رواية مفاجاه جميلة كاملة جميع الفصول بقلم ايه محمد

رواية مفاجاه جميلة كاملة جميع الفصول بقلم ايه محمد

رواية مفاجاه جميلة كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة ايه محمد رواية مفاجاه جميلة كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية مفاجاه جميلة كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية عمفاجاه جميلة كاملة جميع الفصول

رواية مفاجاه جميلة كاملة جميع الفصول بقلم ايه محمد

رواية مفاجاه جميلة كاملة جميع الفصول

خـالد: بص يا احمد أنا نسيت أقولك حاجه مهمه؟ 
أحمد: حاجه اي! 
خـالد: النهـارده كتب كتـابك. 
أحمد: نعم! 
خالد: احم، التجمع دا و كـل الحاجات دي عشان كتب كتـابك. 
أحمد: نعم يا حبيبي! إنت بتهزر يا خالد. 
خالد: يعني، كنت أتمني والله، بس هما بصراحه بيندهوا عليـك دلوقتي. 
أحمد بصدمه: خـالد أنت بتهزر! أنت عـامل عليا حـوار.
خـالد: أنا أسف، بابا وجدي اللي أصروا أعمل كدا. 
أحمد بصدمه: يا مصيبتي، يا أنهر مش فايت، مش هتحـصل يا خـالد، أنا مستحيـل أوافق علي الجـوازة دي. 
بـارك الله لكمـا وبـارك عليكما وجمع بينكمـا في خيـر. 
أحمد بضيق: ممكن أشوف العروسه؟ 
خالد بهمس: احـترم نفسك. 
أحمد بغضب: أحـترم نفسي اي هي مش بقت مـراتي، ممكن اتنيل اشوف المصيبه اللي لبستها! 
خـالد بهمس: لا فرمل أبوس رجـلك، جدك هيعلقنا. 
عبـد المنعم: أصبر يا أحمد يا ولدي، هتشوفها هتروح منـك فين يعني! 
أحمد بهمس: أهلا، أهلا ياللي جايبلنا المصايب. 
خالد بهمس: يخربيتك، أسكت بقي. 
أحمد: ما أنتوا لو كنتـوا شباب عاقلين مكـانتش أنا أتدبست يا جدي. 
عبد المنعم: بتجـول حاجه يا احمد! 
أحمد: حبيبي يا جدي بقول ربنـا يخليك لينا. 
عبد المنعـم: اي يا حـاج سامي العـريس حابب يشـوف عروستـه. 
سامي: عشر دقايق بس يا ولدي. 
أحمد بضيق: طيب، خالد فهمني بقي. 
كـان أحمد منزعجـا، لم يكـن يعلم بأن عـائلته أختـارته هو لفعـل هذا الأمر، الزواج من إبنتـه تلك العائلـة للقضـاء علي كل تلك الخلافـات القديمه،التي نسجت معها العديد من النتائج المحزنه للطرفيـن. 
لذلك أتخذت العائلتيـن قـرار بتـوحيد العائلتيـن. 
فـلاش بـاك. 
عبد المنعم: هـا يا ولدي جولت إي! 
سميـر: جولت كلمتك زي السي.ف علي رقبتي يا جدي، بس أسمعني. 
عبد المنعم: جول اللي عندك. 
سميـر: يا جدي حرام علينا الصبيه دي تتجـوز واحد متجـوز و عنده أربعيـن سنه و معـاه عيـال كمان،في حيـن أن عمي عنده ولدين وشباب زي الفـل. 
عبد المنعم: ما أنت خـابر زين أن عمك يا ولدي مبجـاش منينا. 
سمير: يا جدي الدم عمره ما يبجي مايه، أنا هسـافر النهـارده ليـه وهشوف رأيه، لو وافق منبجاش ظل.منا بنت الحاج سامي.
عبد المنعم: معاك حق يا ولدي، روح لعمك وشوف أيه جـوله. 
بعد ثـلاثـة أيـام. 
سميـر: ها يا عمي، جولت أي! 
عاصم: والله يا ولدي كلام جدك صح، أن بكفيانا خناق بجي ولازم العيلتيـن يتصالحـوا.
والجـواز بين العيلتيـن هو اللي هيصلحهـا وجواز ولاد كبـار العيلتين هيخلي الكـل يفكر قبل ما يعمل اي حركه، تفكيره سليـم.
بس خـالد خاطب من يجي شهـرين ومفيش بقي غير أحمد و مستحيـل يوافق يتجـوز بالطريقه دي. 
سميـر: يعني هو يا عمي جـاهز للجواز ولا لسه بيدرس. 
عاصم: لا لا، خلص وبيشتغل و شقته جاهزه كمـان. 
سميـر: طيب حـاول تقنـعه يمكن يـوافق. 
عاصم: البت زينه يعني وكويسه! 
سمير: لا، دي البلد كلها بتحلف بأدب وأخلاق بنـات الحـاج سامي. و بعدين دي تنقيه جدتي وأمي. 
عاصم بضحك: لا خلاص اتطمنت، سيبني اتصرف أنا مع أحمد. 
بـاك. 
خـالد: بس يا سيدي هي دي كـل الحكـاية، وقررنا اننا ندبسك. 
أحمد: أنا في فيلم عربي! يا خالد إزاي تقرروا حاجه زي دي من غير رأيي! دا مستقبلي! 
خـالد: متقلقش حلوه. 
أحمد بغضب: أولا أنا اللي فارق معايا أني أختار واحده شبهي و أكون مرتاح معاها، ثانيـا بقي دي بقت مراتي. 
خالد بضحك: عشان قولت حلوه يعني! 
أحمد: أسكت يا خالد بقي، اخرس خـالص. 
سامي: تعـالا يا ولدي شوف عروستك. 
تحـرك أحمد خلف الرجـل و صعد للطـابق العلوي من المنزل الذي أجتمع بـه كبـراء البلد، أخذه الرجـل لأحد الغـرف التي أمتلأت بالفتيـات، صديقـات إبنتـه. 
سـامي: مـعلشي يا بنـات روحوا ساعدوا الحـاجه تحت. 
تحـركت الفتيـات للخـارج ينظرن لأحمد الذي كـان يبحث عن الفتـاة التي تزوجها ولا يعـرفها. 
حتي تبقت بالغـرفه فتـاة واحده فقـط، كانت عينـاها بالأرض ولم تنظر له ولكن كان الحز'ن باديا علي وجهها و عيناها منتفختـان من أثر البكـاء. 
وعندما رفعت نظـرها له، رأي إنكسـارا بعينيهـا، مجبـر'ه علي الزواج بالتأكيد. 
لم ينظر لأي من ملامحها ف تعـلقت عينه بعينـاها الحزيـنه، فقط لبضع ثواني ثم عاد لغضبـه من جـديد. 
سامي: رقيـة بنتي، عـروستي الحـلوة اللي مفيش في جمـالها مش كدا. 
أومأ أحمد بيديه وهو يقترب تجـاهه ومد يده ليصـافحها، نظرت له ثم لوالدها و مدت يدها هي الأخري. 
سامي: أقعـدوا هقول كلمتين و اسيبكم لوحدكم شويـة. 
نظـرت رقيـه لوالدها يإضطـراب. 
سامي بحزن: أقعدي جمب جـوزك يا بنتي..
جلس أحمد و بتوتر شديد جـلست هي بجـواره علي الأريكـه وأمامهم والدها. 
سامي: بص يا أبني، أنا وبنتي مجبـو'رين عليك، مش عشـان أي حاجه فيك لا سمح الله، أنا لما سألت عنك عرفت أنك زينـة الشباب، و يمكن لو كنت من نفسك جيت وأتقدمت لبنتي كنت وافقت. 
بس الفكره في الطريقه اللي حصـلت بيها الجـوازة، زي ما أنت كنت عـاوز أن النفوس تهدي أنا كمان كنت عـاوز، و زي ما أنت مقدرتش تك.سر كلمة جدك كبير عيلتكم انا كمان مقدرتش أك.سر كلمة أبويا. 
بس أنا لو كنت عـرفت عنك انك متناسبش بنتي أنا مكانش هيفـرق معـايا أي حد و كنت بنفسي أديت للعيلتين البن.زين والنا'ر يولعوا في بعض. 
دي مش بنت عـاديـة، دي أغلب من الغلب و قلبهـا طيب، كيف الورده يا أبني وحتي بنتي زياده عنه ومفيهاش شوك. 
خاتمـه كتـاب ربنا و عمري ما جاتلي مشكـله من ناحيتهـا ومعـاها كليـة تمريض. 
و أخلاقها الناس كلها تشهد بيهـا. 
هتحتـرمها هتشيـلك فـوق رأسهـا، هتكسرها هتلاقيني أنا اللي واقفلك. 
متزعـلش مني يا أبني، بس أنا أب ملوش غير بنـاته وبس، أنا ربيتهم لوحدي يا أبني، وجدتهم كانت شديـدة مش بنفس حنية أمهم الله يرحمها. 
و أخـر حاجه عـاوزك تصبر عليهـا شويـة، يعني أنت صحيح جوزها خلاص بس أنت شايف كل الموضوع جه بسرعه إزاي. 
أحمد: والله حضـرتك أنا مش عـارف أقول اي، يعني متقلقش عليهـا أكيد، هي بقت مسئوليتي وأنا عاقل و واعي بما فيـه الكفايـه. 
سامي: متقولش حاجه، أنا المهم بالنسبالي انك تسمع الكلام اللي قولته، هسيبكـم شويـة تتكلموا براحتكم. 
تحـرك والدهـا مغـادرا الغـرفه، كان نظر أحمد معلقـا بهـا، يحـاول أن يقرأ ملامحها ولكنها كانت مليئـة بالحزن فقط سقطت منهـا دمعه فمسحتهـا سـريعـا ف أعطـاها احمد منديـلا ثم ذهب ليجـلس أمامها لينظر لهـا مباشرة من أمامها. 
أحمد: متقلقيش أنا مش سئ أوي كدا، أنتي عندك كام سنه يا رقيـة؟ 
رقيـة: 24 سنه.
أحمد بسخريـة: هما مخلينا نتعـرف علي بعض بعد كتب الكتـاب، والله كريمين اوي، طيب خليني أعرفك شوية معلومات عني لو حـابه! 
رقيه: تمام. 
أحمد: أنا محـاسب، في شركـة كويسه و مرتبي معقـول، ليا ربع شراكه كدا في مطعم يعني كمصدر إضافي للدخل ف عـايش مرتاح الحمد لله. 
بصي أنا مش معقـد، بحب الحيـاه و طبعا ليا حدودي في كـل حاجه. 
و كمـان أنا ختمت القرآن قبل كدا الحمد لله، بصي مبحبش أتكلم أوي في الحاجات بتاعت العبادات دي. 
هبقي كداب لو قولت أني مش مهتم أعـرفك لأنك خلاص مراتي و في خلال النص ساعه اللي فاتت دي سمعت عنك كلام كويس جدا. 
حاسك هـادية ولا بسبب الموقف وكدا، يعني مش هاخد إنطبـاع عنك من المره دي ماشي! 
رقيـة: ممكـن متزعلش، بس أنت مش حـاسس أني أنا وأنت أتظ.لمنا بالجـوازة دي!!! 
أحمد: وبعد ما نكـون اتظ.لمنا! هتعمـلي حاجه؟ هتنزلي دلوقتي لجدك تقوليلـه أنا مش موافقه ومش عـاوزاه! 
رقيـة: دا مجـرد سؤال. 
أحمد: بس السؤال دا هيضايقك، فكري أفضل في كلام والدك لما قـال أنه ممكـن يحر'ق العيلتين لو قرارهم مؤ'ذي ليكي. 
رقيـة: مفيش حد زي بابا، هو الوحيد اللي هيهتم لمصلحتي. 
أحمد: أنا قولتلك مش هاخد عنك إنطباع من المره الأولي وأنتي حكمتي عليا علطول أني مش هكون مهتم.
رقيـة: إنت غريب! إزاي كـل دا مش مضايقك، إفترض إن أنا مش البنت اللي أنت بتتمنـاها. 
أحمد: لو هفتـرض حاجه، هفترض أن النصيب جمعني بيكي بالشكـل دا عشان أنتي اللي مكتوبـه ليا وأنا مكنتش شايفـك. 
رقيـة: تمـام، أنا فاهمـاك، بس مش هقـدر أكون زيـك كدا، يعني محـتاجه وقـت. 
أحمد: معندنـاش أكتر من الوقـت نديـه لبعض. 
تحـرك أحمد للخـارج مغـادرا الغـرفـه، هو منزعـج بالطبـع ولكـنها بالطبـع أكثر إنزعـاجا منـه، أكثر تعبـا، وأكثـر تأثرا بالأمر و سيستغرق تجـازوه وقتـا طويلا بالنسبه لهـا. 
كـان الجميـع بالأسفل، العديد من الاشخاص لا يعـرفهم، جده يجـلس بجـوار والده ولا يتحـدثـان، فمنذ أختـار والده الإبتعـاد عن منازعـات العائلتيـن والجد لا يتحـدث معه، وبجـوارهم خـالد يتحدث مع سميـر الحفيد المفضـل لجـدي. 
عبد المنعم: أعمل حسابك بكرا الفـرح. 
أحمد: وهنرجع القـاهره. 
عبد المنعم: وه! ومين هيبقي يجـيلك القـاهره يباركلك! 
أحمد: يا جـدي الله يبـارك فيك، بس أنا عندي شغـل. 
عبد المنعم: ما تشوف أبنك يا عاصم! 
عاصـم: أسمع كـلام جدك يا احمد. 
سامي: يا ابني مينفعش تسافروا بالسـرعه دي.
خـالد: خد أجـازة يا احمد! 
أحمد: حلولك جاهزه علطول كدا! 
خـالد: اه، عشان لسه شقتك فيها شويـة حاجات عاوزة تتظبط. 
أحمد: أنتوا ظبطوا الشقه علي مزاجكم! 
خالد: متقلقش حلوة. 
أحمد: والله! أنا مصدوم فيكوا والله، طيب أسمعوا، أخر كلام عندي، مفيش فرح و أنا هاخدها وأمشي دلوقتي حالا، لو سمحت بقي يا عمي. 
عبد المنعم بعصبيه: أنا جولت كلمه.
عـاصم: خـلاص يا احمد كلمة جدك لازم تنفذهـا. 
في المسـاء كان أحمد جـالسا في غـرفته القديمـه في بيت جـده، كان الفراش أقصر منه ف لم يستطع النـوم و جلس يقضم أظافره بعصبيـه. 
كان خالد ينظر له من حين للأخر ولكن بادله أحمد بنظرات مليئـه بالغ.ضب ف فضل خالد الصمت. 
فتح هـاتفه بملل ثم تذكـر أن والد رقية أعطـاه رقم هاتفهـا صباح اليوم. 
قام بالبحث عنها في تطبيق الواتساب و قام بمراسلتهـا. 
أحمد: متيجـي نهر'ب! 
علي الجهـه الأخري تلقت رقيـة الرساله وهي تبكي، كان رقما غريبا ولكنها عرفتـه من صـورته.. 
رقيـة: المفـروض تهـر'ب مني مش تهـر'ب معايا. 
أحمد: لا والله دا أنتي حد لذيذ خالص، عاوز أهرب من جدي قبل ما أصلحله أي أخطـاء تانيـه، أنتي عـارفه لو جدي وجدك كانوا شباب صالحين زينا كدا مكـانش كل دا حصل، لا بس ازاي هما يتشـاقوا في زمانهم و يموتوا في بعض و إحنا نلبس. 
كـانت صامته، لا تعرف بمـا تراسله ف أكمل هو حديثه!. 
أحمد: بتعـرفي تعملي محشي! 
رقيه: ايه!! 
أحمد: بتعـرفي تعملي محشي! 
رقيه: ايه!! 
أحمد: محشي! بتعـرفي، أصل والله من ساعه ما ماما أتوفت و الحيـاة مع أبويا ناشفه أوي و زهقت من الأكل المعجن، هو حلو وكل حاجه يعني الراجل كتر خيره بس الواحد متعشم فيكي. 
رقيه: بعرف. 
أحمد: متقلقيش أنا مش أقصي طموحاتي في الحيـاة المحشي يعني. 
رقيه: طيب أي هي طموحاتك! 
أحمد: طبق المحشي اللي مرات عمي شايلاه في التلاجه. 
رقيـه: ما شاء الله. 
أحمد بضحك: أنتي شخصيـة إنطوائيـة صح! 
رقيه: مش أوي، بس مش إجتماعيه بردو. 
أحمد: طيب أنا مش هضغط عليكي في أنك تتكلمي معـايا، أنا بس كنت حابب نخفف التـوتر بينا. 
رقيـة: هو أنت وافقت ليه؟ كان ممكن ترفض علفكرا. 
أحمد: أنا فعلا فكرت أمشي النهـارده، الفكره أن بابا حطني قدام الامر الواقع، عارفه لو كان قالي اه كنت هفكر واه وقتها كنت فعلا بشكل كبير هرفض،او مش عارف  يمكن وقتها كنت هفكر بنفس الطريقه اللي فكرت بيها النهـاردة و أوافق. 
رقيه: طريقه اي! 
أحمد: مر قدامي كل حاجه أبويا عملها عشاني، هو ضيع حياته علينا فعلا، أنا مكنتش عـاوز أكسر كلمته قدام جدي، و كمان فكرت فيكي، مكانش هينفع اسيب كل حاجه وأمشي. 
رقيه: أنا حاسه إن حياتي وقفت. 
أحمد: الحياة مبتقفش يا رقيه إحنا اللي بنقف، الحياة بتستمر، ومش هتقف علي جوازك من شخص متعرفيهوش. 
أنتي حـره في قرارك معايا، مش هجبرك علي أي حاجه، بس خدي قرارك قبل ما أحب وجودك معايا واتعود عليكي عشان أنا مش هقف و هستمر مع الحياة. 
رقيه: علفكـرا أنا مرتحالك مش عارفه ليه! 
أحمد بضحك: أنا أصلا محبوب الجماهير. 
رقيـة: أنت شكلك كدا بتاع بنات.
أحمد بضحك: اه طبعـا، مش أحسن ما أكون بتـاع ولاد! 
رقيه: قصدي يعني بتصاحب وجو الهبل دا! 
أحمد: كنت،طبعا كنت، لو قولت غير كدا ابقي كداب، بس يعني علي تالته جامعه كدا بدأت أعقل و افكر في الطرف التاني. 
البنات بتبني أحلامها بسـرعه و أنا بصراحه أصغر بكتير أني أكسر قلب حد ف بطلت خالص اصاحب وكدا وبقت الحياة ناشفه خالص. 
رقية: حاساك صريح. 
أحمد: جدا، بجد والله، بس أنا أكتر واحد يعرف يحور بس مبحبش أعمل كدا. 
رقية: دا شئ كويس. 
أحمد بضحك: الحمد لله في حـاجه عجبتك فيا.
رقية: مش قصدي والله. 
أحمد: مش هسهرك معـايا أكتر من كدا، نامي كويس بقي و بطلي عياط، مش عاوز هالات سودا عاوز عروسة زي القمر بكرا، صدقيني مفيش أي حد هيجبرك علي أي حاجه تاني، اتفقنا! 
رقية: اتفقنـا. 
أحمد: تصبحي علي خير. 
رقية: وانت من أهل الخير. 
أحمد: صحيح!
رقيه: نعم؟ 
أحمد: هتسجليني اي! 
رقية: هسجلك أحمد. 
أحمد: يا شيخـه! لا لو سمحتي دلعيني شويه؟ 
رقية: أنا لسه عارفاك النهارده الصبح. 
أحمد: يا ساتر يا رب، لا فعلا وجهه نظر، تصبحي علي خير يا مراتي. 
في اليـوم التـالي، وقف أحمد أمام المرأه وبدأ يحدث نفسـه. 
أحمد: أنا مش عـارف دا جنـان ولا دا اي، بس اللي حصـل حصل خلاص.
بس دي جـوازة بجد، أنا مش مصدق اللي حصل دا كان إزاي!! 
هششش أسكت يا عقلي دلوقتي، خلاص أتدبست وخلاص. 
كـان زفـافا بسيطـا، ف العائلتين لا يحبـان بعضهما لم. يضع أحد هما لزفـاف كبير. 
كان رقيـة حزينـة، مضطـربـه وخائفـه. 
وأحمد بجـوارها مضطـرب هو الأخر، في النهـاية بجـواره فتاه لا يعـرفها يقال عنهـا زوجتـه. 
لم يكن لديه حلا أخر، لم يكـن ليهين والده أمام أهل القرية جميعهم، أمام جده الذي يلومه دائما علي ترك قريته، دائما ما يجزم بأن والده فشل في تربيـتهم ولكنها ليست الحقيقـة. 
في نفس الوقت لم يكـن سهلا لأحمد أن يسامح أبيـه وأخيـه، هو لم يحـادثهم من اليـوم الماضي. 
عندمـا إنتهي الحفـل وأخذ أحمد بيـد رقيـة الي تلك الغرفة التي جهزها لهم جده، بشكل مؤقت حتي يعود بها لشقته في القاهره. 
كانت يدهـا بارده و ترتجـف، هي لا تثق به، ولا بوعده لها أو لوالدها، وهو ما استنتجـه من توترهـا. 
أحمد: غريب الجد مين فـاهمه! 
رقيـة: أنا هغيـر الفستان فين! 
أحمد: جميـل، خليكي بيه عشان هو مفيش غير هنا. 
رقيـة: هو أصلا كدا كدا مش مضايقني. 
أحمد بضحك: هنصيع، دا أنتي هاين عليكي تـولعي فيه، عمتا أنا خـارج أتوضي عشان مصليتش العشاء، غيري بسرعه. 
رقية: تمام. 
ذهـب أحمد وتوضـأ ثم عـاد لها، وجـدها تحت الغطـاء نائمـة. 
أحمد بهدوء: رقيه! أنا عـارف أنك صاحيـه. 
رقيه: نعم. 
أحمد: ممكـن نتكـلم! 
رقية: ف اي؟ 
أحمد: عـاوز أقولك حـاجه. 
أعتدلت رقيه و نظـرت له، فتحدث بهـدوء احتراما لخوفهـا. 
أحمد: بصي، أنا عـارف أنك مش متقبلاني و مستحيـل طبعا تكـوني بتحبيني، علفكـرا أنا كمان موصلتش لمرحـله إعجاب أنا لسه معـرفكيش، بس أنا تقبلت اللي حصـل. 
و مش بطلب منك تتقبليـه، خليكي بـراحتك. 
بس أنـا عاوزك تكـوني واثقـة فيا، خلينا صحـاب عادي، بس في نفس الوقـت يبقي في إحتـرام بينا، إحترام مش خـوف. 
كوني علي طبيعتك، أنا شخص بسيط فوق ما تتخيلي، الله أعلم يمكـن أنا مش طـموحك مثلا، الله أعلم بس أنا كدا خلاص يعني قدرك وقع فيـا. 
أنا مبحبش أعدي يوم من غير ما أضحك و أحمد ربنا علي نعمه، حتي لو كـان يومي كله مش ألطف حـاجه، 
مش عـاوز أشوف منك نظره الخـوف والقلق دي. 
رقيـه: أنا مخدتش الوقت الكـافي أني.... 
أحمد: تحسي بالأمان معـايا، أو تثقي فيا. 
رقيـة: بالظبط، أنا محدش فاهمني. 
أحمد: فهميني، مش يمكن أنا افهمك! 
رقيه: أنا عمري ما اتخيلت دا يحصل معايا، مش فاهمه لو كانوا عاملولنا خطوبة كان هيحصـل اي! خايفين مثلا منتوافقش و ننفصل! 
طيب مش دا أحسن ما نتطـلق؟ 
ولا هما بيجـربوا فيا أنهم يربطـوا العيلتين ببعض و لو منفعش يبقي خلاص مفيش أمل، طيب وأنا محدش فكر فيا ليـه! 
بابا فكـر اذا كنت أنت مناسب ليا ولا لا، بس محدش فكر ان عمري ما هكون مرتاحه ان اتجوز حد معرفوش خالص، عمري ما شوفته ولا أعرف عنه حاجه ولا يعرف عني حاجه. 
ما يمكن هو مناسب و كويس وأنا كويسه و منتوافقش! 
أمتي هحس أنه مناسب! بعد ما أخلف منه! 
ليه عملوا استبعاد لخطوات كتير اوي مهمه بالنسبالي، ليه محدش فكر أنا اتظلمت ولا لا، أنا عارفه انك بتفكر ب إيجـابيـه و أني أنا سلبيه عارفه، بس أنا في الموقف دا مش عارفه اشوف غير النقط السودا بس، مش عـارفه اتقبل. 
مفيش بنت محلمتش باليـوم دا ولا باللحظه دي بس انا اتقلبت بالنسبالي كابوس ويا ريت تفهم انه مش بسببك انت لأني كل ما بقولهم كدا بيقولولي احمد شاب كويس، لانه كان ممكن يبقي شاب كويس و مش أحمد، وقتهـا يمكن كان زمـاني دلوقتي مراتـه بالإكراه والله اعلم اذا كان دا مش هيحصـل. 
أحـمد: مش هيحصـل، ومش هقـولك ثقي فيـا لأن واضح إن كسب ثقتـك صعب. 
بس أنا قد وعدي، أنا مش هقدر أوفرلك الوقت اللي كنتي محتاجـاه، بس هقدر اوفرلك الوقت اللي هتحتاجيـه من دلوقتي أو من أول النقطه اللي بقيتي فيها مسئوليتي أنا، أنا هقدر اقدملك الوقت اللي تحتاجيـه، وعشان أنا كمان محتاج وقت أفهم فيه كل اللي حصل. 
دلوقتي نـامي، بس بجد مش تمثيل ماشي. 
رقية بتعب: مـاشي. 
ذهب أحـمد وأستلقي علي الأريكـه بعد صلاتـه، نظـر لها وهي تحـاول إغماض عينيها ولكن التفكيـر يكـاد يقتلهـا، أطفأ احمد الضوء لعله يسـاعدها قليلا ثم ذهب هو الأخر في نوم عميق. 
في الصبـاح التـالي، كانت رقيـة أول المستيقظـين، لا تريد أن تقـابل أي أحـد، لا تريد أن تـري أحد، حتي والدهـا، هي مستأه و تشعـر بالحزن و الإحبـاط. 
ترددت قليـلا ثم ذهـبت وقفت بجـوار أحمد و حاولت إيقـاظه. 
رقيـة: احمد. 
أحمد بنوم: لا مش رايح. 
رقيـة بإستغـراب: مش رايـح فين؟ 
أحمد بإستيـعاب: معلشي، صباح الخير، الساعه كـام؟ 
رقية: تقـريبا تسعـه. 
أحمد: لسه بدري سيبيني أنـام شوية. 
رقيـة: أنا عـاوزة أمشي من هنـا، مش عـاوزة أقابل حد. 
أحمد: اي؟ 
رقيـة: مش عـاوزة أقابـل حد. 
أحمد: ليـه؟ 
رقيـة: مخنـوقه... 
أحمد: بس مينفعش، والدك هيجي هو وجدك عشان يباركولك. 
رقيه: ممكـن تقولهم أن حصل مشكـله في شغلك وكان لازم تمشي و خدتني معاك. 
أحمد: هما في الأول وفي الأخر أهلك يا رقيه، أوعدك نمشي أول ما يمشوا. 
رقيـه: أنت رأيك كدا! 
أحمد: أيـوا. 
رقيـة: بس توعدنـي أننا نمشي بعد ما يمشوا علطـول! 
أحمد: حـاضر، اوعدك. 
بـارك الجميـع لهمـا و أستقبلا تهنئه الجميـع بإبتسامه، برغم غضبهم من الجميـع بلا إستثناء، بالفعل كان أحمد غاضبا من الجميـع إلا رقيـة. 
ورقيـة لم تملك إلا الحـزن، حتي من أحمد حتي ادركت بأنه في نفس موقفهـا. 
كـانت ثيابهـا لا زالت في حقيبتهـا ولم تخـرجهم منها، تنـاولوا طعـام الغداء، كان ذلك اول طعام تضعه رقيه في فمها منذ يـوميـن، تنـاولت القليل ثم قررت ان تشـرب عصيرا مليئ بالسكـر حتي تتحمل السفر الذي وعدها به أحمد. 
رقية: أصبلك معايا عصير؟ 
أحمد: لا شكـرا. 
رقيـة: طعمه حـلو، أنا بصراحه بحبه سـكره زياده شوية. 
أحمد: بتحبي الحـلويات. 
رقيـة: اه أوي،وانا صغيـرة كانت سناني كلهـا مسوسه و كـانوا بيقعـوا قبل معـادهم. 
أحمد بضحك: أنا كنت بسـف السكر زي النمل. 
رقيه بضحك: وأنا. 
أحمد: بس خـلاص، مبقيناش مناسبيـن لبعض. 
رقيه بعدم فهم: هو اي! 
أحمد: أنا عنـدي السكـر، من وأنا صغير، يمكن دي الحاجه الوحيـدة اللي ورثتهـا من أمي، بعد ما خالد خد كل حاجه نفس طبعهـا و شكـلها و إسلوبهـا، حتي حبهـا. 
أنا بحـب خالد أوي، هو صاحبي المخلص، مش الوحيد لأن عندي أصحاب كتير بس هو اقربهم، بس مش عـارف ليه حـاسس الدنيا حالفه ما تسيبنا في حـالنا، وكل حاجه حبيتهـا هو كمان حبهـا، وحبت توجـب معايا زيـاده و مفيش مره أنا اللي فـوزت بالحـاجه دي، حتي لو كـان ممكن نتشـارك الحـلم سوا، زي كليـة الهندسه مثلا.. 
بس أنا بحـبه أوي والله، يعني دا أخويـا، مفيش حد مبيحبش أخوه، بس هو إحساس تاني كدا بيوجـع... 
أنا دوشتك في الجانب المظلم بتـاعي أنا هروح أقعد مع جدي اجلد ذاتي شوية... 
تحـرك أحمد للخـارج و تبعتـه رقيـة بعينهـا، صامتـه، لا تعرف ماذا يمكنها ان تقول له حتـي. 
وضعت فستـانها في الحقيبـه و تركت ثيـابها التي سترتديها فقط في الخـارج و أغلقت الحقيبـة و أستعـدت للذهـاب لمدينة جديدة. 
حضـر والدها و جدها و خالتها و أختها بعـد وقت قصيـر، خرجـت لتقابلهم فـوجدت أحمد يمزح ويتحـدث مع والدهـا، ألم يكن حزينا من دقائق!! 
سامي: ألف مبروك يا بنتي ربنا يسـعدك يا رب. 
رقيـة: الله يبارك فيك يا رقيه. 
سامي بحـزن: زعلانه مني يا بنتي؟ 
رقيـة بدموع: لا يا بابا مش زعلانه منك. 
ضمها والده بحنـان ثم أتجهت لأختها ولخالتها، كانت تنظر للجميـع بعينيهـا كنظـره وداع لهـم.. 
حزينـة، متألمه، مضطربه و باكيـة. 
عندمـا رحلوا عـادت لغـرفتها وجلست تبكـي لم يقاطعها سوي صوت أحمد. 
أحمد: جـاهزه! 
مسحـت دموعها سريـعا ولكنه رأها، ذهب تجـاهها و وقف أمامها مبـاشرة. 
أحمد: علفكـرا الدموع مفيـدة جدا للبشـرة، أعملي بيها مساج لوشك، مش هتبقي حزينه و بشرتك تبوظ كمان.. 
ضحكـت رقيـة و نظرت له ف أحضر منديلا ورقيا ومسح لهـا دموعهـا ثم أخذ حقيبتهـا للخـارج بدون أن يسألها اي شئ. 
دلفت بجـواره في سيـارته و هي تشعر بأن حياتها علي وشك الإنقـلاب، أما أحمد فهو يعود لعالمه لا أكثر. 
أحمد: متأكـده! متأكده إنك عاوزه تكمـلي معايا!! 
ويتبـع.. 
أحمد: متأكـده! متأكده إنك عاوزه تكمـلي معايا!! 
رقيـة: أيوا. 
أنطـلق أحمد بالسيـارة، مبتعدا عن القريه و عن مدينتهـا و عن المحافظـه في طريقـه لمدينـة القـاهره. 
الأصوات العـالية و الشوارع المزدحمه و صوت أبواق السيـارات، مختلف كليا عن ما عاشتـه حتي عندما كانت تذهب يوميا للمدينه التي تتبعها قريتهـا. 
توقف أحمد بهـا في أحد الشـوارع، كان الحي جيدا و نظيفا و كل المباني به جديدة نـوعا ما. 
صعـد وهو يحمـل حقيبـتها حتي توقف أمام شقته. 
أحمد: احنا كنا قاعدين في بيت تاني، من سبع سنين تقريبا او تمانيه اتنقلنا هنا، شقة خالد فوق الشقة دي و شقتنا فوقهـا، بس هي لسه فيها حاجات مش جـاهزة، والدك بعت كل حاجات الجهاز والعزال تقريبا وخالد قالي أن صحابه حطوهـا فوق ف صعب نقعد فيهـا، ف هنفضل في أوضتي هنا علي ما نجهزها. 
رقيه: ماشي. 
أحمد: تعالي نحط الشنطه دي واوريكي البيت و بعدين أطلع أوريكي الشقـة. 
دلف أحمد و خلفـه رقيـة، تشعر بالتـوتر، كان المنزل هادئا في أثاثـه و ألوانه، مرتبـا. 
أما غـرفه أحمد فكـانت في حـالة فوضويـة.. 
أحمد: بصي هي يعني الأوضه حلوة والله وفيها بلكـونه، بس أنا اللي معفن شوية. 
رقية بصدمه: متقولش علي نفسك كدا بس. 
أحمد بضحك: أنتي مصدومه ليه كدا، هروقها والله هتبقي حلوة. 
رقيـة: أنا هساعدك فيها بس عشان أنا لسه عـروسه بعد كدا هبقي اعملها انا، مش هخليها توصل للحاله دي أصلا.. 
أحمد بضحك: أيوا كدا حسسيني أني اتجـوزت، بس هو أنا اصلا متعود أعمل شغل البيت و كذلك بابا وخـالد ف أنا لقطه متقلقيش، متخليش منظر الأوضه يديكي إنطباع خاطئ عني. 
رقيه: ماشي، هثق فيك المره دي. 
أحمد: طيب تـعالي شوفي شقتنـا. 
سحبهـا أحمد من يدهـا و صعـد بهـا للأعلي، وضع المفتـاح ثم نظـر لها و أردف. 
أحمد بضحك: برجـلك اليمين يا عـروسه. 
دلفـت رقيـة و نظـرها معلق بالداخـل، بذلك المنزل الذي سيصبـح بيتهـا، هل حقـا سيصبح بيتهـا! تشيب بـه وتربي أبنـاؤها، منه هو! 
نظرت له رقيـة خلسـه و عندمـا نظر لها و هو يتحـدث معهـا أبعدت نظرها عنه سـريعـا و تحـركت للداخـل لتـري المنـزل. 
أحمد: يلا بقي؟ 
رقيه: علي فيـن تـاني؟ 
أحمد: اي مجـوعتيش! هنـروح نتعـشي سوا، تحبي تـروحي مـاك ولا مشـويات أحلي! 
رقيـة: أنـا مش جـعانه، خليـها مرة تـانيه ممـكن أعملك أكل هنا بما أنك جوعت. 
أحمد: طيـب مثلا ننزل نتمشي شـوية ونجـيب أكل وإحنا جايين، ما أنا مش هخليكي تطبخي أول يوم كدا. 
التمشيـه رائعـه، خصوصـا عندما يكـون بجـوارك شخصـا تسـكن إليـه، بالرغم من أنهـم لا يعـرفون بعضهـم تقـريبا فكـانا كالغريبيـن، يرتبكـان ويرتبـان كل كلمة قبل قولهـا، يفكـران في كـل تصرف قبل فعـله ولكـن كونـها لا تعـرف غيره الآن، كونهـا أختارت وإن كـان بعقلهـا أن تذهب معـه، فربمـا علي القلب أن يخطط للتأقـلم. 
مـر إسبـوعيـن علي حيـاتهم سـويا، يذهـب في عملـه في الصبـاح وتقضي هي يومـها في غرفتـه او تجـلس مع والده قليـلا، يأتي في المسـاء ليجـلس قليلا معهـا ومع والده قبـل ان يذهب للنـوم علي الأرض. 
في أيـام الأجـازة يتـابع تنظيـم شقتـه والتي أصبحت فعـلا علي وشك الإنتهـاء بفضـل خالد و أصدقاءه، و تولت رقيـة الترتيب أو اللمسـه الأخيـرة كما تسميهـا، الليلـه إنتهت بمفـردها من ترتيب كل ثيابهـم و كل الفرش في دولابهـم، و ترتيب حاجاتـهم علي « التسـريحـه»  وقامت بوضـع فرش جديد. علي فراشهم و سجـادة انيقـه وكذلك ستارة تتلائم معـها فأصبحت غرفتـهم جـاهزه ليعيشوا بهـا سويـا. 
علي عكـس المطبـخ الذي ينقصـه بعض الأغراض.. 
رقيـة: دا العصيـر بتـاعك. 
أحمد بضحك: هاتي المر هـاتي. 
رقيـة: أحطلك نص معلقـة سكر. 
أحمد: لا لا أنا أتعـودت عليـه، خلاص. 
أمسـك برقبـته متألما و هو يشـرب العصيـر، نظرت له رقيـه بتأنيب ضميـر، فهو ينـام علي الأرض منذ أسبوعيـن تقـريبا، ربمـا عليهـا أن تنـام هي علي الأرض لبعض الـوقت، لم يتبقي الكثيـر حتي ينتقلا لشقتـهم، وقتها ستصـر أن تنـام هي علي الاريكـه بالصاله، ف غرفه الأطفال خاليه من كـل شئ ولا يوجد بهـا سريرا حتي. 
رقيـة: بابا قـال أن بكرا معزومين عند أهـل خطيبـة خالد. 
أحـمد: بمنـاسبه إي! 
رقيـة: مش عـارفه هو قـال كدا. 
أحمد: مفيش داعي نـروح. 
رقيـة: ليه؟ أنا حـابه أروح وأتعـرف علي خطيبـة خـالد و علي أهلها، أنا كلمتهـا مره علي تليفـون خالد و كانت لطيفـه، خلينا نروح يا أحمد. 
أحمد: لا، عندي شغـل. 
رقيـة: طيب هروح أنا. 
أحمد: أنتـي حره، إعمـلي اللي أنتـي عـاوزاه، بس بعد أذنك أرجع ألاقيكي هنـا. 
رقيـة: حـاضر. 
في اليـوم التـالي وضعت ثيـابها علي الفراش، أيهـما ترتدي في هذا اليـوم، كان هذا في الصبـاح الباكر، دلف أحمد للغرفـة بعدما غسل وجهه بالمـاء و نظر لها مستغربا. 
رقيـة: اي رأيك يا احمد ألبس أي واحد فيهم؟ ولا أطلع أشوف حـاجه في اللبس اللي فـوق. 
أحمد: ألبسي اللي تحبيـه، المهم يكـون محتشم. 
رقيـة: لا الإتنيـن واسعين كدا كدا، بس قولي ألبس اي فيـهم. 
أحـمد: اللي تحبيـه. 
نظـرت لـه رقيـة بإحبـاط و جـلست علي الفـراش صامتـه، فتحـت عينيهـا بصـدمه عندما وجـدته يغيـر قمصيـه أمامها للمره الأولي فوقفت وحـاولت التسلل للخـارج ولكن سقط قلبهـا بقدمهـا عندما أمسك بيدهـا. 
أحـمد: إلبسي الأزرق، في فطـار؟ 
صمتت رقيـة قليلا ثم تحـدثت بهدوء برغم دقات قلبهـا المتسارعه من شـدة خجـلها منه. 
رقيـة: إديـني عشر دقايق وهحضـره. 
تـركهـا و هو يغـلق أزرار قميصـه و غادر الغـرفه وخـرجت خلفه تجـاه المطبخ ولكنه أوقفهـا. 
أحمد: مش لازم هفطر في الشركـة. 
رقيـة: ليه، ما دقايق وهيجـهز. 
أحمد: مفيش داعـي، سلام. 
دلفـت رقيـة للداخـل مرة أخري، أختـارت الفستـان الأزرق و وضعـت الفستان الأخر بالخزانـه، اخذت قميصـه عن الأرض وخـرجت من الغـرفه وضعـته في «الغساله» ثم بدأت في تحضـير الإفطـار لوالده و أخيه ولهـا أيضـا، في ظهيـرة اليـوم ذهبت مع خـالد و والده لمنـزل تلك الفتـاة، كانت العائلـة لطيفـة وكذلك الفتـاة وقضـي الجميع وقتـا رائعا تعـرفت به رقيـه عليهـا فهي ستصبح يـوما ما « سلفتهـا»  وسيعيشون تحـت سقف واحد ثم عـادا للمنـزل وكـان الوقت متأخـرا... 
دلفـت رقيـه لغـرفتها لتفزع عندما وجـدت أحمد يجـلس علي الفـراش ونـظرت للغـرفه كـانت في حـالة فـوضي. 
رقيـة بحزن: ليه عمـلت في الأوضـة كدا؟ 
أحمد: أنا حـر، دي أوضتي. 
رقيـة: بس أنا بتعب في ترويقهـا وكنت سايبـاها نضيفـه، كنت بتـدور علي إي؟ 
أحمد: التيشرت اللي قلعـته الصبح. 
رقيـة: حطيته في الغسيـل. 
أحمد بعصبيه: ليه؟ أنا طلبت منك تغسليـه!! مهو لو هتطوعي و تاخديه يبقي تغسليه يا إما تسيبيـه مكـانه. 
رقيـة: أنا، أنا كنت هغسل الهدوم كلها بكره..
أحـمد بغضب: روحي هـاتي التيشرت من الغسيـل يا رقيـه، وسخني الأكـل. 
رقيـه: أنا، معملتش عشاء. 
أحمد: ليـه!! اااه صح كنتي بتتفسحي. 
رقية: بتفسح! أنا كنت مع بابا وخـالد زي ما انت عـارف. 
أحمد:و أنا قـولتلك أرجع ألاقيكـي هنا حصل ولا لا؟ 
رقيـة: تمـام أنا أسفـه. 
أحمد: أنتي بتـاخديني علي قد عقـلي! اللي هو أسفه بقي خلاص متصدعنيش! 
رقيـة بغضب: هو في أي أنا مش فاهمه حاجه!! اي اللي حصل للي أنت عامله دا؟ 
أحمد بغضب: متعليش صوتك فـاااهمه!! 
تـركـها أحمد وغادر الغـرفة غاضبا و صفع الباب خـلفه بقـوة، جلسـت رقيـة مكـانها و هي تبكـي، ما الذي حـدث معه، جعله يتحدث معها بهذه القسـوة للمره الأولي، للمرة الأولي جعلهـا تبكي بدلا من التخفيف عنها فراقها لأهلها و بيتهـا. 
قـامت بضب كل الثيـاب و وضعهـم مكـانهم مرة أخري، ثم بـدلت ثيابهـا و خرجت لتحضيـر طعام لـه، لم يكـن بالخـارج فهو غـادر المنزل بأكمله، أنشغلت بالمطبـخ لمدة سـاعة حتي سمعت صوت الباب يغلق و بعد دقائق كـان بالمطبخ امامهـا، لم يتحدث معهـا و أخذ كوبا من الماء و ملعقه كبيرة من السكـر دوبها بالمـاء و شربهـا دفعه واحده ثم غسل الكـوب و ترك المطبـخ و خرج، أيقنت رقية أنه يجـلس بالشقـة العلوية. 
وبالتأكيد مستوي السكر بالدم لديه إنخفض لعدم تناوله طعامه في وقتـه، وضعت الطـعام علي صينيـه وصعدت بهـا للأعلي. 
أحمد: نعم؟ جايه هنا ليه! 
رقيـة: ممكـن تاخد الصينيه مني و تخـليني أدخـل. 
أحمد: لا، مش عـاوز أكل.
دلفـت رقيـه  دون إنتظـار إذنه و وضعـت صينيـه الطعـام علي الأرض ثم أعتدلت ونـظرت له، كان لايزال يقف مكـانه أمام الباب ينظر لها بضيق، إقتربت مـنه وأمسكت بيـده و سحبـته للداخل قليلا و أغلقت الباب. 
رقيـة: ممكـن تقعد تـاكل، أنا عـارفه أنك أكيد جعـان و كمان عشان متتعبش. 
أحمد: وعلي أي يا رقيـه، ما كنتي خليكي معاهم تحت و انضمي بقي ليهـم و خليكي معـاهم، عشان أحمد ممل ومريض. 
رقيـة: أنا مليش غيـرك هنا يا أحمد، أنا هنا معاك وبس، أنا كنت بس بحـاول أكون جزء من عيلتك وأحمد مش ممل، هو هيتعب فعـلا لو مأكلش دلوقتي. 
أخذت من الطـعام بالمعلقـه وقدمت يدها تجـاهه لتطعمه بنفسهـا ولكنـه أدار وجهه و نـظر أرضـا، تركت الطعام وذهبت لتجـلس أمامه ولكـن وجدت عينيه مليئـه بالدموع، أمسكت بيده و تحدثت بهدوء. 
رقيـة: مـالك يا أحمد، أنت كـويس؟ 
أحمد: يعنـي مش هتقـولي عليا عيـل لو حكيتلك!! 
ويتبع.. 
أحمد: يعنـي مش هتقـولي عليا عيـل لو حكيتلك!! 
رقيـة: أنت عمرك ما كنت بالنسبالي عيل، أنت الراجل اللي أنا مسنوده عليه دلوقتـي. 
أحمد: رقيـة أنا دايمـا لوحدي، علطول، بابا و خالد دايما واخدين صف بعض و بينهم أسرار كمـان وأنا لا،  ولما أنتي دخلتي حياتي قولت خـلاص هي دي اللي هتكـون صاحبتي و هتكـون حبيبتي كمـان بما اني عمري ما أتحبيت، أنا عمري ما كنت وحش مع حد مش عارف ليه مكانش ليا أي مكـان في حياة النـاس اللي عايش معـاهم، و أهو أنتي كمـان بقيـتي تروحي معاهم مشاوريهم الممله ومستمتعه بيهـا كمان. 
رقيـة: إنت لازم تبقي عـارف أني هنـا معرفش غيرك، حياتي كلهـا بقت متعلقـه بيـك، و إنت صاحب كويس و اللي حـواليك هما اللي معرفـوش يكسبوك. 
أحمد: طب و بالنسبه لحبيب اي مش جـاية معـاكي دي!! طيب ممكـن حضن طيب؟ بريئ والله. 
رقيـة: حساها بتقلب معـاك إستغـلال للموقف، كـل يا أحمد عشان الأكـل هيبرد. 
أحـمد: حـاضر، أنا أسف أني أتعصبـت عليـكي. 
رقيـة: لا لا مش بالسهـولة دي، هتاخدني وننزل نتمشي. 
أحمد: دا إحنا عنينـا يا باشا. 
جـلست رقيـة تشـاهده و هو يتنـاول طعـامه بهدوء، إكتشفـت جزءا جـديدا في شخصيـته، ربما أخبرها من قبل بأنه شخصيـة عصبيـه ولكنهـا رأت اليوم بعضا منهـا و لكنهـا إستطاعت التعـامل معهـا هذه المـره، هو كالطفـل يحتـاج معامله هادئه، لأن الغضب سيزيـده عندا. 
هو أيضـا يشعـر بالوحـدة و لا يريد أي شخص، يريد شخـصا يكـون معه هو فقط، بشكـل مميز ، شخص في منطـقة الأمان الخـاصه به. 
كمـا وعدهـا خـرج الإثنـين للتمشيـه سويـا، كانت الحـادية عشـر في منتصف الليـل، جنبـا إلي جنـب يتحـدثـان سـويا في العـديد من الأمور ثم عـادا للمنـزل.. 
رقيـه: أحمد. 
أحمد: نعم!! 
رقيـة: أنت، ممكـن تيجي تنـام هنـا، هنا في الجمب دا، عشان يعني رقبتـك وجعتك، ب بتبصـلي ليـه كـدا، بقـولك اي أنت تيجي هنـا بكل أخلاق ساميه. 
ألقـي بمخدته بجـوارهـا و ألقي بنفسـه بعدها، متمددا علي ظهـره و هي تجـلس علي الطرف الأخر من الفراش و قدمهـا بالأرض، أمسك بيدهـا و وضعهـا علي شعـره و أغمض عينيـه مبتسما. 
أحمـد: بحب لما حـد بيلعب في شعـري. 
نظـرت لـه رقيـة بريب، هل أخطأ فهمهـا الآن!! هي لا تريد التقـرب منه، شعرت فقـط بالذنب لأنهـا تجـعله ينـام علي الأرض بينمـا هي مستوليه تمـاما علي فـراشه، حركـت أصابعهـا في رأسـه فوجدته يبتسـم أكثر و بعض دقـائق ذهب في نـوم عميق. 
في الصبـاح التـالي كان ممسكـا بيدهـا وضاممهـا لصـدره، فتحـت عينيهـا عندما عجـزت عن الحركـه، سحبت يدهـا بهدوء ثم أخذت حجـابها و غـادرت الغرفـه لتبدأ يـوما جـديد. 
تطور الأمر في اليـوم التـالي عندما وجدت نفسـها بين يديـه تقريبا، رأسهـا علي ذراعـه و هو مغمض عينيه بسـلام،  تشعر بالندم لأنها طلبت منه ذلك. 
ولكنهـا إعتادت الأمر فقـد مر شـهرا كـاملا علي ذلك. 
كـانت رقيـة جـالسه تنظر للفراغ بحيـرة و تفكر في شئ  ما، نظـر لها ثم ذهب وجـلس بجـوارها. 
أحمد: في إي؟ 
رقيـة: مش عـارفه أعمل أكل أي لهاجر وأهلها، بجـد محتـارة. 
أحمد: متعمليش حـاجه، هنجيب أكـل من بره. 
رقيـة: من برا ليه، أكـلي وحش؟ 
أحمد: هو في زي أكـلك يا جميـل، يا قمر انت. 
فتحت عينيهـا بصدمـه و أنشغلـت بتطبيق الثيـاب، بينمـا تمدد هو بجـوارها و وضع رأسه علي قدمهـا، سقط فكهها و تحولت عينيه له وكأنها لم تتوقع ردة فعـله... 
أحمد: هو إنتي كدا كدا مش هتحتاجي تطبخي عشان أنا عندي ليكي خبر. 
رقيـة بتوتر: إيه؟ 
أحمد: هنـزور البـلد بكـرا. 
رقيـة بسعـادة: بجد، بابا واحشني اوي، بس أكيد زعلان مني عشان مشيت بالطريقه دي، هو لما بيكلمني مبيجبليش سيرة بس حـاسه أنه مستني يقابلني. 
أحمد: أنا كنت قايـله، مكنتش عـاوزه يبقي قلقان عليكي. 
رقيـة: بجد، يعني مش هيبقي زعـلان مني! 
أحمد: لا مش هيبقي زعلان، إي دا، كتاب إيه؟ 
رقيـة: دي روايـة، بتتكـلم عن والي لمصر كان عنده جـواري كتيرة و هـو وقع في حب جـاريه منهـم. 
أحمد: وإي المميز فيهـا!! 
رقيـة: قصة الحب اللي بينهـم جميـلة، بس في نفس الوقت بتضايقني. 
أحمد: ليه؟ 
رقيـة: عشان هي شخصيه مرحـه و مثقفـه و عندها رأي و بتصمم عليـه، علي عكـسي أنا شخصيـه هاديـه و للأسف مبقدرش أصمم علي رأيي. 
أحمد: كـون كل شخص ليـه شخصيـه يا رقيه مش معناه أن في حد حـلو وحد وحش، يمكـن الملك دا ولا  الوالي كان كره فيهـا الجزء دا من شخصيتها. 
رقيـة: الشخصيـه المرحـه بتنعشق يا أحمد، علي عكسـي.. 
أحمد: وأنتـي محتاجه للعشق؟ 
رقيـة: دا تأثر بالروايـة بس، أنا مبقيتش عـاوزة حاجة قد أني أعيش في سـلام. 
أحمد: إنتي قـارنتي اللي حصل في الروايـة بحياتنـا، إحنا مختلفيـن عنهم، ممكن نحب بعض بشكـل تاني أو بطريقـه تانيه ممكن هما لو أشخاص واقعين يشوفوها أجمل من قصتهم، الحب بيجي لكل شخص بطريقه معينه، بيحس بيه بشكل معين، بس هو في الأخر حـب مهما إختلفت طرق الشعور بيه او التعبير عنـه، يعني مثلا نومي كدا علي رجلك حب ليـكي وراحـه كبيره بحسها معـاكي بس. 
رقيـه: أتحب؟ 
أحمد: طبعـا، ولو أنا قولتلك أني مأعجبتش بيكي وبشخصيتك أبقي كـداب، ولو قولتلك بـردو أني جامد و قادر أسيطر علي مشـاعري أبقث كداب، أو أني مكنتش هبقي غبي معـاكي في كذا مـوقف كدا لما بتبقي زي القمر أبقي بردو كداب،
محـدش غـيري ليـه حق يقـولك الكـلام دا، محدش غـيري ليه حق يحبـك. 
محدش غيري مسمـوح يكون ليه رأي فيـكي، وإن كـان عليا ف أنا اللي لازم أسأل بنت زيـك بكل صفاتك ترضي تحبـني! 
أنا اللي المفـروض أبقي قلقـان ومش واثق. 
مكـذبـوش لما قـالوا عيـن الحبيب وطـن، وأنتي عينيكـي وطن بالنسبـالي يا رقيـه. 
كـانت تنظـر له بثبـات برغم ما بداخـلها من إضطـرابات و حـاولت التحـرر من نظـرته الثـابته عليهـا والتي قطعهـا هو عندما إعتدل و أقترب منهـا و طبع قبـله علي وجـهها، ثم تـحرك للخـارج مغـادا للغـرفه. 
كـان قلبهـا يصعد ويهبط و شعـرت بأطرافهـا البـارده و تـركت الثيـاب و ظلت تفكـر بـه حتي ذهبت في نوم عميق. 
في الصبـاح التـالي استيقظـت علي صـوته يفتح حقيبـه صغيرة و يضـع بها بعض ثيـابه ف جـلست و نظرت له نصف نائمـة. 
أحمد: هنفطـر في الطريق، قومي بـس حطي حاجتك إحنا هنقـعد يـومين إعملـي حسـابك. 
رقيـة: شكـرا يا أحمد. 
أحمد: أيوا أشكـريني، لأن المشوار دا هيكلفني يوم عنـد جدي كله عقـاب علي اللي عملته في حياتـي كله. 
رقيـة بضحـك: ليه بص دا طيب خـالص. 
أحمد: طيب!! دا هو الشخص السئ في روايتي و في رواية أهل البلد كلهم. 
رقيـة بضحك: والله علاقتك بجـدك دي مسخره بجد. 
أحـمد: قـومي يلا عشـان منتأخـرش. 
رقيـة: طيب حاضر.. 
بعد نصف سـاعه كان الإثنان بالسيـارة و بدأ رحـلتهم لقريتهـا و التي أستغـرقت منهم ثـلاث ساعات تحدثا خلالهـا كثيرا ف الإثنان يملاكان من الأحاديث ما لا ينضب ولا ينتهي. 
كـان والدها و جدها أمام البـاب و أستقبـلوهم بصدر رحـب و بالكثير من العنـاق أيضـا. 
أحمد: متغيـريش هدومك عشان هنروح نسـلم علي جدي الأول ونـرجع. 
سـامي: طيب أقعدوا إتغـدوا الأول. 
أحمـد: لا يا عمي عشان هقول لجـدي أنكم مستنينا علي الغداء،عشان منتأخرش هنـاك لأني وعدت رقيـة أننا هنقعد يوم عندكم و يوم عند جـدي. 
سـامي: كـويس عشان رقيـة وحشتني، ولا أبوكي موحشكيش؟ 
رقيـة: وحشتني أكيـد يا بابا. 
ضمته رقيـه مره أخـري ثم تركـها والدها وأخذ حقيبتهـم للداخـل فأقترب منهـا أحمد وهمس لها. 
أحمد: أنا مليش نصيب من الأحضان دي، وتبقي دي شكرا اللي بجد بقي. 
رقيـة بهمس: لا مفيش، وعيب أنا بتكسف و خصوصا قدام أهلي. 
أحمد: مكانش ينفع تغلطي وتقوليلي ردة فعـلك. 
أمسك بيدها ثم دلفـا للداخـل ورحب بهـم الجميـع و هو ممسك بها وهي تحـاول سحب يديـها منهـم. 
سـامي: رقيـة أنا حطيت شنطتكم في أوضـة الضيـوف. 
رقيـة: اي يا بـابا أنتي أجرتوا أوضتي ولا أي!! 
سامـي بضحك: أكيد لا بس أختك نقلت فيهـا عشان أوضتها ضيقـه. 
رقيه بغضب: ماشي يا رحـمه، هي فين يا بابا. 
سامي: في الـدرس، متعصبه ليـه أنتي هتعملي إيه بالأوضه دلوقتي!! 
رقيـة: هي عينها علي أوضتي من قبـل حتي ما أتجـوز. 
أحمد: هنحط أوضتك في الشنطـه و تاخديها وأنتـي ماشيـه. 
رقيـة: لا بس أنا بقي علي قلبها النهـارده و هبات معاهـا، وأحمد يبات في أوضة الضيوف. 
أحمد بخبث: ما إنتي عـارفه يا حبيبتي أني أتعوت أنام و أنتي جمبي. 
نظرت له رقيه بصدمه و إقتربت منه بخـجل و همست. 
رقيـة: أحمد بالله عليك متكسفنيش قدام بابا. 
أحمد: هقولـه أنك مش بريئه و بتحضنيني كمان. 
رقية بخجـل: لا لا بالله عليك أوعي تقول كدا. 
أحمد: هتعمليلي صينيـة مكرونه بالبشاميل. 
رقيـة: حاضر عينيا اللي تحبـه. 
أحمد: تسلمـلي عينيكي يا حبيبتي وعلفكـرا إحنا متجـوزين يا هبلـه. 
رقيـة: بـردو. 
أحمد: دا أنا جـدي كمان شويـة هيخليكي تسيحي من الكسـوف، إحنـا هنمشي بقي يا عمي، ساعه بالكتير و نبقي هنا. 
تحـرك أحمد للخـارج ومعه رقيـة و بعد دقائق كـانا بمنـزل جده، إستقبـلهم جده بالترحـاب بكل سعاده و سـرور. 
جلست رقيـة بجـوار أحمد الذي أرتشف بعض المـاء كأنه يستعد لأمر ما. 
عبد المنعم: يا أهلا وسهـلا يا ولدي، أخبارك إيه يا بنتي؟ 
رقيـة: الحمد لله بخيـر. 
عبد المنعم: إيه مش هتفـرحونا بعيـل صغيـر كدا قريب ولا أي!! 
رقيـه بهدوء: لا لسه شـوية كدا.. 
عبد المنعم: شـوية ليه، رحتوا لدكـتور ولا لا. 
رقية: دكـتور! لا لا يا جدي مفيش داعـي، إحنا بس يعني لسه بدري، متأخرناش ولا حاجه. 
عبد المنعم: لسه بدري إيه!! طب دا أبوه شرف البيت ده بعد 9 شهور من جـوازتي، ولا أنت مش طالع لجـدك. 
أحمد بضحك: الزمن أتغير بقي يا جدي.. 
عبد المنعم: أيوا زمـن خايب صحيح، يا ولدي لو عندك مشكله قولها نحـلها من دلوقتي. 
أحمد: اااي يا جدو، متقلقش وراك رجـاله. 
عبد المنعم: طيب، لما نشوف يا سي أحمد، هروح أقولهم يحضـروا الوكل. 
أحمد: لا لا يا جدي إحنا هنتغدي عند أهل رقيـة، بس بكرا هنيجي بقي نتغدي معاك و نبات و نتوكل علي الله اليوم اللي بعدوا.. 
عبد المنعم: طيب إتغـدوا وتعـالوا باتوا في بيتك أفضل. 
أحمد: عشان رقيه عاوزة تقعد مع أهلها، و كدا كدا رمضان جاي و العيد هنيجي علي هنا علطول. 
عبد المنعم: طيب يا ولدي اللي تشوفوه. 
خـرج أحمد من منـزل جـده وهو يضحك كلما نظـر لرقيه التي إكتسي وجهها بالألوان، حسنا أنه يقف الآن أمام فتـاة خجـوله.. 
أحمد بإبتسامه: شكلك كدا هتتعبيني معـاكي. 
رقيـة: جدك دا مش طبيعي أكيد. 
أحمد: أيوا حقيقي، دا هيتم 90 سنه و فيه صحه أكتر مني. 
رقيـة: اه مهو واضح عليـه.. 
أحمد بضحك: تخيلي كنت تقعي في واحد زيـه كدا بس علي أصغر؟ 
رقيـة: يا سلام، ما أنا وقعت في النسخه المصغره منه. 
أحمد: أنا!!! دا أنا كيوت خالص ومحتـرم. 
رقيـة بضحك : جدا أنت هتقـولي!! 
نظـرت لهـا أحمد بإبتسـامه ثم أمسك بيدهـا وعاد الإثنام لمنـزل والدهـا، تنـاولا طـعام الغداء و ظلت رقيـة مع عائلتها بينمـا خرج أحمد مع والدها وجدها يتجـولام بالقريه و يريه والده أعمالهم حتي وقـت متأخـر. 
كـانت تجـلس علي أحد الكـراسي تقـرأ روايـتها بينمـا جلس علي الأريكـه و بجـواره والدها و جدها يتحدثـان سويـا. 
سامي: رقيـة، متنسيش تاخدي رواياتك معاكي. 
رقية: إي يا بابا هي حاجتي بقت عاملـه إزعاج ليكوا!! 
سامي بضحك: يا بنتي رواياتك، مش أنتي كنتي بتقولي لما أتجـوز هاخدهم معايا. 
رقيـة: لا خليـهم هنا مفيش مكـان ليهم. 
أحمد: مفيش مكـان ليه، هعملهم مكان في الشقه. 
سامي: صحيح يا أحمد هي الشقة خلصت!! 
أحمد: والله يا عمي لسه فاضل شويـة حاجات، ورقية مصممه أننا نجهزها براحتنا وبعدين ننقل فيهـا، ف لسه قاعدين عند بـابا. 
سـامي: ليـه يا رقيـه، ما تنقولوا بقي يا بنتي وتستقلي بحياتك. 
رقيـة: عشان لسه في حـاجات محتاجه عمال، وأنا مش هبقي مرتاحه وفي ناس غريبه نازله و طالعه في الشقـة.. 
سامي: أيوا، معـاكي حق يا بنتي، ربنا يوفقكم في حيـاتكم، يلا قومـوا وناموا تلاقيكم تعبانين من الطريق.. 
رقيـة: أنا هنـام مع رحمه النهارده، بعد اذنك يا أحمد ماشي!! 
سامي: يا بنتي مينفعش. 
أحمد بإبتسامه: مفيش مشكله خالص، أكيد أختها وحشاها..  
كان منتصـف الليـل عندمـا دلفت رقيـة لغرفة الضيوف وهي شبـه نائمـه و وجدته نائمـا فذهبت بجـواره و فردت ذراعه و وضعت رأسها عليها و أبتسمت و أغلقت عينيها، كان مغلق العينين هو الأخر عندما إبتسم و لف ذراعيه حـولها وعاد لنومه مرة أخري.
في الصبـاح البـاكر إستيقظت رقيـة كالعادة بسبب عدم قـدرتها علي الحـركه، هل ستهرب منه، لما يتمسك بهـا دائما بهذا الشكـل!! 
رفعت عينيهـا ونظـرت له يبـدو بريئـا، بالطبـع سيكـون فهو بطل قصتهـا، كبقيـة الأبطال في القصص التي تقرأها، لا بد أن يكـون بريئا عندما يكـون نائما، ربما يمكنـها تمـرير يدهـا علي ذقنـه بحب، هذه هي الرومانسيـة بكل الأحوال. 
أمسك أحمد بيدهـا وفتح عينيـه فنظـرت له بدهشـه، وحاولت الإبتعاد ولكنه منعهـا. 
أحمد: أنتي عـارفه عقـوبـة الحركه دي إيه!! 
رقيـة: اه، صينيـة مكـرونة بالبشاميل. 
أحمد بضحك: بس خدي بـالك، المكرونه بالبشاميل مش عقوبه عن الغلطات الكبيـرة. 
رقيـة: طيب ممكـن تسيبنـي دلـوقتي. 
أحمد: مفيش حد مجنـون يختار يسيب حد بيحبـه، خليكي معايا شوية لسه محدش صحي. 
رقيـة: بيحبـه!! 
أحمد: مفيش حد مجنـون يختار يسيب حد بيحبـه، خليكي معايا شوية لسه محدش صحي. 
رقيـة: بيحبـه!! 
أحمد: أيـوا، بحـبك، وسيبيني أنام بقي لسه بدري. 
أغلق أحمد عينيـه وعاد للنـوم مرة أخري بالفعـل وهي لا زالت بين يديـه يرفض تـركهـا، ظلت تنظـر له بصمت، مبتسمه، تتذكر تلك الكلمه، مفتاح القلوب و هي تنظر له حتي مـر ساعتيـن. 
كانت نائمـة عندما تـرك أحمد الغرفـة و غادر ووجد والدهـا بالصاله. 
سامي: صباح الخير، كويس أنك صحيت هروح أصحي رقيـة أنا.. 
حك رقبتـه و هو ينظر له ثم أردف. 
أحمد: مهو رقيـة في أوضـة الضيوف، مش في أوضتهـا.. 
سامي: هه، طيب روح يا ولدي صحيهـا علي ما أقولهم يحضـروا الفطـار. 
خـرجت رقيـة من الغرفه قبـل أن يجيبـه أحمد، كانت مغلقـة العينيـن تقـريبا و شعرهـا غير مرتب وحتي ثيابهـا، كتم أحمد ضحكـته بينما سألها والدها. 
سامي بضحك: هي كـانت بتمطر في الـحلم؟ 
رقيه بعدم فهم: ليه! 
سامي: أصلك مشمره البنطـلون يعني!! طب أنا واتعودت، الراجل الغلبان دا ذنبه إيه يتخض كدا. 
رقية بضحك: لا مهو كمـان إتعـود.
أحمد: متقلقش يا عمي أنا أتعودت و كمان عـارف أنها دلوقتي لسه نايمـة تقريبـا، رقيـة يا حبيبتي روحي إغسلي وشك.. 
رقية: رايحه حاضر أهوه.. 
بعد طـعام الإفطـار ذهب أحمد ومعـه رقيـة لبيت جده والذي إستقبـله من جديد بحفاوة وفضلت رقية مساعدة زوجـه سميـر إبن عمه في تحضير الطعـام، بدلا من الجـلوس مع جـده ومر اليـوم وهي تحـاول تجنبـه، بأخر اليوم جلست بغـرفة الضـيوف و هي تقرأ كتـابها. 
أحمد: وصلتي ل إيـه!! 
رقيـة: ف إي!! 
أحمد: الروايـة، يا تري هي حبت الوالي زي ما هـو حبهـا. 
تمدد أحمد بجـوارها و وضع رأسـه علي قدمهـا و نظر لها منتظرا إجـابته، ولكنهـا تعلم بأنه يقصد الإجابة علي تلك الكلمـة التي قالهـا صباح اليـوم.. 
رقيـة: بتحبـه، بتحبـه من قبـل ما يعتـرفلهـا. 
أحمد بإبتسامه: وليـه مقالتلوش! 
رقيـة: عشان كانت خـايفه يكـون محبهـاش. 
أحمد: ليـه مش أنتي قـولتي أنهـا تنعشق!! 
رقيـة: اه، تتحـب و هو كمـان يتحـب. 
أحمد: طيب يا تري هي قالتلـه ولا لسه؟ 
رقيـة بخجـل: لا. 
أحمد بخبث: بتتكـسف صح، مهو طـالما هو قالها يبقي مبقتش خـايفه يكـون محبهـاش!! 
رقيـة: لا مهـي قررت متقـولوش. 
أحمد: ليه يا رقية، هو أي تنشيف ريق وخـلاص. 
رقية بضحك: ألاه الكـاتب عاوز كدا. 
أحمد: طيـب، عمتـا هو لازم يسيبهـا براحتهـا و هو لو بيحبهـا بجد هيستنـاها.. 
رقيـه: يمكـن هي لسه مش جـاهزه أنها تكـون قد الكلمه، حتي لو هي حـاسه بيهـا، مهي لازم تتأكد من مشـاعرهـا، هي فجـأءه لقت نفسها في مكـان مش عـارفاه مع ناس مش عـارفاهم... 
أحمد: لا فعـلا لازم تاخد وقتهـا، لأنها أول ما هتقولها مش هيكـون فيه تـراجع.. 
رقيـة: اممم، طيب قـولي بقي هتجيبـلي إيه في رمضـان!! 
أحمد بضحك: عـاوزة فـانوس!!! 
رقيه: ليـه هو أنت مكنتش هتجيبلي فـانوس أصلا!! أنا بابا كان بيجيبـلي هدية كـل سنه.. 
أحمد: بس كـدا دا أنا عينيـا ليكـي.. 
رقيـة: ربنـا يخليك، و إحنا مروحيـن هنجيب ياميش رمضان و الزينـه.. 
أحمد: زينه...أممم مـاشي نجيب زينـه و مـاله... 
دق بـاب الغـرفه ف فتحـه أحمد ليـجد جـده يمسـك بكـوب بـه مشـروب سـاخـن وأعطـاه له... 
عبد المنعم: إشـرب دا وإدعيلي... 
أحمد بصدمه: دا إيه دا يا جدي!! 
عبد المنعم: دي خلطـة أعشـاب هيكـون إيه يعني مخدر'ات!!! 
أحمـد: أومـال أدعيلك ليه.. 
عبد المنعم: أنت مش عاجبني.. هيكـون ليـه، بقولك إيه أنا عـاوز أشيل عيـالك قبـل ما أمـوت.. 
أحمد بهمس: هو أنت لسه هتقعد لما تشوف عيالي!! 
عبد المنعم: بتقـول حاجه!! 
أحمد: بقـول ربنـا يطولنا في عمرك يا جدي، و شكـرا علي الأعشاب إن شاء الله تشيد حفيد إبنك في أقرب وقت... 
عبد المنعم: أما نشـوف... 
أغلق أحـمد البـاب و وضع الكـوب علي الكومود بجـوار الفراش و رقيه تغطي وجهها بكـتابها، ضحـك أحمد بشكـل هستيري وهو ينظـر لها.. 
تدثـر تحت الغطـاء و أمسك بهـاتفه يتصفـح مواقع التـواصـل حتي غفت هي بجـواره.. 
أخذ منها الكتـاب و وضع الغطاء عليهـا و ضمهـا و أغلق عينيه لينـام هو ايضـا.. 
في الصبـاح التـالي تنفست بإرتيـاح وهي بالسيـارة لأنهم رحـلوا عن بيـت جده... 
أخذهـا أحـمد للسـوبر ماركت و أشتـري ياميش رمضـان والكثيـر من الزينـة وعـادوا للمنزل.. 
عـاصم: يا أهلا يا حبايبي والله البيت من غيـركم وحش... 
كـانا علي بـاب المنزل عندما آتي خـالد و خلفـه خطيبتـه... 
رقية بإبتسامه: هاجر!! إزيك عاملة إيه!! 
هـاجر بإبتسـامه: أهلا يا رقيه أنا الحمد لله كـويسه.. 
دلفـوا للداخـل و وجـدوا والد هاجـر يجـلس بغـرفة الضيـوف فرحبت بهـم رقيه و صافحـه أحـمد ثم أنسحـب لغرفتـه.. 
جـلست رقية معهم لدقـائق و تركـتهم حينما أخد خالد هاجر و أبيها لشقته لتـري ما جهزه بهـا.. 
دلفت لغـرفتهم فوجـدت أحمد يضع ثيـابهم في الخزانه، نظرت له بإستغـراب وسألته.. 
رقية: أنت سيبت الناس ليه؟ 
أحمد: خـالد برا و بابا... أنا تعبان من الطـريق و حابب أنـام شوية.. 
رقية بإستغـراب: أنت كـويس يا احمد؟ 
أحمد: أنا كـويس... رقيـة أنا بحـبك.. 
رقيـت أتوترت وبصت بعـيد عنـه.. 
رقيـة: أنا شايفـه دا ومبسـوطه و عـارفه أنك مستني مني ردي.. بس أنا محـتاجـه وقت وأنت وعـدتني أنك هتديني الوقت اللي انا محتاجـاه.. 
أحمد: أنا قد وعدي يا رقيـة.. 
رقيـة: ممكـن دلوقتي تخـرج علشـان نقعد مع الضيـوف و لما يمشـوا تـرتـاح.. 
أحـمد: حـاضر. 
رقيـة و أحمـد خـرجوا وبـدأوا يجـهزوا مشـروبات للضيـوف.. 
عاصم: متعمـليش أكـل يا بنتي أنا طلبت من بـرا.. جدك عامل إيه يا أحمد؟ 
أحمد بضحك: زي الفـل.. إهتم بينـا أنا ورقيـه جدا والله... 
عاصم: وأبـوكي عامل إيه يا رقيه؟ 
رقيـة: كـويس يا عمي الحمد لله، بيسـلم علي حضـرتك.. 
عـاصم: الله يسلمـه، أنا في اليـومين اللي فـاتوا ظبطـلكم الشغـل اللي بـاقي في المطبـخ، كـدا شقتكـم جهـزت و مفيش حاجه ناقصـاها.. 
أحمد: طيب كويس والله، هنطـلع بقي نروقهـا ونظبط الدنيـا.. 
عـاصم: ماشي يا أحمد، ألف مبـروك.. 
أحمد بإبتسامه: الله يبـارك فيك يا بابا.. 
عـاد خالد ومعـه هاجـر و والدهـا وجـلسوا بالصـالون مره أخـري... 
رقيـة: خلاص يا هـاجر بقي كلها شهـر رمضان و هتبقي هنا بعد العيد علطـول، إخـتارتوا مكـان الفرح صح!! 
هـاجر: ايوا من فتـرة و فـاضل بس الفستـان لسه هروح أأجـره، تبقي تيجـي معايا!! هـروح يوم التلات بعد الفطـار.. 
أحمد: أنا ورقية خـارجين تـاني يوم رمضان، اللي هو التلات فمش هينفع.. 
رقيـة بإستغـراب: معلشي يا هـاجر بقي، كان نفسي اجي مـعاكي.. 
هاجر: مفيش مشكـله... 
رحـلت هـاجر و والدهـا و دلـف أحمد لغـرفته و خـلفه رقيـه التي بدلت ثيـابها و جـلست علي كرسي مكتبـه تنظر لـه بحيـره، لماذا تشعـر بأنه يكـره هـاجر! لا يحبهـا أبدا و دائمـا يبتعد عن ذكر إسمهـا..
رن هـاتفه فنـظرت له وتوسعت عينيهـا و نظرت له بإستغـراب عندما وجدت إسم هاجـر علي الشـاشه، نظر لهـا أحمد بتـوتر وأغلق المكالمه ولكنهـا عادت مرة أخري وطلبت رقمه فأجابها بقـلق.. 
أحـمد: ألو.. 
هـاجر: إزيـك يا أحمد، هو أنا ممكن اسألك ليه بتعمـل كدا؟ أنا بحـاول أبني علاقه كويسه بيني و بيـن رقية علشان دي هتبقي سلفتي وخلاص المفروض علاقتنـا تكون كويسـه، ليه عـامل حـواجـز!! 
أحمد: تمـام هكلمك بعـدين.. 
هاجـر: هتكـلمني بعـدين ليه؟ 
أحمد: بعـدين، سلام.. 
نظـرت له رقيـة بإستغـراب، لم تفهـم من المكـالمه شيئـا لأنه لم تسمع كـلمـات هاجر، كل ما سمعته هو أحمد!! 
لكن ما الذي قالته هي لـه.. 
رقيـة: عاوزة إيه؟ 
أحمد: مش عـاوزة، بتسألني عن حاجه.. 
رقية: طيب مجـاوبتهـاش ليه؟ وبعدين ليه!! عشان أنا قـاعده!! و لا بعدين هتتقابلـوا برا و تتكلموا؟ 
أحمد: نعم!! 
رقية: ايه اللغز الغريب دا!! أنت بينك وبينهـا إيه للنظـرات دي و للحركات الغريبه اللي بتعملها و رفضك أني اروح معاها في أي مكان!! 
أحمد: طيب أعمل إيه ولا أقـول إيه!! ما كدا كدا هتعرفي! 
رقيه: هعرف إيه بالظبط!! 
أحمد: أنـا كنت معجـب بهـاجر في الجـامعه و كنت قايلهـا، و معـرفش إزاي خـالد إتعـرف عليها، أنا اتفاجئت يوم ما روحنا عندهم البيـت أن أخويـا بيتقـدم للبنت اللي أنا عـاوزها، وهي كمـان اتفاجئت و كنت متوقع أنهـا ترفض علي الأقل مراعـاة لمشـاعري، حتي لو مش هيبقي بيني وبينهـا حاجه، بس الاستاذه وافقـت عليه و لا كأني موجـود.. 
ف أنا اللي أقنعت نفسي أنه خـلاص و أنها خطيبـة أخويا ومينفعش حتي ابصلهـا، بس في نفس الوقت مش قـادر ارتاح لوجـودها في حيـاتي بالطريقـة دي.. 
رقيـة: أنت محبتنيـش يا أحمد، لو حبيتني وجـودها مكـانش هيفـرق معـاك في حاجه.. 
أحمد: مش فـارق يا رقيه، وجـودها مش فـارق من عدمه بالنسبـالي، لكـن فكـرة أن الدنيـا بخـلت عليا بردو في حاجه كنت عـاوزها و أخدتها إدتهـا لخالد!! كل مره كدا!! 
رقيـة: دا نصيـب يا أحمد! 
أحمد: ما انا عـارف أنه نصيـب، وفـاهم أن دا نصيب خالد من الحيـاة، وكنت متأكـد ومقتنع أن نصيبي هلاقيـه، سبحـان ربنـا اللي جعـل نصيبي في بنت عايشه في مكـان بعيد عني بأكتر من 5 ساعـات و عمري ما شوفتهـا، و الظـروف تجبرني أتجـوزها، وبرغم اني مجبـور إلا ان في حـاجه جوايا كانت مرتاحه، الحاجه دي هي اللي خلتني عقلاني معـاكي طول الوقت دا.. 
وحبيتهـا و بقيت مقتنع أن دي عـوضي الحـلو و نصي التـاني، ومش معني اني مش مرتـاح لوجـود هاجر يبقي أنا لسه بحـبها، أنا اصلا من البداية محبتهـاش يا رقيـة أنا بس كنت معجب بيهـا، والله أنا اصلا ما حبيت غيـرك..
أنا بعد موافقتهـا علي خالد برغم أنها عارفه مشـاعري ناحيتها مكـنتش فاهمها ولا كنت عـارف هي ممكن تقولك إيه عني!! 
مكنتش عـاوزها تخليكي تاخدي عني فكره مش حقيقـه، هي دلوقتي بتكلمني بتقولي انت ليـه بتبني حـواجز بيني وبين مراتك، بسبب خـوفي من كدا، بس دلوقتي خلاص أنا مش مخبي حاجه ومش خـايف.. 
أنا قولتلك علشان مفضلش قلقـان كدا.. 
أمسكـت رقيـة بحقيبتـها و أخذت ما تبقي من ثيـابها في الخـزانه، فهي وضعت الكثير من ثيابهـا في خزانـة شقتهـا... 
أحمد: أنتي مش مصدقـاني!!! رقيـة أنتي هتمشي!! 
رقيـة: مش هنطـلع شقتنـا بقي ولا إيـه!! 
أحمد: وقعتي قلبـي حرام عليكي..هنطـلع شقتنـا النهـارده إن شـاء الله.. و إيه بقي!! 
رقيه: إيه! 
أحمد: إيه أنتي؟ 
رقيـة: رمضان كـريم يا أحمد كل سنـه وأنت طيب.. 
أحمد: وأنتي بالصحه والسلامه يا رقيه، اتفضلي خدي هدومك دي طـلعيها علي ما ألم بقيت حاجتي.. 
إنتقـلت رقيـة مع أحمد لشقتـه و اصبحـا مستقليـن بشكـل كـامل عن والده، مر إسبـوعين يـذهب أحمد لعمـله ويعـود قبـل المغـرب بثـلاثة سـاعات يقضيهـم في تلاوة القرآن و مسـاعدة رقية في تحضيـر طـعام الإفطـار.. 
كـانت تجـلس أمام المرآه تمشط شعرها، عنـدما دلف أحمد للغـرفه و نظـر لها بإبتسـامه.. 
رقيـة: جـاي بدري النهـارده.. 
أحمد: أنا استأذنت نـص يوم عشان كنت عـاوز أجيبلك حـاجه.. 
رقيـة: حـاجة إيـه!! 
جلس أحمـد أمامها علي ركبتيـه و أمسك بيدهـا و أردف بهـدوء... 
أحـمد: جدي وأبوكي كتـبوا مبلـغ في القايمـه بإعتبـار أن المبلغ دا قصاد شبكـتك لأن مكـانش فيه وقـت ليهـا، وأنا لحد دلوقتي مش فاهم هما ليه مخلوناش نتخطب وجـوزونا علطـول بس دا تفكيـرهم... و لما أنتي قولتيلي علي هديـة رمضان اللي باباكي كان بيجيبهـا قولت بقي نضرب اتنين في واحد.. 
أخـرج أحمد علبـة من وراء ظهـره و أعطـاها لهـا، نظرت لهـا رقيـة بإبتسـامه و وضعتها ثم أقتربت منه وضمتـه... 
كانت العلبـة تحتوي علي دبلـه ذهبيه و خاتـم و إسوره وأيضـا سلسه ذهبيـه.. 
اخذ الدبـله و أمسك بيدهـا و وضعهـا بإصبعهـا، كانت تنـاسبهـا تماما فتنهد بإرتيـاح.. 
أحمد: حلوة؟ 
رقية بسـعادة: جميـلة.. 
أخـرج دبله من جيبـه و أعطـاها لها.. 
أحمد: اتفضلي بقي لبسيني دي، لبسيهالي يا بنتي خلي البنات اللي معـايا في الشغل يعـرفوا أني متجـوز ويبعدوا عني بقي.. 
رقيـة: لا والله!! طب خلي حد يقرب منك كدا و أنا أكلهم بسنـاني... 
أحمد بضحك: الله، ايوا كدا ما أنتي شغـاله كويس أهوه، أومـال ليه بقـي منشفه ريقـي! 
رقيـة: احم.. مش هتلبسني بقيت الشبكـه بتاعتي!! 
أحمد بضحك: حاضر... 
أمسك بيدهـا و وضع بهـا الخاتـم و الأسورة و وضـع السلسه حـول رقبتهـا، و وضعت هي دبلتـه في يده.. 
أحمد: يا رب يكـون ذوقي عجبك.. 
رقيـة: عجبني، حلوين اوي وأنت أحلي.. 
أحمد: هيييح، اللهم أني صائم، يلا قومي نحضر الفطـار... 
رقية بضحك: يلا... 
حضـروا الفطـار سـويـا و أعدت له رقيـة عصيـر بسكـر قليـل و أعدت لها هي غيره مليئا بالسكر كمـا تحبـه، وضعا الطـعام علي السفـره وجـلسوا منتظـرين الأذان و بعد دقـائق أذن المؤذن وتنـاولا طعامهم... 
أحـمد: أجهزي علشـان هننزل نجيب لبس العيد و نجيب لبس لفـرح خـالد.. 
رقيـة بضحك: وتبقي أعلنت إفـلاسك علي الأخر.. 
أحمد بضحك: اه والله، بس المهم تبقي مبسـوطه، الفلـوس بتروح وتيجي مش هنقعد نبكي جمبها، هنلم الأكل بس و نصلي علي ما المحلات تفتح... 
رقيـة: ماشي... 
بعـد ربـع سـاعه دلفت رقيـة للغـرفة وبدلت ثيـابها، نظرت للمرآه ثم نظـرت ليدهـا، لدبلته التي وضعهـا في يدها اليـوم.. 
رقية: عـاوزة إيه تـاني يا رقيـة، حرام عليكي اللي أنتي عمـلاه فيه دا، بلاش تعقـدي نفسك و حياتك و تخسري اللي إهتم بيكي بسبب اللي مهتموش.. هو بيحبني، وأنا.. أبقي عبيطه لو كنت غيـر كدا، أنا كمان بحبه.. 
بس أقولهـاله إزاي دي بقي، أنا هتكسف أوي و مش هعرف أقـول بسهـوله.. 
يا سلام دا علي اساس إيه ما أنتي لسه قايلاله أنت أحلي من كام ساعـه... 
خـرجت رقيـة معـه وهي شـارده وتفكـر في حـل لأمرهـا هذا حتي تذكـرت أمرا مـا.. 
رقيـة: مش أنا خلصـت الكتاب!! 
أحمد: والله، طب وإيه اللي حصـل! البطل مات مشلول؟ 
رقية: ليهـا جزء تـاني.. 
أحمد: و يـا تري خلصـت علي إيـه!! 
رقية بـتوتر: البطـله قررت تعتـرف للبطـل بحبها، بس مكانتش عـارفه.. 
نظر لهـا أحمد قليلا و أنتبـه أنها تتحـدث عنهما.. 
أحمد بهدوء: لازم تفكـر في قد إيه هيكـون هو سعيد لما يسمع منهـا كدا، لازم تعـرف أنها هتكـون لحظة مهمه و حـلوة و مش لازم تأجل أبـدا.. 
و تفهـم كمان أنه جـوزها و حلالهـا و ان مبـاح ليها تقوله كل اللي في قلبهـا، من غير تردد وخوف.. 
صمتت رقيـة قليـلا ثم عـادت لغـرفتهـا و أخذت ورقـة و قلم وكتبت بهـم " بحبك"... 
خـرجت من الغـرفه و أتجهت له فنظـر لها بإستغـراب،  مدت يدهـا لـه بتوتر فأخذها وقرأ ما بها.. 
تحـولت نظرتـه المستغـربه لإبتسـامه واسعـه، نظر لهـا بسعـاده وأقترب منها، ضمهـا لصدره ورفعهـا عن الأرض، ظل هكذا لدقـائق ثم أبتعـد عنها و قبل رأسهـا.. 
أحمد: والله أني بحبك، وبحب صحبتك و قلبـك اللي مفيش أنقي منـه، أنتي هديـتي و مكافأه قلبي اللي صبـر عشان يفـوز بيـكي، أنا بحبك يا رقيـة.. 
أنتي خليتي القـلب دا عـاشق.. 
نظـرت له رقيـة بأعين دامعـه من كلمـاته و أقتربت منه و وضعت رأسها علي صدره فضمهـا مرة أخري له.. 
رقيـة: أنا عرفت دلوقتي ليـه كل دا حصـل، عشان ألاقيك يا أحمد، أنا بحبك... 
تمت.. 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-