رواية ليست بالمظاهر كاملة جميع الفصول بقلم منه عصام

رواية ليست بالمظاهر كاملة جميع الفصول بقلم منه عصام


رواية ليست بالمظاهر كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة منه عصام رواية ليست بالمظاهر كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية ليست بالمظاهر كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية ليست بالمظاهر كاملة جميع الفصول
رواية ليست بالمظاهر بقلم منه عصام

رواية ليست بالمظاهر كاملة جميع الفصول

الساعة ب ألف جنية أي رأيڪ تيجي ولا أشوف غيرڪ؟؟ 
_ رفع يونس عينيه ليجد فتاة متوسطة الجمال تجلس أمامه، يزين وجهها حجاب أسود اللون يُخفي ڪل خصلاتها…
نظر لها يونس بتمعن لينطق: 
ياه ألف جنية في الساعة دا أنتي لو هتشتغلي 12ساعة في اليوم يعني 12الف جنية، يابلاش ماتخدنيش أشتغل معاڪي. 
نظرت له شروق ببلاهه لتنطق: 
أفندم علىٰ فڪرة دا هزار أنا بنت ناس. 
نطق يونس وهو يبتسم بهدوء: 
منا عارف شڪلڪ خسرانه في لعبة ودا الحڪم. 
نطقت مستفهمه: 
وأنت عرفت أزاي؟! 
يونس بثقة: 
صوتڪ المهزوز وجملتڪ المتلغبطه، شڪل لبسڪ، يقال سيماهم علىٰ وجوههم، وملامحڪ مابتقولش إنڪ من البنات دول. 
تحدثت بخجل: 
والله دي حقيقة لڪن أصحابي ڪل شوية يڪسبوني ومش عارفه أفوز، وفي ڪل مرة يحڪموا عليا حڪم أصعب من القبله. 
يونس متعجبًا: 
طيب وليه ماتڪسبيش وتحڪمي عليهم أنتي. 
قالت شروق بأسف: 
ما أنا لو قدرة أفوز ماڪنتش هبقى في الموقف المحرج دا ابدًا. 
يونس بهدوء: 
جربي تثقي في قدرتڪ، أصحابڪ مش أفضل منڪ ولا حاجة هما بس بيستغلوا ترددڪ، وخوفڪ، لڪن لو استبدلتيه بثقة وترڪيز هتبهريهم بذڪائڪ. 
شڪرته شروق علىٰ نصيحته ورحلت...
عادت شروق للطاول التي يجلس عليها أصدقائها لتتحدث بدجر: 
عجبڪم ڪدا بوظتوا شڪلي واحرجتوني، أنا همشي، وسحبت حقيبتها ورحلت.
.
في منزل شروق ڪانت تجلس علىٰ الأريڪة شاردة إلىٰ أن خرجت والدتها من المطبخ لتقول: 
قلب ماما مديقة ليه، أي ياقمر ماتبسطيش في الخروجه، ولا حد من صحابڪ ديقڪ. 
تحدثت شروق بتريس: 
ڪنا بنلعب النهاردة وڪالعادة خسرت وحڪموا عليا وعواقب الحڪم إن جتلي نصيحة من شاب محترم جدًا إني عشان أفوز محتاجة بس شوية ثقة في نفسي، عشان ڪدا أنا هقبل الشغل الجابه أبيه عاصم، وهروح بڪرا الأنتر فيو. 
جلست أسما بجوارها لتقول: 
ربطت علىٰ يدها، بصي يانور عيني أنا وثقة فيڪي وفي قراراتڪ وعمري يوم ماشفتڪ فشله مهما حصل ولا عمري هشوفڪ، ماتحبريش نفسڪ علىٰ حاجه اعملي التحسيه وبس وخليڪي وثقة إن أي حاجة هتعمليها هڪون فخورة بيڪي وهدعمڪ فيها، أنهت جملتها وترڪتها لتذهب تڪمل ما ڪانت تفعله. 
ظلت شروق تنظر في أثرها بعزة لتقول في نفسها: 
أنا يڪفيني من الدنيا إني طلعت بيڪي حتىٰ لو مش هعرف أنجح في حاجة ولا أواجه الناس، يڪفيني إني أعيش في حضنڪ. 
في مڪان ما هادئ يطل علىٰ البحر يجلس شاب وفتاة..... 
بقولڪ أنا حامل يايونس ومش عارفه أعمل أي صحبڪ خدعني أنت لازم تتصرف. 
نظر يونس لها بلامبالاة ليقول: 
وهو صحبي غلط لوحده أزاي تسلميه نفسڪ، وبعدين أنا قولتلڪ إسلام مش بتاع جواز، جايه دلوقتي تشتڪي وعوزاني أحل. 
أنا ڪنت غبية وبحبه يايونس. 
نطق يونس بصوت مرتفع ونبرة حاده: 
ومين قال إن الحب بالشڪل دا ما ڪل البنات بتحب، وڪل البنات بتعرف تثق بس انهي ثقة دي التخليڪي تسلميله نفسڪ اهو القصة انتهت عند ڪارثة شوفي مين هيقف جمبڪ. 
ظلت سلمى تبڪي، وتبڪي ظنًا منها أن قلب يونس سيلين لها ولڪنه ترڪها ورحل.
.
في مڪتب المنصوري للمحاماه…
أي ياعم أنا هفضل لحد امتى أصلح وراڪ مصيبڪ ياعم إسلام؛ قالها يونس وهو يقف علىٰ باب المڪتب. 
تحدث إسلام بسخرية: 
مصايب اي ياعم هو أنا ضربت حد علىٰ أيده، ماهو علىٰ يدڪ هما البيجوا بڪفهم. 
ياعم أنا ماليش علاقة بالعڪ بتاعڪ دا، مش ڪل مرة هتيجي تخلص فيها من واحده هتقولها يونس أخويا وبثق فيه وهو البيحل ڪل مشاڪلي، قالها يونس بنفاذ صبر. 
ليقول إسلام: 
ما أنت المحامي عقر، عندڪ دهاء ولا الديابه. 
دا مدح ولا حسد، ولا تڪون بتشتم ياعم أنت. 
انتهى الحوار بينهما علىٰ الاشيء ڪالعادة ليأتي صباح اليوم التالي وتستيقظ شروق بحماس، وتتجهز للذهاب للأنتر فيو الخاص بالوظيفة الجديدة وهناڪ. 
في مڪتب أبو الوفا وصلت شروق علىٰ الموعد ليُقابلها ڪامل أبو الوفا الذي استقبلها قائلًا: 
أنتي شروق بنت أخت عاصم. 
نظرت له شروق لتقول بهدوء: 
أيوة أنا يا أستاذ ڪامل. 
أڪمل ڪامل بجدية: 
اشتغلتي قبل ڪدا؟ 
تذڪرت شروق ڪلام ذاڪ الشاب لتتحدث بثقة: 
لا ماشتغلتش قبل ڪدا، لڪن أنا امتياز أربع سنين وحافظه ڪل مواد القانون ڪويس جدًا و…
يُتبع…
أنسة شروق مبروڪ حضرتڪ اتعينتي معانا محامية تحت التدريب؛ 
"قالها ڪامل أبو الوفا" ليتم تعين شروق في مڪتب أبو الوفا. 
قالت شروق والفرحة تتراقص في عينيها: 
شڪرًا جدًا لحضرتڪ، أقدر أبدء شغل أمتى؟ 
من دلوقتي لو تحبي، انهى جملته ليضغط علىٰ هاتفه الأرضي وينطق: 
ملف التعينات وتعالي علىٰ مڪتبي لوسمحت. 
دخلت سلمى وهي تتحرڪ بخطوات ثابتة لتقول: 
ڪامل بيه الملف يافندم. 
أشار ڪامل بيده تجاه شروق ليردف قائلًا: 
شروق المحامية الجديدة عوزڪ تفهميها الشغل وتعرفيها علىٰ المڪان، ووصليها مڪتبها. 
نظرت لها سلمى متفحصة لتشعر بالأطمئنان من شڪلها العادي، وملامحها البسيطة، لتردف: 
لو سمحت انتظريني في المڪتب برا وأنا جاية وراڪي…"ظلت تنظر في أثرها إلىٰ أن خرجت وأغلقت الباب خلفها…
مالت سلمى بجزعها علىٰ مڪتب ڪامل لتڪون في محازات وجهه لتُحرڪ شفتيها قائلة: 
من امتى وأنت بتعين المستوى دا عندنا، أي مڪتب أبو الوفا بقى بيلم، ولا ليڪ غرض فيها. 
نظر لها بخبث متفحصًا مفاتنها ليقول: 
شروق مش شبهڪ ياسلمى أنتي بڪل أنوثتڪ دي ماهزتيش شعره فيا تفتڪري هي هتقدر، ولو قدرت ف أڪيد مش هيڪون بنفس طرقتڪ عشان أنا مابيلفتنيش الحجات الرخيصة.
.
خرجت سلمى لتصتحب شروق إلىٰ مڪتبها وتخبرها بعملها …
"نظرت سلمى لشروق نظرة غريبة لم تفهمها شروق ولڪن اضطربت لأجلها" 
بعد رحيل سلمى أمسڪت شروق هاتفها لتجري اتصالًا…
الو أيوة يا ابيه أستاذ ڪامل عيني محامية تحت التدريب أنا مبسوطه أوي ومش مصدقه نفسي. 
عاصم: مبروڪ ياقلبي بأذن الله قريب جدًا تتثبتي وتبقى محامية ڪبيرة، أنا وماما وثقين فيڪي امسڪي بس في حلمڪ وأنتي هتوصلي. 
أغلقت الهاتف لتخرج من حقيبتها ضفترًا صغير فتحته علىٰ صفحة لها وجهين، ڪانت قد خطت مسبقًا علىٰ إحدىٰ وجهيها: 
"ألقى القدر بوجهي اليوم شابًا لطيف قدم لي نصيحة عساني أستطيع الأستفادة بها، ولڪنه قدم مع نصيحته معروفًا صغير؛ جعلني أشعر أنني أستطيع، أنا مُمتنة له للغاية" 
أڪملت تدوينها في الصفحة البيضاء…
"اليوم هو بداية قصة جديدة أولى خطواطي في تحقيق الحلم؛ ذاڪ الذي شعرت يومًا أنني لن أتمڪن من الخروج من صومعتي لتحقيقة، أيها الجندي المجهول أتمنى لو نلتقي مجددًا لأخبرڪ ڪم أنا ممتنة لڪ"
.
في مڪتب المنصوري…
أستاذ يونس عندنا قضية مهمه محامي الخصم من مڪتب أبو الوفا والموڪل بتاعنا مهم يعني لازم نڪسب القضية … دخل إسلام ليقطع الحديث بين يونس وسامح قائلًا: 
ڪامل محتاج زيارة يايونس وخد بالڪ أنت الهتنزل محامي الدفاع في القضية دي "يسري العوضي" موڪل مهم عندنا وماينفعش نخسرله قضية. 
أشار يونس لسامح فنسحب بهدوء لينطق بغرور لا يليق إلا" بيونس زيدان": 
أنا مش عارف ڪنت هتمشي المڪتب دا أزاي من غيري والله.
.
ياعم من غير غرور بس، خلينا نتڪلم جد يايونس، لازم تطلع علىٰ اوراق القضية وتشوف طريقة تقنع بيها ڪامل بأنه يخسر القضية لأن الخصم أقوى، لڪن الموڪل بتعنا مهم جدًا. 
يعني أنت مسلمني قضية خسرانه وعايزني اتفق مع ڪامل أبو الوفا أڪبر منافس لينا عشان يوافق يخسر مڪتبه القضية والمفروض أفڪرله في دخله تجبره يوافق... 
"لا يخدمنا الواقع ولڪننا نُحاول تهيئ المواقف لتوافق أحلامنا"
.
علىٰ إحدىٰ المقاهي التي تقع بجوار محڪمة الجيزة يجلس رجلان…
أي يا أيمن محدش من الأساتذا ڪلمڪ الحالة بقيت صعبة، والظروف مش تمام. 
والله يا أحمد ماحدش ڪلمني، والحال من بعضه، ما أنت شايف. 
"قالوا للحرام أحلف" جرا أي ياعم أيمن دا احنا شهود زور؛ يعني مالناش حلفان، ثم أن العز باين عليڪ العيال ولادي شفوڪ أمبارح بتشتري سمڪ من عند بحري. 
دا دا …شڪڪ يا أحمد شڪڪ وبعدين أنت هتعد عليا الأڪل. 
ياعم لا أعد عليڪ ولا تعد عليا، بس الياڪل لوحده يزور.... 
بعد أسبوع من حديث يونس وإسلام عن قضية "يسري العوضي" قرر يونس أن يذهب لمڪتب أبو الوفا …
أمسڪ يونس هاتفه واتصل بسلمى، ليأتيه صوتها… 
أنا قولت برضو محدش غيرڪ هيقدر علىٰ إسلام  ها طمني وافق نتجوز؟؟ 
إسلام أي بس اليتجوزڪ أنا متصل عشان عوزڪ في خدمة تخصني. 
وصله صوتها بغنج: 
إي دا هو الهوى رماڪ ولا أي. 
هو أي ياحلوة أنا ما بمدش أيدي في طبق غيري أڪل منه. 
زفرت بغضب: 
امال متصل ليه يايونس هات من الأخر عندي شغل. 
منا بتڪلم عشان الشغل دا، عايز معاد مع ڪامل وياريت النهاردة لو تعرفي.
.
نطقت بغرور: 
أستاذ ڪامل وقته مضغوط وللأسف مش هينفع قبل أسبوع، فرصة تانية بقى. 
صاح بنفاذ صبر: 
سلمى معاڪي ساعتين وتبلغيني هقبله الساعة ڪام. 
قالت بصوت مهزوز: 
طيب ينفع يڪون بڪرا عشان النهاردة مافيش موعيد خالص. 
تمام هڪون في مڪتبه بڪرا بلغية...
عند شروق…
مش متخيلة ياماما أنا مبسوطه قد أي وأنا قادرة أنجح في شغلى، أستاذ ڪامل مبسوط مني رغم إنه ماسلمنيش قضية خاصه أشتغل عليها لوحدي لڪن برضو حاسة إني هعرف أعمل دا بسرعة أوي. 
مدت يدها بالأطباق لتقول: 
ڪبرتي ياشروق وبقيتي محامية زي القمر ياقلب ماما. 
أخرجت شروق الأطباق علىٰ الطاولة لتڪمل حديثها بيأس: 
عارفه ياماما أي الناقص؛ إني أرجع أشوف نفس الشاب الناصحني دا تاني عشان أشڪره، بقالي أسبوع ڪل يوم أروح نفس الڪافية لڪن هو مش بيجي. 
نطقت الأم بريب: 
أنا مش عجبني الحوار دا ياشروق بلاش منه هو لما نصحڪ ماستناش يتشڪر ولا ڪان يعرف إنڪ ممڪن تخدي بنصحته. 
بس ياماما…
مابسش ياشروق مافيش ڪلام في الحوار دا تاني. 
دخلت شروق غرفتها لتحضر دفترها وتخط فيه…
"ربما ڪنت ڪ نسمة ريح باردة هبت علىٰ أيامي الحارة وڪأنڪ قطرات من الندى نزلت علىٰ أوراقي لتتفتح، ولڪن ڪل تلڪ الأشياء لحظية لا تستمر"
.
في اليوم التالى عند ڪامل داخل مڪتب أبو الوفا …
صباح الخير يا أستاذ ڪامل، جيت أبلغ حضرتڪ إني خلصت ورق التسوية ڪله الحضرتڪ ڪلفتني بيه؛ قالتها شروق وهي تبتسم. 
بدلها ڪامل الأبتسامة نفسها وهو يقول: 
صباح الخير ياشروق، واضح إن نظرتي ليڪي ماخيبتش، أنا مبسوط جدًا من حماسڪ دا. 
دخلت سلمى لتقطع حديثهم قائلة: 
أستاذ" يونس زيدان " وصل يافندم. 
دقيقة ودخليه ياسلمى. 
خرجت سلمى لتردف شروق: 
أنا هروح مڪتبي وابقى ارجع لحضرتڪ لما تخلص شغل…
استأذنت شروق لتخرج في نفس الأثناء التي دخل فيها يونس ليصتدم ڪلاهما بالأخر فتسقط شروق ومعاها الاوراق، ويڪمل يونس سيره دون أن ينظر إليها ليقول بصوت جهوري تملئه الثقة: 
ڪل الفي المڪتب دا متسرعين، أي ياڪامل فاڪر إنڪ هتنجز أي في الثانية البتجريها دي. 
نظر له ڪامل باستياء ليقول: 
حقڪ عليا ياشروق
"قام من علىٰ مڪتبه وساعدها في جمع الأوراق" 
خرجت وهي منفعلة ولم ترى إن ذاڪ الجبان هو نفسه الشاب الذي تبحث عنه،فلم يڪن بنفس الصوت الحنون الذي تحدث به معها ڪان حاد،جافًا لا يحمل في طايته أي شعور.. 
استدار له ڪامل ليسير تجاهه بثقة قائلًا: 
جاي ليه يايونس خطوة تقيلة علىٰ مڪتب أبو الوفا أي الجابڪ.
.
أي ياڪامل أنت متعود تتعامل مع ضيوفڪ بقلة ذوق ڪدا عادي يعني. 
ادخل في الموضوع علىٰ طول يايونس أنا ماعنديش وقت. 
نطق يونس بجدية: 
طيب عشان وقتڪ ووقتي أنا جاي عشان قضبة "يسري العوضي" 
أنت اتجننت يا يونس أنت عاوزني أنا ڪامل أبو الوفا ابيع الموڪل بتاعي. 
من غير بس ماتشد عروقڪ ڪدا لا تم.وت أنا عندي ليڪ عرض مستحيل هترفضه…
يتبع…
أظن هتقولي أخسر قضية من عندي قصاد قضية من عندڪ؛ 
"قالها ڪامل ساخرًا" 
أجاب يونس بغرور: 
مڪتب المنصوري مابيخسرش قضاية. 
خبط ڪامل علىٰ سطح مڪتبه وارتفع صوته: 
وأنت عقلڪ صورلڪ إن ڪامل أبو الوفا ممڪن يقبل بالخسارة. 
أردف يونس بهدوء: 
آه ممڪن يقبل بالخسارة عادي؛ أڪمل
 بنفس الثبات: 
أصل ياڪامل ياحبيبي ياتخسر قضية، ياتخسر سمعتڪ ومعاها المڪتب.
.
وقف ڪامل يصيح مُنفعلًا: 
أنت اتجننت جاي تهددني في مڪتبي، هخاف ڪدا يعني. 
أڪمل يونس بنفس الثبات: 
لا مش تهديد، أصل هوضحلڪ؛ تخسر قضية ويتقال مڪتب أبو الوفا خسر قدام المنصوري، اسمين ڪبار والمڪسب بتثبت ڪفائة المحامي أڪتر من المڪتب، دي أسهل، ولا لما الناس تعرف إن الأستاذ ڪامل أبو الوفا لسه ما أخدش الدڪتوراه وإن شهادته مزوزة عشان حضرتڪ مش قادر تنجح في القانون الجنائي عيب والله في حقڪ.
.
لم تستطيع قدمي ڪامل من حمله ف سقط علىٰ ڪرسيه، لينطق بصوت يڪاد يُسمع: 
أنت عرفت منين الموضوع دا. 
بنبرة واثقة: 
عيب أوي تسأل "يونس زيدان" سؤال زي دا، ڪل المطلوب منڪ دلوقتي تخسر القضية. 
بس أصل…
لا أصل ولا فصل ياڪوڪي أنت زي الشاطر هتخسر القضية وأنا في المقابل هنسى السر دا، 
انهى يونس جملته وقام ليرحل وعند باب المڪتب استدار برئسه ليقول: 
أربع أيام يا ڪامل وياتڪسب سُمعتڪ ياتخسرها... 
صار في طريقه بخطى ثابته في نفس الطرقة التي ڪانت تسير فيها شروق علىٰ عجلة تجاه مڪتب ڪامل …
"لقاء يڪاد يڪون عاديًا لولا أنه اختبار القدر أتت لتُغير حياته وجاء ليُثبت لها أنها تستطيع" 
قبل أن يحدث الصدام جذبت سلمى يونس من زراعة لتلصقه بالحائط وتقف أمامه مباشرةً ترفع اصبعها في وجهه:
اسمع يايونس فاڪر لقمه طريه تبقى غلطان، أنا لح.مي مر يايونس يازيدان، انصح صحبڪ يرجعلي عشان مافضحهوش وادمرلڪم سُمعت المڪتب. 
جذبها يونس من زراعها ليلفها حول نفسها بصورة لم تستوعب سرعتها. 
ترڪها يونس فسقطت أرضًا ليجلس بجوارها علىٰ رڪبتيه: 
اسمعي يابت أنتي مش أڪتر من واحده اتسلى بيها إسلام يومين والموضوع خلص، وبعدين أنا نصحتڪ بس أنت الحسبتيها غلط وشفتي الفجر طريقه أسرع، اشربي بقى. 
ترڪها يونس ورحل من المڪتب ڪله…
في شقة مفروشة، في إحدى المناطق الراقية... 
يخربيت عقلڪ أي يابت الحلاوة دي، هو في ڪدا؛ قالها إسلام وهو مُمدد علىٰ فراشه عاري الصدر بجواره فتاه شبه عارية لڪنها تمتلڪ جمالًا غير عادي. 
نفخ إسلام دخان سجارته في وجهها لتضيق أنفاس رهف لتنطق من نين سُعالها وهي تلعب بشعر صدره: 
مش عارفه أقنعتني أزاي أجي معاڪ هنا. 
رفع يدها عنه وقام من جوارها يتجول في الغرفه وهو يڪمل سجارته ليقول: 
بصي يارهف بما إنڪ مثقفة ومن عيلة وحترمه ف مش هقولڪ الڪلمتين البقولهم لڪل البنات الجم هنا قبلڪ؛ اه أصل السرير دا شاف ڪتير الذڪية والغنية والساعة عندها بتمن والبتعمل الحوار دا بالحب عشان هي متعوده، يعني أنت لا الأولى ولا هتڪوني الأخيرة، عشان ڪدا مش هقولڪ مافيش ست تعصى عليا لا في عشان أنا أمي عصيت علىٰ أبويا فتجوزها، وبنات ڪتير فقراء وأغنيه بيعرفوا يحافظوا علىٰ شرفهم، بس الست نظرة ياتجيب رجلها وتبقى مڪانڪ ياتخدني  ليها عشان تشيل اسمي. 
أڪمل ڪلامه وهو ينظر لجسدها مستنڪرًا فلم يعُد لديها شيء يجذبه: 
قومي روحي يارهف بڪرا تنسبني مع نظرة تانية تخدڪ لسرير تاني.
.
نظرت له مستفهمة من الصدمة: 
أنت بتتڪلم جد يا إسلام؟؟! 
قال وهو يرتدي قميصه: 
هي الحجات دي فيها هزار ياحلوة. 
أنت أڪيد اتجننت أنت ناسي أنا ابقى بنت مين وأبويا مين.
.
لا يارهف مش ناسي روحيله بقى احڪيله علىٰ العمله إسلام المنصوري لو تقدري. 
"ترڪها ورحل تتخبط بين ڪلماته التي لم يفرق معها منها سوا أنها لم تعُد مرغوبه من قبله" 
في غرفة شروق ڪانت تجلس علىٰ فراشها تخُط في دفترها ڪ المُعتاد…
"أشعر أن اجنحتي الصغير تنمو أسرع مما تخيلت ڪل شيء يسير أفضل مما ڪنت اتصور لا ينقصني شيء سوى…لا لاشيء ينقُصني قد طلبت أمي الا أُفڪر في الأمر" 
رن هاتفها لتغلق دفترها وتعيدها إلىٰ الحقيبة لتُجيب…
شروق: يُسر وحشتيني أوي طمنيني عليڪي. 
يُسر: آه يختي علىٰ أساس بتسألي، ما خلاص بقيتي قادرة علىٰ التحدي والمواجهه. 
شروق: والله التحدي والمواجهه دول صعبين أوووووووووي يايُسر والله. 
يُسر: ليه بس احڪيلي. 
شروق: السڪرتيرا بتاعت مستر ڪامل يايُسر مش سيباني في حالي بتعمل فيا ڪل موقف والتاني لحد ما بجد تعبت. 
يُسر: أنتي الطيبه والله يابت دا إحنا الڪيد فينا اسمعي هقولڪ تعملي أي…
.
عند إسلام ويونس…
ياإسلام بقولڪ الحوار خلصان روحت واتفقت معاه والقضية بتعتنا. 
أقنعته أزاي يايونس، يخربيت عقلڪ عملت اي. 
لا ما أنت عارف دي أسراري وطرقي. 
حقڪ ياعم أهم حاجة إنڪ اقنعته. 
صحيح بالمناسبة سلمى اتجننت علىٰ الأخر لازم تتصرف وتسڪتها عشان لو ڪامل لقى أيد يلويها لينا هنخسر. 
سبها عليا يايونس وأنا هتصرف. 
إلا قولي صحيح ليه المڪتب عندنا ڪله رجاله مافهوش بنت واحده تغير جوه ڪدا خمس سنين بشتغل معاڪ ماسألتڪش مره السؤال دا، ياراجل دا مڪتب ڪامل تدخل تلاقي صوت ناعم وريحه حلوة. 
من امتى وأنت بترڪز مع الحريم ڪدا ولا فرقنلڪ طول عمرڪ المڪتب شغل وبس حتىٰ لو مين فيه، وعلى العموم ياسيدي هقولڪ القصة إني بحب شغلي جدًا جدًا وبحب الستات ڪمان عشان ڪدا الأتنين لو دخلوا مع بعض شغلي هيخرب عشان ڪدا مشغل مڪتبي بالرجاله. 
رغاي انت ياإسلام وناستني اتصل ب ڪامل أأڪد عليه قضية بڪرا. 
يونس: الو ياڪوڪي، علىٰ ڪلامنا بڪرا ولا تحب نذيع. 
ڪامل: أخر مرة تبتزني بالطريقة دي يايونس ودا وعد من ابن أبو الوفا …
أغلق ڪامل هاتفه ليرسل لشروق لتأتي لمڪتبه…شروق أنتي هتروحي بڪرا تترفعي في القضية دي لأن محمد تعب فجأة ولازم تنزلي بڪرا تترافعي فيها. 
بس يا أستاذ ڪامل أنا مش هلحق أحضر المرافعه. 
قالها بتصنع: 
دا تحدي ليڪي ياشروق تثبتي ڪفأتڪ.
.
ظلت طوال الليل تتفحص الأوراق تبحدث في ثغرات القانون وتحاول بقصاري جهدها جمع ڪل المعلومات المطلوبه إلىٰ أن جاء الصباح وتجهزت ووصلت إلىٰ المحڪمة وهي ترتجف ڪانت خائفة من ڪل شيء تدربت طوال الليل أمام المرآه…
دخل القاضي وبدئت الجلسه ليتقدم محامي الخصم للتتفاجأ شروق به أمامها…
يتبع…
دخلت شروق قاعة المحڪمة وڪانت مشغولة للغاية في الاوراق أمامها لم تنتبه لأحد فقط تتخيل نفسها تترافع أمام القاضي، فدخل يونس قبل القاضي ب لحظات ڪ عادته…
"لم تراه بعد ولڪن من يتحڪم في القدر ڪل الأقدار ڪتبت ومن منا له القدرة علىٰ شيء غير الترقب فقط" 
خمسة أعوام ويونس زيدان لا يترڪ ساحة القضاء إلا بعد البرائه لموڪلِه، يعرفه ڪُل القضاء ترتجف له القاعة رغم صغر سنه…
ألقى يونس نظرة عابرة علىٰ محامي الخصم ليجد فتاة تُخفي وجهها بين الأوراق جسدها يرتجف يبدو أنها مرتها الأولى هنا؛ ابتسم يونس من جانب فمه ليتوعد لها بأنها الأخيرة. 
دخل القاضي وقام الحضور توقيرًا له، ليأذن ببدء الجلسة…تقدم يونس لتتفاجأ شروق أنه محامي الخصم …
"يا إلهي ڪُله قدرڪ أتت ڪما أردت، ولڪن ماهي حڪمتُڪ؟؟  قضيتي الأولى، أول خطوة في طريقي أمامه، ماذا سيحدث يبدو من همهمات الجميع أنه صاحب سيط وهيبه له مرڪزه، لا أدري إن ڪنت سأفوز أم لا، ولڪن ڪل ما أعرفه أنني سأبذل قُصارىٰ جهدي لأثبت له أنني تعلمت من درسه الذي علمه لي" 
ظل يترافع يونس وهي تنظر له إلىٰ أن طلب شهادة السيد "أيمن محروس"  وأنهى مُرافعته لتتقدم شروق ويراها يونس وهو يستدير ليفسح لها المجال…
"أوقفوا ضجيج العالم، لا أُأمن بالصدف ولڪن أي صدفة قد جمعتني بڪ لتڪوني أمامي الآن" 
وقفت شروق لتبدء المُرافعة، بينما جلس يونس مُستمتعًا لا يعرف لما ولڪنه للمرة الأولى يشعر بأنه يستطيع تصدق أن قاعة المحڪمة تتسع لثقة شخص غيره…
تفاجأ الجميع أن شروق تطلب الشاهد قبل اي مُرافعة أو مستندات. 
شروق: أستاذ أيمن حضرتڪ قولت إنڪ تعرف السيد" يسري العوض " تقدر تقولنا تعرف عنه أي؟ 
أيمن: أنا أنا…
شروق: أستاذ أيمن قدرًا وأنا دخله القاعة شفتڪ واقف مع واحد وبتقوله سمعلي ورڪز أنا لازم ماغلطش عشان الجلسه بعد شوية
.
أيمن: أصل أنا …
شروق: سيدي الرئيس من الواضح إننا أمام شاهد ماشفش حاجة، اختطفت شروق نظرة تجاة يونس لتجده ينظر لها متبسمًا يبدو أنه مُغيب هو علىٰ وشڪ الخسارة أمامها. 
ڪان ينظر لها وڪأنها تلميذته النجيبة ليتنبه علىٰ صوت القاضي: أستاذ يونس تحب تضيف حاجة؟ 
يونس: أرجو من سيادتڪم تأجيل القضية إلىٰ حين استڪمال الأوراق والتأڪد من الشهود. 
أمر القاضي بتأجيل القضية…
عند إسلام المنصوري…اهدى يايسري باشا أنت منفعل ليه ڪدا؟ 
يسري: بقولڪ يونس شڪله جاي القاعة مصطول، اهدى أي بس ڪنا هنخسر القضية حتة محامية مفعوصه تهزم يونس زيدان أنتم بتهرجوا يا إما صحبڪ مش عارف قيمة القضية والخسارة الهتعود علىٰ المڪتب لو أنا اتسجنت. 
إسلام: هدي أعصابڪ ياباشا من هنا لمعاد الجلسه الجاية ڪل حاجة هتتحل صدقني. 
أغلق يسري الخط دون أن يجيب علىٰ ماسمع. 
اتصل إسلام بيونس والشر يتطاير من عينيه، وبنبرة حادة نطق: 
أي يايونس أنت اتجننت، مدرڪ قيمة الحصل يا بني آدم أنت، يونس أنا بحذرڪ صداقتنا حاجة والشغل حاجة تانية خالص أنا ماقبلش الخسارة في شغلي وأنت عارف تقدر تقولي لو ڪنت خسرت القضية ڪان ممڪن مصير المڪتب يڪون أي. 
تحدث بهدوء: 
أنت عارف يا إسلام إن يونس زيدان عمره ماخسر قضية، لڪن أنت عرف ڪويس إن دي قضية خسرانه. 
أجابه بغضب: 
لڪن أنت عارف يايونس إنها خسرانه من الأول وقولتلي إنڪ خلصت القصة مع ڪامل. 
بنفس الهدوء: 
وأنا فعلًا خلصت القصة مع ڪامل بس المحامية البعتها طلعت شطرة وقدرت تتدخل في ثغرات القضية لڪن لسه ماخسرناش.
.
من امتى يايونس وفي محامي في البلد بتشهدله بالشطارة، وبعدين أنا ليه مش حاسس إنڪ مدايق أو متأثر بحاجة وڪأن شيء لم يڪن. 
شعر يونس بنفسه وڪأنه ڪان بالفعل مغيب ليرد: 
اسمع يا إسلام أنت ليڪ المڪسب والقضية لسه ما خلصتش لما أخسر ابقى ڪلمني، انهى ڪلامه واغلق الهاتف حتىٰ لا يُفضح أمره الذي هو جاهل به من الأصل…
عند ڪامل…ظل يضحڪ ويُهلهل وڪأنه فاز بالقضية، شعر أن شروق اقتصت لڪرامته دون أن تقصد، يبدو أن يونس زيدان قد لُقن درسًا قويًا من المستحيل أن يُمحى من ذاڪرته. 
دخلت سلمى عليه لتجده  يضحڪ منفردًا …تقدمت منه وتلمست بيدها لحيته الحليق: بتضحڪ علىٰ أي يامستر؟ 
جذبها ڪامل من يدها ليتراقص معها دون موسيقى، لتتجاوب معه…
ڪامل: أنا مبسوط مبسوط جدًا. 
سلمى: ديمًا يامستر بس أي السبب. 
ڪامل: شروق طلعت عفريته وعلمت علىٰ يونس. 
توقفت سلمى عن الحرڪة لتنظر له بصدمه. 
ترڪها ڪامل وظل يلتف حول نفسه وطلب منها أن تصرف لشروق مڪافأة مالية....
***             
ڪان يونس قد أنهى ڪلامه ليجدها تخرج من قاعة المحڪمة بخُطى ثابته وعيون زائغة ليقطع طريقها قائلًا: 
طلعتي بتعرفي تڪسبي أهو. 
نظرت له بسعادة لتقول: 
أنت فاڪرني. 
نظر لها بلُئم ليقول: 
البنت الوحيده القابلتها فشلت تعمل فتاة ليل. 
ابتسمت له بخجل لتقول بحماس: 
علىٰ فڪرة أنا ڪنت ڪل يوم بروح الڪافية عشان أشڪرڪ وأنت ماڪنتش بتيجي. 
طيب تعالي نروح نقعد في نفس الڪافية ونتڪلم…
ها بقى احڪيلي ڪنتي بتيجي تستنيني ليه؟ 
عشان أشڪرڪ علىٰ الڪلام القولته آخر مره لأني عملت بيه وأهو زي ما أنت شايف. 
لا الحقيقة أنا شايف حجات ڪتير، أهمها إن ڪامل أبو الوفا ماعندوش نظر. 
مستر ڪامل!! ليه بتقول عليه ڪدا؟؟ 
عشان ڪان بعتڪ تخسري القضية النهارده. 
أخسر القضية أزاي يعني مش فاهمه؟! 
تنحنح بعد أن استعاب ما قاله لينطق: 
معنى إنه بعتڪ تترفعي قدام يونس زيدان يبقى عايز الخسارة.
.
يونس زيدان!! نطقت اسمه بدهشه أزاي يعني، فين أصلًا يونس زيدان الأنا وقفت قصاده؟؟؟ 
نظر لها بغرور: 
أنا يونس زيدان. 
أنت أصغر أستاذ قانون في مصر، معقول أنت المحامي المابيخسرش، أنت عارف إني بدئت بعد ڪلامڪ أحضر رسالة الدڪتوراه عشان أبقى زي الأستاذ يونس زيدان الهو طلع حضرتڪ، معقول في يوم واحد يتحقق ڪل أحلامي أقدر أقف في المحڪمة واترافع عن قضية زي دي، وڪمان قدام قدوتي الأستاذ يونس زيدان، لا واقدر أشڪر الشخص الأڪدلي إني أقدر أنجح الهو في الأصل أستاذي البقتدي بيه. 
ڪان ينظر لحماسها الغير عادي مندهشًا
"يبدو أن الموازين بداخلي قد اختلت، لا أعلم ماذا يجذبني لڪي، لا أُحبڪ، ولا حتىٰ تتملڪني رغبة لتأمُلڪي ڪ أنثى، ڪل ما يجعل رجل مثلي يجلس مثل جلستي هذه غير موجود، فقط ڪل ما أفهمه وأشعر به أنني أرى نقاء صورتي فيڪي يا…" 
صحيح نجحتي في أي تاني غير الشغل يا؟؟ 
اسمي شروق يا أستاذي، ونجحت في حجات ڪتير بقيت أعرف أقدر قيمة نفسي، واسعى ورا نجاحي، وأهم حاجة بقيت بڪسب أصحابي واحڪم عليهم. 
ابتسم لها ليقول:
حقيقي أنا بقالي خمس سنين مش قادر أعترف إن في محامي أشطر مني ولا بقتنع إن في قضية ممڪن أخسر فيها لڪن النهاردة أنا مبسوط وأنا شايف نفسي قدوة ليڪي. 
ظلت تنظر له باهتمام ليقطع ترڪيزها قائلًا: 
بتبصيلي ڪدا ليه؟؟ 
أصلي شايفه إنڪ مش بالغرور البيحڪوا عنه دا و…
قاطعها رنين هاتفه ليستأذن منها ليجيب. 
قام ليجيب بعيدًا، فأخرجت دفترها لتخُط…
"لازلت أتذڪر المرة الأولى التي سمعت فيها اسمه ڪنت في السنة الثانية من ڪلية الحقوق،وڪنت لاأزال أڪره ڪلية الحقوق ليخبرني دڪتور القانون الجنائي أن يونس زيدان ڪان طالبه المميز وهو اليوم في سن السادس والعشرين أصغر دڪتور في القانون الجنائي وأنه عقلية فذه سابق لجيله، حينها قررت أن يحڪي عني اساتذتي وأخذته قدوة ولڪن ثقتي المهزوزه منعتني إلىٰ أن جاء هو بنفسه ليُعطيني الدافع لأبدء طريقي" 
استدار ينظر لها  وهو يغلق هاتفه ليجدها منهمڪة في تدوين شيء ما فقرر …
يتبع…
استدار يونس ليجدها تُدون شيء ما، فأغلق هاتفه وتقدم منها ليقول: 
أمي الله يرحمها ڪانت بتقول إن لڪل واحد نصيب من اسمه ياشروق؛ فخليڪي عارفه إنڪ شبه الشمس الڪل بيستفاد بشروقها، والعالم من غيرها ضلمه. 
نظرت له بخجل دون أن تُجيب ليعلو وجهها ابتسامة هادئه. 
طيب هترجعي علىٰ مڪتب أبو الوفا ولا وراڪي حاجة؟ 
لا رجعة المڪتب. 
خلاص قومي أوصلڪ، وڪمان أقابل ڪامل لأني محتاجه في حاجه مهمه.... 
*****
داخل سجن أبو زعبل في عنبر الرجال…
"زنزانه تجمع عامة الشعب" 
فتح باب العنبر ليدخل شخص ما ليقول: 
أهلًا بالبُرش وناسه. 
قام أحد الجالسين ليرحب به غير مصدقًا: 
أهلًا يا عم أيمن أنت وقعت. 
بقولڪ أي يامحروس سبني في حالي انا مش طايق نفسي. 
اهدى بس ياعم الحڪاية ڪلها ست شهور وتخرج. 
هي الحڪاية في المُدة ياعم محروس، أنا بقيت ڪرت محروق؛ ما أنت عارف بعد قضية الشهادة الزور يبقى الشغلانه طارت. 
خلص بس مُدتڪ وأخرج وأنا هشغلڪ معايا، إلا صحيح وقعت أزاي؟ 
محامية ماتساويش مليم أبيض وقعتني بس أخرج من هنا وأنا هوريها……
في نفس العنبر ولڪن في زنزانه أخرى تضم سادة القوم. 
"العالم ڪله طبقات حتىٰ في العقات تختلف العقوبة بختلاف الطبقة وليس الفعل؛ فقد تتساوى الأفعال وتختلف العواقب لأجل اختلاف الطبقة"
.
بقولڪ أي يابڪت تشرب حاجة؟؟ 
رد يُسري دون فهم: 
بڪت!! يعني أي مش فاهم. 
سيد بثقة: 
يابيه أنت قاعد هنا ومعاڪ تلفون، والبيه المأمور موصي عليڪ يبقى أنت برا الأسم باشا، وجوا السجن الباشا بنقوله يابڪت، ها بابڪت تشرب أي؟ 
ضحڪ يسري ليقول: 
عندڪ ڪابتشينو يا …
محسوبڪ سيد يا بڪت سيد. 
عنڪ ڪابتشينو يا سيد. 
عندي حلبه بحليب يابڪت. 
نظر يسري له بأسف ليقول: 
طيب عندڪ شاي طيب اعملى شاي. 
تدخل في الحوار سجين في نفس الزنزانه؛ أهلا يسري باشا دا العنبر ڪله نور ياباشا. 
صبري أنت ڪمان هنا؟؟! 
روح ياسيد اعملنا اتنين ناسڪافية من العلبة بتاعتي…اه أنا هنا ياباشا ما دي زنزانه البڪوات، أنت قولي يونس سيبڪ هنا ليه. 
بلاش نظرة الشماته دي ياصبري أنا وجودي هنا مسألة وقت، ويونس هيخرجني ماتقلقش.
****
بعد أن علمت سلمى بما حدث قررت الذهاب ل إسلام وفي شقت المعادي التي اعتاد علىٰ زيارتها. 
دلفت إلىٰ الشقة بمفتاحها الخاص لتسمع أصوات غريبة تأتي من إحدى الغرف، تتبعت سلمى الأصوات لتڪتشف أنها آتيه من غرفة النوم …
اقتحمت سلمى الغرفة لتجد إسلام بأحضان إحدى العاهرات… وصلت سلمى للسرير وجذبت تلڪ الفتاة من شعرها لترمي بيها خارج الغرفة مع ثيابها، ليجذبها إسلام لترتمي بين أحضانه قائلًا: 
عارفه أنتي إن قلبي فندق سڪانه ڪتير وبيتغيروا يوميًا وماحدش بيدوم جواه بس مابيأثرش فيا غيرڪ، آه مابحبڪيش وزيڪ زي الباقي بس لڪن جنانڪ بيشغلني وبيخليني مازهقش منڪ. 
نظرت في عينيه لتنتقل بعينيها علىٰ جسده بجرئه قائلةً بغنج: 
ولما أنت مابتزهقش مني رميني بقالڪ شهرين ليه ياقاسي. 
فاجأها بردت فعل قاسية ليجذبها من شعرها بقوة قائلًا: 
ما الحلوة بتعتي عقلها طار وبتهددني وفڪره إنها تقدر تفضحني. 
اقتربت منه وهو لا يزال ممسڪ بخصلاتها لتختلط أنفاسهما وهي تقول: 
ما ڪله عشان بحبڪ ومش قادة استغنى عنڪ. 
"بعد غنجها، وسيطرتها علىٰ الموقف، ونظرًا لضعف إسلام أمام تلڪ العاهرة وجب اسدال السيتار علىٰ ما سيحدث" 
*****
.
في مڪتب أبو الوفا، دخل يونس مڪتب ڪامل دون أن ينتظر أذن أحد أقتحم مڪتبه وڪأنه يهجم عليه ليضربه ليتفاجأ به ڪامل فينتفض من مقعده. 
اضطرب ڪامل من يقينه بأن يونس زيدان يفعل أي شيء لڪي لا يخسر: 
أنت بتعمل أي هنا ودخلت أزاي فين السڪرتيرا؟؟؟ 
ظهرت شروق من خلف يونس لتقول بهدوء: 
سلمى مش برا يامستر ڪامل عشان ڪدا أستاذ يونس دخل علىٰ طول. 
هدء ڪامل حين رأى شروق، بينما أڪمل يونس طريقه ليقف أمام ڪامل مُباشرةً متحدثًا بغرور لا يليق بغيره: 
فڪرڪ إن يونس زيدان لو حابب يدخل مڪان في حاجة ممڪن تمنعه. 
ابتسمت شروق من غرور يونس فصدقًا يليق بهيبته، لتنطق: 
معقول يامستر ڪامل ماتبلغنيش إني هترافع في المحڪمه قدام الأستاذ يونس زيدان شخصيًا. 
ڪاد ڪامل أن يُجيب ليقاطعه يونس قائلًا: 
هو ڪامل بيحب ديمًا يخبي الحجات المهمه دي وعشان ڪدا بقى أنا جاي النهارده أعقبه وأخدڪ منه. 
فتحت شروق فمها دون فهم، ليتحدث ڪامل مُستفهمًا: 
تخدها أزاي يعني مش فاهم. 
قصاد الأتفاق الماتنفذش قررت إن شروق هتنتقل لمڪتب المنصوري تشتغل هناڪ معايا. 
ڪادت شروق أن ترقص بعد سماع ذاڪ الخبر لولا الحياء لفعلتها. 
بس أنا ماقدرش أستغنى عن شروق، وبعدين دي من طرف صديقي أقوله أي بس؛ قالها ڪامل خوفًا علىٰ شروق من ذاڪ المغرور. 
شروق بحماس: 
أنا أڪلم أبيه عاصم وهو مش هيعترض أڪيد. 
ڪامل بصدمه: 
معقول ياشروق مش عوزة تڪملي معانا هنا. 
تدخل يونس ليُجيب عنها: 
وليه ماتقولش إنها عارفه إن الموضوع منتهي أنت أخليت بالأتفاق وأنا قررت ومش هرجع في قراري. 
بس أنا ما أخلتش حاجة يايونس، شروق طلعت ڪُفأ بجد أنا سلمتها القضية قبل الجلسه بـ عشر ساعات بس. 
اتفاق أي البتتڪلمه عنه؟ 
أبدًا ياستي الأستاذ بتاعڪ ڪان متفق معايا يشفلي محامي مساعد ليا بس يڪون شاطر وللأسف خدعني وأنا بقى قررت تبقى أنتي المساعد بتاعي والأتفاق برضو شغال ياڪامل خد بالڪ. 
نطق ڪامل بنفاذ صبر: 
ولو قولت لا يايونس هتقول أي؟؟ 
وقف يونس ليصوب نظره تجاه شروق قائلًا بنبرة آمره يعرفها ڪامل جيدًا: 
الصبح تڪوني في مڪتب المنصوري، ودلوقتي هترجعي علىٰ مڪتبڪ تڪتبي استقالتڪ وتجبيها لأستاذ ڪامل عشان يمضيها. 
لم تستطيع أن تتفوه بڪلمة أمام نبرته ونظراته لتهُز رأسها وتذهب فرِحة…
" لا نعلم شيء عن القادم ڪل ما نملڪه هو رأيه مبدئية للأشياء نمضي فرحين لحاضر مُبهج، وننسى أن المُستقبل المجهول ربما يڪُون مظلمًا"
.
خرجت شروق ليردف ڪامل بانزعاج: 
أنت بتلوي دواعي يايونس أنا مش موافق، ومش هتاخد شروق، أنت ليڪ القضية وبس، والحڪم النهائي لسه ما تمش إصداره وأنا ياسيدي هنسحب خالص من الأضية  ويبقى ڪدا أنا ما خلفتش اتفاقي. 
نظر يونس له بثقة ليتفوه:
……
يتبع…
ضرب يونس بيده علىٰ المڪتب ليقول: 
ڪامل ياأبو الوفا أنا أقدر أسجنڪ مش بس أفضحڪ، أحنا اتفقنا تخسر القضية يعني المفروض ڪنت تبعت محامي فاهم دا، لڪن أنت استغبيت لما فڪرة إنڪ لما تفاجأء شروق بالقضية وتوقفها قدام المحڪمة لأول مرة أنت ڪدا بتنفذ الأتفاق، ونسيت إن الأنسان لأجل حلمه أوقات بيڪون قادر يتجاوز ڪل الحواجز. 
صدقني يايونس أنا مستعد أنزل بنفسي قصادڪ في القضية وأخسرها بس بلاش شروق دي بنت ڪويسه وبنت أخت صحبي مش هقدر أسلمهالڪ دي مش شبهڪ ولا شبه البنات البتعرفهم. 
تعالت ضحڪات يونس ليرد من بين ضحڪاته: 
ومن امتى يونس زيدان بيمشي مع بنات أو ليه طريق غير شغله، وبعدين هو أنا ذئب ياراجل خايف عليها مني.
.
هي مين دي الخيفين عليها؟؟ 
أبدًا ياستي الأستاذ ڪامل بيوصيني عليڪي، علىٰ العموم أنا همشي دلوقتي وهستناڪي بڪرا في مڪتب المنصوري. 
عند إسلام وسلمى…
أنتي لازم تجهضي العيل دا. 
بس أنا عوزة ابقى أم، ومش عوزة أجهضه، أنا متعلقه بيه عشان هو حته منڪ بتڪبر جوايا. 
صدقتڪ أنا ڪدا صح، بقولڪ أي ڜغل الحريم دا مابيڪولش معايا، أنا مش هخلف عيل مش هتجوز أمه ولا هوافق يبقى ليا في الدنيا ابن أنا مش معترف بيه. 
وما تتجوزنيش ليه بقى، أنا ناقصني أي عشان ما شلش اسمڪ. 
نقصڪ الأخلاق مثلًا، ثم أنتي فڪره إن أي وحده تقدر تشيل اسم إسلام المنصوري عادي ڪدا. 
طيب وفيها أي لما أشيله وبعدين هو أنا خسرت أخلاقي دي غير علىٰ أيدڪ. 
لا يا حلوة أنا أول مرة دخلت فيها مڪتب أبو الوفا وقعتڪ بنظرة يعني أنتي ڪنتي مستعدة أصلًا تخسريها عادي هي بس وقعت في حظي،  ومش معنى إنڪ بتبسطيني وتعدلي مزاجي يخليني اتجوزڪ لا دا أنا اتجوز وحده تنڪد عليا وتعڪر مزاجي بس تصون اسمي وابقى مطمن لو حصل أي، ولا اسبڪيش تشيلي اسمي عشان مزاجي وابقى قلقان في لحظه تضيعي اسمي دا.
.لحظات من الصمت فاصلة بين حديثهم ليُفتح باب الغرفه ويدخل يونس فجأة لتصرخ سلمى من الصدمة وتجذب الغطاء تُحاول ستر ما يمڪن ستره من جسدها…
ضحڪ إسلام من تصرفها ليقول: 
أي ياسولي دا يونس ماتتخضيش ڪدا والله لو طلب يجي يمدد مڪاني مش هعزڪ عليه. 
نظر لها يونس باشمئزاز   ثم أردف: 
ياعم ما أنت عارف أنا مامدش إيدي في حاجة غيري حط عينه فيها؛ وأنت ما تتوصاش مابتڪتفيش بعينڪ. 
ضحڪ ڪليهما لنطق إسلام من بين ضحڪاته: 
من يومي وأنا معلم والله، تعال طيب مادام مش عايز تمدد نخرج برا وسبها تلبس عشان ماتتأخرش علىٰ أبو الوفا أڪتر من ڪدا. 
ظلت تنظر لحالها ڪيف صارت سلعة لا قيمة لها…
"أتُفيد الحسرة علىٰ ما ڪُسر، أو أن الندم علىٰ فقد الڪرامة يردها هيهات، وقد ڪُرمتي بالشرف وعشقتي الذل ففرطي في الشرف، وتبعتيهم بالڪرامة فعلاما تحزُني؟؟! 
لملمت سلمي ڪرامتها المُبعثرة وارتدت ملابسها ورحلت وهي تتوعد لهم، ولا تدري شيء عما ينتظرها. 
جلس يونس ويتجاذب أطراف الحديث مع صديقه ليصيح ڪلاهما قائلًا…
يونس: أنت مش هتعرفني شغلي يا إسلام ولو أنت بتخاف علىٰ المڪتب قيراط أنا بخاف عليه أربعه وعشرين. 
إسلام: أمال تفسر بأي الحصل؛ يسري اتصل بهدلني وسبحان من خلاني مادسش علىٰ وشه، أصل عنده حق دي فيها دي فيها تأبيدة يايونس ما أنت عارف. 
يونس: عارف ومقدر وقولتلڪ إني ما خسرنش حڪم البرائه اتأجل بس مش أڪتر. 
إسلام: الأنا مش قادر أفهمه؛ أزاي متغق مع ڪامل وازاي محامية بنت امبارح تقدر عليڪ يابن زيدان.
.
يونس: قولتلڪ ڪامل ما عرفهاش حاجة، وإنها محامية شاطرة وبس أنا وهو استهونا بيها. 
إسلام: ماهو حوار شاطرة الأنت مسڪه دا فيه سر وراه، من امتى يعني في حد بيتقال علبه من يونس انه شاطر، دا الموڪلين بيجوا علىٰ غرورڪ البقى يسبق اسمڪ وثقتڪ المتناهية. 
يونس: ومين قالڪ إن الثقة انتهت ولا في سر بطل تشغل عقلڪ عليا بس وارتاح، واه بڪرا عملڪ مفجأة ف ماتتأخرش و…ڪاد أن يُڪمل يونس ڪلامه ليُقاطعه رنين هاتفه …
أنا هنزل دلوقتي عشان عندي حاجة مهمه وأشوفڪ بدري في المڪتب؛ ترڪه يونس مسرعًا ورحل حتىٰ لا يسأله عن المتصل…
وصل يونس لمڪانه المفضل علىٰ النيل في رڪن هادئ مُظلم جلس وأمسڪ هاتفه …
ألو أي ياشروق اسف ڪنت مشغول وماقدرتس أرد، ڪنتي محتاجة حاجة؟؟ 
جائه صوتها الباڪي: 
لا مافيش حاجه أنا ڪنت حابه ابلغ حضرتڪ إني مش هقدر انزل مع حضرتڪ المڪتب بعتذر. 
طيب وليه اي الحصل. 
لم تستطيع أن تڪتم صوت شهقاتها ليصل بڪائها إليه وهي تُجيب: 
ماما رفضة تمامًا ومش عوزة حتىٰ تتناقش. 
طيب ممڪن تهدي، بلاش عياط وأنا هتصرف،ثقي فيا. 
"مسڪين لا يدري شيء عما سيُصيبه، ينجرف تجاه المجهول لمرته الأولى، لا يعي سوا أنها تُذڪره بنفسه حين ڪان علىٰ السجية لم يتلوث بالواقع، يشعر بخفقان قلبه وعى الآن بعد بڪائها أن له قلب رقراق يحن لأحداهن" 
ممڪن تخلي ماما تڪلمني. 
مش هتوافق هي مديقة دلوقتي ومش عوزة تڪلمني. 
طيب ممڪن تقفلي دلوقتي وتبطلي عياط وأنا هتصرف. 
هتعمل أي يعني ماما وخده قرار وأنا ڪان حلمي في الخطوة دي بس الطريق اتقفل.
.
ما تقلقيش ياشروق أنا هتصرف… أغلق معها لتتفاجأ بعد ساعة تقريبًا بـ…
داخل زنزانة البڪوات يجلس يسري علىٰ مضد يتحدث في الهاتف: 
أنا خلاص ياجابر مش قادر أقعد هنا، يومين أي بس اتڪلم مع يونس وبلغه إن أول ما هيجبلي البرائة هدفعله اتنين مليون جنية، ولو قفلت معاه خالص أنا ممڪن أشوفله حد يشلها مڪاني وهو يشيلهاله بطرقته، قوله يڪلمني الجلسه أخر الأسبوع لازم يڪون ضامن البرائة، صحيح ياجابر أنا عايز الاب، ومشروباتي عشان هما في حلبه بحليب ياجابر ماڪنش عيل مالوش قيمه مو.ته ما اخلش شيء في المجتمع عشان يسجنوني عصبني وڪان فاڪر إنه هيعمل راسه براسي، خلاص ياجابر ماتنساش بس تجيب الطلبته منڪ سلام.
.
عند سلمى وبعد أن عادت لمڪتب أبو الوفا  أنهت عملها مع ڪامل نزلت تتخبط وهي تذڪر ما حدث قبل ساعات وڪم رخصت من قدرها تُفڪر ڪيف تنتقم لتتفاجأ بـ امرأتين يقتربين منها ذاڪ أخر ما تذڪره حين عاد لها وعيها لتجد نفسها مُمددة علىٰ سرير صغير في غرفة حيطانُها بيضاء، جذب انتباهها خرطوم رفيع موصل في ابرة مُلتصقة بيدها ليأتيها صوته الذي ميزته بصعوبه حيث لم تڪن حينها قد استعادة وعيها بالڪامل…
سولي طمنيني عليڪي، لا شدي حيلڪ ڪدا  محدش بيعدل مزاج إسلام غيرڪ. 
يونس أي الحصل أنا فين؛ قالتها سلمى بوهن شديد. 
أنتي في المستشفى ياقلبي، حاجة ڪدا تحت السلم عشان تعندي تاني أنت دلوقتي فاضية خالص يعني مافيش بيبي ياسولي. 
نطقت بانفعال غلبه الوهن: 
أنت عملت أي يامجنون إسلام ممڪن يقت.لڪ علىٰ العملته. 
جذب ڪرسي وجلس جوارها ليفتح هاتفه ويجري مڪالمة…
ألو اي ياغالي الطلبته حصل، انهى جملته وشغل مڪبر الصوت ليُجيب الطرف الآخر…
ڪنت عارف إن محدش غيرڪ هيخلصها يعني خلاص مافيش عيل وحامل والحوارات دي. 
بقولڪ خلصت يا إسلام وعلى نضافة ڪمان من غير د.م. 
أوعى البت تم.وت يا يونس. 
أي يابوص أنت حنيت ولا أي خايف عليها. 
أحن أي بس أنا مش عايز مصايب مش أڪتر. 
ماتخافش ڪل حاجة انتهت زي ما رتبنا، أنا هقفل معاڪ عشان ورايا ڪام حاجة عايز أخلصها. 
ڪانت تلڪ المحادثة تدور أمام سلمى وقعت الڪلمات علىٰ مسامعها ڪما الخناجر، لينظر لها يونس قائلًا تحبي تعرفي حصل أي…بصي إسلام بعتلي أجيله علىٰ الشقة وقالي إنڪ هناڪ وإنه مش عارف يخلص منڪ وطبعًا أنا روحت بس إسلام بعد الڪلمتين الخيبين القولتهمله خله قلقان ولما قعد معايا دار الأتي…
.
بتقول أي ياعم أي جو المجرمين دا ولما الستات تضربها غلط وتم.وت فيها هتفرح لما تروح أنت في داهية. 
مش عارف أفڪر يايونس بقولڪ مصرة تحتفظ بيه ومش عوزة تجهصه فڪره ڪدا هوافق واتجوزها. 
طيب اهدى بس تعمل أي لو خلصتلڪ الحوار دا والليلة. 
يانهار أبيض دا أنا اعملڪ التطلبه بس اخلص. 
خلاص خليڪ فاڪر ڪلامڪ بس أنا هطلب طلب وأنت هتنفذه. 
من امتى رفضتلڪ حاجة قول عايز أي. 
لا مش دلوقتي بعد ما أنفذ..... 
أنا ما عملتش حاجة يا سلمى دي ڪانت رغبة إسلام وبعدين أنا حذرتڪ من الأول وأنتي الڪملتي مش أنا، قولتلڪ بلاش إسلام مش هتڪسبي من وراه، علىٰ أي حال أنا قلبي مش ميـ.ت  هتخرجي تلاقي عربيه بسواق برا هتوصلڪ لحد بيتڪ ولما توصلي هتلاقي ڪل حاجة محتجاها هناڪ وما تسأليش دخلت شقتڪ أزاي، وڪمان أنا بعت ماسج لڪامل عشان أخدلڪ أجازة ولو هتسألي علىٰ الفون ف أنتي أصلا طلعتي سهله في ڪل حاجة حتى الباسورد بتاع الفون. 
عند شروق …دق جرس الباب لتفتح والدتها وإذا به يونس زيدان، تحدثت والدت شروق مستفهمه: 
أفندم مين حضرتڪ. 
تنحنح قبل أن يُجيب ليقول: 
أنا يونس زيدان، حضرتڪ والدت شروق. 
وصل صوته إلىٰ شروق لتقفذ وتقف بجوار والدتها. 
نظرت والدت شروق له لتقول: 
شروق أنا قولت الموضوع منتهي ليه طلبتي منه يجي. 
قبل أن تدافع شروق عن نفسها رد يونس: 
هي ما تعرفش إني هاجي والله، ولا حتىٰ طلبت دا. 
نظرت في عينيه تحاول اڪتشاف ما إن ڪان ڪاذبًا: 
حضرتڪ تقدر تفسرلي أنت هنا ليه وعرفت البيت أزاي. 
تحدث بثقة يونس زيدان قائلًا: 
مش صعب ابدًا أقدر أعرف بينات أي شخص أنا عوزة لڪن أنا هنا ليه ف دي عشان أڪتر من سبب لو تسمحيلي أوضحلڪ الأمر.
.
افسحت له الطريق ليمُر، أشارت له ليجلس، ومن ثم حدثته علىٰ مضد قائلة: 
تقدر تقولي عايز أي من بنتي؟
.
أبدًا شروق محامية شاطرة وأنا شايف إن هيبقى ليها مستقبل عظيم عشان ڪدا عاوزها معايا. 
بص يابني أنا مابقاش عندي غير شروق؛ أغلى من نور عيني، وبحڪم إني ست ڪبيرة بعرف أحڪم علىٰ الناس فخليني أقولڪ إنڪ مش صريح خالص، وخليني أقولڪ إني سألت عنڪ وعرفت إنڪ محامي ڪبير  وناجح ومغرور لدرجة مخليه أهم وأڪبر ناس في البلد يتعاملوا معاڪ ويوڪلوڪ عنهم، ومافيش غير عدد يتعد علىٰ الصوابع من المحامين البتقبل تقف قصادڪ في المحڪمة، واحد بصفاتڪ دي ممڪن يقبل بوجود ناجح غيره في نفس مهنته. 
نظر يونس لشروق قائلًا: 
ممڪن قهوة سادة وتڪون بوش تقيل من فضلڪ. 
ابتسمت شروق وهزت رأسها بالموافقة لترحل من بينهم. 
أردف يونس قائلًا: 
من غير لف ودوران أنا مابعرفش أحب غير نفسي وفعلًا ماقبلش حد ينجح في مجالي غيري، عملت من مهنتي ثروة ڪبيرة جدًا لڪن أنا مبسوط من شروق فيها شبه مني قبل سبع سنين لما ڪنت لسه بدرس حضرتڪ حقڪ تقلقي وتطلبي الضمانات التريحڪ لڪن ما تقفيش قصاد حلمها أنا مش عارف بساعدها ليه لڪن أنا بجد عاوزها تنجح ودا مڪنش هيحصل من مڪتب أبو الوفا لڪن ممڪن يحصل من عند المنصوري وخصوصًا لو يونس زيدان موافق علىٰ دا ومرحب بيه.  
خرجت شروق وبيدها فنجان من القهوة لتنطق ولدتها في نفس الوقت: 
هتمضي علىٰ عقد بينڪ وبين بنتي يڪون فيه شرط إنها تقدر تسيب المڪتب في أي وقت من غير أي خساير لڪن المڪتب مش ممڪن يتنازل عنها وإنها خلال فترة شغلها في المڪتب هتسمح ليها تشتغل وتڪبر وتحقق حلمها. 
لم يتردد ليقول:
موافق علىٰ ڪل شروطڪ، هنتظر شروق الصبح في المڪتب، انهى ڪلامها ووقف ليرحل ويترڪهم ڪلًا منهما يبيت الليل علىٰ حال مختلف.... 
"مالي أصبحت أشعر بخفت الأشياء وڪأن لا شيء في حضورڪ يُرهقني" 
في الصباح وصلت شروق مڪتب المنصوري لتسير بخطًا ثابتة إلىٰ أن وصلت مڪتب السڪرتاريه: 
لو سمحت فين مڪتب مستر يونس. 
حضرتڪ مين يا فندم. 
أنا شروق المحامية الجديده.
.
حضرتڪ أڪيد غلطانه في المڪان مڪتب المنصوري مابيشغلش محاميات. 
بقينا نشغل ياخالد. 
وقف من مڪانه ليرحب به قائلًا: 
صباح الخير با مستر يونس، أنا ما …
من غير ڪلام أستاذ إسلام وصل. 
آه مستر إسلام في مڪتبه. 
استدار لينظر إلىٰ شروق التي بدت اليوم ڪالبدر في حجابها السماوي ڪانت حمرة خدها الربانية تُزيد من حسنها، بدا يونس ڪالمسحور وهو يلقي عليها التحية ويرحب بها إلىٰ أن وصل معاها عند مڪتب إسلام ودلف ڪليهما للداخل: 
صباح الخير يابوص. 
ڪاد إسلام أن يُجيب إلا أن أوقفه وجود شروق ليقول: 
هي دي المفجأة معقول وجيبهالي بنفسڪ ڪمان، بس مش باين عليها خالص إنها منهم؛ هجربها علىٰ ضمانتڪ. 
منهم مين؟؟!  قالتها شروق بتعجب. 
ليرد يونس مسرعًا يحاول محو ماقاله إسلام: 
مستر إسلام بيحب الهزار ياشروق، استنيني برا شوية لحد ما أتڪلم معاه. 
خرجت شروق ليتحدث إسلام مستفهمًا: 
دا أنت ذوقڪ في الستات طلع يهبل يخربيت عقلڪ، مين دي وجبتها هنا ليه ڪنت ابعتها علىٰ الشقة.
.
شقة أي يابني آدم أنت دي شروق المحامية الڪانت هتڪسب مني القضية. 
وجايه هنا ليه بقى. 
عشان تشتغل معانا. 
ومن امتى وأنا بشغل معايا ستات من امتى، البنت دي مش هتشتغل معانا.
.
صاح يونس بنبرة منفعلة قائلًا: 
وأنا ما خلصتڪش من  دوشة سلمى محبه أحنا بنا اتفاق، وشروق هتشتغل معايا هنا وأنت مش هتقربلها. 
هي دي البت الوقفة قصادڪ في المحڪمة صح؛ طيب ياعم لاغيني إنڪ جيبها تنتقم منها وأنا هظبط معاڪ. 
خبط يونس بيده علىٰ سطح المڪتب ليتڪلم بصوت مرتفع: 
شروق خط أحمر يا إسلام ولو قربتلها أنا مش هرحمڪ وهنسى أي حاجة. 
أنت بتهددني يايونس. 
أعتبرها زي ما تعتبرها، أنا دا أخر ما عندي.
.
خرج يونس لـ شروق لتعود له ابتسامته وهدوءه: 
دلوقتي هعرفڪ علىٰ مڪتبڪ وتعاملاتڪ هتبقى معايا أنا وبس المڪتب ڪله رجاله أنتي البنت الوحيدة هنا عوزهم يزيدوا واحد بيڪي. 
هزت رأسها بإيجاب لتصل إلىٰ المڪتب وتتجلى علامات الفرح والدهشة علىٰ وجهها: 
ڪل دا ليا أنا مڪتبي لوحدي. 
أيوة طبعًا هتڪوني المحامية الخاصة، وڪل ما اجتهدتي ڪل ما هتزيد مڪانتڪ هنا ودلوقتي أسيبڪ تعيشي لحظة الفرحة دي. 
"ود لو يخبرها أنه لا يدري ماذا يفعل هو علىٰ أتم الأستعداد لخسارة أي شيء لأجلها فقط، لا يدري لما ولڪن فرحتها تلڪ تڪفيه، تمني لو أخبرها أنه سهر الليل ڪله يجهز لها المڪتب ليليق بها" 
خرج يونس لتجلس شروق علىٰ ڪرسي مڪتبها تتحدث في الهاتف قائلة: 
ڪل حاجة بتحصل زي ما خططنا وقريب هوصل للجيت هنا عشانه …
يتبع…
أنا وصلت لمڪتب المنصوري، قولتلڪ من الأول إن يونس زيدان هو الوحيد الهيقدر علىٰ إسلام؛ يعني لو إسلام المنصوري صاحب مڪتب المنصوري ف يونس عمود المڪتب، وإسلام مايقدرش يستغني عنه. 
دخل يونس لمڪتب عند إسلام ليقول: 
إنت ياض مش هتتعلم بقى. 
نظر له دون أن يتحدث ولڪن شرارة عيناه حڪت الڪثير. 
ماتبصليش ڪدا بس عشان بخاف، أنت ڪل المخوفڪ شغلڪ وأنا ڪمان بتصرف عشان الشغل، خسارة محامية زي دي يستفيد بيها مڪتب أبو الوفا. 
نظر له بريب ليُردف متهڪمًا: 
أنت شڪلڪ وقعت يابن زيدان وماحدش سمى عليڪ، الحڪاية مش حڪاية شغل، بس أنا قولتلڪ الثقة صعبة ومش أي حد يستحقها. 
بس شروق مش زي الباقي، أنا ليا نظرة يا إسلام. 
ساعة القدر يعمى النظر ياصاحبي؛ أنت وقعت وعقلڪ مش فيڪ عشان تميز. 
أنا مش بحبها أنا بس شايف نفسي فيها، قبل ما أوصل للوصلتله. 
هفترض معاڪ حُسن النية وإنڪ لأول مرة في عمرڪ قررت توافق إن محامي غيرڪ يڪبر وإن النصيب وقعڪ في شروق، لڪن خلينا نتراهن إنها هتطلع زيهم في الأخر. 
بانفعال: 
إسلام أنا مش هتڪلم في الحوار دا تاني شروق لا، لا يا إسلام. 
خايف تخسر يايونس ولا ايه. 
هخاف من إي مش خايف طبعًا. 
يبقى توافق ونشوف، المية تڪدب الغطاس. 
*****
في زنزانة عامة الشعب … محروس: أنا خارج بڪرا تحب أخدمڪ في حاجة وأنا برا؛ يعني لو تحب أنا ممڪن أخدمڪ في اي حاجة أنت حبيبي يا عم أيمن. 
أيمن: يعني أي حاجة هطلبها منڪ هتعملها؟؟ 
محروس: ضرب بڪفه علىٰ رقبته ليقول: رقبتي يا أيمن دا أنت حبيبي. 
أيمن: هقولڪ تعمل أي …
***
في زنزانة البڪوات…أخيرًا يايونس حنيت عليا وڪلمتني؛ قالها يسري مُتهڪمًا. 
يونس: يسري باشا أنا اتصلت اطمنڪ إن الجلسه بڪرا وإننا براءه، جابر ڪلمني وشفنا واحد هيشلها عنڪ وهطلعه قتل خطأ يعني 3سنين تقريبًا وهيخرج. 
يسري: 3سنين ولا إعدام المهم إني أخرج من هنا أنا لو ما خرجتش بڪرا ههد المعبد علىٰ الفيه. 
يونس: يسري باشا يونس زيدان مابيتهددش أنا هعتبر إنڪ ماقولتش حاجة عشان بس اعصابڪ تعبانه من السجن غير ڪدا أنا ممڪن أهدڪ أنت والمعبد وأنت عارف إني اقدر، بڪرا معادنا في المحڪمه..... لم ينتظر يونس الرد ليغلق الهاتف ويذهب لمڪتب شروق. 
******
.
في بيت سلمى…ڪانت تجلس علىٰ فراشها تبڪي وتنوح علىٰ ما أوصلت نفسها له مر يومان ولم يتصل ليطمئن عليها يبدو أنها لم تعُد تعنيه شيء…
سلمى: بس أنا حبيته من قلبي سلمته ڪل حاجة وڪان ڪل منايا أفضل جمبه. 
تخيلت أن ضميرها شخص يجلس معها ليصيح صوت أعلى من صوتها: حبتيه اه لڪن ڪان ڪل مناڪي دي أشڪ، أنتي شفتي إن مافيش فرصه أحسن من إسلام عشان ڪدا سلمتيه ڪل حاجة افتڪرتي إنڪ ڪدا هتڪسبيه ولما تحملي هتعرفي تجبريه يتجوزڪ. 
وفيها أي لما أحب أأمن مستقبلي، وعيش حياة أحسن من الأنا عيشاها دي، منا وعيت لقيت نفسي وحيدة أبويا رميني وبعمل ڪل حاجة لوحدي مالقتش حد يطبطب ولا يقولي أي الصح وأي الغلط. 
دي حجج عشان لو ڪل بنت ضيعت نفسها عشان الأسباب دي مڪناش هنلاقي بنات محترمه، ولا بنت ڪانت هتنجح وتوصل، انتي اخترتي أسهل باب رخصتي شرفڪ وڪرامتڪ مع إنه أغلى حاجة بتملڪيها ڪنتي شيفه إنڪ بالطريقة دي هتملڪي الدنيا مع إنڪ خسرتي ڪل حاجة.
بس أنا لازم هنتقم منهم مش هسبهم.
.
هتنتقمي من مين فوقي، عوزة تروحي في داهيه وتبقى فعلًا خسرتي ڪل حاجة ومابقاش ليڪي طريق للتوبه. 
أنا مش هممني حاجة ولا حد أهم حاجة دلوقتي اخد حقي وهبڪيهم دم بدل الدموع..... 
أمسڪت هاتفها وطلبت رقم إسلام ليأتيها صوتها: 
أي ياسلمي في حاجه. 
سلمى: أخس عليڪ بتڪلمني ڪدا ليه دا أنت حتى ما سألتش عليا. 
إسلام: بقولڪ أي أنا مش رايق ولا فيا دماغ سلام دلوقتي. 
سلمى: تغنجت في ڪلامها قائلة: 
طيب واليغير مودڪ  ويعدل مزاجڪ تعمله أي. 
إسلام: أنتي قادرة تقومي من مڪانڪ لما هتقدري تعمليلي حاجة. 
سلمى: وانت عرفت منين؟ 
إسلام: لا بقولڪ أي ڪهن النسوان دا ما بحبوش، يونس قالي إنه عرفڪ ڪل حاجة. 
طيب تعلالي البيت البواب واخد أجازة تعالي ومش هتندم. 
أغلقت معه وهي تقسم أن تنتقم منهم لما حدث... 
*****
.
عودة إلىٰ مڪتب سلمى…دخل يونس عليها قائلًا: جهزي نفسڪ بڪرا عندنا محڪمة الصبح هتنزلي معايا. 
بجد طيب ليه ما قولتليش من بدري ڪنت ساعدتڪ في أي حاجة. 
أعتقد عندڪ معلومات ڪفايا أصل دي قضية  "يسري العوضي". 
لڪن دا مجرم وقاتل. 
مين قالڪ ڪدا القاضية ظهر فيها جديد وهو ما قتلش ولا حاجه. 
أنا قرئت أوراق القضية دي ڪويس وهي لبساه إزاي هتنصر ظالم وتهدر حق مظلوم أنت عارف ممڪن يحصل فيڪ أي؛ تعرف عقابڪ أي يوم القيامة. 
قولتڪ إنه بريء ياشروق وما عملش حاجة. 
بانفعال قالت: 
مش بريء يايونس يازيدان مش بريء وأنت عارف، حط نفسڪ مڪان أهل القتيل جرب تحس شعور المظلوم ضميرڪ ما بيأنبڪش بعد ڪل جلسه بتخرج منها ظالم حد عشان موڪل عندڪ، الشغل مع الڪبار يڪسب دنيا ويضيع أخرى، فوق قبل فوات الأوان هيفيدڪ في أي يسري ولا غيره وأنت رايح لربنا ظالم... 
ڪانت ڪلمات شروق تشبه ڪثيرًا ضميره الحي الذي جاهد لسنوات لقتله؛ ڪيف له اليوم اسڪاته ڪيف هذه المره ليس مجرد صوت يستطيع اسڪاته بالمال والجاه والنفوذ، ڪانت ڪلماتها ڪ الصوط يدوي علىٰ جسده ليشعر بالألم يجتاحه يبدو أنه لا مفر منها وأن بطش يونس زيدان أتي بأخره اليوم.... 
في صباح اليوم التالي بعد أن انتهى الليل وأخيرًا بعد أن ظل يونس طوال الليل يفڪر في ڪل خطواته وهو مشوش لا يستطيع اتخاذ أي قرار، بينما ذهب إسلام إلىٰ سلمى ليلة أمس التي بدئت طريقها في الأنتقام؛ وصل إسلام لتفتح له سلمى الباب وهي ترتدي قميصًا يڪشف أڪثر مما يستر ڪانت فائقة في الجمال تلڪ الليلة قامت طوال الليل علىٰ إرضائه ومن ثم استدرجته لتعرف ما به وماذا بينه وبين يونس ليروي لها ڪل ما حدث ڪما أخبرها بأنه علىٰ يقين أن يونس زيدان واقع في الحب من تلڪ المحامية التي وطئت مڪتب المنصوري للمرة الأولى…
*****
.
في قاعة المحڪمة دخل يونس وبجواره شروق ليتفاجأ يسري بأنها جواره ولڪن ما طمئنه هو شموخ يونس الذي اعتاده ڪل من يطئ أزض المحڪمة ذاڪ الشموخ الذي يتبعه انتصار…
بدئت الجلسة ليطلب القاضي من محامي المتهم أن يتقدم بالمرافعة... 
وقف يونس بعض الوقت لينظر لـ يسري والقاضي وڪل الحضور إلىٰ أن وقعت عيناه علىٰ شروق لينطق بعد صمت طويل: 
سيدي الرئيس جئت اليوم لأثبت برائت موڪلي فڪما هو معروف عني أنا يونس زيدان أينما وطئت قدمي أرض المحڪمة فلا شيء يحصل سوا البرائة لموڪي، ولڪن ألأجل برائت موڪلي أجور علىٰ مظلوم وأهدر حقه سيدي جئت اليوم لأثبت بالأدلة أن يسري العوضي قاتل فقد قتل بالعمد وأنا لن أستطيع التخلي عن شفافية مهنتي لأجل أحد. 
ظل يسري ينظر ليونس ڪ المسعوق لا يفهم ما يحدث بينما ڪانت تنظر شروق لڪليهما بتشفي تلڪ الضرية الأولى لمڪتب المنصوري وهذا فقط الانتصار الأول.
.
ڪان الجميع ينظروا إلىٰ يونس، والڪل يتهامس الصحافة تصور وخارج قاعة المحڪمة الصحافة تُعلن: 
إنها المرة الأولى منذ أعوام نرى فيها النزاهة بأعيننا؛ "يونس زيدان " محامي البرائة اليوم يُدين موڪله أمام الجميع، لأول مرة ينتصر المظلوم في حضور "يونس زيدان" 
خرج يونس ومعه شروق بصعوبة من وسط الحشود، انقلب الرأي العام وناصره الجميع فزادت شعبيته وتحسنت صورته، ڪانت شروق مُستاءة مما يحدث ولڪنها من البدايه ڪانت علىٰ يقين أن ڪسر يونس ليس بأمر هين علىٰ الأطلاق. 
سلمي: أنا فخورة بيڪ جدًا. 
يونس: المڪتب خسر ملايين ياشروق ڪدا اسم المنصوري هيقع. 
سلمى: حاولت إخفاء فرحتها قليلًا؛ هيرجع يڪسب تاني وبدل ما ڪان الشغل جوا المنصوري للطبقة المخمليه هيبقى لڪل الطبقات بس استنى، أنا دلوقتي هخدڪ نحتفل. 
يونس: الأنا مستغربه دلوقتي إسلام لحد دلوقتي ما اتصلش بيا ولا قال أي حاجة خالص، ودا مخليني مش قادر اتوقع رد فعله. 
*****
.
في ذاڪ الوقت استيقظ إسلام ليجد نفسه علىٰ فراش سلمى عاري تمامًا لا يعرف ماذا حدث أو ڪيف ولڪنه يتذڪر ذاڪ الشراب الذي قدمته له ومن ثم دلڪت رأسه قليلًا فقط هذا ما يذڪره.
.
لتدخل سلمى وهي تحمل الفطار قائلة: 
صباحية مبارڪه ياعريس. 
أمسڪ برأسه يحاول التذڪر: هو أي الحصل امبارح وانا نمت أزاي. 
معقول هو الحصل امبارح يتنسي دا هيفضل مخلد في تاريخڪ العمر ڪله، أنت بس متعود تنسي اللحظات الماتتنسيش 
ابتسم يحاول السيطرة علىٰ الموقف: أنا ڪل لحظة معايا تتخلد أصلا. 
بس الحصل امبارح هيفضل مخلد في عقلڪ طول العمر، صحيح من امتي وأنت وصحبڪ ليڪم في النزاهة والشرف وبتعرفوا تنصروا المظلوم. 
تجاهل الجزء الأول من ڪلامها لعدم فهمه، ليتسائل عن الجزء الأخير مستفهمًا: نزاهة أي ومظلوم مين؟! 
لا دا واضح إنڪ لسه نايم بجد، دا الأخبار ڪلها ماعندهاش سيرة غير يونس زيدان والعمله. 
ما تختصري ياسلمى وقولي حصل ايه. 
يونس جاب تأبيدة لـ يسري وقال وسط المحڪمة إن يسري قتل متعمد وإنه مش هيقدر يدافع عنه ويظلم أهل القتيل. 
انتفض إسلام من فراشه ڪ المصعوق لينتبه أنه بلا ملابس فيرتديها علىٰ عجلة وينزل من بيت سلمى مسرعًا إلىٰ مڪتبه،لتبدء المصائب تتوالى علىٰ رأس إسلام واحده تلو الأخرىٰ؛ أبلغه الموظف أن الموڪين سحبوا توڪلاتهم من مڪتب المنصوري وقف إسلام وهو يرى إنهياره بعينيه؛ السلطة، والجاه، والنفوء، مڪتبه، واسمه، ومڪانته ڪل شيء ينهار.
ظل يحاول الوصول لـ يونس لڪنه لا يجيب، ڪان في ذاڪ الوقت يراقب حرڪات شروق يتأمل ضحڪاتها بهيام يبتسم ببلاهه علىٰ طفولتها يُحدث نفسه: 
"قُيدت في عرينڪ يايونس ولا مفر منه، وقعت في شباڪ العنڪبوت تلڪ التي نسجتها بيدڪ عمرًا لتقع فيها اليوم، وقعت أثير لضحڪاتها، طفولتها، وبرائة صوتها، ثلاثون خريفًا واليوم فقط حل الربيع علىٰ قلبي، ليت العالم يتوقف لنظل معًا،آهٍ لوأبوح، آهٍ لو أستطيع احتضانڪ" 
ڪانت شروق تُخفي هاتف يونس حتىٰ لا يُجيب علىٰ إسلام ليزداد الأمر سوء، ظل هو وهي إلىٰ أن حلَ الليل ليوصلها إلىٰ منزلها …
ترڪها لتصعد إلىٰ منزلها وسار علىٰ قدميه يتأمل السماء وما تحويه من نجوم، لتدلف شروق من باب المنزل إذا بها تتفاجأ بمجموعة من الرجال ترفع سلاحًا في وجهها وڪبيرهم يُمسڪ بيده زجاجة غريبة يبدو أنها ماده قاتلة لتنطق شروق بزعر: 
أنتم عوزين مني أي، أنتم مين، وليه بتعملوا ڪدا خدوا ڪل المعايا بس سبوني، ليدلف فجأة مجموعة أخرى من الرجال ليدور بينهم الأتي: 
نطق رئيس العصابة الأولى قائلًا: 
أي دا أنت أي الجابڪ هنا يا أعور. 
عندي أوامر إننا نحفل علىٰ الأموره بسخرية للموقف: إغتص. اب جماعي بقى بما إنڪ أنت ورجلتڪ هنا. 
 لا حد الله بنا وبين أعراض الناس، أنا جاي أعلم عليها في وشها وبس يعني شوية مية نار ما يخسروش. 
ونعم الشرف والمبادئ يا ريس، السنيورة دي باين حبايبها ڪتير، بقولڪ إي أنا هبدء الأول آه هي ڪدا شڪلها يفتح النفس، فـ استنا نخلص احنا وبعدين ڪمل أنت ورجلتڪ علىٰ ڪيفڪ. 
خرجت شروق عن صمتها لتقول بانفعال: 
أنتم بتقسموا أي أنا أقدر أدفعلڪم أڪتر من الخدته عشان تأذوني بس سبوني وانا هدفع أڪتر من أي حد بس قولولي مين قالڪم تعملوا ڪدا.
.
نطق رئيس العصابة الأولى: 
لا ياحلوة احنا جين في مهمه وهنفذها ماتتنصحيش علينا. 
رد الأعور قائلًا: 
صحيح يعني فلوس وموزه حلوة هنحتاج أي تاني. 
صرخت شروق لتدوي بصوتها في المڪان لتتفاجأ…
يتبع…
شعر يونس أنه مراهق وأن لا شيء يقوده سوا مشاعر العشق بداخلة؛عاد وهو عازم علىٰ مُهاتفتها والسهر تحت بيتها ليتفاجأ بصوتها تصرخ وتستغيث، دخل يونس دون تفڪير ليتفاجأ بالأعور ورجاله …
الأعور قائلًا: 
يونس باشا خضتنا أنت بتعمل ايه هنا. 
يونس: 
أنت الجاي هنا ليه ياأعور. 
شروق باستغراب: 
أنت تعرفه يا يونس؟؟! 
الأعور: 
أنتي عارفه يونس باشا ياحلوة، دا حبيبي. 
اقترب يونس من شروق واخفاها خلف ظهره، ليتحدث مستفهمًا: 
أنتم جيتوا هنا ليه وبأمر مين؟؟ 
نطق بيومي؛ ذاڪ الذي جاء قبل الأعور: 
عندنا أوامر نش.وه الخلقه القمر دي. 
أڪمل الأعور: 
واحنا عندنا أوامر نغت.صبها. 
نطق يونس بنفاذ صبر والشر يتطاير من عينيه: 
مين التفق معاڪم وعشان إي، هو التفق معاڪم نفس الشخص. 
نطق بيومي: 
الڪدب خيبه يابيه أحنا اتفق معانا المعلم محروس، واحنا رجالته. 
ومحروس دا أي علاقته بـ شروق؟؟ 
ولا حاجة ياباشا هي المصالح بتتصالح مش أڪتر والمعلم محروس بيعمل الحوار دا خدمه لصحبه الريس أيمن. 
أيمن!! نطق يونس الأسم بدهشة؛ أيعقل أنه ڪان سيحصد ناتج أعماله الآن وفي من شروق تلڪ التي أيقظت مشاعره وضميره معًا. 
تدخل الأعور قائلًا: 
لڪن والله ياباشا أنا معرفش مين ڪلمني هي ست شبه المربى عريانه ڪدا وبتلبس قم.صان نوم تنزل بيها الشارع. 
صرخ فيه يونس: 
يعني أنت متعرفش هي مين وبتشتغل معاها دا من امتى ياأعور. 
مصلحه طياري ياباشا والله، لڪن معايا رقمها. 
اردف يونس مسرعًا: 
هاتوا ياأعور مستني أي. 
أخرج هاتفه ليعطيه الرقم ولڪنه رن فجأة …هي البترن ياباشا. 
سحب يونس منه الهاتف علىٰ عجلة ليأتيه صوتها تقول: 
أي ياأعور طمني خلصت التفقنا عليه؟؟ 
عرف يونس صوتها ليُجيب بتوعد: 
ورحمة أمي ياسلمى لهدفعڪ تمن الڪنتي هتعمليه دا غالي أوي عشان تفڪري مرة تانيه تبصي بس لحاجة تخص يونس زيدان. 
أغلقت سلمى الهاتف بعد تهديده وهي ترتعد، لينظر يونس لبيومي قائلًا: 
بلغ أيمن إنه لو فڪر يلمس شروق تاني الم.وت هيڪون رحمة علىٰ الهعمله فيه. 
وأنت يعور شروق تخصني لو انت او حد من طرفڪ بصلها بس هتشوف وشي التاني وانت عارف، ومن ثم اخرج حفنة من الاموال واعطاها لڪليهما. 
ڪانت شروق ترتجف لينظر لها يونس ويحاول طمئنتها. 
نطقت من وسط بڪائها: 
مين دول يايونس وتعرفهم منين، ووافقوا أزاي يسمعوا ڪلامڪ. 
أنا ڪنت بحتجهم في شغلي وعشان الشغل معايا لسه شغال فهما عملولي خاطر.
.
مين أيمن وسلمى دول، هو أنا ڪنت هتأذي بسببڪ؟؟ 
أڪيد مش بسببي يعني الهيحب يضرني هيضرني فيڪي ليه، أيمن دا الشاهد الزور الحبستيه في أول مرافعة ليڪي، وسلمي دي سڪرتيرة ڪامل ومش عارف ليه ڪانت هتعمل ڪدا أو بينڪ وبينها أي.
.
أنا مافيش بيني وبين حد حاجه سبني اصلع ارجوڪ أنا أعصابي تعبانه. 
بعد أن اطمئن عليها وأنها وصلت للغرفتها قرر أن يرڪب سيارته ويرحل وفي طريقه رن هاتفه ليأتيه صوت إسلام  المنفعل يصرخ: 
أنت فين يايونس بڪلمڪ من الصبح تعال علىٰ شقتي حالًا فيه مصيبة.... 
أغلق الهاتف معه دون أن ينتظر رده ليڪتشف يونس أنه هاتفه مئات المرات ولڪن يونس لم ينتبه. 
وصل يونس شقة إسلام ليجده مجهم الوجه علامات الرعب تتجلى علىٰ وجهه شڪله من الوهلة الأولى ڪمن عاد من الموت لتوه.
.
دخل يونس مسرعًا ليسأله بتلهف في أي؟؟ 
ضربه إسلام في صدره ليقول وهو يصرخ: 
أنا حياتي بتتدمر بسببڪ عارف ڪام عميل سحب توڪيله من المڪتب، من امتى وأنت بتهتم بالمظلوم ولا الظالم أحنا شغلنا ڪله يخص مين الموڪل وقصة مضلوم ولا لا دي ماتخصناش. 
بس أنا عايز أنضف يا إسلام عايز أبقى شخص ڪويس. 
صاح إسلام بغضب: 
ياعم عايز تبقى ڪويس مش على حسابي أنا حياتي اتدمرت وڪل دا بسببڪ، أمسڪ هاتفه وفتح تلڪ الصور وأراه إياها... 
جحظت عينا يونس ليسأل بدهشه إزاي دا حصل وامتي. 
سلمى بعتتهالي وهددتني هتفضحني لو قررت تأذيها. 
دا حصل امتى فهمني؟؟؟ 
جلس إسلام وأعاد ظهره للخلف ليستعيد ما حدث قائلًا: 
امبارح روحت لسلمي بعد ما ڪلمتني وفضلت تتحايل عليا عشان أروحلها ولما روحت استقبلتني ڪويس وبعدها ماحستش بحاجة غير تاني يوم وانا علىٰ سريرها عريان ومش عارف أي الحصل ولما سالتها خدت الموضوع بهزار عشان ڪدا عديته، لڪن من شوية ڪلمتني وقالتلي إنڪ لو فڪرة تأذيها هتدمر حياتي بصوري دي صورتني عريان وعوزة تدمر حياتي أنت هتأذيها ليه يايونس بينڪ وبنها أي؟؟
.
هيڪون بيني وبينها أي يعني، انت الغبي أزاي يتضحڪ عليڪ وتتصور ڪدا أنت الضيعت مستقبلڪ مش أنا. 
أمسڪه إسلام من قميصه وهم ليضربه ليفاجأه يونس بلڪمة قوية ليحتد بينهما الشجار وانتهت هنا صداقتهم القوية …
*****
عند شروق، جلست علىٰ فراشها تتحدث في الهاتف قائلة: 
ڪويس إنڪ ما دخلتش وإلا يونس ڪان ڪشف ڪل حاجة، أنا عليت صوتي وقتها عشان شفت يونس راجع وقتها خوفت يشوفڪ  إيمان ما ڪنتش بس حببتڪ إيمان ڪانت أعز صحابي ياعاصم……
يتيع…
بلاش مڪتب المنصوري يا إيمان أنا خايف عليڪي؛ إسلام المنصوري مابيرحمش مافيش ست عدت من تحت أيده وأنتي ست البنات مش واحده عادية، مش واقف قصاد حلمڪ والله لڪن خايف أنتي بنتي وصحبتي وحببتي وشهور وتبقى مراتي. 
لڪن أنا مش صغيرة ياعاصم ودي فرصة مستحيل أضيعها، أنا مش بتثق فيا أنا هعرف أحط حدود لأي حد، خليڪ واثق فيا وساعدني أوصل لحلمي. 
تنهد عاصم بقلت حيلة ووافق علىٰ عملها في مڪتب المنصوري، ڪيف له أن يرفض وهي طفلته المدللة؛ ڪان يعلم حينها أن دلاله الزائد سيفسد القصة ذات مرة لڪن لم تصل مخيلته لما حدث.... 
بدأت إيمان العمل في مڪتب المنصوري ڪانت حينها شروق في الشهادة الثانوية، ومڪتب المنصوري قد ذاع صيطه، وتألق اسم يونس زيدان في ساحات المحاڪم، ڪانت إيمان تعمل بجد تسعى لتصل سريعًا يتابعها عاصم بڪل خطوة، ڪان حينها يعمل في مڪتب المنصوري محاميات عدة، ما أشعر إسلام أنه شهريار وڪل أولئ جواريه، مر عليهن وڪأنه طائر يقطف من ڪل بستان زهرة إلىٰ أن جاء دور شهرزاد؛ تلڪ الوردة التي نبتت علىٰ يد عاصم وجاء إسلام من الاشيء وقطفها.....
***
عاد عاصم من شرودها لتُهدهده شروق قائلة: 
اطمن يا عاصم والله لهرجع حقها وهتشوف …رن هاتف شروق برقم يونس لتطلب من عاصم أن يغلق لتستطيع أن تجيبه…
ألو أي يايونس أنت ڪويس بترن متأخر أوي ڪدا ليه؟؟! 
جائها صوته المهزوم قائلًا: 
أنا مش ڪويس خالص ومحتاج اتڪلم معاڪي، لقيت نفسي متلغبط وتايه ورجلي جيباني لتحب بيتڪ. 
أنت تحت بتعمل أي!!! 
انزلي ياشروق أنا محتاجڪ، لو مانزلتيش هطلعلڪ. 
تطلع فين مش هينفع، وبعدين أنزل دلوقتي أزاي الناس تقول عليا أي. 
هستناڪي علىٰ السلم انزلي عشان خاطري محتاجڪ. 
قررت شروق أن تراه يبدو أن ما حدث في المحڪمة قد جنىٰ ثماره.. 
خرجت من باب شقتها ونزلت مايقارب الخمس سلالم لتجده حزين يڪسو ملامحه الغضب والظلام. 
جذبها يونس من ذراعها مجرد أن وقعت عينيه عليها ليرتمي بحموله إلىٰ أحضانها. 
تفاجأة شروق بما يحدث وحاولت التملص منه ولڪنه منعها اعتمادًا علىٰ فرق القوى بينهما، استسلمت شروق حين شعرت بحزنه يتسلل منه... 
يحاول هو أن يتنفس داخل أحضانها وهي تحاول البحث عن قلب بداخله، تحاول استڪشاف ڪيف للمرء أن يعيش بلا قلب ولا إنسانية، أيقظها صوته من شرودها ليقول: 
خسرت أعز صحابي خسرت إسلام النهارده.
.
دون أن تشعر شددت علىٰ احتضانه من شدة الفرح لتتصنع الحزن:
ليه ڪدا أي الحصل دا أنتم أعز أصحاب. 
ڪل حاجة انتهت ياشروق اتهمني إني سبب في دمار حياته سلمى صورتوا صور تدمر حياته يتهمني أنا ليه في اختياراته.
.
بمڪر قالت: 
سلمى أي علاقتها بإسلام وصور أي دي البتهدده بيها. 
قص عليها يونس ڪل ما حدث من وقت دخول سلمى حيات إسلام وحتى إجهاضه لها إنتهاءًا بتلڪ الصور الفاضحة لإسلام. 
شعرت شروق بـ قشعريرة من الأشمئزاز تسري في جميع بدنها بعدما علمت ڪيف شارڪ في تلڪ الجريمة وتسبب في موت طفل لم يصل للحياة بعد... ترڪته شروق بعد أن واسته ودست له بعض السُم في العسل وأطعمته له عن طريق ڪلماتها المعسوله التي لم تخلو من أنه صاحب فضل علىٰ إسلام وأنه خسر بخسارته له عظمت من نفسه الأمارة بالسوء قائلة: يونس زيدان مڪسب لأي حد واليونس يخرج من حياته هو الخسر مش حد تاني. 
رحل يونس وعادت شروق لغرفتها لتخبر عاصم بما عرفته ليتصرف....
.
أيوة ياعاصم زي ما بقولڪ ڪدا هي الصور دي الهتضرب إسلام في مقتل ولما صورة إسلام تتشوهه هيبقى سهل ندمر يونس. 
ونوصل للصور دي أزاي طيب ياشروق؟؟ 
هتسرقها هتراقب سلمي لحد ما تخرج من البيت وهتدخل بتها تدور علىٰ الصور. 
وافرضي ڪانت في الفون يافلحه. 
يعني بالعقل ڪدا واحده زي دي بتلاعب واحد زي إسلام المنصوري ويونس زيدان وهتشيل الصور في الفون الهو في غمضة عين يڪون اتسرق. 
اتعلمتي المڪر والذڪاء دا امتى!! 
من وقت ما دخلت جحر التعالب، وقبلها لما شفت أسماء وهي بتموت قدام عيني. 
مر يومان والوضع يزداد سوءًا سلمى تخشى أن تخرج من منزلها فينتقم منها  يونس علىٰ ماڪانت تنوي فعله، وإسلام يحبس نفسه بين دخان سجائره وجدران غرفته إلىٰ أن جائته الصورة اليوميه التى اعتادة سلمى إرسالها، فتح هاتفه متلهفًا ليتفحصها عله يجد صغره تخرجه منها ولڪن ڪيف وهى تربت بين القانون  وڪان هو بذاته يقص عليها الصغرات التى يستعين بها في حل القضايا... 
"تلميذٌ تطاول وتجرء علىٰ أسناذه، أو ربما انقلب السحر علىٰ الساحر، وڪل من له قصاص سيقتصه" 
فتح الصورة لتجحظ عيناه ويتصل بها مسرعًا.. 
مين الصورتيني معاه دا أنتي أزاي تعملي فيا ڪدا دا أنتي مش عوزة تفضحيني أنتي عوزة تقتليني وأنا بتنفس أنتي نويه تڪسريني. 
طيب ما أنت لسه بعقلڪ أهو دا أنا قولت هيطير من البيحصل والله لڪن هتفضل ابن المنصوري المابيتڪسرش لڪن أنا ببشرڪ بأن ڪسرڪ علىٰ أيدي...
.
أي ڪل الشر دا أنا عملتلڪ أي عشان تعملي فيا ڪل دا. 
ضحڪت بمرارا ضحڪات متتالية لتقول من بين دموع جاهدت لتخفيها: 
لا أبدًا ولا حاجه قتلت أبني عملتني ولا البنات الشمال علقتني بيڪ ودمرت حياتي بس يعني، سيبڪ من دور البرائه دا وقولي أي رأيڪ في الصورة تصدق أنا منعته يتحرش بيڪ بمعجزة ما طلعتش أنا بس الشيفاڪ حلو حتى بتوع الألوان شيفينڪ جنتل برضو، بصراحة أنا لو مڪانڪ أقوم أسلخ جلدي الواد ڪان بيعيط بالدموع عشان أسيبڪ ليه، لڪن قولت لا بلاش مهما ڪان دا احنا عشرة، انهت ڪلامها بضحڪة انتصار لتغلق وتترڪه في فوضاه وضجيجه الذي لن ينتهي... 
******
عند يونس وشروق، ڪان يونس قد تولى إدارة مڪتب المنصوري نظرًا لغياب إسلام وبحڪم شراڪته ب اربعين في الميه من المڪتب..
في تلڪ الفترة اقتربت شروق منه أڪثر وتغير هو ڪثيرًا عما سبق ليرتبط دخوله المحڪمة بإنصاف المظلوم حتى وإن خسر موڪله لم يعد بهتم بشيء سوا أن تنعڪس برائة شروق علىٰ شخصه. 
مرت الأيام إلىٰ أن جائت تلڪ اللحظة التي انتظرها عاصم طويلًا وخرجت سلمى من منزلها ليتسلل هو باحثًا في ڪل مڪان عن ڪرت الذاڪرة التي تخبئ فيها انتصاره الأعظم، وبعد بحث طويل وعلى أخر لحظة وصل عاصم للصور في نفس الوقت الذي وصلت فيه سلمى ودلفت إلىٰ المنزل، ڪان الأمر له حياة أو موت إما أن يخرج بالصور ويترڪ ڪل شيء ڪما هو او تراهه سلمى ويضطر لمواجهة مصير لا يعلم منه إلا خروجه بالصور فقط.
يتبع…
انتظر عاصم أسفل السرير يختبئ يخاف أن تراه سلمى فيضطر لفعل شيء سيء، ظل ينتظر إلىٰ أن أخذت ملابسها ودخلت تستحم فترڪ المڪان سريعًا ورحل ومعه تلڪ الصور، وصل عاصم لمنزل شروق جلس مع والدتها ينتظر عودتها من العمل ليرى ماذا سيفعلان الخطوة القادمة... 
"عاصم خال شروق، أڪبر منها بعشر سنوات،أصدقاء مقربين علاقتهم مش مجرد علاقة فرابة، شروق ڪانت صديقة إيمان خطيبة عاصم الماتت، والبيحاولوا يجيبوا حقها من خمس سنين" 
عادت شروق للمنزل لتجلس بعد الغداء هي وعاصم بمفردهم يتبادلان الحديث... 
عاصم: أنا جبت الصور لڪن مش متأڪد من إننا ننشرها بجد. 
نطقت شروق بصرامة، ونبره لا تعرف الرحمة: 
وإيمان لما انتحرت بسببه ڪان عادي، ولا نسيت لما دخلت عليڪ منهارة بعد ما اغتصبها، نسيت شڪلها وهي بتعيط وبتحڪي أزاي اتذللتله عشان يرحمها، لو نسيت ڪل دا ف أنا مانستش ولو مسامح في حق خطبتڪ ف أنا هعرف أجيب حق صحبتي ڪويس، وآه أنا قدرت أوصل لأوراق هتسجن إسلام ويونس سوا. 
عاصم: أنا ما نستش حاجة ومڪمل معاڪي للأخر فهميني بس محتاجة أي.
.
شروق: عامر يوسف الصحفي المعروف أنا قدرت أوصل لرقمه الشخصي هنتواصل معاه من رقم مجهول وهنبعتله الصور وبمجرد ما ينشر الصور دي هنشيرها احنا ڪمان علىٰ السوشيال ميديا، ووقتها لو لسه فيه نفس وماڪنش مصيره نفس مصير إيمان يبقى أوصل الورق المعايا للنائب العام. 
عاصم: طيب ويونس هتعملي معاه أي؟؟ 
شروق: يونس ڪان بيقفل الملفات الإسلام بيسبها مفتوحه هو آه ماڪنش عنده ضمير بس مافيش بنت عرفها إسلام غير ونصحها يونس في البداية قبل ما تقع في الفخ ويضطر يونس يقفل ملفها بنفسه. 
عاصم: أنتي حبتيه ياشروق؟؟ 
شروق: تنهدت بضيق لتقول: 
لا طبعًا ماحبتهوش أنا بس شيفاه بيتغير وعرفت عنه ڪل ماضيه تقريبًا، وڪمان بقول ڪفاية إنه هيحسر شغله ومستقبله واسمه في مجال المحاماه، ودي بجد هتڪون ضربته الهتقضي عليه. 
انهت شروق حديثها مع عاصم وترڪته لتقف في شرفتها تتأمل السماء لا تدري لما هي تعيسه ڪل ما يحدث أفضل بڪثير مما تمنت تشعر أن الواقع يخدمها لڪنها لا تدري لما الحزن يغيم سمائها... 
"من منا له سلطان علىٰ قلبه؛ لا نستطيع اختار من نُحب، أو حتىٰ نمتلڪ السيطرة علىٰ الڪره، فڪُلًا منهما ضدانا لا نملڪ التحڪم بهما، هي الأنا حبيسة بين القلب والعقل، الڪره والعشق، مشاعر حديثة الولاده تتسارع مع مشاعر دفينة مُستوطنة، ضدان لا تعرف أيُهما سيتحرر" 
*****
قرر يونس أن يتزوج شروق، يفصح لها عما بداخله وخصوصًا بعدما غيرته للأفضل وأصبح يملڪ الڪثير من المشاعر وأهمها الرحمة، اتصل بها وأخبرها انه يرغب في الحديث معها خارج المڪتب وأنه سينتظرها في الصباح في ذاڪ الڪافية الذي جمعهم للمرة الأولى، ولڪن الغريب أن شروق أخبرته أنها هي من تود التحدث معه وأخباره بأمر هام..... في الصباح التقا الأثنين، يجزم يونس أنه رأها جميله بشڪل غريب وڪأنها جائت من الجنة لتوها.... 
ظل ينظر لها إلىٰ أن وقفت أمامه ونطقت من بين شفتيها قائلة: 
أنا متحمسة جدًا النهاردة عملالڪ مفجأة هطير عقلڪ. 
ڪان ينظر لها بغرام ملحوظ مما جعلها تتردد قليلًا ولڪن سرعان ما لملمت شتاتها وطلبت منه أن ينطلق معها بسيارته وهي سترشده للطريق...
ظلت شروق تدله علىٰ الطريق وهو لا يفهم شيء إلىٰ أنا وصل تحت منزل إسلام لينطق يونس بدهشه: 
دا بيت إسلام أحنا هنا بنعمل أي؟؟ 
هتفهم ڪل حاجة بس استنا شويه... صعدت به لشقة إسلام وهو لا يفهم شيء، ضربت الجرس ليفتح إسلام الباب.... 
دخلت شروق دون أن تنتظر الأذن وهي تسحب يونس من يده خلفها. 
ظل إسلام ينظر لهما دون فهم وقبل أن يتفوه بڪلمه بادرت شروق قائلة: اي يامستر إسلام مش هتضايفنا ولا أي دا أنا حتىٰ جاية أعملڪ مفجأة.
.
أغلق إسلام الباب ووجهه حديثه لشروق، ونظره ليونس: 
وأنا بيني وبينڪ أي عشان تعمليلي مفاجأة؟؟ 
ضحڪت شروق بتهڪم لتقول: 
معقول بتسأل دا احنا بنا ڪتير هو أنت فاڪر إن الحق بيموت. 
نطق يونس وإسلام فى نفس الوقت قائلين: 
حق أي؟! 
عندڪ تلفزيون صح، تعالوا بس هوريڪم المفاجأة، ذهبت وفتحت التلفاز علىٰ أحدى قناوات الأخبار الشهيرة ليتفاجأ ڪلًا من هما بما تعرضه القناة.... 
هجم عليها إسلام وهو يصرخ: 
أنتي أزاي نشرتي الصور دي جبتيها منين. 
دافع عنها يونس وأخفاها منه وراء ضهره لتصرخ قائلة: 
أنت نسيت إيمان نسيت عملت فيها إي، الذڪريات رجعت ولا لسه.
هدء إسلام ليستعيد ذڪرياته ليقاطعه يونس قائلًا: 
إيمان مين وتفتڪر عنها أي. 
صرحت شروق: 
إيمان المحامية الڪانت شغالة في مڪتب المنصوري من خمس سنين، والأستاذ صحبڪ اغتصبها، وبسببه انتحرت ماتحملتش حياتها، افتڪرتوها. 
تحدث يونس بدهشة: 
اغتصبها!! انتحرت؟؟  أنا مش فاهم حاجه أنت مش قولتلي أنها سابت المڪتب عشان قولتلها إنڪ مش بتاع جواز. 
جلس إسلام  يتذڪر مافعله في الماضي ليقول: 
من خمس سنين اشتغلت إيمان معانا وعجبتني، وقررت أوصلها، وقتها ڪنت فاڪر إن الفلوس والجاه والشڪل يخلوا أي بنت تقع مهما ڪانت، لحد ما في يوم حاولت أقرب من إيمان وصدتني ودا خلاني أعند أڪتر وافتڪرت إن الموضوع مش هيفرق معاها وخصوصًا إنها ڪانت عوزة توصل لحلمها رغم أي حاجة،بعد الحصل بفترة عرفت إنها ماتت عشان ڪدا قررت إن مافيش ست هتشتغل في مڪتب المنصوري، ووقتها اتأڪدت إن مش ڪل الستات بتقع عشان ڪدا ڪنت بقولڪ ديمًا خايف أحب عشان اڪتشفت إن في ستات ڪتير نضيفة وتستاهل تتصان.
.
دلوقتي بس عرفت إنڪ غلطان، موتها فرق معاڪ في أي غير فيڪ أي، دا أنت مش بس بقيت ترند ومحدش هينساڪ دا أنت ڪمان هتخسر مڪتب المنصوري الفرحان وبتتباهه بيه نص ساعة وڪل الأدلة البتثبت تزويرڪ وجريمڪ عشان تنجح هتوصل النيابة وهيجيلڪ استدعاء من النائب العام وهتعفن في الحبس مع المظلومين الڪنت السبب في ضياع حقهم.... شعر إسلام بالأرض تدور من تحت قدمه ليسقط علىٰ الأريڪه وهو لا يدري ماذا يفعل. 
نطق يونس مستفهمًا: 
أنتي أزاي قدرتي تعملي ڪل دا؟؟ 
بمساعدتڪ طبعًا، هحڪيلڪ؛ أول مرة شفتڪ فيها ما ڪنتش صدفه ڪل حاجة ڪانت بتخطيط مسبق الحصل ڪان…
أول مره شفتڪ ڪنت مخططة إني أعرفڪ إني محامية وإني من المعجبين بيڪ طبعًا قبلها تابعتڪ ڪتير وعرفت بتحب أي وأي البيلفت نظرڪ ورڪزت في ڪل حاجة، الخلى الخطة تتغير رد فعلڪ معايا الغير متوقعة عشان ڪدا قررت أبدء شغل برا وإني لازم اتقابل أنا وأنت في المحڪمة عشان نبدء الحرب، وبعدين بقى أنت خدمتني بڪل حاجة. 
أنتي استغليتي أني حبيتڪ، أنتي انتقمتي مني بحبي ليڪي. 
والله يايونس دي حاجة أنا ماخططلهاش بس هي الجت لحد عندي والفرصة لو جت وماستغلتهاش ابقى غبيه وأنا مش غبية.
.
بس أنا بحبڪ واتغيرت عشانڪ. 
وأنا لأجل إنڪ اتغيرت ما أذتڪش وسبتڪ تبدء حياتڪ من الاول علىٰ نضافة. 
بس أنا عايز ابدئها معاڪي. 
للأسف مش ممڪن يونس يازيدان الحياة مش بتمشي علىٰ ڪيف حد …قطع حديثهم طرق الباب ليتفاجأ ڪلا منهما بـ……
يتبع…
فتح يونس الباب لتندفع سلمى للداخل تُهرول تجاه إسلام الذي سقط فوق الأريڪة يشعر بأن أطرافه شُلت يتنفس بصعوبة يڪاد يفقد وعيه، اقبلت عليه سلمى وجلسن بجواره لتقول من بين بڪائها: 
أنا مش عارفه مين شيرها أنا ڪنت بس عوزة أخد حقي منڪ بس ڪنت هخوفڪ شوية أنا بحبڪ مستحيل ڪنت أأذيڪ. 
لم يستطيع إسلام الرد ولڪن نطق بصوت مرتعش قبل أن يغيب عن الوعي: 
أنا آسف سامحوني. 
هرول إليه يونس وحمله ليذهبوا به إلىٰ المشفي ليستقبله الطبيب مُحاولًا أسعافه…انتظر يونس وسلمى وانتظرت شروق في أحدىٰ الزواية تشعر بانتصار عظيم هي الآن تستطيع التنفس بعد أن اقتصت لصديقتها وأراحت قلب خالها الذي بات الڪثير من الليالي يبڪي من فرط ألمه. 
خرج الطبيب ليتقدم منهم قائلًا: 
الحمدلله إنڪم لحقتوه احنا عملنا العلينا والحمدلله حالته مستقرة لڪن للأسف الجلطة ڪانت شديدة جدًا أصابته بالشلل ومش هيقدر يتحرڪ تاني حتّى الڪلام هيبقى صعب جدًا ولو يأس الصوت هيروح مع الوقت. 
جلست سلمى تستند بجسدها علىٰ الحائط تبڪي عليه بينما طلبت شروق أن تدخل له لتراه. 
دلفت للداخل بعد أن سمح لها الطبيب ودخل معها يونس لڪي لا تتهور وتفعل شيء في إسلام؛ هو الآن لا يخاف علىٰ صديقه فقد انتهت علاقتهما، يعلم أنه تسبب في الآلم للڪثيرين ڪان ڪل ما يُهمه دومًا هو برائت موڪله لڪنه لم يتسبب يومًا في سجن مظلوم ڪان دومًا يعوضهم بشڪل مادي ڪي يرضي ضميره، اجهض طفل سلمى لأنه خشي عليه مما سيلقاه من أم مستهترة وأب لن يعترف به، شعر بدنو اخلاق إسلام وعلم بضميره الميت لذا لم يعُد يفرق له، هو فقط خائف علىٰ حبيبته التي يقودها الأنتقام.
.
وقفت شروق أمام إسلام لتنظر له بمظرات تشفي يتبعها شفقة لتنطق: 
استبحت الحرمات وقتلت ضميرڪ ها طمني وأنت مش قادر حتىٰ تقول أي الوجعڪ، حقيقي دا أعظم من الموت؛ تعيش ميت عاجز ڪل يوم تتمنى الموت الف مرة وماتطولهوش، مين هتبصلڪ وانت بالحالة دي ولا هتقدر تستقوى علىٰ مين وانت ڪدا دا أنت حتىٰ مش هتعرف تخدم نفسڪ، متخيل انت ماسبتش رصيد محبة عند حد، أنت ممڪن تموت من الجوع رغم أن معاڪ فلوس ڪتير وعندڪ اليڪفيڪ لڪن انت ماعملتش حساب اليوم دا حقيقي، أنا مش هبلغ النائب العام عنڪ عشان الأنت وصلتله دا راضيني  جدًا، انهت ڪلامها لتنظر إلىٰ عينيه بانتصار وترحل. 
تبعها يونس بعد أن نظر لإسلام بحزن ودعا له الله أن يهديه، وحمد الله لانه وجد نفسه قبل فوات الاوان... 
استني ياشروق؛ قالها يونس لتتوقف وتنظر له قائلة: 
أي تاني معتقدش أن في حاجة ممڪن توقفني عشانها. 
لا في؛ أنا بحبڪ اديني فرصه. 
أنا حقيقي مصدومة يونس زيدان بيطلب فرصة فين غرورڪ الڪان ديمًا سابق ڪلامڪ، فين الثقة والتحدي فين جبروتڪ يايونس. 
اقترب منها لينطق بولع: 
يونس البتتڪلمي عليه دا اتغير عشانڪ، اتولد يونس جديد لأجل حبڪ، وعشان يليق بقلبڪ. 
قلبي مات يايونس، يوم ما إيمان قتلت نفسها قدامي شوفت قلبي بيموت معاها انا مش هنفعڪ يايونس، اتغير لنفسڪ مش ليا، انهت ڪلمتها واستدارة لترحل ليوقفها يونس قائلًا: 
عوزة تقنعيني إنڪ ماحبتنيش. 
استدارة له لتقول: 
مستحيل. 
اقترب منها ليڪسر مساحة الأمان الخاصة بها وصوب نظره علىٰ عينيها وبهيام قال: 
يعني أنا مش فارقلڪ مش بتفڪري فيا قلبڪ مابيدقش بسرعة وأنا واقف قدامڪ ڪدا، اقنعيني اڪذب لمعة عيونڪ دي أزاي، وافقى ياشروق وأنا لو تطلبي عمري مش هتأخر. 
ولو افترضنا إني بحبڪ، انسى أزاي ڪل المريت بيه مش هعرف انسالڪ ڪل الڪنت بتعمله. 
أنا توبت ومش هرجع تاني. 
ربنا البيسامح يايونس وبيغفر لڪن البشر طباعهم صعبة، ومش بيغفروا، قلبي الحبڪ دا هدفنه تاني زي ما ڪان، وانت خليڪ حاسب خطواتڪ عشان انتقام ربنا عظيم، وبڪرا تنساني وتحب حد ما يعرفش حاجة عن يونس زيدان القديم، ترڪته هذه المرة ورحلت تمامًا، ترڪته وترڪت قلبها معهه لتهمس لنفسها
"ليست ڪل النهايات سعيدة، وقرارات العقل ڪثيرًا ما تڪون مؤلمة ولڪن ما دامت هي الصواب فلا مفر، قلبي يناديڪ، ولڪن عقلي أمر بالرحيل، لا أطيق أن أعيش بصراع قلبي وعقلي الأمر لا يستحق أن أڪمل حياتي وأنا أعاني" 
تمت بحمد الله ♥

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-