و راحت كليه التمريض
بعد مده كانت واقفه مع واحده صاحبتها وهي بتحاول تهدي صاحبتها
شهد:طب اهدي يا هديه هي والدتك تعبانه اوي كدا
هديه بمكر:اوي اوي يا شهد مش عارفه اعمل ايه انا خايفه يجرالها حاجه ومش معايا فلوس اجيبلها دكتور لحد البيت اعمل ايه دلوقتي
في الوقت دا رن موبيل هديه وهي ردت بسرعه
هديه برعب وشهقه :انت بتقول ايه اكيد ماما كويسه لا لا هي كويسه
قالتها وهي بتجري برا الكليه شهد طلعت وراها بسرعه
شهد:حصل ايه؟
هديه بدموع ؛ ماما... ماما يا شهد ماما ماتت
شهد طلعت معها و ركبوا تاكسي سوا وطلعوا على شقه في حي الانفوشي بس بعيده
شهد بخوف :هو دا البيت
هديه بمكر وانهيار مزيف:ايوه هو
طلعت معها وهي مسندها لحد ما وصلوا الشقه هديه خبطت على الباب
شهد باستغراب:انتي بتخبطي ليه مش معاكي مف
لكن وقفت مصدومه وهي شايفه وش عمرها ما هتنساه كأنه الماضي راجع عشان يعلمها الدرس من اول وجديد
بتصر"خ وهي بتنزل لكن بيكتفها وبفحيح
:نورتي يا شهد هانم بقى انا بسببك دخلت السجن سنه بسبب اخوكي مع انك جيتي معايا الكباريه بمزاجك وزي ما انا دفعت التمن انتي كمان لازم تدفعي التمن اصل الصراحه عجبتني اوي لما طلعت وشفتك و المره دي هنشوف اخوكي هيعمل ايه
شهد بدموع و رعب :س سيف انا.... انا ماليش ذنب سيبني امشي انا خالص مبقتش البنت المتهوره بتاع زمان
سيف بغضب وهو بيطلع و بيشدها وراه بغضب
:واخوكي يرميني في السجن ليه عارفه بسببه انا عشت ايه في السنه دي لا المره دي هحسره عليكي بس مش انا لوحدي انا والشباب
شهد دخلت وراه غصب عنها لكن صدمتها كان ان في شابين موجودين
هديه:امشي انا بقى ياله سلام ولا كأني اعرف عنها حاجه
شهد بصراخ وهي بتحاول تفلت منه:هديه متسبنيش ارجوكي
هديه بخبث:سلام يا بنت الهلالي
قالتها وهي بتخرج وبتقفل الباب وراها
عند جلال
كان بيشتغل مع جمال و بيتكلموا لحد ما موبايله رن
جابر :......
 جلال كان بيشتغل هو وجمال لحد ما موبايله رن نفخ بضيق لانه مشغول جدا لكنه رد
جابر:جلال باشا حصل حاجه لازم أبلغ حضرتك بيها
جلال :في ايه يا جابر شهد كويسه؟
جابر:مش عارف من شويه ركبت تاكسي هي وواحده صاحبتها و خرجوا من الكليه طلعوا على شقه في منطقه متطرفه في الانفوشي
لكن التاكسي اختفى و مقدرتش اعرف راحو فين و بعد دقايق البت صاحبتها خرجت من المنطقه و انسه شهد لا
جلال بسرعه :يعني ايه مخرجتش تقلب الدنيا وتعرف لي مكانها انت فاهم وانا دقايق واكون عندك
جمال :في ايه؟
جلال بحده:في حاجه غلط بتحصل
انا همشي خليك انت هنا و تابع الشغل
جمال :طب اجي معاك
جلال وهو بيخرج:لا اسمع اللي بقولك عليه
خرج و ركب عربيته في طريقه للانفوشي كان بيرن على شهد لكن محدش بيرد
عند شهد
شهد بدموع وصراخ :انا اسفه والله العظيم بس انا ماليش ذنب في انك اتسجنت ارجوك سيبني امشي يا سيف
سيف بخبث:لا تمشي ايه هو بعد دا كله تمشي كدا عادي دا لسه اليوم في أوله انتي خايفه ليه دا سيف بتاع زمان نسيتي ولا ايه
شهد وهي بتجري على الباب تحاول تفتحه
:اللحقوني
لكن بسرعه بيكتم نفسها وبيشدها لجوا وهي بتضر"به و بتحاول تفلت منه
سيف بفحيح
:ششش مفيش خروج انتي النهارده لينا
عزيز بخبث وهو بيبص لشهد باستحقار
(عزيز صديق سيف من السجن)
:ايه يا اختي هتعملي علينا شر"يفه لا بقولك ايه دا هو حكلنا عن كل حاجه حصلت بينكم قبل ما يتحبس و بعدين لو بنت ناس بجد كنتي هتسمحي له انه يبو"سك تحت السلم يا ز"باله
شهد بصراخ من وسط دموعها وقهر:
محصلش انت كداب يا سيف حياء كان عندها حق واحده ز"باله وحق"ير كنت بتستغلني وانا زي الغبيه صدقتك منك لله
فهمي بضيق :لا ما احنا مش هنقضيها رغي بقولكم ايه انا الأول
سيف بخبث وشهو"انيه:
لا دا تار قديم وانا حالف اندمها اقسم بالله يا شهد لاخليكي تكر"هي جس"مك من اللي هيحصلك
شهد كانت بتعيط بانيها و مش عارفه تفلت منه كلام حياء بيرن في ودانها
" اللي بيحبك بجد هيكون شاريكي هيجيلك لحد بيت اهلك و هو في باله انه جاي لملكه مش جاريه"
عرفت ان حياء لما ضربتها بالقلم عملت كدا عشان مصلحتها وخوفها عليها و دلوقتي مفيش حل ادامها للأسف حياتها هتنتهي باسوء وابشع طريقه ممكن كانت تتخيلها
هي اتعلمت من اللي حصل و اتغيرت بس كل حاجه فجأه بقيت ضدها
سيف بيجر"ها وهو ماسكها من شعرها لاوضه النوم وهي بتصرخ و بتجري لبرا لكن هو بيكون سبقها وقفل الباب 
شهد بقيت تبعد و هو بيقرب وانهيار ووجع
:سيف و ربنا ماكنت اعرف انك انحبست والله العظيم ما ليا ذنب ابوس ايدك ارحمني بلاش تنهي حياتي بالشكل دا انا كنت طايشه وصغيره وكنت معجبه بيك وانت استغليت كل دا و استغليت مشاعر المراهقه دي و كنت بتفكر فيا عكس ما انا فكرت انا كنت بفكر في الجواز انا عارفه اني غلطت بس والله اتغيرت سيبني امشي وانا اوعدك هخلي جلال يفتحلك الورشه بتاعتك من تاني بس ابوس ايديك بلاش اللي في دماغك دا انا عايزه اعيش ولو قربتلي اقسم بالله لاتحكم عليا بالموت انا مش هقدر اعيش بالعا"ر دا ارجوك
سيف بخبث:والله يا شوشو كان نفسي اسيبك تمشي بس الاتنين اللي برا دول على تكه لو عليهم يدخلوا دلوقتي
عارفه انا هقولك الحقيقه انا عمري ما حبيتك وكنت فعلا بستغلك و يوم الكباريه كنت ناوي اعت"دي عليكي وبعدها هيافر اصلا كنت بعت الورشه اصلا بس نعمل ايه بقى
اختك المزه دي جيت ولحقتك و هي اللي شالت الليله
مش انتي برضة قلت انها هي اللي راحت الكباريه وهي اللي اخدت بدالك العل"قه
لو انتي ملاك اوي كدا ملحقتش اختك ليه وهي واقعه ادامك سايحه في د"مها بعد العل"قه اللي ابوكي إدهالها
اوعي تفتكري انك هتكوني شر"يفه حتى لو مفرطيش في نفسك الشرف مش بس للجسم لا الشرف بيكون للعقل و القلب وانتي زيك زي
عشان كدا انا جيبتك هنا النهارده
قالها وهو بيقف ادامها و بيمسك ايديها بيحاول يقيدها لكن شهد بسرعه ضربته برجليها في بطنه و قبل ما تفكر مسكت الفازه ضر"بته على دماغه
سيف وقع على الأرض وهو بينز"ف
شهد بسرعه حطت ايديها على بوقه تكتم صوته قبل ما يسمعوه الاتنين اللي برا
مسحت دموعها برعب وهي شايفه فاقد الوعي على الارض
طلعت موبايلها من جيب البنطلون وهي بتقف وراء الباب بتتاكد ان الباب مقفول
كانت بترن على حياء وهي خايفه وبتعيط
عند حياء
شوقيه بضحك:والله يا ست حياء انتي د"مك خفيف
حياء :وانا عمري ما تخيلت اننا نتكلم اصلا كنت بحسك شبه نواره
شوقيه بابتسامه:اكل العيش يا بنتي بس عارفه انا اول مره ادوق سمك طعمه حلو كدا لا بجد سي جلال محظوظ بيكي نفسك حلو في الاكل
حياء بضحك:كنتي تعالي شوفي اول جوازنا
في الوقت دا سمعت رنه موبايلها طلعت من المطبخ لقيت نيران بتلعب و يوسف نايم
اخدت الموبيل و بترد
حياء:هتيجي امتى يا شهد الغد
شهد بسرعه وصوت متقطع شهقات قويه
:اللحقيني..... يا حياء انا في مصيبه جلال... كلمي.. جلال.. عايزين يغتص"بوني اللحقيني
حياء بشهقه و صدمه و خوف
:شهد بتقولي ايه انتي فين؟ قوليلي هما مين وانتي
شهد بسرعه:في شقه في الانفوشي في..... سيف انا ضر"بته... انا خايفه.. يكون... ما ت... في.. اتنين برا 
صر"خت و الباب بيتفتح الموبيل وقع من ايديها
فهمي دخل بص لسيف اللي سايح في د"مه و رجع بص لشهد المتكومه في ركن في الاوضه
فهمي بغضب وهو بيشدها من شعرها 
:عملتي ايه يا بنت الك"لب.... عزيز انت يا زفت
عزيز من برا :في ايه؟ البت جرالها حاجه
فهمي:تعالي شوف المصيبه دي إنما انتي بقى مش هتخرجي من البيت دا على رجليكي
قالها وهو بير"ميها على السرير و بين"قض عليها يحاول تقب"يلها شهد كانت بتصر"خ وبتضر"به وهي بتعيط
عند حياء
خرجت من البيت بدون ما تفكر وهي بتجري و بترن على جلال لكنه مش بيرد
ركبت تاكسي وفي طريقها للعنوان اللي شهد قالتلها عليه
كانت بترن على جلال لحد ما رد عليها
جلال بحده:مش وقت
حياء بدموع:اللحق شهد يا جلال
جلال بخوف حقيقي:انا في الانفوشي بس مش عارف الشقه ولا المكان
حياء برعب :في.....
جلال كان قريب من العنوان جدا زود السرعه بطريقه جنونيه لحد ما وصل للمكان طلع الشقه
بدون ما يفكر كسر الباب و دخل كانت شقه صغيره في ازايز كحو"ل فاضيه و سجاير مخد"رات
سمع صوت من الاوضه جري عليها لكن وقف مصدوم وهو شايف شخص بيحاول يعت"دي على أخته وهي بتضر"به و بتصر"خ اول ما شافت جلال استسلمت و فقدت الوعي لان طاقتها بقيت زيرو
عيونه اشتعلت بنيران غضب مخيفه في لحظه انقض عليه و بقى يضر"به بكل قوته
عزيز بص لجلال بخوف و كان بيحاول يخرج من الاوضه لكن قبل ما يخرج جلال قام و مسكه
:رايح فين يا ابن الكلب
مسكه وبقي يضر"به بغل وهو مش شايف
في الوقت دا جابر طلع الشقه و بقى يبعد جلال عنه
جابر:جلال اختك اهم قوم
جلال بعد عنه و بصق عليه و بفحيح وغضب
:ولاد الكلب دول عايزهم تاخدهم للمخرن و قسما بالله لاعلمكم الادب والزباله دا تجيبله دكتور عايزه حي
قال كلامه وهو بيبص لشهد راح ليها قلع جاكيت بدلته حطه عليها وشالها وخرج من المكان
حياء كانت طالعه وهي بتجري لكن وقفت مصدومه وهي بتبص لجلال اللي نازل وهو شايلها شكلها مبهدل جدا
جلال بصلها وهو نازل بسرعه فتحتله باب العربيه و هو حط شهد في الكرسي اللي وراء و حياء ركبت جانبه وهي ساكته لان مفيش كلام يتقال
بعد مده
كانوا واقفين أدام اوضه الكشف و الدكتوره مع شهد
بعد دقايق الدكتوره خرجت و بصت لجلال
:الحمد لله البنت كويسه محصلش حاجه بس للاسف انهيار عصبي و صدمه من اللي حصل بس ان شاء الله هتكون كويسه هي نايمه دلوقتي لأنها واخده حقنه مهدا
جلال اتنهد وهو بيقعد على الكرسي وبيحمد ربنا انهم وصلوا في الوقت المناسب 
حياء بصت لجلال بهدوء لكن مشيت بعيد عن وهي بتحاول تمنع دموعها انها تنزل
جلال رفع عينيه و بصلها استغرب لانه كان متوقع انها تدخل لشهد
قام وراها وهو مش عارف هي بتفكر في ايه لقاها دخلت اوضه وقفت الباب وراها فضل مستني دقايق برا لكنه حس بالقلق
فتح الباب كانت حياء قاعده في زوايه في الاوضه وبتعيط بهستريه وهي ضامه نفسها
راح ناحيتها وقعد جانبها على الأرض بيشدها لحضنه وهو بيلمس شعرها بحنان وبهمس
:شهد هتكون كويسه انا متاكد
حياء كانت بتحاول تبعد عنه وهي خايفه ودا خله يستغرب لان دي اول مره تنفر منه بالطريقه دي
حياء بهستريه ودموع:
هم ليه مبيرحموش ليه كلهم حيو"انات كدا ليه لما يحسوا اننا ملناش ضهر بيجيوا علينا 
زياد حاول يعمل نفس الشي معايا كنت لوحدي وخايفه مكنش عندي سند ولا ضهر 
عارف انا مكنتش عايزه ابويا بس عشان ابقى زي الباقين لا انا كنت عايزاه عشان انام وانا مش خايفه كنت عايزه سند كنت عايزه حد اتحمي فيه 
كنت لوحدي يوميها و لو ان وقتها ضر"بته وهددته اني همو"ت نفسي كان ممكن يكمل اللي بدا يوميها كسرني يا جلال زرع جوايا خوف من الناس كنت بحاول اداريه دايما 
لكن النهارده حسيت نفسي لسه في نفس الوقت حسين ان في دودو بيمشي على جسمي بينهش فيا احساس بيوجع اوي ااه 
جلال بسرعه شدها لحضنه مره تانيه بقوه وهو بيدفن وشها في صدره وهي بتعيط بهستريه 
:انا خايفه يا جلال خايفه اوي... اوعي تسيبنا 
جلال :عمري ما اسيبكم مهما حصل انتم عرضي و عمري ما اسمح احد انه ياذيكم 
بس عايزه اقولك ان مش كل الناس ز"باله في تفكيرهم كدا في ناس زي ابوكي الله يرحمه و ناس زي وزي جمال في دايما موزنه بين الخير والشر
و الحياه دروس بنتعلم منها و ربك اراد انه يعلمها الدرس بس المره دي كان لازم تتعلمه بقسوه عشان تفهم لما تكبر وتبقى ام متنكش زي امي الام الحقيقه بتعلم بناتها الصح من الغلط بتفضل تربيهم صح وبتكون وراهم في كل خطوه و دا درس اتعلمته دلوقتي لازم ننسى اوجاع الماضي كل الدروس اتعلمنها كلنا و دلوقتي احنا سوا وهي كويسه لازم نكون جانبها 
دي حكمه ربنا.... خالص يا حياء الماضي مش هيتعبنا تاني زياد خالص فاضل تكه وياخد جزاءه وسيف واللي معه دول حسابهم تقيل اوي والمره دي هندمه مش سنه سجن لا دول هيعيشوا حياتهم كلهم يتمنوا المو"ت من اللي ناوي عليه
مفيش حاجه تانيه انسى يا حياء عشان خاطري انسى زياد واللي عمله و اوعدك مفيش حد هيحاول يلمس شعره منك طول ما انا عايش والحمد لله اني كنت براقب شهد و الا مكنتش هقدر اوصلها ربك بيسبب الأسباب الحمد لله الحمد لله.....
حياء بدموع:انا كنت خايفه يحصلها كدا من اول ما شفت سيف اول لما شفته كنت متأكده انه جاي بالشر مفيش واحد بيحب واحده يستغلها بالحقا"ره دي منه لله ربنا ياخده
جلال :متخافيش قبل ما ربنا ياخده هياخد جزاءه وانا معاكم و هفضل طول عمري في ضهركم متخافيش والبت صاحبتها دي اقسم بالله لعلمها ان الله حق 
حياء  بتبصله بهدوء بتحاول تقوم جلال قام ومسك ايديها اخدها و راحوا لشهد
كانت نايمه لحد وقت متأخر بدأت تفوق كانت حياء قاعده جانبها وماسكه ايديها
شهد فتحت عينيها ببط و هي حاسه بصداع ووجع  بصت لحياء بقيت تعيط وهي بتفكر في اللي حصل
حياء بسرعه:ششش اهدي محصلش حاجه اهدي
شهد بهستريه :انا اسفه انا اسفه هو كان عنده حق انا زي زيه انا شفتك وانتي غر"قانه في د"مك وسيبت بابا يضر"بك بس انا كنت خايفه
حياء وهي بتحضنها:
شهد اسمعيني اسمعيني انا وانت وكويسين دلوقتي و هو هياخد جزاءه متخافيش اوعي تخافي اهدي ابوس ايديك
شهد باشمئزاز:حاول ااه آآآآه
حياء عيطت وهي بتحضنها وبتربت على ضهرها بحنان و بتحمد ربنا ان جلال وصل في الوقت المناسب
عند جلال
وصل المخزن دخل لقى جمال وجابر واقفين
جلال بحده:نفذه اللي قلتلك عليه
جمال:الدكتور جوا بس يا جلال دا..
جلال بغضب :تقبل جد يقرب من اختك كدا اوعي تدافع عنهم دول يستحقوا الش"نق اوعي يا جمال
جمال بهدوء:لا طبعا مبدفعش عنهم واللي طلبته بيتنفذ
الدكتور خرج في الوقت دا
جلال:عملت ايه.
الدكتور :التلاته خالصنين دلوقتي لاينفعوا لا رجاله ولا حريم
جلال:تمام امشي
جابر خرج مع الدكتور و بعد شويه
خرج الحراس وسيف قاعد على كرسي بعجل و كمان عزيز وفهمي
جلال :اهلا....
فهمي بتعب:انت... انت عملت ايه
جلال بسخريه:ولا حاجه عمليه بسيطه كدا دلوقتي بقي مستعدين عشان ترجعوا السجن بس المره دي مؤبد لولا اني عندي اهلي وعايزين ارجعهم سليم كنت قت"لتكم بأيديه يا ولاد ال...
==========================
في صباح يوم جديد
صحيت شهد بتعب لكن اتخضت لان جلال كان قاعد على الكرسي جانبها وهو ماسك كف ايديها و بيبكي
شهد بذهول:
ابيه انتي بتبكي دي اول مره اشوفك بتبكي فيها
جلال وهو بيمسح دموعه و بيبصلها بابتسامه هاديه و بصوت هادر:
شهد انتي عارفه انتي بالنسبه ليا ايه؟
شهد باستغراب:
ايه؟
جلال بابتسامه :
اختي الصغيره و بنتي
عارفه كان عندي احداشر سنه لما انتي جيتي للدنيا اول ما شفتك قلت دي شهد انا اللي اختارتك اسمك كبرتي و بقى عندك خمس سنين كنت بشيلك على كتفي واخدك نشتري البسكوت بالعجوه اللي انتي بتحبيه وأفضل العب معاكي 
كنت اخدك للبحر منطقه الصيادين و انتي تفضلي تجري وتستخبي بين المراكب و في يوم دخلتي مركب مش تابعنا و انا فضلت ادور عليكي وانا قلبي مقبوض كان روحي انسحبت خرجتي من المركب لقيتني بعيط جريتي عليا انا كنت لسه صغير قعدتي على رجلي و مسحتي دموعي و بوستي راسي و قعدنا نلعب باقي اليوم 
فاكر اول مرتب اخدته من الحج شريف وانا عندي سبعتاشر سنه وقتها روحت اشتريتلك العروسه اللي كنتي عايزاها و جبتلك لعب كتير و امك اول ما عرفت اني ضيعت اول مرتب فضلت تقولي انت هتفلح انت... 
لكن فرحتك ب العاب كانت مفرحاني 
كبرتي وبقيتي انسه زي القمر و خلتيني اغير عليكي من اي حد يبصلك 
يبقى من حقي لما تغلطي اعقبك و لما تتعقبي تسكتي لأنك عارفه ومتاكده انك غلطانه
شهد بدموع:انا مكنتش اعرف ان دا سيف والله العظيم انا كنت رايحه مع واحده خبيثه منها لله
جلال بحده:وانا مش بتكلم على دا انا بتكلم على حصل من سنه وقتها كل العتاب والضر"ب حياء هي اللي اخدته و حتى محدش طيب بخاطرها واول ما جيتي ليها و اترميتي في حضنها سامحتك لأنها اختك 
اللي حصل امبارح يعلمك ان أخطاء الماضي ايا يكن هنتحاسب عليها و غلطك في الماضي كان انك نسيتي ان ليكي اخ و اب و روحتي سلمتي قلبك لواحد زي دا عارفه لو جيتي حكيتي ليا كان ممكن اسامحك واقول اهي عيله و انصحك لكن انتي رميتي كرامتنا في الأرض و دوستي عليها و بسبب دا وصلنا لهنا النهارده 
انا مش جاي أعتاب او ألوم انا جاي النهارده انصحك لانك بنتي و حبيبتي عايزك تفكري فيها وتشوفي الحكمه من اللي حصل ربنا ادالك فرصه عشان تراجعي نفسك وتتعلم ان الحب كلمه أعظم بكتير من أفكارنا
 الحب يعني الكرامه والكبرياء
مفيش حد بيحبك هيرخصك واللي عايزك هيجيلك لحد باب بيتك عايزك تعرفي ان في يوم من الايام انتي هتكوني ام و هتكوني مسئوله عن أطفال لازم تعرفي ازاي تربيهم
فهماني يا شهد؟ 
شهد بدموع :فاهمك فاهمك يا ابيه وبحبك بحبك اوي انت أعظم اخ في الدنيا 
جلال قام حضنها وهو بيربت على كتفها بحنان:مش عايز اللي حصل يأثر عليكي وخليكي فاكره دايما اني موجود و محدش هيخاف عليكي ادي
حياء بابتسامه وهي داخله الاوضه:
مسا مسا من ورايا ماشي ام نشوف اخرتها معاك يا سي جلال شكلي اتركنت على الرف
شهد بابتسامه :احنا نقدر برضه دا انتي الخير والبركه 
جلال بغمزه شقاوه:يسهلوا يا معلم
حياء:قر عليا بقى 
جلال :انا اقدر برضه
حياء:انا زهقت من المستشفى يا جماعه تقيله على قلبي عايزين نمشي من هنا انا جبتلك هدوم اهيه يا شهد تدخلي تاخدي دش عشان نفور من المستشفى دي و انت يا جلال باشا تعزمنا على الفطار و الغدا برا 
جلال بحماس :انا موافق جدا 
حياء:خالص يبقى ياله بينا يا شهد هساعدك
جلال خرج و هم الاتنين ضحكوا 
بعد شويه 
حياء بتمسك الجرايد و بتفتح صفحه الاخبار لكن بتقف مستغربه 
وهي شايفه خبر عمرها ما توقعته
(القبض على رجل الأعمال زياد الرفاعي بتهمه تهريب الآثار حيث وجد في منزله آثار مصريه كان ينوي تهريبها الي الخارج"
حياء بصدمه:اثار
جلال من وراها:و مخد"رات بس اكيد مكتبوهاش عندك
حياء بصدمه:جلال؟ انت ليك علاقه بدا؟ عرفت ازاي؟ 
جلال اتنهد و هو بيقرب منها وبيحضنها 
"مش قلتلك تكه وموضوع يخلص خالص يا حياء الكابوس انزاح" 
حياء دموعها نزلت وهي بتحضنه بقوه :
انا بحبك بحبك اكتر من اي حد انت انت اجمل هديه القدر هداني بيها
جلال بابتسامه:بحبك اوي على فكره 
لو كنتي قولتيلي الحقيقه من البدايه كنتي وفرتي علينا وجع القلب دا اللي اسمه زياد دا طلع عليه بلاوي كتير انا بس زرعت حد عنه و رقبت مكالمته لحد ما وصلتني مكالمه غريبه عن تهريب بلغت البوليس وقتها و حكيت ليهم كل حاجه و هما كملوا الباقي و اصلا كانوا شاكين فيه خالص يا حياء الكابوس انتهي
حياء بصتله و ابتسمت وهي بتقف على صوابعها كانت في نفس مستواه باست راسه بعشق خالص :بحبك لأنك سندي يا ابويا واخويا و صاحبي بحبك بدون سبب يمكن لانك تستاهل كل الحب اللي في قلبي انا النهارده اتمنى افضل في حضنك للنهايه 
جلال بتنهيده:وانا بحبك يا بنت قلبي 
شهد من وراهم:احم احم نحن هنا 
حياء ابتسمت بخجل و حاولت تبعد عن جلال لكنه مسبهاش...
بعد مرور اسبوعين على تلك الاحداث
وبالتحديد في شقة جلال
في صباح احد الايام
جلال صحي من النوم بدري قام اتوضي و صلي فرضه ابتسم وهو بيبصلها كانت نايمه و حاطه ايديها على وشها متضايقه من اشعه الشمس قام قفل الستاره قعد على طرف السرير ابتسم وهو بيمرر ايديه على ملامحها بهدوء رجع بذكرياته لأول مره تقرب منه لما نسي محفظته في بيت شريف وهي اخدتها
عرف انها اللي اخدتها يومها حياء كانت كتبه شتا"يم على صورته خافت انه يشوفها و نزلت وراه بسرعه وبدأت تقرب منه
جلال بابتسامه :
في اليوم دا كانت أول مره بنت تحط ايديها على صدري و تقرب مني بالطريقه دي حسيت وقتها ب لغبطه استغراب مشاعر غريبه
كان شكلك برئ و جميل حسيت اني بستسلم لو" سوست الشيطا"ن اني احضنك خفت و بعدت بسرعه عنك و حبستك في البيت في اليوم دا حسيت بمشاعر مختلفه رغب"ه قويه في اني أقرب منك كنت بحاول اشتغل لكن صورتك تنط في دماغي و تخليني مش قادر افكر في اي حاجه غيرك
حياء بابتسامه :عشان كدا حبستني اسبوع كامل و خلتني اكر"هك و اكر"ه اليوم اللي جيت فيه اسكندريه و أفضل الع" ن واس"ب فيك
جلال بضحكه خافته
:اامم طب بذمتك في بنت محترمه تقرب من شاب كدا و بعدين انا كنت بحمي نفسي منك و من أفكاري مكنتش عايزك تتلو"ثي و لازم تروحي لبيت نصيبك وانتي زي الورده اللي محدش لمسها او أقرب منها
حياء وهي بتقوم و بتمسك ايديه :
وانت نصيبي وحبيبي و ربنا بعتلك ليا عشان تحافظ عليا قبل جوازنا و بعده
جلال وهو بيطبع قبله هادئه على جبينها:
ربنا يقدرني دايما واحافظ عليكِ ياله قومي اتوضي و صلي و تعالي بقى نحضر الفطار سوا عشان هاخدك وننزل مشوار
حياء والفضل يتاكلها:
مشوار ايه؟
جلال قام وفتح الستاره حط ايديه في جيبه ابتسم و خرج من الاوضه وبصوت عالي
:يا خبر بفلوس بعد كم ساعه ببلاش ياله قومي هعمل عصير على ما تفوقي
حياء ابتسمت ودخلت تاخد شاور و تادي فرضها كانت بتحمد ربنا ان المشاكل انتهت
===================
بعد مده على السفره
حياء :برضو مش هتقولي مشوار ايه؟
جلال بهدوء وهو باصص في طبقه:
لا مش دلوقتي....
رفع راسه وبصلها
"مبتكليش ليه؟"
حياء :مال
قبل ما تكمل جملتها كان حط لقمه من المربى في بوقها
حياء بتذمر طفولي
:مش بحب المربى يا جلال
جلال بابتسامه تزيد من وسامته محببه لقلبها
:عارف ياله كُلي عندك اكل كتير اهوه ياله
حياء :ماشي ربنا يصبرني لحد ما اعرف هنروح فين
جلال بنظره ذات مغزي:
اوعدك المكان دي هيكون قريب لقلبك و هتحبيه
حياء بثقه:عارفه و واثقه من دا
جلال :طب ياله كلي بطاله المياعه بتاعتك دي في الأكل
حياء بتنهيده:ماشي يا سي جلال
بعد حوالي ساعه
نزلوا الاتنين جلال بيقفل الباب بالمفتاح و بينزل وهو ماسك ايديها
قابلوا شهد و نيران على السلم
شهد بابتسامه :صباح الخير
:صباح النور
جلال وهو بيشيل نيران
:رايحه فين على الصبح كدا يا قمري
نيران بابتسامه وهي بتطبع بوسه على خده
:رايحه الحضانه مع شهد عمو هو بابا فين؟
كلهم سكتوا هيردوا يقولوا ايه أيوب ظلم ولاده باللي عمله نسي انه عنده أطفال مسئولين منه
جلال بابتسامه :مسافر يا حبيبتي متخافيش هو كويس اي رايك اخدك انا الحضانه واجيبلك شكولاته
نيران بسعاده:اوكي اوكي شكولاته بيضا
حياء بسعاده:وانا كمان
جلال :ماشي ياله بينا... شهد وراكي حاجه النهارده
شهد:لا ابدا قاعده مع الهام و يوسف
جلال:تمام لو حصل اي حاجه كلميني ياله يا حياء
خرجوا من البيت جلال وصل نيران الحضانه بتاعتها رجع ركب العربيه لقى حياء بتاكل الشكولاته بسعاده كأنها طفلة صغيرة
جلال :بسم الله ماشاء الله ايه دا مسبتيش ليا
حياء ببراءه مزيفه:ايه دا انت عايز
جلال بصدمه:والله
حياء:احم احم بص في اتنين هنا بس الصراحه انا هاخدهم ليا لوحدي اني يدوب في الشكولاته البيضا
جلال بغمزه:وانا بدوب فيكي
قالها وهو بيسوق عربيته حياء ابتسمت بخجل وهي بترجع شعرها وراء ودنها
بعد دقايق وقف عربيته أدام جامع المنطقه الكبير اكبر جامع في المنطقه
حياء:هنا؟
جلال وهو بيخرج من العربيه :اه
حياء طلعت طرحه و حطيتها على شعرها
لقيته بيمد ايديه يمسك ايديها دخلت معه وهي مستغربه دخلوا الجامع كانوا بيمشوا في زويه من الجامع ناحيه شيخ قاعد على الأرض و ادامه كتاب الله القرآن الكريم و بيقرأ منه
جلال قعد ادمه حياء فضلت واقفه مستغربه لحد ما الشيخ خلص قراءه و تصدق ابتسم لجلال بود و بص لحياء
الشيخ مصطفى بابتسامه ودوده:
اقعدي يا بنتي
حياء اخدت نفس بتوتر وقعدت جانب جلال
الشيخ مصطفى بنظره غريبه :
اخيرا شفتك يا بنت الهلالي
حياء باستغراب:هو حضرتك كنت منتظر انك تشوفني
جلال ابتسم وهو بيبص لايديها و توترها الواضح
الشيخ مصطفى
:اكيد منتظرك من زمان عشان اسلم الامانه اللي ليكي معايا مش انتي بنت شريف الهلالي الكبيره بنت شغف الحسيني
حياء هزت راسها ب اه
الشيخ مصطفى بابتسامه:
مالك متوتره كدا ليه متخافيش
انا بس هسلمك امانه ليكي معايا من قبل ما والدك يتوفى الأول تعرفي انا مين
حياء :لا
الشيخ مصطفى :انا عمك مصطفى شيخ الجامع دا
وصديق والدك الله يرحمه وانا برضو اللي جوزت ابوكي لأمك رحمها الله
زمان
من خمسه وعشرين سنه شريف جالي وهو متوتر كنا صحاب جيه قعد ادامي و فضل ساكت و انا ساكت بعد شويه لقيته بيقولي
" انا بحب بس خايف اظلمها انا متجوز نواره.. انت عارف يا مصطفى انا اتجوزت نواره عشان ابنها وكانت لوحدها مش رجوله اسيب واحده تتبهدل كدا وهي معها أولادها كان لازم اتجوزها و سليمان البت الغجريه لحست دماغه و مكنش راضي يرجع ليها وهي حامل
بس انا دلوقتي متلغبط اوي انا كل ما اشوف شغف قلبي يدق اوي خايف يا مصطفى احبها و علاقتنا متنفعش هي لايمكن تقبل تتجوز واحد متجوز و مراته معها طفل انا خايف انا حبيتها "
وقتها انا قالتله روح يا شريف اطلب ايديها وفقت يبقى دي اشاره من ربنا انه عايزك تبدأ حياتك مع البنت اللي انت حبيتها
في نفس اليوم راح أتقدم لوالدتك بعد اسبوع جاله الرد ان أهلها موافقين
اتجوزوا بعد كم شهر شريف كان فرحان اوي لدرجه انا نفسي استغربتها
بعد سنتين
كترت المشاكل و فجأه اتطلقوا و هي سافرت مع والدتها بعد وفاة والدها
شريف حاول كتير يوصلها لكن للأسف معرفش و بعدين الحاجه اللي كان ممكن تقوى علاقتهم ما"تت و عرف ان والدتك اجهضتك طلقها بعد اصرارها
لكن فضل يحبها طول السنين دي كان يجي الجامع هنا و يفضل بالساعات يتمنى يشوفها ولو لمره واحده يشوفها مره قبل ما يموت تكون اخر حاجه يغمض عنيه عليها
عرف بعد سبع سنين انها في لندن وقتها قرر يسافر يشوفها من بعيد و حتى ميقربش منها على الاقل يودعها
حياء بمقاطعه:ماما فعلا وانا صغيره كانت بتشتغل في شركه في لندن
الشيخ مصطفى بابتسامه :
سافر لندن و فضل يدور عليها لحد ما عرف عنوانها وقتها يمكن كان اسعد انسان شريف كان شاب بيعشق مراته وفجأه حياتهم اتغيرت ميه وتمانين درجه و مراته سابته وطلبت الطلاق
كان بيرقبها من بعيد شافها مع بنت صغيره حوالي خمس سنين او سته و في شخص معاهم دايما
شك انها اتجوزت و خلفت البنت دي
حياء دموعها نزلت وهي سامعه نبضات قلبها بطيئه وبقهر
:بس البنت دي كانت انا بنته...
الشيخ مصطفى :
شريف مسالش مين دي و هو عارف ان شغف اجهضت الجنين حس انه مبقاش ليه مكان معها و غير كدا كان خلف من نواره اختك شهد
حياء لنفسها:دلوقتي عرفت انا طلعت متسرعه لمين ليه كدا يا بابا ليه؟
الشيخ مصطفى بهدوء كأنه عارف اللي بيدور في دماغها
:دا قدرك يا بنتي و قدر الاب انه يشوف بنته ادامه و ميعرفش انها بنته قدره يرجع مصر وهو حاسس انه بلا روح او نبض
دا كله كان مكتوب على جبينك وجبينه
عدت السنين وفضلت عنده نفس الامنيه انه يشوفها قبل ما يموت عمره ما بطل يحبها غصب عنه
لكن ربك اراد انه يحققله الامنيه دي وانه يشوف شغف فيكي لأنك نسخه منها
شغف فضلت طول السنين دي برا مصر بعيده عن بلدها و حبيبها و لما رجعت ماتت فيها و انتي ظهرتي تعرفي اول مره جيتي المنطقه انا شفتك وانتي ماشيه في الشارع بتدوري على البيت وقتها حسيت اني شايف شغف ادامي
حياء بحسره:و يفرق ايه حبه ليها مدام سابني اعيش لوحدي طول السنين دي لو كان قرب منها شويه و سأل كان هيعرف اني بنته وساعتها يمكن كنت اتربيت هنا في مصر
جلال بهدوء:
محدش يقدر يقف أدام المقدر والمكتوب يا حياء و دا قدرنا كلنا
حياء عيونها اتجمعت فيها الدموع و بصت للشيخ مصطفى وهو بيطلع من جيب عبايتها ورق و مفتاح واضح انه قديم و غريب عن المفاتيح العاديه
بيمسك ايد حياء وبيحط الورق في ايديها
حياء:اي دول؟
الشيخ مصطفى :دي الامانه اللي ليكي عندي دا ورق بيت الحسيني القديم بيت والدتك
لما جدتك جيت تسافر برا كانت محتاجه فلوس
شريف حاول مع والدتك كتير انهم يتفاهموا ويرجعوا لكن محصلش نصيب فقرر يساعدها
و بعت شخص يشتري منهم البيت برقم خرافي لدرجه ان الكل استغرب انهم باعوا البيت بالسعر دا
بس شريف كان نفسه يساعدها من بعيد
بعد ما انتي جيتي و قبل وفاته بكم يوم جالي
و ادالي الورق دا وقالي انه حاسس اني دي نهايته حاسس انه هيروحلها قريب و البيت دا من حق بنتي و لو ربنا أراد و انا روحت لشغف سلم الورق دا لحياء بنتي خلي جلال ياخدها للبيت القديم
حياء باستغراب:طب ليه استنيت كل الشهور دي عشان تسلمني الورق
الشيخ مصطفى :عارف اني اتاخرت بس انا كنت تعبان وفي المستشفى و اول ما فوقت كلمت جلال وهو جالي المستشفى وقتها قالي انك لازم تسمعي الكلام دا مني
ياله يا جلال خذها يا ابني وصلها لبيت امها على فكره البيت قديم اوي زي بيوت العثمانين جميل
جلال :ياله يا حياء
قامت معه و الاتنين راحوا البيت وهي ساكته وبصه للفراغ
كانت واقفه في منطقه قديمه كان فعلا البيوت بتصميم العثمانين
كانت واقفه في منطقه قديمه كان فعلا البيوت بتصميم العثمانين كل حاجه مميزه
جلال وهو يحاول خصرها :
دا بيت والدتك و دا بيت والدك كانوا الاتنين عايشين هنا زمان واتقابلوا هنا اول مره باله بينا 
فتح البوابه بالمفتاح دخلوا الاتنين 
حياء بصت للجنينه 
كانت جنينه كبيره و واسعه و فيها شجر محاوط البيت موازي مع السور والغريب ان فيه ورد حي وكان في شخص بيرعي البيت
كانت جنه جميله حياء افتكرت كلام والدتها عن البيت 
وافتكرت نفسها لما كانت تساير والدتها في الكلام وهي مش مصدقه لأنها كانت بتحس ان والدتها بتحكي فيلم عربي من ايام اسماعيل ياسين
ابتسمت وفي نفس اللحظه في دموع في عينيها ونفسها يرجع بيها الوقت وتحضن والدتها بقوه
جلال بابتسامه :انا كنت باجي وافتح البيت و اسقي الزرع الحج شريف كان دايما يعمل كدا 
دمعه نزلت على خدها و هي بتمشي ناحيه باب البيت بتفتح الترباس و بتدخل وهي بتمسح دموعها
دخلت البيت و استغربت اد ايه بسيط وجميل جدا كأنها فعلا في فيلم ابيض واسود كل حاجه بسيطه و مميزه البيت كان فيه شبابيك كتير و النور داخل البيت كله فضلت تمشي في البيت بتستكشفه كان في صور كتير لشغف مع امها و ابوها وباين اد ايه فعلا شبه حياء جميله و مشرقه طفله في طريقتها
جلال كان حاطط ايديه في جيبه وهو بيتفرج عليها و مركز مع ابتسامتها وهي ماسكه صوره والدتها مع جدها 
حضنت الصوره وهي بتطلع الدور التاني و جلال وراها 
دخلت اوضه على ايديها الشمال فتحت اوضه جدتها كانت مترتبه بطريقه هاديه كل حاجه في مكانها كانت مميزه 
وقفت في البلكونه ناحيه الزرع و بصت ادام
بتبص على الاوضه اللي في البيت اللي أدامها وكانت اوضه شريف القديمه
افتكرت كلام والدتها انها كانت دايما تطلع تسقي الزرع مخصوص في اوضه والدتها عشان تشوف شريف وهو قاعد في اوضته 
حسيت انها شايفه نفسها هي وجلال دموعها نزلت وهي مبتسمه 
جلال حضنها بقى ضهرها لصدره 
:الاتنين جابوا بعض بس مكنش قدرهم انهم يعيشوا سوا بس خالص يا حياء كل دا انتهى والدتك ووالدك اكيد سوا دلوقتي مع بعض و شايفنا 
حياء بسرعه أدبرت ليه وهي بتحضنه وبتلف ايديها حوالين رقبته:
اوعي تسيبني يا جلال 
اوعي تيجي في يوم وتتخلي عني 
مش عايزه اعيش قصتهم مهما قلت ومهما عملت او اتعصبت واتهورت اوعي تصدقني انا قلبي عمره ما حب حد اد ما حبك 
جلال بسعاده:اوعدك عمري ما هسيبك لان انا مقدرش اعيش بدونك
ياله بقى عشان المشوار اللي قلتلك عليه
حياء :هو مش دا المشوار؟ 
جلال:دا نصه لسه في مشوار تاني ودا يخصني انا وانتي
حياء بابتسامه وهي بتمسح دموعها:
يا خوفي من مشاويرك 
جلال بابتسامه اتنهد بسعاده وباس راسها:
مش عايزك تخافي ابدا.... 
حياء بسرعه :هنيجي تاني هنا كتير ممكن
جلال :لو حابه اخدلك بيت هنا في المنطقه
حياء:طب ما نقعد هنا
جلال بحده:من امتى وانا اعيش في بيت مش دافع حقه مقبلهاش على كرامتي ممكن نبقى نيجي نقعد هنا كل مده لكن مش على طول 
البيت دا دلوقتي ملكك انتي و حقك من امك الله يرحمها 
حياء بيعاده:البيت حلو اوي
جلال مسك ايديها وخرج من البيت قفله و ركب عربيته وطلع على مكان تاني لكن معمور بالناس والمحلات و العمارات
وقف عربيته ونزل 
حياء بصت للمكان و نزلت 
جلال :ايه رايك؟ 
حياء :في ايه؟ 
جلال وهو بيشاور على مطعم فخم جدا كبير 
:في دا
حياء :اامم مطعم سمك فخم و كبير وشكله شيك و مميز 
اوعي تقول انه اللي في دماغي 
ضحكت بسعاده وهي بتبصله وهو بيهز راسه بايجاب 
:ايه رايك؟ مطعم بنت الهلالي للمأكولات البحريه 
حياء بصراخ وسعاده:دا حلو اوي... اوي يا جلال
جلال بابتسامه : المطعم دا بتاعك من دلوقتى ايه رايك نعمل الافتتاح كمان اسبوعين هو جاهز من كل حاجه جهزت كل حاجه من اول ما اخدت الفلوس من ايوب
حياء بسعاده: هو النهارده يوم حظي
جلال:اوعدك من النهارده ايامك هتكون جميله ياله نتفرج عليه من جوا
حياء دخلت معه و فضلوا يتفرجوا عليه بحماس و انبهار 
و سعاده حقيقي حلم والدتها وحلمها بيتحقق 
==========(((النهايه)))) =======
وتعدي السنين و يعدي خمس سنين وهما  و عشقهم منتهاش ولا بينتهي مش عايشين في سعاده مطلقه
لا زي كل بيت بيحصل مشاكل لكن مفيش يوم سابها تحط راسها على المخده وهي زعلانه 
ولو هي اللي غلطانه بتروح على طول تعتذرله 
جلال وقف عادة السجاير لما بيتخانقوا 
شهد اتخرجت من كليه التمريض و اتجوزت شاب محترم جلال يعرفه
محصلش اي نصيب انهم يخلفوا لكن مش بيفتحوا الموضوع 
جلال دايما مهتم بيوسف ونيران كأنهم أولاده 
أيوب اتحكم عليه بخمسه عشر سنه سجن 
نواره بعد الحكم عليها مقدرتش تتحمل السجن بعد سنتين و توفها الله
حياء كبرت المطعم وبقيت مشهوره جدا في اسكندريه و الكل يعرفها
الهام اتجوزت بعد ما اخدت حكم طلاق من المحكمه لكن جلال أصر ان الولاد يفضلوا معه لانه مش عايز ولاد اخوه يتربوا مع شخص غريب ايا يكن
جلال عرف ان شمس اتجوزت واتطلقت و اتجوزت تاني لكن مهتمش ومحاولش يعرف حاجه عنها
كبر شغله و شغل حياء وشهد 
الايام عدت بسرعه وكأنهم لسه متجوزين عاشوا أجمل خمس سنين يمكن اول سنه جواز هي اللي كانت مشاكل 
بيروح كتير بيت والدتها و بيقعدوا ب الايام
جلال بقى عنده سته و تلاتين سنه و حياء تلاتين سنه
================
في احد الايام
جلال خلص شغله و رجع البيت بعد ما حياء كلمته و قالتله انها رجعت البيت قبله
فتح الباب و دخل لقى شهد قاعده مع حياء و شهد حامل في الشهر التامن  
شهد حملت بعد سنه من جوازها
جلال :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
حياء وشهد:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 
حياء بابتسامه :اتاخرت ليه مستنينك من  بدري هجهزلك الحمام
جلال ابتسم وهز راسه بايجاب سابتهم ودخلت 
نيران كانت قاعده في ركن على الانتربه وماسكه الموبيل بتلعب عليه
جلال بأس راسها و بص لشهد
:اخبارك ايه دلوقتي؟ والحمل عامل ايه معاكي. 
شهد :انا الحمد لله بخير بس الحمل تعبني شويه وخصوصا ان في آخر شهر 
انا اصلا غلطت كان مفروض اجل الحمل شويه 
جلال بابتسامه :متقوليش كدا دا رزق و كل واحد بياخد نصيبه
حليم عامل ايه؟ 
شهد بابتسامه وسعاده:كويس الحمد لله تعرف يا جلال حليم دا أطيب واحن حد شفته بعدك طبعا بيتقي ربنا فيا و عارف قيمتي كويس انا مش عارفه اشكرك ازاي انت بجد أجمل واحن وأطيب اخ في الدنيا 
جلال :ربنا يسعدك يا شهد 
شهد باحراج :طب ممكن اتكلم معاك في موضوع بدون ما تزعل مني 
انت عارف اني بحبك و عايزه مصلحتك
جلال بجديه :
انتي عارفه اني مبزعلش من اللي بحبهم 
شهد بتوتر: انت و حياء بقالكم دلوقتي ست سنين متجوزين و محصلش حمل انا عارفه انه نصيب بس حياء حكيت ليا على المشكله 
جلال بصلها بصدمه وهو حقيقي مش مستوعب انها تقول لأي حد او حتى شهد
جلال بغصه:وقالتلك ايه؟ 
شهد:بص يا جلال انا اعرف دكتوره كويسه جدا اعرفها من ايام الكليه هي علاجت ستات كتير مش بيخلفوا
و حياء لو راحت ليها ممكن تساعدها
جلال برفعه حاجب:حياء؟! 
شهد :اه حياء و مشكله الحمل بتاعتها ممكن تتحل
جلال بسرعه:انتي بتقولي ايه حياء 
شهد :في ايه يا جلال حياء قالتلي انها عندها مشكله تمنع الحمل و عشان كدا محصلش لحد دلوقتي دي قايله ليا من يجي سنه بعد جوازي على طول الصراحه انا اللي كنت مصممه اخدها لدكتوره فهي قالتلي انها متابعه مع دكتوره وانها مش بتخلف
جلال سند راسه على الانتربه وغمض عينيه اخد نفس عميق و رجع بص لشهد في الوقت دا الجرس رن وكان حليم جوز شهد سلم عليهم واخد شهد و راح بيتهم
حياء بابتسامه :ياله الحمام جاهز هسخن العشا على ما تاخد دش
جلال بحده:ليه كذبتي؟ 
حياء باستغراب:كدبت في ايه 
جلال:ليه قلتي لشهد انك انتي اللي مش بتخلفي ليه 
حياء بتوتر:انت عرفت؟ انا... انا مكنش قصدي حاجه والله العظيم انا.. انا بس كنت.. 
جلال مسك ايديها وقعد وهي جانبه على الانتريه:
ليه عملتي كدا يا حياء؟ 
حياء بخوف وحزن :
انا اسفه بس شهد كانت مصممه تعرف السبب و كانت بتزن عليا كل شويه عشان اقولها و لما تعبت من زنها قولتلها اني مبخلفش و انك مش فارق معاك الخلفه دلوقتي 
جلال مد ايديه تحت دفنها يرفع راسها :
طب ليه طلعتي نفسك السبب انتي عارفه ان شهد ممكن تتكلم مع حليم و بعدين حليم معه أمه والكل هيجيب في سيرتك 
ودا اكيد حصل دلوقتي بس فهمت نظرات الستات ليكي و نظره والدة حليم ليكي يوم ما روحنا عندها وهي حامل كأنها خايفه انك تحسدي اختك
حياء دموعها نزلت وهي بتوطي راسها تاني 
:والله العظيم انا عمري ما حسدتها دي اختي و بنتها هتكون بنتي و عشان انا عارفه ان شهد بتتكلم بدون ما تعمل حساب مكنش ينفع اقولها الحقيقه مكنتش هستحمل ان حد يتكلم نص كلمه عنك او.. انا اسفه والله العظيم
جلال بابتسامه حزينه:
انتي ازاي كدا؟ 
حياء بطيبه:ازاي؟ 
جلال وهو بيمسك ايديها قعدها على رجليه كأنها لسه صغيره
:انتي اجمل بنت شافتها عينيا و لو عشت عمري بالرغم كل السنين دي بدون خلفه 
و برضه مش عارفين هيحصل ولا لاء وانتي عمرك ما فتحتي الموضوع أو ضايقتيني بكلمه 
بتعمل كل حاجه عشان اكون سعيد 
بالرغم حزنك دايما بتبسمي في وشي و بتحسسيني اني اهم شخص في الكون 
شكرا لانك وفيتي بوعدك وفضلتي تبتسمي ليا كل السنين دي 
حياء بسعاده:هفضل بنتك مهما حصل مهما كبرت هتفضل ابويا واخويا وحبيبي وكل عيلتي 
جلال ابتسم وباس راسها بحنان وعشق لم تستطيع الايام ام تطفئه
========================
بعد شهر ونص
حياء كانت قاعده على طرف السرير وهي بتعيط بخوف وحيره 
و ادامها اربع اختبارات حمل والتلاته إيجابي وواحد سلبي
عيطت اكتر و هي مش مستوعب انها ممكن تكون حامل 
افتكرت قبل كم يوم كان سبوع بنت شهد وقتها سمعت ابشع كلام من والده حليم 
فلاش باك ليوم السبوع
حياء كانت قاعده جانب جلال
وقتها سمعت ابشع كلام من والده حليم 
فلاش باك ليوم السبوع
حياء كانت قاعده جانب جلال وهي شايله البنوته و مبتسمة 
ادت البنت لجلال و دخلت الحمام لكن وهي خارجه قابلت سميره والده حليم
سميره بغيظ و خوف من حياء
:عقبالك يا حياء ولا صحيح هتحملي ازاي ما حليم قالي انك مش بتخلفي و مش هيحصل ياله ربنا يعوض عليكي
بس اقولك بلاش تظلمي جلال معاكي و خليه يتجوز و يخلف دا كلها
سميره بغيظ و كر'ه لحياء
:عقبالك يا حياء ولا صحيح هتحملي ازاي؟!
ما حليم قالي انك مش بتخلفي و مش هيحصل ياله ربنا يعوض عليكي
بس اقولك بلاش تظلمي جلال معاكي و خليه يتجوز و يخلف
 دا كلها اربع سنين  ويدخل في الأربعين لازم يلقى حد يشيل اسمه وانتي يعني ارض بور مش هتحملي فخليه يتجوز ويشوف له حته عيل
حياء بصدمه
:انتي بتقولي ايه يا وليه انتي... شوفي انا مش هبو'ظ فرحه اختي عشان ست غب'يه وعد'يمه الذوق زيك
 لا و منا'فقه وكد'ابه كمان اه أدام جلال انا وهو حبايبك
 عشان عايزه تطلعي باي مصلحه من جلال لكن اوعي واياكي تفكري تتكلمي معايا كدا بعد كدا والا اقسم برب العزه لاتشوفي مني وش يخليكي تكر'هي حياتك تعرفي
 لولا أن حليم محترم مش زيك مكناش نسبناكم اه وصحيح اللي برا دي اختي و بنتها تبقى بنتي 
فخافي على نفسك عشان انتي متعرفش انا ممكن اكون عشت ايه و اتعلمت منه ماسكتش للز"باله اللي زيك 
واوعى تدخلي في حياتي انا وجوزي و خليكي في بنتك اللي اتجوزت تلات مرات واتطلقت اللهم لا شما"ته
خليكي في حالك يا سميره
سابتها بتشيط وخرجت قعدت عادي رغم ان كلامها جرحها
بااك
حياء ضمت نفسها وهي بتعيط معقول ربنا استجاب لدعواتها بعد كل السنين دي
كانت كل يوم تدعي انها تجيب ليه طفل يونس حياتهم
نيران ببراءه:ماما انتي بتعيطي ؟
حياء ضحكت وهي بتعيط وبتحضنها
:انا انا مش بعيط انا بس انا فرحانه وخايفه المهم عملتي الهوم ورك بتاعك
نيران:اه هروح العب مع يوسف
خرجت وقفلت الباب وراها وسابت حياء نايمه وهي حاسه بمغص 
عد تلات ساعات
 رجع جلال البيت دخل اوضه نيران ويوسف كانوا نايمين غطهم كويس وقفل النور وخرج
دخل اوضتها بتعب لقى حياء نايمه
ابتسم و راح قعد جانبها
جلال :حياء حبيبي... 
حياء فتحت عنيها و بصتله بتوتر خايفه تقوله وبعد كدا الاختبار السلبي هو اللي يكون صح و تديله امل كداب 
جلال باستغراب:مالك؟ 
حياء سكتت ومش عارفه ترد 
جلال :طب في حاجه بتوجعك حصل حاجه؟ 
حياء بهدوء :هو مش النهارده معاد الكشف عند الدكتور خلينا نروح
جلال:دلوقتي؟ الساعه احداشر
حياء:معليش خلينا نروح هو كدا كدا معاد الكشف النهارده
جلال استغرب اصرارها و هي قامت غيرت بدون ما تستني رده 
بعد نص ساعه
كانوا قاعدين في العياده أدام الدكتور 
الدكتور بص لحياء و رجع بص لجلال  اتنهد ابتسامه واسعه ظهرت على وشه
"مبروك يا مدام حياء الحمل تم و حاليا في آخر الشهر الأول و الأمور ماشيه تمام" 
جلال فضل باصص للدكتور بصدمه حقيقه ساكت بدون اي رده فعل دموعه نزلت بدون ما يحس ضحك بصدمه
بص لحياء وعيونهم مليانه دموع  
حياء ضغطت على ايديه بقوه و كأنها بتقوله ربنا مخذلناش
كأن الروح دبت فيهم قام في لحظه وكان ساجد لله و بيبكي لأول مره بدون خوف من ان حد يشوفه بيشكر ربنا معقول بعد صبر كل السنين دي حصل فعلا وهيكون اب
حياء عيطت و هي بتحط ايديه على وشها بسعاده و بتمسح دموعها
جلال قام بسرعه و قعد ادامها على ركبته وهو ماسك ايديها وعيونهم مليانه دموع فرحه 
"هكون اب يا حياء وانتي هتكوني احلى وأطيب واحن أم
 معقول بعد كل دا انا كنت نسيت و افتكرت ان ربنا مش هيرزقنا بطفل 
 انتي انتي اجمل انسانه في الكون و بحمد ربنا الف مره على وجودك في حياتي يا اغلى واعز انسانه على قلبي" 
حياء وهي بتحاوط وشه بيديها و بتمسح دموعه و بهمس 
:انا بحبك اوي كنت خايفه اقولك و تطلع كدبه لكن دلوقتي انا.. انا حامل يا جلال 
جلال ابتسم وباس ايديها و رجع قعد جانبها أدام الدكتور 
الدكتور بابتسامه:الف مبروك ليكم الصراحه اول ما جيتوا ليا كنت متخوف لان الفرصه كانت ضئيله جدا كانت عايزه صبر و تحمل و روح ايجابيه و انتم عملتوا دا و ربنا حققلكم اللي بتتمنوه بس لازم نعمل شويه حاجات عشان الحمل هيكمل على خير
جلال :اتفضل بس اهم حاجه عندي حياء لو في خطر عليها ننزله فورا
الدكتور باستغراب:تنزله بسهولة كدا معقول
جلال بايمان بحبه
:هي عندي اهم من اي حاجه 
و عمر ما هحس بالفرحه لو هي مش معايا 
الدكتور بابتسامه ابويه:
شوف يا ابني ربك كريم 
  مفيش خطر عليها بس لانها ضعيفه فهتحتاج تغذيه كويس و انا هكتبها شويه ادويه تمشي عليها و راحه تامه لحد ما الحمل يثبت وان شاء الله يجي بالسلامه 
جلال بسرعه:تمام يا دكتور انا هتابعها كويس 
الدكتور :الف مبروك وان شاء الله يجي بالسلامه 
جلال ابتسم و قام مسك ايديها و خرجوا
رجع البيت وهو مش مصدق او مستوعب
بعد ساعه 
كانوا قعدين على الركنه في الصاله
:عارفه يا حياء ربك كريم اوي اداني حاجات كتير اوي حلوه و انتي اهم حاجه فيهم لو عشت عمري كله اقولك انتي مهمه ازاي بالنسبه ليا مش هوفيكي حقك
 كفايه صبرك كل الوقت دا
دلوقتي بس تخيلت اني اتجوزت شمس و اني مقابلتكيش
عارفه ايه اللي كان هيحصل؟ 
حياء :ايه؟ و ليه افتكرتها دلوقتي؟ 
جلال:كان زمنا مطلقين و سيرتي على كل لسان عمرها ما كانت هتحفظ سري ولا تستحمل كل الوقت دا 
يمكن افتكرتها لان معايا بنت لو عشت عمري كله احبها مش هوفيها حقها 
انتي موئنستي يا حياء
حياء باست راحه ايديه و هي بتسند راسها على صدره تمسح دموعها 
حياء بتنهيده:وانت وطني...... 
==================
مرت الايام بسرعه كانت شاقه على حياء احيانا و خصوصا في الشهور الاخيره 
لكن جلال كان معها خطوه بخطوه لدرجه ان هو اللي كان بيجهز البيت لأنها مش وفقت انه يجيب شغاله 
دايما معها في الكشف و متابعه الدكتورة
جلال رفض فكره الشغل و هو اللي بيتابع شغل المطعم 
بعد مرور تمن شهور
بعد مرور تمن شهور 
في شهر رمضان المبارك
حياء بتعب :الاكل جهز يا شوقيه؟ 
شوقيه:اه يا ست حياء  
حياء:طب خالص انا جهزتلك شنطه على الرخامه خديها و ياله عشان تلحقي ترجعي لأولادك قبل الاذان
شوقيه:واسيبك وانتي تعبانه كدا لا طبعا
حياء وهي بتقعد على الكرسي
:انا كويسه ياله خدي حاجتك و روحي عشان الزحمه قبل الاذان 
شوقيه:ماشي يا بنتي كل سنه وانتي طيبه
حياء بابتسامه :وانت طيبه 
شوقيه مشيت و شهد  وحليم وصلوا البيت كانوا معزومين عند جلال سلموا على بعض
حياء بصت للساعه و راحت تبص من البلكونه جلال كان واقف عند مائده الرحمن بيجهزها مع صحاب القهوه قبل أذان المغرب 
ابتسمت وهي بتحط ايديها على بطنها هي حامل في توأم ولد وبنت
افتكرت اول مره تحس بمشاعر حب ناحيته كان في نفس المكان 
 كان في شهر رمضان كان واقف عند المائده من ست سنين نفس المشهد لكن حصل حاجات كتير اوي بينهم في السنين دي 
جلال رفع راسه بصلها وابتسم و هي بتدلته الابتسامه و بتغمزله
جلال بسعاده 
:جمال ياله عشان نفطر سوا
جمال:لا يا عم انا يدوب الحق اروح فاطمه اكيد مستنياني على الفطار 
جلال : خالص بكرا نفطر سوا و فاطمه مع ومه على الفطار انت فاهم
طلع السلم درجتين مع بعض بحماس 
حياء:ياله عشان تفطر
كلهم قعدوا على السفره و بدوا يتكلموا لحد ما حياء عيطت من الوجع 
جلال قام بسرعه بصلها بتوتر مكنش عارف يعمل ايه وخصوصا مع شهقاتها  وصراخها
شهد :دي بتولد
بدون تفكير شالها ونزل اخدها المستشفى وسط صراختها
... 
كان قاعد جانبها وهو مبتسم لكنها نايمه بدأت تفتح عينيها ببط بصتله بوجع 
:هو حصل ايه؟ 
جلال  :حمد الله على السلامة يا وحش 
حياء بدموع و خوف:ولادي؟ 
جلال:اهدي متخافيش هنا اهم
شال البنت و ادهالها و اخد الولد و قعد جانبها تاني
حياء بابتسامه :دول صغيرين أوي ايديها صغيره دا شبهي على فكره
جلال :صالح و هدي
حياء بهمس:يارب يطلعوا احسن مننا
جلال ابتسم وهو بيسند راسه على رأسها ومحاوطها بدراعه
:هنفضل جانبهم يا حياء متخافيش هيكبروا وهما معانا تعرفي انا طول الخمس سنين اللي فاتوا كل يوم كنت بحلم باللحظه دي
 كل صلاة بقول يارب انا عب'دك الضعيف حبيت بنت و طلبتها في الحلال و انت كنت كريم عليا اوي.. اوي يارب و بقيت من نصيبي
 كل لحظه وهي معايا حبي ليها و حبها ليا بيزيد مفيش يوم سابتني احط راسي على المخده و انا متضايق.. هونت عليا كتير علمتني الحياة 
انت كنت كريم عليا اوي يارب زرقتني بيت هادي و ولاد اخويا ملوا علينا حياتنا 
بس انا طمعان طمعان في كرمك ترزقنا بطفل من صلبي و من روحها الحلوه 
كل يوم في صلاه الفجر اقول يارب انا مش عايز الطفل دا عشاني لوحدي 
انا عايزها تكون سعيده
 و دا حلمها حتى لو متكلمتش حتى وهي ساكته وصابره
 عيونها كل ما تشوف طفل بيبان لمعه الاشتياق 
ربنا كريم اوي يا حياء بدل الطفل رزقنا طفلين
حياء رفعت راسها  بصتله ابتسمت و باسته على خده
 الباب اتفتح و دخلت شهد و يوسف و نيران
يوسف دلوقتي عنده سبع سنين و بيحب حياء جدا تعتبر امه لان كان صغير جدا و اتربي على ايديها
يوسف :ماما... 
حياء بابتسامه جميله:حبيب مامي 
قالتها وهي مبتسمه و بتقرب هدي من يوسف و جلال بيقرب صالح لنيران
يوسف بابتسامه
 :دي جميله اوي ازاي في بنت جميله كدا
عمي هتسميها ايه؟ سميها ايمان
جلال باستغراب:اشمعني ايمان؟ 
يوسف :عشان يكون ليها حظ من اسمها 
جلال بص لحياء و كأنه بيقولها بالرغم انه صغير الا انه تربيتي 
:خالص تبقى ايمان و صالح
شهد بابتسامه :الف مبروك يا حياء الف مبروك يا جلال
كلهم كانوا فرحانين جمال و فاطمه مراته باركوله
جلال كان اخد ندر على نفسه بعد اسبوع من الولاده وزرع فلوس كتير على الفقراء و كبر الحصه بتاع الجمعيات الخيرية من القماش كان بيتقس ربنا في بيته و مراته بيحبها اكتر بيشوفها أجمل ست في الكون حتى لو مش دي الحقيقه في عيونه الاجمل
بعد خمس سنين
جلال كان في الوكاله  وقف وهو ساكت و شايف أيوب ادامه.... فات عشر سنين
أيوب شكله اتغير جدا باين انه اتغير 
جلال راح ناحيته و مد ايديه ليه يسلم عليه
:حمد لله على السلامة 
أيوب بص لايدي جلال و مدى ايديه يسلم عليه جلال بسرعه شده حضنه و هو بيربت على ضهره
:حمدلله على السلامه يا اخويا
أيوب بدموع:انا اسف الس"جن علمني ان الله حق ولادي وحشوني يا جلال
جلال بحزن:ولادك في الحفظ والصون ياله بينا نرجع سوا 
أيوب بسرعه:حياء.. انا قت"لت ابوها
جلال:حياء سامحت كل اللي اذوها ياله يا أيوب 
مشيوا سوا و رجع البيت
حياء كانت قاعده في الصاله التلفزيون مفتوح على مسرحيه العيال كبرت
كانت شايله صالح و يوسف قاعد جانب ايمان و كلهم بيضحكوا 
حياء كانت قلقانه لان جلال اتأخر 
بعد دقايق الباب اتفتح و خبط على الباب
حياء استغربت ليه بيخبط
قامت و اعتدلت في جلستها 
دخل و معه ايوب
حياء بصتله وفضلت ساكته لكن بصت لاولادها و اولاد أيوب اخدت نفس عميق 
و بهدوء :
اتفضل يا أيوب.. بس قبل ما تدخل لو شايل في قلبك اي سواد افتكر ولادك
 انا يمكن اسامح على الماضي و هنسي عشان بنتك و يوسف
نيران قامت وهي بتعيط و بتحضنه 
ايوب:وحشتيني اوي يا نور وحشتيني اوي انا اسف والله العظيم 
نيران :وانت كمان يا بابا وحشتيني اوي
أيوب بص ليوسف ابنه يمكن مش عرفه سابه طفل عنده سنتين وهو دلوقتي عنده اتناشر سنه 
جلال:سلم على ابوك يا يوسف
يوسف فضل يبصله دموعه نزلت وهي بيجري يحضن أيوب 
حياء بصت لجلال و ابتسمت اخير عيلته اكتملت
صالح وهو ماسك في بنطلون جلال:بابا
جلال شاله و نزل حضن  ايمان بيقوم وهو شايلهم 
حياء قربت منهم و ابتسمت :
العشق منك اليك يا الله... بحبك يا ابن الشهاوي
جلال بابتسامه :و انا بدوب من حبي ليك
قالها وهو بيطبع بوسه على رأسها 
ايمان :وانا يا بابا 
كلهم ضحكوا وانقفل الستار عن مسرحيه 
في يوم عيد الفطر المبارك حيث البهجه على كل الامه الاسلاميه
في بيت جلال الشهاوي
حياء كانت واقفه في المطبخ بتجهز الفطار على ما جلال و صالح يرجعوا من صلاة العيد
ابتسمت بسعاده
دلوقتي ولادها عندهم خمسه وعشرين سنه
محصلش حمل تاني بعد ما خلفت ايمان
و هما مكنوش عايزين اكتر من كدا بنت و ولد زي القمر
ابتسمت بهدوء وهي بتفكر في معاملة جلال ليها طول السنين دي و ازاي خلها اسعد انسانه على وش الكون بحاجات بسيطه كلمه طيبه
فتحت شباك المطبخ و بصت للبحر من بعيد
غمضت عينيها وهي بتستقبل نسمات الهواء الخفيفه
اتنهدت براحه وهي بتفكر في سنين عمرها من اول ما رجليها جابتها اسكندريه
رحلتها مع جلال من اول يوم عيونهم اتقابلت
من اول لحظه الاتنين قرروا يبدوا حياتهم سوا
فاقت من شرودها على صوته وهو واقف جانبها بيحاوط خصرها
:كل سنه واحنا سوا
حياء بسعاده :كل سنه وانت طيب
جلال :بتفكري في ايه؟
حياء بابتسامه :ولا حاجه فين عيديتي؟
جلال وهو بيطلع المحفظه و بيطلع اللي فيها كله:
كل سنه وانت طيبه
حياء بصت لباب المطبخ بتوتر وقفت على صوابعها و طبعت بوسه طويله على خده وهي مبتسمه رغم السنين لسه جواها بنت صغيره خجوله رقيقه
جلال حضنها بقوه بيرفعها عن الأرض و كأنه حقيقي لسه الشاب اللي قابلها اول مره
صالح بحرج:احم احم نحن هنا
ايمان بابتسامه :احم بابا فين عديتي
حياء حاولت تبعد عنه لكن كان محاوط خصرها
:كل سنه وانتم طيبين يا ولاد عديتك جوا
صالح وهو بيطلع محفظته و بيبوس راس ايمان:
كل سنه وانتي طيبه يا جميله الشهاوي...
ايمان بحب اخوي:وانت طيب يا حبيبي
حياء بابتسامه :طب ياله اطلعوا برا اتفضل يا جلال خد ابنك و اطلعوا
وانتي يا ايمان تعالي نجهز الفطار.....
جلال سند دراعه على كتف
صالح :
كل سنه وانت طيب يا كبير
جلال بابتسامه :وانت طيب مش ناوي تفرحنا بقى و تتجوز
صالح بجديه:نفرح ب ايمان الاول و بعدين القى فين حياء تانيه
جلال وهو بيضحك:هتلاقيها بس مفيش حياء تانيه هي واحده بس
صالح :ربنا يحفظهالنا....
بعد مده
كلهم فطروا و جلال و صالح نزلوا الوكاله
صالح نسخه طبق الأصل من جلال في كل تصرفاته حقيقي ابن الشهاوي
لكن اتعلم من جلال انه يكون راجل ينصر الحق و ينصر المظلوم...
متخرج من تجاره بيشتغل مع جلال من وهو صغير من حبه للتجاره بس قرر انه يتمسك اكتر بشغل الشادر زي جده شريف الهلالي
الي جانب شغله في الوكاله
ايمان لسه متخرجه من كليه الطب
في اوضه ايمان
قعدت في بلكونه اوضتها فتحت ألبوم الصور
كانت حاطه حجاب بسيط على شعرها
بدأت تتفرج على صورها وهي صغيره مع جلال وهو شايلها على كتفه
و صور تانيه مع حياء في المطعم
اختفت ابتسامتها وهي بتبص لصورها مع يوسف
اد ايه وسيم بالرغم ان الصور دي قديمه
يمكن الصور دي من وهي طفله
يوسف اكبر منها ب عشر سنه
لكن غصب عنها هي حبيته كان بيعلمها ازاي تحفظ القرآن لكن هو فين يوسف؟؟
معقول طول السنين كان حب من طرفها هي بس
معقول كان بيعمل كل دا معها لان حياء هي اللي ربته
طب ليه قلبها اتعلق بيه و هو فين دلوقتي
سافر و سابها سافر ست سنين... ساب قلبها متعلق بيه كل السنين دي
معقول كان حب مراهقه لا.. لايمكن يكون حب مراهقه لو حب مراهقه كانت هتقدر تتخطاه و تنساه هو كان عنده تسعه وعشرين سنه لما سافر وهي تسعتاشر سنه
ايمان بحزن:والله انا قلبي جنيت عليه ب ايديه
علقته بمجهول.... مجهول ممكن ميرجعش مصر تاني سابني
ليه يا يوسف عارف لولا اني بحترم ابويا كانت خليتك فضلت في مصر لكن انا كرامتي عندي فوق الكل .....
بس دلوقتي انا ناضجه كفايه و مع ذلك مش قادره انساك اعمل ايه يارب...
حياء وهي بتقعد جانبها و بهدوء :
تفتكري ايه اللي ممكن يتعمل
ايمان بتوتر واضح:ماما انا.. انتي هنا من بدري؟
حياء بابتسامه :مش احنا صحاب يا ايمان
ايمان بابتسامه جميله لتلمع عينيها :طبعا يا ماما
حياء :عارفه يا ايمان انا لو ماما كانت عايشه وقت ما قابلت جلال كنت هجري عليها و اقولها ان قلبي دق له هو وحده قلبي
لسه بتفكري في يوسف؟
ايمان بخجل وغصب عنها دموعها نزلت
:مش عارفه يا ماما بس حاسه اني بهين كرامتي طول ما انا متعلقه بيه
هو سافر يشوف حياته بعد ما عمي أيوب توفي و نيران اتجوزت هو نسي ايمان هو نسيني يا ماما
حياء حضنتها وهي بتطبط عليها بحنان
:بس انا وانتي عارفين هو سافر ليه؟ الموضوع كان فوق طاقته اللي يوسف مر بيه كان مخزي له
عارفه يعني ايه الهام امه تتجوز بعد وفاته بكم يوم
هو اه الهام و أيوب أطلقوا من زمان لكن هو ابوه وهي امه و انها تعمل كدا اهانت كرامته أدام الناس و هو مهندس شاطر و فرصه شغله برا كانت مهمه بالنسبه له
ايمان بغضب :بس هو كدا اناني....
انا بكر"هه
حياء بابتسامه :عيونك بتقول انه وحشك اوي كمان على فكره انا أم و قبل ما اكون أم كنت بنت نفسها تعيش مع انسان يحبها و يحترمها
بس اللي جايلك عشان دلوقتي مختلف
ايمان:ايه؟
حياء ب ارتباك:في عريس متقدملك .... مترديش
باباكي شايف انه انسان كويس و قالي اقعد معاكي و اقنعك بس انا مش هجبرك طول ما قلبك مع حد تاني بس فكري فيها يا ايمان
يوسف نسي مصر كلها و سافر هتضيعي عمرك على وهم..... انتي دلوقتي عندك خمسه و عشرين سنه و دا وقت مناسب انك تفكري بجديه في حياتك انا هسيبك ومش عايزه موافقه الا لو قدرتي تتخطى الماضي
طبعت بوسه على جبينها و سابتها وخرجت وهي بتتمنى ان فعلا تنسى يوسف
يوسف ساب مصر وهو ضايع فاقد نفسه بس ياترى هو كان بيحبها و ياترى هيكون نصيبها من الحياه؟
عند جلال
كان قاعد مع صديق عمره وأخوه جمال على القهوه
صداقه دامت سنين طويله عاشوا الحلو و المر و كأنهم فعلا اخوات
جمال كان سرحان في حاجه و دا لاحظه جلال
جلال :بتفكر في ايه؟
جمال :بنت جديده شغاله في المصنع بتاعنا بفكر ارفدها
جلال بجديه:ليه كدا عملت حاجه؟
جمال :بصراحه لا البنت شاطره و في حالها لكن
جلال بحده:في ايه يا جمال ما تتكلم دغري
جمال باارتباك:بص البت غلبانه وفي حالها لكن كل البنات بيتكلموا عليها و احنا مش عايزين شوشره في الشغل
جلال بحده:بيتكلموا عليها ازاي يعني مدام هي في حالها
جمال:البنت دي محدش يعرف أهلها ولا هي نفسها وفي ناس بيقولوا انها بنت حر"ام
جلال بغضب وصوت عالي:جمال من امتى بنجيب في سيره بنات الناس انت عندك بنت ازاي تتكلم كدا
جمال:و الله ياجلال هو دا اللي بيتقال البنت اسمها ذينب منصور و في واحد و مراته هما اللي اتبنوها الحج منصور انت عارفه اتبناها وهي صغيره و ربها لكن مسلمتش من كلام الناس
جلال بجده :و عايز ترفدها يا اخي حرام عليك عايز تزود همومها هم كمان
هي أهلها دول عايشين؟
جمال :اه عايشين بس كبروا في السن وهي بتشتغل عشان تصرف على البيت
جلال :تزود مرتبها و اللي تتكلم عليها بنص كلمه ترفدها البنت دي في حمايتي كفايه انها بتصرف على عيله ربيتها دي بنت حلال يمكن يتيمه لكن مش هنكون انا وانت والزمن عليها
جمال:تعيش يا صاحبي.. قولي مش ناوي تجوز صالح بقى ابنك شاب زي الفل وكل عائلات اسكندريه يتمنوه
جلال :دي حاجة مش بأيدي ادعيله يلقى بنت الحلال اللي تميل قلبه صالح بيفكرني بنفسي اول ما قابلت حياء
تاني يوم العيد
في وكالة القماش صالح كان قاعد في مكتبه و بيشتغل على الاب توب وهو مشغول عدي وقت طويل جدا وهو بيشتغل
ساب اللاب توب وهو بيرجع راسه لوراء بتعب بيحرك رقبته بوجع خرج من المكتب 
يبص على العمال اللي في الوكاله
صالح بحده و جديه:ياله يا ابني انت وهو مش هنفضل طول النهار ننقل في البضاعه.... 
مليجي بخبث:في ايه يا سي صالح الوقت اتأخر و الحج جلال قال ممكن ناجل الشغل لبكرا 
هتكسر كلام الحج
(عامل من عمال المصنع ذات  
جسد ممتلي شعر اسود خفيف يرتدي من الملابس الوان الفاتحه الغريبه ليبدو بشكل أصغر ولكن مثير للسخريه شخصيه حقو"ده و طما"عه) 
صالح بصله بحده وبقي يقرب منه ببرود لحد ما وقف ادامه مباشرة و بدون تفكير و تلقائي مسكه من تلابيد قميصه بحده و عيونه الزيتونه احمرت 
وبغضب
:انت تنفذ اللي بيتقال وانت ساكت
وبعدين يا جدع انت انا و ابويا اوع اوعي يا مليجي تتدخل بينا لا أبن الشهاوي بيكسر كلمه ابوه 
و لا ابن الشهاوي مضطر يبرر لواحد خمورجي زيك و تكمل شغلك بالذوق احسنلك انت فاهم احسن قسما بالله انت جيبت اخرك معايا 
وانا لو سايبك تلعب بديلك
ف انا مش نايم على وداني لا فوق عشان فضلك غلطه كمان اقسم برب العزه وقتها هطردك من اسكندريه كلها..... كمل شغل وانت ساكت 
مليجي بلع ريقه بخوف هو لا يمكن يستهون ابدا ب صالح الشهاوي لان نسخه من جلال الشهاوي و الكل عارف انه ذكي جدا 
صالح بصله باستحقار زقه بعيد عنه و بص للعمال وبصوت عالي حاد  
:كل واحد على شغله مش فيلم هو بنصوره
وانت يا مليحي ايه ناوي تكمل شغل ولا توريني عرض اكتافك
مليجي بغضب دفين و حقد :
هكمل يا سي صالح و حقك عليا المره دي 
صالح بحده:اتفضل على شغلك.... 
مليجي مشي وهو بيلعن في صالح وفي اليوم اللي حط  رجليه في الوكاله لان جلال كان احيانا بيتها ن معاهم بحكم انه عارف معظمهم من زمان وشغالين معه لكن صالح من وقت ما دخل الوكاله وهو فعلا مش بيسيب فرصه لمليجي انه يتنفس...... 
في مصنع الشهاوي للاقمشه
بنت جميله قاعده أدام مكينه الخياطه و بتشتغل بهدوء
عيونها رماديه غامقه بشرتها بيضاء هاديه وجنتيها ورديه لابسه حجاب ازرق (زينب) 
نورهان صاحبتها وهي بتشتغل على ماكينه جانبها:
مالك يا زينب بتفكري في ايه؟ 
زينب بتنهيده وابتسامه جانبيه :
في الحج جلال ربنا يعمر بيته و يحفظله ولاده يارب 
نورهان :اشمعني؟ 
زينب بتوتر :كنت خايفه يطردوني من المصنع بعد الكلام اللي بيتقال لكن سبحان الله زودلي مرتبي بجد انا عمري ما شفت في أخلاقه 
الصراحه انا لو مكانه كان يمكن اطرد واحده زي 
مالهاش اصلا 
قالتها وهي بتحاول متعيطش هي مالهاش ذنب انها تيجي للدنيا وتكون لقيطه
نورهان بحب وطيبه:زينب يا حبيبتي متزعليش وبعدين انتي اقسملك بالله بنت حلال ازاي انا معرفش بس اللي تصون العيله اللي ربيتها و تشتغل عشان تصرف عليهم و تحافظ على نفسها من الكلا"ب اللي زي مليجي تبقى بنت حلال 
زينب بابتسامه طيبه:تسلمي يا نور تعرفي انتي مش زي باقي البنات كلهم بعدوا عني وقالوا في حقي كلام وحش اوي الا انتي وقفتي معايا ضدهم منه لله اللي كان السبب 
نورهان بتهور:منك لله يا مليجي يا ابن الك"لب والله العظيم متأكده ان هو اللي خلي البنات يقولوا عليكي كدا عشان الكلام يوصل للحج جلال ويطردك وقتها يستفرد بيكي و يخليكي توافقي تتجوزيه ابو كرش النطع دا قال ايه
مليجي اللي متجوز تلاته يتجوز زينب بنت الحج منصور ليه من قلت العرسان ربنا يكرمه هو ابن الحج جلال سي صالح شاب ابن حلال هو اللي بيقف للزفت اللي اسمه مليجي مشفتيش وش مليجي من كم يوم.. يوم ما صالح جيه المصنع والله هزاقه وجاب بكرامته الأرض يستاهل والله ربنا يحفظه لشبابه ابن الشهاوي بصحيح
زينب ابتسمت وهي بتبص القماش اللي ادامها 
:ربنا يحفظه بس انا مشفتوش الا مرتين تقريبا من وقت ما اشتغلت هنا اشمعني
نورهان بتنهيده:اللي اعرفه انه شغله الأساسي في شادر السمك زي جده الحج الهلالي و بيقف مع الحج جلال في الوكاله بعد ما يخلص شغل اصل دول عيله كبيره عيله شريف الهلالي دا والد ست حياء و عيله الشهاوي
زينب بحماس:تعرفي مفيش مره انذكر اسم جلال بدون ما يتذكر اسم حياء هو ايه حكايتهم
نورهان:ياااه حكايتهم ابتدت من زمان طبعا محدش يعرفها في المكان الا قليل 
حياء دي جيت زمان من فرنسا هي بنت الحج شريف الهلالي.
. الحج شريف كان متجوز الست نواره والدة جلال
اللي سمعته انه بيعشقها وهي كمان 
عملوا فرح زمان فضل الناس يحكوا عنه سنين 
و مخلفوش الا بعد ست سنين جواز 
وجابوا سي صالح والإنسه ايمان ربنا يحفظهم
زينب بابتسامه جميله وهي بتظبط حجابها
:يارب يحفظهم و يبارك فيهم يارب
=====وليدة قلبي=======
الجزء الثاني من أطفت شعله تمردها
في مطار القاهرة الدولي 
يوسف نازل من الطياره وهو بيبص للبلد وبيفتكر أيامه في مصر من ست سنين 
ابتسم وهو بيفكر في حياء
و ازاي كانت بتهتم بيه اكتر من الهام نفسها كأنه مش ابنها 
افتكر ابوه و ازاي كان قريب منه وخصوصا بعد خروج أيوب من السجن 
لكن حس بقبضه قويه بتعصر قلبه وهي بيفكر في ايمان 
اتنهد بضيق و نزل من الطياره في طريقه لوكاله الشهاوي 
حابب يقابل عمه جلال اول شخص يشوفه بعد كل السنين اللي غابها عن مصر.. 
يمكن لان جلال هو اكتر شخص دعمه وخصوصا لما دخل كليه هندسه و لما أيوب دخل السجن هو كان معه دايما
بعد حوالي تلات ساعات في اسكندريه
التاكسي وقف أدام الوكاله نزل يوسف حاسب السواق مكنش معه شنط كتير هما شنطتين لانه ناوي يرجع لندن تاني 
وقف في الشارع وهو بيتفرج على الأماكن اتغيرت شويه صغيره لكن معظم الحاجات دي ما هي... 
شاب بسرعه وهو بيجري على يوسف:
جو... رجعت امتى؟ 
يوسف ابتسم وهو بيبص لصاحبه القديم منير حضنه بقوه وهي بيربت على ضهره
:وحشتني يا منير... عامل ايه؟ 
منير بسعاده :كويس يا جو ما انت لو بتسأل كنت عرفت اييوه يا جدع اسكندريه كلها نورت ب ابن الصاوي
قولي عامل ايه؟ و اشتغلت فين؟ قاعد في مصر اد ايه؟ اوعي تكون راجع تاني؟ 
يوسف بابتسامه :لينا قاعده طويله بعدين المهم دلوقتي تعالي نطلع على الوكاله عمي وحشني اوي
منير بغمزه:عمك برضو اللي وحشك على فكره هي متجوزتش ولا اتخطبت لسه
و بقيت زي القمر تقول للقمر قوم وانا اقعد مكانك  
يوسف بحده:منير احترم نفسك 
عشان اللي بتقوله دلوقتي هتتحاسب عليه جامد اوي دي بنت الشهاوي و اللي يجيب سيره بنت عمي علي لسانه اقطعوله حتى لو انت...و اوعي تكون فاكر عشان سافرت برا اني نسيت اصلي و أخلاقي 
منير باستغراب :في ايه يا يوسف هو انا اقدر اجيب سيرتها بحاجه وحشه على العموم انا اسف يا سيدي 
يوسف بتنهيده: منير متزعلش مني بس انا فعلا مش عايز افتح اي صفحه جديده في مصر و ناوي اسافر كمان اسبوع بالكتير لان اصلا جاي عشان شغل 
منير بحزن :انت لحقت يا ابني على العموم شوف انت رايح فين و لينا قاعده طويله
يوسف بابتسامه :ان شاء الله.... 
منير مشي و يوسف وصل للوكاله 
دخل وهو بيفتكر ايام ما كان بيشتغل مع جلال ابتسم بود لما شاف صالح 
صالح بترحيب:معقول يوسف الصاوي اتكرم ونزل مصر عامل ايه يا جدع وحشتنا...... 
يوسف وهو بيحضنه بحب اخوي:
والله وانتم كمان... اخبارك ايه يا صالح واخبار عمي و امي (حياء) أخبارها ايه وحشتني اوي
صالح بابتسامه :كلنا بخير الحمد لله هيفرحوا اوي لما يشوفوك بس ليه مكلمتناش عشان نقابلك في المطار عمتك شهد و نيران أختك لو عرفوا انك هنا في اسكندريه من غير ما تقولهم هيزعلوا اوي.... 
يوسف بتوتر:انا كلمت نيران و قولتلها اني وصلت و كلمت عمتي شهد و.... ايمان أخبارها ايه... اتخرجت من كليه الطب؟ اكيد جراحه شاطره
صالح :للأسف لا ايمان اتخرجت من كليه الطب لكن قررت تشتغل في الكليه و بعدت عن الجراحه
يوسف بحده:
انت بتقول ايه دا مش ممكن... 
صالح بجديه وغيره على اخته
:يوسف ايمان عارفه مصلحتها اظن فاهمني.... اختي بعيد عن حساباتك... اظن اختي هي اختك ولا اي
يوسف حس ب ارتباك هو فعلا تخلي عنها يمكن لو كان فضل في مصر كان في حاجات كتير اختلفت.. 
يوسف بجديه:طبعا يا صالح ايمان اختي الصغيره..... اومال فين عمي؟ 
صالح:يمكن رجع البيت تعالي نطلع  على البيت زمان امي هناك هتفرح اوي لما تشوفك
يوسف:وهي كمان وحشتني اوي.... 
صالح:يبقى ياله بينا.... انا كدا كدا خلصت شغل... 
في مصنع الشهاوي للاقمشه
مليجي رجع من الوكاله بعد ما وصلوا الطلبيه بص للبنات اللي بيشتغلوا ابتسم بخبث وهو شايف زينب بتشتغل بتركيز و كل البنات بيجهزوا نفسهم عشان يمشوا
راح ناحيه زينب وهو بيعدل قميصه كان لونه برتقان فاقع 
مليجي بسماجه:ما تيجي نوصلك يا زينب.... 
زينب بضيق :يا اخي ما تحل عني بقى هو انت فاضي و موركش غيري
مليجي بصوت واطي:
يا بت عايزك في الحلال واللي هو اللي زيك مالوش غير في الحر"ام
زينب بصوت عالي :انت قليل الادب و ز"باله
مر بعض الوقت و يوسف قاعد مع صالح في عربيته في طريقه للبيت
في طريقه للبنت اللي اتسمت على ايديه
البنت اللي عمرها ما غابت عن باله لحظه
من يوم ولادتها اول ما عيونه وقعت على عينيها البنيه كأنها سحرتله من اول يوم
افتكر اول مره تنطق اسمه وهي عندها اربع سنين غمض عينيه وهي بيفتكر لحظاتهم القليله زمان وهي بنوته صغيره و آخر لقاء بينهم قبل ما يسافر
عوده للماضي قبل ست سنوات
بعد وفاه أيوب و بعد مراسم الدفن والعزاء
يوسف كان بيلم هدومه و بيجهز نفسه للسفر وهو ضايع حاسس ب الانكسار بسبب الهام والدته و انها اتجوزت بعد وفاة ابوه بيوم واحد حتى لو كانوا مطلقين لكن دا كان شي بيوجعه اوي
سمع صوت خبط بسيط على باب الاوضه لكن واضح ان اللي بيخبط متوتر فجأه الصوت سكت 
يوسف قام بيفتح الباب كانت ايمان لكن كانت ماشيه 
يوسف بصوت مهزوز :مش هتسلمي عليا لآخر مره...
ايمان اتنهدت وهي مدياله ضهرها :لسه مصمم على السفر يا يوسف.... 
يوسف :خالص يا ايمان معدش في حاجه استنى عشانها
ايمان:يبقى مالوش لازمه اني اسلم عليك ولا حتى نتكلم.... تروح و تيجي بالسلامة 
و لو مش ناوي ترجع برضه اتمني لك السعاده يا ابن عمي..... 
بس لو رجعت أوعي يا يوسف اوعي تفكر تيجي تسلم عليا  لان وقتها مش هستقبلك اصلا 
و اوعدك هترجع تلقى حاجات كتير اوي اتغيرت 
بس عايزه اقولك انك كداب 
فضلت طول السنين اللي فاتت تقولي اوعي يا ايمان تسيبي الياس يهزمك 
و انت مع أول وجع استسلمت لكن انا مش زيك هترجع تلقيني سعيده في حياتي و هكون جراحه شاطره...
ربنا يوفقك  هفضل ادعيلك تكون بخير كفايه اني ختمت القرآن على ايديك 
سابته و مشيت و هما الاتنين قلوبهم مقيده بذكريات الماضي حتى لو كانت قليله لان جلال كان بيحط حدود بينهم من عمر العشر سنين  كان خايف و اللي خاف منه حصل و الاتنين قيدوا بعض بقيود الحب العفيف 
عوده للحاضر
يوسف لنفسه :ياترى ليه اتخليتي عن حلمك كنت جاي مخصوص عشان اشوف دكتوره ايمان الجراحه مش الدكتوره في كليه الطب ليه يا ايمان
في بيت الشهاوي
حياء كانت قاعده في اوضه النوم بتقرا في كتاب الله و جلال خارج من الحمام كان بيتوضي لكن سمع صوت كسر قوي 
بسرعه خرج من الاوضه وهو بيروح ناحيه الصوت 
دخل المطبخ لكن وقف مصدوم وهو شايف ايمان قاعده على كرسي سفرة المطبخ و بتعيط و في كوبيات مكسوره على الأرض 
وهي دافنه وشها بين كفوفها وبتعيط 
بسرعه راح ناحيتها وهو بيتجنب الازاز المسكور
قعد ادامها على ركبته ابتسم وهو بيمسك ايديها اليمين كانت بتترعش 
ايمان بانيهار:ليه يا بابا ليه بعد كل السنين دي بعد تعب الثانويه و مجهود الكليه ابقى كدا ليه
ليه يارب انا عمري ما اذيت حد ليه حلمي يروح مني في ثانيه... 
حياء بخوف:في ايه... ايه اللي حصل 
ايمان وهي بتعيط :انا اسفه بس ايدي اترعشت وانا شايله الصنيه و وقعت من ايدي
جلال ابتسم و هو بيمد كف ايديه بيحطه على كف ايديها  وبثقه
:لو ايديك اترعشت في يوم ايدي موجوده 
بصي يا ايمان هقولك سر محدش يعرفه غير انا وامك سر كان هيدفن معانا بس دا هيبقى سرنا احنا التلاته
انتي عارفه اننا مخلفناش الا بعد ست سنين من جوازنا صح
ايمان ببكاء :صح و ماما كان عندها مشكله تمنع الحمل
جلال ابتسم وهو بيمد كف ايديه التاني و بيمسح دموعها :
مش امك اللي مكنتش بتخلف انا... المشكله كانت مني انا 
ايمان بصدمه حقيقه:حضرتك؟ 
جلال بابتسامه :تفتكري لو كنت فضلت اقول ليه يارب حرمتني من أغلى ما اتمنى 
تفتكري وقتها ربنا كان هيعوضني بيكي انتي واخوكي .... 
بصي يا ايمان انتي تعبتي في الثانوي و ربنا فرحك بكليه الطب اللي كان نفسك فيها و دخلتي القسم اللي تتمنيه و اتخرجت بامتياز كمان
لكن اراده ربنا دايما فوق الكل الحادثه اللي حصلت دي يمكن حاشت عنك مشكله كانت هتحصل 
و على فكره هتكوني كويسه و ايديك دي هتبقى زي الفل 
دكتورة العلاج الطبيعي قالت ان في امل كبير انك تقدري تتحكمي فيها فاضل اخر حاجه الرعشه اللي بتجيلك دي و متأكد ان هتقدرى تشتغلي ب ايديكي في أحسن مستشفيات مصر 
وبعدين انتي دلوقتي منتظمه مع الدكتورة
و انتي قطعتي شوط كبير جدا في العلاج و صدقيني قريب هتقدرى ترجعي لشغلك انا واثق في ربنا.... اصبري يا بنتي الصبر آخره عوض
انا عندي ثقه في ربنا مالهاش اخر 
و ثقتي في ربك مش من مفيش... لا يا حبيبتي اللي عشته واتعلمته علمني اني لازم افضل متمسك بيه 
ايمان مسكت ايديه بقوه و انحنت طبعت بوسه على جبينه 
:انا بحبك اوي يا بابا اوي 
حياء اتنهدت ب الألم وهي شايفه بنتها بتتعذ"ب في حلمها 
افتكرت الخمس سنين اللي عشيتهم مع جلال بدون خلفه كانت بتبان أدام الناس عادي و بتحاول تكون عادي أدام جلال عشان ميحسش بحاجه تبوظ فرحتهم وحياتهم 
لكن هي زي اي واحدة كان نفسها تكون أم و ربنا كرمها
حياء بابتسامه :ممكن بقى تخرجوا عشان انضف الازاز دا
ايمان بسرعه وثقه:لا انا هنضفه... انا اللي كسرته  و للأسف انا اتعلمت أحاسب على مشاريبي 
جلال ابتسم و اتنهد براحه وهو واثق في ربنا 
:ياله اخرجوا اتنم الاتنين من هنا ياله قوموا
حياء بابتسامه و مشاكسه طفوليه
:لا لا النهارده يوم حظي ولا ايه
جلال الشهاوي بنفسه هينضف الازاز
جلال بغمزه:لاجل عيونك.... 
ايمان بسعاده:اوعدنا يارب 
بعد مده
دخل جلال اوضه النوم بعد ما لم الازاز المكسور 
حياء كانت بتكتب حاجه في مذكراتها زي ما اتعودت طول السنين اللي فاتت تسجل كل لحظاتهم المهمه
مش مهم ليه بس دي حاجه مهمه بالنسبه ليها
جلال ابتسم وهو بيقعد على السرير سند راسه على فخذها مسك ايديها و حطها على عيونه
حياء ابتسمت بسعاده وهي بتنحني تقبل راسه
:ربنا ما يحرمنا منك وتفضل طول العمر معانا
ظهرت ابتسامه وسيمه بجانب شفتيه وهو لسه على وضعه 
:حياء... يوسف في طريقه للبيت.... 
قالها بهدوء وهو منتظر ردك فعلها 
حياء ضحكت بخفه وسعاده و قامت من على السرير بسرعه
:انت بتهزر يوسف في اسكندريه 
.... طب ليه مقولتليش كنت جاهزت له الاكل اللي بيحبه و الكرمل 
لا لا لازم اجهزله الشقه اللي تحت معقول رجع 
دا وحشني اوي.... اخير هشوفه بعد كل الوقت دا.... 
في الوقت دا جرس الباب رن و بعد كدا الباب اتفتح كان صالح و يوسف.... 
حياء ضحكت و طلعت بسرعه من الاوضه كأنه ابنها بعيد عنها 
يوسف اول ما شافها حضنها باشتياق 
:وحشتيني اوي اوي يا أمي 
حياء بحزن وهي على وشك انها تعيط:
كداب... كداب يا يوسف.... معقول تنسى حياء 
كل الوقت دا متفكرش ترجع مصر عشانا 
ايه قلبك جا'حد للدرجه دي 
يوسف بحزن ووجع:
مقدرتش والله العظيم ماقدرت انتي اكتر انسانه عارفه انا عديت ب ايه هنا..... مكنتش قادر ارجع وحشتيني اوي اوي 
جلال وهو بيسحب حياء بعيد عنه :
ما خلاص عرفنا... 
يوسف وهو بيضحك بصوته الرنان:
وحشتني يا كبير..... 
جلال اخده في حضنه بقوه وهو بيربت على ضهره 
:وانت كمان يا ابن الغالي........ كبرت يا يوسف 
يوسف :اامم مش اوي يعني
في اوضه ايمان
إيمان كانت خارجه من الحمام بتتوضي و هتصلي لابسه آيسدال واسع لكن سمعت دوشه في الصاله و...... صوته.... معقول وهم ولا حقيقه
دا صوت ضحكته فعلا.......... 
بدون تفكير حطت حجاب الايسدال علي شعرها و خرجت
كانت واقفه أدام اوضتها وهي شايفه  جلال و صالح و يوسف بيتكلموا و بيضحكوا
فضلت مركزه عيونها عليه و هي بتحاول تمنع دموعها تنزل و نبضاتها بتتسارع كأنها في سباق 
.. سباق بين قلبها و عقلها و كبريائها
لكن انها فتاه بقلب متمرد و ان دخلت سباق من هذا النوع ف 
سيغلب العقل و الكبرياء دوما 
يوسف بصلها ابتسم وهو شايف البنت الصغيره كبرت و بقيت جميله جدا و دا ضايق صالح لانه بيغير جدا على أخته حتى لو هو واثق في يوسف 
يوسف حاول يبعد نظره عنها 
ايمان  بثقه :ازايك يا يوسف؟ اتمنى تكون بخير
يوسف بنفس الثقه:دعواتك كانت دايما بتحميني من مشاكل كتير 
ايمان :الحمد لله انها وصلتلك..... ماما مش ياله نجهز العشا ولا ايه.... انا هدخل اصلي العشاء
حياء: ماشي يا حبيبتي 
ايمان دخلت قفلت الباب فردت المصليه و صلت العشاء خلصت وقعدت على الأرض وهي بتسبح يمكن لان دي الحاجه الوحيده اللي بتخليها تكون هاديه
قامت فتحت المصحف على سوره الكهف و بدأت تقرأ
و هي متعوده تقرأ بصوت عالي نسبي زي ما كانت بتعمل وهي صغيره 
صوتها زي صوت جلال في قراءة  القرآن خاشع جميل 
في مصنع الاقمشه
زينب :يا اخي هو انت فاضي و موركش غيري حلى عني بقى..... 
مليجي بغضب :وطي صوتك يا بت... وبعدين ايه انا بقولك اتجوزك هو انا بقولك هاخدك شقه مفروشه 
زينب بتعب:والله العظيم لو ما بعدت عني لاصوت و ألم عليك امة لا اله الا الله سامع ولا لاء
عشان انا خالص جبتي أخرى و جواز انا مش عبص لواحد زيك و اوعي تكون فاكر انك ذكي 
انا متأكده انك انت اللي سلط البنات عليا عشان يقولوا الكلام السخيف دا بس ربنا يكرمه الحج جلال و ابعد عني يا مليجي عشان اقسم بالله المره الجايه هاروح لصالح ابن الحج جلال و هو اللي هيوقفك عند حدك..... اظن فاهم
مليجي بغضب وهو بيمسكها من دراعها بقوه:
بتهدديني يا روح امك طب اقسملك بالله لخليكي تيجي ر"اكعه عشان ابصلك يا ز"باله مش واحده لقي"طه بنت حر"ام زيك تقولي انا كدا 
وصالح الشهاوي بهيبته و كل اللي عنده هيبص لواحدة زيك على ايه ولا هيشغل باله بيكي و بمشاكلك ليه؟ 
زينب بوجع وقلة حيله :سيبي ايدي يا مليجي
مليجي بابتسامه سمجه: ماشي يا مزه هسيبها بس بكرا تيجي تحت ايدي.... 
سابها و مشي وهي قعدت على الكرسي أدام مكينه الخياطه غصب عنها عيطت هي فعلا معندهش حد يهتم بمشاكلها حتى اسم صالح بالنسبه ليها صعب عليها معقول يجي يوم حتى ويهتم بمشاكلها......... 
نورهان:منك لله يا ظالم روح اللهي يفر"مك قطر يا بعيد ياله يا ذينب عشان نمشي... يتبع
في صباح جديد باكر.. على شاطي البحر
زينب واقفه وهي ساكته بتبص للبحر بعيونها الرمادي الداكنه بتلمع بالدموع
نسمات الهواء بتحرك خصلات شعرها كانت حاطه حجاب خفيف على شعرها اسود طويل لحد خصرها اسود مائل للبني
نورهان بحزن: ممكن متعيطيش عشان خاطري
زينب وهي بتعيط و بتضرب موضع قلبها بقوه :
انا ذنبي ايه ليه اعيش في الوجع دا
مليجي كان عنده حق انا حتى لو مت او اختفيت محدش هيسال هي فين؟
هو انا وحشه اوي كدا يا نور.... انا عارفه اني عاديه جدا حتى شخصيتي مش البنت الجامده انا عارفه اني عاديه جدا و اقل من العاديه
انا بس نفسي اغمض عيني في يوم وانام وانا مطمنه....
كان نفسي اكون زي اي بنت عندها أم و أب
على الاقل بس اكون عارفه هما مين؟
لكن حتى دي معرفهاش.... عارفه يعني ايه تكوني عيله مكملتش شهور مر"ميه في الز"باله
ايوه يانور كنت في الز"باله)
ضحكت بسخريه وهي بتمسح دموعها
(لو انا بنت حلال ليه يعملوا فيا كدا ليه يا نور؟
انا بكر"هم لأنهم جابوني للدنيا وسابني اتعذ"ب فيها لوحدي)
نورهان حضنتها بقوه وهي بتربت على ضهرها بحنان
" والله العظيم ربنا هيعوضك عن كل السنين اللي فاتت والله حتى لو زي ما بتقولي كنتي في سله الز"باله هيجيلك اللي يخليكي اميره
هتكون أميره و ملكة في قلبه
هيختارك انتي لان مفيش زيك انتي استثنائيه مش مجرد بنت عاديه
زينب غمضت عينيها وهي بتفكر في كلامها بسخريه مين اللي ممكن يختارها و يسيب باقي البنات علشانها هي وبس
نورهان بسعاده عشان تخرجها من مود الحزن
:بقولك ايه تاكلي بطاطا مشويه...
زينب  بتمسح دموعها و بتبتسم :
انا اللي عزماكي...
نورهان :اشطا يا برنسس
نورهان بصت بعيد كان في امراتان كبار في السن بيبصوا على نور و زينب وهما بيضحكوا وبيشاورا عليهم
نورهان بابتسامه :بت يا زينب بص اللي هناك دول....
زينب وهي بتمسك في ايد نورهان بسعاده
:يمكن في يوم من الايام نكون زيهم
نورهان :هنفضل طول العمر سوا هنكبر ونعجز ونتجوز و كل واحده فينا هيبقى عندها بيتها و عمرنا ما هننسي بعض
زينب بابتسامه :عمري ما اقدر انساكي عارفه يانور انتي اختي بجد ....هجيب البطاطا
............................... 
في بيت الشهاوي
ايمان فتحت باب الشقه و خارجه راحه عند ياسمين بنت عمتها شهد هما صحاب جدا 
ياسمين اتولدت قبل ايمان في فرق سنه تقريبا
نازله السلم و هي بتسبح كعادتها
بصت في آخر السلم كان يوسف واقف و باين انه متوتر بسبب طريقتها مكنش متوقع يرجع يلقيها نسيته او حتى مش فارق معها 
يمكن لأنها عندها قدره غريبه في إخفاء مشاعرها 
اتنهدت بضيق وهي بتنزل 
ايمان بهدوء:صباح الخير 
يوسف : صباح النور... انتي خارجه؟ تحبي اوصلك في طريقي..... 
أيمان :شكرا...... 
يوسف بابتسامه :عمرك ما هتتغيري يا ايمان 
ممكن تستنى دقيقه واحده 
أيمان بضيق:اشمعني؟ 
يوسف :هتعرفي.... خليكي ثانيه واحدة
دخل شقته لكن طريقته حسست ايمان انه فعلا مالهاش مكان في حياته و المشاعر دي من طرف واحد وهي اللي عايشه في وهم... 
خافت؟ ايوه خافت..... خافت من مشاعرها 
خافت تكون بتظلم نفسها....... 
وهي دي الحقيقه لو هو حبها ربع حبها له لايمكن كان يسافر و يبعد 
بعد دقايق
خرج يوسف و هو ماسك علبه صغيره 
ايمان :ايه دي؟ 
يوسف :دي ليك اتمنى تعجبك.... 
ايمان:بس انا مش... 
يوسف بتنهيده و ابتسامة حزينه:لو سمحتي... 
ايمان هزت راسها بمعني تمام كانت ماشيه لكن وقفت و هي بتبص على ايديه 
يوسف لاحظ نظراتها بسرعه حط ايديه في جيبه
رفعت عينيها تبصله بحيره و ارتباك 
يوسف :تحبي اوصلك..... 
ايمان بهدوء:يوسف ليه لابس الخاتم دا لحد دلوقتي..... انت زمان قلعته قبل ما تسافر و قلت اننا اخوات..... 
يوسف انا هديتك الخاتم دا في آخر عيد ميلاد ليك هنا في مصر.. قبل وفاة عمي ايوب 
فاكر قولت ايه في اليوم دا....... 
يوسف رجع بذكرياته ليوم عيد ميلاده وافتكر كلام و اندفاعه وراء مشاعره افتكر نفس الجمله
"(ايمان يوسف الصاوي....
دا هيكون اسمك هتكوني على اسمي  )"
ايمان : يوسف ابقى ارمي الخاتم دا انت قلتها قبل ما تسافر احنا ولاد عم و اخوات..... 
سابته و مشيت 
يوسف وهو بيبص لطيفها: بس انا عمري ما كدبت عليكي يا ايمان...... ياترى الدنيا هتاخدنا على فين؟؟
عند الهام
الهام بغضب :بقى رجع و مفكرش في امه لا و جري على حياء نسي ان انا امه مش هي
سعاد اختها بغضب منها:الهام استهدي بالله و بعدين يااختي هو انتي من امتى كنتي مهتمه بيه او ب نيران يا شيخه دي نيران يوم فرحها اللي يشوفها يقول ان حياء امها مش انتي 
فوقي يا الهام انتي اللي ضيعتي ولادك الاتنين 
يوسف بسببك هج وساب البلد كلها و بسببك برضو مفكرش ينزل مصر ولا مره واحده طول السنين اللي فاتت
انتي عملتي ايه من بعد طلقك من أيوب 
سبتي ولادك لجلال و حياء و كانك مش امهم 
تعرفي والله مش انا اختك بس بستجدع حياء عنك 
الهام:حياء و جلال هيفضلوا منكدين عليا حياتي 
الاتنين دول تعبوني اوي في حياتي بس مهما ما حاولت مش هيبعدوا عن بعض 
كانت نواره و شمس و أيوب  عرفوا يبعدوهم زمان 
سعاد :عندك حق استهدي بالله بقى و شوفي ابنك هتعملي معه ايه..... 
الهام :اعمل معه اي؟؟...... 
في بيت شهد الشهاوي 
ايمان و ياسمينه كانوا قاعدين في اوضه ياسمينه
ياسمينه :اقولك الصراحه يا ايمان.... ساعات بحس ان يوسف بيحبك أضعاف مضاعفة من حبك له 
يعني كل تصرفاته اهتمامه بتفاصيلك
بعده عنك السنين دي.... كل حاجه بتقول انه بيحبك
ايمان بضيق:طب و بعده دي بتحلليها على اي منطق.... 
ياسمينه بابتسامه :بذمتك يا ايمان انتي اكتر واحده عارفه يوسف..... يوسف كان دايما بيحط حدود بينكم و لما بيشوفك كان بيبعد 
اقولك الصراحه شوفي يوسف ابن خالي و بمعرفتي بيه انه ملتزم و مالوش في المحن 
و مش بيعرف يعبر عن مشاعر و خصوصا انه عاش فتره طفوله مختلفه 
عمي أيوب كان في السجن و أمه بعيده عنه 
يمكن لان باباكي كان بيعتبره ابنه و لان يوسف مش خاين للعشره و لا لتربيت امك له كان لازم يحط حدود بينكم
و لما حصل موضوع الهام دا... قرر يبعد و انا عذراه الصراحه الموضوع كان صادم للكل و هو جاله فرصه كويسه انه يشتغل برا.  
ايمان بتفكير :سيبك من يوسف و مني و قوليلي انتي عامله ايه.. 
.........................
في مكان علي المينا 
ثلاث شبان موردين في  الشادر قاعدين و في شمسيه كبيره بتحجب عنهم اشعه الشمس
كل واحد منهم شايل جواه غضب يكفي يد"مر به نفسه و كل اللي حواليهم
شاكر بغضب 
(اكبرهم ويبلغ من العمر أربعين سنه) 
:يعني ايه... ابن الشهاوي ناوي يلهف سوق السمك لوحده.... هو فاكر نفسه مين... بقى احنا اللي بتتهز لينا شنبات يجي صالح الشهاوي يقعدنا في بيوتنا
و يخلي الأسعار النص و يكسب كل التجار في صفه..... و احنا نقعد كدا
رحيم:
كل التجار بيقولوا ان اسعارنا غاليه اوي عليهم دا حتى الصيادين مش راضين ب الاجره بتاعتهم و معظمهم راحو يشتغلوا في حلقه السمك الكبيره بتاعت شريف الهلالي او بمعنى أصح حفيده صالح الشهاوي.... 
فريد بعضب:
عايزنا نعمل ايه يعني نزودهم و نقلل السعر للتجار دا كدا نفلس احسن.... 
شاكر بغل و حقد :لا الموضوع دا زاد عن حده و لازم ابن الشهاوي يبعد عن طريقنا 
فريد بخبث:نحر"قله الحلقه ب اللي فيها
رحيم بسرعه 
:اكيد ماأمن عليها عيله الشهاوي اذكي من كدا بكتير دا ابن جلال الشهاوي
و الاسم دا احذر منه الف مره 
لانه ممكن يحر"ق العالم لو حس انه عيلته في حد عايز ياذيها 
غير كدا متنساش ان امه فرنسيه و تقريبا معها الجنسيه يعني لو عملنا حاجه تاذي ولادها ممكن تتواصل مع السفاره الفرنسيه و ساعتها هنروح في داهيه
شاكر بزعيق:اومال نسيبه ياخد مننا كل حاجه.... صالح الشهاوي لازم يختفي من طريقنا اقسم بالله يوم كمان على وش الأرض لا يكون فيها د"م
لو خايف يا رحيم قوم امشي لكن انا على جثتي اني اسيبه انت عارف انا مديون بكم بسببه و بسبب خسارتي اللي هو السبب فيها لا و صالح ذكي عارف يلم الكل حواليه 
فريد بشيطا"نيه:عارف مين ممكن يجيب أجله.... مليجي الواد  دا مبيكر"هش في حياته اد صالح بس خايف منه و خايف من الحج جلال
لكن الفلوس بتقوي القلب لو شممته ريحة الفلوس يبيع اهله و خصوصا ان طليقته الاولانيه رافعه عليه قضيه نفقه 
شاكر بابتسامه خبيثه:يبقى هاتلى مليجي... دلوقتي حالا شوفه فين  اخلقهولي....... 
====أطفت شعلة تمردها2======
في حلقه السمك 
دخلت ايمان وهي مبتسمه وهي بتبص للعمال وهي بتفكر في ذكرياته في المكان دا مع حياء و جلال و صالح وهما صغيرين و ازاي كانوا اشقيه و بيغلبوا حياء
سليم:ازايك يا دكتورة... نورتي المكان 
ايمان بابتسامه :الحمد لله.. ازايك يا عم سليم 
سليم :انا بخير اومريني
ايمان :الأمر لله هو بابا فين؟ 
سليم بود:الحج على المرسا تحبي أبلغه انك هنا 
ايمان:مفيش داعي انا هروحله.... 
سابته و مشيت لاخر حلقه السمك خرجت منها و بصت بعيد 
جلال كان قاعد على المرسا و هو بيبص للبحر و بيشرب قهوته..... 
ابتسمت وهي بتروح ناحيه بسرعه 
ايمان بحماس:قفشتك بتشرب قهوه... ماما لو عرفت انك شربت قهوة
ياويلي يا ناري من اللي هيحصل
جلال بابتسامه جميله :وطبعا انتي مش هتقوليلها امك عنيده و هتعمل مشكله و السلام.  
ايمان :اامم افكر.
راحت تقعد جانبه لكن قاطعها جلال بحده
:دا مكان حياء.... تعالي الناحيه دي
ايمان  وهي بتقعد الناحيه التانيه
:بدوب من حبك لها.... بجد امي محظوظه و شكلي هغير منها
جلال مسك ايديها وبص للبحر وهو مبتسم
:عارفه يا ايمان.... أمك رغم حاجات كتيره هي أجمل ست في الكون
حياء رقيقه اوي و ممكن كلمه واحده تخليها اسعد انسانه في الكون
حياء بنت بلد رغم انه اتولدت برا لكن
لما اتحط في اختيار بين الفلوس و بيني
اختارتني انا....
ايمان راحت تقعد جانب جلال لكن قاطعها  بحده
:دا مكان حياء.... تعالي الناحيه دي
ايمان  وهي بتقعد الناحيه التانيه
:بدوب من حبك لها.... بجد امي محظوظه و شكلي هغير منها
جلال مسك ايديها وبص للبحر وهو مبتسم
:عارفه يا ايمان..... أمك رغم حاجات كتيره هي أجمل ست في الكون
حياء رقيقه اوي و ممكن كلمه واحده تخليها اسعد انسانه في الكون
حياء بنت بلد رغم انه اتولدت برا لكن
لما اتحط في اختيار بين الفلوس و بيني
اختارتني انا.... و خسرت ورثها من جدك
و قررت تعيش معايا شهور طويله و احنا حياتنا بسيطه جدا
لما اتحطت في اختيار بين الخلفه وبيني
اختارتني وقتها قالتلي جمله عمري ما هنساه
(لو الموت حاول يفرقنا هتلقيني معاك في نفس القبر)
عارفه انا وهي بدأنا رحلتنا اول سنه جواز كان فيها مشاكل لكن كانت اختبار حقيقي لعلاقتنا
مينفعش اي حد يقول كلمه بحبك بالسهل كدا
الحب عايز وجع... عايز دموع والم الحب اختبارت طويله لازم نعدي بيها
و حياء كل يوم في حياتنا تثبتلي انها تستحق اني أخوض علشانها حر"وب...
ايمان بهدوء وهي بتفكر في يوسف
:ازاي عرفت انك بتحبها يا بابا
جلال بتفكير و ابتسامه :
اول مره شفتها فيها كنت متأكد اني هقع في حبها
رغم انها كانت بتخاف مني بس الصراحه كنت بغير عليها بسبب لابسها وطريقتها
اول مره قربت مني حسيت وكأن قلبي هيقف من سرعة نبضاته وهي في الاخر كانت عايزه مني المحفظه
دموعها.... دموعها بتحر"قني و بتهلك روحي.... دموعها بتعصر قلبي
ابتسامتها بتحيني وَبتخليني عايزه اعيش وأفضل معها للأبد
و الأهم صدقها في العلاقه لو هي كانت بتمثل الحب مكناش هنبقى سوا ابدا يا ايمان لان اللي عشناه سوا كان عايز صدق و ثقه قويه و حياء وثقت فيا بجد
ايمان سندت راسها على كتف جلال و ابتسمت :وانا بحبكم و عمري ما هوطي راسك ابدا يا بابا.... 
جلال مال عليها وباس راسها 
:و انا هفضل فخور انك بنتي مهما حصل 
صالح من وراهم:يا حلاوة الحب... متجمعين عند النبي 
جلال :يروه مش هعرف اشرب فنجان القهوه من زنكم ياله خد اختك و امشي
ايمان بمشاكسه :انت بتطردنا يا كبير ولا ايه
تحب اتصالك على حبيبة القلب تيجي تونسك
جلال بابتسامه :خد اختك و روحها يا صالح انت عارف مش هتسبني في حالي.... 
صالح بجديه :و حضرتك مش هتروح معانا المغرب هياذن
جلال :لا انا معزوم عند عمك جمال على العشاء خالتك فاطمه أصرت نتعشا كلنا سوا 
ايمان:و الله خالتي فاطمه دي سكره سلملي عليها ياله يا صالح لان واقعه من الجوع
صالح بهدوء و جديه تليق به
:هوصلك لحد البيت و هطلع على المصنع و بعدين عندي شغل في المخزن لو اتاخرت متقلقوش
ايمان :ماشي يا سيدي ياله سلام يا حجيج
جلال:خالي بالك على نفسك في حفظ الله يا ولاد
صالح و إيمان بابتسامه :في حفظ الله
======🌿وليدة قلبي 🌿========
في الخما'ره 
(مكان زي البا'ر لكن على شكل قديم شويه بجو اسكندراني لكنه مكان سئ)
مليجي كان قاعد مع شاكر و فريد وهو بيدخن سجاير اخد نفس طويل و هو مضيق عينيه بيفكر 
و بصوت واطي
:يعني انت عايزني اقت"ل ابن الحج جلال... انت اتجننت مش كدا.... عارف ممكن يعمل فيا ايه 
دا ممكن يس"لخ جلدي وانا حي 
و بعدين ازاي فاكر اني ممكن اقدر على صالح دا ممكن يو"لع فيا انتم اكيد اتجننتوا 
شاكر بخبث:هنديك اللي انت عايزه و بعدين مش لازم انت اللي تنفذ ممكن اي حد من طرفك 
و محدش هيعرف ان انت اللي عملت كدا
وبعدين جلال الشهاوي لو شاف ابنه سايح في د"مه هيقع و مش هتقوم له قومه تاني 
و ساعتها الشادر كله يبقى تحت ايدينا و انت هينوبك من الحب جانبك واهو تخلص منه بدل ما هو منغص عليك عيشتك.... 
مليجي بتفكير :تلات أرانب مقفولين..... 
فريد بصوت عالي:اتجننت ولا ايه هو ايه اللي بتقوله عايز تلاته مليون ليه أن شاء الله 
مليجي بخبث و ط"مع:عشان ر"قبة صالح الشهاوي تمنها غالي اوي اوي 
شاكر بتفكير:وانا موافق في خلال يومين اتنين صالح ميكنش على وش الأرض انت فاهم
مليجي اخد نفس عميق ظهرت ابتسامه خبيثه وهو بياخد كاس
:وحياتك انت لاكون مخلصلك عليه النهارده قبل بكرا... 
فريد:بلاش تهور يا مليجي فكر الاول لان لو انكشفت هتروح في ستين دا"هيه
مليجي بشيطانيه:لا متقلقش عليا المهم جهز الفلوس... النهارده التلات صالح بيكون في المخزن الكبير هو متعود يروح يطمن على البضاعه
وكل كم سوم يقر"فني و يفتش في الحسابات و البضاعه... انا كنت بقول الحج جلال كبر و مش هيهتم ب الحسابات و البضاعه و اقدر اخنصر من وراهم يقوم يجي صالح و يفضل واقفلي على الواحده.... صحيح زي ما بيقولوا اللي خلف مامتش... رغم ان صالح شغله الأساسي في الشادر الا انه قرفني في المصنع و الوكاله كمان... 
بس اهو جيه لقضاه........ 
................🍁🍁🍁🍁🍁🍁................ 
صالح وصل ايمان أدام البيت 
ايمان:خالي بالك على نفسك... 
صالح بابتسامه :متقليقش عليا ياله اطلعي و لو الواد اللي اسمه يوسف دا وقفك مترديش علبه انتي فاهمه
إيمان بسعاده:فاهمه ياله هطلع عشان ماما بترن 
سلام يا كبير.... 
صالح ابتسم فضل واقف لحد ما هي دخلت البيت و دير العربيه و طلع على المصنع
وهو بيفكر في حاجه شاغله باله..... 
في مصنع الشهاوي
نورهان و زينب خلصوا شغلهم و خالص بيجهزوا علشان يمشوا
نورهان:الحمد لله الواحد مشفش مليجي الز"فت النهارده يارب دايما
زينب بضحك:دا واحد عايز ياخد بالشبشب على دماغه ياله ربنا ياخده..... 
نورهان:بقولك انا هروح للدكتوره علشان اجيب نتيجه التحليل بتاعت امي و انتي لما تروحي رني عليا... او انا هبقي اعدي عليكي شويه عشان اطمن على عمي منصور ... ياله سلام
زينب بابتسامه :هستناكي بليل... سلام
نورهان سبيتها و خرجت وهي اتنهدت و هي بتاخد شنطتها و بتخرج من المصنع وهي سرحانه في حاجه كانت خايفه و متوتر رجعت البيت 
كان بسيط جدا في الدور التاني في عماره قديمه على البحر 
طلعت المفتاح من شنطتها وفتحت الباب و دخلت
زينب بصوت عالي:... حج منصور يا بابا... 
منصور بصوت مرهق:تعالي يا حبيبتي انا هنا
زينب ابتسمت ودخلت اوضه والدها (المتبني ليها) 
زينب:ازايك يا بابا.... قولي عامل ايه.. 
منصور بتعب و ضعف:بخير الحمد لله... قوليلي عامله ايه يا بنتي جيتي امبارح من الشغل و دخلتي اوضتك على طول... حصل حاجه؟ حد ضايقك... 
زينب :محدش يقدر يضايقني... بس انت عارف شغل المصنع كتير و كنت هلكانه من الشغل جيت نمت بدون ما حس... هدخل اسخنلك العشا عشان تاخد الدوا
منصور وهو بيربت على كتفها بحنان؛ 
ربنا يحفظك يا زينب... والله ربنا هيكرمك على اد تعبك معايا.. 
زينب وهي بتبوس ايديه: ربنا يخليك ليا و بعدين تعب ايه بس دا لولاك كان زماني مر"ميه في الشارع و يعالم كنت هبقي عايشه ولا لاء... 
باست راسه و قامت بتعب دخلت المطبخ كان مجهزه الاكل الصبح قبل ما تخرج سخنته و طلعت... 
بعد مده
دخلت اوضتها بعد ما ادت والدها الدوا و اطمنت عليه انه نام
اترمت بجسدها على السرير بتعب كانت حاسه انها هتنشل من التعب
اتعدلت في جلستها وهي بتمسك شنطتها بتدور على الموبيل لكن مكنش موجود 
قمت مخضوضه وهي بتدور على الموبيل لكن فجأه ضر"بت بيديها على دماغها بقوه وهي مدركه انها سابت الموبيل في المخزن الصبح لكن المشكلة انها كانت حاطه الموبيل على الصناديق اللي هتتنقل الصبح من المخزن وساعتها الموبيل هيضيع منها للابد
قامت بدون تفكير لابست جزمتها و خرجت من الشقه في طريقها للمخزن وهي معندهاش اي فكره ازاي هتدخل دلوقتي في الوقت دا لان الساعه عشره 
و ياترى الغفير هسيبها تدخل و لا لاء
......... انها ترانيم القدر......... ولعله اللقاء 
صالح كان واقف بعربيته أدام المخزن نزل و دخل و الغفير قفل وراه
دخل صالح الشهاوي لجوا المخزن مسك الدفتر و بقى يفرز الشغل الموجود وهو بيسجل بعض المعلومات في الدفتر كان حاسس بهدوء غريب 
فجأه سمع صوت قوي و كأنه صوت خناق... 
قفل الدفتر و حط ايديه في جيب البنطلون كان ماشي بثقه في الممر 
لكن بأن عليه الاستغراب وهو شايف كل حاجه طبيعيه 
حس بالشك لكن أدير راجع يكمل شغله.... و بسرعه جدا انحني و فجأه بتنزل الشومه على الأرض 
كان في سطح اسود ناعم بيظهر في انعكاس من وراه 
بسرعه بيدير و هو بيبص للرجاله للموجودين كانوا اتنين ملثمين 
صالح كان في النص بينهم وهما حواليه باين عليه الثقه كان الخوف ميعرفش طريقه او يمكن بيعرف يخفى اي مشاعر خوف 
واحد منهم طلع مطو"ه... صالح نزل عينيه للارض و بدون تفكير ضر"ب الشاب برجليه ونزل على الأرض اخد عصايه  ضخمه بيضر"به لكن بيتلقي ضر"به من واحد فيهم
قام بغضب ضر"به بقوه وهو ماسكه من ياقه قميصه رماه على الأرض 
بص للتاني وهو بيمسح الد"م من دماغه و بغضب 
:مين اللي بعتك يالا انطق.... 
الشاب كان بيرجع لوراء بخوف صالح ه"جم عليه بقي يضر"به بع"نف... 
لكن فجأه سابه وباين على ملامحه الوجع 
الشاب بعد عنه وهو بيسحب السكينه من جسم صالح بقوه 
صالح سند على صندوق كبير قبل ما يقع على الأرض وهو بينز"ف اخد نفس بطئ وعيونه احمرت فيها لمعه دموع
اخد نفس بطئ جدا وهو بيفكر في امه و ابوه و إيمان 
بدا يغمض عيونه وهو حاطط ايديه على بطنه بص للد"م 
الشابين خرجوا بسرعه جدا من المكان و سابوا صالح يصارع المو"ت بينز"ف بشده
عند ايمان 
قامت مفزوعه من النوم وهي مخضوضه و عرقانه حاسه بوجع غريب 
بدون تفكير طلعت موبايلها تكلم صالح هو مش بس اخوها هو توائمها و سندها بعد ابوها
عيطت وهي بترن عليه لكن مفيش اي رد
قامت بسرعه و راحت لاوضه حياء فتحت الباب بتلقائيه وبدون استئاذان 
حياء كانت بتصلي 
ايمان فضلت واقفه وهي مستنيه والدتها تنهي صلاتها
حياء بخوف :في ايه يا ايمان اخوكي جيه
ايمان بخوف:صالح مش كويس يا ماما.. 
..... 
زينب وصلت المخزن لكن استغربت الهدوء دا و ان البوابه مفتوحه
دخلت بهدوء وهي بتدور على الموبيل لحد ما وقفت مصدومه و مرعوبه...
زينب دخلت المخزن لكن كانت حاسه بخوف وخصوصا ان البوابه الكبيره مفتوحه و مفيش حد من الغفر
ضغطت على ايديها بتوتر و دخلت بتدور على موبايلها لكن فجأه وقفت مصعوقه و هي بتبص ادامها من الصدمه حسيت ان أنفاسها مكتومه وكأن في حد بيضغط بقوه على صدرها يكاد يشقه
شايفه صالح الشهاوي واقع على الأرض وبينز"ف
بسرعه جدا كانت قاعده جانبه شالت حجابها من على شعرها مسكت ايديه اللي على بطنه و حطت الحجاب على الجر"ح بتضغط عليه
غصب عنها دموعها نزلت من الخوف و الورطه اللي هي فيها
سمعت رنة موبيل وكان موبيل صالح قامت بسرعه و ردت بدون حتى ما تشوف اسم المتصل
حياء بتوتر و خوف:صالح انت
زينب بانهيار :صالح بينز"ف.... إسعاف على المخزن بسرعه ارجوكي....
سابت الموبيل من ايديها بتقعد على الأرض براحه جدا بتحط دماغه على رجليها
و ايديها على الجر"ح
صالح كان حاسس بوجود حد معه حاسس بوجع فظيع
زينب وهي بتبكي :صالح افتح عينيك.... علشان خاطر أغلى ما عندك انا مش ناقصه مصايب ابوس ايدك....
صالح فتح عينيه ببط مكنش قادر يشوفها ملامحها بالنسبه له مخفيه دموعها بتسيل على خدها بتلامس ملامح وشه 
وكأن العهد بالعشق ابتدا بدموعها......... 
غمض عينيه و هو بيفقد الوعي
زينب برعب: قوم انا حياتي بايظه بما فيه الكفاية مش ناقصه 
===وليدة قلبي ما ان رأيتك و الي الابد  ====
قبل قليل
في بيت الشهاوي
حياء كانت واقفه مصدومه لكن مفيش وقت
ايمان بخوف:في اي يا ماما...
حياء فتحت الموبيل كلمت الإسعاف و هي منهاره بتعيط بهستريه و وشها احمر احساس بالوجع رهيب ان الام تحس ان ابنها في خطر
حياء بتأكيد في الموبيل:العنوان في.... ارجوك بسرعه
ايمان عيطت وبسرعه دخلت غيرت هدومها  حياء مهتمتش تغير كانت ب ايسدال
راحت علي باب الشقه بتفتحه وهي بتعيط نزلت لكن قبل ما تخرج قبلت جلال في وشها
جلال حس بوجع وهو شايف شكلها :
في ايه؟ ازاي نازله دلوقتي؟ حد من الولاد...
حياء بمقاطعه وهي بتمسك في التيشيرت بقوه و بتميل براسها على صدره و بتعيط
:صالح... صالح يا جلال.... انت وعدتني انهم هيكونوا كويسين طول العمر... ابننا
جلال كل ملامحه اتجمدت حس بانقباض صدره بقوه
:انت بتقولي ايه... صالح كويس
خرجوا الاتنين ركب عربيته وهي جانبه ايمان نزلت وهي بتعيط ركبت معهم هي ويوسف
حياء كانت دافنه وشها بين كفوفها بتعيط وهي خايفه و مرعوبه
في المخزن 
الإسعاف وصلت و اخدوا صالح و زينب ركبت معاه كان في ممرضه في عربيه الإسعاف كانت بتعمله اسعافات أوليه 
بعد مده صغيره 
وصلوا المستشفى الدكاتره اخدوا صالح علي العمليات و ادارة المستشفى كلمت البوليس
زينب كانت قاعده أدام العمليات و هي بتترعش من الخوف و بتعيط لأنها راحت في داهيه 
عيطت اكتر وهي بتبص لايديها اللي عليها د"م صالح 
شعرها كان على وشها 
سمعت دوشه رفعت وشها شافت 
جلال الشهاوي و حياء و إيمان بنتهم و يوسف
كلهم جايين ناحية للعمليات 
قامت بخوف وقفت في زوايه جانب اوضه العمليات 
حياء :هو الدكتور فين؟ انا عايزه حد يفهمني ايه اللي حصل و مين اللي كلمتني.... صالح يا جلال وحياتي عندك عايزه اشوفه ارجوك 
جلال حضنها بقوه وهي مخبيه وشها في صدره بتعيط يمكن لان صالح و إيمان هما عمرها 
يمكن لأنها أم زي كل ام بتترعب على ولادها 
ايمان عيطت اكتر وهي شايفه حالة امها و ابوها 
يوسف بهدوء:ايمان مينفعش كدا اهدي علشان حياء على الاقل... 
ايمان سابتهم و مشيت بعيد عنهم قعدت على الأرض في الممر وهي ضامه نفسها بتبكي 
يوسف اتنهد بحزن وهو بيقعد جانبها 
:صالح هيكون كويس... 
ايمان فضلت تبكي و هو ساكت وقاعد جانبها مكنش يتمنى يشوفها في الحاله دي 
اكتر لحظه اتمنى يحضنها فيها بقوه لكن دا هيبقى غلط.................. 
البوليس وصل المستشفى دخل الظابط 
حياء كانت قاعده على كرسي أدام العمليات هي و جلال 
و زينب لسه واقفه بعيد و خايفه لكن حاسه بحاجه غريبه
يمكن لأول مره تشوف يعني ايه عيله 
عيله تخاف عليك وتحبك بدون مقابل 
شافت دا في عيون حياء و صبر جلال اللي بيحاول يتماسك..... 
الظابط كان بيتكلم مع جلال لكن هو اصلا مش فاهم ايه اللي حصل 
الظابط:مدام حياء مقدرتش تتعرفي على البنت اللي كلمتك
حياء هزت راسها ب لا 
زينب بقيت تفرك في ايديها بتوتر اتقدمت منهم كم خطوه و هي بتحاول تقوى قلبها 
زينب بخوف:انا... انا اللي كلمتك 
انا زينب... زينب منصور شغاله في المصنع
رفعت (ظابط الشرطه) :و ايه اللي وداكي المخزن و ايه اللي حصل؟ 
زينب بدموع:والله العظيم مش انا اللي عملت كدا اقسم بالله.... انا.. 
جلال :انطقي حصل ايه و ابني ليه هنا لان قسما بالله لو ليك يد في اللي حصل لاكون د"فنك ؟ 
صوت شهقاتها زاد وهي بتحاول تتكلم 
:انا... كنت في المخزن انا والبنات الصبح و هناك نسيت... نسيت موبيلي و لما رجعت البيت دورت عليه افتكرت اني نسيته هناك و انا عارفه ان العربيات هتنقل البضاعه من المخزن الصبح 
قلت لو سيبته للصبح مش هلقيه فخرجت من البيت كنت ناويه اقول  الغفير يشوفه ليا لكن لما روحت لقيت ص.. بشمهندش صالح واقع على الأرض وبينز"ف والله العظيم هو دا اللي حصل
مكنتش
عارفه اعمل ايه موبيل رن معرفش كان مين حتى رديت و طلبت الإسعاف..... 
انا والله العظيم ماليش يد في اللي حصل 
رفعت بحده :دا هنعرفه بطريقتنا.... خدها يا ابني
زينب هزت راسها بنفي وهي مرعوبه و بتعيط راحت لحياء و مسكت فيها بقوه
:انا ماليش ذنب... وحياه ابنك متخلهمش ياخدوني انا معملتش حاجه انا لايمكن أذى صالح
انا كنت بحاول اساعده.... اقسم لك بالله 
زينب بخوف و دموع:والله العظيم ان ماليش ذنب انا كنت بحاول اساعده اقسم بالله
حياء كانت حاسه فعلا من نظراتها انها مالهاش ذنب يمكن لأنها مرت بموقف مشابه في حياتها وقت ما الكل اتهموها انها راحت الكبا"ريه كانت بتحاول تستنجد باي شخص لكن محدش
صدقها... 
جلال بص لحياء وقف جانبها وهو بيسندها لان فعلا كانت على وشك السقوط من الانهيار 
جلال بجديه:لو انتي بريئه فعلا البوليس هيعرف و ساعتها هتخرجي لكن لو لك يد اقري الفاتحه من دلوقتي 
زينب كان نفسها تصر"خ وهي فاقده حتى القدره على الكلام شايفه خصلات شعرها افتكرت حجابها اللي استخدمته عشان توقف النز"يف وهنا انهارت حست انها دايخه و الرؤيه مشوشه كان تتمنى شخص واحد بس يقف جانبها لكن للأسف مفيش حد 
وقعت من طولها اغمى عليها مستسلمه للدوامه اللي بتسحبها لعالم تاني بعيد انفصال عن الواقع 
حياء اتخضت عليها وهي عندها احساس قوي ان البنت دي لايمكن تاذي حد...... 
انحنت لمستواها وهي خايفه عليها 
حياء : زينب قومي يا بنتي.... ممرضه يا جلال.... 
الممرضين اخدوا لاوضه عاديه و اسعفوها لكن كانت منفصله تمام عن الواقع كل اللي في خيالها صالح وهو واقع على الأرض وبينز"ف كوابيس بتهاجم عقلها بتفقدها احساس الراحه
الدكتور خرج من العمليات بعد ساعتين ونص جلال اول ما شافه وقف قصاده و عيونه فيها ألف سؤال 
حياء وهي بتضغط على ايديها بخوف و عيونها بتلمع بالدموع: صالح كويس؟ 
الدكتور بتنهيده:الط"عنه كانت قويه و كمان طريقه سحب السك"ينه من جسمه كانت عني"فه و هو نز"ف كتير.... يمكن لو كان نز"ف اكتر من كدا كان كل أعضاءه توقفت.... الحمد لله ان البنت دي حاولت توقف النز"يف كان ممكن نخسره هو جيه في الوقت المناسب... الحمد لله عمليته نجحت بس هيتنقل العنايه المركزه ممنوع الزياره انا بقول اهو يا جلال بيه ممنوع الزياره..... اعوله ان يعدي الفتره الجايه على خير
رفعت :هو ممكن يفوق امتى يا دكتور.... 
الدكتور:للأسف مقدرش احددلك وقت معين بس خلال اليومين الجايين 
جلال:متشكر جدا.... 
حياء بغضب :هو ايه اللي شكرا انا عايزه اشوفه... انا عايزه اشوف ابني... 
جلال بهدوء :حياء اهدي صالح كويس بس... 
حياء  :كل اللي بتقوله دا ميفرقش معايا انا مش هرتاح اللي لما اشوفه... ارجوك يا جلال
جلال :هترتاحي لما تشوفيه و بعد كدا لاقدر الله تخسريه..... 
حياء قعدت على الكرسي وهي بتد"فن وشها بين كفوفها و بوجع:
انا عايزه اطمن عليه حرام عليك يا جلال...
جلال نزل لمستواها كان قاعد على ركبته وهو ماسك ايديها :
اطمني يا حياء و اهدي ابنك طالع لابوه متخافيش عليه.... صالح هيكون كويس 
حياء سكتت و غمضت عينيها ب الألم...... 
دخل جمال المستشفى بسرعه  سأل الاستقبال علي صالح طلع للعمليات كانوا بينقلوا صالح للعنايه 
جلال كان واقف بعيد في الممر وهو حاطط ايديه على موضع قلبه و حاسس بوجع 
حاول مهما حاول يداري لكن دا ابنه كبر ادامه يوم بيوم.... اول مره يمشي كان ماسك في ايد جلال... اول مره يقول بابا... اول يوم بالمدرسه 
ازاي اشتغل معه في الوكاله 
ازاي جلال بيشوف شبابه في صالح كل حاجه بتخليه يحس ان صالح هو نسخه تانيه منه 
طيبه حياء و جدعنة جلال..... 
جمال قرب من جلال و ربت على ضهره :
ان شاء الله هيكون بخير...... المهم لازم تتماسك علشان حياء وإيمان هما معندهمش حد غيرك بعد ربنا.... 
جلال بجديه و حده مخيفه:اللي عامل كدا لازم يتحاسب و يكون عبرة لأي حد يحاول 
عايز اعرف من عنده الجر"اءه انه يحاول بس ياذي ابن جلال الشهاوي..... 
جمال :الغفر بتوع المخزن كلهم في المستشفى قبل ما اجي هنا شفت تسجيل الكاميرات بتاع المخرن و للأسف الاتنين اللي عملوا كدا كانوا ملثمين..... و البنت دي فعلا مكنتش معاهم وهي فعلا كانت بتحاول تساعد صالح... انا سلمت التسجيل للظابط اللي تحت و هم يمكن يجبوهم
جلال بغضب :مفيش يمكن... العيال دول عايزهم يجيوا تحت رجلي.... 
ثم تابع بتفكير وهو يضع يديه في جيب بنطاله
:عايزك تعرفلي مين اكتر حد اتاذي في الشادر بسبب الأسعار اللي صالح قللها و اكتر موردين اتعرضو للديون .... و اذا كان في خلاف بينهم و بين صالح و اللي تشك فيهم يتحطوا تحت المراقبه 
واي حد يسأل على حالة صالح في الاستقبال تخليهم يبلغونا هو مين و تفضل وراه 
اللي عمل كدا 
ياما كان ناوي يسر"ق المخزن لكن صالح كان عائق بالنسبه ليهم فقرروا يخلصوا عليه
ياما حد من الموردين بتوع الشادر اللي خسروا و اتاذوا منه و في كلتا الحالتين هو اللي فتح على نفسه أبواب جهنم
جمال :هحاول اعرف ان شاء الله هيكون في ايدينا في أقرب وقت بس المهم دلوقتي صالح يقوم بالسلامه 
جلال اتنهد ب الالم:ان شاء الله هيقوم انا واثق في ربنا انه مش هيحر"ق قلبي انه و أمه... البنت اللي اسمها زينب دي تروح بيتها وتطمن أهلها اكيد امها وابوها قلقنين عليها
جمال بارتباك:جلال هي دي البنت اللي كنت حكيتلك عنها يوم العيد.. هي البنت اللقيطه اللي البنات قالوا انها بنت حر"ام وانا كنت ناوي ارفدها وانت قولت اني ازود مرتبها.... لولا ستر ربنا و لولا وجودها في المخزن في الوقت دا كان ممكن... الحمد لله انها لحقت صالح و طلبت الإسعاف......
جلال حط ايديه على كتف جمال بثقه
:قلتلك انها بنت حلال الحمد لله انها كانت موجوده ربنا يبارك فيها... 
مرت ساعات كانت زي السنين على أبطالنا  خوف.. قلق.. رهبه.. دعوات خارجه من القلب... خوف مليجي و شاكر ان صالح يقوم منها.... 
تاني يوم الضهر 
زينب قامت وهي بتفك المحلول من ايديها بخوف بتفتكر اللي حصل لكن كانت مرعوبه هي مش حمل بهدله اكتر من كدا كفايه اللي عشيته و نظرات وكلام الناس كفيله تهلك روحها... 
حياء كانت قاعده جانبها باين عليها الإرهاق و القلق الامتنان للبنت دي
زينب بهلع :انا ماليش ذنب.... انا... انا عايزه امشي 
حياء بهدوء وهي بتمسك ايديها وبتقعد جانبها:اهدي اهدي... محدش هياخدك في حته... كلنا عرفنا انك كنتي بتحاول تنقذي صالح.... تعرفي يا زينب لو عشتي عمر فوق عمري اشكرك على عملتيه لصالح عمري ما هوفيكي حقك صالح مش بس ابني صالح عمري كله... اطلبي مني اي حاجه وانا هعملهالك
زينب عيونها لمعت بالدموع وهي شايفه حب الام وحنيتها حضنت حياء بقوه كان نفسها تحس بالشعور دا من زمان 
بعد دقايق 
زينب بابتسامه :ان شاء الله بشمهندس صالح هيكون كويس هو ابن حلال وان شاء الله هيقوم منها... انا لازم امشي دلوقتي علشان ابويا لوحده وهو تعبان
حياء: السواق هيوصلك و انتي كدا معاكي رقمي احتاجتي اي حاجه كلميني انا زي امك
زينب:ربنا يحفظه ليكي.... 
قامت مشيت بعد ما ظبطت هدومها و حياء جابت ليها حجاب تاني 
 اختفت مره تانيه كأنها اريل أميرة ديزني دخلت حياه الأمير عريق انقذته واختفت تاني 
زينب دخلت المخزن لكن كانت حاسه بخوف وخصوصا ان البوابه الكبيره مفتوحه و مفيش حد من الغفر
ضغطت على ايديها بتوتر و دخلت بتدور على موبايلها لكن فجأه وقفت مصعوقه و هي بتبص ادامها من الصدمه حسيت ان أنفاسها مكتومه وكأن في حد بيضغط بقوه على صدرها يكاد يشقه
شايفه صالح الشهاوي واقع على الأرض وبينز"ف
بسرعه جدا كانت قاعده جانبه شالت حجابها من على شعرها مسكت ايديه اللي على بطنه و حطت الحجاب على الجر"ح بتضغط عليه
غصب عنها دموعها نزلت من الخوف و الورطه اللي هي فيها
سمعت رنة موبيل وكان موبيل صالح قامت بسرعه و ردت بدون حتى ما تشوف اسم المتصل
حياء بتوتر و خوف:صالح انت
زينب بانهيار :صالح بينز"ف.... إسعاف على المخزن بسرعه ارجوكي....
سابت الموبيل من ايديها بتقعد على الأرض براحه جدا بتحط دماغه على رجليها
و ايديها على الجر"ح
صالح كان حاسس بوجود حد معه حاسس بوجع فظيع
زينب وهي بتبكي :صالح افتح عينيك.... علشان خاطر أغلى ما عندك انا مش ناقصه مصايب ابوس ايدك....
صالح فتح عينيه ببط مكنش قادر يشوفها ملامحها بالنسبه له مخفيه دموعها بتسيل على خدها بتلامس ملامح وشه 
وكأن العهد بالعشق ابتدا بدموعها......... 
غمض عينيه و هو بيفقد الوعي
زينب برعب: قوم انا حياتي بايظه بما فيه الكفاية مش ناقصه 
===وليدة قلبي ما ان رأيتك و الي الابد  ====
قبل قليل
في بيت الشهاوي
حياء كانت واقفه مصدومه لكن مفيش وقت
ايمان بخوف:في اي يا ماما...
حياء فتحت الموبيل كلمت الإسعاف و هي منهاره بتعيط بهستريه و وشها احمر احساس بالوجع رهيب ان الام تحس ان ابنها في خطر
حياء بتأكيد في الموبيل:العنوان في.... ارجوك بسرعه
ايمان عيطت وبسرعه دخلت غيرت هدومها  حياء مهتمتش تغير كانت ب ايسدال
راحت علي باب الشقه بتفتحه وهي بتعيط نزلت لكن قبل ما تخرج قبلت جلال في وشها
جلال حس بوجع وهو شايف شكلها :
في ايه؟ ازاي نازله دلوقتي؟ حد من الولاد...
حياء بمقاطعه وهي بتمسك في التيشيرت بقوه و بتميل براسها على صدره و بتعيط
:صالح... صالح يا جلال.... انت وعدتني انهم هيكونوا كويسين طول العمر... ابننا
جلال كل ملامحه اتجمدت حس بانقباض صدره بقوه
:انت بتقولي ايه... صالح كويس
خرجوا الاتنين ركب عربيته وهي جانبه ايمان نزلت وهي بتعيط ركبت معهم هي ويوسف
حياء كانت دافنه وشها بين كفوفها بتعيط وهي خايفه و مرعوبه
في المخزن 
الإسعاف وصلت و اخدوا صالح و زينب ركبت معاه كان في ممرضه في عربيه الإسعاف كانت بتعمله اسعافات أوليه 
بعد مده صغيره 
وصلوا المستشفى الدكاتره اخدوا صالح علي العمليات و ادارة المستشفى كلمت البوليس
زينب كانت قاعده أدام العمليات و هي بتترعش من الخوف و بتعيط لأنها راحت في داهيه 
عيطت اكتر وهي بتبص لايديها اللي عليها د"م صالح 
شعرها كان على وشها 
سمعت دوشه رفعت وشها شافت 
جلال الشهاوي و حياء و إيمان بنتهم و يوسف
كلهم جايين ناحية للعمليات 
قامت بخوف وقفت في زوايه جانب اوضه العمليات 
حياء :هو الدكتور فين؟ انا عايزه حد يفهمني ايه اللي حصل و مين اللي كلمتني.... صالح يا جلال وحياتي عندك عايزه اشوفه ارجوك 
جلال حضنها بقوه وهي مخبيه وشها في صدره بتعيط يمكن لان صالح و إيمان هما عمرها 
يمكن لأنها أم زي كل ام بتترعب على ولادها 
ايمان عيطت اكتر وهي شايفه حالة امها و ابوها 
يوسف بهدوء:ايمان مينفعش كدا اهدي علشان حياء على الاقل... 
ايمان سابتهم و مشيت بعيد عنهم قعدت على الأرض في الممر وهي ضامه نفسها بتبكي 
يوسف اتنهد بحزن وهو بيقعد جانبها 
:صالح هيكون كويس... 
ايمان فضلت تبكي و هو ساكت وقاعد جانبها مكنش يتمنى يشوفها في الحاله دي 
اكتر لحظه اتمنى يحضنها فيها بقوه لكن دا هيبقى غلط.................. 
البوليس وصل المستشفى دخل الظابط 
حياء كانت قاعده على كرسي أدام العمليات هي و جلال 
و زينب لسه واقفه بعيد و خايفه لكن حاسه بحاجه غريبه
يمكن لأول مره تشوف يعني ايه عيله 
عيله تخاف عليك وتحبك بدون مقابل 
شافت دا في عيون حياء و صبر جلال اللي بيحاول يتماسك..... 
الظابط كان بيتكلم مع جلال لكن هو اصلا مش فاهم ايه اللي حصل 
الظابط:مدام حياء مقدرتش تتعرفي على البنت اللي كلمتك
حياء هزت راسها ب لا 
زينب بقيت تفرك في ايديها بتوتر اتقدمت منهم كم خطوه و هي بتحاول تقوى قلبها 
زينب بخوف:انا... انا اللي كلمتك 
انا زينب... زينب منصور شغاله في المصنع
رفعت (ظابط الشرطه) :و ايه اللي وداكي المخزن و ايه اللي حصل؟ 
زينب بدموع:والله العظيم مش انا اللي عملت كدا اقسم بالله.... انا.. 
جلال :انطقي حصل ايه و ابني ليه هنا لان قسما بالله لو ليك يد في اللي حصل لاكون د"فنك ؟ 
صوت شهقاتها زاد وهي بتحاول تتكلم 
:انا... كنت في المخزن انا والبنات الصبح و هناك نسيت... نسيت موبيلي و لما رجعت البيت دورت عليه افتكرت اني نسيته هناك و انا عارفه ان العربيات هتنقل البضاعه من المخزن الصبح 
قلت لو سيبته للصبح مش هلقيه فخرجت من البيت كنت ناويه اقول  الغفير يشوفه ليا لكن لما روحت لقيت ص.. بشمهندش صالح واقع على الأرض وبينز"ف والله العظيم هو دا اللي حصل
مكنتش
عارفه اعمل ايه موبيل رن معرفش كان مين حتى رديت و طلبت الإسعاف..... 
انا والله العظيم ماليش يد في اللي حصل 
رفعت بحده :دا هنعرفه بطريقتنا.... خدها يا ابني
زينب هزت راسها بنفي وهي مرعوبه و بتعيط راحت لحياء و مسكت فيها بقوه
:انا ماليش ذنب... وحياه ابنك متخلهمش ياخدوني انا معملتش حاجه انا لايمكن أذى صالح
انا كنت بحاول اساعده.... اقسم لك بالله 
زينب بخوف و دموع:والله العظيم ان ماليش ذنب انا كنت بحاول اساعده اقسم بالله
حياء كانت حاسه فعلا من نظراتها انها مالهاش ذنب يمكن لأنها مرت بموقف مشابه في حياتها وقت ما الكل اتهموها انها راحت الكبا"ريه كانت بتحاول تستنجد باي شخص لكن محدش
صدقها... 
جلال بص لحياء وقف جانبها وهو بيسندها لان فعلا كانت على وشك السقوط من الانهيار 
جلال بجديه:لو انتي بريئه فعلا البوليس هيعرف و ساعتها هتخرجي لكن لو لك يد اقري الفاتحه من دلوقتي 
زينب كان نفسها تصر"خ وهي فاقده حتى القدره على الكلام شايفه خصلات شعرها افتكرت حجابها اللي استخدمته عشان توقف النز"يف وهنا انهارت حست انها دايخه و الرؤيه مشوشه كان تتمنى شخص واحد بس يقف جانبها لكن للأسف مفيش حد 
وقعت من طولها اغمى عليها مستسلمه للدوامه اللي بتسحبها لعالم تاني بعيد انفصال عن الواقع 
حياء اتخضت عليها وهي عندها احساس قوي ان البنت دي لايمكن تاذي حد...... 
انحنت لمستواها وهي خايفه عليها 
حياء : زينب قومي يا بنتي.... ممرضه يا جلال.... 
الممرضين اخدوا لاوضه عاديه و اسعفوها لكن كانت منفصله تمام عن الواقع كل اللي في خيالها صالح وهو واقع على الأرض وبينز"ف كوابيس بتهاجم عقلها بتفقدها احساس الراحه
الدكتور خرج من العمليات بعد ساعتين ونص جلال اول ما شافه وقف قصاده و عيونه فيها ألف سؤال 
حياء وهي بتضغط على ايديها بخوف و عيونها بتلمع بالدموع: صالح كويس؟ 
الدكتور بتنهيده:الط"عنه كانت قويه و كمان طريقه سحب السك"ينه من جسمه كانت عني"فه و هو نز"ف كتير.... يمكن لو كان نز"ف اكتر من كدا كان كل أعضاءه توقفت.... الحمد لله ان البنت دي حاولت توقف النز"يف كان ممكن نخسره هو جيه في الوقت المناسب... الحمد لله عمليته نجحت بس هيتنقل العنايه المركزه ممنوع الزياره انا بقول اهو يا جلال بيه ممنوع الزياره..... اعوله ان يعدي الفتره الجايه على خير
رفعت :هو ممكن يفوق امتى يا دكتور.... 
الدكتور:للأسف مقدرش احددلك وقت معين بس خلال اليومين الجايين 
جلال:متشكر جدا.... 
حياء بغضب :هو ايه اللي شكرا انا عايزه اشوفه... انا عايزه اشوف ابني... 
جلال بهدوء :حياء اهدي صالح كويس بس... 
حياء  :كل اللي بتقوله دا ميفرقش معايا انا مش هرتاح اللي لما اشوفه... ارجوك يا جلال
جلال :هترتاحي لما تشوفيه و بعد كدا لاقدر الله تخسريه..... 
حياء قعدت على الكرسي وهي بتد"فن وشها بين كفوفها و بوجع:
انا عايزه اطمن عليه حرام عليك يا جلال...
جلال نزل لمستواها كان قاعد على ركبته وهو ماسك ايديها :
اطمني يا حياء و اهدي ابنك طالع لابوه متخافيش عليه.... صالح هيكون كويس 
حياء سكتت و غمضت عينيها ب الألم...... 
دخل جمال المستشفى بسرعه  سأل الاستقبال علي صالح طلع للعمليات كانوا بينقلوا صالح للعنايه 
جلال كان واقف بعيد في الممر وهو حاطط ايديه على موضع قلبه و حاسس بوجع 
حاول مهما حاول يداري لكن دا ابنه كبر ادامه يوم بيوم.... اول مره يمشي كان ماسك في ايد جلال... اول مره يقول بابا... اول يوم بالمدرسه 
ازاي اشتغل معه في الوكاله 
ازاي جلال بيشوف شبابه في صالح كل حاجه بتخليه يحس ان صالح هو نسخه تانيه منه 
طيبه حياء و جدعنة جلال..... 
جمال قرب من جلال و ربت على ضهره :
ان شاء الله هيكون بخير...... المهم لازم تتماسك علشان حياء وإيمان هما معندهمش حد غيرك بعد ربنا.... 
جلال بجديه و حده مخيفه:اللي عامل كدا لازم يتحاسب و يكون عبرة لأي حد يحاول 
عايز اعرف من عنده الجر"اءه انه يحاول بس ياذي ابن جلال الشهاوي..... 
جمال :الغفر بتوع المخزن كلهم في المستشفى قبل ما اجي هنا شفت تسجيل الكاميرات بتاع المخرن و للأسف الاتنين اللي عملوا كدا كانوا ملثمين..... و البنت دي فعلا مكنتش معاهم وهي فعلا كانت بتحاول تساعد صالح... انا سلمت التسجيل للظابط اللي تحت و هم يمكن يجبوهم
جلال بغضب :مفيش يمكن... العيال دول عايزهم يجيوا تحت رجلي.... 
ثم تابع بتفكير وهو يضع يديه في جيب بنطاله
:عايزك تعرفلي مين اكتر حد اتاذي في الشادر بسبب الأسعار اللي صالح قللها و اكتر موردين اتعرضو للديون .... و اذا كان في خلاف بينهم و بين صالح و اللي تشك فيهم يتحطوا تحت المراقبه 
واي حد يسأل على حالة صالح في الاستقبال تخليهم يبلغونا هو مين و تفضل وراه 
اللي عمل كدا 
ياما كان ناوي يسر"ق المخزن لكن صالح كان عائق بالنسبه ليهم فقرروا يخلصوا عليه
ياما حد من الموردين بتوع الشادر اللي خسروا و اتاذوا منه و في كلتا الحالتين هو اللي فتح على نفسه أبواب جهنم
جمال :هحاول اعرف ان شاء الله هيكون في ايدينا في أقرب وقت بس المهم دلوقتي صالح يقوم بالسلامه 
جلال اتنهد ب الالم:ان شاء الله هيقوم انا واثق في ربنا انه مش هيحر"ق قلبي انه و أمه... البنت اللي اسمها زينب دي تروح بيتها وتطمن أهلها اكيد امها وابوها قلقنين عليها
جمال بارتباك:جلال هي دي البنت اللي كنت حكيتلك عنها يوم العيد.. هي البنت اللقيطه اللي البنات قالوا انها بنت حر"ام وانا كنت ناوي ارفدها وانت قولت اني ازود مرتبها.... لولا ستر ربنا و لولا وجودها في المخزن في الوقت دا كان ممكن... الحمد لله انها لحقت صالح و طلبت الإسعاف......
جلال حط ايديه على كتف جمال بثقه
:قلتلك انها بنت حلال الحمد لله انها كانت موجوده ربنا يبارك فيها... 
مرت ساعات كانت زي السنين على أبطالنا  خوف.. قلق.. رهبه.. دعوات خارجه من القلب... خوف مليجي و شاكر ان صالح يقوم منها.... 
تاني يوم الضهر 
زينب قامت وهي بتفك المحلول من ايديها بخوف بتفتكر اللي حصل لكن كانت مرعوبه هي مش حمل بهدله اكتر من كدا كفايه اللي عشيته و نظرات وكلام الناس كفيله تهلك روحها... 
حياء كانت قاعده جانبها باين عليها الإرهاق و القلق الامتنان للبنت دي
زينب بهلع :انا ماليش ذنب.... انا... انا عايزه امشي 
حياء بهدوء وهي بتمسك ايديها وبتقعد جانبها:اهدي اهدي... محدش هياخدك في حته... كلنا عرفنا انك كنتي بتحاول تنقذي صالح.... تعرفي يا زينب لو عشتي عمر فوق عمري اشكرك على عملتيه لصالح عمري ما هوفيكي حقك صالح مش بس ابني صالح عمري كله... اطلبي مني اي حاجه وانا هعملهالك
زينب عيونها لمعت بالدموع وهي شايفه حب الام وحنيتها حضنت حياء بقوه كان نفسها تحس بالشعور دا من زمان 
بعد دقايق 
زينب بابتسامه :ان شاء الله بشمهندس صالح هيكون كويس هو ابن حلال وان شاء الله هيقوم منها... انا لازم امشي دلوقتي علشان ابويا لوحده وهو تعبان
حياء: السواق هيوصلك و انتي كدا معاكي رقمي احتاجتي اي حاجه كلميني انا زي امك
زينب:ربنا يحفظه ليكي.... 
قامت مشيت بعد ما ظبطت هدومها و حياء جابت ليها حجاب تاني 
 اختفت مره تانيه كأنها اريل أميرة ديزني دخلت حياه الأمير عريق انقذته واختفت تاني 
الحب هو أن ارزع الخير بداخلك و تنشر رحيقه بداخلي......
زينب وصلت البيت بتعب و إرهاق كانت حاسه بثقل غريب علي قلبها و كأنها مش قادره تتنفس  فتحت الباب ببط دخلت وهي متوتره...
رمت المفتاح على الكنبه بتفك الحجاب بتفك شعرها غمضت عينيها وهي بتسند دماغها على المسند وراها وهي بتضم نفسها
لكن شكل صالح وهو بينز"ف مش بيفارق خيالها كانت خايفه... كانت تتمنى لو تطمن عليه هي متعرفوش لكن اللي بتسمعه عنه وعن أخلاقه يخلي اي حد يدعيله انه يكون بخير
اخدت نفس عميق و هي بتقوم راحت اوضه والدها الحج منصور
دخلت الاوضه راحت ناحيه الشباك فتحته
منصور كان قاعد على السرير بصلها وهي بتبص للسماء و ساكته
منصور :كنتي فين يا زينب... بتخرجي من ورايا 
زينب :انا اسفه بس حصل شويه لغبطه في الشغل... حقك عليا يا بابا مش هتتكرر تاني بس حقيقي انا تعبانه اوي و محتاج اخد دش وانام شويه
منصور :ماشي يا زينب بس كلامنا مخلصش....
زينب :بعد اذنك....
قامت راحت اوضتها اخدت شاور و نامت وكأنها منمتش من سنين طويله.....
 
صالح كان بيفكر في العيون اللي شافها و ازاي سحرتله يمكن ملامح البنت مش واضحه مشوشه لكن الدخان في عيونها مميز يخليه يفكر فيها
اتنهد بارهاق من التفكير وهو بيمرر ايديه في شعره الأسود
:مش عارف اي الهبل اللي يفكر فيه دا.......
دلوقتي... لازم افكر في ابن الك"لب اللي عمل كدا
بس و الله العظيم يا شاكر الك"لب لادفعك التمن
بص حواليه يشوف الموبيل بتاعه لكن مكنش موجود.....
في الوقت دا الباب اتفتح ودخلت شهد و نيران و ياسمينه بنت شهد
شهد بسرعه:صالح انت كويس اخبارك ايه؟
صالح بابتسامه :انا بخير الحمد لله... وحشتيني يا عمتي ازايك يا نيران؟ ياسمينه اخبارك ايه؟
ياسمينه :كلنا بخير حمدلله على السلامه يا شبح
قلقتنا كلنا عليك يا صالح.... حمد الله على السلامة
صالح بابتسامه :الله يسلمك....
بقولك يا عمتي هو موبايل فين؟
شهد:مش عارفه وبعدين جلال وحياء فين مش شايفهم ....
صالح:اكيد خرجوا يتمشوا على البحر.... زي عادتهم
نيران بحب اخوي :صالح انت بجد كويس
صالح ابتسم وهو بيبصلها هي بالرغم انها أكبر منه بعشر سنين لكن بيعتبرها اخته الصغيره
:متخافيش يا نور انا الحمد لله جر"ح بسيط
شهد:خالص خلونا نسيبه يرتاح... شكلك عايز تعمل مكالمه مهمه خد موبيلي
صالح اخد الموبيل وهم خرجوا
كلم علي صاحبه وقاله يجيله دلوقتي حالا
بعد ربع ساعه كان قاعد معه و الاتنين بيتكلموا
علي بشك:بس اكيد مش شاكر بس اللي عمل كدا و اكيد في حد كلفه بالموضوع و الحد دا اكيد شخص تاني بيكر"هك لكن انت بتقول ان الشخص اللي شفته اول مره اشوفه ف اكيد اللي شاكر كلفه بالموضوع هو اللي جاب العيال دي عشان ينفذوا
صالح كان حاسس بالالم فظيع وخصوصا انه لسه خارج من عمليات و مش راحم نفسه
:اللي.... اللي يهمني.. دلوقتي هو شاكر... شاكر و فريد ورحيم التلاته دول اكيد... اكيد هم اللي وراء اللي حصل
صالح بارهاق:شاكر بعد ما زود الأسعار على التجار و قلل أجره الصيادين 
كان لازم حد يوقفه عند حده لان اللي بيعمله دا اسمه افتراء....
و هو و اللي زودا الأسعار  خسروا كتير بعد ما احنا ثبتنا اسعارنا ارخص منه والكل بقى في صفنا حتى الصيادين سبوه....
هو الوحيد المستفيد من اني امو"ت واختفي من طريقه وخصوصا اننا كسبنا كل اللي في الشادر لصفنا... وهو دلوقتي عليه ديون كتير
على بجدبه:طب ناوي على ايه؟
صالح:عايزك تعرف لي  الديون اللي عليه تتقدر بكم و لمين؟ ولو في الفتره الاخيره كان بيقعد مع حد تبعي.... ولو في حد سأل على حالتي في الاستقبال تعرفي هو مين....
كل التفاصيل تكون عندي يا علي في أقرب وقت
علي:تمام.....بس ممكن البنت اياها تكون شافت اللي عمل كدا و ممكن وهي داخله المخزن شافت اي حد منهم
صالح:بنت مين؟
علي:البنت اللي جيت المخزن وانت فاقد الوعي و هي اللي كانت بتحاول توقف النز"يف و طلبت الاسعاف
صالح انتفض وهو بيحاول يعتدل في قعدته لكن صر"خ ب الألم من الوجع و د"م على ملابسه
على :اهدا يا صالح في ايه. الجر"ح فك هطلب الدكتور
بعد ثواني دخل الدكتور وبص لصالح بغضب لكن ميقدرش يتكلم
صالح :هي مين؟
علي:في ايه يا صالح.. اهي بنت والسلام واحده من اللي شغلين في المصنع... لو الحج جلال جيه وعرف اللي بيحصل مش هيحصل كويس ارتاح يا ابني و لما تخف ابقى اعمل اللي انت عايزه
صالح استغرب نفسه لان دي اول مره يتصرف بالشكل دا غمض عينيه وهو بيمرر ايديه على وشه
مر اسبوع بكل اللي فيه من قسوه وعتاب وحزن وحب وجع قلوب اتعلقت في الهوى  
ايمان كانت متجاهله يوسف تماما لدرجه انها بتعدي من جانبه وكانها مش شايفه 
يوسف بيفكر في كلامها كل يوم كل دقيقه لكن مع ذلك بيجهز لسفره تاني بعد اسبوع
صالح هيخرج من المستشفى... 
زينب رجعت تشتغل في المصنع وتكمل عادي لكن المره دي مفيش بنت تقدر تجيب في سيرتها بكلمه واحده وخصوصا ان دلوقتى جلال الشهاوي بنفسه موصي عليها ان محدش يضايقها بعد ما ساعدت ابنه...... 
حياء و جلال حياتهم مستمره مع اولادهم و هو بيتابع على واللي بيعمله و بيعرف منه اللي صالح بيخطط له لأنه زي اي اب لايمكن يسيب ابنه في دوامة الخطر بدون ما يكون في ضهره
مليجي مرعوب ان جلال الشهاوي يعرف ان هو اللي وز على ابنه البلط"جيه بعد عن زينب مؤقتا لانه مش حمل انه يقع في مشاكل هو مش ادها
في مصنع الشهاوي للأقمشة 
العمال كانوا بينقلوا القماش من المصنع للعربيات برا علشان يوصلوها للوكاله 
زينب و نورهان كانوا خلصوا شغل و خالص مشين 
المشرفه :زينب الحج جمال عايزك في مكتبه
زينب بتوتر:انا؟ 
المشرفه بحده:ايوه انجزي
زينب مشيت وراها و راحت مكتب جمال
جمال:ادخلي يا زينب
زينب:هو في حاجه؟ 
جمال :لا ابدا بس جلال طلب مني اسلمك الظرف دا اوصلهولك
زينب باستغراب :ظرف ايه
قالتها وهي بتاخد الظرف و بتفتحه لكن فتحت بوقها بصدمه وهي بتبش للشيك 
:متين الف جنيه ليه؟
جمال بابتسامه :دي أقل مكافه ليك بعد اللي حصل انتي متعرفش صالح غالي عندنا ازاي... 
زينب وهي بتحط الشيك على المكتب :
انا اسفه يا حج جمال مش هقدر اخد المبلغ دا
اللي عملته كان بحسن نيه و انا مكنتش منتظره مقابل...بشمهندش صالح مهم عندنا كلنا و الحج جلال خيره سابق كفايه انه زود مرتبي و مرفدنيش من هنا
لكن انا مش هقدر اخد الشيك دا... انا متشكره جدا انا مش محتاجه 
جمال:بس 
زينب بكبرياء:معليش يا حج جمال انا مش هقدر اقبل المبلغ دا... انا معملتش حاجه عشان استاهل المبلغ دا .... 
ثم تابعت بتوتر
هو بشمهندش صالح اخباره ايه؟ 
جمال بابتسامه:بخير يا زينب بخير هيخرج النهارده من المستشفى 
زينب ابتسمت بسعاده مش مهم ليه المهم انها اطمنت.... :ان شاء الله خير بعد اذنك
مشيت و رجعت البيت وهي مرتاحه كان نفسها تطمن و اطمنت.....
 
في بيت الشهاوي
دخل صالح وهو ماسك في ايد جلال بيسنده 
ايمان دخلت اوضته عدل السرير له.. قعد وبص لأمه باستغراب حاسس ان في حاجه مخبينها عليه 
صالح :في ايه شكلكم بيقول أنكم عايزين تقولوا حاجه
ايمان :اصل شروق بنت الحج عثمان اتصلت تطمن عليك 
صالح بضيق:اه وايه تاني؟ 
حياء بسرعه:نخطبهالك... البنت جميله مثقفه ذكيه.. ومن صوتها في الموبيل بيقول انها قلقانه عليك... من عيله كويسه و كفايه ان ابوها و ابوك
اشتغلوا سوا وعارفين بعض و الصراحه الجماعه جايين النهارده يطمنوا عليك
صالح  بجديه:ماما من امتى و بتتصرفوا بالنيابه عني في حاجه... لا وكمان جواز..صلاه النبي احسن
جلال بابتسامه :عليه أفضل الصلاة والسلام يا عم براحه احنا بس عايزين نفرح بيك وشايفين ان البنت دي مناسبه ليك... وبعدين زياره النهارده مالهاش علاقه بيك.. ناس جايين يطمنوا عليك نقولهم لا... دي حتى متبقاش الاصوال
صالح بجديه:ماشي اما نشوف اخرتها
ايمان انسحبت من بينهم و نزلت
يوسف كان طالع عدت من جانبه وكأنها مش شايفه فضل واقف وهي بتبعد و بتختفي
قعد على السلم و حط ايديه موضع قلبه وهو حاسس بوجع يمكن لان البنت دي صح في كلمه وكل تصرف عملته وبتعمله
هو اللي حبس نفسه جوا صندوق ضلمه اسمه الهروب و البعد وهي بمجرد ما قربت شعاع نور من حياته دفعها بقوه بعيد عنه اجبرها تخرج من حياته.................
بعد ساعه حوالي الساعه تمانيه
كانوا قاعدين على السفره كلهم و الضيوف....
حياء بابتسامه :وانتي بتدرسي ايه يا شروق...
شروق بطيبه مزيفه: في كليه علوم......
جلال بص لصالح اللي بياكل بلامباله وكأنه مش شايفها
صالح بجديه:بس يا حج عثمان ليه سبت المناقصه الاخيره انا سمعت انك كنت هتاخدها بسعر مناسب جدا و غير كدا مش هتكون خسران
شروق غرزت السك"ينه في قطعه الاستيك بغضب وهي شايفه بيتكلموا في الشغل و مامتها قاعده جانبها بتبص لعثمان بغضب لانه اندمج مع صالح وجلال ونسي الموضوع الأهم وهو جواز شروق وصالح.......
حياء كانت بتفتح مواضيع بس حسيت ان شروق و امها مش شبههم يمكن متصنعين بيحاولوا يكونوا مثالين بكل التفاصيل لكن
لما حد يحاول يظهر مثالي اعرف انه مش كدا ابدا
يمكن بيحيى حقيقه وراء طريقته دي
حتى جلال وحياء بالرغم حبهم الكبير الا ان في مشاكل عاديه زي اي بيت
بعد مده في الصالون
ثريا:بجد تسلم ايدك يا مدام حياء انا مااكلتش كدا من زمان....
حياء بابتسامه :دا من ذوقك
ثريا بخبث:تعرفي شروق بنتي بسم الله ماشاء الله عليها بتعرف تعمل كل الوصفات و اتعلمت وصفات الماكولات البحريه اللي كنتي بتعملها في المطعم بتاعك و الله دا من حظه اللي هيتجوزها
مش زي بنات اليومين دول اللي مبيعرفش يسلقو بيضه
حياء بطيبه:ماشاء الله ربنا يبارك فيها.....بس مش كل البنات بتكون بتعرف تطبخ قبل الجواز انا نفسي كنت من البنات اللي مبيعرفش يسلقوا بيضه المهم يكون عندها نيه انها تحافظ على بيتها وجوزها و لو فعلا عندها هتقدر
صالح بدا يفتح عينيه الرؤيه بالنسبه له مشوشه اخر حاجه عيونه شافتها عيون دخانيه داكنه مليانه دموع و خوف قبل ما يفقد الوعي (زينب)
بيرفع ايديه يشيل جهاز التنفس الصناعي عن منافذ التنفس اخد نفس بطي بوجع لسه أثر المخد"ر موجود
حياء كانت قاعده جانبه وهي ماسكه في ايديه بخوف و بتعيط بصمت مؤلم.....
حياء بخوف:صالح؟ رد عليا... انت كويس حاسس بوجع اكلم الدكتور....
صالح بابتسامه مرهقه:وحشتيني يا أمي..... تعرفي كنت خايف امو"ت بدون ما ابوس ايدك و اقولك أنك اهم حد في حياتي و عمري ما اتمنيت حاجه من الدنيا اد رضاكِ عني....
حياء غصب عنها عيطت :
انت مش ممكن تسبنا.... فاهم؟مش من حقك تسيبني انا و إيمان و جلال... ياريتني كنت انا مكانك... ياريتني اقدر اخد كل الوجع بدالك يا صالح... انت عارف انت ايه بالنسبه ليا انا وجلال
مش ابننا وبس.. انت وإيمان الهواء اللي بنتنفسه
اوعي تكون فاكر ان حبي لابوك او حبه ليا من مفيش... حبنا كبر لما انتم جيتوا لحياتنا خليتوا ليها أجمل معنى.... مش مجرد حب اتنين لبعض لا... علاقتنا كان فيها نضج كفايه و دا بسببكم انتم... عمرنا ما كنا هنكون سعداء كدا بدونكم..
صالح ابتسم بتعب وهو بيمسك ايديها و بيبوسها : أمي انتي بجد جميله ربنا يباركلي فيكي... و يحفظك لينا في حياتنا و بيتنا يارب
حياء :بس انا بقى نفسي تلقى العروسه اللي تنور بيتك وحياتك يا صالح... 
صالح بتعب و زهق من موضوع الجواز :
ماما بالله عليكِ انا تعبان مش وقته خالص... 
لكن صحيح......................... هي؟! في... يعني
في نفس الوقت الباب اتفتح و جلال دخل هو وايمان
ايمان بسعاده:صالح..... حمدلله على السلامه 
قولي حاسس بايه.... وحشتني يا ياسو
صالح حط ايديه على الجر"ح وهو بيضحك بخفه
:وانتي كمان يا قلبي... 
ايمان:خلي في علمك اول ما تخرج من هنا هتاخدي السينما انا بقولك اهوه في فيلم انجليزي هيتعرض قريب في السينما لازم نشوفه سوا........ 
صالح بحده وغيره و تعب ووجع مؤلم 
:اه عشان يحصل زي المره اللي فاتت.... و شويه شباب يفتكروكي حبيبتي و يعاكسوكي... مفيش مروح سينما 
ايمان بابتسامه :يعني انت سكت ليهم ما انت كسرتهم و اخدوك القسم انت وهم و لولا انك اثبت انك اخويا وكنت بتدافع عني كان زمانا بيتين في القسم.... 
صالح بارهاق:يستاهلوا..... اللي يحاول يقرب منك يبقى..... جني على نفسه
جلال ابتسم وهو بيبص لأولاده :
حمد الله على السلامة يا صالح
صالح باحترام:الله يسلمك يا حج.... 
جلال بجديه:حياء خدي ايمان و اخرجوا عايز اتكلم معه شويه في موضوع 
حياء :جلال ارجوك مش وقته
جلال بحده:حياء....... ياله
حياء بصتله بغضب و خرجت ووراها ايمان....
ابتسم وهو شايف غضبها.....
صالح ضيق عينيه وهو بيحط ايديه على الجر"ح
جلال قعد على الكرسي جانبه وهو بيربت على صدره بحب...
:ليه كدا يا بابا زعلتها.....
جلال بابتسامه :امك مبتعرفش تزعل مني و بعدين انا عارف اصالحها ازاي.... المهم دلوقتي مين دول؟ و ازاي حصل..... تفتكر مين اللي عمل كدا؟
صالح حاول يعتدل في جلسته لكن اطلق آنه متالمه
جلال قام بسرعه عدله المخده وراه و بحده وخوف
:بتعمل ايه؟ انت لسه خارج من عمليات الجرح ملمش.... انا هطلب الدكتور
صالح مسك ايديه قبل ما يخرج و بهدوء:
مفيش داعي انا كويس لو خرجت و الدكتور جيه ماما هتقلق...
جلال :هتقدر تتكلم؟
صالح :انا شفت واحد منهم و كان هيتكلم... لكن.. ماخدتش بالي منه وهو بيطلع السك"ينه و ط"عني مش فاكر اي حاجه بس... في حد... مش عارف بس شفت كأن في بنت بتعيط مش فاكر مش قادر اجمع بس حاسس انه من عقلي الباطن ايه اللي هيجيب بنت المخزن في الوقت دا....
جلال فهم انه قاصده على زينب لكن لم يعلق
:الظابط هيدخل دلوقتي واكيد هيسالولك على الواد اللي شفته و انت هتديهم مواصفاته لكن مين من مصلحته انك تتاذي.... مين عايز يبعدك عن الشادر؟
صالح بص لجلال بتفكير  و سكت
:متقلقش عليا يا حج انا هعرف اجيب حقي من حباب اعنيهم و هيدفعوا التمن غالي
جلال بجديه:صالح لو عارفهم قولي هم مين...
بصي يا ابني... كلمه حطها حلقه في ودنك و احفظها زي اسمك في حياتك....
الفلوس يعني شيطا"ن..... الفلوس ممكن تخلي الدنيا غا"به وعشان الفلوس ممكن الناس يبقوا حيو"انات  في الغابه دي و في ناس معندهمش ايمان و لا دين و ممكن ينسوا اداميتهم
صدقني يا صالح بسبب الفلوس و الكر"اهيه
امي الله يرحمها كانت سبب في قت"ل جدك الحج شريف الهلالي.....
و زي ما ديننا بيقول
احفظ الله يحفظك... احفظ الله تجده اتجاهك
اذا سألت فسأل الله.. واذا استعنت فاستعن بالله....
اوعي يا ابن آدم تغرك الدنيا و متعها فهمني يا صالح....
اوع تخلي الفلوس كل اهتمامك...افتكر ان الحياه لحظه واحده وفي أي لحظه ممكن تقف و تنتهي 
صالح ابتسم وهو بيهز راسه بمعنى فاهم
:ان شاء الله خير يا حج متخفش عليا انا ابنك و عمري الدنيا ما هتاخدني من نفسي و لو حصل صدقني تربيتك ليا هترجعني للطريق الصح و كفايه دعواتكم لينا 
جلال :برضو مش هتقولي هم مين؟ 
صالح بجديه تليق به:معلش يا حج انا اتعلمت اني اتحمل المسئوليه للنهايه و كل واحد هيحاسب على مشاريبه و هيعرفوا حجمهم بس اخرج من هنا.... 
في ممر المستشفى 
ايمان كانت ماسكه علبتين عصير بصت في آخر الممر يوسف كان واقف في آخر الممر  بيتكلم في الموبيل 
راحت ناحيته كانت واقفه وراه وهي سامعه بيتكلم 
يوسف:حنين اهدي... انا راجع كمان كم يوم اكيد مش هفضل هنا واسيب المشروع في نصه...... اسبوعين واكون عندك حصل شويه ظروف  
ايمان ضغطت على ايديها بقوه وهي بتبعد 
يوسف بص وراه شافها وهي ماشيه اتأكد انها سمعت المكالمه 
:ايمان..... ايمان 
كانت بتمشي بسرعه وهي بتلعن اليوم اللي اتولد فيه 
يوسف بسرعه جري وراها مسك ايديها بقوه 
:مش بنادي عليكِ.... 
ايمان بصتله و بدون تفكير زقته بكل قوتها بعيد عنها وبغضب :
اوعي تفكر انك تقرب مني بعد كدا يا يوسف 
انت ايه يا اخي... جبان... ايوه يا يوسف جبان 
من مشكله بسيطه سافرت و سيبت مصر اقولك انت ايه... عديم المسئوليه حقيقي انا ندمانه اني عرفت واحد زيك... لايمكن تكون تربية الشهاوي 
ايه يعني امك تتجوز... ايه يعني هي أطلقت من ابوك من زمان من قبل دخوله الس"جن... 
امك في الواقع عمرها ما حبت ابوك و دا حقها و التوقيت حتى لو كان غلط فهو حريه اختيار 
ودي حاجه تخصها حتى لو هي كبرت دا حقها انت مين عشان تمنعها.... 
انت جيت من لندن و بتلومني انا عشان اتخليت عن حلمي بس عايزه اقولك امك كمان غبي
انت لو تعرفني كويس عمرك ما تتخيل اني ممكن اتخلى عن حلمي 
انا يا استاذ عملت حادثه من كم شهر بعد التخرج و ارادة ربنا ان يبقى عندي مشكله في استخدام ايدي و لان حلم ان اكون جراحه حلم سامي انا هفضل وراه لحد ما اتعالج و اقدر اكون البنت اللي أهلها فخورين بيها
اوعي تفتكر يا يوسف ان عمي أيوب لو عايش كان هيفتخر بيك.... بالعكس انت هربت ايه يعني مهندس ناجح في في مصر شباب كتير جدا يمكن من في مراكز مهمه لكن رجاله بجد وانت متعرفش يعني ايه رجوله
يوسف بغضب و صوت عالي:ايمان مسمحلكيش
ايمان بسخريه:وجعتك الكلمه لا بجد برافو... 
انت قررت تعيش حياتك بعيد عن بلدك وتنجح برا بجد برافو انت مهندس شاطر و انا اتمنالك التوفيق بس اطلع برا حياتنا يا يوسف برا حياتنا و مترجعش تاني لأنك بجد اناني 
واحد غيرك بعد كل السنين دي كان مفروض اول واحده يروح يروزها هي امك لكنك اناني حرمت عليها حاجه ربنا حللها ليها...
انت مين انت علشان تحرم وتحلل... روح يا يوسف بوس ايد امك و اطلب رضها و اوعي تعاتبها على اختيارها دا اختك نيران.. البنت معملتش اللي انت عملته ربنا يهديك... 
بس لما تسافر برا و ترجع تاني متنتظرش مننا اننا نرحب بيك.. ارمي نفس في حضن الشغل 
ارمي نفسك بين أحضان الحياه هناك تجاهل امك و انسى ايمان.... انسى يوسف اللي انت بتحاول تقت"له يوسف اللي انا اعرفه
دوس عليه اكتر و اكتم صوته 
كانت بتتكلم بثقه وهي بتبكي تعبت خايفه عليه مسحت دموعها ومشيت وهو واقف كل كلمه قالتها بترن في ودانه......... 
حياء شافت الموقف كله لكن كانت عارفه ان كل واحد فيهم محتاج يكون لوحده يراجع نفسه.... 
بتدبر لقيت جلال في وشها بصتله بضيق بتديله ضهرها و بتمشي لكن بيحاوطها وهو بيجذبها لحضنه 
حياء:جلال انا متضايقه و خايفه على الولاد
اخد نفس عميق وهو بيجذبها اكتر لحضنه بيربت على ضهرها بهدوء كأنه بيطمنها 
:طبيعي يا حبيبي طبيعي تخافي عليهم بس هما برضو مش صغيرين و كل واحد فيهم قادر انه يدير حياته..... سبيها على الله.... 
ايه رايك نخرج نتمشى شويه على البحر 
حياء بسرعه:طب وصالح؟ 
جلال بابتسامه :متخافيش عليه هو دلوقتي بيرتاح لان شويه وهي اخدوا أقواله
زينب دخلت اوضه والدها لكن خافت لان الشباك كان مفتوح و لأنهم في الدور التاني ممكن اي حد يطلع على المواسير لكن قبل ما تاخد اي ردة فعل حد بيكتم نفسها و بيقيد حركتها وسعت عينيها بخوف و الرعب اتزرع جوا قلبها وهي بتحاول تفلت
حسيت بانفاس قريبه جدا منها على شعرها قريب من رقبتها  ريحه العطر تسللت لانفها وهي عارفه الريحه دي كويس نفس عطر مليجي (العايق)
مليجي بخبث وشيطا"نيه
:والله و وقعت الد"بيحه تحت ايد الجز"ار
قلتلك مش هسيبك يا زينب.....
ثم تابع وهو يستنشق رائحة شعرها الأسود 
:مكنتش اعرف انك جميله كدا يا زوبا شعرك طويل اوي بس انا مش بحب الشعر الطويل بس اوعدك لما نتجوز هقصهولك....
زينب كانت بتحاول تفلت بكل قوتها و بدون لحظه تفكير ضر"بته برجليها و بموخره راسها في أنفه وهي بتعيط من الخوف جريت وهو وراها بيمسكها من شعرها بعنف صرخت من الوجع
مليجي بغضب:توتو متفكريش انك هتهربي النهارده.......
زينب بخوف و وجع  :مليجي انت اتجننت... حرام عليك مش عا.... ااهه
صر"خت وهو بيشدها من شعرها و بيشدها لاحد الغرف
لكن بتمسك ايديه اللي قابضه على شعرها و بتزقه لكن من قوه قبضته على شعرها خصلات منه وقعت في ايديه مليجي صر"خت بصوت عالي تستنجد ب اي حد لكن العماره دي قديمه ومفيش غير الجيران اللي في الخامس و الصبح سافروا بنها عند قريبهم و طبعا مليجي استغل الفرصه........ 
جربت على اوضتها و مليجي وراها بتحاول تقفل الباب لكن بيحط رجليه علشان متعرفش تقفله وهي بتزق الباب بقوه 
داست على رجليه بسرعه سحب رجليه لانه بتدافع عن نفسها بكل قوتها قفلت الباب بالمفتاح عيونها كانت حمرا وشها عرقان وشعرها مشعث بفوضويه نبضات قلبها سريعه جدا لدرجه ان قلبها على وشك انه يقف من تسارع نبضات بتبص للباب برعب وهو بيزقه علشان يكسره 
جريت على شنطتها اخدت الموبيل و ايديها بتترعش من الخوف بدون ادراك رنت على الرقم اللي ايديها جيه عليه وكان باسم حياء الهلالي 
(حياء ادت رقمها لزينب يوم حادثه صالح) 
في بيت الشهاوي
حياء بصت في الساعه بتوتر لان صالح لسه برا و الوقت اتأخر و هي بتخاف لما يتأخر بسبب الحادثه
بصت لجلال كان نايم اتنهدت بضيق وهي بتاخد موبايلها بترن على صالح لكن مفيش رد 
لكن قبل ما تسيب الموبيل رقم رن عليها باسم زينب استغربت ان  ممكن ترن عليها في وقت زي دا لكن ردت
حياء: ال... 
لكن قبل ما تكمل سمعت صر"خه قويه و صوت حاجه بتنكسر... اتنفضت من مكانها برعب و قامت من على السرير 
:زينب..... في ايه
في بيت منصور
مجرد ما حياء ردت مليجي كان مسك كرسي و خبطه في ازاز الباب الازاز وقع على الأرض زينب صر"خت وهي بتدور على اي حاجه تنقذ بيها نفسها الموبيل وقع من ايديها كانت شايفه مليجي بيحط ايديها من فتحات الازاز بيفتح الباب رغم ايه اللي انجرحت من الازاز لكن مكمل في اللي بيعمله
حياء كانت سامعه الصوت لكن مش عارفه تعمل ايه علقت المكالمه و بترن على صالح 
حياء بخوف:جلال اصحى.... اصحى 
جلال بنوم :في ايه؟ 
صحي و بصلها كانت بتاخد الايسدال و يتخرج من الاوضه بدون ما تنتظر رده بطريقه خليته يخاف قام وراها بسرعه
صالح:ايوه يا ماما انا في الطر.... 
حياء :عارفه بيت الحج منصور الشافعي اطلع عليه فورا....
صالح استغرب لانه كان متضايق من الطريقه اللي كلم بيها زينب ولولا تأخر الوقت وهو عارف انها لوحدها كان ممكن يروح يعتذر لكن ميصحش
صالح وهو بيغير طريقه وبيزود السرعه
:في اي؟انا قريب من الشارع خمس دقايق واكون عنده
حياء :معرفش بس بسرعه.... 
قفلت و فتحت مكالمه زينب لكن مفيش اي صوت والمكالمه انقطعت......... 
جلال بحده:في ايه؟ 
حياء وهما نزلين على السلم وهو ب البجامه
:معرفش بس في حد بيصرخ..... و زينب؟! 
ارجوك خدني على هناك وحياتي يا جلال... 
جلال بص لشكله واتنهد بقله حيله
:ثواني هجيب مفاتيح العربيه
=====مهما حدث وليدة قلبي منذ البدايه وستكونين الي النهايه... صالح الشهاوي===
في بيت منصور
مليجي فتح الباب رزعه بقوه زينب ضر"بته على دماغه بالفازه وقع على الأرض عدي دقايق صمت  و سكون 
حطت ايديها على بوقها بصدمه وخوف انه يكون ما"ت وتلبس في مصيبه 
لكن بدا يقوم من على الأرض وهو بيصر"خ فيها و بيس"ب ب ابشع الالفاظ 
خرجت من الاوضه بتروح ناحيه باب الشقه لكن مجرد ما بتفتح الباب
بيكون صالح ادامها  لكن حس بصعقه من شكلها بص للارض كان في أثر د"م 
و نهاية الأثر مكان ما زينب واقفه واضح انها بتنز"ف لكن هي نفسها محستش لما الازاز غرز في رجليها وهي بتخرج من الاوضه
شاف مليجي خارج من الطرقه وهو حاطط ايديه على مؤخره راسه و بينز"ف 
بص لزينب وفهم اللي بيحصل بدون لحظه تفكير زقها ودخل خطواته كانت سريعه عيونه فيها شر كأنه اكتفي من أفعال مليجي 
مليجي بخوف وهو بيرجع لورا: صالح باشا دي... دي كنت معها بمزاجها....هي.... هي هتقولك زينب قوليله..... 
لكن قبل ما يحصل اي رده فعل صالح كان ادامه وبيضر"به بغضب و حده
:وحياه أمي لاكون حبسك انا كنت صابر عليك بس لحد هنا واكتفيت 
بقى يضر"به وهو بيحاول يتفادي لكن أثر ضر"بة زينب له على دماغه كان دايخ.....
مليجي بخوف:دي هي كان بمزاجها هي اصلا بنت حر"ام 
زينب كانت حاسه انها عايزه تصر"خ يمكن لو صالح مجاش كان برضو هتقدر تهرب من مليجي لكن تعبت من نعتهم ليها ب اللقب دا مع ان مالهاش اي ذنب هي حتى مش عارفه تقول انهم كذابين
لأنها مش عارفه حقيقتها زي أطفال كتير اوي في الشوارع للأسف بيعانوا من الظلم الجوع والمرض وكمان يكبروا والناس متسبهمش في حالهم رغم ان كلنا عيوب 
صالح لسه مكمل في اللي بيعمله لدرجه ان مليجي بقى معندوش قدره انه يقاوم... لحد ما جيه صوت عالي من وراهم 
كبير المنطقه (الحج عمران) :ايه اللي بيحصل هنا
زينب مشيت ببط ناحيه الكنبه اخدت الحجاب و بتحاول تلفه  قعدت على الكنبه وهي بتدفن وشها بين كفوفها وهي عارفه ايه نهايتها  وطالما دخل الحج عمران ف اكيد هيمشي بالعادات... 
في ناس وراه 
صالح قام من على الأرض وهو بيبص لمليجي في الوقت دا بيدخل جلال وحياء وهما مش فاهمين حاجه 
 حياء راحت ناحيه زينب وهي أول ما حضنتها انفجرت كان في ثوران بركان جواها 
حياء بهدوء وهي بتربت على ضهرها بحنان
:شششش اهدي حصل ايه؟ 
الحج عمران بغضب :ما تفهمونا حصل اي ولا احنا أكياس جوافه هنا وانت يا ابن الشهاوي بتعمل اي هنا في الوقت دا 
وانت يا عايق ايه جايبكم هنا 
مليجي ب ارتباك وتعب 
:هي... هي اللي كلمتني وقالتلي ان ابوها في المستشفى و انها لوحدها و.. 
صالح بغليان و صراخ وهو بيضر"به بعنف:
اه يا ابن الك"لب يا نج"س.... بقي بتتشطر على حرمه و دلوقتي بتلزقها فيها ورب وما اعبد ما انا سيبك الا لما اسلمك للبوليس
الحج عمران بحده
 :حوش ابنك يا حج جلال وانتي يا بت ما تنطقي ايه اللي حصل . 
زينب بصت لحياء وهي بتعيط و بتلف عيونه لصالح وشكله المخيف و هو بيقوم وبيبعد عن مليجي
:مل... مليجي حاول يعت"دي عليا كان عايز يد"نس سمعتي وشر"في..... و دلوقتي بيقول ان انا اللي قلتله يجي لحد هنا ليه.... 
هو طلب يتجوزني وانا رفضت.... انا رفضته في الحلال لايمكن اقبله في الحر"ام.... 
الحج عمران:وانت يا ابن الشهاوي بتعمل اي هنا
صالح  بيحط ايديه في جيبه :
انا هكلم البوليس....... 
الحج عمران بغضب :من امتى البوليس بيدخل بينا ما تقول حاجه يا جلال 
جلال بحده:بس اللي غلط لازم يتحاسب و بدون رحمه حتى لو ابني انا..... 
الحج عمران :واللي غلط يصلح غلطته ودا اللي تربينا عليه و دي العادات مفيش بوليس يدخل بينا...... وانت يا مليجي ناوي تتجوز زينب ودلوقتي حالا... 
صالح بجنون:انت بتقول ايه... مين دا اللي يتجوزها.... لا انتم بتهزروا صح.... دا كان بيحاول يغت"صبها فاهمين يعني ايه..... لا وهو متجوز تلاته ولسه مطلق انتم بتقولوا ايه؟ 
زينب كانت عارفه ان دا اللي هيحصل لان حصل نفس الموقف قبل كدا و بعد ما الشاب اعت"دي على البنت أجبروا تتجوزه وطلقها بعدها بمده قصيره 
خبت وشها بين كفوفها وهي بتلعن حظها اللي ممكن يخليها تتجوز واحد زي مليجي
الحج عمران بحده:هي دي عاداتنا يا صالح وابوك نفسه شاهد على دا..... و مليجي عايزها في الحلال... وبعدين افرض بلغت البوليس سمعتها هتبقى في الأرض مين اللي هيتجوزها
صالح بزعر وجنون من قوانينهم وبدون ذره تفكير
  :لا يمكن تكونوا بتفكروا.... انتم خايفين عليها طب تمام انا هتجوزها وخطوبتنا اول ما يخرج الحج منصور .... الوا بوليس النجده
كلهم بصوا لصالح وهو بيطلع الموبيل وبيكلم البوليس...... 
جلال بجديه:صالح الأمور متاخدش كدا
صالح بص لمليجي بشر :و قوانينكم دي مترضيش ربنا و انا مش هسيبه الا لما يتسجن
وعلى جثتي انه يفضل حر 
حياء بصت لزينب واستغربت اللي حصل بصت لجلال بمعنى هو ايه اللي بيحصل 
مليجي بترجي :ابوس علي يا حج عمران انا هصلح غلطتي بس بلاش البوليس
الحج عمران:انت رايك ايه يا جلال؟ 
جلال بجديه وهو بيبص لصالح
 :ابني ناضخ بما فيه الكفاية انه يقدر يحدد هو عايز ايه و انا في ضهره دايما 
صالح ابتسم وهو عارف ان ابوه دايما هيكبره ولا يصغره أدام حد ابدا
بعد نص ساعه 
جيه البوليس فهموا اللي حصل قبضوا على مليجي وطلبوا من زينب تروح الصبح القسم علشان تقول اقوالها و العساكر عينوا البيت و البصمات قبل أذان الفجر كان كل الناس مشيوا و صالح مشي وهو حقيقي مش عارف ازاي قال انه عايز يتجوزها يعني هو ميعرفش اي حاجه عنها ولا اي حاجه 
حياء طلبت من جلال انه يرجعوا البيت علشان ايمان لوحدها وهي هتفضل مع زينب 
في اوضه زينب
حياء كانت بتسندها وهي خارجه من الحمام قدروا يوقفوا نز"يف رجليها خدت دش سخن علشان تهدأ وهي لسه بتفكر في اللي حصل في الليله الغريبه دي
حياء ساعدتها تقعد في سريرها غطتها كويس وقعدت جانبها
حياء  :زينب ساكته ليه؟
زينب بخوف : بحاول استوعب اللي حصل.... انا.... انا خايفه اوي..... طب هو انا المفروض اعمل ايه......
حياء بابتسامه :انا نفسي مش عارفه بس اللي اعرفه كويس ان صالح مدام قال كلمه فهينفذها لانه طالع لابوه....
زينب بدموع و زعر :بس انا..... انا لايمكن اتجوز صالح
هو اصلا ميعرفش اني لقي"طه دا لو عرف هيكر"ه اليوم اللي حاول ينقذني فيه
انا مش عايزه اتوجع ابوس ايدك قوليله اني مش عايزه اتجوزه
حياء بطيبه:مش ذنبك يا زينب.... مش ذنبك انك متعرفيش مين هما اهلك محدش يعرف فين الحقيقه و ايا تكن انا واثقه انك بنت حلال
كفايه عندي انك انقذني ابني يمكن لولاكي لاقدر الله كنت خسرت صالح.... وبعدين سبيها على الله.... نامي يا زينب و بكرا ربك يعدلها
زينب وهي بتحضنها وبتنام :شكرا لانك معايا
حياء ابتسمت وهي بتملس على شعرها بحنان
في بيت الشهاوي
جلال كان في اوضه و كذلك صالح بيفكر هو ازاي قال كدا مش مستوعب ازاي هيعمل كدا
هي بالنسبه له بنت عاديه جدا اه جميله لكن هو عمره ما فكر في الشكل ولا بيهتم بيه
مينكرش ان في حاجه شداه ليها من اول مره شافها في المخزن لكن مش يتجوزها يعني
فاق من شروده على خبط على الباب
صالح بتنهيده ضيق:ادخل
ايمان بابتسامه :كنت فاكراك نمت...
صالح :لا يا اختي صالح تعالي
ايمان وهي بتقعد جانبه :قولي بقى بتفكر في ايه
صالح:والله ما انا عارف هنزل اروح الوكاله....
ايمان بضيق:بطل غلاسه يا صالح انا اقصد على موضوع الجواز انت فعلا بتتكلم جد
صالح بجديه:ومن امتى برجع في كلمتي بس عارفه يا ايمان حاسس بخضه يعني انا اصلا كنت ماجل موضوع الجواز دا خالص
ايمان بابتسامه :النصيب ملهوش وقت ولا معاد بيجي يخ"طفك من نفسك ي ما ماما بتقول
صالح:طب وانتي هتفضل ترفضي في العرسان كدا يا ايمان عيسى الشافعي طلب ايديك ولسه مستني ردك واحنا سايبينه كدا بقاله اسبوعين رسينا على برا يا بنت ابويا
ايمان بابتسامه :انت ايه رايك؟
صالح وهو بيمسك ايديها :رأي انك تقابليه وتقعدي معه الشاب كويس و كفايه انه ملتزم و يمكن لسه بيبدأ في حياته و لسه بيفتح شركه صغيره لكن مسيره يكبر لانه بجد طموح....
ايمان بصت للفراغ لدقايق ابتسمت وهي بتبص لصالح :وانا موافقه يا صالح موافقه اني اقابله
واللي فيه الخير يقدمه ربنا
صالح بأس راسها بحنان :ربنا يسعدك يا ايمان ربنا يسعدك يا بنت قلبي....
عدي اسبوع 
زينب مش بتخرج من البيت و طبعا سابت الشغل وهي مش عارفه تعمل ايه 
يوسف عرف انها وقفت تقعد مع العريس و لأول مره حاسس انه هيتجنن حقيقي 
منصور خرج من المستشفى و عرف اللي حصل و طبعا صالح قعد معه علشان يحددوا كل حاجه 
لكن تصرفات صالح جامده مفيش اي حاجه بتدل على رغبته في الجواز اصلا وهي مش منتظره منه حاجه وعارفه انه عمل كدا علشان ينقذها من قرارهم
في بيت الشهاوي
ايمان كانت متردده تخرج تقابل العريس اخدت نفس عميق وهي بتبص لأمها
:=بقولك ايه يا ماما هو انا لازم اخرج ما تخرجي انتي
حياء بضحك:علشان ابوكي يعملنا مشكله اهدي دا عادي هتقعدي شويه وبعدين متخافيش مش لوحدكم اصلا اخوكي ممكن يجيله جلطه لو شافك قاعده مع لوحدكم دا بيغير عليك ف اهدي كدا
ايمان :طب بصي انا...
حياء :ايمان اهدي مفيش حاجه تستاهل وبعدين احنا معاكي... ياله علشان تطلعي العصير ابوكي بيستعجلنا...
ايمان :تمام حجابي مظبوط... شعري باين
حياء:مظبوط ياله بقي
خرجوا الاتنين و إيمان شايله الصنيه عليها العصير
والده الشاب:بسم الله ماشاء الله تبارك الخلق
ايمان ابتسمت بهدوء سلمت عليهم لكن هي مش بتسلم على شباب او رجاله
قعدت جانب جلال و صالح وهما بيتكلموا لكن قاطعم الجرس بيرن
حياء قامت فتحت ولقت يوسف ادامها وعيونه بطلع شرار
:جو.... تعالي جيت في وقتك
يوسف بشيطانيه و غيره:العريس شرف
حياء بخبث:ااه وإيمان قاعده معه
يوسف بصوت عالي:افندم لوحدهم؟
حياء كتمت ضحكتها و بجديه:لا طبعا احنا قعدين معاهم.....
يوسف:تمام اوي يا مرات عمي وسعيلي بقى كدا دا نهار ابوه اسود
حياء :في ايه يا يوسف اهدي يا حبيبي
يوسف :انا هادي.. هادي جدا
دخل الصالون وسلم على الكل وهو بيبص لايمان بحده وهي ساكته بلامباله
حياء :تحب تشرب ايه يا يوسف
يوسف بغيره قا"تله :جاز وس"خ و كبريته
ايمان :افندم؟
يوسف:ها يا استاذ عيسى قولي بقى عايز تتجوز ايمان ليه أن شاء الله من قله البنات ملقتش الا هي.
جلال بحده:يوسف....
يوسف :تمام.... معندناش بنات للجواز اتفضل مع السلامه الانسه مخطوبه 
صالح بص لايمان وهو بيضغط على ايديه بعنف 
عيسي:يعني ايه الكلام دا يا حج جلال 
جلال بحده:يوسف ورايا على المكتب 
يوسف اخد نفس عميق و قام وراء جلال  و اول ما دخلوا المكتب سمعوا صوت يوسف وكأنه بينضر"ب
جلال بغضب وهو بيضر"به باللكميه
:بقى يا ابن الجزمه مش لاقي وقت تاني غير دلوقتي انت عايز تشلني 
يوسف بوجع :بصي يا عمي انا استاهل ضر"ب الجزمه بس جوزها لي انا اسف والله العظيم بحبها من اول ما عيني شافتها 
جلال مسكه من ياقه قميصه بغضب و ضربه بالروسيه :
لا دا انت بجح كمان... انت مش واخد بالك انك بتتكلم عن بنتي ولا ايه يالا ما تحترم اللي جابوك ولا هقول ايه ما انت ابن ايوب
يوسف بوجع:في ايه يا حج انت بتستقوي عليا اكمني عامل حساب انك عمي 
جلال بحده :عندك مانع؟ 
يوسف بضحك :والله ابدا بس انا تعبت حقيقي و الصراحه من يوم ما عرفت انها هتتجوز وانا حاسس اني عايز ارتكب جز"يمه قت"ل انت وعدتني قبل كدا تحوزني ايمان لما تكبر اه كنت غبي وسافرت لكن انا عندي وعدي و حياه امي بحبها 
جلال بهدوء :لازم هي تقول رأيها الاول ولحد ما دا يحصل مش عايز رجلك تخطي البيت دا انت فاهم قابلتها صدفه حتى مش عايز كلمه كدا ولا كدا انت فاهم
يوسف بابتسامه وهو بيحضنه:
تسلملي يا غالي..... 
جلال بحده:ابو شكلك.... أما اشوف هعمل ايه مع الضيوف دول روح يا شيخ منك لله دي قرابه تعر.... 
بعد مده
في اوضه ايمان و جلال قاعد معها لوحدهم 
ايمان بجديه وكبرياء
:وانا مش موافقه يا بابا و مش عايزه اتكلم في الموضوع دا لو سمحت... يوسف بالنسبه ليا أين عمي واخويا يمكن انسان غالي اوي عليا لكن... 
جلال:من حقك ترفضي انا هكون صريح معاكي يا ايمان و اقولك اللي انتي خايفه منه علشان متعود اننا صحاب
انتي حاسه ان يوسف اتخلى عنك زمان لما سافر صح
ايمان بصت في الأرض بخجل وهي بتفكر في ايديها بتوتر
جلال بجديه :ايمان انا مش عيل صغير انا عارفك كويس وعارف انك حبيتي يوسف من زمان اوي
عارفه يوم ولادتك لما اختار اسمك حسيت وقتها ان في حاجه هتحصل بينكم.... منكرش خفت لكن كنتم أطفال يوسف اكبر منك ب سبع سنين لما كنتم بتلعبوا سوا او بيحفظ القرآن او بياكلك بحكم انه كان عايش معانا
بس انتم بالنسبه ليا كنتم أطفال
كبرتي و هو كبر كنت بشوف نظراته وهو بيسر"ق نظره و يشوفك
 دخل الكليه و حصل موقف عمري ما هنساه يمكن محدش يعرف عنه حاجه حتى امك
ايمان:موقف ايه؟
جلال بابتسامه :لما كان عنده خمسه وعشرين سنه كنت في الوكاله و لقيته جاي و قاعد بيلف ويدور لحد ما في لحظه قالي
 انا بحب ايمان وعايز اتجوزها.....
وقتها انا مكنتش عارف اديله رد لان انتي كنتي لسه داخله كليه و صغيره
لكن كنت متأكد ان في مشاعر جواكي ليوسف علشان كدا رفضت اقولك اي حاجه كنت حابب تركزي في مستقبلك
و انا عمري ما هوافق انك تتجوزي صغيره
لكن يوسف كان مصمم فضل ورايا لحد ما اخد وعد مني أن في يوم من الايام هتتجوزوا.... وقتها انا اديته الوعد دا
حصل وفاة عمك الله يرحمه و مشكله مع والدته وقتها جاله اكتئاب
انا اللي جبتله الوظيفه بتاع شركه لندن
وانا اللي حجزتله تذكره السفر
ايمان :انت يا بابا... انت اللي بعدته عننا
جلال بجديه وحكمه:
ايوه انا ومش ندمان يا ايمان وعمري ما هندم... يوسف لسه كان بيبتدي حياته و الشركه اللي اشتغل فيها شركه عالميه يعني يقدر في اي وقت يرجع مصر و يشتغل في اي مكان هنا أو يفتح شركه خاصه
يوسف مغلطش على فكره هو سافر علشان يشوف حياته ويكون نفسه
انتي كنتي لسه صغيره لا يمكن أوافق انك تتجوزي صغيره
 لاني عارف اضرار انك تبني بيت بيت اتنين بينهم اندفاع للحب بدون نضج كافي 
يوسف مش جبان زي ما انتي قلتي بالعكس انا شايف انه انسان ناضج
تفتكري لو انا وفقت على جوازكم من ست سنين كان هيبقى ناجح
انتي كنتي هتبقى مندفعه وراء مشاعرك وهو خبرته بالحياه مكنتش كافيه 
يمكن هو وقتها كان من سن اخوكي صالح دلوقتي خمسه وعشرين سنه 
 لكن الفرق بينهم
ان صالح ناضج كفايه شغله معايا من صغره و انه يقرر يستقل ويشتغل لوحده و مع ذلك برضه بيشتغل في الوكاله
هو عنده نضج كفايه انه يفتح بيت
علشان كدا انا بقولك دلوقتي يوسف مش جبان هو بقى ناضج عارف يفتح بيت يحتوي الزوجه اللي معه
هو بس كان بيحاول يتجاهل مشاعره اللي جواه ليكي.. و على العموم القرار الاخير ليك انا مش بجبرك على حاجه ربنا يسعدك
ايمان :بابا عايزه انام معاك
جلال ضحك وحضنها :مش كبرتي بقى ولا ايه
ايمان بحب:انا طول عمري هفضل العيله الصغيره اللي بتيجي تنام في حضنك و ماما تتضايق حقيقي يا بابا كانت ايام جميله اول ما اجي انام في حضنك و اشبت فيك وماما تبقى قاعده بتشيط وهي عايزه تنام في حضنك
جلال :بت اسكتي و ياله نرخم عليها تصدقي وحشتني اوي 
ايمان :يلهوي راعي اني سنجل
جلال مسك ايديها وخرجوا المطبخ لحياء
تاني يوم 
الساعه تمانيه بليل 
صالح كان سايق عربيته وهو بيفكر ازاي يخلص من شاكر لكن بط سرعه العربيه وهو شايف زينب ماشيه في الشارع في طريقها ناحيه بيت نورهان صاحبتها وقف العربيه و نزل
زينب بصت بتوتر وهي شايفه بيوقف العربيه ادامها
نزل ووقف ادامها بصلها بهدوء و بحده
:الهانم رايحه فين الساعه تمانيه بليل
زينب ضغطت على ايديها بغضب
:في ستين داهيه...
صالح بقى يقرب وهي بترجع لوراء بخوف و بتوتر:في اي
صالح مسكها من دراعها بغضب و بحده :
لما اكلمك تردي عليا عدل فاهمه... رايحه فين؟
زينب بعصبيه:خطوبة نورهان صحبتي ايه عندك مانع وعلى فكره انا مش لوحدي بابا معايا بس هو دخل يسلم على الرجاله جوا
صالح ساب ايديها وبصلها بهدوء كان لبسها كويس ودي عادتها جيب بني واسعه مع بلوزه لونها ابيض وحجاب ازرق
:رقص مش عايز ضحكه كدا ضحكه كدا قسما بالله هتلقي الي في افاكي
 قسما بالله انا على أخرى يعني تدخلي مش عايز مرقعه...
حتى لو بنات بس في ناس بتصور انا قلتلك اهو...و احسنلك احذري غضبي يا زينب.... 
زينب بعدت عنه بخوف من نظراته و غضبه هي حقيقي من اول ما شافته وهي شايفه انسان جاد 
دخلت بيت نورهان وهو دخل لمكان الرجاله يبارك...
مرر الكره بين قدميه باحترافية ثم وجهها لقلب المرمى ركلها فاصابت الهدف
ابتسم صالح بانتصار و هو بيقعد على الأرض في جنينه بيت " شغف الحسيني" جدته 
اخد نفس عميق بتعب وهو بياخد المنشفه يمسح وشه ملتقط ازازه المياه شرب و رمي على وشه باقي محتوى الازاز لتنزل قطرات الماء على وجهه تلمع أثر اشعه الشمس
تنهد على وهو بينحني بيسند بايديه على ركبته بتعب قالا بغيظ و ارهاق
:محدش يقدر يغلبك حتى في اللعب
بصلهم مراد (صديقهم) وهو حاطط ايديه على خصره بص لاشعه الشمس بتعب من الجو الحر 
ليردف بسخريه من علي
:تغلب مين يا ابني..... دا ابن جلال الشهاوي 
ق.لع التيشيرت ليصبح عا'ري الصدر  
بيقعد على الأرض بيرمي التيشرت  باطمئنان لان مفيش غيرهم هم التلاته بيلعبوا كره
مراد بخبث وابتسامه ذات مغزي
:العريس مشغول في ايه؟ هي العروسه لحقتك تشغلك عننا ولا ايه
رمقه صالح بضيق وفضل السكوت 
على بص لمراد بضيق هو الاخر و رجع بص لصالح
مراد بابتسامه وسيمه و مرح
:مالك يا عم انت متضايق انك هتتجوز ولا ايه.... 
طب ماشي سيبك من كل دا تعالوا ننزل المياه الجو حر اوي 
صالح قام بضيق و احساس بالغضب من قراره المتسرع جدا
مش ندمان عليه لو رجع بيه الزمن لنفس اليوم المشئوم من اسبوعين  هيعمل نفس الموقف ... 
لكن بعد ما عرف حكايتها حس ان مش هي اللي ممكن تكون على اسمه رغم أي حاجه دلوقتي
هو ملازم يكون اد كلمته ولا يمكن يتراجع عنها وخصوصا ان شهد على كلامه ناس كتير 
وحتى لو مفيش غير شخص واحد شهد على الموقف كان هيتجوز زينب....... 
خرج من شروده على صوت مراد العالي
"صالح... انت يا عم سرحان في ايه بقولك تعالي ننزل المياه" 
صالح بجمود
"ماليش نفس انزلوا انتم هطلع اخد دش و اروح على الوكاله وانت يا علي حصلني على هناك علشان بكرا هكون مشغول في الخطوبه" 
مراد باستغراب 
"اللي يشوفك كدا يقول انك مغصوب على الجواز مع ان انت اللي قلتها بلسانك انك هتتجوزها.... ولا اكمن طلعت ملهاش اصل
بس اقسم بالله دي القمر ولا عيونها شبه الملايكه "
وسع على عينيه بصدمه من كلام مراد ورقب خطوات صالح وهو بيقرب منه بهدوء ما قبل العاصفه 
غريب هو الهجوم المفاجأ 
هو النقطه الفاصله بين الهدوء التام والرعب المميت يجعلك تشعر انك تقف على أبواب الجحيم للحظات تنسحب منك روحك
الاحساس دا حسه مراد مجرد ما صالح قرب منه وه'جم عليه بكل قوته بيلوي دراعه وهو يديره
و ينقض على رقبته يكاد يخن"قه يضغط بعنف على حنجرته ليدرك انه تخطي حدود 
ربما هما أصدقاء لكن باي حق يتكلم عن شي يخصه
عروقه تكاد تنفجر من شده الغضب والغيره فحتى ان لم يكن يحبها فهي بعد أيام هتكون مراته
صالح بغيره تكاد تفتك بكل جوارحه شي خارج عن ارادته يحركه
:=مين اداك الحق تتكلم عنها....... ممكن دلوقتي حالا عزرائيل يكون واقف على باب البيت دا منتظر يقبض روح اللي جابوك فبلاش تخليني انا اللي اعملها..... اسمها ميجيش على لسانك و مالكش دخل في حكايتها بلاش تخلينا نخسر بعض 
على بخوف وهو بيحاول يبعده:
:=صالح اهدي ابوس ايدك هيمو'ت في ايديك 
انت عارف مراد متهور بس ميقصدش حاجه
ثم وجهه حديثه الي مراد اللي وشه احمر وبحاول يفلت من قبضه صالح لكن هيهات
" منك لله يا شيخ حبكت تفتح بوقك دلوقتي يعني بتاع بنات ومستحملينك لكن كمان غبي 
يخربيت ابو اللي جابك...." 
صالح سابه وهو وقع على الأرض وهو بياخد نفسه بصعوبه وعيونه بتلمع بدموع كاد ان يزهق روحه 
صالح بحده وهو بيرجع ايديه الاتنين وراء ضهره وبيشبكهم في بعض
"كلمه واحده عليها تيجي على لسانكم خليكم واثقين ان أبن الشهاوي مش بيسيب حق... حريمه"
أتكا في نهاية جملته على تلك الكلمه كنوع من الانذار انها أصبحت ملكيه لايحق لهم التحدث عنها ولا حتى بكلمه واحده فكيف ان تغزل بها صديقه؟؟؟!!!!!
سابهم ودخل البيت على اوضته فيها
لأن جلال وحياء عملوا بعض التعديلات في البيت لكن لسه واخد نفس طبع البساطه اللي تحس فيه بروح والدتها وانها موجوده بينهم 
بعد ربع ساعه نزل وهو بيشمر كم قميصه الذي يبرز اناقته و جسده الرياضي يمرر يديه في شعره الأسود 
تنحنح مراد بحرج واعتذار
"صالح.... انا اسف والله مقصدش اللي في دماغك انا اه بتاع بنات لكن مش هبص لمراتك انت اخويا و انا مقصدش اللي انت فهمته انا اقصد انك محظوظ
زفر على بغضب من غباء صديقه
" اشكي إليك يارب يا ابني انت اهبل..... 
ضحك مراد باستغراب من غباوته
"والله ما اقصد انا اقصد... ولا بلاش انت عارف اني حنين وطيب"
لوي على شفتيه باستهزاء
" حنين اوي دا على ايدي... وبذات مع البنات اللي بتمشي معاهم.... حنية ايه.. وطيبة ايه..."
مراد بابتسامه ساخره
"يا ابني البنات دول احسن حاجه في الدنيا بذمتك تخيل كدا الدنيا بدون نوعمة و رقة البنات"
صالح بسخريه
:=ان شاء الله تيجي اللي توقعك على بوزك وتعلمك ان الله حق.... ياله اتفضلوا من غير مطرود علشان عندي شغل عيز اقفل البيت
مراد بجديه 
" خالص يا عم انا اسف و ادي راسك ابوسها"
ضحك على بسخريه 
" مش كفاياك بو"س ولا ايه يا عم الواحد بقى يقلق منك قولي صحيح انت مصاحب كم واحده دلوقتي "
مراد 
" والله يا خويا الايام دي هما اربعه بس "
علي
" برى... بري اوي الواد دا تصدق ظلمتك"
صالح بجديه:أنجز مش ناقص وجع دماغ منك له
بعد مده خرج التلات شباب من البيت وصالح قفل وطلع على الوكاله... 
=========🌱وليدة قلبي🌱 =========
                         دعاء أحمد 
في بيت الشافعي
زينب اخدت شنطتها واتاكدت انها حطت الفلوس فيها
زينب بصوت عالي مرح
:=انا نازله ياحج ..... يمكن اتأخر شويه علشان هعدي على نورهان اشوفها علشان تكون معايا بكرا
منصور بابتسامه وهو خارج من اوضته ساند على عصايته
:بس كل شويه هكلمك اطمن عليكِ اوعي مترديش..... خلي بالك على نفسك
زينب بسعاده
"ايوه كدا اخرج من الاوضه دي الحمد لله بقيت تخرج بالعصايه حاكم انا اتشئمت من الكرسي المتحرك مكنش له لازمه و الله
منصور بابتسامه :الحمد لله يا زينب ياله عشان متتاخريش وخلي بالك على نفسك
زينب بحماس وهي بتلبس الكوتشي
:ادعيلي يا حج
خرجت من البيت وهي مرتاحه يمكن بعد اللي حصل اتأكد أن ربنا مبيظلمش حد
هي أحسن الف مره من غيرها على الاقل عندها أب بيحبها وبيت محتويها 
هي على يقين تام ان الحياة لا تظلم احد و لكل شخص نصيب مما اكتسب
احيانا تقسو الحياه لكن لكل اختبار حكمه لا أحد يعرفها فقط تنكشف في الوقت المناسب
لتجعلنا ندرك اننا افضل وأننا كنا مخطئين في تقدير الأمور.... لان الله اسمه العدل...
ركبت مواصله في طريقها لمحلات الفساتين كانت عايزه تاجر فستان للخطوبه
  قاعد جنب الشباك سرحانه في خطوبتها اللي اتحددت بكرا اخدت نفس عميق زفرت ببط و هي تحاول أن تكون متاهبه لتلك اللحظه........
بتدير وشها لكن اتفزعت وهي بتبص لعجوز قاعد جانبها ومبتسم بسماجه
زينب بحده "في ايه يا حج ما تبص ادامك"
ابتسم بسماجه ليقول
"انتي متجوزه يا قمر"
استغربت من سؤاله وطريقته الغريبه
"لا يا أبا مش متجوزه ايه عندك عريس ليا" 
اخرج المشط من جيب القميص بيسرح شعره بابتسامه واسعه
"ما انا موجود يا قمر" 
بصتله بذهول و عصبيه 
"يا عم هو ناقصك ايه البلاوي اللي بتتحدف علينا دي.... على جنب ياسطا ما هو انا ناقصه 
قال انا قال..... فاكر نفسك مايكل جاكسون يخربيت المعاتيه".... 
نزلت من العربيه دخلت شارع زحمه فيه محلات كتير 
بقيت تلف و تدور على حاجه مناسبه ليها ومتكنش بسعر غالي عليها
لحد ما لفت انتباها فستان سواريه سماوي ابتسمت ودخلت المحل 
بعد مده خرجت و راحت لبيت نورهان يتكلموا سوا............. 
ارتد صالح ملابسه واقف أدام المرايه وهو بيزرار قميصه الأسود..... دخلت حياء بابتسامه جميله وهي بتقول بحنان
"صباحك نور يا صالح... ياله علشان نفطر ابوك و إيمان قاعدين مستنينك"
هز راسه ب ايجاب وهو بيبص في ساعته
"ماشي يأمي جاي.... بقولك انا احتمال اتأخر النهارده  محدش يستناني وانا هحصلكم على بيت الحج منصور"
شهقت حياء بصدمه من كلام ابنها
"انت بتقول ايه يا صالح انت لازم تكون هنا من بدري 
و لا في خطوبه بتحصل من غير العريس
اوعي تقولي انك هتسافر....
وقف أدام المرايه بيسرح شعره ليقول بعمليه
"معليش بقى يا ام صالح لازم اطلع على بورسعيد...
في بضاعه جايه للجمارك و لازم استلمها بنفسي و اشيك عليها
انتي عارفه الحج كبر و مينفعش هو يروح وانا موجود وان شاء الله هاجي بعد المغرب
هنحمل البضاعه على التريله (عربيه النقل) على العصر و هجيبها واجي بإذن الله .... 
و اي حد يبقى يجي من بورسعيد بالعربيه بتاعتي "
حياء بخوف عليه
:انت اللي هتطلع على التريله... خالي بالك على نفسك يا صالح الطريق مالوش امان) 
ابتسم وهو بينحني يقبل راسها وايديها
(سلميها لله يا ام صالح)
بص في المرايه بيعدل حزام البنطلون لتكتمل هيئته الرجوله الوسيمه فهو صاحب قوام رجولي ممشوق
وصل صالح مينا بورسعيد حوالي الساعه الثامنه صباحا هو و صديقه علي
وصلوا الجمارك منتظرين وصول شحنه كبيره من القماش هتتنقل المخازن الخاصه بعيله الشهاوي 
واقف مع عامل من عمال النقل في المينا 
صالح بجديه:يعني شاكر ضرغام كان ناوي ياخذ الشحنه دي 
العامل
:دا اللي سمعته و عرفت انه كان هيموت عليها و ان شاء الله حتى ياخدها من تحت الترابيزه و لو هيدفع لكل اللي في المينا ر"شوه
لكن الحكومه الايام دي مشدده على كل البضاعه اللي داخله المينا) 
حك صالح دقنه النابته بشك واستغراب وهو بيبص ل علي 
ظابط الجمارك:تعالي افطر يا صالح لسه الشحنه موصلتش و غير الإجراءات  على الساعه احداشر 
صالح حط ايديه في جيب البنطلون وهو بيبص للبحر و بجديه
" تسلم يا محمد فطرت مع الحج في البيت" 
ابتسم محمد بحسره 
"تصدق يا جدع اقسم بالله انا نسيت معنى الفطار في البيت من يوم ما اتجوزت وسيبت بيت أمي و لو قلت كلمه واحده تقولي العيال والبيت مش فاضيه كلام النسوان اللي مياكلش عيش دا) 
مال صالح عليه يسأله بحيره 
" هو الجواز وحش للدرجه دي ولا اي" 
"زي الز"فت.... حاجه كدا زي تكفير عن الذنوب اللي عملتها طول حياتك.... اوعي تتجوز يا صالح انت كدا ملك اقسم بالله) 
على بمرح 
"يا جدع اسكت الراجل خطوبته النهارده مش عايزين نطفشه من اولها كدا خليه يعيشله يومين" 
صالح بمرح "انا بعد اللي سمعته بفكر اغير رأي" 
ضحكوا التلاته ليقول محمد بسعاده
"الف مبروك يا جدع مش تقول كدا من الاول كنت اديك طاقه تفاءول" 
لؤي شفتيه بسخريه
"تفاءول ايه يا جدع روح منك لله"
بعد عدت ساعات من العمل الجاد المرهق بتحميل البضائع على عربيات النقل (التريله) وإنهاء الأوراق الخاصه بالجمارك
صعد صالح الشاحنه الضخمه  
بيسوق التريله في طريقه لاسكندريه مع أذان العصر ووراه عربيتين تانين كبار
كان قاعد جانبه علي ليقول بشك
" تفتكر شاكر ليه كان عايز الشحنه دي مع انه اصلا بيشتغل في السمك ومالوش علاقه بالقماش تفتكر بيعمل كدا عشان يرازي فيك
صالح بجديه
" معتقدش.... شاكر دلوقتي عايز يعوض الخساره اللي عنده و شحنه القماش دي جايه بسعر مناسب لو قدر يسوقها صح كان هيعرف يغطي الخساير اللي عليه
" عندك حق"
اكتفي على بأكلمه دي وهو بيفكر في شاكر و اد ايه هو إنسان حق"ير
بعد حوالي نص ساعه
كان (على) شارد الذهن وهو بيبص للموبايل بتاعه
صالح بصله باستغراب 
لانه قاعد و مركز في الموبيل بطريقه ملفته
كان فاتح صفحه على الفيس بوك ب اسم
"habiba Kassem" 
بيبص للموبيل بسخريه وهو شايف صاحبة الاكونت حاط بوست على الفيس 
" الحب؟؟!!!  
ان باعك الحب عليك إلا تشتريه ولو بأرخص ثمن"
(على) محسش بنفسه غير وهو بيدخل التعليقات بيكتب
"البشر مخادعون..... كانت دائما تمثل البراءه في اوفي صورها 
وفي لحظه أظهرت عن الشيطا"ن بداخلها ذلك الشيطا"ن المهو"س بالمال" 
كان هيضغط على إرسال لكن صالح شد منه الموبيل بسرعه وهو بيوقف التريله بيدوس فرامل بقوه لدرجه انهم اندفعوا لادام لكن استعدوا توازنهم بالتدريج
صالح بحده وغضب من صاحبه
" انسى (حبيبه) يا علي 
..... دي اتجوزت خالص وانت عارف اتجوزت مين..... شاكر ضرغام ابعد عن الشر و غنيله بلاش تدخل في حياتها انت متعرفش ايه اللي جبرها تتجوزه.... واكيد هو بيراقب موبايلها بلاش تاذيها يا اخي... 
صرخ( على) بجنون فما السبب الذي يجعلها تتخلى عنه
فهو احبها منذ أن كان بالثانويه وهي تعرف ذلك تعرف ذاك جيدا.... 
كان بينهم محادثات كثيره فهي ابنة حارته من نفس عمره تقريبا او لاكون دقيقه أصغر منه بتمن شهور
" الفلوس..... هي اتخلت عن حبي ليها علشان الفلوس
لا وايه طول الوقت طالعه كأنها البنت البريئه الملاك من السما و هي كد"ابه وغشا"شه" 
ربت صالح علي كتفه ليخفف عن صديقه شعوره ب الألم هو يعلم جيد كم يحب( حبيبه)
ولكن الشي الصادم للجميع انها تركته فجأه و تزوجت من شاكر (اللي حاول يق"تل صالح)
(على) شاب على عكس صالح من طبقه اجتماعيه بسيطه 
مكافح بسيط  ذكي
قدر يكمل تعليمه و يجوز اخته و بدا يعدل من مستواه اشتري شقه جديده اكبر من شقتهم لكن بالتقسيط و رفض اي مساعده من صالح غير أجره على الشغل ومع ذلك هما صحاب جدا
صالح بجديه :طب هات الموبيل دا......وبلاش شغل العيال دا دي ست متجوزه دلوقتي... 
وانت مش صغير
اخده وحذف التعليق و خرج من صفحتها
(على الله يا علي تعمل كدا تاني فوق لنفسك حبيبه اتجوزت حطها حلقه في ودنك) 
على دير وشه وبص من ازاز التريله بضيق و غضب لكن يقسم  بداخله يعشق تلك الفتاه لطالما كانت صديقته او كما يسميها ملاك الرحمه
تميزت عن جميع الفتيات و خ"طفت قلبه 
لتصدمه بالنهايه بزواجه من عدوهم شاكر ضرغام لكن دا كله قبل سنتين لكن هل ننسى من 
صالح بصله وهو بيدور الشاحنه من تاني و لنفسه
" حبيبه مش وحشه اوي زي ما انت فاكر يا علي ربنا يكون في عونها على هي عايشه فيه "
في مكان آخر
بيت كبير واسع جدا  ملكاً  لشاكر ضرغام
جرس الباب بيرن خرجت بنت من المطبخ
جميله نحيفه على وجهها قسمات الحنان والطيبه رقيقه
و قسمات القوه اكتسبتها من  سباق الركض بين عقلها وقلبها و القدر المؤلم
الذي جعلها زوجة شاكر ضرغام رغم انه اكبر منها ب خمستاشر سنه لكن قدرها ان تقع تحت يدي ذلك الاربعيني
شعرها البني  منسدل على ضهرها بنعومه
(حبيبه قاسم)
فتحت الباب وعلى وشها ابتسامه رقيقه اعتادت انها ترسمها تخفي بها مرارة زواجها الفاشل. 
خالتي (ام محمد) وهي بتمسح وشها من العرق
:حبيبه اللحقيني بكوبايه مياه الجو حر اوي....
حبيبه بابتسامه سعيده : وحشتيني اوي يا خالتي تعالي ادخلي... حاضر ثواني
دخلت المطبخ بسرعه طفت عن الأكل و اخدت كوبايه مياه وطلعت بسعاده
بعد دقايق في الصالون
حبيبه كانت قاعده على الكنبه وهي سانده دماغها على ايديها وسانده على مسند الكنبه وراها
و بتسمع خالتها و هي بتشتكي منها
حبيبه 
:يعني عيزاه ايه يا خالتي بتلفي وتدوري عليا  وحاسه ان الزياره دي وراها حاجه
ام محمد :بصي يا حبيبه من الاخر كدا جوزك هو اللي بعتني و عايزني الين دماغك اللي زي الحجر دي  انتي كدا بتخربي على نفسك
حبيبه بغضب و مع ذلك خوف منه
:هو بيشتكي لك مني؟ 
ام محمد :
ايوه يا عنيا.... بيقول انك بتتلوعي عليه ومش عارف ياخد منك حق ولا باطل حتى لما بتكونوا سوا مش عارف يطول منك حاجه.... و كمان موضوع الخلفه
حبيبه بحزن و طيبه :
اعمل ايه بس مش عيزاه اخلف منه 
انتي عارفه اني مش بحبه انا بكر"ه نفسي لما بيقرب مني.... لولا اني تعبت منه وخايفه 
كنت طلبت الطلاق"
ضربت ام محمد علي صدرها بقوه من كلام حبيبه الطايش
"يلهوي يا حبيبه انتي بتقولي ايه اكتمي خالص
عارفه لو سمعك هيعمل ايه فينا هيقطع خبرك من على وش الدنيا
وبعدين ايه يعني دا جوزك يابت و من حقه عليك انك تجبيله حته عيل يشيل اسمه و يكوش كل دا انتي عارفه انه مخلف من مراته الاولانيه بنت ومراته التانيه مخلفتش الدور عليك تجبيله الواد و تئوشي  "
حبيبه بقله حيله وسخريه
" اديكي قولتيها يا خالتي انا التلاته ههه قال جوزي قال انا لما اتجوزت شاكر كان عندي اتنين وعشرين سنه و دلوقتي عندي اربعه وعشرين 
عارفه يا خالتي السنتين دول ضر"ب واهانه و حبسني في البيت 
فين وفين على ما بخرج
انا بكر"ه اليوم اللي بيجي فيه 
و تقوليلي جوزك منه لله اللي كان السبب
منه لله على البهدله اللي انا فيها
و لما ازعق واقول كفايه و  ادور على حد يقف قصاده ملقيش حد منكم سبيني في الغلب اللي انا فيه يا خالتي) 
ام محمد بجديه وخوف
" اوعي يا حبيبه تكوني بتشوفي  اللي اسمه
"علي" دا
حبيبه بصتله وسكتت لكن للحظه ابتسامتها ظهرت  فاقت من شرودها على صراخ مرات خالها
"يلهوي يا حبيبه لا تكوني لسه بتفكري فيه فوقي يا بت يانهار مالوش ملامح لو جوزك شك في حاجه هيطين عشتك"
حبيبه بسخريه
" متخافيش اوي كدا  انا نسيته اصلا و بعدين شاكر مانعني من الخروج...
خليه يعمل اللي هو عايزه مدام كله بالضر"ب و الاهانه يبقى ينسى موضوع الخلفه دا لا يمكن اخلف من واحد زيه...... وان شاء الله هرفع عليه قضيه خلع و اخلص منه يبقى
ام محمد بشك
:اوعي تكوني بتاخدي حاجه لمنع الحمل يا حبيبه......
حبيبه ب ارتباك بتحاول تداريه
:هاخد ايه يعني بقولك انا عامله الاكل اللي بتحبيه هغرفلك....
قامت بسرعه و دخلت المطبخ قعدت على كرسي السفره و شردت للماضي و اد ايه نفسها ترجع له بقالها سنتين في الغلب دا مع شخص عمرها ما حبيته ولا هتحبه في يوم
افتكرت "على" اكتر شخص كانت بتحبه واكتر شخص حنين في الدنيا
وصل صالح اسكندريه وبالتحديد يقف في احد مخازن القماش لعائله الشهاوي
مرر ايديه على رقبته بتعب من الطريق
مط (على) شفيته بغضب من صديقه ليقول بخفوت
"صالح يا جدع روح ياله العشاء هتاذن اللحق روح غير واللحق الناس اللي مستنينك
ولا انت عايز تصغر الحج جلال ولا ايه حكايتك)
ابتسم صالح ابتسامه بعيده تمام عن المرح ليقول بجديه 
" افضل مع العمال يا علي بعد ما يخلصوا تتأكد من كل حاجه و تقفل كويس
وتنبه على الغفر ياخدو بالهم..... ياله يدوب اللحق انا الناس اللي في انتظار هات مفاتيح الموتسكل بتاعك
ابتسم على بمروغه وهو يمرر يديه في شعرها قالا بمرح وأسلوب مضحك
" مش عارف من غيري كنت هتعمل ايه خد يا وحش الف مبروك مقدما"
ضحك صالح وهو يربت على كتف صديق قالا بحماس
"نردهالك في الأفراح ان شاء الله"
خرج من المخزن تحت نظرات( على) الحزينه عند تذكره لتلك الفتنه التي يعشقها.....
النصيب  قيود من نيران احيانا تهلك أرواحنا تجعلها معذبه في الهوى.......
مؤلم جداً ان تتظاهر انك بخير مع أنك في الواقع تحترق ببط..... على عبد المنعم
_______________________________
خرج صالح من المخزن كان واقف أدام دراجه بخاريه دورها بالمفتاح لتطلق صوت مزعج أثر تشغيل المحرك
ركب الموتور في طريقه للبيت زود السرعه لينطلق بسرعه عاليه 
هو كم يعشق تلك الدرجات على الرغم ان سيارته مريحه جد
لكن هو واقع في عشق الموتور احساس بالحريه السرعه الجنون احيانا
كأنها تمثل البشر في تهورهم و اندفاعهم 
وأحيانا في رغبتهم في الحريه المطلقه للجنون
رغم ذلك كان حريص دايما حتى لا يؤذي احد........ 
يبدو للبعض شي تافهه لكن لكل مرء نصيب من الجنون في الحياه ربما شغف!!!! 
ف لاتناقش راجل ان احب شي....
بعد مده بسيطه
وقف يزرار قميصه الكحلي ابتسامه وسيمه ظهرت على شفتيه حك دقنه النابته وهو ينظر في المراءه
بص في الساعه لكن وسع عينيه بدهشه لانه اتأخر و حالا لازم يكون في بيت الحج منصور 
وصل بعد ربع ساعة جلال بصله ب ارتياح كان خايف يتأخر اكتر من كدا 
حياء اول ما شافته راحت ناحيته بخوف 
"صالح اتاخرت ليه حصل حاجه طمني انتي كويس.... 
ابتسم وهو يقبل قمه راسها بحب
" متخافيش يا ام صالح الحمد لله عدت على خير..... 
انطلقت الزعاريد في كل ارجاء البيت و الاغاني 
حضر الخطوبه الحج عمران (كبير الحاره) ابتسم وهو بيسلم على صالح بصله بنظره غريبه شايف راجل ادامه قدر يوفي بكلمته 
شخص واحد وقف أدام قوانينهم و يقولهم دا ميرضيش ربنا 
بص لجلال و ابتسم ليقول بفخر
"انت محظوظ يا جلال عرفت تربى راجل من ضهر راجل..... ابن جلال بصح" 
ابتسم صالح بحده دليل على عدم الارتياح له
هو يعلم جيدا ان ذلك الرجل
لطالما سقي قلوب المظلومين العلقم
ليقول بحده و قسوة و عينيه الزيتونيه الداكنه تبرز وحش غاضب بداخله
"وانت كنت فاكر ايه يا حج عمران.... انا أديت كلمه 
و عمري ما اكسر كلمتي مدام رافع وناصر.. الحق
اتكا على تلك الكلمه بقسوه ليحمحم عمران بحراج بعد فهم ما يريده صالح وقد نجح في احراجه" 
انطلقت الزغايط من ناحيه اوضه زينب 
الكل بص ناحية نورهان اللي بتزغط وهي طالعه من الاوضه مع زينب...... 
واقفه ادامه بهيئتها المميزه ترتدي فستان فضي رقيق جدا 
صاحبة ملامح رقيقه بشره صافيه 
عينيها الدخانيه الداكنه
و آآه من تلك الغيمه في عينيها
و كأن جمالها يكتمل مع عينيها البريئه
ربما عاديا بسيطه لكن هناك شي مميز 
يبدو عليها
لان الرمادي الأقرب للاسود في عينيها  
هو سيد الألوان يجمالها يحليها
انحدرت عيني صالح علي فستانها المحتشم ومع ذلك يظهز انثه بجسد ممشوق 
فهي تتميز بحلاوه شرقيه تخطف العقول 
زينب اتوتر من نظراته الواضحه والصريحه لتجبرها قدميها على الاستمرار في طريقها ناحيته تتمنى لو ان تنشق الأرض وتبلعها
رغم أنها محجبه و ملابسها تداري تفاصيلها لكن لأول مره ترى منه نظرة
(وقحه... صريحه... واضحه... ) والاغرب انه لا يخجل من النظر إليها هكذا وسط هذا التجمع  كأنها حق من حقوقه لكن في صميم نفسه انه تربى على غض البصر فلما تلك النظرات الان
ربما اول مره يركز معها بالطريقه دي لكن رغبه قويه بداخله تدفعه لمعرفة كل شي عنها لحد دلوقتي 
شايف
بنت جميله جدا.. بسيطه.. ملامح حزينه... لكن في جزء كبير من حياتها لسه مجهول 
مد ايديه وهو بيبصلها بتركيز كانت بتبصله بقوه غريبه و كأنها بتحاول تستكشف اللي عيونه مخبيه و ياترى حكايتهم الغريبه دي مصيرها ايه
وضعت يديها بين يديه مسكها بقوه يتجه ناحيه الكرسي المخصص لهما 
وسط نظرات الحب الفرح السعاده والكر"ه السخط والغضب تمت خطبتهم وتحديد الفرح بعد اسبوعين........ السرعه دي كانت موتره زينب 
لكن ما يريده الله هو ما سيحدث
فهي على ثقه تامه بأن اراده الله فوق كل شيء
لم تتخيل بحياتها انها ستكون زوجته
ف اهلا بما يريده الله
و لكن ياتي القدر برياح الهوى... القسوه.. الدموع
الساعه اتناشر بليل 
جلال كان ساند دراعه على كتف حياء وهما طالعين السلم و باين فرحتهم لاولادهم
صالح كان لسه قاعد في عربيته يشعر بإنشاء غريب يجتاحه 
_____________صعد يوسف السلم بسرعه وهو بيمسك ايد ايمان كأنه عايز يخط"فها بسرعه قبل ما صالح يدخل او جلال يشوفه
ايمان بفزع ودهشه:
"يوسف..... "
وضع يديه على شفتيه بمعنى اسكتي
ايمان بحده وهي بتشد ايديها من بيت ايديه بغضب 
" في ايه يا حيلتها ما تحترم نفسك ولا علشان بقيت خطيبي لا فوق قسما بالله اصوت واخلي صالح يتصرف هو معاك"
هز راسه بتعب من عنادها
"ممكن افهم في ايه؟ يعني من كم يوم كانت خطوبتنا و انتي كنتي فرحانه و جميله وكيوت كدا ليه قلبتي فجأه ممكن اعرف" 
مسمست شفتيها بطريقه شعبيه اصيله 
" ولا حاجه ابقى اسأل روحك وانت تعرف "
يوسف بغمزه و ابتسامه مرحه
" ما انا بسألك اهو يا روحي"
لوت شفتيها بغيظ وغيره لتنفجر من الغضب
" يوسف مين حنين دي..... اللي كل دقيقه والتانيه بتكلمك واحنا في الخطوبه"
مال عليها وهو يشعر بسعاده لرويه غيرتها الواضحه رد بمراوغه و نفس اسلوبها 
" وانتي مالك مش انتي لسه بتقولي حي الله مخطوبين مالك بيا بقى "
وسعت عينيها بصدمه و رغبه قويه في الانقضاض عليه لكن أخلاقها منعتها و بحده وقوه
" ماشي يا جو كلها اسبوعين و ابقي مراتك وساعتها و رب الكعبه ليكون باسورد موبيلك معايا... هو ايه صحيح الباسور"
ابتسم يوسف بمراوغه وقحه وهو يغمز لها 
" لا طبعا مينفعش يا قلبي دا عليه حاجات للكبار " 
احمر وجهها بغضب وغيظ من هذا السليط لتقول بحده
"بج"ح.. صا'يع.... من'حت انا هفركش الخطوبه سلام"
ضحك بسعاده لرويه مشاعرها المضطربه مابين الخجل تخفيه بقناع الغضب.... الغيره.... الحده
يوسف :ايمان
اديرت قبل ما تطلع شقتهم وهي بتبصله بوجهه كاتم لكن تحول لذهول وهي تراه يرسل على قب"له على الهواء 
" بتعمل ايه يا صايع انت بتسغفلنا يا روح امك" 
لم يكن سوا صالح الذي صعد الدرج للتو و هو يرى ابن عمه و اخته 
ايمان وهي بتضحك
" حلال عليك العل"قه يا جو سلام ياروحي"
تحول وجه يوسف للشحوب وهو يرى صالح ينقض عليه بعنف
اقترب منه صالح بغضب وهو يمسك عنق قميصه وبدون مقدمات و قصف بعنف أمام عينيه و بغضب وحده
"بتعمل ايه يا روح امك انت بتستهبل يالا ولا فاكر نفسك بقيت جوزها فوق يا حيلتها علشان قسما بالله دلوقتى حالا اخليها ترمي الدبله في وشك 
معندناش بنات تقف تتكلم على السلم وإذ كنت نسيت الأصول وانت برا مصر كنت تجيلي وانا اعلمهالك...... لما تحب تكلمها تيجي ب الأصول وتستاذن تقعد ادامنا "
يوسف بفظاظه واستفزاز
" و ماله بكرا تبقى مراتي وفي حضني وساعتها ميبقاش ليك كلمه عليها "
صالح بهدوء ما قبل العاصفه
" ايه البجا"حه اللي انت فيها دي يالا.... ما تحترم انها اختي..... لما تبقى مراتك دا لو بقت بس معتقدش" 
ابتسم يوسف باستفزاز وهو بيبعد ايد صالح عن ياقه قميصه بيحط دراعه على كتف صالح بعفويه ليردف بهيام
"الحب يا جدع..... 
سابه وكان نازل لشقته لولا أن صالح بحركه سريعه حط رجليه كعائق أدام يوسف بمجرد ما جيه ينزل اتكعبل لولا انه مسك في تربزين السلم 
بص لصالح بغيظ 
" طب روح يا صالح يا ابن عمي اللهي تنكوي بنار الحب و يبعد حبيبك عنك و تدوق عذابه"
صالح ضحك بسخريه على شكل يوسف و طلع شقته...... 
==================
في صباح يوم جديد 
في بيت شاكر ضرغام
حبيبه صحيت من النوم بملل كعادته هيكون يوم ممل تفضل قاعده طول النهار في البيت لوحدها ممنوع انها تخرج او تكلم اي حد
و دا تقريبا من بعد جوازها من شاكر بتلات شهور
يسيبها ايام طويله بفضل مع مراته الأولى 
يمكن هي مش زعلانه بالعكس دي اكتر حاجه بتفرحها لانه مبيجيش لها إلا لما يكون عايز مزاجه منها  
ابتاعت مرارة العلقم الذي تعيش فيه منذ سنتين في سباق مع الحياه
لكن ابتسمت بسخريه من تحكمات شاكر فيها و تمردها عليها و خروجها
قامت دخلت اخدت دش بعد دقايق خرجت وقفت أدام المرايه ولاهي لابسه بلوزه مكتنزه بأكمام طويله
بنطلون جينز ازرق واسع رفعت شعرها في كحكحه فوضويه تبرز جمالها و اناقتها
فهي صاحبه الشعر البني المتموج يوح لك عن امرأه متمرده رغم ذلك ضعيفه
المتمرده المكسوره الشرسه
لما؟! لما يأتي العوض على هيئه رجل طيب حنون القلب يعشق بصدق يختلف عن جميع البشر… يأتي القدر عنوة عنا لكن ما الطف ذلك القدر
مع خصلات شعرها الأبيض يحكي الزمان حكاية قلبنا عشقا بضراوة…. قلبنا لن يفرقهما الا الموت… فهل أتي معاده؟!
حوالي الساعه السادسه مساء
تقف حياء أمام المراءه تشعر بالارهاق وخصوصا في الفتره الاخيره لكن لم تبوح لاحد بذلك الأمر فقط لا تريد أن تقلقه
ابتسم ذلك الستيني و الذي مازال بقلب شاب في الثلاثين يعشق زوجته يعرفها أكثر من نفسه و كأنها كتاب مفتوح امامه
كيف تكون بتلك الشفافيه والصدق و الله أن كان كل البشر مثلها
لمضي زمن الكذب والنفاق و بقى الصدق
شعرت بذراعه تلتف حول خصرها بقوه وهو يسند راسه على كتفها ليهمس بحنان
“ايه اللي بيوجعك؟”
ابتسمت بهدوء لم يعد هناك شي يصدمها منه مع مرور السنوات أصبحت تعتاد على تصرفاته… يعرفها من نظره واحدة
“مفيش شويه إرهاق عادي يعني بقولك هنروح لايمان الاول و لا نطلع لصالح”
هز راسه برفض و مازال ينظر للمراه أمامهم ليقول بجديه
“لا دا و لا دا…. اولاً لو روحنا لايمان يوسف اصلا مش هيفتح الباب دا ابن أيوب يا ماما
نسيتي أيوب و لا أيه؟ سبيهم….
و صالح لا سبيه ياخد وقته مع زينب و بعدين أهل زينب هيكونوا موجودين بلاش نطلع النهارده تعالي نخرج سوا……..”
“هنروح فين؟”
“اي مكان؟ نقعد على الكورنيش هجيبلك حلبسه انتي بتحبيها ياله غيري و انا هغير بسرعه”
” حلبسه يا جلال اخرتها معاك حلبسه عايزه غزل البنات و هريسه “
ابتسم بخبث ذكوري و غمزه شقيه
” من عيوني لاجل عيونك”
بعد مده قصيره
تجلس بجواره امام البحر على الصخور العاليه تستند براسها على كتفه وهي ممسكه بكوب حمص الشام الساخن بين يديها
يتاملها أحيانا و ينظر احيانا للأمواج أمامه
يستشعر السعاده بجوارها
شي ك الكمال في حياته
منذ ذلك اليوم الذي رآها في سوق السمك و حياته تغيرت بالكامل
أبتسمت بسعاده و هي تراه يمسك بيديها يشبك أصابعه بأصابع يديها
أنعكاس السماء السوداء المتالالاه بالنجوم للامعه على سطح البحر وقد أعطت للمكان سحرا خاص به
مع المباني الشاهقه والمنيره من الجهه الأخرى بجمال….
والمراكب على سطح البحر مضيئه ومزينه بمصابيح تسحر الأعين بانعكاسها على الماء أيضا….. بدا الجو مرهف الاحساس و كأن الأمواج تصدر نغمات يتراقص لها القلوب المتحابه
تنهدت براحه استشعرها قلبها بجواره
:=جلال عارفه انه سؤال غبي بس افرض مكنتش قابلتك زمان و لا كنا شوفنا بعض كنت هتعمل ايه….. ولا انا كنت رجعت مصر اصلا
وضع يديه على خصرها يحيطها بابتسامه نقيه
“يمكن تزعلي من اللي هقوله لكن هي الحقيقه اللي مقدرش انكرها….
كنت هتجوز أي بنت أمي تختارها…..
مش مهم بحبها ولا لاء مش مهم ارتاح معها و لا لاء…….
المهم افرحهم بيا و بأولادي
زي أي بيت عادي زوج و زوجه………….
لكن عمري ما كنت هحس بقلبي وهو بيتسرق مني مع كل ضحكه وابتسامه….
عمري ما كنت هحب الحياه جانبك
عمري ما هتغمرني السعاده زي معاكي من اول لحظه.. من اول لمسه…. تعرفي حتى اسمي حبيته من بين شفايفك فاكر اول مره نطقتي اسمي……..
كنت بحسه عادي من كل البشر لكن من شفايفك بيبقى ليه طعم حلو اوي…… بيخليني كدا عايز اعمل حاجه هموت واعملها”
” جلال احنا في الشارع احترم نفسك وسنك”
قهقه بصخب ربما يقصد ما يفعله لرؤيه خجلها ذلك لن تتغير وردة برية نقية لن يقطفها أحد
ستظل مزهره جميلة كلما اشتاق لها مال عليها يرتوي من عشقها و هي تبتسم له و تمر السنوات بينهم
نهض جلال من مكانه وهي تتبعه وقفت بجواره وهو يحاسب على المشروبات و الجلسه البسيطه
“تعالي يا حياء”
مسك يديها بين يديه…. نظرت له بشك
“هنروح فين”
ابتسم وهو يقبض بقوه على يديها يمر بها للجانب الاخر من الطريق
“هجيبلك آيس كريم”……..
توقفت بارتياب في منتصف الطريق و عينين مذهولتين
“جلال انا كنت بهرز….. انت فاكرني طف….
بترت جملتها حينما مالي عليها جلال على اذنيها يدللها بمراوغته الرجوليه
“عنوة عن الجميع… حبيبتي و سادللها”
أبتسمت تلك البسمه الجميله التي وعدته بها منذ زمان طويل
ليكمل جملته بجديه تليق بجلال الشهاوي
” متخافيش آيس كريم سكره مظبوط قليل شويه و بعدين دا مطعمك….”
أراحت كف يديها بين يديه على يقين تام أن والدها اختار لها الرجل الحقيقي تلك العمله النادره التي نبحث عنها في مجتماعنا
حيث أصبح حب الزوج لزوجته شي نادر قلما نراه؟
أو نشعر بالدهشه لمجرد ذكر ان الحب موجود بينا فعلا
لكنه موجود على يقين تام بذلك……
 آآهات من قلب
شاب على الحب وقد ظن أنه ولي زمن الشعور به… لكن هيهات وصلت البهية وعبثت بمشاعره… تاركه خلفها فوضى غير قابله للتعديل
                                      دعاء_أحمد
صعد صالح نحو شقته بعد توديعه لاقارب زوجته… رغم شعوره بنيران تحرق صدره
(كأتون) مشتعل بضراوة
يكاد يفقده صوابه و هو يتذكر نظرات رشاد لزينب… يشعره برغبه قويه في الانقضا”ض عليه و الف’تك به….
وقف للحظات أمام باب شقته و عقله يدور في مئه اتجاه…. هو أيضا رجل و يعرف ماذا تعني تلك النظرات
الوصف صادقا فهو بين غضب قوي نحوها
و خوف بل رعب في ان يوذيها بأي كلمه باطله ظالمه لها
وضع المفتاح في المكان المخصص له يفتح الباب ليصدر صوت يعلن عن وصوله
بينما تقف زينب في حمام غرفتها تغسل وجهها تُمحي أثر الدموع…. فتهديد رشاد لها واضح و صريح انه لن يتركها
“زينب… زينب”
سمعت صوت الاجش بنبرته الغاضبه ينادي عليها زادت نبضات قلبها و كأنها تتصارع مع احدهم و الخوف ينهش قلبها و عقلها
اخذت المنشفه تضعها على وجهها تحاول جاهدة ان تبدو طبيعيه…..
خرجت بعد ثواني و على محياها ابتسامه مطصنعه لكن لاباس بها
“نعم…”
اجابته بهدوء وهي تحاول الا تنظر اليه… عينيها مؤكد ستفضح خوفها
للحظات وقف يتأمل تلك النظرات الخافته ليتاكد لديه شعوره بشي مريب
ليحدثها بجديه غير قابله للمزاح
“اعمليلي فنجان قهوة ساده و هتيه على المكتب”
لا يعرف لما؟ لما لا يسالها عن شكه….. ربما ينتظر ان تبدأ هي و تحكي له عن ما بداخلها
.. خوفها… ذاك الارتباك الواضح عليها
نظرت لظهره وهو يتوجه ناحية غرفة المكتب بخطوات ثابته و تشنج ملحوظ كأنه يعاني غضبٍ هائل مكبوت بداخله
فهو صارحها منذ البدايه انه لا يحب الأسرار… لا يحب الصمت….
تنهدت و هي توليه ظهرها تتجه نحو المطبخ
وقفت للحظات تبحث عن عده القهوة
ابتسمت بدهشه وهي تنظر بداخل احد ادراج المطبخ حيث وجدت
موقد الكيروسين و الركوه التي تغلى بها القهوه.. والاقداح البيضاء لتقديم القهوه
بدأت بعمل القهوة كما تعلمتها من والدتها في السابق
بعد لحظات سمع صوت طرقات على باب مكتبه
اجابها بهدوء وهو ينفث ما بداخله من غضب وغيره تنهش به
“ادخلي يا زينب”
فتحت الباب و تقدمت منه ببط
“اتفضل قهوتك”
اجابها بجديه و هدوء
“اقعدي يا زينب”
بللت شفتيها بخوف وهي تضغط على يديها تجلس أمامه و هي تراه يمسك القلم يدق به على سطح المكتب بثبات و لحظات الصمت بينهم آه من لحظات الصمت
مهلكه لروحها مذبذبه لكل ذره بكيانها
رفع فنجان القهوة وتذوقه بتلذذ
القهوة من تحت يديها بها شي حلو.. شي يصفي المزاج وكأنها احد المكيفات المذهبه للعقل…. قهوتها مثلهم بها شي يجعله
متسلطن للحظات.. حتى تنتهي
كرواية مشوقة جميله اسوء ما بها
….. اخر صفحه
ابتسم وهو يضع الفنجان على المكتب
“قهوتك غريبه لها طعم مختلف”
زينب بابتسامه جميله
“الغريب في البيت دا ان في وابور جاز و كنكه و يعني فكرني بأيام زمان “
ابتسم وهو يهز راسه
“ماما اكيد هي اللي جايبه الحاجه دي…. زينب قلتلك مبحبش حد يخبي عليا حاجه… وانا مش هجبرك على حاجه بس صدقيني لو خبيتي عليا حاجه تخص علاقتنا هتزعلي اوي لأنك متعرفنيش لسه…. “
طريقته و تقلبه بين المرح و الجديه يجعلها مرتبكه تشعر بأنها تقع في منحدر أفكارها أعمق نقطه في منحدر أفكارها…… كأنه اخدود مظلم لا ترى به اي شعاع للنور…
“عارفه… هو ممكن اروح اوضتي..عايزه انام “
اتفضلي….
تركها تفتح الباب تخرج و عينيه لا تفارق طيفها
اتي صوته من خلفها بدون مقدمات قائلا بتملك وغيره
“خليكي عارفه انك بقيتي تخصيني يا زبنب…”
توقفت و هي تستدير رفعت عينيها عليه بتردد وقلبها ينبض بقوه تكاد تشعر بنغزات الالم
بسبب سرعة خفقاته حتى جسدها تيبس بمكانه
وهي تتطلع له و تستند بيديها على الحائط كأنها تستمد منه تلك الصلابه التي غادرتها و تركتها في تلك اللحظه تحديد
يكمل بنفس القوه و الثقه و عينيه مثبته عليها
“بقيتي تخصي صالح الشهاوي”
يجزم انه سمع نبضات قلبها المتضاربه
شعور غريب بداخلها بين الرغبه و الرهبه
ابعدت نظرها عنه وهي تتوجه ناحيه غرفتها
 يبدو و كأن احدهم القى عليها لعنه منذ لقائهما الاول ب الا تعرف طعم النوم بينما هو ابتسم فمنذ فتره قصيره كان يرفض تمام الارتباط و الآن بدا هناك عبث بداخله غريبه
رغبه و رهبه من ماذا؟؟…… من الحب!!!
هل أخبرك بأحد أسراري؟
انا أحبك……… بين طيات قلبي محفور أسمك….
                                         #دعاء_أحمد
تقف ايمان أمام حاجز النافذه تضم جسدها بيديها…… تخاف…. هي من تدفعه ليستمر في تحقيق حلمه….. لكن هل حقا مستعدة للبعد؟…….. يتركها شهور يسعى وراء هدفه وهي أيضا تسعي من أجل حلمها…
مر يومين و هي في صراع
                ……….. بين رغبتها و رهبتها
افاقت من شرودها علي صدح رنين جرس الباب… استدرات تاخذ حجابها من على ذراع الكرسي في غرفة نومها
خرجت بعد ثواني وهي تضبط هيئتها
ايمان
_مين؟
=انا يا ايمان ….
ابتسمت بلهفه ما ان سمعت صوت والدها
احتضانته بسعاده و اشتياق
“بابا… انا محتاجه اتكلم معاك….”
انتاب جلال الشعور بالخوف…. ليقول بضراوة وهو يُبعدها عن احضانه
_في ايه؟ انتي كويسه؟ يوسف عملك حاجه؟
ابتسمت بسعاده و لمعت عينيها بحب
=تعالي بس ادخل كدا يا باشا….. اول مره تيجي البيت بعد جوازي بعد اربع ايام… اربع ايام يا بابا…. و الله لو كان عدا النهارده من غير ما اشوفك كنت هعيط….اهل العروسه بيجوا من يوم الصباحيه….
تشرب ايه؟ …… هنتغدا سوا الغداء جاهز ومفيش أعذار
ابتسم بود و هو يستقر على الاريكه.. يغمض عينيه ..
_انتي عارفه مبعرفش اكل من غير حياء وهي اكيد مستنياني…. احكيلي بقى في ايه.. مالك؟
جلست أرضا تضع راسها على قدمه تضم جسدها
=يوسف عنده شغل ضروري في لندن و يمكن يسافر كمان شهر بالكتير اوي…. و شغله هناك هياخد وقت طويل يمكن سنتين… وانا مش عارفه اعمل ايه يا بابا خايفه.
مرر اصابعها بشعرها الأسود
“انتِ شايفه ايه يا ايمان… يفضل و لا يسافر”
ايمان
“انا عارفه ان دا حلمه و مينفعش يتخلى عنه لكن….. لكن برضو مش عايزاه يسيبني يا بابا… انت فاهم قصدي؟انا خايفه من البُعد”
“طب ما تسافري معه”
سالها بارتياب و توجس
ايمان بذهول
“انا اسافر برا مصر؟؟ لالا… مش هعرف…
انا عامله زي السمكه يا بابا اخاف اخرج من المياه… اسكندريه بالنسبه ليا حياتي اخاف اخرج منها… اي مكان في مصر اقدر اتأقلم عليه لكن براها….
و مع ذلك مش عايزه اسيبه يسافر… احساس متناقض اوي يا بابا اني ابقى عيزاه معايا و مش عيزاه يسيب حلمه.. اعمل ايه؟ “
جلال بجديه
” بصي يا ايمان هقولك المفيد.. اي واحدة عايزه تحافظ على بيتها و جوزها بتفضل معه في اي مكان…. يعني مثالا انتي هتسبيه يسافر دلوقتي
 المفروض انك هتشتغلي في المستشفى هنا كمان اسبوعين بالكتير
و طبعا دخولك العمليات مش هتكوني الطبيبه الرئيسيه لحد ما تثبتي انك قادره فعلا على تحريك ايدك بمهاره و انا واثق انك قادره على دا… هتاخدي مثالا تلات شهور… انا من رأى تفضلي هنا المده دي و بعدها يكون معاك شهاده رسميه انك تقدري تشتغلي في اي مكان و تسافري ليوسف هتفضلوا مع بعض لحد ما يخلص مشروعه و ترجعوا… ترجعوا يا ايمان…. “
أخذت نفس عميق بحيرة ليبتسم ابيها بحب و هو يتلامس وجهها بحنان
جلال بهدوء
=بصي يا ايمان يوسف هو اللي بعتني ليك النهارده ، انا كنت جايلك بس لقيته جاي الوكاله قالي انك عايزه تتكلمي مع حد و مفيش غيري هيفهمك… و موصلك معايا رساله
اللي انتي عايزاه هو هيعمله لو قلتي لا مش هيسافر و هيفضل معاكي
و لو وافقتي هيسافر…..”
_بابا انا بحب يوسف، و بحب اشوفه بيحقق أحلامه و بيسعي ليها.. و للأسف اتربيت على الشغف و اني اتابع أحلامي و اثق اني هحققها في يوم من الايام
وانا واثقه اوي في يوسف و افديه بعمري و اروح معه مكان ما يكون و حضرتك عندك حق هفضل معه بس هستنا هنا شويه لحد ما اخد ما يثبت اني اقدر أمارس مهنة الجراحه و هسافر لها بس وعد هنرجع… هنرجع سوا علشان البلد دي تستحق اننا نديها”
حاوط وجهها بيديه و هو يطبع قبله على قمه راسها بحب
” ربنا يكملك بعقلك يا بنتي”
في تلك اللحظه صدح رنين جرس الباب
جلال بغمزه
” دا يوسف… انا هدخل اشوفك عامله غدا ايه..؟
نظرت له بارتياب ثم قامت لتفتح الباب تتفاجأ فعلا به
جو بسعاده
=متأكدة من قرارك..
ربعت يديها بغضب أمام صدرها
_دا انتم متفقين بقى؟
دلف لداخل منزلهما وهو يغلق الباب خلفه ممسكا بيديها متوجها ناحيه غرفتهما
ايمان :يوسف استنا… بابا هنا
يوسف :ما انا عارف.. تعالي بس
بداخل غرفتهما
.. يمسك حقيبة سفره يضعها على الفراش اخرج منها علبه قطيفه سوداء تبدوء في غايه الاناقه…. اوقفها أمام المرأه يقف خلفها لتشعر بشي بارد على عنقها
نظرت للمراه أمامها، فتحت فمها بدهشه و هي تراه يغلف مفتاح عقد أنيق من الماظ!!!
أيمان :يوسف؟ اي دا….
حاوط خصرها وهي ينظر للمراه أمامه لي ي انعكاسها المندهش
=هديتك…
“بس انت اشتريت شبكه غاليه ليا… ودا شكله شكله غالي اوي”
ابتسم بود وهو يطبع قبله سطحيه على خدها الناعم كملمس الورد
=دي هديتك مني مالهاش علاقه بالشبكه.. و بعدين مفيش حاجه تغلى عليك حتى يوسف نفسه… انا سمعت كلامك مع عمي اصل نسيت اقولك هو انا طلبت منه يفتح الاسبيكر و انتم بتتكلموا كنت عايز اطمن انك موافقه بجد…. “
ايمان بعتاب
” ليه انت مش واثق فيا و في كلمتي ليك؟ “
=واثق اكتر انك مش عايزانى اتخلى عن شغلي علشان كدا كنت حابب اسمعها منك بس بعيد عني مع حد تكوني بتعرفي تحكي ليه اللي في قلبك زي باباكي”
ايمان بحب
“اطمنت خالص خلينا بقى نقفل الموضوع دا علشان انا وانت و صالح و زينب و بابا و ماما مسافرين بكرا المنصوره هنقضي اسبوع هناك و اهو نغير جو و كمان نكون كلنا سوا قبل ما تسافر “
” ماشي يا ستي ياله نخرج نقعد مع الحج”
======================================في وقت لاحق.. في شقة جلال
تقف زينب بجوار حياء يثرثان فيما يخص أمور النساء
 كل واحدة منهما مشغوله بصنع وجبة معينه للغداء
حياء بود
” قوليلي بقى أنتِ و صالح علاقتكم ماشيه ازاى… انا عارفه ابني صعب شويه بس طيب والله “
كانت زينب تعطيها ظهرها تُقلب الحساء اخذت علبة الشطة دون وعي لتضع منها مره اخرى و هي تبتسم وتشعر بشي كالسحر وهي تتذكر معاملته معها طوال الاربع أيام الماضيه
كم أنه غريب متقلب حنون لكن مازال هناك جزء غامض من شخصيته لم تعرفه بعد.. جزء ان ظهر سيجعلها تود الموت حقا
“الحمد لله.. الصراحه من يوم جوازنا وهو بيعاملني بما يرضي الله”
حياء
“يارب دايما يا زينب أنتِ تستاهلي كل خير”
سمعا صوت الباب يُفتح و يغلق ليعلما برجوع جلال و صالح من الوكالة
بينما طفت زينب عن الأكل و بدا في تجهيز السفرة
جلال بصخب كعادته
“يا أهل البيت…. حد قا”لع راسه”
حياء
“تعالي يا جلال….”
دلف للمطبخ و هو يتمتم ببعض الأذكار
“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته “
” وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته “
ابتسم وهو يقبل قمه راسها ليتحدث بخوف بعد رؤيه شحوب وجهها في الفتره الاخيره مع هزلان جسدها
” كويسه دلوقتي؟”
“جلال انا كويسه متقلقش والله العظيم كويسه”
جلال بحده: والله ما مصدقك يا حياء و خالي في علمك اني حجزت عند دكتورة هنروح سوا بعد المغرب
حياء:طب اهدي كدا مفيش حاجه تستاهل كل دا.. انا كويسه اومال فين صالح؟
صدح صوته من خارج المطبخ بمرح
“انا هنا يا جميل… واقع من الجوع”
حياء بحب:ثواني و الأكل يكون جاهز ياله يا زينب”
___________________________________في وقت لاحق
كانت زينب جالسه على طاولة الطعام بجوار صالح الذي كان منشغل بالحديث مع والده فيما يخص العمل في الوكالة
اخذ جلال يسعل بقوه و قد احتقن وجهه من النيران المشتعله بداخل حلقه من اول معلقه وضعها بفمه
وضع يديه على قلبه وهو يسعل بحده
انتفضت حياء من مكانها تتناول كوب من الماء تعطيه له
اخذ يرتشف بتعثر من كوب الماء محاولا اخماد الحريق الذي لحق بحلقه
وقف صالح بجواره و قلبه منقبض من الرعب على والده
صالح يخوف:في ايه يا حج… أكلم الدكتور؟
اخذ نفس بطي و هو ينظر لها و عينيها المترقرقه بالدموع ابتسم بعيدا عن المرح فقط ليهدا من راوعها
“انا كويس متقلقوش…. بس أنتم ليه حاطين شطه كتير كدا على الاكل… دا نار”
حياء بخوف و دموع
“بس انا مش بحط شطه على الاكل و عامله زي ما بتحب…. “
كانت نظرات صالح قا”تله للحظات و هو يمسك معلقته يتذوق الحساء ليرفع وجهه المحتقن
زبلت ملامح زينب ما ان تقابلت عينيها بعين صالح المشتعله بنيران الغضب فقد كان يحدق بها بوجه متصلب وعلامات الشر مرتسمه عليه
مما جعل وجهها يشحب وقد جفت الدموع بعروقها فورا ادراكها انها من فعلت ذلك دون ادراك فقط كانت شادرة الذهن لتضع كمية كبيرة من الشطه بالطعام لتخرب الطعام دون قصد
أطلقت تاوه متالم منخفض عندم قبض علي يديها من أسفل الطاوله يعتصرها بقوه مؤلمه من بين يديه وهو يزمجر بصوت قاسي لاذع بجانب اذنها
“وحياة أمي لدفعك التمن غالي اوي اصبري عليا
همست بصوت مرتجف تحاول التبرير
” انا.. انا ماكنتش اقصد والله
رمقها بقسوه وهو يزيد من ضغطه على يديها يتحدث بنبره يتخللها الغاضبه العارم
“نطلع شقتنا بس…”
حياء :جلال تعالي استريح وانا هجهزلك اي حاجه تانيه ياله لو سمحت
وضع يديه بيديها تساعده على الخروج من المكان
صالح :خالي عنك
مسك بيد ابيه ساعده حتى اجلسه في فراشه
صالح بجديه:متأكد انك كويس ولا اكلم الدكتور؟
جلال بصرامه :انا كويس يا جماعه في ايه… والله كويس ياله اطلعوا كملوا اكلكم وانا…
حياء بمقاطعه و غضب بين دموعها
“صالح سيبنا لوحدنا دلوقتي…”
اوما براسه بقلة حيله و هو يخرج من غرفة والده يغلق الباب خلفه بغضب
حياء بدموع :انا اسفه معرفش ازاي دا حصل والله العظيم انا اسفه…. بص هكلم دكتور مصطفى يجي علشان نتطمن مش هيحصل حاجه لو اطمنا… ياريتني انا
مرر يديه على وجنتيها يمسح دموعها الحارقه لروحه
:طب ينفع كدا بتعيطي لي
هل أخبرك بأحد أسراري؟
انا أحبك……… بين طيات قلبي محفور أسمك….
                                         #دعاء_أحمد
تقف ايمان أمام حاجز النافذه تضم جسدها بيديها…… تخاف…. هي من تدفعه ليستمر في تحقيق حلمه….. لكن هل حقا مستعدة للبعد؟…….. يتركها شهور يسعى وراء هدفه وهي أيضا تسعي من أجل حلمها…
مر يومين و هي في صراع
                ……….. بين رغبتها و رهبتها
افاقت من شرودها علي صدح رنين جرس الباب… استدرات تاخذ حجابها من على ذراع الكرسي في غرفة نومها
خرجت بعد ثواني وهي تضبط هيئتها
ايمان
_مين؟
=انا يا ايمان ….
ابتسمت بلهفه ما ان سمعت صوت والدها
احتضانته بسعاده و اشتياق
“بابا… انا محتاجه اتكلم معاك….”
انتاب جلال الشعور بالخوف…. ليقول بضراوة وهو يُبعدها عن احضانه
_في ايه؟ انتي كويسه؟ يوسف عملك حاجه؟
ابتسمت بسعاده و لمعت عينيها بحب
=تعالي بس ادخل كدا يا باشا….. اول مره تيجي البيت بعد جوازي بعد اربع ايام… اربع ايام يا بابا…. و الله لو كان عدا النهارده من غير ما اشوفك كنت هعيط….اهل العروسه بيجوا من يوم الصباحيه….
تشرب ايه؟ …… هنتغدا سوا الغداء جاهز ومفيش أعذار
ابتسم بود و هو يستقر على الاريكه.. يغمض عينيه ..
_انتي عارفه مبعرفش اكل من غير حياء وهي اكيد مستنياني…. احكيلي بقى في ايه.. مالك؟
جلست أرضا تضع راسها على قدمه تضم جسدها
=يوسف عنده شغل ضروري في لندن و يمكن يسافر كمان شهر بالكتير اوي…. و شغله هناك هياخد وقت طويل يمكن سنتين… وانا مش عارفه اعمل ايه يا بابا خايفه.
مرر اصابعها بشعرها الأسود
“انتِ شايفه ايه يا ايمان… يفضل و لا يسافر”
ايمان
“انا عارفه ان دا حلمه و مينفعش يتخلى عنه لكن….. لكن برضو مش عايزاه يسيبني يا بابا… انت فاهم قصدي؟انا خايفه من البُعد”
“طب ما تسافري معه”
سالها بارتياب و توجس
ايمان بذهول
“انا اسافر برا مصر؟؟ لالا… مش هعرف…
انا عامله زي السمكه يا بابا اخاف اخرج من المياه… اسكندريه بالنسبه ليا حياتي اخاف اخرج منها… اي مكان في مصر اقدر اتأقلم عليه لكن براها….
و مع ذلك مش عايزه اسيبه يسافر… احساس متناقض اوي يا بابا اني ابقى عيزاه معايا و مش عيزاه يسيب حلمه.. اعمل ايه؟ “
جلال بجديه
” بصي يا ايمان هقولك المفيد.. اي واحدة عايزه تحافظ على بيتها و جوزها بتفضل معه في اي مكان…. يعني مثالا انتي هتسبيه يسافر دلوقتي
 المفروض انك هتشتغلي في المستشفى هنا كمان اسبوعين بالكتير
و طبعا دخولك العمليات مش هتكوني الطبيبه الرئيسيه لحد ما تثبتي انك قادره فعلا على تحريك ايدك بمهاره و انا واثق انك قادره على دا… هتاخدي مثالا تلات شهور… انا من رأى تفضلي هنا المده دي و بعدها يكون معاك شهاده رسميه انك تقدري تشتغلي في اي مكان و تسافري ليوسف هتفضلوا مع بعض لحد ما يخلص مشروعه و ترجعوا… ترجعوا يا ايمان…. “
أخذت نفس عميق بحيرة ليبتسم ابيها بحب و هو يتلامس وجهها بحنان
جلال بهدوء
=بصي يا ايمان يوسف هو اللي بعتني ليك النهارده ، انا كنت جايلك بس لقيته جاي الوكاله قالي انك عايزه تتكلمي مع حد و مفيش غيري هيفهمك… و موصلك معايا رساله
اللي انتي عايزاه هو هيعمله لو قلتي لا مش هيسافر و هيفضل معاكي
و لو وافقتي هيسافر…..”
_بابا انا بحب يوسف، و بحب اشوفه بيحقق أحلامه و بيسعي ليها.. و للأسف اتربيت على الشغف و اني اتابع أحلامي و اثق اني هحققها في يوم من الايام
وانا واثقه اوي في يوسف و افديه بعمري و اروح معه مكان ما يكون و حضرتك عندك حق هفضل معه بس هستنا هنا شويه لحد ما اخد ما يثبت اني اقدر أمارس مهنة الجراحه و هسافر لها بس وعد هنرجع… هنرجع سوا علشان البلد دي تستحق اننا نديها”
حاوط وجهها بيديه و هو يطبع قبله على قمه راسها بحب
” ربنا يكملك بعقلك يا بنتي”
في تلك اللحظه صدح رنين جرس الباب
جلال بغمزه
” دا يوسف… انا هدخل اشوفك عامله غدا ايه..؟
نظرت له بارتياب ثم قامت لتفتح الباب تتفاجأ فعلا به
جو بسعاده
=متأكدة من قرارك..
ربعت يديها بغضب أمام صدرها
_دا انتم متفقين بقى؟
دلف لداخل منزلهما وهو يغلق الباب خلفه ممسكا بيديها متوجها ناحيه غرفتهما
ايمان :يوسف استنا… بابا هنا
يوسف :ما انا عارف.. تعالي بس
بداخل غرفتهما
.. يمسك حقيبة سفره يضعها على الفراش اخرج منها علبه قطيفه سوداء تبدوء في غايه الاناقه…. اوقفها أمام المرأه يقف خلفها لتشعر بشي بارد على عنقها
نظرت للمراه أمامها، فتحت فمها بدهشه و هي تراه يغلف مفتاح عقد أنيق من الماظ!!!
أيمان :يوسف؟ اي دا….
حاوط خصرها وهي ينظر للمراه أمامه لي ي انعكاسها المندهش
=هديتك…
“بس انت اشتريت شبكه غاليه ليا… ودا شكله شكله غالي اوي”
ابتسم بود وهو يطبع قبله سطحيه على خدها الناعم كملمس الورد
=دي هديتك مني مالهاش علاقه بالشبكه.. و بعدين مفيش حاجه تغلى عليك حتى يوسف نفسه… انا سمعت كلامك مع عمي اصل نسيت اقولك هو انا طلبت منه يفتح الاسبيكر و انتم بتتكلموا كنت عايز اطمن انك موافقه بجد…. “
ايمان بعتاب
” ليه انت مش واثق فيا و في كلمتي ليك؟ “
=واثق اكتر انك مش عايزانى اتخلى عن شغلي علشان كدا كنت حابب اسمعها منك بس بعيد عني مع حد تكوني بتعرفي تحكي ليه اللي في قلبك زي باباكي”
ايمان بحب
“اطمنت خالص خلينا بقى نقفل الموضوع دا علشان انا وانت و صالح و زينب و بابا و ماما مسافرين بكرا المنصوره هنقضي اسبوع هناك و اهو نغير جو و كمان نكون كلنا سوا قبل ما تسافر “
” ماشي يا ستي ياله نخرج نقعد مع الحج”
======================================في وقت لاحق.. في شقة جلال
تقف زينب بجوار حياء يثرثان فيما يخص أمور النساء
 كل واحدة منهما مشغوله بصنع وجبة معينه للغداء
حياء بود
” قوليلي بقى أنتِ و صالح علاقتكم ماشيه ازاى… انا عارفه ابني صعب شويه بس طيب والله “
كانت زينب تعطيها ظهرها تُقلب الحساء اخذت علبة الشطة دون وعي لتضع منها مره اخرى و هي تبتسم وتشعر بشي كالسحر وهي تتذكر معاملته معها طوال الاربع أيام الماضيه
كم أنه غريب متقلب حنون لكن مازال هناك جزء غامض من شخصيته لم تعرفه بعد.. جزء ان ظهر سيجعلها تود الموت حقا
“الحمد لله.. الصراحه من يوم جوازنا وهو بيعاملني بما يرضي الله”
حياء
“يارب دايما يا زينب أنتِ تستاهلي كل خير”
سمعا صوت الباب يُفتح و يغلق ليعلما برجوع جلال و صالح من الوكالة
بينما طفت زينب عن الأكل و بدا في تجهيز السفرة
جلال بصخب كعادته
“يا أهل البيت…. حد قا”لع راسه”
حياء
“تعالي يا جلال….”
دلف للمطبخ و هو يتمتم ببعض الأذكار
“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته “
” وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته “
ابتسم وهو يقبل قمه راسها ليتحدث بخوف بعد رؤيه شحوب وجهها في الفتره الاخيره مع هزلان جسدها
” كويسه دلوقتي؟”
“جلال انا كويسه متقلقش والله العظيم كويسه”
جلال بحده: والله ما مصدقك يا حياء و خالي في علمك اني حجزت عند دكتورة هنروح سوا بعد المغرب
حياء:طب اهدي كدا مفيش حاجه تستاهل كل دا.. انا كويسه اومال فين صالح؟
صدح صوته من خارج المطبخ بمرح
“انا هنا يا جميل… واقع من الجوع”
حياء بحب:ثواني و الأكل يكون جاهز ياله يا زينب”
___________________________________في وقت لاحق
كانت زينب جالسه على طاولة الطعام بجوار صالح الذي كان منشغل بالحديث مع والده فيما يخص العمل في الوكالة
اخذ جلال يسعل بقوه و قد احتقن وجهه من النيران المشتعله بداخل حلقه من اول معلقه وضعها بفمه
وضع يديه على قلبه وهو يسعل بحده
انتفضت حياء من مكانها تتناول كوب من الماء تعطيه له
اخذ يرتشف بتعثر من كوب الماء محاولا اخماد الحريق الذي لحق بحلقه
وقف صالح بجواره و قلبه منقبض من الرعب على والده
صالح يخوف:في ايه يا حج… أكلم الدكتور؟
اخذ نفس بطي و هو ينظر لها و عينيها المترقرقه بالدموع ابتسم بعيدا عن المرح فقط ليهدا من راوعها
“انا كويس متقلقوش…. بس أنتم ليه حاطين شطه كتير كدا على الاكل… دا نار”
حياء بخوف و دموع
“بس انا مش بحط شطه على الاكل و عامله زي ما بتحب…. “
كانت نظرات صالح قا”تله للحظات و هو يمسك معلقته يتذوق الحساء ليرفع وجهه المحتقن
زبلت ملامح زينب ما ان تقابلت عينيها بعين صالح المشتعله بنيران الغضب فقد كان يحدق بها بوجه متصلب وعلامات الشر مرتسمه عليه
مما جعل وجهها يشحب وقد جفت الدموع بعروقها فورا ادراكها انها من فعلت ذلك دون ادراك فقط كانت شادرة الذهن لتضع كمية كبيرة من الشطه بالطعام لتخرب الطعام دون قصد
أطلقت تاوه متالم منخفض عندم قبض علي يديها من أسفل الطاوله يعتصرها بقوه مؤلمه من بين يديه وهو يزمجر بصوت قاسي لاذع بجانب اذنها
“وحياة أمي لدفعك التمن غالي اوي اصبري عليا
همست بصوت مرتجف تحاول التبرير
” انا.. انا ماكنتش اقصد والله
رمقها بقسوه وهو يزيد من ضغطه على يديها يتحدث بنبره يتخللها الغاضبه العارم
“نطلع شقتنا بس…”
حياء :جلال تعالي استريح وانا هجهزلك اي حاجه تانيه ياله لو سمحت
وضع يديه بيديها تساعده على الخروج من المكان
صالح :خالي عنك
مسك بيد ابيه ساعده حتى اجلسه في فراشه
صالح بجديه:متأكد انك كويس ولا اكلم الدكتور؟
جلال بصرامه :انا كويس يا جماعه في ايه… والله كويس ياله اطلعوا كملوا اكلكم وانا…
حياء بمقاطعه و غضب بين دموعها
“صالح سيبنا لوحدنا دلوقتي…”
اوما براسه بقلة حيله و هو يخرج من غرفة والده يغلق الباب خلفه بغضب
بالداخل
حياء بدموع :انا اسفه معرفش ازاي دا حصل والله العظيم انا اسفه…. بص هكلم دكتور مصطفى يجي علشان نتطمن مش هيحصل حاجه لو اطمنا… ياريتني انا
مرر يديه على وجنتيها يمسح دموعها الحارقه لروحه
:طب ينفع كدا بتعيطي لي
مرر جلال يديه على وجنتيها يمسح دموعها الحارقه لروحه
:طب ينفع كدا بتعيطي ليه دلوقتي.. انا كويس بس الظاهر اني فعلا كبرت و اي اكل فيه شطه بيتعبني… وبعدين ايه ياريت انتي دي… حياء مبحبش الطريقه دي و ياستي انا اسف لو قلقتك بس والله العظيم انا كويس ممكن بقى تبطلي حركاتك العيال دي و تبطلي عياط
حياء بغضب و وجه احمر
“حركات عيال؟ انا يا جلال… ماشي يا سيدي ممكن بقى ترتاح و انا هطلع اجهز اي حاجه خفيفه”
كانت ستغادر المكان لولا جذبه لها دافناً وجهه بعنقها قائلا بصوت مريح هادي
“ششش انا كويس اهدي… خدي نفس بطي جلال كويس طول ما حياء كويسه…. متخافيش”
حاوطته بذراعيها تستمد منه الامان وهي تغلق عينيها تتنفس ببط
” وانا مش عايزاه حاجه من الدنيا غير ان جلال يكون دايما كويس لانه وطني”
جلال بخبث و مرواغه ذكوريه
“طب ما تجيبي بو”سه كدا ولا اتركنا على الرف”
حياء بغيظ “والله العظيم قليل الادب ومش هتتغير”
مال عليها يقبل وجنتها بعبث رجولي
” و عمري ما هتغيري”
ابتسمت بهدوء و شغف لرؤية مشاكسته تلك يود لو يحتضنها يُسكنها بداخل صدره ليصبحوا شخص واحد
او ليس كذلك؟! بلي أنهما جسدان بروح واحدة
___________بعد مرور نصف ساعه
صعدت زينب لشقتهما و القلق يتسلل لقلبها بعنف… تقف بتوجس خلف باب الشقه تستمع لصوت قدمه يصعد الشقه
ما ان فتح الباب حتى ارخت دفاعتها و هي تنظر لما بين يديه و هي طنجرة الحساء التي صنعتها
نظر لها بوجه خالي من التعبيرات حاد غريب
ليضع الطنجره على الطاوله أمامها
اشرا براسه نحوها بصرامه وعينيه تشتغل بنيران محرقه قائلا بصرامه
=شايفه الحله دي… تشربيها كلها
تراجعت للخلف بذهول و عينيها تترقرق بالدموع قائله بتوتر
=بس دي… دي فيها شطه كتير… انا كدا هتعب
صاح بغضب و حده وهو بندفع نحوها قابضا على ذراعها يهزها بقوه و قسوة
=و لما انتي خايفه على نفسك اوي كدا مخوفتيش علي الناس الكبيره اللي عندهم ضغط و اللي هياكلوا من القرف دا
…. افرضي لا قدر الله ابويا جراله حاجه
ليكمل و هو يدفعها بقوة نحو المقعد لتسقط جالسه عليه بوجه شاحب كشحوب الاموات
:اشربي…..
ظلت جالسه تتطلع اليه بااعين متسعه ممتلئه بالدموع فورا ادراكها فضاحه فعلتها فهي لم تفكر ابدا باأذيه اي شخص
ابتلعت بصعوبه لعابها و ما ان فتحت فمها والاعتراض ولكنها أسرعت و اغلقته وهي ترى تحفز عضلات صدره
والتي كانت تشير بأنه على حافه غضبه
أمسكت المعلقه بيد مرتجفه تشجع نفسها على تناولها حتى ينتهي هذا الأمر فهو لن يتركها الا بعد تنفيذ ما قاله
أمسكت المعلقه ثم بدأت ترتشف الحساء الذي ما ان وضعته بفمها حتى أطلقت صرخه متالمه
شاعرة بنيران مشتعل بعنقها
تركت المعلقه من يديها وهي تنظر لذلك الواقف بجوارها باعين ممتلئه بالدموع لعلها ترق قلبه عليها لكنه قاطعها بصوت صارم
=أشربي…
ظلت صامته تنظر لطنجرة الحساء الممتلئه و عينيها تترقرق بالدموع والياس دب في قلبها
ظل صالح ينظر لها وهي تاخذ معلقه أخرى حتى يوقفها و يعلمها ان تلك الاشياء لا يستهان بها
لكن اتسعت عينيه بصدمه وهو يراها تقوم بحمل الطنجرة بين يديها تقوم بالشراب منها مباشرة حتى تنتهي منها سريعا
شعر صالح بالصدمه تشل حركته فورا ان رأي ما فعلته فهو كان سيجعلها ترتشف معلقه أخرى و لم يكن ينوي تنفيذ تهديده
اندفع نحوها يجذب الطنجره بعيدا عن فمها والتي قد اترتشفت منها اكثر من نصف محتواها
=بتعملي ايه يا مجنونه؟؟!
تركتها من يديها و هي تشعر بالنيران في كامل جسدها لتنفجر باكيه بانتحاب تشعر بمعدتها منعقده من شده الالم
ركضت نحو الحمام بتعثر وهي تضع يديها على بطنها والتي كانت تولمها بشده
أسرعت بدخول الحمام مغلقه الباب خلفها بقوه
بينما اندفع صالح وراها ينتابه القلق و الخوف ينهش قلبه اخذ يضرب على باب الحمام بقبضته
=زينب… افتحي… انتِ كويسه…
لكنها لم تجيبه وكان الصمت سيد المكان حتى سمع صوتها المتالم وهي تفرغ ما في معدتها شعر بقبضه قويه تعتصر قلبه يكاد يحطم روحه عندم وصل لمسامعه صوت بكائها المرير
لم يشعر بنفسه وهو يضرب على الباب بقوه يصرخ بها من شدة الألم الشاعر به
=زينب افتحي بدل قسما بالله هكسر الباب
لكن لم يجد منها اي رده فعل سوا البكاء الحاد مع صوت تقيوها و شهقاتها المريره حاول فتح الباب لكن وجده مغلق من الداخل
مرت بضع دقائق على هذا الوضع يتمزق قلبه لما سببه لها من الألم رغم تيقنه انها لم تقصد ما فعلته
فقط كان يريد تعليمها درس لكن هي فاقت كل توقعات بفعلتها !!!
خرجت زينب من الحمام وهي تمسك بطنها من الألم ووجهها و عينيها محتقنا بالون الأحمر الدامي … ألقت عليه نظرة لوم و عتاب قبل أن تمر بجواره تتجه ناحية غرفتها تغلق الباب خلفها
تُلقي بجسده على الفراش و تبكي بعنف و غصه لتقسم ان تجعله يذوق من نفس الكأس
بينما وقف صالح يتابعها بندم معتصر قلبه ليتركها ويغادر المنزل
===============بعد حوالي نصف ساعه
دخل صالح المنزل أغلق الباب ببط يمسك بين يديه كيس عليه اسم الصيدله بعد أن اشتري لها بعض الادويه
حيث أخبر الطبيب عما تعانيه من الألم أعطاه دواء مناسب لها سيخفف الألم معدتها و نصحه بجعلها تشرب كميه كبيره من اللبن الرائب لذا توجه الي أقرب سوبر ماركت ليجلب الكثيره من عبوات اللبن الرائب كما نصحه الطبيب
وضع يديه على مقبض الباب فتح باب غرفتها لكن ما ان رآها حتى شعر بألم يعصف بروحه
مستلقي على الفراش تضم جسدها متكومه بشكل محزن
تبدو نائمه مع شعورها بالالم ليبدوء ذلك على تشنج ملامحها
و عرقها شعرها مشعث على وجهها الأحمر
جعله يدرك عظمه خطاءه
تحرك نحوها و هو يجلس بجوارها يحاول ايقاظها
:زينب.. قومي متناميش كدا..
تكلم بينما يضع يديه أسفل ذراعها مساعدا اياها في الجلوس على الفراش واضعا بيديها احد عبوات الحليب قائلا بحنان
=اشربي دا.. هتكوني كويسه
اطاعته بهدوء عكس الغضب بداخلها تقسم ان تجعله يئن من الألم مثلما فعل بها
حقا ان كيدهن عظيم
ظل يراقبها وهي ترتشف الحليب الرائب حتى انهت العبوة قام بتدبليها بأخرى يحثها بلطف على ارتشفها وما ان انتهت حتى بدلها بأخرى ممتلئه لتهمس بصوت ضعيف
=كفايه كدا مش هقدر اكمل
مرر يديه برفق على وجنتيها مبعدا شعرها المتناثر عن وجهها يضع وراء اذنيها
ساعدها في تناول الدواء الذي جلبه لها ثم جعلها تستلقي على الفراش مرة أخرى هامساً بلطف
=كويسه دلوقتي؟
بهدوء مصطنع :احسن بس عايزه انام
انهت جملتها وهي تتمسك بالوساده تحاول كبت دموعها ثواني وغرقت في نوم عميق
اتجه صالح نحو الحمام يبدل ثيابه و ما ان انتهى حتى استلقي بجانبها كاسر اي قواعد وضعها.. شعر بالتردد للحظات قبل أن يقترب منها محتضنا اياها مرر يديه برفق على ظهرها.. دافنا وجهه بعنقه يشعر بالراحه حيث نام بعمق
================في الصباح
استيقظت زينب وشعور غريب من الراحه يسيطر عليها فلم تعد بطنها تولمها ولم تعد تشعر بالنيران
فتحت عينيها بصدمه عندما شعرت بجلد حار يلامس خدها لتصطدم ب وجهها مدفون بعنق صالح الذي يحضنها بقوة
شعرت بكامل جسدها يهتز بعنف عندم وجدت انه كان يحيطها بجسده الضخم كما لو كان يخشى ان تهرب من بين يديه
نزعت ذراعه برفق قبل أن تنهض بهدوء من جواره
ظلت تنظر له بشر و غضب رغم تذكرها لما فعله معها بليلة أمس و اعتناءه بها
لكن فورا تذكرها للألم الناشب بمعدتها و الذي جعلها تتلوي وتبكي لوقت طويل ينتابها رغبه قويه في الانقضاض عليه تذيقه من نفس الكأس….
ابتسمت بشيطانيه وهي تنحني ببط تطبع قبله هادئه على خده لتمثل دور البراءة وهي تتجه نحو الحمام
ساعات طويله من الانتظار لم يكل او يمل من الجلوس بجوارها.. تأملها بات الأجمل و الأصعب مع تلك الكدمات الزرقاء المغطاء ملامحها المحبه لقلبه
ليست طفوليه ربما جمالها عادي لكن تلك الملامح تحمل من البراءة، تحمل بين طياتها عناء ما تحملته
رغم ذلك تبدو أجمل امرأة رآها…
مرر يديه ببط يتحسس بشرتها بحنان وهو ينادي عليها بهمس
“زينب”………
لم تستجيب له، تترك نفسها لرياح تقذ’فها لعالم موازي لا يوجد به
سواد البشر بل انه صافي نقي مثل قلوبنا
استقام و هو يجلب حقيبة اليدي الخاصه بها اخرج هاتفها مرر اصابعه على عينيه
فتح الخط يتصل بشخص ما.. من هاتفها ليرد بدون مقدمات
“نورهان.. معاكِ صالح الشهاوي”
على الجانب الاخري
جالسه في شرفة منزلها ترتشف من كوب الشاي حائره تنظر بشرود للبائعين في الشارع على جانب الطريق و أخيها الأصغر يلعب بمرح مع الاطفال
صدح رنين هاتفها ما ان رأت اسم المتصل ردت دون تفكير
_كانت تنتظر مكالمة زينب كما اخبرتها _
لكن ما فتحت الخط سمعت صوت رجولي خشن أثر ارهاقه
أنتبها شعور بالارتباك وهي تتعرف على هوية المتصل
نورهان
:اهلا يا بشمهندس صالح… هو في حاجه؟ زينب كويسة؟!… سألتها بارتياب
صالح بجدية
“نورهان معليش هطلب منك طلب… زينب في المستشفى و انا معها و للأسف والدتي واختي مسافرين ومحدش موجود منهم
لو مفيش مشكله ممكن توصلي البيت في مفتاح احتياطي محطوط في زهرية الصبار اللي جنب الباب تفتحي و تجيبي غيار لزينب و انت عارفه الحاجات اللي هتحتاجها
 احنا في مستشفى (….) انا لو اقدر اسيبها كنت روحت بس للاسف هي كل شويه تصحى و تتفزع و ترجع تنام و مفيش حد جانبها و الحج منصور تقريبا محدش قاله وانا مش عايز اقلقه دا راجل كبير مش هسيتحمل “
نورهان بفزع و دموع
” زينب مالها؟ حصل ايه؟
شعر بالم يمز”ق قلبه و هو ينظر لها ليرد بقليل من الثبات
” هي كويسه يا نورهان بس مهم جدا انك تبقى معها يعني انت اقرب واحدة ليها و اكيد لما تفوق هتحتاجك معها…”
جلست الأخرى على الاريكه القديمه وهي تضع وجهها بين كف يديها تنتحب بصمت و لكن لا وقت لكل هذا؟
صالح بجديه
” نورهان لو الموضوع فيه حرج ليك انك تروحي الشقه… “
قاطعته بصرامه وجديه
” انت بتقول ايه… نص ساعه بالكتير و اكون عندكم… بس ارجوك خد بالك عليها و انا هروح الشقه دلوقتي و هجيبلها كل اللي تحتاجه”
تنفس بصعوبه وكأن شي ما يطبق على صدره يأبى تركه
“متقلقيش عليها انا معها… “
أغلق الخط معها وهو يضع الهاتف جانبا نظر لها باعين غائرة وعقله مشتت في جميع الاتجاهات…..
ابتسم بود وهو يداعب وجهها بحنو يمرر يديه على ملامحها
استجابت و بدأت ملامحها بالانكماش ثم حركت يديها بانزعاج وتعب وهي تُبعد يديه عن وجهها… عنوة عنه خرجت ابتسامته بصعوبه وهو ينظر لها
فتحت زينب عينيها بزعر بعد أن تسرب ذلك المشهد قبل عدة ساعات
صرخت باسمه وهي تنهض بقوة من مكانها
“صالح”
جذبها بسرعه لاحضانه وهو يهدئها ببعض الكلمات
“اهدي يا زينب لو سمحتِ احنا في المستشفى.. خالص دا كله كابوس مزعج وانتهى خالص
 انا معاكِ”
بدأت فعلا بتلك الكلمات تهدأ مره آخر
 تتحسن وتنتظم أنفاسها المتسارعه
مر وقت من الصمت الهدوء المخيف حتى وصلت نورهان الي المشفى
كانت تجلس بجوارها تحضتنها وهي تمسد على شعرها بحنان بينما الأخرى تئن بالم من كامل جسدها
صعب عليه رؤيتها بتلك الحاله المزريه مهما قاوم وحاول الصمود الان هو أضعف بكثير مما كان يعتقد
كان يظن بأنه الاقوى و ان العشق لن يمس قلبه مهما حدث لكن تغير كل هذا حين رآها
هو الآن أضعف من ان يراها هكذا.. ضعيفه.. مكسوره.. خائفه
تمنى لو ان تتظاهر امانه بالقوة… تمنى لو رأي تلك المشاغبه… لا يفضل رؤيه الانكسار بعينيها … يموت بالبطي عند تلك النظر يشعر بعجزه و تشكيك برجولته نحوها فرجل ليس إلا حامي لعائلته و هو عجز عن حمايتها بتلك اللحظة
خرج من الغرفه وهو يتجه لأي مكان خارج المشفي ينفث سيجار
_الابن يرث عادة ابيه حين يغضب_
أذا بحثت عن الحب يوما دون الالتفات لحكمة القدر ونصيبك الذي لم يحين وقته بعد، اعلم انك ستتالم بمجرد دخولك ارضاً لم تكن لك يوم بل لغيرك، يملكها أسم اخر كنت ضيف بها
ضيفاً غير مرغوب فيه … دخلتها عنوة عن صاحبها وخرجت منها او تحاول الخروج منها عنوة عن قلبك المتيم بارض مستهلكه يعيش بها ممتلكها.. يتمتع بمشاعر تتمنى انت تذوقها وتنغمس بكل شبر منها لكن نهاية الرحله أقرب من بدايتها
وتلك الأرض قلب حبيب قد تيمها قلبها بعشقه……
____________________________
ما ان ولجت نور الي مكتب وكيل النيابه حتى تشدقت بصدمه و هي ترى ذلك الوسيم الذي يدعي (باسل زيدان)
كيف تنسى اسمه وهي تفكر به كل أمسية..
فهو يتمتع بهالة رجوليه ذات تأثير قوي
استدارت سريعا نحو الباب تحاول فتحه و الخروج لكن تسمرت مكانها بمجرد سماع صوت
“اقفِ عندك…..ايه فاكرة دخول الحمام زي خروجه”
تضع يديها على مقبض الباب وهي تغمض عينيها بغضب قوي منه، اخذت نفس عميق قبل أن تستدير له
كان جالس على مقعده بغطرسه يضع ساق على الاخري بكبرياء يليق به، ما ان رآها ابتسامة شقيه شقت شفتيه هي نفس الفتاة في المشفى قبل عدة ايام
نور بغيظ:افندم؟
اخفي تلك البسمه بمهارة وهو يترجل من مكتبه يضع يديه بجيب بنطاله يقترب منها بهدوء سام.. مع كل خطوه تزداد نبضات قلبها و يزداد غضبها و غيظها منه
باسل باعجاب
:أنتِ بقى الشبح بتاع الاتوبيس؟
اخذ يقترب منها و هي تبعد و وجهها محمر ليس خجل ابدا.. بل غضب غيظ اشمئزاز
يبدو ذلك واضحا على قسمات وجهها
:شبح لما يلهفك يا جدع انت بتقرب كدا والله العظيم أصوت و ألم…..
مال على اذنيها بمراوغه ذكوريه
:هو و أنتِ داخله مشوفتيش اللافته عليها وكيل النيابه… يعني لو صوتي من هنا لبكرا محدش هيعبرك
وجدت نفسها محاصره بين عينيه و الحائط خلفها
و كم توترت و عينيها تقع على صدره العريض المشدود و ذراعه الصلابه الساند اياها على الحائط خلفها محاصر اياها
وهو يتفقدها بتلك العيون العسليه
كنمر يتربص فريسته
بلعت ما بحلقها بارتباك تتمنى لو ترتدي قناع الشراسه ذلك مجدد لكن أين اختفى أمام اقترابه الضاري
رائحه عطره تداهم انفها بقوه
رفعت عينيها وهي تنظر لوجهه القريب منها
انه وسيم… انه اوسم رجل رأته طوال حياتها
بشرته بيضاء متشربه قليلا من اشعه الشمس
فاعطت له بشرة خمريه فاتحه.. ليس لديه لحيه يبدو و كأنه يحلقها يوميا فهي تبدو ناعمه خاليه من الشعر.. خصلات شعر شقراء ادت بريقا مع عينيه العسلي القاتمه و الضاريه اشبه باعين النمور المفتر”سه.. حاجبيه حادين لكن جميلان
كعينيه العسليه الحاده في تعبيرها
ملامحه وسيمة لكنها قاسيه قليلا كهيئته المهيبه للجميع ولها أيضا…..
لكن بالرغم من قسوة ملامحه و هيئته الضخمه
كانتي عيناه العسلي نهر من الدف… و واحتين من الامان
لا تعرف لماذ خمنت هذا لكنه مجرد احساس اطالت تأمل ملامحه و هو لا يمنعها بل ظل يحدق بها بنفس التامل و سكون…
كما كانت هي تحفظ ملامحه بذاكرتها كان يقرأ ملامحها و كأنه أمام شاشه سينمائيه تذيع فيلم لا ينتهي و مع ذلك لا تمل العين من مشاهدته بل ظل هناك فضول لمشاهدته للنهايه
اسلبت عينيها عنه قائله بحرج
وكأنه قراء توترها ليبتسم بخبث و هو يبتعد يضع يديه بجيبه مجددا.. هيئته مهلكه حقا
نور :هو انا هفضل في القرف دا كتير
باسل بمكر: عارف عقوبه التعدي والضر”ب على حد ياخد اكتر من واحد وعشرين يوم علاج بتكون اد اي؟
انفعلت بقوه و هي تقترب منه
:اه يعني هو يبقى عايز يتحر”ش بيا وانا ياعبني ابقى البنت الكيوت اللطيفه واسيب ايديه القذرة دي تلمسني…. دا لو فيها مو”تي كنت هعمل كدا برضو
عينيها الشرسه تلك تجذبه بطريقه تجعله يرغب في الاقتراب منها
وجد نفسه أمامها مره اخرى مالي على اذنيها قائلا بمراوغه وخبث
:لا شرس يا شبح…. بس برضو مش هتفلتي من العقو’به القانون مالوش علاقه باللي بتقوليه دا… و غير كدا كل اللي في الاتوبيس قالوا ان معملش حاجه… وانك انتي اللي اتعديتي عليه بالضر”ب ….فكري بقى في اهلك لما تتسجني كم شهر
انهي جملته وهو يوليها ظهره يبتسم بمكر
ردت بتعثر و هي تفكر باخواتها الاثنان و ابيها
” سجن….. بس.. انا معملتش حاجه علشان استاهل اتسجن و لا اللي بيدافع عن نفسه في زمان دا يشيل الطين ”
ردت بعفويه مطلقه و هي تجلس على احد المقاعد تشعر بقدميها لم تعد تسعفاها على الوقوف اكثر من ذلك
استدار لينظر لها لكن رأي لمحه من الدموع تترقرق بعينيها و لكنها تأبى السقوط أمامه كبريائها سينجرح لطالما عاشت حياتها بمظهر القوة ……
اخرج محرامه و قدمه لها بينما أخذته هي بصمت تمسح وجهها ليجعلها ذلك تسمح لدموعها بالهطول…. كم تبدو جميله و شفافه ان رايتها تعتقد بأنك ترى الداخل و الخارج منها
تنحنح باسل بجديه ليقول
::تحبي تكلمي حد من أهلك؟
نور :لو ممكن اخويا الصغير… اكيد بيدوروا عليا بس اكيد موبيلي فصل والساعه دلوقتي واحدة ونص الوقت اتأخر اوي”
اتجه نحو مكتبه ياخذ هاتفه يمد يديه لها بالهاتف
:ممكن تكلميه من معايا”
رفعت راسها و اهدته بسمة امتنان جميله و هي ترفع يديها لتأخذ الهاتف
تتصل بهاتف منزلها ليرد الطرف الآخر مسرعا
نور بلهفه:سيف…
سيف بخوف:ابلة نورهان انت فين انا و عبد المنعم خوفنا عليك وانا روحت المصنع لقيته اتقفل من بدري
نور بهدوء لتطمئنه
:متخفش يا حبيبي انا كويسه هو بابا فين؟ “
سيف :انا اديته الدوا من بدري حضرتك عارفه انه بينام بعديه سأل عليك قبل ما ينام و انا قولتله انك في الشغل….
نور بانتحاب :سيف خالي بالك على عبده و متخافش عليا… انا… انا عند ابله زينب و موبيلي كان فاصل رنيت من موبايلها
سيف :يعني انتي كويسه… صوتك متغير
“والله كويسه…. المهم عبدو فين؟ اقفل باب الشقه عليكم يا سيف”
“حاضر يا ابله نور بس متتاخريش الصبح و طمنيني عليك انا هدخل انام مع عبد المنعم علشان خايف بيقول عايز حد يحكيله حدوته زي ما بتعملي”
نور:ماشي يا حبيبي خالي بالك على نفسك و على اخوك سلام”
اغلقت الخط و هي تضع الهاتف جانبا
باسل بجديه :ياله بينا
نور :فين؟
استدار ياخذ جاكيت بذلته يرتديه اخذ هاتفه و مفاتيح سيارته قائلا بحدة
“دلوقتي تعرفي ياله”
سارت خلفه ببط تشعر بارتخاء اعصابها بشكل سي جدا ليلاحظ ذلك لكنه لم يعلق
استقلت السياره بجواره بحرج.. انطلق باسل بعدها دون كلمه اخري
اسنتدت راسها على زجاج النافذه بتعب وهي تنظر للطريق من خلالها كان داكن كئيب
لم يهون عليها بل زاد الهم بقلبها الهش المعلق باخيها
نظر لها باسل ثم نظر للطريق وهو يقود السيارة بصمت ثم عقب على هذا الإجهاد الجالي علي ملامحها
“شكلك تعبانه… ”
هزت راسها بنفي و عينيها مازالت معلقه على الطريق
“انا كويسه… اانا بس عايزه اطمن على اخواتي”
صمت لينظر للطريق أمامه احيانا يختلس النظر إليها من المرآه
————————————————-وقف أمام المشفى
بعد حوالي ربع ساعه نظر لها ليجدها تنام بعمق مغمضه العينين
اخذ ينظر لها طويلا…. كيف لملامحها أن تجمع بين شقى متباعدان
القوة و الضعف…….. كيف يبدو الضعف عليها بهذا الوضوح كأنها مرآه شفافه …. و أيضا قوة …..
“نور… نور.. اصحى”
فتحت عينيها ببط و إرهاق
:انا فين؟ هو ايه اللي حصل؟ “
باسل: المستشفى ياله انزل؟
نور:المستشفى؟! ليه؟
اجابها بحده و غضب :
انجزي…..
دخلا سويا للمشفى و هي تسير ببط ليجد اثنان من طقم التمريض يسيران نحوهما
مشرفة التمريض
: ازايك يا باسل بيه… نورت المستشفى”
باسل بجديه:
بخير الحمد لله…
الممرضه:اتفضلي معايا يا انسه.
نور بارتباك واشاحت بنظرها له:في اي؟
:روحي معاها متخافيش….
سارت مع الممرضه في ذلك الممر الطويل ببط وهي تشعر بقدمها تخونها و عينيها اصبحت أثقل ترتجف و هي تفقد قدراتها على التحرك و كان كل قواها قد خرت بتسقط مغشيا عليها يبدو التعب جالي على ملامحها و عينيها الحمراء بعد ما مرت به لأول مره سبع ساعات بالحجز و الخوف ينهش باواصلها و النهايه تكون السجن؟!!
كان وجهها شاحب وتحت عينيه ازرق
المشرفه بخوف :نادي لاي حد من الممرضين يجي يساعدنا
لكن ما رفعت عينيها تتجه لغرفه الممرضين وجدته يتقدم منها بخطوات مسرعه و عينيه مصوبه عليها انحني مسرعا يحملها بين ذراعيه و يدلف لاحد الغرف لابدا الممرضه بعمل اللازم لها
في ممر المشفي
يقف وهو يضع يديه في جيب بنطاله بينما يتحدث في الهاتف قائلا بجمود
:ها يا رائف عملت ايه؟
رائف:الراجل اياه في الحبس بس يا باسل دا مضر”وب و….”
قاطعه بصرامه و حده
: الز’باله دا كان بيحاول يتحر”ش بالبنت يستاهل اللي يحصله ميستحقش الرحمة ابقى أعرضه عليا بكرا
رائف:طب و البنت دي؟ هتحقق معها وانت فين دلوقتي زيدان باشا كلمني و قال ان موبيلك مشغول و مش عارف يتواصل معاك
باسل:موضوع البنت اتقفل.. سلام
أغلق الخط و هو يمرر اصابعه في خصلات شعره بحده و غضب فقط كان يستفزها بحديثه عن السجن او ما شابه لكن في واقع الأمر انه اراد مشاكستها
—————————————-
(بحلم بيك انا بحلم بيك…
و في أشواقي مستنيك ..
وان مسالتش فيا يبقى كفايه عليا
عشت ليالي هنيه احلم بيك انا بحلم بيك)
اخذت زينب تستمتع بتلك الكلمات الساحرة لعبد الحليم حافظ
لا تدري متى احبتها هكذا… متى أصبحت شغوفه بما يحب سارق قلبها.. تشعر و كأنها ولدت على أنغام قلبه.
راقي في جماله حقا
تنهدت زينب وهي تنظر للبحر وهي جالسه بجوار صالح تستند براسها على صدره العريض بينما يحاوطها بيديه
في احد المراكب الصغيره
ومعهم رجل يقدف بهما على الناحيه الأخرى.. وجواره المذياع يصدر أجمل اغاني عبد الحليم حافظ
لا تدري ماذا فعل بقلبها
عبث بها باهتمامه.. خوفه…لهفة عينيه تجعلها تغرق و تنغمس في عاصفه المشاعر تلك
منذ عودتهما من المشفى منذ يومان و هو لم يتركها لحظه
و اليوم في حوالي الساعه الواحدة صباحا يطلب منها ان ترتدي ثيابها مسرعه لرؤيه شي ما معه
ليكون الأمر في النهايه تجلس بجواره في احد المراكب الصغير المزينه بانوار جميله
رفعت زينب راسها لعينياه فكان يضمها ناظرين الاثنان لعذوبة الماء وحركتها
الهادي بهدير الماء المنعش وهواء الليل الذي يضرب وجوهما برفق
كان الجو اليلي في قلب البحر على احد مراكب الصيادين متعه لا يعلم الكثيرون
وهي لم تجربها الا بين احضانه الان
معه أحبت عذوبة و هدوء الليل… معه تذوقت طعم الحب وقعت في الغرام
خُلقت من جديد والفضل يعود لصاحب الملامح الحاده الذي وقعت بحبه…
شغل عقلها فجعل قلبها يخفق في رؤيته
عقلها مشتت في بعده.. وعينياه تشتاق للنظر له
طالت النظر له وهي رافعه راسها له
اخفض نظره لها و هو يبتسم بمراوغه
“بتبصيلي كدا ليه؟”
زينب بتلقائيه محببه لقلبه
:مش عارفه بس بحب ابصلك…
صالح:ايه رايك في المفاجاه؟
اشاحت بنظرها عنه قائلة بهدوء
:اول مره اجرب… حلو اوي يا صالح… تعرف انك غريب
صوب نظره عليها يتسالا بفضول وخبث
:ازاي مش فاهم؟
ابتسمت بخجل :
مش عارفه بس مش زي شباب الايام دي.. آآه”
تاوهت بخفه أثر ضغطه على خصرها بقسوة يحترق :
وانتِ عجبك شباب الايام دي….
زينب بخجل:صالح بتوجعني…..
زفر بضيق حاول سحب يديه ليبتعد عنه لكن تمسكت هي بيديه المحيطه بها قائله بجديه
:متبعدش…….. حتى لو طلبت منك دا متبعدش”
ثم تابعت بتعثر أثر نظراته المصوبه عليها يستكشف ما تخبئه تلك العيون الرماديه
” انا اقصد انك فيك حاجه مختلفه… هدوءك غيرتك اهتمامك نظرتك…. ”
مالي عليها قليلا لتشعر بانفاسه الساخنه تداعب وجنتيها حارقاً اياها من ذلك القرب بينهما
:طب ما دي حاجه حلوة..”
ابتسمت خافضه عينيها حتى وسعتها بخجل و هو يطبع قبله طويله على وجنتها
ليصدر صوته الاجش أثر مشاعره تلك بجوار اذنها قائلا باندفاع من تلك المشاعر وقد تحشرجت أنفاسه ليقول بهمس
” مش ناويه تحني بقى دا العبد لله غلبان متعذبنيش معاكي يا زينب ”
حاولت التحدث متهاربه من نظراته قائلة
:ممكن نرجع الجو برد… خلينا نرجع
اخذ نفس عميق قائلا بقلة حيله
:ارجع بينا…..
حاولت التحدث لتغيير الاجواء
:انت ايه اكتر لون بتحبه؟
“الأسود”
“اكتر اكلة”
سألته بفضول
” لا معنديش يعني الاكل بالنسبه ليا مش حاجه مهمه اي حاجه”
“رخم” قالتها بغيظ وهي تنظر للجهة الاخري
ابتسم وهو يضمها مرة أخرى له و ساد الصمت بينهما…. الي متي؟!
زينب بود و تغنج: كل سنه وانت طيب
صالح: وانت طيبه اول عيد أضحى في بيتنا
—————————————-
في صباح يوم جديد وبالتحديد
(يوم وقفة عيد الأضحى المبارك)
أصبحت على يقين تام أن مسار البلاء له عدة طرقات
ولكن أكثرهم تداول مسار تفقد به معظم الاشياء
ذاتها قيمه لديك، ومسار اخر تكتسب به اكثر الأشياء التي تفتقدها بداخلك….
كم ان الرحله في بدايتها قاسية تنهك عزيمتك و إصرارك
هل يصعب علينا تغيير رحله القدر ام انك مجبر ان تلتزم بخوض تلك الرحله سوا شئت ام أبيت مهم كانت المشقه صعبه حتما ستواجه مخاوفك وتلتزم الصمود قبل الصمت
اخيرا شعرت بانفاسها .. اخيرا مات الصمت وسمعت صوت الحياه مجددا رمشت بعينيها عدة مرات وهي تحاول مقاومه الضوء القوي تشعر بوجع قوي في كل انش بجسدها…
تشعر ببرد بكامل جسدها الا كفها كان دافء بين يدي قويه تقبض عليها بامتلاك
أنفاسه……تشتم أنفاسه و عطره تشعر بوجوده… هل هو هنا…. هل ماتت والتقت ب “على” في احلامها
اما ان كل ما مرت به خلال السنتين كابوس مزعج و هي لم تتزوج شاكر… كيف لرائحة عطره ان تداهم انفها بتلك القوة
سمعت صوته يهمس بالقرب من اذنها برفق خشن
“حبيبة افتحي عيونك.. طمنيني عليك… انا معاكي فوقي علشان خاطري عندك… ارحمي قلبي و قومي يا بيبة كفايه عذاب سنتين كل لحظه كان قلبي بيتحرق بالبطي……”
قبضت حبيبة على يديه وشريط الذكريات السوداء يمر أمام عينيها بمنتهى البشاعه حتى وصلت لآخر ما عانته و هي تلك الحادثه المفجعه
حاولت النهوض بفزع و ذعر و هي تلتقط أنفاسها بقوة دموعها انسابت ما ان فتحت عينيها
” شاكر…….”
علي :ششش اهدي انتِ كويسه في المستشفى اهدي
حاولت دفعه ببط و ضعف وهي تضع يديها على عينيها تنتحب بشهقات مريرة عقله لم يصل لمرحلة الاستيعاب بعد فقط تصرخ و تبكي من الألم الجسدي و ليس فقط ألم جسدها و ألم الذكريات المريرة
صر”خت بصوت عالي نسبيا و هي تشعر بالالم يفتك بروحها
حاول التماسك أمام رؤيتها بذلك المنظر المفجع له جذبها بالقوة لصدره الصلب يضمها يهمس بحنان ينصهر الالمها
” اهدي اهدي خالص شاكر مات… مفيش حد هيقربلك تاني اهدي ”
تماسكت به بقوة وهي تبكي بعنف و يديها الأخرى مكسوره…. غير مدركه بحضن من تبكي…. فقط انهيار!!!
مرت بضع دقائق
حيث دلف الطبيب لغرفتها اعطها مهدا لترخي اعصابها المدود و تترك عنان دموعها و هي تتمسك بيديه بقوة
سقطت دموعه وهو يجلس مره آخري بجانبها يشعر بوخزه قويه في قلبه
الهذا الحد قد د”مر روحها….. وهو ظن أنه الوحيد الذي يتألم…………
لا الماضي يُنسى… و لا الندوب تُمحي
و ما الحب إلا للحبيب الاول
بعد مرور ساعتين
جالسه في فراشها تنظر للفراغ و بجوارها والدتها و أخيها
فاطمه بحب و خوف اموي:
حبيبة مالك يا حبيبتي… ردي عليا يا قلبي انتي سمعاني…
ترقرقت الدموع بعينيها و هي انظر لوالدتها بابتسامه مجبرة على رسمها
:هو الجنين نزل؟!
اخفضت فاطمه بشحوب لا تعرف على تحزن على مو”ت حفيدها قبل أن يأتي للحياه
أم تفرح لان ابنتها تخلصت من اي رابط يذكرها بهذا الشخص الذي اذاقها مرارة الحياة
هبطت الدموع من عيون حبيبة قائله بأس
:على فكرة ربنا رحمه…. اصل لو كان جيه الدنيا دي أصلها طلعت قاسيه اوي… اوي ياما اوي…. ربنا يرحمنا بقى او ياخدنا….
هو انا هفضل هنا كتير عايزه اروح…
زياد بحزن :الدكتور بيقول ممكن تروحي بس لازم تاخدي فتره راحه…. تحبي نروح بيتنا و لا شقتك…. اه صحيح صالح الشهاوي اتنازل عن المحضر بعد موت شاكر و الشيكات قطعها
حبيبة:عايزه ارجع شقتنا القديمه يا زياد… نفسي ارجع حبيبة مش هقدر ارجع السجن دا تاني و انا مش عايزه حاجه من فلوسه
عمري ما هسامحه و مش عايزه منه حاجه كفايه اوي اللي اخدته كفايه اوي
زياد بارتباك:على برا يا حبيبه و عايز يشوفك… هو كان معاكي الصبح بدري بس خرج لما نمتي
ابتسمت ساخره من القدر …. لتقول بجديه وهي تمسح دموعها و وجهها الأحمر المرهق
:دخله
فاطمه:ربنا يهديك يا بنتي…
خرجت تلك السيدة مع ابنها سامحين لعلي بالدخول
دلف الي غرفتها بخطوات مبعثره لا يدري ما عليه فعله لكن لن يتركها!!
عجباً لذلك الرابط
رفعت عينيها لتنظر له أصبح وسيم جدا…نظرات الحزن تبدد عيناه البنيه
جلس على مقعد بجوارها
:حمدلله على السلامه
: الله يسلمك يا علي…..
طأطأ راسه وهو يضغط على يديه بقوة
: انا اسف….
“على ايه؟ انت مالكش ذنب؟ دا نصيبي”
:انا اسف لان مكنتش قد كلمه بحبك اللي قلتها من سنتين…. اسف لان مكنتش معاكي لما احتاجتي ليا اسف لاني مقدرتش اديك احساس الأمان اللي يخليك تحكيلي عن مرض امك و اد”مان زياد وقت سفري
بس ليه يا بيبة… ليه؟ انا كان ممكن اتكفل بالتكاليف دي…. ليه تعذبي نفسك و تعذبيني… قلتلك اني عايزك في الحلال و هكون مسئول عنك و كفاية شغل ليه خبيتي عليا…. عارفة انا كنت عامل ازاي طول السنتين دول
عارفه يعني ايه اعيش و انا شايف الوحيدة اللي قلبي اتعاف بيها مع واحد تاني
فكره انها اتخلت عن حبي ليها علشان الفلوس…. عارفه يعني ايه جسد بلا روح او قلب
شهقت بانتحاب هو محق… محق جدا غبيه غبيه
:مكنتش عايزه اتعر”ي ادامك بضعفي. كنت شايفه ضعفي كنت أضعف من اني اتكلم مع أي حد لقيت ادامي و عرضه كأنه طوق نجاه بينقذني من زوبعه الرعب اللي جوايا
كنت فاكره ان بكدا هبقي صح لكن لقيت في النهايه اني خسرت…. خسرت كل حاجه و اولهم نفسي…
على باندفاع: عارف ان مش وقته بس انا لسه بحبك و لسه عايزاك يا حبيبة وعايز اتجوزك….
أغمضت عينيها بالم و صمت ساد المكان
:على…. انا لما زياد قالي انك عايز تشوفني قلتله دخله علشان في حاجه جوايا لازم اقولهالك عشان نقفل الصفحه دي
غضت على شفتيها السفليه بحسره
:حبيبة اللي انت عرفتها زمان ماتت.. لا هي بقيت مستعدة لخوض اي تجربه ولا عندها الطاقه لكدا…
انا مبقتش أنفع لأي علاقه مع أي حد
لان روح بلا شغف للحياة و لا للناس… علشان كدا يا ابن الحلال لازم تسمع الكلمتين دول…. انسى بيبة لأنها مبقتش موجودة… اللي موجوده دلوقتي بنت خطتها للمستقبل انها تتعافي من اللي عشته… بنت قلبها مهشم… لا تصلح تكون زوجه و لا حبيبة علشان كدا انسى….. كمل حياتك و دور على البنت اللي تستحق بجد تكون معها إنما أنا لا
انا محتاجه وقت طويل اوي….. محتاج ارجع للحياة من تاني… ارجع اكمل دراستي و اشتغل اي شغل… تعب الشغل دا هيكون ملاذي… جربت ارتاح فاختارت غلط و للأسف مخدتش غير وجع قلب
هجرب ابني نفسي من تاني… انت عارفني مبحبش انكسر أدام حد التجربه دي علمتني ان شقى الحياة دا احيانا بيكون نعمه مع الحريه…. و انت كمان اتمنالك تلقى بنت الحلال اللي قلبك يرتاح لها
“كدابة يا بيبة… كدابه.. بس انا معاكي سنه اتنين ان شاء الله عشرة… علشان انتي اللي قلبي ارتاح لها.. اول و آخر واحدة قلبي ارتاح لها…
هسيبك ترتاحي وكل الهبل اللي قولتيه دا مدخلش دماغي بنكله انا بحبك هسيبك يا بيبة… تقاومي ضعفك و الوجع اللي جواكي… بس هنرجع تاني… علشان زي ما كانوا بيقولوا على لحبيبة و حبيبة لعلي
كل سنة وانت طيبه و ان شاء الله السنه دي تنغسل كل همومك و وجعك هسيبك ترتاحي و قريب هنرجع يا حبيبة بس بارادتك بكرا العيد و زي ما ربنا حبر بخاطر سيدنا إبراهيم و فدى اسماعيل في اليوم دا… قادر يزيح الهموم عن قلبك.. سلام مؤقت ”
تركها بالفعل زاح الهموم عن قلبها
شعورها بأنه يرغب بها بعد كل ذلك يجعلها تتعافي و لو قليل
انسابت دموعها على خدها.. حاولت النهوض فوجدت والدتها تساندها
فاطمه :راح فين يا ضي عيني
حبيبه:عايزه اتوضي عايزه أطهر قلبي من الحزن دا… تعبت اوي ياما… مش عايزه اعيط تاني و لا احس ان زعلانه على موت شاكر… هو اخد جزاءه و عند اللي احسن مني و منك.
فاطمه:حاضر يا حبيبتي تعالي انا هساعدك.
=============================
وصلت سيارة جلال أمام منزل الشهاوي في ذلك الحي بالاسكندريه بعد عودتهم من المنصورة
توقف يوسف أمام المنزل ليوقف السيارة
قائلا بسعادة:كل سنه وانتم طيبين يا غالين
جلال :وانت طيب يا ابن الغالي…. ياله انزلوا
يوسف :ننزل فين يا عمي هنرجع شقتنا علشان اجهز حاجتي انت نسيت ولا ايه انا مسافر تاني يوم العيد
حياء بمكر: خالص يا حبيبي روح انت شقتك و انتي يا ايمان ياله يا حبيبتي نطلع ورانا حاجات كتير علشان نحضر الفطار سوا و الحلويات و بعدين احنا سيبنا زينب و صالح طول الفترة دي تعالي ياله نطلع لهم
أيمان :فعلا عندك حق…
يوسف بضيق:كسر حوقك انت هتسبيني
أيمان بدلال:اسيبك و اروح فين بس يا يوسف النهارده الواقفه يا بابا و طبيعي الفطار هيكون عندنا فوق و في شغل كتير و ماما تعبانه و انا وزينب اللي هنعمل دا كله الا بقى لو حبيبي جيه يساعدنا
غمغم يوسف بغضب وصوت عالي
“استغفر الله العظيم… اللهم اني صايم…اللهم اني صايم…
حياء بمرح:علشان كدا بقولك سيب ايمان معانا لان متأكدة ان ممكن تكسر صيامك لو قعدتوا سوا يا ابو الصحاب
غض على شفتيه بغيظ: عندك حق يا مرات عمي خديها اهيه بس بعد الفطار محدش يسأل عننا ها أنا بقولكم اهوه
لكزته بخجل في كتفه قائلة بارتباك
:ممكن تبطل طريقتك دي….
يوسف بشغب :لو بطلتي انتي وشك يحمر كدا و تبقى زي القمر هبطل انا كمان
ايمان:استغفر الله العظيم….
جلال بحدة:هنفضل واقفين كدا انزلوا ياله…
ترجل من السيارة ثم توجها الناحيه الأخرى امسك بيديها حتى تنزل من السيارة وهي ممسكا بيديه
حياء بهمس:تفتكر ايه اللي حصل مع زينب و صالح يارب يكون لوح التلج اتفك بقى
جلال بهمس و مرح
:هنشوف دلوقتي يارب بس ابنك يكون اتلحلح سيبناهم اسبوعين و سافرنا
حياء بشغب و حركات طفوليه بايديها
:انا نفسي يخلفوا بنوته صغيرة اقعد العب معها
جلال بضحك:يسمع من بوقك ربنا
صاحب القهوة :حمدلله على السلامه يا حج جلال اسكندريه رجعت نورت…. كل سنه وانتي طيبه يا مدام حياء
حياء بطيبه:وانت طيبه و تنعاد عليكم بالخير
وبهمس
:المكان وحشني اوي….
جلال بدف: وانتي كمان وحشتيه… كل سنة وانتي طيبه
حياء بحب:وانت طيب يا حبيبي….
ولجوا جميعا للمنزل
فتح جلال باب شقته دخلوا جميعا ما عدا ايمان التي صعدت لشقة صالح
صدح رنين جرس الباب للتجه زينب تفتح الباب ابتسمت بود ما ان رأت ايمان
تقدمت ايمان احتضنها بود:كل سنه وانتي طيبه يا زوز
زينب بطيبه :وانتي طيبه يا رب رجعتوا امتى؟
ايمان :لسه جاين تحت اومال فين صالح؟
زينب :انتي عارفة اخوكي من الساعه سته لازم يكون في الشغل…. ادخلي… هجيب طرحه و انزل معاكي اسلم على الجماعه
ايمان :لا اقعدي اقعدي عايزة اتكلم معاكي من يوم الفرح واحنا معرفناش نقعد نحكي مع بعض و الصراحه عندي فضول…. بس عارفه الكلام هيحلي مع ماما ياله ننزل نقعد معها و كدا كدا بابا هيرتاح شويه و ينزل الشغل مع عمي جمال و يوسف اكيد هيخلع يروح اي مكان ياله
زينب:حاضر ثواني هغير و ننزل
بعد وقت قصير في شقة جلال
تقف ايمان وهي تربط وشاح قصير على رأسها ممسكه بالمكنسه تكنس الارضيه ترتدي عباءة بيتيه قصيره بنصف كم
بينما خرجت زينب من الحمام بيديها دلو ماء دافي مضاف له بعض العطور
خرجت حياء من غرفتها بعدما بدلت ثيابها لأخرى مريحه لتجد الاثنان يعملان على قدم وساق لتنظيف البيت و خصوصا انه مغلقه منذ ذهابهم للمنصورة
ادمعت عينيها وهي تتذكر تلك الجميله “شغف الحسيني” والدتها
ايمان :ماما بقولك انا بفكر نشيل السجاده دي نغسلها بس حاسه ان مفيش وقت… ماما…
زينب :حضرتك بتبكي؟!
مسحت دموعها وهي تحتضن الاثنان بود وحب أموي
شعرت زينب بالارتباك ثم أغمضت عينيها تدفن نفسها بحضن حياء و كم هو دافي نقي يذكرك دائما بحضن والدتك حين تقسو عليك الايام فتُلقي بنفسك بين احضانها تستقبلك هي بمنتهى الود
ايمان بخوف:مالك يا ماما؟ انتي كويسه؟ حاسه بوجع اكلم الدكتور
حياء بحب :فكرتوني بانا وامي زمان واحنا بنضف شقتنا و بنحتفل بالعيد… بس ايه الشاطرة دي دا انا قلت هخرج يتهد حيلي في الشقه الاقيكم بتنضفوها
يارب دايما كدا رفعين سقف توقعاتي
زينب بحب و حماس:
لا لا دا انتي ترتاحي يا مام… هو ممكن اقولك يا ماما ”
قبلت حياء راسها لتقول بحنان
” انتي واخدة ابني أغلى ما عندي و من يوم كتب الكتاب بقيتي بنتي فعلا يعني عندك كل صلاحيات بنتي ”
ابتسمت زينب بسعاده و هي تأخذ نفس عميق
” يبقى حضرتك ترتاحي يا ماما و انا و إيمان هنعمل كل حاجه…… ياله اتفضلي ”
حياء: ربنا يسعدكم يا بناتي…. هدخل اكلم عمتك شهد و اعزمها على الفطار النهارده..وكمان الحج منصور… ياله”
نظرت ايمان لزينب قائله بمرح
“استعنا على الشقاء بالله يا بنتي تعالي بقى احنا نشوف هنعمل ايه بمنظرنا اللي شبه عم بوشكاش دا”
زينب بمرح:شكلك عامل زي اللمبي اوي
ضحك الاثنان في جو من المرح لاستقبال العيد بود و مع المرح لن تشعر بعناء العمل و ان كان معك جليس يوئنس روحك
=============================
جلس باسل على أقرب مقعد في تلك الغرفه الكئيبه البيضاء المتواجده في افخم مشفى له أو بمعنى الادق (مشفى والده الاستثماري) لذلك الكل يعمل على قدم وساق لخدمته فهو يعتبر مالك المشفى (باسل زيدان)
غني عن التعريف
حاولت نور فتح عينيها لكن النور داهم وجهها بقوة مما جعلها تاخذ بعض الوقت حتى تفتح عينيها
فتحت بنيتها اشاحت بوجهها بعيد عن الضوء انتفض جسدها وهي تنظر له
وجدته يجلس بجوارها…. مقترب جدا حتى وقعت عينيه عليه وهو يضع ساق على الأخرى يربع يديه أمام صدره وهو ينظر لها بحده لم يفهم سببها
حاولت الجلوس قائله بارتباك
:هو ايه اللي حصل….
باسل: ولا حاجه وقعتي من طولك و طبعا كنتي بتكابري و تقولي انك كويسه بس دا تقوليه لواحد أعمى مش واحد شايف منظر وشك
نور بغباء:ماله وشي ما تنقي ألفاظك يا بني آدم انت…. آآآه سيب ايدي… ”
نظرت له وجدت عينيه مظلمه يتخللها القسوة قائلا بحده
:صوتك و تحترمي نفسك…. مش علشان سيبتك تقولي اللي عايزه تهب منك..
نور بوجع:سيب ايدي…..
تركها بغضب لا يعرف ما يشعر به… لما يهتم بها… لما جلس طوال الليل بجوارها… نفور قوي من زوبعه المشاعر تلك..
نور :هو انا هتحبس فعلا…
“لا وياله عشان اوصلك”
انتفضت بقوة لتقف أمام بذهول :بجد
مدت يديها بعفويه تمسك يديه بامتنان
:انا متشكرة… بجد مش عارفه اقولك ايه…
سحب يديه من بين نعومة يديها ليشعر بخط من الصعيق و الرغبه بها!!!!!
ماقصتك انت ايها الباسل؟!
باسل بحده :ياله هوصلك….
نور بحرج :لا مالوش داعي انا هعرف اروح لوحدي الحمد لله الحمد لله … ربنا محبش يكسر بخاطر اخواتي في العيد الحمد لله سلام
باسل:سلام يا شبح
نظرت له بضيق تزم شفتيها لتبدو كنقاق الخشب مضحكه جميله
خرجت من الغرفه و غادرت تركته واقف وذهبت ذهبت وظلت عينيه متعلقه بها حتى رحلت
اخذ نفس عميق وهو يضع يضع بجيب بنطاله ليخرج أيضا من الغرفه و من المشفى باكملها يقود سيارته في اتجه منزله.. عفوا قصره الفخم………………….. لبداية الرحله ملاذ خاص يا صديقي
———————————–
ترجل باسل من سيارته الفارهه امام فيلاته الفخمه والشاسعه.. صرح شاهق ضخم راقي
بل الانه الأجمل كجمال صاحبه
تقدم باسل بطوله الفارع وجسده الضخم الرياضي الي بهو الفيلا
ابتسم وهو ينظر لوالدته سيده في بدايه العقد السادس بشوشه الوجهه جميله… انيقه جدا خصلات شعرها بيضاء مرفوع بتسريحه انيقه
“صباح الخير يا مدام نيره”
“ااامم…. صباح الخير… هو دا الصبح…. كنت فين يا باسل و تليفونك كل شويه مقفول… باباك حاول يوصلك سأل في المكتب مش موجود.. سأل في الشركه برضو مش موجود
مختفي فين يا حضرة وكيل النيابه”
جلس بجواره وهو ينظر الحديقه الشاسعه بذالك القصر الفاقد للجو الأسرى كئيب فاقد للكثير والكثير…..
” كان في موضوع مهم شاغل بالي… متقلقيش انا مش صغير.. فين زينه؟ ”
أجابت السيدة بكبرياء
” اختك راحت الساحل انت عارف ان والدك مشغول الايام دي في الكومبوند اللي بيئسسه هنا وهي طبعا معه
وبالنسبه لأنك مش صغير فكويس انك فتحت الموضوع دا…. ”
وضع ساق على أخرى وهو ينظر لوالدته بثقه قد فهم ما تريده
“عايزه ايه يا نيرة هانم؟”
“ترد طليقتك……”
اجابته بحده لا تخلو من الحب الاموي
برم شفتيه بضيق ليرد ببرود
” اامم ارد طليقتي…. ليه؟ ”
” ليه؟….انت بتسأل ليه؟ علشان دا الطبيعي يا باسل بيه… علشان مش كل كم يوم نسمه انك اتجوزت واحده و طلقتها بعد كم يوم…. ”
باسل بجديه تليق بهيمنة شخصيته القوية
“اظن مسأله الجواز والطلاق دي تخصني… أدام الناس مروة كانت مراتي و خالص خلصنا طلقتها إنما اي علاقه تانيه ميخصش اي حد يتدخل فيها…. بعد اذنك يا نيرة هانم”
زفر باسل بحنق وهو يصعد على السلالم بعد دخل غرفته بوجوم
أغلق الباب وخلع قميصه يفكر في تلك الشابه- نور-
” نور”
نطقها وهو يلقى قميصه على الفراش
يطوف في عقله اول لقاء بينهم في المشفى و طريقتها الجريئه في الرد
ابتسم عفويا بخبث هو يدلف للحمام يغتسل
خرج بعد مده لا يرتدي سوي بنطال قطني وظل عا”ري الصدر، استلقي على الفراش حاول النوم ليلة امسي قضاها بالمشفى و لم يكن الأمر مريحا ابدا…..
____________________________
” هو فاضل اد ايه على المغرب يا ايمان”
نظرت ايمان لساعة الحائط و هي تخرج صنيه البطاطس من الفرن لترد على زينب
” فاضل ساعه و نص…. واخيرا خلصنا انا اتهدا حيلي”
اخذت زينب تضع صينيه المكرونه بالفرن لتقول
“طب كدا الحمد لله كله حاجه جاهزه انا هطلع اخد دش و اصلي العصر و معليش شويه ابقى بصي على صنيه المكرونه”
ايمان :تمام وانا كمان هاخد دش لان ريحتي بصل و توم انا صليت العصر ياله انتي اطلعي متقلقيش”
صعدت لشقتها بسعادة رغم ان اليوم مرهق الا انها شعرت بجو اسري لطيف و اندماج بينها وبين ايمان كانت تخشي التعامل معها لكن وجدتها في النهايه جميله طيبة القلب
ولجت لأخذ حمام بارد من شرب الجو الحار
وخرجت بعدها ترتدي ثياب مريحه تبرز قوامها الرشيق والممشوق… بعد أن انتهت من تجفيف شعرها وتمشيط اياه انهت فرض صلاة العصر… وضعت بعض الكريمات لترطيب جسدها ذات الرائحه الناعمه على الانف
دلفت للفراش بارهاق توسدت بظهرها للفراش تمايلت للناحية الاخر بارتياح لتجد وسادته بجوارها جذبها بفتور وحاولت دفن راسها بها
لتيها لم تفعل فرائحه صالح وعطره الممزوج بها غمرت انفها بالكامل… تنهدت براحه وهي تعانق الوساده بشوق… نهضت وجلست على الفراش لتعيد الكرة لكن باشتياق و استمتاع اكثر متى نمى ذلك الشوق بداخلها….
الاحساس بكل تلك السرعه بداخلها فقد اشتاقت اليه و بشده فهو لم يتركها بالايام الماضيه والان لم تراه منذ الصباح يغمرها دوما رغبه بالاقتراب لكن أيضا داخلها شعور بالخوف… لا تعرف ماذا تريد
بعد كل تلك الزوبعات و المسافات بينهم من يوم ان تزوجت به……
أغمضت عينيها وهي تستنشق رائحته العطره متذكره لحظاتهم الجميله معا
كم انت جميل يا من أحب.. راقي حتى في جمالك
تمنت ان تظل الرائحه في انفها حتى الدهر لكي يموت الشوق اليه
دلف صالح الغرفه في هذا الوقت ليجدها تعانق وسعادته بطريقه غريبه
ألقت الوساده من يديها بتوتر و هي تنظر لها تخاف من فضح مشاعرها قائله بارتباك
“صالح….”
رفعت حاجبه و انزل سريعا بشك
“بتعملي ايه يا زينب؟”
احم ولا حاجه كنت ناويه اغير فرش السرير وبشوف لو نضيفه و لا لاء…..
“تمام… بسرعه ان كنتي هتغيرهم عايز انام شويه قبل المغرب عشان عندي شغل تاني بليل”
اتجه نحو الخزان ياخذ ثيابه اخر مريحه ليدلف الي الحمام
بينما كانت توبخ نفسها من تلك الحركات العفويه التي فعلتها لتغير شراشف الفراش
خرج بعد ربع ساعه تقريبا كان يقف أمام المرأه يرتدي بنطال رمادي يعتليه تيشرت احمر نصف كم مكتوب عليه بعض الكلمات الانجليزيه ب الون الرمادي
يمشط شعره… نظر عبر المرآه لانعكاس صورتها و عينيه تمر على قوامها الرشيق لا ينكر انها تمتلك جسد ممشوق تغيب العقل
نظر للمراه بغضب قائلا بضيق
“استغفر الله العظيم. اللهم اني صايم”
زينب برقة تذيب الجليد
:في حاجه يا صالح؟
اغمض عينيه بقوة وهو أمام المرأه يتمتم بداخله
“دي لو متفقه مع الشيطان عليا مش هتعمل كدا… استغفر الله العظيم”
اقتربت منه بعد أن رأته مغمض العينين بقوة يتنفس بخشونه كأنه يصارع نفسه وضعت يديها على ظهره لا تعلم بتلك اللمسه ماذا تفعل
“صالح مالك؟ انت كويس؟ ”
فتح عينيها واستدار لها قائلا بحده
“بلاش تلمسيني كدا ولا انت ناسيه اننا صايمين؟!.
زينب ببراءه :بس انا مش قصدي حاجه
رفع عينيه بصدمه ردا بغلاظه
:مش قاصدك و لابسه كدا قدامي….”
شقهت بخجل و حرج لم تدرك حتى انها تقف أمام بتلك المنامه الحريريه قائله بارتباك
:انا مكنتش اعرف انك جاي دلوقتي و و…”
بلع ما بحلقه بضيق وهو يرى توترها والذي زاد حمرة خدها لتبدو فاتنه
:زينب الله يرضى عليك روحي شوفي بتعملي إيه و سبيني اكمل صيامي على خير ياله”
“حاضر….”
اتجه للفراش دافناً نفسه به وهو يستغفر زفر بضيق وهو يحاول النوم يراها تغادر الغرفه
“اطفي النور وانتي خارجه”
امتثلت لاوامره مغادره الغرفه تاركا اياه بينما تنهد بشجن وهو يغمض عينيه
بعد وقت طويل
في شقه جلال
الكل يجتمع بوليمه كبيره
نزلت زينب ببط و هي ترتدي جلباب رمادي طويل فضفاض تضع حجاب ازرق على شعرها بدقه لتبدو جميله محتشمه و مع رماديتا عينيها تسر”ق أنفاسه
ما ان رأت والدها ابتسمت بسعاده و هي تتقدم منه تصافحه بحراره كم تشتاق اليه
منصور بسعاده :عامل ايه يا زوز وحشتيني والله البيت فاضي من غيرك….
زينب بود:انا بخير الحمد لله بس طمني عليك بتاخد الدوا في معادك… و الأكل بتاعك
منصور بطيبه : لا متقلقيش عليا صالح ربنا بحميه بيبعت الواد بتاع القهوه بيجي كل يوم يجهز الاكل و بيعمل كل حاجه متقلقيش يا روح قلبي
آآه من معذبها ذلك…. قالت إنه راقي في جماله لكن أيضا رقيق في تفكيره رجل بمعنى الكلمه
دلف جلال في ذلك الوقت معه صديقه المقرب جمال بعد دعوته له على الافطار
حياء بطيبه: متقلقش عليها يا حج منصور زينب دلوقتي بنتي و لا يمكن حد يزعلها في وجودي
منصور:ربنا يحفظك يا ست الكل…..
شهد : وحشتوني
ما ان راتها حياء حتى ابتسمت بسعاده وهي تتجه نحوها لتحنضها باشتياق
:كل سنه وانتي طيبه يا بنت الهلالي…..
تنهدت شهد بهدوء وهي تدعو لابيهم الحج الهلالي رحمه الله
شهد بسعاده :قوليلي انبسطوا في المنصوره
حياء بخبث:جدا جدا….
شهد :انتي بتغظيني يا بت انتي
حياء بدلال:اتحيلت عليك تيجي معانا وانتي قلتي لا علشان حليم و الولاد
شهد:والله مشغوله معاهم جدا يا حياء هبقي احكيلك بعدين بس ايه الجمال دا… عروسة صالح زي القمر
ابتسمت زينب بحب لتجد شهد تضمها بقوه وحنان لصدرها
:الف مبروك يا حبيبتي… كل سنه وانتي طيبه
زينب بود:و انتي طيبه و يارب تنعاد عليك بخير يارب
شهد :يارب… فين ايمان بقى؟
خرجت ايمان من غرفتها وهي تضبط حجابها
:مين بيسأل عليا….
شهد:ايه الجمال دا… هو الجواز بيحلي كدا
ايمان بحب وهي تحتضنها:عمتو….
جلال :كل سنه وانتي طيبه يا شهد
شهد بحب اخوي :وانت طيب يا كبير وحشتني يا جلال
احتضن اخته بسعادة……..
(الله اكبر الله اكبر)
كان ذلك صوت المذياع و التلفاز يعلن عن اذان المغرب و كسر الصيام الابتهاج بالعيد على كل الامه الاسلاميه
جلال بود:ياله بسم الله….. ياله يا ولاد
زينب :هو صالح فين يا ماما؟
حياء بضيق: مش عارفه باين بيعمل مكالمة شغل في اوضه القديمه نفسي يبطل يركز في الشغل بقى …. ثم تابعت بخبث انثوي
:بقولك يا زينب خدي عليه التمر دي و خليه يفطر لو فضل يتكلم في الشغل مش هيخلص و لا هيفطر النهارده
ارتبكت قليلا وخصوصا بعد ذلك الموقف قبل مده قصيره لكن تشجعت قليلا واخذ علبه الأمر منها تتجه نحو غرفته في شقه جلال…
وقفت أمامه وجدته يواليها ظهره و مازال يتحدث في الهاتف مع شخص يدعي على في بعض أمور العمل
وجدته ينهي المكالمه و يقلب في الهاتف اقتربت منه مسرعه لتضع يديها على ظهره قائله بهدوء
“صالح…..”
اغمض عينيه من مجرد نطق اسمها من شفتيها المغريه… رد عليها مغمض عينيه
“نعم يا زينب”
عضت على شفتيها بخجل كلما تذكر ذلك المشهد بينهما قائله بتوتر
“المغرب اذن و انت مكسرتش صيامك.. ماما قالت انك بتفطر بالتمر و… فاجبتلك منه”
“وانتي فطرتي؟”
سالها باهتمام
“هفطر على طول بس خد انت طول النهار في الشغل”
اخذ علبه التمر منه لياخذ منها واحدة يقسمها نصفين وضع قطعه بفمها قبل أن تعترض
“افطري انتي الأول وبعد كدا اهتمي بالباقين…”
ابتسمت بود و هي تفطر و تراه يبتسم يتناول القطعه الأخرى ببساطه وهو يردد دعاء الافطار
مرت لحظات وجدته يحدق برماديتي عينياه ليخفض عينيه ينظر لتلك الشفاه المكتنزه
توترت اكثر لتحاول الهرب
“انا هروح اشوف باين ايمان بتنادي… ”
قبل أن اتفوه بكلمه اخر وسعت عينيها بارتباك جذابا اياها يضع يديه على ظهرها يقبلها بنهم شاعره بانفاس على بشرتها يتخدر جهاز الحث العصبي من هذا الاقتراب ترخي دفاعتها تنسجم معه لأول مره
تاركا له عنان قلبها يعبث بها و يعزف على اوتاره كما يشاء….”
في تلك اللحظه فتحت حياء الباب وهي تنادي على صالح ما ان راتهما… ابتسمت ببلاهه وهي تحرك يديها بمعنى( استمروا)
خرجت من الغرفه وهي تبتسم تشعر بالسعاده لاجل ابنها يبدو الابن ك جنون ابيه
حياء:ربنا يسعدكم يارب.. كان لازم تدخلي مغفله بصحيح…
ما ان خرجت حياء حتى ابتعدت زينب بخجل صارخ و ارتباك من جرائتها تلك و كيف ستخرج لها بعد ذلك الموقف المحرج البشع
نظرت له بغضب ضربته بغيظ في صدره ليتاوه بابتسامه لعوبه و هو يغمز لها بشقاوه
:اطلع اكمل فطاري متتاخريش يا زبده…
خرج من الغرفه بينما هي تسبه و تسب غبائها ذلك لا يمنع ذلك ابتسامتها البلهاء التي شقت شفتيها بعذوبة خاصه …….
—————————————
بعد وقت طويل بعد أذان العشاء
جلست حياء برفقة شهد تتحدثان
شهد بعتاب
:معقول يا حياء تتعبي و محدش يقول ليا للدرجه
حياء:ششش اسكتي صالح اصلا ميعرفش انا محذره ايمان و يوسف ان محدش يقوله انتي عارفه صالح متعلق بيا اد ايه و لو عرف هيزعل و انا والله كويسه يمكن مشكله في المعده و بعدين بطلي بقى علشان جلال من يومها وهو خايف و باين في عينيه و بيحاول يداري بس ان شاء الله خير…..
شهد بخوف :هي نتيجه التحليل هتطلع امتى؟
حياء:المفروض كمان يومين و اقفلي بقى على الموضوع قوليلي ياسمينه عامله ايه مع جوزها….
شهد……
ليبقا يثرثرا بود هي ليست اختها فقط بل هي صديقتها الوحيده
=============================
في شقة صالح
دست جسدها في الفراش بارتباك و مازالت لا تستطيع التفكير في شي سوا تلك القبله بينهما كيف يكون لعوب بتلك الاحترافيه يذيب خجلها برفق
“وحشتني يا جزمه… حبيت اقولك كل سنه وانتي طيبه”
زينب بطيبه:و انتي طيبه يا نور مختفيه فين يا بنتي؟ رنيت عليك كذا مره امبارح…. فينك
على الجهه الاخري
تجلس نور في شرفة منزلها ترتشف من كوب المياه
و هي تتحدث مع صديقتها وتقص عليها كل ما حدث بليله امسي و لقاءها بذلك الشاب و وتيرة النبضات الخائنه تلك التي شعرت بها….. أين ستاخذكما الحياه يا رفاقي……….
_____________________
كان معاكم دعاء احمد…..
هستنا رايكم لان بجد ضغطت نفسي علشان اكتب الفصل
قوليلي رايكم في دخول شخصيه باسل و رايكم فيها واللي جاي بالنسبه ليه هو و نور
و بالنسبه لزينب حلمها الوردي هيحصل فيه اي
حبيبه معاناتها انتهت كدا؟
انا العاشق لعينيكِ… عاشق لتلك الابتسامة
و ما العشق إلا ذنب يطالب بالغفران!!!
بعد أذان العشاء (في الاسكندريه)
جالسه هي تضم ساقيها الي جسدها تتحدث في هاتفها مع صديقتها
وقد بدأت الأخرى بسرد ما حدث و لقاءها بوكيل النيابه ذاك.. تتحدث بشغف و حماس وتيرة نبضاتها تخو”نها تتضارب بقوة كلما تذكرت ذلك الاقتراب الضاري بينهما
شاعره بغمرة قوية
……غمرة من المشاعر تجتاح كل اواصالها
…. هيمنة شخصيته المتغطرسه وسامته الطاغية… يمتلك شخصيه فريدة
الوحيد الذي اخرج بداخلها الأنثى تناست تلك الشراسة… سمحت لدموعها بالهطول أمامه
لم تكن من عاداتها ان تبكي أمام اي شخص لكن استفزها بقوة
عند حديثه عن السجن و العقا”ب و ماشابه
تشعر بتناقض غريب بداخلها، رغبة في تحطيم رأس ذلك المغرور…. و ابتسامة تهاجم شفتيها كلما تذكرته
برمت زينب شفتيها بعدم اقتناع و ضيق
:ااامم.. يعني مش فاهمه… انتي مقتنعه باللي بتقوليه دا….. انا قلقت الصراحه يا نور و بعدين مش عارفه ليه حاسه انه لعبي
زمت نور شفتيها باستياء و لامباله
:يا اختي هو انا مالي به…. انا بس حكيتلك اللي حصل و بعدين انا مش بفكر في الموضوع بالشكل دا… انا فيا اللي مكفيني يا زينب و الله العظيم قلبي كان هيتخلع من مكانه علشان اخواتي و ابويا
“زينب :الحمد لله… ” ثم تابعت بخبث انثوي
“بس والله عنده حق يا احلى شبح”
نور بغيظ
“و ربنا هقفل يا زينب… شبح لما ياخده يارب”
زينب بمكر
” :عليا يا بنت بدريه المهم الكلام مينفعش في الموبيل بكرا كل سنه و انتي طيبة تجيلي و اهو بكرا العيد و مفيش وراكي شغل و لا حاجه”
ضغطت على شفتيها السفليه بحرج لترد معتذره
” والله كان نفسي يا زينب… بس انا نازله شغل بكرا في مصنع الحلويات اللي في (..) انتي عارفه الضغط بيبقى عليه ازاي في العيد و خصوصا انه في مكان راقي و المصنع دا مورد لمجموعه كبيره من محلات الحلويات
و انا يعني كلمت البت نريمان اللي شغاله هنا و هي قالتلي اني ممكن اروح يومين العيد دول و هم مرتباتهم كويسه بعدد الساعات
بدل ما اقعدهم و اهو انا كدا كدا واخده اجازه من مصنع الحج جلال
زينب بحزن: حتى يومين العيد يا نور… طب مش هتفضلي مع اخواتك حتي…. ارتاحي شويه و ريحي نفسك شويه
ابتسمت نور بلامباله و خوف… ينهش بقلبها
:زينب انتي عارفه ان حمل البيت كله عليا.. حتى إيجار البيت و صاحب الشقه لو اتاخرت يوم واحد بيعمل فضيحه و بيبقى هاين عليه يطردنا ….. عارف لو البيت دا ملك مش إيجار يااااه…. بس الحمد لله على كل حال
و بعدين انا اتعودت على الشغل
و الكم يوم اللي انا سيبت المصنع فيهم دول هياثروا معايا في المرتب.. وكدا كدا بابا هيروح يزور ناس قريبنا في القاهره و اخواتي طبعا شبطنين فهو قالي تعالي معانا بدل ما تفضلي لوحدك بس طبعا مينفعش ….
علشان كدا هنزل اليومين دول و اوعدك أفضى وقت قريب اوي و نتقابل و نرغي….. ”
زينب بتفهم
” ان شاء الله يا نور ان شاء الله… ربنا يرزقك بابن الحلال اللي يشيل عنك ”
نور بسخريه
: ابن الحلال دا تقريبا مش موجود… تعرفي انا بحمد ربنا اني فسخت خطوبتي من أحمد
عرفت انه خطب و خطوبته النهارده بس والله ما زعلانه حاسه كدا انه كلب جربان بيدور علي واحدة تصرف عليه هو و أمه….. ياله اخد الشر و راح……”
ثم تابعت بمكر و ابتسامة خبيثه
” ها يا زوزو الجو عامل ايه؟ ”
زينب بحده :حر الجو حر يا بنت بدريه
نور بسعاده
” هو حر بس… دا شوب… ما تقوليلي ايه الاخبار يا زبده حاسه كدا والله اعلم ان في حد قلبه بيرفرف من الحب
ايه اخبارك الجو بتاعك؟”
مش ناويه تطمنيني بقى و تقوليلي هبقي خالتو قريب؟
اخفضت زينب بصرها بخجل و ابتسامة خافته تزين محياها وهي تمرر اصابعها بنعومة على شفتيها بخجل صارخ تتذكر لحظه الجنون تلك تشعر لأول مره بانوثتها بين يديه
حتى هجومه الضاري… غريب!! يعصف بكيانها جاعلا منها اخري مستسلمه مبتسمه بخفوت.. تشعر بانتعاش قلبها و روحها
بعدما كانت امرأه وحيدة مكسوره
يهزمها الضعف، عجزها كاد ان يفتك بها
جاء هو ليُحي بداخلها تلك البسمة المفقوده
وجودهما بجوار بعض اشبه بأمير وسيم ظل يبحث لسنوات عن الأميرة المفقوده بين النساء…. يعلم انها تستحق عناء البحث
لان تلك الأميرة بمنتهى البساطه هي من تناسبه… بل انها انسب امرأه له…..
قاطع ذلك الصمت صوت نور بهمس و خبث و هي تدلف للشقه تغلق خلفها باب النافذه قائله بهيام
:سكوتك دا حاجه حلوه صح؟ انتي حبيتيه و لا ايه يا زوزو…
“مش عارفه يا نور… انا بحس بالأمان و انا معه.. بحس بقلبي بيرقص من الفرحه…
و ان كل هموم الدنيا اللي شيلتها طول حياتي كانت مجرد وهم في عالم خيالي
و دخوله لحياتي نفض كل غبار الوهم
عارفه انا كنت متخوفه اوي من فكرة جوازنا بالسرعه دي، بس بعد جوازنا
شفت منه حاجات مكنتش اتخيل انها لسه موجوده في الدنيا دي
شفت اهتمام.. ثقه.. ود.. يمكن حب ”
ابتسمت الأخرى و هي تجيبها متسائله بحماس
” يبقى وقعتي و لا حد سم عليكي…
بس بجد مفيش حاجة كدا و لا كدا يا بت عايزه ابقى خالتو”
زينب بحده
: نور تصبحي على خير ياله روحي نامي كل سنه وأنتِ طيبه…
—————————————-
مر حوالي نصف ساعة
كانت تشاهد التلفاز مندمجه بمشاهدة احد افلام عبد الحليم حافظ
تشعر مع تلك الأفلام قديمة الطراز بأنها تجد نفسها.. تنغمس مع كلمات العندليب عذوبة صوته.. فاقت من شرودها على رنين جرس الباب
اخذت ريمود التحكم و اغلقت التلفاز قبل أن تدلف لباب الشقه تفتحه
ابتسمت وهي ترى اخت زوجها
زينب :ايمان ادخلي….
ايمان :صالح في الشغل صح؟
زينب:صح تعالي…
دلفت معها لغرفة الصالون…
زينب :تشربي ايه؟
اومات لها براسها بحيرة لتجيبها بابتسامه
“ممكن ناجل الشرب دا لبعدين… اقعدي خلينا نتكلم شويه”
“حاضر”
ايمان :ها بقى ياستي قوليلي اخبارك ايه انتي و صالح؟ و ايه اللي حصل في اليومين اللي سفرنا فيهم…
زينب:يعني عادي مفيش حاجة..
زمت ايمان شفتيها باستنكار قائله بمرح
:يعني مفيش اي حاجه اي حاجه يا واد فك كدا
ضحكت زينب بارتياب من تلك الطريقه لتقول بخبث
:هو ماما حياء هي اللي بعتاكي علشان تعرفي علاقتي انا وصالح واصله لفين؟
ايمان :مبعرفش امثل صح؟ ايوه هي طبعا
بس والله عايزين نطمن عليكم
ربتت على كتفها بحب “متقلقيش علينا والله احنا كويسين جدا الحمد لله”
ايمان بجراءة تعلمتها من زوجها ذاك
“يعني مفيش قلة أدب؟”
نظرت له زينب بصدمه و خجل احمرت وجنتيها بنيران متوهجه لترى الصدمه الأكبر على وجه ايمان
وهي تضع يديها على فمها بخجل مماثل لما تفوهت به
تكاد تبكي من شده الخجل قائله
” وحياة ربنا ماما هي اللي قالتلي أسألك بس بشياكة وانا معرفش الحاجات دي تيجي بشياكة ازاي يعني….”
ضحكت زينب :دا انتي زيرو تمثيل
ايمان :باين عليا للدرجه دي…
زينب:الصراحه اه
في ذلك التوقيت استمعا الاثنان الي اغنية
” بنت السلطان” من المسجل في القهوة تحت المنزل
أيمان بخبث :بتعرفي ترقصي؟
زينب بدلال:طبعا
ايمان :طب ياله نرقص
تركت حقيبتها جانبا و هي تنزع حجابها لينسدل شعرها الأسود بنعومه، يعرف مجراه في الانسدال على ظهرها طويل لكن ليس كطول شعر زينب يبدو اقصر بقليل
زينب بتعنج :اي الانحر”اف دا…
أيمان :اصل الصراحه يوسف كل شويه يقول ارقصي و كدا و انا طبعا بتكسف ارقص ادامه بس احنا بنات عادي و مفيش حد ياله قومي
تعالت صوت الموسيقى ابتسمت زينب بحماس و هي تقف بجوارها لتجد ايمان تخرج وشاح ذهبي من حقيبتها
(يبدو كحجاب بديل) تربطه على خصر زينب
الاخذ الاثنان يتمايلان بنعومة و مرح و احترافيه
توقفا فجأه مع رنين جرس الباب
نظرا الاثنان لبعضهم بارتباك
قبل أن يخرج صوت ايمان اخيرا لتقول بحذر
“مين؟”
“انا يا ايمان افتحوا”
تنهدت براحه وهي تسمع صوت والدتها على عكس زينب التي مازالت تشعر بالارتباك
فتح ايمان الباب.. لتدلف حياء لداخل الشقه
ابتسمت وهي تنظر لابنتها و لزوجة ابنها
حياء :انتم كنتم بترقصوا؟ ثم تابعت بصدمه
“من غيري؟!”
شعرت زينب بالصدمه لثواني و هي ترى حياء تاخد وشاح اخر من ايمان تضعه على خصرها و تبدأ بالرقص ليبدو العرض مضحك
وهي تمسك بيد زينب تشجعها
مرت ثواني لتندمج زينب بينهم بشكل ملحوظ ترقص باحترافية
بينما على الجهه الاخري
صعد جلال و صالح و يوسف الي شقة صالح بعد أن دعاهم صالح و أصر على ذلك
اخرج مفتاح شقته من جيب بنطاله يضعه في مكانه المخصص له و يفتح الباب
شعرت زينب بانسحاب الد”م من جسدها و هي تراهم الثلاثه أمامها.. زوجها.. و ابن عمه و والده
وقف صالح ينظر لثلاثه بذهول بينما اخذ يوسف يصفق بحماس
في حين ركضت زينب لغرفتها
يوسف بسعادة عارمه
:اي الجمال دا يا حماتي يا قمر انتي….
جلال بغضب و غيره
:اتلم يا روح امك و خليك مع مراتك
يوسف بخبث: عندك حق
اتجه نحو “ايمان” والتي مازالت تقف و كأن احدهم سكب عليها دلو ماء بارد و مازال الوشاح على خصرها تبدو في غايه الجمال و خصوصا مع حمرة خدها و خجلها الواضح ليهمس لها بنبره ذكوريه مهلكه
:ايه الجمال دا… لا و كل ما اقولك تقوليلي لا مبعرفش طب اما نرجع بيتنا بس و ربنا مزه
نظرت لأمها قبل أن تبكي من شدة الخجل ليضحك الاخر و كأنه يرى مشهد كوميدي
ايمان بصوت باكي و هي تفك الوشاح لتحتضن والدتها
“ماااما….”
احتضنتها حياء لتقول بصوت حاد
“ولا اتلم و بعدين مالك انت….اذ كان انا امها و… و”
جلال بغضب وهمس: ورحمة امي لما ننزل شقتنا يا حياء الكلب….
حياء بغضب :جلال….
جلال بخبث همس بطريقه انثويه مقلداً لها فيما قبل
:معليش يا جلال اصل ماليش نفس ارقص.. لا عيب احنا كبرنا على الحاجات دي… يا جلال اتلم…
ثم تابع بحده
:ماشي يا بنت الهلال لما ننزل شقتنا”
ليتابع بغمزة وقحه ك ابن اخيه
اخذ يوسف يصفق ليقول بحماس
” الله عليك يا عمي يا جامد انت ”
حياء بضيق:اما عيله مسخره بصحيح…..
أم صالح فمازال يقف و هو ينظر لباب غرفتهما المغلق شعر بااصدمه وهو يراها تر” قص بتلك الاحترافيه رغم أنها ثواني…….
يوسف:احم طب ياله بينا بقى ننزل ولا ايه يا عمي
حياء بحرج و خجل من ذلك الموقف
:لا انا هبات مع مرات ابني ياله خد مراتك وانزل
ايمان بخجل:انتي هتسبيني معه. ..
حياء بهمس:اسكتي يا بنت الموكوسه..
جلال بتصميم:ياله يا حياء ادامي مفيش بيات برا البيت… ادامي
حياء:ياله يا حبيبي ياله
يوسف:اتفضلي يا هانم البسي طرحتك لان اقسم بالله هعمل حاجه هموت واعملها و تبقى فضيحه أدام العيله
تشدقت بصدمه وهي تنظر له لتجده يحدج به بخبث ذكوري.. احتراما لما تبقى من كرامتها اخذت حجابها ترتديه و خرجت معه بهدوء
بينما نزل وراءه جلال و هو يبتسم بخبث ممسكا بيد حياء
حياء بتلعثم
:جلال انت فاهم غلط… دا احنا… احنا بس.. كنا… يعني…
جلال بهمس:ششش…. ادخلي يا شعلتي
حياء :بقلق لما تقول ليا كدا ربنا يستر منك… صحيح انت عندك ستين سنه فاحترم سنك
جلال بمراوغه:دا الاحترام بينا قلة أدب اقسم بالله…
تلك الجمله كانت تحمل الكثير لتجعلها تصر”خ وهي تدلف لشقتهما ومنها للغرفه تغلق الباب خلفها بسرعه
حياء:شوفي قسما بالله قلة أدب مش عايزه و يا حبيبي نام بقى في اوضة ابنك بكرا العيد كل سنه و انت طيب
جلال بضيق:افتحي يا بت…
حياء:على جثتي… تصبح على خير يا حبيبي…
جلال بخبث:هتروحي مني فين يا بطل؟!…
———————————
تجلس زينب علي حافة الفراش تكاد تبكي اليوم حقا لم يحالفها الحظ ابدا
في البدايه راتها حياء و صالح يقبلها
و بعد ذلك رآها و هي ترقص بتلك الطريقه والتي اقل ما يقال عنها بعيده كل البعد عن الحياء
تتمنى الان ان تنشق الأرض و تبتلعها
ابتسم بخبث وهو يضع يديه على مقبض الباب ثواني و دلف الي الغرفه
ليجدها جالسه على الفراش
تنظر لهاتفها بتركيز لكن في الحقيقه هي تحاول الا تنظر اليه هو
تشعر نبضات قلبها تخو”ن ثقتها في كل مره يقترب منها.. تفضح مشاعرها بضراوة
اخذ يقترب منها بتسليه و تركيزه مصوب على حركة جفنيها ترمش عدة مرات…
كل انش بوجهها يبدو عليه الارتباك
وقف أمامها مباشرة ينحني ببط بينما يرتكز بيديه الصلبه بجوارها من الجانبين لترفع عينيها…. تشدقت بخجل وهي تتراجع للخلف قليلا يحاصرها بين عينيه الزيتونيه تلك
هامساً بصوت اجش أثر مشاعره و مراوغه ذكوريه باقرب من اذنها وانفاس الساخنه تلفح بشرتها البيضاء تتضارب وتيرة النبضات بقوة
“مكنتش اعرف انك بتعرفي ترقصي حلو اوي كدا بس الصراحه ملحقتش يا زبدة….”
عضت على شفتيها بارتباك أمام عينيه المصوبه على شفتيها المكتنزه.. اغمض عيناه بتوبيخ لتفكيره المراهق دوما أمام تلك الفاتنه
تحشرج صوتها قائله بضعف
“على فكره.. انا…. انا مبعرفش ارقص… انا بس كنت… انت مالك… اه كنت برقص”
ابتسم بمشاكسه لينحني اكثر حيث لا يصبح بينهم مسافه تقريبا يضع اصابعه أسفل دقنها ليرفع راسها
“ااممم طب ما تيجي أقيم راقصك؟ …. ”
بلعت ما بحلقها بارتباك قبل أن تدفعه بقوة لتخرج من الغرفه مسرعه ليقهقه الاخر بصخب قبل أن يدلف للحمام
——————————-
بعد مرور عشر دقائق
خرج من الحمام و هو يضع منشفه على رقبته يجفف شعره بينما يقف كعادته عا”ري الصدر
لتهمس الأخرى بغيظ
“قليل الادب وقح…صايع…. ”
ابتسم وهو يقف أمام المرآه يمشط شعره للخلف بينما تختلس النظر اليه بخجل
صالح بوقا”حه
:على فكره مالوش لازمه الكسوف دا… انا يعني في مقام جوزك…..
زينب بضيق:مالكش دعوه بيا…..
“ااامم شكلك متضايقه و انا ميرضنيش اسيبك زعلانه لازم تفرفشي و من الناحيه دي جيتي للخبير ”
اخذ يقترب و على شفتيه ابتسامة ماكره تلمع عيناه بشراسه
زينب بتحذير و ارتباك من قربه المبعث لمشاعر الأنثى بداخلها
“قسما بالله العظيم…. انت بتقرب كدا ليه…. صالح عيب كدا بص…”
استلقي بجوارها بينما كانت تجلس القرفصاء وتوسد براسه فخذها قائلا بخشونه
” كفايه هبل يا زينب و ياريت كفايه كسوف لان قريب هتتم جوازنا…. و انجزي بقى و دلكيلي راسي لحسان حاسس بصداع”
نظرت لفعلته بحرج ممزوج بخجل ثم بدأت تضع اصابعها على راسه لتتدلكها ببط بينما ابتسم من نعومة يديها ليمر الوقت يشعر بتلاشي الألم
نظرت له لتجد يغمض عيناه يبدو قد انغمس في نوم عميق ابتسمت بحنو و هي تمرر يديها على ملامح وجه مدت يديها تجلب الوسادة تضع راسه عليها بينما عدلت وضعتها لتبقى في مواجهته
انحنت بتردد ببط تمرر شفتيها على خده
جذبها بقوة بين ذراعيه يحتضنها بقوة يكتم شهقتها بينما يقبلها بنهم بينما وسعت عينيها….. تنساب معه بحب.. ابتسم بخبث وهو ينظر لها مستسلمه احتضانها لتشعر بالذعر من أفكارها و الارتباك… لحظات و كانت ستخبره بما تشعر به نحوه لكن فاقت بعد ابتعاد ذلك
رغم رغبته القويه في الاقتراب تلك الرغبه تكاد تفتك به يتمنى ان ينهال من شهد شفتيها اكثر
لكن يخاف ان تشعر بأنها مجبرة في تلك العلاقه
اخذ يمرر يديه على سلسله العمود الفقري يهدأ من روعها يضمها بقوة تنام على ذراعه بين احضانه…..
____________________
اليوم هو أول يوم عيد الأضحى المبارك.. بدأت التكبيرات ايام الأعياد هي المميزه لجميع المسلمين… وبذات هذه الاضحيه التي تكن سعاده الفقراء و المحتاجين اكثر من فرحه المقتدر بهذا الثواب و سنة سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام أيضا تكن فرحة لجميع الفئات مهم كانت مقدرتهم
تعالت التكبيرات مداويه كل أنحاء البلدان الاسلاميه
نزل صالح من شقته و هو يرتدي جلباب ابيض جميل التقي بوالده على السلم، ابتسم بود و هو ينحني يقبل يديه
“كل سنه وانت طيب يا حج….”
جلال بود و أيضا يرتدي جلباب اسود مميز
“وانت طيب يا حبيبي يارب بقى تفرحنا قريبا.. ياله ننزل نصلي العيد سوا”
صالح :ياله…..
انتهت صلاة العيد يقف الأطفال أمام المساجد الضخمه ثواني وانهالت عليهم البلالين المنتفخه عديدة الألوان مبهجه
يوسف:كل سنه وانت طيب يا عمي…
جلال :وانت طيب… هنضحي عندنا في مدخل البيت زي كل سنه ياله يا يوسف انتي اللي هتضحي بالاضحيه الصغيره
فغر يوسف شفتيه قائلا بذهول
“انا اللي هد”بح معاك…. ”
رد صالح بتهكم و غيظ
” وهتشفيها معايا كمان وتقطعها يا جوز اختي يا غالي…… ”
يوسف
” بس انا بقالي سنين من وقت ما سفرت و انا مد”بحتش…..
صالح:
” مفيش رجاله غريبه بتدخل البيت و انا و انت اللي هند”بح و بعدين ياسيدي ما انت كنت بتعمل كدا زمان و انا معاك ”
ابتسم بود و هو يدلف معه لمنزل الشهاوي
وجد ايمان و زينب الاثنان يقفا في ساحة المنزل
بينما ايمان ممسكا بدلو ماء تسقي الاضحيه و زينب تفعل المثل للاخري
ابتسم جلال و هو ينظر لابنتيه
جلال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
” وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته”
زينب بابتسامه :هتضحوا دلوقتي؟
جلال :ايوه خلينا ند”بح بدري علشان يلحقوا يفرقوا الحاجه على الغلابه هو” على” مش هيجي ولا ايه يا صالح؟
صالح :مش عارف بس هو قال انه جاي زي كل سنه..
على :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
“وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ”
على بحرج :اتاخرت عليكم….
جلال بود:كل سنه وانت طيب يا علي
اخبارك اي؟
على بسعاده حقيقيه:
بخير الحمد لله ادعيلي يا حج….
جلال بجديه:ربنا يسعدك… صحيح انا كلمت الحج نعمان… تقدر تروح تخلص معه البيعه بتاع المصنع
شعر بصدمه ليرد بشك
” بس هو كان رافض السعر وقال انه….”
جلال بمقاطعه:
بس خالص هو موافق على السعر و على فكرة انا مدفعتلوش حاجه علشان انا عارفك بتتحمق في موضوع الفلوس دا انا بس كلمته و هو وافق و مبارك البيعه كمان
ابتسم وهو يحتضنه ليستقبله جلال بسعادة
:ربنا يباركلك يا ابني و ان شاء الله المكن يوصل و تشغل المصنع
على :ربنا يبارك فيك و يخليك لينا يا حج
جلال :ماشي يا فالح بس على الله تفرحنا و كدا مفضلش الا العروسه و انت وشطارتك بقي
تنهد الاخر بقلة حيله قائلا
“ادعيلي يا حج و ادعي لبنت الحلال”
جلال:ربنا يسعدكم ياله بقى جهزت الحاجه يا صالح
“ايوه يا حج”
بدا الثلاث شباب في د”بح الاضحيه مقيمين شعائر عيد الأضحى المبارك
________________________
بينما الكل مبتهجون بالعيد توجد تلك البائسه التي تدعي نورهان
تعمل على مكينه التعبئه على قدم وساق بحركات مدروسه وكانها الإله من حديد
تعمل بأحد المصانع على احد مسكينات التعبئه بنظام و سرعه
بينما يقف وراءهم شخصا ما يولي عليهم الاوامر
تنهدت وهي تشعر بالتعب بينما تقوم بتعبئه الشكولاته في العلب المخصص لها.. وكان السير المتحرك يحمل قطع الشكولاته ينقلها لها و لباقي المكينات
شعرت بأن قدمها لم تعد تسعفاها على الوقوف اكثر من ذلك لكن هناك شخصا ما يراقب عملهم
زادت المهمات مع دخول صاحبه يبدو رجل ذو هيبه…
رفعت نور عينيها لترى رجل يبدو في العقد السادس من عمره
خصلات شعره سوداء مصبوغ بأحد الصبغات لكن مع ذلك تبدو تجاعيد وجهه واضحه
جسد طويل ممتلاء قليلا يبدو وكأنه يمارس التمارين ليحافظ على لايقته البدنيه رغم سنه
وقفته و شموخه أمام الجميع يحكي عن سلطه يتمتع بها يرتدي حله سوداء انيقه … لكن شعرت بالنفور ما ان رأته… نفور غريب
همست الفتاه بجوارها بهدوء
:عارفه مين دا يا نور…
لم تبالي وهي تلتقط قطعه الشكولاته تضعها في العلبه بنظام
“يعني هيكون مين؟ وزير الداخلية
ردت ساخره ……
نريمان صديقتها
:لا يا اختي اهم من وزير الداخلية دا.
..” زيدان العلايلي”
صاحب المصنع إنما ايه راجل واصل اوي… اوي يا نور
ردت نور بارتياب و نفور
” طب و الباشا لو واصل اوي كدا ليه جاي بنفسه يبص على العمال ههه و لا المكتب بتاعه من كتر النضافه مش قادر يقعد فيه قال ينزل يشوف البني ادمين بيعيشوا ازاي
لوت نريمات شفتيها بسخريه
“لا يا اختي جاي يختار عروسه جديده.
شهقت نور بذهول
“معقول لحد دلوقتي متجوز دا من دور ابويا تقريبا ”
ضحكت نريمان بصخب جذب الانظار لها هامسه لتلك الساذجه
” لا يا اختي دا يمكن في حياته اتجوز بعدد شعر راسه بس في السر… في السر بس… و اللي اعرفه ان مراته العلنيه اسمها
نيره العلايلي تبقى بنت عمه”
نور:اما راجل ناقص بصحيح… متجوز على مراته…. و هو بيختار دايما من هنا
نريمان
“مش دايما بس بيجي كل مده كدا…. تبقى اصدمك… عارفه البت اللي اسمها صفيه اخت الواد أحمد خطيبك السابق….
نور:مالها يا اختي دي سيرة تعر
نريمان :اهي بقى البت دي كانت متجوزه من شهر تقريبا و بعد كدا قطع الورقه العرفي بس اللي عرفته ان الناقص اللي اسمه احمد و أمه كانوا عارفين و الباشا دا عرفها من هنا
و طبعا اتجوزها فتره و في نهاية الخدمه كتبلها الشقه باسمها و دلعها اخر دلع ربنا يوعدنا
نظرت لها نور باشمئزاز و استياء
“يوعدك انتي يا اختي…. انا عايزه واحد من سني و مش عايزاه غني… عايزاه جدع كدا ارمي كل حمول الدنيا و انا في حضنه ان شاء الله ناكلها دوقه بس يراعي ربنا فيا
مصمصت نريما شفتيها قائلة
” بذمتك عجبك العيشه اللي انتي عايشها دي يا نورهان…. يا بت دا انتي ناقص تشحتي و عماله تشتغلي دا حتى اليومين الاجازه بتوع العيد جايه علشان تشتغلي فيهم جاتك وكسه”
ابتسمت نور ساخره
“طب ما انتي كمان جايه؟”
نريمان بخبث:انا عارفه ان الباشا دا اكيد جاي النهارده فقلت لازم اجي… جايز يتفك النحس
نظرت لها نوربصدمه و رمقتها بحده منذ البدايه كانت تشعر بشي غير مريح ما ان رأت مكياجها المبالغ فيه و ثيابها الضيقه
هزت راسها باستياء و هي تنظر لعملها لا تبالي باشي اخر
رفعت عينيها العسلي تلك لتنظر أمامها لكن وجدت ذلك العجوز يحدج بها… انت أبها شعور بالنفور و الرغبه في التقيو لكن لم تبدي اي ردة فعل سوا الاهتمام بعملها
بينما الطرف الآخر يتفحصها بضراوة!!!
________________________
وصل باسل العلايلي لشركه العلايلي للاستيراد و التصدير، اكبر صرح في شركات.
صرح فخم راقي منمق ينم عن الغني العميم لاصحاب المكان
سار باسل على الإدراج اللامعه كزجاج المرأه لكي يصل إلى مكتبه
(مكتب رئيس مجلس الاداره) مالك هذا الصرح الفخم مع والده و اخته
هو من أهم أعضاء الشركة رغم ان معظم وقته يقضيه في عمله الأساسي (وكيل نيابه)
لكن بمنتهى الذكاء والمهارة يستطيع أن يعطي شركاته الوقت الكافي ليديرها
دخل باسل الي مكتبه و جلس على مقعده حلف المكتب و عيناه على باب المكتب
يمسك بيديه قلم يطرق به على سطح المكتب بوتيره حادة
دخل (نيروز الألفي) صديقه و مساعده الشخصي أغلق الباب الكبير خلفه وتقدم منه ليجلس امام
اردف باسل بهدوء حاد
“ها يا نيروز…. اخر الاخبار؟”
صمت قليلا ليسمع حارسه الشخصي يدوي له بأهم المعلومات التي حدثت مؤخرا… لم تتاثر ملامح باسل بل عقب بجمله واحدة و عينيه الحاده كنمر يتربص فريسته
” مصنع الشكولاته؟
ليتابع بغضب وهو يضغط على القلم بضغب اعمي حتى انكسر
” تعرفي مين البنت اللي اختارها المره دي… زيدان باشا اكيد مش هيخرج من هناك الا لما يختار واحدة رخيصه يتسلى معها…”
نيروز :باسل باشا في حاجه حصلت بس الحمد لله لحقنها بس اعتقد انك لازم تاخد خبر بيها
رد بجديه و عينيه متربصه له يحاول استكشاف ما يخفيه
“حاجه اي؟ ”
” في واحد من الصحافه وصل لعقد جواز عرفي كان كتبه زيدان باشا مع بنت اسمها صفيه خليل بعد ما مسكنا الصحفي دا قال ان البنت هي اللي سلمتله الورقه العرفي بعد ما والد حضرتك طلقها و كانت ناويه تفضحه”
جز على أسنانه بقوه و هو يضغط على يديه بعنف قائلا بحده
” واضح ان زيدان باشا مش هيستريح الا لما يهد المجموعه بافعال المراهقين بتاعته دي… بس وحياة امي لقف له في الجوازة دي ان حتى اتجوز البنت دي زي التلات المرات اللي فاتوا”
نيروز : انا خايف ان الصحافه تاخد خبر بجوازتك التلاته و خصوصا بعد ما طلقتك مدام مروه بنت الوزير…. الإشاعات هتكتر و الكلام هيبقى كتير اوي على المجموعه
وضع ساق على الآخر بغطرسه قائله
” انا اتجوزت تلات مرات و محدش قدر يعرف عنهم حاجه و اقدر اعملها المره دي كمان لان محدش يقدر يكشفني… إنما زيدان باشا بسم الله ماشاء كل جوازه و التانيه بيحصل مصيبه…. و بسبب انشغالي الفتره اللي فاتت في النيابه اتجوز الز”باله اللي كانت هتسلمه الصحافه…. على العموم روح انت دلوقتي يا نيروز و تعرفلي كل الأخبار عن جوازته الجديده….. على الله بقى يبطل شغل مراهقين لان الواحد قر”ف من ذوقه الز”باله”
نيروز:تمام يا باشا تؤمرني بحاجه تانيه؟
حك دقنه قائلا بحدة
“عايز كل المعلومات عن المشروع اللي الشركه هتقوم بيه في مرس علم و ابعتلي مدير الحسابات ”
” تمام يا باسل باشا بعد اذنك”
انصرف نيروز بينما بقى باسل يفكر في خطواته القادمه
و كيفية انقذ سمعة شركاته دوما من أفعال ابيه
رغم انه ذكي جدا في إدارة العمل الا انه ينشغل دوما بالجنس الأخرى…
حيث يمكنه ان يتزوج كل ثلاث اشهر بامراه جديده
لكن بعد محاولات باسل توقف عن الأمر
حيث انه في كل مره يوقف الزيجه ويقف أمام والده
و ان لم يستطع أبعاد الفتاه بالتهديد تزوجها بدلا عن ابيه لمده قصيرة جدا
لا يعني ذلك انه المضحي ابدا هو أيضا يستمتع قليل معهن؟!!! ليصبح الان متزوج من ثلاث نسوه “عرفي” و مرة واحده رسمي وهي ابنة وزير الداخلية “مروه “و لم يدم زواجهم طويلا…
ترى الي متي سيبقى في تلك الدوامه
متى سيجد الحب؟او يؤمن به على الاقل!!
لن نكتب فلسفه بل سنكتب واقع
سلاحك في الحياة عباره عن نقود تشتري بها الضمائر
بعدها معك تربح لا تخسر… ولا تأمل بتتغيير
============================
بعد أذان الظهر في منزل الشهاوي
دلف صالح الي شقته بدل ثيابه بعد أن انتهى من توزيع الاضحيه وهو و صديقه و ابن عمه
زينب :انا جهزت الغدا.. في اي؟
ابتسم وهو يمسك يديها يتجه نحو الخرانه يفتحه ثم اخرج علبه سوداء من القطيفه تبدو في غايه الاناقه
وضعها على الطاوله ليخرج منها عقد لامع من الذهب يتدلي بشكل انسيابي رقيق
زينب:اي دا؟
رد عليها مشاغبا وهو ينحني يقبلها
:كل سنة وأنتِ طيبه يا زبدة…… ياله جهزي حاجتك هنسافر
ابتسم بمراوغه و هو يضعه على عنقها لتبدو في غاية الجمال
:هنروح فين؟
صالح بخبث
:الساحل كم يوم ياله جهزي نفسك
زينب:اشمعني؟!
مالي على اذنها يهمس ببعض الكلمات لتشعر بوجنتيها يكاد يحترقا من شدة الخجل قائله بارتباك
“لا انا مش عايزه اسافر شكر…..”
حاوط خصرها بذراغه قائلا بمكر
“بصي يا قمر انتي متحاوليش معايا لان كدا كدا هنسافر و الا بقى اللى ناوي اعمله في الساحل هعمله هنا عادي انا مبتفرقش معايا الأماكن….. و يسلام بقى لو دلوقتي انا فعلا معنديش مشكلة ناجل السفر”
امتعض وجهها بضيق و حنق قائله
” هجهز حاجتي”
“ما قولنا كدا من الاول يا مزه…… ”
بعد وقت قصير
خرجت معه من المنزل بعد أن ودع والدته و ابيه و القى التحيه الاخيرة على ابن عمه قبل أن يسافر غدا الي لندن
بعد مده طويله
وصلت سيارة صالح الي حي سكني راقي حيث كان مجمع سكني غايه في الرقي و الجمال معظم المنازل الفخمه على البحر مباشرة فتعطي سحرا خاص للمكان
بإستثناء أشكال المنازل الانيقه من الخارج وتاسيسها على أعلى مستوي
ترجلت زينب من السيارة وهي تنظر حولها بانبهار يضج لعينيها الدخانيه الداكنه
اقترب صالح منها و حاوط خصرها بذزاعه وهما يسيران معا حتى يصلا للمنزل الخاص بهما
سالها وهو يراقب انبهارها
“اي رايك في المكان؟ عجبك”
“اه حلو اوي و احلى حاجه البحر…. بس انا بخاف من الزحمه و شكل فيه ناس كتير”
“متقلقش انا هكون دايما معاكي و مفيش حاجه تخوف و متخافيش مفيش حد في المكان وقليل جدا اللي بيجوا هنا ”
ابتسمت وهي تدلف معه إلى داخل المنزل الشامخ الانيق
بداخل أبصرت قطعه من الجنه.. كل شي أنيق منمق
الفرش فخم والألوان مذهله مريحه للعين تليق بمنزل قابع امام البحر بعيد عن التجمع و الزحام… كل قطعه عصريه وكل قطعه كانت تخشي عليه من ان تفسدها بعينها التي تكاد تخرج من حجرها من شدة الانبهار و الذهول
رغم ذلك لم تعلق على شي ثابته مكانها باناقه بعد أن بدلت ثيابها لأخرى تبزر أنوثتها الطاغيه وجمالها الخلاب
الا ان مشاعرها تفصح عما بداخلها…. بينما هو يتاملها بصمت يود الانقضا”ض عليها
ابتسم ليسالها بخبث
” ايه رايك في الفيلا اللي هنقضي فيها شهر العسل ”
ابتسمت بخفوت بعيون متالالاه بالفرح
” جميله… جميله اوي يا صالح… انا عمري ما حلمت اجي مكان زي دا… معقول هقعد فيه؟! ”
تقدم منها بهدوء و قد أثر به نبرتها العفويه و الحزينه تلك كما جعله يمسك يديه و يقربها منه وهو يسير بها لغرفة النوم
” وليه مش مصدقه؟ هما اللي بيجوا هنا احسن منك؟”
لم تعلق بل شفت ابتسامه حزينه شفتيها
دلف الي غرفتهما ثم خرج مجددا ليجلب الحقائب من الأسفل
بعد أن جلبها السائق بداخل الفيلا
وضع الحقائب على الفراش وبدأ يخلع قميصه وهو يخبرها بتعجل به حماس غريب
او هي من شعرت بذلك مازالت تكتشف كل شي به و تقترب منه أكثر مع كل يوم يمر
“ياله علشان هننزل المايه”
نظر لوجهها الذي احمر سريعا سمعها تعترض بخجل
“دلوقتي… العشاء هتاذن… انا.. انا الصراحه مبحبش المايه و مبعرفش اعوم اخاف أغرق و الجو ليل…”
عقب صالح بخبث و مراوغه
“انا كدا بتشتم…. اومال انا بعمل ايه… انا هعلمك العوم ياله البسي غيري على فكره في هنا في الدولاب كل حاجه تحتاجيها و دي زوقي الخاص”
انهي تلك الجمله بغمزه وقحه بينما خلع قميصه وظهر جسده الرياضي الملك فاقت من شروده على صوته الحاد
“في عندك مايوه ياله علشان ننزل ”
انتبهت لما قاله لتشعر بنيران تتوهج بوجهها الأبيض المحمر أثر خجلها الواضح
” مايوه؟ مايوه ايه؟ انا مش هلبس حاجه… و بعدين انت… انت بتغير هنا ليه من قلة الاوض و بعدين عندك الحمام هناك اهوه…”
ابتسم بمراوغه و خبث وقح
“لا يا حبيبتي عادي يعني انتي مراتي و بعدين ما انتي كمان هتغيري هنا ايه يعني و علشان متكسفيش هغمض عيني
” تغمض….. لا متغمضش”
قالتها بحده و غضب ممزوج بخجل بينما ابتسم الاخر بسعادة و هو يقترب منها قائلا
“انا برضو بقول كدا…. احنا برضو مفيش بينا حاجه زي دي ”
صاحت زينب بتشنج و غضب
“لالا شكرا انا هغير في الحمام”
مسك يديها بقوه و ادارها فتحت عينيها على صدره العريض الذي يضخ عضلات ممشوقه بصلابه مهلكه تأثر عليه بجنون ليهمي بالقرب من اذنها
“في حد برضو يتكسف من نصه التاني دا حتى تبقى عيبه في حقي يا زوبا… عادي يعني دا انا حتى جوزك”
فغرت شفتيها وهي تنظر لعينيه الجذاب فادركت ضعف مشاعرها لتحاول الهرب
“انا…. انا هغير في الحمام لو سمحت بدل كفايه كدا انا مبحبش حي يتفرج عليا و انا بغير و بطل قلة أدب ”
طبع قبله سطحيه على شفتيها و هو يترك ذراعها
” ماشي يا زبدة ادخلي غيري بس متاخدش على كدا و لو احتجتني انا موجود ياله ولا اقولك لازم ادخل اساعدك حاسك متوترة ”
ركضت بقوة نحو الحمام واغلقت الباب بقوة خلفها سمعته يقهقه بصخب تشعر بتزعزع كأنها بالكامل
و كأنها على وشك الانهيار من ضراوة قربه
تقف أمام المرآة ترتدي مايوه مكون من قطعتين
يبرز أنوثتها و جمالها يلهب القلب تشعر بوجنتيها تكاد تنفجر من الخجل من ثوب السباحه الأزرق الذي ترتديه
زينب بخجل :لالالالا انا لا يمكن اطلع كدا ابدا معقول اخليه يشوفني كدا لا لا
اخذت المئزر بسرعه ارتدته و هي تربط عقدته بقوة و تضغط على شفتيها بحرج
زينب بارتباك:لالا انا لازم اغير البتاع دا.. ما هو قليل الادب يعني من السهل اوي يخليني اقلع الروب لا انا هطلع اجيب حاجه تانيه و اغير
استرقت السمع على الباب المغلق وهي تبلع ريقها بتوجس… ثم فتحت الباب فتحه صغيره لتجد الغرفه فارغه
تنهد براحه و هي تضع يديه بقوة على المئزر تخاف ان ينفك عقدته
حينما فتحت الباب على مصراعيه وجدته يستلقي على الفراش عاري الصدري كما تركته ممدد الساقين
حاولت تفادي النظر له و هي تتجه نحو الخزانه تجلب اي شي اخر
ما ان استدارت حتى وجدته يقف وراها انتفضت بذعر و خجل وعلى تمسك بعقدة المئزر بقوه
“صالح… انا.. انا مش عايزه انزل المياه… هدخل اغير البتاع دا و بعدين بعدين بقى نبقى نشوف موضوع المياة دا انا اصلا بخاف منها… و….”
كبح صراخها ذلك وهو يقبلها بشغف حاولت دفعه كالعاده ولكن لم تنجو من عاصفة مشاعرها تلك لتشعر بيديه تتسلل لعقدة المئزر يحلها اغمضت عينها تاركه له زمام الأمور منسجمه معه و مع عشقه الضاري
أسند جبهته على خاصتها ولفحت أنفاسه بشرتها فهمست بخجل و ارتياع
” صالح…. انا..خايفه”
“شش… متخافيش يا زينب انا عمري ما هاذيكي”
عاد يقبلها من جديد بمنتهى الراحه لا يصدق انه على أعتاب امتلكها لعل تنطفي تلك الرغبه بداخله في الاقتراب منها
و الحقيقه انه
حينما اقترب شعر انه شرب السحر و قد بدأ المفعول الحقيقي؟!
=========================
في صباح يوم جديد في الاسكندريه
يقف جلال أمام المرأه يبدو عليه الارتباك اليوم هو موعد معرفة نتيجه التحليل الخاص بها يشعر بارتباك يكاد يقت”له و يفتك به
ابتسمت وهي تنظر له و من ثم اقتربت منه تضع كفها الصغير على ظهره
اغمض عينيه بحرقه و لوعة اشتياق… لكن هل وصل به العشق الي ان يشتاق لها وهي أمامه و بجواره و بين احضانه؟!
اي جنون عشق ذاك…..
حياء بهمس:جلال…. انا بحبك اوي
استدار له و على وجهه ابتسامة جميله نظر لها بقوة كأنه يحتفظ بملامحها في الذاكرة ابتسمت هي أيضا وهي تقف على اصابعها تطبع قبله سطحيه على شفتيه
اخفضت نظرها قائله بخجل
“ممكن تبطل تبصلي كدا بعد كل مره ابو”سك فيها علشان بتحسسني بالندم اني عملت كدا
لم يجيبها بل ظل ينظر لها بشغف وهو ينحني يقبلها بنهم يدعو الله بداخله ان يخيب ظنونه
——————————–
وصلت نور الي مصنع الشكولاته ذاك و هي تتصل بزينب لكن حاولت عدة مرات دون أي رد لتزم شفتيها بغضب و هي تدلف من بوابة العمال
لكن وقفت وهي تنظر للحارس الضخم الذي وقف أمامها مباشرة
الحارس: زيدان بيه العلايلي صاحب المصنع عايزك في مكتبه”
نور بغضب :عيزني في ايه؟و بعدين انا مبروحش لحد اللي عايزني يجيلي وابعد عن طريقي كدا يا لوح…..وفي حاجه اسمها احترام متجيش فجأة كدا تقف في وشي مش هخاف انا منك بطولك وعرضك اللي مالوش اي تلاتين لازمه دول جاتكم ستين نيله…….”
تركته و دلفت الي مكان عملها بينما شعر الحارس بالذهول وهو يصعد لرب عمله (زيدان العلايلي) و الذي شعر بالرغبه الجامحه في تلك الشرسه بعيونها التي تشبه عيناه العسلي
كما يسميها شخصا ما (الشبح)
زيدان :شكلي هجرب صنف جديد لا بس مزه و تستاهل روح انت يا ابني
شعور السعادة.. هو الأحساس الذي يغمرك فجأة دون سابق إنذار فتصبح مذبذب بداخلك
يطوف في ذهنك السؤال المتردد ..
هل ستدوم تلك السعادة؟ ام انها مجرد محطه قصيرة وجدتها فقط لتستريح من عناء الطريق الشاق
وستكمل الرحلة على ايه حال؟!
فتحت عينيها بتثاقل و تعب حركت راسها يمينا و يسارا بفزع… لتجد نفسها على فراش ناعم الملمس شاسع… خرجت شقهة مكتومه وهي تجذب الغطاء على جسدها بارتباك… توغل الذعر برماديتيها ثم فتحت عينيها تلك المره برعب وهي تنظر لمن ينام بجوارها متسطح على بطنه ذاهب في سبات عميق
… يرتدي برموده قصيره
جزءه العلوي عا”ري بظهر ممشوق صلب و ذراع ضخمه تضخ بالعضلات القوية
بلعت ريقها وهي تتأمل قسمات وجهه الوسيمه و هيئته الجذابه نائم هكذا مسالم للحياة بما فيها
لاحت بسمة خجل على محياها وسط تأملها الهائم لهذا الرجل الوسيم.. لحظات أمس تلوح على ذاكرتها كان مراوغ عابث
مبعثر لمشاعر الأنثى بداخلها
همست لنفسها بارتباك ممزوج بخجل
:ازاي سمحتله يقرب بالشكل دا… انا… انا لازم اقوم حالا….
نظرت حولها بارتباك لعلها تجد شي ترتديه لكن وجدت ذلك المئزر ملقي على الأرض
أخذته بدون تفكير ارتدت اياه وهي تحكم رباطه جيدا
كانت تنظر لصالح النائم في ملكوت اخر ….لاحت على شفتيها تلك البسمه النارده
أتجهت نحو الخزانة وقفت حائرة و هي تنظر لما تحتويه من ثياب قصيره و فساتين قصيرة جدا
استدارات تنظر له بغضب و غيظ وهي تربط يديها أمام صدرها عند تذكرها لما قاله
“تلك الثياب ذوقه الخاص”1
زمت شفتيها باستياء تلؤم نفسها
“غبية… غبية يا زينب متوقعه منه ايه يعني واحد قليل الادب”
نظرت مره اخرى للخزانه اخاذه فستان
خرجت من الحمام بعد قليل بفستان ابيض مزين ببعض اللمسات الذهبيه
متلألأ جذاب….. يلتف على جسدها بحياء قصير قليلا…..
بالكاد يصل إلى قبل ركبتيها بقليل
كان شعرها مبلل ووجهها ناضر براق.. شفتيها حمراء… حمرة صارخه أثر عبثه بعد اقتحامه لها بالأمس
تقدمت من صالح بحرج وهي تنادي عليه برفق
“صالح… قوم يالا بقى كفايه نوم….صالح”
فتح ناظريه بانزعاج فظهرت تلك العيون الزيتونيه الضاريه القا”تله لأي ثبات بداخلها
تردد صوتها وهي تضع يديه على كتفه بحنان
” ياله قوم… ”
اعتدل في جلسته و دعك في عيناه متسائلا بنبرة ناعسه
” صباح الخير يا زينب… هي الساعة كم؟ ”
زينب بفتور
:صباح النور… الساعه عشرة ونص… انا هنزل احضر الفطار…”
كانت ستنهض من مكانها لكنه امسك يديها ليجذبها بسرعه له قائلا بخبث
” راحه فين احنا مش بنتكلم؟”
نظرت له بخجل لتجيب بضيق
” نازله احضر الفطار و بعدين بطل قلة أدب لو سمحت”
مالي عليها و هو يطبع عدة قبلات حانية على وجنتها قائلا بمراوغة
” اخص عليك يا زبدة…. انا قليل الادب برضو…. بس قوليلي هو ايه اللي حصل امبارح لان حاسس اني مش فاكر اي حاجه “1
حاولت دفعه بخجل و ضيق من اسلوبه الماكر
” صالح سيبني اقوم… مينفعش كدا .. وبعدين انا جعانه سيبني بقى”
كبل خصرها جعلها تستلقي بجواره
ضحكت بصدمه بها لمحة مرح وهي تحاول دفعه
طل عليها بهيئته الرجولية التي تزعزع كيانها مذبذب ثباتها أمامه
” والله يا صالح جعانه سيبني بقى انزل و بطل تحرجني”
نظر لها طويلا متاملها بهدوء
سألته زينب بخجل
:بتبصلي كدا ليه؟”
سافرت عيناه على وجهها يخبرها بخفوت
” انتي حلوة اوي يا زينب ”
ابتسمت بعذوبه وهي تقول برقه
” بجد ولا بتجبر بخاطري؟ ”
أكد بنفس الهمس و النظرات
“بجد حلوة…”
ابتسمت بحماس وهي تلف يديه حول عنقه قائله بخبث
” طب ايه اكتر حاجه حلوة فيا؟ ”
مد يديه يزيح خصلات شعرها عن وجهها وعيناه تأبى ترك رماديتها
” كل حاجه… عيونك.. شعرك الطويل… ابتسامتك… ملامحك… كل حاجه فيك ”
ابتسمت له بحياء معترفه بدون ادراك مفصحه عن مشاعر مبعثرة
“وانت كمان حلو اوي”
رفع حاجبه بدهشه مصطنعه وهو يسأله بمزاح
” اي دا بجد…. انا حلو….”
ردت بعفويه
“اه والله قمر..ملامحك مش ملزق… عيونك كل حاجه قمر فيك”
تعثر في ضحكه قوية من ردها السريع و العفوي فسالها بدهشه
“انتي بتعاكسيني ولا ايه؟”
أخبرته وهي تضحك على ضحكته
” اي يعني ما انت بقالك ساعه بتعاكس…”
غمز لها وهو يخبرها بغرور
” انا اعاكس بس متعاكسش… دا انا صالح برضو”
ردت بغيره و عفويه
” و عكست كم واحدة على كدا بقى ان شاء الله يا سي صالح…..”
مالي عليها ليهمس برفق مذيب لها
” انا عكستك انتي يا زبده”
لم تستوعب بعد أن اطبق على شفتيها يقبلها بنهم
لكل قب’له طعم ولكل لمسه معني
انتابها الضياع من بين عواصف مشاعره
…….. في كل لمسه يحاول بشتى الطرق ان يطفي ر’غبته بها يكر”ه ذلك الشعور بالضياع و الضعف بين يديها
لكن يبدو أنه حينما اقترب منها شعر وكأنه شرب الس”حر و قد بدأ المفعول الحقيقي
ربما لان الأمر لا يتعلق بالر’غبة في الاقتراب منها…. ربما لان السبب الحقيقي انه وجد بها
شي أقوى… شيئا أقوى بكثير من الر”غبه
هل هو الحب؟!
ومتى سيعترف به أو بوجوده؟!
——————————–
نزلت الدرج بخطوات شارده و عقلها لا يستوعب كل ما حدث منذ اتت معه بالأمس لتلك الفيلا الفخمه.
تشعر و كأنها فراشه تتمايل بحريه في بستان خاص
في أرض لم يتم استهلكها بعد…. قلبها متيم بتلك الأرض لم تعترف بعد.. فقط تنساب بنعوم بين طيات زهور تلك الارض
تلك الأرض هي قلب حبيب تيمها قلبها بعشقه
ابتسمت وهي تغمض عينيها بسعاده و انتشاء… ما سر تلك الحلاوة الجميلة معه… لم تحلم يوما بتلك المشاعر.. لم ينتابها الشوق لحياة مثل تلك
الأمر لا يتعلق بالرفاهيه على قدر ما يتعلق بصالح نفسه…. زوجها؟!…. ذلك المراوغ الوسيم القوي…. ذلك الحنون زوجها؟… هذا الذي تشعر به معه…… الكمال و سعادة تغمرها معه زوجها!!
يشعرها بانوثتها التي اهملتها طوال حياتها في الكفاح لاجل حياة مستقره على الاقل
لكن جاء هو ليغمر كل ذره من مشاعرها…..
الي الان لا تصدق انه أصبح زوجها
هل عليها تكررا تلك العبارة كثير
حتى تصدق
انه زوجها…. ياالله
صعدت بعد قليل لغرفتهما بعد أن حضرت وجبه الإفطار
ذلك المكان لا يوجد به أي شخص آخر غيرهما…. لا خدم و لا ضيوف ولا اي شخص سواهما
اخذ حمام داف وارتد طاقم مريح صفف شعره الأسود للخلف
دلفت للغرفه و هي تحمل تلك الصينيه بين يديها لتضعها جانبا
زينب:ياله الفطار جاهز….
أبتسم وهو يجلس على الاريكه لتتركه ثواني بقا ينتظرها الي ان أتت جلست بجواره بخجل و حياء رغم كل ما حدث بينهم
“مش هتفطري ولا ايه؟”
“لا افطر انت… انا ماليش نفس و….”
قاطعها وهو يضع قطعه من الخبز في فمها قائلا بلوم و جراءه
“معقول مكسوفه….. مش معقول بعد كل دا”
رمقته بنظره حادة غاضبه تبتلع الطعام.. ليضحك بخفوت وهو يتناول طعامه و يختلس النظر لوجهها الغاضب
زينب بارتباك:صالح هو… هو ايه اللي حصل لمليجي في السجن… معقول فعلا مات زي ما بيقولوا”
جن جنونه في لحظه لفظ اسم ذلك الحقير
” مليجي “سحبها بقوه في جلستها المجاوره له لتكن ملصقه به في لحظه.. لاحت بوادر الخوف على ملامحها منه
“بتسالي عليه بتاع ايه….. انطقي”1
انكمش جسدها بارتياع قائله
“انا مقصدش حاجه انا بس….. انا”
هدر صالح بجزع من بين أسنانه المطبق عليهم
“اول واخر مره اسمه
………… يجي على لسانك…. فاهمه”
تركها بعنف و هو ينهض من مكانه الي يقف في الشرفه
شعرت بدموعها تترقرق بعينيها قبل أن تنهض ترتدي المئزر الطويل على فستانها القصير وضعت حجاب بسيط على شعرها قبل أن تدلف للشرفه لتقف وراءه مباشرة
تجرأت و وضعت يديها على يديه الممسكه بسور
اضطرب جسده من تلك اللمسه المباغته منها فرفع عيناه الغاضبه عليها….
ابتسمت معتذره و هي تنظر له
“انا اسفه والله مقصدش اي حاجه يا صالح اكيد يعني مش هحب اذكر اسم واحد حاول يعتد”ي عليا….. صدقني انا مقصدش حاجه من اللي ممكن تفهمها… كان سؤال عادي انا بس
كنت عايزه اعرف لو لك يد في اللي حصله انا مش عايزاك تاذي نفسك”
أخبرها بحزم و غضب لا يستهان به
“لا يا زينب ماليش زفت يدي و ميتكررش تاني يا زينب… فاهمه ”
آومات له بطاعه و هي تقترب منه بدلال تضع يديها على صدره رفعت راسها اليه ببراءه معتذره
:مفهوم… والله اسفه
….. خالص بقى يا صالح”
زمجر بضيق وهو يضغط على ذراعها
” لا مخلصناش… ”
رفع راسها بقوة و انحني عليها منقض على شفتيها من جديد بغضب بادلته بحنو
كنوع من الاعتذار ليجن جنونه من جديد
و كأنها اول مره يقبلها او يقترب منها
…. تظن أنكَ قادر على الإبتعاد
و أظن انا انني قادرة على امتلاكك ..
و ما العشق الا ذنب يطالب بالغفران…….
____________________________
في شقه يوسف الصاوي
دلفت ايمان ببط و على محياها ابتسامه جميله و مع ذلك خوف ينهش باواصلها…. اخر ليله و بعد سيغادر من أجل عمله
يعود مرة أخرى للندن… حاولت التخفيف عن نفسها بقضاء وقت جميل معه في آخر كم ساعة بينهم
جلست على طرف الفراش وهي تنظر له ابتسمت بخبث وهي ترفع الغطاء لتضع يديها البارده على صدره
فتح عينيه بانزعاج أثر مشاغبة تلك الفتاه ابتسم وهو يجذبها تنام في الجهه المقابلة له وهو يحتضنها باشتياق رد بنبرة ناعسه
:ايديك ساقعه كدا ليه يا ايمان؟
ابتسمت بينما تمرر اصابعها على صدره بنعومة
:يوسف انت خالص هتسافر…..
فتح عينيه مره آخره بتركيز و هو ينظر لها
:مش اتفقنا خالص يا ايمان…. و خالص الطياره بتاعتي كمان كم ساعه
ردت باختصار صادق و
“عارفه بس انت هتوحشني”
ابتسمت وهو يميل عليها ليصبح وجهه مقابه لوجهها قائلا
“تعرفي بعد هتوحشني دي اقسم بالله عندي استعداد الغي السفريه خالص”
وجدته يميل عليها مراوغاً يلثم شفتيها ببط مذيب لاعتراضها هامسا
“لو عليا يا ايمان اخدك و نبعد عن كل حاجه و نفضل انا وانتي و بس… ”
دفعته بعيدا عنها قائله
“خالص انت طيارتك بليل…. تحت تتغدا ايه؟ ايه اكتر اكله بتحبها؟
ابتسم وهو ينام مره اخرى جاذبا اياها
:مش مهم يا ايمان اعملي اي حاجه مش هراجع وراكي يعني….
ردت بتصميم
:لا طبعا هيفرق معايا… ها ايه اكتر اكله بتحبها…. ”
” طب هقولك أسهل اكله مش لازم اكتر اكله يعني… مش هتعرغي تعمليها صدقيني”
ايمان بحده
” انت مالك قول بس؟ بطل رخمه يا يوسف”
” خالص يا ستي مش هرخم عليك اكتر اكله بحبها.. بصي هو ممكن ورق العنب مع كوارع مع طبق صغير بتنجان مخلل…. هتعرفي تعملي كوارع؟! ”
زمت شفتيها للأمام باستفزاز
” بص هجرب بس الصراحه هكلم ماما هي بتعرف تعملها هسالها يعني…. خالص الساعه اربعه ان شاء الله نتغدا سوا
انت هتروح فين دلوقتي؟
“زهقتي مني ولا اي؟”
“لا بس انا اقصد لازم تروح لوالدتك ونيران و تسلم على الجماعه قبل ما تسافر”
“عندك حق هروح اطمن على ماما و اسلم عليها و كمان نيران”
“تمام يا حبيبي اللي تشوفه… ياله انا مجهزه الفطار بطل كسل……”
نهض من على الفراش قائلا بمزاح
“طب مفيش بوسه كدا على الصبح عشان النشاط يحلو و الواحد يقوم بنفس مفتوحه”
لكزته بقوة و غضب قائله
” احترم نفسك و قوم ياله….. ”
” يا بت دا انا مسافر حتى…..افرضي عيني زاغت على واحده كدا ولا كدا في لندن مش هيبقى بسببك…. آآه هتخنق يا بت المجنونه”
مسكت عنق قميصه بغضب وهي تجز على أسنانها قائله بنبره محذره
” عينك تزوغ كدا ولا كدا…. ليه أن شاء الله
ايه مش مكفياك علشان تبص برا و بعدين لو واحدة من اللي شغال معاهم حاولت كدا ولا كدا… ”
قاطعها بغمزه شقيه
” هغض بصري طبعا يا عيوني ”
ضحكه شقيه شفت شفتيها بفخر وهي تعيد هندمته
“برافو عليك…. شاطر يا حبيبي… محترم”
قبلها من وجنتها ليقول معقباً
” من يومي… ولا انتي ليك رأي تاني؟ ”
ايمان بحدة
” رأي انت تقوم زي الشاطر كدا تاخد شاور و تيجي نفطر ياله…..”
“ربنا على الظالم”
بعد مده طويله
تقف في المطبخ لتبدا في إعداد الطعام و على الناحيه الأخرى تتحدث مع والدتها في الهاتف
ايمان:اه يعني احط الطاجن كدا في الفرن خالص
حياء:ايوه بس الاول ملح و فلفل اسود و البهارات مظبوطه
” ثواني كدا….. اه اه ”
حياء بتذكير:تمام متنسيش بقى تحطي بمون على ورق العنب زي كل مره ”
ايمان:مش لازم تسيحيلي يا حجه خالص ماشي افتكرت….. حاجه تاني”
حياء بسعاده
“مكنتش اعرف ان الجواز هيخليكي تقفي في المطبخ تعملي كوارع لو كنت اعرف كدا كنت جوزتك من زمان للواد يوسف دا
طلع ليه تأثير قوي عليك”
ابتسمت ايمان ليزهر وجهها أصبح اكثر اشراق
“و حضرتك كنتي زمان تتوقعي انك انتي تتعلمي كل الاكل دا… ”
تنهدت براحه قائله
” لا طبعا بس بحب اشوف نظرة الانبهار في عيون جلال فكنت بتعلم اي اكله حتى لو حرقتها في الأول كان بياكلها…. ”
ايمان:علشان كدا بابا عمره ما بص لوحده غيرك…. انا هقفل دلوقتي قوليلي عايزه حاجه اجي اعملها معاكي”
حياء:استنى بس انتي هتروح المستشفى امتى ابوكي بيقول انك خالص هتبداي شغل
ايمان:اه بكرا ان شاء الله… بس يعني على خفيف لحد ما المستشفى تثق ان ايدي بقيت كويسه و قادره اني اشتغل بيها بمهارة وان شاء الله مش هياخد وقت طويل بصي يوسف يسافر وانا هجيلك و نرغي براحتنا…. ”
حياء:اوكي هستناكي سلام
—————————————-
بعد فتره قصيره
انتهت من إعداد الطعام و تجهيز سفره مميزه
ايمان بحماس:
كدا كله حاجه ظبطت الحمد لله..”
دلفت لغرفتها لأخذ حمام دافي استعداد لمقابلة زوجها بحماس
وقفت بعد قليل ترتدي ثيابها و التي اختارتها بعنايه لتبدو في غايه الاناقه
ارتدت فستان زهري يصل لركبتها ينساب بنعومة ليبرز جمال قوامها الممشوق
اخذت عقد الألماس الذي هداها اياه ترتديه
مع بعض لمسات المكياج لتبدو في غايه الجمال تتمايل بنعومه و حماس
لو احببت بصدق لوجدت الحب أمامك
ينادي عليك بلهفه
فلا تكن غبي و تقدم..
نظرت لنفسها برضا و هي تخرج من الغرفه من المؤكد انه سيأتي باي لحظه
ما ان فتحت باب غرفتها حتى وجدته يدلف من باب الشقه
نظر لها جمالها الخلاب بغضب و حده قبل أن يتقدم منها
ايمان: مالك يا يوسف….
“فين موبيلك؟ …” سالها باختصار حاد
“هناك اهوه….. حصل ايه؟”
جذب هاتفها يفتحه و هو يزم شفتيه بحنق
“رنيت عليك كم مره…. ردي”
نظرت للهاتف أمامها قائله بارتياع
“خمستاشر مره؟ ليه حصل ايه؟ كنت باخد شاور و سمعته بس…. بس كنت… مشغوله”
يوسف بصدمه و تهكم
” يعني عارفه اني بكلمك و طنشتي”
ايمان بسرعه
” والله ابدا بس انا اه عارفه ان دي رنتك بس كنت باخد شاور و بعدها قلت لما اخرج هكلمك و خرجت اغير و طبعا نسيت و..”
جز على أسنانه وهو ينظر له بغضب اكبر
” نسيتي…. تمام… تمام يا ايمان”
ايمان بدلال” خالص بقى يا جو متكبرش الموضوع و الله نسيت…. ”
ضرب الحائط بجواره قائلا بغضب
“بلاش الكلمه دي بتعصبني…. بلاش تيجي تبرري بغباء علشان بتنيلي الدنيا اكتر”
” انت مش ملاحظ انك بتافور يا يوسف في ايه يعني والله مكنتش اقصد”
” عارف ان يمكن بافَور…. بس انا برتاح لما يطمن عليكي و خايف اسافر و انا عارف انك هتهملي الرد عليا ساعتها ببقى هاين عليا ارجع فعشان خاطري يا ايمان بلاش تطنشي مكالمتي بعد كدا”
ابتسمت بهدوء معتذره
” طب والله العظيم انا اسفه و اوعدك مش هتحصل تاني ابدا…. خالص بقى فك انت خضتني اصلا وانت داخل…. ”
مسك خصرها بقوة وقربعا منه قائلا بحده
” تردي على طول و لو اي ظروف و مبحقتيش تردي عليا ترني عليا اول ما تشوفي مكالمتي و بلاش كلمت نسيت دي بتعصبني…….”
” حاضر ياله بقى علشان نتغدا انا جهزتلك شنطتك وكل حاجه جاهزه ياله بقى بلاش تضيع وقت في خناقات ملهاش لازمه”
“ماشي يا ستي ياله ام انشوف اخرتها بس ايه الجمال دا… انتي بتغريني عشان مسافرش ولا ايه…. ”
اكتفت بابتسامه تتمنى لو تخبره الا يسافر
قاطعها من شرودها صوتها المصدوم
” ايمان انتي بجد عملتي الاكل دا…. دا انا قلت هتكنسل الموضوع ”
ايمان:ازاي بقى و من امتى بنت الشهاوي بترجع في كلمه قلتها
” ياواد يا جامد انت يا واثق من نفسك ”
أخبرته بفتور” طب دوق الاول بس يمكن متعجبكش”
طبع قبله على قمة راسها قائلا
“اي متعجبنيش كفايه تعبك …”
ابتسمت وهي تجلس بجواره يبدأ بتناول طعامه باعجاب و كم سيشتاق لذلك المذاق
مذاق الحب الذي لم يجربه يوما سوا
…… بقربها وحدها…
يبدو وكأن تلك الفتاه جمعت لوعة و اشتياق
كل تلك السنوات الضائعه لتغمره بها الان
وبين غمرة ضياعك اتفنن بالعشق
=========================
خرجت نور من المصنع بعد انتهاء يوم عملها… دلفت من البوابه الكبيره لتخرج للشارع الرئيسي لكن انتبهت لوجود
“زيدان العلايلي”
كان يجلس بداخل سيارته أمام مبنى المصنع و كأنه في انتظار احدهم!!!
توترت مما يحدث وهي تنظر له و خصوصا بعدما أخبرت نريمان بموقف الحارس الشخصي في الصباح و رغبه صاحب المصنع في رؤيتها بمكتبه الخاص
لتخبرها نريمان بأن تستبشر وانها محظوظه و مؤكد انه اختارها هي لتكون زوجته التاليه او بمعنى أدق (لُعبته) يتسلى بها لفتره قصيرة ثم يتركها في النهايه… شعرت بالاشمئزاز كلما فكرت في الأمر…
كيف لامرأه ان تبيع جسدها تحت مسمى الزواج المؤقت
اخذت نفس عميق.. تسير ببط الناحية الأخرى من الطريق
لكن ما ان سارت بجوار السيارة وجدته ينادي عليها بلطف
“انسه نور….”
ترجل من سيارته وهو ينظر لها بينما توقفت بحنق و ضيق قائله بحدة
“في حاجه يا فندم؟”
أبتسم وهو يلمح نظرت الشراسه تلك بعينيها ليعرفها بنفسها
“اهلا يا انسه… انا زيدان العلايلي صاحب المصنع اظن تعرفيني”1
امتعض وجهها بحنق قائله بحده
“اه يعني عايز ايه؟ وايه اللي يخلي بيه زيك يوقف واحدة زي في نص الشارع كدا…
انت صاحب المصنع على عيني و راسي بس انا هنا بشتغل بتعبي و اللي ليك هو شغلي و اللي ليا هو المرتب…. ايه بقى اللى يخلي حضرتك توقفني كدا يا زيدان باشا”
اجابها بهدوء وهو ينظر حوله
“انا عايز اتكلم معاكي في موضوع بس اظن ان المكان مش مناسب… تعالي نقعد في اي حته و نتكلم ”
حاولت كبح غضبها بتقول بحدة
” معليش يا باشا مبروحش مع حد معرفوش و تشكر بعد اذن حضرتك ”
كانت ستنهض و تتركه لكن امسك يديها قائلا بفتور
“مش هاخد من وقتك كتير”
صاحت بغضب وحدة
” سيب ايدي احسنلك علشان قسما بالله ان عليا حته دين صوت ممكن يجيب بوليس النجده لحد هنا و لسه فاتحه دماغ واحد من يومين بلاش تكون انت اللي عليك الدور ”
ترك يديها وهو يتجه نحو سيارته فتح الباب لها…. وقفت لثواني تفكر في الأمر وجدت نريمان و بعض الفتيات يقفون أمام البوابه ينظرون لها بحقد و كأن طاقة القدر فُتحت لها
غرزت أسنانها بشفتيها السفليه بغضب و هي تدلف الي داخل السيارة
انطلقت سيارة زيدان بينما يراقبها سيارة اخري
خاصه باحد رجال (باسل العلايلي )
بعد حوالي نصف ساعه
في مقهى راقي جدا لا يوجد به الكثير من الأشخاص او بالاصح خالي تمام
اخذت نور تطرق على الطاوله أمامها برفق وهي تستمع لعرضه المغري ذاك
فاقت من شرودها على صوت النادل يقف بجوار الطاوله حيث وضع أمامها كوب من الشاي كما طلبت و وضع أمامه فنجان قهوة
النادل :حاجه تانيه يا فندم؟
ابتسم زيدان من باب الذوقيات ليسالها برفق مبالغ فيه
“تحبي تاخدي اي حاجه مع الشاي؟”
همست ببعض الكلمات لنفسها بحنق
“نفسي عزرائيل يجي ياخد روحك يا بعيد…”
قالت بصوت هادي
:شكرا….
“روح انت دلوقتي”
غادر النادل تارك وراه زيدان يترشف من فنجان القهوة وهو يتفحص ارتباكها الواضح للأول مره تتعرض لموقف كهذا
:ها يا استاذ زيدان مش فاهمه برضو حضرتك عايز ايه عمال تلف و تدور و الصراحه انا عايزه امشي”
“بصي يا نور مش هلف و ادور عليك انا شفتك امبارح في المصنع و الصراحه عجبتني.. يعني فيك حاجه مميزه عن باقي البنات…. طبعا بعد كدا جيبت عنك كل المعلومات اللي تخصك”
ليتابع وهو ينظر لها باهتمام
” زي مثالا انك عايشه مع ابوكي الراجل المتقاعد عن العمل و اخواتك الاتنين أصغر منك… سيف و عبد المنعم…
زي مثالا الشقه اللي ب الإيجار اللي انتي عايشه فيها و ممكن في اي لحظه تطردي انتي و اخواتك في الشارع…
خطوبتك اللي انفسخت من مده صغيره و حياتك المتلعبكه دي”
ابتسمت نور بخبث وهي تقرب وجهها للطاوله بينما تسند دقنها على كف يديها قائله بضيق
” ااامم طب و بعدين.. يعني عايز ايه؟ و حضرتك ليه تهتم بكل المعلومات دي عني و لا يكون المرتب اللي هتدهولي هيقصر مع ميزانية شركاتك لو كدا يا عم الله الغني عنك مش عايزه ام المرتب دا….”
انتهت من كلمتها بغضب وهي تنهض تكاد تغادر المكان لياتيها صوت حاد مُهيب
“لو مشيتي دلوقتي اوعدك هترجعي مش هتلقي مكان تباتي فيه لان شقتك و العماره انا اشتريتهم و ناوي اهدها و ابني عمارة تليق باسم شركات العلايلي… ”
اخذت نفس عميق قبل أن تستدير لتنظر له بحده
“ما تنجز و تقول انت عايز ايه يا عم انت؟”
ابتسم بخبث و بدا بفرض سيطرته عليها
” طب اقعدي بس اقعدي بلاش الحمقه دي”1
جلست مره اخرى بقلة حيله
” كويس قعدتي يبقى نتفق…. شوفي يا نور انا عايز اتجوزك و قبل ما تفهمي غلط… انا اقصد جواز عرفي عند مأذون اوكيه لكن مفيش مخلوق هيعرف حاجه عنه و خصوصا الصحافه لان لو شمت خبر قولي على نفسك يا رحمن يا رحيم…… هتستفادي انتي ايه؟
مبلغ محترم هيتحط باسمك في البنك… شقة في مكان راقي… مستقبل متامن ليك انتي و اخواتك…. و بعدين هتنبسطي معايا اوي… كل اللي هتطلبيه هيكون مجاب….
هتكوني ملكه تؤمر و تنهي
…. مش واحدة الدنيا عماله تلطش فيها وهي بتأوح علشان في الاخر ترجع مهدوده من شغل طول النهار على كم مليم
واحدة زيك تستاهل باشا ينشلها من الفقر اللي هي فيه….. ”
لا تعرف هل سحر الكلمات هو من جعلها بذلك الهدوء أمامه…. ام ان تخيلها لما يقول هو من جعلها هادئه….
مهما كانت صلبه من الخارجه لكنها هشه جدا من الداخل مرت بالكثير و الكثير
لكن هل تُلقي بنفسها في النهايه بين يديه
نور بحده و كبرياء انثي
تقبل ان تعيش فقيرة طوال حياتها حره1
لا أميره تعيش في سجن كلما تفكر بحالها تشمئز من نفسها
:و لو رفضت؟
ابتسم وهو يخرج سيجار ينفثه ببط و هدوء مريب
“عادي…. انتي حرة بس شوفي بقى هتروح فين انتي و اخواتك لما يجي وقت الإيجار و متعرفيش تدفعيه بمرتبك دا… هتخليك زي ما انتي على فكره انا مش اوفر لا يمكن اذايكي حتى لو رفضتي بس هتكوني خسرتي عرض لا يمكن يتكرر يا نور….
انا طلبك في الحلال يا نور…. فكري
فكري انا مش عايز ردك دلوقتي ووقت ما تقرري هستنا مكالمتك…. ”
حاولت الا تظهر ارتباكها و الصراع بين عقلها و الواقع
محاوله الهرب من ذلك العرض المغري…
نور: انا لازم امشي بعد اذنك…
ابتسم بخفوت و كأنه قراء حيرتها تلك
:تمام اتفضلي هوصلك ….
” لالا شكرا هاخد اي ميكروباص ”
زيدان بهندمه و شياكه
:لا طبعا ميحصلش هوصلك … اتفضلي”
ابتسمت بارتباك وهي تتضبط حجابها تخرج من ذلك المقهى تصعد معه في سيارته بينما توجه بها إلى منزلها حيث كانت شارده الذهن
توقفت سيارته أمام الحي التي تسكن به
نور :لو سمحت وقف هنا مينفعش تدخل اكتر من كدا… اقصد يعني علشان الناس
أوما له بتفهم… ترجلت من السيارة بخطوات مرتبكه… بينما زيدان ابتسم لها
يظن انه قادر على امتلاك انثي متقلبه كهذه
دلفت نور لشقتها و اخذت تحدث نفسها بالكثير و الكثير لتشعر بعقلها يكاد يفتك بها و يلعن ضعفها و لو للحظات أمامه قائله بعتاب وجلد للذات
“نور بلاش ترخصي نفسك هتستفادي ايه لما تتجوزي واحد اد ابوكي و بعدها بكم شهر يرميك لا و كمان يقطع الورقه….. لا لا لا و ان شاء الله ابقى مفلسه انا مش رخيصه علشان ابيع جسمي للي يدفع
وان شاء الله ربنا هيفرجها… يارب”1
ولجت لغرفتها تبدل ثيابها لأخرى مريحه توسدت فراشها بعد أن ادت فرضها
حاولت الاتصال بصديقتها المقربه لكن الهاتف مغلق
نور بخوف:انتي هتقلقيني عليك ليه يا زينب… من امبارح و انتي مش بتردي و النهارده موبيلك يتقفل….. ربنا يسعدك و يرحمني من الأشكال دي بقي1
اغلقت الخط و هي تدلف للمطبخ لتصنع اي وجبة تاكلها…….
—————————–
في قسم البوليس في (…..)
بالتحديد في مكتب وكيل النيابه
يجلس باسل خلف مكتبه ينفث سيجارته ببرود و هو يعمل على تلك الأوراق أمامه يضع ساق على الأخرى بغطرسه كعادته
رفع راسه وهو ينظر لهاتفه الذي صدح للتو معلناً عن اتصال من مساعده الشخصي
فتح الخط يستمع لاهم المعلومات
اطفي السيجار وهو ينهض من مكانه يضع يديه في جيب بنطاله
خرج من المكتب ليقف في الشرفه بينما يستمع لما يدوي عليه لم يعلق سوا بسؤال واحد
“اسمها ايه؟”
أجاب نيروز باحترام
“نورهان سالم……”
عقد ما بين حاجبيه باستنكار
و مازال صدى الاسم يرن باذنيه قائلا بارتياب
“ساكنه في(….)”
نيروز :بالظبط يا باشا…. هو حضرتك تعرفها؟
زفر بشك و ارتياب يشعر بثقل على صدره تلك الفتاه!!! هل رخيصه كذلك؟
هل خدعه عقله عندم شعر للحظات بأنها تختلف عن الاخريات قائلا بحده
“معقول و هي وفقت على عرضه؟”
نيروز:
“البنت دي مش شغاله في المصنع حضرتك عارف الضغط اللي بيكون على مصنع الشكولاته في فتره العيد و هي من البنات اللي اشتغلوا بعدد الساعات…..
زيدان باشا قعد تقريبا معها نص ساعة في الكافيه
وفي النهايه وصلها بعربيته لحد بيتها و بالظبط عن مدخل الحي ”
باسل بسخريه
:طالما وصلها يبقى وفقت… ماشي يا شبح
خالص يا نيروز انا هتصرف اقفل دلوقتي”3
نيروز:تمام يا باشا حضرتك هتيجي الشركه النهارده
باسل :انا خالص هقدم استقالتي… المجموعه محتاجه كل وقتي وانا مش محتاج اني افضل وكيل النيابه
وفي غيري يستاهلوا المكانه دي….
اغلق الهاتف وهو ينظر من تلك الشرفه للطريق و لذلك الازدحام
” ماشي يا شبح… ماشي يا بنت ال….”2
————————————
في احد العيادات الخاصه
يجلس جلال و بجواره حياء في انتظار الطبيب
حياء:ممكن تهدأ لو سمحت… التوتر مش كويس علشانك يا جلال
ابتسم بارتباك يحاول الثبات على قدر المستطاع أمامها لكن خوفه يغلبه
فردت يديها أمام يديه ليشابك اصابعه باصابعها مبتسم برفق
“هو انا باين عليا اوي اني خايف عليك”
حياء بهمس:اوي اوي….
جلال بهدوء :تفتكري صالح و زينب فين دلوقتى و ليه مرضاش يقولنا هما سافروا فين؟
ابتسمت و هي تغمز له بشقاوة
“يا جدع انت مالك هو انت حد كان سألك انا وانت روحنا فين في شهر العسل بتاعنا
فاكر يا جلال قعدنا اسبوع لا بتنزل لا الوكاله و لا الشادر لدرجه ان نوارة الله يرحمها
كانت كل ما تشوفني
تقولي اسبوع يا قادره اسبوع كنت بضحك اوي الصراحه وانت اصلا مفتري
جلال بسعاده :ان كان عليا مكنتش عايز انزل خالص بس اعمل ايه بقى… بس امي قالتلك كدا امتى؟ مش فاكر انك قولتيلي حاجه زي كدا
حياء :كنت بتكسف اقولك علشان عارفه اي اللي هيحصل بعدها….. كنت قليل الادب اوي الصراحه و الناس كلها بتشهد باحترامك حكم
جلال بمراوغه :قلة الأدب دي للحبايب بس يا عيوني….
حياء
:و ربنا هسيبك و امشي و بطل تكسفني و ياله بقى اظبط علشان الدكتور جاي…… ”
دلف الطبيب الي المكتب معتذرا
الدكتور:اسف لو اتاخرت عليكم….
جلال :ولا يهمك يا دكتور ها ايه الاخبار؟
الدكتور بابتسامه :الحمد لله نتيجه التحليل كلها بخير الحمد لله بس المشكلة في المعدة
كنت شاكك ان المشكله في الكبد بسبب الأعراض دي
بس الحمد لله المشكلة طلعت بسيطه في المعده و الألم اللي حصلت دي بسبب لغبطه في الأكل غير هكتبلها شويه ادويه لازم تلتزم بيهم و بلاش اكل الشارع او الحلبسه او الايس كريم و الحاجات دي واضح ان حضرتك بتاكليها كتير
جلال :فعلا يا دكتور
الدكتور :تمام الحاجات دي ممنوعه تمام و لازم نظام غذائي صحي و بلاش اكل في وقت متأخر….
حياء :بس انا مبحبش الطريقه دي
جلال بحده:تمام يا دكتور هنعمل اللي بتقوله
حياء بحنق:جلال؟!
نظر لها بضيق و حده قائلا بصلف
:اسكتي احسنلك………..
صمتت للحظات بضيق وهي تربط ذراعها أمام صدرها بحركه طفوليه لاغاظته……..
:لو مسكتش هتعمل ايه يعني؟
بعيون مشتعله من الغضب
“هكسر راسك…..”
هدرت أنفاسها بخشونه قائله بغضب احمق لن تتغير ابدا مهما مرت السنوات… جميله
اردفت بعند
“….. تمام يا دكتور انا بقى مش هاخد الادويه دي و ابقى وريني شاطرتك يا سي جلال”
تركته و غادرت العيادة اخذ نفس عميق بغضب ليبتسم و كأن تلك المرأه منفصله عن الواقع لاتهتم بالعمر ولا السنين لا تهتم سوا بفعل ما يدور براسها
بعد مده
دلفت الي شقتهم بينما ساد الصمت طول الطريق لم يريد ان يفرغ طاقة غضبه عليها و هي كذلك
همست لنفسها ببعض الكلمات بحنق
“كل شويه هكسر راسك هكسر راسك لحد ما في الاخر عايز يخنقني اكل ايه و اعمل ايه و ادويه ايه…. ايه القرف دا…. و اهو حتى مهنش عليه يجي يكلمني و راح لصاحبه
طب ما يولع………
دلفت للحمام لتأخذ حمام دافي يريح اعصابها المشدوده و كأنها ليست المخطئه أبدا
خرجت بعد مده ترتدي ثياب الاستحمام توجهت و هي تجفف شعرها بالمنشفه الي غرفة الملابس لتبديل ثيابها بأخرى مريحه
اغلقت الباب خلفها بدون أن توصده جيدا
بدأت باختيار الملابس عباره عن بيجامه سوداء ذات ملمس ناعم
اغلقت الخزانه و استدارت لتصدم جسدها بحائط صلب…. شهقة بصدمه وهي تفقدت ما امامها لتجده جلال يقف أمامها لا يفصلهم شي
“جلال بتعمل ايه هنا؟” سألته وهي تبتلع ما ريقها بغضب و حرج كذلك
تلامس خصله مبلله من شعرها بأطراف اصابعه
“كنت جاي اتكلم مع سيادتك… ياريت تفضي شوية وقت من وقت معاليكِ”
نظر لها بو’قاحه متفقدا قوامها المغطي بذلك الثوب وكأنه يجرده من عليه
شتت عقلها بتلك المراوغه الواضحه… اشاحت ببنيتان خجولتان قائله
“ماشي يا جلال انا هغير و اجي نتكلم ممكن بقى تستناني برا”
تنهد بخبث واستدار مبتعدا عنها… اولته ظهرها عمدا لحين ذهابه من أمامها سريعا
هدا المكان من حولها فلتفت متفقده الغرفه
شهقت بفزع حين وجدته مستند بظهره على الحائط يتفقد هاتفه باهتمام
حياء بغضب
“انت بتستهبل يا جلال…. اي دا؟ معنى اي مش فاهمه؟ ”
رفع عينيه وتقوست شفتيه باستمتاع لاغاظتها
“مش قلتي استناكي و اديني واقف مستني…”
مسحت على وجهها بنفاذ صبر ومن ثم تمتمت بصوت خافض
“والله العظيم هيجيلي الضغط…. كدا كتير عليا وانا واحدة صاحبة مرض مش ناقصه”
ثم تابعت بصوت مرتفع
” اتفضل يا جلال بيه سمعني ايه الموضوع المهم اللي عايزني فيه و مش قادر يتأخر لدرجه ان حضرتك واقف كدا حتى مش عايز تسبني اتنيل اغيري .. سمعني”
ابتسم بخبث قائلا بحده مريبه وهو يتفقدها مليا
” اعتذري….. ”
رفعت حاجبها باستنكار قائله
” اعتذر…. انا اللي اعتذر…. اعتذر على ايه ان شاء الله ”
حدثها بعتاب
” لسانك الطويل…. وعلى طول ماشيه بدماغك و بتنطحي في الصح و…”
” بنتطح…. شايفين طور ”
” لما تركبي دماغك في الغلط تبقى طور و طور هايج كمان….. ”
رفعت سبابتها في وجهه بغضب
“جلال مسمحلكش تهني”
” بت.. بت نزلي صباعك ايه قلت الأدب دي.. وبعدين في ست محترمه تسيب جوزها و تقوم تمشي كدا…. مش شايفه انها اهانه ليا ولا نسيتي مين جلال الشهاوي. قسما بالله اكسر دماغك مكانك فاهمه يا حياء و اعقلي ماشي اعقلي…. علشان انا مش عيل صغير على اخر الزمان تيجي انتي و تحرجيني… وبعدين ايه شغل المراهقين دا… انا عارف مصلحتك اكتر منك انتي شخصيا فاهمه ”
صوته العالي… غضبه.. حدة نبرته
اشعرها بالفزع متحدثه بعتاب ممزوج بلمعه دموع
” على فكره انت بتخوفني منك… طول عمري بخاف من قلبت وشك بالطريقه دي يا جلال…. طول عمري ما اول يوم شفتك في السوق و انا بخاف من الوش دا… كنت فاكره ان حبك ليا هيخفي الشخصيه دي لأنها بترعبني لكن كانت موجوده دايما بتحاول تداريها…..”
جذبها بقوة لاحضانه مرتبا على ظهرها بحنان
” الشخصيه دي موجوده دايما علشان تحميكي….. مينفعش يا حياء… الحب مش كدا… مينفعش اسكت وانا شايفك بتاذي نفسك…. و مينفعش تحرجي جوزك بالشكل دا، انتي عارفه اني صح بس عماله تقوحي… بطلي عياط يا هبلة…. ”
تحشرج صوتها أثر بكائها
“على فكره مش بعيط…. وانا مش قصدي احرجك و لا عمري يا جلال فكرت احرجك طول عمرك بكبر منك و عمري ما قللت منك أدام حد ، انت نفسك متقدرش تنكر دا بس…. بس انا… مبحبش طريقة الاكل دي و الادويه انت عارف انها دايما بتتعبني اكتر”
مد انامله ليرفع راسها له
“عارف انك عمرك ما قليتي مني و عمري ما هنكر دا و عارف انك ست البنات و هفضل شايلك فوق راسي علشان اللي عشتيه معايا مفيش واحدة استحملته علشان راجل
عارف انك بنت أصول وقفتي معايا في شدتي و عمرك ما عيرتني بضعف ماليش ذنب فيه
و لما كانوا هيجبوا في سيرتي قلتي انك انتي اللي مبتخلفيش و مسلمتش من لسانهم
استحملتي حياتنا في الفقر و في الغني… و استحملتي اذيه امي ليكي و سامحتي اخويا مع ان كان له يدي في موت ابوكي..
ربيتي ولاده و كنتي امهم… وعمرك ما جرحتني بكلمه تكسرني…..
علشان كدا يا حياء مش عايز اخسرك والله العظيم ما هقدر اخسرك….. عارف انك بتكرهي الطريقه دي في العلاج…. لكن انا مش هستحمل…. اقسملك برب الكعبه ما هستحمل يوم واحد….
عارفه زمان لما اتخنقنا و انتي قلتي انك سلمتيني نفسك علشان مطلقكيش رغم اني كنت مقهور وحاسس لأول مره ان في واحدة جرحت كبريائي و رجولتي
الا ان مكنتش قادر على البعد… مكنش يعدي يومين ارجع من بوسعيد علشان اقعد جانبك ساعه واحده… ساعه واحد أملي عيني منك وانتي نايمه… مبالك دا من بعد حبي ليكي بمدة صغيره… تفتكري دلوقتي بعد واحد وتلاتين سنه عندي استعداد ولو واحد في الميه اني اخسرك ”
اجهشت ببكاء ترى عينيه تلمع بدموع مخيفه
” انت بتبكي….. ”
جلال :كنت دايما بحس ان حبي ليكي ضعف لأنك الوحيدة اللي قادرة تخلي دموعي تنزل”
“هو انت ازاي بتحبني وانا بالغباء دا…. فيا ايه يتحب علشان تستحمل غبائي و عصبيتي”
حاوطها اكثر بذراعيه قائلا ببحه عميقه أثر تلك العاصفه الهوجاء
” انك مش زي اي واحدة تانيه… انا معندش شروط في حبي ليك…. بس كل جروحي اتعافت معاكي…
انتي متهوره اه و عمرك ما هتخلصي من الخصله دي لكن انا حتى مش عايزك تسبيها لان اتعودت عليها و حبيتك كدا.. دي ما انتي بكل خصالك…..”
لفت ذراعيه بقوة مكبله اياه مغمضة العنين بين احضانه تخاف ان يبتعد.. تعشق قربه المهلك لروحها… رغم السنين لم تتغير وبقا هو أيضا كما هو (دافي.. حنون لأبعد الحدود)
حياء :انا اسفه
ابتسم بلطف وهو يبتعد قليلا عنها يزيح خصلاتها الرماديه عن وجهها
(مزيج بين الأبيض والأسود)
قائلا بخبث و مراوغه
:بس طعم الاعتذار بيكون احلى كدا….
مالي عليها يقبلها باشتياق و كأن العالم بأسره يقف عند تلك اللحظات
ابتعد بعد مده وهو ينظر لها بخبث ماكر
“بس تعرفي احلى حاجه فيك انك بتتعصبي و تنزلي على مفيش وانا بعمل اللي انا عايزه في الاخر…”
حياء بخجل:
جلال احترم نفسك و ياله اخرج انت صدقت نفسك ولا اي برا…. ”
نظر لها وهو يعض على شفتيه السفليه بغيظ وهو يقرص وجنتها بلطف
” لسانك الطويل دا عايز قصه يا بنت الهلالي”
ثم خرج وتركها لكن استدار قبل أن يغادر الغرفه قائلا
“ابقى اقفلي البرنص كويس يا شعلتي علشان متسقعيش ”
ثم انهي جملته بغمزه شقيه وهو يخرج من الغرفه
خرج و تركها تنظر إلى فتحت الصدر لتحدها متسعه شهقة بصدمه وهي تلملم ثوب الاستحمام بسرعه
” يلهوي.. دا.. يا منحر”ف”
بصوت عالي غاضب لتسمع صوت ضحكاته الصاخبه من الخارج قائلا بعتاب
“بقالنا كل دا متجوزين و لسه واخده بالك اشكي إليك يارب…. ”
ضحكت وهي تجلس على أقرب كرسي تنهدت براحه وهي تحمد الله كانت على ثقه كبيره به
جلال :انا نازل اصلي المغرب في الجامع عايزه حاجه من برا1
حياء بحماس:اه عايزه لب و كاجو و
دلف مره اخرى للغرفه وهو يدفع الباب بعنف لتشهق بصدمه
” استغفر الله العظيم يا بت انتي عايزه تشليني انسى يا ماما كل الحاجات دي لا لب و لا كاجو ولا بتاع ماشي”
حياء بغيظ:اومال بتسأل ليه يعني هكون عايزه ايه من برا غير تسليه
جلال : انا نازل يا حياء انا اللي غلطان اني سألتك سلام….
حياء :متتاخرش هستناك نتفرج على التلفزيون سوا والا والله لتيجي تلقيني باكل اندومي
انفجرت في الضحك وهي ترى وجهه المحتقن من شده الغضب قائله
“يا عم بهزر معاك انزل ياله صلي متخافش اطمن يا جدع وراك رجاله….”
“على الله يا حياء”
حذرها قبل أن يخرج من الغرفه لتنفجر في الضحك وهي تعض على شفتيها بسعادة عارمه
وآآه من قلب عاشق شاب على العشق
لم تبدله الايام و لا السنين
—————————-
دلف الي منزله بعد يوم عمل طويل و مرهق و خصوصا بعد سفر صالح و الي جانب ذلك تجهيزاته للمصنع الخاص به رغم انه مازال في البدايه و صغير لكن يحتاج للكثير من العمل
علي بمرح:يا ست الكل يا ام علي….
خرجت والدته من المطبخ بوجه بشوش
:انا هنا يا حبيبي… اما بقى عمللك طاجن باميه باللحمه الضاني هتاكل صوابعك وراها يارب اعيش و اعلم مراتك يارب
على بسعاده :طب تعالي طالما جبتي سيرة العروسه…
هدى بحماس:ايه يا ولا خالص ناوية تريح قلبي دا يوم المنى
علي:نويت يا حاجه… بس تعالي نقعد برا علشان الموضوع محتاج قعدة
هدي :تعالي قولي مين هي العروسة
جلست على الاريكه و هي تنظر له بتمعن
:حبيبه يا ام علي……
تلك البسمه اختفت بالتدريج مع تشنج ملامحها قليلا قائله بحده
“:حبيبه مين؟ حبيبه مرات شاكر؟!”
ضغط على يديه بغضب حاول أن يهدأ اعصابه قليل يشعر نيران كلما تذكر انها كانت ملك شخص غيره ماذا عليه أن يفعل ليخمد تلك النيران التي ستهلكه يوما ما
“لا يا أمي مش مرات شاكر… حبيبة اللي انتي ربتيها على ايديك… حبيبة اللي عشتي طول عمرك تحلفي بيها و بالاخلاقها وحتى لسانها الطويل”
“معقول عايز تتجوزها…. ليه بتفكر فيها بعد ما اتجوزت غيرك و حر”قت قلبك و لا هي عايزه تقوش على كل حاجه تاخد فلوس شاكر و تتجوزك لما يموت
لا يا علي مش موافقه يا ابني….”
على بهدوء: يا أمي بلاش تظلميها انتي متعرفيش حاجه عن اللي عشته… والله العظيم حبيبة ماتستاهل كل دا… صدقيني هي دلوقتي مش محتاجه لا فلوس و لا اي حاجه هي بس محتاجه اننا نحن عليها شويه اللي شفته في حياتها مفيش واحدة عشتيه…
وافقي علشان خاطري لو عايزانى ابقى مرتاح ”
” يا حبيبي انا عايزاك دايما مرتاح بس انت عمرك ما هتلقي راحه معها دي اتجوزت مره و كانت حامل… يعني مفتحه على الدنيا لفه و عارفه يعني عايزه واحده تمشيه على مزاجها”
على بعتاب
” على فكره يا حاجه انتي مش بتغلطي في حبيبه بس انتي كمان بتلغطي فيا هو انا مش راجل ادامك”
ضربت بخفه على صدره قائله بسرعه
” يا ابني انت سيد الرجاله بس… لا يا علي لا و بعدين دي لسه جوزها ميت والناس و… ”
على
” هو قلتلك هنروح نخطبها دلوقتي اسمعيني بس …. حبيبة طول عمرها بتحبك و هي الأيام دي تعبانه و لازَم نكون جانبها ايه رايك تروح تزوريها و اقعدي معها لو حسيتي ان حبيبه اتغيرت عن حبيبة بتاع زمان يبقى ليك الحق انك ترفضي…. انا لا يمكن اعمل حاجه بدون رضاكي لو عايزه تكسري بخاطري ارفضي ”
تنهدت بقلة حيله وهي تنظر لابنها بحب اموي
” ماشي يا علي انا موافقه علشان عارفه كويس اوي انك مش صغير و بتعرف توزن الأمور و هاخد زياره و اروح اشقر عليها دي مهم كانت برضو كنت بعتبرها بنتي في يوم من الايام…. و ربنا يسعدك يا ابني ”
ابتسم بسعاده وهو يقبل يدي والدته قائلا
“ربنا يحفظك و يخليك لي يارب يا ست الكل ”
” يا بكاش كل دا علشان السنيوره بتاعتك ماشي يا علي ”
” متقوليش كدا دا انتي الخير والبركة يا ست الكل”
==========================
في منزل حبيبه القديم
تجلس في غرفتها ممدده على الفراش وهي تنظر لسقف الغرفه
جذبت الغطاء بقوه وهي تضم جسدها شاعره بالبرد رغم ان الطقس حارلكن تشعر ببروده تسري بجسدها
تلالات الدموع في خضراوات عينياه
دلفت والدتها لغرفتها لكن ما ان دخلت حتى شهقت بفزع
“أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. في ايه يا بنتي مضلمه الاوضه كدا ليه…”
اتجه نحو ستار الغرفه لفتحها انتشر الضوء بارجاء الغرفه
“يا حبة عيني يا بنتي مالك يا حبيبة… مش ناويه تخرجي بقى دا حتى احنا في أيام مفترجه”
اعتدلت في جلستها بارهاق قائله
“ماليش نفس اخرج يا ماما حاسه ان مش قادره اشوف حد و لا اكلم حد”
فاطمه بود:
و بعدين؟ هتفضلي في الكئابه دي كتير….
جلست بجوارها بخبث
“على فكره… على اتصل عليا كان بيطمن عليك و بيقول لازم تاكلي و بلاش الحزن دا
بيحبك يا حبيبة…. بيحبك اوي…..
وعلى فكره الواد دا ابن أصول حتى لما كنتي على ذمت شاكر كان بيكلمني يطمن عليا دايما….. متديله فرصه يا حبيبه… بلاش تضيعيه من ايديك…”
حبيبة:
انا خايفه يا ماما…. خايفه اوي… الناس مش هترحمني… و خالتي هدى نفسها مش هتقبل ان ابنها الوحيد يتجوز واحده ارملة و سبيته علشان الفلوس….
غير على نفسه…. على محتاج واحدة تديله السعادة مش واحدة زي…
انا اصلا خايفه اديله امل لان انا معنديش امل في اي حاجه….”
فاطمه
:اسمعيها مني يا بيبة الناس يا حبيبتي عمرها ما هتسيبك في حالك هينفضلوا كدا ينحروا في فروتك… ما هي دي الحاجه اللي في ايديهم يعملوها…. ياله فوقي كدا و تعالي نتمشى على البحر دا الجو النهارده جميل برا و بطلي كسل….”
_________________________ في الساحل الشمالي
سارت زينب علي الرمال بصعوبه وهي ترتدي كعب حذاء عالي أصرت ان ترتديه على ثوب السهره الذي اختاره صالح
و اصر ان ترتديه
كانت جميله جدا بذلك الثوب المتألق ذات الالون الاسود طويل مطرز ببعض الورود المتلالاه مع الون الفضي الامع
ترتد حجابها مع بعض لمسات المكياج لتكتمل صورتها الجميله في عيناه
حينما ابصرته و أبصرت ما حوله وقفت مكانها بعدم استيعاب
كان “صالح ” متانق جدا.. يرتدي حلة انيقه، جذاب بها وكانها صممت خصيص له.. فسحر عينيها حينما وقعت عليه
رفع صالح عيناه عليها وتقدم منها وعينيه تطوفان باعجاب على ذلك الثوب الانيق الذي يبرز جمال و رشاقة جسدها
فاتنه اليوم كنجمه براقه في السماء.. تنورة فستانها تتارجح حوالها مع هواء البحر المنعش
صورتها الان تشعل صدره كلما تاملها
حاولت التقدم منه بخطوات مبعثره كادت ان تقع بسبب ذلك الحذاء
قائلا برفق”مش تاخدي بالك كنتي هتقعي”
يمسك بذراعها بين يديه بابتسامته مشرقه حاولت التبرير بلطف و ارتباك
“اصل الجزمه عاليه و الرمال و…”
انحني أمامها وجدته يخلع لها حذائها واحد تلو الاخر ثم القاهم أرضا باهمال قائلا بابتسامه “كدا احسن بدل ما تقعي”
زينب بضيق:على فكره شكله حلو و المشكله بس علشان الرمل و بعدين همشي حافيه… ”
شهقت بقوه حينما وحدته يحملها بين ذراعيه يتجه نحو البوابه يخرج من الفيلا
قائله بدهشه
” اخاف اتعود على الدلع دا كله و كدا هتتعب معايا”
إعجابها بمكر ذكوري وهو ينظر لسيارته
“براحتك.. دا شهر عسل برضو… بعد كدا بالجزمه”
ضر”بته بخفه في صدره قائله بغضب
:مين دي اللي هتاخد بالجزمه يا سي صالح”
همس بالقرب من اذنها وهو يتركها لتقف أمامه مباشرة
“اي حد يفكر يزعلك يا زبده….. ”
ابتسمت برضا و هو يفتح لها باب السياره لتصعد.. ابتسم وهو يتجه الناحيه الأخرى يصعد سيارته لينطلق في طريق طويل
بعد أن دعاها للعشاء في مكان خاص
توقف بعد حوالي نصف ساعه
في مكان بعيد عن الفيلا و عن الكومبوند باكمله…. لمكان اخر خالي من البشر و الزحام تقريبا متالالا بانوار خافته
يوجد ممر طويل بين امواج البحر الذي ينشر رذاذه
في نهايه الممر
طاوله مستديره عليها عشاء شهي مع الشموع التي تضي المكان و تعطي له منظر ساحر
لم تكن الشموع فقط على الطاوله كان هناك أيضا شموع ذات الألوان
و أشكال ملفته غايه في الجمال تتالق باناقه على رمال الشط….
نظر لها ليري نظرة الانبهار و السعادة بعينيها
اخذت عيناه تسافر باعجاب
على ملامحها و ابتسامتها التي شقت شفتيها للتو
شعور جميل يجتاجه كلما وجدها تبتسم او تضحك بقوه… يشعر بسعادة عارمه وكأنه هو من يشعر بالسعاده و ليس هي!
زينب بصدمه و انبهار :دا بجد… انا اول مره اشوف مكان بالجمال دا
“ان شاء الله عيونك الجميله دي متشوفش غير كل حاجه حلوه…”
زينب بضيق:طب دلوقتي هعمل ايه الفستان هيبهدل على ما نوصل للتربيزه
صالح بمراوغه وخبث ذكوري وهو يحملها مجددا
:شكل حضني عجبك اوي….
اكتفت بتلك الابتسامه و هي تضع راسها على صدره يسير بها في ذلك الممر و رذاذ البحر يتلاعب بنعومه مع حركه الهواء المنعش
انزلها أمام الطاوله تلك تتلامس قدمها ببرودة المياه المنعشه قبل أن تجلسع على المقعد امامها
لتجده يمد يديه يفك حجابها قائلا
“مفيش حد معانا”
انسدل شعرها لتكتمل تلك اللوحه و يالله من جمالها الخلاب و لا يليق بعينيها سوي رؤيته
لا تعرف من أين صدرت الموسيقى من مكان بعيد لكن مسموعه جيدا
صالح بغمزه:تسمحي لي بالراقصه دي
ردت بحرج قائله
:بس انا مبعرفش ارقص
صالح :هعلمك
زينب بخبث:شكلك بتعرف تعمل حاجات كتير
رد بخبث اكبر و مرواغه ذكوريه يتخللها الجراءه
“بعرف اعمل حاجات منها اللي حصل امبارح والنهارده مثالا”
سعلت بقوة وهي تضع كوب الماء جانبا و وجهها يشتعل بنيران الخجل نظرت له بغضب
صالح :ياله
استقام يمد كف يديه الكبير لها ابتسمت و هي تضع يديها بيديه
خطوة بخطوه معه كالفراشه تلتف بين يديه الماهره
يداه تعانق خصرها ويديها تحيط مؤخرة عنقه
بنعومه و الموسيقى الناعمه تدور من حولهما بتنام ينافس خطوات رقصتهما معا
قربها منه ليهمس ببعض الكلمات
احمرت وجنتيها فاطلق سراحها ممسكا بيديها يجعلها تلتف حول نفسها ثم ضمها بقوة وهما يميلان معا يمينا و يسارا
تشعر وكانها بحلم لا مثيل له تخاف بشدة ان ينتهي بكابوس
يدللها بطريقه تذيب جليد قلبها ليجعلها تغرف معه في تلك الجنه تنغمس برفق بها و مع لمساته
=========================
في بيت نور
خرجت من المطبخ تمسك بيديها سندوتش تأكله بنهم و لذه رغم بساطة ما يحويه
تضع على الطاوله أمامها كل النقود اللتي تمتلكها
قضمت لقمه بجوع لتقول بفتور وهي تضع ساق على الأخرى بلامباله
“كدا الف ميه و خمسين جنيه…. والله الواحد حاسس انه ملك” لتضحك بسخريه
“ياله ان شاء الله اقبض اليومين بتوع مصنع الشكولاته و انا اشتغلت ست ساعات وقت إضافي…. إن شاء الله خير و بابا كدا كدا جاي بكرا من القاهرة يارب بس ميتعبش ”
في ذلك الوقت سمعت صوت الباب يُفتح عقدت ما بين حاجبيها بارتياب قائله
” بابا انتم جيتوا ولا اي… سيف… عبدو”
انتابها الخوف قليلا اخذت حجاب خفيف كان موضوع على الاريكه القديمه بجانبها وضعته على شعرها و هي تدلف لترى ما سبب ذلك الصوت
لكن شهقت برعب، وسعت عينيها بفزع و هي تراه أمامها بعسليته الحاده المتربصه و طوله الفارع
وضع يديه على فمها يمنعها من الصراخ قائلا بحده
“هسيبك بس صوتك لو طلع هتزعلي…”
حاولت دفعه بغضب وهي تضر”به بعنف في صدره بشراسه لكن تحكم بقبضة يديه في يديها…..
:بطلي بقى…. مش هاكلك يا شبح…1
تركها و ابتعد و هو يدلف الي الصاله بسيطه جدا
جلس على الاريكه كانت قاسيه تبدو قديمه كباقي اثاث المنزل
وضع قدم على الأخرى بعنهجيه و هو ينظر لها تقف أمامه ببيجامه قطنيه و حجاب بسيط ليظهر له شعرها البني
ربعت يديها أمام صدرها قائله من بين اسنانها
:ممكن اعرف جبت مفتاح بيتي منين؟ وايه قلت الذوق دي… وازاي تدخل كدا ولا كأنه بيت ابوك…. و نزل رجلك متقعدش كدا بتعصبني”
أبتسم بخفوت تلك الفتاه رغم اي شي قادره بطريقتها تلك ان تثير فضوله و… إعجابه؟!
رغم علاقته النسائيه المتعددة… و رغم أنها تعتبر اقل جمالا من اي امرأه راها…
اقل جمالا من اي واحدة تزوجها
رغم انه يحب المرأه الهادئه كما يظن لكن تلك الفاتنه تثير رغباته و بقوة
بها شي يميزها… عيونها الشرسه تلك…..شفتيها التي تنطق بابشع الكلمات ليست منمقه ابدا…
نظر لها بعسليته القاسيه تلك قائلا بحده
“عندك ايه يتشرب ….”
“عندي سم هاري ما تبطل ملوعه يا جدع انت و قولي بتعمل ايه هنا.. انا قاعدة لوحدي على فكره مينفعش كدا”
“عندك ايه يتشرب؟ “سالها من بين أسنانه
اخذت نفس عميق قبل أن تتحرك من أمامه لتجلس على الكرسي المقابل له
“عندي شاي و من غير سكر لسه هجيل التموين اخر الشهر كمان اربع ايام.. معليش بقى يا سعادة البيه مقدرش اضيفك… الا لو بتشربه من غير سكر”
ابتسم وهو يخرج علبه السجائر الخاصه به لينفث واحدة بينما تنظر له بضيق تحاول استكشاف ما يخفيه تشعر وكانها بحلم
هل حقا بقلب بيتها الان؟!”
نفث دخان سيجارته بوجهها قائلا بهدوء سام
“الموضوع اللي جايلك فيه يخص زيدان العلايلي…..”
رفعت حاجبها الايسر بشك
“وانت مالك ب زيدان الع…. انت باسل زيدان… باسل زيدان العلايلي؟! ”
سألته بصدمه و ارتباك….1
ابتسم ليجيبها
:باسل زيدان احمد العلايلي….. المهم خدي دول علشان نعرف نتكلم…. ”
وضع روزمه من المال أمامها على الطاوله بجوار نقودها القديمه
نور بسخريه
:ايه دول؟
باسل :شوفي يا نور….. انا مهما حصل مش هسمح للجواز دي انها تتم…. اظن عارفه حجم العلايلي جروب و اسمها في السوق
تفتكري في النهايه هسمح ان دا كله ينهد علشان ابويا جاي على اخر الزمن عايز يتجوز بنت أصغر من عياله…. عارف ان اكيد عرضه مغري ليك و ان الفلوس لمعت في عيونك بس مش معقول تكون رخيصه اوي كدا… ”
نور بغضب :اطلع برا… و عايزه اقولك ان مش كل الناس رخيصه بتجري وراء الفلوس
رفضي انا هوصله لوالدك و الفلوس دي متلزمنيش في حاجه…. انا لا عايزه فلوسكم و لا عايزه منكم حاجه سبوني في حالي انا و عيلتي…..
رمقها بنظره ساخره
” عايزه تفهميني انك رفضتي عرضه… طب لو رفضتي ليه سمحتي له انه يوصلك لحد هنا”
“انت مالك…. و بعدين بتحاسبني على ايه؟ على عيون ابوك الزايغه و لا على أن ربنا اداكم من وسعه و احنا لا…. خد فلوسك وامشي يا حضرة وكيل النيابه”
لا يعرف ما سر تلك السعاده التي غمرته من رفضها القاطع
ربما لانه شعر بأنه لم يخسر الرهان؟!
اي رهان؟! رهن عليها انها تختلف عن أي امرأه رآها
استقام وهو يضبط بدلته لتقف هي أيضا أمامه تبدو اقصر منه بقليل
نظر لها بعينيه العسلي الضاريه و القاتمه بشده قائلا
“تمام يا نور… يبقى هيحصل تعديل بسيط في عرض والدي و هتوفقي عليه….”
نور بصوت عالي
“يا جدع مش عايزه اتجوزه دا اد ابويا… انا مش هتجوز واحد عجوز”1
شقت شفتيه ابتسامة لعوبه وهو يميل عليها قائلا
“التعديل هو أن انا اللي هتجوزك……”2
ابتعد قليلا ليري وجهها المتشنج بصدمه واضحه…….
 جزء خاص 
استيقظت ببط لتحسس الفراش بجوارها
اعتدلت في جلستها وهي تضي نور الاباجورة
تفقدت الغرفه مليا لم تجده لكن استمعت لصوت خافت من الصالون
صوت خاشع جميل عقدت ما بين حاجبيه بارتياب و هي تنهض من الفراش وضعت حجابها على رأسها و خرجت
خرجت من الغرفه تدلف للصالون وجدته يجلس في ركن بعيد هادي يقرأ في كتاب الله العزيز
يتلو القرآن بسلاسه و رفق… غرفه مظلمه لا يوجد بها سوا ضوء خافت
خشوع صوته و هدوءه يجعلك ترى شاب نشي على القرآن حفظ و تلاوة
لم تشعر بدموعها التي انسابت من عينيها و هي تستمع له
رفع راسه وهو ينظر لها تصدق بهدوء ابتسم بود
صالح بهدوء:تعالي يا زينب…
اقترب وهي تنظر له بارتياب يبدو احيانا جر”ي فظ وأحيانا هادي هدوء مريح للنفس
صالح:مالك؟
زينب:مش عارفه مستغرباك …. صوتك هادي اوي انت حفظت القرآن فين؟
” ابويا و امي…. جدي شريف الهلالي هو اللي علمه حفظ القرآن بالتجويد و بابا حفظه لأمي كان كل يوم بليل يقعد معانا يقرينا القرآن و حتى امي كان بيسمعلها… ابويا يوم جوازنا وصاني عليكِ…
زينب: اشمعني الوقت دا اللي بتقعد كل يوم تقرأ فيه قرآن و تصلي بعيد عن الكل… الصراحه في أول جوازنا كل يوم كنت بصحي على صوتك و كنت بعيط… عارفه انا احيانا بحس اني مش فهماك… احيانا جري و أحيانا متدين… هو انت ازاي كدا؟
صالح بابتسامه :على فكره دا الطبيعي اقولك ازاي… انا وانتي واحد اللي بينا و حقك عليا مش لأي واحدة تانيه غيرك… إنما ديني دا اللي لازم اتعامل بيه مع الكل… تعرفي انا ابويا علمني حاجات كتير اوي.. القرآن.. الفقه.. الشغل… الحب…الغيره
لما كنت بشوف حد بيقرب من ايمان كنت ببقى عايز اولع فيه… و لما شفتك اول مره جرحتك بكلامي عن الفلوس… كان هاين عليا اجي اعتذرلك بس الأصول كانت تمنعني
زينب : ساعات بحس انك تقيل و عاقل اوي و دا اللي بحسه لما اتكلم معاك و ساعات بخاف لما تقلب و تتهور
صالح بهدوء:كلنا بنغلط… او على الاقل بنتهور و بنندفع….عارفه في أول ما حصل خطوبتنا للأسباب دي كنت خايف ان مكنش اد مسئولية الجواز… مش مصاريف والكلام الفاضي دا اقصد الود في المعاملة و اني احاول اتعرف عليكي و برضو مظلمكيش معايا لان انا بحب شغلي و بديه وقتي خفت اظلمك
بس يومها امي دخلت قعدت معايا و قالتلي كلمه عمري ما هنساها
“اللي ربنا عايزه بيكون يا ابني و طالما ربنا حطكم في طريق بعض اكيد لحكمه و سبب هو ادري بيه… يومها عرفت ان اكيد في حكمه من اني اقابلك بالشكل دا…
انقذتي حياتي و ساعدتيني من غير مقابل
قلت لازم انا كمان اديها من وقتي وخصوصا اني اتربيت في بيت فيه حب
علاقه امي وابويا كانت صادقه فيها احترام
اول يوم جواز قلتلك اني نفسي في بيت هادي و اولاد… عايزه زوجه تكون صريحه معايا و متنامش في يوم جانبي وهي شايله مني.. قررت اكسر الحواجز اللي بينا و ابقى متيقن ان دي ارادة ربنا و في منها سبب
و قررت احبك و اشيلك فوق راسي
معرفش انا مشاعري ايه ناحيتك دلوقتي غير اني برتاح في الكلام معاكي و ينبسط وانا شايفك فرحانه
يمكن بيجي على بالي دايما مقولة الرفق بالقوارير
أروع نموذج في المعا’شرة الزوجية، فكان بحقٍّ نِعم الزوج لزوجه، وخير الناس لأهله، وليه لا؟! وقد جعل صلى الله عليه وسلم معيار خيرية الرجال في حسن عشرة الزوجات فقال صلى الله عليه وسلم ،: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي» (رواه الترمذي وابن ماجه)
،كان صلى الله عليه وسلم جميل العشرة معهن دائم البِشْر، يداعبهن ويتلطف بهن، ويعاملهن بكل سُموٍّ خُلقي؛ من محبة وعدل ورحمة ووفاء، وغير كدا ما تقتضيه الحياة الزوجية في جميع أحوالها
محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوجاته
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حُبِّبَ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا: النِّسَاءُ وَالطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ» (رواه النسائي).
قد سأله عمرو بن العاص رضي الله عنه قائلًا: «أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ -فأجابه بكل صراحة ووضوح- قائلاً: «عَائِشَةُ» فقال: وَمِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «أَبُوهَا» (متفق عليه).
وعنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي سَفَرٍ، وَكَانَ غُلَامٌ يَحْدُو بِهِنَّ يُقَالُ لَهُ: أَنْجَشَةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «رُوَيْدَكَ يَا أَنْجَشَةُ، سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ»
(متفق عليه)
. قال الإمام النووي: «ومعناه: الأمر بالرفق بهن…»، أي
: ارفق في سوقك بالقوارير. قال العلماء: سمَّى النساءَ قواريرَ؛ لضعف عزائمهن، تشبيهًا بقارورة الزجاج لضعفها، وإسراع الانكسار إليها» [شرح النووي على مسلم].
تقول أُمُّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: «كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ إِذَا دَخَلَ يَنْقَمِعْنَ – أَيْ يَتَغَيَّبْنَ مِنْهُ- فيُسرِّبُهُنَّ إليَّ؛ فَيَلْعَبْنَ مَعِي» (رواه البخاري).
الرحمة كانت صفة من صفات سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – التي لا تنفك عنه أبدًا، لا في سِلم ولا في حرب، ولا في حَضر ولا في سفر، وقد سماه ربُّه رؤوفا رحِيما، قال الله تعالى
: { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }(التوبة: 128) .
قال الشنقيطيُّ رحمه الله
: ” ذكر جلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه ما أرسل هذا النَّبي الكريم ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ إلى الخلائق إلا رحمة لهم، لأنه جاءهم بما يُسعدهم، وينالون به كل خير من خيري الدنيا والآخرة إن اتبعوه، ومن خالف ولم يتبع فهو الذي ضيع على نفسه نصيبه من تلك الرحمة العظمى” .
وقد ضر” ب النبي – صلى الله عليه وسلم – من نفسه أروع النماذج البشرية، فكان نِعم الزوج لزوجه، وخير الناس لأهله وأبنائه، إذ هو المثل الأعلى والأسوة الحسنة، فكان – صلى الله عليه وسلم – يعامل زوجاته وأولاده بكل سُموٍّ خُلقي، من محبة ورحمة، وعطاء ووفاء، وغير ذلك مما تقتضيه الحياة الأسرية في جميع أحوالها وأيامها، كما فاضت بذلك كتب السنة والشمائل والسِّيَر عنه – صلى الله عليه وسلم – .
زينب:عليه أفضل الصلاة والسلام
صالح:
بصي يا زينب الحياة علشان تستمر عايزة أتنين يشيلوا الحمل… أوعدك ادام ربنا اكون دايما في ضهرك لو خفتي في يوم من الأيام او زعلتي…. الحياه لازم نقابل مشاكل بس انا من يوم ما كتبت كتابي عليكِ وأنا واخد عهد أدم ربنا اني اكون معاكي أخ و زوج و أب
حاجز الحرج بينا اتمنى يتشال و تثقي فيا
زينب بارتباك:بس انا مش زيك انا يعني الصراحه قلتلك قبل كدا اني مكملتش تعليمي و يدوب بقرا كويس و لما بقرا في المصحف احيانا بحس ان في آيات مش فاهمه معناها و برضو كنت بقرا قراءه عاديه مش زيك… حافظه من القرآن اربع أجزاء
انهت جملتها بحرج شديد و هي تتفادي النظر اليه
صالح:اولا ارفعي راسك و اوعي توطيها…. و بعدين ياستي انا روحت فين؟ خلينا نحدد وقت كل يوم انا اقرالك جزء من القرآن و اشرحلك اللي مش فاهمه و اسمعلك بس اوعي تتكسفي يا زينب بالذات في الجانب دا من حياتنا
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) متفق عليه.
صالح:يعني انا مسئول عنك و مسئوليتي اني اخد بيديك و انتي تاخدي بيدي للجنه
يوم لقيتني بقولك لا مش قادر انزل اصلي و تعبان… قوليلي طب ياله نصلي سوا و خليك أمامي..
ابتسمت البهية و قد ارضاها قضاء الله حين وقع البلاء _محاوله اعت”داء مليجي عليها_
وقع البلاء لياتي القدر بما هو الطف
استمعا الاثنان لاذان الفجر فضحك صالح بخفه قائلا
” وادي الفجر إذن واحنا بنتكلم”
زينب: و طيب الكلام بجوارك….
جزء صغير بس تهور صالح الفصل اللي فات
هو طبيعي جري متدين لكن الأهم عنده عيله واعيه و الأهم ان عنده منهج ماشي عليه
منهجنا دينا…. تعامله معها بيكون خاص
لكن تعامله مع الناس و تعاملنا لازم يقتديه اخلاق
نكمل في فضل الجاي و نشوف نور و باسل و يوسف. ايمان. وعلى. حبيبه.
وحقيقي اللي مش هيتكرر
جلال و حياء
مالي عليها قائلا بجدية يغلب عليها الثقه
“التعديل على العرض .. هو أن انا اللي هتجوزك”
أبتعد قليلا ليري وجهها المتشنج بصدمه
نظرت له بارتياب و صدرها يعلو و يهبط،
مطولاه النظر لتلك العسليتان القاسيتان المتضح بهما الثقة يصحبها الهيمنة الواضحة
رفعت عينيها البنية وظلت تتابع ما يحدث الا ان حركات شفتيهما و اعينهما تحكي نقاش حاد رفض قوي من الجبهتين صرخت بوجهه قائلة بتحدي
=أطلع برا و هات المفتاح اللي دخلت بيه مش عايزه أشوف وشك تاني لا أنت ولا أبوك وياريت تبلغه رفضي للعرض بتاعه، شلوني من دماغكم.. يارب ياخدني بقى.. أنتم ايه معندكمش رحمة.. أطلع برا”
أحتدت عينيه جاذباً أياها من ذراعها بقوة قربها منه
وهو يقول بنبره خطيرة وعيناه العسلي الضاريه شديدة الاحمرار أنها تشتعل كبركان ثائر و هي ترمقه بنظرات شرسه
قائلا بنبرة مبهمه خطرة
“مش هبعد يا نور…. هتجوزك و الأسباب دي تخصني، وانا مش هقف اتفرج على تعب سنين و هو بيضيع
نور
:أطلع برا لو سمحت… انا مش هتعصب و لا هزعق بس أطلع برا انا مش عايزه اتجوز لا انت ولا أبوك….. انا مش حمل دخول في مشاكل مع ناس زيكم”
هتف بنفاذ صبر
“مش هيبقى في مشاكل يا نور لو أنتِ معايا لكن اوعدك أنك هتفتحي على نفسك أبواب جهنم لو فضلتي راكبه دماغك… انتي متعرفيش زيدان العلايلي
“انت بتتهددني وعايزين اوفق على عرضك الغريب دا…..طب بص يا ابن الحلال انا واحدة الدنيا عماله تحط عليا من كل ناحيه و معنديش مشكله لكن ان حد يلوي دراعي يبقى على جثتي و اتفضل بقى اخرج اظن دا مش اسلوب انا قاعدة لوحدي و لو حد شافك هتبقى مصيبه ترضها لأختك”
باسل بجديه:
تمام انا همشي بس هستنا ردك فكري يا نور الفرصه دي مش هتتعوض
ربطت يديها أمام صدره قائلة بسخريه
” و حضرتك بقى يا حضرة ناوي تتجوزني عرفي و لا رسمي و ياترى عرضك دا عرضته على كم واحده..انا مش للبيع… علشان انا مش زيكم و لو مستني ردي فأنا من دلوقتي بكل احترام بقولك اني رافضه”
وضع يديه بجيب بنطاله قائلا بجديه تليق به
:بصي يا نور انا مش هجبرك لا مش بحب النوع دا انتي عندك مطلق الحريه لكن في النهاية اللي عايزه يحصل هيكون و بارادتك سلام يا شبح… هستناكي بكرا في…. الساعة تلاته و انا مجتيش انتي حرة
نور بغيظ:ما انا فعلا حرة و لا تقدرني تجبرني
زم شفتيه وهو يقترب بابتسامه مراوغه
:اااامم جدع يا شبح بس خليكي فاكرة ان اللي انا عايزه هعمله حتى لو غصب عنك
ضيقت عينيها بارتياب قائله
:انت سايكو صح؟! اطلع برا و اخفي من وشي بدل ما اعمل منك بطاطس مقليه و انت شكلك بسكوتايه مش هتستحمل….”
ابتساَمه جميلة شقت شفتيه اخذ يقترب بخطوات ثابته بينما تراجعت للخلف بضيق و عينيها تشتغل بضراوة مالي عليها قائلا بنبرة مخدره حادة
:دور الشبح دا مش لايق عليك.. عارفه تمثليه لكن مش انتي يا نور.. عيونك رغم الغضب اللي باين فيها الا انها أضعف بكتير من احتمالك…
ابتعدت قائلا بتحدي
:تيجي بكرا يا نور سلام…
رغم شعورها بالذهول و مرارة العلقم في حلقها فهو حقا استكشف ما تخفيه الا انها اخفت ذلك بمهارة قائلة
:مش جايه وياله امشي بقى ….
اتجه نحو الباب قائلا بحدة
:هستناكي و لو مجتيش انتي حرة…. و ابقى اقفلي الباب كويس
القى بالمفتاح على الاريكه قبل أن يغادر شقتها تاركا اياها خلفه
جلست على الاريكه وهي تضم جسدها بيديها تنهدت بارهاق و هي تتجه نحو الباب تغلقه جيدا….
————————————
وصلت سيارة باسل الي فيلا العلايلي تركها للخفير يصفها بالجراج بينما ترجل الي داخل القصر مميز و أنيق
لا يخلو من التحف النادره ان نظرت له تظن و كأنك بداخل متحف لا منزل عائلي
يخلو منه روح البهجة شي ما يفتقده ذلك المنزل الكئيب
ابتسم وهو ينظر لتلك الفتاة الجميله تجلس على احد المقاعد بينما تعمل بجديه و تركيز على احد المشاريع الهندسيه الخاصه بمجموعة العلايلي
باسل بابتسامه باهته:زينة…. جيتي امتى؟
زينه :باسل وحشتني اوي في الكم يوم اللي فاتوا تعالي اقعد في حاجات كتير في الشغل حابة نتكلم فيها بس مش وقته
صحيح بابا و مروة قاعدين في المكتب و شكلهم كدا بيخططوا لحاجه كبيرة سوا لان بقاله يجي ساعة ونص
وضع يديه بجيب بنطاله وهو يصوب عيناه نحو ذلك الباب المطلي بالون البني اللامع حيث مكتب والده قائلا بحده و لامباله
:زيدان بيه و مروه… تمام
استقام تتمسك في ذراعه قائلا بارتياب من اخيها
:باسل هتعمل اي؟! بلاش تهور
باسل :لا متقلقيش مش انا اللي مفروض اقلق هما اللي لازم يخافوا
وضع كف يديه الكبير على يد اخته يبعدها بينما يتوجه بخطوات ثابته و عيناه القاسيتان مصوبه على الباب كأنه يريد اختراقه
فتحه و دلف الي المكتب تحت نظرات زوجته السابقة و ابيه
وضع زيدان السيجار بفمه ينفثه ببط وهو ينظر لابنه بينما جلس باسل على مقعده يضع قدم فوق الأخرى
عضت مروة على شفتيها بحسرة تلوم نفسها على غيائها الذي جعلها تترك ذلك الوسيم لكن لا يتعلق الأمر بوسامة باسل لكن أيضا يتعلق بشخصيته القوية و نفوذه و هيمنة شخصيته …
هو دايما يفوق توقعات الجميع ليجعل اي شخص ينبهر منه حتى هي!
تجزم انها لم تشعر بانوثتها الا بين يديه
مروة برقه:اهلا يا باسل ….
صوت عسليته عليها بلامباله ثم عاود النظر لوالده
:في اجتماع من غيري؟ اااممم ياترى اي السبب اللي جايب مروه هانم لحد الساعه اتناشر اامم شكله موضوع مهم اوي
زيدان بجديه :
و حضرتك يهمك في ايه…. مروه كانت هنا معايا انا متخصكش….
زم شفتيه بضيق قائلا :
اوكي كملوا كلام ياله اتفضلوا
مروه
:باسل كنت عايزه اتكلم معاك ممكن….
“بخصوص اي؟” سأله بحدة
مروة بغضب و بجاحه:
بخصوصنا… فاضل في شهور العده ايام ايه هنفضل في لعب العيال دا كتير معقول انا مروة الخليل بنت وزير ال…. اتطلق..
انا كنت عارفه علاقاتك و جوازتك بس قلت وماله عدي كله يهون و لا اني يتقال عليا مطلقه بعد بجوازها بكم شهر
و بعدين انت وحشتني…. وحشتني اوي يا باسل اظن كفايه الفترة اللي بعدنها دي و تعالي نرجع لو سمحت
زمجر بقسوة و غضب
:اولا انتي بغبائك و غرورك وصلتينا للمرحله دي و انا عمري ما حبيتك و انتي عارفه انه
بيزنس از بيزنس دا كان اتفاقنا من اول يوم اتقابلنا فيه و انتي قلتي انك مش بتدوري على علاقه و جواز و المهم الشغل اللي بينا و خالص يا مروه البزنس بينا انتهى…. سامعه فنش….. و موضوع اردك دا انسيه
مروه بغضب :
فاهمه انت بتعمل ايه يا باسل بيه…. انت فاكر اني همو”ت عليك… صحيح اللي ذوقه واطي هيفضل واطي خليك مع اللي شبههك بس اللي بينا مخلصش يا باسل مخلصش
بعد اذنك يا اونكل
خرجت من المكتب وعينيها تشتعل بضراوة و قسوة رغم دفعه لها وكانها شي بلاقيمه تشتغل بداخلها رغبه قويه فيه
ليس من السهل ابدا تخطي شخصيه مثله
بينما اشتعلت حر”ب النظرات بين الاب و ابنه
انتهت بمغادرة باسل غرفه المكتب
_____________________________
في احد مدن لندن المعروفه بالمعمار
كما يطلق عليها مدينه الضباب
دلفت تلك الشابة بسيارتها الفارهه الي جراج الشركة بينما ترجلت من السيارة باناقه
امرأه في نهايه العشرينات.. انيقه ترتدي ثياب كلاسيكيه عملية، تمتاز بشعر اسود قصير يصل بالكاد لرقبتها، عيون بنيه واسعه
تتحدث بحدة في الهاتف
حنين بضيق
: اعملي اجتماع مجلس إدارة و عايزه كل المهندسين المشرفين على المشروع يحضروا في أقل من نص ساعة….
المهندس يوسف الصاوى في طريقه بلندن يمكن يكون في الطيارة دلوقتي لازم نعمل اجتماع علشان نتناقش في أهم التفاصيل قبل ما يرجع… بقاله شهرين في مصر و اخيرا راجع و هو اللي معه معظم التصاميم
و هو أهم حد في المشروع دا
ردت من الجهه الأخري
:حاضر يا فندم هبلغ الكل يكونوا في قاعه الاجتماعات
صعدت حنين على الإدراج اللمعه و كانها مرآه كزجاج الشركه الأزرق كل شي يبدو مميز و كلاسيكي ملفت
حنين بخبث
:دلوقتي ابعتيلي البشمهندسه ” عهد ” على مكتبي….
البنت على الجهه الاخري
:عهد…. حاضر يا بشمهندسة حنين….
اغلقت هاتفها و هي تقف تستند على حاجز السلم قائله بضيق
: للأسف مقدرش استغني عنك في الشركه لا دلوقتي و لا بعد ما المشروع ينتهي… مينفعش الشركه تخسر مهندس شاطر زيك يا يوسف…. بس طول ما هو مرتبط بمصر هيفضل متمسك بفكرة انه يرجع لها تاني
و كمان مراته دي….بس مفيش حاجه صعبة
انهت جملتها وهي تضع يديها بجيب سترتها تدلف بعملية الي مكتبها
مر حوالي عشر دقايق
طرقات مرتجفه على الباب
دلفت الى المكتب شابه في منتصف العشرينات بثياب انيقه تتكون متوسطه عهد
عهد :حضرتك طلبتي تقابلين يا استاذه حنين
حنين بجديه:ايوة يا عهد ادخلي
دخلت بارتباك و خطوات متعثره تخشي من الحديث مع مديرتها لطالما كانت شخصيه حادة متغطرسه
جلست أمامها على المقعد
حنين بخبث:عرفتي ان البشمهندس يوسف راجع لندن بكرا و هيكون هنا في الشركة
ابتسامه واسعه شقت شفتيها قائله بحماس
:بجد يوسف راجع… دا انا فكرت انه مش هيرجع تاني بجد دا احسن خبر سمعته
صمتت برهه تئانب نفسها على تلك السرعة لتبرر
:اقصد يعني ان البشمهندس يوسف من أحسن المهندسين اللي اشتغلوا في العشر سنين الاخرنين و وجوده هيفرق جدا
حنين بضيق:عهد انا عارفه انك معجبه بيوسف دا إذا مكنتش بتحبيه اني واي مش بتفرق معايا المسميات اد ما يفرق معايا البزنس…
عهد بارتباك:حضرتك تقصدي ايه؟
حنين :مش عايزه يوسف يرجع مصر تاني أو بمعنى أصح لو رجع تبقى اجازه صغيرهو فكرة انه يسيب الشركة دي ينساها
عهد :ياريت يا بشمهندسه بجد… بس ازاي؟
حنين :شوفي يا عهد الشركه دي فيها مهندسين كتير جدا عرب و غيرهم كتير من كل الجنسيات و روئساء مجلس الإدارة مش هيفضلوا لكل واحد علشان كدا انا عايزاك تقنعي يوسف انه يفضل يوسف اتجوز من مدة قصيرة بنت عمه على حسي معلوماتي وهو هيرجع لوحده من غيرها
استقامت تتحرك في ارجاء الغرفه بينما نهضت عهد بسرعه
حنين
:اقعدي يا عهد…. شوفي انا وانتي بنات و مش صغيرين وفاهمين دماغ الشباب كويس و مفيش راجل يا حبيبتي بيفضل وفي لواحدة
و خصوصا لو حبها و اتجوزها بيبدأ الحب يقل و يختفي و مع البُعد
يبدأ يتلاش الحب
و لو لاقي واحدة تانيه تديله الحب دا و الاهتمام بيرجع عيل صغير ممكن يضحي و ينسى علاقته الأولى يوسف لما رجع مصر كان راجع على اساس ان دي اجازه اسبوعين يعني اكيد مكنش ف خططته الجواز و لا فكرة انه يسيب الشركه
وواضح ان اللي اختلف هو جوازه مش اكتر، يعني البنت دي هي الرابط اللي مخليه فاضل في مصر
عهد بضيق و غصه:ايوه فاهمه حضرتك نفسي افهم عملت ايه علشان توقعه في أسبوعين
حنين بابتسامه ملتويه
:كل واحدة وليها سحرها و اي شاب بيحب يلقى حد مهتم بيه و بتفصيله و حياته
و انتي يا عهد جميلة و مهندسه ذكيه و عندك أهم المميزات اللي تخليه خاتم في صباعك… انك بتحبيه و اي واحدة بتحب بتعمل المستحيل علشان حبيبها يكون لها و انتي وشاطرتك المهم يوسف ميسفرش تاني أو على الأقل ما يسبش الشركة
عهد بهيام و حيرة
:تفتكري ممكن يشوفني اصلا دا طول الوقت قال ايه بيغض بصره و بيخلص شغل يرجع شقته او يخرج مع حد من المهندسين
حتى مفيش مرة قبل عزومتي….
حنين :
بصي يا عهد انا ممكن اساعدك و ممكن كمان اخليكي في التيم بتاع يوسف بس اللي قلته يتنفذ
عهد بسعادة:انا متشكره جدا حقيقي متشكرة
حنين :روحي دلوقتي على مكتبك
عهد:اوكي….بعد اذن حضرتك
==========================
في منزل يوسف الصاوي
يقف و هو يضع يديه على مقبض حقيبة السفر بينما الأخرى تبتسم بود
ايمان:برضو مش عايزني اجي معاك المطار يا جو
أبتسم بينما يقبل قمه راسها قائلا بجدية
:معليش يا ايمان انتي عارفه مبحبش الوداع ان شاء الله خير ادعيلي و اوعي تنكسلي على مكالماتي و لو حصل اي حاجه كلميني و بلاش تفضلي هنا لوحدك انا كلمت عمي و هو قال انه مش هسيبك ارجعي معه البيت هكون مطمن عليك وانتي معاهم
ايمان:خالي بالك من نفسك يوسف انا بحبك وواثقه فيك بلاش تخذلني و عارفه انك هتحقق أحلامك و ان شاء الله فترة و اجيلك
تنهد براحة بينما يحتضنها وكأنه يودعها اخذت نفس عميق تحاول الاسترخاء من زوبعة أفكارها بينما الاخر مرر يديه على ظهرها بحنان قائلا
:ان شاء الله ياله في حفظ الله
:في حفظ الله………..
تحرك وهو يسحب حقيبته يخرج من شقته بينما يقف في انتظاره تاكسي
وضع حقيبته في السيارة.. رفع راسه ينظر لشرفة المنزل اهدته أجمل ابتسامة ليها تدفعه و بقوة لتحقيق أحلامه
ركب التاكسي في طريقه لمنحني أخرى في حياته.. منحني سيغير مسار حياته
لا تخشى على حبك الحقيقي
مهما مرت سنوات و طالت المسافات
لكن أعلم ان نفوس البشر مليئه بالحقد و الكراهيه…. فقط سيظهر لك الأمر و كأنه انتكاسه قويه من بعدها قضى الامر
صعد للطائرة من بوابة الصعود رقم (..)
و هو يردد ذلك الدعاء بداخله
“الله اكبر الله اكبر الله اكبر
سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين
وانا الي ربنا منقلبون
اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر و التقوي
ومن العمل ما ترضي
اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده
اللهم انت الصاحب في السفر
و الخليفه في الاهل
اللهم اني اعوذ بك من عثاء السفر
وكآبه المنظر وسوء المنقلب في الأهل والمال”
استقر في مقعده في الدرجه الاولي يغمض عيناه
ألقي نظره بعيدة عبر نافذة الطائرة.. فالفي كتلا من السحاب الأبيض على مرمى بصره تلتقي بافق رمادي ذي تدرج لوني الأزرق و بدايه يوم جديد
أيشتاق لها و ما يفارقهما
ما هي إلا مسافات اما القلوب فهي لم تفترق……و ربما تفترق!!
_________________________
طال الانتظار في احد الكافيهات في احد الأماكن الراقيه في اسكندريه
يجلس على احد الطاولات المنعزله و بعيدة عن الأجواء المزدحمه بينما ينتظرها بوجهه مكفهر قد مر علي الموعد ساعة و ربع
باسل بغضب
:يبقى انتي اللي اختارتي يا شبح
رفع هاتفه على اذنه يجري اتصال بمساعده الشخصي
باسل بجديه
:نيروز عايزك تعرفلي نورهان فين دلوقتي؟
رد عليها من الجهه الأخرى بهدوء:
اقل من عشر دقايق هكلم حضرتك…
أغلق الخط بينما ينفث سيجارته ببرود
….
:ايوه يا باسل بيه…. هي حاليا في مصنع القماش اللي في (…) بتاع جلال الشهاوي
خرج من الكافيه و قد نوى على فعل شي ما..
————————————-
اضجعت زينب على جانبها تتامله في نومه وهي تبتسم برقه حين عقد حاجبيه يهمهم ببعض الكلمات الغير مفهومه
و ذراعه تشد من حولها يجذبها اليه قبل أن يعاود الاسترخاء مرة أخرى.. دافنا وجهه في عنقها مستغرقا في النوم بينما رفعت هي اناملها تدسها بين خصلات شعره الأسود تمررها بينهم بحنان هامسه لنفسها اكثر مما يكون له تستغل معرفتها لطبيعة نومه العميق قائله بسعادة
:انا شكلي حبيتك.. تعرف نفسي تفضل نايم علشان افضل ابصلك من غير كسوف
ازاي قدرتي تخليني أحبك كدا….
يمكن مقدرش اقولك الكلام دا وانت صاحي علشان مكسوفه اقولها… و خايفه يكون اللي جواك ليا مجرد اعتبارك اني مراتك و واجب عليك تعاملها كويس… بس مش مهم انا يكفيني اني افضل معاك كفايه انك الوحيد اللي عرفت تخليني افرح بجد…. اوعدك اني افضل أحبك حتى لو انت محبتنيش…
التمعت عينيها بسعاده وهو يضمها بين ذراعيه جاذباً اياها بين احضانه تشعر بانفاسه الساخنه تلفح بشرتها يريح راسه بين تجويف عنقها. تنعم بدفئه الغازي لحواسها قبل أن تستسلم هي الأخرى للنوم لا يشغل بالها اي شي فقط تستريح بجسدها بين احضانه
بعد مرور يومان
كانت زينب ترتب أغراضها في حقيبة السفر استعداد للعودة للاسكندرية
بينما صالح يجري عدة اتصالات تخص العمل.. زمت شفتيها بحنق وهي تنظر له يضع كل وقته به
خرجت تجلس في الصالون بعد أن جهزت كل شي مر حوالي نصف ساعة تقريبا
زفر صالح بضيق و هو يتقدم في الغرفه ليجد زينب جالسه باسترخاء تشاهد التلفاز بتركيز حتى انها لم تنتبه الي تواجده في الغرفه
تقدم ببطئ منها حتى جلس بجوارها على الاريكه لتشهف زينب حين شعرت بيد تلامس شعرها بلطف التفت لتجده يجلس بجوارها يداعب شعرها بحنان تنهدت بارتياح ويرتسم على وجهها ابتسامة وهي تهتف بحنق وهي تزم شفتيها للأمام بشكل مضحك
:اخيرا خلصت شغلك… كل دا في مكالمه
اجابها صالح بصوت متحشرجوهو يبعد بحنان خصلات شعرها المتناثره على وجهها للخلف
:معليش يا زينب كان عندي شغل كتير و لازم نرجع النهارده عارف اننا مكملناش اسبوع حتى بس ان شاء الله اعوضهالك مره تانيه و هتكون احسن بس معليش استحملي معايا شويه
اراحت راسها على ذراعه بابتسامه جميله
:انا يا عم مبسوطة كدا و الله مش زعلانه اننا هنرجع بالعكس انا مكنتش اتخيل اننا نيجي هنا حتى…. المكان جميل اوي و كفايه أنك معايا
طبع قبله على قمة راسها بحنان اغمضت عينيها بسعادة
صالح بحنو: اجهزي ياله هنتحرك يدوب نوصل اسكندريه على العصر…..
زينب:تومام….
ليتجهز الأثنان و يتحركا في طريقهما للعودة
____________________________
في بيت حبيبة
ارتدت فاطمة (والدة حبيبة) حجابها و هي تتجه نحو باب الشقه تسحب خلفها حقيبة التسوق قائلة بصوت عالي نسبياً
:انا نازلة السوق يا حبيبة و اخوكي في الكلية
خرجت من غرفتها و قد بدلت ثيابها السوداء الي عبايه بيتيه زرقاء تصل إلى ما قبل كحلها بقليل، رفعت شعرها ذيل حصان تعقده بوشاح اصفر
حبيبه :ماشي يا ماما و انا هنضف البيت و اجهز الغداء يكون زياد جيه من الكليه
فاطمة بسعادة:ايوة كدا الحمد لله قلعتي الأسود و نورتي تاني البيت ماشي يا ضي عيني وانا جايله هجيبلك الفاكهه اللي بتحبيها سلام يا عسل
ابتسامة بسيطه شقت شفتيها قائله
:ماشي يا ام حبيبة سلام…..
بدأت بتنظيف المنزل و تجهيز الغداء حاولت بجديه الخروج من زوبعة أفكارها التي تهاجمها كلما اغلقت الباب و بقيت وحدها بالغرفة
جلست على الاريكه في منزلها القديم و هي تستنشق نسمات الهواء البارده تستشعر الحرية من جديد….
شغلت التلفاز و أتت باحد المسلسلات التركية و التي كانت تعشقها منذ زمان طويل
اخذت تقطع الجزر قطع صغيره لصنع اخد الأطباق المفضله لدي أخيها
لكن قاطعها رنين جرس الباب
نهضت لتفتح باب الشقه دون الالتفات لحالتها
فتحت الباب لتجده يقف امامها
أبتسم على وهو يلمحها اخير منذ ايام طويله لم يراها رغم ذلك يطمئن عليها عن طريق والدتها
على :ازايك يا حبيبة؟
“بخير الحمد لله.. و انت اخبارك ايه؟”
“بخير الحمد لله يعني ماشيه ….”
هدى (والدة على) :ازايك يا بي… حبيبة؟
اقتربت منها وهي تحتنضها بود :
:انا بخير يا خالتي الحمد لله… اتفضلي…
على بجدية:خالص يا أمي أنا هنزل و لما تخلصي كلميني هجيلك
هدي:ماشي يا حبيبي روح ربنا يوفقك يارب
حبيبة بحرج
:ادخلي يا خالتي…
دلفت هدي مع حبيبة بينما الأخرى تشعر بالارتباك من تلك المقابلة… تشعر بالحرج قليلا
جلست هدى على الاريكه و هي تنظر للتلفاز
:تصدقي اني بحب المسلسل دا… اقعدي يا حبيبة
جلست بارتباك قائلة
:وحشتني يا خالتي ساعات كتير اوي كنت ببقى نفسي اشوفك بس الظروف بقى…
هدي بعتاب و ود
:اديك قولتي ظروف وراحت لحالها يبقى ايه بقى نفضل عايشين في اللي فات و نسيب حياتنا تضيع….
منكرش اني فضلت كتير زعلانه منك و مش طايقه ابص في وشك يمكن لو كنت شفتك كنت هضربك من غيظي
علشان انا أم… أم شافت ابنها و هو موجوع و قلبه مكسور… بس ليه يا حبيبة دا انا كنت أمك يا بنتي… ليه مقولتناش اللي جواكي و اللي حصل لزياد… جايز مكناش وصلنا للمرحله دي…
حبيبة بحزن :يمكن لانه مقدر و مكتوب
ربنا أراد اننا نمشي في طريق زحمه و طويل الدنيا تخبط فينا و نخبط فيها
حقك تزعلي وتكر”هيني كمان انا لو مكانك كنت ولعت في اي حد يجرح ولادي
ابتسمت السيدة بوجهه بشوش بينما تمسكت بيد حبيبة بين يديها قائلة بحب
:يبقى سيبي اللي فات يروح لحاله و احنا نكمل حياتنا… ربنا رحمك من شاكر و ادالك فرصه جديدة لحياتك
على فكرة” على” قالي اخد منك الورق بتاع الكليه اللي انتي كنتي سحبته علشان يقدملك تاني و ترجعي كليتك فات سنتين يبقى نشد حيلنا كدا و نرجع مع بدايه السنه الجديده كمان شهرين
حبيبة انا والله العظيم بعزك و بحبك لاني كنت متأكدة انك جدعة و استحملتي سنين من بعد ما ابوكي توفي و احنا اهلك يا بنتي لو حصل اي حاجه احنا جانبك
و على فكره انا مش بقولك كدا علشان موضوعك مع علي لا انا بس مش عايزاك تخافي و خليكي عارفه اننا في ضهرك
قوليلي بقى بتعملي اكل ايه حلو؟
حبيبه بسعادة: بسله بالجزر و رز و فراخ
لازم نتغدا سوا امي نزلت تجيب شوية حاجات من السوق… هدخل احط الجزر و ازودها… تشربي ايه؟
هدي بابتسامه : وحشني فنجان القهوة من ايدك… عايزه فنجان يظبط الدماغ لحسان حاسه اني مزاجي مش رايق
حبيبة:من عيوني
———————————
في منزل الشهاوي
دلفت ايمان لمنزل والدها و هي تنادي على والدتها بصوت عالي
حياء :في ايه يا بنتي في اي… صوتك جايب اخر الشارع!!
ايمان بسعادة: معليش من فرحتي وحشتني اوي… اومال فين بابا؟
زفرت بضيق و هي تنظر لابنتها بينما تتجه للمطبخ
:ابوكي نزل الوكالة مع عمك جمال.. ياله ادخلي غيري وتعالي ساعديني نجهز الغدا اخوكِ في طريق هو و زينب و يمكن يوصلوا في اي لحظه…. قوليلي عملتي ايه في المستشفى؟!
ايمان بحماس:ما هو دا اللي مفرحني اليوم كان حلو اوي و الأسبوع الجاي هدخل عمليات مع دكتور بس طبعا هكون مساعد له مش اكتر
حياء :الف مبروك يا حبيبة قلبي ان شاء الله تدخلي عمليات و تكوني الدكتورة الاساسيه و تنجح يارب دايما
ايمان بسعادة: يارب صحيح معاد مكالمة يوسف هدخل اغير عايز يكلمك…
حياء :والله وحشني اوي كان عامل حث للبيت حلو اوي يارب يرجعلك لينا بالسلامة يا ابن الصاوى….
أيمان باشتياق و حب:يارب يا أمي يارب.. تعرفي وحشني اوي رغم انه بيكلمني كل شوية بس مش بيكلمني دقيقتين على بعض حتى بليل بيرجع من الشغل متأخر بيقول ان طلع في مشكله و غلطه المهندسين عملوها في غيابه و لازم يصلحوا المشكله دي في وقت قصير
ابتسمت بهدوء و هي تربت على كتفها بحنان
:معليش يا قلبي بكرا تكونوا سوا و بعدين لازم تعذريه.. يوسف مهندس شاطر و ان شاء الله قريب يفضي و تتكلموا وقت أطول
ايمان:يارب
دخلت لغرفة نومها و بدلت ثيابها لأخرى مريحه في ذلك الوقت صدح هاتفها معلنا عن اتصال
ابتسمت وهي تاخذ هاتفها بلهفه
:الوا
يوسف بهيام: مساء الورد يا جميلة
عضت على شفتيها باشتياق قائله بسعادة
:مساء النور… بتعمل اي؟
يوسف بمراوغه :كنت شغال مع واحدة زميلتي إنما ايه… آآآه مزه
اشتعلت نيران الغيرة بقلبها قائله بغضب
:وحياة امك…. يوسف والله العظيم انت حيوان و حقير طلقني يا ابن الهام… طللقني بقولك يا ابو عين زيغه اومال لسه في أول يومين
تعثر في ضحكه قويه وهو يشير لاحد زملائه على احد التصاميم يخرج من المكتب يتجه نحو كافتيريا الشركة
يوسف بمرح
:معقول يا بيبي بتشكي فيا…. دا انا برى يا بيه… وحشتني…
ايمان بضيق :وانت لا اقفل بقى فصلتني
اغلقت الهاتف بغضب و ضيق و الغيرة تنهش بقلبها
يوسف بصدمة:يا بنت المجنونه… طب و ربنا بحبك
لم يستسلم ابدا في الاتصال بها مرار و تكرار رغم رفضها الرد عليه في البدايه
حياء :هاتي الموبيل يا هبلة انا عايزه اكلمه
ايمان :كلميه من موبيلك يا ماما دا واحد رخم مش رده عليه
حياء بعقلانيه :بلاش تخسري جوزك بغبائك يا ايمان بلاش الغيرة تسيطر عليك وانتي عارفه و متأكدة ان جوزك عمره ما يبص لغيرك ردي عليه و بلاش تهور الخصلة الزفت دي كانت هتخرب بيتنا ياله يا حبي روحي كلميه
ايمان:ماشي يا ماما هكلمه و أمري لله
اخذت هاتفها لترد بضيق
:ايوه عايز ايه؟
يوسف بحدة :افتحي الكاميرا..ياله
امتثلت لاوامره لترد بعد ثواني لكن ما ان رأته حتى ابتسمت
استند بيديه على حاجز الدرج و هو يمسك الهاتف بيديه الاخري
:وحشتني ابتسامتك…
ايمان :وانت كمان وحشني اوي يا يوسف…
يوسف:عندي بريك نص ساعه احكيلي عملتي ايه النهارده؟ و اخبار الشغل اي؟
ايمان باهتمام:طب المهم الاول انت اكلت
يوسف :متشغليش بالك هطلب اي حاجه او هنزل اتغد في اي مطعم
ايمان بخوف:خالي بالك على نفسك كان نفسي اقولك بلاش اكل المطاعم بس مفيش غيره ياريتني كنت معاك
يوسف :متقلقيش عليا والله انا كويس صحيح في شوية مشاكل لكن بتتصلح و كله ماشي تمام الحمد لله
ايمان :ماما عايزه تكلمك ابقي فكرني اديهالك قبل ما تقفل… صحيح حصل حاجات كتير اوي النهارده كان يوم جميل متعب شويه بس كان رائع……..
اخذ الاثنان يتحدثا لوقت طويل و كل واحد يتحدث عما حدث بيومه
(===================
في اليوم التالي
كانت زينب جالسه مع حياء في ساحة المنزل يتثمران نظرت زينب للساعه التي بيديها زافره بضيق قد تعدت الساعه التاسعه مساء
فقد تأخر صالح هذه الليله ولم يعود من عمله بعد
همست حياء بخبث وهي تنظر لها بتفحص
:ما تهدي يا زينب زمانه جاي
هتفت زينب بغضب طفيف وعينياه مسلطه فوق الباب
:اتأخر اوي يا ماما المفروض كان جيه من ساعتين على حسب ما قال و دلوقتي عدت تسعه و هو لسه مجاش المفروض لما يتأخر يكلمنا نطمن عليه ومقلقش كدا
غمزت حياء بعينها بمكر تنكزها في ذراعها بخفه قائلة بمرح
:ياسيدي ياسيدي على الدلع.. على القلق والحب يا بختك يا صالح بس والله يستاهل كل الحب دا
اشتغل وجهه زينب بالخجل تمتم بتوتر
:صالح حنين اوي يا ماما
لتكمل وهي تتنهد بخفه ضاممه يديها الي صدرها
:رغم طريقة جوازنا و كل اللي حصل ربنا عوضني بيه
هتفت حياء بمرح و قد التمعت عينيها بسعادة
:الله الله يا زينب دا انتي وقعتي ولا حد سم عليك
اشتعل وجهه زينب بخجل تمتم بتوتر
؛ انا… اقصد يعني انه… هو
قاطعتها حياء بحب وهي تربت على كتفها بحنان
:حاجه واحدة اوعي تفكري تبرريها هو الحب يا زينب علي فكرة انا شايفه في عيونك لصالح لان انا كمان حبيت و بحب و عارفه الشعور دا… و انا اكتر حد في الدنيا يتمنالكم السعادة… ربنا يسعدكم يا بنتي و تفرحونا كدا بقمر صغير … يارب
في تلك الانحناء استمعت حياء لجرس الباب لتتوجه زينب تفتحه بلهفه على اعتقاد انه زوجها لكن
وجدت سيده تبدو في منتصف العقد الخامس
بوجه مكفهر يبدو عليها الضيق و الاشمئزاز وهي تنظر لزينب
وراها فتاة تبدو في العشرينات من عمرها لا تختلف كتير عن والدتها في تلك النظرات
زينب :افندم؟!
شروق بضيق وتعالي
:انتي بقى زينب مرات صالح؟!
زينب بطيبة و ود :ايوة انا افندم
حياء:مين يا زينب؟
ردت زينب وهي تنظر لهما باستغراب لا يخلو من النفور الغريب
:مش عارفه يا ماما
ثريا لنفسها: يا محنو ما انتي اخدتي ابنها من حقك تاكل بعقولهم حلاوة شكلك مش سهله
ثريا:انا يا مدام حياء مرات الحج عثمان…
وقفت حياء بجوار زينب وهي تبتسم بود
:اهلا مدام ثريا اتفضلوا انستوا و نورتوا
ثريا بخبث وطيبه زائفه:
عثمان قالي ان الحج جلال كان معاكي في العيادة من كم يوم الف سلامه عليك انتي كويسه يا حبيبتي….
حياء بود:الحمد لله شويه تعب و راحوا لحالهم
احنا هنفضل واقفين كدا ولا اي اتفضلوا اتفضلوا…..
صعدت حياء برفقة ثريا و راهم زينب وشروق
ضغطت شروق على شفتيها بغضب و غيرة تلك الفتاة اللقيطه هي زوجة ابن اغني اغنياء اسكندرية… حتى أن لم غني فهو اكثر شاب معروف بالشهامة تتمناه اي فتاة تبحث عن زيجه جيده
و شروق تعرفه و تعرف أخلاقه لا تنكر انها تمنت ان يتم زواجهما و لكن يبدو أن خطتها فشلت بسبب زواجه من تلك الفتاة و لاجل تلك الاسباب
و مع ذلك لم يتوقف عقلها عن التفكير به و تشعر بالغيرة وهي تنظر لزينب و كم هي جميلة
حتى انها تفوق جمال شروق بمراحل والغريب لا يبدو أنها تستخدم مساحيق التجميل يبدو وجهها ناضرا مشرقاً حقا هو أيضا محظوظ
جلست حياء تتسامر معهم بينما دلفت زينب للمطبخ تحضر القهوة و العصير لهم
استندت بجسدها على الحائط وهي تنظر لساعة يديها بقلق و ارتياب من تأخيره ذلك تخشي ان يحدث له شيء
سكبت القهوة باقداح التقديم
دخلت الصالون على وجهها ابتسامة بسيطه
ابتسمت شروق بخبث و هي تزيح قدمها للأمام قليلا
بينما تعثرت زينب في طريقها كادت ان تسقط لكن استعدت توازنه في حين وقعت الصنيه من يديها
فزعت حياء بعد سقوط قليل من القهوة على قدمها
في ذلك الوقت دلف جلال للمنزل برفقة ايمان( أخذها في وقت سابق للتمشيه معا)
ثريا بضيق و صراخ بوجهه زينب
:مش تحسبي يا غبيه ولا امك معلمتكيش الاتيكيت لا صحيح امك… دا لو كان ليك أم
جلال بغضب و حدة من خلفها
:اطلع برا.. وبلغي جوزك ان الشغل اللي بينا منتهي… اللي يدخل البيت دا يا يحترم اهله ياما ميدخلوش
نظرت حياء لزينب التي ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقها مقاومة نوبه البكاء الاي صعدت بداخلها من جديد ترغب كثيرا بأن تشكي لها ما يحزنها و مدى الألم التي تشعر به
حياد :زينب متقلقيش محصلش حاجه
لم ترد ان تجرح كرامتها اكثر من ذلك
ركضت تخرج من شقة جلال صعدت لشقتها و هي تبكي و تشعر بالم حقيقي
ايمان بحزن: انا هطلع…
جلال بهدوء : مالوش داعي يا ايمان… زينب مش هتسمع منك اي حاجه…
ليتابع بحدة و قسوة مخيفه و وجهه خالي من الرحمة
و انتم لسه واقفين برا….
ثريا بسرعه: جلال بيه دا… دا سوء تفاهم انا بس كنت خايفه على مدام حياء…
اقترب بخطوات مهيبه منها و عيناه الخضراء
اشتعلت بنيران الغضب لتصبح بالون الأحمر قائلا بقسوة
:لو مخرجتيش من بيتي دلوقتي قسما برب العزه هيكون اخر يوم ليكم في اسكندريه برا…
خرجت بغضب من غبائها لو كانت تعرف انه يوجد بينهم لم نطقت بتلك الكلمة ابدا ربما لأنها تشعر و كأنها قادره على مسايرة حياء
ام جلال الشهاوي لا يستهان ابدا بغضبه
المصيبه الان كيف ستخبر زوجها بما قاله
بالتأكيد سيطلقها بعد غبائها ذلك
——————————
انفجرت زينب بالبكاء ما ان دخلت غرفتها ارتمت فوق الفراش تنتحب بشدة تشعر بالم حاد يعصف بروحها بداخلها انقاض
كلما تتحسن يأتي أحدهم لاشعال النيران مره اخرى بقلبها…. ظلت تنتحب لم تدرك كم مر من الوقت الذي مر عليها
أساعات؟ ام دقائق…. لكنها كانت الأسوء بطيئه جدا
بعد مرور ساعه ونصف تقريبا
دخل صالح غرفته بارهاق ليجد الغرفه سابحه في ظلام دامس أشعل نور الغرفه
يبحث بعينيه عنها
لكنه زفر باحباط عندم وقعت عيناه عليها مستلقي فوق الفراش وهي غارقه في النوم
لم يرد ازعاجها بينما اتجه نحو الخزانه ياخد ثياب أخرى ليبدل ثيابه
دلف للحمام ياخذ حمام بارد
بعد إتمامه تبديل الملابس اتجه ببط نحو الفراش يستلقي فوقه
لكن سمع صوت شهقات مكتومه
تفاجأ بزينب تندس باحضانه فورا ان استلقي بجوارها على الفراش محيطه جسده بكلا من ذراعيها و ساقيها
دافنه وجهها بعنقه تفتقده و تفتقد شعور قوي بداخلها
انسابت دموعها على عنقه قائلة بضعف
:خليني انام في حضنك…. انا خايفه
حاول النهوض بعد شعوره بدموعها تلك وصوتها المنتحب لكنها تشبثت به بقوة تمنعه من النهوض قائلة بنبرة اشبه للتوسل
:متسبنيش ياصالح……
انسابت دموعها مرة أخرى و هي تضع كف يديها حول عنقه تغمض عينيها تشعر بالاحتياج القا”تل لاحتضانه
الشعور بالأمان بين احضانه يكفيها عن العالم باكمله
حاوطها بذراعيه بقوة جاذبا اياها له شعر بوخزه ألم قويه في صدره
:عمري ما هسيبك محدش بيسيب روحه تبعد عنه
اخذ يمرر يديه على ظهرها ببطي بينما نامت هي بأمان بين ذراعيه رغم ان النوم كان يجافي رماديتيها….
بعد انتظام أنفاسها و سكونها بداخله تحرك قليلا ليضي نور الاباجورة
نظر لوجهها لكن شعر بذهول و كان البرق صعقه… وجهها احمر قاني يبدو وكانها تبكي منذ وقت طويل و أثر الدموع على وجنتيها
مد انامله يزيح تلك الدموع لكن اقسم بداخله ان يعرف سبب تلك الحاله و حتما لن يقف مقيد الأيادي سيجعل المتسبب في دموعها يبكي مثلها
ضمها بقوة له و هو يبتلع الغصه في حلقه ليجذبها لاحضانه مرة أخرى يحاول النوم
لكن هيهات.. لم يغفي للحظه واحدة
—————————————
في احد معارض السيارات يجلس رشاد يضع قدم فوق الأخرى و هو يرتشف من كأس الخمر ينظر لتلك الفتاة بتركيز
ملامحها عايه ترتدي فستان ارزق طويل
تضع وشاح اسود على شعرها تبدو في نهاية العشرينات
قاطع الصمت ذلك مساعد رشاد
:اهي دي بقي “عفت ” لسه جايه من الشرقيه إنما ايه بت لهلوبة يا سعادة البيه تكنس تمسح تعمل اي حاجه
عفت بضحكه انثويه صاخبه
“اي حاجه يا سعادة البيه اومرني بس”
رشاد بتفكير :بس انتي مش هتشتغلي عندي
ضر”بت الفتاه بخفه على صدرها بينما شهقت بذعر
:ليه يا سعادة البيه والله دا انا شغلي كله زي الفل واشتغلت في بيوت ياما… و كلهم بيحلفوا بشغلي… دا حتى خالد هو اللي قالي انك عايز خدامه و خلتوني اسيب الشغل اللي كنت فيه
رشاد بابتسامه ملتويه
:ما انتي هتشتغلي بس مش عندي…
خالد: اومال فين؟
ابتسم بخبث و هو يتنفس ببطي و لذه
: جلال الشهاوي.
==========================
في صباح يوم جديد
نهض صالح مبكرا كعادته لكن تلك المرة لم ينام و لم تغفى عينيه حتي جلس بجوارها فقط الصمت من خيم على المكان بينما يدور عقله في مئه اتجاة
فتحت زينب عينيها ببطي لتسمع صوت صادر من الحمام اغمضت عينيها مره اخرى بارتباك من فعلتها امس من المؤكد انه سيأتي الان و لن يتركها الا بعد معرفة سبب ما حدث
اسمتعت لصوت الباب يُفتح…. اغلقت عيناها بقوة محاوله النوم مره اخرى و هي تسمع صوت الخزانه يُفتح
فتحت عينيها ببطي لتراه يقف يرتدي ثيابه
خرج من الغرفة دون قول كلمة واحدة رغم علمه باستيقاظه و رؤيته لها بالمرآه
تنهدت زينب بارتياح وهي تحتضن وسادته شاعرة ببعض الراحة
دخل صالح شقة والده وجد ايمان تجلس في الصالون تتطلع على احد الملفات بانتباه
صالح بجديه:صباح الخير يا ايمان
ايمان بارتباك:صباح النور… انا هدخل
صالح بحده:استنى عندك رايحه فين؟
ابتلعت ريقها بصعوبه تنظر لحالة أخيها و عيناه الحمرا يبدو وكأنه لم ينام جيدا
:كنت هغير و اجهز اصل لازم اروح المستشفى بدري كنت شاغله على حاله و..
قاطعها بحده وضيق
:ايمان ايه اللي حصل امبارح و خلي زينب بالشكل دا؟!
ايمان :طب ما تسأل بابا احسن انا..
“ردي يا ايمان وانجزي”
ايمان بسرعه :شروق و امها كانوا هنا امبارح و حصل موقف بدون قصد زينب و الفناجين وقعت و ثريا قالت إن زينب متعرفش حاجه عن الأصول و ازاي هتعرف وهي معندهاش أم تربيها و زينب طلعت على شقتها لكن بابا طردها و قالها ان الشغل اللي بينه و بين جوزها ملغي يعني مالوش داعي تعمل حاجه
اضطربت انفاسه بقوة و كأنها في صراع حاد و هناك حد فاصل بين الفوز و الخساره عليه إنقاذ نفسه
صعد لشقته و عينيه تتطاير منها الشرار
فتح باب غرفة النوم وجدها تجلس على الفراش يبدو وكانها تستعد للنهوض فزعت حين رأته أمامها
صالح بحده
:ادامك ربع ساعه و تكوني تحت انا في العربيه انجزي……
زينب :صالح الموضوع…
رفع سبابته بوجهها قائلا بحزم
:ولا كلمة ربع ساعه و تنزلي
غرزت أسنانها بشفتيها السفليه بضيق قبل أن تنهض و تتوجه للحمام
بعد مده
جلست بجواره في سيارته بينما توجه هو الي منزل عثمان والد شروق
حاولت التحدث معه لكن لم يقبل اي نقاش
صف السيارة أمام منزل عثمان
نزلا الاثنان بينما شعرت زينب بالخوف لتجده يقترب منها
حاوط خصرها بذراعه يحثها على التقدم معه
صعدا الي شقة عثمان فتحت لهم شروق و كان وجهها متورم و أصابع والدها تاركه اثرها على وجهها بعدما حكت له ثريا عما حدث
شروق بغضب :انتي جايه لحد هنا يا بجحتك…1
صالح بغضب و حدة:احترمي نفسك و انجزي نادي على ابوكي….
عثمان :انا هنا اتفضل يا صالح اتفضل..
دخل و هو يشابك اصابعه معها
عثمان :اتفضل في الصالون لازم نفطر سوا.. الفطار يا ثريا
صالح بحدة :وانا مش جاي علشان اضايف يا حج عثمان انا ليا حق و جاي اخده
عثمان بارتباك: وانا ادبتها يا صالح لولا البت اللي حليتنا كنت رميت عليها يمين الطلاق بس…
ثريا بمقاطعه وغضب و تسرع
:و احنا غلطان في ايه بقى يا صالح… ولا اكون كدبت لما قلت كدا ايه ولا هتنكر ان الحلوة دي ملهاش اصل…..
لم تكمل جملتها حيث صفعها زوجها بغضب و غيظ من غبائها الذي يخسره الكثير و أهم خسارة هو صالح الشهاوي و ابيه
:اخرسي بقى يا بنت ال… انا مش واقف بينكم….
تركها تبكي و شفتيها تنز”ف أثر ضربه لها
عثمان :حقك عليا انا يا صالح….حقك عليا يا بنتي
صالح بحدة:و انا مش مستني اعتذار…. انا عايز اللي غلطت هي اللي تعتذر
عثمان :حاضر حاضر… انطق يا وليه بدل اقسم بالله ارمي عليك يمين الطلاق1
ثريا بدموع:تطلقني؟!
عثمان :اعتذري
زينب بحزن و اشفاق:مالوش لازمه يا…
بترت جملتها بعد أن رمقها بنظرة حادة قاسيه
ثريا :انا اسفه يا زينب
صالح بحده:زينب هانم…..
ضغطت على أسنانها بعنف قائله بحنق
:انا اسفه يا زينب هانم….
صالح : و حاجه لازم تحطيها حلقه في ودنك
زينب مش مراتي و بس دي بنتي و اسمها على اسمي زينب صالح الشهاوي
يمكن منصور مش ابوها و يمكن متعرفش مين أهلها لكن من يوم ما اتجوزنا و هي بنتي
على الاقل هي رغم ظروفها الا انها دايما كرامتها فوق الكل مش زي بنتك
اللي كل كم يوم تنطلي في الشغل و انا عامل نفسي مش واخد بالي وبقول عيله طايشه لكن هي معندهاش د”م و لا اتربت
انا لا عمري بصتلك ولا هبصلك و لا حتى تفرقي معايا لا قبل ما اتجوز ولا بعد
و قبل ما تتكلمي على خلق الله بصي لنفسك
غادر من منزله بينما دوى صوت صراخ حيث ضر”بها والدها بغضب
في سيارة صالح
اخذت تفرك في يديها بارتباك وهي تنظر لزجاج السيارة تحاول تفادي النظر لها و مع ذلك تشعر بسعادة من فعلته تلك لأول مره يدافع شخص ما عنها بتلك الطريقه
صالح بجديه و هدوء:
ايديك هتوجعك من الفرك بطلي يا بت بقي
زينب بضيق و هي تزم شفتيها بحنق
:اي بت دي كمان يا سي صالح؟
صالح بابتسامه جذابه
:بنتي و مراتي…. ايه رايك تحبي اروحك و لا نخرج
زينب :عادي ممكن اروح علشان تروح انت الشغل.. على فكرة انا بقلق لما تتأخر و متكلمنيش… مش هيحصل حاجه لو كلمتني مش وزير الداخلية هو يعني ابو شكلك و انت مز كدا1
اطلق ضحكه خافته مالي عليها طابعا قبله حانيه على وجنتها بينما ابتسمت بسعاده
:تعالي نتمشى على البحر شوية و ابقى اوصلك البيت
زينب :اوكي…..
======================
في وقت لاحق في منزل نورهان
صعدت السلم بارهاق مع تدندن ببعض الكلمات حتى وصلت أمام شقتها
دلفت الى الداخل وهي تخلع حذائها بينما صدح صوت ضحكات عاليه من الداخل
ابتسمت و هي تنادي على أخيها حتى آت صوت والدها
:تعالي يا نور…..
نور بحب:السلام عليكم ورحمة الله….
بترت جملتها و هي تنظر له جالس على الاريكه في مقابلة والدها
ابتلعت ما في حلقها بارتياب و ضيق و هو ينظر لها بعسليتان مميزتان
سالم :تعالي يا نور….
نور بحدة:انت بتعمل ايه هنا… انا بلغت والدك ….
قاطعها بصرامة وهو ينظر لوالدها قائلا بجديه
:ممكن تسيبنا نتكلم شويه يا عمي معليش بس حابب أصلح سوء التفاهم اللي بينا
سالم بتعب: ماشي يا ابني انا هدخل اخد الدوا تشرب اي؟
باسل :مالوش داعي تتعب نفسك
سالم:لا والله ما تحصل قولي تشرب ايه؟
باسل بابتسامه :ممكن قهوة
سالم:من عيوني….
خرج و تركهما بينما شعرت بالذهول وهي تنظر له
:سوء تفاهم ايه؟ انت قلت لابويا ايه و بعدين انت بتعمل ايه هنا انا بلغت ابوك برفضي جاي تعمل ايه
وضع ساق على الأخرى بغطرسه بينما اخرج علبة السجائر لينفث سيجار ببرود قائلا بحدة
:مجتيش في المعاد ليه؟!
مسحت على وجهها بغضب و ضيق
:انت عايز ايه؟ اديني مجتش عايز تعرف ليه علشان عرضك مرفوض و انا مقبلش اكون زوجه لواحد زيك لا و كمان في السر
زي الحراميه يعني أقل حقوق اي بنت مش هتكون من حقي لا يا باشا تشكر مش انا
رفع عيناه ينظر لها بوجه خالي من التعبير
:و مين قال إنه في السر….
صمتت للحظات وهي تستمتع لما يقول
:انا طلبت ايدك من والدك و قلتله اني شفت في المصنع مش اكتر من كدا و حصل سوء تفاهم بينا و اني معجب بيك و عايز اتجوزك
ابتلعت الغصه بحلقها قائله
:و الحقيقه ايه؟! انت عايز تتجوزني علشان تشيل العائق اللي ادامك و تبقى منعت ابوك عني…. لا انت معجب بيا و لا عايز تتجوزني…. اقصدك بيعه و شروه… ايه يعني لما تعلن جوازك مني بس هل فعلا هيكون جواز طبيعي لا يا باشا انا مش مواقفه
نفث دخان سيجارته قائلا
:مين قالك اني مش معجب بيكي… بالعكس انا منكرش دا ابدا و انك مختلفه على الاربعه اللي اتجوزتهم وعن اي واحدة تانيه
شهقت بصدمة و وسعت عينيها بارتياب
:اربعه؟!! نهار اسود و منيل و انا الخامسه… اطلع برا…. اطلع برا بقولك
وقف أمامها وهو ينظر لها بعينانا جميلتان
:اظن الأربعة دول كانوا علاقه هشه و مفيش واحدة فيهم قدرت تجذب انتباهي حتى
شوفي يا نور وجودك معايا امان ليك و لاخواتك و تأمين لمستقبلك و مستقبلهم
نور:و ياترى هتطلقني بعد اد ايه؟ شهر اتنين!!
باسل بغرور وهو يميل عليها قليلا
:مين قال اني هطلقك؟ اقصد يعني اني مش هعمل كدا الا لما تطلبي دا لو قدرتي تبعدي عني اصل انا برضو مش سهل يا شبح
سالم :احسن فنجان قهوة يظبط الدماغ
اعتدل سريع و ابتسم بود ليجلس بجواره
:تسلم ايدك يا راجل يا طيب
سالم:مالك يا نور؟!
كانت نظراتها مصوبه عليها منذ دخوله لحياتها و هناك شي ما يختلف ببطئ و ضراوة
شي متناقض هو……….
نور بخفوت:مفيش يا بابا جايه تعبانه من الشغل هدخل ارتاح شويه بعد اذنك
تركتهما وضعت يديها موضع قلبها تشعر بخفقات قلبها المتسارعه
مر حوالي ربع ساعه غادر باسل و تركها وقد عبث بمشاعرها منذ اول لقاء
اعتدلت في جلستها وهي ترى والدها يدلف لغرفتها
سالم: كويس انك لسه صاحية يا قلبي قوليلي مالك؟
نور بجديه و كذب:
مفيش يا بابا بس انت عارف ضغط الشغل
طبع قبلة حنونه على قمه راسها بود
:عارفه يا نور انتي ربنا هيرزقك بواحد ابن حلال علشان انتي بميت راجل… انا بقيت زي الكرسي في البيت دا حتى مش قادر اصرف عليكي انتي و اخواتك وانتي اللي شايله البيت و كل حاجه على دماغك
من يوم ما تعبت و انتي اللي شايله كل حاجه علشان كدا ربنا هيكرمك و بكرا تقولي ابويا قالي
نور بحده:
اولا انت هنا الكل في الكل و بلاش الطريقه دي يا برنس…. ربنا يحفظك لينا يا بابا هو انا اسوي من غيرك و بعدين ما انت كبرتني و خلتني شاحطه اهو و لو على الشغل فأنا اتعودت خالص
سالم بود :انتي تعرفي الاستاذ دا؟ على فكرة طلب ايديك مني؟
نور بخفوت:دا دا صاحب المصنع اللي اشتغلت فيه ايام العيد شفته كم مره
بس موضوع الجواز دا انا مش بفكر فيه و بعدين دا مش شكلنا يابابا و حياته مش زي حياتي
تفتكر لو قلتله هات اهلك و تعالي اطلبها مني هيجيبهم معتقدش
انا حاسه بالضياع يا بابا محتاجه حضنك
:شكله شاريكي يا نور… انا شايف انك تفتكري يا بنتي طريقته بتقول انه ابن عيلة متربي
اغمضت عيناها وهي تتشبث في قميص والدها بداخلها صراع حاد
صوت طرقات بسيطه على الباب
خرجت زينب من المطبخ و هي تضع حجاب على شعرها قبل أن تدلف للصالون
فتحت الباب، ارتسم علي شفتيها ابتسامه هادئه
زينب بود:
:اتفضلي يا ماما
دخلت حياء و اغلقت زينب الباب خلفها
:كنت لسه هنزل بس كنت بغسل هدوم معليش و الله كنت هغير و انزل لحضرتك
حياء بحب
:لا متخافيش انا مش زي الحموات اللي بيضايقوا لما مرات ابنهم متنزلش ليهم و بعدين انتي كمان ليك بيتك و دا لازم دايما يكون من اولوياتك
تعالي اقعدي.. قوليلي لسه زعلانه من اللي حصل امبارح. والله جلال طردها و صف كل شغله مع الحج سليمان
جلست بجوارها و هي تتمسك بيد حياء بسعاده
:والله العظيم ما زعلانه عارفه لما عمي جلال قال كدا. حسسني اني ليا ضهر بس منكرش الكلمة وجعتني بس النهارده الصبح حسيت اني ملكه الدنيا لما صالح ردلي حقي
اول مرة احس اني فعلا ليا عيلة و بحمد ربنا انه رزقني بصالح”
ثم تابعت جملتها بشجن و تنهيده
= صالح الوحيد اللي يفرق معايا هو الوحيد يقدر يسعدني او يكسرني……
بقى حياتي كلها و مقدرش اعيش من غيره
انا بحبه…..حتي وانا عارفه انه ممكن ميكنش بيحبني
حياء بود
=و مين قال إنه مش بيحبك… تعرفي زمان جلال مكنش بيعرف يتكلم عن مشاعره و انا فكرت انه مش بيحبني و كنت عايزه اسمعها منه لحد ما حصل شويه ظروف و كنا هنطلق و انا جالي اكتئاب وقتها قعدنا سوا لحد ما عرفت ان الحب مش بالكلام
اهتمامه و خوفه و حفاظه دايما على كرامتك
و ان ميجبش حزن….”
ثم تابعت بحماس
” المهم سيبك من النكد دا و خدي الشنط دي قيسي الحاجه اللي فيها
عقدت ما بين حاجبيها بشك
:حاجات اي؟!
لكزتها حياء في كتفها وهي تغمز لها بشقاوة
:بصي لما كنت ايمان اتخطبت ليوسف اخدتها و نزلت نشتري شويه فساتين و هدوم بيتي و كدا…. و الصراحه لما شفت الفساتين دي قلت هتليق جدا عليك
فغرت زينب شفتيها باعجاب
: حلوين اوي…… بس ليه كلفتي نفسك و الله صالح مش مخليني عايزه حاجه
حياء بابتسامه :و لا كلفت نفسي و لا حاجة
تتهني بيهم يارب صحيح النهارده كلنا معزومين على سبوع “فرح”
زينب:مين فرح؟
حياء :اه فرح دي تبقي بنت (جميلة) و جميلة دي بنت اختي شهد… بنتها الصغيره و دا اول مولود ليها عقبالك يارب لما تفرحونا
صحيح بليل البسي الفستان الأسود هيليق اوي عليك بجد جميل ادخلي قسيه دلوقتي و ان شاء الله يطلع مقاسك
اخرجت ذلك الفستان لتمسكه بين يديها باعجاب
:دا جميل اوي….
حياء: فعلا هتكوني زي القمر و بلاش توريه لصالح ابقى تعالى غيري تحت مع ايمان
لقد ظلمتني كثيرا كيف لي الاقتراب منك وانت تبني الجدران امامي بلا توقف ،هل تراني بهذه القوة لأزيح تبلدك الجاثم على قلبك ؟ ..هل يحق لي أن أضرب قلعة كبريائك الرصينة بيدي ال…
زينب:اشمعني؟!
حياء :علشان انا عارفه ابني لو شافك بالفستان دا هيحلف عليك ما انتم نازلين المهم ابقى تعالى و انزلوا مع جلال و صالح لما يجي من الشغل يبقى يجلنا على هناك
انا هنزل دلوقتي علشان لازم اكون مع شهد عماله ترن عليا اصلا علشان نعبي السبوع سوا
زينب : تمام و يارب تتهنا و تبقى احلى عروسه و بنوته يارب
حياء:يارب انا هنزل دلوقتي ياله سلام
زينب :مع السلامه
ما ان اغلقت الباب حتى ابتسمت بانبهار و هي تنظر لذلك الثوب دلفت لغرفتها أسرعت في تبديل ثيابها لترتديه
نظرت للمرأه بذهول وهي تنظر لذلك الثوب المحكم حول جسدها يبرز تفاصيلها الخلابه
اسود به خيوط فضه مشغول بها
لمعت عينيها بشده وهي تمر فوق حنايا جسدها والتي أبرزها الثوب وقماشه اللامع كأنه مرسوم بدقه عليها
فجسدها هو من يعطيه الروح و تلك الروعه
زينب بخوف
:عندها حق لو صالح شاف الفستان دا مش هيخليني اعتب برا البيت اصلا…. دا انا نفسي عيوني بقيت تطلع قلوب عليه… جميل اوي…. هاخد رأي ايمان الاول هي برضو عارفه اخوها…اعتقد صالح زمانه جاي من الوكاله علشان يتغدا لازم اغير فورا
بدلته سريعا لتضعه في الخزانه وضعت الحجاب على شعرها باهتمام قبل أن تخرج من الغرفه تاخذ مفتاح الشقه
======================
جلست زينب بجوار ايمان منذ نزولها اخذت تقص عليها ما فعله صالح في الصباح و كيف رد كرامتها أمام تلك المراه المتكبره
حتى جاء على ذكراها ذلك الثوب
نهضت زينب من فوق الفراش لتقف أمام ايمان بحماس و سعاده تشير على جسدها غافله تماما عن ذلك الذي اتي منذ قليل يقف مستندا على إطار الباب و عيناه تتابع بشغف حركات يديها فوق جسدها وهي تقوم بوصف الثوب بانبهار و عينيها تكاد تشع بالقلوب أثر سعادتها المطلقه
ليشعر بنبضات قلبه تتعالى و تتسارع و هو يرى تلك الطفله بداخلها و كأنها تصف كنزها الثمين و سعادتها و كأنه يوم العيد
زينب بحماس :بصي كأنه اتصمم مخصوص على جسمي… لونه اسود رقيق جدا بصي يهبل يا ايمان هو مش ضيق بس جميل اوي اوي لدرجه ان انا لأول مره اعاكس نفسي بالشكل دا…. تفتكري اخوكي هيخلني اروح بيه السبوع
اتاها صوته من خلفها و هو يدلف الي الغرفه يضع يديه بجيب بنطاله قائلا بحزم
:ليه متجوزه سوسن ان شاء الله
اغمضت عينيها بشده وهي تضغط على يديها بعنف بينما ايمان خرجت من الغرفه بوجه متشنج هي تعرف أخيها جيدا و غيرته نيران يمكنها ان تحر”ق الجميع اغلقت الباب خلفها
جلس أمامها على الاريكه و هو يضع ساق على الأخرى و نظراته المتفحصه تكاد تحرقها حيه
:ها يا زينب فين الفستان الرائع دا….
ابتلعت ما بحلقها بارتباك قائله بتعلثم
:صالح مالوش لازمه يعني… هو فستان عادي زي اي فستان و…..
سالها مرة أخرى من بين أسنانه بتحذير
:فين الفستان دا يا زينب متعصبنيش؟
“فوق في الدولاب” اجابته بحنق و غضب
استقام مره اخرى وهو يشبك اصابعه معها جاذبا اياها نحوه
“تمام يبقى نطلع شقتنا و نشوف الموضوع دا”
زينب بخجل تغرز أسنانها بشفتيها السفليه قائله بحرج
: ممكن تسيب ايدي اصل يعني واضح ان عمي جيه و إيمان و الله ما ههرب بس سيب ايدي انتي بتوترني نطلع شقتنا و ابقى اعمل اللي انت عايزه
ابتسم بخبث و هو يميل عليها قائلا بمراوغه
” اولا انت مراتي ثانيا عندك حق نطلع شقتنا الاول انتي اللي حكمتي علي نفسك”
زينب بضيق و صراخ بوجهه:على فكرة انت قليل الادب و بعدين بطل توترني لو سمحت انا مبقتش عارفه انت مالك بالظبط اعقل افرض حد دخل و شافنا كدا
ابتسم هامسا بغضب زائف
:الله الله يا ست زينب صوتك بيعلي و ايدك بتطول كمان
ارتبكت زينب وأخذت تمسد فوق ذراعه قائله بقلق يتوهج وجهها بخجل
:والله ما قصدي يا صالح بس انت بتوترني
كبل خصرها بذراعه يقف أمامها مباشرة بينما تحاول الافلات منه بارتياب
صالح بخبث
:بوترك….. انا فعلا غلطان بس الغلط عليك انتي كمان بذمتك في واحد يشوف الجمال دا كله و وشك بيحمر كدا و اسكت
دا حتى يبقى حرام
ابتسمت بسعادة وهي تضع يديها على عنقه بدلال قائله بغيرة
:صالح البنت اللي اسمها شروق دي فعلا كنت هتتجوزها….. اصل اكيد مش هتتكلم معايا بالطريقه دي الا لو كانت غيرانه
انت كنت معجب بيها او حاجه
صالح:تفتكري لو معجب بيها هعمل اللي عملته…. صدقيني انتي اول واحدة في حياتي
زينب بثقه و حدة: و الاخيره
صالح بغمزه:انتي و شطارتك
قبضت على عنق قميصه بغضب وغيرة
:والله
تعثر في ضحكه قويه و هو يمسك يديها بين يديه قائلا بخفوت خافض صوته
:لو جيه يوم وانتي مش فيه اعرفي ان انا كمان مش عايش
ابتسمت بخفوت وهي تضغط على يديه بسعادة طفوليه رقيقه هامسه لنفسها
:وقتها انا كمان هكون مش عايشه
خرجا الاثنان معا بينما نظرت ايمان لزينب بارتياب
جلال :ايه دا انتم هنا؟!
صالح :اه بس هنطلع
جلال :استنوا نتغدا سوا
صالح بخبث و غمزه
:معليش يا حج محتاج زينب في كلمتين
جلال :والله؟ ماشي يا ابن الشهاوي اتفضلوا
ربت صالح علي كتف والده باحترام بينما صعد لشقته
جلال :طبعا مفيش الا انا وانتي هنا
ايمان:ايوه ماما راحت لعمتو
جلال بحده :اامم…. ماشي يا بنت الهلالي
———————————–
جلس عاقد حاجبيه بشده بينما يتطلع اليهاو هي تقف أمامه تفرك بكلتا يديها بقلق ليكرر حديثه مره اخرى لكن بصوت ثابت بطي
:روحي يا زينب هاتي الفستان و بطلي حركاتك دي علشان بتعصبيني
توترت اكثر و هي ترى الجديه على وجهه لا سبيل الفرار منه الان
مشيرا بعينيه نحو الخزانه الخاصه بها لتستسلم اخيرا تتجه ناحية خزانتها أخرجت ذلك الثوب الاسود يبدو عاديا وحده
رفعته أمامه بيد مرتعشه أمام ناظريه تقف متوتره في انتظار هبوب العاصفه
بضيق و غضب قائله بحنق
:اهوه ماله دا بقى زي الفل و الله جميل و مقفول و طويل و……
قاطعها بهدوء و هو يهز راسه بشك
:فعلا جميل و مفيهوش حاجه اومال خايفه كدا ليه؟!
زينب بهدوء زائف
:لا ابدا انا قلتلك حلو بس انت….
قاطعها ببرود و غيرة و عينيه تمر بادراك على جسدها قائلا بصوت خافت مريب
:البسي الفستان يا زينب….
كادت ان تبكي و حلقها قد جف تشعر بانعقاد معدتها تتعلثم بالحديث قائله
:يا صالح مالوش لازمه و بعدين انت اكيد راجع الشغل هحضرلك الغداء
زفر بغضب يحاول الهدوء و عينيه على ذلك الثوب
:قسما بالله يا زينب لو ما شوفت الفستان دا عليك ما انتي خارجه من باب الشقه
شعرت بالاحباط و الياس هامسه لنفسها بحزن
:يبقى كدا ضمنت اني مش هخرج اصلا….
اخذت ذلك الثوب دلفت نحو الحمام تبدله نظرت مره اخيرة لنفسها في المرأه و هي ترى روعة الفستان عليها قائلة بعبث
:ضمنت مفيش خروج….
حلت عقدة شعرها الأسود لينسدل بجاذبيه يلتف حول جسدها تكتمل روعة تلك اللوحه الفريدة من نوعها بينما اخذت نفس عميق ببط
فتحت الباب بالتدريج تخرج أمامه لترى عينيه تمر بدقه عليها
العيب ليس في تصميم الثوب ابدا لو كان على أخرى لن يكون بذلك الجمال يسلب العقول
استقام واضعا يديه بجيب بنطاله اخذ يدور حولها و عينيه لا تخلو من نظره الانبهار رغم طول الفستان و احتشامه الا ان ما بداخله مميز… مميز جدا
تمتم ببعض الكلمات الغير مفهومه ثم اخرج لعنه مخنوقه قائلا بحده غير قابل للنقاش
:لا استحاله حد يشوفك بالفستان دا غيريه والا مفيش خروج…
جاذبا اياها لصدره قائلا بصوت اجش أثر مشاعره
:زينب الفستان دا استحاله حد يشوفك بيه دا ليا انا وبس…….
زفر صالح بغضب و غيرة من فكرة انه من الممكن أن يراها شخصا اخر ليشعر برغبه قويه في الانقضا”ض علي اي شخص يقترب منها
مشعله بداخله مشاعر لم يختبرها من قبل تقفز في رأسه افكار سوداء بأن شخصا اخر يمكن أن يرآها كذلك تتغير تلك المشاعر لنيران محرقه بينما تنظر له تحاول استكشاف ما سيفعله لم يمهلها فرصه و هو ينحني مقبلا إياها بنعومه و ضيق حده
كل المشاعر المتناقضه نازعاً منها استجابة خجوله مستسلمه لعاصفة مشاعره الهوجاء تعصف بها مبعثره مشاعرها
========================
في المساء
وقفت أمام المرأه بغضب و هي تنظر له بضيق و هو يرتدي حله رسميه سوداء في غاية الاناقه بينما ارتدت هي ثوب سماوي اختاره هو بنفسه مع حجاب ابيض جميل
يرفض رافضا قاطعا ان تضع اي لمسه من المكياج
زينب بضيق و خجل ممزوج ببلاهه
:على فكره دا مش عدل انت تلبس و تبقى زي القمر و انا اللبس على ذوقك
ابتسامه جانبيه شفت شفتيه قائلا بغبث
:والله لو عندك اعتراض ممكن منروحش السبوع خالص و اقعد اقنعك بنفسي و اظن اني بعرف اقنع كويس
لكزته بخجل في كتفه قبل أن تخرج من الغرفه سريعا تشعر بسعادة عارمه.. شعور بغيرته تجعلها تشعر وكانها مميزه
خرج بعد ثواني قائلا بحده يملي عليها اوامره
:ايديك متسبش ايدي طول الليله ولا تبعدي عن عيني فاهمه….. ضحكه كدا و لا كدا كلام مع حد غريب انتي حره
لم يستمع لاعتراضها ممسكا بيديها يخرج من الشقه و هي خلفه
بعد مرور وقت
صف سيارته أمام منزل عمته ترجلت ايمان و زينب من السيارة
ايمان بحماس :هسابقكم انا… ياسمينه وحشتني
ترجلت زينب من السياره اخيرا و هي تنظر له بحنق تخفي بمهارة سعادتها
لفت يديها على مرفقه صعدا الاثنان معا
يشكلانا ثنائي رائع مميز
كانت حياء تقف بجوار جلال بينما النساء يشكلن دائره كبيره يتراقصن بينما تجلس شهد أرضا و هي تحمل حفيدتها بسعاده تتغن الفتيات بمرح
نظرت حياء نحو الباب لتجد ابنها و زوجته قد وصلا اخيرا
زمت شفتيها بضيق قائله بهمس
:شفت يا جلال… ابنك عمل اللي في دماغه والله العظيم انا هيجرالي حاجه منكم واخد طباعك استغفر الله….. قالتلها بلاش يشوفه بس ازاي دا استاذ…..
جلال بضحكه خافته تزيد وسامته رغم الشايب مازال وسيم جميل
:بذمتك مش كنتي بتفرحي لما بيغير عليك
اخذت نفس عميق رافعه راسها تغمز له بشقاوة
:منكرش انها حلوه اوي
تعثر في ضحكه قويه أثر مشاغبتها وهو يضمها
مر وقت طويل
تقف بجواره يمسك يديها لم يتركها للحظه الا عندم نادت عليه “شهد” ابتسم وهو ينحني يجلس على ركبتيه يحمل المولودة برفق ضحكت بوجهه تنهد بسعادة وهو يطبع قبلة على قمة راسها
:مبارك يا جميله تترب في عزكم
جميلة :عقبالكم يا صالح ….
كانت تنظر له بعيون مشعه بسعادة قبل أن يقف أمامها ذلك الشاب يبدو في بدايه العشرينات يرتدي البذله العسكريه يبدو عليه الحماس الشياكة
مد يديه ليصافحها قائلا بجدية
:الرائد مراد حليم…. ممكن نتعرف برنسس
عقدت ما بين حاجبيها وهي تنظر ليديه بحدة قبل أن يضع صالح يديه بيد ابن عمته يضغط عليها بقوة
:زينب الشهاوي مراتي…….
مراد بذهول: مكنتش اعرف ان عروسة صالح حلو اوي كدا…. يا بختك بيها
ابتسم صالح بحده وهو يضغط بقوة على يد مراد اقترب منه قليلا ليهمس بالقرب من اذنه قائلا
:لو مش عايز سبوع بنت اختك يبوظ ابعد عن مراتي احسنلك يا مراد و الا المرة دي مش هترجع على التدريب العسكري لا يا حبيب امك.. اوعدك هتبات في مستشفى العظام اول ظابط في الجيش يترن عل”قه قبل ما يخلص كليته……
جف حلق مراد بارتباك قائلا بنفس الهمس
:ياريتني كنت هنا وقت جوازكم وقتها صدقني كنت هنافسك عليها……
كاد ان يصر”خ من قبضه صالح وهو يجز على أسنانه بغضب قبل أن يضر”به بقدمه بحركه سريعه وهو يلوي ذراعه ليسقط مراد أرضا
التفت الجميع له بينما ابتسم صالح وهو يتراجع للخلف خطوتان بمنتهى الثبات يحيط خصرها بذراعه يعلن عن ملكيته لزوجته
بينما نظر الجميع لمراد ليسمعوا صوت ضحكة فتاه قائله بمراوغه وهي تغمز له بشقاوة
:الهيبه راحت يا سيادة الرائد مستقبلا
حياء بغضب :شفت ابنك عمل ايه في ابن عمته و الله العظيم نسخه منك ربنا يستر والليله دي تعدي على خير
اكتفي بطبع قبلة حانيه على رأسها
التفت صالح بعدها الى زينب يمسك بيدها ويسحبها خلفه متجها الى الخارج بخطوات سريعة حاولت ان تجاريه فيها وهى تقول بلهاث
: على فين يا صالح…. انا لسه عاوزة اتفرج…
توقفت خطواته بغتة يلتفت اليها لترتطم بصدره تنظر اليه مضطربة وهو يقول بوجوم وحدة
: عاوزة تتفرجى؟! دانا اللى هفرجك دلوقت… تعالى معايا
ثم جذبها خلفه مرة اخرى غير مبالى بما قد يحدث او يقال عن اختفائهم هذا
ربما بدأ جنون الحب
ترى الي اين سياخذكما!
—————————-
في بيت نور
جلست على الاريكه بعد يوم عمل طويل
وحيدة فقد خرج والدها و أخواتها
اخذت ترتشف من كوب الشاي كأنه مشروبها المفضل، تمسك بيديها قلم رصاص تضع على قدمها دفتر رسم
تنظر لتلك الرسمة بابتسامة مبهمه و هي ترسم عيونه الضاريه تسترجع ذاكرتها في رسم ملامحه الوسيمة
رغم أنها لم توافق على طلبه بعد أو حتى تفكر بالموافقه فقط الرسم هوايته المفضلة و ملامحه الجذابه لا تنسى ابدا
خمرية بشرته. عيونه القاسيه. ابتسامته اللعوبه. غطرسته في جلسته. كبريائه
جميل هو
رفعت شعرها في كحكه فوضويه تاركه خصلاتين متمردتان على وجهها ترتسم ابتسامة خبيثه و تظلل موضع القلب بلون الأسود
وضعت الرسمه على الطاوله أمامها وهي تتجه نحو الباب بعد أن وضعت حجابها تستمع لصوت طرقات عليه
نور:ثواني جايه اهوه
فتحت الباب لترى أمامها سيدة انيقه تبدو في منتصف العقد الخامس انيقه جدا تبدو راقيه
تتامل نور بعنايه من وجهها حتى اخمض قدميها
نور بارتياب:افندم مين حضرتك؟
نيره بهدوء :نيره العلايلي …. والدة باسل العلايلي
جزت نور على أسنانها بضيق لمجرد ذكر اسمه… شعور متناقض هو
ربما تكر”ه المشاكل التي أصبحت بها منذ اول لقاء في المشفى……
نيرة بجديه:مش هتقوليلي اتفضلي ولا اي
نور :لا طبعا ازاي اتفضلي يا مدام نيرة
دلفت تلك السيدة الي الصالون لتقف نور وراها تشعر بصدمه و ارتياع تقدمت للداخل بسرعه لكن قد فات الأوان
وجدت والدته ممسكه بالدفتر بين يديها
التفت لتلقي نظره على نور قائلة
:ممكن نتكلم شوية….
عضت على شفتيها بحرج و هي تغلق الباب لتعود مره اخرى تجلس بجوارها قائله بتهور
:لو جايه علشان تبعديني عن ابنك و الجو الهندي دا انا اصلا مش عايزه الجواز دي و قالتله الف مرة بس هو عنيد مش ذنبي
وضعت تلك السيدة على كتف نور تربت عليها بحنان قائله
:و مين قالك اننا في فيلم هندي…..
شوفي يا نور من مدة قصيرة انا طلبت من باسل يرد مراته رغم الخلافات اللي بينهم بس قلت اكيد هتتحل… انا أم… نفسي اشوف ابني عايش حياة مستقرة بعيد عن حياة ابوه اللي لو عاشها هو كمان هيبقى بيدمر نفسه
نور باستغراب: حضرتك تقصدي اي؟
نظرت لتلك الرسمة بحب و لتلك البقعه السوداء موضع قلبه قائله بمرح طفيف
:شكلك معرفتيش باسل يا نور.. قلبه مش اسود على فكرة… بس هو اتربي في أسرة مش مستقره و يمكن انا السبب
رغم اني كنت عارفه جواز زيدان المتعدد لكن كبريائي منعني اني اطلب الطلاق في أول جوازنا… و حصل بعد كدا الحمل جيه للدنيا أجمل طفل ممكن تشوفيه
باسل اكتر انسان حنين في الكون… كان حابب يبقى وكيل نيابه و فعلا بقى…. لكن من مده قصيرة قدم استقالته على إدارة المجموعه هو واخته و والدهم
نور بحزن:ساب النيابه…..
نيرة:حصل…. دلوقتي تركيزه كله للمجموعه و خصوصا ان زيدان بقاله فترة بعيد عن الشغل هو كان في الأول بيحاول يوفق بين شغله في المجموعه و شغل النيابه لدرجة ان ايام طويله مكنتش بشوفه…. هو شايف ان لازم يكون في حد افضل منه في المكان دا والا ميستحقهوش…
نور :طب هو انا المفروض اعمل اي؟ انا برضو مش فاهمه سر الزيارة دي؟
نيره :انا يمكن بعيدة عن المجموعه و عن زيدان لكن ليا عيون في الشركه و عند زيدان
من فتره عرفت طلب زيدان انه يتجوزك و بعد كدا طلب باسل…. على فكره انتي حاله استثنائيه في جياته
باسل اي واحده اتجوزها… كان بيعمل كدا في السر و بيقضي كم يوم معها و بيطلقها
حتى مروة اللي اتجوزها رسمي كان علشان البزنس و جوازهم مطولش وهو طلقها
و يمكن لما طلب ايديك كان برضو علشان يوقف ابوه عن اللي بيعمله لكن مع تعديل بسيط انه المره دي و لأول مره يعجب بواحده
علشان كدا طلب ايديك رسمي….
نور :على فكرة انا بكلامك دا اخاف اكتر و يمكن أرفض…. وانا عارفه انه مجرد إعجاب و عناد أدام ابوه…. العناد هينتهي مجرد ما يكتب كتابه عليا دا لو حصل
و لو إعجاب فأنا اسفه….. ابنك عنده تجارب كتير و انا مش هكون اول واحدة في حياته فهماني….. يعني اكيد أعجب باللي اتجوزهم يعني في الاخر بعد ما تنتطفي شعلة الإعجاب دي انا هنكسر على ايد ابنك لما يطلقني و يرميني زيي زي اي واحدة من اللي عرفهم و انا زي اي بنت منكرش اني نفسي اتجوز جوازه كويسه لكن لو على حساب سعادتي معه لا انا اسفه مقدرش
ابتسمت السيدة بحماس وهي تمسك بيد نور بقوة و سعادة
:وهو دا اللي بيميزك يا نور… انا على فكره بقالي مده بتابعك كويس اوي كنت فاكرة انك زي الباقين لكن انتي مختلفه مميزه
عارفه فين كرامتك و بتدوري على مكانها بتروحلها مش زي اي واحده هو قابلها
باسل محتاج واحدة تغير حياته…. واحدة تُملك قلبه و تسيطر على كل ذرة من تفكير
بس تكون البنت الصح… البنت اللي تحافظ على كرامته و شرفه بنت لما يغلط تعاتبه و متخفش…. عاقله و متحمله المسئوليه زيك
صدقيني يا نور البنت دي هتكون محظوظه لان باسل قلبه عليه شوايب لو اتمحوا هيديكي حب العالم دا كله
نور بحيرة:و ازاي اشيل الشوايب دي
نيرة:كان في مقولة زمان مقتنعه بيها
“العلاج الوحيد للكر”اهيه هو الحب الصادق ” انا عارفه ان اللي هقوله دا ممكن تعتبريه مخاطره بس انا بطلب منك تدخلي حياته وافقي و ابدأي معه
صدقيني زي ما انتي بتغيري فيه هو هغير فيكي…. الخوف اللي متداري في عيونك دا مش هيبقى موجود، هتحبي الحياة معه
.. باسل مش سهل…… لكن لو حب هتكوني ملكه في قلبه هو هيعمل كل حاجه علشان تكوني سعيده
نور بحيرة:لو حضرتك مكاني هتعملي اي؟
نيرة بارتياب:هخاف أقرب و اجازف لكن انتي عملتي اول خطوه… باسل عمره ما كان هيطلب ايد اي واحدة من اللي عرفهم عن طريق ابوه عمره ما هيطلب ايديها رسمي
وانتي قدرتي تخليه يعمل كدا… ممكن تدي نفسك فرصة
نور بشك:هتواجهني مشاكل؟
نيره بابتسامه :هنحلها سوا…..
نور: ممكن تسبيني افكر
تنهدت نيرة بارتياح و هي تربت على كتف نور بحنان قائله
:طبعا و ان شاء الله خير على باسل ميعرفش حاجه عن الزياره دي
————————–
تقدمته لداخل الغرفة تتجه الى الفراش تجلس عليه زافرة ثم تزم شفتيها بحزن بينما وقف هو يتطلع اليها بهدوء لبضع لحظات يراها وقد زادت هى من ضم شفتيها
وهى تضع كفها اسفل وجنتها تستند عليه متنهدة بحزن فيبتسم بحنان يتبدد معه غضبه تماما وهو يتحرك باتجاهها يسألها بهدوء
: ممكن اعرف انتى زعلانة ليه دلوقت…. دانا اللى مفروض اقلب الدنيا مش انتى
لم تجيبه بل ظلت على وضعها ليتقدم منها جالسا بجوارها ملاصقا لها فتحركت مبتعدة عنه فورا بضع انشات فضحك صالح عاليا قائلا برقة بعدها
: لا ده الموضوع كبير بقى…. وانا لازم اصالحك
التفتت اليه بوجه حزين قائلة بتحذير طفولى
: ابعد عنى لو سمحت يا صالح … علشان انا زعلانة دلوقت
اقترب منها بغتة يختطف قبلة سريعة اختطفت معها دقات قلبها حين همس لها
: طيب مانا بقولك هصالحك يا عيون صالح
مد انامله يعبث بخصلات شعرها الثائرة بجمال حول وجهها بعد ان نزعت حجابها يسألها بجدية واهتمام
:زينب انتى زعلانة ليه دلوقت؟
رفعت عيونها له وعلى وجهها يرتسم الحزن بشدة جعل قلبه يتلهف عليها قلقا وهى تجيبه بهمس
:اولا علشان بتزعقلي و فجأه مشينا و كان انا اللي قلت للشاب دا يجي يكلمني
وثانيا علشان دي اول مناسبه احضرها معاك كان نفسي البس الفستان دا
انا اخر مره حضرت مناسبه كان من يجي اربع سنين حتى في جوازنا………
صمتت في حين ادرك صالح ما تريد قوله ويزعجها يتذكر جيدا ما تتحدث عنه حيث كانت ظروف زواجهم خاصه و سريعه لم تشعر بسعادة كاي فتاه.
يلف كتفها بذراعه يجذبها اليها لستند برأسها فوق كتفه وانامله تلامس وجنتها برقة وهو يهمس لها بحنان محاولا الاعتذار والتبرير لها فى سابقة هى الاولى من نوعها
:غصب عنى يا زينب….الليلة كانت فوق احتمالى….نظرات عيون اللى حوالينا ليكى…. واخرهم الحيوان اللى اتجرأ وجه وقف جنبك وكلمك….. كل ده خلانى مش متحمل اسيبك وسطهم دقيقة واحدة…..عارف انك مفرحتيش زي باقي البنات في الفرح و خصوصا كل حاجة جيت بسرعه…. بس صدقيني لو رجع بيا الزمن كنت هعملك كل حاجه زي ما بتتمنى و احسن من اي بنت
وضع انامله اسفل ذقنها يرفع عينيها اليها فيرى تبدل حالهم من الحزن الى السعادة كانت سببها كلماته والتى ادفئت قلبها وجعلته يتراقص فرحا تتعالى انفاسها حين اقترب بوجهه منها مقبلآ اياها برقة
امسك بيدها جاذبا اياها معه برفق لتقف أمام المرآة
وقف خلفها بينما يحيطها بذراعه قائلا بحنو
:بصي في المرايا وقوليلي شايفه اي يا زينب
ارتبكت قليلا قبل أن تنظر لهما بالمراه ابتسمت.. انحني قليلا يختطف قبله من وجنتها قائلا بهمس
:بذمتك كل الجمال دا مش عجبك…. انت أجمل واحدة من اللي كانوا موجودين في السبوع. مفكيش غلطه
ابن عمتي انا ضر”بته علشان محدش غيري يستحق يتقرب منك بالشكل دا
تقومي تقوليلي الفستان دا… طب بذمتك مش حرام عليك شاب زي يقضي بقيت عمره في السجن
شقهت بخوف و هي تلتف لتصبح أمامه قائله بارتباك
:سجن؟!
صالح:ما هو ما شاء الله كل ما واحد يبصلك ببقى عايز اقلع عيونه من مكانهم
لم تعرف كيف تداري ضحكته تلك وهي تلف ذراعها حوله رقبته و قد استعادة ثقتها بنفسها مراوغه
:واضح ان ليا تأثير قوي؟!
لف ذراعه حول خصرها قائلا بحماس
:جدا….
افاقت من تلك الدوامه علي رنه هاتفها
زينب بهمس:صالح الموبيل بيرن….
زفر بغضب وهو يبتعد عنها بينما تعثرت في ضحكه انثويه جميله
اغمض عيناه وهو ينظر لها
:عدي ليلتك يا زينب و روحي شوفي الموبيل بدل اقسم بالله ما هخليك تمسكيه وانتي حرة في اللي هعمله
اشتعلت وجنتيها بخجل قبل أن تتركه و تخرج من الغرفه لتجد “نور” تتصل بها ردت عليها سريعا
نور بغضب:رنيت عليك عشر مرات كنتي فين يا هانم دا كله دا لو وزير الداخلية مش هيتاخر كدا
زينب بمرح:اهدي يا وابور جاز…. حصل ايه يا بت؟
نور :محتاجاكِ…. محتارة و متوترة و انتي الوحيده اللي عندي و عايزك تسمعيني
زينب باهتمام:حابه تتكلمي في الموبيل و لا اجليك الصبح
نور :لا انا حابه احكي دلوقتي و اسمعيني… وراكي حاجه؟!
زينب بحب:افضلك مخصوص احكي في اي
نور……..
و بقيا يثرثرا في حديث طويل حيث سردت لها حوارها مع والدته
لتأخذ قرارها بالنسه ثمانين في الميه و مازال عشرون بالمئه قلق و ارتباك…
لكن هذه مهمة شخص ما عليه أن يُلاشي ذلك الخوف
===================
في لندن
يقف يوسف بجوار احد أصدقائه يتحدث الانجليزيه معه بطلاقه ان رأته الان تجزم انه شخص آخر غير ذلك المرح
هناك قاعده مهمه جدا بالحياه
“وقت الجد جد و وقت الهزار هزار”
صديقه :اعتقد لازم نبلغ رئيس مجلس الادارة و ننزل الموقع قربنا نوصل للمرحله الاخيرة
يوسف بابتسامه ود :الحمد لله… فعلا في الفتره الاخيره كان الشغل مكثف و خصوصا بعد تعديل الغلطه اللي حصلت افضل قرار اتخد ان يتم عمل رقابه مكثفه لمنع الأخطاء
صديقه (ويليام) : فعلا لولاك انت و المهندسه عهد كنا احتمال نكمل مع وجود الغلطه دي
عقد ما بين حاجبيه باستغراب
:عهد!!
ويليام بابتسامه
:اه نسيت اقولك ان عهد كمان بلغت الشركة ان في غلطه في التصاميم و لما انت بلغت الشركه اخدت موقف
هي لبنانيه تقريبا او مصريه لبنانيه اللي اعرفه انها عاشت في لبنان طول عمرها بس والدها مصري
يوسف بابتسامه :
تعرف مصر وحشتني اوي
ويليام بغمزه :مصر برضو
يوسف بخبث:و أهل مصر يا غتت
صوت طرقات خافته على باب المكتب ليسمع للطارق بالدخول
عهد بجديه و ابتسامة رقيقه
:مساء الخير….
التفت يوسف لينظر للملف أمامه لا يحب فكرة الاختلاط رد بجديه هو وصديقه بينما لا ينظر حتى لها
:مساء النور
عهد بحرج باللهجه اللبنانيه
:بشمهندس يوسف فينا نحكي شوي
ترك الملف من يديه رفع راسه و عيناه أرضا
:انا و حضرتك…. في اي؟
التفت عهد نحو ويليام بارتباك ليتركهما و يخرج من المكتب من باب الذوقيات بالنسه له
ابتسمت عهد بينما وضعت حقيبه على المكتب
:على فكره انا معاك في التيم بتاعك من النهارده استاذه حنين رشحتني اكون مع حضرتك بتقول اني شاطره و احنا مصريين زي بعض هيكون في بينا تفاهم
يوسف :ربما…
عهد :اكيد حضرتك مصر وحشتك… انا الصراحه كمان وحشتني اوي
يوسف:بقالك كتير هنا بس مش انتي عشتي في لبنان اصلا
عهد :اه عشت بلبنان بس بتكلم مصري كويس لان عشت خمس سنين فيها بس كنت صغيره و بعدها سفرت مع والدتي للبنان
و بقالي في الشركه سنه و نص لسه جديده مش زيك اكيد حضرتك بقالك كم سنه؟
يوسف:ست سنين تقريبا
عهد:يااه ست سنين مش باين عليك انك كبير
يوسف : اتنين و تلاتين سنه
بس هنا من بعد التخرج بسنتين الفضل لربنا و لعمي ربنا يديه الصحه هو يبقى والد مراتي و حبيبة عمري….
قالها بجديه و هو يجلس على احد المقاعد ينظر لصوره ايمان بهاتفه ابتسم بخفه و اشتياق
شعرت عهد بالضيق و الغيره للحظات شعرت وكأنه يندمج معها في الحديث لكن لا هناك أخرى ختمت صك ملكيتها على قلبه
عهد :واضح انك بتحبها اوي
يوسف بابتسامه ظهرت وهو ينظر لايمان عبر الهاتف و عينيه تمر بدقه على تلك الابتسامه الجميله
:كان عندي سبع سنين لما هي اتولدت. عمي كان ناوي يسميها هدى لما شفتها قالتله دي ايمان…. انا اتربيت معاهم في نفس البيت بسبب ظروف خاصه
تعرفي هي دكتورة شاطره و جميله اوي رقيقه
شعرت بالغضب من شدة الغيره و هي تسمع ما يقوله و مدحه لزوجته و كأنها فتاة استثنائيه
عهد :اه صحيح انا قلت الاكل المصري اكيد وحشك عملتلك دا بيدي
… حاولت التبرير سريعا
:اقصد يعني ان اكيد… الاكل هنا مش زي اكل مصر و حضرتك بتتعب طول النهار انت و باقي المهندسين
يوسف بحده و ارتياب
:معليش يا عهد بس انا اكلت مع ويليام من شويه تقدري تديه لبشمهندس عدنان هو في المكتب اللي جنبي و لسه بيشتكي من أكل المطاعم اعتقد هيحب الهدية دي جدا…. انا الحمد لله اكلت
عهد بضيق :تمام يا بشمهندس اتشرفت بمعرفتك
مدت يديها لتصافحه
يوسف:معليش مش بسلم…..
سحبت يديها بحرج معتذره قبل أن تغادر المكان وهي تشعر بالاحباط و خيبة الأمل
=====================
بعد مرور ثلات اسابيع
يوسف و إيمان دائما علي تواصل بعض الدلال مع الحب و المشاكسه و أحيانا الحزن بينما تحكي له عن الحالات التي تقابلها بالمشفى و هو يتفاهمها جيدا يعرفها جيدا أرق بكثير مما تبدو
أما حبيبه أصبحت اكثر اشراقا و كأنها بدأت في استعادة المفقود منها و الفضل يعود له
رغم انهما لم يلتقيا منذ أن جاءت والدته الي منزلها لكن مع ذلك تشعر بسعادة لاهتمامه حتى بعد كل ما حدث
نور وافقت على زواجها من باسل و تم تحديد موعد الخطبه
أم صالح و زينب فقد زاد تلهفهم وتقاربهم الي بعضهم لا يستطيعا إخفاء مشاعرهم حتى في حضور أفراد العائله وقد لاحظوا جميعا الحالة العابثه
التي أصبح عليها صالح وكأنه أصبح شخصا اخر
يتابعون بذهول ما يفعله بمجرد حضور زينب معه في مكان واحد ليصير عاشقا متهورا في حضورها
بينما احضر جلال خادمة لمساعدة حياء في أعمال المنزل بسبب مرضها مؤخر
========================
يوم خطبة باسل و نور
جلست زينب بجانب نور التي تجلس أمام المرآه بيننا تقوم احد الفتيات بوضع المكياج لها ترتدي ثوب ازرق سواريه مطرز ببعض الفضه
زينب بغمزه شقيه: وكيل النيابه طلع عنده نظر
نور بخجل:طب اسكتي بقى علشان انا اصلا متوتره
زينب :من اي؟
نور :مش عارفه بس خايفه…. انا اصريت نعمل الخطوبه على السطح و الجماعه فرشوه و حطوا النور و كل حاجه جاهزه بس ياترى هو هيجي
زينب بخضه:ليه بتقولي كده؟!
نور بغضب :ممكن يقول مش مقامي خطوبتي تبقى علي السطح يا رب يطفش و نخلص
زينب بحده:بس يا جزمه بطلي ان شاء الله هتكمل على خير احنا هنخلص و هتطلعوا على محل الدهب تنقي شبكتك و تيجي نفرح هنا شويه و تتعشوا سوا
نور:اه…… اه يا اختي.. هو صالح معاكي
زينب بابتسامه :وصلني و راح الوكاله و شويه و هيجي….
نور :شكل الصنارة غمزت…
اشاحت زينب بوجهها عن صديقتها قائله بتهرب
:هطلع اشوف اذا في حاجه ناقصه
قبل أن تغادر تمسكت نور بيديها قائله بود
:حبتيه؟!
حاولت التهرب منها لكن لم يكن لديها اي مفر لتهز راسها بايجاب مع ابتسامه خجوله
ابتسمت نور بسعادة و تركت يديها
مر وقت قصير حيث انتهت لتنظر للمراه بابتسامه جميله
البنت:بسم الله ماشاء الله عليك والله طالعه زي القمر
نور :بتحللي الفلوس اللي هتاخديها و لا ايه
البنت :ورحمة امك… اظبطي يا نور و بصي في المرايا طالعه قشطه
شعرت بارتياب وهي تنظر في ساعة يديها
طرقات خفيفه على الباب فتحت البنت
نهضت نور وهي تنظر لوالدها بابتسامه جميله
سالم بمرح:اي الجمال دا يا بطل
نور :لا يا جماعة انا بتكسف في ايه هو انا كنت وحشه قبل كدا ولا اي؟!
سالم:فشر دا انتي طول عمرك قمر… الف مبروك يا قلب ابوك
نور بحب:الله يبارك فيك يا بابا… بس فين عريس الغفله مش المفروض يكون هنا دلوقتي
سالم :على فكره باسل كان هنا من وقت طويل و رص الفرشه بنفسه مشي من ساعتين تقريبا عشان يظبط نفسه
نور بذهول:افندم؟! باسل رص الفرشه على السطح بنفسه كان هنا؟!!
سالم بغمزه:على الله تحني عليه شويه
نور :ابقى افكر
“العريس وصل”
صدر ذلك الصوت من أسفل خرج سالم ليستقبله بينما خرجت نور للصالون برفقة زينب والتي ارتدت فستان بنفس لون فستان نور ليبدو الاثنان رائعتان
صعد باسل بخطوات ثابته وعيونه الضاريه تبحث عنها بجواره والدته
كان في غايه الاناقه ببذله كلاسيكيه بعصريه رفيعه ذات الون الأسود كانت رائعه عليه مميزه وكانها صنعت خصيصاً.. صفف شعره الأشقر الغزير للخلف فأصبح جذاب بدرجه مهلكه
يحق له الغرور حقا… فمن بهذا الجمال و الوسامه الشديده التي تكاد تزعزع ثبات اي انثي تقع عينيها عليه.. يحق ان يعجب به الكثيرات ويغرم به الجميلات
هل القى سحره عليها ام هي من تهوى وجع القلب لتشعر بنبضاتها تتسارع بضراوة
تقدم نحوها و على وجهه ابتسامة جذابه وقف أمامها مباشرة يميل عليها قليلا هامسا بغرور
:ايه رايك مش طالع زي القمر
لكزته بغضب في جانبه لم يتأثر وهو يقف مره اخرى بجوارها
نور لنفسها:ابو شكلك مغرور بصحيح بس زي القمر…..
سالم :مش ننزل بقى علشان ننقي الشبكة
باسل:اكيد ياله العربيات مستنيه تحت
اوما له بتفهم في حين نزل باسل وهو ممسكا بيديها بين يديه
أم زينب فقد صعدت منذ قليل بجوار صالح في سيارته يقودها خلف سيارة باسل في اتجاه مكان الخاص بمحلات الذهب
بعد مده قصيره
وقفت نور في احد المحلات تقف أمام اللوح الزجاجي ليضع الصائغ أمامها تشكيله من الخواتم الجميله. شعرت بالحيرة للحظات وهي تنظر لباسل الذي يقف بجوارها يتابعها بابتسامه رائعه
نور بهمس لزينب:اي رايك في دا؟
زينب :فعلا حلو جدا عجبك
نور :اوي…..
التفت اليه لتقول هامسه وهي تنظر للدبله و الخاتم التي قامت باختيارهم
:حلوين دول….
ابتسم بسعادة ليقول برفق
:مبروك عليك يا نور…. اختاري الاسوره اللي تعجبك
هزت راسها بايجاب وهي تنظر التشكيله الذي وضعها الصائغ امامها
انتهت من اختيار شبكتها بينما ابتسم باشا وهو يشير للصائغ
اوما له بتفهم قبل أن يغادر المكان ليصعد للدور الثاني الخاص بالالماظ و بعض المجوهرات التي لا تُعرض في الطابق الاول لقيمتها الغاليه
نور :احنا مستنين اي؟!
باسل بجديه :اصبري علي رزقك
لفت يديها ببطي حول مرفقه ابتسم و لم ينظر لها
مرت لحظات لياتي الصائغ مره اخرى و هو يمسك بين يديه علبه من القطيفه السوداء انيقه جدا ابتسم وهو يعطيها لباسل
نظر لها وهو يفتح تلك العلبه لتلمع بشدة بها طقم كامل من الالماظ
نور بضيق و همس
:اي دا؟ قلتلك اني مش بيبع نفسي و اتفاقنا الشبكه تكون بسيطه
ابتسم بجديه تليق به و هو ينحني قليلا يطبع قبله خاطفه على رأسها
:بطلي الطريقه دي… دي هديتي ليك بعيد عن الشبكة…. اعتبريها هدية خطوبتنا و متنسيش انتي قريبا
هتكوني حرم باسل العلايلي….
جديته، لابقته في الحديث، نظراته الضاريه
تكاد تفتك بنبضات قلبها قائله بهدوء وهي تخفض راسها
نور:بس دا كتير اوي….يعني الشبكة اللي اختارنها حلوة و كفايه
“ششش… اهدي دي حاجه بسيطه وبعدين بقولك دي هديتي ليك هتكسفيني”
مرت لحظات صمت هيمنة شخصيته طاغيه حقاً
خرجا من المحل بجوار بعضهم بجوارها نيره و التي شعرت بسعاده عارمة ربما لم كذلك في زواجه الاول، لم يكن للفرح طعم في ذلك اليوم
بينما يسير خلفهما صالح و زينب حيث يحيط خصرها يتحدثان بسعادة و شغف
حيث تعالت الاغاني الشعبية والطبل البلدي أمام المحل لتعطي روح من البهجه في قلوب أبطالنا
عاد مره اخرى لبيتها لتتم الخطبه و الجميع يقراءون الفاتحه مباركين لهم
مع بعض نظرات الغيرة من بعض فتيات الحي حاقدين عليها
فهي الان وقعت على كنز ثمين
شاب وسيم و غني به كل المواصفات الاسره لقلوب الفتيات كما يظنون
لكن ربما اختارها هي لان تفكيرها يختلف عن أي فتاه اخره
********************
في بيت حبيبة
جلست في الشرفه القديمه تنظر للشرفه المقابله تتذكر ايام قد مضت
تلك الأيام التي لا تخلو من المرح ببنهما
تنهدت بارتياح و هي تنظر للفراغ لكن عقدت ما بين حاجبيها حين اضاءت انوار الشقة المقابله لشقتها (شقه على القديمه)
نهضت بسرعه تقف في الشرفة تنظر بارتياب و دقات قلبها تتعالى بقوة شاعرة بتخبط في مشاعرها
رائحة عطره تداهم انفها و بقوه، لم يغير نوع عطره بعد منذ سنوات طويله
وجدت نور غرفته يُضاء مرت لحظات بطيئه لتجده يدلف للشرفه
على بابتسامه :مساء الخير
حبيبه :على!!
على بهدوء :كنت حاسس اني هشوفك النهارده رغم ان الوقت اتاخر
حبيبه بابتسامه :و انت ايش عرفك اني هبقي قاعده هنا… واني هكون صاحيه دلوقتي
على بثقه:زي ما كنت واثق في حبي ليك رغم السنتين دول
حبيبة :على انت فعلا متمسك بيا… يعني مش متضايق اني كنت على ذمه شاكر… و كنت… حامل
صمتت عينيها ترقرقت بالدموع مجددا قائلة بحزن لا يُخفى الحب من خضراوات عينيها
:انت لو مكانك كنت قفلت كل بيبان الماضي و ركزت في مستقبلي…
على بحزن:عارفه اكتر حاجه بتوجعني اني اشوف دموعك…. بتخليني اتمني اجي احضنك ادخلك جوا صدري و ابعدك عن قسوة الحياه و امسح الدموع دي…
مش هقولها تاني
و لآخر مره يا بيبه انا عارف ان دي ارادة ربنا و مش معترض جايز الايام الجايه تكون جبر خاطر لينا…. انا شاريك يا حبيبه
واللي بيشتري حد مبيفكرش في اي اسباب تفرق بينه
بصي بقى خطتنا للفترة الجايه ان شاء الله
الدراسه هتبدا كمان كم اسبوع انا جبتلك كتب سنه تانيه قلت اكيد هتحبي ترجعي معلومات… و انا دلوقتي الحمد لله اتفقت على المكن للمصنع هو صغير انا عارف بس واثق في ربنا زمان مكنش عندي غير الشقه دي و الحمدلله قدرت اشتري شقة تانيه اكبر و جوزت سلمي اختي و بجهز المصنع وان شاء الله هنكبره سوا
حبيبه بابتسامه :سوا؟!
على بحب:طبعا سوا هو انتي فاكرك انا مستني ايه… شهور العدة و انا حفظهم باليوم والدقيقه …. يعدوا و هتلقيني انا وامي عندكم بنكتب الكتاب و نعلي الجواب
بيبه:و مش هتتضايق من كلام الناس
على بتنهيده:كلام الناس لازم نحطه في اعتبارا طبعا لكن لو هيفرق بينا يبقى مالوش لازمه
دا رب الناس حلالنا نكون مع بعض في الحلال نقوم احنا نحرمه على نفسنا عشانهم لا يا حبيبه دا حتى يبقى حرام
حبيبه :ربنا يسعدك يا علي
علي:يارب و انت معايا يا جميل
حبيبه بغضب زائف
:اتلم يا جدع انت و ياله امشي مالهاش لازمه وقفتنا هنا
على بغمزة:والله العظيم وحشتيني و وحشني لسانك الطويل
سلام يا بيبه الكتب هبعتها مع اخوكي الصبح سلام يا جميل
حبيبه بتنهيده سعيدة:سلام يا علي
عضت على شفتيها، ما تلك السعادة التي تغمرها الان و كأنها نالت من الجبر ما يرضى روحها و يشفي جروح الماضي
دلفت لغرفتها وهي تمتم ببعض الكلمات
احتضنت الوسادة عامسه لنفسها بنعومه
:يارب لو ليا نصيب فيه بلاش تبعدنا تاني يارب…..
======================
بعد مرور اسبوع اخر
في الصباح
استيقظت زينب ببطي و ابتسامه ناعمه تتحس الفراش بجوارها مفتقده دف احتضانه لها لكن لم تجده
نهضت من فوق الفراش تبحث عنه بارجاء الغرفه لكن لم تجده
زينب بكسل:اكيد نزل وانا نايمه
صوت طرقات على الباب
زينب بارتباك:مين؟!
عفت (الخادمه) :انا يا مدام زينب… ست حياء قالتلي اطلع اشوف لو محتاجه حاجه
وضعت الحجاب على شعرها هندمت ثيابها قبل أن تفتح الباب لها
عفت بابتسامه خبيثه:صباح الخير يا قمر انتي…
زينب بطيبه :صباح النور… ها في اي؟
عفت : تحبي انضفلك الشقه و لا اعملك حاجه
زينب :لا انا هعمل كل حاجه ممكن تنزلي انتي لماما علشان لو احتاجت حاجه
عفت بخبث :والله يا هانم انا مش عارفه انتي مش راضيه انضف البيت ليه دا لهلوبه واعجبك من ساعة ما جيت وانتي مش عايزانى اخدمك
زينب بجدية: معليش يا عفت انا بحب اعمل حاجتي بأيدي و بعدين صالح بيسيب ورق شغله و مينفعش حاجه تضيع
عفت:شكلك ست بيت شاطرة و الله صالح بيه محظوظ بيكي….. هو معليش بس ممكن ادخل الحمام قبل ما انزل لو مش هتضايق
زينب بود:لا ابدا اتفضلي
دلفت الى الحمام وقفت قليلا تفكر فيما ستفعل…
اتجهت نحو السلة الموضوع بها بعض الثياب
لا يوجد سوا اشياء قليله
ابتسمت بخبث وهي تخرج قميص نوم ذات الون الأحمر القاني قصير يبدو وكان زينب ارتدته بوقت قريب
ابتسمت بخبث و انتصار و هي تخرج هاتفها من جيب بنطالها الجينز
هندمته قبل أن تلتقط له عده صور
وضعت في السلة مره اخرى سريعا وضعت هاتفها مره اخرى في جيبها
غسلت يديها و خرجت من الحمام
عفت :تسلمي يا هانم انا هنزل بقى علشان احضر الغدا لو احتاجت اي حاجه قولي يا عفت بس و هكون عندك
زينب :تسلمي يارب
غادرت عفت الشقه بينما اخذت زينب ترتب شقتها ثم نزلت لشقه حياء لتجلس معها ك كل يوم
—————————–
في الوكاله
يجلس صالح علي مكتب والده وهو يعمل على حاسوبه بجديه حتى تقدم على يقف أمامه قائلا بجديه
:صالح بقولك الحج سعد طلب شحنه من الحرير بيقول نقص في الوكاله عنده تحب اكلم المخزن الكبير يجهزوا الطلبيه
صالح بتفكير:لا استنى شويه لو طلعنا من المخازن حاجه دلوقتي هيبقى عندنا عجز أدام وانت عارف ان الحرير السحب عليه عندنا كبير و خصوصا لدور الازياء اللي بنتعامل معها
علي:يعني اكنسل معه
صالح بجديه:استني انا هشور الحج انت عارف معازة الحج سعد عند الحج يمكن يكون له رأي تاني….
ثم تابع بابتسامة وهو ينظر لصديقه
:مالك؟ شكلك فرحان
على بسعادة: ولا حاجه بس يعني اللي فاضل بيني و بين حبيبة تلات شهور في العدة
نهض صالح بحب و هو يحتضنه:الف مبروك يا معلم… بس شكلك عرفت تلين دماغها
على : الحمد لله تعبتني اوي
صالح :ربنا يسعدكم… حبيبة بنت حلال وتستاهل كل خير على فكرة فرحكم عليا متشغلش بالك بالمصاريف والحاجات دي
على :بس
صالح بجديه:خلص الكلام اه صحيح المحامي عايز يتواصل مع حبيبة علشان ورثها من شاكر دا حقها يا علي
زفر على بضيق من ذكر اسم ذلك الافعى قبل أن يغادر من المكتب قائلا بحدة
جلس صالح مره اخرى على مكتبه بيبدأ بالعمل حتى وقف أمامه عامل من عمال الوكاله
:في واحده ست عايزه حضرتك يا صالح بيه
عقد ما بين حاجبيه باستنكار
:ست؟ ودي عايزه ايه… ما تشوف طلبها هو انا هفضي اكل واحدة داخله تشتري
العامل:بس دي شكلها هانم اوي و مش جايه تشتري
صالح بجدية :طب دخلها
مرت ثواني قبل أن تدلف امرأه بابتسامه خبيثه
وجدته يجلس على مقعده خلف المكتب يعمل بمنتهى الجديه يبدو على ملامحه الحدة تزيد من وسامته الطاغية
صالح بجديه:افندم مين حضرتك
“صوفيا نصار….. طليقة رشاد الشافعي”
دلفت الى المكتب امرآه انيقه تبدو في نهايه العشرينات، تعلقت عينا صوفيا عليه وسيم سليم البنيه عنفوان شبابه عالي بجاذبيه قا”تله… وسيم جدا عيونه خضراء داكنه تبدو جميلة جدا
لكنه للأسف وقع ضحيه لتلك الخبيثه.. الخائنه
من وجهة نظرها تزوج امرآه تواعد رجلين… زوجها السابق و ذلك الشاب
ابتسمت ببرود معرفه عن نفسها
” صوفيا نصار… طليقة رشاد الشافعي ابن عم زينب ”
هز صالح راسه بتفهم رافعاً عيناه القاتمه نحوها اشارها لها بالجلوس يسالها باستفهام
“اهلا وسهلا اتفضلي…. خير اقدر اساعدك في اي؟”
ابتسمت بصلف و خبث وهي تجلس على المقعد أمامه أنزلت نظارتها السوداء لتضعها على المكتب قائله بمكر
” اعتقد ان انت اللي محتاجني….”
صمتت قليلا لتخرج علبة السجائر من حقيبة يديها، وضعت السيجار بين شفتيها
مدت يديها له بعلبة السجائر تعزم عليه
نظر لها باستحقار لا يحترم ابدا المرأه المدخنه
“شكرا…. ياريت تدخلي في الموضوع على طول اظن انتي شايفه الوكالة عندي شغل و مش عايز عطله”
ابتسمت بخبث الافاعي وهي تحكي له ببطي مشعلة نيران بداخله وهي تنفث سيجارتها ببرود
“انا و رشاد اطلقنا من فتره قصيرة…”
قاطعها بحنق قائلا بذهول و ضيق
“طب وانا مالي انا و مراتي…. اظن دي حاجه تخصكم … ولا حد قالك اني مصلح اجتماعي ما يولع بجاز وبعدين يهمني بيه مشاكلكم انا لا اعرفك ولا اعرف جوزك دا كمان ”
ابتسمت بمنتهى الوقاحه و هو تنفث سيجارتها رفعت حاجبها الأيسر تنظر له و علامات الغضب واضحه على وجهه
لتبدا ببخ سُمها
” بس زينب تعرف رشاد كويس”
نظرت له بعد تلك الجمله لتجد ملامحه سوداويه بتغير ملحوظ تشنج ملامحه و عيناه تزادت في الاحمرار
سالها بعصبية من مجرد ذكر اسم زوجته على لسان تلك الافعي
“تقصدي ايه بكلامك دا… و زينب ايه علاقتها بطليقك”
تابعت بخبث وهي تطفي سيجارتها وضعتها في المنفضه
” يبقى تسمعني للآخر يا بشمهندس و ياريت متقطعنيش لان اللي هقوله ميتحملش مقاطعه”
نظر لها بعيون حاده ثاقبه على أحر من الجمر
“من مده حوالي خمس شهور كدا…
انا قابلت رشاد في مكتب المحامي بتاع عيلتي عرفت بعدها انه شغال هناك موظف كحيان فقير معد”وم…. وقتها كان في ورق يخص الشركة بتاع عيلة الأنصاري و انا المفروض أوقع عليه… المحامي بعت ليا رشاد قابلته و هو الصراحة وسيم و كاريزما و عرف يلف عليا لحد ما اتجوزنا منكرش اني حبيته اوي
لكن اللي أصله واطي بيفضل واطي مهما نضفت فيه…
من شهرين بالظبط رجع اسكندريه و ساب شغل الشركة لان للأسف بعد جوازنا انا عملت له توكيل عام باداره الشركة و اي حاجه باسمي و هو كتب لنفسه كل حاجه
بس لما رجع اسكندريه كان طبيعي مفيش بينا مشاكل لحد ما فجأه بدا يتغير و يبقى عصبي جدا ”
جز على أسنانه بعنف و غضب قائلا
” انتي هتحكيلي قصة حياتكم”
ضحكت بسخرية لتمتم بمنتهى الوقاحه و المكر بخداع كاذب
” من شهرين سمعته بيتكلم في الموبيل و بيزعق و بيكلم و بيقول يا زينب
وبيقول انه خالص بقى معه فلوس و يقدر يرجع و يتجوزها و مبقاش فقير و انها رفضته زمان علشان فقير
و هي مش عايزه تفضل في الفقر دا كتير و
انها شايفه ان الظروف اللي حصلت اقصد ظروف جوازك منها جيت في مصلحتها انها تتجوز واحد زيك من عيله و غني و قالت باي باي لرشاد
رشاد ضحك عليا علشان ياخد فلوسي علشان يتجوزها
و هي سابته لما وقعت على واحد زيك
زينب واحدة خبيثه و خاينه ”
ضرب بيديه بقوة على سطح المكتب وهو ينهض قائلا بعصبيه
” اطلعي برا….. برا لان كلمة زيادة في حق مراتي اقسم برب العزة مهتشوفي النور تاني”
صوفيا بسخريه و حقد
” و لما جوزي ينام في حضني و ينادي عليها باسمها يبقى ايه… فوق يا بشمهندس مراتك مغفلك…. روح اسألها عن رشاد و لو كذبتني يبقى بتخدعك…
اظن عارف يعني ايه يبقى نايم معايا و بينادي على مراتك…..
“تفتكر هيعمل كل دا و يلف عليا و يتجوزني غير لو هي كانت بتشجعه و كانت دايما معه ”
“رشاد جيه مخصوص من القاهرة يوم الصباحيه بعد ما عرف انها اتجوزت كان هيتجنن بعد دا كله تسيبه و تتجوزك اعتقد انك لاحظت وقتها حاجه مش مظبوط و نظراته ليها…. ”
” انا في الأول كنت معتقده انه بيخو”ني عادي مع أي واحدة ر”خيصه و رقبته و عرفت انه دايما بيروح نايت كلاب هنا في اسكندريه و دايما بيحب يقعد مع بنت اسمها ريري”
نظرت له ببرود لتجد وجهه قد تحول للاحمر الحضاري وكأنه على وشك الانفجار عيناه ترى من خلالهما السعير المفجعه حارقه لكل ما حولها
ابتسمت بانتصار لتكمل ببراءه زائفه
” انا روحت للبنت دي و طبعا ر”شيتها بالفلوس
هي قالتلي انه بيروحلها معظم الأوقات لكن دايما بيتقل في الشرب و لما بيكون معها بيناديها زينب و بيكون مبسوط جدا و هو متخيل ان اللي معه زينب و طبعا كل ما ينبسط يدفعلها اكتر و…. ”
” اخرسي زينب اشرف منك انتي و الز”باله طليقك”
صرخ بوجهها وهو ينهض من مكانه يكاد ينفجر من شده الغضب
هبت واقفه هي الأخرى وهي تبخ سمها كالحيه
“لا والله اشرف مني دي بعد دا كله وهي ماشيه مع اتنين.. معاك علشان فلوسك و بتسايره علشان متخسرش ملايين لحد ما تاخد منك اللي يكفيها و بعد كدا تروحله دي… ”
كانت ستسب زينب بافظع الشتا”ئم بحق شرفها لكن
صر”خت بعنف بعد أن صفعها بغضب يجذبها بعنف من شعرها تزادت صراخها و هو يجذبها من شعرها و عيناه قد تحولت للاسود يبدو أن نيران السعير بدأت بحرق الجميع و هي الاول…. هي من أشعلت تلك النيران
بينما نظر العمال لصالح وهو يصرخ بوجه تلك المغرورة يسحبها خلفه خارج الوكاله جاذبا اياها من شعرها يديها تمسك بكف يديه الممسك بشعرها تشعر وكأنه سيقتلعه من شدة قبضه وقد أظلمت عيناه تكاد تكون سوداء من شدة الغضب قائلا بحدة و حذر و هو يدفعها بقوة خارج الوكاله
سقطت أرضا وهي تبكي بعنف تضع يديها على شعرها تبكي بانهيار
تسمع صوته الحاد محذرا اياها بعنف بينما جلسعلي ركبتيه.. قابضا على فكها السفلى بعنف و هو ينظر لها باشمئزاز
:قسما بالله ممكن ادفنك مكانك دلوقتي حيه بس خسارة اضيع نفسي علشان واحدة ز”باله زيك و مراتي دي اشرف منك.. و جوزك الرمه دا حسابه معايا انا…
يوم واحد قسما بالي خلق الخلق يوم واحد زياده في اسكندريه بكرا الصباح هيلقوا جثتك مرميه في البحر بس للاسف مش هيتعرفوا عليها من اللي ممكن اعمله فيك لو اسم زينب جيه على لسانك دا فاهمه!”
اومات براسها برعب و هي تبكي تحاول التملص من قبضته بينما حاول” على”
جذب صديقه عنها
على بخوف:صالح في ايه هتمو”ت في ايدك ابعد عنها….
دفعها باشمئزاز و استحقار قائلا بحدة
“غوري و اللي اتقال دا لو حد سمع بيه انتي حرة يبقى انتي اللي اخترتي و اسألي عن عيلة الشهاوي و اللي بيقف ادامهم بيحصله اي”
حاولت النهوض ببط و ضعف لم تتوقع أن تأتي العاصفه بوجهها هي
غادرت بثابها المتسخه بالطين اثر وقعتها بذلك المكان
على بخوف و عدم فهم
:صالح في ايه؟ حصل ايه لدا كله؟
نظر لصديقه بعيون تتارجح بنيران حارقه
رغم الحب رغم اي شي لكن ما سمعه كان أكبر من تحمله
كل شي سمعه و اكتشفه كان أكبر من طاقته
:لم ينطق بكلمه واحدة وهو يتجه نحو سيارته قادها بأقصى سرعه حتى وصل لشقته
أخبرها منذ البدايه يكر”ه الأسرار…. يكر”ه الكذب…. يبغض الخيا”نه و بشدة….
===================
وصل بعده مدة قصيره الي منزله و عقله يشوبه الشوائب تعميه عما يدور حوله
فورا دخول صالح الي الشقة وقف بدخلها بجسد متشدد بالغضب وعروق عنقه تتنافر بينما يزداد وجهه احتقان من عنف ووحشيه أفكاره السوداء بعد اتهام تلك الافعى زوجته بافظع التهم و ابشعها
ضرخ باسمها بعنف و غضب.. يثق بها و لو قليل لكن ما يصوره له عقله الان بخصوص علاقات ذلك الحقير رشاد و رغبته بزوجته ينهش يعقله و قلبه يفتك به
خرجت زينب من غرفة النوم بارتياب من صوته العالي
ابتسمت بسعاده وهي تنظر له لكن تلاشت تدريجيا قائله بهدوء و ابتسامه
“صالح اتاخرت ليه…. قلقتني
هدخل اجهزلك الحمام علشان تاخد شاور”
تسارعت أنفاس صالح واحتدت نظراته بشده وهو يراقبها دون أن يسمع كلمه واحدة مما تقوله حيث كان السعر الذي بداخله من كلمات تلك المرأه و بشعة تخيل ما قلته يصم اذنه و يكوي اعماقه
يرغب بأن يمز”قه بسكين حاد ليجعله يدفع ثمن ما تسبب له من الالم
اتجه نحوها بخطوات مندفعه غاضبه جاذبا اياها نحوها بقسوة مما جعلها تشهق بقوة و قبضته تزداد قسوة على يديها قائلا بعنف
:اللي اسمه رشاد دا عايز منك ايه؟ و ايه علاقتك بيه….
وقعت تلك الكلمات عليها كالصاعقه جف حلقها شعرت باضطراب أنفاسه بقوة لم تشعر بدموعها التي انسابت على وجهها دون ادراك ليجن جنون منها صرخ بها مره اخرى و هو يضغط على ذراعها
:انطقي ايه اللي بينك و بينه؟!
حاولت التحدث لكن لم تستطع اخباره باي شي بينما ازدادت شهقاتها قائله بارتجاف
:مفيش بينا حاجه والله…..
قاطعها بغضب
:لو كذبتي انتي حره يا زينب من اللي هعمله فيكي و صدقيني هتندمي لو فضلتي ساكته
عضت على شفتيها بندم قائلة بحزن و بكاء
:والله العظيم ما في حاجه من ناحيتي اقسم بالله كل الحكايه انه طلب ايدي قبل كدا من بابا و انا رفضت و بعدها هو حاول يكلمني كذا مره على الموبيل لكن مكنتش برد عليه لكن كان كل شويه يجيب نمره جديدة و يحاول يقنعني ويقولي انه بيحبني
بعدها بطلت ارد على اي نمر غريبه و هو سافر و اللي عرفته انه اتجوز بنت غنيه قلت الحمدلله بعد عني و هرتاح من زنه لكن…..
صمتت للحظات تبكي بحرقه و شهقات مريره
:والله العظيم يا صالح مافي بينا حاجه و يوم الصباحيه هو بعد ما انت نزلت من هنا مع خالتي جرس الباب رن و انا طلعت اشوف مين دخل وقفل الباب و قعد يقول كلام غريب و انه مش هيسبني و لسه عايزني بس والله طردته و من وقتها ماشوفتش تاني
زمجر بقسوه وعنف من بين اسنانه
“و محكتليش ليه …. ولا خايفه على البيه …
رفعت عينيها المليئة بالدموع ناظره اليه بضعف
:لا خفت منك…… اول ما اتجوزنا خفت منك… كنت عارفه انها فتره و احتمال نطلق و منكملش قلت كدا كدا هنسيب بعض مالوش لازمه اتكلم و بعد شويه علاقتنا اتطورت لكن هو مظهرش في حياتي تاني قلت يبقى اكيد نسيني”
همت بمتابعة الحديث لكنه قبض على شفتيها يقبلها بعنف مما جعلها تهمهم محتجه محاوله دفعه بعيداً
أصبحت قبلته اكثر قسوة جاذبا اياها لصدره
نزلت دموعها وهي تتلوي بين ذراعيه فلمس ملح الدموع شفتيه
مجرد التخيل انها يمكن أن تبتعد او تكون لغيره
يقتله شيطانه من الغيرة المُهلكه لروحه و التي لم تعرف طريقها له يوما الا بعد معرفه تلك الفتاة
ابتعد عنها وهو يسمع نحيبها يتزايد من بين شفتيها… حررها تاركا اياها تكاد تنهار، وضعت يديها تلامس شفتيها تبكي بهستريه
تراجع للخلف و شيطانه يامره بابشع ما يمكن تخيله زمجر بشراسه من بين أسنانه المطبقه بقسوة و قد ارعبته أفكاره الوحشية نحوها
:ادخلي اوضتك و مش عايز اشوف وشك ادامي احسنلك”
ارتعشت بارتياع و هي تقترب منه وضعت يديها على كتفه بحنان قائلة بهدوء عكس ما تشعر به
:صالح ارجوك اهدي…. انا عارفه اني غلطت لما محكتلكش بس ارجوك اهد…..
قاطعها و هو يزمجر بشراسه بينما دفع يديها بعنف قائلا بحدة
:عارفه ياللي عملتيه دا وصلنا لايه…. واحد و”سخ زي دا….. ااااهه
اطلق صرخه مدويه تنم عن مدى الغضب و الألم الذي يشعر بداخله لا يعرف كيف يخمد ذلك السعير بداخله
اخذ يدمر و يكسر كل ما تقع يديه عليه محاولاً اخماد غضبه الذي يلتهمه من الداخل وهو يلعن نفسه لضعفه نحوها الذي جعله بهذا الضعف أمامها.. شيطانه يخبره ان ينقض عليها و قلبه يقيده بمنتهى السلاسه هو من قيد نفسه بالاغلال حين سمح لقلبه ان يحبها حتى أن لم يعترف بالكلمات لكن يجزم قلبه الان انه وقع فريسه لرماديتيها منذ البدايه حين انقذته
كانت زينب تنظر له برعب يفترس بقلبها عليه
ظلت تحتضن جسدها حتى انهارت قدميها اسفلها لتجلس على الأرض وهي تضع يديها حول اذنها محاوله حجب صوته المرعب و تدميره للاشياء حولهما
مرت عدة دقائق
حتى حل الصمت بارجاء المكان
نظرت حولها بشهقات مريره فقد دمر المكان باكمله حيث كان شظايا زجاج الزهريات و تحف الزينه المحطمه تملي الارضيه ومقاعد الطاوله ملقيه أرضا الغرفه تبدو و كان هناك صاعقه قويه دمرته
حمدت الله أن والديه و اخته ليس في المنزل بينما قد ذهب إلى منزل شغف الحسيني (والدة حياء) منذ الأمس
نهض من مكانه يخرج من المنزل لكن بتلك الحاله المزريه و عيناه قد زادت احمرار و فقد هندمته
استقامت سريعا و هي تنظر له برعب
ترجلت نحوه بسرعه وهو يضع يديه على مقبض الباب لكن أطلقت صرخه متالمه تشعر ان قدميها لم تعد تسعفاها على الوقوف اكثر تشعر بدوامه تسحبها كانت ستسقط أرضا
حاوط خصرها بخوف قبل أن ينحني قليلا يحملها بينما لفت يديها حول عنقه تستند براسها على صدره تنتحب بصوت خافت
اتجه نحو غرفتهما وضعها برفق فوق الفراش نظر لقدمها وجدها تنز”ف أثر بعض الشظايا التي اخترقت قدمها و هي تحاول منعه من الخروج
اتجه بجسد مرهق نحو الخزانه جلب علبة الاسعافات الاوليه ليجلس بجوارها
وضع قدمها على فخذه يسحب قطع الزجاج الصغيره منها
اغمضت عينيها بقوة وهي تبكي بينما تغرز اظافرها بكتفه
انهي تضميد قدمها مغادرا الغرفه و المنزل لكن أمسكت بيديه بقوه قائله بنبرة شبه رجاء
:بلاش تخرج و انت كدا ارجوك
صالح بحدة :مش انا اللي اسيب حقي و لو ساعة واحده
تركها و غادر المنزل.. تركها تبكي بهستريه
لم تحسب لما قد يفعله الافاعي لم تحسب لتلك نيران الغيرة… و الان تكوي اعماقها خوفا عليه
:يارب…. يارب مش عايزه اخسره يارب
****************
بعد وقت ليس بالقصير ما يقرب ساعتين
فتح رشاد عينيه بصعوبة وهو مازال مقيد الى ذلك المقعد حين شعر بحركة بجواره ليتسلل الذعر اليه حين وجد رجلان شديدان البنيه يقفان أمامه يشعر بالالم في كامل جسده يحاول استعادة الذاكره فيما حدث و كيف جاء الي ذلك المكان
حتى صدح صوت قوى اتى من الظلام شعر وكأنه مألوف لكن لم يستطيع التعرف عليه
:اهلا اهلا منور يا رشاد باشا…. ايه رايك في الضيافة بتاعتنا مش من مقامك بس اوعدك مش هتخرج من هنا الا لما تاخد وجبك
حاول رشاد التعرف على الصوت لكن لم يميزه رد بصوت مذعور خائف
:انت مين؟ وعايز مني ايه؟
اقترب صالح من دائرة الضوء وعلى وجهه ابتسامة ساخرة ولكن عينيه كان بداخلهم شراسة وحدة ارعبت رشاد وجعلته يعلم ان افعاله لم يحصد عواقبها بعد..لتحقق ظنونه حين قال صالح بصوت متهكم ساخر
:معقول مش عارف تميز صوتي…. بس انا عذرك برضو اصل اكيد اللي انت عامل معهم مشاكل نسوان ميعرفوش ياخدوا حقهم لكن حظك وقعك معايا مبعرفش احط راسي على المخدة و انا ليا حق عند حد
جف حلقه و هو ينظر لصالح الذي جلس أمامه على اريكه وضع قدم على الأخرى بينما يقف خلفه على و بعض رجاله
رشاد بخبث:و حقك ايه بقى ان شاء الله
هو انا و انت بينا حاجه مشتركة و لا اقصدك زينب الصراحه هي جامدة و تستاهل يااه كريمة بالقشطه
بس مش شايف انها رجوله على الفاضي
اربعه على واحد… توتو كنت فاكرك ارجل من كدا
ابتسم بمكر و هو ينظر له بخوف يحاول اخفاءه.. محاولا استفزاز صالح
اتجه صالح نحو رشاد مباشرتا ليركله في معدته بغضب لنقلب الكرسي قائلا لعلي
:فكلي الكلب دا و اطلعوا برا
اطاعه على وهو يقوم بفك قيد رشاد الذي كان يتألم من شدة الضربه التي وجهت لمعدته
:اطلعوا برا…مش عايز حد يبقى موجود ولا يتدخل في اللي هعمله
على بشك
:طيب بلاش الحرس بس وانا هفضل موجود مش هتدخل
زمجر بحده و غضب وهو ينظر لرشاد
:قلتلك اطلعوا برا مش عايز حد يتدخل
حاول على امتصاص غضبه قائلا
:وانا مش هتدخل انا بس عايز ابقى جانبك يا صالح
اوما له بغضب ليشير على للحرس بالخروج من المخزن بينما ابتسم صالح بشيطانيه و هو يخلع حزام بنطاله يلفه على يديه كالسوط يجلد به رشاد و الذي انصعق من ضربات صالح القويه على جسده حتى اسالت الدماء من جسده وسط صرخاته القوية ليقول صالح بغضب
:ما تدافع عن نفسك يا ز”باله و لا مبتتشطرش الا على الحريم
تراجع رشاد خطوات للخلف ثم نهض فجأه وحاول مهاجمة صالح الذي تفادى لكماته مره بعد اخرى وهو يرد عليها بلكمات موجعه موجهه للنصف الاسفل من جسد رشاد الذي سالت الدماء من جسده بشده
بعد ان تناول صالح حزام بنطاله وقام بجلده به بقوه حتى كاد يغيب عن الوعي من شدة الالم
ابتسم بخبث وهو يجثو على ركبتيه امام رشاد قائلا بخبث
:اامم دي كانت ذكره بسيطه و هدية مني لك… زينب تخصني حاول بس تقرب منها صدقني وقتها مش هكتفي بضربك ساعتها هسلخ جلدك حي.. و افتكر كويس اوي اللحظه دي… “صالح جلال الشهاوي” مبيسبش حقه و حق أهل بيته و لو اتجرت بس و فكرت فيها صدقني هتندم
و دا كان حساب تهديدك لمراتي في بيتي
على….
علي :نعم
صالح بجديه:الرجاله ياخدو الكلب دا يرموه في اي حته
اوما له بايجاب بينما غادر صالح المخزن ليقسم رشاد بداخله ان يدفع الثمن غالي
ربما لان صالح لا يعلم شي عن خطته بعد يقسم بداخله لو علم بتلك الخطه لكان دفنه حي بمكانه و لن يشفق عليه
*******************
دلف الي منزله بجسد مرهق كان يعتقد انه بعد ما فعله ستخمد النيران بداخله لكن تأبى ليبقى يقود سيارته بلا هدف حوالي ساعة و قد قربت الساعه من الثالثه صباحا
وجدها تجلس على الاريكه يبدو عليها التعب بعدما قامت بتنظيف الفوضى التي افتعلها
كانت شبه مستيقظه بعينانا مغمضتان جلس بجوارها على الاريكه ابتسم بحزن وهو يمد انامله يزيح خصلات شعرها عن وجهها لتشعر بلمساته فتحت عينها سريعا تنظر له بخوف و رغبه قوية في احتضانه قائله بارتجاف
:والله العظيم عمري ما فكرت فيه والله ما بكذب عليك
جذبها بحنان لصدره بينما اخذت شهقاتها تتعالى بين ذراعيه تمسكت به بقوة قائلة بتبرير
:والله ما كدبت عليك…. انا اسفه اني خبيت عليك بس والله ما قصدي اي حاجه وحشه
اخذ يمسد على شعرها بحنان لتمر الدقائق في صمت حتى حملها و دلف لغرفتهما وضعها فوق الفراش برفق كاد ان يغادر حتى هتفت بحدة خوفا عليه
:صالح انت عملت ايه لما خرجت؟ اوعي تكون اذيته….
صالح :اسكتي يا زينب
:بس انا خايفه عليك
جلس بجوارها قائلا بارهاق
:معمتولش حاجه مش هضيع نفسي علشانه
زينب :صالح انت مصدق عليا حاجه وحشه
نظر لها بجدية قائلا ببعض الثقه
:لو مصدق مكنتش هبقي قاعد جانبك دلوقتي…. انا هروح انام في اوضه للأطفال ساعتين و هنزل الوكاله
:أوضة الأطفال؟! ليه معقول مش طايق وجودي معاك…. انا قلتلك اني كنت خايفه بس انت عندك حق.. نام في اوضتك انت اكيد تعبان مش هتعرف تنام هناك
انا هروح انام في الاوضه التانيه
قد ازداد ظلام وعنف عينيه كوحش يستعد لانقضاض على فريسته جاذبا اياها قبل أن تنهض يقبلها بحدة لم تعهدها منه من قبل
————————–
جلس صباحا يرمقها بنظراته يحاول بيأس الالتقاء بعينيها لكنها اخذت تتهرب منه تتصنع الانشغال بترتيب المنزل
تتجاهله تماما فتجعله يشعر فى لحظة بمدى حقارته
فلاول مرة يتعامل معها بكل هذا العنف فى علاقتهم الخاصة لدرجة ادمتها بشدة وقد ظهرت امام عينيه بشرة عنقها وكتفيها المكدومة نتيجة عنف شفتيه فوقهم لايدرى اى جنون قد اصابه ليلة امس فكلما تذكر كلمات تلك الافعى
يجعله كالوحش يرغب بالتنفيس عن غضبه والظلام بداخله وقد حدث وفقد السيطرة لاول مرة وترك لظلامه السيطرة عليه لليلة امس ليصبح عنيفا قاسيا معها وها هى النتيجة امامه تجلس معه في نفس الغرفه بينما تتجنبه تماما كأنه احد الفيروسات لكنه لم يستسلم يمد يده يتلمسها وهو يناديها برقة لكنها اسرعت بسحب ذراعها بعيد عنه
وقد ارتجف جسدها كما ظهر لعينيه بأنه رعب منه وهذا اصابه هذا بمقتل وجعل من ضرورة حديثهم معا الان وفورا قائلا بحنو
:زينب لازم نتكلم….. معليش اسمعيني
ردت بصوت ضعيف باكي
:بس انا مش فاضيه
جعله مظهرها هذا وصوتها مرتجف يشتعل غضبا من نفسه ليأتى رفضه على طلبها غاضب حاد فيجعلها تنتفض فى مكانها تتراجع للخلف خوفا ورعبا منه
وقد ازاد شحوب وجهها حتى اصبح الورقة البيضاء وهى تخفض وجهها تنكمش على نفسها كطفلة صغيرة مرتعبة
زفر بحدة يتشدد فكه هو يراها امامه بتلك الحالة تنتهى قدرة على التحمل لايستطيع تحمل المزيد من هذا لينهض عن مقعده بعنف
يجذبها نحو صدره يحتضنها بقوة اليه وما ان احاطها بذراعيه حتى سقطت جميع الجواجز بينهم تنهار فى البكاء تدفن وجهها فى عنقه وقد تعالت شهقات بكائها تتقطع لها نياط قلبه يهمس لها بأرتجاف وصوت حمل كل اسف وندم العالم
:اسف..والله اسف انا مش عارف حصل لى ايه… حقك عليا مش هتتكرر تانى صدقينى..
ازداد تشبثها به كانها تجد الراحة من المها بين ذراعيه وتنسى بأنه كان المتسبب به ليزيد هو ايضا من احتضانها بحماية يود لو يدسها بين ضلوعه يمتص كل حزنها والمها بداخله يهمس بالمزيد والمزيد من اعتذاره واسفه بصوت متوسل اجش حتى هدئت اخيرا شهقاتها لبيعدها عنه ببطء ينحنى عليها يقبل جفنها بنعومة تزيح بشفتيه دموعها بعيدا ثم ينحدر بهم بقبلات ناعمة وهى تغمض عينيها مستسلمة له تماما حتى شعرت بلهيب انفاسه فوق شفتيها لتفيق من استسلامها هذا تبتعد عنه شاهقة بجزع قائلة
:صالح… موبيلك بيرن اكيد بيستعجلوك في الوكاله… تقدر تنزل على فكره
زفر باحباط وقد تهدجت انفاسه يبتعد عنها قائلا بجدية
:لازم تسمعيني الاول… امبارح في واحدة حق”يرة قالت في حقك كلام مفيش راجل يستحمله على كرامته مش معنى كدا اني كنت مصدقها بالعكس اقسم بالله كنت واثق فيكي
و لما خرجت من هنا جبت الكلب اللي اسمه رشاد دا المخزن شفت في عيونه نظره مستحملتهاش كلامه عنك جنني رغم انه دلوقتي تليقه متلقح في المستشفى مش عارفين يداوا اي جرح فيه لكن مع ذلك كنت حاسس اني بنحرق من جوا كل مما افتكر كلامهم و انك خبيتي عليت حاجه زي دي
لما قلتلك هروح اوضه الأطفال مكنش عشان غضبي منك لا…. كنت خايف عليكي من نفسي و للأسف اللي كنت خايف منه حصل…. معرفش ازاي بس صدقيني الكلام اللي سمعته مفيش راجل يستحمله
التفت اليها مرة اخرى يسألها برجاء وتوسل
: سامحيني يا زينب حقك عليا ؟ والله العظيم غصب عني
هزت رأسها لها بالايجاب تبتسم له برقة و حب
لتشع عينيه بالسعادة يسألها مرة اخرى كانه يحتاج الى تأكيد اخر منها
: يعنى مش زعلانة منى خلاص ؟
اومأت له مرة اخرى ليقوم بوضع كفه خلف رأسها يجذبها نحوه مقبلا جبينها برقة وهو يغمض عينيه براحة واطمئنان للحظات كانت لها كالبلسم يشفى المها قبل ان يبتعد عنها مبتسم بنعومه وعيناه تسترق بنظراته عليها قبل أن يصدح رنين جرس الباب و ينادي عليه لحد عمال الوكاله
:يا بشمهندس صالح مش هفتح النهارده برن عليك مش بترد و العمال واقفين أدام الوكاله
ضحكت زينب بخفه و هي تنظر له يختطف قبله حانيه من وجنتها قائلا
:لازم انزل دلوقتي خالي بالك على نفسك هرن عليك اوعي تكنسلي
ابتسمت له برفق قائلة بحب
:هستناك على الغدا
ارتفعت بسمته تزين ثغره يهز رأسه لها بالموافقة ثم يهمس لها بسلام مودعا يتجه ناحية الباب
لكنه توقف بعد فتحه للباب يلتفت اليها مرة اخرى هامسا بنعومة وصوت اجش
:هتوحشينى لحد ما ارجع
التمعت عينيها يتراقص قلبها بالفرحة تهمس له بخجل وصوت مرتعش رقيق
:وانت كمان هتوحشنى…متتأخرش عليا
هتف العامل من الخارج قاطعا حديث عينيهم بعد ان طال عليها الانتظار قائلا
:ياله يا باشمهندس العمال واقفين عند الوكاله
صدحت ضحكة زينب المرحة فى المكان بعد نظراته الحاده له اخذ مفاتيحه قبل أن يغادر
وقفت تنظر لطيفه ببعض الارتياح و الآن لم يعد هناك أي أسرار بينهم رغم صعوبة ليله أمس باكملها و غضبه و خوفها عليها لكن الآن قد تتحسن الأمور
زينب بهمس لنفسها وهي تدلف لغرفتها تنظر للمرآه:
كدا مفيش حاجه تخافي منها و رشاد شكله اخد جزاته و مش هيقرب مننا الحمد لله
بس لما بيغضب بيكون…..
عضت على شفتيها بضيق و خجل قائله
:دا انا متعلم عليا……
—————————-
في منزل شغف الحسيني
استيقظت حياء تشعر به يحتضنها بقوة كما لو كانت ستهرب من بين ذراعيه ابتسمت بحنان وهي تمرر يديها على خده بحنان مالت عليه تطبع قبله حنونه على خده قائله بهدوء
:جلال اصحى… قوم ياله
همهم ببعض الكلمات الغير مفهوم وهو يجذبها بين ذراعيه دافنا وجهها بتجويف عنقها
حياء:جلال…. قوم ياله
فتح عينيه بتثاقل وهو ينظر لها قائلا بضيق
:نامي يا حياء… نامي انا لسه عايز انام
حياء:بس انا خالص قمت مش عايزه انام تاني
اغمض عينيه قائلا بجديه
:انا لسه عايز انام فاريت تنام بقى لان لو قمتي مش هعرف انام فاسكتي بقي
لم يمهلها الفرصه للاعتراض جاذبا الغطاء عليهما بينما حاولت النوم لكن كان يجافي عينيها…
مر بعض الوقت بينما يوليها ظهره.. اخذت تنظر له بعيون مليئه بالدموع و هي ترى الجرح القديم أثر الر”صاصه الذي أخذها حين سافرا الاثنان لقضاء شهر العسل
تذكرت كيف وقع فوقها و جسده ينزف مررت يديها ببط على أثر ذلك الجرح
شعر بلمساتها الحنونة نظر لها بابتسامه مراوغه
:مش ناويه تنسى و تبطلي عياط بقى
مسحت غيمة الدموع التي تشكلت على وجهها قائله بنبرة ضعيفه
:انسى؟ انسى اني كان ممكن اخسرك بسببي عارف يا جلال في اليوم دا حسيت ان قلبي اتقبض وكأن الرصاصه كانت في صدري انا
قاطعها بضيق و هو يمسد على شعرها الغجري قائلا بحده يغلب عليها العاطفه
“هشش مش عايز اسمع كلام مالوش لازمه علشان بتعصبيني على الفاضي.. ربنا ما يحرمني منك يا حياء… و بعدين بطلي تقولي بسببك دي.. منه لله اللي كان السبب ياله يا ستي اديني قمت مبسوطة كدا”
ابتسمت تحيط عنقه بسعادة قائله
:طبعا مبسوطه
تأمل وجهها مبتسم بهدوء ذات مغزى قائلا بحب
:على فكره في مفاجأة ليك عندي قلتلك عليها قبل جواز صالح لكن مكنتش جهزت و دلوقتي جهزت
حياء بفضول :ايه هي؟! انت بتشوقني و خالص يا جلال
زمجر بضيق قائلا بجديه
:بشوقك و خالص على العموم مفاجاتك عندي بس مش دلوقتي لما ايمان تسافر ليوسف لان مينفعش نسيبها لوحدها
اتسعت ابتسامتها وهي تصفق بحماس قبل أن تميل عليه تقبله
:يبقى هنسافر…..جلال.. انت مصدقت ابعد
غرز انامله في خصلات شعرها يجذبها بينما يقبلها بنهم و اشتياق و كأنهم في بداية زواجهم
لكزته بغضب و خجل في جانبه وهي تدفعه تاوه بالالم زائف وهو يضع يديه على جانبه
انتابها الخوف وهي تضع يديها على كف يديه قائله بارتباك
:اسفه مكنتش اقصد والله… بتوجعك؟
ابتسم بخبث وهو يغمز لها بشقاوة
:اوي….
اشتعل وجهها بالغضب قبل أن تدفعه بقوه تتجه نحو الحمام قائلة بضيق
:تستاهل…..
بعد مرور بعض الوقت
في المطبخ
تقف عفت بارتباك وهي تتحدث في الهاتف بصوت منخفض يبدو عليها الذعر
عفت:يعني ايه؟ الباشا في المستشفى… طب انا اعمل ايه اكمل و لا امشي شكلك هتودينا في داهيه يا خالد
خالد (مساعد رشاد)
:لا متمشيش و خليكي بينهم و حاولي تقربي منها بس متنفذيش اي حاجه الا لما اكلمك… احنا بس هستنا شويه علشان لو عملنا اي حاجه دلوقتي هيشك فينا… المهم تحاولي تقربي منها و تخليها تثق فيك علشان يكون شغلنا متسهل لحد ما الباشا يؤمر
عفت :طب و دا هياخد اد ايه؟
خالد:شهرين تلاته و بعدها نضرب ابن الشهاوي الضربه القاضيه ساعتها يبقى يورينا هيعمل ايه؟
عفت :ماشي يا خويا بس الباشا بتاعك دا شكله هيموت عليها بس الصراحه تستاهل إذ كان انا كانثي و شايفها صاروخ .. من حقه يعمل دا كله علشان يتجوزها ياله ربنا يقدرنا على فعل الخير مدام هنقبض
انهت جملتها بضحكة ساخره
لكن قاطعها صوت حياء الحاد قائله بضيق
:في ايه يا عفت على الصبح…..
انتفضت مكانها و هي تنظر لحياء قائلة بارتباك
:معليش يا ست هانم كنت بكلم محروس جوزي و انتي فاهمه بقى
نظرت لها بغضب و حنق قائلة
:ياريت لما تكلميه تاني يكون في اوضتك و بلاش الضحكه المرقعه دي على الصبح
…. جهزتي الفطار؟
عفت؛ اه اه جهزته
حياء:طب حطيه على السفرة…
تركتها وهي تشعر بعدم الارتياح منذ الوهله الأولى لكن حاولت تمرير الأمر بعد معرفة ظروفها
————————-
في مقر الشركه بلندن
يجلس يوسف علي مقعده العالي أمام احد التصاميم يبدو عليه الضيق الحنق و عدم التركيز حتى التفت اليه صديقه عدنان قائلا بارتياب
:جو…. شو فيك؟
التفت له وهو يزم شفتيه بحنق
:عارف لما حد يبقى وحشك اوي و مفتقده… هو دا بالظبط حالي
ابتسم عدنان قائلا بود بلهجته
:ربما هاد هو الحب…. مشتاق لمين؟
يوسف بضيق
:واحدة كدا مجنونه بس طيبة و جميله عيونها للأسف تسحرك
عدنان:وليش للأسف؟
يوسف :لان البعد اسوء بكتير مما كنا نعتقد
عدنان :يمكن هاد واحد من اختبارات الحب.. بس مبين ان في شي تاني
التف يوسف نحو التصميم وهو يبرك شفتيه بغضب
:الباشمهندسه عهد….. البنت دي انت تعرفها
عدنان:اه بعرفها هي لبنانيه مصريه بس ليش… انا شايف ان العلاقه بينكم منيحه و كمان بالفترة الاخيره بتنزلوا الموقع مع بعض
يوسف بحنق:هو دا السبب…. البشمهندسه حنين حطه وعد معايا في كل مكان من وقت ما دخلت التيم لدرجه اني حاسس ان شويه و هتجيبها المكتب معانا… المشكله مش في كدا عارفه لو هي بتتعامل عادي زيها زي اي واحدة في الشركة كنت هقول اوكي لكن بحس انها عايزه تدخل في حياتي بسبب و من دون سبب تخيل انا و إيمان حصل بينا مشكله بسيطه وانا قفلت معها و انا متعصب لقيت عهد جايه و بتتكلم بطريقه انا نفسي استغربتها و كأنها خطيبتي انت فاهم قصدي…. لا وكمان بتقول
” اكيد مراتك غلطانه انها تزعلك انا لو مكانها مستحيل اعمل كدا… مش هخليك تزعل و لو لحظه واحدة…. و مستحيل اسيبك تسافر اكيد ما بتحبك” لولا اني وقفتها عند حدها بصراحه مش عارفه ايه و باجي اكلم ايمان بلقى نفسي طلعت ارف اليوم عليها
عدنان:عنجد قالت هيك….بس شو هاد… ايش ذنب زوجتك…
يوسف بضيق:ما هو دا اللي مضايقني تعرف نفسي انزل مصر بس انا مبقاليش كم اسبوع هنا
عدنان :خالص كلمها و اعتذرلها مو صعبه
يوسف :هعمل كدا ايمان متستاهلش اني ازعلها
عدنان:الله يسعدك اخي….
ربت على كتفه باهتمام قبل أن يأخذ هاتفه يغادر المكتب
في مصر
تجلس ايمان مع احد المرضى ابتسمت بود للسيدة العجوز قائله بود
:لا دا انتي حالتك النهارده عال اوي يا ام عبدالله…..
أم عبدالله بطيبة: والنبي انتي قمر و قلبي ارتاحلك من اول ما شفتك… الحمد لله احسن وانتي بسم الله ماشاء الله عليك ايدك تتلف في حرير محستش بالحقنه
ايمان بابتسامه جميله :طب الحمد لله…
صدح رنين هاتفه من جيب بالطو الأطباء الخاص بها
اخرجته لترى اسمه أمامها لا تنكر شعورها بالضيق منه لكن تذكرت نصيحة والدتها
“بلاش تخلي جوزة يحس انه بعد ما سافر في حاجه اتغيرت و الا هيتغير و ساعتها يمكن تخسروا بعض”
خرجت من عنبر المرضى فتحت الخط
يوسف بصوت مرهق
:ايمان اسمعيني…. عارف انك زعلانه مني بس صدقيني غص
ايمان بحب و مقاطعه: بحبك
ابتسم بارتياح وسعادة ليستمع لصوتها العقلاني يغلب عليها عاطفتها
ايمان :مش محتاج تبرر يا يوسف… انا عارفه انك مضغوط في الشغل مش زعلانه ها بقى يا سيدي عامل ايه؟
يوسف :ايمان انتي بجد أجمل انسانه عرفتها و حبيتها بصي يا ستي انا الشغل ماشي معايا تماما كم شهر و نبدأ في المرحله الاخيره و دي هتاخد شويه وقت برضو بس ان شاء الله تعدي على خير
ايمان بحماس: يوسف يوسف بقولك الناس في المستشفى بيحبوني اوي و الصراحه الشغل هنا تحفه و دخلت اوضه الجراحه صحيح كنت مساعدة للدكتور مش اكتر لكن عارف والله العظيم حسيت بسعادة كأني ملكت العالم… تعرف نفسي في ايه؟ بجد امنيتي
يوسف :اي….
ايمان بحزن :تكون معايا في أول جراحه ليا… بس غادي يعني احكي لي بقى كل حاجه و بتكلم بابا و لا نسيته
يوسف بتفكير:لا بكلمه و بكلم صالح بيقولولي انك دايما في المستشفى
دار بينهما حديث لا يخلو من الحماس و السعادة الحب الصادق
======================
و تمر الأيام على الجميع بين المشاكل و الحب و أحيانا الحزن و المشاكسه
حتى ثلاث اشهر
بالنسبه لعلاقه صالح و زينب قد تالفت واصبحت أقوى بكثير أصبح تلهف قلوبهم أقوى بكثير لا يوجد حواجز بينهم تتلهف روحها لرؤيته تشتاق له و بشده ان غاب عن عينيها … اما هو فبات التغيير بداخله تغير جذري تام… أصبح يعشقها و بشده وجودها في مكان يعني سعادته لم يعترف بذلك بالكلمات لكن تصرفاته تنم عن غمرة قويه من المشاعر
أم علي و حبيبه
عادت لدراستها مع عودة الدراسه و الآن انتهت عدتها… عادت مشرقه طموحه جميله بوجوده و دعمه لها
أم هو فقد عادت له روحه من جديد و كأنه وجد المفقود منها
يعمل في مصنعه الخاص فقد بدا العمل به منذ شهرين و هي تدعمه
بالنسبة لباسل و نور فهي لم تتغير كثير
أصرت على الاستمرار في عملها رغم طلبه بأن تتوقف و هو ملزم بكل مصاريفها لكنها شعرت بالخوف من أعادت خطئها الاول عندم تركت عملها بعد خطبتها الأولى و لكن لم تبرر له
أما باسل يشعر بالغضب منها أحيانا لكن حاول تهدئة نفسه و الانغماس في العمل
و تم تحديد موعد الزفاف بالنسبه له يشعر بالانتصار عليها و كلما اقترب الموعد يزيد من توترها مشاغبا
يوسف و إيمان لم تتغير علاقتهما كما هي جميله و ناضجه
جلال و حياء علاقتهم مازالت دافئه صادقه لن تغيرها الايام ابدا ستبقى قوية لن يزعزها احد
—————————–
في يوم كتب الكتاب (باسل و نور)
كان صالح يقف امام محل عمله يتابع سير العمل وهو يصرخ فى العمال بعصبية شديدة حتى يسرعوا فى تفريغ الحمولة فكلما اسرعوا بالانتهاء كلما قربت لحظة اجتماعه بها حتى يستطيع اخيرا ان يبثها كل مافى قلبه لها
ولن يخفى عنها شيئ بعد الان ولكن ما باليد فليس امامه الان سوى الانتظار اما انتهاء العمال او حضور أبيه حتى يتابع هو مجريات العمل
لتمر نصف الساعة اخرى على هذا الحال وكأنها مرور دهر عليه حتى تنفس الصعداء حين لمح والده يهل عليه من ناحية المنزل
بوجه بشوش تجتمع فيه القوة و الطيبه
جلال :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صالح بوجه مبتسم :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته… ازايك يا حج؟
جلال :الحمد لله بخير… نزلوا البضاعه
صالح :العربيه التانيه زمانها جايه من المخزن العمال نزلوا شحنة الكتان و بيرتبوها جوا
ابتسم جلال بخبث و هو ينظر لابنه قائلا
:خالص خليك معاهم لحد ما ينزلوها و انا هطلع على عمك جمال بقالي كتير مشوفتوش
شعر صالح بالاحباط و قد ضاعت احلمه قائلا باحترام
:طبعا اتفضل يا حج…..
جلال بهدوء :ايه دا هتقعد؟
صالح :اه طبعا
جلال بحب:طب ياله روح اتغدا و ريح شويه انت من الفجر في الشادر
وانا هخليني معهم لحد ما ينقلوا البضاعه
ضحك صالح بسعاده وهو يحتضن والده قائلا وقد التمعت عيناه
:مش هتاخر ساعتين و راجع
جلال :مع السلامة… ياله اتفضل
=====================
وصل صالح اخيرا لشقته يفتح بابها بسرعة يدلف للداخل ثم يلقى بمفاتيحه باستعجال وعينيه تدور فى ارجاء المكان بحثا عنها
وهو يناديها بصوت عالى ملهوف حتى هلت عليه اخيرا من داخل المطبخ تمسح يديها فى منشفة وقد وقفت امامه تخطف القلب والعين برؤيتها يتأملها ببطء شوق شديد للحظات حتى لم تعد تكفيه المشاهدة فقط يفتح ذراعيه لها على اتساعها فى اشارة فهمتها على الفور فتسرع بألقاء المنشفة ارضا وتجرى نحوه ترتمى عليه تحتضنه بقوة اليها بعد ان احاطها بذراعيه حتى كادت ان تختفى بينهم ثم رفعها اليه وقد تعلقت بعنقه ويدس وجهه فى عنقها يتنفس بعمق رائحتها والتى بات يعشقها هامسا بتحشرج
: وحشتينى اوووى فى الشوية اللى بعدتهم عنك دول
تراجعت للخلف برأسها تنظر اليه بتدلل قائلة بعتب.
: لا انا زعلانة منك.. بقى هما دول الساعتين اللى قلت عليهم من الفجر لحد الساعه دلوقتي تلاته العصر
ابتسم بسعاده قائلا بمرح
: حقك عليا بس الحمد لله الحج قعد في الوكاله شويه…. وحشتيني اوي يا زبدة
ثم انحنى يلثم خدها هامسا برقة
:كان هاين عليا اسيب الشغل و اجيلك اول مره في حياتي يبقى في حاجه عندي اهم من الشغل عملتي فيا ايه
تصنعت الحزن لتنفرج شفتيه عن ابتسامة صغيرة وعينيه تلتمع اكثر
:لااا ده كده الموضوع كبير…مفيش حل تانى ادامى غير كده علشان اصالحك
وبدون ان يمهلها سوى فرصة لالتقاط نفس قصير من الهواء بشهقة منها عالية قد انقض على شفتيها يقبلها قبلة كانت مثل كجرعة من السعادة وهى تزيد من التعلق به تبادله اياها بعاطفة مجنونة وقد اختفى بينهم ولم يعد هناك مجال لاى حديث بعد ان جرفهم سيل المشاعر للحظات طوال اوقفته وهي تبتعد قليلا
همست قائله بارتياب
:صالح الغداء… شكلك هتنزل تاني و بعدين انا عايزه اروح لنور النهارده كتب الكتاب و
سالها صالح بجدية:روحتلها الصبح؟!
زينب: اه لما كلمتك روحتلها مكنتش ينفع اسيبها و جيت من شوية كنت مجهزه الاكل يدوب علقت عليه ياله علشان تتغدا
صالح عايزه اروح كتب الكتاب بس هلبس فستان على ذوقي المرة دي
مالي عليها قليلا وهو يحيط خصرها بخبث
:دا انتي قلبك اسود اوي لسه فاكره
زمت شفتيها بضيق قائله
:بلاش وش الملاك دا علشان بتتحول فجأه… بص هختار فستان و لو معجبكش مش هلبسه بس انا اللي هختار
ظل صالح طوال حديثها شاردا فى حركة شفتيها غير منتبها لاى كلمة منها لترى زينب شروده ذاك مقتربة منه تخفى وجهها فى صدره قائلة بخجل وارتباك
:صالح وحياتي ركز معايا….
ابتسم بخبث قائلا بمراوغه
:طب ما تيجي نختار الفستان سوا…
=====================
في المساء
جلست نور بجوار والدها و بجواره الماذون و باسل يضع يديه بيد والدها انتهى الماذون معلنا عن زواجهم بجملته الشهيرة
“بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير”
خطت بالقلم اسمها على قسيمة الزواج بارتباك
تعالت الزغاريد من حولهما من بعض الجيران و الاصدقاء
جف حلقها للحظات لمجرد تخيل انها الان زوجته
كانت بكامل زينتها ترتدي ثوب أنيق يبدو بدرجه من درجات الابيض أنيق جدا حيث كان من افخم دور الازياء حيث قام باسل باختياره مخصوص لها مطرز ببعض الفضه
ترتدي حجاب من نفس درجه الثوب معه تاج بسيط مميز
وقع باسل أيضا على قسيمة الزواج و قد حضر معه والدته و اخته رغم شعورها بالنفور من المكان لكن أجبرت نفسها حتي لا تحزن أخيها، لم يحضر والده رافضا تلك الزيجه تماما لكنه لم يبالي برفض والده كثير
نظر لها بخبث واضح بين عسليته الجذابه تلك شعرت بالتوتر همسه لزينب
:والله هقوم اضر”به شايفه بيبصلي ازاي…
ضحكت الأخرى بسعادة وهي تربت على كتفها بسعادة
:مش ملاحظه انك مضيتي على قسيمة الجواز يا هبلة خافي على نفسك علشان شكله كدا مستحلفلك من يوم الخطوبه بس الصراحه شكله كاريزما اوي و كل البنات عيونهم هتطلع عليه
نور بخوف:ياخدوه وهما ماشين بالهنا والشفا
زينب :طب اسكتي بقى علشان العيون علينا
مر وقت طويل جاء بعض الضيوف مهنئين العرسان و شرب الشربات و المباركة لهما
في حين غادر الكثيرون حتى زينب اضطرت للمغادرة مع صالح
باسل بخبث:معليش يا عمي عايز نور شويه لوحدنا ينفع اخدها منكم
ابتسم سالم قائلا بود و سعادة
:طبعا يا ابني دي بقيت مراتك ياله يا نور خدي جوزك فرجيه على اوضتك
نور بهمس:ياكشي ربنا ياخدك يا بعيد اوضة ايه اللي افرجه عليها دا انا لو عليا اولع فيه هو و ابوه
دلفت معه لغرفته البسيطه في المنزل يقف بجوارها ببذلته الانيقه السوداء وساعتها الفخمه
وشعره البني المائل للاشقر مصففه للخلف باناقه جذابه عيناه العسليه الضاريه كالنمور تتفحص كل ركن بالغرفه
ملامحه رجوليه وسيمه فارع الطول بذراعين تضخان بالعضلات القوية يبدو وكأنه يمارس التمارين الرياضية يوميا
تنهدت نور بضيق قائله
:ها في ايه؟ شفت الاوضه تمام اتفضل
لم يعتري احتجاجها اي اهتمام وهو يدور في أنحاء الغرفه يتامله بنظرات مبهمه ليقول نبرة غريبه لم تختبرها من قبل
:انتي ليه وفقتي على الجوازه يا نور؟
حاولت تجاهله بارتباك وهي تجلس على المقعد بجوار الفراش قائلة بخفوت
:و انت ليه كنت عايز تتجوزني … اعتبرني يا سيدي عايزه اكوش على فلوسك او زهقت من العيشه دي فقلت عريس مريش
ضحك ساخر و لا يبدو عليه المرح وهو يضع يديه بجيب بنطاله يواليها ظهره ينظر لالبوم الصور الموضوع على الطاوله
:كان ممكن أصدق لو اي واحدة تانيه غيرك لكن انتي تو…. مظنش
نور: مهتم تعرف السبب؟
باسل :لا ابدا انا اتعودت مهتمش بالاسباب مدام وصلت للهدف
نور:و انا كنت هدفك؟!
باسل: و مازلتي…
نور بغصه :يعني اخدت الموضوع تحدي… انك تخليني اوافق
جلس على الفراش بجوارها يضع قدم على الأخرى قائلا بتفهم حزنها
:مش كدا… قلتلك من البدايه انك عجباني و عجبني شخصيتك و بحس بحاجه غريبة معاكي
نور بلهفه و فضول :حاجه ايه؟
ابتسم الأخرى وهو ينظر لصورها قائلا
:الحاجه لما بتيجي في وقتها بتكون احسن…
نور بضيق:تمام…….
هم بمغادرة الغرفه و على وجهه ابتسامة لعوبه وكأنه لم يقدر على الذهاب التف نحوها قائلا بعبث
“مش هتسلمي على جوزك ولا اي يا نور”
توترت حدقتيها واضطرب جسدها وهي تنظر له تمد يديها لها كالبلهاء لتسلم عليه وعند تلك الحركه شعر بالفوران يتناثر في اعماقه مشعل فتيلا الصبر بداخله
سحب يديها برفق كي يحيص خصرها بيديه الأخرى يقربها اكثر واكثر لتكن في لاحضانه ملتصقه بصدره العريض القوي الذي ينبض بقوة بعد أن استشعر حرارة جسدها بقرب منه.. مالي عليها أمام عينيها المذعورتبن من قربه الهالك والمخدر لها بإستثناء قلبها الذي نبض باضطراب مجنون.. لفحت أنفاسه الساخنه بشرتها
ولم تستوعب بعد أن اطبق على شفتيها و داهمها بقبلاته الثائره
حاولت دفعه و التملص من بين ذراعيه لكن حركتها تلك لم تفعل شي الا انها زادت الطين بله يزيد من هجومه الضاري بينما تسللت يديه لحجابها يحاول فكه يشعر وكأنه يقبل امرآه لأول مره حيث كان دائما يسيطيع السيطرة على رغباته لكن لأول مره يضيع بين يد فتاه.. دفعته بقوة بينما صفعته بغضب و ضيق قائلة ببكاء
“انت بجد انسان قليل الادب… وانا مش عايزه اعرفك تاني فاكرني واحدة من اللي اتجوزتهم قبل كدا….”
حاول التحكم في غضبه وهو ينظر لها قائلا من بين اسنانه جاذبا اياها من ذراعها بحده
“اولا انتي مراتي فاهمه يعني اي… ولو كنت فاكرك واحدة من اللي اعرفهم مكنتش اتجوزتك فاهمه…. بس القلم دا ليه تمن مش علشان متساهل معاكي تهب منك فاهمه ”
شعرت بالذعر و الفزع و هي تنظر له بينما نفض ذراعها تاركا اياها مغادرا الغرفه
ارتمت فوق الفراش تبكي وهي تشعر بتخبط في مشاعرها
—————————–
في منزل حبيبة
تقف في المطبخ خلف الستار مبتسمه وهي تراه يجلس بجوار والدته يبدو في غايه الاناقه يرتدي قميص كحلي و بنطال اسود يبدو في غاية الوسامة ملامحه حادة قليلا لتزيد من وسامته.. لحيته تبدو ناعمه و كأنه حلقها مؤخر يضع عطره المفضل عندها
اخذت نفس عميق و بشدة و كأنها الان تملك العالم
على بود وجدية تليق به
:شوفي يا خالتي انا مش هلق و ادور عليك انتي عارفه اني رايد حبيبة و جاي اطلب ايديها منك و انتي عرفاني كويس و مربياني و صدقيني لو وفقتي عهد أدام ربنا هخليها اسعد انسانه و هعمل كل حاجه تسعدها
ابتسمت فاطمة قائلة بسعادة
:طبعا موافقه يا علي و انا عمري ما هلقي لحبيبة حد يحبها ادك و واثق من دا… و عارفه كمان ان هدى بنت أصول و هتعتبر حبيبة بنتها
ابتسمت والدتها تأكيدا على كلامها قائله بحب
:حبيبة فعلا بنتي يا فاطمة قبل ما تكون بنتك…. واللي هي عايزاه هنعمله ان شاء الله و حتى لو عايزه تتجوز في شقة لوحدها
فاطمه:ربنا يتمملهم على خير
خرجت حبيبة من المطبخ و هي تحمل بين يديها صنيه موضوع عليها كاسات العصير ابتسمت وهي تقدم لوالدته ابتسمت هدى لها قائله بسعادة
:بسم الله ماشاء الله… زي القمر يا بيبة ربنا يحرسك من العين يا قمر
:تسلمي يا خالتي
اتجهت نحوه بخضرواتان شغوفتان متالالاتان بسعادة
وقف أمامها مبتسم و كأنه يخبرها ان القدر نصفهم في النهاية تمنى لو يحتضنها بقوةلكن اكتفي بابتسامه وهو ياخذ كاسه
أعطت والدته و أخيها ثم وضعت الصينيه على الطاوله لتجلس بجوار والدتها تبدو في غايه الجمال تاركه لشعرها العنان بتسريحه جميله لم تضع مكياج ترتدي ثوب بني طويل تبدو جميلة للغايه لم يستطيع أن يسلب عينيه عنها طوال الجلسه
هدى بخبث:ما تيجي يا فاطمه نقعد في البلكونه احسن المكان هنا وحشني اوي
اومات لها بسعاده قائله بحدة
:مش ياله يا زياد ولا هتفضل قاعد هنا
زياد بغباوة: بس انا مش عايز اقعد في حته انه مرتاح هنا
لكزته والدته بغضب وهي تشير له بالخروج معهم ليتركا الاثنان معا
على :ها يا بيبة… ساكته يعني؟! بيقولوا السكوت علامة الرضا
حبيبة بخبث :المفروض اقول ايه…. انت مستني حاجه معينه
هز كتفه بلامباله قائلا بخبث مماثل
:ولا حاجه…. بصي بقى احنا مينفعش نتأخر اكتر من كدا ايه رايك الفرح بعد اسبوع من دلوقتي هنروح نختار الفستان مثالا يوم التلات
حبيبة بصدمه :فرح؟! بس يا علي… انا مش عايزه فرح و بعدين مالوش لازمه التكاليف و….
قاطعها بشك قائلا
:خايفه من ايه…. صارحيني يا بيبة
حبيبه ببكاء
:الناس…..مش هيسبونا في حالنا يا علي هيقولوا مصدقت يموت علشان تروح تتجوز و كمان عامله فرح… هيقولوا ليها عين تلبس فستان ابيض و هيقولوا اني مستهلش البسه وان الفستان دا لواحدة مسبقلهاش الجواز
نهض مكانه ليجلس بامامها على ركبتيه قائلا بجديه
:ششش انسى كل دا…. مش مهم الناس هم مش هيبطلوا كلام مهما عملنا
خلينا نبدأ من اول وجديد انسى اللي حصل كله و تعالي نفرح و نفرح قلوبنا
انتي هتكوني عروسه زي القمر بفستان الفرح و انا عريسك واللي فات مش بس ماضي
دا ماضي و هنمحيه من حياتنا سمعاني
هزت راسها بحماس و عينيها تشع سعادة
على بغمزة:انا بقول نكتب الكتاب دلوقتي لان معتقدش اني هقدر استني دقيقة واحدة اكتر من كدا
دفعته بقوة و غضب قائله بحدة
:اتلم يا عمري بدل ما المك
على بخبث:ماشي هنستحمل لحد الفرح
بس في موضوع مهم لازم نتكلم فيه
حبيبه:موضوع اي؟
على :الحمد لله انا دلوقتي عندي شقتي مع والدتي و الدنيا ماشيه معايا تمام بس علشان اشتري شقة جديد الموضوع هيبقى صعب شويه دلوقتي اوعدك فتره بس و اشترلك شقه لوحدك وو
قاطعته بحب و طيبه قائلة
“ومين قالك اني عايزه اعيش لوحدي و ابعدك عن امك مش هيحصل طبعا و بعدين حافظ على فلوسك شويه مالهاش لازم المصاريف دي كلها بص احنا هنتجوز فيها و هي اصلا جديد و يا سيدي انا لو عليا اعيش معاك و لو في اوضه على السطوح هكون راضيه
تنهد بسعادة وهو يمسك يديها طبع قبلة حنونه على باطن يديها قائلا بحب
:ربنا يقدرني واسعدك يا بيبة
حبيبه بضحك:اتلم يا علي انا مش مرتاحلك…
دلف الي داخل الغرفه والدته مع امها و اخيها
هدي:مش نقرأ الفاتحه بقى ولا ايه يا جماعه
علي:ياريت
بدا الجميع في قراءة الفاتحه بحب و سعادة و تحديد موعد الزفاف بعد اسبوع ليس إلا
—————————-
في منزل صالح
جلست على الفراش تشعر ببعض التعب و الدوار بعد أن قامت بتجهيز حقيبة السفر الخاصه به… سيذهب الي القاهرة لمدة أسبوع تقريبا ينهي بعض التراخيص الضروريه بينما سيستغرف منها اسبوع
خرج صالح من الحمام وهو يضع المنشفه على عنقه يقوم بتنشيف شعرها الأسود
حاولت النهوض و النظر له مبتسم قائلا بخوف و تعب و رجاء
:ما تستنا للصبح يا صالح و ابقى سافر اصل الوقت اتأخر و انا بخاف من السفر بليل خليك للصبح
زفر بضيق وهو ينظر لها برغبه قويه في الالغاء تلك السفريه الا انه من الضروري تواجده في القاهره في أسرع وقت ممكن لانهاء بعض الأوراق الضروريه
سار نحوها بخطوات متلهفه يضمها بحنان لصدره قائلا بحنو
:للأسف مينفعش كان مفروض اكون هناك دلوقتي اصلا بس مقدرتش و متخافيش عليا انا متعود على كدا و انا والطريق حبايب
وضعت راسها على صدره باستسلام و تعب ليشعر بالارتياب تأمل وجهها المتعب قائلا بقلق
:مالك يا زينب في ايه… انتي كويسه؟
اومات له بضعف وهي تضع يديها على بطنها تشعر بالالم قبل أن تبكي بشهقات مريره و شعور بالالم عاصف
حملها برفق ليجلس بها فوق السرير وهى مازالت بين ذراعيه يهمس لها بحنان
=اهدى حبيبتى هكلم الدكتورة جاى
بس لو اعرف ف ايه مالك
تلوت بين ذراعيه تدفن وجهها ف عنقه تقول بصوت متالم باكى
=بطنى يا صالح حاسة انها بتتقطع وكل جسمى وجعنى
واخدت تشهق بالبكاء كطفلة صغيرة تنهد بالم من رؤيتها وهى بهذا الضعف فاخذ يتلمس خصلات شعرها محاولا تهدئتها بها لتستمر ع هذا الحال حتى انتفضت من بين ذراعيه تسرع ف اتجاه الحمام لينظر ف اثارها لثوانى ثم يهب للحاق بها ليجدها تنحنى فوق ارضية الحمام تفرغ ما فى جوفها بداخله وصوت تأوهاتها المتألمة تخترق صدره لينحنى بجوارها يلفها بذراعيه مبعدا شعرها عن وجهها المتعرق
يحاول التهوين عنها حتى انتهت فرفعها عن الارضية متجهها بها ناحيه الحوض تقف بين ذراعيه بضعف
وهو يمسح بمنشفة مبللة فوق وجهها ليجعلها هذا تفيق قليلا فحاولت السير باتجاه الباب مستندة عليه ولكنه رفعها من جديد بين ذراعيه ليدخلها الغرفة وضعها على الفراش برفق لاحظها وجهها المتعب ليسمعها تقول بارهاق
:صالح انا كويسه… انا جهزتلك… شنطتك مش لازم تتأخر انا كويسه متقلقش شوية تعب عادي
لم يعير حديثها اهتمام وهو يخرج هاتفه يتصل باخته لتصعد لهم تساعدها و أيضا اتصل بطبيبة مساء متخصصه يشعر بالرعب وهو ينظر لها تتلوي و تبكي من الألم بين ذراعيه
تتشبث به بقوة قائله بضعف من بين دموعها
:متسبنيش يا صالح
جذبها لاحضانه يشعر بالدموع تترقرق في عينياه لأول مره على امرآه ضمها بقوة و كأنه يأبى تركها
مرت لحظات بينهم و الاثنان منفصلان عن العالم باكمله حتى أنه لم يسمع رنين جرس الباب
زينب بضعف:صالح…. الباب
اغمضت عينيها تشعر برغبه قويه في الغثيان
تركها للحظات واتجه نحو باب الشقه يفتحه لتدخل والدته بخوف
حياء:في اي يا صالح؟ و زينب مالها؟
صالح بخوف :جو بس تعبان اوي يا ماما لو سمحتي شوفيها
دخلت حياء لغرفه زينب وجدت الغرفة فارغه اتجهت نحو الحمام لتجد زينب تبكي بعنف ممسكه ببطنه دلف صالح نحوهما حملها برفق ليقف أمام الحوض مساعدا اياها
زينب بدموع:اطلع برا يا صالح…. هتنقرف
حاوط حصرها بيديه قائلا بجديه
:اهدي يا زينب و متخافيش انا معاكي و مش هسيبك
انهت نوبة الغثيان تلك تستند براسها على صدره لا تشعر باي شي حولها…
وقف صالح يتابع الطبيبة وهو تقوم بفحص زينب التي فقدت وعيها منذ وقت خروج من المرحاض بعد نوبة الغثيان تلك
شعر بالخوف ينهش أعضاءه و كأن هناك قبضه قويه تعتصر قلبه لرؤيتها بتلك الحاله الهزيله
يقف بجواره والدته و أخته
“انا عاوز افهم في ايه و هي مغمي عليها لحد دلوقتي ليه دي بقالها يجي ساعة على الحال دا”
سالها صالح هذا السؤال بصوت غاضب محتقن لياتيه الرد الهادي من الطبيبة
“اطمن يا صالح بية انا عطيتها حقنه وكلها شوية وتفوق و عايزه اطمنك ان دا شي طبيعي في حالتها و خصوصا ان الحمل في بدايته غير كدا جسمها ضعيف “
” حمل؟! “سألتها حياء بابتسامه صغيرة و دهشة
ابتسمت الطبيبه مهنئه ومؤكده على ماقالت
=ايوة حامل و اكيد دكتورة ايمان لاحظت دا من الفحص الف مبروك الحمل في بداية الشهر التاني
ايمان بسعاده و حماس
:ايوة يا ماما كنت حاسه والله بس قلت الأفضل نعرف من دكتورة متخصصه
صالح بغضب
 :طب و هي يا دكتورة حالتها ايه؟ دي كانت تعبانه اوي
الطبيبة: متقلقش دا طبيعي في بداية الحمل و خصوصا انه حملها الاول المهم يا جماعة لازم ترتاح و تتغذا كويس بلاش الضغط النفسي لان ممكن يأثر عليها لحد ما الحمل يثبت على الاقل
جلس صالح بجوارها فوق الفراش يقوم بابعاد خصلات شعرها عن وجهها
زافر بغضب في محاولة للهدوء حتى سمع همهمتها باسمه ليسرع إليها يسالها بلهفه
:زينب انتي كويسة؟ حاسه بحاجه؟ حاجه بتوجعك
ردت والدته محاوله تهدئته
=براحه عليها يا صالح خليها تفوق الاول
صالح
=زينب ردي عليا حاسه بايه…. حاجه بتوجعك
تكلمت زينب بضعف
=هو ايه اللى حصل ؟ انت مسافرتش
هتف صالح بفرح و ابتسامة واسعه ملئت وجهه وقد بدا يستوعب الأمر مرددا بفرحه
:انتي حامل يا زينب… حامل في الشهر التاني
اعتدلت في جلستها فورا سمعها ذلك
 وذات الابتسامة و الفرحه مرتسمة على وجهها في حين وضعت يديها على فمها بصدمة و عينيها تترقرق بالدموع
احتضانها بقوة يضمها بين ذراعيه بينما همست من بين دموعها
:انا هبقي ماما… بس مش هيخليها تبقى زي يا صالح لا… انت هتكون معايا مش هسيب الدنيا تظلمها
طبع عدة قبلات متتاليه أعلى راسها شاعرا بسعادة لم يشعر بها طيلة حياته هامس بتاكيد
:اوعدك هنكون معها هتكوني احلى ماما يا زينب
ابتسمت حياء بسعاده وهي تجلس بجوارها فوق الفراش احتضانتها بسعاده لم تتخيلها يوم حتى انها بكت بطريقة مبهمه قائلة
:الف مبروك يا حبايب قلبي يارب يجي بالسلامة
زينب :حضرتك بتبكي؟!
مدت انأملها تزيح تلك الدموع قائلة بسعادة
:لا بس فرحانه لكم الف مبروك يا صالح اخيرا هشوف اولادك
صالح برفق : ربنا يديك الصحه يا ست الكل
حياء:جلال هيفرح اوي….
ايمان بود :الف مبروك يا زوز بجد فرحتلك
زينب:الله يبارك فيك عقبالك يا رب
اكتفت ايمان بابتسامه جميله تشبة بسمة والدتها الجميلة في حين قاطعها رنين هاتفها اعتذرت مغادرة الغرفه
بينما اخذت الطبيبه تسأل زينب بعض الاسئله لتجيب عليها ببعض الحرج بينما تطلع إليها صالح يبتسم مشجعا أياها على الإجابة انتهت الطبيبة مبتسمة قائلة
:تمام يا زينب بس لازم تيجوا العيادة هنعمل شوية فحوصات و ياريت يا مدام حياء بلاش تخليها ترهق نفسها
حياء بود:طبعا يا دكتور من غير ما تقولي
ذهبت حياء مع الطبيبة تاركه زينب ترتاح قليلا
رفعت زينب عينيها تنظر له و لحقيبة السفر الموضوعه في احد أركان الغرفه
ارتفعت قليلا تغمض عينيها تطبع قبلة حانية على خده قائلة بابتسامه
:مسافرتش؟!
تنهد بارتياح جاذبا اياها برفق
:معقول اسيبك وانتي في الحاله دي…. خضيتيني و رعبتيني عليكي يا زينب كنت هموت من الخوف وانا مش عارف مالك و لا قادر اخفف وجعك…. للحظات اتمنيت اننا نبدل الأدوار و انا اللي اتوجع و لا اشوفك بالمنظر دا
جذبت كف يديه وضعته على بطنها مبتسمة بخفوت
:صالح انت عايز ولد ولا بنت
اجابها صالح برفق
:كل اللي يجيبه ربنا كويس يا زينب المهم يجي بالسلامة و يكون ذريه صالحه تعمر الأرض تكون روحها حلوة قادرة بابتسامه تخفف وجع اللي حواليها تكون زيك و حته منك
زينب : تفتكر لون عيونه هتكون ايه؟ انت لون عيونك…. “
صمتت لبرهه وهي تنظر لعينياه مباشرتا حتى لاحت ابتسامة رائعه على شفتيها
” عيونك حلوه اوي…..تعرف انا بحب والدك اوي علشان جابك للدنيا دي حقيقي ببقى ساعات عايزه اشكره”
دفن وجهه بشعرها الأسود يستنشق عطرها الخافت هامسا بصوت متحشرج أثر مشاعره طابعا عدة قبلات متفرقه على عنقها الابيض
:وانا بحمد ربنا اني قابلتك….
 في منزل يوسف
دلف يوسف الي منزله لأول مرة بعد عودته من السفر نظر للمنزل باشتياق وهو يعيد ذكرياته معها، كان مرتباً كل شي فيه أنيق يعود ذلك لعودتها منذ ساعتين للمنزل بمفردها بينما
طلبت منه أن يفعل اي شي بالخارج حتى تفعل بعض الأشياء و رغم ارهاقه منذ يومان لم ينام لكنه وفق تاركا لها الحرية
دلف الي المنزل شاعرا بالدف وجد السفرة مرتبه باشهي الأصناف تضع شموع ليبدو الأمر في غايه الجمال يشعر بداخله بحلاوة الحلال
ابتسمت وهي تخرج من غرفتها تنظر له كانت جميلة ربما أجمل امرأة رآها
ترتدي ثوب اسود يصل لركبتها ضيق من الخصر قليلا متسع بعد ذلك… تضع بعض لمسات المكياج
تقدمت نحوه مرتبكه من نظراته المتفحصه لها و كأنه يراها لأول مره
ايمان :چو…. بطل تبصلي كدا.. ياله اكيد واقع من الجوع بصي هو الصراحه ماما هي اللي عمله الاكل دا انا ملحقتش اعمل حاجه و لقيتها بعتت لي الحاجه دي مع عفت
…. انت بتبصلي كدا ليه؟
“وحشتيني…..”
 
 
اتسعت شفتيها ترتسم باجمل ابتسامة ورثها من والدتها قائله
=ياله ادخل اغسل ايديك و تعالي نتعشا انا واقعه من الجوع
اتجه نحو الحمام دون كلمة واحدة
بعد مده
انها الاثنان وجبتهما في حين دلف يوسف للحمام ليأخذ حمام بارد يزيل به عناء اليوم بينما لملمت ايمان السفرة
ودلفت لغرفتهما لتجد هاتفه يصدح نظرت نحو الحمام لتستمع لصوت جريان المياه
نظرت للهاتف عاقده ما بين حاجبيها من اسم المتصل (قدري الأسود) حاولت أن تكون عقلانيه و لا ترد لكن لم تستطيع مقاومة فضولها وهي تفتح الخط لتجد الرد المتلهف شغوف
=يوسف انت فين برن عليك من امبارح بليل ازاي ترجع مصر من غير ما تكلمني..
ثم تابعت (عهد) بحنق و غضب
=و بعدين انت بتقفل السكة في وشي.. انت فكرني برمي نفسي عليك انا بس كنت عايزه اتكلم معاك عن المشروع
حاولت السيطرة على اعصابها وهي تستمع لتلك المرأه و لهفتها القوية
ابتسمت ايمان بحده لترد بصوتها الانثوي الناعم قائلة بدلال لتسمعه الأخرى لتستشيط من الغضب
:ياله يا حبيبي اتاخرت ليه… وحشتني يا چو
لا لا عيب يا يوسف.. يوسف
انهت المكالمه بدلال و تغنج و كأنه تخبر المتصله بأنه مرتبط بأخرى غيرها
اغلقت الهاتف بوجه عهد و هي تلقى الهاتف على الفراش
بينما على الجهه الأخرى شعرت عهد بالصدمه و عقلها يرسم لها سيناريو له مع زوجته لتشعر بالغيرة و الغضب
 
 
بينما وقفت ايمان تود لو تنقض عليه بقوة لمعرفه من هي تلك الغبيه و جدته يخرج من الحمام وهو يرتدي التيشيرت قائلا بابتسامه
:اخيرا الواحد حاسس انه بقاله سنه بعيد عن البيت
ايمان بحدة وهي تمسك هاتفه
:مين دي يا يوسف و ليه بتتكلم بعشم اوي كدا
رفع راسه ليري عهد قامت بالاتصال عليه ضغط على شفتيه بغيظ قائلا بحدة
:و أنتِ ليه بتقلبي في موبيلي… ايه مش واثقه فيا للدرجه دي
ايمان بغيرة
:لا واثقه بس مش واثقه في الناس و بعدين بلاش تتهرب و تغير الموضوع البنت دي بتقول انها مش بترمي نفسها عليك و متعصبه… انت في بينك وبينها حاجه
يوسف بضيق
:ايمان بلاش تخليني اندم اني نزلت و بعدين كلامها معناه لو هي بترمي نفسها عليا و متعصبه كدا يبقى اكيد دا من ناحيتها هي فبلاش تقلبيها نكد لان انا هلكان و ربنا
ايمان :عندك حق اتفضل يا بشمهندس نام عندك السرير واسع اهوه
لتقترب من السرير تسحب احد الوسائد والشراشف لتضعهم علي الارض وتستلقي عليها وهي تمتم بغضب
=اشبع به …يارب السرير يقع علشان تبقي تفرح به اوي
يوسف بضيق: بطلي لعب عيال يا ايمان وقومي ضهرك هيوجعك
ايمان بحده طفوليه
:مالكش دعوة بيا……
لتمتم بغضب لنفسها
دا حتى الكنبه يا اخي جايبها مش مريحه يارب السرير يقع
وقف ينظر لها و لعنادها تجاهلته مغمضه عينيها لتستغرق سريعاً في نوم عميق فقد كانت تشعر بارهاق شديد بعد عمليتها الأولى
لينهض يوسف من فوق الفراش بعد تاكده من نومها
ليهم برفعها بين ذراعيه ووضعها علي الفراش ليتذكر انها اذا استيقظت و وجدت نفسها علي الفراش بجواره سوف تقيم القيامه ..ليقرر انه يجب ايجاد حل اخر ..
استلقي يوسف بجوار ايمان علي الارض ليسحبها حتي تستلقي علي صدره محاولاً توفير لها اكبر قدر الراحة ليحتويها بين ذراعية مقبلاً رأسها بحنان وهو يهمس لها
=انا محبتش ولا هحب حد في الدنيا قدك
ليدفن وجهه بعنقها يقبله بشغف وهو يتنفس رائحتها الخلاب مغمضاً عينيه ليستغرق هو الاخر في نوم عميق ….
======================
في الصباح
فتح يوسف عيناه ببطئ ليبتسم بسعادة
عندما شعر بانفاس ايمان الدافئة فوق عنقه حيث كانت تدفن رأسها به لينحني مقبلاً جبينها برقة
وهو يتنفس بعمق رائحتها التي يعشعقها ليشدد من ذراعيه التي تحيطها مقرباً اياها منه اكثر ليظل علي هذا الحال عدة دقائق
ليقرر النهوض فقد تجاوز السادسه صباحا
قد تستيقظ في اي وقت واذا رأته بجانبها بهذا الوضع سوف تعلن عليه الحرب فهو يعلمها جيداً….
لينهض ببطئ محاولاً عدم ايقاظها لكنه تأوه بصوت منخفض عندما شعر بالم شديد في ظهره… ليستلقي علي الفراش محاولاً ارخاء ظهره ببطئ ..
فظهره قد تشنج بسبب استلقاءه علي الارض وحمله لجسدها فوق صدره طال الليل في محاولة منه لتوفير لها اكبر قدر من الراحة تنهد يوسف بالم وهو يغمض عينيه محاولاً النوم قليلاً لعل هذا يخفف من الم ظهره قليلاً …..
استيقظت ايمان من النوم وهي تشعر براحة غريبة لتنهض ببطئ تقف بجوار الفراش وهي تتأمل النائم بعمق لتهمس بغيظ
=بارد …سيبني نايمة علي الارض وهو نايم علي السرير
لتتنهد وهي تجلس علي عقبيها بجوار الفراش تتأمل بشغف ملامحه الوسيمة المسترخاة بسبب النوم ..تتشرب تفاصيله بهيام فلم تشعر الا وهي تمد يدها تمررها في خصلات شعره الحريرية بحنان وهي تهمس بصوت متحشرج وكأنها تتحدث معه
=انا اسفه يا يوسف والله ما قصدي اقلبها نكد بس انا حسيت في صوتها بحاجه غريبه
ابتعدت عنه ببطئ لكن عينيها كانت لا تزال منصبة عليه تراقبه بشغف لكنها شهقت بصوت منخفض عندما شعرت به يستقيظ
لتتجه علي الفور نحو المرأة تدير ظهرها له وهي تمسك الفرشاة بين يديها تتصنع بتمشيط شعرها
لكنها استدارت نحو يوسف سريعاً عندما صدرت عنه شهقة الم لتقترب منه قائله بلهفة
=مالك يا يوسف ؟؟
 
 
اجابها وهو يحاول النهوض لكنه فشل عندما شعر بالالم يعصف بظهره ليرجع برأسه الي الخلف مستنداً علي ظهر الفراش
=مش عارف حاسس بالم رهيب في ضهري
ايمان لنفسها
=شكل الدعوة استجابت ولا اي…
لتهتف بجديه
=ثواني عندي مرهم كويس على ما اتذكر كان هنا استني
كان يوسف لايزال مستلقياً علي السرير عندما اقتربت منه وهي تحمل بين يديها احدي المراهم الطبية قائلة بحزم
=المرهم ده كويس هدهنلك ظهرك به وهتبقي كويس علي طول
شعر يوسف بالد’ماء تعصف بداخله عندما تخيل يديها تمر علي ظهره فهو لن يستطيع تحمل ذلك..فهو يجد الصعوبة في السيطرة علي ذاته ليهز رأسه بالرفض قائلاً بحزم
=لا مش محتاجه …انا هبقي كويس
تجاهلت ايمان اعتراضه لتصعد فوق الفراش بجواره وهي تحاول جعله يستدير حتي تتمكن من وضع العلاج وتدليك ظهره قائلة بتصميم
=يلا يا يوسف بلاش شغل العيال دا …ظهرك لو معالجتوش الوجع هيزيد اكتر
ليزفر باستسلام وهو يستدير ببطئ محاولاً نزع قميصه حتي تسطيع تدليك ظهره
لتساعده علي الاستلقاء مرة اخري لكن هذة المرة علي بطنه
حاولت ايمان نفض جميع الافكار حتي تستطيع التركيز علي ما تقوم به لتضع القليل من المرهم فوق ظهره وتبدأ بتدليك ظهره تحت يديها المرتجفة بشدة
بينما كان يوسف مستلقياً وهو يحبس انفاسه بقوة فالشعور بيدها فوق ظهره اثارته مما جعل الدماء تغلي بداخله ليجز علي اسنانه بقوة جاذبا اياها اسفله قائلا
=بذمتك دي مقابله تقابلي بيها جوزك بقاله اربع شهور مسافر طب انا مبصعبش عليك و لا هو انتم بتحبوا النكد و خالص
اولا دي واحدة شغاله معايا لكن اقسم لك بالله مافي حاجه بينا… ثانيا بقى انتي وحشتيني اوي
ايمان بارتباك
=يوسف انا عندي شغل
انحني قليلا قائلا بجدية وصوت متحشرج اجش أثر مشاعره
=كلمتهم في المستشفى و اخدت لك اجازه يعني مفيش حجج
شهقت ايمان بضيق قائله
=حجج….
لم تكمل جملتها لتجده يحتضنها بقوة ياخذ نفس عميق قائلا
=نامي يا ايمان لسه بدري و انا كمان عايز ارتاح…. لان لو منمتش دلوقتى مش هيحصل طيب
ابتسمت بخجل و هي تدس جسدها بداخل احضانه تغمض عينيها محاوله النوم
======================
 
 
في وقت سابق (ليلة امس)
دخل صالح الي غرفته مع زينب بعد عودته من فحص الطبيبه و شجارهم معاً
ليجدها تجلس فوق الفراش تضم ركبتها اليها تنظر بشرود امامها حتي أحست بدخوله لتسرع في النهوض من الفراش تحاول التقدم منه ليرفع سبابته يوقفها قائلا بجمود
=خليكي مكانك تقدري تنامي علي السرير انا هنام هنا علي الكنبة
تحشرج صوتها بالبكاء تحاول التحدث اليه ليتجاهلها تماما متجهآ الي خزانته يخرج منها ملابس نومه يتجه بها الي الحمام
لتقف زينب مكانها تنساب دموعها بصمت فوق وجهها حتي خرج من الحمام لايرتدي سوي بنطال قطني ليذهب الي الفراش يسحب من فوقه الاغطية يتجه بها الي الاريكة متجاهلا تماما زينب الواقفة
يستلقي فوق الاريكة محاولا النوم واضعا يده فوق وجهه ليقول بعد عدة دقائق عندما رأها مازالت واقفة في مكانها دون ان تتحرك قائلا بجمود
=هتفضلي واقفة مكانك كتير عاوز اقفل النور وانام….
لينقلب علي جنبه معطيا لها ظهره ليسود الصمت حتي تحركت زينب بخطوات بطيئة تجرجر قدميها حتي الفراش تستلقي هي الاخري تغلق الانوار ليسود الظلام لكن دون ان يطرق النوم جفونها ليمر بها الوقت وهي علي هذه الحاله
ساد الصمت المكان لتشعر به و كأنه غرق في نوم عميق
نهضت عن الفراش تتقدم من الاريكه ببطي جلست بجواره، واضعه يديها على صدره العا’ري موضع قلبه تستشعر حرارة جسده
زينب بعتاب
: صالح انت قلت مش عايز يجي اليوم اللي احط فيه راسي على المخده جانبك و انا زعلانه
و انا دلوقتي زعلانه بس مش منك من نفسي….
انا اسفه والله العظيم ما كنت اعرف ان دا اللي هيوصلك من تصرفاتي
انا اكتر واحده في الدنيا بتحبك
و نفسي احس بنبض ابننا جوايا اوعي تتخيل اني كا’رهه
دا انا لو هموت علشان حملي يكمل و يجي للدنيا مش هتستخسر فيه عمري…. علشان دا حته منك انت….
اوعدك هصلح اللي عملته لان بُعدك عني هو فعلا عقاب ليا
كنت متخيله اني لما ازعل و انكد عليك و على نفسي هبقي كدا احسن لكن انا بتعافي بوجودك جانبي
انحنت قليلا لتطبع قبله بطيئه خجوله على شفتاه مغمضه العينيان
توجهت للفراش تحمل غطاء خفيف
وتسللت بهدوء حتى وصلت الى جانبه وقامت بتغطيته والدماء تضج في وجهها من شدة الخجل وقلبها يقفز في داخل صدرها بعنف شديد كلما تذكرت انها قبلته، تمنت لو بادلها لكن كيف وهو نائم وضعت يديها على شفتيها تعنف نفسها على أفكارها المنحرفه و وجهها مشتعل
.. لم تشاهده وهو يبتسم ويواصل التظاهر بالنوم
توجهت للفراش وهي مقرره مصارحته و الاعتذار منه
اغمضت عينيها تحاول النوم الا انها فشلت واحداث اليوم تهاجمها بقوه.. فشعرت بالبروده تجتاح جسدها بقوه فسحبت الغطاء تحاول تدفئة نفسها وهي تشعر بالخوف والوحده تجتاحها بشده ودموعها تغرق وجهها وصوت من داخلها يئنبها بشده على ما فعلت
 
 
فأغمضت عينيها تزرف دموع ندم عما فعلت و الذي اوصلها في النهاية لتلك المرحله ليتركها تنام بمفردها و لأول مره بعد زواجهم تفتقد دفء احتضانه لها
اسنانها تستطق من شدة الخوف والندم
فتح عيناه ببطء ينظر بعيون عاشقه لها
تمنى لو تسعفه عنوة مشاعره على الاقتراب منها الان و احتضانها بقوة و الاطمئنان عليها هي و طفلهما كاد ان يحملها بداخل الحضانه مراضيا لها و صوت بكائها المكتوم يدمي قلبه الغارف في عشقها و لكنه انتفض ينهر نفسه و يعنفها من ضعفه ذلك… مقرار الا يقترب لعلها تتعلم الدرس
<< قبل أن تخط عليك التفكير بالعواقب>>
لكن!! لكنها اعترفت بمشاعرها الان…. أخبرته انها تحبه….. يا الله لما تأتي أجمل الاشياء باسوء الظروف…. ياالله لما يخفق قلبه بكل هذا الجنون.. نظر لها سريعا بداخله بعض المخاوف ان تستمع لدقات قلبه السائرة
ما هذا لجنون لماذا تستمع لدقات قلبك؟!
نظر لها مره أخرى ليجدها قد غفت او كما يبدو أنها تجاهد في سبيل الاستغراق في النوم
صالح لنفسه :
يارب تتعلمي تثقي فيا يا زينب و قبلها تمحي بينا الأسرار و الخوف بس لازم تفوقي و تعرفي ان البُعد بيولد بُعد….
و تحكي ليا عن اللي مخبيه بس اصبري عليا علشان شكلك عايزه تتربى على ايدي
جذب الغطاء عليه يحاول النوم هو أيضا و لكن بداخلها سعادة عارمة و بعض الارتياح
** *********************
گ احتلال دخل قلبي بكامل قوته،
فتحول الي نورا بداخله يزيل عتمته
***********************
في الصباح
اقترب صالح بهدوء من زينب المستغرقه بعمق في النوم وجلس بجانبها يتأملها بعشق ويده تمر بحنان في خصلات شعرها الاسود الناعم والغزير وهو يتأمل ملامحها الفاتنه بعشق شديد لترتفع يده بدون ارادته وتتلمس ملامح وجهها بافتتان وولع شديد ..فتنهد بألم وهو يشاهد بقايا اثار دموعها على وجنتيها فحاول الابتعاد عنها وهو يشعر بالندم تمنى لو آفاق بالأمس يحتضنها بقوة يسمعها للنهاية
تفاجأ بها تفتح عينيها وتبتسم له بفتنه تهمس باسمه
فلم يعد يستطيع السيطره على مشاعره الملهوفه اليها فإقترب منها وهو يهمس بعشق شديد فوق شفتيها يقبلهم برقه شديده
فتنهد بألم وهو يحاول الابتعاد عنها الا ان مشاعره الغارقه في عشقها والشوق اليها تغلب عليه و هو يقتحم شفتيها و يقبلهم بنهم شديد وكأن روحه معلقه على شفتيها خاصة وهو يشعر بها تستجيب بلهفه بين ذراعيه..يده تتشابك في شعرها تضم رأسها بعشق اليه واليد الاخرى تضمها اليه بقوه ولهفه شديده وكأنه يحاول زرعها بين اضلعه ..
ليمر بعض الوقت عليه حتى ابتعد عنها على مضض ..وهو لايشعر بالوقت الفعلي الذي مر عليه وهي بين يديه..
فمرر يده بحنان على شعرها يعيد ترتيبه برقه خلف إذنيها في حين ابتسمت وهي تنظر اليه برقه وتعود للنوم مره اخرى براحه..
نهض صالح من جانبها وهو يمرر يده بتوتر في شعره و هو يشعر بالارتباك لتعود النوم مره اخرى لم تعي ما حدث لكن كانت تتمناه
دخل الى الحمام للاستحمام والاستعداد لبدء يوم جديد ثم خرج وهو يراقب استغراقها الشديد في النوم بدهشه وقلق فارتدى ثيابه ودخل الى المطبخ وقام بتحضير طعام الافطار لها
 
 
اقترب منها بعد ان وضع صنية الطعام بجانبها ومرر يده على شعرها وهو يقول بحنان
= زينب… زينب ياله اصحى ياله قومي
فتحت زينب عينيها ببطئ وهي تنظر اليه لتنهض فوق الفراش سريعا
=صالح لازم نتكلم و الله ارجوك
جلس بجوارها ببرود زائف ليقول بجديه وحده
:طب ياله افطري الاول علشان تاخدي الدوا
زينب بضيق
:صالح ارجوك
صالح بحده
:هنتكلم يا زينب بس مش هنا خلينا نوصل المنصورة الاول وهناك تهدي و انا كمان اهدي اعصابي ياله افطري
حاد… بارد.. يستمتع بعذاب قلبها العاشق
قرب من شفتيها كوب من الحليب الدافئ وهو يقول بحنان..
=يلا يا علشان تاكلي
ًزينب بحزن وضيق
= انت لسه زعلان مني مش كده..
مرر صالح يده في شعرها وهو يقول بجديه..
=ايوه لسه زعلان منك ومش عارف ازاي هتقدرى تخليني اسامحك المفروض اننا واحد واي حاجه تزعجك لازم اكون اول واحد يعرفها لكن حضرتك ماشيه بدماغك العبقريه دي لحد ما هتلبسينا في حيطه سد
بس دلوقتي مش وقته..المهم دلوقتي تفطري وتاخذي دواكي
هزت زينب رأسها ترفض الطعام وهي تقول ببكاء..
=خلاص مش عاوزه أكل ..و بعدين انت مش عايز تسمعني بتعقبني و خالص واحد بارد
صالح بتسليه و ابتسامة ماكره..
= والله ..
عقدت ساعديها أمام صدرها بضيق
=والله….
تفاجأت به يقترب و على شفتيه ابتسامه لعوبه
كادت ان تبعده ظناً منها انه سيقبلها لكن وجدته يميل على بطنها يقبلها بحنان و كأنه يحدث طفله
=عجبك كدا يا استاذ جلال أمك متعبة اوي الصراحه و تعباني معها
زينب بابتسامه :جلال ؟!
ابتعد قليلا ليغمز لها سريعا بطريقة جعلت عينيها تشع بالقلوب قائلا
:ابننا……..
 
 
تقسم انه لو لم يبتعد قليلا عنها لكن قبلته بترحيب و سعادة
تشعر و كان أفكارها تنحرف مؤخر
=ياله يا زينب هو مالوش ذنب بزعلك
زينب بحزن
=قصدك اني مش مهتمه بيه على فكره دي ابني وانا بحبه اكتر منك علشان هو جوايا انا و انا اللي بحس بيه رغم انه لسه بيتكون في جسمي و بيكبر
و دا الفرق و السبب اللي يخلي الجنه تحت رجلي انا الأم و اللي بتحمل كل الوجع
انا بحس بيه و بأول نبضه و حركته
ربنا لما حب يكرم الست خلها تحس بابنها جوا بطنها و تحس بنبضه و تتوجع فاوعي تتخيل في يوم اني مش عايزاه او مش بحبه و
و على فكرة هو مش بيتاذي
متخافش انا سالت الدكتوره امبارح
وقالتلي حتى لو انا مكلتش البيبي بياخد الي هو محتاجه من جسمي يعني لو مكلتش هو مش هيتئذي من حاجه
مرر صالح يده على وجنتها بحنان وهو يقول برفق..
= عارف انه هياخد احتياجته منك بس انا كمان خايف عليكي وعاوزك تحافظي على صحتك احنا لسه في أول شهرين لازم تهتمي بنفسك لان مش هسامح نفسي لو جرالك حاجه ياله
بسم الله خدي بقى اشربي كوبايه اللبن دي ”
زمت شفتيها بحنق طفولي قائلة
=مش بحبه
صالح
=طيب لو قلتلك علشان خاطري وخاطر ابننا
هزت راسها بطاعه و هي تأخذ منه الكوب لتضع اصابعيها على فتحتي انفها و هي تتجرع الكوب بسرعه حتى لا تشعر بطعمه في فمها
ضحك وهو ينظر لتصرفاتها الطفولية و العفويه
ما ان شربت كوب اللبن وجدته ينظر لها و يبتسم برفق اخذ قطعه من الخبز الشهي وقربها من فمها وهو يقول بحب
=افتحي الشفايف الحلوين دول علشان حبيبي ياكل
اصطبغ وجه زينب بالون الأحمر القاني من شدة الخجل ثم فتحت فمها برقه و تناولت الطعام من يده وهي تكاد تذوب من شدة الخجل فهمست برقة قائله
=طب وانت مش هتفطر؟
حاول التهرب منها وهو يضع قطعه أخرى في فمها قائلا
:ماليش نفس هعمل فنجان قهوة علشان افوق قبل ما نتحرك
زينب بضيق و اصرار
=لا و هتفطر معايا ياله
ابتسم ليجدها تاخذ قطعه من خبز تضع بها الجبنه و قطعه من الزيتون وضعتها في فمه لم تترك له المجال للاعتراض
بعد مدة
 
 
اخذت حمام صباحي دافي و ارتدت ثيابها وجدته يقف أمام المرأه يهندم قميصه الاسود الذي يبرز أناقة جسده الرياضي في غايه الوسامة
غرزت أسنانها بشفتيها السفليه بغضب و غيره
زينب ببلاهه و حنق
=على فكرة انت متجوز فتلم انا مبقفش كل دا أدام المرايا مش خايف تتلبس بجنية
لاحت ابتسامة لعوبة على شفتيه وهو يضع زجاج عطره أمام المرآة قائلا برضا وهو يتفحصها من راسها حتى اخمض قدمها
=جنيه…..مش كفاية انتي يا مجنني
ياله ننزل لان مضمنش نفسي
تقدم وهو يمسك بيديها برفق تمشي خلفه
*********************
توقف أمام شقة والده وهو يحيط خصرها بحماية ليجد والدته تقوم بفتح الباب تبتسم لهم
حياء بحب:صباح الخير يا ولاد تعالوا ياله افطروا قبل ما تنزلوا…. زينب عاملة ايه دلوقتي يا بنتي
ابتسمت برقه وهي تحتضن حياء قائلة برفق
=بخير الحمد لله اخبارك ايه يا ماما و بابا فين؟
حياء :بيفطر جوا ياله تعالوا
دلف الاثنان الي الصالون برفقتها
جلال بابتسامه
:صباح الخير يا ولاد.. ازايك يا زوبا
زينب بود:بخير الحمد لله
جلال…
=الحمد لله ياله اقعدوا افطروا
صالح
=:تسلم يا حج بس فطرنا مش شويه بالهنا و الشفا…. ياله انا قلت اجي اسلم عليكم قبل ما نمشي هطلع على ايمان و يوسف قبل ما نتحرك
جلال بجديه
=خالي بالك على نفسك و على مراتك
قبل يد والده بتبجيل قائلا
=متقلقش علينا يا حج زينب في عيوني
حياء
=ربنا يحفظكم يا حبايبي ياله يا عفت كل دا بتجهزي
عقد صالح ما بين حاجبيه باستنكار قائلا
 
 
=عفت؟!
حياء بجديه
=عارفه انها رغابه بس لازم تبقى معاكم علشان تخلي بالها على زينب و لو حصل اي حاجه هي خلفت قبل كدا و عارفه
لولا أن مينفعش اسيب البيت كنت جيت معاكم
عفت بسرعة
=خالص انا جهزت يا مدام حياء…. هنزل الشنطه احطها في العربيه
إؤما لها صالح بجديه قبل أن تخرج من الشقه تجر حقيبتها وراها
صالح
=ياله في حفظ الله
جلال و حياء :في حفظ الله
========================
بعد عدة ساعات
وقت زينب أمام باب احد المنازل الريفيه
الفاخرة تنظر بانبهار الي ما حولها
لتشهق بصوت منخفض عندما رفعها صالح بين ذراعيه حاملاً اياها الي الداخل وهو يهمس لها
=نورتي البيت يا زبده
ابتسمت له بخجل وهي تخبئ وجهها بعنقه ظل صالح حاملاً اياها حتي وصل اللي البهو لينزلها ببطئ
وقد قام صالح بتعريفها بالخدم
( كرم و خديجه)
الذين قاموا بالترحيب بها بحرارة و خلفهما عفت
و التي نظرت بجشع و طمع لذلك القصر الريفي ليس منزلا عاديا
لم تكن تتوقع أن عائلة الشهاوي تملك قصر كهذا ربما لأن جلال و حياء يعيشان في شقة عاديه كبيره و متسعه لكن ليست كذلك القصر و الذي أقسمت انها لم ترى مثله من قبل غير ذلك بالافلام
 
 
خديجه بحب و ود
=نورت يا صالح بيه بقالي كتير مشفتكش و لا بتيجي البلد
صالح بابتسامه ودوده
=معليش بقى ظروف الشغل و الجواز
خديجه بطيبه و هي تتطلع لزينب
=المنصورة كلها نورت يا قمر لا والله دي بدر ليله تمامه انا قلت برضو اكيد مرات صالح الشهاوي اكيد زي القمر بس الصراحه طلعت أجمل ما كنت متخيله
الف مبروك يا مرات الغالي.. بصي انا بقى خديجه بس انا اكبر منك بيجي عشر سنين المهم هنبقى صحاب حلوين اوي
زينب بود و قد شعرت بالارتياح لتلك الفتاه
=ان شاء الله يا خديجه
خديجه
=انا بقى مجهزلكم غدا هتاكلوا صوابعك وراه و متقلقش يا بيه الاكل انه عمله مظبوط و صحي مدام حياء اتصلت عليا و قالتلي كل حاجه صحيح ست( بيلا هانم) سألت على حضرتك كتير اوي طول ما انت كنت مسافر و نفسها تشوفك
صالح بجديه و ابتسامة
= بيلا انا كمان وحشتني اوي اوي ماشي يا خديجه هنطلع نرتاح شويه و نبقى ننزل بلغيها اني وصلت وهعدي عليها كمان ساعه كدا
قام كرم (زوج خديجه) بلكزها حتى تكف عن الثرثره
كرم بجديه:
=طبعا يا بيه اتفضل و انا موجود عند البوابه لو احتجت اي حاجه و الغفر موجودين مامنين البيت
صالح بجدية وهو يحاوط خصرها مقربا اياها لصدره بينما هي أخذت تفكر في اسم بيلا ذلك شعرت بالغيره مع نطق اسمها ليقول صالح
“ماشي يا كرم….ياله بينا يا زينب ”
نظرت خديجه بضيق لتلك المرأه التي تقف وراء زينب و يبدو الطمع و الذهول جالي على وجهها في حين صعد صالح و زينب لاحد الغرف بالقصر
و صعد كرم خلفهما يحمل الحقائب
خديجه
:وانتي اسمك ايه يا شابه
بضيق “عفت”
خديجه بسخرية وحدة انثويه
=يا اختي بطلي تبحلقي في البيت كدا أعوذ بالله من عينك… قل أعوذ برب الفلق
عفت بضيق
=في ايه يا اختي هو انا هحسدهم
خديجه
=يمكن ياله بطلي رغي و ورايا على المطبخ
=======================
 
 
استغلت زينب انشغال صالح بالعمل على اللاب توب خرجت من الغرفه بعد أن بدلت ثيابها بأخرى مريحه
وقفت تتأمل باعجاب القصر الريفي الرائع الذي يحيط به من كل اتجاه الاشجار والزهور رائعة الجمال والممتده على مرمى البصر والتي أشعرتها ان لا نهايه لها خصوصا انها متداخله مع حدائق الفاكهه الغناء والتي تمتد لمئات من الافدنه مريح للاعصاب حقا
ابتسمت بحماس وهي تنظر للمكان بسعادة حتى توقفت على صوت خديجه
خديجه:تومريني بحاجه يا زوبا… اه احنا لازم ناخد على بعض… وبعدين نزلتي ليه كنتي ارتاحي
زينب بضيق
=انا من ساعة ما عرفت اني حامل و انا معملتش حاجه و صالح لو شافني بعمل حاجه بيزعل و الصراحه تعبت من النوم على السرير…. قوليلي مين بيلا هانم دي؟!
خديجه بحب عفوي
=يااه دي ست طيبه اوي اسمها بيلا سالم الدمنهوري
صاحبة القصر اللي في الناحيه الشرقية عندها يجي خمسه و أربعين سنه كدا بس ياحسرة عليها ربنا مبيديش حد كل حاجه
زبنب بفضول:ليه؟!
خديجه :
بيقولوا انها دخلت مصحه نفسيه سبع سنين كانت اصلا عايشه في اسكندريه لكن اختها مريم هانم جابتها المنصورة بعد ما خرجت من المصحه ، نفسيتها كانت وحشه اوي
و السبب حاجه حصلت لها في اسكندريه لدرجه انها بقيت تكره تروحها و من وقتها و هي جيت هنا و دايما لوحدها حتى مريم اختها حاولت تخليها تشتغل معها في املاكها
و ترجع لحياتها لكن هي عمرها ما خرجت
تعرفي دي ملكة جمال كان بيتخانق عليها رجاله بشنبات و كل واحد يتمنى توافق تتجوزه لكن الغريب انها كانت بترفض كل العرسان بطريقة غريبه
امي الله يرحمها كانت شغاله في قصر سالم بيه ابوها و بتقول ان ابوها في مره ضر”بها لدرجه انها دخلت المستشفى و كان جسمها كله بينزف وحصل مشكلة كبيره
و بعدها لما خرجت من المستشفى دخلت المصحه و محدش يعرف السبب الحقيقي لحالتها
و دلوقتي عايشه لوحدها في القصر، ابوها مات و اخوها محمود بيه هو اللي بيدير الشغل بتاع العيله و الصراحه هو راجل محترم
بس محدش بيجي يزورها الا كل فين و فين و مفيش غير مدام حياء اتصحبت عليها و كل ما تيجي هنا لازم تروح لها و إيمان و صالح كانت بتعتبرهم زي ولادها
على فكره انا كلمتها و قلتلها ان صالح بيه و المدام بتاعته هنا و هي قالت نفسها تشوفك
زينب بحزن
=ربنا يكون في عونها…. إن شاء الله نتقابل بس صالح يوافق
خديجه:
و هو هيرفض ليه.. والله العظيم صالح بيه دا ما في منه دلوقتي بيعتبرها امه ربنا يفرحكم يارب بابنكم
وقفت “عفت” من بعيد تتابع ما يحدث بضيق كانت تعتقد انها ستسطيع التقرب من زينب في تلك الفترة لكن جاءت تلك المرأه و رفقتها
عفت بضيق:ابو شكل دي شغلانه بس خالص انا زهقت الواد دا لازم ينزل…. و بعدين الخطه بتاع سي زفت بقالنا تلات شهور بنرتب فيها لولا الحمل الزفت دا كان زمنا خلصنا بس خالص انا جبت أخرى باي باي زوبا
=======================
 
 
في وقت لاحق
ترجل صالح من سيارته يدلف الي قصر ضخم و بجواره زينب شعرت بالتوتر قليلا من رغبته في التعرف عليها
زينب
=صالح استنى بس هي ممكن متبقاش عايزه تشوفني طب انت و عرفاك إنما انا
طبع قبله سريعه على وجنتها وهو يحيط خصرها بتملك قائلا
=متقلقيش بيلا مفيش أطيب منها و بالعكس يمكن تزعل لو مشفتكيش
ابتلعت ما بحلقها وهي تدلف لذلك القصر الضخم تنظر للحرس بارتياب وهي تتمسك به بقوة ليبتسم
مرت ثواني وهو يدور بعيناه في الجنينه ليجد امرآه انيقه في منتصف العقد الرابع من عمرها بجميله الوجه شعرها مرتب في كعكة انيقه
تجلس على احد المقاعد بجوار شجرة كبيره و تدون شيئا ما في مذكراتها يبدو عليها الحزن جالياً
صالح بحماس
=بيلا وحشتني
ابتسمت بطيبه وهي تراه يقترب احتضنها قائلا
=القمر عمل ايه؟
بيلا برفق و حزن مصتنع
=زعلان منك يا بكاش….. مش بتسأل عليا لا انا زعلانه منك
=وانا ميرضنيش زعلك أصلحك ازاي؟
بيلا بطيبه
=مش محتاجه حاجه غير انك تطمني عليك دايما
رفعت عينيها البنية تنظر لتلك الجميلة بجواره تمعنت في النظر لها، اسلبت عينيها عنها و عن رماديتيها قائلة
=دي مراتك
إؤما لها بالايجاب لتشعر زينب بالحرج قليلا لكن فجاتها بيلا وهي تحضنها قد شعرت بهالة غريبه من المشاعر لكنها ابتعدت أيضا فجأه كما اقتربت قائلة
:زي القمر يا صالح الف مبروك يا زينب انتي محظوظه الواد الشقى دا على فكره مش تربيت حياء بس….. دا حبيب قلبي
ابتسم صالح بود قائلا
=خالص يا بيلا يبقى نقضي معاكي اليوم بكرا في البيت عندنا
بيلا بحزن
=معليش يا صالح انت عارف اني مبحبش اخرج…. صمتت للحظات شارده لتكمل بلا ادراك
“العالم برا مخيف…..”
 
 
كادت زينب ان تبكي وكأن تلك الكلمة لمست صميم أوجاعها، اقتربت منه بضعف وهي تلف يديها حول خصره و مازالت تنظر لتلك المرأه الجميله رغم كبر سنها لكن تبدو جميله جدا
صالح بمحاوله و إصرار على خروجها
=لا طبعا لازم نقضي اليوم سوا انتي وحشتيني و كمان وحشتني القعده معاكي و بعدين زينب حامل و مش هعرف اجيبها و نخرج كل شويه و انتي عارفه لازم ترتاح
هاجي بكرا اخدك و نقضي اليوم كله في الفيلا عندي
بيلا بابتسامه وهي تنظر لزينب
=تتربا في عزكم يا حبيبي ماشي يا صالح علشان خاطرك انتي بس يا زينب إنما أنا أصلا زعلانه منك
زينب بسعادة
=وانا هكون مبسوطه جدا وانتي معانا يا مدام بيلا
بيلا بنظره حزينه و ابتسامة جميله
=قوليلي يا بيلا على طول او ماما
زينب بود
=ماشي يا بيلا بس هستناكي بكرا مفيش اعذار
بيلا
=اكيد طبعا….
بعد مده رحل صالح و زينب اما بيلا فكانت تنظر لطيف زينب بشرود و لعيناه الرماديتان تتذكر رماديتان اخرتان قد راتهم بالماضي
**********فلاش باك**********
قبل سنوات
في قصر الدمنهوري الريفي
تجلس بيلا بجانب اختها مريم تتمسك بيديها برجاء و حماس
=مريوم وافقِ بقى و الله ما هتاخر
مريم بخوف
=لا يا جميله لا أنت اتجننت صح عارفه لو روحتي قصر الرشيدي هيحصل ايه بابا هيطربها فوق دماغنا و بعدين هو مش قالك اقطعي علاقتك بصفاء بنت الرشيدي
بيلا برجاء و محايلة
=يا مريم صفاء صحبتي الوحيدة لو مروحتش الفرح هتزعل مني لان انا معرفتش اروح الخطوبه بتاعتها و دلوقتي الفرح كمان و الله وافقي بقى علشان ابقى اداري عليك لما تحبي تخرجي انتي و عيسى خطيبك و الله ما هتاخر و لا هكلم حد هسلم على صفاء و اباركلها
مريم بقلة حيلة
=طب هتخرج ازاي و افرضي حد شافك من عيلة الرشيدي هناك احتمال لا دا اكيد انهم هيضايقوكي
بيلا بحماس
=بصي هطلع من باب الخدمين و هاخد عبايه من بتوع البت نعمه و هيخليها تلاغي الواد الحارس بتاع البوابه الوراني و هخرج و هي صحبتي هتوافق
مريم باستهزاء
 
 
=دي آخره صحبه الخدامين كملي يا اختي
بيلا بابتسامه رائعه
=اولا انا لسه جايه من اسكندريه وبقالي هناك اكتر من سنه
و محدش يعرفني في عيله الرشيدي و كمان انا هبقي داخله القصر بالعبايه و ان شاء الله اعمل نفسي واحدة من الخدم بس لازم ابارك لصفا دي هتسافر بكرا تقضي شهر العسل و بعدها هتستقر في القاهرة هنشوفها ازاي تاني
انتي مهمتك تداري عليا و بابا كدا كدا بينام بدري شوفي بقى اخوكي محمود لو عرف اني برا، قوليله بيلا بتقولك يا بتاع كامليا
مريم بحماس
=انتي ماسكه عليه ذله
صدحت ضحكتها الجميله قائلة
=ذله واحدة دا اخوكي عامل بلاوي
مريم
=ربنا يستر يا بيلا انا مش مرتاحه
نهضت بيلا بحماس و ثقه
=هي موته ولا اكتر ياله استعنا على الشقى بالله…. سلام يا مريوم
بعد حوالي ربع ساعة
توقف التاكسي أمام منزل عائلة الرشيدي
نزلت بيلا وهي ترتدي ثوب ريفي قديم ارزق اللون منقوش بورود ورديه.. ترفع شعرها الأسود لتبدو كفتاه قرويه بسيطة تضع وشاح اسود خفيف على شعرها
دلفت بين المعازيم دون أن يلمحها اي شخص نظر لتخفيها بينهما و قصر قامتها بالنسبه للرجال الموجودين
ابتسمت بحماس وهي تنظر لترتيبات الفرح فائقة الجمال و الزينه بكامل القصر
كانت تتحرك بينهم في الخفاء ختي صعدت الدرج لتصبح بالدور الثاني تذكرت حديث صديقتها حين اخبرتها (الدور التاني اخر الممر الاوضه التالته)
بيلا بضيق
=ثواني دلوقتي في ممر على أيدي اليمين و على أيدي الشمال منك لله يا صفاء حتى وصف الاوضه مش عارفه توصفيه وانا اللي عمله فيها المفتش كرمبو….. و خارجه من وراء بابا… بصي خير الأمور اليمين”
اتجهت في ذلك الممر و ما ان وصلت الغرفه الثالثه شعرت باحدهم يقترب دلفت سريعا لداخل الغرفه دون الاهتمام
دلفت للغرفه لكن لم تكن غرفة صديقتها و لا بها أي صوت كادت ان تخرج الا انها ابتسمت وهي تنظر للطعام على السفرة
بيلا
=حتى انا كمان جعانه اي النحس دا كان لازم امثل على بابا اني تعبانه طب كنت اكل الاول و كمان ماكلتش طول النهار علشان اعرف امثل الدور اوووف
 
 
بللت شفتيها وهي تقترب من تلك السفرة ببلاهه
انحنت قليلا تشم رائحة أطيب و الذ الأصناف
بيلا بحدة
=بيلا مش من الذوق انك تاكلي من أكل حد بس انا اصلا قليله الذوق
ضحكت وهي تتذكر كلمات والدها وهو يعنفها لكن هي تضرب تلك الكلمات عرض الحائط
وضعت المعلقه بفمها و بدأت تاكل بنهم
شعرت بحرارة و دف غريب عقدت ما بين حاجبيها بتوتر و فمها ممتلا بالطعام استدارت ببط لتصطدم بحائط بشري
وسعت عينيها بصدمه و هي تنظر لرماديتيه بذعر
سعلت بقوة وهي تحاول ابتلع ما في فمها نظرت له بارتباك قائلة وهي تنظر لذلك الشاب الوسيم ذو الملامح الحادة قوي البنيه
=انت… انت مين؟
عقد ساعديه أمام صدره بغيظ وحدة قائلا
=انا اللي مين؟ حضرتك في اوضتي و بتسالي انا مين المفروض انا اللي اسأل انتي مين
ثم القى نظره سريعه عليها
=مع ان مش مستهله اني اسالك انتي من خدم القصر
بيلا بضيق
=وانت مالك و بعدين كنت جعانه ممكن ادفعلك تمن الاكل
رد عمرو بضيق
=واضح انك قليلة الذوق كمان بس دلوقتي نعرف لما اجيب البهايم اللي واقفين عند البوابه
فزعت بقوة وهي تقول بجدية
=هشش خلاص خلاص اسكت هتودينا في داهيه الله يخربيتك انت وصفا في يوم واحد انا اسفه
ثم تابعت وهي تكاد تبكي ان انكشف أمرها و انها ابنه عائلة منافسه لعائلة الرشيدي في السوق الاقتصادي
:الله لا يسامحك يا صفا… انا خدامه… خدامة جديدة في القصر بس وحياة ابوك توطي صوتك انا همشي ممكن ادفعلك تمن الاكل اللي كلته بس و الله كنت جعانه و…..
ابتسم بتسليه ليقول
=واسمك ايه بقى يا شاطرة
بيلا بضيق و غضب
=ايه شاطرة دي ما تحترم نفسك
رفع هاتفه و كأنه يحدث الحرس ليثير خوفها باستمتاع
=ادخلي هنا يا بهيم منك له…
جذبت منه الهاتف سريعا بخوف و ارتباك قائلة
=خالص يا عم انت مبتصدق اسمي بيلا… جميله
“بيلا… بيلا”
 
 
ردد الاسم بتسليه و استمتاع قائلا بحدة
=اطلعي برا
بيلا بضيق
=افندم
عمرو بخبث وهو يقترب ببطئ ليصبح أمامها
=اظن مش هتحبي تقفي وأنا بغير هدومي يا قطة
كادت ان تصرخ بوجهه لكن توجهت نحو الباب تغادر الغرفه وهي تشعر بنبضاتها الخائنه كلما تذكرت اقترابه الضاري
تنفست الصعداء تقسم ان تهورها ذلك سيجعلها تقع بالكثير من المشاكل
********نهاية الفلاش باك*******
افاقت بيلا من شرودها و كان صالح و زينب قد غادرا
بيلا :عمرو الرشيدي….
=====================
في منزل نور
كانت تجلس في غرفتها بذلك الثوب الرائع الجمال و مكياج متقن أنيق يبرز جمالها تفرك يديها ببعضهما بتوتر
ابتسمت نيرة وهي تجلس بجوارها قائلة
=خايفه… دا طبيعي
نور
=لا ابدا بس ابنك ميضمنش
نيرة بضحك
=والله لسانك دا هيوديكي في داهيه مع باسل ربنا يستر عليكم
نور بارتباك
=طب بقولك ايه ناجل الفرح لبكرا عادي…
نيرة
=باسل واقف برا لو سمعت ممكن يروح فيكي في داهيه دا انتي دوختيه معاكم
نور
=لازم يدوخ لو عايز حاجه
 
 
نيرة
=وانتي مش اي حاجه يا نور لازم دايما وانتي معاه تغلى نفسك اوعي تقللي منها انا عارفه ابني بلاش الضعف ادامه
نور
=هو انتي كدا المفروض بتطمنيني
نيرة
=بصي يا نور انتي داخله على مرحلة جديده و دلوقتي خالص لازم تثقي في باسل و تديله شوية اهتمام صدقيني هو افتقد دا طول عمره يمكن هو قريب منه لكن ابوه لا و دايما حاسس بفقد حاجه دلوقتي انتي دورك تحتويه و تحترميه و هو هيشيلك فوق رأسه صدقيني و لو محصلش انا اللي هقف له
احتضانتها بسعادة و اطمئن لتجد الباب يِفتح و يطل منه بهيمنتة الفاقده لأي ثبات بداخلها لا تنكر ذبذبه المشاعر التي تحتل جسدها منذ اول مرة رآها
ابتسم باعجاب وهو ينظر لتلك الثوب الانيق و الذي يبرز رشاقة جسدها شعر بالغيرة لأول مره هل سيراها الآخرون وهي بكل هذا الجمال يتمنى لو يدفنها بداخل صدره لتصبح ضلع من ضلوعه
نهضت تقف أمامه تنظر بارتباك ابتسم وهو يقترب منها طبع قبله حنونه على قمة راسها ثم حاوط خصرها بذراعه يخرج من الغرفه لتتعالي الزعاريد من حولهما
بينما تتعالى الاغاني و المباركات لهما
توجه نحو تلك الاريكه المزينه لهما جلست برفق وهو بجوارها
يمر الوقت ببطئ شديد تمنى لو ينتهي كل ذلك و ياخذها لعالمه الخاص
بعد مرور ساعه و نصف
تحركت نور بتمهل وحرص وهي مرتدية ثوب الزفاف الأبيض الأنيق…. والذي كان غاية في رقي
والعصرية عليها…. حيثُ كانت كالاميره متوجه
فكانت تسير بجوار الجيران وابيها و أخيها الصغير (سيف و عبد المنعم)
يمسك بيدها برفق
يدفعها للسير بدون خوف او تردد…….
كانت جميلة اليوم أجمل من أي يوماً رآها فيه.. فكانت بثوبها الأبيض أجمل نساء العالم في
عيناه…. و زينة وجهها كانت تلمع باشراق… من وضعت لها ألوان الزينة أرادت برز جمالاً
من لفت لها حجابها بهذا الشكل تبدو محترفه لتجعلها بهذا الجمال فوق رأسها تاج متلألأ بهذا الشكل البراق أرادت ان تثبت
له ان العروس ملكة تستحقه هو فقط لانه أميرها
ترددت نور في رفع عيناها إليه وهي تنظر له في الخفئ وهو واقف عند الباب ينتظرها حتى ترحل معه……….. بعد حفل الزفاف البسيط في ذلك الحي البسيط التي تقطن به
 
 
أخيراً رفعت عيناها البنيه عليه حينما اقتربت
منه… وكان هو في غاية الأناقة ببذلة كلاسيكيه بعصرية رفيعة….. باللون الاسود كانت رائعة
عليه وكانها صممت اليه خصيصا….. وقد صفف شعره الاشقر الغزير للخلف فأصبح جذاب بدرجة مهلكة…. مما جعلها تخفض عينيها وهي تتذكر قبلاته على شفتيها….. وجنونه يوم كتب الكتاب وهو يكاد يبتلعها في
تلك الدقائق التي مرت عليها كدهر……
شعرت بالخوف و التوتر مما هي مقبله عليه
تشعر بتجمد أطرافها…. من مجرد قبلة كان جامح وكاد ان يفقد صوابة وهي في احضانه… ماذا سيحدث حينما
تكون في بيته و في نفس الغرفة !….ينبغي عليها
تشعر بالاضطراب وكان تلك الدروس التي كانت تحفز نفسها عليها قد تلاشت في لحظة وحل التردد والخوف من وجودها معه وحدهم… لأول مرة ستكون معه وحدهم !…….
شعرت بيده توضع خلف ظهرها ودفعها نحوه برفق لتجده يطبع قبلة فوق راسها أمام الجميع… وهذا جعل بوابل من التهنئة تهبط عليها ودعاء والدته و ابيها وبعض الجيران بسعادة اليهما…….
رفعت نور عيناها إليه بخجل به لمحة من التردد…
فوجدته يبتسم بجاذبية تليق بالوسامة الساطعه التي يتمتع بها هذ الرجل قائلا بصوت ملي بالمشاعر
“مبروك يا شبح……..”
جف حلقها ومزالت عينيها متعلقه بعيناه بتردد….ثم هتفت باعجوبة من بين هذا الاضطراب…..
“الله يبارك فيك…….”
تعالت الزغاريد من حولهما.. فوجدته يثني ذراعه ويرفع مرفقه لها….. كي تتأبط ذراعه……
احاطت مرفقة بكفها الشبية بالوحة الثلج بسبب ما يحدث لها….. أسبلت عيناها بعيداً عنه وكانها
تطالب بالامان من خلالهم……….
هبط معها على السلالم القديمة والجيران خلفهما
يطلقون الزغاريد وصياح الفرح تمنت الان ان تجد زينب بجوارها لكن من أين تأتي زينب الان…
هناك فرقه موسيقية شعبية تحيط بهما تقوم بزفافهما بالعود والطبل البلدي ………
بعد ان انهت الفرقة الزفة التي بدأت من أول
درجات السُلم حتى اعتاب باب البيت الكبير ……
بعد انتهى الفرقة علمت انها على وشك الرحيل…
لم تشعر بنفسها إلا وهي تلقي نفسها باحضان ابيها بحزن على افتراقه لتجد أخيها عبد المنعم يبكي بعنف
حاولت الانحناء قليلا بتعثر من ذلك الثوب، تحتضنه قائلة
=عبدو انت بتعيط…
=انتي كمان بتعيطي ليه ؟
نور:علشان هتوحشني يا لمض خالي بالك من نفسك
استقامت ترتمي باحضان والدها تبكي بعنف و هستريه
سالم يحب
 
 
=نورهان اهدي يا قلبي و بعدين انا هجي ازورلك وانتي كمان هتيجي مش كدا
اومات له براسها قائلة
=خالي بالك على نفسك يا بابا و انا هكلمك اوعي متردش عليا و الله هزعل بلاش تخوفني عليك
ابتسم بحنان وهو يقبل راسها بود
:بطلي يا هبلة هكلمك…
ثم نظر لباسل بجديه قائلا وهو يربت على ظهرها بحنان
=خلي بالك عليها…..
باسل بهدوء : في عيوني
“هتوحشني اوي يابابا……”
رد والدها بحنان
“وانتي كمان ياحبيبتي..هبقى اجي اشوفك وانتي كمان تعالي زورينا….”
اومات له نور وهي تخرج من احضانه وقد تلوث
كحل عيناها قليلاً من البكاء لكنها لم تهتم…قد أخذت
يد والدها وقبلتها ثم رأسه وودعته بعدها بقلباً ملتاع……..
نظرت لباسل بكحلها المنساب وعيناها الحمراء
وشفتيها المنتفخه… و ثوبها الابيض يبرز جمالها الفاتن
سالم بخوف
=خالي بالك عليها يا مدام نيره نور غلبانه والله
نيره بود
=متقلقش يا حج سالم نور في عيونا و قلوبنا
فتح لها باب السيارة بصمت وكان وجهه جامد التعبير……خطت نور خطوتين نحوه ثم قبل ان تستلقي السيارة الفارهة وقفت بجواره وكان يفصلهما الباب المفتوح بيد باسل والذي بادلها النظرات بهدوء اقرب للبرود……….
بعد لحظات من تبادل النظرات التي تحمل مشاعر عميقة مبهمه…اوقف باسل حرب النظرات وهو يقول…..
“ياله ياعروسة……”
 
 
بعد جملته أدارت راسها عند ابيها تنظر له تودعه …. نظروا إليها بابتسامه رغم دموع اشقائها
عادت عينا نور اليه ثم للسيارة و جدته يربت على ظهرها باهتمام قائلا بابتسامه
=ياله يا نوري…. ”
كلماته حنونه لأبعد الحدود و كأنه ليس ذلك المنحر”ف الفظ
تنهدت ببطئ وهي تصعد للسيارة يساعدها برفق ثم أغلق باب السيارة ليتجه للناحيه الأخرى يصعد بجوارها
و بالسيارة الاخري خلفهما صعدت نيره و زينه (أخته)
انطلقت السيارة في طريقها للمجهول التفت تنظر لابيها و اشقائها هطلت دموعها مره اخرى فلاول مره تشعر بالغربه وهي تبتعد عنهما
وجدته يحيط خصرها جاذبا اياها بين احضانه لتتمسك ببذلة حُلته تبكي
باسل بنبره مبهمه
=كفايه يا نور كفايه
رفعت عينيها اليه قائلة بخوف و خجل وهي تبتعد قليلا
بينما منعتها ذراعه من الإبتعاد عنها وهو يحاصرها
نور بتوتر…
=هو…. هو احنا هنروح فين دلوقتي؟
ارتجفت شفتيها من نظرة عيناه لتخفض راسها و قد سيطر عليها الارتباك….
=بطل تبصلي كدا…..
ابتسم وهو يرفع راسها بانامله ينحني مقبالآ اياها بينما حاولت دفعه بغضب و خجل بينما يوجد ستار فاصل بين الاريكه الخلفيه و الامامية لا يراهم السائق
لكزته بغضب وخبث في صدره مبتعده عنه قائلة من بين أسنانها
=مش ناوي تحترم نفسك
صدح رنين ضحكته الخلابه قائلا بخبث
=احترام….. مش ملاحظه ان الكلمه دي عيب اوي النهاردة
شهقت بقوة وهي تبتعد قائلة
=لا يا شبح فوق و بلاش ترفع سقف توقعاتك علشان اقسم بالله هتلقي نفسك متشرح لو حاولت بس تقرب ليا انت فاهم يا حيلتها
اقترب و على شفتيه ابتسامة خبيثه قائلا
=ما بلاش الثقه دي…. على العموم مش ضروري النهارده كدا كدا مسافرين بس ممكن بكرا او بعدو انا مش مستعجل
نور بهمس
=اللهي وابور جاز يولع في وشك يا بعيد يخربيت جمال امك
باسل للسائق:على الاوتيل الاول يا ابني
نور بحماس:هنروح فين؟
باسل بجدية و عيناه الضاريتان مصوبه على بنيتها
: هتعرفي بعدين المهم تثقي فيا….
نور :هحاول يا باسل بس اتمنى متخذلنيش
========================
 
 
َفي المنصورة
دلفت زينب الي غرفة النوم بينما خرج من المنزل ليروز بعض الأشخاص كان على صلة جيدة بهما
زينب بهدوء
=هو انا لازم اصلحه و ابطل هبل و خوف انا بحبه يمكن مش عارفه اقولها في وجوده لكن هو عمره ما عمل حاجه تضايقني علشان كدا لازم اصلح اللي حصل
ابتسمت بحماس وهو يتجه نحو الخزانه ابتسمت وهي تخرج فستان احمر اللون لكن توقفت فجأة وهي تسمع صوت طرقات على الباب
وضعت الثوب على الفراش لتتوجه نحو الباب تفتحه…
عفت :مدام زينب صالح بيه اتصل على تليفون البيت و بيقول انه احتمال يتأخر شويه مفيش داعي انك تستنيه و بيقول ان موبيلك مقفول
دلفت زينب للغرفه و خلفها عفت وهي تلتقط هاتفها
:اه صح دا كان فصل شحن بس اكمن مش بمسكه كتير نسيت اشحنه ماشي يا عفت خالص روحي انتي نامي الوقت اتاخر
عفت بخبث
=انتي هتلبسي الفستان دا…. دا حلو اوي دا يمكن صالح بيه يتجنن لو شافك بيه
زينب بحدة
=عفت بطلي تحشري نفسك في اللي ميخصكيش فاهمه…. و ياله روحي اوضتك
عفت بخبث
=طب هتتعشي اجهزلك العشاء
زينب:
لا مش جعانه ياله امشي
عفت
=ماشي يا مدام زينب
خرجت من الغرفه تاركه خلفها زينب تشعر بالاحباط تمنت وبشده ان تلتقي به لتعتذر منه
زينب
=هستناه مش هيحصل حاجه يعني لازم نتكلم
بعد حوالي ساعة
دلف صالح الي الغرفه بعد ان قام بجولة في الخارج ليعيد الوصال بينه و بين بعض اصدقائه
يحاول التوقع لما قد يحدث الليلة
متقلبة المزاج فهى تارة غاضبة حانقة لا تتحمل منه حتى الاستماع لكلمة منه وتارة اخرى باردة متجاهلة اياه تماما كما لو كان هواء من حولها لا تراه ولا تسمعه لتشعره تلك المحاولات بالتسلية يدخل كل ليلة
مخمنآ فى اى حالة قد يجدها متوقعآ لأى شئ
ليصاب بالذهول ليقف متسمرا مكانه وهو يراها تجلس على الاريكة تضم جسدها بيديها
ترتدى فستان احمر اللون ذو حمالات رفيعة
وفتحة صدر منخفضة ينساب فوق خصرها ثم يتسع حتى ركبتيها
شعرها الاسود ينساب حتى اسفل ظهرها يراها برقتها بجمالها الخلاب ليظل متسمرا بذهول محاولا الكلام اكثر من مرة دون نجاح ليتقدم بخطواته منها
 
 
يجلس بجوارها على الاريكه يقف أمامها مد انامله يتلامس وجهها بحنان.. فتحت زينب عينيها بابتسامه جميله مردده اسمه بهمس
تاكلها نظراته لتخفض راسها خجلا و ارتباكآ من نظراته تلك ليضع انامله اسفل ذقنها يرفع وجهها اليه يقول بصوت متحجرش من اثر المشاعر التى تموج بداخله
=انتي عايزه تجبيلي القلب صح…. ايه الجمال دا كله
ابتسمت بمرح لتشرق ملامحها كلها بسعادة امام عينيه لتتجمد نظراته عليها يبتلع ريقه بصعوبه وانامله تتلمس بشرة وجهها بنعومة لتتوقف فوق شفتيها متابعا ايها تتحرك اسفل اصبعه وهى تتحدث بهمس ناعم خجول
=صالح…. انا… انا اسفه على اللي حصل الايام اللي فاتت… و.. ممكن متزعلش
صالح بخبث
=لا انا زعلان الصراحه و لازم تصلحيني
زينب بابتسامه
=وانا موافقة ها عايز ايه؟ صالح…. صالح
افاق من شروده على همسها الناعم هامسة باسمه بقلق لينفض رأسه من افكاره تلك ليرفع اصبعه ممرآ اياه فوق ذراعيها بنعومة ثم ليقوم باحاطة وجهها الرقيق بكفيه هامسآ
=قلب صالح يا زوبا
ابتسمت بخجل من كلماته ليميل يقبلها بشغف وجنون غير قادر على مقاومتها لثانية اخرى ليشعر بها و لأول مرة منذ زواجهم تبادله شغفه وجنونه دون تردد او قلق ليزداد جنونآ بها مشددآ من احتضانه لها تمر بيهم الدقائق دون وعى بما حولهم حتى توقف يهمس
=زينب المرة دي مش عايز يبقى في أسرار
اومات له بخجل ليقول بجدية محاولا السيطره على نفسه حتى لا يؤذي طفلهما
=طب ياله ننام اخدتي دواكي
 
 
زينب بضيق
=اه
طبع قبلة حنونه على رأسها قائلا
=ياله يا زينب بلاش تفكري كتير و ربنا يعدي الليله دي على خير لان الصراحه شكلك مش ناوية على خير خالص
زينب بلامباله زائفه
=انا برضو
ابتسم صالح قائلا
=ان كيدهن عظيم
========================
 راحت أوضة الأطفال، ولكن وقفت مصدومة قالت: سيب اللي في إيدك يا أمين، وجريت تحوشها منه
رهف بزعيق: أنت بتعمل إيه دا؟
أمين بخوف: ما عملتش حاجة كنت بحطلها بودرة بس
رهف بعصبية: أنت اتجننت؟ بتحطلها على وشها ياللي مابتفهمش اطلع برا بسرعة
طلع أمين بضيق
رهف مسكت منديل مبلل وبدأت تمسح وش نور
خلصت وطلعت برا لنسرين اللي كانت عينها غفلت من التعب وتأثير البنج
دخلت المطبخ تعملها أكل
عند ماجدة قاعدة حزينة دخل أكرم بسرعة وقال: نسرين وابني فين؟
مسحت ماجدة دموعها وقالت: هى مش لسه في المستشفى؟
أكرم بقلق: لأ، كنت سايب معها رهف بس رجعت عشان أجيبهم لقيتهم مشيوا قبل ما أوصل
قالت ماجدة بضيق: يبقى راحت معها البيت
راح أكرم على بيت رهف بسرعة
وصل على طول وخبط عليهم
سابت االي كانت بتعمله وراحت تفتح، لقيت أكرم واقف وقال: نسرين فين؟
نايمة جوا، أكرم بزعيق: إزاي تمشي من المستشفى من غير ما تستناني؟
رهف بهدوء: نفسيتها تعبانة من اللي شافته واللي حصل ماحبتش أضغط عليها، وجبتها معايا ترتاح، وابقى تعالى اتكلم معها بعد يومين كدا
أكرم بقلة حيلة: ماشي
بقلم إيسو إبراهيم (إسراء إبراهيم)
مشي وقفلت وراه، كانت معدية من قدام أوضة نسرين سمعتها بتنادي عليها
دخلتلها رهف: نعم يا حبيبتي
نسرين بتعب: لو جه تاني مادخليهوش عليا عشان مابقتش قادرة أبص في وشه
رهف: يعني مش هتسامحيه وترجعي معه بعدين؟
نسرين بجمود: لا بعدين ولا قبلين خلاص كرهته وكرهت العيشة معاه والذل والإهانة يا رهف
رهف: ماشي براحتك ربنا يدلك للطريق الصحيح
بيفوت أسبوعين وأكرم مازال بيحاول معها ترجع، وخالتها راحت لها كذا مرة لكن هى مصرة على الانفصال وباعته عشان كان بايعها من الأول
الشخص اللي بسببه كانت ضعيفة ومش قادرة تتكلم بنص كلمة ولا تعترض وتقول لأ خلاص ماتت واللي هى كانت أمها
كانت رجعت نسرين على بيت أمها من أسبوع وكانت رهف بتساعدها في كل حاجة
راحت ماجدة لأختها وقالت بضيق: في إيه يا نسرين الراجل عمال يجي ويروح وأنتِ مش راضية ترجعي لتكوني مبسوطة بالوضع دا
نسرين بضيق: لا مبسوطة ولا بتاع، بس خلاص مش هرجع لو إيه اللي هيحصل وقفلي بقى عالموضوع دا
طلعت ماجدة من عندها وهى مضايقة منها
سمعت حد بيخبط راحت تفتح، ولقيت أكرم قالت: اتفضل ادخل
دخل أكرم وقال: نسرين صاحية ولا نايمة؟
ماجدة: صاحية ادخلها جوا
خبط عالباب ودخل
اتفاجئت نسرين من دخوله وقالت: ماستنتش لما أطلع ليه؟ وياريت بقى نخلص الموضوع دا عشان زهقت
أكرم: بردوا لسه مصرة عالطلاق؟
نسرين بجمود: أيوا ومش هتراجع عنه
بص على ابنه اللي كان بين إيدها، وقال: أنتِ طالق يا نسرين، وسابها ومشي بسرعة
أنا هنا تائهة وحدي، كل الذكريات السيئة تلاحقني،كيف لقلب ملئ بالغبار ان يُزهر عند رؤيتكَ؟
_________________________
تركض في تلك الغابة المظلمة وحدها، تركض بأقصى سرعة لديها نحو شعاع النور، الغبار يملاء المكان، تلك الأشجار السوداء تدب الرعب بقلبها، حتى تلك البركة ذات المياة الملوثة، تلك الأصوات تجعلها تزيد من سرعتها ،شعرها الاسود يتناثر حول وجهها، دقات قلبها و أنفاسها الحارة تتعالى الأصوات،تركض بأقصى سرعتها.
حاولت «زينب» الهروب من ذلك الظلام الذي يلحقها، ما أن أقتربت من النور وجدت نفسها تقف في صحراء خالية من البشر، أمامها البحر و خلفها تلك الغابة
و هي بينهما تقف مذعورة خائفة
وضعت يديها على اذنيها و هي تصرخ من شدة الألم الذي تشعر به و الوحدة الذي تعم ذلك المكان
جلست أرضا على تلك الرمال، وجدت يدي تُمد اليها، رفعت رأسها تنظر له
ملامح حزينة وعيون خضراء مطفية، ظلت تُمعن النظر اليه بارتياب، رفعت يديها لتمسك يده لكن تناثر رماده فجأة و اختفى تلاشي كأنه لم ياتي.
شهقت «زينب» فجأة بذعر في تلك الغرفة المطلية بالون الأبيض، كانت تتنفس بسرعة و ذعر و هي تحاول استيعاب ما يحدث، قبل أن تقوم بإزالة جهاز التنفس الصناعي منافذ تنفسها، دموعها هبطت و هي تدرك انها نائمة في تلك الغرفة و كل ذلك كابوس
دلفت الممرضة الي الغرفة بسرعة، ابتسمت بسعادة قائلة :
-“حمدالله على السلامه يا مدام زينب، كلهم كانوا قلقنين عليك”
حاولت «زينب» النهوض الا أنها تأوهت بألم لتصع يديها على بطنها قائلة بفزع و دموع:
-“أولادي؟”
ربتت الممرضة على كتفها قائلة باهتمام لتهدء من روعها :
-“متقلقيش هم كويسين، احنا دخلنهم الحضانة بعد الولادة بس الحمد لله كويسين”
سألتها زينب بارهاق و تعب:
-” هو ايه اللي حصل؟ فين بيلا؟ و صالح و الولاد”
ردت الممرضة بهدوء قائلة:
-“الولاد بخير الحمد لله و هما مع بشمهندس صالح في الاوضة اللي جانبنا دي مع الولاد، أنتِ جيتي المستشفى من اكتر من اسبوعين في حالة ولادة مبكرة، كنتي خلفتي في مستشفى المنصورة و للأسف لان الولادة كان فيها إجهاد كبير فقدتي الوعي و اتشخصت غيبوبة مؤقته، مدام بيلا كانت هنا لكن نزلت الكافتيريا مع عمر بيه والد حضرتك”
التمعت عيون زينب بالدموع قائلة بلهفة:
-” بابا؟ أنا عايزه اشوف صالح و الاولاد ”
اومأت لها الممرضة بالموافقة قائلة بهدوء:
-” هروح اقول للدكتور و لصالح بيه”
كادت ان تغادر الا ان زينب قالت بجدية :
-” خديني لصالح، أنا كويسة و هقدر اقوم”
ساعدتها الممرضة في النهوض، كانت تتحرك ببطئ و تعب، لكن رغم المها كان قلبها متلهف لرؤية أطفالها و زوجها و كم اشتقت له، كانت بين كوابيسها المظلمة تفتقده و تفتقد دفء احضانه، تفتقد شعور الأمان.
في نفس التوقيت
دلف عمر الي ذلك الممر الطويل متجه نحو غرفتها رغم شعوره بالحزن و قلبه الذي يتألم، كم يتمنى ان يغمرها بحبه الذي افتقدته طوال حياتها.
خرجت زينب من الغرفة رفعت رأسها تنظر لذلك الذي يقترب منها بخطوات ثابته واثقة و هيمنة شخصيته تغلفه.
ازدادت نبضات قلبها حتى كادت ان تسمعها، افلتت يديها من يدي الممرضة و هي تتجه نحوه و عيناها الرمادية التقت من رماديته الجميلة
شعر عمر بارتجاف اوصله كلما اقتربت المسافة بينهما، ايا ليت لم يُكتب علينا الفراق، تراكمت طبقة طفيفة من الدموع بمقلتيهما.
وقفت زينب أمامه و عيناها تشمله بنظرة متالمة، عيونها ذرفت الدموع على غير هُدي و هي ترى عمر يفتح ذراعيه لها، ألقت بجسدها بين ذراعيه تشهق بذعر و هي تتشبث به بقوة.
ظلت يديه معلقة في الهواء وهي تتمسك به بقوة، انسابت دموعه قبل أن يضمها بقوة حتى كاد أن يدفنها بين ذراعيه قائلا ببكاء و قلبه يكاد يبكي:
-“حقك عليا يا ملك و الله العظيم حقك عليا و على قلبي، يشهد رب العالمين اني كنت بتعذب، عمري ما تخيلت ان أقرب الناس ليا هم اللي يطعنوني في قلبي و ياخدوكِ مني، لسه فاكر اول مرة شيلتك فيها بعد ما اتولدتي وقتها حضنتك و قلبي ارتعش هو نفس الشعور اللي انا حاسس بيه دلوقتي، فاكر اول مرة سمعت نبضك وقتها كنت خايف معرفش ابقى اب كويس ليك لكن ربنا حرمني منك قبل حتى ما اشوفك، حقك علي عيني وثقت في ناس موتى كان حلمهم و فلوسي كانت امالهم، لو كنت اعرف ان الفلوس قصدها بُعدك عني والله كنت رميتهالهم بدون لحظة تفكير. ”
اغمضت زينب عينيها بتثاقل و تعب قائلة:
-” عارف انا كم مرة احتاجت ليك بجد، عارف كم مرة خفت من كلام الناس، عارف كم مرة خوفت اكون بنت حرام”
صرخ عمر بحدة و هو يربت على ظهرها يحنان:
-” كدب و افتراء اي واحد يقول كلمة وحشه في حق بيلا يبقى معندوش دين، يعلم ربنا ان مقربتش منها الا وهي على ذمتي و بعلم أهلها و أخواتها و جدتها و أدام ربنا و الناس كانت مراتي و حبيبتي و أنتِ كنتي أغلى ما عندي و هتفضلي حبيبتي الحقيقة، أنا تعبت لسنين طويلة اوي، كنت لوحدي لا عرفت انسى بيلا و قدرت اتخطى بُعدك و فكرة انك مُت كانت بتقت”لني بالحياة، لكن خالص معدش في بُعد تاني و لا وجع خالص هنرجع تاني أنا و أنت و هحضنك و اطبطب على قلبك لما تزعلي و أنت هتفضلي معايا و مش هتبعدي تاني ابدا.”
رفعت ملك رماديتيها تنظر له مررت يديها على ذقنه الخفيفة قائلة بدموع و خوف:
-“انا عندي أم و أب مش لوحدي و مش هبقي لوحدي تاني مش كدا؟! ”
سألته بخوف و رجاء يجعل القلب ينفطر لأجلها، حاوط عمر وجهها بين يديه مقبلا قمة رأسها بحنان:
-” مش هتبعدي تاني و لا هتكوني لوحدك مهما حصل كفاية كل السنين دي كفاية اوي”
كادت ان تسقط مع شعورها بالدوار بينما قام عمر بحملها، كم رسم بعقله ذكريات جميلة بالماضي، بني عالم باكمله لها، كان يحلُم بأن يكون أب لها، تمنى حملها و العب معها، تمنى ان يحيى معها شبابه و طفولتها الا ان القدر كان له رأي خاص
أسندت براسها على صدره لا تخشى شئ و كيف تخشي بعد أن وجدت عائلتها كل الدموع التي انهمرت على وجنتها كانت سبيلها للراحة لكن الآن تلك الدموع ما هي إلا سعادة1
وضعها عمر بالفراش و جذب الغطاء عليها قائلا بسعادة:
-“بيلا هتفرح اوي اوي لما تعرف انك فوقتي”
ردت زينب بسرعة و فزع:
-“بابا انا عايزه ولادي”
تنهد براحة ثم مال عليها مقبلا وجنتها قائلا:
-“هجيبهمالك”
اومأت له ليخرج من الغرفة، وضعت يديها على عينيها و هي تبكي لا تعلم لماذا فقط هو شعور بالسعادة يغمرها بضراوة.
في الغرفة المجاورة
كان صالح ينام على كرسي بجوار الفراش و يستند براسه على حاجز الفراش الذي عليه أطفاله الثلاثة ينامون بهدوء ، ثلاثة أطفال و كأنهم ثلاث ملائكة، النظرة لوجههم تعطيك الكثير من السعادة و الراحة
بينما وضع يديه على الفراش فأخذت فتاة منهم تمسك باصبعه و هي نائمة براحة و هو كذلك
فتح عمر باب الغرفة و دلف اليها بهدوء، اخفض بصره ينظر لصالح بنظرة مبهمة، شعر ببعض الارتياح نحوه رغم شعوره بالغضب منه فيما قبل ربما لانه تمنى ان يختار زوج أبنته بنفسه، يختار شخص يثق به و يعرفه، لكن ذلك المشهد الذي يراه أمام عينيه، و خوفه عليها في الفترة الماضية و اهتمامه بها جعله يشعر ببعض الارتياح نحو .
رفع يديه ليوقظ صالح قائلا بجدية:
-“صالح، صالح”
عقد ما بين حاجبيه بنوم و هو يفتح خضراوتيه قائلا بفزع :
-“زينب حصلها حاجة؟”
“بعيد الشر، الحمد لله فاقت.”
خفق قلبه بضراوة و التعت عيناه بلهفة ليقول برجاء :
-“فاقت… أخيراً”
سحب يديه برفق من قبضة الصغيرة ثم غادر الغرفة دون تمهل، دلف بسرعة الي الغرفة المجاورة حيث توجد زينب (ملك) كانت مغمضة العينين تبكي كلما تذكرت ما مضى
الا ان دخوله المفاجئ جعلها تفتح عينيها و ما ان فتحتهما وجدته يجلس بجوارها جذبها نحوه محتضنا إياها بقوة لتندس بين ذراعيه تشعر بالأمان و الحب رغم انه لم يعرف هويتها الا انه أحبها كما هي، أحبها هي، لم يُحاسبها على شي ليس له يد به كم فعل الناس، هو أحب روحها البريئة، لم يكتثر بكلام الناس عنها فقط ارغم قلبه على حبها.
لم يعايرها يوماً بأنها لقيطة او ما شبة، فقط انغمس في عشقها و أحب الحياة برفقتها، عاملها و كأنها فعلا وصية الرسول صل الله عليه وسلم .
كادت ان تختفي بين ذراعيه ليقول بصوت متحشرج أثر مشاعره :
-“هونت عليكِ و هان عليكِ قلبي توجعيه”
لم تستطيع الأجابة في حين دفنت وجهها بعنقه و شعرها يتناثر بينما لطخت الدموع وجهها تشبثت بعنقه بقوة حتى أنها لم تستطيع قول كلمة واحدة من بين شهقاتها
رد صالح بطريقة لم تعهدها من قبل قائلا بلهفة :
-“قبل أن القاكي ظننت أني اغلقت على قلبي الف باب ولكن اتيتي أنتِ فجعلتيه متمرداً على و أعلن الخضوع لكي كأنك قد ارويتِ ضلوعي عشقاً فبات قلبي متيماً بكِ”
مر الوقت دون الاهتمام كم مر عليهما، فتحت زينب رماديتيها قائلة بلهفة:
-“لا هان عليا قلبك و هان عليا انك تتوجع لكن أنا تعبت يا صالح، و خايفة خايفة من الدنيا اللي عماله تديني فوق دماغي و خايفة من اللي جاي”
وضع يديه على فمها يمنعها من الاسترسال قائلا بثقة:
-“مش مهم و الله مش مهم، مش مهم أي حاجة اياً يكن اللي جاي مش مهم، مش مهم لو طلعتي بنت ذوات و لا بنت بلد لأن القلب دق و أعلن عليكِ عشقه، سوء كنتِ بنت عمر الرشيد فهتكوني بنت ذوات او سوء كنتِ زينب بنت البلد اللي مفيش زي قلبها، أنتِ مراتي و حبيبتي و أم أولادي مش هنتكلم في اي حاجة خالص سيبك من اللي فات ارميه كله وراء ضهرك و خليك معايا، عارفه في الأسبوعين اللي فاتوا كنت خايف اوي، كنت خايف كل ما واحد من الأولاد يعيط و معرفش اعمله حاجة و انا عارف و متأكد انه محتاجك أنتِ ومحتاج حضنك، زينب أو ملك أيا كان أنا و هما مش هنعرف نكمل من غيرك و لو كملنا هيبقى صعب و مليان وجع، خليك معانا، يشهد ربنا أنك أول واحدة قلبي يدق لها بالطريقة دي أول واحدة تخطف مني راحتي أنا عايزك و عايز أكمل معاكي حياتنا و لآخر نفس. ”
مع كل حرف و كل كلمة صادقة قالها كان قلبها يخفق و بشدة و دموعها تتلالاء، رفعت يديها تمسح دموعها و هي تومئ له بالموافقة.
تنحنح عمر و هو يدخل الغرفة يحمل بين يديه أحفاده.
اخذت زينب نفس عميق حتى انحبست أنفاسها و هو يقترب أعطاها الفتاتان بينما اخذ صالح الولد منه.
ظلت تنظر لهم بعيون باكية و لهفة بينما الصغيرتان يحدجان بها بطريقتهم الطفولية و العفوية، رفعت احداهما يديها تلمس وجنة زينب، انسابت دموعها قائلة بحنان وهي تقترب من صالح تنظر لابنها :
-“بسم الله ماشاء الله، شكلهم حلو اوي يا صالح”
ابتسم صالح بسعادة قائلا؛
-“بيلا و حياء ايه رايك”
رفعت راسها تنظر إليه ابتسمت قائلة بحب:
-“تعرف ان أسمائهم مميزة و جميلة، طب و الولد؟ ”
رد بهدوء قائلا:
-“اختاري أنتي اسمه”
-“يونس، أنا بحب الأسم دا”
صمت صالح للحظات ثم اتسعت ابتسامته قائلا :
-” يونس صالح جلال الشهاوي، ربنا يبارك فيهم يا زينب”
كان عمر يتابعهما بوجة خالي من التعابير لكن سعادته حقاً تكمن بقلبه، خرج من الغرفة بهدوء.
” في الكافتيريا ”
تجلس بيلا بجوار مريم التي تصالحت معها مؤخر و صفا التي كانت تتحدث بينما الأخرى لا تستمع لها، كانت شاردة الذهن و عقلها يسترجع كل الذكريات من بداية لقائها بعمر في قصر الرشيد الي ذلك الوقت
تذكرت أول مرة التقت به و أول مشاغبة بينهما، تذكرت تناولهما الطعام معاً و ذلك المبلغ الف جنية، تذكرت والدها و جدتها، و حفلة الخطبة التي كسرت قلبها و أيضاً كيف تزوجته، أول مرة أستمعت فيها لنبضات قلب طفلتها و الجزء الأسوء في الحكاية حين انقلبت حياتها رأسا على عقب بسبب أفعال تلك الحية. و الآن حال أبنتها
لا تدري كيف أنسابت دموعها من مقلتيها، لاحظت مريم شرودها لتقول بجدية و خوف:
-“بيلا أنت كويسة؟ فيكِ حاجة”
لم تستطيع التحدث بينما وضعت يديها على وجهها في حين تعال صوت شهقاتها و ازداد توهج وجهها الأحمر كانت تبكي يفزع تغمغم ببعض الكلمات الغير مفهومة.
نظرت صفا لمريم بارتياب بدلتها أياه ثم وجها نظرهما نحو بيلا، حتى كادت صفا ان تسألها عن سبب بكائها لكن مع دخول عمر بطلته المسيطرة على الجميع صمتت صفا و قررت الإنسحاب هي و مريم.
عقد عمر ما بين حاجبيه و هو يخرج يديه من جيب بنطاله وجه بصره نحو تلك القابعة على كرسيها مغطيه وجهها بيديها.
تلاشت المسافة بينهما ليقف عمر يحاول ان يستشف سبب بكائها مرت بضعة ثواني فيهم كاد قلبه ان يتمزق.
جلس أمامها على ذلك الكرسي المقابل لها قائلا بخوف :
-“بيلا كفاية دموع الله يرضا عليكِ، كفايه دموع لان قلبي بقى يوجعني و انا شايف دموعك”
رفعت وجهها له لتقول من بين دموعها و اتجاف قلبها:
-“إحنا السبب يا عمر كان ممكن تكون بينا، كان ممكن تكون عايشة حياة افضل من اللي عشتها، بنتي أنا رغم كل اللي أملكه و اللي انت تُملكه اترميت في الشارع، رغم كل حاجة بابا كان عنده حق يبعدنا جايز كان شايف ان العلاقة دي فاشلة، هو كان عنده حق، يمكن لو مكناش عنادنا كانت كل حاجة هتبقى كويسة، كان ممكن يكون لينا أمل نعيش سوا في النور، كانت هتبقى عايشه دلوقتي مش بين الحياة و الموت ”
رغم ان حديثها منطقي و حقيقي الا أنه شعر بالحزن ليقول بنبرة جامدة عكس ما بداخله:
-” أنتِ ندمانة على جوازنا يا بيلا؟ ”
رفعت راسها تنظر إليه مجيبة بصدق:
-” خايفة اقول اه تزعل مني و تفكر اني محبتكش لكن يعلم ربنا أن الحقيقة اني حبيتك و كنت موافقة أكمل معك الطريق دا بكل مشاكله لكن لو كنا أنا و أنت بس اللي بنأسي فيه لكن في بنت في النص بينا اتاذت و اتوجعت، أنا ندمانة على الشكل اللي اتجوزنا بيه، بابا لما رفضك أول مرة كان ممكن يوافق تاني أو تالت أو على الأقل نبعد و مننجرحش اوي كدا، يمكن لو كان جوازنا بمعرفته مكنتش عصمت قدر تعمل اللي عملته دا ”
قاطعها عمر بحدة و صرامة مخيفة:
-” اللي قلبه مليان سواد ميفرقش معه في النور و لا في الضلمة، عصمت حتى لو كان جوازنا رسمي أدام العالم كله كانت وقتها برضو هحاول تاذينا و للأسف هي عرفت تأذيني في أغلى ما عندنا، شوفي يا بنت الحلال أنا هفضل أحبك لحد الموت و لو العالم كله وقف أدامي علشان أبطل أحبك مش هيقدروا، علشان كدا عايزك تكوني معايا بس المرة دي في النور أدام الكل أنتِ و ملك و أحفادنا فاهمه بدون خوف من أي حد. ”
أبتسم برفق قائلا بابتسامة عابثة:
-” طب ياله بقى مش عايزه تشوفي زينب، مش عايزه تقعدي مع بنتك”
استقامت فجأه قائلة بارتباك:
-” هي فاقت؟ “وضعت يديها على شفتيها بحركة مباغته له ليقول بهدوء:
-” فاقت، ياله بينا”
نهض هو الاخر أمسك يديها بينما كانت تسير بخطوات مسرعه على غير هدى، قلبها هو من يقودها تلاشي كل شي فجأة كل الحزن فقط تتمنى لو تلاشت أيضا المسافة بينهما و التقت بها محتضنه أياها
مرت عدة دقائق
وضعت يديها على مقبض الباب فتحته بسرعة دون الانتظار لحظة أخرى.
تراكمت الدموع في عينيها و هي ترى ملك تجلس بجوار صالح و هي تحمل ابنتها، تمنت للحظات لو كانت تحظى بمشهد كذلك بموافقة أبيها.
نهض صالح بهدوء و خرج من الغرفة تاركاً لهما مساحة للتحدث، خرج عمر خلفه يعلم أن تلك اللحظه خاصة من نوعها، فقط هي من حق بيلا التي حُرمت من أبنتها الوحيدة لسنوات
نظر صالح لعمر بهدوء دون أن يتحدث.
اقتربت بيلا من ملك بارتجاف، جلست بجوارها حتى أن زينب لم تتحدث بكلمة لكن لم تستطيع امتثال الصمت لوقت أطول من هكذا و هي ترى بيلا تبكي و تضع يديها على وجهها كعادتها عند البكاء و الحزن.
رفعت يديها لتُمسك بكف أمها، حاوطت وجهها بابتسامة مشرقة و اناملها تمتد لتمسح دموعها قائلة بحب :
-“ممكن تبطلي عياط علشان أنا كمان هعيط و أنا عيطت كتير اوي في حياتي من وقت ما كنت طفلة، لكن أنا خالص مبقتش طفلة كنت مؤمنة أن هيجي يوم و افرح و القى بيتي كنت بس مستنية معجزة في حياتي محدش كان مصدق اني هلقيها لكن أنا كنت مؤمنه، معجزتي الحقيقة كانت صالح و فجأة كل حياتي أتغيرت و بعد كدا عرفتك أحساسي و أنتِ واخدني في حضنك كان كفيل إني ابقى كويسة، و دلوقتي أنا و أنتِ مع بعض، انا كنت محتاجكِ أوي يا ماما أوي، أنا مكنتش عايزه اي حاجة غير حضنك و من بعد كدا مكنتش عايزه حاجة، أنا عارفه أنك اتعذبتي و تعبتي في حياتك لكن خالص يا ماما علشان خاطري أنا، أنا تعبت من الدموع وقلبي فاض بيه الوجع، أنا بس محتاجكِ معايا تعلميني ازاي اربي أولادي انا مش عايزه اشحت الحب من حد تاني كفاية أنك تكوني معايا و الله العظيم كفاية عليا. ”
أنهت حديثها و هي تشعر بدموعها على وجنتيها، ابعدت يديها عن زينب تمسح دموعها و أبتسامتها تزين وجهها، اما بيلا جذبت ملك لحضنها و أغمضت عينيها ظلت لوقت طويل هكذا، ظلت تفتقدها لسنوات مريرة و مؤلمه.
صدح بكاء أطفالها لتبتعد بيلا عنها و هي تنظر لهم بسعادة ممزوجة بالدموع قائلة:
-“بسم الله ماشاء الله حلوين اوي يا ملك، هتسموهم ايه؟”
ردت زينب و هي تحمل احداهم قائلة بابتسامة:
-“يونس و حياء و بيلا”
ابتسمت بيلا بحنان و هي تمرر يديها على وجنة أبنتها ثم نظرت للأطفال بهدوء و نظرة اشتياق لاحظتها زينب
تنهدت براحة قبل أن تضع طفلها بين يدي والدتها قائلة بحب :
-” شليه هو صغير اوي ”
التمعت عينيها بطبقة طفيفة وهي تضع يديها تحت رأسه الصغيره و هو يغمض عيناه بنعاس، شعرت بانتفاضة قلبها و هي تضم حفيدها لقلبها هو الشعور الأجمل بالحنان و الدفء، اقتربت من زينب تضمها بسعادة و بيديها الأخرى تحاوط يونس، قبلت أعلى رأسه قائلة بحماس :
-” لازم نعملهم سبوع كبير و نشتري سوا هدوم ليهم و لعب كتير أوي، هنشتري كل حاجة سوا”
اومأت ملك بسعادة و هي تمحي بقايا الدموع عن وجنتيها قائلة:
-“حاضر هنعمل كل حاجة سوا”
ردت بيلا بسعادة و كأنها عادت لشبابها الضائع :
-“لازم اعرفك على محمود و مريم اخواتي و كمان عمتك صفا هما كمان هيحبوكي اوي اوي يا زينب”
في نفس التوقيت
صدح صوت طرقات على الباب لتسمح بيلا للطارق بالدخول.
ابتسمت حياء برفق و هي تدخل الغرفة قائلة بمزاح:
-” أخيراً وحشتني اوي اوي يا زينب كل دي غيبوبة يا بنتي لو بتختبرينا مكنتيش هتغيبي عننا كل دا، الف حمدلله على السلامه ”
قبلت رأسها لتجيب زينب بحب:
-“الله يسلمك يا ماما، تعرفي انك واحشني اوي اوي كمان و كلكم وحشني ايمان و عمي جلال و عائشة و طنط شهد كلكم وحشتوني اوي ”
ردت حياء باهتمام :
-” المهم انك معانا خالص يا زينب، ايه الجمال دا يا بيلا بس مش لايق عليك الدموع خالص”
مدت اناملها تمسح بقايا الدموع قائلة بحماس:
-” عايزين بقا نقعد مع بعض كتير اوي، في حاجات كتير لازم نتكلم فيها و نعملها سوا و كمان لازم ننزل نشتري حاجات كتير سوا، ياه اخيرا انا و شهد هنلقي حد كمان نغتت عليه ”
ابتسمت بيلا قائلة بحب و امتنان:
-“شكرآ يا حياء، من قبل حتى معرفتي ان زينب تبقى ملك و أنت كنتي دائما تزوريني و دلوقتي و بعد اللي عملتيه مع ملك انا لو طلبتي عمري هديهولك من غير تفكير”
ردت حياء ببساطة و هي تهز كتفها بلا مباله طفولية:
-” سيبك من كل دا، اخيرا هقدر اعمل حماه مفترية عليك يا زينب ياااه منتهي السعادة”
قالتها بنبرة مرحة جعلت الاثنان يضحكان في حين حملت حياء حياء الصغيرة و هي تدندن إحدى الاغاني الأجنبية
في تلك اللحظة شعرت زينب بأن الله جبر قلبها و خاطرها.
و عَذَلْتُ أهْلَ العَشْقِ حتى ذُقْتُهُ
فعجبتُ كيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ.
________________________
في إحد المساجد بالاسكندرية
ابتسم باسل بحزن و هو يدلف لداخل المسجد بعد معاناه طويلة مع نفسه فقد قادته الطرقات الي ذلك المكان ربما يكون تأخر لكنه وصل أخيراً.
توجه نحو مكان الوضوء ثم عاد بعد وقت الي حيث يصلي الناس كلهم في اتجاة القبلة
بدأ في أداء فرضه يشعر بثقل ضخم يطبق على قلبه، يشعر بالحزن و الاضطراب الوحدة فقط هو فقد نفسه بين دروب الحياة، و الآن يتمنى لو جمع شتات قلبه و روحه.
اين يذهب في حين أغلق كل أبواب الماضي لم يكن أمامه سوي ذلك الباب المفتوح دائما و لا يغلق في وجه اي شخص لان الطريق لا يحتاج لوسيط او لمفتاح فقط يحتاج إلى قلب صادق
أنهى صلاة فرصة ثم جلس، ساد الصمت حوله لكن لم يشعر بذلك فقط هناك نزاع بين شقيه قلبه و عقله و هو بينهما ضائع.
ابتسم شيخ المسجد و هو يجلس بجواره و هو رجل يبدو في نهاية العقد السادس من عمره بشوش الوجه.
-“اذكر الله”
رفع باسل رأسه ينظر لذلك الرجل ليكمل الاخر ببشاشه :
-“طول ما انت فاضي اذكر الله، ذكر الله حماية و حصن من أبواب الشيطان، جواب سؤالك موجود جواك و في كل ركن في المسجد هنا”
ضيق باسل المسافة بين حاجبيه قائلا بارتياب:
-“سؤال ايه؟”
رد الاخر ببساطة و حلم:
-“القاعدة اللي انت قاعده دي و الحيرة اللي جواك و اللي جبتك برجليك لحد هنا الله وحده اعلم بسببها لكن اللي بيجي هنا بيكون عايز يرتاح شوف يا ابني انت صغير و باب ربك دايما مفتوح مبيتقفلش أدام حد شغوف و عنده أيمان بيه، طب تعرف الخير كله موجود في قلب الإنسان زي ما الشر كمان موجود لكن هو بعزيمته يقدر يوجه نفسه و يقومها يقع و يقوم”
رد باسل بهدوء قائلا :
-” بس أنا تعبت، تعبت دورت على الدكاترة النفسين، دورت على الحب قلت يمكن اقدر انسى اللي تعبني و اتعافى لكن لسه تاية و خايف”
ربت العجوز على كتفه باهتمام قائلا:
-” الدنيا دار ابتلاء لازم تتعب علشان لما تقوم تحس بحلاوة و لذة التعافي، مع ان مفيش حد مننا كامل الكمال لله وحده، لكن ربنا بيرزق الإنسان سكينة و لطف في قربه، قرب من ربنا و أنت هتعرف ان الحياة في قربه لذة، سامح اللي وجعوك و بلاش تجرح اللي حبوك من قلبهم، دور بين الدروب على اللي ضايع منك و انسى الكره، سامح و بلاش توجع او تجرح او تكسر بقلب حد لان ربنا ميحبش كسر الخواطر و القلوب. ”
أبتسم باسل بهدوء و لاحت عليه ذكرى نورهان، لما يشعر بالحزن اتجاهها، لما شعر بالالم من فراقها.
رد العجوز قائلا بابتسامه :
-” ابدا بكتاب الله العزيز فيه كل الاجوبة على كل اللي بيدور جواك و ان شاء الله تلقى اللي ضايع منك. ”
تركه ثم غادر المكان في حين بقا باسل يفكر فيما قاله، ربما هو محظوظ حتى أن كان الحب يعافي المرء، لكن من وضع الحب في قلوبنا يستحق منا ان نتقرب اليه لان المرء يتعافى بقربه من الله.
_________________________
بعد مرور ست أيام
عاد صالح و زينب برفقة عمر و بيلا الي الإسكندرية و عادت الحياة الي منزل آل «الشهاوي»
اما عمر و بيلا فقد بقيا طوال الفترة الماضية برفقة زينب، حتى أنه أصر بالبقاء معها في منزلها هي و صالح، و امر صالح بالذهاب لمنزل والده. في البداية رفض صالح الأمر و بشدة و رفض تحكمات عمر الا ان جلال ارغمه على الموافقة ليعطي لزينب و بيلا الفرصة للتقرب من بعض.
توجه صالح نحو شقة والديه بملامح وجه هادئة مرتخية، دلف الشقة فوجد والديه يجلسا سويًا و هما يمازحان بعضهما، تبدلت ملامح وجهه إلى أخرى غير راضية ثم اقترب منهما و فجأة ارتمى على الاريكةِ يفصل بين جلوسهما معًا، طالعه جلال بتعجب وهو يقول بنبرةٍ ساخطة:
“دا إيه دا إن شاء الله؟! قوم خُش أوضتك يا حبيبي”
رد صالح عليه هو بنبرةٍ مقررة:
“مش قايم، و هفضل زي العَزول بينكم كدا علشان تحس بيا و أنا مراتي معايا في نفس البيت و مش عارف أشوفها ”
تدخلت والدته تقول بنبرةٍ امتزجت بضحكاتها:
“يلهوي يا صالح أنتَ لسه زعلان؟ خلاص بقى حصل خير وهي مش بعيدة عنك يعني، دي مع أمها في شقتك فوق ”
طالعها هو بملامح وجه ساخطة وهو يقول بتهكمٍ:
“يا سلام ؟! طب ما هي كانت معايا في أوضتي لازمتها إيه من الأول بقى؟ مش عارف اللي اسمه عمر دا ظهرلي من اي مصيبة ”
رد عليه والده بنبرةٍ مشفقة على حال بيلا:
“علشان بيلا يا صالح، كان نفسها تنام في حضن بنتها، أنتَ بنفسك ما صدقت زينب تبقى معاك، ما بالك هي بقى اللى بقالها سنين بعيدة عن بنتها؟”
زفر بقوةٍ ثم عاد بجسده للخلف فوجد والده يقول مُقررًا:
-“قوم نام يلا علشان بكرا عندك شغل كتير في الوكالة انا هفضل معاهم هنا علشان الحاجات اللي هيحتاجوها للسبوع، يلا قوم”
رد عليه هو مُعاندًا:
“مش هقوم و هقعد مع أمي و هحضنها كمان، قوم أنتَ يا بابا”
رد جلال بتهكم:
-“نعم يا عين أمك؟ قوم يالا أدخل جوة”
رد عليه هو بنبرةٍ مقررة لا تقبل النقاش:
“لأ مش داخل وهو عِند معاك و كلمة كمان هاخد ماما و نروح بيت جدتي نقعد هناك يومين حلوين و نسيبك تبكي على الأطلال”
رد عليه والده بحنقٍ:
“خلاص خليك مرزوع لحد ما تنام مكانك أنا مالي، أنتَ حر”
ابتسم له باستفزازٍ ثم رفع ذراعه يحتضن حياء وهو يقول معاندًا له:
“تعالي في حضني يا حُبي، هيبقى لا أنتِ و لا مراتي؟ تيجي تنامي جنبي النهاردة؟”
قبل أن ترد عليه بوجهها المبتسم رد عليه والده بحنقٍ:
“أنتَ هتستهبل يالا؟ تنام فين؟ شكلك اتهبلت ”
رد عليه بلامبالاة:
“أمي و هتنام في حضني، فيها إيه؟ و لا هو حلو ليك أنتَ بس يعني”
قبلت والدته وجنته ثم قالت تمازحه :
” حبيب قلبي يا ناس، ربنا يباركلي فيك و يسعدك يا حبيبي”
احتضنها وهو يراقص حاجبيه لجلال الذي سخر منه وهو يقلد طريقته، و في تلك اللحظة خرجت ايمان من غرفتها برفقة يوسف الذي قال بتهكمٍ حينما رآي وضع صالح و والدته:
-“دا إسمه إيه إن شاء الله؟ مش مكسوف على طولك ؟ طب حتى يا جدع اعمل حساب انك عندك عيال ”
ردت عليها حياء بحنقٍ:
“أنتِ مالك يالا، هو حاضن أمه، مزعل نفسك ليه ”
رد عليه بلامبالاة:
“أنا مالي خليه يحضنك، ماهو يعيني من ساعة ما بيلا خدت منه زينب وهو مش طايق نفسه”
رد عليه صالح هو بنبرةٍ هادئة:
-“قول لعمك بقى علشان مش مصدق، قال ايه سيبها يا صالح تبات مع امها، طب ما انا بسببها بالنهار و بروح الشغل خليها معها بالنهار لا بليل كمان لازم تفضل معها “
أبتسم يوسف بشماته و حب اخوي نقي :
-” يااه صعبت عليا يا صلوحه حقيقي هعيط من التأثر، تعالي بقى يا ايمان علشان عايزك في موضوع مهم جدا ”
عض صالح علي شفتيه بغيظ قائلا:
-” عجبك كدا يا حج الواد دا يشمت فيا كدا. ”
أبتسم جلال بخفة و هو ينهض من فوق الاريكة جاذبا حياء من يديها قائلا بنبرة مغيظه:
-“تصبح على خير يا صلوحة، ياله يا قلبي لان هموت و انام”
نظر له صالح بحدة وهو يراه يدلف لغرفته، جلس متربعاً على الاريكة قائلا بنرفزة:
-” خدها يا خويا خدها و انا هفضل قاعد كدا لوحدي كتير طب ادعي عليك و يقولوا الواد اتجنن بيدعي على ابوه”
______________________
في شقة صالح
ابتسمت بيلا بسعادة و هي تجلس على الفراش بعد أن نام الثلاث أطفال براحة وضعت الوسادات من حولهم بحماية، ثم نهضت من فوق الفراش متجه نحوه الاريكة قامت بتشغيل التلفاز على احدي افلام ديزني، في نفس توقيت خروج زينب من الحمام بعد أن بدلت ثيابها الي بجامة قطنية مريحة و اخذت حمام دافي تريح اعصابها من عناء اليوم مع أطفالها.
ابتسمت بهدوء لتقول بنبرة مريحة:
-“اخيرا نامت، أشك أن البنت دي تطلع هادية حاسها هتبقي شقية اوي”
ردت بيلا بحماس قائلة:
-“وطي صوتك، تعالي نتفرج على التلفزيون سوا”
جلست زينب بجوارها قائلة بهدوء و خجل:
-“هو صالح نازل ينام تحت”
لكزتها بيلا في كتفها قائلة بمرح :
-“ايوة نزل ايه زعلانه”
توردت وجنتيها بحمرة الخجل قائلة بخفوت :
-” لا أبداً بس صعبان عليا أصل من يوم ما رجعنا اسكندرية و هو بينام تحت لوحده و الولاد حتى مش بيقعد معاهم”
ردت بيلا بخبث :
-“يعني مش وحشك؟ ”
صمتت و اتسعت ابتسامتها لتقول بعد لحظات:
-“بصراحة وحشني اوي يا ماما، بس ياله خليه ينام لوحده علشان يعرف انه في نعمة”
ضحكت بيلا بخفة في حين خجلت زينب بينما صدحت طرقات الباب ليدخلها عمر بعدها الي الغرفة وهو يحمل طبق كبير من الفشار و بعض المقرمشات و الشكولاته قائلا بمرح:
-“ياله يا بيلا شغلي فيلم و بلاش الكرتون” ابتسم وهو يغمز لزينب ثم وضع الأطباق على الطاولة ليجلس بجوارهما على الاريكة مال على بيلا قائلا بهمس:
-“مساء البسبوسة ممكن بوسة”
اخفت بيلا ابتسامتها سريعا قائلة بخجل:
-“عمر البنت قاعدة بطل قلة أدب” ثم صاحت بصوت مسموع
-” كويس انك عملت فشار ياله اختاروا هنتفرج على ايه”
وضع عمر يديه على كتف زينب قائلا بحب و هو يتناول الفشار:
-“اي حاجة تافهه”
نظرت له بطرف عينيعا قائلة بحدة:
-” مُحبط”
“بقولك ايه عايزين نحدد معاد الفرح”
ردت زينب بحماس و سعادة:
-” بجد فكرة حلوة اوي يا بابا ايه رايكم بعد اسبوع، بكرا سبوع الولاد نخليها الأسبوع الجاي و انا اعرف بيوتي سنتر جميل جدا و ليه اتيليه خاص قريب منه فيه فساتين روعة بجد و سمبل جدا و انا هكون معاكي في كل حاجة”
رفع عمر كفه لزينب بحماس قائلا:
-” هي دي بنت الرشيد”
أبتسمت زينب وهي تضرب كفها بكف ابيها بينما نظرت لهم بيلا بحدة قائلة:
-” انتم بتهزورا صح؟ فرح ايه؟ عمر انت بتتكلم جد؟ ”
رد عمر بجدية وهو يضع ساق على الأخرى اخذ منها جهاز التحكم بالتلفاز قائلا بنبرة مقرره:
-“و أنا ههزر في حاجة زي دي ليه، الفرح معاده الاسبوع الجاي و اعتبري كل حاجة جاهزه و اولهم فستان الفرح دا جاهز من تلات شهور و جاي من دار ازياء في باريس مطلوب مخصوص ليك ”
اشاحت بيلا بوجهها عنهم قائلة بهدوء و هي تتابع الفيلم:
-“بس انا مش عايزه فرح”
نظر زينب بيأس لعمر لتجده يبتسم بهدوء قائلا برفق:
-” بيلا أنتِ اكتر واحدة يليق عليها الفرح و السعادة ملامحك بتنور لما تفرحي، و زمان كان حلمك نعمل فرح كبير و تلبسي فستان فرح و تفرحي مع اللي بيحبوك يبقى خلينا نفرح كلنا يا بيلا ياله بقا فكي، لأن كدا كدا ثائر جهز كل حاجة حتى القاعة و الضيوف مش هيكون في غيرنا و الناس اللي فعلا بيحبونا غير كدا لا و الصحافة ”
ردت زينب قائلة بجدية:
-” طب و ايه لازمتهم دول دوشة على الفاضي”
” عندك حق بس في الفرح لازم الكل يعرف انك بنتي و أن بيلا الدمنهوري كانت مراتي، لازم كل الناس يعرفوا انك بنت عمر الرشيد فاهمة”
أبتسمت زينب قائلة بحب:
-” بس دلوقتي انا مش فارق معايا الناس اد ما فارق معايا وجودكم في حياتي “قبل عمر قمة رأسها قائلا بجدية شديدة:
-” بس بنت الرشيد لازم الكل يعملها الف حساب يا ملك و صحيح انا بحب اسم ملك لانه اول اسم اختاره ليك يبقى ملك عمر الرشيد و على فكرة انا خلصت ورقم كله مع شهادات ميلاد الولاد و شهادة ميلادك الجديدة و بطاقتك موجودة معايا.
ابتسمت زينب قائلة بحب:
-” تعرف ان انا وحشني بابا منصور.. هتزعل لو قلت بابا. الصراحه هو كان حنين معايا اوي و عمل علشان كتير اوي و ربنا يعلم انه مكنش منتظر مني حاجة”
رد عمر قائلا:
-“متقلقيش اللي عمله انا مش هنساه لانه كبير اوي عندي يا ملك”
_____________________
في صباح اليوم التالي
حوالي الساعة الخامسه صباحاً
ارتدت نور ثيابها بعد أن توضئت، دلفت لغرفته شقيقها الأكبر سيف وجدت ينام وهو يحتضن أخيه عبد المنعم.
دلفت بخطوات هادئة تنادي عليهما :
” سيف عبدو ياله قوموا، ياله سيف الفجر إذن ياله يا حبيبي بدل ما يضيع عليك الفرض”
نهض سيف قائلا بنعاس وهو يُبعد الغطاء عنه:
-“صباح الخير يا ابلة نور”
ابتسمت بهدوء قائلة:
-“صباح النور، ياله صحي اخوك و قوم اتوضي، أنا هحضرلكم الفطار علشان المدرسة و صحيح انت مش هتغيب تاني و انا كلمت صاحب الورشة قلتله انك مش هترجع الشغل ”
نهض سيف بفزع قائلا:
-“ليه كدا يا ابلة نور، و بعدين انا بقيت راجل كبير و لازم اشتغل”
تنهدت نور بارتياح قائلة:
-” طبعا بقيت راجل بس الراجل الحقيقي هو اللي يعمل الصح و يسمع كلام الكبار لأنهم عارفين مصلحتك، شوف يا سيف انا بشتغل و الحمد لله الحج جلال من ساعة ما رجعت الشغل و هو زود مرتبي و انت يا سيف في ثانوي و انا مش هسيبك تضيع مستقبلك و ان شاء الله تكبر و تبقى اشطر مهندس فيك يا بلد و شغل الورشة دا تنساه اومال انا موجوده ليه ”
رد سيف قائلا بحزن:
-” بس انتي تعبتي يا نور بقالك سنين بتشتغلي و انا دلوقتي كبير و لازم تقعدي في البيت و انا هصرف علينا كلنا”
ردت بحدة قاطعه و نبرة مقررة:
-” سيف بطل مقوحة انا قلت اللي هيحصل انت هترجع المدرسة و انا مش صغيرة و عارفه انا بعمل ايه و يا سيدي لو اشكتيلك ابقى سيب المدرسة ياله بقى صحي اخوك بدل ما نفضل نرغي و يضيع علينا صلاة الفجر”
أومأ لها و ملامحه تحولت لليأس و الحزن متجه نحو شقيقه الأصغر ليوقظه
بينما ابتسمت و هي تغادر الغرفة متجهه نحو المطبخ
أخرجت حبات من البطاطس وضعتهم على الرخام البيضاء لتعد الفطار لاشقائها و ابيها،
جلست على ذلك الكرسي القديم و لاحت عليها ذكرياتها معه حتى التمعت عينيها بالدموع لتقول بجدية لنفسها:
-“خالص يا نور خالص انسيه بقى و شوفي حالك، هي تجربة و انا غلطت لما جازفت من البداية”
بعد وقت
كانت تجلس على أرضية الصالة على ذلك المفرش و بجوارها ابيها و اشقائها يتناولون طعامهم، ابتسم سالم بحزن وهو ينظر لها قائلا :
-“حماتك كلمتني امبارح يا نور و عايزه تكلمك بتقول مش بتردي عليها”
قضمت قطعة من ثمرة الطماطم قائلة بلامبالة:
-” هابقى اكلمها و بعدين مبقتش حماتي و لا ليا علاقة بيها، أنا خالص أكلت هقوم اغير و انزل هعدي على زينب قبل ما اطلع على المصنع”
كاد والدها ان يتحدث الا انها غادرت الغرفة سريعا متجهه نحو غرفتها ربما لأنها ترفض ان تسمع كلمه واحدة عنه”
بعد دقائق
خرجت من الغرفة و هي تضبط حجابها الأزرق، انحنت تقبل رأس عبد المنعم قائلة :
-“مصروفك يا جميل و تاكل سندوتشاتك كلها مفهوم”
أبتسم عبده بسعادة وهو ينظر للمبلغ المالي الصغير بحماس:
-” هاكله كله، خالي بالك على نفسك يا ابله نور”
نظر لسيف قائلة بجدية:
-“سيف لو مروحتش المدرسة تقعد تذاكر انا عارفه ان مفيش حضور و شوف عايز تروح دروس في مواد ايه و قولي ”
رد سيف بابتسامه متفهمه:
-” لا انا مش هروح دروس انا هقوم البس و انطلهم في المدرسة و لا هما المدرسين اللي هناك لازمتهم ايه، طول ما هو مفيش طلاب بيحضروا هيفضلوا ياخدوا مرتبات على الفاضي و بعدين مصاريف على الفاضي و خالص”
ردت نور بجدية قائلة:
-” لا مش مصاريف على الفاضي يا فالح انا عارفة انك ذكي و شاطر لكن برضو لو في حاجه واقفة ادامك قولي و متشيلش هم الفلوس ربك بيرزق ”
دلفت لغرفة والدها لتجده يجلس بارهاق واضح في شرفة غرفته ينظر للشارع و الأطفال و ذلك الشاب الذي يقوم بتوزيع الخبز على البيوت لتقول نور بجدية:
-” سرحان في ايه يا حجيج”
رد سالم بتعب قائلا:
” فيك يا نور، هتفضلي شايلة المسئوليه كلها لامتى يا بنتي”
ردت نور بحماس عكس ما تشعر به من حزن:
-“مش كتير كم سنه بس لحد ما سيف يدخل الكلية و يتخرج و يشتغل و بعدين مالكم يا جماعة هو انا اشتكيت”
-“مشتكتيش يا قلب ابوك بس عمرك اللي بيضيع دا”
ردت نور قائلة بجدية:
-” سيبها على الله يا بابا و بعدين انا كويسة الحمد لله الف حمد لك يارب على الاقل احنا احسن من غيرنا بكتير، يارب بس يفضلوا بخير و انا مش عايزه حاجه تاني من الدنيا”
-” ربنا يسعدك يا نور و يرزقك بابن الحلال اللي يريح قلبك يارب”
لا تعلم لما شعرت بالسخرية لكن لم تبالي قائلة:
-” حجيج انا لازم انزل حالا ياله سلام يا جميل “1
غادرت المنزل مع حوالي السابعة مساء ثم توجهت لمنزل زينب
ما ان دخلت الي ساحة منزل آل الشهاوي حتى ابتسمت بسعادة لأجل صديقتها و هي ترى بعض الأشخاص يقومون بتزين الساحة الواسعة
صعدت لمنزل حياء ألقت عليها التحية ثم صعدت لمنزل زينب
كان الباب مفتوح و بداخله توجد زينب و بيلا و إيمان
ابتسمت زينب و هي تحتضن نور قائلة بسعادة:
-“وحشتيني اوي يا نور، كنت هزعل منك لو مجتيش النهاردة لازم تفضلي معايا طول اليوم، اومال فين باسل؟ ”
ردت نور بهدوء قائلة:
-“معليش يا زينب مش هينفع افضل انا عندي شغل في المصنع بس اوعدك هخلص و اجي”
عقدت زينب ما بين حاجبيها قائلة بارتياب:
“مصنع ايه؟هو انتي رجعتي للمصنع؟ باسل وافق ازاي”
التمعت الدموع بعين نور قائلة بجدية :
-” انا و باسل اطلقنا من اسبوع لما كنتي في المستشفى”
تشنج وجه زينب قائلة بجدية:
” اتطلقتم؟ ليه و حصل ايه؟ انتي قلتي انه بدأ يتغير. وليه مقولتليش لما كنا بنتكلم في الموبيل”
انسابت دموع نور في حين مسحتها سريعا قائلة:
-” دا موضوع يطول شرحه يا زينب انا هكلمك تاني و هجيلك انا كمان محتاجة اتكلم معاكي و محتاجة احكي بس دلوقتي مش هقدر حقيقي”
احتضنتها قائلة بابتسامه :
” متقلقيش انا كويسة الحمد لله، هكلمك و هحكيلك لان انا محتاجة دا خالي بالك على نفسك”
ردت زينب بحزن و بكاء :
-” طب مش عايزه تشوفي ولاد أختك؟ “
ردت نور بارتباك قائلة بانكسار:
-” مش هتخافي عليهم من عنيا اصل انا في واحدة في المصنع قالت عليا فقر و وشي نحس على اللي حواليا ”
ردت زينب بانفعال :
-” مين بنت ال… اللي قالت كدا و بعدين انتي سكتيلها معتقدش متبقيش نور و بعدين انتي هبلة انتي اختي يا بت و الله العظيم انا لو عندي اخت ما كانت هتبقى حنينه عليا ادك ياله تعالي ”
ابتسمت نور بسعادة وهي تدخل معها الي غرفة الأطفال حيث تجلس معهم شهد
“اللهم آمين يا نور”
بعد عدة ساعات
في ساحة المنزل حيث تتوافد نساء المنطقة الذين أتوا لمباركة جلال الشهاوي باحفاده و مشاركتهم فرحتهم
كان جلال يقوم بتصليح ماكينات الكهرباء حتى صدح رنين هاتفه
التفت يلتقط هاتفه ليجد رقم مجهول، رد عليه ليجد صوت مألوف عليه
-” الحقني يا جلال هيموتني”
عقد جلال ما بين حاجبيه بارتياب قائلا :
“شمس؟!”
هل تظن انك أصبحت تعلم كل شي؟!
يؤسفني ان اتسبب في سقوط أملك أرضا،
لانه لايوجد بشري على الإطلاق يعلم كل شي…. جميعنا نجهل أمر ما، إشارة ما، شئ أمامنا لو دققنا فيه لعرفنا حقاً اننا لسنا الا حمقى لعب بهم جهلهم فجعلهم يظنون انهم أعلم العالمين….
وقف “صالح” خارج غرفة العنايه المركزه التي ترقد بها” زينب” يتابع بخوف من خلف الزجاج
زوجته الغائبه
عن الوعي والموصوله بعدة اجهزه ومحاليل تساعدها على البقاء على قيد الحياه ..
فقابل الطبيب المعالج لها بعد خروجه من غرفتها وقال بلهفه..
=”زينب” عامله ايه دلوقتي..بقت كويسه مش كده..
ربت الطبيب على يده بتطمين ثم قال بتعاطف
=الحمد لله زينب هانم حالتها مستقره جدا احنا بس دخلناها العنايه علشان نسرع من عملية الشفا ونتابع كل علامتها الحيويه في نفس الوقت و الحمد لله وضع الجنين مستقر دلوقتي بس لسه مفقتش
اغلق صالح عينيه براحه
وقف جانبا ينظر الى غرفة زينب بشوق يريد الدخول اليها واشباع روحه المشتاقه والخائفه عليها من رؤيتها
=انا عاوز ادخلها ..عاوز اشوفها واطمن عليها بنفسي
الطبيب باحترام
=مش هينفع يا فندم ..ممنوع حد يدخل العنايه و..
الا ان صالح قاطعه برجاء
=انا مش هعمل صوت ولا هضايقها ولا حتى هتنفس..انا هقف من بعيد اطمن عليها..
حاول الطبيب الرفض مره اخرى
الا ان كرم الذي كان يقف بالقرب منهم يتابع حديث صالح ورجائه بدهشه
فهو يعلم انه ولو كان في حالته الطبيعيه لأقام الدنيا وجعلهم يركضون من حوله ينفذون ما يريده بالامر لا بالرجاء
ليدرك ان صديقه في اشد حالته سوءٍ وضعفا لم يراه من قبل بذلك الضعف
حقا سؤال يدور ببال الجميع
ما يفعل الهوي بقلوب العاشقين؟!
تدخل كرم بصرامه اخافت الطبيب
= الباشا عاوز يشوف مراته ويطمن عليها..يدخل علطول والا فيه حاجه المفروض يعملها قبل ما يدخل
الطبيب بارتباك
= ياريت ..ياريت يتعقم الاول قبل ما يدخل
صالح بلهفه وهو مايزال يراقب زينب من خلف الزجاج بلهفه و لولا القليل من الثبات بداخله لنزفت عينيه د”م وليس دموع رغم انه لم يبكي و مازال يحتفظ بكبرياءه ..
=فين ..اتعقم ..فين..
اشار الطبيب لغرفه جانبيه..
=هنا يا فندم ..الاوضه دي..اتفضل
ربت كرم على كتف صالح بتعاطف وهو يقول باحترام..
=من هنا يا باشا ..
تبع صالح الطبيب بلهفه ينفذ اوامره الخاصه بالتعقيم بدقه وعقله و قلبه وسائر مشاعره تقوده في اتجاه واحد هو الاطمئنان عليها وعلى عودتها اليه سالمه..
بعد انتهائه دخل صالح الى الغرفه بلهفه يشاهد وجهها الشاحب والاسلاك الموصوله بسائر جسدها والتي تمدها بالحياه وتحافظ على استقرار حالتها..
فاقترب منها بألم و شعور طاغي بالذنب يق”تله وهو يسترجع كل ماحدث ..زوجته حبيبته طفلته عشقه تموت وهو السبب ربما لانه لم يهتم بها بالقدر الكافي ..كان سيفقدها بمنتهى البساطه ويفقد حياته بفقدها
فركع بألم على ركبتيه بجوار فراشها وهو يتمسك برفق بيدها الموصول بها الخراطيم التي تمدها بمحاليل المخلوطه بالدواء
وهو يحني رأسه يقبلها بعشق وندم ودموع الخوف من فقدها تغرق يدها وهو يهمس بإسمها مرارا ومرارة الخوف من فقدها تتغلب عليه..
=زينب انت هتعيشي وهترجعيلي
هترجعيلي وهعوضك يا حبيبتي عن أي حاجه وحشه بس ارجعيلي….
ثم تابع بيأس..
=ماهو لتعيشي لاما انا اموت وأجي معاكي مفيش حل تاني.. طب مش عايزه تعرفي انا بحبك اد ايه….تصدقي انا نفسي مكنتش اعرف اني بحبك كد ولا عمري تخيلت اني احب حد كدا…. انا اول مرة احس بالضعف دا
قومي يا زينب علشان خاطري عندك
ابتسم بلهفه وهو يمسك يديها بحنان
=عارفه اول مره شفتك فيها و انتي في الشارع و بتعيطي لما روحنا المستشفى لابوكي كان عندي احساس غريب ناحيتك…. كان نفسي أحضنك….. و لما اتجوزنا وقتها مكنتش بفكر في اي حاجه من اللي قولتيها….. الطلاق و الهبل دا
كان عندي احساس قوي اننا هنكون مع بعض طول العمر….. قومي منها يا زينب
في حين وقف كرم في الخارج يتابعه اغلق الستائر الخشبيه على زجاج الغرفه من الخارج حتى لا يشاهد احد ما يجري في داخل الغرفه ..
ثم قال للطبيب والممرضه المرافقه له بصرامه وهو يقف على باب الغرفه يعقد ساعديه بقوه وتحذير ..
=محدش هايرفع الستاير ولا هايدخل الاوضه الا لما يخلص و يخرج
في اليوم التالي…
خرج الطبيب من غرفة زينب التي تم نقلها من غرفة العنايه المركزه الى غرفه اخرى بعد تحسن حالتها واستعادة وعيها ..
ثم اقترب من صالح الذي قابله بلهفه..
الطبيب بجديه
=مدام زينب فاقت و الحمد لله…. بس برضو مش عايزين اي انفعال
أوما له صالح بجديه ليسمح له الطبيب بالدخول
رسم ابتسامة على شفتيه رغم حزنه بداخله لم يرغب باحزنها
دلف صالح الي غرفتها بخطوات ثابته و عيناه تبحث بلهفه و شوق لها
كانت تتسطح على الفراش بجسد متعب مرهق
اتجه اليها يحتضنها بحنان احتضنته زينب هي الاخرى وبدأت بالبكاء بطريقه هيستريه وكأن حزنها وألمها فاض بها فلم تعد تتحمل ..
اخذ يمرر يديه على ظهرها بحنان
=اهدي يا حبيبتي انتي لسه تعبانه
بس متخافيش الدكتور طمني عليك وقاله انك هتبقي كويسه و الله هتبقى كويسه و اقسم لك بالله اللي عمل كدا ليدفع التمن غالي اوي
وضعت زينب يديها على بطنها تتحسها وهي تبكي بهستريه وهي تدس وجهها بصدره
= هو ايه اللي حصل يا صالح؟….. ايه اللي حصل
ابتسم بحنان وهو يطبع قبلة أعلى راسها بحنان قائلا
=خالص يا زينب انسى اللي حصل؟
انتي كويسة و دا الأهم متخافيش
متخافيش .. علشان خاطري اهدي
زينب بارتعاش وهي تضع يدها على بطنها بحمايه
= طيب والبيبي كويس مش كده..
مرر صالح يده بعشق على بطنها وهو يقول بحنان
= والله العظيم كويس…. كويس يا زينب
زينب ببكاء..
=بجد يا صالح ..
مسح صالح دموع زينب باطراف اصابعه وهو يقبل عينيها بعشق جارف..
= بجد يا قلب ودنية صالح……
ابتسم بحنان وهو يضمها اليه ويمسح دموعها وقد شعر بالدموع تملاء عينيه هو الاخر من قوة المشاعر التي يشعرها نحوها ..
=طب كفايه بقى دموع يا حبيبتي انا مش قادر اشوفك بتعيطي بالشكل ده وكمان عشان البيبي والا انتي عاوزاه يزعل منك..
ابتسمت زينب وهي تمسح دموعها وتقول برقه
=خلاص مش هاعيط تاني علشان لا انت ولا هو تزعلوا مني …
ثم ارتمت بين زراعيه تنعم بحبه وقربه منها..
_____________________
في قصر الدمنهوري
في وقت متأخر من الليل
كانت بيلا غارقه في النوم و الذكريات تتزاحم و بشده و الكوابيس تهاجم نومها مزعجا اياها ترى كل ما هو سئ و كيف تحول إلى الاسوء
فزعت بقوة وهي تصرخ بفزع مؤلم
وعقلها يقف عند نقطه مؤلمه حدثت بالماضي
=عمر…..
انهارت في بكاء هستيري تبكي بعنف و انهيار
وهي تتذكر كلمات والدتها
=لما تكوني في ظروف صعبة عليكي اوي و مش قادره تتحمليها، تجاهليها واتعاملي معها كأنها فيلم
او كانك بتشوفي كابوس مؤلم وهتصحي منه بعد دقايق
مهما كنتي مجروحه او متالمه واللي بيحصك مش قادره تتحمليه
لازم تحتفظي بمشاعرك لنفسك ألمك حزنك يأسك دموعك لنفسك وبس انت صديقة نفسك وبس
ضمت بيلا جسدها برعب و جسدها يرتجف بهستريه و تكتم شهقتها
=كابوس يا بيلا كابوس مؤلم دا مش حقيقة دا حلم دا كابوس.. مفيش كهربا ولا علاج تاني.. عمر كان حلم…
احنا متجوزناش ولا خلفت و لا اي حاجه دا حلم… خالص مفيش كهربا هتدخل جسمك تاني مفيش اي حاجة دا كابوس… كابوس يا بيلا….
بس ازاي كابوس انا كان من حقي اشوف بنتي كان من حقي
آآآه يا ماما مش قادره مش قادرة يارب خدني بقى انا تعبت والله العظيم تعبت
ليه كل حاجه ضاعت ليه
أعوذ بالله من الشيطان الرچيم…..
وحشتني اوي يا عمر و وحشني انك تحضني وتطمني بس خالص خالص كل دا راح
يا بابا انا محتاجك والله العظيم والله العظيم محتاجك محتاجة حضنك اوي… يارب كان نفسي اشوفها… ياريت سبتني احضنها و اشوفها
آه يا عمر علي اد الحب اللي ادتهولي على اد الوجع اللي عشت فيه و حرقت قلبي عليها و عليك
كان نفسي تحضني و لو لمرة اخيرة…. مكنتش عايزه اخسرها و لا اخسرك
وجدت طرقات على الباب
=مدام بيلا حضرتك كويسه؟
مسحت دموعها وهي تسمح للطارق بالدخول
نعمه وهي تجلس بجوارها على الفراش
=بسم الله الرحمن الرحيم… مالك يا هانم كويسه؟
بيلا بخوف و انهيار يتقطع له نياط القلب
=نعمة انتي شغاله هنا من زمان اوي… هو انا وحشه اوي كدا علشان اخسر كل حاجه
انتي عرفاني كويس يا نعمه
انا عمري ظلمت حد…. انا غلطت في ايه… غلطت في ايه
اني حبيته معقول دا ذنبي… معقول مكنش مكتوبلي الفرح اني اشوف بنتي ليه يا نعمه ليه…. يارب انا عايزه اروحلها
بكت نعمة بحزن لاجلها وهي تحتضنها
=استغفري الله يا بيلا دا حكمة ربنا
و قدره محدش يقدر يغيره….
والله العظيم ربنا هيجبر خاطرك و كل الوجع دا هيجي يوم ربنا يبدله لفرح مالوش اخر..
ياريت كل الناس زيك و الله العظيم مافي حد في قلبك و صدقيني ربنا مبيعملش حاجه وحشه والله العظيم
عارفه والله العظيم حاسه ان قريب هيتزال الغمة دي و هترجع تفرحي و تنوري القصر زي زمان
و بعدين انتي لسه صغيرة
اي يعني تلاته و أربعين سنه…. والله العظيم لما بشوفك بفتكر ورشة الخزف و الخشب اللي بتقعدي تلعبي فيه و الرسم ارجعي تاني و انسى اللي فات بقى ضاع من عمرك عشرين سنه
 البراءه دائما قادره على أسر اي شخص،
قادرة على اختراق كل الحصون، و دك كل القلاع… ولكن هل تفلح مع حصونه هو اما ان حصونه لا تُخترق ابدا.. و قلاعه أقسمت على إلا تُدك من بعدها
توقفت سيارة عمر أمام قصره و خلفه سيارة الحرس الخاص به
الان قد عاد من سفر المفاجأ الي سويسرا حيث اخذ يسوي بعض الحسابات البنكية
ترجل من سيارته بشموخ و ثقة كعادته و خلفه رئيس الحرس الخاص به
عمر بجدية
=خالص يا ثائر تقدر تروح انت و خلي الحرس كمان يمشوا
رد صديقة باعتراض قائلا
=بس يا باشا…
قاطعه عمر بحدة
=مفيش حاجه اسمها بس…. ياله أمشي و الحرس كمان خليهم يمشوا و بكرا الساعة سبعة الصبح عايز اجتماع مع مدير الحسابات و عايز المراقبه تكون على عصمت و خليل مشددة مش عايزه يغيب عن عيونكم
سأله ثائر بجدية
=حضرتك شاكك في حاجة؟
توقف عمر وهو يضع يديه بجيب بنطاله قائلا
=عصمت…. عصمت قبل ما ارجع مصر من نيويورك هي اللي كانت بتدير الشركة هي و خليل
و انا طبعا اللي بشرف على كل حاجه من هناك.. لكن من مدة بعد رجوعي مصر اكتشفت ان في حاجه مش مظبوطه و غير معلومات وصلتني وانا في نيويورك.. كنت عارف انها بتلعب من وراء ضهري بس قلت عادي خليها تفتكر نفسها ذاكيه و بتحرك العرايس
متعرفش ان كل الخيوط في أيدي… المهم دلوقتي خلي عينكم عليها لازم أصفي حسابي معها في أقرب وقت
ثائر
=انت تؤمر يا باشا…. بعد اذنك
دلف الى داخل القصر في وقت متأخر بجسد منهك وهو يحمل سترته على ذراعه
صعد الدرج ليصل لغرفته
… ثواني ووجد طرقات على الباب
عمر بحنق
=ادخل…
ابتسمت تك الفتاة وهي تدخل غرفته اقتربت منه احدي الخادمات التي تعمل في قصر و اردفت بدلال
«عمر بيه احضرلك العشاء….»
عمر بحدة
«لا و قلت الف مرة لما ارجع في وقت متأخر مش عايز حد يطلع ليا ولا أنتِ مبتفهميش»
ردت بتملق و دلال
«انا اسفة بس انا قلت اكيد جاي حضرتك جاي من السفر تعبان و اكيد ماكلتش»
نظر لها عمر نظره متفحصه مقتربا منها فظنت هي انه اخيراً استجاب لها
فهي تطمع به و بشده فهو بالنسبة لها حلم رغم فرق السن بينهم و صغر سنها بالنسبه له…. و لكنه سيظل حلما لها فهوي غني و اعزب يُقال انه لم يتزوج الا مرة واحدة
حتى أن الأمر لم يكن معلناً للجميع.. رفع عمر يديه ممسد على شعرها فاغمضت عيونها باستسلام ولكنها سرعان ما فتحتهم عندم وجدته يجذبها من خصلات شعرها مردفا بنبرة حادة مخيفه
فعمر بغضبه لايري أمامه غير انه شخص غاضب بطبعه
«هو انا مش قلتلك مليون مره يا بت انتي الأسلوب دا تبطليه…. قولت و لا مقولتش»
هند وهي تبتلع ما بحلقها برعب من حدة نبرته
«قولت يا بيه»
زاد من شدة قبضته على شعرها بغضب قائلا
«ولما انا قلت الزفت الكلام ما بيتسمعش ليه»
هند وهي ترفع يديها تحاول تحرير خصلات شعرها من بن قبضته
«اخر مرة و الله يا عمر بيه»
ابتسم عمر ساخر ليجيب بحدة
«اخر مره للأسف ما هو مفيش مره تانيه»
اخرج هاتفه ليجري اتصال بمدبرة القصر و التي تقطن في مبنى صغير مجاور للقصر خاص بالخدم لتصعد بعد دقائق بارتياب
فريدة بغضب وهي تنظر لتلك الفتاة
«افندم يا عمر بيه….»
عمر بحدة
«البت دي تاخد حسابها و مشوفهاش في القصر تاني…… و أظن يا فريدة انا قلت مدام جيت في وقت متأخر محدش يطلع الاوضه الا لو طلبت و تكوني انت…. حصل و لا محصلش»
فريدة بجدية و لباقه
«حصل يا فندم بس انا كنت نايمه و…
عمر بمقاطعة
«اللي قلته يتنفذ و خديها… تاخد حسابها و مشوفهاش في القصر لحظه تاني و بكرا الصبح الساعة سته يكون الفطار جاهز…. اتفضلي»
اومات له السيدة بجدية وهي تاخذ الفتاة بغضب بينما أغلق عمر الباب خلفها بقوة و هو يتجة نحو الحمام
بعد دقائق
كان يجلس فوق الفراش بجسد مرهق وهو يمسك بين يديه مبلغ مالي يبدو قديم وهو يتذكر عندما أعطته الف جنية ثمن لسكوته و أعطاه الخاتم لها مجددا و كيف تطورت علاقتهما مع مرور الوقت لتصبح هي عشقه حد النخاع…
________فلاش باك________
في قصر الدمنهوري
كانت تقف أمام بوابة القصر بحماس و هي تنتظر جدتها التي ستاتي اليوم الي المنصورة
مريم
«يا بنتي واقفه كدا ليه؟ محمود قال لسه فاضل ساعتين على ما السواق يجي»
بيلا بسعادة و ابتسامة حنونة
«اصل كنت عايزه تيته في موضوع مهم اوي ميتاخرش»
ابتسمت” مريم “ بحماس و تملق
«موضوع ايه دا يا بيلا… انا ملاحظه انك متغيرة من وقت ما حضرتي فرح بنت الرشيدي احكيلي في ايه؟»
بيلا بخبث
«تدفعي كام و احكيلك….»
مريم بلا مبالة
«الصراحه مش عايزه اغامر بتحويشه عمري علشان اخبارك… لان كلها بتكون تافهه
يعني مثالا مرة اعرف انك مصحبه عيلة في رابعه ابتدائي… و مره تانيه اعرف انك روحتي الأرض بتاع عم امين علشان تتفرجي على الغنم الصراحه يا بيلا انت زي ما محمود بيقول هتفضل طول عمرك طفلة»
ابتسمت بيلا قائلة بمكر
«بالظبط كدا ياله بقى روحي شوفي بتعملي ايه و حلى عن دماغي….»
«انتي حرة انا كنت عايزه مصلحتك سلام يا بيبو»
بعد ساعة تقريبا
كانت الشمس قد غربت و الظلام يكتسي السماء رويدا
خرجت نعمة من القصر وهي تنظر لبيلا بغضب
«انسه بيلا مينفعش تفضلي قاعدة هنا سالم بيه لو جيه و شافك هيقلب الدنيا تعالي ندخل جوا…»
بيلا بضيق
«اتاخروا اوي يا نعمة….»
نعمه
«لا اتاخروا ولا حاجه انتي بس اللي شكلك مستعجله اوي و عايزه تتكلمي مع نبيله هانم… هي زمانها على وصول بس مينفعش الواقفه كدا الدنيا ليلت ياله الله يرضا عليك تعالي ندخل جوا….»
بيلا بهدوء
«ياله….»
بعد مرور نصف ساعة
سمعت بوق سيارة معلناً عن وصول جدتها
قفزت من فوق الاريكة بحماس وهي تركض لخارج القصر
دلفت سيدة تبدو في العقد السادس من عمرها بشوشه الوجة أنيقة.. ترتدي نظارة كبيرة في حين تسحب شعرها الأبيض في كعكه منظمه و تضع وشاح اسود على رأسها
بيلا بسعادة وهي تحتضنها بقوة
«وحشتيني اوي يا احلى تيته في المجرة كلها ايه الجمال دا لا انا كدا هغير »
ابتسمت نبيلة بسعادة وهي تنظر لاصغر احفادها و كم هي جميلة تشبه والدتها
«و انتي كمان وحشتيني اوي يا بكاشه….»
مريم بسخرية و ضحك
«ازايك يا ستي وحشتني»
نبيلة
=بخير يا حبيبتي كلكم وحشتوني
بيلا بهمس
«تيته كنت عايزة اتكلم معاكي في موضوع مهم لوحدنا ممكن»
نبيلة بسعادة هامسه
«بخصوص الشاب اللي قولتي عليه؟
اومات له بيلا بايجاب فربتت نبيلة على كتفها باهتمام
«استنى لما نطلع اوضتك علشان نبقى على راحتنا»
بعد فترة
اخذت نبيلة تمسد على شعر بيلا بحنان بينما تنام بيلا فوق الفراش و تضع راسها على فخذ جدتها
نبيلة بحدة
«ها يا بيلا…. قوليلي قابلته كم مرة من وراء ابوكي…. هي دي الأصول اللي ربيتك عليها؟»
اعتدلت في جلستها بحزن تضع عينيها بالارض
ابتسمت نبيلة بحنان وهي تمد اناملها لترفع وجه بيلا لها لتجد عينيها تلمع بالدموع
«ممكن اعرف بتعيط ليه مش احنا متعودين اننا صحاب؟»
بيلا بندم
«والله يا تيتة انا مقبلتوش الا كم مرة و صدقيني مش بكون مرتبه لأي حاجه هي بتيجي صدفة…. بس علشان احنا صحاب مقدرش اكدب عليك…. هو شخصيته جذابة انا بكون مبسوطة لما اشوفه… مش عارفه و دا مخوفني…. انتي عارفه اني بحب بابا اد ايه و انا من بعد وفاة ماما الله يرحمها وهو بيعمل كل حاجه علشان يفرحني و انا مش عايزه ازعله بس برضو.. عارفه انه لو عرف اني قبلت عمر و لو مرة واحدة هيقلب الدنيا…»
نبيلة بجدية
«عمر و لا باباكِ»
بيلا بصدق
«المقارنة دي متنفعش يا ستي…. بابا هو كل حاجه حلوة و لو خيروني هختاره هو طبعا …. بس عمر انسان نبيل و محترم و احساسي ناحيته مختلف عن أي حد»
نبيلة بحدة و عقلانيه
«اللي اعرفه و اتربيت عليه ان اللي بيحب حد و بيحترمه بيجي البيت من بابه يبقى فين الحب دا لو مجاش طلب ايدك»
بيلا
«يعني اعمل ايه؟»
نبيلة
«تبعدي عنه تماماااا…. مفيش مقابلات من ورانا… انتي بتكلميه على الموبيل»
بيلا بحزن
«اه… بس والله هما تلات مرات»
نبيلة
«يبقى تحذفي رقمه من عندك و تبطلي تكلميه…. بيلا حبيبتي انا عايزه مصلحتك وانتي عارفه دا كويس… لأنك مش بس حفيدتي لان انا عارفه ان قلبك ابيض و مش عايزه الدنيا تلوثه باي حاجه وحشه و اخاف عليك من اي حد يفكر يستغل طيبة قلبك يمكن لو مريم مكنتش اخاف عليها كدا لأنها بتسحبها بعقلها مش بقلبها لكن انت بتشوفي الناس بقلبك و دا هيجرحك لو وقعتي مع الشخص الغلط…»
احتضنها بيلا بارتياح لتجذب نبيلة الغطاء عليهما و هي تطفي النور قائلة بنعاس
«خلينا ننام دلوقتي هحكيلك حدوته و نصحى سوا نصلي الفجر….»
بسم الله الرحمن الرحيم.. كان يا مكان يا سعد يا كرام و ما يحلي الكلام الابذكر النبي عليه افضل الصلاة والسلام……
بيلا بنوم وهي تجذب الغطاء اكثر عليها
«عليه افضل الصلاة والسلام»
يُحكي انه في سالف العصر و الاوان……….
بعد مرور يومان
جلس عمر في مكتبه بضيق ممسكا بهاتفه بين يديه يشعر وكأنه على وشك الانفجار من شدة الغضب الغير مبرر
عمر بحدة
=مش بترد ليه يا بيلا…. بتقلقيني عليك وخالص حاسس اني هتجنن من امتى وانا بتفرق معايا اي واحدة… كل مرة اقول انجذابي ليها هيقل بالعكس دايما بتشد اكتر…
دلف الي المكتب ثائر بعد أن سمح له بالدخول
ثائر
«اتفضل يا باشا…. الملف اللي حضرتك طلبته تؤمر بحاجه تاني….»
عمر
«لا يا ثائر تقدر تمشي انت و الحرس انا لسه ادامي شوية»
اوما له بجدية وهو يخرج من مكتبه في حبت اجري عمر اتصال مرة أخرى برقمها
لكن تلك المرة ردت عليه نبيلة هانم بجدية
«الو مين معايا؟»
رد عمر بثقة و لباقه
«عمر الرشيدي…..
نبيله بجدية
«واضح من ردك انك مش خايف»
ابتسم عمر وهو ينهض عن كرسيه ويضع يديه في جيب بنطاله
«الخوف بيكون نتيجه حاجه من الاتنين يا عدم الثقه بالنفس او انه بيعمل حاجة غلط»
نبيله بابتسامه جانبيه
«و حضرتك مش شايف انك بتعمل حاجه غلط و انت بتحاول تضحك على حفيدتي و معتقد انها هتعمل حاجه من ورانا»
عمر باعجاب
«لو دا اللي في دماغي اكيد مكنتش هبقي بكلم حضرتك… اظن نبيلة هانم المنيري جدة بيلا؟
جلست نبيلة على كرسيها وهي تنظر لبيلا النائمة بعمق
«تفتكر لو سالم الدمنهوري عرف انك بتلعب على بنته هيعديها بالسهل كدا يا ابن الرشيدي….»
عمر
«مين قال اني بلعب عليها…. انا منكرش ان دا كان شعوري و رغبتي في الأول لكن مع الوقت الموضوع اتغير اظن الكلام في الموبيل مش هينفع و لازم نتقابل…
نبيلة بابتسامه
«وانا كمان اظن كدا… بكرا في العزبة هكون موجودة الساعة واحدة الضهر و اتمني منك أنك متخيبش ظني و لا نظرتي فيك يا بشمهندس عمر»
ابتسم بلباقة قائلا
«ان شاء الله يا نبيلة هانم …» صمت للحظات ثم تابع بجدية
«هو ممكن اكلم بيلا….»
نبيلة بارتياح
«للأسف بيلا نايمة دلوقتي….. إن شاء الله على معادنا بكرا»
عمر بجدية ممزوجه بسعادة
«طبعا يا هانم….»
اغلقت الهاتف وهي تنظر لبيلا بسعادة
«شكل حظك حلو يا بيلا و موقعك مع شخص محترم… ربنا يسعدك يا حبيبتي و يديكي على قد قلبك الأبيض يارب يا بنت تحيه»
ابتسمت وهي تخرج من غرفتها تاركا اياها تنعم بنوم هادي كاحلام طفولتها
في اليوم التالي
بيلا
«هنعمل ايه في العزبه يا تيتة انتي عارفه اني مش بحب اروح هناك من وقت وفاة ماما»
نبيلة بابتسامه
«انا بقى عايزه اروح هناك و مريم مش راضيه و اخوك خرج من سالم و مفيش غيرك ياله البسي و هنروح سوا و هنقضي اليوم كله هناك»
بيلا بضيق
«ماشي…..»
بعد مرور نصف ساعة
جلست بيلا تقوم برسم احد الرسومات في دفترها الخاص، في حين كانت نبيلة تجلس في بهو المنزل الريفي ترتشف قهوتها في انتظار عمر
توقفت سيارته أمام البوابه الحديديه للعزبه بينما توجه نحو السيارة الخفير و هو ينظر بريبه لعمر
الحارس
=افندم يا عمر بيه…. سالم باشا مش في العزبه
عمر بجدية
=نبيلة هانم موجودة….عندي معاد معها قولها عمر الرشيدي
الحارس
=ثواني……..
بعد مرور دقائق
دخل العزبه بسيارته آخذ نفس عميق هامس لنفسه
«عمر… بيلا مش زي اي واحده بلاش تلعب بيها.. لو كنت بتلعب مكنتش هتبقى هنا دلوقتي…»
ترجل من سيارته بشموخ وهو يهندم حُلته السوداء
سيدة باناقه
«اتفضل يا عمر بيه نبيلة هانم منتظراك في الجنينة»
بعد لحظات
و بعد الترحيب الخاص جلس عمر في بهو القصر بلباقة بجوار نبيلة
نبيلة
«ها يا أستاذ عمر طلبت تقابلني…. اتفضل كنت حابة اسمعك… و افهم سر الاهتمام المبالغ فيه ناحيه بيلا….»
عمر
«شوفي يا نبيلة هانم حضرتك اكيد عارفه المشاكل اللي بين عيلة الرشيدي و عيلة الدمنهوري»
نبيلة بتوتر و ارتباك
«طبعا عارفه… تحية الله يرحمها قالتلي عن السبب
و رفض جدك الرشيدي انه يجوز سالم لعمتك كوثر هانم الله يرحمها
و بعدها سالم طلب ايدي بنتي تحية
لكن من وقت رفض جدك
و حصل مشاكل بين العيلتين و بقوا منافسين لبعض في الشغل و البزنس
بس يا استاذ عمر بيلا مينفعش تدخل في الليلة اللي بينكم دي
بيلا أطيب و أرق بكتير من اللي ممكن تفكر فيه.. تحية الله يرحمها استحملت كتير مع سالم بس عشان بيلا
محمود و مريم عندهم نُضج كفاية انهم يديروا حياتهم لكن بيلا لو خرجت للعالم دا هتتاذي
فبلاش تدخلها في الليلة دي لو سمحت انا بكلمك كدا دلوقتي لان احساسي بيقولي انك شخص كويس و محترم»
عمر
«انا مقدر خوفك عليها و فاهم كل اللي بتقوليه لكن انا دلوقتي طالب ايد بيلا منك لان عارف انها مش زي اي واحدة تانيه و يمكن لان حبيتها الله اعلم لكن انا حقيقي اتمنى العداوة دي تنتهي…. و اتمني حضرتك تكوني في صفي لاجل مصلحة بيلا»
نبيلة
«ان شاء الله يا استاذ عمر و انا هفتح الموضوع مع والدها و ان شاء الله خير»
ابتسمت بسعادة قائلا
«ان شاء الله اتشرفت بمعرفتك يا نبيلة هانم»
«الشرف ليا»
قدم التحية و خرج بينما شعرت نبيلة بالارتياب و القلق
نبيلة
=استر يارب…. ربنا يهديك يا سالم و ينصفك منهم يا بيلا
كان في طريقه للبوابة لكن ابتسم وهو ينظر لها بينما تجلس ممدده الساقين تضع دفتر كبير على قدميها تحت شجر العنب الذي يظلل عليها من اشعة الشمس
غير طريقه و هو يبتسم بتسلية
«واضح انك مشغوله اوي»
شهقت بيلا برعب وهي تنهض بسرعه بينما ألقت الألوان و الدفتر على الأرض لتقول بفزع
«يخربيتك يلهوي انت دخلت هنا ازاي.. اطلع برا بسرعة الحرس لو شافوك هتبقى مصيبة… عمر بالله عليك امشي من هنا»
ابتسم برفق مقتربا منها بخطوات ثابته واثقة
«خايفه عليا؟
بيلا بتلقائية
«لا خايفه عليا انا… انت دخلت ازاي»
عمر باستفزاز
=من الباب
ضربت كفيها ببعضهما بضيق
=اللهم طولك يا روح انت عايز تجلطني يا جدع انت انا غلطانه اني واقفه معاك اصلا
ثم تابعت بصوت عالي
=يا عم محمد…
عمر
=انتي غبية اوي سلام يا بيبو
بيلا بغضب
=اسمي بيلا و تبطل تعصبني ب بيبو بتاعتك دي…
لم يعيرها انتباه في حين غادر القصر
بعد مدة
سالم بحدة و غضب
«لا يا نبيلة هانم مش موافق و دا آخر كلام عندي ابن الرشيدي من سابع المستحيلات انه يتجوز بنتي…. و انا ليا حساب معها قليلة الادب دي ازاي تقابله من ورانا….»
نبيلة في محاوله لامتصاص غضبة
«سالم بلاش تكسر البنت… ابن الرشيدي جاي و بيمد ايديه بالصلح اخلصوا من العداوه دي و بلاش تكسر بنتك.. بيلا معجبه بيه…..»
سالم بغلظه
«لو اخر واحد في الدنيا مش هجوزه بيلا دي بنتي انا و انا عارف مصلحتها… و بيلا هتخلص الامتحانات و تسافر باريس زي ما كانت عايز وهناك تشتغل في الخزف و خلص الكلام»
نبيله
«انت بتعند و خالص يا سالم…. عايز ترد لعيلة الرشيدي اللي عمله جده زمان لما رفض جوازك من بنته بس خالي في علمك انك هتاذي بنتك بعندك دا و ربنا مش هيسامحك و على فكرة بيلا هتخلص امتحانات و تيجي معايا اسكندريه»
**********عودة للحاضر**********
تقلب عمر في الفراش بحنق كلما يحاول ان يغفي تاتيه ذاكرها و سعادته معها و التي لم يشعر بها مع أي أمراه أخري
=========================
في منزل صالح و زينب
كانت زينب تنام بارتياح بين احضان بيلا و التي أتت للمبيت معها بعد سفر صالح للاسكندرية لتوديع ايمان قبل سفرها
ابتسمت بيلا بحنان وهي تمرر يديها في خصلات شعر زينب بحنان
زينب بحماس
=بس انت عملتي ايه لما باباكي رفض جوازك منه
بيلا بسعادة وهي تشاركها الاحاديث
=لا دا الموضوع يطول شرحه بس خلينا ننام دلوقتي و هكملك الحكاية بعدين
زينب
=تعرفي اني برتاح و انا بتكلم معاك انتي و ماما حياء بحسكم زي بعض بس بحس انك غيرها شويه و معظم الوقت عيونك فيها حزن
بيلا
=مش لازم تكون كل القصص نهايتها واحدة.. زينب انتي بجد بتكون فرحانه وانا معاكي
ابتسمت بسعادة وهي تهز راسها بالايجاب قائله
«اوي الصراحه بحب اتكلم معاكي و بكون مرتاحة و حاسه اننا قريبين من بعض المهم انتي متزهقيش مني»
بيلا
«وانا عمري ما هزهق ابدااا بالعكس انا اتمنى افضل اتكلم معاكي»1
في تلك الانحناء صدح رنين هاتف زينب
بيلا بارتياب
=مين هيكلمك دلوقتي؟
زينب
=مش عارفه استنى هشوف
التقطت هاتفها لتزين وجهها بسمه بسيطة
«دي نور و الله وحشتني بس بتتكلم ليه دلوقتي»
زينب
=وحشتيني اوي الله على سافر و نسي احبابه
نور بغيظ وضيق
«زينب انا مش طايقه نفسي والله العظيم لو شفته دلوقتي احتمال ارتكب جنابه هو و خالته العقوبه دي
لوت زينب شفتيها بغيظ قائلة
«لحقتي تعملي مشاكل يا ام لسان مسحوب منك»
نور بغضب
«زينب انا بجد مش طايقه و الله العظيم هو وأم الخلول
اللي ماشيه معه في كل حته دي»
ارتفع حاجب بيلا بارتياب
=ام الخلول؟!
نور باندماج و ضحك
=اه ما انا سميتها ام الخلول بت عبيطه اوي الصراحه اقسم بالله… مين معايا
«بيلا… اه صاحبة زينب احكيلي اي اللي مضايقك»
نور بغيظ
«بقف بجم حيوان غبي متخلف بارد اااه هتشل منه بصي الحكايه بدأت لما زينب كانت في المستشفى…..»
اخذت تسرد عليها منذ بدايه بباسل حتى تلك الحفلة
بيلا بخبث مرح
=اه يعني البيه شايف نفسه… لا يبقى لازم يتربا و يتعلم ان الله حق
زينب
=و دا يتربا ازاي؟!
نور
=اعمل ايه انا حاسه اني لو شفته هضر”به….
بيلا بمرح
=لا… اسمعي دا لازم نشتغل معه بعدة طرق
اول طريقه على رأي زينات صدقي
شوق و لا تدوق
نور بحماس و خبث
=حلو دا اوي
بيلا بسعادة
=بس متنسيش زينات قالت الشي اللي يزيد عن حده ينقلب ضده
اول حاجه..
اول ما يجي لازم يلقيك هاديه و جميلة و بارده و لا كأن اللي حصل دا في دماغك اصلا
و بلاش تعملي فيلم هندي و تخليه يعرف اللي خالته العقربه دي قالته بس بأسلوب و انتي بتتدلعي شويه
دوبيه كل ما يقرب اتدلعي بس ابعدي و ساعتها هيندم على اللي عمله
سوقي الهبل على الشيطانه بس بحدود
لان النوع دا مش بيجي بالعند
نور بحماس
=طبعا جدا احنا لازم نبقى صحاب والله زينب محظوظه
زينب بسعادة و حماس
=بس خالي بالك يا فالحه الاستاذ اللي انتي واقعه معه مش سهل و ممكن وقت ما تيجي تدلعي عليه يوقعك هو في شباكه
نور
=متقلقش على اخوك يا فوزي كله في الحفظ و الصون1
_______________________
في الاسكندريه
صدح صوت طرقات فوق باب شقة على في وقت متأخر من الليل
مدت حبيبه يديها للفراش مفتقدة دف احتضانه لها شاعرة ببروده تسري بجسدها
فتحت عينيها بتثاقل تتفقد الغرفه مليا لكن لم تجده
استمعت لصوت من خارج الغرفة
حبيبة بارتياب
«على……»
لم تجد منه أي ردة فعل ليتصاعد الخوف بقلبها
ارتد مئزر طويل على قميصها و هي تخرج من الغرفه
لكن سمعت صوته يتحدث مع شخص ما في الشرفة
كادت ان تخرج لكن تراجعت وهي تنظر لنفسها
دخلت مرة أخرى لغرفتها بدلت ثيابها و خرجت لتجده يتحدث مع صالح في شرفة المنزل
حبيبة بابتسامه
=اهلا يا بشمهندس صالح
استقام صالح مبتسم بجدية قائلا
=بخير الحمد لله…. اخبارك اي يا حبيبه… الف مبروك على الفرح عارف انها متأخره بس والله ظروف حصلت معرفتش احضر
وقفت حبيبة بجوار على مبتسمه برفق
«الجماعة قاموا بالواجب حقيقي كنت خايفه اكون لوحدي في اليوم دا بس والدتك و عمي جلال و إيمان كانوا معايا… اخبار زينب اي؟
صالح بتنهيده
=بخير الحمد لله….
على بجدية
«حبيبة اعمليلنا كوبايتين شاي….
اومات له بالايجاب وهي تخرج من الغرفه بينما جلس صالح علي كرسيه و اقترب من على قائلا
=قولي وصلت لايه في الموضوع اللي وصيتك عليه
على بجدية
=البت دي من الشرقيه اللي عرفته انها كانت شغاله في البيوت و بعدها اتلكت على واحد اسمه خالد و دا مشاعد الزفت رشاد
.. و طبعا هو اللي جابها تشتغل في البيت عند الحج جلال بغةعد ما والدتك كانت تعبت….. مش متجوزة و لا مخلفه زي ما فهمت زينب بس عندها خالها بيقولوا انه راجل شديد في تعامله….
صالح
=طب و رشاد عرفت عمل اي
على
=واضح انه عرف يغطي الديون اللي عليه بعد وقوع أسهم شركات بس اكيد ميعرفش انك انت اللي اشتريت الاسهم
الأكيد انه دلوقتي بيفرفر بعد الساير اللي وقع فيها بعد لما الاسهم انضربت في البورصه بس عامل زي الفرخه الديخه و طبعا مشغول جدا في تغطية الخساير
ابتسم صالح بشيطانيه وهو يضع ساق على الاخري
=طب اسمع بقى اللى هيحصل في حد هيعلن ان انا اللي اشتريت أسهم شركته وقتها هيعرف ان انا السبب في الفضايح اللي أتعرض لها بتاع انتهاء صلاحية المواد اللي بيبعوها في المصانع و اللي حصل بعدها ان أسهم شركاته وقع بعد المصيبه دي……
على بارتياب و خوف
=انت بتتكلم جد دا كدا هيحطك في دماغه يا صالح
صالح بابتسامه ساخره
= و دا اللي انا عايزه…. النهارده الصبح الساعه سته توصل لحد شقتي و ادي المفتاح عايزك تركب كاميرات مراقبه انا متفق مع المهندس هيكلمك بدري تاخده و تركبوها… انا مش ضامن اللي ممكن البت اللي اسمها عفت دي تعمله
علي
=انا مش فاهم حاجة…. انت عايز تركب كاميرات مراقبه في شقتك و هتسيب عفت موجوده عادي بعد اللي عرفته
صالح
=طب اسمع بقى كلامي كويس اوي…
بعد دقائق
على بضحك
=لا ملعوبه يا ابن الشهاوي… الصراحه انا اتكيفت اي الدماغ دي… بس في حاجه زينب لازم تحذرها و الا ممكن البت دي تلعب عليها و مش عارفين مممكن توصل لفين
صالح بجدية
=علشان كدا لازم تركب الكاميرات… صحيح الستات بتوع مياة النا”ر فين
على بجدية
=ياه دول زمانهم عفنوا في المخزن… هناك من بعد اسبوعين من الحادثه دي
صالح بلا مبالة
=يبقى خليهم عندك كمان شويه انا عايز الم الحبايب كلهم مره واحدة و نكون خلصنا منهم…..
على
=و دا اللي هيحصل ان شاء الله
صالح بحب اخوي
=عارف اني بتقل عليك و انت لسه عريس جديد بس حظك بقى.
على بابتسامة
=هو صحيح حاجه غتاته اوي بس نستحمل هو انا عندي كم اخ يعني
ربت صالح علي كتفه باهتمام قائلا
=تسلم يا علي….انا لازم امشي دلوقتي
حبيبة
=الشاي…..
صالح
=معليش لازم امشي لان هرجع للجح و بعدها هطلع على المنصورة يومين كدا و هرجع انا و زينب المهم متنساش اللي قلتلك عليه
علي
=اطمن…..
===================
بعد مرور وقت (في روسيا)
ابتسمت نور بخبث و هي تنظر للمراه بحماس و ثقه بنفسها
ترتدي عباءه طويله ضيقه ذات الون النبيتي الداكن بفتحه صغيره من الجانب تعطيها حرية الحركه
فردت شعرها البني لتضع بعض لمسات المكياج
لكن استمعت لصوت بوق سيارته معلنا عن وصله
نور بخبث
=خلينا الاول نخلص من الحيزبونه
ابتسمت ببرود وهي ترتدي حذاء اسود بكعب عالي لتبدو في غاية الجمال
نور بغضب
=ماشي يا باسل الكلب اصبر عليا
كانت تجلس أمام التلفاز تضع أمامها اطباق مختلفه من الوصفات المصريه
دلف باسل برفقة چيچي و التي نظرت باشمئزاز لنور
تاملها باسل بدهشه و اعجاب شديد بجمالها الخلاب
تنهد بندم و شوق وهو يتأمل جمالها و رقتها الفتنه يتمنى ان يخفيها عن عيون الجميع
استفاق باسل على صوت چيچي الغاضب التي وقفت بجانبه دون أن يشعر بها
وهي تقول بصوت غاضب ملي بالغيرة
=اي الجو البلدي دا… قاعده بلبس زي دا و ايه اللي بتاكليه دا… اوف
اظن ميصحش المسخرة دي أدام الخدامين الموجودين هنا و لا نسيت انك مرات باسل العلالي و اصلك هيفضل بيئة
شهقت نور بغضب وهي تغلق التلفاز عن الاغاني الشعبية التي تستمع لها
لتقول نور بغضب
= انتي بتقولي ايه….
الا انها صمتت عندم تحدث باسل بغضب و حده و بطريقه قاطعه
«چيچي انك اتجننتي ….
ليتابع بغضب اكبر
«دا بيت نور تعمل فيه كل اللي هي عايزاه تلبس قصير ضيق ميخصكيش و متنسيش نفسك و لا تنسى انك هنا ضيفه و ان هي صاحبة البيت و انها تبقى مراتي…. فاهمه يعني ايه
و اتفضلي اعتذري عن الكلام الفارغ اللي انتي قلتيه
جيجي باعتراض و ضيق
«انا مقصدش يا باسل… بس»
باسل بغضب
«لو مش عاوزنا نخسر بعض اعتذري و حالا»
جيجي بغضب و توتر
«انا اسفه يا نور… مش قصدي اهينك انا بس خفت على شكلك أدام الخدامين»
همست نور ساخره
=لا فيكي الخير يا اخت جيجي دا انتي الغيره بتقطع فيكي و مش عارفه تخبيها اصبروا عليا بس
اقترب باسل من نور التي مازالت غاضبه ليقوم بلف يديه حول خصرها وهو يقبل جبينها بحنان
=ممكن نتعشا سوا
نور بغضب لنفسها
=يا بجحتك يا اخي و لا كانك عامل حاجه….»
ابتسمت ببرود وهي تضع يديها حول عنقه تمررها ببطي مذيب له و لمشاعره بينما وقفت جيجي تتابع بغضب حارق
نور برقه زائفه
=طبعا يا حبيبي….
ضربت جيجي قدمها بالأرض بغضب و هي تخرج و تتركهما و ما ان غادرت حتى ابتعدت نور بغضب و لكزته بقوة في صدره
=حيوان بصحيح…….
ابتسم باسل ببرود قائلا
=في اي يا بيبي ما كنا حلوين
نور بجدية
=باسل انت بجد مصدق نفسك…. اه صحيح في حاجه لازم تعرفها
مدام ألفت والدة الست هانم بتاعتك دي هانتني في الحفلة و الكلام اللي قلته مفيش بني آدم يستحمله…. لو بتفكر انك تتسلى بيا زي ما هي قالت تبقى غبي
و اوعي افتكر ان ممكن اسمحلك تهين كرامتي اوعي
كادت ان تتركه و تغادر الا انه جذبها بقوة من ذراعها متمسكا بها
احتضنها بقوة في حين حاولت التملص منه بغضب و قوة
«ابعد عني يا باسل احسنلك بلاش تخلي الشياطين تلعب في دماغي لان هتطلع عليك»
حاوط خصرها بكلتا يديه بقوة وهو يدفن وجهه بعنقها قائلا
«اسف يا نور…..»
هدات قليلا وهي تبتلع ما بحلقها بغضب قائلة
«على ايه ولا ايه….. على كرامتي اللي اتهانت و لا سمعتي اللي انت بغبائك طعنت فيه»
باسل بجدية
«على كل دا….. اولا انا الكلام الغبي دا قلته في لحظه غضب…. و عارف انك محترمة و لو مش كدا مكنتش هتتبهدلي يوم القسم و لا تضربي الجدع اياه و صدقيني انا حبسته رغم انه كان مفروض انتي اللي تعوضيه عن البهدله اللي بهدلتيهاله بس كنت متأكد ان ليك حق…..»
نور بسخرية
«اسفك مش مقبول يا باسل بيه… بعد اذنك»
تركته بالقوة و غادرت المكان بغضب رغم شعورها ببعض الارتياح
في اليوم التالي
حوالي الثانيه عشر ظهرا
خرجت من الحمام وهي تجفف شعرها ترتدي ثوب اسود أنيق رفعت شعرها برباط شعر
خرجت تبحث عنه لأول مره تنام كل هذه المده
رفعت بنيتها تتفقد المكان من حولها فلم تجده ولكنها استنشقت رائحة طعام يطهى وصوت اواني صادره من ركناً قريب منها….
زمت شفتيها وهي تتقدم عدة خطوات باتجاه الصوت…
لم تتخيل يوماً ان ترى هذا المشهد بعينيها المندهشه
كان يقف امام الموقد يطهو شيءٍ ذو رائحه مميزه
يقلب بيده وباليد الاخرى يمسك طبقاً من شرائح الدجاج ثم يسكب بتدريج واحده تلو الاخرى
بتركيز واستمتاع غريب وكأنه لا يطهو بل يستمع للموسيقى المهدائه المعدله للمزاج
أنتبه لوجودها وبدون ان يرفع حتى عينيه عليها قال بقنوط…
«لو مش هنتعب سياتك….. خدي قطعي دي…»
لم تتصور ان يقذف نحوها مباشرةً ثمرة البطاطس
ولحسن الحظ مسكتها قبل ان تصطدم بوجهها…
امتعض وجهها وهتفت من بين أسنانها المطبقه
«اي ده…»
رفع كتفيه وانزلهم ببراءة زائفه ثم قال باستفزاز…
«في ست في الدنيا متعرفش البطاطس….. ولله عيب اوي في حقك…»
زفرت بغيظ وهي تلوح له بثمرة بحنق.
«متغظنيش ياباسل…… في حد بيطلب المساعده بشكل ده… ام صحيح واحد بارد”
زم شفتيه بضجر حقيقي وهو يعود لإكمال الطهي معلقاً بفظاطه…
«دي مش مساعده……. دا أمر…»
وضعت يداها في خصرها ورفعت حاجبها
منزعجه اكثر منه ثم هتفت باستهجان…
«يسلام….. وبتامرني ليه بقه ان شاء الله…»
لم ينظر لها بل قلب شرائح الدجاج بالمعلقه التي بين يده وهو يقول ببساطة…
«بما أنك هتاكلي معايا… مش ناويه تكلي برضو….»
نظرت الى الطعام ومن ثم له وقالت بضيق…
«بصراحه خايفه أكل وبعدها اروح اعمل غسيل معده في المستشفى…»
ابتسم بمرح زائف وهو يجيب بقنوط…
«متقلقيش مش هتروحي لوحدك… مانا هاكل من نفس الأكل….»
سألته باستفهام..
«يعني إيه؟…»
رد بسماجه..
“يعني هنونس بعض في المستشفى…”
مطت شفتيها وهي تتقدم للداخل لتقف بجواره وتراقب مايفعله ثم سالته بنبرة عادية…
“بتعمل إيه…”
رد بدون ان يرفع عينيه أجاب…
“وصفة فراخ .. بس زي ما تقولي كدا مزيج بين المصري و الاسباني»
إبتسمت بسخريه وهي تقول…
«واو…..شيف باسل…»
لم يعقب على جملتها بل قال بخشونة…
«فين البطاطس اللي قطعتيها…»
فغرت شفتيها وهي تقول بتوتر حقيقي…
=إيه……لسه….”
رفع عسليته عليها اخيراً وافترس وجهها و بنيتها وهو يقول بصلابه …
«وهتفضلي وقفه مكانك كتير وهي لسه في إيدك كده…”
عضت على شفتيها امامه وهي تنظر للثمرة الحزينة بين يداها ثم لم تلبث الا وتقدمت من الصنبور وغسلتها ثم بدأت في تقشيرها و تقطيعها بصمت….
بعد مدة
تناولت اخر قطعه من شريحة الفراخ وهي تلوي شفتيها باعجاب…..
نظر لها بطرف عينيه وهو يقول بمداعبه طفيفه…
«يارب الأكل يكون عجبك… ولو في اي ملاحظات كلي اذان صاغيه…»
ردت بحرج من تتبع عيناه للقادم منها…
«بصراحه الأكل حلو…. تسلم إيدك…»
اكتفى بهمهما بسيطه وهو ينهض من مكانه وفي يداه الطبق الذي اكل به….فعلت هي أيضاً المثل واخذت طبقها واتجهت به لحوض الماء الصغير…
“بتعمل إيه يا باسل…..» مسكت منه الطبق وهي تقول بحنق..
“سبهم انا هغسلهم.. صحيح هو فين الخدامين»
تركهم لها وهو يقول ببساطه…
«انتي مضايقه اوي كدا ليه…. فيها إيه يعني لو غسلتهم…»
“مفهاش حاجه….. بس انا وقفه معاك ومينفعش… وبعدين اوعي تفكر اني نسيت الكلام اللي قلته امبارح
ابتسم بجمود لم تلاحظه فكانت عينيها مسلطه على الأواني التي تقوم بغسلها…
«حاجات كتير اوي اتغيرت……»
لم تنتبه لنبرته الغريبه بل قررت السؤال…
“إيه يعني مش فاهمه… تقصد ايه؟ صحيح هي والدتك ليه دايما بتقولها يا هانم و مش شفت ابوك و لا مرة و لا علشان الظروف اللي اتجوزنا فيها و بعدين انت بتعرف تطبخ ازاي مكنتش متوقعها الصراحه ”
رد بإختصار و نبرة غريبة …
” عشت اربع سنين لوحدي و كنت بحب اتعلم الحاجات دي كان نفسي يبقى عندي بيت هادي و اولاد و.. يعني حاجه زي كده….”
رفعت عينيها عليه بارتياب من نبرته و حديثه عن العائلة و الاستقرار
ثم سألته باستفسار…
“طب لي مجبتش شغاله تقوم بطلبات و انت لوحدك….”
ضيق عينيه وهو يحدج به بهدوء قبل ان يقول بخبث…
“مش لازم… چيجي كانت بتعمل كل اللي تقدر عليه عشان مضطرش اجيب شغاله…………….. اصلها بتغير…»
وقع الطبق من يداها ارضاً ولا تعرف متى
وكيف انزلق بتلك السرعة…. جثت ارضاً لتلم
اجزاءاً متناثرة حولهم…
هبط لجوارها وحمل القطع الزجاجيه وهو يقول بجفاء…
“مالك ارتبكتي كدا ليه…… وطبق وقع منك إزاي….”
برمت شفتيها بحنق…
«معرفش اهو وقع وخلاص…… عادي….»
افترس وجهها وهو يرد بغموض…
“لا مش عادي..”
فغرت شفتيها ورفعت عينيها عليه
وهي تقول بتوتر و غيرة…..
“يعني إيه…… آآه…”
نظرت الى ابهامها الذي جُرح من طرف الزجاجه بدون ان تلاحظ انها كانت تتكأ عليه اثناء تحدثه..
اختفت القسوة من على وجهه وهو يتناول يدها قائلاً
ببعض القلق….
“اتعورتي فين وريني….”
سحبت يدها منه بقوة وهي تقول بصوت مبحوح…
“مفيش حاجه…. دا جرح بسيط….” خرجت من المطبخ متوجهه الى الحمام مُغلقه الباب خلفها تاركه الدموع تنزل الان باريحيه…
لماذا تبكي…. لماذا يهوى قلبها لسابع أرض ويتمزق لمجرد حديثه عن حبيبته
يبدو وكأنه كان على علاقة عاطفيه مع جيجي كما قالت والدتها ..
ما دخلكِ فاليحب ويعيش كما يريد…..
رفعت عينيها على المرآة فوجدت احمرار وجهها وعينيها بفعل دموعها وضغط على نفسها…
ضعيفه ومهزوزه ومضطربه ولا تعرف العلاج لكل مايعتريها؟..
سمعت طرقه الخافت على الباب وصوته الهادئ يسالها ببعض القلق الذي يحاول اخفائه…
“نور …….انتي كويسه…”
هزت راسها امام المرآة وهي تنظر لوجهها بسخرية…
“ااه كويسه………. شويه وخرجه….”
فتحت صنبور المياه وبدت بغسل وجهها ولم تهتم بزينتها التي فسدت كل ما اردته غسل افكارها ومشاعرها الخائنه لعل الصدأ بهم يجري مع الماء
ويمحى؟!….
فتحت الباب وهي ترفع عينيها، فوجئت به ينتظرها عند إطاره مستند بكفه عليه ينظر لها بهدوء يتفحص كل جزء بها بنهم وفضول…
“انتي….. كويسه…”
سألها وهو يفصل الخطوات بينهم ليكن بمواجهة وجهها…
“انتي كنتي بتعيطي…”
اطرح سؤالاً اخر باهتمام بعد تفقده
لعينيها…
اسلبت عينيها ورطبت شفتيها بتوتر وهي تجيب باقتضاب…
“انا كويسه…. مفيش حاجه….”
كادت ان تتخطاه ولكنه مسك ذراعها وهو يقول بخشونة…
“راح فين….. استني…”
استدارت له فلاحظت تلك العلبة الصغيرة بين يداه
اخفضت عينيها وهي تراه يضع ملصق طبي حول ابهامه وهو يقول بتافف…
“ابقي خدي بالك اكتر من كده…… بذات وانتي بتلمي حاجه مكسوره …”
لم ترد عليه بل سحبت يدها وهي تقول بصوت خافض…
“انا هطلع قعد على البحر شويه….”
تخطت إياه بمنتهى البساطة وخرجت الي الجنينه حيثُ الهواء النقي والجو المألوف بروعة سحره
، تلك البقعة الزرقاء وما تحمله من طيات ساحره تجذب الجميع لها…. حتى ان كُنت لا تهوى السباحة ولا تفضل الماء
بها، إلا انها تجبرك بالسحرِ الخالص للجلوس
وتتاملها بشرود وعلى حسب حالتك المزاجية تتفاعل معك وكانها تواسيك…. وتساندك…. وتسعدك اينما أردت هذا !؟…
تطاير شعرها من حولها بخفه ونعومه توازي جمالها ورقة شخصيتها……
رذاذ منعش لفح وجنتيها فجعلها تتنهد بعمق وكأنها تبحث عن الملاذ في خلوتها…
شعرت به
يشاركها إياها بمنتهى التطفل منه…
جالساً بجوارها ينظر الى ماتنظر بيده فنجان من القهوة يرتشف منه بهدوء ووجه حجري صلب
«عارفه يا نور…. كان عندي خمستاشر سنه مكنتش اول مرة اشوف ابويا بيضرب امي….. زيدان باشا بكل الهلمه اللي حواليه ممكن اي واحدة تقدر تضحك عليه و تنسيه بيته و مراته و اولاده……»
رفعت عينيها باهتمام و ارتياب من وجهه الصلاب الحاد و هو يرتشف من كوب القهوة بينما يكمل حديثه
«هي وافقت تكمل معه علشان انا و زينه.. كانت فاكره انه لما يكون في أطفال هيتغير لكن هو متغيرش…. كان بياذيها نفسيا بعلاقاته لكن هي للأسف استحملت علشان انا و اختي….و لما حاولت اتمرد على الحياة دي و أقف قصاده كنت صغير سبعتاشر سنه وقتها كنت هموت فيها»
ضحك بسخرية وهو يكمل حديثه
«وقتها ضربني و دون ما يقصد وقعت من على السلم و اتصابت في دماغي و فضلت وقت طويل في المستشفى…
لكن قومت منها و بعد كدا اخدت ثانويه و قررت اخد كليه في مكان بعيد عنهم و عن مشاكلهم….. و فعلا رغم ان جالي اني اخدها في اسكندريه لكن انا قررت ابعد… لأبعد محافظة…. كنت لوحدي اربع سنين لكن اتعلمت افصل مشاعر عن شكلي او مظهري….. تماما يا نور…
حتى لو بموت من الوجع مش لازم أظهر ضعفي لأي حد
لدرجة اني احيانا بعتقد اني بطلت احس او اتوجع…………»
نور بحدة وهي تنظر الأمواج المتمرده
«مش مبرر يا باسل…. انت يمكن محتاج تتعالج بس مش مبرر انك تجرح اللي حواليك مالهمش ذنب في عقدتك….
انا ماليش ذنب توجعني و لا تقل من كرامتي…. كان ممكن متدخلش حياتي وقتها يمكن مكنتش هتتحمل ذنبي كمان….»
ثم تابعت بشرود
«او تتجوز اللي بتحبها…. يمكن وقتها تتعافي و تقدر تعمل بيت هادي بعيد عن عُقد والدك اللي اتزرعت جواك….»
باسل بتنهيده وهو يقف بجوارها
«مش من السهل تلقى الحب….. يمكن دي المشكله اني ملقتوش… على فكرة خالتي و جيجي انا خليتهم يمشوا النهاردة الصبح وواقفتهم عند حدودهم
و الكلام اللي قالته مالوش علاقه بعلاقتنا انا لا بحب جيجي و لا غيرها
چيچي تبقى زي زينه عندي اختي مش اكتر
ميهمنيش هي حاسه بايه ناحيتي ميخصنيش……»
تركها بمنتهى البرود كما يبدو و غادر المكان يدلف لغرفته اخذ يعمل على حاسوبه
نور بتنهيدة
” شكلك هتتعبني معاك يا ابن زيدان»1
************************
في منزل حياء
جلست بجانب شهد بغيظ وهي تنظر لاختها
شهد
«مالك يا بومة…. قالبه وشك ليه؟
زمت حياء شفتيها بسخرية قاله
=الصراحه مش عارفه اخوكي هيجيلي شلل رعاش……
لكزتها شهد في كتفها بخبث
=بذمتك مش زي العسل على قلبك…
ابتسمت حياء برفق قائلة
=اخوكي مش أفعاله….. أفعاله بتجلطني… بذمتك كان عارف ان زينب تعبانه و ماليش و امبارح اعرف بالصدفه من صالح ابن الجزمه اللي انا مخلفه
و اقوله هنروح سوا يقولي لااا و كلها يومين و هنرجع…..و اخوكي يقولي
اتبطي يا وليه…. انا يتقالي يا وليه!!!
يا حسره عليا….. وليه؟؟!
ماشي يا ابن نواره
شهد بغيظ
=مالها نواره يا اختي ما تتلمي
شهقت حياء بسخرية
=الله يرحمها بقى ميجوزش عليها الا الرحمه…. انا مالي حاسه اني بقيت بصورم كدا ليه
شهد بنبره ساخره
=حاسه؟! يعني لسه مش متأكدة…
الله وكيل احنا عايشين مع بهايم..
ضحك الاختان بمرح
حياء
=حظك من السما… هجيب الكرنب نحشي سوا….
شهد
=كلمتي ايمان وصلت و لا لسه؟
حياء بهدوء
=وصلت الساعه سبعه الصبح و كلمتها بس خايفه عليها اوي يا شهد…. ادعيلها
شهد بخوف
=مالها يا حياء ما انا مسلمه عليها امبارح قبل ما تمشي كانت كويسه
حياء
=استنى اجيب الحاجه نقعد نحشي سوا و موضوع ايمان ان شاء الله تعقل قبل ما تضيع بيتها و جوزها
حماتك مش عايزه تموت بقى يا بت الوليه دي هتفضل معمره كتير دا انا مش طايقها من قبل ما اخلف و هي زي البومه
شهد بضيق
=شكلها مش ناويه والله يا حياء
اسكتي دي بتيجي على السيرة…..
******************
في لندن
كانت ايمان تنام بهدوء بجوار يوسف فوق ذلك الفراش
يضمها بحماية الي صدره بينما لم تعرف هي طعم النوم تشعر بتائنيب الضمير… تبكي بعنف
وهي تكتم شهقاتها للحظات استوعبت حجم غبائها و لأول مره
ماذا كانت تريد….. كيف يمكنها ان تاخذ قرار كهذا دون العودة له
رفعت راسها تنظر له… كم هو وسيم طيب
مدت اتأملها تمررها على وجهه بملامح الرجوليه الجميلة
تشبثت به و بقوة و خوف وهي تخشي الإبتعاد عنه
الا ان ذلك تسبب في ايقاظه بسبب حركتها
يوسف بارهاق و تعب أثر السفر
=ايمان في اي؟ مش عارف انام….
ايمان بهدوء وهي تبتعد
« اسفه بس….»
جذبها نحوه بسرعه قبل أن تبتعد قائلا بحب و رفق
« متبعديش…. نامي يا ايمان بكرا هيكون يوم طويل خليك جانبي…..»
تشبثت به قائلة بهدوء
=نفسي أفضل جانبك للأبد…..
بعد مرور ساعات طويلة
كانت ايمان منشغله باعمالها المنزليه والتعرف على ارجاء الشقة بعناية
شاسعه بطراز رجولي بحت كل شي منظم رغم ذلك ليست كشقتهما بالاسكندريه
تفتقد لذلك الدف و الشعور بالألفه
سمعت رنين الجرس نظرت للمراه بجوار الباب لتعدل من وضع حجابها قبل أن تفتح الباب وهي تنظر لتلك الفتاة
وقفت عهد تشعر بالصدمة تشل ساقيها وهي تنظر لايمان بحجابها السماوي و جمالها الشرقي كل شي بها ملفت للانتباه
ايمان بالانجليزي
=مين حضرتك؟ و عايزه اي؟
عهد
=مش دا بيت يوسف الصاوى
ايمان
=اه دا و انا ايمان الشهاوي مراته.. دكتورة ايمان.. مين حضرتك؟
عهد بغيرة و هي تتذكر محادثه ايمان لها فيما سبق
=بشمهندسه عهد زميلة البشمهندس في الشركة… عرفت انه وصل قلت لازم اسلم عليه بنفسي
ايمان بجدية
=تقومي تجيله البيت؟ غريبه اتفضلي
دلفت عهد الي منزل يوسف لتجده يخرج من الصالون يرتدي تيشرت اسود و بنطال من نفس اللون و امارت الغضب و الذهول تعتلي وجهه
يوسف بحدة
=بشمهندسه عهد؟! افندم في حاجه..
عهد بابتسامة
=لا ابدا بس قلت لازم اجي اسلم عليك وحشتنا يا چو
عقدت ايمان ساعديها بحدة و هي تنظر له اغمض عينيه بضيق قائلا
= متشوفيش وحش يا عهد…. بس غريبه جايله لحد البيت يعني…
عهد
= كنت حابه اطمن عليك و انا اطمنا هستناك في الشركة بكرا يا بشمهندس سلام موقت
ايمان بحدة
=سلام…..
غادرت وهي تشتعل من الغيره و تركت خلفها نيران تكاد تحرق ايمان
ايمان بحدة
=جايلك البيت يا دلعدي.. بتطمن عليك
يوسف باستسلام
=لو حلفتلك على المصحف انها اول مره هتصدق
ابتسمت بثقه قائلة
=مش ضروري يا حبيبي انا مصدقك بس البت دي شكلها مش مريحني
احتضنها قائلا
=تعالي نجهز الغدا سوا و نشوف هنعمل ايه في موضوع شغلك ياله
ايمان
=ياله يا اخويا
يوسف بسخرية
=بعد دا كله اخوكي صوتي يالي منتش غرمانه…..
========================
في قصر الدمنهوري
كانت زينب جالسه بجوار بيلا يتسامران بعد أن تحدثت زينب الي حياء و اطمئنت عليها لتخبرها ان صالح سيقوم ببعض الأعمال و سيعود في أقرب وقت ممكن
في تلك الانحاء
توقفت سياره أمام القصر ترجلت منها أمره في منتصف العقد الرابع بتعب و شعور بالدوار
استقبلتها نعمه بسعادة
=ست صفا الف حمد الله على السلامة المنصورة نورت.
صفا بتعب
=وحشتني يا نعمه و المنصورة كلها وحشتني و خصوصا بيلا… هي فين؟
نعمه بخوف
=في الجنينه الورنيه مع زينب
شعرت صفا بالارتياب قائلة بسرعه
=زينب مين؟ معقول بيلا اتعرفت على ناس جديدة ياريت والله خليها تخرج من حالة الحزن اللي هي فيها دي
نعمه بسعادة
=الصراحه مدام بيلا من يوم ما اتعرفت على زينب وهي مرتاحه و بتتكلم مش زي الاول و الكوابيس بدأت تقل و خصوصا لما بتنام مع زينب
صفا بسعادة و إرهاق واضح
=يارب يا نعمه يارب
نعمه
=مالك يا صفا هانم انتي كويسه؟
صفا
=اه اه بس خديني لعند بيلا
امسكت بيد نعمه و تحركت معها بتعب واضح و هي تدخل لبهو القصر
ابتسمت بيلا وهي ترى صديقتها تتقدم منها نهضت و نهضت معها زينب
احتضنت صفا بيلا بحب قائله
=وحشتني اوي يا بيلا…. حقك عليا بقالي كتير مجتلكيش بس والله كنت تعبانه اوي
بيلا بقلق
=مالك يا صفا شكلك ميطمنش
صفا
=شوية تعب و هيروحوا لحالهم مش تعرفيني على القمر
ابتسمت زينب برقة و هي تنظر لصفا التي وقفت للحظات تشعر بصدمه وهي تدقق النظر لها ثم
نظرت مره اخرى لبيلا باستغراب و شك
=اهلا بيك…. بيلا حكالي كتير عنك و عن صداقتكم
اردفت زينب بتلك الكلمات برقه لتشعر صفا بالفضول نحوها
=بيلا دي…
بيلا بهدوء وهي تهز راسها بمعنى لا
=صفا اعرفك بزينب تبقى مرات صالح الشهاوي ابن جلال و حياء
صفا بابتسامه جميله و رفق
=اهلا اتشرفت بمعرفتك و شكلنا هنبقى صحاب
زينب
=طبعا يشرفني…
صفا بوجع وهي تضع يديها على جانبها
= اه…. يارب
بيلا بخوف
=مالك يا صفا شكلك تعبانه اوي….
صفا بدموع
=مش قاده يا بيلا جانبي بيوجعني اوي آه……
زينب بخوف
=لازم نجيب دكتور او نروح مستشفى… انا هكلم خديجه تخلي كرم يجيب دكتور
اومات لها بيلا بايجاب وهي تاخذ صفا لداخل القصر لترتاح قليلا
بعد مرور وقت
كانت صفا تتسطح فوق الفراش بجسد مرهق بينما تجلس بجوارها بيلا و زينب
زينب
=الدكتور قال إنها مش هتفرق دلوقتي ممكن انتي ترتاحي وانا هفضل جانبها
ابتسمت بيلا بحنان قائلة
=لا يا حبيبتي انتي حامل مينفعش تفضلي قاعده كدا ياله روحي ارتاحي في اوضتي و انا هفضل معها.
زينب
=لا مش هروح ايه رايك تكملي الحكايه و احنا قاعدين هنا و قوليلي ايه اللي حصل بينك انتي و عمر
……………………
في القاهرة
هب عمر من مكتبه بفزع و هو يتحدث مع شخص ما على الهاتف قائلا بصرامة
«صفا…. و انت وصلتها المنصورة امتى؟»
السائق باحترام و خوف
=النهارده حوالي الساعه اتنين و بعدين وقعت من طولها و جابوا الدكتور ليها لكن بيقول تعبانه اوي
أغلق عمر الهاتف و ليجري اتصال بثائر قائلا بصرامه لا تقبل النقاش
=جهز العربيه يا ثائر هنطلع على المنصوره
صمت للحظات قبل أن يجيب بهدوء
=على قصر الدمنهوري……
=================
في مكان آخر
جلست عصمت بجوار والدتها تفيده هانم حيث أصبحت امرآه جليسه الفراش دائما
عصمت بضيق وغضب
= عمر مصمم علشان يتم الاندماج بين الشركتين ان خليل يشارك اسماعيل الرفاعي
تفيده بهدوء
=طب وايه المشكلة؟ على الاقل انتي و خليل عارفين اسماعيل كويس و بتتعاملوا معه من زمان
عصمت بغضب
=لا يا ماما مش طبيعي…. عمر ممكن يكون عرف عن شغلنا مع إسماعيل في المخدرات و عارفه دا معنه ايه انه ناوي يهدأ المعبد على دماغنا بس دا مش معقول ازاي عمر هيعرف
ابتسمت تفيده ساخرة
=متخافيش و وافقي على طلبه و اعملوا الدمج بين الشركتين هتكونوا كسبتوا اسماعيل و عمر و اسم الشركه بعد الدمج هيكبر اوي و ساعتها المكاسب هتبقى كبيره اوي
عصمت بطمع
=ياريت يا ماما بس انا قلقانه من عمر
تفيده بخبث و جشع
=متخافيش اوي كدا… عمر علي اد ما هو ذكي الا انه لو اللعبه اتعملت على مقاسه مش هيعرف الحقيقه
انتي نسيتي اللي حصل و لا اي
دا فات عشرين سنه
لو هو ذكي اوي كدا…
كان زمانه عرف ان البنت اللي ماتت مش بنته…..
ضحكت ساخره بهسترية
=بس كان لازم هو كمان يموت بس حظه انه لسه عايش و مماتش……
عصمت
=تفتكري لو عرف ان بنته لسه عايشه هيعمل ايه و لا بيلا هانم اللي دخلت مصحه بسبب موت بنتها المزيفه هتعمل ايه
تفيدك بكره
=المهم البنت الحقيقة تفضل مختفيه و لا حد يعرف أصلها…..
عصمت
= لا يمكن تظهر دا انا اقتلها بيدي لو رجعت
لازم افضل حرقه قلب بيلا علشان تاخد مني حاجه كانت ليا و عمر كان حقي انا مش هي……..
سمعت رنين هاتفها بتنظر للمتصل قائلة
=دا الواد اللي بيراقب عمر ياترى عايز ايه دلوقتى…..
تفيدة
=ردي الاول….
تحدثت في الهاتف ليتحول وجهها للابيض و كان الدماء سُحبت منه اغلقت الهاتف برعب قائله بهمس
=عمر في المنصوره…. وصل قصر الدمنهوري
_______________________
 البراءه دائما قادره على أسر اي شخص،
قادرة على اختراق كل الحصون، و دك كل القلاع… ولكن هل تفلح مع حصونه هو اما ان حصونه لا تُخترق ابدا.. و قلاعه أقسمت على إلا تُدك من بعدها
توقفت سيارة عمر أمام قصره و خلفه سيارة الحرس الخاص به
الان قد عاد من سفر المفاجأ الي سويسرا حيث اخذ يسوي بعض الحسابات البنكية
ترجل من سيارته بشموخ و ثقة كعادته و خلفه رئيس الحرس الخاص به
عمر بجدية
=خالص يا ثائر تقدر تروح انت و خلي الحرس كمان يمشوا
رد صديقة باعتراض قائلا
=بس يا باشا…
قاطعه عمر بحدة
=مفيش حاجه اسمها بس…. ياله أمشي و الحرس كمان خليهم يمشوا و بكرا الساعة سبعة الصبح عايز اجتماع مع مدير الحسابات و عايز المراقبه تكون على عصمت و خليل مشددة مش عايزه يغيب عن عيونكم
سأله ثائر بجدية
=حضرتك شاكك في حاجة؟
توقف عمر وهو يضع يديه بجيب بنطاله قائلا
=عصمت…. عصمت قبل ما ارجع مصر من نيويورك هي اللي كانت بتدير الشركة هي و خليل
و انا طبعا اللي بشرف على كل حاجه من هناك.. لكن من مدة بعد رجوعي مصر اكتشفت ان في حاجه مش مظبوطه و غير معلومات وصلتني وانا في نيويورك.. كنت عارف انها بتلعب من وراء ضهري بس قلت عادي خليها تفتكر نفسها ذاكيه و بتحرك العرايس
متعرفش ان كل الخيوط في أيدي… المهم دلوقتي خلي عينكم عليها لازم أصفي حسابي معها في أقرب وقت
ثائر
=انت تؤمر يا باشا…. بعد اذنك
دلف الى داخل القصر في وقت متأخر بجسد منهك وهو يحمل سترته على ذراعه
صعد الدرج ليصل لغرفته
… ثواني ووجد طرقات على الباب
عمر بحنق
=ادخل…
ابتسمت تك الفتاة وهي تدخل غرفته اقتربت منه احدي الخادمات التي تعمل في قصر و اردفت بدلال
«عمر بيه احضرلك العشاء….»
عمر بحدة
«لا و قلت الف مرة لما ارجع في وقت متأخر مش عايز حد يطلع ليا ولا أنتِ مبتفهميش»
ردت بتملق و دلال
«انا اسفة بس انا قلت اكيد جاي حضرتك جاي من السفر تعبان و اكيد ماكلتش»
نظر لها عمر نظره متفحصه مقتربا منها فظنت هي انه اخيراً استجاب لها
فهي تطمع به و بشده فهو بالنسبة لها حلم رغم فرق السن بينهم و صغر سنها بالنسبه له…. و لكنه سيظل حلما لها فهوي غني و اعزب يُقال انه لم يتزوج الا مرة واحدة
حتى أن الأمر لم يكن معلناً للجميع.. رفع عمر يديه ممسد على شعرها فاغمضت عيونها باستسلام ولكنها سرعان ما فتحتهم عندم وجدته يجذبها من خصلات شعرها مردفا بنبرة حادة مخيفه
فعمر بغضبه لايري أمامه غير انه شخص غاضب بطبعه
«هو انا مش قلتلك مليون مره يا بت انتي الأسلوب دا تبطليه…. قولت و لا مقولتش»
هند وهي تبتلع ما بحلقها برعب من حدة نبرته
«قولت يا بيه»
زاد من شدة قبضته على شعرها بغضب قائلا
«ولما انا قلت الزفت الكلام ما بيتسمعش ليه»
هند وهي ترفع يديها تحاول تحرير خصلات شعرها من بن قبضته
«اخر مرة و الله يا عمر بيه»
ابتسم عمر ساخر ليجيب بحدة
«اخر مره للأسف ما هو مفيش مره تانيه»
اخرج هاتفه ليجري اتصال بمدبرة القصر و التي تقطن في مبنى صغير مجاور للقصر خاص بالخدم لتصعد بعد دقائق بارتياب
فريدة بغضب وهي تنظر لتلك الفتاة
«افندم يا عمر بيه….»
عمر بحدة
«البت دي تاخد حسابها و مشوفهاش في القصر تاني…… و أظن يا فريدة انا قلت مدام جيت في وقت متأخر محدش يطلع الاوضه الا لو طلبت و تكوني انت…. حصل و لا محصلش»
فريدة بجدية و لباقه
«حصل يا فندم بس انا كنت نايمه و…
عمر بمقاطعة
«اللي قلته يتنفذ و خديها… تاخد حسابها و مشوفهاش في القصر لحظه تاني و بكرا الصبح الساعة سته يكون الفطار جاهز…. اتفضلي»
اومات له السيدة بجدية وهي تاخذ الفتاة بغضب بينما أغلق عمر الباب خلفها بقوة و هو يتجة نحو الحمام
بعد دقائق
كان يجلس فوق الفراش بجسد مرهق وهو يمسك بين يديه مبلغ مالي يبدو قديم وهو يتذكر عندما أعطته الف جنية ثمن لسكوته و أعطاه الخاتم لها مجددا و كيف تطورت علاقتهما مع مرور الوقت لتصبح هي عشقه حد النخاع…
________فلاش باك________
في قصر الدمنهوري
كانت تقف أمام بوابة القصر بحماس و هي تنتظر جدتها التي ستاتي اليوم الي المنصورة
مريم
«يا بنتي واقفه كدا ليه؟ محمود قال لسه فاضل ساعتين على ما السواق يجي»
بيلا بسعادة و ابتسامة حنونة
«اصل كنت عايزه تيته في موضوع مهم اوي ميتاخرش»
ابتسمت” مريم “ بحماس و تملق
«موضوع ايه دا يا بيلا… انا ملاحظه انك متغيرة من وقت ما حضرتي فرح بنت الرشيدي احكيلي في ايه؟»
بيلا بخبث
«تدفعي كام و احكيلك….»
مريم بلا مبالة
«الصراحه مش عايزه اغامر بتحويشه عمري علشان اخبارك… لان كلها بتكون تافهه
يعني مثالا مرة اعرف انك مصحبه عيلة في رابعه ابتدائي… و مره تانيه اعرف انك روحتي الأرض بتاع عم امين علشان تتفرجي على الغنم الصراحه يا بيلا انت زي ما محمود بيقول هتفضل طول عمرك طفلة»
ابتسمت بيلا قائلة بمكر
«بالظبط كدا ياله بقى روحي شوفي بتعملي ايه و حلى عن دماغي….»
«انتي حرة انا كنت عايزه مصلحتك سلام يا بيبو»
بعد ساعة تقريبا
كانت الشمس قد غربت و الظلام يكتسي السماء رويدا
خرجت نعمة من القصر وهي تنظر لبيلا بغضب
«انسه بيلا مينفعش تفضلي قاعدة هنا سالم بيه لو جيه و شافك هيقلب الدنيا تعالي ندخل جوا…»
بيلا بضيق
«اتاخروا اوي يا نعمة….»
نعمه
«لا اتاخروا ولا حاجه انتي بس اللي شكلك مستعجله اوي و عايزه تتكلمي مع نبيله هانم… هي زمانها على وصول بس مينفعش الواقفه كدا الدنيا ليلت ياله الله يرضا عليك تعالي ندخل جوا….»
بيلا بهدوء
«ياله….»
بعد مرور نصف ساعة
سمعت بوق سيارة معلناً عن وصول جدتها
قفزت من فوق الاريكة بحماس وهي تركض لخارج القصر
دلفت سيدة تبدو في العقد السادس من عمرها بشوشه الوجة أنيقة.. ترتدي نظارة كبيرة في حين تسحب شعرها الأبيض في كعكه منظمه و تضع وشاح اسود على رأسها
بيلا بسعادة وهي تحتضنها بقوة
«وحشتيني اوي يا احلى تيته في المجرة كلها ايه الجمال دا لا انا كدا هغير »
ابتسمت نبيلة بسعادة وهي تنظر لاصغر احفادها و كم هي جميلة تشبه والدتها
«و انتي كمان وحشتيني اوي يا بكاشه….»
مريم بسخرية و ضحك
«ازايك يا ستي وحشتني»
نبيلة
=بخير يا حبيبتي كلكم وحشتوني
بيلا بهمس
«تيته كنت عايزة اتكلم معاكي في موضوع مهم لوحدنا ممكن»
نبيلة بسعادة هامسه
«بخصوص الشاب اللي قولتي عليه؟
اومات له بيلا بايجاب فربتت نبيلة على كتفها باهتمام
«استنى لما نطلع اوضتك علشان نبقى على راحتنا»
بعد فترة
اخذت نبيلة تمسد على شعر بيلا بحنان بينما تنام بيلا فوق الفراش و تضع راسها على فخذ جدتها
نبيلة بحدة
«ها يا بيلا…. قوليلي قابلته كم مرة من وراء ابوكي…. هي دي الأصول اللي ربيتك عليها؟»
اعتدلت في جلستها بحزن تضع عينيها بالارض
ابتسمت نبيلة بحنان وهي تمد اناملها لترفع وجه بيلا لها لتجد عينيها تلمع بالدموع
«ممكن اعرف بتعيط ليه مش احنا متعودين اننا صحاب؟»
بيلا بندم
«والله يا تيتة انا مقبلتوش الا كم مرة و صدقيني مش بكون مرتبه لأي حاجه هي بتيجي صدفة…. بس علشان احنا صحاب مقدرش اكدب عليك…. هو شخصيته جذابة انا بكون مبسوطة لما اشوفه… مش عارفه و دا مخوفني…. انتي عارفه اني بحب بابا اد ايه و انا من بعد وفاة ماما الله يرحمها وهو بيعمل كل حاجه علشان يفرحني و انا مش عايزه ازعله بس برضو.. عارفه انه لو عرف اني قبلت عمر و لو مرة واحدة هيقلب الدنيا…»
نبيلة بجدية
«عمر و لا باباكِ»
بيلا بصدق
«المقارنة دي متنفعش يا ستي…. بابا هو كل حاجه حلوة و لو خيروني هختاره هو طبعا …. بس عمر انسان نبيل و محترم و احساسي ناحيته مختلف عن أي حد»
نبيلة بحدة و عقلانيه
«اللي اعرفه و اتربيت عليه ان اللي بيحب حد و بيحترمه بيجي البيت من بابه يبقى فين الحب دا لو مجاش طلب ايدك»
بيلا
«يعني اعمل ايه؟»
نبيلة
«تبعدي عنه تماماااا…. مفيش مقابلات من ورانا… انتي بتكلميه على الموبيل»
بيلا بحزن
«اه… بس والله هما تلات مرات»
نبيلة
«يبقى تحذفي رقمه من عندك و تبطلي تكلميه…. بيلا حبيبتي انا عايزه مصلحتك وانتي عارفه دا كويس… لأنك مش بس حفيدتي لان انا عارفه ان قلبك ابيض و مش عايزه الدنيا تلوثه باي حاجه وحشه و اخاف عليك من اي حد يفكر يستغل طيبة قلبك يمكن لو مريم مكنتش اخاف عليها كدا لأنها بتسحبها بعقلها مش بقلبها لكن انت بتشوفي الناس بقلبك و دا هيجرحك لو وقعتي مع الشخص الغلط…»
احتضنها بيلا بارتياح لتجذب نبيلة الغطاء عليهما و هي تطفي النور قائلة بنعاس
«خلينا ننام دلوقتي هحكيلك حدوته و نصحى سوا نصلي الفجر….»
بسم الله الرحمن الرحيم.. كان يا مكان يا سعد يا كرام و ما يحلي الكلام الابذكر النبي عليه افضل الصلاة والسلام……
بيلا بنوم وهي تجذب الغطاء اكثر عليها
«عليه افضل الصلاة والسلام»
يُحكي انه في سالف العصر و الاوان……….
بعد مرور يومان
جلس عمر في مكتبه بضيق ممسكا بهاتفه بين يديه يشعر وكأنه على وشك الانفجار من شدة الغضب الغير مبرر
عمر بحدة
=مش بترد ليه يا بيلا…. بتقلقيني عليك وخالص حاسس اني هتجنن من امتى وانا بتفرق معايا اي واحدة… كل مرة اقول انجذابي ليها هيقل بالعكس دايما بتشد اكتر…
دلف الي المكتب ثائر بعد أن سمح له بالدخول
ثائر
«اتفضل يا باشا…. الملف اللي حضرتك طلبته تؤمر بحاجه تاني….»
عمر
«لا يا ثائر تقدر تمشي انت و الحرس انا لسه ادامي شوية»
اوما له بجدية وهو يخرج من مكتبه في حبت اجري عمر اتصال مرة أخرى برقمها
لكن تلك المرة ردت عليه نبيلة هانم بجدية
«الو مين معايا؟»
رد عمر بثقة و لباقه
«عمر الرشيدي…..
نبيله بجدية
«واضح من ردك انك مش خايف»
ابتسم عمر وهو ينهض عن كرسيه ويضع يديه في جيب بنطاله
«الخوف بيكون نتيجه حاجه من الاتنين يا عدم الثقه بالنفس او انه بيعمل حاجة غلط»
نبيله بابتسامه جانبيه
«و حضرتك مش شايف انك بتعمل حاجه غلط و انت بتحاول تضحك على حفيدتي و معتقد انها هتعمل حاجه من ورانا»
عمر باعجاب
«لو دا اللي في دماغي اكيد مكنتش هبقي بكلم حضرتك… اظن نبيلة هانم المنيري جدة بيلا؟
جلست نبيلة على كرسيها وهي تنظر لبيلا النائمة بعمق
«تفتكر لو سالم الدمنهوري عرف انك بتلعب على بنته هيعديها بالسهل كدا يا ابن الرشيدي….»
عمر
«مين قال اني بلعب عليها…. انا منكرش ان دا كان شعوري و رغبتي في الأول لكن مع الوقت الموضوع اتغير اظن الكلام في الموبيل مش هينفع و لازم نتقابل…
نبيلة بابتسامه
«وانا كمان اظن كدا… بكرا في العزبة هكون موجودة الساعة واحدة الضهر و اتمني منك أنك متخيبش ظني و لا نظرتي فيك يا بشمهندس عمر»
ابتسم بلباقة قائلا
«ان شاء الله يا نبيلة هانم …» صمت للحظات ثم تابع بجدية
«هو ممكن اكلم بيلا….»
نبيلة بارتياح
«للأسف بيلا نايمة دلوقتي….. إن شاء الله على معادنا بكرا»
عمر بجدية ممزوجه بسعادة
«طبعا يا هانم….»
اغلقت الهاتف وهي تنظر لبيلا بسعادة
«شكل حظك حلو يا بيلا و موقعك مع شخص محترم… ربنا يسعدك يا حبيبتي و يديكي على قد قلبك الأبيض يارب يا بنت تحيه»
ابتسمت وهي تخرج من غرفتها تاركا اياها تنعم بنوم هادي كاحلام طفولتها
في اليوم التالي
بيلا
«هنعمل ايه في العزبه يا تيتة انتي عارفه اني مش بحب اروح هناك من وقت وفاة ماما»
نبيلة بابتسامه
«انا بقى عايزه اروح هناك و مريم مش راضيه و اخوك خرج من سالم و مفيش غيرك ياله البسي و هنروح سوا و هنقضي اليوم كله هناك»
بيلا بضيق
«ماشي…..»
بعد مرور نصف ساعة
جلست بيلا تقوم برسم احد الرسومات في دفترها الخاص، في حين كانت نبيلة تجلس في بهو المنزل الريفي ترتشف قهوتها في انتظار عمر
توقفت سيارته أمام البوابه الحديديه للعزبه بينما توجه نحو السيارة الخفير و هو ينظر بريبه لعمر
الحارس
=افندم يا عمر بيه…. سالم باشا مش في العزبه
عمر بجدية
=نبيلة هانم موجودة….عندي معاد معها قولها عمر الرشيدي
الحارس
=ثواني……..
بعد مرور دقائق
دخل العزبه بسيارته آخذ نفس عميق هامس لنفسه
«عمر… بيلا مش زي اي واحده بلاش تلعب بيها.. لو كنت بتلعب مكنتش هتبقى هنا دلوقتي…»
ترجل من سيارته بشموخ وهو يهندم حُلته السوداء
سيدة باناقه
«اتفضل يا عمر بيه نبيلة هانم منتظراك في الجنينة»
بعد لحظات
و بعد الترحيب الخاص جلس عمر في بهو القصر بلباقة بجوار نبيلة
نبيلة
«ها يا أستاذ عمر طلبت تقابلني…. اتفضل كنت حابة اسمعك… و افهم سر الاهتمام المبالغ فيه ناحيه بيلا….»
عمر
«شوفي يا نبيلة هانم حضرتك اكيد عارفه المشاكل اللي بين عيلة الرشيدي و عيلة الدمنهوري»
نبيلة بتوتر و ارتباك
«طبعا عارفه… تحية الله يرحمها قالتلي عن السبب
و رفض جدك الرشيدي انه يجوز سالم لعمتك كوثر هانم الله يرحمها
و بعدها سالم طلب ايدي بنتي تحية
لكن من وقت رفض جدك
و حصل مشاكل بين العيلتين و بقوا منافسين لبعض في الشغل و البزنس
بس يا استاذ عمر بيلا مينفعش تدخل في الليلة اللي بينكم دي
بيلا أطيب و أرق بكتير من اللي ممكن تفكر فيه.. تحية الله يرحمها استحملت كتير مع سالم بس عشان بيلا
محمود و مريم عندهم نُضج كفاية انهم يديروا حياتهم لكن بيلا لو خرجت للعالم دا هتتاذي
فبلاش تدخلها في الليلة دي لو سمحت انا بكلمك كدا دلوقتي لان احساسي بيقولي انك شخص كويس و محترم»
عمر
«انا مقدر خوفك عليها و فاهم كل اللي بتقوليه لكن انا دلوقتي طالب ايد بيلا منك لان عارف انها مش زي اي واحدة تانيه و يمكن لان حبيتها الله اعلم لكن انا حقيقي اتمنى العداوة دي تنتهي…. و اتمني حضرتك تكوني في صفي لاجل مصلحة بيلا»
نبيلة
«ان شاء الله يا استاذ عمر و انا هفتح الموضوع مع والدها و ان شاء الله خير»
ابتسمت بسعادة قائلا
«ان شاء الله اتشرفت بمعرفتك يا نبيلة هانم»
«الشرف ليا»
قدم التحية و خرج بينما شعرت نبيلة بالارتياب و القلق
نبيلة
=استر يارب…. ربنا يهديك يا سالم و ينصفك منهم يا بيلا
كان في طريقه للبوابة لكن ابتسم وهو ينظر لها بينما تجلس ممدده الساقين تضع دفتر كبير على قدميها تحت شجر العنب الذي يظلل عليها من اشعة الشمس
غير طريقه و هو يبتسم بتسلية
«واضح انك مشغوله اوي»
شهقت بيلا برعب وهي تنهض بسرعه بينما ألقت الألوان و الدفتر على الأرض لتقول بفزع
«يخربيتك يلهوي انت دخلت هنا ازاي.. اطلع برا بسرعة الحرس لو شافوك هتبقى مصيبة… عمر بالله عليك امشي من هنا»
ابتسم برفق مقتربا منها بخطوات ثابته واثقة
«خايفه عليا؟
بيلا بتلقائية
«لا خايفه عليا انا… انت دخلت ازاي»
عمر باستفزاز
=من الباب
ضربت كفيها ببعضهما بضيق
=اللهم طولك يا روح انت عايز تجلطني يا جدع انت انا غلطانه اني واقفه معاك اصلا
ثم تابعت بصوت عالي
=يا عم محمد…
عمر
=انتي غبية اوي سلام يا بيبو
بيلا بغضب
=اسمي بيلا و تبطل تعصبني ب بيبو بتاعتك دي…
لم يعيرها انتباه في حين غادر القصر
بعد مدة
سالم بحدة و غضب
«لا يا نبيلة هانم مش موافق و دا آخر كلام عندي ابن الرشيدي من سابع المستحيلات انه يتجوز بنتي…. و انا ليا حساب معها قليلة الادب دي ازاي تقابله من ورانا….»
نبيلة في محاوله لامتصاص غضبة
«سالم بلاش تكسر البنت… ابن الرشيدي جاي و بيمد ايديه بالصلح اخلصوا من العداوه دي و بلاش تكسر بنتك.. بيلا معجبه بيه…..»
سالم بغلظه
«لو اخر واحد في الدنيا مش هجوزه بيلا دي بنتي انا و انا عارف مصلحتها… و بيلا هتخلص الامتحانات و تسافر باريس زي ما كانت عايز وهناك تشتغل في الخزف و خلص الكلام»
نبيله
«انت بتعند و خالص يا سالم…. عايز ترد لعيلة الرشيدي اللي عمله جده زمان لما رفض جوازك من بنته بس خالي في علمك انك هتاذي بنتك بعندك دا و ربنا مش هيسامحك و على فكرة بيلا هتخلص امتحانات و تيجي معايا اسكندريه»
**********عودة للحاضر**********
تقلب عمر في الفراش بحنق كلما يحاول ان يغفي تاتيه ذاكرها و سعادته معها و التي لم يشعر بها مع أي أمراه أخري
=========================
في منزل صالح و زينب
كانت زينب تنام بارتياح بين احضان بيلا و التي أتت للمبيت معها بعد سفر صالح للاسكندرية لتوديع ايمان قبل سفرها
ابتسمت بيلا بحنان وهي تمرر يديها في خصلات شعر زينب بحنان
زينب بحماس
=بس انت عملتي ايه لما باباكي رفض جوازك منه
بيلا بسعادة وهي تشاركها الاحاديث
=لا دا الموضوع يطول شرحه بس خلينا ننام دلوقتي و هكملك الحكاية بعدين
زينب
=تعرفي اني برتاح و انا بتكلم معاك انتي و ماما حياء بحسكم زي بعض بس بحس انك غيرها شويه و معظم الوقت عيونك فيها حزن
بيلا
=مش لازم تكون كل القصص نهايتها واحدة.. زينب انتي بجد بتكون فرحانه وانا معاكي
ابتسمت بسعادة وهي تهز راسها بالايجاب قائله
«اوي الصراحه بحب اتكلم معاكي و بكون مرتاحة و حاسه اننا قريبين من بعض المهم انتي متزهقيش مني»
بيلا
«وانا عمري ما هزهق ابدااا بالعكس انا اتمنى افضل اتكلم معاكي»1
في تلك الانحناء صدح رنين هاتف زينب
بيلا بارتياب
=مين هيكلمك دلوقتي؟
زينب
=مش عارفه استنى هشوف
التقطت هاتفها لتزين وجهها بسمه بسيطة
«دي نور و الله وحشتني بس بتتكلم ليه دلوقتي»
زينب
=وحشتيني اوي الله على سافر و نسي احبابه
نور بغيظ وضيق
«زينب انا مش طايقه نفسي والله العظيم لو شفته دلوقتي احتمال ارتكب جنابه هو و خالته العقوبه دي
لوت زينب شفتيها بغيظ قائلة
«لحقتي تعملي مشاكل يا ام لسان مسحوب منك»
نور بغضب
«زينب انا بجد مش طايقه و الله العظيم هو وأم الخلول
اللي ماشيه معه في كل حته دي»
ارتفع حاجب بيلا بارتياب
=ام الخلول؟!
نور باندماج و ضحك
=اه ما انا سميتها ام الخلول بت عبيطه اوي الصراحه اقسم بالله… مين معايا
«بيلا… اه صاحبة زينب احكيلي اي اللي مضايقك»
نور بغيظ
«بقف بجم حيوان غبي متخلف بارد اااه هتشل منه بصي الحكايه بدأت لما زينب كانت في المستشفى…..»
اخذت تسرد عليها منذ بدايه بباسل حتى تلك الحفلة
بيلا بخبث مرح
=اه يعني البيه شايف نفسه… لا يبقى لازم يتربا و يتعلم ان الله حق
زينب
=و دا يتربا ازاي؟!
نور
=اعمل ايه انا حاسه اني لو شفته هضر”به….
بيلا بمرح
=لا… اسمعي دا لازم نشتغل معه بعدة طرق
اول طريقه على رأي زينات صدقي
شوق و لا تدوق
نور بحماس و خبث
=حلو دا اوي
بيلا بسعادة
=بس متنسيش زينات قالت الشي اللي يزيد عن حده ينقلب ضده
اول حاجه..
اول ما يجي لازم يلقيك هاديه و جميلة و بارده و لا كأن اللي حصل دا في دماغك اصلا
و بلاش تعملي فيلم هندي و تخليه يعرف اللي خالته العقربه دي قالته بس بأسلوب و انتي بتتدلعي شويه
دوبيه كل ما يقرب اتدلعي بس ابعدي و ساعتها هيندم على اللي عمله
سوقي الهبل على الشيطانه بس بحدود
لان النوع دا مش بيجي بالعند
نور بحماس
=طبعا جدا احنا لازم نبقى صحاب والله زينب محظوظه
زينب بسعادة و حماس
=بس خالي بالك يا فالحه الاستاذ اللي انتي واقعه معه مش سهل و ممكن وقت ما تيجي تدلعي عليه يوقعك هو في شباكه
نور
=متقلقش على اخوك يا فوزي كله في الحفظ و الصون1
_______________________
في الاسكندريه
صدح صوت طرقات فوق باب شقة على في وقت متأخر من الليل
مدت حبيبه يديها للفراش مفتقدة دف احتضانه لها شاعرة ببروده تسري بجسدها
فتحت عينيها بتثاقل تتفقد الغرفه مليا لكن لم تجده
استمعت لصوت من خارج الغرفة
حبيبة بارتياب
«على……»
لم تجد منه أي ردة فعل ليتصاعد الخوف بقلبها
ارتد مئزر طويل على قميصها و هي تخرج من الغرفه
لكن سمعت صوته يتحدث مع شخص ما في الشرفة
كادت ان تخرج لكن تراجعت وهي تنظر لنفسها
دخلت مرة أخرى لغرفتها بدلت ثيابها و خرجت لتجده يتحدث مع صالح في شرفة المنزل
حبيبة بابتسامه
=اهلا يا بشمهندس صالح
استقام صالح مبتسم بجدية قائلا
=بخير الحمد لله…. اخبارك اي يا حبيبه… الف مبروك على الفرح عارف انها متأخره بس والله ظروف حصلت معرفتش احضر
وقفت حبيبة بجوار على مبتسمه برفق
«الجماعة قاموا بالواجب حقيقي كنت خايفه اكون لوحدي في اليوم دا بس والدتك و عمي جلال و إيمان كانوا معايا… اخبار زينب اي؟
صالح بتنهيده
=بخير الحمد لله….
على بجدية
«حبيبة اعمليلنا كوبايتين شاي….
اومات له بالايجاب وهي تخرج من الغرفه بينما جلس صالح علي كرسيه و اقترب من على قائلا
=قولي وصلت لايه في الموضوع اللي وصيتك عليه
على بجدية
=البت دي من الشرقيه اللي عرفته انها كانت شغاله في البيوت و بعدها اتلكت على واحد اسمه خالد و دا مشاعد الزفت رشاد
.. و طبعا هو اللي جابها تشتغل في البيت عند الحج جلال بغةعد ما والدتك كانت تعبت….. مش متجوزة و لا مخلفه زي ما فهمت زينب بس عندها خالها بيقولوا انه راجل شديد في تعامله….
صالح
=طب و رشاد عرفت عمل اي
على
=واضح انه عرف يغطي الديون اللي عليه بعد وقوع أسهم شركات بس اكيد ميعرفش انك انت اللي اشتريت الاسهم
الأكيد انه دلوقتي بيفرفر بعد الساير اللي وقع فيها بعد لما الاسهم انضربت في البورصه بس عامل زي الفرخه الديخه و طبعا مشغول جدا في تغطية الخساير
ابتسم صالح بشيطانيه وهو يضع ساق على الاخري
=طب اسمع بقى اللى هيحصل في حد هيعلن ان انا اللي اشتريت أسهم شركته وقتها هيعرف ان انا السبب في الفضايح اللي أتعرض لها بتاع انتهاء صلاحية المواد اللي بيبعوها في المصانع و اللي حصل بعدها ان أسهم شركاته وقع بعد المصيبه دي……
على بارتياب و خوف
=انت بتتكلم جد دا كدا هيحطك في دماغه يا صالح
صالح بابتسامه ساخره
= و دا اللي انا عايزه…. النهارده الصبح الساعه سته توصل لحد شقتي و ادي المفتاح عايزك تركب كاميرات مراقبه انا متفق مع المهندس هيكلمك بدري تاخده و تركبوها… انا مش ضامن اللي ممكن البت اللي اسمها عفت دي تعمله
علي
=انا مش فاهم حاجة…. انت عايز تركب كاميرات مراقبه في شقتك و هتسيب عفت موجوده عادي بعد اللي عرفته
صالح
=طب اسمع بقى كلامي كويس اوي…
بعد دقائق
على بضحك
=لا ملعوبه يا ابن الشهاوي… الصراحه انا اتكيفت اي الدماغ دي… بس في حاجه زينب لازم تحذرها و الا ممكن البت دي تلعب عليها و مش عارفين مممكن توصل لفين
صالح بجدية
=علشان كدا لازم تركب الكاميرات… صحيح الستات بتوع مياة النا”ر فين
على بجدية
=ياه دول زمانهم عفنوا في المخزن… هناك من بعد اسبوعين من الحادثه دي
صالح بلا مبالة
=يبقى خليهم عندك كمان شويه انا عايز الم الحبايب كلهم مره واحدة و نكون خلصنا منهم…..
على
=و دا اللي هيحصل ان شاء الله
صالح بحب اخوي
=عارف اني بتقل عليك و انت لسه عريس جديد بس حظك بقى.
على بابتسامة
=هو صحيح حاجه غتاته اوي بس نستحمل هو انا عندي كم اخ يعني
ربت صالح علي كتفه باهتمام قائلا
=تسلم يا علي….انا لازم امشي دلوقتي
حبيبة
=الشاي…..
صالح
=معليش لازم امشي لان هرجع للجح و بعدها هطلع على المنصورة يومين كدا و هرجع انا و زينب المهم متنساش اللي قلتلك عليه
علي
=اطمن…..
===================
بعد مرور وقت (في روسيا)
ابتسمت نور بخبث و هي تنظر للمراه بحماس و ثقه بنفسها
ترتدي عباءه طويله ضيقه ذات الون النبيتي الداكن بفتحه صغيره من الجانب تعطيها حرية الحركه
فردت شعرها البني لتضع بعض لمسات المكياج
لكن استمعت لصوت بوق سيارته معلنا عن وصله
نور بخبث
=خلينا الاول نخلص من الحيزبونه
ابتسمت ببرود وهي ترتدي حذاء اسود بكعب عالي لتبدو في غاية الجمال
نور بغضب
=ماشي يا باسل الكلب اصبر عليا
كانت تجلس أمام التلفاز تضع أمامها اطباق مختلفه من الوصفات المصريه
دلف باسل برفقة چيچي و التي نظرت باشمئزاز لنور
تاملها باسل بدهشه و اعجاب شديد بجمالها الخلاب
تنهد بندم و شوق وهو يتأمل جمالها و رقتها الفتنه يتمنى ان يخفيها عن عيون الجميع
استفاق باسل على صوت چيچي الغاضب التي وقفت بجانبه دون أن يشعر بها
وهي تقول بصوت غاضب ملي بالغيرة
=اي الجو البلدي دا… قاعده بلبس زي دا و ايه اللي بتاكليه دا… اوف
اظن ميصحش المسخرة دي أدام الخدامين الموجودين هنا و لا نسيت انك مرات باسل العلالي و اصلك هيفضل بيئة
شهقت نور بغضب وهي تغلق التلفاز عن الاغاني الشعبية التي تستمع لها
لتقول نور بغضب
= انتي بتقولي ايه….
الا انها صمتت عندم تحدث باسل بغضب و حده و بطريقه قاطعه
«چيچي انك اتجننتي ….
ليتابع بغضب اكبر
«دا بيت نور تعمل فيه كل اللي هي عايزاه تلبس قصير ضيق ميخصكيش و متنسيش نفسك و لا تنسى انك هنا ضيفه و ان هي صاحبة البيت و انها تبقى مراتي…. فاهمه يعني ايه
و اتفضلي اعتذري عن الكلام الفارغ اللي انتي قلتيه
جيجي باعتراض و ضيق
«انا مقصدش يا باسل… بس»
باسل بغضب
«لو مش عاوزنا نخسر بعض اعتذري و حالا»
جيجي بغضب و توتر
«انا اسفه يا نور… مش قصدي اهينك انا بس خفت على شكلك أدام الخدامين»
همست نور ساخره
=لا فيكي الخير يا اخت جيجي دا انتي الغيره بتقطع فيكي و مش عارفه تخبيها اصبروا عليا بس
اقترب باسل من نور التي مازالت غاضبه ليقوم بلف يديه حول خصرها وهو يقبل جبينها بحنان
=ممكن نتعشا سوا
نور بغضب لنفسها
=يا بجحتك يا اخي و لا كانك عامل حاجه….»
ابتسمت ببرود وهي تضع يديها حول عنقه تمررها ببطي مذيب له و لمشاعره بينما وقفت جيجي تتابع بغضب حارق
نور برقه زائفه
=طبعا يا حبيبي….
ضربت جيجي قدمها بالأرض بغضب و هي تخرج و تتركهما و ما ان غادرت حتى ابتعدت نور بغضب و لكزته بقوة في صدره
=حيوان بصحيح…….
ابتسم باسل ببرود قائلا
=في اي يا بيبي ما كنا حلوين
نور بجدية
=باسل انت بجد مصدق نفسك…. اه صحيح في حاجه لازم تعرفها
مدام ألفت والدة الست هانم بتاعتك دي هانتني في الحفلة و الكلام اللي قلته مفيش بني آدم يستحمله…. لو بتفكر انك تتسلى بيا زي ما هي قالت تبقى غبي
و اوعي افتكر ان ممكن اسمحلك تهين كرامتي اوعي
كادت ان تتركه و تغادر الا انه جذبها بقوة من ذراعها متمسكا بها
احتضنها بقوة في حين حاولت التملص منه بغضب و قوة
«ابعد عني يا باسل احسنلك بلاش تخلي الشياطين تلعب في دماغي لان هتطلع عليك»
حاوط خصرها بكلتا يديه بقوة وهو يدفن وجهه بعنقها قائلا
«اسف يا نور…..»
هدات قليلا وهي تبتلع ما بحلقها بغضب قائلة
«على ايه ولا ايه….. على كرامتي اللي اتهانت و لا سمعتي اللي انت بغبائك طعنت فيه»
باسل بجدية
«على كل دا….. اولا انا الكلام الغبي دا قلته في لحظه غضب…. و عارف انك محترمة و لو مش كدا مكنتش هتتبهدلي يوم القسم و لا تضربي الجدع اياه و صدقيني انا حبسته رغم انه كان مفروض انتي اللي تعوضيه عن البهدله اللي بهدلتيهاله بس كنت متأكد ان ليك حق…..»
نور بسخرية
«اسفك مش مقبول يا باسل بيه… بعد اذنك»
تركته بالقوة و غادرت المكان بغضب رغم شعورها ببعض الارتياح
في اليوم التالي
حوالي الثانيه عشر ظهرا
خرجت من الحمام وهي تجفف شعرها ترتدي ثوب اسود أنيق رفعت شعرها برباط شعر
خرجت تبحث عنه لأول مره تنام كل هذه المده
رفعت بنيتها تتفقد المكان من حولها فلم تجده ولكنها استنشقت رائحة طعام يطهى وصوت اواني صادره من ركناً قريب منها….
زمت شفتيها وهي تتقدم عدة خطوات باتجاه الصوت…
لم تتخيل يوماً ان ترى هذا المشهد بعينيها المندهشه
كان يقف امام الموقد يطهو شيءٍ ذو رائحه مميزه
يقلب بيده وباليد الاخرى يمسك طبقاً من شرائح الدجاج ثم يسكب بتدريج واحده تلو الاخرى
بتركيز واستمتاع غريب وكأنه لا يطهو بل يستمع للموسيقى المهدائه المعدله للمزاج
أنتبه لوجودها وبدون ان يرفع حتى عينيه عليها قال بقنوط…
«لو مش هنتعب سياتك….. خدي قطعي دي…»
لم تتصور ان يقذف نحوها مباشرةً ثمرة البطاطس
ولحسن الحظ مسكتها قبل ان تصطدم بوجهها…
امتعض وجهها وهتفت من بين أسنانها المطبقه
«اي ده…»
رفع كتفيه وانزلهم ببراءة زائفه ثم قال باستفزاز…
«في ست في الدنيا متعرفش البطاطس….. ولله عيب اوي في حقك…»
زفرت بغيظ وهي تلوح له بثمرة بحنق.
«متغظنيش ياباسل…… في حد بيطلب المساعده بشكل ده… ام صحيح واحد بارد”
زم شفتيه بضجر حقيقي وهو يعود لإكمال الطهي معلقاً بفظاطه…
«دي مش مساعده……. دا أمر…»
وضعت يداها في خصرها ورفعت حاجبها
منزعجه اكثر منه ثم هتفت باستهجان…
«يسلام….. وبتامرني ليه بقه ان شاء الله…»
لم ينظر لها بل قلب شرائح الدجاج بالمعلقه التي بين يده وهو يقول ببساطة…
«بما أنك هتاكلي معايا… مش ناويه تكلي برضو….»
نظرت الى الطعام ومن ثم له وقالت بضيق…
«بصراحه خايفه أكل وبعدها اروح اعمل غسيل معده في المستشفى…»
ابتسم بمرح زائف وهو يجيب بقنوط…
«متقلقيش مش هتروحي لوحدك… مانا هاكل من نفس الأكل….»
سألته باستفهام..
«يعني إيه؟…»
رد بسماجه..
“يعني هنونس بعض في المستشفى…”
مطت شفتيها وهي تتقدم للداخل لتقف بجواره وتراقب مايفعله ثم سالته بنبرة عادية…
“بتعمل إيه…”
رد بدون ان يرفع عينيه أجاب…
“وصفة فراخ .. بس زي ما تقولي كدا مزيج بين المصري و الاسباني»
إبتسمت بسخريه وهي تقول…
«واو…..شيف باسل…»
لم يعقب على جملتها بل قال بخشونة…
«فين البطاطس اللي قطعتيها…»
فغرت شفتيها وهي تقول بتوتر حقيقي…
=إيه……لسه….”
رفع عسليته عليها اخيراً وافترس وجهها و بنيتها وهو يقول بصلابه …
«وهتفضلي وقفه مكانك كتير وهي لسه في إيدك كده…”
عضت على شفتيها امامه وهي تنظر للثمرة الحزينة بين يداها ثم لم تلبث الا وتقدمت من الصنبور وغسلتها ثم بدأت في تقشيرها و تقطيعها بصمت….
بعد مدة
تناولت اخر قطعه من شريحة الفراخ وهي تلوي شفتيها باعجاب…..
نظر لها بطرف عينيه وهو يقول بمداعبه طفيفه…
«يارب الأكل يكون عجبك… ولو في اي ملاحظات كلي اذان صاغيه…»
ردت بحرج من تتبع عيناه للقادم منها…
«بصراحه الأكل حلو…. تسلم إيدك…»
اكتفى بهمهما بسيطه وهو ينهض من مكانه وفي يداه الطبق الذي اكل به….فعلت هي أيضاً المثل واخذت طبقها واتجهت به لحوض الماء الصغير…
“بتعمل إيه يا باسل…..» مسكت منه الطبق وهي تقول بحنق..
“سبهم انا هغسلهم.. صحيح هو فين الخدامين»
تركهم لها وهو يقول ببساطه…
«انتي مضايقه اوي كدا ليه…. فيها إيه يعني لو غسلتهم…»
“مفهاش حاجه….. بس انا وقفه معاك ومينفعش… وبعدين اوعي تفكر اني نسيت الكلام اللي قلته امبارح
ابتسم بجمود لم تلاحظه فكانت عينيها مسلطه على الأواني التي تقوم بغسلها…
«حاجات كتير اوي اتغيرت……»
لم تنتبه لنبرته الغريبه بل قررت السؤال…
“إيه يعني مش فاهمه… تقصد ايه؟ صحيح هي والدتك ليه دايما بتقولها يا هانم و مش شفت ابوك و لا مرة و لا علشان الظروف اللي اتجوزنا فيها و بعدين انت بتعرف تطبخ ازاي مكنتش متوقعها الصراحه ”
رد بإختصار و نبرة غريبة …
” عشت اربع سنين لوحدي و كنت بحب اتعلم الحاجات دي كان نفسي يبقى عندي بيت هادي و اولاد و.. يعني حاجه زي كده….”
رفعت عينيها عليه بارتياب من نبرته و حديثه عن العائلة و الاستقرار
ثم سألته باستفسار…
“طب لي مجبتش شغاله تقوم بطلبات و انت لوحدك….”
ضيق عينيه وهو يحدج به بهدوء قبل ان يقول بخبث…
“مش لازم… چيجي كانت بتعمل كل اللي تقدر عليه عشان مضطرش اجيب شغاله…………….. اصلها بتغير…»
وقع الطبق من يداها ارضاً ولا تعرف متى
وكيف انزلق بتلك السرعة…. جثت ارضاً لتلم
اجزاءاً متناثرة حولهم…
هبط لجوارها وحمل القطع الزجاجيه وهو يقول بجفاء…
“مالك ارتبكتي كدا ليه…… وطبق وقع منك إزاي….”
برمت شفتيها بحنق…
«معرفش اهو وقع وخلاص…… عادي….»
افترس وجهها وهو يرد بغموض…
“لا مش عادي..”
فغرت شفتيها ورفعت عينيها عليه
وهي تقول بتوتر و غيرة…..
“يعني إيه…… آآه…”
نظرت الى ابهامها الذي جُرح من طرف الزجاجه بدون ان تلاحظ انها كانت تتكأ عليه اثناء تحدثه..
اختفت القسوة من على وجهه وهو يتناول يدها قائلاً
ببعض القلق….
“اتعورتي فين وريني….”
سحبت يدها منه بقوة وهي تقول بصوت مبحوح…
“مفيش حاجه…. دا جرح بسيط….” خرجت من المطبخ متوجهه الى الحمام مُغلقه الباب خلفها تاركه الدموع تنزل الان باريحيه…
لماذا تبكي…. لماذا يهوى قلبها لسابع أرض ويتمزق لمجرد حديثه عن حبيبته
يبدو وكأنه كان على علاقة عاطفيه مع جيجي كما قالت والدتها ..
ما دخلكِ فاليحب ويعيش كما يريد…..
رفعت عينيها على المرآة فوجدت احمرار وجهها وعينيها بفعل دموعها وضغط على نفسها…
ضعيفه ومهزوزه ومضطربه ولا تعرف العلاج لكل مايعتريها؟..
سمعت طرقه الخافت على الباب وصوته الهادئ يسالها ببعض القلق الذي يحاول اخفائه…
“نور …….انتي كويسه…”
هزت راسها امام المرآة وهي تنظر لوجهها بسخرية…
“ااه كويسه………. شويه وخرجه….”
فتحت صنبور المياه وبدت بغسل وجهها ولم تهتم بزينتها التي فسدت كل ما اردته غسل افكارها ومشاعرها الخائنه لعل الصدأ بهم يجري مع الماء
ويمحى؟!….
فتحت الباب وهي ترفع عينيها، فوجئت به ينتظرها عند إطاره مستند بكفه عليه ينظر لها بهدوء يتفحص كل جزء بها بنهم وفضول…
“انتي….. كويسه…”
سألها وهو يفصل الخطوات بينهم ليكن بمواجهة وجهها…
“انتي كنتي بتعيطي…”
اطرح سؤالاً اخر باهتمام بعد تفقده
لعينيها…
اسلبت عينيها ورطبت شفتيها بتوتر وهي تجيب باقتضاب…
“انا كويسه…. مفيش حاجه….”
كادت ان تتخطاه ولكنه مسك ذراعها وهو يقول بخشونة…
“راح فين….. استني…”
استدارت له فلاحظت تلك العلبة الصغيرة بين يداه
اخفضت عينيها وهي تراه يضع ملصق طبي حول ابهامه وهو يقول بتافف…
“ابقي خدي بالك اكتر من كده…… بذات وانتي بتلمي حاجه مكسوره …”
لم ترد عليه بل سحبت يدها وهي تقول بصوت خافض…
“انا هطلع قعد على البحر شويه….”
تخطت إياه بمنتهى البساطة وخرجت الي الجنينه حيثُ الهواء النقي والجو المألوف بروعة سحره
، تلك البقعة الزرقاء وما تحمله من طيات ساحره تجذب الجميع لها…. حتى ان كُنت لا تهوى السباحة ولا تفضل الماء
بها، إلا انها تجبرك بالسحرِ الخالص للجلوس
وتتاملها بشرود وعلى حسب حالتك المزاجية تتفاعل معك وكانها تواسيك…. وتساندك…. وتسعدك اينما أردت هذا !؟…
تطاير شعرها من حولها بخفه ونعومه توازي جمالها ورقة شخصيتها……
رذاذ منعش لفح وجنتيها فجعلها تتنهد بعمق وكأنها تبحث عن الملاذ في خلوتها…
شعرت به
يشاركها إياها بمنتهى التطفل منه…
جالساً بجوارها ينظر الى ماتنظر بيده فنجان من القهوة يرتشف منه بهدوء ووجه حجري صلب
«عارفه يا نور…. كان عندي خمستاشر سنه مكنتش اول مرة اشوف ابويا بيضرب امي….. زيدان باشا بكل الهلمه اللي حواليه ممكن اي واحدة تقدر تضحك عليه و تنسيه بيته و مراته و اولاده……»
رفعت عينيها باهتمام و ارتياب من وجهه الصلاب الحاد و هو يرتشف من كوب القهوة بينما يكمل حديثه
«هي وافقت تكمل معه علشان انا و زينه.. كانت فاكره انه لما يكون في أطفال هيتغير لكن هو متغيرش…. كان بياذيها نفسيا بعلاقاته لكن هي للأسف استحملت علشان انا و اختي….و لما حاولت اتمرد على الحياة دي و أقف قصاده كنت صغير سبعتاشر سنه وقتها كنت هموت فيها»
ضحك بسخرية وهو يكمل حديثه
«وقتها ضربني و دون ما يقصد وقعت من على السلم و اتصابت في دماغي و فضلت وقت طويل في المستشفى…
لكن قومت منها و بعد كدا اخدت ثانويه و قررت اخد كليه في مكان بعيد عنهم و عن مشاكلهم….. و فعلا رغم ان جالي اني اخدها في اسكندريه لكن انا قررت ابعد… لأبعد محافظة…. كنت لوحدي اربع سنين لكن اتعلمت افصل مشاعر عن شكلي او مظهري….. تماما يا نور…
حتى لو بموت من الوجع مش لازم أظهر ضعفي لأي حد
لدرجة اني احيانا بعتقد اني بطلت احس او اتوجع…………»
نور بحدة وهي تنظر الأمواج المتمرده
«مش مبرر يا باسل…. انت يمكن محتاج تتعالج بس مش مبرر انك تجرح اللي حواليك مالهمش ذنب في عقدتك….
انا ماليش ذنب توجعني و لا تقل من كرامتي…. كان ممكن متدخلش حياتي وقتها يمكن مكنتش هتتحمل ذنبي كمان….»
ثم تابعت بشرود
«او تتجوز اللي بتحبها…. يمكن وقتها تتعافي و تقدر تعمل بيت هادي بعيد عن عُقد والدك اللي اتزرعت جواك….»
باسل بتنهيده وهو يقف بجوارها
«مش من السهل تلقى الحب….. يمكن دي المشكله اني ملقتوش… على فكرة خالتي و جيجي انا خليتهم يمشوا النهاردة الصبح وواقفتهم عند حدودهم
و الكلام اللي قالته مالوش علاقه بعلاقتنا انا لا بحب جيجي و لا غيرها
چيچي تبقى زي زينه عندي اختي مش اكتر
ميهمنيش هي حاسه بايه ناحيتي ميخصنيش……»
تركها بمنتهى البرود كما يبدو و غادر المكان يدلف لغرفته اخذ يعمل على حاسوبه
نور بتنهيدة
” شكلك هتتعبني معاك يا ابن زيدان»1
************************
في منزل حياء
جلست بجانب شهد بغيظ وهي تنظر لاختها
شهد
«مالك يا بومة…. قالبه وشك ليه؟
زمت حياء شفتيها بسخرية قاله
=الصراحه مش عارفه اخوكي هيجيلي شلل رعاش……
لكزتها شهد في كتفها بخبث
=بذمتك مش زي العسل على قلبك…
ابتسمت حياء برفق قائلة
=اخوكي مش أفعاله….. أفعاله بتجلطني… بذمتك كان عارف ان زينب تعبانه و ماليش و امبارح اعرف بالصدفه من صالح ابن الجزمه اللي انا مخلفه
و اقوله هنروح سوا يقولي لااا و كلها يومين و هنرجع…..و اخوكي يقولي
اتبطي يا وليه…. انا يتقالي يا وليه!!!
يا حسره عليا….. وليه؟؟!
ماشي يا ابن نواره
شهد بغيظ
=مالها نواره يا اختي ما تتلمي
شهقت حياء بسخرية
=الله يرحمها بقى ميجوزش عليها الا الرحمه…. انا مالي حاسه اني بقيت بصورم كدا ليه
شهد بنبره ساخره
=حاسه؟! يعني لسه مش متأكدة…
الله وكيل احنا عايشين مع بهايم..
ضحك الاختان بمرح
حياء
=حظك من السما… هجيب الكرنب نحشي سوا….
شهد
=كلمتي ايمان وصلت و لا لسه؟
حياء بهدوء
=وصلت الساعه سبعه الصبح و كلمتها بس خايفه عليها اوي يا شهد…. ادعيلها
شهد بخوف
=مالها يا حياء ما انا مسلمه عليها امبارح قبل ما تمشي كانت كويسه
حياء
=استنى اجيب الحاجه نقعد نحشي سوا و موضوع ايمان ان شاء الله تعقل قبل ما تضيع بيتها و جوزها
حماتك مش عايزه تموت بقى يا بت الوليه دي هتفضل معمره كتير دا انا مش طايقها من قبل ما اخلف و هي زي البومه
شهد بضيق
=شكلها مش ناويه والله يا حياء
اسكتي دي بتيجي على السيرة…..
******************
في لندن
كانت ايمان تنام بهدوء بجوار يوسف فوق ذلك الفراش
يضمها بحماية الي صدره بينما لم تعرف هي طعم النوم تشعر بتائنيب الضمير… تبكي بعنف
وهي تكتم شهقاتها للحظات استوعبت حجم غبائها و لأول مره
ماذا كانت تريد….. كيف يمكنها ان تاخذ قرار كهذا دون العودة له
رفعت راسها تنظر له… كم هو وسيم طيب
مدت اتأملها تمررها على وجهه بملامح الرجوليه الجميلة
تشبثت به و بقوة و خوف وهي تخشي الإبتعاد عنه
الا ان ذلك تسبب في ايقاظه بسبب حركتها
يوسف بارهاق و تعب أثر السفر
=ايمان في اي؟ مش عارف انام….
ايمان بهدوء وهي تبتعد
« اسفه بس….»
جذبها نحوه بسرعه قبل أن تبتعد قائلا بحب و رفق
« متبعديش…. نامي يا ايمان بكرا هيكون يوم طويل خليك جانبي…..»
تشبثت به قائلة بهدوء
=نفسي أفضل جانبك للأبد…..
بعد مرور ساعات طويلة
كانت ايمان منشغله باعمالها المنزليه والتعرف على ارجاء الشقة بعناية
شاسعه بطراز رجولي بحت كل شي منظم رغم ذلك ليست كشقتهما بالاسكندريه
تفتقد لذلك الدف و الشعور بالألفه
سمعت رنين الجرس نظرت للمراه بجوار الباب لتعدل من وضع حجابها قبل أن تفتح الباب وهي تنظر لتلك الفتاة
وقفت عهد تشعر بالصدمة تشل ساقيها وهي تنظر لايمان بحجابها السماوي و جمالها الشرقي كل شي بها ملفت للانتباه
ايمان بالانجليزي
=مين حضرتك؟ و عايزه اي؟
عهد
=مش دا بيت يوسف الصاوى
ايمان
=اه دا و انا ايمان الشهاوي مراته.. دكتورة ايمان.. مين حضرتك؟
عهد بغيرة و هي تتذكر محادثه ايمان لها فيما سبق
=بشمهندسه عهد زميلة البشمهندس في الشركة… عرفت انه وصل قلت لازم اسلم عليه بنفسي
ايمان بجدية
=تقومي تجيله البيت؟ غريبه اتفضلي
دلفت عهد الي منزل يوسف لتجده يخرج من الصالون يرتدي تيشرت اسود و بنطال من نفس اللون و امارت الغضب و الذهول تعتلي وجهه
يوسف بحدة
=بشمهندسه عهد؟! افندم في حاجه..
عهد بابتسامة
=لا ابدا بس قلت لازم اجي اسلم عليك وحشتنا يا چو
عقدت ايمان ساعديها بحدة و هي تنظر له اغمض عينيه بضيق قائلا
= متشوفيش وحش يا عهد…. بس غريبه جايله لحد البيت يعني…
عهد
= كنت حابه اطمن عليك و انا اطمنا هستناك في الشركة بكرا يا بشمهندس سلام موقت
ايمان بحدة
=سلام…..
غادرت وهي تشتعل من الغيره و تركت خلفها نيران تكاد تحرق ايمان
ايمان بحدة
=جايلك البيت يا دلعدي.. بتطمن عليك
يوسف باستسلام
=لو حلفتلك على المصحف انها اول مره هتصدق
ابتسمت بثقه قائلة
=مش ضروري يا حبيبي انا مصدقك بس البت دي شكلها مش مريحني
احتضنها قائلا
=تعالي نجهز الغدا سوا و نشوف هنعمل ايه في موضوع شغلك ياله
ايمان
=ياله يا اخويا
يوسف بسخرية
=بعد دا كله اخوكي صوتي يالي منتش غرمانه…..
========================
في قصر الدمنهوري
كانت زينب جالسه بجوار بيلا يتسامران بعد أن تحدثت زينب الي حياء و اطمئنت عليها لتخبرها ان صالح سيقوم ببعض الأعمال و سيعود في أقرب وقت ممكن
في تلك الانحاء
توقفت سياره أمام القصر ترجلت منها أمره في منتصف العقد الرابع بتعب و شعور بالدوار
استقبلتها نعمه بسعادة
=ست صفا الف حمد الله على السلامة المنصورة نورت.
صفا بتعب
=وحشتني يا نعمه و المنصورة كلها وحشتني و خصوصا بيلا… هي فين؟
نعمه بخوف
=في الجنينه الورنيه مع زينب
شعرت صفا بالارتياب قائلة بسرعه
=زينب مين؟ معقول بيلا اتعرفت على ناس جديدة ياريت والله خليها تخرج من حالة الحزن اللي هي فيها دي
نعمه بسعادة
=الصراحه مدام بيلا من يوم ما اتعرفت على زينب وهي مرتاحه و بتتكلم مش زي الاول و الكوابيس بدأت تقل و خصوصا لما بتنام مع زينب
صفا بسعادة و إرهاق واضح
=يارب يا نعمه يارب
نعمه
=مالك يا صفا هانم انتي كويسه؟
صفا
=اه اه بس خديني لعند بيلا
امسكت بيد نعمه و تحركت معها بتعب واضح و هي تدخل لبهو القصر
ابتسمت بيلا وهي ترى صديقتها تتقدم منها نهضت و نهضت معها زينب
احتضنت صفا بيلا بحب قائله
=وحشتني اوي يا بيلا…. حقك عليا بقالي كتير مجتلكيش بس والله كنت تعبانه اوي
بيلا بقلق
=مالك يا صفا شكلك ميطمنش
صفا
=شوية تعب و هيروحوا لحالهم مش تعرفيني على القمر
ابتسمت زينب برقة و هي تنظر لصفا التي وقفت للحظات تشعر بصدمه وهي تدقق النظر لها ثم
نظرت مره اخرى لبيلا باستغراب و شك
=اهلا بيك…. بيلا حكالي كتير عنك و عن صداقتكم
اردفت زينب بتلك الكلمات برقه لتشعر صفا بالفضول نحوها
=بيلا دي…
بيلا بهدوء وهي تهز راسها بمعنى لا
=صفا اعرفك بزينب تبقى مرات صالح الشهاوي ابن جلال و حياء
صفا بابتسامه جميله و رفق
=اهلا اتشرفت بمعرفتك و شكلنا هنبقى صحاب
زينب
=طبعا يشرفني…
صفا بوجع وهي تضع يديها على جانبها
= اه…. يارب
بيلا بخوف
=مالك يا صفا شكلك تعبانه اوي….
صفا بدموع
=مش قاده يا بيلا جانبي بيوجعني اوي آه……
زينب بخوف
=لازم نجيب دكتور او نروح مستشفى… انا هكلم خديجه تخلي كرم يجيب دكتور
اومات لها بيلا بايجاب وهي تاخذ صفا لداخل القصر لترتاح قليلا
بعد مرور وقت
كانت صفا تتسطح فوق الفراش بجسد مرهق بينما تجلس بجوارها بيلا و زينب
زينب
=الدكتور قال إنها مش هتفرق دلوقتي ممكن انتي ترتاحي وانا هفضل جانبها
ابتسمت بيلا بحنان قائلة
=لا يا حبيبتي انتي حامل مينفعش تفضلي قاعده كدا ياله روحي ارتاحي في اوضتي و انا هفضل معها.
زينب
=لا مش هروح ايه رايك تكملي الحكايه و احنا قاعدين هنا و قوليلي ايه اللي حصل بينك انتي و عمر
……………………
في القاهرة
هب عمر من مكتبه بفزع و هو يتحدث مع شخص ما على الهاتف قائلا بصرامة
«صفا…. و انت وصلتها المنصورة امتى؟»
السائق باحترام و خوف
=النهارده حوالي الساعه اتنين و بعدين وقعت من طولها و جابوا الدكتور ليها لكن بيقول تعبانه اوي
أغلق عمر الهاتف و ليجري اتصال بثائر قائلا بصرامه لا تقبل النقاش
=جهز العربيه يا ثائر هنطلع على المنصوره
صمت للحظات قبل أن يجيب بهدوء
=على قصر الدمنهوري……
=================
في مكان آخر
جلست عصمت بجوار والدتها تفيده هانم حيث أصبحت امرآه جليسه الفراش دائما
عصمت بضيق وغضب
= عمر مصمم علشان يتم الاندماج بين الشركتين ان خليل يشارك اسماعيل الرفاعي
تفيده بهدوء
=طب وايه المشكلة؟ على الاقل انتي و خليل عارفين اسماعيل كويس و بتتعاملوا معه من زمان
عصمت بغضب
=لا يا ماما مش طبيعي…. عمر ممكن يكون عرف عن شغلنا مع إسماعيل في المخدرات و عارفه دا معنه ايه انه ناوي يهدأ المعبد على دماغنا بس دا مش معقول ازاي عمر هيعرف
ابتسمت تفيده ساخرة
=متخافيش و وافقي على طلبه و اعملوا الدمج بين الشركتين هتكونوا كسبتوا اسماعيل و عمر و اسم الشركه بعد الدمج هيكبر اوي و ساعتها المكاسب هتبقى كبيره اوي
عصمت بطمع
=ياريت يا ماما بس انا قلقانه من عمر
تفيده بخبث و جشع
=متخافيش اوي كدا… عمر علي اد ما هو ذكي الا انه لو اللعبه اتعملت على مقاسه مش هيعرف الحقيقه
انتي نسيتي اللي حصل و لا اي
دا فات عشرين سنه
لو هو ذكي اوي كدا…
كان زمانه عرف ان البنت اللي ماتت مش بنته…..
ضحكت ساخره بهسترية
=بس كان لازم هو كمان يموت بس حظه انه لسه عايش و مماتش……
عصمت
=تفتكري لو عرف ان بنته لسه عايشه هيعمل ايه و لا بيلا هانم اللي دخلت مصحه بسبب موت بنتها المزيفه هتعمل ايه
تفيدك بكره
=المهم البنت الحقيقة تفضل مختفيه و لا حد يعرف أصلها…..
عصمت
= لا يمكن تظهر دا انا اقتلها بيدي لو رجعت
لازم افضل حرقه قلب بيلا علشان تاخد مني حاجه كانت ليا و عمر كان حقي انا مش هي……..
سمعت رنين هاتفها بتنظر للمتصل قائلة
=دا الواد اللي بيراقب عمر ياترى عايز ايه دلوقتى…..
تفيدة
=ردي الاول….
تحدثت في الهاتف ليتحول وجهها للابيض و كان الدماء سُحبت منه اغلقت الهاتف برعب قائله بهمس
=عمر في المنصوره…. وصل قصر الدمنهوري
_______________________
رايكم في الفصل؟
توقعاتكم للحلقات الأخيرة؟
اللي جاي بالنسبه لزينب؟
صالح ناوي على ايه؟
حكايه عمر و بيلا رسيت على ايه
يوسف و إيمان هي وصلوا لفين؟
باسل و نور ياترى هيتعافي بيها؟
و عَذَلْتُ أهْلَ العَشْقِ حتى ذُقْتُهُ،
فعجبتُ كيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ
وَ عَذَرتهُمْ و عَرَفْتُ ذَنْبيِ أننيّ عَيّرْتُهم فَلَقيتُ منهُمْ ما لَقُوا..
بعد يومان بعد عودتهم الي الاسكندريه
دخل صالح شقته بعد يوم طويل من العمل يشعر بالاجهاد و التعب خاصة انه يبحث خلف “رشاد” و عن عمليات التزوير الذي يقوم بها من قبل حتى أن يتزوج من صوفيا عندم كان يعمل بمكتب المحاماه فوجد اكثر من عملية تزوير قام بها لبعض الأشخاص و وجد بعض الادله تدينه
ولا يزال يبحث خلفه حتي يتخلص منهاة نهائياً فهو لا يرغب بشئ اكثر من ذلك..
اغلق الباب خلفه بهدوء لترتسم فوق وجهه ابتسامه واسعه عندما وقعت عينيه علي تلك الجالسه فوق الفراش تعقد شعرها بكعكه مبعثره فوق رأسها بينما ترتدي بيجامة قطنيه
تظهر استدارة بطنها التي بدأت بالبروز فقد كانت في بداية شهرها الرابع من الحمل لا يعلم كيف مر عليه المدة الماضيه بعد خروجها من المشفى ،
فقد كان يشعر بالرعب و الخوف عليها بسبب توعكها المستمر فقد كانت لا تفارق الفراش الا قليلاً تتقيأ كل ما تتناوله شاعره بالغثيان و الدوران،
لكن تلك الاعراض اختفت اخيراً منذ ما يزيد من اسبوعين لكن خوفه هو لم يختفي لا يعلم كيف سيستطيع ان يتحمل تلك الشهور الباقيه…
تقدم لداخل الغرفه لكنه تنهد بحنق عندما لاحظ كم الحلويات المتناثره فوق الفراش
حيث كان هناك العديد والعديد منها بالاضافه الي انواع مختلفه من المقرمشات الغير صحيه بالمره…التي اصبحت لا تكف عن تناولها منذ ان انتهي موجات غثيانها تلك…
اقترب منها ببطئ مستغلاً انشغالها بالتلفاز الذي تشاهده بحماس و تتابع الكرتون كعادتها ، قام بنزع من يدها سريعاً لوح الشيكولاته
الذي كان بيدها الاخري تتناول منه مما جعلها تشهق بقوه فازعه لكن فور رؤيتها له هدئ فزعها هذا لكنها ادركت من التعبير المرتسم فوق وجهه بانه سيعنفها بسبب تناولها للشيكولاته والمقرمشات فقد اصبحت تأكلها يومياً بشكل غير طبيعي و كان هو يمنعها عنها لكنها فور مغادرته للعمل تجلب ما تريده قائله بان هذا وحم و يجب عليها ارضاءه
حتي لا يتأذى طفلها و قد اكدت علي ذلك وكانت «حياء» تساعدها في كثير بتهريب القليل منهم الي غرفتها دون علمه..
رسمت ابتسامه جعلتها بريئه قدر الامكان فوق وجهها بينما تمد يدها نحوه تنوي اخذ منه لوح الشيكولاته لكنه زمجر بحده بينما يبعد يده عنها
=لا….
تغضن وجهها بينما تهتف بغضب
=علشان خاطري يا صالح..طيب هاكل حته صغيره بس
اقترب منها مما جعلها تبتسم ظناً منها بانه سوف يعطيه لها لكنه فاجأها عندما اتجه نحو الفراش وقام بجمع كل تلك الحلويات المتناثره فوق قائلاً بحزم وغضب
=برضو لأ….و اخر مره يا زينب اشوفك بتاكلي القرف ده..
تراجعت فوق الفراش محاوله منعه من اخذ اخر قطعه شيكولاته غفل عنها لكنه انتبه اليها و اسرع ملتقطاً اياها مما جعلها تهتف بغضب
=علي فكره ده اسمه وحم…يعني مش بمزاجي
هز كتفيه قائلاً ببرود
=انتي بقالك اسبوع بتاكلي في شيكولاته و شيبسي و كل الحاجات دي مش صحية
القي ما بيده فوق احدي المقاعد قبل ان يتجه نحوها مره اخري و يجلس بجانبها لكن عند رؤيته للحزن الذي ارتسم فوق وجهها
احاط وجهها بحنان بيديه رافعاً رأسها اليه
=يا حبيبتي انا خايف عليكي، كل المواد الحافظة دي غلط عليكي…
ده غير انها بتسد نفسك عن الاكل…و المفروض تهتمي باكلك علشان صحتك..و انا مبقاش فيا اعصاب انك تتعبي تاني
اومأت «زينب» برأسها بصمت ولا يزال ذات التعبير الحزين مرتسم فوق وجهها مما جعله يزفر باستسلام قبل ان ينهض ويتجه نحو المقعد يلتقط احدي الاكياس من ثم عاد اليها واضعاً اياه بين يدها قائلاً
=خلاص..كلي…بس اعملي حسابك مفيش غيره ده هتاكليه
هزت رأسها رافضه اخذه بصمت و قد ترقرقت الدموع بعينيها ، غمغم بصبر و هدوء فقد كان يعلم بانها منذ حملها و ابسط الاشياء تبكيها..
=لا ليه يا زينب؟! مش انتي بتحبيها…
همست بصوت مرتجف ضعيف
=خالص ماليش نفس، متزعلش مني انا عارفه اني بضغط عليك كتير…..
رد بهدوء قائلا:
=انتي مش بتضغطي عليا و لا حاجه..و عمري ما ازعل منك، انا عارف و مقدر التعب اللي انتي فيه…
حركت راسها موافقة لتجده يتحدث بهدوء:
“طب مدام كدا بقى قومي ياله غيري وتعالي ننزل نتمشى شوية”
اعتدلت في جلستها بحماس قائلة:
“بجد بس الوقت اتأخر و الساعة دلوقتي اتنين”
مال عليها قائلا بخبث:
“طب و النبي ايه لازمته الجواز لو مش هنخرج في وقت متاخر ياله قومي الجو دلوقتي هادي جدا”
ردت عليه بنبرة هادئه:
” هو انا اصلا مش فاهمه حاجه بس ماشي هدخل اغير”
اومأ لها مواقفها متابعها انسحابها سريعا
استقامت بسرعة وهي تتوجه نحو الخزانه لتأخذ تثيابها تبدلها، حيث ارتدت هودي ابيض و جيب سوداء وضعت حجاب رمادي فوق شعرها
بعد مدة
كانا يسيران معا في الطرقات استنشقت الهواء باريحيه فكم كانت تحتاج له في ذلك الوقت
في صباح اليوم في منزله
كانت نائمة بارتياح فين حين كان يعمل على حاسوبه باحترافية يضغط على الازرار بحرفيه و مهاراة عاليه، ابتسم بعبث وهو يضغط على اخر زر بحماس، تزامنا مع رنين جرس الباب، وضع الحاسوب على الطاوله أمامه بينما اتجه ليفتح الباب ليجد «عفت» تقف أمامه قائله بهدوء و نبرة انكسار زائفة:
“أستاذ صالح، حياء هانم قالتلي اطلع اشوفكم لو محتاجين حاجه”
رد «صالح» بجديه قائلا:
” اه يا عفت تعالي جهزي الفطار”
اومأت له وهي تدلف للشقة بينما أغلق الباب و جلس مرة أخرى يعمل على حاسوبه
بعد مرور لحظات آتاه اتصال ليجيب قائلا:
“ايوه يا علي، المزاد دا لازم يبقى من نصيبنا انت عارف مهم ازاي بالنسبه ليا و مراهن على كل فلوسي قصاده لازم اخده و الا هيبقى في خساير كتير اوي و ساعتها هيبقى تعويض الخساير دي صعبه اوي، انت عارف الوكاله بتخسر ازاي في الأيام اللي فاتت لازم نعوض الخساير دي، تمام المهم انك سجلت اسمي فيه و دفعت الفلوس، تمام نتقابل في الشادر و نتكلم في التفاصيل”
أغلق الهاتف واضعا اياه جانبا ليعود الي عمله مره اخرى
بعد نصف ساعة
“هتفت «عفت» بجدية قائلة:
“الفطار جاهز يا بشمهندس تؤمرني بحاجه تانيه”
رد بينما لا يزال ينظر لحاسوبه:
“لا يا عفت انزلي انتي دلوقتي يمكن ماما تحتاجك”
ردت بجديه قائلة:
طب مش عايزني اصحى المدام ”
رفع بصره لها قائلا بحدة:
“قلتلك لا يا عفت و ياله انزلي و بطلي تحشري نفسك في اللي ميخصكيش”
حاولت التبرير لكنه قاطعها بنبره مقررة قائلا:
” مش عايز اسمع حاجه و ياله انزلي ورايا شغل مش فاضيلك”
اومأت له و هي تتجه نحو الباب مغادرة الشقة، بينما نظر لها صالح بحنق قائلا:
“اصبري عليا……. ”
_______________________
في المنصورة
استيقظت «بيلا» بكسل لتتجه نحو الحمام ببطي و نوم
خرجت بعد دقائق لتقف تصفف شعرها بالمجفف ارتدت ثيابها و غادرت الغرفه
نزلت الدرج برفق شاعرة بشي بمختلف منذ أن جاء الي المنصورة قبل يومان، فقد شعرت بأنه أعاد لحياتها رونقها رغم أنهما لا يتحدثا كثيرا و حديثهما يكون بحدود معينه لكن رغم ذلك، أعطاها مذاق مختلف
دلفت الى المطبخ، لتنصدم بوجوده يقف يقف أمام الموقد يقوم بصنع فنجان قهوة
يقف يبدو شارد الذهن يرتدي قميص ابيض يشمر كمه ، بنطال كحلي
تنحنحت بحرج قائلة:
“صباح الخير”
أبتسم بهدوء قائلا:
“صباح النور، اسف لو يقتحم البيت بس كنت محتاج فنجان قهوة”
ايماءة بسيطه قامت بها قائلة:
“البيت بيتك يا بشمهندس”
سكب القهوة بالفنجان و اخذ يرتشف منه وهو ينظر لها تقوم بسكب كأس من العصير ليسالها بهدوء:
“صحيح يا بيلا انتي اختفيت فين زمان؟ قلتي انك هتتجوزي، اتجوزتي ؟ و لا سافرتي فرنسا ”
وضعت الكوب جانبا وهي تبتسم بمرارة قائلة بكذب:
“سافرت، العريس اللي اتقدملي مكنش مناسب ليا و حسيت اني عايزه اسافر و اخد وقت مع نفسي اسافر و اغير جو”
رفع حاجبه باستنكار قائلا بحدة:
” و ياترى غيرتي جو؟ ”
في تلك اللحظه تذكرت ادواية الاكتئاب و جلسات الكهربا التي تعرضت لها في المصحه لتجيب بهدوء و لمعة دموع:
” طبعا يا عمر غيرت جو و انبسطت جدا رميت كل حاجه وراء ضهري ”
تمنى لو يمسكها بعنف يهزها بغضب متذكر كيف تحول بعد افتراقهما و ما عناه، و كيف تحولت حياته من بعدها ليجيب ببرود:
“يا بختك يا بيلا، يا بختك بس ليه مقولتش لحد انك في فرنسا على الاقل صفا”
حدثته بجدية قائلة:
” عمر انت عايز ايه؟ أجوبة الاسئلة دي هتفرق معاك… اظن ان الموضوع انتهى بعد اذنك”
غادرت المطبخ لتصعد لغرفتها مرة أخرى في نفس الوقت نزلت صفا و قد تحسنت حالتها لتجده يقف كما تركته
عمر بجدية:
” بقيتي احسن دلوقتي؟ ”
ابتسمت أخته قائلة:
“اه الحمد لله بقيت احسن اومال فين بيلا؟ ”
زفر هو بحنق قائلا؛
” طلعت اوضتها، هنرجع القاهرة النهاردة ياريت تجهزي”
صفا بحنان:
“عمر… خلينا شوية بيلا لوحدها بقالها كتير و محدش بيجي يزورها”
سالها «عمر» بجديه قائلا:
” لسه و مريم و محمود فين؟”
أبتسمت بسخرية قائلة:
” مريم و محمود!! انا هطلع اغير و اسلم على بيلا علشان نمشي ”
لم يهتم كثير او مثل ذلك بمهاراة و هو يرتشف من فنجانه قائلا:
” ياريت متتاخريش علشان نلحق نرجع عندي شغل مهم في المجموعه”
زفرت بحنق وهي تصعد الدرج لتقوم بتبديل ثيابها و توديع بيلا للمغادرة
بعد نصف ساعة من مغادرتهم
في سيارة عمر…
سالها مجددا بهدوء و لهفه قائلا:
“برضو مقولتليش ليه مريم و محمود مش بيجيوا يزوروها”
ردت «صفا» بحزن قائلة:
” كل واحد مشغول في حياته و محدش منهم بيسأل فيها الا كل فين و فين البنت اللي اسمها زينب دي هي اللي كانت معها الأسبوعين اللي فاتوا…”
همس «عمر» قائلا:
“زينب”
لتمتزج نبرته بالوحدة و الغضب قائلا:
” على العموم مش لازم يقلقوا على الهانم هي برضو ميتخافش عليها بتسافر و بتعيش حياتها ”
ضيقت صفا المسافه بين حاجبيها قائلة:
” مين دي اللي بتسافر؟! بيلا!! ”
” هو في غيرها؟ ”
ردت صفا بغضب و ضيق لتبرأ صديقتها قائلة بغضب :
“عمر لو سمحت مسمحلكش تتكلم عنها كدا، و بعيد عن أي حاجه كانت بينكم بيلا صحبتي و مش هسملك تقلل منها يا اخي حرام عليك كفايه اللي هي مرت بيه”
رد بغضب قائلا:
“مرت بيه؟ هو ايه دا ان شاء الله اللي مرت بيه؟ سافرت و بعدت و نسيت اي حاجه”
احمر وجهها قائلة:
“كدب و افتراء بلاش انت يا عمر بلاش انت كمان تيجي عليها، لو انت اتوجعت للحظه فهي عاشت في جحيم و بعدين مين اداك الحق تتكلم عنها كدا، دي واحدة خسرت كل حاجه، حياتها و شغلها و ابوها و جدتها و اخوتها و بنتها انت بجد بتفكر ازاي يا عمر”
سالها باهتمام و خوف قائلا:
” قصدك ايه يا صفا، اومال اختفت فين سبع سنين انا دورت عليها في كل حته في مصر و هي فص ملح ”
ردت ببساطه ساخرة:
” يمكن لان المكان اللي هي كانت فيه حضرتك مدورتش فيه، دورت في المصحات النفسيه، دورت في المستشفيات وقت ما كانت بتموت”
تجمعت الدموع في عينيه قائلا:
“بتموت؟! ”
ردت صفا بجدية و حزن قائله:
” هي كانت واخده مني وعد اني مقولش لحد بس خالص انا تعبت و انت لازم تعرف علشان متظلمهاش انت كمان يا عمر،
في حد وصل قسيمة الجواز لسالم باشا وكمان كان في صور لبيلا و هي حامل طبعا هو كان عارف انها مع جدتها في اسكندريه لكن انصدم من موضوع جوازكم و طبعا سافر اسكندريه فورا، و راح المستشفى اللي هي ولدت فيها و رجعها معه المنصورة،
في نفس الوقت اللي انت كنت جايب البنت و جاي المنصورة علشان تحاول ترضيه باي تمن و طبعا عملت الحادثه
لما ابوها جابها اسكندريه مكنش مصدق انها عملت كدا من وراه ضر”بها و قال كلام وحش اوي في حقها
رغم ان محمود كان شاهد على جوازكم لكن مقدرش يلحقها من ايديه و لا قدر يتكلم و يقول ان هو و جدتها نبيلة كانوا شاهدين على الجواز عند الماذون
فقدت الوعي و خصوصا انها كانت لسه خارجه من عملية الولاده و اخذوها على المستشفى و بعد حوالي تلات ايام فاقت
كانت دايما بتكرر ان انت هتيجي و هتقول لابوها انك اتجوزها علشان بتحبها فعلا،
مش علشان الخو زعبلات اللي في دماغه اللي تخص الشغل اللي بينكم و جو الانتقام و الكلام دا، فضلت مستنياك و بتقول عمر هيرجع لكن اللي حصل انك كنت عملت الحادثه و دخلت في غيبوبه و البنت لقوها ميته، مريم حاولت تبلغها الخبر لكن متقبلتوش و فضلت تقول انك هترجع و انها عايز تشوف بنتها لكن للأسف انت فضلت ست شهور في الغيبوبة
جدتها نبيلة طبعا مسكتتش لابوها على عمله فيها و ضر”به ليها و قالتله انه السبب في كل حاجه لانه رفض موضوع جوازكم بالشكل اللي حصل في حفلة الخطوبه و رفضه لموضوعكم
و انها هي اللي جابتك اسكندريه و اقنعت بيلا انكم تتجوزوا بالطريقة دي و ان اخوها و اختها كانوا عارفين
لكن نبيلة هانم الله يرحمها كانت متأكدة انه لا يمكن يوافق عليك علشان كدا اقنعت بيلا انكم تتجوزوا من وراه هو
سالم وقتها نشف دماغه و مكنش متقبل انه يسمع من اي حد
بعد شهرين من الحادثه نبيلة تعبت و للأسف ماتت… بيلا حست انه خسرت كل حاجه و بدأت تدخل في حالة اكتئاب و كانت هتموت و تخرج من القصر علشان تطمن عليك لكن ابوها كان منعها من الخروج
و للأسف وقتها كانت بتاخد أدوية اكتئاب و ادوايه مهدائه
بعد اربع شهور حالتها زادت سوء وخصوصا انها كانت دايما لوحدها و محبوسه في اوضتها.. مريم و محمود حاولوا يخرجوها من حالتها دي لكن كانت بتكرر سؤال واحد
“هو انا وحشه للدرجه دي علشان ربنا يحرمني من بنتي و مشوفهاش الا مرة واحدة”
و ساعات كانت بتصحي تصرخ و تعيط بهسترية لدرجه ان الجيران بقوا يستغربوا لان بيلا طول عمرها بنت رقيقة و هاديه مكنش حد بيسمع صوتها الا في الهزار و الضحك
انت وقتها فوقت من الغيبوبة و عرفت اللي حصل
و مريم بلغت بيلا انك فوقت كانت عايزه تخرج بأي شكل و تشوفك لكن مقدرتش
سالم وقتها كان معه الموبيل بتاعها و كان بيشوف اتصالاتك المتكررة
و لما انت روحت قصر الدمنهوري علشان تشوفها كنت لسه انت كمان في حالة الصدمة و مرضك مكنتش اتعافيت منه
وقتها صمتت انك تشوفها و لما سالم رفض بلغت البوليس و قلت انه بيمنعك من رؤيه مراتك بس وقتها دورت على القسيمة و للأسف مكنتش معاك لان زي ما قلتلك في حد وصلها لسالم
و البوليس مفدكش بحاجه و سالم انكر انكم اتجوزتوا اصلا علشان الفضايح
لكن وافق بعد اسبوعين انك تشوفها»
صمتت للحظات ليتابع عمر بدموع قائلا:
“وقتها قابلتني وقالت إنها بتكرهي و اني قت”لت بنتنا علشان اقطع اي علاقة بينا و اني كنت بعمل كل دا علشان اكسر عيلتها و لما حاولت افهمها صرخت و بقيت تقول كلام غريب و انها عايزه تطلق و انها بتكرهني
وقالت إنها هتسافر و تسيب مصر و هتتجوز تاني و تخلف و هتنساني”
بكت صفا بقهر قائلة:
“في اليوم دا سالم هو اللي قالها تعمل كدا و قالت في حقك كلام تاني كتير بشع علشان تخليك تطلقها و انت فعلا طلقتها و سافر لندن سنه و نص ”
سالها عمر برعب و دموع قائلا:
” وهي كانت فين؟ و ايه اللي حصل”
” في مصحة “….” بعد ما انت طلقتها تعبت اكتر و بقيت لوحدها و دايما بتقول كلام مش منطقي و مبقتش تقدر تجمع الكلام ودايما تصرخ و تعيط
سالم سافر القاهرة و اخدها معه وقتها الدكتور قاله ان للأسف حالتها اتاخرت اوي و وصلت لمرحلة انها كانت بتتعالج بجلسات كهربا و ادوايه كتير جدا و دايما تكرر نفس السؤال عن بنتها و انها نفسها تشوفها، و تحضنها ولو لمرة واحدة بس و بعدها مش عايزه حاجه تانيه
في مرة سرقت شريط كامل من ادويه الاكتئاب من الممرض و بعد ما خرجوا اخدتها كلها لكن لحقوا على اخر لحظه و اخوها المستشفى و بعدها لما رجعت المصحه تاني فضلت ساكته و من بعدها مبقتش تتكلم خالص
لدرجة ان سالم نفسه تعب وهو شايف أجمل واحده في اولاده و انقهم بتتعرض لكل دا
وقتها حس انه السبب لما بعدكم اول مره يوم الخطوبة و تاني مرة لما اجبرها تطلب الطلاق منك
مات و وصي أخواتها عليها
عرفت من مريم ان قبل ما يموت بكم يوم راحلها المستشفى وفضل يتكلم معها و هي ساكته و بتعيط لحد ما حضنها
وقتها بقيت منهارة وهي بتحضنه بقوة و بتكرر جمله واحدة
“انا تعبت يا بابا خليك حضني والنبي…”
مريم قالتلي انهم في اليوم دا معرفش يبعد عنها لحد ما نامت فضل بايت معها في المستشفى
و بعدها بكم يوم توفي
بعد سبع سنين في المصحه خرجت من المستشفى بعد ما بانت انها كويسه كان عندها تلاتين سنه.. انا كنت بدور عليها و محدش راضي يقول اي معلومه عن اختفائها الا لما خرجت….
وقتها مريم كلمتني وقالتلي بيلا رجعت و محتاجه تتكلم معاكي طبعا سبت كل حاجه و مهتمش اقولك الا لما اقابلها و اعقلها على اختفائها دا
لكن لما رحت القصر شفت بنت تانيه هاديه و مستسلمة اه بتبتسم و هادية جدا لكن مش بيلا اللي بتضحك دايما لدرجة ان كل اللي قالوها كانوا بيقعوا في عشق ضحكتها
قعدت معها و بدأت اتكلم معها و طلبت منها تحكيلي اللي حصل معها لكنها كانت بتعيط و يبان عليها التشنج
وقتها مريم اخدتني و حكيتلي كل اللي حصل بالتفصيل و ازاي اتحولت بالشكل دا
وبعد كم مقابلة بدأت تتكلم معايا و تقولي أن المكان وحشها و بدأت تتكلم بهدوء جدا
وقتها قولتلها انك متجوزتش و انك في القاهرة و نقلت كل حاجه تبع شغلك للقاهرة و من وقت اللي حصل مجتش المنصورة ولا مره قالتلي انها مبسوطه بيك و فرحانه لنجاحك وواضح انها كانت بتابع اخبارك من مريم و الجرايد
لكن طلبت مني اني مقولش اي حاجه عنها خالص و وعدتها اني مش هحكيلك
وفضلت اقابلها كل مده لكن هي للأسف مكنتش اتعافت ولا لحد دلوقتي اتعافت
نعمه الخدامة و فردوس الممرضه بيقولوا انها لسه بتصحي بكوابيس و فزع و خصوصا انها كانت عايشه لوحدها
لكن الكوابيس دي كانت بتقل لما بتقابل ناس زي زينب دي لما كانت بتبات معها كانت بتفضل نايمه وقت طويل براحة
مريم اتجوزت و محمود اتجوز و سافروا القاهرة بقى هو اللي يدير الشغل هو و جوز مريم
وانت سافرت و بدأت تشتغل و تجاهلت كل اللي حصل و قدرت تبني نفسك و تكبر المجموعه
و بيلا خسرت كل حاجه حتى حلمها انها تكون من مصممين اعمال الخزف خسرته كل دا بسبب الحب…..
تعرف بيلا كانت دايما تقول انها هتبقى افضل مصممة خزف في الشرق الأوسط و هيبقى عندها معارض كتير جدا و تعرض شغلها في كل مكان في العالم
وقتها لما قالت كدا كل الدفعه كانوا واثقين انها هتحقق حلمها لأنها كانت اشطر واحدة في الدفعه و حماسها كان غريب و مميز
لكن اي اللي حصل
خسرت كل حاجه….. وانت دلوقتي تقولي بتسافر و تغير جو، والله يبقى حرام عليك يا عمر ”
كان يستمع لها بقلب منفطر و عيون باكيه يحاول استيعاب كل هذا فكيف هي من تعرضت له
عمر بغضب :
” غبية غبيه ”
ترجل من السيارة و هو يصفق الباب خلفه بغضب
لتنزل صفا بسرعة قائلة:
” رايح فين يا عمر مش هنسافر”
هتف بحدة للسائق قائلا:
” توصلها للبيت ارجعي معه”
” وانت رايح فين؟”
نظر للطريق الطويل أمامه قائلا بدموع:
“هلحق اللي ضاع من عمرنا”
أوقف عربة نقل كبيرة كانت على الطريق ليصعد بها في طريقه لها و آه من لوعة العشق
_____________________
كانت تجلس في جنينه القصر بعدما اجرت اتصال بزينب لتطمئن عليها كعادته منذ أن غادرت
اغمضت عينيها وهي تبتسم بمرارة و تتذكر أجمل لحظه بعمرها
****************عوده لإحدى ذكريات للماضي
خرجت بيلا من القصر بعد حفلة الخطبه المشئومة تلك مع جدتها و هي تنوي ترك المنصورة و السفر للاسكندريه
ابتسمت نبيلة قائلة:
“ممكن تفكي التكشيرة دي”
اومأت لها بابتسامه قائلة بطيبة:
“هدخل اسلم على بابا”
أبتسمت نبيلة قائلة:
طول عمرك قلبك ابيض يا بيلا ياله سلمي عليه ”
تركت جدتها لتتجه نحو مكتب والدها اطرقت على الباب بخفه ليسمح لها بالدخول
تنحنحت بهدوء قائلة:
” انا خالص هسافر مع تيته”
اومأ لها بجديه ولم ينظر لها حتى شاعر بالضيق من نفسه و من رفضه لعمر بتلك الطريقه المهينه و كسر فرحتها
ابتسمت وهي تقترب منه و تجلس أرضا قائلة بلهفه:
“بابا انا همشي خالص… معقول مش هتبصلي حتى”
نظر لها و لعيونها الحمراء أثر البكاء بالمدة السابقة و حزنها بعد ما حدث لكن رغم ذلك كانت تبتسم
احتضنها سالم قائلا:
“ما بلاش تسافري يا بيلا بلاش علشان خاطري”
انسابت دموعها لتقول :
“مش هقدر افضل هنا معليش يا بابا مش هقدر، هروح مع تيته نبيلة ”
اومأ لها بالموافقة لتغادر القصر بعدها تاركه المنصورة
بعد يومان في الاسكندريه
فغرت بيلا شفتيها بصدمة وهي تستمع لجدتها
بيلا :
انتي بتقولي ايه يا تيته؟ انا و عمر نتجوز ازاي يعني و بابا مش موافق وبعدين هو بعد اللي حصل دا عمر هيطيق يبص في وشي بابا اهانه اوي وسط الضيوف
ابتسمت نبيلة بحماس و حب قائلة:
“بس عمر فعلا بيحبك و بعد ما انتي كلمتيه وقولتيله انك هتسيبي المنصورة انا قابلته و فهمته انك مكنتش تعرفي حاجه عن اللي ابوكي عملها
و هو صدقني بسرعة لان انتي كنتي كلمتيه اصلا و هو تقريبا كدا فهم من نبرة صوتك
و دلوقتي هو فعلا عايز يتجوزك و مفيش غير الحل دا”
ارتفع حاجب بيلا بحنق و ضيق قائلة:
” انتي عايزانى اتجوزه عرفي يا تيته لا طبعا لا يمكن اعمل كدا”
ضربتها على كتفها بخفه:
” عرفي ايه يا هبلة دا جواز على سنة الله و رسوله و بعدين انا واخوي و اختك هنكون شاهدين عليه و فترة و نقول لابوكي هو طبعا هيتعصب و يرفض لكن هيبقى أدام امر واقع… فاهمه؟”
هزت بيلا راسها بالرفض قائله بتوتر:
” يا تيته بابا هي عل لو عرف، انا الصراحه خايفه”
أبتسمت نبيلة قائلة:
” احنا معاكي يا بيلا خايفه من اي يا حبيبتي، انتي بتحبيه صح”
أخفضت رأسها بخجل و ارتباك قائلة:
” اصل.. يعني.. هو انا ”
أبتسمت وهي تحتضنها قائلة:
” بلاش الخوف دا انا الصراحه واثقه في عمر وانه راجل بجد و هي حافظ عليك ”
أبتسمت بسعادة قائلة :
“ربنا يستر يا تيتة”
بعد مرور وقت
وضع عمر يديه بيدي محمود و بجوارها الماذون ليتم كتب الكتاب
كانت تجلس بجوار مريم بسعادة رغم أنها سعادة ناقصه بعدم وجود والدها
انهي الماذون كتب الكتاب لتطلق مريم زغاريد بسعادة
بينما ابتسم عمر وهو ينظر لها
احتضنها قائلا بهمس:
” بحبك اوي يا بيلا ربنا يقدرني و اسعدك”
____________عوده للوقت الحالي
افاقت من شرودها وهي تبتسم برقة لكن ما ان رأته يأتي من الخارج يدلف لداخل القصر
استقامت عاقده ما بين حاجبيها قائلة:
“بشمهندس عمر نسيت حا….”
قبل أن تكمل جملتها جذبها بالقوة لداخل احضانه قائلا بصوت متحشرج:
” غبية غبيه غبية يا بيلا وحشتني اوي ليه عملتي كدا ليه حرام عليك”
حاولت دفعه بارتباك و الإبتعاد عنه قائلة:
“عمر ابعد مينفعش كدا”
لكنه لم يبتعد انش واحد بل شدد على احتضانها قائلا:
“لو عشت عمري كله اعتذرلك على اللي حصل مش هيوفيك حقك، ياريتك كلمتيني ليه عملتي كدا ”
هدات بداخل احضانه قائلة بخوف:
” قصدك ايه يا عمر ”
ابتعد وهو يحاوط وجهها بيديه قائلا:
“اتعرضتي لكل دا لوحدك وانا السبب و طول السنين دي كنت فاكر انك بتكرهيني لكن حقيقي اثبتيلي اني اغبي مخلوق على وش الأرض…. بس خالص مش هسيبك تاني انتي فاهمه معدش ينفع تبعدي تاني عني يا بيلا”
ذرفت دموعها بتاثر قائلة:
” انت تقصد ايه؟ مش هتمشي صح مش هتسبني تاني يا عمر”
جذبها بقوة لداخل احضانه قائلا:
” كفايه بُعد و فراق يا بيلا كفاية مش هعرف ابعد تاني انا عشت عشرين سنه في دوامة حيرة وخوف كنت لوحدي… انا هكلم الماذون دلوقتي حالا مش هسيبك تاني خالص”
كاد ان يبتعد لكنها تمسكت به تبكي بهستريه و كم تفتقد الأمان، حاول تهدئتها لكنها كانت تبكي بعنف شهقات عاليه
” ياه يا بيلا ازاي سكتي و شتلي كل دا لوحدك ازاي قدرتي تتحملي ازاي يا بيلا ”
لم تستطيع التحدث ليربت على ظهرها بحمايه و حنان :
” عارفه هنعمل المرة دي هعملك فرح انتي كنتي نفسك في فرح و فستان ابيض هعملك كل اللي اتمنتيه يا بيلا حقك عليا، حقك عليا”
تزامنا مع دخول صفا بسعادة:
” ياااه اخيرا والله لو الواحد يعرف كان تعب لكم مخصوص ”
لم تبتعد عنه و مازالت تبكي لم تتوقع أن يحدث ذلك وتخش ان يكون أحد أحلامها و التي ستيسيقظ منه بعد قليلا لتجده يهمس قائلا:
” مش حلم يا بيلا صدقيني مش حلم ”
رفعت راسها تنظر له بينما تنساب دموعها تنهد بارتياح وهو يخرج هاتفه يجري اتصال بشخص ما ليجلب الماذون
_____________________
في القاهرة
هبت عصمت بصدمة و هي تبتلع ما بحلقها بصدمه قائلة:
“يعني ايه بيكتبوا الكتاب دلوقتي انت بتهزر”
اتاها الرد من شخص ما يراقب عمر ليقول:
“دا اللي حصل انا شايف الماذون خارج و لما سألته قال انه كتب كتاب عمر الرشيد و بيلا الدمنهوري”
و كان الصدمه لجمت لسانها حتى انها لم تستطيع التحدث
“عمر اكيد عرف الحقيقة لو عرف ان انا اللي سرقت قسيمة الجواز منه زمان و ان بابا هو اللي دبرله الحادثه و البنت اللي ماتت يلهوي دا ممكن يمحيني”
اتاها رد والدتها بحزم قائلة:
” البت بنته لازم تعرفي مكانها لو حصل اي حاجه هتكون هي الكارت اللي لازم نستخدمه”
ردت عصمت بخوف قائلة:
” ملك في واحد زمان هو اللي اخدها بعد ما رميتها جانب سلة الزبالة ياريتني كنت قتلتها لو كنت اعرف ان بابا مخطط انه يفك فرامل عربيته عمري ما كنت هبدل ملك و كنت هسيبها تموت معه ”
ردت تفيدة بشر قائلة:
” ابوكي زمان كان عايز يخلص من عمر ابن اخوه كان عايز ياخد كل حاجه و لما فشل انك تتجوزيه راح عمل اللي عمله ، بس دلوقتي نحمد ربنا ان البنت لسه عايشه لانها هتكون الكارت الوحيد اللي في ايدينا المهم لازم تعرفي كل المعلومات عنها فاهمه ”
اومات لها بالايجاب قبل أن تخرج من غرفتها
______________________
على متن الطائرة العائدة من روسيا لمطار القاهرة الدولي
كانت نور تجلس بجوار باسل وهي تتحدث عن حياتها باريحيه فقد أصبح الاثنان أصدقاء جدا في الفترة الأخيرة
ابتسم باسل وهو يستمع لها بشغف ليقول بجدية :
” بس كدا و بعدها بقى اتصاحبت انا وزينب و تقريبا مكنش عندي صحاب غيرها
لأنها طيبة اوي بس للاسف الناس مكنتش بترحمها بس دلوقتي اتجوزت و بتحب جوزها اوي و حامل في الشهر الرابع بس هي أجمل مني بكتير و هاديه إنما أنا بتاع مشاكل”
أبتسم ليقول بتسلية:
“من ناحية المشاكل فأنتي أستاذة مشاكل الصراحه ”
” يا واد يا برئ” هتفت بتلك الكلمة بمرح لتكمل” وانت ملاك مبتعملش مشاكل ”
همس برفق قائلا
” الطيور على أشكالها تقع ”
_______________________
ضلعي الثاني انت يا صديق عمري، لم تكن رفيق دربي فقط، لكنك كنت الأخ و السند، فسلام الي روحكَ الجميلة التي شاركتني ما مر بي في حياتي، و سلام على صداقتنا….
في وقت متأخر من الليل
في منزل آل «الشهاوي» صدح رنين الهاتف معلناً عن اتصال هام جدا، عدة مرأت لم يتوقف الهاتف و كأن المتصل لن يبارح مكانه حتى يُبلغ رسالته
استيقظت «حياء» بفزع لتنظر للجانب الاخر من الفراش لكن وجدته فارغ بينما باب الغرفة مفتوح، ينبعث اليها أضاة من الصالة، نهضت من فوق الفراش بكسل وهي تراه يقف في الصالة
نظرت له بينما يتحدث في الهاتف لتساله «حياء» بتوتر قائلة:
“في ايه يا جلال؟ مين بيتكلم في الوقت دا”
لم تتلقى منه إجابة في حين تصاعد الخوف لقلبها، و هي تنظر لعينيه المتلالاه بالدموع لتُعيد سؤالها عليه مرة أخرى بتوجس:
“في اي يا جلال؟”
حاول جاهداً التحدث قائلا بنبرة يتخللها بعض الثبات:
“جمال نقلوه المستشفى و بيقولوا حالته صعبه، انا لازم اروحله استر يارب”
تركها تقف مكانها دون أن ترمش و عينيها مثبته عليه، تدرك كم ان الامر صعب عليه “جمال” هو صديقة المخلص و هي الشاهدة على ذلك منذ زمان طويل،
منذ بضعة أشهر توفت “فاطمة” زوجة “جمال” لابد أن الأمر لم يكن هيناً عليه
خرج بعد دقائق و قد بدل ثيابه و علامات الخوف و الارتباك جاليه على وجهه
هتف بنبرة مهزوزة قائلا بتوتر:
“لو حصل اي حاجه ابقى كلميني،لا الاحسن تطلعي تباتي مع زينب لان انا هبات معه في المستشفى، متستنينش”
لم ترد عليه وهي تقترب منه تحتضنه وهي تربت على ظهره بخوف بنبرة باكية:
“هون عليك يا جلال، ان شاء الله مفيش حاجة بس ارجوك متعملش في نفسك كدا”
اغمض عينيه وهو يُلقي بمخاوفه خلفه اخذ نفس عميق ابتعد قائلا:
” متخافيش يا حياء ان شاء الله خير… ياله تعالي اطلعي لزينب، ياله الله يرضا عليك”
اومات له بجدية لتراه يخرج من الشقة بسرعة، جلست على الاريكة وهي تردد آيات من الذكر الحكيم.
__________________
وصل «جلال» بسيارته الي المشتشفي المتواجد بها صديقه، صف سيارته ثم ترجل منها بهدوء عكس ما بداخله.
وصل إلى الغرفة في حين وجد «غرام» و «عائشة» ابنتا «جمال» يقفن أمامها بينما تحتضن “غرام” «عائشه»، و هي تبكي بضعف
ما ان رأت «غرام» جلال يدلف للمشفى حتى ركضت نحوه بسرعة قائلة:
“بابا تعبان اوي يا عمي واحنا مش عارفين نعمل ايه”
ابتلع «جلال»الغصه التي تشكلت في حلقه وهو يربت على كتفها باهتمام قائلا:
“متخافيش يا غرام خدي اختك و اقعدوا بلاش تقفوا كدا ياله و انا هفضل موجود”
تراكمت الدموع بمقلتيها و هي تنظر له، في حين اوما له برأسه لتغادر
تركته أمسكت بيد اختها و تغادر ذلك المكان
في حين نظر هو باتجه الباب الذي يرقد صديقه خلفه، خرجت الطبيبه ليسالها بسرعه و لهفه:
” جمال حالته ايه يا دكتورة؟ ”
هزت الطبيبة راسها بانكسار و صعف:
” أستاذ جمال عايز يشوفك يا جلال بيه”
تلك النبرة المنكسرة لم تكن الا إنذار، دلف الي الغرفة بخطوات ثقال، وهو ينظر لجمال النائم على فراشه و موصل بجسده عدة أجهزه و جسده في حال من الضعف، و وجهه شاحب، بينما يفتح عينيه بضعف.
لم يستطيع «جلال» التحمل، في حين انسابت دموعه بقوة و ضعف
جلس بحواره على الكرسي الموضوع بجانب الفراش، ليهتف بضعف و بكاء:
“جمال في اي يا جدع، بقى شوية تعب يعملوا فيك كدا، قوم يا جمال الله يرضا عليك”
أبتسم الاخر بمرارة و هزلان قائلا:
“خالص يا جلال، جلال بناتي أمانة في رقبتك هما غلابة و مالهمش حد غيري انا وانت بعد ربنا……”
زادت ضربات قلبه بعنف، دموعه تنهمر وهو يهز راسه برفض قائلا:
” لا مش هيحصل، انت وعدتني هنفضل مع بعض ضهر في ضهر… مش هتخون وعدك ليا يا جمال”
حاول ابتلاع ما بعنقه قائلا باشتياق:
” امر… الله… يا جلال امر الله، انا مش عارف اعيش من غير فاطمه، هي اكيد مستنياني….وصيتي بناتي يا جلال بناتي أمانة في رقبتك”
أوما لها جلال بضعف ليضيف بتاكيد:
” بناتك في الحفظ و الصون، سلملنا على الحبايب قول لايوب و امي و ابويا ان هنتقابل عن قريب ان شاء الله ”
وضع يديه موضع قلبه وهو يبكي و كأنه طفل فقد أمه ليهتف بصوت اجش:
” سلام يا اخويا سلام، متغلش روحنا على اللي خلقنا ارتاح يا جمال ”
غادر الغرفة بقلب منفطر و عيون حمراء، و هو يحاول تجميع شتات نفسه لاجل الفتاتان
ما ان خرج حتى وجد «صالح» يقابله وهو يركض نحوه قائلا:
“في اي يا بابا؟ عمي جمال ماله”
ربت جلال على كتف ابنه قائلا:
” أمانة و بترجع لصاحبها…. ”
جلس على احد المقاعد وهو يشعر بأن قدمه لم تعد تسعفه على الوقوف اكثر من ذلك تنهار حصونه مع كل لحظه تمر…
بعد عدة ساعات
“البقاء لله استاذ جلال، الحج جمال تعيش انت”
تفوهت الممرضه بتلك الكلمات بانكسار و نبرة مهتزه وهي تنظر لابنتيه مما جعل «عائشه» تذرف دموعها عند صراخ «غرام» تقول بصوت عالِ:
“لا لا انتي كدابه، بابا مش هيسبني لا انت كدابه متصدقيهاش يا غرام و الله بتكدب بابا ب … ”
عند تلك الكلمات التي خرجت منها بصوت متهدج سقطت مغشيا عليها، و كأنها ترفض تصديق ذلك الواقع الأليم الذي صدمها بموت اعز الناس على قلوبهم،
أم «غرام» فبعد ما صرخت باسمها مراراً ببكاء حملتها على الاريكة بمساعدة الممرضه،
في حين جلس جلال يشعر و كأن شُل من الصدمة و الألم لتسقط دموعه بمرارة قاتلة
لكن دون جدوى لم ينتبه لايا مما يصير حوله حتى وجد عائلة جمال باجمعها مجتمعه حوله و صرخات النساء تعلو تزامنا مع بكائهم، فكان المشهد يتقطع له نياط القلوب
ويالها من لحظه تقشعر لها الأبدان
ركضت «غرام» الي غرفة حيث يوجد جثمان والدها تزيل الغطاء عن وجهه وهي تقول بصراخ و انهيار؛
“لا يا بابا بلاش تسيبنا و الله ما هعرف اعيش من غيرك، ما هو حرام انت و ماما تموتوا و تسبونا بجد حرام.. متمشيش و تسيبني.. والله مش هزعلك تاني والله… متسبنيش لوحدي… بلاش تكسرنا ببُعدك يا بابا..”
صرخت بجملتها الاخيره فوجدت جلال يحتضنها وهو يبكي أيضا، فوجدها تتشبث به بقوة و هي تقول ببكاء:
” سابنا يا عمي… سابونا بابا و ماما… طب كان يستنى معانا شويه لحد ما نفوق من وجعنا على ماما…. هو كان نفسه يشوف عائشة مهندسه و الله قربت يا عمي كان يستنى بس نقوله اننا بنحبه اوي.. يا بابا والنبي… تقوم ابوس ايدك ”
دلف الي الغرفة زوجها«نبيل» ليحملها برفق وهو يخرج من الغرفه بينما انهارت كل حصون «جلال» وهو يضع الغطا على وجه صديقه قائلا بابتسامة انكسار:
” مع السلامة يا اغلى الناس ”
«في الاستعلامات»
وقف «على» بجوار «صالح» يتحدثان مع احد المواظفين
صالح بجديه و لا تخلو نبرته من الحزن:
“لو سمحت عايزين نبدأ في الإجراءات و عايزين نطلع تصريح بالدفن”
رد الطبيب بجديه:
“تمام يا بشمهندس، البقاء لله”
تنهد صالح بارهاق قائلا بهدوء:
” و نعم بالله”
______________________
بعد مرور وقت
في منزل «جمال» كان الوضع صعب للغايه
النساء في العائله يقمن بتجهيز مراسم الدفن، و الرجال كلا منهم يحاولون ملاجقه الوقت حتى يتم تشييع جثمان الفقيد في الصباح الباكر،
ابنته «عائشه» فقدت الوعي في المستشفى فقامت اختها و زوجها بجلبها للمنزل و هي على نفس الحاله
الكل يبكي لم يكن مجرد صديق، و لا مجرد اب لابنتان، و لا مجرد رجل،
كان كل هذا.. اب و صديق و رجل
حقا يأتي الموت ويأخذ اعز الاشخاص على قلوبنا
اما «جلال» فكان مع الرجال يقوم بالترتيبات اللازمه
صعدت «حياء» الي النساء بعيون حمراء باكية فوجدتهن في حاله صعبة، حيث كانت اعينهن منتفخه أثر البكاء
وجدت غرام تخرج من غرفه ابيها و كانت تودعه للمرة الأخيرة، ارتمت بين ذراعي حياء قائلة بصوت متقطع مهزوز :
“ليه يارب ليه الاتنين يروحوا مننا”
بكت برهبه من الموقف حولها لتقول بعقلانية :
“استغفري يا غرام و ادعيله، الله يرحمك يا جمال كنت و نعم الأخ”
ترحل و تغادر المكان لكن يبقى الأثر
اما خير و سيرة طيبه تأتي عند ذكر اسمك او شر و نفور فلعلنا نزرع الخير الان ليكن لنا الشفيع في الاخره
بعد فترة
تجهزوا جميعا حتى يتم تشييع الجثمان،دلف جلال الي المنزل لياخذوه حتى يتم وضعه في الصندوق الخشبي الذي تنتهي به الحياه، لكن ما ان دخلوا للغرفة الموجود بها
حتى خرجت «عائشه» من غرفة بصراخ و فزع تمسكت بجلال قائله برعب:
“لا يا عمي و النبي بلاش تاخدوه، والله ما هعرف اعيش من غيره، طب غرام و عندها بيتها و ولادها هتلقي الونس، لكن هو كان ونسي… يا بابا ليه سبتني”
رد جلال بتعب و جدية قائلا:
“اهدي يا بنتي، خديها يا شهد خديها”
اومأت له وهي تحاول سحبها من الغرفه، فوجدها تصرخ به بهياج وهي تقول له:
” انا هروح معاكم، مش هسيبها، فاهم هاجي معاكم ”
تنهد بتعب قائلا:
” ماشي يا عائشه ياله يا جماعة”
بعد مدة خرجت من المنزل تلحق بالجميع بعدما خرجوا من الشقه
اما جلال فركب بسيارة” الجثمان” و أثر التعب جاليه على وجهه متوجهين الي المدافن حيث اخر مكان تسكن به الجثمان…..
بعد وقت طويل في منزل ” الشهاوي”
جلس «جلال» على كرسيه، وهو يغطي وجهه بيديه
جلست حياء أرضا لتمسك بيديه قائلة بحزن:
“هون عليك يا جلال، دا ارتاح والله العظيم، راح للحبايب انت عارف انه كان بيحب فاطمه اد ايه راحلها….”
رد بعد صمت طويل قائلا:
“سند العمر يا حياء كان اوفي من أيوب جدع و راجل بجد، ان لله وان اليه راجعون ….”
حياء بابتسامه حزينه:
“الموت لما بيختار بياخد أجمل الناس و اعزهم علينا و ربك اخد أمانته قوم ارتاح يا جلال لسه العزا بليل و صالح و على تحت بيوضبوا كل حاجه ياله”
ساعدته حتى ينهض لتجده يقول:
ردت« حياء» بهدوء ؛
” مع زينب فوق ربنا يكون في عونها كانت قريبه منه”
هز رأسه قائلا:
” هتفضل معانا البنت مش هتستحمل ترجع البيت دلوقتي ”
«حياء» بجدية:
” متقلقش انا اصلا مش هسيبها تمشي ياله ادخل ارتاح شوية انت من بليل و انت واقف ياله”
دلف الي الغرفة بهدوء متجها للحمام توضأ و خرج يصلي ركعتين لله و هنا كان الانهيار لكل الحصون فوالله كان اخاً و صديقا
و سلام على كل روح طيبه……
“أختر صديقٌ صالح من بين آلاف الطالحين، فوالله لو صادقت الصالح لربحت الدنيا و مافيها، وأن اخترت الطالح فتيقن من خسارتك للاخره قبل دنياك الفانية”
في منزل «الشهاوي»
دلف «صالح» لشقة والده بجسد مرهق و أمارات الحزن جاليه عليه،
لكن وجد المنزل هادي تمامآ فكان خاليا، علم ان والدته من المؤكد انها الان مع «عائشة » ليشعر بالأسي إتجاه تلك الفتاة
اتجه نحو غرفة والده بخطوات بطيئة، متيقن من حزن والدها على شقيق عمره و كيف لا يحزن عليه وهو الأخ و الصديق و ضلعه الثاني
صفق عدة طرقات على الباب لياتيه الرد بعد لحظات
“ادخل”
وضع يديه على مقبض الباب وهو ياخذ نفس عميق لتمتلئ رئتيه بالهواء شاعرا بألم و حزن، لكن حاول رسم أبتسامة صغيرة على ثغره، و هو يدلف للغرفه قائلا بهدوء:
“عامل ايه يا حج دلوقتي؟”
كان«جلال» يجلس على فراشه ممدد الساقين، الغرفة مظلمة الا من اشعة الشمس التي تداهم الغرفة، بينما هو يُسبح على يديه بهدوء تام،
و الابشع ان الذكريات الجيدة بينه و بين «جمال» تعصف بعقله و قلبه ليجيب :
“بخير الحمد لله”
جلس «صالح» بجواره على الفراش بحزن قائلا:
“هون عليك يا بابا، ما هي دي النهاية لينا كلنا مين فينا هيخلد في الأرض، أنتَ نفسك علمتنا ان البقاء لله وحده”
تنهد «جلال» بحزن و لمعه دموع صادقه ليجيب بهدوء:
” ونعم بالله، لكن عارف ايه اللي بيوجع يا ابني، انه فجأه حد بنحبه ينخطف من وسطنا، و على اد الحب بيكون الوجع من الفراق،
انا و جمال صحاب من ابتدائي،
لسه فاكر ازاي اتصحبنا،
في رابعه ابتدائي كانت امي الله يرحمها اتخانقت مع الحج شريف جدك ربنا يرحم امواتنا واموات المسلمين، وقتها جدتك معملتليش سندوتش و الصبح قبل ما امشي زعقت ليا، و انا زعلت رحت المدرسة و انا مضايق و اي حد يكلمني كان ممكن اتخانق معه كنت طفل لسه،
في الحصه الرابعه تقريبا قبل الفصحه كان قاعد في نفس التخته جمال
لقيته بيفتح شنطته و مطلع كيس السندوتشات بتاعه و كان فاضي هو كمان
وقتها ضحكت رغم اني كنت متضايق اللي هو اتلم المتعوس على خيب الرجا، لكن جمال وقتها اتضايق مني و نزل الفصحه و هو زعلان،
كانت أول مره اعرف يعني ايه كسر الخاطر روحت اخدت الشنطه بتاعتي و نزلت انا كمان لقيته قاعد جانب العلم و زعلان روحت قعدت جانبه و هو متكلمش روحت فتحت شنطتي وطلعت كيس السندوتشات بتاعي،
وقولتله انا كمان مجبتش اكل و مش معايا غير النص جنيه دا على فكرة العمله وقتها كانت غير دلوقتي
لقيت بيبصلي و قام مطلع من جيبه نص جنيه هو كمان قالي ايه رايك نشتري سندوتش من محل الفول اللي جنب المدرسه و نقسمه سوا انا كمان جعان،
قالتله ماشي بس انا هنط من على السور و انت تراقب علشان لو المدرسه شافتنا هتاخدنا للمدير لقيته ابتسم وقالي ماشي
و ساعدني انط من على السور واطلع اجيب سندوتش و حطيته في كيس و ربطته كويس و قمت حدفته لجمال وهو واقف جوا و نطيت تاني دخلت للمدرسه كنت شقى برضو، قعدنا كلنا سوا و قسمنا الاكل مع بعض
كانت حياتنا بسيطه اوي، من وقتها واحنا صحاب و كبرنا سوا ابتدائي اعدادي ثانوي حتى كليه التجارة جمعتنا سوا،
حتى لما اعُجب ببنت جيه و قالي انه عايز يخطب كنا لسه متخرجين و بنشتغل و هو كان بيحب فاطمة بنت شيخ الجامع، وقتها ابوه كان توفاه الله انا قلت للحج شريف و روحت انا و جمال و جدك نخطبهاله”
أبتسم «صالح» بود قائلا:
” كان بيحبها و هي كمان صبرت معه سنين في الفقر لحد ما كبروا و ربنا رزقهم من الوسع
و لما ماتت مستحملش و راحلها و دي سُنة الحياة و محدش هيفضل، الذكريات هتتعبنا لكن ربنا كريم، “واستعينوا بالصبر و الصلاة”
هون عليك يا حج الله يرضا عنك، أمي مش هتستحمل لو جرالك حاجه ”
أبتسم «جلال» برفق قائلا :
” أمك، تعرف انا و حياء مع بعض بقالنا
واحد و تلاتين سنة مفيش مرة شفتني زعلان الا وعيطت ، سبحان الله يزرع الحب في قلوبنا بلا مقابل،
علشان كدا يا صالح وصيتي ليك يا ابني
أمك و مراتك و أختك و بناتك في المستقبل ان شاء الله اوعي يا ابني تكسرهم او تقلل منهم،
علمهم ان الحب الاول الاصدق لله وحده
وان ربنا بيغير على قلوب عباده،
لو حسوا ان في حب دنيوي ملأ قلوبهم خليهم اول مكان يهربوا ليه هو خلوتهم مع ربهم
يمكن حبيته في أمك، بعد ما خلفنا كانت دايما انتم الاول عندها و لما تتعب مكنتش تيجي تشتكيلي، كانت بتدخل اوضتها و تفضل تصلي و تدعي ربنا و أحيانا كانت بتعيط و انا بسمعها لكن عمري ما اتدخلت في اللحظات دي، لأنها كانت بين العبد و ربه…
كلنا فينا أخطاء وكلنا مقصرين لكن ربنا بيحب اللي يسع له و يتلهف على رضاه”
أبتسم «صالح» قائلا:
” ربنا يحفظكم لينا يارب انا هدخل اجهزلك أكل لان انت من امبارح مكلتش حاجه و لسه بليل العزاء مينفعش تفضل من غير أكل ”
ابتسم«جلال» بحزن وهو يومئ له بالموافقة ليتركه «صالح» يدلف للمطبخ يقوم بصنع وجبة خفيفة ثم عاد مرة أخرى للغرفه، حاملاً بين يديه صنية موضوع عليها الاطباق
ليهتف بمرح :
” عمايل ايديا و حياة عنيا
و تحيه لأجدع رجالة يعني جلال الشهاوي يعني القماش والمقاسات المظبوطه علشان هو الصح و التمام، يعني عم المحاسبين كلهم ”
أبتسم «جلال» وهو يهز راسه قائلا:
“بطل صياح يا ابن حياء”
اقترب منه واضعا الصنيه على الفراش ليقبل رأسه :
“ياله يا حجيج خلينا ناكل لقمة سوا لان شوية و المغرب يأذن ”
__________________
في منزل «صالح» بعد أذان المغرب
كانت الفتيات ترتدي الملابس السوداء الأجواء كئيبه و حزينه، تجلس زينب علي الفراش بجوار «عائشة» النائمة و ملامحها متشنجه، و كأنها في كابوس مزعج يداهم عقلها، لا تتقبل الأمر،
و بجوارها غرام التي تقرأ القرآن الكريم من المصحف بيديها
اخذت «زينب» تمسد بحنان على شعرها شاعره بالم طفيف، نهضت من فوق الفراش تتجه نحو الخزانه لعلها تجد دوائها، لكن وجدت الأدوية قد نفذت تزامناً مع دخول “حياء” الغرفة
سألتها برفق قائلة:
“نامت؟”
أبتسمت زينب بحزن وهي تنظر لها:
“لسه نايمة حالا ربنا يكون في عونها”
تنهدت بحزن و ظهرت طبقة طفيفة من الدموع بمقلتيها قائلة:
“الله يرحمه كان الكل كان بيحبه، الجنازة كان فيها ناس من كل حته و اللي جين ياخدوا الخاطر من الصعيد، يارب حسن الخاتمه”
التفت تنظر لما بين يديها من أدوية قائلة:
“أنتِ لسه ماخدتش الدواء معقول يا زينب”
زينب بهدوء و ابتسامة:
“انا كويسه الحمد لله بس انشغلت مع عائشه و غرام و كنت هاخده دلوقتي بس شكله خلص ”
” لا طبعا مينفعش يا زينب لازم تاكلي وتاخذي الدوا هاتي الروشته انا هنزل اجيبه من الصيدلية ”
اعطتها زينب الروشته الطبية لتنظر حياء نحو غرام الشاحب وجهها قائلة:
” انتم مينفعش تفضلوا كدا من غير اكل و عفت مع الحريم اللي بيجهزوا الصواني،هجيبلكم أكل”
ثم اتجهت نحو غرام التي تبكي بصمت قائلة بحنان وهي تربت على كتفها :
” غرام في حريم عايزين يعزوكِ، ياله يا حبيبتي تعالي نروح سوا و بعدين مينفعش كدا أنتِ بترضعي الزعل وحش علشانك”
اغلقت المصحف لتزداد شهقاتها و عيونها حمراء منتفخه أثر البكاء تنهدت حياء بحزن وهي تحتضنها :
“يا حبيبتي اكيد هو في مكان احسن ادعيله عارفه انه صعب عليك انا كمان جربت الشعور دا وقتها رغم اني معتشتش مدة كبيرة مع ابويا الا ان اتوجعت اوي، ياله يا حبيبتي لازم تقفي تاخدي العزاء من الحريم، عماتك و خالتك كلهم في البيت من الصبح”
اومأت لها بهدوء و اناملها تمسح دموعها بحزن قبل أن تخرج مع حياء
سحبت حياء نفسها من بين النساء ثم نزلت من المنزل لجلب المشتريات، نزلت بهدوء جتي لا يراها ايا من الرجال لكن صالح كان يقف امام بوابة المنزل بجوار على و نبيل زوج غرام يستقبلان الناس سويا،
انتبه صالح لوالده التي خرجت للتو من المنزل فانسحب من جانب صديق، بعدما أشار لوالدته حتى تسبقه، اومأت له في هدوء ثم ابتعدت قليلا عن البيت، و بعد خروجها من مقدمة الشارع وجدته خلفها يقول بهدوء؛
“استنى يا ماما، رايحه فين؟ حصل حاجه ولا ايه…”
التفتت له وهي تقول بجدية حانية:
“رايحه الصيدليه الدوا بتاع زينب خلص و كمان مفيش حد في البيت يعمل اكل كنت هشتري شوية حاجات لزينب و عائشه، غرام انا خليتها تاكل مكنش ينفع تقف و هي كدا كان ممكن تقع من طولها بس يدوب اخدت معلقتين و مرضتش تاكل”
اومأ لها بتفهم قائلا:
“ربنا يكون في عونها، خالص روحي انتي وانا هروح اجيب الدوا و اجيبلهم اكل و هروح اطمن عليهم، صحيح الحج في العزا انا جهزتله لقمة كدا قبل ما نصلي المغرب و نزلنا سوا ”
حياء بلهفة وخوف:
” يعني اكل صح؟ ”
زفر بتعب محاولا الهدوء:
” ايوة، ياله ادخلي أنتِ، وانا هروح اجيب الحاجه ”
اومأت له بجدية وهي تدخل للحي مرة أخرى بينما اتجه هو نحو السوبر ماركت يشتري بعض الأغراض ثم توجهه للصيدليه ليبتاع دواءها
بعد مرور نصف ساعة
دلف صالح الي منزله بهدوء و جسد منهمك تنحنح بصوت مسموع وهو يدلف للمنزل
خرجت زينب من الغرفة مغلقه الباب خلفها برفق حتى لا توقظ عائشة
ابتسم بحنان و عينيه تفترس ملامحها قائلا:
“كويس أنك خرجتي ياله تعالي ناكل لقمة سوا علشان تاخدي دواكي
استاءت ملامحها بضجر قائلة:
” الصراحه ماليش نفس يا صالح ممكن اخد الدواء على طول و انت كُل و سيب اكلي لعائشة لما تصحي”
زفر بغضب وهو يتجه نحو ممسكا يديها برفق يجذبها لتجلس فوق الاريكة قائلا:
” لازم تاكلي قبل الدوا مينفعش تاخدي على معدة فاضيه و بعدين انا جايب اكل لعائشه لما تصحى و جايب لينا اكل و انا اصلا اكلت مع الحج بس ياله افتح نفسك”
أبتسمت بينما وضع الطعام على الطاوله بللت شفتيها بجوع وهي تنظر لعلب الكشري
زينب بحماس و جوع :
“انت اكلت صح؟ خالص يعني مش لازم تاكل مرتين ”
حاول كبح ضحكاته وهو يراها تاخذ المعلقة و تاكل بنهم بينما تضيف الدقة ليقول بمرح:
” وربنا كنت عارف انك هتضعفي أدام الكشري و بعدين استنى استنى هاتي دا”
ابتلعت ما بفمه في حين حاجظت عينيها وهي تراه ياخذ العلب الصغيره الموضوع بها (الدقة و الشطة) كادت ان تختطفها من بين يديه لينظر لها محذرا:
“مينفعش كدا هتبقى حاميه اوي عليك غلط”
زفرت باستياء قائلة بعفوية و براءة:
” ازاي اكل من غير الشطة طب حط شويه صغيره اد كدهن”
أشارت على اصبعها بلطف و هي تنظر له بخبث برى.. اقترب من وجهها قائلا بخبث:
“لو عيطتي حتى يا زبدة مش هتدوقيها”
كادت ان تحرقه بتلك النظرة النارية وهي تاكل بهدوء مرت دقائق وهو ينظر لها قبل أن يدلف للحمام تاركا اياها تكمل وجبتها بنهم
ما ان غادر حتى التقطت العلبه الصغيره لتسكب اكثر من نصف محتواها بالعلبه وضعتها مكانها مرة أخرى قبل أن يخرج في حين تاكل هي بتلذذ مع شعور بالسخون أثر كمية تلك الشطة التي وصعتها
خرج صالح من الحمام بعد أن توضأ، تفتقد الغرفه ملياً يبحث عنها لكن لم يجدها سمع صوتا ً صاخب بداخل المطبخ ليتجه نحوه وهو ينادي عليها
كادت ان تبكس وهي تضع زجاجة المياه على فمها ترتشف منها اكبر قدر ممكن ووجهها احمر قاني
نظر لها باندهاش قائلا:
“أنتِ عملتي ايه يا زينب”
وضعت يديها على فمها و الأخرى على بطنها “بوقي ااه”
اقترب منها بغضب وهو يمسكها من ذراعها بغضب قائلا بهدوء:
“لو تسمعي الكلام، تعالي”
جذبها خلفه ليجلسها على الاريكه اخذ احد الأكياس التي جلبها ليخرج منها علبة من اللبن الرائب اعطتها لها بجديه حتى انها كادت ان تعترض لكن نظراته في تلك اللحظه اخبرتها انه لا مجال للنقاش
جلس ينظر لها تاكل بهدوء ما ان انتهت اعطها الماء
اخذت دوائها بهدوء دون التحدث ليحدثها قائلا:
“لما عائشه تصحى بلاش تخليها تنزل و خليها تاكل، خالي بالك على نفسك”
انحني يطبع قبلة على قمة راسها، اخذ مفاتيحه وولج لخارج المنزل في حين ابتسمت هي برفق و هي تنظر لها….
______________________
في لندن و بالتحديد شقة «يوسف الصاوي» وفي نهاية اليوم
ولج يوسف الي داخل المنزل ليجده هادي تماما نادي عليها بجدية وهدوء:
” ايمان، يا ايمان”
“انا هنا يا يوسف في اوضة النوم” اتجه نحو مصدر الصوت ليفتح باب الغرفه ناظراً لها باندهاش حيث كانت تمسك المقص بين يديها تجلس أمام المرأة بحيرة
وقف خلفها وهو يضع يديه على خصره بارتياب بعد أن وضع حقيبته جانباً قائلا بحدة:
“أنتِ بتعملي ايه يا ايمان ممكن افهم”
نظرت له في المرآة بهدوء قائلة:
“بص انا شعري طول اوي و من زمان عايزه اقصه لانه بيضايقني و ب…”
كادت ان تكمل جملتها لكن ولدهشتها وجدته يلتقط المقص منها قاطعا اياها بنبرة صارمة:
“تقصي ايه يا حيلتها انتي بتستهبل صح، شعرك كدا حلو اوي و لايق لونه و طوله معاكي مخليك زي القمر”
كان يعنفها ام يغازلها لم يدرك ذلك الا عندم اتساعت ابتسامتها قائلة :
” يعني هو حلو كدا؟”
أبتسم بمشاكسة قائلا:
“حلو اوي اوي، ممكن اعرف ايه اللي خلكي تحطي فكرة قصه في دماغك؟”
اخفضت راسها قائلة:
مش عارفه اعمله ضفيرة و بيضايقني لما برفعه كحكه و كمان مبحبش ديل الحصان ”
صك يوسف على اسنانه قائلا بحدة:
” تقومي تقصيه يا اذكي اخواتك و بعدين عندك خمسه وعشرين سنه مش عارفه تضفري شعرك”
أبتسمت برفق قائلة:
“بابا هو اللي كان بهضفرهولي باجي اضفره انا بيطلع مش زي بتاعت بابا ”
“طب و مرات عمي ماكنتش بتضفره ليك و لا علمتك” سالها برفق بينما يديرها نحو المرآه يلتقط المشط بهدوء ليمشط شعرها
” ماما اصلا مكنتش بتضفر شعرها لانه غجري و بابا هو اللي كان بيعرف يعملهولي و يعملي انا كمان ”
أبتسم يوسف بفخر و إعجاب قائلا:
” والله الواحد محظوظ ان جلال الشهاوي يبقى عمه ”
ردت ايمان بارتياب و طبقه رقيقه من الدموع ببنيتيها قائلة:
“هو انت كلمته؟ اخر مرة انا كلمته كانت امبارح بليل و بعدين رنيت عليه كذا مره الاول كان مقفول و لما اتفتح مش بيرد عليا و كلمت ماما يدوب قعدت دقيقة واحدة اطمنا عليا وقفلت قالت إنها مشغولة و صوتها متغير، حاسه انها مخبيه عليا حاجه”
زفر يوسف بهدوء وهو ينظر لها قائلا:
” انا كلمت صالح النهاردة العصر و هو قال ان عمك جمال توفي امبارح في نص الليل ”
نهضت بفزع و صدمة لتقف أمامه قائلة بانتفاض:
” عمي جمال لالا هو اكيد كويس انا قبل ما نيجي روحتله و هو كان كويس و سلم عليا َ دعا ليا انت بتهز يا يوسف صح قول انك بتهزر و هو كويس”
انصدم من دموعها التي انسابت دون ادراك و التي شوشت الرؤيه أمامها، مد انامله يمسح دموعها برفق و حنان قائلا:
“اهدي يا ايمان و ادعيله ربنا يرحمه و يرحمنا هو كان غالي علينا كلنا لكن دي أمانة و اتسلمت للي خلقها ”
خطبها بين ذراعيه وهو يريت على ظهرها بحنان وهي تبكي ليقول بحنان:
“ادعيله يا ايمان و ادعي لأهله ربنا يصبرهم”
ردت ايمان بخوف و بكاء:
“بابا اكيد زعلان اوي هو كان بيحبه علشان كدا مردش عليا، انا عايزه اكلمه يا يوسف والله ما هرتاح الا لما اشوفه كلمهولي”
تريث قليلا في رده قائلا :
“اهدي يا ايمان دلوقتي اكيد مشغولين و اكيد اول ما الحركة تهدأ هيرد علينا وبعدين صالح طمني فهدي لو سمحتي”
ردت ايمان بعقلانيه من بين شهقاتها و دموعها :
” ان لله و ان اليه راجعون ”
________________________
في فيلا«باسل العلايلي»
دلف باسل الي بهو المنزل برفقة نور قد خرج من المطار ليعود برفقتها الي فيلاته لكن اندهش يوجود جو من الضجه و الإضاءة تلتمع بالارجاء في أجواء حفل
زفر بحدة ليقطعه صوت نور مستفسرة:
“هو في ايه يا باسل؟ ”
أتاها الرد بحدة مخيفة كادت ان تتنساها منذ فترة فتعامله معها مؤخر كان هادي :
“واضح ان زيدان بيه عامل حافله و بيحتفل”
جف حلقها وهي تمسك بذراعها توقفه :
“باسل…. انا”
“متخافيش يا نور، زيدان بيه مش هيعمل فيلم هندي و هو اكيد مش بيفكر فيك صحيح هو كان عايز يتجوزك لكن انا برضو عارفه كويس، و بعدين انتي متوترة ليه؟ اولا دا بيتي و انتي مراتي ”
عضت على شفتيه بحنق قائلة:
” باسل متخليني انا اروح لبابا دلوقتي و كمان عبد المنعم و سيف وحشوني اوي ”
تنهد قائلا بجدية :
” بكرا ياستي هاخدك ليهم انا كدا كدا عندي شغل كتير في الشركه هوديك وابقى اروح شغلي ياله بقي”
كانت تسير معه لكن توقفت فجأه ليقول بحنق:
“في اي يا نور تاني”
“لالا اطمن دا موضوع تاني ممكن اطلب منك طلب لو سمحت من غير ما تتعصب عليا ”
” اتفضلي”
فركت كفيها ببعضهما قائلة:
” والدتك يا باسل ارجوك ممكن تقولها يا ماما عادي و لا نيرة هانم دي علشان خاطري، انا عارفه انه في مشاكل بينك وبين والدك لكن والدتك ذنبها ايه دي ام يا باسل بلاش تتجاهل وجودها هي استحملت كتير اوي من حقها دلوقتي انها تلقى الاهتمام منك على الاقل”
اوما له بجدية حانية قائلا برفق :
” ماشي يا نور ياله بينا بقي”
سارت معه ليدلف لداخل المنزل يرحب به بعض رجال الأعمال، تزامناً مع نظرات بعض الفتيات لنور بغيرة وهن ينظرن ليد باسل اللي تتشبك بيديها بجدية بينما هي لا تبالي بنظراتهن في حين أتت والدته، لتبتسم نور بحنان وهي تحتضنها
ابتسمت نيرة بسعادة قائلة:
:الف مبروك يا حبايب يارب تكونوا انبسطتم في شهر العسل ايه اخبارك يا نور؟ ”
أبتسمت بود قائلة بهمس :
” هحكيلك لما نبقى لوحدنا بس في المجمل كانت رحلة لطيفة ”
نظرت نيرة لباسل بهدوء حزين قائلة:
” حمدلله على السلامه يا باسل؟”
تنهد وهو يقترب منها بحتضنها وهو يربت على ظهرها قائلا:
” بخير الحمد لله، اخبارك ايه يا ماما”
ابتسمت نيرة بسعادة مدت اناملها تلامس ذقنه برفق و لمعه دموع ربما منذ عدة سنوات لم يناديها كذلك:
“بخير طول ما انت بخير”
تهرب باسل من نظراتها تلك بسرعة يشعر وكأن المشاعر لا تليق به فهو دائما ذلك الشخص البارد
ترك نور برفقة والدته واتجه نحو شقيقته التي تقف بعمليه تتحدث مع احد رجال الأعمال
نيرة بدموع ناظرة لنور بسعادة لتحتضنها:
“شكرا يا نور بجد شكرا انا بقالي كتير اوي مسمعتش الكلمة دي،اول مرة من سنين يقولها”
ابتسمت نور بسعادة قائلة:
“على فكرة بقى هو اه بارد و مستفز بس طيب شوية يعني، باسل عنده كولكيعه من والده الموضوع كبير و محتاج قاعدة طويلة نتكلم سوا”
هزت راسها موافقة قائلة:
” تعالي بقى اعرفك بزينة أخته و الفت”
لوت نور شفتيها يمين ويسار قائلة:
” قصدك ام اربعه و اربعين”
بعد مرور وقت
ولج باسل نحو الجنينة ليجري اتصال و ما ان انتهى وجد احدي الفتيات التي كان له علاقة بها مسبقا و من الحاضرات لتلك الحفلة
ترتدي ثوب اسود لامع طويل تقترب منه مستغلة خلو ذلك المكان هامسه:
“وحشتني يا باسل”
انتفض باسل من لمستها وعاد للوراء مجيب بطريقة سوقيه تعلمها من نور موخر:
“وحشتك عقربه يا بعيدة، بتعملي ايه هنا يا بت”1
عقدت ما بين حاجبيها بنفور قائلة:
“بت و عقربه؟ باسل انت كويس؟ هكون بعمل ايه يعني بحضر الحفلة يا خاين.. بقى هو دا اللي مبتحبش الجواز و لسه راجع من شهر العسل… بذمتك مش انا احلى من مراتك دي”
رد بصراحه فظة صدمتها:
” وربنا ما حصل… انتي بتقارني نفسك بمراتي بقولك ايه ابعدي عني علشان انا…
قاطعته مقتربه منه أكثر ويديه تسير علي وجهه مردده:
“علشان انت ايه يا حبيبي و بعدين انت وحشتني اوي…”
ازدرد ريقه وهو يبتعد عنها دافعا اياها بعنف:
“بقولك ايه يا حيلتها ابعدي عني انا حاليا راجل متجوز فاهمه يعني ايه يا ماما متجوز وبعدين اتهدي بقى ربنا يهدك لا هيبقى في حاجه بين لا في الحرام و لا في الحلال يا عنيا”
جاحظت عينيها بصدمة وهي تراه يغادر المكان:
“حيلتها؟! متجوز… بت… عقربة اوه دي اكيد البيئة اللي اتجوزها ”
____________________
في غرفة باسل
تقف على الفراش وهي تصرخ مستغله الموسيقى العاليه تحاول إفراغ طاقة الغضب و الغيرة بداخلها، تصدح بالارجاء سانحه لنفسها باخراج شحنة غضبها
منتشله ما تقع عيناه عليه وتقم بتسديدها نحو باسل بعد أن دلف للغرفة
بعدما بحث عنها بالحفل فاخبرته والدته انها صعدت لغرفتها
فهل هي الآن على استعداد تام لقتله بعدما رأت تلك الفتاة تتود له و تحتضنه متغزلع له بوقاحه فتركت الحفل بهدوء دون تخريبه بمسك تلك الفتاه من شعرها، واتجهت لغرفته متوعدة له
صرخ باسل بذهول قائلا:
“ماتتهدي يا بت المجنونه، هتيجي فيا و تسيحي دمي
قالها بفزع وهو يتفادي مزهريه متطايرة بالهواء بفضلها
علقت وهي لا تتوقف بل حاء الدور على أغراضه ملتقطه زجاجة عطره تقذفها بقوة جامحه عليه
” مش احسن ما دمى انا يتحرق يا بارد يا عديم الذوق و الأدب و الأخلاق يا خاين
حجظت عين باسل و تحرك سريعا و بخفه ينفذ الزجاجه من التهشم
صاح بعدم فهم و انفعال قائلا:
” ما تفهميني حصل ايه يا مجنونه بدل المرمطة دي”
اقتربت منه بشر هاجمه عليه:
” مش فاهم، طبعا ما انت متعود على المسخرة و قلة الأدب نقول اي بقى، تحضن في دي و تبوس في دي
احتقن وجهه بالدماء مستنكرا كلماتها، زفر بحرارة مقتربا منها، فمنذ ان رآها وهو لم يحدث سواها او يتغزل بأخرى فقد ملئت عيناه
“أنت بتخرفي تقولي اي يا نور، شوفتيني كلمت حد
توقف عن المتابعة مدركاً مشاهدتها لمحاولة الفتاة في التقرب منه
اغمض عينيه زافر بحدة، مقتربا منها في لحظة لم تدركها محتضنا اياها رغم رفضها و غضبها و محاولتها لصده ليقول بهدوء :
” اهدي بقى… والله ما عملت حاجه هي اللي كانت بتحاول تقرب مني وانا صدتها و دا مش كلام وخالص انا بجح و ممكن اصرحك باي حاجه عملتها لان مبحبش الكدب”
هدات أنفاسها و هي تدفعه لاتبتعد عنه قائلة :
“ماشي يا سي باسل اما نشوف اخرتها معاك”
اقترب بخبث هامسا بوقاحه
“والله العظيم انتي بنت حلال اصلا انا كنت هموت و اسيب الحفله الزفت دا انا كباسل لازم استغل الفرصه دي”
نظرت له مدركة نيته بينما صرخت بوجهه قائلة:
” دا انت بتحلم”
هربت بسرعه من أمامه راكضه نحو الحمام قائلة:
” تصبح على خير يا بيبي”
عض على شفتيه يحاول كظم غيظه منها قائلا:
” هتباتي في الحمام يعني ولا اي؟ ”
______________________
بعد مرور اسبوع في احدي شركات المعمار بلندن
في منتصف اليوم دلفت “ايمان” الي الشركة لمقابلة يوسف و تناول الغداء معه كما اقترح عليه بالأمس فقد قامت بتجهيز الطعام في المنزل و اخذت استراحة صغيره من عملها بالمشفى و ذهبت اليه
كانت تسير بخطوات هادئه في حين نزلت عهد الدرج بتعب تمسح قطرات العرق عن وجهها بمنديل ورقي بتنظر لايمان بكره و غضب، صمتت للحظات و فكرة شيطانيه تهيج براسها، لتغيب لدقائق ثم عادت، اتجهت نحو ايمان بهدوء قائلة:
“اهلا يا مدام ايمان نورتي الشركة، انا عهد اللي زورتكم في البيت اول ما جيتوا لندن”
نظرت لها ايمان بجديه و ضيق لترد :
“اهلا يا بشمهندسة…”
ردت عهد بابتسامه :
“بخير الحمد لله، هو حضرتك بتدوري على يوسف.. اقصد بشمهندس يوسف معليش اصلنا قريبين من بعض فواخدين على بعض شويه”
صكت ايمان على أسنانها قائلة:
” اه بسأل عليه هو فين؟ ”
عهد :
” مكتبه في الدور العاشر الاسانسير عندك على ايديك اليمين”
نظرت لها ايمان بحنق و هي تتوعد لزوجها ذلك بينما اتجهت نحو المصعد…..
صعدت بداخله مرت لحظات وهي تفكر به و بكلمات تلك الحيه… في لحظه واحدة نزل المصعد بقوة لتقع أرضا مرتجفه
توقف مهتزاً، انطفت الاضاءة،ابتلعت ما بحلقها بخوف وهي تحاول فتح الباب لكن ابتعدت عنه برعب مدركه انها بمنتصف الدور
للحظات سُرقت أنفاسها برعب شاعره باهتزازه
أتاها صوت من الخارج قائلا بالانجليزية:
“المصعد مُعطل لماذا صعدتي به ألم ترى الافته”
هبطت دموعها لتتحدث بتعلثم و صعوبة و جسدها يرتعش برغب:
“لم.. يكن.. هناك أي لافته…. لو سمحت ساعدني اخرج”
اجتمع بعض الأشخاص في الخارج بينما حاولت استجماع شتات نفسها وهي تخرج هاتفها من حقيبة يديها، بيد مرتجفه
كان يجلس على مكتبه هو و احد أصدقائه يتناقشان في أمر ما ليقطعه رنين هاتفه ليجيب بعد أن رأي اسمها
“ايوه يا ايمان بقولك كنسلي الموضوع متجيش انا هجيلك و نتغدا برا”
ردت بصعوبة و خوف من بين شهقاتها:
“يوسف الاسانسير عطل انا خايفه”
لم يدعها تكمل حديثها في حين قطع الخط، اندفع حيث ياخذه قلبه الذي هلع بمجرد سماع ان مكروه قد اصابها
نزل الدرج ينظر للحشد المجتمع أمام المصعد الذي حدث به العطل
، اخترق صفوف الحشود كان ما بين الطابقين الرابع و الخامس ليجعل ذلك استحالة فتحه، فصار صدرها يعلو و يهبط من فرط الصدمة الممزوجه برعب حقيقي شاعرة بأن نهايتها أصبحت وشيكه اخذت تردد بعض الآيات القرانية
فجعل الدمع يتقاذف من مقلتيها،
غير مدركه ان هناك شخص آخر يقف يرتجف رعبا من فكرة فقدانها فصار ينزل الدرج بخطوات سريعه
ليجد صديقه عدنان يقف مع عامل التصليح فتحدث بجديه
“ماذا حدث”
أتاه رد عامل التصليح بلباقه
“الانسه طلعت بالاسانير و دا وقت الصيانه في حبل اتقطع فخلي الاسانسير ينزل بسرعة و اول ما نزل البارشوت تلقائي اشتغل و واقفه بين الدور الرابع و الخامس يعني حتى لو فتحناه مش هنعرف نخرجها”
ارتجف بقوة و رعب قائلا:
“في اي حل نخرجها به”
ارتبك العامل قليلا ليجيب بهدوء:
” هو احنا ممكن نطلعها من فتحة الإنقاذ بس المشكله ان دي زي الانتحار و خصوصا ان هيبقى في تُقل على الاسانسير و من المستحيل حد يقبل يخاطر لازم نستنا عمال المساعدة و ممكن يقع…. ”
أتاه رد يوسف بحدة قائلا:
” أخرس…. اظن في تليفون في الاسانسير صح”
رد العامل بجديه :
” ايوه يا فندم… ”
تركه يوسف و اتجه نحو غرفة المراقبة وقام بالتواصل مع الهاتف الموجود بالمصعد بعد أن إعادة الاضاءه مره اخري
في البدايه ظنت انها تتوهم لتتفاجا بصوته المرتعب عليها
“ايمان… ايمان انتي سمعاني”
حاولت الوقوف لتشعر باهتزازه بسيطه لتجلس مرة أخرى تبكي بفزع
” يوسف انا خايفه و حاسه اني مش عارفه اتنفس
رغم قلبه الذي ينزف الما وهو يستمع لصوتها الباكي الممزق له إلا أنه حاول بث الطمائنينه بقلبها قائلا بهدوء حاني
” اهدي يا ايمان متخافيش، انا معاكي و عمري ما هسيبك ولا هسمح ان يجرالك اي حاجه وحشه، عشان خاطري اهدي و حاولي تاخد نفسك”
هداتها تلك الكلمات فكان مفعولها كالسحر بالفعل بدأت أنفاسها تنتظم بهدوء
لتردد قليلا قبل أن تحدثه ببكاء
“يوسف”
رد بخوف قائلا:
“عمر يوسف يا ايمان”
” لو جرالي حاجه ابقى سامحني”
رغم عدم فهمه ما تقصد الا انه رد بعفوية :
” مش هيحصل حاجه انتي فاهمه ”
أغلق الهاتف وهو ينظر للعامل قائلا:
“انت مش قلت في فتحه إنقاذ في الاسانسير عشان الحالات دي”
اوما العامل بجديه ليجد يوسف يخلع معطفه و ساعته
ليقاطعه بصرامة
” بشمهندس في خطورة كبيره ”
رد يوسف بحدة قائلا:
“اسمعني انا هربط نفسي بالحبل وانتم هتمسكوه و هتنزلوني بيه لحد ما افتحه من فوق و بعد كدا هترفعونا لفوق”
رد عدنان بفزع قائلا:
” يوسف كدا ممكن يقع بيكم”
رد بنبرة قاطعه صارمة:
“المهم انها تخرج سليمة من جوا انت فاهم و حتى لو حياتي قصاد حياتها، مراتي مش هتخل عنها”
كل هذا أمام عين عهد و التي بكت مدركه ان لا مكان لها في قلبه العاشق لتلك الفتاة
غادرت الشركة قبل أن ترى مساعدته لها و مخاطرته بحياته لأجل زوجته وكنزه الثمين
وبالفعل قاموا بتجهيز الحبال و تعليقها في حزام بنطاله لتحاوط خصره وقاموا بانزال الحبل خطوه بخطوة
الي ان وصل فوق المصعد لتنتفض ايمان من شعورها الغريب بحركة المصعد فقال بصوت مسموع؛
“متخافيش يا ايمان انا جانبك”
“انت بتعمل ايه يا مجنون”
أتاها صوته مهدا قائلا بحب يفوق ما كان يتخيله فهو الان مدرك كم هي غالية جدا على قلبه المتيم بعشقها
“ايمان اهدي انا هفتح الاسانسير متخافيش من الصوت اللي هتسمعيه”
الا ان شهقاتها ازدات برعب جالي في حين اتبع يوسف تعليمات العامل في ازاله غطاء فتحة الإنقاذ قام بازالته بعد بضع دقائق ناظرا لها باطمئنان ليقول بصوت جهوري ليسمعه عدنان و رفاقه
“انا فتحته هنزل و هدخلها خليكم جاهزين”
أتاه صوت من الأعلى بالموافقة ليقوم بإدخال قدمه اولا ثم يقوم بهز الحبال بيفهم الجميع فوق وقاموا بانزال الحبل خطوه خطوة الي ان لمست قدمه ارضيه المصعد
نهضت برفق و خوف ترتمي بين ذراعيه مشدده على احتضانه ليبدلها هذا العناق بقوة و خوف
” ايمان اهدي انا معاكي والله ما هسمح ان يحصلك حاجه”
ابعدها عنه و هو يفك الحبال من حول خصره و لفه باحكام حول خصرها محاولا تثبيت الجهاز حول خصرها
لتساله بجدية و حدة:
“انت بتعمل ايه…. انت عايزني اسيبك، يوسف متهزرش انا لو علي موتى مش هطلع من هنا من غيرك
رد يوسف محاولا اقناعها:
“مفيش وقت لكلامك دا يا ايمان ياله علشان يطلعوكي من هنا وانا هتصرف متقلقيش عليا ”
” لا يوسف لو على موتي مش هطلع من غيرك”
تجاهل حديثها صارخا بحدة:
“اسحبوا الحبل لفوق ياله”
انصدم عدنان و أصدقائه فقال عدنان صارخا:
“انت مجنون يا يوسف وانت هتعمل اي؟”
“بقولك اسحبها مبتسمعش”
عض عدنان علي؛ فتيه بغضب مستجيب له لمن توقف عند صراخ ايمان وهي تحتضنه بقوة تتشبث به
” لو عرفت تبعدني عنك ابقى خليهم يطلعوني”
حاول التحدث لكنه هزت راسها بنفي قائلة؛
“لا مش هسيبك ولا هبعد و مش هتخلي عنك
استجب لحديثها و نظرات عيونها الباكيةولكنه استسلم
و كيف يصمد أمام تلك العينان يالله ان عرفت الهزيمة يوما سيكون ذلك بسببهما
” اسحبوا الاسانسير……”
اتجه كلا من عدنان و رفاقه نحو مكان الماكينه لتنفيذ التعليمات و سحبهم وهم يدعون الله أن يمر بسلام
شعرا باهتزاز المصعد و نظرات الخوف جاليه في عينيها حاول التخفيف عنها ليحتضنها برفق متشبث به هامس:
“دايما واجعه قلبي… الحب وجع قلب و انتي وجعي و عشقي”
لم تشعر بشي تحاول كبت دموعها الي ان توقف المصعد امام الطابق الخامس
ما ان فتحه حتى كادت ان تسقط مجددا لكن وجدته يحملها و يخرج من بين هذا الحشد،
وضعها بسيارته بهدوء ليجلس بجوارها محاولا بث الطمائنينه في قلبها لتصرخ بوجه بغضب :
” انت مجنون صح كانت عايزني اسيبك دا لو فيها موتى مش هسيبك يا يوسف
من أمتي يبعد القلب عن الجسد و يفضل ينبض”
ربت على ظهرها بحنان قائلا:
“حمدلله على سلامتك يا ايمان، حمدلله على سلامتك….”
صمتت وهي تنظر للفراغ ليسالها بفضول:
“صحيح كنتِ بتقوليلي اسامحك على ايه؟ ”
صمتت وهي تنظر له كيف تخبره بذلك الشي كانت تظن انها النهاية فارادت عفوه عن أمر أخذها لتلك الحبوب المانعه للحمل في فترة ما قبل مجيتهم الي تلك البلد الغريبة عنها لكن الآن كيف ستخبره
“يوسف انا تعبانه ممكن تروحني”
أبتسم قائلا:
” ماشي هنعدي على المستشفى نطلب اجازه باقي اليوم واخدك البيت….”
_______________________
في احد المباني الراقية حيث تقطن عهد
كانت تبكي وهي تحتضن والدتها قائله بانفطار:
“بيحبها يا ماما بيحبها بيخاطر بحياته علشان يلحقها هو ليه بيحبها كدا ليه يا ماما”
ابعدتها والدته عنها قائلة :
” لا يا عهد انتي غلطتي غلط كبير، بتعرفي شو اسمك هالا… خاطفت رجال. انت ما بتحبي يوسف ابدا، انتي بس لقيت فيه كل المميزات اللي بتتمناها كل بنت
” شاب ذكي و ناحج جدا بمجاله مرح مع اصدقائه وفي لحبه و لاهله.. متدين وسيم في كل المميزات اه فيه عيوب متل كل البشر لكن مميزاته طاغية لان إيمانه قوي….
وهاد مو حب يا بنتي، هاد اسمه إعجاب مو حب ابدا”
ردت عهد بخوف قائلة:
“انا مش عايزه اكون وحشه يا ماما انا بس عايزه القى الحب… عايزه القى قلب يفهمني
انا خايفه من نفسي ايمان كان ممكن تموت بسببي حاسه اني بتغير اوي مكنتش كدا”
أبتسمت والدتها وهي تربت على كتفها باهتمام
” حبيبتي انت مو وحشه ابدا بس انتي انسانة غلطتي وغلطك كبير كان هيتسبب فب موت انسانه مالها ذنب باي شي
بتعرفي شي روحي و اطلبي منها السماح و اخرجي من التيم اللي شاغله فيه مع المهندس يوسف و انسيه و اذا انسه حنين طلبت منك اي شي بيخص يوسف ارفضيه فورا و خبريها انك موجودة في الشركة بس منشان الشغل مو اكتر من هيك
بدو يضل او يرحل منا ها شي بيخصه لواحده ونحنا مالنا علاقة يا قلبي
و خليكِ واثقه برب العالمين يمكن وقتها يرزقك بشب يعطيك كل الحب اللي بقلبه المهم قلبك يكون صادق و صافي… فهمتيني؟”
اومات له عهد وهي تحتضنها بندم و خوف مما كان سيحدث
________________________
في مصر و بالتحديد الاسكندرية
انتهت زينب من ارتداء ثيابها بعد أن اختارتها بصعوبة فمعظم ثيابها أصبحت ضيقة بسبب بروز بطنها الواضح على غير المعتاد لأي امرآه في منتصف الشهر الرابع
نظرت للمرآه بحزن تشعر وكأن وزنها زاد
زفرت بحنق بينما مد يديه يعانق خصرها وهو يقف خلفها مبتسم؛
“الجميل متضايق من اي؟”
“هو انا تخنت اوي صح، لازم اعمل ريجيم بعد ما اولد ” سألته بفضول و خوف
ابتسم يميل عليها يختطف قبلة من وجنتها بحب قائلا:
“تخنتي ايه يا هبلة و الله دا انتي بقيتي ملبن”
ابتسمت زينب برضا وهي تتابعه يتجه نحو زجاجه عطره ليضع منه قبل أن يمسك يديها و يخرج من الغرفة
” خالي في علمك هنروح للدكتورة وعندنا مشوار تاني هنعمل سوا”
سالته بفضول قائلة:
“مشوار اي؟”
رد باختصار
“لما يجي وقته هتعرفي”
بعد مرور نصف ساعة
جلست زينب أمام الطبيبة تفحصها بابتسامه جميله بينما يقف صالح خلف تلك الستار بقلق يتمنى لو يدلف لهم لتنادي عليه الطبيبة بجديه
” اتفضل يا بشمهندس صالح”
سار نحوهما لتجد الطبيبة تحدثه بابتسامه :
” مش عارفه اجيبهالكم ازاي بس الف مبروك يا مدام زينب انتي حامل في تؤام ثلاثي ولد و بنتين”
فغرت زينب شفتيها بذهول بينما اندهش صالح و لم يستطيع كبح تلك البسمة الواسعة، أيرزقه الله بثلاث أطفال؟”
بينما نزلت دموع زينب و كأنها لم تستوعب ماقلته الطبيبة…. ستكون ام لثلاث أطفال يالله اي جمال هذا !!
عانق وجهها بين يديه بسعادة قائللا:
“شش متخافيش هنكون سوا و هنربيهم سوا متخافيش هكون معاكي ”
لم تشعر بنفسها سوي وهو يحتضنها بينما زاد شهقاتها و نحيبها.. يا الله يا الله
ستكون ام لثلاث أطفال……
ابتسمت الطبيبة بسعادة لهم قائلة:
“مش عايزين تسمعوا نبضهم”
اخذ منها السماعه لتضعها على اذنه بهدوء في حين تزداد ضربات قلبه بعنف
شعر بها يقسم انه سمع نبضهم للحظات شعر بالخوف و السعادة و القلق ما هذا.. ما كل تلك المشاعر المتضاربه الان
أيخاف من فكرة كونه أب.. لا والله ان الرجال يتحملوا المسئولية،
لكن خوفه الان هل سيسطع ان يربيهم كما ينبغي؟
هل سيعلمهم أصول دينهم؟ هل سيكون قادر على نشاتهم كما يحب ويرضى الله
أسئلة كثيرة تدور بعقله بينما يستمع لنبضات أطفاله…
“انا كمان عايز اسمعهم يا صالح” نظرت له برماديتيها البريئه ليبتسم برفق وهو يسمح لها بذلك
اغمضت جفنيها برفق وهي تضع يديها على موضع قلبها شاعرة بارتجاف قوي
عاشت حياتها البائسه لم تكن ان يعطيها الله كل ذلك… يعوضها عن كل ما هو مُر و مؤلم، زوج حنون و صالح و عائلة جميلة، حتى انها لديها اب صحيح هو ليس والدها الحقيقي لكنه كان حنون معها، رغم ما راتها من قسوة بذلك العالم الا انها لديها الان كل ما تتمناه
شعرت للحظات بأن نبضاتها امتزجت بنبضاتهم لتشهق ببكاء
احتضنها وهو يتنهد بارتياح
بعد قليلا
قامت بتعديل ثيابها وهي تجلس على كرسيها أمام الطبيبة تبتسم لهم
“دلوقتي يا استاذ صالح المهمة الكبيرة عليك”
انتبه لها جيدا منصتاً بجدية
“اتفضلي”
“الحمل في تؤام ثلاثي بيكون صعب شويه و خصوصا مع اقتراب فترة الولاده…. شوف انا هكتبها شوية فيتامينات و تلغي خالص اللي كانت بتاخدها و الأكل مهم جدا جدا جدا
مفيش فيها كلام. نبعد عن أكل الشارع و انا متأكدة ان مدام حياء بتعمل كدا بس ارجوك دا ضروري
و بلاش اي مواد حافظه ممنوعه، راحة دي من أهم المراحل طبعا شوية تمشيه هتفرق معانا بس وقت محدد
و لو لاقدر الله حسيت باي وجع ولو بسيط لازم تكلمني فورا وانا تحت أمركم في اي وقت،
اه صحيح يا زينب الشطة لا هتتعبك واحنا بنحاول نتجنب دا علشان تعدي الفترة الجايه على خير”
اومأ لها بجديه قائلا بصرامة:
” متقلقيش يا دكتور هيتم زي ما قلتي”
” تمام و ان شاء الله معادنا الجاي كمان اسبوعين… ”
خرجا معا من العيادة في حين عانق خصرها بحماية قائلا :
” هتيجي معايا مشواري و تقعدي مش عايز كلمه واحدة فاهمه
زفرت بحنق قائلة:
“بلاش شغل الأوامر دا يا سي صالح علشان خُلقي بقى بيضيق الفترة دي كتير”
تجاهل تذمرها وهو يساعدها في صعود السيارة
بعد مرور وقت
أوقف سيارته أمام مكان كبير يبدو كمصنع او شي كذلك”
ترجل من سيارته وهي بجواره تدلف معه لذلك المكان بينما تنظر له بدهشه
حيث يوجود الكثير من الكراسي و في المقدمه منضده عاليه،
في ذات الوقت دلف الكثير من الأشخاص ليحضروا ذلك المزاد العلني
ومنهم رشاد و جالد مساعده
ابتسم رشاد بغل وهو ينظر لزينب و لبطنها بغضب متمنياً لو كانت تنجح خطته
شعرت زينب بالخوف من نظراته تلك لتتمسك بيد صالح بقوة
ابتسم بحنان وهو يساعدها على دخول ذلك المكان لتجلس على احد الكراسي و هو بجوارها في حين انضم لهم “على”
أبتسم بخبث وهو يغمز لصديقه ليطلق ضحكه خافته
مر بعض الوقت و بدا المزاد على
“مجموعه من مكنات إحدى المصانع القماش”
بدأت الارقام من مليون و نصف بينما اخذ الرقم يتصاعد
صالح بجديه محاولا إظهار الاهتمام قائلا:
“تلاته مليون”
«تلاته مليون.. ها تلاته مليون عند صالح بيه مين يزود مين يزود”
رد رشاد بخبث قائلا:
“تلاته مليون و نص…”
” ياله يا جماعه لسه في الأول مين يزود
رد شخص آخر بهدوء
“تلاته مليون تمنيت الف”
صالح بجديه وهو يمسك بيديها بقوة
“اربعه مليون….”
رشاد بسرعة
” سته مليون…”
أبتسم صالح بخبث قائلا:
” سبعة مليون جنية”
ابتلعت زينب ريقها بصعوبه وهي تتخيل ذلك الرقم قائلة :
” صالح انت معاك الرقم دا، افرض المزاد رسى عليك ما تيجي نمشي الله يرضا عليك ”
غمز لها بشقاوة وقحه قائلا:
“اصبري دي اللعبه بدأت تسخن”
في ذلك الوقت رد رشاد بتردد:
“عشرة مليون”
أظهر صالح وجه عابس حزين قائلا بحزن واضح بطريقة متقنه:
“عشرة مليون و خمسميه الف…”
أبتسم رشاد بانتصار وهو ينظر لها قائلا بلهفه غير مدركا عواقب فعلته :
” اتناشر مليون”
نظر له صالح بشماته و انتصر قبل أن ينحني يقبل راسه زوجته هامسا:
“المكن دا كان هيتباع بتلاته مليون بمنتهى السهولة و دلوقتي خليه يشربها الدُغف”
همست زينب بارتباك قائلة:
” وانت عرفت منين، انا مش فاهمه حاجه يا صالح”
“الا اونا الا دو الا ترى”
انتهى المزاد عند تلك الكلمات الشهيرة
في حين نظر خالد لرشاد بصدمة قائلا:
“انت عملت ايه عمال اقولك بلاش هتدقع الفلوس دي منين دا احنا يدوب خلصنا من الخساير اللي عليك بالعافية واللي معاك بالكتير خمسه مليون دا انت غبي انا ماشي”
خرج من ذلك المكان بغضب بينما همس صالح لعلي قائلا:
“مش عايزه يمشي تجيبه على المخزن خلينا نصفي الحسابات
______________________
في سيارة صالح
زينب بحدة:
“ممكن افهم ايه اللي حصل دلوقتي صالح الله يرضا عنك مش عايزين مشاكل احنا هيكون عندنا اولاد و رشاد مؤذي
فهمني انت عملت كدا ليه ما كان سبنا في حالنا
ابتسم برفق وهو يطبع قبلة أعلى راسها قائلا بمرح:
” تعرفي انك هطله وانا بقى نقطي ضعفي الهطل
نظرت باستياء قائلة:
” اتكلم بأسلوب احسن من كدا”
ضحك قائلا
” طب اسمعي بقى يا هبله علشان لما قلك انك على نيتك تصدقيني
اللي عامل نفسه ابن عمك دا
كان عايز يموت الجنين، وكان عايز يخليني أشك فيك انك بتخونيني و مراته السابقة كانت هتشوه وشك و جيتلي الوكالة وقالت انك على علاقة بجوزها ”
كادت ان تتحدث بصدمة مبراءه نفسها لكن وجدته يبتسم وهي يربت على يديها باطمئنان
” انا عمري ما اشك فيك يا زينب…. المهم
بعت البت اللي اسمها عفت دي و كانت بتلعب بدماغك ”
قال تلك الجمله من بين أسنانه بعتاب ليكمل بهدوء وهو يرى صدمتها الواضحة
” عفت كانت بتحاول تصورك صور وانتي في البيت و بلبس البيت و أحيانا كانت بتصور هدومك و قمصانك نومك….
و الهانم حضرتك علشان مغفله كنتي بتسيبي موبيلك قدامها وهي فتحته بسهولة و كمان عملت اكونت باسمك و فتحت كلمت شخص و بعتت الصور و و طبعا كتبت كلام زباله، ميخرحش الا من واحدة مشفتش بربع جنيه تربيه،
و كأنها بتكلم شاب و بتقول انك بتحبيه و مستغفلني و بتصوري هدومك له و في صورة ليك واضح انها خدتها وانتي تعبانه بعد ما عرفنا خبر الحمل لما كانت بتطلع تنضف و انتي كنتِ بقميص النوم
وبعتت الصورة للاكونت دا المهم علشان انا دمي محروق لوحدي…. ”
انسابت دموعها بخوف و حزن قائلة:
” في حد شاف صوري دي يا صالح ”
اغمض عينيه بالم وهو ينظر لدموعها قائلا:
” لا يا قلب صالح الموبيل اللي اتبعتت له الصور معايا و اتمسحت و طلع دا اكونت بتاع عفت باسم راجل و كانت بتبعت الصور لنفسها بس باسم راجل”
صمت لبرهة ليكمل بجدية قائلا:
“لما روحنا المنصورة حطيتلك مادة سامة في العصير تاذي الجنين و تخليه ينزل لكن امر الله و ارداته كانت فوق الكل و دب الروح فيه
وقتها خديجه كانت خايفه و انا بثق فيها هي و كرم لأنهم معانا من زمان اوي
وقتها طلبت من خديجه تراقب عفت لحد ما مره في مرة سمعته بتكلم رشاد و بيطلب منها تراقبني….
وقتها عرفته ان هو وراء اللي حصل فحبيت اردله اللي عمله
زرعت ناس يشتغلوا في مصنع البسكوت اللي عنده و عرفت ان في مواد منتهيه الصلاحيه و طبعا جبت دليل و نزلت بيه في الاخبار و أسهم شركات وقعت في الارض
بعدها اشتريت الاسهم بالسعر اللي يخليه ميعرفش يعوض الخسارة لكنه فلت منها و انا اشتريت اسهم شركاته
و بعد كدا بعتها بالسعر اللي انا عايزه و أعلنت ان انا اللي اشتريتها
رشاد طبعا لما عرف حب ينتقم فخلي عفت تراقبني انا عن قرب و تنساكي شوية
كلمت علي وحطينا كاميرات مراقبة في بيتنا و بيت بابا علشان اللي اسمها عفت تكون تحت عنينا……
عملت تمثيليه كدا و خليت على يقول في السوق ان وكالة الشهاوي بتخسر و في مشاكل ماليه،
بعد كدا خليت عفت تسمعني وانا بقول اني داخل مزاد مهم هيعوض خسايري و ان في خسارة كبيرة بتعرضلها
وقتها كنت واثق ان رشاد هيدخل المزاد دا و لما كنت بعلي عليه كنت متأكد ان حقده وغله هيخليه يزود لحد ما استوى”
ردت زينب بذهول مستفسرة
” طب لو كان رسى عليك المزاد كنت هتدفع المبلغ دا كله منين”
ضحك بخفه زادت وسامته قائلا :
” اولا الحمد لله الخير كتير، ثانيا انا جدي شريف الهلالي و سليمان الشهاوي و ابويا جلال الشهاوي يعني دماغ توزن بلد
وناس يعرفوا يعملوا القرش بتعبهم و شقاهم و لازم نتعلم منهم،
ثالثا و الأهم حتى لو المزاد رسى عليا مكنتش هخسر كتير لان المكن دا بتاعي اصلا و الفلوس كنت هبقي بدفعها لنفسي يعني مخسرتش حاجه ”
عقدت ما بين حاجبيه قائلة:
” مش فاهمه ازاي يعني”
زفر صالح بجديه قائلا:
” شوفي دا مكن خردة بتاع مصنع القماش ”
” اللي كنت شغاله فيه؟ “سألته بفضول ليؤمي لها بجديه
” ايوة هو…. المصنع دا كان فيه مكن كتير خرده، جالي فكره من مده اني ابيعه في المزاد العلني مكنش هيتباع باكتر من تلاته مليون
لكن اللي حصل اني اتفقت مع واحد اسمه فتحي و بيعتله المكن دا على الورق وبعدين خليته يعلن انه بيتباع في المزاد العلني
و خليت على يدفع رسوم المزاد و ادخله و بعد كدا رشاد يلبس فيها و انا ابيع الخردة اللي في المخازن و اللبسه في خساير و احبسه و المكن يبقى بتاعه وانا ليا الفلوس”
صمتت زينب محاوله استيعاب كل ما حدث من وراء ظهرها قائله بذهول:
” دا انت عندك حق دا انا طلعت هطله بجد”
لم يستطع كبح ضحكاته وهي تضع يديها على رأسها ببراءة محاوله استيعاب كل هذا لتصيح فجأه قائلة:
” دا انت ذكي….. يارب يطلعوا ليك”
تنهد قائلا بحب:
” انا نفسي يبقوا فيهم منك و طيبة قلبك بس طيبة القلب محتاجه عقل يا زينب يفكر في كل حاجه بتحصل لان لو مفكرناش هيتضحك علينا…”
أبتسمت براحة في حين انطلق هو نحو المخزن
ترجلت معه للداخل و لكن انصدمت وهي تنظر لرشاد يترنح أرضا يصرخ من الألم
بينما بجواره عفت وجهها متورم، و بجوارها امراتان تعرفت على واحدة منهما حيث كانت تلك المرأه التي ضربتها بالسوق و كادت ان تسكب حمض الهيدروليك (مياة النار) على وجهها
و بجوارها امرآه تبدو أنيقة ثرية “صوفيا”
صالح بصوت عالي :
“اهلا اهلا بالحبايب ”
امسك بيديها يجلسها على احد الكراسي قائلا:
“تعالي بقى اعرفك على الحبايب
رشاد بيه الشافعي اللي حاول يخرب حياتنا علشان هوس جواه و حقد غل طمع في كل حاجه… واحد زباله يفكر في مراتي وهو في حضن اي واحدة من الشمال بتوعه
ودا بقى انا ناويلك على نيه سوداء”
أتاها صوت رشاد بضعف قائلا باستفزاز:
“فاكر ان كدا هتقدر تسجني كلها كم سنه و اطلعلك”
في تلك اللحظه صدحت ضحكت صالح قائلا:
” تطلع… تطلع مين يابا…. دا على جثتي
انت فاكر انك هتدخل السجن علشان الكم مليون دول.. توتو… انت هتدخل علشان أوراق التزوير و الرشاوي والشغل المشبوة و الفلوس الي عليك دا انا مجهزلك حاجات تخليك تقعد في السجن العمر كله…..
تيجي بقى لعفت الكلب اللي دخلت بيتنا و اعتبرنها واحدة مننا قامت عضت اليد اللي اتمدت لها و حاولت تقتل ابننا و تشكك في مراتي و تزرع جواها خوف و قلق”
حاول عفت التبرير لتجد كف ينزل على وجهها من تلك المرأه التي تقف وراها
أبتسم صالح قائلا
” متقلقيش يا فوفا هما هيادبوكي في السجن ان شاء الله… ”
نيجي لصوفيا هانم بنت الحسب و النسب و الله انا حزين عليك واحده زيك تؤدي نفسها في داهيه علشان ده يا خسارة بجد
حاولت تشوهي سمعة مراتي و تحرقي وشها علشان جوزك النتن دا يبطل يبصلها
كان أولى انك تحرقيه، حبتيه وهو سارق فلوسك و مرمطك….
بعتي الستات دول علشان يضربها لكن متعرفيش ان بعد الحادثه باسبوعين الستات دول كانوا مرمين هنا وحطهم الأسود ان الكاميرات جابتهم
نفسي افهم استفدتوا اي من شركم دا… عايزك تروقلي الكلب دا و عفت دي لازم تتوصي بيها”
ساعدها في النهوض ليغادر المكان بينما شعرت هي لاول مرة بحجم ما كان يعرض حياتها… لما كل هذا الشر؟!
________________________
في المنصورة
فتحت بيلا عينيها بتثاقل لتقع عينيها عليه ينام بجوارها محتضنا اياها برفق
ابتسمت بشرود و هي تمرر يديها على ذقنه الخفيفة معطيه اياه وسامة جذابة
احقا هو معها الان يحضنها بعد كل تلك السنوات و بعد كل هذا الألم هو الآن معها
انسابت دموعها بخوف متذكره احدي الذكريات البشعه التي تعرضت لها في تلك المصحة النفسية
تشبثت ببجامته بقوة وهي تدس نفسها بداخل احضانه، نظر لها بهدوء يمد انامله يمسح دموعها المنسابه على وجنتيها قائلا برفق و حزن:
“حقك علي عيني يا بيلا حقك عليا انا، ياريتني ما كنت طلقتك ولا مشيت في اليوم دا، ياريتني كنتي خطفتك منهم و اخدت بعيد عن الكل”
رفعت عينيها تنظر له عن كثب قائلة بارتباك:
“عمر انت مش هتسبني صح؟ بالله عليك متمشيش تاني، انا خايفه اوي يكون حلم
زمان وانا في المستشفى كنت بحلم دايما بيك بتيجي تاخدني و نفضل سوا وفجأه يصحوني من النوم متمشيش علشان خاطري ”
قبل وجنتها بافتتان قائلا:
” مقدرش امشي المرة دي حقيقي يا بيلا حتى لو اتاخرت بي انا دلوقتي معاكي عارفه كل يوم كنت بقعد مع نفسي و افتكر لحظاتنا سوا و اول مرة لما شفتك في اوضتي وانتي بتاكلي من أكل و لما حدفتيني بالطوب و مقابلتنا و الف جنيه بتاعتك ”
اعتدل في جلسته وهي معه ليتجه نحو محفظته يجلبها، جلس بجوارها مخرجا من المحفظه الف الجنية ذلك المبلغ القديم الذي أعطته له
كادت ان تبكي وهي تمسك ذلك المبلغ و تبتسم:
” لسه معاك كنت وقتها فكراك بتستغلني علشان الفلوس دي مكنتش عارفه انك هتحتفظ بيهم… ”
ابتسم بسعادة وهو يخرج تلك السلسلة ليضعها بعنقها فكانت مطبوع عليها صورة قديمة لهم بعد زوجهما، كانت تحتضنه و تقبل خده بينما يحيط خصرها
“مفيش ذكره كانت بينا نسيتها يا بيلا لان محبتش غيرك في حياتي، كنت فاكر اني هقدر اتخطاكي و اتجوز و اخلف لكن برائتك وضحكتك و شغفك للحياة كان دايما بيطاردني”
أبتسمت بسعادة قائلة وهي تحاوط وجهه:
“انا بحبك و بموت فيك”
لم تكمل جملتها بينما انحني يقبلها بسعادة و لهفة و قد عاد لروحه ما فُقد منها يبُثها عشقه و يعزف ألحانه على أوتار قلبها العاشق له
_______________________
في القاهرة
جلست عصمت تتحدث الي والدتها قائلة:
“اهيه يا ماما دي صورتها تصدقي شبه عمر اللي عرفته ان في واحد اسمه منصور اخدها و هي طفله و رباها و دلوقتي متجوزه و حامل بس في مصيبة كدا انا مش عارفه افسرها”
ردت تفيدة بتعب قائلة:
“مصيبة ايه؟”
ردت عصمت وهي تخرج هاتفها تفتح معرض الصور لتعطيه لوالدتها
“شوفي دي صورة عمر وهو في قصر الدمنهوري و واقف معه بيلا و الشاب دا و دي…. تبقى زينب اللي هي ملك الرشيد
انا لحد دلوقتي مش فاهمه زينب ازاي مع عمر و بيلا و بيتعاملوا معها عادي، طب هما عارفين انها بنتهم، البت دي لو ظهرت هتورث عمر بكل ثروته دي….. انا بس مش عارفه ايه اللي جمعهم ببعض و ياترى عمر بيفكر في اي”
ردت تفيدة قائلة:
” الموضوع لازم فيه تفكير بعقل و هدوء و نشوف هنعمل ايه؟ ”
_____________________
في إحدى العيادات الخاصه
كان يجلس باسل أمام الطبيبه يضع سلق على الأخرى بتعالي بينما ينفث سيجارته
الطبيبة بحدية:
” باسل انت ليه عايز تتعالج دلوقتي ايه اللي غير وجهة نظرك و ليه شايف انك مريض نفسي”
رد بهدوء وحيرة ممزوجه بتنهيدة حزن:
“هتصدقي يا هدى اني مش عارف، انا بس تعبت، عارفه انا نفسي اكون انسان عادي،
جايز انا خايف اكون مؤذي للي حواليا يمكن عرفت دا لما قابلت نور
عارفة يا هدى
انا بقالي سنين بشوف نفسي بقيت شخص بارد الا أدام نور يمكن كل حصوني ضعفت و بقيت احس، خوف اني افقدها، احساس بالذنب اتجاه والدتي، رغبه في تغيير حياتي لكن برضو حاسس ان في شخصية جوايا مسيطرة عليا اني لازم اكون دايما مستعد لأي خسارة لأي خيانه و خايف الشخصية دي تدمر حياتي علشان كدا انا هنا.. انا خايف اكون زي ابويا و اخسر كل اللي حواليا انا مش عايز اكون زيه
ابتسمت هدى بلباقة قائلة:
“خوفك و احساسك باللي حواليك دا لوحده انجاز يا باسل لان اهم خطوه في العلاج انك تكون متصارح مع نفسك حقيقي انا فرحانه لك و واضح ان نور دي ليها تأثير قوي”
أبتسم باسل بهدوء عند تذكر لتلك المجنونة
في حين نظرت له هدى بجدية قائلة:
“شوف يا باسل كلنا في حياتنا بنمر بنكاسات وقتها بيحصل حاجه من الاتنين يا بنقوم و نكمل رغم العقبات
يا بنحبس نفسنا في قوقعه خوف و ألم و انت للأسف حبست نفسك فيها طول السنين اللي فاتت، عقدتك من افعال والدك كان ممكن تخسرك نفسك و ينتهي عمرك بدون ما تحس بس دلوقتي لازم يكون عندك دافع
زي انك تكون زوج كويس و حبيب ليها و ان شاء الله في المستقبل اب و اخ مقرب من زينه و ابن كويس مع امك
و انا واثقه انك هتقدر تتعافي…. ”
أبتسم باسل بهدوء شاعرا ببعض الراحه النفسيه وهو ينظر لها
الحياة عبارة عن عدة مسارات تشبه لعبة المتاهة ان وجدت لك رفيق درب صالح سيأخذ بيدك الي حيث الأمان، وحتى ان لم تصل للأمان ستجد من يوئنس وحدتك، فماذا يخطر ببالك ان وجدت عائلة باكملها تحثك على النهوض لأجلك أنت
بعد مرور نصف ساعة من خروج “عمر” من منزل آل «الشهاوي»
حيث قاد سيارته الي المنصورة و برفقته “ثائر” الذي يجلس بجواره ،
صدح رنين هاتفه معلناً عن أتصال “عصمت” له، جز عمر علي أسنانه بغضب ليهمس بفحيح:
– حسابك تقل اوي يا عصمت الكلب، و اللي عملتيه هتدفعي تمنه غالي اوي.
رد ثائر بجدية قائلا:
-رد عليها يا عمر بدل ما تشك فيك.
نظر له ثم للطريق المظلم فقد تجاوزت العاشرة والنصف مساء، ثم أجاب بهدوء :
“الورق جاهز”
ردت عصمت بسعادة و خبث:
-اوكي يا عمر كدا تعجبني بجد، عشرة من عشرة و نجمة، تجيلي على قصر الرشيد و لوحدك، اظن مش محتاج اقولك ان القصر فيه حرس كتير و مفيش نملة هتقدر تعدي من غير أذني بس ياريت تنجز لان البنت حالتها صعبة اوي و انا زهقت
، معاك ساعتين من اسكندرية للمنصورة ، سلام يا رشيدي باشا”
اغلقت الهاتف مباشرتا ليسبها عمر بغضب قائلا :
” بنت ال***، اسمع اللي هيحصل…”
اومأ له بجدية وهو يستمع لحديثه
مرت ساعة أخرى و أصبح على مشارف تلك القرية، اخذ هاتفه يجري اتصال بزوج أبنته الذي لم يتقبله بعد.
اما عن الجهة الاخري
كانت سيارة صالح وصلت لتلك القرية يفكر في طريقة لدخول ذاك القصر،
الا أن رنين هاتفه اوقفه ليقول “على” بجدية:
-رد يا صالح
تافف بغضب و هو ياخذ الهاتف يرد بضيق و حدة:
-في ايه؟”
كاد عمر ان يسبه الا انه تحكم باعصابه قائلا:
-” أقف عند مدخل البلد، لو دخلت دلوقتي مضمنش ايه اللي هيحصل القصر مترشق بالبلطجية، انا ربع ساعة و اكون عندك و اظن انت يعني مش بعيد عني ، انا عارف مداخل القصر”
لم ينتظر عمر رد صالح حتى أغلق الهاتف بوجهه قائلا بحنق :
-“اوصلها بس و مش هتشوف وشها تاني.”
صف صالح سيارته بجانب الطريق، ترجل منها صافقاً الباب خلفه بغضب و خوف ينهش قلبه، وضع يديه على خصره رافعاً راسها ينظر لتلك الغيوم في تلك الليلة حالكة الظلام
ترجل على من السيارة يتجه نحوه ليقول بجدية:
“مالك يا صالح؟!”
“خايف، قلبي وجعني اوي، بيقولي ان في حاجة مش كويسة بتحصل، اسمعني انا مش هفضل واقف هنا و سايب زينب او ملك معرفش و مش مهم، مش فارق معايا الاسم، ولا هي بنت مين، انا من اول ما شفتها و اتجوزتها و هي بنت قلبي. “
رد على بتريث و حكمة :
“بلاش تهور و استنى لما يوصل لو القصر فعلا فيه حراسة كتير مش هتعرف تدخل فبلاش تهور، لأن ممكن تعرضها للخطر ”
اتجه نحو سيارته مرة أخرى قائلا:
” مش هقدر و الله العظيم قلبي ما هيطوعني اسيبها، انت ممكن تخليك هم زمنهم على وصول لكن انا لا ”
كاد ان يغادر الا ان “على” صعد بالسيارة قبل أن يتحرك قائلا بجدية و جمود :
” وانا مش هسيبك… ”
ظهرت ابتسامة صغيرة على ثغره قبل أن يُشغل المحرك و يتحرك بالسيارة
لم يكن الطريق لقصر الرشيد مجهول حيث كان القصر الوحيد المتواجد بالمنطقه على بُعد عدة أمتار
أوقف “صالح” السيارة على بُعد مناسب حتى لا يراه احد، أطفأ أضاءة السيارة و ترجل منها بخفة و خفوت و كذلك” على ” اقتربا الاثنان من ذلك القصر بهدوء، ليهمس”على”بخفوت قائلا :
“هندخل ازاي القصر مترشق بالبلطجية”
صمت “صالح” للحظات و هو يتفحص المكان بعناية قائلا بجدية:
-” تعالي ورايا”
سارا الاثنان برفقة بعضهما ليتجه نحو احدي زوايا سور القصر و التي لم يكن بجوارها اي شخص لحسن حظهما او لسوئه!!
اخرج هاتفه و بعث رسالة نصية لوالده يخبره فيها بعدد الرجال الملثمين و أماكن تواجدهم
قام« على» بتشبيك يديه ببعضهما بينما قام «صالح» بوضع قدمه على يدي صديقه ليسطيع فقز ذلك الجدار، قبل أن يقفز نظر حوله للحرس الموجودين في كل مكان خارج القصر، لم يتمهل لحظة قبل أن يقفز وقع أرضا بينما يديه تستقر على الأرض و كذلك قدميه محافظاً على توازنه
نظر حوله بخفوت و سرعة ليجد الأجواء هادئة و ربما لم يلاحظ احد دخوله
نظر ليديه وهو يقف كانت تنزف أثر قطعة من الزجاج الذي غُرست بيديه
رفع راسه ليجد “على” يحاول الوصول لذلك الجدار، ليقوم صالح بدوره بأزاحة قطع الزجاج المُلقية أرضا في تلك المنطقة حتى لا يصاب على
رغم فشله عدة مدة الا انه استطاع في النهاية قفزه، دخل الي القصر
استقام وهو ينفض يديه من الغبار قائلا بهمس:
-“لازم نبعد قبل ما حد يشوفنا…”
اومأ له صالح بجدية وهو يتحرك من المكان بحرص
في نفس التوقيت
وصلت سيارة “عمر” الي مدخل تلك القرية حيث قصر الرشيد، أوقف السيارة على جانب الطريق قائلا بحدة:
“صالح… صالح” ضرب يديه بمقود السيارة بغضب ليقول ثائر بجدية:
“ممكن يعرف يدخل القصر يا عمر”
رد عمر بحدة و غضب:
“و ممكن لا و ساعتها عصمت مش هتردد لحظة في انها تضمه لزينب و بيلا و تلوي دراعي بيهم انا مش مطمن، مينفعش يتصرف من دماغه قمة الغباء” صمت للحظات ليهتف بهمس لنفسه:
“او الحب”
ترجل جلال من سيارته و كذلك باسل ينظرا لعمر و ثائر صاح صوت جلال قائلا بجدية:
“صالح وصل القصر لازم نبلغ البوليس ”
رد عمر بجدية:
” هو كلمك؟ ”
هز جلال راسه بالسلب ليعطيه هاتفه قائلا:
” بعت الرسالة دي من خمس دقايق لازم نبلغ البوليس، ونتحرك أنا مش هسيب ولادي يضيعوا”
رد عمر بصرامة:
“ثائر انت هتكلم البوليس و انا هطلع بالعربية لعصمت و طبعا معايا الورق، انت عارف المدخل اللي كنا بندخل كنا زمان من غير ما حد يشوفنا….”
اومأ له ثائر بجدية ليقول بهدوء:
” جلال بية لازم نطلع بعربيتك ممكن المفتاح وانا هسوق انا عارف الطريق”
اعطه المفتاح قبل أن يتوجه لسيارته بخطوات ثابته رغم قلقه و خوفه على ابنه و زينب فهي ليست زوجة ابن بالنسبة له
هي أبنة لطالما كانت جزء من عائلته التي عهد الله أن يحافظ عليها
توجه عمر نحو سيارته و قلبه يرتجف من شدة الخوف على حبيبته و ابنته الوحيدة
بعد أقل من عشر دقائق
كان عمر يركض في اتجاه القصر ركض باقص سرعة الي الداخل مقتحماً المكان
بعد أن قام رجال عصمت بتفتيشه و سحب سلاحه منه لا يهم ذلك فقط ما شغل باله هو رؤيتها سليمة هي و ابنتهما لينادي بصوت جهوري غاضب:
“عصمت… بيلا و ملك ملهمش علاقة ب اللي بينا، اللي بينا خلينا نحله و يخرجوا من هنا”
قام الحارس بوضع السلاح بجانب عمر قائلا بخشونة:
“اتحرك ادامي يا عمر بية بهدوء كدا و ارفع ايديك لفوق”
صك عمر علي أسنانه بغضب لكن امتثل لما قال ليرفع ذراعيه و يتجه معه نحو المخزن
في نفس التوقيت كان صالح يراقب الوضع و يقف في احد زوايا الغرفة الكبيرة بينما، اخذ نفس عميق و هو يمسك بسلاحه بين يديه، اتجه خلفهم بهدوء
في البدروم
كانت عصمت تجلس على احد الكراسي بعجرفة و أمامها بيلا تحتضن زينب، ابتسمت عصمت بشماتة قائلة:
“عارفة يا بيلا من اول يوم شفتك فيه في قصر الرشيد و انا كنت متأكدة اني هشوفك تاني، من اول ما ضربتني بالقلم، بس عمري ما كنت اتخيل انك انت وعمر تتجوزوا،
انا كنت بحب عمر بجد و الله العظيم يا بيلا بس هو اختارك أنتِ ”
كانت تلك الجملة تزامنا مع ولوج” عمر ” الي الداخل تحت التهديد
ما ان دلف الي المكان حتى ركض نحوها بسرعة، جلس على ركبتيه جاذبا اياها يحتضنها بقوة قائلا بارتجاف :
” أنت كويسة؟ عملتلك حاجة؟ “
عضت بيلا على شفتيه في حين ترقرقت الدموع في عينيها تنظر لزينب بدموع وهي تحتضنها بقوة و خوف
ابتلع عمر ما بحلقه وهو ينظر لابنته الشاحب وجهها بشدة و عينيها شبه مفتوحة
رفع يديه يمرر انامله بحنان على وجنتها، ارتجف قلبه بشدة في تلك اللحظه بينما ابتسمت” زينب” بارهاق قائلة بتعب:
“تعرف انا طول عمري كنت اتمنى اللحظه دي، بس عمري ما كنت اتخيل انها هتكون بالشكل دا،بس انت طلعت وسيم جدا عن ما كنت بحلم بيك، أنت ابويا………..”
ترقرقت الدموع في عيناه محاصر وجهها بين يديه بحنان مقبلا رأسها و عينيها :
“انا والله العظيم اسف يا ملك و رب مُحمد لو كنت اعرف انك عايشه كنت قلبت الدنيا لحد ما لقيتك و ضميتك تاني لحضني، انا لو حبيت بيلا ذرة فكنت محوشاك أنتِ كل الحب اللي في قلبي، عارفة انا كنت بحلم بيكي كل يوم، بصي انا بحبكِ يشهد ربنا اني حبيتك اوي يا ملك، لسه فاكر اول مرة شفتك بعد ما اتولدتي، بلاش تسبيني و أغلى ما عندك استحملي و بلاش تسبيني، مش عايز اموت تاني ”
هبطت دموعه بقهر و هو يستند بجبينه على جبينها بينما انسابت دموعها بحزن و هي تمسك بكف يديه الكبير
في تلك الانحاء
استقامت عصمت بكره و غضب من ذلك المشهد الملئ بالعواطف و المشاعر التي تبغضها قائلة بجمود و هي تأخذ سلاح من الحارس موجه اياه بقوة و شراسة نحو عمر قائلة:
“طول عمري بكرهك يا عمر، هات الورق و الا اقري الفاتحة على روح القمورة”
اكفهر وجهه بغضب و شراسة و هو يقف أمامها و فوهة المسدس موجهه على صدره بينما اخذ يقترب بتروِ و كره قائلا:
” كنت عارف انك أفعى بس عمري ما تخيلت أنك تلدغيني انا يا عصمت، أنا اذيتك في ايه علشان تحرميني من بنتي، اذيتك في ايه علشان تسرقي قسيمة جوازي من بيلا و تسلميها لابوها، فكرك معرفتش انك اللي عملتي كدا”
أمسك بذلك السلاح ليضعه على صدره مثبتاً اياه وهو يهمس بجوار اذنها :
” عملتي كل دا ليه يا عصمت؟ و لا الفلوس عمياكِ، عميتك عن طفلة مالهاش ذنب ترميها في الشارع و هي بنت ايام، انطقي انا اذيتك في إيه، منك لله يا عصمت منك لله كنت بعتبرك زي صفا، ذنبها ايه بيلا تعيش كل العذاب دا بسبب ذنبها ايه؟
صرخت عصمت بوجهه بجنون قائلة:
” اخدت كل حاجة ليه ليه هي تاخد كل حاجه، ليه تلقى الحب و الأطفال و الاهل و السعادة يا عمر و انا افضل لوحدي، انا حبيتك بجد بس هي فجأة ظهرت في حياتنا فجأة دخلت حياتك و شقلبتها و خليتك زي المراهق الأهبل اللي بيحب لأول مرة،
اول ما عرفت انكم اتجوزتوا في السر
اتجننت ازاي تعمل كدا، ازاي تخاطر بسمعتك علشانها ازاي”
كانت تتحدث بحقد و جنون في حين وجهت سلاحها نحو بيلا كاد عمر ان يتدخل الا ان الحارس قيده بقوة وهو يضع مسدس على راسه و يديه تعانق رقبة عمر بقوة و عنف
بينما تابعت عصمت بغضب وخبث :
” وقتها استنيت لحد ما عرفت اسرق منك قسيمة جوازكم و خليت حد يبعتها لابوكي يا بيلا و في نفس الوقت بعد الولادة خليت حد يخطف القمر دي و بدلها ببنت تانية أهلها بايعنها، فكرت اني لازم احرق قلبك و قلبه
و اخدت البنت رميتها في الشارع كنت اتمنى اشوف كلاب السكك وهي بتنهش فيها و بتاكل لحمها، كان عندي نشوة غريبة اني اشوفها هي كمان بتعيط قمت رميها في الزبالة المكان اللي تستحقه،
بس انا كان قصدي احرمكم من بنتكم
لكن مكنتش اعرف ان بابا هو كمان طمعان في انه يكون المالك لكل أملاك الرشيد اللي انت كنت بتديرها يا عمر وقتها دبرلك الحادثة و ضيع فرامل العربية و انت كنت هتموت لكن دخلت في الغيبوبة و فوقت
معرفش يعمل ايه و كان خايف تكشفه ان هو اللي عايز يقتلك، لكن انت معرفتش لان لما فوقت من الغيبوبة كان كل همك بيلا و اللي حصلها،
نسيت اقولكم حاجة كمان بيلا انا رشيت الممرض في المصحة بتاعتك علشان يديك حبوب الهلاوس اللي خليتك غير متزنة و الكوابيس اللي بتجيلك و انتي صاحية كانت بسبب الأدوية دي، انا بكرهك يا بيلا بكرهك و هفضل عايشة طول عمري اكرهك أنت و بنتك، عارفة انا كنت لما احب استمتع كنت اجي المصحة اشوفك و هما بيدوكي جلسات الكهربا و انت بتعيطي و بتصرخي، كانت بتطفي ناري”
انهارت بيلا و صرخت بوجة عصمت قائلة ببكاء هستيري:
” انتي مجنونة يا عصمت مجنونة منك لله منك لله، ربنا ينتقم منك ربنا ينتقم منك”
ضحكت عصمت بجنون وهي تمسك أوراق الملكية بين يديها قائلة بسعادة:
” مش مهم يا بيلا المهم اني اخدت فلوسي، فلوسي انا كل فلوس الرشيد اخيرا بقيت ملكي، دلوقتي تفيدة هانم لازم تبقى فخورة ببنتها و اخيرا نفذتلنز امنيتها و بقيت مالكة لكل أسهم الشركات”
في ذلك الوقت كان جلال و باسل و ثائر و علي
يتعاملون مع الحرس بالخارج حيث يسددوا لهم اللكمات و أيضا يتم ضربهم
في حين تسلل صالح بهدوء الي ذلك المكان، كانت عصمت تكشف عن وجهها الحقيقي حيث تلك الافعى
كانت تضحك بهسترية و جنون لكن في لحظة كان صالح يعانق رقبتها بذراعه بقوة وهو يضع السلاح على رأسها قائلا بحدة و عدم فهم لبعض الأمور هامسا بفحيح أفعى :
“الشر عمره ما بيولد غير شر، نزلي سلاحك و الا وحياة أغلى ما عندي لافرغ المسدس دا في دماغك انت فاهمة”
ابتلعت عصمت ما بحلقها بارتجاف قائلة:
“انت مين؟ لو تبع عمر فأنا ممكن اديك اكتر بكتير من اللي هو ممكن يدهولك بس خليك في صفي”
ضغط بعنف على عنقها قائلا:
“نزلي السلاح و قولي لرجالتك تنزل السلاح و الا اتشهدي على روحك”
تركت مسدسها من يديها بسرعة ليسقط أرضا بينما أشارت للحارس بأن يترك عمر
ما ان فلته منه حتى صاح صوت صالح بحدة :
” خد زينب و اخرج من هنا….. ”
نظر له عمر بارتياب بينما كان صالح يبتعد للخلف و يديها على الزناد عيناه مليئة بالغضب و مسلطة على زينب و جسدها الهزيل و ثيابها الملوثة باثار الغبار و الدم و وجهها الشاحب
اتجة نحو بيلا مساعدا اياها في الوقوف، انحني يحمل زينب بين ذراعيه في حين يتابع صالح حركات الحارس
استمع الجميع لصفارة إنذار البوليس في الخارج فكان الجو اشبه بحالة من الهرج و المرج
خرج عمر من ذلك المكان وهو يحمل ابنته الفاقدة للوعي و بجواره بيلا تشاهد ما يحدث و مشاجرة الجميع معا
بينما يدلف للمكان رجال الشرطة و خروج صالح من ذلك البدروم و مازال على نفس الوضع
ترك عصمت بعنف بعد أن وقف أمامه ضابط شرطة ليقول بعنف:
“اتفضل، اول مرة الشرطة تيجي قبل المصيبة”
نظر صالح لجلال الذي ينزف في فمه أثر مشاجرته مع احد الرجال، بينما يمسح فمه من أثر الدماء و كذلك باسل و ثائر
جن جنون عصمت وأخذت تضحك بهسترية :
“فلوسي انا اخدت كل حاجه، انا المالكة لكل أسهم شركات الرشيد، انا عصمت الرشيد رقم واحد، خالص كله بقى بتاعي كل حاجه بقيت ملكي انا”
نظر عمر نحوها قائلا بكره في حين اخذ صالح زينب من بين ذراعيه :
“غبية يا عصمت غبية لا الحب بيشتري و لا الفلوس تبني علاقة حقيقة ”
خرج صالح الي بهو القصر فوجد سيارة الإسعاف، صعد بها ليضع زينب بها حيث قام الممرض بعمل الإسعاف لكن جسدها لم يستجيب
باقص سرعة كان السائق يقود تلك السيارة في طرية للمشفى بينما جلست بيلا بجانب زينب في السيارة قائلة ببكاء هستيري:
” لا بالله عليك يا زينب اوعي تسبيني انا خسرتك مرة و اتعذبت طول حياتي من غير ذنب، و مش هقدر اخسرك تاني يا زينب قومي فاهمة انا مينفعش اخسرك مرتين”
لم يستطيع صالح التحدث بينما ترقرقت الدموع بمقلتيه و قلبه يتمزق و هو يراها كذلك باي ذنب يحدث لها كل ذلك
أمسك يديها بقوة و هو يردد بعض الآيات القرآنية
بعد مرور نصف ساعة
وصلت سيارة الإسعاف الي المشفى و تم نقل زينب لإحدى الغرف العناية المركزة
كان يقف أمام الغرفة صالح و عمر جلال و باسل، على و ثائر و بيلا
خرجت الطبيبة على عجل قائلة:
“المريضة بدأت تفوق بس للاسف لازم تدخل عمليات حالا، لازم يحصل ولادة مبكرة في خطورة كبيرة على الرحم و ممكن ينفجر لأنها حامل في تلات تؤام هنحفز عملية الولادة لو اتأخر نا هيكون في خطورة عليها لأنها نزفت لمدة طويلة ، لازم امضة المسئول عنها على الإقرار دا
رد عمر و صالح في نفس الوقت:
” مش مهم الجنين”
صمت عمر ليكمل صالح برجاء :
“دكتورة لو في خطورة على زينب مش مهم الحمل يكمل بس هي تكون بخير ارجوكِ”
ربتت الطبيبة على كتفك قائلة باهتمام:
“المهم في نص السابع يعني ممكن الولادة تتم على خير للأسف مينفعش دلوقتي نخاطر بيهم ان شاء الله هتقوم بالسلامة بس لازم امضتك هنا و لازم متبرع بنفس فصيلة دمها”
لم يتمهل لحظة وهو يمضي على تلك الأوراق بينما تحدث عمر بلهفة:
“انا ابوها و نفس فصيلة الدم”
تنهدت الطبيبة بارتياح من تواجد نفس فصيلة الدم قائلة:
” تمام ياريت تتفضل معنا لو سمحت ”
لتبدا بمباشرة عملها، تم نقل زينب لغرفة العمليات و اخذ عمر لإحدى الغرف ليأخذ منه عينة من دمه
خلف ذلك الباب جلست بيلا أرضا تضم جسدها بيديها و هي تبكي برعب قائلة بارتجاف:
” يارب انا خايفة مش عايزه اخسرها تاني، انا تعبت اوي و انت شاهد بلاش توجعني تاني يارب انا راضية بكل الوجع اللي فات لكن مش هتحمل وجع تاني يارب
جلس عمر بجوارها محتضنا اياها بضعف لأول مرة و لم يتحدث بكلمة واحدة حتى أنه لا يعرف كيف يواسئ قلبه المتمزق كلما تذكر حالتها
اسمتعوا لصوت صراختها و بكائها الحاد، لم يستطيع صالح الوقوف اكثر من ذلك لايغادر المكان متجها نحو مسجد المشفى الصغير، توضأ و بدا يصلي دلف جلال الي المكان ينظر لصالح الذي يبكي وهو يسجد لله ليهمس لنفسه:
“يارب انت عالم بينا كلنا بلاش توجعنا عليها”
بعد أكثر من ثلاث ساعات مع أذان الفجر
خرجت الطبيبة من الغرفة بارهاق بينما نهض الجميع نحوها بلهفة، أخفضت رأسها بانكسار و حزن قائلة:
“الحمدلله العملية. تمت علي خير و الأطفال هيتنقلوا الحضانة لكن….”
أمسكت بيلا بيدي الطبيبة برجاء قائلة:
” بنتي حصلها ايه؟”
أخفضت رأسها قائلة:
“للأسف حالتها متطمنش حاليا هتتنقل العناية المركزة الحالة اشبة بغيبوبة انا اسفة بس هي حالتها كانت صعبة اوي”
صمت الجميع لكن لم تستطيع بيلا الصمود لتقع مغشية عليها حملها عمر لتقول الطبيبة بسرعة:
“خلينا ناخدها لاوضة اكيد الضغط واطي”
بينما كان صالح يقف مكانه في ذهول و مازال ينظر غير زجاج غرفة العمليات الي ان خرجت الممرضة قائلة:
” الأطفال في الحضانة لو حابب تشوفهم”
لم يجيبها او يتحدث بكلمة واحدة ليقول جلال بهدوء و خوف:
“صالح انت سمعنا؟” تنهد بحزن قائلا:
” انا جدهم ممكن تاخديني اشوفهم”
اومأت له الممرضة قائلة بجدية:
“طبعا اتفضل معايا”
_______________
في نفس الوقت
ركضت حياء لداخل المشفى بسرعة بعد أن علمت من جلال في الهاتف بخطورة حالة زينب فلم تستطيع الانتظار الي الصباح فجاءت بالقطار الي المنصورة
صعدت الدرج بسرعة و خوف الي ان وصلت للدور الثالث لتجدهم يقفوا أمام إحدى الغرف
ركضت نحو جلال قائلة بفزع و دموع:
“حصل ايه يا جلال؟ زينب مالها؟ طمني ارجوك”
أخفض راسه بحزن قائلا بتنهيدة:
“ان شاء الله خير رب الخير لا يأتي الا بالخير يا حياء، زينب محتاجة دعواتنا دلوقتي هي بين ايدين ربنا”
هبطت دموعها دون ادراك قائلة:
“هي اكيد هتبقى كويسه هي طول عمرها ماذتش حد ان شاء الله هتكون بخير يا جلال ”
اومأ لها قبل أن يحتضن اياها م بتا على ظهرها قائلا:
” رب الخير لا يأتي الا بالخير”
____________________
في صباح اليوم التالي
وضع عمر يديه على مقبض الباب بعد أن أصر على الطبيبة ان يدلف لغرفتها فوافقت بسبب اصراره ، بدات دموعه بالهطول، كلما تذكر انه عاش حياته تاركاً
أبنته الوحيدة فريسة للمجتمع و ظلمه لها يشعر بفاجعة خطئه، يتمنى لو يعود به الزمان يحتضنها ينتشل فلذة كبده منهم، تمنها و بشدة
آآه من ذلك الألم يكاد يفتك بروحه يُقسم ان شعر بقبضة تعتصر قلبه ليرتجف، وضع يديه موضع قلبه و شهقاته تتعالى
أغلق الباب خلفه بقوة، فقط يريد أن يحظي ببعض الوقت برفقتها دون أن يقطعهما شخص،
نظر لها تنام بهدوء و هذه الأسلاك موصله بجسدها تُبقيها على قيد الحياة
كان يقترب بخطوات ثقيلة شعر للحظات بأن جسدة شُل عن الحركة
جلس على ذلك الكرسي بجوار فراشها، كان يبكي بعنف قائلا:
“انت مش هتسبينا تاني صح كفاية مرة واحدة امك لحد دلوقتي مفقتش، طب لما تفوق انا هقولها ايه يا ملك؟ هقولها اني معرفتش احافظ عليك قومي علشان خاطري، عارفه يا ملك وانتي صغيرة انا سمعت نبض قلبك لأول مرة كنت خايف اوي و مرعوب بس أطمنت لما سمعت نبضاتك، كنت بشتري هدوم للولاد و البنات و لعب كتير اوي، كلن في حياة تانية مخطط ليها و كان نفسي تعيشها سوا، بس أمر الله، بالله ما انا سايب عصمت الا لما تصرخ بدل الدموع دم لا يمكن يكون مصيرها السجن دي عايزه الحرق بجاز ”
_________________________
بعد مرور يومان على كل تلك الاحداث
لم تفيق زينب من تلك الغيبوبة
صالح لم يرى أطفاله لمرة واحدة
تم نقلها لمشفى خاص بالقاهرة
بيلا و حياء بجوارها طوال الوقت
يوسف و إيمان جددا موعد لعودتهما مصر مرة أخرى بعد معرفتهم بما حدث
في منزل آل «العلايلي»
دلف باسل الي المنزل بجسد مرهق في وقت متأخر من الليل، في الفترة الأخيرة أرهق جسده و عقله في العمل
صعد الدرج وهو يحمل سترته على ذراعه يمشي بخطوات ثقال هادئة
قام بنزع رابطة العنق بضيق قبل أن يضع يديه على مقبض الباب يفتح غرفته، أضاء الانوار ، القى سترته على الاريكة ثم جلس على احد الكراسي انحني يخلع حذائه، و عينيه تبحث عنها باشتياق لكن لم تكن بالغرفه.
تفقد الحمام لكن لم يديها أيضا، كاد ان يخرج من الغرفة ليبحث عنها لكنه ابتسم وهو يراها تدلف للغرفة تحمل بين يديها صينية موضوع عليها عدة أصناف من الطعام.
كانت جميلة بحق ما رأي من جمال، كان يجتمع سحرها بعينيها البنية الهادئة، و ابتسامتها التي تزين ثغرها.
فتاة عادية ليست ملكة جمال لكن بقلبه ليست عادية
فاق من شروده على حركة يديها أمام وجهه قائلة بجدية:
“بااسل…. انت يا ابني”
هز رأسه بيأس قائلا :
“ابنك، يا شيخة روحي منك لله”
تاففت بحنق قبل أن تجلس أرضا متربعه تنظر بجوع لتلك الصينية قائلة بابتسامه وهي ترفع راسها نحوه بينما يقف بشموخ
يضع يديه على خصره لتقول بمشاكسة :
“باسل انت فرحان بطولك، اقعد يا بابا و بطل فتحة صدر دي علشان بتخطف قلبي اقسم بالله”
ضحك بخفة قبل أن يجلس متربعاً هو أيضا قائلا بغمزة شقية:
“طب ما انت رومانسي اهو يا شبح”
توردت وجنتيها بخجل و سعادة قائلة :
“طب ممكن تبطل و ياله سمي الله و كُل”
سالها وهو يمسك المعلقة قائلا:
” الوقت اتأخر ليه ماكلتيش أنتِ ”
ردت بعفوية و بساطة:
” كنت مستنياك مش انت المفروض عيلتي، انا بقى بحب اكل مع عيلتي، اه و خلي في علمك مفيش أكل برا البيت”
اومأ برأسه بسعادة كأنه طفل كل يوم يفتقد أمه في فترة المدرسة و حينما يعود لمنزله يجدها بحنانها و ابتسامتها لتروي قلبه بالحب ربما هي حتى لا تدرك ذلك لكن هي سقت قلبه المتعطش للحياة و الحب
افتقدهما في أسرته لسنوات، كان عليه التظاهر بأنه بخير و سعيد لكن ما الحقيقة، الحقيقة انه لم يكن بخير ابدا ، فقط ربما انه تعافى بوجودها
بعد مرور خمس دقائق
سألها بجدية وهو يتناول الطعام بتلذذ:
“الاكل حلو اوي، مين اللي عمله، الخدم اكلهم بيسد النفس غريبة يعني”
رفعت عينيها تنظر له باشمئزاز و سخرية قائلة بحنق:
“خدم مين دول بيشتغلوا تقضية أوامر يابا
و الله لو انا مش شايفك بتتعب في الشغل كنت قلت انها فلوس حرام، يا ابني الاكل علشان يطلع حلو لازم يتعمل بحب ”
ثم تابعت بفخر:
” دا انا اللي عمله يا باسل بيه”
مال عليها بابتسامة ماكرة وهو يغمز له قائلا بنبرة لعوبة:
“رجولة يا شبحي”
لا تعرف كيف فلتت منها تلك الضحكة المرحة و التي صدحت بالارجاء معلنة عن قلب وقع بالحب حديثاً ، كيف بأت القلب يهوي كلماتك أيها اللعوب
ضحك معها لتجده يفتح كفه لتقوم بضرب كفها بكفه قائلة بنبرة سعيدة مقلدة اياه بمرح:
“رجولة يا شبحي”
لم يتهمل وهو يقترب منه يحاوط وجهها بيديه مقبلا وجنتها بقوة قائلا بهمس وهو يغمض عينيه و يستند برأسه على جبينها :
“شكرا يا نور حقيقي شكرا، ممكن اطلب منك طلب و تنفذيه”
ابتعد قليلا لتنظر له بشك و ارتياب قائلة بخوف:
“قول الاول الطلب لو بأيدي هنفذه لو لا مش هقدر اوعدك”
أبتسم بجدية ربما كان يتوقع ردها ذلك بعد معرفته بها قائلا بهدوء و آلم وهو يقف مرة أخرى ينظر للاشي متجاهلا اياها:
“نور أنت لما وفقتي تتجوزيني كنتي مجبرة بسبب طريقتي و ازعاجي ليك دايما كل شوية، بس انا خايف، دلوقتي مش هقدر اخبي عليك انا فعلا خايف اوي ”
استقامت نور بحزن لتقف بجواره قائلة برهبة:
“ليه؟”
زفر بحرارة و هدوء قائلا بندم:
“لو حابة تطلبي الطلاق و تبعدي انا موافق اديكي حريتك ”
ابتعدت عنه عدة خطوات للوراء قائلة بابتسامة كبرياء:
“باسل زيدان أحمد العلايلي، حضرة وكيل النيابة سابقاً،
تسمحلي أمارس وظيفتك السابقة و أسألك سؤال و ترد بصراحة، انت عرفني مش عاطفية اوي لكني عملية، سؤال هساله و محتاجة الرد بموضوعية بعيد عن العاطفة خالص ممكن و على فكرة انا مش محتاجة الرد دلوقتي، اعتبره سؤال بساله لنفسك و الاجابة برضو لنفسك، ممكن؟”
اومأ لها بالموافقة لتضع يديها بجيب بنطالها القطني قائلة :
” أنت عايز توصل لأية في الحياة؟ ياترى هتفضل تلف في دواير مقفولة لوحدك؟
شوف يا باسل انا هقولك الحقيقة انا بحترمك عارف ليه، لأنك قادر تواجة نفسك بخوفك و الحاجات اللي مزعلك، و الحاجات اللي ضايقتك طول السنين اللي فاتت
و دا في حد ذاته شجاعة منك….. باسل انا هفضل ادعمك للنهاية، فكرة انك تعرف انك محتاج دكتور نفسي و تروحله برجليك علشان تحاول تتغير و تدي اللي حواليك شوية من اهتمامك دا يخليني اشيلك فوق راسي يا ابن الحلال، احنا مش فيلم و لا مسرحية يا باسل، انت في زيك كتير بس عارف بيقدروا يتغلبوا على نفسهم زي ما انت بتحاول و انا معاك يا ابن العلايلي،
هتقولي ليه؟ هقولك على الله حكايتك و حكايتي…… فكر في سؤالي و انا هنزل اعمل كوباتين شاي بنعناع اوع تنام يا شبح”
أبتسم وهو يراها تحمل تلك الصينية و تغادر الغرفة هي حقا ليست فتاة عاطفية لكنها تعرف كيف تواسي قلبه المرتعب من فكرة البُعد لذلك اقترحها عليه
دلف الي الحمام وهو بفكر في ذلك السؤال
ماذا يريد؟!
خرج بعد دقائق و كان توضأ
رغم انه لم يكن ينتظم في صلاته من قبل، حتى أنه أحيانا كان يحتسي الخمر الا انه شعر بفجوة….. فجوة كبيرة في قلبه،قلبي خاوي
حاول مؤخرا اكتشاف نفسه.
الله لم يخلقه لأجل حياة فارغة كل ما بها هو العمل و لا العلاقات و لا الحب فقط
الله خلقنا للعبادة، عبادته ستجعلنا نصل لمراحل السلام الداخلي وهذا ما يفتقده،
لو كان عمر قلبه بالإيمان لكان الان تجاوز أزمته مع عائلته، لعاش تلك السنوات راضي بقضاء الله وقدره
تردد للحظات، أغمض جفونه بارهاق من الحياة، اخذ نفس عميق ببطئ و هدوء، فتح عيناه مرة أخرى لتظهر عسليتاه اللمعة بضراوة،
تلتمع بدموع خوف من نفسه، رعب كلما تذكر انه انسان من طين مصيره الفناء لكن هل يفنى العُمر دون أي شي يُذكر، دون سيرة طيبة او اعمال صالحة
تنهد قبل أن يبدأ بأداء فرضه و قد نسي اي شي يشغله.
دلفت نورهان الي الغرفة وهي تحمل صينية موضوع عليها كاسين من الشاي و كوب صغير يحتوي على أعواد النعناع.
أبتسمت بخفة وهي تضع حجاب على شعرها البني و تدلف لشرفة غرفتهما
مرت عدة دقائق
أنهى فيهم أداء فرضة نظر لها، تستند برأسها على يديها تنظر لسحر المكان و تلك النجوم المضيئة في السماء معطية للجو نعومة خاصة، و نغمة رنانة
نور بهدوء:
“ياله علشان الشاي هيبرد”
جلس على الكرسي المجاور لها ثم مد ساقيه للأمام بحركة طفولية بينما اخذ كوب الشاي يرتشف منه قائلا:
“مش بحب الشاي بحب القهوة”
زمت نورهان شفتيها قائلة بجزع:
“بتكون مُره اوي… بس بحبها بلبن، تعرف قبل ما نتجوز كنت انا و زينب لما نحب نفك عن نفسنا و لسه قبضين مرتبنا كنا نروح لأي مطعم و كل مرة على حسب الاكلة اللي نفسنا ناكلها، و لما نحب نعمل نفسنا اغنيا اوي كنا نجرب حاجة من بتاع الأغنيا بس كنا نشتريها من المطعم و نروح عند كوبري ستانلي و نقعد ناكل سوا، تعرف زينب لما كنت ابقى مفلسة كانت تسيبلي فلوس، رغم اي حاجه يا باسل و رغم أنها كانت بتحوش علشان عملية عم منصور الا انها كانت دايما فاكرني، انا ملقتش غيرها حد يهون عليا ايامي غيرها، بس هي دلوقتي فين… بين الحياة و الموت، حتى أطفالها مشفتهمش يا باسل”
أخفضت رأسها و هي تخبا وجهها بين يديها تبكي بحزن على أختها و صديقتها الوحيدة و قلبها ينفطر كلما تذكرت حال زينب و جسدها الموصل بعدة أجهزة تُبقيها على قيد الحياة
ترك كوب الشاي جانباً استقام يقف بجوارها محتضن اياها وهي تجلس على ذلك الكرسي قائلا بحزن (لا يعلم متى أصبح بتاثر بحال من حوله) :
“ادعيها يا نور و ان شاء الله تقوم بالسلامة لاودلاها و ابوها و امها و جوزها ادعيلها”
مسحت دموعها بخفة قائلة بخفوت:
“يارب لأجل الاولاد اللي مشفوش الدنيا لسه”
جلس باسل على ركبتيه أمامها قائلا :
“ان شاء الله هتقوم بالسلامة بس لازم تكوني واثقة في ربنا”
نظرت له مطوالا ثم تنهدت بخفة قائلة:
” يارب يا باسل يارب ”
__________________________
في صباح اليوم التالي
استيقظت حبيبة بكسل و تثاقل فتحت جفونها ليزين ثغرها ابتسامة صغيرة و هي تنظر له ينام بجوارها، اعتدلت و هي تلملم شعرها الاسود في كعكة فوضوية لتنهض من فوق الفراش، اخذت ثيابها ثم توجهت للحمام
بعد مرور نصف ساعة تقريباً
كان على يقف أمام المرآة يهندم قميصه الكحلي، ليشمر اكمامه ليبدو في غاية الأناقة و الوسامة، اخذ يمشط شعره
بينما تجلس حبيبة على الفراش بتوتر و هي تمسك بين يديها قلم رصاص و كتاب ضخم في احد افرع القانون، تقرا فيه بهدوء حتى تستوعب ما تقرأه، استدار«علي» ليجدها تضع كامل تركيزها بذلك الكتاب ابتسم قائلا بجدية:
“بيبة بقولك زرار القميص وقع”
تركت الكتاب لتنظر له قائلة بجدية:
“طب ثواني هجيب ابرة و خيط….”
اخذت أدوات الحياكة من درج الكومود بينما جلس هو على طرف الفراش، وقفت أمامه و هي تردد تلك الجمل التي حفظتها بجدية ليسالها بحنان و هو ي يُبعد خصلاتها على وجهها بحنان قائلا:
” متوترة من الامتحان الجاي؟ ”
اتنهدت بحزن و مازالت تنظر لقميصه بينما تقوم بتحيك الزرار قائلة بارتجاف:
“على انا خايفة اوي، القانون الجنائي صعب اوي و فاضل اسبوع على الامتحان ،
خايفة اشيل المادة دي، انت عارف انا بحب الكلية دي اد ايه بس حقيقي المادة دي صعبة اوي،
عارف ايه اللي بيعصب في البلد دي، ان الناس فاكرين ان مدام كلية زي حقوق او تجارة او آداب مدام في المرحلة التانية او التالته في التنسيق يبقى مواد تافهه لكن حقيقي انا خايفة اوي يا على ”
أبتسم« علي» مُربتاً على ظهرها بحنان قبل أن يطبع قبلة حانية على قمة رأسها قائلا:
_” ان شاء الله هتجيبي امتياز كمان، بس بصي النهاردة الساعة واحدة و نص ابقى عدي عليا في المصنع ممكن؟”
اومأت له حبيبة بالموافقة تسالها مستفسرة:
-” طبعا ممكن بس اشمعني؟ ”
هز كتفه بلا مبالة قائلا بهدوء :
-” بتوحشيني، على فكرة انا لقيت شقة كويسة لينا، انا عارف ان من اول جوازنا كان لازم اجيبلك شقة غير دي بس والله الظروف… ”
كاد ان يكمل جملته الا ان منعته من الاسترسال قائلة بعتاب :
-“علي أنا ممكن اطلب منك طلب لو سمحت، ممكن تنسى موضوع الشقة التانية دي، اولا الشقة دي جديدة و العفش كله اتغير لما جيت اتقدمتلي، ثانيا أنتَ مش هتسيب والدتك لواحدها دي ملهاش غيرك يا على و اختك سلمي مش بتيجي الا فين و فين معقول هيبسيبها لوحدها لا طبعا”
حاوط خصرها قائلا بجدية و لباقة:
” بس أنتِ كمان يا بيبة زي اي واحدة نفسها يكون ليها بيت لوحدها، انا على فكرة مكنتش هبعد عن أمي لان معنديش غيرها انا بس هشتري الشقة اللي في الدور الرابع علشان يبقى ليك خصوصيتك حتى لو هنفضل طول النهار هنا بس اكيد بيجي وقت عليك بتبقى عايزه تحس ان دا بيتك لوحدك”
تنهد «حبيبة» برضا و حب قائلة:
” على انا كنت عايشة لوحدي في بيت فخم و كبير لكن يشهد ربنا انه كان جحيم، انا معاكَ هكون راضية باي حاجة يا ابن الجلال، و شوف يا على ماما هدى مش مجرد حماه لا والله العظيم كفاية انها بتعاملني زي بنتها، بلاش يا على نبعد عنها، مش هيرضيني حتى لو في نفس العمارة و بعدين خلينا معها نونسها، ياله خلينا نطلع نفطر، و بعدين احنا دلوقتي حياتنا الحمد لله كويسة جدا و الفلوس اللي معاك خليها في البنك يمكن يجي وقت تحتاجها و لو عايز تشتري الشقة أنت حر برضو لكن أنا مش هسيب البيت دا ياله بقى علشان ورايا مذاكرة كتيرة ”
ابتسم مقبلا اعلي راسها قائلا بحب:
” ياله يا بيبة”
بعد عدة ساعات
وصلت «حبيبة» الي مصنع الاقمشة الخاص بزوجها، ترجلت من التاكسي و قامت بمحاسبة السائق قبل أن تتجه نحو البوابة ليقابلها أحد الخفر قائلا بلباقة :
” أهلا يا مدام حبيبة نورتي المصنع ”
ابتسمت بود قائلة:
“ازايك يا عم سعد”
“بخير الحمد لله ”
ابتسمت وهي تدلف للداخل برفقة ذلك العجوز متوجها نحو مكتب «علي»
لكن وجدته فارغ و لا يوجد به أي شخص
سألته حبيبة بجدية قائلة:
“اومال هو على فين يا عم سعد؟”
رد بهدوء قائلا:
” بشمهندس على تحت مع العمال، بيباشر الشغل وبيشوف المكن هو والخبير”
اومأت له ببساطة ولم ترفع عينيها حتى هو لم يطيل النظر اليها كان يحدثها بتهذيب وعيناه كانت
تسترق النظر اليها بين الحين والاخر لمجرد ثانية ويغض بصره عنها بحرج…..
سألها بجدية قائلا؛
” تحبي تشربي إيه؟ ”
تنحنحت حبيبة بهدوء قائلة
” ولا حاجة شكراً، هو علي هيتاخر تحت؟”
رد سعد بجدية:
” والله مش عارف يا بنتي هو لازم كل يوم يلف على المصنع والمكن، البنات اللي شغاله تحت لسه جداد ومعندهمش خبرة اوي في الشغل فلازم يبقا معاهم عشان المكن ميبوظش لحد ما يتعودوا على الشغل بتاعنا، لأن المكن الجديد سمعنا انه غالي شوية علشان كدا بينزل يتابع كل حاجة بنفسه ر بنا يرزقة. ك
رفعت حبيبة راسها بهدوء قائلة
“طب انا هنزله لان كدا شكله هيتاخر تحت وعايزة اشوفه ضروروي”
رد سعد بلباقة و جدية:
“تمام اتفضلي معايا”
نزلت حبيبة لصالة الكبيرة حيثُ المصنع والمكينات والعمال
منهم الرجال والسيدات واكثرهم فتيات
اشار لها عم سعد على “على” الذي كان يقف عند احد المكينات بجوار أمرآه جميلة، يريها كيف تعمل على المكينه،
و طريقته غاية في اللطف والمرح حيثُ كان يضحك ويمزح معها والفتاة كانت تبتسم بخجل وعيناها قاربت على اخراج قلوب وهي بجوار صاحب العمل الوسيم الغاية في الكرم وذوق مع العمال،
اما على الناحية الأخرى كادت حبيبة ان تقتله بتلك النظرات الحارقة وهي تتابع اياه
ترك علي الفتاة بابتسامة فاترة وهو يستدير كي يباشر عمله، لكنه تفاجأ بوجودها خلفه متسمرة بوجة احمر من شدة الغضب تكاد تنقض على عنقه تفترس اياه
انتبه لصمتها الغريب و هدوئها الحاد المميت تقدم منها بملامح هادئة محاول السيطرة على سعادته برؤيتها فقد كان ينتظرها في المكتب قبل قليلا لكن حدثت مشكلة مع إحدى العاملات فطلبت المساعدة كما أمر الجميع حتى لا يتسبب العمال في تخريب إحدى الماكينات، ابتسم بسعادة وهو يقترب منه.
“بيبة كويس انك جيتي اتاخرت ليه، منورة المصنع”
ردت حبيبة باقتضاب وهي توزع نظراتها عليه وعلى العاملة التي كانت أيضاً تسترق النظر اليهما بفضول.
“منور بيك وبيها” ابتسمت بخفوت وهي تقترب منه قائلة بهمس:
“على هو حد قالك اني مجنونة و لا لاء”
تركته بسرعة و كانت ستخرج من باب المصنع الداخلي لكنه اوقفها وهو يجذبها لاحد الزوايا الصغيرة كممر مغلق في نهايته
صرخت بجنون وهي تبعد يده عنها
“على شوف انا حاليا العفاريت كلها بتنطط ادامي، بتضحك مع البنت دي ليه أن شاء الله و اوعي تكون فكرني مضايقه منها….”
تأتأ بشفتيه بنفس الاستمتاع وكان الفراق لم يحل عليهما يوماً ومزالا على عهدهما في الحب
“تؤ تؤ، انتي غيرانه شويه مش شويه شوية كتير اوي…..”
اهتزت حدقتيها وتبلدت مكانها لبرهة ثم قالت بنبرة حادة و جافة
“اغير اغير ليه، انا واثقة فيك جدا لكن انك تقف مع واحدة و تضحك و تتكلم كدا لا يا على مش تربيتك شوف يا ابن الحلال أنا بنت وافهم البنت بتفكر ازاي، البنت اللي وقفت تضحك و تتكلم معها دي ممكن تفتكر انك معجب بيها لا سمح الله و انك بتحاول تلطف الجو معها و دي عيبة في حقك،
و بعدين انا جيت لقيتك مش فاضي قولت اجي وقت تاني تكون خلصت كلام وضحك انا عايزه اروح”
لاحظ اللامعة القوية بعيناها المهددة بدموع غزيرة على وشك الهبوط، مرر يده عليه بحنان ونفاذ صبر وهو يقول بخشونة خافته…..
” مفيش مرواح دلوقتي، اطلعي معي فوق على المكتب نشرب حاجة سوا”
ردت بحنق وهي ترجع خصلاتها للخلف
باناقة
” لا مش عايزه شكراً”
اصر على بحزم وبعيني ثاقبة عليها
“مفيش شكراً في حاضر، اسمعي الكلام و بعدين هو حد قالك قبل كدا انك مراتي و لا دي معدتش عليك”
لوى شفته بسخرية وهو يسبقها في الخطى وعلى كامل الثقة انها ستأتي خلفه
في المكتب
دخلت مكتبه الخاص بتأني وحرص سواء بالخطوات او النظرات، اغلقت الباب خلفها وهي تطلع بكل شبر به،
ليس فخم بالقدر الذي يعجزها عن الكلام لكن فخامته تكمن بفخامة مالكه تجعلها مهتمة بشكلا مذهل وهي تنظر لكل جزء به بانبهار لمجرد انه مكتب زوجها و حبيبها
جلس على مقعد خلف مكتبه الكبير بسيط الشكل ككل شيءٍ بهذا المكان الذي من اول وهلة تعرف
انه حلم يسعى له اصحابه كي يكتمل على
خير، ومزال طريق طويل لنيل ما يستحقه
الجميع، وصبر ورضا مفتاح الفرج، و بعون الله استطاع نيل ما تمنى
كان ينظر لشرودها الغريب بحيرة ثم عقب بهدوء وهو يحدثها بحب
“عجبك المكتب؟ هو صغير ونقصه شوية حاجات بس بكرة يكمل ويكبر هو والمشروع اي رأيك؟ انا غيرت كل حاجة كانت في المكتب القديم و ظبطته ها يا بيبة عجبك”
ردت وهي تتقدم منه وتجلس امام مكتبه على احد المقاعد
” جميل اوي يا على كل حاجة هنا حلوة تفتح النفس، وتعلمك الصبر ورضا و أنت صبرت كتير و ربنا هيعوضك خير ان شاء الله، مفيش حاجه بتبني من يوم وليله ولا نقدر نطلع السلم بخطوة واحدة، ان شاء الله ربنا هيكرمك انت تستاهل كل خير ”
نهض عن كرسيه يجلس أمامها ممسكا يديها برفق قائلا بحنان:
“ان شاء الله هيكرمنا احنا الاتنين يا حبيبة، بكرا ان شاء الله تبقى اشطر محامية فيك يا مصر و ننزل ندور على مكان للمكتب بتاعك سوا اتخرجي أنتِ بس و متقلقيش من حاجة، على فكرة انا مش هقبل اقل من امتياز”
أبتسمت بشغف و حماس قائلة:
“ان شاء الله يا على، ان شاء الله ”
تنحنح وهو يبتعد قليلا ليستند على المقعد خلفه قائلا بهدوء:
” طب بالمناسبة دي كان في موضوع حابب نتكلم فيه،
بصي يا حبيبة أنت في دراسه و ادامك لسه سنة و نص في الكلية، شوفي لو حابة ناجل موضوع الخلفة دا شوية فأنا معنديش مانع بالعكس انا معاكي في اي حاجة أنت هتكوني مرتاحة فيها و عايزها، ها ايه رغبتك؟”
توترت قليلا قبل أن تزفر بحيرة قائلة:
” هتصدقني او قلتلك اني كنت بفكر في الموضوع بس مكنتش اتوقع انه يشغلك أنت كمان، بص انا مش هكدب عليك انا خايفة و متوترة يحصل حمل في فترة الدراسة ، بس بعد تفكير و قعدت مع نفسي عرفت انه لو ربنا رايد انه يحصل هيحصل ايا كانت رغبتنا أحنا ، و بعدين انا مش هقدر احرمك من حاجة نفسك فيها و سيبها على الله و ان شاء الله خير يا علي”
أبتسم قائلا بجدية:
” مدام كدا طب خلينا نخرج سوا ياله بينا”
اومأت له بجدية قبل أن تأخذ حقيبة يديها لتخرج معه
بعد نصف ساعة
أمام احد المكتبات الشهيرة وقفت حبيبة بجوار على بسعادة و فرحة كبيرة قائلة بنبرة متحمسة:
” على أنت عرفت اني بحب الروايات من أمتي؟ انا مش فاكرة اني قلتلك ولا مرة ”
أمسك بيديها متجها نحو الداخل قائلا ببساطة:
“والدتك كنت لما اتصل علشان اطمن عليكِ تقولي بتقرأ رواية فعرفت من وقتها انك بتحبي الروايات، علشان كدا جبتك تشتري كل الروايات اللي حابها، ها ايه نوع الروايات اللي بتحبيها”
ردت بخبث قائلة:
” ايكادولي”
وضع يديه على كتفها ثم مال عليها يغمز لها بشقاوة:
“وانا أيضا ايكادولي يا فتاة”
ابتسمت حبيبة برفق قائلة:
” لا بجد بتحب كتب ايه خلينا نشتري حاجة مشتركة و نقرأها سوا على السطح مع كوباية شاي ياه.. ”
رد على بتفكير وهو يضع يديه بجيب بنطاله و ينظر للكتب المرصوصة امامه بتنظيم :
“بحب د. عمرو عبد الحميد و دكتور خالد توفيق ”
ابتسمت حبيبة بحماس قائلة:
“لا بجد حبيتك، مع كتاب دكتورة خولة حمدي، بص تعالي نشوف في ايه موجود ليها،
أرني انظر إليك دي سمعت انها تحفة”
رد على بجدية:
“خلينا نجيب سر الغرفة 207 و قواعد جارتين”
اومأت له بسعادة وهي تتجه نحو تلك الإدراج المرصوص بها الكُتب بعناية و حرص، ليبدا الاثنان بشراءة عدد من الكتب الشيقة.
بعد مدة..
خرجا من المكتبة ليتجه نحو إحد محلات البقالة الضخمة ليقوم بشراءة عدة انواع من الشكولاته و البسكوت و بعض العصائر و الشيبسي، و أيضا بعض الفاكهة
دفع الحساب ثم ابتسم للعامل و هو ياخذ الباقي ليخرج وهو يحمل الأكياس بين يديه، وضعها بالسيارة ثم اتجه ليجلس بجوارها بينما لمعت عينيها بسعادة متناهية :
“ايه كل الحاجات دي؟”
أبتسم قائلا بسعادة لرؤية سعادته:
“الحاجات دي ليك، شكولاته من اللي بتحبيه نسكافيه، شيبسي.
ابتسمت قائلة بامتنان:
” على فكرة انت بجد احسن انسان قابلته في حياتي، كفاية انك مقدر خوفي و توتر من الامتحانات، على انا بحبك يشهد ربنا اني بحبك و هفضل احبك لآخر يوم في عمري”
غمز لها بشقاوة قائلا بمراوغة:
” أنا لو اعرف ان ضغط الامتحانات هيهخليك تخرجني و نشتري كل الحاجات دي كنت اتمنيت يكون عندي امتحان كل يوم”
لم يجيب وهو يراها تاكل و تنظر للطريق عبر زجاج السيارة
الحياة عبارة عن عدة مسارات تشبه لعبة المتاهة ان وجدت لك رفيق درب صالح سيأخذ بيدك الي حيث الأمان، وحتى ان لم تصل للأمان ستجد من يوئنس وحدتك، فماذا يخطر ببالك ان وجدت عائلة باكملها تحثك على النهوض لأجلك أنت.
في إحدى المستشفيات الخاصة
حيث كل شيء يحدث على قدم و ساق بجدية و دقة متناهية، خرجت الطبيبة من غرفة «زينب» بعد أن أطمئنت على حالة المريضة الفاقدة للوعي منذ أن جاءت للمشفى قبل اسبوع، و تم تشخيص حالتها انها غيبوبة مؤقتة بسبب الإجهاد الحادث قبل فترة الولادة المبكرة بثلاث تؤام
– ولد و بنتان –
فقد تم نقلها الي المشفى منذ أربع أيام لم يحدث اي تحسن.
دلف «صالح» الي الغرفة بعد أن تم تعقيمه، الارهاق بادياً على معالم وجهه، نظر ب تعب و حزن الي وجهها الناعم نائمة لا تعي ما يحدث حولها، كنت تردد تلك الجملة دائماً؛ أنها ترغب في النوم دون أن يوقظها أحد.
سحب كرسي بهدوء ليضعه بالقرب من الفراش، جلس وهو يُمسك يديها بين يديه، وضع رأسه على الفراش، التمعت عيناه بدموع لهمس بضعف وهو يغمض عينيه :
-“زينب لسه مش عايزه تقومي، طب انا مصعبتش عليكِ، انا تعبت والله العظيم، عارفة أنا كل مرة اقول أنا مش لازم إحبك اوي علشان منجرحش منك اوي بس اكتشفت ان كل لحظة بتجمعنا قلبي مبيبطلش يحبك، طب بلاش انا
مش عايزه تشوفي الولاد، أنا كمان لسه مشوفتهمش، بابا بيقول في بنت لون عيونها زي عيونك و واحدة شبهي و الولد عيونه بني، زينب والله العظيم انا تعبت، أنا مش هعرف اربيهم لوحدي. ”
انسابت دموعه من مقلتيه بحزن و تعب ليشعر بيد تلامس شعره، رفع رأسه فوجد «بيلا» تقف بجواره، ويديها تمسد على شعره بحنان قائلة بدموع:
-” هي سمعنا صح؟ ”
لم يجيب بل ظل صامتاً لتقطع«بيلا»الصمت قائلة:
-” هي بس عايزه تنام و ترتاح بعيد عن الناس و كلامهم ،هي حزينة و تعبت بس هترجع، اصل هيبقى حرام لو بعد السنين دي كلها تمشي تاني، ربنا بعدها عني اكتر من عشرين سنة لازم تقوم يا صالح يارب انا مش عايزه اخسر بنتي تاني آآه.”
خرجت الآهات من قلب الأم قبل فمها، تمزق فؤادها لسنوات
نهض صالح من فوق كرسيه محتضن أياها لتزداد شهقاتها و خارت قوتها، الفؤاد يتألم و يئن لكن ما باليد حيلة.
تعالي صوت تلك الصفارة و إنذار الموت كاد ان يقت”لهما من شدة الخوف عليها، ترك «بيلا» برعب و هو يمسك بيد «زينب» بقوة قائلا بلهفة:
_” لالا مش هيحصل زينب، في ايه لا ”
بيلا بذعر و بكاء:
-” زينب لا يارب مش هتحمل تاني لا”
دلفت الممرضة بسرعة فتحت الباب دون سابق إنذار و خلفها الطبيب بينما أصابه الذعر قائلا بنبرة خافته مذعورة:
-” زينب”
صالح الطبيب بحدة و صارمة:
-” اطلعوا برا.”
كاد صالح ان يرفض الا ان الممرض أخرجه بالقوة.
تلك اللحظات كانت فاصلة بين الحياة و الموت،
كان عمر و صالح و بيلا و جلال
يقفوا خلف ذلك الزجاج يتابعوا ما يحدث بقلب منفطر من شدة الحزن.
كان الطبيب يباشر عمله لينظر الجميع لبعضهم بقلق الا أنه أكمل عمله ببرود تام.
أمسك «الطبيب» صاعق الكهرباء لتضع الممرضة مسرعة ذلك الچيل على سطحه، ثم بدأ بانعاش قلب «زينب» مرة.. اثنان.. وثلاثة، حتى أمر الطبيب الممرضة بصوت حاد صارم عالي نسبياً :
-“أرفعي على 200 يا مروة بسرعة.”
أمتثلت الممرضة لأوامره مسرعه، ومع الضغط الرابعة بدأ القلب ينبض من جديد.
تنفس الجميع الصعداء بعد ذلك
ليعود جهاز القلب يعمل بانتظام.
هدأت الأوضاع بداخل الغرفة، خرجت الممرضة و خلفها «الطبيب»
نظر «الطبيب» لصالح الذي أقترب منه بخطوات مسرعة قائلا بلهفة:
-” زينب كويسة؟”
وضع «سليم» يديه على جيب معطفه الطبي قائلا بابتسامة وهو ينظر نحو «جلال» نظرة ذات مغزي :
-“الحمد لله قدرنا ننعش القلب بس محدش هيقدر يدخلها، ادعولها تفوق”
نظر «عمر» ل «بيلا» ليجدها تبكي بحزن و انكسار، جذبها نحوه ليحاوطها بين ذراعيه قائلا بثقة:
-” ربنا كريم يا بيلا، قادر يرجعلها لينا هو عالم أحنا تعبنا اد ايه، و أكيد في حكمة من رجوعها لينا مش هي جعنا تاني. ”
أقترب « سليم» من «جلال» مد يديه ليصافحه قائلا بابتسامة:
-” مبسوط اني شفتك يا جلال بيه”
رفع «جلال» رأسه ينظر لذلك الشاب يبدو في نهاية العقد الرابع من عمره، لكن ملامحه تبدو مالوفة له، مد يديه مصافحاً اياه ليقول بشك :
-” هو احنا اتقابلنا قبل كدا؟ ” صمت للحظات ثم قال بجدية:
-“سليم؟! ”
تنهد الطبيب بارتياح قائلا:
-“الولد اللي كان بيجي كل يوم يوزع العيش في البيوت، و لولا كرمك عليا انا و أمي و أنك تكفلت بمصاريفي و مصاريف المدرسة بتاعتي مكنتش هبقي دكتور سليم ، انا مديونلك بكتير أوي، أطلب مني أي حاجة و انا رقبتي سداده.”
وضع «جلال» يديه بجيب بنطاله الأسود قائلا بجدية :
-” أمك عاملة ايه يا سليم؟ عندك ولاد؟”
أبتسم الأخر قائلا بفخر:
-” أمي بخير الحمد لله، عندي جلال و شروق. ”
ربت «جلال» على كتفه قائلا بحنو:
-” ربنا يحفظهملك يا سليم، لو عايز ترد الدين اللي عليك ربيهم كويس، وعلمهم ان الخير هو اللي بيبقى، مهما حاول الناس يزرعوا شر الخير هيفضل”
تنهد «سليم» بود قائلا:
-“ان شاء الله، وأن شاء الله هتقوم بالسلامة، بعد اذنك لان عندي شغل، تؤمرني باي حاجة؟”
“روح شوف شغلك يا ابني، ربنا معاك”
_______________________
في منزل آل «العلايلي»
كانت «نور» تقوم بتحضير طعام الغداء و عقلها منشغل بحالة «زينب» و الحزن بادياً على ملامحها، أفاقت من شرودها على صوت «زينة» قائلة بابتسامة:
-” ريحة الاكل تجنن حقيقي، تسلم ايدك يا نور”
أبتسمت «نور» بود قائلة على مضض:
-” بالهناء والشفاء”
اقتربت «زينة» من «نور» لتضع يديها على كتف «نور » بود قائلة:
-“شكراً يا نور”
رفعت «نور» رأسها تنظر بارتياب لزينة قائلة:
-“على ايه؟”
وضعت «زينة» يديها في جيب بنطالها القطني المنزلي قائلة بجدية:
-” باسل، تعرفي أنه أتغير كتير، أنا مش قصدي على أنه يروح لدكتورة و يبدأ يتقبل علاج نفسي، باسل اتاذي كتير من علاقة بابا و ماما المتوترة و هو كان ضحية العلاقة دي،
ماما كانت معتقدة أنها لما تكمل مع بابا في علاقة زي دي هتساعدنا نكون سويين لكن اللي حصل ان باسل هو اللي اتعقد، تعرفي لولاه كنت أنا كمان احتمال كبير يجرالي حاجة
كان في تانية كلية سياسة و اقتصاد، اخد كليته في مكان بعيد عن اسكندرية علشان يبعد عن مشاكلهم، اخدني انا كمان معه كان عند 15 سنة، كان خايف عليا افضل معاهم رغم ان قراره دا اذاه لان بابا مكنش موافق. ”
تنهدت «نور» بتوجس قائلة :
-” انا مش عارفة اعمل ايه بس انا تعبت. ”
في ذات الوقت
دلفت الي المطبخ مديرة المنزل قائلة بحزم:
-” مدام نور زيدان بيه عايزك في مكتبه ”
نطرت نور لزينة بشك بادلتها النظرة بارتياب لتقول بجدية:
-” خالص يا حجة، شوفي بتعملي اي”
نظرت لها السيدة بضيق من طريقتها السوقية قبل أن تخرج من المطبخ بضيق لتتمتم نور ببعض الكلمات الغير مفهومة قبل أن تخرج خلفها.
وقفت أمام مكتب والده بارتباك، اخدت نفس عميق قبل أن تطرق على الباب بخفة ليسمح لها الأخر بالدخول بعد ثوانِ.
دخلت قائلة بتروِ:
-” نعم يا زيدان بيه حضرتك طلبتني”
اومأ لها بجدية يغلُب عليها الحزن و الارهاق قائلا:
-“ايوة ادخلي و اقفلي الباب وراكِ”
ابتلعت ما بحلقها قبل أن تغلق الباب، كانت تسير بخطوات خافتة و عينيها تدور في المكان و كأنها تحاول استنباط ما يريده لكن فشلت و كأن عقلها رفض التفكير، جلست على ذلك الكرسي أمام المكتب مخفضه رأسها
مرت ثوانِ في صمت مريب قبل أن يتحدث زيدان بتمهل قائلا بصرامة:
-” أنت بتحبي باسل يا نور؟”
كان سؤاله واضح و صريح و كان موقف لا تُحسد عليه مشاعر مختلطة ما بين الارتباك و الغضب و الضيق، زفرت بحرارة قائلة:
-“ممكن اعرف سبب السؤال علشان اقدر أجوب على أساسه”
رد زيدان بابتسامة ساخرة:
-“سمعت زمان ان السؤال دا مش مرتبط باي أسئلة تانية، لأنه حاجه بتكون في القلب شيء تلقائي”
رفعت نور رأسها قائلة بحيرة:
-“أنا معرفش ايه اللي انا بحسه ناحية باسل أحيانا بفرح اوي و هو معايا، و يفرح لما يقولي يا شبح رغم اني ببقى متغاظه، بفرح لما بسمعه بيتكلم عن البيت اللي نفسه فيه
يحسه عيل صغير عايز يفرح وسط أهله، بزعل لما بشوفه متضايق و انا عارفة انك السبب في زعلاه، انا معرفش يعني ايه حب بس انا ساعات بخاف عليه لما يتأخر بحسه ابني و أنا المسئولة منه، في الفترة اللي فاتت عرفت عنه حاجات كتير اوي،
عرفت انه كان بيحبك اوي لكن زعلان منك،
رغم انه بيبان بارد و مستفز الا انه جواه طفل لسه خايف، خايف يخسر الناس اللي حواليه و مع ذلك مستعد لأي خيانة منهم، هو انت ازاي محستش بيه دا ابنك، معقول مكنتش فاهم ان ابنك الوحيد مريض نفسي بسبب علاقاتك، انت اذيته باسل و نيرة، هو المفروض انا اعمل ايه؟ انا مش عارفه اعمل ايه؟ ”
-” حبيه يا نور، انا عارف انه طلب غريب و ان الحب مش بينطلب بس قربي منه اكتر و اقتحمي خصوصياته، هو يبان انه مش عايز اي حد في حياته لكن وجودك معه هيفرق، يمكن علشان كدا دخلتك حياته”
عقدت نور حاجبيها قائلة بدهشة :
-” دخلتني حياته؟! مش فاهمة انت تقصد ايه؟ “
أقترب من مكتبه ليستند بساعديه على سطح المكتب قائلا:
-” اول مرة شفتي فيها باسل كان فين يا نور،مش في المستشفى لما كان بيحقق في موضوع صاحبتك ”
اومأت نور له بالايجاب ليكمل بهدوء:
-” بعد يوم مقابلة المستشفى و لما اتقابلتوا في النيابة لما ضربتي الراجل اياه، باسل خلي نيروز يجيب عنك كل المعلومات،
كان فاكر انه بيراقبني لكن ميعرفش اني كنت براقبه، عرفت انه عنده فضول ناحيتك، قررت اني أعرف كل حاجة عنك، و عرفت ظروف حياتك حتى شغلك عندي في المصنع مكنش مجرد صدفة وصاحبتك اللي اسمها ناريمان لما عرضت عليك تشتغلي في أيام العيد كان مقصود، كنت عارف ان هو بيراقبني فقررت اخد خطوة اني اطلب منك الجواز كنت متأكد انه هيعمل اللي عمله و الحكاية كملت زي ما انتي عارفة. ”
نظرت له بحدة و غضب لكن قبل أن تتحدث فُتح الباب على مصراعية، ليدخل و عسليتاه الضارية تشع بالغضب و الكره، خطواته و نظراته الحادة قا”ئلة، بداخل تشتعل النيران، و عيناه احمرت من الغضب، شعور التحكم به يق’تله، فقط تداخل والده بحياته تجعله يجن جنونه
نهض «زيدان» عن كرسيه و عيناه تبث برود عكس ما بداخله من حزن على ما فعله ليجعل ابنه كارها له لتلك الدرجة.
وقف «باسل» أمام والده قائلا بحدة :
” كمل يا زيدان بيه، احكيلي في ايه تاني مخبيه، و لا تحب تسمعني انا،
تمام خليني احكيلك شوية عن نفسي”
نظر نحو نور الواقفة و بنيتيها مصوبه عليه ابتسم ساخراً، وضع يديه بجيب بنطاله الأسود كان يتحرك في الغرفة بحركات عشوائية قائلا بصوت حاد يغلُب عليه الحزن:
-“تحب تسمع من بداية ايه، تحب تعرف ان بسبب عشت حياتي مش فاهم انا عايز ايه، انا سافرت و بعدت عنك علشان مبقاش زيك، تحب تعرف اني كنت طفل و بسمع أمي كل يوم وهي بتعيط بسبب معرفتها بعلاقاتك، طب احكيلك عن احساسي اني يتيم، احساسي اني المفروض مسئول عن تصليح أخطائك، طب محاولتش تعرف ليه كنت باخد أدوية اكتئاب، انا حقيقي وصلت لمرحلة اني مبقتش عايز حاجة من حد و لا حتى عايز مساعدتكم، و لا تدخل في حياتي تاني ”
نظر ل«نور» ثم ابتسم بحدة و اقتضاب:
-” شكرا لانك كنتِ في حياتي و حقيقي أنتِ انسانة جميلة وأنا بحسد ابوكِ انه عرف يربيك يا نور، و اتمنالك كل خير مع الإنسان اللي يقدر يكونلك عيلة سوية. ”
أقترب منها بضعة خطوات، مالي عليها مقبلا راسها ثم ابتعد ليري تلك الدموع بعينيها و التي انسابت لا ارادة منها ليطلق تنهيدة حارة :
-” أنت طالق يا نور. ”
لا تعرف لم هبطت دموعها، حاول جاهدا الا ينظر إليها ثم نظر لوالده قائلا بجدية:
-” أنا مستقيل من شركتك، كل الورق اللي تحت ايدي هسلمه لنيروز، مبروك يا زيدان بيه اتمنى تكون سعيد باللي وصلنا ليه”
ابتلع ما بحلقه و بالقوة اجبر قلبه على إلا ينظر نحوها ثم غادر القصر باكمله.
نظرت نور لزيدان قائلة بعدم استيعاب و بكاء :
-“طب هو ليه طلقني، انا ذنبي ايه؟ هو مجروح ليه يجرحني انا كمان؟ انت وجعته انا ذنبي ايه؟ هو فعلا طلقني، ليه؟ ”
كاد ان يتحدث لكنها ركضت خارج الغرفة لتصعد لغرفتهما مسرعة
ما ان دخلت الغرفة حتى أمسكت بتلك الزهرية لتقوم بكسرها قائلة بصراخ :
-“ليه ليه؟ انا عملتلك ايه؟ انت ليه شايف اني البنت الجامده اللي مفيش حاجة توجعها، مع ان محتاجة ليك تطمني، انا كملت معاك علشان انا كمان كنت محتاجك، كنت محتاجة احس بالأمان، طب انا ليه زعلانه؟ ما هو مش معقول اكون حبيته، ليه انا عايزه افهم انا ذنبي ايه”
خرجت من الغرفة كالعاصفة الهواء لا تدري لها بداية او نهاية فقط تسير مع الرياح العاصفة لروحها، فتحت باب غرفة نيرة دون أن تطرق الباب قائلة بغضب و حدة:
-” انت طلبتي مني اني اوفق تتجوزه و عمره ما هيوجعني. طب ليه حاسه بوجع في قلبي؟ طب ليه دخلني حياته لما هو ناوي يتخلي عني؟ انا حاسه بدماغي هتنفجر و قلبي بيوجعني”
لم تعرف نيرة بما تتحدث و هي ترى وجه نور الأحمر من شدة البكاء و الغضب
لتجدها تكمل حديثها بالالم:
” هو عمل كدا ليه؟ انا كدا خالص هخرج من حياته، باسل أناني انا حقيقي بكرهه، و عمري ما هسامحه انا يمكن مش بعرف اعبر عن اللي جوايا بس هو اذاني اوي”
وضعت يديها موضع قلبها تضرب عليه بقوة وهي تصرخ بالالم:
-“ليه بيوجع ليه؟ اناني وحقير و زباله بس أنا زعلانه اني هسيبه. أنا مش عايزه اسيبه
هو بيقول اكمل مع انسان تاني، طب ليه محاولش يفهم أني عايزاه هو….”
حاولت «نيرة» التحدث لكن لم تستطع و هي ترى نور تضحك بهسترية و تبكي بذات الوقت قائلة بصراخ و هسترية:
-“ليه ليه؟ ذنبي ايه؟ ”
خرجت من الغرفة و المنزل باكمله دون الالتفات وراها حتى انها لم تسمع نداء زينة و نيرة لها
” نلتقي ما بين الضياع و الالفة
تنسجم أرواحنا بنسيج من المشاعر
ما بين الخوف و الأمان تكمن علاقتنا
فتاة نسجت من أحلامها حياة وردية
و بات قلبها مُعلق بين الواقع و تلك الاحلام
جاء في النهاية ليوقظها من أحلامها،
ماذا كانت تتوقع؟
ان يأتي الحب لها و يفتح ذراعيه محتضناً اياها، لم تعلم أن قوة الحب تكمن بالألم
و الرابط بينهما غريب و قوي.
أن سعيت يوماً للحب اعلم أنك ستتمزق لأجله….
كل العشاق ذاقو من لوعة الحب ما جعلهم يتمنون لو يستطيعوا العودة لنقطة البداية حيث قلب بلا حبيبي ”
__________________________
كان يقود سيارته بلا غاية او هدف يريد الوصول له فقط يسير في ذلك العالم، روحه لا تعلم ما تريد، دموعه تنساب بحرية
تمنى لو افصح عن كل ما بقلبه لكن يعلم انه لو أخبر والده بكم الألم الذي بداخله لجعله يبكي في نفس اللحظة.
تمنى لو اخبره انه يتألم منذ وقت طويل لكن لم يخبر احد، فقط كان وجهه واجة للصلابة و القوة على الرغم من شعوره بالانقاض بداخله.
لما افصح عن تلك الأشياء الان؟ لما قرر ان ينفصل عنها في لحظة؟ ماذا فعلت له حتى يُنهي علاقته بها؟
كل تلك الأسئلة تدور بعقله و تقوده للجنون فقط بداخله عاصفة قوية تُؤلم قلبه.
غيمة الدموع التي تجمعت بعنياه شوشت عليه الرؤية حتى كاد ان يفتعل اكثر من حادث.
الان يريد أن يتحرر من كل آلمه،
يريد أن يبتعد و يسير كما هو مُقدر له،
ياخده القدر حيث لا مكان و لا هوية و لا اي صلة، حيث لا ألم و لا علاقات مفجعه
اوقف «باسل» سيارته على أحد الشواطي الخالية
ترجل من سيارته يتجه في طريقه نحو البحر و امواجه الهوجاء
صرخ بأعلى صوته و هو يضع يديه على قلبه، كان يصرخ و يحاول إفراغ كم الغضب الذي بداخله و الذي كتمه منذ ان كان طفل،
طفل رأي مشاجرات والده و والدته كل يوم
طفل رأي أمه تبكي كل يوم من أفعال والده
طفل كاد ان يموت بسبب والده
شاب شب على الخلافات، الصراعات بداخل عقله تفتك به، يبدو لك و كأنه شخص عادي لكن بداخل حروب ما بين عقله و قلبه،
تلك الحروب تجعله يتمنى لو يذهب لوالده يخبره انه كان يحبه، تمنى لو يصبح صديقه لكن كان أول شخص تسبب باذيته
باسل بغضب و صراخ:
“كل حاجة كانت هتبقى كويسة، كنت بدأت انسى و اتعفي ليه ليه بيتدخل في حياتي
ليه عايز دلوقتي يبقى اب مثالي ليه
انا تعبت دماغي مش قادر افكر ليه”
اخذ يضرب موضع قلبه بقوة و غضب لا يتناسب مع أي شخص بكامل قواه العقلية
هل هو مريض نفسي؟ كيف يتعافى المرء؟
تلك الأسئلة ظلت تدور بعقله دون اجابه هو فقط يسقط لم يعد يتحمل…..1
__________________________
في منزل آل «الشهاوي»
تجلس «حياء» في شرفة منزلها، اغمضت عينيها بحزن و آلم متذكرة إحدى ذكرياتها مع والدتها الراحلة حينما كانت شابة في بداية العشرينات ب «تروا»-فرنسا-
___عودة للماضي___
كانت تجلس حياء ذات البشرة البيضاء المتشربة من اشعة الشمس و الشعر الغجري الاسود يلامس وجهها برفق أثر حركة الهواء، تجلس على تلك الحشائش الخضراء في المراعي بينما تجلس «شغف» على مقربتاً منها و هي تراعي الاغنام.
تاففت حياء بضيق وهي تنام على تلك الحشائش رفعت يديها في الهواء تحركها بطريقة عشوائية و هي تنظر للشمس قائلة ببساطة :
-“L’Egypte vous a manque?”
“هل اشتقتي لمصر؟ ”
ردت «شغف» بحدة و صرامة:
-“اتكلمي بالعربي يا حياء”
ابتسمت حياء بحزن قائلة:
-“Je n’amie pas parler arabe parce que j’aurais amie y aller”
-“لا احب التحدث بالعربية لاني حينها اتمني لو ذهبت اليها”
تنهدت شغف بحزن لاحظته حياء نهضت تجلس، عدلت ثوبها الأزرق قبل أن تستقيم تمشي حافية الأقدام لتقترب من أمها، احتضنها لتستند براسها على كتف شغف التي ابتسمت بحنان قائلة:
-“تعرفي يا حياء انا عشت حياتي كلها بتمنى القى معجزة تغير حياتي، قابلت باباكِ وكنت فاكره انه المعجزة اللي هتحول حياتي من يوم فرحنا لكن لما جيت فرنسا و شوفتك اول ما اتولدت عرفت انك معجزتي يا حياء”
ابتسمت بسعادة وهي تنحني تطبع قبلة على وجنة والدتها لتبتعد ممسكه بيد والدتها تستمع لإحدى الاغاني الفرنسية القديمة كانت تغني و ترقص على أوتار تلك الاغنية تتحرك مع والدتها على تلك الأرض الخضراء قائلة بحماس:
-“في يوم من الايام هينتهي كل الحزن، هتشرق الشمس بحياتنا هنضل مع بعض للنهاية، العتمة هتزول، كل العتمة اللي بقلوبنا هتزول بس راح يضل الحب، بين السماء و الأرض احنا موجودين، ايدي بايدك”
ابتسمت شغف قائلة بمرح لتكمل الأغنية بسعادة :
-“لما الحب يلمس قلوبنا راح تتغير كل حياتنا ”
ردت حياء ببلاهة و هي تُبعد خصلات شعرها عن وجهها قائلة:
-” انا مش بصدق في وجود الحب على فكرة يا ماما بس انا بحبك أنت،معقول اقابل شخص يحبني زي ما أنا بدون ما يتحكم فيا، انا بحب اعيش زي الفراشة لا يزول أثر الفراشة أبداً “
ردت شغف قائلة بهدوء و عشق خفي لشريف:
-“الحب لما يجي مش هيستاذن يا حياء هتلقي نفسك تلقائيا وقعتي، تعرفي يا حياء دعوتي ليكِ انك تلقى شخص يحتوي اي حزن او خوف جواك، بصي لما تحسي بقلبك بيدق بسرعة اوي حطي ايدك على قلبك و اسمعي صوته و شوفي مين اول شخص هيجي على بالك و تبتسمي هو هيكون حبيبك. ”
ردت حياء بمشاكسة صادقة و هي تحمل حمل صغير اخذت تلمس شعره الأبيض قائلة:
” أنت حبي الابدي يا ماما، صحيح الخواجة اندريه قالي اقولك انه عايز يشتري المزرعة و يضمها لمزرعته بيقول ان بتاعتنا صغيرة و مش هنحتاجها في حاجة بس انا قولتله لا مش هنبيعها ”
” ليه بقى يا حياء؟”
وقفت تحت شجرة صغيرة قائلة:
-“علشان المزرعة دي فيها كل ذكرياتنا الحلوة و لو في يوم من الايام بعدنا لازم نرجعلها تاني. علشان بيلو – خروف- هو صديقي المقرب، البشر ملهمش امان علشان نصاحبهم تعرفي انا كنت اتمنى يكون عندي اخت، بس انتي اختي و امي و حبيبتي و كل عالمي.”
أبتسمت شغف قائلة بسعادة:
” و أنتِ معجزتي يا حياء”
______عودة للوقت الحالي_____
فتحت حياء عينيها و هي تُبعد خصلات شعرها الغجري عن وجهها قائلة باشتياق:
-” أنت معجزتي يا حياء، بس الحقيقة أنت معجزتي يا ماما، لما بحط ايدي على قلبي و ابتسم أنت اللي بتخطري على بالي، يمكن لان الحب دايما للحبيب الاول و أنت حبي، تعرفي انا مشتاقة ليك بس لما بشوف جلال بفتكرك و بفتكر المزراعة و بفتكر بيلو و الخواجة اندريه، ساعات بحس جلال هو كل حاجة جميلة عديت بيها، كان نفسي اعرفك عليه يا ماما، و اعرفك على زينب و صالح و إيمان و يوسف و شهد، انا عندي اخت، هي صحبتي الوحيدة هي و إيمان انا أم يا ماما و جده عندي تلات أحفاد زي القمر، لسه في الحضانة ان شاء الله هيكونوا كويسين و كمان واثقة في ربنا انه مش هيحرمهم من أمهم، هي في القاهرة بس تعبت كتير اوي ان شاء الله هتقوم بالسلامة ”
فاقت من شرودها على صوت رنين هاتفها، نهضت لتلتقط اياه لتجد رقم مجهول
ردت بهدوء قائلة:
-” ايوة مين معايا؟ ”
رد شخص ما بصوت هادي قائلا:
-” شيف حياء الهلالي، صاحبة مطعم شغف الحسيني الاسكندراني”
ردت حياء بالموافقة :
-” ايوة انا يا فندم مين معايا”
-” انا مراد المصري، من منظمين مسابقات الاكل و سمعت عن حضرتك كتير و عن مطعمك و الشهرة الكبيرة اللي حصل عليها و حقيقي استغربت انه اتقفل رغم ان كان في شهرة كبيرة جدا عليه ”
ردت حياء ببساطة و هدوء:
-” المطعم اتقفل لان وصلت لمرحلة اني قدمت كل اللي امي علمته ليا و قدمت كل اللي بعرف اعمله و انا عندي حياتي الخاصة، بس مش فاهمه حضرتك عايز مني ايه؟ ”
رد مراد باعجاب قائلا:
-” انا من المعجبين بحضرتك جدا في المجال دا لأنك بجد موهبة كبيرة، انا شفتك شخصيا من عشر سنين و حضرت اوقات كتير في المطعم بس بعدها سفرت ألمانيا بسبب شغلي المهم دلوقتي حضرتك سمعتي عن مسابقة مواهب المطبخ اللي هتم بعد شهرين”
ردت حياء و هي ترفع شعرها ذيل حصان قائلة:
-” سمعت عنها هتكون في اسكندرية بس انا ايه علاقتي بيها”
رد مراد بهدوء قائلا:
-” المطعم بتاعك هيكون مكان مميز جدا لاقامة المسابقة لانه في مكان مميز في اسكندرية و حابب اقابل حضرتك لو عندك وقت ممكن بكرا او النهاردة، حابب نتكلم في التفاصيل المطعم جميل جدا و في مكان رائع حقيقي حرام يتقفل، لو عندك وقت ممكن نتقابل بعد ساعتين في مطعم…. ”
تنهدت حياء قائلة:
-” بس انا مشغولة و المطعم غالي عليا و اكيد مش هحب يحصل فيه اي تعديلات”
رد مراد قائلا بجدية:
-” مش هاخد من وقت حضرتك نص ساعة و ثانيا احنا مش هنغير حاجه بس هنعمل شوية تعديلات بسيطة جدا، لو وفقتي هستنا حضرتك و صدقيني مش هاخد من وقتك ”
ردت حياء قائلة بموافقة:
-” تمام كمان نص ساعة هكون في المطعم ”
أبتسم الأخرى قائلا:
-” في انتظار حضرتك”
اغلقت الخط ثم أجرت اتصال مع جلال لكن لم يجيب لعدة مرات
توجهت نحو غرفة الثياب لتبدل ثوبها لآخر عملي و ارتدت حجاب ابيض.
خرجت بعد مدة متجهه لذلك المطعم و الذي يُعد ملك لزوجها منذ سنوات.
حاسبت سائق السيارة الاجرة ثم دلفت لذلك المكان.
ما ان دلفت للمكان حتى تلقت التحية من العاملين به.
وقف أمامها رجل يبدو في نهاية العقد الخامس ذو لحية بيضاء و قد زحف الصلع لرأسه.
أبتسم مراد بلباقة قائلا:
“مدام حياء اهلا بحضرتك، انا مراد المصري”
ردت حياء بجدية:
-“اهلا يا فندم”
جلست على إحدى الطاولات و هو في مقابلها قائلا باعجاب:
-“حضرتك لسه جميلة زي اخر مرة شفتك فيها في المطعم”
أجابت حياء بحدة :
-“لو سمحت يا استاذ مراد تحفظ حدودك، و تدخل في الموضوع على طول ”
رد مراد قائلا بوقاحة :
-” انا اسف يا فندم بس الصراحه انا بحسد جوزك عليكِ”
ضربت حياء على سطح الطاولة قائلة بغضب :
-“انت انسان وقح و انا غلطانه اني وفقت اقابلك ”
كادت ان ترحل الا انه قال برجاء:
-” انا اسف يا فندم ممكن نتكلم في الشغل و انا فعلا مش قصدي حاجة”
زفرت حياء بغضب قائلة:
-” ياريت تتفضل تتكلم ”
-” المطعم بتاع حضرتك انا عندي استعداد اشتريه لانه في مكان يعتبر وجهه للسياحة في اسكندرية و المسابقة دي هيحضرها ناس من أماكن مختلفة في العالم، انا موافق على السعر اللي تحدديه”
صمتت للحظات و عقلها عاد لأول ذكرى لها بذلك المطعم حينما أهداها جلال اياه لتقول بهدوء قاطع:
-” انا اسفة يا استاذ مراد، المطعم مش للبيع و اتمني لحضرتك تلقى مكان تاني احسن منه بعد اذنك”
كادت ان تغادر الا انه امسك يديها قائلا بجدية:
-” اسمعيني بس يا هانم”
نظرت بحدة بيديه قائلة بغضب و صوت عالي:
-“ابعد ايدك دي عني.”
حاولت جذب يديها لكنه لم يتركها قائلا بلهفة:
-” مدام حياء المطعم حرام يتقفل انا ممكن ادفعلك اللي تطلبيه ايا يكن المبلغ ”
لم تجيب عليه بل جاءت تلك اللكمة على هيئة جواب له ليسقط أرضا من شدتها،
رفع رأسه بآلم وهو يضع يديه على خده ينظر لذلك الواقف و خضراوتيه مشتعلة بحمرة الغضب.
اما عن حياء فشعرت بالخوف كيف جاء فجأة هكذا؟ متى علم انها بحاجة اليه؟ لكن هل سيمر الأمر بهدوء هكذا
نزل بجزعه بغضب و هي يستند بيديه على ركبته قائلا بغضب أمام مراد قائلا:
-“واضح إنك مش من اسكندرية، اصل اللي ميعرفش ان حياء الهلالي خط أحمر يبقى ميعرفش جلال سليمان الشهاوي”
ابتلع مراد ريقه بصعوبة قائلا بتوتر:
-“انا… انت”
امسك جلال بفكه السفلى وهو يضغط عليه بحدة و غيرة قائلا:
-“انا جلال الشهاوي و المدام اللي انت اتجرت و مسكت ايديها تبقى حرمي، يعني انت كدا ارتكبت خطئين
عليت صوتك في مكاني و مطعمي
مسكت ايد مراتي بالغصب، عندنا في حاجة اسمها أصول و اللي ميعرفهاش لازم اعلمهالو”
ما ان انهي جملته حتى ضر”به مره اخرى بغضب و حدة، حاولت حياء ابعاده قائلة بخوف:
-“جلال محصلش حاجة ابعد عنه، سيبه معتز يا فريد”
جاء اثنان من العاملين بعد نداء حياء عليهما
حاولا أبعاد جلال الذي ابتعد عنه قائلا بحدة:
_”لما تبقى في مكان لازم تحترم صحابه، و لما تقف مع واحدة لازم تحترمها ”
أنهى جملته ممسكا بيديها بقوة خرج من المكان و هي تتبعه بغضب من أفعاله اللاعقلانيه
فتح باب السيارة قائلا بحدة:
-” اركبي”
أجابت بتدمر و غضب:
-” مش راكبه ممكن افهم ايه اللي عملته دا،جلال انت بجد اووف اقول ايه بس فوضت أمري لله”
مال عليها قائلا بحدة :
-” اركبي يا حياء واقصري الشر علشان عفاريت الدنيا بتنطط ادامي”
عضت على شفتيها بغيظ قائلة:
-“لينا بيت نتكلم فيه يا ابن الشهاوي ”
صعدت السيارة دون أي حرف اخر و هو كذلك لم يتحدث
وصل للمنزل و أغلق الباب خلفه ليقول بحدة:
-” ها يا هانم ناوية تقولي ايه؟”
أجابت حياء بغضب :
” جلال انت شلفط وش الراجل، مكنش فيه داعي لكل دا “
أقترب منها ليقف أمامها مباشرتا قائلا بنبرة خافته :
-” اللي يقرب منك و يضايقك يبقى هو اللي أختر يقف ادامي يا حياء متلومنيش لان الذنب مش عليا الذنب الاول و الاخير عليك أنتِ ”
التمعت عيناها بالدموع و كادت ان تبكي قائلة بعتاب:
-” عليا انا؟! انا ذنبي ايه؟”
غمغم و لم يرتجف جفنه قائلا بنبرة جادة :
-“ذنبك الوحيد أنك خليتني أحبك و اتلهف لرؤية عيونك، ذنبك انك خليتي قلبي أسير، و انا عمري ما حد اسرني يا حياء و اكون راضي، اد ما بكون راضي معاكِ، فالذنب ذنبك انتِ و ذنب عيونك اللي بتلمع لما بتشوفيني”
ردت حياء و دموعها تنساب على وجنتيها :
-“وانا مش عايزه اتوب عن الذنب دا، بس لازم تعرف ان مهما حصل حياء بتحب و تحترم جلال، و اللي عملته يدل انك مش عاوز تفهم اننا مش الاتنين اللي قابلوا بعضهم الشاب و البنت، احنا كبرنا لازم تفهم دا يا جلال، اوعي تفكر اني هبقي فرحانه لما تاذي حد و تاذي نفسك بسببي”
مال عليها مقبلا قمة رأسها :
-” انا يا حياء لو كبرت يوم فحبي كبر ليك بحق كل لحظة بينا، و أنتِ اكتر واحدة عارفه ان مش انا اللي اسيب حقي و لا حق أهل بيتي، ياله جهزي نفسك هاخدك انتي و شهد و نروح لزينب، الاولاد احتمال يخرجوا من الحضانه النهاردة و بيلا لازم تكوني معها، النهاردة زينب كانت هتروح مننا لولا ستر ربنا، ادعيلها يا حياء لان حالتها بتسوء للاسف”
تنهدت بحزن قائلة:
-” بدعلها يا جلال، ان شاء الله تقوم بالسلامة لأجل الاولاد و صالح هو كمان صعبان عليا اوي بس متضايقة انه مش عايز يشوف الاولاد، مينفعش كدا دول ولاده”
التمعت عيناه بالدموع قائلا:
” صالح اكتر واحد صعبان عليا من يوم اللي حصل و هو ضعيف اول مرة احس ان ابني ضعيف يا حياء و مقدرش اساعده و لا أقوى قلبه، يمكن لان قلبه متعلق بيها ”
سألته حياء بهدوء قائلة:
-” انت عرفت اني في المطعم ازاي؟ ”
” كنت راجع البيت لكن موبيلي رن و محمود اللي شغال هناك كلمني و قالي انك هناك ”
” طب ليه لما رنيت عليك مش رديت؟ ”
” الموبيل كان بعيد عني و كان معايا حد، ياله بس شوفي هتعملي ايه علشان نروحلها”
اومأت له بجدية قبل أن تغادر الصالون
________________________
في منزل «سالم»
صعدت نور الدرج بخطوات مهتزة و قلب مرتجف، عيونها منتفخه أثر بكائها
جلست على احدي الدرجات و دموعها تنساب بلا توقف، تشعر بالحزن اتجاهه و اتجاه قلبها.
أحيانا يتوجب علينا البكاء، حينها نشعر ببعض الراحة لكن لما لا يرتاح قلبها،
في نفس التوقيت
نزل سالم الدرج ببطي و إرهاق لتئدية صلاة المغرب في المسجد لكنه فوجئ بابنته تجلس و تبكي انقبض قلبه بخوف و هو ينادي عليها
جلس بجوارها بينما أخفضت رأسها
ابتسم بحنان مد انامله أسفل ذقنها بيرفع وجهها له قائلا بحب ابوي ممزوج بخوف:
-“طب يهون عليكِ وجع قلبي دلوقتي؟ مالك يا قلب أبوكِ”
لم تستطيع التحدث بينما احتضنته قائلة بالم:
-“قلبي وجعني اوي يا بابا اوي، هو انا ليه مش زي باقي البنات؟ ، يمكن لو كنت بعرف أظهر مشاعري كان عرف اني عايزه هو برغم عُقده برغم طريقته معايا، أنا حتى مش عارفه لو دا حب و لا مجرد احتياج، أنا زعلانه اوي وقلبي وجعني اوي و تعبت يا بابا هو انا غلطت لما وافقت اتجوزه، و لا غلطت لما اتعاملت بخشونة مع الدنيا، انا كنت بشتغل وسط رجالة في المصنع مكنش ينفع ابقى البنت الناعمة كان لازم اتعامل كدا و ابقى كدا طب هو كان ممكن يحبني لو حسيته اني مهتمة بيه، أنا اتعاملت معه على أنه ابني و اخويا و صاحبي حبيت أقرب منه و كأننا صحاب اخليه يقدر يحكيلي اللي وجعه لكن هو وجعني معه، انا اتعاملت معه كأنه كل حاجة الا انه جوزي و هو طلقني عارف يا بابا نفسي اشوفه دلوقتي و اضربه بالقلم على وشه و اقوله انه غبي اوي اوي يا بابا و أني زعلانه منه ”
احتضنها بحنان لتندس بين احضانه تبكي بذعر دون أن تعلم كم مر عليها من وقت، مر أكثر من ساعة و لم يمل أبيها من حديثها و بكائها فقط ظل يستمع لها باهتمام بينما تبكي بحزن و غضب لكن لا تستطيع الصراخ مثله
ساعدها في النهوض لتصعد معه السلم و دلفت الى المنزل و الذي ما ان رآها شقيقها الاصغر حتى صاح بسعادة:
-“نور وحشتني اوي اوي”
اكتفت بابتسامه جميلة وهي تجلس أرضا لتخرج من جيبها كرات صغيرة من الشكولاته قائلة بحب :
-“انت كمان كنت وحشني اوي و كنت ناوية اجي بكرا و كنت جايبالك الشكولاته اللي بتحبها بس خالص انا هفضل معاكم و مش همشي تاني، و ياريتني ما مشيت”
رفع يديه يمسح دموعها قائلا بحزن و بكاء طفولي:
-“هو انتي بتعيطي يا نور؟”
هزت رأسها قائلة بحماس و سعادة زائفة:
-“لا طبعا محدش يقدر يخليني اعيط ياله خد الشكولاته و ادخل ذاكر مع سيف، انا بس تعبانة شوية هدخل انام و لما اصحى هنقعد سوا ماشي؟
اومأ لها بالموافقة نهضت تتجة نحو غرفتها، ما ان دخلتها و اغلقت الباب خلفها حتى ارتمت فوق الفراش و عقلها يتذكر كل كلمة بينهما و كل ضحكة وقحة خرجت من شفتيه، كل لحظة حزينة، مشاكسته و ضحكاته .
وضعت الوسادة فوق وجهها تمنع دموعها من الهبوط لكن كيف للعقل ان يكف عن التفكير و كيف للقلب ان يرحمها من ذلك الألم…..
__________________________
في المشفى بالقاهرة
كانت أيمان تقف أمام الحضانة تنظر للأطفال بابتسامة حزينة، تشعر بالنفور من نفسها، تشعر بكم الأنانية التي كانت تنسجم به،
أنانية هذا ما يدور بعقلها، حتى انها تشعر بالاشمئزاز من تفكيرها المريض، تمنت لو تركض نحو والدها و تخبره انها خائفة
أقترب يوسف منها بابتسامة هادئة لامح تلك النظرة في عيناها لكن لم يستطيع تفسيرها مال عليها مقبلا راسها قائلا بابتسامة:
-“شكلهم حلو مش كدا؟”
اومأت له ثم تابعت بحزن:
– “يوسف أنا خايفة، انت واثق فيا؟”
لم يجيبها بل احتضنها مربتا على ظهرها بحماية و حنان قائلا:
-“واثق فيكي يا أيمان و بحبك عارفة ليه؟ علشان أنت العهد اللي انا اخدت أدام ربنا اني افضل أحبك طول العمر و مهما حصل هتفضلي في قلبي، و ربنا يقدرني و اقدر احفظ عهدي”
رفعت راسها قائلة :
-” يوسف هو انا أنانية؟ ، أنا بنت مؤمنة ان اللي ربنا عايزه هيكون لكن خوفي للحظات خلني اخد حبوب لمنع الحمل انا عارف انك”
-” ششش أيمان أنا بحبك عارف اللي أنت كنتي مخبية عليا لان شفت الحبوب قبل ما نسافر و عارف انك وقفتيها، أنا مش غبي و أنت لأنك بريئة مقدرتيش تخليه سر،
انا كنت عارف رغم اني كنت متضايق من انك خبيتي عليا حاجه زي دي الا اني كنت مقدر خوفك، بس أنت غلطتي يا أيمان كان المفروض انا اول واحد تيجي تقوليله على خوفك من موضوع الحمل و احنا برا مصر ”
-” انا اسفة يا يوسف انا حقيقي اتصرفت بدون تفكير، بس ليه انت مقولتليش انك عارف الحقيقة و عارف اني اخدت الحبوب دي”
أبتسم يوسف برفق قائلا:
-” تقدري تقولي كدا يا ستي اني عارفك كويس و عارف إنك هتروحي لوالدتك تتكلمي معها و هي هتنصحك توقفها، و كمان عارف ان ضميرك هيئنبك لوحدك و الصراحة كنت عايز اعرف لو هتيجي تحكيلي و لا لاء
و السبب الأهم هو اني غلطت في الأول خالص لما سفرت و سيبت مصر لكن أنت وقتها عملتي ايه؟ كان ممكن توافقي على العريس اياه و تنسيني خالص لكن ادتني فرصة تانية لأنك بتحبيني و انا كمان بحبك و عايز اكمل حياتي معاكي يا ايمان”
” طب انت مش زعلان ان موضوع الحمل اتأخر ”
هز راسه بمعنى لا ليقول بجدية:
-” اولا مكنش اسبوع اخدتي فيه الحبوب دي، ثانيا و دا الأهم دي ارادة ربنا، لما يريد اننا نكون أم و اب ساعتها هيحصل، ممكن بقى تبطلي الزعل و الاحساس الوحش دا لان مش لايق على عيونك الحزن”
ابتسمت قائلة بهدوء:
-” انا ربنا رضاني و رضا قلبي بحبك يا يوسف”
تنهد براحة وهو يضع يديه على كتفها ينظر عبر الزجاج لهؤلاء الأطفال بحب
________________________
دلفت الممرضة الي الغرفة تحمل بين يديها طفلتنا و أخرى خلفها تحمل ولد صغير
لتقول بجدية و صوت منخفض:
-“صالح بيه الاولاد”
نهض عن ذلك الكرسي وهو ينظر لها ثم اخفض بصره ينظر للفتاتان، كانتا صغيرتان جدا ملامحهم بريئة، تخطف العقل و القلب من نظرة واحدة
مد يديه بحملهم بحنان و حب فطري لتقول الممرضة بحزن و انكسار:
-“ان شاء الله هتقوم بالسلامة”
وضعت الممرضة الأخرى الولد علي الفراش بجوار زينب ثم خرجتا من الغرفة.
ظل ينظر لهم بهدوء وخوف طفيف لا يعلم مصدره، شعور أنك أب مسئول عن أطفال يجعلك ترتجف من الداخل، فتحت أحدهما عينيها لتلمع رماديتيها الصغيرة.
انسابت دموعه لا اراديا ليقول بخوف و حنان:
-” طب قوللها انتَم بقى خلوها تصحى، هي هتسمعكم انتم،يمكن زعلانه مني علشان كدا مش عايزه تقوم و تكلمني بس اكيد مش هتزعل منكم لأنها بتحبكم اوي، بتحبكم أكتر من حبها ليا انا، قوللها اني مش هقدر اربيكم لوحدي و اني ضعيف من غيرها و اني بحبها اكتر من نفسي”
وضع الفتاتان بجوارها، أمسك بيدي زينب ليضعها على يدي ابنته و ابنه
ما ان وضع يديها حتى قام ابنهما بمسك اصبعها بقوة ضعيفة.
أبتسم صالح وهو يمرر يديه على وجنتها اطلق تنهيدة حارة بالم الي متي ستظل بعيد عنه
______________________
في إحدى المصحات النفسية
دلف عمر الي داخل المصحة بشموخ و خطوات ثابتة كان يسير في الممر الطويل ببرود شديد و هو يستمع لصوت الصراخ يأتي من إحدى الغرف
لم يبالي بكل هذا بل ظل يمشي في طريقه الي ان وصل أمام غرفة
قام الممرض بفتح الباب قائلا:
-“تؤمرني بحاجة تانية يا باشا”
رد عمر بجدية و كبرياء حاد:
-“اصبر علي زرقك لسه في بينا كلام بس سيبني معها”
اومأ الممرض بالموافقة قائلا:
-“بس الله يرضا عليك ما تتأخر يا باشا الدكتور لو مر علي الاوض و شافك هيقلب الدنيا”
لم يرد عمر عليه وهو يدلف لدخل الغرفة كانت ذات الون الأبيض كل شي بها بارد و مخيف
نظر لتلك الجالسه فوق الفراش تضم جسدها بخوف، سحب كرسي ليجلس بجوار الفراش قائلا:
-“موجودة في المكان اللي يناسبك يا عصمت هانم”
رفعت راسها و هي تستمع لذلك الصوت الذي تبغضه قائلة بسخرية:
-“عمر الرشيد”
اومأ له قائلا بابتسامة:
-“عمر الرشيد، ها قوليلي ايه رايك في الإقامة في مستشفى المجانين”
ردت عصمت بحقد :
-“انت فكرك انا هفضل هنا يا عمر تبقى بتحلم، الدكتور هيثبت ان سليمة و مفيش حاجة و هخرج حتى لو اتحبست و دخلت السجن مش هيفرق عندي”
صدحت ضحكته الرنانه بارجاء الغرفة قائلا:
“تخرجي؟! لا يا عصمت دا انتي اللي بتحلمي اوعي تكوني فاكره ان السجن مصيرك تؤتؤ اصل نسيت اقولك ان انا رشيت الدكتور و التقرير بتاعك جاهز انك مجنونة و صحيح هيعفوكي من السجن اللي وراء القضبان لكن مش هيعفوكي من السجن بين أربع جدارن، سجن جلسات الكهربا، ولا ادواية الاكتئاب و الأهم هو فلوسك، نسيت اقولك فلوسك انا اتبرعت بيها لجمعية كبيرة هيعملوا مشروع للشباب ”
صرخت عصمت بهسترية وعادت للبكاء و الصراخ الجنوني :
-” لا يا عمر بلاش الفلوس علشان خاطر بيلا اديني فلوسي ، مش مهم اخرج بس اديلي فلوسي، فلوسي فلوسي”
-” فلوسي لا يا عمر انت قلهم دي حقي انا”
نظر لها باشمئزاز قائلا:
” انسانة حقيرة و زبالة اد كدا الفلوس عميه عنيكي، روحي يا عصمت ربنا ياخدك بس لا مش بسهولة كدا اللي عملتيه في بيلا و في ملك هتدفعي تمنه الطاق طاقين، انا بقى مجهزلك بروجرام هيجعبك اوي بين كهربا و أدوية هلوسة و اكتئاب و حيس انفرادي في الاوضة دي لا لا متقلقيش هيعجبك،صحيح نسيت اقولك امك ماتت تفيدة خانم مستحملتش وماتت من يومين و علشان انا بعرف في الأصول دفنتها في مقابر العيلة رغم ان اللي زيكم ميستاهلش بس اللي امك عملته انت هتدفعي تمنه ضيفي عليه حسابك يا عصمت “
كانت تصرخ بهسترية مردد تلك الكلمات :
-” فلوسي لا يا عمر فلوسي ”
نظر لها باشمئزاز و كره بينما ظلت تردد كلماتها بجنون حتى فقدت الوعي.
لم يهتم كثيرا وهو يغادر الغرفة لكن لن يتركها الا عندم تتألم و تصرخ كل يوم وكل ليلة
أنا هنا تائهة وحدي، كل الذكريات السيئة تلاحقني،كيف لقلب ملئ بالغبار ان يُزهر عند رؤيتكَ؟
_________________________
تركض في تلك الغابة المظلمة وحدها، تركض بأقصى سرعة لديها نحو شعاع النور، الغبار يملاء المكان، تلك الأشجار السوداء تدب الرعب بقلبها، حتى تلك البركة ذات المياة الملوثة، تلك الأصوات تجعلها تزيد من سرعتها ،شعرها الاسود يتناثر حول وجهها، دقات قلبها و أنفاسها الحارة تتعالى الأصوات،تركض بأقصى سرعتها.
حاولت «زينب» الهروب من ذلك الظلام الذي يلحقها، ما أن أقتربت من النور وجدت نفسها تقف في صحراء خالية من البشر، أمامها البحر و خلفها تلك الغابة
و هي بينهما تقف مذعورة خائفة
وضعت يديها على اذنيها و هي تصرخ من شدة الألم الذي تشعر به و الوحدة الذي تعم ذلك المكان
جلست أرضا على تلك الرمال، وجدت يدي تُمد اليها، رفعت رأسها تنظر له
ملامح حزينة وعيون خضراء مطفية، ظلت تُمعن النظر اليه بارتياب، رفعت يديها لتمسك يده لكن تناثر رماده فجأة و اختفى تلاشي كأنه لم ياتي.
شهقت «زينب» فجأة بذعر في تلك الغرفة المطلية بالون الأبيض، كانت تتنفس بسرعة و ذعر و هي تحاول استيعاب ما يحدث، قبل أن تقوم بإزالة جهاز التنفس الصناعي منافذ تنفسها، دموعها هبطت و هي تدرك انها نائمة في تلك الغرفة و كل ذلك كابوس
دلفت الممرضة الي الغرفة بسرعة، ابتسمت بسعادة قائلة :
-“حمدالله على السلامه يا مدام زينب، كلهم كانوا قلقنين عليك”
حاولت «زينب» النهوض الا أنها تأوهت بألم لتصع يديها على بطنها قائلة بفزع و دموع:
-“أولادي؟”
ربتت الممرضة على كتفها قائلة باهتمام لتهدء من روعها :
-“متقلقيش هم كويسين، احنا دخلنهم الحضانة بعد الولادة بس الحمد لله كويسين”
سألتها زينب بارهاق و تعب:
-” هو ايه اللي حصل؟ فين بيلا؟ و صالح و الولاد”
ردت الممرضة بهدوء قائلة:
-“الولاد بخير الحمد لله و هما مع بشمهندس صالح في الاوضة اللي جانبنا دي مع الولاد، أنتِ جيتي المستشفى من اكتر من اسبوعين في حالة ولادة مبكرة، كنتي خلفتي في مستشفى المنصورة و للأسف لان الولادة كان فيها إجهاد كبير فقدتي الوعي و اتشخصت غيبوبة مؤقته، مدام بيلا كانت هنا لكن نزلت الكافتيريا مع عمر بيه والد حضرتك”
التمعت عيون زينب بالدموع قائلة بلهفة:
-” بابا؟ أنا عايزه اشوف صالح و الاولاد ”
اومأت لها الممرضة بالموافقة قائلة بهدوء:
-” هروح اقول للدكتور و لصالح بيه”
كادت ان تغادر الا ان زينب قالت بجدية :
-” خديني لصالح، أنا كويسة و هقدر اقوم”
ساعدتها الممرضة في النهوض، كانت تتحرك ببطئ و تعب، لكن رغم المها كان قلبها متلهف لرؤية أطفالها و زوجها و كم اشتقت له، كانت بين كوابيسها المظلمة تفتقده و تفتقد دفء احضانه، تفتقد شعور الأمان.
في نفس التوقيت
دلف عمر الي ذلك الممر الطويل متجه نحو غرفتها رغم شعوره بالحزن و قلبه الذي يتألم، كم يتمنى ان يغمرها بحبه الذي افتقدته طوال حياتها.
خرجت زينب من الغرفة رفعت رأسها تنظر لذلك الذي يقترب منها بخطوات ثابته واثقة و هيمنة شخصيته تغلفه.
ازدادت نبضات قلبها حتى كادت ان تسمعها، افلتت يديها من يدي الممرضة و هي تتجه نحوه و عيناها الرمادية التقت من رماديته الجميلة
شعر عمر بارتجاف اوصله كلما اقتربت المسافة بينهما، ايا ليت لم يُكتب علينا الفراق، تراكمت طبقة طفيفة من الدموع بمقلتيهما.
وقفت زينب أمامه و عيناها تشمله بنظرة متالمة، عيونها ذرفت الدموع على غير هُدي و هي ترى عمر يفتح ذراعيه لها، ألقت بجسدها بين ذراعيه تشهق بذعر و هي تتشبث به بقوة.
ظلت يديه معلقة في الهواء وهي تتمسك به بقوة، انسابت دموعه قبل أن يضمها بقوة حتى كاد أن يدفنها بين ذراعيه قائلا ببكاء و قلبه يكاد يبكي:
-“حقك عليا يا ملك و الله العظيم حقك عليا و على قلبي، يشهد رب العالمين اني كنت بتعذب، عمري ما تخيلت ان أقرب الناس ليا هم اللي يطعنوني في قلبي و ياخدوكِ مني، لسه فاكر اول مرة شيلتك فيها بعد ما اتولدتي وقتها حضنتك و قلبي ارتعش هو نفس الشعور اللي انا حاسس بيه دلوقتي، فاكر اول مرة سمعت نبضك وقتها كنت خايف معرفش ابقى اب كويس ليك لكن ربنا حرمني منك قبل حتى ما اشوفك، حقك علي عيني وثقت في ناس موتى كان حلمهم و فلوسي كانت امالهم، لو كنت اعرف ان الفلوس قصدها بُعدك عني والله كنت رميتهالهم بدون لحظة تفكير. ”
اغمضت زينب عينيها بتثاقل و تعب قائلة:
-” عارف انا كم مرة احتاجت ليك بجد، عارف كم مرة خفت من كلام الناس، عارف كم مرة خوفت اكون بنت حرام”
صرخ عمر بحدة و هو يربت على ظهرها يحنان:
-” كدب و افتراء اي واحد يقول كلمة وحشه في حق بيلا يبقى معندوش دين، يعلم ربنا ان مقربتش منها الا وهي على ذمتي و بعلم أهلها و أخواتها و جدتها و أدام ربنا و الناس كانت مراتي و حبيبتي و أنتِ كنتي أغلى ما عندي و هتفضلي حبيبتي الحقيقة، أنا تعبت لسنين طويلة اوي، كنت لوحدي لا عرفت انسى بيلا و قدرت اتخطى بُعدك و فكرة انك مُت كانت بتقت”لني بالحياة، لكن خالص معدش في بُعد تاني و لا وجع خالص هنرجع تاني أنا و أنت و هحضنك و اطبطب على قلبك لما تزعلي و أنت هتفضلي معايا و مش هتبعدي تاني ابدا.”
رفعت ملك رماديتيها تنظر له مررت يديها على ذقنه الخفيفة قائلة بدموع و خوف:
-“انا عندي أم و أب مش لوحدي و مش هبقي لوحدي تاني مش كدا؟! ”
سألته بخوف و رجاء يجعل القلب ينفطر لأجلها، حاوط عمر وجهها بين يديه مقبلا قمة رأسها بحنان:
-” مش هتبعدي تاني و لا هتكوني لوحدك مهما حصل كفاية كل السنين دي كفاية اوي”
كادت ان تسقط مع شعورها بالدوار بينما قام عمر بحملها، كم رسم بعقله ذكريات جميلة بالماضي، بني عالم باكمله لها، كان يحلُم بأن يكون أب لها، تمنى حملها و العب معها، تمنى ان يحيى معها شبابه و طفولتها الا ان القدر كان له رأي خاص
أسندت براسها على صدره لا تخشى شئ و كيف تخشي بعد أن وجدت عائلتها كل الدموع التي انهمرت على وجنتها كانت سبيلها للراحة لكن الآن تلك الدموع ما هي إلا سعادة1
وضعها عمر بالفراش و جذب الغطاء عليها قائلا بسعادة:
-“بيلا هتفرح اوي اوي لما تعرف انك فوقتي”
ردت زينب بسرعة و فزع:
-“بابا انا عايزه ولادي”
تنهد براحة ثم مال عليها مقبلا وجنتها قائلا:
-“هجيبهمالك”
اومأت له ليخرج من الغرفة، وضعت يديها على عينيها و هي تبكي لا تعلم لماذا فقط هو شعور بالسعادة يغمرها بضراوة.
في الغرفة المجاورة
كان صالح ينام على كرسي بجوار الفراش و يستند براسه على حاجز الفراش الذي عليه أطفاله الثلاثة ينامون بهدوء ، ثلاثة أطفال و كأنهم ثلاث ملائكة، النظرة لوجههم تعطيك الكثير من السعادة و الراحة
بينما وضع يديه على الفراش فأخذت فتاة منهم تمسك باصبعه و هي نائمة براحة و هو كذلك
فتح عمر باب الغرفة و دلف اليها بهدوء، اخفض بصره ينظر لصالح بنظرة مبهمة، شعر ببعض الارتياح نحوه رغم شعوره بالغضب منه فيما قبل ربما لانه تمنى ان يختار زوج أبنته بنفسه، يختار شخص يثق به و يعرفه، لكن ذلك المشهد الذي يراه أمام عينيه، و خوفه عليها في الفترة الماضية و اهتمامه بها جعله يشعر ببعض الارتياح نحو .
رفع يديه ليوقظ صالح قائلا بجدية:
-“صالح، صالح”
عقد ما بين حاجبيه بنوم و هو يفتح خضراوتيه قائلا بفزع :
-“زينب حصلها حاجة؟”
“بعيد الشر، الحمد لله فاقت.”
خفق قلبه بضراوة و التعت عيناه بلهفة ليقول برجاء :
-“فاقت… أخيراً”
سحب يديه برفق من قبضة الصغيرة ثم غادر الغرفة دون تمهل، دلف بسرعة الي الغرفة المجاورة حيث توجد زينب (ملك) كانت مغمضة العينين تبكي كلما تذكرت ما مضى
الا ان دخوله المفاجئ جعلها تفتح عينيها و ما ان فتحتهما وجدته يجلس بجوارها جذبها نحوه محتضنا إياها بقوة لتندس بين ذراعيه تشعر بالأمان و الحب رغم انه لم يعرف هويتها الا انه أحبها كما هي، أحبها هي، لم يُحاسبها على شي ليس له يد به كم فعل الناس، هو أحب روحها البريئة، لم يكتثر بكلام الناس عنها فقط ارغم قلبه على حبها.
لم يعايرها يوماً بأنها لقيطة او ما شبة، فقط انغمس في عشقها و أحب الحياة برفقتها، عاملها و كأنها فعلا وصية الرسول صل الله عليه وسلم .
كادت ان تختفي بين ذراعيه ليقول بصوت متحشرج أثر مشاعره :
-“هونت عليكِ و هان عليكِ قلبي توجعيه”
لم تستطيع الأجابة في حين دفنت وجهها بعنقه و شعرها يتناثر بينما لطخت الدموع وجهها تشبثت بعنقه بقوة حتى أنها لم تستطيع قول كلمة واحدة من بين شهقاتها
رد صالح بطريقة لم تعهدها من قبل قائلا بلهفة :
-“قبل أن القاكي ظننت أني اغلقت على قلبي الف باب ولكن اتيتي أنتِ فجعلتيه متمرداً على و أعلن الخضوع لكي كأنك قد ارويتِ ضلوعي عشقاً فبات قلبي متيماً بكِ”
مر الوقت دون الاهتمام كم مر عليهما، فتحت زينب رماديتيها قائلة بلهفة:
-“لا هان عليا قلبك و هان عليا انك تتوجع لكن أنا تعبت يا صالح، و خايفة خايفة من الدنيا اللي عماله تديني فوق دماغي و خايفة من اللي جاي”
وضع يديه على فمها يمنعها من الاسترسال قائلا بثقة:
-“مش مهم و الله مش مهم، مش مهم أي حاجة اياً يكن اللي جاي مش مهم، مش مهم لو طلعتي بنت ذوات و لا بنت بلد لأن القلب دق و أعلن عليكِ عشقه، سوء كنتِ بنت عمر الرشيد فهتكوني بنت ذوات او سوء كنتِ زينب بنت البلد اللي مفيش زي قلبها، أنتِ مراتي و حبيبتي و أم أولادي مش هنتكلم في اي حاجة خالص سيبك من اللي فات ارميه كله وراء ضهرك و خليك معايا، عارفه في الأسبوعين اللي فاتوا كنت خايف اوي، كنت خايف كل ما واحد من الأولاد يعيط و معرفش اعمله حاجة و انا عارف و متأكد انه محتاجك أنتِ ومحتاج حضنك، زينب أو ملك أيا كان أنا و هما مش هنعرف نكمل من غيرك و لو كملنا هيبقى صعب و مليان وجع، خليك معانا، يشهد ربنا أنك أول واحدة قلبي يدق لها بالطريقة دي أول واحدة تخطف مني راحتي أنا عايزك و عايز أكمل معاكي حياتنا و لآخر نفس. ”
مع كل حرف و كل كلمة صادقة قالها كان قلبها يخفق و بشدة و دموعها تتلالاء، رفعت يديها تمسح دموعها و هي تومئ له بالموافقة.
تنحنح عمر و هو يدخل الغرفة يحمل بين يديه أحفاده.
اخذت زينب نفس عميق حتى انحبست أنفاسها و هو يقترب أعطاها الفتاتان بينما اخذ صالح الولد منه.
ظلت تنظر لهم بعيون باكية و لهفة بينما الصغيرتان يحدجان بها بطريقتهم الطفولية و العفوية، رفعت احداهما يديها تلمس وجنة زينب، انسابت دموعها قائلة بحنان وهي تقترب من صالح تنظر لابنها :
-“بسم الله ماشاء الله، شكلهم حلو اوي يا صالح”
ابتسم صالح بسعادة قائلا؛
-“بيلا و حياء ايه رايك”
رفعت راسها تنظر إليه ابتسمت قائلة بحب:
-“تعرف ان أسمائهم مميزة و جميلة، طب و الولد؟ ”
رد بهدوء قائلا:
-“اختاري أنتي اسمه”
-“يونس، أنا بحب الأسم دا”
صمت صالح للحظات ثم اتسعت ابتسامته قائلا :
-” يونس صالح جلال الشهاوي، ربنا يبارك فيهم يا زينب”
كان عمر يتابعهما بوجة خالي من التعابير لكن سعادته حقاً تكمن بقلبه، خرج من الغرفة بهدوء.
” في الكافتيريا ”
تجلس بيلا بجوار مريم التي تصالحت معها مؤخر و صفا التي كانت تتحدث بينما الأخرى لا تستمع لها، كانت شاردة الذهن و عقلها يسترجع كل الذكريات من بداية لقائها بعمر في قصر الرشيد الي ذلك الوقت
تذكرت أول مرة التقت به و أول مشاغبة بينهما، تذكرت تناولهما الطعام معاً و ذلك المبلغ الف جنية، تذكرت والدها و جدتها، و حفلة الخطبة التي كسرت قلبها و أيضاً كيف تزوجته، أول مرة أستمعت فيها لنبضات قلب طفلتها و الجزء الأسوء في الحكاية حين انقلبت حياتها رأسا على عقب بسبب أفعال تلك الحية. و الآن حال أبنتها
لا تدري كيف أنسابت دموعها من مقلتيها، لاحظت مريم شرودها لتقول بجدية و خوف:
-“بيلا أنت كويسة؟ فيكِ حاجة”
لم تستطيع التحدث بينما وضعت يديها على وجهها في حين تعال صوت شهقاتها و ازداد توهج وجهها الأحمر كانت تبكي يفزع تغمغم ببعض الكلمات الغير مفهومة.
نظرت صفا لمريم بارتياب بدلتها أياه ثم وجها نظرهما نحو بيلا، حتى كادت صفا ان تسألها عن سبب بكائها لكن مع دخول عمر بطلته المسيطرة على الجميع صمتت صفا و قررت الإنسحاب هي و مريم.
عقد عمر ما بين حاجبيه و هو يخرج يديه من جيب بنطاله وجه بصره نحو تلك القابعة على كرسيها مغطيه وجهها بيديها.
تلاشت المسافة بينهما ليقف عمر يحاول ان يستشف سبب بكائها مرت بضعة ثواني فيهم كاد قلبه ان يتمزق.
جلس أمامها على ذلك الكرسي المقابل لها قائلا بخوف :
-“بيلا كفاية دموع الله يرضا عليكِ، كفايه دموع لان قلبي بقى يوجعني و انا شايف دموعك”
رفعت وجهها له لتقول من بين دموعها و اتجاف قلبها:
-“إحنا السبب يا عمر كان ممكن تكون بينا، كان ممكن تكون عايشة حياة افضل من اللي عشتها، بنتي أنا رغم كل اللي أملكه و اللي انت تُملكه اترميت في الشارع، رغم كل حاجة بابا كان عنده حق يبعدنا جايز كان شايف ان العلاقة دي فاشلة، هو كان عنده حق، يمكن لو مكناش عنادنا كانت كل حاجة هتبقى كويسة، كان ممكن يكون لينا أمل نعيش سوا في النور، كانت هتبقى عايشه دلوقتي مش بين الحياة و الموت ”
رغم ان حديثها منطقي و حقيقي الا أنه شعر بالحزن ليقول بنبرة جامدة عكس ما بداخله:
-” أنتِ ندمانة على جوازنا يا بيلا؟ ”
رفعت راسها تنظر إليه مجيبة بصدق:
-” خايفة اقول اه تزعل مني و تفكر اني محبتكش لكن يعلم ربنا أن الحقيقة اني حبيتك و كنت موافقة أكمل معك الطريق دا بكل مشاكله لكن لو كنا أنا و أنت بس اللي بنأسي فيه لكن في بنت في النص بينا اتاذت و اتوجعت، أنا ندمانة على الشكل اللي اتجوزنا بيه، بابا لما رفضك أول مرة كان ممكن يوافق تاني أو تالت أو على الأقل نبعد و مننجرحش اوي كدا، يمكن لو كان جوازنا بمعرفته مكنتش عصمت قدر تعمل اللي عملته دا ”
قاطعها عمر بحدة و صرامة مخيفة:
-” اللي قلبه مليان سواد ميفرقش معه في النور و لا في الضلمة، عصمت حتى لو كان جوازنا رسمي أدام العالم كله كانت وقتها برضو هحاول تاذينا و للأسف هي عرفت تأذيني في أغلى ما عندنا، شوفي يا بنت الحلال أنا هفضل أحبك لحد الموت و لو العالم كله وقف أدامي علشان أبطل أحبك مش هيقدروا، علشان كدا عايزك تكوني معايا بس المرة دي في النور أدام الكل أنتِ و ملك و أحفادنا فاهمه بدون خوف من أي حد. ”
أبتسم برفق قائلا بابتسامة عابثة:
-” طب ياله بقى مش عايزه تشوفي زينب، مش عايزه تقعدي مع بنتك”
استقامت فجأه قائلة بارتباك:
-” هي فاقت؟ “وضعت يديها على شفتيها بحركة مباغته له ليقول بهدوء:
-” فاقت، ياله بينا”
نهض هو الاخر أمسك يديها بينما كانت تسير بخطوات مسرعه على غير هدى، قلبها هو من يقودها تلاشي كل شي فجأة كل الحزن فقط تتمنى لو تلاشت أيضا المسافة بينهما و التقت بها محتضنه أياها
مرت عدة دقائق
وضعت يديها على مقبض الباب فتحته بسرعة دون الانتظار لحظة أخرى.
تراكمت الدموع في عينيها و هي ترى ملك تجلس بجوار صالح و هي تحمل ابنتها، تمنت للحظات لو كانت تحظى بمشهد كذلك بموافقة أبيها.
نهض صالح بهدوء و خرج من الغرفة تاركاً لهما مساحة للتحدث، خرج عمر خلفه يعلم أن تلك اللحظه خاصة من نوعها، فقط هي من حق بيلا التي حُرمت من أبنتها الوحيدة لسنوات
نظر صالح لعمر بهدوء دون أن يتحدث.
اقتربت بيلا من ملك بارتجاف، جلست بجوارها حتى أن زينب لم تتحدث بكلمة لكن لم تستطيع امتثال الصمت لوقت أطول من هكذا و هي ترى بيلا تبكي و تضع يديها على وجهها كعادتها عند البكاء و الحزن.
رفعت يديها لتُمسك بكف أمها، حاوطت وجهها بابتسامة مشرقة و اناملها تمتد لتمسح دموعها قائلة بحب :
-“ممكن تبطلي عياط علشان أنا كمان هعيط و أنا عيطت كتير اوي في حياتي من وقت ما كنت طفلة، لكن أنا خالص مبقتش طفلة كنت مؤمنة أن هيجي يوم و افرح و القى بيتي كنت بس مستنية معجزة في حياتي محدش كان مصدق اني هلقيها لكن أنا كنت مؤمنه، معجزتي الحقيقة كانت صالح و فجأة كل حياتي أتغيرت و بعد كدا عرفتك أحساسي و أنتِ واخدني في حضنك كان كفيل إني ابقى كويسة، و دلوقتي أنا و أنتِ مع بعض، انا كنت محتاجكِ أوي يا ماما أوي، أنا مكنتش عايزه اي حاجة غير حضنك و من بعد كدا مكنتش عايزه حاجة، أنا عارفه أنك اتعذبتي و تعبتي في حياتك لكن خالص يا ماما علشان خاطري أنا، أنا تعبت من الدموع وقلبي فاض بيه الوجع، أنا بس محتاجكِ معايا تعلميني ازاي اربي أولادي انا مش عايزه اشحت الحب من حد تاني كفاية أنك تكوني معايا و الله العظيم كفاية عليا. ”
أنهت حديثها و هي تشعر بدموعها على وجنتيها، ابعدت يديها عن زينب تمسح دموعها و أبتسامتها تزين وجهها، اما بيلا جذبت ملك لحضنها و أغمضت عينيها ظلت لوقت طويل هكذا، ظلت تفتقدها لسنوات مريرة و مؤلمه.
صدح بكاء أطفالها لتبتعد بيلا عنها و هي تنظر لهم بسعادة ممزوجة بالدموع قائلة:
-“بسم الله ماشاء الله حلوين اوي يا ملك، هتسموهم ايه؟”
ردت زينب و هي تحمل احداهم قائلة بابتسامة:
-“يونس و حياء و بيلا”
ابتسمت بيلا بحنان و هي تمرر يديها على وجنة أبنتها ثم نظرت للأطفال بهدوء و نظرة اشتياق لاحظتها زينب
تنهدت براحة قبل أن تضع طفلها بين يدي والدتها قائلة بحب :
-” شليه هو صغير اوي ”
التمعت عينيها بطبقة طفيفة وهي تضع يديها تحت رأسه الصغيره و هو يغمض عيناه بنعاس، شعرت بانتفاضة قلبها و هي تضم حفيدها لقلبها هو الشعور الأجمل بالحنان و الدفء، اقتربت من زينب تضمها بسعادة و بيديها الأخرى تحاوط يونس، قبلت أعلى رأسه قائلة بحماس :
-” لازم نعملهم سبوع كبير و نشتري سوا هدوم ليهم و لعب كتير أوي، هنشتري كل حاجة سوا”
اومأت ملك بسعادة و هي تمحي بقايا الدموع عن وجنتيها قائلة:
-“حاضر هنعمل كل حاجة سوا”
ردت بيلا بسعادة و كأنها عادت لشبابها الضائع :
-“لازم اعرفك على محمود و مريم اخواتي و كمان عمتك صفا هما كمان هيحبوكي اوي اوي يا زينب”
في نفس التوقيت
صدح صوت طرقات على الباب لتسمح بيلا للطارق بالدخول.
ابتسمت حياء برفق و هي تدخل الغرفة قائلة بمزاح:
-” أخيراً وحشتني اوي اوي يا زينب كل دي غيبوبة يا بنتي لو بتختبرينا مكنتيش هتغيبي عننا كل دا، الف حمدلله على السلامه ”
قبلت رأسها لتجيب زينب بحب:
-“الله يسلمك يا ماما، تعرفي انك واحشني اوي اوي كمان و كلكم وحشني ايمان و عمي جلال و عائشة و طنط شهد كلكم وحشتوني اوي ”
ردت حياء باهتمام :
-” المهم انك معانا خالص يا زينب، ايه الجمال دا يا بيلا بس مش لايق عليك الدموع خالص”
مدت اناملها تمسح بقايا الدموع قائلة بحماس:
-” عايزين بقا نقعد مع بعض كتير اوي، في حاجات كتير لازم نتكلم فيها و نعملها سوا و كمان لازم ننزل نشتري حاجات كتير سوا، ياه اخيرا انا و شهد هنلقي حد كمان نغتت عليه ”
ابتسمت بيلا قائلة بحب و امتنان:
-“شكرآ يا حياء، من قبل حتى معرفتي ان زينب تبقى ملك و أنت كنتي دائما تزوريني و دلوقتي و بعد اللي عملتيه مع ملك انا لو طلبتي عمري هديهولك من غير تفكير”
ردت حياء ببساطة و هي تهز كتفها بلا مباله طفولية:
-” سيبك من كل دا، اخيرا هقدر اعمل حماه مفترية عليك يا زينب ياااه منتهي السعادة”
قالتها بنبرة مرحة جعلت الاثنان يضحكان في حين حملت حياء حياء الصغيرة و هي تدندن إحدى الاغاني الأجنبية
في تلك اللحظة شعرت زينب بأن الله جبر قلبها و خاطرها.
و عَذَلْتُ أهْلَ العَشْقِ حتى ذُقْتُهُ
فعجبتُ كيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ.
________________________
في إحد المساجد بالاسكندرية
ابتسم باسل بحزن و هو يدلف لداخل المسجد بعد معاناه طويلة مع نفسه فقد قادته الطرقات الي ذلك المكان ربما يكون تأخر لكنه وصل أخيراً.
توجه نحو مكان الوضوء ثم عاد بعد وقت الي حيث يصلي الناس كلهم في اتجاة القبلة
بدأ في أداء فرضه يشعر بثقل ضخم يطبق على قلبه، يشعر بالحزن و الاضطراب الوحدة فقط هو فقد نفسه بين دروب الحياة، و الآن يتمنى لو جمع شتات قلبه و روحه.
اين يذهب في حين أغلق كل أبواب الماضي لم يكن أمامه سوي ذلك الباب المفتوح دائما و لا يغلق في وجه اي شخص لان الطريق لا يحتاج لوسيط او لمفتاح فقط يحتاج إلى قلب صادق
أنهى صلاة فرصة ثم جلس، ساد الصمت حوله لكن لم يشعر بذلك فقط هناك نزاع بين شقيه قلبه و عقله و هو بينهما ضائع.
ابتسم شيخ المسجد و هو يجلس بجواره و هو رجل يبدو في نهاية العقد السادس من عمره بشوش الوجه.
-“اذكر الله”
رفع باسل رأسه ينظر لذلك الرجل ليكمل الاخر ببشاشه :
-“طول ما انت فاضي اذكر الله، ذكر الله حماية و حصن من أبواب الشيطان، جواب سؤالك موجود جواك و في كل ركن في المسجد هنا”
ضيق باسل المسافة بين حاجبيه قائلا بارتياب:
-“سؤال ايه؟”
رد الاخر ببساطة و حلم:
-“القاعدة اللي انت قاعده دي و الحيرة اللي جواك و اللي جبتك برجليك لحد هنا الله وحده اعلم بسببها لكن اللي بيجي هنا بيكون عايز يرتاح شوف يا ابني انت صغير و باب ربك دايما مفتوح مبيتقفلش أدام حد شغوف و عنده أيمان بيه، طب تعرف الخير كله موجود في قلب الإنسان زي ما الشر كمان موجود لكن هو بعزيمته يقدر يوجه نفسه و يقومها يقع و يقوم”
رد باسل بهدوء قائلا :
-” بس أنا تعبت، تعبت دورت على الدكاترة النفسين، دورت على الحب قلت يمكن اقدر انسى اللي تعبني و اتعافى لكن لسه تاية و خايف”
ربت العجوز على كتفه باهتمام قائلا:
-” الدنيا دار ابتلاء لازم تتعب علشان لما تقوم تحس بحلاوة و لذة التعافي، مع ان مفيش حد مننا كامل الكمال لله وحده، لكن ربنا بيرزق الإنسان سكينة و لطف في قربه، قرب من ربنا و أنت هتعرف ان الحياة في قربه لذة، سامح اللي وجعوك و بلاش تجرح اللي حبوك من قلبهم، دور بين الدروب على اللي ضايع منك و انسى الكره، سامح و بلاش توجع او تجرح او تكسر بقلب حد لان ربنا ميحبش كسر الخواطر و القلوب. ”
أبتسم باسل بهدوء و لاحت عليه ذكرى نورهان، لما يشعر بالحزن اتجاهها، لما شعر بالالم من فراقها.
رد العجوز قائلا بابتسامه :
-” ابدا بكتاب الله العزيز فيه كل الاجوبة على كل اللي بيدور جواك و ان شاء الله تلقى اللي ضايع منك. ”
تركه ثم غادر المكان في حين بقا باسل يفكر فيما قاله، ربما هو محظوظ حتى أن كان الحب يعافي المرء، لكن من وضع الحب في قلوبنا يستحق منا ان نتقرب اليه لان المرء يتعافى بقربه من الله.
_________________________
بعد مرور ست أيام
عاد صالح و زينب برفقة عمر و بيلا الي الإسكندرية و عادت الحياة الي منزل آل «الشهاوي»
اما عمر و بيلا فقد بقيا طوال الفترة الماضية برفقة زينب، حتى أنه أصر بالبقاء معها في منزلها هي و صالح، و امر صالح بالذهاب لمنزل والده. في البداية رفض صالح الأمر و بشدة و رفض تحكمات عمر الا ان جلال ارغمه على الموافقة ليعطي لزينب و بيلا الفرصة للتقرب من بعض.
توجه صالح نحو شقة والديه بملامح وجه هادئة مرتخية، دلف الشقة فوجد والديه يجلسا سويًا و هما يمازحان بعضهما، تبدلت ملامح وجهه إلى أخرى غير راضية ثم اقترب منهما و فجأة ارتمى على الاريكةِ يفصل بين جلوسهما معًا، طالعه جلال بتعجب وهو يقول بنبرةٍ ساخطة:
“دا إيه دا إن شاء الله؟! قوم خُش أوضتك يا حبيبي”
رد صالح عليه هو بنبرةٍ مقررة:
“مش قايم، و هفضل زي العَزول بينكم كدا علشان تحس بيا و أنا مراتي معايا في نفس البيت و مش عارف أشوفها ”
تدخلت والدته تقول بنبرةٍ امتزجت بضحكاتها:
“يلهوي يا صالح أنتَ لسه زعلان؟ خلاص بقى حصل خير وهي مش بعيدة عنك يعني، دي مع أمها في شقتك فوق ”
طالعها هو بملامح وجه ساخطة وهو يقول بتهكمٍ:
“يا سلام ؟! طب ما هي كانت معايا في أوضتي لازمتها إيه من الأول بقى؟ مش عارف اللي اسمه عمر دا ظهرلي من اي مصيبة ”
رد عليه والده بنبرةٍ مشفقة على حال بيلا:
“علشان بيلا يا صالح، كان نفسها تنام في حضن بنتها، أنتَ بنفسك ما صدقت زينب تبقى معاك، ما بالك هي بقى اللى بقالها سنين بعيدة عن بنتها؟”
زفر بقوةٍ ثم عاد بجسده للخلف فوجد والده يقول مُقررًا:
-“قوم نام يلا علشان بكرا عندك شغل كتير في الوكالة انا هفضل معاهم هنا علشان الحاجات اللي هيحتاجوها للسبوع، يلا قوم”
رد عليه هو مُعاندًا:
“مش هقوم و هقعد مع أمي و هحضنها كمان، قوم أنتَ يا بابا”
رد جلال بتهكم:
-“نعم يا عين أمك؟ قوم يالا أدخل جوة”
رد عليه هو بنبرةٍ مقررة لا تقبل النقاش:
“لأ مش داخل وهو عِند معاك و كلمة كمان هاخد ماما و نروح بيت جدتي نقعد هناك يومين حلوين و نسيبك تبكي على الأطلال”
رد عليه والده بحنقٍ:
“خلاص خليك مرزوع لحد ما تنام مكانك أنا مالي، أنتَ حر”
ابتسم له باستفزازٍ ثم رفع ذراعه يحتضن حياء وهو يقول معاندًا له:
“تعالي في حضني يا حُبي، هيبقى لا أنتِ و لا مراتي؟ تيجي تنامي جنبي النهاردة؟”
قبل أن ترد عليه بوجهها المبتسم رد عليه والده بحنقٍ:
“أنتَ هتستهبل يالا؟ تنام فين؟ شكلك اتهبلت ”
رد عليه بلامبالاة:
“أمي و هتنام في حضني، فيها إيه؟ و لا هو حلو ليك أنتَ بس يعني”
قبلت والدته وجنته ثم قالت تمازحه :
” حبيب قلبي يا ناس، ربنا يباركلي فيك و يسعدك يا حبيبي”
احتضنها وهو يراقص حاجبيه لجلال الذي سخر منه وهو يقلد طريقته، و في تلك اللحظة خرجت ايمان من غرفتها برفقة يوسف الذي قال بتهكمٍ حينما رآي وضع صالح و والدته:
-“دا إسمه إيه إن شاء الله؟ مش مكسوف على طولك ؟ طب حتى يا جدع اعمل حساب انك عندك عيال ”
ردت عليها حياء بحنقٍ:
“أنتِ مالك يالا، هو حاضن أمه، مزعل نفسك ليه ”
رد عليه بلامبالاة:
“أنا مالي خليه يحضنك، ماهو يعيني من ساعة ما بيلا خدت منه زينب وهو مش طايق نفسه”
رد عليه صالح هو بنبرةٍ هادئة:
-“قول لعمك بقى علشان مش مصدق، قال ايه سيبها يا صالح تبات مع امها، طب ما انا بسببها بالنهار و بروح الشغل خليها معها بالنهار لا بليل كمان لازم تفضل معها “
أبتسم يوسف بشماته و حب اخوي نقي :
-” يااه صعبت عليا يا صلوحه حقيقي هعيط من التأثر، تعالي بقى يا ايمان علشان عايزك في موضوع مهم جدا ”
عض صالح علي شفتيه بغيظ قائلا:
-” عجبك كدا يا حج الواد دا يشمت فيا كدا. ”
أبتسم جلال بخفة و هو ينهض من فوق الاريكة جاذبا حياء من يديها قائلا بنبرة مغيظه:
-“تصبح على خير يا صلوحة، ياله يا قلبي لان هموت و انام”
نظر له صالح بحدة وهو يراه يدلف لغرفته، جلس متربعاً على الاريكة قائلا بنرفزة:
-” خدها يا خويا خدها و انا هفضل قاعد كدا لوحدي كتير طب ادعي عليك و يقولوا الواد اتجنن بيدعي على ابوه”
______________________
في شقة صالح
ابتسمت بيلا بسعادة و هي تجلس على الفراش بعد أن نام الثلاث أطفال براحة وضعت الوسادات من حولهم بحماية، ثم نهضت من فوق الفراش متجه نحوه الاريكة قامت بتشغيل التلفاز على احدي افلام ديزني، في نفس توقيت خروج زينب من الحمام بعد أن بدلت ثيابها الي بجامة قطنية مريحة و اخذت حمام دافي تريح اعصابها من عناء اليوم مع أطفالها.
ابتسمت بهدوء لتقول بنبرة مريحة:
-“اخيرا نامت، أشك أن البنت دي تطلع هادية حاسها هتبقي شقية اوي”
ردت بيلا بحماس قائلة:
-“وطي صوتك، تعالي نتفرج على التلفزيون سوا”
جلست زينب بجوارها قائلة بهدوء و خجل:
-“هو صالح نازل ينام تحت”
لكزتها بيلا في كتفها قائلة بمرح :
-“ايوة نزل ايه زعلانه”
توردت وجنتيها بحمرة الخجل قائلة بخفوت :
-” لا أبداً بس صعبان عليا أصل من يوم ما رجعنا اسكندرية و هو بينام تحت لوحده و الولاد حتى مش بيقعد معاهم”
ردت بيلا بخبث :
-“يعني مش وحشك؟ ”
صمتت و اتسعت ابتسامتها لتقول بعد لحظات:
-“بصراحة وحشني اوي يا ماما، بس ياله خليه ينام لوحده علشان يعرف انه في نعمة”
ضحكت بيلا بخفة في حين خجلت زينب بينما صدحت طرقات الباب ليدخلها عمر بعدها الي الغرفة وهو يحمل طبق كبير من الفشار و بعض المقرمشات و الشكولاته قائلا بمرح:
-“ياله يا بيلا شغلي فيلم و بلاش الكرتون” ابتسم وهو يغمز لزينب ثم وضع الأطباق على الطاولة ليجلس بجوارهما على الاريكة مال على بيلا قائلا بهمس:
-“مساء البسبوسة ممكن بوسة”
اخفت بيلا ابتسامتها سريعا قائلة بخجل:
-“عمر البنت قاعدة بطل قلة أدب” ثم صاحت بصوت مسموع
-” كويس انك عملت فشار ياله اختاروا هنتفرج على ايه”
وضع عمر يديه على كتف زينب قائلا بحب و هو يتناول الفشار:
-“اي حاجة تافهه”
نظرت له بطرف عينيعا قائلة بحدة:
-” مُحبط”
“بقولك ايه عايزين نحدد معاد الفرح”
ردت زينب بحماس و سعادة:
-” بجد فكرة حلوة اوي يا بابا ايه رايكم بعد اسبوع، بكرا سبوع الولاد نخليها الأسبوع الجاي و انا اعرف بيوتي سنتر جميل جدا و ليه اتيليه خاص قريب منه فيه فساتين روعة بجد و سمبل جدا و انا هكون معاكي في كل حاجة”
رفع عمر كفه لزينب بحماس قائلا:
-” هي دي بنت الرشيد”
أبتسمت زينب وهي تضرب كفها بكف ابيها بينما نظرت لهم بيلا بحدة قائلة:
-” انتم بتهزورا صح؟ فرح ايه؟ عمر انت بتتكلم جد؟ ”
رد عمر بجدية وهو يضع ساق على الأخرى اخذ منها جهاز التحكم بالتلفاز قائلا بنبرة مقرره:
-“و أنا ههزر في حاجة زي دي ليه، الفرح معاده الاسبوع الجاي و اعتبري كل حاجة جاهزه و اولهم فستان الفرح دا جاهز من تلات شهور و جاي من دار ازياء في باريس مطلوب مخصوص ليك ”
اشاحت بيلا بوجهها عنهم قائلة بهدوء و هي تتابع الفيلم:
-“بس انا مش عايزه فرح”
نظر زينب بيأس لعمر لتجده يبتسم بهدوء قائلا برفق:
-” بيلا أنتِ اكتر واحدة يليق عليها الفرح و السعادة ملامحك بتنور لما تفرحي، و زمان كان حلمك نعمل فرح كبير و تلبسي فستان فرح و تفرحي مع اللي بيحبوك يبقى خلينا نفرح كلنا يا بيلا ياله بقا فكي، لأن كدا كدا ثائر جهز كل حاجة حتى القاعة و الضيوف مش هيكون في غيرنا و الناس اللي فعلا بيحبونا غير كدا لا و الصحافة ”
ردت زينب قائلة بجدية:
-” طب و ايه لازمتهم دول دوشة على الفاضي”
” عندك حق بس في الفرح لازم الكل يعرف انك بنتي و أن بيلا الدمنهوري كانت مراتي، لازم كل الناس يعرفوا انك بنت عمر الرشيد فاهمة”
أبتسمت زينب قائلة بحب:
-” بس دلوقتي انا مش فارق معايا الناس اد ما فارق معايا وجودكم في حياتي “قبل عمر قمة رأسها قائلا بجدية شديدة:
-” بس بنت الرشيد لازم الكل يعملها الف حساب يا ملك و صحيح انا بحب اسم ملك لانه اول اسم اختاره ليك يبقى ملك عمر الرشيد و على فكرة انا خلصت ورقم كله مع شهادات ميلاد الولاد و شهادة ميلادك الجديدة و بطاقتك موجودة معايا.
ابتسمت زينب قائلة بحب:
-” تعرف ان انا وحشني بابا منصور.. هتزعل لو قلت بابا. الصراحه هو كان حنين معايا اوي و عمل علشان كتير اوي و ربنا يعلم انه مكنش منتظر مني حاجة”
رد عمر قائلا:
-“متقلقيش اللي عمله انا مش هنساه لانه كبير اوي عندي يا ملك”
_____________________
في صباح اليوم التالي
حوالي الساعة الخامسه صباحاً
ارتدت نور ثيابها بعد أن توضئت، دلفت لغرفته شقيقها الأكبر سيف وجدت ينام وهو يحتضن أخيه عبد المنعم.
دلفت بخطوات هادئة تنادي عليهما :
” سيف عبدو ياله قوموا، ياله سيف الفجر إذن ياله يا حبيبي بدل ما يضيع عليك الفرض”
نهض سيف قائلا بنعاس وهو يُبعد الغطاء عنه:
-“صباح الخير يا ابلة نور”
ابتسمت بهدوء قائلة:
-“صباح النور، ياله صحي اخوك و قوم اتوضي، أنا هحضرلكم الفطار علشان المدرسة و صحيح انت مش هتغيب تاني و انا كلمت صاحب الورشة قلتله انك مش هترجع الشغل ”
نهض سيف بفزع قائلا:
-“ليه كدا يا ابلة نور، و بعدين انا بقيت راجل كبير و لازم اشتغل”
تنهدت نور بارتياح قائلة:
-” طبعا بقيت راجل بس الراجل الحقيقي هو اللي يعمل الصح و يسمع كلام الكبار لأنهم عارفين مصلحتك، شوف يا سيف انا بشتغل و الحمد لله الحج جلال من ساعة ما رجعت الشغل و هو زود مرتبي و انت يا سيف في ثانوي و انا مش هسيبك تضيع مستقبلك و ان شاء الله تكبر و تبقى اشطر مهندس فيك يا بلد و شغل الورشة دا تنساه اومال انا موجوده ليه ”
رد سيف قائلا بحزن:
-” بس انتي تعبتي يا نور بقالك سنين بتشتغلي و انا دلوقتي كبير و لازم تقعدي في البيت و انا هصرف علينا كلنا”
ردت بحدة قاطعه و نبرة مقررة:
-” سيف بطل مقوحة انا قلت اللي هيحصل انت هترجع المدرسة و انا مش صغيرة و عارفه انا بعمل ايه و يا سيدي لو اشكتيلك ابقى سيب المدرسة ياله بقى صحي اخوك بدل ما نفضل نرغي و يضيع علينا صلاة الفجر”
أومأ لها و ملامحه تحولت لليأس و الحزن متجه نحو شقيقه الأصغر ليوقظه
بينما ابتسمت و هي تغادر الغرفة متجهه نحو المطبخ
أخرجت حبات من البطاطس وضعتهم على الرخام البيضاء لتعد الفطار لاشقائها و ابيها،
جلست على ذلك الكرسي القديم و لاحت عليها ذكرياتها معه حتى التمعت عينيها بالدموع لتقول بجدية لنفسها:
-“خالص يا نور خالص انسيه بقى و شوفي حالك، هي تجربة و انا غلطت لما جازفت من البداية”
بعد وقت
كانت تجلس على أرضية الصالة على ذلك المفرش و بجوارها ابيها و اشقائها يتناولون طعامهم، ابتسم سالم بحزن وهو ينظر لها قائلا :
-“حماتك كلمتني امبارح يا نور و عايزه تكلمك بتقول مش بتردي عليها”
قضمت قطعة من ثمرة الطماطم قائلة بلامبالة:
-” هابقى اكلمها و بعدين مبقتش حماتي و لا ليا علاقة بيها، أنا خالص أكلت هقوم اغير و انزل هعدي على زينب قبل ما اطلع على المصنع”
كاد والدها ان يتحدث الا انها غادرت الغرفة سريعا متجهه نحو غرفتها ربما لأنها ترفض ان تسمع كلمه واحدة عنه”
بعد دقائق
خرجت من الغرفة و هي تضبط حجابها الأزرق، انحنت تقبل رأس عبد المنعم قائلة :
-“مصروفك يا جميل و تاكل سندوتشاتك كلها مفهوم”
أبتسم عبده بسعادة وهو ينظر للمبلغ المالي الصغير بحماس:
-” هاكله كله، خالي بالك على نفسك يا ابله نور”
نظر لسيف قائلة بجدية:
-“سيف لو مروحتش المدرسة تقعد تذاكر انا عارفه ان مفيش حضور و شوف عايز تروح دروس في مواد ايه و قولي ”
رد سيف بابتسامه متفهمه:
-” لا انا مش هروح دروس انا هقوم البس و انطلهم في المدرسة و لا هما المدرسين اللي هناك لازمتهم ايه، طول ما هو مفيش طلاب بيحضروا هيفضلوا ياخدوا مرتبات على الفاضي و بعدين مصاريف على الفاضي و خالص”
ردت نور بجدية قائلة:
-” لا مش مصاريف على الفاضي يا فالح انا عارفة انك ذكي و شاطر لكن برضو لو في حاجه واقفة ادامك قولي و متشيلش هم الفلوس ربك بيرزق ”
دلفت لغرفة والدها لتجده يجلس بارهاق واضح في شرفة غرفته ينظر للشارع و الأطفال و ذلك الشاب الذي يقوم بتوزيع الخبز على البيوت لتقول نور بجدية:
-” سرحان في ايه يا حجيج”
رد سالم بتعب قائلا:
” فيك يا نور، هتفضلي شايلة المسئوليه كلها لامتى يا بنتي”
ردت نور بحماس عكس ما تشعر به من حزن:
-“مش كتير كم سنه بس لحد ما سيف يدخل الكلية و يتخرج و يشتغل و بعدين مالكم يا جماعة هو انا اشتكيت”
-“مشتكتيش يا قلب ابوك بس عمرك اللي بيضيع دا”
ردت نور قائلة بجدية:
-” سيبها على الله يا بابا و بعدين انا كويسة الحمد لله الف حمد لك يارب على الاقل احنا احسن من غيرنا بكتير، يارب بس يفضلوا بخير و انا مش عايزه حاجه تاني من الدنيا”
-” ربنا يسعدك يا نور و يرزقك بابن الحلال اللي يريح قلبك يارب”
لا تعلم لما شعرت بالسخرية لكن لم تبالي قائلة:
-” حجيج انا لازم انزل حالا ياله سلام يا جميل “1
غادرت المنزل مع حوالي السابعة مساء ثم توجهت لمنزل زينب
ما ان دخلت الي ساحة منزل آل الشهاوي حتى ابتسمت بسعادة لأجل صديقتها و هي ترى بعض الأشخاص يقومون بتزين الساحة الواسعة
صعدت لمنزل حياء ألقت عليها التحية ثم صعدت لمنزل زينب
كان الباب مفتوح و بداخله توجد زينب و بيلا و إيمان
ابتسمت زينب و هي تحتضن نور قائلة بسعادة:
-“وحشتيني اوي يا نور، كنت هزعل منك لو مجتيش النهاردة لازم تفضلي معايا طول اليوم، اومال فين باسل؟ ”
ردت نور بهدوء قائلة:
-“معليش يا زينب مش هينفع افضل انا عندي شغل في المصنع بس اوعدك هخلص و اجي”
عقدت زينب ما بين حاجبيها قائلة بارتياب:
“مصنع ايه؟هو انتي رجعتي للمصنع؟ باسل وافق ازاي”
التمعت الدموع بعين نور قائلة بجدية :
-” انا و باسل اطلقنا من اسبوع لما كنتي في المستشفى”
تشنج وجه زينب قائلة بجدية:
” اتطلقتم؟ ليه و حصل ايه؟ انتي قلتي انه بدأ يتغير. وليه مقولتليش لما كنا بنتكلم في الموبيل”
انسابت دموع نور في حين مسحتها سريعا قائلة:
-” دا موضوع يطول شرحه يا زينب انا هكلمك تاني و هجيلك انا كمان محتاجة اتكلم معاكي و محتاجة احكي بس دلوقتي مش هقدر حقيقي”
احتضنتها قائلة بابتسامه :
” متقلقيش انا كويسة الحمد لله، هكلمك و هحكيلك لان انا محتاجة دا خالي بالك على نفسك”
ردت زينب بحزن و بكاء :
-” طب مش عايزه تشوفي ولاد أختك؟ “
ردت نور بارتباك قائلة بانكسار:
-” مش هتخافي عليهم من عنيا اصل انا في واحدة في المصنع قالت عليا فقر و وشي نحس على اللي حواليا ”
ردت زينب بانفعال :
-” مين بنت ال… اللي قالت كدا و بعدين انتي سكتيلها معتقدش متبقيش نور و بعدين انتي هبلة انتي اختي يا بت و الله العظيم انا لو عندي اخت ما كانت هتبقى حنينه عليا ادك ياله تعالي ”
ابتسمت نور بسعادة وهي تدخل معها الي غرفة الأطفال حيث تجلس معهم شهد
“اللهم آمين يا نور”
بعد عدة ساعات
في ساحة المنزل حيث تتوافد نساء المنطقة الذين أتوا لمباركة جلال الشهاوي باحفاده و مشاركتهم فرحتهم
كان جلال يقوم بتصليح ماكينات الكهرباء حتى صدح رنين هاتفه
التفت يلتقط هاتفه ليجد رقم مجهول، رد عليه ليجد صوت مألوف عليه
-” الحقني يا جلال هيموتني”
عقد جلال ما بين حاجبيه بارتياب قائلا :
“شمس؟!”
«ما قبل البداية»… دعاء أحمد
كل القصص جعلتني أتيقن من شئ واحد،
أن يحبك شخص بندباتك بعقدك بحروبك وهزائمك، وأن تتَّسع يده لأحلامك وذراعيه لروحك المُتوعكة، أو لا يُحبك“.
أجاب جلال بعد أن رأي رقم مجهول الهوية لياتيه صوت شخص ما بتلهف و توسل:
-“اللحقني يا جلال هيموتني”
يبدو الصوت مألوف بالنسبة له ليقول بارتياب:
-“شمس؟!”
أجابت «شمس» بسرعة و خوف :
-“اللحقني يا جلال، عزت هيموتني و حالف انه هيرجع و هيطلع عليا القديم و الجديد و أنا خايفة و مش عارفه اعمل ايه و معنديش حد اروحله بالله عليكَ يا جلال أنا خايفة”
وضع جلال يديه بجيب بنطاله ببرود مغمغاً بحدة:-
-“عايزه ايه يا شمس تاني، ايه اللعبة الجديدة اللي بتدبريها؟ ”
ردت الأخرى مهرولة بخوف و انكسار :-
-” و الله العظيم يا جلال ما في اي حاجة في دماغي، بس انا تعبت و ماليش حد بعد ابويا الله يرحمه و عزت الله يجحمه اخد دهبي و مراته الأولى طلعت عليا كل اللي عملته معاك انت و حياء، ابوس إيدك ساعدني يا جلال لو لسه خالتي نوارة غالية عليك، لأن صدقني لو مساعدتنيش هتيجي تلقيني جسده هامده. ”
رد جلال بجدية و صرامة:-
-” ماشي يا شمس لما اشوف اخرتها معاكي و خالي في بالك ان لو ساعدتك هيكون بس علشان صلة الدم اللي بينا غير كدا لا يا شمس و اظن المعلومة وصلت”
أغلق الهاتف دون أن ينتظر ردها في حين نظر لإحدى الشباب الموجودين بالساحة قائلا:-
-” عثمان تعالي شوف مكينه الكهرباء دي، أنا خارج عندي مشوار ”
كاد ان يغادر المنزل الا عندم وجدها تنادي عليها تركض نحوه قائلة بجدية:
-” رايح فين يا جلال، و بعدين معقول هتسيب الناس اللي جاين يباركوا لك، اظن ميصحش كدا”
غمغم جلال بجدية قائلا بكذب لم يرد ازعجها بالحديث عن شمس:
-“موضوع كدا يا حياء هخلصه و اجي على طول، سلام”
شعرت بالارتياب و الضجر من حديثه الجاف هامسه لنفسها بريبة:
-“حاسة كدا ان في مصيبة و الله أعلم ، استر يارب”
في شقة صالح
ابتسمت زينب بسعادة وهي تقف أمام المرآة تنظر بسعادة عارمة لانعكاسها، تبدو جميلة متألقة بل فاتنة في ذلك الثوب الأسود الطويل و الذي يبرز رشاقتها
لكنها لم ترى ذلك الذي ينظر لها بابتسامة لعوبة تزين ثغره و عينيه تتفحصها باشتياق، تبدو في غاية الجمال و هي تتمايل برقة أمام المرآة تبدو أنثى فاتنة شعرها الحريرب الذي يمتد لخصرها، رماديتيها اللمعه برونق خاص. كل شيء بها يبدو في غاية الجمال يجعله يقترب منها دون شعوره بذلك.
انتفضت زينب بفزع و هي تشعر بيد تحاوط خصرها بينما دفن وجهها بشعرها يستنشق عطرها لترخي دفاعتها قائلة بابتسامة:
-“صالح”
قاطعها مغمغم بهمس عاشقاً :
“شش… وحشتيني، أخيراً عرفت أشوفك بعيد عنهم كنت حاسس ان شوية كمان و ابوكي هيطردني من البيت مش بلحق اشوفك”
ابتسمت بسعادة قائلة بخجل :
-“طب ابعد بس كدا علشان هم مستنينا برا و الولاد لوحدهم يا صالح”
رد بصوت اجش متحشرج أثر مشاعره :
-“الولاد مع ايمان تحت في شقة بابا، مفيش حد هنا غيرنا، اظن كفاية كدا يا زينب انا معدتش قادر على البُعد كفاية الاسبوع اللي فات كله كنتي معاهم و أنا بنام تحت خالص كدا من حقي بقى يخلوني اعرف انام براحتي”
ردت زينب بنبرة ساخرة :
-“ليه هما بيعذبوك تحت ما انت بتنام لوحدك بعيد عن زن الولاد و… ”
رد مقاطعاً اياها بهمس و حرارة وهو يقبل جبينها:
-” بس مش في حضني، ازاي هكون مرتاح وانتي بعيد عن حضني ”
غمغمت زينب بخجل من طريقته قائلة بخفة وهي تضع يديها على صدره مُبعده اياه:
-” صالح سيبني اخرج لهم، و بعدين نتكلم في الموضوع دا”
رفع رأسه عن عنقها اخيرا مديراً اياها بين ذراعيه و تصبح مواجهه له، جذبها نحوه ليصطدم جسدها بجسده الصلب و لم ينتظر كثير و هو يستولي على شفتيها في قبلة قوية لكن حنونة في ذات الوقت.
استرق منها بضع دقائق دون أن يشعر بما يحدث حوله الا انه أبتعد بسبب احتياجهما للهواء، حاولت تنظيم أنفاسها و هي تغمض عينيها بينما اصبغت وجنتيها بلون أحمر قاني لم تستطيع فتح عينيها من شدة الخجل و الاضطراب بسبب هجومه الضاري و المفاجي
تأمل احمرار وجهها الشديد انفها و وجنتيها و عينيها المغمضتان ابتعد قليلا قائلا بجدية تنافي تلك المشاعر قبل قليلا قائلا:
-“انا هنزل بدل ما يلاحظوا اختفائنا و انتي تجهزي و ابقى انزلي و غيري العباية دي ضيقة و تلمي شعرك، شعره واحدة تبان يا زينب أنتي حرة”
غادر الغرفة حتى أنه لم ينظر لها بعد تلك الجملة، بينما جلست على الاريكة تتحسس وجنتها الحارة هامسه بخجل لنفسها قائلة:-
-“اهدي خالص هو مشي” وضعت يديها موضع قلبها تستمع لنبضات قلبها الثائرة بعنف و ضراوة، عضت على شفتيها بخجل و هي تخبي وجهها بيديها.
______________________
بعد مرور نصف ساعة
نزلت زينب الدرج ببطئ و اضطراب بعد أن بذلت ثيابها لأخرى فضفاضة رغم ان الضيوف هم نساء المنطقة لكنها تخشي اي اصطدام معه و تعلم أن غيرته و ربما تفتك بها و به.
ابتسمت بيلا مقتربة من زينب التي دلفت الى داخل شقة والد زوجها للتو قائلة بهمس و خبث:
-“اتاخرتي يعني يا ملك و بعدين ايه دا انتي غيرتي العباية مش كانت عجباك و لا ايه”
اشاحت زينب بعينيها عن والدتها متمتمه بخجل :-
“اصل حسيت أنها ضيقة شوية و ممكن اي حد يطلع من الرجالة و.. و ساعتها هتبقى مشكلة”
غمغمت بيلا بخبث قائلة بسعادة :
-“اه قولتيلي ضيقة طب هو صالح كان بيعمل ايه فوق و سايب الرجالة تحت مش أصول برضو يقف معهم وخصوصا ان والده مش موجود”
كانت زينب تفرك كفيها ببعضهما قائلة بارتباك و خجل:
-” كان.. كان، اه صحيح كان عايز يقولي انه خالص جهز شهادات الميلاد بتاع الولاد”
-“بس كدا” سألتها بشك
الان ان زينب ردت بنفاذ صبر و خجل:
-” اومال يعني هيكون عايز ايه يا ماما، هو كدا بس”
قبلتها بيلا قائلة بسعادة و حب:
“ربنا يسعدكم يا حبيبتي و بعدين جوزك اكيد زهق من قعدتنا معاكي و اكيد الاولاد وحشينه “صمتت للحظات قبل أن تتابع بخبث :
-“و اكيد انتي كمان وحشاه”
أخفضت زينب بصرها ثم اتسعت ابتسامتها جعلت بيلا تشعر بالسعادة لاجلها متمنيه لها حياة سعيدة مع زوجها قاطعهما في تلك اللحظة صوت حياء قائلة بحناان و جدية:
-” انتم واقفين هنا و سايبين الضيوف ياله عايزين نفرح شوية و كمان نفرق السبوع ياله يا بيلا زوبا ورايا ”
ابتسمت بارتياح و هي تدخل للصالون الشاسع حيث تقف إيمان في منتصف الغرفة تضع يونس في الغربال و خلفها حبيبة و عائشة كل منها تُمسك غُربال و تضع به فتاة و يلتف حولهم الأطفال و النساء ، بعض العادات المصرية
أطلقت السيدات الزغاريد بسعادة وهم يقتربون من زينب محتضنين اياها و مباركين لها بينما بادلتهم ذلك بسعادة و طيب نفس.
كانت النساء يغنين و يقوم برش الملح و الأطفال تلتف حوالهم مر الوقت بسعادة ومرح دون الشعور به
______________________
في إحدى الأحياء بالاسكندرية
صف جلال سيارته بجوار تلك البنايه القديمة حيث تقطن شمس و زوجها ذلك المدعو عزت رغم ان جلال لم يهتم كثيرا بالأمور المتعلقة بشمس الا انه عرف بعض المعلومات عن عزت منها انه يصغر شمس بثلاث سنوات، ذات شخصية طامعه من القاهرة و جاء للاسكندريه قبل بضع سنوات حيث تزوج من شمس و هو زوجها الثاني، متزوج من امرآه اخري، يلعب القمار في ذلك الكبارية المعروف بأنه ملك امرأه تدعي سونيا…..
صعد الدرج و هو يذكر الله لكن سمع صوت صرخات عاليه ليري بعض الجيران يقفون مقيدين الأيدي أمام شقة عزت وهم يستمعون لصرخات تلك المرأه مستنجده بمن حوالها الا انهم لم يستطيعوا التدخل بين الرجل و زوجته.
حاول جلال العبور خلالهم و دلف الي الشقة حيث كان الباب مفتوح على مصراعية
في تلك اللحظة
كان «عزت» يضرب«شمس»و يسبها بافظع الشتا”ئم الا عندم رأي «جلال» يقف داخل المنزل، تركها بخوف و توتر بينما رفعت شمس عينيها بانكسار ليري عينيها المليئة بالدموع و وجهها المتورم أثر صفعات عزت لها. لا يعرف لما شعر بالشفقة عليها
لكن الله عادل ما فعلته بالماضي لحياء عندما جعلتها تتجرع من كأس الغيرة و الانكسار و العتاب من الجميع ذلك الشخص يُحاسبها عليه… لا تظن أنك تحيا وحدك بتلك الحياة…
ركضت شمس مهرولة نحو جلال لتقف خلفه بتضرع و رجاء و هي تمسك بذراعه بقوة و خوف بينما التمعت عينيها بدموع الانكسار مغمغمه بحزن:
-“متسبنيش يا جلال هيموتني”
رفع جلال بصره ينظر لذلك الرجل يبدو في نهاية الأربعينات، ذات جسد رياضي.
وضع جلال يديه في جيب بنطاله مقترباً منه ليقف أمامه مباشرتا:-
-“من أمتي و الرجاله بتضرب حريمها اه صحيح ما انت يمكن مش من تصنيف الرجاله علشان تسيب الجيران تتفرج عليكم بالشكل دا. ”
ابتلع عزت الغصة التي تشكلت بحلقه بارتجاف لكن أجاب بقوة و حدة:
-“جلال بيه مسمحلكش، مراتي و بادبها أنت اصلا وجودك هنا مالوش اي لازمة، و لا تكون كلمتك تنجدتها بنت ال”
كاد ان يسب والدتها بافظع السُباب الا ان قبضة جلال على عنقه جعلته يتراجع للخلف بفزع و الأخرى يضغط بعنف على عنقه هامساً بفحيح أفعى :
-“اللي أنت عايز تسبها دي تبقي خالتي أنا يعني ممكن اقطعلك لسانك فيها، مش ابن الشهاوي اللي يتقاله بتعمل ايه هنا، البيت دا بكل اللي فيه يبقى ملك شريف الهلالي يعني أبويا الروحي فبلاش تخليني أعلمك الأدب، اصل الأدب مش بفرد العضلات على واحدة ست، و لا أنك تخليها تصرف عليك يا نطع”
حرر عزت نفسه من قبضة جلال متراجع للخلف و هو يغمغم بصوت مرتجف:-
-” أنت مالك انت، و بعدين مش هي دي اللي كانت هتموت عليك زمان و أنت سيبتها علشان ست الحُسن بتاعتك، اصل هي حكيتلي لما كنا بنشرب سوا يا عيني كانت فاكره اني لما افوق مش هفتكر حكاية الغرام الكبيرة اللي كانت عايشه فيها لكن غبية يا شمس كل كلمة كنتي بتقوليها و انتي مش في واعيك انا فاكرها كويس اوي.
ليكمل باستفزاز آثار غضب و غيرة جلال :-
-“بس الصراحة يا جلال أنت عندك حق حد يسيب الفرسة أم عود فرنساوي
اللي انت متجوزها و يفكر في البومة دي”
لم ينهي جملته الا و إصابته قبضة جلال في وجهه مما جعله يترنح للخلف و يسقط أرضا. حاول النهوض الا ان جلال لم يتيح له الفرصة حيث سدد له لكمة أخرى جعلت الدماء تتناثر على أنفه و لم يكتفى بذلك فقد سدد له اللكمات في أماكن متفرقة من شدة الغضب و الغيرة و هو يلمح نظرة الخبث في عيون ذلك الحقير .
تدخل الجيران في تلك اللحظة مُفرقين بينهما بينما وقفت شمس تلطم على خدييها بحسرة و خوف
وقف جلال و كان اشبة بالاعصار يدمر كل ما حوله بسبب غضبه و غيرته التي كانت تحرق روحه.
مسح العرق الذي كان يتصبب على جبينه قبل أن يهتف بانفاس لاهثه أثر مجهوده السابق قائلا بحدة:-
-“الزبالة دا كان بيضربك ليه؟”
ردت شمس بانكسار و ضعف قائلة :-
-“اخد الدهب بتاعي باعه و خسر فلوسه في القمار و جاي عايز فلوس بس والله مش معايا حاجة كان عايزني امضي على تنازل بيت ابويا له”
نظر جلال بسخرية له قبل أن يتمتم بصرامة:
-“عايزاه تاني؟”
ردت بسرعة دون تفكير قائلة بتضرع و توسل:-
-“لا خالص، انا كل يوم بطلب الطلاق بس بيبهدلني”
وقف جلال أمامه بشموخ قائلا بحدة:-
-” ارمي عليها اليمين.. ”
كاد عزت ان يرفض الا ان ركلت جلال لبطنه أقرب له من التذمر و الرفض ليقول بألم واضعاً يديه على بطنه يئن من الالم:
-“أنتي طالق يا شمس بالتلاته”
وضع جلال يديه بجيب بنطاله:-
-” دلوقتي تقوم تطلع برا، و المحامي هيعرف ايه اللي لينا و ايه اللي عليك و الله ما انا سيبك الا لما تتعلم ان الله حق، و انتي ورايا يا شمس” ثم نظر لإحد الرجال الموجودين قائلا بجدية:-
-“عم خليل الكلب دا بعد ما يمشي تاخد منه المفتاح و تقفل الشقة، و انا هبعت النجار يغير الكالون”
أومأ له الرجل بجدية بينما غادر جلال المنزل و خلفه شمس التي كانت تسير بخطوات مرتجفه و حزن و هي تضع راسها أرضا.
صعد سيارته و هي جواره ليقوم بتشغيل محرك السيارة و مغادرة ذلك الحي.
رفعت شمس بصرها تنظر له لكن اشاحت بنظرها عنه اوقفها تلك الدماء على يديه لتقول بفزع:-
-“جلال أيدك بتنزف…..”
لم يبالي بحديثها بينما يقود سيارته في طريق منزله لتخفص راسها بخجل و حسرة لكنه قاطع الصمت تلك المرة قائلا:
-“هتيجي عندي البيت يومين لحد ما اتصرف مع اللي اسمه عزت و اوضبلك بيت ابوكي لانه مقفول من بدري”
همست شمس بندم و حسرة قائلة :
-” مالوش داعي يا جلال، حياء مش هتكون مرتاحة لو شفتني معاك خليني أنا اروح بيت ابويا و هوضبه و أنا قاعده، حقيقي مش عارفة اقولك ايه انت انقذتني”
أدار جلال وجهه ينظر لها و لوجهها الأحمر المتورم ليقول بجدية:
-” اعتبريه امر و حياء مالكيش دعوة بيها هندخل من الباب الوراني لان في ضيوف في البيت اظن مش هتحبي حد يشوفك كدا ”
أخفضت بصرها تنطر لثيابها المغبرة القديمة، ربما هي السبب في كل هذا، ربما لأنها اختارت قلب لم يكن لها من البداية و تعلقت به و هي على يقين انه لن يحبها مقدار ذرة واحدة، و بدل ان تبتعد عنه قررت الاقتراب و حاولت تخريب زواجه لكن بعد عدة محاولات فشلت و ابعدها هو عنه ثم جاءت هي و اختارت شخص آخر خطأ.
و دارت بها الايام تدفع ذلك الحساب القديم.
و يالسخرية القدر هو نفسه من دافع عنها…
بعد مرور عشر دقائق
ترجل جلال من سيارته ثم دلف الي منزله من الباب الخلفي و خلفه شمس التي كانت تسير بارتجاف و خوف من لقاء حياء.
صعد الدرج برفقتها كاد ان يصعد لشقة صالح ليجعلها تبقى بها حتى انتهاء حفل السبوع لكن لمحته حياء مغمغه بابتسامة:
-“جلال استنى، رايح في….”
بترت سؤالها تبتلع ما بحلقها و هي ترى تلك التي تقف خلفه و كيف يمكن أن تنساها و هي كانت أبشع كوابيسها يوماً ماً.
سألته بحدة مقتربه منه:
-“بتعمل ايه هنا دي؟”
اشاح جلال بنظره عنها مغمغما بعصبيبة كلما تذكر كلمات عزت عنها:
-“حياء اخفي من وشي حالا انا عفاريت الدنيا بتنطط ادامي”
فغرت شفتيها بصدمة من طريقته الحادة و التي قليلا ما كان يتعامل بها معها، لكن تملكتها الغيرة و الغضب و هي تنظر لشمس التي أخفضت بصرها بحرج:
-“أنت بتكلمني كدا علشانها؟ طب انا بقى مش همشي الا اما أعرف دي بتعمل ايه هنا يا جلال، انت فاهم؟! ”
جز على أسنانه محاولا منع نيران غضبه من الفتك بها الان فهو حقا لا يرى أمامه في تلك اللحظة و هي أدركت ذلك لكن غيرتها و غضبها جعلوها تتمادى.
مال عليها هامساً بفحيح مخيف :-
-” لو باقية على بينا غوري من وشي يا حياء، علشان حقيقي أنا دلوقتي ممكن اعمل مصيبة”
التمعت الدموع بعينيها قائلة بغيرة تحرق روحها و لم تبالي كثير بحديثه:
-“ماشي يا جلال هغور و هفضيلك الجو انت و السنيورة ما هي اللي معرفتش تعمله زمان جايه دلوقتي علشان تكمله بس صدقني مش قاعده لك فيها يوم واحد ”
دلفت لداخل شقتها لا اردايا انسابت دموعها و لاحت عليها ذكريات الماضي و كيف تسبب شمس في المشاكل لهما و خصوصاً حينما تركها جلال اكثر من شهر و سافر الي بورسعيد بعد شجارهم بسبب ما فعلته شمس من تبديل علبة الشامبو بحمض الهيدروليك راغبه في تشويه جسد حياء.
مرت بين الضيوف دون أن يلمحها احد ثم توجهت نحو غرفتهما في حين لاحظتها بيلا و لاحظت شجارها مع جلال على الدرج قبل لحظات.
ما ان دخلت الغرفة حتى جلست فوق الفراش ذرفت دموعها المكبوته أثر غيرتها و عقله يؤلف لها اسوء السيناريوهات عن علاقة جلال و شمس….
تبدو امرأه ناضجة بعقل فتاة مراهقة في تلك اللحظة، أحيانا الغيرة و الغضب عندما يجتمعان بامراه لا يهتما بالسن أبداً
مرت لحظات لتجد طرقات فوق باب الغرفة، مسحت دموعها بسرعة سامحه للطارق بالدخول.
دلفت بيلا الي الداخل بحرج مغمغه بابتسامة وهي تغلق الباب خلفها:
-“انتي كويسة ؟”
ارتجفت شفتيها قائلة بذعر خفي:
-“اه الحمد لله بس…. هو ازاي يزعقلي ادامها؟ و ازاي يجيبها تاني لحد هنا؟”
ابتسمت بيلا قائلة بخبث :
-“انتي غيرانة و لا انا بيتهيألي؟”
ردت حياء بصراحة و جدية:
-“ايوة غيرانة هو حرام اني اغير على جوزي لا و البيه بيزعقلي طب و ربنا يا جلال لاقرفك و بيتي مش هسيبه لك انت و السنيورة قاعدة على قلبك ”
صدحت ضحكت بيلا قائلة بمزاح:
-” طب بالراحة بس بدل ما يتجنن منك انت مش لسه قايله له مش هتقعديله فيها… انا والله سمعتك من غير قصد. ”
ردت حياء بود قائلة:
-” لا دا كلام حريم عادي متاخديش بالك منه و بعدين هو انا انا غبية عشان اسيبه ليها بس لما ينزل و افهم اللي بيحصل يا جلال”
ابتسمت بيلا بحنان قائلة بطيبة:
-” مهما كان اللي ناوية تعمليه بلاش تسبيه يا حياء و لا تسيبي البيت لان مفيش وجع زي وجع البُعد.”
أومأت حياء لها لتقول بيلا بحماس:
-” الناس بيمشوا خالص، أنا هطلع اقعد مع البنات”
غادرت الغرفة تاركه خلفها حياء تجلس على الفراش بحزن….
_______________________
في الشقة في الدور الرابع في منزل
آل«الشهاوي»
فتح جلال باب الشقة ليدلف للداخل قائلا بجدية:
-“ادخلي يا شمس، عندك هنا كل حاجة تحتاجيها، المفتاح خليه معاكي ”
-” أنا أسفة مكنتش عايزة اعمل مشاكل بينكم و الله العظيم”
كاد ان يغادر الشقة لكنه التفت نحوها قائلا بجدية:
-“المهم تعيدي حساباتك يا شمس، لأن اللي باقي في العمر مش اد اللي فات يا شمس و اللي بينا صلة رحم ، فكري يا شمس. ”
لم يتنظر ردها مغلقاً الباب خلفه، نظر لطيفه بحسرة و دموع، والله لم يخطي القلب حين أحبك أيها المليح، لكنك لست مقدر لقلبي لان قلبك مُحتل من قبل أخرى، أخرى فتنتك و اذاقت قلبك لوعة العشق، أخرى هزت كيانك باكمله، حتى أنها لم تفشل يوماً في جعلك تغار عليها و كأنك حديث العشق و لم يمر عليك سنوات في غمرة تلك المشاعر المحرقة لروحك…..
_________________________
دلف جلال الي شقته و قد غادر الجميع تقريبا الا نساء العائلة حتى حبيبة تجلس برفقة أيمان في إحدى الزوايا، و بيلا تجلس برفقة زينب، البيت هادئ تمام يبدو وكأن الصغار قد ناموا..
أغمض جفونه وهو يقف أمام باب غرفتهما متذكرا حديث ذلك الأحمق عن شعلته، تلك الفاتنة..
نظر ليديه التي تنزف، أطلق هدير صاخب هو يشعر بالم في ذراعه و الشعور الأسوء هو ذلك الألم الذي يعصف بقلبه، لكن لم يدري لما ارتدي قناع الحدة الذي تركه منذ سنوات، منذ أن رآها و أحبها، ما الذي حدث ليرتديه مره أخرى، هل توقفت عن حبها؟!
اي غباء هذا، والله ما توقف للحظة عن إدمان وجودها، رحيقها في حياته يسلبه عقله،ينتزع منه أي ذرة من الحدة او الكره فقط يبقى العشق فهو متيم بها و بجنونها
دلف الي الغرفة دون النظر إليها، تابعته حياء ببرود و هو يدلف الي المرحاض لكن شعرت بالذعر و هي ترى بعض قطرات الدماء متناثرة على أرضية الغرفة، انتفضت في جلستها ثم تابعته لتقف خلف باب المرحاض، سمعت صوت المياة المتدفقة من الصنبور و صوت تاوهاته المتالمه تعالا للحظات و يبدو أنه أسرع التحكم بنفسه حتى لا تستمع له.
اطرقت على الباب عدة مرات أجاب بحدة قائلا:
-“ثواني….”
حاول إيقاف ذلك النزيف و تمكن بصعوبة ليقوم باخذ عدد من أوراق المناديل ليضعه على ثم مسح يديه و خرج من الحمام لكنه لم يجدها.
جلس على ذلك الكرسي بينما اغمض عينيه بتعب مستندا على ظهر الكرسي خلفه.
لم يشعر بها و هي تجلس أرضا بجوار الكرسي وضعت علبه الاسعافات بجوارها.
فتح عينيه مخفض بصره نحوها في حين أمسكت يديه و التمعت الدموع في عينيها،
لم يصطدم من فعلتها كثيرا بل هو اعتاد على ذلك الحنان. لم يستطيع فعل شي سوي التحديق بها و كان الأمل حاد ساحقاً يضرب بعمق في قلبه و يغمر عروقه بالدف المهدئ.
هدد الضغط الذي قبض على صدرها بسحق قلبها و هي تستمتع لصوت تاوهاته بينما تقوم بتنظيف الجرح و لم تنظر له حتى.
ظل جلال يتابع بصمت ما تفعله متناسياً ذلك الألم الذي كان يشعر به قبل قليل، و خضراوتيه تمر بشغف علي ملامحها التي أسرته، عينيها البنيه الداكنه و أهدابها الثقيلة، وجنتيها اللتان تشتعلا بالحمرة أثر بكائها قبل قليلا.
حاول نزع يديه الا انها أمسكت بكفه بقوة و ضراوة حتى انتهت، كادت ان تتركه الا أنه جذبها بعنف نحوه ضامماً أياها بين ذراعي بشدة لدرجة أنه شك في قدرتها على التنفس، قام بدفن وجهه في شعرها يستنشق رائحتها بعمق، بينما كانت مستسلمة و كأنها مفتقدة اياه، احتضنته هي الأخرى تغلق عينيها بقوة، تخاف بل ترتعب من شعور فقدانه فهي أخبرته من قبل أنه تحبه و لكن ليست فقط كزوج و زوجة لكنها تحبه كفتاة فقدت ابيها لدهر كامل و حين وجدته و غمرها بحبه أصبح كالهواء،
قصه احتياج افترس بقلوبهما،
أحتياج جعل منه أبيها و حبيبها و زوجها و صديقها المخلص.
احتياج جعل منها أبنته المدللة و زوجته و فاتنة روحه.. روحه المفقودة منذ سنوات و لم يجدها الا عندم رأي عينيها.
قاطع ذلك الهدوء صوته بنبرته المتحشرجة أثر غمرة المشاعر تلك:
-“حياء اوعي عقلك يجي في يوم يقولك إني بطلت أحبك و تصدقيه، أنا على عهدي أدام ربنا”
ردت بخفوت و حزن مغمغه بارتباك:-
-“و ايه اللي يخليك تجيبها هنا يا جلال؟ أنت متعرفش انا بسببها حصلي ايه،عارف زمان كل يوم كنت بموت من فكرة أنك بتحبها و متجوزني علشان الوكالة انا عارفه ان دا كله كان لعبه منها هي و نوارة بس انا بني ادمه يا جلال عندي قلب، و قلبي بسببهم تعب اوي.
ربت بحنان على ظهرها قائلا بجدية:
-“بس انتي عارفة اني بحبك و كمان مش بعد العمر دا كله هاجي اعمل حاجة يعني، كل الحكاية انها طلبت مساعدتي و أنا عمري ما اتخلى عن حد تستنجد بيا يا حياء، كفايه عملتها مرة واحدة زمان و اتخليت عنك و للأسف كنت هخسرك لا يا حياء مقدرش اشوف حد بيطلب مني حاجة و مساعدهوش كفاية مرة واحدة”
نظرة الندم و الحزن بعيناه و هو يتذكر ما حدث بالماضي عندم تركها دون النظر خلفه جعلتها تشفق على حاله الان لتميل عليها طابعه قبلة طويلة على خده قائلة بابتسامة مشاغبة:-
-” طب و الله انت زوج لقطة هات بوسة يا جدع”
ضحك الأخر قائلا بحنان:
-” وحشتيني يا حياء وحشني اوي يا شعلتي ”
ابتسمت برضا قائلة باستغراب :
-“وحشتك ليه هو احنا بنبعد علشان اوحشك”
تمتم وهو يُبعد خصلاتها عن وجهها قائلا بابتسامة :
-“هتصدقيني لو قولتلك أنك بتوحشيني و انتي معايا يا حياء”
ردت قائلة بدلال:
-“لا مش هصدق و اوعي بقى ”
غادرت الغرفة بسرعة بينما جلس مرة أخرى على ذلك الكرسي قائلا بهمس:
-“هتجنيني معاكي يا بنت الهلالي”
__________________________
“كان ‏كافيًا أن تجد شخصًا يختارك حين تنطفئ و حين تخطئ، وحين يرى النور في غيرك ويختار عتمتك.”‏
كان«عمر» يقف في مدخل الحي، يضع يديه في جيب بنطاله الكحلي يقف بشموخ و ثقة اعتاد عليها، فحقاً ذلك الوسيم ياسر القلوب
اخرج هاتفه ليجري اتصال بثائر رد عليها الاخر بسرعة :
-“عمر باشا اومرني”
أبتسم عمر مغمغما بهدوء وهو يحك ذقنه الخفيفة :
-“ثائر مجموعة محمود الدمنهوري ايه ايه اخر الاخبار فيها”
رد ثائر بجدية :
-“زي ما حضرتك أمرت المحامي بتاعنا عرف نصيب مدام بيلا من المجموعة و من وقت اللي حصل و مفيش مناقصة واحدة عرف ياخدها و للاسف أتعرض لخساير كتيرة، هو انا ممكن اقول رأي يا عمر”
رد بجدية و صرامة:
-” طبعا يا ثائر.. ”
-” أنا شايف انه كفايه كدا محمود بيه كدا أتعلم ان الله حق و عرف ان الفلوس مش كل حاجة، بس كدا مجموعة الدمنهوري هتعلن افلاسها و اكيد مدام بيلا لو عرفت هتزعل دا مهما كان اخوها ”
تنهد عمر بخفوت قائلا بحزم:
_” سيب موضوع محمود عليا و دلوقتي مهمتك المجموعة و المشروع اللي بنقوم بيه، لازم تاخد كل التصاريح قبل 12/4″
غمغم ثائر بهدوء قائلا:
-“تمام يا عمر بيه ايه حاجة تانية.”
رد عمر بخبث و مشاغبة قائلا:
-“اليخت بتاعي تجهزه النهاردة عايزه ميكنش ناقص من اي حاجة تكفى فردين لمده أسبوع، صحيح متنساش تظبط كل حاجة للفرح”
شعر الاخر بسعادة قائلا بفرح حقيقي:
-“الف مبروك يا عمر حقيقي أنا فرحانلك اكتر من اخويا مع انه جيه متأخر شوية بس الف مبروك و الف مبروك القطط الصغيرة دول شكلهم حلو اوي بجد ربنا يحفظهم لك و لامهم و ابوهم يارب”
غمغم عمر بحزن و هو يعبث بخصلاته قائلا:
-” منهم لله اللي كانوا السبب بس خالص كفاية اوي لحد كدا، تسلم يا ثائر أنا لو كان عندي اخ مكنش هيحبلي الخير زيك… ”
ابتسم الاخر بود و مرت بضع لحظات حيث يتحدثان بالعمل ثم أغلق الخط معه.
اجري اتصال اخر ب بيلا ليخبرها بأن تجهز للخروج معه في مكان ما و لم يضيف اكثر من ذلك.
بعد مرور عدة دقائق
صعدت بيلا الي السيارة قائلة بابتسامة :
-” في ايه؟ ”
رفع يدها الي فمه يطبع براحتها قبلة عميقة قبل أن يغمغم بخبث :
-“هيكون في ايه يعني؟ هنخرج و نسيبهم بقى حاسس ان صالح شوية و يخنقني بس عنده حق أنا لو حد بعدني عنك يوم واحد ببتجنن،فخليني نسيبهم علب راحتهم شوية هاخدك لمكان خاص بينا احنا و بس…”
ابتسمت بسعادة قائلة بمرح:
“هنروح فين؟”
أبتسم مغمغم برفق:
-“مش مهم هنروح فين، المهم أننا سوا”
في صباح يوم مشرق متفتح بالسعادة لأجل هذا الثنائي الذي عانا من ظلم الحياة و قسوته لياتي اليوم الذي تتفتح لاجلهما أبواب السعادة.
جلست بيلا على رمال الشاطيء أمام ذلك الشالية الذي أتت اليه بالأمس برفقة عمر
قد انهمكت في بناء قصر من الرمال بطريقة متقنة بينما يجلس عمر برفقتها يقوم بخلط المياة و الرمال بينما تشكل ذلك القصر بسهولة و احترافيه
أبتسم بحب وهو يجلس على الرمال يضمها بحب بين ذراعيه من الخلف ليغمغم بسعادة قائلا:
-“تعرفي ان دي اول مرة اعرف انك شاطرة اوي كدا في تشكيل الرمل بالجمال دا، انتي اتعلميه امتى”
أبتسمت بيلا برقة و هي تُبعد خصلات شعرها عن وجهها بينما اخذ الهواء يلامس بشرتها الناعمه بتروِ و رذاذ البحر يتناثر حولهما منعشاً الجو غمغت بحزن و عينيها تلمع بطبقة من الدموع:
-” ماما الله يرحمها هي اللي علمتني ابني قصور من الرمل كنا نيجي هنا سوا في اسكندرية مع تيته نبيلة و نعوم كتير اوي كانت بتحب الغطس، و كانت دايما تاخدي معها في اي تجربة جديدة تعملها و نضحك سوا و نلعب كتير اوي يا عمر، و تيته نبيلة كانت تقعد تضحك و هي بتتفرج علينا، كنا نقعد و نفضل نبني قصور من الرمل لحد ما الموج يجي و يهدها، عارف يا عمر كانت دايما تقولي أنا نفسي اشوفك يوم فرحك يا بيلا وقتها هفضل اوصي عريسك عليكِ، لكن كانت بتتعب كتير بسبب بابا لانه مكنش بيحبها كان بيحب عمتك كوثر علشان كدا رفضك بنفسي الطريقة اللي جدك رفضه بيها لكن وقتها امي دفعت التمن، تعرف كانت بتقولي انها لو خرجت من علاقتها خسرانه قيراط فهي كسبت أربعة و عشرين قيراط انها خلفتني، بس مكنتش تعرف ان بنتها هتتوجع هي كمان بسبب الحب، مكنتش تعرف ان بابا هيلينا ندوق من نفس الكأس، بس الفرق انه عرف يكمل حياته و يتجوز و يخلف لكن انا حياتي وقفت مكانها ”
ابتسم عمر بندم و هو يضمها بحماية اليه و يتذكر قسوة الايام التي مرت عليها قبله و أنه بغبائه تركها تعاني من كل هذا وحدها، و كان سيظل الاثنان في تلك الدوامة لولا معرفته بالحقيقة ليشعر بالم يهدد بسحق قلبه.
أدارها اليه يقبل عينيها و يزيل دموعها برفق :
-” حقك علي عيني يا بيلا حقك علي قلبي انا، بس علشان خاطري و الله العظيم ما قادر اتحمل دموعك، ربنا يقدرني و اعوضك عن كل الألم اللي شفتيه في حياتك”
حاوط عنقه بذراعيها قائلة بارتياح :
-بس أنا دلوقتي فرحانه بجد يا عمر”
سالته بهدوء قائلة بابتسامة:
-” صحيح يا عمر أنت حسيت امتى أنك بتحبني”
حاوط خصرها هامساً و قد أشعلت بداخله نيران العشق من جديد:
-“عارفه اول مرة لما شفتك في اوضتي وقتها انبهرت بجمالك الصراحة و قلت اكيد دي مش فلاحة لان لبسك كان بسيط جدا لكن لما اتخنقتي مع عصمت و ضربتيها وقتها فاكر الجملة اللي انتي قلتيهالي
-“يعني هتكون مين ابن بارم ديله الكونت دي مونت كريستو، مكتشف الذرة وانا مش عارفة هتكون مين يعني واحد من ملزقين عيلة الرشيدي”
لم تستطيع بيلا كبح ضحكتها الرنانة و هي تنظر له متذكره تلك الليله حيث اول لقاء بينهما ليكمل عمر بشغف و عشق:
-“بصراحة من اللحظة دي و أنتي سرقتي النوم من عيني و بعد ما كسرتي ازاز العربية وقتها شوفت بنت جميلة اوي و كاريزما خفيفه على الروح و مرح كأنها طفلة بتحب الحية حقيقي كنت بحسك طفلة و الغريب اني مش بلاقي راحتي الا معاكي، بموت فيكي لما بتتكسفي، لدرجة ان أول ما كتبنا الكتاب كنت مش مصدق أنك اخيراً بقيت ملكي لوحدي، لسه في بالي أول مرة قطفت الورد من خدودك. بموت في شقاوتك و هزارك و لسانك الطويل و بحب هدوءك و ضحكتك اقولك انا برضو مش برى اوي كدا كان عندي علاقات كتير بس كنت بعتبره تسليه خروج من هم الشغل و الصفقات و كمان مفيش التزامات بحاجة، كانت علاقات سهلة لكن في حرم أدبك و أخلاقك كان لازم أقع على بوزي، في الأول قلت هقابلك كم مرة لحد ما الهالة اللي حواليك تنطفي و اعرف اركز في شغلي و حياتي لكن من غير ما احس لقيت نفسي واقع في المصيدة و كل لحظة بينا كانت بتزيد شوقي و عشقي ليك يا بيلا”
ابتسمت بسعادة قبل أن تطبع قبلة سريعة على شفتيه، كاد ان يقترب اكثر الا انها ابتسمت بخبث طفولي و هي تنهض بعيد عنه.
استقام مهرولا خلفها وهو يضحك، ركض بقوة إليها و كانت هي تركض على رمال الشط حافية الأقدام بجمال و أناقة تليق بجميلة كهذه امرأه بروح مراهقة
التقط عمر يدها في لحظه خاطفة فصرخت بيلا بفزع و هي تستدير له قائلة بمرح
-“عمر…استني بس هفهمك”
لما يمهلها فرصة لقول ما لديها بينما حملها بين ذراعي متوجهاً نحو البحر و امواجه الهائجة
ملقياً اياها برفق لتشهق بفزع مغمغه بغضب :
-“مش عايزه اعوم دلوقتي حرام عليك”
أبتسم بخبث و هو يمسك يدها ساحباً اياها نحو الاعماق، مر وقت طويل و هي تسبح بمهارة أسفل المياة، ترى الاسماك و المخلوقات البحرية بينما مر الوقت بسرعة برفقته يبدو وكان القلب عادت له روحه برفقتك ايها الوسيم.
________________________
في صباح يوم جديد
استيقظت نور بكسل على صوت ذلك الكنبة المزعج، نهضت من فوق الفراش خرجت من الغرفة متجهه نحو المرحاض بعد أن اخذت ثياب أخرى لتبدلها.
انتهت من اداء فرضها، أحضرت طفام الفطار لأجل اشقائها و والدها لكنها لم ترد ايقاظهم فالوقت مازال مبكراً و اليوم هو السبت حيث لا مدرسة.
اخذت رغيف وضعت به أصابع البطاطس المقلية ، زفرت بحنق و هي تأخذ قضمة كبيرة من من السندوتش قبل أن تغادر المطبخ متجهها نحو غرفته أخيها.
نور بهمس:
سيف، سيف قوم
استيقظ بازعاج من اشعة الشمس قائلا بهدوء :
-“ايوه يا نور”
ردت بجدية و حزم قائلة:
-“شوية و ابقى صحي بابا و عبده و اقعدوا افطروا الاكل في المطبخ و ابقى اسقي الصبار و النعناع اللي برا، و اقعد ذاكر و ذاكر لاخوك معك و بلاش تخليه ينزل يلعب بدل ما حد يضربه”
رد سيف بجدية قائلا:
-“مين دا اللي يضرب اخويا دا أنا اوديه في داهية”
ردت نور بسرعة مغادرة الغرفة:
-” مش عايزه مشاكل يا سيف الله يرضا عليك مش ناقصة”
غادرت المنزل قائلة بصوت مسموع:
-” يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم ”
كانت تمشي في جانب الطريق بحذر من الأيادي الطائشة حتى نادي عليها شخص ما.
نظرت خلفها نحو محل الجزاره حيث يقف ذلك الرجل الضخم أمام المحل يمسك بين يديه سكين حاد قائلا بلهفة :
-” ست نورهان يا نورهان، خد ياض السكين دي و اوزن للزبون اللي عندك”
أقترب منها ليقف أمامها يبرم شاربه بحركة مستفزه لنور قائلا بمراوغة:
-“يا أرض احفظي ما عليكي، نورتي المنطقة و الله من يوم ما رجعتي، هو حصل حاجة بينك و بين البية جوز حضرتك ”
غمغمت نور بحنق و هي تحدج به بضجر:
-” هو في ايه يا معلم سلطان هو انت ليك فلوس عندي لا انا بشتري منك اللحمة و بدفع حقها عايزه ايه انت بقى”
-“ننول الرضا يا جميل، و لا احنا مش اد المقام و القلب مش بيميل غير لولاد الذوات، مش طلقك برضك”
اخذت نفس عميق بغضب قائلة من بين اسنانها:
-“بقولك ايه يا معلم سلطان ست توحة لو عرفت انك واقف معايا دلوقتي هتزعل و هتزعلك وأعتقد انت مش اد زعلها، فانجز و قول عايز اي مني علشان عندي شغل”
وضع يديه على بطنه و حركها قائلا بخبث:
-” طالب ايدك يا نور انتي لسه صغيره و زي القمر و حرام يضيع شبابك في الشغل و المرمطة دي انتي صغيرة عليها انتي عايزه اللي يستتك”
زمجرت نور قائلة من بين أسنانها :
-” عارف انت لو مامشيتش من ادامي هعمل فيك ايه؟ قسما برب مُحمد هصوت و الم عليك أمة لا اله الا الله، و ساعتها ابقى وريني هتعرف تقف ادامي كدا ازاي بالاذن يا معلم”
رد سلطان باستفزاز و لمعة عيناه بخبث و اعجاب:
-” هتعبر نفسي مسمعتش حاجة و هستنا ردك يا جميل..”
عضت على شفتيها بغيظ و غضب قبل أن تتركه و هي تسبه من شدة الغضب..
________________________
في قصر «العلايلي»
ركض باسل بقوة لداخل القصر بعد أن اتاه اتصال من زينه بأن والده فقد الوعي قبل وقت و حالته تسوء.
ابتسمت إحدى الخادمات باعجاب و هي تراه يدلف لداخل القصر مهرولا، يبدو في غاية الوسامة تلك الملامح الحادة قليلا تزيد من وسامته الطاغية و عسلياه الضاريتان يلمعان بحدة و كأنه نمر ينتظر فريسته ليفترسها، هيئته الرياضية تأسر قلوب الكثيرات
هو مثال للوسامة الطاغيه و الملامح الرجولية المميزة
صعد الدرج بسرعة في أقل من دقيقة كان يقف أمام غرفة والده بينما رأي الطبيب يخرج من الغرفة و الحزن جلياً على وجهه
سأله باسل بلهفة قائلا بحزم يليق به :
-“زيدان باشا كويس؟”
اخفض الطبيب رأسه بحزن قائلا:
-“للأسف حالته بتسوء و مش قابل انه يروح المستشفى و الأعراض اللي عنده اعراض الجلطة”
ضيق باسل ما بين حاجبيه بارتياب و حزن قائلا بجدية:
-“يبقى ننقل كل الاجهزه للقصر و اي حاجة هيحتاجها في المستشفى توصل القصر”
رد الطبيب بهدوء قائلا:
-“بس يا باسل بيه الموضوع هيكون صعب و.. ”
قاطعه باسل بحزم و صرامة متناهية :
-” مفيش بس انت فاهم، كل الاجهزه تتنقل هنا أدام النهاردة لو مظبطش كل دا، اعتبر ان المستشفى بتاعتك مقفوله و دا مش تحذير دا تهديد…. ”
ابتلع الطبيب ما بحلقه بارتجاف قائلا بهدوء:
-“الأجهزة هتوصل النهاردة ان شاء الله ”
وضع باسل يديه بجيب بنطاله قائلا بشموخ و ثقة:
-” للأسف معندكش حل غير دا، اتفضل شوف شغلك. ”
أومأ له بجدية قبل أن يغادر القصر، في حين خرجت زينه من غرفة والدها و هي تبكي بحزن و صمت، لكن ما ان رأت باسل حتى ركضت نحوه محتضنه اياه”
ربت على ظهرها بحنان و حب، اخذت تغمغم ببعض الكلمات :
-” بابا تعبان اوي يا باسل، ارجوك ادخله هو عايزك هيرتاح لما يتكلم معاك علشان خاطري انا و ماما”
زفر بحرارة و حنق و هو يحملق في الفراغ لتقول بتضرع :
-” علشان خاطري يا باسل ارجوك”
مسح وجهه بيده قبل أن يومئ لها بالموافقة، ابتسمت بسعادة وهي تمسك يده تأخذه لداخل الغرفة .
وقف باسل في تلك الغرفة الشاسعة ينظر لوالده الراقد بارهاق فوق الفراش مغمضا الاعين.
غادرت زينة الغرفة و هي تدعو الله أن ينهي ما بينهما من شجار.
ظل واقفا مكانه لعدة لحظات ثم أقترب منه ليجلس على الكرسي بجوار الفراش.
شعر زيدان به ليفتح عينيه بلهفة قائلا بحزن:
-“باسل”
كان يحاول النهوض الا انه تتوه بالم وهو يضع يديه على قلبه، شعر باسل بالذعر قائلا:
-“خليك مرتاح، أنا جانبك”
لا يعرف كيف نطق لسانه بتلك الكلمات، ابتسم زيدان و معالم الحسرة و الندم تعتلي وجهه بوجوم و تعب:
-“حقك عليا يا باسل، انا عارف اني اذيتك باللي عملته، و عارف ان مكنتش الاب المثالي ليك و لا لأختك و مش هبرر موقفي انا غلطت في حقك انت و نيرة و زينة و لما حاولت أصلح اللي بينا اتسببت في جرح نور كمان، أنا بس كنت عارف ان هي دي اللي هتعرف تغيرك علشان كدا دخلتها حياتنا ”
سعل بقوة في نهاية حديثه ليقوم باسل بجذب كوب المياة الموضوع على الكومود معطيا اياه لوالده، اخدةذه زيدان ليرتشف منه ببطئ ثم وضعه جانبا ليقول بدموع و ندم:
-” حقك عليا يا ابني والله العظيم حقكم عليا بس اديني فرصة و أنا هحاول أصلح اللي كسرته صدقني انا محتاجك جانبي يا باسل”
اخفض باسل بصره لتاتي على باله بعض الآيات القرآنية التي حفظها منذ فترة قصيرة
قوله تعال
[وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا»، [النساء:36].
وقوله سبحانه: «قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» [الأنعام:151].
وقوله جل شأنه: «وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ (البقرة: 83).
وقوله: «قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا* وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا* وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا» (مريم: 30-32).
وقوله جل وعلا: «وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (العنكبوت).
وقوله تعالى: «رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلاَ تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَارًا»، (نوح: 28).
حقاً ان الهدى هدى النفس فاستعن بالله يا فتى.
رد باسل بجديه حانية :
-“خلينا ننسى اللي فات انا خالص معدتش فارق معايا كتير، أنت ليك حق عندي و ربنا يقدرني و اديه و حقي عندك أنا مستعوضه عند ربنا، و بالنسبة لأمي فأنت لازم تصافيها لان حرام اوي اللي عملته فيها و اللي هي استحملته علشانا.”
ربت زيدان على كتفه قائلا بضعف :
-“طب و نور”
ابتسم باسل ساخر ليجيب بخفوت:
-” نور ربنا يسعدها مع الشخص اللي يستاهلها، أنا خالص معدتش افكر في موضوع الجواز و لا عندي طاقة لأي حاجة غير الشغل حالياً و غير اني افهم نفسي. ”
ربت على كتف والده بحنان قائلا بجدبة:
-“متقلقش على الشغل انا هظبط كل حاجة و ان شاء الله هرجع الشركة تاني من النهاردة”
غادر الغرفة دون أن يضيف حرف اخر
_________________________
بعد مرور أسبوع
في منزل عمر بالاسكندرية
وقفت زينب علي ذلك الكرسي الصغير لتصبح في مواجهة والدها تقوم بضبط الجرفتة هامسه باعجاب و شغب:
-” البدلة شيك اوي عليك يا بابا حقيقي لو مكنتش ابويا كنت طلبت الطلاق من صالح و طلبتك للجواز”
ضحك عمر بصخب قائلا بسعادة:
-“ابوكي طول عمره شياكة يا بنت، الف مين تتمناني بس القلب بقى، ها مظبوطة كدا؟”
نزلت عن ذلك الكرسي قائلة بغمزة شقاوة:
-“زي القمر يا برنس خالي في علمك انك هتتحسد لازم ارقيك من العين”
جذبها عمر نحوه مقبلا قمة راسها بسعادة:
-” تعرفي أنا مستني اليوم دا من امتى يا ملك ياااه من اكتر من اتنين و عشرين سنه من اول مرة عيني وقعت عليها وقتها اخدت قلبي و سرقتني من نفسي”
أبتسمت زينب بسعادة و حماس قائلة :
-” خالص و اهو جيه اليوم اللي بتتمناه المهم اوعي اوعي تحاول تزعلها يا بابا انا بقولك اهوه اه بنتنا لو زعلت هيكون فيها كلام كبير “
-والله”
غمزت له بحب قائلة: والله
بعد مرور نصف ساعة
تدق الطبول وتُعزف الزمامير على أوتار الحبيب الواقف في اخر الدرج ينتظر العروس وعيناه تتوهج بالفرح والحب وهو يراها تنزل برفقة أبنتها و زوجها تتأبط ذراعه بخجل من الموقف، والسعادة تطل من بنيتها الكحيلة البراقه بالحب، كل خطوة تخطوها على الدرج بتمهل يخفق قلبه شوقاً معها
وكانها تسير على حافة قلبه العاشق.
وصوت الزفة يكمل جمال المشهد وتأثيره عليهما مع الزغاريد الغالية المنطلقه حولهما من الأحبة حيث يقف شاركهم الكثيرون
(حبيبة و نور و إيمان و حياء و زينب و مريم و كذلك صفا
و نساء المنطقة المقربين من حياء جاء الكثيرون ليشاركوها تلك الفرحة»
كانت جميلة اليوم اكثر من اي يوماً مضى جمالها راقي بريء كثوبها الأبيض وحجابها الناصع وآه من طلتها بالابيض عليه فقد خطفت قلبه اكثر من السابق واعجزت حواسه فظل واقفاً مكانه متسمر ضائع في جمالها يتأملها من أول زينة وجهها الرقيقة مع لفة الحجاب الرائعة الذي يراه به لأول مرة
حتى اطرف تنورة ثوبها المميز والذي يليق بمعذبة قلبه و معشوقته،
انها هي الحب ولن يكن الحب دونها حباً !.
رفعت بيلا عينيها عليه وخفق قلبها بجنون وهي تراه يقف عند آخر درجات السلم ينتظرها بحلة العرس الانيقة والتي ازداد بها وسامة كنجوم السينما و كيف لا وهو يملك من الوسامة ما تجعل قلبها يخفق بضراوة
وكانها صممت خصيصاً له حتى يتمكن من خطف قلبها اكثر من السابق
انتبهت للبسمة الجذابة على محياه وتوهج عيناه بالحب والسعادة وقد لاحظت باقة الورد الحمراء الصغيرة الذي يحملها بين يداه منتظر قدومها حتى تاخذها منه
لا تعرف لماذا ترقرقت الدموع بعينيها لكنها شعرت ان السعادة في قلبها كانت أكبر وأجمل مما تحتمل
لذا تجمعت في مقلتيها دموع السعادة والشكر لله على تلك النهاية الرائعة فقد جمعها في نهاية
بالحلال بمن تحب بعد سنوات عجاف من البعد سنوات تالمت في بُعده ….
تأثر الجميع بهذا المشهد وخصوصاً ملك التي تقدمت منها كذلك وظلت في احضانها لفترة، ابتسمت زينب بسعادة وهي تقبل وجنة بيلا قائلة بسعادة:
-“الف مليون مبروك يا ماما”
شعرت بيلا بالنفور من ذلك الزفاف رغم سعادتها لكن تشعر و كأن الموقف سخيف
تقدم عمرو منها وأخيراً اتى الدور عليه لمباركة زوجته فقدم لها باقة الورد بصمت فاخذتها منه بخجل وتوتر، لتجده يقترب منها ويطبع قبله على جبهتها طويلة حسية عميقة المعاني جعلتها تغمض عينيها ويخفق قلبها بجنون مع لذة اللحظة
لتجده يبتعد عنها ناظراً لعينيها البنيه يأسرها فتركت لعينيها حرية تأمله اكثر من اي يوماً مضى.
فكان وسيم لدرجة ضاعت في نظر اليه لبرهة حتى أن خصلاته البيضاء زادت من وسامته و ها قد جاء اليوم الذي تمنت لسنوات .
لتجده يهمس بصوتٍ أجش…….
-“مبروك يابيلا” ثم مال عليها هامسا بصوت لم يسمعه احد سوها قائلا برجاء:
-“افرحي يا بيلا علشان خاطري و انسى الماضي و اوعي كلام الناس يأثر فيك لان محدش فيهم عاش في المرار اللي احنا دوقناه يبقى مش من حقهم ينكدوا علينا في الليلة اللي بنفرح فيها”
ابتسمت بيلا وضاعت نظراتها الهائمة به أكثر لتجده في اللحظة التالية يعتقل خصرها بين يديه بحب لتلف كفها حول ساعده
صفق الجميع لهما وصاح صالح و اصدقاءوه الشباب بتشجيع له
بينما اطلق ثائر صفير عالٍ وهو يصفق لهما وكذلك علي الذي يقف جواره يتالق ببذله سوداء انيقة
اتجهت بيلا معه نحو السيارة الي القاعة المقام بها حفل الزفاف ليبدأ الاحتفال
في القاعة
جلست بيلا بجوار عمر بسعادة و ها قد آت ذلك اليوم الذي تمنته منذ دهر طويل
على إحدى الطاولات التي يجتمع عليها الشباب
نظر صالح لعلي و يوسف قائلا:
-“لا يا شباب مش هينفع كدا خالص عايزين نولع الليلة دا حمايا برضو”
رد يوسف بغمزة شقاوة و سعادة:
-“يبقى لازم نعمل معاهم الواجب و لا ايه يا على”
وافقه على ليتجه نحو مهندس الصوت ليهمس له ببعض الكلمات
بعد لحظات
وقف صالح في منتصف القاعة و جواره من الناحية اليمين يوسف و من الجهة الأخرى يقف على
اقتربت الفتيات من الشبان الثلاثة
صدحت الأغنية الصاخبة حولهم بدأ الغناء والرقص…….
(حلوة وبتحلي أى مكان وتنوره
والله ما تلاقوا زيها لفوا الدنيا ودوروا
دى جمالها معدى واللى يشوفه بيقدره
والله ما تلاقوا زيها
زيها مين بتهزروا……..)
مسك عمر كف بيلا متجها نحو الشباب و كذلك جلال الذي صعد للتو برفقة حياء
إصدارها عمر عدت مرات وهو يغني مع الاغنية بسعاة
بينما ساد جو من المرح بين الشباب و كذلك عمر لينظر له صالح ثم غمز لها بحب رغم حنقه منه بعض الأوقات ليرد له عمر بابتسامة ليردد صالح الأغنية و هو ينظر لزينب
“تؤمر تتأمر ما هى دى اللى عليها منمر
طبعاً حقها تدلع، تتبغدد قوى، تتمنع…..”
مسك صالح كف زينب ورقص معها وهو يشارك في الغناء بمرح ليغمز لها قائلا:
(قصاد الغمزة إحنا تلامذة، قصاد المشية إحنا الحاشية ودى السلطانة وتتسلطن، نغنى معاها ونتسلطن قصاد الغمزه إحنا تلامذه، قصاد المشية إحنا الحاشية
ودى السلطانة وتتسلطن نغنى معاها
ليل يا عين يا ليل يا عين يا ليل
عين يا ليل يا عين يا ليل يا عين”
مسك جلال كفي حياء ونظر لعينيها وهو يردد مع الأغنية بشقاوة وهي تموت خجلاً وسعادة من جمال اللحظة بين يداه وتمنت كثيراً ان يقف عمرها هنا ولو قليل ولا تنتهي أجمل اللحظات بينهما ليهمس قائلا بعشق؛
(الورد إتنقى بالواحدة عشان خدها
يا جماعة مش ممكن لأه
دى لا قبلها ولا بعدها
مبتدلعش ما هي دلوعه لوحدها
الرقه يا ناس ربانى
ربانى يا ناس بُعدها”
بأخر جملة ضحكت حياء بقوة وهو أخذ باله من الجملة فغمز لها سراً
وجواره ردد يوسف باقي الأغنية امام عينا ن ايمان والتي كانت تهتف بتناغم وسعادة مع اوتار الموسيقى ليصيح بجنون وهو يرفع يديه……
” أنا مش هتكلم أنا رافع إيدى مسلم
القد يا ناس يتدرس منه الغزلان تتعلم
ده أنا مش هتكلم أنا رافع إيدى مسلم
القد يا ناس يتدرس منه الغزلان تتعلم……
تبدلا الشباب الرقص فاصبحت بيلا و زينب و مريم و صفا والفتيات مع بعضهن
والشباب في الجزئية الأخرى وصياح الشباب كان أعلى وهما يرددون الباقي من الأغنية بحماس و سعادة
“قصاد الغمزة إحنا تلامذة، قصاد المشية إحنا الحاشية ودى السلطانة وتتسلطن نغنى معاها ونتسلطن قصاد الغمزة إحنا تلامذه، قصاد المشية إحنا الحاشية ودى السلطانة وتتسلطن نغنى معاها
ليل يا عين ياليل يا عين يا ليل
عين يا ليل يا عين يا ليل يا عين”
أقترب عمر من بيلا محتصن وجهها بين يديه قائلا بسعادة:
-” بحبكك…. ”
ابتسمت بسعاده تنظر للجميع حولها و كم السعادة التي تحيط بها و كل شاب يمسك بيد حبيبة و يرقص على أوتار الموسيقى بتالف و تناغم
ردت بيلا بسعادة و خجل :
-” و انا بموت فيك يا عمر، بس الشباب قاموا بالواجب حقيقي مكنتش متخيلة انه هيكون بالجمال دا”
أقترب صالح منها قائلا بسعادة و حب:
-“لسه الليلة في اولها يا بيلا يا قمر انتي ليه الجمال دا يا قمر”
طبع قبلة على جبين بيلا ليصيح عمر بغضب :
-“بتعمل ايه يالا انت اتهبلت”
أبتسم صالح بخبث و استفزاز و هو يقبل راس بيلا بحماس:
-” ايه هو حلال ليك تبوس مراتي و انا لا يا حمايا العزيز و لا ايه، تعرفي يا بيلا انتي النهاردة بجد أجمل واحدة شافتها عيوني ايه الجمال دا “
كاد عمر ان ينفجر من الغيظ و الغيرة لتقهقه بيلا بحماس قائلة:
-” والله انتي اللي قمر يا صالح لو كنت اكبر شوية و مش جوز بنتي اكيد كنت هتجوزك فورا يا ابو عيون خضراء يا قمر انت”
زمجر عمر بغيرة قائلا:
-” طب ما اجيبلكم اتنين لمون و امشي انا ”
قهقه صالح و هو يهز كتفه بسعادة تناغم مع الموسيقى ليتجه نحو زينب تاركاً العروسان.
كانت نور تجلس على الطاولة تنظر لهم بحزن تمنت لو تراه الان و تصرخ به بل و تحتضنه و تخبره انها تفتقده منذ أن تركها و كسر قلبها رغم أنها أخبرته انها ترغب بالبقاء معه لكن لم يبالي بذلك و تركها
أخيراً رفعت عيناها البنيه لتقع عينيها على عسليته المهلكة و هو يدلف لداخل القاعة
وكان هو في غاية الأناقة ببذلة كلاسيكيه بعصرية رفيعة باللون الكحلي، كانت رائعة
عليه وكانها صممت اليه خصيصا
وقد صفف شعره الاشقر الغزير للخلف فأصبح جذاب بدرجة مهلكة…. مما جعلها تخفض عينيها بارتجاف بينما تتعالى دقات قلبها
بلعت غصة الانكسار في حلقها وهي تشعر بتجمد أطرافها.
دلف باسل الي داخل القاعة بخطوات شامخة يبدو في غاية الوسامة، ادار عسليته في القاعة و كأنه يبحث عنها لا يعلم لما يفعل ذلك لكن قاده قلبه الي البحث عنها، ليجدها تجلس على إحدى الطاولات وحدها تتالق في ثوبها الأزرق الطويل و حجابها الأسود الذي يبرز بشرتها البيضاء الجميلة، اختطف عدة لحظات و هو يتمعن النظر اليها باشتياق اخرق قلبه الملتاع لها
كانت الصحافة هنا و هناك تقوم بتصوير كل اللحظات في ذلك الحفل الاسطوري الذي يجتمع به أشهر راجل الأعمال و أشهر الشخصيات المعروفة بمدينة الاسكندرية
تشنج وجه باسل بحزم و شدة وهو يري ذلك الشاب يقترب من طاولة نور مبتسم يمد يده نحوه قائلا بلهفة :
-“تسمحلي بالرقصة دي يا هانم”
رفعت نور عينيها تنظر حوله لتشعر بأنه مألوف بالنسبة لها، وجهت نظرها لذلك الواقف مكانه و عيناه تبعث الشرار، و البخار يتصاعد من اذنه من شدة الغضب و كأنه ينتظر ردة فعلها.
ابتسمت برقة مغيظه له لتضع يديه بيد ذلك الشاب، ليتجه نحو المنصة بجوار الشباب يرقص معها برقة و تناغم على تلك الموسيقى لتساله نور بهدوء :
-“هو احنا اتقابلنا قبل كدا؟”
رد الشاب بتوتر قائلا:
-“هو انا كنت شغال مع باسل بيه و شفتك كذا مرة معه فيمكن تكوني عرفاني اسمي عيسى ”
أومات له بلا مبالة و عينيها تسترق النظر لذلك الوسيم الذي أقترب من المنصة برفقة امرآه انيقه مثيرة!
جزت على أسنانها من شدة الغضب قائلة بهمس:
-” جوز الأربعة قليل الادب، السافل”
صعد باسل المنصه مباركا لعمر ثم نظر لتلك المرأه و اخذ يراقصها بجوار نور و هو يسترق السمع لما يحدثها الشاب به
بينما كان عيسى يتحدث لنور التي حاولت التركيز قدر المستطاع الا ان رائحة عطر ذلك الوسيم داهمت انفها لتجعلها تشعر بالضياع.
الا عندم سالها عيسى بخبث قائلا:
-“نور انا عارف انك انفصلت عن زوجك و الصراحه عارف ان الموضوع هيكون مفاجي ليك بس انا حابب احد رقم والدك و صدقيني يا نور انا عارف انك اتاذيتي منه بس اديني فرصة اعوضك”
ابتسمت دون وعي ليجن جنون ذلك الأشقر معذب قلبها ليصرخ بغضب و هو يدفع الفتاه بعيدأ عنه ثم توجه نحو عيس يمسكه من تلابيد قميصه قائلا بعيون سوداء من الغيرة:
-” و عايز رقم ابوها ليه أن شاء الله يا روح امك”
ابتلع عيسى ما بحلقه قائلا بتوتر؛
” كنت هطلب ايديها للجواز و الله على سنة الله و….”
لم يكمل جملته بينما صرخ باسل بغضب :
“عايز تجوز مراتي يابن ال***…..”
عجله باسل بلكمة قويه اسفل فكه على أثرها تراجع عيسي للخلف وهو ينظر اليه
بوحشية تكاد تفتك به، لكمه باسل مجدداً اسفل عيناه وهو يصرخ به بقوة…..
“هتعوضها ها، كل الرجالة اغبيه وانت الذكي بروح امك”
ركله باسل في بطنه وهو يقول…..
” كل الرجالة اغبية وانت الذكي اللي فينا…..فين النخوة والمروءة وانت حاطت عينك على وحدة متجوزة وبتحب جوزها ياغبي….. “
دافع عيسى عن نفسه ولكم باسل في صدغه……..
وهو يقول بقرف :
“اي مبتعرفش تكلم غير بايدك معندكش لسان…”
تحسس عيسى فكه بيده بغضب وقذف الدماء من فمه وهو يناظر باسل بغضب ثم سأله ببرود
“افهم من كده انكوا متجوزين ازاي و انت طلقتها…..”
استشاط باسل غضباً من حديثه الفاتر معه بعد كل هذا الضرب،بل ويساله وكانه صديقه او من افراد العائلة، شهق باسل بازدراء
-” انت مال اهلك يالا واحد و مراته حصل بينهم مشكلة فجأة كدا تطلعهم أطلقوا”
كانت نور تقف بجوار زينب بفزع و سعادة خفية وهي تتابع ما يحدث و تلك الفوضى اللي اثرها باسل في حفل الزفاف لكن تملكها الغضب من تقلبات لتقول بحدة:
-“مرات مين يا جدع انت و بعدين احنا انطلقنا و مالكش دعوة بيا”
صرخت في نهاية جملتها و يقترب منها محذر اياها بغضب و شر الا انها استمرت قائلة:
-“ايه فاكرني بخاف و لا ايه ايوه اطل…..
ضحك عمر بسعادة قائلا بخبث:
-” رغم ان تمثيلك يا عيسى معجبنيش بس برافو عليك اهو اتحرك”
فغرت زينب شفتيها قائلة بصدمة:
-“بابا؟!”
غمز لها لها بشقاوة قائلا بخبث لبيلا:
-“مش ياله بينا و لا ايه يا مزة”
ردت بيلا بخجل و سعادة:
-“احترم نفسك يا عمر”
_”قُلْ لِلمليحِ -وإنْ تباعدتِ الخُطَى-
تَبْقَى القريبَ، وليْسَ بعدكَ مِن هَوى”.
«ما قبل البداية»… دعاء أحمد
كل القصص جعلتني أتيقن من شئ واحد،
أن يحبك شخص بندباتك بعقدك بحروبك وهزائمك، وأن تتَّسع يده لأحلامك وذراعيه لروحك المُتوعكة، أو لا يُحبك“.
أجاب جلال بعد أن رأي رقم مجهول الهوية لياتيه صوت شخص ما بتلهف و توسل:
-“اللحقني يا جلال هيموتني”
يبدو الصوت مألوف بالنسبة له ليقول بارتياب:
-“شمس؟!”
أجابت «شمس» بسرعة و خوف :
-“اللحقني يا جلال، عزت هيموتني و حالف انه هيرجع و هيطلع عليا القديم و الجديد و أنا خايفة و مش عارفه اعمل ايه و معنديش حد اروحله بالله عليكَ يا جلال أنا خايفة”
وضع جلال يديه بجيب بنطاله ببرود مغمغاً بحدة:-
-“عايزه ايه يا شمس تاني، ايه اللعبة الجديدة اللي بتدبريها؟ ”
ردت الأخرى مهرولة بخوف و انكسار :-
-” و الله العظيم يا جلال ما في اي حاجة في دماغي، بس انا تعبت و ماليش حد بعد ابويا الله يرحمه و عزت الله يجحمه اخد دهبي و مراته الأولى طلعت عليا كل اللي عملته معاك انت و حياء، ابوس إيدك ساعدني يا جلال لو لسه خالتي نوارة غالية عليك، لأن صدقني لو مساعدتنيش هتيجي تلقيني جسده هامده. ”
رد جلال بجدية و صرامة:-
-” ماشي يا شمس لما اشوف اخرتها معاكي و خالي في بالك ان لو ساعدتك هيكون بس علشان صلة الدم اللي بينا غير كدا لا يا شمس و اظن المعلومة وصلت”
أغلق الهاتف دون أن ينتظر ردها في حين نظر لإحدى الشباب الموجودين بالساحة قائلا:-
-” عثمان تعالي شوف مكينه الكهرباء دي، أنا خارج عندي مشوار ”
كاد ان يغادر المنزل الا عندم وجدها تنادي عليها تركض نحوه قائلة بجدية:
-” رايح فين يا جلال، و بعدين معقول هتسيب الناس اللي جاين يباركوا لك، اظن ميصحش كدا”
غمغم جلال بجدية قائلا بكذب لم يرد ازعجها بالحديث عن شمس:
-“موضوع كدا يا حياء هخلصه و اجي على طول، سلام”
شعرت بالارتياب و الضجر من حديثه الجاف هامسه لنفسها بريبة:
-“حاسة كدا ان في مصيبة و الله أعلم ، استر يارب”
في شقة صالح
ابتسمت زينب بسعادة وهي تقف أمام المرآة تنظر بسعادة عارمة لانعكاسها، تبدو جميلة متألقة بل فاتنة في ذلك الثوب الأسود الطويل و الذي يبرز رشاقتها
لكنها لم ترى ذلك الذي ينظر لها بابتسامة لعوبة تزين ثغره و عينيه تتفحصها باشتياق، تبدو في غاية الجمال و هي تتمايل برقة أمام المرآة تبدو أنثى فاتنة شعرها الحريرب الذي يمتد لخصرها، رماديتيها اللمعه برونق خاص. كل شيء بها يبدو في غاية الجمال يجعله يقترب منها دون شعوره بذلك.
انتفضت زينب بفزع و هي تشعر بيد تحاوط خصرها بينما دفن وجهها بشعرها يستنشق عطرها لترخي دفاعتها قائلة بابتسامة:
-“صالح”
قاطعها مغمغم بهمس عاشقاً :
“شش… وحشتيني، أخيراً عرفت أشوفك بعيد عنهم كنت حاسس ان شوية كمان و ابوكي هيطردني من البيت مش بلحق اشوفك”
ابتسمت بسعادة قائلة بخجل :
-“طب ابعد بس كدا علشان هم مستنينا برا و الولاد لوحدهم يا صالح”
رد بصوت اجش متحشرج أثر مشاعره :
-“الولاد مع ايمان تحت في شقة بابا، مفيش حد هنا غيرنا، اظن كفاية كدا يا زينب انا معدتش قادر على البُعد كفاية الاسبوع اللي فات كله كنتي معاهم و أنا بنام تحت خالص كدا من حقي بقى يخلوني اعرف انام براحتي”
ردت زينب بنبرة ساخرة :
-“ليه هما بيعذبوك تحت ما انت بتنام لوحدك بعيد عن زن الولاد و… ”
رد مقاطعاً اياها بهمس و حرارة وهو يقبل جبينها:
-” بس مش في حضني، ازاي هكون مرتاح وانتي بعيد عن حضني ”
غمغمت زينب بخجل من طريقته قائلة بخفة وهي تضع يديها على صدره مُبعده اياه:
-” صالح سيبني اخرج لهم، و بعدين نتكلم في الموضوع دا”
رفع رأسه عن عنقها اخيرا مديراً اياها بين ذراعيه و تصبح مواجهه له، جذبها نحوه ليصطدم جسدها بجسده الصلب و لم ينتظر كثير و هو يستولي على شفتيها في قبلة قوية لكن حنونة في ذات الوقت.
استرق منها بضع دقائق دون أن يشعر بما يحدث حوله الا انه أبتعد بسبب احتياجهما للهواء، حاولت تنظيم أنفاسها و هي تغمض عينيها بينما اصبغت وجنتيها بلون أحمر قاني لم تستطيع فتح عينيها من شدة الخجل و الاضطراب بسبب هجومه الضاري و المفاجي
تأمل احمرار وجهها الشديد انفها و وجنتيها و عينيها المغمضتان ابتعد قليلا قائلا بجدية تنافي تلك المشاعر قبل قليلا قائلا:
-“انا هنزل بدل ما يلاحظوا اختفائنا و انتي تجهزي و ابقى انزلي و غيري العباية دي ضيقة و تلمي شعرك، شعره واحدة تبان يا زينب أنتي حرة”
غادر الغرفة حتى أنه لم ينظر لها بعد تلك الجملة، بينما جلست على الاريكة تتحسس وجنتها الحارة هامسه بخجل لنفسها قائلة:-
-“اهدي خالص هو مشي” وضعت يديها موضع قلبها تستمع لنبضات قلبها الثائرة بعنف و ضراوة، عضت على شفتيها بخجل و هي تخبي وجهها بيديها.
______________________
بعد مرور نصف ساعة
نزلت زينب الدرج ببطئ و اضطراب بعد أن بذلت ثيابها لأخرى فضفاضة رغم ان الضيوف هم نساء المنطقة لكنها تخشي اي اصطدام معه و تعلم أن غيرته و ربما تفتك بها و به.
ابتسمت بيلا مقتربة من زينب التي دلفت الى داخل شقة والد زوجها للتو قائلة بهمس و خبث:
-“اتاخرتي يعني يا ملك و بعدين ايه دا انتي غيرتي العباية مش كانت عجباك و لا ايه”
اشاحت زينب بعينيها عن والدتها متمتمه بخجل :-
“اصل حسيت أنها ضيقة شوية و ممكن اي حد يطلع من الرجالة و.. و ساعتها هتبقى مشكلة”
غمغمت بيلا بخبث قائلة بسعادة :
-“اه قولتيلي ضيقة طب هو صالح كان بيعمل ايه فوق و سايب الرجالة تحت مش أصول برضو يقف معهم وخصوصا ان والده مش موجود”
كانت زينب تفرك كفيها ببعضهما قائلة بارتباك و خجل:
-” كان.. كان، اه صحيح كان عايز يقولي انه خالص جهز شهادات الميلاد بتاع الولاد”
-“بس كدا” سألتها بشك
الان ان زينب ردت بنفاذ صبر و خجل:
-” اومال يعني هيكون عايز ايه يا ماما، هو كدا بس”
قبلتها بيلا قائلة بسعادة و حب:
“ربنا يسعدكم يا حبيبتي و بعدين جوزك اكيد زهق من قعدتنا معاكي و اكيد الاولاد وحشينه “صمتت للحظات قبل أن تتابع بخبث :
-“و اكيد انتي كمان وحشاه”
أخفضت زينب بصرها ثم اتسعت ابتسامتها جعلت بيلا تشعر بالسعادة لاجلها متمنيه لها حياة سعيدة مع زوجها قاطعهما في تلك اللحظة صوت حياء قائلة بحناان و جدية:
-” انتم واقفين هنا و سايبين الضيوف ياله عايزين نفرح شوية و كمان نفرق السبوع ياله يا بيلا زوبا ورايا ”
ابتسمت بارتياح و هي تدخل للصالون الشاسع حيث تقف إيمان في منتصف الغرفة تضع يونس في الغربال و خلفها حبيبة و عائشة كل منها تُمسك غُربال و تضع به فتاة و يلتف حولهم الأطفال و النساء ، بعض العادات المصرية
أطلقت السيدات الزغاريد بسعادة وهم يقتربون من زينب محتضنين اياها و مباركين لها بينما بادلتهم ذلك بسعادة و طيب نفس.
كانت النساء يغنين و يقوم برش الملح و الأطفال تلتف حوالهم مر الوقت بسعادة ومرح دون الشعور به
______________________
في إحدى الأحياء بالاسكندرية
صف جلال سيارته بجوار تلك البنايه القديمة حيث تقطن شمس و زوجها ذلك المدعو عزت رغم ان جلال لم يهتم كثيرا بالأمور المتعلقة بشمس الا انه عرف بعض المعلومات عن عزت منها انه يصغر شمس بثلاث سنوات، ذات شخصية طامعه من القاهرة و جاء للاسكندريه قبل بضع سنوات حيث تزوج من شمس و هو زوجها الثاني، متزوج من امرآه اخري، يلعب القمار في ذلك الكبارية المعروف بأنه ملك امرأه تدعي سونيا…..
صعد الدرج و هو يذكر الله لكن سمع صوت صرخات عاليه ليري بعض الجيران يقفون مقيدين الأيدي أمام شقة عزت وهم يستمعون لصرخات تلك المرأه مستنجده بمن حوالها الا انهم لم يستطيعوا التدخل بين الرجل و زوجته.
حاول جلال العبور خلالهم و دلف الي الشقة حيث كان الباب مفتوح على مصراعية
في تلك اللحظة
كان «عزت» يضرب«شمس»و يسبها بافظع الشتا”ئم الا عندم رأي «جلال» يقف داخل المنزل، تركها بخوف و توتر بينما رفعت شمس عينيها بانكسار ليري عينيها المليئة بالدموع و وجهها المتورم أثر صفعات عزت لها. لا يعرف لما شعر بالشفقة عليها
لكن الله عادل ما فعلته بالماضي لحياء عندما جعلتها تتجرع من كأس الغيرة و الانكسار و العتاب من الجميع ذلك الشخص يُحاسبها عليه… لا تظن أنك تحيا وحدك بتلك الحياة…
ركضت شمس مهرولة نحو جلال لتقف خلفه بتضرع و رجاء و هي تمسك بذراعه بقوة و خوف بينما التمعت عينيها بدموع الانكسار مغمغمه بحزن:
-“متسبنيش يا جلال هيموتني”
رفع جلال بصره ينظر لذلك الرجل يبدو في نهاية الأربعينات، ذات جسد رياضي.
وضع جلال يديه في جيب بنطاله مقترباً منه ليقف أمامه مباشرتا:-
-“من أمتي و الرجاله بتضرب حريمها اه صحيح ما انت يمكن مش من تصنيف الرجاله علشان تسيب الجيران تتفرج عليكم بالشكل دا. ”
ابتلع عزت الغصة التي تشكلت بحلقه بارتجاف لكن أجاب بقوة و حدة:
-“جلال بيه مسمحلكش، مراتي و بادبها أنت اصلا وجودك هنا مالوش اي لازمة، و لا تكون كلمتك تنجدتها بنت ال”
كاد ان يسب والدتها بافظع السُباب الا ان قبضة جلال على عنقه جعلته يتراجع للخلف بفزع و الأخرى يضغط بعنف على عنقه هامساً بفحيح أفعى :
-“اللي أنت عايز تسبها دي تبقي خالتي أنا يعني ممكن اقطعلك لسانك فيها، مش ابن الشهاوي اللي يتقاله بتعمل ايه هنا، البيت دا بكل اللي فيه يبقى ملك شريف الهلالي يعني أبويا الروحي فبلاش تخليني أعلمك الأدب، اصل الأدب مش بفرد العضلات على واحدة ست، و لا أنك تخليها تصرف عليك يا نطع”
حرر عزت نفسه من قبضة جلال متراجع للخلف و هو يغمغم بصوت مرتجف:-
-” أنت مالك انت، و بعدين مش هي دي اللي كانت هتموت عليك زمان و أنت سيبتها علشان ست الحُسن بتاعتك، اصل هي حكيتلي لما كنا بنشرب سوا يا عيني كانت فاكره اني لما افوق مش هفتكر حكاية الغرام الكبيرة اللي كانت عايشه فيها لكن غبية يا شمس كل كلمة كنتي بتقوليها و انتي مش في واعيك انا فاكرها كويس اوي.
ليكمل باستفزاز آثار غضب و غيرة جلال :-
-“بس الصراحة يا جلال أنت عندك حق حد يسيب الفرسة أم عود فرنساوي
اللي انت متجوزها و يفكر في البومة دي”
لم ينهي جملته الا و إصابته قبضة جلال في وجهه مما جعله يترنح للخلف و يسقط أرضا. حاول النهوض الا ان جلال لم يتيح له الفرصة حيث سدد له لكمة أخرى جعلت الدماء تتناثر على أنفه و لم يكتفى بذلك فقد سدد له اللكمات في أماكن متفرقة من شدة الغضب و الغيرة و هو يلمح نظرة الخبث في عيون ذلك الحقير .
تدخل الجيران في تلك اللحظة مُفرقين بينهما بينما وقفت شمس تلطم على خدييها بحسرة و خوف
وقف جلال و كان اشبة بالاعصار يدمر كل ما حوله بسبب غضبه و غيرته التي كانت تحرق روحه.
مسح العرق الذي كان يتصبب على جبينه قبل أن يهتف بانفاس لاهثه أثر مجهوده السابق قائلا بحدة:-
-“الزبالة دا كان بيضربك ليه؟”
ردت شمس بانكسار و ضعف قائلة :-
-“اخد الدهب بتاعي باعه و خسر فلوسه في القمار و جاي عايز فلوس بس والله مش معايا حاجة كان عايزني امضي على تنازل بيت ابويا له”
نظر جلال بسخرية له قبل أن يتمتم بصرامة:
-“عايزاه تاني؟”
ردت بسرعة دون تفكير قائلة بتضرع و توسل:-
-“لا خالص، انا كل يوم بطلب الطلاق بس بيبهدلني”
وقف جلال أمامه بشموخ قائلا بحدة:-
-” ارمي عليها اليمين.. ”
كاد عزت ان يرفض الا ان ركلت جلال لبطنه أقرب له من التذمر و الرفض ليقول بألم واضعاً يديه على بطنه يئن من الالم:
-“أنتي طالق يا شمس بالتلاته”
وضع جلال يديه بجيب بنطاله:-
-” دلوقتي تقوم تطلع برا، و المحامي هيعرف ايه اللي لينا و ايه اللي عليك و الله ما انا سيبك الا لما تتعلم ان الله حق، و انتي ورايا يا شمس” ثم نظر لإحد الرجال الموجودين قائلا بجدية:-
-“عم خليل الكلب دا بعد ما يمشي تاخد منه المفتاح و تقفل الشقة، و انا هبعت النجار يغير الكالون”
أومأ له الرجل بجدية بينما غادر جلال المنزل و خلفه شمس التي كانت تسير بخطوات مرتجفه و حزن و هي تضع راسها أرضا.
صعد سيارته و هي جواره ليقوم بتشغيل محرك السيارة و مغادرة ذلك الحي.
رفعت شمس بصرها تنظر له لكن اشاحت بنظرها عنه اوقفها تلك الدماء على يديه لتقول بفزع:-
-“جلال أيدك بتنزف…..”
لم يبالي بحديثها بينما يقود سيارته في طريق منزله لتخفص راسها بخجل و حسرة لكنه قاطع الصمت تلك المرة قائلا:
-“هتيجي عندي البيت يومين لحد ما اتصرف مع اللي اسمه عزت و اوضبلك بيت ابوكي لانه مقفول من بدري”
همست شمس بندم و حسرة قائلة :
-” مالوش داعي يا جلال، حياء مش هتكون مرتاحة لو شفتني معاك خليني أنا اروح بيت ابويا و هوضبه و أنا قاعده، حقيقي مش عارفة اقولك ايه انت انقذتني”
أدار جلال وجهه ينظر لها و لوجهها الأحمر المتورم ليقول بجدية:
-” اعتبريه امر و حياء مالكيش دعوة بيها هندخل من الباب الوراني لان في ضيوف في البيت اظن مش هتحبي حد يشوفك كدا ”
أخفضت بصرها تنطر لثيابها المغبرة القديمة، ربما هي السبب في كل هذا، ربما لأنها اختارت قلب لم يكن لها من البداية و تعلقت به و هي على يقين انه لن يحبها مقدار ذرة واحدة، و بدل ان تبتعد عنه قررت الاقتراب و حاولت تخريب زواجه لكن بعد عدة محاولات فشلت و ابعدها هو عنه ثم جاءت هي و اختارت شخص آخر خطأ.
و دارت بها الايام تدفع ذلك الحساب القديم.
و يالسخرية القدر هو نفسه من دافع عنها…
بعد مرور عشر دقائق
ترجل جلال من سيارته ثم دلف الي منزله من الباب الخلفي و خلفه شمس التي كانت تسير بارتجاف و خوف من لقاء حياء.
صعد الدرج برفقتها كاد ان يصعد لشقة صالح ليجعلها تبقى بها حتى انتهاء حفل السبوع لكن لمحته حياء مغمغه بابتسامة:
-“جلال استنى، رايح في….”
بترت سؤالها تبتلع ما بحلقها و هي ترى تلك التي تقف خلفه و كيف يمكن أن تنساها و هي كانت أبشع كوابيسها يوماً ماً.
سألته بحدة مقتربه منه:
-“بتعمل ايه هنا دي؟”
اشاح جلال بنظره عنها مغمغما بعصبيبة كلما تذكر كلمات عزت عنها:
-“حياء اخفي من وشي حالا انا عفاريت الدنيا بتنطط ادامي”
فغرت شفتيها بصدمة من طريقته الحادة و التي قليلا ما كان يتعامل بها معها، لكن تملكتها الغيرة و الغضب و هي تنظر لشمس التي أخفضت بصرها بحرج:
-“أنت بتكلمني كدا علشانها؟ طب انا بقى مش همشي الا اما أعرف دي بتعمل ايه هنا يا جلال، انت فاهم؟! ”
جز على أسنانه محاولا منع نيران غضبه من الفتك بها الان فهو حقا لا يرى أمامه في تلك اللحظة و هي أدركت ذلك لكن غيرتها و غضبها جعلوها تتمادى.
مال عليها هامساً بفحيح مخيف :-
-” لو باقية على بينا غوري من وشي يا حياء، علشان حقيقي أنا دلوقتي ممكن اعمل مصيبة”
التمعت الدموع بعينيها قائلة بغيرة تحرق روحها و لم تبالي كثير بحديثه:
-“ماشي يا جلال هغور و هفضيلك الجو انت و السنيورة ما هي اللي معرفتش تعمله زمان جايه دلوقتي علشان تكمله بس صدقني مش قاعده لك فيها يوم واحد ”
دلفت لداخل شقتها لا اردايا انسابت دموعها و لاحت عليها ذكريات الماضي و كيف تسبب شمس في المشاكل لهما و خصوصاً حينما تركها جلال اكثر من شهر و سافر الي بورسعيد بعد شجارهم بسبب ما فعلته شمس من تبديل علبة الشامبو بحمض الهيدروليك راغبه في تشويه جسد حياء.
مرت بين الضيوف دون أن يلمحها احد ثم توجهت نحو غرفتهما في حين لاحظتها بيلا و لاحظت شجارها مع جلال على الدرج قبل لحظات.
ما ان دخلت الغرفة حتى جلست فوق الفراش ذرفت دموعها المكبوته أثر غيرتها و عقله يؤلف لها اسوء السيناريوهات عن علاقة جلال و شمس….
تبدو امرأه ناضجة بعقل فتاة مراهقة في تلك اللحظة، أحيانا الغيرة و الغضب عندما يجتمعان بامراه لا يهتما بالسن أبداً
مرت لحظات لتجد طرقات فوق باب الغرفة، مسحت دموعها بسرعة سامحه للطارق بالدخول.
دلفت بيلا الي الداخل بحرج مغمغه بابتسامة وهي تغلق الباب خلفها:
-“انتي كويسة ؟”
ارتجفت شفتيها قائلة بذعر خفي:
-“اه الحمد لله بس…. هو ازاي يزعقلي ادامها؟ و ازاي يجيبها تاني لحد هنا؟”
ابتسمت بيلا قائلة بخبث :
-“انتي غيرانة و لا انا بيتهيألي؟”
ردت حياء بصراحة و جدية:
-“ايوة غيرانة هو حرام اني اغير على جوزي لا و البيه بيزعقلي طب و ربنا يا جلال لاقرفك و بيتي مش هسيبه لك انت و السنيورة قاعدة على قلبك ”
صدحت ضحكت بيلا قائلة بمزاح:
-” طب بالراحة بس بدل ما يتجنن منك انت مش لسه قايله له مش هتقعديله فيها… انا والله سمعتك من غير قصد. ”
ردت حياء بود قائلة:
-” لا دا كلام حريم عادي متاخديش بالك منه و بعدين هو انا انا غبية عشان اسيبه ليها بس لما ينزل و افهم اللي بيحصل يا جلال”
ابتسمت بيلا بحنان قائلة بطيبة:
-” مهما كان اللي ناوية تعمليه بلاش تسبيه يا حياء و لا تسيبي البيت لان مفيش وجع زي وجع البُعد.”
أومأت حياء لها لتقول بيلا بحماس:
-” الناس بيمشوا خالص، أنا هطلع اقعد مع البنات”
غادرت الغرفة تاركه خلفها حياء تجلس على الفراش بحزن….
_______________________
في الشقة في الدور الرابع في منزل
آل«الشهاوي»
فتح جلال باب الشقة ليدلف للداخل قائلا بجدية:
-“ادخلي يا شمس، عندك هنا كل حاجة تحتاجيها، المفتاح خليه معاكي ”
-” أنا أسفة مكنتش عايزة اعمل مشاكل بينكم و الله العظيم”
كاد ان يغادر الشقة لكنه التفت نحوها قائلا بجدية:
-“المهم تعيدي حساباتك يا شمس، لأن اللي باقي في العمر مش اد اللي فات يا شمس و اللي بينا صلة رحم ، فكري يا شمس. ”
لم يتنظر ردها مغلقاً الباب خلفه، نظر لطيفه بحسرة و دموع، والله لم يخطي القلب حين أحبك أيها المليح، لكنك لست مقدر لقلبي لان قلبك مُحتل من قبل أخرى، أخرى فتنتك و اذاقت قلبك لوعة العشق، أخرى هزت كيانك باكمله، حتى أنها لم تفشل يوماً في جعلك تغار عليها و كأنك حديث العشق و لم يمر عليك سنوات في غمرة تلك المشاعر المحرقة لروحك…..
_________________________
دلف جلال الي شقته و قد غادر الجميع تقريبا الا نساء العائلة حتى حبيبة تجلس برفقة أيمان في إحدى الزوايا، و بيلا تجلس برفقة زينب، البيت هادئ تمام يبدو وكأن الصغار قد ناموا..
أغمض جفونه وهو يقف أمام باب غرفتهما متذكرا حديث ذلك الأحمق عن شعلته، تلك الفاتنة..
نظر ليديه التي تنزف، أطلق هدير صاخب هو يشعر بالم في ذراعه و الشعور الأسوء هو ذلك الألم الذي يعصف بقلبه، لكن لم يدري لما ارتدي قناع الحدة الذي تركه منذ سنوات، منذ أن رآها و أحبها، ما الذي حدث ليرتديه مره أخرى، هل توقفت عن حبها؟!
اي غباء هذا، والله ما توقف للحظة عن إدمان وجودها، رحيقها في حياته يسلبه عقله،ينتزع منه أي ذرة من الحدة او الكره فقط يبقى العشق فهو متيم بها و بجنونها
دلف الي الغرفة دون النظر إليها، تابعته حياء ببرود و هو يدلف الي المرحاض لكن شعرت بالذعر و هي ترى بعض قطرات الدماء متناثرة على أرضية الغرفة، انتفضت في جلستها ثم تابعته لتقف خلف باب المرحاض، سمعت صوت المياة المتدفقة من الصنبور و صوت تاوهاته المتالمه تعالا للحظات و يبدو أنه أسرع التحكم بنفسه حتى لا تستمع له.
اطرقت على الباب عدة مرات أجاب بحدة قائلا:
-“ثواني….”
حاول إيقاف ذلك النزيف و تمكن بصعوبة ليقوم باخذ عدد من أوراق المناديل ليضعه على ثم مسح يديه و خرج من الحمام لكنه لم يجدها.
جلس على ذلك الكرسي بينما اغمض عينيه بتعب مستندا على ظهر الكرسي خلفه.
لم يشعر بها و هي تجلس أرضا بجوار الكرسي وضعت علبه الاسعافات بجوارها.
فتح عينيه مخفض بصره نحوها في حين أمسكت يديه و التمعت الدموع في عينيها،
لم يصطدم من فعلتها كثيرا بل هو اعتاد على ذلك الحنان. لم يستطيع فعل شي سوي التحديق بها و كان الأمل حاد ساحقاً يضرب بعمق في قلبه و يغمر عروقه بالدف المهدئ.
هدد الضغط الذي قبض على صدرها بسحق قلبها و هي تستمتع لصوت تاوهاته بينما تقوم بتنظيف الجرح و لم تنظر له حتى.
ظل جلال يتابع بصمت ما تفعله متناسياً ذلك الألم الذي كان يشعر به قبل قليل، و خضراوتيه تمر بشغف علي ملامحها التي أسرته، عينيها البنيه الداكنه و أهدابها الثقيلة، وجنتيها اللتان تشتعلا بالحمرة أثر بكائها قبل قليلا.
حاول نزع يديه الا انها أمسكت بكفه بقوة و ضراوة حتى انتهت، كادت ان تتركه الا أنه جذبها بعنف نحوه ضامماً أياها بين ذراعي بشدة لدرجة أنه شك في قدرتها على التنفس، قام بدفن وجهه في شعرها يستنشق رائحتها بعمق، بينما كانت مستسلمة و كأنها مفتقدة اياه، احتضنته هي الأخرى تغلق عينيها بقوة، تخاف بل ترتعب من شعور فقدانه فهي أخبرته من قبل أنه تحبه و لكن ليست فقط كزوج و زوجة لكنها تحبه كفتاة فقدت ابيها لدهر كامل و حين وجدته و غمرها بحبه أصبح كالهواء،
قصه احتياج افترس بقلوبهما،
أحتياج جعل منه أبيها و حبيبها و زوجها و صديقها المخلص.
احتياج جعل منها أبنته المدللة و زوجته و فاتنة روحه.. روحه المفقودة منذ سنوات و لم يجدها الا عندم رأي عينيها.
قاطع ذلك الهدوء صوته بنبرته المتحشرجة أثر غمرة المشاعر تلك:
-“حياء اوعي عقلك يجي في يوم يقولك إني بطلت أحبك و تصدقيه، أنا على عهدي أدام ربنا”
ردت بخفوت و حزن مغمغه بارتباك:-
-“و ايه اللي يخليك تجيبها هنا يا جلال؟ أنت متعرفش انا بسببها حصلي ايه،عارف زمان كل يوم كنت بموت من فكرة أنك بتحبها و متجوزني علشان الوكالة انا عارفه ان دا كله كان لعبه منها هي و نوارة بس انا بني ادمه يا جلال عندي قلب، و قلبي بسببهم تعب اوي.
ربت بحنان على ظهرها قائلا بجدية:
-“بس انتي عارفة اني بحبك و كمان مش بعد العمر دا كله هاجي اعمل حاجة يعني، كل الحكاية انها طلبت مساعدتي و أنا عمري ما اتخلى عن حد تستنجد بيا يا حياء، كفايه عملتها مرة واحدة زمان و اتخليت عنك و للأسف كنت هخسرك لا يا حياء مقدرش اشوف حد بيطلب مني حاجة و مساعدهوش كفاية مرة واحدة”
نظرة الندم و الحزن بعيناه و هو يتذكر ما حدث بالماضي عندم تركها دون النظر خلفه جعلتها تشفق على حاله الان لتميل عليها طابعه قبلة طويلة على خده قائلة بابتسامة مشاغبة:-
-” طب و الله انت زوج لقطة هات بوسة يا جدع”
ضحك الأخر قائلا بحنان:
-” وحشتيني يا حياء وحشني اوي يا شعلتي ”
ابتسمت برضا قائلة باستغراب :
-“وحشتك ليه هو احنا بنبعد علشان اوحشك”
تمتم وهو يُبعد خصلاتها عن وجهها قائلا بابتسامة :
-“هتصدقيني لو قولتلك أنك بتوحشيني و انتي معايا يا حياء”
ردت قائلة بدلال:
-“لا مش هصدق و اوعي بقى ”
غادرت الغرفة بسرعة بينما جلس مرة أخرى على ذلك الكرسي قائلا بهمس:
-“هتجنيني معاكي يا بنت الهلالي”
__________________________
“كان ‏كافيًا أن تجد شخصًا يختارك حين تنطفئ و حين تخطئ، وحين يرى النور في غيرك ويختار عتمتك.”‏
كان«عمر» يقف في مدخل الحي، يضع يديه في جيب بنطاله الكحلي يقف بشموخ و ثقة اعتاد عليها، فحقاً ذلك الوسيم ياسر القلوب
اخرج هاتفه ليجري اتصال بثائر رد عليها الاخر بسرعة :
-“عمر باشا اومرني”
أبتسم عمر مغمغما بهدوء وهو يحك ذقنه الخفيفة :
-“ثائر مجموعة محمود الدمنهوري ايه ايه اخر الاخبار فيها”
رد ثائر بجدية :
-“زي ما حضرتك أمرت المحامي بتاعنا عرف نصيب مدام بيلا من المجموعة و من وقت اللي حصل و مفيش مناقصة واحدة عرف ياخدها و للاسف أتعرض لخساير كتيرة، هو انا ممكن اقول رأي يا عمر”
رد بجدية و صرامة:
-” طبعا يا ثائر.. ”
-” أنا شايف انه كفايه كدا محمود بيه كدا أتعلم ان الله حق و عرف ان الفلوس مش كل حاجة، بس كدا مجموعة الدمنهوري هتعلن افلاسها و اكيد مدام بيلا لو عرفت هتزعل دا مهما كان اخوها ”
تنهد عمر بخفوت قائلا بحزم:
_” سيب موضوع محمود عليا و دلوقتي مهمتك المجموعة و المشروع اللي بنقوم بيه، لازم تاخد كل التصاريح قبل 12/4″
غمغم ثائر بهدوء قائلا:
-“تمام يا عمر بيه ايه حاجة تانية.”
رد عمر بخبث و مشاغبة قائلا:
-“اليخت بتاعي تجهزه النهاردة عايزه ميكنش ناقص من اي حاجة تكفى فردين لمده أسبوع، صحيح متنساش تظبط كل حاجة للفرح”
شعر الاخر بسعادة قائلا بفرح حقيقي:
-“الف مبروك يا عمر حقيقي أنا فرحانلك اكتر من اخويا مع انه جيه متأخر شوية بس الف مبروك و الف مبروك القطط الصغيرة دول شكلهم حلو اوي بجد ربنا يحفظهم لك و لامهم و ابوهم يارب”
غمغم عمر بحزن و هو يعبث بخصلاته قائلا:
-” منهم لله اللي كانوا السبب بس خالص كفاية اوي لحد كدا، تسلم يا ثائر أنا لو كان عندي اخ مكنش هيحبلي الخير زيك… ”
ابتسم الاخر بود و مرت بضع لحظات حيث يتحدثان بالعمل ثم أغلق الخط معه.
اجري اتصال اخر ب بيلا ليخبرها بأن تجهز للخروج معه في مكان ما و لم يضيف اكثر من ذلك.
بعد مرور عدة دقائق
صعدت بيلا الي السيارة قائلة بابتسامة :
-” في ايه؟ ”
رفع يدها الي فمه يطبع براحتها قبلة عميقة قبل أن يغمغم بخبث :
-“هيكون في ايه يعني؟ هنخرج و نسيبهم بقى حاسس ان صالح شوية و يخنقني بس عنده حق أنا لو حد بعدني عنك يوم واحد ببتجنن،فخليني نسيبهم علب راحتهم شوية هاخدك لمكان خاص بينا احنا و بس…”
ابتسمت بسعادة قائلة بمرح:
“هنروح فين؟”
أبتسم مغمغم برفق:
-“مش مهم هنروح فين، المهم أننا سوا”
في صباح يوم مشرق متفتح بالسعادة لأجل هذا الثنائي الذي عانا من ظلم الحياة و قسوته لياتي اليوم الذي تتفتح لاجلهما أبواب السعادة.
جلست بيلا على رمال الشاطيء أمام ذلك الشالية الذي أتت اليه بالأمس برفقة عمر
قد انهمكت في بناء قصر من الرمال بطريقة متقنة بينما يجلس عمر برفقتها يقوم بخلط المياة و الرمال بينما تشكل ذلك القصر بسهولة و احترافيه
أبتسم بحب وهو يجلس على الرمال يضمها بحب بين ذراعيه من الخلف ليغمغم بسعادة قائلا:
-“تعرفي ان دي اول مرة اعرف انك شاطرة اوي كدا في تشكيل الرمل بالجمال دا، انتي اتعلميه امتى”
أبتسمت بيلا برقة و هي تُبعد خصلات شعرها عن وجهها بينما اخذ الهواء يلامس بشرتها الناعمه بتروِ و رذاذ البحر يتناثر حولهما منعشاً الجو غمغت بحزن و عينيها تلمع بطبقة من الدموع:
-” ماما الله يرحمها هي اللي علمتني ابني قصور من الرمل كنا نيجي هنا سوا في اسكندرية مع تيته نبيلة و نعوم كتير اوي كانت بتحب الغطس، و كانت دايما تاخدي معها في اي تجربة جديدة تعملها و نضحك سوا و نلعب كتير اوي يا عمر، و تيته نبيلة كانت تقعد تضحك و هي بتتفرج علينا، كنا نقعد و نفضل نبني قصور من الرمل لحد ما الموج يجي و يهدها، عارف يا عمر كانت دايما تقولي أنا نفسي اشوفك يوم فرحك يا بيلا وقتها هفضل اوصي عريسك عليكِ، لكن كانت بتتعب كتير بسبب بابا لانه مكنش بيحبها كان بيحب عمتك كوثر علشان كدا رفضك بنفسي الطريقة اللي جدك رفضه بيها لكن وقتها امي دفعت التمن، تعرف كانت بتقولي انها لو خرجت من علاقتها خسرانه قيراط فهي كسبت أربعة و عشرين قيراط انها خلفتني، بس مكنتش تعرف ان بنتها هتتوجع هي كمان بسبب الحب، مكنتش تعرف ان بابا هيلينا ندوق من نفس الكأس، بس الفرق انه عرف يكمل حياته و يتجوز و يخلف لكن انا حياتي وقفت مكانها ”
ابتسم عمر بندم و هو يضمها بحماية اليه و يتذكر قسوة الايام التي مرت عليها قبله و أنه بغبائه تركها تعاني من كل هذا وحدها، و كان سيظل الاثنان في تلك الدوامة لولا معرفته بالحقيقة ليشعر بالم يهدد بسحق قلبه.
أدارها اليه يقبل عينيها و يزيل دموعها برفق :
-” حقك علي عيني يا بيلا حقك علي قلبي انا، بس علشان خاطري و الله العظيم ما قادر اتحمل دموعك، ربنا يقدرني و اعوضك عن كل الألم اللي شفتيه في حياتك”
حاوط عنقه بذراعيها قائلة بارتياح :
-بس أنا دلوقتي فرحانه بجد يا عمر”
سالته بهدوء قائلة بابتسامة:
-” صحيح يا عمر أنت حسيت امتى أنك بتحبني”
حاوط خصرها هامساً و قد أشعلت بداخله نيران العشق من جديد:
-“عارفه اول مرة لما شفتك في اوضتي وقتها انبهرت بجمالك الصراحة و قلت اكيد دي مش فلاحة لان لبسك كان بسيط جدا لكن لما اتخنقتي مع عصمت و ضربتيها وقتها فاكر الجملة اللي انتي قلتيهالي
-“يعني هتكون مين ابن بارم ديله الكونت دي مونت كريستو، مكتشف الذرة وانا مش عارفة هتكون مين يعني واحد من ملزقين عيلة الرشيدي”
لم تستطيع بيلا كبح ضحكتها الرنانة و هي تنظر له متذكره تلك الليله حيث اول لقاء بينهما ليكمل عمر بشغف و عشق:
-“بصراحة من اللحظة دي و أنتي سرقتي النوم من عيني و بعد ما كسرتي ازاز العربية وقتها شوفت بنت جميلة اوي و كاريزما خفيفه على الروح و مرح كأنها طفلة بتحب الحية حقيقي كنت بحسك طفلة و الغريب اني مش بلاقي راحتي الا معاكي، بموت فيكي لما بتتكسفي، لدرجة ان أول ما كتبنا الكتاب كنت مش مصدق أنك اخيراً بقيت ملكي لوحدي، لسه في بالي أول مرة قطفت الورد من خدودك. بموت في شقاوتك و هزارك و لسانك الطويل و بحب هدوءك و ضحكتك اقولك انا برضو مش برى اوي كدا كان عندي علاقات كتير بس كنت بعتبره تسليه خروج من هم الشغل و الصفقات و كمان مفيش التزامات بحاجة، كانت علاقات سهلة لكن في حرم أدبك و أخلاقك كان لازم أقع على بوزي، في الأول قلت هقابلك كم مرة لحد ما الهالة اللي حواليك تنطفي و اعرف اركز في شغلي و حياتي لكن من غير ما احس لقيت نفسي واقع في المصيدة و كل لحظة بينا كانت بتزيد شوقي و عشقي ليك يا بيلا”
ابتسمت بسعادة قبل أن تطبع قبلة سريعة على شفتيه، كاد ان يقترب اكثر الا انها ابتسمت بخبث طفولي و هي تنهض بعيد عنه.
استقام مهرولا خلفها وهو يضحك، ركض بقوة إليها و كانت هي تركض على رمال الشط حافية الأقدام بجمال و أناقة تليق بجميلة كهذه امرأه بروح مراهقة
التقط عمر يدها في لحظه خاطفة فصرخت بيلا بفزع و هي تستدير له قائلة بمرح
-“عمر…استني بس هفهمك”
لما يمهلها فرصة لقول ما لديها بينما حملها بين ذراعي متوجهاً نحو البحر و امواجه الهائجة
ملقياً اياها برفق لتشهق بفزع مغمغه بغضب :
-“مش عايزه اعوم دلوقتي حرام عليك”
أبتسم بخبث و هو يمسك يدها ساحباً اياها نحو الاعماق، مر وقت طويل و هي تسبح بمهارة أسفل المياة، ترى الاسماك و المخلوقات البحرية بينما مر الوقت بسرعة برفقته يبدو وكان القلب عادت له روحه برفقتك ايها الوسيم.
________________________
في صباح يوم جديد
استيقظت نور بكسل على صوت ذلك الكنبة المزعج، نهضت من فوق الفراش خرجت من الغرفة متجهه نحو المرحاض بعد أن اخذت ثياب أخرى لتبدلها.
انتهت من اداء فرضها، أحضرت طفام الفطار لأجل اشقائها و والدها لكنها لم ترد ايقاظهم فالوقت مازال مبكراً و اليوم هو السبت حيث لا مدرسة.
اخذت رغيف وضعت به أصابع البطاطس المقلية ، زفرت بحنق و هي تأخذ قضمة كبيرة من من السندوتش قبل أن تغادر المطبخ متجهها نحو غرفته أخيها.
نور بهمس:
سيف، سيف قوم
استيقظ بازعاج من اشعة الشمس قائلا بهدوء :
-“ايوه يا نور”
ردت بجدية و حزم قائلة:
-“شوية و ابقى صحي بابا و عبده و اقعدوا افطروا الاكل في المطبخ و ابقى اسقي الصبار و النعناع اللي برا، و اقعد ذاكر و ذاكر لاخوك معك و بلاش تخليه ينزل يلعب بدل ما حد يضربه”
رد سيف بجدية قائلا:
-“مين دا اللي يضرب اخويا دا أنا اوديه في داهية”
ردت نور بسرعة مغادرة الغرفة:
-” مش عايزه مشاكل يا سيف الله يرضا عليك مش ناقصة”
غادرت المنزل قائلة بصوت مسموع:
-” يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم ”
كانت تمشي في جانب الطريق بحذر من الأيادي الطائشة حتى نادي عليها شخص ما.
نظرت خلفها نحو محل الجزاره حيث يقف ذلك الرجل الضخم أمام المحل يمسك بين يديه سكين حاد قائلا بلهفة :
-” ست نورهان يا نورهان، خد ياض السكين دي و اوزن للزبون اللي عندك”
أقترب منها ليقف أمامها يبرم شاربه بحركة مستفزه لنور قائلا بمراوغة:
-“يا أرض احفظي ما عليكي، نورتي المنطقة و الله من يوم ما رجعتي، هو حصل حاجة بينك و بين البية جوز حضرتك ”
غمغمت نور بحنق و هي تحدج به بضجر:
-” هو في ايه يا معلم سلطان هو انت ليك فلوس عندي لا انا بشتري منك اللحمة و بدفع حقها عايزه ايه انت بقى”
-“ننول الرضا يا جميل، و لا احنا مش اد المقام و القلب مش بيميل غير لولاد الذوات، مش طلقك برضك”
اخذت نفس عميق بغضب قائلة من بين اسنانها:
-“بقولك ايه يا معلم سلطان ست توحة لو عرفت انك واقف معايا دلوقتي هتزعل و هتزعلك وأعتقد انت مش اد زعلها، فانجز و قول عايز اي مني علشان عندي شغل”
وضع يديه على بطنه و حركها قائلا بخبث:
-” طالب ايدك يا نور انتي لسه صغيره و زي القمر و حرام يضيع شبابك في الشغل و المرمطة دي انتي صغيرة عليها انتي عايزه اللي يستتك”
زمجرت نور قائلة من بين أسنانها :
-” عارف انت لو مامشيتش من ادامي هعمل فيك ايه؟ قسما برب مُحمد هصوت و الم عليك أمة لا اله الا الله، و ساعتها ابقى وريني هتعرف تقف ادامي كدا ازاي بالاذن يا معلم”
رد سلطان باستفزاز و لمعة عيناه بخبث و اعجاب:
-” هتعبر نفسي مسمعتش حاجة و هستنا ردك يا جميل..”
عضت على شفتيها بغيظ و غضب قبل أن تتركه و هي تسبه من شدة الغضب..
________________________
في قصر «العلايلي»
ركض باسل بقوة لداخل القصر بعد أن اتاه اتصال من زينه بأن والده فقد الوعي قبل وقت و حالته تسوء.
ابتسمت إحدى الخادمات باعجاب و هي تراه يدلف لداخل القصر مهرولا، يبدو في غاية الوسامة تلك الملامح الحادة قليلا تزيد من وسامته الطاغية و عسلياه الضاريتان يلمعان بحدة و كأنه نمر ينتظر فريسته ليفترسها، هيئته الرياضية تأسر قلوب الكثيرات
هو مثال للوسامة الطاغيه و الملامح الرجولية المميزة
صعد الدرج بسرعة في أقل من دقيقة كان يقف أمام غرفة والده بينما رأي الطبيب يخرج من الغرفة و الحزن جلياً على وجهه
سأله باسل بلهفة قائلا بحزم يليق به :
-“زيدان باشا كويس؟”
اخفض الطبيب رأسه بحزن قائلا:
-“للأسف حالته بتسوء و مش قابل انه يروح المستشفى و الأعراض اللي عنده اعراض الجلطة”
ضيق باسل ما بين حاجبيه بارتياب و حزن قائلا بجدية:
-“يبقى ننقل كل الاجهزه للقصر و اي حاجة هيحتاجها في المستشفى توصل القصر”
رد الطبيب بهدوء قائلا:
-“بس يا باسل بيه الموضوع هيكون صعب و.. ”
قاطعه باسل بحزم و صرامة متناهية :
-” مفيش بس انت فاهم، كل الاجهزه تتنقل هنا أدام النهاردة لو مظبطش كل دا، اعتبر ان المستشفى بتاعتك مقفوله و دا مش تحذير دا تهديد…. ”
ابتلع الطبيب ما بحلقه بارتجاف قائلا بهدوء:
-“الأجهزة هتوصل النهاردة ان شاء الله ”
وضع باسل يديه بجيب بنطاله قائلا بشموخ و ثقة:
-” للأسف معندكش حل غير دا، اتفضل شوف شغلك. ”
أومأ له بجدية قبل أن يغادر القصر، في حين خرجت زينه من غرفة والدها و هي تبكي بحزن و صمت، لكن ما ان رأت باسل حتى ركضت نحوه محتضنه اياه”
ربت على ظهرها بحنان و حب، اخذت تغمغم ببعض الكلمات :
-” بابا تعبان اوي يا باسل، ارجوك ادخله هو عايزك هيرتاح لما يتكلم معاك علشان خاطري انا و ماما”
زفر بحرارة و حنق و هو يحملق في الفراغ لتقول بتضرع :
-” علشان خاطري يا باسل ارجوك”
مسح وجهه بيده قبل أن يومئ لها بالموافقة، ابتسمت بسعادة وهي تمسك يده تأخذه لداخل الغرفة .
وقف باسل في تلك الغرفة الشاسعة ينظر لوالده الراقد بارهاق فوق الفراش مغمضا الاعين.
غادرت زينة الغرفة و هي تدعو الله أن ينهي ما بينهما من شجار.
ظل واقفا مكانه لعدة لحظات ثم أقترب منه ليجلس على الكرسي بجوار الفراش.
شعر زيدان به ليفتح عينيه بلهفة قائلا بحزن:
-“باسل”
كان يحاول النهوض الا انه تتوه بالم وهو يضع يديه على قلبه، شعر باسل بالذعر قائلا:
-“خليك مرتاح، أنا جانبك”
لا يعرف كيف نطق لسانه بتلك الكلمات، ابتسم زيدان و معالم الحسرة و الندم تعتلي وجهه بوجوم و تعب:
-“حقك عليا يا باسل، انا عارف اني اذيتك باللي عملته، و عارف ان مكنتش الاب المثالي ليك و لا لأختك و مش هبرر موقفي انا غلطت في حقك انت و نيرة و زينة و لما حاولت أصلح اللي بينا اتسببت في جرح نور كمان، أنا بس كنت عارف ان هي دي اللي هتعرف تغيرك علشان كدا دخلتها حياتنا ”
سعل بقوة في نهاية حديثه ليقوم باسل بجذب كوب المياة الموضوع على الكومود معطيا اياه لوالده، اخدةذه زيدان ليرتشف منه ببطئ ثم وضعه جانبا ليقول بدموع و ندم:
-” حقك عليا يا ابني والله العظيم حقكم عليا بس اديني فرصة و أنا هحاول أصلح اللي كسرته صدقني انا محتاجك جانبي يا باسل”
اخفض باسل بصره لتاتي على باله بعض الآيات القرآنية التي حفظها منذ فترة قصيرة
قوله تعال
[وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا»، [النساء:36].
وقوله سبحانه: «قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» [الأنعام:151].
وقوله جل شأنه: «وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ (البقرة: 83).
وقوله: «قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا* وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا* وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا» (مريم: 30-32).
وقوله جل وعلا: «وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (العنكبوت).
وقوله تعالى: «رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلاَ تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَارًا»، (نوح: 28).
حقاً ان الهدى هدى النفس فاستعن بالله يا فتى.
رد باسل بجديه حانية :
-“خلينا ننسى اللي فات انا خالص معدتش فارق معايا كتير، أنت ليك حق عندي و ربنا يقدرني و اديه و حقي عندك أنا مستعوضه عند ربنا، و بالنسبة لأمي فأنت لازم تصافيها لان حرام اوي اللي عملته فيها و اللي هي استحملته علشانا.”
ربت زيدان على كتفه قائلا بضعف :
-“طب و نور”
ابتسم باسل ساخر ليجيب بخفوت:
-” نور ربنا يسعدها مع الشخص اللي يستاهلها، أنا خالص معدتش افكر في موضوع الجواز و لا عندي طاقة لأي حاجة غير الشغل حالياً و غير اني افهم نفسي. ”
ربت على كتف والده بحنان قائلا بجدبة:
-“متقلقش على الشغل انا هظبط كل حاجة و ان شاء الله هرجع الشركة تاني من النهاردة”
غادر الغرفة دون أن يضيف حرف اخر
_________________________
بعد مرور أسبوع
في منزل عمر بالاسكندرية
وقفت زينب علي ذلك الكرسي الصغير لتصبح في مواجهة والدها تقوم بضبط الجرفتة هامسه باعجاب و شغب:
-” البدلة شيك اوي عليك يا بابا حقيقي لو مكنتش ابويا كنت طلبت الطلاق من صالح و طلبتك للجواز”
ضحك عمر بصخب قائلا بسعادة:
-“ابوكي طول عمره شياكة يا بنت، الف مين تتمناني بس القلب بقى، ها مظبوطة كدا؟”
نزلت عن ذلك الكرسي قائلة بغمزة شقاوة:
-“زي القمر يا برنس خالي في علمك انك هتتحسد لازم ارقيك من العين”
جذبها عمر نحوه مقبلا قمة راسها بسعادة:
-” تعرفي أنا مستني اليوم دا من امتى يا ملك ياااه من اكتر من اتنين و عشرين سنه من اول مرة عيني وقعت عليها وقتها اخدت قلبي و سرقتني من نفسي”
أبتسمت زينب بسعادة و حماس قائلة :
-” خالص و اهو جيه اليوم اللي بتتمناه المهم اوعي اوعي تحاول تزعلها يا بابا انا بقولك اهوه اه بنتنا لو زعلت هيكون فيها كلام كبير “
-والله”
غمزت له بحب قائلة: والله
بعد مرور نصف ساعة
تدق الطبول وتُعزف الزمامير على أوتار الحبيب الواقف في اخر الدرج ينتظر العروس وعيناه تتوهج بالفرح والحب وهو يراها تنزل برفقة أبنتها و زوجها تتأبط ذراعه بخجل من الموقف، والسعادة تطل من بنيتها الكحيلة البراقه بالحب، كل خطوة تخطوها على الدرج بتمهل يخفق قلبه شوقاً معها
وكانها تسير على حافة قلبه العاشق.
وصوت الزفة يكمل جمال المشهد وتأثيره عليهما مع الزغاريد الغالية المنطلقه حولهما من الأحبة حيث يقف شاركهم الكثيرون
(حبيبة و نور و إيمان و حياء و زينب و مريم و كذلك صفا
و نساء المنطقة المقربين من حياء جاء الكثيرون ليشاركوها تلك الفرحة»
كانت جميلة اليوم اكثر من اي يوماً مضى جمالها راقي بريء كثوبها الأبيض وحجابها الناصع وآه من طلتها بالابيض عليه فقد خطفت قلبه اكثر من السابق واعجزت حواسه فظل واقفاً مكانه متسمر ضائع في جمالها يتأملها من أول زينة وجهها الرقيقة مع لفة الحجاب الرائعة الذي يراه به لأول مرة
حتى اطرف تنورة ثوبها المميز والذي يليق بمعذبة قلبه و معشوقته،
انها هي الحب ولن يكن الحب دونها حباً !.
رفعت بيلا عينيها عليه وخفق قلبها بجنون وهي تراه يقف عند آخر درجات السلم ينتظرها بحلة العرس الانيقة والتي ازداد بها وسامة كنجوم السينما و كيف لا وهو يملك من الوسامة ما تجعل قلبها يخفق بضراوة
وكانها صممت خصيصاً له حتى يتمكن من خطف قلبها اكثر من السابق
انتبهت للبسمة الجذابة على محياه وتوهج عيناه بالحب والسعادة وقد لاحظت باقة الورد الحمراء الصغيرة الذي يحملها بين يداه منتظر قدومها حتى تاخذها منه
لا تعرف لماذا ترقرقت الدموع بعينيها لكنها شعرت ان السعادة في قلبها كانت أكبر وأجمل مما تحتمل
لذا تجمعت في مقلتيها دموع السعادة والشكر لله على تلك النهاية الرائعة فقد جمعها في نهاية
بالحلال بمن تحب بعد سنوات عجاف من البعد سنوات تالمت في بُعده ….
تأثر الجميع بهذا المشهد وخصوصاً ملك التي تقدمت منها كذلك وظلت في احضانها لفترة، ابتسمت زينب بسعادة وهي تقبل وجنة بيلا قائلة بسعادة:
-“الف مليون مبروك يا ماما”
شعرت بيلا بالنفور من ذلك الزفاف رغم سعادتها لكن تشعر و كأن الموقف سخيف
تقدم عمرو منها وأخيراً اتى الدور عليه لمباركة زوجته فقدم لها باقة الورد بصمت فاخذتها منه بخجل وتوتر، لتجده يقترب منها ويطبع قبله على جبهتها طويلة حسية عميقة المعاني جعلتها تغمض عينيها ويخفق قلبها بجنون مع لذة اللحظة
لتجده يبتعد عنها ناظراً لعينيها البنيه يأسرها فتركت لعينيها حرية تأمله اكثر من اي يوماً مضى.
فكان وسيم لدرجة ضاعت في نظر اليه لبرهة حتى أن خصلاته البيضاء زادت من وسامته و ها قد جاء اليوم الذي تمنت لسنوات .
لتجده يهمس بصوتٍ أجش…….
-“مبروك يابيلا” ثم مال عليها هامسا بصوت لم يسمعه احد سوها قائلا برجاء:
-“افرحي يا بيلا علشان خاطري و انسى الماضي و اوعي كلام الناس يأثر فيك لان محدش فيهم عاش في المرار اللي احنا دوقناه يبقى مش من حقهم ينكدوا علينا في الليلة اللي بنفرح فيها”
ابتسمت بيلا وضاعت نظراتها الهائمة به أكثر لتجده في اللحظة التالية يعتقل خصرها بين يديه بحب لتلف كفها حول ساعده
صفق الجميع لهما وصاح صالح و اصدقاءوه الشباب بتشجيع له
بينما اطلق ثائر صفير عالٍ وهو يصفق لهما وكذلك علي الذي يقف جواره يتالق ببذله سوداء انيقة
اتجهت بيلا معه نحو السيارة الي القاعة المقام بها حفل الزفاف ليبدأ الاحتفال
في القاعة
جلست بيلا بجوار عمر بسعادة و ها قد آت ذلك اليوم الذي تمنته منذ دهر طويل
على إحدى الطاولات التي يجتمع عليها الشباب
نظر صالح لعلي و يوسف قائلا:
-“لا يا شباب مش هينفع كدا خالص عايزين نولع الليلة دا حمايا برضو”
رد يوسف بغمزة شقاوة و سعادة:
-“يبقى لازم نعمل معاهم الواجب و لا ايه يا على”
وافقه على ليتجه نحو مهندس الصوت ليهمس له ببعض الكلمات
بعد لحظات
وقف صالح في منتصف القاعة و جواره من الناحية اليمين يوسف و من الجهة الأخرى يقف على
اقتربت الفتيات من الشبان الثلاثة
صدحت الأغنية الصاخبة حولهم بدأ الغناء والرقص…….
(حلوة وبتحلي أى مكان وتنوره
والله ما تلاقوا زيها لفوا الدنيا ودوروا
دى جمالها معدى واللى يشوفه بيقدره
والله ما تلاقوا زيها
زيها مين بتهزروا……..)
مسك عمر كف بيلا متجها نحو الشباب و كذلك جلال الذي صعد للتو برفقة حياء
إصدارها عمر عدت مرات وهو يغني مع الاغنية بسعاة
بينما ساد جو من المرح بين الشباب و كذلك عمر لينظر له صالح ثم غمز لها بحب رغم حنقه منه بعض الأوقات ليرد له عمر بابتسامة ليردد صالح الأغنية و هو ينظر لزينب
“تؤمر تتأمر ما هى دى اللى عليها منمر
طبعاً حقها تدلع، تتبغدد قوى، تتمنع…..”
مسك صالح كف زينب ورقص معها وهو يشارك في الغناء بمرح ليغمز لها قائلا:
(قصاد الغمزة إحنا تلامذة، قصاد المشية إحنا الحاشية ودى السلطانة وتتسلطن، نغنى معاها ونتسلطن قصاد الغمزه إحنا تلامذه، قصاد المشية إحنا الحاشية
ودى السلطانة وتتسلطن نغنى معاها
ليل يا عين يا ليل يا عين يا ليل
عين يا ليل يا عين يا ليل يا عين”
مسك جلال كفي حياء ونظر لعينيها وهو يردد مع الأغنية بشقاوة وهي تموت خجلاً وسعادة من جمال اللحظة بين يداه وتمنت كثيراً ان يقف عمرها هنا ولو قليل ولا تنتهي أجمل اللحظات بينهما ليهمس قائلا بعشق؛
(الورد إتنقى بالواحدة عشان خدها
يا جماعة مش ممكن لأه
دى لا قبلها ولا بعدها
مبتدلعش ما هي دلوعه لوحدها
الرقه يا ناس ربانى
ربانى يا ناس بُعدها”
بأخر جملة ضحكت حياء بقوة وهو أخذ باله من الجملة فغمز لها سراً
وجواره ردد يوسف باقي الأغنية امام عينا ن ايمان والتي كانت تهتف بتناغم وسعادة مع اوتار الموسيقى ليصيح بجنون وهو يرفع يديه……
” أنا مش هتكلم أنا رافع إيدى مسلم
القد يا ناس يتدرس منه الغزلان تتعلم
ده أنا مش هتكلم أنا رافع إيدى مسلم
القد يا ناس يتدرس منه الغزلان تتعلم……
تبدلا الشباب الرقص فاصبحت بيلا و زينب و مريم و صفا والفتيات مع بعضهن
والشباب في الجزئية الأخرى وصياح الشباب كان أعلى وهما يرددون الباقي من الأغنية بحماس و سعادة
“قصاد الغمزة إحنا تلامذة، قصاد المشية إحنا الحاشية ودى السلطانة وتتسلطن نغنى معاها ونتسلطن قصاد الغمزة إحنا تلامذه، قصاد المشية إحنا الحاشية ودى السلطانة وتتسلطن نغنى معاها
ليل يا عين ياليل يا عين يا ليل
عين يا ليل يا عين يا ليل يا عين”
أقترب عمر من بيلا محتصن وجهها بين يديه قائلا بسعادة:
-” بحبكك…. ”
ابتسمت بسعاده تنظر للجميع حولها و كم السعادة التي تحيط بها و كل شاب يمسك بيد حبيبة و يرقص على أوتار الموسيقى بتالف و تناغم
ردت بيلا بسعادة و خجل :
-” و انا بموت فيك يا عمر، بس الشباب قاموا بالواجب حقيقي مكنتش متخيلة انه هيكون بالجمال دا”
أقترب صالح منها قائلا بسعادة و حب:
-“لسه الليلة في اولها يا بيلا يا قمر انتي ليه الجمال دا يا قمر”
طبع قبلة على جبين بيلا ليصيح عمر بغضب :
-“بتعمل ايه يالا انت اتهبلت”
أبتسم صالح بخبث و استفزاز و هو يقبل راس بيلا بحماس:
-” ايه هو حلال ليك تبوس مراتي و انا لا يا حمايا العزيز و لا ايه، تعرفي يا بيلا انتي النهاردة بجد أجمل واحدة شافتها عيوني ايه الجمال دا “
كاد عمر ان ينفجر من الغيظ و الغيرة لتقهقه بيلا بحماس قائلة:
-” والله انتي اللي قمر يا صالح لو كنت اكبر شوية و مش جوز بنتي اكيد كنت هتجوزك فورا يا ابو عيون خضراء يا قمر انت”
زمجر عمر بغيرة قائلا:
-” طب ما اجيبلكم اتنين لمون و امشي انا ”
قهقه صالح و هو يهز كتفه بسعادة تناغم مع الموسيقى ليتجه نحو زينب تاركاً العروسان.
كانت نور تجلس على الطاولة تنظر لهم بحزن تمنت لو تراه الان و تصرخ به بل و تحتضنه و تخبره انها تفتقده منذ أن تركها و كسر قلبها رغم أنها أخبرته انها ترغب بالبقاء معه لكن لم يبالي بذلك و تركها
أخيراً رفعت عيناها البنيه لتقع عينيها على عسليته المهلكة و هو يدلف لداخل القاعة
وكان هو في غاية الأناقة ببذلة كلاسيكيه بعصرية رفيعة باللون الكحلي، كانت رائعة
عليه وكانها صممت اليه خصيصا
وقد صفف شعره الاشقر الغزير للخلف فأصبح جذاب بدرجة مهلكة…. مما جعلها تخفض عينيها بارتجاف بينما تتعالى دقات قلبها
بلعت غصة الانكسار في حلقها وهي تشعر بتجمد أطرافها.
دلف باسل الي داخل القاعة بخطوات شامخة يبدو في غاية الوسامة، ادار عسليته في القاعة و كأنه يبحث عنها لا يعلم لما يفعل ذلك لكن قاده قلبه الي البحث عنها، ليجدها تجلس على إحدى الطاولات وحدها تتالق في ثوبها الأزرق الطويل و حجابها الأسود الذي يبرز بشرتها البيضاء الجميلة، اختطف عدة لحظات و هو يتمعن النظر اليها باشتياق اخرق قلبه الملتاع لها
كانت الصحافة هنا و هناك تقوم بتصوير كل اللحظات في ذلك الحفل الاسطوري الذي يجتمع به أشهر راجل الأعمال و أشهر الشخصيات المعروفة بمدينة الاسكندرية
تشنج وجه باسل بحزم و شدة وهو يري ذلك الشاب يقترب من طاولة نور مبتسم يمد يده نحوه قائلا بلهفة :
-“تسمحلي بالرقصة دي يا هانم”
رفعت نور عينيها تنظر حوله لتشعر بأنه مألوف بالنسبة لها، وجهت نظرها لذلك الواقف مكانه و عيناه تبعث الشرار، و البخار يتصاعد من اذنه من شدة الغضب و كأنه ينتظر ردة فعلها.
ابتسمت برقة مغيظه له لتضع يديه بيد ذلك الشاب، ليتجه نحو المنصة بجوار الشباب يرقص معها برقة و تناغم على تلك الموسيقى لتساله نور بهدوء :
-“هو احنا اتقابلنا قبل كدا؟”
رد الشاب بتوتر قائلا:
-“هو انا كنت شغال مع باسل بيه و شفتك كذا مرة معه فيمكن تكوني عرفاني اسمي عيسى ”
أومات له بلا مبالة و عينيها تسترق النظر لذلك الوسيم الذي أقترب من المنصة برفقة امرآه انيقه مثيرة!
جزت على أسنانها من شدة الغضب قائلة بهمس:
-” جوز الأربعة قليل الادب، السافل”
صعد باسل المنصه مباركا لعمر ثم نظر لتلك المرأه و اخذ يراقصها بجوار نور و هو يسترق السمع لما يحدثها الشاب به
بينما كان عيسى يتحدث لنور التي حاولت التركيز قدر المستطاع الا ان رائحة عطر ذلك الوسيم داهمت انفها لتجعلها تشعر بالضياع.
الا عندم سالها عيسى بخبث قائلا:
-“نور انا عارف انك انفصلت عن زوجك و الصراحه عارف ان الموضوع هيكون مفاجي ليك بس انا حابب احد رقم والدك و صدقيني يا نور انا عارف انك اتاذيتي منه بس اديني فرصة اعوضك”
ابتسمت دون وعي ليجن جنون ذلك الأشقر معذب قلبها ليصرخ بغضب و هو يدفع الفتاه بعيدأ عنه ثم توجه نحو عيس يمسكه من تلابيد قميصه قائلا بعيون سوداء من الغيرة:
-” و عايز رقم ابوها ليه أن شاء الله يا روح امك”
ابتلع عيسى ما بحلقه قائلا بتوتر؛
” كنت هطلب ايديها للجواز و الله على سنة الله و….”
لم يكمل جملته بينما صرخ باسل بغضب :
“عايز تجوز مراتي يابن ال***…..”
عجله باسل بلكمة قويه اسفل فكه على أثرها تراجع عيسي للخلف وهو ينظر اليه
بوحشية تكاد تفتك به، لكمه باسل مجدداً اسفل عيناه وهو يصرخ به بقوة…..
“هتعوضها ها، كل الرجالة اغبيه وانت الذكي بروح امك”
ركله باسل في بطنه وهو يقول…..
” كل الرجالة اغبية وانت الذكي اللي فينا…..فين النخوة والمروءة وانت حاطت عينك على وحدة متجوزة وبتحب جوزها ياغبي….. “
دافع عيسى عن نفسه ولكم باسل في صدغه……..
وهو يقول بقرف :
“اي مبتعرفش تكلم غير بايدك معندكش لسان…”
تحسس عيسى فكه بيده بغضب وقذف الدماء من فمه وهو يناظر باسل بغضب ثم سأله ببرود
“افهم من كده انكوا متجوزين ازاي و انت طلقتها…..”
استشاط باسل غضباً من حديثه الفاتر معه بعد كل هذا الضرب،بل ويساله وكانه صديقه او من افراد العائلة، شهق باسل بازدراء
-” انت مال اهلك يالا واحد و مراته حصل بينهم مشكلة فجأة كدا تطلعهم أطلقوا”
كانت نور تقف بجوار زينب بفزع و سعادة خفية وهي تتابع ما يحدث و تلك الفوضى اللي اثرها باسل في حفل الزفاف لكن تملكها الغضب من تقلبات لتقول بحدة:
-“مرات مين يا جدع انت و بعدين احنا انطلقنا و مالكش دعوة بيا”
صرخت في نهاية جملتها و يقترب منها محذر اياها بغضب و شر الا انها استمرت قائلة:
-“ايه فاكرني بخاف و لا ايه ايوه اطل…..
ضحك عمر بسعادة قائلا بخبث:
-” رغم ان تمثيلك يا عيسى معجبنيش بس برافو عليك اهو اتحرك”
فغرت زينب شفتيها قائلة بصدمة:
-“بابا؟!”
غمز لها لها بشقاوة قائلا بخبث لبيلا:
-“مش ياله بينا و لا ايه يا مزة”
ردت بيلا بخجل و سعادة:
-“احترم نفسك يا عمر”
_”قُلْ لِلمليحِ -وإنْ تباعدتِ الخُطَى-
تَبْقَى القريبَ، وليْسَ بعدكَ مِن هَوى”.
“تهانينا لكل قلب تحمل للنهاية لكي يكتمل عشقه، لكل قلب ابتسم رغم الحزن،
لتلك القلوب المتمردة التي روضها العشق..”
حاولت نور وضع الف حد و سور بينهما بعد ما فعله، لكن..
قلبها خائن و عقلها متمرد.
خضعت لخيانة قلبها و رضخت لمشاعرها
تلك الأنثى العاشقة بداخلها قادتها الي احضانه مجدداً….
و كيف لا؟! و هو عاد معتذراً نادماً…
احتضنت نور جسدها بيدها مستمعه لدقات قلبها المتسارعة،
مستسلمة لعاصفة الأفكار الهوجاء و ذلك الحنين القوي اليه.
هزت رأسها برفض و ضيق مغمغمة لنفسها بحدة:
-لا ما انا مش شغالة عندك يا باسل علشان تقول بكرا كتب الكتاب،
لا و كمان تبقى خطفني لا و المصيبة انا بابا وافق…. بس ايه دا يا ولا
يلهوي عليك، عليك واحدة يا شبح بتجيب اجلي.
ضحكت بخفة و هي تمرر اناملها على شفتيها برقة الشعور بالتخبط القوي، الحب، العناد، لكن قلبها رضخ له
احتضنت وسادتها بقوة و هي تدفن وجهها بالوسادة، اخذت نفس عميق بهيام قبل أن تغمض بنيتيها تغوص بنوم عميق، هامسه بحب:
-يارب انا مش عايزة وجع تاني، أنا بحبه…
في صباح اليوم التالي
انبعثت اشعة الشمس الي غرفتها من تلك الشرفة الصغيرة عبر الستائر الناعم التي ترفرف أثر حركة الهواء.
استيقظت نور على صوت الضوضاء الصادرة من زحام الشارع بالأسفل و هي تفرك في شعرها و يدها على فمها بنعاس و نوم
تبدو في حالة مزرية لا تبدو كعروس ابدا و شعرها يتناثر حول وجهها بشكل فوضوي، و وجهها عابس نائم….
دلفت الى الحمام لتأخذ حمام دافء تريح اعصابها المشدودة من مقابلته فهي أخبرته انها لا ترغب بحفل زفاف بل الأمر سيكون كتب الكتاب بمنزلها ثم خروجهما معا لأي مكان، و ذهبها معه إلى منزله.
مر بعض الوقت و هي تشعر بالهدوء حولها لتذهب لغرفة اشقائها لكن وجدتها فارغة و كذلك غرفة والدها…
رددت بداخلها بارتياب و شك:
-راحو فين بدري كدا، هو انا المفروض هعمل ايه دلوقتي، اعتقد لازم انضف البيت و اسيقه، مع اني و الله مكسلة لازم يحلف يعني ان كتب الكتاب النهاردة… جاتك الارف
لوت شفتيها في آخر جملتها باشمئزاز واضح و كأنها مجبورة
على الزواج منه،
و كأن بداخلها لا تشعر بالسعادة رغم تلك الغمرة التي شعرت بها
و كأنه أعاد لها روحها من مجرد لمسته ليديها و احتضانه لروحها،
لكن ذلك الخوف الذي ترعرع
بداخلها جعلها تشعر ان وجود الشئ مثل عدمه، لذلك لا تسطيع إظهار مشاعرها.
وضعت دلو الماء الساخن بجانب الاريكة ثم وضعت بعض مساحيق التنظيف المعطرة
كادت ان تحمل ذلك المفرش القديم الا ان رنين جرس الباب جعلها
تستقيم واضعه الحجاب فوق راسها باحكام قائلة بصوت عالي نسبياً:
-مين؟
ردت زينب بمرح من الناحية الاخري:
-أنا زوبا يا عروسة…
فتحت نور الباب بوجة مستنفر :
-عروسة ايه جاتك نيلة، وحشتيني اوي على فكرة…
ابتسمت زينب وهي تدلف لداخل المنزل قائلة بخبث واضح:
-دا بجد و انا اللي فكرت العريس اخدك مننا و مش هنشوفك تاني” فغرت شفتيها في آخر جملتها بصدمة لتوجه بصرها نحو نور الواقفة خلفها تضع
يديها على خصرها تنظر لها بسخط من جملتها تلك….
تحدث زينب بذهول قائلة:
-هو انتي هبلة يا نور، المفروض ان النهاردة كتب كتابك و بتسيقي البيت لسه، دا انا قلت يمكن يكون عندها دم و بتظبط شكلها، يا عيني عليك يا باسل، هتنصدم
ردت نور بهدوء و كبرياء :
-هو المفروض يعني اعمل ايه اتحزم و ارقص،
ثانيا أنا زي القمر في كل حالتي…
ابتسمت زينب بسعادة وهي تقترب منها محتضنه اياها:
-نور ممكن اقولك كلمتين بصراحة من غير زعل.
_طب وعهد الله انا ما بعرف ازعل منك يا زينب لان انتي الوحيدة اللي متأكدة ان قلبها ابيض و بتخافي عليا رغم ان أنا أكبر منك.. احم احم بتلات سنين…
ردت زينب ساخرة باشمئزاز :
-بس عقلك صغير، تعالي بقى نقعد لان في كلمتين محشورين في زوري لازم نتكلم فيهم
جلست علي أقرب اريكة لها لتقول نور بتوتر؛
-كلمتين ايه بقى؟
-شوفي يا نور انتي دلوقتي خالص وصلتي مع باسل لآخر الحكاية، شوفتي فيه الغرور و البرود و الطيبة و عرفتي الأسباب اللي حلتي كدا، سفرتوا و رجعتوا، اطلقتوا و دلوقتي هتتجوزوا تاني، بس المزة دي مختلفة المرة دي بتاعتك انتي و هو…
المرة دي يا نور لازم تفكري فيها بجد، باسل راجع ليك و عايزك بجد واضح من طريقته ان المرة دي متمسك بيك بس برضو متنسيش ان واحد زي دا كان متجوز قبل تلات مرات يعني شاف الدلع كله…
شحب وجة نور و كأن الدماء سحبت منه متحدثة بتوتر:
-انتي بتوتريني كدا علب فكرة يا زينب، يعني اعمل ايه؟
ردت زينب ببساطة و هي تربت على كتفها باهتمام؛
-حبيه يا نور، باسل لو لقى الحب الحقيقي عمره ما هيفرط فيه انا متأكدة من دا، لأنه عاش طول عمره
محروم من الحب و العيلة، و انتى مش زي اي واحدة قابلها لو كنتي زيهم كان هيطلقك بدون لحظة تردد و مش هيفكر يرجع لك..
بس اهم من الحب يا نور لازم تحترميه، و بلاش الوش الخشب دا يفضل كتير
يعني لازم يحس انك مهتمه بوجودة و لازم انتي كمان تفرحي،
بلاش تخافي يا نور علشان خاطري و افرحي و فرحي قلبك،
أنتي تستاهلي كل خير و الله العظيم، تستاهلي تفرحي قلبك، أظهري مشاعرك
و خليك دايما عارفة ان ربنا كبير و حنين اوي يا نور…. الف مبروك يا حبيبي
ابتسمت نور بسعادة و كأنها كانت تنتظر اخد ليشعل بداخلها وهيج السعادة لتقول من بين تلك الضحكة الخافتة:
-زينب أنا بحبك اوي بجد اوي ربنا يخلينا لبعض. بس ايه يا عم العقل و الحب دا كلة
دا صالح بية شكله علم على قلبك بالجامد اوي…
ابتسمت زينب بخجل قائلة بحماس :
-الحب في الحلال بينور القلوب و العقول يا نور…. و بعدين ايوة معلم على قلبي و روحي لانه حبيبي انا و ابو أولادي
ردت نور بغمزة شقية :
-يسهلوا….
ردت زينب بسرعة :
-صحيح داليد زمانها على وصول.
عقدت نور ما بين حاجبيه قائلة :
-مين داليد؟ …
ردت زينب بحماس و هي تزيل حجابها و تفك ربطة شعرها لينسدل على ظهرها برقة :
-داليد دي تبقي بنت خالي محمود تعرفي هي كمان طيبة اوي أصغر مني بسنة بس مرحة و طيبة بجد امبارح كنا بنتكلم و حكيتها عنك و ان النهاردة كتب كتابك فهي قالت إنها لازم تحضر و كمان اللي عرفته انها شاطرة جدا في المكياج و هتخليك زي القمر…. تعالي نشغل اغاني ….
قامت بتشغيل الاغاني لتقول بحماس:
-ادخلي انتي بقى ظبطي نفسك ابوكي كدا كدا مش هيجي دلوقتي هتيلي بجامة من عندك ياله ورايا شغل كتير.
رفعت نور حاجبها الأيسر بشك:
-وانتي ايه عرفك أن بابا هيتاخر برا
ابتسمت زينب و هي تمسك الدلو لتبدا بالتنظيف و هي تردد كلمات الأغنية الشعبية لتقول بدلال انثوي يعشقه شخص ما….
-لما يجي هتعرفي متشغليش بالك… ياله يا نور
ابتسمت بسعادة طفولية غريبة شاعرة باهتمام كل من حولها لتقول :
-حاضر ثواني هجيبلك بجامة، هو فين الولاد يا زينب؟
ردت زينب و هي تقف على الكرسي تُلمع زجاج الشباك:
-مع ماما حياء و عمتي صفا امبارح
هي امبارح جيت و باتت معانا ، الصراحة عمتي
دي كمان قمر اوي و ماما حياء لما عرفت انه كتب كتابك النهاردة قالتلي لازم اكون معاكي
و الاولاد معاهم
و انا نزلتهم ليها و رضعتهم قبل ما اجي و أطمئنت انهم ناموا
لان طول الليل صاحين و انا وصالح كنا قاعدين جانبهم مناموش غير الفجر..
عارفة يا نور الولاد بجد نعمة من ربنا رغم اي تعب و اي سهر
و صالح ربنا يحفظه لينا دايماً معانا، أنا كنت خايفة اوي معرفش اربي التلاتة لكن و الله وجود العيلة فرق معايا اوي
عمي جلال الصراحه هو كمان ابويا بجد و هو كمان بيساعدني،
يعني مثالا بيقولي المفروض اعمل ايه و معملش ايه
و ازاي المفروض اتعامل معهم لما يكبروا..
و ماما حياء دايما معايا و كلهم بيحبوا الولاد
حتى يوسف و إيمان و حبيبة مرات على دايما بتكلمي في الموبيل تطمني عليهم…
الناس لما يكونوا ونس لبعض الدنيا بتكون حلوة يا نور.. و جبر الخواطر حلو اوي
و انا
عشت عمري في ناس كتير بتجرح فيا ”
التمعت عينيها بالدموع لكن تلك المرة بالفرحة و هي تنزل عن الكرسي و تقف أمام نور قائلة بانتصار و عشق بادي في عيناها:
_الناس اللي جرحوا في قلبي علموني ان العوض و الصبر نهايته حلوة اوي
انا دلوقتي لقيت ابويا و امي و لقيت ليا خالي محمود و خالتي مريم و عمي جلال و ماما حياء
و عندي ابويا منصور و انتي معايا و معايا داليد و الأهم معايا صالح و اولادي
الجبر بعد الصبر هو السعادة اللي بجد
و انتي كمان صبرتي كتير يانور علشان اخواتك و ابوكي و ربنا هيجبر بخاطرك انتي و باسل و هتفرحوا اوي كمان صدقيني..
احتضنتها نور بعيون باكية و سعادة داخلية ابتعدت زينب تمسح دموع نور بيديها قائلة:
-خلينا نفرح بقى وصلنا لنهاية الوجع و خالص هنفرح…
أومأت لها نور في نفس الوقت صدح رنين جرس الباب لتتجة نور تفتحه لتجد أمامها فتاة تبدو في بداية العشرينات
جميلة المظهر، ذات ابتسامة رائعة و عيون سوداء حالكة…
سألت داليد بهدوء قائلة:
-نور؟
اومات لها الأخرى لتقول بحماس:
-داليد الدمنهوري… انا بنت خال ملك
ابتسمت نور قائلة:
-اه هي جوا اتفضلي…
دلفت الى الصالون و هي تحمل حقيبة يد متوسطة تبدو على شكل مكعب و كأنها ليست حقيبة يد!….
ابتسمت زينب قائلة بحماس:
-كويس انك وصلتي، الأستاذة فاكرة النهاردة واقفة العيد و بتنضف البيت، قوليلها حاجة لان هتشل
خلعت داليد حجابها لتضعه جانبا قائلة باهتمام شديد:
-لا طبعا مينفعش و انا اصلا جايبة كل حاجة معايا هظبطك،
على فكرة انا شاطرة جدا في الميكب و صدقيني انتي بشرتك جميلة بس لازم نعمل ماسك و انتي كمان يا ملك… و لا اقولك يا زوبا….
ردت زينب بحب اخوي:
-قولي يا ملك الاسم دا بحبه، بس انا هخلص الليلة دي و احصلكم على جوا…
ابتسمت داليد و هي تقترب من نور لتضع يدها على خصر نور :
-ياله بينا…
وافقتها نور و هي تتجه معها نحو غرفتها
بعد مرور عدة ساعات
في غرفة نور…..
نهضت من مكانها بعد ان انهت داليد مهمة تزيين وجهها وإنهاء
كوي شعرها البني، زاد جمالوجهها مع الوان الزينة الرقيقة….
اخرجتها داليد اجمل مما توقعت ….
نظرت نور لهيئتها في المرآه مع جمال وجهها
واناقة تسريحتها لتقول بسعادة:
-مكنتش متخيلة اني هكون جميلة كدا، حاسة اني احلى من يوم الفرح. انتي بجد شاطرة اوي
رفعت داليد راسها بفخر و هي تهندم ثيابها بطفولية:
-شكرا شكرا يا جماعة دا حاجة بسيطة من موهبتي، ها قوليلي فين فستان كتب الكتاب خليني بقى الف لك الطرحة….
ردت نور بجدية:
-في الدولاب، هو فستان عادي لان انا الصراحة مكنتش حابة انزل اشتري و الموضوع كله ساعتين و هيخلص…
نظرت داليد لزينب بسخط قائلة:
-صاحبتك دي محسسني انه يوم عادي لا فكي كدا يا قمر النهاردة فرحك فاهمة يعني العروسة للعريس….
ردت زينب قائلة بجدية:
-والله العظيم كنت عاملة حسابي، علشان كدا الفستان جاهز ثواني بس البسي حجابك يا داليد…
ضيقت نور المسافة بين حاجبيها بشك
خرجت من الغرفة لتمر بضع لحظات قبل أن تدلف مرة أخرى برفقة سالم والد نور وهو يحمل بين يديه ذالك الثوب الأبيض مغلف بطريقة منظمة و صحيحة
أبتسم سالم قائلا بحب:
-تفتكري هخليك تحضري كتب كتابك باي فستان كدا لا طبعا، انتي اميرتي يا نور
كادت ان تبكي من فرط السعادة و هي تقترب منه محتضنه اياه بقوة قائلة :
-وانت حبيبي يا بابا و اللي العظيم…
غمزت زينب لداليد قائلة بهمس:
-كنت متفقة مع عمي سالم نشتري الفستان دا سوا و هو اللي اختاره ليها ذوقه حلو اوي…
ردت داليد باعجاب واضح قائلة بحب :
-فعلا رقيق جدا…
________________________
بعد ساعتين
كان يجلس على الاريكة في الصالون بحلة أنيق سوداء منهدم الشكل وقد حلق لحيته فبات أكثر جاذبية مع بشرته الخمرية الرجولية ومصفف شعره الأشقر
بجمالا يلفت الأنظار…….
توجهت عسليتان عيناه المشتعله بالفطرة حينما ابصرها تخرج من الغرفة بحرص متأبطه ذراع والدها كانت جميلة اليوم بشكلاً عجز عن وصفه….
يبدو وكأنها قد اتقنت في انتقاء ثوب عقد قرانهما فكان ثوب أبيض سادة حريري رقيق طويل يتدلى ذيله من الخلف
برقة باكمام شفافه رقيقه وعند المعصم مطرزة بورود بيضاء من الدانتيل…..حجابها الأبيض الناعم يبدو في غاية النعومة
ذلك اللؤلؤ البراق الذي يزين الحجاب يبدو لامعاً لاجلها
وقد وضعت كذلك زينة العروس الناعمة التي زادتها جمالا
لا يعرف كيف لكن هذه الالوان كانت مختلفه وجميلة عليها لكن مختلفة، ككل شيءٍ بها، فاليوم مختلف
وحتى ما سيحدث الآن سياخذ منحنى مختلف في علاقتهما،
فكم حلم بهذا اليوم منذ أن طلقها تمنى العودة لها قلبا و قالبا، تمنى ان تعود له بقلبها
ولم يتوقع قط ان يكن أجمل من المتوقع بمراحل……….
رفعت نور عينيها البنيتان عليه وكانا بريق الحب يشع منهم، جعل باسل يبتسم لها وعيناه تناديها
ان تقترب اكثر فقد تعب من الانتظار والصبر
و كأنه ابتعد لسنوات و الآن يريد أن يروي عطش قلبه
وصلت إليه لتقف بالقرب منه اعطه والدها يدها
حتى يذهبا على الطاولة الممتدة ليتم عقد القرآن
فالماذون ينتظر هناك…..
مسك باسل يداها الإثنين ونظر لعينيها يتأملها عن قرب وهي فعلت المثل ولكنها عقبت بتسرع غريب و حب ها قد بدأ بالظهور
_هو احنا بجد هنكتب الكتاب يا باسل، انا حسى ان هيغمى عليا من الفرحة……..”
ضحك باسل دون صوت واوما براسه قائلاً:
-لا ابوس ايدك امسكي نفسك لحد مانكتب الكتاب انا ماصدقت ابوكي رضي عني ووافق من تاني دا كان هيقيم عليا الحد و يطردني من بيتكم لما قولتله اني عايز اردك و نعمل كتب كتاب من جديد”
توهجت فرحتها في عينيها وقالت بعدم تصديق من شدة الفرحة…….
– بنات الناس مش لعبة يا استاذ بس حقيقي النهاردة أجمل يوم في عمري و كفاية وجود البنات معايا ……”
تنهد باسل هامساً بحب وهو يتكأ على يداها
بحنان…….
-مش لوحدك انا حاسس اني بتولد من جديد على ايدك يا شبح
سحبت نور يدها ووضعتها على جبهتها وهي تشعر بعدما اتزان قدميها على الأرض……
“لا مش مصدقه انا دايخه، انا دايخه اوي يا باسل اسندني….
مسك معصمها بقوة هاتفاً باللهفة…
-نور انتي كويسه؟ نور………”
نظرت اليه بدهشة قائلة بعدم تصديق ……
-هو احنا بجد هنكتب الكتاب؟ ……..
رد باسل بتردد وقلق عليها…….
-على حسب ممكن يتأجل لو اغمى عليكي فعلاً…
“لا ياغمى عليا إيه أنا تمام، انا كويسه أوي….
اعتدلت في وقفتها سريعاً وهي تحاول التماسك قدر المستطاع امامه وامام الجميع
وكأن قلبها لم يعد يتحمل اكثر معترفة بحرارة ……..
أخرج باسل زفرة حارة وهو ينظر اليها بشوق
-انا اللي مش كويس والله……..
نظرة اليه بلهفة سائلة ببراءة….
-سلامتك عندك إيه……..
هز راسه بنفي وهو ينظر للطاولة خلفهما…..
-ولا حاجة، يلا بينا لحسان الناس قعده مستنيانا……..”
قد حضر بعض اقارب العروس المقربين جداً والأصدقاء….. وكذلك حضر والدي باسل و أخته زينة
واصدقاؤه المقربين و أيضا صالح و على برفقة زوجته حبيبة التي تجلس بجواره متأنقه بثوب سهره رائع مع حجابها الرقيق….كانت جواره ملتزمه
أقترب صالح من زينب و الذي كان ملفت للانظار اليوم كعادته بحلته الرصاصية الداكنة اسفلها قميص ابيض، مصفف شعره باناقة و على ثغره ابتسامة تجعلها أسيرة لنظرته تلك
-وانت كمان اوي، هما الولاد كويسين، اكيد جاعوا بص هنمشي دلوقتي، أنا والله معرفتش امشي خالص بالنهار و كان في حاجات كتير….
-متقلقيش عليهم ماما جهزتلهم الرضعة و أكلوا و بعدين عمتك مسبتهمش لحظة متقلقيش
اكتفت بابتسامة رغم خوفها.. هي أم و الأم لا يهدأ قلبها الا عندم تطمئن بنفسها على أطفالها….
وضع باسل يديه بيدي والدها و بدا الماذون بعقد القرآن بينما تجلس نور بجوار نيرة التي ابتسمت بسعادة لرؤية تلك اللهفة في عين إبنها الوحيد
مؤخر تحول تمام لم يكن كذلك كان باردا جدا و تلك الفاتنة هي من اذابت جليد قلبه
ليقع أسير و اي أسير هو؟
هو أسير كبريائها، أسير عيناه و أسير رونقها الخاص التي امتازت به عن أي فتاة اخر
و الأهم من كل هذا انه أسير عشقها……
هبطت عليهما المباركات من الجميع
بعد كتب الكتاب في غرفة نور
رفعت نور عينيها المشعه بسعادة إليه….
فوجدته ينظر إليها نظرة غريبة……قاتمة تجتاحه مشاعر عديدة لا تفقها منها شيء لكن الوصف الدقيق بنسبة لها…..
انه جائع ويراها وجبة جيدة ودسمه ستوفي بالغرض…..
-ليه البصة دي يا بأسل؟ …….
سألته بتردد فنظر من حولهما فقد سمح والدها لهم بالجلوس في غرفتها قليلاً قبل مغادرتها معه…….
نهض باسل من مكانه وأقترب منها
بلعت نور ريقها بتوجس وسالته بارتباك……
“انت كويس؟ ……..”
-لا يا نور مش كويس، من يوم ما سيبتك و انا مش كويس.
سألته بتوتر و براءة فنبرته كانت متحشرجة أثر اختلاط مشاعره
والتي حان الوقت للاعتراف بها، إلى متى سيرتدي قناع ليس له، عليه خلعه الي الأبد فقط لاجلهما …
-مالك انت دايخ انت كمان؟ الفرحة بدوخ،
انا كمان حسى نفسي دماغي بتلف…..من الفرحه…انا مبسوطه أوي يا باسل، مبسوطه أني معاك … ”
مسك يدها الموضوعه على وجنته وقربها من شفتيه وطبع قبلة طويله بطيئة عليها قائلاً باشتياق……
-وانا كمان يا نوري يا اغلى نور في الدنيا، مش مصدق انك بقيتي مراتي، و اسف و الله العظيم اسف على كل اللي فات، فرحان اوي ياحبيبتي….. ”
خفق قلبها بجنون وسألته باللهفة….
– انت بتحبني يا باسل………”
مد يده ولامس وجنتها الناعمة مؤكداً
بقلب مدله بحبها…..
– بعشقك ياقلب باسل……..”
اغمضت عينيها بضعف وهي تشعر بانفاسه الساخنة الممزوجة برائحته المميزة تقترب منها تلفح
صفحة وجهها بقوة بلعت ريقها بتوتر حينما
وجدته يحجز وجهها بيده ثم
شعرت بشفتيه تلامس بشرتها الناعمة
قد طبع قبلة رقيقه على وجنتها طابعا عدة قبلات على وجهها
وهو
يضمها بين ذراعيه أكثر شاعر بها تستجيب اخيرا لقربه و كم يريد مستجيب مرحب بها
اكثر مما ظن…..
سمع صوت ياتي من خارج غرفة الصالون
فضرب جرس الانذار داخله وابتعد عنها بصعوبة ناظراً عند الباب فلم يجد أحد تنهد بارتياح وهو ينظر إليها…..
ليجدها عينيها متوسعه بعدم تصديق وجهها أحمر من شدة الخجل والصدمة مما حدث اما شفتيها فكانت منتفخة وحمراء اثار هجومه عليها…..و قد أفسد حمرة شفتيها
أخرج المنديل من جيبه ونهض من مكانه وتلك المرة جثى على ركبتيه أرضا أمامها……ثم بدأ في المسح حول شفتيها قائلاً باعتذار حاني……
-انا آسف يا نور، انا مكانش قصدي اخوفك يعني، بس مقدرتش، انا….”
توقف عن الحديث عندما وجدها تلقي نفسها في احضانه بصمت مبهم، اشعره بالقلق وشعر بقلبه يقع أرضا لذا ضمها اكثر وهو يسألها بتوتر
-انتي كويسه، خوفتي مني صح…..انا مكنتش اقصد انا اسف مش هيتكرر تاني، بس متخافيش.
همست نور بضياع في احضانه و كأنها تجربها
لأول مرة معه
_باسل لو بتحبني بجد اوعي تيجي عليا في يوم، انا بحبك و خايفة اندم على حبي لك، صدقني مش هقدر استحمل، حتى لو انا دايما متمسكة ادامك فأنا دايما هبقي محتاجة لحضنك فبلاش انت كمان تيجي عليا…
رفع راسها بحنية و حب هامسا بضياع هو الاخر:
-انتي وطني يا نور فاهمة، يعني حضنك هو بيتي و حضني دايما هيكون ليك لوحدك لأنك الوحيدة اللي هزت فيا كل حاجة، و الله العظيم انا بحبك اوي، و نفسي اكون معاكي بيتي مليان حب و دف بس سبيني و اديلي فرصة لو سمحتي ممكن…
مسحت دموعها قائلة بسعادة :
-بحبك….
همس بابتسامة ضارية :
-وانا بعشقك
انتهى حفل كتب الكتاب و ذهبت معه نحو منزلهما بعد أن وعدت ابيها و اشقائها
…. منزلهما!! تلك الكلمة و ذلك الجمع يجعلها تشعر بأنها ملكة متفردة بقلبه
……………………………………….
في منزل آل الشهاوي
صعدت زينب الدرج بلهفة و القلق ينهش بقلبها انها الفطرة و غريزة الامومة المتحكمة بها فلا لوم عليها
دلفت الى شقة جلال
بعد أن فتحت حياء لها الباب قائلة بابتسامه :
-ازايك يا زوبا؟
ردت عليها باحترام و ود :
-الحمدلله انا بخير يا ماما، اومال هما الولاد فين اوعي تقولي ناموا..
ابتسمت حياء برفق قائلة بحب :
-جوا مع جلال… تعالي اومال فين صالح
ردت زينب بهدوء حاني:
-بيركن العربية….
دلفت الى الصالون لكن هدات من روعها و هي ترى ذلك المشهد الجميل
حيث كان جلال يحمل بيلا و حياء بين ذراعيه و هو يغمغم ببعض الكلمات الغير مسموعة و لم تكن الا بعض الأيات القرآنية الذي يرددها دائما على مسامعم احفاده
بصوت خافض يكاد يصل لمسامعهم حتى أن كانوا لا يفقهون شئ إلا أنها تبعث السكينة بصوته الخاشع
بينما كان يونس ذلك الصغير نائم برفق و نعومة على الاريكة.
ابتسمت زينب بارتياح قائلة بحب:
-تعبوك يا بابا…
ابتسم جلال بسعادة و هو ينظر نحو حياء المبتسمة برقة :
-بالعكس يا زوبا، دول فكروني بأيام زمان، لما صالح و إيمان كانوا عيال بس سبحان الله اعز من الولد ولد الولد….. عمتك لسة ماشية من شوية… و ابوكي اتصل اطمن عليكم و انا طمنتهم
ردت زينب بهدوء في وقت دخول صالح من باب الشقة:
-طب كويس ان حضرتك كلمتهم لان موبيلي فصل شحن، ممكن اخدهم؟
رد جلال بجدية قائلا:
-اكيد و بعدين بيلا شكلها جعانة، بس الصبح عايز اشوفهم قبل ما انزل الوكالة هطلع أصبح عليكم.
رد صالح بهدوء و حب :
-هبقي اجيبهم لحضرتك يا بابا، بلاش تتعب نفس و احنا كدا كدا هننزل الوكالة سوا لان احتمال اسافر السويس في حاجات في حلقة السمك و لازم انزل اتفق عليها….
سألته بالهفة بالغة و براءة:
-هتتاخر؟! بس انا هخاف اقعد من غيرك
ادراكت ما تفوهت به لتخفض بصرها بحرج و خجل بينما ابتسم جلال مغمغما برفق:
-يالة يا صالح خد مراتك و أولادك و اطلع شقتك.
اوما له و هو ياخذ الصغيرتان بينما أعطت حياء يونس لزينب قائلة بخبث مرح:
-خلي الدلع لجوزك لما تكونوا لوحدكم يا هبلة….
عضت على شفتيها بخجل واضح و لم تستطيع الرد عليها بكلمة واحدة و هي تغادر معه.
أبتسم جلال وهو يحاوط خصرها قائلا بحب:
-تعرفي الولاد حلوين اوي مع بعض ربنا يحفظهم يا حياء…..
وضعت راسها على كتفه قائلة باهتمام:
-يارب يا جلال يارب…..
في شقة صالح
وضعت الأطفال على الفراش باهتمام قائلة باعتذار:
-والله حقكم عليا عارفة انكم جعانين، هغير بس و اجيلكم.
خلع صالح سترة حلته ملقيا اياها على الكرسي ليجلس على الفراش يخلع حذاءه ثم نظر لاطفال محدثا اياهم برفق:
-عارفين رغم اني مبقتش عارف اتلم على امكم من ساعة ما جيتوا للدنيا بس كله يهون لأجل عيونكم…. عارف يا يونس
أنا حاطط فيك أملي لما تكبر تكوني ضهري و تخاف على اخواتك،
و لما اموت تحضن أمك و تشوفني فيك يا يونس،
عارف أنا ساعات كتير بقول يارب طول في عمري لحد ما اشوفك راجل يعتمد عليه، بس أمانة عليك اخواتك البنات و أمك في رقبتك ليوم الدين.
كانت تراقب حديثه ذلك بعد أن بدلت ثيابها بحزن بالغ
و لا اراديا انسابت دموعها بشدة
ما سر ذكر الموت الان؟ هل يفرح بانفطار قلبها و بكائه
رفع رأسه لكن فجأته محتضنه اياه بقوة حتى كادت ان تختفي بين ذراعيه
و كأنها ضلع ثاني له، اخذ يربت يربت على ظهرها بحنان متمتم بلهفة:
-مالك يا زينب؟
لم تستطع التحدث و شهقاتها تتعالى مجرد تخيل انها تفقد تجعلها تتشبث به اكثر ذلك الشعور مؤلم
مرت دقائق و تعالي صوت بكاء طفلتهما و كأنها فهمت ما حدث
غمغم صالح بجدية حانية قائلا:
-زينب كفاية عياط الولاد هيعيطوا هما كمان علشان خاطري اهدي…. ”
زمجرت بحدة و قسوة قائلة:
-لو سبتني في يوم صدقني يا صالح مش هسامحك انت فاهم حتى لو اللي هيبعدنا هو الموت برضو مش هسامحك.
رد الاخر بمرح ماكر:
-و اهون عليكِ اموت و انا شايل ذنبك…
ابتعدت عنه قائلة بصوت عالي نسبياً افزع الصغار:
-و اهون عليك تسيبني أموت بالبطي، صالح أنت قلت اني بنت قلبك صح بس اللي متعرفهوش انك اغلى عندي من روحي، أنا عيشت عمري تايهه بين البشر و الله العظيم ملقتش الاحتواء الا في حضنك ملقتش الأمان الا معاك بلاش
تخوفني عليك انتي فاهم، أنا عندي استعداد اسامحك حتى لو قت”لتني بس أنك تسيبني مش هقدر اسامحك.
ابتسم و كأن كلمتها بلسم لروحه المتعطشة لعشقها:
-زوبا انا بحبك، الكلمة دي عهد و وعد مني ليك و لو ربنا اذن يوم و اخد روحي اعرفي اني لسه على عهدي، فاهمة و بعدين انا عارف انك هتسامحيني ماشي و بعدين أنا بكلم ابني عادي كنت بس بوصيه على اخواته زي ما ابويا وصاني على امي و اختي و الأعمار بيد الله وحده.
ردت بحدة معنفة اياه.
-بس برضو متقولش كدا انت فاهم؟
-خالص خالص يا ستي متزعليش حقك عليا بطلي عياط بقى…
مسحت دموعها قائلة بهدوء:
-حرام عليك بجد توجع قلبي يا صالح، خليت حياء تعيط….. انت هتسافر بكرا؟
اوما لها بجدية قائلة:
-متقلقيش مشوار لسويس هتفق على شوية حاجات ناقصة عندنا و لو عليا هرجع على بليل متقلقيش.
-لا لو عليا هقولك لو اتاخرت خليك هنا و ابقى اركب الصبح علشان خاطري يا صالح، أنا بخاف لما تسوق العربية بليل. علشان خاطري
أبتسم طابعا قبلة أعلى راسها قائلة بحنان:
-هدخل اغير هدومي، و انتي متشغليش بالك أنا بعرف اسوق بليل عادي و ياستي اوعدك لو اتاخرت هفضل هناك و اجي الصبح المهم تخلي بالك من الولاد.
اومات لها و هي تحمل حياء برفق لتطعمها.
_______________________
في صباح اليوم التالي. في منزل باسل
استيقظ باسل بتثاقل و نوم ليجدها تتوسد صدره محتضنا اياها.
في عينيها البنية كان يرى لمعة مجنونة
من الخجل من كل ما يحدث بينهما و ماكانوا يتقعوا حدوثوا
ارتفعت الحواجز بينهما فأصبح لها زوجا أمام الله
كيف بدأت القصة واين انتهت؟!…
لا تصدق صدقاً لم تستوعب بعد أنها تزوجت ممن تحب، انها حظت بالحب الأول اجل هو حبها الاول فقد حفظت قلبها لسنوات لأجله هو فقط….
تنهدت بنعومة وهي تشعر به يداعب خصلات شعرها
الناعمة طابع قبلات حانية على وجنتيها
همست بخجل وهي تحاول الإبتعاد
عنه قليلاً
_صباح الخير……..”
قربها لاحضانه أكثر و اجابه مردد تحية الصباح بشهية مفتوحة وبال رائق
-صباح الفل والورد والياسمين…..على أجمل شبح في الدنيا…”
مع كل كلمة يعانق شفتيها بقبلة مشاكسة
زفرت بخجل وارتباك وهي تشعر انها تحت حصار فكان يميل عليها نائم على جانبه ساند ذراعه فوق رأسها…….
فحاولت تشتيت عقلها من هذا القرب
فهي حتى الان لم تعتاد على كل هذا معه ولم تستوعب بعد انها تزوجت منه بالأمس.
تنحنحت وهي تسأله بتوتر..
-هو…. هو انت صاحي من بدري………”
رد وعيناه لا تحيد عنها…..
-من عشر دقايق كده بس ايه الجمال دا…..”
ازدردت ريقها سالته بارتباك.
-و كنت بتعمل إيه…….”
رد بعيون وقحة متسلية وهو يلوي شفتيه
في إبتسامة الثعالب…..
-بتفرج…….”
“بتتفرج على اي بظبط…….”
شدة غطاء الفراش لأخر عنقها بحركة مفاجئه اضحكته بقوة…
اغتاظت من ضحكاته و احمرة وجنتيها قائلة
بتزمر طفولي…
-بطل ضحك، انت أصلا قليل الأدب…..”
أشار على نفسه ببراءة……
-انا؟ يا نور و لا انتي اللي بتلفتي نظري لحاجات مش في دماغي أصلاً………”
اهتزت حدقتيها وقالت بتردد…….
-يسلام انا اللي بلفت نظرك و لا انت اللي متربتش اصلا يا قليل الادب
و بعدين مانت اللي قولت بتفرج، عايزني افهم إيه………”
رد بصوتٍ عابث يدفع للشك به أكثر
-تفهمي اني رومانسي وقعد اتاملك ياروحي ..
سالته نور بحاجب مرفوع ببراءة…
-ليه يعني…….”
تنهد بحرارة قائلاً…
-مش مصدق ان احنا اتجوزنا الصراحة و مش صدق انك بقيت معايا من تاني ……”
ردت بحدة تغلفها الخجل
-لا صدق، لأن انا قاعدة على قلبك ماشي و بطل حركاتك دي لو سمحت…….”
رد باسل بحماس قائلا :
-طب اية هنفضل نايمين كتير، أنا هقوم اجهز الشنط و هنطلع على الغردقة، هنعيش احلى اسبوع سوا يا نوري، اصل الصراحة لسه في كلام كتير عايز اقولهولك.
انهي جملته الخبيثة بغمزة شقية لتضربه بخفة قائلة:
-وقح….
………………………………………………………
في منزل يوسف.
نهض ببطئ من فوق الفراش دون اصدار اي صوت متجها نحو المطبخ.
حرك رقبته في الجهتين قائلا بثقة:
-چو…. هتبقى اب…”ضحك بخفة وهو يتجة نحو الثلاجة ليخرج بعض الأشياء منها
بدا في إعداد طعام الإفطار بدقة و حرص فكلما تذكر انها تحمل قطعة منهما بداخلها يشعر و كأنه طفل صغير، يود لو يأتي بالعالم كله لأجلها.
الأمر لا يتعلق بالطفل فقط بل يتعلق بها هي، ذلك الطفل منها هي حبيبة عمره و فاتنة روحه تلك المرأه الناعمة الخجولة صاحبت أجمل ابتسامة رآها
انهي تحضير الفطار بعد مدة لكن توقف فجأة وهو يخرج هاتفه متحدثا مع والدته (الهام) فهو كعادته يتحدث معها يوميا في الهاتف و أخته( نيران) للاطمئنان عليهما،
أبتسم يوسف وهو يجلس على كرسي السفرة قائلا بمرح:
-صباح الكل يا ست الكل اخبارك ايه يا ماما؟
ردت الهام برفق و سعادة:
-بخير يا حبيب قلبي طول ما انت بخير، ها عامل ايه مع مراتك و هب أخبارها ايه
رد يوسف بحنان قائلا:
-بخير الحمد لله، صحيح في حاجة مهمة لازم تعرفيها، أنا اشتريت شقة جانب شقتي الباب في الباب و انتي هتيجي تقعدي معانا.
ردت الهام بجدية حانية قائلة:
-بس يا يوسف انا مرتاحة هنا و بعدين انت لسه راجع من سفر انت و مراتك و مراتك حامل يا حبيبي يعني لازم توفر فلوسك بكرا هتحتاج الفلوس دي.
اخذ يوسف نفس عميق قائلا بلهفة :
-بس انا عايزك تكوني معايا يا أمي، كفاية انك رفضتي تسافري معايا و خالص انا هفضل هنا في مصر على طول و مش هرجع لندن تاني و انا عايز احس بحضنك، أنا عايزك معايا يا أمي، عارفة زمان لما ابويا مات حسيت ان ضهري انكسر
رغم ان الناس كانوا بيقولوا انه كان شاب طايش
و ق”تل الراجل اللي أوي امه و رغم دخول ابويا السجن و حتى لو كان وحش لكنه ابويا و وجعي على موته كسرني،
و للأسف جيه جواز حضرتك و كمل على جوايا، يمكن علشان كدا سبت مصر من غير ما افكر، أنا مش بحسبك
و الله العظيم انا بس خايف يا ماما، خايف يجي يوم و ابني او بنتي يبعدوا عني و ينسوا اني ابويا
و الدنيا علمتني انه كله سلف و دين و انا مش عايز تبعدي تاني عني لان والله العظيم محتاج حضنك اوي، انتي امي حتى لو مرات عمي ربتني و كبرتني فأنا دايما هبقي محتاجك انتي.
تحدثت الهام بدموع و حزن:
-حقك عليا يا يوسف انت و نيران دفعتوا تمن شري انا و أيوب الله يرحمه بس انا، أنا اسفة
ابتسم يوسف بمرح قائلا :
متعتذريش يا أمي ياله هعدي عليك بعد الشغل و هتيجي معايا ، في حفظ الله
ردت الهام بلهفة:
-في حفظ الله يا حبيبي….
خرج من المطبخ و هو يحمل صنية الطعام قائلا بصوت عالي نسبيا:
-ايمان، ايمان ياله قومي
فتحت عينيها بتثاقل قائلة بنعاس؛
-في ايه يا يوسف، سبني انام شوية.
جلش جوارها قائلا بحنان:
-طب قومي نفطر سوا و ارجعي نامي، يعني ميرضكيش اروح الشغل من غير ما اكل
نهضت بكسل قائلة:
-ليه عملت انت الفطار كنت صحيني..
لم يستطيع الرد و هو يضحك بخفة.
نظرت له فكان شعرها مشعث حولها بفوضوية و أسفل عيونها باهت
ليقول اخيرا :
-يالة يا ايمان ناكل دا انتي هتنامي و احنا قاعدين سوا….
________________________
بعد مرور اسبوعين
كانت الأمور هادئة جدا
صالح برفقة زوجته و ابناءه
على يعمل في مصنعه الخاص و حبيبة تتابع دراستها في كلية الحقوق
سافر باسل برفقة نور الي الغرفة
قام يوسف بشراء المنزل المجاور له لأجل والدته التي حاولت التقرب من ايمان و الاعتناء بها، لتشعر حياء بالارتياح عندم علمت بذلك فقد كانت تشعر بالتوجس و القلق نحوها
اما بيلا و عمر فقد اختفا تمام بعد حفل زفافهم و سافر الي الخارج ليقضا وقتها دون ازعاج احد لهم
في منزل آل الشهاوي
كان جلال يقوم بتعبئة حقائب السفر، وضع ثيابه بعناية و حرص و هو يختار الملابس الشتوية الثقيلة،
دلفت حياء الي الغرفة ناظرة له بدهشة مما يفعل، اقتربت منه و هي تنظر للحقيبة قائلة:
-جلال انت بتعمل ايه؟ هو انت مسافر؟
استدار لها قائلا بمراوغة ذكورية :
-مسافرين، الطيارة كمان خمس ساعات ياله تعالي بينا، جهزي شنطتك.
فغرت شفتيها من شدة الصدمة و بندقيتان عيناه اللامعة تتابعه و هو يتجة نحو خزانة الثياب ليخرج منها ملابسه..
سألته مرة أخرى بتوجس و شك:
-جلال هو انت قلت ايه؟ مين مسافرين معليش…. انا مش هسافر في حتة و بعدين انا مش هسيب ايمان دلوقتي خالص اوكي
رفع رأسه مصوبا نظره، ظهرت ابتسامته الخبيثة واضعا يده في جيب بنطاله الأسود و هو يقترب منها بتمهل و خبث حتى وقف أمامها، انحني قليلا ليهمس بنبرة خافته :
-هتجهزي شنطتك بالتي هي أحسن و لا تحبي اقفل الباب و اكتب عليه ممنوع الازعاج و كل اللي يعدي دماغه تاخده للمكان اللي يريحهم….
توسعت عيناها قائلة بصراخ :
-انت بتهددني يا ابن الشهاوي
هز كتفه مداعيا البراءة و هو يتجة نحو المرآه :
-أنا برضو اهددك يا حبيبتي، و بعدين فين التهديد في كلامي.
زفرت حياء بحرارة و غضب قائلة:
-ما انت اللي بتقول هتقفل باب الشقة و تحط….. “صمتت لتتابع بضيق:
-هنتزفت نسافر فين….
أبتسم قائلا ببرود خارجي:
-هاتي الباسبور بتاعتك وجهزي شنطتك يا حياء، ياله…..
ربعت يديها أمام صدرها برفض و ظلت تنظر له و هو يكمل بلامبالة
زفرت بحدة و هي تتجة نحو الحمام.. ثم عادت بعد لحظات لتقوم بتجهيز حقائب السفر.. حتى مر اكثر من ساعة و نصف و قد انهت من تجهيز كل شي….
و دون وداع او اي كلمة خرج الاثنان من منزل الشهاوي متجهين نحو المطار
في المطار
جلست حياء على ذلك المقعد و قد انفجر الغضب بداخلها:
-ممكن اعرف ازاي تعمل كدا يا جلال، طب على الاقل كنا نقول للولاد لكن فجأة كدا نمشي لا و الله العظيم في حاجة غلط
-حياء هو انتي مبتزهقيش من الكلام و لا القاعدة مع شهد خليتك رغاية، بس بقى زهقتيني من ساعة من خرجنا من البيت و هو نفس السؤال ياستي و الله العظيم انا قلت لصالح و إيمان اننا مسافرين اسكتي بقى….
لوا شفتيها من ناحية واحدة دليل على عدم رضاها ليتابع جلال بجدية و وقار:
-حياء اظبطي الحجاب يا حبيبتي…
رفعت بصرها لتجده يقترب و هو يضبط حجابها قائلا:
-ياله بينا…
اتجهت معه نحو بوابة الصعود رقم…. للطائرة المتجهة الي فرنسا.
جلست في مقعدها جواره و هو تتأكد من حزام الأمان حوالها بعناية قائلة بحيرة:
-اشمعني فرنسا….
-لما نوصل هتعرفي….
تباطات ذراعه و هي تستند على كتفه قائلة:
-ماشي لما تبقى نوصل ابقى صارحيني لان عايزه انام
اغمضت عيناها دون انتظار رده ليبتسم وهو ينزل قليلا على الكرسي حتى يصبح في مستواها لكي لا تولمها رقبتها…
مرت عدة ساعات في الطائرة حتى وصلا لوجهتهما
هبطت الطائرة في مطار باريس
ليهبط الركاب و تتم الإجراءات القانونية مر حوالي ساعة و نصف حتى خرج من المطار
توقفت سيارة خارج المطار ليقوم جلال بفتح الباب لها قائلا بجدية:
-من غير أسئلة اتفضلي اركبي…
عضت حياء على شفتيها من شدة الغيظ و هي تصعد للسيارة ليصعد هو الاخر بجوارها قائلا للسائق و الذي يبدو انهم على معرفة وطيدة ببعض و كأنه عربي :
-اتحرك يا موسي……..
أومأ له بالموافقة وهو يدير محرك السيارة مغادرا المكان في طريق طويل خارج باريس حيث مدينة تروا
كان الطريق طويل و الوقت متأخر من الليل جعلها تغفى على كتفه دون ادراك منها
نظر جلال للطريق من زجاج السيارة حيث يتساقط الثلج في تلك الأجواء الشتوية.
عانق كتفها بذراعه جاذبا ايها بقوة نحوه
مرت نصف ساعة أخرى
حتى توقف السائق أمام منزل يبدو قديم مظلم حالك
ترجل من السيارة ببطئ حتى لا يزعجها، ثم قام بحملها متوجها لداخل ذلك المنزل بينما كان موسى يفتح له الباب ليدخل جلال صاعداً على السلالم حتى يصل للدور الثاني
وضعها في الفراش لتتطلق همهمات ناعسةو هي تتقلب على الفراش، ابتسم وهو يجذب الغطاء عليها و انامله تمتد لخمارها الأزرق يقوم بفكه واضعا اياه جانبا
تأكد من انغماسها في نوم عميق ليخرج من الغرفة مغلقا الباب خلفه.
نزل مرة أخرى ليجد موسى يضع الحقائب في بهو المنزل قائلا بجدية:
-تؤمرني بحاجة تانية يا باشا، بشمهندس احمد طلب مني افضل مع حضرتك لو احتاجت اي حاجة، و بيقولك البيت لو محتاج اي تعديل هو موجود رن عليه بس….
أضاء جلال الانوار وهو يتفحص المنزل بعناية قائلا وهو يقف امامه مرة أخرى :
-لا يا موسي تسلم مش محتاج حاجة، خد دا حسابك..
وضع ظرف في يديه ليحاول موسى رده برفض:
-انت بتقول ايه يا جلال بيه، مفيش بينا الكلام دا، و بعدين فلوس ايه خيرك سابق
تمتم جلال قائلا بصرامة:
-دا حسابك يا موسى، و ياله بقى متتعبش قلبي ربنا يرزقك
ابتسم موسى و هو ياخذ منه الأموال قائلا:
-ربنا يزيدك يا حج و يعمر بيتك….
آمن جلال على حديثه في حين غادر الاخر
اخذ يسير في ارجاء المنزل ناظرا لكل ركن فيه، منزل بسيط جدا، ريفي الي حد كبير،
به الكثير من الصور الخاصة
بحياء و والدتها شغف الحسيني قبل سنوات كثيرة
وقف ينظر من الشرفة الي تلك المزرعة الصغيرة أمام المنزل متذكراً حديثها الدائم فيما مضي
عن والدتها و تلك المزرعة و الحمل الصغير التي اتطلقت عليه اسم بيلو و ذلك المدعو الخواجة اندرية
متذكراً لمعة الشغف في عيناه حين تتحدث عن حياتها في فرنسا و جامعتها و اصدقائها كل شي
دلف لداخل الصالون جلس على الاريكة مستند بظهره مريح راسه للخلف حتى غفا
و بدأت الذكريات تراود عقله
اسوء الذكريات مختلطة باجملها و كيف مرت السنوات و ترعرع العشق بينهما
لطالما تمنى ان يحيى في أسرة دافئة لطالما وجدها حين رأي حياء تلك الحبيبة الغالية
في صباح اليوم التالي
فتحت حياء عيناها و هي تتقلب في الفراش بانزعاج
جلست على الفراش و مازالت عينيها شلة مفتوحتان قائلة بنوم:
-جلال…
بدأت ان تفيق و تستوعب انها تنام بمفردها في تلك الغرفة…..
نهضت و هي تنظر لكل ركن حولها بدقة لكن شعرت بألم حاد في قلبها تشعر وكانها….
و كأنها عادت بالرمان للوراء عدة سنوات، تلك الغرفة تشبة غرفة والدتها القديمة…
نظرت بجوارها لتجد صورتها برفقة أمها موضوعة على اخد ارفف المكتبة الصغيرة في احد الزوايا.
بلعت حياء ما بحلقها بينما تجمعت الدموع في مقلتيها و هي تلتقط تلك الصورة التي تظهر فيها كم المشاعر الجميلة بينها وبين شغف فقد كانت تحتضنها مقبلة وجنتها و الابتسامة تزين ثغرها.
اتجهت نحو شرفة المنزل و مازالت تحتضن صورة والدتها بقوة،
بيدان مرتجفتان فتحت ذلك الباب أمامها، اخذت نفس عميق و هي تنظر للمراعي الخضراء فهي منطقة ريفيه يغطيها القليل من الثلوج
لكن تبدو في غاية الجمال، انسابت دموعها دون انتباه تشعر و كأنها بحلم أخذها للماضي حيث كانت تلك الفتاة المشاكسة التي تقضي كامل وقتها برفقة والدتها
لطالما كانت أمها هي صديقتها و حبيبتها الوحيدة بينما كانت حياء هي معجزة شغف
جاءت شغف قبل سنوات طويلة جدا الي ذلك المكان برفقة طفلتها حياء، جاءت وحيدة و مكسورة من الحب، حبها لشريف كان يولمها حقا..
لم يكن لديها اي شخص سوي أبنتها المدللة حياء فكانت لها معجزة، معجزة جعلتها تتمسك بالحياة لأجلها فقط…
هبطت دموع حياء و هي تخرج من الغرفة و تهبط السلالم و حقا تشعر بأنه حلم
هي مؤمنة الان انها حقا بداخل حلمها حيث تعود لها ذكرياتها الي كل ركن في منزلها
حيث
في ذلك الركن تقف تمزح مع والدتها و في تلك الزاوية يتعالي صراخها بينما تسرق الطعام من المطبخ و خلفها شغف تصرخ بها
خرج جلال من المطبخ و هو يحمل بين يده فنجان قهوة صنعه لنفسه بعد أن استيقظ قبل ربع ساعة تقريباً
ظل ينظر لها بصمت بينما تنساب دموعها هل حقا هي بالواقع الان و أمامه.
ابتسم جلال قاطعا الصمت:
-ايه رايك في المف…….
لم يكمل جملته في حين ركضت اليه بقوة لتندس بين ذراعيه منتحبه بشهقات عالية
-دا مش حلم فعلا…. انا في بيت أمي صح.. انت اللي عملت كدا.
ابتسم وهو يضع ذلك الكوب على الرخام الأبيض بجواره مشددا من احتضانها قائلا؛
-حسيت انها وحشاكي اوي و ملقتش طريقة تانية غير دي، البيت حصل فيه تعديلات كتير بعد ما بعتوه لكن انا اشتريته من كم سنة و قررت ارجعه زي الاول و انتي ورتيني كل ركن في البيت كان عامل ازاي بالصور القديمة اللي معاكي، جايز حاجات كتير اتغيرت بس يمكن الذكريات لسه موجودة في قلبك يا حياء.
_ليه عملت كدا كان ممكن تعدي الموضوع عادي، ليه جيتني تاني لحد هنا.
ابتسم رافعا اصبعه مشيرا نحو قلبها قائلا:
-علشان دا، دا بقاله مدة طويلة زعلان، اوعي تكوني فاكرة اني مش فاهم انك مشتاقة لوالدتك، أنا كمان يا حياء امي و ابويا وحشوني اوي و كمان جمال و أيوب بس الفرق ان كل دول لما بيحشوني بلقى ذكرياتنا في نفس المكان اللي انا فيه،
إنما انتي ذكرياتك كلها هنا،و بعدين انا عمري ما خرجت من مصر فقررت نغير جو و لو لمرة…..
صحيح مش ناوية تفرجيني على المدينة بيقولوا ان تروا فيها أماكن حلوة جدا.
و انا ياستي واخد شهر كامل اجازة احنا بقالنا كتير اوي مروحناش اي مكان مختلف.
ردت بحماس غريب و سعادة:
-طبعا هفرجك على كل مكان موجود هنا بس اكيد في حاجات كتير اتغيرت، جلال شكرا، شكرا لان بجد حياتي و طفولتي و ايام المراهقة و الكلية و كل ايامي مع امي كانت هنا…
ابتسم مقبلا أعلى راسها قائلا:
-كل ما يوحشوكي غمضي عيونك و حطي ايديك على قلبك وقتها مش هتحتاجي تسافري لأي مكان لأنهم موجودين في قلبك يا حياء
-وانت ساكن جواه يا جلال…. ربنا يحفظك ليا لو ليا أمنية واحدة في الدنيا هتمني ان ربنا يجمعنا على خير دنيا و آخره ….
زفر بحرارة قائلا بهدوء حاني:
-ان شاء الله خير…… إن شاء الله
مرت الايام و الشهور
و جميع أبطالنا يجمع بينهما الود و الحب
________
بعد مرور سنة و نصف
في منزل عمر
وقفت بيلا أمام المرأة تعدل من وضع حجابها الأزرق الناعم حيث كانت تبدو في غاية الرقي و الأناقة،
وضعت الدبوس الاخير في حجابها لتبتسم بسعادة و هي تصفق
بكفيها و شعور السعادة يغمرها بقوة
دلفت زينب الي الغرفة بسرعة و حماس و هي تفتح الباب مسرعة
:ماااما…
انتفضت بيلا بذعر و هي تستدير نحوها قائلة بخوف:
-في ايه يا زينب؟ حد يخض حد كدا.
دلفت زينب الي الغرفة و هي ترفع شعرها ذيل حصان بطريقة فوضوية قائلة بخفوت:
-بابا اتصل و بيقول مش لازم نتأخر الساعة ستة هيعدي علينا ياخدنا
جلست بيلا على الفراش بتوتر قائلة بخفوت :
-أنا متوترة، فكرة اني المفروض هبقي في أول معرض ليا و في صحفين و في كمان الناس هيبقوا كتير، خايفة اوي
جلست زينب جوازها و هي تبتسم بسعادة:
-ماما على فكرة انتي شاطرة اوي اوي كمان، و كل التحف اللي هتقدميها في المعرض رقيقة شبهك
و مميزة لانها معموله بحب من جواكي يا حبيبتي و دا الأهم، انتي قدمتي فيها كل حاجة حلوة لازم تثقي في نفسك متنسيش انك بيلا سالم الدمنهوري بنت سالم الدمنهوري يعني زي ما حكيت ليا الثقة بالنفس مبداك، ثانيا بقى احنا كلنا معاكي
انا و داليد و نور و ماما حياء كمان هتيجي و صالح و بابا و كل اللي بيحبوا هيكونوا موجودين يعني كلنا في ضهرك
ابتسمت بيلا و اخذت نفس عميق ببطئ مريحة اعصابها المشدودة قائلة بجدية؛
-و ان شاء الله خير
-بالظبط كدا، ان شاء الله خير يا حبيبتي، ياله انا هروح للولاد علشان سايبهم مع داليد صالح هيخلص شغل و يجيلنا على هنا… ياله اجهزي…..
خرجت من الغرفة و اغلقت الباب خلفها، سمعت رنين هاتفها لتخرجه من جيب بنطالها المنزلي، ابتسمت وهي ترى اسمه
كان يجلس على مكتبه في الوكالة يتابع العمال و هم ينقلون القماش الي داخل الوكالة ليقول بابتسامة عاشقة:
-وحشتيني….
ردت بدلال و تغنج من الجهة الأخرى مغمغمه:
-وأنت كمان، وحشتني اوي صحيح بابا هيكون هنا الساعة سبعة و هياخدنا فأنت هتكون موجود و لا اروح معه؟
نهض عن كرسيه واضعا يديه في جيب بنطاله قائلا بجدية:
-لا استنوني انا مش هتاخر ستة و ربع هكون عندكم. الولاد عاملين ايه؟
جلست زينب علي الارض بجوار داليد التي غمزت لها بشقاوة لتضحك الأخرى بخفة قائلة:
-بخير الحمد لله
رددت حياء التي كانت تحبي نحو زينب :
-آبا، آبا
ابتسمت زينب وهي تحتضنها قائلة بسعادة:
-حياء عايزة تكلمك يا سيدي
اتسعت ابتسامتها في حين أمسكت الصغيرة الهاتف مغمغمه ببعض الكلمات الغير المفهومة.
ضحك صالح بخفة قائلا :
-و انتي كمان وحشاني اوي اوي اوي، مش هتاخر
ضحكت حياء بطريقة طفولية و هي تترك زينب متجهها نحو يونس النائم، تحبي بتعثر أحيانا تقف و أحيانا تقع
عقدت زينب مابين حاجبيها قائلة:
-و انت ايش عرفك انها بتسأل انت هتيجي امتى…
رد صالح بثقة قائلا:
-دي حاجة بين و بين بنتي يا ماما حاجات كبار بس
-والله
رد صالح بابتسامة :
-والله
ضحكت بخفة قائلة:
-طب اقفل بقا لان مشغولة سلام….
بعد عدة ساعات
دلفت بيلا برفقة عمر و صالح و زينب و داليد الي داخل المعرض
مرت دقائق و كان هناك الكثير من الأشخاص متوافدين للداخل يتفحصون تلك القطع الخزفية المصنوعة بمهارة و جودة عالية
و هناك أيضا بعض الأشخاص من الصحافة
كانت بيلا تتحدث مع امرأه متحدثة عن مهارتها في العمل لتقول المرأه بحماس:
-بس يا مدام بيلا ازاي يبقى عند حضرتك موهبة كبيرة زي دي و تخفيها، صدقيني المعرض دا افضل خطوة اخدتيها لان عندك دقة عالية جدا في الشغل..
ابتسمت بيلا بلباقة فهي اليوم الأكثر أناقة و رقي بثوبها الأزرق الطويل و حجابها الفضي و الأهم ثقتها بنفسها :
-حضرتك انا بقالي كتير بعيدة عن المجال دا و من سنة واحدة قدرت ارجع له و الفضل يرجع لعيلتي و دعمهم ليا…
ابتسمت المرأة قائلة بفخر:
-و انا متأكدة ان حضرتك هتقدرى تنجحي جدا لأن شغلك بيقول ان جواكي لمسات رقيقة جدا قادرة تحطيها في شغلك و ان شاء الله دا مش آخر معرض هحضره لحضرتك، أنا اسمي نرمين محسن صحفية في مجلة…..و صدقيني لازم اكتب عن حضرتك ممكن نحدد معاد نعمل فيه مقابلة دا لو وقتك يسمح طبعا…
ردت بيلا بجدية :
-ان شاء الله يا مدام نرمين و دا شرف ليا
_يبقى هسيب رقمي لحضرتك وقت ما تحبي انا موجودة و مرة تانية اتشرفت بمعرفتك
-الشرف ليا….
ما ان غادرت نرمين حتي وجدت بيلا من يعانق خصرها بيده قائلا بابتسامة و هو يميل عليها مقبلا رأسها و هو يحمل على ذراعه حفيده يونس:
-الف مبروك يا بيلا، الف مبروك يا قلبي
ابتسمت بيلا بسعادة و هي تمسك بيديه قائلة بامتنان:
-شكرا لك انت يا عمر حقيقي انا عمري ما توقعت اني هبقي فرحانة اوي كدا شكرا لوجودك في حياتي، المعرض بينجح و انا مبسوطة اوي و الله العظيم اوي
رد عمر بغلاظة و خبث ماكر
:طب اسكتي بقى لان و الله العظيم هتخليني ابوسك وسط الناس دول كلهم
ضحك يونس بخفة و سعادة وهو لا يعي شي مما يحدث، نظر له عمر قائلا بفخر:
-و الله الواد دا هو اللي فهمني هات بوسة يا قمر انت
هزت بيلا راسها بتعب وهو تنظر له يدلل حفيده بقبلاته
ذلك الشقى يبدو وكأنه سيكون نسخة مميزة من جده لكن باصول والده و جده جلال الشهاوي…
أقترب منهم صالح بشك و ارتياب قائلا :
-و الله ما هيبوظه غير يا حمايا، ممكن تديني ابني لو سمحت
ابتسم عمر بلباقة وهو يجذب بيلا نحو و يحتضن يونس قائلا:
-صالح دا يبقى ابن بنتي اوكي، يعني انا أحق واحد بتربيته و بعدين انت تطول ان انا اربي ابنك يا حبيبي دا انا لما كنت في سنك كان كل البنات بتجري ورايا كدا بس نقول ايه بقا القلب
رد صالح بحدة و هو ياخذ ابنه :
-يا خويا هو انا نسيت اقولك انا عايز ابني يبقى محترم مش صايع زي ناس
زمجر عمر بحدة قائلا بعناد كما يفعل صالح:
-تقصد مين يالا؟ انت فاكر انك علشان جوز بنتي هسكتلك لا فوق يا بابا دا انا بكلمة مني ممكن اخليها تطلب الطلاق منك و اخدها هي و الولاد و ابقى قابلني لو شفتهم.
احتدت ملامح صالح قائلا بتحدي واضح وهو يقترب منه:
-و لا تقدر يا حمايا العزيز “ثم أقترب منه ليهمس بوقاحة قلما يتحدث بها لكنه يحبذا تلك الطريقة في التحدث مع عمر بالتحديد لثير غضبه
-اصل انا يا عمي معلم على قلبك بنتك و هي بتموت فيا و تفديني بروحها
ابتعدت بعدة خطوات للخلف و على ثغره ابتسامة خبيثة، عض عمر علي شفتيه من شدة الغيظ
عمر و صالح الاثنان و كأنهم قط و فأر
اقتربت نور و هي تحمل بيلا قائلة بهمس :
-صالح و ابوكي مش ناوين على خير و الله العظيم حاسة كدا انهم مش طابقين بعض و ناقص يطلقك منه بجد يلهوي يا زينب.
ضحكت زينب بسعادة فهي اعتادت على تلك المشاكسات بينهما:
-لا متقلقيش هما بس القط مبيحبش الا خناقه و هما الاتنين قط و فأر بس بابا لو مش واثق ان صالح يستاهل اني اكمل معه حياتي كان قام بالواجب من اول يوم.
ردت نور بحب قائلة:
-ربنا يسعدك يا زينب انتي تستاهلي كل خير
ابتسمت زينب بود قائلة:
-عاملة ايه انتي و باسل؟
أخفضت نور رأسها بخجل قائلة بسعادة:
-فرحانة اوي اوي يا زينب، زينب انا حامل في الشهر التاني
فغرت زينب شفتيها من الصدمة قائلة بتحذير :
-انتي حامل و مقولتليش…. لا انا زعلانة منك بجد
تنهدت نور وهي تستند براسها على رأس زينب:
-أنا لسه عارفة من يومين يا زينب و صدقيني انا لسه قايلة لبابا النهاردة الصبح و لما شفتك قلتلك على طول بس عارفة انا حاسة اني فرحانة اوي،
باسل لما عرف فرح اوي اوي يا زينب عمري ما كنت هحس اني فرحانة كدا بعيد عنه و كمان دلوقتي سيف دخل كلية هندسة و ربنا جبر بخاطره الحمد لله يا زينب ربنا جبر قلوبنا كلنا.
ابتسمت زينب بسعادة قائلة:
-الحمد لله و الف مبروك الف مليون مبروك و على فكرة البت داليد متقدملها عريس و خالي محمود وافق و واضح كدا انها بتحبه الظاهر كدا الفرح هيدق بابنا يا نور
ردت نور بحماس:
-يارب….
أقتربت صفا من الفتيات قائلة بسعادة:
-بترغوا في ايه؟
ابتسمت نور قائلة برفق:
-ولا حاجة كنا بنتكلم عن صالح و عمر الاتنين دول مش ناوين يجيبوها لبرا
-فعلا عندك حق الاتنين دول مش هيسكتوا ابدا ياله سبيهم، المهم انتي عاملة ايه مع جوزك يا نور
ردت نور بجدية قائلة:
-هو انتي تعرفي باسل؟
-طبعا باسل رجل أعمال شاطر و في الفترة الأخيرة محقق إنجازات كتير واضح ان في شخص بيدعمه و بعدين انا بشتغل مع عمر في المجموعة و عارفة مين رجال الأعمال اللي عمر بنفسه بعملهم حساب و باسل واحد منهم بس الفترة الأخيرة كانت مختلفة و اهتمامه بالشغل كان واضح جدا هو واخته زينه
ردت نور بجدية قائلة:
-الحمد لله انه بيهتم بشغله كمان و دا شرف ليا يا مدام صفا
ردت صفا بود قائلة وهي تقترب من زينب:
-بلاش الرسميات انا اسمي صفا على طول اعتبرني اختك الكبيرة او والدتك لو حابة
ابتسمت نور و اخذت نفس عميق بثقة قائلة:
-ان شاء الله…
في نفس التوقيت
دلف باسل الي داخل المعرض و هو يتالق في حلة سوداء مميزة و يبدو في غاية الأناقة مرت أعين الجميع عليه عادية الا تلك العيون التي وقع بها، كانت تتحدث برفقة صديقتها المقربة
اتجه نحو بيلا التي تتحدث عمر قائلا بلباقة:
-الف مبروك يا مدام بيلا
ردت بيلا بابتسامة :
-الله يبارك فيك يا بشمهندس، شرفتني
-الشرف ليا، اهلا يا عمر بيه
رد عمر بجدية قائلا بابتسامه :
-اهلا يا باسل بيه نورت المكان، بس تعرف ان جيه في وقته انا كنت هحدد معاك وقت نتقابل فيه
عقد باسل ما بين حاجبيه قائلا:
-أنا موجود في اي وقت بس حابب اعرف ليه؟
-شغل طبعا يا باسل، اسم العلايلي اسم مهم جدا و كذلك اسم الرشيد لو حصل بينهم شغل اكيد هيفرق معانا جدا و لا عندك مانع
رد باسل بحماس قائلا:
-لا طبعا شركة عالمية زي شركة الرشيد شرف ليا اني اشتغل معها بالعكس دي هتكون صفقة الموسم
ابتسم عمر و هو يمد يده مصافح اياه قائلا؛
-ان شاء الله و انا واثق فيك و انك ذكي
بادله باسل البسمة بسعادة قبل أن يغادر متوجها نحو نور التي تقف برفقة داليد
_مساء الخير
ابتسمت نور و داليد لتقول داليد :
-مساء الورد خالص يا نور على مكالمات بقي
اومات له نور ناظرة لباسل ليقول بصرامة :
-انتي مش هتبطلي العادة الزفت دي، هو انا مش قلتلك خليك و انا هاجي اخدك و نجي سوا و لا انتي بتموتي في العناد معايا
ردت بحماس و سعادة قائلة:
-و الله زينب هي اللي كلمتني و بعدين لقيت داليدة جيت البيت و اخدتني و جينا و بعدين انت قلت هتتاخر اعمل ايه. مكنش ينفع اسيب بيلا و زينب.
سالها باهتمام بالغ؛
-طب انتي كويسة و لا تحبي نمشي لو حاسة انك تعبانه ممكن نروح
ابتسمت وهي تمرر يديها بحنان على ذقنه قائلة:
-أنا كويسة يا حبيبي متقلقش عليا
طبع قبلة طويلة على جبينها بحنان قائلا:
-ماما و بابا عايزنا بكرا نقض اليوم معاهم
-اوكية بس المهم انت تفضي شوية من وقتك… لينا لان انت بتقضي وقت طول في الشغل
-معليش يا نور و الله الشغل الفترة دي كتير عليا و بعدين انا طلبت من زينة تاخد اجازة فترة علشان إبنها و جوزها
-عندك حق لازم تدي بيتها وقتها.
رد بوقاحة و خبث قائلا:
-طب ايه ما تدينا شوية من وقتك يا شبح
لكزته نور في كتفه بغضب قائلة:
-مش هتبطل قلة أدب عمرك يا باسل، يا خوفي تكون بتلعب بديلك من ورايا
ضحك بصخب قائلا بمراوغة ذكورية:
-لا يا عمري انا توبت عن الصنف كله الا انتي طبعا دي حتى تبقى قلة أدب مني و انا الصراحه بحب ادي كل حاجة حقها….
غمغمت بكلمات غير مسموعة و كأنها تسبه في سرها لكن شهقت بقوة و هو يضغط على خصرها
-احترمي نفسك سامعك…
وضعت يديها على فمها و هي تكظم غيظها بصعوبة….
_________________
في منزل يوسف، في منتصف الليل
كان يوسف يجلس بجوار ابنه آدم الذي يبلغ من العمر تسعة اشهر
بينما تنام ايمان بارهاق فهي منذ ولادته و هي تقضي وقتها بالكامل معه
و أصبح تواجده معها وحدهما امر مستحيل في وجود ابنه
فمجرد ان يقترب منه او يحاول مشاكستها يصدح بكاء الطفل
وضع يوسف يديه اشفل ذقنه قائلا بنبرة حزينة اشبة للبكاء :
-يا ابني هو حد مسلطك عليا، مبقتش عارف اتلم عليها و انت بقيت الكل في الكل، و الله شكلنا اتسارعنا في موضوع الخلفة دا، طب انت يعني بالع راديو مشغلها طول الوقت على العياط،
طب انا عايز انام ايه هتفضل تعيط كتير، امك تعبانه و انا عندي شغل الصبح
نظر للصغير بغيظ قائلا و كأنه يفهم ما يقوله:
-شكلك مش هترتاح الا لما اترفد و الله و ساعتها نبقى نشحت بيك.
ضحك بقلة حيلة و هو ينهض يحمل أدم بين يديه برفق و حنان بالغ قائلا:
-خالص يا حبيبي بقى حقك عليا بس بطل عياط، طب انت جعان مثالا شكلك جعان يالا، أمري لله ياله بينا هاكلك
بس و ربي لما تكبري، بقا انا يوسف الصاوى عيل زيك يعمل فيا كدا.
اتجها نحو المطبخ و هو يحمل الصغير بين ذراعيه
فتح الثلاجة ليخرج عبوة من الحليب، أشعل الموقد ليقوم بتدفئة القليل لأجله
لكن أصدر عدة أصوات أثناء ذلك لتستيقظ ايمان بانزعاج
دلفت الى المطبخ ليجده يجلس على كرسي السفرة يطعم ابنهما، ابتسمت بحنان و هي تراه يتحدث معه و كأنه شخص بالغ
_بتعمل ايه يا يوسف و ايه الصوت دا؟
رد بابتسامة خافتة قائلا:
-الاستاذ كان بيعيط و عايز ياكل قلت ادفي له لبن بس هو بسم الله ماشاء الله الشهية عنده مفتوحة…
ردت ايمان بضيق قائلة:
-بالهنا والشفا يا يوسف انت بتعد عليه اللي بياكله.
ضحك يوسف بسخرية قائلا:
-بعد عليه ايه يا هبلة دا ابني و بعدين يا ماما انا و هو في بينا أسرار كتير انتي متعرفيش عنها حاجة علشان كدا متتدخليش بينا و بعدين ايه اللي صحاكي
-المهم اني صحيت هاته و ادخل نام انت عندك شغل بدري
رديوسف بابتسامة حانية قائلا:
-يا ستي هو انا اشتكيت لك، ادخلي نامي انتي بقالك كتير بتسهري معه و بعدين طالما اكل هينام متقلقيش باله ادخلي نامي انتي لسه تعبانة.
اخذت نفس عميق قائلة بابتسامة :
-بس انا كويسة دلوقتي الحمدلله
-يبقى لازم ترتاحي ياله خلينا ننام و هو خالص سكت ياله يا حبيبي
__________________________
في اليوم التالي في قاعة المحكمة
جلس على يتابع حبيبة و هي تترافع عن أول قضية لها بعد أن تخرجت من كلية الحقوق دعمها الي ان وصلت إلى تلك المرحلة في حياتها و تخطي كل ما مضى
تخطت الكثير من الألم لتكمل معه حياتها
كانت كلما توترت تنظر له لتجده يبتسم و كأنه يشجعها على الاسترسال في مرفعتها
بعد أن انتهت الجلسة
ركضت نحوه لتقول بتسرع:
-نسيت حاجة؟
ابتسم على قائلا بجدية:
-لا يا حبيبتي كنتي كويسة جدا، و بعدين انتي قلقانة ليه، طول ما بتترفعي عن الحق يبقى اوعي تخافي فاهمة
أومأت له بجدية ليقول :
-بقولك ايه رايك اعزمك على طبق كشري و نقعد ناكل على البحر و ياستي بوشكاش بيضحي هعزمك على احلى طبق حلويات لحلويات حياتي
ردت حبيبة بسعادة قائلة:
-شكرا يا على لأنك معايا لحد النهاردة و لأنك سامحتني على كل اللي فات و لأنك رعيت ربنا فيا و عمرك ما عيرتني اني اذيتك و بعدت.
اخذ نفس قائلا بجدية:
-انسى اللي فات لان اللي فات كان مؤذي اوي يا حبيبة و الحمد لله وصلنا للنهاية واحنا سوا و كفاية انك دلوقتي بتحققي حلمك و ربنا كرمني و فتحت المصنع و كبر، الحمد لله يا حبيبة
سألت حبيبة بخبث قائلة:
-طب مش متضايق ان فات اكتر من سنتين من غير أطفال.
رد على ببساطة متمتم بهدوء :
-دي حاجة بأيد ربنا وقت ما يأذن هيحصل يا حبيبة و ان شاء الله اللي جاي هيكون خير
ردت نور بابتسامه و هي تمسك يده :
-طب لو قلتلك اني حامل و ان ربنا اذن يا علي
لم يستطيع التحدث و التمعت عيناه بالدموع و هو يحتضنها دون الالتفات لمن حوله، قالت من بين دموعها بسعادة:
-أنا عايزه يكون زيك في طيبة قلبك يا علي
غمغم على بهمس قائلا بلهفة :
-و انا عايز بنت لا مش بنت واحدة عايز اتنين يكونوا زيك، عايزه اعلمهم حاجات كتير و نكون معاهم سوا و نلعب كتير و نعوضهم سوا عن الحاجات اللي احنا اتحرمنا منها، و هنشتري لعب كتير و هي دخلوا مدارس كويسة و هنكون معاهم في كل حاجة
أومأت له بالايجاب و هي تمسح دموعها قائلة برفق:
-أنا بحبك اوي يا على
-و انا بموت فيكي يا قلبي و روح علي
اكتفت بتلك الابتسامة التي زينت وجهها و هي تحمد الله كثيرا على تلك البداية في قصتهم
_________________________
بعد شهرين (في شهر رمضان المبارك)
في ساحة منزل آل الشهاوي
كانت هناك مائدة كبيرة جدا في تلك الساحة الواسعة
الجميع يعملون على قدم و ساق بجدية مع اقتراب موعد الأذن
وضعت (عائشة) ابنة جمال الصنية على المائدة قائلة بصوت عالي نسبيا :
-زينب لو سمحتي هاتي العصير معاكي لان المغرب هياذن
خرجت حبيبة برفقة بيلا و نور و كل واحدة تحمل صنف معين من الطعام لتكتمل تلك السفرة باشهي الواجبات
سألت نور بجوع قائلة:
-هو فاضل كتير على المغرب انا جوعت
ردت حياء بصرامة قائلة:
-الصراحة انا كنت فاكراكي هتفطري يا نور انتي حامل على فكرة
ردت نور بجدية قائلة:
-و الله باسل اتخانق معايا علشان بصوم و بخلي الدوا بعد الفطار بيقول ان دا غلط بس و الله انا كويسة يا جماعة و لما بتعب بفطر
لوت شهد (اخت حياء) شفتيها قائلة بغيظ:
-على فكرة وشك اصفر و كدا هتتعبي
دلف الي المنزل
جلال برفقة عمر و منصور حيث كانا يتحدثان بمرح و قد نشات بينهم صداقة منذ فترة طويلة
و خلفهم صالح، باسل، على و يوسف
بعد أن قام جلال بدعوة الجميع للإفطار في منزل الشهاوي
رد جلال ملقياء السلام على الجميع لترد عليه الفتيات
جلس على السفرة و على جواره الشباب من ناحية في مقابلتهم زوجاتهم
ابتسم جلال قائلا برفق:
-عائشة منورة يا بنت الغالي
ابتسمت عائشة بحب قائلة:
-بنورك يا عمي
لاحت على محياه ابتسامة حزينة و هو يقرأ الفاتحة على روح صديقه
في نفس توقيت اذن المغرب
لتقول بيلا بود:
-ياله يا جماعة بسم الله
خرجت زينب من الداخل برفقة صالح وهم يتحدثون بسعادة مع أطفالهم
غمغمت حياء قائلة:
-ياله يا ولاد المغرب بياذن
نظر صالح لزوجته و أطفاله ثم همس بداخله بالحمد لله
كانت سفرة مليئة بالحب و الونس و الصداقة
الحب الذي جمع بين أبطالنا
شهر رمضان و تلك الروح المبهجة التي تنشر السلام في القلوب.
تمت بحمد الله 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-