رواية نيران ظلمه عز الدين وحياء كاملة جميع الفصول بقلم هدير نور

رواية نيران ظلمه عز الدين وحياء كاملة جميع الفصول بقلم هدير نور


رواية نيران ظلمه عز الدين وحياء كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة هدير نور رواية نيران ظلمه عز الدين وحياء كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية نيران ظلمه عز الدين وحياء كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية نيران ظلمه عز الدين وحياء كاملة جميع الفصول

رواية نيران ظلمه عز الدين وحياء بقلم هدير نور

رواية نيران ظلمه عز الدين وحياء كاملة جميع الفصول

كانت حياء جالسة فوق الفراش بغرفتها مندمجة بقراءة احدي الروايات الرومانسية التي كانت مدمنه عليها فقد كانت دائماً تحاول دفن ذاتها بين طيات صفحاتها حتي تنسي واقعها الاليم الذي تعيش به مثل هذه الليله  تحاول ان تتجاهل تجمع عائلتها بالأسفل فقد جاء عمها فخر و زوجته لزيارتهم والترحيب بهم بعد عودتها هي و عائلتها من الخارج فقد امضت حياء وعائلتها اكثر من عشر سنوات في استراليا
كان اثنائها والدها يهتم بعمله الخاص وهي تكمل تعليمها لكن بعد ان تعرضت شركة والدها لبعض المصاعب قرر نقل جميع اعماله الي مصر والعودة مرة اخري الي الوطن تنهدت حياء بضيق عند تذكرها لعائلتها التي لازالت متجمعه بالاسفل فهي تكره تجمعاتهم تلكً كما انها لا تحب ان تحضرها فطوال جلستهم والدتها تظل تشتكي منها ومن سلوكها السئ وافعالها السيئة والتي كانت حياء تسمع عنها لأول مره علي الرغم انه من المفترض انها التي قامت بتلك الاشياء مما يجعل عمها فخر فور سماعه كلمات والدتها تلك يرمقها بنظرات غاضبه نافرة كانت في بادئ الامر تحاول ان توضح لهم الامر وبانها لم تفعل ذلك الا انه لم يصدقها احد منهم مفضلين تصديق والدتها عليها.....
خرجت حياء من افكارها تلك علي اصوات غريبه تأتي من خارج شرفة غرفتها لكنها انتفضت من فوق الفراش بذعر فور رؤيتها لشخص يدخل الي الغرفة عبر الشرفة التي كانت قد تركتها منفتحة علي مصراعيها حتي تستمع بهواء الليل
شعرت حياء بالدماء تنسحب من عروقها عندما رأت ذاك الغريب يقترب منها اخذت تتابع بعينين متسعة برعب و بجسد متجمد تقدمه منها ولكنها افاقت من جمودها هذا عندما اصبح لا يبعد عنها الا خطوات قليله فتحت فمها تصرخ بعلو صوتها حتي تسمعها عائلتها ويأتوا لانقاذها لكن وقبل ان يصدر اي صوت منها انقض عليها هذا الغريب يضع يده فوق فمها يكتم صوتها بيده وهو يتمتم بخفوت بصوت ارعبها
=اهدي يا حلوة ...انا مش جاي أذيكي
ظلت حياء تقاومه بشدة محاولة الافلات منه لكنه كان يحكم قبضته عليها مشدداً حصاره حولها همس قائلاً
=كل اللي عايزه منك انك تخرسي خالص كده ومسمعش صوت ليكي
كانت حياء تستمع اليه وهي تشعر بدقات قلبها تزداد من شده الذعر ِفهي لا تدري من هذا الشخص وما الذي يريده منها....
همس الغريب بصوت منخفض
=دلوقتي انا هشيل ايدي من علي بوقك الحلو ده بس مش عايز اسمعلك صوت ....فاهمه
هزت حياء رأسها بالموافقة ببطئ وهي لا زالت تشعر بالذعر يشل اطرافها ابتعد عنها ذاك الغريب ببطئ و وقف امامها مباشرة بينما كانت حياء تتأمله باعين متسعة في محاولة منها للتعرف عليه فقد كان رجلاً قد تجاوز عمره الثلاثين بقليل لكنها فشلت في النهاية بالتعرف عليه....ِ
بدأ الغريب بالتحدث مرة اخري بصوت خشن بث الرعب بداخلها
=لو سمعتلك صوت هكون دبحك هنا ...
ثم اخرج هاتفه وقام بالاتصال بشخصاً ما انتهزت حياء تلك الفرصه واتخذت عدة خطوات ثقيلة الي الخلف فقد كانت تشعر بقدميها ترتعشان بشدة غير قادرتان علي حملها فاخذت تبتعد عنه ببطئ في محاوله منها للوصول الي باب الغرفه والفرار منه مستغلة انشغاله بالهاتف الذي بين يديه لكنه لاحظ حركتها تلك علي الفور فاندفع نحوها ممسكاً بذراعها بقوة قائلاً
=عايزه تهربي بتغفليني ده ا........
لكنه توقف عن التحدث متجمداً بمكانه عند سماعه لخطوات تقترب من باب الغرفة ترك يدها علي الفور مبتعداً عنها بخطوات سريعه متجهاً نحو الشرفة يفر منها هارباً....
كانت حياء تتابع كل ذلك بجسد مرتعش من الصدمه التي تعرضت لها عندما انفتح باب الغرفة علي مصراعيه بقوة دخلت والدتها الي الغرفة وهي تصيح بغضب كعادتها
=انتي يا زفته عمك بيسأل عليكي و......
لكنها توقفت متجمدة عندما لاحظت الشخص الذي يفر من شرفة الغرفة اقتربت من حياء التي كانت واقفه بوجه شاحب كشحوب الاموات وهي تصرخ بها
=مين ده ِ...مين ده انطقي كان بيعمل ايه هناااااا ؟!...
حاولت حياء شرح الأمر لها لكن والدتها اخذت تصرخ بهستريه منفعلة وهي تصيح بصوت مرتفع تنادي علي جميع من بالبيت حاولت حياء اسكاتها بوضع يدها فوق فمها لكنها نفضت يدها عنها بحده و استمرت في الصياح والصراخ حتي تجمعت العائله باكملها بغرفة حياء
هتف ثروت والد حياء وهو يدخل الي الغرفة ويتبعه كلاً من اخيه فخر و والدته دريه
=في ايه يا ناريمان بتصوتي كده لييه ِ.... ؟!
اقتربت منه ناريمان قائله بحده
=بنتك .....بنتك المحترمة
بنتك بنت الاصول المتربيه قفشتها في الاوضه مع واحد بيبوسها ولما شافني طلع يجري وهرب من البلكونه..
كانت حياء تستمع الي حديث والدتها وهي تشعر بالصدمه تتخللها فوالدتها تكذب فهي لم تكن تقبل احداً صاحت بذعر
=والله يا بابا ما حصل.....الحكاية مش كده خالصِ
ازاحها عمها فخر. من طريقه مقترباً من شرفة غرفتها ينظر منها ليري احد الاشخاص يجري بحديقه المنزل ويتسلق بوابته فاراً منها ....
اندفع عمها نحوها يصفعها بقوة مما جعلها تفقد توازنها وتسقط علي الارض من شدة الصفعة صاح عمها قائلاً وهو يصفعها علي وجهها مرة اخري
=اومال مين ده؟! يا فاجره اللي بيهرب من البوابه
صاحت والدتها تزيد الامر اشتعالاً
=شوفت يا فخر ..يامااااا حذرتكوا منها انها هتحط راسكوا في الارض .......
صاح ثروت والد حياء بغضب
=ناريماااان اخرسي
انتفضت ناريمان تصرخ
=اخرس لييييه....مش دي الحقيقه
اهي جابت راجل في قلب اوضتها ومخفتش حتي من اننا موجودين دي عيارها فلت ومبقاش هممها حد
اشتعل غضب فخر علي الفور عند سماعه كلمات زوجة اخيه تلك صاح بغضب وهو يدفع اخيه وزوجته خارج الغرفه وهو يصيح بوالدته
=اطلعي معاهم يا ماما
صاحت دريه بذعر
=هتعمل ايه يا فخر .....لا ..لا يا بني مضيعش نفسك علشان واحده فاجره زي دي
جذبها هي الاخري مخرجاً اياها من الغرفه واغلق الباب بالمفتاح والتفت نحو حياء التي اخذت تتراجع الي الخلف بذعر صاح فخر بغضب
=هتقوليلي هو مين ...ولا ادفنك مكانك
همست حياء برعب
=والله يا عمي معرفوش....انا....
و قبل ان تكمل جملتها انقض عليها فخر يصفعها بقوة وهو يهتف بغضب
=متعرفهوووش...اومال كان بيعمل ايه في اوضتك يا فاجره
اخذ فخر يسدد لها الضربات دون ان يلتفت او يهتم بطرقات اخيه علي باب الغرفة وصياحه
لكنه توقف متجمداً عندما سمع صياح الجميع باسم والدته ليعلم علي الفور ان والدته قد اصابها شئ
انتفض مبتعداً عن حياء التي كانت ملقيه علي الارض و وجهها غارقاً بالدماء متجهاً نحو باب الغرفة يفتحه ليجد والدته ملقيه علي الارض وهي فاقدة الوعي والجميع يبكي من حولها...
كان عز الدين جالساً في مكتبه يحضر احدي الاجتماعات الهامه مع احد المستثمرين الاجانب لأجل عقد صفقه كبري عندما رن هاتفه النقال القي نظره عابره نحوه فوجد ان المتصل ليس الا زوجة عمه ناريمان تجاهلها في بادئ الامر ولكن عندما وجد انها زلت تتصل اكثر من مرة اشار للجميع بيده لايقاف الاجتماع وهو يجيب علي الهاتف بنفاذ صبر
=ايوه يا مرات عمي .........
لكنه قاطع حديثه علي الفور عندما وصل اليه صوتها الباكي
=الحقنا...يا عز الدين ..جدتك تعبت ونقلوها علي المستشفي
شعر عز الدين بالدم ينسحب من عروقه فور سماعه ذلك انتفض واقفاً بقوه مما جعل المقعد الذي يجلس فوقه يتراجع للخلف محدثاً صوتاً مكتوماً مما جعل باقي الاشخاص الجالسين يندهشون من حالته تلك سأله احد المديرين عندما رأي وجهه المتجهم
=خير يا عز باشا في حاجه حصلت ..؟!
لم يجيبه عز الدين و اتجه نحو الباب مغادراً المكان متجاهلاً نداء الرجال الجالسين في انتظاره....
وصل عز الدين الي المشفي حيث وجد جميع العائلة تجلس خارج احدي الغرف وكان القلق والتوتر بادين علي وجههم يبكون اقترب منهم وهو يهتف بصوت حاد قلق....
=اييييه اللي حصل ؟! جدتي فين
اقتربت منه والدته تحتويه بين ذراعيها قائلة بهمس وهي تبكي بصمت
=اهدي .. اهدي يا عز الدكاتره نقلوها للعناية المركزة متخفش ان شاء الله هتبقي كويسه
لكن لم يجبها عز الدين فقد انصبت نظراته علي والده و الذي كان جالساً علي احد المقاعد بأخر الردهة بوجه شاحب كشحوب الاموات فلأول مرة في حياته يري والده الصلب القوي بهذه الحاله شعر بالقلق يستولي عليه فوالده مريض ولن يتحمل هذا الوضع اقترب منه علي الفور يجلس بجواره مربتاً علي كتفه بحزم قائلاً بهدوء
ِ=متقلقش ان شاء هتبقي كويسة
التفت اليه والده قائلاً بصوت منخفض يملئه الحزن
=هتبقي كويسة ازاي بس يا عز انت مشوفتش منظرها وهي مرميه علي الارض انا افتكرتها في الاول انها ......
لكنه ابتلع باقي جملته مخفضاً راسه بانكسار لكن سرعان ما رفعه مرة اخري متمتاً بغل وقد التمعت عينيه بالغضب
=كله من وراها الفاجرة ...هي السبب.
عقد عز الدين حاجبيه فور سماعه كلماته قائلاً
=بتتكلم عن مين ....مين السبب في ايه بالظبط؟!
وقف فخر ببطئ قائلاً محاولاً تغيير مجري الحديث فهو يعلم ولده جيداً فاذا علم بما فعلته حياء فلن يتردد للحظه واحدة قبل ان يقتلها ...و هذا ما لا يرغب به بان يضيع ابنه مستقبله لأجل حقيرة مثلها تنهد بتعب قائلاً بصوت ضعيف
=مقصدش حد .....
قاطعه يزمجر بغضب
=لا تقصد ...مين السبب في اللي حصل لجدتي ؟!
هتف فخر بنفاذ وقد التمعت حبات العرق علي جبينه من شدة التوتر
=مش وقته يا عز ...مش وقته
صاحت ناريمان زوجه عمه والتي كانت تبعد عنهم عدة خطوات قليله تستمع الي حديثهم باهتمام
=لا وقته يا فخر ...عز لازم يعرف كل حاجة ...
رمقها فخر بغضب مشيراً اليها بعينيه محذراً اياها حتي تصمت و تتوقف عما تنوي فعله لكنها تجاهلت نظراته تلك مقتربة من عز الدين تكمل باصرار
=حياء .... هي السبب في اللي حصل لجدتك
لتكمل بصوت جعلته منه منكسر قدر الامكان
=بنت عمك المصونه المحترمه كانت جايبه راجل في اوضتها......
وقف عز الدين متجمداً بمكانه فور سماعه كلماتها تلك عقله غير قادر علي استيعاب ما قلته فلا يمكنه ان يصدق بان ابنة عمه يمكنها فعل ذلك حتي وان كانت معرفته بها سطحيه فخلال تعامله معها في المرات القليله التي تواجدوا بها معاً يمكنه ان يجزم بانها ذات شخصية خجوله لا يمكنه تصديق قدرتها عمل ذلك الفعل المشين تنحنح محاولاً الخروج من حالة الجمود التي اصابته قائلاً بحزم وهو يرمق زوجة عمه بشك
=مين اللي قالك الكلام الفارغ ده حي.....؟!
قاطعته ناريمان تصيح بحدة
=مين اللي قالي ايه ...؟! انا اللي شايفها بعيني... انا اللي دخلت عليهم الاوضه وشايفهم بعيني وهما بيبوس بعض اييييه هتبلي عليها يعني دي بنتي .....
لتكمل وهي تتصنع البكاء
=يارتني كنت مت قبل ما اشوف اللحظه دي ....ياما حذرتكوا منها ومن عمايلها السودا اللي كانت بتعملها واحنا مسافرين
اقتربت من فخر الدين وهي تكمل
=ياما قولتلك وحذرتك اخوك مدلعها... اخوك سيبلها الحبل علي اخره وهي مش حاسه ان لها كبير اهي ركبتكوا العار زي..........
صاح فخر وهو يقاطعها
=ناريمااااااان.....مش عايز اسمع كلمه زياده
صاحت ناريمان بحده وقد اشتعل وجهها بغضب
=مش عايز تسمع ليييه الحاجة دريه اللي مرمية جوا دي بين الحيا والموت مين السبب في كل اللي هي فيها مش بنت اخوك
انتبه عز الدين فور نطقها بكلماتها تلك زمجر بحدة وقد التمعت عينيه بشراسة
=هي ...هي جدتي شافتها في الوضع ده ؟!
اجابته ناريمان بارتباك وهي تعلم ما الذي سوف يحدث فور نطقها كلماتها تلك
=اول ما  عرفت اللي حصل ذ وقعت من طولها مننا
انتفض عز الدين واقفاً وقد اسود وجهه من شدة الغضب يغادر المكان علي الفور بخطوات غاضبة دون ان ينطق بحرفاً واحداً
اخذ فخر يتابع ولده وهو يغادر المكان وكأنه اعصار يمشي علي قدميه صاح من خلفه محاولاً اثناءه عما ينوي فعله
=عز الدين .....رايح فين يا بني..عز..... ؟!
لكن تجاهل عز نداء والده واستمر في طريقه وهو يقبض علي فكيه بقوه ضمماً قبضتيه بقوه بجانبه
التفت فخر الي ناريمان زوجة اخيه قائلاً بصوت ضعيف انهكه المرض
= الحقيه يا ناريمان ...الحقيه قبل ما يتهور ويعمل فيها حاجة
همهت ناريمان بارتباك زقد شحب وجهها
=هيعمل فيها ايه ...ِمش فاهمه؟!
صاح فخر الدين بها
=قولتلك الحقيه ابني وانا عارفه مش هيتردد لحظه في انه يموتها انا لو قادر كنت روحت وراه رجلي كانها مش شايلني....
ليكمل وهو يصيح بغضب عندما رأها لازالت متحمدة بمكانها ولم تتحرك خطوة واحدة
= اتحركي بقولك....
انتفضت ناريمان بذعر فور استياعبها حجم المصيبه التي فعلتها ركضت علي الفور خلف عز
الدين حتي تدركه قبل ان يأذي ابنتها
كانت حياء جالسة فوق ارض غرفتها تخفي وجهها بين قدميها التي كانت تضمهم الي صدرها بقوة وهي تبكي بصمت فقد كانت تشعر بان كل ما حدث منذ قليل ليس الا كابوساً و سوف تستيقظ منه بأي لحظة ....اخذت تنتحب بقوة عند تذكرها اتهامات ولدتها لها فهي لا تعلم لم فعلت ذلك ..ولم كذبت امام الجميع وادعت انها رأتها تقبل هذا الشخص وكأنها تريد اثبات فعلتها لتلك الجريمة القبيحة ايوجد أم تفعل ذلك بأبنتها...حتي وان كانت تعاملها معظم الوقت ببرود واهمال فلا يصل بها الامر ان تطعنها في شرفها.....فمؤخراً وقبل عودتهم الي مصر كانت تستمع لها وهي تتحدث مع عمها فخر و جدتها تشتكي لهم منها مدعيه بالكذب بانها كانت تسهر كل ليلة بالخارج لوقت متأخر من الوقت و أنها متمردة وتسبب لهم الكثير من المشاكل وانها تصاحب شباباً كما كانت تستغل اي مشاجرة او مشكلة تقع بها حياء حتي تتصل بهم علي الفور تشكي لهم امرها ناعته اياها بافظع الصفات من الاهمال والانحلال و دائماً كانت تهدد عمها و والدها بانها منحله وسوف تجلب لهم العار....
كانت حياء في بادئ الامر تنتظر من والدها ان يدافع عنها فبرغم حبه لها واهتمامه بها الا انها تعلم ان والدها ضعيف الشخصية مع والدتها لذلك بالنهايه يأست منه وعلمت انه لن يستطيع ايقافها عما تفعله بها .....
خرجت حياء من افكارها تلك تنتفض واقفه بذعر عندما انفتح باب غرفتها بقوة شعرت بالدماء تنسحب من عروقها فور رؤيتها ابن عمها عز الدين يدخل الي الغرفة بخطوات سريعة وقد ارتسم الغضب فوق ملامح وجهه فقد كان كالبركان المشتعل مما بث الرعب بداخلها لكنها صرخت بألم عندما اندفع نحوها وقبضت يده علي شعرها يجذب خصلاته بقوة حتي ارجع رأسها الي الخلف صائحاً بغضب
=بقي حته عيله وسخة زيك....تعمل كل ده
اخذت حياء تحاول مقاومته والافلات من بين قبضته لكن ما اصابها من ذلك الا انه قد شدد من قبضته حول شعرها يجذبه بعنف اكثر مما جعلها تصرخ بألم
صاح عز الدين وهو يقرب وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية مما جعلها تخفض عينيها في ذعر
=مين اللي كان معاكي ؟! انطقي
همست حياء بصوت منخفض مرتجف وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شده الخوف
=و..و.والله ما اعرفه يا عز انا.......
لكنه لم يتركها تكمل باقي جملتها قابضاً علي وجنتيها بكف يده يعصرهم بشدة وهو يهمس في اذنها بفحيح غاضب متأملاً ملامح وجهها المتألمة بعينين ثاقبه حادة
=وانتي بقي متعودة تجيبي رجاله متعرفهمش اوضتك...هتوقع ايه غير كده من واحدة وسخة و رخيصة زيك
ليكمل وهو يزيد من قبضته حول وجنتيها مما جعلها تصيح بشدة وهي تشعر بألم حاد يفتك بوجهها لكنه تجاهل صرختها تلك مقرباً وجهه منها قائلاً وهو يجز علي اسنانه بغضب
=انطقي هو مين ؟!
ليكمل بحده
=وديني لأكون جايبه و قتله قدام عينك وبعد ما اخلص عليه هخلص عليكي وراه؟!
اخذت كلماته ترن باذنها مما جعل الدماء تفور بعروقها فهو الاخر لا يصدقها ويطعنها في شرفها كالاخرين دون ان يستمع اليها صاحت حياء تقاطعه بغل وقد اعمها غضبها فقد ألمها كثيراً تفكير الجميع بها بهذا الشكل السئ وكأنها عاهرة رخيصة دون ان يستمعوا لها صاحت وهي تنظر اليه بسخرية لاذعة
=ولا هتقدر تعمل حاجه....وبكره اندمكوا كلكوا علي اللي بتعملوه....
وقبل ان تكمل جملتها قام عز الدين بقذفها فوق الفراش بعنف مما جعل جسدها يصطدم بقوة بالفراش وقد اسودت عينيه من شدة الغضب انهال عليها يصفعها بقوة علي وجهها وهو يصيح ويسبها بافظع الالفاظ والشتائم
=وكمان بدافعي عنه قدامي و بتهدديني  يا رخيصة
اخذت حياء تصيح من شدة الالم الذي تشعر به لكنه لم يتوقف عن صفعها حتي شعرت بوجهها يتخدر من شدة الالم ولم تعد تشعر بشئ همست له بغل فور توقفه عنه صفعها وهي تنظر في عينيه بتحدي و غضب
= بتضربني ؟! والله لأهرب واجبلكوا العار زي ما انتوا طول عمركوا خايفين
فقد عز الدين السيطرة علي اعصابه فور سماعه كلماتها تلك احكم قبضته فوق عنقها يعتصرها بشده وهو يصيح بغضب مما جعل عروق عنقه تنتفض من شدة غضبه
=همووتك وادفنك مكانك... علشان اخلص من وساختك.. وهوصل برضو للكلب اللي كان معاكي وهندمه علي اليوم اللي اتولد فيه
ثم ِبدأ يزيد من ضغط يديه حول رقبتها حتي شعرت حياء بالهواء ينعدم من حولها فلم تعد تستطع التنفس فاخذت تضربه بقبضتها فوق يده المحيطه بعنقها محاوله جعله ان يبتعد عنها وافلاتها لكنه لم يتحرك من مكانه وظل يعتصر عنقها بقبضته القوية فلم تشعر بشئ الا وغمامه سوداء تبتلعها....
بدأ يزيد من ضغط يديه حول رقبتها حتي شعرت حياء بالهواء ينعدم من حولها فلم تعد تستطع التنفس فاخذت تضربه بقبضتها فوق يده المحيطه بعنقها محاوله جعله ان يبتعد عنها وافلاتها لكنه لم يتحرك من مكانه وظل يعتصر عنقها بقبضته القوية فلم تشعر بشئ الا وغمامه سوداء تكاد ان تبتلعها ولكن و قبل ان تستسلم لتلك الغمامه وصل اليها صوت نهي زوجة سالم شقيق عز الدين تصرخ بفزع فور رؤيتها لما يفعله عز الدين بها...
اندفعت نهي نحوه علي الفور تجذبه من ذراعه في محاولة منها ان تبعد اياه عن حياء التي كان وجهها قد تحاول الي اللون الازرق من شدة الاختناق ولكن فشلت محاولتها تلك فقد كان كالصخرة لم يتحرك من مكانه قيد انمله واحده....
اخذت نهي تصرخ باكيه وهي لازالت تجذبه من ذراعه
=سيبها يا عز ...سيبها هتموت في ايدك ..حرام عليك
دخلت ناريمان الي الغرفة بخطوات سريعه متعثرة عند سماعها صراخ نهي لكنها تجمدت بمكانها عند رؤيتها لابنتها تكاد روحها ان تزهق علي يد عز الدين الذي كان غضبه خارج عن السيطره لكنها افاقت من جمودها هذا عندما صرخت بها نهي
=انتي واقفة كده ليه يا طنط...ساعديني بسرعه
انتفضت ناريمان مسرعه نحوهم تساعد نهي في جذب عز الدين بعيداً عن حياء التي كانت مستلقيه بوجه محتقن وعينين جاحظه مختنقه تكاد ان تفارق الحياة
ابتعد عز الدين عنها يصيح بغضب منفضاً ايديهم التي كانت ممسكه به مبعداً اياهم عنه و صدره كان يعلو وينخفض بعنف مكافحاً لالتقاط انفاسه بحدة كانت عينيه مسلطة علي تلك الملقيه فوق الفراش وهي شبه فاقدة للوعي صرخ بغضب وهو يمرر اصابعه بين خصلات شعره بغضب
=انا هربيكي ...وهعرف هو مين وهجيبه و لو كان في اخر الدنيا
ثم غادر الغرفة بخطوات غاضبه وهو يسب و يلعن بافظع الالفاظ
وقفت ناريمان متردده تحاول الاقتراب من حياء والاطمئنان عليها لكن نهي اقتربت منها تهمس بصوت منخفض
=سبيها دلوقتي ..هي مش هتستحمل تشوفك بعد اللي حصلها
هزت ناريمان رأسها بتردد وعينيها مسلطة بقلق علي ابنتها التي كانت مستلقيه فوق الفراش بوجه ازرق مختنق وهي تسعل بشدة محاوله التقاط انفاسها بصعوبه
=بس ...بس .....
لكنها هزت راسها بالموافقه بنهايه الامر فهي تعلم بان حياء لن تتحمل رؤيتها لها..
غادرت ناريمان الغرفه علي الفور تلحق بعز الدين بينما توجهت نهي نحو حياء علي الفور وهي تهتف بذعر
=حياء ...حياء انتي كويسه ؟!
جلست حياء ببطئ علي الفراش تبكي بهستريه وهي تسعل بشدة بينما جلست بجوارها نهي تجذبها الي صدرها تحتضنها بشدة وهي تمرر يدها بحنان فوق رأسها في محاولة منها لتهدئتها وهي تهمس لها مهدئة
=اتنفسي يا حبيبتي...اتنفسي براحه...
لكن علي عكس من ذلك اخذ انتحابها يزداد بشدة مما جعل نهي تشدد من احتضانها لها قائلة بصوت ضعيف وهي تبكي هي الاخري علي حال صديقتها
=اهدي يا .. اهدي علشان خاطري متعمليش في نفسك كده
ابتعدت عنها حياء وهي تمتم بصوت ضعيف من بين شهقات بكاءها
=شوفتي..شوفتي اللي حصلي يا نهي....
اجابتها نهي وهي تتأمل بألم وجهها المتورم من شدة الصفعات التي تعرضت لها
=انا لسه عارفة والله انتي عارفه اني كنت عند بابا و اول ما عرفت جيتلك علي طول
سألتها حياء من بين شهقات بكائها الحاده
=وانتي ..انتي كمان صدقتي زيهم ان ممكن اعمل حاجه زي دي ؟!
اجابتها نهي علي الفور بصوت قاطع
=لا طبعاً ...انا استحالة اصدق انك ممكن تعملي كده انا اعرفك اكتر من نفسي يا حياء انتي صاحبتي واختي
ارتمت حياء مره اخري بين ذراعيها تحتضنها بشدة وهي تبكي تشعر بداخلها بالامتنان لها علي ثقتها بها فهي الوحيده التي وثقت بها دوناً عن الجميع...
همست حياء بصوت ضعيف
=مش عارفه اعمل ايه يا نهي ..انا تعبت محدش مصدقني
اخذت نهي تربت علي ظهرها بحنان في محاولة منها لتهدئتها
=والله ربنا هيظهر الحقيقة ربنا مش هيسيبك.......
لتكمل وهي لازالت تربت علي ظهرها
= احكيلي ايه اللي حصل بالظبط يمكن نقدر نفهم ايه اللي حصل بالظبط و نلاقي حل
بدأت حياء تقص عليها كل ما حدث منذ دخول ذاك الغريب الي غرفتها وكذب والدتها بقولها انها رأت ذاك الغرب يقبلها وتعرضها للضرب علي يدي عمها
وعندما وصلت الي ما حدث لها علي يد عز الدين بدأت تبكي وتنتحب بشدة...
ابعدتها عنها نهي تمرر يدها علي وجنتيها تزيل الدموع التي كانت تغرقها لكنها انتفضت مبعدة يدها عنها علي الفور عندما انطلقت من حياء صرخه متألمه حاده
=اسفه ..اسفه والله ما اقصد. معلش.....
لتكمل وهي تتأمل بحزن وجهها المتورم بشدة اثر تلاقيها لصفعات عز الدين
=انا مش عارفه عز الدين ازاي عمل كده ...
هتفت حياء بغل فور سماعها اسمه
=مش جديد عليه ما هو زيه زيهم اناني ومفتري.......
هتفت نهي تقاطعها باستنكار
=لا يا حياء ....عز الدين مش كده ولا زيهم انتي بس اللي متعرفهوش علشان متعملتيش معاه كتير عز حنين جداً ..هو يبان شديد بس والله اطيب واحد فيهم كلهم
ابتعدت عنها حياء تمتم بحقد وهي تمرر يدها ببطئ علي وجهها تتحسس تورم وجنتيها
=لا باين عليه انه حنين وطيب فعلاً
كلهم زي بعض انانيين مبيفكروش الا في نفسهم محدش فيهم حاول يفهم مني ايه اللي حصل
قاطعتها نهي قائلة بجديه
=متزعليش مني يا حياء ...بس بعد ما مامتك نفسها قالت عليكي كده متوقعه منهم ايه ...العيب مش عليهم العيل علي مامتك اللي مش عارفه لحد دلوقتي عملت فيكي كده ليه
لتكمل نهي باصرار
=بعدين عز روحه في جدته بيحبها اكتر من مامته نفسها اكيد لما عرف انك السبب في اللي حصلها اتجنن
هتفت حياء بغضب وهي تنتفض مبتعده عنها
=في ايه يا نهي..انتي بدافعي عنه كده ليه ..انتي مش شايفه عمل فيا ايه
اجابتها نهي بلطف
=متزعليش مني يا حبيبتي انا مبقولش انه مش غلطان لا هو طبعاً غلطان في اللي عمله معاكي
تمتمت بصوت منخفض متجهم
=خلاص يا نهي خلاص .....
لتكمل وهي تستلقي فوق الفراش
=معلش يا نهي انا عايزه انام شويه
هتفت نهي وقد التمعت عينيها بالدموع
=حياء والله ما قصدي تزعلي مني انا والله كنت اقصد افهمك هو عمل كده ليه......
قاطعتها حياء وهي تجذب شرشف الفراش فوق جسدها
=مش زعلانه منك والله يا نهي بس انا عايزه ارتاح حاسه جسمي كله متكسر
+
وقفت نهي مبتعده عن الفراش قائله بحنان وهي تعدل من الغطاء حول جسدها
=خلاص يا حبيبتي نامي وارتاحي و انا هفضل تحت لو احتاجتي اي حاجه اندهي عليا
همهمت حياء بالموافقه وهي تغلق عينيها في محاوله منها ان تستغرق بالنوم والهرب من كل ما مرت به ..
في ذات الوقت...
خرج عز الدين من غرفة حياء بخطوات سريعة غاضبه و كأن هناك شياطين تلاحقه..
و هو لا يعلم كيف امكنه فعل ذلك بها فهو لم يضرب امرأة من قبل طوال حياته ..حتي وان كانت حقيرة ما كان يجب عليه ان يضربها ويصل به الامر الي خنقها فقد كانت علي وشك الموت بين يديه لكنه فقد شعوره فور تحديها له وقيامها بالدفاع عن ذاك الحقير ..
استمر عز الدين في طريقه الي خارج المنزل متجاهلاً نداء زوجة عمه التي كانت تلاحقه لخارج المنزل
لكنه توقف في نهاية الامر عندما لحقت به و جذبته من ذراعه قائله
=استني يا عز عايزاك..
استدار اليها وهو يهتف بنفاذ صبر
= مش وقته يا مرات عمي......
هتفت ناريمان تقاطعه قائلة
=انا مش هلومك يا عز علي اللي عملته ...لانك اكيد عندك حق ...انا لو طولت كنت اموتها بايدي كنت عملت كده وخلصت منها
وقف عز الدين يستمع اليها وهو يعقد حاجبيه باقتضاب مندهشاً من كلامها هذا
لتكمل علي الفور بصوت حاولت اظهار به الحزن علي قدر الامكان عند ملاحظتها لاندهاشه هذا
=اها هي بنتي ...و حته من قلبي
بس بعد اللي عملته ده انا مبقتش اعرف اعمل معها ايه...انا ياما حذرت ثروت وفخر كتير من عمايلها..البنت طول ما كنا في استراليا كانت مقضيها سهر وتعرف ده وتصاحب ده كأن مالهاش كبير وعمك كان مدلعها دايماً
لتكمل وهي تلاحظ اشتعال وجه عز الدين بالغضب
=حياء عنادية مش هتعدي اللي حصلها ده بالساهل...انا عارفة انها موصلتش بها انها تفرط في نفسها هي مش هبله و عارفه ان ممكن رقبتها تطير فيها لكنها متهورة و بتصاحب شباب كتير و مبتحطش بينها وبينهم حدود
لتكمل بخبث وهي تتأمل رد فعله علي كلماتها
=كل خوفي انها تهرب وتجبلنا العار وقتها جدتك مش هتتحم .....ِ
قاطعها عز الدين قائلاً بحدة وهو يجز علي اسنانه بغضب
=طيب تبقي تعملها ..وانا ادفنها حيه مكانها ك.........
قاطع حديثه صوت رنين هاتفه الذي صدع في ارجاء المكان ليجيب عليه فور رؤيته لاسم عمه يظهر علي شاشه الهاتف
=ايوووه يا عمي ...ايه فااااقت
طيب طيب انا 10 دقايق بالكتير وهكون عندك.....
ليكمل حديثه علي الهاتف وهو يستدير مغادراً المكان علي عجل تاركاً زوجة عمه تراقب خروجه وعلي وجهها ترتسم علامات الخبث والفرح...
دخل عز الدين الي الغرفة التي تمكث بها جدته يقترب بخطوات متاثقله من فراش المشفي التي تستلقي عليه بوجه شاحب كشحوب الاموات شعر بغصه حاده تتشكل بقلبه فور رؤيته لها في هذا الوضع ...فهو لا يمكنه تحمل رؤيتها بتلك الحاله من الضعف والهشاشه فجدته كانت دائماً اقرب شخص الي قلبه اكثر حتي من والده والدته فهي من قامت بتربيته والاعتناء به منذ الصغر ...
جلس بجوار فراشها هامساً باسمها بحنان فتحت دريه عينيها فور سماعها صوته تتمتم بضعف
=انت..انت جيت يا عز.....
لتكمل بصوت ضعيف منخفض
=كنت خايفه اوي ان اموت قبل ما اشوفك...ِ.
قاطعها عز الدين برقه وهو ينحني يقبل كف يدها بحنان
=بعد الشر عليكي يا جدتي ... متقوليش كده ان شاء الله هتبقي كويسه وتقوملنا بالسلامة
ربتت دريه بحنان علي راسه المنحني فوق يدها قائله بهمس
=انت اغلي حاجه عندي يا عز ...
لتكمل بصوت مرتجف وعينين ملتمعه بالدموع
=شوفت اللي حصل لجدتك علي اخر ايامي مكتبولي ان اشوف اسم المسيري متمرمغ في الارض
ابتعد عنها عز الدين يربت بلطف فوق وجنتيها قائلاً
=ما عاش ولا كان اللي يحط اسم المسيري في الارض ...
ليكمل بحنان
=كل حاجه هتتحل متقلقيش
همست دريه بضعف
=هيتحل ازاي بس ...زمان كل الناس عرفت ان بنت المسيري كان في راجل في اوضتها... انت ناسي بنت خالتك اللي كانت موجوده
اجابها عز الدين بصوت حازم
=متقلقيش ..تالا مننا وعلينا وعمرها ما هطلع سرنا برا يعني الموضوع منتهي
هتفت دريه بصوت ضعيف
=لا منتهاش يا عز منتهاش...
لتكمل بضعف
=بنت عمك راسها ناشفة...ومالهاش كبير لا بيهمها ابوها ولا بيهمها حتي عمها.... المره دي ممكن نقدر نلم الموضوع انا عارفه انها لسه بنت بنوت ومفرطتش في نفسها لكن هايجي اليوم اللي هتعمل فيه اللي افظع من كده و وقتها يا بني مش هنعرف نلم الموضوع و الناس كلها هتعرف وتاكل وشنا ..
هتفت وهي تبكي قائلة
= هتعمل زي ما مريم عمتك ما عملت زمان ...جدك وقتها مات بقهرته بعد المصيبه اللي كانت عملتها لما غلطت مع زميلها في الكليه..وفي الاخر هربت معاه واتجوزته جدك وقتها قاطعها وحرم عليها تدخل البيت ...ِ
لتكمل وهي تنتحب بشدة
=ولما... رجعت البيت ..رجعت وهي جثة عملت حادثه مع جوزها وماتوا هما الاتنين جدك وقتها مستحملش ومات وراها ....
مقدرش اتحمل كل ده يتكرر تاني قدام عينيا يا عز انا عندي اموت ارحملي من ان ده يحصل يارب ...يارب خدني قبل ما اشوف اليوم ده تاني
انتفض عز الدين مقترباً منها ينحني نحوها قائلاً بصوت اجش ضعيف من قوة المشاعر التي تعصف بداخله
=اهدي يا جدتي ...اهدي علشان خاطري ....
ليكمل بصوت حازم وهو يضغط علي يدها مطمئناً اياها
=انا هحل الموضوع ده ...و اوعدك ان اللي حصل زمان مش هيتكرر
تاني ..اهم حاجه عندي تفوقي وتقوملنا بالسلامة
قبضت دريه علي يده تضغط عليها بقوة وهي تمتم بضعف
=توعدني يا عز ..؟!
هز رأسه بتأكيد وهو يغضط علي يدها بالمقابل
=اوعدك يا جدتي...
انتفضت حياء واقفة بذعر عندما فتح باب غرفتها بقوة لكنها عادت للجلوس بمكانها مرة اخري عندما رأت والدتها تدخل الي الغرفة وهي تهتف بغضب
=ايه يا ست حياء هتفضلي فتحالي المناحه اللي انتي عاملها دي لحد امتي ..؟!
اجابتها حياء بحدة وهي تنظر اليها بنفور قائله
=وياتري المناحه اللي انا فاتحها مين السبب فيها يا ماما ..؟!
اجابتها ناريمان ببرود وهي تتقدم الي داخل الغرفة بخطوات بطيئة
=هيكون بسبب مين يعني ...بسببك انتي طبعاً
انتفضت حياء واقفة تصرخ بكل قوتها
=بسببي انا....انا اللي قعدت اصوت ولميت كل البيت ....
لتكمل بصوت ضعيف مستنكر
=انا اللي كدبت وقولت ان فيه راجل في اوضه بنتي وبيبوسها
اكملت حياء هامسة بغضب وهي تجز علي اسنانها
=انتي...انتي شوفتيه وهو بيبوسني ؟!
وقفت ناريمان تتلاعب بخصلات شعرها بارتباك تجيبها بحدة وهي تتصنع البرود
=ايوه ..شوفته ..وهو بيبوسك.....
صرخت حياء بغضب
=انتي ايه ...؟! انتي ام ازاي ...ازاي ِ
لتكمل بصوت مهزوز ضعيف وهي تقترب منها بخطوات بطيئه
=اي ام تانيه لو كانت دخلت ولقت بنتها في الوضع اللي انتي كدبتي و قولتي عليه ده كانت سكتت وسترت علي بنتها مكنتش فضحتها بس انتي ياريتك حتي فضحتني ده انتي فضحتني و بالكدب
لتكمل بهستريه وهي تضرب قبضتها فوق صدرها مشيرة الي نفسها
=هو انا مش بنتك ...هو انا مفرقش معاكي اوي للدرجه دي
هتفت ناريمان بغضب
=لا بنتي بس مش هتستر علي وساختك ...ِ
قاطعتها حياء بحدة وعينيها تلتمع بغضب
=انا عمري ما كنت وسخه...وانتي عارفة كده كويس
قاطع حديثهم دخول كلاً من والدها ثروت وعمها فخر الذي دخل الغرفةو هو يهتف بغضب
=صوتك جايب اخر البيت ليه ..يعني فوق ما انتي فاجره لا وبجحه كمان
التفتت اليه حياء تجيبه بحده وهي تمسح بتصميم وجهها الغارق بالدموع بكف يدها
=انا مش بجحه ولا انا فاجره...ولا عمري عملت حاجه غلط
صاح بها فخر وهو ينظر اليها بازدراء
=من كتر وساختك وفجرك بقيت شايفه انك تدخلي راجل لأوضتك ف نصاص الليالي حاجة مش غلط
لكن العيب مش عليكي ....
ليكمل وهو يلتفت ينظر الي شقيقه بحده
=العيب علي ابوكي اللي معرفش يربيكي....
تمتم والدها بصوت منخفض مرتبك
=مش وقته ..مش وقته يا فخر ياخويا كلامك ده
صاح فخر بغضب
=اومال وقته امتي ...ياما قولتلك تشد عليها متسبلهاش الحبل وياما مراتك كانت تتصل بيا وتشتكيلي من عمايلها السودا ..كنت انت فين وقتها
التفت ثروت ينظر الي ناريمان بلوم
لكنها بادلت نظراته تلك ببرود
صاحت حياء بغضب وهي تشير نحو والدتها
=كل كلامها كان كدب ...انت ساكت ليه يا بابا ما تنطق
صاح عمها فخر بغضب وهو يندفع نحوها ممسكاً بشعرها بين يديه يجذبه بقوه
=انتي كمان هتكدبي امك...انتي صنفك ايييه
اخذت حياء تصرخ بالم محاولة الافلات منه اقترب منه ثروت قائلاً
=سيبها ...ياخويا هي...هي اكيد متقصدش
صاح فخر بغضب وهو يلتفت نحوه يرمقه بلوم
=متقصدش !! برضو يا ثروت برضو بدافع عنها مستنيها تعمل ايه تاني...مش ناقص غير انها تمرمغ شرفك في الارض يمكن وقتها تحس وتفهم الل.....ِ
=سيبها يا باشا.....
قاطع حديثه صوت عز الدين الدين الحازم والذي كان واقفاً بمدخل الغرفه عينيه مسلطه علي يد والده الممسكة بحزم شعر حياء والتي كانت تصرخ متألمه بينما كان كلاً من والده وعمه يتجادلان
التفت فخر الي ولده قائلاً بغضب
=اسيبها....وبعد ما اسيبها استني ايه....استني لما تفرط في نفسها بجد المرة الجايه ولا استني لما تهرب وتركبنا العار
اجابه عز الدين وهو يتقدم داخل الغرفة بخطوات بطيئة متمهله
=حياء تحت مسئوليتي انا...يعني من النهاردة مش هتقدر حتي تتنفس  الا لما تاخد اذن مني
شعرت حياء بالنيران تندلع بداخلها فور سماعها كلماته تلك لتهتف بغضب
=ليييه كنت الجاريه اللي اشترتها بفلوسك.......
لكنها لم تكمل جملتها صائحه بالم عندما جذب عمها شعرها بشدة وهو يهتف
=صوتك مسمعهوش...انتي فاهمه
اقترب منهم عز الدين يجذبها مبعداً يد والده عنها وهو يجيبها ببرود متجاهلاً صراخ والده
=لا هتبقي مراتي ......
ليكمل وهو يلتفت نحو عمه ثروت الواقف بوجه متوتر
=انا بطلب ايد حياء منك يا عمي
صاحت حياء بغضب تنفض يده الممسكه بذراعها بقوة وهي تتراجع الي الخلف
=علي جثتي ...علي جثتي اتجوزك.....
جذبها عز من ذراعها مرة اخري يضغط عليها بقوة قائلاً وهو يجز علي اسنانه بغضب
=معلش يا جماعة ياريت تسيبوني لوحدنا شويه
ليكمل وهو يلتفت نحوها ينظر اليها بسخرية لاذعه
= اصل عايز مراتي المستقبلية في كلمتين
خرج الجميع علي الفور من الغرفه الا والدها الذي كان يقف متردداً بمكانه ينظر بضعف الي حياء التي اخذت تهز رأسها له رافضه تطلب منه عدم المغادرة وتركها بمفردها معه
سأله عز بنفاذ صبر حين لاحظ نظراته المتردده تلك
=خير يا عمي ...في حاجه؟!
انتفض ثروت قائلاً بارتباك
=هاااااا...لا يا عز يا بني ابداً مفيش
ليكمل وهو يخرج من الغرفة بخطوات بطيئه
=انا..انا خارج اهو.....
التفت عز الدين نحوها فور مغادرة والدها الغرفة ممسكاً بوجهها بين قبضته يعتصر وجنتيها بقوة متجاهلاً صرخة الالم التي صدرت عنها قائلاً بفحيح غاضب جعل رعشة من الخوف تتسرب بداخلها
=اسمعي كويس الكلام اللي هقولهولك دلوقتي لاني مش هعيده تاني.....
التفت عز الدين نحوها فور مغادرة والدها الغرفة ممسكاً بوجهها بين قبضته يعتصر وجنتيها بقوة متجاهلاً صرخة الالم التي صدرت عنها قائلاً بفحيح غاضب جعل رعشة من الخوف تتسرب بداخلها
=اسمعيني كويس علشان الكلام اللي هقولهولك دلوقتي مش هعيده تاني.....
استجمعت حياء شجاعتها وانتفضت مبتعدة عنه تزيح يده الممسكه بوجهها بغضب وهي تهتف بحده لاذعة
=مهما قولت مش هغير رأي انا عندي اموت ولا اني اتجوز واحد زيك
احتقن وجهه بالغضب مزمجراً
=واحد زيي.....؟!
تمتمت حياء بتوتر وهي ترجع بظهرها الي الخلف بخطوات متعثرة فور رؤيتها له يتقدم نحوها
بخطوات متمهلة متواعده وعيناه تشع بغضب
=أ..اا..ايوة واحد زيك...حيوان واناني واحد..........
لكنها اطلقت صرخة ألم فور انقضاضه عليها ممسكاً بذراعها يلويه خلف ظهرها بقوة وهو يهتف بشراسة وقد اشتعلت عينيه كبركان ثائر من الغضب
= حيوان..و اناني ؟!! ...
ليكمل بحده وهو يزيد من لويه لذراعها متجاهلاً صرخات المها
=ده انتي المفروض تحمدي ربنا ان انا وافقت اتجوزك بوساختك وقرفك..............
ليكمل وهو يهمس في اذنها بفحيح حاد
=واحد زيى... قبل بواحدة سهلة و رخيصة زيك...
ِشعرت بطعنة حادة في صدرها فور سماعها كلماته الجارحة تلك لتمتلئ عينيها علي الفور بدموع حارقة لكنها حاولت مقاومتها حتي لا تظهر له ضعفها و كم ألمتها كلماته تلك
همست بصوت ضعيف مهتز
=وانت ايه يجبرك تتجوز واحدة رخيصه ؟!...مجوزتنيش ليه للي انتوا بتقولوا انه كان معايا وفرطت في نفسي معاه؟!
اجابها ببرود وهو يبتعد عنها محرراً ذراعها من بين بين قبضته بحده
= وانتي تفتكري لو كنت شاكك بس 1% في انك فرطتي في نفسك مع الكلب ده انا كنت فكرت ان اتجوزك او اربط اسمك باسمي..
ليكمل بازدراء وهو يرمقها بنظرات نافرة
=انا عارف انك كنت بتصاحبي ده وتحبي ده... وده يبوس و ده يحضن بس كان ليكي حدود تخافي تخطيها
نظرت اليه حياء بتحدي قائلة ببرود
=و ياتري بقي الثقه دي انت جايبها منين ايه عرفك اني معملتهاش ؟!
انحني نحوها مقرباً وجهه منها ينظر اليها وعينيه تلتمع بشراسة مما جعل رجفة من الذعر تسري في جسدها
=علشان انتي عارفه كويس اللي حصل لعمتك مريم و عارفة كويس اني مش هرحمك لو عملتيها يعني مش هتردد للحظة في ان ادفنك مكانك
اخفضت حياء رأسها تتهرب من نظراته تلك وهي تشعر بجسدها يرتجف بشدة فور سامعها تهديده هذا فبرغم برائتها الا انها شعرت بالخوف يستولي عليها تمتمت بضعف
=اطمن...انا...انا عمر ما حد لمسني
انحني نحوها اكثر يهمس في اذنها بفحيح حاد
=عارف و متأكد من ده كويس لان لو كنت مش متأكد من ده كان زمانك مدفونه في مقابر العيلة من امبارح ....ِ
ليكمل مبتعداً عنها واضعاً يده في جيب بنطاله ببرود
= اما بقي حوار هتجوز من واحدة رخيصة زيك ليه ؟!
ليكمل بهدوء وهو يهز كتفيه ببرود
=مضطر علشان خاطر جدتك اللي مرميه في المستشفي بين الحياة والموت بسبب عمايلك الوسخة و علشان انقذ سمعة العيلة اللي هتبقي في الارض لو حد عرف باللي حصل...
شعرت حياء بالذنب فور تذكرها لجدتها ومرضها بعد علمها بما حدث لكنها نهرت نفسها بشدة مذكرة ذاتها بانها ليس لها ذنب في كل هذا فهي لا تعلم حتي هواية الشخص الذي كان بداخل غرفتها.....
رفعت حياء رأسها تقاطعه ببرود
=انا معملتش حاجه غلط..وعمري ما عملت حاجه غلط.........
لتكمل وهي تنظر اليه بحده
=يعني مش محتاجة انك تتنازل وتضحي علشان تنقذ سمعة العيله
ولو علي جدتي انا هروحلها بكره المستشفي وهتكلم معها وهفهمها كل.........
لكنها قاطعت جملتها عندما قبض علي معصمها يعتصره بشده قائلاً وهو يجز علي اسنانه وعينيه تلتمع بغضب اعمي
=جربي بس تقربي منها مش تتكلمي معها وانا ادفنك مكانك
ليكمل وهو يزيد من قبضته حول معصمها يعتصره بشدة متجاهلاً صرخة الالم التي صدرت عنها
=معنديش استعداد اخسرها بسبب واحده زبالة زيك...انتي فكرك لما تتكلمي معها هتصدق الكلام الاهبل اللي بتقوليه جدتك مش هتتحمل و وقتها محدش هيرحمك من تحت ايدي
اخذت حياء تحاول جذب يدها و الافلات من بين قبضته وهي تفكر بكلماته تلك فهي تعلم جيداً ان معه كل الحق فجدتها لن تصدقها مثلها مثل الجميع فمن يمكنه ان يصدقها ويكذب والدتها....
افلتها عز الدين في نهايه الامر تاركاً اياها قائلاً وهو يتجه نحو باب الغرفة يستعد للمغادرة
=قدامك لبكره تفكري ...لا توافقي علي الجواز ....والا وغلاوة جدتي يا حياء اخليكي تقضي باقي عمرك كله محبوسة في اوضة متر في متر في اي مكان قذر ميعرفش طريقه صريخ ابن يومين ...
ثم تركها وغادر الغرفة بهدوء متجاهلاً صرخات غضبها التي اخذت تلقي بها خلفه...
اتجه عز الدين نحو الفراش بخظوات بطيئه متثاقله يستلقي عليه شابكاً يديه تحت رأسه وهو يزفر بضيق ...اخذ يفكر في كل ما حدث منذ ليلة امس فهو لا يعلم هل طلبه للزواج منها بعد كل افعالها تلك صواب ام خطأ...
لكنه ليس بيده حلاً اخر سوا هذا فهو لن يستطيع ان يقف ساكناً وهو يري جدته تموت امام عينيه
انتفض جالساً وهو يزفر بحنق ممرراً يده بين خصلات شعره بغضب فهو لم يتخيل ان يتزوج بتلك الطريقة خصوصاً من ابنة عمه ثروت فقد كانت معرفته بها لم تكن تتجاوز القاء التحيه في المناسبات فهي معظم الوقت كانت خارج البلاد مع عائلتها حتي في الاوقات التي كانت ترجع بها الي مصر يكون هو منشغلاً دائماً باعماله...فهو لم يتحدث معها الا مرات قليلة جداً وبكلمات تعد علي اصابع اليد الواحدة
خرج عز الدين من الفراش متجهاً نحو الشرفة يقف بها كي يستنشق بعضاً من هواء الليل لعله يهدئ النيران التي تشتعل في صدره
وهو يفكر في انه في حالة رفضها للزواج فهو لن يتردد لحظة واحدة في ان ينفذ تهديده لها فسوف ينفيها في احدي الاماكن المتطرفة الخاصة بالعائلة. فلن يسمح لها بان تكرر ما فعلته عمته مريم فجدته لن تتحمل ذلك .....
وفي حالة موافقتها علي الزواج منه فانه سيعيد تربيتها من جديد لن يجعلها تلتفت برأسها يميناً او يسارا ًالا بأذن منه فمن حديث والدتها معه علم انها ذات شحصية انانية مستهترة لا تبالي بشئ سوا نفسها واهوائها لذا يجب عليه ان يضعها طوال الوقت تحت انظاره حتي لا ترتكب حماقة جديدة فهي سوف تصبح زوجته تحمل اسمه ولن يسمح لها بان تجعله اضحوكة بين الناس ..
ظلت حياء بعد مغادرة عز الدين لغرفتها تجلس بمكانها تبكي بصمت وقد اتخذت قرارها بانها لن تتزوج منه حتي وان كان البديل لذلك نفيها طوال حياتها.. فهي لا يمكنها ان تتخيل هذا الشخص البغيض المتعجرف زوجاً لها كما انه يفكر بها باسوء الاشياء فهو يعاملها كما لو انها عاهرة..زاد نحيبها فور تذكرها لمعاملته السيئه التي تعرضت لها من قبله ومن باقي عائلتها حتي والدها لم يتحدث اليها منذ ما حدث كما انه وقف ساكناً لم يعارض طلب عز الدين عندما طلبها للزواج فهي تعلم ان والدها شخصيته ضعيفة مهتزة لكنها تعلم ايضاً انه يحبها فقد كان دائماً الشخص الحنون عكس والدتها التي كانت دائماً ذات شخصية باردة ....
همست حياء من بين شهقات بكاءها
=مش هتجوزه...ايوه مش هتجوزه ولو هيموتني حتي مش هتفرق معايا ..الموت عندي ارحم
انتفضت تمسح وجهها بكف يدها تزيل الدموع التي تغرق وجهها عندما سمعت طرقاً خفيفاً فوق باب غرفتها لتأذن للطارق بالدخول
لكنها انتفضت واقفة عندما رأت والدها يدخل الي الغرفة اسرعت نحوه ترتمي بين ذراعيه وهي تهتف بصوت متحشرج من شدة البكاء
=بابا....
شدد ثروت من احتضانه لابنته وهو يهمس لها بحنان
=قلب و روح بابا
ابتعدت عنه حياء وهي تمتم بضعف
=انت...انت اكيد مش مصدق اللي ماما قالته مش كده
لتكمل وهي تنظر اليه باعين متسعة مليئه بالامل
=انت عارف ان انا عمري ما عملت حاجه غلط ولا اقدر اعمل حاجه غلط مش كده
اقترب منها ثروت قائلاً وهو يمرر يده فوق خصلات شعرها بحنان
=عارف يا حبيبتي ..عارف و واثق من ده كويس بس...........
همست حياء بخوف وهي تنظر اليها باعين متسعه
=بس ايه..؟!
اجابها والدها بارتباك وهو يخفض عينيها عنها
=ناريمان برضو هتكدب ليييه ...؟!
انتفضت حياء مبتعده عنه تزيح بحده يده التي كان يمررها فوق شعرها وهي تهمس بغبضة
=يعني انت كمان مصدقها
ِهتف ثروت بغضب
=لا مش مصدقها ..بس يا بنتي انا مقدرش اعملك حاجه مفيش في ايديا حاجه اقدر اعمل........
قاطعته حياء وهي تهتف بشراسة
=ومتقدرش ليه ...انت مش ابويا
محدش له حكم عليا غيرك لا عمي ولا حتي عز لهم سلطه او حكم عليا
اقترب منها والدها محاولاً تهدئتها
=يا حبيبتي افهمي...طول عمرنا و كبير العيله هو اللي له الكلمه في كل حاجه بعدين يا حياء بعد ما مامتك نفسها اللي قالت انها شافت راجل في اوضتك...مقدرش اتكلم ولو اتكلمت هيقولوا اني بدافع عنك علشان بدلعك زي ما بيقولوا كل مرة بس المرة دي يا حبيبتي هيخدوكي بعيد عني ويحرموني منك عز الدين حالف يبعدك عن هنا خالص لو موافقتيش علي الجواز
ِهتفت حياء بحدة وهي تكتف يديها فوق صدرها
=تمام وانا موافقه ابعد عن هنا
انا مبقتش طايقة اعيش وسط القرف ده كله
اقترب منها والدها علي الفور يمسك بيدها وهو يتمتم بذعر
=تبعدي عن هنا وتسبيني يا حياء
انا مقدرش اعيش من غيرك
همست حياء من بين شهقات بكاءها
=لا تقدر تعيش ...انت ابسط حقوقي عليك كبنتك مش قادر تعملها ...وهي انك تدافع عني
تدافع عن شرف بنتك يا بابا
اخفض ثروت رأسه بخجل وهو يتمتم بحزن
=مش بايدي يا بنتي مش بايدي مش هيرحموكي عز الدين زي الغول خصوصاً لو الموضوع يمس جدته ..متعلق بها من وهو صغير هي اهم عنده من الهوا اللي بيتنفسه
هتفت حياء بغضب
=تمام مش عز الدين اداني الحريه في اني اختار بين ان اتجوزه او يخليني اعيش في مكان مقطوع عن الكل
لتكمل وهي تنظر في عين والدها بغل
=وانا اخترت ان اعيش في مكان بعيد عن هنا....
لتكمل بنفور
=بعيد عنكوا .....
امسك والدها يدها وهو يرجوها قائلاً باعين دامعة
=طيب لو مش علشان خاطري يا حياء...علشان خاطر حتي جدتك
جدتك مش هتستحمل كل ده
ابتعدت عنه حياء بخطوات بطيئه وهي تتذكر جدتها فهي لم تتعامل معها كثيراً لكن في المرات القليله التي تعاملت بها معها كانت تعاملها بحنان دائماً .. اخذت تصارع الامر بداخلها فهي ممزقه بين ترك كل شئ هنا والرحيل عنهم لكنها لن تستطيع ان تتحمل الذنب ان حدث شئ لجدتها بسببها فهي لا تستطيع تركها تعاني حتي وان كان كل ما حدث ليس ذنبها
اخفضت حياء رأسها تهمس بصوت منخفض
=تمام ...يا بابا وانا موافقه اتجوز عز الدين
اقترب منها ثروت يهتف بفرح وهو يزيح بكف يده الدموع ابتي تغرق وجهه مقبلاً رأسها بحنان قبل ان يسرع ويغادر الغرفة تاركاً حياء خلفه تحاول تقبل ما نطق به لسانها منذ قليل.....
+
كانت ناريمان تجلس بغرفتها تنظر بين الحين والاخر الي الساعة التي تضعها بيدها وهي تهز قدميها بتوتر كأنها تجلس علي قطعه من جمر من شدة القلق لكنها انتفضت واقفه فور رؤيتها لزوجها يدخل الي الغرفة اقتربت منه علي الفور وهي تهتف بلهفه
=هااااا يا ثروت طمني ؟!
لكن ثروت تجاهلها واتجه نحو الاريكه يجلس عليها بتثاقل
هتفت ناريمان بنفاذ صبر
=ما تنطق يا ثروت ...
لتكمل وهي تقترب منه تجلس بجواره علي الاريكه تنظر اليه باعين متفحصة قلقة
= هااا وافقت....؟!
اجابها ثروت وهو يومأ برأسه بالايجاب
=اطمني ...وافقت
انطلقت صرخة فرحة منها وهي تندفع نحوه تحتضنه بفرح قائلة
=اخييييراً..الحمد لله
ازاح ثروت يدها التي تحيطه بها وهو يتمتم بغضب
=فرحانه اوي ...ايه معندكيش دم انتي مش حاسه احنا عملنا ايه في بنتنا الوحيده
ابتعدت عنه ناريمان وهي تمتم بحده
=طبعا فرحانة ...فرحانة اننا هنخلص من المصيبة اللي كنا هنقع فيها بسبب تهورك
لتكمل باقتضاب وهي تفرك يديها بعصبيه
=بعدين انت فكرك يعني اني مبسوطه من اللي عملته
بس ...بس اللي عملته ده ارحم بكتير من اللي كان هيحصل لو حياء مكنتش اتجوزت عز الدين
انتفض ثروت يصرخ بغضب
=وفضحتك لها واتهامها في شرفها بالكدب شايفاه عادي
ليكمل وهو يضع يده فوق راسه يشد خصلات شعره بغضب
=مش عارف عقلي كان فين لما طاوعتك و وافقت علي خطتك المقرفه دي
هتفت ناريمان بغل وهي ترمقه بنظرات حاده متهمة
=عقلك كان في ديونك و افلاسك اللي قربت تعلنه وفي المصيبه اللي كنت هتوقع بنتك فيها
لتكمل بحدة
=مكنش قدامي غير ان اجيب واحد واتفق معاه يدخل اوضة بنتك والعيلة كلها متجمعة كان لازم اعمل فضيحه علشان عز يدبس ويتجوزها....كنت متاكده انه هيخاف علي جدته خصوصاً بعد اللي حصل من اختك مريم زمان.. كنت عارفه انهم هيخافوا من الفضيحه هيخافوا الماضي يتكرر تاني.....
لتكمل وهي تهتف به
=انت فاكرني كنت بلعب ده انا من يوم ما المصيبة دي حلت علينا وانا بفكر في حل يخرجنا منها ومكنش قدامي غير عز الدين...واحد بجبروته هو اللي هيقدر يحميها  وكان لازم افضل اشتكي لهم منها وافهمهم قده ايه هي صايعه ومفيش لها كبير علشان يخافوا منها ومن اللي ممكن تعمله
صرخ ثروت بحدة
=بس انا بنتي مش كده ...
قاطعته ناريمان تهتف بحدة
=عارفة انها مش كده بس مكنش في حل قدامي غير كده....انا مش هرمي بنتي بأيدي في النار انا.....
قاطعها ثروت بغضب
=نار ...؟! نار ايه اكتر من اللي عملتيه فيها انتي فكرك عز هيرحمها
اغرورقت عينين بالدموع ناريمان لكنها زفرت بعنف محاوله ابعاد تلك الدموع وتمالك ذاتها تمتمت بصوت مرتجف
=نار عز ارحم بكتير ...من جهنم اللي كانت هتقع فيها بسببك ..انا عندي انها تكرهني طول حياتها وابان قدامها امها اللي فضحتها بالكدب علي اني ارميها واخليها تدفع تمن غلطاتك وتعيش طول عمرها تعيسة
اشتعل وجه ثروت بالخجل لكنه سرعان ما تمتم بارتباك
=بس....بس برضو كان ممكن نلاقي حل غير ده
هتفت ناريمان بسخرية لاذعه وهي تنظر اليه بازداراء
=حل..؟!! حل ايه اللي هيخرجنا من المصيبه اللي وقعتنا فيها تفتكر عز كان هيتهزله شعره واحدة لو كنت لجأتله تاني ...دي المره الرابعه اللي ينقذك فيها من المصايب والديون اللي بتقع فيها.. فاكر اخر مره قالك ايه ؟!
لم يجيبها ثروت محيطاً وجهه بيديه يفركه بغضب
تمتمت ناريمان وهي تجز علي اسنانها بحده
=حلف بحياة جدته لو رقبتك قصاد انه ينقذك تاني مش هيعملها وعنده حق ..محدش يقدر يلوم بعد اللي عمله معاك....ومكنش في وقت ان اقعد ارسم عليه علشان اوقعه خصوصاً ان بنتك خام ومش هتعرف تتنيل توقعه فيها و هو مش يهل علشان يضحك عليه بكام ضحكه ولا ابتسامه زي باقي الرجالة
لتكمل بشراسة وقد التمعت عينيها بغضب
=يعني انت السبب في كل اللي احنا فيه ده ضيعت كل فلوسك في مشاريع هبله و مكتفتش بكده لا روحت ضاربت في البورصة تاني بعد ما ادينت ل.........
قاطعها ثروت وهو ينتفض واقفاً يهتف بغضب
=خلاص ...خلاص اقفلي الاسطوانه دي ...انتي ايه مبتزهقيش ارحميني
هتفت ناريمان بغل
=لا مبزهقش يا ثروت ...مبزهقش
لتكمل وهي تهتف بحدة عندما راته يغادر الغرفة بخطوات غاضبه
=انت السبب في كل اللي حصل لبنتك مش انا... سامعني يا ثروت انت السبب
لتنهار فوق المقعد مرة اخري وهي لازالت تردد تلك الكلمات منتحبة بشدة
في اليوم التالي...
دخل عز الدين الي غرفه حياء بعد ان طرق الباب عدة مرات لكنه لم يتلقي اي أجابه مما جعله يندفع ويفتح الباب بقوة حيث صور له شيطانه بانها قد تركت المنزل وهربت لكنه تسمر بمكانه فور رؤيته لها مستغرقة بالنوم فوق فراشها اقترب منها بخطوات بطيئه متمهلة متأملاً وجهها الملائكي الخلاب شعر بالندم يتغلغه فور رؤيته لوجنتيها المتورمتين إثر صفعاته التي اشبعها بها ولكن رغم ذلك فقد كانت رائعة الجمال حيث كانت رموشها الكثيفه تلاقي ظلال فوق وجنتيها مما جعلها تبدو كالملاك اثناء نومها و فمها المكتنز قد كان مزموماً باغراء مما جعله يبتلع بصعوبه محاولاً التحكم في النيران التي اشتعلت بداخله لكنه افاق من تأمله هذا وهو يسب ويلعن ذاته بشدة هامساً بسخرية وهو يجز علي اسنانه بغضب
=ملاك...؟! دي شيطان وماشي علي الارض
اقترب من الطاولة التي بجوار الفراش بخطوات غاضبه متناولاً كوب الموضوع فوقها والذي كان ممتلئ الي نصفه يلقي بمحتوياته عليها ...انتفضت حياء مستيقظة بذعر وهي تشعر بالماء يغرق وجهها وجميع ملابسها اخذت ترفرف بجفونها عدة مرات حتي تستوعب مايحدث لكنها انتفضت تتراجع الي الخلف عندما انتبهت لذاك الواقف بجوار فراشها بوجه متجهم مظلم...
جذبت علي الفور غطاء الفراش تغطي به جسدها لكن تشددت قبضتها الممسكة به فور رؤيتها لنظراته الساخرة علي حركتها تلك لكنها قررت تجاهله وجذبت الغطاء حتي عنقها وهي تهتف بغضب
=ايه اللي انت عملته ده في حد يعمل كده في حد نايم
لتكمل بغضب وهي تزيح بيدها المياه التي لازالت عالقة بوجهها عندما لم تتلقي منه اي رد او تعبير يدل علي انه يهتم بكلامها فقد كان لا يزال واقفاً بوجهه المتجهم الساخر ينظر اليها بجمود
=...انت ..انت اصلاً. انسان مش طبيعي انا مش قادره افهم انت ازا......
قاطعها عز الدين بجدية وهو يرمقها بنظرات ثاقبه حادة
=اخدتي قرارك ؟!
اجابته حياء بتوتر وهي تشعر بداخلها بالذعر من نظراته الثاقبة تلك التي كانت مسلطه عليها
=قق..قرار ...قرار ايه ؟!
زفر عز الدين بغضب قائلاً بنفاذ صبر
=انتي عارفه كويس قرار ايه ...
اجابته حياء وهي تهمس بارتباك
=ايوه ......انا ..انا موافقة علي الجواز
لتكمل بتصميم عندما لاحظت نظراته الواثقة الحادة
=اوعي تفتكر اني وافقت علشان خايفه منك ولا خايفة انك تنفذ تهديدك....انا وافقت بس علشان خاطر جدتي مش هقدر اتحمل ان يحصلها حاجه بسببي....
قاطعها عز الدين بسخرية لاذعه
=لا وانتي عندك دم اوي وبتحسي
هتفت حياء بحدة وقد اشتعلت عينيها بالغضب
=عندي دم...ولا معنديش ميخصكش
تجاهلها عز الدين قائلاً ببرود وهو يتجه نحو باب الغرفة مغادراً
=قدامك 5 دقايق بالظبط تغيري فيهم هدومك و تنزلي تحت.. لو اتاخرتي دقيقة واحدة متلوميش الا نفسك
ثم غادر الغرفة بهدوء القت حياء بكل محتويات الطاوله التي بجوار فراشها فوق الارض وهي تصيح بحدة تخرج بها كل الغضب المشتعل بداخلها.....
اجتمعت جميع العائلة بغرفة الاستقبال بعد ان ارسل اليهم عز الدين يطلب الاجتماع بهم
فجلسوا ينظرون الي بعضهم البعض بتسائل يرغبون بمعرفة السبب وراء طلبه ذلك...
اقتربت تالا من نهي الجالسة بجانبها تهمس لها
=متعرفيش عز الدين عايزنا في ايه ؟!
اجابتها نهي وهي تهز كتفيها ببرود
=علمي علمك يا تالا
ابتعدت عنها تالا وهي تمتم بسخرية لاذعة
=وانتي من امتي كنت بتعرفي حاجة اصلاً
رمقتها نهي بحدة قائله بغضب
=في ايه يا تالا ما تتكلمي عدل وبعدين من امتي اصلاً حد فينا بيعرف عز عايز ايه.. ولا ناوي علي ايه
همست تالا لذاتها
=علي رأيك عز ده طول عمره وله دماغه لوحده .....
لكنها قاطعت كلماتها عندما لمحت عز الدين يدخل الي الغرفة متجهاً نحو احد الارائك يجلس فوقها بهدوء..سألته والدته والتي كانت تجلس بجانب كلاً من زوجها فخر و اخيه ثروت و ناريمان زوجته
=خير يا عز ...جامعنا ليه كده ؟!
اجابها عز باقتضاب وهو ينظر نحو باب الغرفة
=ثواني والكل هيعرف كل حاجه...
ليكمل بجديه عندما لمح حياء تقف بارتباك بمدخل الغرفة
=تعالي يا حياء..
اقتربت منه حياء بخطوات بطيئه متعثرة وهي تشعر باعين الجميع مسلطة عليها كأنها رصاص يخترق جسدها لكنها شعرت برعشة خوف تسري في سائر انحاء جسدها عندما لمحت نظرات سالم ابن عمها المسلط المسلطة عليها والتي كانت مليئه بالحقد والكراهيه
اقتربت تجلس بجوار عز الدين وهي تحاول ان تتنفس ببطئ حتي تهدئ من توترها وخوفها ذاك قليلاً
التفت عز الدين الي جميع فور جلوس حياء بجواره قائلاً بجدية
=انا جمعتكوا النهاردة علشان اعرفكوا ..ان كتب كتابي انا وحياء بعد اسبوعين من النهاردة
ليكمل عز الدين متجاهلاً صرخة الاستنكار التي صدرت عن معظم الجالسين
=احنا مش هنعمل فرح بسبب حاله جدتي وتعبها هيبقي مجرد كتب كتاب هيحضر فيها القليل من معارفنا
هتف سالم شقيقه بحدة
=تتجوزها...؟! تتجوزها ازاي يا عز ؟!
ليكمل عز الدين بجدية متجاهلاً حديث شقيقه وكأنه لم يتحدث
=اما بخصوص اللي حصل من كام يوم في اوضه حياء فاحب اعرفكوا ان انا اللي كان مع حياء في الاوضة
شعرت حياء بالصدمه فور نطقه تلك الكلمات فلم تتخيل مطلقاً
انه يمكنه قول ذلك نظرت اليه تحاول فهم ما يحاول فعله لكنه تجاهلها واكمل
=حياء وانا كنا متفقين علي الجوازن من مده كبيره ...
حاولت حياء استيعاب كلماته ومعرفة ما يحاول فعله لكنها انتفضت بذعر عندما صاح سالم بغضب
=كنت معاها ازاي يا عز انت شايفنا هبل وهنصدق اللي بتقوله ده
انتفضت تالا واقفة هي الاخري تصرخ باستنكار وهي تنظر الي حياء بحقد وكراهية
=يعني عايز تخلينا نصدق ان عز الدين المسيري بذات نفسه نط من البلكونه وهر........
لكنها توقفت عن تكملة جملتها تبتلع لعابها بخوف فور ان حدقها عز الدين بنظرة حادة اخرستها علي الفور
وقف عز الدين بهدوء ساحباً معه حياء لتقف بجواره قائلاً بحده
=لما اقول انه كان انا ..يبقي انا و الكلام خلص ...لو سمعت اي حد بيتكلم في الموضوع ده تاني ميلومش الا نفسه علي اللي هعمله فيه........
ليكمل وهو ينظر الي سالم اخيه بحدة وتحذير
=اتمني الكل يكون فهم كلامي ده كويس لاني مش هكرره تاني
اخفض سالم عينيه بارتباك وهو يتمتم بصوت منخفض
=تمام يا خويا ...اللي تشوفه
غادر عز الدين الغرفة بخطوات ثابته وهو يجذب حياء خلفه تاركاً حاله من الهرج والمرج تعم الغرفة
بعد مرور اسبوعين....
كانت حياء تقف امام خزانه ملابسها تحاول اختيار شئ مناسب ترتديه اثناء عقد القران ...لكنها لم تستطع العثور علي اي شئ مناسب  فقد كانت معظم ملابسها لا زالت بمنزل والدها ...ِ
فمنذ تلك الليله وقد قرر عز الدين ان تعيش في منزل عمها حتي موعد عقد القران..رافضاً ان تغيب عن نظره خلال تلك المدة القصيرة فقد جعل الامر اشبه لسجن لها فقد قام بمنعها من الخروج من المنزل نهائياً...كما اخذ هاتفها منها متحججاً بانه سوف يأتي لها باخر جديد مانعاً اياها من التواصل مع اي من اصدقائها ..لكنها تعلم بانه لا يرغب بجعلها تتواصل مع اى من الرجال التي يعتقد بانها تتحدث معهم ... تنهدت حياء بغضب فور تذكرها لافعاله تلك فهو لم يكتفي بذلك  فقد قام بتجاهلها تماماً وكأنها غير موجودة فكل تعليماته و أوامره تصلها من خلال نهي او والدته كما انه لم يكتفي بمنعها من الخروج من المنزل بلا وصل به الامر الي منعها من الخروج من غرفتها وهي لم تعترض علي ذلك فهي لم تكن تريد الاختلاط بمن بالمنزل فجميعهم يحدقونها بنظرات حاقدة نافرة خاصةً ابنة خالته تالا فببعض الاحيان يخيل لها عقلها بانها سوف تنقض عليها في اي لحظة وتقتلها...
زفرت حياء باحباط وهي تبتعد عن الخزانه قائله بغضب
=يولع كتب الكتاب علي صاحبه انا هقرف نفسي ليه...
لتصرخ بغضب عندما سمعت طرقاً علي باب غرفتها
=ادددخل...
دخلت الي الغرفة نهي وهي تبتسم قائلة
=ايه يا بنتي ....الباب كان هيقع من صوتك يخربيتك
ابتسمت لها حياء قائلة بمرح
=ياستي اهو يبقي طلعت القرف اللي جوايا في حاجه بدل ما انفجر
اقتربت منها نهي تجلس بجوارها علي الفراش قائلة وهي تعقد حاجبيها
=قرف ايه بس ...مالك؟!
هتفت حياء بحدة
=مالي ايه يا نهي... انتي بتسأليني مالي ..؟!
لتكمل بسخرية لاذعة
=لا ابداً حاجه بسيطة خالص يمكن يكون اني هتجوز النهاردة من واحد بكرهه.... واحد فاكرني دايره علي حل شعري وانه بيضحي و بيقدم خدمه للبشريه بجوازه مني
لتكمل تصرخ بانفعال وهي تفرقع اصابعها في الهواء
=اهااا استني او يمكن يكون ان الست اللي انا المفروض اكون بنتها والمفروض برضو اني اكون اغلي حاجه عندها...فضحتني
لتكمل وهي تبدأ بالبكاء
=فضحتني يا نهي ...فضحتني وبالكدب
اقتربت منها نهي علي الفور تجذبها بين ذراعيها تحتضنها وهي تهمس لها
=خلاص علشان خاطري يا حياء
انا والله عارفه كل اللي انتي فيه وحاسه بيكي ..والله  ربنا هيظهر حقيقتك وهايجي اليوم اللي  تضحكي فيه علي كل اللي حصل ده
لتبعدها عنها وهي تهتف بمرح في محاولة منها لتغير الموضوع متناولة احد الحقائب من جوارها
=امسحي دموعك دي بقي وشوووفي انا جيبالك ايه
مسحت حياء دموعها بكف يدها قائله بهمس وهي تنظر الي الحقيبه بعينين تلتمع بامل
=جيبالي ايه ...شيكولاته ؟!
ضحكت نهي بصخب قائلة بمرح
=يعني متخيلة ان كل. الشنطه دي شيكولاته ...
لتكمل بتسائل وهي تعقد حاجبيها
=انتي نفسك في الشيكولاتة ولا ايه..؟!
ِاجابتها حياء وهي تهز رأسها بلهفة
=اها والله يا نهي من يوم الليله السودا دي وانا مكلتهاش وانتي عارفه انا مدمنه عليها
هتفت نهي باستنكار وهي تضربها بخفه علي كتفها
=ومقولتليش ليه كنت جبتلك
طيب قومي قيسي الفستان وانا ثواني و هروح اجيبلك...
رفعت حياء الحقيبه تتأملها
=فستان ايه اللي انتي جيباه...؟!
اجابتها نهي وهي تغمز لها بعينيها
=اشترتلك فستان لكتب الكتاب
اومال يعني كنت هتلبسي ايه ..
لتكمل وهي تخرج الفستان من تغليفته
=ايييه رأيك بقي في ذوقي؟!
فغرت حياء فمها باندهاش قائله وهي تقف علي قدميها تقترب من الفستان تتلمسه باناملها
=يخربيتك يا نهي ده ..ده رووعه
اجابتها نهي بثقة وهي تعدل شعرها بغرور
=طبعاً لازم يكون روعه مش انا اللي مختراه ...وطبعاً انتي لازم تبقي زي القمر وتخليهم يموتوا من غيظهم كمان
همست حياء وهي تجلس مرة اخري علي الفراش باحباط
=لا يا نهي مش هينفع البسه ..
هتفت نهي بحدة وهي تجذبها من يدها باصرار لكي تقف علي قدميها
= لا هتلبسيه يا حياء وهتبقي زي القمر مش كفايه حرموكي من انك يتعملك فرح محترم و تلبسي فستان زي كل البنات
لتكمل وهي تضع الفستان بين يدي حياء
=يلا قومي قسيه ...وانا هروح  اجبلك الشيكولاته اللي نفسك فيها
واجي..
لتصيح وهي تغادر الغرفة غامزة لها بفرح
=5 دقايق وهكووون جيبالك كل الشيكولاته اللي في المحلات متقلقيش...
ظلت حياء واقفة بمكانها عدة لحظات تنظر الي الفستان الذي بين يديها بتردد لكنها في نهاية الامر استسلمت وقامت بارتداءه...
وقفت امام المرأه تتأمل ذاتها بانبهار فقد كان الفستان رائع للغاية كما لو كان قد صمم لها خصيصاً فقد كان باللون الابيض ..قصير ذات طبقات متعدده قصير يظهر جمال قداميها راسماً قوامها  الخلاب..
قامت بفك شعرها لينسدل علي الفور كشلال من الذهب فوق ظهرها ابتسمت حياء بخجل وهي تتأمل ذاتها..
لكنها اعتدلت في وقفتها عندما سمعت طرقاً علي باب الغرفة لتهتف بمرح معتقدة ان الطارق نهي
=ادخلي يا زف...
لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما رأت تالا تدخل الي الغرفة بخطوات بطيئة والتي سرعان ما اشتعلت عينيها بالغضب فور رؤيتها لمظهر حياء بالفستان الذي ترتديه اخذت تتأملها بحقد قائلة
=ايييه  اللي انتي لابساه ده...؟!
اجابتها حياء ببرود وهي تشير الي الفستان الذي ترتديه
=هكون ايه يعني يا تالا..فستان
هتفت تالا بغل وعينيها تشتعلان بحقد
=فستان......؟!
لتكمل وهي تقترب منها بخطوات سريعة غاضبة تصيح وقد اسود وجهها من شدة الغضب
=ده مش اي فستان...ده فستان ابيض ؟!
لتكمل بشراسة وهي تجز علي اسنانها وعينيها تلتمع بحقد تنكز بيدها فوق كتف حياء بضربات قوية متتالية
=بقي واحدة رخيصة زيك تتجوز واحد عز الدين ازاي ...لا ومن بجاحتك لابسه فستان ابيض ولا كأنهم مسكوا واحد معاكي في الاوضه
صاحت حياء بغضب وهي تمسك بيدها التي تنكزها بها مبعدة اياها عنها بحدة
=انتي واحده مجنونة وقليلة الادب ...انا لا وسخه ولا رخيصة...الرخيص والوسخ ده يبقي انتي
صاحت تالا بهسترية وهي تتناول كوب العصير الموضوع علي الطاولة التي بجوارها تلقي بمحتوياته فوق فستان حياء 
=علي جثتي تلبسي الفستان ده
صرخت حياء فور انسكاب العصير عليها تنظر بذعر نحو الفستان الذي اصبح ملطخ بالعصير
=انتي بتعملي ايه ..انتي اتجننتي
هجمت عليها تالا تجذبها من شعرها وهي تصرخ بغضب
=اوعي تفتكري انك كده خلاص خدتيه.. مش هسبهولك ولا هخاليكي تتهني به يوم واحد
اخذت حياء تصرخ محاولة ابعادها عنها لكن كانت الاخري تتمسك بشعرها بشدة لتشعر حياء بان شعرها اوشك علي الخروج بين يدي تلك المجنونه...لكن جاءت نجدتها عندما انفتح باب الغرفة بقوة انتفضت تالا بذعر عند سماعها صوت عز الدين يهتف بشراسه وغضب
=ايه اللي انتي بتعمليه ده....سيبيها
تركت تالا  شعر حياء من بين يديها علي الفور وقد شحب وجهها بشده  تتمتم بتوتر وهي تبتعد عنها
=ااانن.انت.. فاهم غلط يا عز
صاح عز الدين وهو يجز علي اسنانه بحده
=فاهم غلط ...وشعرها اللي كان هيطلع في ايدك ده ايه ..فاهمه برضو غلط
هتفت تالا وهي تتصنع البكاء امامه
=هي اللي بدأت الاول ....
لتكمل وهي تمتم بارتباك
=انا ..انا كنت جايه اباركلها وكانت  جايبه لها كوباية عصير معايا وانا بدهالها وقعت مني غصب عني علي فستانها ..فضلت هي تزعق وتشتم فيا وضربتني وكانت......
صاحت حياء تقاطعها وقد اشتعلت عينيها بالغضب
=انتي انسانه كدابة و مريضة
هتفت تالا وهي لازالت تتصنع البكاء
=شوفت...شوفت يا عز صدقتن.....ِ
صاح بها بغضب وهو يشير بيده نحو باب الغرفه
=ولا كلمه زياده اطلعي برا ......
همهمت تالا بارتباك وقد اتسعت عينيها بصدمه
=بس يا عز صدق......
لكنها توقفت عن تكملة جملتها تبتلع لعابها بخوف فور ان حدقها عز الدين بنظرة حادة غاضبة اخرستها علي الفور لتمتم بتوتر وهي تبتلع لعابها بصعوبه
=حح..حاضر....
التفت عز الدين الي حياء فور مغادرة تالا الغرفة ليجدها واقفة بوجه متجمد تحدقة بنظرات غاضبة لكنه تجاهلها قائلاً ببرود
=عملتلها ايه خلتيها تخرج عن شعورها وتعمل فيكي كده  ؟!
وقفت حياء تنظر اليه بعينين متسعه بصدمة عده لحظات  محاولة استيعاب كلماته تلك لكنها همهمت بصوت منخفض غير مصدق
= انا..!! عملتلها ايه...ا؟!
حاولت مقاومه نوبه من الضحك  المتصاعده بداخلها لكنها فشلت في مقاومتها لتبدأ تضحك بصخب   وهستريه حتي ادمعت عينيها  احاطت يدها بمعدتها التي بدأت تألمها من كثرة الضحك... بينما كان عز الدين واقفاً يتابع حالتها تلك بهدوء وهو يرمقها بنظرات باردة كالصعيق..
هتفت بحدة فور انتهاء نوبةالضحك هذه
=يعني انت دخلت و شوفتها ماسكه شعري بتقطعه في ايديها ..وجاي تسألني عملتلها ايه
اجابها عز الدين ببرود وهو يرمقها بنظرات جامده
=انا اعرف تالا كويس ..متعملش اللي عملته ده الا لو انتي عملتلها حاجه خلتها تخرج عن شعورها
صاحت حياء بغضب وهي تشير الي الفستان الذي ترتديه
=هي اللي دخلت و رمت العصير علي الفستان علشان تبوظهولي وكانت قاصده ده
اخذ عز الدين يتابع بعينيه يدها وهي تشير الي ما ترتديه منتبهاً الي ً جسدها الغض في ذاك الفستان الذي كانت ترتديه اخذ يتأملها ممراً عينيه عليها فقد كان الفستان يظهر جمال قوامها الخلاب لكنه كان قصير للغايه مما كشف عن جمال ساقيها ضربت الحرارة جسده علي الفور واخذت انفاسه تتعالي بشدة لكن سرعان ما حاول السيطرة علي ذاته والقاء هذه المشاعر بعيداً.. مذكراً ذاته بانها لا يجب عليها ارتداء مثل تلك الملابس العاريه بعد الان فما كانت ترتديه سابقاً لا يمكنها ان ارتداءه بعد ان اصبحت زوجته وتحمل اسمه..
تنحنح قائلاً بصوت اجش من قوة المشاعر التي عصفت به
=كويس انه باظ..انتي اصلاً مينفعش تلبسي فستان زي ده
شعرت حياء بالدماء تنسحب من جسدها فور سماعها كلماته تلك...
فها هو الاخر يري انها لا يمكنها ارتداء اللون الابيض كبنت خالته اخفضت رأسها بألم وقد هدد الضغط الذي قبض علي صدرها بسحق قلبها..اخذت ترفرف عينيها بقوه في محاولة منه لابعاد تلك الدموع التي تحرق عينيها قبل ان تنسكب علي وجهها وتفضح امرها اخذت تتنفس ببطئ محاولة السيطرة علي ذاتها لتنجح في نهايه الامر برفع رأسها والنظر في عينيه بوجه متجمد خالي من المشاعر وهي تجيبه ببرود
=عندك حق .....
لتكمل وهي تتحرك ناحية طاولة الزينة تختطف من فوقها المقص
=انا مينفعش فعلاً البس فستان زي ده
لتشرع بتمزيق الفستان بالمقص الذي ترتديه بهستريه تخرج به كل الألام التي تعرضت اليها منذ تلك الليله المشؤمة كان عز الدين  واقفاً متجمداً بمكانه يراقب فعلتها تلك باعين ذاهله قبل ان يندفع نحوها جاذباً المقص من بين بديها وهو يصيح بغضب
= ايه الجنان اللي انتي بتعمليه ده ... الهبل ده مش وقته خالص..
ليكمل بحده وهو يلقي بالمقص علي ارضية الغرفة بغضب
=المأذون مستني تحت..تغيري القرف اللي انتي لابساه ده وتنزلي ...
ليكمل وهو يغادر الغرفة بخطوات غاضبة وهو يحاول السيطره علي نفسه قبل ان يندفع نحوها وجذبها بين ذراعيه وتهدئتها فقد كانت يبدو عليها الانهيار
=10دقايق والقيكي قدامي تحت
فااااهمه..ِ..
انفجرت حياء في البكاء فور مغادرته تجلس فوق الفراش بتثاقل وهي تشعر بألم حاد يمزق قلبها .....
دخلت نهي الغرفة وهي تهتف بمرح
=جبتلك بقي شوية انواع شيك.....
لكنها قاطعت جملتها فور رؤيتها لحاله حياء تلك القت ما بيدها علي الارض وهي تسرع نحو حياء تهتف بذعر
=مالك يا حياء بتعيطي ليه
لتكمل فور انتبهها لفستانها الممزق =ايه اللي عمل كده في فستانك كده .. ؟!
اخذت حياء تقص عليها كل ما حدث منذ مغادرتها اياها لتصيح نهي وهي تقف علي قدميها بغضب
=والله لأربيها الحيزبونه ام غل دي واكون جيبها من شعرها
همست حياء وهي تجذبها من يدها تجلسها مكانها مرة اخري
=لا يا نهي علشان خاطري متعمليش لنفسك مشاكل انا عارفه سالم جوزك صعب قد ايه
لتكمل وهي تمسح وجهها بكف يدها
=تالا دي انا هعرف اخد حقي منها ازاي ....اما بقي عز بيه فبما انه شايف اني مينفعش البس فستان ابيض ..يبقي يستحمل بقي اللي هعمله..
انتفضت تالا من فوق الفراش واقفة بفزع عندما انفتح باب غرفتها بقوة ليدخل عز الدين الي الغرفة وهو يهتف بشراسه
=اقسم بالله يا تالا....لو اللي عملتيه ده اتكرر تاني لهكون محيكى من علي وش الدنيا
تمتمت تالا بذعر وهي تفرك يدها ببعضها البعض
=هي ..هي اللي بهدلتني يا عز وانا مقدرتش امس...
اشار بيده يقاطعها وهو يزمجر بغضب
=حتي لو كانت عملت فيكي ايه...ايدك متتمدش عليها
ليكمل بحده وعينيه تشتعل بالغضب
=حياء من النهارده هتكون مراتي
يعني شايله اسمي ومتخلقش لسه اللي يمد ايده علي مرات عز الدين المسيري فاهمه
همست تالا بصوت منخفض والغيرة تنهش بقلبها فور سماعها كلماته تلك
=خلاص ...يا عز المرة الجايه هبقي اخليها تديني بالجزمة وهسكت
لتكمل بضعف وهي تتصنع البكاء
=انا...انا عارفه اني مش مهمه عندك وان علشان ماليش حد...........
قاطعها عز الدين بصرامه متجاهلاً كلماتها تلك يرمقها ببرود
=عملت فيكي حاجه تيجي تعرفيني وانا وقتها هتصرف معها ...غير كده مالكيش عندي اي حاجه
ليكمل بحده وهو يغادر الغرفة بخطوات غاضبة
=مش هكرر كلامي تاني
واللي عملتيه ده لو اتكرر تاني متلوميش الا نفسك
انتفضت في مكانها بذعر فور خروجه وغلقه للباب بقوة صاخبة...
1
قامت حياء بنزع الفستان الذي اصبح قطعه قماش ممزقه باليه و ارتدت بنطال وقميص اسودان قررت النزول بهم فبما ان الابيض لا يليق بها اذا فلتجعل الاسود يليق سمعت طرقاً منخفض علي باب الغرفه اذن للطارق بالدخول
دخل والدها الي الغرفه و وقف امامها بوجه متوتر قائلاً بارتبك
=حياءِ..انا حبيت اعرفك ان انا وماما بعد كتب الكتاب هنرجع علي بيتنا
شحب وجه حياء بشده عند سماعها كلماته تلك اقترب منها والدها عندما وجدها لم تصدر اي رد فعل علي كلماته تلك
=مش هتقولي حاجه يا حبيبتي ؟!
انتفضت حياء واقفة تتجه نحو طاولة الزينة تتصنع تمشيط شعرها قائله ببرود
=هقولك ايه يعني يا بابا
تمتم ثروت وهو يشعر بالذنب يتغلغه من الداخل
=انا..انا مش عايزك تقلقي احنا هنزورك اكيد كل فترة..يعني مش هنسيبك
هزت حياء رأسها بهدوء وهي لاتزال تتصنع تمشيط شعرها لكنها تفاجأت عندما وجدته اقترب منها وضمها بين ذراعيه بحنان قائلاً بضعف وهو يزيد من احتضانه لها
=هتوحشيني يا حبيبتي من اليوم اللي اتولدتي فيه و عمرك ما غبتي عن عيني يوم واحد
شعرت بالدموع الحارقة تتصاعد بعينيها حاولت الضغط علي شفتيها بقوة ترفرف برموشها المبتلة في محاولة منها لكبت دموعها تلك فهي ترغب بان تغرق بحضن والدها تطلب منه ان يحميها من كل ما يجري حولها لكنها تعلم بانه غير قادر علي حمايتها او فعل اي شئ لها
تمتمت بصوت مرتجف ضعيغ
=وانت كمان هتوحشني يا بابا
ِابتعد عنها ثروت يتأملها عدة لحظات والحزن يغرق وجهه قبل ان يربت بحنان فوق راسها
=يلا يا حبيبتي هسيبك تكملي لبسك علشان المأذون مستني تحت
اومأت له حياء براسها  تتابع خروجه من الغرفة وهي تشعر بان الضغط الذي قبض علي صدرها يهدد بسحق قلبها.
كان الجميع جالسون بغرفة الاستقبال بانتظار نزول حياء لعقد القران ...
ظل عز الدين جالساً بمكانه وهو يشعر بالغضب يشتعل بداخله فقد تأخرت كثيراً وكأنها تعانده فقد مر اكثر من نصف ساعه منذ ان كان بغرفتها ولم تنزل حتي الان برغم تحذيره لها بعدم التأخر انتفض واقفاً وهو يزفر بضيق ينوي الصعود والاتيان بها..لكنه توقف بمكانه متجمداً عندما رأها تدخل الغرفة وهي ترتدي بنطال وقميص اسودان اللون اقل ما يمكن ان يقال عليهم انهم لائقين لحضور عزاء وليس عقد قران لكنه ابتسم بسخريه بداخله علي فعلتها هذه
هتفت احد اقرباء والدته باستنكار
=اييه اللي انتي لابساه ده يا حياء ده كتب كتابك يا بنتي مش ميتم
تمتمت ناريمان والدة حياء بارتباك في محاولة منها لتبرير الامر
=ما انتي عارفه الظروف يا فوزيه بعدين حياء حبيبتي متأثره جدا بمرض جدتها
تمتمت فوزيه باستنكار
=بس برضو مهماً ك......
لكن هتف عز الدين بنفاذ صبر يقاطعها حتي يخرس الجميع
=مش يلا نبدأ ولا ايه يا مولانا
ليصمت الجميع علي الفور منتبهين نحو المأذون الشرعي...
ظلت حياء جالسة تتابع اجراءت عقد القران غير مباليه بمن حولها فجميعهم يحدقون بها وكأنها كائن فضائي قد سقط بينهم وذلك بسبب الملابس التي ترتديها ابتسمت حياء بخبث فور تذكرها لملامح عز الدين المنصدمه فور رؤيته لها ...
افاقت من شرودها علي طلب المأذون منها التوقيع علي اوراق الزواج وفور توقيعها انطلقت الزغاريط من اقاربها مأكدة علي انها اصبحت زوجة عز الدين وتحت رحمته....
اقترب منها عز الدين ببطئ ممسكاً بيدها بين يديه امام الجميع هامساً لها في اذنها
=كويس انك لابسه اسود و عارفة انها جنازتك مش جوازتك
اقتربت منه هي الاخري تهمس له وهي تبتسم مستفزة اياه
=وجنازتك انت كمان ان شاء الله
استدار اليها يبتسم ببرود وهو يهز رأسه بسخريه بادلته ابتسامته تلك ليظن من يراهم من بعيد انهم يتهامسون عن عشقهم
بعد عقد القران...
دخل كلاً من حياء وعز الدين الي الجناح المخصص لهم بالقصر..
وقفت حياء بمنتصف الغرفة بجسد متجمد لا تدري ما الذي يجب عليها فعله...بينما تجاوزها عز الدين متجاهلاً اياها يتجه نحو غرفة الحمام يغلق الباب خلفه بصخب
ظلت حياء بمكانها وعينيها مسلطة علي الفراش الذي كان يتوسط الغرفة برعب فهي لا يمكنها ان تتخيل ما يمكن ان يحدث بينهم فهي حتي هذه اللحظة لا تصدق بانها تزوجت واصبحت ملكاً لشخص مثل عز الدين خرجت من شرودها متجهه نحو خزانة الملابس تبحث عن شئ يمكنها ارتداءه للنوم ..لكن عندما فتحت الخزانه شعرت بالدماء تنسحب من داخلها فكل الملابس التي كانت تحتل الخزانة غير لائقة بالمرة فمعظمهم عاري والبعض الاخر شفاف للغاية يظهر اكثر مما يخفي تنهدت حياء بضيق وهي ترفع يدها تضغط بها فوق رأسها بتعب لكنها انتفضت بمكانها فور سماعها صوت عز الدين الساخر يأتي من خلفها مباشرة
=خير مين اللي مات ؟!
التفت تنظر اليه تحاول فهم ما يقصده لكنها وقفت متجمده بمكانها باعين متسعه وهي تشعر بالدماء تندفع الي وجهها فور رؤيتها له واقفاً عاري الصدر لا يرتدي سوا شورت قصير اسود تنحنحت حياء تدير وجهها سريعاً مبعده عينيها عنه تمتمت بصوت مرتعش وهي تخفض رأسها بخجل
=أاص..اصل.. مش لاقيه حاجه البسها...
لتكمل جملتها وهي تتجه نحو باب الغرفة وهي لازالت مخفضة رأسها
=اأنا...هروح اجيب حاجه البسها من اوضتي و........
لكنها اطلقت صرخة فازعه عندما شعرت بذراعي عز الدين تجذبها الي الخلف حتي اصطدم ظهرها بصدره العاري ادارها نحوه حتي اصبح وجهها يواجهه احاط خصرها بذراعيه جاذباً اياها نحو جسده بقوة بينما اخذت حياء تقاومه محاولة الابتعاد عنه لكنه شدد من ذراعيه  حولها قائلاً
=ليه هي القمصان اللي اشترتها معجبتكيش ؟!
رفعت حياء رأسها تنظر اليه بصدمه وهي تتمتم بصوت مرتجف
=هو..هو انتي اللي اشتريت الحاجات دي
اخفض رأسه هاسماً في اذنها بصوت دافئ
=مش مراتي ولازم ادلعك...ايه هتتكسفي مني.....
ليكمل وهو يخفض رأسه يلثم عنقها بشفتيه برقة
=بعدين انتي مش هتحتاجي لأي حاجه تلبسيها...احنا هنقلع مش هنلبس
شعرت حياء بكامل جسدها يرتجف فور ملامسة شفتيه لعنقها وكأن هناك كهرباء تسري في كامل جسدها..لكنها حاولت دفعه بقبضتها قائله بارتباك
=اانن..انت ..بتعمل ايه ...ابعد عني
زاد عز الدين من احتضانه لها وهو يشعر بكامل جسده يشتعل فور ملامسة جسده لجسدها الغض  لتضرب الحرارة جسده علي الفور وكأن هناك حمم من النيران تسري داخل عروقه اخذت انفاسه تتعالي بقوة لكنه سرعان ما زفر ببطئ محاولاً التحكم في مشاعره التي تعصف به مذكراً ذاته بان ما فعله الان ليس الا لتخويفها فقطِ..
انتفض مبعداً اياها عنه بقوة حتي كادت ان تقع علي الارض لكنها تمالكت نفسها
هتف بانفاس متقاطعة حادةن وهو يراقبها باعين ثاقبة
=اطمني ...مش ناوي ألمسك.......
ليكمل بازداراء وهو يرمقها بنظرات نافره
=مش عز الدين المسيري اللي يلمس واحده رخيصه زيك
شعرت حياء بالنيران تشتعل في صدرها فور سماعها كلماته تلك لترفع يدها تحاول صفعه علي وجهه لكنه امسك بيدها قبل ان تصل اليه يلويها خلف ظهرها بقوه وهو يهتف بغضب وقد
اشتعل كبركان ثائر من الغضب
متجاهلاً صرخة الالم الحادة التي صدرت عنها
=ايدك دي لو اترفعت تاني عليا...
ليكمل بشراسة وهو يزيد من لويه لذراعها
=انا هقطعهالك ....
ليكمل وهو يدفعها بعيداً عنه مما جعلها تسقط فوق الفراش بقوة
=فااااهمه
ظلت حياء دافنه رأسها بالفراش عدة لحظات تحاول مقاومة دموعها التي اوشكت علي الانفجار وجسدها باكمله كان يرتجف بشده لكنها انتفضت جالسة بذعر عندما شعرت به يستلقي فوق الفراش وهو يهتف بغضب
=اتفضلي ابعدي عن السرير علشان هنام..
ابتعدت حياء عن الفراش بحركات متعثرة وهي تتمتم بصوت منخفض
=طيب وانا هنام فين..؟!
اجابها ببرود وهو يجذب غطاء الفراش فوق جسده
=مش شغلتي..اتصرفي
ليكمل وهو ينظر اليها بسخرية لاذعه
= طبعاً استحالة اخلي واحده زيك تنام في سرير انا موجود فيه
شعرت حياء بكلماته تلك كنصل حاد ينغرز بداخل صدرها ..ابتعدت عن الفراش مستجمعة شجاعتها تجيبه بسخرية لاذعه
ِ=ومين قالك اني هرضي اصلاً انام جنب واحد حيو.......
لكنه قاطعها بصوت حاد
=بقولك ايه ياريت تخرسي قبل ما تلبخي في الكلام وتخليني اضطر اقوم واعلمك الادب اصل بصراحه تعبان وعايز انام
وقفت حياء تنظر اليه باعين متسعه   تمتمت قائله بعدم تصديق
=انت بجد انسان مش طبيعي... 
حاولت كتم باقي الشتائم التي ترغب بالقاءها في وجهه لكنها تعلم بانه لن يرحمها لو فعلتها كما انها لم يعد لديها طاقة لمجادلته اكثر من ذلك لذلك استسلمت في نهايه الامر وابتعدت عنه تبحث في الغرفة عن مكان يمكنها النوم به لكنها لم تجد شئ فلسوء حظها الغرفة لم يكن بها  ارايكه يمكنها الاستلقاء عليها وكل ما كان بها مجرد مقاعد عريقه وغير مريحة بالمرة لكنها تنهدت باستستلام وتوجهت نحوها تجذبها بجانب بعضها البعض جاعله منها فراش حتي وان كان غير مريح بالمره لكنه افضل من اللاشئ استلقت عليه لكنها شعرت بان وضعية نومها هذه غير مريحه  لعنقها وظهرها لكن لم يكن باليد حيلة وسرعان ما استولي عليها تعب اليوم باكمله مما جعلها تستغرق علي الفور في نوم عميق....
في اليوم التالي...
استيقظت حياء تشعر بألم عاصف يضرب عنقها بشدة فقد ظلت طوال الليل تتقلب فوق تلك المقاعد التي تستلقي عليها بلا هواده في محاولة منها للعثور علي موضع مريح يمكنها الاستقرار عليه لكنها فشلت بكل مره...
اطلقت صرخة متألمة عندما لم تنتبه وقامت بتحريك رأسها بعنف مما جعل عنقها يتشدد اكثر من قبل مسبباً لها الالم... اخذت تتوجع بصوت منخفض وهي تحاول ان النهوض ببطئ من فوق تلك المقاعد مقاومة ذلك الالم الذي يعصف بها لكن ما اصابها من ذلك الا ان الالم قد ازداد و اصبح لا يطاق مما جعل مما جعلها تنفجر في البكاء... وضعت قبضتها فوق فمها في محاوله منها لكتم شهقات بكائها التي اخذت تزداد حتي لا تيقظ عز الدين ويراها تتألم هكذا فهي لا ترغب بان يراها وهي ضعيفة بهذا الشكل..فقد يسخر من ألمها شامتاً بها..
في ذات الوقت ..
كان عز الدين مستلقياً فوق الفراش
يراقب تلك التي كانت تنتحب متألمة و هو يشعر بالذنب يشتعل بداخله..فرؤيتها تتألم بهذا الشكل اثار شعوراً غريباً من الضيق بداخله كما لو ان هناك قبضة حادة تعتصر صدره...نهض ببطئ ينوي التوجه اليها  ومعرفة ما يؤلمها تحديداً حتي يمكنه التصرف لكنه قد خمن مما رأه من حركاتها السابقة ان عنقها هو الذي يؤلمها لكنه يريد التأكد رغم ذلك
ازالت الدموع التي تغطى وجنتيها بكف يدها سريعاً عند رؤيتها له  ينهض من فوق الفراش و تسرع بغلق عينيها متصنعه النوم علي الفور ...اقترب منها ببطئ يراقب جفنيها المغلقين بشدة و هو يعلم بانها تتصنع النوم لا تريده ان يراها وهي تتألم مما جعل الذنب يشتعل بداخله اكثر واكثر ....
ابتعد عنها متوجهاً نحو غرفة الحمام الملحقة بالجناح الخاص بهم و هو يزفر بضيق ممرراً يده بشعره مبعثراً اياه بغضب...
فطوال فترة استحمامه حاول تجاهل وطرد صورتها وهي تبكي متألمه من ذاكرته لكنه لم يستطع
فقد ظلت صورتها تلك تسطع امام عينيه رافضه المحو زفر بحنق يضرب بقبضته بغضب فوق المقبض مغلقاً رذاذ الماء وهو يسب ويلعن بصوت منخفض ..
خرج من حجرة الاستحمام يحيط خصره بمنشفة كبيرة عائداً الي الغرفة مرة اخري ليكمل ارتداء ملابسه والذهاب الي عمله لكنه وقف عدة لحظات متأملا ً اياها فقد كانت  لازالت علي تلك الحالة التي تركها عليها مستلقية تتصنع النوم لكن كانت علامات الألم باديه بشدة فوق ملامح وجهها اقترب منها محاولاً لمسها لكنه قبض علي يده بشدة مانعاً نفسه من ذلك فما يمكنه قوله او فعله لها  لكي يخفف عنها ذاك الالم زفر بحنق وهو يبتعد عنها متمتاً ببعض الكلمات الغاضبة...
ظلت حياء مستلقية تتصنع النوم حتي وصل الي مسمعها صوت انغلاق باب الغرفة معلناً عن مغادرته للغرفة و ذهابه الي عمله..
حاولت النهوض ببطئ وبعد عدة محاولات فاشلة نجحت في نهايه الامر ان تنهض بجسد متصلب وهي تحاول بقدر الامكان عدم تحريك عنقها حتي لا يضربها الالم من جديد ..اتجهت نحو الهاتف المتواجد بالغرفة و الذي يصل غرف القصر ببعضها البعض فقط حتي تتصل بغرفة نهي لكي تطلب منها الحضور اليها ومساعدتها..
بعد مرور نصف ساعة....
سمعت حياء طرقات فوق باب الغرفة صاحت وهي مستلقية فوق الفراش غير قادرة علي التحرك تأذن للطارق بالدخول لكنها انتفضت جالسة ماتنسيه الم عنقها فور رؤيتها لأمرأتين غريبتين تدخلان الي الغرفة مما جعلها تطلق صرخة متألمة اثر محاولتها تلك..
لتستكين مرة اخري ببطئ فوق فوق الفراش حتي لا تسبب لنفسها الالم مرة اخري وهي تسب وتلعن غبائها
هتفت بارتباك وهي تنظر باعين متسعه الي تلك الامرأتين
=انتوا مين ؟!..
اجابتها احدي الأمرأتين وقد ارتسم علي وجهها ابتسامه رقيقة
=انا الدكتورة علياء المحمدي متخصصة العلاج الطبيعي...
ثم تقدمت نحوها المرأة الاخرى قائله بهدوء
=وانا سالمين خاطر من اكبر المتخصصين المساج في مصر وصاحبه اكبر نادي صحى
همست حياء بارتباك وهي لازالت تشعر بالصدمه من تواجدهم بداخل غرفتها
=اهلاً بيكوا...بس ممكن اعرف بتعملوا ايه هنا في اوضتى..؟!
ِاجابتها سالمين بهدوء
=هو حضرتك مش رقبتك تعبانة برضو...؟!
تمتمت حياء بخفوت والحيرة لازالت تسيطر عليها
=ايوه.....
ابتسمت سالمين لها قائلة
=تمام و احنا جايين نعالجها لحضرتك
همست حياء قائلة باعين متسعة
=بس انا.......
لكن قٌطعت جملتها من قبل نهي التي دخلت الغرفه وهي تهتف بصخب
=والله اتأخرت عليكي غصب عني انتي عارفه سالم غتت ولازقه ازاااااا......
لكنها ابتلعت باقي جملتها فور  رؤيتها للأمرأتين المتواجدتين بالغرفة وقفت تنظر اليهم باعين متسعة كالبلهاء
صاحت حياء باستنكار وهي تشير نحوهم
=نهي ...هو انتي اتهبلتي اقولك رقبتي وجعاني تروحي تجيبلي دكتوره علاج طبيعي  و متخصصة مساج
تقدمت نهي بداخل الغرفة بخطوات بطيئة وهي لازالت تنظر اليهم بفم فاغر مندهش
=دكتورة ايه....و متخصصة مساج ايه....انا مطلبتش حد
اخذت حياء ترفرف عينيها. عده لحظات تحاول استيعاب الامر قبل ان تلتفت نحو سالمين وعلياء تمرر عينيها بحيره بينهما و هي تهمس بصوت منخفض مرتبك
=مطلبتيش بحد ...اومال مين....
قاطعتها علياء تجيبها على الفور
=حضرتك ..عز الدين بيه المسيرى هو  اللي كلمنا وامرنا نيجي لحضرتك هنا..وادي تعليمات للخدم انهم يطلعونا علي اوضة حضرتك علي طول
التفت حياء تنظر الي نهي بأعين متسعة تشعر بالصدمة تسيطر عليها اخذت تحاول استيعاب الامر وهي تحاول معرفة كيف علم بأمر عنقها  فقد كان نائماً عندما حاولت النهوض وضربها الالم  و عندما استيقظ تصنعت هي النوم حتي لا يراها ويعلم... افاقت من افكارها تلك علي صوت علياء الهادئ
=ممكن حضرتك توصفلنا اللي حاسه بيه بالظبط...؟!
اخذت حياء توصف لها ما تشعر به في كلاً منً عنقها و ظهرها و طمئنتها الطبيبة بان كل هذا ليس الا مجرد تشنجات قد تعرضت لها اثر الضغط الخاطئ على عنقها وسوف يتم علاجه علي الفور ببعض التدليك الخاص...
بعد مغادرتهم واتمام مهمتهم  جلست حياء تحرك رأسها في كل اتجاه وهي تهتف بسعادة
=مبقتش حاسة بأي وجع خالص كأن ايديها فيها سحر يا نهى
هتفت نهى قائلة بمرح وهي تضربها بخفه فوق كتفها
=البركة في عز بيه ...
لتكمل وهي تغمز عينيها بخبث
=وانتي بقي ياتري رقبتك الحلوة دي اتلوت من ايه ....
صاحت حياء بغضب فور تذكرها سبب الم عنقها
=البيه ...مرضاش يخليني انام جنبه علي السرير و أصر إنى.....
اصدرت نهي صرخة صادمة وهي تهتف بحده
=نهاااار اسود.. يعني ايه مرضاش يخاليكى تنامى جنبه علي السرير ؟!
لتكمل وهي تتفحصها باعين حاده. عاصفه
=ليه هو مفيش حاجة حصلت بينكوا ؟!
تمتمت حياء بتململ وقد اشتعل وجهها بالخجل
=حح..حاجة ايه...اللى هتحصل بنا ؟! انتي اتجننتي يا نهى
هتفت بها نهي باستياء
=انا اللى اتجننت برضو ..ده جوزك يا بنتي انتي هبله
اجابتها حياء بعبوس وهي تمرر يدها بين خصلات شعرها بارتباك
=جوزي..؟! نهى هو انتي ليه محسسانى كأنك مش عارفة احنا اتجوزنا ليه..ولا هو بيفكر فيا ازاى
تمتمت نهي بحزن
=عندك حق.......
لتكمل وهي تربت علي ذراعها بحنان
=بكره كل حاجة هتتصلح وهيعرف الحقيقه كلها
لتكمل بمرح وهي تغمز لها بعينيها
=بعدين هو اللي خسران..بكره يندم
انطلقت حياء تضحك بمرح قائلة
=بخربيت جنانك ..مش عارفه ازاي بتخليني اضحك في وسط كل القرف اللي انا فيه ده ..ربنا يخاليكي ليا يا نهي بجد
اقتربت منها تحتضنها بقوة قائلة بحنان
=ويخاليكي ليا...انتي عارفه انتي مش مجرد صاحبة عمري و بس انتي اختي....
شددت حياء من ذراعيها حولها كاجابه علي كلماتها تلك لكنها ابتعدت عنها ببطئ  عند سماعها طرقات فوق باب الغرفة هتفت نهي تسمح للطارق بالدخول دخلت انصاف التي تعمل بالمنزل وهي تمتمت بهدوء
=الاستاذ ياسين عايز حضرتك يا حياء هانم
عقدت حياء حاجبيها باقتضاب قائله باستفهام
=ياسين مين...؟!
اجابتها نهي علي الفور
=ياسين المساعد الخاص لعز تقدرى تقولي عليه كده دراعه اليمين
هزت حياء راسها قائله بحيره
=طيب وعايزني في ايه مش فاهمه
لتكمل وهي تلتفت نحو انصاف
=هو تحت يا انصاف ؟!
هزت انصاف رأسها بالنفي قائله
= لا واقف علي الباب برا يا هانم
نهضت حياء علي الفور تتجه نحو باب الغرفة تفتحه لتجد رجلاً في منتصف العمر يقف بعيداً عن الباب  بعدة خطوات وهو منخفض الرأس تنحنح قائلاً بهدوء
=ازيك يا حياء هانم ... انا ياسين الدسوقى المساعد الخاص لعز باشا
وقفت حياء ترمقه بنظرات متفحصة تفكر بما يفعله مساعد عز امام غرفتها تنحنحت قائلة بصوت منخفض
=اهلاً يا استاذ ياسين ..خير في حاجة ؟!
اجابها ياسين بهدوء وهو لايزال مخفض الرأس
=الباشا باعتني...علشان اغير كام حاجه كده في عفش الجناح بتاع حضرتكوا..فكنت بستأذن حضرتك انك لو تنزلي تستريحي تحت لحد ما العمال تطلع الحاجة وتظبطها
شعرت حياء بالغضب يشتعل بداخلها فكيف له ان يقوم بتغيير أثاث الجناح الخاص بهم دون ان يعلمها بذلك هتفت حياء بحدة وقد اشتعلت عينيها بغضب
=حاجات ايه اللي هتتغير...انا مش عايزه اغير حاجة بعدين هو ليه مقاليش..............
قاطعها ياسين قائلاً بهدوء
=والله يا حياء هانم دي أوامر عز باشا ..وانا مقدرش الا اني انفذ أوامره
ليكمل وهو يشير بيده الي الاسفل
=فلو سامحتلنا حضرتك...علشان العمال مستنية تطلع بالحاجة
استدارت حياء عائدة الي الداخل  وهي تحاول تهدئت ذلك الغضب المشتعل بداخلها مذكرة ذاتها بان ياسين ليس له ذنب في كل هذا حتي يتحمل يتحمل نوبة غضبها تلك...
كانت تالا جالسة بغرفة الاستقبال تشتعل بالغضب اخذت تمتمت بحقد و هي تعتصر الوسادة بين يديها
=الصبح جايبلها صاحبة اكبر نادي صحي في مصر لحد اوضتها علشان تعملها المساج والهانم تدلع
وترتاح ودلوقتي بيغيرلها عفش الجناح بتاعهم .....
انتفضت واقفة علي قدميها وهي تهتف بغل
= ما اكيد لازم يغيرهولها ما الهانم اكيد معجبهاش وحب يراضيها....
دفنت وجهها  بالوسادة التى بين يديها تكتم بها صوت صرختها التى اطلقتها تخرج بها كل غضبها
ابعدتها عن وجهها ببطئ بعد انتهائها  تتمتم
=بيعملها كل ده و من اول يوم جواز اومال بعد كده هيعملها ايه ؟!
اطاحت بغضب المزهرية التي كانت موضوعة فوق الطاولة و هي تصرخ
بهسترية
=وديني لأقلبلك حياتك جحيم يا بنت ثروت وما هخاليكي تتهني يوم واحد...
دخل سالم شقيق عز الدين الي الغرفة ليجد تالا علي حالتها تلك من الغضب واقفة بمنتصف الغرفة بوجه شديد الاحمرار  تتنفس بعنف و حده اشار نحو زجاج المزهرية المتناثر فوق الارضية و هو يتقدم داخل الغرفه قائلاً بسخرية
=ايه اللي حصل في الاوضة.؟!
اعصار عدي عليها ولا ايه....
هتفت تالا بحدة وهي تجلس مرة اخري فوق الاريكة
=ونبي يا سالم ..مش ناقصة خفة دمك
جلس سالم بجانبها قائلاً بهدوء
=طيب اهدي و فاهميني..ايه اللي حصل ؟!
اجابته تالا بعبوس وهي تفرك يديها ببعضها البعض بغضب
=البيه اخوك عمال يدلع في الزفته اللي اتجوزها.....
لتكمل وقد التمعت عينيها بحقد
=غيرلها عفش الاوضه و راح جايبلها اكبر متخصصين في مصر يعملولها مساج لحد اوضتها علشان الهانم متتعبش نفسها وتروح النادي  بنفسها
ابتسم سالم قائلاً ببرود وهو يضع ساقاً فوق الاخرى
=يا ستي سبيها تدلعلها يومين ...
ليكمل وقد التمعت عينيه بشر
=قبل ما يجي اليوم اللي نخليه يطردها فيه طردة الكلاب
هتفت تالا وقد اشتعلت عينيها بغضب
=واليوم ده هايجي امتي بقى ان شاء الله ياسالم انا مش هتحمل اشوفها قدامي معاه اكتر من كده
صاح سالم بغضب وهو ينكز راسها باصبعه
=ما تهدي شويه يا تالا دول لسه متجوزين امبارح..في ايه مالك بعدين لازم يقع فيها ويحبها وده كان اتفقنا من الاوا و لا نسيتي ؟!
اجابته تالا باستياء
=منستش..بس مش عارفه طاوعتك  ازاي ...ازاي هستنى لحد ما يحبها علشان ابدأ اتحرك وابعدها عنه لما  الفرصه قدامي دلوقتى احسن
اجابها سالم وهو يرمقها بنظرات بارده
=لانك مقدامكيش غير الحل ده عز كده كده واخد عنها فاكره زي الزفت  يعني ولا هيفرق معاه اي حاجه ممكن نعملها  لكن لما نستنى زي الشاطرين كده ونطمن انها بقت نقطه ضعف بالنسباله هنقدر نضربه الضربه الصح
هزت تالا رأسها قائله بحدة
=عندك حق بس غصب عني وبصراحه كده خايفه انك تخلع و متكملش معايا للأخر
اجابها سالم وعينيه يبنثق منها الحقد
=  مكملش ؟!  انتي عبيطه ما انتي عارفه انا مستني اليوم ده من قد ايه ..مستنيه من 5 سنين علشان اقهره. و اوجعه زى ما قهرني. و وجعني زمان
همست تالا بحدة
=بس عز مكنش له ذنب في اللي حصلك يا سالم وانت عارف كده كويس
صاح بها سالم وهو ينحني نحوها يجز علي اسنانه بغضب مما جعل تالا  تتراجع الي الخلف فوق الاريكه بذعر
=لا ذنبه....ذنبه ان البنت الوحيده اللي عشت احبها طول حياتي حبته هو و فضلته عليا ..
تمتمت تالا بتلملم وهي تضع يدها فوق كتفيه تدفعه الي الخلف مبعدة اياه عنها بحده
=عز عمره ما اداها وش ولا كان بيعبرها اصلاً ... هي كانت زميلتك انت بعدين علي يدك يوم ما جت تقوله انها بتحبه رفضها ازاي وعمل ايه...لانه كان عارف انها ماديه ميهمهاش الا الفلوس يبقي ذنبه ايه يا سالم؟!
صاح سالم بغضب وقد برزت عروق عنقه بشدة
=عايزة تعرفي ذنبه ايه ..ذنبه انه طول عمره المميز عني صاحب السلطة ..اللي بكلمه منه الدنيا تتهد و تتبني في ثانية ..اللي الكل بيعمله الف حساب حتي بابا بجبروته بيعمله حساب وانا...انا هوا جنبه حتي نهي اللي هي مراتي بتحترم كلمته اكتر مني انا...انا اللي المفروض جوزها ولا فخر بيه اللي ميروحش اي مكان الا و يتكلم عن ابنه اللي قدر يعتمد علي نفسه ويبني اسطورة من الشركات بعيد عن ثروة العيلة...
ومكتفاش بكده لا....يوم ما قرر انه يسيب الشغل ويتقاعد مسكه
هو شركه العيلة علشان يديرها ويتحكم في كل حاجه يعنى مكفهوش اللي عنده وطمع كمان في الشركة اللي متجيش نقطة في بحر شركاته وفلوسه...
ليكمل وهو يقف علي قدميه يضم قبضته يعتصرها بغضب
=وديني ...وديني لأحرق قلبه زي ما حرق قلبي و اكتر كمان.....
ظلت تالا جالسة تراقب انفعالاته تلك وهي تشعر بداخلها بعدم الراحه فسالم يحمل الكثير من الحقد تجاه عز الدين وهذا لا يعجبها جثيراٌ فهي وان كانت تريد ابعاده عن تلك الحيه التي تزوجها  الا انها لا ترغب ان يتم ذلك عن طريق اذاءه.....
صعدت كلاً من حياء ونهي الي الجناح الخاص بها بعد ان ابلغها ياسين من انتهاء العمال به
فور دخولها الي الغرفة لاحظت علي الفور بانه قد قام بتغيير السجاد الذى كان يغطي ارضية الغرفة بسجاد عجمي فاخر  وايضاً تم تغيير شاشة التلفاز بشاشة اخرى اكبر حجماً مررت نظراتها فوق الفراش والخزانة لكنها اندهشت عندما وجدتهما كما هما لم يتغير بهم  شيئاً لكنها اطلقت شهقة منبهرة فور ان ادارت رأسها للجانب الاخر من الغرفة و رأت الأريكة العريقة التى احتلت الغرفة و كان بجانبها عدة مقاعد لا تقل عنها فخامة ادارت عينيها في انحاء الغرفة محاولة البحث عن اي شئ اخر قد تم تغييره لكنها لم تجد لتعلم علي الفور بانه قدم قام بتبديل المقاعد التي استلقت عليها ليلة أمس بأريكة مريحة حتي يمكنها الاستلقاء عليها براحة اكثر شعرت حياء بالارتياح والفرح يتغلغلاها فقد كانت تشعر بالقلق حول نومها مرة اخري فوق تلك المقاعد القاسية والمعاناة التي سوف تتعرض لها من جديد
هتفت نهي من خلفها وهي تتأمل الغرفة
=مش فاهمة ...هو مغيرش ليه السرير والدولاب ليه ما.......
لكنها صاحت تقطع جملتها وهي تضرب يدها بالاخرى
=بسسس فهمت..عمل كل ده علشان يجيب الكنبه المريحة القطقوطه دي...............
لتكمل وهي تجلس فوق الاريكة تهتز بجسدها فوقها كانها تختبرها قائلة
=لا بس دماغ عز ده ...عمل اللفه دي كلها علشان محدش يشك في حاجه طبعاً  لو كان جاب كنبه بس كان كله استغرب و الرغي كان هيكتر لكن لما يغير معظم العفش محدش هياخد باله كله هيفتكر انه بيجدد العفش علشان مش عجبك
تنهدت حياء وهي تجلس بجوارها قائلة بهدوء
=والله يا نهي مش فارقه المهم اني مش هنام علي الكراسى الحجر دي تاني انا رقبتي كانت هتتكسر
ضمتها نهي اليها وهي تضحك بصخب قائلة
=لا كله الا رقبتك ..هنجبلك اخصائية مساج تاني منين
هتفت حياء وهي تجذب خصلة من خصلات شعر نهي بمرح
=انتي....مش هتبطلى حركاتك دي ابداً
قفزت نهي فوقها تدغدغها بمعدتها بمرح لتنطلق ضحكاتهم المرحة بارجاء الغرفة....
بالمساء...
دخل عز الدين الي غرفة النوم لكنه  تجمد بمكانه فور رؤيته لتلك  المستلقية فوق الفراش باسترخاء تمسك بين يديها كتاب تقرئه باندماج شديد غارقة بين طيات صفحاته غافلة تماماً عن تواجده  بالغرفة..
ظل واقفاً بمكانه عدة لحظات متأملاً اياها بعينين تتشرب تفاصيلها وهو يشعر بمشاعر عاصفة تضرب صدره بقوة فقد كانت تبدو جميلة و رقيقة للغاية اخذت يمرر عينيه فوق ملامح وجهها الخلاب و شعرها الذي كانت تجمعه فوق رأسها بكعكة فوضوية مما جعل بعض خصلاته تتناثر بعشوائية فوق عنقها الابيض الغض لكنه فور ان وقعت عينيه فوق عنقها تذكر ألمها و بكائها بصباح اليوم مما جعله يزفر ببطئ محاولاً تهدئه تلك المشاعر التي بدأت تعصف بداخله ..
اعتدل في وقفته فور ان انتبه الي الالم الذي اخذ ينبض بيده بقوه  اخفض عينيه نحوها ليجد انه كان يقبض بيده فوق مقبض الباب يعتصره بشده نفض يده زافراً بغضب مغلقاً باب الغرفة بحدة مما احدث ضجة قوية جعلتها تنتبه علي الفور الي وجوده بالغرفة انتفضت واقفة بارتباك من فوق الفراش وقد  اشتعل وجهها باللون الاحمر ..مما جعله يبتسم بداخله علي حالتها تلك يعلم بانها قد تذكرت تحذيره لها بليلة امس حول عدم اقترابها من فراشه لكنه لم يعلق علي الامر ..تنحنح وهو يخطو بخطوات متكاسلة نحو خزانة الملابس متجاهلاً اياها تماماً كأنها غير موجودة بالغرفة.....
وقفت حياء تراقبه وهو يخرج ملابس نومه من الخزانة امسكت باحدي خصلات شعرها المتناثرة فوق عنقها تلويها بين اصبعها بتوتر قبل ان تهمس بصوت مهتز ضعيف
=عز...كُك..كنت عايزة اشكرك علي اللي عملته علشانى النهاردة...
التفت اليها بوجه متجهم ينظر اليها ببرود قائلاً
=تشكريني علي  ايه بالظبط ..؟!
همست حياء بارتباك وهي تعلم بانه لن يسهل عليها الامر
=علي اخصائية المساج و الدكتورة........
لتكمل وهي تشير بيدها نحو الاريكة
=وتغيرلك لل.......
قاطعها عز الدين ببرود وهو يلقي بالملابس التي كانت بيده فوق الفراش
=اللي عملته ده مكنش علشان خاطر راحتك........
ليكمل بحدة وهو ينظر اليها بعينين ثاقبة حادة
=طبيعى مكنش ينفع اسيبك تنزلى وانتي مش قادرة تحركي رقبتك 
الكل كان وقتها هيسأل ياترى عملت فيكي ايه وصلك لحالتك دى
ليكمل بسخرية وعينيه تلتمع بمكر
=ومتنسيش ان امبارح كان ليلة فرحنا
اشتعل وجه حياء بالخجل فور ان وصل اليها معني كلماته
اكمل وهو يتابع باستمتاع خجلها هذا...
=اما بقي حوار الكراسى اللي كنت نايمه عليها وانا غيرتها..كان لازم اعمل كده الا بقي لو كنت ناوى اجبلك اخصائية مساج تعيش معاكي هنا في البيت
هتفت حياء بحدة وقد اشتعل الغضب بداخلها من سخريته تلك
=والله انا عارفة انك مش عامل كل ده علشان خاطر سواد عيوني وان انا مف......................
لكنها ابتلعت باقي جملتها متخذة عدة خطوات الي الخلف عندما وجدته يقترب منها بخطوات متكاسله بطيئة لكنها تجمدت بمكانها عندما شعرت بالحائط يضرب ظهرها من الخلف مما جعلها محاصرة بينه و بين جسد عز الصلب الذي اصبح امامها مباشرة
انحني نحوها ممرراً يده برقه فوق وجهها يرسم ملامحه باصبعه ببطئ
همست حياء بصوت مرتعش ضعيف وهي تشعر بكامل جسدها يشتعل اثر لمسته تلك
=اانن.انت..بتعمل ايه ؟!
قرب شفتيه من اذنها يهمس لها بصوت اجش مثير
=بصححلك غلطك...........
ليكمل عندما وجدها تنظر اليه بعدم فهم
=مش علشان خاطر سواد عينيكى لا قصدك الغابة اللي فى عينيكى....
شعرت برجفه حاده تسري بسائر جسدها عندما شعرت بانفاسه الدافئه تمر فوق وجهها وقفت تنظر اليه بعينين متسعه بينما اخذ صدرها يعلو وينخفض بشدة وهي تكافح لالتقاط انفاسها....
ليكمل بسخرية وهو يلاحظ حالتها تلك مبتعداً عنها يتجه نحو الفراش ملتقطاً ملابسه
=مش انتي لون عينيكي اخضر برضو...؟!
ظلت حياء تنظر اليه بصمت و لم تجيبه تتنفس ببطئ محاولة التحكم بتلك المشاعر التي تخللتها اثر لمساته تلك موبخة نفسها بشدة علي ضعفها امامه فقد كان يتلاعب بها مثل ليلة امس...
بينما ادار عز الدين ظهره لها محاولاً السيطرة علي تلك النيران التي اشتعلت بجسده فور اقترابه منها وشعوره بجسدها الغض بين ذراعيه اخذ نفسه بقوة يهدئ من تلك النيران....لينجح في نهاية الأمر بان يبدل نيران الرغبة المشتعلة بعينيه الي صاعيق بارد حاد قبل ان يستدير اليها متأملاً اياها بطرف عينيه مراقباً وجهها الذي كان لايزال مشتعلاً تحاول التقاط انفاسها بصعوبة قبل ان يتجه بخطواته الغاضبه نحو غرفة الحمام لتبديل ملابسه....
كانت حياء مستلقية فوق الاريكه تكمل قراءة الرواية التي كانت تقرئها بوقت سابق قبل حضوره محاولة تجاهل نظراته المسلطة عليها فقد كان مستلقياً هو الاخر فوق فراشه باسترخاء يعمل علي  اللاب توب الخاص به ...
انتفضت تخفض الكتاب من يدها فور سماعها صوته الحاد يهتف بسخريه
= هتنامي ازاي بمنظرك.ده؟!
اخفضت حياء نظرها نحو ما كانت ترتديه حيث كانت ترتدي بنطال جينز و قميص احمر قصير ذو ياقه منخفضة فقد كانت تعلم بان ما ترتديه لا يليق للنوم يليق اكثر للخروج خارج المنزل ..كما انهما غير مريحين بالمره لكنهم اهون لديها من ارتداءها لملابس النوم العارية التي ابتاعهها لها ..
اجابته ببرود وهي تعود بعينيها نحو الكتاب الذي كان بين بيدها تكمل قراءته
=اهااا هنام كده........
لتكمل وهي تهتف بغضب ناظره اليه من فوق الكتاب بنظرات شرسه حاده
=بعدين انت ايه دخلك اصلاً انت مالكش الحق تقولى البس ايه وملبسش ايه هتتحكم فيا ولا..........
لكنها قطعت باقي جملتها مبتلعة ريقها بخوف عندما وجدته ينتفض من فوق الفراش مقترباً منها جاذباً اياها بعنف من ذراعها حتى اصبحت تقف امامه وهو يهتف بغضب
=لو اتكلمتي معايا  بالاسلوب ده تاني ...هقطعلك لسانك ده خالص
ليكمل بحدة وعينيه تلتمع بغضب
=بعدين انا ليا الحق في كل حاجه تخصك مش اني  اقولك تلبسي ايه ومتلبسيش ايه بس لا...
ليكمل وعنينه تلمع بشراسه وهو يشير نحو انفها ضارباً اياه باصبعه بخفه
= ده النفس اللي انتي بتتنفسيه اقولك تتنفسيه امتى وامتى تقطعيه
ليكمل بحدةوهو يجز علي اسنانه ضاغطاً فوق ذراعها يهزها بقوه
=فاهمة....؟!
هزت حياء رأسها بالايجاب بصمت غير قادره علي النطق بحرف واحد  تشعر بالذعر يخنق انفاسها انتفض مبعداً اياها عنه بحده دافعاً اياها نحو الاريكه لتسقط فوقها بقوة ابتعد عنها متوجهاً نحو الفراش يستلقي فوقه بعد ان قام بغلق زر الاضاءة مما جعل الظلام يسود الغرفة الا من شعاع النور الذي كان يأتي من خلال الشرفة التي كانت منفتحة علي مصراعيها......
بعد مرور ساعتين....
كانت حياء تتقلب فوق الاريكة بعدم راحه تضغط بيدها فوق معدتها التي كانت تصدر اصواتاً تعلن عن حاجتها الشديدة للطعام فلم تتناول شيئاً منذ الافطار الذي تناولته مع نهي بالصباح
همست حياء بصوت منخفض
=لا مش قادرة ..انا هنزل المطبخ اشوف اي حاجه اكلها
جلست فوق الاريكة ببطئ تراقب عز الدين الذي كان مستغرقاً  فى نوماً عميق تتأكد من نومه قبل تنهض بخفه تتجه نحو باب الغرفة علي اطراف قدميها كاللصوص وهى تلتفت مع كل خطوة نحو الفراش حتي تتاكد من انه لازال نائماً .. وفور خروجها للردهة الخارجية وغلقها لباب الغرفة بهدوء شديد خلفها وضعت يدها فوق صدرها  تتنفس براحة
اتجهت نحو الدرج تنزله برشاقة وسرعة لكنها صرخت بذعر عندما شعرت بيد قاسية تمسك بذراعها بقوة تجذبها للخلف التفتت ببطئ نحو  تلك اليد لكنها شعرت بالشلل في جميع انحاء جسدها عندما وجدت عز الدين يقف خلفها باعلي الدرج بوجه محتقن بالغضب وعينين مظلمة بشدة تشتعل بهم النيران كبركان ثائر من الغضب
همست بصوت منخفض مرتبك
=عز انا......
لكنه قاطعها و هو يجز علي اسنانه بغضب يزيد من احكام قبضته حول ذراعها مما جعلها تطلق صرخة الم
=ايييه فكرك هتقدرى تهربي مني بالساهل كده......؟
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
اتجهت نحو الدرج تنزله برشاقة وسرعة لكنها صرخت بذعر عندما شعرت بيد قاسية تقبض فوق ذراعها من الخلف تجذبها بقوه التفتت ببطئ تنظر نحو صاحب تلك اليد وضربات قلبها اخذت تزداد بشدة ..
قاطعها بغضب وهو يزيد من احكام قبضته حول ذراعها بقوة مما جعلها تطلق صرخة الم
=فكرك هتهربي مني بالساهل كده....؟
شعرت حياء بالصدمة تتخللها فور ان وصل اليها معنى كلماته فقد كان يظنها تحاول الهرب من المنزل فتحت فمها حتي تشرح له الامر لكنها شهقت برعب عندما جذبها من ذراعها جاراً اياها بحده خلفه وهو يصعد الدرج مزمجراً بغضب
= ما عاش ولا كان لسه اللي يضحك او يغفل عز الدين المسيرى
صعدت الدرج خلفه بخطوات متعثره تحاول اللاحق بخطواته السريعه الغاضبه وهي تشعر بقبضته حول ذراعها كقبضه من الفولاذ الحاد حاولت جذب يدها من قبضته تلك لكنه شددها من حولها جاذباً اياها خلفه بعنف مما جعلها تتعثر ساقطه و ترتطم قدمها بعنف بارضيه الدرج صرخت حياء متألمه
التفتت نحوها علي الفور لينقبض صدره بالم فور رؤيته لها بتلك الحاله لكن سرعان ما تغلب الغضب المتأجج بداخله على اى مشاعر اخرى فقام بجذبها من يدها بحده جاعلاً اياها تنهض مره اخري فوق قدميها دون ان يولي اهتماماً لشهقتها المتألمه و هو يهتف من بين اسنانه بشراسه
=نفسك ده يتكتم ومسمعش ليكي صوت ...بدل ما اكتمهولك بنفسي خالص...ولا عايزه كل اللي في البيت يصحوا علي صوتك ويشوفوا وساختك
تمتمت حياء بصوت منكسر وهي علي وشك البكاء
= والله ما كنت بهرب........
قاطعها يصيح بحده حتي برزت عروق عنقه بشده وهو يفتح باب غرفتهم بغضب
= ان ما خليتك تندمي ندم عمرك ...ادخلي....
تجمدت حياء علي الفور امام مدخل غرفتهم تشعر برجفة من الذعر تمر بسائر جسدها غير راغبه بالتواجد معه في غرفة واحده بمفردها وهو بهذه الحاله من الغضب الاعمي
انتفضت في مكانها بحده عندما صاح بغضب وهو يدفعها نحو الغرفه
=ادخلي.......
لكن تسمرت قدميها بالارض ولم تتحرك قيد انمله وهي تهز رأسها بالرفض ناظره اليه باعين متسعه من الرعب...
زفر بحده يلعن بغضب حاملاً اياها فوق كتفه وهو يخطو داخل الغرفة بخطوات غاضبه ولكن وقبل ان تستوعب حياء الذى يحدث القي بها بعنف فوق الفراش مما جعل جسدها يرتطم به بشدة لكنها
شهقت بفزع عندما رأته ينحنى بجسده فوق جسدها مما جعلها تتراجع بظهرها فوق الفراش الى الخلف و هي تشعر بالرعب من نظرات عينيه التي كانت تقدحها بنظرات عاصفه حاده. لكنه لم يتيح لها الفرصة للتحرك قيد انمله و انقض عليها محيطاً جسدها بساقيه يشل حركتها ثم احاط يديها بقبضة يده يرفعها فوق رأسها مكبلاًً اياها بقبضته القاسية...
اغمضت حياء عينيها علي الفور غير راغبه بالنظر الي وجهه الذي كان يعصف بالغضب حيث كان لا يبعد عن وجهها سوا سنتيمترات قليله جداً ..
انتفضت فازعة عندما سمعته يصيح بغضب
=افتحى عينك..وبصيلى
لكنها لم تنصاع اليه مغلقة عينيها بشدة اكثر من قبل رافضة الاستجابة لأمره لتطلق صرخة متألمة عندما شعرت بقبضة يده الاخرى تحيط وجنتيها يعتصرها بشدة وهو يتمتم بغضب من بين اسنانه
=افتحى عينك قولتلك...
ليكمل بصوت حاد وهو يجز علي اسنانه بغضب
=كنت بتسحبى و راحه علي فين....؟!
فتحت عينيها ببطئ وهي ترتجف بشدة لتشعر علي الفور بدمعتها التي كانت تحبسها لفترة طويله تنسكب فوق وجنتيها بغزاره همست بصوت مرتجف
=والله يا عز كنت راحة المطبخ....
لكنها اطلقت صرخة الم مرتفعة عندما ازدادت قبضته حول وجنتيها يعتصرها بشدة وهو يصيح بغضب اعمي
=راحه المطبخ ..؟! و اللبس اللي انتي رفضتى تغيريه ده علشان كنت راحه المطبخ برضو ..؟!
ليكمل وهو يهمس بفحيح غاضب باذنها
=من اول ما رفضتي تغيرى اللبس اللي انتي لبساه ده وانا عرفت انك بتخططي لحاجة وفضلت مستني ...و فعلاً طلع شكى فى محله
همست حياء وهي تحاول جذب وجهها من بين قبضته الصلبه وقد بدأت في البكاء بهستريه
=والله كنت راحه المطبخ.. كك..ككنت جعانه
احاط كتفيها بيديه يهزها بقوه حتي اصطكت اسنانها وشعرت بالغثيان يجتاحها وهو يصيح بشراسة
=انا مبقتش عارف اعمل فيكي ايه .....اموتك و اخلص من قرفك ولا اعمل ايه....
ثم انتفض مبتعداً عنها تاركاً اياها تدفن وجهها بالفراش وهي تنتحب بشدة احاط يده برأسه يجذب خصلات شعره بغضب واحباط.. و عينيه مسلطه فوقها يشعر بالعجز يتملكه فلم يعد يعلم ما الذي يجب عليه فعله معها ايقُم بضربها حتي يجعلها تعود الي تعقلها لكنه لا يستطيع فعل ذلك مرة اخري فمنذ تلك المرة التى فقد فيها السيطره علي غضبه وقام بضربها وهو يكره ذاته لإقدامه علي فعل هذا الشئ المشين فهو لم يقم بضرب امرأه من قبل طوال حياته ..ابتعد عنها يسب و يلعن بصوت منخفض جالساً فوق احدي المقاعد محاولاً تهدئة ذلك الغضب الذي يغلي بداخله حتي لا يقوم بفعل شئ قد يندم عليه لاحقاً....
كانت حياء لازالت مستلقية فوق الفراش تدفن وجهها بين يديها تنتحب بشدة لا تدرى لما يحدث معها كل هذا لما يحاول الجميع اساءة فهم كل شئ تفعله..فهي لم تفعل شئ سوا انها حاولت النزول الي الاسفل لايجاد شئ يمكنها تناوله و إسكات جوعها شهقت بذعر عندما شعرت بيده تجذبها بقوة من فوق الفراش حتي اصبحت تقف امامه...شعرت بقدميها غير قادرتان علي حملها من شدة ارتجافهم تراقب الغضب المشتعل داخل عينيه و صدرها يعلو وينخفض بقوة تكافح لالتقاط انفاسها بصعوبة بالغه ضغطت بيدها فوق قلبها للتخفيف من الالم الذي يعصف به وهي تقاوم نوبة البكاء التي علي وشك الانفجار مرة اخري...
وقف عز الدين يراقب ارتجاف شفتيها بشده والذي لا يدل سوا علي انها علي وشك الانفجار في البكاء من جديد و وجهها الذي اصبح منتفخاً من كثرة الانتحاب ليشعر بقبضة حادة تعتصر قلبه..لكنه قاوم هذا الشعور محاولاً السيطرة عليه..مذكراً ذاته بما كان سوف يحدث لو لم يكن قد شك بناويها لكانت الان هاربه خارج منزله...
تنحنح قائلاً بحدة و عينيه مسلطة فوقها بنظرات ثاقبه
=من هنا و رايح مفيش خروج من الأوضه دى الا للضروره غير كده تنسي انك تخطى برا ....
تناست حياء خوفها منه فور سماعها كلماته تلك تهتفت بحده
=يعني مش كفايه انك مناعنى ان اخرج برا البيت كمان عايز تحبسني جوا الاوضه.....
قاطعها عز الدين بحدة
=مش عايز اسمعلك نفس.. بدل ما اقسم بالله ادفنك مكانك ...انا اصلاً ماسك نفسى عنك بالعافيه
ابتلعت حياء لعابها بخوف ناظره اليه بارتباك وهي تهمس بصوت منخفض وقد التمعت عينيها بالدموع
=والله يا عز كنت جعانه.......ِ
ًشعر بارتباك غريب يسيطر عليه عند رؤيته لها بتلك الحاله من الضعف لكنه نفض ذاك الشعور بعيداً مقاطعاً اياها قائلاً بعصبيه وهو يجذبها من ذراعها متجهاً نحو باب الغرفة
=كنت جعانه .....؟!
هتفت حياء بذعر تجذب ذراعها من بين يديه وهي تتعثرت بخطواتها خلفه
=انن....انت واخدني و رايح فين..؟!
اجابها بصرامه دون ان يلتفت اليها
=هأكلك....مش بتقولي جعانه
ليكمل بسخرية لاذعة وهو يلتفت نحوها مرمقاً اياها بنظرات حادة نافره
=برغم اني متأكد من ان كل كلامك ده كدب..
ليكمل بسخرية لاذعه
=بس لازم أأكلك احسن تفتكري اني بخيل و مانع عنك الاكل ولا حاجه ...ِِ
حاولت حياء جذب يدها من قبضته قائلة باقتضاب
=مش عايزه اكل حاجه....
غمغم بصرامه وهو يشدد من قبضته حول يدها جاذباً اياها خلفه وهو يسرع من خطواته
=لا لازم تاكلى ..مش بتقولى جعانه .
دخلا الي المطبخ وهو لايزال محتفظاً بقبضته القويه علي مرفقها يقودها الي احدي المقاعد مجلساً اياها فوقه ثم تركها واتجه نحو البراد يفتحه قائلاً بهدوء وهو يبحث بعينيه بين الطعام الموضوع بداخله
= تاكلى ايه.. ؟!
همست و هي تفرك بيدها ذراعها ببطئ فوق موضع يده التي كان يمسكها منه
=مش..مش عايزه اكل حاجة..سيبني ارجع الاوضه يا عز
تجاهلها و التفت يغلق البراد بهدوء قبل ان يتجه نحو الفرن الكهربائي يضع بداخله صحن مليئ بالطعام حتى يسخن...
ظل واقفاً امامها مستنداً علي الحاجز الرخامي للمطبخ يراقب رأسها المنخفض بنظرات ثاقبه حتي افاق علي صوت الفرن يعلن عن ان الطعام اصبح.جهاز
اخرج الطعام و وضعه امامها قائلاً بحدة
=كلى.....
غمغمت حياء برفض وهى تعقد حاجبيها بنفور
=مش عايزة......
قاطعها بصرامه وهو يشير نحو الصحن الذي امامها
=قولتلك كلى.....
امسكت حياء بالشوكة ببطئ وهي تشعر بان معدتها قد انعقدت من شدة التوتر الذي تعرضت له
لكن ِاجبرت نفسها علي تناول القليل من الطعام الذى كان مذاقه كالتراب فوق لسانها اخذت تمضغه ببطئ محاوله ابتلاعه لكن تشنج حلقها بشدة حتي شعرت بان حلقها قد ألمها من محاولتها ابتلاعه ظلت علي هذا الحال حتي اكلت كمية قليله منه تحت انظاره التى كانت تراقبها كعينى الصقر..
وضعت الشوكة بالصحن وهي تهمس بصوت منخفض
= مش قادرة اكل اكتر من كده
اعتدل عز الدين في وقفته مقترباً منها بهدوء جاذباً اياها بصرامه من فوق المقعد لتقف علي قدميها امامه قائلاً
=تطلعى من هنا علي اوضتك فوراً.... ولو فكرتي انك تروحى في اي مكان غير اوضتك هكون جايبك في 5 دقايق و هتموني وقتها ملحقتيش حتي توصلي لباب القصر اللي برا و وقتها محدش هيرحمك من تحت ايدي
اومأت حياء برأسها باستسلام فلم يعد لديها طاقه لمجادلته اكثر من ذلك اتجهت خارجة من المطبخ بخطوات بطيئة متمهلة فكل ما ترغب به الان هو الاستلقاء والاستغراق بالنوم سريعاً حتي تنسي كل ما حدث لها...
بعد نصف ساعه...
دخل عز الدين الي الغرفه الخاصه بهم بعد ان ظل بالاسفل بعضاً من الوقت محاولاً تمالك نفسه والوصول الي حل لما هو به فقد كان يوجد حرب بداخله جانب منه يرغب بتصديقها وجانب اخر يكذبها ويتهمها بابشع الاشياء لترجح بالنهايه كفة الجانب الاخير
ظل يفكر في كل ما حدث محاولاً الوصول الي ما يمكنه فعله معها فبعد محاولتها للهرب فهو لا يمكنه ان يأمن لها ان تظل بمفردها
بعد الان ..اتجهت عينيه نحو الاريكه التي كانت تستلقي فوقها ليجدها قد استغرقت في النوم...
وقف عدة لحظات يراقبها بعينين مظلمه بشده قبل ان يتجه نحو باب الغرفة ويغلقه بالمفتاح جيداً حتي لا يمكنها الخروج مرة اخري اثناء نومه وتنجح فيما فشلت فيه سابقاً
في الصباح...
استيقظت حياء علي يد تهزها بقوة فتحت عينيها ببطئ وهي تجلس بتمهل واضعه يدها فوق عينيها تحميها من اشعه الشمس المنبثقة من خلال النافذة التى كانت منفتحة علي مصراعيها
همست قائله بصوت ضعيف اجش من اثر النوم
=ايه...في ايه...؟!
وصل اليها صوت عز الدين وهو يجيبها بحدة
=عايزك تفوقي كويس و تركزى معايا ... في كلام مهم لازم تفهميه وتحفظيه
تأففت حياء وهي تزيح يدها من فوق عينيها تستدير نحوه تنظر اليه بسخط حيث كان يقف امام فراشها يرتدى احدي بذلاته باهظة الثمن والتي كانت تحدد عضلات جسده الرائع شعرت بدقات قلبها تتسارع بشدة حتي ظنت ان قلبها سوف يغادر صدرها هزت رأسها بحدة تحاول طرد تلك الفكار بعيداً همست بغيظ وهي تضرب الوسادة بتذمر
=كلام ايه تاني...بعدين هو مينفعش الكلام ده الا الصبح كده
ابتسم عز في داخله علي حركتها الطفوليه تلك لكنه سرعان ما تنحنح قائلاً بجدية
= انا رايح دلوقتي الشغل... واعتقد بعد اللي انتي عملتيه امبارح مينفعش اسيبك لوحدك وبرضو مش هينفع اخدك معايا ولا هينفع اقفل عليكي باب الاوضه علشان اللى في البيت هيستغربوا واكيد هيشكوا ....وانا استحاله اخلي مراتي اللي شايله اسمي تكون موضع شك من اي حد حتي لو من اهلى نفسهم..
ليكمل بحدة وهو ينحني فوقها مما جعلها تطلق شهقه منخفضة وهي تتراجع سريعاً فوق الاريكه
=لو فكرتي بس انك تكررى اللي عملتيه امبارح هيكون اخر يوم في عمرك ...انا عارف و متأكد ان طول ما البيت فيه ناس مش هتقدرى تهربى..
غمغمت حياء بنفاذ صبر
=اطمن مش ناويه اهرب ....
اكمل حديثه بجديه متجاهلاً كلماتها وكأنها لم تتحدث
=الخروج من باب القصر حتي لو هتطلعي للجنينه ممنوع
همست حياء بصوت متذمر وعينيها قد اشتعلت بالغضب تهز رأسها برفض مما جعل شعرها يتناثر حول وجهها مشكلاً غمامه حريرية حول وجهها
=يعني ايه هفضل محبوسه بين اربع حيطان ...ده ولا كأنه سجن..
كانت عينيه منصبه بانبهار فوق شعرها الحريري المتناثر بفوضويه فوق كتفيها مما جعله غير قادر علي مقاومه الاغراء من ان يمرر يده بين خصلاته الحريريه لكنه انتفض مبتعداً عنها باخر لحظة و هو يقبض بيده بقوة بجانبه فازعاً من ان تخونه يده وتعصي امره
تنحنح يجيبها بصوت اجش وهو يتجه نحو باب الغرفة بخطوات سريعه غاضبه
=انتي اللي وصلتى نفسك للحاله دي....
ليكمل وهو يلتفت نحوها قائلاً بحدة
=لو خطيتي خطوة واحدة برا القصر متلوميش الا نفسك يا حياء
ظلت حياء جالسه بمكانها تراقب خروجه العاصف من الغرفة وهي تشعر بنيران الغضب تشتعل داخل صدرها شعرت بالرغبه في ان تتواجد والدتها امامها الان حتي تصرخ بها مخرجة بها كل ما عانته علي يده منذ تلك الليلة المشؤومه
التي وضعت فيها تحت رحمته لكنها
لكنها تذكرت بتحسر بانه منذ مغادرة والديها بعد كت كتابها و عودتهم الي منزلهم لم تقم والدتها بالاتصال بها ولو لمره واحده وكأنها كانت تتلهف ان تتخلص منها....
كانت تجلس هي ونهي بغرفتها يتثامرون كعادتهم عندما طرق الباب ودخلت انصاف العاملة بالمنزل
=صباح الخير يا حياء هانم.....
اجابته حياء برقة
=صباح النور يا انصاف..خير في حاجة؟!
اجابتها انصاف بهدوء
=الست فريال بعتتني...اخلى حضرتك والست نهي تنزلوا علشان الغدا
وقفت حياء تتململ في مكانها وهى تفكر بانها لا ترغب بالنزول والاحتكاك بهم فطوال الاسبوعين التي امضتهم هنا قبل زواجها من عز الدين كان الطعام يأتي الى غرفتها دون حاجتها الي النزول والاختلاط بهم زفرت متنهدة بضيق قائلة
=معلش يا انصاف بلغي فريال هانم اني تعبانه ومش هقدر انز.....ِ
هتفت نهي من خلفها قائلة
= انزلي انتي يا انصاف واحنا هانيجي وراكي علي طول
اومأت انصاف رأسها بالايجاب قائله وهي تغادر المكان.
=حاضر يا ست نهي
التفتت حياء لنهي تهتف بغضب
= لييه يا نهي انا مش عايزه انزل مش عايزه اتعامل معاهم
هتفت نهى بتصميم
=لا طبعاً هتنزلي وتتعاملى عادى معاهم وهتقعدي وتضحكي وتهزري كمان
لتكمل بتصميم وهي تقترب منها
=يا حياء انتي حياتك كلها هتبقي في البيت ده مع الناس دي ..مش معقوله هتفضلي طول حياتك محبوسه في اوضتك لوحدك خايفه منهم
تنهدت حياء باستسلام وهي تفكر بكلماتها تلك فهي تعلم بانها علي حق وبانها عاجلا او اجلاً يجب عليها الاختلاط بهم همست بصوت منخفص
=عندك حق يانهى...بس بلاش النهارده وانا من بكره والله هنزل....
قاطعتها نهي بتصميم
=لا من النهاردة يا حياء ..من النهاردة
لتكمل وهي تربت فوق ذراعها بحنان
= وعايزاكي تبقي عارفه اني هبقي دايماً معاكى يعني متخفيش من حاجه...
وقفت حياء تنظر اليها بتردد عدة لحظات قبل ان تومأ برأسها لها وهي تشعر بمعدتها تنعقد بخوف
كانت حياء تجلس بجوار نهي علي طاولة الطعام بينما بالجانب الاخر كانت تجلس زوجة عمها فريال وبجانبها تالا..
اخذت حياء تتناول طعامها في صمت متجاهله النظرات الحاده التي كانت توجهها اليها تالا بينما كانت زوجه عمها تتناول طعامها في صمت انحنت نحوها نهي تهمس لها
=شايفه العقربه..هتموت علشان نزلتى ازاي
همست لها حياء بصوت منخفض
=انتي مش شايفه عماله تبصلي ازاي انا حاسه انها في اي لحظه هتهجم عليا تضرب السكينه اللي بايدها في قلبي
ضحكت نهي بصوت منخفض وهي تضع يدها فوق فمها وعندما وجهت لها تالا نظرة استفهام هزت نهى رأسها لها تخبر بانه لا يخصها
زفرت تالا بعنف وهي تتمتم بخبث
=بس مش ملاحظه يا خالتو
ان حياء اخيراً شرفتنا وقبلت انها تنزل وتاكل معانا
ابتسمت فريال تجيبها وهي تنظر الي حياء بحنان
= عروسه يا حبيبتي و من حقها تدلعلها حبه ...بس من النهارده بقي حياء هتنزل كل يوم تاكل معانا مش كده ولا ايه يا حياء..؟!
ابتسمت لها حياء وهي تومأ لها برأسها
=ان شاء الله يا طنط
هزت فريال رأسها برضا قائلة
=انا وانتي لنا قاعده مع بعض. قريب بس مش كحما ومرات ابنها لا كبنت وامها...
هزت حياء رأسها لها وهي ترسم علي وجهها ابتسامه متشجنه متوتره تشعر بالقلق من هذه الفكره
انتفضت تالا واقفه تضع الشوكه التي كانت بيدها فوق صحنها بصخب تمتمت فريال وهي تنظر اليها بدهشه
=قومتي ليه يا تالا....
اجابتها تالا بحده وهي تنظر نحو حياء بحقد
=شبعت يا خالتو شبعت
لتنهض وتترك غرفة الطعام بخطوات غاضبه تشعر بالاحباط فمحاولتها لاحداث مشكلة بين خالتها و حياء قد فشلت همست بغل وهي تقبض بيدها بقوه
=فلتي المره دي ..بس وديني ما هتفلتي المره الجايه..
كان عز الدين جالساً بغرفة المكتب الخاصه به بالقصر يدرس بعض الاوراق التي امامه باهتمام عندما دخلت والدته الي الغرفة قائلة
=مش هتغير رايك يا عز وتيجى معانا...
اجابها و هو يرفع عينيه عن الاوراق التي
=مش هينفع والله يا ماما ...
ليكمل وهو يشير الي الملفات الموضوعه فوق المكتب
=زي ما انتي شايفه عندي شغل كتير
نظرت والدته اليه بشك قائلة
=ده فرح بنت خالك يا حبيبي مينفعش كلنا نحضر وانت لا
لتكمل عندما وجدت نظراته لازالت مصممه رافضه
=طيب حتي حياء تيجي معانا ..انت بتقول عندك شغل يعني مش هتبقي فاضيلها..مش معقول هتفضل لوحدها في البيت تعقد تكلم في نفسها يا بني
اجابها بجدية وهو ينهض واقفاً بجانبها
=حياء تعبانه ...مش هتقدر على السفر والطريق طويل زى ما انتي عارفه
ليكمل بمرح وهو يحيطها بذراعيه مغيراً مجري الحديث
=بعدين سيبك انتي من ده كله ..ايه الجمال ده يا فريال هانم
ليكمل وهو يغمز لها بعينيه بخبث =فخر بيه سابك ازاي تخرجي وانتي بالجمال ده مش خايف حد يعكسك
ضحكت والدته بمرح تضربه بخفه فوق ذراعه
=بطل بكش ...ومتغيرش الموضوع
امسك بيدها يقبلها بحنان قائلاً
=مش هنقدر والله...سامحينا المرة دي
ابتعدت عنه والدته قائله بتصميم وهي تتجه نحو باب الغرفة
=ماشي يا عز براحتك...عمتاً احنا هنبات عند خالك النهارده لان زي ما انت عارف الفرح مش هيخلص الا متأخر وصعب نسافر من المنصورة للقاهرة بليل كده
لتكمل وهي تلتفت نحو عز
=اها صحيح انصاف هاتيجي معانا علشان تساعد في التجهيزات..
اومأ لها عز قائلاً
=تمام مفيش مشكله احنا هنبقي نتصرف و نطلب اكل من برا
اجابته والدته وهي تهز رأسها قبل ان تغادر الغرفة
=ممكن تطلبوا العشا من برا النهارده لكن من بكره خليل و جنات هيكونوا رجعوا من البلد بتاعتهم يعني متقلقش...
اومأ لها برأسه وهو يراقبها تغادر الغرفه زافراً بغضب فور تاكده من مغادرة والدته فهو يعلم انها غاضبه منه بسبب عدم ذهابه معهم لكنها لا ترغب باظهار هذا حتي لا تضغط عليه لكنه حقاً منشغلاً في عمله فلديه اسبوع واحد فقط قبل ان يعقد اكبر صفقه في تاريخ عمله...
نهض يجمع الملفات التى سوف يعمل عليها الليله مقرراً الصعود الي غرفته لاكمال عمله من هناك حيث لايجب عليه ان يترك حياء بمفردها خصيصاً بعد ان غادرة جميع عائلته واصبح المنزل فارغاً
كانت حياء جالسه فى الشرفة تراقب ذهاب الجميع لحفل الزفاف بتحسر فها هى تجلس بمفردها مجدداً مثل السجينه باحدى الزنزانات بينما خرج الجميع للاحتفال والمرح زفرت ببطئ وهى تمرر يدها فوق خصلات شعرها بضيق وهي تتحسر علي الوضع الذي اصبحت عليه حياتها مسحت بيدها سريعاً دمعه قد انزلقت فوق وجهها عندما شعرت بعز الدين يدخل الي الغرفة...ظلت جالسة بمكانها مفضلة الجلوس بعيداً عنه لمحته بطرف عينيها يحمل العديد من الملفات فمن الواضح انه سوف يكمل عمله هنا بالغرفة لكنها تفاجأت عندما وجدته يتجه الي نحو الشرفة بخطوات متكاسله هادئه اشاحت بوجهها بعيدا عندما اصبح يقف بجانبها يضع يده في جيب بسرواله قائلاً بهدوء
=الساعه بقت 8 تحبي نطلب العشا دلوقتى ؟!
هزت حياء رأسها بالرفض قائله وهي تدير وجهها عنه تتامل بصمت
الاشجار المترصة بحديقة القصر والتي كانت تهتز بشدة بفعل هواء الليل
=مش جعانه دلوقتى..
اومأ عز الدين رأسه قائلاً بجدية
=تمام لما تجوعي عرفينى..وانا هبقي اطلبلك اللي. انتي عايزاه
لم تجبه وظلت عينيها مسلطة علي المنظر خارج الشرفة
وقف يراقبها عدة لحظات بتردد قبل ان يلتفت و يعود مره اخرى الي الغرفة لاكمال عمل....
كان مندمجاً بدراسة الاوراق الخاصة بمناقصة الغد عندما شضع رنين هاتفه الخاص يملئ ارجاء المكان لمح بعينيه اسم ياسر مدير اعمال يسطع بشاشه الهاتف تناول هاتفه مجيباً عليه وهو لايزال عينيه مسلطه فوق الاوراق التي بين يديه
=هااا...يا ياسر في ايه ؟!
وصل اليه صوت ياسر من الجانب الاخر قائلاً بارتباك
=اسف يا عز باشا ان اتصلت في وقت زي ده بس مستر اندرو وصل القاهرة من ساعه وطالب يجتمع بحضرتك لوقتى لانه مضطر يسافر بكره الصبح تانى ويرجع ايطاليا
صاح عز الدين و هو يلقي الاوراق من يده فوق الطاولة بغضب
=يعني ايه ينزل مصر ويقدم ميعاد الاجتماع بمزاجه.... الاجتماع ده مش كان ميعاده الاسبوع الجاي ...ِِ
اجابه ياسر بارتباك
=ايوه ..ايوه يا باشا بس اللى فهمت منه انه محتاج يبيع لحضرتك الشركة ويتمم الصفقه باسرع وقت لانه محتاج الفلوس دي ...
قاطعه عز بحده
=خلاص ...خلاص ابعتلي لوكيشن الأوتيل اللي نازل فيه وعرفه ان للاجتماع هيبقى فيه....وكويس ان ده حصل الصفقة دي كل ما خلصت منها بدري كل ما كان احسن ...
ليكمل بحزم وهو ينظر بالساعة التي بيده
=وانت خد الرجاله وحصلني علي هناك
اجابه ياسر علي الفور
=اوامرك يا باشا..
اغلق عز الدين الهاتف يمرر يده فوق وجهه بغضب فهو يجب عليه حضور هذا الاجتماع فهذه الصفقه كان يخطط لها منذ عدة اشهر طويلة وتعد من اهم الصفقات وتعد من اهم الصفقات التي سوف يعقدها ...زفر باحباط. عنده تذكره لحياء التي لا يمكنه ان يتركها هنا بمفردها لذلك يجب عليه ان يجعلها تحضر الاجتماع معه لكنه تشدد جسده بغضب عند تذكره لأندرو فذلك الرجل ذات سمعة سيئة مع النساء حيث انه اذا رأى امرأةً امامه لا تنزاح عينيه من فوق جسدها معرياً اياها بنظراته القبيحه ...ضم يده في قبضه يضغط عليها بغضب فبرغم علمه بانه لن يستطيع النظر اليها اذا علم بانها زوجته فلن يقدر عبي رفع عينيه نحوها فهو يعلم طباعه الحادة جيداً ويعلم بانه لن يتردد للحظه قبل قتله اذا فعلها شدد من قبضة يده حتي ابيضت مفاصله وهو يشعر بالنيران تشتعل بصدره بمجرد تخيله حدوث ذلك لن يمكنه تحمل تواجدها مع هذا الشخص في مكان واحد فاذا نظر اليها ولو بنظرة بريئه فلن يتحمل و قد يقوم بقتله في مكانه
نهض يمرر يده بين خصلات شعره بغضب وهو يقرر بانه لن ياخذها معه الي هذا الاجتماع ويجعلها تختلط به ..لكنه ايضاً لا يمكنه تركها هنا بالمنزل بمفردها فقد تحاول الهرب مرة اخرى كليلة امس...لكنه انتفض واقفاً عندما التمعت برأسه فكرة قد يمكنه من خلالها انقاذ الوضع باكمله
كانت حياء لازالت جالسة بالشرفة تشعر بالجوع فقد كانت الساعه قد تجاوزت العاشرة بقليل لكنها كانت مترددة من اخبار عز الدين بجوعها هذا وضعت يدها فوق بطنها تمررها ببطئ عندما سمعت صوته من داخل الغرفة يهتف باسمها باصرار...
نهضت ببطئ متجهة نحو داخل الغرفة وهي تجيبه بنفاذ صبر
=نعم......ِ...
لكنها وقفت متجمدة بمكانها عندما رأته قد بدل ملابسه التى كان يرتديه باحدى بدلات عمله ممسكاً بين يديه بحبلاً سميكاً
همست حياء وهي تنظر اليه بدهشة
=هو انت خارج ...؟!
اجابها بهدوء وهو يتجه نحوها بخطوات بطيئه متمهله
=عندي اجتماع مهم.....
ليكمل و هو يسرع من خطواته القليله التى تفصله عنها ينحني نحوها رافعاً اياها بين ذراعيه بحزم متجاهلاً صرختها المندهشة التي صدرت عنها
=وطبعاً انتي عارفة اني مينفعش اسيبك هنا لوحدك ..بعد اللي عملتيه امبارح
وضعها فوق احدى المقاعد مثبتاً اياها بيده عندما شعر بها تنتفض فوق المقعد مقاومه اياه بضراوة وهي تصرخ بغضب
=انت ..انت بتعمل ايه ؟!
اجابها وهو يمسك بالحبل بيده الاخري الطليقة
=مقدميش غير ان اربطك لحد ما ارجع....
صرخت حياء بذعر وهي تنتفض علي المقعد بهستريه محاولة الافلات من بين قبضته التي تحيط بها بقوة قائلة بتوسل
=لا..لا..بلاش تربطني ونبي يا عز ...انا والله ما ههرب انا هفضل مكاني بس بلاش تربطني ونبي
لكنه تجاهل توسلها ذاك و اكمل لف الحبل السميك حول جسدها حتي اصبحت لا يمكنها تحريك اي جزء من جسدها ...وبرغم ذلك ظلت حياء تحرك جسدها بقوة محاوله فك ذاك الحبل من حولها وهي تنتحب بشدة اخذت تصرخ قائلة بتوسل
=مش ههرب والله ما ههرب ..بس علشان خاطري بلاش تربطني كده ..
لتكمل من بين شهقات بكائها
=طيب بلاش خاطري انا ..انا عارفه انك بتكرهني..علشان خاطر مامتك يا عز ونبي فك الحبل
ابتعد عنها بخطوات بطيئة متردده وهو يراقب انفعالها الهستيري هذا بتردد يشعر بقبضة حادة تعتصر صدره فور سماعه لها تسترجيه بتلك الطريقه لكنه ليس امامه حل اخر سوا هذا...حاول ذاته بانه سوف ينهي الاجتماع في اقل من ساعه وسوف يعود اليها في اقرب وقت...
خرج من الغرفة بخطوات سريعه محاولاً عدم التأثر بصوت صراختها التي كانت تهتف بها باسمه مسترجيه اياه افلاتها لكنه اغلق باب. الغرفة بقوة وهو يحاول التقاط انفاسه بصعوبه غير قادر علي حبس تلك المشاعر التي تثور بداخله ...
ظلت حياء تنتفض بمكانها تحاول حل الحبل الذي يوثق جسدها الي المقعد لكن ما نابها من ذلك الا ان اشتد الحبل من حولها اكثر مسبباً لها الالم....حاولت ان تتنفس ببطئ حتي تهدئ من الذعر الذي يسيطر عليها كلما تذكرت بانها بمفردها فى هذا القصر الكبير ولا يوجد احد معها انقطعت انفاسها من الرعب عندما صور لها عقلها ابشع الاشياء التي يمكن ان تحدث لها وهي بهذا الوضع .. اخذ جسدها يرتجف بشده وهي تفكر ماذا لو دخل احد اللصوص لكي يسرق المكان و وجدها بمفردها علي تلك الحاله فسوف تكون فريسة سهله له مرت رجفه حاده من الخوف اسفل عمودها الفقري مما جعل انتحابها يزداد حاولت شغل عقلها باى شئ اخر حتى تبعد تلك الافكار المرعبه عن مخيلتها لكنها كانت تفشل....
في ذات الوقت....
كان عز الدين جالساً في احدي قاعات الاجتماعات الفاخره باكبر الفنادق بمصر مستغرقاً في العمل فقد اخذ اندرو يتفحص كل بند من بنود العقد بدقه يناقشه مما جعل عز يندمج فى الرد علي كل اسئلته التي كانت لا تتنهى. مما جعله يفقد الشعور بالوقت حتى ورده اتصالاً علي هاتفه و عندما هم برفضه تجمد بمكانه عندما لاحظ الساعة المتواجدة فوق شاشة هاتفه والتى كانت تشير الي الثانية صباحاً انتفض واقفاً بذعر فور تذكره لحياء التي تركها بمفردها بالمنزل و هى مقيدة فقد نسى امرها تماماً...
هتف وهو يجز علي اسنانه بغضب
=الاجتماع اتلغي...
ليكمل بحده و هو يختطف هاتفه من فوق الطاوله
=لو حابب ان الصفقه دي تكمل يبقي الاجتماع ده ميعاده الخميس الجاى....
وقف اندرو وهو يتمتم بعصبيه للمترجم الخاص به و الذي ترجم علي الفور كلماته
= عز بيه سيد اندرو بيبلغ حضرتك ان هو تقريباً خلص بنود العقد وكلها ربع ساعه والصفقه تتم و تخلص
تمتم عز الدين بغضب وهو يغادر الطاوله
=ولا هستنى دقيقه واحده....
اخذ اندرو يتحدث بغضب الي المترجم الذي اكمل علي الفور وهو يركض محاولاً الحاق بعز الدين الذى اصبح عند باب القاعه يستعد للمغادره
=عز بيه مستر اندور مستعجل و لازم يتمم البيع النهارده قبل بكره لانه عنده التزامات
اشار عز بيده قائلاً ببرود قبل ان يغادر القاعة
=خلاص....يقدر يشوف مشترى تانى
ثم اكمل طريقه للخارج بخطوات سريعه غاضبة متجاهلاً نداء اندرو الغاضبش من خلفه...ِ
صعد عز الدين الي سيارته وهو يسب ويلعن نفسه بسبب فعلته تلك فقد وعد ذاته بانه سوف يعود لها في اقل من ساعه وها هو قد اضاع في ذلك الاجتماع اكثر من ساعتين ...اخذ يفكر بغضب كيف امكنه ان ينسى امرها هكذا و قد تركها مقيده وهى علي تلك الحاله من الذعر..
اخذ يسب ويلعن ذاته و هو يزيد من سرعة قيادته ضارباً مقود السيارة بغضب صائحاً
=كله من الغبي اللي قعد يتلكع في قراية العقد..
بعد ان وصل الي القصر هرول من السيارة مسرعا ً يفتح باب القصر بايدى مرتعشة وهو يزفر بغضب صعد الدرج كل درجتين سوياً حتي وصل الي باب الغرفة الخاصه بهم تنفس بقوة قبل ان يفتح باب الغرفة لكنه تجمد بمكانه فور رؤيته لها فقد سقطت بالنوم وهي جالسة حيث كان رأسها يستند الي ظهر المقعد بوجه شاحب كشحوب الاموات بوجنتين كانت ملطختين بالدموع شعر بنصل حاد ينغرز في قلبه فور رؤيتها لها بتلك الحاله اقترب منها ببطئ جاثياً علي ركبتيه امامها ممرراً يده ببطئ فوق وجنتيها هامساً باسمها لكن لم تصل اليه منها اي استجابة تدل علي سماعها اياه...
قام بحل الحبل الذى كان يوثقها به ببطئ حتي لا يتسبب في ازعاجها وايقاظها من نومها...
لكنه اخذ يسب نفسه بصوت منخفض عندما رأى اثر الحبل على يدها فقد ترك علامات حمراء خفيفه فوق معصميها امسك بيدها بحنان بين يديه متأملاً بندم تلك العلامات قبل ان يرفعها نحو شفتيه يقبلها بخفه وهو يشعر بقبضه حاده تعتصر قلبه..
انحني فوقها رافعاً اياها بحنان من فوق المقعد حتي يضعها فوق الفراش بالفراش لكن وقبل ان يحملها انتفضت فازعة تصرخ بذعر وهى تنتحب بشدة
اخذت تقاومه بشراسه وهي تضربه بقبضتها بقوة فوق صدره وهي تصرخ بهستريه حيث كان عقلها لازال غارقاً بالكابوس الذي كانت تراه اثناء نومها معتقده بان هذا ليس الا شخصاً ما يهاجمها....
صرخت بهستريه وهي تدفعه بقوه بعيداً عني
=لا ...لا ..لا. ابعد عني ...ابعد عني
اسرع عز الدين بجذبها الى صدره يضمها بقوه محاوطاً اياها بذراعيه بحمايه محاولاً تهدئتها اخذ يهمس لها ببعض الكلمات المهدئة مطمئناً اياها...
اخذت مقاومتها له تقل حتي استكانت بين ذراعيه تشبثت بقميصه بقوه تدفن وجهها في صدره تزفر براحه فور تعرفها علي صوته فقد شعرت علي الفور بالامان يحيطها وهي بين ذراعيه
لكن فور تذكرها ما فعله به قامت بدفعه بعيداً عنها و هي تهتف بهستريه وتبدأ بالانتحاب من جديد
=ابعد عنى...ابعد عنننى
لكنه شدد من ذراعيه حولها ضامماً اياها الي صدره بقوه رافضاً تركها اخذ جسدها يرتجف بشدة وهي تتمتم بضعف
=عملتلك ايه علشان تعمل فيا كل ده..ليه بتكرهني
ظلت تردد تلك الكلمات بصوت ضعيف مرتجف بينما كان عز يستمع اليها وهو يشعر بداخله بالم يكاد يحطم روحه الي شظايا همس من بين شفتيه المندسه بشعرها بصوت منخفض يكاد ان يكون مسموع
=انا عمري ما كرهتك ..ولا هقدر اكرهك
ثم قبل شعرها بحنان ممرراً يده فوق ظهرها هامساً لها ببعض الكلمات المهدئه وهو يشعر بالذنب يتأكله من الداخل و عندما شعر بها قد هدئت تماماً ابعدها عنه ببطئ
يزيل بيده بعض خصلات شعرها المتناثرة فوق عينيها محيطاً وجهها بيديه بحنان..قرب وجهه منها وهو لايزال جالساً علي عقبيه امامها هامساً لها وهو يمرر عينيه بقلق فوق ملامح وجهها التي لازالت شاحبه
=بقيتي احسن..؟!
اومأت له برأسها بصمت وهي تشيح بنظرها بعيداً عنه
همس بصوت قلق وهو يمرر اصبعه بحنان فوق وجنتيها
=حاسه ان في حاجه بتوجعك او تعباكى ؟!
هزت رأسها بالنفى وهي تهمس بصوت حاد و قد التمعت عينيها بالدموع مجدداً
=هيفرق معاك اوي ان كان في حاج وجعاني او تعباني ؟!
لتكمل من بين شهقات بكاءها التي بدأت ان تتصاعد مرة اخرى
=لييه دايماً بتحاول تعذب فيا وتنتقم منى باي طريقه........
قاطعها عز علي الفور بصوت اجش وقد صدمه مدى سوء ظنها به لكن بعد ما فعله معها لا يمكنه لومها على ذلك
=انا عمري ما كنت عايز اعذبك او أذيكي يا حياء انا...انا فعلاً مكنش قدامي غير الحل ده
تمتمت حياء بصوت مرتجف حاد
=لا كان قدامك حلول كتير... حتي لو كنت لو مش بتثق فيا و فاكر انك اول ما هاتسبنى لوحدى ههرب
كان ممكن بكل بساطه تاخدني معاك....
لتكمل من بين شهقات بكائها
=بس انت اخترت الاسهل لك ...واللي يسبب ليا الأذى
شعر عز بكلماتها تخترق صدره كنصل حاده تمتم وهو يجذب نفساً قوياً داخل صدره لعله يهدئ من النار المتأججة به
=مكنش ينفع اخدك معايا ....
ليكمل بصوت منخفض و هو يحيط وجهها بين يديه ممرراً اصابعه بحنان فوق وجنتيها
=انا اسف يا حياء...انا عارف اني زودتها المره دى
ليكمل باحباط محاولاً تبرير الامر لها
=انا كنت ناوي اخلص الاجتماع في اقل من ساعه و ارجعلك بس مش عارف ازاي مخدتش بالي من الوقت....كله من الغبي ال....
قاطع جملته يزفر بغضب محاولاً استجماع نفسه لكنها انتفضت نازعه وجهها من بين يديه بحدة قائله بحزم
=ممكن تبعد علشان عايزة ادخل الحمام
ظل عدة لحظات ينظر اليها بتردد قبل ان يقف علي قدميه مبتعداً عنها يراقبها بعينين تلتمع بالقلق والندم وهي تتجه نحو غرفة الحمام بخطوات بطيئه ورأس منخفض
ظل جالساً فوق الفراش ينتظرها وعندما خرجت اتجهت علي الفور نحو الاريكه تستلقي عليها بجمود
اقترب منها يجلس فوق احدي المقاعد المجاورة للاريكه التي تستلقي عليها قائلاً بهدوء
=جعانه ؟!..
اجابته بصوت منخفض حاد وهى تدير وجهها بعيداً عنه
= لا....
زفر عز الدين بغضب وهو يمرر يده بين خصلات شعره بحدة فهو يعلم بانها تكذب فهي لم تتناول شيئاً منذ الغداء انتفض واقفاً يجذبها من ذراعها بقوة لتقف علي قدميها امامه قائلاً بجديه
=بس انا بقي جعان ...
ليكمل وهو يتجه نحو باب الغرفة جاذباً اياها خلفه
=تعالي معايا...
قاومته حياء بغضب تحاول جذب ذراعها من يده قائلة بحدة
=اجي معاك علي فين...؟!
لتكمل صائحه بغضب وهي تنتفض مبتعده عنه بقوة
=عايز تعمل فيا ايه تانى..؟!
اقترب منها قائلاً باقتضاب وجديه
=لو انتي مش جعانه ..انا بقي جعان ومضطر اروح اي مطعم لان زي ما انتي شايفه مفيش حد ممكن يعملى اكل الا بقى لو انتي اطوعتي و ...
قاطعته حياء بحدة
=علي جثتى اعملك حاجه اتصرف واعمل لنفسك...
اجابها ببرود وهو ينظر الي الساعه الباهظه المعلقه بمعصمه
=يبقي مفيش قدامى حل غير ان اشوف اي مطعم فاتح في الوقت ده
ليكمل بخبث و هو يتصنع الجديه
=و لو مش حابه تيجي معايا براحتك...بس هضطر وقتها اني.........
قاطع كلامه وهو ينظر بنظرات ذات معنى الي الحبل الملقي باهمال فوق الارض
هتفت حياء علي الفور بذعر وهى تمسك ذراعه تشد عليها بقوه
=لا.. لا هاجي معاكي ...
ابتسم علي ساذجتها تلك فهو لا يمكنه ان يكرر ما فعله بها مرة اخرى خاصة بعد رؤيته للحالة التي اوصلها لها حتي لو كان الامر سوف يكلفه خسارة جميع امواله وليس مجرد صفقة واحدة امسك بيدها بين يده بحنان ثم توجه الي الاسفل ...
قد كان الوقت قد تجاوز الثالثه صباحاً بقليل عندما وصل عز الدين و حياء الي المطعم...
همست حياء وهي تجلس فوق مقعدها علي احدي الطاولات تنظر بانبهار حولها فقد كان المكان اقل ما يقال عنه فاخر لكنها لاحظت بانه لا يوجد سواهم بالمكان
=هو المطعم ازاي فاتح لحد الوقت ده ؟!
اجابها عز الدين بهدوء وهو ينظر الي قائمه الطعام
=لا..هما بيقفلوا دايماً الساعه واحدة بس صاحب المكان معرفه وطلبت منه يفتحه علشانا مخصوص
تمتمت حياء بحدة
=علشانا ؟! قصدك علشانك انت انا قولتلك انى مش جعانه
القي عز الدين القائمة بغضب من بين يديه وهو يهتف بتجهم
=لا هتاكلي ...ومش عايز اسمع اعتراض يا حياء
هتفت حياء بغضب وقد التمعت عينيها بتحدى
=لا مش ها.....
لكنها قاطعت جملتها تبتلع لعابها بخوف فور رؤيتها لتلك النظره الحادة بعينيه و التى اخرستها علي الفور
بعد ان قدم اليهم الطعام رفعت حياء الشوكه لكى تتناول طعامها وهي تنظر نحوه بحده لكنها وجدته منشغلاً بتناول طعامه وهو ينظر الي هاتفه و عند وضعها اول قضمه من الطعام بداخل فمها شعرت بمدي الجوع الشديد الذي كانت عليه..فقد كانت جائعه للغاية قبل ان يقيدها عز بذاك المقعد ولكن بسبب ذعرها وكل ما حدث تناست الامر تماماً فشرعت تتناول طعامها علي الفور بحماس ولذه....
كان عز الدين يتصنع النظر الي هاتفه لكنه كان في حقيقه الامر يحاول ان يترك لها بعض المساحة حتي تتناول طعامها براحه اكثر القي عليها نظره خاطفة من فوق هاتفه لكنه ابتسم بحنان عندما وجدها تتناول طعامها بحماس كما لو كانت لم تأكل منذ بضعه ايام
مما جعل الذنب يضربه بشدة بسبب اهماله لها..ظل يتابعها بعينيه وهو يشعر بشعور دافئ يتغلله من الداخل..
بعد تناولها اخر لقمه بطبقها رفعت عينيها تلقى نحوه نظره متفحصه و فمها ممتلئ بالطعام معتقده بانه لايزال منشغلاً بهاتفه كالعاده لكنها تجمدت مكانها عندما وجدته جالساً يتأملها وعلي وجهه ابتسامه غريبه لأول مره تراها ابتلعت ما بفمها ببطئ وقد اشتعل وجهها بالخجل غمغمت بصوت منخفض حاد
=ايه ...في ايه بتبصلي كده ليه ؟!
اجابها و هو يحاول التماسك امامها قائلاً بمرح
=ابداً ...بس بفتكر كده واحدة كانت بتقول انها مش جعانة
غمغمت حياء بخجل
=ما هو انا...انا فعلاً مش جعانة ...بس اضطريت اكل علشان الاكل اتحط قدامى....
لكنها ابتلعت باقي جملتها وقد اتسعت عينيها بصدمه عندما انحني نحوها محيطاً يدها الموضوعة فوق الطاولة بيده يضغط عليها برقة قائلاً بحنان
=بالهنا والشفا ...تحبي اطلبلك حاجه كمان..؟!
غمغمت حياء بارتباك وهي تجذب يدها من بين يديه بحدة
=لا...انا..انا عايزه اروح كفايه كده عايزه انام
مرر عينيه فوقها ليلاحظ علامات الارهاق والتعب الباديه علي وجهها نهض علي الفور قائلاً بهدوء
=طيب تعالي....
نهضت حياء ببطئ وهي تشعر بعينيها قد اصبحتان ثقيلتان بالنعاس تجد الصعوبه في فتحهم لمدة طويلة من شدة الارهاق خاصة بعد تناولها للطعام اصبح جسدها رخو للغايه...
لاحظ عز الدين حالتها تلك اقترب منها محيطاً خصرها بذراعه جاذباً اياها نحو جسده الصلب وهما يسيران الي خارج المطعم اعترضت في بادئ الامر محاولة الابتعاد عنه لكنه شدد من ذراعه حول خصرها و هو ينحني هامساً في اذنها
=اهدى.....
شعرت حياء برجفة تسري في انحاء جسدها فور شعورها بانفاسه الحاره تلامس اذنها غمغمت بضعف وهي تحاول جذب نفسها من بين قبضته القويه مرة اخري
=انا...انا عارفه امشي لوحدى
ِشدد من قبضته حول خصرها دون ان يجيب عليها مستمراً في طريقه الي الخارج بهدوء...
جلست حياء تتابع طريق العوده بعينين شبه منغلقة وهي تشعر بالنعاس يستولي عليها..
بينما كان عز الدين يقود بصمت حيث لم ينطق بحرف واحد منذ صعودهم للسيارة فقد كان يصب كل اهتمامه علي القيادة....
التفت عز الدين يلقي نظره بطرف عينيه نحوها لكنه شعر بالصدمه عندما وجدها قد غرقت بالنوم وهى جالسة تسند رأسها الي ظهر المقعد تتنفس بهدوء ظل يراقبها عدة لحظات وعينيه تشتعل بعاطفه غريبه لم يشعر بمثلها من قبل زفر ببطئ قبل ان يلتفت مره اخري وينتبه الي الطريق الذي امامه...
اوقف السيارة امام باب القصر وظل بمكانه عدة لحظات يراقبها وهي نائمه فقد كانت تبدو جميلة و بريئه للغايه خرج من السيارة ملتفاً حولها يفتح الباب الذى بجانبها بهدوء شديد حتي لا يتسبب في ايقاظها انحني نحوها يحملها بين ذراعيه برقة فتح باب المنزل بصعوبه بعد عدة محاولات حيث كان يجد الصعوبه في التحكم بالمفتاح بيده التي كانت ليست كانت فارغة
ثم صعد الدرج بخطوات رشيقه سريعة وكأنه لا يحمل شئ بين ذراعيه ...لكن تجمدت خطواته عندما شعر بها تمتم ببعض الكلمات الغير واضحه قبل ان تدس وجهها بعنقه ايقظت حركتها تلك استجابه حارة في سائر جسده مما جعله يتنفس بعمق عدة مرات محاولاً التحكم في ذاته. وعندما هدئ تماماً اكمل صعوده للدرج...
دخل الغرفة الخاصة بهم و ظل واقفاً في منتصفها وهو لا يزال يحملها بين ذراعيه الصلبه ينظر بتردد الي الاريكه التي كانت تستلقي عليها حياء من قبل
لكنه اتجه فى نهاية الامر نحو الفراش الخاص به يضعها ببطئ فوقه وهو يفكر بانها قد مرت اليوم بالكثير و لا يرغب لها ان تستيقط بجسد منهك بالصباح
وقف يتأملها عدة لحظات وهو يفكر بانها كانت مستغرقة بالنوم كما لو كانت غارقه بغيبوبه ما..
تنهد ببطئ وهو يتأملها بحنان لكنه لاحظ ان الفستان الذي كانت ترتديه كان ثقيلاً و قد يزعجها اثناء نومها لذا قرر نزعه عنها وتبديله بملابس اخري مريحه
اتجه نحو خزانه ملابسها يفتحها اخذ يبحث بعينيه عن شئ مريح يمكنها ارتداءه لكنه لم يجد سوا ملابس النوم العاريه التي قد ابتاعهها لها في سبيل اغاظتها اغلق خزانتها متجهاً نحو خزانته اخرج منها احدي تيشرتاته الخاصه بالنوم ثم عاد اليها مره اخرى قام بنزع فستانها ببطئ وهو يحبس انفاسه لكنه تنفس براحه عندما رأى القميص الداخلي الذي كانت ترتديه اسفل فستانها ..شعر بها تفتح عينيها ببطئ تنظر اليه بعينين مثقلثتين بالنوم تتمتم بصوت منخفض غير واعى
=عز... ؟!
اجابها عز بهدوء وهو يمرر القميص الخاص به فوق راسها لينسدل فوق جسدها ثم اخذ يربت فوق شعرها بحنان
=نامى يا حياء نامى.....
تمتمت بصوت منخفض قبل ان تغلق عينيها وتستغرق في النوم مرة اخري
=مم..ماشى...
جلس علي عقبيه امامها يتأملها بحنان وعلي وجهه ترتسم ابتسامه رقيقه انحني فوقها يقبل رأسها بحنان قبل ان ينهض ببطئ و يجذب الغطاء فوق جسدها.. ابتعد عنها يزفر باستسلام ممرراً يده بين خصلات شعره يجذبها بعنف وهو يشعر باليأس والاحباط يستولان عليه لا يدرى ما الذى يمكنه فعله معها فببعض الوقت يرغب بخنقها بيديه وبالبعض الاخر يرغب بضمها الي صدره وحمايتها من كل شئ..
في الصباح...
استيقظ عز الدين يفتح عينيه ببطئ لتقع عينيه علي الفور علي تلك النائمه بجانبه كانت تشبه الملاك في نومها بشعر المتناثر بفوضويه فوق وسادتها و فمها المزمومه برقه شعر بنبضات قلبه تتسارع بشدة وهو
يتأمل قميصه الذي ترتديه وشعر بنوع من الدفئ يسرى بعروقه فرؤيتها لها وهي ترتدي قميصه اشعلت بداخله شئ لم يفهمه بعد اقترب منها ببطئ متأملاً اياها عن كثب لكنه انتفض مبتعداً عنها فور ان شعر بها تتلملم بنومها متناولاً هاتفه من فوق الطاوله يتصنع انشغاله به...
استيقظت حياء وهي تشعر براحة غريبه تستولي عليها تقلبت علي الجانب الاخر من الفراش تفتح عينيها ببطئ وهي تبتسم بسعادة لكنها تجمدت بمكانها عندما انتبهت الي وجه عز الدين الذي كان لا يبعد عن وجهها كثيراً اخذت ترفرف بعينيها عدة مرات حتي تتأكد مما تراه لكنه كان بالفعل مستلقى بجانبها بالفراش و هو يمسك بين يديه هاتفه منشغلاً به اخذت تمرر عينيها عليه حتي تسمرت بصدمه فوق صدره العاري
اخفضت عينيها المتسعه بالصدمة تنظر برعب نحو جسدها اسفل الغطاء الذى كان يغلفها لتتجمد فور رؤيتها للقميص الذي كانت ترتديه امسكته باطراف اصابعها بدهشه وهي تتمتم بصعوبه
= ايه اللي لبسني القميص ده ...
انتفضت جالسه تصرخ بحدة و هي تستدير نحوه تنكزه بغضب فوق كتفه بغضب
=عززززززززز
نظر اليها من فوق شاشه الهاتف قائلاً بهدوء
=الناس بتصحي تقول صباح الخير وانتي صاحيه تزعقى في ايه يا حياء؟!
صاحت حياء وهي تشير نحو القميص الذى ترتديه
ِ=تقدر تقولي القميص ده...انا ازاى لبسته
التفت ينظر اليها بدهشة قائلاً وهو ينتفض جالساً فوق الفراش عاقداً حاجبيه متصنعاً عدم الفهم
=قميص ايه ؟!
تمتمت حياء بارتباك وهي تشير باصبعها نحو القميص الذي ترتديه
=قميصك ده ...انا كنت لابسه فستان امبارح راح فين....
ظل عز الدين جالساً يرفرف بعينيه عدة مرات وهو لا يزال يتصنع عدم الفهم لكنها صاحت به بحده
=عزززز
القي بجسده مرة اخري فوق الفراش باحباط وهو يزفر بغضب ممرراً يده بين خصلات شعره قائلاً بنفاذ صبر
=اطمنى مجتش جنبك...انتي اللي غيرتي هدومك بعد ما رجعنا من المطعم
نظرت اليه حياء بشك قائله باتباك
=ازاي ...غيرته يعنى .ِ..غيرته وانا نايمه مثلاً انا اخر حاجه فاكرها انى احنا كنا في المطعم وحسيت بعيني بتتقل و عايزه انام في العربيه ...بعدين..بعدين ايه اللى هيخلينى البس قميصك برضو
اجابها عز ببرود و هو يبتسم بسخريه
=اولاً انتي مش فاكرة لانك امبارح كانك كنت فى شبه غيبوبه ..ثانيا قميصي ده انا كنت مطلعه علشان اغير قبل ما انام وانتى اللى مسكتى فيه بطريقة غريبة
احمر وجه حياء بالخجل وهي تمتم بارتباك
=وانا همسك في قميصك ليه..من جماله يعني بعدين انت ليه محسسنى كأنى كنت سكرانه مش كنت عايزه انام
هز عز الدين كتفيه ببرود وهو يبتسم في داخله علي ساذجتها تلك
=والله حالتك فعلا كانت غريبه ...
ليكمل بمرح محاولا ً ان يخفف من حده الحديث بينهم
=انتي كنت شاربه حاجة يا حياء ولا ايه؟!
صاحت حياء بغضب وهي تضرب بقبضتها فوق الفراش
=هشرب ايه يعني ...ما انت اللي طلبتلى عصير في المطعم الله اعلم بقى انتوا قولتلهم يحطولي ايه فيه
القي بهاتفه فوق الفراش وهو يجز علي اسنانه بقوة محاولاً التحكم في غضبه حتى لا يفعل شئ قد يندم عليه اجابها بحدة. وعينيه تشتعل كالبركان الثائر
=ايه اخرتها كمان هتخلينى حطتلك حاجه في العصير ؟!
تمتم حياء بخجل و قد اشتعل وجهها بشدة
=لا انا اسفه يا عز ...انا ..انا فعلاً لما بكون عايزة انام مبحسش باللي بعمله
اومأ لها برأسه بصمت زفرت براحه فور اطمئنانها بانها هي التي قامت بتبديل ملابسها بنفسها واضعه يدها فوق وجهها الذي كان مشتعلاً بالحراره وهي تتراجع الي خلف مستندة الي وسائد الفراش لكنها انتفضت مرة اخري ترفع رأسها وهي تصيح به بحده
=طيب وانا بعمل ايه هنا في سريرك...برضو انا اللي اصريت انام فيه ؟!
لتكمل بسخريه لاذعة وهي تنظر اليه بتحدى
= مش ده سريرك اللي كنت مدينى الاوامر ملمسوش احسن اوسخهولك
لم يجيب عليها وظل مستلقياً فوق الفراش باسترخاء يتابع نوبة غضبها الثائرة و الانفعالات التي تمر فوق وجهها باستمتاع
صاحت مره اخري بهسترية اكثر وهي تنظر الي جسده نصف العاري بصدمه
=وانا برضو اللي قلعتك هدومك وخليتك تنام جنبي بالمنظر ده
استند عز الدين الي الوسائد التي خلف ظهره باسترخاء قائلاً ببرود
=اول حاجه صوتك ده ميعلاش وانتي بتتكلمى معايا ..تانى حاجة بقي انتى في السرير ده لان من هنا و رايح ده اللي هيحصل..انا مش هأمن ليكي تنامي لوحدك تانى علشان تستغلي نومى و تحاولى تهربى تانى...
ليكمل وهو يقترب منها ببطئ مما جعلها تتراجع الي الخلف حتى كادت ان تسقط من فوق الفراش لكنه امسك بذراعها سريعاً يجذبها نحوه بشدة وهو يكمل بصوت اجش فى اذنها
=تالت حاجه بقي.....
ليكمل وهو يمرر اصبعه ببطئ فوق ذراعها مما جعل رجفه حاده تسري في جسدها
=انا اللي قلعتك الفستان اللى و غيرتلك هدومك......
ليكمل بسخريه لاذعه
=متقلقيش مشوفتش حاجة مشوفتهاش قبل كده كتير
شعرت حياء بالنيران تشتعل بجسدها فور نطقه كلماته الساخره تلك رفعت يدها تصفعه بقوه فوق وجهه لكن وقبل ان تصل يدها الى خده احكم عز الدين قبضته فوق يدها و هو يدفعها للخلف فوق الفراش منحنياً عليها حتي اصبح جسدها محاصراً اسفل جسده الصلب قرب وجهه منها مما جعلها تدير رأسها بعيداً حتي تبعد نظرها عن عينيه التي كانت تثور كبركان من الغضب
تمتم بانفاس متقطعة وهو يجز علي اسنانه بغضب
=ايدك دي لو اترفعت تاني عليا هقطعهالك وارميها لكلاب السكك ..انتى فاهمه
هزت حياء رأسها بخضوع وهي تدفعه بقبضتها فوق صدره تحاول ابعاده عنها عنها لكنها تجمدت عندما اصطدمت يدها بصدره العاري جذبت انفاسها بحده تكافح لالتقاط انفاسها التي كانت تحبسها
بينما اخذ صدرها يعلو وينخفض بشدة..
تبدل الغضب الذي كان بداخل عز الدين الى مشاعر اخري ثائرة بشدة فقد اشتعلت عينيه برغبة حارقة فور شعوره بلمسة يدها فوق جسده منتبهاً الي جسدها الغض الذي كان يستكين اسفل جسده فلم يشعر بنفسه الا وهو ينحني نحوها ضاغطاً شفتيه فوق شفتيها متناولاً اياها في قبله حاره يبث بها حاجته اليها...
اصدرت حياء تذمر في بادئ الامر تحاول دفعه بعيداً عنها و هي تشعر بالصدمة تجتاحها عندما شعرت بلمسة شفتيه فوق شفتيها لكن سرعان ما تبدلت هذه الصدمه الي مشاعر اخري غريبة تسري بانحاء جسدها لأول مرة في حياتها تشعر بها مما جعلها ترتجف بين يديه..احتوي عز الدين جسدها بين ذراعيه جاذباً اياها نحو جسده يشده و هو يشعر بجسدها الغض الناعم يرتجف بين يديه اصدر تأوه منخفض وهو يعمق قبلته اكثر لكنه لاحظ تجاوبها الخجول معه وحركاتها الخرقاء مما جعل عقله يتنبه علي الفور كيف يمكن ذلك لواحده قد اكدت والدتها علي رؤيتها لها تقبل شخص اخر..تبخرت افكاره تلك عندما سمع تأوه منخفض يصدر عنها مما جعله ينقض عليها يعمق قبلته اكثر وهو يشعر بدقات قلبه تزداد بجنون ظل يقبلها عدة لحظات اخرى قبل ان يرفع رأسه ببطئ ويستند بجبهته فوق جبهتها وصدره يعلو وينخفض بشدة وهو يكافح لالتقاط انفاسه..
بينما كانت هي مغمضة العينين تلهث بشدة تحاول ان تستوعب المشاعر التي شعرت بها بين ذراعيه والتي لم تضع لها حسبان فهي لم تشعر بمثلها من قبل شعرت بنيران الخجل تشتعل بخديها فور ادراكها لما فعلته وتجاوبها مع قبلته تلك
شعرت بانفاسه الحاره تلمس وجهها وهو يهمس لها بصوت اجش
=حياء....
اغلقت عينيها محاوله تفادي النظر اليه وهي تشعر بالخجل والخوف في ذات الوقت...الخجل من استجايتها له و الخوف من ان يقم بالسخريه منها ومن تجاوبها معه فهي لن تستطيع ان تتحمل سخريته في هذا الامر الحساس
شعرت باصبعه يمر برقه فوق عينيها وهو يغمغم بصوت متحشرج
=افتحي عينيكي وبصيلي
انصاعت له تفتح عينيها ببطئ تنظر اليه بعينين حذرة خائفه تتوقع هجومه وسخريته منها باي لحظه لكنها تفاجئت عندما راته يبتسم لها برقة ممرراً اصبعه فوق شفتيها المنتفخه من اثر قبلته وهو ينحني نحوها من جديد محاولاً تقبيلها ...لكنها ادارت وجهها مبعده اياه عنه قائله بحدة وهي ترمقه بنظرات غاضبه...
بادئه بمهاجمته حتي تحمي نفسها من سخريته التي سوف تهاجمها في اي لحظه
=ممكن تبعد......وياريت اللي انت عملته ده ميحصلش تانى
لتكمل بسخريه وهي تنظر اليه بحدة لاذعه مذكرة اياه بكلماته الجارحه لها بليله زفافهم
=ايه ...قررت تتنازل وتلمس واحده رخيصه زى ؟!
انتفض مبتعداً عنها ينهض من فوق الفراش بغضب وهو يسب ويلعن ضعفه نحوها الذي وضعه في مثل هذا الموقف قائلاً
=متقلقيش..غلطة ومش هتتكرر تاني
ليكمل بسخرية وهو يرمقها بنظرات لاذعة قبل ان يتوجه نحو غرفة الحمام
= وعندك حق انا...مكنش ينفعش المسك من الاول
شعرت كما لو ان احدهم طعنها بسكين حاد في قلبها وهي تري الاحتقار الواضح في عينيه اخذت تراقبه باعين تحترقان بالدموع و هو يخرج ملابسه من الخزانه لتخبئ وجهها بين كفي يدها فور سماعها صوت اغلاقه باب غرفة الحمام خلفه بقوه محدثاً ضجه عاليه اخذت تتنفس ببطئ محاولة عدم البكاء ولكن تجمعت دموع غبيه كثيفة في عينيها حاولت الضغط علي شفتيها و رفرفت رموشها المبلله محاولة كبتها وعدم اظهار تأثرها بكلماته تلك وقد نجحت في نهاية الامر..جلست فوق الفراش بوجه جامد وهي تتمتم بحده
=والله لأدفعك تمن اللي عملته يا ابن المسيرى
انتفضت واقفة تتجه علي اطراف اصابعها نحو غرفة الحمام التى دخلها عز الدين منذ قليل تضع اذنها فوق الباب قبل ان تقوم باداره المفتاح ببطئ شديد حتى لا تصدر صوتاً مغلقه الباب عليه من الخارج حتي لا يستطيع الخروج ثم نزعته و وضعته علي الطاوله وهي تبتسم بفخر عائده مرة اخرى للفراش تجلس فوقه و عينيها مسلطه بترقب فوق مقبض الباب ...بعد عده دقائق اخذ مقبض الباب يهتز بقوه لتعلم بانه يحاول فتح الباب اخذت تتابع باستمتاع محاولته تلك لتصيح بصوت مرتفع ساخر
=متتعبش نفسك انا قفلت الباب والمفتاح معايا
وصل اليها صراخ عز الدين الحاد وهو يلعن بعنف
=افتحى الباب يا حياء احسنلك
نهضت حياء من فوق الفراش تتجه نحو باب غرفة الحمام وهى تهتف بسخريه لاذعه
=ولو مفتحتش هتعمل ايه ؟!
صاح عز بغيظ
=افتحي بقولك مش فاضى انا للعب العيال ده عندي اجتماع مهم
وضعت حياء يدها فوق خصرها وهي تهتف هي الاخري بتحدى
=مش هفتح يا عز ...جرب اللي انا جربته امبارح لما انت سبتنى مربوطه في قصر طويل عريض لوحدى
صاح عز بوحشيه وهو يطرق على الباب بعنف
=افتحى الباب ...بدل ما اكسره واطلعلك
ليكمل بصوت حاد جعل قشعريره من الخوف تمر بجسدها
=اقسم بالله يا حياء لو ما فتحتى لاكون كاسر الباب و وقتها محدش هيرحمك من تحت ايدى....
مررت عينيها بقلق فوق الباب لكنها اطمئنت عندما تأكدت من صلابته وانه من المستحيل كسره اتجهت مرة اخري نحو الفراش تجلس فوقه وهي تهتف بسخريه لاذعه
=ولا هتقدر تعمل حاجه انت اصلاً.........
لكنها انتفضت واقفه عندما سمعت عده ضربات قويه فوق الباب مما جعله يهتز بشده وقفت وعينيها مسلطه فوق الباب الذي اخذ يهتز بشده صرخت بفزع عندما انكسر الباب ودخل عز الدين الغرفه وقد بدل ملابس نومه الى ملابس العمل كان وجهه متجهم بغضب تشتعل النيران به
صرخت حياء عندما وجدته يتجه نحوها تصعد مسرعه فوق الفراش محاوله العبور من خلاله للجهه الاخرى من الغرفه و الهروب منه لكنه امسك سريعاً بكاحل قدمها يجذبها منه بقوه لتتسطح فوق الفراش ليعتليها سريعاً محاصراً جسدها بجسده و قد كانت عينيه مظلمه بشدة لكن استجمعت حياء شجاعتها تهتف بتحدى رافضه اظاهر له خوفها
=بص..بص والله يا عز لو عملت فيا حاجه لهكو.........
لكنها توقفت عن تكملة جملتها تبتلع لعابها بخوف فور ان حدقها بنظرة حادة اخرستها علي الفور
تمتم بصوت اجش حاد وهو يمرر عينيه فوقها
=ايه شغل العيال اللي انتى بتعمليه ده
تمتمت حياء بارتباك
=باخد حقي منك .......
قاطعها عز وقد تبدد الغضب الذي كان بعينيها و ارتسمت فوق وجهه ابتسامه لطيفه
=و كده انتى خدتيه ؟!
اتسعت عينيها بصدمه تراقب ابتسامته تلك بدهشة وهى تجيبه بصوت منخفض
=ايوه...برغم ان اللى عملته فيك ميجيش ربع الرعب اللى انا عشت امبارح فيه وانت سايبني هنا لوحدي كان ممكن اي حد يستغل ان القصر فاضى ويدخل يسرقه..مفكرتش لو كان لقانى بالمنظر اللي سبتني فيه كان ممكن يعمل فيا ايه
ازال باصابعه خصلات شعرها المتناثره فوق عينيها و هو يجيبها بهدوء
=انتي مكنتيش لوحدك يا حياء كان فيه اكتر من 15 حارس حوالين القصر
همست بصوت منخفض مرتبك
=ولما هو كده ...ربطتني ليه بالمنظر ده
تمتم عز باحراج وهو يشعر بالخجل مما فعله
=كنت خايف تهربى....من الكلام اللي سمعته من مامتك انك غفلتى حرس باباكي اكتر من مره وقدرتى تهربى
شعرت حياء بالدماء تنسحب من جسدها فور سماعها كلمات والدتها الباطله عنها صاحت حياء تضربه فوق كتفيه بغضب محاوله ابعاده عنها
=ابعد عني ...
كتف عز الدين يدها سريعاً فوق رأسها مانعاً اياها من تسديد اللكمات لع هامساً بصوت ضعيف وهو يدفن رأسه بعنقها
=اهدى...ِ
شعرت حياء برجفة حاده تسري في جسدها عندما شعرت بانفاسه الحاره تلمس عنقها لكنها انتفضت بشده اسفله تدفعه في صدره بقوة فور تذكرها انه للمرة الثانيه قد شكك بها مصدقاً كلام والدتها هتفت بهستريه وهي لازالت تضرب صدره بقوه وقد اعمها غضبها الشديد منه و من والدتها
=ابعد عنى..بقولك مش طايقاك انا مبكرهش في حياتي قدك
تجمد جسده فور سماعه كلماتها تلك يشعر بالم في قلبه يكاد يحطم روحه الي شظايا انتفض مبتعداً عنها علي الفور بوجه جامد مولياً ظهره لها
همست حياء بضعف فور ادراكها انها تجاوزت حدودها هذه المره فهي ابعد من ان تكون تكرهه
=عز.....
لكنه لم يجيبها و اتجه نحو باب الغرفه مغادراً بصمت انفجرت في بكاء مري فور مغادرته تشعر بمشاعر غريبه تكتنفها فور نطقها لتلك الكلمه وضعت يدها فوق صدرها تضربه عده ضربات متتاليه بينما شهقات بكائها اخذت تزداد بشدة.....
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
بعد مرور عدة ايام.....
كانت حياء واقفة امام باب غرفة جدتها بالقصر وقد ارتسم التصميم علي وجهها فمنذ عودتها من المشفي منذ عدة ايام وكلما ارادت رؤيتها تتحجج الممرضة التي ترافقها بأى شئ حتي تمنعها من الدخول اليها طرقت الباب قبل ان تفتحه علي الفور دون ان تنتظر اجابه حتى لا تعطيها فرصة لمنعها ككل مرة خطت الي الداخل بخطوات بطيئة وقد انصبت نظراتها القلقلة فوق جدتها التي كانت تستلقي فوق الفراش نائمة بوجه شاحب ..انتفضت الممرضة من فوق المقعد التي كانت تجلس عليه فور رؤيتها لها اقتربت منها تهمس بحدة وهي منعقدة الحاجبين
=ايه دخلك هنا يا حياء هانم ؟!.
اجابتها حياء بحدة
=نعم ؟! هو انا هاخد الاذن منك ولا ايه ؟!
عقدت منار يديها فوق صدرها قائله ببرود وهي تنظر اليه بحدة
=انا عندي اوامر انك متدخليش الاوضه دي
هتفت حياء وقد اشتعلت عينيها بالغضب
=اوامر..!! اوامر من مين بقي ان شاء الله ؟!
اجابتها منار و هي تمرر يدها ببرود بين خصلات شعرها تتلاعب بها
=من عز بيه....
التمعت عينيها بطريقة لم تغفل عنها حياء عند ذكرها لاسمه فقد لاحظت في كثير من الاحيان انها تحاول لفت انتباهه اليها ففور وصوله الي المنزل تسرع نحوه تطلب التحدث اليه متحججه بصحة جدتهم و قد كانت تراقب هذا وهي تشعر بشعور غريب من الضيق يستولي عليها مما يجعل النيران تشتعل بصدرها لكنها تجاهلت هذا الشعور وام تحاول ان تعطيه تفسيراً
لتكمل منار و هي تشير نحو باب الغرفة بنفاذ صبر
=ياريت تطلعي برا بقي....
واللي حصل دلوقتي انا هبلغه لعز بيه وهو اكيد هيتصرف
شعرت حياء بجسدها يرتجف من شدة الغضب الذي يعصف بداخلها
غمغت بحدة وهي تجز علي اسنانها
=انتي بتطردينى من بيتى......ده بيتي قبل ما يكون بيت عز بيه بتاعك و دي جدتي قبل ما تبقى جدته......
رفرفرت منار عينيها ببرود و لم تجيبها
صاحت حياء بغضب وقد اشتعلت عينيها بشراسة حاده
=واللى حصل النهارده ده مش هيعدى بالساهل ....
لتكمل بصوت منخفض عندما بدأت جدتها تتململ بضيق في نومها
=و هعرفك مين هي حياء المسيري
التفتت خارجة من الغرفة بخطوات غاضبة مشتعلة فالبقاء بالغرفة لم يعد له اهميه فجدتها علي اي حال نائمة ...دخلت الي غرفتها تقف بمنتصفها وهي تتنفس بعنف تشعر بنيران الغضب تسري بداخلها كحمم من البركان اطلقت صرخة غاضبة وهي تلقي بمحتويات الطاولة علي الارض محدثة فوضي عارمه لكن التمعت عينيها فور ان لمحت المقص الملقي فوق ارضية الغرفة باهمال تناولته علي الفور متجهة نحو خزانه الملابس تفتحها بغضب علي مصراعيها مخرجة جميع البدل الخاصه بعز الدين تلقيها علي الارض وتجلس بجانبها اخذت تمزق كل بدلة منهم بغضب وهي تهتف
=انا...انا يتعمل فيا كل ده بسببك
خلاص ...خلاص بقي كل اللي يسويكى واللي ميساوش بيقل ادبه عليا و اوامر عز بيه ...اوامر عز بيه
صرخت بشراسة وهي تهتف بعنف
=و ربنا لأندمك علي اليوم الاسود اللي فكرت فيه انك تتجوزنى يا ابن المسيرى
دخل عز الدين الي الغرفة وهو يشعر بالارهاق يجتاح جميع انحاء جسده ينوى بالنوم لأكبر وقت يمكن ان تسمح له به اعماله لكنه توقف متجمداً بمكانه فور رؤيته لحياء الجالسة فوق ارضية الغرفة بشعر متبعثر بفوضوية حول كتفيها و وجهه محمراً للغاية لكنه انتبه الى مجموعة الساعات الباهظة الثمن والتي يعشق جمعها مرصوصة بفوضوية فوق ارضية الغرفةو من حولها تتناثر قطع من الاقمشة الممزقة
اقترب منها ببطئ قائلاً بهدوء وهو يشير نحو الساعات
=ايه اللي انتى بتعمليه ده ؟!.
اعتدلت في جلستها فور رؤيتها له متناوله مطرقة من جانبها قد احضرتها في وقت سابق من المطبخ تهوى بها بغضب على احدى ساعاته باهظة الثمن
وهي تراقب بشماته وجهه الذي تصلب بغضب لتتحطم الساعه علي الفور وتتحول الي قطع
=مفيش بسلى نفسى........
لتكمل وهي تهوى علي اخرى و اخري حتي وصلت الي احدى الساعات انتفض مقترباً يرفع يده بتحذير وهو يصيح بحده
=الا دى.....
تمتمت حياء وهي تراقب وجهه المنفعل بحده
= ايه بتحبها ...؟!
لتهوي بالمطرقه فوقها محطمه اياها بقوة ...زمجر عز الدين بغضب وهو يمرر يده بين خصلات شعره باحباط صائحاً بنفاذ صبر
= ايه الهبل اللي بتعمليه ده انتى شكلك اتجننتى
نهضت علي قدميها وهي تحمل بين يديها حفنة من الاقمشة الممزقة
=اها اتجننت.......
لتكمل وهب تلقى بقطع البدل الممزقه بوجهه وهي تصيح بحدة
=ومش الساعات بس...لا و بدلك كمان...
ازاح ببرود بيده قطعه من الاقمشة التي علقت بوجهه قبل ان ينقض عليها ممسكاً بذراعها جاذباًً اياها بحده نحوه حتى اصطدمت بصدره الصلب بقوة تمتم وهو يجز علي اسنانه بغضب يلوي ذراعها خلف ظهرها
=وكمان البدل بتاعتى......
ليكمل وهو يزيد من لويه لذراعها
=ممكن اعرف بقي سبب جنانك ده ايه ؟!
حبست حياء صرختها التي تريد ان تطلقها بسبب الالم الذي اخذ يعصف بذراعها مستجمعة شجاعتها تجيبه بحده وهي تنظر في عينيه بتحدى
=عايز تعرف له....؟!
لتكمل وهي تصيح بشراسة وهي تنتفض بين ذراعيه محاوله الافلات من قبضته
=علشان انت انسان انانى ... بأى حق تمنعنى من ان اشوف جدتى
ضغط عز الدين علي فكيه بقوة محاولاً ضبط ذاته حتي لا يفعل ما قد يندم عليه... فكل ثائرتها هذه ليست الا بسبب منعه لها من زيارة جدتهم
غمغم بحدة وهو يدفعها بعيداً عنه مطلقاً سراح ذراعها
=انتي عارفة كويس عملت كده ليه
صاحت حياء بحدة وصدرها يعلو وينخفض بينما تكافح لالتقاط انفاسها
=ما هى المشكلة انى عارفة انت بتعمل ليه كل ده كويس ...انا من يوم ما عرفتك والكل بيذل فيا ..
ده وصلت ان اللي شاغلين هنا كمان يهددوني بيك .. ولا كأني عيله صغيرة اول ما بتغلط بيهددوها بابوها اللي هيضربها اول ما يعرف اللي عملته
اجابها ببرود وهو يتأمل ثورة غضبها تلك بنفاذ صبر
=اعتبريها زي ما تعتبريها..
ليكمل بنبرة حدة وعينيه تلتمع بقسوة
=وايوه ..انا اللي هربيكي لان شكل عمي كان مشغول ومعرفش يربيكي كويس للأسف
هتفت حياء وعينيها تلتمع كبركان من الحمم
=هتربيني....؟! وياتري هتربيني ازاي بانك تخلي الكل يدوس علي كرامتي ...بان حته ممرضه تتكلم معايا ولا كأني شغالة عندها وتطردني من الاوضه بكل بجاحه وتهدد............
ابتلعت باقي جملتها بذعر عندما وجدته يتجه نحوها بخطوات متواعدة وقد كان كالبركان الثائر من الغضب..مما جعلها دون وعى منها تتراجع الي الخلف بتوتر حتي كادت ان تتعثر لكنه امسك بها علي الفور جاذباً اياها امامه مخفضاً رأسه نحوها حتي اصبح وجهه لا يبعد عن وجهها الا عدة انفاس قليله مرت رجفة خوف اسفل عمودها الفقري عندما زمجر بغضب قائلاً
=بتقولى عملت ايه ..؟!
غمغمت حياء بصوت منخفض مرتجف
=طردتني من الاوضة و هددتنى انها هتقو......
لكن وقبل ان تكمل جملتها جذبها عز الدين خلفه متجهاً نحو باب الغرفة بخطوات غاضبة ثائرة رفعت حياء وجهها تنوي ان تسأله الي اين يأخذها لكنها اغلقت فمها مرة اخري عندما رأت وجهه الذي كان قد اسود من شدة الغضب..فقد كان يجز على فكيه بقوه حتي ظنت ان اسنانه سوف تنكسر في اي لحظة..
ِِ
كانت حياء تجلس بغرفة المكتب الخاصة بعز الدين تتابع باعين متسعة منار الجالسة باسترخاء امام عز الدين الذي سألها بهدوء
=انا كنت طلبت منك ايه ؟!
اجابته منار وهي تشير بيدها في الهواء
=حضرتك طلبت ان امنع حياء هانم من انها تدخل اوضه الست دريه........
لتكمل ببرود وهي تنظر بحقد وشماته نحو حياء الجالسة امامها
=اناكنت ناويه اقول لحضرتك على اللي حصل النهاردة بس حضرتك متقلقش انا نفذت اوامرك و ملح.....
قاطعها عز الدين يصيح بغضب مما جعلها تتنفض بمكانها بذعر
=و أوامر بقى حضرتى انك تطرديها و تقلي ادبك عليها
غمغت منار بصوت مرتجف وقد شحب وجهها بشدة
=انا...انا ..معملتش كده
لتكمل وهي تنظر نحو حياء بنظرات متهمه حاقدة
=دي ..دي بتكدب انا......
لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما ضرب عز الدين بيده فوق سطح المكتب وهو يصيح بحدة قد جعلت عروق عنقه تبرز بشدة
=اخرسي ِ..و لما تيجي تتكلمي عنها تتكلمي بأدب وتعرفى انتي بتتكلمى مع مين و عن مين ...انتي فاهمه
تمتمت منار بصوت مرتعش وقد شحب وجهها من شدة الخوف
=انا ..انا مقصدش انا.....
اشار عز الدين بيده كعلامة علي ان تصمت قائلاً بحدة وهو يشير نحو باب الغرفة
=اطلعى برا ...و قدامك نص ساعه تلمى فيها حاجتك وتاخدى باقى مرتبك ومشوفش وشك هنا دقيقه واحده زيادة
وقفت منار تنظر اليه باعين متسعه بصدمه لكنها انتفضت بذعر عندما صاح بغضب
=يلااااااا
اتجهت نحو باب الغرفة علي الفور ولكن و قبل ان تخرج منه رمقت حياء بنظرة تمتلئ بالغل والحقد...
ظلت حياء جالسة بمكانها وهي صامته لم تنطق بحرف واحد و هى لازالت تشعر بالصدمة مما حدث فلم تكن تتوقع ان يفعل كل ذلك من اجلها فقد ظنت بانه سوف يعاتبها علي اقتحامها لغرفة جدتهم امامها لكنه خالف توقعاتها تماماً شعرت بالفرح يملئها فلأول مرة ومنذ تلك الليله البائسة التي اتهمتها بها والدتها شعرت بانه تم انصافها ولو لمرة واحدة....
اشتعل وجهها بالخجل فور تذكرها ما فعلته بملابسه وساعاته باهظة الثمن و اتهماتها التى القتها عليه التفتت تنظر نحوه بتردد وجدته جالساً خلف مكتبه ينقر باصابعه بغضب فوق سطح المكتب وهو يتفحص احد الملفات امامه
همست حياء بصوت منخفض
=عز.....
همهم عز يجيبها وهو لايزال ينظر بالملف
همست بصوت منخفض مرتبك
=ش..ششكراً
زفر عز الدين بحدة قبل ان ينهض من فوق مقعده ملتفاً حول المكتب حتي اصبح واقفاً امامها ثم جذبها من يدها برقه حتي اصبحت تقف علي قدميها امامه لا يفصل بينهم سوي بضعة سنتيمترات قليله
= شكراً علي ايه بالظبط ؟!
غمغمت حياء بخجل وهي تخفض رأسها
=علي اللي عملته مع منار انا.......
قاطعها بصوت حازم وهو يرفع وجهها اليها مبعداً احدي خصلات شعرها المتناثرة فوق عينيها قبل ان يحيط وجهها بين كفتي يديه برقه
=مينفعش تشكرينى ..ده حقك عليا
ليكمل بحنان وهو يمرر اصابعه بحنان فوق وجنتيها
=مهما حصل ما بنا انتى مراتى و عايزك تفهمى ان عمرى ما هقبل ان اي حد يهينك او يقلل من كرامتك و مش زى ما انتي فاهمه ان ممكن اسمح لحد يهينك او يقلل منك ولو بنظرة بس اياً كان الشخص ده مين
ليكمل وعينيه تلتمع بتصميم
=خليكي فاكره كويس انك حياء المسيري مرات عز المسيري....
ليكمل بصوت حازم
=اما بقي بخصوص ب ان منعتك من انك تزوري جدتك فده بسبب ان حالتها لسه مش مستقرة ..ولو دخلتى واتكلمتى معها ممكن متتقبلش منك الكلام وحالتها تسوء ولما عرفت منار انها تحاول تمنعك من زيارتها عرفتها ان بعمل كده بسبب انك متعلقه بجدتك ومش عايزك تنهارى او تتعبي لما تشوفيها بالمنظر ده وهي تعبانه يعنى مش زى ما انتي فاكره ان بعمل كده علشان اقلل منك او احرجك.....
وقفت حياء تشعر بالخجل من ظنونها السيئة به همست بصوت منخفض
=طيب... انا هقدر اشوفها امتى ؟
اجابها عز بهدوء وهو يضع يده في جيب بنطاله
=يومين بالكتير ..الحمد لله الدكتور اكدلنا امبارح ان حالتها بدأت تستقر
هزت حياء رأسها بصمت ثم تذكرت انها يجب عليها ان تعتذر عما فعلته بملابسه وساعاته همست بصوت منخفض وهي تغرز اسنانها بشفتيها بتوتر قائله
=عز...انا...انا اسفة علي اللي عملته في حاجتك
ابتسم عز ببطئ عندما لاحظ خجلها هذا قائلاً
=فداكى...
ليكمل بمرح محاولاً استفزازها
=المهم عندى وانتى بتضربى الساعات بغل اوي كده كنت متخيله راسى مكانهم ولا ايه..؟!
تمتمت حياء بالموافقة وقد اصبح وجهها قطعه من الجمر مما جعله يضلق ضحكه منخفضه وهو مفتتن برؤيتها بتلك الحاله اقترب منها ببطئ ينحني فوقها يلثم قبله رقيقه فوق خدها المشتعل..
ايقظت قبلته الرقيقه تلك استجابه حارة في سائر جسدها..رفعت رأسها ببطئ تنظر اليه لكنها شهقت بصوت منخفض عندما رأت شئ غريب يحترق في عمق عينيه الدخانيه..
ابتعدت عنه تتراجع الي الخلف علي الفور وهي تتمتم بارتباك وقد شعرت بوجهها يتحول الي قطعه من الجمر من شدة الخجل
=انا..انا...هطلع اشوف نهي..ككانت عايزاني
وقف عز الدين يراقب خروجها السريع وهي تخرج من الغرفة بخطوات سريعة تكاد ان تتعثر
وفوق وجهه ترتسم ابتسامة مستمعة....
كان سالم جالساً بمكتبه فىالشركة يتفحص بعض الاوراق
عندما طرق الباب و دخل سراج السكرتير الخاصبه قائلاً بوجه محمر بشده
=عرفت اللي حصل يا سالم بيه.....ِ
رفع سالم رأسه عن الاوراق و هو يزفر بنفاذ صبر
=خير يا نادر...اتحفنى
اقترب نادر من المكتب قائلاً بصوت منخفض لاهث
=عز باشا قالب الدنيا ...بسبب ورق الصفقه بتاعت استيراد الفحم
تلملم سالم في كرسيه بقلق قائلاً بصوت مرتجف بعض الشئ
=طيب و عرف حاجه ؟!
اجابه نادر سريعاً
=لحد دلوقتي لا ....بس الموظف اللي سلم حضرتك الورق عنده وكلها 5 دقايق بالكتير وممكن يطلبك لو الموظف ده حكاله على كل حاجه
اشار سالم بيده نحو باب الغرفه قائلاً وقد تزاحم عقله بالقلق
= طيب ارجع علي مكتبك ولو عرفت اي حاجه بلغني علي طول
هز نادر رأسه قائلاً قبل ان يتوجه للخارج
=حاضر .....
تراجع سالم في كرسيه ببطئ فور مغادرته..متذكراً ما فعله منذ عدة ايام ففى ذلك اليوم كان عز الدين مختفي تماما ً من الشركة و عندما طلب منه احد الموظفين المسئولين عن تلك الصفقه ان يحاول ايجاده للتوقيع علي اوراق هامه تتعلق بتلك الصفقه وافق واخذ منه تلك الاوراق متحججاً بانه سوف يسلمها اليه بنفسه لكن و فور مغادرة الموظف قام بالقاء تلك الاوراق فى جهاز تقطيع الورق لتتحول قظع صغيرة مهمله..
فقد كان يعلم بانه بفعلته تلك سوف يتسبب في خسارة عز الدين للملايين.....
ابتسم بسخريه وهو يرجع فى جلسته الي الخلف مفكراً بانه لا يوجد شئ احب الي قلبه اكثر من رؤيه اخيه يخسر....
افاق من افكاره تلك علي صوت الهاتف الخاص به ليشحب وجهه فور رؤيته لاسم عز الدين يسطع علي شاشة الهاتف
تنحنح مسلكاً حنجرته قبل ان يجيب بهدوء
=الو..ايوه يا عز ؟؟!
ليكمل وقد توتر وجهه اكثر من قبل ِ=تمام ...تمام انا جيلك حالاً
نهض سالم وهو يزفر ببطئ محاولاً تهدئت نفسه قبل ان يتوجه الي الخارج....
كان سالم جالساً علي المقعد امام مكتب عز الدين ينظر بصرامه الي الموظف الذي كان يجلس فوق المقعد المقابل له بوجه شاحب. التفت سالم الي عز الذي كان جالساً خلف مكتبه باسترخاء يراقب كلاً منهما
تمتم سالم بارتباك
=ايه يا عز انت هتفضل مقعدنى قدامك زي التلميذ الخايب كده كتير
ليكمل وهو يلتفت ينظر باستحقار نحو منير
=معقول يعني هتكدب اخوك وتصدق حته البني ادم الزباله ده..ِ...
قاطعه عز بحده وهو يضرب بيده فوق سطح المكتب مما اخرس سالم علي الفور
= ايه هتشتمه قدامى ولا ايه ؟!
اجابه سالم بارتباك
=مقصدش بس برضو مش معقول يعنى يا عز هتصدقه وتكدبنى
اجابه عز بهدوء وهو يرجع الى الخلف في مقعده مرة اخرى
=ومين قالك اني كدبتك
هتف سالم وعينيه تلتمع بالنصر
=يبقي لازم يطرد يا عز ده اتسبب في خسارتك ملايين....
هتف منير وهو يلتفت بذعر نحو عز
= لا ابوس ايدك يا عز بيه كله الا الطرد انت عارف ظروف مراتى العيانه
ليكمل بصوت باكى
=انا ...انا والله يومها مسلم الورق بايدي لسالم بيه حتي يومها كنا........
قاطعه سالم وهو ينتفض واقفاً و قد احمر وجهه من شدة الغضب يهتف بشراشه
= كداااااب....كدااااااب ومحصلش اي حاجه من الكلام ده انا.....
صاح عز يقاطعه بغضب وهو يشير اليه بيده ليعاود الجلوس مرة اخرى
=اقعد يا سالم
ليكمل بهدوء
=الموضوع اتحل والصفقه لسه شغاله زى ما هي ..كلمت الشركة الاجنبيه و رجعت اتفقت معاهم تانى
ليكمل بصوت حاد وهو يلتفت نحو منير
=لولا ان الغلط كان من عندى واني اتغيبت عن الشركه في وقت مهم زي ده انا مكنتش رحمتك هكتفي بس بتوقيع جزا عليك......
ليكمل بصرامه
=بس الموصوع منتهاش علي قد كده هيتفتح تحقيق في الموضوع والغلطان هيتعاقب....تقدر ترجع علي مكتبك
انتفض منير واقفاً وهو يكاد ان يبكي فرحاً
=ربنا يخاليك يا عز بيه ...
ليكمل وهو يلقي نظرة ذات معني نحو سالم
=ويبعد عنك ولاد الحرام يارب
ظل سالم جالساً بمكانه يراقب خروج منير باعين تنضج بالغل والحقد خاصة بعد ان علم ان عز قد استعاد الصفقه مرة اخرى فكل جهوده ومخاطرته ذهبوا سدا ....
في المساء...
كانت حياء مستلقية بجوار عز الدين بالفراش فمنذ تلك الليله التى ظن بها انها سوف تهرب من المنزل وهو لا يتركها تنام بمفردها واصبحت تنام معه بالفراش الخاص به تلملمت فى نومها وهي تفكر انها يجب عليها التحدث معه التفتت علي جانبها حتي واجهت ظهره الذي كان يوليه لها ربتت علي ظهره بيدها ببطئ لتشعر بجسده يتوتر فور ملامستها له لكنها حاولت استجماع شجاعتها والتحدث همهمت بصوت منخفض
=عز انت نمت...؟!
اجابها بهدوء وهو لايزال يوليها ظهره
=لا صاحي في حاجه...؟!
تحنحت قائلة بصوت متوتر
=طيب انا...انا كنت عايزة اطلب منك حاجة كده
التفت اليها علي الفور حتي اصبح وجهه يقابل وجهها مباشرة عينيه تنصب عليها بتركيز مما جعل ارتباكها يزداد اكثر فهى كانت تفضل التحدث وهو يوليها ظهره فهذا سوف يكون اسهل بكثير من التحدث اليه وجهاً الي وجه هكذا
لكنها انتفضت عندما فرقع عز الدين باصابعه امام عينيها عندما وجدها تنظر اليه بشرود قائلاً بنفاذ صبر
=عايزه ايه يا حياء اخلصي ..؟!
اجابته حياء سريعاً وهي تستجمع شجاعتها
=نهي وطنط خارجين بكرة يخرجوا الاولاد فكنت يعني عايزة يعنى لو انا كمان اخرج معاهم و ....
قاطعها علي الفور بصوت قاطع حاد قبل ان يستمع الي باقي جملتها
=لا...
نظرت اليه حياء باعين متسعة قائلة بغضب
=ليه لا ...يا عز ما انا هبقي مع مامتك ونهى يعنى مش هبقى لوحدى
اجابها وهو يضغط علي فكيه بقوة
=خروج من البيت ده مش هيحصل
ليكمل بحدة وهو يراقبها بعينين ثاقبة حاده
=ايه عايزة تخرجى معاهم علشان في اول فرصه تهربى مش كده
همست حياء بغضب وهو تلوح بيدها امام وجهه باستياء
=انا لو عايزة اهرب ...ههرب حتي لو حاطط حوليا 1000 حارس انت......
لكنها قاطعت جملتها تصرخ بذعر عندما انقض عليها يحكم قبضته القويه حول يدها التي كانت تلوح بها امام وجهه قائلاً بفحيح حاد وعينيه تشتعلان بالغضب
=تهربي .؟! انتي لو هربتي لاخر الدنيا هجيبك ..و وقتها محدش هيرحمك من تحت ايدى
ليكمل وهو يزيد من قبضته حول يدها مما جعلها تتأوه بصوت منخفض
=خليكي فاكرة كويس اليوم اللي هتهربي فيه ...هطلع فيه شهادة وفاتك... فاهمه ؟!
هزت حياء رأسها وهي مخفضه عينيها بعيداً عنه ظل يراقبها عدة لحظات و هو لايزال يشعر بالغضب يتأجج بداخله ففور ذكرها للهرب منه جعل عاصفة حادة تعصف بداخله انتبه الي يده التي لازالت تقبض علي يدها بقوة تركها على الفور مولياً ظهره لها مرة اخرى وهو يكافح لالتقاط انفاسه بقوة احكم يده في قبضتين قويتين بجانبه حتي لا يضعف و يلتفت نحوها فقد
شعر بقبضه تعتصر قلبه عدطندما رأي الألم يرتسم بعينيها عندما ضغط بقوه فوق يدها ...لكنه لم يستطع ان يقاوم الامر استدار نحوها ليجدها تضم يدها فوق صدرها وهي تنتحب بصمت جذبها نحوه يضمها الي صدره بحنان لكنها اخذت تقاومه محاولة الابتعاد عنه لكنه احكم قبضته حولها رافضاً اطلاق سراحها رفع يدها التي كان يمسكها من قبل يتفحصها لكن لم يجد اى علامات عليها .. لكنه يعلم بانه اثناء ثورة غضبه لم ينتبه و ضغط عليها بقوة ألمتها بشدة اخذ يدلك يدها برقة محاولاً تخفيف الالم عنها وهو يشعر بداخله بالندم علي فقدانه اعصابه بهذا الشكل لكنه لا يعلم ما يحدث له عندما تصبح هي المعنيه بالامر...
كانت حياء تراقب فعلته تلك باعين متسعة بينما دقات قلبها اخذت
تزداد بعنف حتى ظنت بان قلبها سوف يغادر جسدها
مرر عز الدين يده فوق شعرها بحنان قائلاً وهو يشير نحو يدها التي لا زالت يده الاخرى تدلكها ببطئ
=متزعليش انا عارف انى زودتها
اجابته حياء بضعف
=يعنى انت موافق ان اخرج بكرة؟!
اجابها عز الدين علي الفور وهو يضغط علي كل حرف ينطقه
=لا يا حياء....
اشتعل وجه حياء بالغضب لتدفعه بقوه في صدره وهي تبتعد عنه قائلة بحده
=يبقى تسيب ايدى ومالكش دعوه بيا
ثم ادارت ظهرها له بغضب جاذبه الغطاء فوق جسدها حتي رأسها..
ظل عز الدين يتابع فعلتها تلك بعينين متسعة غير قادر علي تصديق ما فعلته فلايزال يشعر بدفعتها له في صدره لكنه هتف بسخرية محاولاً استفزازها
=تصبحى على خير يا حياء
لكنه ابتسم وهو يستلقى بالفراش عندما لم يتلقى منها اى اجابه....
بعد مرور عدة ايام
كانت حياء واقفه بجانب عز الدين امام باب غرفة جدتها تشعر بالتوتر الشديد امسكت يده تشدها بخفه
=عز....انا....انا خايفه متوافقش تشوفنى او تتعب تانى
ضغط عز علي يدها بخفه قائلاً بهدوء
= لا متقلقيش انا اتكلمت معها في كل حاجه..المهم اننا نبان قدامها ان احنا مبسوطين مع بعض..اتفقنا
هزت حياء رأسها تأخذ نفساً مرتجف عندما فتح عز الدين الباب يخطو للداخل وهو لا يزال ممسكاً بيدها بين يده لتخطو خلفه بخطوات بطيئة مرتجفة كانت جدتها جالسة فوق الفراش تتصفح احد الجرائد
هتف عز بمرح وهو ينحنى مقبلاً خدها برقه
=ايييه القمر ده يا دريه هانم احلوينا وصغرنا ولا يجى عشرين سنه..
ابتسمت دريه وهى تربت بحنان فوق وجنتيه
=بطل بكش....
ثم التفت تنظر الى حياء التي كانت تقف مختبئه خلف عز بوجه شاحب متردد قائلة بجدية
=ايه يا حياء ..مش هاتيجى تسلمى عليا ولا ايه ؟!
همست حياء وهي تقترب منها بارتباك
=هاااا....لا ..لا..طبعاً انا بس كنت مستنيه حضرتك تسلمى على عز الاول
ثم مدت يدها تصافحها برسميه
امسكت دريه بيدها تجذبها الى احضانها ليتجمد جسد حياء بصدمه لكنها سرعان ما تبدلت مخاوفها وتشعر ببعضاً من الارتياح عندما رتبت جدتها فوق ظهرها بحنان
ابعدتها دريه عنها قائلة بحنان وهى تشير الى المساحة الفارغة بجانبها فوق الفراش
=تعالى اقعدى جنبى هنا يا حياء
نظرت حياء الى عز بتردد لكنه هز رأسه لها بثقة يحثها على فعل ذلك
جلست حياء بجانبها بجسد كالوتر المشدود من شدة التوتر
اخذت درية تثرثر مع حياء عن كل شئ و لم تذكر بتاتاً ما حدث بتلك الليله ابداً مما جعل حياء تشعر بالاسترخاء حتى انها كانت تضحك على مزحات جدتها ..
نهض عز الدين ببطئ مقبلاً كلاً منهما على خديهما مودعاً اياهم قبل ان يغادر الى عمله بعد ان اطمئن على تحسن الوضع بينهم...
فور ذهاب عز التفت حياء الى جدتها قائله بصوت متردد
=تيتا كنت عايزة اتكلم معاكى عن.....
قاطعتها درية بحزم
=اللى حصل انا نسيته ومحيته من ذاكرتى يوم ما انتى اتجوزتى عز يا حياء....
لتكمل وهى تربت على يدها بحنان
=انا المهم عندى دلوقتى اشوفكوا مبسوطين مش عايزه اكتر من كده
تمتمت حياء بارتباك
=بس يا تيتا انتى لازم تعرفى الح...
قاطعتها دريه
=لا مش لازم اعرف حاجه ...
لتكمل وهى تربت بيدها فوق بطن حياء بخفه
= المهم دلوقتى هتجبولى مسيرى صغير امتى...؟!
اشتعل وجه حياء بالخجل مما جعل درية تنفجر ضاحكه جاذبه اياها الى احضانها تحتضنها بحنان
=كل اللى عايزاه منك انك تحافظى على جوزك و بيتك ..
اومأت لها حياء بصمت لتكمل دريه
=و من النهارده اى حاجه تضايقك انا موجوده ..ولو عز عملك اى حاجه عرفينى وانا املصلك ودانه
لتكمل بصوت منخفض كانها تخبرها سراً ما
=بينى وبينك محدش بيقدر عليه غيرى حتى ابوه فخر يعنى متخافيش طول ما جدتك فى ظهرك
احتضانتها حياء و هى تشعر بالدفئ يتغلغلها فاكبر مخاوفها قد اختفت وها هى جالسه مع جدتها تتحدثات وتضحكان بمرح...
بغرفة الطعام ..كانت العائلة مجتمعة لتناول طعام الغداء
حيث جلس فخر يترأس طاولة الطعام بينما جلست بجانبه الايمن زوجته فريال تجاورها تالا بينما بجانبه الاخر كانت تجلس كلاً من حياء و نهى..
التفت فخر الي حياء قائلاً بهدوء
=حياء ...عز كان قالى ان ابلغك تجهزى نفسك علشان هتحضرى معاه حفلة النهاردة
تمتمت حياء بدهشه حيث لم يستوعب عقلها الكلام بعد
=حفلة ؟! حفلة ايه يا عمى ..؟!
اجابها عمها بهدوء وهو مستمر بتناول طعامه
=الحفلة السنويه للشركة اللي......
لكن قاطعت صرخة تالا التى ما ان سمعت كلماته تلك حتي انتفضت واقفه تهتف بغضب وهي تلقي بشوكة الطعام التي كانت بيدها فوق الطبق بحدة
=تحضر معاه الحفلة دي ازاى انا متعودة كل سنة ان احضرها مع عز الدين
رمقها فخر بغضب وهو يهتف بحده
=الكلام ده كان قبل ما يتجوز ...ولا تحبي يسيب مراته في البيت و يروح معاكى انتى الحفله يا ست تالا
تمتمت تالا بارتباك وقد ادركت انها قد تجاوزت حدها
= لا...انا..انا مقصدش يا اونكل...
انا بس اضايقت اني مش هقدر احضر الحفله
اجابها فخر بنفاذ صبر وهو يرمقها ببرود
=ومتروحيش الحفله ليه كلنا هنروح دي حفله الذكرى السنويه لتأسيس الشركة مش حفلة خاصه يعنى...
اجابته تالا وهي تجلس مرة اخري فوق مقعدها ترسم ابتسامة فوق وجهها تخبئ وراءها غضبها المشتعل
=عندك حق يا اونكل
رمقها فخر ببرود ثم التفت نحو حياء التي كانت تتحدث مع نهى بصوت منخفض حول عدم علمها بالامر
=حياء...تكونى جاهزة علي الساعه 9 عز هيوصل قبل الحفله على طول يعنى مش هايجي البيت الا قبلها علشان يغير هدومه وتخرجوا علي طول
اومأت له حياء بالايجاب وهي تفكر لما لم يخبرها هو بالامر فقد كان معها هذا الصباح ولم يذكر شئ حول الامر ..لكن سريعاً ما تبخرت هذه الافكار فور ان همست لها نهى بفرح
=هتلبسى ايه فى الحفلة ؟!
هزت حياء رأسها قائلة بصوت متخفض
=مش عارفه ...انا مفيش عندى اى حاجه ينفع البسها خالص
نكزتها نهى بذراعها قائلة
=احنا نخلص اكل و نروح الاتيله ال اللي بشترى منه على طول فساتينه تحفه و متقلقيش هنلاقى ح.......
قاطعتها حياء وهي تزفر باحباط
=اروح ازاى بس يانهى..انتى عايزة عز يخلص عليا..ده لو عرف بس ان طلعت الجنينه مش خرجت اشترى فستان هيولع فيا
تمتمت نهى وهى تمرر يدها بشعرها قائله بدراما
=عندك حق.....ده مش بعيد يولع فيا معاكى لو عرف ان انا اللى خرجتك
لكنها سرعان ما هتفت بحماس بصوت مرتفع لكنها اخفضت صوتها على الفور عندما التفتت رؤوس جميع من علي الطاولة نحوها ابتسمت لهم بحرج وهى تهز رأسها بصمت و فور التهائهم بطعامهم مرة اخرى
همست لحياء بصوت منخفض
=احنا نطلب اون لاين .. هما عندهم الخدمه دى ندخل على موقعهم و نشوف فستان يعجبك ونطلبه ايه رايك ؟!
لتكمل بصوت مرتفع قاصده ان يوصل صوتها الى تالا التى كانت جالسه تسترق السمع اليهم محاوله اغايظتها
=لازم تبقى نجمة الحفلة انتى مش هتبقى زى اى واحدة هتحضر لا ده انتى مرات المدير العام لأكبر مجموعة شركات فى البلد يعنى الاضواء كلها هتبقى عليكى..
شعرت.تالا نيران الغضب تشتعل بداخلها فور سماعها كلماتها تلك مما جعلها ترمق حياء بنظرات حاقدة تلتمع بالغل والكراهيه غرزت شوكتها فى قطعه من اللحم تضعها بغل فى فمها وهى تتوعد بداخلها لحياء...
كانت تالا جالسة بغرفتها تفرك يديها ببعضها البعض بقوة وهى تشعر بالنيران تشتعل بصدرها انتفضت واقفة على قدميها وهي تهتف بحده
=الغبيه دي اتاخرت كده ليه ؟!
لتكمل بغل وهي تهز قدميها بقوة
=قال الجربوعة دي تروح الحفله معاه و الاضواء كلها تبقي عليها وانا اروح لوحدي وابقي زى زى اى واحدة عادية حضرت الحفلة...على جثتى ده يحصل زى ما بيروح كل سنه معايا هيروح السنه دى
لتكمل وهي تغرز اظافرها بغل فى كفة يدها
=بس لا الموضوع بدأ يكبر ده شكله بدأ يقع فيها بجد ...بس انا اللى غبيه المفروض كنت افهم ده من اول ما عرفت انه طرد الممرضه علشان خاطر سواد عيونها....بس انا السبب..لما وافقت سالم الزفت ده وفضلت ساكتة كل الفترة دى......
لتهتف بغل وهي تزيد غرز اظافرها في كف يدها حتي ادمتها
=كنت مستنيه ايه ...مستنيه انه يحبها علشان سالم يبدأ يتحرك بس لا انا مش هستحمل اشوفه معها لازم اخلص منها ..ويبقي ليا لوحدى
اخذت تمرر يدها في شعرها تفركه بعصبيه وهي تكرر بصوت مرتجف
=عز بتاعي انا...علي جثتي اسيبهولها ولو فيها موتى
اخذت تزفر بحدة محاولة تهدئه ذاتها حتي نجحت في نهايه الامر رفعت وجهها بحده وقد التمعت عينيها بقسوة وهي تمتم باصرار
=و ديني لأخاليكوا تلبسوا عليها اسود مش هخاليها تتهنا به ابداً
سمعت طرقاً خفيف علي باب الغرفه صرخت بحدة
=ادخلى...
لتكمل بشراسة فور دخول جنات الخادمه. التى تعمل بالمنزل
=اتأخرتي ليه يا زفتة...كل ده كنت بتهببى ايه ؟!
بدأت جنات التحدث بصخب محاولة تبرير تأخرها
=معلش والله يا ست تالا اتاخرت عليكي اصل الست ف....
هتفت بها تالا وهي تضع يدها حول اذنيها تضغط عليها بقوة
=اخرسي..اخرسي ايه صداع
لتكمل بضيق وهي تشير بيدها نحو المقعد الذي يجوارها
=اترزعى اقعدى عايزاكى
جلست جنات وهي تعدل من رباطة رأسها قائلة وهي تبتسم بسماجة
=خير يا ست الناس اؤمريني
اجابتها تالا وهي تخرج قنينه من حقيبتها ثم رفعتها امام عينيها قائله وعينيها تلتمع بمكر
=شايفه الازازه دى....
هزت جنات رأسها وعينيها مسلطة علي القنينة الممتلئة بسائل شفاف اللون و ذات رأس بخاخى تتأملها بدقة....
اكملت تالا وهي تلقي بها في يدها قائلة بحدة
=تاخديها وتطلعى علي اوضة الزفته اللى اسمها حياء....
هزت جنات رأسها بالايجاب وهى تبتسم كالبلهاء
=ايوه هعمل بها ايه يعني ...
تمتت تالا بهدوء وهي تشير اليها لكي تقترب منها
=ركزى و افهمى الكلام اللي هقوله مش عايزة اى غباء منك لان لو غلطتي غلطة واحده هقطملك ساعتها رقبتك...
ثم بدأت تالا باخبارها ما تريده منها كانت جنات تستمع اليها وعلامات الصدمه ترتسم علي وجهها
هتفت وهي تنتفض واقفة على قدميها بذعر
=يا نهار اسود يا ست تالا انتى عايزاني اسممها
جذبتها تالا بحدة من يدها تعيدها لتجلس فوق المقعد مره اخرى وهى تجز عليكى اسنانها بغضب قائله
=اقعدى يا غبيه هتفضحينا اسمعى كلامى للاخر
هتفت جنات بارتباك وهي تضع يدها فوق صدرها
=اسمع ايه دي ..دي روح يا ناس انتي عايزه تخلينى اموتها بالسم اللى........
قاطعتها تالا وهي تجز علب اسنانها بغضب
= سم ايه يا غبيه و روح ايه ده مجرد مركب هترشى منه علي المكياج بتاعها هيسببلها حساسيه و وشها هيورم شويه وخلاص
لتكمل بحده وهي ترمقها بازدراء
=بعدين يعنى هو انتي هتعملي ده ببلاش ما انتي هتاخدى مبلغ قد كده
ارتسمت علامات الجشع علي وجه جنات فور سماعها ذلك لكن تجهم وجهها مرة اخري قائله بتردد
=لامؤاخدة يعني يا ست تالا بس عز باشا لو عرف اني عملت كده في مراته قليل لو ما كان دبحني فيها ؟!
اجابتها تالا بنفاذ صبر
=لا متقلقيش محدش هيعرف حاجه....هيفتكروا ان جالها حساسيه من اي حاجة كالتها او شربتها
لتكمل وهي تنظر اليها بخبث
= و علشان قلبك يطمن اكتر هديكي 20 الف جنيه علشان يقوا
قلبك ....هاااا موافقه
اجابتها جنات علي الفور وهي تلهث بجشع
= موافقه...موافقه طبعاً
هزت تالا رأسها قائله برضا
=تمام اوث ...المهم عندي بقي انك ترشيه علي نوع كريم. معين واللي دايماً هى بتستعمله علشان محدش يشك في حاجه
همست جنات باقتضاب
=طيب و ده انا هعرفه ازاى ؟!
ابتسمت تالا بثقة وهي تضع قدم فوق الاخري
=بسيطه هتشوفى ايه اكتر نوع كريم علبته ناقص منها كتير اكيد ده هيكون اللي هي بتستعمله دايماً ..ِركزي يا جنات انا لازم اضمن انها هتحط منه ومتقدرش تحضر الحفله
هزت جنات رأسها بثقة قائله
=متقلقيش يا هانم ...دي حاجة سهله
اجابتها تالا بهدوء وهي تعدل من تسريحة شعرها
=تمام يبقي تقومي وتعملى اللي قولتلك عليه.. هي دلوقتى مشغوله تحت مع الزفته نهى..
اجابتها جنات وهي تنهض على الفور
=متقلقيش يا ست هانم هخلص كله في السريع
نهضت تالا علي قدميها هي الاخري تستعد لمغادرة الغرفة
=انا هنزل اشغلها و اول ما تخلصى و ترنى عليا على طول فاهمه
هزت جنات راسها بالايجاب وعينيها لازالت تلتمع بجشع بينما تذهب لاتمام مهمتها...
كانت حياء جالسة بغرفة الاستقبال تتحدث مع نهي وهما يتصفحان الموقع بحثاً عن فستان ملائم ترتديه حياء بالحفل لكنها توقفت عن التحدث تلمح بطرف عينيها تالا الجالسة معهم بذات الغرفة تتلاعب بهاتفها لكن حياء شعرت بعدم الارتياح فقد كانت نظراتها مسلطة عليها تتفحصها بدقة مبالغ بها..
انتفضت ملتفتة نحو نهى التي ضربتها فوق يدها بخفه وهي تهتف بنفاذ صبر
=ايييه بقالي ساعه بكلم نفسى....
عقدت حياء حاجبيها قائله بعدم فهم
=بتقولى ايه يا نهي ؟!
اجابتها نهي علي الفور وهي تقلب عينيها بملل
=كنت بقولك خلاص استقريتي هتشترى ايه...؟!
اجابتها حياء وقد شع وجهها بسعادة
=اهاااا ...الفستان الاحمر عجبنى اوى
غمزت لها نهي وهي تمتم بخبث
=ايوووه يا سيدى ..علشان تشعللي عز بيه وتخليه يلف حاولين نفسه
ضحكت حياء بمرح تهمس لها بصوت منخفض حتي لا يصل الى مسمع تالا
=اتنيلى...ده يقبل العمى ولا يقبلنيش
نكزتها نهي في ذراعها قائله بمرح
=بتهيألك...مين يقدر يقاومك يا جميل انت
اخذوا يضحكون بمرح لكن توقفت ضحكاتهم تلك عند سمعاهم تالا تزفر بغضب وهى تمتم ببعض الكلمات الغير مفهومه بحدة
التفتت نحوها نهي تسألها بمكر
=خير يا تالا ...في حاجه مضايقكي يا حبيبتي ؟!
نظرت اليها تالا بحدة لكن سرعان ما تبدلت هذه النظرة الي الارتياح فور ان صدع صوت رنين هاتفها بارجاء الغرافة لتنهض علي قدميها وهي ترمق حياء باستخفاف قائلة ببرود
= لا ابداً كنت مستنية اتصال مهم من واحدة صاحبتي بس اهو اخيراً
وصل..
همهمت حياء وهي تنظر اليها بسخرية لاذعة
=وصل !! طيب حمد لله علي سلامته يا حبيبتى
انطلقت نهي تضحك بصخب بينما وقفت تالا ترمقهم بنظرات غاضبه حاقده قبضت علي كفيها بقوة وهي تخرج من الغرفه تتمتم بغل
=اضحكي براحتك بكره اخليكي تبكي بدل الدموع دم ..
كانت ناريمان جالسة تتناول الطعام مع ثروت بصمت عندما صدع صوت رنين هاتفها برقم مجهول اجابت ناريمان بهدوء
=الو.......
لكن رعشة من الذعر مرت بجسدها فور تعرفها علي صوت المتصل الذى اخذ يهتف بغضب
=جوزتيها يا ناريمان......
ليكمل صاحب الصوت بحدة
=فكرك كده بتحميها منى........
قاطعته ناريمان بحده وهي تنفس ببطئ محاوله تهدئة نوبة الذعر التي انتابتها
=ايوه جوزتها يا داوود ...ومش جوزتها لأى حد لا ....
لتكمل وهي تضغط علي كل حرف من كلماتها
= جوزتها لعز الدين المسيرى ..و انت عارف كويس هو مين عز يا داوود
صاح داوود بشراسة
=فاكرانى هخاف منه...ده انا داوود  الكاشف فوقى اللى باشارة منه يهد الدنيا و يبنيها من تانى فى ثانية
تمتمت ناريمان بارتباك وقد شعرت بالذعر يضربها مرة اخرى
=عارفه كويس انت مين يا داوود وتقدر تعمل ايه...بس على جثتى لو خاليتك تلمس شعرة واحدة من بنتى.........
لتكمل بحدة و هى تضغط علي الهاتف بقوة تستمد القوة منه
=ايييه هو بالعافية عايزنى ارميهالك قصاد الفلوس اللي على ابوها ليك ما يولع ابوها و تولع انت كمان معاه انا مش هرمى بنتى فى النار بايديا.....
صاح داوود بغضب متوعد
=انتى كمان بتشتمنى.. والله واتجرئتى يا ناريمان وطلعلك حس بس و دينى لأكون مخل.......
قاطعته ناريمان تصيح بشراسة
=ايوه بشتمك ..و هشتمك تانى كمان لما تحط عينك على بنت قد عيالك وتهددنى بخطفها لو مسلمتهاش لك بمزاجى يبقى تتشتم ويتعمل فيك اكتر من كده كمان هو انت فاكرنى مش عارفه انتى عايزها ليه ...ده انت سمعتك الوسخه سابقاك
تمتم داوود بحده قبل ان يغلق الهاتف بغضب دون يتيح لها فرصة للرد
=انتي اللي جنيتى علي جوزك وعلي بنتك يا ناريمان ...وبرضو مش هتفلت من ايدى... مش هتفلت يا ناريمان و كويس انك عارفه ان هعمل فيها ايه.....
القت ناريمان الهاتف فوق الطاولة مخبئه وجهها بين يديها لتتعالي شهقات بكائها الحادة علي الفور
نهض ثروت مقترباً منها بتردد هامساً بصوت منخفض و هو يضع يده فوق كتفها
=ن..ناريمان
نفضت ناريمان يده عنها و هى تهتف بحده
=ابعد عنى.....ابعد منك لله انت اللي عملت فينا كل ده ..انت اللى خليت كلب زى ده يتجرئ و يحط بنتك فى دماغه القذره ...راجل سادى حقير
تمتم ثروت بارتباك وهو يشعر بالاختناق
=مش وقته ..مش وقته يا ناريمان...عرفيني قالك ايه ؟!
اخذت تزيل بيدها عن وجهها الدموع العالقه بوجنتيها وهي تتمتم بانكسار
=رجع من استراليا و عرف ان حياء اتجوزت و طبعاً شايط وعلى اخره وقعد يهددنى برضو ...مش عارفه البني ادم ده امتي هيتهد ...اشمعنا بنتى..ليه حاططها فى دماغه اوى كده دى حتى متكلمش معها ولا مره و لا هى حتى تعرفه
لتكمل تضع يدها فوق راسها تدلكه بعصبيه
= منك لله ياثروت من يوم ما عزمته على عيد ميلادها وهو حطها فى دماغه.... منك لله انت السبب..
اخذت تحدث نفسها بيأس تحاول ايجاد حل لما هى فيه
=لازم نسدد فلوسه في اقرب ..لانه في اي لحظه ممكن يوديك في داهيه بالشيكات اللي معاه
قاطعها ثروت بغضب
=واحنا هنجيب منين 15 مليون يا ناريمان ده مبلغ كبير
قاطعته ناريمان بحده وهي تنتفض واقفة
= مبلغ كبير ؟! وانت مكنتش عارف انه مبلغ كبير لما روحت كتبت على نفسك شيكات و ضاربت بالمبلغ كله فى البورصه ...
تمتم ثروت بغضب وهو يمرر يده فوق وجهه
=خلاص بقى مش كل شويه تذلى فى انفاسى..واهدي كده و خالينا نفكر هنتصرف ازاى
همهمت ناريمان بضعف
=نفكر في ايه ...مفيش قدامنا غير عز الدين ربنا يحنن قلبه عليك المره دي كمان
وقف ثروت ينظر اليها بتردد وهو يشعر بالخوف مما قد يصيبه اذا لم يوافق عز الدين على انقاذه ككل مرة.
خرجت حياء من غرفة الحمام تلف حول جسدها منشفه اخذت تتأمل بعينين تلتمع بفرح فستانها الملقي علي الفراش الذى قد وصل منذ بضعة ساعات لا يمكنها الانتظار حتي تقم بارتداءه فقد كانت
ِتشعر بالسعاده تغمرها فاخيراً سوف يمكنها الخروج لأول مره منذ اكثر من شهر اى منذ تلك الليله المشؤمه التي تغيرت بها كل حياتها
سوف تخرج وترى الشوارع مرة واناس اخريين يمكنها التحدث معهم ابتسمت بسعاده وهي تفرك شعرها المبلل بالمنشفة حتي يجف ثم اتجهت نحو طاولة الزينه تضع من الكريم المرطب الخاص بها قبل ان تبدأ فى وضع مكياجها وزعته علي وجهها جيداً واخذت تدلكه ببطئ حتي تاكدت من ان بشرتها قد تشربته تماماً ...
انتفضت واقفه بفرح تتجه نحو الحمام لجلب مكواه الشعر وهي تتمتم بسعاده قائله
=هظبط شعري قبل ما البس الفستان واحط الميك اب علشان ميتبهدلوش.....
لكن وقبل ان تكمل جملتها شعرت بنيران تشتعل بوجهها كأنها تلتهمه..اسرعت بخطوات متعثرة علي الفور نحو المرأة تنظر الي وجهها لمعرفة ما به لكنها صرخت برعب عندما رأت صورة وجهها المنعكسة بالمرأه
دخل عز الدين الي غرفته وهو يشعر بالارهاق يتملك جسده يرغب بالنوم لمدة طويلة دون ان يقظه احد لكنه لا يمكنه النوم لاكثر من ساعه واحده...فقد تخلص من عمله باكراً حتي يستطيع الاستراحه هذه الساعه ..قبل ان يتجهز و يذهب هو وحياء الى حفل شركة العائلة فقد سبقتهم العائلة الى هناك منذ اكثر من نصف ساعه..
لكنه وقف متجمداً بمنتصف الغرفة عندما رأي حياء تجلس فوق الفراش تدفن وجهها بين ركبتيها التي كانت تضمها الي صدرها و هى تنتحب بشدة اسرع على الفور نحوها والقلق يتملكه...
تمتم بصوت اجش وهو يقف بجوار الفراش
= ايه حصل ..بتعيطي ليه ؟!
لم تجيبه و اخذ انتحابها يزداد بقوة مما جعل قلبه ينقبض داخل صدره بألم جلس بجوارها فوق الفراش قائلاً بهدوء
=طيب فاهميني بتعيطي ليه ..؟!
ليكمل بنفاذ صبر عندما لم يتلقى منها اجابه
=فى حد زعلك ؟!
هزت حياء رأسها بالنفى دافنه وجهها اكثر بين ساقيها تخفيه وهى تمتم بصوت منخفض
=لا....
انتفض واقفاً بحدة وهو يهتف بنفاذ صبر
=اومال المناحه اللى انتي عاملها دي ايه سببها ...بعدين انتي ليه ملبستيش لحد دلوقتي انتي مش عارفه ان في حفلة مهمة ولازم نح......
قاطعته حياء بصوت مكتوم مفتعل
=مش هروح حفلات روح انت....
زفر عز الدين بغضب ممرراً يده بين خصلات شعره وعينيه مسلطه عليها بنفاذ صبر تمتم من بين اسنانه باستياء
=بقي كل اللي بتعمليه ده علشان مش عايزه تحضرى الحفله........
ليكمل وهو يجذبها من ذراعها بحدة من فوق الفراش حتي اصبحت علي قدميها امامه
=طيب ايه رايك بقي هتحضرى وغصب عن.......
لكنه ابتلع باقي جملته بصدمة يشعر بلكمه قوية سددت بمعدته عندما رأى وجهها المتورم والذى كان يسوده الاحمرار الشديد وقف متجمداً عدة لحظات غير قادر النطق بحرف واحد لكنه تنحنح قائلاً بصوت مرتبك فى نهاية الامر
=وشك ..ايه حصله ؟!
هزت حياء رأسها وهي تبدأ في الانتحاب بشدة مرة اخرى
=مش..مش عارفة يا عز ....
لتكمل وهي ترتمى بين ذراعيه تخفي وجهها في صدره وهي تمتم من بين شهقات بكائها الحادة
=مش عارفة ايه حصله مرة واحدة بقى كده...هو...هو انا كده اتشوهت..؟!
تجمد جسده عندما شعر بها بين ذراعيه لكنه سرعان ما زفر ببطئ محيطاً اياها بذراعيه القويه يضمها الي صدره بحنان وهو شاعراً بالضيق يجتاحه عند رؤيته لها بهذه الحالة من الضعف اخذ يمرر يده برقه فوق ظهرها وهو يتمتم بهدوء مطمئناً اياها
=لا متخفيش ...دى اكيد مجرد حساسية من حاجه اكلتيها او شربتيها انا هتصل دلوقتى بالدكتور وهخاليه يج حالاً ....
ابتعدت عنه حياء ببطئ تضع يدها فوق وجهها تحاول اخفاءه عنه بينما اخرج عز الدين هاتفه ليجري اتصالاً بالطبيب ولكنه لاحظ حركتها تلك فامسك بيدها يبعدها عن وجهها وهو لايزال يتحدث مع الطبيب بالهاتف لكنها رفعت يدها مرة اخرى باصرار تخبئ وجهها عنه اغلق عز الدين مع الطبيب ثم التفت نحوها يجذب يدها بعيداً عن وجهها بحدة قائلاً بنفاذ صبر
=بتعملي ايه...؟!
اخفضت حياء رأسها قائلة بصوت مرتجف
=مش عايزاك تشوفني كده... شكلى بشع انا عارفه ..
لتكمل بصوت منكسر ضعيف
= انا مستحملتش اشوفه في المرايا ما بالك انت بقى.......
رفعت يدها مرة اخرى تخبئ بها وجهها عنه لكنه اسرع بامساك يديها مقيداً اياها خلف ظهرها بقبضته قائلاً بحنان وهو يمرر عينيه فوق ملامح وجهها
=مين قالك ان شكلك بشع..حتي و انتى كده زى القمر
ارتعشت شفتيها بابتسامة خجله تشعر بدفئ غريب يسرى بداخلها عند سماعها كلماته تلك
قربها ببطئ من جسده وهو لايزال مكبلاً يدها خلف ظهرها انحنى نحوها هامساً بحنان
=مش عايزك تقلقىدلوقتى الدكتور هايجى ونطمن...تمام
هزت حياء رأسها بطاعه وهي تمتم بابتسامه رقيقه متناسيه قلقها السابق
=تمام...
وقف عز الدين متأملاً ابتسامتها تلك وهو يشعر بضربات قلبه تزداد بشده قبل ان يحرر يديها من قبضته و يوجهها نحو الفراش لتستلقى عليه اثناء انتظارهم للطبيب...
ظل عز الدين واقفاً بجسد متوتر وعينين قلقه يراقب فحص الطبيب لوجهها ولكن عندما التفتت نحوه حياء تنظر اليه وعلامات القلق باديه علي وجهها رسم علي وجهه ابتسامة و هو يهز رأسه لها يطمئنها مما جعلها ترسم ابتسامه مرتعشه فوق شفتيها ..
ظل الطبيب يسألها عدة اسئله عما تناولته خلال اليوم اجابته حياء ثم ذكرت له انها قد وضعت كريم مرطب علي وجهها قبل ان يحدث هذا التورم بوجهها تفحص الطبيب عبوة الكريم و التي كانت ممتلئة الي نصفها قائلاً
=النوع ده اول مره تستعمليه ؟!
اجابته حياء بهدوء
=لا علي طول بستعمله ..مش اول مره يعنى
هز رأسه بتفهم قائلاً
=من الواضح مش انه السبب بس من الافضل الفترة دى متستعمليش اي من ادوات التجميل اللي عندك لان ممكن يكون صلاحيتها تكون انتهت ومش لازم التاريخ اللي عليه يبقي مظبوط شركات كتير بتحط اى تاريخ صلاحيه ...
هزت حياء راسها قائلة باعتراض
=بس ..بس كل اللى عندي ماركات غاليه واستحاله..ِ...
قاطعها عز الدين بحدة موجهاً حديثه للطبيب
=تمام...كل المكياج اللى عندها ده هيترمى
هتفت حياء باستياء
=و المكياج ذنبه ايه ..؟! مش هو السبب يا عز
تجاهلها وكأنها لم تتحدث ملتفتاً نحو الطبيب قائلاً باهتمام
=احنا نروح المستشفي نطمن اكتر و لو في تحاليل ممكن نعملها او.....
قاطعه الطبيب قائلاً بهدوء محاولاً اطمئنانه
=الموضوع مش مستاهل يا عز بيه دي مجرد حساسيه عاديه..انا هكتبلك علي نوع حبوب للحساسية هيلغى مفعول الماده اللي اتسببت فى كل ده ..بس اول ما هتاخده هتنام علشان الالم ومتضطرش تلمس وشها وتتسبب في تهيج التورم اكتر
ليكمل بهدوء و هو يكتب في الدفتر الخاص به
=وهكتبلها علي نوع مرهم كويس اوي هيخفف الورم ده خالص
هز عز رأسه متناولاً الورقه منه ثم صاحبه بهدوء الى خارج الغرفة...
كانت حياء لازالت جالسة فوق الفراش تتأمل وجهها في المرأه الصغيره التي بين يديها وقد التمعت عينيها بالدموع وهي تمتم
=ايه النحس اللي انا فيه ده بس يا ربي حتي اليوم اللي قولت هخرج فيه.....
القت المرأه بأستياء فوق الطاوله التي تجاور الفراش واعتدلت في جلستها فور دخول عز الدين الغرفه وهو يحمل حقيبه لتعلم بانه قد اتى بالدواء الخاص بها ..جلس بجوارها ببطئ وهو يتأمل ملامح وجهها المتجهمه بنظرات ثاقبة
=مضايقة ليه دلوقتي ؟! مش الدكتور خلاص طمنا يبقي ايه لزمته القلق
اجابته حياء بصوت مرتجف
=مش ..مش قلقانه ولا حاجه...
لتضغط باسنانها فوق شفتيها بقوة محاولة كتم تلك الدموع الغبية التي علي وشك فضح امرها...
اقترب منها رافعاً وجهها اليه يمرر ابهامه ببطئ فوق شفتها محرراً اياها من بين اسنانها وهو يتمتم بصوت اجش
=شفايفك ورمه كده هتعوريها و فاهميني ..ايه اللي مزعلك ؟!
همست حياء بضعف وقد بدأت الدموع تنساب من عينيها مغرقة وجنتيها
=انا...انا كان نفسي اروح الحفله ...انا قولت اخيراً هخرج واشوف ناس ..بس...بس انا حظي وحش دايماً في كل حاجه
كان يستمع اليها وهو يشعر بقبضة حادة تعتصر صدره فور ادراكه مدي يأسها و حاجتها للذهاب خارجاً
ليعلم بانه قد تمادى في حبسه لها حتي انه قد قام بمنعها من ان تخرج الي جنينه المنزل لتروه عن نفسها..
اكملت حياء وهي تمتم بعصبيه تزيل بيدها بعنف الدموع العالقة بوجهها
=اصلاً مش مهم انا.........
لكنها قاطعت جملتها تصرخ بالم فور ملامسه كف يدها لوجهها المتورم
اقترب منها بلهفة قائلاً بقلق
=ايه...وشك حصله حاجة؟!
هزت حياء رأسها بالنفي
=لا بس نسيت وحطيت ايدى عليه
زفر عز الدين قائلاً بهدوء وهو لايزال يتفحصها بدقه مبالغ بها
=طيب تعالي .....خاليني احطلك المرهم
ثم اخرج عبوة الكريم الطبى من الحقيبه تمتمت حياء بارتباك وهي تراقب يده وهو يحاول فتح العبوة
=عز. هو ..هو...انت مش هتلبس علشان تروح الحفلة
اومأ لها برأسه بالايجاب قائلاً وهو لا يزال يحاول فتح العبوة
=اطمن انك خدتي علاجك..وهقوم اغير هدومى على طول........
قاطعته حياء بارتباك
=بس...بس انت كده هتتأخر والحفله من اللي فهمته من عمى انها مهمه بالنسبالك و...
قاطعها عز بهدوء وهو يمرر اصبعه الملئ بالكريم الطبي فوق وجهها يدلكه برقه حتي لا يتسبب في اليمها
=الدنيا مش هتتهد لو اتاخرت نص ساعه
اومأت له حياء رأسها بصمت فقد كانت ترغب بان تطلب منه البقاء معها وعدم تركها بمفردها لكنها تعلم بانها لن تحصل من طلبها ذلك الا احراجها فهى تعلم بان هذه الحفلة هامة له كثيراً كما انه سوف يكون مطمئناً بانها لن تحاول الهرب وهى بهذه الحاله وبوجود الخدم وجدتهم دريه المتواجدين بالمنزل معها ....
تبخرت هذه الافكار عندما شعرت باصابعه تمر فوق وجنتيها المتورمه يدلكها برقة ايقظت حركته تلك استجابه حارة في سائر جسدها اغمضت عينيها تستمع بالشعور باصابعه فوق وجهها لكنها لاحظت توقف حركة يده فوق وجهها فتحت عينيها ببطئ لترى سبب توقفه لكنها شهقت بخفة عندما وجدت وجهه لا يبعد عنها الا انشأت قليله و الرغبة تحترق في عمق عينيه الدخانية همست حياء بصوت مرتجف ضعيف
=عز ......
لكنه انتفض واقفاً مبتعداً عنها يدير ظهره لها وهو يضم قبضتيه بقوة بجانبه محاولاً السيطرة علي تلك الرغبة التي تشتعل بجسده زفر ببطئ ثم اتجه نحو الطاولة متناولاً كوب الماء الموضوع فوقها مناولها اياه ثم اخرج حبه من الدواء الذى وصفه لها الطبيب تناولتها منه وهي تخفض رأسها بخجل ظلت محتفظة بالحبة بين يديها تنظر اليها بتردد فقد كانت لديها دائماً صعوبه في بلع حبات الدواء التى في مثل حجمها فاذا ابتلعتها الان قد تتسبب فى ان تجعلها تتقئ امامه علي الفور وهي لا ترغب بان وهى لن تتحمل ان تخجل نفسها امامه بهدا الشكل رمقت عز بطرف عينيها لتجده ممسكاً بعبوة العلاج يقرأ التعليمات الارشادية التي عليها فاستغلت انشغاله هذا ودست الحبه اسفل وسادتها تنوى تناولها بعد مغادرته وذهابه للحفل ثم رفعت كوب الماء علي شفتيها تتصنع تناولها ثم اخفضته و وضعته على الطاولة التي بجانب الفراش بهدوء... انتبه اليها عز قائلاً
=خدتي الحبايه..؟!
اجابته حياء و هي تضع راسها فوق الوساده بارهاق جاذبه الغطاء فوق جسدها
=اها خدتها....مش هتلبس بقى علشان تلحق تروح الحفله
اجابها عز وهو يعتدل في جلسته
=لسه بدري اطمن انك نمتى...و هقوم البس على طول
اومأت له تغلق عينيها متصنعه النوم حتي تعجل من ذهابه لكنها استغرقت على الفور بنوم عميق اثناء ذلك
بعد مرور ساعه.....
استيقظت حياء تتنفض بقوة فوق الفراش وهي تشعر بالاختناق الشديد كأن هناك ما يسد عن رئتيها الهواء بينما كان صدرها اخذ يضيق بشدة حتى اصبحت غير قادرة على التقاط انفاسها اخذت تشهق بقوة محاولة ان تجذب الهواء الى داخل صدرها لكنها عجزت عن ذلك..نهضت بتعثر من فوق الفراش تقف علي قدميها بضعف وهى تتمايل بقوه اخذت تلهث بشدة مح
تكافح لالتقاط انفاسها مما زاد شعورها بانحباس الدماء داخل رأسها مما جعلها تسقط ويرتطم جسدها بقوة بارضية الغرفة حاولت ان تنهض مرة اخرى لكنها لم تستطع فقد بدأت تشعر بدقات قلبها تتباطئ وتنخفض بشدة اخذت تهمس بعجز وضعف من بين لهاثها الحاد باسمه مستنجده به و هي تبحث بعينيها بعجز عنه في انحاء الغرفة... لكنها تذكرت انه الان فى تلك الحفل بعيداً عنها بعدة اميال ولا نجدة لها مما هى فيه..
اخذت تلهث بقوة محاولة التقاط انفاسها مرة اخرى لكنها شعرت كأنما توجد صخرة عملاقه تقبع فوق صدرها تحبس عنها الهواء اخدت تضرب الارض بقبضة يدها و هي تشهق بحدة من خلال فمها المنفرج على اخره محاوله جذب الهواء داخل رئتيها لكنها فشلت فى ذلك حتى شعرت بدوامه سوداء تكاد ان تبتلعها لتستسلم لها بالنهاية مغلقه عينيها ببطئ وهي تعلم بان هذا ليس الا نهايتها ....
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
خرج عز الدين من غرفة الحمام عارى الصدر حيث كان لا يرتدى سوا بنطال منامته فقط واضعاً منشفه حول رقبته يجفف بها شعره المبتل بعد اخذه حماماً سريعاً لكى يستعد للنوم فقد قرر منذ اللحظه التى رأى بها وجهها المتورم بانه لن يذهب للحفل فكيف يمكنه ان يذهب للاحتفال ويتركها هنا بمفردها تتألم بهذا الشكل انتفض ب مبعداً بحده المنشفة عن رأسه فور سمعاه صوتاً حاد يلهث بقوة انصبت عينيه بقلق فوق الفراش على الفور باحثاً عن حياء لكنه كان فارغاً...
اخذ يبحث بعينيه فى ارجاء الغرفة
عنها... انتفض جسده بذعر ملقياً
المنشفه من يده يشعر بالدماء تغادر جسده فور ان وقعت عينيه عليها ملقية فوق ارضية الغرفة تلهث بحدة محاولة التقاط انفاسها وقد اصبح وجهها شديد الاحمرار من شدة الاختناق الذى كان من الواضح انها تعانى منه ركض نحوها علي الفور يهتف باسمها بذعر لكن لم يصدر منها الا تلك الاصوات التي تدل علي اختناقها حملها سريعاً بين ذراعيه يخرج بها من الغرفة بخطوات سريعة تصل الي حد الركض حتي وصل الى خارج القصر والذي ما ان لمحه الحراس  حتي اسرع احدهم بفتح باب السيارة له حتي يتمكن من وضع حياء بالمقعد الخلفى صاح بالحارس
=اطلع بسرعة علي اقرب مستشفى
تمتم احد الحارس وهو يشير نحو صدر عز العارى يهم باعطاء ملاحظه لكنه ابتلعها علي الفور عندما زجره عز بنظرة غاضبه حادة قبل ان يلتفت سريعاً يصعد السياره بجانب حياء و هو يصرخ بانفعال
=اخلص يلاااااا
جذب حياء االتي كانت لازالت تلهث بقوة تكافح لالتقاط انفاسها تمسك بيده تضغط عليها كانها تستمد منه العون سحب جسدها نحوه سانداً رأسها فوق صدره يمرر يده بحنان فوق رأسها و هو يشعر بجسده يرتجف بانفعال بينما كانت هناك قبضه حاده تعتصر قلبه و هو يراقب بعينين تلتمع بها الذعر وجهها الشبه مختنق بعجز لا يدرى ما يمكنه فعله للتخفيف عنها همس لها وهو يزيد من احتضانها بقوه
=استحملى علشان خاطرى ...كلها دقيقه  ونوصل المستش........
لكنه قطع جملته بذعر وهو يشعر بالشلل يجتاح انحاء جسده فور ان بدأ لهاثها الحاد يزداد بقوة صاح بحده في السائق
=افتح كل ازاز العربييه.. افتحه بسرعه
امسك بوجهها بين يديه التى اصبحت ترتعشان بشدة و هو يتمتم بذعر فور ان رأها بدأت ان تغيب عن الوعى
=حياء افتحى عينك....حياء...
لكنها فقدت الوعى بين يديه
و فور توقف السياره امام مبنى المشفى حملها سريعاً يركض بها الى الداخل حتي استلمها منه المسعفون و ركضوا نحو احدى الغرف لاسعافها...
فتحت حياء عينيها ببطئ وهى تشعر بالم غريب داخل صدرها  لكنها تناست هذا فور ان وصل الي سمعها صوت عز الدين الحاد و الذى كان من الواضح انه يصب غضبه على احدهم بقوة رفرفت بعينيها عدة لحظات حتي تتمكن من استعاب ما يحدث اخذت تنظر حولها ليتضح لها  بانها متواجده  بغرفه غريبه عليها تبدو كغرف المستشفيات لتسطع ذاكرتها على الفور بما حدث لها من تورم وجهها ثم ما حدث بعد ذلك بعجزها عن التقاط انفاسها وشعورها بالاختناق
خرجت من شرودها هذا على صوت عز الدين الغاضب الذى كان يصيح بغضب ادارت عينيها بالغرفه بحثاً عن مكانه لتقع عينيها عليه حيث كان يقف بنهاية الغرفة يتحدث بوجه غاضب منفعل مع الطبيب الذى قام بفحصها في القصر من قبل عند تورم وجهها تمتم الطبيب بصوت متوتر
=صدقنى يا عز بيه انا نفسى مستغرب من اللى حصل المفروض اول ما تاخد العلاج اعراض الحساسيه دى كلها تختفى...بعدين الحمدلله قدرنا نلحقها....
ِقاطعه عز الدين بحدة جعلت عروق عنقه تنتفض
=لحقنها...؟! دى كانت هتموت عارف يعنى ايه كانت هتموت
وا عراض ايه اللى قلت دى زادت..  و وصلت انها كانت مش قادرة تاخد نفسها كانت بتتخنق يعني كانت ممكن تموت فى اى لحظه لو مكنتش لحقتها... انا مش هعدى اللي حصل ده و هوديك في داهيه...انت وال......
قاطعته حياء تمتم باسمه بصوت منخفض مما جعله يتناسى امر الطبيب فور سماعها وينتفض مسرعاً نحوها ينحني فوقها يتفحصها بعينين قلقه
= حاسه بحاجه...قادره تاخدى نفسك ؟!
اجابته حياء تهز رأسها تجيبه
=انا كويسه متقلقش
لتكمل وهي تغرز اسنانها في شفتيها بتردد
=عز الدكتور مالوش ذنب...انا...انا اللي مخدتش العلاج
وقف ينظر اليها بارتباك عدة لحظات يحاول استيعاب ما قالته
=مخدتيش العلاج ازاى..؟! و انا اللي مديهولك بايدى
تمتمت حياء بخجل وقد ازداد اشتعال وجهها
=اصل بصراحه ..انا مبعرفش ابلع الحبوب ولما بحاول ابلعها غصب عنى بب...برجع و خوفت يحصل كده قدامك فخبتها تحت المخده....
انتفض عز مبتعداً عنها يمرر يده بين خصلات شعره يجذبها بغضب
تمتمت حياء علي الفور محاولة التهدئه من غضبه
=بس والله كنت ناويه اخدها اول ما تروح الحفله بس نمت غصب عنى
لتكمل وهي تعقد حاجبيها باستغراب
=هو انت صحيح مروحتش الحفله ليه ؟!
تمتم عز الدين من بين اسنانه يضغط على كل حرف بقوة
=حياء....
هزت رأسها بتساؤل ليجيبها علي الفور بنفاذ صبر
=اسكتى..مش عايز اسمع صوتك خالص......
ثم التفت الي الطبيب معتذراً له عن كلماته السابقه وما بدر منه ليتقبل الطبيب اعتذاره ذلك علي الفور مقدراً القلق والذعر الذى كان عليه ...
كانت حياء جالسة فوق الفراش بالمشفى تنتظر انتهاء المحلول المعلق بيدها حتى يمكنها المغادرة و العوده الي المنزل بعد ان طمئنهم الطبيب علي استقرار  حالتها
بينما كان عز جالساً بالمقعد المجاور لفراشها يتحدث معها من الحين الي الاخر محاولاً ان يطمئنها ..
دخلت الطبيبة التى كانت تتابع معها الوضع الى الغرفة لكى تتفحصها للمرة الاخيرة قبل مغادرتها ..لكن لاحظت حياء عينيها المسلطة فوق صدر عز الدين العارى فقد كان تتأكله بعينيها مما جعل النيران تشتعل بداخل حياء ترغب بالانقضاض عليها ونزع عينيها تلك
هتفت حياء بغيظ وهى تنتفض جالسه نازعه غطاء الفراش الذي كان موضوع فوق جسدها تلقيه بحدة فوق صدر عز الدين العارى بينما تلقي نظرات نارية نحو الطبيبة
=حط ده يا حبيبى عليك  ...علشان متخدش برد و تتعب
نظر اليها عز باستغراب وهو يهز رأسه باستفهام بينما اشتعل وجه الطبيبه بالخجل وهي تقوم بتحرير يدها من المحلول تتمتم سريعا بصوت مرتجف بان حالتها اصبحت مستقره و يمكنها المغادرة للمنزل  قبل ان تخرج من الغرفة بخطوات سريعه متعثرة فقد كانت تعلم بان حياء قد قبضت عليها وهى تتأمل زوجها...
ازاح عز الغطاء من فوق جسده وهو يتمتم بنفاذ صبر
=ايه اللي انتى بتعمليه ده  ؟!
هتفت حياء بغضب وهي تعيد الغطاء فوق جسده باصرار
=سيبه مكانه...بعدين فين قميصك ؟!
نظر عز الى الاسفل ليتفاجأ بمظهره فقد نسي امر عرى صدره تماماً فى ظل كل ما حدث..
زفر باحباط ممرراً يده بين خصلات شعره نازعاً الغطاء مرة اخرى ملقياً اياه فوق الفراش قائلاً بانهاك
=يلا علشان هنروح
هتفت حياء بغضب وهي تنظر الى صدره العارى والنيران تشتعل بصدرها فور تذكرها نظرات الطبيبه منذ قليل وكم النساء التى سوف تراه و هو بهذا العرى
=انت اكيد مش هتمشى بمنظرك ده في المستشفى..
ضغط علي شفتيه بحنق قبل ان يجيبها بنفاذ صبر
=حياء  مش وقتك خالص  انا اصلاً علي اخرى  وماسك.نفسى بالعافيه.. بعدين اجيبلك قميص منين دلوقتي ؟!
هتفت حياء بحده وهى تشير برأسها نحو الغطاء الملقى فوق الفراش
=غطى نفسك بده....
زفر عز بغضب وهو يفرك وجهه متمتاً بحدة وهو يشعر بطاقته قد نفذت
=ليه ممسوك في شقه دعاره علشان امشى بملايا
ليكمل و هو يكسر عينيه فوقها بحدة
=بعدين ...انا مش عايز اسمعلك
صوت ...انا مش ناسى اللي انتي هببتيه
همهمت حياء بحنق وهي تهز كتفيها ِ=خلاص انت حر ..هو انا اللى هتعب و هيجيلي برد ولا انت
لم يجيبها  وانحنى يحملها بين ذراعيه بصمت يستعد للخروج هتفت حياء
=لا نزلني انا همش......
لكنها توقفت عن تكملة جملتها تبتلع لعابها بخوف فور ان حدقها بنظرة حادة اخرستها علي الفور ليحملها بين ذراعيه محتوياً اياها و هو يشعر بانه علي الحافه فلا يزال لا يستطيع تصديق ما مروا به اليوم ..
اكمل طريقه للخارج بخطوات واثقة متجاهلاً نظرات الجميع التى كانت منصبه عليهم باهتمام...
كانت حياء جالسة فوق الفراش بغرفتها بعد مغادرة جميع العائلة لغرفهم الخاصه بعد ان اطمئنوا عليها ...
فقد تفاجئوا عندما دخل عز الدين  الي المنزل وهو يحملها بين ذراعيه و رؤية وجهها بذلك المنظر..
كان عمها و زوجته يشعران بالقلق الشديدعليها لكن عز الدين قد طمئنهم علي حالتها واستقرارها..
كما ارادت نهي ان تقضى معها هذه الليله حتي تعتنى بها  لكن حياء رفضت ذلك مأكده لها بانها اصبحت على ما يرام ولا حاجة لذلك..
لاحظت حياء ايضاً نظرات تالا التى كانت تشتعل بالحقد وهى تراقب اهتمام عز الدين  و الجميع بها  لكنها فضلت تجاهلها تماماً...افاقت من افكارها تلك علي دخول عز للغرفه وهو يحمل صحناً صغيراً بك بين يديه
=انا طحنت الحبايه علشان تقدرى تاخديها...
ليكمل مستفزاً اياها وهو لا يزال يشعر بالغضب منها بسبب عدم تناولها دوائها وتعريض حياتها للخطر
=يعنى مالكيش حجة ...ولا ناويه كمان متخدهاش المره دى
اجابته حياء وهي تشعر بالخجل
=لا هاخدها..بس و الله يا عز انا كنت فعلاً ناويه اخدها اول ما انت  تمشى
جلس بجانبها فوق الفراش بعد ان قام بتدويب الحبه ببعض الماء في كوب مناولها اياه تناولته حياء على الفور تحت نظراته المتفحصة الثاقبة...
اخذ منها الكوب الفارغ و وضعه فوق الطاوله ثم احاط وجهها  بيديه مبعداً خصلات شعرها المتناثره عن عينيها قائلاً بحنان
=حاسه باى تعب او اى حاجة وجعاكى  ؟!
هزت حياء رأسها بالرفض وهي تنظر اليه باعين متسعه تهمهم بضيق
=بس وشى لسه وارم و انا......
قاطعها عز ممرراً يده فوق وجهها المتورم بحنان
=متقلقيش الورم بدأ  يخف و علي بكره بالكتير هيكون اختفي تماماً
هزت حياء رأسها وقد بدأت بالتثاؤب فقد بدأ مفعول الدواء بالسريان حيث قد اكد الطبيب بانه سوف يسبب لها النعاس ابعد عز يده عن وجهها مرجعاً اياها الى الخلف برقة حتى استلقت فوق الفراش ليتمتم بصوت منخفض
=ارتاحى يلا و نامى.....
همست حياء وهي تمتم بصوت منخفض ممسكه بيده بين يدها
=طيب وانت مش هتنام..؟!
اومأ لها عز يجيبها
=هنام ...بس هغير هدومى الاول
همسن حياء بصوت ضعيف من اثر النعاس وعينيها شبه مغلقه
=ماشى بس لازم ت.....
لكنها لم تكمل جملتها حيث غلبها النعاس وسقطت فى نوماً عميقاً علي الفور .....
ظل عز الدين جالساً بجانبها متأملاً اياها عدة لحظات ممرراً يده بحنان فوق خصلات شعرها قبل ان ينهض ببطئ ويقوم بتغيير ملابسه التى كان يرتديها من قبل ثم استلقي بجانبها وهو يتأمل بعينين تلتمع بشغف شعرها الحريري المتناثر فوق وسادتها كشلال من الحرير الذهبي اقترب منها اكثر جاذباً اياها برقه نحو جسده حتي اصبح جسدها ملاصقاً له جاعلاً رأسها يستند فوق وسادته تنهد بضيق و عينيه تمر ببطئ فوق وجهها الخلاب فرؤيته لها ملقيه فوق ارضية الغرفة وهي بهذه الحالة جعلته يشعر بخوف لم يشعر به من قبل فى حياته ..
شعر بانقباض حاد يضرب صدره عند تذكره هذا الشعور....زفر ببطئ مفكراً بان ما حدث اليوم جعله يعيد ترتيب افكاره من جديد خاصة بعد ان كاد يفقدها ..فهو لا يريد ان يفكر فيما الذى كان سوف يحدث لها لو كان قد تركها بمفردها و ذهب للحفل كما طلبت منه هدد الضغط الذي قبض علي صدره بسحق قلبه  مما جعله يحيطها بذراعيه بحماية ضمماً جسدها اليه بقوة مقرراً بانه سوف يمنح لعلاقتهم فرصة فهو حتى هذه اللحظه لم يرى منها شئ يستدعى قلقه لذلك فهو سيحاول ان يثق بها مانحاً اياها بعضاً من الحرية و ينسى تماماً ما حدث سابقاً بادئاً معها صفحة جديدة تماماً
ضمها اكثر نحو صدره ثم انحني يلثم  وجنتيها المتورمه برقه .. ضاغطاً بشفتيه فوق عينيها يقبلها بحنان قبل ان يدفن وجهه بعنقها ويستغرق بالنوم و هو راضى تماماً عن القرار الذى اتخذه  ...
اقتحمت تالا غرفة جنات التى كانت مستغرقة بالنوم والتى انتفضت بفزع عندما اخذت يد تالا تهزها بغضب وهى تهتف
=اصحى يا زفته...اصحى ليكى نفس تنخمدى بعد اللى هببتيه
جلست جنات فوق الفراش وهى تفرك عينيها تمتم بصوت اجش من اثر النوم
=ست تالا...؟! فى ايه فى نصاص الليالى كده في حد......
قاطعتها تالا وهى تجز على اسنانها بغضب
=اخرسى مش عايزة رغى كتير هو سؤال واحد وتجوبى عليه
لتكمل بجديه وهى تنظر اليه نظرات ثاقبه حاده
=انتى حاطتى من الازازه اللى ادتهالك فى حاجة تانية غير الكريم بتاع حياء ؟!
اجابتها جنات و هى تثرثر بانفعال
= بصراحه كده خوفت انها متحطش من الكريم اللى حطيت فيه البتاع اللى انتى ادتهولى ده وميحصلهاش حاجه وتروح الحفله عادى وتضيع عليا الفلوس
صرخت تالا بنفاذ صبر وهى تشير بيدها بعصبيه
=انجزى..انتى هتحكيلى قصه حياتك حطتيه  فى حاجه تانيه ولا  لاء..؟!
اجابتها جنات وهى تفرك شعرها بتوتر
=ايوه حطيتهولها فى النسكافية اللى كانت طلبته لما طلعت اوضتها علشان تجهز للحفله...
صرخت تالا وهى تضع يدها فوق رأسها
=يخربيتك...يخربيتك..كنت هتموتيها يا غبية ده مش مركب عادى ده زى السم لو دخل جسم الانسان يحصله اختناق و يموت
شحب وجه جنات بشدة تمتم بارتباك
=سم..و تموت ايه ؟!..لا يا ست تالا انتى قولتى ان وشها هيورم بس لكن سم ..سم ايه ؟!
نكزتها تالا في كتفها بحده و هى تصيح بغضب
=ما هو ماده بتعمل حساسيه لما يتحط على الجلد من برا لكن لما تتنيلى تحطهولها فى حاجه تاكلها او تشربها بيبقى زى السم و يموت
نهضت جنات من فوق الفراش تلطم  وجنتيها وهى تنتحب بشدة
=يا سوادك يا جنات ...يا سوادك يا جنات دى زمانها ماتت وشبعت موت اروح فين واجى...منين دلوقت
جذبتها تالا من ذراعها تهزها بقوة وهى تهتف بحدة
=اتكتمى هتفضحينا يا حيوانه ..
لتكمل بغل وهى تهز قدميها بقوة
=اطمنى اهى قعدة متلقحة فى اوضتها زى القرد بعد ما عز لحقها...
وضعت جنات يدها فوق صدرها تننفس براحه
=الحمد لله....الحمد لله
زجرتها تالا بنظرات نافرة وهى تتمتم بحدة قبل ان تغادر الغرفة كالعاصفه الغاضبة
=كنا هنضيع بسبب غبائك ..لكن العيب مش عليكى العيب عليا ان اعتمدت ع واحدة غبيه زيك
جلست جنات فوق الفراش تراقب انصرافها العاصف تمتم بذهول
=و نبى شكله فيلم عاملاه عليا علشان تاكل ال 20 الف جنيه عليا ضلاليه وتعملها....
ثم استقلت فوق الفراش بهدوء ..
=بكره هعرف كل حاجه و لو طلع فيلم هاخد فلوسى منها مش هسيبها اها هو انا هبله..
في الصباح....
استيقظت حياء تجلس فوق الفراش ببطئ وهي ترفرف بجفنيها ولازال ذهنها لم يستقيظ بعد لكنها انتصبت في جلستها عند رؤيتها لعز الدين واقفاً امام المرأة يمشط شعره وهو يرتدى ملابس غير رسميه شعرت بضربات قلبها تزداد بقوة وهى تمرر عينيها فوق جسده متأمله مظهره هذا فلأول مره تراه يرتدى غير الملابس الرسميه التي يرتديها دائماً اثناء ذهابه للعمل..
فقد كان يرتري بنطال اسود و فوقه تيشرت رمادى محكم فوق جسده يبرز عضلات بطنه و عضلات ذراعيه الصلبه اخذت ترفرف بيديها امام وجهها المشتعل محاوله تخفيف الحراره التي اشتعلت  بوجنتيها لكنها صرخت بفزع فور تذكرها ما حدث لوج
التفت نحوها عز الدين بقلق فور سماعه صرختها تلك هتفت حياء بارتباك وهي تشير الي وجهها
=وشى...وشى لسه وارم ؟!
اقترب منها وهو يبتسم بتسليه قائلاً وهو يتأمل وجهها الذى قد عاد الي طبيعته
=لا ..اطمنى
نظرت اليه حياء بشك قائلة بقلق
=بتضحك عليا صح ؟!.
لم يجيبها و انحنى يجذبها من يدها بخفه منهضاً اياها من فوق  الفراش متجهاً نحو المرأه جاذباً اياها خلفه حتي وصل بها امام المرأه جذبها من كتفيها و اوقفها امامه قائلاً وهو يهمس بصوت منخفض بالقرب من اذنها
=شوفي بنفسك
وقفت حياء تتأمل وجهها الذي قد عاد طبيعياً مرة اخرى فقد ذهب التورم الذى كان يملئ وجهها بالامس تماماً وكأنه لم يكن موجوداً من الاساس اشرق وجهها بابتسامة فرحه واضعه يدها فوق صدرها وهي تتنفس براحه قائلة
=الحمد لله....
ابعد عز الدين خصلات شعرها المتناثره فوق عينيها متأملاً اياها  قائلاً. بحنان
=حاسه انك احسن ؟!
هزت حياء رأسها بالايجاب وعلى ترتسم ابتسامة مشرقة
ليكمل عز وهو يمرر ابهامه فوق وجنتيها برقة
=طيب يلا اتفضلي بقي اجهزي علشان ننزل..
التفتت نحوه حياء حتي اصبحت تواجهه وهي تمتم بهدوء
= ماليش نفس افطر دلوقتي انزل انت علشان وافطر علشان متتأخرش علي شغلك
اجابها بهدوء
=ومين قالك ...ان احنا هننزل علشان نفطر
عقدت حياء حاجبيها بعدم فهم قائله بارتباك
=اومال.. هنروح فين ؟!
اجابها بهدوء وهو يراقب تعبيرات وجهها بدقه
=هنقضى اليوم النهارده برا
وقفت حياء بجسد متجمد من الصدمة تنظر اليه باعين متسعة تهمس بنبرة يتخللها الشك
=برا ....فين ...؟!
اجابها بهدوء ممرراً اصبعه فوق ملامح وجهها برقه
=المكان اللي انتى تحبيه .
انتفضت حياء تقفز فى مكانها بفرح وهي تصرخ بسعاده ملقيه بجسدها بين ذراعيه تتشبث بعنقه بقوة وهي تهتف
=بجد..بجد يا عز ؟!
احاط عز بخصرها وهو يومأ برأسه لها وعلي وجهه ترتسم ابتسامه  لكنه سرعان ما حاول رسم الجديه علي وجهه قائلاً
=ايوه بجد ..وأجهزى بسرعه بقي قبل ما اغير رأى
ابتعدت عنه حياء سريعاً تمتم بلهفه وقد احمر وجهها بخجل عندما ادركت ما قامت به منذ قليل
=لا ...لا انا هجهز علي طول اهوه
اومأ لها عز وهو يزيح من فوق عينيها خصلات شعرها ويضعها برقه خلف اذنها قائلاً بهدوء
=هنزل اعمل كام مكالمه للشغل  تكونى انتي جهزتى ..تمام
اومأت له حياء بالموافقه و عينيها لازالت تلتمع بسعاده وهي تراقبه يغادر الغرفة بخطوات هادئه وضعت يدها فوق خديها المشتعلان عند تذكرها القاءها بنفسها بين ذراعيه منذ قليل تمتم بغضب
= ايه اللي انا عملته ده ...
لتكمل وهي تمرر يديها بين خصلات شعرها وقد عادت السعاده تغمرها مرة اخري
= مش مهم  المهم انى هخرج واشوف الدنيا اخيراً
ثم اتجهت مسرعة نحو خزانتها لتبديل ملابسها وهي تغني بصوت منخفض...
كان عز الدين واقفاً يراقب باستمتاع تلك الواقفة امام ارفف الكتب العملاقة تطلع اليها بشغف كطفل دخل الي متجر حلوى فمنذ دخولهم الى المكتبه منذ اكثر من ساعتين وحياء لا تفعل شئ سوا انتقاءها للكتب حتى انها لم تلتفت اليه ولو مرة واحدة مندمجه بما تفعله تماماً ..تذكر محادثتهم فى الصباح فور صعودهم  للسيارة الخاصه بع حيث طلبت منه اصطحابها لاحدى المكتبات لاختيار بعض الكتب التي ترغب بقرائتها وعندما اعترض قائلاً بانها يمكنها تكليف احد بهذة المهمة اجابته برجاء بان نهى مؤخراً هي التي تبتاع لها الكتب لكن معظمها لا يعجبها وترغب بشراءها علي ذوقها الخاص بها وعندما  لمح الرجاء  الذى يلتمع بعينيها وافق علي الفور غير راغب بالتسبب باحزانها فهذا اليوم قد خصصه لاسعادها وان كان ابتياعها للكتب هو ما سيسعدها فسوف يفعله ... التفت حياء تضع كتاب اخر فوق الكتب التي اختارتها سابقاً لكنها فور ملاحظتها لكم الكتب التى اخترتها اشتعل وجهها بالخجل ترفع عينيها اليه قائله بصوت منخفض وهي تشير برأسها نحو تل الكتب المرصوص فوق الطاولة التى بجانبها
=عز ... انا زودتها اوي مش كده
اقترب منها ممسكاً بيديها بين يديه
برقة قائلاً بهدوء
=لا ...اختارى اللي انتى عايزاه براحتك..كده كده أشرف هياخد كل الكتب دي  في عربيه الحرس الزياده متقلقيش
اشرق وجهها بابتسامه فرح تهتف وهي تتجه نحو ارفف الكتب من جديد
=طيب ...انا هختار روايتين كمان وخلاص والله
هز عز رأسه وهو يبتسم غير قادر علي استيعاب مدي شغفها وحبها للقراءة...
كانت حياء جالسه بجوار عز الدين في السيارة اثناء طريق عودتهم الى المنزل حيث قضوا معظم اليوم بالخارج فبعد انتهائها من اختيار الكتب التي ترغب بها اخذها الي افخم المطاعم لتناول طعام الغداء ثم اخذها الي احدى المحلات التجاريه لأدوات التجميل لتختار ما تشاء منها بدلاً من تلك التى أمر بالقاءها بالقمامه بعد ان حذر الطبيب منها....
تنهدت حياء بسعاده فهي بحياتها لم تشعر بالسعادة كما شعرت بهذا اليوم ...التفت نحو عز الدين الذى كان يصب اهتمامه علي الهاتف الذى بين يديه تهمس بهدوء
=عز.....
التفت نحوها ينظر اليها بتساؤل اكملت بصوت منخفض و وجهها يشتعل بالخجل
=ممكن اطلب منك حاجة......
اقترب منها ممرراً يده ببطئ فوق احمرار خديها وهو يهمهم بالموافقه و عينيه تتأمل وجهها بشغف
تمتمت حياء بانفاس متقطعه وهى تشعر بلمسه يده فوق وجنتيها كالنار المشتعله
=مم...ممكن ..ننزل نتمشى لحد البيت وبلاش العربيه ...
انزلقت يده عن وجهها قائلاً بحزم
=مينفعش ..انتي عارفه.......
قاطعته حياء علي الفور وهى تمسك يده بين يديها قائله برجاء
=وحياتي يا عز..مش هياخد مننا 10 دقايق احنا خلاص قربنا نوصل البيت اصلاً ..انا واحشنى ان امشى في الشارع وسط الناس
ظل عز الدين يتأملها بتردد عدة لحظات بتردد لكنه هز رأسه بالموافقه في نهايه الامر عند لمح الامل الذي يلتمع في عينيها وهي تنتظر اجابته....ِ
كانت حياء تمشي بجوار عز الدين وهي تتأمل الناس والطرقات بفرح تثرثر لعز الدين عما كانت تفعله في استراليا تقص عليه مواقفها المرحه مع اصدقائها وكان هو يستمع اليها باهتمام ....
و اثناء مرورهم باحدي محلات بيع المثلجات لاحظ علي الفور نظراتها نحو الثلاجه الضخمه التي تعرض   اشهي انواع المثلجات المختلفة دخل الي المحل وهو يسحبها الى جانبه بحمايه محيطاً خصرها بذراعيه عندما اندفعت مجموعة من الشباب الى مدخل المحل ابتسمت حياء بسعاده علي اهتمامه هذا فمنذ ليلة امس وقد اختلفت العلاقة بينهم كثيراً  واصبحت اهدئ من قبل كما انه اصبح يتعامل معها بحنان ورقه فاليوم لم يفعل شئ سوا اسعادها وتحقيق كل ما ترغب به...
تنهدت حياء بسعادة وهي تتأمل قطعه المثلجات التي اخترتها بينما رفض هو ان يبتاع لنفسه اكملوا طريقهم وهو لايزال يحيط خصرها بذراعه همهمت حياء بتلذذ عندما تذوقت اول قطعه من المثلجات لتتوقف خطوات عز الدين متجمداً في مكانه التفت نحوها بعينين مسلطه فوق شفتيها الملطخه بالمثلجات ابتلع  الغصه التي تشكلت بحلقه  بصعوبه وهو يهمس بصوت منخفض غاضب
=كلى وانتي ساكته بدل ما تخليني اتهور فى الشارع
نظرت اليه حياء بعدم فهم قائله باستياء وقد قضبت حاجبيها
=وانا عملت ايه دلوقتي يا عز ؟!
همهم عز عدة كلمات غاضبه قبل ان  يكمل طريقه مرة اخرى جاذباً اياها بقربه اكثر لكنه التفت نحوها بعد عده لحظات عندما وجدها قد صمتت وهذا عكس طبيعتها فمنذ الصباح فهي لم تتوقف عن التحدث والثرثره اليه و كم احب هو ذلك كثيراً....
تنحنح قائلاً محاولاً اعاده المرح بينهم مشيراً نحو المثلجات التي بين يديها
=طعمها حلو ؟!
هزت حياء رأسها بالايجاب
اكمل عز قائلاً
=طيب دوقينى كده.....
رفعت حياء المثلجات الي فمه وهي تبتسم برقه قائلة
=هيعجبك اوى....
لكن تحولت ابتسامتها تلك الي ضحكه ماكره عندما وضعت المثلجات على انفه بدلاً من فمه ليتلطخ علي الفور انفجرت ضاحكه بمرح على مظهره هذا لكن تجمدت ضحكتها تلك عندما وجدت وجهه متصلب ولم يبدر منه اى ردة فعل همست بصوت ضعيف مرتبك
=عز انت زعلت ؟!
لم يجيبها  و عندما اقتربت محاوله  التحدث اليه مره اخرى جذب  المثلجات سريعاً من يدها ورفعها نحوها ملطخاً وجهها باكمله متجاهلا صرخات اعتراضها وهو يبتسم بمرح حتي اصبح وجهها باكمله ملطخاً ابتعد عنها وهو يتمتم بمرح
= انتي اللي بدأتى .....ِِ
تناست حياء وجهها الملطخ و وقفت تتأمل بسعاده حالته المرحه تلك والابتسامه المرتسمه فوق شفتيه فلأول مرة في حياتها تراه بهذا المرح والسعاده فدائماً كان مقتضب الوجه بجديه
  افاقت من شرودها هذا تهتف بسخط وهي تتصنع الاستياء منه قائله
=همشي بمنظرى ده ازاي دلوقتى ؟!
ابتسم قائلاً و هو يرفع وجهها نحوه
=بسيطة خالص.....
ليكمل بمرح وهو يجذب خصلات شعرها للامام مغطياً به وجهها تماماً
=كده محدش هيقدر يشوف حاجه
صاحت حياء باستياء وهى تعيد شعرها للخلف بغضب
=عز متهزرش...
جذبها من يدها متجهاً نحو احدى سيارات الحرس الخاصه بهم والتى كانت تسير خلفهم ببطئ حتى تواكب خطواتهم فتح باب احدها وتحدث مع احدى الحرس ببعض الكلمات متناولاً منه زجاجة من المياه ثم عاد اليها مره اخرى يفتح زجاجه المياه يصب القليل منها بيده ثم اخذ يمسح بيده المبتله وجهها الملطخ برقه وبعد انتهاءه اخرج منديلاً من جيبه يجفف به  قطرات الماء العالقه بوجهها
ثم اعاد ترتيب خصلات شعرها خلف اذنها وهو يتمتم بحنان
=تمام كده يا ستى..
اومأت له برأسها وهي تبتسم له تشعر بقلبها يغني فرحاً بسبب اهتمامه واعتنائه الشديد بها
احاط خصرها بذراعيه مرة اخرى و
عادوا لتكمله طريقهم بخطوات متمهلة بطيئة بينما اخذت حياء تفكر بانها لاترغب لهذا اليوم بان ينتهى ابداً...
كانت تالا جالسة بردهه المنزل  تتحدث في الهاتف بصخب مع احد اصدقائها
=انتي ناسيه..انا مين ولا ايه
لتكمل تقاطع صديقتها
=باللى هعمله ده هخليها تعرف مقامها كويس مش انا الل ......
لكنها ابتلعت باقي جملتها مسقطة الهاتف من يدها فوق قدميها بصدمه فور رؤيتها لعز الدين يدخل الي المنزل و هو يحيط خصر حياء بيده بينما يضحك علي شئ قد قالته تمتمت تالا بصدمه
=عز الدين بيضحك..؟!
فهى لأول مرة فى حياتها تراه  يضحك بهذا الشكل حتي انها لاول مره تراه بهذا الاسترخاء والمرح...
انتفضت واقفة بغضب وعينيها مسلطة بغل فوق يده المحيطه بخصر حياء والنيران تتأكلها من الداخلها ولكن و قبل وصولهم للدرج هتفت بصوت حاولت جعله هادئ قدر الامكان
=عز.......ِ
توقف في مكانه فور سماعه صوتها ملتفتاً اليها يهز رأسه باستفهام
اقتربت منهم وهى تتصنع الابتسام و الفرحه
=مش هتقولي مبروك ؟!
عقد عز حاجبيه بعدم فهم قائلاً
=مبروك علي ايه بالظبط ؟!
هتفت تالا وهي تصفق بيدها
=انا نجحت...وبكده بقى معايا ماجستير فى القانون العام رسمى
تمتم قائلاً بهدوء وهو يربت فوق كتفها بحركه عشوائيه
=بجد...مبروك يا تالا
ثم التفت نحو حياء التي كانت واقفه تستمع الي تالا ببرود يحثها بعينيه علي ان تقوم بتهنئتها هى الاخرى لكنها تجاهلته و ادارت وجهها نحو الحقيبه التي بيدها تتصنع البحث بداخلها عن شئ
هتفت تالا تجذب انتباهه عن حياء
=بس مبروك لوحدها كده...مينفعش
ابتسم عز قائلاً بهدوء
=اومال عايزاه ازاى ياست تالا
نظرت اليه تالا برجاء
=عايزه اعمل حفله واعزم فيه كل اصحابى وقرايبنا
تردد عز في بادئ الامر لكنها تمتمت وهي تتصنع الحزن فور ملاحظتها ذلك
=انت...انت عارف ان كان نفسي ماما الله يرحمها تكون معايا في اليوم ده ...ويمكن ده يعوضنى شويه
اومأ لها عز بالموافقه علي الفور قائلاً
=خلاص يا تالا اعملى اللى انتى عايزاه ...ِ
ارتمت تالا بين ذراعيه تحتضنه تمتم بكلمات الشكر والامتنان و هى تنظر بنظرات ذات معنىالي حياء التى كانت واقفه تراقب هذا المشهد و هي تشعر بنيران الغيره تنهش بداخلها ترغب بالانقضاض عليها  تخمش وجهها المبتسم ذلك باظافرها حتي تدميه  وتزيح ابتسامتها تلك..
ابتعدت حياء عن يد عز التي كانت لا تزال تحيطها بغضب مما جعلت يده تسقط بجانبه تمتمت بحده وهي تبتعد عنه صاعده الدرج
=انا طالعة اوضتى..عندي صداع مش قادرة
ابعد عز الدين تالا التى كانت لازالت متعلقه بذراعيه و هو يراقب تلك التى تصعد الدرج بخطوات غاضبة وعلى وجهه ابتسامه مستمعه ثم اتجه نحو مكتبه الخاص بصمت دون ان يوجه كلمه اخرى الي  تلك الواقفه بمكانها تلوي احدى خصلات شعرها بغل عندما لاحظت نظراته تلك لكن سرعان ما ارتسمت فوق وجهها ابتسامه ماكره فور تذكرها ما تنوي فعله ....
بعد ساعة...
دخل عز الدين الي الغرفه ليجد حياء جالسة فوق الاريكة تشاهد التلفاز وبين يديها صحناً كبيراً من الفشار تتناول منه ادارت نظراتها نحوه فور شعورها بتواجده لكنها اعادته مره اخرى بتجاهل نحو شاسة التلفاز جلس بجوارها فوق الاريكه قائلاً بهدوء
=ممكن اعرف ايه اللي حصل تحت.. ليه مباركتيش لتالا ؟!
اجابته حياء ببرود وهي تنظر الى شاشة التلفاز
=مبحبهاش...وانا معرفش انافق حد
ابتسم عز الدين بداخله علي اجابتها تلك لكنه تصنع الصرامة امامها قائلاً
=ومبتحبهاش ليه تالا بنت......
هتفت حياء بغضب وهي تضع الصحن فوق الطاولة بحدة
=ايه كمان هتؤمرنى احب مين ومحبش مين......
جذبها عز الدين من معصمها حتي ارتطمت بصدره بقوه قائلاً
=صوتك ميعلاش وانتي بتتكلمي معايا...
اخذت تنظر اليه باعين متسعه عده لحظات قبل ان تتمتم بارتباك
=صص..صوتي مش عالي انا نبره صوتى كده مش بزعق يعنى
ابتسم بسخرية علي كلماتها تلك مما جعلها تشتعل بالغضب نفضت يده عنها مبتعده عنه ثم التقطت الصحن من فوق الطاوله مره اخري تتناول منه بغضب وهي تعاود مشاهدة التلفاز متجاهله نظراته عليها لكنها اخذت تراقبه بطرف عينيها وهو ينهض من فوق الاريكه متجهاً الي غرفة الحمام لتبديل ملابسه...
مررت يدها بين خصلات شعرها وهي تتأفف بغضب حيث لا تعلم السبب وراء تلك الغصه التي تكونت في قلبها فور رؤيتها لتالا ترتمى بين ذراعيه وتحتضنه بهذا الشكل اخذت تتمتم بغيظ
=ما تحضنه ولا تولع حتي انا مالى..
اخذت تهز قدميها بغل وعقلها يعيد عليها صورتها وهى بين ذراعيه مما جعل النيران تشتعل بداخلها التقطت الوسادة التى بجانبها تضغط عليها بقوة مخرجه بها غضبها لكنها القتها بغضب نحو باب الحمام الذي اغلقه عز الدين خلفه منذ قليل وهي تهتف مقلدة كلماته
= امممم مباركتيش لتالا ليه ....
لكن لسوء حظها انفتح الباب فى تلك اللحظه واصطدمت الوساده بقوه بصدر عز الدين الذي توقف بمدخل الباب ينظر الي الوساده التي سقطت عند قدميه رفع رأسه نحوها قائلاً بسخريه
=كنت ارمينى بالطبق اللى فى ايدك......
ليكمل بمرح وهو يشير نحو الوساده
=احسن من دى...علي الاقل كان جابلك من الاخر و خلصك منى
اعتدلت حياء في جالستها وهي تهز كتفيها  قائله بارتباك
=و اخلص منك ليه... بعدين انا محدفتش حاجه اصلاً
نظر عز  الى موقع جلوسها ثم موقع الوساده التي كانت تبعد عنها بعدة مترات ليست قليله قائلاً بمرح
=مرمتيش حاجه....؟!
ليكمل مغيظاً اياها وهو ينحني ملتقطاً الوسادة من فوق الارض
=يمكن في عفاريت ولا حاجه ساكنين معانا في الاوضه و زعلانين مني لا و كمان شكلهم مش طيقنى
شعرت حياء بوجهها يشتعل لكنها ظلت صامته متجاهله اياه
اتجه نحو الفراش قائلاً محاولاً اغياظتها
=انا هنام بس وحياتك يا حياء ابقي خدي بالك من العفاريت ليخنقوني ولا حاجه و انا نايم اصل شكلهم علي اخرهم منى
نظرت اليه حياء تقلب وشها بسخريه وغيظ قبل ان تدير وجهها بعيداً
ضحك عز بصوت منخفض قائلاً
=عايز افهم حاجه احنا مش راجعين من برا كويسين ايه بقى سبب كل اللى بتعمليه ده
ليكمل بمرح وهو يهز يده بجانب  رأسه باشاره للجنون
=انتى مجنونه حياء ؟!
هتفت حياء بسخريه و هي تنظر اليه بسخط
=اها انا مجنونه ...ِ
زفر باحباط عندما لم يستطع اخراجها من حالتها تلك قائلاً
=الساعه بقت 1 مش هتنامى ؟!
اجابته باقتضاب وهي تهز كتفيها بلامبالاه
=1 ولا 5 حتي يعنى انا ورايا ايه
تمتم عز بهدوء وهو يستلقى فوق الفراش قائلاً باستفزاز
=تمام براحتك..بس انتي بمنظرك ده مش هتقدرى تيجي معايا الشركه بكره زي ما كنت مخطط
انتفضت حياء تعتدل في جلستها فور سماعها كلماته تلك وقد استحوذ علي انتباهها بالكامل
=بتكلم جد..... هروح معاك الشركه؟!
ِ
هز كتفيه ببرود وهي يتثائب بتكاسل قائلاً بخبث
=لا خلاص مش مهم بقى ...كملى انتي سهر براحتك
انتفضت حياء واقفة على الفور تغلق التلفاز و تتجه نحو الفراش تستلقي فوقه وهي تمتمت سريعاً
=لا..انا هنام ..انا ...انا اصلاً مش قادره افتحى عيني ...
لتكمل و هى تستدير نحوه تساله بعينين تلتمع بالامل
=هروح معاك الشركة بكرة ؟!
رفع عز حاجبه قائلاً بمكر
=بشرط
تمتمت حياء بلهفة
=شرط ايه...؟!
اجابها عز وهو يقترب منها ببطئ حتي اصبح لا يبعد عنها كثيراً
=تدينى بوسه
شهقت حياء بصدمه ليشتعل وجهها بالخجل وهي تتمتم بصوت مرتجف
=بوسه ؟!ا..اا..ايه اللي بتقوله ده ..
قاطعها عز وهو يشير باصبعه فوق وجنته
=بوسه بريئة عادى ...
ازاحت حياء عينيها عنه وقد ازداد اشتعال وجهها ضمت يدها فوق صدرها قائلة بحزم
=لا ...لا برضو
تنحنح عز قائلاً محاولاً اغراءها فهو يشعر بحاجه ملحه بالشعور بشفتيها فوق جلده لكنه يرغب ان يتم الامر هذه المرة برغبتها و موافقتها...
=حتي لو قولتلك انى هخاليكى تخرجى مع نهى علشان تشترى فستان للحفله بتاعت تالا ؟!
هتفت حياء وقد اشتعل وجهها بالفرحه و الحماس
=بجد يا عز ؟!
اومأ لها برأسه وهو يبتسم ثم اشار فوق وجنته باصبعه
اقتربت منه حياء ببطئ  بوجه مشتعل بالحمره وهي تشعر بالتوتر والارتباك بينما ضربات قلبها اخذت تزداد بقوة...
التمعت عينيه بالترقب عندما رأها تنحني فوقه جذب نفساً عميقاً داخل صدره متمتعاً برائحتها الخلابه لكنه حبس انفاسه تلك فور ان شعر بملمس شفتيها الحريرتين فوق خده ابتعدت عنه حياء ببطئ وهي تشعر بحرارة خديها تزداد لكنها شهقت بصوت منخفض عندما رأت الرغبه تحترق في عمق عينيه الدخانيه وعندما هم باحاطة خصرها بذراعه محاولاً جذبها نحوه التفتت مسرعه مبتعدة عنه تستلقى بطرف الفراش جاذبه الغطاء فوق جسدها حتى رأسها و هى تتمتم بصوت مرتبك
=انا...انا...هنام بقى تصبح علي خير
ظل عز الدين متجمداً بمكانه عدة لحظات يراقب هروبها ذلك محاولاً السيطرة علي الرغبه التي اجتاحت جسده بقوة مشعلة اياه لكن ارتسمت على وجهه ابتسامه بالنهاية عندما لاحظ أنفاسها المتعالية التى تظهر من خلال ارتفاع وانخفاض الغطاء الذى تختبئ اسفله ليعلم بانها قد تأثرت بع مثلما تأثر بها استلقى هو الاخر قائلاً بصوت اجش
= وانتي من اهله يا قطتى
ثم اغلق الاضواء التي بجانب الفراش لتغرق الغرفه بالظلام اغلق عينيه محاولاً الاستغراق بالنوم لكنه النوم لم يحضره الا بعد مرور عدة ساعات عانى بهم من الارق والحاجه الشديده اليها.....
فى احدي القصور الفاخرة كان داوود الكاشف جالساً في مكتبه يتحدث فى الهاتف بصوت حاد
=عينك تبقى عليها ..اى خطوه تخطيها تبقى عندى ..
وصل اليه صوت منتصر ذراعه الايمن
=يا باشا انا بقالى اكتر من شهر براقب القصر ....مشوفتهاش ولا مره خرجت منه غير النهارده شوفتها خارجه مع عز الدين المسيرى غير كده مبتطلعش برا القصر خالص ...
هتف داوود بغضب مقاطعاً الطرف الاخر
=مسيرها هتطلع...عايزك تفضل واقف مكانك عينك متغفلش ولو للحظة وكل حركه بتحصل فى قصر المسيرى توصلى ...فاهم
ثم اغلق الهاتف على الفور دون ان يتيح له فرصة للرد  ..القى الهاتف بغضب فوق المكتب قبل ان يتناول كرباجه السودانى الذى يتمتع بتعذيب ضحاياه به يضغط بقوة عليه وهو يتأمل صورة حياء الموضوعة  فى اطار فوق مكتبه  مرر يده الاخري فوق ملامح وجهها وعينيه تلتمع بوحشيه مخيفة
متمتاً بشراسة
=هتبقى ليا.. يعنى هتبقى ليا ...لا عز المسيرى ولا غيره هيقدر انه يفلتك من تحت ايدى
ثم اعتصر الكرباج بيده قبل ان يتوجه نحو ضحيته التي تنتظر بغرفة تعذيبه . . .
هها بالأمس فقد نست امره تماماً ...
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
في اليوم التالى...
خرج عز الدين من المصعد الخاص بشركته ممسكاً بيد حياء بين يده متجاهلاً نظرات الموظفين المنصبه عليهم بفضول
همست حياء وهى تضغط علي يده بارتباك
=عز ...
همهم مجيباً اياها بهدوء وهو يومأ برأسه رداً علي تحية احدى الموظفين
=الفستان اللي انا لبساه ده محترم ...يعنى ينفع للشركة ؟!
لم يجبها مكملاً طريقه بصمت مما جعلها تجذب ذراع بدلته تتمتم بتذمر
= يا عز بكلمك....
توقف فجأة مما جعلها تصطدم بجسده بقوه لكنه اسرع باحاطة كتفيها بيديه بحماية حتى لا
تتسبب قوة الارتطام بايذائها منحنياً عليها هامساً بصوت حازم بالقرب من اذنها و هو يمرر عينيه فوق الفستان الابيض و الجاكت الزيتونى اللون الذى كانت ترتديه فوقه و الذى ما زادها الا جمالاً فوق جمالها حيث كان بذات لون عينيها مما اضاف اليها بريقاً خاص..
=وانتي فكرك انه لو مش محترم كنت هطلعك به حتى برا الاوضة مش برا القصر ؟!
عقدت حاجبيها قائلة بتذمر
=مش قصدى على فكره انه عريان وكده قصدى لايق على الشركه والشغل و كده يعنى..
اومأ رأسه بالايجاب و قد ارتسمت ابتسامه مشرقه فوق وجهه يتابع طفولتيها تلك باستمتاع..
بادلته حياء الابتسام تمتم بحماس وهى تمرر يدها فوق فستانها
=بصراحه كنت قلقانه انه ميبقاش مناسب للمكان....
لتكمل وهي تنظر اليه بعينين تلتمع بالامل وهى تستدير حول ذاتها
=يعنى حلو عليا..؟!
اخذ يمرر عينيه ببطئ فوق جسدها متأملاً اياها بشغف فى ذاك الفستان الذى اظهر جمال قوامها مما جعل النيران تضرب جسده على الفور لكنه تنفس عميقاً محاولاً تهدئت ذاته مذكراً نفسه بالمكان الذى هم متواجدان به الا اذا كان يرغب بفضح نفسه امام موظفينه..
اومأ لها بصمت فى النهاية راسماً على وجهه ابتسامة خفيفه قبل ان يقبض علي يدها مرة اخرى محتوياً اياها بين يده بصمت مكملاً طريقه الى مكتبه الخاص ......
كانت حياء جالسة في المقعد المقابل لمكتب عز الدين تراقبه و هو مندمج فى عمله بعينين تلتمع بشغف لكنها اخفضت عينيها سريعاً تتصنع النظر الى المجلة التى كانت بين يديها عندما رفع رأسه نحوها قائلاً بهدوء
=زهقتي مش كده ؟!
اومأت له حياء برأسها تمتم بضيق
=بصراحة اها...
اخرج صندوق من داخل الدرج الداخلى للمكتب الخاص به ثم وضعه امامها قائلاً بهدوء
=ده الموبيل اللى كنت وعدتك به ...
التمعت عينين حياء بالسعادة و هي تهتف غير مصدقه انه اخيراً سوف يسمح لها باستعمال الهاتف من جديد
=بتاعى انا...يعنى اقدر استعمله ؟!
اومأ لها قائلاً وهو يبتسم على سعادتها تلك
=ايوه بتاعك.....
ليكمل بحزم وهو يشير نحو الهاتف
=بس خدى بالك الموبيل ده تقدرى تستقبلي بس منه الاتصالات ومسمحولك تتصلى بكام رقم بالعدد واللي هى طبعاً ارقام العيله غير كده مش هتقدرى...
قضبت حياء حاجبيها قائلة بغضب
=طيب ولزمته ايه بقى ؟!
نهض من فوق مقعده مقترباً منها جاذباً اياها من ذراعها بلطف حتى اصبحت تقف على قدميها امامه
مرر اصابعه فوق تقضيبه حاجبيها برقه قائلاً بحنان
=دي بدايه يا حياء...وصدقينى كل ما هتخلينى اثق فيكى كل ما كل حاجه بنا هتتغير..
همست حياء وقد التمعت عينيها ببريق من الامل
=يعني انت فعلا ً بدأت تثق فيا ؟!
اومأ لها برأسه بالايجاب قائلاً
=بحاول واتمنى انك متخيبيش ظنى...
هتفت حياء بسعادة وقد امتلئ وجهها بابتسامة مشرقة
=عمرى ما هخون ثقتك..صدقنى
تمتم عز الدين ممرراً يده بحنان فوق وجنتها
=عارف ده و واثق منه...
ثم وقف عدة لحظات متأملاً اياها و عينيه تلتمع بالشغف قبل ان يخفض رأسه متناولاً شفتيها فى قبلة حارة يبث بها حاجته اليها ..لتبادله هي الاخري قبلته تلك بشغف تأوهت بصوت منخفضاً عندما اخذ يعمق قبلته..محتوياً جسدها الغض بين ذراعيه جاذباً اياها نحو جسده الصلب اكثر بينما اخذت دقات قلبهما تزداد بجنون ظل يقبلها عدة لحظات اخرى قبل ان يرفع رأسه ببطئ سانداً جبهته فوق جبهتها و صدره يعلو وينخفض بشدة مكافحاً لالتقاط انفاسه.. بينما كانت هى مغمضة العينين تلهث بشدة وقف متأملاً اياها عدة لحظات ممرراً يده ببطئ فوق شفتيها المنتفخه اثر قبلته تلك قبل ان يهمس فى اذنها بصوت اجش
=كل حاجة هتتغير للاحسن صدقينى...
ثم انحنى ضاغطاً شفتيه فوق جبهتها مقبلاً اياها بحنان وهو يحتويها بين ذراعيه اكثر بحمايه...
كان عز الدين جالساً خلف مكتبه يراقب بابتسامة تملئ وجهه تلك الجالسة علي الاريكة التي فى الجانب الاخر من غرفة مكتبه تشاهد احدى مسلسلاتها التركية التي من الواضح انها تعشقها مستمتعاً بمراقبة التعبيرات التى كانت تمر فوق وجهها و سماع صوت ضحكتها الرقيقه وتعليقاتها المنخفضه على كل مشهد تشاهده...
افاق من تأمله لها عندما طرق باب الغرفة و دخلت راما السكرتيرة الخاصة به الي الغرفة بوجه شاحب قائلة بصوت مرتجف
=عز بيه ...ينفع استأذن من حضرتك و امشى بدرى النهارده
اجابها عز بهدوء وهو يضع القلم الذي كان بيده علي الطاولة
=تمشى ازاى يا راما انتى مش عارفه انك لازم تسجلى الملاحظات اللي هتتبعت النهارده لفرنسا
تمتمت راما بصوت مرتجف على وشك البكاء
=غصب عنى والله يا عز بيه اصل ماما تعبت جالها غيبوبة ونقلوها المستشفي ولازم اروحلها...
انتفض كلاً من عز وحياء من مكانهم مقتربين منها علي الفور تمتمت حياء بتعاطف وهي تربت فوق كتفها بخفه
=الف سلامه عليها...متقلقيش ان شاء هتبقي كويسه ..
اومأت لها راما بامتنان بينما اقترب منها عز الدين قائلاً بهدوء وهو يخرج من محفظته مبلغ مالى كبير مناولها اياه بعيداً عن انظار حياء حتي لا يتسبب فى احراجها قائلاً وهو يربط فوق يدها بحزم
=خلي المبلغ ده معاكى ...وانا هبعت معاكى عزيز يوصلك و كمان علشان لو احتاجتى اى حاجه..
ِتمتمت راما بصوت مرتجف
=شكرا يا عز بيه ...مش عارفه اقولك ايه بجد ربنا يخاليك
هز عز الدين رأسه لها بصمت مراقباً اياها تغادر المكان بخطوات متثاقلة...التف عز الدين حول مكتبه وعاد للجلوس مرة اخرى فوق مقعده يهم الاتصال بياسر لكى يجد له بديلاً لراما ط عندما اقتربت منه حياء تمتم بصوت منخفض
=عز .....ممكن اطلب منك طلب ؟!
التفت اليها يهز رأسه متسائلاً بصمت..لتكمل وهى تضغط فوق شفتيها بارتباك
=ممكن اساعدك انا في الشغل النهاردة و اخد الملاحظات مكان راما ..؟!
عقد عز الدين حاجبيه قائلاً بدهشة
=هتعرفى..؟!
اومأت له حياء بحماس قائلة بلهفة
=اها هعرف..هي صح اول مرة بس متقلقش انا بفهم بسرعة و كل الحكاية انك هتقولى شويه ملاحظات وهكتبها و بعد كده هطبعها عادى........
لتكمل بصوت منخفض تعرز اسنانها في شفتيها و هى تنظر اليه بخجل
=اصل بصراحة كدة زهقت ..قاعدة بقالي 4 ساعات بتفرج على مسلسلات بس
نهض من فوق مكتبه مقترباً منها بهدوء حتى اصبح يقف امامها مباشرة رفع يده نحو وجهها ممرراً ابهامه فوق شفتيها محرراً اياها من بين اسنانها.. لكنها عندما رفعت عينيها نحوه و رأت رأسه ينخفض نحوها و عينيه مسلطة فوقة شفتيها و الرغبه تحترق بداخلها تراجعت للخلف على الفور وهي تضع يدها فوق شفتيها بحماية تتمتم بارتباك و صوت مكتوم بفعل يدها
=لا...بص..بص مش كل شويه تعمل كده بعدين مش هتستغل انى....
لكنها ابتلعت باقي جملتها بصدمه عندما انحني عليها مقبلاً بحنان ظهر يدها التى كانت تغطي بها فمها هامساً بصوت اجش بالقرب من اذنها
=و انا ...موافق
ظلت حياء واقفة بمكانها ترفرف بعينيها بصدمة عدة لحظات محاوله استيعاب ما الذى قد وافق عليه فقد تسبب فى تشوش عقلها بسبب ما قام به منذ قليل لكنها استوضحت الامر عندما
اكمل وهو يبتعد عنها متجهاً نحو مقعده مرة اخرى مشيراً لها بالجلوس بالمقعد الذي امام مكتبه
=يلا علشان نبدأ....
اشرق وجهها بابتسامة فرحة و هى تتجه نحو المقعد الذى اشار اليه جالسه فوق واضعه اللاب توب الخاص به امامها وتبدا بكتابه ما يلقيه عليها اخذت تضرب بيدها فوق لوحه المفاتيح بسرعه ومهاره و هى تجاريه لكنه اندمج بالعمل سريعاً وبدأ يزيد من سرعة القاءه للكلمات عليها مما جعلها تتعثر في كتابة بعض الكلمات...
رفعت رأسها نحوه وهي تتنحنح بصوت منخفض لكنه لم ينتبه اليها و استمر دون ان يلاحظ توقفها ذلك متلاعباً باحدى الأقلام بين يديه...
لكنها تنحنحت مرة اخرى بصوت اعلي لتنجح في جذب انتباهه اليها التفت نحوها يهز راسه بتساؤل ..
اجابته حياء بخجل
=ممكن ..براحة شوية مش لاحقه اكتب حاجة
ظل عدة لحظات عينيه مسلطة عليها متأملاً اياها و على وجهه يرتسم تعبير غريب قبل ان يومأ برأسه بالموافقة مبتسماً لها بخفه قائلاً بهدوء
=وقفتى لحد فين.. ؟!
اجابته حياء ليبدأ مما توقفت عنده لكن هذه المرة بتمهل حتى تستطيع مواكبته...
حين انتهت حياء زفرت براحة و هى تنتفض واقفة قائلة بحماس
=هطلع بقي اعدله بعد كده هطبعه علشان تبعته
اجابها عز الدين و هو يومأ لها مبتسماً على حماسها ذلك
=تمام ...بس كل ده يخلص في اقل من ساعه لازم ابعت الورق في الميعاد المحدد و الا هيحصل مشكله كبيرة..
اومأت له وهي تتجه نحو باب المكتب قائلة بحماس
=متقلقش 10دقايق بالظبط و هيكون عندك
لكنها اصطدمت فور خروجها من باب المكتب بتالا التى كانت تستعد للدخول فى ذات الوقت تمتمت تالا بغضب وهى تفرك ذراعها
=مش تحاسبى ..؟!
نظرت اليها حياء بنفور قبل ان تتخطها وتتجه نحو مكتب راما دون ان توجه لها كلمه واحدة متجاهلة اياها تماماً ..
بينما وقفت تالا تراقب بدهشة حياء التى بدأت بالعمل على اللاب توب الخاص براما قبل ان تلوى شفتيها بغل وهى تعكس شعرها الى الخلف بحركه درامية ثم تتجه. الى داخل مكتب عز الدين....
ظلت حياء تعمل على تعديل النص حتي انتهت منه تماماً عندما خرجت تالا من غرفة مكتب عز الدين و هى تتمتم ناظرة اليها باستعلاء
=عز عايزك......
لتكمل و هي تراقب حياء تنهض بهدوء و هى لازالت تتجاهلها كأنها غير متواجده
=هو بقى بياخدك معاه هنا كمان ايه خايف يسيبك لوحدك احسن تلعبى بديلك ولا ايه ؟!
كانت حياء تستعد لدخول المكتب عندما سمعت كلماتها تلك تشددت يدها فوق مقبض الباب و هى تشعر بالغضب يتأجج بداخلها لكنها زفرت ببطئ ترسم على وجهها ابتسامه فاتره قبل ان تلتفت اليها قائله بهدوء
=مش فاهمه ليه يا تالا دايماً بتخلطى بيني وبينك........
لتكمل بسخريه لاذعه وهي تمرر عينيها على جسد تالا من اعلى للأسفل باستعلاء و نفور
=يا حبيبتى الحربايات اللي زيك هما بس اللى بيبقى لهم ديل
لتكمل وهي تغمز لها بعينيها مطلقه ضحكه ساخرة قبل ان تتجه داخل مكتب عز الدين
=وابقي خدي بالك منه لان المره الجايه هقطعهولك
وقفت تالا تراقب حياء وهي تختفي داخل المكتب و قد احمر وجهها من شده الغضب و الغيظ قبضت على يد حقيبتها بقوة وهي تطلق صرخة غيظ ثم اتجهت بخطوات مشتعلة نحو مكتب راما التي كانت حياء تجلس عليه منذ قليل اخذت تبحث به عدة لحظات حتى وقعت عينيها على اللاب توب اخذ تمرر عينيها فوق شاشته قبل ان تتسع ابتسامتها وهي تنقر فوق احدى الازرار تمتم بغل...
=و انا بقى هوريكى شغل الحربايات على حق يا بنت المسيرى
كانت حياء جالسة امام اللاب توب و هى تشعر بجسدها يرتجف بشدة اخذت تبحث عن الملف الذى حفظت به العمل الذى قامت به منذ قليل لكنها لم تتستطع العثور عليه فقد اختفى.تماماً رن الهاتف الداخلي الذى بمكتب راما اجابت عليه بيد مرتجفة ..وصل اليها صوت عز الدين النافذ الصبر و الذى قد سألها عده مرات من قبل عما اذا كانت انتهت من طابعة الورق ام لا لتجيبه هذه المرة كسابقتها بانها تحتاج عدة دقائق اخرى للانتهاء لكن قد مر اكثر من نصف ساعة منذ اكتشافها اختفاء الملف نهضت ببطئ تتجه نحو مكتبه لتخبره بالامر فلا يوجد مفر من ذلك..طرقت الباب قبل دخولها ثم وقفت امام مكتبه بجسد مرتجف و اعين متسعه تراقبه و هو يقوم بفحص بعض الاوراق التى امامه همست بصوت منخفض
=عز....
اجابها دون ان يرفع عينيه عن الاوراق التى بين يديه
=خلصتى؟! سبيهم علي المكتب دلوقتى و انا هب..........
لكنها قاطعته و هي تمتم بارتباك بعد ان استجمعت شجاعتها
=ال...ال..الملف اتحذف ومش لاقياه
رفع رأسه عن الاوراق فور سماعه كلماتها تلك متمتاً بحده
=يعني ايه مش لاقياه ..دورتى كويس
تمتمت حياء بصوت مرتجف
=دورت ..بس..بس شكله اتحذف
انتفض عز واقفاً بغضب وهو يصيح
بحدة وقد احتقن وجهه بشدة
=يعني ايه اتحذف..هو احنا بنلعب
ِليكمل وهو يضرب المكتب بقبضته مما جعلها تنتفض فى مكانها بفزع
=بس دى مش غلطتك ...دى غلطتى انا انى اعتمدت عليكى
انفجرت حياء فى البكاء فور سماعها كلماته تلك وهي تتمتم بصوت مرتجف من بين شهقاتها
=انا اسفه و الله..معرفش ازاى ده حصل
توتر عز في وقفته فور رؤيته لها تبكي بهذا الشكل يشعر بضيق غريب يستولي عليه فهو لا يتحمل رؤيتها تبكى هكذا فرك وجهه بغضب قبل ان يتجه نحوها جاذباً اياها بين ذراعيه بحنان دست حياء وجهها في صدره علي الفور تتنحب بشدة و هي لازالت تهمس معتذرة
اخذ يربت فوق ظهرها بحنان وهو يهمس لها بكلمات مهدئه و عندما استكانت بين ذراعيه و اصبحت شهقات بكائها منخفضة همس بالقرب من اذنها بصوت اجش
=خلاص متزعليش ..محصلش حاجه لكل ده انا هتصرف
تمتمت حياء بصوت مختنق
=هتصرف ازاي بس... انا كده بوظتلك كل شغلك .؟!
اجابها بهدوء وهو يتناول هاتفه من فوق المكتب ليجرى اتصالاً وهو لا يزال محتفظاً بها بين ذراعيه اخذ يتحدث بالهاتف باللغة الفرنسيه عدة لحظات قبل ان يغلق الهاتف ويضعه مرة اخرى فوق المكتب
احنى رأسه متأملاً وجهها الذي لايزال مختبئ بصدره يزيح بعض خصلات شعرها الحريره المتناثرة فوق عينيها وهو يتمتم بحنان
=خلاص أجلت ميعاد استلام الورق لبكره و لما راما ترجع تبقى تعمله
اومأت له برأسها بصمت انحنى مقبلاً عينيها بحنان وهو يتمتم بصوت منخفض
=متزعليش منى انا عارف انى اتعصبت عليكى
تمتمت حياء وهي تدس يدها في الفراغ بين سترته وقميصه تزيد من احتضانها له
=انت اللى متزعلش منى ...انا عارفه انى بوظتلك كل حاجه بس والله مش عارفه ازاى ده حصل كل حاجه كانت مظبوطة انا........
قاطعها عز و هو يقبل رأسها بحنان قائلاً بخبث
= بصراحة المفروض اخد تعويض عن اللي حصل ده
رفعت حياء رأسها عن صدره قائلة بعدم فهم
=تعويض ايه.. ؟!
انحنى فوق وجهها يقرب شفتيه من شفتيها وهو يبتسم مغيظاً اياها ضربته حياء فوق صدره بخفه وهى تهتف مبتعده عنه
=يا عز بطل بقى.....
لم يستطع السيطرة علي نوبه الضحك الصاعدة بداخله
وهو يراقب انفعالات وجهها الغاضب ارجع برأسه الي الخلف منفجراً بالضحك ..مما جعل حياء تصيب بحالة من الذهول فلأول مره تراه يضحك هكذا وقفت تتأمل بانبهار عينيه التي كانت تلتمع بمرح تشعر بضربات قلبها تزداد بقوه وبعقدة تتكون بمعدتها وهي تستمع الى صوت ضحكته الرجوليه تلك
متأمله ملامح وجهه الوسيم بشغف لكنها استفاقت من حالتها تلك عندما جذبها من يدها مرة اخرى بالقرب منه محيطاً وجهها بيديه ممرراً اصابعه بحنان فوق وجنتيها يزيل الدموع التى لازالت عالقه بها قبل ان يحتضنها مره اخرى الي صدره منحنياً مقبلاً عنقها بحنان قائلاً
=خلاص متزعليش مش عايز تعويض... عوضى عند ربنا و امرى لله
ابتسمت حياء بسعادة وهى تستكين بين ذراعيه قبل ان ترفع رأسها بصمت ضاغطه شفتيها فوق خده بخفه ثم دست وجهها سريعاً مرة اخرى فى صدره ابتسم عز الدين على حركتها تلك لينحنى مقبلاً رأسها بحنان و هو يشعر بضربات قلبه قد اصبحت كقرع الطبول باذنه....
فى اليوم التالي...
دخلت حياء الي غرفتها بعد عودتها من التسوق مع نهى حيث وافق عز الدين على خروجها كما وعدها من قبل لاختيار فستان مناسب لحضور حفل تالا و برغم مصاحبة اثنين من الحراس لهما بحجة تأمنيهم الا ان هذا لم يقلل من حماسها او فرحتها
اخذت تبحث بانحاء الغرفة عن عز الدين حتى وجدته جالساً فوق الاريكه يعمل علي اللاب توب الخاص به اتجهت نحوه على الفور حتى اصبحت تقف امامه تشير بيدها التى تمسك بحقيبة المشتريات وهى تبتسم بسعادة قائلة بصخب
=اشتريت الفستان ....
لتكمل وهي ترفع اصبعها تشير اليه بتحذير
=بس اعمل حسابك مش هتشوفه الا بكره..
وضع عز الدين اللاب توب علي الطاوله ناهضاً علي قدميه ببطئ حتي اصبح يقف امامها مباشرةً احاط جسدها بذراعيه جاذباً اياها بقوه نحو جسده متمتماً و هو يلثم عنقها برقه
=لا هشوفه دلوقتى.....
اشتعل وجه حياء بالخجل تتمتم بارتباك بسبب اقترابه الشديد منها
=لا بب...بكره ..
جذبها نحوه اكثر حتي اصبح جسدها ملاصقاً له هامساً في اذنها بصوت اجش
=لا دلوقتى......
تمتمت حياء باعتراض و هى تدفعه فى صدره بخفه
= عز....
لكنها قاطعت جملتها عندما شدد من ذراعيه حولها و عينيه تلتمع بنظره فهمتها على الفور مما جعلها تنتفض مبتعده عنه سريعاً وهي تمتتم بارتباك
=خلاص ..هروح اقيسه و اجيلك
وقف يراقب حركاتها الخرقاء و هى تتجه نحو غرفة الحمام بخطوات متعثره كادت ان تسقطها عدة مرات و على وجهه ترتسم ابتسامه مرحه فهو يعشق مشاهدتها و هى على حالتها تلك ...
بعد ارتداءها للفستان وقفت تتأمل نفسها في المرأه المتواجدة بغرفة الحمام شاعرة بالتردد فهى لا تريده ان يراها بهذا الفستان قبل الحفل فقد كانت ترغب بان تكون جاهزة بالكامل من شعرها الي مكياجها عندما يراها به حتى تبدو جميله بنظره..
اخذت تبحث بعينيها عن اي من ادوات التجميل الخاصه بها و التى قد تكون قامت بنسيانها هنا من قبل حتي تقوم بتزيين وجهها قليلاً لكنها لعنت بغضب فكل ادواتها متواجده علىطاوله الزينة بالخارج
وصل اليها صوته يهتف من الخارج
=حياااااء...كل ده بتعملي ايه ؟!
ليكمل بتحذير
=دقيقه واحده لو ملقتكيش هنا قدامي هدخلك انا..انتى حره
وقفت حياء تضع يدها فوق خديها تهدئ من حرارتهم متنفسه بعمق قبل ان تفتح الباب وتخرج لتجده قد عاد للجلوس مرة اخرى فوق الاريكه يصب كل اهتمامه على شاشة اللاب توب الذى امامه همست بصوت منخفض تجذب انتباهه لها
=عز....
رفع رأسه نحوها على الفور حيث ظل ينظر اليها عدة لحظات بعينين متسعه قبل ان ينتفض واقفاً وقد تبدلت نظراته تلك الى نيران مشتعله اقترب منها يهتف بغضب
=ايه القرف اللى انتى لابساه ده...
شعرت حياء بالدماء تنسحب من جسدها فور سماعها كلماته تلك
صاحت بحدة وهي تشير الي الفستان الذى ترتديه
=قرف..؟! انا فستانى مش قرف يا عز بيه ولو مكنش عاجب حضرتك فده ميهمنيش انا........
لكنها ابتلعت بذعر باقي جملتها عندما صاح بشراسه جعلت عروق عنقه تبرز بشدة وهو يقترب منها بخطوات غاضبة مما جعلها تتراجع بذعر للخلف
=انا مش حذرتك قبل كده انك متلبسيش فساتين بالمنظر ده..
تمتمت حياء بسخريه مستفزة اياه وهى تشعر بالغضب بسبب احراجه لها فقد اشترت هذا الفستان خصيصاً لكى تنال اعجابه
=لا والله حضرتك مقولتليش قبل
كده..
صاح عز بحدة وهو يشير بيده بتحذير
=حياء اتكلمى عدل ...انا علي اخرى بعدين لا حذرتك قبل كده يوم كتب الكتاب لما لبستى فستان شبه بتاع الاطفال و مبين كل جسمك
وقفت حياء تنظر اليه بارتباك وهي لا تدرى عما يتحدث عنه تمتمت بصوت منخفض
=هو انت كنت يومها بتتكلم علشان عريان مش علشان لونه
اجابها عز بنفاذ صبر و هو يضغط على فكه بغضب
=لونه ايه ؟! و انا مالى و مال لونه ده كان مبين كل جسمك و بمنتهى المسخرة..
شحب وجهها بشده عندما فهمت انها قد اساءت فهم كلماته بيوم كتب كتابهم عندما خربت لها تالا فستانها قائلة بانها لا يليق بها ارتداء اللون الابيض وشككت في طهارتها وعندما جاء هو و اكد ببرود انه من الجيد انه قد خرب لانها لا يمكنها ارتداء فستان مثله ظنته يأكد على كلمات تالا مشككاً بها هو الاخر...
سحبها عز الدين الي ذراعيه فور ان لاحظ شحوب وجهها هذا محيطاً اياها بذراعيه قائلاً بقلق
=مالك...تعبانه ؟!
هزت حياء رأسها بالرفض وهي تشعر براحه غريبه تستولي عليها كما لو انها قد تخلصت من ثقل كبير كان يقبع فوق صدرها ابتسمت له ببطئ قائلة بصوت مرتجف بعض الشئ
=خلاص متزعلش مش هلبسه...
ابتسم لها ممرراً يده فوق وجنتيها
=شاطره يا قطتى.....
ليكمل متمتماً بصوت اجش وهو ينحنى مقبلاً جانب اذنها بحنان
=وعلى فكرة شكلك زى القمر فى الفستان ....لو عايزه تلبسيه....البسيه هنا لكن ممنوع تطلعى به برا الاوضه او حد يشوفك بيه..
همهمت حياء بالموافقة مستمعة بلمسه شفتيه فوق وجنتيها لكنها ابتعدت عنه فور ان اصبحت لمساته جريئة بعض الشئ تتمتم بتحذير وهى تدفعه فى صدره بخفه
=بس خد بالك انا كده هضطر اخرج تانى علشان اشترى فستان و مش هينفع ترفض لان مفيش عندي حاجه ينفع البسها ...معظم لبسى كله في بيت بابا
سحبها عز الدين خلفه بصمت متجهاً نحو الخزانه يفتحها على مصراعيها قائلاً وهو يشير عما بداخلها
=اكيد هرفض..لان كل اللى ممكن تحتاجيه هتلاقيه هنا
وقفت حياء تنظر باعين متسعه الي الخزانه التى اصبحت ممتلئه بجميع انواع الملابس التي قد تحتاجها من فساتين سهرة الى ملابس نهارية و مسائية جميعها من ماركات عالميه اخذت حياء ترفرف بعينيها محاوله استيعاب ما تنظر اليه لا تعلم متى فعل كل هذا لكنها فور ملاحظتها المنامات المرصوصة بنظام في الخزانة لتعلم علي الفور بانه قد لاحظ بانها ليس لديها ملابس تستطيع النوم بها باستثناء تلك الملابس الفاضحة التى قد اشتراها لها والتى من الاستحاله ان ترتديها امامه..
القت بنفسها بين ذراعيه تحتضنه بشده وهي تتمتم بسعاده
=شكراً....
احاطها بذراعيه وهو يشدد من احتضانه لها مقبلاً شعرها بحنان هامساً بصوت اجش
=شكراً على ايه....كل اللى انتى عايزاه اطلبيه بس و هيجيلك لحد عندك
دفنت وجهها في صدره بينما اخذت ضربات قلبها تتعالي بشده شاعره بمشاعر لم تجربها من قبل فقد اغرقها بعطفه وحنانه فهو لم يترك شئ قد يفرحها او يسعدها الا و فعله من اجلها.....
فى المساء....
دخل عز الدين الي الحفل متأخراً بسبب عملاً ما قد طرأ له مما جعله بضطر الي تبديل ملابسه بمكتبه المتواجد بالشركه اخذت عينيه تبحث بين الحشد عن حياء لتلتمع عينيه حابساً انفاسه فور وقعت عينيه عليها حيث كانت تقف في اخر البهو مع كلاً من نهى و والدته تضحك بمرح على شئ قد قالته لها والدته ..شعر بضربات قلبه تزداد بشدة وهو يتأمل جمالها الصاعق في ذاك الفستان الذى كانت ترتديه..حيث كانت ترتدي فستان من اللون الازرق الغامق المزين بالورود الرقيقه محكم التفاصيل حول جسدها مبرزاً قوامها الرائع اما شعرها فاصبح ذو بريق لامع يتلألأ بجمال فوق كتفيها كشلال من الحرير اقل ما يقال عنها انها رائعة
شعر بأختفاء العالم من حوله وهو يراها امامه بكل هذا الجمال عينيه تتشبع بكل تفصيلة صغيرة لها بشعرها وتسريحته الخلابة انتهاء بذلك الفستان و الذى اختطف دقات قلبه....
لف ذراعه حول خصرها بتملك فور ان اصبح بجانبها يلقي التحيه على الحاضرين قبل ان ينحنى مقبلاً حياء فوق جنتيها مما جعل وجهها يشتعل بالخجل همست بصوت منخفض محرج وهى تنظر نحو كلاً من نهى و فريال الذين.تصنعوا الحديث. بينهم و هم يقاومون الضحك بصعوبه..
=عز بتعمل ايه ؟!
انحني نحوها جاذباً اياها بجانبه اكثر وهو يهمس لها بصوت اجش
=مكسوفه من ايه ..انتي مراتى
التفتت حياء اليه بجسدها تنوي تبويخه لكنها شهقت بخفه فور رؤيتها لمظهره الوسيم في البدلة الرسمية السوداء التى زادت من وسامته اضعاف مضاعفة فقد ابرزت طوله الفارع وعرض منكبيه و عضلات جسده الرائعة استفاقت من تأملها هذا...عندما فرقع عز باصابعه امام عينيها وهو يهمس لها بغرور
=مركزه فى ايه كده ؟!
تمتمت حياء بارتباك وهي تزيح عينيها عنه بخجل
=ايه ..لا ابداً ده انا.....
قاطعتها تالا التى اقترب منهم وعينيها تشع بالغل حيث كانت تراقب المشهد من بعيد هتفت بغنج و هى تضع يدها فوق ذراع عز الدين
=عز...كده تتأخر علي حفلتى
اجابها عز بهدوء و هو يزيح يدها بخفه من فوق ذراعه قبل ان يحيط بيده كتف حياء بتلقائيه اشعلت نيران الحقد بداخل تالا
=معلش يا تالا كان عندى شغل
وكان لازم اخلصه..
هزت تالا رأسها قائله وهي ترسم فوق وجهها ابتسامه تخبئ خلفها حقدها
=انا قولت كده برضو ميأخركش غبر الشغل...
ثم استدارت نحو حياء تنظر اليها ببرود قبل تهتف وهي تشير الي اصبع نهى بخبث
= واو يا نهى خاتمك تحفه انتى غيرتيه امتى..؟!
اجابتها نهى بحده
=ده خاتم جوازى يا تالا غيرته ازاى مش فاهمه
مررت تالا يدها فى خصلات شعرها قائله بمكر
=ايه ده هو ده مش خاتم جديد..؟!
اجابتها نهي ببرود وهي تمد يدها تريها اياه
=لا طبعاً ..ده الخاتم جوازى
لتكمل وعينيه تلتمع بالعاطفه وهى تتأمل الخاتم الذى بين اصابعها بشغف
=الخاتم ده هيفضل دايماً في ايدى عمرى ما هغيره ابداً سالم قدمهولى يوم خطوبتنا ومن يومها مطلعش من ايدى
نظرت حياء الي اصبعها الخاوى بكسره وهى تشعر بالاختناق بسيطر عليها فحتى ابسط الامور التي تقدم للفتيات قد حُرمت منها شعرت بالضغط الذي قبض علي صدرها يهدد بسحق قلبها.....
لاحظ عز نظراتها تلك ليشعر بقلبه ينقبض بالم مما جعله يجذبها نحوها مقبلاً رأسها بحنان وهو يتمتم بصوت منخفض
=حياء.......
لكنه توقف عن تكملة جملته رافعاً رأسه بحده ينظر الي تالا التى كانت تهتف بصوت مرتفع
=بس يا عز والله المفروض كنت عملت لحياء حتى حفله تعوضها عن الفرح اللي انت لغيته يعنى حرام والله اتحرمت من ان يتعملها فرح وحتى من حفله تع......
شعر عز بجسد حياء يتجمد اسفل يده مما جعل نيران الغضب تشتعل في صدره يرغب بخنق تالا بيده
لكنه رفع رأسه ينظر اليها عدة لحظات ببرود قبل ان يتمتم بهدوء
=ومين قالك ان حياء اتحرمت من حاجة...فرحى انا و حياء بعد اسبوعين
رفعت حياء رأسها تنظر اليه بعينين متسعه تشعر بالصدمه تشل تفكيرها هزت رأسها بتساؤل لكنه ضغط علي
يدها برقة بينما هتفت والدته التى كانت تتابع المشهد بصمت
=فرح ايه يا عز ..انت مش قولت مفيش فرح بسبب تعب جدتك بعدين يا بني ازاى ده انتوا بقالكوا شهر متجوزين
اجابها عز بجديه و هو يهز رأسه ببرود
=اولاً انا قولت الفرح هيتأجل بسبب تعب جدتى..ثانياً بقى حتي لو متجوزين بقالنا سنه ايه المشكله
تمتمت تالا بحدة وقد اشتعل وجهها بالحقد تشعر بان كل ما تحاول فعله يرتد عليها بالعكس
=يا طنط هو اكيد يقصد مش فرح فرح يعنى اكيد مجرد حفله بسيطه و .....
قاطعها عز الدبن بغضب وهو يرمقها بنظرات حادة بثت الذعر بداخلها
=انا قولت فرح....مش حفله يا تالا ايه اللي مش مفهوم في كلامي بعدين لا عز المسيرى ولا حياء المسيرى اللى يعملوا حفله بسيطة
ليكمل وهو يكسر عينيه عليه بغضب
=فاهمانى طبعاً...مش كده
تمتمت تالا بخوف وقد شحب
وجهها بشدة
=طط..طبعاً ...
لتكمل وهى تمرر يدها المرتجفه بين خصلات شعرها
=عن اذنكوا اشوف صحابى اصلهم وصلوا
ثم انصرفت مسرعة بخطوات غاضبه ...
تهالات عليهم التهنئة من كلاً من والدته ونهى التى احتضنتها بسعاده مهنئه اياها.
رفعت حياء و جهها الي عز الدين تهمس بصوت منخفض ترغب ان تفهم ما يحدث
=عز.....؟!
قاطعها على الفور هامساً لها بهدوء
=مش وقته ...لما نطلع اوضتنا هنتكلم في كل حاجه تمام
ثم جذبها من يدها وهو يبتسم اليها بحنان قائلاً
=تعالي ما نشوف باقى العيله ونعرفهم
اومأت له حياء برأسها وهي تبادله الابتسام بسعادة...
كانت تالا واقف تراقب عز الدين وهو يحيط حياء بذراعيه ساحباً اياها معه فى كل مكان يذهبه كما له انها جزء منه لا يتجزء تراقب همساتهم وضحكاتهم سوياً و هى تشعر بنيران الغيره تنهش بداخلها فخطتها قد فشلت فقد كانت تريد ان تشعرها بالنقص وان تتسبب فى اذلالها امام الجميع لكن جاء اعلان عز كدلو من الماء المثلج ينصب فوق رأسها...
التفت الي صديقها الذي كان يقف بجانبها وعينيه مسلطه فوق حياء تتأكلها بدون خجل ابتسمت تالا قائله بمكر
=ايه يا يوسف عجباك ؟!
اجابها يوسف و عينيه لازالت
مسلطه فوق حياء تلتمع بشدة
=جداً.....دى صاروخ يا تالا صاروخ
ضحكت تالا تحاول ان تخبئ حقدها قائلة بمرح وهى تغمز بعينيها
=طيب و مستنى ايه ما تهجم
اجابها يوسف بتردد
=طيب و عز الدين المسيرى دى شكلها تهمه
ابتسمت تالا قائلة ببرود
=و لا تهمه ولا حاجه دي مجرد واحده من اللي يعرفهم
هز يوسف رأسه وعينيه تلتمع بالشهوة
=اذا كان كده يبقي نهجم ونجيب جول كمان
غمزت له تالا قائلة بمكر
=بس خد بالك لازم تبقي لوحدها علشان الجول ميطلعش تسلل
همس لها يوسف قبل ان يتركها ويغادر مسرعاً
=عيب عليكي ده انا لاعيب قديم
ابتسمت تالا فور مغادرة يوسف تهز قدميها بقوه غارزه اظافرها في راحة يدها وهي تمتمت بحقد
=و ديني الحفلة دى ما هتخلص الا وكنت جايبه مناخيرك الارض يا بنت المسيرى و سيرتك تبقى على كل لسان...
ظل عز الدين طوال الحفل ممسكاً بيد حياء محيطاً اياها بتملكه حتى اثناء تحدثه مع احد اصدقاءه عن الاعمال المشترك بينهم..
تلملمت حياء فى وقفتها هامسه له
=عز...
التفت اليها علي الفور بعينين متسائله اجابته حياء برجاء
=عز هروح لنهي شويه ...والله مش هبعد انا...
قاطعها بهدوء
=حياء انا مش رابطك جانبى علشان مش واثق فيكى او خايف انك تهربى زى ما انتى فاكره
ثم رفع يده الممسكه بيدها وهو يكمل
=لو قصدك علي ده ..فانا كنت حابب انك تبقى معايا وتتعرفى كل قرايبنا واصحابى مش اكتر
اشتعل وجه حياء من الخجل مما جعل ينحنى مقبلاً جبهتها بحنان قائلاً
=روحى انتى لنهى..وانا هخلص مع ممدوح وهحصلك انا عارف انك زهقتى..
هزت حياء رأسها بالموافقة وهى تبتسم له ابتسامة مشرقة قبل ان تتجه نحو نهى التى ما ان رأتها فتحت لها ذراعيها تستقبلها بحفاوه و هى تهتف لها بشيئاً ما ابتسم عز الدين على ذلك فالاثنتين تربطهم علاقه صداقه من نوع خاص لاول مره يراه بحياته....
كان عز الدين واقفاً يتأمل بشغف حياء التى كانت تقف بنهاية الردهه تضحك على شئ قد قالته لها نهى غافلاً عن كل ما يدور من حوله حتى اخرجه من تأمله هذا صديقه منير الذى جاء من خلفه يربت على كتفه بحزم وهو يشير برأسه
=عز ...عايزك فى موضوع كده بس لوحدنا
اومأ له عز الدين برأسه قبل ان يستأذن من الحاضرين ويتجه معه للخارج..
وقف منير امامه وهو يبتسم قائلاً بحماس
=بص بقى بصراحه كده ...انا عايزه اسالك عن حاجه
ابتسم عز قائلاً بهدوء
=خير يا منير...؟!
اقترب منه منير يضع يده حول كتفه قائلاً بحماس
=بص و ركز معايا كده ......
ليكمل وهو يشير بيده لتتابع عينين عز نحو ما يشير اليه
=شايف البنت اللى هناك دى ...انا شوفتك واقف معها كذا مره النهارده
تجمد جسد عز الدين عندما رأى الفتاه التى يشير منير نحوها حيث ما كانت الا حياء تأهب جسده على الفور متمتماً بخشونه و حده
=مالها..؟!
اجابه منير و هو يربت فوق كتفه بخفه و وجهه مشرق بابتسامه
= بصراحه كده عايز اتقدملها و اتجوزها..هى عجبانى من اول ما...
قاطعه عز الدين يصيح بشراسة وهو يلتفت نحوه ممسكاً بياقة قميصه يشد عليها بقوة وقد اعماه غضبه
=تتجوز ..مين..انت اتجننت دى مراتى
شحب وجه منير فور سماعه ذلك تمتم بارتباك
=مم..مراتك...والله يا عز مكنتش اعرف صدقنى...
صاح عز الدين بغضب وهو يهزه بقوة
=يعنى ايه متعرفش مش شايفها طول الحفله معايا ..انت...
قاطعه منير وهو يحاول ابعاد يده التى تكاد ان تزهق روحه
=والله فعلاً مكنتش اعرف انا بحسبها واحده قريبتك عادى علشان كده اتشجعت و جيت اقولك خصوصاً ان ايديها فاضيه من خاتم او اى حاجه تدل على انها متجوزة
انتفض عز مبتعداً عنه فاركاً وجهه بغضب مفكراً بان هذا صحيح فكل هذا من البدايه خطأه هو ..
فهى حتى لا ترتدى خاتم يدل على زواجهم ...
اقترب منه منير يتمتم بارتباك
=عز مش عايزك تزعل منى ..والله ما كنت اعرف صدقنى
اومأ له عز رأسه بصمت قبل ان يِبتعد و يعود للحفل مرة اخرى بخطوات غاضبة مشتعله يشعر بنيران الغيره تتأكله فهو لم يجرب ذلك الشعور من قبل رغب بان يخنقه حتى تزهق روحه بين يديه لكن هذا ليس خطأه بل خطأه هو و يجب عليه اصلاحه بالحال رفع الهاتف واتصل باحدى صانعى مجوهرات العائله واتفق معه على صناعه خاتم خاص بها ثم اغلق معه ممرراً يده فى شعره بغضب فيجب عليه ايجاد شئ تضعه بيدها ف الحال فهو لن يتحمل ان يأتى شخص اخر طالباً اياها للزواج فوقتها قد يرتكب جريمه..
اقترب من والدته هامساً لها بحزم
=ماما عايز منك...خاتم دهب من اللى عندك ؟!.
عقدت فريال حاجبيها وهى تمتم بدهشه مراقبه وجه والدها المحتقن بالغضب
=خاتم دهب..؟! عايزه فى ايه يا عز ؟!
اجابها عز بحده وهو يزفر بغضب
=عايزه ..وخلاص معلش تطلعى تجيبيه دلوقتى
اومأت له فريال على الفور حيث لم تقم بمناقشته كثيراً فقد كان يبدو عليه انه على الحافة...
اقترب عز الدين من حياء التى كانت لا زالت واقفة مع نهى امسك بيدها على الفور واضعاً باصبعها الخاتم الخاص بوالدته دون سابق انذار ثم قام بادارته حتى اصبح كالدبله بيدها تمتمت حياء بدهشه وهى تراقب ما يفعله
=عز ايه ده ...انت بتعمل ايه؟
اجابها باقتضاب و هو يعدل من وضع الخاتم بيدها و الذى اصبح على شكل دبله باصبعها
=متقلعهوش من ايدك...
زفرت حياء بغضب وهى تتأمل ما بيدها فقد تعرفت عليه على الفور فقد كان خاتم خاص بزوجة عمها
= عز ده بتاع طنط بعدين افرض حد شاف ايدى و عرف انه خاتم مش دبله هيبقى شكلى ايه
هتف عز بحده و هو يضغط بقوه على اسنانه جازازاً عليها بغضب
=مش احسن ما تبقى ايدك فاضيه و لا انتى عايزه الكل يفضل فاكر انك مش متجوزة
اجابته حياء بحده وقد اثار عدم ابتياعه لها خاتم للزواج مقتها مرة اخرى
=والله يا عز بيه دى مش غلطتى انا
اومأ لها عز برأسه بصمت قبل ان يبتعد عنها و هو يشير بغضب الى يدها
=ميتقلعش من ايدك طول الحفله فاهمه
نظرت اليه حياء بغضب قبل ان تدير رأسها عنه تمتم بنفاذ صبر
=فاهمه......
كانت حياء ونهى واقفتان تتحدثان حول اعلان عز الدين عن اقامه العرس فكلا منهما لا يستطعان تصديق ما صرح به هتفت نهى بمرح
=مشوفتيش انتي الحربايه تالا اول ما عز قال هيعملك فرح ...اقسم بالله كنت حاسه انها هطلع دخان من ودانها
ضحكت حياء وهي تقلد تالا بصوت رفيع مختنق
=بس يا عز والله المفروض كنت عملت لحياء حفله حتى بدل الفرح
لتنفجرتان بالضحك بصخب همهمت نهى قائله من وسط ضحكها
=يخربيتك يا حياء مش قادرة ....
لتكمل بجديه بعد ان توقفتان عن الضحك
=المهم..انه هيتعملك فرح و....
قاطعتها حياء وهي تلوح بيدها امام وجهها
=نهي ما تيجى نطلع نتمشى فى الجنينه شويه انا اتخنقت
اومأت نهي بالموافقة قائلة وهي تنظر باشمئزاز نحو تالا و اصدقائها
=عندك حق الجو خنيق اوي كفايه الحربايه وصحابها والصداع اللى عاملينه
امسكت بيدها واتجهوا نحو باب الشرفه الذى يؤدى الي الحديقه لكن جاء صوت سالم من الخلف يهتف باسم نهى همست تالا بصوت منخفض
=ما اروح اشوفه عايز ايه بدل ما يتقمص انتي عارفاه
ضحكت حياء قائلة وهى تومأ برأسها
=عارفاه ..روحى شوفيه عايزه ايه و انا هطلع اتمشى وابقى حاصلينى لما تخلصى معاه ...
اومأت لها نهي علي الفور وهي تلتفت تعود الي الحفله بينما اخذت حياء تتمشى بخطوات بطيئة متمهلة تستنشق هواء الليل وهي تشعر بهدوء غريب يتغلغلها غافلة عن ذلك الواقف فى الظلام يتابعها بعينين تلتمعان بالشهوة..
توقفت حياء تتأمل احدى الازهار عندما شعرت بيد تجذبها للخلف فللوهله الاول ظنته عز الدين التفت للخلف و هى تبتسم بسعادة لكن سرعان ما تحولت ابتسامتها تلك الى شهقة فازعه عندما وجدت ان صاحب تلك اليد ليس الا شخصاً غريباً يقف خلفها مباشرة وعلي وجهه ترتسم ابتسامه سمجه هتفت حياء بغضب وهى تبتعد عنه
=انت مين وعايز ايه ؟! و ازاى تسمح لنفسك اصلاً تلمسنى
تمتم يوسف و هو يتأمل جسدها بعينين تلتمعان يكاد ان يلتهمها بهم
=ايه يا حلوه مالك متعصبه كده ده احنا هنتسلى شويه مش اكتر
نفضت حياء يده بعيداً عنها و هى تمتم من بين اسنانها بغضب
= اقسم بالله لو ما بعدت ومشيت لهكون مصوته واخالى ليلتك سودا
ضحك يوسف بسخريه و هو يلف ذراعه حول خصرها مقرباً جسدها منه مما جعلها تدفعه فى صدره بقوة محاوله الافلات منه تمتم بصوت
=ورينى هتصوتي ازاى...بعدين مش تجربي يمكن اعجبك
اخذت حياء تقاومه بشراسه محاولة دفعه بعيداً لكنه لم يتحرك فقد كان كالصخرة الصلبه لم يتزحزح انشاً واحداً شهقت بقوة عندما شعرت به يبتعد عنها لكنها تجمدت مكانها فور ان رأت عز الدين هو الذى جذبه بعيداً عنها و هو يصيح سابباً اياه بافظع الالفاظ
منقضاً عليه يسدد له اللكمات بوجهه حتى اصبح وجهه غارقاً بالدماء حاول يوسف الدافع عن نفسه لكنه فشل فقد كان عز الدين كاعصار من الغضب
القاه فوق الارض منحنياً فوقه يسدد له اللكمات في شته الامكان وهو يسبه بافظع الالفاظ..
وضعت حياء يدها فوق فمها بفزع عندما رأته يسحبه من قميصه ويلكمه لكماته سريعه قويه متتاليه اسالت الدماء من انفه و فمه..
ابتعد عنه عز الدين اخيراً و هو يلهث بقوة بعد ان فقد الوعى بين يديه من شدة اللكمات التى تعرض اليها فقد اصبح جسده ممتلئ بالدماء والكدمات .كتمت حياء صرختها الفزعه عندما ركله بقدمه بقوة فى معدته بعد ان بصق عليه
ابتعد عنه مخرجاً هاتفه متصلاً بياسر قائلاً بصوت غاضب حاد
=الحيوان اللى مرمى في الجنينه ده تاخدوه و ترموه برا....
ثم اغلق الهاتف ملتفتاً نحو حياء التي كانت تقف بجسد مرتجف تشعر بالذعر من هيئته فقد كان كبركان من الغضب الثائر امسك بيدها بصمت جاذباً اياه خلفه وهم يصعدان الي غرفتهم عن طريق الباب الخلفى
تمتمت حياء بصوت مرتجف محاوله شرح الامر له والدفاع عن نفسها
=عز و.الله هو اللى...........
هتف بحده وهو يضغط على يدها بقوه
=مش عايز اسمع صوت...فاهمه
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
كانت حياء جالسة فوق الفراش بوجه شاحب كشحوب الاموات واضعه يدها فوق فمها المرتجف تراقب باعين متسعه بالخوف عز الدين الذى كان يزرع ارضية الغرفة ذهاباً و اياباً بوجهه محتقن من شدة الغضب فقد كان كالبراكن الذى على وشك الانفجار باى لحظة..
انتفضت فازعة بمكانها عندما توقفت خطواته امامها فجأةً امسك بيدها بحده ناظراً اليها بصمت عدة لحظات مروا عليها كالدهر رفعت عينيها ببطئ تنظر اليه بتردد لكنها شعرت برجفه من الذعر تمر اسفل عمودها الفقرى فور رؤيتها للنظرة الشرسة التى تشكلت بعينيه تمتم بصوت حاد كالسكين و هو يضغط على يده بحزم
=فين الخاتم....؟!
اخفضت حياء نظرها الى يدها التى لازالت بين يده ليشحب وجهها اكثر عندما وجدته قد اختفى من اصبعها تمتمت بصوت مرتجف
=مش...مش عارفة
حاولت جذب يدها منه لكنه احكم قبضته عليها بقوة و عينيه تعصف بالغضب مما جعلها تبتلع لعابها بخوف هامسه بصوت مرتبك
=شش...شكله وقع منى تحت اصله كان واسع و....
لكنها اطلقت تأوه منخفض عندما ازداد ضغط قبضته على يدها بقوة و هو يتمتم جازازاً على اسنانه
=وقع منك...؟!
همست حياء و هى تراقب غضبه المشتعل هذا بعينين دامعتين وقد بدأ جسدها بالارتجاف فهى تعلم بانه يعتقد بانها قد شجعت الشخص الذى حاول الاعتداء عليها بالحديقة..لكن يجب عليها ان توضح له ما حدث بالاسفل و ان ليس لها ذنب فيما حدث همست بصوت مرتجف ضعيف
=عز و الله انا ماليش دعوة هو اللى هج...
ابتلعت باقى جملتها بذعر عندما ترك يدها التى كان يقبض عليها ينفضها بحده و قد اشتعلت النيران بعينيه اكثر متمتماً بحده قشعر لها بدنها
=انا شوفت كل حاجة بعينى....
بدأت شفتى حياء بالارتجاف اكثر من قبل وقد انهار تماسكها و اصبحت على حافه الانهيار فلم يعد لديها القدرة على التماسك اكثر من ذلك خاصةً و ان اسوء مخاوفها تحدث امامها فهو لم يصدقها ويظن بها مجدداً اسوء الاشياء كالسابق اى سوف تعود معه من جديد الي نقطة الصفر.. و فور تذكرها معاملته القاسية لها فى السابق و فقدانها حنانه الذى لايزال جديداً عليها انفجرت فى البكاء تشهق شهقات حادة واضعة يدها فوق فمها تحاول كتمها...
اقترب منها عز الدين قائلاً بنفاذ صبر و هو لا يزال يشعر بالنيران تتأكله من الداخل كلما تذكر يد ذلك الحقير التى كانت تحاصرها يرغب بالعودة اليه مرة اخرى لنزع رأسه من فوق جسده
=بتعيطى ليه.... ؟!
لم تجيبه حياء بينما ازداد نحابها بشدة لتتراجع الى الخلف بذعر فور ان رأت يده تقترب منها ظناً منها انه سوف يؤذيها...
تجمدت يده في الهواء يلعن بصوت منخفض قبل ان يهتف بغضب وقد اعماه غضبه
=حياء... انا على اخرى انطقى فى ايه ؟!
همست بصوت مرتجف من بين شهقات بكائها الحادة
=علشان انت مش مصدقنى..والله هو اللى اتهجم عليا و انا ك....
لكنها ابتلعت باقى جملتها بصدمه عندما جذبها بين ذراعيه و هو يزفر بغضب
=مين اللى قال دلوقتى انى مش مصدقك ؟!
همست حياء وهي ترفع اليه وجهها تنظر اليه بعينين باكيه مرتبكه
=انت لسه بتقول انك شوفت كل حاجه بعينك و ان.....
تنفس بعمق محاولاً تهدئت الغضب المشتعل بداخله فور علمه بانها قد اساءت فهمه معتقدة ان سبب غضبه هى و ليس ذلك الحقير الذى كاد ان يعتدى عليها..
قاطعها بحنان وهو يحيط وجهها بيديه مزيلاً بيده دموعها العالقة فوق وجنتيها
=لا طبعاً مقصدتش اللى انتى فهمتيه ده ...
ليكمل وهو يضع بحنان خصلات شعرها المتناثرة خلف اذنها
=انا اقصد انى شوفته و هو بيتهجم عليكى.........
ليكمل بقسوة و هو يبعدها عنه و قد اشتعلت نيران الغضب فى صدره من جديد
=و دينى لأندمه على اليوم اللى اتولد فيه....
اقتربت منه حياء عندما رأت تحفز عضلات صدره والتى كانت تشير بانه علي حافة الغضب تدس يدها في الفراغ بين سترته وقميصه تضم جسده اليها بحنان فى محاوله منها لامتصاص غضبه ..
وقف متجمداً بين يديها عدة لحظات وهو لا يستوعب الامر فهذه هى المرة الاولى التى تبادر حياء بلمسه من تلقاء نفسها فدائماً كان هو الذي بتخذ الخطوة الاولى احاطها هو الاخر بذراعيه يضمها اليه بقوة وهو يقبل شعرها بحنان متنفساً رائحته التي كانت مزيج من رائحه الزهور الخلابه التى اصبح مدمناً عليها..لا يعلم ما الذى كان سوف يحدث لها لو لما يكن يبحث عنها فبعد ان هدأ غضبه الذى كان قد اشتعل بسبب طلب منير يدها للزواج منه علم بانه قد تعامل معها بجفاف اثناء وضعه الخاتم بيدها كانها هى التى اخطأت وليس هو الذى قصر بعدم شراء خاتم زواج لها حتى الان اخذ يبحث عنها لكى يطمئن عليها لكن فور رؤيته لنهى تقف مع سالم بمفردها شعر بالقلق لذلك ذهب و سألها عنها و قد اجابته بانها قد سبقتها للحديقة للتمشيه و انها سوف تلحق بها بعد قليل لكنه لم يستطع الانتظار و ذهب يبحث عنها و هناك رأى ذلك الحقير و هو يحاول التعدى عليها تشددت يده حولها بقسوه وهو يتذكر ذلك المشهد..تأوهت حياء بصوت منخفض هامسه باسمه وقد تشددت ذراعيه حول جسدها بقوة مؤلمة...
انتبه على الفور مما جعله يخفف من قبضته حولها منحنياً مقبلاً جبينها بحنان ثم اخذ يلثم كل انش بوجهها برقه هامساً معتذراً
رفع رأسه يسند جبهته فوق جبينها وهو يحيط وجهها بيديه متأملاً عينيها بعمق فبعد ما حدث اليوم قد تأكد مما كان ينكره منذ مدة فقد وقع بحبها و اصبحت كالهواء الذى يتنفسه لا يمكنه تخيل حياته بدونها.. لقد انكر ذلك و بشدة بذلك اليوم الذى كان سوف يفقدها به مبرراً لنفسه بان المشاعر الذى شعر بها ما ان رأها ملقية فوق ارضية الغرفة تختنق ليست الا مشاعر طبيعيه قد يشعر بها لو كان اى شخص اخر مكانها و رأه بهذا الوضع الصعب...
لكن بعد الجحيم الذى عاش به الليله لا يمكنه انكار ضربات قلبه التى تخفق اضعاف مضاعفه فور رؤيته لها او المشاعر التى تضربه بقوة عندما تكون بين يديه و التى لم يشعر بها من قبل فهو ليس صاحب خبرة قليله مع النساء...كما لا يمكنه انكار شغفه وتعلقه بكافة تفاصيلها كضحكتها التى تجعل قلبه يذوب من جمالها...رفرفة رموشها عندما يفاجئها بشئ..تورد خديها عند خجلها..عصبيتها و غضبها عندما يقوم باستفزازها...
زفر عز الدين بقوه و هو يضمها بحنان الى صدره. اكثر دافناً رأسه بعنقها محاولاً الهرب من تلك الحقيقة التى ضربته كالصاعقه....
بعد مرور اسبوعين ...
وقفت حياء ترتدى فستان الزفاف الذى قام عز الدين باهداءها اياه فقد جعلً اكبر مصمم ازياء فى العالم يقوم بتصميمه لها خصيصاً..
ارتسمت ابتسامة حالمة فوق وجهها فور تذكرها ذلك اليوم الذى اصر عز الدين به ان يأتى معها اثناء ذهابها لاختيارها الفستان لكنها اعترضت بشدة ان يأتى معهم حتى لايراها به قبل الزفاف لكنه اصر ان يأتى متحججاً بانه لا يريد ان يتفاجأ يوم الزفاف باختيارها فستان عارى او مبتذل وافقت حياء على مضض و هى تشعر بالاحباط لكن فور دخولهم المكان شهقت حياء بصدمه عندما رأت فستان اقل ما يقل عنه اسطورى يحتل المكان اخذت تبحث بعينيها فى ارجاء المكان بارتباك الذى من المفترض ان يكون ملئ بفساتين زفاف اخرى لكنها لم تجد سواه حيث كان يتوسط الغرفة التى كانت ارضيتها مغطاه باكملها بالورود البيضاء...
التفتت تنظر الى عز الدين باعين متسعه وهى لا زالت غير مستوعبه ما يحدث لكنها فور رؤيتها للابتسامه المرتسمه فوق وجهه فهمت الامر فقد طلب خصيصاً ان يتم تصميم هذا الفستان الاسطورى لها مفاجأً اياها به ارتمت سريعاً بين ذراعيه تحتضنه بقوة ليحيط ذراعيه حولها بحنان و هو يهمس باذنها بصوت اجش لا زالت تشعر بجسدها يرتجف فور تذكرها اياه
=قطتى مينفعش تلبس اى فستان
تنهدت حياء بسعاده وهى ترجع الى الواقع فور انتهاء متخصصة التجميل من شعرها ومكياجها نهضت حياء تلتف حتى تستطيع نهى ان تشاهد مظهرها الاخير...
وضعت تلك الاخيرة يدها فوق فمها وهى تتأمل مظهر حياء الخلاب و قد التمعت عينيها بالدموع تتمتم بعاطفة
=زى القمر يا حبيبتى ..زى القمر
ثم اقتربت منها حاضنة اياها بخفه حتى لا تخرب لها مظهرها..
لتكمل وهى تبتعد عنها بعد ان اطمئنت على كمال مظهر صديقتها
= هروح انا اجهز و اجيلك على طول
عايزاكى تهدى كده و متقلقيش كل حاجه هتبقى تمام
اومأت لها حياء و هى تزفر ببطئ تحاول تهدئت توترها..
اتجهت نهى نحو الباب وهي تهتف بمرح لباقى الفتيات بالغرفة
=يلا يا حلوين تعالوا معايا ..علشان نجهز احنا كمان..خلوا العروسه ترتاح شويه من الصداع يلااااا
ثم غمزت لحياء بعينيها ترسل لها قبلة بالهواء قبل ان تغادر الغرفه ومعها جميع الفتيات الاخريات...
فور ان اصبحت حياء بمفردها فى الغرفة وقفت تتأمل نفسها وهى تشعر بالسعادة تغمرها تناولت هاتفها و جعلته يصدع باحدى الاغانى التى كانت تتمنى دائماً ان ترقص عليها بليلة زفافها ارادت ان تطلب ذلك من عز الدين لكنها لم تستطع فقد شعرت بالحرج خاصة وان كلمات الاغنية عاطفية للغاية ..اخذت تردد كلمات الاغنية بفرح و على وجهها ابتسامة حالمه سعيدة تتخيل رقصها مع عز الدين على انغامها غافلة تماما عن ذاك الى واقف مستنداً الى باب الغرفة يتأملها بعينين تلتمع بالشغف والعشق يتابع حركات جسدها المتمايل بخفه فى فستانها الخلاب و ضربات قلبه اخذت تزدادد بعنف..
و عند انتهاء الاغنية وضعت حياء يدها فوق صدرها وهى تتنهد متمته بصوت منخفض و على وجهها لازالت الابتسامة الحالمه مرتسمه فوق شفتيها
=اهو يبقى اسم رقصت عليها حتى لو لوحدى
اعتدلت فى وقفتها تعدل من تسريحة شعرها ومكياجها
لكنها شهقت بخفة عندما شعرت بذراعى عز الدين تحيط بخصرها من الخلف جاذباً جسدها نحوه ليستند ظهرها الى صدره العريض انحنى يقبل كتفها ثم عنقها بخفه..
ثم ادارها بين ذراعيه برقه حتى اصبحت تواجهه انحبست انفاسه داخل صدره فور رؤيته مظهرها الخلاب فى ذلك الفستان الذى جعلها كالاميرات شعر بمعدته تنعقد عند رؤيتها فها هي اخيراً كما تخيلها باحلامه شعر بدقات قلبه تتسارع بشدة حتي ظن ان قلبه سوف يخترق صدره من قوة دقاته فاخذ يتشرب تفاصيلها بشغف مركزاً انظاره عليها بفستانها الخلاب الذي جعلها الفستان كاحدى الاميرات الخيالية مبرزاً جمالها و وبياض بشرتها الرائعة و اضاف عليها براءة فوق برائتها..
كما شعرها كان منعقداً في تسريحة رقيقه اظهرت جمال وجهها و عنقها تنفس بعمق محاولاً تهدئت النيىان التى ضربت جسده...و فور نجاحه فى ذلك انحنى مقبلاً جبينها بحنان وهو يتمتم بانفاس منقطعة
=جميله يا قطتى...
اشتعل وجه حياء بالخجل وهى تتمتم بارتباك متأمله مظهره فى بدلته الرسميه الرائعه التى زادته من وسامته اضعاف مضاعفه
=وانت كمان جميل..
ضحك على كلماتها تلك مما جعل صدره يهتز بخفه
همست حياء بغضب
=بتضحك على ايه يا عز ؟!
لتكمل بحنق وهى تعقد حاجبيها بغضب عندما وجدته لايزال يبتسم
=برضو مصر تضايقنى حتى ف يوم زى ده
مرر اصبعه على حاجبيها فاككاً تقضيبته بحنان وهو يهمس بمرح
=ما انتى اللى كلامك غريب فى واحدة تقول لواحد انت جميل
اشتعل وجهها بالخجل تمتم بارتباك
=اومال تقوله ايه ؟!
وقف متأملاً غضبها هذا باستمتاع ثم انحنى فوقها هامساً لها فى اذنها بصوت اجش مما جعل اشتعال وجهها يزداد
=تقوله وسيم..جذاب
همست حياء بخجل وهى تخفض وجهها
=طيب ما انت كده فعلاً
انطلقت ضحكته الرجوليه فور سماعه كلماتها تلك..دفعته حياء فى صدره بغضب محاوله الابتعاد عنه وهى تتمتم بتذمر
=طيب ابعد بقى كده ...انت مش كل شويه تتريق عليا
شدد من ذراعيه حولها مقبلاً رأسها بحنان متمتاً
=خلاص..خلاص والله..انا بس فرحت لما سمعتك بتقولى كده
استكانت حياء بين ذراعيه على الفور تدس رأسها بصدره و على وجهها ترتسم ابتسامه مشرقة
وهى تشعر بالسعادة من معرفتها مدى تأثير كلماتها عليه..
اقيم حفل الزفاف فى افخم القاعات التى كانت تعد قطعة من الحكايات الخيالية...
ظل كلاً من حياء و عز الدين يتلاقيان التهنئه من الجميع..
كانت حياء تشعر بالسعاده تغمرها حيث كان حفل الزفاف كما كانت تتمنى دائماً فلم يعكر صفو فرحتها سوا عندما تقدم كلاً من والدتها و والدها يقدمان التهنئه اليهم اجابتهم حياء وقتها باقتضاب بوجه جامد بارد..
غير ذلك فقد مر اليوم بسلام..
فى منتصف الحفل اتجهت حياء نحو الحمام حتى تعدل من زينتها و قد صاحبتها نهى حتى تساعدها مع فستانها العملاق الذي يصعب عليها التحرك به بمفردها لتتفاجأ بتالا واقفه بغرفه الحمام بعينين متورمتين حمراء اقتربت منها حياء قائله وهى ترسم على وجهها ابتسامه مغيظه
=يعنى مقولتليش رأيك يا تالا فى الفستان ؟!
اخذت تالا تحدق بها بعينين تقدحان بالكره والغضب قائله وهى تضغط على كل حرف بغل
=زى رأي فى الفستان اللى لبستيه يوم كتب الكتاب بالظبط.....
لتكمل وهى تنظر اليها من اعلى جسدها الي اسفله بنفور و استعلاء
=مينفعش واحدة زيك تلبس ابيض
انفجرت حياء ضاحكة بسخريه فور سماعها كلماتها تلك بينما كانت نهى واقفة تستمع اليها وهى تشعر بالغضب يتأجج بداخلها لكنها فضلت ان تصمت و تترك الامر لصديقتها حتى تتعامل معها..
اقتربت حياء منها هامسه بالقرب من اذنها بصوت منخفض مغيظ
=والله يا تالا اللي يحكم فى الموضوع ده هو عز.....
لتكمل وهي تضغط علي حروف كلماتها
=جوزى ...
لتكمل و هى تشير نحو فستانها ناصع البياض وعلى وجهها ابتسامه مغيظه
=و اعتقد انك شايفة رأيه فى الموضوع ده بعينك كويس
ثم التفتت حياء مغادرة المكان وهى تضحك بصخب مع نهى بعد ان عدلت من احمر شفاهها بينما وقفت تالا تراقبها و قد اشتد اشتعال وجهها بسبب الغضب الكامن بها التفتت تنظر فى المرأه الموجوده بالحمام تطلق صرخه غاضبه وهى تتناول احد عبوات التنظيف تلقيها بها بقوه لتتحطم المرأه على الفور و تتحول الى شظايا امسكت تالا باحدها تضغطها بقوه بين راحة يدها حتى اسالت الدماء منها لكنها كنت غافله عن ذلك فكل ما كان يهمها هو الانتقام من حياء ومحو الابتسامه المرتسمه على وجهها فى اسرع وقت...
ِِ
كانت حياء جالسة بجانب عز الدين فى المكان المخصص لهم بالقاعه عندما اقترب منها قائلاً بحنان وهو يتناول يدها بين يده مشبكاً اصابعهم ببعضها البعض
=مبسوطة ؟!
هزت حياء رأسها بالايجاب وعلى وجهها ترتسم ابتسامة مشرقه ليبادلها الابتسام وهو يقف على قدميه ساحباً اياها معه هتفت حياء
=على فين ؟!
اجابها عز وهو يتجه نحو منتصف القاعه فى المكان المخصص للرقص
جاذباً اياها نحو جسده محيطاً
اياها بذراعيه القويتين ثم هز رأسه باشاره لاحد الرجال المسئولين عن تنظيم حفل الزفاف لتصدع الموسيقى بارجاء القاعه شعرت حياء بجسدها يتجمد فور تعرفها على الاغنية التى تم تشغيلها فلم تكن الا الاغنيه التى كانت تستمع اليها بغرفتها اليوم اى اغنيه احلامها كما كانت تسميها (اغنيه نشيد العاشقين _احمد جمال)...
اطلقت حياء زفره مرتجفه وهى تنظر اليه باعين متسعه بالصدمه لا يمكنها تصديق بانه يحقق لها حلمها لكن اشتعل وجهها بالخجل فور ان ضربتها الحقيقه بانه قد شاهدها اثناء رقصها بغرفتها على تلك الاغنية و الا من اين سيعلم بامرها..
جذبها عز الدين اكثر نحوه وهو يتمايل معها على كلمات الاغنيه اخذت حياء تتمايل معه ببطى على انغامها وهى تشعر بالسعادة تغمرها فها هو حلمها يتحقق لا هذا افضل بكثير من حلمها فهى تتراقص عليها بين ذراعى عز الدين و ليس شخص اخر ....
شهقت بخفه شاعره بقلبها يرتجف بداخل صدرها عندما قربها اليها اكثر مخفضاً رأسه نحوها هامساً باذنها وهو يردد بصوت اجش كلمات الاغنية
=يا خُلاصَة الجَمال يانشيد العاشِقِيْنَ...يا إِجابَة عَنَّ سُؤال كانَ شاغَلَنِى مَن سَنَّينَ...
كانَ سُؤال عَنَّ مَيْن حَبِيبَتَىْ ؟!
مَيْن هتبقا إِساس حِكايتِى ؟!
وَالإِجابَة كانَت أَنّتِى ..أَنّتِى كَنَّتَى غايبة فَيِن؟!
اخذت تستمع اليه وهى تحبس انفاسها تشعر بعاصفة من المشاعر تعصف بداخلها عند سماعها لتلك الكلمات تخرج من فمه اخذت ضربات قلبها تزداد بعنف حتي ظنت ان قلبها سوف يغادر صدرها باى لحظه لكنها شعرت بغصة حادة تضربها فقد كانت تتمتى لو ان هذا ما كان يشعر به تجاهها بالفعل و ان هذه الكلمات يعنيها حقاً..
انهى عز الدين ترديد كلمات الاغنيه مقبلاً جبينها بحنان ممسكاً بيدها بين يديه لكنها شعرت بثقل بارد غريب باصبعها القت نظرة نحو يدها لتتفاجأ بخاتم اثرى مصنوع من الزمرد بذات لون عينيها الخضراء يحتل اصبعها...
رفع يدها اليه يضغط بشفتيه مقبلاً موضع الخاتم بشغف ثم اخذ يلثم كل اصبع من اصابعها بحنان
اغرورقت عينيها بالدموع على الفور غير مستوعبه ما يحدث شاعره بانها داخل حلم من الاحلام التى اخذت تراودها مؤخراً عنه فقط
همست بصوت ضعيف مرتجف
=عز....
ارتسمت على وجهه عاطفة غريبة لأول مرة تراها لكنه اخفى وجهه عنها على الفور دافناً اياه بعنقها متنفساً بعمق رائحتها الخلابة التي كانت مزيج من الزهور و التى اصبح مدمناً عليها مقبلاً عنقها بحنان غافلاً عن اعين الجماهير التى كانت تراقبهم بعضها كان بفرح والبعض الاخر بحقد و حسد...
كان داود جالساً بمكتبه الخاص بشركته يمسك بين يديه هاتفه يشاهد مقطع فيديو قد ارسله اليه احد الرجال الذى قد دسهم وسط حفل زفاف حياء و عز الدين ليرسلوا اليه جميع ما يحدث
به ظل يشاهد مقطع الفيديو وعينيه تقدحان بالغضب والشر وعند مشاهدته لعز االدين ينحنى ويدفن راسه بعنق حياء التى كان وجهها غارقاً بالعاطفه صرخ بشراسة وهو يلقى بغضب الهاتف بالحائط
=همووووتك يا ابن المسيرى هموتك.....
ثم نهض يطيح بكل ما تقع عليه يده و هو يصرخ بشراسه حتى اصبحت الغرفه رأساً على عقب فمن يراها يظن بان اعصاراً قد مر عليها
ارتمى فوق الاريكه وهو يلهث بتعب و حده فى ذات الوقت يمسح وجهه المتعرق بيده متمتاً بشراسه وهو يجز على اسنانه
=اهدى يا داوود ....اهدى علشان تعرف تفكر صح وهتبقى ملكك و لو كان ده اخر حاجه فى عمرك و عمرها ...هتبقى ملكك ...
ثم تناول هاتفه من فوق ارضية الغرفة متصلاً باحدى نساءه ليقضى معها الامسيه ليخرج بها كل غضبه....
بعد انتهاء حفل الزفاف ..
كانت حياء واقفة بمنتصف الغرفه وهى تشعر بالتوتر والارتباك لا تدرى ما يجب عليها فعله وكيف يمكنها التخلص من ذلك الفستان بمفردها فقد كان ضخم للغايه...
انتفضت بخفه عندما شعرت بذراعى عز الدين تحيطان خصرها من الخلف جاذباً اياها برقه ليستند ظهرها بصدره القوى لكنها انتفضت بقوه عندما شعرت بشفتيه تمر فوق عنقها يلثمها بخفه همهمت بارتباك
=عز.....
ادارها نحوه بصمت حتى اصبحت تواجهه اسند جبهته فوق جبهتها وهو يهمس لها بصوت اجش
=حياء انا محتاجك....
شعرت حياء برجفه حادة تسرى فى انحاء جسدها فور سماعها كلماته تلك تمتم بصوت منخفض للغايه
=محتاجنى ..؟!
التقط نفساً مرتجفاً قبل ان يجيبها بهدوء ممرراً يده فوق وجنتيها بخفه وهو لايزال يسند جبهته فوق جبهتها مما جعلها تشعر بانفاسه الحارة كلمسه رقيقه تمر فوق بشرتها
= محتاجك ..محتاج انك تبقى ليا....محتاج انك تكملى معايا حياتى....
ثم همس بصوت منخفض وهو يرفع يدها مقبلاً اياها بحنان
=محتاجك اكتر من اى حاجة فى الدنيا دى كلها
التمعت عينيها بالدموع تشعر بضربات قلبها تتسارع بقوة واضعه يديها فوق وجنتيه تضمها برقه
وهى تهمس بصوت مرتعش
=انا كمان محتاجاك...محتاجاك اكتر من النفس اللى بتنفسه يا عز
قبلها بخفه فوق جبهتها وهو يتمتم بصوت منخفض للغايه يكاد يصل الى سمعها
=روح عز و قلبه....
اخفض رأسه دافناً اياه بعنقها يلثمه برقه استجابت له حياء فى بادئ الامر بخجل لكنها شعرت بالتوتر والخوف يضربانها بقوة فور ان تحولت قبلاته الى قبلات شغوفة ملحه مما جعلها تهمس بصوت مرتجف وهى تدفعه فى كتفيه بيدها بخفه
=عز...لا.....
شعر على الفور بتوترها ابتعد عنها و هو يلعن نفسه بسب تهوره و اندافعه فما ان شعر بجسدها الغض بين ذراعيه حتى فقد السيطرة على نفسه تماماً ناسياً قلقها الذى من الطبيعى ان تشعر به فى مثل هذه الليلة
رفع رأسه ببطئ متأملاً بشغف وجهها المصبوغ بالحمره و القلق ابعد بحنان بعض خصلات شعرها المتناثرة فوق وجهها هامساً باسمها
بصوت اجش...
ليكمل و هو ينحنى مقبلاً خدها بحنان جاذباً اياها بين احضانه يحتويها بين ذراعيه برقه
=مش عايزك تقلقى..هناخد كل حاجه واحدة واحدة...تمام
اومأت له برأسها بصمت وهى تنظر اليه باعين ملتمعه بالشغف انحنى مرة اخرى ضاغطاً شفتيه فوق شفتيها متناولاً اياها في قبله رقيقه للغايه يبث بها حاجته اليائسه اليها...مما جعلها تتجاوب معه بخجل احاطها بين ذراعيه مقرباً جسدها منه حتى اصبح ملاصقاً لجسده بشدة...
شعر بجسدها الغض الناعم يرتجف بين يديه ممما جعله يمرر يده ببطئ فوق ظهرها حتى عثر على سحاب فستانها سحبه ببطئ للاسفل مساعداً اياها على الخروج منه ..
وقفت امامه بوجه مشتعل بالخجل تحاول ان تدارى جسدها العارى عن عينيه التى كانت تفترسها لكنه لم يعطيها الفرصه حيث جذبها من يدها نحوه مرة اخرى مقبلاً وجنتيها المشتعلة برقة بالغه قبل ان يتناول شفتيها فى قبله حارة لكنه انقض عليها معمقاً قبلته اكثر شاعراً بدقات قلبه تزداد بجنون عندما صدر عنها تأوهاً منخفضاً يدل على شعورها بما يشعر به ..
ظل يقبلها عدة لحظات اخرى قبل ان يرفع رأسه ببطئ و يستند بجبهته فوق جبهتها و صدره يعلو و ينخفض بشدة مكافحاً لالتقاط انفاسه..
بينما كانت هي مغمضة العينين تلهث بشدة تحاول ان تستوعب المشاعر العاصفة التى ضربتها بقوة بين ذراعيه انحنى حاملاً اياها برقة متجهاً نحو الفراش المزين بالورود الذى امر الخدم سابقاً باعداده...
وضعها برقه فوقه ثم استلقى بجانبها منحنياً فوقها يلثم وجهها بعده قبلات متفرقة قبل ان يتناول شفتيها مرة اخرى مقبلاً اياها لكن هذه المرة برقة يتخللها الالحاح استجابت له حياء بكل جوارحها لتجرفهم على الفور عاطفتهم التى لم تترك مجالاً لأى عاطفة اخرى.....
كانت حياء مستلقية بين ذراعى عز الدين دافنه رأسها بعنقه تلتقط انفاسها اللهثه بصعوبه بينما كان هو محيطاً اياها بين ذراعيه يحيطها بدفئه يقبل رأسها بحنان قبلات متتاليه مهدئاً اياها
ابتعدت عنه حياء ببطئ وقد كان وجهها يكسوه الحمره كالجمر المشتعل همست بصوت منخفض
=عز....
همهم عز مجيباً عليها و هو يمرر يده بحنان فوق ذراعها العارى
لتكمل حياء بصوت مرتجف بعض الشئ
=كك..كنت..عايزه ..اسالك عن حاجه ؟!
جذب انتباهه ارتباكها هذا مما جعله يتمتم بهدوء و هو يسلط عينيه فوق وجهها باهتمام
=فى ايه يا حياء ؟!
اجابته حياء بصوت مرتبك منخفض وهى تخفض عينيها
=هو ...هو..انت كنت يعنى..شاكك انى ممكن مكونش......
فهم عز الدين على الفور ما تحاوله قوله ليضع اصبعه فوق فمها مانعاً اياها من تكمله جملتها رافعاً وجهها اليه بتصميم حتى تنظر بعينيه و ترى الصدق بهم...
اجابها بهدوء وهو يضغط على كل حرف ينطقه
=لا يا حياء و لا للحظة واحدة فكرت فى كده....
ليكمل بحده وعينيه تلتمع بصرامه
=وانتى فكرك انى لو فاكر كده كنت اتجوزتك....ده انا كنت دفنتك حيه
وقتها....
شحب وجه حياء فور سماعها كلماته القاسيه تلك مما جعله يندم على كلماته لعاناً ذاته بقوة....
انحنى مقبلاً جبهتها بحنان قائلاً بندم
=انا...انا اسف يا حبيبتى مقصدش ازعلك بس انا كنت عايز افهمك انى عمرى ما فكرت فى كده
ليكمل وهو يمرر يده بحنان فوق شعرها
= زعلانه ؟!
هزت حياء رأسها بالنفى بصمت مما جعله يجذبها نحوه اكثر مشدداً يده من حولها حتى اصبحوا كجسد واحد احاط وجهها بيديه هامساً بصوت اجش محاولاً ارضائها
=حياء بصيلى.....
رفعت عينيها تنظر اليه بتساؤل امسك يدها مقبلاً اياها بشغف قائلاً بهدوء
=احنا هنبدأ حياة جديدة لازم ننسى كل اللى حصل زمان...
قاطعته حياء محاولة ان تشرح له ما حدث بتلك الليله فلديها امل بان سوف يصدقها هذه المرة
=بس انا محتاجه احكيلك اللى....
لكنه قاطعها بهدوء ممسكاً بيدها واضعاً اياها فوق صدره لتشعر بضربات قلبه الغير منتظمه تحت راحة يدها
=اللى فات احنا دفناه..ميهمنيش اى حاجه حصلت زمان كل اللى يهمنى حياء اللى بين ايديا دلوقتى...
ليكمل بمرح محاولاً تغيير مسار الحديث
=حياء اللى مجننانى...و اللى لسه هتجننى اكتر
ضغطت باسنانها فوق شفتيها محاوله منع الابتسامه الخجله التى ارتسمت فوق وجهها مما جعله يزمجر بحده قبل ان ينحنى ويلتقط شفتيها في قبلة حاره و قد اسودت عينيه بالرغبه تنهدت حياء وهى تستجيب له بكل جوارحها لتجرفهم مشاعرهم مرة اخرى بموجه جديده من العشق والغزل....
بعد مرور اسبوعين
كانت حياء واقفه بشرفة الفيلا فى احدى الجزر الاستوائية التى يملكها عز الدين حيث قضوا بها الاسبوعين المنصرمين كشهر عسل لهم
كان عز الدين قد حضر لها الامر سابقاً دون ان يخبرها بشئ و فجأها به فور استيقاظها بعد ليله زفافهم التى قضوها غارقين فى شغفهم الخاص...
تنهدت حياء بحزن وهى تتأمل المياه و السماء فهى لا ترغب بالعودة ترغب بان يقضوا باقى حياتهم على متن هذه الجزيرة بمفردهم فهى لم تشعر بالسعادة فى حياتها كما شعرت بها خلال الايام الماضية فعز الدين لم يترك شئ قد يسعدها الا وقد فعله من اجلها معاملاً اياها كالاميرات مغرقاً اياها بحنانه وشغفه...
ابتسمت بسعاده عندما شعرت بذراعيه تحيطان خصرها جاذباً اياها لتستند الى صدره العارى بينما كانت هى ترتدى فستان قصير للغايه ولم يعترض هو على ذلك بما انهما بمفردهم و لن يراها احد سواه.
همهم وهو يقبل اعلى رأسها بحنان
=قطتى سرحانه فى ايه ؟!
استدرات حياء بين ذراعيه حتى اصبحت تواجهه دافنه رأسها فى صدره محيطه جسده بذراعيها تضمه بقوه اليها
=مش عايزه ارجع ...عايزه نعيش هنا على طول...
ابتسم عز بحنان مبعداً رأسها عن صدره محيطاً اياه بين يديه
=ياريت.....بس مينفعش للأسف
ليكمل وهو يقبل شفتيها بخفه
=بس اوعدك ...كل شهر هانيجى نقضى هنا يومين
ِ
تمتمت حياء بسخط وهى تعقد حاجبيها
=كل شهر ..و يومين بس
نظر اليها عز الدين نظرة ذات معنى متمتماً بمكر و هو يغمز لها بعينه
=والله الايام ممكن تزيد بس انتى بقى و شاطرتك...
فهمت حياء على الفور ما يرمى اليه اقتربت منه وعلى وجهها نظرة لعوب جعلته يحبس انفاس بترقب
احاطت عنقه بذراعيها تشد جسدها نحو جسده باغراء تميل عليه ضاغطه شفتيها فوق شفتيه تقبله ببطئ و رقه مما جعل عز الدين يزمجر محيطاً جسدها بذراعيه وهو يميل نحوها معمقاً القبله مما جعلها تطلق تأوه منخفض اطاح بعقله حملها سريعاً بين ذراعيه واتجه داخل الفيلا ليغرقان فى بحر شغفهم من جديد....
بعد مرور شهر....
كانت حياء واقفه مع نهى باحدى محلات المجوهرات لاختيار هديه خاصه لعيد ميلاد والدة نهى
فقد وافق عز الدين على الفور دون اى اعتراض منه لكنه اصر ان يصاحبهم الحرس الخاص به حتى يطمئن عليها ..فهى تعلم بان الامر ليس له علاقة بالثقة فقد صدقته عندما قال لها بانه لديه العديد من الاعداء بسبب عمله و مركزه و لن يأمن عليها بان تتجول فى الشوارع بمفردها دون حراسة خاصة و انه خلال الفترة الاخيرة قد منحها مطلق الحرية فى التجول والتصرف كيفما تشاء...
تنهدت حياء حالمه وهى تفكر بكم تغيرت العلاقه بينهم فقد كان يغدقها دائماً بشغفه و حنانه...
كما اعترفت لنفسها بعد زفافهم بانها واقعه فى حبه رأساً على عقب فقد اصبح كالهواء بالنسبه اليها لا يمكنها الاستغناء عنه تفتقده كثيراً عند ذهابه الى عمله..وعند عودته تستقبله كما لو كان غائباً عنها منذ سنين و ليس عدة ساعات قليلة...
خرجت من افكارها ت لتتأمل المجوهرات المعروضه باحثه عن شئ مناسب لوالدة نهى عندما شعرت بيد تضرب كتفها بخفه استدارت ببطئ لترى رجلاً غريب يقف خلفها مباشرة و هو يبتسم
هزت حياء رأسها باستفهام
=ايوه.... ؟!
اجابها الرجل على الفور بهدوء
=ازيك يا حياء مش فاكرنى ولا ايه ؟!
ليكمل و هو يمد يده نحوها
=انا داوود الكاشف صاحب والدك ثروت..
شعرت حياء بالارتباك قليلاً فهى لأول مرة تراه لكنها رسمت على وجهها ابتسامة رسميه تمد يدها نحوه متمتمه بهدوء
=اهلاً بحضرتك....
لكنها شعرت بانقباض حاد بقلبها فور ملامسة يدها ليده مما جعلها تختطف يدها سريعاً منه لاحظ داوود على الفور ذلك لكنه تجاهل الامر راسماً على وجهه ابتسامه هادئه و هو يتمتم
=مبرووك على الجواز ..للاسف لما ثروت بعتلى الدعوه كنت مسافر استراليا وقتها و مقدرتش احضر الفرح
تمتمت حياء بهدوء وهى تنظر بطرف عينيها نحو نهى التى كانت منشغله بالتحدث مع صاحب المحل ترغب بان تلتفت نحوها حتى تأتى فهى لا تشعر بالراحه نحو ذلك الرجل فقد كانت عينيه تلتمع بشئ مخيف بث الذعر فى قلبها
= الله يبارك فى حضرتك...
تناول داوود احدى العلب من البائع ثم فتحها امامها ليظهر طقم من الماس كامل باهظ الثمن مكون من قلادة..قراط..اسورة
=دى هدية جوازك يمكن مقدرتش احضر بس على الاقل اقدر اعوض
ده بحاجه بسيطه زى دى..
ابعدت حياء الصندوق بطرف اصابعها قائله برسميه
=شكراً ...بس انا كفاية عندى ان حضرتك باركتلى..و مالوش داعى لا
لأى حاجه تانية
مد داوود الصندوق نحوها مجدداً قائلاً باصرار
=مينفعش ترفضى هديتى...
اجابته حياء بحزم
=معلش يا اونكل..اسفه مش هقدر اقبلها...
لتكمل وهى تلتفت نحو نهى التى لا زالت منشغله مع البائع
=بعد اذن حضرتك علشان صاحبتى مستنيانى...و فرصة سعيدة
اومأ لها داوود رأسه بصمت مراقباً اياها تذهب و هو يشعر بنيران الغضب تشتعل بداخله فلأول مرة ترفض امرأة هدية منه فهو معتاد دائماً على كلمه نعم من خاضعاته سواء اكان الامر يعجبهم ام لا
جز على اسنانه بغضب وهو يتمتم بصوت منخفض
=هتاخديها يعنى هتاخديها متخلقش لسه اللى يرفض حاجه من داوود الكاشف او اللى يقوله لا
ثم غادر المحل بخطوات غاضبه مشتعله و هو يحمل الصندوق بين يده.....
فى المساء...
كان عز الدين جالساً يسنتند الى ظهر الفراش بينما كانت حياء تجلس بين ساقيه مستنده بظهرها الى صدره العارى وهم يحلان الكلمات المتقطعه سوياً و التى كان عز الدين يعشق حلها دائماً..
تمتمت حياء بالاجابة سريعاً وهى ترفع يدها بالهواء بفرح انحنى مقبلاً رأسها بحنان متمتماً
=شطورة يا قطتى..
ثم اكملوا اللعب و منذ تلك المرة التى اجابت بها حياء اجابه صحيحه لم تكررها مرة اخرى وعندما اجابت على احدى الاسئله و قال لها عز الدين بان اجابتها خاطئه
زفرت بغضب و هى تدير رأسها نحوه قائله بحنق
=على فكرة بقى الاجابة صح مش غلط...
+
اجابها بهدوء مغيظاً اياها وهو مستمتعاً بغضبها الطفولى ذلك
=لا غلط يا حياء....
هتفت حياء بغضب وهى تكتف يدها حول صدرها
=لا صح و انت بقى بتغش و فاشل
تمتم عز الدين بصدمه
=انا بغش و فاشل يا حياء ؟!
اجابته حياء باصرار غير منتبهه الى النظرة التى ارتسمت بعينيه
=ايوه فاشل و.......
لكنها صرخت بذعر عندما انتفض من مكانه ملقياً اياها فوق الفراش منحنياً فوقها محاصراً اياها بجسده
=بقى انا فاشل و بغش كمان مش كده...
همست حياء فور ان فهمت النظره التى بعينيه
=عز والله لا......
لكنها صرخت بصخب عندما قام بدغدغتها فى معدتها بقوة لتنطلق تصرخ من بين ضحكاتها المتقطعه
=عز...لا..عز...لا..
لكنه ظل يدغدغها وهو يتمتم بمرح
=لازم اعلمك الادب....
ظل يدغدغها عدة لحظات اخرى لكنه توقف بالنهايه حتى تستطيع التقاط انفاسها ضربته حياء بخفه فوق صدره العارى
=حرام عليك يا عز نفسى اتقطع
انحنى على الفور يمرر يده فوق وجنتيها يتفحصها بقلق ففور سماعه كلماتها تلك اعادت اليه ما حدث بتلك الليله التى كاد ان يفقدها بها عندما وجدها ملقية فوق ارضية الغرفة مختنقة تكافح لالتقاط انفاسها تمتم بلهفة
=انتى كويسه ...حاسه بحاجة؟!
اجابته حياء و هى تشعر بالصدمة من التحول الذى حدث له فجأةً
=ايوه كويسه ...مالك ياعز فى ايه ؟!
لم يجيبها دافناً وجهه بعنقها يقبله بحنان و هو يزفر براحه احاطت حياء ظهره بذراعيها تضمه بقوه اليها تمرر يدها بحنان فوق ظهره محاولة تهدئته ظلوا على وضعهم ذلك حتى سمعوا صوت طرق فوق باب غرفتهم همست حياء
=عز فى حد بيخبط على الباب
ابتعد عنها ببطئ متناولاً قميصه يرتديه و هو يتجه نحو باب الغرفه يفتحه ليجد انصاف الخادمه واقفة امام باب الغرفة وهى تحمل بين يديها باقه زهور كبيرة وصندوق كبير
=الحاجة دى جت لست حياء
تفحص عز الدين الاشياء بعينين ثاقبة وهو يتمتم بهدوء
=من مين.... ؟!
اجابته انصاف بهدوء
=مش عارفه و الله يا عز بيه واحد اللى جه و سلمهم للحرس اللى على البوابه من برا
اومأ لها عز و هو يتناولهم منها قبل ان يغلق الباب و يعود الى الغرفه
تناول الكارت الذى كان بالازهار يقرأه لكنه شعر بالغضب يشتعل بداخله فور ان قرء الكلمات المطبوعه عليه
"" برغم انك رفضتى تقبليهم منى لكن انا مصر مينفعش ترفضى هديتى ""
داوود الكاشف
التفت عز الدين نحو حياء التى كانت لا تزال مستلقيه بمكانها فوق الفراش لكنها انتفضت بذعر فور ان صاح بها بغضب بث الرعب بداخلها
= انتى تعرفى داوود الكاشف منين و قابلتيه امتى....انطقى؟!
""برغم انك رفضتى تقبليهم منى لكن انا مصر مينفعش ترفضى هديتى""
داوود الكاشف
التفت عز الدين نحو حياء التى كانت لا تزال مستلقيه فوق الفراش والتى انتفضت بذعر فور ان صاح بها بغضب بث الرعب بداخلها
= انتى تعرفى داوود الكاشف منين و قابلتيه امتى....انطقى؟!
ظلت حياء صامته تشعر بالشلل يتسلل لجميع اطراف جسدها تتطلع باعين متسعه الى الصندوق الذى بين يديه لتتعرف عليه على الفور فقد كان ذات الصندوق الذى اصر صديق والدها ان تقبله كهدية منه
لكنها خرجت من جمودها مطلقه صرخه ذعر عندما قبض على ذراعها جاذباً اياها من فوق الفراش لتصبح على قدميها امامه اشار بيده التى تحمل الصندوق بغضب امام عينيها صائحاً بشراسة و قد اظلمت عينيه بقسوة بثت الرعب بداخلها .. فلأول مرة تراه خارجاً عن السيطرة بهذا الشكل
=انطقى تعرفيه منين ..؟!.
اجابته حياء بصوت مرتجف وقد شحب وجهها من شدة الذعر
=معرفوش و الله...ده...ده صاحب بابا مش اكتر
شدد قبضته فوق ذراعها بقسوة وهو يتمتم من بين اسنانه بشراسه
=صاحب بابا ؟! و قابلتيه فين بقى و امتى صاحب بابا ده....؟!
اجابته حياء بصوت مرتبك ضعيف شاعره بانها على وشك الانفجار فى البكاء فى ايه لحظة فهى لاتدرى ما الخطأ الذى اقترفته حتى يتعامل معها بهذا الشكل كما لو انها اقترفت جريمة ما...
=النهاردة ...كان..كان ف محل المجوهرات اللى روحناله انا ونهى علشان نختار هدية طنط ابتسام و لما شافنى باركلى و عرض عليا الطقم ده كهديه جوازى و انا رفضت اقبله منه
هتف بحدة جعلت عروق عنقه تنتفض بشده و هو يدفعها بعيداً عنه مما جعلها تتعثر الى الخلف حتى كادت ان تسقط لكنها تماسكت فى اخر لحظة
=و مقولتليش ليه حاجه زى دى ؟!
اجابته حياء بضعف وقد بدأت شفتيها بالارتجاف
=مجاش فى بالى يا عز انا......
قاطعها يصيح بشراسة مما جعلها تتخذ عدة خطوات الى خلف بذعر
=مجاااش فى بالك ؟! مجاش فى بالك تحكيلى حاجه زى دى
انتى متعرفيش الراجل ده ...
قاطعته حياء تمتم بارتباك و هى تضغط يديها ببعضها البعض محاوله ان تستمد منها شجاعتها
=الراجل اللى بتتكلم عنه ده قد بابا مش فاهمه انت عامل ليه مشكله ..؟!
رمقها عز الدين بغضب هو يتجه نحو خزانه الملابس يفتحها بحده مخرجاً ملابسه يرتديها سريعاً و هو يتمتم بسخريه لاذعة
=قد بابا ...اها قد بابا....
شعرت حياء بالدماء تنسحب من جسدها فور سماعها كلماته الساخره تلك شاعرة كما لو ان احدهم قد طعنها بسكين حاد في قلبها
وقد ادركت على الفور سبب غضبه ذلك فهو يشكك بها مجدداً لكن هذه المرة مع رجل بعمر والدها...سقطت جالسة بهمود فوق الفراش بصمت
ضاغطة بيدها فوق قلبها للتخفيف من الالم الذي لا يطاق مراقبه اياه بعينين متحجرتين بالدموع و هو يغادر الغرفه بوجه قد اسود من شده الغضب دون ان يوجه اليها كلمة واحدة اخرى مغلقاً الباب خلفه بعنف مما جعلها ترتمى فوق الفراش دافنه وجهها به منفجرة فى بكاء حاد على الفور....
دخل عز الدين الى مكتب داوود الكاشف بعد ان تجاوز سكرتيرته االتى حاولت ان تمنعه من الدخول دفع الباب بعنف وهو يصرخ بغضب
=داوود يا كاشف...
اعتدل داوود فى جلسته فور رؤيته لعز الدين يدخل الى غرفه مكتبه رسم على وجهه ابتسامة هادئة فقد كان ينتظر قدومه منذ ان ارسل الهدية الى منزله فقد كان يعلم بانه فور رؤيته لهديته التى ارسلها لحياء لن يمر الامر مرار الكرام..
القى عز الدين بحده صندوق المجوهرات الذى كان بين يده فوق المكتب الذى يجلس خلفه داوود ليرتطم بصدر داوود بقوة مسببه له الالم مما جعله يفرك ببطئ صدره وقد انعقد وجهه بالم ليكمل عز الدين صائحاً بعينين تشتعلين بالغضب والقسوة
=مش مرات عز الدين المسيرى اللى تتوقف فى محلات و يتقدملها هدايا ولا تتبعتهالها على البيت يا داوود يا كاشف
اعترل داوود فى جلسته متمتاً بهدوء وهو يتصنع البراءة
=خير يا عز بيه...ايه اللى حصل بس لكل ده انت عارف ان حياء زى بنتى و انى......
اندفع عز الدين نحوه سريعاً و قد اعماه غضبه يجذبه من ياقة قميصه منهضاً اياه حتى اصبح يقف على قدميه امامه يعتصر رقبته بين يديه بقوة و هو يتمتم من بين اسنانه بشراسه جعلت داوود يرتجف بذعر رغماً عنه
=بنتك..؟! بنتك مين انت هتستعبط ما الكل عارف وساختك...وعارف ان مش بيحلالك غير البنات الصغيرة علشان تقدر تسيطر عليهم و تعمل فيهم ما بدالك
ليكمل وهو يزيد من تشديد يده حول رقبته وهو يكاد يكون خارجاً عن السيطرة بسبب الغيرة التى تنهش بصدره فهو يعلم مدى قذارة الرجل الذى يقف امامه
=بس مش مراتى..يا داوود ده انا امحيك من على وش الدنيا.. و محدش هيرحمك وقتها من بين ايديا
اومأ له داوود وهو يبتلع الغصه التى تشكلت بحلقه متمتاً بارتباك
=عيب يا عز...الحوار..الحوار مش زى ما انت فاهم حيا.....
صاح عز بشراسه و قد اسودت عينيه بقسوة و غضب
=اسمها ميتنطقش على لسانك فاهم....
اومأ له داوود بالموافقة قائلاً بمكر محاولاً تبرير الامر له
=بس ..بس برضو الحكاية مش زى ما انت فاهم ...كل ما فى الامر ان ثروت بينى و بينه شغل كتير و لما شوفتها قولت اصلح الوضع بما انى محضرتش فرحكوا مش اكتر
نفض عز الدين يده عنه دافعاً اياه للخلف ليسقط جالساً فوق مقعده مره اخرى وهو يلهث محاولاً التقاط انفاسه التى كادت ان تزهق على يديه رفع عز الدين يده باشارة تهديد امام وجهه متمتاً بحدة لاذعه
=ميخصنيش كل كلامك ده....مراتى لو شوفتها ماشيه فى طريق تعكس طريقك و تمشى فى طريق تانى.....
ليكمل بوحشية و هو يغادر الغرفة بخطوات غاضبه مشتعلة
=ده لو انت حابب تعيش وتكمل وساختك اللى انت عايشه عليها
نهض داوود ببطئ مراقباً مغادرته تلك وهو يعدل من ياقه قميص بدلته التى كاد ان يختنق بها منذ عدة لحظات و عينيه تلتمع بالغل والغضب متمتماً بصوت غاضب
=ماشى يا ابن المسيرى...ده انا مش هنطق اسمها بس ده انا.......
لكنه قطع جملته و هو يبتسم بشر وعينيه تلتمع بالاثارة متخيلاً ما سوف يفعله بها ...
كانت حياء تنتحب بشدة بينما كانت نهى تضمها الى صدرها بحنان محاولة تهدئتها
=خلاص ياحياء..هو اكيد ميقصدش اللى انتى فهمتيه ده
همست حياء من بين شهقات بكائها
=لا يا نهى يقصد...خلاص وصلت به ان يشك فيا ...و مع مين مع واحد قد بابا هو انا رخيصه فى نظره اوى كده ........
لتكمل وقد اخذت شهقاتها تتعالى بقوه
=طيب ليه كمل معايا الجواز لما مش عنده ثقه فيا للدرجه دى...ليه ضحك عليا و فهمنى انه بيثق فيا وان كل حاجه بنا اتغيرت
ضمتها نهى بقوة اليها مربته فوق ظهرها برقه وهى تهمهم ببعض الكلمات المهدئه لا تدرى ما الذى يجب عليها قوله لها
=طيب اهدى ...ولما يرجع اتكلمى معاه و افهم........
قاطعتها حياء بغضب وهى تنتفض مبتعدة عن ذراعيها بحده
=مش هتكلم معاه فى حاجه ...هى كده خلاص خلصت
هتفت نهى بحده وهى تزجرها بلوم
=حياء بطلى كلام اهبل..
استلقت حياء فوق الفراش جاذبه الغطاء حتى رأسها و هى تمتم بصوت مختنق
=نهى سيبينى لوحدى معلش عايزة انام..
هتفت نهى باصرار و هى تعتدل فى جلستها
=لا يا حياء مش هسيبك و انتى بالحاله دى و......
قاطعتها حياء بتوسل
=علشان خاطرى يا نهى سيبينى انا محتاجه ابقى لوحدى معلش..
ظلت نهى بمكانها عدة لحظات تراقبها بصمت لتزفر باستسلام بنهاية الامر فهى تعلم مدى عناد صديقتها .. اتجهت نحوها مقبلة جبينها ثم ربتت فوق ذراعها من فوق الغطاء بحنان قبل ان تنهض وتضغادرة الغرفة بصمت...
كان عز الدين جالساً فوق المقعد بينما الظالم يخيم على الغرفه الا من الضوء المنبثق من الاضاءة التى باقصى الغرفة اخذ يدخن بشراهه السيجارة التى بين يديه مراقباً تلك النائمة بعمق فوق الفراش بعينين قاتمتين و الضغط الذي قبض علي صدره يهدد بسحق قلبه.......
ففور قراءته لكلمات ذلك الحقير الذى ارسلها مع صندوق المجوهرات شعر بغمامه سوداء تجتاحه فهو يعلم مدى قذارته وكيف ينظر الى النساء جيداً شعر بنيران الغضب تشتعل بداخل صدره مجدداً اخذ يمرر يده بين خصلات شعره يجذبه بحده مفكراً بان ما زاد الامر سوءً وجعله على الحافه انها لم تخبره بالامر فقد كان يجب عليها اخباره فقد شعر بالقلق فى بادئ الامر ان يكون ذاك الحقير قد تطاول عليها لكنه هدئ فور تذكره لحراسه فهم لن يسمحوا بحدوث شئ مثل ذلك و عندما استدعاهم بمكتبه بالاسفل فور مغادرته الغرفه انهال عليهم بالسباب لانهم لم يخبروه بما حدث على الفور لكنهم برروا الامر بانه لم يحدث شئ غريباً او خطراً يستدعى اخباره اياه فقد كان كل ما فى الامر انها كانت تقف مع شخص على ما يبدو انه على معرفة بها لمدة لا تتجاوز الدقيقه و لم يتجاوز حده معها مما يجعله لا يشكل تهديداً عليها لكنه شدد عليهم بان اصغر الاشياء التى تحدث معها يجب ان اخباره اياها فما يروه شئ عادى قد يكون بالنسبه اليه خطراً كبيراً ... فرك وجهه بعصبيه و هو يلعن بصوت منخفض يجب عليه ان يشدد عليها الحراسة هذه الفترة حتى يتأكد من نوايا ذلك الحقير و ما اذا كان قد قدم اليها تلك الهديه بحسن نية كما يدعى ام انه يضعها فى عقله المريض... تشددت قبضته بقوة حتى ابيضت مفاصل يده فهو اذا تأكد من ذلك فهو لن يتردد لحظة واحدة قبل ان ينهى حياته بيده...
استيقظت حياء ترفرف بعينيها عدة لحظات و قد وصل اليها رائحة السجائر النفاذه فاخذت تسعل بقوة عدة مرات مما جعل عز الدين ينتفض واقفاً بذعر مسلطاً عينيه عليها بنظرات متفحصه قلقه ظناً منه بان نوبة الاختناق قد عادت اليها من جديد لكنه زفر براحة عندما رأها تعتدل جالسه فوق الفراش بصمت وقد هدئ سعالها ناظرة اليه باعين متسعه متحجرة زفر بحده وهو يشيح نظراته من عليها فقد لايزال يشعر بالرعب يجتاحه فور سماعه اياها تسعل حيث تعود اليه احداث تلك الليلة مما يجعله يشعر بالضياع...
جلس مرة اخرى فوق مقعده متمتاً بهدوء
=محتاجين نتكلم.....
قاطعته حياء بعدائية وهى تعدل من الغطاء فوق جسدها
=مفيش حاجة بنا تستاهل اننا نتكلم فيها
ضغط عز الدين على فكيه بقوة محاولاً التحكم فى غضبه متمتماً من بين اسنانه بصوت جعله هادئ قدر الامكان
=حياء..متزديش فيها علشان اقسم بالله انا ماسك نفسى بالعافيه...
همست حياء بصوت مختنق
=لا متمسكش نفسك .. و تعالى اضربنى و علمنى الادب مش اول مره هتعملها يعنى.....
اختنق عز الدين بكلماته فور ان سمع كلماتها تلك مذكره اياه بقسوه بما فعله بها قبل زواجهم وضع يده فوق ظهر عنق يضغط عليه بغضب
همست حياء بصوت مرتجف و هى تحاول التحكم بتلك الدموع الكثيفة التى تجمعت بعينيها
=طلقنى يا عز.....
انتفض واقفاً يشعر بالم يكاد يحطم روحه الي شظايا فور سماعه كلماتها تلك همس بصوت مرتبك
=اطل..قك..؟!
هزت حياء رأسها بالايجاب بصمت وهى تضغط علي شفتيها باسنانها بقوة ترفرف برموشها المبلله محاولة كبت دموعها التى على وشك الانفجار محاولة عدم اظهار ضعفها له...
صاح عز الدين بشراسة و هو يندفع نحوها جاذباً اياها بحدة من فوق الفراش حتى اصبحت تقف امامه
=انتى شكلك اتجننتى ...
نفضت حياء يده القابضه
على ذراعها بحدة و هى تهتف بغضب
=لا متجننتش...انا فعلاً ابقى اتجننت لو كملت حياتى مع واحد زيك......
لتكمل وهى تنفجر بالبكاء الذى لم تعد قادرة على السيطرة عليه اكثر من ذلك
=واحد شايفنى دايماً رخيصة فى عينيه ...
تمتمت من بين شهقات بكاءها الحادة و التى اخذت تزداد بقوة مما جعل جسدها يهتز بشدة
=واحد وصلت به انه يشك انى على علاقة بواحد قد ابويا....
فرك عز الدين وجهه بغضب محاولاً تهدئت الغضب الذى لا يزال مشتعل بداخله مذكراً ذاته بان غضبه سوف يزيد الامر سوءً خاصة وانها قد اساءت فهم غضبه واندافعه فقد كان يشعر بالخوف عليها لم يتحمل فكرة مقابلتها وتعاملها مع ذلك السادى الحقير زفر بحنق
و هو يتجه نحوها جاذباً اياها بين ذراعيه لكنها اخذت تقاومه بضراوة ضاربه اياه بكلاً من يديها او قدميها فى كل مكان تستطيع الوصول اليه و هى تصرخ بحدة لكنه ضمها اليه بشدة محاصراً اياها بجسده حتى استسلمت مسنده جبهتها فوق صدره تنتحب بصمت بعد ان شعرت بالتعب يجتاحها من مقاومتها له..
اخذ عز الدين يقبل رأسها بحنان عدة قبلات متتاليه هامساً بصوت مختنق
=انا مشكتش فيكى يا حياء...انا كل اللى عصبنى انك مقولتليش انه قابلك....
حاولت حياء الابتعاد عنه مجدداً لكنه احكم قبضته حولها مانعاً اياها همست من بين شهقاتها بكاءها الحادة
=متضحكش عليا ...انا سمعت كلامك وشوفت طريقتك كويس لما قولتلك انه قد بابا و انه....
قاطعها عز الدين بغضب وهو يشدد دراعيه من حولها بطريقة مؤلمه
=علشان هو مش بابا يا حياء......
ليكمل بحده وقد التمعت عينيه بوحشيه
=داوود ده كلب سادى و سمعته اوسخ منه عايزانى ابقى هادى لما اعرف انه قابل مراتى و قدملها هديه تتعدى ال5 مليون جنيه و لما ترفضها يبعتهالها على البيت..
رفرفت حياء عينيها بصدمة قائلة بصوت مرتجف و هى تشعر برجفه من الذعر تضرب جسدها
=سادى..؟!
لتكمل بصوت يملئه الذعر و قد اخذ جسدها يرتجف
=و ده هيعوز منى ايه ؟!
ضمها عز الدين اليه بقوة عندما شعر بها ترتجف بين ذراعيه متمتماً بهدوء و هو يقبل اعلى رأسها
=متخفيش...محدش فى الدنيا يقدر يلمس شعرة واحدة منك...
ليكمل محاولاً ان يبث الاطمئنان بداخلها برغم انه يعلم كذب كلماته
=بعدين هو حب يباركلك بس بطريقته مش اكتر...
ابعدها عنه بحنان متأملاً وجهها الباكى مما جعله يزفر بضيق و هو يمرر يديه فوق وجنتها يزيل دموعها برقة قائلاً بلوم
=مش كل ما حاجه هتحصل يا حياء هتفتكرى انى بشك فيكى
ليكمل بحنان و هو ينحنى مقبلاً انفها المحمر اثر بكائها
=مش احنا اتفقنا اننا نثق فى بعض صح..؟!
اومأت له حياء بصمت وهى تشعر الان بمدى حماقتها ليكمل عز الدين
=بس برضو ده مش معناه انى مش مضايق منك بسبب انك معرفتنيش باللى حصل مع الحيوان ده....مش احنا اتفقنا اى حاجه تحصل تيجى تحكيلى...
همست حياء بخجل وهى تضع يدها برقة فوق يده المحيطه بوجهها
=والله نسيت اقولك ...
بعدين يا عز انت مدتنيش فرصة اصلاً انت اول ما جيت من برا بت.....
ثم ابتلعت باقى جملتها وقد اشتعل وجهها بالخجل مما جعل عز الدين يطلق ضحكة صاخبه اهتز صدره بخفه على اثرها فور فهمه ما تحاول قوله تمتم بخبث وهو يمرر اصبعه فوق شفتيها
=كملى اول ما جيت من برا عملت ايه ..؟!
ضربته حياء بخفه فى صدره وهى تهتف بغضب
=عز بلاش قلة ادب...
تنحنح محاولاً كتمان ضحكته قائلاً بجديه
=بس برضو يا حياء مش هعدى اللى حصل ده حتى لو ...
قاطعته حياء وهى تلف ذراعيها حول عنقه مقربه شفتيها من شفتيه هامسه باغراء
=خلاص بقى يا عزى ...والله مش هتحصل تانى
ابتلع عز الدين بصعوبه الغصه التى تشكلت بحنجرته شاعراً بالحرارة تضرب جسده بقوة متمتماً بصدمه
=عزى...؟!
اومأت حياء برأسها قائله بغنج و هى تمرر يدها ببطئ فوق صدره
=بدلعك بلاش ادلعك..
اخفض عز الدين رأسه مقبلاً اذنها بخفه قبل ان يهمس بصوت اجش
=حياء...لو حد سمعك بتقوليلى كده هيبقى شكلى......
قاطعته واضعة يدها فوق وجنته تمرر اصابعه بين شعيرات ذقنه النابته حديثاً متمتعه بملمسها تحت يدها
=ده بينى و بينك بس.....
ثم انحنت تلثم ذقنه بقبلات متتاليه مما جعله يشعر بالنيران تشتعل بجسده بسبب حركتها الجريئه تلك ميقظة استجابه حارة في سائر جسده زمجر بقوه هو ينحنى عليها ضاغطاً شفتيه فوق شفتيها متناولاً اياها فى قبله حاره قبل ان يحملها بخفه و يسيىها بها نحو الفراش متناسياً لما كان هو غاضب منها من الاساس....
فى اليوم التالى...
كانت حياء جالسة مع نهى بالحديقه يتثمران نظرت حياء الى الساعه التى بيدها زافرة بضيق عندما رأت ان الساعة قد تجاوزت الثامنة بقليل فقد تأخر عز الدين هذه الليله و لم يعود من عمله بعد...
همست نهى بخبث وهى تنظر اليها بتفحص
=ما تهدى يا حياء زمانه جاى..
هتفت حياء بغضب و عينيها مسلطة فوق الباب
= اتاخر اوى يا نهى المفروض لما بيتأخر بيكلمنى علشان مقلقش....
غمزت نهى بعينها تنكزها فى ذراعها بخفه قائلة بمرح
=بس يا سيدى ...على القلق والحب ايه ده..بقى دى حياء اللى كانت من 3 شهور بس مكنتش طايقه حتى تسمع اسمه...
اشتعل وجه حياء بالخجل تمتم بارتباك
=عز حنين اوى يا نهى..
لتكمل و هى تتنهد بخفه ضاممه يدها الى صدرها
=برغم اللى حصل بنا فى الاول بس بجد ربنا عوضنى بيه ...
هتفت نهى بمرح وقد التمعت عينيها بالسعاده
=الله ..الله يا ست حياء ده انتى وقعتى بقى و محدش سم عليكى
اشتعل وجه حياء بالخجل تتمتم بارتباك
=انا...انا.....
لكنها ابتلعت باقى جملتها بصدمة عندما رأت والدتها تدخل الى الحديقه شعرت بالدماء تنسحب من جسدها وهى تراقبها تقترب منهم بخطوات بطيئة هادئة ...
وقفت نهى على الفور تهتف مرحبه بها وهى تنظر نحو حياء بارتباك
=طنط ناريمان ...ازيك وحشانى
احتضنتها ناريمان مقبله اياه فوقك وجنتيها بخفه و هى تجيبها
=الحمدلله..يا حبيبتى
ثم التفت تنظر بتردد نحو حياء الجالسة بجسد متجمد تتمتم بهدوء
=ازيك يا حياء.....
اجابتها حياء بجفاف وهى تنتفض واقفه تستعد لمغادرة المكان فهى لن تتحمل رؤيتها بعد ما فعلته بها
=الحمد لله.....
لتكمل ببرود و هى تتجاوزها
=عن اذنكوا...
امسكت ناريمان بيدها سريعاً تمنعها من المغادره تتمتم برجاء
=هتمشى و تسبينى يا حياء ؟!
اجابتها حياء ببرود و هى تنتزع يدها منها بحدة
=معلش....ورايا كام حاجه و لازم اخلصها
امسكت ناريمان يدها مرة اخرى تتمتم برجاء
=طيب علشان خاطرى اقعدى بس دقيقتين عايزه اتكلم معاكى...
همت حياء بالرفض لكنها اسرعت تقاطعها
=دقيقتين بس...دقيقتين مش اكتر
عادت حياء للجلوس مرة اخرى مكانها و هى تشعر بالاختناق يتخللها بينما وقفت نهى مستأذنه اياهم متحججه بالاطمئنان على اطفالها حتى تسمح لهم بالتحدث بمفردهم
جلست ناريمان تفرك يديها بعصبيه مراقبة حياء بعينين تلتمع بالدموع تتشرب تفاصيلها التى اشتاقت اليها كثيراً...فقد جاءت الليله لتوديعها قبل سفرها الى استراليا مرة اخرى فقد قررت هى و ثروت الذهاب الى هناك لتصفية جميع ممتلكاتهم الباقيه لجمع اكبر مبلغ يمكنهم جمعه حتى يسددون اموال داوود والتخلص من كابوسه...و قد قررت فور تسديدها تلك الاموال و الاطمئنان على امان ابنتها سوف تخبر عز الدين بما فعلته فى حق ابنتها...
لقد تحججت برغبتها فى اخبارها بسفرهم حتى تستطيع ان تراها فقد اشتاقت اليها كثيراً شعرت بالدموع تصعد الى مقلتيها لكنها رفرفت عينيها عدة مرات مبعده اياها بقوة تمتم بصوت مرتجف بعض الشئ
=انتى كويسه يا حياء....عز بيعاملك كويس ؟!
اجابتها حياء بحدة
=مش شايفه ان السؤال ده متأخر شويه بعدين و انتى يهمك فى ايه ؟!
شعرت ناريمان بقبضة حاده تعتصر قلبها فور سماعها كلمتها تلك لكنها محقه لا يمكنها لومها على ما تقوله فهى بنظرها والدتها التى افترت عليها بالكذب طاعنه اياها فى شرفها..
=انا ...انا جايه النهاردة علشان اقولك ..ان احنا مسافرين استراليا واحتمال نتأخر هناك و.....
اجابتها حياء بجفاف
=تروحوا وترجعوا بالسلامه
لتكمل وهى تنتفض واقفه باصرار
=بعد اذنك مضطره اطلع اوضتى
فتحت ناريمان فمها لكى تمنعها من الذهاب لكن كانت حياء قد انصرفت بالفعل دون ان تنظر خلفها..
ظلت ناريمان تتابعها بعينين تلتمع بالدموع حتى اختفت عن انظارها تماماً شاعر بقبضة حادة تعتصر قلبها بقوة ...
انفجرت حياء بالبكاء فور دخولها غرفتها ارتمت فوق الفراش تنتحب بشدة تشعر بالم حاد يعصف بداخلها فقد تعاملت مع والدتها بطريقه جافه للغايه على غير عادتها معها ...لكن ماذا كان يمكنها ان تفعل بعد ما فعلته بها فإلى حتى الان لا يمكنها تصديق انها قد طعنتها فى شرفها بالكذب ظلت تنتحب حتى لم تعد تدرك الوقت الذى مر عليها اهى دقائق ام ساعات منذ تركها لوالدتها بالحديقة....
بعد مرور ساعتين
دخل عز الدين الى الغرفة يبحث بعينيه عن حياء لكنه زفر باحباط فور ان وقعت عينيه عليها مستلقيه بالفراش و هى غارقه بالنوم اتجه بخطوات هادئه نحو خزانته حتى لا يتسبب فى ازعاجها يخرج منها ملابس النوم الخاصه به و بعد اتمامه تبديل ملابسه اتجه ببطئ نحو الفراش يستلقى فوق الفراش بهدوء لكنه تفاجئ بحياء تندس بين ذراعيه فور ان استلقى بجانبها محيطه جسده بكلاً من ذراعيها وساقيها دافنه وجهها بعنقه علم على الفور بانها مستيقظة احاطها هو الاخر بذراعيه مقبلاً رأسها بحنان وهو يتمتم بصوت منخفض
=قطتى مالها .. زعلانه من ايه ؟!
ابتلعت حياء الغصه التى تشكلت بحلقها بصعوبة مقاومه نوبه البكاء التى صعدت بداخلها من جديد ترغب كثيراً بان تشكى له ما يحزنها و مدى الالم الذى شعرت به بسبب خيانة و غدر والدتها لها لكنها لا تستطيع خائفة ما ان تقوم بذكر والدتها و ما فعلته بتلك الليله بان تعيد غضبه السابق عليها و تعود معه الى نقطة الصفر من جديد تمتمت بصوت منخفض اجش
=مش زعلانه و لا حاجه ...بس تعبانه شويه
رفع وجهها اليه متفحصاً اياها بنظرات قلقه قائلاً بلهفة اذابت قلبها
=تعبانه مالك ..حاسه بايه؟!
اجابته حياء على الفور مطمئنه اياه
=صداع...صداع نصفى
قبل رأسها بحنان وهو يتمتم
=هتصل بالدكتور يجى حالاً وهخ....
قاطعته حياء بهدوء و هى تدس يدها بين خصلات شعره حالك السواد تمررها بين خصلاته بحنان متنعمه بملمسه الحريرى بين اصابعها
=مالوش لازمه...انا خدت علاج كان الدكتور وصفه ليا فى استراليا وكلها ساعه بالكتير و هبقى كويسه
ثم دست وجهها بصدره مرة اخرى تستنشق رائحته التى تعشقها شدد عز الدين ذراعيه من حولها جاذباً اياها نحوه اكثر حتى اصبحوا كجسد واحد متمتماً بهدوء
=طيب نامى يا حبيبتى...
احاطت حياء وجهه بيدها وهو تمتم
=وانت مش هتنام
اجابها وهو يقبل عينيها المتورمه بشغف
=هنام بس لما اطمن عليكى
شعرت حياء بدقات قلبها تزداد بقوة من شدة حنانه عليها دست رأسها فوق صدره تضغط شفتيها موضع قلبه تقبله برقه و شغف ضاممه اياه نحوها اكثر و هى تتنهد براحه لم تكن تشعر بها منذ عدة دقائق قليله ....
بعد مرور عدة ايام...
كانت حياء تقود السيارة تغنى بصخب مع المذياع الذى قد رفعت صوته لأقصى درجه تردد معه كلمات الاغنية بفرح وصخب عندما اخذ صوت هاتفها يصدع فى ارجاء السيارة اطفأت المذياع سريعاً عند رؤيتها لاسم عز الدين يسطع بشاشه هاتفها أخذت نفساً عميقاً محاولة اعداد نفسها لغضبه الذى سوف يصبه عليها بعد لحظات فقد خرجت بدون حراسه لشراء هدية له فلم تكن ترغب بان يأتى رجال الحرس معها لانهم سوف يخبرونه بالطبع ويخربون عليها مفاجأتها له ..
وضعت السماعه بداخل اذنها تجببه و هى تقود السياره بحرس
=ايوه يا عز ...
لكنها سرعان ما نزعت السماعه من اذنها عندما وصل اليها صوت صياحه الغاضب الحاد
=انتى ايه خرجك من غير حرس ؟!
اجابته حياء بارتباك و هى تسلط عينيها على الطريق الدى امامها بتركيز
=كنت ...كنت عايزة اشترى هدية لنهى و بصراحه كده مكنش ينفع حراسك يجوا معايا وانا بشترى الهديه دى....
وضعت يدها فوق اذنها محاوله حجب صوت صياح لعناته الحاده لكنها جفلت عندما سمعت صوت صاخب لتحطيم شئ بجانبه تمتمت حياء بقلق
=عز انت كويس..؟!
اجابها و هو يلهث بحدة مما يدل على بذله مجهوداً ما
=انتى فين دلوقتى ؟!
اجابته حياء سريعاً محاولة تهدئته
=خلاص و الله كلها دقيقتين بالظبط و هوصل البيت..بعدين انا معايا اسبراى الفلفل متقلقش لو حد قرب منى هب.........
قاطعها متمتماً من بين اسنانه بغضب
=اسبراى ايه و زفت ايه ..؟!
ليكمل بصوت حاد كنصل السكين
=عارفه لولا ان ورايا اجتماع مهم دلوقتى انا كنت جيتلك البيت و وقتها محدش هيرحمك من ايدى
تمتمت حياء بغنج محاولة امتصاص غضبه
=اهون عليك يا عزى ..
زفر بحده و هو يجيبها من بين اسنانه بغضب
=مش هياكل معايا اللى بتعمليه ده عزى ومش عزى ... بعدين عزك هيخاليكى تحرمى متسمعيش كلامه تانى يا حياء
تمتمت حياء باستياء
=حصل ايه بس يا عز لكل ده...؟!
قاطعها عز الدين بنفاذ صبر
=حياء......وصلتى ؟!
اخذت تنظر الى الطريق من حولها فقد ظل على البيت مجرد دقيقتين فقط مما يعد انها قد وصلت بالفعل اجابته بارتباك كاذبه فهى تعلم بانه قد عطل اجتماعه الهام بسببها لكى يطمئن عليها كما ما الذى سوف يحدث لها خلال تلك الدقيقتين
=ايوه وصلت ...
اجابها بحده
=تمام....انا داخل الاجتماع دلوقتى كلها ساعه بالكتير وهكون فى البيت
ليكمل بتحذير
=تطلعى على اوضتك على طول فاهمه..
ثم اغلق الهاتف دون ينتظر اجابتها
القت حياء الهاتف بغضب فوق المقعد المجاور لها وهى تمتم بحده
=كل ده علشان خرجت نص ساعه من غير حرسوايه هتخطف يع....
لكنها صرخت بفزع تدوس فوق مكابح السيارة توقفها سريعاً عندما
رأت سياره تعترض طريقها واقفة بعرض الطريق.....لتنجح حياء بايقاف السياره قبل ان تصطدم بها قبضت بيدها على عجلة القيادة بقوة و هى تلهث برعب شاعرة بجسدها رخو من شدة الصدمه... لكن اتسعت عينيها بذعر عندما رأت داوود الكاشف يخرج من السيارة التى تعترض طريقها متجهاً نحوها ببطئ التفتت حياء حولها تبحث عن الزر الخاص باغلاق باب السيارة الكترونياً لتنجح بالامر قبل اقترابه منها بخطوات قليله حاولت الرجوع بسيارتها الى الخلف لكنه اسرع مخرجاً سلاحاً يشهره نحوها وهو يهز رأسه ينهيها عن فعل ذلك اخذ جسدها يرتجف بعنف فور ادراكها بانها قد وقعت بمصيده ما...
شعرت بتجمد جميع اطراف جسدها عندما توقف داوود عند بابها محاولاً فتحه وعندما فشل فى ذلك طرق فوق زجاج نافذتها بهدوء و على وجهه ترتسم ابتسامه مقززه...
تمتم داوود ببرود وهو يشير بسلاحه نحو باب سيارتها
=افتحى الباب..
هزت حياء رأسها بالرفض و قد اتسعت عينيها برعب داخل وجهها الذى شحب كشحوب الاموات من شده الرعب تناولت بيد مرتجفة هاتفها من المقعد المجاور لها تحاول الاتصال بعز الدين لكنها صرخت بفزع عندما سب داوود بعنف موجهاً سلاحه نحو الباب الاخر مطلقاً عليه عدة طلقات حتى كسر قفله الداخلى ثم فتحه سريعاً قافزاً داخل السيارة قابضاً على يدها التى كانت تحمل الهاتف مانعاً اياها من الاتصال بعز الدين قام بنزعه من يدها بقوه ملقياه اياه خارج السيارة فوق الارض
ثم صوب نحوه سلاحه مطلقاً عليه احدى رصاصته حتى يتأكد من انه لن بعمل مجدداً ....
ثم التفت نحوها بعينين تلتمع بشراسه يقبض على شعرها بيده صرخت حياء بالم حيث شعرت بيده كقبضه من الفودلاذ سوف تنزع خصلات شعرها جذبها منه الى خارج السيارة ملقياً اياها بقوة فوق الارض الترابيه مما جعلها ترتطم بها بقوة المت جسدها و هو يصيح بجنون
=ايه فكرك هتتصلى بحبيب القلب وهايجى يلحقك..
تمتمت حياء بصوت مرتجف باكى
=انت عايز ايه... ؟!
انحنى داود فوقها قابضاً على وجهها بيده يعتصره بقوه جعلتها تصرخ بالم
=عايزك يا حياء....
قاومته حياء بقوة محاولة جذب وجهها من بين يديه وهى تهتف بحده باصقه فى وجهه
=لما تشوف حلمة ودنك ...
مسح داوود وجهه براحة يده ببطئ قبل ان ينقض عليها صافعاً اياها بقوة جعلت رأسها يرتطم بالارض اسفلها ثم انتفض واقفاً يشرف عليها قائلاً بصوت حاد كنصل السكين
=هتبقى ليا....غصب عن عينك و عن الدنيا دى كلها و لو اى حد وقف قصادى هقتله ...
رفعت حياء رأسها تنظر اليه بتحدى برغم الالم الذى يفتك برأسها صائحة بغضب وهى ترمقه بنفور
=انت فكرك عز هيسيبك ولا هيعدى اللى انت عملته ده عز مش..........
صاح داوود بشراسة مقاطعاً اياها وهو يضع حذاءه فوق ساقها يضغط عليها بقوه ساحقاً اياها اسفله
=متنطقيش اسمه قدااامى...
صرخت حياء بالم و هى تشعر بان ساقها قد دهست اسفل حذاءه مما جعل عينيه تلتمع بالنشوة فور سماعه صراخها المتألم ذلك ..
ليزيد من ضغطه بحذائه فوق ساقها مما جعل الالم الذى يعصف بساقها لا يحتمل لتنفجر فى البكاء متألمه تمتم داوود بلذة وعينبه تلتمع بشراسه مخيفة
=ايوه صرخى..صرخى وعيطى ده اللى كان نفسى اسمعه منك من اول يوم شوفتك فيه فى عيد ميلادك
ليكمل وهو ينحنى عليها يضغط
على كل حرف ينطقه متأملاً باستمتاع الالم المرتسم فوق وجهها
=عز اللى بتهددينى به ده زمانه مات وشبع موت
هتفت حياء بصوت مرتجف و قد شحب وجهها بشدة
=كداب ...عز..عز لسه مكلمنى
ابتسم داوود بثقه ممسكاً باحدى اصابعها يلويه الى الخلف مما جعلها تصرخ بالم
= اولاً انا مش كداب ....
و من دقيقتين بس اديت الامر بقتله للقناص اللى كان واقف على سطح المبنى اللى قصاد شركته هى رصاصه واحدة من بندقيته وخلصت عليه و هو قاعد على مكتبه بكل هدوء
ارتجف جسد حياء شاعرة بالبروده تتسلل الى جسدها فور ان رأت الثقه المرتسمه فوق وجهه وهو ينطق كلماته تلك اخذت تصرخ باسم عز الدين شاعرة بالم حاد يطعن قلبها يكاد ان يحطم روحها الى شظايا فور سماعها كلمات داوود تلك اخذت تنتحب بقوة تكاد روحها تغادر جسدها من شدة الالم الذى يعصف بداخلها فهى لا يمكنها ان تتخيل حياتها بدونه خاصة بعد ان اصبحت تعشقه الى حد الجنون..
ابتعد عنها داوود متمتاً بشراسه و هو ينظر اليها بتشفى و غل
=هاتيجى معايا برضاكى... ولا تحبى تحصلى المرحوم جوزك
ليكمل و على وجهه ترتسم ابتسامه تنم عن الجنون مخرجاً جواز سفر من جيب سترته
=شوفى كده انا جيبلك ايه ياحياء .. جواز سفر باسم جديد هاخدك و نطلع نعيش فى اسبانيا...
ليكمل وهو ينحنى عليها ممرراً اصبعه فوق شفتيها المرتجفه وعينيه تلتمع بالشهوة
= هناك هتبقى ملكى بس وقتها محدش هيرحمك من اللى هعمله فيكى...
شعرت حياء بكامل جسدها يرتجف بعنف من شدة الذعر تراجعت برأسها بعيداً عن يده التى لازالت تتحس شفتيها بشهوة و هى لازالت تتنحب بشدة
همس داوود بالقرب من اذنها وهو يهز السلاح بين يده
=هاتيجى معايا...و لا تحبى اخلص عليكى هنا..؟!
تمتمت حياء بصوت مرتجف محاوله السيطره على رغبتها فى الصراخ
=ها...هاجى معاك...
نهض داوود ببطئ جاذباً اياها معه لتصبح عى قدميها امامه قائلاً
=كده انتى زكيه و بتفهمى..تعالى
ثم جذبها متوجهاً بها نحو سيارته اخذت تتبعه حياء بخطوات بطيئه متهالكه وهى تشعر بروحها تكاد ان تغادر جسدها...
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
=كده انتى جدعة...تعالى
ثم جذبها متوجهاً بها نحو  سيارته اخذت تتبعه حياء بخطوات بطيئة متهالكة وهى تشعر بروحها تكاد تغادر جسدها لكنها تحسست ببطئ جيبها الخلفى لتتأكد من وجود  رذاذ الفلفل الذى كانت قد وضعته فى وقت سابق بجيبها عندما هاجم داوود  سيارتها ظلت تتبعه ببطئ لكنها فور ان رأته توقف امام باب سيارته يخرج هاتفه الذى اخذ رنينه يصدح فى ارجاء المكان و هو يسب انتهزت فرصة انشغاله فى هذه اللحظات القليلة و اخرجت من جيبها على الفور بخاخ رذاذ الفلفل واضعه اياه امام وجه داوود مباشرة خاصه امام عينيه ضاغطه بيد مرتجفه فوق رأس عبوة الرذاذ لينطلق منه السائل الحار و يملئ عينين داوود الذى اخذ يصرخ بقوة متألماً واضعاً يده فوق عينيه قامت حياء بدفعه بقوه نحو باب سيارته ليرتطم جسده به بحدة مما جعله يصيح بشراسه وهو يسب و يلعن اياها
= يا بنت الكل....و دينى ما هرحمك..هموتك يا ب...........
لكن حياء لم تنتظر سماع باقى جملته ركضت سريعاً نحو سيارتها تجر ساقها المصابه و هى تلهث بالم لكنها تجاهلت هذا الالم صاعدة الى سيارتها تنطلق بها بسرعة جنونيه مبتعدة عن داوود الذى كان لايزال ملقياً بجانب سيارته يخفى عينيه بين يديه و هو يصيح بالم...
ظلت  تقود السيارة بسرعة جنونية نحو شركة عز الدين و هى  تنتحب بشدة حتى اصبحت الرؤية امامها ضبابيه فكادت ان تصطدم اكثر من مرة بالسيارات المحيطة بها لكنها لم تهتم فكل ما كان يهمها هو عز الدين فهى لن تستطيع ان تحيا بدونه...
فور وصولها الى الشركة هرولت مسرعة نحو المصعد حتى يصلها الى الطابق المتواجد به مكتب عز الدين و فور ان انفتح المصعد به ركضت حياء دون ان تعير اهتماماً الى قدمها المتألمة او الى صياح راما سكرتيرة عز الدين التى كانت تحاول منعها من الدخول الى مكتبه لكن حياء قامت باقتحام الغرفة  بعد ان تجاوزتها...
لتشعر بكامل جسدها يكاد ينهار حيث اصبحت قدميها كالهلام غير قادرتان على حملها اخذت تشهق منتحبة بقوة فور  رؤيتها لعز الدين جالساً خلف طاولة الاجتماعات مع عدد من الرجال  لكنها لم تكترث اليهم فكل ما كان يهمها هو ركضت نحوه متجاهله الالم الذى يعصف بساقها انتفض عز الدين واقفاً بفزع فور رؤيته لها بتلك الحاله يهتف اسمها بقلق لكنها ارتمت عليها تدفعه للخلف بقوة محاولة ابعاده عن النافذة التى كانت خلفه مباشرة احاطها عز الدين بذراعيه محاولاً تهدئتها  لكنها استمرت فى دفعه بهستريه صاح عز الدين بغضب وهو يلتفت نحو جميع من بالغرفة حيث كانوا واقفين يشاهدون انهيارها هذا كانهم يشاهدون مشهد من فيلماً ما..
=براااا...كله يطلع براااا
انصرف الجميع يغادرون الغرفة سريعاً بخطوات متعثرة ذعرة
التفت عز الدين اليها فور تأكده من خلو الغرفة شاعراً بقلبه يقصف برعب و هو يراها بتلك الحاله من الانهيار تمتم بصوت قلق حاد
=حياء مالك... ايه حصل فاهمينى؟!
لكنها لم تجيبه وظلت تدفعه  بهسترية فى صدره متمتمه بكلمات غير مترابطة من بين شهقات بكائها وهى تنظر بهلع نحو النافذة التى خلفه
=ابعد ...ابعد علشان خاطرى...
احكم قبضته فوق يديها التى كانت لاتزال تدفعه بها محاولاً تهدئتها متمتماً من بين انفاسه اللاهثه 
=اهدى و فاهمينى براحه حصل ايه..؟!
لكنها لم تستمع اليه انهارت جالسة فوق الارض تجذبه معها بقوه حتى سقط بجانبها احاطت جسده بذراعيها تضمه اليها بحمايه و هى تمتم بذعر من بين انتحابها
=ابعد عن الشباك علشان خاطرى ...ابعد عن الشباك
رفع عز الدين رأسه محرراً اياه من قبضتها ثم احاطها بذراعيه جاذباً اياها بقوه اليه محاولاً تهدئتها
اخذت تشهق باكية تتمتم باسمه كانها تعويذة اخذ يربت على ظهرها محاولاً تهدئتها لكنها اصبحت تبكى بهستريه اكبر مما جعله يهتف بنفاذ صبر محاولاً اخراجها من حالتها تلك
حتى يعلم ما الذى اصابها شاعراً بالدماء قد جفت بجسده من شدة القلق
=حياااااء....
انتفضت فى مكانها فازعة تنظر اليه باعين متسعه دامعه كانها قد استيقظت لتوها من كابوس مرعب
مرر عز الدين يده فوق وجنتيها بحنان يزيل الدموع العالقه بها
ثم تناول كوباً من الماء من فوق الطاولة واضعاً اياه بين شفتيه  قائلاً
=اشربى و اهدى.....؟!
ارتشفت منه حياء بعض الرشفات ابعده عن فمها ببطئ قائلاً بهدوء يعاكس ما يعتمر بداخله
=ايه اللى حصلى بقى فاهمينى ؟!
تمتم حياء بتعثر و قد اخذت شفتيها بالارتجاف من جديد
=دا..داوود
تصلب جسده فور سماعه ذلك الاسم مبعداً اياها عن صدره بحده يضطلع اليها بعينين تلتمع بالسواد هاتفاً بخشونة
=ماله داوود ...؟!
تنفست حياء بعمق ثم اخذت تخبره بما حدث بدايه من اعتراضه لسيارتها و اقتحامها و اخبارها انه قد قتله و وضعه احدى القناصه فى المبنى المقابل لشركته
ظل عز الدين يستمع اليها وقد احتقن وجهه بغضب ولكن عند ذكرها محاولته لخطفها واخذها معه للخارج اشتعل كبركان ثائر من الغضب محكماً قبضته فوق الكوب الذى بين يديه و هو يزمجر بغضب فلم يشعر به الا و هو ينكسر بين يديه صرخت حياء مقتربه منه وهى تضطلع بذعر الى حطام الكوب بين يديه و هى تتمتم بلهفه
=عز ...حصلك حاجه؟!
حاولت مسك يده و فحصها لكنه ابعدها عنها منفضاً بقايا الزجاج من يده المنجرحة مزمجراً من بين اسنانه بغضب و هو ينتفض واقفاً بحدة
=ابن الكل....و دينى ليكون اخر يوم فى عمره
امسكت حياء بيده تجذبها بذعر وهى تتمتم بلهفة
=علشان خاطرى يا عز متقفش ...انزل هيقتلوك...
انخفض نحوها محيطاً وجهها بيديه قائلاً بحزم
=حياء كل شركاتى محاطة بازاز مقاوم للرصاص و استحالة اى حد يقدر يفكر يهوب ناحية اى شركة منهم...
ليكمل بخشونة و قسوة وقد احتقن وجهه بالغضب
=و دينى لأجيبه تحت رجلك...هخليه يتمنى الموت وميلقهوش...
ثم جذبها لتقف على قدميها معه لكنها اطلقت صرخة متألمة انحنى نحوها عز الدين بلهفه وهو يتمتم بقلق
=مالك فى ايه ؟!
هزت حياء رأسها تتمتم بصوت مرتجف و هى تشعر بالام ساقها تزداد خاصة وانها قد بذلت مجهوداً كبير عليها
=م...ممفيش
رفع رأسها اليه ينظر فى عينيها وهو يتمتم بصوت حاد عاصف
=الحيوان...ده لمسك..؟!
ارتجفت شفتى حياء هامسه له بصوت مرتجف وهى تشير نحو ساقها
=رجلى....
امسك قدمها سريعاً يرفع ساق بنطالها حتى ترأت له ساقها...
شعر بالضغط الذي قبض علي صدره يهدد بسحق قلبه فور رؤيته لساقها المكدومة بشدة
انتفض واقفاً مديراً اليها ظهره بصمت حتى يتمكن من اخفاء النيران التى اندلعت به حتى لا يخفيها تمتم بصوت حاول السيطره على ارتجافه
=عمل كده ازاى.. ؟!
همست حياء بصوت مرتجف باكى تخبره عن دهسه لساقها بحذائه....
تناول عز الدين هاتفه على الفور دون ان يستمع الى باقى حديثها
انتفضت حياء فازعة بشدة عند سماعها اياه يصيح بحدة
=تاخد كل الرجاله و تطلع على شركه داوود الكاشف...
ليكمل و هو يصيح بشراسة
=اتصرررف ...الكلب ده تجيبهولى ولو مستخبى تحت الارض.......
ليكمل بحزم وحدة
=تجبهولى حى...سامع يا ياسين حى
اغلق الهاتف ثم وقف يتنفس بعمق محاولاً السيطرة على الغضب المتأجج بداخله لكنه فشل فى ذلك فكلما ترأى الى مخليته مظهرها وساقها تدهس تحت قدم هذا الحقير السادى يشعر بالرغبه فى سحق عنقه بقدمه ..بالتأكيد تمتع وتلذذ بألمها كانت هذه الفكر اقوى من ان تتحملها طاقة استيعابه مما جعله يصيح بحده وهو يلقى الهاتف الذى كان لا يزال بين يده ليرتطم بالارض بقوه متحولاً الى عدة قطع منفصله ثم اطاح كل الورق والاجهزة التى كانت فوق الطاوله و هو يسب ويلعن بشراسه...لكنه افاق من غمامة غضبه تلك عندما سماعه صرخة الذعر التى انطلقت من حياء التفت اليها على الفور بوجه مظلم ليجدها تضع يدها فوق فمها تنتحب بصمت انحنى عليها يقبل جبينها عدة قبلات متفرقة قبل ان يحملها بين ذراعيه بصمت واضعاً اياها فوق الاريكة ثم اتجه الى الهاتف الذى فوق مكتبه يتمتم بصوت حاد من راما ان تحضر الطبيب الى مكتبه...
ثم اتجه بصمت يقف امام  النافذة يتفحص جميع المبانى المحيطة بشركته بحثاً عن اى شئ غريب يلفت الانتباه لكنه لم يجد شيئاً..
ظلت حياء تراقبه وعو يقف بجسد مشدود من الغضب امام النافذة  لكنها شعرت بالقلق عليه يتخللها عندما لاحظت عضلات ظهره المتشنجه من اسفل قميص بذلته
نهضت ببطئ تتجه نحوه و هى تجر ساقها المصابه حتى وقفت خلفه مباشرة تهمس باسمه بصوت منخفض
التفت اليها على الفور وه و يهتف بحدة تقشعر لها الابدان
=ايه قومك من مكانك...
اهتز جسد حياء بعنف كمن ضربته الصاعقه فور  رؤيتها للنيران المحترقة بداخل  عينيه و التى  سرعان ما انقشعت فور ان لاحظ الذعر الذى ارتسم على وجهها
جذبها بين ذراعيه و هو يزفر بحدة محتضناً اياها بشدة فكلما تذكر ما تعرضت له على يد ذلك على الحقير و انه كاد يفقدها يشعر بغيمة سوداء تكاد تبتلعه فهو لن يستطيع ان يحيا دونها فقد اصبحت كل شئ بالنسبه اليه شدد من قبضته حولها يضمها اليه كانه يرغب بانه يدخلها بين اضلعه...
شعرت حياء بانها على وشك ان تختنق بسبب قبضته التى حولها لكنها تناست ذلك فور ان شعرت بجسده يرتجف بشدة بين ذراعيها ضمته اليها بحنان تربت برقة فوق ظهره بيديها محاوله تهدئته...
بعد عدة لحظات ابتعد عنها مولياً اليها ظهره مرة اخرى متمتماً بحزم
=ارجعى مكانك ومتتحركيش لحد ما الدكتور  يجى
التفتت حياء عائده مرة اخرى للاريكه  الاريكه دون ان تنطق بحرفاً واحدً متأمله بعينين متسعه دامعه جسده الذى كان ينبثق منه الغضب كبركان مشتعل...
كان داوود لا يزال راكعاً بجانب سيارته يشعر بنيران تحترق بعينيه ظل على هذا الحال اكثر من نصف ساعه حتى استطاع ان يفتحها ببطئ اخذ يتمتم من بين اسنانه بشراسه
=انا يتعمل فيا كده...والله يا بنت الكلب يا فا.... لهكون مطلع كل ده على جتتك و ما هرحمك فكرك علشان هربتى منى مش هقدر اجيبك تانى....
ليكمل بشراسة
=ما خلاص اللى بتتحمى فيه مات
و زمانه شبع موت...
اخذ يضحك بقوة جنونية و هو يشعر بلذة غريبه لم يشعر بها من قبل عند سماعه صوت صارخها المتألم فقد كان يزيد فى ضغطه بحذائه فوق ساقها. حتى يطرب اذنيه بصوت صراختها تلك ..
لكنه توقف قبل ان يتسبب فى كسرها فهو يريدها سالمه لحين سفرهم و هناك سوف يستمتع بكسر كل عظمة داخل جسدها الغض على حدة متخذاً كامل وقته فى ذلك...
خرج من افكاره تلك عندما صدح رنين هاتفه الذى لم يتوقف عن الرنين طوال النصف ساعه المنصرمه لكنه لم يستطع الاجابه وقتها بسبب عمى عينيه
اجاب سريعاً عندما رأى اسم متولى بشاشه الهاتف
=هااا كله تمام ...؟!
اجابه متولى من الطرف الاخر بصوت مرتبك
=ب..بصراحه يا باشا العمليه فشلت
شعر داوود بالدماء تنسحب من جسده فور سماعه كلماته تلك تمتم بشراسة
=يعنى ايه فشلت... يعنى ابن المسيرى لسه عايش ..؟!
اجابه متولى سريعاً وهو يزدرد لعابه بخوف
= بعد..بعد ما طلعت سطح المبنى اللى قدام شركته و استخدمت ادواتى اكتشفت انه محاوط كل شركته بازاز مقاوم للرصاص و......
صاح داوود بحدة وهو يضرب مقدمه سيارته بغضب
=وانت مكتشفتش ده من الاول ليه يا روح امك ...جاى تكتشفه بعد ما كشفت كل ورقى قدامها
تمتم متولى بارتباك
=الازاز من بعيد شكله طبيعى لكن لما .....
قاطعه داوود بحدة وهو يزمجر بغضب
=يبقى تستناه لما يطلع من الشركه وتضربه.....
صاح متولى بذعر
=لا انت كده بتقولى انتحر يا داوود بيه عز الدين المسيرى محاوط نفسه بجيش من الحراس قبل ما اضرب الرصاصة هتكون مرشوق غيرها في صدرى مش....
قاطعه داوود يصرخ بهسترية
=وانت جاى دلوقتى تقولى كل ده..
اجابه متولى بصوت مرتجف
= ما انا من ساعة ما عرفت و انا بتصل بحضرتك و انت اللى مبتردش
قاطعه داوود صائحاً بحدة لاذعة
=خلاص ...خلاص يا غبى خلاااص اتصل حالاً بهارون وقوله يحضرلى الطيارة لازم اكون برا مصر فى اسرع وقت ...اخلص...
اغلق الهاتف دون ان ينتظر اجابته
ثم اخذ يصيح بغضب و شراسة وهو يضرب الارض بيده  فقد فشلت كافة محاولاته و بالتأكيد حياء قد اخبرت عز الدين بما فعله و بما كان ينوى فعله شعر داوود برجفه حادة تمر بجسده فهو يعلم ان عز الدين لن يرحمه لذا يجب عليه ان يختفى عن الانظار لفتره حتى تهدأ الامور و يعود مرة اخرى لينال ما يريده فهو لن يتنازل عنها ابداً ...خاصة بعد ما ان تمتعت اذنيه بصوت صراخها المتألم الذى كان يتمنى دائماً سماعه....
وقف عز الدين يراقب فحص الطبيب لقدم حياء شاعراً بسكين حاد ينغرز بصدره فور رؤيته لها تطلق صرخة الم عندما ضغط عليها الطبيب بخفه..احكم قبضتيه بجانبه يعتصرها بغضب حتى ابيضت مفاصل يده ...انتظر حتى انتهى الطبيب من فحصها وطمئنه بانه لا يوجد كسر بل مجرد كدمه لكنه قام باحاطه ساقها ببعض اللفافات الطبيه والتى سوف تنزعها بعد يومين..واصفاً لها بعض الادويه للتخفيف من المها...
هم الطبيب ان يغادر الا ان حياء قد اعدلت فى جلستها قائله
=دكتور ..ممكن معلش تشوف ايد عز الدين
التفت الطبيب نحو عز الدين الذى هتف بحده
=مالوش داعى ده مجرد خدش بسيط
تناول الطبيب يده باصرار قائلاً بهدوء
=هبص عليه بس يا عز بيه لو فعلاً خدش خلاص
وقف عز الدين بوجه جامد اثناء فحص الطبيب ليده المنجرحه
تمتم الطبيب
=هو مش خدش بس برضو مش جرح عميق انا هطهره وهلف عليه شاش معقم وان شاء الله كله هيبقى تمام
اومأ له عز الدين بنفاذ وفور مغادرة الطبيب انحنى عليها عز الدين لتفهم على الفور ما يحاول فعله تمتمت
=عز ...لا علشان ايدك مش هينفع
لكنه تجاهل كلمتها تلك وانحنى   حاملاً اياها من فوق الاريكه بين ذراعيه متجهاً بها نحو الخارج بصمت  خطى للخارج بخطوات سريعة واثقة متجاهلاً نظرات الموظفين المنصبة عليهم بفضول همست حياء وهى تحيط عنقه بيديها
=عز احنا رايحين  فين...؟!
اجابها باقتضاب حاد
=البيت ...
استكانت بين ذراعيه واضعة رأسها فوق كتفه تستند عليه بصمت
و فور خروجهم من مبنى الشركة فتح لهم السائق باب السيارة على الفور وضعها عز الدين برقه فوق المقعد ثم ابتعد مغلقاً باب السيارة بهدوء ظلت حياء منتظره اياه ان يلتف ويصعد الى المقعد المجاور لها  لكنه ظل واقفاً مكانه لتستوعب بنهايه الامر انه لن يأتى معها. خاصة فور ان رأته يشير الى احدى حراسه بالصعود بالمقعد المجاور للسائق بسيارتها ثم اشار لسيارتين اخرتين ممتلئين بالحرس التابع له بان تتبع سيارتها  ثم استعد للصعود الى سيارة اخرى فتحت زجاج سيارتها على الفور تهتف بهلع
=عز انت رايح فين.. ؟!
تجمدت خطواته عدة لحظات قبل ان يكمل طريقه بصمت دون ان يجيبها...
زفرت حياء بهلع فور ادراكها انه سوف يذهب للبحث عن داوود هتفت للسائق الذى قد انطلق بالسيارة بالفعل امره اياه بان يوقف السياره لكنه اجابها بهدوء بانه لن يستطيع مخالفه اوامر سيده
جلست حياء دافنه وجهها بين كفيها
بصمت شاعرة بالقلق يتأكلها من الداخل...
ظلت حياء جالسة تنتظر قدوم عز الدين حتى تجاوز الوقت الثانية صباحاً و لم يأتى بعد فكلما تذكرت مظهره الغاضب بالشركة تشعر بالقلق يجتاحها اعتدلت فى جلستها فوق الفراش ببطئ وهي تشعر بعينيها قد اصبحتان ثقيلتان بالنعاس تجد الصعوبة في فتحهم لمدة طويلة من شدة الارهاق خاصة
بعد ما تعرضت له من احداث سيئة بهذا اليوم مرت رجفة حادة بجسدها فور تذكرها ما حدث من داوود. لكنها حاولت ابعاد تلك الافكار بعيداً متناوله احد كتبها تقرء لكنه لم يمر الكثير حتى سقطت نائمه دون ان تشعر....
بعد مرور ساعتين...
دخل عز الدين الى الغرفة بجسد مرهق بعد ان قضى معظم اليوم بالبحث عن داوود الكاشف لكنه لم يستطع العثور فقد اختفى تماماً لكنه لن يهدئ حتى يعثر عليه ويجعله يدفع ثمن جميع ما فعله بها ...
زفر عز بحده فور رؤيته لها نائمه فوق الفراش بوجه متعب اتجه نحوها جالساً على عقبيه امامها ممرراً يده بحنان فوق وجنتيها يشعر بالنيران تشتعل فى صدره كلما تذكر ما مرت به على يد ذلك الحقير المريض...
ضربه الغضب من ذاته من جديد فهو لم يستطع ان يوفر لها الحماية الكافيه ..لم يستطع حمايتها من ان تتعرض لكل ذلك الالم ..ماذا كان سوف يحدث لو تمكن ذلك المريض من خطفها  فهو لم يكن سوف يستطيع العثور عليها كما لم يستطع العثور على داوود الذى اختفى تماماً من الوجود كانه لم يكن اهتز جسده بعنف كمن ضربته صاعقه عندما راودته تلك الفكرة
شاعراً بنصل حاد ينغرز بقلبه و فكرة انه كان سوف يفقدها الى الابد تقتله انتفض مبتعداً عنها و هو يفرك وجهه بغضب متجهاً نحو خزانة الملابس لتبديل ملابسه و فور انتهاءه من هذة المهمة استلقى فوق الفراش بجسد متجمد ولازالت تلك الافكار تتزاحم بعقله شعر بحياء تتلملم مقتربة منه في نعاسها ثم لفت ذراعيها حول عنقه تتشبث بجسده برقه لكنه لم يستطع تحمل لمستها له و هو لايزال يشعر بالغضب يجتاحه التفت مبتعداً عنها بحده مما جعلها تستيقظ اثر تلك الحركة همست بلهفة و هى تفتح عينيها ببطئ
= عز ... ؟!
لتكمل وهى تمرر عينيها فوق جسده بقلق
=انت ...انت جيت امتى...؟!
اجابها عز الدين باقتضاب
=من شويه....
اقتربت منه ببطئ واضعه يدها بحنان فوق صدره هى تتمتم بصوت منخفض
=كنت فين كل ده...قلقتنى عليك
اجابها بجفاف وحده
=نامى يا حياء
ابتلعت حياء الغصة التى تشكلت بحلقها هامسة اسمه بصوت مرتجف بلكنه لم يجيبها لتكمل بصوت قلق ترغب بالاطمئنان عليه
=انت ..انت لقيت داو.......
لكنه قاطعها بحدة لاذعه قبل ان تكمل جملتها..
=لا....
تنتحنحت حياء قائلة بتردد وهى تستجمع شجاعتها
=طيب...طيب انت مضايق منى علشان خرجت من غي....
لكنها انتفضت فازعه عندما ازاح يدها التى تستريح فوق صدره بغضب و هو يلتفت مبتعداً عنها بحدة مولياً ظهره اليها و هو يتمتم بحدة تقشعر لها الابدان
=علشان انك خرجتى من غير حرس واتسببتى فى كل اللى حصلك ده بغبائك......
ابتلع باقى جملته يضغط على فكيه بقوه مانعاً نفسه قبل ان يتفوه بما قد يندم عليه لاحقاً
فرك وجهه بغضب قبل ان يتمتم بحده وهو لايزال يدير ظهره اليها
=من الاحسن انك تنامى وتخلى الليله دى تعدى
شعرت حياء بالدماء تنسحب من جسدها فور سماعها كلماته القاسيه تلك تجمعت دموع كثيفة بداخل عينيها حاولت الضغط علي شفتيها بقوه مرفرفة برموشها المبلله  محاولة كبت دموعها وعدم اظهار  له مدى تأثرها بكلماته تلك لكنها لم تستطع نهضت بصمت من فوق  الفراش تتجه نحو غرفة الحمام وفور اغلاقها الباب خلفها انفجرت فى بكاء مرير...
شعر عز الدين بها تغادر الفراش لكنه لم يكترث بالامر فقد كان غارقاً فى افكاره الدمويه نحو داوود لكنه انتفض بفزع  فور سماعه شهقات بكائها المنبعثه من غرفة الحمام نهض مسرعاً من فوق الفراش حتى كاد ان يتعثر بالمقعد فى طريقه فتح باب غرفة الحمام على الفور دون ان يطرقه شعر بجسده يتجمد عندما رأها جالسة بارضيه غرفة الاستحمام بكامل ملابسها تخفى رأسها بين ساقيها التى كانت تضمها الى صدرها بقوة تنتحب بشدة اهتز لها جسدها بينما الماء ينهمر عليها مغرقاً اياها..
اقترب منها مغلقاً صنبور الماء الذى كان يندفع من كل اتجاه مغرقاً اياه هو الاخر لكنه لم يكترث للامر تمتم باسمها بهدوء..لكنها لم تستجيب اليه....
زفر بضيق قبل ان يجلس على عقبيه امامها يرفع رأسها اليه بقوة عندما قاومته فى بادئ الامر لكنه شعر بقبضه حاده تعتصر قلبه فور ان رأى وجهها المنتفخ من كثرة البكاء اخذ يسب نفسه على غبائه و كلماته القاسيه التى قد قالها فى وقت غضبه...
مرر يده بحنان فوق وجهها يزيل خصلات شعرها المبتله عن عينيها هامساً بضعف وهو ينحنى مقبلاً جبينها بحنان
=متزعليش منى ...انا اسف
ارتمت بين ذراعيه تحتضنه بقوة وقد ازدادت شهقات بكائها الحادة
اخذ يمرر يده بحنان فوق ظهرها محاولاً تهدئتها ...
همست حياء من بين شهقات بكاءها
=انا...انا اللى اسفة ..لو كنت سمعت كلامك و مخرجتش من غير حرس مكنش كل ده حصل ...
لتكمل بصوت مرتجف مشدده من تشبث يدها بظهره بحمايه
=كان...كان ممكن يحصلك حاجة بسبب غبائى و تهورى
قاطعها عز الدين و هو يبعدها عن ذراعيه محيطاً وجهها بين يديه
=لا مش انتى السبب ...و حتى لو كنت خرجتى بحرس ...داوود كان كده كده بيخطط لقتلى....
اخذ يزيل باصابعه الدموع التى لازالت عالقه فوق وجنتيها بحنان
=عارف انى اتعصبت عليك و طلعت فيكى قرفى...بس غصب عنى انا كل ما اتخيل اللى حيوان عمله فيكى و انى مقدرتش احميكى ببقى هتجنن...
اقتربت منه حياء تحتضنه عندما شعرت بجسده يرتجف من شدة الغضب احاطته بذراعيها بقوة دافنه رأسها بعنقه الذى اخذت تلثمه بقبلات رقيقة محاوله تشتيت ذهنه عن الافكار التى تعصف به لتنجح فى نهاية الامر عندما تشددت يده من حولها وهو يزمجر بصوت منخفض
=حياء...
مما جعلها تزيد من جرئة قبلاتها لكنها شهقت بخفه عندما نهض على قدميه فجأةً منحنياً نحوها جاذباً اياها على قدميها امامه  قائلاً بصوت لاهث وهو يشير نحو ساقها
=لسه حاسه بوجع ؟!
هزت حياء رأسها بالنفى فقد ساعدها كثيراً الدواء الذى وصفه لها الطبيب..
اسرع عز الدين بازالة ثيابها المبتلة مجففاً جسدها باحدى المناشف  كان يفعل ذلك و هو يلثم وجهها برقة حتى انتهى من تجفيفها تماماً ثم حملها بين ذراعيه متجهاً بها نحو غرفة النوم مرة اخرى واضعاً اياها برقه فوق فراشهم..
كان يقبل عنقها بشغف عندما دفعته حياء بيديها فى كتفيه بخفه و هى تتمتم بصوت لاهث
=عز...عز استنى ...
لكنه لم يجيبها وظل دافناً رأسه بعنقها مما جعلها تدفعه بقوة اكبر وهى تتمتم باسمه ..
زفر بضيق وهو يرفع رأسه نحوها قائلاً بنفاذ صبر
=فى ايه يا حياء.. ؟!
انزلقت من اسفله نحو طرف الفراش تتناول الحقيبه الموضوعة فوق الطاولة التى بجانب الفراش  مخرجه منها احدى العلب تمدها اليه قائله بارتباك
=انا...جبت دى ليك
نظر عز الدين الى العلبة التى بين يديها عدة لحظات بتردد قبل ان يتنحنح متناولاً اياها منها يفتحها ببطئ لكنه حبس انفاسه فور رؤيته للساعة الموضوعة  بداخلها فقد كانت نسخه متطابقة للساعة التى قامت حياء بتدميرها له من قبل افاق من شروده عندما سمعها تهمس بخجل
=انا دورت عليها كتير لحد ما لقيتها ...وان شاء الله هجيبلك الباقى اللى بوظ...
لكنه قاطعها جاذباً اياها بين ذراعيه مقبلاً جبينها بحنان
=قولتلك فداكى مليون ساعه... بس عارفه ان دى هتبقى اغلى هديه جاتلى
ليكمل وهو يقبل وجنتيها المشتعلان بالحمره بحنان
=علشان جاتلى من اغلى واحدة فى دنيتى...
ارتمت حياء عليه جالسة فوق ساقيه تحيط عنقه بذراعيها تضمه اليها بقوة وقد شعرت بكلماته تلك تدفئ قلبها و روحها لكنها ابتعدت عنه مرة اخرى فور تذكرها اهم شئ قد ابتعته له مما جعله يتذمر بقوة عندما ابتعدت عنه ..
امسكت بالحقيبة مخرجة منها شيئاً تقبض عليه بيدها همست بخجل وهى تتناول يده بين يديها واضعه باصبعه احدى الدبل التى ابتعتها له خصيصاً
=انا...لقيت انك مش لابس دبله وكده فقولت يعنى...
ثم صمتت لا تدرى ما يجب عليها قوله ظل عز الدين متجمداً بمكانه عدة لحظات ينظر الى يده بصمت يشاهد الدبله السوداء التى باصبعه بوجه جامد ...
تنحنحت حياء قائلة بتردد بعد ان رأته قد اطال الصمت واضعه يدها فوق الخاتم تحاول سحبه من اصبعه من جديد
=لو..مش عايز خلاص انا...انا.. 
امسك عز الدين بيدها يمنعها من سحبه رافعاً يدها اليه يلثمها برقة بعدة قبالات متفرقة هامساً اسمها بعجز و قد التمعت عينيه بعاطفه قوية جعلتها تشهق بقوة فور رؤيتها لها..تناول يدها واضعاً اياها فوق موضع قلبه ثم احاطها بيده التى يلتمع بها الدبلة لتشعر بضربات قلبه التى تعصف بشدة اسفل يدها
همست حياء اسمه بصوت مرتجف
وهى تقترب منه  تضغط بشفتيها فوق الدبله التى باصبعه تقبلها بعمق و قد شعرت بدقات قلبها اخذت تزداد بعنف حتي ظنت بان قلبها سوف يغادر صدرها فى اي لحظه..
رفع رأسها اليه. بحنان متناولاً شفتيها  فى قبلة شغوفة حارة ليغرقان فى بحر شغفهم على الفور.....
بعد مرور اسبوعين ...
كان سالم جالساً بمكتبه يتحدث فى هاتفه و هو يضحك بصخب عندما دخلت تالا  الى الغرفه تجلس فوق المقعد الذى امام مكتبه و هى تلقى بحقيبتها بغضب فوق الطاوله التى امامها
اغلق سالم الهاتف سريعاً فور ان بدأت تالا تهتف بغضب بصوتاً مرتفع حاد
=فين اللى وعدتنى بيه يا سالم ؟!
القى سالم الهاتف فوق سطح مكتبه بغضب وهو يتمتم بحده
=فى ايه يا تالا بتزعقى كده ليه ..انت اتجننتى مش شايفنى بتهبب بتكلم فى التليفون
صاحت تالا بغضب وقد التمتعت عينيها بشراسه
=ايوه اتجننت....ما انت نايملى فى الخط و سايبلى البلوه اللى اسمها حياء عماله تدلع و انت و لا هنا
قضب سالم حاجبيه قائلاً بمكر
=ايه اللى حصل مخاليكى شايطه اوى كده..؟!
تمتمت تالا و هى تجز على اسنانها بحده
=اخوك ...عز بيه ...راح اشترالها احدث عربيه نزلت السوق وقال ايه خدها يعلمها ازاى تقدر تتحكم فيها و طبعاً شغالين ضحك و مرقعه و قرف
انفجر سالم ضاحكاً و هو يضع يده فوق فمه مما جعل تالا تصرخ بشراسه
=بتضحك على ايه ...؟!مبسوط اوى حضرتك؟!
اجابها سالم وقد ارتسمت نظره كريهه بعينيه
=طبعاً لازم ...اتبسط مش اخويا ولازم افرحله
انتفضت تالا واقفه تضرب بيدها فوق سطح مكتبه وهى تهتف بحده
=بقولك ايه يا سالم متجننيش...تقدر تقولى انت مستنى ايه لحد دلوقتى عدى اكتر من 4 شهور على جوازهم عايزانا نستنى ايه تانى ..؟!
لتكمل وعينيها تلتمع بالحقد
=و اهو شكله واقع فيها زى ما كنت انت مستنى...و واقع فيها اوى كمان ..بقى عز الدين اللى مكناش بنشوفه بيجى البيت الا الفجر وشغله كان اهم حاجه فى حياته...دلوقتى بقى بيرجع من الشغل الساعه 6 بالظبط ولو اتأخر دقيقه زياده يكلمها ويطمنها...
لتكمل بغل وهو تلوى يدها بحده
=اصل يا حراااام بتقلق عليه...
ارتسم على وجه سالم ابتسامه ملتويه وهو يتمتم
=وانتى فكرك انى مش واخد بالى من كل ده...
هتفت تالا بحده وهى تهز يدها بعصبيه
=ولما انت. شايف و واخد بالك ..مستنى ايه علشان تتحرك
اجابها سالم وهو يبتسم بمكر
=ومين قالك انى متحركتش كلها يومين بالكتير وكل الل عايزينه هيتم
صاحت تالا بفرح وقد التمعت عينيها بشده
=بجد ..بجد يا سالم طيب هتعمل ايه فهمنى...؟!
اجابها سالم ببرود وهو يشير باصبعه كاشاره بالرفض
=دى حاجه تخصنى انا و.......
قاطعته تالا بحده وهى تزجره بغضب
=تخصك يعنى ايه احنا مع بعض فى ام الليله دى عرفنى هتعمل ايه بلاش تعصبنى علشان ...انت اكتر واحد عارف قد ايه عصبيتى وحشه
ابتلع سالم لعابه وهو يرمقها بتردد فهو يعلم جيداً بانها مختله
=تمام ..تمام اهدى هحكيلك..فاكره اليوم اللى قفشوا فيه الواد مع حياء فى اوضتها....
همهمت تالا بالايجاب ليكمل سالم
=اليوم ده عز قالى اروح اشوف كاميرات المراقبه ..وفعلا خدتهم وكنت ناوى اقوله لان ظاهر فيها صورة الواد كويس اوى ...
ليكمل وقد التمعت عينيه بمكر
=لكن فى نفس الليله لقيته بيقول انه هيتجوز حياء وقتها انا خبيت شرايط المراقبه دى لانى كنت عارف انى هحتاجها و قولت لعز الدين ان الشرايط بايظه و هبقى اجيب حد يصلحها
ليكمل وهو يفرك اصبعيه ببعضهم البعض كاشاره للمال
=طبعاً كل ده بعد ما ظبطت بتوع الامن كويس ...و هو مجبش سيره الشرايط دى تانى و غرق فى العسل مع حبيبه القلب بتاعته
همهمت تالا وهى تقضب حاجبيه بعدم فهم
=طيب وانت هتعمل ايه بالشرايط دى...؟!
اجابها سالم وهو يلتفت حول مكتبه يقف امامها ينحنى فوقها
=قدرت اجيب اسم الواد اللى كان معها وكمان عنوانه ....
التمعت عينين تالا بالفهم على الفور
تتمتم ببطئ
=قصدك ....؟!
اومأ لها سالم بصمت و هو يغمز اليها بعينيه لتنفجر تالا فى الضحك بصخب وجنون ....
اشتدت ملامح سالم فور ان صدح صوت اروى من الماضى بذهنه من جديد
=انا مبحبكش يا سالم..كانت غلطانه لما فكرت ان ممكن احبك...بصراحه كده انا بحب عز الدين من زمان
شحب وجه سالم فور سماعه كلماتها تلك...
=يعنى ايه ...كنت وخدانى كوبرى علشان توصلى لاخويا ..؟!
اجابته اروى ببرودمميت
=اعتبرها زى ما تعتبرها ...انا مش هضيع فرصه زى دى خصوصاً وانا شايفه ان عز الدين بيبادلنى مشاعرى دى
افاق سالم من ذكرياته تلك و هو يشعر بنصل حاد ينغرز بصدره كما لو كان الامر حدث بالامس
تمتم بصوت لاهث حاد منخفض حتى لا يصل الى مسمع تالا التى كانت منشغله بهاتفها
= زى ما اتحرمت منها بسببك هحرمك من اللى روحك فيها  وهخاليك تدوق العذاب اللى دوقته و زيادة كمان...
ليكمل بشراسة و عينيه تلتمع بالغل والحقد
=هخاليك تعرف احساس انك تطلع مغفل قدام الكل و ازاى اتلعب بك بكل سهولة.....
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
فى اليوم التالى...
كانت جميع العائلة مجتمعة لتناول طعام الغداء..جلست حياء بجانب عز الدين تضحك بصوت منخفض على شئ قد قاله لها وهو يضع بصحنها بعضاً من الطعام همست حياء له بضيق و هى تتأمل هرم الطعام الذى وضعه بصحنها
= كفاية يا عز و الله ما قادرة
اشار برأسه نحو الصحن قائلاً بحزم
=حياء...كلى وبلاش دلع انتى مكلتيش حاجة من ساعة ما قعدنا
زفرت حياء بضيق قائلة بسخط
=على فكرة دى 3 مرة تملالى الطبق حرام ع.....
لكنها ابتلعت باقى جملتها عندما نظر اليها بحده.. زفرت بحنق و هى تتناول شوكتها الممتلئة بالطعام تضعها بفمها بحدة متمتمه بتذمر
=هاكل دول ..بس ووالله ما هاكل حاجه تانى علشان تبقى عارف ي.....
قاطعها عز الدين بمرح و هو ينحنى نحو اذنها متمتماً بصوت منخفض حتى لا يصل للاخرين
=هتاكلى و انت قافلة بوقك و لا تحبى اقفلهولك بطريقتى انا قدام كل اللى موجودين دول..و انتى عارفه كويس انه مش بيهمنى
نظرت اليه حياء بحدة وقد اشتعل وجهها بالخجل من جرأته تلك امام الاخريين فهى تعلم بانه قادر على فعل ما يقوله جيداً دون ان يتردد للحظة واحدة اخذت تتناول طعامها بتعثر وقد اصبح وجهها متورد بالخجل ..
التفتت نحو نهى الجالسة بالمقعد الذى امامها بجانب زوجها سالم حيث كانت تغمز لها بخبث عند ملاحظتها وجهها المتورد بالخجل و هى تشير برأسها نحو عز الدين مما جعل حياء ترمقها بنظره حاده و هى تضم يدها تهزها بخفه امامها  كاشارة بالتوعد لكن نهى اخرجت لها لسانها بحركة طفوليه مغيظه مما جعل كلاً منهما تنفجرتان بالضحك لكن ذبلت ضحكت حياء فور و قوع عينيها على سالم الذى كان جالساً يرمقها  بنظرات ممتلئة بالغل و الكراهية مما جعل رعشة من الذعر تمر بجسدها..ابعدت عينيها عنه سريعاً مركزة نظراتها فوق صحنها بينما اخفضت يدها اسفل الطاولة تتمسك بيد عز الدين التى كانت موضوعة براحة فوق فخده تتشبث بها وكأنها طوق نجاتها ضغطت على يده بقوة محاولة ان تطمئن ذاتها بانه بجانبها ولن يسمح لأحد بأذيتها فلأول تشعر بالذعر هكذا من مجرد نظرة شخص لها فقد كانت نظراته تلتمع بوحشية مخيفة...
التفت نحوها عز الدين فور ان لاحظ ذلك خاصة وان يدها كانت باردة بين يده رفع وجهها الشاحب اليه متمتماً بحزم و هو يرمقها بنظرات متفحصة ثاقبة
=فى ايه..مالك ؟!
هزت حياء رأسها قائلة بعد ان تنحنحت محاولة جعل صوتها طبيعى
=ابداً مفيش حاجة...
ظل مسلطاً نظراته فوق وجهها عدة لحظات قبل ان يضغط على يدها بحنان قائلاً وهو يشير نحو صحنها
=خلصتى اكل ..؟!
اومأت له حياء رأسها بصمت نهض ساحباً اياها معه ليغادران الغرفة بصمت....
خرج كلاً من عز الدين وحياء الى
حديقة المنزل ...جذبها نحوه فور ان توقفوا اسفل احدى  الاشجار الضخمة مخفضاً رأسه نحوها متفحصاً وجهها بنظرات ثاقبة
=فى ايه بقى ..وشك ماله قلب مرة واحده...؟!
رفعت حياء رأسها اليه قائلة بصوت حاولته جعله هادئ قدر الامكان
=مفيش حاجه يا عز فى ايه ؟!
زفر بضيق. متمتماً بنفاذ صبر
=حياء ايدك كانت بترتعش فى ايدى جوا ....ايه اللى حصل ؟!
اخذت تفكر فى شئ يمكنها قوله و يصدقه فهى لا يمكنها ان تخبره بان سالم قد رمقها بنفور و كره حتى لا تسبب بمشكلة بينهما هتفت فور  تذكرها تقلب معدتها بسبب كثرة الطعام الذى تناولته
=اصل كلت كتير و بصراحة كنت قربت ارجع...
انفجر عز الدين ضاحكاً بصخب مما جعل حياء تشتعل بالغضب ضربته  بخفه بصدره و هى تتمتم بتذمر
=انت بتتريق عليا.....ما انت السبب كل شوية تحطلى اكل و تقولى...... 
لتكمل وهى تغلظ صوتها محاولة تقليد صوته
=كلى يا حياء....كلى يا حياء
ازداد ضحك عز الدين عند سماعه لها تقلده بهذا الشكل امسك بيدها جاذباً اياها نحوه لكنها قاومته محاولة الابتعاد عنه لكنه جذبها باصرار نحوه حتى استقرت فوق صدره محيطاً اياها بذراعيه اخذ يقبل رأسها بحنان و هو لايزال يضحك بخفه  همس باذنها من بين ضحكاته
=يعنى الحق عليا انى عايز اغذيكى
تلملمت حياء بين ذراعيه بضيق هامسة بتذمر
=بس مش كده يا عز...زمان اللى كانوا قاعدين اصلاً استغربوا من اللى كنت بتعملوا اكيد افتكرونى مفجوعه....
همس مغيظاً اياه باذنها وهو يلثمها برقه
=لا متخفيش هيقولوا بيغذيها علشان بيتعبها معاه...
صاحت حياء بحدة و هى تدفعه فى صدره بقوة و قد اصبح وجهها كجمرة مشتعلة
=نهار اسووود يا عز هوريهم وشى تانى ازاى....
انفجر عز الدين مجدداً فى الضحك فور رؤيته تعابير وجهها المرتعب وانفعالتها انحنى مقبلاً خديها المشتعلان و هو يتمتم محاولاً تهدئتها
=بهزر و الله بهزر ..مش هيقولوا حاجه يا حياء واحد و بيهتم باكل مراته اى المشكله...؟!
هتفت حياء وهى تشير باصبعها فى وجهه قائله بتحذير لكن بكلمات غير مترابطه
=بص..بص..بقى انت معتش ليك
دعوه باكلى لأما و الله يا عز ما هاكل معاك تانى........
لكنها ابتلعت باقى جملتها عندما قبض على اصبعها الذى تشير به نحوه رافعاً اياه نحو شفتيه يلثمه بخفه همست حياء بصوت مرتجف
=عز....
همهم عز منحنى عليها ينوى تقبيلها لكنها انتفضت مبتعده عنه و هي تهتف بذعر
=عز احنا فى الجنينه....
زفر عز الدين بحده ممرراً يده بين خصلات شعره بغضب فقد ذهب عقله منه مجدداً  متناسياً مكان وجودهم فلا يعلم ما الذى يحدث له عندما تصبح بين ذراعيه اقترب منها مرة اخرى متمتماً بحده
=انا همشى و اروح الشغل بدل ما اتهور و افضحنا فعلاً.....
قاطعته حياء هاتفه بمرح
=هاجى معاك ...
عقد حاجبيه قائلاً باستفهام
=تيجى معايا فين ؟!
اجابته حياء بهدوء و هى تعقد ذراعيها فوق صدره
=الشركة...
هز عز الدين رأسه بالرفض قائلاً بصوت حازم
=مش هينفع..يا حياء عندى شغل كتير فى الشركة مستنينى
لكنه عندما رأى الحزن الذى ارتسم على وجهها زفر باستسلام  ممرراً اصبعه فوق عقدة حاجبيها قائلاً بحنان
=خلاص ...اتفضلى اطلعى غيرى هدومك قدامك 10 دقايق بالظبط لانى مستعجل..لو اتاخرتى همشى واسيبك..
قفزت حياء بمكانها قبل ان ترتمى بين ذراعيه تقبله فوق وجنتيها وهى تتمتم بفرح
=متقلقش 5 دقايق وهكون قدامك
ثم هرعت متجهه نحو الداخل تاركه اياه و ابتسامة مشرقه تحتل وجهه  غافلاً عن تلك التى كانت واقفة على بعد عدة امتار تراقبهم بعينين تشتغل بالغل والحقد....
كانت دريه تشاهد التلفاز بغرفتها عندما صدح صوت رنين هاتفها قضبت حاجبيها فور رؤيتها لهواية المتصل ..التفتت الى الممرضة المرافقه لها قائلة بهدوء
=معلش يا سناء اطلعى اتمشى شويه فى الجنينه لحد ما اخلص المكالمه دى...
اومأت لها سناء مغادرة الغرفة بصمت اجابت درية على الفور
=الو..ايوه يا ناريمان .....
لكنها ابعدت الهاتف عن اذنها عندما وصل اليها صوت هتاف ناريمان الحاد
=بنتى جرالها ايه يا نينا...داوود وصلها ازاى...انتى مش اكدتيلى انها لو اتجوزت عز الدين مش هيقدر يقربلها......
قاطعتها درية بحزم
=فى ايه يا ناريمان ايه المناحه اللى عاملها على الصبح دى بعدين اهدى حياء بخير الموضوع عدى عليه اكتر من اسبوعين و داوود مقدرش يقربلها...
هتفت ناريمان بهسترية من وسط بكائها
=مناحة عايزانى اعرف ان داوود كان هيخطف بنتى و ابقى عادى.....
لتكمل من بين شهقات بكائها الحاده
=انا لما وافقت على اللعبه اللى انتى قولتى عليها  و قبلت اوسخ سمعة بنتى فده علشان انتى اكدتيلى ان محدش هيعرف يحميها غير عز الدين ولما قولتلك اقوله و دى بنت عمه وشرفه هيحميها قولتيلى ..
قاطعتها درية بهدوء
= قولتلك ان حياء لازم تبقى على ذمه راجل علشان الكلب اللى اسمه داوود يتهد ويبعد عنها و طبعاً مكنش ينفع اى راجل لازم يكون عز الدين..
صاحت ناريمان بحدة
=بس قدر يوصلها حتى بعد جوازها من عز الدين ...ده مريض ابن كلب مفيش حاجة هتوقفه ولو كان ايه
لتكمل بهسترية من بين شهقات انتحابها
=انا هقتله...هقتله واخلص بنتى مش هستنى لما تقع تحت ايده
هتفت دريه بحزم
=ناريمان اهدى...محدش هيقدر يقربلها وهى مرات عز الدين انتى مشوفتيش الاتنين بقوا عاملين ازاى ...عز روحه بقت فى حياء يعنى لو انتى خايفة عليها فهو كمان هيخاف عليها اكتر منك...
بعدين بعد اللى حصل عز  مشدد عليها الحراسه بشكل مش طبيعى و لا حراسة رؤساء الدول نفسهم......
لتكمل وهى تقضب حاجبيها باستغراب
=هو انتى صحيح عرفتى منين الموضوع ده ؟!
اجابتها ناريمان و هى تتنفس بعمق محاولة تهدئت ذاتها
=من نهى كنت بكلمها علشان اطمن على حياء حكتلى كل اللى حصل
لتكمل بحزم
=انا هاخد اول طيارة على مصر وهاجى احكى لعز الدين على كل حاجه حصلت......
قاطعتها دريه تصيح بغضب
=تحكيله على ايه انتى اتجننتى عايزه تهدى كل اللي بنيناه
همست ناريمان بارتباك
=ايه المشكلة ...انتى نفسك قولتى وضعهم مع بعض بقى كويس يعنى عز هيستمر فى الجواز حتى بعد ما يعرف..........
قاطعتها دريه بحدة وهى تضغط على الهاتف حتى ابيضت مفاصلها
=عز مش هيعرف حاجه يا ناريمان الا لما حياء تبقى حامل....انا مش هسيب حاجه للصدف افرضى كانوا بيمثلوا علينا انهم كويسين و قولناله و عرف انى كنت مشتركة معاكى انتى وثروت فى كل ده مش هيكمل الجواز علشانى حتى لو بموت قدامه....
لتكمل بحزم
=عز الدين لازم ميعرفش حاجه  فاهمه اطمن ان امورهم كويسة زى ما بيبنوا قدامنا وانهم متعلفطقين ببعض بجد...و وقتها هنعقد معاه انا وانتى نحكيله على كل حاجة...
همست ناريمان بصوت خافض اجش
=حاضر يا نينا...بس علشان خاطرى خدى بالك منها
اجابتها دريه وهى تتنهد
=متقلقيش يا ناريمان حياء دى حته من قلبى....اللى هيقرب منها هاكله بسنانى
همهمت ناريمان بالموافقة قبل ان تودعها وتغلق الهاتف
شردت دريه بفكرها فيما حدث فهى منذ ان لاحظت ان زوجة ابنها تحاول ان تقرب بين عز الدين و بنت شقيقتها تالا لكى تزوجها به و هى لم تهدئ فقد كانت تريده دائماً ان يتزوج بحياء حتى انها قد تحدثت معه ذات مرة مقترحه عليه الزواج من حياء لكنه وقتها رفض متحججاً بانه لا يعلمها جيداً حتى وانه  لن يتزوج بتلك الطريقة التقليدية....
ابتسمت دريه ببطئ وهى تتنهد براحه فها هو قد تزوجها ويعيشون بسعادة لكنها يجب ان تتاكد من صدق هذه السعادة قبل ان تبوح له بما فعلاه فى حق حياء فهى تعلم بانها جريمة لا تغتفر لكنها ايضاً كانت تشعر بالخوف عليها فبعد سماعها من زوجة ولدها ما يهدد به داوود وسمعته المعروفه بالقذاره والدمويه خططت لكل هذا بمساعدة ولدها و زوجته ....و برغم علمها بانها لو كانت اخبرت عز الدين كان سوف يقوم بحمايتها حيداً لكنها ارادت ان تضمن حماية اكبر لحياء فبكونها زوجة عز الدين المسيرى لن يستطيع اى شخص اذيتها....
كانت حياء جالسة تراقب كلاً من عز الدين و ياسين يتناقشون فى شئ يخص العمل تمتم عز الدين بهدوء وهو ينهض متجهاً نحو الحمام الملحق بمكتبه
=خلاص يا ياسين اطلع دلوقتى كلم المدير التنفيذى للشركه واعرض عليه المبلغ اللى اتفقنا عليه وابقى بلغنى رده...
اومأ له ياسين و هو ينهض هو الاخر يلملم اوراقه مستعداً للمغادرة لكنه التفت نحو حياء التى تمتمت
=ياسين ...هى ساره بقالها فتره مختفيه ليه ؟!
اجابها ياسين وهو يقلب عينيه بملل قد ارتسم على وجهه رد فعل مضحك
=و نبى...ياحياء ما تفكرينى انا بجى الشغل هنا علشان افصل شويه   من زنها
هتفت حياء به بمرح تدافع عن صديقتها فمنذ زواجها من عز الدين وقد اصبحت مقربه من كلاً من ياسين و زوجته كما اكتشفت ان ياسين لا يمثل لعز الدين مجرد  مساعده الخاص فقط لكنه كان يعد اعز اصدقائه ايضاً....
=فى حد يتكلم على مراته كده طيب والله لأتصل بها واقولها......
لتكمل وهى ترفع حاجبيها
=وشوف بقى هتعمل فيك ايه ؟!
هتف ياسين و هو يرسم ارتعاب مزيف على وجهه
=ونبى لا ....ارحمينى دى مش مبطله كل يوم تصحينى من عز النوم تقولى ياسين انا شامه ريحه فراوله انزل يا ياسين دورلىعلى فراوله وانزل الفجر افضل اللف  فى المحلات على فروايه وكل يوم طلب جديد  مره فراوله ...مره عنب...مره كباب...مره توت
ليكمل وهو يجذب شعره
=متخيله واحده حامل تاكل رنجه وسردين الساعه 4 الفجر
انفجرت حياء ضاحكة بصخب وهى تتخيل مظهره وهو يلبى طلبات صديقتها تلك...
خرج عز الدين من الحمام لكنه تجمد بمكانه فور سماعه صوت ضحكة حياء الصاخبه تلك يشعر بنيران الغيرة تشتعل فى صدره
اقترب منهم و هو يتمتم بغضب
=بتضحكى على ايه يا حياء...؟!
هتفت حياء من بين ضحكاتها
=تعالى يا عز اسمع و شوف ساره مبهدله ياسين ازاى..
رسم ابتسامه متجمده فوق وجهه قائلاً ببرود
=مراته و لازم يستحملها ..مش كدة يا ياسين
اومأ له ياسين و هو يزفر باستسلام
=كده....ادعولى بس انتوا اقدر اتحمل باقى شهور حملها من غير من انهار....
ليكمل وهو يتجه نحو باب المكتب قبل ان يغادر
=هروح انا اشوف موضوع شركة الغزل ....
اومأ له عز الدين بصمت بينما وقف متجمداً بمكانه حتى اغلق ياسين الباب خلفه اندفع نحو حياء على الفور يجذبها من فوق مقعدها بحده حتى اصبحت تقف امامه ضغط على ذراعها بحده وهو يهتف بغضب
=عارفه لو سمعت صوت ضحكتك دى تانى .. هعمل فيكى ايه؟!
تمتمت حياء بارتباك و هى تجذب  ذراعها من قبضته
=فى ايه يا عز عملت ايه انا دلوقتى ؟!
هتف عز بغضب و قد اعمته غيرته
=عماله تضحكى و تتمسخرى
شعرت حياء بالغضب يجتاحها وضعت يدها فوق خصرها و هى تصيح بحده
=والله ياسين انا معتبراه زى اخويا ..بعدين انا متمسخرتش يا استاذ عز
زمجر عز الدين بحده وهو ينظر الى وقفتها تلك
=حياااء اتعدلى احسنلك
ليكمل بحده لاذعه
=وضحكتك دى مسمعهاش تانى برا الاوضه بتاعتنا فاهمة
صاحت حياء باستنكار وهى تعقد حاجبيه بغضب
=ليه ان شاء الله عايزنى امشى مكشره فى وش الناس..؟!
صاح بحده هو الاخر
=ايوه امشى مكشره فى وش الناس ...ضحكتك بالطريقه المستفزه دى مسمعهاش تانى
فهمت حياء على الفور انه يشعر بالغيرة ابتسمت برقه مقتربة منه واضعه يدها حول عنقه متمتمه بدلال
=انت غيران عليا يا عزى
زفر عز الدين بغضب وهو يزيح ذراعيها من حول عنقه متمتماً بحده
=حياء...اقصرى الشر احسنلك
لكنها لم تستمع اليه مقتربه منه حتى اصبحت ملتصقه به تحيط ذراعيها حول عنقه مرة اخرى قائله بغنج
=عزى...انت بتغير عليا مش كده...؟!
هتف بحده وهو يحدقها بنظرات ناريه
=اها بغير ايه المشكله..مش مراتى
ارتسم فوق وجهها ابتسامه مشرقه اقتربت منه مقبله وجنتيه برقه. متمته بمزاح محاوله تغيير مزاجه
=خلاص متزعلش..مش هضحك تانى همشى مكشره فى وش الناس زى العسكرى بالظبط..
ابتسم عز الدين عاى مزحتها تلك قائلاً وهو يمرر اصبعه بحنان فوق شفتيها
=زي الشاويش عطيه ؟!
اومأت له حياء بمرح قائله
=زى الشاويش عطيه
اخفض عز الدين رأسه متناولاً شفتيها فى قبله رقيقه قبل ان يتمتم بحنان
=لا يا حبيبتى اضحكى براحتك بس يبقى براحة و بالعقل يا حياء
اومأت له حياء قائلة
=حاضر يا حبيبى...
ثم دست يدها في الفراغ بين سترته وقميصه تضمه اليها متنعمه بالشعور بعضلاته تحت اطراف اصابعها شعرت بجسده يرتجف فابتهجت بقدرتها علي هذا الرجل
بينما زفر عز الدين باستسلام قبل ان ينحنى مقبلاً مقدمة رأسها بحنان
كانت حياء جالسة بالمقعد المقابل  لمكتب عز الدين تتلاعب بهاتفها بينما كان هو منكب منذ اكثر من ساعتين على العمل الذى امامه وضعت حياء هاتفها على المكتب قائله بضجر
=عز انا زهقت...
رفع رأسه من الاوراق التى امامه ينظر اليها عدة لحظات بدهشة وكانه تذكر وجودها معه فى الغرفة الان همهم بينما يعود بنظره الى الاوراق التى امامه مرة اخرى
=اطلعى اقعدى مع راما برا و سلى نفسك معها شويه
انتفضت حياء واقفه تزفر بغضب  متناوله هاتفها مرة اخرى وهى تتمتم بغيظ
=راماا..؟! يعنى انت شايف كده..ماشى يا عز
خرجت من الغرفة تصفق الباب خلفها بقوة جعلته يندهش مما فعلته لكنه سرعان ما عاد بتركيزه الى العمل الذى امامه مرة اخرى ...
ِ
ظلت حياء جالسة مع راما يتسمران لاكثر من ساعة لكنها اضطرت فى النهاية بتركها حتى تستطيع انجاز عملها...
نهضت عائدة الى مكتب عز الدين مرة اخرى ...لكن هذه المرة بتصميم تنوى جعله ينتبه الى وجودها حتى ولو بالقوة...
اغلقت باب مكتبه بهدوء متوقفة عدة لحظات تراقبه حيث كان لايزال يصب كاكل اهتمامه بالاوراق التى امامه اتجهت نحوه بخطوات بطيئة حتى وصلت الى مكتبه والتفت حوله حتى اصبحت بجانب مقعده الذى دفعته للخلف قليلاً رفع عز الدين رأسه يضطلع اليها بدهشه
متمتماً بحزم
=حياء بتعملى ايه ا......
لكنه ابتلع باقى جملته عندما جلست على ساقيه محيطه عنقه بذراعيها مقبلة وجنتيه بخفه
تنحنح عز الدين متمتماً بصوت اجش وقد التمعت عينيه بنظرة هى تعلمها جيداً
=حياء احنا فى الشركة
لكنها لم تجيبه واخذت توزع قبلاتها ببطئ فوق وجهه مما جعله يسرع بوضع يده خلف عنقها يثبت رأسها متناولاً شفتيها فى قبلة نهمة حارة تأوهت امام شفتيه مما جعله يعمق قبلته اكثر متناسياً المكان الذى هما به فكل ما كان يهمه بهذا الوقت هو الشعور بجسدها الغض الذى يرتجف  بين يديه تركها اخيراً حتى يستطيعوا التقاط انفاسهم همس بصوت اجش وهو يكافح لالتقاط انفاسه
=هتجننينى يا بنت المسيرى ..
ضحكت حياء بخفة وهى تقبل انفه  هامسة بدلال
=على فكره ده جزا ليك...علشان متجاهلنى من الصبح
ابتسم عز الدين مقبلاً جبينها بحنان
=لو ده جزا ليا...فياريت اتجازا كل كل يوم
ضحكت حياء بخفه وهى تدفعه فى صدره بمرح همس باذنها بصوت اجش و هو يقربها منه اكثر
=قطتى الشقية...
ثم اخفض رأسه مرة اخرى متناولاً فمها فى قبله شغوفة تختلف عما قبلها فقد كانت هذه المره بطيئة متمهلة للغايه....
فى المساء...
جلست جميع العائلة بغرفة الاستقبال لتناول القهوة بعد وجبة العشاء جلست حياء تتلملم فى مكانها بضيق فقد كانت تالا جالسة بجانب عز الدين تتحدث معه وهى تمرر يدها تاره فوق ذراعه و تاره فوق يده بحركات جعلتها عشوائية غير مقصودة لكن حياء كانت تعلم بانها ليست عشوائية بالمرة بلا مخطط لها ايضاً لكنها شعرت بجسدها تشتعل فيه نيران الغيرة تنهش بقلبها فور ان هتفت تالا بغنج و هى تضع يدها فوق ذراعه
= عز..كنت عايزه اطلب منك طلب كده
اجابها عز الدين هازاً رأسه بتساؤل وهو يرجع الى الخلف يستند ال ظهر الاريكه مبتعداً عن يدها
=خير يا تالا..؟!
تمتمت تالا بنبره رفيعه مستفزة وهى ترفرف بعينيها مقتربه منه اكثر
=كنت عايزاك توصلنى بكرة فى طريقك وانت رايح الشغل للنادى اصل عربيتى فى التوكيل
اجابها عز الدين بهدوء
=مش هينفع و الله يا تالا بكره عندى اجتماع مهم و مش هينفع اتاخر عليه ...ما تاخدى اى عربيه من الكراج و خلاص
همهمت تالا سريعاً محاوله اقناعه
=لا مينفعش..اصل بصراحه كانت هتبقى فرصه اتناقش معاك بخصوص شركة بابا الله يرحمه  واحنا فى الطريق وكده
اجابها عز بهدوء و هو يرتشف قهوته
=خلى مصطفى يوصلك ..و بكره لما ابقى ارجع من الشغل نتكلم زى ما انتى عايزة
هزت تالا رأسها قائلة باعتراض محاولة اقناعه وهى تضع يدها بدلال فوق يده
=مش هينفع يا عز اصل....
لم تحتمل حياء الجلوس صامته اكثر من ذلك فقد شعرت بمخالب الغيره تنهش قلبها و هى تتابع
تمايعها ودلالها عليه مما جعلها تنتفض واقفة تصيح بحده جعلت الجميع يلتفت نحوها بدهشة
=مش قالك...مش هينفع  شغالة بقى ليه زن زن....
صاحت تالا تجيبها بمكر مغيظه اياها
=وانتى مالك ...مضايقه اوى كده ليه ؟!
هتفت حياء بغضب
=مضايقة علشان عماله تدلعى و تتميصى على جوزى قدام عينى ......
صاح عز الدين بحدة محاولاً اسكاتها لكنها اكملت بغضب و قد اعمتها غيرتها
=هو فى ايه بالظبط محدش مالى عي....
لكنها ابتلعت باقى جملتها بذعر عندما انتفض عز الدين واقفاً على قدميه يهتف اسمها بغضب و حده
=اطلعى اوضتك.....
ظلت حياء متجمدة بمكانها عدة لحظات تنظر اليه بتحدى متجاهلة نظرات الجميع المنصبه عليها
=مش هطلع يا عز
هتف عز الدين بغضب و هو يجذبها من يدها بطريقة المتها
=قولتلك اطلعى على اوضتك يلااااا
نهضت نهى مسرعه نحوها جاذبه اياها معها للخارج على الفور صاعده بها الى غرفتها محاولة تهدئت حياء التى انفجرت فى البكاء فور خروجهم من الغرفة جلست معها تربت على ظهرها بحنان تمتمت حياء من بين شهقات بكائها
= شوفتى عمل فيا ايه..؟!
اجابتها نهى وهى تعتدل فى جلستها
=بصراحة يا حياء انتى اللى غلطانة ...ِ
انتفضت حياء واقفة تهتف بغضب
=انا كمان اللى غلطانة....
جذبتها نهى من يدها لتجلس بجانبها مرة اخرى قائلة بتصميم
=ايوه غلطانة ...انتى محترمتهوش وعليتى صوتك على بنت خالته اللى فى نظره و نظر الكل اليتيمه اللى متربيه معاه من و هى صغيرة وقولتلها كلام بايخ
صاحت حياء بشراسة
=دى حربايه..مشوفتيش كانت قاعده بتتلزق فيه ازاى  و لا بتدلع عليه ازاى كنت عايزانى افضل ساكته على المسخرة دى..
هزت نهى رأسها بالنفى قائلة بهدوء
=عارفه انها حربايه ...وحتى لو عملت كده محدش هيفهم اللى بتعمله لانها بالنسباله زى اخته
هتفت حياء وهى تزيل بكف يدها بغضب دموعها العالقه بوجهها
=بس هى بقى مش معتبراه اخوها ..دى...دى بتاكله بعينيها اكل كده
لتكمل وهو تضغط على قبضتها تعتصرها بقوه
=تحمد ربنا ان مدبتش صوابعى فى عينيها...
ضحكت نهى بخفه وهى تتمتم
=ربنا يعينه عليكى و على غيرتك دى اقسم بالله
لتكمل نهى بجديه وهى تنهض
=المهم تهدى كده ...ولما يجى صالحيه
نهضت حياء هى الاخرى تهز قدميها بقوه قائلة بغضب
=على جثتى ...قال اصالحه قال
ضربتها نهى بخفه فوق راسها من الخلف قائله بمرح
=بطلى عند علشان هو شكله على اخره منك.....
لتكمل عندما لم تجيبها حياء انا هروح اوضتى زمان سالم على وصول... تصبحى على خير يا مجنونه
اجابتها حياء باقتضاب وهى تراقبها تغادر الغرفة بعينين لازالت تعصف بالغضب....
بعد مرور ساعتين....
دخل عز الدين الى الغرفة ليجد حياء جالسة فوق الفراش تقرأ احدى كتبها لكنه قرر تجاهلها و اتجه مباشرة نحو الحمام الملحق بجناحهم دون ان يوجه اليها اى حديث و كأنها غير موجودة بالغرفة....
ظلت حياء تراقبه بعينين متسعة فقد ظنت انه سوف يقوم بالتحدث اليها حتى وان كان سيعاتبها عما فعلته على الاقل لكنه قد قام بتجاهلها تماماً القت الكتاب الذى بيدها فوق الفراش بغضب وهى تهتف بغضب
=ماشى يا عز و الله لأوريك
نهضت مسرعة نحو خزانتها تخرج  احدى قمصان النوم التى قد قامت بشرائها بالامس اثناء تسوقها المعتاد مع نهى..
ارتدته سريعاً قبل ان يخرج من الحمام و جلست مرة اخرى فوق الفراش تمسك بكتابها بين يديها تنتظر خروجه وهى تتصنع القراءة
خرج عز الدين من غرفة الحمام يجفف شعره المبتل اثر استحمامه  لكنه تجمد بمكانه عندما رأى مظهرها الخلاب فى ذاك القميص الذى يظهر جمال قوامها وبياض بشرتها الناصع و الذى كاد  ان يوقف دقات قلبه فور رؤيتها مرتديه اياه..
تنحنح محاولاً استجماع شتات نفسه قبل ان يخرج الى الشرفة محاولاً تهدئت نفسه مقرراً انه لن يتسامح معها هذه المرة فقد قللت من احترامها له امام الجميع فقد وقفت متحديه اياه امامهم بعد صراخها و سبها لتالا ...فقد ظل بالاسفل محاولاً تهدئت تالا التى انفجرت فى البكاء فور مغادرة حياء تتمتم بانه تم اهانتها امام اعين الجميع ظل عز الدين صامتاً لكن عندما تدخلت والدته تصر على ان تذهب حياء الى تالا و تعتذر اليها رفض ذلك بشكل قاطع فبرغم علمه بمدى خطأ حياء الا انه لن يسمح بذلك فهو لن يهنيها بهذا الشكل فهو يعلم بانها لم تستطع التحكم فى اعصابها بسبب ملامسات تالا الغير مقصوده له
كما يعلم بان ابنة خالته ليست بريئة تماماً فهى تلدغ من الاسفل دون ان يلاحظ احد خاصةً وانها لا تحب حياء لذا قام بحل الامر بانه وعد تالا سوف يشترى لها السياره التى كانت ترغب بها منذ مده....
تنهد بضيق فهو لا يعلم لما الاثنتين يكراهان بعضهم البعض بهذا الشكل
المبالغ به...
ظلت حياء تنتظر عودته الى الغرفة فقد مر اكثر من نصف ساعة منذ  خروجه للشرفة تنهدت بضيق وهى تتمتم بحنق
=مينفعش اكابر انا عارفه انى زودتها معاه وبصراحة مش هقدر اشوفه زعلان منى كده و اعمل نفسي عبيطة و مش فاهمه
تنفست بعمق و هى تملس قميصها قبل ان تخرج للشرفة لتجده جالساً بوجه عابس يدخن سيجارته بشراهه وقفت بجانبه تهمس بصوت منخفض
=عزى..
لكنه لم يجيبها متجاهلاً اياها  تمتمت حياء بحنق وهى تجلس على عقبيها امامه تحيط وجهه بيدها تتمتم بصوت منخفض
=انت زعلان منى ؟!
لتكمل عندما لم يجيبها
=يا عز هى اللى نرفزتنى قعدة تتمايص و تعمل حركات زباله كده و قع....
لكنها ابتلعت باقى جملتها عندما زجرها بغضب منتفضاً واقفاً ساحباً اياها معه قائلاً وهو يدفعها نحو الداخل
=اول حاجه كده تدخلى جوا بمنظرك ده
رفضت حياء الدخول مرتميه عليه تستند بجسدها فوق صدره هامسه باغراء
=انت عارف ان المنطقه دى خاصة ومحدش يقدر يهوب ناحيتها مش انت مدى تعليمات بكده
تمتم من بين اسنانه وهو يشعر بذاته على الحافه
=ادخلى نامى يا حياء
امسكت بيده بين يديها قائلة بدلال اوصله للحافة
= هاتيجى معايا ...؟!
اجابها عز الدين بحزم وهو يدفعها بعيداً عنه
=لا...
لكنها رفضت الابتعاد محيطه عنقه بذراعيها متعلقه به اكثر
=خلاص وانا كمان مش هنام هفضل معاك هنا
لكنها زفرت بضيق عندما لم تجد منه ردة الفعل التى ترغبها
=ياعز خلاص بقى.. و الله غصب عنى
هتف بحده وهو يزجرها بغضب
=غصب عنك فى ايه ...فى انك غلطتى فى البنت من غير سبب و لا انك تعلى صوتك قدام الكل وتقللى منى وسطهم...
همست حياء بعينين ملتمعه بالدموع
=والله ما كان قصدى اقلل منك او ازعلك......
لتكمل بحده تعاكس الدموع التى تلتمع بعينيها
=لكن بخصوص بقى الست تالا فانا كنت قاصده و لو شوفتها عملت المسخرة دى قدامى تانى هولعلك فيها و هقطعلها لسانها اللى عامله تدلع به ده
حاول عز الدين اخفاء الابتسامة التى صعدت الى وجهه متنحنحاً قائلاً بصرامة
=برضو مفيش فايدة فيكى
همست حياء وهى تمرر يدها فوق صدره بدلال
=يعنى انت تقبل ان حد يعقد يتكلم معايا ويدلع فيا وهو كل شويه بيحسس عليا و...
قاطعها عز الدين مزمجراً بغضب و قد اشتعلت نيران الغيرة بداخله
=حياااء.....
هتفت حياء بانتصار
=شوفت ..شوفت اديك مش متحمل بس انك تتخيل ما بالك انا بقى قاعدة وشايفها عماله تعمل كده قدامى
تنهد عز الدين بخفه فهو يعلم.بان لديها الحق فقد استغرب من ملامسات تالا له والتى كانت ليس لها دعى بالمرة...
اقتربت منه حياء تقبله قبلات متتاليه فوق شفتيه و هى تتمتم بدلال اطاح بعقله
=لسه ..زعلان..منى
لم يجيبها لكنه احاطها بذراعيه مخفضاً رأسه متناولاً شفتيها فى قبله شغوفة
رفع رأسه بعد عدة لحظات ببطئ قائلاً بتحذير من بين انفاسه اللاهثه
=عارفه اللى حصل ده لو اتكرر تانى هعمل فيكى ايه...
قاطعته حياء و هى تهز رأسها قائلة بلهفه
=مش هيحصل تانى و الله
لتكمل بحده وعينيها تلتمع بقسوة
=طبعا ده بالنسبه انى صوتى كان عالى و عاندتك قدامهم لكن مش لحاجة تانيه انت طبعاً فاهم قصدى
ضحك عز الدين قبل ان ينحنى عليها مقبلاً اياها برقة وهو يتمتم بمرح
=لمضه....
ثم انحنى عليها حاملاً اياها بين ذراعيه متجهاً بها نحو فراشهم...
بعد مرور يومين...
كان سالم جالساً باحدى المطاعم يشرب من فنجان قهوته و هو ينظر الى الساعة التى بيده زافراً بضيق عندما جاء احدى الاشخاص و وقف بجانب طاولته متمتماً بجديه
=سالم المسيرى..؟!
اومأ سالم برأسه بالايجاب قائلاً
=و انت عبدالمنعم المصرى
اومأ له الرجل برأسه هو الاخر  اشار سالم بيده نحو المقعد الذى امامه
متمتماً و هو يتناول قهوته ببرود
=طبعاً انت سراج فهمك الليله كلها مش كده...؟!
اجابه عبد المنعم بهدوء
=ايوة يا باشا وانا فهمته وحكيتله على كل حاجه من اول اتفاقى مع الست ناريمان لدخولى اوضة المحروسه بنتها و صويتها و هروبى من الاوضة يومها لو حابب احكيلك بالتفصيل انا ....
تمتم سالم وهو يشير بيده بضجر يوقفه عن تكملة حديثه
=لا مالوش لزوم سراج حكالى على كل حاجه المهم عندى اللى انت هتعمله بعدين.....
عقد عبد المنعم حاجبيه قائلاً
=هعمل ايه يا باشا مش فاهم...؟!
رجع سالم بظهره الىالخلف يستند الى ظهر مقعده قائلاً بهدوء
=زى ما ناريمان اتفقت معاك ..انا كمان هتفق معاك ومش بمبلغ اهبل زى اللى ادتهولك لا ب...
ثم ذكر له المبلغ لتلتمع عينين عبد المنعم بالطمع على الفور قائلاً بلهفة
=اؤمرنى يا باشا انا خدامك
بدأ سالم يخبره ما يريد منه ان يفعله بينما اخذ عبد المنعم يهز رأسه وهو يستمع اليه ليهتف فور انتهاء سالم
=بسيطه يا باشا ومش اول مره اعملها ...بس احنا هنفذ امتى ؟!
اجابه سالم وهو يضع ساقاً فوق الاخرى و على وجهه ترتسم ابتسامه ماكره
=بكره ...او بعده بالكتير
ليكمل محدثاً نفسه بصوت منخفض
=ان ما ضربتك الضربة اللى تهدك وما تقدرش تقوم من بعدها يا عز مبقاش انا سالم ...
في صباح اليوم التالى...
دخلت حياء الغرفة و هى تحمل بين يديها صنية طعام اعدت عليها طعام الافطار الخاص بعز الدين حيث استيقظت باكراً و هبطت الى المطبخ تعد له طعام الافطار بنفسها فهذه هى المرة الاولى لها داخل المطبخ حيث انها لم تصنع الطعام من قبل فى حياتها الا انها حاولت بذل اقصى جهدها من اجله كنوع من انواع الاعتذار عما فعلته بالامس حيث اتت بوصفة الطعام من شبكة الانترنت و حاولت على قدر الامكان ان تلتزم بالمقادير وتتبع الخطوات الخاصه بها ...
وضعت الصنية فوق الطاولة المجاوره للفراش ثم جلست على طرفه تتأمل عز الدين الذى لايزال نائماً بعمق تنهدت حالمه و هى تتشرب ملامحه وجهه الوسيم بشغف و قد شعرت بدقات قلبها تزداد بعنف انحنت فوقه تلثم وجنته بحنان وهى تمتم بهمس
=حبيبى ....
تتم عز الدين متزمراً رافضاً الاستيقاظ لكنها اخذت تمرر يدها بين خصلات شعره بحنان و هو تمتم بصوت اعلى قليلاً
=اصحى يلا يا عزى..
فتح عز الدين عينيه ببطئ لترتسم فوق شفتيه ابتسامه مشرقة فور ان وقعت عينيه عليها منحنيه نحوه جذبها من يدها لتسقط فوق صدره تستند عليه تمتم بصوت اجش من اثر النوم و هو يقبل جبينها بحنان
=صباح الخير يا قطتى...
ليكمل وهو يضع احدى خصلات شعرها المتناثرة فوق عينيها خلف اذنها
=ايه مصحيكى بدرى كده..؟!
اجابته حياء بحماس وهى تنهض من فوقه جاذبة اياه من ذراعه لكى يجلس
=قوم اقعد..و انا هقولك
جلس عز الدين فوق الفراش يستند بتكاسل بظهره فوق الوساده التى خلفه
=هااا يا ستى..
تناولت حياء صنية الطعام من فوق الطاولة و وضعتها فوق ساقيه
قائلة بوجه مشرق بالسعادة
=حضرتلك الفطار...
ظل عز الدين ينظر الى صنية الطعام عدة لحظات متمتماً فى النهاية بصدمة
=انتى اللى عملاه..؟!
هزت حياء رأسها بالايجاب لترتسم ابتسامه مشرقة فوق شفتيه فور ادراكه المجهود التى بذلته من اجله مرر يده بنعومه فوق وجنتيها مما جعلها تدس وجهها اكثر بها تطبع بشفتيها قبله فوق راحة يده...
همست حياء قائلة بفخر و هى تبتعد عنه مشيره برأسها نحو صحن البنكيك الذى كان مزين بقطع الفراولة
=ايه رأيك ...؟!
اجابها عز الدين و هو يتناول شوكته يقطع اول قطعه من الصحن
=جميل زى اللى عملته...
لكن عندما وضع اول لقمة منه بفمه سعل بقوة عندما وجده مالح اكثر مما هو حلواً و قد كان به شئ حاد كما لو كان القشرة الخارجية للبيض تناول سريعاً رشفة من كوب العصير محاولاً ابتلاع ما بفمه حتى لا يتسبب باحراجها مجبراً ذاته على ابتلاعها
همست حياء بقلق و هى تتابع وجهها الذى اصبح محمراً كما لو كان يختنق
= فى ايه يا عز البنكيك مش عجبك ..؟!
اجابها عز الدين على الفور هازاً رأسه بالنفى
=لا ابداً بس انا مبحبش البنكيك بس قولت ادوقه علشان متزعليش...
اومأت له حياء قائلة وهى تشعر بالاحباط على مجهودها الذى ذهب سدى فلو كانت تعلم بانه لا يحبه لكانت صنعت له شيئاً اخر اشارت نحو الصحون الاخرى
=خلاص كل جبنة او مربى ....ِ
لتكمل بفخر وهى ترفع يدها الممسكة بالشوكة امامه
=ما ادوق بقى البنكيك بتاعى...
ثم تناولت الشوكة تقطع قطعة من البنكيك ترفعها نحو فمها لكن اسرع عز الدين بوضع قطعة من الخبز مليئة بالمرب بفمها حتى لا تتذوق الشئ البشع الذى صنعته
=دوقى كده المربى...؟!
همهمت حياء باستياء وهى تعقد حاجبيها
=يا عز مبحبش المربى...
قبلها برقه من طرف شفتيها
= بس انا بحبها..
ثم ازاح الصنيه من فوق ساقيه ناهضاً من فوق الفراش جاذباً اياها معه اتجه بها نحو المرأه و اوقفها امامه محيطاً خصرها بذراعيه جاذباً اياها نحوه لكى يستند ظهرها فوق صدره ثم مرر يده فوق عينيها قائلاً بهدوء
=غمضى عينك..
تمتمت حياء بمرح و هى تزيح يده من فوق عينيها
=ليه....؟!
قاطعها عز الدين بحزم
=غمضى عينك...
اغلقت حياء عينيها بقوة و هى تتمتم بصخب
=اهوو..بس خد بالك لو....
لكنها ابتلعت باقى جملتها شاهقة بخفه عندما شعرت بثقل بارد فوق يستقر اسفل عنقها همس عز الدين بجانب اذنبها بصوت اجش دافئ
=فتحى عينيك...
فتحت حياء عينيها تضطلع الى صورتها المنعكسة بالمرأه لتشهق بقوة عندما رأت السلسال الذى زين عنقها فقد كان قطعة فنية مشكلة باللقب الذى تناديه به "عزى " مصنوعة من الماس و الياقوت الذى كان بذات لون عينيها...
همس باذنها بصوت دافئ متملك ارسل رجفة بجسدها
=السلسله دى تفضل فى رقبتك علشان الكل يعرف انك ملكى
ليكمل بصوت اجش وهو يقبل عنقها بشغف
=ملكى انا و بس...
اومأت له حياء رأسها بصمت وقد التمعت عينيها بالشغف اخذت تمرر يدها فوق احرف اسمه الذى يزين عنقها و دقات قلبها اخذت تزداد بعنف حتي ظنت بان قلبها سوف يغادر جسدها
لكنها استدارت اليه وعينيها تلتمع بشراسه تتمتم بدلال
=طيب وانا كمان عايزه اللى يشوفك يعرف انك ملكى...
ضحك عز بخفه وهو يزيح احدى خصلات شعرها المتناثر من فوق عينيها بحنان
=وانتى محتاجه يا حياء ...ده انتى لسه مطلعه عين تالا علشان طلبت بس ان اوصلها
قاطعته حياء وقد اشتعل وجهها بالغضب
=والله انا مطلعتش عينها علشان كانت عايزاك توصلها وانت عارف كويس هى عملت ايه..........
لتكمل وهى تعقد ذراعيها بصرامه فوق صدرها تضطلع اليه بتحدى
=بعدين شوف مين بيتكلم ..اللى قوم الدنيا علشان بس صوت ضحكتى كانت عالية شويه و انا
بتكلم مع صاحب عمره ......
زمجر عز الدين بغضب فور تذكيرها له بما حدث
=حييييياء....
زفرت حياء بضيق و هى تتجاوزه مبتعده عنه تتمتم بغضب
=خلاص يا عز انسى انى قولتلك حاجه.....
امسك بذراعها جاذباً اياها مرة اخري بين ذراعيه قبل ان تتخطاه هامساً وهو يقبل جبينها بحنان
=خلاص متزعليش...
ليكمل وهو يرفع امام عينيها اصبعه الذى يحمل دبلتها
=شوفى كده....
اخذت حياء تضطلع باعين متسعه الى الدبله التى كانت قد ابتعتها له فى وقت سابق و قد حفر عليها اسمها. "حياء" باللون الفضى ليتناسق مع لونها الاسود الرائع التمعت عينيها بدموع حارقه شاعرة بقلبها يتضخم بحبه
ارتمت فوق صدره تضمه اليه وهى تضحك بسعاده احاطها هو الاخر بذراعيه جاذباً اياها اليه اكثر وهو يدس رأسه بعنقها يستنشق نفساً عميقاً محملاً برائحتها التى كانت مزيجاً من الزهور الرائعة والتى اصبح مدمناً عليها ....
رفع رأسه بعد عدة لحظات مقبلاً جبينها بحنان
=مبسوطة...؟!
اومأت له حياء برأسها بصمت مقبله وجنتيه وهى تتمتم
=ربنا يخاليك ليا يا حبيبى
لتكمل عندما وقعت عينيها على صنية الطعام الموضوع فوق الفراش
=انت مكملتش فطارك ...
مرر يده فوق وجنتيها بحنان قائلاً
=تعالى نطلع نفطر برا
هزت حياء رأسها قائلة بتذمر
=يعنى ابقى محضرالك الفطار بنفسى و تبقى عايز تفطر برا
اومأ لها وهو يبتسم متمتماً
=عندك حق .....
ليكمل بتردد
=احنا ناكل جبنه ومربى...بس بلاش بنكيك
وضعت حياء يدها فوق خصرها وهى تهتف بحده
=ليه ان شاء الله بقى يا سى عز
اخذ عز يتأمل حركتها تلك بتسلية والتى اصبحت تفعلها كثيراً كلما قام بفعل شئ لا يعجبها
اخفض عز الدين رأسه هامساً باذنها
=علشان البنكيك مملح و كله قشر بيض يا حياء
اتسعت عينين حياء بصدمة وقد اصبح كالجمرة المشتعلة من شدة الخجل تمتمت من بين انفاسها
=بب...بجد ..؟!
اومأ لها بصمت غرزت اسنانها بشفتيها وقد اشتعل وجهها بالخجل اكثر متذكره تفاخرها امامه منذ قليل جذبها نحوه ممرراً ابهامه فوق شفتيها محرراً اياها من بين اسنانها قائلاً
=بس تسلم ايد قطتى...
تمتمت حياء بصوت منخفض وهى تلوى شفتيها بحسرة
=تسلم ايدى ايه بقى بالعك اللى اكلتهولك.....
قاطعها بهدوء رافعاً يدها الى فمه مقبلاً اياها قبلات متتاليه من بين كلماته
=كفايه عندى انك قومتى بدرى علشان تحضريلى الفطار بايدك الحلوه دى...
اشتعل وجه حياء بالخجل متمتمه وهى تقترب منه تلف ذراعها حول خصره
=كنت بحاول اصالحك...
قبل اعلى رأسها بحنان متمتماً بمكر
=و مين قال انى زعلان منك...ولا امبارح مكنش دليل كفايه على ده
هتفت حياء بخجل و هى تضربه بخفه فوقه ذراعه دافنه وجهها بصدره
=بس يا عز...
ضحك عز بخفه مما جعل صدره يهتز اسفل وجهها
=قطتى مكسوفه...؟!
ثم رفع رأسها نحوها متأملاً جمال وجهها المتورد بالخجل قبل ان يخفض رأسه متناولاً شفتيها فى قبله شغوفة فقد كانت بطيئة متمهلة للغاية يبث بها شغفه وعشقه لها....
فى ذات الوقت....
كانت نهى جالسة فوق الفراش تراقب بعينين ضجره سالم الذى كان يرتدى ملابسه حيث مضى اكثر من ربع ساعة واقفاً امام المرأه يعدل من شعره
نهضت مقتربة منه قائلة بنفاذ صبر
=هاتيجى التمرين بتاع ساندى زى ما وعدتها...؟!
قضب سالم حاجبيه متمتماً و هو يضع الفرشاة فوق الطاولة
=تمرين ايه... ؟!
هتفت نهى بغيظ فقد كانت تعلم بانه قد نسى الامر كعادته
=انت مش وعدت بنتك لما رجعت الاسبوع اللى فات معيطة من التمرين بسبب ان كل صحابها ابهاتهم بيحضروا معاهم الا هى انك هتحضر معها التمرين الجاى.....
قاطعها سالم وهو يتمتم ببرود
=اها ..اها خلاص افتكرت....بس انا مش فاضى....
هتفت نهى بحده و هى تزجره بغضب
=اومال فاضى لايه يا سالم ...
لتكمل بسخرية لاذعة
=فاضى بس للخروج مع صحابك ليل و نهار...ده انت حتى يا اخى الشركة مبتخطهاش الا بكيفك و بمزاجك ...
التفت اليها و هو يعدل من ربطة عنقه متمتماً ببرود
=بالظبط كده....
ليكمل وهو يرفع حاجبه باستفزاز
=هااااا...الاسطوانة بتاعت كل يوم خلصت و لا فى جديد
تنفست نهى بعمق فاركة وجهها براحة يدها بضيق محاولة تهدئت نفسها فهى تعلم بانها مهما انفعلت لن يؤثر به الامر تمتمت بصوت حاولت جعله هادئ قدر الامكان
=يعنى هتروح معها ولا لاء يا سالم...؟!
اجابها و هو يتناول هاتفه من فوق الطاولة يلقي عليه نظرة خاطفة قبل ان يضعه فى جيب سترته
=قولتلك مش فاضى...المرة الجاية هبقى اروح معها...
هزت نهى رأسها بصمت تتمتم بصوت منخفض منكسر
=اها..المره الجايه ..ان شاء الله
اقترب منها واضعاً قبله سريعة فوق وجنتها متمتماً قبل ان يغادر الغرفه
=باى يا حبى.....
همهمت نهى بصوت منخفض وهى تنظر الى الباب الذى اغلقه وراءه بغيظ و احباط
=باى يا اخرة صبرى....
دخلت حياء غرفة الاستقبال بعد ان ودعت عز الدين حتى باب المنزل اثناء ذهابه للعمل كعادتها
تهتف بمرح و وجه مشرق لجميع الجالسين
=صباح الخير....
اجابها عمها فخر و على وجهه ابتسامة لطيفة
=صباح النور...
بينما انتفضت زوجة عمها فريال واققه بحده فور رؤيتها لها تتمتم بجفاف بعد ان وضعت فنجان قهوتها الذى كان بيدها فوق الطاولة بغضب
=اهلاً...
ثم التفت مغادرة الغرفة بخطوات غاضبه بعد ان رمقت حياء بنظرة نافرة حاده
همست حياء لنهى التى كانت تقف بجوارها
=مالها فى ايه.... ؟!
هزت نهى كتفيها كدلالة عدم المعرفة لتتفاجأ بعمها فخر ينهض مقترباً منها قائلاً بهدوء
=بقى مش عارفه مالها... ؟! طبعاً بسبب اللى عملتيه امبارح
شعرت حياء بالتوتر يزحف بداخلها فاعدت نفسها لاستماع محاضرة كبيرة من عمها يبوخها بها عما فعلته بتالا بالامس...
لكنها تفاجئت عندما وجدته يقترب منها هامساً بالقرب من اذنها
=بس برافو عليكى.. مش بنت المسيرى اللى تسكت عن حقها او تسيب حد يقرب من جوزها... فاهمانى طبعاً يا حياء
اومأت له حياء بالايجاب وهى متسعه العينين بصدمة ربت على كتفيها بحزم قائلاً
=جدعه....
ثم التفت مغادراً الغرفة هو الاخر م
بصمت..
التفتت نحو نهى تهتف بحيرة
=نهى هو فى ايه بالظبط...؟!
=تعالى يا حياء وانا اقولك فى ايه
ليأتى صوت جدتها دريه من الخلف التفت اليها حياء على الفور لتجدها جالسه بالشرفة تتناول قهوتها
اتجهوا نحوها يلقيان عليها تحيه الصباح.. جلست حياء بجانبها فوق الاريكه تقبل وجنتيها تمتم برقة
=صباح الخير يا تيتا..
ربتت دريه فوق شعرها بحنان
=صباح الورد يا قلب تيتا ...
لتكمل بصوت منخفض و هى تشير اليهم لكى يقتربوا منها كأنها ستخبرهم بسر عظيم
=امبارح بعد ما حياء بهدلت تالا وطلعت اوضتها فريال قومت الدنيا مقعدتهاش و اصرت انك تعتذرى للعقربة بنت اختها
لتكمل و هى تشير باصبعها بالنفى
=بس لا عز الدين مسكتش و رفض علشان كده هى مش طيقاكى اصل عندها بنت اختها خط احمر ده انا ساعات بحسها بتحبها اكتر من عز الدين وسالم.....
شعرت حياء بالسعادة تغمرها من موقف عز الدين لكنها تنحنحت قائلة بحدة وهى تهز كتفيها ببرود فور تذكرها موقف زوجه عمها معها
=عايزه تزعل براحتها انا مغلطتش فى حد ....
لتكمل وعينيها تلتمع بالنيران
=بعدين كانت عايزانى يعنى اسيب بنت اختها العقربه تدلع على جوزى وافضل ساكته...
انفجر كلاً من نهى و دريه بالضحك ضغطت دريه باصابعها فوق خد حياء تعتصره بخفه
=جدعه ..طالعه لجدتك ...تعرفى انا زمان كنت مخليه جدك الله يرحمه ماشى زى الالف ولا واحده كانت تقدر تقرب منه...واللى كانت تفكر بس تهوب ناحيته كنت باكلها بسنانى...
لتكمل بعينين تلتمع بالحنان و هى تربت فوق بطن حياء
=اتشطرى انتى بس وهاتى لعز حته عيل يتلهى فيه
اشتعل وجه حياء بالخجل واخذت تتمتم بكلمات غير مفهومه لتهتف نهى وهى تغمز لدريه
=اطمنى يا تيتا هو كده كده ملبوخ بس مع حياء دى مطلعه عينه
و الله بيصعب عليا....
صاحت حياء باستنكار ضاربه نهى بخفه بذراعها وهى تهتف بحده
=يا بنتى اتهدى بقى...
انفجرت جدتها بالضحك قائلة بفرحه
=يارب تجننه كمان و كمان انا اكره..
قاطعتها حياء محاوله تغير الحديث
=بس قوليلى يا تيتا عرفتى ده كله منين وانتى كنت فى اوضتك وقت ما مسكت فى تالا ...
رجعت درية الى الخلف فى مقعدها تتناول كوبها من فوق الطاوله ترتشف منه ببطئ قبل ان تتمتم بتفاخر
=انا عيونى و ودانى فى كل مكان فى البيت ده...
اقتربت نهى من حياء هامسه فى اذنها بصوت منخفض
=من انصاف...دى المخبر الخاص بتاع جدتك
ضحكت كلاً من نهى و حياء بصوت منخفض مما جعل دريه تلتفت نحوهم تهتف بحده
=بتضحكى على ايه انتى و هى...؟!
تمتمت نهى وهى تحاول كتم ضحكتها
=ابداً يا تيتا افتكرنا بس منظر تالا امبارح....
هتفت دريه بتحسر
=اهاا اهو شكلها ده اللى كان نفسى اشوفه بس للاسف الردار بتاعى مبينقلش غير صوت بس ..
انفجرت كلاً من نهى وحياء فى الضحك عند سماعهم كلماتها تلك حيث لم تتحملا اكثر من ذلك لتزجرهم دريه بغضب فى بادئ الامر ثم شاركتهم بعد ذلك فى الضحك هى الاخرى
كان عز الدين جالساً بمكتبه يتفحص بعض الاوراق الخاصة بالصفقة القادمة عندما دخل سالم و جلس بالمقعد الذى امام مكتبه قائلاً
=عز كنت عايزك فى موضوع كده
اجابه عز الدين و هو لايزال يتفحص الاوراق التى امامه
=خير يا سالم ..؟!
اجابه سالم بعصبية وهو يفرك يده ببعضها البعض
=بصراحه الموضوع ده يخص حياء
رفع عز الدين رأسه سريعاً نحوه قائلاً بقلق و لهفه
=مالها حياء...حصلها حاجه ؟!
كبت سالم الضحكة الساخرة التى بداخله قائلاً بهدوء و هو يرسم الجدية على وجهه
=لا متقلقش حياء كويسة ...
ليكمل وهو يتصنع الارتباك
=بس فاكر اليوم اللى ...اللى...يعنى
هتف عز الدين بنفاذ صبر و هو يلقى الاوراق من يده بغضب
=اللى ايه يا سالم ما تنطق
اجابه سالم سريعاً
=اليوم اللى كان فى راجل دخل اوضه حياء و......
تجمد عز الدين بمكانه عدة لحظات فور سماعه كلماته تلك قبل ان يجيبه بخشونة و عينيه تلتمع بقسوة
=مالها....؟!
شعر سالم برجفة من الذعر تمر بجسده فور ان رأى القسوة التى تلتمع بعين عز الدين لكنه حاول استجماع شجاعته متمتماً و هو يضع ورقة مطوية بعناية و فلاشة امام عز الدين
=احنا صلحنا شرايط الكاميرا وجبتلك اسم وعنوان الواد...اللى كان فى اوضتها و على الفلاشه دى فيديو المراقبة بيوضح شكله ..
ازاح عز الدين الورقة و الفلاشه بيده مبعداً اياهم من امامه قائلاً بحده و حزم
=الموضوع ده اتقفل..و مش عايز حد يجيب سيرته تانى....
ليكمل هاتفاً بحدة وهو يضرب المكتب بكف يده بقوة
=مفهوم....
ارتبك سالم بشده فهو لم يكن يتوقع رفضه هذا و الذى سوف يؤدى الى تخريب كافة خططه ليتمتم سريعاً
=لا يا عز لازم تسمع ...انا..انا بصراحه لما شوفت الفيديو اتأكدت ان حياء مالهاش علاقه بالواد ده و بصراحه حسيت ان فى حاجة مش مظبوطه خصوصاً و الواد اصلاً شكله مش مظبوط استحالة حياء تكون تعرفه....
ليكمل بارتباك عندما رأى عينين عز الدين اصبحت قاتمتين من شدة الغضب متناولاً هاتفه الخاص واضعاً اياه امام عز الدين
=شوف بنفسك وانت هتفهم قصدى ايه...
اخفض عز الدين عينيه نحو شاشة الهاتف يشاهد مقطع الكاميرا التى سجلت دخول احدى الرجال الى غرفة حياء عبر الشرفة حيث لم يمر اكثر من دقيقتين وفر من الشرفة مرة اخرى توقفت الشاشة فوق وجهه عدة لحظات الذى كان ملئ بالندوب التى كانت تدل على اجرامه....
انتفض عز الدين واقفاً يهتف بغضب وقد شعر بجسده يهتز بعنف كمن ضربته صاعقه
=و الفيديو ده مظهرش ليه غير دلوقتى ..؟!
اجابه سالم متصنعاً الهدوء بعكس ما يثور بداخله من قلق
=الفيديو اخد وقت طويل من المهندس عقبال ما قدر يصلحه ولسه امبارح مكلمنى وقالى انه خلص و......
قاطعه عز الدين بغضب و هو يلتف حول مكتبه
=الواد ده عنوانه فين... ؟!
اجابه سالم وقد شعر بالنصر بداخله
=انا امرت الرجاله تجيبت و تحجزه فى المخزن الصحراوى بس.......
لم ينتظر عز الدين ان يكمل جملته و اتجه مباشرة نحو باب الغرفة يغادر المكان كالعاصفة الهوجاء
لحقه سالم بخطوات بطيئة و هو يطلق من شفتيه صفيراً مرحاً فقد نجحت الخطوة الاولى من خطته....
دخل عز الرين الى المخزن ليجد الشخص الذى كان بالفيديو مقيد باحدى المقاعد اقترب منه بخطوات بطيئة متمهلة مسلطاً نظراته عليه متأملاً مظهره البشع فاذا لم يشاهد فيديو المراقبة بنفسه فلم يكن سيصدق انه هو...لقد تأكد انه من الاستحاله ان تكون هناك علاقة تجمعه بحياء كما ادعت زوجة عمه ..وقف امامه ط يرمقه بنظرات نافرة قبل ان يتمتم بهدوء
=كنت بتعمل ايه فى قصر المسيرى
.؟!
اجابه الرجل بتوتر
=ككنت...كنت رايح اشوف حياء
اسرع عز الدين بلكمه بوجهه لكمه ادمت انفه من قوتها صائحاً بغضب اعمى
=اسمها متنطقهوش على لسانك يا ابن الكلب...سامع
ليبتعد عنه و هو ينفض يده بحده قائلاً بشراسة
=سيبك من الكلام الخايب ده ...انا لو كنت شوفتك وقتها مكنتش هصدق الفيلم اللى اتعمل يومها
ليكمل بصوت منخفض حاد و هو ينحنى فوقه يتضطلع اليه بشراسة
=هتنطق كنت بتعمل ايه فى اوضتها...و لا اخلص عليك و اريح دماغى
تمتم عبد المنعم بارتباك و قد بث مظهر عز الدين الثائر الذعر فى نفسه...التفت نحو سالم الذى كان يقف خلف عز الدين بعدة خطوات بصمت
=هق...هقول...هقول على كل حاجة يا باشا و الله...
ابتعد عنه عز الدين و هو يربت فوق كتفه بحزم
=احكى...
تمتم عبد المنعم و هو يتضطلع نحو عز الدين بتردد
=بصراحه انا عمرى ما شوف الست حي....
لكنه ابتلع باقى جملته بذعر عندما زجره عز الدين بنظره حادة
ليكمل بصوت مرتجف ملئ بالذعر بعد ان اومأ له سالم من الخلف برأسه مشجعاً اياه
= غير مرتين و الست ..الست ناريمان هى اللى اتفقت معايا ان اطلع اوضة بنتها و اول ما اوصل هناك ارن عليها علشان تطلع هى و تصوت و انا اهرب من البلكونه على طول قبل ما حد يشوفنى...
صعق عز الدين مما سمعه ليتمتم بارتباك وهو يعقد حاجبيه متمتاً
=و هى هتعمل كده ليه..؟!
اجابه عبد المنعم سريعاً
=معرفش ...والله يا باشا بس انا سمعتها يومها قبل ما تصوت بتكلم بنتها اللى طلعت اوضتها و بتقولها لازم يتجوزك...مينفعش يفلت من ايدينا ...
شعر بالبرودة تتسلل الى جسده فور سماعه كلماته تلك متمتاً بارتباك
=حياء..؟!
اجابه عبد المنعم وهو يهز رأسه الدامى
=ايوه يا باشا انا مكنتش عايز انطق اسمها لتزعل منى تانى ...اظاهر كده يا باشا شكلهم كانوا متفقين على الليله دى علشان يدبسوا واحد فى جوازها...
اندفع نحوه عز الدين يعتصر رقبته بين يديه وهو يصيح بشراسه غير راغب بتصديق ما سمعه لا يمكنه ان يتخيل بانه تم التلاعب به من قبل حياء بهذا الشكل
=انت كداب يالا....كداااب
اخذ يزيد من قبضته حول رقبته وقد اعماه غضبه مما جعل سالم يندفع نحوه سريعاً جاذباً اياه بقوة مبعداً اياه عن عبد المنعم الذى اصبح وجهه ازرق من شدة الاختناق
=سيبه ..يا عز سيبه يا عز هيموت فى ايدك
انتفض عز الدين مبتعداً عنه بعد ان جذبه سالم و ياسين الذى كان قد دخل المكان منذ لحظات قليله
نجاحا بصعوبه فى ابعاده عن عبد المنعم الذى اخذ يسعل بقوة محاولاً التقاط انفاسه ..
تمتم عبد المنعم بصوت لاهث و قد ارتسم معالم الارتعاب على وجهه
=والله ما بكدب يا باشا انا حتى قابلت حياء هانم ف المول امبارح
فضلت مراقبها لحد ما شوفتها داخله مول كده هى و واحده كمان بس لما قربت منها و وقفت معها شاورتلى ناحيه الحرس وفهمت انها متراقبه حتى واحد من الحرس بتوعها لما لقانى واقف معها جه و سألنى ان كان ف حاجة وانا رديت انى كنت بسألها عن مكان محل معين فى المول...
صاح عز الدين بغضب وهو يعتصر قبضته بحده
=ياسين هاتلى واحد من الحرس اللى كانوا معها امبارح...ِ
اومأ له ياسين برأسه ثم اجرى مكالمه هاتفيه ليدخل بعدها شخص ضخم قائلاً
=اؤمرنى يا عز بيه..؟!
اشار عز الدين نحو عبد المنعم الذى كان لا يزال مقيد بالمقعد
=الحيواااان ده شوفته امبارح فى المول ؟!
وقف صقر يتضطلع نحو عبد المنعم عدة لحظات مدققاً النظر بملامحه =ايوه يا باشا...كان واقف مع الست حياء بس احنا لما شكينا فى شكله بصراحه يعنى لامؤاخذه.......
ليكمل وهو يشير نحو وجه عبد المنعم الممتلئ بالندوب
= ادخلنا على طول و سألناه ان كان فى حاجة ..بس قال انه كان بيسأل عن محل و وصفناله مكانه... وفضلنا مرقبينه لحد ما بعد بعيد
ليكمل صقر بارتباك و قد ارتسم الارتعاب على وجهه عندما رأى وجه عز الدين الذى اشتد وجهه بغضب عاصف فور سماعه كلماته تلك معتقداً بان هناك امر خاطئ قد حدث بسببهم
=والله يا باشا هو ملحقش يكلمها اصلاً ولا يقرب منها احنا كنا ....
قاطعه ياسين بحزم
=خلاص يا صقر....روح انت شوف شغلك
اومأ له صقر مغادراً المكان بصمت
التفت عز الدين الى عبد المنعم قائلاً بصوت بارد كالصقيع يعاكس النيران المتأججه بداخله
=برضو ده مش دليل على كلامك..
تمتم عبد المنعم بصوت لاهث و قد ارتسم معالم الارتعاب على وجهه عندما رأى عينين عز الدين تعصفان كالبركان
= انا ..انا يا باشا ...هثبتلك كلامى بس حد يجبلى تليفونى....
اشار عز الدين الى ياسين برأسه بصمت ليتناول ياسين هاتف عبد المنعم من فوق الطاولة مناولاً اياه بعد ان حل ويثاقه ...
اخذ عبد المنعم يبحث بين اسامى هاتفه حتى توقف امام رقم هاتف ناريمان قائلاً وهو يشير نحو عز الدين
=مش ده رقم الست ناريمان يا باشا ؟!
اقترب منه ياسين متفحصاً الرقم قبل ان يتناول هاتفه الخاص باحثاً عن اسم ناريمان حتى يتأكد من تطابق الرقمين ابتعد وهو يهز رأسه بتأكيد الى عز الدين الذى كان يقف بهدوء و اتزان بعكس ما كان يثور بداخله من مشاعر عاصفه لو فقد السيطرة عليها سوف يدمر كل من حوله...
ضغط عبد المنعم على زر الاتصال بعد ان فتح مكبر الصوت ليصدع صوت ناريمان وهى تهتف بحده
=عايز ايه يا عبد المنعم... ؟!
اجابها عبد المنعم وهو ينظر الى عز الدين بطرف عينه
=ازيك يا ست ناريمان...انا كنت بكلمك بخصوص باقى حسابى عدى 3 شهور من يوم ما نطيت فى اوضة الست حياء...
لكنه توقف عن تكمله جملته ينظر الى عز الدين وقد ارتسم الرعب على وجهه لكنه اكمل عندما اشار له ياسين بان يكمل حديثه
=بعدين انا استنيت كتير اوى وكده كتير
وصل اليه صوت ناريمان الحاد
=خلاص يا عبد المنعم اول ما هرجع من السفر هديك باقى حسابك...
قاطعها عبد المنعم بخبث
=خلاص هبقى اجيلك البيت..
قاطعته ناريمان صائحة بغضب
=اياك تهوب ناحية البيت انت اتجننت عز الدين لو عرفك هتبقى مصيبه و انا ما صدقت ان الدنيا هديت بينه و بين حياء
اجابها عبد المنعم بهدوء
=خلاص ياهانم مش ههوب ناحية هناك اطمنى......
ليكمل بسماجه وهو ينظر نحو عز الدين بعد ان تضطلع نحو سالم الذى شجعه بعينيه
=الا صحيح الهانم الصغيره اخبارها ايه ..؟!
هتفت ناريمان بحده
=وانت مالك ايه هتصاحبها علشان اتكلمت معها مره ولا ايه يلا غور و مش عايزة اشوف ...
شعر عز الدين بالبرودة تتسلل الى جسده فقد اخذ جسده يهتز بعنف كمن ضربته صاعقه فور سماعه كلماتها التى اكدت له اسوء مخاوفه لكنه لم ينتظر سماع المزيد تناول منه الهاتف مغلقاً اياه بحده قبل ان يلقيه بقوة بالارض صاح بحدة وهو يلتفت ينظر الى سالم و ياسين
=اللى حصل هنا ده....لو حد تانى عرفه هتكون رقبته التمن
ليكمل وهو يلتفت نحو عبد المنعم
=اما الحيوان ده سيبه بس قبلها و وريه كرم الضيافة...
هز ياسين رأسه بالايجاب وقد فهم ما لمح به رئيسه ...
ثم التفت عز الدين مغادراً المكان بينما وقف سالم يراقب شقيقه وهو يغادر المكان بوجه عاصف حاد فقد كان كاعصار من الغضب مشي فوق الارض...
تمتم سالم بصوت منخفض ساخر وقد ارتسمت فوق وجهه ابتسامة شامتة
=بالشفا يا خويا....
+
"" نهاية البارت ""
دخل عز الدين الى الغرفة بجسد منهك فقد ظل يقود سيارته لأكثر من 4 ساعات متواصله دون هدف محدد محاولاً خلال هذه المده تهدئت بركان الغضب المشتعل بداخله فاذا كان عاد الى المنزل وهو بتلك هذة الحاله كان سوف يؤذيها بطريقة لا يمكن ان يغفرها لنفسه ....
فمنذ معرفته باللعبة الحقيرة التى تم ايقاعه بها و هو يشعر بالنيران تتأكله من الداخل ظل طوال تلك المده التى قضاها فى القيادة يحاول الوصول الى سبب زواجها منه حتى كاد ان يتسبب فى مقتله اكثر من مرة حيث فقد السيطرة على عجلة القيادة بسبب ذهنه الشارد و قيادته السريعة المتهوره التى كان يخرج بها غضبه...
ظل يعيد فى ذهنه جميع ما حدث منذ تلك الليله التى قفز بها ذاك الحقير لغرفتها و حتى الان
متذكراً رفضها للزواج منه فى بادئ الامر و محاولتها فى اقناعه بانها بريئة لكن كل هذا ما كان الا جزء من مخططهم اللعين حتى تجعله يقع فى شباكها....
اشتد وجهه بقسوة فور ان وقعت عينيه على تلك النائمة باسترخاء فوق الفراش اقترب منها ببطئ متأملاً ملامح وجهها فمن يراها بهذه البراءه لا يمكنه ان يصدق ما فعلته به تشكلت غصة حادة بحلقه فور تذكره لحظاتهم سوياً و التى ما كانت الا تمثيلاً من قبلها طوال تلك الفترة المنصرمه فالذى كانت تحاول الوصول اليه من كل ما فعلته هو ان تجعله يقع بحبها و يصبح تحت سيطرتها لكى تتحكم به كيفما تشاء ..
قبض على يده بقبضة حاده حتى ابيضت مفاصل اصابعه عندما صدح بعقله صوت يسخر منه فقد نجحت فى ذلك بالفعل فقد كان حتى هذا الصباح لو كانت طلبت منه ان يكتب لها كل ما يمتلكه فلم يكن سيتردد لحظة واحدة فى ان يفعل ذلك حتى يجعلها فقط سعيدة لقد عشقها حد الجنون بل اصبحت الهواء الذى يتنفسه شعر بالدموع تلسع عينيه لكنه قاومها بقوة...بينما اخذت النيران تضرم بصدره من جديد فقد اصبح مغفلاً على يدها لعبه تتحكم بها كيفما تشاء...
غصه حادة ضربت قلبه فور تذكره ان كل ما عاشوه سوياً لم يكن الا من ضمن مخططها ولم يكن سوا خداع من قبلها اطاح بغضب الادوات الموضوع فوق الطاولة المجاورهكة للفراش و هو يصرخ بالم وقد اعماه غضبه الذى سيطر عليه.....
انتفضت حياء فازعه من نومها على صوت صراخ عز الدين الحاد اضائت على الفور المصباح الذى بجوار فراشها واضعه يدها فوق صدرها الذى كان يعلو و ينخفض بينما تكافح لالتقاط انفاسها بذعر لكن فور ان وقعت عينيها فوق عز الدين الذى كان يقف بجانب الفراش بوجه قاتم حاد نهضت مسرعه نحوه وقد تأكلها القلق عليه خاصة فور رؤيتها للاشياء المبعثره بارضية الغرفة
=عز ايه حصل... ؟!
تنفس عز الدين بعمق محاولاً تهدئت الغضب الذى لا يزال يعصف بداخله حتى لا يقوم. بالاستداره نحوها و خنقها بيديه كارهاً تصنعها للبرائه امامه بهذا الشكل اجابها بجفاف
=مفيش حاجة...
اقتربت منه واضعه يدها فوق ذراعه قائلة باقتضاب وقلق مراقبه الانفعالات الحاده التى تمر فوق وجهه
=مفيش ازاى....مالك يا عز فى ايه ؟!
ازاح يدها من فوق ذراعه بحدة وهو يتمتم بغضب
=قولتلك مفيش ...
ليكمل وهو يتجه نحو الحمام بوجه متصلب حاد
=روحى كملى نومك...
جلست حياء باحباط فوق الفراش تراقب اختفاءه بالحمام شاعره بالحيرة و هى تضطلع بصدمه الى الاشياء المبعثرة فوق ارضية الغرفة و التى بالتأكيد قام هو ببعثرتها فى وقت سابق لكنها لا تعلم ما الذى اصابه.زز
اعتدلت فى جلستها عندما رأته يخرج من الحمام و يتجه نحو الفراش يستلقى فوقه بصمت اقتربت منه ببطئ محاوله معرفة ما به قائله بصوت منخفض اجش
=مالك يا عز ..؟! طمنى عليك متسبنيش قلقانه كده....
لتكمل عندما لم يجيبها و ظل وجهه على حدته
=طيب لو فى حاجة مضايقاك تقدر تحكيلى..و نفكر سوا و هنلاقى لها حل اكيد
ابتسم عز الدين بسخرية على حنانها الزائف هذا متمتماً بحده لاذعه مزيحاً يدها التى كانت تستند فوق صدره بحده مرمقاً اياها بنظرات قاسية
=هو انا مش قولتلك مفيش حاجه ...ايه بقى لزمته الرغى الكتير ده
ثم ادار لها ظهره بحده..لكن سرعان ما التفت اليها مرة اخرى متفحصاً اياها بنظرات ثاقبة قبل ان يتمتم بهدوء
=هو انتى ليه مقبلتيش هديه داوود الكاشف..؟!
مر الارتباك فوق وجهها قبل ان تتمتم بعدم فهم
=و اقبلها ليه مش فاهمة.... ؟!
اجابها بتهكم و هو ينظر اليها بنظرات استهجان
=يعنى المفروض انه قالك انها هدية جوازك...و هدية تتعدى ال5 مليون جنيه رفضتيها ليه...؟!
اجابته حياء بهدوء و قد اربكها سؤاله هذا
=علشان انا معرفوش..بعدين هقبل هديه ب5 مليون من واحد ليه......
لتكمل بحيرة وهى تقضب حاجبيها
=هو فى ايه يا عز بالظبط..؟!
ظل عز الدين يتفحصها عدة لحظات قبل ان يوليها ظهره مرة اخرى وهو يجيبها بجفاف
=مفيش حاجة نامى...
صاحت حياء بحدة و قد نفذ صبرها
=هو كل اللى عليك نامى...نامى
ما تفهمنى فى ايه ...و مالك مقلوب كده ليه....
لتكمل بصوت منخفض و رجفة من الذعر تمر اسفل عمودها الفقرى عندما لم يجيبها
=هو داوود ظهر تانى ..؟!
اجابها بقسوة
=لا...
ليكمل بجفاف لاذع وهو يجذب الغطاء فو جسده
=لو انتى مش حابه تنامى فانتى حره بس ممكن تسبينى انا انخمد
ظلت حياء متجمدة بمكانها تضطلع الى ظهره الذى يوليه لها لأول مره منذ زواجهم باستثناء تلك الليلة التى كان غاضباً بها منها شاعرة بقبضة حادة تعتصر قلبها بقسوة
تجمعت دموع غبيه كثيفة في عينيها حاولت الضغط علي شفتيها مرفرفه لرموشها المبلله محاولة كبت دموعها وعدم اظهار تأثرها بمعاملته القاسيه تلك..
استلقت بصمت فوق الفراش بصمت مغلقه الضوء الذى بجانب فراشها لتغرق الغرفة سريعاً فى عتمه تشبه العتمه التى اصبحت بداخلها..
فى اليوم التالى....
كان كلاً من سالم وتالا جالسين باحدى المطاعم يتناولون طعام الغداء وضعت تالا قطعه من اللحم بفمها وهى تتمتم بحماس
=هااا و عز لما سمع كلامه ده عمل ايه ..؟!
اجابها سالم وعينيه تلتمع بالنصر
=لو كنت شوفتى وشه وقتها كانت حياء ممكن تصعب عليكى من اللى ممكن يعمله فيها....
ضحكت تالا بسخرية
=تصعب عليا...ده انا لو طولت اولع فيها حيه هعملها.....
زفر سالم و هو يضع الشوكه بفمه يمضغ طعام ببطئ قبل ان يتمتم بهدوء
=احنا دلوقتى هنعقد و نتفرج....عز استحاله يعدى اللى هى عملته
ليكمل و عينيه تلتمع بالشماته والفرح
=خصوصاً وانه اتفضح قدامى انا و ياسين و طلع قدامنا انه غبى و وقع فى فخهم بكل سهوله يعنى مفرقش عنى كتير....
هتفت تالا وهى تضع شوكتها بصخب فوق الصحن متجاهله حديثه عن نصره ذلك
=بس يعنى مشوفناش ولا سمعنا حاجة لحد دلوقتى ...و اهى مرزوعه زى القردة فى البيت ولا كأن حاجة حصلت
اجابها سالم بثقة وهو يشير بيده كعلامه للتراوى
=مش لازم يبقى قدامنا.........
ليكمل وعينيه تلتمع بالغل
=بعدين كفاية عندى اوى ان نظرة السعادة اللى كانت على طول بتلمع فى عينيه من يوم ما اتجوزها انطفت...........
ليكمل بهدوء وهو يرتشف من كوب الماء ببطئ
=بعدين متقلقيش لو لقناه محتاج زقه كمان علشان ننهى جوازهم ده خالص هنعملها....
هتفت تالا و قد التمعت عينيها بالسعادة
=فى حاجه فى دماغك مش كده..؟!
اومأ لها بصمت هازاً رأسه بالايجاب
امسكت تالا بيده متمتمه بلهفه
=طيب عرفنى هتعمل ايه تانى ؟!
سحب سالم يده قائلاً ببرود
=لما يجى وقتها نطمن الاول اذا كان خطتنا الاولى ماشيه زى ما احنا عايزين ولا محتاجين نضيفلها شويه بهارات من عندنا علشان نخلص على الليله دى خالص
ضحكت تالا بصخب وهى تتمتم من بين انفاسها اللاهثه
=ده انت دماغ يا سالم وانا اللى كنت مستقليه بك
صاح.سالم بحده و هو يضرب الطاوله بيده بغضب مما جعل جميع من بالمطعم يلتفتوا اليهم
=مستقليه بيا..! قصدك ايه بالظبط ؟!
تمتمت تالا سريعاً محاوله تفادى غلطتها
=مقصدش حاجة يا بنى مالك فى ايه....اهدى
ثم تصنعت انشغالها بالارتشاف من كوب العصير محاولة تفادى غضبه فهى تعلم عقدة النقص التى يعانى منها و التى سببها تفوق عز الدين عليه منذ الصغر لذلك كانت تضغط على هذه العقدة كل فتره حتى تطمئن انه سينفذ ما تريده...
كان عز الدين جالساً بمكتبه الخاص بمنزله شارد الفكر فلازال عقله يرفض تصديق بانه قد تم ايقاعه بهذا الشكل من قبل حياء و والدتها فقد ظل قلبه الاحمق طوال ليلة امس يبحث عن شئ يبرر لها ما فعلته به ..لكن للاسف لم يجد حتى انه تذكر يوم رفضها الزواج منه فى بادئ الامر لكنه للاسف تذكر كلمات والدتها معه بعد ان ترك غرفتها و التى لم تكن الا سوا جزء من خططتهم ايضاً فقد اخذت تتحدث عنها بافظع الاشياء حتى تجعله يفكر بانه لا يوجد حل اخر يمكن انقاذ به الوضع سوا ان يتزوجها فقد كانوا متأكدين بانه سوف يوافق بسبب جدته التى ما ان تعلم ما فعلته حياء لن تتحمل الامر خاصة بعد ما فعلته عمته مريم بالماضى فقد قاموا بتكرار الماضى حتى يجبروه على الزواج منها.......
زفر عز الدين فاركاً وجهه بغضب وقد اخذ عقله يدور فى دوائر مفرغه محاولاً الوصول الى مبتاغها من هذا الزواج فاذا كان المال هو كل ما يهمها من زواجها منه لما لم تطلب منه اى شئ حتى الان فقد مر على زواجهم اكثر من 4 اشهر حتى الان ولم تطلب جنيهاً واحداً لنفسها..
افاق من شروده هذا على صوت طرق خفيفاً فوق باب غرفة مكتبه لتدخل بعدها حياء الى الغرفة بخطوات بطيئة متمهلة شعر بالم يكاد يحطم روحه الي شظايا فور رؤيته لها....
وقفت امامه قائله بصوت منخفض
=عز كنت عايزه اتكلم معاك...
جلست فى المقعد الذى امام مكتبه ثم التفت نحوه متمتمه بصوت مرتجف
=عز ...انا عايزة اعرف مالك انت من امبارح متغير.....انا عملت حاجه زعلتك منى ؟!
لتكمل باحباط عندما ظل وجهه جامد لم يبدى اى ردة فعل
=طيب فى مشاكل فى الشغل او حاجة تانية مضايقاك
زفرت حياء بحنق عندما لم يجيبها مرة اخرى فقد ظل ينظر اليها بعينين خاويه من المشاعر
لتكمل بصوت مرتجف بشدة وقد بدأت فى الانتحاب بصمت
=فاهمنى يا عز علشان خاطرى فى ايه مضايقك...؟!
انقبض صدره بألم فور رؤيته للدموع التى اغرقت وجهها رغب بشدة بالالتفات وجذبها بين ذراعيه حتى يهدئها و بالفعل كان يهم بالنهوض و الذهاب اليها لكنه تجمد بمكانه معنفاً ذاته بشدة على ضعفه نحوها بهذا الشكل اشتعل الغضب بداخله مجدداً عندما ادرك كم اصبح ضعيفاً اى اصبح لعبة تسيطر عليها بيدها كما كانت تريد بالضبط قبض على يده بقوة حتى ابيضت مفاصل يده متمتماً بصوت حاد
=انا عندى شغل و مش فاضى لكلامك ده...اطلعى برا
شعرت حياء بالدماء تنسحب من جسدها فور سماعها كلماته تلك بينما اخذ صدرها يعلو و ينخفض و هى تكافح لالتقاط انفاسها تمتمت من بين انفاسها اللاهثه بصوت مرتجف
=انت بتطردنى يا عز...؟!
لم يجيبها والتفت مبعداً نظره عنها متناولاً ملفاً كان امامه متصنعاً تفحصه محاولاً تجاهل الضعف الغريب الذى استولي عليه عندما نهضت واقفة ببطئ تنظر اليه بحسره و الم و عينيها مغرورقتين بالدموع متجهه نحو باب الغرفة الذى فتحته و خرجت منه بهدوء....
اسندت حياء جبهتها بضعف فوق باب مكتبه فور خروجها تنتحب بصمت لكنها انتفضت فازعه عندما سمعت صوت تكسير حاد ينبعث من مكتبه وضعت يدها فوق مقبض الباب ترغب بالدخول مرة اخرى لتطمئن عليه ...لكنها تراجعت فى اخر لحظه خوفاً من اهانته لها مجدداً لكن عندما سمعت صوت صرخته الحاده وصدح صوت تكسير اخر بالغرفة اندفعت لداخل الغرفة على الفور دون تفكير فى اى شئ.لكنها تجمدت بمكانها فور رؤيتها للغرفة التى تحولت رأساً على عقب فقد اصبح كل شئ بها شبه محطماً بينما كان عز الدين واقفاً يلهث بقوة وقد اصبح مظهره مبعثراً صاح بشراسه عندما لاحظ وجودها بالغرفه مرة اخرى
=مش قولتلك اطلعى برا....
وقفت حياء تراقبه باعين متسعه لا تدرى ما يجب عليها فعله لكنها انتفضت فازعه عندما صاح بغضب
= اطلعى برا...بقولك
تحرك مقترباً منها بخطوات متواعده عندما وجدها لازالت متسمره بمكانها و عيناه تشعان بالغضب عليها مما جعلها تتراجع بذعر الي الخلف...لكن تجمدت خطواته عندما لاحظ الذعر الذى ارتسم على وجهها زفر ببطئ متمتماً بصوت منخفض لم يصل الى مسمعها و هو يمرر يده بين خصلات شعرت باحباط
=اطلعى...اطلعى قبل ما أذيكى و أذى نفسى معاكى
ارتجفت حياء بخوف فور رؤيتها للقسوه التى التمعت فى عينيه و تحفز عضلات صدره و التى كانت تشير بانه علي الحافه مما جعلها تلتفت مغادرة الغرفة دون ان تنطق بحرف واحداً...
بعد مرور 4 ايام..
كانت حياء جالسة بالحديقه تحمل بين يديها كتاب تحاول قرأته لكن عقلها كان شارداً كالعاده فى حال عز الدين الذى تغير معها كثيراً فمنذ ذلك اليوم الذى قام بطردها به من مكتبه و قد اصبح حاد الطباع معها اكثر من قبل كما لم يعد يتحدث معها مطلقاً و هى ايضاً منذ ما فعله لم تحاول محادثته مرة اخرى باستثناء مره واحدة فقد انتظرت ان يمر يومين حتى يكون هدأ تماماً وعندما همت بان تسأله بهدوء ما به اجابها بجفاف كعادته ففضلت من بعدها ان تصمت حتى يهدأ ويتحدث هو من تلقاء نفسه فهى تعلم بانه يوجد شئ يضايقه فقد لاحظت انه اصبح شارد الذهن دائماً كما اصبح جسده انحف من قبل قلبها يتألم عليه ترغب معرفة ما به والتخفيف عنه لكنه لا يعطيها فرصة لذلك ...
كما اصبح يعود كل ليلة بوقت متأخر يصل احياناً الى انه يقضى الليل باكمله بمكتبه ... و كل ليلة يولى لها ظهره بالفراش فالذى كان لا يستطيع ابعاد يده من فوق جسدها اصبح ينفر منها لا يطيق لمسها..و كلما حاولت الاقتراب منه يبتعد عنها كما لو انها قامت بلدغه..
انحدرت دمعه فوق وجنتها لكنها قامت ازالتها سريعاً مرفرفة بعينيها بقوه حتى تبعد الدموع المحتقنه بداخلها عندما رأت تالا تقترب منها جلست بذات الطاولة التى تجلس بها حياء دون ان توجه اليها كلمه واحدة لتقم بتجاهلها بالمقابل هى الاخرى...
نهضت حياء بعدة عدة لحظات تلملم اشيائها من فوق الطاولة عندما سمعت تالا تهتف قائلة ببرود
=هو عز صحيح فين يا حياء معتش حد يعنى بيشوفه خالص ؟!
تجمدت يد حياء التى كانت تهم بتناول هاتفها من فوق الطاولة زفرت ببطئ وهى تتناول اياه مقررة تجاهلها ملتفته لكى تعود الى داخل المنزل لكنها تفاجأت بتالا تهمس بسخرية لاذعة بالقرب من اذنها و قد اصبحت تقف خلفها تماماً
=ايه زهق منك....طفشتيه ؟!
التفتت اليها حياء تنظر اليها بحده لتكمل تالا بمكر
=و لا شاف غيرك لما اكل من الصنف كتير و زهق....
شعرت حياء بالدماء تنسحب من جسدها فور سماعها كلماتها تلك اعتصرت يدها فى قبضة حادة حتى ابيضت مفاصلها وهى تتمتم من بين اسنانها بحده
=بقولك ايه يا تالا ما تحاولى كده تبلعى ريقك و تخسرى خالص بس ابقى حاسبى و انتى بتبلعيه تموتى فيها اصله كله سم زيك
هتفت تالا بغل وهى ترمقها بقسوة
=متحاوليش تمثلى انه مش فارق معاكى كلنا ملاحظين طريقته معاكى و انه بقى مش طايق حتى يشوف خلقتك....صحيح هتهمه ليه واحده رخيصة زيك و بتاعت رجاله وسخه......
لم تشعر حياء بذاتها الا و هى تصفعها بقوة فوق وجنتها مما جعل رأس تالا يطيح للجه الاخرى من شدة الصفعة
هتفت تالا بغل هى تمسك بذراع حياء تعتصره بقوة بيدها متجاهله صرخة الالم التى انطلقت منها غارزه اظافرها به اكثر حتى شعرت حياء بان اصابعها وصلت الى عظام ذراعها
=انتى بتمدى ايدك عليا يا زباله يا واطيه و دينى ......
لكنها سرعان ما تركت ذراعها مغيرة نبرة صوتها الى الانتحاب متصنعه البكاء فور رؤيتها لفريال تقترب منهما اخذت تصيح بهستريه حاده
=بتضربينى....ليكى حق تعمل فيا اكتر من كده.....
هتفت فريال و هى تقترب منهما و عينيها مسلطة فوق ابنة شقيقتها المنتحبه
=فى ايه يا تالا بتعيطى ليه ؟!
همست تالا بضعف مصطنع و هى تزيح يدها من فوق وجنتها حتى تظهر احمرارها لها
=حياء ضربتنى....شوفتى يا خالتو ....انا خلاص مبقاش ليا ان اعيش هنا مادام وصلت للضرب بس لها حق ما كله فاكرنى يتيمه و ماليش حد يدافع عنى....
لتكمل و هى تركض مغادرة المكان وهى تزداد فى الانتحاب
=الله يرحمك ياماما.. سبتينى ليه بس....
كانت فريال تتابع مغادرتها تلك بعينين دامعه...لكنها فور ان التفتت الى حياء اخذت تضطلع اليها بحقد وقد اشتعل الغضب بداخلها فور سماعها كلمات تالا حول وحدتها و وفاة شيقيقتها الذى يعد اكبر نقطه ضعف بحياتها
صاحت بغضب وقد استفزها اكثر برود حياء التى كانت تتابع كل ما يحدث و على وجهها تعبير ساخر
=هى خلاص حصلت انك تمدى ايدك عليها......فاكره ايه محدش هيقولك بتعملى ايه......
تمتمت حياء بهدوء و هى تهز كتفيها بعدم اكتراث
=هى اللى بدأت الاول...بنت اختك انسانه مش طبيعيه و لو انتى مش شايفه ده يبقى ....
قاطعتها فريال بقسوة مرمقة اياه بنظرات حاده نافره
=انتى قليلة الادب ....و كان لازم امنع ابنى من المصيبة اللى ارتكبها فى حق نفسه يوم ما قبل انه يتجوزك بعد فضيحتك
اشتعلت النيران بداخل حياء لكنها تنفست بعمق قبل ان تجيبها بحده لاذعه و هى تضغط على كل حرف من حروف كلماتها بغضب و قد التمعت عينيها بقسوة
=انا مش قليلة الادب ...و ياريت تتكلمى بطريقه كويسة...انا بس محترمة انك مرات عمى مش اكتر علشان كده مش هرد على كلامك ده بالرد المناسب...
اخذت فريال تصيح بهستريه
=الرد المناسب ايه هتشتمنى انا كمان ولا هتضربنى ما خلاص محدش مالى عينك و ماشيه تطيحى فى الكل لا و بتعلى صوتك عليا كمان عليا.....
دخل عز الدين الى الحديقة فور سماعه صوت الصراخ الذى وصل الى مكتبه...
اقترب عز الدين و هو يهتف بحدة
=ايه الزعيق ده.. فى ايه... ؟!
التفتت اليه والدته وهى تنتحب بشدة مقرره عدم ذكر تالا بالموضوع حتى لا يأتى فى صف زوجته ككل مرة
=مراتك يا عز بيه بتعلى صوتها وبتقل ادبها عليا
لتكمل بهسترية و هى تضع يدها فوق قلبها
=ما....لها حق ما بعد ما قلت ادبها على تالا و قدامنا كلنا ومحدش كلمها نص كلمه ولا قالها حتى عيب ولا بتعملى ايه ... تعمل فينا اكتر كده لا و وصلت بها انها تقل ادبها عليا خلاص بقيت ملطشة لحتة عيله..
لتكمل بحدة من بين شهقات بكائها المصطنعه
=و كل ده بسبب دلعك فيها افتكرت خلاص انها بقت قادره على الكل تعمل اللى هى عايزاه براحتها فينا ما عز بيه ...ابنى بقى سيبلها الحبل على الاخر
اشتعل الغضب داخل عز الدين فور سماعه كلمات والدته تلك و التى ضغطت على عمق جرحه الذى يحاول مداوته....
حتى الجميع اصبحوا يعلمون انه اصبح لعبه بين يديها مرر يده بغصب بين خصلات شعره بغضب وهو يرى انتحاب والدته يزداد بقوة
شعر بقبضة حاده تعتصر قلبه فور رؤيتها تبكى امامه بهذا الشكل..
اقترب من حياء التى كانت واقفة تتابع المشهد بوجه جامد خالى من التعبير وعندما اصبح.بالقرب منها همت بشرح له ما حدث لكنها شعرت بالصدمه ما ان امسك بيدها وقام بدفعها بحده نحو والدته متمتماً من بين اسنانه بغضب
=اعتذريلها....
وقفت حياء جامدة بمكانها مقررة عدم تنفيذ امره ذلك خاصة و انه قد حكم عليها دون ان يسألها عما حدث او يستمع اليها لكنها انتفضت فازعة بقوة عندما صاح بغضب و هو يضغط على يدها بقوة
=قولتلك اعتذريلها ....
نزعت حياء يدها من قبضته بحده قائلة بهدوء وهى تضطلع اليه باعين محتقنه بالدموع
=حاضر...يا عز هعتذرلها
ارتسم الرضا فوق وجهه و هو يراها تقترب من والدته التى كانت لا تزال جالسة تنتحب فوق المقعد تتمتم بصوت ضعيف هادئ
=انا...انا اسفة لحضرتك يا طنط......
لتكمل حياء بحدة و هى تنظر اليهم بتحدى
=اسفه لانى مردتش على حضرتك بالرد المناسب و اللى كان يليق على كلامك معايا.......
ثم فرت من المكان هاربه تركض نحو الداخل متجاهله صوت عز الدين الحاد الذى كان يهتف باسمها بغضب اهتز له ارجاء المكان ....
دفع عز الدين باب الغرفة يفتحه بحدة ضارباً اياه بالحائط مما جعل حياء الجالسة فوق الاريكة تنتفض فازعه بمكانها لكنها اعتدلت فى جلستها بهدوء يعاكس ما يعتمر بداخلها من ذعر تضغط يدها بقوة فوق الوسادة التى بين يديها فى محاولة ان تستمد الشجاعة منها لكى تثبت بمكانها و هى تشاهده يقترب منها بعينين تطلقان الشرار...
جذبها بحدة من فوق الاريكة حتى اصبحت تقف على قدميها
امامه زمجر بشراسه من بين اسنانه بكلمات متقطعه ينبثق منها الغضب
=هتنزلى قدامى حالاً وهتعتذريلها و رجلك فوق رقبتك....
قاطعته حياء تتمتم بحده و اندفاع
=مش هعتذر يا عز ....ولو هتموتنى مش هعتذر.... انت فاهم
ظل يحدقها عدة لحظات بنظرات تشتعل بها النيران قبل ان يتمتم من بين انفاسه الحارقه
=انا سكت عليكى كتير...يمكن فاكره علشان عديتلك يوم ما بهدلتى تالا قدامنا انه خلاص هتبهدلى فى الكل براحتك
و عز العبيط هتضحكى عليه بكلمتين و حركتين من بتوعك والموضوع هيعدى زى كل مرة
تمتمت حياء بصدمة و قد شحب وجهها بشدة
=حركتين من بتوعى ...؟!
اكمل عز الدين هاتفاً بقسوة متجاهلاً كلماتها تلك وقد برزت عروق عنقه بحده
=بس المرة دى حسبتيها غلط...علشان كده هتنزلى و هتعتذريلها غصب عنك... فاهمة
همست حياء بقسوة و هى تنظر بعينيه بتحدى وقد المتها كلماته تلك حيث اظهرها كما لو كانت العنصر الشرير بالمنزل
=مش هعتذر يا عز..و لو عملت ايه مش هعتذر...انا مغلطتش فى حد علشان اعتذر
رمقها عز الدين بقسوه متمتماً بسخرية لاذعه
=ما المشكلة انك مبتحسيش انك بتعملى اى حاجة غلط كل القرف اللى فى حياتك ده وشايفة انك صح و مش غلط..
ارتجفت حياء من قسوة كلامته تلك
تضطلع نحوه بالم و حسرة لكنها هزت رأسها بقوة ترفض ان تظاهر له كم المتها كلماته تلك قائلة بهدوء وهى تعقد يدها فوق صدرها محاوله ان تخبئ ارتجاف جسدها عنه
=اللى عايز تعمله اعمله انا مش هعتذر لحد..
احكم قبضته فوق ذراعها بقسوه يجرها خلفه نحو باب الغرفة وهو يهتف بحدة
=الظاهر انى فعلاً دلعتك لدرجة انك بق......
لكنه ابتلع باقى جملته عندما انطلقت صرخة متألمة منها التفت نحوها بحدة قائلاً و هو يضطلع اليها بغضب
=بتصرخى ليه ؟! اعتقد انى ملمستكيش علشان تصرخى بالمنظر ده ...ولا انتى التمثيل بقى فى دمك خلاص....
نفضت حياء ذراعها من يده قائلة بصوت مرتجف و قد المتها قسوته معها التى لم تعتادها منه فهى لا تعلم كيف اصبح بهذه القسوة اهذا الذى كان لا يتحمل رؤيتها تتألم حتى لو كان الم تافه لا يذكر ابتلعت الغصه التى تشكلت بحلقها قائلة بصوت مرتجف
=انا مش بمثل يا عز بيه........
لتكمل وهى تثنى ذراع قميصها للاعلى ليظهر له ذراعها المكدوم بشدة حيث كانت اثار اصابع واظافر تالا لازالت به....
=دراعى فعلاً واجعنى....
شعر عز الدين بكلمه حاده بصدره فور ان رأى ذراعها مكدومه بتلك الطريقة حيث كانت هناك اثار اصابع مطبوعة عليها و اظافر حادة قد غرزت بها و التى يعلم جيداً بانها بالتأكيد ليست اصابعه....
امسك بذراعها بين يديه على الفور متمتماً بحده وهو يشير برأسه نحوه
=مين اللى عمل فى دراعك كده ؟!
نفضت يده الممسكه بذراعها مبعده اياه عنها و هى تتمتم بحدة لاذعه
=روح اسال مامتك و هى تقولك
وقف متجمداً بمكانه عدة لحظات تتسلط نظراته المشتعله فوق ذراعها المكدوم قبل ان يترك الغرفة بخطوات غاضبة صافقاً الباب خلفه بحده افزعتها....
دخل عز الدين الى غرفة الاستقبال ليجد والدته التى كانت جالسة فوق الاريكه تهز قدميها بانفعال مبالغ به تنتفض واقفة فور رؤيتها له يدخل الغرفة تضطلع الى خلفه بنظرات أمله لكنها تمتمت بغضب فور تأكدها بان حياء لم تنزل معه
=فين مراتك يا عز ...هى دى اللى هتجيبها وتعتذرلى خلاص مبقا.....
قاطعها عز الدين بحدة
=قبل ما اسمع كل كلامك ده....اعرف الاول مين اللى بهدل دراع مراتى بالشكل ده
هتفت فريال بغضب و هى تتراجع الى الخلف تجلس مرة اخرى بمقعدها
=دراعها ايه محدش لمسها....
لكن شحب وجهها بشدة فور تذكرها رؤيتها لتالا و هى تمسك بذراع حياء عندما كانت تقترب منهم بالحديقة تنحنحت بقوة محاولة عدم اظاهر شئ لعز الدين الذى كان يرمقها بنظرات ثاقبه حادة كنظرات الصقر تتمتم بارتباك
= تلاقيه فيلم من افلامها.....
صاح عز الدين بغضب و هو يضرب بيده فوق الطاولة التى تنتصف الغرفه بقوة
=فيلم ....؟! حياء دراعها كله ازرق
ليكمل صائحاً بشراسه
=مين اللى عمل فيها كده...؟!
صدح صوت جدته دريه التى هتفت و هى تدخل الى الغرفة قائلة بحدة
=انا هقولك يا عز...
اقترب منها عز الدين على الفور متناولاً يدها مساعداً اياها على الجلوس على احدى المقاعد قبل ان تكمل بصوت حاد لاذع
=تالا اللى عملت فىحياء كده..
صاحت فريال تقاطعها بانفعال
=تالا مالهاش ذنب ...هو انتى كنت موجودة يا نينا اصلاً علشان تقولى كده.....
صاحت دريه بقسوة و هى ترمقها بنظرات حاده لاذعة
=جرى ايه يا فريال فكرك علشان تعبانه و قاعده معظم الوقت فى اوضتى مش هعرف اللى بيحصل ف البيت حوليا ولا ايه دبت النمله بتوصلى وانا فى مكانى.....
لتكمل باصرار وهى تضطلع اليها بقسوة
= و ايوه بنت اختك اللى عملت فى حياء كده بعد ما بهدلتها وشتمتها كمان.....
هتفت فريال وهى تقترب من عز الدين الذى كان واقفاً بجسد متجمد يثور الغضب بداخله كالبركان
=هى ..هى عملت كده علشان حياء ضربتها بالقلم الاول يا عز صدقنى...
قاطعتها دريه بسخرية و هى تضرب بعكازها بالارض بغضب
=وياترى حياء ضربتها ليه يا فريال ...مش علشان بنت اختك قليلة الادب قالتلها انها رخيصة و بتاعت رجاله....
اهتز جسد عز الدين بعنف كمن ضربته الصاعقة فور سماعه ذلك صاح بصوت غاضب اهتز له ارجاء المكان متجاهلاً والدته التى اخذت تبرر تصرف ابنة شقيقتها
=انصاااااااف
دخلت انصاف الغرفة على الفور وهى تتجنب النظر الى فريال التى كانت ترمقها بنظرات حاده فقد كانت تعلم بانها من اخبرت دريه بكل ما حدث فهى من كانت تقف بالحديقه وقت حدوث المشكلة بين حياء و تالا...
=اطلعى اندهيلى تالا....
ليكمل وهو يصيح بغضب عندما وجدها لازالت واقفة بمكانها
=بسرررعه اخلصى ...
هرعت انصاف مغادرة الغرفة سريعاً تنفذ ما امر به بعد ان اومأت برأسها بصمت....
ِ
دخلت تالا الى غرفة الجلوس تمتم بصوت ضعيف متصنعه الحزن ظناً منها بان الجميع متعاطفاً معها بعد التمثليه التى قامت باداءها امام خالتها اكبر نصير لها فى هذه الحياة
=ايوه يا عز...؟!.
لكنها شهقت فازعه تتراجع الى الخلف بذعر عندما اندفع نحوها ممسكاً ذراعها بقسوة يلويه خلف ظهرها بقوة مؤلمة و هو يتمتم من بين اسنانه بغضب
=مرااااتى...مش بتاعت رجاله و لا رخيصه
كان يزيد من لويه لذراعها عند نطقه لكل كلمه متجاهلاً صراخها المتألم
ليكمل من بين اسنانه بشراسة متجاهلاً هتاف والدته التى اندفعت نحوهم محاولة منعه عما يفعله
=مراتى اشرف منك...و من مليون واحدة من عينتك ....فاهمة
ثم دفعها بحده جعلتها تسقط بقوه فوق الاريكة بجسد مرتجف
اخذت تتصنع البكاء وهى تضم ذراعها نحو صدرها تتمتم من بين شهقات بكائها الكاذبة
=والله يا عز ما قولتلها حاجة هى اللى.....
قاطعها عز الدين صائحاً بشراسة
=اخرسى....و مش عايز اسمعلك حتى نفس
ليكمل بقسوة وهو يرمقها بنظرات نافره غاضبة
=انتى معتش ليكى قاعد في البيت ده تلمى حاجتك و تمشى من هنا فوراً
صاحت فريال بذعر
=و تروح فين يا عز دى من و هى صغيرة عايشه معانا هنا
اجابها عز الدين بحدة لاذعه وهو لا يزال يضطلع نحو تالا بنظرات قاسية بثت الرعب بداخلها
=ميخصنيش تروح و تعيش مع خالها ابراهيم فى تركيا
اندفعت فريال جالسة بجانب تالا تحيطها بذراعه بحماية قائلة و هى تبدأ فى البكاء هى الاخرى
=خلاص يا عز ...يبقى انا كمان هسيب البيت معها مش هعقد من غيرها ولا للحظة واحدة انت فاهم....
وقف عز الدين ينظر الى والدته بعجز فهو لا يستطيع التخلى عنها بهذه السهولة كما انه يعلم بان اذا الامر تعلق بابنة شقيقتها فهى لا تطلق تهديدات فارغه فهو يعلم مدى تعلقها بها..
زفر بغضب قبل ان يقترب من تالا و ينحنى فوقها و عينيه تلتمع بغضب اسود بث الذعر بها مما جعلها تتراجع بظهرها الى خلف فوق الاريكة محاولة الابتعاد عنه قدر الامكان...
=هتعقدى هنا يبقى تعقدى بأدبك...و لو حياء اشتكت منك شكوه واحده بس....
ليكمل وهو يبتعد عنها مرمقاً والدته بنظرة ذات معنى فاهمتها والدته جيداً
=وقتها مش هعمل حساب لأى حد وهتكونى على اول طيارة طالعة تركيا ...
اومأت تالا برأسها قائلة بتلعثم محاوله امتصاص غضبه
=حح..حاضر يا عز و لو عايزنى اطلع و اعتذرلها انا هط...
قاطعها بحدة وهو يتمتم من بين اسنانه
=لا...عارفه ليه لان من اللحظه دى مش مسموحلك حتى تتكلمى معها بحرف واحد ...فاهمه يا تالا
ابتلعت تالا الغصة التى تشكلت بحلقها قبل ان تومأ له برأسها بصمت رمقها بنفور قبل ان يلتفت ويغادر الغرفة بخطوات غاضبه ...
اخذت فريال تربت بحنان فوق ذراع تالا التى لا زالت ترتجف من شدة الذعر الذى تعرضت له على يد عز الدين...
عندما نهضت دريه تتمتم بشماته =ابقى خدى بالك بقى من بنت اختك يا فريال
لتكمل بسخرية لاذعه وقد ارتسم على وجهها ابتسامه مشرقه
=احسن تلاقيها سيباكى وطالعه على تركيا فى اول طياره ولا حاجه
ثم خرجت من الغرفة بهدوء متجاهله صياح فريال الغاضب.....
كانت حياء مستلقية فوق الفراش محاوله استدعاء النوم حتى تهرب من كل ما يدور برأسها عندما سمعت طرقاً خفيفاً على باب غرفتها هتفت بصوت مرتفع بعض الشئ
=ادخل...
دخلت انصاف الى الغرفة و هى تحمل بعض الادوات الطبية قائلة
=عز بيه امرنى ان احط لحضرتك المرهم ده والف دراعك كويس
احابتها حياء بتهكم و هى تعتدل فى جلستها
=لا والله كتر خيره...عز بيه
لتكمل وهى تمرر يدها بين خصلات شعرها بضجر
=روحى انتى يا انصاف وانا هبقى اعمله
وقفت انصاف متجمده بمكانها قائله بتردد
=اسفه يا حياء هانم...لازم اعمله بنفسى عز بيه مأكد عليا ...و لو عرف ممكن يبهدلنى و انتى......
تأففت حياء قائلة بغضب وهى تمد ذراعها اليها
=خلاص يا انصاف ..اعملى اللى هتعمليه خالينا نخلص
بدأت انصاف تداوى جرحها بصمت حتى انتهت و وقفت قائلة بهدوء
=تؤمرينى بحاجة تانية يا هانم .؟!
اجابتها حياء وهى تستلقى فوق الفراش مرة اخرى
=لا...شكراً يا انصاف
اومأت لها انصاف برأسها بصمت قبل ان تغادر الغرفة بهدوء...
ظلت حياء مستلقية تنظر الى اللفافة التى تغطى اعلى ذراعها باعين شارده و قد اصبحت الاحداث الاخيرة التى تعرضت لها تضغط عليها بقوة لكن كل هذا لم تكترث له فهى تعلم بان تالا و زوجة عمها لا يحبونها كثيراً لكن ما ألمها حقاً هو عز الدين الذى اصبح شخصاً اخر لم تعد تعرفه...
هدد الضغط الذي قبض علي صدرها بسحق قلبها ترغب بالانتحاب بشدة على ما فقدته معه فقد اصبح كالجليد معها تحسست السلسال الذى بعنقها متذكره اليوم الذى اهداها اياه به فقد اشتاقت اليه كثيراً اشتاقت لحنانه و تدليله لها اشتاقت لضحكاتهم سوياً انحدرت دمعه فوق وجنتها لكنها ازالتها سريعاً لا ترغب بارهاق نفسها اكثر من ذلك همست بصوت ضعيف
=نفسى اعرف ايه غيرك بالشكل ده يا عز...
دفنت وجهها فى الوسادة محاوله اغراق نفسها فى النوم لعله يخلصها من الالم الذى يعصف بداخلها....
هتفت تالا بحده بالهاتف وهى تمرر يدها فوق ذراعها الذى كان الالم يعصف بها
=خلاص يا سالم انا كده فى اى لحظه عز ممكن يطردنى
وصل اليها صوت سالم من الطرف الاخر
=اهدى يا تالا ...استحاله يعمل كده
همست تالا بصوت جعلته ضعيفاً قدر الامكان وهى تبدأ بالانتحاب محاوله كسب تعاطفه
=انا طول عمرى عايشه معاكوا يا سالمِ..ازاى هسيبكوا بسهوله كده و اروح اعيش فى تركيا مع خالو
زفر سالم بحده وهو يشعر بالشفقه نحوها
=متقلقيش يا تالا انا هتصرف...
تمتمت تالا من بين شهقات بكائها الكاذبه
=شكل خطتنا باظت يا سالم عز لسه بيدافع عنها و اكتر من الاول كمان تخيل انه يطردنى علشان بس قالتله انى عورتها فى دراعها....
قاطعها سالم قائلاً بنبرة يتخللها الشك
=وانتى معملتيش كده يا تالا ؟!
اجابته تالا وهى تزيد من انتحابها
=لا طبعاً...حتى انت يا سالم هتكدبنى..ِ
زفر سالم باستسلام قائلا بغضب
=خلاص يا تالا مقصدش و متقلقيش هتصرف ..
ليكمل مزمجراً بقسوة و غل
=اما بقى حقك فانا هجبهولك من بنت ناريمان تالت ومتلت متقلقيش
اغلقت تالا معه ترتمى فوق الفراش وعلى وجهها ترتسم ابتسامه مشرقة فقد وصلت الى مبتغاهها فاذا كانت لا تستطيع الاقتراب من حياء لرد لها الصاع صاعين فسوف تنتقم منها من خلال سالم الذى تعرف جيداً كيف تتلاعب به بكل سهوله...
"نهاية البارت ""
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
كانت حياء جالسة مع نهى ببهو المنزل تستمع اليها بذهن شارد حيث كان عقلها لايزال منشغلاً بما حدث بالامس فقد خرج عز الدين منذ الصباح الباكر و لم يعد كعادته لتناول الغداء او حتى العشاء و ظلت هى طوال الليل تنتظر قدومه للاطمئنان عليه حتى تجاوزت الساعة الثالثة صباحاً لكنها سقطت بالنوم من شدة الارهاق و التعب و عند استيقاظها بالصباح انتفضت جالسه فوق الفراش تبحث عنه بالغرفة بعينيها بلهفه لكن الغرفة كانت خاوية و لا يوجد دليل على انه قد اتى ليلة امس سوا اثر رأسه فوق وسادته التى جذبتها حياء تحتضنها بشدة الى صدرها تستنشق رائحته التى لازالت عالقة بها منذ ليلة امس فقد اشتاقت اليه كثيراً... اشتاقست لمزاحهم سوياً..لاغاظته الدائمه لها فمنذ اليوم الذى تغير به معها واصبح يوليها ظهره لم تستطع النوم بعمق حيث كانت تفتقد ذراعيه التى كان يحيطها بها ضامماً اياها الى جسده بحمايه اثناء نومها تنهدت حياء بثقل و هى تعيد الوسادة الى مكانها مرة اخرى..فمن الواضح انه قد أتى ليلة أمس بوقت متأخر و استيقظ باكراً و ذهب الى عمله خرجت من افكارها تلك على صوت هتاف نهى الجالسه بجوارها
=ايييه يا بنتى روحتى فين بكلمك
رفرفت حياء عينيها عائدة الى الواقع قائلة بصوت منخفض
=بتقولى ايه يا نهى...؟!
اجابتها نهى و هى تزفر بضيق
=بقولك مش عارفة اعمل ايه مع سالم يا حياء...انا زهقت هفضل مستحمله بروده واهماله ليا ولبنته كده لحد امتى...؟!
ربتت حياء بيدها بحنان فوق يد نهى قائله بهدوء
=معلش يا نهى استحملى...سالم والله بيحبك بس هو طبعه صعب شويه
ابتسمت نهى بسخريه قائلة
=بيحبنى...؟! اها عندك حق فعلاً......
لتكمل و بصوت مرتجف
=يا حياء انا مش حاسه انى متجوزه سالم عايش فى دنيا لوحده ...مبيسألش لا عليا ولا على بنته حتى..ده انا مبشوفهوش الا اخر الليل بعد ما بيخلص خروجاته مع صحابه الفشله اللى زيه..لا بعرف بيشتغل ولا مبيشتغلش و مش فالح غير فى البرود....
همست حياء وهى تربت على يد صديقها
=طيب مجربتيش ليه تكلميه يا نهى ؟!.
ضحكت نهى بسخرية قائله
=مكلمتوش..ده انا ريقى نشف معاه ده انسان مبيحسش بارد طوبه.....
لكنها قاطعت جملتها عندما رأت سالم يدخل من باب المنزل متجهاً تحوهم اقتربت من حياء هامسة بصوت مرح يعاكس حالتها التى كانت عليها منذ عدة لحظات
=اهووو جه على السيرة يارتنى كننت افتكرت جنية..و الله كان هيبقى افيد منه...
ضحكت حياء بصوت منخفض على كلماتها تلك لكن بهتت ضحكتها عندما وقف سالم امامهم متمتماً بحده وهو يتضطلع الى حياء بنفور وغضب
=نهى عايز اتكلم معاكى....
همهمت نهى و هى تستعد للنهوض
=حاضر....
لكنه قاطعها بحدة
=لا خاليكى هنا
ليكمل بحدة و هو يشير نحو حياء بازدراء
=ياريت لو تهوينا شوية علشان عايز اتكلم مع مراتى على انفراد
ارتجف جسد حياء من شدة الغضب الذى عصف بها بسبب وقاحته معها تراجعت للخلف بمقعدها وهى تجيبه ببرود
=والله انا كنت قاعدة هنا من قبل ما انت تيجى...لو حابب تتكلم مع مراتك على انفراد اتفضل خدها و اتكلم معها فى اى مكان القصر كبير قدامك زى ما انت شايف....
صاح سالم بشراسة وقد اشتعل الغضب بداخله بسبب برودها ذلك متذكراً كلمات تالا السابقة و ما فعلته بها
=انتى هترغى كتير و لا ايه ..قولتلك غورى من هنا يلا...
وقفت نهى امامه تهتف وهى تزجره بغضب
=سالم فى ايه ...ايه اللى انت بتعمله ده عيب كده
ليكمل سالم متجاهلاً كلمات نهى كأنها غير موجودة بالمرة مشيراً نحو الدرج وهو يرمق حياء بنظرات غاضبة ممتلئة بالغل والازدراء
=سمعتينى يلا غورى من هنا ولا عايزة تتحشرى ما بنا
انتفضت حياء واقفة بحدة متجاهله نهى التى كانت تحاول تهدئت الامر بينهم تتمتم بحدة لاذعه وعينيها تلتمع بالقسوة
=احترم نفسك وصوتك ده ميعلاش عليا...انت فاكر نفسك مين علشان تتكلم معايا بالطريقة دى ..
اندفع سالم نحوها على الفور وقد اعماه غضبه يهتف بحدة لاذعة دافعاً اياها بقوة بذراعها مما جعل وزن حياء يختل و تسقط مرتطمة بقوة بالارض الصلبة
=انا اتكلم زى ما انا عايز انتى فاكرك نفسك مين ده انا افعصك.....
= سالم.......
لكنه ابتلع باقى جملته بذعر فور ان سمع صوت عز الدين القادم من خلفه التفت ببطئ ينظر نحو باب المنزل ليجد عز الدين واقفاً به وقد اشتد وجهه من شدة الغضب ابتلع لعابه بخوف و قد ارتسم الارتعاب على وجهه و هو يراه يقترب منه..بخطوات حادة كالسكين الذى يشق طريقه.. حيث كان جسده يوحى بكم الطاقة الغاضبة التى تثور بداخله بينما كانت عيناه باردة كالجليد بثت الذعر فى نفسه..
بينما كانت حياء لازالت ملقية فوق الارض تحاول كبت الدموع التى تلسع عينيها زفرت بعمق محاولة تمالك نفسها حتى لا تنهار امامهم ناهضة من فوق الارض ببطئ لكنها انتفضت عندما وجدت عز الدين يقف خلفها مباشرة بوجه اسود وعينين تلتمع بغضب اعمى ارسل رجفة حاده بجسدها....
تمتم عز الدين من بين اسنانه المتطابقه بحدة محاولاً السيطرة على جسده الذى كان يهتز من شدة الغضب الذى يثور بداخله و عينيه مسلطه فوق سالم الذى كان يتصبب جبينه بالعرق
= نهى خدى حياء و اطلعوا على فوق ....
اقتربت نهى من حياء تحيط كتفيها بذراعيها جاذبه اياها نحو الدرج لكن تسمرت خطوات حياء امام عز الدين تنظر اليه بعينين ملتمعتين بالدموع هامسه له بحرقه و الم
=ليه مش عايزنى اعتذرله هو كمان يا عز بيه ؟!
جذب عز الدين نفساً مرتجفاً داخل صدره محاولاً السيطرة على الضعف الذى استولي عليه عندما وقفت تنظر اليه هكذا بعينيها المغرورقتين بالدموع عالماً بانها تشير الى ما حدث سابقاً مع والدته همس بحدة وهو يشير نحو الدرج برأسه
=خديها يا نهى واطلعوا يلا.....
جذبتها نهى هذه المرة باصرار نحو الدرج بينما اخذ هو يتابعهم بعينيه وهم يصعدانه و فور ان اختفوا عن انظاره تماماً اندفع نحو سالم يسدد له لكمات سريعة قويه متتالية اسالت الدماء من انفه و فمه و هو يصيح
بشراسة
=هى حصلت انك تمد ايدك عليها يا زباله.....عاملى فيها راجل وبتشطر عليها
ليكمل وهو يلكمه بحده بمعدته وهو يصيح بشراسة متجاهلاً صراخت شقيقه المتألمه
=تفعصها...؟! ده انا اللى هفعصك تحت رجلى يا
ثم ركله بقوة بساقه مما جعله ينحنى فوق الارض ممسكاً بساقه و هو يصرخ متألماً
ابتعد عنه عز الدين اخيراً و هو يلهث بشدة بينما وقف سالم بجسد مرتجف مزيلاً بظهر يده الدماء العالقة بانفه متمتماً بلهاث ضعيف
=بتضربنى علشانها يا عز ....
اقترب منه عز الدين ممسكاً اياه من ياقة قميصه يهزه بقوة و هو يتمتم بقسوة بثت الرعب داخل سالم
=و امحيك من على وش الدنيا لو فكرت بس تكررها تانى ....
تمتم سالم محاولاً اصالح ما فعله قائلاً بصوت حزين جعله مرتجف بقدر الامكان
=غصب عنى يا عز بصراحه لما شوفتها قدامى و افتكرت اللى عملته فيك و لعبتها الوسخة اللى وقعتك فيها مقدرتش امسك نفسى..
اهتز جسد عز الدين بعنف كمن ضربته صاعقه فور تذكيره اياه بما فعلته حياء به فقد جعلته كالاحمق باعين الاخرين ..لكنه تنحنح بصوت حاد لاذع قائلاً مرتدياً قناعه الجليدى فوق وجهه من جديد حتى لا يظهر مدى تأثره
=ميخصكش.....
ليكمل وهو يزيد من قبضته فوق ياقة قميص سالم حتى انقطعت انفاسه مزمجراً بغضب
=مراتى خط احمر فاهم...خط احمر...
ليكمل دافعاً اياه بحده جعلته يسقط مرتطماً بالارض بقوة مؤلمة
=و احمد ربنا ان قدرت امسك نفسى قدام مراتك بدل ما كنت خليت شكلك زباله قدامها اكتر ما انت
ثم رمقه بقسوه بثت الذعر بداخل سالم قبل ان يلتفت و يغادر المنزل بخطوات غاضبة مشتعلة
ظل سالم مستلقياً فوق الارض يزيح بيده الدماء العالقة بفمه وانفه اخذ يتضطلع بكفة يده التى امتلئت بدمائه متمتماً بغل
=بتكابر على ايه يا ابن المسيرى وعامل نفسك انه مش همك اللى عملته فيك....ده انت مدبوح ومش قادر حتى تفرفر...
ليكمل وهو يبتسم بسخريه
=مهما حاولت تمسك نفسك هتنفجر هتنفجر و وقتها محدش هيشيل الليله غير مراتك ام خط احمر
ثم انفجر ضاحكاً لكنه صرخ بألم عندما حاول النهوض لكنه تحامل على نفسه ونهض سريعاً قبل ان يراه احد بوضعه المغزى هذا...
**!!**!!**!!**!!**!!**!!**!!**!!**
ظلت نهى جالسه بصمت بوجه جامد بجانب حياء التى كانت جالسة صامته هى الاخرى لا تدرى ما الذى عليها قوله بعد ما تعرضت له صديقتها على يد زوجها التفتت اليها تمسك بيدها تتمتم بصوت مرتجف وقد التمعت عينيها بالدموع
=حياء... حقك عليا انا متزعليش علشان خاطرى
رسمت حياء ابتسامة ملتويه فوق وجهها و هى تربت على يد نهى قائله
=وانتى ذنبك ايه بس يا نهى ...
لتكمل بصوت منخفض
=انا خلاص اتعودت على ان الكل يلطش فيا
مررت نهى يدها فوق خصلات شعرها محاولة مواستها
=متقوليش كده...سالم هو اللى طول عمره غبى و جلتنف
ضحكت حياء بخفة قائله بمزاح محاولة التخفيف عن صديقتها فهى تعلم بانها تشعر بالذنب بسبب ما فعله زوجها
=فى دى عندك جلنف اوى يا نهى مش عارفه حبتيه على ايه ..و ازاى
ضحكت نهى هى الاخرى قائلة و هى تزيح بيدها دموعها التى تساقطت
=مرايا الحب عميه يا بنتى هعمل ايه...
نهضت نهى واقفة جاذبه حياء من ذراعها تحتضنها و هى تحاول كبت دموعها التى بدأت تتزايد
=علشان خاطرى متزعليش
ربتت حياء فوق ظهرها قائلة بصوت هادئ بعكس ما يعتمر بداخلها حتى لا تحزن صديقتها
=مش زعلانه والله يا نهى خلاص كسبت مناعه ما الكل ماشى عمال يتسلى عليا..مجتش على جوزك
ابتعدت عنها نهى قائله
= متقوليش كده ..اكيد عز بهدله و رباه
ضحكت حياء بسخريه لاذعه
=عز انتى هتقوليلى....
لتكمل حياء بتهكم حاد و هى تشير بيدها نحو باب الغرفة
=ارهنك انه كمان 5 دقايق هيدخل من الباب ده و يقولى انزلى اعتذرى يا حياء...
لتكمل بحده وقد التمعت عينيها بقسوة
=بس و الله وقتها ما هسكتله و لا هسكت لاخوه اللى شبه الضفدعه...
احمر وجه حياء متخضباً بالحمرة فور تذكرها نهى الواقفه بجانبها
=معلش بقى يانهى..
اجابتها نهى وهى تضحك بمرح
=لا خدى راحتك ... وهو فعلا شبه الضفدع مش هنكر
انفجر الاثنتين بالضحك اقتربت منها نهى قائله و هى تنكزها بكتفها
= مش ناويه تقوليلى
=فى ايه بينك وبين عز حاسه ان فى حاجه غلط
ارتمت حياء فوق الفراش باحباط هاتفه بصخب
=نهى يا بنت عم ممدوح اعتقد سامعه ساندى بتنده عليكى
رفعت نهى حاجبها قائله وهى تتصنع الغضب
=بقى كده ماشى يا بنت عم ثروت
لتكمل و هى تغادر
=والله فاهمكى و عارفه دماغك
هتفت حياء من خلفها بمرح
=علشان انتى توأمى و حبيبتى
وقفت نهى تنظر اليها من شق الباب الذى فتحته ترسله اليها قبله بالهواء لتلتقطها حياء بيدها على الفور لتنفجرتان بالضحك مرة اخرى ...
دخلت نهى غرفتها لتتفاجأ بسالم يجلس بطرف الفراش و هو يضع كيساً من الثلج فوق وجنته وعينيه واخر فوق ذقنه وانفه اقتربت منه قائله بحده
=تقدر تقولى ايه اللى انت عملته ده فى حياء...؟!
زمجر سالم بغضب و هو يغير وضع كيس الثلج الى الجهه اخرى من وجهه
=بقولك ايييه انا مش ناقص زنك ده النهارده......
قاطعته تالا بحده و هى تقترب منه عاقده ذراعيها فوق صدرها بتحدى وعينيها تلتمع بالقسوة
=لا مش هسكت يا سالم ...تقدر تقولى ازاى تمد ايدك عليها ...
انا عارفه انك مبتحبش حياء بس متوصلش لكده
قذف سالم بغضب كيس الثلج من يدت لتتناثر محتوياته فوق ارضية الغرفه هاتفاً بقسوة
=ايوه مبحبهاش و مش بطيقها كمان هاااا ارتحتى....
شهقت تالا بذعر فور رؤيتها لوجهه المكدوم بشده حيث كان ممتلئ باللون الازرق والاحمر وضعت يدها فوق فمها متمتمة بصدمة
=هو عز ضربك ؟!
صاح سالم بغضب و هو ينتفض واقفاً
=عز مين اللى ضربنى انتى اتجننتى........
ليكمل بارتباك و وجه مشتعل بالانفعال
=انا كل الحكاية انى وقعت من على السلم
ضغطت نهى شفتيها معاً بقوة محاولة كتم ضحكتها فقد كانت متأكدة بان ما على وجهه ليس الا اثر يد عز الدين وقد كانت تشعر بداخلها بالفرح و الشماته به....
تنحنحت قائله بمكر وهى تعقد حاجبيها
=اعتقد بعد اللى حصلك النهارده مش هتقدر تقرب من مرات السلم تانى....
زمجر سالم بغضب
=مرات السلم...؟! ده انتى قاصده تنرفزينى بقى
اجابته نهى وهى تنظر بعينه بتحدى
=افهمها زى ما تفهمها ..لانك المره دى زودتها..و اوعى تفتكر اللى عملته ده عز هيعديه حتى لو كان لخبطلك وشك بالشكل ده
اقترب منها سالم وهو يزمجر بغضب لكنه تجمد بمكانه عندما هتفت نهى بحده
=ايه هتمد ايدك عليا انا و كمان ولا ايه
وقف عدة لحظات يتصطلع اليها بشراسه قبل ان يغادر الغرفه مسرعاً بخطوات غاضبه مشتعله مغلقاً الباب خلفه بقوه اهتزت لها ارجاء الغرفة...
**!!**!!**!!**!!**!!**!!**!!**!!**
بعد مرور ساعتين....
دخل عز الدين الى الغرفة ليجد حياء جالسة فوق الفراش تتلاعب بهاتفها و وجهها كان متجهم لكنها فور ان شعرت بها رفعت رأسها تضطلع نحوه عدة لحظات قبل ان تخفضه مرة اخرى و تصب اهتمامها على الهاتف الذى بين يديها متجاهلة اياه زفر بغضب و هو يتجه مباشرة نحو الحمام الملحق بجناحهم بصمت...
ظلت حياء بمكانها تتصنع البرود وعدم الاهتمام تصب اهتمامها على هاتفها حتى عندما خرج من الحمام لم تنظر نحوه ولو للحظه واحده لكنها عندما وجدته يخرج من الخزانه احدى بدلاته الرسميه يرتديها بهدوء بدلاً من ملابس نومه..انتفضت واقفة امامه تتمتم بهدوء و هى تعقد ذراعيها فوق صدرها بحدة
=انت رايح فين كده...؟!
اكمل عز الدين عقد رباطة عنقه بهدوء متجاهلاً اياها كأنها لم تتحدث مما جعلها تستشيط غيظاً
ناكزه. اياه فى ذراعه بقسوة و هى تهتف بغضب
=بقولك رايح فين...ايه مش سامعنى ؟!
تجنب عز الدين النظر اليها فيعلم مدى ضعفه تجاهها و هو لايريد ان يجعلها تأثر به من جديد اجابها بجفاف و هو يثبت ازار اكمامه الثمينه
=عندى شغل ...
اخذت حياء تتأمل مظهره المتأنق هذا باعين تلتمع بالشرار حيث كانت الغيرة تنشب فى قلبها هتفت بحده
=شغل ايه ده بقى اللى ان شاء الله بعد الساعه 10 بليل
اجابها بحده وهو يثبت ساعته فوق معصمه يستعد للمغادرة
=ميخصكيش
هزت حياء رأسها متمتمه بحده
=ماشى يا عز بيه....
لتكمل بغيظ وهى تحدث نفسها
= بقى ميخصنيش ماشى..ماشى
هتفت سريعاً بصوت حاد عندما وجدته يتجه نحو الباب يستعد للمغادرة
=قبل ما تمشى كنت عايزه اتكلم معاك....
التفت اليها قائلاً ببرود
=لما ابقى ارجع
اجابته حياء بسخرية لاذعه و هى تنظر اليه بتحدى
=ترجع ...؟!! هو انا بقيت عارفه اتلم عليك اصلاً
زفر بغضب و هو يقترب منها واقفاً امامها بجسد متجمد قائلا ًمن بين.اسنانه
=خير....؟
اجابته حياء بتردد
=نهى هتروح تقضى يومين فى العزبه بتاعت اونكل ممدوح ...و كنت عايزه اروح معها و مع...
قاطعها عز الدين على الفور دون ان يستمع لباقى حديثها
=لا....
هتفت حياء بحده وقد التمعت عينيها بدموع حارقة
=لا ليه...لما من الواضح ان كل اللى فى البيت محدش فيهم طايقنى...
لتكمل بصوت مرتجف و هى تبتلع الغصع التى تشكلت بحلقها
=حتى انت و اعتقد ان غيابى او وجودى مش هيفرق معاك كتير
شعر بقبضه حاده تعتصر قلبه فور سماعه كلماتها تلك اراد من كل قلبه لو كان ما تقوله حقيقى بان يكون وجودها من عدمه لا يفرق معه لكن على العكس ما هدم عالمه انها اصبحت كالهواء بالنسبه اليه لا يستطيع الاستغناء عنها حتى بعد علمه بما فعلته به حيث كانت هناك رغبه ملح بداخله بان يجذبها ويضمها بين ذراعيه حتى يدفن نفسه بها حتى و ينسى كل ما يؤلمه لكنه لا يستطيع فعل ذلك فكبرياءه الجريحه تمنعه من ذلك..
لتكمل حياء بصوت مرتجف غافلة تماماً عن الحرب التى تدور بداخله
=انا...انا محتاج ابعد يا عز يمكن لما ابعد ت...
لكنها ابتلعت باقى جملتها شاهقة بفزع عندما اندفع نحوها يحكم قبضته فوق ذراعها بقوة المتها وهو يتمتم من بين اسنانه بقسوة وقد اعماه الغضب الذى اشتعل بداخله فور سماعه رغبتها فى البعد عنه
=تبعدى....؟! ده على جثتى
ليكمل بحدة وقد اسودت عينيه دافعاً اياها بعيداً عنه مما جعلها تسقط فوق الفراش بقوة
=مفيش مرواح لأى مكان انتى ...فاهمه
ثم تركها و غادر الغرفه بخطوات غاضبه صافعاً الباب خلفه بقوة جعلها تنتفض فازعه من فوق الفراش...
**!!**!!**!!**!!**!!**!!**!!**!!**
كانت تالا مستغرقة بالنوم عندما صدح صوت هاتفها فى الارجاء فتحت عينيها ببطئ محاولة استيعاب ما الذى ايقظها حتى انتبهت الى صوت الهاتف التقطته من فوق الطاوله المجاورة لفراشها تجيب بحدة فور رؤيتها لهوايه المتصل
=عايز ايه يا سالم...حد يتصل بحد فى وقت زى ده ..ده انا ما صدقت انى نمت بدرى شويه النهارده
وصل اليها صوت سالم الساخر
=الساعه لسه 12...بطلى دراما واسمعى اللى هقولك عليه وتنفذيه بالحرف...فاهمه
ليكمل بصوت جاد عند وصوله همهمت تالا التى تدل على موافقتها
=هبعتلك فيديو على موبيلك...
ثم اخذ يخبرها بما يريده منها فعله
تمتمت تالا بتردد بعد ان انتهى
=هو انت فى الحفله دى...؟!
اجابها سالم بحدة
=اومال مين صور الفيديو...قومى يلا ونفذى اللى بقولك عليه
اغلقت تالا معه زافره بحنق قبل ان تتجه نحو الخزانه تغير ملابسها ثم خرجت من غرفتها بهدوء..
كانت حياء جالسة بالشرفة تراقب قدوم عز الدين الذى خرج كالعاصفة منذ اكثر من ساعتين متحججاً بالعمل عندما سمعت طرقاً على باب الغرفة اذنت للطارق بالدخول لتتفاجأ بتالا تدخل الى الغرفه و تتجه نحوها مباشرة ...
هتفت حياء بحدة
=داخله هنا تعملى ايه ...اطلعى برا....
قاطعتها تالا بهدوء و هى تجلس بجوارها فوق الاريكة بالشرفة
=اهدى بس مش لما تعرفى انا جيالك ليه ....
هتفت حياء من بين اسنانها بحده
=مش عايزه اعرف ...و اطلعى برا
امسكت تالا هاتفها تعبث به عدة لحظات قبل ان تديره وتضعه امام عينين حياء التى صعقت ما ان شاهدت الفيديو الذى على الهاتف حيث كان عز الدين يراقص احدى النساء فى مكان يشبه الحفل بينما اخذت المرأة التى معه تضحك بصخب
تمتمت تالا وهى تنظر بشماته الى وجه حياء الذى شحب كشحوب الاموات
=الحق عليا ان عايزه افوقك...
عز فى الحفله دلوقتى وعايش حياته مع الاموره اللى انتى شايفها معاه دى....
لتكمل و هى تتلاعب بخصلات شعرها
=واحده من صحابتى كانت حاضره الحفله وبعتتلى تسألنى هو مش عز الدين اتجوز ولما رديت عليها بانه اها ااحوز بعتتلى الفيديو ده...و قالتلى ان طول الحفله صفا السعودى متعلقه فى دراعه....
كانت حياء تستمع اليها وهى تشعر بالبرودة تتسلل الى جسدها وعينيها معلقه فوق الهاتف تشاهدهم يرقصون على نغمات منخفضة بطيئه حيث كانت المرأه ترتدى فستان اقل ما يقال عنه فاضح لا يخفى الكثير من جسدها.
هدد الضغط الذي قبض علي صدرها بسحق قلبها عندما رأت تلك المرأة تضحك بصخب على شئ قد قاله لها...
ازاحت حياء بحدة يد تالا التى تمسك بالهاتف وهى تتنفض واقفه مما جعله يسقط بقوة فوق ارضية الشرفة هاتفه بصوت حاد حاولت السيطرة على الارتجاف الذى به حتى لا تظهر لها مدى تأثرها بما رأته
=خدى تليفونك و السم اللى جواكى و اطلعى برا
وقفت تالا تضطلع اليها بسخريه قبل ان تنحنى وتلتقط هاتفها من فوق الارضية لكنها انتفضت عندما دفعتها حياء بقوة نحو الباب وهى تهتف بشراسه
=قولتلك اطلعى برااااااا
فتحت حياء باب الغرفه دافعه اياها بقوة للخارج حتى كادت ان تسقط لكن حياء لم تكترث بالامر مغلقة الباب خلفها بقوة ثم استندت عليه وهى تهبط جالسة فوق ارضية الغرفة تنتحب بصمت ضاغطة بيدها فوق قلبها لعلها تخفف من الالم الذي يعصف به...
وتوجد فكرة واحده تعصف بعقلها الهذا السبب قد تغير معها خلال الفترة الاخيرة....
**!!**!!**!!**!!**!!**!!**!!**!!**
كانت حياء جالسه فوق الاريكة بذهن شارد بالظلام عندما دخل عز الدين الغرفة ليجدها على هذا الوضع وقف عدة لحظات يتضطلع اليها بتردد تمتم
=قاعده فى الضلمه كده ليه ؟!
لكنها لم تجيبه وظلت جالسه بمكانها دون ان تلتفت اليه
زفر بضيق وهو يتجه نحو الخزانه ليبدل ملابسه معتقداً بان حالتها تلك بسبب رفضه السماح لها بالذهاب الى مزرعة والد نهى
بعد ان انهى تبديل ملابسه اتجه نحو الفراش يستلقى فوقه بجسد متعب ومنهك ظل عدة لحظات يتأملها يرغب بالذهاب اليها والتخفيف عنها فهو يعلم انه كان قاسى معها قبل ذهابه لكن الامر كان خارج ارادته ففور سماعه كلماتها و رغبتها بالابتعاد عنه شعر بقلبه يسحق داخل صدره ظل مستلقياً وعينيه مركزه فوقها حتى سقط بالنوم بعمق بسبب الارهاق والتعب الذى عصفان به هذا اليوم....
ظلت حياء جالسه بمكانها وعينيها مسلطه فوق عز الدين الذى كان مستغرقاً بالنوم لا تدرى كما الوقت الذىمر عليها منذ دخوله الى الغرفة اهى دقائق ام ساعات نهضت ببطئ وخظوات متثاقله تتجه نحو الفراش لكن لفت نظرها ملابسه المبعثره فوق الارض باهمال كانت سوف تتجاوزها فهى ليست بمزاج لالتقاط اشيائه لكنها انخفضت تلتقط قميصه و قد اهتز جسدها بعنف كمن ضربته الصاعقة فور رؤيتها للطخه احمر الشفاه الفاقع فوق قميصهِِ.
اصبحت قدميها كالهلام غير قادرتان على حملها اخذت تضطلع اليها وهى تشعر بان روحها تكاد تزهق منها فها هو دليل خيانته لها
خيانته التى رفضت تصديقها فقد كذبت عينيها عندما ارتها تالا مقطع الفيديو متحججه بان تالا لا ترغب الا بالشر فهى لا تنكر ان رؤيته مع امرأه اخرى قد المتها الى حد الجحيم لكنها عندما افاقت من صدمتها كذبت تالا حتى انها كذبت عينيها لكنها لا يمكنها تكذيب الدليل الذى بين يديها الان ...
اتجهت بخطوات مشتعله نحو الفراش تقذف القميص بغضب فوق وجه عز الدين النائم متناوله سريعاً اناء الماء الموضوع فوق الطاولة التى بجانب الفراش قاذفه محتوياته بوجه عز الدين النائم الذى انتفض فازعاً يشهق بقوة وقد اغرقته المياه صاحت حياء بحدة قد اهتزت لها ارجاء المكان
+
=انت بتخونى....
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
اتجهت بخطوات مشتعلة نحو الفراش تقذف القميص بغضب فوق وجه عز الدين المستغرق بالنوم و قد بدء عقلها فى رسم تخيلات له مع صاحبة تلك العلامة بصور كانت تغذيها نار غيرتها كما لو كانت حقيقه امام اعينها وليس تخيلات فلم تشعر الا و هى نتناول سريعاً اناء الماء الموضوع فوق الطاولة التى بجانب الفراش قاذفة محتوياته بوجه عز الدين المستغرق بالنوم و الذى انتفض فازعاً يشهق بقوة وقد اغرقته المياه كلياً...
صاحت حياء بحدة قد اهتزت لها ارجاء المكان وهى تلقى بالاناء الزجاجى الفارغ من يدها ليسقط متحطماً فوق ارضة الغرفة
=انت بتخونى......
جلس عز الدين على الفور مستنداً الى ظهر الفراش بعينين نصف مغلقة يزيل بيده قطرات الماء العالقة بوجهه بينما تسلطت نظراته العاصفة فوق صدره العارى الذى اصبح غارقاً بالمياه هو الاخر بينمت اخذ جسده يهتز بعنف من شدة الغضب الذى يعصف به متمتماً بصوت حاد كنصل السكين من بين اسنانه المطبقه بقسوة
=ايه الهباب اللى انتى عملتيه ده.....
قاطعته حياء هاتفة بحدة وقد التمعت عينيها بشراسة متجاهلة غضبه المشتعل هذا
=هباب انت لسه شوفت حاجه اصحى و فوقلى كده بدل ما اصورلك الليله جريمه
صاح عز الدين بحدة و هو لايزال يشعر بالنعاس يأثر على عقله الذى لم يستوعب بعد ما يحدث حوله
=فى ايه...ايه الدوشة اللى انتى عملها دى..؟!
هتفت حياء بحدة و جسدها ينتفض بغضب
=مش عارف فى ايه يا بجاحتك يا اخى...
انتفض معتدلاً فى جلسته و قد اختفى النعاس فور سماعه كلماتها تلك صائحاً بصوت حاد يبث الرعب بداخل من يسمعه و لديه عقل لكن حياء لم يهز بها شعره واحده حيث كانت غيرتها تعميها عن كل شئ
=بجاحتك؟!..اتكلمى عدل بدل ما اقسم بالله يا حياء اخلى ليلتك س....
صاحت حياء بشراسة مقاطعة اياه بحدة اذهلته جعلته فاغر الفم فلأول مرة منذ زواجهم يراها بهذا الكم من الغضب حتى عندما كان يقسو عليها فى بادئ زواجهم لم يحصل منها على ردة فعل كهذة
=انت كنت فين و مع مين طول الليل..؟!
اجابها بحده لاذعة بعد ان افاق من ذهوله هذا
=ميخصكيش ...
ليكمل ببرود كالصقيع مرمقاً اياها بنظرات ساخرة حاده زادت من اشتعال النيران التى بداخلها
=انا كنت فين و لا مع مين...فاهمة و لا تحبى افهمك بطريقت......
لم تستمع حياء لباقى حديثه هذا فقد اشعلت اجابته تلك بركاناً من الغضب بداخلها قاطعته صائحة بهسترية
=ميخصنيش ...طيب و دينى لأوريك...
اخذت تتلفت حولها بالغرفة باحثة عن شيئاً ما حتى وقعت عينيها فوق المزهرية المصنوعة من المعدن الموضوعة فوق الطاولة التى بجوارها تناولتها سريعاً قاذفه اياه بها و قد اعماها غضبها عما تفعله صائحة بهسترية
=انطق كنت فين.....
اسرع عز الدين بخفض رأسه متفادياً المزهرية التى ارتطمت بقوة بظهر السرير الذى خلفه اخذ ينظر الى المزهريه التى اصبحت ملقاه فوق الفراش باهمال باعين متسعه بالصدمه و هو لا يصدق ما قامت بفعله التفت نحوها صائحاً بشراسة و قد اسودت عينيه من شدة الغضب
=انتى اتجننتى ايه اللي انتى هببتيه ده....
قاطعته حياء هاتفة بشراسة متجاوزه صدمة ما فعلته منذ قليل و قد اصبح وجهها كالجمر المشتعل من شدة الغضب حيث كانت الغيرة تنهش بقلبها تناولت قميصه الملقى فوق ارضية الغرفة بجانبه قاذفة اياه به ليرتطم بصدره
=اها اتجننت.......وهوريك الجنان على اصوله يا عز لو مقولتليش دلوقتى
الروچ اللى على قميصك ده جه منين....؟!
اخذ عز الدين يتضطلع اليها عدة لحظات غير مستوعب كلماتها لكنه فهم ما تحاول الوصول اليه فور انه وقعت عينيه فوق البقعه الحمراء التى تلطخ قميصه تراجع الى الخلف مستنداً بتكاسل فوق ظهر الفراش قائلاً ببرود
=ايه...؟! قصدك يعنى انى بخونك....؟!
ليكمل بذات النبره الباردة كالصقيع و هو يضطلع اليها بسخرية لاذعه
=و لو بخونك هتعملى ايه يعنى ..؟!
ثم استلقى فوق الفراش مديراً اليها ظهره متجاهلاً حياء التى كانت تقف بجسد يهتز بعنف من شدة الغضب و قد اصبحت عينيها بلون الدم فور سماعها كلماته تلك ليكمل ببرود و هو يجذب الغطاء فوق جسده
=ياريت بعد ما تخلصى الدراما اللى انتى عاملها دى تقفلى النور علشان عايز انام
افاقت حياء من جمودها ذلك مندفعه نحوه على الفور بعد ان تناولت السكين من صحن الفاكهة الموجود فوق الطاولة المجاوره لها قافزه فوق جسده محاصره اياه بجسدها الضئيل تسدد له الضربات بقبضتها الاخرى فوق صدره بقوة و قد اعماها غضبها هاتفه بهستريهة حاده و هى تشير بالسكين بيدها
=عايز تعرف هعمل ايه ....هقتلك يا عز ...و الله لأقتلك
ازاحها عز الدين من فوقه بسهوله و كأنها لاتزن شئ دافعاً اياها بحده للخلف فوق الفراش منحنياً عليها حتي اصبح جسدها هى محاصراً اسفل جسده الصلب هذه المرة قابضاً على يدها الممسكه بالسكين بقوة المتها مما جعلها تفرج قبضتها عن السكين التى سقطت فوق الفراش باهمال تناولها عز الدين على الفور ملقياً اياها بعيداً ثم قرب وجهه منها مما جعلها تدير رأسها للجهه الاخرى حتي تبعد نظرها عن عينيه التي كانت تثور كبركان من الغضب
تمتم بانفاس متقطعة وهو يجز علي اسنانه بغضب راغباً فان يسبب لها بعضاً من الالم الذى يعصف به منذ عدة ايام
=عايزه تسمعى ايه ..؟! عايزه تسمعى انى بخونك؟!.. ايوه بخونك يا حياء.....
ليكمل بسخرية لاذعة و عينيه تلتمع بشراسة
= و لا يمكن عايزة تفهمينى ان لو عرفت واحدة غيرك هتفرق معاكى او حتى هيأثر فيكى .........
لكنه ابتلع باقى جملته بصدمة مهتزاً جسده بقوة كمن ضربته صاعقه عندما انفجرت حياء فجأةً فى بكاء مرير صادمه اياه بردة فعلها تلك فقد كان ينتظر منها ان تصيح فى وجهه بغضب او ان تقاومه وتسدد له الضربات كما فعلت منذ قليل لكنه لم يحضر نفسه لانهيارها هذا شعر بالم يكاد يحطم روحه الي شظايا عندما رأى وجهها الذى اصبح شاحباً كشحوب الاموات بينما اخذت شهقات بكائها الحادة تتعالى بقوة فقد ارعبه مظهرها ذلك
اخفض رأسه نحوها و هو يتمتم بلهفه محاوطاً جسدها بذراعيه و هى لازالت مستلقيه اسفله باستسلام محاولاً تقريب جسدها اليه لتهدئتها
=حياء اهدى....اهدى والله ما حصل حاجة....
اخذت حياء تقاومه دافعه اياه بقسوة في صدره محاولة ابعاده عنها وقد ازداد نحابها اكثر لكنه شدد قبضته من حولها مقرباً اياها منه قائلاً بصوت مرتجف
=والله ما خونتك ...اهدى يا حبيبتى و انا هفهمك كل حاجة
هتفت حياء بحده و هى لازالت تحاول دفعه بعيداً عنها شاعرة بالم حاد يكاد يزهق روحها
=ابعد عنى ِ....
قاطعها سريعاً محاولاً السيطرة على جسدها الذى كان ينتفض اسفله
=الروچ اللى على القميص ده بتاع تالا.....
تجمدت قبضتها فوق صدره تضطلع اليه بعينين متسعة شاعرة بنصل حاد ينغرز بقلبها فور سماعها كلماته تلك تمتمت بصوت مرتجف ضعيف
=ت..تالا......؟!
اسرع عز الدين قائلاً بلهفه عندما ادرك انها قد اسأت فهم كلماته
=لا ...مش زى ما انتى فاهمة........
زفر باحباط ممرراً يده بين خصلات شعره و هو يكمل محاولاً التفسير لها
=و انا طالع على هنا قابلتها على السلم و اتقعبلت وخبطت فيا بس و الزفت اللى كانت حطاه على بوقها ده بهدلى القميص زى ما انتى شايفه ....
ظلت حياء تنظر اليه بحسره و الم بينما عينيها لازالت تلتمع بالشك
ابتعد عنها عندما رأى تعبيرات وجهها تلك والتى كانت تدل على عدم تصديق كلماته تناول هاتفه من فوق الطاولة التى بجوار الفراش عائداً اليها سريعاً محيطاً جسدها بجسده عندما لمحها بطرف عينيه تحاول النهوض كان ممسكاً بالهاتف بيد يبحث به عن الرقم الخاص بتالا بينما يده الاخرى يحيط بها حياء بشدة كأنه خائفاً ان تهرب من بين يديه باى لحظة حتى وجد رقم تالا اتصل بها على الفور ضاغطاً على زر مكبر الصوت مقرباً الهاتف من وجه حياء الذى لايزال غارقاً بالدموع وصل اليه صوت تالا الناعس
=ايوه يا عز ؟!
اجابها عز سريعاً
=تالا ايه اللى حصل فى قميصى لما قابلتك على السلم من ساعه ؟!
تنحنحت تالا قائلة بتردد وهى تعلم ما يحاول فعله ...فبعد خروجها من غرفة حياء ظلت تنتظر بأعلى الدرج قدوم عز الدين كما امرها سالم حيث خططوا الايقاع به لكى تتاكد حياء من خيانته لها بعد ان ارتها الفيديو الذى كان يرقص به عز الدين مع احدى النساء..و فور ان رأت عز الدين يصعد الدرج اخذت تنزل الدرجات بخطوات بطيئة متمهله و عندما اصبحت بمقابله بمنتصف الدرج تصنعت التعثر و ارتطمت بقوة بصدر عز الدين طابعه بشفتيها التى كانت مغرقة اياها بلون احمر شفاه فاقع ملطخه قميصه و عندما ابتعدت عنه لمح عز الدين البقعه التى صنعتها فوق قميصه صاح بحده بها انها قد خربته اخذت تتمتم له بالاعتذار وان هذا كان خارج عن ارادتها بسبب تعثرها لكنه تركها و اكمل صعوده للدرج و هو يتمتم بكلمات غاضبه ....افاقت تالا من شرودها هذا عندما وصل اليها صوت عز الدين من الطرف الاخر من الهاتف يصيح بحده
=تالا....
اجابته تالا وهى تتصنع عدم معرفة ما يتحدث عنه فهى تعلم بانه يحاول تبرير الامر لحياء
=قميصه ايه يا عز مش فاه.....
لكنها انتفضت فازعه عندما سمعته يصيح بشراسة مقاطعاً اياها
=انتى هتستعبطى...
همست تالا بصوت مرتجف حيث قد بث صوته الغاصب الذعر بداخلها
=معلش يا عز اصل كنت نايمه ومش مركزه لسه ...انت قصدك يعنى لما خبطت فيك على السلم و الروچ بتاعى طبع على قميصك.....
لتكمل متصنعه البرائة
=هو فى حاجه ولا ايه ؟!
اجابها عز الدين و هو يضطلع الى حياء التى كان قد خف انتحابها قليلاً
=لا مفيش حاجة.....
ثم اغلق الهاتف ملقياً اياه فوق الفراش دون ان ينتظر اجابتها
=صدقتينى ....؟!
تنفست حياء بعمق و قد شعرت بالراحة تغمرها فور ان سمعت تاكيد تالا ذلك لكن فور تذكرها الفيديو الذى رأته هتفت بحدة
=طيب و مين بقى الحلوة اللى كنت بترقص معها فى الحفلة النهاردة
زفر عز الدين باحباط فقد كان يعلم بان نهى التى كانت حاضره الحفل مع سالم سوف تخبرها بالامر فور وصولها الى المنزل
=دى بنت واحد من شركائى يا حياء ورقصت معها لمده 3 دقايق مش اكتر و اتحججت بعدها بمكالمه وسبتها بعدين البنت اصلاً مخطوبة وخطيبها كان معانا فى الحفلة...
ظلت حياء تضطلع اليه بالم هامسه بصوت مرتجف و عينين تحترقان بالدموع
=طيب ليه قولتلى انك خونتنى ..؟!.
ابتلع عز الدين الغصه التى تشكلت بحلقه منحنياً فوقها مقبلاً جبينها بحنان و هو يشعر بالندم يجتاحه على حماقته تلك همس بصوت اجش
=اسف ...اسف ياحبيبتى انا نفسى معرفش عملت ليه كده..؟!
هدأت شهقات بكاءها عندما بدأ يلثم وجهها بقبلات متتاليه حنونه و هو يهمس لها معتذراً بصوت اجش حتى توقف اخيراً يسند جبهته فوق جبهتها يتشرب انفاسها بعشق متضطلعاً الى وجهها الباكى ونيران الندم تحترق بداخله.....متأملاً بعشق انفها و وجنتيها المتوردين اثر بكائها وقد شعر بأختفاء العالم من حوله و هو يراها امامه بكل هذا الجمال عينيه تتشبع بكل تفصيلة صغيرة بها فقد اشتاق اليها كثيراً فقد كان يحترق من شوقه لهت خلال الايام المنصرمة
التقط نفساً مرتجفاً قبل ان يخفض رأسه متناولاً شفتيها المرتجفة فى قبله نهمه حاره لم تستجيب له حياء فى بادئ لكن عندما عمق قبلته تلك اصدرت تأوهاً منخفصاً مستجيبه له بكامل جوارحها غارقه معه فى عالمهم الخاص الملئ بالشغف ..
بعد مرور عدة ساعات....
كان عز الدين مستلقياً يحتضن حياء التى سقطت بالنوم بين ذراعيه اخذ يمرر يده بحنان فوق خصلات شعرها الحريريه متأملاً ملامح وجهها الرقيقه متشرباً تفاصيلها و عينيه تلتمع بالشغف لكنه افاق من تأمله هذا حيث تجمدت يده فوق رأسها فور ان صدح بداخله صوت يسخر منه و من ضعفه نحوها ابعد يده عنها سريعاً متأملاً وجهها الملائكى الخلاب شاعراً بطعنه حادة فى صدره فور تذكره كلمات ذاك الرجل حول استغلالها له لكى توقعه فى فخ الزواج ازاح يدها المحيطه بعنقه مبتعداً عنها شاعراً بنيران الغضب تجتاحه مرة اخرى نهض سريعاً من الفراش مرتدياً ملابسه على عجل ثم غادر الغرفة كمن تطارده شياطينه...
!!!!***!!!!***!!!***!!!!***!!!!
فى الصباح...
تقلبت حياء بالفراش و على وجهها ترتسم ابتسامه مشرقه اخذت تبحث بيدها عن عز الدين وهى مغمضه العينين لكنها انتفضت جالسه تهتف باسمه بعد ان شعرت بالفراش خالى اسفل يدها...
نهضت تبحث عنه لغرفة الحمام لكنها كانت خاليه ايضاً تناولت هاتفها و اتصلت برقمه...لكن وصل اليها المسجل الصوتى بان الهاتف كان مغلقاً..
جلست حياء فوق الفراش و هى تتنهد باحباط فقد ظنت بعد ليلة امس ان الوضع بينهم قد تغير وعاد كالسابق لكن ها هو قد هرب كعادته مؤخراً فور بزوغ الصباح....
انتفضت فازعة عندما اخذ رنين هاتفها يصدح بالغرفه تناولته سريعاً تجيب بلهفة دون ان تنظر الى هواية المتصل معتقدة بانه عز الدين لكن اصابها الاحباط فور ان وصل اليها صوت ياسين
=ازيك يا حياء عامله ايه ؟!
اجابته حياء بهدوء محاولة اخفاء خيبة امالها
=الحمدلله يا ياسين ..انت عامل ايه ؟!
اجابها ياسين بهدوء
=الحمد لله........
ليكمل بتردد بعد ان تنحنح قائلاً
=بصى يا حياء انا كنت عايز ابلغك رسالة من عز هو اضطر يسافر النهاردة الصبح و مش عارف هيرجع امتى
شعرت حياء بالدماء تنسحب من جسدها فور سماعها كلماته تلك تمتمت بصوت ضعيف مرتجف
=سافر فين يا ياسين ....؟!
ظل ياسين صامتاً عدة لحظات قبل ان يجيبها
=المانيا ...راح يخلص صفقة ال....
قاطعته حياء بصوت منكسر ضعيف
=و هو مبلغنيش ليه ده بنفسه ..؟!
اجابها ياسين بارتباك
=لانه ...لانه كان ...مستعجل بس.. بس هو اكيد لما يوصل هيكلمك و....
قاطعته حياء مرة اخرى قائله بصوت مختنق و قد فهمت ما يحدث
=تمام ...يا ياسين معلش انا هضطر اقفل دلوقتى ..سلام
اجابها ياسين بهدوء
=تمام يا حياء...سلام
ارتمت فور اغلاقها الهاتف فوق الفراش دافنه وجهها به منفجرة فى بكاء مرير و و قد ادركت بانه يحاول الهرب منها بعد ما حدث بينهم و قد ارسل ياسين يبلغها بذلك حتى يخلصه منها .....ِِِ
!!!!***!!!!***!!!***!!!!***!!!!
كان ثروت جالساً بوجه شاحب كشحوب الاموات يفرك يده بعصبيه مراقباً ناريمان التى كانت تجلس بجانبه بذات معالم الوجه قائلاً بصوت اجش
=والعمل يا ناريمان انا بعت كل حاجة كانت لنا هنا فى استراليا و مجمعناش حتى ربع المبلغ...
وضعت ناريمان يدها فوق رأسها تدلكها ببطئ قائلة بارتباك
=مفيش قدامنا غير الحل اللى مكناش عايزين نلجأله يا ثروت
لتكمل وهى تضع يدها فوق ذراعه تضغط عليها مؤازره اياه
=لازم نطلب من عز الدين يساعدك
انتفض ثروت واقفاً يهتف بارتباك وقد شحب وجهه اكثر من قبل
=كله الا عز يا ناريمان....كله الا عز انتى فاهمه......
وقفت ناريمان هى الاخرى تضطلع الى مظهره هذا المرتبك و المذعور بارتياب همست بشك وهى تتفحصه من شق عينيها
=ايه الحكاية يا ثروت ...وشك قلب كده ليه لما جبت سيرة عز الدين
ارتمى ثروت مرة اخرى بتثاقل فوق مقعده قائلاً بارتباك
=ابداً مم..مفيش حاجة.....
قاطعته ناريمان صائحه بحده
=لا فيه و فيه مصيبه كمان عرفنى لو فى حاجه هتخبى ليه ما الدنيا كلها خربانه فوق دماغنا ...فهمنى فى ايه بالظبط
اجابها ثروت بصوت مهتز و قد اخذ جبينه يتصبب بالعرق
=اصل...اصل ..انا..كنت زورت امضت عز الدين كضامن على الشيكات اللى مضتها لداوود...
اهتز جسد ناريمان بعنف كمن ضربته الصاعقه فور سماعها كلماته تلك همست بصوت مرتجف
=عملت ايه ....؟!
هتفت هذه المره بصوت اعلى حاد عندما ظل ناكساً رأسه
=عملت ايييه...؟! انت فكرك ان داوود مش عارف من الاول انك زورت امضت عز الدين ....
لتكمل وهى تنتحب بشده
=يعنى فوق انك هتتسجن علشان مديون لا كمان هتتسجن كمان بالتزوير ليه كدهةد حرام عليك.....
لكنها قاطعت جملتها متجمده بمكانها فور ان خطرت فكره بعقلها جعلتها تشهق فازعه بقوه اقتربت منه ببطئ حتى اصبحت بجانبه انحنت نحوه مسلطه نظراتها المشتعله فوقه متمتمه بصوت حاد كنصل السكين
=معنى كلامك ده... ان انت مطلبتش من عز الدين انه يساعدك فى الاول اصلاً و انه مرفضش زى ما فاهمتنى مش كده ؟!
اخفى ثروت وجهه بين يديه المرتجفه بشده لكن ازاحت ناريمان يده دافعه اياها بعيداً عن وجهه صائحه بغضب
=بصلى هنا بكلمك....انت مطلبتش من عز الدين اصلاً انه يساعدك وفهمتنى انه رفض وفضلت تخوفنى على حياء علشان انفذ خطة درية كل ده علشان تضمن ان.....
صاح ثروت بغضب و هو يندفع مبتعداً عنها بحده
= انا مكنتش هستفيد حاجه من جواز حياء من عز الدين لانى كنت مقرر من الاول انى مينفعش الجأ له بعد المصيبه اللى عملتها..انا كل خوفى كان على حياء و كان عندى استعداد اتسجن او حتى اموت وداوود ميلمسش شعره منهت
جلست ناريمان تهتف بهستريه وهى تنتحب بشدة
=لييييه يا ثروت لييييه تعمل فينا كل ده حرام عليك ...
لتكمل بغضب و هى تضطلع اليه بحده بعد ان ازالت دموعها العالقه
=هنستنى لبكره لحد ما نستلم تمن الشقة من المشترى و هحجزلنا اول طيارة على مصر وهتحكى لعز الرين على كل اللى انت عملته واللى عمالناه فى حياء...فاهم
اومأ لها ثروت بالموافقه بصمت وهو يعلم بانه لا يوجد مفر من الهروب من هذا المصير الذى انكتب عليه....
!!!!***!!!!***!!!***!!!!***!!!***!!!!
كانت تالا جالسه بمكتب سالم تهز ساقها بقوه وهى تتمتم بغضب
=ما خلاص بقى يا سالم انت هتفضل تقطم فيا كتير
هتف سالم بحده متلاعباً باحدى الافقلام بين يده
=ما انا مش قادر اصدق غبائك ...كان لزمته ايه ترمى نفسك عليه و تطبعى الزفت الروج بتاعك على قميصه بتتصرفى من دماغك ليه انا قولتلك تعملى كده.......
قاطعته تالا بغضب
=كنت عايزنى اعمل ايه...فرجتها على الفيديو ومتهزش شعره منها ...الهانم واثقه فيه
كان لازم اتصرف واحطلها دليل قدام عينيها يشعللها....
صاح سالم بغضب و هو يضرب بيده فوق مكتبه
=وشعللتيها ياختى ...اهو اتصل بيكى علشان يبررلها و ربنا يستر متكونش جابت سيرتك ....
ليكمل وو يفرك رأسه بحده
=عز لو ربط حركتك على السلم والفيديو هيفهم كل حاجه وهيطربق الدنيا فوق دماغك
تمتمت تالا بصوت مرتجف ممرره يدها بين خصلات شعرها بارتباك
=متخوفنيش يا سالم...عز لو كان عرف حاجه مكنش هيستنى كل ده
لتكمل بحده وهى تضطلع نحو سالم بقسوة
=بعدين هيطربقها فوق دماغى لوحدى ليه يا سى سالم دماغك قبل دماغى انت فاهم
ابتلع سالم الغصه التى تشكلت بحقله متمتماً بارتباك
=قصدك ايه بالظبط...؟!
اجابته تالا وهى تضع قدم فوق الاخرى بعجرفه
=يعنى لو حياء جابت سيرتى...هحكى لعز على كل حاجة انا مش هغرق لوحدى
شحب وجه سالم بشده قائلاً بتردد
=مش هيحصل حاجه من دى زى ما قولتى عز لو كان عرف حاجه مكنش سكت كل ده
ليكمل و قد ارتسمت على وجهه ابتسامه ساخره
=بعدين مش واخده بالك انه مختفى من وقت الموضوع ده ما حصل و هى مختفيه على طول فى اوضتها
ضحكت تالا بفرح و قد ادركت مقصده
=قصدك ان خطتنا نجحت
اومأ لها سالم قائلاً
=بالظبط.....و لو محصلش و عدت على خير و عز معرفش حاجه هتتكك لهم فى مصيبه جديد يعنى احنا ورانا ايه
انطلقت تالا ضاحكه بخبث ليتبعها سالم ضاحكاً غمازاً لها بعينه
!!!!****!!!!***!!!!****!!!***!!
بعد مرور يومين....
كان عز الدين جالساً بشرفة القصر الذى ابتاعه مؤخراً كهدية لحياء فقد كان يرغب ان ينتقلوا للعيش به بمفردهم مستقلين بحياتهم بعيداً عن باقى العائلة اخذ يتضطلع الى المكان بحسره و الم فقد ابتاعه فى ذات اليوم الذى علم به بامر اللعبه التى وقع بها على يد حياء و والدتها شعر بغصه حاده تضرب قلبه عند تذكره يوم ان ابتاع هذا القصر فقد كان يريد ان يفاجأها به لكنه لم يستطع حتى ان يخبرها عنه فقد دهست فرحته بقسوه باسوء الطرق قبل ان تبدأ حتى...
زفر بعمق و هو يتأمل المنظر الخلاب خارج الشرفه فقد اتى الى هنا حتى يصفى ذهنه ويستطيع التفكير فى كل ما حدث حيث اخبر ياسين بان يخبر حياء بانه قد ذهب فى رحله عمل ما...
لكن الحقيقه هى بعد ان ضعف و لم يستطع مقاومة الرغبة التى كانت تلح به منذ عدة ايام بامتلاكها مستسلماً لها شعر بضعف غريب يستولى عليه بعدها فهو لم يعتاد ان يكون بهذا الضعف خاصه عندما سقطت حياء نائمه بين ذراعيه شعر بقلبه يتضخم بداخل صدر بحبها لذلك لم يستطع الانتظار حتى تستيقظ و ذهب مقرراً بانه يجب عليه ان يخلوا بنفسه و التفكير بكل ما حدث و خلال اليومين المنصرمين لم يفعل شئ سوا التفكير و التفكير و التفكير ....
فبعد انهيارها الحاد بين ذراعيه عندما ظنت بانه يقوم بخيانتها مع امرأة اخرى فانهيارها هذا بالتأكيد لم يكن تمثيلاً على الاطلاق كما ان مشاعرها بين يديه لا يمكن ان تكون تمثيلاً ايضاً متذكراً ايضاً خوفها عليه يوم تهديد داوود بقتله كل هذا لم يتذكره الا بعد ان هدأ غضبه...اخذ يتذكر جميع لحظاتهم سوياً لم يدع موقف بينهم الا وتذكره حتى توصل الى ان حياء التى يعرفها و التى قضى معها اكثر من خمسة اشهر اى منذ زواجهم
لايمكنها فعل ذلك به..لا يمكنها ان تخطط بكل برود وجشع للايقاع به فحياء ابسط و انقى من ذلك بكثير لا ينكر انه فى بادئ الامر قد اعماه غضبه حتى انه وصل به الامر عندما ظل غير قادر على مواجهتها بما يظن انها فعلته قرر وقتها بانه ليس امامه خيار سوا ان يطلقها و يتركها حتى يرد لها الصاع صاعين حافظاً على كرامته لكنه لم يتحمل فكرة ان تبتعد عنه و ان بعد ان يتركها قد تصبح فى يوماً من الايام ملكاً لغيره فهذه الفكره كادت ان تقتله لذا قرر بانه سوف ينسى كل شئ ويبدأ معها صفحة جديده كما فعل بالسابق محاولاً تناسى الامر....
لكن بعد انهيارها هذا جعله يعيد التفكير بجميع حساباته عالماً بانه قد اخطأ بمكان ما....
ارتشف ببطئ من فنجان قهوته محاولاً ربط الاشياء ببعضها البعض فهو يعلم بان هناك شئ اخر يتم من خلفه لكنه لا يعلم ما هو ..
ظل يعيد بعقله جميع ما حدث حتى ضربته الحقيقة كالصاعقه فشقيقه وراء كل هذا...لما شرايط المراقبه تلك ظهرت الان بعد مرور ما يعادل ٦ اشهر منذ دخول ذلك الحقير لغرفة حياء.... لما هو الذى اتى بعبد المنعم و لم ينتظر حتى يخبره هو بذلك
تناول هاتفه سريعاً متصلاً برئيس الامن المسئول عن شركاته تمتم سريعاً عندما وصل اليه صوته من الطرف الاخر
=قولى يا مهدى هو تصليح عطل فى شرايط المراقبه ممكن ياخد قد ايه ..؟
اجابه مهدى بهدوء
=على حسب العطل يعنى فى العادى ممكن ياخد يوم يومين ...لكن لو العطل كبير وصعب ممكن يوصل لاسبوع
تمتم عز الدين من بين انفاسه الحاده
=اسبوع ...؟!
اجابه مهدى مؤكداً
=ايوه يا عز باشا ده فى حالة اذا كانت الشرايط شبه مدمره...
انتفض عز الدين واقفاً بعد ان اغلق مع مهدى يقبض بيده فوق حافة الشرفة يعتصرها بغضب بينما جسده كان ينتفض بغضب متمتماً من بين انفاسه اللاهثه
=يا ولاد الكلب....و دينى لاندمكوا على اليوم اللى اتولدتوا فيه
تناول هاتفه مرة اخرى متصلاً هذه المره بياسين الذى امره بان يضع كلاً من عبد المنعم و سالم تحت المراقبه..
ظل عز الدين جالساً بمكانه بالشرفة حتى حل الظلام عليه يشعر بنيران الغضب تعصقدف به لا يعلم لما فعل به سالم ذلك لم اراد ان يؤذيه بهذا الشكل... شعر ايضا بالندم يتأكله من الداخل بسبب شكه بحياء كيف امكنه تصديق ذلك عنها لكنه ارجع ذلك الى خوفه الدائم الذى كان يصاحبه منذ ان وقع بحبها فقد كان يعتقد دائماً بانه سوف يفقدها ويفقد هذه السعاده التى يعيشها باى لحظة لعن نفسه بحده نهض ببطئ واخذ يتجول بالمنزل لكن عندما دخل الى الغرفة التى قام بتخصصيها من اجل رفاهية حياء فقد قام بملئ الغرفة بجميع انواع الروايات و الكتب التى تعشقها حتى انه وضع لها تلفاز بحجم الحائط حتى تستطيع مشاهدة مسلسلاتها ارتسمت فوق وجهه ابتسامه حالمه عندما تخيلها تجلس باحدى اركان الغرفة وهى تقرأ احدى روايتها باندماج تام كعادتها..
زفر ببطئ فاركاً وجهه بحنق فلم يعد يتحمل الابتعاد عنها اكثر من ذلك..فقد اشتاق اليها كثيراً ..اشتاق للشعور بها بين ذراعيه لضحكاتها الصاخبه المرحه..لغضبها..لتحديها له و عنادها لحنانها الذى تغدقه بها دائماً يجب ان يذهب اليها الان وتعويضها عن معاملته القاسيه لها خلال الايام الماضية
اتجه على الفور نحو باب المنزل مغادراً المكان باقصى سرعته متلهفاً لرؤيتها والشعور بها بين يديه مرة اخرى ..
!!!!***!!!!***!!!***!!!!***!!!***!!!!
وصل عز الدين الى المنزل الذى كان هادئاً تماماً و ذلك كان طبيعياً للغايه حيث كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل...
صعد على الفور الى جناحهم مباشرةً صاعداً الدرج كل درجتين معاً
دخل الى الغرفة ملتقطاً انفاسه اللاهثه بصعوبه ممرراً عينيه بانحاء الغرفة بحثاً عن حياء لكنه تجمد بمكانه شاعراً بالبرودة تتسلل الى جسده عندما وجد الغرفه خاويه تماماً اتجه نحو الحمام بقدمين كالهلام غير قادرتان على حمله حتى يبحث عنها به
لكنه شعر برجفه حاده تسرى فى سائر جسده فور ان وقعت عينيه عليها جالسه بركن الاريكه منعقدة حول نفسها كالجنين و هى مستغرقه بالنوم
اقترب منها ببطئ وانفاسه اصبحت حاده لاهثه يتشرب ملامح وجهها التى يعشقها بشغف جلس على عقبيه امامها ممرراً يده بحنان فوق وجنتيها هامساً باسمها بصوت مرتجف فتلملمت في نعاسها علي اثر حركته تلك فتحت عينيها ببطئ ترفرف بجفنيها عدة مرات و هى تنظر اليه باعين متسعه ظناً منها بانها تحلم او ان عقلها قد صوره لها من سدة اشتياقها له لكن عندما شعرت بلمسه يده فوق وجهها علمت بان هذا ليس حلماً بل حقيقة و انه متواجد معها بالفعل انفجرت فى بكاء حاد فور ادراكها ذلك...
انتفض عز الدين بمكانه جاذباً اياها على الفور محتضاً اياها بحمايه بين ذراعيه شاعراً بالم يكاد يحطم روحه الي شظايا عندما رأها تبكى بهذا الشكل فهو يكره رؤيتها حزينة خاصة اذا كان هو من كان السبب فى حزنها هذا فهو يعلم بانه كان قاسياً معها خلال الايام الماضية
همس بصوت مرتجف محاولاً تهدئتها و شهقات بكائها التى اخذت تزداد تمزق قلبه
=اهدى ..اهدى يا حبيبتى..
ظل ضامماً اياها بين ذراعيه بحماية ممرراً يده بحنان فوب ظهىها متمتماً لها بكلمات مهدئه لطيفه...
و عندما هدئت تماماً ابعدها بلطف ممرراً يديه فوق وجنتيها يزيل دموعها العالقه برقة
= احسن... ؟!
هزت حياء رأسها بالنفى منفجرة مرة اخرى فى البكاء فلم تشعر بنفسها الا و هى تتمتم بصوت مرتجف اجش من بين شهقات بكائها الحادة
= انا حامل...
تراجع عز الدين الى الخلف بحده حتى كاد ان يسقط فوق الارض من شدة الصدمه التى تعرض لها ...
فى صباح اليوم الذى عاد به عز الدين الى منزل.......(فلاش باك)
كانت حياء مستلقية فوق الفراش تشعر بتوعك شديد فمنذ ليلة امس وهى تستفرغ كل ما بجوفها تأوهت بخفه وهى تمرر يدها فوق معدتها عندما سمعت طرقة خفيفة فوق باب الغرفة دخلت نهى الى الغرفة و عينيها منصبه بقلق فوق حياء جلست بجوارها فوق الفراش متمتمه بصوت مهزوز بعض الشئ
=عامله ايه دلوقتى يا حبيبتى ؟!
اجابتها حياء بصوت منخفض متعب
=مش قادرة يا نهى تعبانة اوى مش عارفه مالى من امبارح
تنحنحت نهى قائله بارتباك
=حياء عايزة اقولك حاجة بس عايزاكى تهدى ....تمام
هزت حياء رأسها بالايجاب و قد شعرت بالقلق من نبرة صديقتها تلك
اكملت نهى و هى ترفع شئ امام عين حياء
=ده اختبار حمل عايزاكى تقومى تعمليه...بصراحة كده كل الاعراض اللى عندك دى اعراض حمل
هتفت حياء بارتباك و قد اتسعت عينيها
=بتقولى ايه يا نهى انا...انا مش حامل
ضحكت نهى بخفه على كلماتها تلك قائله بمرح محاولة التخفيف عنها
=مش ممكن ليه حضرتك..مش متجوزة ..؟! ولا كنتِ انتى و عز بتلعبوا الاستغمايه مثلاً
اشتعل وجه حياء بالخجل متمتمه
=مش قصدى بس عمرى ما فكرت او اتخيلت ان ممكن اكون حامل
هتفت نهى بصخب و هى تنهض و تقف بجانبها مساعده اياها على النهوض من فوق الفراش ببطئ
=كلنا كنا كده..متقلقيش بكره تتعودى و اشوفك بتجرى ورا عيالك بالشبشب
ضحكت حياء على كلماتها تلك لكنها تغض وجهها بنفور عندما ضربتها موجة غثيان جديدة جلست عدة لحظات تتنفس ببطئ حتى اختفت اعراض الغثيان تلك ثم نهضت ببطئ متجهه ببطئ نحو الحمام بعد ان شرحت لها نهى كيفيه اجراء الاختبار...
انتفضت نهى واقفه فور رؤيتها حياء تخرج من غرفة الحمام تحمل الاختبار بيدها و على وجهها ترتسم ابتسامه مشرقة واضعه يدها فوق بطنها هاتفة بسعادة و هى ترفع عصا الاختبار امام عينين نهى
=انا حااامل يا نهى...حامل
هرولت نهى نحوها تحتضنها بقوة وهى تبكى بسعادة هاتفه بفرحة عارمه
=مبرووووك...مبروووك يا حبيبتى الف مبروووك
لتكمل وهى تبتعد عنها
=عز هيطير من الفرحه لما هيعرف.....
شعرت حياء بالبرودة تتسلل بجسدها فور تذكرها عز الدين الذى بالتأكيد لن يعجبه الامر..
ابتعدت عن نهى جالسة فوق الفراش بضعف وقد شحب وجهها حتى اصبح كشحوب الاموات
جلست نهى بجوارها تتمتم بقلق وقد لاحظت التغيير الذى حدث لها
=فى ايه يا حياء...؟!
اجابتها حياء بصوت مرتجف ضعيف
= عز اكيد مش هيبقى عايز اولاد منى..... 
هتفت نهى مقاطعة اياها بغضب
=حياء بطلى هبل....
لتكمل وهى تتناول يد حياء تضغط عليها مؤزاره اياها محاولة اطمئنانها
=لو مكنش عايز يجيب اولاد منك زى ما بتقولى....كان سابك ليه من غير وسيلة من اول ما تمم جوازكوا ..
بدأت شفتى حياء بالارتجاف وهى تغمغم بصوت ضعيف
=يمكن مفكرش...مركزش..
قاطعتها نهى قائلة بحزم
=مركزش ..و مفكرش ايه يا حياء عز مش صغير و فاهم كويس هو بيعمل ايه..
همست حياء بصوت منتحب ضاغطة بيدها فوق قلبها للتخفيف من الالم الذي لا يطاق به
=بس هو مبقاش عايزنى يا نهى...بقى مش متحمل وجودى فى حياته....
احضنتها نهى بين ذراعيه تمرر يدها بحنان فوق ظهرها و هى تتمتم محاولة تطمئنتها
=بتهيألك و الله ممكن يكون عنده مشاكل فى الشغل مش اكتر و ده اللى مخليه عصبى معاكى ...
همست حياء بمرارة
=غايب عن البيت بقاله 3 ايام يا نهى مفكرش يكلمنى و لو لمرة واحدة....
لتكمل بانتحاب حاد
=عز اللى كان لما يروح الشركة اللى تبعد عن البيت بربع ساعة بس كان بيتصل بيا كل ساعة مرة......
زفرت نهى قائلة وهى تبتعد عنها
=والله اللى فى بالك ده كله اوهام يا حياء عز لو مش طيقك زى ما بتقولى ولا متفرقيش معاه مكنش ضرب سالم وبهدله علشانك ...و لا كان طرد العقربة تالا لما عرف اللى عملته فيكى
همست حياء بصدمه و هى فاغرة الفم
=هو عز ضرب سالم..و طرد تادلا..؟!
هتفت نهى بصخب
=ايه ده هو انتى متعرفيش..انا فاكرة ان عز قالك و حكالك على اللى عمله...
هزت حياء رأسها بالنفى قائله
=لا مقاليش حاجه....
جذبتها نهى مجلسة اياها فوق الفراش تتمتم وهى تجلس بجوارها
‏=لا تعالى احكيلك بقى انا فاكركى
من وقتها عارفة.....
ثم بدأت تخبرها بكل ما حدث من ضربه لسالم....لطرده تالا وتهديدها بان وصله شكوى اخرى من حياء تخصها فسوف يرسلها الى خالها  بتركيا
ظلت حياء جالسة تشعر بالصدمه تجتاحها غير مصدقه ما فعله من اجلها ..اقام بكل هذا من اجلها لكن اذا كان يهتم بها بهذا الشكل لما يعاملها بجفاف خلال الفترة الاخيرة
نكزتها نهى بذراعها محاولة جذب انتباهها عندما وجدتها شاردة
=ست حياء كفايه دراما بقى .... لتكمل وهى تربت فوق بطن صديقتها بحنان
=و خالينا نفرح بحبيب خالتو الصغنن....
همست حياء بضعف
=مش عارفة يا نهى بس انا خايفة ..خايفة اوى
اجابتها نهى بحنان
=متخفيش والله كله هيبقى تمام وبكرة تقولى نهى قالت
لتكمل هاتفة بمرح محاوله التخفيف عن صديقتها مربتة بحنان فوق بطن حياء
= ازى حبيب خالتو... احب اعرفك انا خالتو نهى ...وهبقى حماتك برضو ما انا هجوزك ساندى بنتى ايه يعنى الفرق بينكوا 5 سنين مش قصه يعنى اهى تربيك وتشكلك على ايدها...
انفجرت حياء بالضحك على كلمات صديقتها تلك ضمتها نهى اليها و هى تهتف بسعادة
=ايوه كده اضحكى و افرحى ....
ظلت نهى جالسه مع حياء باقى اليوم بغرفتها و عندما تأخر الوقت غادرت الى غرفتها...
جلست حياء فوق الاريكة تسند رأسها بتعب الى ظهرها بعد ذهاب نهى التى اصرت الا تتركها طوال اليوم لكنها اضطرت فى النهايه بتركها عندما عاد سالم الى منزل...
جذبت حياء الغطاء فوق جسدها المرتجف فمنذ مغادرة عز الدين و هى تنام فوق الاريكة حيث لم تستطع النوم بالفراش بدونه شعرت بغصه حاده تضرب قلبها فور ان استنشقت رائحته من قميصه الذى كان ترتديه حيث اصبحت لا تنام الا و هى مرتديه احد قمصانه لعل ذلك يخفف من حده اشتياقها له اخذت تستنشق رائحته العالقة بالقميص محاولة طرد مخاوفها التى تطاردها حتى نجحت بنهاية الامر بذلك
استغرقت حياء بالنوم و هى تضم الى صدرها قميصه شاعرة ببعض الراحه لكنها تلملمت بنومها عندما شعرت بيد تمر بحنان فوق وجنتيها فتحت عينيها ببطئ لتجد عز الدين امامها جالساً على عقبيه امامها اخذت  ترفرف بجفنيها عدة مرات و هى تضطلع اليه باعين متسعة ظناً منها بانها تحلم او ان عقلها قد صوره لها من شدة اشتياقها له لكن عندما شعرت بلمسه يده فوق وجنتها مرة اخرى علمت بان هذا ليس حلماً وانه متواجد معها بالفعل انفجرت فى البكاء فور ادراكها ذلك..
جذبها عز الدين على الفور بين ذراعيه شاعراً بالم يكاد يحطم روحه الي شظايا عندما رأها تبكى بهذا الشكل فهو يكره رؤيتها تتألم خاصة اذا كان هو من تسبب فى المها هذا عالماً بانه قد كان قاسياً معها خلال الايام الماضية..
تمتم بصوت ضعيف و شهقات بكائها التى اخذت تزداد تمزق قلبه
=اهدى ..اهدى يا حبيبتى..
ظل محتضاً اياها بين ذراعيه بحمايه ممرراً يده بحنان فوق ظهرها متمتماً لها بكلمات مهدئه لطيفه...
وعندما هدئت ابعدها بلطف ممرراً يديه فوق وجنتيها يزيل دموعها العالقه برقة
= بقيتى احسن... ؟!
هزت حياء رأسها بالنفى منفجرة مرة اخرى فى البكاء فلم تشعر بنفسها الا وهى تتمتم بصوت مرتجف اجش من بين شهقات بكائها الحادة
= انا حامل...
تراجع عز الدين الى الخلف متفاجئاً
حابساً انفاسه بقوة وقد اخذت دقات قلبه تزداد بعنف حتي ظن بان قلبه سوف يغادر جسده من شدة السعادة فها هو حلمه اخيراً سوف يتحقق بان يصبح له طفل...لكن ليس اى طفل بلا طفلاً سوف كون قطعة منها هى....فمنذ ان تمموا زواجهم و هو كان يحلم بهذه اللحظة..
اخذت حياء تراقب صمته هذا مفسرة اياه بانه غير راغب بحملها هذا شاعرة بقلبها ينقبض بشدة فها هى اسوء مخاوفها تتحقق همست بصوت مرتجف
=عز.....
لكنها شهقت بصدمة عندما اقترب منها فجأةً محيطاً اياها بذراعيه ضاغطاً وجهه فوق معدتها مقبلاً اياها بقبلات متتاليه افاقت حياء من صدمتها تلك شاعرة بقلبها يرتجف فرحاً اسندت رأسها الى رأسه الذى لا يزال مدفوناً بمعدتها محيطه ظهره بيديها لتشعر على الفور بجسده المرتجف بشدة قبلت حياء رأسه بحنان هامسة باسمه رفع رأسه نحوها ببطئ ليقفز قلبها بداخل صدرها بعنف فور رؤيتها عينيه الملتمعه بدموع حبيسه همس بصوت مرتجف وهو يقبل يدها راغباً بالتأكد مرة اخرى
=حامل...؟!
اومأت له حياء برأسها بالايجاب وهى تبتسم و تبكى فى ذات الوقت فلم تكن تتوقع ان تكون هذه هى ردة فعله فلأول مره تراه يبكى امامها و يكون بمثل هذا الضعف..
ارتفع على قدميه حاملاً اياها بحنان بين ذراعيه متجهاً بها نحو الفراش واضعاً اياها بحنان فوقه ثم استلقى بجانبها جاذباً اياها حتى استلقت فوقه تقريباً ضامماً اياها بين ذراعيه دافناً وجهه بعنقها يستنشق رائحتها الخلابه التى يعشقها ...
همست حياء ترغب التأكد
=عز انت مبسوط مش كده ؟!
رفع رأسه مسلطاً نظراته  بعينيها قبل ان يحيط خصرها بذراعيه جاذباً اياها نحو بحمايه اكثر
=حياء ..لو قولتلك انى اسعد واحد فى الدنيا هتصدقى....
ليكمل وهو يخفض رأسه مقبلاً جبينها بحنان
=دى كانت امنية حياتى و ربنا حققهالى....
ابتعدت عنه حياء متمتمه و هى عاقدة الحاجبين بينما الغيرة تنهش بقلبها
=و لما انت نفسك اوى يبقى عندك اولاد ....ليه متجوزتش من بدرى
اجابها عز الدين بهدوء
=امنيتى مش ان اجيب اولاد و خلاص....
ليكمل و هو يلثم انفها بحنان
=امنيتى ان اجيب منك انتى اولاد...
اغرورقت عينيها بالدموع فور سماعها كلماته تلك ارتمت تحضنه اليها اكثر وهى تحيط عنقه بذراعيها همس عز الدين من بين انفاسه اللاهثه و رأسه مدفوناً بحنايا عنقها مشدداً من ذراعيه حاولها كما لو كان يرغب بضمها حتى تصبح بداخل صدره
=حياء انا ...بحبك
شعر بجسدها يتجمد بين ذراعيه ابتعد عنها متأملاً وجهها المتجمد بصدمه همست من بين شفتيها الشبه مغلقتين واضعه يدها فوق قلبها تدلكه ببطئ
=بتت...بتحبنى...؟!
اومأ لها رأسها بالايجاب قبل ان يدفن رأسه بعنقها يلثمه بشغف هامساً من بين انفاسه اللاهثه
=بحبك اكتر من نفسى..و من دنيتى دى بحالها..
رفعت حياء رأسه نحوها بيدها المرتجفه تهمس بدون وعى و لازال عقلها لا يستوعب الامر
=بجد..بتحبنى....؟!
لم يجيبها عز الدين هذه المرة بالكلمات بل اخفض رأسه نحوها سريعاً متناولاً شفتيها فى قبلة عميقة يبث بها عشقه لها اخذ يقبلها بنهم لفترة طويلة حتى صرخت رئتهما طلباً للهواء ابتعد عنها ببطئ متناولاً يدها المرتجفة واضعاً اياها فوق صدره لتشعر بضربات قلبه السريعة الغير منتظم تحت راحة يدها انصبت عينيها فوق يدها و ضربات قلبها تماثل سرعة واضطربات دقاته...
احاط عز الدين وجهها بين يديه يمرر اصبعه بحنان فوق وجنتيها قبل ان يهمس بصوت اجش من قوة المشاعر التى تعصف به
=يمكن كنت بحبك من الاول قبل حتى ما نتجوز...و يمكن اكون حبيتك لما وقفتى قصادى و مهمكيش جبروتى وقتها..يمكن حبيتك لما لقيتك بتعوضينى عن كل حاجه كانت ناقصنى...ويمكن اكون حبيتك لما دخلتى حياتى وغيرتيها ١٨٠ درجه..انا مش عارف امتى حبيتك يا حياء...
ليكمل بصوت مرتجف سانداً جبهته فوق جبهتها مستنشقاً انفاسها الحاره بشغف
=المهم انى بحبك و مقدرش اعيش او ابعد عنك ثانية واحدة حياتى بتبقى جحيم من غيرك...
ليكمل بصوت مهزوز صدمت حياء عندما رأت عينيه تلتمعان بالدموع مرة اخرى بينما كان جسده يرتجف بقوة
= انا عارف انى كنت قاسى عليكى كتير ..و ظلمتك كتير... وعارف انك استحاله تبادلينى الحب ده بس انا قابل ده وهقبل باى مشاعر منك حتى لو كانت ......
قاطعته حياء سريعاً
=بس انا بحبك يا عز...
شعرت بجسده يتجمد فور نطقها كلماتها تلك دفن وجهه بعنقها مرة اخرى حبست انفاسها عندما شعرت برطوبه فوق عنقها لتعلم بانه يبكى شعرت بقلبها يتضخم بحبه احاطته بذراعيه تضمه اليها بشده‍ تبكى هى الاخرى بينما تمرر يدها بحنان فوق ظهره حتى يهدئ ظلوا على هذا الوضع عدة دقائق قبل ان يرفع رأسه اليها متمتماً بصوت اجش
=بتحبينى؟! بتحبينى ازاى ...بعد كل اللى عملته فيكى....
وضعت حياء يدها فوق فمه تمنعه من تكملت جملته هامسة و هى تمرر يدها بين خصلات شعره بحنان و فوق وجهها ترتسم نظرة هائمة عاشقة
=يمكن فى الاول كنت قاسى معايا...بس بعد كده مشوفتش فى حنيتك و لا طيبتك انت عوضتنى عن حاجات كتير يا عز انت بقيت دنيتى كلها...
لتكمل بصوت مرتجف ضعيف
=بس انت اتغيرت معايا اخر فترة لدرجه انى افتكرت انك مبقتش عايزنى ...اسلوبك و طريقتك معايا...
انخفض عز الدين متناولاً شفتيها فى قبله رقيقه للغايه مانعاً اياها من تكملت جملتها شاعراً بالذنب يعصف به بسبب معاملته تلك لها خلال الفترة الاخيره لاعناً نفسه بقوه رفع رأسه متمتماً بضعف
=انا اسف...اسف يا حبيبتى عارف كل ده بس كان غصب عنى...
مررت حياء يدها فوق وجنتيها بحنان هامسة
=عايزه اعرف كان مالك وقتها يا عز ايه كان مضايقك بالشكل ده....
امسك بيدها التى كانت لازالت تمر فوق وجنته ضاغطاً شفتيه براحتها مقبلاً اياها بعمق
=هعرفك كل حاجة...بس افهم انا الاول اللى بيحصل حوليا
عقدت حياء حاجبيها
=تفهم ايه...هو فى ايه يا عز ؟!
اجابها  على الفور غير  راغب باحزانها فسوف يخبرها بكل شئ لكن عليه التأكد اولاً...
=هقولك كل حاجة بس فى وقتها يا حبيبتى..
همست حياء و قد اخذ القلق يتخللها
=طيب فهمنى على الاقل الحاجة دى فيها خطر عليك..؟!
شعر عز الدين بقلبه يتضخم بحبها فور رؤيته قلقها عليه المرتسم داخل عينيها لاعناً نفسه على كل لحظه قد شك بها او بحبها..
غمرها بين ذراعيه قبل ان يجيبها بهدوء
=لا يا حبيبتى متقلقيش...مفيش خطر عليا...
ليكمل و هو يمرر يده بحنان فوق معدتها
=ولا عليكى..طول ما انا عايش محدش هيقدر يلمس شعره منك تانى و لو فيها موتى..
قاطعته حياء هاتفه بلهفه محيطه عنقه بذراعيها تجذبه اليها بقوة
=بعد الشر عليك يا حبيبى..توعدنى انك هتحكيلى كل حاجه وقتها
اومأ لها عز هامساً قبل يخفض رأسه مقبلاً اياها بشغف
=اوعدك...بكره الصبح هنروح للدكتور علشان نطمن عليكى ..تمام
اومأت حياء برأسها بصمت وقد بدأت اصابعها تتلاعب بازرار قميصه تحلها ببطئ قبض عز الدين على يدها بلطف متمتماً
=حياء...مش هينفع...
هزت حياء رأسها بتساؤل متصنعه البرائه بينما لازالت يدها مستمرة بعملها
=هو ايه يا عزى اللى مش هينفع ..؟
زفر عز الدين باحباط عندما نزعت عنه قميصه ممرره يدها فوق صدره شاعراً بالدماء تعصف بجسده امسك يدها مبعداً اياها عن صدره
=حياء ..مش هينفع الا لما نروح لدكتور بكره واطمن عليكى
هتفت حياء بتذمر
=بس يا عز.....
اخفض رأسه مقبلاً اياها بخفه فوق شفتيها متمتماً بحنان
=يلا يا حبيبتى علشان تنامى
زفرت حياء باستسلام عندما جذبها حتى استلقت فوقه تقريباً ضامماً اياها بين ذراعيه بحنان اغمضت عينيها وهى تشعر  بالراحه تحتلها لكنها فتحت عينيها مرة اخرى هامسه باسمه
=عز...
همهم عز الدين مجيباً اياها لتكمل حياء وهى تقبل صدره االذى تدفن رأسها به
=انا بحبك اوى...
شدد عز الدين من ذراعيه حولها ضامماً اياها اليه اكثر قبل ان يتمتم مقبلاً اعلى رأسها بحنان
=وانا بعشقك..يا قلب يا عز
ابتسمت حياء بسعادة قبل ان تغمض عينيها برضا وتستغرق بالنوم على الفور....
    !!!!***!!!!***!!!!***!!!!
فى الصباح الباكر....
نزل عز الدين الدرج و هو يحمل حياء بين ذراعيه متجاهلاً نظرات الحميع منصبه فوقهم همست حياء بالقرب من اذنها و قد اشتعل وجهها بالخجل من نظراتهم المسلطة عليهم
=عز...نزلنى..
اجابها عز باصرار و هو يطبع قبله حنونه فوق وجنتيها
=لا ...واعملى حسابك من هنا و رايح مفيش طلوع او نزول للسلم
هتفت حياء بصدمه
=اومال هعمل ايه هطير ؟!
ضحك عز الدين بخفه وقد اشرق وجهه بسعاده فمن يراه الان لا يمكنه ان يصدق انه ذات الشخص المكتئب حاد الطباع الذى كان عليه منذ يومين
=هشيلك طبعاً اومال انا لزمتى ايه...
همست حياء بدلال وهى تراقب الاخريين الواقفين بافواه فاغرة منصدمه و هما يقتربون منهم
=طيب و افرض انت مش موجود هعمل ايه...؟!
اجابها عز الدين وهو يشعر بالنيران تندلع به من طريقتها تلك ِ
=تفضلى اوضتك متتحركيش طبعاً
هتفت حياء بغضب
=عز متهزرش....
ضحك قائلاً وهو ينزل اخر درج
=خلاص سيببنى افكر و هبقى اشوف لها حل
مر من امام الجميع و هو لايزال حاملاً اياها ملقياً  عليهم تحية الصباح مكملاً طريقه للخارج بهدوء
وقف كلاً من نالا و سالم يتبادلان النظرات المشتعلة بالغضب فقد تاكدوا بان جميع مخططاتهم قد فشلت فشلاً ذريعاً...
اثناء عودتهم من عند الطبيب
الذى قد قام بتاكيد لهم الحمل و بانه فى الشهر الثان فاحصاً اياها هى و الجنين تحت انظار عز الدين القلقه لكن الطبيب قد طمئنه على حالتهم ...
لكن ظل عز الدين يلقى على الطبيب اسئله عديدة مستفسراً عن كافة الاشياء التى تتعلق بها او بالجنين
حتى ظنت حياء ان الطبيب فى اى لحظه سوف ينفجر منه....ِ
هتفت حياء وهى تتأفف بغضب بينما يضعها عز الدين بالسبارة مثبتاّ حزام الامان فوق جسدها باحكام
=يا عز انا كده هتخنق....ِ
اجابها و هو يصعد السياره بجوارها
=بلاش دلع يا حياء...
ليبدأ بقيادة السيارة ببطئ شديد للغاية مثلما فعل بطريق ذهابهم
=عز احنا كده هنوصل البيت على بكرة
اجابها عز الدين بمرح و هو يغمز بعينه لها
=ومين قالك ان احنا رايحين البيت
عقدت حياء حاجبيها قائلة بدهشة
=اومال رايحين فين ؟!
اقترب منها منحنياً نحوها مقبلاً خدها بحنان قبل ان يهمس بجانب اذنها
=مفاجأة....
هتفت حياء بصخب و هى تقبض على ذراعه تهزها بالحاح
=ايه هى ...؟!
هز عز الدين رأسه كأشاره بالرفض بينما ظلت هى طوال الطريق المتبقى تلح عليه لكى يخبرها لكنه ظل صامداً على موقفه
وقفت حياء فاغرة الفم امام باب احدى القصور التى اقل ما يقل عنه انه قصر من العصور الملكيه التفتت الى عز الدين الذى كان يراقبها وعلى وجهه ترتسم ابتسامة مشرقة تتمتم وهى تشير برأسها نحو القصر
=هى المفاجأه ان احنا هنزور حد ؟!
لتعقد حاجبيها وهى تتمتم
=مين هيكون عايش هنا...و نعرفه ؟!
اقترب منها عز الدين حتى التصق جسده بجسدها منحنياً عليها هامساً..
=احنا....
التفتت اليه حياء تهز رأسها بعدم فهم
=احنا ايه ؟!
اجابها عز الدين و هو يزيح خصلات شعرها خلف اذنها بحنان
=القصر ده بتاعنا احنا.....
ليكمل موضحاً عندما ارتسمت الصدمة على ملامح وجهها
=احنا...يعنى انا و انتى..........
ليكمل وهو يمرر يده بحنان فوق معدتها
=و اولادنا....
شعرت حياء بقلبها يقفز بداخل صدرها فور سماعها كلماته تلك اندفعت نحوها تتعلق بعنقه قافزة بمكانها و هى تهتف بسعادة
= بجد يا عز و نبى....
احاط عز الدين خصرها سريعاً مثبتاً جسدها الذى لا يزال يقفز هاتفاً بذعر واضعاً يده بحماية فوق معدتها
=حيااااء....
تصلبت بمكانها فور تذكرها حملها الذى قد نسيت امره تماماً اثناء فورة فرحتها همست و هى تضغط اسنانها بشفتيها قائلة بحرج
=اسفه يا حبيبى..نسيت
مرر ابهامه فوق شفتيها محرراً اياها من بين اسنانها قائلاً بلطف
=عايزك تاخدى بالك من نفسك علشان خاطرى..
اومأت له حياء برأسها بخجل زفر عز الدين جاذباً اياها بين ذراعيه مقبلاً رأسها بحنان قبل ان يتمتم
=تعالى ما افرجك على المكان...
!!!!***!!!!***!!!!***!!!!****!!!!****!!
اخذ عز الدين يتجول معها فى انحاء المكان بينما كانت حياء تنبهر بكل ركن من اركانه فقد كان اقل ما يقال عليه انه رائع..
كانوا واقفين بالشرفة الخاصة بغرفة نومهم تضطلع حياء الى المنظر الخارجى الذى تطل عليه الشرفة شاعرة بالسعادو تجتاحها احاط عز الدين خصرها بذراعيه جاذباً اياها ليستند ظهرها فوق صدره الصلب مقبلً اعلى رأسها بحنان قبل ان يتمتم
=عجبك يا حبيبتى ...؟!
هتفت حياء بسعادة وهى تلتف بجسدها بين ذراعيه لتصبح مواجهه له
=تحفه يا حبيبى بس.....
لتكمل حياء بتردد
=مش ممكن اونكل فخر وطنط فريال يضايقوا ان احنا هنسيب البيت ؟!
هز عز الدين كتفيه بلا مبالاه قائلاً ببرود
=هما عارفين من زمان انى لما هتجوز هستقل لوحدى...لولا الظروف اللى كانت فى اول جوازنا انا مكنتش قعدت معاهم
اومأت له حياء بصمت قبل ان تهتف مرة اخرى بحماس
=طيب و هننقل هنا امتى ؟!
اجابها عز الدين بهدوء و عينيه مسلطه فوق شفتيها
=كلمت المهندس و خلال شهر هيكون خلص ..وانتى هتبقى تتواصلى معاه وتختارى اللى يعجبك
اومأت له حياء محيطه عنقه بذراعيها تستند فوق صدره  باغراء همس عز الدين و هو ينحنى يلتقط شفتيها فى قبله حاره  قبل ان يتمتم بصوت لاهث
=انا رأى اننا لازم نجرب السرير اللى جوا ده ..قبل ما نغيره يمكن يعجبنا
همهمت حياء بالموافقة غارقة فى قبلته التى اخذ يعمقها بشغف قبل ان ينحنى و يحملها للداخل  متجهاً بها نحو الفراش الموجود سابقاً بغرفتهم الجديده...
   !!!!***!!!!***!!!!***!!!!
بعد مرور يومين...
كان عز الدين جالساً يسنتند الى ظهر الفراش بينما كانت حياء تجلس بين ساقيه مستندة بظهرها الى صدره العاري تقرأ احدى الروايات بينما كان هو يمسك بيده بعض الاوراق الخاصه بعمله يدرسها بينما يده الاخرى كان يمررها بحنان فوق معدتها فقد كان عقله منشغلاً بجميع ما حدث فهو يعلم بأن هناك من يلعب من خلفه لعبة حقيرة لكنه للاسف حتى الان لم يستطع العثور على شئ مؤكد زفر بضيق قبل ان يلقى الاوراق التى كانت بيده فوق الطاولة المجاورة للفراش قبل يجذب حياء فوق جسده حتى اصبحت مستلقية فوقه تماماً يستند رأسه فوق عنقه همس اسمها بحنان وهو  يشعر بالتوتر يجتاحه
=حياء....
اخفضت حياء الكتاب الذى بين يديها مهمهمه مجيبه اياه قبل ان تقبل عنقه بلطف ليكمل سريعاً وهو يفرك ذراعيها بلطف
=عايزك تحكيلى اللى حصل بالظبط فى اليوم اللى مامتك لقت فيه واحد فى اوضتك
شعرت حياء بالدماء تنسحب من جسدها فور سماعها كلماته تلك
همست بصوت مرتجف و قد بدأ الخوف والقلق يتخللانها
=ليه...؟!
اعتدل عز الدين فى جلسته محيطاّ اياها بذراعيه مقبلاً اعلى راسها بحنان عندما شعر بقلقها هذا
=عايز افهم يا حبيبتى مش اكتر...
تنحنحت حياء قائله بصوت ضعيف مرتجف
=بس انت مش هتصدقنى ...
ادارها بين ذراعيه حتى أصبحت تواجهه رافعاً وجهها اليه متأملاً اياه و عينيه تلتمع بالشغف قبل ان يتمتم
=هصدقك..اياً كان اللى هتقوليه دلوقتى هصدقك حتى لو قولتيلى ان الشمس هى اللى بدور حولين الارض هصدقك.
قفز قلبها بداخل صدرها بعنف فور سماعها كلماته تلك وقد اصبحت عينيها غائمتين بالدموع لا تصدق بانها اخيرا استمعت بهذه الكلمات منه
مرر يده فوق وجنتيها بحنان مزيلاً دموعها التى اغرقت وجنتيها
بدأت حياء تخبره بكل ما حدث بتلك الليله بدأً من دخول ذاك الرجل لغرفتها وتهديده لها و دخول والدتها لتكمل بصوت مختنق و قد بدأت شهقات بكائها تزداد
=بس والله يا عز ما بوسته ولا لمسنى زى ما ماما قالت...انا مش عارفه هى كدبت ليه ..
جذبها بين ذراعيه يضمها بقوه اليه محيطاً اياها بحمايه بينما دفنت هى رأسها بعنقه تنتحب بشدة اخذ يتمتم ببعض الكلمات المهدئه محاولاً التخفيف عنها وقد بدأت خطوط اللعبه تتضح بعقله شعر بجسده يشتعل بالغضب مما فعلته والدتها بها فقد قام بربط جميع افعال والدتها و حديثها السابق معه مما يجعلها اول المتورطين بهذه اللعبه الحقيرة لكن هذه المرة الضحية ليس هو بلا حياء اقسم بداخله ان يجعلها تدفع ثمن ما فعلته بها حتى لو كلفه ذلك حياته
رفعت حياء رأسها تتمتم بصوت اجش ضعيف
=عز انت مصدقنى..؟!
اجابها على الفور مقبلاً جبينها بحنان
=طبعاً يا حبيبتى مصدقك....
ليكمل بصوت اجش يتخلله الندم
=اسف يا حياء على كل اللى عملته فيكى فى اول جوازنا بس و الله كان غصب عنى.......
قاطع حديثه صوت رنين الهاتف الذى اخذ صوته يتعالى بارجاء المكان تجاهله عز الدين فى بادئ الامر لكنه اضطر ان يجيب فور رؤيته لاسم ياسين رفع يد حياء مقبلاً اياها بحنان قبل ان يتناول الهاتف ويجيب
=ايوه يا ياسين.....
ظل عز الدين يستمع اليه عدة لحظات قبل ان يتمتم بصوت قاسى حاد
=الكلب...اطلع به على المخزن على طول وانا عشر دقايق وهحصلك.....
سألته حياء فور اغلاقه للهاتف شاعره بجسده المتيبس بالغضب اسفلهت
=مين ده ..فى ايه يا عز ؟!
اجابها عز الدين بجمود وهو يبعدها عنه ناهضاً على الفور يتجه نحو الخازنه يرتدى ملابسه على عجل
=مفيش حاجه يا حبيبتى ..دى مشكله بسيطة فى الشغل
ثم اقترب منها مقبلاً رأسها بحنان قبل ان يغادر الغرفه كالعاصفة..
كان عز الدين جالساً يراقب بصمت
كما يراقب الاسد فريسته ذاك الذى تم وثاقه باحدى المقاعد يأن متألماً و هو مخفض الرأس تمتم قائلاً بهدوء مميت
=هاااا يا عبد المنعم لسه مُصر انك قابلت حياء و انها هى اللى اتفقت معاك على اللعبه دى..؟!
ظل عبد المنعم مخفضاً رأسه بصمت رافضاً الافصاح عن اى شئ مما جعل عز الدين يشير برأسه الى ياسين الذى كان واقفاً بجانب عبد المنعم فى انتظار هذه الاشارة حتى  يعاود  من جديد بتسديد اللكمات  لعبد المنعم ...
ظل يسدد له اللكمات الحاده حتى صاح عبد المنعم باعلى صوته طلباً الرحمه وقد بدأت  الدماء تنزف من كلاً من انفه و فمه
اشار عز الدين بيده ليلسين الذى توقف عن عمله متمتماً بهدوء
=هااا هتتكلم و لا اخلى ياسين يكمل معاك الحفله الجميله دى للصبح
هتف عبد المنعم لاهثاً بتعب
=هحكي ... هحكي كل حاجة يا باشا
اومأ له عز الدين برأسه قبل ان يتمتم بتهديد لاذع
=احكى..بس عارف لو كدبت فى حرف واحد انا همحيك من على وش الدنيا....
هتف عبد المنعم بذعر  مقاطعاً اياه بلهاث حاد
=والله ما هكدب يا باشا..و هقول على كل حاجة ....الست...الست  ناريمان فعلاً اتفقت معايا...
اومأ له عز الدين برأسه مشجعاً اياه ان يكمل بينما يتراجع فى مقعده للخلف بهدوء يخالف الفضب الذى  يثور بداخله
=اتفقت معاك على ايه بالظبط ..؟!
اجابه عبد المنعم و هو يلتقط انفاسه بصعوبه
=اتفقت معايا ان افضل مستنى برا فيلاتها و اول ما تتصل بيا ادخل من باب الفيلا اللى ورا اللى هى سيبهولى مفتوح و انط فى بلكونه هى كانت ورتهالى قبل كده وفعلاً عملت كده بس اول ما دخلت لقيت حح..حياء هانم فى الاوضة دى اول ما شافتنى اترعبت و خافت...
شعر عز الدين بقبضه حاده تعتصر قلبه فور تخيله ما تعرضت له بتلك اللحظه بمفردها ضغط فكه بقوة حتى كادت اسنانه ان تنكسر محاولاً السيطرة على نفسه حتى لا يندفع نحوه و يقتله بيده
اكمل عبد المنعم بصوت مرتجف وقد ارتسم الارتعاب فوق ملامح وجهه فور رؤيته لوجه عز الدين الذى كان كالبركان الذى على وشك الانفجار باى لحظة
=بعدها عرفت انها بنتها ..لما فضلت تتحايل عليها انها تسكت و متصرخش و تفضحها لكن ناريمان هانم قعدت تصرخ وتقول كلام غريب ان فى راجل معها فى الاوضة و كده....
بعد كده انا نطيت من البلكونه زى ما اتفقت مع الست ناريمان ومعرفش حصل ايه بعد كده
بس يا باشا هى دى كل الحكايه
اشار له عز الدين بيده يحثه على ان يكمل قائلاً بصرامة
=و بعدين ......
تمتم عبد المنعم بارتباك مبتلعاً الغصه التى تشكلت بحلقه بصعوبه فقد كان يحاول تجنب ذكر اتفاقه مع سالم المسيرى ..
=اكمل ايه يا باشا ..هو ده كل اللى اعرفه.......
صاح عز الدين بحده و هو يدفع الطاوله التى امامه بقدمه لتصطدم بقوة بجسد عبد المنعم الذى اخذ يصيح متألماً
=انت هتستعبط يا روح امك ..
فكرك انى بعد ما خرجتك من هنا اخر مره مكنتش براقبك و عارف كل خطوة من خطواتك...
ليكمل متمتماً من بين اسنانه بقسوة وفد التمعت عينيه يشراسة بثت الرعب بقلب عبظ المنعم =كنت بتعمل ايه النهارده مع سالم و الشنطه اللى ادهالك دى كان فيها ايه...؟!
ظل عبد المنعم صامتاً عدة لحظات مدركاً بانه لا يوجد مفر من قول الحقيقه فقد كشفه عز الدين بالفعل هتف سريعاً بذعر فور ان رأى ياسين يتقدم منه بخطوات متواعدة بطيئة
=هقول..هقول يا باشا على كل حاجة
ليكمل بصوت مرتجف ضعيف
=سس..سالم بيه هو اللى اتفق معايا ان اقول لحضرتك كده...
تراجع عز الدين بمقعده و قد تحجرت عينيه بقسوة مرعبة فلم يكن متفاجئاً كثيراً فقد كان يعلم سابقاً ان شقيقه هو الذى وراء كل هذا لكن برغم ذلك فقد ألمه سماع ما يؤكد ذلك...
اشار بصمت الى ياسين الذى كان واقفاً بوجه جامد حاد ليفهم على الفور ما يريده منه
اخرج هاتفه على الفور ندمتصلاً باحدى الاشخاص وت١ تحدث به ببضعة كلمات
دخل المكان بعد عدة لحظات رجلين ضخمين من رجال عز الدين يسحبون خلفهم سالم الذى كان يبدو بحاله يرثى لها حيث كان يبدو عليه الحطام كما لو ان سيارة مسرعة قامت بدهسه عدة مرات حيث كانت الدماء تنزف من كامل انحاء وجهه و عينيه مغلقة تماما من اثر التورم الذى  بها...
دفعه احدى الرجال بقسوة مما جعله يسقط بحده اسفل قدم عز الدين
حاول النهوض ببطئ متمسكاً بساق عز الدين و هو يتمتم بصوت مرتجف ضعيف
=كده يا عز ...تعمل فى اخوك كده
انتفض عز الدين مبعداً بحده يده التى كانت تتمسك بساقه   ليعاود السقوط مرة اخرى بعد ان اختل توازنه..
التفت عز الدين نحو ياسين ثائحاً بشراسةو هو  يشير برأسه نحو عبد المنعم
=خد الكلب ده برا و سلمه للبوليس اللى بيدور عليها بقاله كام سنه بس قبلها مش عايز عضمه واحده فى جسمه تبقى سليمه ؟!
صاح عبد المنعم بذعر فور سماعه كلماته تلك
=لا ....يا باشا وحياة حبيبك النبى ما تسلمنى للبوليس ...انا عليا احكام تعدى ال١٥ سنه...كده هروح فى داهيه و نبى يا باشا لا
ظل يصرخ هاتفاً برجاء بينما كان يصحبه ياسين بقوة للخارج لكن لم يعره عز الدين اهتماماً حيث كانت عينيه مسلطه فوق سالم الذى كان جاثياً فوق الارض و قد شحب وجهه بشدة مدركاً بانه قد تم كشف امر جميع الاعيبه تمتم بصوت مرتعش
=عز.....
لكنه توقف عن تكملة جملته مبتلعاً لعابه بذعر فور ان حدقه عز الدين بنظرة حادة اخرسته علي الفور
انحنى نحوه عز الدين قابضاً فوق ياقته ساحباً اياه بحده حتى اصبح يقف امامه اخذ يهزه بقوه متمتماً من بين انفاسه الحارقه
=بتتفق عليا...و على مراتى يا وسخ يا واطى
صاح سالم سريعاً متمتماً بارتباك محاولاً الخروج المأزق الذى وقع به عالماً بان عبد المنعم قد أخبره بكل شئ
=كذب...كذب يا عز صدقني...الواد ده ..ده بيكدب
ليكمل و قد ضربت رأسه فكرة لعينه
=تلاقى حياء هى اللى اتفقت معاه يقول كده علشان تخرج من الليله دى لما عرفت انك عرفت خطتها الوسخه اللى زيها دى.........
لم يدعه عز الدين يكمل جملته حيث اندفع نحوه يسدد له لكمات سريعة قويه متتالية اسالت الدماء من انفه و فمه و هو يصيح بشراسة و قد اعماه غضبه
=اسمها ميتنطقش على لسانك النجس ده  تانى ....مراتى انضف منك و من الاشكال الوسخه اللى تعرفها..... 
ليكمل وهو يلكمه بحده بمعدته صائحاً بشراسة متجاهلاً صرخات شقيقه المتألمة
=ايه يا اخى كميه الغل و الحقد اللى جواك من ناحيتها دى ... ايه
كرهك لها عماك لدرجة خلتك تعقد تخطط لمجرد بس انك تأذيها
ليكمل بشراسهة وهو يشير نحو صدره
=مفكرتش وانت بتأذيها بالشكل ده انك بتأذينى معها ...بلاش كل ده مفكرتش انها بنت عمك ..من لحمك و دمك
اخذ سالم يضحك لهستربة متمتماً من بين ضحكاته تلك قائلاً
=ومين قالك ان حياء هى اللى كنت عايز أأذيها .....؟!
ليكمل من بين اسنانه وهو يضطلع نحوه بغل و كره
=انا لو كنت عايز أأذى حد فى الليله دى فكنت عايز أأذيك انت...
اهتز جسد عز الدين بعنف كمن ضربته الصاعقة فور سماعه كلماته تلك هامساً بصوت لاهث متقطع
= تأذينى ...انا ....؟!
انتفض سالم واقفاً على قدميه  و هو بهتف بحده
=ايوه انت ...انت عز الدين بيه المسيرى اللى  طول عمره المميز عني فى كل حاجة صاحب السلطة ..اللي بكلمه منه الدنيا تتهد و تتبنى من جديد في ثانية ..اللي الكل بيعمله الف حساب حتي ابونا  بجبروته بيعملك حساب و انا...انا هوا جنبك حتي نهى اللي هي مراتي بتحترم كلمتك اكتر مني انا...انا اللي المفروض جوزها ........
ليكمل بسخريه لاذعة و عينيه تنضحان بالحقد
=ولا فخر بيه اللي ميدخلش اي مكان الا و يتكلم عن انجازات  العبقرى ..ابنه اللي قدر يعتمد علي نفسه ويبني اكبر اسطورة شركات فى الشرق الاوسط بعيد عن شركة العيلة.....
وقف عز الدين يستمع الى كلماته تلك شاعراً بالدهشة تتملكه غير مستوعباً كم الغل و الحقد الذان ينبثقان من داخل شقيقه
اكمل سالم بحده و قد اعماه حقده
=عز الدين المسيرى اللى البنت الوحيده اللى حبتها فى حياتى اول ما شافته سابتنى و رمت نفسها عليه.....
قاطعه عز الدين بقسوة
=البنت اللى حبتها....!!!
قول الزباله اللى عرفتها على مراتك و هى حامل ولما لقت صيد اكبر منك رمتك و جريت عليه....
صاااح سالم بغضب
=بس حبيتها...وانت كنت السبب فى انى خسرتها....
قاطعه عز الدين بغضب مرمقاً اياه بنفور و اشمئزاز
=يا اخى احترم نفسك...
احترم نفسك و لو لمرة واحدة ..؟!
ليكمل متمتماً من بين اسنانه بشراسة ناكزاً اياه بقوه فى كتفه
=انت محبتهاش...انت حبيت الدور اللى عيشتك فيه المظلوم اللى يا عينى حبيبته سابته علشان اخوه الشرير ...يا اخى احمد ربنا على ان نهى مراتك سامحتك على وساختك دى وقبلت ترجعلك ..احمد ربنا على بنتك وحياتك.....
قاطعه سالم صائحاً بسخرية لاذعة
=حياتى...؟! هى فين حياتى دى
ما انت كوشت على كله...حتى لما حاولت ادمرلك حياتك.. دمرت حياتى بدالها....
ليكمل بحده فاركاً ذراعه بقوه
=حتى حياء اللى  قولت عليها  هتمررلك حياتك و تسودها حبيتها و هى كمان وقعت فيك وحبتك و عايشين فى سعادة
تمتم عز الدين منصدماً من كلماته التى تنبثق منها الغل
=ايه يا تخى كمية الكره اللى فى قلبك دى ..ده انت لو شيطان مش هتفكر بالشكل ده
انهى كلامه متوقفاً عدة لحظات بصمت قبل ان يتمتم بهدوء
=من النهاردة مشوفش وشك  لا فى الشركة ولا فى القصر
صاح سالم بحده
=ليه ان شاء الله كان بيتك ولا شركتك علشان تطردنى منهم ...البيت والشركة ملك العيله مش ملكك
رمقه عز الدين ببرود قبل ان يتمتم بهدوء
=لا ملكى...فاكر لما الشركة اتعرضت للافلاس و كل الاملاك كانت هتتعرض فى مزاد و انا اللى روحت دفعت الفلوس للبنك...يومها بابا اصر يكتبلى كل حاجه باسمى...
ارتسم معالم الارتعاب فوق وجه
سالم فور ان ادرك معنى كلماته تلك عالماً بانه قد خسر كل شئ لكنه افاق من جموده هذا مندفعاً نحو عز الدين محاولاً لكمه بوجهه وهو يصيح بشراسه
=اهااا يا واطى حتى الشركة و القصر لهفتهم
تفادى عز الدين لكمته تلك ممسكاً بذراعه يلزيهخلف ظهره  بقسوة و هو يسبه بافظع الشتائم راكلاً اياه بساقه بقوة مما جعل سالم ينحنى فوق الارض ممسكاً بها و هو يصرخ متألماً
ابتعد عنه عز الدين اخيراً و هو يلهث بشدة بينما وقف سالم بجسد مرتجف مدلكاً بيده ساقه تمتم عز الدين بحده متناولاً من فوق الطاوله عدة اوراق ملقياً اياها بوجه سالم
=الواطى اللى بتقول عليه لهف كل حاجه كان بيجهز الاوراق علشان ينقلك  الشركه و القصر باسمك
ليكمل و هو ينحنى فوقه متمتماً بوحشية
=بس و دينى يا سالم بعد اللى عملته ده ما هتشوف منى جنيه واحد
شعر سالم بالبرودة تزحف بداخله همس بصوت مرتجف
=طيب و هصرف منين انا مملكش جنيه واحد....
قاطعه عز الدين و هو يبتعد عنه مستعداً لمغادرة المكان
=ميخصنيش....
ليكمل عندما وصل الى باب المخزن
=نهى مرحب بها طبعا تفضل فى القصر ده بيتها...لكن لو حبت تروح معاك...انا مش همنعها
صاح سالم من خلفه بصوت منتحب
=عز استنى... عز متسبنيش و تمشى...
ظل سالم على صياحه هذا حتى بعد مغادرة عز الدين للمكان دافناً وجهه بالارض منفجراً ببكاء مرير 
!!!!****!!!!****!!!!****!!!!
دخلت حياء الى الغرفة وهى تدندن بفرح بعد عودتها من التسوق مع نهى التى اصرت ان يبتاعوا ملابس خاصة لطفلها فبرغم ان لم يعلم احد من العائلة بعد بامر حملها هذاالا ان زوجة عمها فريال قد شكت بالامر عندما رفضت حياء تناول الكثير من انواع الطعام اثناء الافطار مما جعلها تصب كامل اهتمامها وتركيزها عليها و  عندما سألت حياء عن الامر اكدته لها على الفور مما جعل فريال تنفجر بالبكاء بسعادة ضاممه اياها اليها فى بادئ الامر تعاملت معها حياء ببرود فهى لم تنسى ما فعلته بها بعد لكن فور ان ضمتها اليها بحنان وهى تبكى بسعاده و فرح لم تستطع حياء ان تظل على برودها هذا متفاعله معها هى الاخرى ..
خرجت حياء  من افكارها تلك متجمدة بمكانها عده لحظات عندما وقعت عينيها على عز الدين الذى كان جالساً فوق الأريكة و هو محنى الرأس و قد ارتسم الحزن  و الالم فوق وجهه
القت  على الفور بحقائب مشترياتها فوق الارض  متجهه نحوه سريعاً جالسة على عقبيها امامه محيطه وجهه بيدها متمتمه بلهفة
=مالك يا حبيبى فى ايه ؟!
جذبها عز الدين سريعاً من ذراعها منهضاً اياها من جلستها تلك هامساً بصوت ضعيف
=بلاش تقعدى كده ..غلط عليكى
ثم جذبها بحنان مجلساً اياها فوق ساقه اخذت حياء تضطلع بقلق الى وجهه الذى كان يكسوه الحزن والالم هامسة بصوت مرتجف
=فى ايه يا عز ...مالك يا حبيبى ؟!
همهم مجيباً اياها بصوت منخفض و هو يدفن رأسه بعنقها محيطاً جسدها بذراعيه ضامماً اياها اليه بقوه شاعراً بالخوف عليها يسيطر عليه فبعد خيانة شقيقه له لم يعد يعلم بمن يجب عليه ان يثق به بعد الان.. يرغب باخفاءها بعيداً عن جميع من حوله حتى لا يأذوه بها...كما حاول شقيقه ان يفعل
=مفيش حاجة ..يا حبيبتى شوية مشاكل فى الشغل مش اكتر...
احاطت رأسه المندس بعنقها بحنان متخلله خصلات شعره مدلكه اياه و هى تمتم بشغف
=يغور الشغل اللى يخلى حبيبي يزعل بالشكل ده
ابعدت رأسه عن عنقها مقبله جبينه بحنان هامسه
=فداك الدنيا كلها يا حبيبى ... متزعلش نفسك كل حاجة و لها حل صدقنى ...
اومأ لها رأسه بصمت  راسماً ابتسامة لطيفة فوق شفتيه مقبلاً عينيها بحنان هامساً من بين انفاسه الحارقه
=بحبك يا قطتى....
اسندت جبينها فوق جبينه هامسه امام شفتيه بشغف
=و انا بعشقك يا عزى...
ضغط شفتيه فوق شفتيها فى قبله رقيقة حارة ابتعد عنها بعد عدة لحظات ممرراً يده بحنان بين خصلات شعرها الحريرى متأملاً  بشغف وجنتيها المصبوغتين باللون الاحمر لكنه افاق من تأمله هذا على صوت طرقات خفيفه فوق باب غرفتهم نهضت حياء من فوق ساقيه متجهه نحو الباب تفتحه لتجد انصاف تقف امام غرفة تحمل بين يديها كوباً من العصير
=العصير اللى طلبتيه قبل ما تطلعى اوضتك يا حياء هانم
تناولته منها حياء شاكره اياها قبل ان تغلق باب الغرفة خلفها...
انتفض عز الدين واقفاً قائلاً باقتضاب مشيراً بحده برأسه نحو كوب العصير الذى بيدها
=ايه ده ...؟!
اجابته حياء باضطراب و هى ترفع الكوب امام عينه
=عصير يا حبيبى...
خطف عز الدين منها الكوب بحده عندما وجدها ترفعه الى شفتيها تحاول الارتشاف منه متمتماً باقتضاب شاعراً بالقلق يجتاحه فبعد ما فعله شقيقه لا يمكنه ان يثق باى شخص بهذا المنزل كما ان نهى تعلم بامر حمل حياء وبالتأكيد قد اخبرت سالم بهذا
=من هنا و رايح متشربيش او تاكلى اى حاجه فى البيت ده ...
همست حياء بدهشه تضطلع اليه  كما لو نما له رأساً اخر
=ازاى يعنى يا عز....؟!
اقترب منها قائلاً بهدوء فهو يعلم بان كلماته تبدو غريبه بالنسبه اليها
=هتفق مع مطعم يجبلك كل الاكل اللى نفسك فيه و ياسين هيبقى  يوصلهولك بنفسه لحد اوضتك
ليكمل سريعاً و هو يضغط بيده فوق جبينه فقد بدأ الالم يعصف براسه
=و لا اقولك هجبهولك انا بنفسى..
هتفت حياء بحده
=ايه اللى بتقوله ده يا عز ماله الاكل اللى هنا ..انا مش فاهمه...
وضع الكوب فوق الطاولة ثم التفت اليها مرة اخرى محيطاً خصرها بذراعيه جاذباً اياها بالقرب منه ضامماً اياها الى صدره بشدة كما لو كان يرغب بتخبئتها به فلا يزال خوفه عليها يسيطر عليه فاقرب الناس اليه واليها من قاموا باذيتهم فوالدتها قامت بتشويه سمعتها طاعنه اياها فى شرفها من اجل الاموال حيث ظل يفكر ما الذى بجعل زوجة عمه تفعل ذلك بحياء فلم يجد الا المال
اما شقيقه فقد اذاه و حاول ضربه هو الاخر فى ظهره...
همهمت حياء ساخطه دافعه اياه بصدره بخفه
=عز ...فهمنى ايه اللى بيحصل بالظبط مينفعش كل مره تبق....
لكنها ابتلعت باقى جملتها عندما  شعرت بجسده يرتجف بقوة احاطته بذراعيها تضمه  اليها ممرره يدها بحنان فوق ظهره محاولة تهدئته هامسه بقلق
=مالك يا حبيبى ...فيك ايه ؟!
ابتعد عنها ببطئ متمتماً بوجه محتقن بشدة حيث لم يعد يمكنه ان يخبئ عليها الامر اكثر من ذلك
=حياء .....مامتك هى اللى كانت ورا كل اللى حصلك..؟!
هزت حياء رأسها بعدم فهم
=اللى حصلى...؟!
اجابها بارتباك  شديد
=هى اللى اتفقت مع الراجل اللى دخل اوضتك وعملت كل الفيلم ده علشان تخلينى اضطر اتجوزك  ....
همست حياء بصوت مرتجف ضعيف
=اتفقت...اتفقت..ازاى... ؟!
اجابها  و هو يضطلع بقلق الى وجهها الذى شحب بشدة
=اتفقت مع عبد المنعم يدخل اوضتك  و اول ما يدخل يكلمها تطلع وتعمل الفيلم اللى هى عملته......
لكنه قاطع جملته  بذعر عندما شعر بجسدها يتراخى بين ذراعيه متمتماً اسمها بلهفة
=حياء.....
اسندت حياء جبهتها فوق كتفه محاولة ابعاد الدوران الذى اصابها تنتحب بصمت لكنها عندما شعرت بيده تمر بحنان فوق ظهرها مقبلاً اعلى رأسها اخذت شهقات بكائها تتزايد بقوة لا يمكنها تخيل ما فعلته والدتها بها فبرغم انها كانت تعلم انها قد كذبت بامر ان هذا الرجل قبلها الا انها لم تتخيل ان تكون هى من وراء كل ذلك....حتى تجبر عز الدين على الزواج منها 
شدد عز الدين ذراعيه من حولها عندما شعر بجسدها يهتز بقوه بسبب شهقات بكائها التى اخذت تتعالى تاركاً اياها تخرج ما بداخلها شاعراً بقلبه يتمزق و هو يراها بتلك الحاله لاعناً والدتها التى تسببت فى المها بهذا الشكل...
حملها بين ذراعيه ليستلقى فوق الفراش وهو لا يزال ضامماً اياها بين ذراعيه ممرراً يده بحنان فوق ظهرها محاولاً تهدئتها بينما لازالت هى دافنه وجهها بعنقه تنتحب بصمت....
بعد مرور عدة دقائق...
رفعت حياء وجهها تضطلع اليه قائله بصوت اجش ضعيف من اثر بكائها
=ليه تعمل فيا كده...مصعبتش عليها والكل كان عمال يبهدل فيا ...مفكرتش وهى بتطعنى فى شرفى اللى ممكن اتعرضله...
لتكمل بصوت منخفض منكسر
=كل ده علشان تجبرك انك تتجوزنى..طيب انت ذنبك ايه تدبس فى حاجه زى دى....
قاطعها على الفور رافعاً رأسها اليه
=هششش... اوعى اسمعك بتقولى الكلام ده تانى مامتك لو فى حاجه واحده ممكن تخلينى ارحمها من اللى عملته فيكى هى انها كانت السبب فى انى اتجوزك......
ليكمل مقبلاً وجهها قبلات متتاليه حنونه من بين كلماته
=انتى نعمه ربنا رزقنى بها...النور اللى نور حياتى و قلبى اسعد يوم فى حياتى كله لما مضيت على عقد الجواز و بقيتى ملكى لوحدى
خف انتحاب حياء و هى تستمع الى كلماته تلك شاعرة بقلبها يتضخم بداخل صدرهت همست اسمه بصوت منخفض لكنه انحنى ضاغطاً شفتيه فوق شفتيها متناولاً اياها فى قبله حاره رقيقه ممرراً يده بحنان فوق جانب وجهها.....
!!!!****!!!!****!!!!****!!!!
كان سالم جالساً بغرفته فى احدى الفنادق التى اقل ما يقال عنها رديئة عندما سمع طرقاً خفيف فوق باب غرفته لتدخل بعدها تالا تهتف وهى تضطلع باشمئزاز بانحاء الغرفة المتهالكة
=ايه المكان المعفن اللى انت قاعد فيه ده يا سالم بقى ده منظ......
لكنها ابتلعت باقى جملتها شاهقه بفزع عندما وقعت عينيها فوق سالم المستلقى فوق فراش شبه متداعى وكامل وجهه متورم وملئ بالكدمات صاحات بينما ذراعه وسافه ملفوفين بضمادات طبية صاحات تالا
=ايه اللى عمل فيك كده ..؟!
اجابها سالم و هو يعتدل فى جلسته لكنه صرخ متألماً عندما ضغط على ذراعه المصابه لكنه تحامل على نفسه حتى جلس مستنداً الى ظهر الفراش
=عز....
شحب وجه تالا فور سماعها ذلك همست بصوت مرتجف وهى تنظر الى الغرفه الشبه متهالكه والى جسده الشبه مدمر
=اوعى يا سالم يكون اللى فى بالى صح
اومأ لها سالم برأسه قائلاً بهدوء
=ايوه صح ...عز عرف كل حاجه وطربقها فوق دماغى..
صرخت تالا هابطه جالسه فوق المقعد المقابل لسالم بانهيار
=نهار اسود و منيل...نهار اسود و منيل
لتكمل منتحبه ناظره اليه بلهفة
=اوعى تكون جبت سيرتى يا سالم
ابتسم سالم بسخرية مضطلعاً الى الذعر الذى اغرق وجهها
=متقلقيش مجبتش سيرتك...
وضعت تالا يدها فوق صدرها متمتمه براحة
=كنت عارفه انك عمرك ما هتبيع بنت خالتك وانك...
قاطعها سالم قائلا بحده
=سيبك من الشغل بتاعك ده ومتعشيش الدور عليا ...انا لو مجبتش سيرتك فلسبيبن محددين...
همست تالا بشفتين مضغوطتين بتوتر
=اللى هما ...؟!
اجابها سالم بهدوء محاولاً الاعتدال اكثر فى جلسته
=اولاً لانى محتاجك تصلحى الأمور بينى و بين عز...
ثانياً بقى ان قررت اتغير و انسى كل الماضى بوساخته
هتفت تالت بغضب وهى تنتفض واقفه
= و ده من امتى بقى يا سالم بيه ..؟!
اجابها سالم بحده من بين اسنانه
=من النهارده ... انا اكتشفت النهارده لما واجهت عز الدين انى صغير و حقير اوى ....
ليكمل بالم وحسرة مبتلعاً الغصة التى تشكلت بحلقه
=بقى فى الوقت اللى كنت انا بخطط انى أأذيه و أذى حياء كان هو بيحضر الورق علشان ينقلى ملكيه شركة العيلة والقصر بقى انا كنت بحاول اهده و هو كان بيحاول يبننى
ليكمل بقسوة و هو يندفع نحو تالا ممسكاً بذراعها يضغط عليه بقوة مؤلمه مما جعلها تصرخ متألمه
=علشان كده يا تالا قسماً بالله لو عرفت انك رجعتى تخربى عليهم او خططتى حاجه تانيه علشان تأذى حياء هكون محيكى من على وش الدنيا
شعرت تالا برجفه من الذعر تتسلل الى جسدها فور رؤيتها لعينيه التى تلتمع بالقسوة لكنها تمالكت نفسها قائله بهدوء محاوله تهديده حتى تثنيه عن قراره هذا
= و ياترى نهى بقى عرفت اللى انت عملته فى حياء و عز ...
قاطعها سالم بسخريه لاذعه
=ايه هتهددينى بها....
ليكمل ببرود وهو ينفض يدها التى كان لايزال ممسكاً بها
= ريحى نفسك نهى عرفت كل حاجة
هتفت تالا و قد التمعت عينيها بأمل
=اكيد عز اللى قالها و قصد يخرب بينكوا علشان يردلك اللى عملته معاه صح...؟!
اخفض سالم رأسه متمتماً بحسرة
=عز..؟!.. عز لا يمكن يعمل زى ما انا عملت انا متأكد انه عمره ما هيقول لحد على اللى عملته علشان ميصغرنيش فى عينين الكل اكتر ما انا صغير...
عقدت تالا حاجبيها بغضب متمتمه بحده
=اومال مين اللى قال لنهى ؟!
اجابها سالم بهدوء
=انا اللى قولتلها وحكيت لها عن كل حاجه ..طبعاً رفضت انها تيجى معايا و طلبت منى  الطلاق....
قاطع جملته عندما شعر بالدموع تتصاعد إلى عينيه متنفساً بعمق محاولاً تمالك نفسه
=انا اكتشفت انى بحب نهى اوى يا تالا ...بس للاسف اكتشفت ده بعد ما خسرت كل حاجة
اقتربت منه تالا مربته فوق كتفه مؤازاره اياه متمتمه ببعض الكلمات المهدئه له
همس سالم بضعف
=اهم حاجه يا تالا عندى دلوقتى انك تبعدى عن عز و حياء و شوفى حياتك بعيد عنهم
اومأت له تالا وهى تنهض مستعده للمغادرة
=خلاص يا سالم  معتش له لازمه ان اعمل حاجه تانى اديك شوفت كل مره بنحاول نبعدهم عن بعض بيقربوا اكتر
ربت سالم فوق يدها متمتماً بهدوء
=ان شاء الله ربنا هيعوضك
ابتسمت له تالا قائله وهى تقف امام باب الغرفه تستعد للخروج
=وانت متقلقش كل حاجه هترجع زى الاول واحسن.
اومأ لها سالم وقد ارتسم فوق شفتيه شبه ابتسامه ودعته تالا وفور ان اصبحت خارج الغرفة  استندت برأسها فوق باب الغرفة المتداعى تقبض بقسوه فوق مقبضه متمتمه بغل وحقد
=قال اسيبهم فى حالهم قال....
لتكمل بشراسه وهى تزيد من قبضتها فوق مقبض الباب حتى انحبست الدماء فى عروق يدها
=و دينى ما هسيبها تتهنا به ولو ليوم واحد وانا لا هى فى الدنيا دى....
!!!!****!!!!****!!!!****!!!!
كان عز الدين جالساً بمكتبه الخاص يتفحص بعض الاوراق المتعلقة بعمله عندما سمع صوت طرقاً خفيفاً فوق باب غرفة مكتبه لتدخل بعدها انصاف الى الغرفة بخطوات بطيئة متمهلة حتى وقفت امامه قائله بهدوء
=عز بيه ثروت بيه و ناريمان هانم قاعدين فى اوضة الاستقبال و طالبين يقبلوا حضرتك...
انتفض عز الدين واقفاً قائلاً بحده
=عمى و مراته برا دلوقتى ؟!
اومأت له انصاف بالايجاب شاعرة بالدهشة من ردة فعله هذة
ابتعد عز الدين متجهاً نحو باب الغرفه وهو يتمتم بصرامه
=عايزاك تجمعيلى كل اللى فى البيت وتخليهم يستنونى فى اوضه الاستقبال مع عمى و مراته مفهوم اجابته بالايجاب  و هى تتبعه خارجه من الغرفه لتنفيذ امره ذلك ...
دخل عز الدين  الى الغرفة ليجد حياء واقفه ترتدى ملابسها ببطئ اقترب منها على الفور متناولاً منها الفستان النهارى ابيض اللون الذى كانت تحاول ارتداءه ممرراً اياه من فوق رأسها بلطف مساعداً اياها فى ارتداءه و فور ان انتهى من مهمته تلك احاطها بذراعيه ضامماً اياها الى صدره بينما دفنت هى رأسها بعنقه مقبله اياه بحنان زافرة براحه
ابعدها عنه قليلاً هامساً بحذر شديد
=حياء.....مامتك و باباكى قاعدين تحت مستنينا...
شعر بجسدها يتجمد بين ذراعيه فور سماعها كلماته تلك ابتعدت عنه وهى تتمتم بحده
=»بس انا مش عايزه اقابلهم..
اعادها الى ذراعيه مرة تخرى متمتماً بصرامه
=لازم تقابليهم يا حياء ونواجهم باللى عملوه و لازم كل العيله تبقى  موجودة علشان اردلك كرامتك من كل واحد طعنك فى شرفك
ارتجفت شفتى حياء حيث كانت على وشك الانفجار فى البكاء الا انه ضغط شفتيه فوق شفتيها لاثماً اياها بحنان هامساً
=علشان خاطرى متعيطيش محدش فى الدنيا يستاهل دمعه منك حتى انا...
ليكمل وهو يرفع رأسها اليه مسلطاً عينيه بعينيها
=عايز حياء اللى هتنزل معايا دلوقتى تبقى حياء اللى وقفت قصاد الكل ومهماش اى حاجه او اى حد....و عايزك تعرفى انى دايماً معاكى و فى ظهرك و عمرى ما هسمح لاى حدى فى الدنيا دى يأذيكى تانى..
ارتمت حياء فوق صدره تضمه اليها متمتمه من بين انفاسها اللاهثه
=ربنا يخاليك ليا يا حبيبى
قبل رأسها بشغف قبل ان يتمتم
=جاهزه ان ننزل ...؟!
التقطت حياء نفساً عميقاً قبل ان تومأ برأسها بالايجاب....
!!!!****!!!!****!!!!****!!!!
اجتمعت جميع العائلة بغرفة الاستقبال بعد ان ارسل اليهم عز الدين يطلب الاجتماع بهم
فجلسوا ينظرون الي بعضهم البعض بتسائل يرغبون بمعرفة السبب وراء طلبه ذلك...
اقتربت ناريمان من دريه الجالسه بجانبها هامسه بصوت منخفض
=انا هحكى لعز على كل حاجه النهاردة
اقتربت منها دريه قائلة وهى تضغط على يدها
=حياء حامل...
اهتز جسد ناريمان كمن ضربته الصاعقه فور سماعها ذلك هتفت و قد بدأت الدموع تملئ عينيها
=بجد...بجد يا نينا
ابتسمت دريه مربته على يدها قائلة
=بجد..بس خدى بالك عز لسه مقلش لحد بس انا عرفت بطريقتى...
اقتربت منها ناريمان اكثر هامسه بصوت منخفض مرتعش
=طيب ليه متكلمتيش مع عز وحكتيله على كل حاجه؟!
اجابتها دريه بهدوء
=كنت مستنية انكوا ترجعوا علشان نعقد ونتكلم معاه احنا التلاته..الموضوع مش سهل يا ناريمان........
لكنها قاطعت جملتها عندما رأت عز الدين يدخل الغرفة بينما حياء بجانبه  يلف ذراعيه حول خصرها بحماية  اتجه بها حتى اجلسها فوق احدى المقاعد ضاغطاً على يدها بحنان مشجعاً اياها ....
ظلت حياء مركزة نظراتها فوق عز الدين الذى كان يقف امامها محاولة عدم الالتفاف نحو والدتها والصراخ عليها لما فعلته بها...
جذب انتباهها صوت عز الدين الذى وقف بمنتصف الغرفه بجانب شاشة التلفاز العملاقه قائلاً بهدوء
=طبعاً كلكوا مستغربين انا جمعتكوا النهارده ليه
ليكمل وهو يستدير نحو شاشة التلفاز يضغط على احدى ازرار جهاز التحكم
=قبل ما اقول اى حاجة ياريت تتفرجوا على الفيديو ده...
بدأت الشاشة تعرض مشاهد عبد المنعم و هو يقتحم غرفة حياء
صاح والده بغضب و هو ينتفض واقفاً فور مشاهدته اذلك المقطع
=ايه اللى انت بتعمله ده يا عز....احنا مش قافلنا الموضوع ده من زمان...
اجابه عز الدين بهدوء وعينيه تنصب بغضب فوق ناريمان التى اصبح  وجهها شاحب كشحوب الاموات
=لا متقفلش ...
ثم استدار نحو التلفاز واضعاً بها فلاشه اخرى ليظهر مقطع فيديو اخر لعبد المنعم وهو جالساً مقيداً باحدى المقاعد اخذ يعترف باتفاقه مع ناريمان و كيف ساعدته على اقتحام غرفة حياء تعالت الشهقات المنصدمة من جميع الحاضرين
نهضت فريال هاتفه بحدة وهى تنظر الى ناريمان باشمئزاز
=انتى ام انتى....ازاى تعملى فى بنتك كده....
نهضت ناريمان متجاهله صراخ الجميع عليها متجهه نحو حياء الجالسه برأس منخفض و جسد مرتجف جلست على عقبيها امامها ممسكه بيدها برجاء
=حياء..
لتكمل بانتحاب عندما نفضت حياء يدها مبعده اياها عنها
=والله يا حبيبتى عملت كل ده علشان مصلحتك....
اقترب منهم عز الدين مبعداً ناريمان عن حياء بحده هاتفاً بغضب
‏=كلامك توجهيه ليا انا....
‏ليكمل هاتفاً بشراسه وعينيه تشعان بنيران الغضب
‏=افتكرتى انها بنتك دلوقتى بعد ما رمتيها فى النار ..كل ده علشان ايه علشان شوية فلوس تبعى بنتك و تطعنيها فى شرفها...
‏ اخذت ناريمان تنتحب بشدة وهى تتمتم بصوت مضطرب ضعيف
‏=والله كان غضب عنى ...انا.....
صاح عز الدين بغضب اهتز له ارجاء المكان
=نأبك طلع على فشوش من النهاردة تنسى ان ممكن تاخدوا منى جنيه واحد اوعى تكونى فاكره مش عارف انتوا عملتوا ليه كده.....
ليكمل مشيراً الى ثروت الذى كان يجلس باحدى اركان الغرفة منطوياً على نفسه
=طبعاً داين نفسه من جديد و مقدرتوش تيجوا تطلبوا منى اسدد ديونه زى كل مرة ....
ليكمل من بين اسنانه بقسوة
=كنتوا تعالوا واطلبوا منى مكنتش هقول لا لكن انكوا تطعنوا بنتكوا فى شرفها علشان شوية فلوس....
قاطعته دريه  التى كانت تتابع ثورة غضبه تلك عالمه بانه اصبح  خارجاّ عن السيطرة و
=عز.....مرات عمك مالهاش ذنب ...انا اللى خططت لكل ده
حل الصمت على جميع الجالسين كمن اصابتهم صاعقة بينما اخذت حياء تضطلع اليهم باعين متسعة كأنها تشاهد فيلماً لالتلفاز ليس له علاقه بها اقترب منها ببطئ قائلاّ بارتباك و هو يشعر بالتشوش
=انتى .. انتى ازاى ...؟!
وقفت درية مقتربة من ناريمان التى كانت منهارة تربت بحنان فوق كتفها قائله بهدوء
=ايوة يا عز انا.. انا اللى اجبرت ناريمان تنفذ خططتى دى ....
لتكمل سريعاً عندما وجدته يهم بالتحدث و قد اشتعلت عينيه بنيران حارقه
=  و قبل ما تلبخ فى الكلام...طبعاً كل اللى عملناه ده مكنش بسبب الفلوس ولا علشان خاطر عمك ..منكرش انه مديون بس اللى عملناه ده عملناه علشان نحمى حياء...
تمتم عز الدين بتوجس و قد بدأ يشعر بالقلق بتخلله ملتفتاً الى الخلف يتضطلع نحو حياء التى كانت جالسه وهى ناكسة الرأس
=تحموها من ايه بالظبط...؟!
زفرت دريه باستسلام قائله بصوت يتخلله التردد
=من داوود... الكاشف...
شعرعز الدين بالدماء تتجمد فى عروقه فور سماعه ذاك الاسم لكنه افاق من تجمده هذا عندما التفت وتضطلع نحو حياء التى شحب وجهها كشحوب الاموات فور سماعها كلماتها تلك كالورقه  بينما جسدها اخذ يرتجف بعنف اتجهه نحوها على الفور جالساً على عقبيه امامها محيطاً وجهها بين يديه هامساً اسمها بلهفة
هزت رأسها ببطئ وهى تمتم بصوت مرتجف ضعيف
=عز انا عايزة امشى من هنا..
ضغط على يدها بحنان قبل ان يرفعها الى شفتيه مقبلاً اياها
=استحملى علشان خاطرى 5دقايق  بس  .. تمام ؟!
اومأت له حياء بصمت لينهض مبتعداً عنها متجهاً مرة اخرى نحو درية قائلاً بتجمد
=ماله داوود الكاشف؟!
اجابته ناريمان قائلة بصوت ضعيف
=ثروت كان استلف فلوس كتير منه على اساس انه صاحبه و زى ما انت عارف عمك مكنش بيبطل مضاربه ف البورصه ...
و فى يوم عيد ميلاد حياء ثروت عزمه زى ما عزم كل اصحابنا و من يومها بدأ يغرق ثروت فى الديون لحد ما جه فى يوم و قالنا انه عايز ياخد حياء مقابل الديون اللى علينا طبعاً رفضت و طردته
لتكمل بانتحاب شديد بينما دريه تضغط على يدها مشجعه اياها لكى تكمل
=من يومها و بدأ يبعتلى فى تهديدات و انه حتى لو انا مسلمتهاش بايدى له هيخطفها هو.....لحد ما فى يوم لقيته باعت رجالته وبقوا محاوطين البيت ٢٤ ساعه وقتها قررت ان اخدها وانزل مصر اتحمى فيك...
قاطعها عز بحزم قابضاً يده بجانبه بقوه حتى ابيضت مفاصل يده
=وليه مجتيش قولتيلى على كل ده بدل اللى انتوا عملتوه...
اجابته هذه المره دريه و هى ترمق ثروت الذى كان يتابع كل هذا بصمت و قد اصبح وجهه شاحب
=عمك كدب علينا وقال انه طلب مساعدتك و انت رفضت
التفت عز نحو ثروت يصيح بحده
=انت جيت قولتلى و انا رفضت اساعدكوا
هز ثروت رأسه بصمت بالنفى
همست ناريمان بضعف
=كدب علينا يا عز خاف يقولك تكتشف انه زور امضتك على الشيكات اللى مضيها لداوود
اقترب منه عز الدين وعينيه تنشب بالنيران صائحاً بشراسة
=انت ايه بالظبط صنفك ايه..
لكن والده وقف بجانبه يجذب ذراعه قائلا بحزم
=اهدى يا عز ده مهما كان عمك
صاح بحده و هو
=عمى مين... اللى يعمل فى بنته كده يفضل نفسه على بنته ويطعنها فى شرفها علشان الفلوس ...
قاطعه ثروت قائلاً بصوت منخفض مرتبك
=انا معملتش كده علشان الفلوس انا ...انا كل همى و خوفى كان على حياء
نهضت حياء مندفعه نحو والدها كمنفجره بغضب مخرج جميع ما بداخلها فقد كانت جالسه تستمع اليهم منذ بداية الامر  و هى صامته لكنها لا يمكنها الصمت اكثر من ذلك هتفت بشراسه وهى تنظر الى كل من والدتها و والدها بنفور  واستياء
=كلكوا كداين محدش فيكوا فكر فيا...كل اللى عملتوه..عملتوه علشان نفسكوا  مش علشانى 
لتكمل ملتفته نحو والدتها وجدتها تهمس بحرقه و الم
=حد فيكوا فكر ان الموت كان ارحملى من ان اتحط فى موقف زى اللى حطتونى فيه وخليتوا الكل يطعنى فى شرفى....
مفكرتوش لو واحد تانى غير عز كان ممكن عمل فيا ايه...
قاطعتها والدتها بانتحاب
=مين قالك انى مفكرتش فى كل ده بس  مكنش قدامى حل غير ده الا لو كنت عايزه اسلمك بايدى لواحد سادى مريض كان هيدوقك الوان العذاب
قاطعتها حياء صارخه بهستريه
=ياريتكوا كنتوا رمتونى له ولا انكوا عملتوا فيا كل ده...
اقتربت منهاوناريمان محيطه كتفي حياء  بيديها  وهى تهمس بانكسار
=مكنش ينفع ارمبكى بايديا فى النار ...انا كنت عارفه ان عز راحل وهيقدر يميز جوهرك النضيف اول ما يقرب منك ...  صدقينى يا حياء انتى اغلى حاجه عندى
انتفضت حياء مبتعدة عنها بحده تتراجع الى الخلف ببطئ حتى اصطدمت بصدر عز الدين الذى كان يقف خلفها مباشرة استدارت على الفور دافنه وجهها بصدره وهى تتمتم من بين انتحابها الهستيرى
=كفايه.. ابعدوا عنى انا مش عايزه اعرفكوا تانى... ابعدوا عنى
احاطها  عز الدين بذراعيه بحمايه
هامساً لها محاولاً تهدئتها
=اهدى يا حبيبتى...علشان خاطرى اهدى
كانت تالا جالسه تتابع ما يحدث بصمت سشاعرة بالنيران تندلع بداخلها وهى ترا عز الدين يحيط حياء بكل هذا القدر من الحب والحمايه فلم تشعر بنفسها الا وهى تنتفض واقفه قائله بخبث
=انت متعرفش اللى كمان سالم  عمله يا اونكل فخر
التفت اليه عز الدين سريعاً موجهاً اليها نظىرة تحذيرية صارمه الا ان تالا تصنعت عدم الفهم و اكملت بهدوء
=مش اتفق مع الراجل اللى دخل اوضة حياء انه يكدب على عز الدين ويفهمه ان حياء هى اللى اتفقت معاه يعمل كده علشان تدبس عز الدين فى جوازها وانها طمعانه فى فلوسه ...
لتكمل بخبث متصنعه الحزن
=و للاسف عز الدين صدقه و....
صرخ عز الدين بغضب مرمقاً اياها بنظرة دبت الذعر بداخلها
شعرت حياء بالم يكاد يحطم روحها الي شظايا فور سماعها كلمات تالا تلك انتفضت مبتعدة عنه تضطلع اليه بعينين متسعه هامسه بصوت مرتجف
=الكلام ده حقيقى..؟!
ظل عز الدين صامتاً لا يدرى ما يجب عليه قول شاعراً بقلبه يقصف كالاعصار بداخله لكنه افاق من جموده هذا عندما رأها تركض مغادرة الغرفة
هتفت ناريمان باسمها وهى تركض خلفها محاوله اللحاق بها الا ان عز الدين قبض على ذراعها بقسوة متمتماً من بين اسنانه
=على فين...؟!
همست ناريمان بانتحاب وهو تحاول الافلات من قبضته
=سيبنى يا عز ...انا لازم اتكلم معها
هتف عز الدين بحده
=محدش فيكوا انتوا التلاته هيقرب منها الا لما تهدى.. و لو هى سامحتك و حبت تتكلم معاكى هتلقينىبنفسى  موصلها لحد بيتك
اخفضت ناريمان رأسها بانكسار هامسه باستسلام
=عندك حق...اللى عملناه فيها مكنش قليل ومش هتتقبل مننا اى كلام دلوقتى ...
ليكمل و هو ينفض يده بحدة عنها وهو يتضطلع اليهم بقسوة
=حياء حرة تسامحكوا او لاء دى حاجه ترجعلها بس من هنا و رايح تنسوا ان فى حياتكوا حد اسمه عز الدين  لان حتى لو هى نست وسامحتكوا على اللى عملتوه فيها انا مش هنسى..
همست دريه بضعف و قد امتلئت عينيها بالدموع محاوله استعطافه
=عز....
وقف عز الدين يتضطلع اليها عدة لحظات بتردد قبل ان يلتفت ويغادر الغرفة سريعاً للحاق بحياء
!!!!****!!!!****!!!!****!!!!
وقف عز الدين  بخارج الغرفة محاولاً فتح بابها لكنه كان موصداً من الداخل اخذ يضرب بقبضته بقوة فوق الباب وهو يهتف بحده
=حياء...افتحى الباب
لكنه صرخ  بحده اكبر عندما لم يتلقى منها رداً
=افتحى الباب بدل ما اكسره
وصله صوتها المخنوق من خلف الباب
=امشى يا عز و سبنى لوحدى  علشان خاطرى
تنفس عز الدين بعمق محاولاً تهدئت نفسه ممتماً بهدوء
=افتحى يا حياء و خالينا نتكلم
هتفت حياء بهستريهة
=مش هفتح و ابعد بقى عنى....
لكنها ابتلعت باقى جملتها صارخه بذعر و هى تتراجع الى الخلف بخطوات متعثرة عندما سمعت عده ضربات قوية فوق الباب مما جعله يهتز بشدة وقفت و عينيها مسلطه فوق الباب الذي اخذ يهتز بشده صارخة بفزع عندما انكسر الباب ودخل عز الدين الغرفه
تراجعت الى الخلف متمتمه بحده
=ابعد عنى بدل ما اقسم بالله يا عز اصوت و الم عليك كل اللى فى البيت
ظل عز الدين يقترب منها متمتماً بهدوء فى محاوله منه لتهدئتها
=طيب اهدى علشان خاطرى و خالينا نتفاهم....
قاطعته حياء بحدة
=عايزانا  نتفاهم.. نتفاهم فى ايه فى شكك فيا للمرة التانيه
لتكمل وهى تنظر اليه بعينين متحجرة بالدموع
= ازاى قدرت تصدق انى ممكن اعمل كده ...
همست بينما بدأت دموعها تغرق وجهها
=طيب فى الاول لما صدقت انى بتاعت رجاله وكل الكلام الزبتله اللى اتقال عليا عذرتك علشان وقتها مكنتش تعرفنى ولا عشرتنى
لتكمل من بين شهقات بكائها الحاده التى اخذت تتعالى ضاربه بيدها فوق صدرها لعل الالم الذى يعصف بقلبها يخف قليلاً
=لكن بعد كل اللى ما بنا ده .. ازاى قدرت تشك فيا بالشكل ده
شحب وجه عز الدين فور سماعه كلماتها تلك شاعراً بالندم يتأكله من الداخل بينما ضعف غريب يستولي عليه عندما وقفت تنظر اليه وعينيها تنبثق منها خيبة الامل اقترب منها ببطئ محيطاً وجهها بيديه برقة قائلاً بصوت يتخلله اليأس والندم
=والله غصب عنى ...كل حاجه كانت ضدك حتى مكالمة مامتك مع عبد المنعم كانت ضدك... اوعى تفتكرى انه كان عادى بالنسبالى انا كنت بموت يا حياء.....
ليكمل هامساً بصوت مرتجف بينما شعر بقبضه حادة تعتصر قلبه
=بس شكى ده مطولش اول ماخدت وقتى وفكرت بعقلى عرفت انك لا يمكن تعملى كده
حبى ليكى هو اللى رجعنى ...
انخفض ضاغطاً شفتيه فوق جبهتها هامساً بصوت اجش بينما نظراته تصرخ بعشقه لها
= حياء انا مش بحبك بس..انا بعشقك و حتى لو كان كل اللى اتقال ده حقيقى مكنش هيفرق معايا... منكرش انى اتوجعت فى الاول بس عمرى ما كنت هقدر ابعد عنك او اسيبك
كل الحكاية انى كنت محتاج اقعد وافكر بعقلى علشان اوصل للحقيقه
انتفضت حياء مبتعدة عنه مزيحه  يده التى كانت تحيط وجهها بحده تمتم بقسوة  بينما صدرها يعلو وينخفض بينما تكافح لالتقاط انفاسها...
=زى ما انت خدت وقتك... وفكرت انا كمان محتاجه اخد وقتى....
همس عز من بين اسنانه المضغوطتين بقسوه وقد بدأت البرودة تتسلل الى جسده
=تاخدى وقتك فى ايه بالظبط ؟!
اجابته حياء ببرود وهى تضطلع اليه
=فى ان افكر هقدر ارجع معاك زى الاول ولا لاء....
اهتز جسده بعنف كمن ضربته الصاعقة فور سماعه كلماتها تلك هامساً بصوت ضعيف منكسر
=عايزة تسبينى يا حياء...؟!
ارتبكت حياء فور رؤيتها للالم الذى ارتسم داخل عينيه همت بالنفى حتى تزيح هذه النظر من عينبه لكنها توقفت متجمدة مذكرة ذاتها بقسوة بانها يجب ان تعطيه درساً حتى يتعلم ان يثق بها والا يشك بها مرة اخرى...
تنفست بعمق قبل ان تتمتم ببرود وهى تتجه نحو الفراش
=افهمها زى ما تفهمها ...
اصبحت قدميه كالهلام غير قادرتان على حمله فور سماعه كلماتها تلك شاعراً بالم يكاد يحطم روحه الي شظايا...
ارتمى جالساً بانكسار فوق المقعد الذى كان خلفه بينما يراقبها وقد استلقت بهدوء فوق الفراش شاعراً بالم حاد داخل قلبه يكاد يهزق روحه
بعد مرور اسبوعين....
كانت حياء خلال تلك المدة تعامل عز الدين بجفاف و تجاهل فقد ظل فمنذ تلك الليلة التى اكتشفت بها جميع الاكاذيب و الخطط التى كانت تحاك من خلفها حاول عز الدين كثيراً ايضاح لها الامر و لكنها رفضت الاستماع اليه...
و بالرغم من معرفتها و تأكدها من حبه لها الا ان شكه بها قد ألمها كثيراً لذلك قررت ان تعطيه درساً صغيراً حتى يتعلم الثقة بها و الا يشك بها مرة اخرى مهما حدث فهذه الثقة  سوف تكون الاساس الذى سوف يبنى عليه زواجهم و حياتهم معاً بالمستقبل.....
كما ان والدتها وجدتها حاولوا كثيراً ان يتحدثوا معها خلال تلك المدة لكنها رفضت فبرغم انهم فعلوا ما فعلوه لكى يقوم بحمايتها  الا انهم  ايضاً قد اذوها كثيراً متسببين لها بألام لا تغفر اثناء ذلك لا يمكنها نسيانها بسهولة فهى تحتاج الوقت لكى تهدئ وتحاول مسامحتهم على ما فعلوه بها...
كما ان عمها فخر و زوجته ناريمان باليوم التالى جائوا اليها معتذرين عما فعلوه بحقها واتهماتهم الباطله لها تقبلت منهم اعتذارهم ذلك فهى لا يمكنها لومهم فقد كانت   كل الادله ضدها...
تنهدت حياء بحنق و هى تستند الى ظهر الفراش مراقبه الساعة التى بجانب الفراش فبأى لحظه سوف يدخل عز الدين الى الغرفة الان فهذا هو موعد عودته من العمل قررت حياء ان تبدل نظام الجفاف الذى تمارسه معه منذ اسبوعين و تبدأ بخطه اخرى يمكنها الاستمتاع بها..
ابتسمت بسعادة فور ان تذكرت ما تنوى فعله به فسوف تجعله بنهاية هذا الاسبوع يعلن استسلامه...
امسكت سريعاً بالكتاب الذى كان ملقى فوق الفراش تتصنع قراءته عندما سمعت صوت خطوات عز الدين تقترب من الغرفة...
دخل عز الدين الغرفة ليجد حياء جالسه فوق الفراش تقرأ احدى الكتب وقف عدة لحظات متأملاً اياها بشغف بينما نيران الاشتياق تندلع بقلبه اقترب منها ببطئ و برغم علمه انها لن تجيب عليه كعادتها مؤخراً الا انه تمتم بهدوء
= مساء الخير ...
اخفضت حياء الكتاب مجيبه اياه بهدوء
=مساء النور....
وقف عز الدين متسع العينين عندما سمع كلماتها فمنذ تلك الليله لم تنطق بحرف واحداً معه و قد صدمه اجابتها عليه  الان بعد كل  تلك المدة مما بعث بداخله الامل ...
اتجه نحو الخزانه مبدلاً ثيابه بينما اخذت حياء تراقبه من اسفل الكتاب الذى بين يديه متأمله بشغف عضلات صدره البارزه تنهدت بهيام وعلى وجهها ترتسم ابتسامه حالمه فقد كانت تعشق تفاصيله... لكن الم قلبها ايضاً انه اصبح انحف من قبل فمنذ تلك الليله و هو لا يتناول الطعام بالمنزل كثيراً و ان تناول فيكاد يلمس طعامه فقد كان دائماً شارد الذهن ...
رفعت الكتاب سريعاً امام عينيها متصنعه النظر به وهى عاقده الحاجبين راسمه الجديه فوق وجهها عندما رأته يتجه نحو الفراش ..
شعرت حياء بالتشوش عندما استلقى بجوارها و عينيه مسلطه فوقها حاولت التركيز على الكلمات التى امام عينيها لكن تجمد جسدها فور ان بدأ عز الدين يمرر اصبعه بحركه كالريشة على طول ذراعها العارى هامساً بصوت اجش
=مش ناويه بقى تسامحنى..؟!
تنحنحت حياء وقد شعرت بالنيران تشتعل بجسدها اثر لمسته تلك  لكنها ازاحت يده بعيداً عن ذراعها بحده مديره له ظهرها جاذبه الغطاء حتى عنقها بحمايه حتى لا تضعف متمتمه بحده لاذعه
=تصبح على خير يا عز ..
زفر عز الدين بغضب ممرراً يده بين خصلات شعره باحباط قبل ان يتمتم بصوت مختنق
=و انتى من اهله ...
بعد مرور ساعه...
ظلت حياء مستلقيه بجانبه حتى تأكدت من انه قد استغرق بالنوم بالفعل ابتسمت بمكر و هى تعتدل فى جلستها ..نكزته بيدها فوق ذراعه بحده وهى تتمتم
=عز...عز ...اصحى
لكن عندما لم تجد اجابه منه صرخت باعلى صوت لديها
=عززززززز.....
انتفض عز الدين فازعاً من نومه فور سماعه صرختها تلك اقترب منها على الفور ممرراً يده فوق ذراعيها بلهفه وعينيه تتفحصها بقلق قائلاً بلهاث حاد
=ايه... فى ايه ...مالك يا حبيبتى ..؟!
اجابته حياء ببرود و هى تبتعد عن يده متراجعه الى الخلف تستند اى ظهر الفراش قائلة بهدوء
=عايزة اكل حواوشى...
اخذ عز الدين يتضطلع اليها بصمت عدة لحظات وهو فاغر الفم و عينيه متسعه متمتماً بصدمه
=حواوشى.. ؟!
هزت حياء رأسها بالايجاب قائلة ببرود
=اها حواوشى يا عز . فى ايه
عقد عز الدين حاجبيه قائلاً وهو يضطلع نحو الساعه المعلقه  بالحائط
=حواوشى ايه يا حياء الساعه ٤ الفجر
انتفضت حياء واقفه تضع يديها فوق خصرها قائله بحده
=وانا ذنبى ايه يا سى عز....
لتكمل وهى تضع يدها فوق معدتها التى بدأت فى الاستدارة قليلاً
=البيبى اللى طلب ده دلوقتى....
بعدين ده اسمه وحم يعنى لو مكلتش الحواوشى دلوقتى ممكن يطلع فى جسم ابنى و يشوهه
انتفض عز الدين واقفاً سريعاً متناولاً هاتفه من فوق الطاوله و هو يتمتم بلهفه
=خلاص يا حبيبتى انا هقول لحد من الحرس يروح يجبلك.....
قاطعته حياء قائله ببرود
=انت مش قايلى انك مش هتأمن لأى حد انه يجبلى الاكل طول ما احنا فى البيت ده...ايه مش خايف يحطولى حاجه فيه..؟!
شعر عز الدين بالقلق يعاوده من جديد فور سماعه كلماته تلك اومأ لها قائلاً بجديه
=عندك حق ...خلاص هطلب دليفرى و.....
قاطعته حياء بحدة وهى تهز كتفيها
=مش مضمون برضو ممكن يكون .....
قاطعها عز الدين قائلاً بنفاذ صبر وهو يتجه نحو خزانة الملابس بخطوات بطيئة متعثرة بسبب النعاس الذى لا يزال يسيطر عليه
=خلاص يا حياء اقفلى نشرة المؤامرت الكونية اللى فتحتيها دى ...انا هروح و اجبهولك بنفسى
اومأت له حياء رأسها بالرضا و هى  تبتسم بداخلها على نجاح خطتها تلك....
بعد مرور ساعه..
دخل عز الدين الغرفه و يده محمله بعدة حقائب و ضعها امام حياء التى كانت جالسه تشاهد التلفاز جلس بجانبها متمتماً وهو يمرر يده بحنان فوق بطن حياء المنتفخة قليلاً
=اتفضل الحواوشى يا قلب بابا
شعرت حياء بقلبها يخفق بقوه فور رؤيتها للحنان الذى التمع بعينيه ليتخللها الذنب عندما رأته يتثائب بارهاق وتعب لكنها نهرت نفسها بشده على شعورها هذا مذكرة ذاتها بحدة بخطتها التى بجب ان تستمر عليها...
تناولت احدى ارغفة الحواوشى تقضمها بهدوء لكنها سريعاً ما القتها من يدها مرة اخرى و هى تتمتم بضيق و هى ترفرف بيدها امام فمها
=ايه ده يا عز ..ده حراق اوى ...
عقد عز الدين حاجبيه قائلاً بهدوء
=حراق ازاى ...انا مأكد عليه ميعملوش حراق....
ثم تناول قضمه منه ليتركه من يده ملتفتاً اليها قائلاً
=فين الحراق ده يا حياء..ما هو عادى اهو..
عقدت حياء يدها فوق صدرها وهى تتمتم بحده
=يعنى انا بكدب ..الحواوشى حراق و انا اصلاً غلط عليا اكل اى حاجه حراقه بالشكل ده
لتكمل بخبث وهى تنهض واقفه قائله بحزن مصتنع
=خلاص بقى مش مهم ..هقوم انام و خلاص
كان عز الدين يراقبها وهى تتجه نحو الفراش بوجهها الحزين ذلك الذى جعل قلبه بنقبض بالضيق ....انتفض واقفاً قائلاً فى محاولة منه لمراضتها
=لا استنى انا هنزل اجبلك غيره
على طول...
ليكمل بلهفه هو يتجه نحو باب الغرفة
=اياكى تنامى نص ساعه بالكتير و هكون عندك
اومأت له حياء رأسها بالايجاب بصمت راسمه البرائه فوق وجهها
وفور اختفاءه ارتمت فوق الفراش تضحك بصخب متمتمه
=وولسه انت شوفت لسه حاجه...
كانت حياء حالسع تتناول الحواوشى تحت انظار عز الدين الذى اصرت  عليه ان يشاركها به فقد ظلت طوال الوقت تضع امامه ارغفة الحواوشى حتى تجبره على تناوله مستغليه الامر حتى تطمئن انه تناول القدر الكافى من الطعام الذى اصبح  ينسى امره خلال الفتره الماضيه وعندما بدأ برفض تناول المزيد تصنعت الحزن و انها لن تتناول الطعام هى الاخرى ليسرع عز الدين بتناول الرغيف الذى وضعته امامه سابقاً لتعاود هى الاخرى بتناول طعامها بصمت وهى تبتسم بداخلها بمكر و فور انتهائهم تثائب عز الدين بتعب وهو يتجه نحو الفراش متمتماً باعين نصف مغلقه و هو يستلقى فوق الفراش
=حياء اظبطى المنبه على 8 قبل ما تنامى علشان عندى اجتماع مهم
اومأت له حياء بصمت لكنها شعرت بالذنب يتخللها فوق ان وقعت عينيها على الساعه التى كانت تشير الى ١٥ :٧ صباحاً اى انه سوف ينام اقل من ساعة اتجهت نحو الفراش مستلقيه بجانبه لتجده قد استغرق بالنوم سريعاً اقتربت منه متخلله يدها ب خصلات شعره حالكة السواد مقبله جبينه بحنان قبل ان تلتفت وتعاود الاستلقاء بجانبها الخاص من الفراش ....
!!!!****!!!!****!!!!****!!!!
بعد مرور يومين....
وقف عز الدين بشعر اشعث وعينين نصف مغلقه من اثر النوم بمنتصف الغرفة متمتماً من بين اسنانه
=حياء هو انا مش قبل ما انام سألتك ان كنت محتاجة حاجة اجبهالك قبل ما انام ده اللى هو المفروض من نص ساعه....
ليكمل فاركاً وجهه بغضب عندما ظلت جالسة بمكانها امام التلفاز بهدوء وعينيها مسلطه فوق
=بعدين سمك ايه اللى انتى عايزاه يا حياء انتى اصلاً مبتطقهوش و لا بتاكليه
اجابته حياء بمكر واضعه يدها فوق معدتها المستديرة...
=الحمل يا عز... بيخلى اللى بتحبه تكرهه و اللى بتكرهه تحبه..
ابتلع عز الدين لعابه بصعوبه هامساً بارتباك
=و هو اى بالظبط اللى كنت بتحبيه و بقيتى تكرهيه...
اجابته حياء بهدوء متصنعه البرائه
=الاكل طبعاً...هيكون ايه يعنى..
زفر عز الدين بضيق و هو يلتفت نحو الخزانه ليبدل ملابسه قبل ان يغادر الغرفة متمتماً ببعض الكلمات الغاضبة
بعد مرور ساعة...
كانت حياء جالسه تنظر باعين متسعه بالرعب الى اطباق السمك المختلفه الموضوعه امامها...
التفتت الى عز الدين الذى كان جالساً بجانبها سانداً وجهه بين يديه التى كان يسندها فوق ساقيه مسلطاً نظراته فوقها اشار بيده نحو الصحون التى فوق الطاوله قائلاً بنفاذ صبر
=بقالك نص ساعه بتتفرجى عليهم ..هتاكلى امتى...؟!
ابتلعت حياء الغصة التى تشكلت بحلقها بصعوبة متمتمة بانفاس لاهثه وقد بدأت تشعر بمعدتها تثور احتجاجاً فقد كانت تظن انه سوف يجلب لها الطعام ثم سيذهب للنوم وهى اثناء ذلك سوف تقوم بالقاءه الى القطط التى تربيهم انصاف بالحديقة لكنه جلس بجانبها مصراً على مشاهدتها وهى تتناوله لذا يجب عليها تناوله حتى لا تثير شكه همست بصوت منخفض
=هاكل اهو...
ثم رفعت قطعه من لحم السمك واضعه اياه بفمها اخذت تمضغها ببطئ شاعرة بالغثيان يصيبها حاولت مقاومته قدر امكانها لكنها لم تستطع عندما ابتلعت لحم السمك وضعت يدها فوق فمها سريعاً راكضة نحو الحمام
انهارت فوق الارض مفرغة ما  بمعدتها من اكل بالمرحاض  و هى تتأوه بالم لكنها ضربت صندوق الصرف سريعاً عندما شعرت  بعز الدين يجلس خلفها و جسده كان مشدوداً بالتوتر متمتماً اسمها بلهفه وهو يمرر يده بحنان فوق رأسها
حاولت حياء النهوض لكنه اسرع بحملها بين ذراعيه متجهاً بها نحو الحوض ممرراً يده فوق وجهها بحنان غاسلاً اياه بالماء ثم ساعدها على غسل فمها وهو يهمس لها بكلمات لطيفة مهدئه
و فور ان انتهى من ذلك اتجه  عائداً بها الى غرفه النوم اجلسها فوق الفراش بينما اتجه هو نحو خزانه الملابس مخرجاً منه قميصاً خفيفاً لها ساعدها فى تبديل ملابسها قبل ان يجعلها تستلقى فوق الفراش بهدوء ثم استلقى بجانبها جاذباً اياها بين ذراعيه يضمها اليها بحنان لم تعترض حياء كثيراً فقد كانت تشعر بالتعب والارهاق يستوليان عليها دفنت وجهها بعنقه مستنشقه رائحته التى تعشقها و التى ساعدتها فى الشعور بالراحة  والاطمئنان لتغرق سريعاً بالنوم وهى محاطه باهتمامه وحمايته لها..
!!!!****!!!!****!!!!****!!!!
بعد مرور اسبوع...
كان عز الدين مسنداً رأسه بتعب فوق مكتبه بشركته و عينيه شبه مغلقه من شدة النعاس فقد اصبح لا ينام طوال الليل بسبب طلبات حياء التى اصبحت لا تنتهى فما ان يستغرق بالنوم حتى تيقظه مطالبه اياه بالنزول و الاتيان لها بما تشتهيه تنهد باحباط فور تذكره ليلة امس عندما ايقظته و طلبت منه ان يحضر لها كشرى مصرى كما اصرت ان تأتى معه حتى تستنسق الهواء اثناء ذلك مما جعله يضطر الى اخذها معه ولم يعودوا للمنزل الا بعد بزوغ الصباح بسبب رغبتها بالتجول فى الانحاء و برغم تعبه و ارهاقه لم يرغب بان يرفض مطلبها هذا مراعياً انها قد مرت بالكثير خلال الفترة الماضية و انها تمر بفترة صعبة الان ...
زفر عز الدين باحباط و هو يستند بجبهته فوق سطح المكتب فقد كانت لازالت تتعامل معه كالغرباء فقد تحول الجفاف الذى كانت تعامله به الى برود مميت لا يعلم متى سينتهى هذا الكابوس فهو يرغب بعودة حبيبته اليه بحنانها و دلالها حتى تحديها اياه قد اشتاق له...
تمتم بصوت مرهق عندما سمع صوت طرقات فوق باب مكتبه
=ادخل...
دخل ياسين الى الغرفة جالساً فوق المقعد الذى امام المكتب متمتماً وهو يتضلع الى حالته المذريه تلك
=مالك يا عز عامل كده ليه ؟!
اجابه عز الدين وهو يضغط فوق عضمه انفه بتعب و ارهاق
=نفسى انام يا ياسين و لو ساعتين بس
عقد ياسين حاجبيه قائلاً باستغراب
=طيب ما تنام ...ايه اللى منعك مش فاهم؟!
اجابه عز الدين وهو يتثائب بتعب
=حياء يا سيدى طلباتها مبتخلصش مره تطلب حواوشى و مره تطلب  تاكل ساندوتشات فول و طعميه و مره عايزة ايس كريم ....
ليكمل و هو يبتسم بتهكم
=تخيل الدنيا كانت شغاله برق و رعد و مطر و انا بلف على المحلات الساعه ٣ الفجر بدور على ايس كريم...و ياريته ايس كريم عادى لا لازم يكون ايس كربم بالتوت و الكيوى...
اخذ ياسين يضحك قائلاً
=والله و جه اليوم اللى شوف فيه عز الدين المسيرى بيلف حوالين نفسه بسبب مراته
ابتسم عز الدين بتهكم قائلاً
=عارف ساعات بفكر لو كنت اتجوزت واحده تانيه غير حياء و عملت فيا كده انا كنت طلقتها من اول مره صحتنى بها و ريحت دماغى
ابتسم ياسين ضارباً اياه فى كتفه بحزم وهو يتمتم بمرح
=الحب بقى يا سى عز....يخاليك تبلع الزلط
اومأ له عز الدين قائلاً وقد التمعت عينيه بالشغف فور ذكره لحياء
=عمرى ما اتخيلت ان ممكن فى يوم من الايام احب حد بالشكل ده...
تمتما ياسين بمرح غامزاً
=ياعينى على الرومانسية.....
اجابه عز الدين وهو يتثائب مرة اخرى
=رومانسية ايه...دى مطلعه عينى
من يوم ما تالا قالت على موضوع سالم ده و هى ....
قاطعه باسين هاتفاً وهو يفرقع باصابعه
=صحيح نسيت اقولك تالا كانت زارت سالم فى فندقه فى نفس اليوم اللى انت طردته فيه
همهم عز الدين بضجر
=ما انا عارف....
تمتم ياسين وهو عاقد حاجبيه
=و عرفت منين بقى ؟!
اجابه عز الدبن و هو يزفر بضيق
=مش الزفته تالا وقفت وقالت على موضوع سالم قدام الكل فعرفت ان سالم قالها على كل حاجة
ليكمل عز الدين و هو يفرك عينيه بتعب
=مش مستغرب طول عمرهم قريبين من بعض و كل اسرارهم سوا....
قاطع حديثه متثائباً بقوه
=لا انا مش قادر عايز انام و لو لربع ساعه حتى....
هتف ياسين وهو يشير نحو الاريكه التى بالمكتب
=ربع ساعه ليه ...طيب ما تأجل مواعيدك النهارده و ناملك هنا ساعه ولا اتنين على الاقل لما ترجع البيت تبقى فرش و مستعد لمرمطت بليل.....
اشار عز الدين له بيده قائلاً وهو يتناول هاتفه
=تصدق انت صح......
ليكمل و هو يتحدث الى راما سكرتيرته طالباً منها الغاء كافة مواعيده لليوم ثم ذهب واستلقى فوق الاريكه بينما اتجه ياسين نحو الباب قائلاً بهدوء
=نام ...وانا قبل ما امشى هفوت عليك واصحيك..
همهم عز الدين موافقاً مغلقاً عينيه سريعاً ليستغرق بالنوم
=عز....
=عز....
تخلل صوت حياء نومه مما جعله يتلملم متمتماً بتذمر و ضيق
=لا ..اكيد بحلم..مش اكتر
لكنه فتح عينيه على الفور عندما شعر بيد تهزه بقوه اخذ يرفرف بعينيه عدة لحظات حتى يستوعب ما يراه فقد كانت حياء جالسه بالمقعد المجاور للاريكه التى يستلقى عليها زفر باحباط واضعاً ذراعه فوق عينيه هاتفاً بضيق
=حياء هو انتى عرفتى ازاى انى نمت .. ؟!
كتمت حياء نوبة الضحك الذى اخذت تتصاعد بداخلها متصنعه الجديه امامه قائله ببرائه
=مش فاهمه.. تقصد ايه ..؟!
تمتم وهو يعتدل جالساً فوق الاريكه
=متخديش فى بالك....خير ايه جابك الشركه دلوقتى
اجابته حياء بهدوء وهى تهز كتفيها
=زهقت من قعدة البيت ...قولت اجى الشركه و اسلى نفسى شوية....
لتكمل و هى تنهض بهدوء
=بس لو مشغول انا ممكن اروح...
مرر يده باحباط بين خصلات شعره متمتماً بهدوء مقاطعاً اياها
=لا طبعاً خليكى...انا بس استغربت لانك من فترة كبيرة مجتيش الشركة
ليكمل و هو ينهض ببطئ وتعب
=هروح اغسل وشى علشان افوق و هجيلك على طول..
اومأت له حياء برأسها تتابع بعينين تلتمع بالمرح وهو يختفى بداخل الحمام الملحق بمكتبه
كانت حياء جالسه تتابع بعينين تلتمع بالشغف عز الدين الذى جالساً يتحدث بالهاتف عن احدى صفقاته متأمله بدهشة جديته و صرامته تلك التى يتحدث بها فمعها يكون ذو شخصية لينه حنونه عكس ما يكون مع الاخرين  حيث تتحول شخصيته ١٨٠درجة فيصبح جاد و صارم بطريقه يعجز عقلها عن ان يستوعبها افاقت من تأملها هذا على صوت طرقات خفيفه فوق باب مكتبه ليتبعه بعد ذلك دخول راما سكرتيرة عز الدين متحدثه بصوت هادئ
=مدام نورا التهامى برا يا فندم
تمتم عز الدين بهدوء و هو يغلق الهاتف بعد ان انهى محدثته
=خليها تدخل...
اومأ له راما بهدوء قبل ان تغادر الغرفه بصمت شعرت حياء بشعور غريب ينتابها وهى تشاهد امرأة بمنتصف الثلاينات تدخل الى الغرفه بخطوات متباطئه كسوله و هى ترتدى فستان نهارى اسود ضيق يظهر تفاصيل جسدها المثير اخفضت عينيها تتأمل جسدها الذى اصبح ممتلئ  فى بعض الاماكن عن قبل و بطنها التى بدأت بالانتفاخ قليلاً بحسرة ..
جلست المرأة قائلة بدلال وغنج
=عز بيه...كده بقى كل المده دى و متسألش عنى خالص
اجابها عز الدين بهدوء و هو ينهض متناولاً يدها مصافحاً اياها بحزم
=اهلاً يا مدام نورا .....معلش المشاغل بقى انتى عارفة
همهمت نورا قائله بهدوء
=طبعاً عارفه..الله يكون فى عونك
لتكمل و هى تلتفت نحو حياء مشيرة اليها بغطرسة
=اومال مين الاموره دى....؟!
شعرت حياء بالنيران تشتعل بداخلها فور سماعها كلماتها تلك لتنتفض واقفه متمته بحده مقاطعه عز الدين الذى كان يهم بالايجاب عليها
=الامورة...يبقى اسمها حياء يا حبيبتى..
لتكمل ضاغطه على كل حرف من كلماتها مرجعه ظهرها للخلف حتى تظهر لها بطنها المستدير ممررة يدها فوقها برفق
= و ابقى مرات عز الدين و ام ابنه...
لتكمل بسخريه لاذعه
=يا اموره...
فغرت نورا فمها عدة لحظات قبل ان تتمتم بصدمة
=ايه ده انت اتجوزت امتى..؟!
اجابها عز الدين بهدوء وهو يعاود الجلوس
=من ٧ شهور تقريباً..
همست نورا بارتباك وهى ترسم على وجهها ابتسامه مصتنعه
=الف مبروك يا عز بيه...
لتكمل وهى تلتفت تضطلع الى حياء بغل
=الف مبروك يا حياء هانم ط
اجابتها حياء بسماجة وعينيها تنبثق منها النيران بينما تعبيرات وجهها متغضنه
=الله يبارك فيكى....
خلال النصف ساعة التاليه ظلت حياء جالسه شاعره بنيران الغيرة تتاكلها بينما تشاهد تلك المرأه تأكل عز الدين بنظراتها الوقحة مما جعلها تنهض بحده متجهه نحو باب المكتب فلن تهدأ قبل ان تعرف من تكون تلك المرأه لكن اوقفها صوت عز الدين
=راحه فين يا حبيبتى...؟!
اجابته حياء دون ان تستدير
=هجيب حاجه من راما و جايه
ثم غادرت الغرفه صافقه الباب خلفها بحدة..اتجهت نحو راما التى كانت جالسه فوق مكتبها تقوم بنسخ بعض الاوراق تناولت كوب الماء الذى فوق طاولتها مرتشفه منه بعض رشفات لعلها تهدئ النيران التى تنشب بصدرها  تمتمت بحده بينما وجهها محتقن بشده
=راما مين الزفته اللى جوا دى ؟!
اجابتها راما وقد لاحظت حاله حياء تلك
=دى تبقى نورا التهامى مرات شريك عز بيه فى مصنع الصلب وتبقى شريكة جوزها فى نفس الوقت اصله كتبلها نص املاكه ...
لتكمل بصوت منخفض و هى تنهض متجهه نحو حياء
=بصى يا حياء انا عارفه ايه اللى مضايقك بالشكل ده منكرش ان عينها من عز بيه من زمان
لتكمل سريعاً عندما رأت عينين حياء قد اشتعلتان بالغضب بينما اهتز الكوب الذى بين يدها بشده
=بس عز بيه دايما كان بيصدها وبيتعامل معها بحدود و اطمنى هى جايه النهارده علشان تستلم ورق البيع علشان توريه للمحامى بتاعها اصل ناجى بيه جوزها قرر يبيع كل املاكه و ياخدها و يعيشوا فى فرنسا وعز بيه هيشترى نصيبه ف المصنع ...
هتفت حياء من بين اسنانها بحدة
= وهى سى زفته ليه اللى جايه تاخد الورق جوزها ولا المحامى بتاعه ليه مجوش يستلموا هكا الورق بنفسهم...
اجابتها راما هازه كتفيها
=بتتلكك بقى ما انتى فاهمه
اتجهت حياء نحو باب المكتب تفتحه بحده و هى تتمتم من ببن اسنانها
=و انا بقى هوريها التلكيك على اصوله ....
عادت الى غرفة المكتب بصمت و ظلت واقفة بمكانها و عينيها مسلطه فوق نورا التى كانت جالسه تتحدث الى عز الدين بطريقه تجلب الغثيان بينما كان عز الدين يستمع اليها و هو مقضب الحاجبين و تعبيرات و جهه صارمه ظلت حياء على وضعها هذا محاولة تهدئت ذاتها قبل ان تذهب وتجلبها من شعرها لكن اهتز جسدها بالغضب بينما نيران الغيرة تنهش قلبها عندما رأتها تمد ذراعها عبر المكتب ممررة يدها فوق يد عز الدين الذى انتفض مبعداً اياه سريعاً عنها متمتماً بشئ حاد لم تسمعه حياء  حيث شعرت اذنيها قد صُمت تماماً بسبب الغضب الذى ضرب برأسها  اتجهت نحوها على الفور حتى وقفت خلف مقعدها تماما اخذت تبحث بعينيها عن شئ ما حتى انتبهت الى كوب الماء المثلج الذى كان لا يزال بيدها منذ ان تناولته من فوق مكتب راما رفعته ببطئ فوق رأس نورا التى كانت غير منتبهه الى ما يحدث خلفها حيث كان كامل انتباهها ينصب فوق هاتفها الذى اخذ كان صوت رنينه يصدح بالمكان..
اتسعت عينين عز الدين بصدمه عندما انتبه اخيراً الى ما تحاول حياء فعله هز رأسه بحده محاولاً منعها مما سوف تفعلع هامساً بصوت منخفض
=حياء....اياكى
ارتسمت ابتسامه ماكرة فوق شفتيها ببنما  تنظر اليه و عينيها تلتمع بتحدى قبل ان تسكب بهدوء محتويات الكوب فوق رأس نورا الذى انتفض تصرخ بفزع بينما الماء قد اغرق كامل رأسها  لينحدر الماء المثلج من شعرها الذى اصبح مبتل الى وجهها و هاتفها الذى كان بيدها و الذى انقكع صوت رنينه مما يدل على انه قد تلف
شهقت نورا صارخة  و هى تنفض بحده الماء العالق بشعرها و وجهها
=ايه ده .....
لتشتعل بالغضب فور ان وقعت عينيها على حياء التى كانت واقفه و ممسكه بين يديها بالكوب الفارغ وهى ترسم البرائه فوق وجهها
=اسفه يا مدام نورا مش عارفه ازاى الكوبايه اتزحلقت من ايدى
لتكمل متناوله بعض المناديل الورقيه من فوق المكتب مقتربه منها متصنعه مساعدتها...
بدأت حياء بتمرير المناديل فوق وجهها بغل وحده متصنعه مسح قطرات الماء العالقه به لتزيد من فوضته  اكثر حيث اصبح وجهها ملطخاً بالسواد اثر ظلال عيونها الاسود الذى دمر بسبب الماء
اخذت تصرخ نورا محاوله الابتعاد عنها لكن حياء ظلت ثابته بمكانها تزيح احمر شفاهها بغل مما تسبب فى تلطيخ ذقنها واعلى شفتيها بالاحمر
ابتعدت عنها حياء بالنهايه تتمتم بلهاث و هى تنظر بسعادة و رضا الةما صنعته يدها
=كده بقى تمام...خلاص
كان عز الدين يتابع كل هذا واضعاً يده فوق فمه محاولاً كتم نوبة الضحك الصاعدة بداخله شاعراً بفرحه عارمه تتخلله بسبب غيرتها تلك....
اخرجت نورا مرأتها من حقيبتها لتندلع صرختها الفازعه عندما رأت انعكاس وجهها الذى اصبح ملطخاً باللون الاسود والاحمر و شعرها الملتصق بجبينها وقفت تنظر لحياء عدة لحظات بغل بينما جسدها يهتز بانفعال ترغب بخنقها بيديها لما فعلته بها لكنها ابتلعت كلماتها التى ترغب ببثقها فى وجهها فور رؤيتها الحزم الذى ارتسم بعينين عز الدين الذى ما ان لاحظ نظراتها تلك حتى نهض على الفور واقفاً بجانب حياء محيطاً كتفيها بحمايه....
تناولت نورا حقيبتها بصمت تسير  متجهه نحو باب المكتب تستعد للمغادرة و هى  تتمتم بحده
=الاستاذ فضل المحامى هيبقى يفوت عليك بكره يستلم الورق بنفسه...
لتكمل بحدة و هى ترمق حياء بنظرات تمتلئ بالكره والغيظ
= سلام يا عز بيه
اومأ لها عز الدين بصمت بينما هتفت حياء من خلفها
=ابقى سلميلنا على جوزك يا نورا هانم
رمقتها نورا بنظرات مشتعله مليئه بالغل قبل ان تغلق الباب بحده خلفها مصدره ضجه عاليه ...
انفجر عز الدين بالضحك فور اغلاقها الباب خلفها  متمتماً من بين ضحكاته
=ايه اللى انتى عملتيه فى الست ده حرام  عليكى..دى بقت شبه البلايتشو ...
تمتمت حياء بغضب و هى تعتدل فى وقفتها
=ما هى بلايتشو فعلاً من قبل ما اعمل لها حاجه بالاحمر والازرق اللى مغرقه به وشها.....
لتكمل وهى تبتعد عنه تهز كتفيها ببرود
=بعدين انا مالى كوبايه الميا اللى اتزحلقت من ايدى....
اقترب منها محيطاً اياها بذراعيه يجذبها نحو صدره بحنان قائلاً بخبث
=غصب عنك برضو يا قطتى
شعرت حياء بالارتباك شاعرة بالضعف يغمرها وهى بين ذراعيه بهذا الشكل ترغب بقوه بلف ذراعيها حول عنقه جاذبه جسده اليها اكثر لكنها انتفضت مبتعده عنه تتمتم بحده
=دى واحده قليله الادب داخله بتبصلى من تراطيف مناخيرها و بتقولى يا اموره
ظل عز الدين مرمقاً اياها من شق عينيه النصف مغلقه متمتماً
=يعنى ده السبب بس فى انك بهدلتيها بالشكل ده
اجابته حياء بعدائيه وهى تدير ظهرها حتى لا يرا كذبها بعينيها فهى لا تريد ان ترضى غروره وتعترف بغيرتها التى لا زالت تتأكلها من الداخل
=اومال يعنى هيكون ايه السبب دى واحده قللت منى و لو انت هتقبل بكده انا لا يمكن اقبل
زفر عز الدين بضيق شاعراً بالاحباط فها هى اماله قد انفجرت كالبلون فى وجهه تمتم بصوت منخفض و هو يبتعد عنها معاوداً الجلوس فوق مقعده مرة اخرى
=و لا انا اقبل ان حد يقلل منك مهما كان الشخص ده مين و هى كانت فعلاً مستنيه انك ترجعى المكتب علشان تعتذرلك على قلة ذوقها معاكى ....بس انتى طبعاً مستنتيش وخدتى حقك بطريقتك
همهمت حياء بارتباك و هى تضطلع نحوه بوجه مشتعل بالخجل
=هو انت زعقتلها...؟!
تناول احدى الملفات واضعاً امامه متفحصاً اياه بصمت دون ان يجيبها و هو متجهم الوجه ليصل اليها الاجابه على الفور شعرت بالخجل من كلماتها السابقه له فعندما رأت الامل يلتمع داخل عينيه ارادت قتله سريعاً حتى لا تزيد من غروره و ها هى قد نجحت فى ذلك فقد حولته من شخض يضحك بمرح الى شخص متجهم الوجه غاضب خلال دقيقه واحده ....
!!!!****!!!!****!!!!****!!!!
كانت حياء مستلقية بالفراش تتابع بشغف عز الدين الذى كان مستغرقاً بالنوم اخذت تمرر يدها بحنان فوق ملامح وجهه التى تعشقها لتتنهد بضيق فور ان وقعت عينيها فوق الساعه التى تزين الحائط والتى كانت تشير الى الثالثه صباحاً فها هو موعد ازعاجها له اليومى فلم يمر على نومه اكثر من ساعه اقتربت منه مقبله اياه بخفه فوق جبينه قبل ان تمتم بصوت منخفض
=اسفه يا حبيبى ....
ابتعدت عنه عائدة الى جانبها من الفراش ناكزه اياه بكتفه و هى تتصنع النعاس
=عز.....عز...
همهم عز الدين بالايجاب و هو لا يزال مغمص العينين مما جعلها تهتف باسمه باصرار
=عز.....
فتح عينيه ببطئ متمتماً باستسلام بصوت اجش من اثر النعاس
=ايه يا حياء عايزه تاكلى ايه المرة دى ..؟!
اجابته حياء بهدوء
=لا مش جعانه بس عايزاك تقوم تنام على الكنبه....
فتح عز الدين عينيه على الفور متمتماً بحده
=انام على الكنبه...ليه ان شاء الله ؟!
اجابته حياء بهدوء وهى تبعد الاغطيه عن جسدها متأففه بحنق
=حرانه يا عز و مش طايقه حد جنبى
هتف عز الدين بغضب
=حرانه ايه...؟!
ليكمل بحده و هو يشير بيده نحو
مكيف الهواء الذى بالغرفة
=اومال التكييف ده بيعمل ايه ..؟!
اجابته حياء ببرود وهى تهز كتفيها بلا مبالاه
=حرانه برضو ..بعدين انت بتزعق ليه ما الحمل اللى بيخلنى احس بالحر اكتر من الاول مش بدلع يعنى
لان وجه عز الدين فور سماعه كلماتها تلك شاعراً بالذنب لانه لم يقدر مدى المعاناه التى تتعرض لها اثناء حملها...
اقترب منها ضامماً اياها بحنان بين ذراعيه متمتماً بصوت منخفض
=اسف يا حبيبتى متزعليش..
ليكمل وهو يقبل جبينها برقه
=طيب ايه رايك اقلل درجه التكييف اكتر من كده...
اجابته حياء ببرود مصطنع يعاكس النيران التى اشتعلت بجسدها من قربه منها بهذا الشكل
=لا هسقع....
لتكمل و هى تدفعه بحده بصدره محاوله ابعاده عنها قبل ان تضعف لمتا يثور بداخلها
=ممكن تبعد بقى انا مش طايقه نفسى.....
تجمد جسد عز الدين فور سماعه كلماتها تلك رابطاً افعالها بكلماتها تلك ليدرك انها  تتحجج حتى تبعده عنها تمهيداً لتركها اياه نهائياً فكل افعالها بالفتره الاخيرة  لا توخى الا بذلك ابتلع الغصه التى تشلكت بحلقه بصعوبه قبل ان يتمتم بصوت ضعيف منكسر
=هو انتى بتعملى كده علشان تبعدينى عنك مش كده...؟!
ظلت حياء جامده بمكانها تنظر اليه بتردد لا تدرى ما يجب عليها قوله لكنها شعرت بقبضه حاده تعتصر قلبها عندما تمتم بصوت هش مختنق وقد امتلئت عينيه بدموع حبيسه
=الظاهر انك خدتى قرارك ..
ليكمل مقرراً بانه يجب عليه الابتعاد الان قبل ان ينهار امامها
=انا هروح انام فى اى اوضة من اوض الضيوف
شهقت حياء بصدمه عندما راته ينسحب من فوقها مبتعداً عنها لكنها اسرعت بلف ساقيها حول خصره بينما لفت ذراعيها حول ظهره محاصرة اياه بقوه مانعه اياه من الابتعاد هامسه بصوت ضعيف و قد هدد الضغط الذى قبض على صدرها بسحق قلبها عندما رأت الالم المرتسم بعينيه  بسبب رفضها له
=مقصدش كده ..و الله ما اقصد كده يا حبيبى
اخفض رأسه دافناً اياه بعنقها متمتماً بصوت ممزق من المعاناه
=انا عارف انى غلطت فى حقك كتير بس انتى لو سبتينى انا ممكن اموت...
اهتز جسدها بصدمه عندما شعرت ببللاً فوق عنقها لتدرك انه يبكى اخذت تربت فوق ظهره بحنان متمتمه بصوت اجش منفجرة بالبكاء هى الاخرى
=علشان خاطرى اهدى يا حبيبى..انا و الله عمرى ما اقدر اسيبك او ابعد عنك.... ا
اخذت تنتحب هامسه باسمه عدة مرات محاوله تهدئته لكنه ظل صامتاً بينما جسده يهتز بين ذراعيها لتعلم بانه يحتاج بعض الوقت لكى يهدأ ظلت تمرر يدها بحنان فوق ظهره بحنان مقبله رأسه عده قبالات متتاليه حتى شعرت به قد هدأ تماماً رفع رأسه من فوق عنقها تمتمت حياء ممرره يدها فوق وجنتيه بحنان
=انا مقصدش ازعلك والله يا حبيبى ...انا كنت واخده الموضوع كلعبه مش اكتر علشان اخاليك متشكش فيا تانى....لكن انا مقدرش ابعد عنك....
لتكمل ممسكه بيده واضعه اياها فوق صدرها بموضع قلبها هامسه وقد بدأت دموعها باغراق وجنتيها
=انت هنا فى قلبى يا عز ..و هتفضل لاخر يوم فى عمرى هنا...انت متتصورش انا اتعذبت قد ايه فى الفترة اللى بعدت فيها عنى كنت حاسه كأن روحى بتنسحب منى ...
انحنى عز الدين عليها مقبلاً وجهها بحنان بقبلات متتاليه و هو لايزال يشعر بقلبه يسحق بداخله منذ ان ظن انها تحاول ابعاده عنها
=سامحينى ...انا عارف انى عذبتك كتير معايا بس انا خلال الفتره اللى كنت فاكر فيها انك وقعتنى فى لعبه كنت بموت حرفياً مشاعرى هى اللى كانت مسيطره عليا مش عقلى كنت دايماً حاسس ان السعاده اللى انا عايشها هتخلص فى اى وقت او ان كل اللى عشته معاكى كان حلم و حد هيصحينى منه ولما حصل موضوع سالم ده كان زى ما يكون الالم اللى كنت مستنيه يفوقنى من فرحتى...
بس لما انهرتى بين ايديا بسبب الروچ اللى كان على القميص ده بقى اللى فوقنى وخلانى افكر واعيد حساباتى ....
ليكمل وهو ينحنى مقبلاً عينيها بحنان
=سامحينى يا حبيبتى...
احاطت حياء عنقه بيديها جاذبه جسده اليها ضاممه اياه بقوة
=سامحتك يا حبيبى من زمان
ابتعد عنها متمتماً و هو مقضب الحاجبين
=اومال ليه كنت بتتعاملى معايا بالطريقة دى
غرزت حياء اسنانها بشفتيها متمتمه بصوت منخفض وقد اشتعل وجهها بالخجل
=عزى....
مرر ابهامه فوق شفتيها محرراً اياها من بين اسنانها قائلاً بمرح
=مادام قولتى عزى يبقى عملتى مصيبه ...خير يا حبيبتى
هزت حياء رأسها بالايجاب قائله سريعاً
=انا لما كنت بصحيك كل يوم علشان تنزل تجبلى اكل كنت بكدب عليك ..انا مكنتش بتوحم ولا حاجه ...
اقترب رأس عز الدين منها قائلاً
=اومال ...
لتكمل حياء و هة تخفض عينيها بخجل
=كنت بزهقك علشان اخليك تحرم تشك فيا تانى
انفجر عز الدين ضاحكاً بصخب فور سماعه كلماتها تلك مما بث الارتياح داخل حياء فقد كانت خائفه من ان يغضب منها...
قبل جبينها بحنان وهو يتمتم من بين ضحكاته
=دماغك دى دماغ شيطان...
ليكمل بجديه
=حرام عليكى يا حياء ده انا كنت بروح اكمل نوم فى الشركة
اقتربت منه حياء تقبله قبلات متتاليه فوق شفتيه و هى تتمتم بدلال اطاح بعقله
=زعلان..منى ؟!
لم يجيبها لكنه احاطها بذراعيه مخفضاً رأسه متناولاً شفتيها فى قبله شغوفة قبل ان يتمتم من بين انفاسه المشتعله
=عمرى ما اقدر ازعل منك
لينحنى فوقها مره اخرى ضاغطاً شفتيه فوق شفتيها متناولاً اياه بقلبه حاره شغوفه يبث بها عشقه واشتياقه لها قبل ان يغرقان ببحر شغفهم....
!!!!****!!!!****!!!!****!!!!
كان سالم مستغرقاً بالنوم بغرفته الشبه متهالكه باحدى الفنادق الرخيصة المتداعيه عندما صدح صوت رنين هاتفه بارجاء الغرفة فتح عينيه ببطئ محاولاً استيعاب ما الذى الذى ازعجه اثناء نومه حتى انتبه الى صوت هاتفه الذى لم ينقطع عن الرنين التقطه من فوق الطاوله المجاورة لفراشه مجيباً بصوت اجش مقتضب
=الو .....
وصل اليه صوت خشن غليظ من تلطرف الاخر قائلاً بهدوء
=معايا سالم بيه المسيرى
همهم سالم مجيباً باقتضاب
=ايوه انا سالم المسيرى ...مين معايا
اجابه صاحب الصوت الغليظ
=معاك داوود الكاشف ....
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
كان عز الدين يجر عربة التبضع  بيد وباليد الاخرى يحيط بخصر حياء بحمايه فقد مر اكثر من ٣ ساعات وهما يتسوقون من اجل طفلهم دون ان يبتاعوا سوا قطعه واحده فحياء لا يمكنها ان تقبل باى شئ ...
وقفت تتفحص احدى الألعاب الخاصه بالاطفال الرضع هاتفه وهى تمرر يدها برفق فوق بطنها المستدير
=عز تفتكر البيبى هيحبها...؟!
ابتسم عز الدين بحنان شاعراً بقلبه يتضخم بداخل صدره و هو يراقب يدها التى فوق بطنها
=اكيد يا حبيبتى هتعجبه ...
ابتسمت حياء بسعاده وهى تضعها بعربتهم لكنها اسرعت برفعها مره اخرى وهى تتمتم بعدم ثقة
=لا.. حاسه انها مش هتعجبه هشوف حاجه تانيه...
تنهد عز الدين باحباط تاركاً العربه  متجهاً نحوهامحيطاً خصرها بذراعه قائلاً بنفاذ صبر
=حياء احنا بقالنا ٣ ساعات بنلف و انتى مخترتيش اى حاجه غير بيبرونه واحدة ..
همت حياء ان تعترض الا انها اغلقت فمها مرة اخرى عندما وقعت عينيها على عربة التبضع الخاصة بهم الفارغة...
ليكمل و هو يمرر يده بحنان بين خصلات شعرها
=انتى كده هتتعبى يا حبيبتى...فايه رايك اشترى كل حاجه هنا و انتى تبقى تختارى براحتك فى القصر
هتفت حياء بدهشه و هى تتراجع الى الخلف
=تشترى كل حاجة ازاى يا عز...هتشترى المحل كله...؟!
لتكمل بحزم وهى تتلفت حولها تضطلع الى المحل الممتلئ بكافه مستلزمات الاطفال الرضع
=لا يا عز ده كتير اوى ...بعدين انا اكيد مش هحتاج كل ده
قاطعها عز الدين و هو يقربها منه
=انتى هتختارى اللى محتاجاه و الباقى هنوديه لدار ايتام يعنى مفيش حاجه هتترمى
اشرق وجه حياء وهى تتمتم  بسعاده ممرره يدها فوق قميصه بدلال
=فكره حلوة يا حبيبى...
لكنها ابتلعت باقى جملتها عندما قبض على يدها التى كانت تمررها فوق بقميصه رافعاً اياها نحو شفتيه يلثمها بخفه همست حياء بصوت مرتجف
=عز....
همهم عز منحنى عليها ينوى تقبيلها لكنها انتفضت مبتعده عنه و هي تهتف بذعر
=عز احنا فى المحل...
زفر عز الدين بحده ممرراً يده بين خصلات شعره بغضب و هو يتلفت حوله بالمكان بصدمه فقد ذهب عقله منه مجدداً  متناسياً مكان وجودهم فلا يعلم ما الذى يحدث له عندما تصبح بين ذراعيه اقترب منها مرة اخرى متمتماً بحده
=يلا نمشى من هنا بدل ما نتفضح.....
ليكمل وهو ينظر الى الساعه التى بيده
=ميعاد الدكتور كمان ساعه هنروح نتغدا فى اى مطعم بعد كده نطلع عليه على طول
اومأت له حياء بالموافقه بينما ذهب عز الدين الى صاحب المحل واتفق معه على كل شئ ثم  اجرى  اتصالاً بياسين لكى يأتى و يتمم الاتفاق الذى اجراه معه....
بعد الغداء....
كان عز الدين جالساً بجانب طاولة الكشف التى تستلقى عليها حياء بينما الطبيب يقوم بفحصها
حبس عز الدين انفاسه شاعراً باختفاء العالم من حوله عندما ظهر على شاشة الجهاز بالفحص صورة طفلهم الذى بدأ يتكون انحنى مقبلاً جبين حياء بحنان بينما تناولت يده واضعه اياها فوق صدرها ضاغطة اياها فوق قلبها و عينيها المغشاه بالدموع مسلطه فوق الشاشه تراقب طفلها شاعره بقلبها يتضخم بداخلها بفرح و هى تستمع الى صوت نبضات طفلها...
ابتسم الطبيب قائلاً و هو يلتفت نحوهم
=تحبوا تعرفوا نوع الجنين ايه ..؟!
اجاب عز الدين و حياء فى ذات الوقت
عز= اها......
حياء= لاء....
تمتم عز الدين بضيق  من رفضها هذا
=لاء ليه يا حياء.. ؟!
اجابته حياء بصوت منخفض غارزه اسنانها بشفتيها بتوتر
=خايفه....
انحنى نحوها ممرراً اصبعه بحنان فوق وجنتيها المصتبغه بالاحمر
=خايفه من ايه يا حبيبتى ..سواء ولد او بنت فرحتنا هتبقى واحده
هز حياء راسها قائله بصوت منخفض متردد
=انا عارفه ده و متاكده منه....
لتكمل وهى تضغط فوق يده قائلة ببعض الحماس
=طيب ايه رايك ...نستنى ونبقى نعرف يوم الولاده و اهو تبقى مفاجأه لنا....
ظل عز الدين يتضطلع اليها عده لحظات متأملاً القلق الذى بعينيها ليعلم بانها ليست مستعدة بعد لمعرفة نوع الجنين فلايزال الامر برمته غريباً عليها اومأ لها برأسه موافقاً و قد رسم على وجهه ابتسامه حنونه...
خرج عز الدين و حياء من غرفة الفحص كانت حياء تتحدث الى الممرضه بينما كان عز الدين واقفاً ينظر بتردد نحو باب غرفة الطبيب التى غادروها منذ عدة لحظات و هو يقاوم الفضول الذى  يتأكله من الداخل حتى لا يعود مرة اخرى للطبيب ...
تنهد بحنق و مستسلماً لفضوله هذا اقترب من حياء هامساً لها
=حبيبتى نسيت اسأل الدكتور عن اسم الفيتامين ...هدخل اسأله و اجى على طول خاليكى هنا...
اومأت له حياء  بصمت و هى تبتسم  لتعاود التحدث الى الممرضه التى كونت صداقه معها اثناء ترددها المنتظم على عيادة الطبيب فهذا اكثر ما يحبه بها فهى متواضعه مع الجميع و تكون الصداقات مع من حولها ..
دخل الى غرفة الطبيب بعد ان طرق فوق الباب لينهض الطبيب باحترام فور رؤيته له قائلاً
=خير يا عز بيه ..؟!
وقف عز الدين متردداً عدة لحظات قبل ان يتمتم سريعاً
=ولد و لا بنت..؟!
عقد الطبيب حاجبيه قائلاً بهدوء
=عز بيه....
قاطعه عز الدين بنفاذ صبر
=حياء حامل فى ولد ولا بنت..؟!
وقف الطبيب ينظر الى ما خلفه بتردد ليدرك عز الدين ان هناك خطباً ما التفت سريعاً ليجد حياء واقفه خلفه مباشرة اقتربت منه بهدوء ممسكه بيده متمتمه بحنان
=عز مش احنا اتفقنا هنعرف يوم الولاده...
تمتم عز الدين و هو يفرك مؤخرة عنقه بارتباك
=حياء انا مش هقدر استنى 5 شهور كمان علشان اعرف..
وقفت تضطلع اليه عدة لحظات لتتنهد باستسلام عندما لاحظت الحماس الذى يلتمع بعينيه  اقتربت منه اكثر سانده رأسها فوق ذراعه الذى قامت باحاطته بيديها تضمه الى صدرها قبل ان تتمتم بصوت ضعيف
=خلاص يا حبيبى..و انا موافقة ..؟!
تمتم عز الدين بصدمه و هو ينحنى نحوها محاولاً التأكد منها
=بجد موافقة...؟!
اومأت حياء برأسها بالايجاب دافنه وجهها بكتفه شاعرة بضربات قلبها تزداد بعنف حتى ظنت بان قلبها سوف يغادر صدرها باى لحظه من شدة التوتر...
احاط عز الدين خصرها بذراعه جاذباً اياها نحوه اكثر و هو يلتفت نحو الطبيب ينتظر اجابته كمن يجلس علي جمر مشتعل من شدة التوتر
اجابهم الطبيب بهدوء و هو يبتسم بلطف
=ولد....
شعرت حياء بقلبها يقفز بداخل صدرها فور سماعها ذلك اندفعت تتعلق بعنق عز الدين قافزة بمكانها و هى تهتف بسعادة
=ولد يا عز ...ولد
احاط عز الدين خصرها بحنان جاذباً اياها الى صدره فور ان رأى الطبيب يغادر الغرفه مانحاً اياهم عدة دقائق بمفردهم
تمتم بصوت اجش وهو يبعد خصلات شعرها المتناثرة خلف اذنها
=مبسوطة يا حبيبتى...؟!
اومأت حياء و على وجهها ترتسم ابتسامه مشرقه
=جداً ... بصراحه انا كان نفسى فى ولد...
لتكمل وهى تمرر يدها بحنان فوق ملامح وجهه الوسيمه
=علشان يطلع نسخه من باباه ..
لتكمل وعينيها تلتمع بالشغف والحنان
=راجل و قد المسئولية و الكل بيعتمد عليه....
لتكمل و هى تنحنى مقبله صدره موضع قلبه
=والاهم من ده كله  انه مفيش فى طيبة قلبه او حنيته...
شعر عز الدين بقلبه يتضخم بصدره و هو يستمع الى كيف تراه بعينيها همس اسمها  قبل ان ينخفض مقبلاً جبينها ويدها بحنان...هامساً فى اذنها بصوت اجش متأثراً
=بحبك...
رفعت حياء عينيها الدامعتين اليه هامسه له بصوت مرتجف يكاد يصل اليه عندما رأت الطبيب يدخل الغرفه
=وانا بعشقك....
!!!!****!!!!****!!!!****!!!!
هتفت تالا التى كانت تتخدث بالهاتف بغضب
=رفضت...رفضت ازاى يا سالم...؟!
لتكمل وهى تعتدل فى جلستها
=انت عارف داوود الكاشف ده عنده ملايين و شركات قد ايه  يعنى الشركه اللى قالك هيكتبهالك باسمك دى متجيش نقطه فى بحر فلوسه انت....... 
قاطعها سالم بغضب
=انتى بتقولى ايه عايزانى اوافق  اسلمله مرات اخويا مقابل انه يكتبلى شركه من شركاته وانه يدعمنى ف السوق ..............
ليكمل بحده جعلت تالا تجفل
=لا طبعاً ....ده انسان باين عليه انه مريض بعدين هو انا متصل بيكى علشان تحاولى تقنعينى..
همست تالا و هى تحكم قبضتها فوق الهاتف تتمتم بهدوء محاوله تصحيح ذلتها تلك
=مش قصدى يا سالم طبعاً انا معاك انك متوافقش بس اتصدمت من عرضه بس مش اكتر ...
قاطعها سالم بنفاذ صبر
=تالا انتى الحل الوحيد اللى قدامى لازم تقولى لعز و تنبيه على اللى الوسخ ده ناوى يعمله لا عز و لا نهى ولا اى حد من العيله بيرد على اتصالاتى....
ليكمل بانكسار و صوت مرتجف
=كلهم قرروا يقطعوا الحثاله اللى فى العيله....حتى رسايلى محدش بيفكر يفتحها و يعرف اللى فيها مش يمكن اكون بموت ومحتاج مساعدتهم....
ليكمل بصوت ضعيف منكسر
=بس عندهم حق ...انا استاهل يتعمل فيا اكتر من كده...
تنحنح قائلاً و هو يشدد من قبضته حول الهاتف حتى ابيضت مفاصله
=المهم يا تالا ...عز لازم يعرف النهارده قبل بكره ..انا متأكد انه هيتصرف مع الكلب ده على طول
ليكمل باضطراب و قلق
=تالا...انا وثقت فيكى و مش معقول كرهك لحياء هيوصلك انك تسكتى ومتبلغيش عز عن حاجة زى دى ....
ليكمل محاولاً بث الذعر بداخلها
=داوود لما هيأذى مش هيأذى حياء بس ...هيأذى عز معها من كلامه عرفت كده ايه هو بيكرهه
قاطعته تالا بهدوء
=متخفش يا سالم .. اكيد مش هقبل ان عز يتأذى...حتى حياء متستهلش تقع تحت ايد واحد سادى بالشكل ده اول ما عز يرجع من برا هبلغه على طول
همهم سالم بالموافقه قائلاً
=تمام...وانا هكلمك بليل علشان اعرف عملتى ايه...
القى سالم الهاتف الذى كان بيده فوق الفراش بحدن فور اغلاقه معها ممرراً يده باحباط بشعره متمتماً بيأس
=انا لازم معتمدش عليها بس و لازم اشوف حل تانى اوصل به لعز ...
ارتمى فوق الفراش بارهاق محاولاً العثور على طريقه اخرى تمكنه من الوصول الى عز الدين الذى اغلق امامه كافة طرق الوصول اليه..
!!!!****!!!!****!!!!****!!!!
كان عز الدين مستغرقاً بالنوم بينما كانت حياء مستلقية بالفراش بجانبه تقرء احدى رواياتها عندما انبعثت رائحه فشار بانفها ابتلعت حياء لعابها ببطئ محاولة تجاهل الامر  لكن اخذت الرائحة تزداد بشظودة من حولها كلما حاولت تجاهلها فقد كانت تشمها كما لو كان امامها صحن كبير ممتلئ بالفشار..
لتعلم بان هءا هو الوحم الحقيقى الذى كانت تدعيه خلال الفترة الماضية  ازداد لعابها بقوه مما جعلها تنهض جالسه ببطئ فوق الفراش اخذت تنظر بتردد لعز الدين الذى كان مستغرقاً بالنوم قبل ان تنهض و تسير نحو باب الغرفه تنوى النزول الى المطبخ وصنع الفشار بنفسها لكنها تراجعت عندما تذكرت اخر مرة حاولت صنعه فى منزل والديها فقد كانت سوف تتسبب فى حرق المنزل كما ان عز الدين  قد حذرها من النزول الى الاسفل اثناء الليل بمفردها جلست ببطئ مرة اخرى فوق الفراش وقد اخذت الرائحة تزداد و تزداد بانفها لتتذكر تنبيه جدتها ونهى اليها اذا اشتمت رائحه لطعام ما اثناء حملها فيجب عليها ان تتناوله فى الحال حتى لا تتسبب فى تشوه طفلها...
اقتربت من عز الدين هامسه باسمه بتردد
همهم عز الدين بالايجاب و هو لايزال ناعساً مما جعلها تنكزه فى ذراعه بلطف وهى  تهمس
=عز اصحى....
فتح عز الدين عينيه ببطئ واضعاً يده ببطئ فوق ذراعها بحنان وهو يهمس بصوت اجش
=ايه يا حبيبتى فى ايه ...؟!
اجابته حياء بصوت منخفض
=هقولك على حاجه بس متزعقليش...
اومأ لها ببطئ عاقداً حاجبيه بقلق
همست حياء و قد اشتعل وجهها بالخجل
=عايزه اكل فشار ....
انتفض عز الدين جالساً  هاتفاً بغضب
=تانى يا حياء ..بتكدبى و بتلعبى تانى احنا مش قولنا هننسى كل اللى فات....
شعرت حياء بقلبها ينقبض بشظة عند سماعها كلماته تلك همست بضعف
=بس انا مش بكدب يا عز.....
قاطعها عز الدين بحده وهو يعود للاستلقاء مديراً ظهره لها بغضب
=ياريت تبطلى شغل العيال ده بقى وتعقلى ...انا عديت اللى عملتيه علشان وقتها كنت غلطان فى حقك لكن اللى بتعمليه دلوقتى ده  تقدرى تقوليلى سببه ايه.....
ظلت حياء تضطلع الى ظهره بحسرة شاعره بقبضه حاده تعتصر قلبها تجمعت دموع غبيه كثيفة في عينيها حاولت الضغط علي شفتيها مرفرفة برموشها المبللة  محاولة كبت دموعها تلك لكنها  فشلت عندما انهمرت دموعها فوق وجنتيها كالشلال بينما هربت شهقه حاده منها...
التفت عز الدين اليها فور سماعه تلك الشهقة ليهتز جسده بعنف كمن ضربته الصاعقه عندما رأها  لازالت جالسه بمكانها منحنيه على ذاتها بينما تضع يدها فوق فمها تحاول كتم شهقات بكاءها انتفض على الفور مقترباً منها جاذباً اياها الى صدره  لكنها اخذت تقاومه دافعه اياه بصدره
لكنه شدد من قبضته حولها مما جعلعا تستسلم و تدفن وجهها بصدره تبكى بصمت
بينما زفر عز الدين بضيق من نفسه تمتم بصوت اجش وهو ينحنى يقبل رأسها بحنان
=اهدى يا حبيبتى اهدى... متزعليش انا عارف ان اللى عملته صعب عليكى تنسيه بسهوله و اكيد لسه زعلانه منى و انا المفروض كنت  اراعى ده
قاطعته حياء هامسه  بصوت مختنق ضعيف و هى تدس وجهها بصدره
=بس انا  نسيت كل حاجه و مش زعلانه منك ...
لتكمل وهى تشهق باكيه
=ولا بكدب عليك انا فعلاً شميت ريحة فشار وانا قاعدة وتيتا ونهى كانوا قالولى ان هو ده الوحم و خوفت يحصل حاجه للبيبى علشان كده اضطريت ان اصحيك.....لان خوفت انزل لوحدى تزعقلى...
ابتعد عنها رافعاً رأسها نحوه ليبتلع الغصه التى تشكلت بحلقه فور رؤيته للالم المرتسم بعينيها انحنى فوقها مقبلاً عينيها بحنان و هو يشعر بالندم يجتاحه على حماقته تلك هامساً بصوت اجش
=متزعليش يا حبيبتى ... انا مضايقتش انك صحتينى ...
انا كان كل خوفى تكونى لسه منستيش اللى حصل.... و ارجع معاكى تانى لنقطه الصفر
همست حياء بصوت مرتجف
=بس انا فعلت نسيت ك....
ابتلعت باقى جملتها عندما بدأ عز الدين يلثم وجهها بقبلات متتاليه حنونه و هو يهمس لها معتذراً بصوت اجش حتى توقف اخيراً يسند جبهته فوق جبهتها يتشرب انفاسها بعشق متضطلعاً الى وجهها الباكى ونيران الندم تحترق بداخله نهض ببطئ جاذباً اياها معه حتى اصبحت على قدميها جذبها بحنان بين ذراعيه يحتضنها بشدة مقبلاً اعلى رأسها
=لسه زعلانه منى...؟!
هزت حياء رأسها بالنفى و هى ترسم على وجهها ابتسامه رقيقه فور رؤيتها الندم الذى يلتمع بعينيه لتعلم بان ردة فعله تلك لم تكن الا خوفاً
انحنى مقبلاً اعلى رأسها قبل ان يتجه نحو باب الغرفه جاذباً اياها معه
=طيب تعالى ....
هتفت حياء بتردد
=على فين ..؟!
اجابها وهو يحيط خصرها بحمايه
=هننزل نعمل الفشار اللى سى يوسف طلبه الساعه ٤ الفجر
ابتسمت حياء بفرح وهى تتبعه فور ذكره للاسم الذى اختروه سوياً لطفلهم..
دخل عز الدين الى المطبخ وبصحبته حياء تركها و اتجه نحو خزائن المطبخ باحثاً بها حتى عثر على حبيبات الذرة وضع كيساً ممتلئاً به بين يديها قائلاً
=و ادى الدرة يا ستى اتفضلى يلا اعمليه...
وقفت حياء تنظر بتردد الى كيس الذرة الذى بين يديها عده لحظات قبل ان ترفع رأسها الى عز الدين غارزة اسنانها بشفتيها
=مش بعرف اعمله....
مرر ابهمه فوق شفتيها بحنان محرراً شفتيها من بين اسنانها منحنياً مقبلاً شفتيها بحنان قبل ان يتمتم بمرح و هو يبتسم
=حبيبتى الفاشله...
ضربته حياء بخفه فوق صدره وهى تمتم بحنق
=انا مش فاشله يا سى عز
ضحك عز الدين بخفه متناولاً يدها التى فوق صدره مقبلاً اياها قبل ان يوجهها نحو احدى المقاعد  مجلساً اياها فوقه
=طيب اتفضلى اقعدى لحد ما اعملك الفشار
جلست حياء تسند رأسها فوق مرفقيها الذى تضعهم فوق الطاوله و فوق وجهها ترتسم ابتسامه مشرقة بينما تراقب باستمتاع عز الدين و هو يصنع لها الفشار....
اخذت تخبره عما حدث بمنزل والدها عندما حاولت صنع الفشار باحدى الليالى فقد كادت ان تتسبب فى حرق المنزل..
اخذ عز الدين يضحك بمرح
=و زعلانه انى بقولك فاشلة...
شاركته حياء ضحكه هذا و هى تتمتم رافعه حاجبها بغطرسة
=بكره اتعلم كل حاجه و ابهرك با سى عز
اومأ لها عز الدين ضاحكاً و هو يشير لها بيده كانه يبلغها انه بالاحلام..
بعد عودتهم الى غرفة نومهم اجلسها عز الدين فوق الاريكه واضعاً بحضنها صحناً عملاقاً ممتلئ بالفشار ثم تركها وعاد اليها  بعد عدة لحظات بكوب من العصير الذى يحرص دائماً ان بكون بالبراد الذى بغرفتها...
ازاحها ببطئ من فوق الاريكة ثم استلقى خلفها يسند ظهره الى مسند الاريكه جاذباً اياها بعد ذلك نحوه لتستلقى ببن ساقيه مسنده ظهرها الى صدره استدارت حياء اليه قائلة بتردد
=انت مش هتنام ...؟!
اجابها بهدوء بينما بجذب احدى الاغضيه فوقهم
= هسهر معاكى نتفرج على فيلم سوا
تمتمت حياء باعتراض و هى تحاول النهوض
=لا يا عز انت لازم تنام كلها ساعتين وهتروح الشغل
جذبها عز الدين بحزم لتستند مرة اخرى فوق صدره محيطاً خصرها بذراعيه مانعاً اياها من الحركة
=قولت هسهر معاكى و لو على الشغل هبقى اروح متأخر شويه..
استكانت حياء باستسلام بين ذراعيه تشاهد الفيلم الذى يعرض بالتلفاز  وهى تتناول الفشار استدارت نحو عز الدين هامسه
له وهى تشير نحو صحن الفشار الذى فوق ساقيها
=فشار...؟!
اومأ لها بالموافقه فتناولت بضعاً من الفشار واضعه اياه بفمه وهى تضطلع نحوه بحنان مقبله اسفل ذقنه بشغف ثم اخذت تتناول قليلاً و تطعمه بيدها قليلاً بينما كان عز الدين يقبل يدها بعد كل مره تطعمه بها حتى انهوا الصحن الفشار تماماً...
بعد انتهاء الفيلم التفتت نحو عز الدين تهتف بمرح
=الفيلم فظيع مش كده....
لكنها ابتلعت باقى جملتها عندما وجدت عز الدين يسند رأسه فوق ظهر الاريكه مستغرقاً بالنوم شعرت حياء بقلبها يتضخم بصدرها وهى تراقب بشغف ملامحه التى تصبح الطف اثناء نومه اقتربت منه مقبله خده بحنان قبل ان تستلقى فوقه كلياً دافنه رأسها بعنقه جاذبه الغطاء فوقهم فهى تفضل النوم هكذا على ان تستلقى بالفراش بمفردها  لتستغرق بالنوم هى الاخرى سريعاً
فى الصباح...
تلملمت حياء في نومها باهتزاز خفيف اسفل رأسها فتحت عينيها ببطئ عاقدة حاجبيها بدهشه عندما وجدت ذاتها بانها مستلقيه بحضن عز الدين فوق الاريكه لتتذكر ليلة امس تنهدت بسعاده مرتسمه فوق شفتيها ابتسامه حالمه لفت ذراعيها حول عنقه  وتشبث جسدها بجسده اكثر
شعرت بيد عز الدين تمر بحنان فوق ظهرها لتعلم بانه مستيقظ ايضاً ابتسمت بخبث وهى تدس وجهها بعنقه اكثر  لاثمه اياه بقبلات متتاليه ممرره يدها بشغف فوق جسده...شعرت بجسده يتصلب اسفلها على الفور لكنها استمرت بمهمتها حتى همس باسمها  بصوت نافذ الصبر وهو يتدحرج منقلب فى نومته حتى اصبحت هى التى اسفله و تحت رحمته..
اخذ يتأملها عدة لحظات بعينين تعصفان بالرغبه قبل ان ينحنى ضاغطاً شفتيه فوق شفتيها متناولاً اياها فى قبله حاره شغوفة ظل يمارس هجومه هذا عليها و لم يهدئ حتى سمع صوت تأوهاتها المنخفضه ليغرقان معاً فى بحر شغفهم....
بعد عدة ساعات
نهض عز الدين ببطئ من فوق الاريكه و هو يحمل بين ذراعيه حياء التى سقطت بالنوم مرة اخرى...
وضعها برفق فوق الفراش و عندما هم بالابتعاد حتى يستعد للذهاب للعمل تلملمت في نعاسها عندما شعرت به ينسحب بعيداً عنها لفت ذراعيها حول عنقه يتشبث جسدها به قبل عز الدين جبينها بحنان و هو يبتسم على حركتها تلك قبل ان يزيح يدها المحيطه بعنقه...
فتحت حياء عينيها ببطئ متمتمه بتذمر
=خاليك شويه كمان علشان خاطرى ...
قبل عينيها التى كنت نصف مغلقه بسبب النعاس متمتماً بهدوء محاولاً مقاومة اغراء الاستجابه اليها والعودة الى الاستلقاء بجانبها مرة اخرى
=لازم اروح الشغل يا حبيبتى ....
ليكمل و هو يمرر  يده بحنان فوق شعرها الحريرى
=انا هتأخر النهارده مش عايزك تقلقى
همست حياء بصوت اجش وهى تتثائب
=ليه..؟!
اجابها بهدوء و هو يهم بالابتعاد عنها
=عندى عشا عمل مع رضوان الالفى
انتبهت حياء منفضه النعاس بعيداً فور سماعها الاسم لفت يدها فوق عنقه تجذبه بحده نخوها مانعه اياه من الابتعاد متمتمه من بين اسنانها وقد اصبحت عينيها تعصفان بشىراسة
=مش ده جوز نورا التهامى...
اومأ لها عز الدين متعجباً من حالتها تلك.. لتكمل حياء بحده
=و هى بقى هتبقى موجود معاكوا...؟!
اجابها عز الدين هازاً كتفيه ببرود و هو ينتفض ناهضاً من فوق الفراش بعد ان ازاح يديها من فوق عنقه عالماً بالذى يدور بعقلها
=اكيد.....
هتفت حياء وهى تنتفض واقفه هى الاخرى تلتقط قميصه الملقى فوق المقعد الذى قام بنزعه بليله امس ترتديه لكى تستر جسدها العارى
=خلاص و انا كمان هروح معاك ..
اجابها بهدوء و هو يبتسم بداخله على غيرتها تلك اخرج من الخزانه احدى بذلاته الخاصه بالعمل
=مش هينفع يا حبيبتى ..العشا كله هيبقى كلام فى الشغل و هتزهقى....
ابتلع باقى جملته بصدمه عندما وقعت عيناه على حياء التى كانت تقف امامه و هى ترتدى قميصه الذى ما زادها الا جمالاً فوق جمالها فرؤية قميصه يلتف حول جسدها الغض اشعل الحرارة بجسده لكنه افاق من تأمله لها عندما هتفت حياء بغضب واضعه يدها حول خصرها بحده
=و هى الست نورا مش هتزهق....
لتكمل بحده و هى تنكزه فى صدره العارى
=اعمل حسابك هروح معاك.....مش هسيب سى زفته طول ما هى قاعده تعقد تتمحك فيك
ابتلعت باقى جملتها شاهقه بفزع عندما اسرع باحاطه خصرها بذراعه جاذباً اياها نحوه حتى ارتطمت بصدره بقوة انحنى نحوها هامساً بخبث
=يعنى اللى عملتيه فيها فى المكتب و بهدلتك لها  بالشكل ده كان بسبب انك كنت غيرانه
هتفت حياء من بين اسنانها و عينيها تلتمع بشراسه و هى تتذكر ذلك المشهد بمكتبه عندما قامت تلك الحقيرة  بتمرير يدها فوق ذراع عز الدين
=اها بسبب الغيرة و لو كررتها تانى هقطعلها ايدها اللى فكرت تلمسك بها...
ضحك عز الدين بخفه جاذباً اياها نحوه دافناً وجهه بعنقه يلثمه بحنان وهو يتمتم
=حبيبتى المجنونه..
مررت حياء يدها فوق ذراعه وهى تتنهد بدلال مطيحه بعقله
=هتاخدنى معاك ..؟!
اجابها و هو يرفع رأسه متأملاً اياها عدة لحظات ممررا اصبعه فوق حاجبها يرسمه
=وانا اقدر ارفض لحبيبى طلب
ابتسمت حياء بفرح ليكمل وهو يرفع اصبعه امام وجهها بتحذير
=بس مش عايز مشاكل ...هى لو عملت حاجه انا هعرف اصدها بطريقتى...
ابتسمت حياء متصنعه البرائه
=متقلقش يا عزى....
ابتعد عنها عز الدين يتجه نحو الحمام وهو يتمتم بمرح
=عزك....يبقى ربنا يستر
ضحكت حياء بخفه و هى تراقبه يختفى بالحمام..
!!!!****!!!!****!!!!****!!!!
كان داوود الكاشف جالساً باحدى المطاعم الفاخرة يتطلع نحو الساعه التى بيده بقلق فقد كان ينتظر قدوم سالم المسيرى اخذ ينظر نحو باب المطعم وهو يزفر بحنق فقد تأخر ذاك الاحمق  و لولا ان مخططاته لن تفلح بدونه لكان تخلص منه فى الحال فمنذ ذلك اليوم الذى غادر به مصر بعد محاولته الفاشله لقتل عز الدين
كان يراقب كافه تحركاته و فور ان هدئ الوضع واطمئن بانشغال عز الدين عنه عاد الى مصر مرة اخرى لكى يستعيد حقه الذى سلب منه (حياء) اهتز جسده فور تذكره اياها و صرخات المها بسبب سحقه لساقها  اسفل حذائه شعر بلذه تضربه...افاق من شروده هذا عندما جلست امرأه بالمقعد الذى بطاولته تضع حقيبتها فوق الطاوله زجرها بغضب وهو يتمتم بحده
=انتى مين.. وازاى تتجرئ تعقدى....
قاطعته تلك الفتاه ببرود قائله
=انا اللى هجبلك حياء لحد عندك ...
لتكمل سريعاً عندما وجدته يهم بالاعتراض وعينيه مسلطه فوق باب المطعم
=قبل ما تقول اى حاجه ..احب اعرفك سالم مش جاي..مش لما رفض يساعدك ادتله فرصه انه يفكر و يجى يقابلك هنا...
لتكمل وعينيها تلتمع بحزم
=سالم مش هيخون اخوه ولو عملتله ايه....
ابتسم داوود بسخرية قائلاً
=وانتى مين بقى...و الثقة اللى انتى فيها دى جيبها منين ..؟!
اجابته وهى تضع قدم فوق الاخرى بغطرسه
=انا تالا .... بنت خالة عز الدين و اللى هجبلك حياء لحد تحت رجلك...
رجع داوود الى الخلف مستنداً الى ظهر مقعده يتطلع نحوها عدة لحظات بصمت قبل ان يتمتم
= واعرف منين ان دى مش لعبه  من عز الدين المسيرى
اجابته تالا بهدوء
=لان انا..و انت مصلحتنا واحده...
تمتم داوود و هو يكسر عينيه فوقها بحده
=واللى هى ....؟!
اجابته تالا و هى تجذب من حقيبتها احدى صور حياء تضعها امامه
=انت عايز حياء..
لتكمل وهى تخرج صوره عز الدين تمسك بيدها تلوح بها امام عينين داوود
=وانا عايزه عز الدين ...
ظل داوود صامتاً عينيه مسلطه فوق صورة حياء وقد اخذت عينيه تسود بشده قبل ان ينتزعها من فوق الطاوله و يضعها بجيبه...
=اتفقنا....
ليكمل و هو يرفع عينيه شدادتان السواد نحوها
=بس لو عرفت انك بتلعبى بديلك من ورايا.. همحيكى من على وش الدنيا
ابتلعت تالا لعابها شاعره برجفه من الذعر تضربها عالمه بانها باتفاقها معه هذا يمثل اتفاقها مع الشيطان بحد ذاته ...
فى المساء ...
دخل عز الدين الجناح الخاص بهم بعد يوم عمل  شاق حتى يبدل ملابسه و يصطحب حياء معه الى العشاء الخاص برضوان الالفى...
لكنه تسمر بمكانه عندما وقعت عينيه على حياء التى كانت تقف امام خزانة الملابس التى كانت منفتحه على مصراعيها مرتدية ملابسها الداخلية فقط و شعرها اشعث بطريقة مضحكة و من حولها تتناثر الملابس بكل مكان بالغرفه ضحك بصوت منخفض عندما رأها تتصارع مع احدى الفساتين  محاوله ارتداءه و هى تتمتم بغضب
=يعنى ايه...يعنى ايه مش داخل فيا ده كل الحكايه ٤ شهور ايه بقيت فيل ....
القت  بالفستان و هى تصرخ بغضب لكنها صدمت عندما صوت  عز الدين و هو يتنحنح بصوت منخفض التفتت سريعاً لتجد الفستان الذى قامت بالقاءه يغطى وجهه ازاحه عز الدين بهدوء  بعيداً بينما يقترب منها ببطئ محاولاً كتم نوبة الضحك الصاعدة بداخله و هو يتمتم بصوت جعله جاد قدر الامكان
=ايه اللى بتعمليه ده يا حياء..قالبه الدنيا كده ليه ؟!
اجابته ممرره يدها بين خصلات شعرها بينما تتطلع نحو خزانه ملابسها باحباط
=مش لاقيه فستان البسه للعشا...
تمتم عز الدين و هو يلتفت حوله يتطلع بصدمه الى كم الفساتين المبعثرة التى تكاد تغطى ارضية الغرفة و الفراش باكمله
=كل الفساتين دى و مش لاقيه فستان تلبسيه يا حياء..؟!
اجابته بامتعاض و هى تشير نحو بطنها التى اصبحت منتفخه
=مفيش ولا حاجه داخله فيا و كله بسبب الكرش ده
اقترب منها بصمت جاذباً اياها نحوه منحفضاً على عقبيه امامها مما جعله تشهق  بصدمه عندما شعرت به يضغط شفتيه فوق بطنها العاريه يلثمها بحنان و هو يتمتم مغيظاً اياها
=ده ...ده احلى كرش...
صرخت حياء بغضب دافعه اياه فى كتفيه بحده مما جعل توازنه يختل و يسقط فوق الارض و هو يضحك بمرح و صخب..
صاحت حياء بكلمات غير مترابطه من شدة غضبها منحنيه عليه رافعه اصبعها فى وجهه
=الكرش الى مش عجبك  حصرتك ده انت السبب فيه...يا سى عز
نهض على الفور مقترباً منها محاولاً مراضتها
=مين قالك انه مش عاجبنى طبعاً عجبنى..و مجننى كمان
ليكمل وهو يطبع قبله رقيقه فوق شفتيها المزمومه بغضب ممرراً يده فوق بطنها برفق
=بعدين ده مش كرش...ده يوسف ابننا
اشرق وجهها بابتسامه مشرقة فور سماعها كلماته تلك مطلقه تنهيده حالمه وهى تهمس بحنان
=يوسف..
لتكمل بصوت منخفض وهى تعيد نظراتها نحو الارض المكدسه بالفساتين
=طيب انا دلوقتى هعمل ايه ...؟
ابتعد عنها عز الدين متناولاً هاتفه من جيب سترته قائلاً
=هكلم ناجى السيوفى وهخليه يبعتلك كل الفساتين اللى عنده للحوامل وانتى اختارى براحتك اللى بعجبك
هتفت حياء بصدمه فور سماعها اسم اشهر صاحب بيت ازياء فى مصر
=ناجى السيوفى ...انت تعرفه ..؟!
اجابها بهدوء وهو يبحث بالهاتف
=كان فى بنا شغل زمان ...
صاحت حياء بفرح وهى تندفع نحوه محيطه عنقه بذراعيها مقبله اياه فوق وجنتيه بينما تستمع اليه يتحدث الى ناجى طالباً منه ارسال كافة الفساتين الخاصه بالحوامل التى لديه لكافة المقاسات حتى يمكنها اختيار ما تريده على المنزل خلال نصف ساعه كحد اقصى..
بعد مرور ساعة...
وقفت حياء تراقب صف الفساتين بانبهار فكل فستان اروع من الاخر
ابتسمت بمكر فور ان وقعت عينيها على احدى الفساتين ارتدته سريعاً و عينيها منصبه فوق باب غرفة الحمام الذى اختفى به عز الدين لكى يأخذ دشاً سريعاً قبل ارتداءه ملابسه...
هتف عز الدين وهو يخرج من غرفه الحمام يلف خصره باحدى المناشف بينما يفرك شعره باخرى صغيره
=ها يا حبيبتى اختارت.........
لكنه ابتلع باقى جملته و قد تجمدت يده التى كانت ممسكة بالمنشفة التى كان ينشف بها شعره محدقاً بصدمه الى مظهر حياء التى كانت ترتدى فستان قصير محكم التفاصيل فوق جسدها ..عارى يكشف كافة مفاتنها ...
القى المنشفه التى بيده بغضب و هو يهتف بشراسة
=ايه المسخرة اللى انتى لابسها دى ؟!
تمتمت حياء بهدوء و هى تلتفت تنظر الى مظهرها بالمرأه متصنعه عدم الفهم
=ماله لبسى مش فاهمه ..؟!
صاح بحده وعيناه تشع بالغضب عليها بينما يأخذ خطوات متواعدة نحوها مما جعلها تتراجع الي الخلف بذعر
=الفستان ده يتقلع حالاً
تجاهلته حياء محاوله استفزازه فهى تعشقه عندما يشعر بالغيرة هكذا ...تعشق تملكه لها... تناولت احمر الشفاه تضع منه وهى تتمتم بهدوء
=الفستان مش عجبك ليه يا
عزى....
صاح عز بغضب هز اركان الغرفة و هو ينزع قلم احمر الشفاه من يدها يلقيه بعيداً
=بلا عزى بلا زفت ...قولتلك اقلعي المسخرة دى..
ضحكت حياء بفرح و هى تقترب منه بينما تتأمل غيرته تلك بشغف احاطت عنقه بذراعيها مستنده بجسدها فوق جسده وهى تتمتم بدلال
=بتغير عليا يا عزى....
ازاح يدها التى تحيط بعنقه و هو يتمتم بحده
=اقصرى الشر يا حياء و غيرى الفستان
احاطت حياء عنقه بذراعيها مره أخرى باصرار وهى تتمتم بدلال
=هغيره..انا اصلاً مكنتش ناويه البسه
لتكمل و هى تقبل عنقه بشغف
=انا كنت بغيظك بس مش اكتر...
جذبها نحوه اكثر حتى اصبحت ملاصقه لجسده منحنياً عليها متناولاً شفتيها فى قبله حاره جعلتها تتأوه بصوت منخفض
ابتعد عنها هامساً بالقرب من شفتيها
=بتحاولى تغيظنى ....؟!
همهمت حياء بالموافقه و عقلها شبه غائب بسبب قبلته التى اطتحت بها بينما عينيها مُسلطه فوق شفتيه بشغف ابعدها عنه مزيحاً يدها من حول عنقه متجاهلاً الصوت الذى صدر منها دلالةً على اعتراضها
=يبقى تستحملى بقى...
ليكمل وهو يتفحص صف الفساتين المرتبه بعنايه فائقه و التى ارسلت من قبل ناجى السيوفى حتى وقعت عينيه على احدى الفساتين تناوله سريعاً واضعاً اياه بين يدى حياء
=ده بقى الفستان اللى هتلبسيه النهارده.....
صاحت حياء بغضب و هى تلقى الفستان على الفراش
=ايه ده ...لا طبعاً انا اللى هختار الفستان.....
قاطعها ببرود و هو يلوى شفتيه بسخرية
=لا هو ده اللى هتلبسيه ...علشان تبقى تغيظنى بعد كده براحتك...
هتفت حياء و هى تنظر الى الفستان بذعر
=عز بلاش هزار .. وخصوصاً النهارده
اجابها ببرود و هو يتجه نحو الخزانه يخرج منها بذلته التى سوف يرتديها
=لا تلبسى الفستان ده ...لا متتعبيش نفسك و تنامي بدرى افيدلك
صرخخت حياء بغضب و هى تنتزع الفستان مرتديه اياه فهى لن تتركه يذهب الى ذلك العشاء بمفرده حتى لو اضطرت الى ارتداء كيساً من الخيش..
وقفت تتأمل ذاتها بالمرأه وهى تشعر بالانبهار فبرغم عدم اعجابها بالفستان فى بادئ الامر الا انها فور ارتداءها اياه تغير رايها تماماً
وقف عز الدين يعقد ازرار اكمامه مراقباً بعينين تلتمع بالشغف حياء التى كانت واقفه امام المرأه تعدل من زينتها مرتديه الفستان الذى اختاره لها فقد كان يجسد قوامها الخلاب برقه جعلاً منها ملاكاً رائع الجمال اقترب منها ببطئ حتى وقف خلفها مباشرة التقت نظراتهم بالمرأه قبل ان يحيط خصرها بذراعيه جاذباً اياها لتستند فوق صدره انحنى مقبلاً عنقها بشغف وهو يتمتم بصوت اجش متملك
=ملكى...
التفت حياء بين ذراعيه حتى اصبحت تواجهه مقبله اياه برقه فوق شفتيه هامسه وهى تضطلع الى مظهره الذى يخطف الانفاس بتلك البذله
=ملكى...
ابتسم عز الدين وهى ينحنى مقبلاً جبينها بحنان محيطاًخصرها بلطف قبل ان يسحبها معه لخارج الغرفة....
!!!***!!!***!!!***!!!***!!!
كانت حياء جالسه تراقب باعين نصف مغلقه نورا التى كانت جالسه بالجانب الاخر لعز الدين بعيداً عن زوجها الذى كان يجلس مقابلاً لها ...
اخذت حياء تتفحص رضوان الالفى الذى كان جالساً بجانب ولده طارق  الالفى فقد صدمت فور رؤيتها له فلم تكن تتوقع بانه كبير بالسن الى هذا الحد فقد كان يكاد يبلغ من العمر ال٧٠ عاماً بينما ابنه يبدو فى اواخر العشرينات..
التفت حياء نحو نورا تتمتم بسخريه لاذعه
=بس انتى يعنى قاعده بعيد عن رضوان بيه ليه يا نورا هانم
اجابتها نورا و هى تبتسم ببرود مرمقه زوجها الذى كان منشغلاً بالحديث مع ولده
=اصل انا و ريرى بنحب نبعد و ندى مساحه لبعض علشان نفضل واحشين بعض دايماً...............
لتكمل بسخريه لاذعه و هى تنظر  بتهكم الى حياء التى كانت جالسه ملاصقه لعز الدين
=مش لازم ابقى قاعده لزقاله لحد ما اخنقه...
اشتعل الغضب داخل حياء كالبركان فور سماعها كلماتها الساخرة تلك همت ان تجيب عليها بالرد المناسب لكنها اغلقت فمها مره اخرى عندما ضغط عز الدين على يدها برفق و هو ينظر اليها نظرة ذات معنى قبل ان يلتفت الى نورا  و هو يرسم فوق شفتيه ابتسامه حازمه
=بس انا مش معاكى فى ده ...عندك مثلاّ انا و حياء...
حياء لو بعدت عنى لثوانى ببقى هتجنن...............
ليكمل وهو يحيط خصر حياء جاذباً اياها بقربه حتى اصبحت ملاصقه لجسده اكثر
=علشان كده مبسمحلهاش تبعد عنى ابداً
اهتز جسد نورا بغضب فور سماعها كلماته تلك مرمقه حياء بنظرات حاقده مشتعله قبل ان تولى تلتفن نحو زوجها تحيب على سؤال قد وجهه لها....
همست حياء باذن عز الدين و وجهها مشرق بابتسامه سعيدة
=جدع يا حبيبى خلتها تموت...
رفع يدها الى شفتيه مقبلاً اياها بحنان قبل ان يشبك اصابعه باصابعها محتضاً يدها هامساً بصوت اجش
= اللى قولته ده حقيقه...
ابتسمت حياء بسعاده سانده رأسها فوق كتفه ضاغطه على يده بحنان..
مرت باقى الامسيه بسلام حيث بدأ عز الدين و رضوان بمناقشة بيع حصته لكن بدأ عز الدين يتلملم فى جلسته بضيق شاعراً بالغضب يشتعل فى صدره كالبركان فور ان لاحظ نظرات  طارق ابن رضوان التى  كانت مسلطه فوق حياء لكنه لم يستحمل عندما رأه يبستم و هو يراقبها تتناول طعامها...
اقترب منه عز الدين وعلى ووجهه ترتسم القسوه هامساً من بين اسنانه بشراسه
=حط عينك فى طبقك لو انت  مش حابب تعيش باقى حياتك اعمى....
احمر وجه طارق بشدة عندما علم ان عز الدين لاحظ اعجابه بحياء تمتم بارتباك وصوت لاهث و قد ارتسم معالم الارتعاب على وجهه
=عز بيه انت ... انت فاهم غلط انا....
قاطعه عز الدين مزمجراً بغضب  مرمقاً اياه بشراسه و هو يشير نحو  صحنه
=طبقك...
اخفض طارق عينيه على الفور منصاعاً لامره و قد ارتسم حيث بثت نظرات عز الدين الغاضبه الرعب بداخله..
انتفض طارق واقفاً يستعد للمغادرة..فلا يمكنه الجلوس بهدوء مع عز الدين بذات الطاوله تحت انظاره الثاقبه تلك
هتف رضوان بدهشه فور نلاحظته لنهوض ولده
=رايح فين يا طارق..؟!
اجابه طارق بهدوء وهو يتحاشى النظر الى حياء الذى كان جمالها يجذبه اليها كالمغناطيس
=معلش يا بابا حد من صحابى فى مشكله ولازم ان اروحله
اومأ له رضوان بصمت ليتمتم طارق متمنياً لهم سهر سعيده قبل ان يغادر المكان مسرعاً كما لو كانت هناك شياطين تلاحقه
بعد مرور عدة ...
هتفت نورا وهى تتأفف بتذمر
=مش خلاص بقى ولا ايه يا حبيبى ...مش كفايه كلام فى الشغل لحد كده..
اجابها رضوان وهو يبتسم لها كالمسحور
=ايوه خلاص يا حبيبتى انا و عز بيه اتفاقنا على كل حاجه خلاص....
ليكمل ملتفتاً نحو عز الدين و هو يشير نحو حياء
=طبعاً انا مباركتش على الجواز
بس لازم اهنيك على حاجه تانيه اختيارك لمدام حياء .... ادب و جمال و اخلاق ...و ذوق فى التعامل
همست حياء شاكره اياه و قد شعرت بوجنيها يشتعلان بالخجل بينما رفع عز الدين يدها مقبلاً اياها بحنان و هو يجيبه على تهنئته
اشتعل وجه نورا بالغضب شاعرة بالغيرة تتأكلها فور سماعها مدح زوجها بحياء استغلت تنشغال الجميع بالتحدت و مدت يدها ببطئ اسفل الطاوله محاوله الوصول الى ساق عز الدين الجالس بجوارها حتى تمرر يدها فوقها محاوله اغراء...
كانت حياء جالسه تستمع الى عز الدين و هو يتحدث مع رضوان عن اخر صفقاته بانبهار معجبه بعقلية زوجها عندما لمحت نظرات نورا التى كانت تنتقل من زوجها و الى  اسفل الطاوله مما جعل الشك  يتخللها انحنت حياء رافعه غطاء الطاوله لتجد يد نورا تتجه ببطئ نحو ساق عز الدين اهتز جسدها بشده من شدة الغضب فلم تشعر الا وهى تمد يدها هى الاخرى اسفل الطاوله قابضه على يد نورا  قبل ان تصل الى ساق عز الدين قاومتها نورا فى بادئ الامر وهى تبتسم بهدوء حتى لا يلاحظ رضوان ما يحدث اسفل الطاوله  لكن شددت حياء قبضتها على يدها رافضه الافراج عنها متجاهله  محاولات عز الدين الذى تدخل بينهما فور ملاحظته للصراع الذى بينهما باسفل الطاوله حيث كان يجلس بينهما محاولاً تحرير يد نورا من مخالبها وهو يصطنع الاستماع الى رضوان الذى كان غافلاً تماماً عما يجرى اطلقت نورا صرخة متألمه عندما قامت حياء بلوى اصبعها بشده غارزه اظافرها بيدها
هتف رضوان بقلق وهو بلتفت الى نورا
=فى ايه يا حبيبتى مالك؟!
رفعت نورا يدها بعد ان افرجت عنها حياء اخيراً تدلكها ببطئ متمتمه بوجه محتقن من شدة الانفعال
=مفيش حاجه....
هتفت حياء بمكر وهى توجه اليها نظرة ذات معنى
=تلاقى جالها شد عضل فى ايدها ولا حاجه يا رضوان بيه
هتف رضوان بقلق وهو يتفحص يدها
=ايدك فيها حاجه ..؟!
انتفضت نورا واقفه تلقى ما بيدها فوق الطاوله وهى تتمتم بغضب
=قولتلك مفيش حاجه....
ثم التفتت مغادرة الطاوله متجهه نحو غرفة السيدات
جذب عز الدين ذراع حياء مقرباً اياها منه هامساً باذنها
=ايه اللى انتى عملتيه ده..؟!
همست حياء بوجه محتقن من شدة االغضب
=ايه ..؟! الست هانم كانت بتمد ايدها تحت الترابيزه ناحيتك شوف بقى كانت ناويه تعمل ايه...
امتقع وجه عز الدين بشده متمتماً بصدمه
=كانت هتعمل ايه..؟!
اجابته حياء و هى تهز رأسها بحده ممرره يدها فوق وجنتيه
= شوفت بقى كنت عايزنى اسيبها...
تمتم عز الدين من بين اسنانه
=البنى ادمه دى زودتها  و لازم اوقفها عند حدها
همست حياء و هى تتطلع نحو رضوان الذى كان منشغلاً بالتحدث بالهاتف
=دى ست قليلة الادب لا محترمه جوزها ولا عملاله اى اعتبار
قبض عز الدين على وجنتيها متمتماً بتحذير
=حياء لحد هنا وخلاص انتى خدتى حقك وحقى و بزيادة و انا هقوم اتكلم معها و احذرها لو عملته ده اتكرر تانى هفضحها قدام جوزها
اومأت له حياء بصمت مصطنعه البرائه وهى تراقبه ينهض حتى يذهب و يتحدث الى نورا قبل ان تأتى الى الطاوله ...تمتمت بحده وعلى وجهها ناظرة خبيثة
=قال خدت حقى قال ده انا كنت بسخن ....
فتحت حقيبتها بحرص مخرجه منها احدى الزجاجات بينما تتطلع بحذر نحو رضوان الذى كان لا يزال يتحدث بالهاتف وضعت بضعة قطرات من السائل الذى بالزجاجه فوق صحن نورا الذى كان ممتلئ بالطعام قلبته بهدوء حتى يمتزج السائل بالطعام
لتعاود الجلوس سريعاً بمكانها عندما رات عز الدين يتجه نحوها ومن خلفه نورا تخطو بخطوات بطيئه بينما وجهها شاحب بشده
لتعلم بان عز الدين قام بتوبخيها كام بجب ...
جلس عز الدين بجانبها وهو يتأمل وجهها المتورد بشك ونظراته مسلطه فوق قبضة يدها التى تخفى بها زجاجة الملين
هز عز الدين رأسه متمتماً وعينيه مسلطه فوقها بحذر
=مالك فى ايه ...؟!
اجابته حياء بهدوء ممرره يديها بين خصلات شعرها بعد ان اخفت الزجاجة بحقيبتها
=ابداً ولا حاجه....
اومأ برأسه بصمت بينما عينيه لازالت تلتمع بالشك قبل ان يلتفت نحو رضوان يجيبه على سؤال قد وجهه اليه
التفتت حياء نحو نورا التى جلست هذه المرة بجانب رضوان  متمتمه بخبث
=ايه ده يا مدام نورا ..انتى قعدتى جنب رضوان بيه اكيد مهنش عليكى فراقه
حدقتها نورا بنظرة ممتلئه بالغل والكره وهى تضع ملعقه كبيرة من الطعام فى فمها بحده
مما جعل حياء تضحك بخفه واضعه يدها فوق فمها كاتمهوضحكتها حتى لا تلفت الانظار اليها...
بعد عدة دقائق...
اخذت نورا تتلوى بمقعدها و هى تتمسك بمعدتها
اقترب منها رضوان هاتفاً بقلق
=مالك يا حبيبتى ... فى ايه ؟!
هتفت نورا وهى تنهض مسرعه نحو الحمام الملحق بالمطعم
=بطنى بتتقطع...مش قادرة
لحق رضوان بها على الفور بينما ظلت حياء جالسه بوجه جامد محاوله تجاهل نظرات عز الدين المنصبه عليها بغضب هم عز الدين بالتحدث لكنه صمت فور ان عاد كلاً من رضوان و نورا  مره اخرى تمتم رضوان بهدوء و هو يحيط خصر نورا ذات الوجه الشاحب ا
=معلش يا عز بيه هنضطر نروح لان زى ما انت شايف نورا تعبانه
اومأ له عز الدين بصمت
=الف سلامه عليكى يا نورا هانم ...تحبوا نطلع على دكتور العيله نطمن عليكى .. ؟!
همست نورا بضعف و هى تفرك بطنها
=لا لا...مالوش لزوم
لتكمل وهى تسدد لحياء نظرة غاضبه ممتلئه بالكره و الحقد
=ده مجرد مغص بسيط
اومأ لهم عز الدين بصمت بينما يراقبهم يغادرون المكان
همست حياء بصوت منخفض متوتر
=عز.....
التفت اليها و عينيه تلتمع بقسوه
=مش عايز اسمعلك صوت...
ليكمل و هو يدفعها برفق امامه
=اتفضلى قدامى على البيت
لتتبعه حياء بصمت عالمه بانه قد عرف ما فعلته مما جعلها تشعر بالتوتر من ردة فعله الاتيه...
!!!***!!!***!!!***!!!***!!!
دخلت حياء جناحهم الخاص بخطوات بطيئه متردده تلحق بعز الدين الذى كان واقفاً بمنتصف الغرفة بوجه جامد حاد التفت اليها قائلاً بحده و هو يشير نحو حقيبتها
=افتحى الشنطة دى....
تمتمت حياء بارتباك و هى تشدد من قبضتها حول الحقيبة
=افتحها ليه مش.......
لكنها توقفت عن تكملة جملتها تبتلع لعابها بذعر فور ان حدقها عز الدين بنظرة حادة اخرستها علي الفور
صاح بحده مشيراً نحو الحقيبة
=قولتلك افتحيها....
شهقت حياء فازعه عندما اقترب. منها بسرعه البرق نازعاً اياها من بين يديها بحده ابتلعت الغصة التى تشكلت بحلقها بصعوبه عندما بدأ بالبحث بين محتويات حقيبتها هتف بقسوه وهو يخرج  زجاجة الملين من الحقيبة
=كنت عارف انك ورا كل اللى حصل.....
تنفست حياء بعمق قبل ان تستجمع شجاعتها هاتفه بحده
=ايوة انا اللى عملت فيها كده ...
لتكمل بهدوء و هى تهز كتفيها ببرود
=و ايه يعنى....دى تستاهل الحرق مش شوية مغص بس......
قاطعها عز الدين صائحاً بشراسة  قابضاً على ذراعها بقوة
=شوية مغص ؟!...انتى انسانه مستهترة ازاى تعملى حاجه زى
نزعت حياء ذراعها من قبضته هاتفه بحده وقد اعمتها غيرتها
=خير يا عز بيه مالك هتجنن اوى على الست نورا كده ...مضايق اوى علشانها.....
جذبها عز الدين من ذراعها لتصطدم بقوة بصدره متمتماً من بين اسنانه بقسوة
=لولا انى عارف ان غيرتك هى اللى بتتكلم انا كنت حاسبتك على كلامك ده......
ليكمل وهو  ينفضها عنه بحده
=انا لو قلقان فقلقان عليكى مفكرتيش قبل ما تعملى المصيبه اللى عملتيها دى كان هيحصل ايه لو نورا قدمت شكوى ضد المطعم واتهمته انه اتسببلها بتسمم...مفكرتيش لو كانوا رجعوا شرايط المراقبه اللى فى المطعم وشافوا اللى عملتيه كان ممكن يحصلك ايه.....
ليكمل بحده ينزع سترته يلقيها باهمال فوق احدى المقاعد
=طبعاً مفكرتيش ولا هتفكرى....
ثم تركها واختفى داخل الحمام بخطوات غاضبه...
ظلت حياء واقفه بمكانها جسدها يهتز بصدمه شاعرة بالخجل مما فعلته فهى لم تفكر ابداً بعواقب الامر فقد كانت غيرتها هى التى تتحكم بها...اتجهت نحو خزانه الملابس لتبدل ملابسها و ترتدى احدى قمصان النوم التى اشترتها مؤخراً التى تلائم حملها ظلت جالسه على حافة الفراش تهز ساقيها بتوتر و عينيها مسلطه فوق باب الحمام بترقب...
حبست انفاسها  داخل صدرها فور رؤيتها له يخرج من غرفه الحمام عارى الصدر لا يرتدى سوا شورت اسود قصير افاقت من جمودها هذا مقتربه منه ببطئ حتى وقفت امامه مباشرة تحيط عنقه بذراعيها وهى تتمتم بدلال محاوله ارضائه فهى تعلم بانها قد اوصلته لحافة الغضب هذه الليله
=عزى...
لكنه امسك بذراعيها قبل ان يحطان عنقه مبعداً اياها بحده
قبل ان يلتفت و يتجه نحو الاريكه يجلس فوقها بصمت اتجهت حياء جالسه بجانبه باصرار هامسه بخجل
=انا عارفه انى غلطت...بس غصب عنى مقدرتش استحمل اشوفها بتلمسك خصوصا ان دى مش اول مره...
ظل جامداً بمكانه متجاهلاً اياها كانها لا تتحدث زفر عز الدين بحنق محاولاً تهدئت ذاته فقد كان غضبه على الحافه فلا يزال لا يمكنه ان يتخيل ما كانت سوف تتعرض له لو كانت اصرت نورا بتقديم شكوى ضد المطعم فوقتها كان سيتم كشف لعبة حياء الحمقاء كما ان نورا ما كانت سوف تفوت هذه الفرصه فقد كانت سوف تستغل هذا الامر حتى تنتقم من حياء فاثناء حديثه معها هذه الليله و تحذيره لها بان تلتزم حدودها فى تعاملها معه علم من حديثها كم الحقد الذى تكمنه تجاه حياء...
انتفض مبتعداً عن يدها التى اخذت تمررها ببطئ فوق ذراعه لاعناً بصمت و هو يقاوم نيران الرغبة التى اشتعلت فى جسده بسبب حركتها البسيطه تلك
نهض جاذباً اياها معه حتى اصبحت على قدميها امامه ظافعاً اياها نحو الفراش
قائلاً بحده لاذعه و هو يعود مرة اخرى للاريكه لكن هذه المره استلقى فوقها مديراً ظهره لها
=اتفضلى روحى نامى... واقفلى النور ده
وقفت حياء تتطلع الى ما فعله بصدمه فلاول مرة منذ زواجهم ينام بمكان غير فراشهم همست حياء بصوت مرتجف باسمه لكنه قاطعها بغصب
=قولتلك روحى نامى....
اتجهت حياء بصمت نحو الفراش تستلقى عليه وعينيها مسلطه فوقه شاعرة بنيران الندم تتأكلها خاصة على كلماتها له عندما اتهمته بالقلق على نورا فرغم علمها بكذب كلماتها الا ان غيرتها عليه هى من كانت تتحدث
ظلت حياء خلال الساعه التاليه تتقلب بالفراش بلا هواده غير قادرة على النوم بدونه ...
نهضت من فوق الفراش ببطئ متجهه نحو الاريكه لتستلقى بجانب عز الدين الذى كان لا يزال يوليها ظهره لتشعر بتجمد جسده عندما اندست به محيطه خصره بذراعيها مسنده رأسها فوق ظهره  لتعلم بانه لا يزال مستيقظاً همست بصوت منخفض
=حبيبى..علشان خاطرى متزعلش و الله ما كان قصدى ازعلك
لتكمل بيأس عندما لم تبدر منه اى ردة فعل
=علشان خاطرى يا عز..انا متعودتش انك تزعل منى بالشكل ده
ضغطت شفتيها فوق عضلات ظهره تلثمها برقه بينما راحة يدها تمر ببطئ فوق عضلات معدته لتبتسم برضا عندما شعرت بجسده يرتجف اسفل يدها  لتزيد من حركة يدها لكنها شهقت فازعه عندما استدار نحوها فجأةً جاذباً اياها نحوه بقوه حتى اصطدمت بصدره العارى ضاغطاً شفتيه فوق شفتيها متناولاً اياها فى قبله حارة شغوفه ..
تمتم من بين انفاسه اللاهثة بعد عدة لحظات وهو يمرر يده بحنان فوق وجنتيها المشتعلتان بينما صدرها يعلو وينخفض تكافح لالتقاط انفاسها...
=اخر مرة تعملى حاجه زى كده...
ليكمل و هو يلثم وجنتيها و انفها بحنان
=اعملى اي حاجه ...الا انك تعرضى نفسك للخطر ...
هزت حياء رأسها بصمت دافنه وجهها بعنقه متمتمه بقلق
=عز هو انا كان ممكن اتسجن؟!
رفع رأسها له متمتماً باصرار و حزك
=محدش فى الدنيا دى يقدر يلمس شعره واحده منك طول ما انا عايش..
ارتجفت حياء من القسوه التى التمعت بعينيه بينما انحنى داساً رأسه بعنقها يلثمه برقه قبل ان ينحنى متناولاً شفتيها فى قبله نهمه حاره قبل ان يغياب بعالمهم الخاص
!!!***!!!***!!!***!!!***!!!
هتف داوود بغضب و هو يضرب سطح مكتبه مما جعل تالا الجالسه امامه تنتفص بمقعدها
=بقالى اكتر من اسبوعين مستنى... فين يا تالا اللى وعدتينى به
اجابته تالا و هى تتلملم بمقعدها ...
=ما انت عارف يا داوود ...عز مشدد الحراسه عليها ازاى ده لو خرجت تشترى فستان بيطلع معها جيش كامل من الحراس...
صاح داوود بحده
=يعنى ايه مش هعرف اوصلها ..؟!
اجابته تالا و هى تبتسم بثقة
=لا طبعاً هتوصلها...اكيد مش هيفضل محاوطها طول الوقت....
لتكمل وهى تعقد حاجبيها.
=بس قولى اشمعنا حياء اللى هتجنن عليها كده ..؟!
اجابها بهدوء وعينيه تلتمع بالشهوة
=علشان مقدرتش اوصلها...وانا متعودتش حاجه ابقى عايزها و مخدهاش ..ده غير تحدى عز الدين ليا.. لازم اندمه على اليوم اللى فكر فيه يتحدانى
شحب وجه تالا بشده لتمتم بذعر
=تندمه ..  تندمه يعنى ايه يا داوود احنا متفقناش على كده
ابتسم داوود ضاغطاً على يدها برفق قائلاً بهدوء
=متقلقيش يا تالا انا عند كلمتى ليكى انا اقصد هخليه يتحسر عليها مش اكتر...
زفرت تالا بارتياح فور سماعها كلماته تلك
=طمنتنى...
لتكمل وهى عاقده حاجبيها
=بس مقولتليش يا داوود انت هتعمل ايه مع حياء بعد ما توصلها
اجابها داوود وعينيها تلتمع بالقسوة
=هتجوزها..
شهقت تالا متمتمه بارتباك
= تتجوزها ازاى ...و عز ؟!
اجابها داوود وهو يبتسم بسخريه
=هخليها تتطلق منه بطريقتى هااا ارتحتى ....
ليكمل بضيق
=انتى بتسالى اساله كتير كده  ليه ؟!
اجابته تالا باضطراب
=لا كتير ولا حاجه انا حابه بس اطمن انك هتاخدها وتختفوا من حياه عز
تراجع داوود بمقعده وهو يتمتم وعينيه تلتمع بشراسه
=اطمنى....من ناحية انها هتختفى من حياته...فهى فعلاً هتختفى نهائى من حياته...
!!!***!!!***!!!***!!!***!!!
وقفت حياء تنتحب بصمت و هى تشاهد عز الدين يرتدى سترت بدلته مستعداً للمغادرة الى المطار
زفر عز الدين بحنق فور ان شاهد انعاكسها الحزين بالمرأه التفت اليها جاذباً اياها بين ذراعيه ضامماً اياها بحنان  الى صدره ممرراً يده برفق فوق ظهرها هامساً  بالقرب من اذنها
=علشان خاطرى كفايه عياط....
رفعت حياء رأسها اليه هامسه بصوت ضعيف
=خدنى معاك علشان خاطرى
زفر بضيق قائلاً وهو يمرر يديه علي وجنتيها يزيل دموعها برقة
=مينفعش يا حبيبتى....انا مش هسافر لمكان واحد انا هسافر لباريس و من باريس هطلع على ايطاليا و من ايطاليا هرجع مصر
و كل ده فى يومين بس كل ده هيبقى مجهود كبير عليكى يا حبيبتى....
همست بضعف و هى تدفن وجهها بعنقه
=هتغيب كتير...؟!
اجابها عز الدين و هو يمرر يدها بحنان فوق ظهرها
=٣ ايام....
انتفضت حياء مبتعده عنه بصدمه
متمتمه من بين شفتيها المطابقتين بقوة فى محاوله منها للتحكم فى ارتجافهم حتى لا تنفجر فى البكاء
=٣ ايام  يا عز.....
لتكمل بصوت مرتجف وهى تنتحب بصمت
=عايز تبعد عنى ٣ ايام
شعر بقبضة حادة تعتصر قلبه و وهو يراها بتلك الحاله شدد من ذراعيه حولها مقبلاً وجنتيها المغرقتان بالدموع
=خلاص يا حبيبتى هضغط نفسى شويه و هحاول اخلص كل ده فى يومين.....
قاطعته حياء سريعاً بلهفه
=لا طبعاً متضغطش على نفسك.. علشان متتعبش
لتكمل و هى تزيح دموعها من فوق وجهها بحده
=انا خلاص كويسه اهو ...
وقف عز الدين يتأملها عدة لحظات بعينين تلتمعان بالشغف فلا يمكنه تخيل ما الذى فعله بحياته حتى يستحق ان يكون بحياته ملاك مثلها...
انحنى يضغط بشفتيه فوق شفتيها فى قبله رقيقه حاني متشرباً انفاسها بعشق...
بادلته حياء قبلته تلك بشغف حار حتى اضطر ان يتركها بصعوبه اسند حبهته فوق جبهتها وهو يلهث بشده بينما كانت هى تكافح لالتقاط انفاسها و صدرها يعلو و ينخفض بقوة...
دفنت وجهها بعنقه تستنشق رائحته الخلابه التى سوف تشتاق اليها خلال الايام القادمه لا تعلم كيف ستمضى كل هذا الوقت بدونه فهو قد اصبح عالمها باكمله فقد كانت تمضى طوال اليوم تقريباً معه  خصوصاً بعد ان ذهبت نهى الى منزل والدها بعد مشكلتها مع سالم
تنهدت برقة و هى تدس يدها في الفراغ بين سترته وقميصه تضمه اليها بقوة متنعمه بالشعور بعضلاته تحت اطراف اصابعها شعرت بجسده يرتجف اسفل يدها فابتهجت بقدرتها علي هذا الرجل القوى الذى بين يديها....
!!!***!!!***!!!***!!!***!!!
كانت تالا واقفه تراقب مغادرة عز الدين وعلى وجهها ابتسامه مشرقة تحدثت بالهاتف
=ايوه يا داوود...خطتك نجحت و عز فعلاً سافر
لتكمل وهى تشدد من قبضتها على العاتف
=ازاى قدرت تخليه يسافر بالسرعه دى
اجابها داوود من الطرف الاخر بالهاتف
=الناس اللى داخل معاهم شراكه فى ايطاليا و فرنسا خيرى مغرقهم ولما طلبت منهم خدمه صغيرة زى دى اكيد متاخروش ...اهى حاجه تلهيه عقبال ما نخلص اللى عايزينه
هتفت تالا وهى تضغط بقوه على الهاتف
=انت دماغك دى سم...
قاطعها داوود قائلاً بنفاذ صبر
=سيبك من دماغى ...المهم طمنينى هتعملى ايه بباقى الناس اللى عندك فى البيت
اجابته تالا بهدوء
=متقلقش خالتو وعمى فخر هيروحوا يقضوا اليوم عند جدة عز الدين ...و مش هيبقى غير انصتف فى البيت معانا دى عليا....
اما الحرس اللى برا بقى....
قاطعها داوود بحده
الحرس عليا متقلقيش
ليكمل بصوت قاسى حاد
=المهم عندى حياء تبقى ملكى الليله ....الليله يا تالا انتى فاهمه
قادت تالا سيارتها بهدوء و هى تتلفت تنظر حولها بتوتر بينما تقود سيارتها لداخل بوابه قصر المسيرى اومأ لها احدى الحراس بتحيه لكنها تجاهلته ببرود كعادتها ...
ظلت تقود سيارتها حتى دخلت بها الى الكراچ الداخلى بالقصر سحبت نفساً عميقاً ممرره يدها المرتجفه فوق وجهها بارتباك..سحبت نفساً مرتجفاً داخل صدرها محاوله ان تهدئ من ذعرها قبل ان  تنزل من سيارتها بقدمين مرتعشتين وقفت تتلفت حولها تتفحص الكراچ الخالى ما عدا من السيارات باهظة الثمن قبل ان تتجه نحو صندوق سيارتها تفتحه ببطئ و عينيها مسلطه بقلق و خوف فوق كاميرات المراقبة فبرغم انها قامت بصف سيارتها بمكان بعيداً عن تلك الكاميرات  الا انها تشعر بالخوف فان تم كشف امرها فعز الدين لن يرحمها....
فتحت صندوق السيارة بهدوء ليصل اليها صوت داوود الغاضب الذى كان مستلقى به
=هتخنق انجزى ..هتفضلى متنحه كده كتير....
تمتمت تالا بارتباك وهى تفتح الصندوق على اقصى وسعه
=انزل ...انزل بسرعه و خليك ورايا
خرج داوود من صندوق السيارة يتبع تالا بخطوات سريعة حتى وصلوا الى الباب الداخلى الذى يصل الكراچ بالقصر...
قبض على يدها الموضوعه فوق مقبض الباب قائلاً بتوجس
=البت الخدامه خلصتى منها.. ؟!
اجابته تالا بهدوء و هى تسرع بفتح الباب و تدلف الى الداخل
=اطمن ....حطتلها منوم مش هتفوق منه الا على بكره...يعنى القصر الطويل العريض ده مفيهوش غير حياء و الحرس اللى برا... 
لتكمل وهى تعقد حاجبيها بشك
=اومال رجالتك هتهجم امتى...علشان تقدر تطلع بحياء و تسافر
اجابها بهدوء وهو يدفعها امامه
=زمانهم على وصول ...
يلا ورينى فين اوضة حياء
اومأت له تالا وهى تصعد الدرج بينما يتبعها داوود....
فتحت تالا باب الغرفه الخاصه بعز الدين و حياء دون اى طرق تدلف الى الداخل بثقة و فوق وجهها ترتسم ابتسامه كبيرة ماكره بينما يتبعها داوود لكن بهتت ابتسامتها تلك فور رؤيتها للغرفة خاليه...
هتف داوود و هو يدير عينيه بالغرفه بحثاً عن حياء
=هى فين...؟!
اجابته تالا واضعه اصبعها فوق شفتيها هامسه بصوت منخفض و هى تشير نحو الحمام الملحق بالغرفة
=هصص....تلاقيها جوا...
لم يدعها داوود تكمل جملتها حيث اتجه على الفور نحو باب الحمام يفتحه بقوة و يدلف الى الداخل ليخرج بعد ثوانى قليلة و هو يصيح بغضب اعمى اهتز له ارجاء المكان
=انتى بتشتغلينى مفيش حد جوا ....البت راحت فين...
همست تالا بصوت مرتبك شاعره برأسها بتشوش فقد تركت حياء هنا منذ اقل من ربع ساعه
=والله انا سيبها هنا قبل ما انزل...و استحاله تكون خرجت لان الحرس بتوعها برا......
لتكمل سريعاً و هى تتجه نحو باب الغرفة
=اكيد فى الجنينه او المطبخ تلاقيها احتاجت حاجه ولما لقت انصاف نايمه راحت تعملها بنفسها....
ابتلعت باقى جملتها بذعر عندما اقترب منها داوود و على وجهه ترتسم نظرة مرعبه
=عارفه حياء لو مظهرتش.. هزعل ..و انا زعلى وحش اوى يا تالا....
هتفت تالا هى تتصنع الشجاعه..
=انا مبتهددش يا داوود..و قولتلك تلاقيها فى اى مكان فى القصر هنزل و اشوفها..
بعد عدة دقائق..
وقفت تالا ببهو القصر بوجه شاحب كشحوب الاموات  فقد قامت بالبحث عن حياء فى كل ركن من اركان القصر  لكنها لم تجدها لتعلم بانها قد وقعت بفخاً ما فحياء لن تذهب الى اى مكان بدون حراستها و بما ان الحرس جميعهم بالخارج فان ما يحدث ليس الا فخاّ و قد وقعت به بكل غباءها ...كما ان تهديد داوود الذى لا يزال بغرفة حياء يعبث بهوي باشيائها الخاصة بشكل مرضى فما رأته اليوم قد اكد لها ان ذلك الرجل مهووساً بشكل مرعب بحياء ..
اتجهت بخطوات بطيئه متثاقله نحو باب القصر تنوى الهرب قبل نزوله و اكتشافه للفخ الذى وقعوا به فلن يلوم احد على هذا سواها...
قبضت على مقبض الباب تهم ادارته ببطئ حتى لا يصدر صوت لكنها وقبل ان تفعل ذلك  شعرت بقبضة داود القاسية تقبض على شعرها يجذبها منه الى الخلف  بقسوة وهو يهتف بصوت شرس
=راحه على فين...؟!.....
ليكمل و هو يلاقيها فوق ارضية الغرفة بغضب اعمى
=فكرك هتخدعينى و تهربى بكل سهوله كده ...ده انا داوود الكاشف افعصك تحت رجلى ......
تمتمت تالا بصوت مرتجف وهى تحاول ازاحه قبضته التى تمسك بشعرها بقسوة
=انا مخدعتكش يا داوود صدقنى ده ...ده فخ عز الدين اكيد اللى وراه....
لكنها ابتلعت باقى جملتها بذعر عندما اخذ يضحك بطريقة هستيرية قبل ان يتمتم بسخرية
=فخ...و عز الدين ....
ليكمل بصوت حاد كالسيف و هو يدفعها بغضب الى الخلف حتى سقطت فوق الارض بقسوة
=وانتى فكرك.....هصدق لعبتك دى ....اللى عملتيه ده عملتيه علشان تلعبى عليا و تأكديلى انى من غيرك مش هقدر اوصل لحياء......
ليكمل و هو يخرج احدى الاسواط السوداء الغليظه من الحقيبه التى كان يحملها
=بس ما عاش ولا كان اللى يلعب على داوود الكاشف...
اما بقى عز الدين فانا هسيبله تذكار بسيط فى اوضة نومه قبل ما امشى يعرفه انا ناوى اعمل ايه فى مراته
همست تالا بصوت مرتعش وهى تنتحب بينما تراقب السوط الذى اخرجه من حقيبته التى لم تلاحظها الا الان عالمه بان نهايتها اقتربت لا محاله فمهما صرخت لن يسمعها احد من الخارج فقد كان كل مكان بالقصر مصمماً كعازلاً للصوت
=داوود ..انت هتعمل ايه ..اقسم بالله ما لعبت بيك صدقنى
لكنها توقفت عن تكملة جملتها تبتلع لعابها بخوف فور ان رأت عيناه تشع بالغضب عليها بينما كان يأخذ خطوات متواعدة نحوها مما جعلها تتراجع الي الخلف زحفاً فوق الارض الا انه قبض على شعرها يسحبه منه خلفه صاعداً الدرج متجاهلاً صراخاتها المتألمه المتوسله...
دخل داوود الجناح الخاص بعز الدين و حياء و هو لا يزال يسحب تالا من شعرها خلفه غير مبالى بصراخات المها او جسدها الذى اصبح مكدوماً اثر جره لها بعنف فوق الارض...
زحفت تالا الى الخلف بذعر فور ان ترك داوود شعرها الذى اصبح جزء كبير منه عالقاً باصابعه التى كانت ممسكه به بقوة حتى اقتلعه من جذوره....
هزت تالا رأسها بقوه وهى تتمتم بكلمات غير مفهومه من شده الذعر فور ان رفع داوود السوط باعلى يده و هو ينظر اليها بعينين تلتمع باللذه و هو يراقب فزعها هذا
=دا....داوود انت هتعمل ايه والله ما كدبت عليك...  و الله ما كدبت عليك.......
لكنه لم يجعلها تكمل باقى جملتها ليهوى بالسوط فوق جسدها ضارباً اياها باقصى قوة لديه ليتمتم بلهاث و هو يستمتع بسماع صراخاتها المتألمه
=تؤتؤ تؤتؤ ...كده يا تالا هتزعلنى منك كل ده من ضربه صغيره زى دى اومال هتعملى ابه بعدين ده انا لسه بسخن....
ليكمل و هو يسارعها بضربه اقوى من التى قبلها و هو يشير الى سوطه الذى بين يده
=بس ايه رأيك.....انا شارى الكرباج ده مخصوص علشان حياء بس شوفتى طلع من نصيبك مش بيقولك طباخ السم لازم يدوقه ...
همست تالا بصوت ضعيف متألم وهى تنتحب
=كف...كفايه علشان خاطرى يا داوود
صاح و هو يهوى عليها السوط بكامل قوته قائلاً بغل وهو يستمع الى صراختها
=كفاية ...كفاية ايه.. ده انا بسلى نفسى لحد ما حياء ترجع ما هى اكيد مش هتفضل طول اليوم برا ولا ايه بعدين  انا كنت ناويلك على الليله الجميله دى من اول يوم شوفتك فيه ولا فكرك كنت هعديلك تبجحك فيا....اول مره اتقابلنا فيها....
صاح بجنون و هو يسارعها بضربه اخرى تنزل فوق ذراعها تدميه على الفور بطريقه قاسية
=ده انا داوود الكاشف فووووقى بيكى او من غيرك هوصل لحياء
انتى كنت تجربه....وطلعتى تجربه فاشله وخايبه.
ثم بدأ يزيد من قسوة ضرباته فوق جسدها الذى اصبح كتله متكومهفوق الارض من الدماء و الجروح البشعة يضحك بتلذذ كلما استمع الى صراخاتها المتألمه....حتى غابت عن الوعى تماماً لكن ذلك لم يجعله يتوقف عما يفعله...
!!!!***!!!!***!!!!***!!!!!***!!!!!
كان عز الدين جالساً بسيارته يسند رأسه بتعب الى ظهر مقعده عندما هتف ياسين بحده
=عز...انت محتاج تستريح انت من الصبح قاعد فى العربيه كده هت.......
قاطعه عز الدين بحده و وهو يفرك وجهه بتعب
= عايزنى اعمل وانا عارف ان الكلب ده ممكن يهجم على القصر فى اى لحظه....
قاطعه سالم الذى كان يجلس بالمقعد المجاور له
=ياسين عنده حق يا عز...انت خلاص اطمنت على حياء يبقى لازم ترتاح شويه...
.
صاح عز الدين بغضب
=ارتاح؟!! عايز بعد ما عرفت ان تالا اللى هى المفروض اختى اتفقت عليا و على اذيت مراتى مع واحد سادى زباله انام وارتاح..
تمتم سالم بارتباك و هو يفرك جبينه
=عارف ...انك عندك حق وانا مش  عارف لولا انى شوفت رقم داوود  على موبيلها لما كانت بتزورنى فى الفندق كنا هنعمل ايه..  كان زمانها سلمت حياء و احنا مش حاسين بحاجه........
قاطعه عز الدين بحده
=مين قالك انى مكنتش عارف لعبتها الوسخه دى تالا من يوم ما وقعت بلسانها قدامى و قالت على حاجات محدش يعرفها غيرى انا و انت عرفت انها كانت معاك فى كل اللى عملته و خططتله مع الواد المعفن اللى كان دخل اوضة حياء ...
ليكمل هو يدير عينيه خارج العربه التى كانت يصفها بعيداً عن القصر بعدة امتار قليله بمكان خفى حتى يستطيع مراقبة جميع مداخل القصر
= اللى شككنى فيها لما وقفت و قالت قدام الكل على اتفاقك مع عبد المنعم وقتها انا افتكرت انك ممكن تكون قولتلها لكن بعدها فكرت انك استحاله تحكى لاى حد على البلوه اللى عملتها حتى لو كانت تالا اقرب حد ليك مكنتش هتحكيلها هتخاف انها ممكن تقع بلسانها و تحكى لنهى او لبابا........و بعد ما خليت الرجاله تراقبها لقوها بتدخل مطاعم غريبه ولما حاولوا يدخلوا وراها طلع المطعم مقفول علشان محجوز لشخصيه مهمه ... بعدها بدات تروح شركه داوود الكاشف عرفت على طول انها متفقه معاه ...و للاسف كل مره كنت بحاول امسكه فيها كان بيختفى زى كانه مكنش موجود من الاساس ...
ربت ياسين فوق كتفه قائلا بصرامه
=متقلقش استحاله هيهرب من ايدينا المره دى....
اومأ له عز الدين و عينيه تلتمع بشراسه
=لا مش هيفلت ...و علشان كده حياء كانت لازم تسيب البيت النهارده ...لان النهارده ميعاد التنفيذ لانه
المفروض عارف انى بكره هرجع من السفر بعد ما اخلص مفاوضات مع الشركه الفرنسيه اللى حاول يتفق مع صاحبها انه يخدعنى ميعرفش ان صاحبها ده يبقى اعز اصدقائى و استحاله يبيعنى الغبى فاكر............
لكنه قاطع كلماته فور رؤيته لاربع سيارات سوداء تقف بمسافة قريبه من القصر نزل منها عدة رجال ملثمين يمشون تجاه القصر بخطوات سريعه خفيفه
التقط عز الدين هاتفه سريعاً يتحدث بحده
=هارون ... استعد
ثم خرج من السيارة سريعاً متناولاً سلاحه بينما يتبعه كلاً من سالم و ياسين صاح ياسين و هو يزيد من سرعة  خطواته محاولاً اللحاق بعز الدين الذى كان يركض مسرعاً نحو القصر فور سماعه صوت تبادل طلقات النار بين رجاله و رجال داوود
=عز البوليس  ١٠ دقايق و هيوصل استنى رايح فين
اجابه عز الدين وهو يدخل من بوابه القصر بينما يصوب مسدسه نحو احدى الرجال الملثمين مطلقاً عليه رصاصه
=الكلب ده انا اللى همسكه بايدى اكيد دخل مع رجالته وهو موجود دلوقتى هنا دوروا عليه ....
ثم بدأ عز الدين و رجاله بتبادل اطلاق النيران مع رجال داوود الذين بدأوا بالتراجع بخوف فور ادراكهم بانهم قد وقعوا بفخ قد نصب لهم من قبل عز الدين  فقد اصبحوا محاصرين بعدد كبير من رجال عز الدين المسلحيين صاح متولى الذراع الايمن لداوود و هو يلقى بسلاحه بالارض مشيراً الى رجاله باتباعه و الاستسلام مثله فقد ادرك بانه لا يوجد امامه هو و رجاله غير مصيرين ام الموت على يد رجال عز الدين او الاستسلام للنجاه بحياته و حياة رجاله اتبعه رجاله ملقيين اسلحتهم باستسلام وخضوع
اندفع عز الدين على الفور يقبض على عنق متولى يعتصره بقبضته مزمجراً بشراسه
=فين الكلب اللى مشغلك ؟!
همس عبد المنعم بصوت مرتجف وقد ارتسم الارتعاب فوق ملامح وجهه فور رؤيته لوجه عز الدين الذى كان كالبركان الذى على وشك الانفجار باى لحظه
=د...داود باشا كان راكب مع الست تالا بنت خالة حضرتك فى عربيتها
هزه عز الدين بحده و قد اشتعلت عينيه بالغضب
=انت هتشتغلنى يا ابن الكلب ... تالا محدش كان معها فى العربيه.....
قاطعه متولى يهتف
بصوت مرتجف مرتبك و هو يبتلع لعابه بصعوبه
=كان مستخبى فى صندوق عربيتها ...على اساس انه يدخل القصر و يوصل لحياء هانم و على ما نكون خلصنا هنا مع رجالتك ياخدها و يسافر....
كان عز الدين يستمع اليه و  جسده يهتز بعنف كمن ضربته صاعقه عندما أدرك ما كان سوف يصيب حياء لو لم يجعلها تغادر المنزل بالصباح .....
دفعه عز الدين بحده مما جعله يختل توازنه و يهور ساقطاً بالارض بقسوة ليتولى امره هارون...
بينما اتجه عز الدين نحو القصر بخطوات سريعه غاضبه فكل ما يشغل عقله هو القبض على ذاك المريض قبل ان يفر هارباً مثل كل مرة...
اخذ عز الدين يبحث بجميع انحاء القصر عن داوود لكنه لم يستطع العثور عليه لكن فور ان صعد الى الطابق العلوى و اقترب من جناحه وصل اليه صوت صراخات حاده تنبعث من الجناح الخاص به هو و حياء..
اقتحم الغرفة سريعاً ليجد منظراً جعل جسده يهتز بصدمه فقد كانت تالا ملقيه فوق الارض مقيده بعده حبال جعلت من جسدها كتله متكومه فوق الارض بينما كافة جسدها غارقاً بالدماء اثر ضربات سطو داوود الذى كان يولى ظهره له واقفاً امامها يضحك بطريقة هستريه غريبه على صراخاتها المتألمه صاح عز الدين بغضب بينما يندفع نحو داوود الذى كان غارقاً فى لذته فى ايذاء تالا  غافلاً عن دخول عز الدين للغرفة قبض على يده التى كانت ممسكه بالسطو قبل ان تهوى مرة اخرى فوق جسد تالا الشبه فاقدة للوعى جذبه عز الدين بعيداً عنها مفاجئاً داوود الذى اصبح وجهه شاحب كشحوب الاموات فور رؤيته لعز الدين امامه تمتم بصوت مرتجف
=ع...عز الدين......
اندفع عز الدين نحوه على الفور يسدد له لكمه قويه بوجهه كادت ان تطيح برأسه وهو يصيح بشراسة
=بتعمل ايه يا مريض يا ابن الكلب......
لم يدع له الفرصه للرد او ادراك ما بحدث حيث انقض عليه يسدد له لكمات سريعة قويه متتالية اسالت الدماء من انفه و فمه و هو  يصيح سابباً اياه بافظع الالفاظ حتى اصبح وجه داوود غارقاً بالدماء حاول الدفاع عن نفسه لكنه فشل فقد كان عز الدين كالاعصار  الغاضب الذى لا يوجد شئ يمكن ايقافه..
ركله عز الدين  فى ساقه بقوه حتى صدح فى انحاء الغرفة صوت تكسر عظامه مما جعله يسقط فوق الارض و وهو يصيح متألماً بشدة انقض عليه عز الدين منحنياً فوقه يسدد له اللكمات في شته الامكان و هو  يسبه بافظع الالفاظ و قد اعماه غضبه كلما تذكر  انه لو لم يعلم بخطتهم كانت حياء  سوف تعانى على يد ذلك الحقير بذات الطريقة التى عانت منها تالا و ان لم يكن اسوء....
سحبه عز الدين من قميصه ثم بدأ يضرب رأسه بالارض بقوة حتى فقد الوعى بين يديه لكن ذلك لم يوقف عز الدين حيث ظل يسدد له اللكمات و هو يسبه بغضب فقد كان خارج عن سيطرته تماماً....
لم يشعر عز الدين بنفسه الا و كلاً من سالم و ياسين يسحبون اياه بالقوه من فوق جسد داوود فاقد الوعى من شدة اللكمات و الضرب  الذى تعرض له فقد اصبح جسده مغطى بالكدمات البشعه بينما الدماء تغطى كامل وجهه المتورم بشدة حيث اختفت معالم وجهه...
قاوم عز الدين كلاً من سالم و ياسين محاولاً العودة الى داوود مرة اخرى لكن صاح سالم به وهو يشدد من قبضته عليه
=خلاص يا عز كفايه هيموت فى ايدك ...مضيعش نفسك علشان كلب زى ده....
ليكمل سالم و هو يلتفت الى احدى ضباط الشرطه الذى دخل الى الغرفه ومعه عده افراد من الامن
=البوليس هياخده.....
قاطعه الظابط قائلاً بهدوء
=متقلقش يا عز بيه..الحيوان ده هيلبس كذا قضيه اقلها شروع فى قتل يعنى فيها مؤبد
تجمد عز الدين فور سماعه كلماته فقد نسى امر تالا الملقية فوق الارض غارقة بدمائها التفت الى شقيقه يهتف بلهاث حاد
=تالا ...الحق تالا....وانقلها بسرعه على المستشفى....
ركض سالم على الفور نحو تالا المقيده و الغارقة بدمائها حاملاً اياها سريعاً متجهاً نحو الاسفل لكى ينقلها الى اقرب مشفى...
وقف عز الدين يتابع بعينين قلقه شقيقه و هو يحمل تالا متجهاً بها نحو الاسفل غافلاً عن ذاك الذى افاق من غيبوبته مستغلاً انشغال الضابط الذى كان يتحدث بهاتفه طالباً المزيد من افراد الامن سحب داوود سلاحه من حقيبته التى كانت ملقاه بجانبه مصوباً اياه نحو عز الدين الذى كان منشغل هو و ياسين بتالا
وقبل ان يضغط على زناد السلاح بثوان انتبه ظابط البوليس الى ما يحاول فعله و صوب نحوه سلاحه مطلقاً النيران عليه فى ذات اللحظه التى اطلق بها داوود النيران على عز الدين اصابت رصاصة الضابط منتصف رأس داوود ليلقى حتفه على الفور بينما اصابت رصاصة داود عز الدين الذى سقط فوق الارض غارقاً بدماءه تحت صرخات ياسين الفازعة..
!!!!***!!!!***!!!!***!!!!!***!!!!!
كانت حياء جالسة بغرفة الاستقبال بقصرها الخاص الذى ابتاعه لهم عز الدين  تشعر بالقلق و الخوف
فمنذ ان اتى بها عز الدين الى هنا بالصباح محاوطاً القصر بجيش من رجاله....
لم تسمع منه اى خبر....
‏تناولت  هاتفها تحاول الاتصال مرة اخرى به لكنه لم يجيب عليها كالمرات السابقة فمنذ ان اوصلها الى هنا ولم تعلم عنه شيئاً مررت حياء يدها المرتجفة بين خصلات شعرها وهى تعود بذاكرتها الى ما حدث بالامس...
...............‏(فلاش باك)..............
‏كانت حياء مستغرقة بالنوم بغرفتها فبعد سفر عز الدين قضت معظم اليوم بغرفتها رافضه النزول الى الاسفل لتناول الطعام مع تالا حيث لم يتبقى سواهم ‏بالمنزل فقد ذهب كلاً من عمها و زوجته لزيارة جدتهم بمنزل والدى حياء...
‏قضت حياء اليوم وهى غارقة بحزنها بسبب سفر عز الدين...فهى لم تتعود على ان يبعد عنها كل هذه المده
‏تلملمت حياء بنومها شاعرة بثقل غريب فوق خصرها حركت رأسها ببطئ لتشعر بملامس غريب اسفل رأسها بدلاً من ملمس وسادتها فتحت عينيها ببطئ لتقع عينيها فوق صدر رجل عارى نائماً بجانبها انتفضت مبتعده عنه تهم بالصراخ ليسرع الرجل بوضع يده فوق فمها مانعاً اياها من الصراخ و هو ينحنى فوقها هامساً باذنها
‏=اهدى يا حبيبتى اهدى....ده انا...انا....
‏ابتلعت حياء صرختها الفازعة عندما استوعبت اخيراً ان هذا الرجل ليس الا عز الدين ارتمت فوق صدره تحتضنه بقوه و هى تمتم بصوت مرتجف
‏=عز...
‏احاطها بذراعيه بصمت جاذباً اياها اليه مربتاً فوق ظهرها بحنان مقبلاً اعلى رأسها قبل ان يدفن رأسه بعنقها يستنشق رائحتها بشغف
‏ابتعدت عنه حياء ببطئ متمتمه بدهشه وهى عاقده الحاجبين
‏=انت ازاى جيت بدرى كده انت مش قولت هترجع بعد يومين..
اجابها عز الدين بهدوء و هو يبعد بيده بحنان خصلات شعرها المتناثرة فوق عينيها
‏=انا مسفرتش اصلاً يا حياء ....
عقدت حاجبيها قائله بتوجس
=مسفرتش ازاى... ؟!
قاطعها عز الدين قائلاً بهدوء
=هفهمك على كل حاجه فى وقتها المهم عندى محدش يعرف ...انى مسفرتش و انى معاكى هنا فى الاوضه دى....
ابتعدت عنه حياء هذه المره بحده متمتمه باصرار
=يعنى ايه محدش يعرف انك مسفرتش و معايا هنا فى الاوضه
لتكمل بحده شاعره برجفه من الخوف تنتابها
=فى ايه يا عز بالظبط...؟!
مرر يده فوق وجنتيها التى اصبحت شاحبتين بحنان قائلاً بهدوء محاولاّ بث الاطمئنان بها
=مفيش حاجه يا حبيبتى متقلقيش....
هتفت حياء بعصبيه
=مقلقش ايه...هو ايه اللى بيحصل بالظبط يا عز ؟!
زفر عز الدين باحباط فهو يعلم بانه يجب عليه ان يخبرها بما يحدث حتى تستطيع مجراته فى الامر
جذب بحنان جسدها المتوتر بين ذراعيه يحتضنها قبل ان يتمتم بصوت جعله هادئ قدر الامكان
=داوود..ممكن يهجم على القصر فى اى لحظه
انتفضت حياء من بين ذراعيه تتمتم بصوت مرتجف
=داوود ...
لتكمل بصوت ضعيف و صدرها يعلو و ينخفض بينما تكافح لالتقاط انفاسها...
=ازاى...؟!
اجابها عز الدين باقتضاب
=تالا و داوود اتفقوا مع بعض..
ليكمل غافلاً عن وجه حياء الذى اصبح شاحب كشحوب الاموات و هى تستمع اليه
= اتفقوا ان اول ما اسافر و القصر يبقى فاضى داوود يهجم و يخطفك....
قاطع جملته فور ان انفجرت حياء تتمتم بهستريه وهى تحاول النهوض من الفراش جاذبه اياه معها وقد ارتسم الارتعاب فوق معالم وجهها
=احنا...لازم نمشى من هنا....لازم نمشى
جذبها عز الدين بهدوء معيداً اياها بجانبه فوق الفراش وهو يتمتم بصبر
=حياء اهدى ....
لكن حياء قاومته محاوله النهوض مرة اخرى و قد اصابتها الهستريه وهى تتمتم بكلمات غير مفهومه من شدة الذعر مما جعله يدفعها الى الخلف بلطف لتسلتلقى فوق الفراش و ينحنى فوقها محاصراً اياها اسفل جسده حيث كان محاطاً اياها بكلاً من ذراعيه وساقيه متمتماً بحزم
=اهدى يا حياء...اهدى
همست حياء بصوت مرتعش ضغيف وهى تدفعه فى صدره محاوله ابعاده
=علشان خاطرى يا عز...علشان خاطرى خالينا نمشى من هنا..
احكم قبضته فوق يديها التى كانت لاتزال تدفعه بها محاولاً تهدئتها متمتماً من بين انفاسه اللاهثه 
=اهدى....ياحبيبتى
لكنها ظلت على حالتها الهسترية تلك كأنها لم يتحدث مما جعله يصرخ بها بعنف  حتى يجعلها تخرج من حالتها تلك
=حيااااااء...
انتفضت فى مكانها فازعة تنظر اليه باعين متسعه دامعه كانها قد استيقظت لتوها من كابوس مرعب
مرر عز الدين يده فوق وجنتيها بحنان يزيل الدموع العالقه بها
قبل ان ينحنى مقبلاً جبينها بحنان هامساً بالقرب من اذنها بانفاس حاره لاهثه
=اطمنى يا حبيبتى محدش هيقدر يقربلك طول ما انا عايش على وش الدنيا....
احاطت حياء وجنتيه بيديها المرتجفتين البارده هامسه من بين شهقات بكائها
=بس انا مش خايفه على نفسى.........
لتكمل بصوت مرتجف معذب و هى تمرر يدها  فوق خده المظلل بشعيرات ذقنه  التي لم يحلقها منذ الصباح والتي زادت من وسامته اضعاف مضاعفة
=انا خايفة عليك انت...داوود اخر مره كان عايز يقتلك انا مش هق....
وضع يده فوق فمها يمنعها من تكملة كلامها قائلاً برقة وهو ينحني عليها ينظر اليها بحنان
=متخفيش يا حبيبتى...داوود ده حشره هدهسها برجلى فى ثوانى
ليكمل و هو يقبل يدها التي كانت تمررها علي خده بحنان قائلاً
=المهم عندى تنفذى اللى هقولك عليه علشان نقدر نمسك الكلب ده و ميهربش زى المرة اللى فاتت
اومأت له حياء رأسها بطاعه و قد توقف بكائها حيث بثت كلماته الاطمئنان بداخلها بدأ عز الدين يخبرها بما ينوى ان يفعله و ما يجب عليها فعله همست حياء فور انتهائه
=يعنى انا المفروض  الصبح انزل تحت و اظهر نفسى لتالا علشان تطمن انى فى القصر صح...
لتكمل عندما اومأ لها عزالدين بالايجاب
=طيب انت لازم تمشى دلوقتى  تالا  لو شافتك كل اللى خططتله هيبوظ و ساعتها.....
قاطعها عز الدين بصوت حازم حاد
=استحاله اسيبك تباتى فى القصر لوحدك مع الكلبه اللى اسمها تالا مضمنش ممكن حقدها يخاليها تعمل فيكى ايه...
ليكمل بهدوء و هو مرر يده فوق راسها بحنان
=اول ما اطمن انها شافتك .....هخدك و نطلع من هنا على القصر بتاعنا الحمدلله انى معرفتش حد انى اشتريت قصر جديد
قضبت حياء حاجبيها قائله
=طيب و انت هتعرف ازاى هينفذوا امتى ..؟!
اجابها بهدوء و هو يمرر يده بحنان فوق حاجبيها يفك تقضيبتهم
=متقلقيش يا حبيبتى  خلاص عرفت ميعاد التنفيذ  تليفون تالا احنا مراقبينه و كل مكالماتها بتوصلنا و الصبح بعد ما سافرت كلمت الكلب داوود واتفقوا ينفذوا بكره قبل ما اهلى يرجعوا للقصر..
شعرت حياء برجفه من الذعر تسرى بجسدها لكنها تجاهلتها مقتربه من جسد عز الدين الذى كان يكاد يستلقى فوقها حتى التصقت به تماماً تلف ذراعيها حول ظهره محتضنه اياه بشدة قائلة بصوت متحشرج ممتلئ بالدموع
=عز...لو حصلك حاجه انا ممكن اموت ..
احاط جسدها بذراعيه يبادلها العناق بقوه متمتماً بصوت اجش
=بعد الشر عليكى يا حبيبتى...
ليكمل و هو يدفن رأسه بعنقها مقبلاً اياها
=اطمنى...و الله كل ده هيعدى
همست حياء بصوت مرتجف
=بس انا خ...........
لكن ابتلعت باقى جملتها عندما انحنى عز الدين ملتقطاً شفتيها فى قبله حارة فى محاوله منه لتشتيت انتباهها عن مخاوفها لينجح فى ذلك عندما بدأت حياء  تستجيب لقبلته مصدره تأوهاً منخفضاً ليغرقان بعدها فى عالمهم الخاص.....
و فى الصباح نزلت حياء الى الاسفل مظهره ذاتها الى تالا التى كانت جالسه تتناول طعام الافطار اخذت تتجول فى الحديقه قليلا
تحت انظار تالا الثاقبه ثم بعدها صعدت الى غرفتها  ليستقبلها عز الدين عند باب الغرفة جاذباً اياها الى حضنه مطمئناً اياها و فور تأكده من خروج تالا خرج هو وحياء من الباب الخلفى للقصر بعد ان اطمئنوا على انصاف الخادمه و امر رجاله باخراجها هى الاخرى من القصر بعد ان مثلت امام تالا بتناولها المنوم الذى وضعته لها بطعامها...
افاقت حياء من افكارها تلك على صوت جرس االباب نهضت مسرعه تفتحه بلهفه دون ان تنتظر الخادمه لتفعل ذلك على امل انه عز الدين...لكنها تفاجئت بياسين واقف امامها بوجه مقتضب شاحب شعرت حياء برجفه من الذعر تمر بجسدها فور رؤيتها لوجهه الجامد المقتضب همست بصوت مرتجف وهى تنظر خلفه باعين متلهفه قلقه باحثه عن عز الدين
=عز....عز فين .....؟!
اجابها ياسين بصوت مرتبك
=حياء عايزك تهدى....
شعرت حياء بالبرودة تتسلل الى جسدها و قدميها اصبحت كالهلام غير قادرتان على حملها همست بصوت ضعيف مرتجف
=عز فين يا ياسين...؟!
اجابها ياسين وهو يقترب منها بحذر
=عز...عز داوود ضرب عليه نار..و هو دلوقتى فى المستشفى بيعمل عم......
لكنه ابتلع باقى جملته بذعر فور رؤيته لحياء تترنح بمكانها كانها على وشك الاغماء ليسرع نحوها سانداً اياها قبل ان تسقط فوق الارض غائبه عن الوعى.....
!!!!***!!!!***!!!!***!!!!!***!!!!!
كانت حياء جالسه باحدى المقاعد امام قاعة العمليات التى كان عز الدين بداخلها مخفضه رأسها تنتحب بصمت شاعرة بألم يكاد يمزق قلبها بينما جسدها يرتجف بشدة فهى لن تستطيع ان تحيا دون عز الدين فقد اصبح الهواء الذى تتنفسه فهو ليس زوجها فقط بلا هو حبيبها و الدها حتى احياناً تشعر بانه طفلها الصغير فهو كل شئ بالنسبه اليها فى هءه الحياه..
اخذت تضغط علي شفتيها بقوه محاوله كتم شهقات بكائها لكن فور سماعها صوت والدتها يهتف باسمها وهى تركض برواق المشفى تجاهها لم تستطع حياء الصمود نهضت على الفور راكضه نحو والدتها ترتمى باحضانها متناسيه  غضبها و المها منها...
احضنت ناريمان حياء بين ذراعيها بقوه تربت على ظهرها بحنان محاولة تهدئت ابنتها التى كانت شهقات بكائها الحاده تزداد..شعرت بالخوف عليها فهى ان استمرت على هذا الوضع سوف تؤذى نفسها...
جذبتها ببطئ نحو احدى المقاعد مجلسه اياها بجانبها   محاوله مواساتها وتهدئتها....
تسمرت عيون الحاضرين بشفقة فوق حياء التى كانت جالسه منهاره بين ذراعى  والدتها تسند رأسها بحضن والدتها بينما غارقه فى بكائها و حزنها...
بينما كان سالم جالساً بجانب نهى التى كانت تبكى بصمت والتى ما ان لاحظت وجه سالم الشاحب الحزين والقلق المرتسم فوق وجهه اقتربت منه ممسكه بيده بين يديها تضغط عليها بقوة محاوله اطمئنانه قائله بصوت مرتجف
=متقلقش يا سالم ان شاء الله هيبقى كويس..
اومأ لها سالم رأسه بصمت قبل ان ينحنى ويقبل جبينها بحنان محيطاً كتفيها بذراعيه جاذباً اياها بحضنه شاعراً بالامتنان انها متواجده معه فى هذا الوقت العسير...ادار عينيه بقلق نحو  والده الذى كان جالساً بوجه شاحب ضعيف بينما كانت والدته جالسه بجانبه تنتحب بشدة.....
نهض ببطئ مبتعداً عن نهى بعد ان ضغط على يدها بحنان متوجهاً نحو والدته التى ما ان رأته حتى احتضنته بشدة وهى تهتف باسمه بصوت منتحب ضعيف ظل سالم حاضناً والدته محاولاً اطمئنانها....
بعد  مرور ساعه....
كانت حياء لازالت جالسه تبكى بشدة بينما ذراعى كلاً من والدها و والدتها يحيطونها بحمايه وقلق
اخذت تقرأ من المصحف الذى بين يديها المرتجفة و هى تدعى الله من حين الى اخر طالبه منه  شفاءه لها....
انتفضت ناهضه بفزع فور رؤيتها للطبيب يخرج من غرفة العمليات  وقفت تتابع بجسد مشلول الحركه وعينين متسعه ركوض جميع العائله نحوه محاولين الاطمئنان منه على عز الدين
=اطمنوا ...الحمدلله العمليه نجحت و عدت على خير
ليكمل بهدوء
= عز بيه محظوظ ان الرصاصة جت فى كتفه مش فى قلبه
المشكله كلها كانت فى كميه الدم اللى فقدها و الحمد لله ان سالم و فخر بيه و الده نفس فصيلته
بدأ كامل جسد حياء بالارتجاف بعنف والارتياح يتخللها شاعره بقدامها كالهلام غير قادرتان على حملها اسرعت يد تسندها على الفور عندما بدأت تترنح بمكانها شعرت بالصدمه عندما رفعت رأسها نحو ذاك الشخص لتجده بانه سالم ابن عمها اومأ لها برأسه باطمئنان وعينيه مسلطه فوقها بقلق وخجل الا ان حياء ربتت على يده الممسكه بها فهى بهذه اللحظه تريد مسامحه الجميع فقلبها لن يحمل الضغينه لاحد بهذه اللحظه اسندها بهدوء حتى وصلت بالقرب من الطبيب همست بصوت ضعيف
=اقدر ادخل اشوفه واطمن عليه
اومأ لها الطبيب بهدوء
=تقدرى و هى كلها ساعه بالكتير و هننقله لاوضه عاديه بس نطمن انه فاق من المخدر و الحمدلله حالته مستقرة
ليكمل و عينيه تقع على حياء الواقفه ترتجف بشده و وجهها شاحب كشحوب الاموات بينما سالم يسندها حتى لا تقع باى لحظه
=حياء هانم لازم تهدى...كده مش كويس علشان البيبى لو فضلتى على كده انا هضطر انقلك اوضه هنا تاخدى مهدئ و ترتاح لبكره فيها...
همست حياء سريعاً وهى تمسح وجهها بيديها المرتجفتين
=لا.. لا انا كويسه......
لتكمل بشفتين مرتجفه
=اقدر ادخل لعز دلوقتى...؟!
اومأ لها الطبيب
=تقدرى تدخلى ٥ دقايق تطمنى عليه و اول ما يفوق من المخدر ويتنقل اوضته تقدرى تقعدى معاه براحتك ...
اسرعت حياء مع الممرضه بعد ان ارتدت ما ناولته اياها بذهن شارد ويد مرتجفتين ...
دخلت الغرفة بخطوات بطيئة مرتعشه لتنفجر بالبكاء فور ان وقعت عينيها على عز الدين المستلقى فوق الفراش غائب عن الوعى اقتربت منه سريعاً تنحنى فوق مقبله جبينه بحنان و هى تبكى لا يمكنها ان تتخيل انه كان من الممكن ان تفقده للابد
تناولت يده  مقبله اياها عدة قبلات  متتاليه وهى تهمس باسمه بصوت مرتجف ضعيف
=كده توجع قلبى عليك...
لتكمل من بين انتحابها الحاد
=انا من غيرك اموت يا عز
اتكمل وهى تضع يده فوق بطنها المتفخه
=فوق يا حبيبى و ارجعلى..و ارحع ليوسف ابننا..
اخذت تنتحب بشده وه تدفن وجهها بيده مقبله اياه  قبلات متتاليه...
شعرت بيد تربت بهدوء فوق كتفها التفتت لتجد الممرضه خلفها تشير اليها بانها يجب عليها مغادرة الغرفة همست حياء بتوسل
=علشان خاطرى سبينى معاه وانا والله ما هعمل اى صوت او.....
قاطعتها الممرضه وبعينيها نظرة تعاطف
=مش هينفع و الله يا حياء هانم دى اوامر الدكتور ولو خلفتها ممكن يحصلى مشاكل
اومأت لها حياء بصمت قبل ان تنهض ببطئ وتثاقل تقبل رأس عز الدين بحنان شاعره بقلبها يتألم غير راغبه بتركه لكنها اضطرت بالنهايه ان تتبع الممرضه الى الخارج بجسد مهتز ضعيف...
⁦!!!!***!!!!***!!!!***!!!!!***!!!!!
بعد مرور ساعتين...
كانت حياء جالسة بجانب الفراش المستلقى عليه عز الدين  بغرفته التى تم نقله اليها بعد ان اطمئن الطبيب انه فاق من المخدر لكن عند دخول حياء الى الغرفة شعرت بالهلع عندما وجدته لايزال غائباً عن الوعى طمئنها الطبيب ان هذا اثر الادويه التى تناولها وان هذا شئ طبيعى لا يوجد اى خطر منه
ظلت ممسكه بيده بين يديها تتشبث بها بقوة طوال الوقت و عينيها الشبه مغلقه مسلطه فوقه حاولت مقاومة النعاس فقد اصرت على مرافقته و عدم تركه رافضه عرض عمها بان تذهب للمنزل لكى تستريح وانهم سوف يستدعونها فور افاقته...
اصرت على الجميع بان يغادروا ويتركوها معه فالمشفى لا تسمح الا بمرافق واحد...
اغلقت حياء عينيها ببطئ مسنده راسها الى حافة مقعدها لتغرق سريعاً بنوم يتخلله التعب والارهاق...
افاقت حياء على لمسه خفيفه فوق يدها فتحت عينيها على الفور مسلطه اياها بذعر فوق عز الدين الذى وجدت مستيقظ و فوق وجهه ابتسامه رقيقه بينما عينيه مسلطه فوقها بشغف تمتم بصوت ضعيف
=صباح الخير يا قطتى
انتفضت حياء من فوق مقعدها الذى تم فرده اثناء نومها ليصبح اشبه بفراش صغير فور ادراكها انه قد استيقظ وانه بخير ارتمت فوق صدره وهى تشهق باكيه تتمتم اسمه بانتحاب
لكنها ابتعدت عنه عندما شعرت به يجفل متألماً عندما ضغطت على جرحه دون قصد تتمتم بلهفه و هى تربت بحنان فوق الضمادات التى تلتف حول كتفه
=اسفه ...اسفه يا حبيبى....
نهضت عائده الى مقعدها مرة اخرى لكن منعتها يد عز الدين التى قبضت على ذراعها جاذباً اياها نحو فراش المشفى الذى يستلقى عليه وهو يتمتم بضعف
=متبعديش خاليكى....
همست حياء و هى تحاول جذب يدها من يده بلطف محاوله الابتعاد
=مينفعش علشان جرحك لازم تستريح....
لكنه لم يستمع اليها جاذباً اياها بحزم لتستلقى بجواره بفرتش المشفى لتستلقى فوق صدره بالجانب الغير مصاب بينما يلف ذراعه حولها بحمايه دافناً رأسه بشعرها يشتم رائحته الخلابه التى كانت مزيج من رائحة الازهار الرائعة شعر بجسدها يهتز ليعلم بانها تبكى قبل اعلى رأسها بحنان متمتماً بصوت اجش
=بتعيطى ليه دلوقتى يا حبيبتى
همست حياء و هى ترفع رأسها اليه دافنه اياه بعنقه و يدها تتشبث بقميصه بقوة
=كنت هضيع منى ....
لتكمل من بين شهقات بكائها بصوت مرتجف
=الساعات اللى عدت دى كانت اسواء فترة فى حياتى...انا كنت هموت....
قاطعها عز الدين بحزم وهو يرفع رأسها اليه
=بعد الشر عليكى....
ليكمل وهو يقبل عينيها بحنان
=بعدين كل الحكايه رصاصه فى كتفى مش .....
قاطعته حياء بارتجاف وهى تعقد حاجبيها
=انت عرفت ازاى ان الرصاصه كانت فى كتفك
اجابها عز الدين بهدوء و هو يمرر يده بحنان فوق ذراعها
=انا صاحى بقالى ٣ ساعات يا حياء و الدكتور كان عندى هنا و طمنى...
همست حياء بعدم تصديق وقد احمر وجهها بالخجل
=ازاى كل ده و انا نايمه و محستش بحاجه
ضمها عز الدين قائلاً بمشاكسه محاولاً التخفيف عنها
=مش الدكتور بس...الممرضات كلهم كانوا حتى فيهم واحده كده   حلوة و فضلت تعاكس فيا...بس انا صدتها متقلقيش
انتفضت حياء مبتعده عنه تزمجر بغضب
=لا والله يا سى عز...يعنى انا قاعده هنا هموت من القلق عليك و انت عمال تعاكسلى فى الممرضات.....
قاطعها عز الدين و هو يضحك بخفه
=بهزر...والله بهزر....
حاولت حياء النهوض من فوق الفراش وهى تتمتم بغضب
=بتهزر....ايوه...بتهزر
جذبها عز الدين  من ذراعها محاولاً اعادتها لكنها قاومته هتف بضعف
=حياء...اهدى انا مش قادر و الله.....
نفضت حياء يده بعنف وهى تتمتم بحده
=مش قادر ليه ...ما انت.....
لكنها ابتلعت باقى جملتها بذعر عندما تأوه عز الدين بألم و هو يمسك كتفه المصاب مكان ضماداته مقتربه منه بلهفه وهى تضع يدها فوق صدره
=مالك يا حبيبى فى ايه...؟!
امسك عز الدين بيدها على الفور قائلاً و هو يبتسم
=خلاص بقى علشان خاطرى ...والله كنت بهزر
اقتربت منه حياء تستكين بين ذراعيه قائله بخفوت
=يعنى بذمتك ده وقت تهزر فيه..
مرر يده السليمه فوق خصلات شعرها بحنان
=و مهزرش ليه..داوود وخلصنا منه..
ليكمل و هو يعقد حاجبيه بتساؤل
=و تالا....؟!
تنحنحت حياء بارتباك قبل ان تجيبه
=تالا....جسمها كله مليان جروح و... و.....
تمتم بحده عندما ادرك ترددها
=و ايه يا حياء...؟! الكلب ده لمسها...
اسرعت حياء تهتف مقاطعه اياه قبل ان يغرق فى خيالاته
=لا يا حبيبى اطمن هو معملش حاجه غير انه ضربها...بس...بس
تالا من وقت ما دخلت المستشفى و بقى عندها حاله نفسيه مبتعملش حاجه غير انها بتقعد تصرخ و هى مرعوبه
اشتد فك عز الدين بغضب قبل ان يتمتم بحده
=كله من عمايلها هى اللى حفرت قبرها بنفسها...اللى كان داوود هيعمله فيكى عمله فيها ...بس اللى اتعمل فيها ميجيش ١% من اللى داوود كان هيعمله فيكى...
ابتلع باقى جملته سريعاً و هو يسب نفسه بصمت عندما شعر بجسد حياء يرتجف بخوف بين يديه جذبها نحوه اكثر بذراعه الغير مصابه مقبلاً اعلى رأسها
=حياء ...داوود خلاص مات...واستحاله كنت هخليه يلمس شعره منك ولو كان فيها موتى.....
همست حياء بصوت منخفض
=بعد الشر عليك يا حبيبى...عارف انا اول ما باسين قالى الخبر انك اتصبت انا كنت هموت
لتكمل رافعه رأسها تسند جبهتها فوق جبهته هامسه بضعف
=انا مقدرش اعيش من غيرك يا عز انت بقيت كل حاجه فى حياتى حبيبى و جوزى و ابويا كل حاجه.......
لتكمل و هى تبتلع الغصه التى تشكلت بحلقها
=انت العوض اللى ربنا عوضنى به عن كل حاجه وحشه شوفتها فى حياتى...انا من غيرك اموت.............
اهتز جسد عز الدين بعنف و هو يستمع الى كلماتها تلك لكنه ابتلع  باقى جملتها عندما ضغط شفتيه فوقه شفتيها متناولاً اياها  يقبلها بنهم شديد..رفع رأسه بعد عدة لحظات بصوت لاهث بينما ضعف غريب يستولي عليه و ضربات قلبه تزداد بعنف حتى ظن قلبه سوف يغادر صدره
=انا مش بحبك يا حياء...انا بعشقك
ليكمل بصوت مرتجف ضعيف و هو يحيطها بحمايه اكثر
=عمرى ما اتخيلت ان ممكن احب حد بالشكل ده....حياتى كانت كلها كانت شغل فى شغل لكن من يوم ما اتجوزتك و انتى غيرتى حياتى بقيت حاسس انى عايش ....
دفنت حياء رأسها بعنقه تقبله بحنان شاعره بقلبها يرقص من شدة الفرح
مرر يده فوق بطنها المنتفخه هامساً
=حبيب بابا عامل ايه..؟!
وضعت حياء يدها فوق يده فوق بطنها بحنان هامسه
=حبيب بابا كويس...
همس باذنها بحنان
=اعملى حسابك يوسف هينزل منها...
ليكمل وهو يربت فوق بطنها
=و اخوه يملى مكانه على طول...
هتفت حياء باستنكار
=يا سلام يا سى عز ليه هو انا الة تفريغ...
ضحك عز الدين بمرح و هو يستمتع بمشاكستها
=بغيظك يا قلبى مش اكتر...بعدين طبعاً لازم يبقى فى فرق معقول بين كل واد من اولادنا علشان متتعبيش
ليكمل و هو يغمز بعينه
=بس ده طبعاً ميمنعش ان احنا طبعاً نركز فى لعبنا
همست حياء بخجل
=عز....
قبل وجنتيها المشتعلتين بالخجل وهو يتمتم بشغف
=قلب عز...و روح عز و كل حياة عز
دفنت حياء وجهها بعنقه تقبله بحنان وهى تبتسم بسعادة فها هى حياتها كما تمنت فقد تخلصت من كابوس داوود و هى تستكين باحضان زوجها بعد ان اصبح بخير تستمع بحنانه ودفئه.....
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
بعد مرور 5 سنوات ....
.
.
.
اخذت حياء المستلقيه فوق  المقعد بالشاطئ الخاص بالجزيرة التى يمتلكها عز الدين و التى امضوا بها شهر عسلهم تراقب باعين تلتمع بالشغف و ابتسامة حالمة ترتسم فوق وجهها عز الدين الذى كان يجلس على الشاطئ يلهو مع اطفالهم فقد اصبح يوسف يبلغ من العمر ٤ سنوات و نصف بينما اسيل ابنتهم الصغيرة تبلغ من العمر سنتين فقد كانت تشبهها كثيراً حيث كانت تمتلك لون عينيها و شعرها بينما كان يوسف نسخه مصغره من والده حتى شخصيته تشبه الى حد كبير شخصية عز الدين و ذوقه فى كل شئ ...
ضحكت حياء بصخب وهى تراقب يوسف يقفز فوق ظهر والده و هو يصيح بصخب مما جعل وزن عز الدين يختل و يسقط فوق الارض و هو يحمله..
مررت حياء يدها فوق بطنها المنتفخه بحنان وهى تتنهد بسعاده فقد كانت حاملاً بالشهر الاخير لكن رغم ذلك اصرت على عز الدين ان يقوموا برحلتهم الى الجزيرة كعادتهم حتى لا يحزن اطفالهم و عندما رفض بسبب انها اصبحت بالشهر الاخير من حملها طمئنته بانها باوائل الشهر ولن تلد مبكراً فقد اتمت اشهر حملها كاملةً فى يوسف و اسيل
ابتسمت حياء بسعادة وهى تتذكر نهى الحامل فى طفلها الرابع فقد اتفقت مع سالم بعد عودتهم الى بعضهم البعض ان ينجبوا اطفال اخريين بعد ساندى و بالفعل قد انجبت مازن و ضياء توأم وها هى حامل فى طفلتها الرابعه بشهرها الخامس فقد تغيرت حياة نهى كثيراً فبعد عودتهم  اصبح سالم شخصاً اخر فقد اصبح ملتزماً و مسئولاً يعمل على تكبير شركة العائلة بعد ان سلمها له عز الدين كما اصبح يفعل اى شئ لكى يجعل نهى سعيدة ويظهر حبه لها....
كما اصبح كلاً من والدها و والدتها يعيشون بسعادة باستراليا مرة اخرى بعد ان ساعد عز الدين والدها فى سداد ديونه واسترداد شركاته مرة اخرى كما ابتعد والدها عن طريق المضاربه ذلك..
تأتى والدتها و والدها لزيارتهم فى مصر من حين الى اخر كما احياناً يقوم عز الدين و حياء بزيارتهم باستراليا احياناً ....
كما استعاد عز الدين علاقته الوطيدة بجدته بعد ان سامحها كلاً من عز الدين و حياء على ما فعلته عالمين بان ما فعلته كان من باب الخوف علي حياء ليس اكثر فقد كانت جدتهم متعلقة باولاد احفادها كثيراً خاصة يوسف حيث يذكرها بوالده  و هو صغير كما كان يوسف  متعلقاً بها بشدة هو الاخر....
اما تالا فقد ظلت تتعالج بمصحة الامراض النفسية لاكثر من سنتين بسبب ما فعله بها داوود فقد مرت بحاله نفسية سيئه كما اخذت علامات الجروح التى كانت تملئ جسدها وقتاً طويلاً حتى اختفت تماماً  وبعد ان اصبحت بخير سافرت الى تركيا لكى تعيش بتركيا مع خالها و قد كانت ناريمان تقوم بزيارتها من كل حين الى الاخر فبرغم ما فعلته لم تستطع ناريمان تركها وحيدة و بعد مرور سنتين على عيشها بتركيا علموا انها تزوجت باحدى رجال الاعمال الاتراك....
نهضت حياء ببطئ و هى تتنهد بسعادة مقتربه من اولادها  لتجلس فوق الرمال بجانب عز الدين الذى كان يحمل اسيل بين احضانه مساعداً اياهم فى بناء قلعه من الرمال..
ابتسم عز الدين بحنان فور ان وقعت عينيه عليها انحنى مقبلاً خدها بحنان وهو يتمتم
=حبيبى عامل ايه ...؟!
مررت حياء يدها فوق بطنها
=حبيبك مش مبطل ضرب فى بطنى..طالع لباباه شقى
احاطها عز الدين بذراعيه مقرباً اياها منه هامساً باذنها وعلى وجهه ابتسامه ماكره
= شقى هااا ؟!...طيب نبقى نشوف موضوع الشقاوة ده بليل....
ابتعدت عنه حياء و هى تتمتم بلهاث وقد احمرت وجنتيها بالخجل..
=عز...الاولاد...
ضحك بسعاده وهو يمرر يده بحنان فوق وجنتيها بشغف
=انتى لسه بتتكسفى يا قطتى...
قاطع كلماته هتاف يوسف الذى اقترب منهم وهو يعقد حاجبيه بضجر
=مامى انتى هتولدى امتى بقى ؟!
اجابته حياء و هى تبتسم
=هانت يا يوسف...
لتكمل وهى تعقد حاجبيها
=بس انت بتسأل ...؟!
اجابها يوسف و عينيه مسلطه فوق بطنها المنتفخه فى فستانها الصيفى الرقيق
=علشان بقيتى عامله زى البطيخه  و مش بتعرفى تلعبى كوره معانا
هتفت حياء بصدمه
=انا بطيخه يا يوسف...؟!
لتكمل بحده وهى تراقب بغيظ عز الدين الذى انفجر بالضحك حتى ارتمى ساقطاً الى الخلف من شدة ضحكاته
=ايه عجبتك اوى يا سى عز
لتكمل و هى تلتفت نحو يوسف
= انا بطيخه ...ماشى يا يوسف ماشى...
اقترب منها يوسف على الفور مرتمياً بحضنها و هو يتعلق برقبتها بذراعيها الصغيرين
=مش قصدى يا مامى و الله......
ليكمل و هو يقبل خد والدته محاولاً مراضتها
=انا قصدى انك مش بتقدرى تلعبى معانا زى الاول
قبلته حياء وهى تحيطه بذراعيها بحنان
=مش انا و بابى بنلعب معاكوا كل يوم...؟!
اومأ لها يوسف بطفوليه لتكمل حياء و هى تربت فوق رأسه بحنان
=هى الكوره بس اللى مش بقدر العبها معاكوا بس وعد منى اول ما اولد هلعب معاك ونغلب بابى و اسيل
ضحك يوسف بفرح بينما بدأت حياء تدغدغ بطنه بمرح اقتربت منهم اسيل التى شعرت بالغيره من اهتمام والدتها باخيها تتمتم بطفوليه و هى ترتمى فوق يوسف محاوله اخذ مكانه بحضن والدتها
= قووم يا يوسف قووم..
لتدرك حياء غيرتها ضحكت حياء بفرح  و هى تمتم بحنان فاتحه ذراعيها لها
=تعالى يا قلب مامى...
لترتمى بحضنها هى الاخرى شهقت متفاجأه عندما شعرت بعز الدين يحتضنها من الخلف محيطاً اياهم جميعاً بذراعيه استندت  بظهرها الى خلف فوق صدره و هى تبتسم بسعاده همس باذنها بصوت مشاغب
=على فكره و انا كمان بغير يا مامى...
ضحكت حياء بمرح بينما تلتفت مقبله اياه فوق وجنته وهى تتمتم باذنه
=قلب مامى...
ابتلعت حياء باقى جملتها عندما شعرت بألم شديد يضربها
همست بصوت مرتجف
=عز...
همهم عز الدين مجيباً عليها و هو يبتسم غافلاً عن معاناتها همست حياء بصوت ضعيف
=انا بولد....
اهتز جسد عز الدين بصدمه فور سماعه كلماتها تلك متمتماً بانفاس متقطعه
=بتت...بتولدي...ازاى؟!
ليكمل بحده و هو ينظر اليها بشك
=حياء بلاش هزار فى حاجه زى دى......
قاطعته حياء صارخه بحده و قد ضربتها موجه الم اخرى
=بهزر ايييييه.... بقولك بولد اهاااا مش قادرة
انتفض عز الدين فازعاً ينهض مسرعاً جاذباً اياها معه وقد شحب وجهه بشده فور ادراكه صدق كلماتها حملها مسرعاً بين ذراعيه و من حولهم اطفالهم يقفزون ويصرخون بسعاده معتقدين ان والدهم يلعب مع والدتهم كعادتهم..
اخذ عز الدين يدور حول نفسه و هو يحملها بين ذراعيه لا يعلم ما يجب عليه فعله شاعراً بالضياع
صاحت حياء صارخه عندما انتبتها موجه الم اخرى
=بتعمل ايه ...يا عز اتصل بالطياره الاول...
وضعها عز الدين فوق المقعد وهو يتمتم بارتباك وهو يبحث عن هاتفه
=صح ...صح الطيارة
تناول هاتفه من فوق الطاولة متصلاً بالطيار الخاص بطائرته أمراً اياه بان يستعد بالطائرة حتى ينقلهم الى المدينه  فجزيرته هذه لم يكن بها مشفى..
التفت الى احدى الحرس الذى جاء مسرعاً فور ان استدعاه عز الدين
=خد الاولاد و ارجعوا على الفيلا
ليكمل و هو ينحنى نحو حياء حاملاً اياها بيدين مرتجفتين
=يلا .. يلا يا حبيبتى الطيارة جاهزة...
حملها عز الدين مسرعاً لكن اوقفته صارخة حياء الغاضبه
=عز.....انت هتروح المستشفى كده..؟!
اخفض عز الدين نظره الى صدره العارى و شورت السباحه الذى يرتديه اجابها و هو يكمل طريقه مسرعاً
=مش وقته يا حياء ...
صرخت حياء و هى تغضن وجهها بألم فقد اصبح الالم لا يحتمل
=يوسف...
ركض يوسف خلف والده و هو يهتف مجيباً اياها
=نعم يا مامى....
صاحت حياء وهى تضع يدها فوق بطنها بينما الالم يزداد بشكل لا يطاق
=هات قميص بابى من فوق الطرابيزة
صاح عز الدين بنفاذ صبر
=حياء ... بذمتك ده وقته
تمتمت حياء من بين صراختها المتألمه
=ايوة... وقته .. ولا عايزنى اسيبك زى المره اللى فاتت تدخل المستفى عريان  و كل اللى هناك يعاكسوا فيك
هز عز الدين رأسه بغير تصديق و هو يتناول قميصه من يوسف الذى كان يقف على اطراف اصابعه حتى يصل ليد والده...
احتفظ عز الدين بالقميص بيده و هو يكمل طريقه مسرعاً
تمتمت حياء من بين شفتيها المزموتين بالم
=البسه...
اجابها عز الدين وهو يشدد من ذراعيه حولها بحمايه فور رؤيته للالم المرتسم فوق وجهها
=فى الطيارة يا حياء فى الطيارة....
بعد مرور ساعة...
كانت حياء مستلقيه بغرفة العمليات الخاصة بالولادة تصرخ متألمه بينما يحثها الطبيب على الدفع
امسك عز الدين بيدها فقد اصر ان يحضر معها الولادة كالمرتين السابقتين راقضاً تركها بمفردها..
كان قلبه ينقبض داخل صدره بألم كلما استمع الى صراخاتها المتألمه..
صاحت وهى تبكى متألمه
=انت السبب ...انت السبب
انحنى عز الدين مقبلاً جبينها و هو يربت فوق رأسها بحنان غير قادراً عن النطق بحرفاً واحداً شاعراً بالذنب يتخلله لكنه انتفض فازعاً عندما صرخت حياء بالم و هى تحاول الدفع حتى تخرج طفلها...
صاحت بحده فى وجه عز الدين و هى تلهث بشدة
=انت السبب اطلع برااا ....اطلع برااا
همس عز الظين محاولاً تهدئتها و هو يربت فوق رأسها بحنان
=اهدى يا حبيبتى اهدى... دفعت يده بعيداً وهى تصيح بالم
=اطلع براااااا يا عز اطلع برااا
ترك عز الدين يدها و هو يشعر بثقل بقلبه التفت بعيداً تاركاً يدها لكى ينفذ لها طلبها حتى لا يتسبب فى معاناتها اكثر من ذلك فهو يعلم كم الالم الذى تشعر به  الان ...
لكن فور ان وصل الى باب غرفة العمليات سمعها تصيح باسمه باكيه
=عززز....
لتكمل من بين شهقات بكائها الحاده
=خاليك معايا...متمشيش وتسبنى علشان خاطرى
اسرع نحوها مرة اخرى ممسكاً بيدها لتضغط حياء على يده بقوة كما لو انها تستمد منه القوة تمتمت بصوت مرتجف و هى تنتحب متألمة
=متزعلش منى يا حبيبى ...انا اسفه...اسفه
هز عز الدين رأسه بصمت غير قادر على النطق بحرف واحداً فرؤيتها بهذا الشكل يدمر قلبه...
اخذ يحثها على التنفس بانتظام  و الدفع اخذت حياء تنفذ ما يقوله وهى تضغط على يده بشكل مؤلم حتى صدح فى الارجاء صريخ طفلهم...
بعد مرور نصف ساعه...
انحنى عز الدين مقبلاً جبين زوجته و هو يحمل طفلهم بين ذراعيه همس بصوت اجش
=حمد لله على السلامه يا حبيبتى
اجابته حياء بصوت مرتجف متعب وهى تضع يدها فوق خده
=الله يسلمك يا حبيبى...
لتكمل و هى تضحك بسعاده متأمله طفلهم هامسه اسمه بشغف
=زين...
تمتمت بمرح و هى تتأمل بسعادة طفلها بين ذراعى والده
=كده خلاص المرة الجايه بقى تبقى بنوته علشان اسيل و بكده يبقى....
قاطعها عز الدين مناولاً اياها طفلهم بين ذراعيها بحنان قبل ان يسند جبينه فوق جبينها متمتاً بصرامه
=مفيش مرة تانيه دى اخر مرة اعرضك فيها للالم ده...
تأملت حياء عينيه الدامعتين بصدمه ممرره يدها بحنان فوق خده
=حبيبى....انت عارف انى مكنتش اقصد الكلام اللى...
قاطعها عز الدين و هو يبتلع الغصة التى تشكلت بحلقه
=مش بسبب كلامك ...الولاده المرة دى كانت اصعب من المرتين اللى فاتوا و انا معنديش استعداد اعرضك للالم ده تانى...
مررت حياء يدها فوق رأسه بحنان شاعره بقلبها يتضخم بحبه
=بس انا عايزة اجيب بنوته كمان....
قضب عز الدين حاجبيه قائلا
=و لو مطلعتش بنت يا حياء هتفضلى تحاولى لحد ما نجبيها مثلاً
هزت حياء رأسها سريعاً
=لا والله هى مرة واحده و زى ما ربنا يكرمنا..
انحنى مقبلاً شفتيها فى قبله خاطفه قائلاً باستسلام
=اللى انتى عايزاه يا حبيبتى هعملهولك...
ليكمل بصرامه
=بس مش دلوقتى خالص...يعنى كمان سنتين تلاته تكونى ارتحتى فيهم
اومأت حياء رأسها و هى تبتسم بسعاده لتخفض رأسها متأمله طفلها الذى بدأ  يفتح عينيه ببطئ
=زين...
انحنى عز الدين مقبلاً طفله ثم جلس بجانب حياء فوق فراش المشفى محيطاً اياها بذراعيه بينما اسندت رأسها فوق صدره تستمع الى ضربات قلبه المتسرعه و على وجهها ترتسم ابتسامه مشرقة فوق وجهها ....
  !!!!****!!!!****!!!!****!!!!
بعد مرور شهرين...
استيقظت حياء على صوت صراخ صغيرها الجائع نهضت من الفراش باعين ناعسه متناوله زين من فراشه الصغير الذى كان بغرفتهم حملته بين ذراعيها  تضمه الى صدرها بحنان وهى تتمتم له كلمات مهدئه جلست فوق الفراش مره اخرى محاوله عدم اصدار اى صوت حتى لا تيقظ عز الدين النائم  ازاحت حملات قميصها ثم بدأت بارضاع صغيرها الذى بدأ يتناول طعامه بنهم اخذت تمرر يدها فوق وجنتيه المنتفختين بشكل محبب فقد كان نسخه اخرى من والده مثل يوسف....
شعرت بذراعى عز الدين تحاوطها من الخلف جاذباً اياها حتى اصبحت تستند بظهرها الى صدره مستكينه بحضنه مقبلاً كتفها العارى بحنان همست حياء بصوت منخفض
=ايه صحاك يا حبيبى ...؟!
تمتم عز الدين بصوت اجش من اثر النوم و هو لايزال يقبل كتفها
=عياط سى زين....
ضحكت حياء و هى تتأمل طفلها الذى بدأ باغلاق عينيه مرة اخرى
=طالع لباباه...
لتكمل حياء وهى تدير رأسها تقبل عز الدين فوق شفتيه بحنان
=مش عارفه...ده انا لو الة نسخ مش هجيب نسختين منك بالمنظر ده سواء يوسف او زين نسخه منك
انحنى عز الدين عليها متناولاً شفتيها فى قبله اطول من قبلتها قليلاً
=علشان بتحبينى....
هزت حياء رأسها وهى تتأمله بشغف
=امممم علشان بحبك
همس بالقرب من اذنها بشغف و هو يقبل اسفل اذنها
=و اسيل نسخه منك علشان انا بحبك و بعشقك
همست حياء بصوت مرتجف
=عز...
نهض مسرعاً متناولاً طفلهم الذى عاد للنوم مرة اخرى من بين ذراعيها واضعاً اياه بحنان بفراشه..
ثم عاد مره اخرى  اليها دافعاً اياها ببطئ لتستلقى فوق الفراش..استلقى فوقها وهو يتناول شفتيها مقبلاً اياها بنهم و شغف ظل على وضعهم هذا عدة لحظات قبل ان ينتفض عز الدين مبتعداً عنها عندما وصل اليهم صوت طرق رقيق فوق باب غرفتهم لتدخل بعدها طفلتهم اسيل بوجه ناعس و شعر مشعث وهى تجر دميتها خلفها وقفت بالقرب من فراشهم تتمتم بصوت ناعس
=بابى....عايز انام معاك...
ضحكت حياء بمىح عندما وقعت عينيها فوق وجه عز الدين المصدوم لكنه سرعان ما نهض حاملاً اسيل بين ذراعيه بحنان عائداً بها الى الفراش و هو يتمتم بحنان فقد كانت اسيل مدللته الصغيرة...
=حبيبة بابى....
لكنه ابتلع باقى جملته عندما رأى يوسف يدخل من باب الغرفه الذى تركته اسيل مفتوح هامساً وهو يفرك عينيه بطفوله محببه
=و انا كمان عايز انام معاكوا...
نهض عز الدين مرة اخرى باستسلام حاملاً طفله ليتعلق يوسف بعنق والده وهو يضحك بسعاده عندما بدأ عز الدين بأرجحته بمرح
لكن سرعان ما همس عز الدين فى اذن صغيره
=هصص اخوك هيصحى ومش هيخالينا ننام فى ليلتنا...
اومأ له يوسف رأسه بحماس و ضعه عز الدين فوق الفراش ليندفع على الفور نحو والدته التى كانت تحتضن شقيقته يحتضنها هو الاخر...
وقف عز الدين يتأمل هذا المنظر وقلبه يخفق بسعادة فقد كرمه الله بحياء التى ملئت حياته سعاده و شغف ثم اكرمه باطفاله الذين كان يملكون ذات حنان والدتهم...
استلقى بجانبهم ليصبحوا اطفالهم يستقرون بينهم ز و الذين استغرقوا بالنوم سريعاً وهم محاطين بحنان كلاً من والديهما تناول عز الدين يد حياء التى كانت تحيط ظهر طفلتها رافعاً اياها الى شفتيه مقبلاً اياها بشغف وهو يتأمل عينيها التى كانت تلتمع بشده
=بحبك
همست حياء بصوت مرتجف وهى تتناول يده التى كانت قريبه منها مقبله اياها هى الاخرى
=و انا بعشقك...
ثم وضعت يده اسفل خدها بينما تغلق عينيها متنعمه بشعور اصابعه التى كان يمررها بحنان فوق وجنتيها شاكرة الله على نعمة وجوده بحياتها هى واطفالها...
تمت بحمدلله

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-