رواية صديقي وحبيبي كاملة جميع الفصول بقلم دينا ماريا

رواية صديقي وحبيبي كاملة جميع الفصول بقلم دينا ماريا


رواية صديقي وحبيبي كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة ديانا ماريا رواية صديقي وحبيبي كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية صديقي وحبيبي كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية صديقي وحبيبي كاملة جميع الفصول
رواية صديقي وحبيبي بقلم دينا ماريا

رواية صديقي وحبيبي كاملة جميع الفصول

هو مش أنا قولتلك ميت مرة متدخليش أوضتي ولا تلمسي حاجة ليا ؟
بحزن: أنا كنت بس عايزة أرتب لك حاجتك.
بغضب: وأنا مطلبتش منك حاجة .
تجمعت الدموع بعينيها: أنا آسفة يا أبيه.
شد على قبضته بغضب : متقوليش يا أبيه دى تانى
واتفضلي على أوضتك.
خرجت وهى حزينة ف أغلق الباب ورائها بحدة ،
لن تعرف ماذا تفعل ولماذا تغير فى تعامله معها 
هكذا ، كان صديقها الوحيد منذ أن تزوجت أمه بأبيها.
وجدتها أمه تقف بجانب باب غرفته بحزن وتبكى بصمت.
والدة شهاب: مالك يا رنيم واقفة كدة ليه؟
انهمرت دموعها وهى تتحدث بتلعثم: اا أبيه ش شهاب
قالي ا أخرج برة و زعقلي.
والدته بإستغراب: بجد ، طب ليه؟
رنيم بحزن: مش عارفة هو بقاله فترة كبيرة متغير
معايا ومبقاش يتكلم معايا ولا يقعد معايا زى زمان.
والدته بلطف: متزعليش يا حبيبتى وبعدين اعذريه
يمكن فى حاجة مضايقاه ، كمان أنتِ كبرتي وهو كبر
مبقاش ينفع تقعدوا مع بعض زى زمان ولا تدخلي
أوضته كدة ، متنسيش أنه أنتوا مش أخوات وتجوزوا
لبعض.
مسحت دموعها : حاضر يا طنط ، معاكِ حق بس هو
حتى مبقاش يتكلم معايا خالص ويمشي لما يشوفني.
والدته وهى تربت على كتفها: متزعليش أنا هشوف وأعرف السبب ، يلا روحى ذاكري أنتِ.
رنيم بطاعة : حاضر.
ذهبت إلى غرفتها وهى تفكر فى ما آلت إليه الأمور
مؤخرا .
إن شهاب هو إبن زوجة والدها ، تزوجها والدها منذ
خمس سنوات حينما كانت هى بالحادية عشر 
وشهاب فى الخامسة عشر وقد توفيت والدتها منذ
كانت صغيرة، بعد زواج والدتها كانت تعتبر شهاب 
دائما أخيها الأكبر ، كان يلعب معاها ويذاكر معها
دروسها وكان يعتبر صديقها الوحيد أيضا
إلا أنه ومنذ فترة طويلة تغير كليا معها .
صار يتجنبها ويرفض أن تدخل غرفته وحينما 
تريد التحدث معه، يتهرب منها بل وأن جلست فى
الصالة معهم جميعا ينصرف فورا ويمضي
أكثر أوقاته خارجا .
حاولت عدم التفكير وقالت لنفسها أنه متضايق من شئ
ولا يعنيها هى .
خرجت من غرفتها ذاهبة إلى المطبخ حينما سمعت
صوت شجا*ر قادم من غرفة شهاب فتوقفت
تسمع رغما عنها.
والدته بحدة: أنا مش هسمح لك بعد كدة تعاملها كدة
ليه بتعمل كدة بس؟
شهاب بغضب: وهى مش بتفهم اللى بقوله ليها
يبقى اسمعيني يا ماما أنا مبقتش عايزة أشوفها
ولا أتعامل معها وهى لازقة مبتفهمش الكلام 
ياريت تفهميها بقا.
والدته بعصبية : أنت اتجنن'ت ولا إيه! أنت
مستوعب اللى بتقوله ؟
لم تسمع بعدها رنيم ما يُقال ولكن أسرعت إلى غرفتها
فورا تدفن رأسها فى الوسادة وتبكى وتشهق بقوة.
لم تتوقع أن تكون حملا ثقيلا عليه هكذا! لم تتوقع
أنه يفكر فيها بهذا الشكل !
جلست تحاول أن تتوقف على البكاء ولكن لم تستطع.
فكرت بقوة ستبتعد عن طريقه ، ولن تحاول الإقتراب
منه مجددا مهما حدث مرة أخرى إذا كانت تضايقه
وكان هذا ما يريده.
فى صباح اليوم التالى جلست تتناول الفطور بهدوء
مع والدها و والدته ، لاحظت غيابه ولكن غضت النظر
عن السؤال عنه حتى لا تكون متطفلة أو تظهر
اهتماما به .
ولكن حين حل المساء ولم يظهر أبدا فى المنزل لم تتمكن
من أن تمنع نفسها من سؤال والدته.
حاولت أن يكون سؤالها عابرا وتظهر غير مهتمة: صحيح
يا طنط أعمل حساب لأبيه شهاب على العشا؟
قطبت والدته : هو باباكِ مقلكيش يا رنيم ؟
شهاب سافر الصبح .
سقط الكوب من يدها مت*حطما على الأرض وهى
تنظر لها بصدمة: سافر!
شهقت والدة شهاب بفزع: مالك يا رنيم؟
أفاقت من صدمتها ونظرت إلى الكوب المحط*م: ولا حاجة يا طنط أنا بس مخدتش بالى، هو.... هو أبيه
شهاب سافر أمتي وليه؟
انشغلت والدته بترتيب الصالة ف لم ترى يد رنيم 
المرتجفة التى تجمع الزجاج المكسو*ر: هو من زمان
نفسه يسافر يكمل تعليمه برة وكان بيجهز ورقه
من فترة طويلة لحد ما الموافقة جت، حجز وسافر
بسرعة علشان يلحق الدراسة هناك لأنها بدأت.
نظرت لها و تظاهرت بالبرود: اه ربنا يوفقه.
ثم صر*خت من الألم حين جرحتها قطعة زجاجة
لم تنتبه لها .
أسرعت لها زوجة والدها بقلق: اتعورتي ولا إيه؟
مش كنتِ تأخدي بالك بس يا بنتى.
نظرت إلى يدها المجرو*حة بنظرة ضياع : ده جرح
بسيط يا طنط متقلقيش .
رفعت وجهها لها : أنا هروح أرتاح فى أوضتي بعد
إذنك.
زوجة والدها بتعجب وهى تترك يدها: أتفضلي يا بنتى .
دلفت إلى غرفتها وأغلقت الباب واستندت عليه بثقل.
ظلت صامتة تحدق فى السقف بدون شعور وبعدها
ببطء انحدرت دمعة من عينها يتبعها الكثير حتى 
جلست وهى تضم نفسها وتبكى بصمت.
بعد مرور ثمانى سنوات....
كانت تجلس على مقعد تنتظر صديقتها وأثناء ذلك
كانت تفكر رغما عنها به وبالسنين التى مرت دون كلمة
منه أبدا، منذ سفره كان يتصل بأمه فقط يطمئن عليها
ولم يسألها عنها أبدا ومع الوقت تعلمت ألا تشعر
بخيبة الأمل لذلك بل تلتفت لنفسها وحياتها فقط.
وضعت يد على كتفها ف التفتت بإبتسامة لصديقتها 
رُفيدة التى جلست بجانبها وهى تتنهد براحة.
رفيدة براحة: أخيرا خلصت الورق أنا تعبت أوى
ومحدش بيريحك لا بيلففوكي لحد ما تخلصي.
رنيم بإبتسامة: المهم أنك خلصتي ورقك علشان
التعيين، يلا نروح نأكل بقا.
ذهبا لتناول الطعام فى إحدى الكافيهات.
رُفيدة: صحيح كنتِ سرحانة فى إيه قبل ما أجيلك؟
رنيم بجمود: ولا حاجة .
رُفيدة بإستغراب: ولا حاجة ازاي، ده كان باين عليكِ
أنك سرحانة فى حاجة مهمة .
تابعت بتساؤل: ولا كنتِ بتفكري فيه؟
رنيم بإنزعاج: رُفيدة اقفلي السيرة دى.
رُفيدة : هقفلها لما أنتِ تقفليها يا رنيم .
لم تعرف بماذا ترد عليها ف أكملت رُفيدة: رنيم أنسي
بقا بجد بقاله تمن سنين مسافر .
رنيم بصوت مخنوق: مانا نسيت وعشت حياتى بس عمرى
ما نسيت اللى قاله عليا أد إيه كنت حِمل تقيل عليه
وأنا فاكراه أخويا وبيحبني بس طلعت غلطانة 
لوسمحتِ يا رُفيدة كفاية كلام فى الموضوع ده.
عادت إلى البيت لتجد حقائب عديدة فى الصالة،
استغربت وكانت على وشك أن تنادى زوجة أبيها
عندما خرج من المطبخ آخر شخص توقعت رؤيته.
توقفت أنفاسها وهى تراه أمامها بعد كل تلك السنوات
كبر ونضج كثيرا وقد نمت له لحية خفيفة زادته وسامة.
شهاب بإبتسامة: رنيم ، إزيك عاملة ايه؟
نظرت له ببرود: الحمد لله بخير،حمدا لله على السلامة
يا أستاذ شهاب.
شهاب بتعجب: أستاذ؟ رنيم أنا أبيه شهاب زمان 
و دلوقتى شهاب بس، إيه أستاذ وليه الرسمية دى؟
رفعت حاجبها: أظن أنك اللى اقترحتها من زمان.
دار بأنظاره فى أرجاء الغرفة: رنيم ده كان حصل زمان
وأحنا صغيرين، دلوقتى مفيش داعي للرسميات دى.
رنيم بجمود: على العموم حمدا لله على سلامتك من 
السفر أبقي قول لطنط أنى رجعت وهنام لحد وقت
الغدا لأنى تعبانة.
شهاب بقلق: تعبانة مالك؟
نظرت له بنظرة غريبة ولم ترد و دلفت إلى غرفتها.
استندت على الباب وهى تأخذ نفسا عميقا ثم بدأت
ترتجف دون أن تشعر .
لماذا عاد ؟ لماذا الآن؟ لم يكن عليها التصرف معه هكذا
و تظهر له أنها مجروحة من معاملته السابقة بل كان 
يجب أن تتصرف ببرود وعملية تامة ولا تظهر له شيئا
من مشاعرها.
قررت أنها ستتعامل معه ببرود تامة على أي حال
لن يتقابلا كثيرا .
خرجت من غرفتها بعدها وجلست دون أن تنظر إليه
وتناولوا الطعام بصمت حين رن جرس الباب، ف 
ذهبت لتفتح.
رنيم لوالدها وخلفها شاب: بابا عصام جه .
نهض والدها: اتفضل يا بنى اتغدي معانا.
نظر شهاب للشاب شرزا، ثم نظر لوالدته باستفهام.
والد رنيم : تعالى أعرفك على شهاب إبن مراتى . 
ثم نظر لشهاب: شهاب أعرفك ده عصام خطيب رنيم .
نقل شهاب بصره بصدمة بين رنيم والشاب
و همس: خطيبها؟
ظل لفترة ينقل بصره بصدمة بين رنيم والشاب
وقال بصدمة: خطيبها؟ إزاي وامتى؟
والد رنيم: يادوب من أسبوعين اتخطبوا وعصام 
دكتور مع رنيم فى نفس المستشفى،شاب كويس
ومحترم .
جلست رنيم إلى الطاولة وجلس خطيبها بجانب شهاب
و والدة شهاب بجانب رنيم .
كانت تنظر إلى طبقها وتأكل بصمت حين رفعت رأسها
فجأة لتصدم أنظارها بنظرات شهاب ، ارتبكت 
من نظراته كانت مليئة بالغضب والعتاب وربما الندم!
لم تهتم وانشغلت بطعامها والأحاديث الهادئة الدائرة بين
والدها وعصام،بعد الغداء دلفت إلى المطبخ لتغسل
الأطباق بعد إقناع زوجة والدها أنها من ستتولى هذه 
المهمة .
بعد برهة شعرت أنها لم تعد لوحدها لكنها لم تلتفت.
شهاب بحدة: أتخطبتِ ليه؟
رنيم بتعجب دون أن تنظر إليه: يعنى إيه أتخطبتِ ليه؟
إيه السؤال ده؟ هو الإنسان بيتخطب ولا بيتجوز ليه
يعنى؟
شهاب بعصبية: مهو ده اللى بقوله أنتِ أتخطبتِ له
ليه؟ أنتِ مش بتحبيه!
رنيم ببرود: وأنت إيه اللى عرفك أنه أنا مش بحبه؟
شحب وجهه بشدة: يعنى انت بتحبيه يا رنيم؟
تركت ما بيدها والتفتت له: أظن ده مش حاجة تخصك
يا شهاب، ركز فى اللى ليك وبس.
شهاب بإستغراب: رنيم ليه بتتعاملي معايا كدة ؟
ليه بتخرجيني من حياتك ؟ أنا نفسى نرجع زى زمان.
تنهدت بحزن: أنت اللى خرجت نفسك من حياتى يا
شهاب متجيش دلوقتى وتبقى عايز ترجع مش 
بمزاجك على فكرة و اديك قولتها زمان يعنى ماضى
وأحنا كنا صغيرين ، دلوقتى كبرنا وكل حاجة اتغيرت و أظن مش أنا اللى هفهمك دينك يا بشمهندس وأنت عارف أنه لازم يكون فى حدود بيننا .
نظر لها بغضب وحسرة ثم خرج ، أما هى تمالكت نفسها
من ألا تبكى، رغم كل ما فعله يصعب عليها 
أن تعامله هكذا.
خرجت إلى الصالة وجلست جانب زوجة والدها
وهى تتجاهله.
عصام لوالد رنيم : ايه رأيك يا عمى نحدد ميعاد 
الفرح ؟
والد رنيم بإستغراب: بالسرعة دى يا بنى ؟ 
طب طولوا الخطوبة شوية .
عصام بجدية: فى رأيي مفيش داعى للانتظار
أنا ورنيم نعرف بعض من وقت ما اشتغلنا وأنا جاهز
لو رنيم جاهزة مفيش داعى أنه إحنا نستني.
والد رنيم وهو ينظر لها: والله يا بنى الرأي رأي رنيم 
لو هى مستعدة وموافقة، معنديش مانع.
ارتبكت بشدة وهى ترى الكل ينظر لها منتظر إجابتها
نظرت لشهاب لتجده يناظرها بتحدى و إنتظار.
حسمت أمرها: أنا موافقة يا بابا .
نهض شهاب: أنا هخرج دلوقتى بعد إذنكم.
والدته: رايح فين؟ أقعد معانا شوية.
شهاب بلطف: هروح أشوف أصحابى يا ماما
متخافيش مش هتأخر، السلام عليكم.
و ذهب بينما تحاملت رنيم على نفسها حتى يذهب 
عصام وحين ذهب بعد قليل ، دلفت إلى غرفتها 
بسرعة وهى تلقى نفسها على السرير وتبكى.
اتصلت بصديقتها رُوفيدة: رُوفيدة أنتِ فين؟
رُوفيدة بهلع: مالك يا رنيم بتعيطي ليه؟
رنيم ببكاء: بالله عليكِ تعالى عندى دلوقتى.
بعد قليل أتت رُوفيدة إليها وقصت لها ما حدث.
عقدت حاجبيها: و أنتِ دلوقتى زعلانة علشان ايه؟
رنيم بغيظ: أنتِ بتهزري يا رُوفيدة ؟
رُوفيدة بجدية: مش بهزر والله، دلوقتى هو كان 
حاول يرجع علاقتكم زى ما كانت وأنتِ وقفتيه عند
حده مش ده اللى كنتِ عاوزاه؟
، وكمان فرحك اتحدد المفروض تكونِ مبسوطة حتى .
استلقت وهى تقول بتشتت: مش عارفة حاسة
أنى زعلانة أوى على كل اللى وصلنا ليه، مكنتش . أتمني
نتعامل مع بعض أبدا ونبقى أغراب بالشكل ده، و فرحى اللى اتحدد ده مش عارفة حاسة أنى اتسرعت.
رُوفيدة بتوبيخ: وإذا أنتِ حاسة نفسك مش
مستعدة ليه وافقتي؟ رنيم دى حياتك ليه بتعملي
كدة؟ المفروض كنتِ فكرتِ كويس جدا ده مصير
حياتك و مش سباق .
تأففت بإنزعاج: خلاص بقا يا رُوفيدة أنا مش جايباكِ
علشان تهز*قيني كدة، أنا كنت عايزة أفضفض لك.
رُوفيدة بحنان: يا حبيبتى وأنا مقولتش حاجة بس
بجد حرام عليكِ نفسك كدة ، دلوقتى لازم تفكري
فى حياتك اللى جاية مع عصام وبس.
رنيم بتعب: حاضر.
احتضنتها رُوفيدة وتمسكت بها رنيم بشدة، كما أن
وجود صديقتها يساعدها ويخفف عنها الكثير.
اليوم التالى جلست معهم شهاب على الإفطار وكان
مزاجه الحسن واضح للجميع .
والدة رنيم بمزاح: ايه يا شهاب ، كسبت جائزة ولا إيه؟
نظر له شهاب بتعجب: ليه يا أونكل بتقول كدة؟
والد رنيم : أصل الصراحة شكل مزاجك رايق أوى.
ربتت والدته على ظهره: ربنا يفرحه دايما يارب.
نظر لها بحنان ثم عاد إلى والد رنيم: لا بس أنا مبسوط
أوى علشان رنيم اتخطبت و هتتجوز.
نظرت له رنيم بذهول أهذا الذى غضب بشدة أمس بسبب خطبتها بينما قال والدها: اشمعنا يعنى؟
شهاب وهو ينظر لرنيم بنظرة غريبة: أصل رنيم 
زى أختى بالضبط وأنا مبسوط علشانها .
والد رنيم باستحسان: ربنا يخليك ليها وتبقى سندها.
أنهى إفطاره: يارب ، يلا أنا هخرج، عايزين حاجة.
رد الكل ماعدا رنيم : سلامتك .
غادر تحت نظرات رنيم المُغتاظة وهى تتحكم فى
غضبها بينما فى نفس الوقت أثار استياءها موقفه
السعيد، ولكن لماذا استغربت نفسها أليس من 
المفترض أن تكون سعيدة لذلك؟!
مرت الأيام بين تجهيزاتها لزفافها وتعامل شهاب
الذى يغيظها ويثير حفيظتها، سعادته ومشاركته فى ترتيبات زفافها.
لا تريده هكذا ولكن لم تستطع الإعتراض حتى جاء 
يوم العرس.
كانت واقفة أمام المرآة فى غرفتها بعد أن انتهت
من ارتداء الفستان و وضعت تبرج خفيف .
أصرت على ألا تذهب لمركز تجميل وأن تحضر إمرأة
لتزينها فى المنزل .
تمنت لو أن أمها معها فى هذا اليوم المهم فى حياتها
وحاولت صرف شهاب من ذهنها .
كانت زوجة والدها معها و رُوفيدة وهما يحتفلون
بها .
مر الوقت لحضور العريس ولم يأت بعد ف اتصلت به
ولكن لم يجيب.
دخل والدها إلى غرفتها وهى منحنى الرأس  وراءه شهاب وجلس بتعب وهم على الكرسى.
رنيم بحيرة: مالك يا بابا فى إيه؟
والدها بقهر: هنعمل ايه دلوقتى فى المصيبة دى؟
رنيم بقلق : مصيبة إيه؟
رفع عينيه لها بحسرة : عصام بعت رسالة بيقول أنه جاله
سفر مهم ومش هيجي ولغى الفرح.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
↚حدقت رنيم إليهم منتظرة أن يخبروها أنها مجرد
مزحة .
رنيم بعدم تصديق: بابا..اا حضرتك بتقول إيه؟
نظر والدها لشهاب بحرقة: قولها يا شهاب، قولها 
المصيبة اللى إحنا فيها و الفضيحة اللى هتحصل.
نظر شهاب لها بعطف: عصام سافر و بعت لأبوكِ رسالة
أنه مش هيجي الفرح .
دارت بها الغرفة و أحست بأنفاسها تضيق : مستحيل 
مش ممكن يعمل كدة .
والدة شهاب بقلق: طب هنعمل ايه دلوقتى؟ هنقول
للناس إيه؟
شهاب بجدية: أنا عندى الحل .
نظر الجميع له بتنبه وقال والدها: الحقنا يا بنى .
نظر شهاب لرنيم: أنا اتجوز رنيم والليلة هتعدى على خير.
نهضت بسرعة و حدة: ده مستحيل يحصل أبدا، أكيد
فى حل غير ده .
شهاب بتهكم: طب أتفضلي قولى حل غير ده .
لاحظت أن والدها يضع يده على قلبه ف أسرعت له بقلق.
رنيم بخوف: مالك يا بابا ؟
كان يتنفس بصعوبة: قلبى بيوجعنى، مش قادر أخد
نفسى.
ثم أغمى عليه ف صرخت رنيم و زوجته وأسرع شهاب
يتفحص نبضه ، ثم طلب الإسعاف و أعلن للناس
تأجيل الزفاف بسبب مرض والد العروس.
نقلته الإسعاف بسرعة إلى المستشفى و ذهب شهاب
فى رفقته والدته ورنيم و رُوفيدة .
بعد قليل خرج الطبيب من غرفة الفحص.
رنيم بدموع: ماله بابا يا دكتور ؟
الطبيب بإبتسامة هادئة: أهدى يا دكتورة رنيم، هو 
دلوقتى كويس الحمد لله إنما هو أتعرض لصدمة
بس الحمد لله لحقناه قبل ما يجيله ذبحة صدرية 
جبتوه فى الوقت المناسب.
بكت : طب هو عامل أي وممكن يخرج امتى؟
الطبيب: هو دلوقتى نايم يرتاح ويومين بالكتير 
ويقدر يخرج من المستشفى حمدا لله على سلامته.
ثم ذهب بينما شعرت رنيم بذراعي صديقتها تعانقها
ف وضعت رأسها على كتفها تبكى و والدة شهاب 
مستندة عليه تبكى من الارتياح والتعب معا.
رنيم ببكاء: بابا يا رُوفيدة بابا هيروح مني زى ماما.
حاولت طمئنتها: متخافيش يا رنيم أنتِ سمعتي الدكتور
هو بقي كويس الحمد لله.
وقف شهاب أمامها: رنيم باباكِ هيبقي كويس أن شاء الله
متخافيش وأنا جمبك موجود مش هسيبك.
هزت رأسها بصمت وكلماته تنشر داخلها شعور من 
الأمان.
كانت تمسك بيد والدها عندما فتح عينيه ببطء.
رنيم بلهفة: بابا أنتِ سامعني؟
شهاب بهدوء: براحة عليه يا رنيم لسة بيفوق.
والدها بتعب و وهن: أنا كويس يا حبيبتى متقلقيش.
والدة شهاب بدموع: قلقتنا عليك يا حاج.
ابتلع ريقه بصعوبة واضح ثم نظر لابنته بحزن: هنعمل
إيه يا بنتى فى اللى حصل ده؟
تدخل شهاب: لو تسمح لى يا أونكل أنا قولت للناس
أنه الفرح اتأجل بسبب تعب حضرتك بس بعد كدة 
هنقول ايه .
والدة شهاب بحيرة وهى تنقل بصرها بين شهاب 
وزوجها: اه فعلا هنقولهم إيه بعدين لما الجواز ميتمش
و رنيم تفصل عندنا فى البيت، ربنا يحلها من عنده .
نظرت رنيم لشهاب بإنفعال قبل أن تلتفت لوالدها
وهى تقول برقة: لو الحل اللى هينقذنا أنى اتجوز
شهاب أنا موافقة يا بابا.
والدها بصرامة : لا ميرضنيش كدة يا بنتى لو على
الناس ....
قاطعته بإصرار: أنا عارفة أنا بقولك إيه كويس وشهاب
شاب كويس وهيحافظ عليا صح؟
والدها بارتياح كبير: صح ورفع بصره لشهاب: 
أنا واثق فيه وأنه هيحافظ عليكِ، صح يا شهاب؟
شهاب بتأكيد: فى عنيا يا عمى.
والدة شهاب بفرح وهى تحتضن رنيم: طول عمرى بعتبرك
بنتى ومش هلاقى أحسن منك تبقى مرات ابنى
ربنا يتمم لكم على خير .
بعد يومين كانت تجلس بفستان زفافها وصديقتها تجلس
على حامل الكرسى تمسك بيدها بينما والدها وشهاب
يضعون أيديهم فى أيدي بعض والمأذون يعقد 
القران.
فكرت فى كيف تحولت الأمور فى دقيقة واحدة وتغيرت
حياتها كلها، نظرت لشهاب بضياع لم تعرف كيف
تحدد شعورها تجاه هذا الأمر برمته.
انتهى حفل الزفاف وذهبا إلى شقة شهاب فى العمارة
المجاورة.
دلفوا بصمت وأغلق الباب خلفهم ، وقفت بتوتر تشعر
أن دقات قلبها تكاد تصم آذانها وهى تفرك يديها.
أمسك ذراعها برقة: رنيم غيري هدومك وتعالى علشان
نتكلم شوية.
شدت نفسها منه بعنف: نتكلم فى إيه؟ أعتقد مفيش
حاجة نتكلم فيها، ده وضع مؤقت انجبرنا عليه وقريب
كل واحد هينال حريته.
أمسك ذراعها بقوة هذه المرة: ايه الكلام الفارغ اللى 
أنتِ بتقوليه ده؟
رنيم بتحدى: إيه مش هى دى الحقيقة؟
شهاب بقوة: لا مش هى دى الحقيقة، أنتِ بتفكري
وتستنتجي وتقرري من نفسك .
أشاحت بأنظارها عنه: مش مهم، أنت كدة كدة أكيد
هتكون عايز حريتك وتمشي زى ما مشيت قبل كدة .
مر صمت ثقيل فى الجو قبل أن تشهق بقوة بسبب 
احتضانه لها .
شهاب وهو يمسح على شعرها بحنان: عيطي يا رنيم
وخرجي كل اللى جواكِ وأنا عمري ما هسيبك وأمشي.
أحست أن زمن قد مر قبل أن تبدأ دموعها فى الهبوط
بكت بصمت أولا ثم بدأت شهقاتها تعلو حتى بدأت تصرخ
من شدة ما تشعر به وهى تتمسك بقميصه وتشد عليه.
تبكى خيا*نة عصام ومرض والدها وخوفها عليها و
اللحظات العصيبة التى مرت عليها وهى تخشي فقدانه
وأكثر ما ألمها ويؤلمها هو خيبة أملها فى شهاب و تخليه
عنها حينما كانت صغيرة وهو كان ملجأها الوحيد.
فجأة دفعته وابتعدت عنه: أبعد عنى .
ثم ولجت أول غرفة تراها أمامها وأغلقت الباب عليها
وهى تكمل نوبة بكاءها الشديدة حتى نامت من
شدة التعب .
استيقظت فى الصباح وهى تشعر بصداع شديد 
وتجيل ببصرها فى الغرفة التى هى فيها لتكتشف
أنها غرفة شهاب وهذا واضح من ديكورها وأثاثها.
خرجت من الغرفة وهى تبحث عنه و لم تجده فى
أي مكان فى الشقة، ف جلست على الأريكة
وهى تتسائل عن مكانه.
رن جرس الباب ف نهضت لتفتح ظنا منها أنه هو
أو أهلها.
فتحت لتجد فتاة جميلة أول مرة تراها أمامها.
رنيم بإستغراب: حضرتك عايزة مين؟
الفتاة بحيرة: مش ده بيت شهاب عبد الله؟
رنيم بريبة: ايوا هو ده، حضرتك مين وعايزة إيه؟
الفتاة بزهو: أنا حبيبته وجيت هنا علشان أقوله
بابا وافق على خطوبتنا.
رنيم بصدمة شديدة: بتقولي ايه؟
رنيم بصدمة: ح ...حبيبته؟
الفتاة بفرح: ايوا وهنتخطب قريب، مش ده خبر حلو؟
هزت رأسها لا إراديا بالايجاب وهى تحدق فيها بتيه.
عقدت الفتاة حاجبيها فجأة: بس أنتِ مين ؟
رنيم بإرتباك: أنا.. أنا
فى تلك اللحظة أتى شهاب وهو يحمل فى يده أكياس عدة وباقة ورد.
شهاب بذهول: سها أنتِ بتعملي إيه هنا؟
سها بفرح: جاية أقولك أنه بابا وافق على خطوبتنا 
يا حبيبى.
نظر بإرتباك لرنيم التى تنظر لها بعدم إهتمام ثم 
تركتهم ودلفت مرة أخرى إلى غرفة النوم.
بعد قليل معا طرق على الباب وصوت شهاب: رنيم ممكن
أدخل؟
رنيم بصوت هادئ: اتفضل يا شهاب .
دلف وفى يده باقة الورد وهو يقول بتوتر: رنيم عايز
أفهمك حكاية سها الموضوع مش زى ما أنتِ فاهمة.
رنيم ببرود: و تفهمني ليه؟
شهاب بإستغراب: قصدك إيه؟
رنيم : قصيدة أنه دى حياتك وأنت حر فيها وأنا قولتلك
مرة هيجي علينا وقت وننفصل والصراحة مش 
مهتمة أعرف.
شهاب بغضب: ازاي مش مهتمة ؟ ده أنا جوزك!
رنيم بإستنكار: شكلك نسيت أنه ده كان وضع للضرورة
بس يا شهاب .
تقدم منها وهو يجز على أسنانه: رنيم متستفزنيش.
نهضت بحدة: إيه الاستفزاز فى كدة مش فاهمة؟
لمعت عيناه بخيبة أمل وهو يرفع الورود بيده: ده أنا
حتى كنت جايب لك الورد ده لأنك بتحبيه،
 ليه تعملي كدة؟
نظرت إلى الورد بإشمئزاز ثم أخذته من يده و ألقته
فى القمامة وهو يقف مصدوما من تصرفها.
ثم عادت له وقالت بصوت عالى: أنا مش عايزة حاجة
منك ولا ورد ولا أي حاجة ياريت تفهم بقا وتسيبني
فى حالى.
وقف ينظر لها ف صرخت : سيبني فى حالى يا شهااب
إيه مش سامع ؟
خرج بسرعة من الشقة بأكملها فسقطت على الأرض
تبكى بشدة، كما هى متناقضة ومحتارة فى مشاعرها
كما تضايقت من الفتاة وشعرت بقلبها يحترق
عندما قالت إنها حبيبته ولكن ما همها ؟
تزوجها فقط لينقذها من الفضيحة وسينفصل عنها
قريبا يجب أن تعتاد على غيابه مجددا .
اتصلت بصديقتها روفيدة.
رنيم ببكاء: روفيدة أنتِ فين؟
روفيدة بقلق: فى البيت، ليه يا رنيم ؟
رنيم بضعف: ممكن تجيلي دلوقتى؟
استشعرت روفيدة وجود خطبا ما فقالت على الفور: تمام
هجيلك حالا.
أتت روفيدة لتجدها منهارة وعينيها حمرواتين من كثرة
البكاء .
قالت بخوف: بتعيطي كدة ليه؟
احتضنتها رنيم بضعف: أنا تعبانة اوى يا روفيدة
مبقتش فاهمة نفسى ولا عارفة حاجة .
مسحت على شعرها بتفهم: طب احكى مالك يمكن 
أنا أفهمك.
حكت لها ما حدث هذا الصباح كما أخبرتها كيف أنها
تشعر بالتشتت الشديدة ولا تستطيع تحديد مشاعرها
أو التعامل معه بصورة طبيعية.
روفيدة بإبتسامة: الموضوع بسيط خالص يا رنيم؟
مسحت دموعها بحيرة: ازاي؟
روفيدة: أنتِ بتحبيه.
بدأ قلبها يدق بقوة وقالت بصوت عالى: لا طبعا أنتِ
بتقولي ايه!
روفيدة وهى ترفع حاجبها وتناظرها بإبتسامة واثقة: طب
أهدى ليه العصبية دى؟
رنيم بتوتر: لأنك بتقولي حاجات مش منطقية.
روفيدة بنبرة جدية: رنيم أنتِ لازم تواجهي نفسك بقا
مفكرتيش ليه طول السنين دى فاكراه ومش قادرة 
تنسيه؟ طول السنين دى مجروحة منه لأنه سابك
ليه؟ لأنه كان أكتر من أخوكِ وهو بالنسبة لك سابك
مع أنه فى الحقيقة معملش أي حاجة غلط غير أنه سافر
يتعلم، بتعاقبيه على حاجة ملوش ذنب فيها كل ده
لأن خيب أملك بس، و دلوقتى غيرتك عليه من البنت
دى لأنك بتحبيه فعلا بتحبيه ومش عايزاه يحب غيرك
ولا حد ياخده منك، حتى لما كنتِ مخطوبة لعصام
ده كان تفكيرك أنك اتسرعتي، أنتِ حتى مش زعلانة
أنه عصام سابك قد ما زعلانة أنك حاسة أنه شهاب
اتجوزك غصب عنه وهيسيبك، افهمى بقا.
صمتت وهى تفكر فى حديثها تستعيد ذكرى كل شيئ
حدث، أهى بالفعل تحبه؟ لماذا لم تدرك ذلك من قبل؟
أكانت عمياء عن مشاعرها لتلك الدرجة ؟
أمسكت روفيدة يدها وهى تقول بنعومة: أنا أصلا لاحظت
ده لما رجع من تصرفاتك وكلامك بس كنت مستنية 
تدركِ مشاعرك بنفسك.
وضحكت: تصدقي على قد ما زعلت على اللى حصلك
على قد ما فرحت أنك اتجوزتيه.
رنيم بحزن: بس فيه واحدة غيرى هو بيحبها وكمان 
هيخطبها.
روفيدة بتفكير: مش عارفة ليه حاسة أنه مش بيحبها
فعلا.
رنيم بأمل: تفتكري؟
روفيدة بقوة: بالنسبة ليا اه وبعدين ده بقا جوزك 
أنتِ يعنى حتى لو بيحبها هو حقك أنتِ دلوقتى 
لازم تحاربي علشانه يا رنيم .
رنيم بيأس: أعمل ايه؟
ضر"بتها على يدها بتوبيخ: هو أنا اللى هقولك تعملي
إيه؟ المفروض أنتِ تفكري .
رنيم بعزم مفاجئ: معاكِ حق أنا هعمل كدة، شكرا 
جدا يا روفيدة.
روفيدة بمرح ساخر: والله مش عارفة من غيري كنتِ
هتعملي إيه بعقلك ده!
ذهبت روفيدة بعد قليل وبقيت رنيم تنتظر شهاب
ولكن كل المساء ولم يعد بعد ف قلقت عليه بشدة .
ذهبت بسرعة لتفتح الباب عندما سمعت طرق.
رنيم بدهشة خفيفة: أنتِ؟
سها بإبتسامة غريبة: اه أنا مش هتدخليني؟
شعرت بعدم ارتياح ولكن أجبرتها اللياقة على أن تدخلها.
رنيم بهدوء: لا طبعا أتفضلي.
دلفت سها وذهبت للجلوس على الأريكة.
وزعت أنظارها فى المكان : الشقة حلوة أوى
دى هتبقي بيتنا أنا وشهاب بس ناوية أغير فيها 
شوية حاجات كدة .
جلست رنيم بحانبها ولم ترد .
سها : متخافيش شهاب حكالي على كل حاجة وعلى 
زواجكم المؤقت .
رنيم بتفاجئ: بجد؟
سها بمكر: اه طبعا، متقلقيش أنا متفهمة جدا وفاهمة
مشكلتك .
ردت رنيم بضيق: اه شكرا.
سها : ممكن تعمليلنا حاجة نشربها؟ عايزة أدردش معاكِ
شوية.
نهضت بعدم ارتياح متزايد تحضر مشروب ساخن
لكلا منها وهى تفكر بخيبة أمل أن شهاب أخبرها أنه
زواجهم مؤقت، ربما هو لا يحبها و يحب هذه الفتاة 
وكانت روفيدة مخطئة.
عادت لها بالصينية ف تذوقت مشروبها وقالت 
بلطف: كوبايتي ناقصة سكر ممكن تجيبه ليا؟
نهضت رنيم بإرتباك: اه حاضر. 
فعلت كمان قالت ولكن الغريب عندما عادت و وضعت 
السكر لم تشرب أكثر من رشفة معها فقط .
شربت كوبها بقلق وهى تفكر فى غايتها من هذه الزيارة.
فجأة شعرت بأطرافها ترتعش و العرق يسيل على 
وجهها و نفسها يضيق كأن شيئا يطبق على صدرها.
رنيم بوهن: ا... أنا حاسة أنى تعبانة .
قالت سها ببساطة و كأنها تخبرها عن أحوال الطقس: 
متخافيش يا حبيبتى ده تأثير الس"م بس .
رنيم بصدمة: س"م !
سها بحقد: اه آمال أنتِ فاكراني هسيب شهاب
ليكِ بالساهل من غير ما أعمل حاجة؟ لا شهاب 
ده حقى أنا وحبيبى ومش هسمح لك ولا لغيرك 
يأخده منى والصراحة حتى لو جوازكم مؤقت أنا مش ضامناكِ.
نهضت و أخذت حقيبتها وهى تنظر لرنيم التى وقعت
على الأرض ولا تستطيع التنفس: للأسف مكنتش عايزة 
أعمل كدة لأنه بابن عليكِ بنت طيبة بس مكنش 
قدامى حل غير كدة.
تركتها وخرجت من الشقة ورنيم تنظر حولها بجنون 
تحاول إيجاد ما ينقذها ولكن قبل أن تستطيع
خرج شيئا أبيض من فمها و أحست و كأن روحها
تُسلب منها و أغمضت عينيها وآخر ما فكرت 
به كان شهاب!
كأنها فى حلم غريب أو بين الحياة والموت لا تعرف 
هل انتهى عمرها أو مازال هناك بقية؟
فتحت عينيها ببطء وتعب وهى ترمش عدة مرات
حتى اعتادت على الضوء .
تنفست ببطء بسبب إحساسها بضيق فى صدرها،
دارت فى عينيها فى أرجاء الغرفة ووجدتها غرفة 
مستشفى، وجدت شهاب نائم على كرسى بجانب 
سريرها و رأسه ملقى على السرير بينما يمسك
بيدها .
همست: ش..شهاب.
تحرك قليلا ف همست بصوت أعلى: شهااب.
نهض على الفور بفزع وهو يحدق بها بصدمة: رنيم!
أخيرا صحيتي.
رنيم بصوت مبحوح: أنا نمت أد إيه؟
قرب وجهه منها وهو يمسح على شعرها ويقول بألم:
أنتِ فى غيبوبة بقالك شهر يا رنيم بسبب الس*م
اللى كان فى معدتك والحمد لله لحقتك على آخر
لحظة وإلا... ثم صمت وهو يغمض عينيه بألم.
تنبهت لمظهره عندها كانت لحيته نامية بشكل كبير 
و وجهه متعب كما كانت عينيه تبدو ك كرتين حمرواتين
والدموع مجتمعة فيهما .
بقلم ديانا ماريا.
قال بغصة وهو ينظر فى عينيها: تعبتينا أوى يا رنيم 
أنا كنت بدعى كل يوم أنك تصحي.
تذكرت ما حدث في قالت بخوف: سها ...سها هى ...
شهاب بمقاطعة وغضب: عارف... عارف وهى خدت
اللى تستحقه.
رنيم بذعر وحيرة: بس ليه ؟ ليه تعمل فيا كدة ؟
تنهد شهاب بحرقة: رنيم لازم تسمعيني وتعرفى
حكاية سها، هى مش حبيبتى زى ما هى بتقول.
رنيم بإستغراب: أمال إيه؟
بدأ يحكى لها: سها دى تبقي بنت شريك الرجل اللى 
بشتغل عنده. أنا كنت بشتغل فى فرع لشركة
مصرية برة و باباها كان شريك فى الشركة دى 
قابلتها صدفة فى مرة وفجأة لقيتها كل شوية تقعد
معايا وتجيلي وبعدين قالتلي أنها بتحبني بس أنا قولتلها
أنى مش بحبها، زعلت وانهارت وباباها جه يتكلم معايا
فى مرة قال إنها مريضة نفسيا وبتتعالج بس كل مرة
مش بتكمل العلاج، وطلب منى أنه حتى مرفضهاش
بس زى ما تقولى كدة أفضل صديق لها وأفهمها براحة 
على ما تقبل تدخل مصحة تتعالج .
بعدها هى بدأت تطلب من باباها نتخطب وهو كان بيرفض
لحد قبل اليوم اللى هى جت لك فيه، هو وافق ومكنش
يعرف أنى اتجوزتك، و وافق وكان ناوى يقولي 
أجاريها فى الخطوبة لحد ما تقبل تدخل المصحة
بعديها أنا هبقي حر ولما جت أنا اتكلمت معاها و قولتلها
ظروف جوازنا على أنى امهد لها الحكاية و متتهورش
ولو قولت لها أنى اتجوزت مرة واحدة كدة ممكن يجيلها صدمة عصبية بس كنت غلطان جت وعملت فيكِ كدة .
حدق بها بندم: أنا آسف جدا يا رنيم، كنتِ هتموتي
بسببى.
أمسكت يده بصعوبة بسبب ضعفها وقالت برقة: مفيش
داعى للأسف يا شهاب، أنت طيب وكان قصدك خير
بس أنت عرفت منين أنها اللى عملت كدة .
أمسك بيدها بين يديه وقبلها برقة ف ارتجف قلبها: 
شوفنا كاميرات العمارة وعرفت أنها هى ومسكتش
روحت بلغت البوليس و باباها حاول يخليني 
أتنازل بس عمرى ما أعملها دى كانت هتخسرك حياتك!
وهى دلوقتى فى مستشفى الأمراض العقلية بعد ما حجزوها هناك .
ابتسمت له بوهن وفى تلك اللحظة دلف والدها و زوجة 
والدها و وروفيدة الذين صاحوا من الدهشة وهم 
يروها مستيقظة.
أسرع لها والدها يحتضنها بقوة: حمدا لله يا حبيبتى 
وحشتيني أوى يا رنيم .
رنيم بحب: وأنت كمان يا بابا وحشتني أوى.
عانقتها صديقتها بشوق: حمدا لله على السلامة يا روحى
الحمد لله أنك رجعت لنا بخير.
وقبلتها زوجة والدها على جبينها وهى تدعو لها 
بالشفاء التام وتحمد الله  على سلامتها.
بعد قليل من تبادل المحادثات، قالت زوجة والدها أنها
ستعود للبيت لتجلب لها ملابس و ذهب شهاب 
ليوصلها بينما خرج والدها ليحادث الطبيب الذى أتى
وفحصها بعدما ساعدتها روفيدة على ارتداء حجابها.
نظر لها روفيدة بخبث فقالت رنيم بتعجب: إيه فى ايه؟
روفيدة بخبث: عارفة شهاب كان عامل ازاى عليكِ
و أنتِ تعبانة؟
رنيم بفضول: ازاي؟
روفيدة : كان قلقان عليكِ أوى، أول ما الدكاترة قالوا
أنه حالتك خطيرة قعد يعيط على الأرض ويدعى
ربنا يقومك بالسلامة وحتى لما قالوا إنك عديتي مرحلة 
الخطر بس دخلتي فى غيبوبة كان أغلب وقته 
بيقضيه فى المستشفى أول تلت أيام ليكِ رفض يروح
خالص حتى بالعافية لما مامته وباباكِ أقنعوه يأكل
ويروح ينام، كان يروح يغير هدومه ويجي وينام 
هنا معاكِ فى الاوضة.
رنيم بذهول: بجد؟
روفيدة بغمزة: مش قولتلك بقا أنه بيحبك أنتِ والبنت
التانية لا.
تنهدت رنيم : اهى أخدت جزاءها.
روفيدة بغضب: متفكرنيش أنا لو كنت شوفتها 
مكنتش هسيب"ها تعيش .
ضحكت رنيم ثم أمسكت بطنها بألم.
روفيدة بقلق: حاجة بتوجعك ؟ أجيب الدكتور ؟
رنيم بنعومة: لا أنا كويسة .
روفيدة بلطف: طب ارتاحي.
على مدى الثلاثة أيام التالية كانت محاطة بكل 
أنواع الإهتمام من والدها و زوجته و روفيدة والأهم
شهاب!
كان يهتم بها كثيرا ويحرص على أن ترتاح وتأخذ دوائها
فى ميعاده المحدد .
وعندما عادت إلى البيت معه، طلب والدها أن تأتى عنده ليهتموا بها جميعا ولكن شهاب رفض وقال إنه سيراعها جيدا ويعتني بها، كان يصر على أن يهتم بها بنفسه، حتى أنه كان يحرص على أن يطعمها.
قالت بملل: شهاب على فكرة أنا عندى أيدين وأقدر
أكل بنفسى .
شهاب بتوبيخ وهو يرفع الملعقة لفمها: يعنى حد 
يلاقى الدلع وميدلعش؟ سيبني أكلك يارنيم .
فتحت فمها وتناولت الطعام على مضض وهى تنظر 
له بغيظ.
أصبحت قادرة على أن تسير وشُفيت تماما.
فى يوم عادت من الخارج إلى منزلها هى وشهاب وكانت مع روفيدة  لتجد صالة المنزل مظلمة و هناك طاولة محضرة عليها شموع وعشاء شهى.
نظرت حولها بذهول وفرح لتجد شهاب فى انتظارها
وفى يده باقة ورود.
شهاب بمزاح: أتمنى المرة دى مترميهاش فى الزبالة.
ضحكت وهى تأخذه منه وتشتم رائحة الورود
الجميلة .
رفعت عينيه لها بسعادة ف وجدته يناظرها بحنان.
رنيم بسعادة: بجد شكرا يا شهاب على المفاجأة اللطيفة
دى.
شهاب بإبتسامة :و لو يعنى هو إحنا عندنا كام رنيم.
جلسا يتناولان العشاء وهما يتبادلان الحديث الودى
ويتناقشان فى كافة المواضيع و  اكتشفت أنه
يحبها ذات الأشياء التى تحبها كما أنه  مثقف للغاية
ويستطيع الحديث والمناقشة فى أي موضوع.
لم ينتبهوا لتأخر الوقت بسبب انسجامهما، بعدها 
نهضت رنيم و وقفت أمام باب غرفتها و معها شهاب.
رنيم بإمتنان: شكرا جدا يا شهاب على اليوم اللطيف
ده .
شهاب بنظرة عميقة: مفيش داعى للشكر يا رنيم 
أنا مستعد أعمل أي حاجة علشان أشوفك مبسوطة.
نظرت لها وهى تشرد فى نظرات عينيه وهو أيضا و ظلا على هذه الحال لمدة طويلة 
حتى تحمحم شهاب وقال بصوت رخيم: تصبحي
على خير يا رنيم .
رنيم بهمس: وأنت من أهله.
ونامت وهى تفكر بسعادة كمان أن هذا اليوم كان جميلا 
كما أن اهتمامه بها وهى مريضة أسعدها للغاية .
بقلم ديانا ماريا.
استيقظت فى الصباح بنشاط ونهضت وذهبت 
لتوقظ شهاب حتى يتناولان الفطور معا .
طرقت على باب غرفته ولكن لم تجد رد ف طرقت مجددا 
وعندما لم يرد ، دلفت ولم تجد أحد.
بحثت بقلق عنه فى أرجاء الشقة كاملها ولم تجده 
ف ذهبت لغرفتها حتى تحضر هاتفها وتتصل به .
كانت على وشك الإتصال حينما وجدت رسالة 
صوتية منه مُرسلة فى وقت مبكر .
فتحتها واستمعت لصوته العميق: رنيم لما تسمعي 
الرسالة دى هكون خرجت من حياتك زى ما أنتِ
عايزة، أنا لسة فاكر أنك قولتيلي كتير قبل ما تظهر 
سها أنه جوازنا مؤقت وأنك عايزة حريتك بس 
مقدرتش أعمل كدة غير لما اطمن عليكِ وتبقي بخير
عايز أقولك حاجة أخيرة بس، 
وتحولت نبرته للشوق والعذاب: أنا بحبك يا رنيم 
بحبك من زمان أوى من أيام ما كنا لسة صغيرين 
و طول السنين كنت بحلم باليوم اللى أرجع فيه 
علشان أقدر أتقدم لك وتبقى ملكى بس اتصدمت لما 
لقيتك مخطوبة، كان نفسى لما نتجوز تحبيني زى 
مانا بحبك بس واضح أنه محستيش كدة اتجاهي
و عدم تقبلك ليا ك زوج أو حتى ك صديق تانى 
جرحني أوى، على العموم أنا هديك حريتك وهطلقك
علشان تعيشي حياتك زى ما أنتِ عايزة أنا المرة دى مسافر للأبد
افتكري أنه بس ممكن أعمل أي حاجة علشان أشوفك
سعيدة حتى ولو على حساب تعاستى، مع السلامة .
ثم انتهت الرسالة و رنيم تحدق حولها بضياع ودموعها
تبدأ فى النزول بعدم تصديق و كأن ما حدث منذ ثمانية 
سنوات يعيد نفسه مجددا و يتكرر نفس المشهد.
 سقط الهاتف من يدها وهى تسقط على الأرض
وتنادى إسمه بأعلى صوتها بحرقة : شهااااااااب
انهارت وهى تبكى فراقه و تركه لها مجددا، أسرعت
ترتدى ملابسها وحجابها وخرجت تركض إلى بيت والدها.
فتحت لها زوجة والدها الباب التى صُدمت من مظهرها.
وقالت بخوف: فى ايه يا بنتى ؟
رنيم بانهيار: فين شهاب يا طنط؟ راح فين؟
زوجة والدها بإستغراب: شهاب ؟ يا بنتى شهاب....
قاطعتها وهى ترتمى فى أحضانها: سابنى تانى، مشى
وسابني لوحدى تانى حتى ملحقتش أقوله
أنى بحبه .
أخيرا سمعتها منك !!
خرجت من حضن زوجة والدها لتجده خلفها يقف 
و فى عينيه نظرات سعادة وحب.
رنيم بتفاجئ: شهااب!
ركضت إليه وهى تعانقه بقوة وتبكى بينما هو ضمها
إليه كأنه يرغب بأن يدخلها بين ضلوعه.
رنيم بعتاب: ليه تعمل فيا كدة كل مرة؟ حرام عليك
أنا المرة دى كان هيحصلي حاجة بجد .
شهاب بعشق: بعيد الشر عنك يا قلب شهاب.
ابتعدت عنه وهى تضر"به على صدره بقوة : لا مهو
الشر كان هيجيلي بسببك .
ضحك وأمسك بيديها ثم نظر لوالدته: نستأذنك
يا ماما هندخل أوضتى.
تذكرت وجود والدته ف خجلت بشدة ولم تجرؤ على النظر إليها بينما ضحكت والدته : ربنا يصلح لكم الحال يا بنى 
خدوا راحتكم، ده بيتكم و بالمرة اتغدوا معانا النهاردة.
دلفوا إلى غرفته ثم أجلسها على السرير وهو يجلس
أمامها ويمسك بيدها.
رنيم بحزن وهى تنظر بعيدا عنه: أنا زعلانة منك أوى.
شهاب وهو يمد يده إلى ذقنها ويجعلها تنظر إليه: أنا
مقدرش على زعلك يا رنيم، إذا كنت أنا بعمل كل 
ده علشانك أصلا .
نظرت له بسخرية: بإمارة أنك سيبتني مرة و كنت
هتسيبني تانى.
تنهد : أول مرة كان غصب عنى يا رنيم والمرة دى
أنا مكنتش هسافر فعلا، أنا كنت هجيب شقة أعيش
فيها بعيد وكل اللى عايزه أشوفك مبسوطة .
تجمعت الدموع فى عينيها: وليه المرة الأولى كانت غصب
ولا مقدرتش تستحمل أنى لازقة لك؟
عقد حاجبيه: ايه لازقة دي؟
رنيم ببرود: مش دى كلمتك من تمن سنين لما طنط 
كانت بتكلمك عليا بعد ما طردتني من أوضتك،
أنا كنت طالعة وسمعتك بالصدفة .
شهاب بتأثر: أنا مكنش قصدى يا رنيم، كنت ساعتها
بحاول أقول أي حاجة لماما وخلاص، لأنى كنت خايف
منك وعليكِ وخايف من مشاعرى اللى اتغيرت ناحيتك
ومش فاهمها وقولت لما اسافر ممكن أنسي .
نظرت فى عينيه بتركيز: ليه سافرت من غير ما تقولي
أو تودعني؟
شهاب بخفوت: لأنى لو كنت ودعتك مكنتش هقدر
اسيبك واسافر، كنت حابب نخلينا كدة من غير وداع
على أمل اللقاء تانى، و خلاص لما أدركت أنى عمرى
ما هنساكِ بقيت اسعي أنى أرجع لك تانى، 
ثم قال بغيظ: ورجعت لقيتك مخطوبة.
ضحكت: مهو مكملتش أهو واتجوزتك أنت.
تنبهت فجأة لأمر وسألته بريبة: شهاب هو أنت ليك
علاقة بسفر عصام؟
نظر لها وهو يبتسم بخبث ف شهقت بذهول.
رنيم بعصبية: طب مفكرتش فى بابا واللى حصله؟
افرض كان جراله حاجة؟
شهاب وهو يهدئها: اهدي يا حبيبتى باباكِ كويس الحمدلله
أهو وبعدين هو تعب لما أنتِ رفضتي تتجوزيني أصلا!
رفعت حاجبها: ياشيخ!
عانقها بحب و شوق: المهم دلوقتى أنه إحنا مع بعض
يا رنيم واخيرا مع بعض من غير أي حاجة تفرقنا.
رنيم بحب: كنت دائما مش فاهمة مشاعرى وليه 
كان سفرك مؤثر فيا كدة وعمرى ما نسيت اللى قولته
ولما رجعت مشاعري اتلغبطت أكتر بس زعلت أوى
لما أنت كنت فرحان بجوازي.
شهاب بمرح: كان تمثيل بقا علشان الخطة تكمل 
هو أنتِ فاكرة أنه أنا ممكن اسيبك ليه يا حبيبتى
ولا إيه؟ كنت مستعد أعمل أي حاجة علشان ترجعيلي
حتى لو هخطفك.
ضحكت بسعادة: الفضل لروفيدة خليتني أفهم و واجهتني
أنى بحبك .
شهاب بتفكير: على كدة لازم ندى روفيدة مكافأة
جامدة.
رنيم بحماس: إيه رأيك نتفسح كلنا مرة سوا.
مسح على شعرها بحنان : اللى أنتِ عايزاه يا قلبى.
رنيم بعشق: أنا عايزاك أنت.
ثم أغمضت عينيها بسلام وأخيرا.
بعد قليل طرقت والدة شهاب الباب حتى تدعوهم للغداء
ولكن لم يرد أحد ف فتحت الباب لتبتسم وهى 
تراهما نائمين بعمق و رنيم تنام على صدر شهاب
وهو يحتضنها بيد ويمسك بيدها الأخرى.
ف خرجت وأغلقت الباب بهدوء .
والدة شهاب لوالد رنيم بإبتسامة صافية: شكلنا 
هنأكل لوحدنا يا حاج!
تمت بحمدلله

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-