رواية احيت لي مشاعري المدفونة كاملة جميع الفصول بقلم داليا احمد

رواية احيت لي مشاعري المدفونة كاملة جميع الفصول بقلم داليا احمد


رواية احيت لي مشاعري المدفونة كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة داليا احمد رواية احيت لي مشاعري المدفونة كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية احيت لي مشاعري المدفونة حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية احيت لي مشاعري المدفونة


رواية احيت لي مشاعري المدفونة بقلم داليا احمد

رواية احيت لي مشاعري المدفونة كاملة جميع الفصول

في شقة بإحدى المناطق المتوسطة بالقاهرة..
كانت تقف أمام المرآة، تسرح شعرها الطويل جدا الداكن اللون ما بين الأسود والبني ، جميلة هي ببشرة بيضاء وعينين رماديتين فاتحة جميلة، ملامحها جذابة جدا
كاميليا في الفرقة الثانية من كلية الهندسة..
نظرت إلى ساعتها ، لم يتبقَّ وقت على الإفطار ، أمامها عشر دقائق فقط حتى تكون جالسة أمام جدها "رحيم" على طاولة الطعام  .. حملت حقيبتها وهي تركض نحو غرفة الطعام بأقصى سرعة  ..
اتسعت ابتسامتها إليه وهي تقترب منه بحيويتها المُعتادة نحو جدها، هتفت قائلة بابتسامة:
-جدو حبيبي صباح الخير
جدها رحيم وهو يقبل خديها:
-صباح النور يا حبيبتي
همست كاميليا متلهفة :
-جدو إيه هي المفاجأة؟
-افطرى الأول وبعدين هتعرفيها
جلست مع جدها على الطاولة، كاميليا تعيش مع جدها وحدهما منذ عامين بعد نزولها مصر 
همست كاميليا بحماس أثناء إفطارها:
-ها يا جدو بقى قول
تنهد بضيق :
-باباكِ ومامتك خلاص راجعين من السعودية آخر الأسبوع
صاحت كاميليا بحماس وذهول شديدين :
-بجد أخيرًا بقى..دول وحشوني أوي .. بس غريبة إزاي محدش منهم يقولي
قال جدها بصوت حزين :
-عشان للأسف فيه خبر وحش
-خير يا جدو
قال جدها:
-باباكِ كان تعبان بقاله فترة أنتِ عارفة
قطبت حاحبيها بعدم فهم :
-أيوة بس تعب عادي وبقى كويس
-للأسف باباكِ طلع عنده سرطان في الرئة
صرخت كاميليا قائلة:
-لأااا بابا ... أنت أكيد بتهزر لأ مستحيل !
قاطعها جدها وهو يحاول تهدئتها:
-إهدي يا كاميليا أنا مرضتش اعرفك لما يجي عشان متنهاريش قدامه
صاحت كاميليا في إنهيار:
-أنت بتقول إيه يا جدو .. ده أنا بصبر نفسي ودي تاني سنة ليا في مصر من ساعة ما جيت عشان أدخل الجامعة هنا وأنا مستنية رجوعهم ويوم ما ينزلوا بابا يكون تعب كده
دُق جرس الباب؛ ليفتح جدها الباب فهو طلب حضور خطيبها سامح لكي يحاول تهدئة كاميليا  .. ركضت كاميليا إلى سامح لتسأله برعب:
-سامح.. هو بابا ممكن يحصله حاجة ؟
صمت بحزن قليلًا لتردف قائلةً:
-رد عليا يا سامح .. هو بابا ممكن يحصله حاجة ؟
أمسك يديها برقة محاولًا تهدئتها :
-إهدي يا حبيبتي بس خير الأعمار بإيد ربنا .. ربنا يشفيه بإذن الله ويبقى كويس
قالت بصوت خافت:
-أنا خايفة اوي .. أنا ماليش سند غيره هو وجدو
قال سامح بنبرة حنونة:
-وأنا روحت فين بس يا كاميليا !.. أنا خطيبك وحبيبك وسندك مش كده ولا إيه؟!
-ربنا يخليك ليّ يا سامح
-ممكن تهدي بقى عشان خاطري لحد ما باباكِ يرجع من السفر وبعدين نشوف الدنيا فيها إيه
هزت رأسها متفهمة، بينما داخلها مشتعل قلقا، هل من الممكن أن يحدث لوالدها شيء سيء ؟!
-خايفة أوي يا رب طول في عمره
-متخافيش خالص وأنا جنبك
__________
بعد مرور أسبوعين من عودة والديها وإخوتها من السفر وبعد بدء مرحلة كابوس الكيماوي والإشعاع ومرحلة الخوف والرعب لـ كاميليا وخوفها من فقد والدها فهي تحبه كثيرا، دخلت غرفة والدها عندما طلب حضورها لتجلس معه قليلا قبل أن يذهب إلى المشفى :
-ايوة يا بابا كنت عايزني؟
اقتربت منه وهي تنحني إليه تُقبله من خديه:
-تعالي يا حبيبة بابا
-انت كويس يا حبيبي ؟!
همس والدها بأمل:
-هبقى كويس لو شوفتك عروسة يا كاميليا
أومأت كاميليا بابتسامة:
-إن شاء الله يا بابا تشوفني وأنا عروسة خلاص كلها 3 سنين واتخرج من كلية الهندسة ونتجوز أنا وسامح ما هو حضرتك متفق معاه على كده
رد والدها بحزن:
-أه يا حبيبتي عارف .. بس دلوقتي الوضع اتغير 
اتسعت حدقتا عينيها بدهشة :
-مش فاهمة يا بابا
-نفسي اشوفك عروسة قبل ما أموت يا كاميليا
قالت كاميليا مقاطعةً إياه :
-لالا يابابا لو بتحبني إوعى تقول كده عشان خاطري
هز والدها رأسه بيأس وقال:
-دي الحقيقة يا بنتي أنا المرض بينتشر عندي أكتر و حالتي بتسوء.. عشان خاطري طمنيني عليكِ قبل ما اموت يا حبيبتي
لم يكد يكمل حديثه فقالت بصوت باكٍ:
-يا بابا .. انت عارف إني متفقة مع سامح لحد ما اتخرج وأنا كليتي عملية وصعبة
نظرت إليه وكأنها تريد أن تنفي كلامه مرة أخرى ولكنه قاطعها:
-سامح طمني وقالي أنه هيساعدك في كل حاجة ومش هيخليكي تعملي مجهود في أي حاجة خالص وهيعيشك ملكة
ردت بخوف:
-بس يا بابا أنا خايفة .. أنا مكنتش مستعدة للجواز دلوقتي خالص..و كنت مرتبة نفسي مع سامح على خطوبة 5 سنين مش سنتين بس
مسح دموعها قائلًا :
-عشان خاطري يا كراميلا لو بتحبي أبوكي حققيلي أمنيتي .. أنا مش ضامن هعيش إمتى
ردت عليه باستسلام ممتزج بالتردد:
-حاضر يا بابا .. إللي تشوفه
همس والدها بنبرة واثقة:
-أنتِ قوية وهتقدري تسندي نفسك وتسندي أمك يا بنتي 
________
اتفق والد كاميليا مع سامح على تعجيل زواجهما ليتم في خلال شهر ! وبالطبع سامح فرح بهذا كثيرا
حسنا هو يريد أن يتزوجها في التو واللحظة .. لكن كاميليا دائما تتحجج بدارستها تريد أن تنهي دراستها بالجامعة أولا .. لكن سامح بالطبع لم يمنعها منها .. اتصلت به كاميليا فمن الضروري أن تقابله على عجل 
وصل إليها كانت تنتظره في مطعم هادئ وجدها شاردة الذهن فـانتبهت إليه لتهتف بريبة:
-سامح
سألها مباشرةً:
-أيوة يا حبيبتي .. جيتلك أهو.. ممكن تفهميني مالك بس!!
عقدت حاجبيها بتوتر:
-أنا خايفة
همس برقة:
-من إيه يا روح قلبي
همست بخوف:
-خايفة إنك تعاملني وحش بعد الجواز وتهيني وتضربني وتبقى زي الرجالة التانية دي وانا يعني هبقى مليش غيرك.. أنا بنفذ وصية بابا ليّ بحققله أمنيته يشوفني عروسة قبل ما اتخرج
ثم بادلته النظرات ببراءة وهي تكمل حديثها:
-متعملش كده ولا تضربني عشان خاطري اوعى.. أنا بحبك و بسمع كلامك ومش هزعلك..و هعمل أي حاجة أنت بتحبها عشانك..ممكن يا سامح؟
قاطعها سامح بنبرة حازمة :
-مش محتاجة تطلبي مني ده أنا من غير حاجة هشيلك في عينيا أصلا وعمري ما ازعلك.. أنا بحبك والله
قالت له في دلال : 
-يعني هتفضل تحبني كده !
أومأ برأسه موافقًا:
-اكيد والله واكتر من كده..بس انتي متزعلنيش منك
-مقدرش ازعلك أصلا
-حبيبتي أنتِ
أومأت برأسها كلامه وهي تخبره:
-بس أنا خايفة كمان من حاجة .. عشان يعني أنت عارف في مصر هنا بيت العيلة ومشاكله
هزأ من كلامها ضاحكا:
-بيت عيلة إيه بس يا حبيبتي إللي تخافي منه !! ده أنا أمي دي مش حما أصلا أنتِ عارفة بتموت فيكي وهتشيلك في عينيها .. واخواتي مفيش أطيب منهم و بيحبوكي ما أنتِ عارفة يعني مش هتحسي بجو بيت العيلة إللي بتسمعي عنه في مصر ده خالص
نظرت إليه وكأنها ترجو أن يؤكد لها شيئاً:
-بجد يا سامح .. يعني لو حد مثلا منهم عمل معايا مشكلة أو كده أنت مش هتخذلني
منعها من استكمال حديثها  قائلًا في حزم:
-لأ حبيبتي مش هيبقى في مشاكل طول ما احنا مع بعض إن شاء الله..وبعدين خلاص يا كوكي فرحنا قرب أهو وهتبقى مراتي
-مش مصدقة بابا سايب لنا مهلة شهر نرتب فيهم كل حاجة
-هانت.. حبيبك طالع عينه بس كله يهون عشانك يا روح قلبي
-ربنا يخليك لي يا حبيبي
هزت رأسها متفهمة ، بينما داخلها قد اشتعل قلقا ، هل ستصبح سريعا زوجة لسامح ؟ هل يمكن أن يتغير تجاهها كما يفعل الرجال الآخرون ؟ هل يمكن أن تستيقظ على ذلك يوما .. لا يارب لا ..
شعرت بتقلصات في معدتها ، ورغبة عارمة بالرفض والهروب ولكن والدها !!!
والدها الذي تحبه يريد أن يراها أجمل عروس
يريد أن يفرح بها
________
بعد مرور شهر تم الانتهاء من أغلب تجهيزات العرس
دخلت كاميليا إلى غرفتها بعد أن انتهت من مشاوير الزواج اليومية وهي ترمي بجسدها على السرير بقوة ، لـ تغمض عينيها تمنع الأفكار والهواجس من أن تغزوها ، ولكن سامح ! .. ولكنه ليس من ذلك النوع من الرجال ، إنها تعرفه حق المعرفة لن يفعل بها شيء سيء إلا إذا كان هو يريد ذلك
دخلت أمها إلى غرفتها قائلةً بدهشة:
-مالك يا كوكي .. مغيرتيش هدومك ليه يا عروسة ؟؟ المفروض تنامي خلاص فرحك كمان كام يوم
-مش عارفة مالي يا ماما .. قلبي اتقبض مرة واحدة .. خوف .. توتر .. فرح .. حاجات كتير مشاعري ملخبطة
ردت والدتها بابتسامة :
-ده بس عشان أنتِ خايفة على بابا يا حبيبتي..لكن ده سامح حبيبك إللي بتحبيه وهو بيحبك
قالت ودموعها تنهمر على خديها :-
-تفتكري؟؟ مش عارفة حاسة بابا اتسرع أنه وافق نتجوز أنا وسامح دلوقتي
همست أمها بحماس:
-باباكِ نفسه يفرح بكِ يا حبيبتي .. أنتِ إللي مخطوبة و فاتن أختك أصغر منك لسه في أولى كلية ومتخطبتش دلوقتي .. وبابا عايز يفرح بكِ نفسه يشوفك أنتِ أو فاتن عروسة.. وأنتِ اللي عليكِ الدور
ابتعلت لعابها في خوف:
-ربنا يطول في عمره ويشفيه يارب
ربتت والدتها على كتفها قائلةً :
-نامي يا كوكي.. وارتاحي كده يا حبيبتي عشان تبقي عروسة زي القمر .. أنتِ كده كده زي القمر
-ربنا يخليك لي يا أحلى ماما
___________
رمق سامح عروسه وهي تتهادى فوق الرواق الطويل الخاص بالفندق الذي أقيم به زفافهما.. 
أخذ يتأملها تقترب .. عيناه تعلقت بعينيها وكأنه يطالبها بالتقدم وعدم الالتفات لأي همس يجري من حولها.. اقتربت قليلاً عندها بدأ يلحظ تفاصيل الفستان الجميل الابيض..
كان حفل زفافهما رائعا وهادئ .. سلمها والدها له وهو يسلم عليه قائلا بحزن:
-خلي بالك منها يا سامح .. دي حتة مني وأغلى حاجة بديهالك
سامح بابتسامة مشرقة:
-متقلقش يا عمي دي في عينيا
بدأ حفل زفافهما الرائع وبعد انتهاء اليوم ذهبت معه إلى بيتهما .. 
فتح سامح باب الشقة وسمح لكاميليا بأن تتقدمه.. قبل أن يغلقه خلفه.. ثم مد يده يقبض على أناملها الرقيقة بقوة ويسحبها خلفه..
كانت تتجول سريعا وقد قرر سامح التوقف عن التجول بالشقة.. وهو يسألها:
ـ ايه رأيك في الشقة؟..
-حلوة اوي
-بس مش أحلى منك يا كوكي
-ميرسي يا حبيبي
-طب ايه هتفضلي بالفستان كده .. 
مال نحوها ليقبل شفتيها.. رجعت للخلف.. وهمست:
-ها .. اه هغيره بس شوية كده
ليميل نحو عنقها ويداه تفك شعرها من ربطته المصففة بعناية بتسريحة هادئة.. لينساب بين يديه.. يصعد ليقبل شفاهها.. هي كانت ستمنعه ولكن إرادتها سُلبت مما يفعله.. كان يهمس لها عندما يفصل قبلته:
-جميلة يا كوكي .. أجمل بنوتة في الدنيا
خلع قميصه أمامها.. لا تعلم متي استسلمت له.. شعرت بأمان بعد أن سلمت رأسها إلى صدره وأنها ليست بحاجة لشيء سوى هذا الرجل الذي تحبه..
بينما سامح كان لا يفكر بشيء سوى أن حبيبته أخيرًا بجانبه، كاميليا التي يحبها بين يديه.. هو  أسعد رجل على هذه الأرض.. لم ينم طوال الليل... هو فقط يفكر بها.. يقبلها على رأسها.. يبتسم عندما ينظر لها بين يديه لا يصدق أنها أصبحت زوجته أخيرًا
________
بعد مرور شهر على زواجهما .. عاد سامح من عمله؛ فهو عاد إلى عمله منذ أسبوع .. استقبلته كاميليا من أمام الباب كعادتها وهي تقبله على خده برومانسية :
-سامح .. حمدالله على السلامة يا حبيبي
سامح بنبرة حماس :
-عندي لك مفاجأة
-خير يا حبيبي
-جتلي فرصة سفر لشغل هايلة.. خلاص بفكر أرتب كل حاجة يدوب
رمشت بأهدابها عدة مرات وابتلعت ريقها بصعوبة.. تحاول أن تستوعب ما يقوله :
-سفر !! تسافر إزاي يعني.. ومقولتليش
تحرك ليبتعد عنها قليلاً قائلا ببرود:
-جت فجأة يا حبيبتي
هتفت باعتراض:
-سامح أنت بتهزر !! ده احنا بقالنا شهر بس متجوزين هتسافر إزاي يعني؟ وهتسيبني لوحدي !
رفع حاجبيه بسخرية:
-لوحدك فين أمي وأخواتي موجودين معاك يعني مش هتبقى لوحدك
هتفت بنفي:
-أنت عارف إني متفقة معاك من قبل الجواز بلاش تسافر وتسيبني وأنت عارف كده
صمت قليلا ليكمل بسخرية:
-وجت فرصة كويسة اضيعها يعني !
صاحت به غاضبة :
-لأ يا سامح مش هتسافر.. مينفعش أصلا
صرخ حينها بصرامة:
-كاميليا في إيه !! مالك .. أنا جيت اعرفك .. وغالباً كده أنا أخدت قرار
وخرج بعد أن أغلق الباب خلفه تاركاً إياها وحيدة في شقتهما .. بينما عندها فقد قفلت عينيها قليلًا وهي تمنع الدموع المتناثرة على خديها
يتبع.....
بعد مرور أسبوعين
بعد أن جهزت مفاجأة رومانسية رائعة لزوجها وشموع مضيئة لتخبره بمفاجأة حملها الغير المتوقع لتجده يقابل تلك المفاجأة ببرود..
وقفت أمامه قائلة :
ـ هو أنت بقيت كدة من أمتى؟!
ـ كده إيه مش فاهم؟؟
ـ يعني زي ما يكون بقالنا 10 سنين متجوزين مثلا!!
مط شفتيه:
ـ يعني بقالنا شهر ونص متجوزين ..وقربنا نكمل العشر سنين ؟
ثم هتف قبل أن يتركها و ويقف أمام الحمام قائلًا ببرود:
-إبقي حضري لي الشنطة خلاص مسافر بعد يومين
اتسعت عيناها بدهشة وهي تقف خلفه :
-أنت بتتكلم بجد؟ هتلحق تخلص ورق أمتى أساساً !
أومأ ببرود وبراءة مصطنعة :
- لا ، أنا خلصت الورق الأيام إللي فاتت
شهقت بذهول:
- يعني عملت كده من غير ما تقولي من ورايا كمان؟
نفخ بقوة وهو يغلق الباب خلفه وهو متأفف:
- وهو أنا بستأذنك مثلا ؟ عمومًا أنا قولت أقول لك علشان متقوليش معرفتنيش وتتقمصي
**********
ذهبت كاميليا إلى منزل والدها لكي تطمئن على  صحته وبعد أن خرجت من غرفته وجلست مع والدتها تحدثت بضيق :
- سامح هيسافر يا ماما
قطبت حاجبيها بدهشة ، غير مصدقة:
-نعم ؟ مسافر فين ده ؟
نظرت لأمها :
- دبي هيشتغل هناك
- هو مش متفق معاك من قبل الجواز وأنت منبهة عليه إنه مش هيسافر
همست بيأس :
- آه يا ماما بس مين قال إن الرجالة بتنفذ وعودها بعد الجواز
ثم صاحت بعصبية :
- طب ما هو قال لبابا هعيشها ملكة ومش هتعمل مجهود وتركز في مذاكرتها .. وأهو من تاني اسبوع جواز وبيخليني أنزل عند مامته أخدمها هي و أخواته وطبعا عشان بحبه بستحمل وبعيش
- والله بيستهبل
قالت بحزن شديد:
- انا تعبت يا ماما بجد
واستها أمها قائلةً:
- معلش يا حبيبتي حاولي تستحملي عشان أبوكِ لو عرف هيتعب اكتر .. أنت شايفة حالته بتسوء.. وبعدين يعني ده اختيارك وأنتِ كنتِ بتحبيه محدش غصبك
- حاضر أهو بحاول والله
-وبعدين حاولي تستحملي علشان اللي في بطنك .. متقلقيش أول ما تولدي كل حياتك هتتغير .. البيبي هيلهيكِ عن كل ده وهيغير سامح خالص معاكِ
********
دلف إلى شقته ليجدها مكومة على نفسها من التعب والإرهاق واضح جدًا عليها
فسألها بذهول :
- مالك فيك ايه ؟
شعرت بالأمل باهتمامه بها وسؤاله عنها، قائلةً بتعب :
- تعبانة يا سامح
تحدث بنبرة حازمة:
- لا بقولك ايه من أولها هتدلعي وتقولي حامل وكده... لا احنا معندناش الكلام ده أنزلي أمي سألتني عليكي عشان تحضري الأكل
لم تستطع الصمود أكثر .. تأوهت وهي تتحرك من مكانها بعد أن حاولت مقاومة النوم  :
- سامح تعبانة بجد
صرخ بعصبية ساخرا:
- نموت من الجوع عشان أنت تعبانة مثلًا! وبعدين هو أنا كلامي مبيتسمعش !!
همست باستسلام بمجرد أن سمعته يتحدث بتلك النبرة.. ولكنه لم يستوعب أنها حقا متعبة بعد عودتها من الكلية منذ ساعة فقط وبحاجة للنوم:
- حاضر .. خلاص انا نازلة نازلة
نهضت بتعب ونزلت إلى شقة حماتها وحضرت الطعام ، لا يهم ألمها أو وجعها
بالطبع الجميع لاحظ إرهاقها الشديد الواضح ولكن لا يهم .. الأهم أن طعامهم جاهز .. الشقة نظيفة تماما.. الأطباق نظيفة..الملابس نظيفة لا يوجد شيء لم تفعله
كانت يومياً تنزل إلى والدته تساعدهم بل تخدمهم .. تخدم الجميع دون أن تسمع كلمة شكر واحدة... على النقيض تماماً هي تعامل وكأنه واجب  يجب أن تفعله.. هي ابنة العشرين عاماً مازالت تدرس بكلية صعبة ما بين محاضرات  ودورات ومذاكرة وخدمة زوجها وخدمة أهله وفوق كل هذا أصبحت حاملًا .. حتي زيارات أهلها أصبحت أقل
**********
سافر سامح إلى دبي و ظلت هي في منزله وبالطبع يتكرر نفس السيناريو ، تخدم أهله وتساعدهم باستمرار ومرت بضعة أشهر على سفره
دقت جرس الشقة لتستأذن كاميليا من حماتها لتذهب إلى جامعتها:
- انا ماشية يا طنط عايزة حاجة
همست حماتها بتحكم:
- استني هنا .. رايحة فين؟؟
أجابتها وهي تنظر إلى ساعتها:
- رايحة الكلية .. عندي سكشن النهاردة
صاحت حماتها بذهول :
-والله!! هتمشي من غير ما تغسلي المواعين وتحضري الفطار وتنظفي الشقة !!
تحدثت كاميليا بابتسامة مزيفة:
- أنا خلصت كل ده يا طنط قبل ما أمشي
ردت ببرود:
- انا بتكلم على شقتي أنا يا حبيبتي
صاحت متعجبة:
-بس أنا عندي سكشن النهاردة ومستعجلة
أجابتها بابتسامة ساخرة :
- وماله خلصي اللي وراكِ بعدين امشي .. ما أنت لو بتصحي بدري تخلصي اللي وراكِ على طول هيبقى معاك وقت .. بعد كده تتعلمي تصحي بدري شوية
صاحت باعتراض:
- بدري ايه يا طنط الساعة 8 !!
زفرت بسخرية:
- وأنا في سنك كنت بصحى قبل الفجر أخلص كل اللي ورايا لحماتي
استجابت كاميليا لأوامرها السخيفة لأنها تحب سامح ولا تريد أي شجار معه :
- حاضر ..
بعد انتهاء كل شيء  .. همست كاميليا قائلة:
-أنا خلصت .. ممكن أطلع أغير هدومي علشان اتبهدلت وألحق آخذ شاور وأمشي
- تمشي تروحي فين؟؟ والغسيل اللي محتاج يتغسل
يدخل شقيق سامح الأصغر "سميح" آمرًا كاميليا:
- كاميليا أكوي لي الشيميز والبنطلون ده !
اتسعت عينيها بدهشة معتذرة:
- نعم !! متأخرة يا سميح معلش
تدخلت "سميحة" أخت سامح في ذلك الوقت قائلة باعتراض:
- هو إيه ده اللي متأخرة متأخرة.. هو أنتِ عايزة تخرجي وخلاص إيه وراكِ مهم أكتر من كده !
ردت كاميليا بسخرية:
- ورايا محاضرات ورايا سكاشن مثلا.. ورايا مذاكرة
- ماسمعتكيش يعني بتقولي ورايا شغل بيت حماتي ولا شغل بيتك ولا احنا مش في الحسبان يا حبيبتي
سألتهم متعجبة:
- هو أنا بعد كل ده مش بعمل حاجة !!
ردت حماتها بتفاخر:
- وهي دي عمايل أصلا .. ده أنا وأنا في سنك كنت ..
قاطعتها دون أن تكمل تلك القصة غير الواقعية قائلة :
- خلاص تمام.. هات هدومك أكويها يا أستاذ سميح .. والغسيل فين اللي هغسله يا طنط
بعد أن انتهت من كل طلباتهم.. وقبل أن تطلع إلى شقتها طلب منها سميح قائلًا:
- معلش يا كاميليا اكويلي الشيميز ده عشان اللي أنتِ كوتيه مش حابب أنزل به النهارده
زفرت بغضب مكتوم:
- طيب
قال سميح بانتقاد:
- ياريت تدوسي على اللياقة شوية علشان مش بتظبطيها أنت
رفعت حاجبها بدهشة :
- ما تيجي تكوي أنت طالما انت شاطر اوي كده
صاح سميح باعتراض وهو يترك لها قميصه تاركها كي تطويه:
- اكوي ايه يا بنتي أنا راجل مكويش 
جزت على أسنانها بضيق:
-الرحمة يارب 
سألتها سميحة شقيقة سامح بدهشة :
- بتقولي حاجة يا كاميليا؟
زفرت بغيظ:
- أبدا بطلب من ربنا الرحمة
بعد بضعة ساعات .. قبل أن تخرج كاميليا الى شقتها  .. قالت لها حماتها بتسلط:
- كاميليا .. ياريت يا حبيبتي تلحقي تنامي وتصحي بدري  من الفجر ..  عشان بكرة ورانا شغل كتير .. هتغسلي السجاد .. وبعدها هنعمل معجنات.. أنت بتعرفي تعجني؟
همست بتعب ونعاس :
- لا يا طنط مبعرفش
- يبقى هعلمك تعملي كل المعجنات لوحدك بعد كده
*********
بعد مرور عدة أشهر من سفر سامح وتركها وحدها وحيدة مع أهله .. كانت تتحدث معه هاتفياً قائلة بعتاب شديد:
- انا تعبت يا سامح .. مش عيشة دي
هتف سامح بفخر:
- أنتِ عايشة عيشة نص بنات مصر يحلموا بيها
صرخت بسخرية :
- هاتلي واحدة بس توافق على كلامك !! وياريت بعيد عن مامتك وأخواتك عشان هما كلامهم بالنسبة لك قرآن
صاح متوعدًا:
- كاميليا اتلمي شوية واتكلمي عن أمي وإخواتي كويس
زفرت بتهكم:
- أنت اللي شوف كلامك .. أنت إيه مش حاسس بيّ.. في واحدة عايشة زيي !!! ده انا اللي في سني لسه متخطبوش وأنا مطلوب مني أغسل سجاد وستاير وهدوم يوميا لأهلك وأغسل كل حاجة وراهم وأطبخ .. أنت عارف إن اخواتك بيكسلوا يشدوا السيفون بتاع التويلت وراهم !! بيكسلوا ينظفوا وراهم الحمام عشان فيه خدامة هتقوم بالواجب.. مطلوب مني أغسل هدوم و أكوي وأطبق و أنظف وأعمل أكل وأذاكر أروح الكلية وأحضر سكاشن  ومحاضرات وطبعا ده مبقاش يحصل بقيت أجيب محاضرات أون لاين من زمايلي أغيب أغلب الأيام وفوق كل ده حامل وأهتم بصحتي عشان فيه بيبي ومش بس كده حتى جوزي اللي المفروض يصبرني على كل ده مش معايا وسايبني ومسافر.. وأنا بقى فين طلباتي من كل ده 
رد بنبرة ساخرة:
- إيه الصعب في اللي قولتيه مش فاهم ما كل الستات بتعمل زيك وأكثر وعلى أيديهم كذا عيل وأنت حتى لسه مخلفتيش ومتضايقة
بنبرة حادة قالت مدافعةً عن نفسها :
- أهي دي المشكلة  .. إن محدش مقدر تعبي .. محدش مقدر اللي بعمله مفيش كلمة شكر حتى يا أستاذ سامح
أجابها ببرود:
- شكلك كده حابة تتخانقي وخلاص
- حرام عليك بقى .. انا إيه علشان استحمل كل ده..أنا كل اللي طالباه أهلك يسيبوا لي مساحة شخصية لي.. خصوصية .. بلاش خصوصية .. حتى مساحة إني أذاكر .. مش معقول يعني أسقط كمان
- ما تأجلي السنة وخلاص تاعبة نفسك على إيه
اغرورقت عينا كاميليا بدموع لم يشعر بها زوجها أبدا:
- إيه !! لا لا انت مش سامح اللي أنا كنت بحبه.. أنت واحد تاني 
مش أنت كنت دايما تقول لي ذاكري وخلصي كليتك.. دلوقتي بتقول لي أجلي
ضاقت عينا سامح بتقطيبة قوية قائلةً:
- أنا أهلي كويسين معاك أنت بس اللي غريبة وشايفة إن ده مش عادي واسألي أي حد هيقولك أي بيت في مصر كده
قالها و أغلق المكالمة, لتشهق مفزوعة و تتسع عينيها, أيغلق الهاتف في وجهها؟! لقد تعدى حدود الوقاحة, رشفت شفتيها بعصبية مفرطة و عيناها تدمع من تلك التصرفات
حاولت التأقلم.. تقسم أنها تحاول .. ولكن الحمل سيصبح ثقيلا جدا.. هي الآن أصبحت حاملًا تنتظر طفلها المستقبلي .. مسؤولة عن الاهتمام بصحتها ولكن !؟
حسنا هي توقفت عن الشكوى لأمها
فهي دائما تقول لها من حمل حملا عليه أن يكون على قدره والزواج كان برغبتها وموافقتها
*********
أول يوم بامتحانات كاميليا .. كانت مستعدة باكرا بعد أن استيقظت  قبل الفجر وحضرت الإفطار وقامت بتنظيف المنزل وتجهيز ملابس شقيق سامح الأصغر "سميح" وتجهيز باقي طلباتهم ..  وتفاجأت بحماتها تمنعها من الخروج
- يا طنط عندي امتحان متأخرة
هزت حماتها رأسها بنفي:
- امتحان ايه و زفت إيه ... بقولك ادخلي جهزي الغدا الأول سميح وعيال بنتي عايزين يأكلوا محشي وبعدين ابقي اتنيلي شوفي امتحانك ده
اندهشت وسارعت بالقول في ضيق :
- أنتِ بتقولي ايه !!! انا كده ممكن أسقط.. ده امتحان هو أنا بلعب .. مش كفاية منعاني أروح السكاشن وضاع مني درجات أعمال السنة
لتضيف باندفاع :
- وبعدين عيال بنتك دول المفروض امهم اللي تأكلهم ... مش انا خالص!!!
رمقتها بنظرة نارية و هي تلوي فمها بعناد و تقول :
- لا أنتِ اللي مش متربية وقليلة الأدب .. أنا بقى هخلي جوزك يشوفله تصرف معاك على قلة أدبك دي.. أنا هخليه يأدبك لما يرجع
ما تلك الوقاحة! ألا يعلمون بخطورة كلامهم الآن على ماذا يعاتبوها؟
على عدم موافقتهم ذهابها إلى الامتحان, زفرت بضيق واضح, و حاولت استنشاق بعض الهواء و هي تجيبها بقوة :
- وأنا لازم امشي.. أنا مش مجبرة أعمل كل ده
صرخت بتهكم:
- لا ده أنتِ صوتك علي خلاص .. ومبقاش حد عارف يلمك..
اسمعي يا بت أنتِ ...طالما عايزة تروحي امتحانك يبقى تمشي و مترجعيش البيت ده تاني
صرخت بذهول:
-أمشي! أنت بتطرديني ؟
تدخلت سميحة شقيقة سامح قائلة بحقد:
-يا بنتي اسمعي الكلام أحسن لكِ عشان ماما ماتطردكيش بجد..ادخلي المطبخ يلا
أومأت حماتها "سماح" بالإيجاب:
-زي ما سمعتي.. مش انت عايزة تجوعي عيالي ومتطبخيش ولا تغسلي ولا تعملي لهم حاجة عشان امتحانك ده .. يبقى تتفضلي مع السلامة وكملي بقى يا حبيبتي امتحاناتك عند أمك 
ثم أخذت من يديها مفاتيح شقتها بقوة رغمًا عنها:
-هاتي يا حبيبتي مفاتيح الشقة دي
أخذت تصيح باندفاع محاولة أخذ المفاتيح من يديها :
- حرام عليكِ اللي بتعمليه ده
قالت لها سميحة بازدراء :
- ابقي وريني بقى هتنجحي ازاي وتكملي امتحاناتك إزاي وأنتِ عند أمك ..
تطلعت إليهم بصدمة و عيناها مليئة بالدموع:
- طب حتى سيبيني آخد كتبي .. و هدومي
سحبتها خارج الشقة بهمجية قائلةً لها:
- اطلعي بره ومترجعيش هنا تاني... بره
أغلقت خلفها باب الشقة ثم جلست كاميليا على الدرج لاتدري ماذا تفعل؟ فيما وضعت أصابعها لتلامس شفتيها وهي تحاول كتم بكائها لتبدأ في البكاء:
- حرام عليكم ... ليه كده .. ليه 
هذاكر إزاي أنا دلوقتي ياربي
*********
ذهبت إلى منزل والدها بعد أن أنهت الامتحان بصعوبة .. محاولة التماسك أمام زملائها حتى لا يسألها أحد عن حالتها .. حمدت ربها أن شقيقتها الأصغر هي التي فتحت الباب لترتمي في أحضانها مستنجدة إياها تحاول البحث عن سند آمن :
- فاتن
أخذتها فاتن إلى غرفتها محاولةً تهدئتها:
- كاميليا.. مالك يا حبيبتي في إيه؟
قالت بشفاه مرتجفة:
- كنت ماسكة نفسي بالعافية وأنا في الكلية .. مش قادرة يا فاتن هموت ..
- في ايه اهدي
- أم سامح!
- مالها الست الحرباية دي
أخفضت رأسها مستحية خائفة, لتقول بفتور :
- طردتني يا فاتن ... عشان قولتلها إني رايحة امتحان
قالتها بصراخ منزعج:
- هي حصلت !!! 
أنتِ إزاي سكتي لها إزاي!؟
ردت باندفاع:
- عشان الشقة في بيت عيلة أنتِ عارفة .. دي خدت مني مفاتيح الشقة والعمارة علشان مرجعش .. أنتِ متخيلة!؟
صرخت بذهول:
- طب وهتذاكري إزاي وهدومك وحاجتك .. وعلاجك
وقالت وهي تحاول أن تتمالك نفسها :
- مش عارفة يا فاتن مش عارفة ..
- حسبي الله ونعم الوكيل فيها .. ولما أقول حرباية تزعلي وتقولي حرام سامح يزعل
- كفاية يا فاتن بقى خلاص
مسكت ذقنها قائلةً لشقيقتها في حزم:
- كفاية اللي أنتِ فيه يا كاميليا .. فوقي لنفسك بقى حرام عليكِ .. بتدمري نفسك وصحتك .. ده ربنا ميرضاش بكده .. أنتِ حامل وكل كام يوم تعلقي محاليل وتروحي المستشفى وترجعي تخدمي وفي الآخر مش عاجب وتطردك !!! ازاي مستحملة العيشة المقرفة دي
ده الموت أرحم من عيشة زي دي
هزت رأسها بيأس:
- أعمل إيه .. قولي لي .. أتطلق مثلا ؟؟
وبعدين عشان بابا انا خايفة عليه..
كفاية سامح كويس معايا .. ده عمره ما مد إيده عليّ .. أهو بيحبني وبيصالحني بعدها وانا كمان بحبه.. وعايزة احافظ على بيتي.. وعشان البيبي إللي جاي في السكة
صاحت فاتن بسخرية:
- أنتِ بتضحكي عليّ ولا بتضحكي على نفسك !؟ سامح مين ده اللي كويس معاك ... ده بني آدم واطي وكذاب .. هو الحاجة الوحيدة العدلة فيه إنه مش بيضربك زي الرجالة اللي بنسمع عنها لكن غير كده لا.. ده كفاية إنه ابن أمه !
زفرت كاميليا بضيق:
- ممكن كفاية بقى حرام عليكِ .. كفاية اللي فيّ مكفيني .. سيبيني أنام شوية
تركتها فاتن بيأس .. تعلم أنها كانت قاسية على شقيقتها ولكن هي التي فعلت بنفسها كل هذا ..
*********""
استيقظت كاميليا من نومها مفزوعة لتفتح هاتفها، وجدت زوجها قد أرسل إليها رسالة صوتية عبر تطبيق الواتساب عندما أرسلت هي رسالة له تعاتبه بها .. فرد قائلًا فيها بنبرة حازمة و بعصبية شديدة لدرجة أرعبتها:
" بصراحة بقى أنتِ غلطانة.. اختي وأمي كلموني وحكولي كل حاجة.. وأنا لما ارجع هوريكِ على اللي عملتيه مع أمي ده ... بقى تسيبي أمي وتروحي امتحانك و زعلانة عشان طردتك .. أمي مش غلطانة يا كاميليا .. وحياتك لما أرجع هعرفك إزاي تعملي في أمي كده وتسيبيها وتروحي امتحانك.. أنا خلاص راجعلك يا كاميليا"
أطلقت تنهيدة مسموعة وأسقطت يدها الهاتف  على الفراش قبل أن تدفن وجهها في الوسائد الموضوعة أمامها .. بمجرد أن ضحكت بسخرية شديدة وظلم رهيب على حالها التي وصلت إليها .. كيف تغيرت  حياتها التي كانت مثالية للغاية منذ عامين فقط قبل رجوعها من خارج مصر واستكمال دراستها هنا وخطوبتها من سامح.. إلى الحياة التي تعيشها الآن
سرعان ما أفسحت الضحكة الساخرة المجال للدموع التي ظلت مكبوتة بداخلها لفترة طويلة .. ببطء وثبات هربوا من عينيها قبل أن تترك صرخة مسموعة تهرب .. بدت مكتومة على الوسائد لكنها كانت كافية لتفريغ ذلك الألم المدفون في أعماق جسدها.
*******
يتبع......
أخيرًا انتهت من آخر امتحان لديها .. يا إلهي تعبت كثيرًا من إيجاد الكتب والمذكرات من صديقاتها بالكلية وأخيرًا ساعدوها بقدر المستطاع.. أما ملابسها فكانت ترتدي ملابس أختها فاتن وأحياناً ترتدي من ملابسها القديمة .. وتشتري علاجها أول بأول
توجهت خارج الجامعة .. آثار الحمل بدت عليها..  ولكن ملابس شقيقتها تظهر جسدها الذي امتلئ قليلاً من الحمل .. أوقفت سيارة الأجرة كي تذهب إلى منزل والدها و همت بفتح باب السيارة لكن تفاجأت بيد تكبلها و تمنعها .. 
اصطدمت بـسامح زوجها بعينين غاضبتين تلقي نظرات كحمم البركان الثائر! كادت أن تصرخ به فكتم صرختها بنظرة منه تعرفها جيدا, حاولت الهروب منه أو المقاومة.. ولكنه سيطر عليها بأياديه ليأخذها تركب معه سيارته بدلا من سيارة الأجرة التي أوقفتها
صاح غاضبًا:
-برضو عملتِ إللي في دماغك وروحتي الامتحانات !
هتفت بغيظ:
- و ينفع اللي أهلك عملوه فيّ ده ؟؟
زفر بضيق:
-أنا أهلي أحسن ناس يا كاميليا وأنتِ عارفة كده
هتفت بصوت مبحوح:
- مراتك تتطرد ويحاولوا يمنعوها تروح الامتحان وتقولي هم أحسن ناس !! ده يرضي ربنا يا سامح !!!
ثم أردفت بقهر:
-أنا حرفيا الشهور اللي فاتت دي إللي أنت مسافر فيها شوفت فيهم الجحيم .. تحكمات من أهلك ومامتك بهدلتني وكنت مجبرة أخدمها وخصوصيتي انعدمت
نظر إليها قائلًا بسخرية:
-أمي مش بتأذيكِ في حاجة على فكرة.. ويلا علشان نرجع بيتنا
همست بعناد:
- مش هرجع معاك يا سامح
همس بخبث:
- لا هترجعي .. انت اتجننتي ولا ايه ؟ إزاي مش راجعة.. أنتِ عايزة باباك يتعب بقى !
بعيون دامعة بريئة:
- حرام عليك بقى أنا تعبت.. أنت حتى مش حاسس إن أهلك غلطوا فيّ وبهدلوني
زفر بنفاذ صبر:
- كاميليا.. انا واحد لسه راجع من السفر جيت.. سلمت عليهم وجيت لك على طول.. وأنتِ بدل ما ترجعي معايا بيتك بتقولي اهلك وعملوا وهما بيقولوا انك ضايقتيهم
صاحت بنفاذ صبر :
- يقولوا اللي يقولوه ... انا اتهانت...كنت بستحمل كل ده عشانك...وانت !!!
أنت فين من كل ده !!
همس بنبرة هادئة:
- كاميليا يلا نرجع بيتنا نتكلم فيه
ردت من بين أسنانها :
- مش راجعة معاك يا سامح...مش راجعة بعد إللي أهلك عملوه فيا
ارتفع صوت رنين هاتفها فردت عليه، لتجد شقيقتها فاتن ..
تنهدت بارتياح لتجيبها سريعاً وهي توصف لها مكانها وبعد قليل كانت فاتن تقف أمامهم قائلة :
- كاميليا إحنا مش كنا مروحين سوا
أمسكت كاميليا يد شقيقتها تستمد منها القوة قائلة:
-أيوة يلا
أمسكها سامح من كتفيها بحزم :
- كاميليا أنتِ هترجعي معايا
نفضت نفسها سريعاً وهي تنكمش بحضن اختها هامسة برفض:
- لأ انا هروح مع أختي
رفعت فاتن حاجبها قائلة بنبرة ساخطة:
- سمعت ولا تحب تعيدلك الكلام !
نفخ سامح حانقاً موجهاً حديثه إلى فاتن:
- مالكيش دعوة بيها أنتِ.. أنتِ بتحبي تقويها عليا
اجابته شقيقتها بحرقة :
- لا ليا .. ليا عشان دي أختي.. أختي اللي أهلك بهدلوها..
رفعت كاميليا عيناها إلى زوجها قائلة مدافعة :
- سامح ماتقولش كده عن فاتن... وهي ولا بتقويني ولا حاجة ... انا بقولك كده من نفسي..وياريت كفاية كده احنا في الشارع
هتفت فاتن وهي تنظر إلى هاتفها قائلة بحزم :
- يلا يا كاميليا انا طلبت أوبر
ذهبت معها كاميليا وتركت زوجها وحده يشعر بالاستغراب .. فهو توقع أن يرجع من السفر فيجدها تعود معه إلى منزلهم وليس العكس !
********
في المساء..
ذهب سامح إلى منزل كاميليا.. ليسلم على والدها وبالطبع تعامل وكأن لا خلاف بينه وبين كاميليا كما نبهته والدة كاميليا وتركوا والدها بالغرفة ينام متعباً من أثر العلاج .. فخرج سامح ليجلس مع جدها وأمها :
- ينفع كده يا جدو !
ينفع يا ماما اكون راجع من السفر وجاي اخد مراتي وعاملها مفاجأة وهي ترفض وتسيبني !!
هتف الجد بعتاب :
- وينفع برضو يا سامح اللي اهلك عملوه فيها !!
ده يرضي ربنا يعني ؟
ليقص عليه سريعاً ما حدث
همس سامح بحرج :
- انا مكنتش اعرف ان كل ده حصل...انا عارف ان كاميليا مقصرتش معاهم...هما بس بيحبوها ويمكن مش قصدهم يعني
قاطعته امها بحدة :
- ما تقولش بيحبوها بس.. هما لو بيحبوها يمنعوها تروح امتحان مهم !!
يطردوها !
ده امتحان..انت عايز بنتي تسقط !!
هز رأسه بنفي :
- لا والله يا ماما مش كده..طب ممكن اتكلم مع كاميليا
استدعاها جدها لتجلس مع زوجها فعاتبته كاميليا بقهر وهي تلكزه على صدره :
- انت عارف اني حامل ... هو انا مضطرة اخدم و اطبخ واغسل وامسح واكوي عشانك وفي الاخر أمك طردتني من البيت هي واختك وياخدوا مني مفتاحي .. انا مش هرجع معاك غير لما مامتك وأختك بنفسهم يجو ويعتذرولي في بيتي وقدام اهلي !
- كاميليا مالوش لزوم كل ده ! على فكرة
أنتِ عارفة أهلي بيحبوكي
صرخت بغضب:
- مالوش لزوم ازاااي؟؟
بقولك اهلك طردوني
عارف يعني ايه !!!
همس سامح بنبرة حانية:
- طب ممكن تهدي... وانا هعملك اللي انتي عايزاه..بس أنتِ عارفة أمي ست كبيرة وكده
ردت كاميليا بنفاذ صبر :
- سامح انا مش مجبرة اخدم اهلك ولا اعمل كل ده !
انا كنت بعمل كده عشانك .. وبقول من أجل عين تكرم الف عين
كنت بقول مش مهم اعتبريها زي امك
لكن توصل بيها لدرجة اني اعمل اكل لأختك وعيالها كمان !!!
الموضوع وصل بيهم كواجب وإجبار
مش مجرد مساعدة مني ليهم بحب
- عارف يا حبيبتي وانا هخليهم يجولك لحد عندك يصالحوكي
حاول تهدئتها ثم أردف سامح برقة شديدة وصوت هادئ محاولًا إقناعها مستخدمًا تلك الطريقة القديمة التي كانت تظهر قبل الزواج فقط :
- أنت عارفة إني بحب أهلي وبحبك أنت كمان بس دول أهلي يا كاميليا واللي مالوش خير في أهله مالوش خير في حد ..
- وبالنسبة انهم منعوني اروح الكلية وانت مش موجود !!
- وانا رجعت اهو ومش هسمحلهم يعملوا كده تاني
- طيب ... انا هقوم اشوف بابا
************
في اليوم التالي
كانت أمه وإخوته يجلسون بالصالون ويعتذروا لكاميليا عما بدر منهم من أفعال.. لتهمس بعدها سميحة شقيقته إلى امها "سماح" بغيظ :
- والله لولا أني بحب سامح ما كنت اعمل كده .. بس ملحوقة.. خليها تصدق أننا فعلا بنصالحها بس وحياة امها لاخليها تندم
لتهز امها رأسها موافقة على كلامها .. وهي تبتسم بتمثيل إلى اهل كاميليا
بينما سامح جلس مع زوجته في غرفة المعيشة وحدهم .. لكي يتصالحان كما طلبت أمه من الجد..
- هتفضلي زعلانة كده ؟
مش انا عملتلك اللي أنتِ طلبتيه
هربت بأنظارها بعيدا عنها هامسة بتوجس:
- وانا ايه يضمنلي ؟؟
انت مبقتش تحبني يا سامح
زفر زوجها بضيق:
- وهو انا لو مش بحبك هرجع من السفر مخصوص عشانك !
ده انا سيبت شغلي هناك ورجعتلك اهو
- رجعت عشان عرفت اني اتخانقت مع اهلك بس ومسمعتش كلامهم
- خلاص متزعليش بقى.. انا خليتهم يصالحوكي اهو
ليناولها صندوق به هدايا كثيرة لها أحضرها لها معه من السفر :
- شايفة جبت لكِ إيه معايا..
شعرت بالسعادة، فالصندوق به كل أنواع مستحضرات التجميل المفضلة لديها والعطور المميزة التي تعشقها :
- الله يا سامح .. كل ده علشاني 
ابتسم بنعومة:
-وحشتيني على فكرة
تطلعت إليه بعتاب :
- وأنت كمان بس برضو زعلانة منك.. عشان انت زعقتلي على الواتس
اقترب منها هامسا بابتسامة وهو يخطف منها قبلة سريعة على خدها الناعم:
- متقلقيش هصالحك
ليقول بنعومة وهو يرفع وجهها إليه :
-مش هتيجي معايا على شقتنا بقى..نتكلم على انفراد أكتر .. ولا أنتِ عجبك الكلام هنا !
تلعثمت بخجل شديد :
- أيوة بس محدش هيمنعني تاني من الكلية لما الإجازة تخلص!
وعدها بحزم :
- ولا حد يقدر يا كوكي
- ماشي..
_______
بعد مرور عدة أيام
ارتدت فستان قصير اشتراه لها سامح من الخارج .. كانت تبدو جميلة به جدا .. فاتنة حتى بعد كل شيء مرت به .. وضعت مساحيق تجميل رقيقة على وجهها بلمسات ناعمة جدا وتركت شعرها الأسود الطويل منسدلا على ظهرها .. ثم خرجت إلى زوجها تجلس معه وهو يشاهد المسلسل الذي يتابعه :
- إيه رأيك؟ لبست الدريس اللي جبتهولي معاك من دبي
نظر لها قائلا بتنبيه وهو يرمقها بعينيه البنية القاتمة:
- قمر يا حبيبتي .. مع أنك تخنتِ شوية عن الأول.. حاولي ترجعي تخسي تاني
أخفضت عينيها الرمادية بإحراج:
- ما طبيعي يا حبيبي عشان حامل وكده
صاح سامح بزهق :
- لا باقي جسمك نفسه تخنتِ عن الأول .. محتاجة تخسي
ردت بتلعثم شديد:
- بجد ! حاضر هبقى أعمل دايت
رد عليها بوجه ممتعض:
- وكمان يعني حاولي تشوفي حل للهالات السودا اللي بقت تحت عينيك دي.. اتغيرتِ أوي يا كوكي في الحمل
تنهدت بتعب:
- وهو أنا بلحق أنام ولا أريح !! ماهو من طلباتك وطلبات أهلك و طلبات شقتنا وكان مذاكرة وتعب
زفر سامح بضيق وهو يعبث بشعره الاشقر قائلاً:
- و ده برضو سبب مقنع انك متهتميش بالهالات اللي بقت عندك ؟؟ مش شايفة شكلك بقى عامل ازاي.. وانتي بتحطي كونسيلر يداريها .. لا يا حبيبتي بدل ما انتي تحطي كده عالجيها الاول
ردت بتلعثم شديد :
- حـ..حاضر يا سامح..هجيب سيرم أو كريم للعين كويس وهعمل دايت
همس بعدها بتهكم :
-وحاولي تعالجي أثر الجرح اللي في صباعك من السكينة ده
هتفت مدافعة عن نفسها:
- ده من المطبخ عند مامتك وأنا بطبخ اتعورت من المبشرة .. عموما هشوف كريم للأثر مع إنه صغير أوي مش باين يعني 
قهقه بسخرية:
- لا باين ما أنا شايفه .. جدعة شوفي كده كريم كويس للأثر بتاعها ..  حسسيني إني متجوز ست بجد
تقسم أنها سمعت صوت قلبها ينكسر في تلك اللحظة .. يا إلهي على وقع تلك الجملة عليها .. ومن من؟!
من زوجها!
أحياناً يصبح جرح الكلمة أقوى من جرح السكين
_____
كانت تتحدث مع فاتن أختها عبر الهاتف وأثناء حديثها معها سألتها :
- تونا متعرفيش نوع سيرم كويس للعين أو كريم عين كويس؟
ردت فاتن بدهشة:
- ليه أنت لا عندك تجويف تحت عيونك ولا خطوط !
هزت رأسها بنفي:
- لا بس بقى عندي هالات سودا
رفعت حاجبها بدهشة:
-نعم ؟؟ عندك ايه !! هو أنت  بتسمي دي هالات.. يخرب عقلك أومال أنا أبقى إيه .. ده أنا من كتر السهر والمذاكرة قربت أبقى باندا
-ماهو سامح قالي محتاجة تعالجي الهالات اللي عندك
زفرت بانزعاج:
- سااامح .. اااه قولتيلي.. وقالك ايه بقى كمان سامح
- وكمان هروح چيم عشان أخس شوية هو طلب مني كده
ضحكت بسخرية :
-والنبي سامج ده آخر واحد يتكلم .. بكرشه ده مبيشوفش نفسه يعني
- عيب يا فاتن..ما تقوليش عليه كده وكمان بلاش سامج دي بتضايقه
صححت لها قائلة:
- لأ هو اسمه سامج فعلاً
لتضيف صارخة بجنون:
- وبعدين عيب عليكِ أنتِ يا كاميليا ما تشوفي نفسك بقيتي عاملة ازاي .. يعني هو مسمي دي هالات ومحتاجة وتتعالج وعايزك تروحي چيم تخسي وأنت أصلا جسمك حلو أوي كده .. وچيم ازاي أنت حامل
- معرفش بقى هو قالي حسسيني إني متجوز ست بجد
أجابتها بغيظ:
- كنتِ رديتي عليه قولتيله وانا أحلى ست في الدنيا
كاميليا بشرود:
- فاتن ما يمكن كلامه صح
-قومي بصي لنفسك في المراية يا كاميليا بالله عليك 
ثم أردفت بضيق:
- أنتِ مش ست إزاي !! يا بنتي ده أنتِ مفيش حد مبيقولش عليك غير إنك جميلة الجميلات.. إلا كلب البحر اللي أنتِ متجوزاه اللي بيحاول يخليك تفقدي الثقة بنفسك
صرخت كاميليا ببكاء :
- أنتِ مش بتسمعي هو بيقولي ايه .. أنا عايزة أبقى حلوة عشان محدش ينتقدني
- تبقي غبية والله العظيم .. الحاجات دي طبيعية جدا كلنا كبنات مفيش واحدة فينا كاملة
ثم أكملت غاضبة:
- أومال لما تخلفي وشكلك يتغير وتتعبي أكتر وأكتر هيعمل فيك ايه.. ردي عليه وأحرجيه بعد كده
- بحس يمكن كلامه صح ..  مامته بتقولي نفس كلامه
- دول غيرانين منك يا غبية
- تفتكري !
- والله العظيم أنتِ زي القمر
________
بعد مرور عدة أيام
بعد أن أنهت كل شغل المنزل .. طلبت من زوجها بهدوء:
- سامح انا عايزة أروح أزور بابا في المستشفى .. ماما قالتلي إنه اتحجز وتعبان اوي
تدخلت أمه في تلك اللحظة فجأة بينهم :
- هو أنت كل شوية تروحي تزوري أبوك.. ما تشوفي شغل البيت الأول 
تجاهلتها قائلة لزوجها بأدب:
- سامح بعد إذنك عايزة أروح أزور بابا
لم تجبها حماتها الا بـ مصمصمة شفتيها بامتعاض ثم قالت:
- هو أنا مش رديت عليك أنا الأول ؟
- ماما عندها حق يا كاميليا شوفي شغل البيت الأول 
هزت رأسها ودموعها تتساقط بعنف:
- ده بابا يا سامح !!! بقولك بابا تعبان.. أنت بتهزر
تدخلت شقيقته سميحة قائلة:
- ما تشوف مراتك يا سامح بتعلي صوتها .. واضح إنك مش عارف تحكم على مراتك خالص ولا تمشي كلمتك عليها
نظر إلى زوجته بحدة وهو يشير اليها بإصبعه علامة الصمت :
- في إيه يا كاميليا مالك
لتزفر بغضب منفجرة.. بعد أن تعدى كل حدود النذالة معها:
- هو أنت بتعمل راجل عليّ أنا بس .. ده اللي أنت شاطر فيه
هتف بعصبية شديدة :
- قصدك إيه !!! طب مفيش نزول يا كاميليا من البيت ..
ردت بعناد وهي تُشيح بوجهها عنه:
- لا هنزل ده بابا .. حرام عليك
ردت حماتها بتجاهل :
- هو مش جوزك قال لك مفيش نزول .. ابقى كلمي بابا في التليفون اتطمني عليه.. وكلمة كمان هخليه ياخد منك التليفون
خطر ببال شقيقته سميحة المتزوجة شبه المقيمة معهم بالمنزل فكرة شيطانية خطيرة :
- ما تاخد منها التليفون .. هي كده هتكلم أختها فاتن الحرباية دي اللي بتقعد تتكلم عن حقوق المرأة والكرامة وتخليها تيجي تاخدها هي وأخوها الصغير
صرخت بها مدافعة :
- اخرسي أنتِ متقوليش كده عن أختي .. أنا أختي أحسن منك بكتير .. متجيبيش سيرتها على لسانك
صاحت أخته ببراءة مصطنعة :
- شايف قلة أدب مراتك يا سامح !! ده انا أختك ومقدرش أعلي صوتي عليك .. ده أنا بعملك حساب على طول وبحترمك
نظر لزوجته نظرة أرعبتها قائلًا بكل قسوة :
- أنت إزاي تتكلمي كده مع أختي ؟؟ هاتي التليفون ده كده يا كاميليا.. لا فيه تليفون ولا نزول لمدة أسبوع ولو فكرتي تنزلي من ورايا تبقي طالق..
بلعت ريقها بهلع ؛ لقد قال كلمة ما أصعب وقعها على آذانها  :
- لو خرجت هبقى طالق !!! ليه بتقول كده .. ليه تحلف بكده غلط
هتف بصوت خال من أي رحمة:
- أيوة لو خرجتي تبقي طالق يا كاميليا..
بينما هي نظرت له بصدمة.. وعدم تصديق ؟!!
تخيل أنك تعطي قلبك ومشاعرك وحبك ووقتك وآمالك وضحكك لشخص، يسرق منك في النهاية كل شيء وأنت تشعر بخيبة أمل؟
********
يتبع....
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
↚ركضت نحو الباب دون تفكير وهي تحاول فتحه؛ ليسبقها سامح وهو يقف خلفها واضعاً يديه الاثنتين على الباب مانعاً إياها من الخروج
- أنتِ عادي عندك تتطلقي مني !!!
صاحت بقوة :
- ده بابا يا سااامح...بابا... انا لازم أزوره
زمجر من بين أسنانه:
- مش هسمحلك تخرجي أصلا
حاولت أن تدفعه .. ليشدد ذراعيه عليها وهو يسحبها نحوه و يغرس أصابعه في ذراعها و هو يقول متعصبًا :
- روحي شوفي شغل البيت يا كاميليا
- مش شايفة حاجة انا ولا هعمل حاجة...انا عايزة بابا
أخذت تصيح باندفاع محاولة التملص من يديه أو حتى أخذ هاتفها أو الخروج حتى من المنزل ولكن دون فائدة:
- حرام عليكم .. بابا تعبان أنتوا إيه معندكوش رحمة !
بينما على الجهة الأخرى كانا إخوته الصبيان يراقبان الموقف بتسلي
لم يتدخل أحد منهم محاولا منع شقيقهم من فعلته الحقيرة تلك
ليهمس "سمح" شقيق سامح الأصغر .. يدرس بالثانوية العامة
قائلا إلى شقيقه "سميح" بخبث :
- أحسن حاجة أن كاميليا مش هتطلق وهتقعد معانا
أومأ سميح بسعادة :
- أيوة عشان تكويلي هدومي
نظر إلى كاميليا من بعيد بإعجاب:
- يا عم بقى ... انتوا مبهدلينها أوي معاكم.. انا الوحيد اللي مش بطلب منها حاجة تعملهالي
- يا حنين
ليهمس "سمح" إلى نفسه قائلا :
- ده انا لو متجوز واحدة زي دي ما اخليهاش اصلا تنزل عند اهلي ولا حد يشوفها..بس يا خسارة بقى متجوزة واحد زي أخويا مابيفهمش
حسناً هو لم يقترب من كاميليا ولا يضايقها فهي في الاول والاخر امرأة شقيقه الأكبر...ولكن يسترق احيانا نظرات خبيثة من بعيد .. يعتقد من وجهة نظره أنه هو الوحيد في إخوته الذي يحبها ويعاملها بلطف ولكن !!
لطف خبيث.. بل هو أحقر منهم !
***********
بعد مرور عدة أيام..
- محتاج حاجة مننا يا بابا ؟
نطقتها فاتن إلى أبيها وهو ينام على الفراش بالمشفى وحواليه الجد وزوجته وفاتن وكمال ابنائه
سألهم بتعب :
- هي كاميليا ليه مش موجودة؟
ردت فاتن بإستغراب:
- مش عارفة برن عليها مبتردش.. وسامح قالي أن هي مشغولة في مذاكرتها وتعبانة شوية
همس بنبرة مبحوحة :
- انا حاسس إني استعجلت في جوازها بدري.. بس كان نفسي افرح بيها واشوفها عروسة قبل ما أموت..
أحياناً الآباء والأمهات يفعلون أشياء بدافع الحب والطمأنينة..
ليطلب من والده برجاء :
- خلي بالك من كاميليا يا بابا...هي بعد كده مش هيبقى لها حد غيرك
- ما تقولش كده يا مجدي... لا يابني انت هتعيش وهتشوف عيالها كمان.. وبعدين يعني هي لها جوزها كمان ولا انت ناسي !
همس بشرود :
- سامح كان بيتحايل عليا كل شوية من يوم ما خطبها أنه يتجوزها بسرعة.. و وعدني... وعدني أنه هيخلي باله منها ومش هيخليها زعلانة...
لكن انا .. انا حاسس انها زعلانة.. هي صحيح مش بتقولي بس عينيها... عينيها وشكلها يا بابا بيقولي أن بنتي في حاجة مزعلاها... وهي رافضة تقولي وانتوا كمان.. بس دي بنتي وحاسس بيها
مش هي دي كاميليا اللي انا جوزتهاله.. بنتي اتغيرت خالص...مبقتش هي
خلي بالكم من كاميليا... وقولولها تسامحني ومتزعلش مني إني استعجلت عليها
كان غصب عني... وانتي يا فاتن..ماتتجوزيش دلوقتي إلا لما تخلصي كليتك...انتي لسه في سنة أولى كلية آداب يا بنتي...اوعي تتجوزي الا لما تتخرجي وشهادتك تطلع كمان
ولم يشعر بالدموع التي تنساب على وجهه حتى مدت فاتن يدها تمسحها قائلة بتأثر:
- بااابا
استعاد رباطة جأشه قليلا، ثم قال بتمني:
- خلي بالك من اختك يا فاتن... عارف انك اصغر منها بس انتي بتحبيها وبتخافي عليها اكتر منها...
دمعت عينا فاتن بخوف قائلة:
- بابا انت بتقول كده ليه !!
انت هتجوزني اصلا وهتشوفني عروسة ولا انت ناسي وعدك ليا !!
ليتنهد والدها بتعب وينظر إلى ابنه كمال الصغير قائلا:
- كمال... انا عارف انك اخر العنقود ولسه صغير في 3 اعدادي... بس خلي بالك من امك وأخواتك وجدك يا كمال...خليك معاهم يابني
لينظر إلى زوجته قائلا بامتنان:
- وأنتِ يا صفاء... أنتِ استحملتي كتير معايا...وكنتي جنبي في كل حاجة...
شهقت صفاء بتوجس:
-أنت بتقول الكلام ده ليه !!
ليه بتقول كل ده يا مجدي
اغمض عيناه بألم :
- حاسس ان خلاص... يارب ماتعذبنيش تاني... ارحمني
لمست زوجته يداه وهي تقبلها بحب قائلة:
- لا يا مجدي احنا هنكمل المشوار ده سوا...وانا جنبك وهتشوف كمان عيال كاميليا
بينما وقفت فاتن في اخر الغرفة وعيناها تدمع ليقف بجانبها شقيقها كمال يسألها :
- فاتن معرفتيش توصلي ل كاميليا برضو
هزت رأسها بنفي:
- سامح هو اللي بيرد عليا كل فين وفين وبيقول مشغولين.. وموبايلها مقفول
- طب وبعدين... بابا كأنه..كأنه بيوصينا !!
_________________
في صباح اليوم التالي
بعد أن ارتدى ملابسه وأصبح جاهزاً للخروج إلى عمله ويغلق عليها الباب بالمفتاح كما اعتاد كل يوم ! وقفت كاميليا أمامه وهي تتمسك به قائلة بتوسل :
- سامح عايزة موبايلي...عايزة اكلم بابا...بالله عليك يا سامح... سيبني أكلمه حتى اسمع صوته
هز رأسه برفض :
- ده عشان تسمعي الكلام بعد كده...
صرخت بانهيار :
- ساااامح..ده بابا...بتحرمني ازور اهلي !
وكمان ابويا ؟؟
ابويا تعبان يا سامح
خليني أكلمه ... أكلمه مرة
عقد ذراعيه على صدره قائلا بقسوة :
- لأ..مش هتكلميه قولنا.... ولا هتنزلي من البيت ولا عايزة تنزلي .. تبقي تنزلي عند امي !
هزت رأسها بقوة قائلة بانهيار :
- مش رايحة عندها ولا هنزل...انا مش هعمل حاجة لحد...عايزة اطمن على بابا...عايزة أكلمه...حرام عليك...انت ايه مش حاسس بيا ؟؟؟!!
صاح بنفاد صبر :
- عايز اروح شغلي يا كاميليا... هو انا كل يوم هروح شغلي متأخر بسببك !؟؟
- مش هسيبك تمشي...
صرخ بها بغضب :
- كل يوم بتعملي نفس الحوار وبرضو بمشي وبسيبك وبرضو مش هتكلميه
جلست على الارض بانهيار أمام الباب تمنعه من الخروج وهي تبكي بحرقة :
- عايزة بابا ... عايزة اكلم بابا ... اشوفه..
هتف بعصبية :
- كاميليا قومي من قدامي انا متأخر على الزفت الشغل...
لم ترد عليه ليضطر إلى جرها من كتفيها بجانب الباب وهي تحاول التمسك به بضعف ولكن بلا فائدة...فهو قد خرج أساساً من الباب وتركها وحيدة تبكي بشدة...قلبها يؤلمها على والدها
**********
نزل سامح على الدرج، فسمع صوت رنة تصدر من هاتفه...
" بابا مات يا سامح "
ليجد تلك الرسالة التي وصلته من "فاتن" شقيقة كاميليا
لتتسع عيناه بصدمة غير مصدقاً..فهو لم يتوقع موته بسرعة هكذا !
فصعد إلى الدرج مرة أخرى ويدلف شقته فوجدها متكورة على الأرض مكانها كما تركها تبكي بضعف بشهقات عالية..
ليربت على كتفها هامساً :
- كاميليا ... قومي البسي
رفعت عيناها ببراءة لتسأله وهي تمسح دموعها بعنف :
- هتخليني ازور بابا صح ؟؟
هتخليني أكلمه؟
هز رأسه بنفي قائلا:
- البسي أسود يا كاميليا.. ابوكي مات
اتسعت عيناها بذهول وصدمة وهي تصيح:
- انت بتقول ايه !!!
أكد لها قائلا بحزن :
- ابوكي مات...اختك بعتتلي رسالة
دفعته بخشونة :
- انت كذاب ... وهي كمان تلاقيها بتكذب... تلاقيها بتهزر
أمسكها من كتفيها يحاول تهدئتها:
- البسي يا كاميليا...
صرخت بغضب :
- انت بتكذب عليا... بابا مات ازاي !!؟
ده انا ملحقتش اشوفه ... ملحقتش
لتردف بغيظ :
- تلاقي فاتن بس بتهزر.. ما انت عارفها..
انا هلبس واروح له... هروح اشوفه
قاطعها بتنبيه :
- البسي حاجة لونها اسود
اخذت تصرخ بحدة :
- هو مش بيحب الاسود !؟ وماتقولش كده.. ماتقولش كده عن بابا...انت بتكذب عليا
*******
دلفت إلى المشفى مع زوجها، وما أن وصلت إلى غرفة والدها حتى ركضت اختها نحوها وهي تصيح ببكاء:
- بابا مات يا كاميليا
دفعتها كاميليا بدون تصديق :
- لأ... أنتِ بتقولي ايه !!!
يعني ايه بابا مات... يعني مش هعرف أكلمه ولا اشوفه... حتى ملحقتش اشوفه في لحظاته الأخيرة !
مات بسرعة كده ؟
همس كمال شقيقها بحزن :
- ادعيله يا كاميليا بالرحمة...بابا كان نفسه يشوفك ووصانا عليكي قبل ما يموت
صرخت بغضب وهي تتجه نحو فراش والدها لتجد امها تجلس بجانبه فراشه وهي تقرأ قران وتبكي بصمت:
ـ لا.. انت بتقول إيه؟.. يعني مش هسمع صوته !!.. مش هشوفه تاني ازاي؟
وهبطت لتركع على ركبتيها بجوار فراشه:
ـ لا يا بابا..فوق وفتح عينيك وكذبهم... لسه بدري..انت لسه صغير يا حبيبي..... في حاجات كتير لسه معشيتهاش معاك
بسرعة كده يا بابا !!!
صرخت تئن بتوجع:
ـ لااا.. لا يا بابا أنت مش هتسيبني..
دخل في تلك اللحظة جدها وخلفه زوجها والطبيب والممرضة ليحاولوا تهدئتها ولكن بلا فائدة .. اندفع سامح نحو زوجته يحاول رفعها أرضاً وهو يهمس :
ـ كاميليا..قومي
ما أن سمعت صوته وقربه منها حتى صرخت بشدة معترضة وانكمشت لترتمي بحضن امها التي وضعت المصحف بجانبها :
- ابعد عني... ابعد انت عني
أغرق نفسها بين ذراعي امها وانضمت معها شقيقتها بينما كانت كاميليا تشهق ببكاء مرير..
همست ببكاء :
ـ بابا ... بابا مات...بابا مش بيفتح عينيه ولا بيرد عليا
ليهمس جدها إلى سامح قائلا:
ـ سامح.. خدها بره عشان تهدى شوية..غلط كده عليها هي حامل
لتهمس بنبرة مخنوقة :
- لاااا سامح ده لا ... مايقربش مني
هو السبب... هو حرمني منه
حرمني اشوفه
لتردف بغصة مريرة :
- حرمني اشوف بابا
بينما نظر له الجميع بعدم تصديق وذهول وحاول سامح التبرير لهم ... ولكن !!
يبرر ماذا !!!
هل هناك تبرير لمنعها من رؤيتها والدها المريض ؟
فأخرجه جدها من الغرفة.. مشفقاً على حالة حفيدته
وبعد مرور دقائق نهضت كاميليا من حضن امها وشقيقتها لتقبل والدها على جبينه وهي تهمس بحزن : 
- ودعتهم كلهم ما عدا انا يا بابا !
كانت امنيتي اشوفك مرة أخيرة!
كان نفسي احضنك...ابوسك...اشوفك لآخر مرة..
لتضيف بوجع:
- انت اكيد مرتاح دلوقتي !
بس انا مش مرتاحة يا بابا
كان نفسك تشوفني عروسة ونسيت ان الاعمار بايد ربنا
- دلوقتي انا عايزة اترمي في حضنك زيهم... عايزة اسمع صوتك زي ما هما سمعوه...بس ساااامح ... سامح حرمني منك يا بابا
محتاجالك اوي يا حبيبي
- كنت بخبي عليك عشان خايفة عليك تتعب اكتر...بس انا دلوقتي بتمنى لحظة واحدة احكيلك فيها عن كل اللي حصلي
عايزة احكيلك عن اللي سامح وأهله عملوه فيا
لتردف بحرقة :
- بنتك اللي كان نفسك تشوفها عروسة... اتبهدلت أوي...ياريتك ما اتمنيتها يا بابا... ياريت
ضمتها امها إلى حضنها بحزن :
- كفاية يا كاميليا ... كفاية يا حبيبتي... انتي كده هتتعبي
همست بمرارة:
- مش قادرة اصدق يا ماما... كأنه كابوس...مش قادرة اصدق اني ملحقتش اشوفه
**********
بعد مرور أيام مراسم العزاء...
طلب سامح من كاميليا رجوعها معه ولكنها كانت ترفض بشدة
همست كاميليا بحزم:
ـ أنا مش راجعة معاه...مش راجعة معاه تاني
قاطعها جدها :
ـ ازاي يا كاميليا؟.. ده جوزك يا بنتي...هو اه غلطان ويتعلم الادب على اللي عمله... بس مش لدرجة أنك ترفضي ترجعي له خالص...هو كان خايف يا بنتي يخرجك فـ تتطلقوا كده
- ياريت...ياريته كان طلقني...مبقاش يفرق معايا
- يا بنتي أنتِ حامل ومكملتوش مع بعض حاجة...طلاق ايه بس !
- مش قادرة ارجع معاه...انت عايز ترجعني له عشان مينفعش طلاق...لكن انا مش قادرة... مش قادرة يا جدو
- يا حبيبتي خراب البيت مش سهل...
تدخلت ام كاميليا في تلك اللحظة قائلة:
- لا يا عمي ده حرمها من ابوها...انا كنت بقول زيك خليها تعيش وكلام من ده بس يحبس بنتي 5 ايام !!!
ويحرمها من ابوها ... ليه كده ؟؟
هتف جدها بحزم :
- احنا معندناش طلاق يا صفاء... وأنتِ عارفة كده... الا لو حاجة كبيرة يا بنتي عملها..ساعتها انا اللي هقفله... لكن بنتك حامل...ولسه مبقاش ليها كام شهر متجوزة... تطلق ازاي بس !
ده كل اللي قعدته مع سامح شهر وسافر
الواحدة يا بنتي لازم تستحمل 
صرخت كاميليا بجنون:
ـ  استحمل ايه !!.. أنت متخيل أني ممكن ارجع لواحد حرمني من ابويا ! .. أنت فاهم أنت بتقول إيه يا جدو..
ضغط جدها على كتفيه بحنان:
- عارف يا حبيبتي بس خراب البيت مش سهل.. الطلاق مش سهل يا كاميليا... خليكي قاعدة معانا يا حبيبتي كام يوم كده ولا حاجة وسيبيه يتعلم الادب شوية...بس برضو هترجعي... معلش يا بنتي حاولي ولما ترجعي أنتِ خدي موقف منه وعلميه الأدب...ولو عمل الحركة دي تاني يبقى ساعتها ليا كلام تاني معاه
ياما ستات حصلها اصعب من كده وعاشت يا بنتي وكملت...واهو رغم كل ده لا بيمد ايده عليكي ولا عمره ضربك يا بنتي
حاولت كاميليا التبرير مرة أخرى ولكنها لم تقدر على جدها.. فهو دقة قديمة قليلاً ولا يحب فكرة الطلاق والانفصال
_________
بعد مرور عشرة أيام .. عشرة أيام مرت عليها كالجحيم.. أصبحت إنسانة مختلفة .. تغيرت تماما .. أصبحت أكثر نحافة .. جسدها منهك كثيرًا.. حتى أنها أصبحت تكرهه 
تكره زوجها !
تكره سلبيته وضعفه أمام عائلته.. تكره خذلانه لها !!
اخذها سامح بالأمس من منزل والدها ورجعت معه ولكن رجعت رغماً عنها بسبب جدها..ولكن رجعت وهي مصممة بأنها سوف تتمرد وتتغير...
تذكرت عندما منعوها من رؤية والدها في أيامه الأخيرة
مات والدها حبيبها ... مات دون أن تراه للمرة الأخيرة ، دون أن تتحدث إليه ولو حتى هاتفيًا منعها من التحدث إلى إخوتها أو والدتها أو جدها.
وعندما حاولوا الاتصال به لكي يتحدثوا معها كذب عليهم بكل جبروت بأنهما مشغولان جداً
سمعت صوت خطواته تقترب من غرفتها .. 
ابتلعت ريقها بسرعة .. هذه المرة سوف تأخذ موقف .. وموقف شديد جدا .. سوف تتمرد عليهم بكل جحود مثل فعلتهم الحقيرة بها .. مات كل شيء كان بقلبها له .. كل شيء أصبح رمادًا
كانت تفعل كل هذا لأجله هو فقط !!!
ولكنه نذل وحقير لا يستحق !
شعرت بحرارة جسده تقترب منها محاولا إيقاظها .. ابتعدت عنه بعنف قائلة بقوة :
- مش مسامحاك ... مش مسامحاك على أنك حرمتني أشوف بابا قبل ما يموت في آخر أيامه .. ليه تعمل في كده؟
كاميليا!! تغيرت كثيرا ؟؟ بالتأكيد شقيقتها الصغرى من أعطتها تلك النصائح .. فهو يكره أختها فاتن بشدة وهي أيضا تبادله نفس الشعور .. و يحب كاميليا لأنها ضعيفة أمامه .. يستغل ضعفها و حبها له لفرض سيطرته عليها وإثبات رجولته وشخصيته المعدومة أمام أهله .. قال بسخرية :
- كنتِ عايزة تمشي كلامك وتطلقي يعني ولا إيه؟؟؟
- أهون عليّ من إني اتحرم من أبويا يا سامح اللي فعلا انت قدرت تعمل كده
نظر لعينيها نظرة حادة مذهولًا من تغيرها الشديد:
- كنتِ عايزة تطلقي يا كاميليا !؟
أومأت بسرعة :
- اه يا سامح
جذبها من خصرها بشغف حتي اصطدمت بصدره بقوة:
- لا ، انسِ .. مبطلقش انا..
تكره لمساته .. أصبحت تكره لمساته
ابتعدت عنها باشمئزاز وهي تنهض من سريرها
للمرة الثانية كان مذهولًا من رفضها له .. فقرر معاقبتها ليهمس باستفزاز:
-وبعدين أمي اتصلت عليكِ تنزلي الساعة 9 الصبح تنضفي الشقة..منزلتيش ليه؟
هزت كتفيها ببرود:
- كنت تعبانة.. نفسيتي متدمرة.. أبويا مات أنت إيه مش حاسس بيّ للدرجة دي ؟؟؟
- إيه علاقة ده بده..
- أنا تعبت من مشاكل بيت العيلة يا سامح..تعالى ناخد شقة بره
سارع بالقول في حنق:
- ماينفعش.. انا مقدرش أبعد عن أهلي.
لتقول كاميليا مسرعة:
- ماشي وأنا مش هقدر انزل .. تعبانة.. أنا حامل ومش قادرة أخدم نفسي حتى.. وموت بابا تعبني أكتر 
- أنزلي يا كاميليا عند أمي 
ردت بتصميم:
- قولتلك تعبانة ومش هنزل .. انت إيه مش حاسس بيّ كمان !
في تلك اللحظة .. سمعوا باب الشقة يفتح .. دلفت حماتها إلى غرفتها دون أي استئذان فسارعت بجذب الروب الخاص بها بسرعة ترتديه قبل أن تقتحم غرفة نومهم فجأة ..
دلفت حماتها إلى غرفتهم قائلة بفضول :
- إيه يا سامح يا حبيبي سمعت صوتك عالي .. خير في حاجة ولا إيه.. وبعدين كاميليا اتأخرت قولت اجي اشوفلك أنا 
نظر إلى أمه وكأنه يستنجد بها :
- مش عايزة تنزل تساعدك يا ماما .. بتقول تعبانة
- معلش تلاقي أختها قالت لها كلمتين كده مشي كلامك عليه ولا ارفضي تنزلي .. ما أنت عارفها.. هي مراتك شاطرة وهتسمع الكلام وتنزل
رمقتها بنظرة نارية و هي تلوي فمها بعناد و تقول :
- لا أنا مش نازلة.. مش نازلة
جز علي أسنانه بقوة أقوي و تماسك عن سبابها :
- لا هتنزلي هو في ايه انا كلامي مبيتسمعش
حماتها بمكر :
- لا ده على طول مبيتسمعش
زفرت كاميليا بضيق:
- ممكن متدخليش بينا بعد إذنك ..
جحظت عينيها بدهشة:
- أنتِ إزاي تكلميني كده
- أنت مش سامع مامتك.. بتقويك عليا وتغلطني .. أنا عمري ما غلطت في حد في أهلك وكل ده كنت عاملة ليك احترام لكن كده الوضع زاد عن الحد بقى
- شايف دي كمان عايزة تغلط فينا.. ما تلم مراتك بقى يا سامح
زفرت بضيق واضح ، و حاولت استنشاق بعض الهواء و هي ترد عليها :
- ممكن تسكتي بقى حرام عليكي كفاية .. لما أنت بتكرهيني كده بتجوزي ابنك ليه هاااا؟؟ بتجوزيه ليه طالما عايزة خدامة لك.. ما تجيبيلك خدامة ومش هتكلفك كتير زي الجوازة
- أنتِ سافلة ومش متربية أصلاً عشان تقولي الكلام ده.. ما تربي مراتك دي ولا علمها إزاي تكلم حماتها كويس
اتسعت عينيها بدهشة ، وهي تسمع حديث والدته ذاك ! والدموع تجمعت في عينيها قهرًا .. كيف لها أن تظلمها هكذا ؟ وكيف لزوجها أن يخذلها وهو سندها .. 
أرادت الصراخ في وجهها بغضب .. أرادت أن تشفي غليلها ولكن !!! .. ولكن ما منعها من ذلك هو احترامها لزوجها وتربيتها .. زوجها الذي يخذلها مرارًا وتكرارًا 
ليقبض بأصابعه الغاضبة فوق ذراعها بشراهة, و يجذبها إليه في قوة و هو يقول :
- كاميليا! انزلي و متحاوليش تعصبيني هنزعل من بعض كتير
رمته بنظرات متسهزئة:
- أنا مش نازلة قولتلك
قالت حماتها بنبرة شيطانية :
- دي مش متربية ومحتاجة تتأدب
وقبل أن تنطق كاميليا وترد .. كانت تلقت صفعة جعلت وجهها يلتف للناحية الأخرى ثم شعرت بشعرها يقتلع من جذوره بسبب مسكته لتمسك هي بيديه محاولة إبعاده وهي تبكي وتتألم
سامح بعصبية :
- مش أنتِ عايزة تمشي كلامك علي ومش عايزة تعملي حاجة .. أنا بقى هخليك متعمليش حاجة
تدخلت حماتها قائلة ببراءة وأدب :
-طب أمشي أنا بقى عشان دي أمور شخصية بين واحد ومراته مقدرش أتدخل فيها
ثم تركتهم وخرجت من الشقة
صرخت بألم رهيب لا يحتمل:
- حراااام عليك أنا حامل .. همووت كده
ثم ألقاها على الأرض بعنف وأردف بغضب وهو يلوي ذراعها خلفها :
- مش أنت مسمية اللي بتعمليه إنك بتخدميني أنا وأهلي ... اااه يا كاميليا اعتبري نفسك خدامة بقى ..
- مش هخدم واحد بيستقوى عليا وعامل راجل علي بس
ليزيد من قبضة يديه عليه فصرخت بعنف شديد:
- ايدي يا سااااامح سيب ايدي هتتكسر
مسك ذراعها بعنف من خلف ظهرها فشعرت بألم وهو يركلها بقدمه بعنف وذراعها بيده تقسم أنه سوف ينكسر بيده
لم يهتم بتوسلاتها ولا بصراخها وظل يضربها بعنف شديد حتى سمع صوت جرس الباب يدق بشدة..
يتبع...
سمع صوت جرس الباب يدق .. ترك شعر كاميليا الذي كان ممسكا به بعنف وذهب ليرى مَن .. نظر من العين السحرية وجد شقيقتها وشقيقها بالخارج
يا إلهي حظه سيء للغاية
رنين طويل على جرس الباب .. بالتأكيد سمعوا صراخها فقرر أن يفتح لها لكي لا تصدعه أكثر
دلفت فاتن إلى داخل الشقة بعد أن سألته ولم يجبها فركضت إلى تلك الملقاة على الأرض
صرخت فاتن بعصبية :
- أنت يا حيوان أنت.. أختي أُغمى عليها
أجابها بتبرير :
- أعملها إيه يعني .. مبتسمعش الكلام وقلت أدبها على أمي و دي أمي يعني أسكتلها إزاي 
صاح كمال شقيق كاميليا الصغير وهو يمسكه بعنف ملابسه :
- اتصل بالدكتور يا بني آدم ... أختي هتموت!
زفر ببرود وهو يشيح بوجهه عنه ويحاول الافلات من قبضتيه:
- شوية وهتفوق هي بس عشان متدلعة ومش أخدة على الضرب
تدخلت أمه في تلك اللحظة تتعامل ببرود هي الأخرى فـاستفزهما برودهم ، واقتربت فاتن من سامح موجهة له لكمة قوية بقدمها لمعدته:
- ما تيجي تاخد عليه أنت وتجرب
صرخ بعنف وهو يمسك بطنه على تلك الضربة الموجعة تمامًا من شقيقة زوجته المتهورة:
- أنتِ مجنونة يا بت أنتِ.. إلحقيني يا ماما
اقتربت أمه باهتمام زائد للغاية:
- ابني ضنايا.. مالك يا حبيبي
صرخ يئن بوجع مستنجداً بأمه كعادته:
- مش عارف يا ماما ... الغبية دي ضربتني جامد...
صرخت الأم بفاتن:
- منك لله يا غبية عايزة تموتي ابني ضنايا
تركتهم ودخلت إلى أختها لتراها ، واتصلت على الطبيب لكي يرى شقيقتها ولاحظت أنها تشكي وتتوجع من ذراعها كثيرا .. دعت ربها أن ينقذ شقيقتها بخير ودعت على زوج شقيقتها
- إن شاء الله كانت تتقطع إيدك يا حيوان قبل ما تتمد على أختي
بينما كمال شقيقها الصغير لما يتحمل منظر اخته الجميلة هكذا
ليخرج سريعاً إلى سامح ويمسك به بعنف ويضربه لتصرخ أمه وتنادي شقيق سامح ليحاول فض الشجار بينهم .. و حتى مع فارق العمر بين كمال وسامح... الا أنه لم يتردد وهو يضربه والآخر يحاول ضربه
ليتدخل في ذلك الوقت سميح شقيقه وهو يفض شجارهم عن بعض وكمال يصرخ به بغضب ويتهمه بأنه ليس راجل
فحاولت فاتن فض الشجار بينهم بصعوبة خوفاً على شقيقها فسامح ضربه أيضاً وهو سدد له ضربات أكثر
وبعدها اخذوا اختهم إلى المشفى...فهي خافت أن تبقى وقت في الشقة ليمسك سامح وكمال ببعضهم مرة أخرى..
فكل منهم يستحلف الى الآخر
بعد مرور وقت
بعد أن تفحص الطبيب شقيقتها واطمأن على الجنين كان بخير .. ولكن زوجها قد تسبب في كسر ذراعها وتم وضعه بالجبيرة لمدة واحد وعشرين يوماً .. وأصاب جسدها ببعض الكدمات..
______
بعد مرور ثلاث أسابيع بعد أن أصبحت بخير قليلاً
فهي كانت رافضة تمامًا أن تراه .. ترفض أن تتحدث معه .. يحاول بكل الطرق الوصول إليها ولكنها قطعت كل صلة بينهم
وضعته بقائمة الحظر على جميع وسائل التواصل الاجتماعي.. لم تكن تريد أن تراه أبداً
ولا حتى تسمع صوته !
حدث شرخ كبير جداً بقلبها منه
هي التي لم يرفع أحد من أهلها يده عليها ابداً طوال سنوات عمرها التاسعة عشر !
يأتي رجل يسمى زوجها ليكسر لها يدها !
ولماذا ؟؟ من أجل أن تنزل إلى أمه رغماً عنها !
من اجل أمه ! يكسر لزوجته ذراعها !!
والذي يغيظها بعض الناس الذين لا يشجعونها على الطلاق
لكن هي مصممة...بل واثبتت الإصابة ليدها بتقرير طبي معها ولكن اجلته قليلا إلى أن تصبح بخير وتقدر ان تتأخذ إجراء ضده
بينما هو يموت قهراً وندماً
لم يكن يتوقع أنها تريد أن تتركه بهذه السهولة !
فعظم النساء حوله يتعرضون للضرب من ازواجهم ولم يصل بهم الموضوع للطلاق ؟ أليس كذلك ؟
لكن لا أحد يفهم
صحيح أن والدتها واخوتها يشجعونها على الطلاق واتخاذ موقف تجاه سامح
لكن جدها لا يريد الطلاق ابدا هو يريد تأديبه فقط
فهو طرده مرات كثيرة من منزله وذهب سامح إلى أقاربهم ليتوسط لهم بالوصول إلى كاميليا ولكنهم رافضين مقابلته
فجميع من بالمنزل يضع رقم سامح على قائمة الحظر.. وطردوه عدة مرات من منزلهم
لتستيقظ ذات يوم على صوت رنين هاتفها من رقم غريب.. فردت بصوت ناعس .. لتتفاجئ بصوت زوجها قائلا بأمر :
- لا اصحي وفوقي كده عشان عايزك
نظرت إلى الهاتف بغيظ... لتنفخ بضيق وهي تغلق المكالمة بوجهه .. لا تريد أن تسمع صوته أبداً
دلفت فاتن شقيقتها الغرفة وهي ممسكة بيدها هاتفها لتناولها إياه قائلة بحزن:
- شهادتك طلعت يا كاميليا شوفي
شهقت كاميليا بحسرة:
- انا جايبة ضعيف في أول مادة !!!
ومقبول في المادة التانية !
يلهوي انا كده سقطت في أول مادة دي ولا ايه؟
صححت لها فاتن :
- لا متقلقيش كده كده ليكي درجات رأفة... وغير كده فيهم مادة ليها تكملة في الترم التاني
لتردف قائلة :
- بس مش دي المشكلة يا كاميليا... بصي على شهادتك بتاعة السنة اللي فاتت
لتقلب صفحة أخرى من موقع الجامعة الخاص بأختها:
- شايفة يا كاميليا كنتي جايبة وقتها تقديرات عالية...جيد جدا وجيد !
شايفة الترم ده في مادتين واقعة فيهم للأسف !
المرة دي ضعيف ومقبول
بكرة يبقى ضعيف جدا وبعده يبقى تشيلي السنة كلها
شهقت كاميليا بأعين دامعة غير مصدقة :
- لا لأ...
ردت من بين أسنانها:
- اهو ده حالك لو كملتي مع الزفت سامج
لا بيخليكي تذاكري ولا اهله كانوا سايبينك في حالك..مينفعش إللي انتي فيه ده يا كاميليا...سامح بوظ حاجات كتير اوي في حياتك
هزت كاميليا رأسها برفض :
- انا مبقتش عايزاه صدقيني
وضعت يدها على كتفيها تضمها بحنان:
- اتمنى تفضلي على موقفك
ليدخل جدهم في تلك اللحظة مقاطعاً حديثهم قائلا :
- عاملة ايه يا كوكي؟
- الحمدلله يا جدو اتفضل
- ينفع تسيبيني معاها شوية يا فاتن
حذرته فاتن قائلة:
- جدو لو سمحت ماتقولهاش ترجع للي اسمه سامج ده وعيلة السماح
- معلش يا فاتن سيبينا شوية بس يا حبيبتي انا عايز اتكلم معاها وافهم دماغها ايه
زفرت بحنق وهي تخرج لتتركهم سوياً:
- طيب
- سامح راح لعمك بيشتكيله أننا رافضين نرجعك وانك عايزة تتطلقي
- ما احنا فعلا هنتطلق يا جدو
- بس برضو يا كاميليا في بنت جاية في السكة.. انتي خلاص اتأكدتي انها بنت مش كده ؟
- اه الدكتور قالي طلعت بنت
زفر الجد بحزن:
- يعني هتتربى بعيد عن ابوها !
ردت بلا مبالاة :
- تتربى يا جدو... تتربى بعيد عنه احسن بكتير
- بس انتي كده يا بنتي هتخسري كتير وهتشيلي حمل كبير لوحدك
- احسن ما اضيع عمري كله مع الشخص الغلط...خسارة قريبة
نحن لا نرضى بالقليل اما ان نكون او لا نكون
فـ بعض الخسائر أحياناً تكون مكسب
الخسارة التي تخسرها من اجل راحتك هي ليست بخسارة !
هي تعبت...تعبت من البقاء في المكان الخطأ
_____________
في اليوم التالي..
اتى عمها إلى البيت ليجلس مع كاميليا وامها...
همس عمها بحرج:
- سامح يا بنتي جالي وطالب مني أتدخل عشان ترجعوا
ردت من بين أسنانها:
- مش هرجع يا عمي ... احنا خلاص هنتطلق
- معلش يا بنتي انا اول مرة أتدخل في مشكلة بينكم بس الطلاق عندنا مش سهل...وانتي في عيل هيبقى بينكم حرام يعني
ردت امها بتبرير :
- هي ولا اول ولا اخر واحدة تتطلق وبينهم عيال...عادي بنتها هتتربى وسطنا
هز رأسه معاتباً امها :
- لا حول ولا قوة الا بالله...ليه بس الكلام ده يا ام كاميليا...ده بدل ما تحاولي تهديها
- كنت بقول زيك الاول ... بس خليه يطلقها... عشان يتربى ويعرف أن الله حق وأن بنات الناس مش للبهدلة
- ما هو اكيد اتعلم الادب...دي كاميليا قافلة في وشه كل البيبان وهو لو مش بيحبها مش هيفضل يزن كل شوية عشان يرجعلها
قاطعته كاميليا بنبرة ساخرة:
- البني ادم ده ميعرفش يحب غير أهله بس !
- معلش يا كاميليا...دي اول مرة يمد ايده عليكي بلاش يا بنتي من اول مرة بينكم زي كده يبقى فيه طلاق ... الطلاق مش سهل
- اللي يمد ايده مرة هيمد تاني وتالت!!
- ومين قال إننا هنسحمله يكررها تاني !
شمخ بأنفها باستعلاء:
- انا عشت 19 سنة من عمري...
ابويا عمره ما رفع ايده عليا... عشت عمري كله لا ابويا ولا امي ولا اخويا حد منهم مد ايده عليا
عشت مع اهلي حياة مثالية جدا.. معززة مكرمة
لتردف بحرقة:
-يا عمي انا عمري ما حطيت الجبس على أيدي الا معاه !!!
والله عمري ما ايدي اتكسرت نهائي
وانتوا تقولولي ارجعله !!
ارجع لواحد مد ايده عليا !
كسر لي ايدي؟؟
لتضيف برعب :
-ارجع ايه بس !
ارجع عشان يموتني المرة الجاية ؟
اشتدت ملامح عمها بتوتر قائلا بنفي :
- لا يا بنتي مش للدرجة دي هو مش حيوان كده
قاطعته بغضب :
- لا حيوان
اللي يمد ايده على واحدة ويكسر ايديها يبقى حيوان
رد عمها بحرج :
- طب هو يا بنتي بره الشقة وعايز يدخل يتكلم معاكي
نهضت من مكانها صارخة بغضب :
- لااااا...مستحيل
وقف امها محاولا تهدئتها:
- عشان خاطري يا كاميليا...مش هقولك ارجعي يا بنتي بس حتى اقعدي معاه... تقعدي معاه مرة بس وخلاص
هزت رأسها بنفي :
- مش هينفع .... انا مش هقعد معاه
- يا كاميليا...
لتسمع صوت رنين الجرس
فتحدث عمها قائلا:
- ده تلاقيه سامح انا هفتحله
امسكته كاميليا من يديه قائلة برجاء:
- بالله عليك يا عمي ما تفتحله ولا تدخله البيت... انا لو شوفته هفتكر اللي عمله فيا
قبلها من رأسها هامساً:
- يا بنتي حقك عليا والله...عارف أنه اذاكي..بس صدقيني يا حبيبتي الطلاق مش سهل والله
ردت بنبرة حزينة :
- وانا مش راجعة له...ومش عايزة اقعد معاه
- والله كلمني وفضل يعيط ومش متخيل أنه هيطلقك..
لتهز رأسها برفض .. فتركها ليفتح له الباب ويدلف سامح خلفه فتركتهم كاميليا ودلفت إلى غرفتها لينادي عليها عمها قائلا :
- يا كاميليا...تعالي اقعدي مع جوزك يا بنتي
صاحت برفض :
- ده مش جوزي !!!!
- كلام ايه اللي بتقوليه ده يا بنتي !
لتخرج من غرفتها عندما استدعاها عمها لتكمل حديثها
فوقف سامح امامها قائلا :
-كاميليا انا جوزك
ردت بقوة:
-انت مش جوزي !
اتسعت عيناه بدهشة:
-ايه اللي بتقوليه ده يا كاميليا؟
دمعت عيناها وردت بصوت مخنوق:
-أيوة انت مش جوزي..انا قدامي واحد معرفوش
قدامي وش منك اول مرة يبان قدامي
انت مش جوزي وحبيبي اللي كان في الخطوبة كويس معايا
رد بندم:
- كاميليا انا اسف والله...انا...
فاجأته بقولها بسرعة وهي تجفف دموعها سريعاً:
- طلقني!
هز رأسه بعناد:
- لأ يا كاميليا مش هطلقك
لتزفر بغضب وهي تُشيح وجهها عنه :
- طلقني ... أنا مش هعيش معاك ولا مع أهلك تاني
اقترب منها سامح قائلاً بندم:
- كاميليا على فكرة أنتِ اللي عصبتيني .. أنتِ لو كنتِ سمعتي كلامي مكنش وصلنا لكده
رمقته بنظرة ساخرة
فأردف هو برقة:
- مش هترجعي معايا بقى
شهقت بوجع وهي تغمض عينيها لا تريد أن تتذكر ما حدث لها .. مازالت آثار كدماته على جسدها تختفي ببطئ وكأنها تذكرها كل يوم بفعلته بها :
- أرجع عشان تضربني !؟؟ لأ
- يوووه يا كاميليا بقى قولتلك مش هضربك ... دي كانت لحظة شيطان .. بلاش نتسرع يا حبيبتي إحنا بقالنا 6 شهور بس متجوزين ..
ردت بتصحيح :
- احنا مقعدناش مع بعض فيهم شهرين حتى!!
يدوب شهر واسبوع وسافرت انت !
وبعدها اهلك طردوني من البيت !
ولما رجعت من السفر مكملناش الشهر حتى !
انت متخيل مش بقعد في شقتي ولا بفرح بحاجتي زي البنات
ولا قعدت حتى مع جوزي حاجة
ده احنا لو حسبناها هنلاقي مكملناش الشهرين سوا
- طب حتى علشان البيبي يا كاميليا
- مش راجعة معاك قولتلك
التفت إليها وهو يمسك بكفيها مُقبلًا إياهما لكنها سحبتهم بعنف باشمئزاز :
-طيب اهدي يا كاميليا بس ممكن.. هعملك أي حاجة أنتِ عايزاها .. أنا عارف إني اتعصبت عليكِ بس والله مكنش قصدي
رمقته باستغراب:
- مكنش قصدك !!!
تكسرلي ايدي ومكنش قصدك ازاي؟
- انا آسف انا ممكن اعمل اي حاجة عشان نرجع
لتسأله بتوجس:
- عايز نرجع !!
شعر ببريق أمل:
- طبعا
تجمعت قواها وهي تتحدث إليه :
- مش طالبة منك حاجة غير شقة بره بيت باباك
رفض بصرامة :
-كاميليا ده صعب .. أنا ظروفي متسمحش و مش عايز أسيب أمي واخويا
رفعت حاجبها بدهشة :
- غريبة .. مع إن مرتبك كويس ويكفي ندفع إيجار.. وبعدين أنا مطلبتش شقة إيجار غالي أصلا ..
زفر سامح بضيق:
- لأ بقى أنتِ إللي مش عايزة تعيشي وبعدين أهلي ماعملولكيش حاجة .. أنا اللي مديت ايدي عليك مش همَ
صاحت باندفاع:
- ومين كان السبب ؟؟؟ مش همَ
أنت عندك 27 سنة !! ومش قادر تستقل بنفسك لحد دلوقتي؟
ثم أردفت بنبرة حاسمة :
- أنا مصرة على موقفي ومش هغيره .. مستحيل أدخل البيت ده تاني
قال سامح بيأس وهو يغوص يداه في شعره الاشقر :
- اللي بتطلبيه ده صعب يا كاميليا
- مايخصنيش
- كاميليا
نظرت له بحدة قائلة وهي ترمقه بنظراتها وكأنها تراه لاول مرة .. بعيناه البنية الداكنة وشعره الاشقر العسلي... وبشرته القمحية.. جسده لم يكن رفيعاً ولا سميناً كان متوسط يتماشى مع طوله المتوسط ولكنه ليس بجسد رياضي وعضلات
فهو عنده معدة ممتلئة قليلا
- انا نفسي اعرف انا قصرت معاك في ايه ؟؟؟
اهلي قصروا معاك في ايه؟
ده انا دهبي كله بيعته عشانك...شبكتك بيعتها في أول شهر جواز لما قولتلي انك مسافر ومحتاج فلوس الشبكة ولازم عشان اكون ست مصرية أصيلة اقف جنب جوزي وابيعلك دهبي !
مصاريف كليتي ودراستي امي هي اللي بتصرف عليا فيهم عشان انت عايزني اسيب كليتي زي ما أمك عايزة...
الندم لا يقتصر على الأفعال الخاطئة فقط، غالبًا ما نشعر بالندم على الإجراءات الصحيحة التي فعلناها مع أولئك الذين لا يستحقونها.
- لا يا كاميليا انتي بس كليتك طلعت صعبة ومصاريفها كتيرة 
- ومكنتش تعرف كده قبل الجواز ؟؟؟
ولا عشان مامتك مش بتحب تعليم البنات ف شايف أن مش من حقي تصرف عليا وأكمل دراستي
- انتي عارفة أن هي دقة قديمة في حوار الدراسة وهي مش بتعلم بنات وشايفة البنات آخرهم جواز وخلاص مش لازم يكملوا تعليم...هي مكملتش تعليم اختي سميحة
علمتني انا واخويا بس لحد الكلية
- وبكرة تخلي بنتي متكملش تعليمها بقى على كده!!!
- لا يا كاميليا مش للدرجة دي
صرخت بغضب :
- وانا مش هستنى.... انا قولتلك كل اللي عندي... وكفاية أوي لحد كده وياريت تتطلقني بدل ما ارفع عليك قضية تعدي انا لحد دلوقتي معملتش كده بس هتخليني اوصل للمرحلة دي
- كاميليا انا بحبك بلاش تعملي كده
هزت رأسها بجمود :
- وانت مسحت اي حاجة ليك جوايا !
محيت كل ذكرى لك كانت كويسة بسبب مد ايدك عليا
عملت شرخ كبير في قلبي ... الحب اللي كان جوايا لك عمره ما هيداويه
لتتركه وهي تركض إلى غرفتها ودموعها تتساقط
الحب ليس سببًا كافيًا لعودة علاقتهم كما كانت .. الحب لن يمحو القسوة ولن يغفر الخذلان ولن يتجاوز لحظات الذل والإهانة
_______
بعد مرور عدة أيام...
حاول سامح التحدث إلى كاميليا ولكن بلا فائدة.. ليتحدث إلى عمها وجدها وهو يبكي أمامهم متوسلاً إياهم الا تتركه فهو لا يريد الانفصال ولا يريدها ان تتركه ووافق على أن يجلب لها شقة ايجار
كانت كاميليا تشاهد التلفاز بجانب جدها وأمها..  بدأ جدها التحدث بهدوء:
-بصي يا كاميليا .. يا بنتي الطلاق صعب أوي وخصوصا إن فيه بنت جاية في السكة هتتظلم معاكم
قالت كاميليا بخنقة:
- يا جدو مش هقدر أروح هناك تاني... مامته مش بتحبني .. مكنتش عايزاه يتجوزني أصلا... انا فهمت كده بعدين
كان باين لمحات في الخطوبة بس انا مكنتش مركزة اوي
أمه كانت في الخطوبة تتصل بيه واحنا مع بعض خارجين او وهو عندي في البيت وتقوله تعالى انا تعبانة أو محتاجة حاجة وكان يسيبني ويروحلها..بس للأسف كنت فاكرة عشان هو ابنها الكبير هو بيروحلها 
- ملكيش دعوة بيها .. أنا شارط عليه ميخليكيش تنزلي أصلا وتبقي في شقتك لوحدك وغير كده ده وضع مؤقت لحد ما تنقلوا هو وافق يجيبلك شق  بره.. وانتي عارفة يا بنتي عشان تنقلي من شقتك الموضوع مش سهل..حتى عشان ترتبي حاجتك للنقل وتجهزوا كل حاجة
التفتت إليه باهتمام:
- و وافق ؟؟
- طبع وافق .. و قالنا خلاص مش هتنزل تاني ومش هتخدمي حد
قاطعته بتردد :
- بس أنا خايفة .. ده ضربني...
قال جدها محاولًا إقناعها  :
- و اتعاقب وبقالك فترة أهو سايباله البيت.. وأكيد اتعلم الأدب .. وبعدين مش من أول غلطة صعبة زي كده تسيبيه.. ده هيبقى أبو بنتك
- خايفة يا جدو خايفة
ضمتها امها بخوف :
- كاميليا عندها حق... انا برضو خايفة عليها... ده مالوش امان كده
اردف جدها بحزم:
- كاميليا احنا معندناش في عيلتنا طلاق يا بنتي.. اسمعي الكلام وارجعي مع جوزك .. ولو مس منك شعرة المرة دي أنا اللي هخليه يطلقك بنفسي.. بس نديله فرصة أخيرة
- لو بابا كان عايش مكنش سمحلي ارجعله
دمعت عيناها وهي تتذكر فعلته بها ليحضنها جدها محاولا تهدئتها قائلا :
- ربنا يرحمه يا حبيبتي... بس هو اكيد عرف قيمتك ومش هيقدر يعملك حاجة تاني..
وبالفعل حاول إقناعها هو وعمها في اليوم التالي بينما امها واخوتها كانوا في صفها ومعها ولكن عمها وجدها رفضوا الطلاق أو على الأقل تعطيه فرصة أخيرة وبعدها اخذها سامح إلى منزله
__________
بعد مرور يومين من عودة كاميليا إلى شقتها .. بالفعل نفذ سامح وعده لجدها وعمها وبدأ بالبحث عن شقة ايجار .. كانت مستقلة تمامًا في شقتها .. وأصبحت حياتها مريحة جداً عن الحياة التي عاشتها من قبل .. ولكن على الجانب الآخر لم يعجب الوضع حماتها وشقيقته
قالت شقيقة سامح بغيظ:
- شايفة يا ماما البجاحة بتاعتها من ساعة ما رجعت وهي مش بتنزل عندنا خالص .. دي حتى بتخرج تروح الكلية ومش بتقول إنها خارجة زي زمان .. بقت عايشة قال إيه مستقلة !
ومش بس كده دي عايزة سامح كمان ياخدلها شقة بره !
قالت امها ببرود:
- دي حتى سايبة البيت عندي مقلوب ولا بتعمل حاجة ليّ..
سخرت من كلامها ضاحكة:
- متقلقيش سيبيها تفرح لها يومين .. وأنا بنفسي يا ماما  هخليها تتحايل عليك توافقي ترجعيها تاني
- بتكلمي جد يا سميحة
همست بصوت كفحيح الأفعى:
- أيوة يا ماما ... بس أنتِ تساعديني في الخطة دي
- قولي أنا من معاكي .. ولو إني كان نفسي تتطلق وتغور من وشي.. ما أنتِ عارفة مكنتش عايزاه يتجوزها...وفي نفس الوقت انا خايفة تاخد ابني مني وتخليه يقعد في شقة بره فعلا
____________
بعد مرور أيام .. بعد أن رتبت سميحة خطتها بصعوبة وبعد مراقبة كاميليا وبمساعدة زوجها وأشخاص آخرون .. الفتاة لم تخطئ أبدا أبدا.. ولكن هي تريد أن تتصيد لها  خطأ أي خطأ ولو حتى غير مقصود
وهذه المرة التي رتبت خطتها.. الخطأ لم يكن بقصد كاميليا .. الخطأ الذي وقعت به كان من سوء حظها والقدر لعب دوره معها.. فبدأت تنفيذ أخيراً ستتخلص من زوجة أخيها للأبد فهي تكرهها جدًا جدًا .. كانت تريد أن يتزوج شقيقها فتاة من اختيارها هي وأمها ولكنه أحبها هي ..
دلفت إلى شقة أمها بالمساء فوجدت شقيقها جالس معهم فهو منذ استقلال زوجته بشقتها ينزل إلى شقته أمه يجلس مع أهله وحده
وأثناء حديثها معه .. سألته ببراءة مصطنعة:
- هي مراتك كانت رايحة لمامتها النهاردة؟
استغرب سامح من سؤالها :
-لأ.. هتروح إزاي من غير ما تقولي .. وبعدين أنا منبه عليها متروحش هناك اليومين دول عشان ولاد عمتها هناك عند جدها وأنتِ عارفة كان فيهم واحد متقدملها ومنبه عليها متروحش اليومين دول عشان ماتحتكش بحد فيهم
سميحة بخبث:
- غريبة يعني
- هو ايه اللي غريبة !
تحدثت بنبرة واثقة :
- أبداً أصل عبدالله جوزي كان في الجامعة عند مراتك النهاردة .. ما أنت عارف إنه شغال موظف في الجامعة بتاعتها وبعدين عدى على المدرج اللي مراتك فيه قال يشوف مستواها وكده ويوصي عليها الدكتور بتاعها كتر خيره والله .. ولما راح مشافهاش هناك أصلا !
صاح بشك :
- مشافهاش إزاي يعني ؟ هي مأكدة عليا إنها هتروح النهاردة عشان عندها محاضرات مهمة
- ما أنا قولتله يمكن من كتر البنات اللي هناك أكيد مش هتشوفها وهو بصراحة قلق عليها ليكون حصلها حاجة ما أنت عارف احنا مش عارفين هي بتخرج ولا بترجع إمتى من ساعة ما هي عزلت فـ قولتله يطمني عليها .. بس هو راح شاف السجل بتاع الحضور مش مكتوب اسمها فيه .. فقال إنها ماراحتش أصلاً النهاردة..
صمت قليلًا وغضبه يزداد ثم قال:
- أنتِ متأكدة ؟؟
- لو مش مصدقني اتصل بعبدالله واسأله وحتى ممكن تسأله عن الكشف بتاع الحضور
شك بزوجته
هو متأكد أن أخته تحبه كثيرًا ويثق بها جدًا بالتأكيد هي لا تريد أن تؤذيه  .. فهو يثق بأخته أكثر من زوجته
وقرر أن يتأكد  فاتصل بزوج أخته قائلًا بحسم :
- أيوة يا عبدالله.. تعرف تجيب لي سجل حضور محاضرات النهاردة كلها في الكلية.. معلش هتعبك معايا عايز صورة بس منهم..
________
كان سامح جالسًا في منزل أمه وهو بالكاد يسيطر على غضبه  بعد أن أرسل له زوج أخته بعض الصور على تطبيق الواتساب .. 
شعر بصدمة رهيبة بكاميليا
لم يتوقع أبدًا أنها تكذب عليه وتخدعه .. وخاصةً أنه اكتشف بأنها لم تحضر محاضرات الأسبوع الماضي بأكمله ..  فعبدالله لعب لعبة خطيرة بتخطيط زوجته .. اتفقا مع طالبة زميلة كاميليا التي تسجل الاسماء بالمحاضرة أن تنسى تكتب اسمها طوال هذا الأسبوع وبالطبع صدقهم سامح واقتنع 
خرج من شقة أمه وهو ممسك بهاتفه وتوجه بسرعة فأوقفته أمه بخوف مصطنع:
- سامح .. يمكن سوء تفاهم يا ضنايا .. اوعى تودي نفسك في داهية.. اسألها كده وشوف ردها إيه الأول
سامح بغضب :
- سوء تفاهم إيه يا أمي دي طلعت الاسبوع اللي فات كله ماكنتش بتحضر أصلًا أومال كانت بتروح فين !! أنا طالع لها ومش عايز حد يطلع ورايا .. فاهمين!
دخل شقته بسرعة وفتح كل الغرف بعنف حتى وجدها نائمة بغرفة المعيشة ..هرع سامح لتلك النائمة التي لا تشعر بشيء حولها وسحبها من شعرها بقوة وأسقطها أرضًا..
فزعت كاميليا حينها وقد أفاقت من نومها .. أخذت تنظر إلى زوجها وهو بهذه الحالة الغربية..
سألها بشكل مباشر:
- كنتِ فين النهاردة ؟
رد كاميليا والفزع يملأ صوتها :
- آه ..في الكلية ما أنت عارف
صرخ بها مكذبًا إياها:
- كذابة.. ماروحتيش الكلية أصلًا
- أومال هكون روحت فين يعني ؟؟
- عند أمك مثلًا.. روحتي عندها وأنا منبه عليك متروحيش اليومين دول علشان ابن عمتك قاعد عند جدك الأسبوع ده..
كاميليا بذهول :
- وأنا مالي به أصلًا .. واحد كان متقدم ورفضته.. والموضوع خلصان من سنين..
- كنتِ فين يا كاميليا؟
- قولتلك كنت في الجامعة
تركها سامح وألقى الهاتف في يديها لترى بعض الصور قائلًا :
- سجل حضورك مش مكتوب اسمك فيه النهاردة ليه ؟؟؟ ولا حتى الأسبوع اللي فات كله
نظرت للمحادثة التي بها الصور وشهقت في صدمة ووضعت يدها على فمها من الصدمة :
- أنت بتشك في ؟؟؟؟ بتراقبني !! هي وصلت لكده
- عشان كده اتغيرتي وبقيتي تطلبي الطلاق بقلب جامد.. للدرجة دي هو جاهز!
أردفت بدموع وهي تنظر في عينه :
- أنت مش طبيعي والله مش طبيعي ايه اللي  بتقوله ده
- بتستغفليني يا كاميليا !! بتكذبي علي وتقولي إنك رايحة الكلية ومابتروحيش أصلًا
- والله يا سامح ده كذب .. أنا كنت بروح الكلية .. والله ما بكذب
- أومال اسمك مش مكتوب في المحاضرة ليه
همست بخوف:
- بصراحة أنا النهاردة بس ماحضرتش آخر محاضرة وكنت قاعدة مع صحابي البنات عشان صاحبتنا كانت تعبانة لكن الباقي كله كنت بحضره .. 
ضحك بسخرية :
- أومال حضرتي إيه يا مدام..
- أخر محاضرة دي أنا ماحضرتهاش و دي الوحيدة إللي الدكتور بيسجل فيها أسماءنا وأنا مقدرتش أحضرها صدقني ..
قهقه باستهزاء:
- والمفروض أصدق أنا القصة الخيالية دي صح ؟؟
- قولتلك أنا روحت الجامعة .. تقدر تروح وتسأل زمايلي.. وبعدين أنت إزاي شاكك في أنت المفروض تكون واثق في...
وبرد فعل مفاجئ صفعها سامح صفعة قوية على وجهها.
سامح بعصبية :
- أنتِ هبلة ولا إيه ؟ هروح اسألهم مراتي بتحضر المحاضرات ولا لأ .. مراتي بتستغفلني ولا لأ.. عايزاهم يقولوا علي مش راجل
ثم أردف بحدة:
- مش هسيبك تستغفليني يا كاميليا.. بقى بتلعبي من ورايا وتخدعيني ؟؟؟ أنا !!! عشان كده بقى عايزة تتطلقي.. بس متقلقيش مش كان نفسك تتطلقي .. أنا هناولها لك .. بس بإرادتي أنا
كاميليا بصوت مبحوح من الدموع التي تتساقط على خديها:
- أنت مريض ... والله أنت مريض مش طبيعي.. كل اللي فارق معاك أنت اللي تسيب.. إزاي أنا أسيبك.. بتصدق تخاريف وكلام في خيالك وبتشك في بعد كل اللي استحملته علشانك! .. حرام عليك
صفعها على وجهها وأخذ يصفعها عدة صفعات متتالية الصفعة تلو الأخرى حتى نزف فمها ثم أمسك بشعرها ورفع وجهها له وأردف بحدة وهو يمسك فكها بين يديه بقسوة آلمتها:
- بطلي دموع التماسيح دي ... أنا خلاص بقيت شاكك فيكِ ... كنتِ بتكذبي علي وتقولي لي رايحة الجامعة والله أعلم بقى بتعملي إيه من ورايا.. وطبعًا عايزة تسكني بره بيت أمي ... علشان تصيعي براحتك
صرخت وهي تحاول أن تبتعد عنه :
- والله ما عملت كده ...  أنت حيوان ... حيواااان وحقير.. أنا بكرهك
- بتخونيني !!!!!
- أنت بتعمل ايه والله ما خونتك ولا عمري هعمل كده
لم تكمل كلامها حتى صرخت بسبب الركلة التي تلقتها :
- والله كنت بحضر صدقني
أخذ يضربها بعنف و أردف بسخرية:
- حتة مفعوصة زيك تعمل في أنا كده .. بتخونيني صح ؟؟..  أنا بقى هربيكي
كاميليا بدموع وصوت مختنق:
- حرااام عليك أنا حامل ...
صرخ بحدة شديدة :
- عايزك تنسي بقى واحد اسمه سامح ... تنسي إنك عرفتي سامح ده واتجوزتيه عشان أنا مش هسيبك على ذمتي لحظة واحدة...
كاميليا بترجي:
-سامح أنت فاهم أنت بتعمل إيه.. أنت بتظلمنى من غير ما اعمل حاجة.. عايز تطلقني من غير سبب... أنا مراتك وأم بنتك
رد سامح بقسوة:
- مش عايزك ولا عايزها ... مش عايز منك عيال أصلًا..
حاولت كاميليا إيجاد صوتها بصعوبة لم تعد تستطيع الكلام ... شعرت بخنقة شديدة:
- أنت مش مصدقني !!! ومصدق خيال في دماغك مجرد شكوك ... أنا مش مسمحاك على اللي بتعمله في ده
قاطعها سامح بغضب وهو يكتم فمها بيده  :
- لكن أنا صدقت الدليل على كذبك اللي شوفته بعيني..
شعرت بانتهاء كل شيء حولها... حتى صوت نفسها لم يعد موجوداً .. كل شيء حولها يختفي لدرجة أنها شعرت بالموت يقترب منها ... فآخر ما همست به لنفسها كانت جملة صعبة جداً :
"يارب أنا مش مستعدة أقابلك دلوقتي ، انجدني"
فكان آخر كلامه لها وقتها:
-أنتِ طالق يا كاميليا
يتبع....
________
"لأنني أحببتك لدرجة أنني مستعدة للتضحية من أجلك لأنني تركت من يحبوني واخترتك، لأني تجاهلت من حولي ووثقت بك.. لأنني أحببتك ووقعت في لعنة الحب وأنت كنت لا تستحق..
أنا آسفة لنفسي التي جعلتها تعيش ما لا يحق لها العيش."
دلفت أخته إلى الشقة وهي تصرخ في أخيها وتحاول أن تجعله يترك كاميليا .. فالفتاة البريئة على وشك الموت حرفيًا
صرخت أخته فيه بخوف :
- حرام عليك دي هتموت بجد
ثم أضافت قائلة:
- هتضيع نفسك علشانها ! علشان دي
صرخ سامح بغضب :
- وهي عادي كده تدوس على شرفي وتخوني ؟
- ما تغور في داهية ... ولما تروح مننا أنت هي هينفعنا موتها بإيه
زفر بغيظ:
- مش طايقها.. مش طايق وجودها ... كلمي أهلها ياخدوها
- حاضر اهدى أنت بس وارتاح وإحنا هنخلص لك كل حاجة وهتصل بجوزي ييجي
ولكن ما لم تكن كاميليا تتوقعه ان سميحة كانت أحضرت أوراق تنازل عن حقوقها حتى تضمن أن كاميليا لا ترفع قضايا مطالبة بحقوقها
وجعلتها تمضي على الورق رغماً عنها بتهديد أن لم تفعل ذلك فسوف تجلب سامح مرة أخرى يستكمل ما كان يفعله بها
وبعدها غابت كاميليا عن الواقع
_________
دخلت كاميليا المستشفى و تم حجزها بضعة أيام .. ولكن ضربات زوجها لها لم تمس بطنها او ظهرها
ولم يحدث اجهاض للجنين
بينما أهلها دعموها على رفع دعوى قضائية بالتعدي
رفعت كاميليا الدعوة على سامح بعد ما فعله بها من أضرار وتسبب بكدمات على جسدها ووجع لا يحتمل فالطبيب كان دائمًا يقول لهم :
- إحنا أنقذنا بنتكم بصعوبة ... 
دلفت سميحة شقيقة سامح  إلى تلك المشفى وبيدها عبدالله زوجها تتأنق في ذراعه فرأتها فاتن شقيقة كاميليا .. فركضت نحوهما والغيظ  يملأ صدرها ، تنوي أن ترد لهم ما فعلوه لأختها البريئة الجميلة
هددتها سمحية ببرود :
- أنتِ يا بت لو حاولتي تزني على أختك و ترفعوا على أخويا قضية ولا تجيبوا سيرته في تحقيق ... هقلب الترابيزة عليكم كلكم... خلي أختك تبقى حلوة كده و شاطرة وتقول إن مش أخويا اللي عمل فيها كده
صاح عبدالله بتحذير :
- تتنازلوا عن المحضر مقابل إن أختك تاخد حاجتها اللي في الشقة.. متنسيش إن حاجتها في شقة في بيت عيلة
ثم همست سميحة بنبرة شيطانية:
-ولو أختك حاولت تتكلم هندمرلك مستقبلها خالص ونقول إنها كانت بتخون أخويا و معانا دليل على كده بتخرج وتكذب عليه ومش بتحضر محاضرات أصلًا.. فخلينا ساكتين أحسن
صرخت فاتن بذهول وهي تضربها على وجهها بكف يدها:
- أنتِ حرباية يا بت ... ورحمة أبويا ما أنا سايباك يا صفرا
صاحت سميحة بألم لتقول بخبث :
- بس يا بت أنتِ ... شوفي أختك اللي ضحكت على أخويا وكذبت عليه
جذبتها فاتن من حجابها بعنف :
- أنا أختي أشرف منك يا حيوانة  .. اشرف منك ومن عيلتك كلها ... واحنا واثقين فيها مش محتاجين أي دليل .. أختي متربية أحسن تربية مش زيك يا قذرة...وبرضو مش هنتنازل عن المحضر وهنوديه في ستين داهية
فقام زوج سميحة بفك التشابك بينهما بصعوبة وتدخل جد كاميليا بينهم محاولًا منع الشجار والفضائح
__________
بعد خروج كاميليا من المستشفى وبعد تعافيها قليلًا مما حدث لها
قالت كاميليا بصدمة لأمها وجدها:
- بيهددني يشوه سمعتي عشان أتنازل !!
شهقت امها بقهر :
- معلش يا بنتي .. إنسان حقير هنقول إيه
صرخت بوحشية والدموع  تملأ عينيها  :
- بس ده ظلم .. ده أكبر ظلم اللي عملوا
تحدث جدها قائلا بغيظ:
- المصيبة إني اكتشفت إن في حد ورا حوار إن اسمك ميتكتبش في السجلات المحاضرات.. واضح إن أخته هي اللي لعبت اللعبة دي
ثم أردف :
- أكيد جوزها الحيوان ده ساعدها
صرخت كاميليا باتهام مندفع:
- انت السبب يا جدو ... انت وعمي السبب.. انا مش مسامحاكم ضيعتوا حقوقي
خليتوه هو اللي يطلقني...ويضربني تاني كنت هموت في ايده
ليه عملتوا فيا كده !!؟
ليه
حاول الجد الاقتراب منها والاعتذار لها ولكنها ابتعدت عنه وهي تضع يدها على وجهها تكتم شهقاتها العالية:
- انا اتظلمت
ظلم كبير اوي
ضربني بطريقة عمري في حياتي ما هنساها.. انا شوفت الموت بعيني !
ليه عملتوا فيّ كده ؟
عشان مبقاش مطلقة ! اتطمنوا دلوقتي بقيت مطلقة
عانقتها امها تحاول تهدئتها وعيناها تدمع:
- حسبي الله ونعم الوكيل في سامح وأهله ... فوضي امرك لله يا كاميليا...حقك عليا والله ما هسكت وانا معاكي في أي حاجة
همس الجد بندم شديد:
- سامحيني يا حبيبتي... والله ما كنت اعرف ان كل ده هيحصلك...حقك عليّ يا حبيبة جدك والله ما هغصبك على اي حاجة ابدا اللي أنتِ عايزاه بعد كده يتعملك
هتفت بنبرة باكية:
- بعد ايه !؟
بعد ما حياتي اتدمرت
انت مشوفتش ضربني ازاي
محستش بوجعي
محستش بالظلم اللي انا حسيته
لترتجف برعب هامسة :
-رجعتني لواحد باعني وطلقني ومصدقنيش .. ولولا رحمة ربنا وان اخته الحرباية دي اتدخلت في آخر لحظة كنت هموت...والله كان هيموتني
هتف الجد بحزم :
- والله ما هنسكت على ضربه ليكي تاني ده
واحنا كده كده رفعنا عليه قضية تعدي
همست كاميليا بشر:
- وحياة امه لاخليه يخسر اهم حاجة وصلها في حياته
لتردف بنبرة شيطانية :
- هبعت صورة من محضر التعدي لمدير الشركة اللي شغال فيها في دبي
هخليه ميعرفش يسافر تاني ويخسر اهم وظيفة وصلها
- جدعة يا كاميليا واحنا معاكي يا حبيبتي
مهما كان الواقع مؤلماً، علينا أن نبحث عن الضوء في نهاية الطريق
يوجد دائما امل..كن متفائل.
_________
بعد مرور يومين
كانت كاميليا ارسلت صور من المحضر الذي رفعته كاميليا تجاه سامح وبالفعل خسر اهم وظيفة بحياته وصلها
ومنع من السفر الى دبي وتحديداً إلى مقر الشركة
وحتى الشركة حذرت بعض الشركات المشابهة من التعامل مع هذا الشخص الهمجي الذي تعدى على زوجته وكادت أن تموت وعلى وشك خسارة طفلتها
لم يكن ما فعلته برد نارها وظلمها كثيرا
ولكن اهون عليها من تنازلها عن المحضر
فأهلها كانوا بصفها وواقفين معها
يحاولوا تعويض جزء من فعتلهم بها
حاول سامح وزوج اخته الوصول إلى عمها وجدها بالتوسل له بتنازل كاميليا عن القضية ولكن كاميليا رفضت تماما
كان يصيح له كالاطفال عندما خسر عمله
خسر اهم شيء كان وصل له بحياته
اتهمها بالظلم
بأنها ظالمة !!
اتصل بجدها قائلا بشكوى :
- ينفع اللي كاميليا عملته ده ؟؟؟ خسرتني شغلي اللي في دبي وفضحتني قدامهم ومنعوني ارجع الشغل تاني وانا اللي قطعت اجازتي عشانها
ومش بس كده دي كمان عايزة تحبسني؟؟؟
مش كفاية خسرتني شغلي ...
رد الجد بصوت متعصب حاد:
- تستاهل اكتر من كده يا حيوان انت... بقى هي دي الأمانة اللي اديتهالك يا حيوان انت
كنت عايز تموتها !!
صاح بنبرة عالية :
- اعمل ايه هي بتستغفلني
قاطعه بعنف :
- اخرس.... كاميليا انضف منك ومن عيلتك كلها
- ما بلاش نتكلم بقى...يعني تبقى غلطانة وعايزة تحبسني مش كفاية مقتلتهاش عشان خانتني!
هتف باندفاع :
- تقتل ايه يا متخلف انت !
هو انت ماسكها بتكلم واحد ؟ قابلت واحد غيرك؟ انا مش فاهم فين ام الخيانة في الموضوع
بس الغلط مش عليك...الغلط علينا احنا اللي صدقناك ورجعنهالك...بس ملحوقة... هتدفع تمن ده غالي اوي
- قصدك ايه يعني ؟؟؟ عايزين تحبسوني؟
ده أنا هبقى ابو حفيدتك
يرضيك تقول للبنت ابوكي اتسجن بسببنا
رد باشمئزاز:
- والله كل ما افتكر أن هيبقى فيه رابط بينا ببقى قرفان..
- على فكرة أنا كنت ممكن اموت البيبي !
انا ضربتها اه بس مجتش ناحية بطنها ولا ضهرها
زفر بضيق :
- والله بظلم الحيوان لما بقول عنك حيوان
هدده سامح بتحذير:
- يوووه ليه الغلط ده بقى ... بص يا حاج.. كاميليا لو متنازلتش مش هتاخد قايمتها...متنساش اختي خلتها تتنازل عن حقوقها
قاطعه بنبرة ساخطة:
- ياريت بس تيجي تطلقها رسمي عشان نخلص من ام النسب العرة ده...والبنت تعيش حياتها بقى بعيد عن قرفك انت واهلك
ليغلق بوجهه الهاتف بينما الآخر كان يشتعل غيظاً ورعباً
هل من الممكن أن تحبسه كاميليا ؟؟
بينما الجد يفكر بحكمة...يريد أن يساعد كاميليا ويريدها أن تأخذ حقوقها
عائلتك إنها الشيء الوحيد الذي سيبقى معك حتى النهاية ..
لا يوجد أمان مثل سلامة الأب والأم
لا يوجد حب مثل حب الأخت
لا يوجد دعم مثل دعم الأخ
لا يوجد خوف مثل خوف الجد
أسرتك أولاً ، وثانيًا ، وأخيراً
_________
في المساء
في خلال زيارة كاميليا للطبيب الخاص بها .. بعد فحصها تحدث الطبيب بنبرة مترددة :
- مدام كاميليا ... أنا مش عارف إيه اللي بيحصل معاك ... بس يمكن دي إشارة من ربنا عشان تعيشي حياتك لوحدك .. في خبر يمكن يزعلك أو يفرحك
أغمضت عينيها بخوف :
- خير يا دكتور قلقتني؟
الطبيب بحزن :
- الجنين لازم ينزل ... مش هينفع تكملي الحمل
شهقت بذهول :
- ليه إزاي يعني !
- البيبي هيطلع فيها تشوه ... الجنين لازم ينزل حرام تسيبيها هتظلمي نفسك وتظلميها.. لازم ينزل ضروري
هزت رأسها بنفي والدموع تنسكب من عينيها :
- لأ لأ أنت أكيد بتهزر
همس الطبيب محاولًا أن يقنعها :
- للأسف دي الحقيقة وبعدين أنت زعلانة ليه ؟ .. مش يمكن ربنا بعتلك إشارة من رحمته بك علشان مفيش عيل يربطك بيه .. وعلشان فرصتك تكون أحسن من غير عيال كده
صاحت بوجع:
- لأ يا دكتور أنا اشتريت لبسها خلاص ... أنا حتى اختارت اسمها
نظر إليها الطبيب متعجبًا .. فهذه فرصة تتمناها أي امرأة في وضعها هذا :
- مدام كاميليا أنا هقدملك تقارير طبية تروحي بها دار الإفتاء تاخدي موافقتهم على عملية إجهاض البيبي وأي دكتور هيعملها لك .. صدقيني ده أحسن لك ولها .. حرام تظلمي نفسك
*******
يتبع....
-هى كاميليا فين؟
تفوهت بها والدة كاميليا لكمال ابنها الصغير
رد عليها كمال قائلًا:
-شوفتها من شوية كانت جاية من بره من عند المحامي تقريبا.. ناديت عليها لكن مسمعتنيش
نهضت الأم "صفاء":
-طيب أنا هروح أشوفها 
ذهبت إلى غرفة ابنتها .. طرقت الباب عدة مرات لكنها لم تفتح وكذلك  لم تجب ..فحاولت أن تفتحته لكن بلا فائدة فهي أغلقته من الداخل.. فخرج الجد من غرفته على صوتها
قالت صفاء بقلق :
-كاميليا افتحى الباب
لم تسمع صوتها فقال جدها بصوت عالى :
-يا كاميليا افتحي..
خرجت فاتن من غرفتها واقتربت هي وكمال من والدتها.. ثم فتحت كاميليا الباب قائلة بانهيار:
- أكيد أنا وحشة أكيد أنا السبب .. يمكن العيب كان مني أنا .. معرفتش أعمله كل اللي هو عايزه
هزت فاتن رأسها بنفي :
- لا يا كاميليا أنتِ مش وحشة ولا أنتِ السبب .. هو اللي سلبي و ابن أمه ومعندوش ثقة في نفسه ولا في حد أصلًا و بيطلع عقده عليكِ .. صدقيني بكرة ربنا هيعوضك باللي يتمسك بكِ ويحبك.. أنتِ لسه صغيرة والحياة لسه قدامك وطول ما أنتِ مظلومة اتأكدي إن ربنا هيعوضك عوض هينسيكي إللي أنتِ فيه دلوقتي وهيجى يوم تضحكي على الأيام دي و وقتها هفكرك.. بس أنتِ ارمي ورا ضهرك وعيشي حياتك وكملي دراستك .. كملي الـ ٣ سنين إللي فاضلين في الكلية واشتغلي و عيشي علشان بنتك إللي جاية
رد كمال شقيقها الصغير :
- الطلاق ده مش آخر الحكاية ولا آخر الدنيا
أخذتها أمها في حضنها وجلست معها على سريرها وهي تحاول تهدئتها:
- ادعي يا كاميليا .. ادعي ربنا يا بنتي وقولي دايما اللهم أجرني في مصيبتي و اخلفني خيرا منها يارب... و إن شاء الله ربنا يعوضك كل الخير و عن كل إللي مريتي به
أومأت فاتن بإيجاب:
-فوضي أمرك لله واتفرجي على حقك وهو بيرجعلك ولو بعد حين واتأكدي طول ما أنتِ مظلومة ربنا هيعوضك أكيد بأمر الله ده وعد ربنا لنا
صرخت كاميليا بقهر:
- ليه هو إللي سابني بعد كل ده هو اللي سابني !! .. أنا حبيته واستحملت كل ده علشانه يا ماما .. وكنا ممكن نكمل لو عيشنا في شقة بعيد عن أهله .. ليه كل ده .. ليه أصلًا
مكملناش
وليه خليتوني ارجعله...رجعتي للبيت ده تاني كسرتني...عيشت يوم صعب صعب بكل ما فيه... ياريتني ما رجعت ياريتني
قال جدها :
- حقك عليا يا كاميليا انا اللي وافقت ترجعي واقنعتك ترجعي معاه..بس يا بنتي اوعي تتمني انك كنتِ ممكن تصلحي حاجة
الغلط الأكبر إنك كنتِ تكملي في علاقة فيها راجل ملوش شخصية وبيمشي برأي أمه ...
ردت كاميليا بصوت مختنق :
- حتى بنتي الدكتور عايزني أنزلها .. قال لي احتمال تطلع مشوهة.. وبيقول لازم تنزل
لما روحتله امبارح قالي كده
قال جدها بحزم:
- خلاص ما كده أفضل .. يمكن ربنا عمل كده.. بدل ما كان فيه أطفال تربطك بِه.. يمكن
ده الأنسب لكِ وده إللي ربنا شايفه أفضل 
أومأت أمها :
- نزلي البيبي طبعا .. ربنا بعتلك فرصة تعيشي بطولك من غير عيل يربطك بهِ .. بلاش تضيعي الفرصة دي
همست كاميليا رافضة بنبرة شاحبة ضعيفة:
- لأ .. مش هقدر ... أنا خايفة
صاحت أمها بغضب :
- بطلي بقى سلبية و تفكير غلط .. مش كفاية اختارتي غلط وكمان عايزة يبقى معاك عيل منه.. وأنتِ إللي هتشيلي المسؤولية في الآخر 
صاحت كاميليا باندفاع:
- أنتم إللي كفاية .. أنا مش هفضل كده ماشية وراكم واستنى كل شوية حد يقرر لي حياتي ... اتجوزي بدري يا كاميليا .. حاضر .. اخدمي أهلي يا كاميليا .. حاضر .. اسمعي الكلام ..  كل حاجة أقول حاضر و بس .. وكأن كاميليا دي هي العيلة الصغيرة إللي مالهاش شخصية ولا رأي ومستنية الناس كلها تقرر لها ... لكن لا .. كفاية بقى .. أنا مش هستنى حد يقرر لي أعمل ايه ومعملش ايه ... انا كبيرة كفاية وأقدر آخذ قراراتي بنفسي .. أنا خلاص مش هسمح لحد يتحكم في ولا بحياتي .. كفاية بقى حياتي اللي باظت
هزت أمها رأسها بيأس:
- هتفضلي كده غبية ... ومش هتتغيري.. هتستفادي ايه لما تجيبي بنت تظلميها حرام عليك
قالت كاميليا بنبرة مترددة:
- أنا صليت استخارة و قلبي بيقولي منزلش البيبي ... خايفة أعمل عكس كده ... أنا مش هقدر ما يمكن دي اللي تعوضني عن كل اللي مريت به.. ما يمكن ربنا ميبقاش رايد أتجوز و أخلف تاني و تبقى هي الوحيدة
- فرصتك كانت هتبقى أحسن لو مش معاك عيال بس أنت اللي غاوية تتعبي نفسك
قالت فاتن بشرود:
- خلاص يا ماما سيبيها تعمل اللي هي عايزاه.. يمكن البنت تطلع كويسة ومفيش حاجة
سألها جدها مغيراً الموضوع :
- طب عملتي ايه مع المحامي؟ مفيش اخبار جديدة
- بيقول التنازل اللي مضتني عليه سمحية ده لو مكنش حصل كنت هرفع قضية طلاق للضرر واخد كل حقوقي من غير ما يماطل في الطلاق الرسمي..بس للأسف انا كده حقوقي ضاعت !
زفرت فاتن بحنق:
- هو لو واحد عنده عقل زي البني ادمين الطبيعيين كان عرف أن كل ده تخطيط من اهله عشان تتطلقوا... لكن هو صدقهم...دي كانت مجهزة كل حاجة.. كانت مجهزة كمان ورق التنازل
- طب وبعدين هنعمل ايه ؟
- انا مش هفضل عمري كله على ذمة البني ادم ده على الورق...حتى لو طلقني بالكلام.. لكن انا عايزة اخلص
كلم عمي يا جدو خليه يحدد معاه ميعاد
- رافض يطلق رسمي قبل ما تتنازلي...وكمان بيهدد بقايمتك يا بنتي انك مش هتاخدي حاجة
- انا مش قادرة اصدق... إللي يعمل كل ده في مراته مش هستبعد أنه يحرمها من حقوقها
ردت فاتن متعصبة :
- بني ادم قذر وحقير...والله ما بكذب لما بقول عليه سامج
_____________
بعد مرور بضعة أيام ... وبعد تحديد جلسة مع عمها وجدها ورجلين من عائلته...تم الاتفاق على الانفصال واخذ قائمة منقولاتها ..
بسبب مساومته لها ... تنازلت عن المحضر... فهو من الممكن أن يأخذ كل شيء منها كما هددهم.. خاصةً أن الشقة في "بيت عيلة"
ندمت كاميليا على تنازلها بشدة...شعرت أن حقها ضاع...ولكن ماذا تفعل ؟؟
فهو كان سيأخذ كل شيء منها
هي لم تتهنى أساساً بشيء من جهازها
 .. وبعد تنازلها عن المحضر اتفقوا على ميعاد للطلاق رسميًا على يد مأذون
.. أخذت حقوقها قائمة منقولاتها كاملة.. ما عدا المؤخر والنفقة ونفقة المتعة والذهب..
قال المأذون وهو ينهي آخر شيء في الإجراءات:
- قول ورايا يا أستاذ سامح " وأنتِ طالق مني على ذلك "
هتف سامح وهو ينظر إلى عينيها بكل قسوة و جمود :
- وأنتِ طالق مني على ذلك
كانت عينيها جاحظة بشدة .. لا تصدق... بالتأكيد هي تعيش كابوسًا ..  كابوس
بكل ما حدث لها لم تكن تتوقع أن هذا المشهد كان سيمر عليها بهدوء... أصعب مشهد رأته بحياتها كلها
حتى لو هي مقتنعة به تماماً وأصرت على الطلاق الرسمي بسرعة
ولكن المشهد نفسه صعب
صعب على أي شخص
ولكنها تماسكت أمامه تماماً... لتمسك الورق وتمضي بكل قوة وشموخ وتلقي الورق أمام المأذون وهي تنهي اخر الإجراءات
صرخت في سامح بغضب :
-ليه عملت فيٌ كده ؟؟؟؟ ليه بسببك كل حاجة بتبوظ وخسرتها
ثم أردفت بندم:
- ليه اتجوزتني ... ليه مسبتنيش أصلًا .. أنا كنت مرتاحة كده لوحدي.. حياتي من غيرك كانت مثالية.. ليه بسببك محطوطة قدام مواقف صعب حد يتحملها...
أظهر سامح شيئًا من اللامبالاة بكلامها وقال لها:
- وأنا مالي بكل ده!
صاحت باستغراب من بروده:
- ليه كنت متجوزة عيل ؟؟
قال لها ساخرًا:
- أيوة فعلا اعتبريني عيل
زفرت بضيق :
- ليه العيال يتجوزوا هااا.. أنت ليه تتجوز و تدمر حياة بنت مالهاش أي ذنب .. ليه خلتني استحمل كل مشاكلك أنت وأهلك وأتحمل مسؤولية مش بتاعتي
أمسك سامح ذراعيها بعنف وقال محتدًا:
-اسكتي بقى يا كاميليا ... مش ذنبي إن دي غلطتك أنتِ من الأول... مش ذنبي إنك استغفلتيني ومبتسمعيش كلامي ... أنتِ اللي مكنتيش عايزة تعيشي .. وفاكرة إن الجواز زي الأفلام الرومانسية اللي بتشوفيها .. متعرفيش إن الواقع غير
نفضت ذراعها من يده وهي مشمئزة منه .. ثم خرج قالت بصوت قوي وهي تقول باستهانة محاولة طعنه بنفس الخنجر الذي طعن به قلبها بلا رحمة :
- عارف ...  لما خذلتني ومأخدتش حقي من اللي أساؤوا ليّ وظلموني وضربتني بسببهم وقتها بس نزلت من نظري كراجل 
يومها عرفت إنك كذاب علشان زمان وعدتني إنك هتبقي سند حقيقي ليّ .. بس للأسف طلعت مسنودة على حيطة مايلة أخذتني ووقعت بي
صاح سامح مهددًا إياها :
- وأنا خلاص مبقتش عايزك في حياتي ... خلاص أنا كرهتك
ولو حاولتي ترفعي قضية نفقة ولا تطالبي بحقوقك اللي كده كده اختي مضيتك على تناول عنها... ولو حاولتي تيجي ناحيتي ... أنا بقى وقتها هدمرك ..
أنتِ كده كده اتنازلتي عن القضية يعني خلاص مفيش حاجة تخوفني منك دلوقتي
ردت كاميليا بقوة :
- انا مش مسامحاك ..
و ان شاء الله زي ما ظلمتني يتردلك في نفسك مش في حد تاني... ولا اخواتك ولا امك ولا اهلك لا هيتردلك انت يا سامح
بكرة تدوق كل اللي عملته فيا...
دفعته بعنف وهي تدلف إلى غرفتها وهي تبكي بشدة ولكن هذه المرة ليس أمام أحد..
هذه المرة كانت تبكي وحدها
دعت امها عليه بحرق :
-ان شاء الله بكرة يحتار فيك الدكاترة والدوا سنين...انا مش مسامحاك على إللي عملتوه في بنتي
بينما سامح ينظر أمامه بكل برود وهو ينهي آخر إجراءات الطلاق
المراة المطلقة تستلم ورقة طلاقها وتوقع عليها بيديها في مشهد يتصدره الحيرة بين فرحتها بنيلها الحرية والافراج عنها من سجن زواجها الاليم، وبين خوفها من نظرة المجتمع إليها كمطلقة، في هذة اللحظة يصبح الطلاق وقتها شهادة دكتوراه تحصل عليها بعد دراسة في الحياة الزوجية القاسية التي مرت بها ، والنتيجة بدل حصولها على لقب الدكتوراه يلتصق بها لقب "مطلقة"وبامتياز ، ومن هنا تضيع ابتسامتها
بسبب انها مطلقة !
بسبب لقب يكرهه المجتمع
بسبب لقب كانت لا تتمنى أن تحصل عليه وهي صغيرة بالسن ببداية حياتها
بسبب رجل مريض وفاشل ولا يستحق أن يتزوج أساساً
همست فاتن بسعادة:
- ده ربنا نجدها نوسة والله...
لتضيف بسخرية :
- متنساش تمضي سامج بقى
زمجر سامح من بين أسنانه مصححاً لها :
- قولتلك قبل كده اسمي سامح...
ردت بتبرير :
-أحنا اعتمدنا الاسم خلاص...طب والله لايق عليك
رد باندفاع :
- متخلينيش اغلط فيكي...انا عامل احترام لجدك واهلك
- متقدرش اصلا
رد جدها بتحذير:
- بس يا فاتن خلاص
___________
دلفت فاتن إلى غرفة اختها..لتجدها متكورة على نفسها على السرير
تكتم شهقاتها بصعوبة... لتدخل خلفها امها وهي تغلق الباب فسألت فاتن امها عن سامح والمأذون وقالت بأنهم خرجوا
ليحاولوا تهدئة كاميليا...حتى لو كانت أمامهم بكل هذه القوة والثبات ولكن المشهد نفسه صعب عليها
مشهد جعلها تشتعل لتسأل امها :
- هو كده طلقني يا ماما صح ؟
- أه يا بنتي كده خلاص.. ربنا يعوضك خير يارب
سألتها بهجوم:
- هو أنتِ فاكر أنه طلقتي من شوية بس ؟
لتردف بصراخ  بينما الدموع تملأ عينيها  وهي تنظر لأختها وامها :
-هو انتوا فاكرين أن الطلاق هو اللي حصل مع المأذون من شوية بس !!!
هزت أمها كتفيها بشدة تهدئها:
- في إيه يا كاميليا مالك بس
دفعت أمها عنها وهي تقترب من اختها قائلة  :
- الطلاق كان بيحصل نفسيا قبلها بكتير .. بكتير أوي
ثم أردفت وهي تشملهم بنظرات نادمة:
-في كل مرة احتاجت فيها جوزي يطبطب عليا وسابني بعد أول شهر واسبوع جواز وسافر ... و في كل مرة حكيتله علي إللي واجعني وكان بيستهزأ به ويقلل منه .. ولا لما كنت بتمنى يبقى رومانسي معايا ولو لحظات ويحسسني إني ست  ... ولا ..
في كل مرة كنت بوريه فيها شكلي في فستان جديد و يتريق ويتنمر على شكلي و حسسني فيها إني نص ست وإني مش كفاية له رغم أنه كل الناس كانت بتشهد اني حلوة  ..
شحب وجهها بشدة وهي تهز رأسها  وأخذت دموعها تجف على خديها : 
-الطلاق حصل من زمان أوي ... بس النهاردة كان مجرد إثبات على ورق ... الطلاق حصل لما كنت بعيط لما بطلت أشوف فيلم رومانسي واتضايق لأني نفسي أعيش لحظات زي دي مع جوزي ..
- ياااه ده الطلاق ده حصل من زمان أوي... 6 شهور جواز عشت فيهم مع جوزي بس شهرين...
ظلمني واخد حقوقي...مؤخر ودهبي اللي بعته عشانه...
اتنازلت عن المحضر عشان بيساومني اخد القايمة بتاعتي...وأنه ممكن يحرمني من كل جهازي
عانقتها امها وهي تبكي :
- ربنا هيعوضك يا حبيبتي والله ربنا هيعوضك عن كل حاجة مريتي بيها
ردت فاتن بتصميم:
- لا بقولك ايه....احنا مش هنزعل على الزفت سامج ده ولا يستاهل اصلا دمعة واحدة...اسمعي احنا هنخرج النهاردة...وهنروح ماكدونالدز إللي في كايرو فستيفال سيتي ..
وتطلبي اغلى حاجة هناك ونلف شوية بقى.. وبعدها نتمشى شوية بالعربية بتاعة جدو وكمال هو اللي هيسوقها
همست بضعف :
- لأ مش هقدر .. روحوا انتوا
دلف كمال إلى الغرفة قائلا بحزم :
- لا بقولك ايه احنا هنخرج النهاردة..والله ما هنسيبك اليوم ده لنفسك وافكارك
احنا النهاردة هنخرج سوا أساساً
ليضيف بشقاوة:
- ده انا هخرجك خروجة تحلفي بيها
ابتسمت كاميليا بتعب قائلة:
-ربنا يخليكو ليّ...انتوا احسن اخوات في الدنيا
بالفعل خرجوا سوياً وحاولوا أن يشغلوا أختهم عن الطلاق والتخفيف من حدة الموقف
كن على يقين تام من أن اللحظة ، مهما كانت ثقيلة ، ستمر ... ستمر بأي طريقة وبأي وسيلة
________________________________
في صباح اليوم التالي
- كوكي حبيبة قلبي .. صحيتي ؟
قالتها فاتن وهي تدخل غرفة كاميليا
ابتسمت كاميليا:
- اه يا تونا تعالي..
دخلت فاتن الغرفة فجلست على سريرها بجوارها وقالت لها  :
- حجزتلك مع دكتورة شاطرة جدا .. هي ثيرابيست ناجحة جدا وهتسمعك كويس أوي .. وهتساعدك تتخطي التجربة اللي مريتي بيها
نظرت إليها كاميليا بامتنان وهي تقول:
- متشكرة أوي يا تونا.. أنت أحسن أخت في الدنيا كلها
عانقتها فاتن بحب وقالت لها  :
- متقوليش كده أنا جنبك.. و واثقة إن ربنا هيعوضك
ثم أومأت قائلة بتذكر:
- يلا ميعادك معاها النهاردة بالليل .. هوصلك وأروح اخلص شوية حاجات و ارجع اخدك
_______
مهما حاولت، وحلّلت وفكّرت لن يغير الماضي في شيء.. لهذا كُنْ شاكرًا فقط لتِلك التجارب.. وامضِ قدمًا.
فى المساء ذهبت كاميليا إلى عيادة الأخصائية النفسية
تحدثت معها عن معظم الأشياء التي حدثت لها وبعد مرور أقل من ساعة
تحدثت الأخصائية النفسية قائلة:
- كاميليا .. أنتِ تستاهلي حد أحسن من كده ... اللي زي ده محبش ولا عمره يعرف يحب
أغمضت عينيها بتعب:
- بس يا دكتورة ... انا حاسة إني مش قادرة أفوق..مش قادرة أبطل ألوم نفسي على كل حاجة.. وإني أنا اللي عملت في نفسي كده .. من أول ما وافقت على الجواز من واحد زيه لحد آخر لحظة رجعت له فيها قبل الطلاق..
- “الضربة والماضي صحيح بيوجع بس أما تعيش فيه أو تتعلم منه” 
الجملة دي كانت في كرتون سمبا.. تبان بسيطة لكن تطبيقها عايز مجهود ..
عشان كده خدي وقتك من الألم متقاوميش احنا بشر وإن شاء الله هتتعافي وتتعلمي  وربنا كريم وكبير وعوضه جميل
قالت بصوت يملؤه الأسف :
-اكتشفت إني كنت بديله هو و أهله من حبي ووقتي وصحتي بدون أي حدود ولا مقابل ولا حتى كلمة شكر.. لدرجة إني قاعدة الوم نفسي إزاي كنت بغسل لمامته المواعين و عمالة أقول لنفسي كنتي شايفة نفسك خدامة لدرجة أنك بتنظفي لها قرفها و شايلاها هي و عيالها و في الآخر ياكلوا علي حقي و يتهموني في شرفي و آخد علقة موت اتطلق بسببها ؟
ثم أضافت بقهر:
-ومش قادرة أسامح نفسي إني سيبتهم يمنعوني من زيارة بابا مريض الكانسر و هما عارفين أنه في آخر ايامه و مات من غير ما أشوفه..بنهار نفسيا لما بفتكره ..
-بصي كل حاجة بسبب متظلميش نفسك بجلد الذات إنك إزاي سكتي، يمكن لو كنتي مشيتي في الأول كنت هتفضلي تسألي نفسك هل أنا تسرعت ؟ بس بعد ما استحملتي وعديتي قدرتي تفهمي
أدي وقت الزعل حقه عشان لما ترجعي أحسن تبقي أقوي 
شهقت كاميليا بندم:
-عمالة أقول كنت ساكتة ليه ؟ 
إزاي أسامح نفسي إني عملت في كدا ؟ ..و إزاي مزعلش إنها اتحسبت عليا جوازة و هما كلهم شهرين أو ثلاثة  اللي قعدتهم مع زوجي والباقي كنت عايشة لوحدي مع أهله .. اللي حصل مكنش سهل أبدا 
-علشان كده بقولك خدي وقتك في الزعل لكن متستمريش عليه .. متسمحيش له يظلمك مرتين .. هو ظلمك قبل كده.. لكن إياك تسمحي لنفسك أنه يظلمك مرة تانية وتفضلي واقفة مكانك بسببه
انسي انسي و تجاوزي و اشتغلي على نفسك و شخصيتك و تفكيرك واشغلي نفسك أوي و متبصيش وراك الماضي راح بإيجابياته و سلبياته اتعلمي بس و كله بالوقت بيعدي
همست كاميليا بملل:
-المشكلة إني بفكر في طليقي طول الوقت سواء بالسلب او الإيجاب و مش عارفة أطلعه من دماغي إزاي 
-التجربة حصلت وعديت بيها للأسف وأثرت على فترة في حياتك مينفعش تخليها تأثر على الباقي كمان وهو لازم تلغيه من عقلك  ومتعاقبيش نفسك على حاجة ملكيش ذنب فيها 
المهم دلوقتي يا كاميليا .. هطلب منك شوية حاجات تبدأي تعمليها إن شاء الله بعد ما تقومي بالسلامة .. هنبدأ نروح چيم و نتعلم تمرين يوجا ونقرأ كتب معينة هكتبلك أسماءهم اشتريهم هتفيدك جدا وتعرفك أكتر عن شخصيتك.. واليوجا ياريت تلتزمي بيها بجد بتخرج كل الطاقة السلبية .. وكمان نهتم كويس أوي بدراستنا علشان تكوني أنجح وأشطر .. أنا عايزة ال ٣ سنين الجايين دول كاميليا تكون خلصت دراسة واتخرجت واشتغلت و معاها بنوتة جميلة.. عيشي علشانك.. علشان كاميليا وبنتها اللي جاية في الطريق
في يوم من الأيام ستدرك أن أصعب شيء مررت به كان خيرًا عظيمًا وفر عليك وجعلك أقوى مما كنت عليه من قبل ، وهو الشيء الذي سيبهرك وسيجعلك تنسى هذا الألم ، فلا تيأس.
_______
بعد مرور اشهر الحمل...
وضعت كاميليا طفلتها .. وتمت عملية الولادة على خير
تحدث الطبيب بذهول وامتنان:
- الحمدلله يا رب ... بنتك طلعت سليمة تماماً ومفيش أي حاجة ... أنتِ محظوظة
همست كاميليا بضعف وامتنان :
- أنا محظوظة بكرم وعوض ربنا
سألت أمها :
- بنتي شبهي يا ماما ؟؟
أمها بابتسامة :
- شبهك أخدت شوية من ملامحك ولون بشرتك ..بس عيونها زرقا .. و شعرها !
كاميليا باستغراب :
- ماله ؟
همست فاتن بغيظ:
- نفس لون شعر الزفت سامج.. لونه عسلي فاتح
قال جدها بسخرية:
- كويس انها خدت منه لون الشعر بس .. الحاجة الوحيدة العدلة فيه
ثم أردف قائلًا :
- صحيح أنا اتصلت بسامح قولتله تعالى شوف بنتك ،  كاميليا ولدت
- ليه يا جدو كده
- دي الأصول يا بنتي لازم نعمل اللي علينا لآخر لحظة حتى لو ميستاهلش بس أهو أبوها في الأول والآخر
بعد مرور نصف ساعة .. دلف سامح إلى المستشفى و رأى بنته ثم سألهم:
- هتسموها ايه ؟
همس الجد:
- دانا
زفر سامح بغضب:
- نعم؟؟ وكمان سميتوها من غير إذني.. و إيه دانا دي كمان .. بدل ما تسموها سماح على اسم أمي .. أنا كده مش دافع أنا حاجة للمستشفى بقى ولا مصاريف علشان تبقوا تسموها على مزاجكم من غير ما ترجعوا لأبوها
قالت فاتن بغيظ :
- ليه عشان تضمها لعيلة السماح؟ العيلة اللي مش لايق عليها اسمها خالص !
رمقها بحدة ثم تركهم وخرج
صاحت فاتن بغيظ :
- البني آدم ده كل ما بيتكلم بتأكد أن الطلاق كان أنسب حل لكاميليا
__________
بعد مرور ثلاث سنوات وشهرين
ذهبت كاميليا إلى الجامعة ... لترى نتيجتها ظهرت أم لا .. فأوقفها طالب معها بالكلية .. قائلًا لها :
- شوفتي النتيجة؟
هزت رأسها بنفي لتسأله بتردد:
- لا هي نزلت ؟
ابتسم الشاب قائلًا :
- آه مبروك .. أنت الأولى على الدفعة في المادة بتاعت دكتور سليم والدكتور في القسم بيقول للكل إنه مبسوط من ورقتك جدا
شكرته كاميليا وقابلت صديقتها أمل لتبارك لها بسعادة:
- مبروك يا كوكي...
كاميليا بسعادة غير مصدقة ما قاله لها  زميلها الطالب  منذ قليل :
- أمولة.. أنا لحد دلوقتي مش مستوعبة إن عوض ربنا لي حلو أوي كده .. الحمدلله يارب
ابتسمت أمل بفخر:
- ولسه أنا واثقة إن ربنا هيكرمك .. أنت تعبتي كتير أوي في حياتك وإن شاء الله ربنا هيعوضك.. ده كفاية إنك كنت شايلة مسؤولية بنتك طول السنين اللي فاتت وكنت بتشتغلي مع الدراسة وده كان صعب عليك 
زفرت كاميليا بحزن:
- كنت هعمل إيه بس .. قولت أشوف شغل كول سنتر قريب من البيت عشان مصاريف دانا ولو تعبت ولا لو حصلها حاجة أو مصاريفها ..  أنت عارفة .. سامح مشافش بنته غير يوم ما اتولدت وعليها لحد دلوقتي ميعرفش أي حاجة عن بنته ولا مصاريفها ولا بيبعت نفقة ولا أي حاجة
- محاولتيش برضو ترفعي قضية أو تبهدليه
ردت كاميليا بثقة:
- حقي منه لو مش هاخده في الدنيا .. كفاية إني هاخده عند ربنا ... كل جنيه اتصرف على بنتي من جيبي و ربنا اللي يعلم تعبت إزاي معاها ... هو هيصرفه ديون كتير أوي عليه في الآخرة .. علشان هو اللي كان مسؤول يصرف ويتعب
أمل بذهول :
- والله يا كوكي بستغرب إزاي واحد زي سامح ده يسيب واحدة زيك زي القمر و معاه بنوتة أي حد في الدنيا يتمنى يكون معاه بنوتة زيها ... إزاي معندوش فضول يشوف بنته حتى .. البنت مفيش في جمالها والله
ابتسمت كاميليا وقالت :
- المهم سيبك بقى من سامح والسيرة دي عايزين نحتفل بمناسبة تخرجنا خلاص أخيرا إفراج 
_________
رجعت إلى منزلها بعد احتفال بسيط مع زميلاتها بالكلية بمناسبة نجاحهم.. دلفت إلى المنزل فوجدت ابنتها بنت السنوات الثلاث عند جارتها بالعمارة تلعب مع أطفالها عمر و زينة فهما صديقاها الوحيدان و كاميليا تثق بأمهم جدا وتحبها
دلف شقيقها كمال الذي يدرس بالمرحلة الثانوية إلى غرفتها
ابتسمت كاميليا عندما رأته .. فأحضر معه علبة صغيرة بها بعض قطع أنواع الشيكولاتة ولكن ثمنها غالٍ جدا على مصروف كمال الصغير وهو يقول لها بابتسامة :
- كوكي بصي جبتلك ايه .. الشوكولاتة البيضا اللي بتحبيها جبتلك احلى انواع فيها
ابتسمت كاميليا قائلة بعتاب :
- بس دي غالية أوي على مصروفك يا كيمو .. ليه بس كده تتعب نفسك
رد كمال بثقة :
- يا حبيبتي أنتِ تستاهلي أحلى وأغلى حاجة مفيش حاجة كتير عليكِ .. ده أنتِ أختي 
-ربنا يخليك ليّ يا كيمو
أضاف كمال متذكرا:
- الشوكولاتة البيضاء إللي بالبسكويت لدانا عشان عارفها بتحبها زيك
ابتسمت كاميليا بسعادة:
- متحرمش منك يا أحلى وأحن أخ في الدنيا ..  دايما بقول إني مطمنة على دانا وأنت موجود
ليضيف بتذكر :
- صحيح هصلح التكييف النهاردة...جهاد جارتنا هتبعت واحد يصلحه
- طب كويس
- هي دانا عند جهاد صح؟
- اه بتلعب مع عيالها عمر و زينة
بعد مرور ساعة
دلف شاب في اخر العشرينات من عمره
يرتدي بنطال اسود وقميص ابيض وبليزر اسود
ملابس رسمية أنيقة
يبدو وكأنه رجل اعمال !
او يعمل بشركة كبيرة
وليس فني تصليح تكييف !
لا يوجد عيب أساساً بعمله...فكل شخص مبدع بعمله ويجب أن يفتخر به
ولكن ملابسه لا تدل على ذلك إطلاقا
ليصلح التكييف بكل سهولة وبعد أن حاسبهم
سألته ام كاميليا باستغراب :
- معلش عندي سؤال...حضرتك يعني ماشاء الله شكلك بيقول انك شغال في شركة ... او حاجة كده مختلفة
قهقه الشاب ضاحكاً:
- انا فعلا شغال في شركة...الشغل ده حاجة اضافي كده جنب شغلي...كهواية بس
- اه انا قولت كده برضو
سألته كاميليا :
- شركة ايه ؟؟ وايه شغلك الأساسي بقى ؟
- المهدي ... ليهم كمان فرع في كندا وفرعين في القاهرة
- ايه ده ... ماشاء الله دي من أهم شركات الهندسة المعمارية هنا... أنت مهندس معماري صح ؟
- أيوة...وشغلي ده اه بعيد عن دراستي بس هي مهنة إضافية كده
همس كمال بفخر :
- برافو عليك والله يا باشمهندس محمود... كاميليا كمان مهندسة
- مهندسة معمارية؟
- أيوة بس انا خريجة السنة دي لسه متخرجة... متعرفش بيحتاجوا حد للشغل ولا ايه الدنيا عندهم ؟
- بصي هما بيحتاجوا بس مدير الشركة يعني ساعات بيبقى متشدد شوية بس ممكن اشوفلك كده...ممكن تاخدي رقمي واول ما يعلنوا أنهم محتاجين ناس اكلمك وتقدمي
قاطعه كمال بسرعة:
- لا خد رقمي انا يا باشا وكلمني انا
أومأ محمود بموافقة :
- ماشي مفيش مشكلة
- بس ياريت بجد متنساش
- حاضر متقلقيش حضرتك
_______
بعد مرور أربعة أشهر على التخرج..
دلفت تلك الطفلة الجميلة ذات الثلاث أعوام ونصف .. ببشرتها البيضاء و شعرها العسلي الاشقر الفاتح .. وعيون زرقاء
تسلقت السرير لتجلس بجانب أمها وهمست بصوتها المدلل :
ـ مامي...
همست كاميليا :
ـ نعم يا دانا...
ـ أنتِ نمتي؟؟
نهضت كاميليا وهي تقبل طفلتها من خدها الممتلئ الجميل :
ـ لأ.. كنت مريحة شوية
سألتها دانا بفضول:
-هو أنا هكلم بابا أمتى؟
أشاحت بوجهها للجهة الأخرى قائلة بضيق :
- تكلميه إزاي ؟؟
قالت دانا:
- زي عمر ابن طنط جهاد لما بيكلم باباه .. هو بيكلمه قدامي حاجة اسمها ڤيديو كول يا مامي.. علشان باباه مسافر زي بابي بتاعي أنا .. بس هو بيكلمه كل يوم مش زيي
شهقت كاميليا وحاولت التحدث بثبات:
- ها .. اه اه يا حبيبتي هبقى أشوف كده
زفرت دانا بزهق:
- مامي مش أنتِ قولتيلي قريب هبقى أشوف بابا
دمعت عيناها وردت بصوت مختنق:
- أيوة يا حبيبتي بس هو مشغول أوي .. وبعدين بابا عمر غير باباكِ .. باباكِ عنده ظروف 
أسبلت الطفلة جفنيها بحزن :
ـ وهي الظروف دي مش عاوزاني أشوف بابا ولا حتى أكلمه ليه؟
همست كاميليا بحزن:
ـ إن شاء الله قريب هتشوفي بابا
لاحظت الطفلة حزن أمها فسألتها بحنية :
ـ مامي... ميكي أنتِ زعلانة ؟
ابتسمت لذلك اللقب المدلل الطفولي "ميكي" الذي تسميها طفلتها به
- لا يا حبيبتي مش زعلانة
ـ قولي لبابا دانا زعلانة منك أوي علشان مش بتكلمها ومش بترجع من السفر
سالت بعض من دموعها عندما ضعفت مقاومتها، ضمتها إلى صدرها بحنان قائلة:
ـ إن شاء الله هنفرح قريب يا روح مامي .. ممكن بقى كفاية كلام و ننام عشان مامي رايحة تعمل انترفيو شغل بكرة وأنتِ عندك حضانة
كيف لم يرَ طفلته حتى الآن؟؟
مرت ثلاث سنوات ونصف  دون أن يراها ولو لمرة واحدة  !!
كيف هان عليه أن يترك طفلته طوال هذه السنوات وهي تعطي لابنتها مبررات حتى لا تجرحها كما جرح كاميليا
_____
زفرت والدتها بضيق بعد سماعها حديثها المعتاد مع ابنتها مع اختلاف المواقف .. نهضت كاميليا من جانب ابنتها وقبلتها على رأسها وتركتها تنام
همست أمها بغيظ:
-هتفضلي لحد امتى تكذبي على بنتك !
غاصت يداها في خصلات شعرها وهمست بتوتر:
-لحد ما ييجي الوقت اللي تقدر تفهم وتستوعب الحقيقة
سألتها والدتها بغضب:
-وامتى ده إن شاء الله .. ولا أوعي تكوني مستنياه يرجع !
اعتدات كاميليا في جلستها وههمست:
-لا اطمني هو مش هيعرف يرجع خلاص... عارفة ليه! عشان عرفت النهاردة إنه متجوز بقاله سنتين
وغير كده انتِ عارفة اني مستحيل ارجع للبني ادم ده تاني
جحظت عيناها بصدمة قائلة:
- اتجوز ! و دي إيه ظروفها بقى! شبهه كده و..
قطعت حديثها وقد ملئت عيناها بالدموع قائلة :
- لا خالص  .. خالص يا ماما.. الطيور مطلعتش بتقع على أشكالها المرة دي زي ما بيقولوا.. اللي سمعته إنها أدب إيه وأخلاق إيه و جمال إيه !
قلبت عينيها بملل وقالت:
- مالك بتشكري فيها أوي كده .. ليه وهو أنت وحشة مثلا ولا قليلة !
وضعت يدها على قلبها قائلة بسخرية:
- لا بس أنا فاشلة .. مش ده كلامك يا ماما !!
أنا فشلت .. فشلت أنجح حياتي معاه.. وفشلت في اختياري لشخص مش كويس زيه
هزت رأسها تنفي حديثها :
- لأ يا كاميليا لأ ..
أجابت كاميليا بعبوس سرعان ما تحول لصراخ:
-هو ايه اللي لأ
-خلاص كفاية كفاية
انهارت باكية بصوت عالى وصرخت بقهر:
- نعم؟؟؟ مش ده كلامك يا ماما !! ده كلامك أنت لي كل يوم وكل دقيقة ...
لم تستوعب كاميليا للحظات وهي تستكمل حديثها إلى أن شعرت بعِناق والدتها وهي تقاطعها بقهرة :
- ده كلام أم .. أم موجوعة على بنتها .. كلام أم كبرت و ربت وفرحت وبعدها اتكسرت فرحتها لما بنتها رجعتلها مطلقة وحامل في بنت تربيها لوحدها.. كلام أم قلبها بيوجعها وخايفة على بنتها اللي الناس مش سايباها في حالها .. كلامي خارج من نظرة الناس اللي حوالينا لك وتصرفاتهم الحقيرة معاك .. غصب عني يا كاميليا .. غصب عني صدقيني
المطلقة ليست زوجة فاشلة بل صاحبة خبرة ثاقبة ففشلها مع رجل لا يدل على فشل مع كل رجل, ولعل الطلاق لم تكن سببه المطلقة وانما هي امرأة منطلقة لا تعرف معنى التردد والخوف ورخصة الطلاق جاءت في موضع الدواء والطلاق علاج من رب العالمين لا عقوبة تعاقب بها المرأة.
المطلقة قد تكون انجح واكثر استقامة من المتزوجات والأمهات المستقرات
_________
في الصباح
بعد أن وصلت ابنتها للحضانة وهي في طريقها للعودة إلى شقتها.. ذهبت إلى شقة جارتها جهاد لتتحدث معها وتنبهها لشيء بخصوص دانا
استقبلتها جهاد قائلة بترحيب:
- أهلا يا كاميليا ازيك .. دانا عاملة ايه؟
كاميليا بتردد:
- الحمدلله بخير .. كنت عايزة اطلب منك طلب
- اتفضلي.. طب ادخلي هتفضلي واقفة على الباب كده
- معلش علشان ورايا حاجات هخلصها ولسه هعدي على دانا أجيبها من الحضانة
جهاد بتصميم وهي تدخلها إلى الشقة :
- لا طبعا اتفضلي برضو
كاميليا بخجل :
- كنت عايزاك تنبهي على عمر ابنك ميكلمش باباه فيديو كول قدام دانا بنتي .. أنا عارفة إن دانا بتحب تلعب مع عمر و زينة ولادك بس أنا بنتي بتفضل تسأل بابا مش بيكلمني زي بابا عمر ليه وأنت عارفة ظروف والوضع بتاعها
قالت جهاد بحدة:
- الظروف دي أنت اللي عاملاها يا كاميليا .. مش ولادي اللي هم سبب فيهم
ثم أردفت بتحذير:
- أنا أقدر أمنع ولادي يكلموا باباهم المسافر قدام بنتك .. بس أنت بقى تقدري تمنعي زمايلها لما تروح الحضانة.. هتقدري تمنعي الناس اللي في الشارع !
نظرت اليها وكأنها نادمة على طلبها ثم قالت بضيق :
- أعتقد مالوش لازمة الكلام ده .. أنا طلبت منك حاجة معينة وخلاص
- لا لازم تسمعي الكلام ده .. اللي أنت عاملاه لبنتك ده غلط
ردت كاميليا مدافعة عن نفسها:
- والصح إني أقولها أنا وبابا منفصلين وتتعقد وتحس إنها مظلومة ومش سوية نفسيا وأقل من غيرها
قطبت جهاد حاجبيها بدهشة :
- والصح بقى إنك تعشمي بنتك أن لها أب موجود!!
كاميليا بغيظ :
- عشان أبوها موجود .. بس مختفي ومش بيسأل عنها و ده ميخصنيش .. انا يخصني نفسية بنتي متحسش إنها أقل من حد
قاطعتها جهاد بغضب
- غلط يا كاميليا.. أكبر غلط .. كذبك على بنتك في حاجة زي كده في حد ذاتها كارثة.. خلقتي جواها أمل إن بابا راجع في يوم وهيكلمك بس مسافر بس مشغول  .. بنتك كل ما تقعد مع ولادي مش عندها سيرة غير بابا اللي مسافر وهيرجع قريب.. صارحي بنتك يا كاميليا.. صدقيني لو صارحتيها من دلوقتي هتزعل شوية بس أحسن لو عرفت بعدين .. لو عرفت بعدين هيتكسر جواها حاجة كبيرة ناحيتك ويمكن وقتها متقدريش تداويها .. لو بتحبي دانا قوليلها الحقيقة وخليكي فخورة بكده .. بالعكس هتقدر إنك كنت أم و أب لوحدك لها .. كنت شايلة مسؤوليتها كاملة .. من دكاترة لو تعبت لتمرين  لحضانة لمذاكرة و هدوم و أكل و هدايا وكل حاجة.. كل حاجة كنت مسؤولة عنها لوحدك
بلعت ريقها برعب وهي تنتبه لكذبتها الصغيرة التي سوف تكلفها الكثير:
- صعب أوي .. كل يوم أقول لازم أقول لها .. كل يوم قلبي بيوجعني وهي بتسألني عن أبوها ... نفسي أنسى وكل ما أبص في وشها افتكر كسرته لي .. مش قادرة أصارحها دلوقتي.. خايفة تتوجع زيي .. خايفة تحس إنها اتسابت زي ما أنا اتسابت زمان .. اكتشفت إني اختياري الغلط بتعاقب عليه في كل لحظة .. حتى بنتي بقيت خايفة إنها هي كمان تيجي يوم وتسيبني
- دانا بتحبك جدا .. ومستحيل هي كمان تسيبك.. وأنت دلوقتي أحسن من زمان بكتير أوي .. أنت دلوقتي قوية .. واحدة غيرك مكنتش استحملت كل ده واستسلمت.. صدقيني بكرة ربنا هيعوضك ويجيبلك حقك من اللي ظلمك .. بس أنت اعملي زي ما بقولك و صارحي بنتك من دلوقتي بالحقيقة
______
ذهبت كاميليا لتأخذ ابنتها من الحضانة وأخذتها معها إلى مقر العمل الذي أرسلت إليه السيرة الذاتية لكي تعمل معهم بالشركة
تحدث كاميليا بابتسامة لموظفة الاستقبال:
- مساء الخير..كنت عايزة أقدم على الوظيفة المطلوبة .. كنت بعت ال CV بتاعي لحضرتك
- ممكن الاسم؟
- كاميليا مجدي
- تمام .. اتفضلي مستر رأفت هيخلص الميتنج اللي معاه ويعمل معاك انترفيو
بعد مرور دقائق .. خرج رجل في نهاية الثلاثينيات من عمره ..  فنظر إلى كاميليا وتفحص مظهرها سريعا :
- أنتِ باشمهندسة كاميليا ؟
- أيوة انا
- ممكن تتفضلي مكتبي
همست دانا بخوف:
- مامي .. أدخل معاكِ
ابتسمت كاميليا برقة:
- خليكي يا دانا هنا.. علشان أعمل انترفيو
نظر لها رأفت متفحصاً إياها ثم نظر إلى يديها ليرى إن كانت ترتدي دبلة أم لا ثم سألها بتوجس:
- دي بنتك ؟
- اه.. كانت في الحضانة بس وجبتها معايا علشان مكنش فيه وقت أروحها
- تمام مفيش مشكلة ممكن تستني هنا مع أميرة لحد ما نعمل انترفيو و نشوف
- تمام خليكي مع طنط يا دانا
دانا بأدب:
- حاضر يا مامي .. متتأخريش
دلفت كاميليا إلى مكتبه .. وجلست على الكرسي المقابل له فسألها بشك :
- بس حضرتك يعني مش لابسة دبلة .. هو بابا بنتك فين؟
زفرت كاميليا بغيظ لتدخله فيما لا يعنيه ولكن لا يهم هي تريد الوظيفة :
- منفصلين
كتم فرحته بداخله قائلا بغزل:
- إزاي حد يسيب واحدة زيك
همست كاميليا من بين أسنانها :
- عادي متفقناش.. ممكن تفاصيل عن الشغل أكتر 
ابتسم بمكر:
- اه اه طبعا.. شوفي يا مدام كاميليا.. في كذا بنت مقدمة على الوظيفة دي غيرك.. بس أنا قررت اوافق عليك .. ومش بس كده .. بمرتب أعلى كمان من اللي محطوط.. ضعف المرتب يعتبر
كاميليا باستغراب:
- معقولة ... أنا متشكرة أوي لحضرتك.. بس حضرتك عجبك ال CV بتاعي يعني عشان كده وافقت علي
غمز لها قائلا:
- ال CV وصاحبته كمان اللي زي القمر
نظرت اليه باستغراب  :
- هو ده انترفيو شغل ولا غزل ومعاكسة ؟؟
الرجل باستغراب:
- إيه اللي بتقوليه ده .. هو بلاش أقول إعجابي بموظفة تشتغل معانا
صاحت بحدة:
- اه طبعا مش من حقك
ثم قام من مكانه ليقترب منها قائلا بنبرة شيطانية :
- ولا من حقي حتى ...
قاطعته بغضب وهي تصده بقوة:
- انت اتجننت ولا ايه .. احترم نفسك..
شهق بقوة وعينيه جاحظة ، عندما تلقى لطمة قوية علي وجهه :
- أنتِ اللي مجنونة .. أنت إزاي تعملي كده يا غبية أنت!
ثم أضاف وهو يضع يده على وجهه من الالم .. الضربة كانت قوية حقا :
-تصدقي انا غلطان اني وافقت عليكي وكمان كنت مزودلك المرتب.. بس ملحوقة .. انا بقى مش هخليكي تعرفي تشتغلي في اي مكان .. وهقول انك حاولتي
ضربت كاميليا على سطح المكتب بقوة وهي تقول بكل ثبات وحزم : 
- طب جرب كده تطلع تعملي حاجة وأنا أفضحك  أقول أنت حاولت تعرض عليا ايه ! ولا تحب تقولهم الباشمهندسة ضربتني .. شوف بقى ضربتك ليه !! هتبقى فضيحة قوية وهتعجبهم أكتر من الكذبة اللي أنت هتحاول تخترعها
شهق الرجل بخوف لم يتوقع أبدا فعلها ذلك .. كان يتوقعها ضعيفة مثل غيرها .. فقال بنبرة مزيفة ساخرة  :
- أهو النوع اللي زيك ده عمره ما هيوصل فوق ولا هيلاقي مرتب عالي زي اللي عرضته عليك
هزت كتفيها بسخرية قبل أن تخرج قائلة بقرف :
- أشبع بالمرتب .. وتتحرق الوظيفة ولا إني اشتغل مع بني آدم حقير وسافل زيك
على المجتمع أن ينظر إلى المطلقة بالرحمة والرأفة ، ولا يطمع بها أو يغريها.. قد تكون أختك أو ابنتك أو أحد أقاربك.. فقد كرمها الله وأعطاها حق حريتها.
على المجتمع أن يعطيها فرصة أخرى لحياة كريمة ، ولا ننظر إلى الماضي أو نعايرها عندما يكون هناك اختلاف في الرأي ، بل نستفيد منها ومن خبراتها.
____________
وإذا تأثرت تلك الطرق المرتبطة بأحلامي وأنا على وشك السقوط ، فالله معي وبقوته سوف تصيب..
شعرت كاميليا بالغيظ ولكنها كانت سعيدة عندما تصرفت هكذا مع ذلك الرجل الوقح ..
فذهبت إلى شقة شقيقتها فاتن .. فهي تزوجت منذ عدة اشهر بعدما أنهت دراستها الجامعية.. أختها  فاتن تصغرها بعام واحد فقط ..
جلست كاميليا مع أختها وهي تقص عليها هي و زوج أختها أحمد ما حدث .. بينما دانا كانت مشغولة بعيد عنهم بألعابها
همست كاميليا بضيق:
- أنا مش فاهمة الناس بقت وحشة ليه... ليه القرف ده كله اتعرضله .. وليه الناس بقت بتشوف البنت المطلقة حاجة سهلة ويقدر يغريها
رد أحمد زوج أختها بغيظ:
- دي الناس المريضة بس يا كاميليا.. إنما أنتِ زي الفل .. مش ناقصك حاجة
قالت كاميليا بغضب:
- أنا تعبت بجد .. تعبت من القرف بتاع الناس .. أنا بتعاقب على لقب ! مجرد كام شهر اتجوزت فيهم دمرولي حياتي.. ده غير بقى أمي .. عايزاني اتجوز أي واحد من اللي بيتقدمولي اللي أول شرط عندهم سيبي بنتك مع أمك وأنا مستحيل أسيب دانا..
قاطعتها فاتن بحدة فهي تعرف رأي أمها وشجارها مع كاميليا بخصوص الزواج :
- كاميليا.. محدش من حقه يجبرك على حاجة أنت مش عايزاها
تنفست كاميليا بعمق وهي تقول بزهق:
- طب والناس دي.. دي تاني وظيفة أقدم فيها ونظراتهم لي تكون مقرفة علشان مطلقة
خطر ببال أحمد فكرة فقال :
- وأنتِ ليه اصلا تقولي إنك مطلقة دي !!
- أومال أقول إيه لما يسألوا عن الحالة الاجتماعية
قال أحمد بحدة:
- مش مجبرة أصلا تقولي ... أوعي تقولي إنك مطلقة والكلام ده .. قولي إنك آنسة .. هما يعني هيدوروا وراك
- بس كده مش كذب
رفع حاجبه بثقة:
- كذبة تحميك.. وصدقيني كده أحسن 
- تفتكروا ؟
- اه طبعا
ليتصل بها كمال شقيقها يذكرها بالرجل الذي أتى إليهم منذ عدة أشهر يصلح التكييف وأخذ رقم كمال .. ليخبره عن إعلان بالشركة لموظفين جدد لتقدم كاميليا به ففرحت كاميليا بشدة وحكت لأختها وزوج شقيقتها..ففرحوا بشدة
قال أحمد بتحذير :
- روحي و قدمي.. وبلاش تعرفي حد هناك إنك مطلقة أساسا 
همست كاميليا بترجي:
- يارب اتقبل بقى واشتغل
تأتي الراحة في أصعب اللحظات.
في لحظة ما قبل اليأس ..
يأتي إليك أكبر مما كنت تعتقد .. وأجمل مما كنت تخطط له .. وأحلى مما كنت تصلي وتدعو من أجله.
______________
بعد تحديد موعد للمقابلة بالشركة ..
كانت تسجل بياناتها أمام موظفة الاستقبال قبل أن تقابل ال HR للشركة
سألتها الموظفة وهي تملأ الورقة :
- الحالة الاجتماعية ؟
ترددت كاميليا .. ثم همست بنبرة قوية:
- آا.. آنسة
سمعت صوت أنثوي خلفها بذهول:
- إيه ده ! كاميليا !!!
*******
التفتت كاميليا بتوتر لترى من صاحب الصوت الذي يعرفها !
فوجدت فتاة تعرفها جيدا .. صديقتها نسمة التي تعرفت عليها في بداية نزولها مصر.. منذ سنوات لم تراها فهي نقلت من جامعتها إلى جامعة أخرى ولم تراها منذ ذلك الوقت.. سلمت عليها بترحيب حار وعناق :
- وحشتيني يا نسمة
لترتسم على ملامحها السعادة:
- عاملة ايه يا كوكي .. ايه الاخبار ؟
- تمام أنتِ فينك اختفيتي كده فجأة ومعرفتش اوصلك تاني
زفرت نسمة بحزن :
- موبايلي باظ وقتها والارقام كلها ضاعت ومعرفتش اكلم كل صحابي
ابتسمت كاميليا برقة:
- مبسوطة بجد عشان شوفتك صدفة حلوة اوي
ثم اردفت بفضول:
- وانا اكتر .. انتي بتعملي ايه هنا ؟
كاميليا بتوتر:
- انا جاية اقدم على شغل .. وعندي مقابلة متحددة بس خايفة اوي متقبلش
نسمة بسعادة:
- بجد !! انا بشتغل في الفرع التاني للشركة بس بنزل هنا يومين في الاسبوع كده .. استني اعمل مكالمة لمستر وحيد ال HR بتاع الشركة
ثم أجرت مكالمة إلى وحيد زميلها وبعد انتهاءها .. نظرت لها كاميليا لتسألها بتوجس:
- تفتكري هيوافق ؟
- متقلقيش سيبيها عليا
تمنت كاميليا أن يوافقوا على تعيينها فهي لن تحصل على وظيفة مثلها ابداً خاصة أنها ببداية حياتها العملية، وهذه الشركة لها فرع بكندا فهي شركة multinational من أهم شركات المقاولات، تحتوي على معظم اقسام الهندسة
ولديهم فرع آخر من الشركة في مكان آخر
بعد دقائق في مكتب وحيد..
نظر لها قائلا بإعجاب و تقدير ممسكا بملفها الشخصي :
- باشمهندسة كاميليا تقديراتك ممتازة وال CV بتاعك متظبط كويس جدا والكورسات اللي كنتي بتاخديها كمان واضح انها ساعدتك كويس.. انا بالنسبة لي خلاص مفيش مشكلة  لكن مستر نديم المدير العام للشركة هيشوفك بس ولو تمام هتشتغلي معانا
شكرته نسمة بامتنان :
- شكرا يا وحيد .. بس ايه مفيش واسطة كده حلوة عايزين نخدم صاحبتي
- هنشوف كده نديم بيه هيقول ايه بس الاول
بعد مرور نصف ساعة ... في مكتب المدير العام للشركة .. نديم المهدي
شاب في الثلاثون من عمره، ملامح الثراء ظاهرة عليه .. يحمل ملامح جذابة بشرة بيضاء متوسطة مع لون عيناه زرقاء مثل لون عيني طفلتها دانا.. تعطيه وسامة رائعة، شعره بني بخصلات حريرية كثيفة.. وجسدا طويلا رياضيا ينبض بالرجولة..
قدم وحيد كاميليا ونديم يتعرفا ببعضهم قائلا:
- الآنسة كاميليا .. مستر نديم
رمقها نديم سريعا ليلاحظ جمالها الملفت .. عينين جميلتان رمادية تسحر .. و شعرها البني الداكن الناعم الطويل يصل إلى خصرها .. ترتدي بنطال جينز ثلجي فاتح اللون، كنزة بيضاء فوقها جاكيت جلد لونه بيج فاتح قصير يصل إلى نصف فخذها بأكمام فرو ناعم ابيض ومن الاسفل محدد بفرو ناعم ابيض ... من أوائل درجات البيج ويمثاله من اللون حذاء بوط جلد طويل يصل إلى أسفل ركبتيها بقليل، حقيبة بني صغيرة مشجرة اللون
بينما شعرها صففته جيدا
كانت أنيقة جدا كعادتها.. وملابسها يبرزوا قوامها المثالي .. بعد الانفصال والانجاب التزمت كاميليا بالرياضة كما نصحتها الطبيبة .. وأصبح وزنها مثل قبل الزواج وافضل بكثير .. بمنحنيات ممتلئة .. بينما خصرها مرسوم صغير بدقة..
قرأ ملفها الشخصي فزفر بعنف ثم سار بإتجاه مكتبه وظل واقفاً أمامها يحدق بها للحظات قبل أن يقول ببرود :
- حضرتك مش مؤهلة للشغل عندنا
ماذا ؟! يا الهي.. أيمزح معها ؟؟؟ أم أن الحظ مازال واقف بطريقها
- ليه يا فندم ؟
تسائلت بحيرة بينما تحدق به بعينيها الرمادية غير قادرة على تصديق اي مما قاله ابدا .. فـ السيد وحيد قرأ ملفها وأعجب به كثيرا فهو يحتوي على شهادات علمية ممتازة
تجاهلها لينظر إلى وحيد ونسمة قائلا بصرامة:
-واحنا من امتى بنقول اسباب ؟
انا قولت لا .. وياريت تشوف حد غيرها يا وحيد
يا الهي .. لا يمكن .. هي بحاجة إلى الأموال .. مصاريف طفلتها .. خاصة أنها سوف تنقلها إلى حضانة انترناشيونال وسوف تشترك لها بنادي لتبدأ نشاط جديد ... و مصاريفها هي الخاصة ومصاريف جلسات الطبيبة الخاصة بها والچيم الرياضي ومصاريف ابنتها .. هي بحاجة شديدة إلى العمل والا ستنهار حياتها كلها  .. تعبت كثيرا من عملها بالكول سنتر .. تريد أن تستقر
تحدث وحيد هامسا بهدوء :
- مستر نديم ممكن نديها فرصة ..
رمقه نديم بنبرة ساخرة:
- ياريت بعد كده يا وحيد لما تحب تشغل حد معانا تشوف ال CV الاول .. مش تبص للشكل
لم تتمالك نفسها لتهمس معترضة :
- حضرتك ازااي...
رمقتها نسمة لتقاطعها سريعا:
- هشششش.. اسكتي دلوقتي
عبس وحيد بعتاب :
- عيب عليك يعني وحيد برضو يشغل اي حد .. تلميذك يا باشا وانت عارف.. انت بس قولنا ايه أسباب الرفض .. حتى عشان لما تقدم في وظيفة بره متترفضش ولا ايه ؟ طب حضرتك شوفت ال CV بتاعها كويس؟
نديم بتبرير:
- أيوة شوفته .. هي تقديراتها كويسة جدا بس معندهاش خبرة عمل سابقة في مجال الشغل ده.. اشتغلت قبل كده كول سنتر اكونت انجلش و عربي .. لكن خبرة مفيش في مجال دراستها نهائي ..
لقد قرأ الملف جيدا إذا ..
شعرت بالدم يغلي من الغضب الشديد من كلامه .. لكن تماسكت .. لا زالت بحاجة الا الوظيفة والمرتب مغري كثيرا ... وعليها أن تتحدث بكل لطف حتى لا يمسك عليها أي خطأ
تدخلت نسمة قائلة بإقناع:
- طب ما تجربها يا مستر نديم ايه رأيك ؟ وبعدين في شباب زيها كتير محتاجين شغل ولو اتحطوا في مكان كويس بيطلعوا شغل احسن من اللي متوظفين بخبرة سنين
رفع حاجبه بدهشة:
- واحنا من امتى بنشغل عندنا حد بيتعلم يا آنسة نسمة ولا عشان الانسة تبعك بس
احنا شركة مالتي ناشونال لو أنتِ ناسية
شعرت نسمة بالاحراج .. فردت بتبرير قائلة:
- معلش يا مستر نديم ياريت تديها فرصة .. انا عارفة أن ده مرفوض بس حضرتك ممكن تعملها  exception ولو هي متعلمتش بسرعة ومطلعتش قد الشغل ممكن متكملش ..
ثم اردفت نسمة بقلة حيرة:
- وبعدين ما يمكن هي اللي مترتاحش ومتكملش ولا إيه رأيك يا فندم ؟
همت كاميليا بالرحيل ولكن أوقفها صوت نديم الرجولي القوي وهو يسألها:
- مستعدة تشتغلي معانا آنسة كاميليا ؟
عادت ابتسامة كاميليا ترتسم على شفتيها قائلة بحماس:
- اكيد يا فندم
اقترب منها قائلا بتوجس:
- هتقدري تنفذي اي حاجة مطلوبة منك ؟
استدارت تنظر إلى وجهه مباشرة .. ومن ثم اومأت له بالإيجاب
أردف نديم باستهزاء:
- في كذا حد اشتغل معانا قبل كده لسه متخرجين ومبيكملوش الشهر معانا ... ولا واحدة فيهم عرفت تتحمل مسؤولية معانا..
كاميليا بثقة:
- وانا أن شاء الله هكون قد المسؤولية معاكم
- هنعمل اختبار صغير اشوف هتقدري تشتغلي ولا لا
ثم أعطاها ملف كبير جدا .. به تصميمات صعبة وكثيرة جدا .. ليهمس بجدية:
- لو قدرتي تعملي التصميمات دي كلها وتخلصيها من غير ولا غلطة.. اعتبري نفسك وقتها اشتغلتي
أخذت من يده الملف قائلة بتأكيد:
- تمام مستر نديم
أوقف يدها قبل أن تسحب الملفات منه .. قائلا بمكر :
- استني ... مسألتيش انا عايزك تخلصيهم امتى ؟
رفعت وجهها لتسأله بتوجس :
- امتى يا مستر نديم ؟
همس بحزم:
- بعد بكرة
ماذا ؟! يا الهي .. أيمزح؟! لا بكل تأكيد هو لا يمزح .. فوجهه صارم جدا وكلماته كلها لا تدل على المزاح ابدا
سألها بلهجة ساخرة :
- هتاخدي الشغل ؟؟
شعرت بالدموع تلسع عيناها بقوة وتهدد بالسقوط لكن لم تسمح لهم بالسقوط بعد أمام أحد .. هذه تعليمات الاخصائية النفسية الخاصة بها ..
همست نسمة بجانب أذنها قائلة :
- كاميليا خلاص لو مش هتقدري ...
حاولت تمالك نفسها مجددا لكن صوتها خرج مختنقا ممزوج بقوة:
- هاخدهم
رفع حاجبه بذهول وكأنه غير مصدق ابدا لقبول طلبه فهو ظن أنها ستتراجع مثل ما قبلها.. فقال بهدوء شديد وهو يبتعد عنها عائدا إلى مكتبه :
-بعد بكرة تكوني في مكتبي التصميمات دي كلها تكون خلصانة .. مفهوم !
أجابت بسرعة البرق وهي تنظر إلى عيناه الرمادية مرة أخرى قبل ان تخرج من المكتب مع صديقتها نسمة:
- مفهوم يا فندم
شكرته نسمة بامتنان .. وخرجت خلف كاميليا وهي تتمنى أن صديقتها تحاول أن تنهي العمل بالفعل
تحدث وحيد بغيظ بعد خروج الفتيات :
- حلو الرفض اللي بشياكة ده
رفع نديم حاجبه ببراءة:
- الله .. ما هي البنت قبلت
عبس وحيد بضيق :
- انت عارف كويس اوي أن ده صعب حد يخلصه دي معاها على الأقل اسبوع عشان تعرف تخلص كل الشغل ده..
ثم اردف بتساؤل:
- بس تفتكر هي تقدر تخلص كل ده فعلا ؟
ضحك نديم قائلا بسخرية : 
- لا طبعا .. ده عايز حد شاطر جدا ويموت نفسه عشان يخلصهم.. بس لو حصل .. تبقى البنت دي اشتغلت معايا
رمقه وحيد بزهق:
- مفتري والله .. مبتشغلش حد بسهولة انا عارف
- متنكرش أن الشركة ماشية زي الساعة
- حد يقدر ينكر يا باشمهندس
_________
يومان وهي جالسة في غرفتها تعمل على التصميمات المطلوبة تحاول إنجازها بأكبر قدر .. حتى طلبت من جدها توصيل ابنتها معه إلى الحضانة
صاحت كاميليا بغيظ:
-عاملي فيها اختبار يطفشني ؟؟؟ .... منك لله يا اخي .... وايه الغرور بتاعه ده كله ! متنفعيش للشغل معانا قال عشان معنديش خبرة ... ااه لو كانوا سابوني ارد عليه كنت عرفته ازاي يقول كده .. بس ماااشي انا بقى هكسفه واخلص كل الشغل ده ويكون بكرة على مكتبه ... عشان بس اشوف شكله لما اخلص
لمحت الساعة لتجدها تقترب من الثالثة صباحاً .. يا إلهي لقد مر وقت طويل وهي مازال لديها الكثير من التصميمات ... وها هي الآن أصبحت تشعر بالنعاس .. 
هسمت كاميليا لنفسها بتعب:
- ياربي ايه العذاب ده
لتسقط بعدها مكانها تنام على مكتبها فجأة...لتنعم بنوم عميق.. لتنسى انها ستخسر اهم وظيفة بحياتها
******
يتبع..
استيقظت على صوت طفلتها الناعس بجانبها، فهي استيقظت فجأة ولم تجدها بجانبها على السرير، ذهبت إلى المكتب لتجد امها نائمة بعمق
- مااامي أنت نايمة هنا ليه؟
- انا اسفة يا روح مامي...نمت غصب عني كنت بخلص شغل
لتردف بإستغراب:
- هو أنتِ صاحية ليه؟
وقبل أن تستوعب ما حدث نظرت إلى ساعة هاتفها لتجدها الرابعة صباحاً
فنهضت سريعاً وأخذت طفلتها على السرير لتنيمها مرة أخرى حتى تذهب إلى الحضانة صباحاً
وما أن نامت دانا...حتى شعرت باليأس..فلم يتبقَ غير بعض ساعات قليلة فقط...
ولوهلة تذكرت طليقها وما فعله بها وحديثه معها فتذكرت أنه قال لها ذات مرة بأنها فاشلة ولن تنجح في عمل أي شيء .
قاومت النعاس وقامت بعمل تمرين اليوجا ثم أخذت نفسا عميقا وعادت تعمل مجددا
هيئ نفسك ليومك الحاضر وتخلص من الماضي والمح المستقبل، عش اليوم واقتل الأمس وترقب الغد.
_________
- صباح الخير يا باشمهندسة كاميليا
حياها وحيد بابتسامة لطيفة أثناء سيرها باتجاه باب غرفة مكتب نديم بخطوات ثقيلة تشعر بأنها سوف تنهار والحال أنها  متماسكة .. فهي لم تنم إلا ساعتين فقط و سهرت طوال الليل على العمل الذي كلفها به
ابتسمت كاميليا وسألت الأستاذ وحيد  :
- صباح الخير مستر وحيد .. مستر نديم في مكتبه ؟
أومأ لها برأسه :
- هو في انتظارك
تنهدت بعمق ثم شجعت نفسها ولم تحتج أن تطلب من السكرتيرة الدخول .. هو بالفعل منتظرها .. طرقت على الباب وسمح لها بالدخول .. بينما رافقها وحيد
كان يرتدي بدلة عمل رسمية باللون الرمادي تتناسق مع لون عينيه الرماديتين الرمادية... تحتضن جسده العضلي الرشيق مبرزة عرض كتفيه وملتفة حول ساقيه .. أما شعره البني الداكن الناعم مسرحا إلى الخلف بتسريحة أنيقة منظمة
بينما كاميليا .. كانت ترتدي قميص وردي أنيق وبنطال جينز داكن يبرز تفاصيل جسدها بنعومة
سألها نديم بسخرية:
- ها ، عرفتي تخلصي كل اللي طلبته منك ؟
قالت بثقة وهي تناوله التصميمات على مكتبه 
- اتفضل التصميمات مستر نديم
رأته يفتح التصميمات ليكسو وجهه الصدمة والذهول :
- مش ممكن ! أنتِ خلصتي كل ده لوحدك ؟؟؟
ابتسمت بتكبر :
- آه يا فندم .. لوحدي طبعا
ابتسم وحيد بإعجاب:
- عاش يا كاميليا .. برافو
همس نديم بصرامة لوحيد:
-جربها شهر مدفوع الأجر لو مشتغلتش كويس .. يبقى احتمال تمشي
جحظت عيناها بصدمة قائلة باعتراض :
- هو ايه اللي تجربني شهر وتمشي دي ؟!
قاطعها وحيد بتأنيب:
- كاميليا ...
هبت كاميليا بإندفاع و حدة دون وعي:
- لا ثواني يا مستر وحيد ... الباشمهندس بيدي أوامر واحنا بنسمع الكلام وبعد كل التعب ده يقول جربها شهر ومشيها !
همس نديم باستفزاز :
- واضح إن سمعك على قده شوية .. أنا قولت مدفوع الأجر يا آنسة .. يعني أعتقد مرتبك هتاخديه كامل .. أنت بقى وشطارتك تكملي معانا أو لا ... مش مشكلتي إنك مش واثقة في نفسك تكملي أو تمشي
أومأت دون اقتناع لتجيبه بغرور:
- لا على فكرة .. أنا واثقة في نفسي كويس أوي وإلا مكنتش نفذت كلامي وخلصت الشغل .. ولا إيه رأيك ؟
قال نديم دون اهتمام :
- هنشوف.. اتفضلي مع وحيد هيوريكي المكتب اللي هتشتغلي فيه مع زمايلك .. وطبعا هيعلموكي الشغل إزاي 
ابتسمت كاميليا ابتسامة عبرت بها عن غيظها قائلة :
- تمام .. شكرا يا فندم.
نديم بفضول:
- وريني بقى شطارتك
ابتسمت كاميليا لتبدأ مشوار جديد بحياتها .. حققت جزء كبير من أحلامها التي تبدلت... ها هي الآن في فرصة رائعة سوف تعمل بشركة كبيرة بمرتب عالٍ.. أصبح لديها أحلام كثيرة تود تحقيقها مع ابنتها في يوم ما
في ‏كل مرة كانت تنظر فيها إلى الماضي تيقنت أنها كانت محاربة قوية، انتصرت على نفسها في أمور كانت تظن أن بنهايتها ينتهي الكون، وها هي هنا تبدأ من جديد كل يوم ..
تنتصر على نفسها وعلى كل شيء يقف حائلا في طريقها
________
عرفها وحيد على زملائها بالمكتب .. لتجد نفسها تتعرف على زملائها .. هند ومحمود كانت تعرفه من قبل ولكن معرفة سطحية جدا فهو فني التكييف الذي أتى إلى منزلهم.. ولكنه تظاهر بـ أنه لا يعرفها أمام زميلته
نظر كل منهم لكاميليا فى ذهول لتظهر ملامح الغيرة على هند .. بالرغم من أن هند فتاة جميلة ولكن كاميليا فاقتها جمالا قليلاً
فكانت كانت بشعر اسود حريري لمنتصف ظهرها، بشرة قمحية،عيون بندقية واسعة، ملامح جميلة، جسد ممشوق أنحف من كاميليا
تحدثت هند بتكبر : 
- أنت بقى كاميليا الجديدة؟
سألها محمود بإعجاب شديد فهو لم يستطع التعرف عليها من قبل بسبب كمال شقيقها، حتى عندما حاول أخذ رقمها بحجة العمل لم يعطيه كمال الفرصة ليأخذ هو رقمه بدلا منها :
- عندك كام سنة ؟
فردت :
-عندي ٢٣ سنة لسه مكملاهم
فبادرتها هند قائلة : 
- خريجة السنة دي طبعا
-أيوة 
رد محمود بحماس :
- لو احتاجتي أي حاجة إحنا كده كده هنعلمك كل الشغل
همست هند بحدة :
- علمها أنت .. أنا مش لسه هعلم
ليرد محمود بسرعة :
- عيوني طبعا
تحدثت كاميليا ببرود:
- ميرسي حبيبتي أنا مش محتاجة أكتر من حد يعلمني
لماذا يقع في طريقها الفتيات الحرباوات
____________
المرأة المطلقة في المجتمع هي دائما "المدانة" ويتم الحكم عليها بالأشياء السلبية.
أحيانًا يكون الحكم خاطئًا لأن زوجها هو السبب نتيجة سلوكه السلبي
في المساء
كانت تتدرب في الصالة الرياضية في النادي الصحي  الذي تذهب إليه
همست المدربة الخاصة لها بتشجيع:
- برافو يا كاميليا .. وصلتي لشيب مظبوط  أوي في الچيم
- ميرسي يا كابتن ده بسبب تشجعيك وتعليماتك لي
صفقت لها بتفاخر:
- برافو أنا فخورة بك .. استمري بقى ومتكسليش
تركتها المدربة لتأتي إليها سيدة زميلة كاميليا بالصالة الرياضية تكبرها في العمر .. في أواخر الأربعينيات لتقول لها بابتسامة :
- كاميليا ... عايزة أقولك على حاجة
التفتت لها كاميليا قائلة بابتسامة.. فهي تحب تلك السيدة كثيرا .. عندما تعرفت عليها منذ بضعة أشهر :
- اتفضلي يا طنط
تحدثت السيدة بحماس وفخر :
- بصراحة كده أنا عايزة اجوزك.. عندي لك عريس حلو وكلمته عنك كذا مرة ... وحتى وريته صورتك كمان .. مع إنك كنت في فترة مليانة شوية بس مش مشكلة أنت خسيتي دلوقتي
قاطعتها كاميليا بحزم:
- شكرا يا طنط مش عايزة أنا مقفولة من الصنف كله من زمان
استغربت السيدة لتسألها بفضول:
-طب ليه ؟
همست كاميليا بقوة :
-أنا منفصلة
تغيرت ملامح السيدة في لحظات وكأنها سمعت شيئا خطأ ط أو كأن هناك عيب في كلامها ..
التخلف والجهل هما السببان الرئيسيان لوجهة نظر المجتمع السلبية تجاه المطلقات ، مما يجعلهن يعانين من ضغوط معنوية ونفسية من المجتمع.
قالت السيدة بعتاب :
- بس أنتِ مقولتليش !
رفعت كاميليا حاجبها بدهشة:
- وحضرتك مسألتنيش أساسا قبل كده، وأنا مش همشي أذيع خبر إني منفصلة لكل الناس !
قلبت شفتها باستياء:
- اصبري بقى لما أقول له وأشوفه هيوافق على كده ولا لا
نظرت للسيدة بانزعاج وقاطعتها:
-هو أنتِ استأذنتيني أصلا توري صورتي لحد !
ولا حتى طلبت إنك تحطيني في فاترينة بدون علمي و تفرجي عريس على صوري و إحنا منعرفش بعض كويس أصلا.. وبعدين كمان يرضى ولا لأ مين قال لك أصلا إن أنا موافقة !
تجاهلتها السيدة لتسألها بجرأة:
-طيب هو أنت انفصلتي ليه صحيح ؟
همست كاميليا بضيق من تدخلها فيما لا يعنيها :
- بسبب Domestic violence
جحظت عيناها بصدمة قائلة بعدم تصديق وذهول :
-تطلقي ليه؟ دا مش سبب.. ما كلنا بنتضرب و عايشين و زي الفل
العديد من التجارب المؤلمة تمر بها الفتيات، بعضهن يقبلن ما قسم عليهن ويخضعن لتهديدات المجتمع والتراجع عن الطلاق أمام فزاعة "لقب المطلقة" ، وبعضهن يقررن الحصول على حريتهن. بأي ثمن.
رددت بدهشة :
- كلنا بنتضرب وعايشين؟؟؟؟!!!!!
وأضافت بشراسة:
-شكرا يا طنط مش محتاجة عريس من واحدة شايفة إن الضرب عادي كده .. اللي بيفكر زي حضرتك .. هما اللي بيربوا الولاد على كده وإن من حقه يمد ايده والبنت تسكت عادي بحجة ما كلنا بنتضرب
همست مدافعة بتبرير:
- الله ، الحق عليّ عايزة أفرح بكِ
ردت بإبتسامة صفراء:
-شكرا يا طنط أنا فرحانة بنفسي كده .. ومش محتاجة .. وبالمناسبة أنا عندي بنت كمان عندها 3 سنين ونص
رمقتها بصدمة أكبر :
-يا حبيبتي ده أنتِ كده فرصتك في الجواز أصعب .. يا إما بقى تسيبي بنتك عند مامتك وتتنازلي.. وأنا هقوله برضو على بنتك أما اشوف الوضع إيه 
قاطعتها كاميليا بغضب :
- متقوليلوش يا طنط علشان أنا اللي رافضة الجواز دلوقتي أصلا .. ومش هستنى رأي حد يعني.. ويوم ما أفكر اتجوز .. هتجوز اللي يقبل بنتي قبل ما يقبلني أنا 
كانت وقتها صغيرة في التاسعة عشر من عمرها وحامل بـ طفلة والجميع حولها كانوا ينصحونها بسرعة الزواج ثانية لتحمي نفسها من أقاويل الناس، حتى أنه قبل أن تحصل على ورقة الطلاق الرسمية كانوا يجلبون لها العرسان، لكنها رفضت ظلت على موقفها حتى هذه اللحظة، فالطلاق وتجربة الزواج الفاشلة تركت بداخلها جروح لم تلتئم بعد ، رغم مرور عدة سنوات على طلاقها، تشعر أحيانا بأنها أخذت نصيبها في الحياة خاصة مع طفلتها.
الطلاق مر عليها بصعوبة  .. ولكن رغم هذا  ومع مرور الوقت زادها شبابا وجمالا ونورا داخليا ونجاحا ! رغم كل ما تمر به كمطلقة فى مصر وفى مجتمع شرقي لكنها لم تندم لحظة واحدة على الطلاق.
لقد ولدت من جديد حقا بعد طلاقها، وعاشت حياتها، عاشتها فعلا، صحيح أحيانا تشعر بالوحدة تفتقد الحب كأي امرأة طبيعية لكنها لحظات وتمضي وتشغل نفسها بابنتها وعملها ومن قبل دراستها
فأن تكون مطلقة أرحم لها من العيش مع رجل عديم الشخصية سلبي ، يعتدي عليها بالضرب ولا يحترم إنسانيتها
______
بعد مرور عدة أيام
في الشركة
تحدث محمود قائلا بجدية لكل من كاميليا وهند :
- ياريت ننجز عشان نسلم الشغل اللي ورانا يا بنات .. عشان عندنا Meeting مهم مع باشمهندس نديم
- حاضر
تحدث محمود بنبرة آمرة:
- عايزين بس نجهز تصميمات شغلنا بدري
اقتربت هند من كاميليا وهي تأكل الكيك بصوص الشوكولاتة الخاص بها .. فأوقعته بقصد على ملابس كاميليا لتشهق بصدمة مزيفة :
- Ops .. سوري يا كاميليا مخدتش بالي
زفرت كاميليا بحدة :
- إيه ده ما تاخدي بالك يا هند !
هزت هند رأسها بأسف مصطنع:
- سوري يا كاميليا مخدتش بالي بجد
صاحت كاميليا بغيظ:
- أعمل إيه دلوقتي بأسفك.. إحنا متأخرين ولازم نظبط شغلنا وعندنا Meeting
رد محمود بسرعة:
- خلاص يا كاميليا روحي الحمام نضفي هدومك بالماية من الصوص ونشفيهم بسرعة وانا هلم تصميماتك
فأومأت بالإيجاب
_______
بعد مرور دقائق ، تأخرت كاميليا وهي تنظف قميصها بالحمام، بينما محمود مازال ينتظرها
زفرت هند بزهق :
- يلا يا محمود .. إيه هتفضل مستنيها ؟ سكرتيرة مستر نديم اتصلت لازم نكون في الميتنج روم حالا !
قطب محمود حاجبيه :
- استني بس كاميليا لسه مجتش
سحبته هند من يده بسرعة :
- تلاقيها بتظبط الميكب ولا حاجة .. يلا بس إحنا دلوقتي وهي أكيد هتحصلنا
بعد مرور ربع ساعة ..
في غرفة الاجتماعات ، لفت نظر نديم ، دخول هند ومحمود دون كاميليا التي تأخرت
ليسأل محمود بفضول:
- أومال فين الآنسة الجديدة اللي معاكم في المكتب يا محمود .. هي غايبة النهاردة ولا إيه ؟
محمود بتوتر:
- حضرتك تقصد كاميليا .. لا خالص هي جت من بدري .. بس..
قاطعته هند بسخرية :
-بس بقالها نص ساعة في التويلت !
رد نديم بدهشة:
-نص ساعة في الحمام !!
بعد دقائق صغيرة .. دلفت كاميليا إلى غرفة الاجتماعات بحرج ليلتفت إليها بعض من الموظفين بنظرات إعجاب بمظهرها وجمالها ...
فكانت ترتدي بنطال بيج ضيق وقميص أبيض قطني بداخل البنطال
ليوقفها صوت نديم الرجولي القوي قائلا بحزم:
- إيه يا آنسة كاميليا التأخير كل ده !
اعتذرت كاميليا بحرج :
- أنا آسفة يا فندم .. بس أنا كنت..
قاطعها نديم وزفر بسخرية :
- أيوة هند قالت إنك بقالك نص ساعة في الحمام ! ايه كنتي بتستحمى؟!
تدخلت هند قائلة بنبرة ساخرة:
- مش عارفة
رمقتها كاميليا بغيظ .. وأجابت نديم بتلعثم وهي تحاول الدفاع عن نفسها :
- لا يا فندم مكنتش بستحمى .. كل الحكاية يعني إن..
شهقت هند بدهشة مبالغ بها ، فكاميليا قد غيرت شكل ملابسها لكي تخفي آثار فعلتها بها :
- إيه ده يا كاميليا .. أنتِ غيرتي هدومك ولا إيه ؟
أظهرت كاميليا تعجبها من كلام هند ثم سألتها بكل براءة:
- أصل يعني كنتِ جاية بشيميز تاني غير ده طويل شوية .. لكن دلوقتي أنت لابسة واحد قصير شوية
رمقتها كاميليا ببرود :
- لا هو نفسه .. بس  أنا عملت ستايلنج مختلف للشيميز ودخلته جوه البنطلون ما أنتِ عارفة ليه
صاح نديم بغضب :
- بقى احنا مأجلين الـ Meeting بسببك وحضرتك رايحة تعملي ستايلنج جديد وتظبطي لبسك في الحمام
انتفضت بقوة عندما سمعت صوته .. لترد مدافعة:
- يا فندم حضرتك مش فاهم اللي حصل
صاح بحدة :
- مش مضطر أسمع اللي حصل ... ياريت تقعدي جنب زمايلك عشان نبدأ..
تدخل محمود قائلا بإعجاب :
- لا بس بجد يا كاميليا الأوت فيت ده جامد أوي عليك .. أحلى من بتاع الصبح كمان
رمقه نديم بنظرة حادة:
- في إيه يا محمود ؟؟
ضحك وحيد وهو يغمز لنديم قائلا بعبث:
- بيني وبينك الواحد لما يشوف حاجة حلوة كده زيها لازم يتكلم.. عشان الناس تشك فيه أنه مش راجل ولا حاجة !
صاح نديم بصوت قوي معاتبا إياهم :
- جرا ايه يا وحيد انت ومحمود ! نسيب شغلنا احنا ونقضيها كلام جانبي وتفاهات ياريت كل واحد يبص قدامه و نركز في شغلنا مش في حاجة تانية
ثم أردف بصرامة :
- مخصوم من كل واحد فيكم يومين
صاح الاثنان باعتراض:
- الله وأنا مالي
تدخلت هند مدافعة عنهم :
- وهما مالهم يا فندم .. حضرتك بدل ما تخصم منهم تخصم من السبب الأساسي.. الآنسة هي السبب هي اللي غيرت الطقم بتاعها عشان تلفت نظرهم
قاطعها نديم باستهزاء:
- خليكِ في حالك يا هند
لتهمس كاميليا بصوت منخفض بثقة موجهة حديثها لهند ولكن مسموع للبعض :
- بالمناسبة أنا مش محتاجة أعمل مجهود عشان أجذب انتباه حد .. انا كده كده ملفتة من غير حاجة
رمقها نديم بحدة، ومن ثم غير نديم الموضوع قائلا بجدية:
- خلاص ركزوا عشان نبدأ الاجتماع
بعد انتهاء الاجتماع طلب منها مديرها قائلا:
- آنسة كاميليا تعالي على مكتبي عايزك
أومأت بتوتر :
- حاضر يا باشمهندس نديم
تحدثت هند بابتسامة صفراء بالقرب من أذنها :
- شكله هيخصملك أنتِ كمان
رمقتها كاميليا باستهزاء :
- هو مش قال لك خليكِ في حالك !! ولا أنتِ غاوية تهزيء
شهقت هند بغيظ:
- أنتِ قليلة الذوق
ضحكت كاميليا بسخرية :
- من بعض ما عندكم
___________
دلفت الى الداخل لتراه يجلس خلف مكتبه .. تقدمت لتقف أمامه  وقالت بحزم :
-حضرتك طلبتني
زفر بضيق مؤنبا إياها:
- اكيد شوفتي المهزلة اللي حصلت من شوية في الـ Meeting بسببك
تلعثمت بحرج :
- يا فندم أنا مقصدش أعمل كل ده
صاح بتأنيب :
- أومال تقصدي إيه ها؟ مش كل اللي حصل ده بسبب لبسك المُلفت؟
كاميليا مدافعة عن نفسها :
- فين مُلفت معلش !! أنا لبسي كويس جدا
لتجده يطالعها بتفحص .... قبل أن يهتف بضيق :
- مش شايفة إن البنطلون ده ضيق والشيميز ده قصير شوية !
ردت كاميليا ببراءة :
- أولا ده كان شيميز طويل وأنا حولته لبلوزة.. ثانيا أنا كنت لابساه طويل اوڤر سايز أصلا بس اضطريت أدخله جوه البنطلون
رفع حاجبه بدهشة:
- أصلا !
- أيوة عشان ..
قاطعها بلهجة ساخرة قليلاً:
- عشان تلفتي نظر الموظفين هنا مش كده ؟؟
صاحت في وجهه غاضبة :
- أنا مسمحش لحضرتك تقول كده.. وبعدين المفروض تسمع الناس الأول وبعدين تحكم.. كل الحكاية إن البلوزة بتاعتي زميلتي وقعت عليها صوص شوكولاتة وهي بتاكل فاتبهدلت .. دخلت الحمام غسلتها
ضحك بسخرية:
- يا سلام .. حلوة الحكاية دي .. لا ومقنعة
ردت بغيظ :
- هو ده اللي حصل... وأصلا أنا كنت لابسة شيميز طويل وواسع بس أنا دخلته جوه البنطلون وغيرت شكله علشان المنظر مكنش لطيف لازم يتغسل وأكيد مش هروح البيت أغسله وارجع
رد بصوته الصارم قائلا بأمر:
- متلبسيش البنطلون ده تاني.. مفهوم !
رمشت عدة لحظات تستوعب ما قاله :
- افندم ؟؟ 
قال لها مبرراً بحدة:
- ولا أنتِ بقى عاجبك الموظفين وهما بيبصوا عليكي ؟
صاحت في وجهه قائلة :
- ياريت حضرتك تاخد بالك من كلامك وإلا..
رفع حاجبه بدهشة ليتحرك ببطء ليقف أمامها قائلا  :
- ولا إيه يا آنسة !
ثم أردف بضيق :
- أنتِ مش شايفة إن البنطلون ضيق فعلا ؟؟ ومينفعش يتلبس بالطريقة دي تاني في مكان شغل !
زفرت بتوتر .. لتبتعد عنه قائلة بعناد:
- لا مش شايفة ... حضرتك بس اللي شايف...
نظر لعينيها قائلا بنبرة خشنة قوية :
- البنطلون ده ميتلبسش بالمنظر ده كده تاني... فاهمة؟؟؟
ثم أردف بأمر:
- روحي على مكتبك
رمقته بحدة .. وهي تخرج لكي تعود إلى  مكتبها..
شعرت بالغيظ والضيق الشديد
شعرت أن الجميع يتحكم بحياتها
ولكن إلى متى؟! إلى متى ستعيش مع أشخاص يتحكمون في حياتها .. ولكن ليس جميع الأشخاص كطليقها سامح ... هناك أشخاص بالتأكيد يخافون عليها بحق
___________
دلف إلى الڤيلا التي يسكن بها .. ليجد أخته في منزلهم تجلس بالحديقة وهي تحاول تهدئة طفلها الرضيع..
ابتسمت سارة بلهفة:
- بما أنك رجعت بدري من الشغل.. ما تخليك جدع وتجيب آسر ابني من الحضانة
ضحك قائلا :
- طول عمرك بتاعة مصلحتك
ضحكت ببراءة مدافعة عن نفسها :
- ما أنت عارف من ساعة ما ولدت فارس وأنا مش ملاحقة عليهم الاتنين سوا
همهم لها بينما انقلب للجهة الأخرى متناولا طفلها الرضيع مقبّلاً إياه بحب وهو يحتضنه بنعومة :
- دول ماليين علينا الدنيا أصلا 
سمع تنهيدتها وهي تقول بترجي :
- عقبال ما أشوف عيالك يا حبيبي
- بعينك
ردت بملل:
- نفسي أفرح بك بقى أنا وماما.. إيه مفيش عروسة كده ولا كده !
زفر نديم بزهق:
- أنت عارفة مش بفكر في الموضوع ده دلوقتي
صاحت بفزع:
- أومال امتى يا نديم ؟؟ أنت كبرت وخلاص ودخلت في التلاتين .. ده انا اللي اصغر منك واتجوزت وخلفت وأنت لسه
رد عليها ووجهه عابس : 
- خلاص يا سارة مش اللي هنعيده نزيده
زمجرت لتجيبه صارخة :
- انت هتفضل كده لحد امتى!؟ .. مش كل الستات يعني ..
ناولها طفلها الرضيع ليغلق الحوار قائلا وهو يأخذ مفاتيحه: 
- سااارة اقفلي الموضوع ده قولتلك.. أنا رايح اجيب ابنك من الحضانة بدل ما أنت مش مبطلة كلام 
صمتت سارة ولكن ملامحها لا تخلو من القلق على أخيها
________
ذهب إلى الحضانة ليأخذ ابن أخته .. فوالده مسافر في الوقت  الحالي وأخته مشغولة بطفلها الرضيع الصغير
دلف إلى حديقة الحضانة .. ليجد آسر ابن أخته يقف بجانب طفلتين أقصر منه قليلاً.. تقدم إليه نديم هامسا:
- آسر ، يلا يا حبيبي ، عشان نروح
صاح آسر بحنق وهو يشير إلى دانا:
- خالو .. أنا عايز العب مع البنت اللعبة الملونة دي
- مين دي؟
شاور له آسر على الطفلة الجميلة الواقفة أمامه:
- دي يا خالو.. اسمها دانا
تحدث وهو يلتفت إلى الطفلة الصغيرة ذات الشعر البندقي الفاتح جدا ناظرا لها بإعجاب شديد :
- مالها بقى
بصوت مختنق أجاب:
- مش راضية تلعب معايا...
سألها نديم بفضول :
- مش راضية تلعبي معاه ليه بقى ؟
ردت دانا ببرود مضحك :
- ميكي قالتلي ملعبش مع ولد معرفوش
طلب منها نديم :
- طب ايه رأيك تعرفيه وتلعبوا سوا
قاطعته معترضة:
- لا ميكي تزعل من دانا
أردف نديم بدهشة بينما يضحك من طريقة كلامها :
- مين ميكي دي معلش؟
صاحت بصوتها الشقي المدلل:
- ماااامي
اعترضت صديقتها زينة تهمس لها:
- يلا نلعب معاه يا دانا حرام
صرخت بغيظ من صديقتها رغم برائتها:
- اسكتي يا زينة
أخرج نديم قطعة شوكولاتة من جيب سرواله قائلا بمكر :
- بص يا آسر جبت لك ايه .. الشوكولاتة اللي بتحبها
عزم عليها آسر بسعادة:
- تاخدي شوكولاتة وتلعبي معايا
هزت رأسها بنفي :
- لا مش بحبها .. بحب الشوكولاتة البيضا بس
رفع نديم حاجبه بدهشة:
- أصلا !
ردت بخجل:
- أنا هخلي ميكي تجيب لي زيها
قام بإخراج قطعتين شوكولاتة بيضاء كبيرة من الجيب الاخر ليناول كلا من دانا و زينة.. قائلا لدانا بشقاوة :
- وتستني ميكي تجيبها ليه لما أنا ممكن اجيبها لك حالا
شهقت بدهشة منبهرة من فعلته المفاجأة :
- Thank you
صاح آسر بشغف:
- خالو انا عايزها تلعب معايا يا خالو
سألها نديم محاولا أن يقنعها :
- طب إيه رأيك تلعبي معايا أنا ولو طلعت كويس تلعبي مع آسر؟
ابتسمت بسعادة فكم بدت جميلة ولطيفة وهي تأكل الشوكولات لتجيبه باعتراض وهي تنظر إلى طوله الفارع جدا :
- بس أنت كبير مش هتعرف !
- فقال لها : علميني طيب
حذرته قائلة :
- ولو طلعت naughty نوتي ( شقي)  ؟؟؟
نزل نديم على ركبته إلى مستواها قائلا ببراءة:
- أنا نوتي ؟؟؟ خالص مين قالك كده ، ده أنا شطور جدا
سألته بتردد:
- أنت اسمك إيه أصلا؟
ابتسم نديم وهو سعيد بانتصاره من تجاوبها معه:
- نديم
تلعثمت وهي تحاول نطق الاسم الغريب عليها قليلا.. فهو خارج نطاق أسماء عائلتها :
- نـ..ن.. ديم
صحح لها قائلا:
- ديم ! نديم
- نيم؟
ليومئ برأسه بقلة حيلة قائلا :
-لا نيم ايه .. ارجعي لديم بقى
ردت بتبرير:
-أنا اول مرة أسمع الاسم ده...صعب على دانا تقوله
همس نديم باستسلام :
- خلاص ناديني بالاسم اللي يعجبك.. قولي نصه حتى بس طبعا بلاش نيم دي .. اتفقنا !
- ديم
ضحك نديم وهو يمسكها من خدها الممتلئ مداعبا إياها:
- ديم ديم .. المهم تلعبي معايا أنا وآسر ها
رفعت دانا يداها معلنة الاستسلام :
- ماشي
________
ركض آسر إلى أمه .. بعد رجوعهم من الحضانة قائلا بسعادة :
- مااامي ... خالو خلاني ألعب مع دانا الملونة
ضحكت سارة قائلة بفضول:
- نفسي أشوف دانا الملونة دي اللي أنت زهقتني بيها
ابتسم نديم برقة:
- هبقى أصورها لك المرة الجاية.. قمر وسكر كده تتاكل
رفعت حاجبها بدهشة:
- لا والله ! شوقتوني أشوفها 
التفت إليها نديم قائلا بترجي:
- ما تجيبلنا المرة الجاية بنوتة بقى يا سارة بدل ما أنت بتخلفي ولاد بس
ابتسمت سارة بغيظ:
- طب ما تتجوز أنت وتخلف لنا بنوتة كده يا أخويا
زفر نديم بضيق :
- لا أنا مطول شوية .. فكري بس أنت
صفق آسر بسعادة قائلا:
- بليييز يا ماااامي.. عايز نونو بنوتة ملونة زي دانا
شهقت سارة بحدة قائلة بنبرة ساخرة :
- طبعا أومال ... ده أنا جايبة أخوك غلطة أصلا 
سأل آسؤ ببراءة :
- يعني ايه غلطة يا خالو؟
قهقه نديم قائلا بتحذير :
- بس يا واااد .. هتفسدي العيال يخربيتك
________
طوال الأسبوع الماضي .. كانت كاميليا تتعمد أن ترتدي نفس ستايل الملابس التي حذرها منها مديرها.. فهي لا تريد أن يظنها  فتاة مطيعة منفذة لكلامه
لا تريد أن يتحكم أحدا في حياتها مرة أخرى طالما لا تفعل شيء خطأ ولا تؤذي أحدا
ولكن !! هو أساسا لم يرها طوال الأسبوع الماضي
تتذكر أنه لمحها مرة واحدة فقط وهي جالسة بمكتبها عندما مر عليهم لأخذ شيء ما.. ومن حسن حظها أنها كانت تجلس على كرسي مكتبها فلم يرى جيدا ما ترتديه
دلف إلى المكتب الذي تعمل به كاميليا .. فلم يجدها على مكتبها هي ومحمود... وجد هند وحدها فقررت استغلال الفرصة لتقترب منه وتفتح معه أي مجال للحوار .. فسألها نديم:
-  قوليلي يا هند .. إيه رأيك في شغل الآنسة كاميليا؟ أنت عارفه إنها تحت التجربة الشهر ده
حاولت هند أن ترد بحكمة مزيفة :
- هي شغلها كويس جدا يا فندم.. شاطرة ومجتهدة وبتتعلم بسرعة
- فعلا !
هند بمكر:
- أيوة بس يعني .. أنا منكرش إنها شاطرة في شغلها .. لكن أنا لاحظت إنها بتحب اوي تلفت النظر .. خصوصا إنها غيرت ستايل لبسها شوية.. بقت تتعمد تلبس حاجات شبه الطقم اللي كانت لابساه في آخر ميتنج.. وطبعا من ساعتها كذا حد في الشركة حاول يقرب لها
فهي لو كذبت عليه .. سوف يكشف كذبتها عن طريق محمود زميلهم بالمكتب ... ولكن هي ذكية جدا فقررت اللعب عن طريق دس السم بالعسل ..  دون أن يشعر بغيرتها تجاه لكاميليا
شعر بالغضب من عدم تنفيذها لكلامه فهو نبه عليها من قبل :
- أومال هي فين كده ؟
في تلك اللحظة دلفت كاميليا إلى مكتب لتجده أمامها فشعرت بالدهشة تفاجأت به هنا .. فوجه لها بضع كلمات قائلا بصرامة وهو يسبقها بالعودة إلى مكتبه :
- آنسة كاميليا .. تعالي مكتبي عايزك
لتخرج خلفه إلى مكتبه .. وما أن أغلقت الباب خلفها حتى التفت لها قائلا بغضب:
- هو أنا مش نبهت عليكِ قبل كده تاخدي بالك من لبسك .. والمنظر ده ميتكررش !!
ردت بعدم اهتمام :
- آه قولتلي
سألها بانزعاج:
- وحضرتك مغيرتيش اللبس ده ليه؟
ليردف بتهكم :
- ولا أنتِ بقى حابة جو أنك توقعي حد مهم في الشركة ! وتخلي حد يعجب بكِ
الكلام ده مش عندي هنا ومش هسمح لك تعملي كده
ردت باندفاع قوي :
- انا مسمحلكش تقول كده عني.. انت متعرفنيش عشان تقول كده.. لا ده طبعي ولا دي اخلاقي.. ولا أساسا الرجالة اللي انت بتتكلم عنهم دول يفرقوا معايا
كز على أسنانه قائلا باتهام:
- اومال أنتِ صممتي تشتغلي ليه؟ اشتغلتي على شغل محدش يقدر يخلصه في اسبوع حتى !
ورغم كده صممتي وكملتي
مش غريبة دي ؟
صوت متعصب حاد فاجأته:
- عشان انا عندي هدف عايزة أوصله..وهدفي بعيد كل البعد عن الرجالة خالص
رد ساخراً:
- غيرك كان بيقول كده...بس للأسف في نوع من البنات مالهاش اصلا انها تشتغل
كان الاحسن لها تقعد في البيت بدل ما تدمر حياتها وحياة اللي حواليها
قلبت كاميليا شفتها بامتعاض:
- انت بقى من الرجالة اللي ضد عمل المرأة والجو ده؟
هز رأسه بنفي :
- No way .. انا مش من النوع اللي بيفكر كده خالص...
بالعكس اختي كانت بتشتغل وكانت شاطرة بس هي دلوقتي اتجوزت وخلفت وبقى صعب تكمل شغل
احتدت عيناه قائلا :
-بس للأسف في نوع من البنات لما بتشتغل بتضيع كل حاجة... وتبقى فاكرة الشغل هيحققلها أحلامها الوردية
وبتاخد النجاح حجة عشان توصل لهدف معين
ردت بانفعال:
- مكنتش هبقى مجبرة اتعب في شغل انت اديتهوني وأسهر عليه يومين بحالهم واعطل نفسي لو انا بفكر بالطريقة دي...انا فعلا عايزة اشتغل بس عشاني..عشان مستقبلي وعشان اعتمد على نفسي
بملامح شديدة الجدية قال:
- انا سمعت انك شاطرة...ياريت تستمري على كده زي ما بتقولي... وياريت تاخدي بالك من لبسك.. مفهوم !
اجابته مدافعة بثقة:
- أنا لبسي كويس يا مستر نديم ... و بتهيألي أن أنا مش لابسة حاجة مكشوفة مثلا ولا قصيرة !
شعر بالغيظ من عنادها وثباتها .. ليصرخ بها بحدة :
- اللبس اللي أنتِ لبساه ده ميتلبسش تاني !.
انتفضت من صوته قائلة بحدة:
- هو أنا لوحدي اللي بلبس كده؟؟
كيف له أن يشرح لها ؟؟ هي لافتة للنظر بشكل غير طبيعي أو بالأحق ، جسدها لافت للنظر جدا ، ترتدي ملابس تحدد منحنياتها الأنثوية بنعومة
لا يعرف لماذا يشعر بالضيق من ملابسها تلك ؟؟
هي لا ترى عيون الرجال الذين يعملون معه.. لا تعرف شيء.. وهو يشعر بالخوف عليها ... بها شيء ما مختلف وكأنها تداري شخصية ما خلف هذا الثبات
همس بتردد :
- لا بس أنتِ اللي ... لبسك ...
فقطبت كاميليا حاجبيها باستفهام قائلة:
- ماله ؟؟
زمجر نديم بأمر:
- من غير ماله .. متلبسيش كده تاني وخلاص.. عايزة تلبسي .. البسي حاجة طويلة شوية أو واسعة على البنطلون ده
وقفت أمام المرآة الطويلة بالمكتب لتجيبه بغيظ قبل أن تنوي الخروج .. لترد عليه بنبرة ساخرة :
- نعم !! هو حضرتك هتتحكم ألبس إيه وملبسش إيه ؟؟ آسفة يا فندم لما ألاقي إن من قوانين الشغل في الشركة كان مكتوب في بند فيهم ممنوع موظفة تلبس حاجة معينة ! أبقى ساعتها أغير ستايلي
اقترب منها ليقف خلفها عند المرآة..  شعرت فجأة بيد وضعت على خصرها الصغير فالتفتت باعتراض ..
فجذب قميصها بقوة لينتزعه من داخل بنطالها مخرجا إياه لموضعه الطبيعي من وجهة نظره !
فأهداها نظرة ماكرة هامسا بعبث:
- أنا مش لسه هستنى لما أزود في العقد بتاعك شروط .. أنا حبيت اعمل كده بنفسي
شهقت بنعومة حينما التفتت خلفها فاصطدمت بصدره العريض ويداه مازالت حول خصرها .. فانتفضت فجأة وأدركت مدى قربه المهلك لتبعده عنها بعنف..
بينما هو شعر بانجذاب غريب منه قربها هذا
ليردف نديم بخشونة وهو يشاور على مظهرها في المرآة:
- شايفة كده شكلك أشيك إزاي 
رمقت نفسها بنظرة سريعة في المرآة _تعجبت من وقاحته_ !!! لقد تمادى وغير مظهرها تماماً !
فرفعت إصبعها السبابة في وجهه قائلة بغضب :
- أنت اتجننت !!! أنت إزاي تتجرأ و تلمسني؟؟؟؟
رمقها نديم بسخرية:
- هو أنا كده لمستك هتجيبلي تهمة باطلة كمان!
رفعت عينيها لترى عينيه الزرقاء ترمقها بنظرات وكأنها تحرقها .. بينما قلبها يدق بعنف.. ثم أردف بعبث:
-واضح إن معندكيش خبرة خالص إزاي الراجل ممكن يلمس واحدة بجد
أما هي فقد فقدت أعصابها وصرخت فيه بحدة :
- أنت قليل الادب
صاخ بها بغضب من كلامها :
- لا ردي عِدل .. مبقاش الا حتة موظفة صغيرة بتشتغلي عندي في الشركة لسه حتى مأثبتيش في شغلك وتتكلمي معايا كده !
رفعت كاميليا رأسها بشموخ وهي تحاول تعديل ملابسها إلى وضعهم السابق:
- أنت اللي تتكلم عدل وياريت تاخد بالك من تصرفاتك علشان ...
رمقها بتحذير أخافها ويداه تعتقل ذراعها بقبضته يوقفها عن ما كانت تنوي فعله :
- لو حاولتي تدخلي الشيميز بتاعك جوه البنطلون تاني هكرر نفس اللي عملته.. بس متزعليش مني بقى وقتها لو لمستك بجد زي ما اتهمتيني
تذمرت كاميليا بحنق:
- اآ.. أنت إزاي
قاطعها نديم بنزق:
- بطاقتك
اتسعت عيناها بدهشة:
- ها
رد بحزم :
- بطاقتك عشان وحيد يبدأ يكمل اجراءات تعيينك في شغلك في الشركة لما الشهر يخلص
يتبع....
ناولته بطاقتها الشخصية فمن حسن حظها انها مازالت مكتوب بها "آنسة" فهي لم تغيرها، فموعد تجديدها سيأتي في هذا العام
يا الهي
تلك الكلمة التي كلما نظرت إليها بالبطاقة تنحسر على حالها
تتمنى لو تعود إلى ما سبق
تتمنى لو كان حدث اي شيئ يغير الحال
ولكن هذا نصيب ومكتوب لها
ليتصل نديم على وحيد يرسل إليه بطاقتها لكي ينهي إجراءات عملها بالشركة
همس نديم بتذكر :
- المرتب هيبقى في رينج 8000 لـ 10000 عشان أنتِ لسه متخرجة جديد...لما تقعدي فترة أطول وتاخدي خبرة اكتر في الشغل طبعا هيزيد وأنتِ وشطارتك بقى
ابتسمت كاميليا بسعادة، فها هي تحقق جزء كبير من أحلامها بعملها بشركة كبيرة ومرتب عال
______________
في اليوم التالي
بجلسة هادئة مع طفلتها وهي تقص عليها ما حدث معها في اليوم
اخرجت دانا قطعة شوكولاتة بيضاء بحجم كبير لتعطيه لأمها قائلة بحماس:
- كوكي بصي ... ديم كان جاي ياخد اسر النهاردة وجابلي شوكليت بيضا في الحضانة
زفرت كاميليا بقلق زائد:
- مين ديم اللي انتي كل شوية تقوليلي عليه ده وازاي اصلا تاخدي حاجة من حد
ردت دانا مدافعة:
- ده صاحبي يا مااامي وكمان هو كبير
شهقت كاميليا بتحذير:
- صاحبك ازاي .. انا مش قولتلك متكلميش حد متعرفيهوش
دانا ببساطة:
- يا ماامي بس هو جابلي شوكليت بيضا كتير
كاميليا بحرص:
- ما انا بجيبلك برضو .. بصي يا حبي مينفعش ناخد حاجة من حد غريب
دافعت عنه دانا :
- هو عرفني
قبلتها كاميليا من خدها الوردي الجميل برقة قائلة برجاء :
- خلاص يبقى مناخدش منه حاجة تاني .. اوكيه !
اومأت الطفلة بإقتناع وهي تقبل امها من وجنتيها وتعانقها بحب :
- اوكيه يا ماامي الحلوة أنتِ
ابتسمت كاميليا فـ ربها عوضها بابنة حنونة جدا عليها وتسمع كلامها ودائما تقول لها كلام لطيف
_______
شعر نديم بضيق من ابتعاد دانا عنه عندما أحضر إليها بعض من الشوكولاتات .. فهو أصبح يحب أن يأخذ اسر من الحضانة بسببها..
عقدت دانا ذراعيها بعناد وهي تقطب حاجبيها بإصرار:
-مااامي قالتلي مينفعش اخد منك حاجة يا ديم
عاتبها نديم بعبث:
- اوعى تكوني قولتيلها اني نوتي ولا حاجة!
شهقت دانا بإندفاع:
- لا ديم مؤدب وشطور
نديم بإستغراب:
- الله .. اومال مامتك مالها بقى 
صمتت دانا وهي تحاول سماع كلام امها .. ليناولها نديم الحقيبة الورقية الصغيرة بها انواع شوكولاتات بيضاء تحبها دانا كثيرا ليغمز لها بحماس :
- طب بصي .. جبتلك انواع تانية حلوة
شهقت دانا غير مصدقة لتطلق ضحكة شقية جميلة :
- ديم... كل ده ليا انا ؟
شرد نديم بضحكتها للحظات قائلا برقة تظهر مع تلك الفتاة فقط:
- لو هشوف الضحكة القمر دي يبقى كل ده ليكي اه
ثم أردف بفضول وهي تقطم قطع الشوكولاتة بنهم :
- الا قوليلي هي مامي بس اللي بتقولك كل حاجة .. اومال بابا فين!
تحولت ملامحها السعيدة إلى ضيق قائلة:
- بابا مسافر .. بس انا زعلانة منه
- ليه ؟
رأى الزعل في عينيها فشعر بالذنب .. لترد ببراءة:
- عشان هو مش بيكلمني خالص ولا بشوفه
- هو مسافر فين ؟
تنهدت قائلة بتفكير :
- مسافر في مكان بعيد  .. مامي قالتلي كده ..
ثم اردفت بوعيد لأبيها :
-بس هو هيرجع و انا هقوله أن دانا زعلانة منك اوي
ركز نديم في كلامها بشك .. وشعر أن هناك شيء ما .. أيعقل أن يكون والدها متوفي وهي تجهل!
فقرر أن يحاول السؤال عن وضع والدها ليعرف قصته ؟
ليست الأمور غالبا كما تبدو عليه..وراء كل قصة تعرفها قصة لا تعرفها فلا تستعجل بإصدار الأحكام
اقترب منهم اسر و زينة ليأخذوها:
- يلا يا دانا عشان نلعب قبل ما تمشي
- يلا
______
أخيرا تم إنشاء عقد عمل لكاميليا عندما أكملت الشهر بالعمل..
كانت مجهتدة كثيرا وأثبتت نفسها جيدا .. وأصبحت ترتدي ملابسها الطبيعية خوفا من تهديد نديم لها !
كانت بالدور العلوي بالشركة تقف أمام مكتب ما ... لتسليم بعض من أعمالها .. ظلت بشرود لحظات لتنتبه بعد ذلك بصوت زميلة لها تتحدث مع شخص ما غريب وعلى ملامحها ! ملامح تعرفها كاميليا جيدا .. ملامح عاشتها هي بيوم !
لتسمع الشاب يهدد الفتاة وهو يمسك ذراعها بقوة قائلا :
- وحياة امي لو مروحتيش معايا حالا لاخليكي تندمي
همست الفتاة برعب :
- انا مش همشي .. انا خايفة منك
جحظت عيناه بغضب .. ليلكمها على رأسها بضربة قوية جعلت الفتاة تصرخ :
- انا هعرفك ازاي متسمعيش كلامي..
اندهشت كاميليا لم يتدخل أحد بينهم ابدا !!! الرجال يقفون ولا أحد يمنعه من فعلته بتلك الفتاة البريئة بل يقفون بفضول وبرود وكل ما فعلوه ذهب أحدهم ينادي المدير .. لتركض كاميليا بقوة تسحب الفتاة من يديها وتنقذها من هذا الرجل خلفها..
صاحت كاميليا بغضب :
- انت ازاي تعمل فيها كده يا متخلف انت
اعترض الرجل بانزعاج من تلك المتطفلة التي تدخلت فجأة :
- انتي مالك اصلا بينا ؟ دي خطيبتي..
شعرت الفتاة بالخوف على كاميليا فشهقت بضعف وسط بكاءها قائلة بتوسل:
- كاميليا .. بلاش تتكلمي معاه عشان خاطري .. خلااص انا انا هتصرف
ابتسم الشاب بنرجسية وغرور :
-شوفتي بقى هي راضية بكده .. هي اشتكتلك؟
جحظت كاميليا عيناها بصدمة و اشمئزاز .. الفتاة تبكي خلفها برعب شديد من أثر خبطته الغبية بها :
- هي ايه اللي راضية بكده ؟ انت مش شايف عملت فيها ايه يا بني ادم .. انت ازاي تمد ايدك عليها؟؟؟
هتفت الفتاة برجاء :
- عشان خاطري يا كاميليا سيبك منه هو بس بيستفزك... خلاص انا هروح معاه.. كفاية الفضايح اللي عملهالي
الشاب بتأنيب للفتاة فهو يستخدم معها سلاح إنقلاب الطاولة عليها :
- عاجبك كده خليتي اللي يسوى واللي ميسواش يتدخل بينا ... والله شكلك هتخليني مكملش في الجوازة المقرفة دي
نظرت نحوهه كاميليا بقرف قائلة بسخرية :
-تقريبا كدا وهما بيوزعوا الرجولة انت كنت في الحمام ملحقتش معلش !
نظر الرجل حوله ليجد الرجال والفتيات يضحكون على جملة كاميليا وينظروا إليه بتسلية ... ليستحلف لكاميليا قائلا بوعيد :
- انا بقى هوريكي الرجولة عاملة ازاي يا بت أنتِ
ليمد يده محاولا ضربها على وجهها ... ولكن كاميليا منعته قبل أن يفعل ذلك وهي تصده بعنف لتخلع حذائها بكعب عال من قدمها وهي تضربه على رأسه بغضب لم تشعر بنفسها الا وهي تفعل ذلك..
ليشهق الرجل وهو يضع يده على رأسه بغضب:
- انتي بتضربيني يا بت انتي !!!! انا بقى هعلمك الضرب اللي على حق
فحاول مسكها من ملابسها وهو يصدد لها لكمة قوية على وجهها ليقف نديم متدخلا وهو يرفع يده أمام وجهها لتقع الضربة على يديه..
فسحبها نديم من ذراعها بسرعة ويوقف تحرك الرجل بإشارة حاسمة من يده ليأمر رجال الأمن بإنهاء المهزلة ... بينما الآخر يتوعد لـ كاميليا وكاميليا تبادله بنظرات غيظ شديد :
- سيبني.. خليه يوريني ازاي هيعرف يمد أيده عليا اصلا ميقدرش !
بينما حاولت كاميليا التخلص من قبضة نديم الذي زاد من ضغط يديه عليها هامساً من بين أسنانه:
- اسكتيي
ثم أردف موجها حديثه للفتاة قائلا بتأنيب:
-طلعوه بره ... وانتي بعد شوية تيجي على مكتبي
همست الفتاة ببكاء من أن تخسر عملها :
- يا مستر نديم انا اسفة والله
ثم صرخت بخطيبها :
-منك لله .. حرام عليك فضحتني
بينما كاميليا تحاول أن تفلت من نديم وهي ممسكة بحذائها بيدها بينما يدها الأخرى تفعل محاولات فاشلة لتحرير نفسها من ذراعيه القويين وهي تصرخ به بعناد :
- سيبني ... سيبني اروحله ..
رفع حاجبيه وشدد من قبضته عليها وهو يزمجر بخشونة بجانب أذنها بصوت تسمعه هي فقط :
- قسماً بالله لو ما اتحركتي معايا من سكات لـ اشيلك على كتفي ادخلك مكتبي !
نظرت له بخوف.. وشعرت بالاحراج من تهديده .. ثم ارتدت حذائها بسرعة.. ليسحبها إلى مكتبه بقوة بعدم اقتناعها ..
همست بعناد:
- ليه كده كنت سيبني اروح له
دلفت معه إلى مكتبه .. وما ان اغلق الباب خلفهم حتى هزها بعنف وصرخ بجنون :
- انتي عايزة تروحي لمين انتي اتجننتي ! عارفة ده ممكن يعمل فيكي ايه
جحظت عينيها وصرخت بعنف :
- ده عيل اصلا مش راجل ... بيستقوى عليها عشان فاكرها ضعيفة لكن انا اديته على دماغه بالجزمة ومعرفش يعمل حاجة... اااه لو كنت سيبتني عليه
اقترب منها بل أصبح قريباً جداً منها لتلفح أنفاسه الدافئة عنقها الناعم .. وينتشر عطره الرجولي المميز .. ليجتاح أنفاسها بقوة ... سمعته يهمس بتأنيب :
- انا عايز افهم .. انتي ازاي تعملي كده ؟؟؟
فقد استفزه تصرفها و اطارت بالباقي من عقله.. ليردف بهمس بجانب اذنها غير مصدقاً :
- ازاي تكوني بنوتة رقيقة ... وتضربي واحد همجي زي ده هااا .. ازاي فهميني
ازاي ضربتيه اصلا؟؟
احمر وجهها بدهشة وهي تحاول أن تبتعد عنه .. فقربه منها مهلك جدا ... فلاحظ خوفها وفركها .. شعر بالحرج فـ ابعدها عنه قليلاً
جاوبت كاميليا بتبرير :
- واسيبه يضرب زميلتي كده عادي ؟؟؟
انقبضت كفيه بقوة :
- وانتي ايه دخلك اصلا !!! هي زميلتك قالتلك تعالي اضربيه مثلا ؟.. ليه تدخلي نفسك في مشاكل
ثم أردف بخوف عليها لا يدري لماذا :
- انتي عارفة انتي قللتي منه ازاي قدام كل اللي في الشركة ! عارفة ممكن يعمل فيكي ايه لو مكنتش...
قاطعته كاميليا بابتسامة:
- البركة فيك بقى .. مانت جيت انقذتني من الثعلب المكار !
رفع حاجبه بدهشة :
- وهو انا المرة الجاية هتدخل !! افرضي كان  .. كان مد ايده عليكي
همست كاميليا بِغل:
- ميقدرش اصلا كنت اقطعهاله
نظر لها نديم بفضول وتساؤل:
- انتي غريبة اوي .. اللي يشوفك من بره ميقولش انك تعملي كده ابدا... ليه عملتي كده ؟؟
يكاد عقله يحترق من التفكير.. بينما ألم ماضي يخترق اضلاعها وصولا لقلبها .. كان شعورها بالخداع طوال السنين التي مضت لا يوصف .. خاصة أنه كان من أقرب الناس إليها.
اغلقت عينيها بشدة في محاولة لنسيان الماضي... وما فعله طليقها الحقير بها  ، تريد محو تلك الذكريات السيئة من ذاكرتها .
لتنظر له بحزن قائلة بتردد:
- هااه... لا انا بس صعبت عليا البنت...
شك نديم أن هناك شيء ما تخفيه خلف تلك الكلمات ... ثم سمعها تهمس برجاء:
-هو ممكن متعملش حاجة للبنت هي والله مالهاش ذنب انا كنت شاهدة على الموقف
نديم برسمية:
- هشوف
________
بعد مرور عدة أيام...
كانت تجلس معها تلك الفتاة "فريدة" التي تعرضت للموقف البشع منذ ايام مع خطيبها
همست فريدة بامتنان :
- شكرا على انك دافعتي عني قدام مستر نديم وساعدتيني مترفدش ولا اخسر شغلي
ابتسمت كاميليا برقة :
- انا عملت اللي كان لازم يحصل
هتفت الفتاة باعتذار وخجل :
- انا اسفة بجد على اللي حصل من خطيبي .. و متشكرة انك حاولتي تدافعي عني
جحظت عيناها بدهشة :
- هو لسه خطيبك ازاي ؟؟؟
ردت الفتاة بتبرير:
- احنا فرحنا كمان شهر
شهقت كاميليا بغضب :
- أن شاء الله يكون كمان ساعة !!! ما يتحرق الفرح ولا انك تتطلقي بعدين
ردت الفتاة محاولة التبرير بتردد:
- هو بس ساعات بيكون عصبي
نظرت لها بانزعاج وقاطعتها:
-صدقيني اللي ميحترمكيش من دلوقتي هيبهدلك بعدين
بينما الفتاة شعرت بالخوف ولكنها تحملته كثيرا ! أيعقل أن تتركه قبل الفرح بشهر !!
ولكن حديث كاميليا جعلها تأخذ حذرها وجملتها الأخيرة ترددت بأذنيها كثيرا .. لتحاول التفكير جيداً فهذا مستقبلها.. مصير حياتها !!
_________
كان يجلس مع مديرة الحضانة ليسألها عن اسر ابن أخته و عن ... دانا !!
- ازيك يا مِس نادية
استقبلته المديرة قائلة بابتسامة :
- اهلا بحضرتك
نديم بتساؤل:
- كنت عايز اسألك .. هي دانا باباها فين ؟ هي قالتلي أنه مسافر لكن مش بتكلمه ولا بتشوفه.. استغربت
همست المديرة :
- دانا والدها منفصل عن والدتها .. واللي فهمته من والدتها لما جت تقدملها عندنا أنها هي اللي شايلة المسؤولية كلها لوحدها .. لكن طبعا دانا متعرفش كده
- ازاي ؟
همست ببساطة:
- مامتها مش عايزة تجرحها أو تحسسها انها ناقصها حاجة.. خصوصاً أن باباها عمري ما شوفته في الحضانة خالص
شرد نديم بصدمة وفخر بتلك الأم التي راعت مشاعر طفلتها :
- معقولة في اب يسيب بنوتة زيها كده
- للأسف في ناس كده كتير..
________
في المساء...
جلس كمال بجانب الجد في الصالون وهو ممسكاً بهاتفه يلعب عليه ليهتف الجد بتأنيب:
- يابني ذاكرلك كلمتين ينجحوك انت في ثانوية عامة...عشان ربنا يكرمك وتبقى دكتور تشرف العيلة
قاطعه كمال بتصحيح:
- يا حاج و ربنا أنا ادبي ... هدخل طب ازاي بس من ادبي فهمني!!
رمقه الجد بغيظ :
- وكمان بتتريق على جدك؟
لتدخل أمه في تلك اللحظة قائلة بصياح:
- اسمع كلام جدك بقى وبطل تتريق عليه.. وسيبك من اللعبة اللي هتضيعك دي بابجي ايه و زفت ايه بس
- لا كله الا كده يا امي ... انا محبش حد يغلط في لعبتي المفضلة... متعرفيش انتي اللعبة دي بتفتح نفسي على المذاكرة ازاي
زفرت الام بنفاذ صبر :
- يابني اسمع كلام جدك بقى عنده حق...مش يمكن تبقى دكتور فعلا شاطر
قلب شفتيه باستياء:
- يا جدعان والله ما هطلع دكتور ... أنا ادبي والله
ضحكت الام قائلة :
- عارفة بس برضو ذاكر يا حبيبي عشان تدخل كلية حلوة كده تشرفنا وسيبك من بابجي دي اللي هتضيعك
ليسمعوا صوت جرس الباب فنهض كمال لكي يفتح وبيده هاتفه مفتوح على اللعبة، فوجد جهاد جارته
- اهلا ام عمر
تحدثت جهاد قائلة بنبرة ساخطة:
- اهلا يا استاذ كمال ياللي في ثانوية عامة
حذرها كمال قائلا:
- لا بقولك ايه...انا لسه مسكتهم جوه ومكتشفين اني ادبي مش علمي علوم... اوعي بقى تدخلي تشغلي ضميرك قدامهم
قهقت جهاد ضاحكة لتظهر غمازتيها الجميلة :
- يا واد الحق عليا خايفة عليك
رفع حاجبه بدهشة :
- ده احنا بنلعب سوا اصلا ولا نسيتي التيم بتاعنا
قهقت ضاحكة:
- خلاص خلاص مش هقول لحد
لتضيف قائلة بتساؤل:
- اومال كاميليا فين صحيح؟
- كاميليا في المطبخ بتعمل اكل لدانا...ادخليلها
دلفت جهاد إلى المطبخ الموجود بالشقة
كانت الشقة تحتوي على اثاث انيق كلاسيك و بعض الاشياء على التراث الحديث
فعائلة كاميليا كانت من الطبقة المتوسطة
ولكن كاميليا تريد ان تعيش ابنتها في مستوى أفضل، كتعليم ونشاط من الصغر
فما المانع وهي مقتدرة، فهي لا تريد أن يصرف عليها أحد ولا تحمل أحد مصاريفها
ولكن كل بضعة أشهر تأخذ حصتها ورث والدها بالاراضي فهو لديه أراضي بمحافظة أخرى.. يرعاها عمال
وبنفس الوقت تأخذ معاش كبير من والدها وحدها خاص بها
بالإضافة إلى عملها فهي تعمل منذ عدة سنوات والان اصبح مرتبها كبير جداً
أما باقي ورثها من والدها فوضعت جزء منه بحساب بنكي والجزء الآخر اشترت به ذهب لها حتى يزيد، فهي لديها طموحات كثيرة تريد أن تحققها
بينما جدها وأمها يساعدانها كل حين وآخر ولا يبخلان عليها بشيئ
دلفت جهاد إلى المطبخ المصمم على التراث الحديث الأمريكي
لتسلم عليها وتجلس معها على الطاولة الصغيرة بالمطبخ
- عندي لكِ حتة مفاجأة انما ايه
- مفاجأة ايه ؟
- جوزي وصل لحد من المستورديين الأساسيين للبس الاستوكات عشان تشتغلي فيه زي ما كنتي بتدوري
تدخل كمال مقاطعاً جهاد :
- يخرب عقلك يا جهاد هتخليها تشتغل في البالة
ردت جهاد بغيظ :
- بالة ايه يابني.. ده لبس ستوكات يعني ماركات بالتيكيت جديدة
- بالتيكيت !
ويتباع بنفس سعره الأساسي على كده ولا سعر تاني ؟
- لا طبعا بيتباع بسعر قليل جدا جدا في قطع بتوصل لربع التمن
ردت كاميليا بتوضيح:
- كمال يا حبيبي ... انا هفهمك
عندك مثلا براند زي زارا، بيرشكا، واللي أعلى منهم، هما مثلا كل موسم بيكونوا عايزين يحققوا تارجت معين للبيع..طالما وصلوا للتارجت ده خلاص بيبيعوا الكمية الزيادة بسعر أقل
بيجي بقى تجار يشتروا كل اللبس اللي عندهم وجديد طبعا بس بيشتروا بسعر أقل بكتير جدا
يعني لو هنفترض أن ستور كبير موجود عنده 100 قطعة من موديل معين، وهو نجح في بيع 90 قطعة منهم في الموسم.. واتبقى 10 قطع متباعوش.. فهو كده حقق التارجت المعين اللي كان محتاجه .. بيبدأ يبيع الباقي بأسعار مخفضة كتير وفي بيتباع للشركات والتجار اللي بيشتغلوا في مجال الاستوكات عشان يصدروها لباقي للدول
- لا حلو والله ... يعني زي اللبس الجديد بالظبط
- طبعا بالتيكيت كمان... تخيل في بنات نفسهم مثلا يلبسوا من براند معينة ومعندهمش المقدرة يشتروا من الاستور نفسه ف بيشتروا بقى من التجار اللي زي كده
- انا شايفة يا كاميليا انك اكتر واحدة هتنجحي في المشروع ده لأن أنتِ ذوقك حلو جدا في اللبس وغير كده عندك خلفية عن الموضوع ده وكنتي بتشتري قطع منهم من السيلرز الاون لاين...تخيلي بقى تشتري كمية وتصوري اللبس عليكي هينبهروا ويشتروه لأنك شاطرة بتعرفي توفقي من الطقم الواحد كذا ستايل
- تفتكري الموضوع فعلا هينجح؟
- طبعا يا بنتي .. جوزي كلم لك حد مستورد يد أول
وهبعتلك رقمه تتفقي معاه وتشتري القطع منه اول واحدة
قاطعها كمال بسرعة :
- لا تتفق مع مين ... اتفقفلها انا يا باشا واروح معاها كمان
ضحكت كاميليا قائلة:
- كيمو والعرق الصعيدي بتاعه بقى انتي عارفة
- راجل يا كمال والله... شطور
اعترض كمال بحنق :
- ايه شطور دي يا ستي ! انتي بتمدحي في عمر ابنك !
همست جهاد بتمني:
- المهم مين عالم مش يمكن المشروع ينجح اون لاين مع كوكي ويبقى ستور كبير بقى
همست كاميليا برجاء :
- ياريت ينجح مع الناس اللي حواليا بس الاول
- أن شاء الله يا كاميليا انا واثقة ان ربنا هيكرمك انتي جميلة وشاطرة ومجتهدة
- حبيبتي يا جهاد والله انتي جدعة اوي
وبالفعل اتفقت كاميليا بمساعدة شقيقها الصغير معها و والدتها
مع الرجل عندما نزل إلى مصر بعد يومين
واشترت منه كمية قليلة لكي تجرب بها المشروع
وصورت الملابس عليها أمام المرآة خاصتها
ليشتري منها بعض من الأشخاص حولها، فقد اعجبتهم الفكرة جدا
__________
بعد مرور أيام..
في الشركة
في مكتب نديم.. كان جالس يراجع بعض الاوراق واخته سارة جالسة في مكتبه .. وعلى يديها طفلها الرضيع
دلفت السكرتيرة قائلة:
- نديم بيه... المهندسة هند و المهندسة كاميليا و المهندس محمود بره عايزين يقدموا لحضرتك شغلهم
- خليهم يتفضلوا
دخل الثلاثة إلى المكتب ولفت نظرهم صراخ الطفل الرضيع و توتر سارة مما جعلها تشعر بالاحراج فهي غير قادرة على إسكات طفلها وحدها.. فقررت أن تغادر لتتدخل كاميليا في تلك اللحظة قائلة برقة:
- تسمحيلي اساعدك..
- انا لسه مأكلاه قبل ما نيجي مش عارفة مش راضي يسكت ليه
ترددت سارة قبل أن تعطيها ابنها .. فهيئتها صغيرة بالسن وبالتأكيد لم تقدر على تهدئة ابنها.. تناولته كاميليا برقة وتعاملت معه كأم وهي تهدهده بطريقة كأنها ام متمكنة .. لتطلب منها كاميليا زجاجة اللبن الخاص به .. فعقدت سارة حاجبيها بدهشة من خبرتها :
- لا مخدتهاش معايا
همست كاميليا بنصيحة:
- بعد كده لما تخرجي حاولي تحضريها عشان مش دايما هتعرفي تأكليه وهو بره
ثم اردفت بعد مدة قصيرة :
- انا حاولت اسكته على قد ما قدرت .. بس خدي بالك هو جعان .. ممكن تروحي التويلت وتأكليه هناك
اتسعت حدقتي عيناها بدهشة من خبرة كاميليا في التعامل مع طفلها :
- هااه.. ااه انا لازم اعمل كده ...
ثم اردفت بامتنان وحب :
- انا متشكرة اوي يا ..
- كاميليا
- وانا سارة .. اخت المدير
رحبت بها كاميليا بابتسامة :
- اهلا سارة هانم .. نورتي الشركة
بينما على الجهة الأخرى .. كانوا يتابعوها وهي تهتم بطفل سارة بخبرة متمنكة .. بنظرات الفضول والدهشة و الاعجاب..
رجعت كاميليا تكمل عملها معهم.. ونديم يرمقها بنظرات دهشة .. كيف عرفت أن تفعل ذلك ؟؟
وتهتم بابن اخته جيداً وهي لم تتزوج
لتهمس هند بخبث و دهشة :
- غريب اوي انك عرفتي تسكتي البيبي ... اللي يشوف كده يقول انك مامي
ابتلعت كاميليا ريقها بسرعة قائلة :
- مانتي عارفة انا مش متجوزة.. مامي ازاي بس
بعد إنهاء عملهم وخروجهم من المكتب
أوقفت هند زميلها محمود بجانب زاوية بالشركة قائلة بفضول :
- محمود شوفت اللي حصل جوه ! هي ازاي قدرت تسكت البيبي
محمود باستغراب :
- أيوة ماشاء الله كاميليا طلعت شاطرة
هتفت هند بضيق:
- شاطرة ايه بس .. دي زي ما تكون مش اول مرة.. شوفتها بتتعامل ازاي مع البيبي... كأنها عندها خبرة كبيرة
ثم اردفت بشك ووعيد:
- البت دي وراها حاجة .. وانا هعرفها
محمود بعدم اقتناع :
- حاجة ايه بس يا هند ! كاميليا .. دي طيبة و بريئة
صاحت هند بغيظ:
- يا سلام !!براءة ايه بعد ما ضربت الراجل بالجزمة على دماغه ؟ لا خالص طيبة ايه بس دي قادرة ومفترية.. بس انا هعرف وراها ايه كويس اوي
ثم اردفت برجاء :
- انت لازم تساعدني اعرف..
لتلعب على الوتر الأهم قائلة بغمزة:
- وبعدين مش انت نفسك توصلها وهي مش مديالك وش غير وش جد في الشغل بس... يمكن لو عرفنا عنها حاجة نمسكها في صالحنا
محمود بحماس:
- وهتعرفي ازاي بقى؟
هند بنبرة شيطانية :
- همسك تليفونها بس انت تساعدني في الخطة اللي هعملها
_________
قبل نهاية وقت العمل بساعة
شهقت هند بعصبية وهي تبحث عن هاتفها بتمثيل متقن جدا.. لتحاول كاميليا مساعدتها هي ومحمود والبحث عنه
فتشت هند بين بعض الأوراق قائلة بضيق:
- انا مش عارفة راح فين كان لسه في ايدي
كاميليا بهدوء:
- احنا هنساعدك متقلقيش.. تلاقيه راح هنا ولا هنا بس..
رد محمود بتفكير:
- طب ما نتصل عليه
زفرت هند بحزن:
- معمول سايلنت للأسف .. هنسمع صوته ازاي بس
سألتها كاميليا :
- مش معمول Vibration حتى ؟
اومأت بإيجاب:
- اه
ثم وجهت كاميليا كلامها لمحمود بسرعة :
- طيب رن عليه يا محمود عشان رقمها مش معايا
محمود بدهشة مصطنعة:
- انا الكريديت بتاعتي خلصانة للأسف.. لسه هشحن النهاردة
كاميليا ببراءة:
- طيب انا معايا رصيد هتصلك انا عليه ويارب نلاقيه.. قولي الرقم كام
لتتناول هند الهاتف بخفة :
- لا هاتي انا اكتبه ...
وهي تكتب رقمها .. لاحظت وجود صورة خلفية لكاميليا تبدو يوم ولادتها وهي تحمل طفل رضيع وعيونها تنظر له بحب وحزن وكأنها ! نظرة ام لطفلها، لتقلب الشاشة لتأتي صورة أخرى لطفلة اكبر قليلا فتأكدت أن الرضيع كان طفلة وليس طفل... سيطرت هند على ملامحها بشدة وهي ترن على هاتفها ليسمعوا صوته بعد قليل فوجدته و شكرت كاميليا على مساعدتها لها ... بينما يدور في رأسها افكار شيطانية كثيرة... اخيرا سوف تتخلص من كاميليا وتزيحها من الشركة
_______
في نهاية يوم العمل...
وبعد خروج كاميليا من المكتب.. اقترب محمود من عند سريعا ليسألها بفضول :
- ها يا هند لقيتي حاجة ؟
هند بنبرة شيطانية:
- لقيت حاجة جامدة ... احتمال تخليها تمشي من الشركة
قطب محمود ما بين حاجبيه بضيق:
- لا لا تمشي ايه .. سيبيها.. لقيتي ايه بس ؟
ضحكت هند بسخرية:
- الأستاذة طلعت متجوزة!! وام كمان
شهق بصدمة :
- متجوزة ازاي ؟؟؟ اومال مش لابسة دبلة
هند بغضب :
- في بنات **** كده .. بيحبوا يخفوا حياتهم عشان تعرف توقع حد غير جوزها.
محمود باشمئزاز غير مصدقاً:
- معقولة كاميليا كده !! دي شكلها بريئة .. دي شكلها اصلا كأنها متجوزتش !
هند باستحقار:
- لا طلعت متجوزة و مخلفة كمان تخيل
ثم اردفت بكراهية:
- بس وحياتك لاخليها عبرة لكل واحدة تفكر تعمل الحركات ال**** ... هفضحها قدام الكل بكرة .. بس اصبر عليا
______
في اليوم التالي
في غرفة الاجتماعات بالشركة..
قبل بدأ الاجتماع.. وقفت هند أمام كاميليا قائلة بنبرة ساخرة:
- انا اعرف الواحدة تخفي انها متجوزة ماشي .. في ستات واطية كده عادي .. لكن اللي تخفي انها ام و عندها بنت دي بقى نسميها ايه !!!!.
التفت الجميع إلى صوت هند بفضول ودهشة
جحظت عيني كاميليا بدهشة وتوتر :
- انتي.. آآ... بتتكلمي عن مين !!
لتجيبها هند بسماجة و ابتسامة صفراء:
-بتكلم عن اللي عمالة تتسهوك وتلفت الأنظار وهي ناسية انها متجوزة و ام كمان !!!
شهقت كاميليا بصدمة مدافعة عن نفسها :
- انتي بتقولي ايه... انا مسمحلكيش تتكلمي كده عني
كانت صدمة كبيرة لكل الجالسين بغرفة الاجتماع ... بينما نديم نظر لها بتوجس منتظرا ردها أولا
صاحت هند بصوت عال :
- ورقتك اتكشفت خلاص يا مدام ! ... انا عرفت حقيقتك القذرة اللي مخبياها عننا ... بعد ما شوفت صورة بنتك بالصدفة على موبايلك... اللي أنتي بتنكري وجودها
تابع نديم كل ما يحدث بصمت ..
أيعقل أن تكون خلف تلك البراءة .. امرأة لعوب وخائنة مثلها !! وفوق كل هذا لم تعترف بطفلتها وتنكر وجودها ! شعر بالضيق من إنكارها لطفلتها كما تدعي هند ..
هزت كاميليا رأسها بنفي قائلة باندفاع:
- اخرسي... انتي مالك اصلا ! .. انا مسمحلكيش تقولي عني كده ... انا لو متجوزة هقول عادي مش هخبي ... 
ثم اردفت وهي ترفع رأسها قائلة بكل شموخ و قوة :
- بس انا مش متجوزة  .. انا منفصلة و ام لطفلة هي كل حاجة في حياتي  .. وفخورة اني امها ... كون اني خبيت بس عشان حياتي الشخصية مالهاش علاقة بشغلي طالما مش هقصر فيه .. ومش مجبرة اني أذيع خبر اني مطلقة لحد معرفوش
تحولت صدمة الحضور من الغضب في البداية من توقعات هند عنها بقذارة أنها متزوجة و تداري ذلك
حسنا .. هند توقعت ذلك لأن تفكيرها قذر مثلها ..
لتتحول نظرات الحضور إلى الذهول و السعادة للبعض !!!
والبعض الآخر اعتقد انها فرصة سهلة للوصول لها !
شعرت هند بالغيظ فخطتها باتت بالفشل.. لتحاول أن تستغل اي فرصة لصالحها ..
ابتسمت هند بسخرية:
- مطلقة يعني .. ايه المشكلة لما تقولي ؟؟؟ وكنتي مخبية ليه بقى علينا ... مع اني امبارح سألتك قولتي انك مش ام ولا اتجوزتي .. وكدبتي على مستر نديم ووحيد لما قدمتي في الشركة ومقولتيش انك مطلقة يعني !
تدخل نديم اخيرا في تلك اللحظة قائلا بحزم :
- ومين قالك اصلا انها كدبت عليا يا هند ؟؟
يتبع......
_________
نظرت له هند باستغراب شديد !!
بينما كاميليا صمتت حينما تحدث هو ... وشعرت بالاستغراب .. لم تكن تتوقع رده هذا !  
شهقت هند باستغراب :
- ها ... يعني حضرتك كنت ...
ابتسم نديم وهو ينظر إلى عيني كاميليا قائلا بغموض:
- أيوة كنت عارف ... من اول يوم اشتغلت فيه كاميليا وهي قايلالي .. وانا احترمت خصوصيتها ومتكلمتش عن الموضوع ده قدام حد
ابتسمت كاميليا بانتصار ... يا الهي ... لقد انقذ موقفها تماما ... وغير الحوار لصالحها هي
أردف نديم وهو يرمق هند باستهزاء:
- زي ما انتي محترمتيش خصوصيتها وحبيتي تحرجيها قدام الكل .. وشكيتي فيها انها على ذمة راجل و بتنكر وجوده هو  و بنتها !
هند بتبرير:
- انا مكنش قصدي ... انا بس شكيت انها ....
قاطعها بعصبية:
- واهو دلوقتي عرفتي الحقيقة ... وفكرتي في واحدة مالهاش ذنب بطريقة مش كويسة..
نهايته .. الموضوع ده انتهى هنا وياريت اللي حصل ده ميتكررش !
ثم أردف بصرامة:
-احنا هنا في شركة بنشتغل... الحياة الشخصية لاي حد هنا متخصش حد .. وانتي يا استاذة هند اعتذري للمهندسة كاميليا
هزت رأسها برفض قائلة بضيق :
- ايه ؟؟؟ ايه اللي حضرتك بتقوله ده .. وكمان اعتذر! انا قولت مكنتش اعرف بس مش لدرجة اعتذر
وجه نديم حديثه لوحيد قائلا بصرامة:
- الاستاذة مخصوم منها 3 ايام ..
نظرت نحوه بصدمة و قد تحول الامر لمنحنى آخر.. لتهتف سريعا بأعين دامعة معترضة:
- ايه !!!! يا فندم انا ...
قاطعها نديم بوعيد :
-واي حد هيفكر يعمل زيها تاني ويدور ورا حياة موظف عندنا ولو بالصدفة ... هيبقى عقابه اسوء من كده ... مفهوم !!!
ليقف خلف طاولة الاجتماع هاتفا للجميع:
- يلا نكمل الميتنج اللي اتعطل على الفاضي ده... وياريت اي كلمة اتقالت هنا تنتهي هنا متخرجش بره
رمقت هند كاميليا بضيق وغضب ...
بينما بادلتها كاميليا نظرات انتصار وشموخ ... وكأنها كسبت شيء كبير ! فـ نديم انقذ موقفها من خطة هند الشريرة تجاهها
بعد انتهاء الاجتماع ... انتظرت كاميليا خروج الجميع لتقف أمامه قائلة بامتنان :
- انا متشكرة اوي يا فندم على اللي حضرتك عملته معايا..
نظر لها نديم بتساؤل:
- ليه خبيتي عني ؟؟ هو انا كنت هقول لحد مثلا !
كاميليا بحرج :
- لا بس ....
همس بنبرة غامضة :
- بس ايه ؟؟
كنتي ناوية فعلاً توقعي حد في حبك، وتخبي شوية موضوع انك مطلقة
قاطعته باندفاع:
- حضرتك قبل ما تحكم على حد اعرفه الاول واتأكد قبل ما تتكلم وتعرف منه إللي الحقيقة..
هتف بنبرة ساخطة :
- الحقيقة اني فهمت اللي في دماغك و اتأكدت دلوقتي من اللي حصل ...
زفرت باستغراب:
- غريبة .. مع أن حضرتك دافعت عني قدام هند
رد بتبرير :
- انا بس نهيت الكلام عشان احنا كنا في ميتنج بتشتغل .. مش منتدى فتكات للرغي !
كزت على أسنانها:
- وحضرتك خلاص صدقت كلام هند وركبت حوار وهمي من خيالك !
همس بنبرة ساخرة:
- كنتي ناوية توقعي مين بقى ؟! ولا هتبتدي بـالمدير !
زفرت كاميليا بتبرير:
- انا قدمت في كذا وظيفة قبل دي ... ولما كانوا بيعرفوا حوار الطلاق كان رأيهم بيتغير ناحيتي ونظراتهم
صمتت .. ليقاطعها نديم بتفهم : 
- مش كل الناس حقيرة زي بعض ..
صاحت باندفاع :
- لا فيه ... في كتير !
وحتى الشخص المحترم فيهم بيتهمني دلوقتي اني عايزة أوقع حد !!!
رفعت حاجبيها باستهجان وهي تنوي الخروج من المكتب :
-لا شكرا....انا مش محتاجة اعمل كده
ولو حضرتك فاكر اني من النوع ده يبقى اعتبر استقالتي هتبقى عندك
أوقفها نديم عن التحرك... ليهمس بضيق:
- انتي فعلا كل ما كنتي بتقدمي في شغل كان بيقابلك اشكال قذرة !
لم ترد عليه لتشيح وجهها بغضب ... فأدرك انها لا تريد التحدث عن ما سبق
زفر وهو يعدل من رباط عنقه:
- عموما حصل خير .. دلوقتي محدش هيقدر يتكلم في موضوعك خلاص.. كله هيخاف بعد موقف هند ..
ليردف قائلا بهدوء معتذراً:
- أما بالنسبة للاستقالة وانك تسيبي الشغل والكلام ده مرفوض اصلا !
انا بس معرفش أن كل ده حصل معاكي... ويمكن فكرت انك خبيتي عشان سبب مش صح
روحي على مكتبك يا كاميليا وكملي شغلك
وانا بعتذرلك عشان شكيت فيكي انا حقيقي مكنتش اعرف الموضوع ده
طريقته بالاعتذار عما حدث منه وموقفه تجاه هند جعلها تتراجع ... لتهمس كاميليا  :
- خلاص حصل خير... وعموما انا بشكرك انك حاولت تنهي التصرف ده ... وتعرفها انك كنت عارف حتى لو كان مش حقيقي
سألها نديم بتذكر:
- انتي كنتي عايزة تشتغلي عشان بنتك مش كده ؟
اومأت بضيق :
- أيوة باباها ميعرفش عنها حاجة ولا بيصرف ... بس انا كده كده بشتغل من وانا بدرس بس مش في مجالي.. عشان اقدر اوفرلها مصاريفها ومصاريفي الشخصية
نديم بابتسامة :
- غريبة اوي ... مع أن واحدة غيرك كانت ممكن ترميها لابوها وهو يشيل الليلة كلها وانتي تعيشي حياتك لوحدك
هزت رأسها بنفي قائلة:
- عمري ما اعمل كده ... هي كل حاجة في حياتي ... حتى لو بتعب عشانها ... مش مهم .. هي تستاهل ... وعشان ميجيش يوم وتكرهني اني عملت كده واتخليت عنها .. دي بنتي
ابتسم نديم من حديثها بفخر .. هي صغيرة وامامها الحياة لتعيشها وحدها كما تحب .. لكن هي فضلت أن تفعل كل شيء لأجل ابنتها الصغيرة...
استأذنت كاميليا لتخرج تكمل عملها ... ليدخل بعدها وحيد إلى مكتب نديم قائلا بجدية :
- ياخي انا اللي شاغلني في الحوار ده كله .. حاجة واحدة بس !
- خير
ابتسمت وحيد بعبث :
- ازاي واحد عاقل يسيب واحدة زي كاميليا دي !
ابتسم نديم بسخرية :
- والله مانت نافع
قاطعه وحيد بابتسامة :
- متنكرش أن البنت زي القمر..
نديم بوعيد :
- شكلك وحشك الخصم
وحيد باستسلام:
- لا وعلى ايه .. كده فل اوي .. انا عايز مرتبي يكفيني لحد اخر الشهر يا باشا
_________
بعد خروج كاميليا من مكتب نديم ..
قاطع شرودها صوت الفتاة "فريدة" التي تسببت كاميليا بضرب خطيبها... يا الهي .. كاميليا تغيرت كثيرا
الطلاق غيرها تماماً .. تحولت من الفتاة البريئة الضعيفة ... الى اخرى قوية شجاعة .. لا يهمها أحد .. هي الان تستطيع أن تقف أمام اي شخص .. هي فخورة بشخصيتها التي تغيرت للأفضل من وجهة نظرها.. فخورة بكل شيء تفعله وتغيره بنفسها ...
التجربة الصعبة التي تحدث في حياتك وتبتلي بها هي أن الكون يخاطبك ويوضح لك ؛ من أنك شخصاً شجاعاً ، ولديك قدرة عالية على التحمل ، ولديك القدرة الكاملة على مواجهة الظروف والأحداث التي ليست في نطاق قدرات أو إمكانيات أي شخص.
ومغزاها هي أنك أقوى مما تعتقد.
التفتت كاميليا إلى الفتاة ترحب بها :
- عاملة ايه يا فريدة
ردت الفتاة بامتنان :
- انا الحمدلله تمام...انا مش عارفة من غيرك كنت هبقى ضعيفة وهضيع عمري وحياتي لمجرد أن الفرح قرب و حاجزين كل حاجة .. عشان واحد كان ممكن يدمر حياتي
ثم اردفت بشجاعة وحزن :
- انا سيبت خطيبي عصام
ابتسمت كاميليا بفخر:
- جدعة انك عملتي كده ...
ثم اردفت بحزن كبير :
-انا مريت بتجربة صعبة مش حابة احكي عن اللي فات ... لأنه بيتعبني نفسيا .. بس اللي حابة اقولهولك.. اني خسارتي اصعب منك .. انا انفصلت ومعايا طفلة هو ميعرفش عنها حاجة .. وانا اللي شيلت الليلة كلها لوحدي
رمقتها فريدة بدهشة وحزن :
- معقولة  .. مش باين عليكي خالص .. ربنا يعوضك يارب.. عشان كده قولتيلي أن انا كده موقفي احسن عشان خطوبة
اومأت كاميليا بإيجاب:
- بصي فترة الخطوبة دي معمولة للتعارف.. ربنا بيبعت لنا فيها إشارات كتير .. ساعات فيه حاجات بتبان وفي حاجات تانية بتظهر بعد الجواز ... يمكن انتي حظك حلو أن الحقيقة بتاعة الشخص ده معظمها ظهرت في الخطوبة .. لأن انتي مش مطلوب منك انك تعدي وتستحملي عشان المركب تمشي والكلام اللي بيتقال ده ... انتي مش في المركب اصلا !
اومأت فريدة بتفهم:
- عندك حق .. انا يعتبر لسه على البر .. صحيح كله وقف ضدي لما خدت القرار ده ومش بعد سنتين خطوبة تفركشي .. وبعد ما خلصتوا كل حاجة.. بس انا سمعت كلامك .. وحتى صليت استخارة بقيت مرعوبة وقلبي مقبوض ... خايفة اوي.. حسيت ان خسارة قريبة ولا مكسب بعيد ... كلامك وقتها ليا فهمني حاجات كتير
ردت كاميليا بثقة:
- الخطوبة اتعملت اصلا عشان نتعرف ونشوف هنكمل ولا لا .. انما مش فرض عليا اني اتجوز في النهاية .. ما هو ماينفعش اشوف حاجات وحشة واكمل .. يبقى اكيد النهاية هتبقى مسؤوليتي لوحدي والندم كله هيبقى لقلبي بس .. وانا ليه اعمل في نفسي كده .. الخطوبة لما تتتفسخ بسبب عدم توافق او شخصية متتعاشرش هازعل اه لكن اكيد هاكون بخير بعد مدة .. مش احسن ما اعيش ف المأساة دي للأبد ؟ انتي دلوقتي بطولك كده من غير ما تتحسب عليكي جوازة ... انا بقى خسارتي اكبر .. طلاق و بنت مالهاش ذنب
همست فريدة بغيظ:
- ده غير أنه حاول يمد ايده عليا تاني لما فركشت ... بس الحمدلله اهلي وقفوله وعرفوا ساعتها أن كان عندي حق.. وحاول يطلعني انا غلطانة و بمشي ورا كلام صحابي
قاطعتها كاميليا بحدة:
- الراجل اللي يمد ايده عليكي لا ... واللي يقلب عليكي الترابيزة ده ميتعاشرش اصلا
ابتسمت فريدة بامتنان :
- شكرا.. شكرا انك خليتيني اخد أهم قرار مصيري لحياتي ...
ابتسمت كاميليا بخفة:
- العفو ... متقوليش كده انا موجودة في أي وقت ... واكيد ربنا هيبعتلك حد كويس شبهك
همست فريدة بحزن وندم:
- بس يمكن صعبان عليا الحب والوقت والمشاعر اللي ضيعتها مع الشخص الغلط.. احساس الفركشة ده صعب اوي .. هو انتي مريتي بـ ده ازاي ... حاسة ان مش سهل اعمل موڤ اون او انسى بسهولة ... انا ضيعت سنة ارتباط وسنتين خطوبة من عمري ووقت ومشاعر
كاميليا بابتسامة :
- بصراحة اللي ساعدني في كده اني روحت لـ ثيرابيست شاطرة ووقفت جنبي وقتها شرحتلي الحقيقة بس يمكن انتي متحتاجيش لأن انا كنت اصعب منك... بصي دايما الواحد بيبقى متخيل وقتها ان الدنيا وقفت واسودت وان قد ايه الواحد ضيع وقت ومجهود وحب ومشاعر بس مع الوقت ده مش بيكون تضييع وقت على قد ما بيكون درس ودافع اننا دايما نكون احسن.. وصدقيني هيجي يوم وهتنسي كل حاجة كانت حلوة بينكم ... هتفتكريله الوحش بس
زفرت الفتاة بأعين دامعة:
- ليه اصلا يحصلي كده.. معقولة بسبب خناقة ظهر منه كل ده ... منه لله بسببه الناس هتفضل تقول دي فركشت قبل الفرح بشهر ومش هخلص منهم
كاميليا بإقناع:
-يمكن ربنا عمل كده وخلاه يتخانق معاكي عشان تتعلمي و محدش يعملك فيكي كده تاني ... وصدقيني صدقيني ربنا بيعوض بشكل فوق ما تتخيلي ومن غير ميعاد ولا ترتيب.. وبعدين فكك من الناس خالص شوفي نفسك ركزي في حياتك بعيد عنهم
نحتاج أحياناً إلى الخلافات ، لمعرفة ما يخفيه الآخرون في قلوبهم ، فقد تجد ما يجعلك مندهشًا ، أو ما تنحني له من باب الاحترام.
________
في المساء... بينما كانت كاميليا عائدة إلى منزلها وبيدها ابنتها بعد انتهاء التمرين الخاص بها .. اوقفتها فتاة جارتها وتكبرها بعدة سنوات.. ركضت دانا إلى العمارة التي تسكن بها كاميليا وتركت امها بعد أن سلمت على الفتاة
همست الفتاة قائلة بـ ذهول :
- هو الطلاق بيحلي كده ؟ اومال احنا ايه حصلنا في الجواز بقى.. ده كده الطلاق طلع حلو بقى ياريت نبقى زيك
زفرت كاميليا بضيق:
- لا يا حبيبتي متمناش ابدا تكوني زيي .. انتي بس شايفة الصورة اللي بره .. لكن اللي جوه غير
قاطعتها باستغراب :
- بس برضو انتي عايشة حياتك و الصراحة يعني باين أن الطلاق مش مأثر اوي فيكي... كويس انك مكملة بعد اللي حصلك
نظرت كاميليا إلى ساعة يدها ثم ردت من بين أسنانها :
- ادعيلي بقى ... عن اذنك لازم اطلع عشان بنتي سبقتني ويدوب اغيرلها هدومها وأكلها واذاكرلها وانام بدري عشان عندي شغل الصبح ودانا عندها حضانة و تمرين
رمقتها الفتاة بخبث :
- ها .. اه يا حبيبتي ربنا يعينك
ثم همست لنفسها بعد أن تركتها قائلة بغيظ :
- قال بتظهرلي انها بتتعب ومشغولة ... وهي عايشة حياتها احسن مني اللي متجوزة ومخلفة
بعض الناس يرون الأشياء كما هى ويتسائلون لماذا ، وآخرون يحلمون بأشياء لم تكن أبداً ويتسألون لم لا
_________
دلفت كاميليا إلى مكتب نديم عندما طلبها
تحدث وهو يترك ما بيده من ملفات :
-كاميليا ... احنا عندنا في الشركة .. في ناس بتشتغل وقت اضافي بيكون يومين في الاسبوع.. عشان يخلصوا شغل زيادة أو مستعجل أو شغل ناس اخدة اجازة ... و طبعا بياخدوا زيادة في المرتب عن كل ساعة زيادة عن وقت شغله ... انا قولت اقولك عشان لو بتفكري تزودي مرتبك شوية عشان بنتك ومصاريفها
انشرحت ملامح كاميليا بسعادة:
- بجد .. ياريت فعلا.. بس كده هيبقى شيفت مسائي صح
- أيوة بالظبط
كاميليا بابتسامة:
- طيب هشوف ماما كده يارب توافق ..
نديم بتذكر:
- عموما النهاردة فيه شغل لو حابة تبدأي معاهم ولو اثبتي نفسك هيبقى كويس اوي ليكي
همست بامتنان:
- ميرسي اوي يا باشمهندس نديم... انا حتى كنت بفكر اشتغل شغل تاني بالليل بس يكون قريب من بيتي
- لا حرام هتشتغلي كل يوم .. انا شايف ده احسن ليكي مجرد يومين في الاسبوع .. شوفي كده وبلغيني
اومأت بتأكيد:
- خلاص تمام...
_______________
اتصلت كاميليا على امها محاولة إقناعها بتلك الفرصة
- يا ماما صدقيني دي فرصة كويسة... متقلقيش والله انا هخلي بالي من نفسي ... يا ماما مش هتأخر حاضر والله...بس خلي كمال أو جدو في طريقهم ياخدوا دانا من الحضانة .. او ممكن لو جهاد راجعة البيت ترجع مع زينة بنتها.. هتصل بيها اسألها .. سلام
أغلقت الهاتف مع امها وبلغت مديرها بموافقة والدتها
____________
في المساء..
اثناء خروجها من عملها..
حملت حقيبتها وتوجهت إلى خارج الشركة ..
سارت في الشارع لعلها تلحق المواصلات الجماعية.. فهي عندما بدأت بالعمل فقد أدركت بأنها يجب أن تنسى رفاهية التنقل بسيارات التاكسي اقتصادا في المصروف ... تركب مواصلات داخلية لكي توفر دخل اكبر لها و لابنتها حتى لا تحتاس باقي الشهر دون مرتب .. تذكرت حالها وما وصلت إليه .. ما تمر به كثيراً عليها .. 
هي أصبحت انجح واقوى ولكن من الداخل هي هشة جدا .. رقيقة من الداخل
تتحمل المسؤولية وحدها كاملة .. اقتربت أن تكمل اربع سنوات وحدها مع ابنتها ... وهو لم يسأل عن ابنته ابدا ولا يرسل إليها اي مصاريف
تتحمل مضايقات الناس وكلامهم السخيف بسببه ... بسبب تجربة زواج سابقة !!
دمعت عيناها غصب عنها على حالها وما وصلت إليه
- ايه يا قمر ...بتعيطي ليه ؟
انتفضت عندما سمعت الصوت الخارج من ظلام الليل بالشارع.. فأسرعت في المشي وقد انتابها إحساس كبير بالخوف والرعب عندما سمعت صوته يقترب منها أكثر
فاقترب من الناحية الاخرى شخص عملاق يحمل سكينا وعيونه حمراء تنذر بالانتقام والشر.. تعرفه !!!
تعرف هذا الشخص جيدا ... فهو عصام خطيب فريدة السابق .. الرجل الذي ضربته على رأسه بحذائها بالشركة
أرادت أن تهرب او تدافع عن نفسها ف حاصرها أكثر وهو يقترب منها .. قائلا بسخرية :
-بس مالكش دعوة بيها..
ثم أردف وهو ينظر لها نظرات شيطانية قائلا بوعيد :
-دي تخصني انا ... حسابها معايا انا وبس
أرادت أن تتكلم أن تصرخ ، فوضع السكين الباردة على رقبتها محذرا إياها فيما انبعثت من بين أنفاسه القذرة عبارات التحذير :
- اخرسي يا بت.. لو حاولتي تصرخي بس هتلاقي رقبتك و وشك الحلوين دول اتشوهوا ...
ارتعبت خوفا وهي تكتم صراخها بالغصب ... انه اصعب مشهد تعرضت له بحياتها !
بعد مواقفها مع سامح !
ثم همس بجانب أذنها بصوت عال كفحيح الافعى :
-بس الله اعلم بقى وقتها هتبقى عايشة ولا لا
همست بنبرة مرتعبة:
- أا.. انتوا عايزين مني ايه ؟؟
سمعت ضحكات شريرة منهم أثارت الرجفة في جسدها :
- تعالي معانا واحنا نروقك ونعرفك عايزين منك ايه
حاولت أن تداري خوفها والتظاهر بالشجاعة وهي ترفع يديها بوجهه محاولة صفعه:
- انت فاكرني ايه يا بني ادم انت
امسك يدها قائلا بتحذير خطير :
- لا .. اوعي شيطانك يلعب في دماغك تتشطري عشان هيجي على دماغك في الاخر... ف خليكي شاطرة كده واسمعي الكلام عشان مش هسيب حقي يروح كده
نفضت يداها منه بقرف:
- حق ايه ده ؟؟؟
عصام بغيظ :
- حقي منك ... او حقين .. مرة لما ضربتيني في الشركة و قليتي ادبك بالكلام عليا والمرة التاني لما زنيتي على خطيبتي ولعبتي في دماغها لحد ما سابتني...
ثم أمسك طرف السكين البارد ملامسا رقبتها وهو يحاول تهديدها بما سوف يفعله بها :
-انتي بوظتيلي حياتي يا مرا وقولتي اني مش راجل.. بس وحياتك ما هسيبك على اللي عملتيه فيا واثبتلك بقى الرجولة عاملة ازاي
تراجعت خطوة إلى الوراء وهي تهتف بتوتر:
- انا .. مخليتش خطيبتك تسيبك .. هي خدت القرار لوحدها
ضحك بسخرية :
- فريدة عملت كده من نفسها ؟؟! ده انا كنت بجري في دمها كده ... بتعشقني.. متقدرش تتخلى عني .. عملت فيها مهما عملت وبرضو مكملة معايا
هزت رأسها بحدة :
- انت مريض يالا مش طبيعي ... ما تسيبها في حالها وتتجوز غيرها وخلاص
صرخ بها بغضب :
- حتى لو هسيبها هي .. مش هسيب حقي منك.. هحاسبك على كل غلطة عملتيها في حقي .. ده انتي عملتي اللي مفيش راجل قدر يعمله فيا
ثم صاح بعنف :
-حتة عيلة مفعوصة زيك تقول عني مش رااااجل !!! وتضربني بالجزمة على راسي
زاغت عيناها عليهما لا تصدق المأزق الذي أوقعت نفسها فيه... فحاولت استخدام حقيبتها مدافعة عن نفسها ... فأخذها منها الرجل الاخر
فحاولت أن تصرخ بصوت عال... فأمسكها من ملابسها بعنف قائلا:
- قولتلك لو حاولتي تصرخي ولا تمدي ايدك هتزعلي وهيجي على دماغك .... انتي غبية ليه؟؟؟؟
فأمسك الرجل الثاني ذراعها من الخلف .. ليحاصرها لكي لا تهرب منهم .. فلكمته بكوعها بقوة قائلة باشمئزاز :
- اياك تحاول تلمسني يا حيوان انت ...
تأوه الرجل الثاني ... ليقترب منها عصام وهو ينوي لها شرا على فعلتها به .. وفجأة عاجلها بصفعة اسقطتها على الأرض لتبصق بعض الدماء من فمها ... فسحبها من يدها واجبرها على النظر إليها قائلا بغضب :
- لا متخافيش يا حلوة مش هيلمسك بس ... ياريت تيجي على كده .. ده انا بقى *****
شهقت بألم من صفعته فكانت قوية على وجهها الصغير ... ردت من بين شهقاتها:
- سيبني...
صفعها مرة أخرى وهتف بها :
- اخرسي... عشان انتي مش هتتربي الا بكده ... 
شعرت بوجهها يشع نارا من صفعاته المؤلمة لها ... فامسكها من شعرها بقوة ثم قال شامتا بها وما ينوي فعلته :
- انا في الحالتين مش هسيبك ولا هسيب حقي ... فـ ارضي بالأمر الواقع من سكات عشان الطريقة التانية هتدمرك بس شكلك هتخليني استخدمها ... عشان بعد كده تمدي ايدك على راجل وتقنعي واحدة تفركش مع خطيبها لمجرد أنه مد أيده عليها
سالت دموعها بغزارة.. لم تتخيل يوما أنها ستتعرض لهذا النوع من الإهانة :
- كنت خايفة تعيش زي اللي انا عيشته ... كنت خايفة تجرب اللي حصلي .... خوفت عليها 
أمسكها الرجل الذي معه من ذراعيها بعنف .. ليقوم عصام بشدها من بلوزتها وقام بشق البلوزة من الاعلى وبيده الأخرى قام بوضع السكين على الناحية الحادة على بُعد سنتيمترات قليلة قريبة من وجهها لكي لا تفكر بالهرب أو المقاومة وهو يبتسم بغل من ما سوف يفعله بها...
يتبع......
في أثناء سيره من الشارع الذي بجانبهم بالسيارة .. لمح حركة غير طبيعية لرجلان ومعهم فتاة يحاولان اذيتها ومضايقتها... الأمر كان مقتصر على مضايقة ... حتى تمادوا لدرجة أن الفتاة حاولت ضرب شخص منهم وهي تحاول التملص منهم ..
ليرسل رسالة إلى مدير عمله بأنه سوف يتأخر قليلا وأنه سيركن السيارة بالشارع الجانبي القريب من الشركة
فنصحه نديم بالاتصال على الشرطة حتى لا يحدث له شيئ
شعر نديم بالقلق على سائقه ... وعلى الفتاة التي لا يعرفها
ليخرج هو ويسير إلى الشارع الجانبي الذي وصفه له سائقه
ظلام الشارع لم يتبين من مظهرهم جيدا ولكن .. هي فتاة بريئة على اي حال !
حتى لو لم يعرفها ... فهو سوف يدافع عنها
فمن الممكن أن تصبح اخته أو والدته في ذلك الموقف
لما لا يساعدها !
نزل من سيارة مديره قبل اقترابه ... و سار من خلف السيارات الموجودة بالشارع الفارغ
ومع اقترابه لمح الفتاة جيدا ... انها تعمل لدى مديره !
لم يشعر كيف انطلقت قدميه تسابق الريح حتى وصل إليهما  فرفع قدمه ليضرب عصام بركلة أفقدته توازنه...
ليمسك صديق عصام السكين وهو يهدده أن يبتعد عنهم
فوصل في ذلك الوقت نديم ليدرك من بعيد أن الفتاة هي !
كاميليا !!
ليتجه بسرعة نحوهم
ليضربه بركلة هو الاخر فسقط السكين من يده بعيدا
ليضربه سائق نديم .. بينما ارتمى نديم على عصام يكيل له اللكمات  معيدا تصميم وجهه نهائيا ، فيما كان الرجل الآخر يتشاجر مع السائق فضربه على معدته بقوة ليسقط السائق أرضا متألماً.. بينما الرجل صديق عصام امسك كاميليا من شعرها وهو يهدده أن يترك عصام قبل أن يحاول اذيتها... وضع نديم قدمه على معدة عصام ... وبقدمه الأخرى حرك موضع السكين ..
فأمسك نديم السكين الملقي أرضا بجانبه وقبل أن يقترب من الرجل الاخر ... في لمح البصر كان اختفى الرجل ... هرب منه وترك كاميليا و ركض سريعا... فهو ليس معه اي سلاح... وكان دوره أن يساعده في أذى كاميليا .. وليس في اذيتها .. لأنه كان يريد أن ينتقم منها وحده فقط
بينما كاميليا كانت تبكي ودموعها تتساقط من رعب الموقف الخطير ... ولكن هي ليست قادرة على أن تنهض وحدها ... فسندت برأسها على الجدار خلفها وهي ترى ما يفعله به نديم .. لا تعلم من اين أتى ولا كيف حدث كل هذا
هي كانت ستضيع ؟؟؟؟
الأهم أنه هنا لينقذها
فعاد ليستكمل نديم ضربه بعصام عندما تأكد أنها تتحرك ولكن ضعيفة من هول الموقف فقط ... فركله بعنف بمعدته ... فصرخ عصام قائلا بتبرير:
- انا كنت باخد حقي منها عشان بسببها خطيبتي سابتني... لما هي ضربتني و سخنتها عليا ...بسببها مش هتجوز الشهر الجاي بعد ما حجزت كل حاجة
صرخ به نديم بغضب :
- ما عندها حق برضو تسيبك ... وهو ينفع بنت تتجوز بنت !!!
ثم أردف بعنف وهو ممسكا به :
- تصدق لو مكنتش خطيبتك سابتك... انا اللي كنت هخليها تسيبك بنفسي يا روح امك... عشان اعرفك ازاي تحاول تقرب من واحدة مالهاش ذنب يا حيوان ...
صاح يصرخ بشدة مما يفعله به نديم فهو يعرف كيف يضربه تماماً... حتى صديقه الندل تركه وهرب :
- ابوس ايدك كفااااية مش هقرب منها خلاص
وعلى صوت صراخه نهض سائق نديم فالضربة اثار وجهها اختفى قليلا...ليطلب من نديم أن يتركه ولكن نديم شعر بالخوف عليه أن يأذيه مرة اخرى
وعلى صوت شجارهم
 اقترب ثلاث رجال حوله في حين كانت كاميليا تبكي رعباً  وحقيبتها ملقاة أرضا ً بجانبها ، أما هو فقد ظل ممسكا بعصام يضربه بضربات جعلته يستعطف ويرجو قدوم الشرطة علهم  ينقذوه من نديم.
فتركه للرجال وسائقه؛ ليأخذ وعد منهم أن لا يهرب منهم قبل ذهابه للشرطة
بينما قام نديم يبحث عنها ليطمئن عليها قبل أن يقترب منها أحد ، كانت تبكي بشدة ودموعها تكاد تخنقها ، أراد أن يحميها ويعاتبها فهي من تسببت بكل ذلك وهو نصحها بعدم التدخل بأي شيء مرة أخرى ،انخلع قلبه لرؤيتها منكسرة ضعيفة ، وتمنى لو عاد ليكسر ذاك الغبي المتسبب في رعبها.
فأخذت ترتعش بضعف وخوف .. وعندما أحست بيدين تمسكان بها .. شهقت بذعر :
- انا مكنش قصدي ... خليه يسيبني... ليه كلهم عايزين يأذوني ليييه
شعر بالذنب فهو من عرض عليها أن تعمل بالمساء كي تزود دخلها
سمعت صوته يقول لها بدفء :
- اهدي ... انتي دلوقتي معايا محدش هيقرب منك خلاص...
ثم نظر أمامه ليجد الرجال وسائقه أخذوا عصام معهم بعيدا .. فوجدها تتابعه وهو يختفي برعب إلى أن اختفى تماما من أمامها ودموعها تتساقط من الخوف
ليمد يديه لتضع رأسها على ذراعه ممسكه به وهي تشهق ببكاء وهو يحاول تهدئتها من حالتها تلك ..
إلا أنها همست بصوت مرتعش بانهيار وهي تمسك طرفي البلوزة الممزقة من الاعلى 
- انا مش عايزاه يضربني لأ.. هو قالي هيدمرني ...
أحس بشيء يغزو صدره .. شيء بالحزن والتأنيب على حالها
أحس بها ضعيفة جدا في ذلك الوقت... جعل عدم الارتياح يهاجمه، ليربت على وجنتها وهو يحاول تهدئتها:
- كاميليا
نظرت له بضعف بعينيها الرمادية...ولكنها كانت منهارة بشدة
لم يستطع حينها الصمود ليسحبها بقوة وهو يضمها الى صدره القوي .. مما جعل الدفء والامان ينتشر لديها...فشعر بها تسقط منه
فكان رد فعله فورياً
دس يده خلف ظهرها ليسحبها بقوة وهو يضمها الى صدره القوي .. مما جعل الدفء والامان ينتشر لديها...
فتغلغت رائحة ناعمة بين أنفاسه عندما اقتربت منه
رائحة تشبه الكراميل..
تصلب جسده.. من قربها ذاك وحالتها تلك ولكنه يريد تهدئتها فقط ... فقط
سمعت صوته يقول بنبرة حاسمة برقة :
- محدش هيقدر يمد أيده عليكي ابدا... ولا حد هيقدر يأذيكي طول مانا موجود
لتنهار بالبكاء أكثر وكأنها تذكرت كل شيء في تلك اللحظة ... تذكرت طليقها وما فعله بها.. وعنفه معها
زفر نديم بعتاب وغضب كل ما يتذكر ان هذا القذر كان على وشك تدميرها واذيتها :
- لييه... ليه يا كاميليا عملتي كده ... كان ممكن يأذيكي ... انا نبهت عليكي مكنتيش تدخلي بينه وبين خطيبته تاني... كنتي سيبيهم يتجوزوا ولا يولعوا ببعض
بينما كانت عينيها تدمعان لما تجده من حنان بين يديه ، وهو يضمها الى صدره العريض ، يريد ان يمسح عنها كل الأحزان
اغلقت كاميليا عينيها بضعف وهي تحاول أن تنسى ما حدث:
- هو قالي انه كان هيدمرني ... انا خايفة .. خاااايفة
أدركت مدى قربها منه .. لتبعدت عنه اخيرا بقوة وقلبها ينبض بعنف.. مشاعر متضاربة وغريبة عليها ... تنفست بسرعة وهي تداري خجلها وضعفها... وهي تأنب نفسها
وتدفعه بشدة وهي تصيح به بضعف:
- انت ازاي تقرب كده !!!
- انا اسف...كنتي هتقعي ومنهارة
فهمست بحدة:
- انا لازم اروح اتأخرت
منعها بصوته الحازم :
- مش هينفع ... مش هينفع اسيبك تروحي لوحدك بالحالة دي !!! انا هوصلك..
هزت رأسها برفض:
- مينفعش اركب معاك يا مستر نديم
اخذ حقيبتها الملقاة أرضا وهو يناولها إياها قائلا بحزم :
- وينفع اسيبك في الحالة دي !!! متنسيش أن صاحبه هرب ومضمنش يكون مستنيكي ولا حاجة
شعرت أن معه حق فمظهرها رهيب بتلك الحالة .. لتجده يبعد خصلات شعرها عن وجهها .. ينظر الى عنقها فلم يجد أي آثار عليها.. 
الخوف الظاهر في عينيه لأول مرة تراه في رجل ! غير جدها واخيها
لأول مرة تشعر بهذا الامان
لتجده يتنفس بهدوء قائلا باطمئنان:
- انتي دلوقتي بقيتي في امان.. والحمدلله محصلش حاجة .. الحمدلله عدت على خير
صمتت .. ليسألها بتوجس :
- انتي كويسة ؟؟ تحبي نروح مستشفى ؟
- لااا... ماما هتخاف عليا و...
- خلاص بلاش ... ممكن نروح صيدلية قريبة بس نجيب حاجات
سحبها من يدها بدون تفكير لتركب بجانبه في سيارته .. وبعد مدة قصيرة تركها ونزل عند صيدلية قريبة
ليهمس بهدوء:
-خليكي هنا ... هنزل اجيب الحاجات .. وارجعلك
أمسكت كاميليا ذراعه بقوة قائلة بتوتر:
- لاااا.. خليك ... هو هيرجع ...
بينما هو شعر بالتأثر !
ما الذي أصابه؟
حتى لو كانت كاميليا فتاة جميلة
فهو رأى الاجمل...
هي بالنسبة له مجرد موظفة لديه
لا معنى ابدا لذلك التأثير الذي شعر به تجاهها ابدا...فهز رأسه متجاهلا أفكاره
همس نديم بنفي قاطع :
- والله ما هيقدر يرجع وانا معاكي .. متخافيش.. مش هتأخر
نزل من السيارة ودلف إلى الصيدلية وأحضر معه بعض الاشياء ... ومن ثم ذهب إلى الماركت القريب ليحضر لها أشياء بسيطة تأكلها ومياه ومشروب
ركب بجانبها في السيارة ... ليمسح وجهها بالمنديل من أثر الدم بجانب فمها .. الحقير صفعته كانت قوية على وجهها ... 
بعد انتهاء نديم من اهتمامه بها ... ناولها حقيبة ورقية من الصيدلية بها بعض الكريمات التي تساعد على تهدئة وجهها بسرعة الاحمر من أثر الضرب.. ومن ثم ناولها بعض الاشياء التي جلبها من الماركت لكي تأكلهم
شعرت بالحزن على حالتها تلك قائلة وكأنها تعاتب شخص ما:
- ليه كده ... انا كنت نسيت... كنت حاولت انسى ليييه حاول يعمل فيا كده
سألها نديم بتوجس:
- هو حاول يقرب منك قبل كده !!!
هزت رأسها بنفي بقوة:
- لا لااا اول مرة
- اومال تقصدي ايه؟
نظرت إلى الجهة الأخرى قائلة وهي تغير الموضوع:
- انا عايزة اروح...
زفر نديم بحدة :
- مش هينفع تروحي بالمنظر ده خالص قولتلك
همست إليه بإندفاع:
- ماله منظري ؟؟ وحش ؟؟
قاطعها نديم:
- لا طبعا شكلك حلو .. بس مينفعش عشان هدومك دي
ليصمت قليلا وهو ينظر لها متجاهلا النظر إلى ملابسها تلك!
البلوزة الشتوية ممزقة من الاعلى فقط  ومن حسن حظها أنها ترتدي "توب" أسفلها ولكن يكشف بداية صدرها من الاعلى قليلا..
نظرت إلى نفسها بالمرآة الخاصة بالسيارة لتحاول أن تضع لمسات من المكياج يداري قليلا حتى لا تكشفها والدتها وتقلق عليها
بالتأكيد ستحكي لأختها وزوج اختها ما حدث ولكن والدتها ستقلق عليها كثيرا وممكن أن تحبسها بالمنزل !
انتهت اخيرا بتعديل مكياجها الرقيق ووضعت بعض الاشياء كي تخفي قليلا من أثر الصفعات
رمقت نفسها بالمرآة نظرة أخيرة وهي تعدل من شعرها بينما هو يتابعها بصمت فكانت تبدو جميلة
جميلة جداً .. حتى المرآة تودٌ تقبيلها.
كان يتجاهل النظر إليها في تلك اللحظة .. فمظهرها مغري لأقصى درجة حتى وهي بتلك الحالة..
يا الهي ماهذا الجسد الجميل الذي تملكه ؟
لتجده يفك ازرار سترته بسرعة .. ويبدأ بخلعه
اتسعت عيناها بذهول وتوتر وهي تسأله:
- انت.. انت هتعمل ايه ؟
ناولها سترة البدلة خاصته :
- البسي ده
يا الهي أنه جريء ليفعل ذلك في الشارع .. ولكن لا احد يستطيع ان يراهم فزجاج السيارة داكن عازل للرؤية من الخارج ... بينما هو كان يرتدي قميص ابيض تحت السترة يأخذ شكل جسده محددا إياه.. فهو يمتلك جسد رياضي منحوت ... وعضلات ذراعيه منحوتة وخصره نحيف مقارنة بكتفيه العريضة
 ما هذه الوسامة !
لتجده يرتدي يرفع أكمام القميص عند ثلث ذراعه
رمقته كاميليا بتحذير وهي تضع السترة أمامها :
- ماتبصش هااه
نظر لها نديم ببراءة مدافعا عن نفسه وهو ينظر إلى الجهة الأخرى:
- انتي كده كده هتلبسي الجاكيت فوق الهدوم اصلا !
امسكت بسترته الذي وضعها امامها ، ثم وضعت يديها على البلوزة الممزقة من أعلى التي ترتديها .. ارتدت سترته وهي تغلق ازراره.. فوجدته طويل جدا عليها ... فهو اطول منها بكثير بالرغم من أنها متوسطة الطول.. فقامت بـ عكس الطرفين و إدخال جزء منه في سروالها
بينما هو بدأ في القيادة متحركاً
احمر وجهها بخجل وهي تستوعب منظرها امامه هكذا فهي ترتدي سترة مديرها بها رائحة رجولية مميزة من الواضح أنها غالية الثمن
ابتسم لها مبددًا خجلها .. لينتبه إلى باقي السترة فهي أخفته بداخل سروالها .. قطب حاجبيه بعبوس قائلا :
- مش قولت بلاش الحركة دي تتعمل
زفرت بغيظ:
- بس هو كبير اوي عليا
تحدث بهمس، و كأنه يخبرها بأنه على الوشك القيام بشيء شقي سيزعجها :
- رجعيه زي الاول يا كاميليا ! بدل ما ارجعه انا بنفسي
طرفت بعينيها ونظرت إليه بحيرة وانزعاج من نبرته الآمرة !!
فزفرت وهي تخرجه من سروالها بضيق:
- يوووه...شايف اصلا هو كبير اوي عليا ازاي .. وبعدين .. انا مش عارفة هقول لماما ايه اصلا ... و الناس اللي في الشارع الفضوليين!
اقترب منها قائلا بنبرة رجولية خشنة:
-ومين قالك ان انا هسيبك تروحي كده اصلا !
ليقف بالسيارة فجأة أمام محل ملابس شهير قائلا بحزم :
- انزلي يا كاميليا
تساءلت بحيرة:
- ايه ؟؟
اتسعت عيناها بدهشة وهي تراه يفتح باب السيارة.. قائلا :
- هنشتري جاكيت وبلوزة جديدة من المحل ده عشان بلوزتك اللي الكلب ده قطعهالك.. يلا انزلي
حدجته بنظرة مستغربة لعدة لحظات ثم سألته بتفكه:
-المحل ده يا فندم !
-ماله ده؟
حدقت فيه بملامح ذاهلة:
-ماله ده ايه.. ده انا لما بعدي من جنبه بطلع الكريديت بشوفها نقصت ولا لأ
ضحك نديم... ليشاور لها تنزل من السيارة .. فهزت رأسها برفض :
- بس المكان ده غالي اوي.. انا اه بشتري لبس حلو وشيك ومعظمهم براند بس مش لدرجة المكان ده..
رفع أكتافه بهزة بسيطة :
- مفيش حاجة غالية عليكي ... وغير كده انتي ملكيش دعوة بحسابها اصلا ... انا اللي هجيبهالك
ثم أطلق زفرة عميقة جداً :
- يلا انزلي يا كاميليا بلاش عِند ... هترجعي البيت ازاي بالبليزر بتاعي كبير عليكي ! وغير كده هو رجالي .. يعني اكيد هيسألوكي ده بليزر مين ولا ايه  !
لتنزل معه كاميليا بإحراج من تصميمه .. فاختار لها بلوزة وجاكيت بسعر غال جدا ... وغيرت ملابسها وأعطته سترته الذي اختلط برائحتها المميزة بعطر الكراميل مع رائحته الرجولية المميزة
بعد مرور أقل من ساعة كان نديم أوصلها إلى الشارع الخارجي لعنوانها حتى لا يراه أحد معها ويفهم خطأ
همست كاميليا بابتسامة:
- انا مش عارفة اشكرك ازاي على كل اللي انت عملته معايا النهاردة
ثم اردفت بامتنان:
- شكرا انك كنت موجود
ابتسم نديم :
- أنا معملتش حاجة ... ده اللي اي حد لازم يعمله
- لا مش اي حد كان هيعمل كده ... كله بيخاف..
نديم متذكرا :
- كاميليا متنزليش بكرة ... عشان انتي مروحة متأخر وغير كده يكون وشك هدي شوية من اللي الحيوان ده عملوا فيكي.. اعتبري بكرة اجازة ليكي من غير اي خصم
- شكرا يا مستر نديم
نديم برجاء منبهاً اياها:
- خلي بالك من نفسك يا كاميليا ... بلاش تتهوري تاني وتدخلي نفسك في مشكلة مع حد.. اديكي شوفتي كان المجرم ده ممكن يعمل فيكي ايه
اومأت بتأكيد:
- حاضر
__________
دلفت كاميليا شقة والدها..
كانت الأضواء مغلقة في الصالة، لكن التليفزيون مفتوح، "صفاء" ام "كاميليا" تجلس على الأريكة وكأنها تغالب النعاس..
لتفتح كاميليا باب الشقة وتدخل.. فنهضت صفاء وهي تضيء النور
همست كاميليا بتوتر :
- مساء الخير يا ماما
صفاء بتهكم:
- نقول صباح الخير يا ماما بقى .. ده الساعة وصلت 12 ! وانتي لسه مرجعتيش
كاميليا بتبرير:
- مانا قولتلك اني هشتغل النهاردة شيفت مسائي
صفاء بغيظ:
- للساعة 12 يا كاميليا !! شغل ايه ده اللي يقعد لنص الليل..
كاميليا محاولة السيطرة على نفسها حتى تتمالك أعصابها أمام امها هي لا تريد أن تعرف ما حدث لها :
- هيقولوا واحدة بتشتغل وظروف الشغل اخرتها شوية
صاحت امها بغيظ:
-انتي عايزة سيرتك تبقى على كل لسان ! عايزة الناس تقول عليكي ايه ... 
كاميليا تكاد تنفجر فوالدتها تربط كل حياتها بالناس :
- ماما انا تعبانة ومش قادرة اتكلم.. لو سمحتي انا عايزة انام.. والصبح نبقى نتكلم
قاطعتها امها بلهجة حاسمة عندما لفت انتباهها شيء هام :
- لا هتتكلمي ... وبعدين !
نظرت لها بصدمة فكاميليا قد غيرت ما ترتديه وبيدها حقيبة ورقية لإحدى المحلات أصحاب الماركات الشهيرة  :
-ايه ده استني هنا.. انتي مكنتيش لابسة كده وانتي نازلة .. غيرتي هدومك دي ازاي .. ولبس مين ده اصلا ؟؟؟؟
تلعثمت كاميليا بالكلام :
- دول يا ماما ... لبس جديد عادي
هتفت امها "صفاء" بنبرة ساخرة:
- اوعي تقولي اشتريتهم.. دول اكيد تمنهم غالي اوي ...
صمتت كاميليا.. لا تريد أن تكذب عليا وبنفس الوقت لا تريد أن تقلقها
اخذت منها الحقيبة الورقية التي بيدها فجأة :
-وريني الشنطة اللي في ايدك دي كده؟
صاحت كاميليا باعتراض:
- يا ماما انتي بتعملي ايه ؟؟؟
شهقت امها بصدمة وهي تفتح الحقيبة وترى ما بها :
-يلهوي .. ايه اللي قطع بلوزتك كده وايه الدم اللي عليها ده ... ردي
هتفت كاميليا بحنق وعلى ملامحها السهر والإرهاق:
- طيب انا كنت هحكيلك بس ممكن تهدي وتوطي صوتك ... كمال وجدو ودانا نايمين
همست برعب:
- فهميني ايه ده ؟؟؟ انتي حصلك حاجة ؟؟؟
هزت رأسها بنفي:
- كان هيحصل بس...
لتقص على والدتها كل شيء حدث ... هي منذ طلاقها وهي تحكي لها كل ما يحدث معها ... فدمعت عيناها وهي تقبلها وتحضنها وتطمئن ان ابنتها بخير..
لتقطب حاجبيها بإنزعاج متذكرة:
- انتي ازاي تقبلي تاخدي حاجة من حد ؟؟؟
كاميليا بتبرير:
- والله يا ماما معرفتش اتصرف ازاي... خوفت ارجع بالقميص بتاعه الناس تشك فيا وتستغرب وهيبقى تصرف غلط.. ولو رجعت ببلوزتي المقطوعة مش هينفع حتى امشي بيها في الشارع.. مكنش قدامي حل غير كده
صاحت امها بغضب :
- ولما تقبلي تاخدي منه لبس جديد كده اللي صح ؟؟ ده بيغريكي يا غبية .. طمعان فيكي عشان بقيتي...
قاطعتها كاميليا بضيق:
- مااااما.. كفاية ارجوكي... كفاية تقوليلي كلمة مطلقة دي
- اسمعي يا بنتي... لو كنتي فاكرة لما حد كان بيعجب بيكي زمان وانتي لسه آنسة.. ف دلوقتي الدور اتعكس
- مش فاهمة قصدك
هتفت والدتها بتحذير:
- فرص الارتباط بالمطلقة اكتر من الآنسة..لكن مين بقى اللي هيكمل !
نفت كاميليا بقوة :
- ومين قالك اني ممكن ارتبط اصلا بحد !؟ هو بعد اللي شوفته من الزفت سامح ده ممكن افكر في راجل تاني ولو حتى كجواز..
لا يا ماما... انا خلاص رميت طوبة الرجالة دي من زمان..
- قوليلي تمن الهدوم دي كام و انا اكملك عليهم وياخدهم ... بس ده بعد ما تقدمي استقالتك
زفرت كاميليا مدافعة عن نديم :
- انتي بتقولي ايه يا ماما .. كل ده عشان حكيتلك اللي مديري عملوا معايا ... الراجل كتر خيره ولا قال ارتباط ولا كلام من ده
صاحت امها بخوف وهي تأخذ ابنتها في حضنها :
- حتى لو نيته كويسة ... انا مش بتكلم عليه ... انا بتكلم عن اللي حصلك...انتي كنتي هتودي نفسك في داهية ... كان ممكن يدبحوكي و يرموكي والله اعلم هيعملوا ايه تاني ... ده ربنا سترها معاكي
تمتمت كاميليا لوالدتها:
- بس الحمدلله ربنا سترها وعدت على خير .. ايه لازمتها اقدم استقالتي واسيب الشغل.. انتي عارفة اني لقيته بصعوبة.. وبعدين الناس خدوه واتضرب واكيد اتأدب ومش هيتعرضلي تاني
قاطعتها صفاء بحدة مبالغة:
- وانا هستنى أما يحصلك حاجة ؟؟؟
لا يا كاميليا.. شيل ده من ده يا بنتي ... في داهية الشغل .. الشغل يتعوض .. كل حاجة تتعوض الا انتي
كاميليا باعتراض:
- حرام عليكي يا ماما ... ومصاريف دانا و مصاريفي... انتي عارفة اني مقدرش مشتغلش
عاتبتها صفاء قائلة :
- دوري تاني وتالت بس حاجة تكون جنبنا... حاجة بعيد عن الشغل ده ... انا مش عارفة عقلك كان فين وانتي بتضربي الراجل ده بالجزمة يا كاميليا... لتكوني فاكراه سامج الكلب
ضحكت كاميليا:
- والله هو سامج فعلا انتي مبتكدبيش
ثم اردفت بحزن:
-بس لا يا ماما أنا شوفت البنت كأنها انا ... خوفت يحصلها زي اللي حصلي
قاطعتها امها بلهجة حاسمة:
- واهو جه على دماغك... شوفتي .. عشان تبطلي تدخلي نفسك في حاجة متخصكيش... من بكرة تكلمي صاحبتك نسمة وتبلغيها انك هتسيبي الشغل وهي تبلغ المديرين بتوعك لو انتي مكسوفة تكلميهم ... انا معنديش اغلى منك... وشوية كده الدنيا تهدى تدوري على شغل قريب من البيت ... ان شاء الله حتى لو ترجعي تشتغلي كول سنتر تاني ...
همهمت باعتراض:
- يا ماما مش هينفع.. انا تعبت عشان الاقي الشغل ده
لتتنهد امها بحزن وخوف ممزوج بحنية :
-وانا تعبت عشانك... ومعنديش استعداد اخسرك... عشان حتة شغل هيتعوض ولا عشان راجل زي طليقك الواطي اللي لو كنتي كملتي معاه كان ممكن يموتك... خلاص يا كاميليا... ولو اتكلمتي تاني هقولك مفيش شغل خالص و خلي دانا تروح حضانة عادية يا بنتي ومعاش ابوكي وانا وجدك ونساعد معاكي وخلاص....
- بس يا ماما...
بصوت غاضب صرخت أمها:
- مش عايزة مناقشة... بكرة الصبح تتصلي بصاحبتك وتبلغيها الخبر
تركتها كاميليا لتذهب إلى غرفتها بحزن.. فوالدتها صممت تماماً
لتهمس امها لنفسها بحزن بعد دخول ابنتها غرفتها:
- متزعليش مني يا كاميليا انا خايفة عليكي.. الدنيا بقت وحشة اوي
بعد مرور يومين
اتصلت كاميليا على نسمة صديقتها لتخبرها بأنها ستترك عملها بدون اي أسباب ... و وصتها بأخبار وحيد ونديم بقرارها
يتبع ...
نظرت كاميليا إلى الرقم الغريب الذي ظهر على شاشة هاتفها.. وعبست باستغراب .. هي لم ترد على أرقام غريبة لا تعرفها
بعد دقائق اتصل بها الرقم مرة أخرى .. بالتأكيد احد يعرفها..لترد على الهاتف
- منزلتيش الشغل ليه ؟
انتفضت عندما سمعت هذا الصوت الرجولي الذي تعرفه..
- باشمهندس نديم !
قال ساخرا :
- أه.. منزلتيش ليه؟ ... ولا انتي لسه مكتبتيش الاستقالة
همهمت باعتذار :
- انا اسفة.. حضرتك انا قولت لنسمة..
نديم بعتاب :
- هي نسمة اللي عينتك ولا انا !!
المفروض يا باشمهندسة طالما عايزة تسيبي الشغل تبلغي مديرك .. على الأقل وحيد تبلغيه حتى.. لكن نسمة !
ليردف مصدوما:
- متوقعتش ابدا انك تتخلي عن شغلك اللي بذلتي مجهود كبير عشان تشتغلي فيه
تمتمت بارتباك:
- انا اسفة بس حضرتك مش فاهم اللي حصلي .. ماما عرفت اللي حصل و...
ثم قصت عليه ما حدث معها
صاح نديم بإندفاع:
- وانتي ازاي تقلقيها عليكي !!!
قاطعته بتبرير:
- انا مبعرفش اكذب عليها .. طالما سألتني خلاص هقولها وغير كده كانت صاحية وشافت البلوزة اللي اتقطعت وطبعا استغربت اللبس بتاعك جبته ازاي.. ده غير أنها زعلت مني عشان قبلت ان حضرتك تشتريلي الاوت فيت
صمت للحظات طويلة قبل أن يقول فجأة:
-عنوانك بالظبط فين ؟
همست بدهشة:
- هاا !
قال بحزم:
- عنوانك.. عشان اجي لوالدتك
كاميليا بسرعة :
- مستر نديم ... حضرتك متعرفش ماما.. صعب توافق وغير كده هي خدت قرارها خلاص
زفر نديم بضيق :
- كاميليا... انا السبب في اللي حصلك.. سيبيني اصلح اللي عملته
- حضرتك السبب ازاي بس .. انت ساعدتني وانقذتني من اللي كانوا هيعملوه فيا
شعر نديم بالذنب :
- بس انا السبب في البداية لما قولتلك تشتغلي شيفت بالليل وده خلاهم ينتهزوا الفرصة يعملوا فيكي كده
- حضرتك كنت عايز تساعدني ازود دخلي
رد بنبرة حاسمة:
- عنوانك يا كاميليا...انا هقدر اقنع والدتك انك تنزلي الشغل
كاميليا بتوتر:
- بس... حضرتك متأكد من اللي هتعمله ده !
قاطعها فجأة:
- كاميليا انا كده كده هجيلك... انتي ملكيش ذنب في اللي حصل .. انا عليا جزء منه لازم اصحح موقفك وافهم والدتك عشان تطمن.. وان مفيش حد هيقدر يتعرضلك..
كاميليا بتردد:
- انا مش عارفة اقول لحضرتك ايه
نديم بإصرار:
- متقوليش ..ابعتيلي اللوكيشن على الواتساب على الرقم بتاعه ده
اغلقت معه الهاتف وارسلت له العنوان على تطبيق الواتس اب
______
جرس الباب رن.. مما جعل قلبها يدق بقوة.. فهي أقنعت والدتها رغما عنها بموافقة مجئ نديم إلى منزلهم......أخرجت أنفاسها المحتبسة عندما سمعت أمها وشقيقها يرحبوا بنديم... فـ جدها كان بالخارج مع دانا ليأخذها من التمرين.. فهي لم تستطع الذهاب فـ انتظرت إلى أن يأتي نديم
طرقة خفيفة على الباب تبعها دخول أمها:
- المدير بتاعك بره...
ثم اردفت باستغراب :
- هو ده مديرك بجد ؟
- ماله
صاحت امها بذهول:
- ماله ده ايه ؟ ياختي انا قولت راجل كبير في السن بقى ولا حاجة
ضحكت كاميليا :
- لا هو صغير .. عنده 30 سنة
- طب يلا عشان الراجل مستني بره
زفرت بتوتر:
- طيب يا ماما ... شوية وجاية
لتخرج امها تحضر شيء يشربه الزائر
حاولت كاميليا تنظيم أنفاسها بهدوء :
- انا متوترة ليه هاا...عادي يعني... مش عارفة ليه لما بشوفه بتوتر
خرجت كاميليا لترحب بنديم لتجد امها تناوله المشروب فابتسم وهو يأخذه منها..
لينظر إلى كاميليا كانت ترتدي بنطال قطني بيج داكن ضيق من الخصر ويتسع من فوق الركبة إلى الأسفل باتساع ، وترتدي بلوزة بقماش شمواه باللون الكافيه تنتهي برباط من عند الخصر، بينما شعرها البني الداكن تركته مموج واسع بنعومة ليغطي اخر ظهرها
لم تضع مكياجاً وهي بالبيت ليرى ملامحها وكأنها اجمل واصغر بدون مكياج
فقط تضع مرطب شفاه وردي
كان مظهرها انيق وجميل
ليتذكر ما شعر به تجاهها بالأمس
عندما كانت قريبة منه
ليهز رأسه متجاهلا أفكاره ... فهو أتى ليساعدها فقط
بينما هو كان يرتدي بنطال من الجينز الداكن,  وكنزة صوفية أنيقة باللون الرمادي
كان مظهره وسيم بعيداً عن الملابس الرسمية بالشركة
بينما استأذن كمال أخيها ليذاكر فهو طالب بالثانوية العامة .. أو بالأدق ليلعب لعبته المفضلة "بابجي"
بعد ثوان قليلة همس نديم بهدوء :
- انا عارف أن حضرتك خايفة على كاميليا خصوصا بعد اللي اتعرضتله .. بس ده مش معناه انها تخسر شغلها اللي هي مجتهدة فيه وبتحاول تثبت نفسها فيه
ردت صفاء بتأنيب لكاميليا:
- والله هي اللي جابته لنفسها ... لما مدت أيديها على الراجل..انت اصلك مش فاهم كاميليا دي كانت بسكوتة ورقيقة كده .. دي عمرها ما مدت أيديها على بنت حتى مش راجل !
رمقها نديم بذهول :
- ده انتي !
أرتبكت كاميليا من حديث امها:
- ماااما
صفاء بحزن:
- والله كانت غير كده خالص .. بس الزمن بقى بيغير.. بس والله هي من جواها اطيب واحن قلب في الدنيا .. يمكن هي بس تبان قوية شوية لكن من جوه لسه حنينة خالص
زفرت كاميليا بضيق قائلة:
- خلاص يا ماما ... عشان مستر نديم مشغول
- لا ابدا سيبيها براحتها
رمقتها امها ببراءة:
- انا بس بقوله الحقيقة لاحسن يفتكرك مفترية ولا حاجة
نديم بتفهم:
- لا حضرتك في فرق بين الافترا والشجاعة وانا فهمت موقف كاميليا منه.. هي كانت خايفة على البنت مش اكتر.. بس برضو ده مش معناه أن كاميليا تكرر التصرف ده تاني عشان متعرضش نفسها لاي خطر
اومأت امها :
- عندك حق والله كل شوية اقولها كده
همس نديم محاولا إقناعها:
- أنا كنت حابب أن حضرتك توافقي أن كاميليا ترجع الشغل
هزت رأسها بنفي:
- والله ما كان له لزوم تتعب نفسك .. كاميليا عارفة رأيي في موضوع الشغل بقى مرفوض .. انا مش هستنى يجرالها حاجة .. وانت كتر خيرك يا باشمهندس
نظر نديم إلى كاميليا قائلا بابتسامة :
- انا عارف ان حضرتك خايفة عليها ..بس كاميليا شاطرة ودماغها حلوة وبتتعلم بسرعة .. خسارة أن حضرتك بعد كل ده تخليها تقعد في البيت لمجرد انك خايفة عليها من حاجات ممكن متحصلش
قاطعته صفاء و هى ترد بقلق:
- ما هي برضو متروحش ترمي نفسها في النار
نديم بحرص:
-مفيش نار يا طنط .. هما استغلوا ان الشارع فاضي وهي لوحدها وبالليل... لكن الحمدلله ربنا سترها معاها.. مينفعش أننا نستخبى عشان خايفين من حد يأذينا .. لا طبعا ده مش صح .. الصح أننا نواجه اللي قدامنا بكل شجاعة بس في نفس الوقت مأمنين نفسنا كويس اوي .. عشان اللي قدامنا حتى لو فكر يغدر ميلحقش
ردت صفاء بعدم فهم:
- وهي بس هتعرف تواجههم ازاي ولا تحمي نفسها ازاي !
رد نديم بهدوء:
- انا عندي في الشركة سواق خاص احتياطي وهو يعني السبب اني اقدر اساعد كاميليا...اكيد كاميليا حكتلك عن شجاعته  واللي عمله معاها لما انقذها
- بصراحة دعيتله والله ربنا يكرمه ويستر طريقه .. راجل ابن حلال فعلا ولولاه كان بعد الشر بنتي حصلها حاجة...وطبعا شكرا لحضرتك عشان انت جيت في الوقت المناسب وانقذتها معاه
- الحمدلله عدت على خير ... السواق ده لما بكون تعبان او رايح مشوار طويل ومش قادر اسوق بخليه يروح معايا.. هو شاطر جدا ... واصلا كان شغال في اوبر بس انا خليته يشتغل معايا.. و بأمنله يوصل اهلي
ف انا هخليه يوصل كاميليا اول فترة كده بعد ما ترجع الشغل لحد ما هما يتلهوا بعيد عنها وغير كده في واحد منهم انا خليته يروح القسم و يتأدب هناك ومعتقدش هيتعرضلها تاني ... الواد التاني اللي كان معاه ده خاف و هرب
اتسعت عينا امها بدهشة قائلة برفض :
-لا طبعا ميصحش برضو حضرتك تتعب نفسك وتخلي السواق بتاعك يوصلها
رد نديم بحرج:
- خلاص انا ممكن اخليه يوصلها لحد الباص بتاعها بس .. يعني من قدام الشركة لحد مكان الموقف اللي هي بتركب منه مواصلتها.. بس طبعا اليومين اللي هتشتغل فيهم بالليل ده لازم يوصلها لحد هنا
- بس برضو ده تعب على حضرتك و تكلفة
نديم بإصرار :
- ولا اي حاجة... انا مقدر خوفك على كاميليا .. ويمكن تستغربي بس انا نادرا لما اشوف ام بتشتغل وتعمل اي حاجة عشان تثبت نفسها وتنجح عشان تخلي بنتها تعيش في مستوى كويس.. بنتك فعلا شاطرة وتستاهل تاخد فرصتها وتكمل.. وغير كده ده حل مؤقت بس لحد ما الوضع يهدى وترجع تروح طبيعي زي الاول.. حضرتك قولتي ايه ؟
اقتنعت امها قليلا.. لتجيبه قائلة:
- انا هوافق بس لو كاميليا حاولت تعمل حاجة تانية ياريت انت اللي بنفسك تمشيها..
ضحك نديم:
- لا من الناحية دي خلاص حضرتك اتطمني .. معتقدش كاميليا هتكرر نفس التصرف تاني... ولو حصل انا بنفسي كمان اللي هبلغك
رفعت كاميليا حاجبيها بدهشة:
- لا والله !
ضحك نديم ليتجاهل كلامها موجها حديثه لوالدتها:
- يعني كاميليا راجعة الشغل من بكرة صح ؟
- أن شاء الله
رن جرس الشقة ... ليفتح كمال شقيقها الباب فقالت كاميليا باستغراب:
- هو جدو مش معاه مفتاح !
كمال بمرح ودانا تركض خلفه:
- لا مش جدك .. دي القردة الصغيرة بتاعتك اللي بتتشعبط في اي حاجة .. طلعت على الباسكت ترن الجرس
- بس يا واد متقولش على بنوتي قردة
ركضت دانا إلى الصالون .. بالتحديد إلى حضن امها قائلة بحماس :
- ميكي... مااااامي انا جيت من التمرين
قبلتها كاميليا برقة:
- حمدالله على السلامة يا روح مامي..
دلف جدها خلف دانا قائلا بعتاب :
-كده تسبقي جدو وتطلعي قبلي يا دانا !
لتلتفت دانا في تلك اللحظة أمامها  .. لتجد نديم !!
رمشت عدة لحظات تستوعب ما تراه فقالت صارخة بسعادة وهي تركض نحوهه:
- دييييم !
ابتسم نديم بذهول وهو يحملها تجلس على ركبتيه وهو ينظر إلى كاميليا باستيعاب:
- دانا ! هي دانا بنتك ؟؟
رمشت كاميليا للحظات لتهتف بعدها:
- انت تعرفها ازاي ؟
لتمسكه دانا من خديه قائلة بتساؤل:
- ديم وحشتني... انت بتعمل ايه هنا !
- انا مدير مامتك في الشغل
كاميليا باستيعاب :
- ديم !! انت بقى ديم بطل الشوكولاتة البيضا؟
نظر إليها نديم قائلا :
- وانتي ميكي ؟
- هي قالتلك دلعي كمان
ضحك جدها قائلا:
- هو انت صاحبها اللي في الحضانة ؟ دي دانا معندهاش سيرة غير عنك
ابتسمت كاميليا بتوتر وهي تعرف جدها على نديم :
- جدو .. ده مستر نديم مديري في الشركة
- اهلا بحضرتك
- ايه الصدفة الجميلة دي
سألته دانا :
- انت بتشتغل مع ميكي ؟
رد نديم بابتسامة:
- أيوة شوفتي بقى
أبتسمت دانا قائلة بمرح:
- ديم يا ماااامي ... بيجيبلي شوكولاتة بيضا حلوة
ابتسم نديم برقة :
- والله انتي اللي شوكولاتاية بيضا..
ابتسمت كاميليا قائلة بخجل متذكرة :
- والله خسارة بجد انت بتجيبلها شوكولاتات مستوردة غالية اوي ... انا حتى مش بلاقيها اصلا
نديم ببساطة:
- انا بجيبها من ماركت معين قريب من بيتي ... عنده ركن خاص بالشوكولاتة المستوردة كلها
ردت امها :
- بس برضو كنت بتكلف نفسك يا استاذ نديم
نظر نديم إلى دانا بحب :
- مفيش حاجة كتيرة على دانا .. هي بنوتة عسولة..
ثم أردف وهو يربت على شعرها الناعم برقة :
-صحيح يا دانا انا معايا تحت في عربيتي شوكولاتة تانية.. ايه رأيك تاخديها؟
صاحت دانا بحماس طفولي :
- بجد... يلا اخدها
رمقتها كاميليا بعتاب قائلة:
- لا ربنا يخليك ... انا بجيبلها على طول حاجات .. بس هي معرفش بتشبط في الشوكولاتة بتاعتك ليه
نديم بابتسامة:
- انا عندي سارة اختي بتحب الشوكولاتة البيضا اوي زي دانا لكن انا بحب البني
لتهتف دانا ببراءة:
- مامي برضو بتحب الشوكولاتة البيضا زيي
نظر نديم إلى ساعة يده قائلا بجدية :
- معلش انا لازم امشي دلوقتي ... عشان متأخر عن الشغل .. وبكرة لازم تيجي طبعا يا كاميليا
- ليه بس خليك قاعد ملحقتش تقعد معانا
- مرة تانية أن شاء الله... انا لازم امشي
امسكته دانا قائلة بعناد :
- خليك يا ديم...انا مقعدتش معاك
ارجع خصلات شعرها الناعمة العسلي الشقراء خلف أذنها قائلا بغزل :
- لا انتي هتنزلي معايا اصلا تاخدي شوكولاتاية حلوة زيك
نزلت دانا من على ركبتيه قائلة بأدب:
- هقول لماامي
ثم اردفت إلى امها ببراءة:
- ايه رأيك يا مااامي؟
رفعت امها حاجبها بدهشة:
- مؤدبة اوي ...
ثم وجهت كلامها الى كمال :
- انزل معاها يا كمال
دانا قائلة بتذمر طفولي:
- لا انا زعلانة من كمال عشان قالي قردة... انزلي انتي معايا يا ماامي..
كمال بمكر:
- كده ! طب شوفي مين هيجيبلك حاجة حلوة بكرة
لتمسك دانا يد امها قائلة بإصرار:
- يلا يا مااامي
رمقتها كاميليا بحرج .. لتنظر إلى جدها قائلة باستأذان :
- بعد اذنك يا جدو هنزل معاها
أومأ جدها بإيجاب :
- ماشي يا حبيبتي
خرجت كاميليا مع دانا ونديم خارج باب الشقة .. لتوقفها دانا قائلة بحماس:
- مااامي شيليني
كاميليا بتعب:
- لا حرام عليكي احنا في الرابع مش هقدر
صاحت حماس طفولي:
- شيليني شيليني
زفرت كاميليا بضيق وهي تحملها إلى حضنها :
- طيب اهدي
ليقترب منها نديم وهو يأخذها من حضن كاميليا ليحملها هو برقة :
- هشيلها انا
هزت كاميليا رأسها بنفي :
- لا هتتعبك احنا في الدور الرابع
نظر إلى دانا وهي سعيدة للغاية فابتسم قائلا:
- مفيش تعب خالص
بعد دقائق .. نزلوا إلى الدور الارضي واقتربوا من سيارة نديم .. ليفتح نديم سيارته ويأخذ قطعة كبيرة من الشوكولاتة البيضاء إلى دانا قائلا: 
- اتفضلي يا دانا..
ابتسمت دانا وهي تأخذ الشوكولاتة إلى حضنها قائلة بامتنان :
- شكرا اوي يا ديم
ابتسمت كاميليا لتتذكر شيء .. فأخرجت أموال من جيبها قائلة بحرج وهي تناوله لنديم:
- دي فلوس الاوت فيت اللي حضرتك اشتريته
زفر نديم برفض قاطع:
-عيب اللي بتعمليه ده يا كاميليا .. ده كان موقف اتحطينا فيه وكان لازم ده يحصل
- بس برضو ده غالي اوي يا مستر نديم..
نديم بإصرار:
-حطي فلوسك مكانها.. لأن مش هقدر اخد منك حاجة
حاولت كاميليا معه مرة أخيرة ليرفض رفض قاطع وبشدة .. ولم تفلح محاولاتها معه
فأخرج من سيارته قطعة شوكولاتة أخرى كبيرة ليناولها إلى كاميليا قائلا:
- كاميليا.. دي بقى ليكي انتي عشان دانا قالت انك بتحبيها:
أرتبكت كاميليا وهي وترفض اخذها منه:
-بس دي غالية اوي
ابتسم نديم هامساً :
-انت ليه مش مقتنعة أن انتي تستاهلي اغلى حاجة في الدنيا
ليناولها إياها في يدها بإصرار قائلا بتأكيد:
-دي عشانك وهي اصلا قليلة عليكي
_______
في الصباح الباكر
جلست بجانب طفلتها الصغيرة على السرير تحادثها بحنان :
-يلا يا روح مامي عشان نروح الحضانة
تململت دانا في نومها و هي تتثأب:
-يوووه يا مامي انا عايزة انام حرام عليكي.. دانا تعبانة
زفرت كاميليا بضيق:
-انا برضو اللي حرام عليا ولا انتي ؟؟ ينفع تأخريني على الشغل كده
دخل جدها في تلك اللحظة قائلا:
-صباح الخير يا كوكي
همست كاميليا بابتسامة جميلة:
-صباح الخير يا جدو
جدها بحنان:
-ايه يا حبيبتي هتلحقي تجهزي اوصلك معايا في الطريق .. انا رايح الشغل بتاعي متأخر شوية النهاردة بالمرة اخدك معايا
ابتسمت كاميليا بامتنان :
-متحرمش منك يا جدو.. هترحمني اليوم ده من المواصلات..انا شبه جاهزة بسرعة يدوب بس البس دانا واصحيها انت عارفها بتتعبني الصبح كالعادة
نظر جدها إلى ساعة يده منبها اياها قبل أن يخرج من غرفتها :
-ماشي يا حبيبتي حاولي بس متتأخريش
كاميليا و قد سحبت الغطاء عن طفلتها:
-دانا .. اصحي بقى عشان خاطري
تململت دانا بعناد:
- يا مااامي انا مش عايزة حرام عليكي انا عايزة انام يا مامي انا مش قادرة
قبلتها كاميليا برقة على وجنتيها وهي تهمس لها بتلك الطريقة الأخرى التي تستخدمها معها محاولة إقناعها :
-دانا .. خليكي شطورة وحلوة كده عشان مامي تجيبلك حاجات حلوة معاها وهي راجعة من الشغل..وبعدين احنا ممكن نلبس ونرجع ننام ايه رأيك؟
سألتها دانا بنعاس :
-بجد ؟
احضرت كاميليا ملابس طفلتها بجانبها وهي تقول بتأكيد:
-أيوة هلبسك وتنامي شوية على ما اجهز
خلعت ملابس نومها وبدأت تساعدها لارتدائها ملابس الحضانة .. فـ صاحت دانا بزهق :
- يا مااامي دانا مش بتحب كده لا يا مااامي بيخنقني
انتهت اخيرا كاميليا من تجهيز ابنتها .. لتقبلها من خدها قائلة بتنهيدة:
- يا روح مامي انتي ... اخيرا تمت المهمة بنجاح.. يلا نامي بقى شوية على ما اجهز انا
مسكت دانا يد كاميليا قائلة بحب وتعب قليلا :
-انتي احسن ام في العالم
ابتسمت كاميليا وهي تقبل يدها .. لتنام طفلتها مرة أخرى و من ثم اكملت كاميليا تجهيزها للذهاب إلى عملها ..
دلف كمال إلى غرفة اخته هامسا بابتسامة:
- قوليلي ايه الحلاوة واللذاذة دي بس !
التفتت له كاميليا وهي تضع العطر المفضل لها قائلة:
-كيمو حبيبي
-صباح الخير يا كوكي ..
ثم أردف كمال بإستغراب:
-ايه ده الآنسة دانا نايمة وهي لابسة!
ضحكت كاميليا قائلة بتبرير:
- هعمل ايه بس اهو الفكرة دي ماشية عليها بقالي فترة بدل الزعيق والعصبية عشان متعيطش وتتعبني.. يدوب ألبسها وانيمها شوية لحد ما اجهز انا وبعدين اصحيها بالعافية تاني وتروح الحضانة
ابتسم كمال بفخر :
-انتي شاطرة والله .. وام جميلة جدا
- ربنا يخليك ليا يا حبيبي ..
-ربنا يعينك يا كوكي بتتعبي والله
-يارب يا حبيبي .. اخبار المدرسة ايه؟
-الحمدلله ماشية اهو
ابتسمت كاميليا بحماس:
-اتجدعن كده .. عايزين مجموع حلو ها
- يارب دعواتك
تدخل جدها عندما سمعهم قائلا بتأنيب:
- كمال هيذاكر ازاي بس باللعبة اللي مضيعاه دي !
كتمت كاميليا ضحكتها وهي تحذر كمال قائلة:
- كفاية بابجي بقى هتدمر نفسك
صحح لها الجد قائلا:
-قصدك هتدمر مستقبله
ليردف برجاء :
- يابني ذاكر عشان تطلع دكتور وتنفعني لما اتعب
غمز كمال قائلًا بسخرية:
-ده انت مستغني عن عمرك بقى يا حاج !
قهقه جده ضاحكا:
- يخرب عقلك يا كمال ... مفيش فايدة فيك
- يا جدو دكتور من ادبي ازاي بس ! اقنعني هااه
رجعت كاميليا إلى السرير عند طفلتها وهي تيقظها مرة أخرى :
- يلا يا آنسة دانا ... عشان نروح الحضانة.. جدو هيزعقلنا على التأخير ده
تململت دانا بتعب :
- مااامي انا تعبانة ... مش قادرة
ومن ثم بدأت تسعل بارهاق .. فحضنتها كاميليا بقلق :
- ايه ده دي شكلها تعبانة فعلا... دي بتكح
همست دانا بصدق:
- مش قادرة اقوم
وبدأت تسعل قليلا فهمست كاميليا بقلق:
- مش هينفع تنزل لا ... ممكن تعدي الاطفال زمايلها حرام.. خليها نايمة
همست ببراءة:
- خليكي معايا يا مامي
قبلتها كاميليا بتأثر :
- والله كان نفسي منزلش الشغل بس مش هينفع اخد اجازة عشان عندي شغل ضروري النهاردة
ربت كمال على كتف اخته قائلا بحنان :
- خلاص يا حبيبتي روحي .. وانا وماما موجودين لو في حاجة.. تلاقيها خدت دور بسيط بس
نهضت كاميليا بعد أن نامت ابنتها مرة أخرى :
- لما ارجع من الشغل لو مبقتش كويسة هوديها لدكتور..
_______
‏"لولا الله ثم الأخوات لهرمت أرواحنا، وتثاقلت الدنيا على أعناقنا."
رجعت كاميليا من عملها لتجد طفلتها نائمة .. فاندست بجانبها على السرير متعبة هي أيضا من العمل .. وفي منتصف الليل .. قبل الفجر بساعة
استيقظت دانا وهي تبكي وتسعل بشدة لتفزع كاميليا وتحاول أن تهدئها ولكن ركضت إلى الحمام فجأة لتستفرغ ما في معدتها وهي تبكي من التعب .. لتبكي كاميليا معها
استيقظت أم كاميليا من الصوت لتتفاجئ بابنتها تعانق طفلتها وهي تغسل لها وجهها وفمها
هتفت صفاء بقلق:
- في ايه يا كاميليا ؟ دانا مالها
تحدثت كاميليا بحرقة :
- تعبت اوي يا ماما.. ورجعت ومش مبطلة كحة
- مش قولتي هتوديها للدكتور
ردت والدموع تنفجر من عيناها بشدة:
- رجعت لقيتها نايمة يا ماما معرفتش اصحيها
- شكلها تعبانة اوي...لازم تروح للدكتور ومينفعش تروح حضانة
هزت رأسها بنفي:
- لا حضانة ايه ... هخليها اليومين دول متروحش
- طب هتوديها للدكتور امتى ؟ حرام تفضل لحد ما تيجي من الشغل
زفرت كاميليا بضيق وهي تخرج من الحمام ووالدتها خلفها:
- مش عارفة يا ماما ... ومش هعرف اخد اجازة بيكون صعب اوي .. مستر وحيد متشدد في الاجازات شوية
بينما دانا ظلت تسعل لدرجة أنها لم تستطع أن تأخذ نفسها بسهولة
هتفت كاميليا بسرعة بدون تفكير:
- انا هوديها دلوقتي ... دانا تعبانة اوي يا ماما ... مش هينفع استنى لبكرة
اتسعت عينا امها بدهشة:
- دلوقتي يا كاميليا ده الفجر قرب !!
انتحبت بتبرير:
- هعمل ايه طيب .. مفيش قدامي حل غير كده.. وبعدين هي مش اول مرة يا ماما .. مانا بقالي سنين اهو بجري على الدكاترة بالليل لو حصلها حاجة... عادي اتعودت
- طب استني اصحي كمال ينزل معاكي.. وخدو عربية جدك
امها بقلق زائد:
- مينفعش يا بنتي تنزلي لوحدك الوقت ده ... استني هصحي كمال ولو مصحيش هروح معاكي انا
- لا يا ماما انتي هتتعبي .. حرام
مدت يدها ليتلمس وجهها بلطف وهي تمسح دموع ابنتها:
- ربنا يشفيها يا حبيبتي و يقويكي
_______
ذهبت كاميليا مع كمال اخوها إلى عيادة طبيب خاص ولكن كشفه مرتفع قليلا ... نظرا للوقت المتأخر..
تفحص الطبيب الطفلة و كتب بالروشتة المطلوب وجلس على مكتبه أمام كاميليا قائلا:
- عندها كحة من نزلة برد.. هنحتاج جهاز تنفس الفترة الجاية عشان تعمل الجلسات في البيت .. لحد ما تبقى كويسة..
أعطت أخيها الروشتة المكتوب بها العلاج واسم الجهاز ومعهم النقود وخرج من العيادة .. ليلاحظ الطبيب عدم ارتدائها دبلة في يدها.. فسألها بمكر:
- هو والد بنتك فين مجاش معاكم؟
ردت كاميليا من بين أسنانها:
- انا ولية أمرها
الطبيب بنظرات خبث :
- ااه ربنا يقويكي
لتلاحظ نظراته الغريبة المتفحصة لها بشدة .. فشعرت بالضيق الشديد وحاولت أن تتماسك ولا تفعل شجار أو جدال مع أحد .. حتى لا يحدث ما حدث سابقا .. فأخذت ابنتها في حضنها وهي تخرج من الغرفة.. ليوقفها الطبيب قائلا بذهول :
- رايحة فين ؟؟ استني لما أعلمك تستخدمي الجهاز ازاي
رمقته قائلة بنبرة حادة ساخرة:
- شكرا صرفت نظر ... هبقى اتعلم انا استخدم الجهاز لوحدي..
______
رجعت كاميليا وكمال و دانا إلى المنزل
علمتها والدتها طريقة استخدام الجهاز .. فهمست كاميليا بغيظ بعد أن قصت على والدتها ما حدث:
-شايفة يا ماما الدكتور الحقير ده !
والله لولا أن دانا معايا وتعبانة كنت وقفته عند حده بس قولت اكبر دماغي مش ناقصاه
ثم زفرت بضيق :
- المشكلة حتى ملحقتش اجيب العلاج بتاعها واستعجلت كان ناقص جزء منه ملقتهوش ملحقتش ادور ودانا كانت تعبانة اوي .. دفعت ٧٥٠ جنيه في الجهاز
صاحت الأم بزهق:
- ياربي معقولة
اومأت كاميليا بحزن:
- اه والله .. حتى ملحقتش اجيب باقي العلاج .. واهو يدوب كشف و بنزين والجهاز... هحتاس باقي الشهر بقى انا عارفة
همست امها بتفكير :
- معلش يا حبيبتي .. خدي من معايا وهاتي علاجها وسيبي اللي معاكي على جنب عشان التزاماتك التانية والجمعية بتاعتك اللي داخلاها وشغلك الاون لاين
هزت رأسها برفض:
- لا يا ماما أنا مش بحب اتقل عليكي.. كفاية عليكي مصاريف البيت ومصاريف كمال والثانوية العامة و دروسه
انا معايا الحمدلله
امها بإصرار :
- سيبيها على ربنا يا حبيبتي
- ربنا يخليكي ليا يا ماما
لن تجد قلباً يستقبلك في كل أوقاتك كقلب أمك 
_______
في اليوم التالي
في منتصف النهار
ارسل نديم رسالة عبر تطبيق الواتساب لكاميليا قائلا:
- اسر قالي أن دانا بقالها يومين غايبة مبتروحش الحضانة .. هي كويسة ؟
ردت كاميليا:
- الحمدلله هي تعبانة شوية بس
- الف سلامة عليها مالها ؟
- عندها كحة من نزلات البرد
- مالها بس كانت كويسة
- مش عارفة والله فجأة كده تعبت..
- أن شاء الله تبقى كويسة
بعد مرور ساعة..
رن هاتف كاميليا لتجد مديرها .. فردت على الفور
نديم بتساؤل:
- انتي فاضية النهاردة ؟ عشان اجيلك اطمن على دانا
كاميليا بخجل :
- ربنا يخليك يا مستر نديم مالوش لزوم والله تتعب نفسك
- بصراحة أنا مش جاي لوحدي .. اسر قلق عليها و جاي معايا وقلق عليها لما عرف
كاميليا بابتسامة :
- تنوروا طبعا في أي وقت
_________
في المساء
- اهلا يا استاذ نديم ... منورنا انت واسر
رحبت والدة كاميليا بنديم واسر
نديم بابتسامة:
- تسلمي يا طنط ده نورك
صفاء بحرج من هدايا نديم ل دانا من الشوكولاتات والحلويات الراقية غالية الثمن ل حفيدتها :
- ليه التعب ده بس .. تعبت نفسك
نديم باحترام وتواضع .. رغم الزيارة غالية الثمن الراقية التي أتى بها لدانا:
- مش مقامكم والله يا طنط.. دي حاجة بسيطة
ثم أردف بابتسامة:
- اسر بيحب دانا اوي .. ولما عرف زعل عليها جدا .. هما أصحاب جدا و معاهم بنوتة اسمها زينة
ابتسمت كاميليا برقة :
- و دانا برضو بتحبهم اوي
ربت نديم على يد دانا النائمة على السرير وهي تضع على فمها جهاز التنفس :
- الف سلامة عليكي يا دانا
خلعت دانا الجهاز قائلة بتعب :
- الله يسلمك يا ديم
اسر بحزن على مظهرها :
- الحضانة وحشة من غيرك يا دانا ... انا معرفتش العب من غيرك انا و زينة
همست دانا بحزن :
- مامي مش راضية اروح لحد ما اخف
رد نديم :
- خليكي يا حبيبتي زي ما انتي ... عشان تخفي وتبقي كويسة
زفرت دانا بزهق:
- بس انا تعبااانة اوي يا ديم ...دانا زهقت
- سلامتك يا حبيبتي.. عشان تبقي شطورة وكويسة
ثم أردف نديم باهتمام:
- اخدتي العلاج بتاعك ؟
هزت دانا رأسها بنفي ببراءة:
- لسه
ردت كاميليا بتوتر فهي لم تشتري العلاج بالأمس:
- انا جيبتلها الجهاز امبارح .. العلاج لسه هتاخد باقيه النهاردة هجيبهولها عشان كنت مستعجلة وملحقتش اجيبلها الباقي
سألها نديم :
- وريني كده الدكتور كتبلها ايه
ناولته الورقة المسجل بها العلاج " روشتة " :
- كتبلها العلاج ده
صاحت دانا برعب:
- دانا مش بتحب الحقن يا مااامي
كاميليا بنفي:
- متخافيش يا روح مامي مكتبش حقن
- بجد
- اه والله
بعد مرور نصف ساعة .. رن جرس الباب فنظرت ام كاميليا باستغراب للخارج فهي لم تنتظر أحد ... ليهمس نديم باحراج قائلا :
- معلش كنت طالب اوردر بس على هنا عشان كنت مستعجل.. بعد اذنك هستلمه
كاميليا وهي تخرج معه إلى باب الشقة :
- ولا يهمك .. اتفضل طبعا
استلم نديم الاوردر من المندوب ومن ثم ناوله إلى كاميليا قائلا باحترام:
- اتفضلي يا كاميليا
كاميليا باستغراب :
- ايه ده ؟
نديم ببساطة:
- علاج دانا
اتسعت عيناها الرمادية الفاتحة بدهشة :
- ده ازاي !! لا طبعا ... مستر نديم انت انت طلبت اوردر بعلاج دانا !
نديم باحراج :
- بصراحة أنا صورت الروشتة من غير ما تاخدي بالك .. انا اسف طبعا اني عملت كده بس عارف انك مشغولة اكيد وملحقتيش تجيبي العلاج
هذا الرجل يفاجئها بأفعاله الغير متوقعة !!
همست كاميليا بتساؤل:
- تمنه كام ؟
زفر نديم بضيق قائلا بتبرير:
- كاميليا .. دانا زيها زي اسر بالظبط .. هو اسر لو تعب و سارة طلبت مني اجيب علاجه هو أنا هحاسبها !
كاميليا بنبرة حاسمة:
- بس انا مش سارة .. انا مش اختك يا مستر نديم.. مينفعش أن حضرتك تحاسب على حاجة زي كده !
قاطعها نديم بحزم:
- بس دانا بالنسبة لي زي اسر بالظبط .. نفس الغلاوة.. تعالي بس ندخل اوضتها عشان تاخد علاجها اهم حاجة
وقفت كاميليا أمامه قائلة برفض:
- مستر نديم مش هينفع صدقني... مش هينفع أن حضرتك تحاسب على علاجها.. قولي الفاتورة حسابها كام
خرجت والدتها في تلك اللحظة قائلة باستغراب :
- في ايه يا كاميليا مالكم اتأخرتوا كده ليه ؟
ردت كاميليا :
- اصل .. مستر نديم طلب العلاج ل دانا ومش راضي ياخد فلوسه ولا يقولي الفاتورة تمنها كام
رمقته امها بعتاب :
- ليه كده بس يا باشمهندس نديم..ميصحش طبعا ... وبعدين كاميليا معاها فلوس العلاج بس هي عشان امبارح ملحقتش تجيبهم خصوصا انها نزلت الفجر للدكتور
ابتسم نديم قائلا بتبرير:
- عارف والله يا طنط عندكم الخير كله والله بس عشان دانا تعبانة ولازم تاخد علاجها على طول وغير كده الدوا ده هيبقى ناقص من الصيدليات اللي قريبة هنا .. خصوصا أنه مستورد قولت اطلبه من فرع صيدلية مشهورة اون لاين
- كتر خيرك بس الواجب برضو انك تاخد فلوسهم
رفض نديم بنبرة حاسمة:
- مستحيل والله اخد حاجة .. دانا زي اسر بالظبط ... انا هدخل ادي العلاج ل دانا بما أن محدش فيكم حابب تاخد العلاج على طول
ليستأذن منهم ومن ثم يدخل نديم إلى غرفة دانا وهو يعطيها علاجها قائلا باهتمام حقيقي :
-الف سلامة عليكي يا دانا بالشفا يا حبيبتي
- الله يسلمك يا ديم
نظرت دانا إلى امها ببراءة:
- مامي .. قولتي ل بابا أن دانا تعبانة.. يمكن يكلمني لما يعرف زي ما بابا زينة بيكلمها ويجيلها لما تتعب
اطرقت كاميليا برأسها:
- ها... اه اه يا حبيبتي .. بس
قاطعتها دانا وهي تتنهد بحزن :
- مشغول مشغول ... نفسي أكلمه .. اكلم بابااا... قوليله دانا تعبانة عايزاك جنبها
قبلتها كاميليا بتأثر فوق جبينها:
- هو انا مش جنبك ؟ انا مش كفاية يا دانا ؟
نظرت لها دانا قائلة برقة:
-انتي أحسن واحلى مامي في الكوكب
ثم اردفت بتلك الجملة التي تكرهها كاميليا:
بس انا عايزة بابا كمان معايا
ردت كاميليا بتوتر:
- أن شاء الله
ومن ثم خرجت كاميليا إلى الصالة...فكلما تأتي سيرة والدها تتأثر قليلا وتشعر بالذنب على حال طفلتها
لتسمع صوت نديم الرجولي قائلا بتساؤل:
- انتي فعلا هتقولي ل باباها؟
رفعت نظراتها له بنفي:
- لا طبعا هقوله فين بس ... هو انا بشوفه ولا في بينا كلام.. انا معرفش عنه حاجة داخلة في أربع سنين اهو
نديم بإستغراب :
- طب ليه مفهمة دانا كده أنه هيكلمها
- دانا اصلا متعرفش إننا منفصلين
- ليه كده
تنهدت كاميليا مبررة بقلق زائد:
- انا عارفة انك اكيد هتقولي انتي غلط و ازاي تعملي كده .. بس صدقني انا خايفة على بنتي .. خايفة تحس انها اتسابت .. خايفة تحس انها اقل من زمايلها .. خايفة تحس انها ناقصها حاجة عن أي حد غيرها.. عشان كده خبيت عليها انفصالي أنا وباباها وفهمتها انه موجود بس مسافر ومشغول .. بس للأسف هي بدأت تسأل عنه الفترة دي اوي .. وبدأت تحس انها محتاجة باباها.. وكل شوية تسألني هو فين .. طب هيكلمني امتى .. طب يكلمني فيديو كول
قال عابسا دون أن ينظر إليها :
- واضح انك بتحبي بنتك اوي
قالت باستنكار:
- طبعا ... وهو في ام تكره ولادها !
هل أخطأت القول !
رأت فمه يتصلب ولون وجهه يتغير...
فهي لم تكذب !
فقط الأم من تحبك بصدق وتفضلك على نفسها .
سألها نديم :
- باباكي فين يا كاميليا ؟
كاميليا بحزن :
- بابا اتوفى بعد ما اتجوزت.. كان عنده كانسر
رد معتذراً:
- أنا اسف مكنش اعرف... ربنا يرحمه ويغفر له
- ولا يهمك.. امين يارب
- طيب ليه محاولتيش تخلي باباها يشوفها .. عشان ميأثرش على بنتك ونفسيتها
كاميليا بنبرة ساخرة:
- هو اللي اختفى.. انا ممنعتوش .. ده واحد مشافش بنته غير مرة واحدة بس يوم ما اتولدت وعليها لحد النهاردة ... بنته قربت تكمل 4 سنين وهو ميعرفش عنها حاجة... ولا طبعا بيبعت مصاريف ولا اي حاجة... بس على الاقل حتى كان يحسسها بوجوده .. بس هو خلاص اتجوز واكيد خلف ومش محتاجها
هناك شعور قوي يجذه تجاه تلك الطفلة " دانا "
هو يحبها بلا سبب...شيء مألوف بها يجعله يريد أن يساعدها .. يقف بجانبها ... شعر بالحزن على حالتها
________
بعد مرور عدة أيام .. اتصلت صديقة كاميليا بها في يوم اجازتها
- عاملة ايه يا كوكي..
كاميليا بابتسامة:
- الحمدلله يا حبيبتي
صديقتها بتساؤل:
- دانا عاملة ايه دلوقتي؟
- الحمدلله احسن من الاول.. نزلت الحضانة
- ما تجيبي دانا ونخرج سوا النهاردة وهجيب ولادي ونقضي اليوم مع بعض رأيك ؟
- هشوف كده ماما
____________
في المساء ..
كانت تجلس مع صديقتها على طاولة في مطعم راقي وفي ركن الاطفال "الكيدز اريا"
تلعب دانا مع اولاد صديقتها بسعادة.. هي كل حين تخرج ابنتها حتى لو وحدهم فقط .. حتى لا تشعر بالنقص من اي شيء .. تهتم بها كثيرا .. تشتري لها ملابس أنيقة باستمرار واشياء أخرى أنيقة
هتفت صديقة كاميليا بسعادة:
- والله الخروجة دي كنت محتاجاها من زمان
اومأت كاميليا بفرح وهي ترمق ابنتها وهي تلعب مع اطفال صديقتها :
- اه والله فعلا
صديقتها بتذكر:
- فاكرة يا كاميليا ايام الكلية .. كنا لسه رايقين .. ومفيش عيال ولا مسؤولية
ابتسمت كاميليا بحزن :
- والله الواحد بيفتكر الايام دي كانت أكبر همومنا مشاكل عادية اوي.. حتى لما اتخطبت كانت مشاكل الخطوبة ولا حاجة .. قصاد الحال دلوقتي
همست صديقتها بنبرة ذات مغزى :
- بس انتي لسه صغيرة وحلوة...واكيد ربنا هيعوضك.. بصراحة كده يا كاميليا انا صعبان عليا المرمطة اللي انتي فيها .. اتجوزي صدقيني...
قاطعتها كاميليا بحدة:
- بسمة .. لحظة واحدة ...انا مشتكتش لحد اني محتاجة عريس ولا حاجة
اومأت بسمة بتأكيد:
- عارفة والله وانتي بنت ب 100 راجل وشايلة مسؤولية لوحدك.. بس صدقيني لما تتجوزي وتقعدي في البيت وتبقي مع راجل مسؤولة منه كده ويصرف على بنتك وعليكي احسن بكتير من التعب ده... عارفة لو انتي بطولك لوحدك هقولك ماشي .. لكن انتي بتتعبي عشان بنتك وبتصرفي و تتحملي كل حاجة عشانها
ردت بواقعية:
- ومين دلوقتي يقبل ببنتي!!
انتي عارفة كويس اوي أن مش كل الرجالة بتتقبل تربي عيال من حد غيرها
بسمة بتأنيب :
- مانتي لو تسمعي كلامنا وتسيبي بنتك ل سامح وهو بقى يشيل الليلة وكان بيجيلك ناس كويسة .. او حتى تسيبيها مع مامتك
هزت رأسها برفض تام:
- انتي عارفة اني مش هقدر اعمل كده ... أنا مستحيل ارمي بنتي عشان راجل ... مستحيل اعمل فيها كده.
بسمة بغموض:
- طيب ولو قولتلك أن فيه راجل مستعد يشيل مسؤوليتك كاملة انتي وبنتك وتعيش معاكم ومتقبل الفكرة
- مين ده !
تحدثت بتلعثم:
- هو بس في مشكلة بسيطة ممكن انتي تعترضي عليها بس والله أنا شايفة أنه كويس اوي ومستواه عالي اوي ماشاء الله
سألتها بتوجس :
- مشكلة ايه دي ؟
ردت بحرج:
- السن .. هو في الأربعينات .. يبقى حمايا.. والد جوزي وطبعا هو ارمل انتي عارفة
حدثتها بذهول:
- انتي بتقولي ايه يا بسمة !! ... ده ضعف عمري و زيادة وبعدين مستحيل اهلي يوافقوا
- معتقدش هيرفضوا .. انتي دلوقتي وضعك اتغير يا كاميليا
فغرت فمها بدهشة :
- اتغير ازاي معلش !! ناقصني ايه يعني
بسمة بتبرير:
-متزعليش مني بس انتي دلوقتي مطلقة ومعاكي بنت.. عارفة انه نصيب وعارفة أن ده مش حاجة تعيبك بس الناس شايفة غير كده .. اه انتي لسه صغيرة وعندك 23 سنة بس انتي دلوقتي بتتساوي بواحدة عدت التلاتين من عمرها ولسه فرصتها مجتش
هتفت كاميليا بغضب:
- هو اولا اللي عدت التلاتين دي لسه صغيرة برضو .. لسه نصيبها الحلو متشالها .. مفيش حاجة اسمها تتساوى بواحدة اتطلقت .. بالعكس دي فرصتها احسن مني بكتير.. الحاجة التانية أن مش معنى اني اتطلقت اني اقبل بأقل من اللي استحقه ... ليه اظلم نفسي في جوازة مع راجل ضعف عمري وانا اصلا مفرحتش بشبابي وبنفسي ... يعني سامح يبقى ظلمني مرة .. اروح انا اظلم نفسي مرتين ليه ؟؟؟
قاطعتها بإقناع:
- ومين قال انك هتظلمني نفسك !! انتي عارفة هو هيقدملك ايه اصلا ! عارفة انه ناوي يكتبلك شقة باسمك لوحدك وعربية باسمك ومصروف شهري يكفيكي انتي وبنتك وانتي قاعدة معززة مكرمة في شقتك انتي وبنتك و هو معاه بنتين صغيرين في المدرسة غير جوزي دول هيعيشوا في بيتهم زي ما هما مع جدتهم .. وهيبقى ما بين شقتك وشقته
هزت رأسها بنفي:
- مش هينفع يا بسمة ... صدقيني مش هينفع هبقى بظلم نفسي
بسمة محاولة إقناعها بعقل :
-كاميليا متحسبيهاش كده .. شوفي مامتك وفكري و ردي عليا وانا مش هقوله انك رفضتي .. انا هقول انك بتفكري واعتقد دي فرصة تتمناها اي بنت أن واحد يجيبلك شقة و عربية باسمك يعني يأمنلك مستقبلك تماماً
_________
دلفت كاميليا إلى المنزل هي ودانا .. لتجد اختها فاتن و زوجها احمد في المنزل .. غيرت لابنتها ملابسها وذهبت للنوم.. فخرجت كاميليا لتجلس معهم .. ومن ثم قصت عليهم ما حدث اليوم معها
زفرت كاميليا بضيق :
- مش قادرة اصدق ان بقى يتقدملي حما صاحبتي كمان ! كل ده عشان بقيت مطلقة
صاحت فاتن بغيظ :
- مهزقتيهاش ليه نفسي اعرف
ردت كاميليا :
- دي صاحبتي يا فاتن
فاتن بغضب:
- بس متقوليش صاحبتك
تدخل احمد زوج فاتن قائلا باستغراب :
- انا مش عارف يا فاتن انتي بتقولي ايه ! تهزقها ايه البنت محترمة بتعرض عليها جواز هي قالت لها ايه يعني
رفعت فاتن حاجبيها بذهول:
- لا والله تقولها حماها ! وهي تبقى متجوزة ابنه الصغير في العشرينات ازاي يعني !
رد احمد بتبرير:
- بس هيجيبلها شقة وعربية باسمها ... يعني فرصة مش هيقدمهالها اي شاب في العشرينات في سن اختك.. انتي عارفة اقل شقة دلوقتي بكام ! العقارات بتزيد كل يوم يا بنتي.. يعني اختك هتبقى مليونيرة
قالت كاميليا بلا مبالاة:
- المشكلة ان الفرص بتتغير .. وان بقى اي حد معرضة أنه يخطبني
احمد بابتسامة :
- متبصيلهاش كده يا كاميليا ... انتي بيجيلك فرص كويسة حتى لو معرضة لكل انواع العرسان اللي مينفعش يتقدموا لبنات انسات .. بس اقسملك بالله البنات اللي اعرفهم سواء آنسات او مطلقين ولا جتلهم نص الفرص دي بما فيهم اللي انتي شيفاهم مش مناسبين
صاحت فاتن بصراخ:
- وحياة مامتك.. بنات مين دول بقى اللي تعرفهم يا حبيبي !!
ضحك احمد وهو يغمز لها :
- اتنيلي هو انا اعرف حد غيرك
صاحت بتوجس:
- انت مش لسه قايل دلوقتي انك تعرفهم
ضحك احمد ببراءة :
- قرايبي و جيراني و زمايلي في الشغل ومعظمهم اكبر مني مانتي عارفة .. ولا ليا كلام مع حد فيهم
هددته فاتن بتحذير :
- ابقى اعملها بس وشوف هعمل فيك ايه
غمز لها قائلا:
- مش محتاج اصلا انا معايا القمر كله مكتفي بيه
رجعت فاتن لهدوءها قائلة بحب:
- شاطر يا حمادة.. هعشيك مرتين لما نروح
- حياتي
ثم أردف احمد قائلا بجدية:
- المهم فكري يا كاميليا .. صدقيني دي فرصة متتعوضش ..
صاحت فاتن بوعيد:
- وحياتك هتبات من غير عشا النهاردة
ضحك احمد بقهر:
- يا بنتي انا غلطان بقولها الحقيقة.. ان دي فرصة كويسة مش حاجة وحشة
تدخلت امهم قائلة بشرود:
- والله يا كاميليا احمد عنده حق
رمقتها كاميليا بضيق :
- حتى انتي يا ماما !
ردت امها بتبرير:
- على فكرة في بنات متجوزوش قبل كده بيتجوزوا رجالة ضعف عمرهم مرتين وتلاتة كمان .. وده مش معناه أن دي حاجة وحشة .. انا شايفة انك تفكري وتدي نفسك فرصة .. ما انتي خدتي الصغير وبهدلك
صاحت كاميليا بضيق :
- طب وانا ! وحياتي اللي انا مفرحتش بيها.. لا طبعا مستحيل اعمل في نفسي كده.. هبقى بظلمها
احمد بجدية:
- بس الواقع غير يا كاميليا.. مفيش حد كامل .. ومستحيل تلاقي كل حاجة حلوة في شخص واحد..رتبي افكارك وشوفي لو هو شخص مناسب اديلو فرصة وادي نفسك فرصة وامشي في الموضوع لو ارتاحتي وعجبك كملي فيه
__________
"إذا سلكت طريق خال من المعوقات فهو غالبًا لا يؤدِّي إلى أيِّ مكان."
- " فرانك كلارك "
انتظرت الوقت الكافي قبل أن تدعوها السكرتيرة الخاصة بمكتب نديم إلى الدخول... وجدته جالسا مكانه خلف مكتبه
ابتسم لها عندما وضعت على مكتبه العمل الذي كلفها به وقال لها بفخر:
- انتي طلعتي شاطرة ودماغك حلوة وبتتعلمي بسرعة
منحته ابتسامة قائلة مداعبة:
- حضرتك كنت قلقان مني في الاول
- لا فعلا شاطرة وبتعرفي تتصرفي ويعتمد عليكي بزيادة أوي
كاميليا بامتنان:
- ربنا يخليك يا مستر نديم .. ده من ذوق حضرتك
ليسألها باهتمام:
- دانا عاملة ايه ؟ اسر قالي انها رجعت الحضانة
كاميليا بتنهيدة:
- كويسة الحمدلله احسن ... النهاردة هروح اجددلها اشتراك التمرين بتاعها في النادي .. عشان هترجع تاني تكمل لأنها كانت غايبة الفترة اللي فاتت
- طب كويس.. برافو عليها
كاميليا بتذكر :
- مش لازم السواق يوصلني النهاردة يا مستر نديم ... انا كده كده هركب من مكان تاني عشان هروح اجيب دانا من الحضانة الاول وبعدين هعدي على النادي اجدد الاشتراك وفي شوية ورق همضي عليهم
نديم باقتراح :
- خلاص انا ممكن اوصلك في طريقي لحد النادي ايه رأيك ؟
- لا طبعا متتعبش نفسك...
نديم بتصميم:
- لا مفيش تعب ولا حاجة.. انا كده كده كنت رايح اجيب اسر من الحضانة وبالمرة اشوف دانا واوصلكم النادي
- بس ده تعب على حضرتك
- متقوليش حاجة
ليذهبا معا إلى الحضانة يأخذوا اسر ودانا ومن ثم ذهبت معه إلى النادي
___________
توقفت السيارة امام النادي فطلبت من نديم الانتظار مع دانا واسر لتدلف هي وحدها.
- هنستناكي هنا لحد ما تخلصي
كاميليا بابتسامة :
- ماشي هروح امضي على الورق اللي مطلوب .. وأشوف لو ليها ميعاد النهاردة تحضر التمرين
لتدلف إلى النادي وحدها بثقة
وقف رجل بجانب المدرب الخاص بدانا قائلا بابتسامة :
- مساء الخير يا كابتن
- مساء الفل عليك...
رمق المدرب كاميليا من بعيد قائلا باعجاب :
- البنت مامت دانا دي تجنن قشطة كده .. معرفتش تسألي عليها برضو !
غمز له صديقه قائلا:
- دوس يا عم سمعت أنها مطلقة .. و المسائل هتسهل شد حيلك بقي
ابتسم المدرب بخبث :
- يعني انت شايف كدا
أومأ الرجل بثقة:
- اه طبعا .. حاول يمكن تنجح .. دوس بقى انت
________________
اقتربت منهم كاميليا فانسحب الرجل الاخر.. ليرحب المدرب بكاميليا بابتسامة وترحيب باهتمام على غير العادة :
- اهلا مدام كاميليا.. ازيك
كاميليا برسمية:
- الحمدلله تمام.. معلش دانا كانت تعبانة الايام اللي فاتت
- الف سلامة عليها..
كاميليا بجدية:
- حضرتك كنت قولت أن فيه ورق محتاج امضي عليه يخصها
احضر بعد الاوراق لتمضي عليها قائلا بتطفل:
- اه اتفضلي .. بس يعني هو فيه ابو البنت مش بشوفوا يعني بيجي معاكي يمضي على ورق ولا حاجة !
تحدث كاميليا بحدة وهي تنهي من الامضاء على بعض الأوراق:
- انا ولية أمرها
همس الرجل بخبث وهو ينظر إليها بتفحص :
- طيب لو حضرتك حبيتي تتمرن Private تحت امرك يعني
قاطعته وهي تقول من بين أسنانها بغيظ:
- لا شكرا مش لازم
رد عليها بتبرير :
- ده من غير فلوس خالص عشان مزودش على حضرتك حاجة
ارتفعت حاجبيها باستنكار:
- قولتلك شكرا ... حد قالك اني مش لاقية أكل !!!
همس المدرب بحرج:
- لا مقصدش بس يعني عشان باباها مش معاها وكده وباين حضرتك لوحدك انا قولت بس اساعد
هتفت كاميليا بقوة :
- ويا ترى بقى إدارة النادي عارفة أن حضرتك عايز تساعد ببلاش عشان باباها مش موجود !!؟
ولا ده من وراهم !
رد بتلعثم:
- لا طبعا ميعرفوش انا كنت ..
صرخت به بغضب وتهديد :
- انت تسكت خااالص ... وانا همشي بنتي من النادي ده اصلا وهسحب ورقها من هنا
ومن ثم خرجت كاميليا من النادي بسرعة ... لتدلف إلى السيارة بضيق .. فهمست لها دانا بتساؤل :
- ايه يا مااامي مش هروح التمرين
هزت كاميليا رأسها بنفي :
- لا مفيش تمرين .. مفيش هنا تاني اصلا !
سألها نديم بتوجس:
- في ايه يا كاميليا ؟
- مفيش .. يلا نمشي من هنا
نظر لها نديم ليسألها بصرامة:
- قولتلك في ايه !؟؟ فهميني.. حد زعلك !
هتفت بغيظ :
- محدش يقدر اصلا ... ممكن نمشي من هنا عشان الولاد
تحرك نديم بالسيارة ليقف عند كافيه به ركن خاص بالأطفال ليجلسا سويا .. بينما اسر ودانا صمموا أن يلعبوا وفي نفس الوقت شعر نديم أن كاميليا لا تريد التحدث أمام طفلتها
سألها نديم بقلق ما أن جلست معه على الطاولة وحدهم :
- انا عايز افهم حصل ايه بس ! ومتقوليش مفيش .. ملامحك باين عليها أن في حاجة ضايقتك
شعرت كاميليا أنها بحاجة لتفريغ ما بداخلها .. فقصت عليه كل ما حدث معها بالنادي
صاح نديم بغضب معاتباً إياها :
- مقولتيليش ليه واحنا هناك كنت دخلت هزقته
هزت رأسها بهدوء :
- مكنش ينفع ... مش لازم يحصل مشاكل .. انا بعرف اجيب حقي كويس من الناس دي وحتى من غير مد ايد ولا حاجة، حتى من كام يوم دكتور دانا حاول يقل أدبه بس عرفت أوقفه عند حده
زفر بعنف متحدثا من بين أسنانه:
- مش عارف ايه القرف اللي بقى في الناس دي !
زفرت كاميليا بضيق :
- انا اللي مش عارفة هفضل استحمل كل ده لحد امتى
- بصي يا كاميليا هو واقعياً فرص الارتباط بالبنت المطلقة اكتر من الآنسة .. في ناس كده زبالة فاكرين أن هي ممكن توافق عليهم .. بس ممكن اللي اتطلقت دي اخلاقها تبقى احسن من واحدة متجوزتش وممكن العكس
هزت رأسها باستنكار :
- بس انا تعبت و زهقت ... كل ما انسى اللي مريت بيه الاقي الناس المتخلفة دي يفكروني بكل اللي حصلي..
سألها فجأة:
- مفكرتيش ترجعي لطليقك؟ او حسيتي انك لسه بتحبيه !
ردت كاميليا بسرعة :
-انا مستحيل ارجع لطليقي.. مستحيل ارجع لشخصية متتعاشرش اصلا.. لواحد باع بنته !!!
انا نسيته الحمدلله وكرهته ورجع زيه زي اي حد غريب كأني مش عارفاه بس نفسي اعدي كل اللي بمر بيه بسببه بسبب تجربة جواز
أجابها نديم :
-خلاص يبقى اهم واصعب فترة هي انه يبقي زيه زي اي حد غريب والحمدلله الفترة دي عدت و وصلتي للمشاعر دي الباقي سهل
اللي عليكي تعمليه دلوقتي انك تكملي وتنجحي و تحبي روحك و تهمتي بيها و تهتمي بشغلك و تعيشي حياتك وكده كده التعويض هيجي هيجي
همست بضيق:
-بس يمكن بفتكر الالم بفتكر الوجع .. كل ما اتعرض لمواقف في حياتي..
-عشان احنا مش بنبطل نحس او بننسى ، احنا بنتعود وبنعرف نتحكم في الالم اللي جوانا اللي مكنش مخلينا نعيش، بنتغلب عليه وبنعيش ، وبنفرح تاني ، ونضحك ، و واحدة واحدة بيتركن في الجزء البعيد من ذاكرتنا
تنهدت بحزن :
- امتى بس .. نفسي ارتاح من كل ده .. بستحمل كل ده عشان بنتي .. بس اوقات اقول لنفسي انا صغيرة على كل ده..
ابتسم نديم بثقة قائلا :
-كاميليا انا واثق انك فى يوم من الايام هتبقي حاجة كبيرة تشرف.. شوفي انتي اثبتي نفسك ازاي في شغلك ومستسلمتيش من اللي حصلك وفضلتي مكانك.. كله هيعدي صدقيني
إن كانت الحياة مُرة ،إصنع من أحلامك سكر.
صاحت بألم:
-غبي اللي ما يتعلمش من الوقعة ، وأنا وقعتي علمتني وفوقتني كويس اوي
- متقلقيش كل حاجة هتعدي
ثم اردفت بتفهم:
-كله بيعدي وهيعدي ، كل ده كلام لطيف وحقيقي طبعا .. بس احيانا وأنت في نص المحنة الكلام ده ما بيأكلش عيش !
ساعات بحس اني مخنوقة ونفسي اسيب كل حاجة واهرب  اقول ليه انا بيحصلي كده.. ليه نصيبي كده..ليه الشخص الوحيد اللي حبيته خذلني كده... بس برجع اقول الحمدلله  افتكر أنه صحيح كله بيعدي حتى لو عدى على قلبي ، على روحي وخطفها معاه بس هيعدي
همس نديم بتشجيع :
- تعرفي أن انتي احسن حد قابلته يتحط فى اي حتة و يثبت نفسه فيها .. انتي بنت بـ 100 راجل
حاول نديم تشجيعها ومواساتها بلحظات ضعفها الحالية..هو يثق انها قوية وتعرف قيمة نفسها ولكن احيانا نمر بلحظات ضعف نشعر أننا بحاجة إلى كل كلمة تشجيع لطيفة من حولنا
فـ ‏إن أحن مواساة ‏يمكن أن تقدمها لشخص
‏أن تلهمه أن يحب نفسه مجددا
ثم أردف بجدية:
-انتي بس شايفة كده دلوقتي لكن دي مش الحقيقة..
الحقيقة ان لسه فيه ايام حلوة متشالة ليكي و لسه فيه شخص هيتمناكي و لسه فيه جواكي مكان حتى لو صغير دلوقتي لما يجي الشخص الصح هينسيكي كل ده و هتحسي انك اول مرة تحبي اصلا و هتحسي ان اللي فات من عمرك ده مش محسوب و هتحسبي عمرك من لحظة دخوله في حياتك
كن صبورا أحيانا يجب أن تمر بالأسوأ حتى تصل للأفضـل !
يجب أن تمر بصفعات كثيرة من الحياة كحال البعض
ولكن هذه الصفعة جعلتها تقاتل الدنيا من أجل الدفاع عن حقها
ولأول مرة تتغير من الفتاة البريئة الهادئة جداً إلى الفتاة القوية الشرسة التي لديها استعداد لأن تقاتل العالم بأسره من أجل نيل حقها
والحمدلله حققت بعض من ما تريد
وشيئاً فشيئاً بدأت بالعودة إلى الأفضل
وها هي اليوم تشعر بالرضا عن نفسها
________
بعد خروجهم من الكافيه .. وقف نديم بالسيارة أمام متجر ما .. فأخذ كاميليا معه وترك الطفلين بالسيارة
همس بتنبيه إلى اسر ودانا:
-خليكم قاعدين تلعبوا هنا ... هنروح نجيب حاجة وراجعين
دلف نديم إلى متجر بيع مجوهرات وترك كاميليا بالخارج.. ليخرج بعد مدة وبيده علبة قطيفة أنيقة جدا يعرضها على كاميليا قائلا بابتسامة وهو يفتح العلبة :
- كاميليا ... ممكن تلبسي دي.. دي ليكي
اتسعت عيناها الرمادية بدهشة قائلة بذهول غير مصدقة :
- دبلة !!!
يتبع.....
    هتف نديم بغموض :
- انا عارف انك هتستغربي .. بس الدبلة دي يمكن هي اللي هتحفظك شوية ... هتخليكي تتحطي في أي موقف من غير احراج او حد يعرف انك مطلقة اصلا !
فردت بعدم فهم :
- انا مش فاهمة انت تقصد ايه !
نديم بجدية:
- كاميليا ... الدبلة دي ليكي انتي .. انا جبتهالك عشان تحمي نفسك بيها لما تكوني مع دانا لوحدكم في مكان جديد زي عيادة دكتور أو نادي .. تلبسيها عشان محدش يعرف انك مطلقة ويتعاملوا معاكي طبيعي جدا ... ويفتكروا انك متجوزة
يا الهي فهي ظهر بخاطرها شيء آخر !
حسنا هي أصبحت لا تتوقع اي شيء من اي احد
كاميليا بدهشة:
- بس دي .. انت ازاي تشتريها بس
وضع نديم العلبة في يدها قائلا بتصميم :
- كاميليا... خليها معاكي.. وبعدين البسيها لما تتحطي في المواقف دي بس .. غير كده انتي مش محتاجة تلبسيها اصلا
سألته بخجل:
- طيب هي تمنها كام عشان..
قاطعها وهو يسير امامها إلى سيارته قائلا بحزم:
- احنا اتأخرنا على الولاد اوي ... يلا عشان ممكن يبهدلوا الدنيا لو طولنا عليهم
_________
رجعت كاميليا إلى منزلها مع ابنتها .. لتجلس ابنتها تشاهد التلفاز
بينما دلفت كاميليا إلى غرفتها لتبدأ في تغيير ملابسها، تفتح امها باب الغرفة
قالت امها بتساؤل:
- مرديتيش يعني على بسمة صاحبتك تاني !
البنت بتسألني تقول لحماها ايه
كاميليا بعدم اكتراث:
- تقوله اني مش موافقة وانا رديت عليها وقولتلها لا ... لازمتها ايه بقى تماطل هي في الموضوع !
ردت امها باهتمام مبالغ به:
- طب حتى ردي عليها تاني وفهميها
زفرت كاميليا بزهق:
- مش قادرة ارد دلوقتي ..
صاحت امها بغضب :
- ولحد امتى هتفضلي ترفضي ده وده  ها !!
الفرص عمالة تضيع منك وبكرة تقل وانتي ولا في دماغك.. العريس زي الفل والبنت مصممة تعرف الرد بسرعة
التفتت كاميليا وكأنها انتبهت لشيء ما :
- لتكوني انتي مديالها امل اني ممكن اوافق ؟!
صفاء متهربة .. لترد بحدة:
-لحد امتى هتفضلي تظلمي نفسك كده !! فهميني
زفرت كاميليا بضيق:
- ماما انا تعبانة ومش قادرة اتكلم النهاردة .. راجعة من النادي والشغل تعبانة
صاحت امها بصرامة:
- لا هنتكلم يا كاميليا ... وهتردي عليا وتبرريلي
خرجت كاميليا من الغرفة لتجلس بجانب ابنتها وتعانقها وهي تحمي نفسها بها تحارب بها مخاوفها.. تمنع دموعها أن تتساقط حتى لا تشعر بها طفلتها.. لتقبلها طفلتها من خدها بكل حب و براءة وكأنها تمسح عنها ألم العالم
‏وكأن مشهد العودة إلى عناق طفلتها في هدوء بعد يوم طويل متعب، كان الأكثر دفئاً على الإطلاق
بينما امها كانت تشعر بالغيظ فهي تهرب من اي حديث بالجلوس بجانب طفلتها .. لأنها لا تعرف اي شيء ولا يمكنهم الحديث أمامها بشيء
___________
في اليوم التالي
انتهت كاميليا من تجهيز نفسها هي وابنتها ... وبعد أن خرجت إلى خارج الشقة ... رجعت مرة أخرى وتركت ابنتها بجانب زينة جارتها عندما تذكرت انها نسيت شيء هام جداً
الدبلة !!
فهي سوف ترتديها اليوم وهي تنقل اوراق دانا من ذلك النادي إلى نادي آخر
دلفت إلى شقتها لتدخل سريعا تبحث عن العلبة التي بها الدبلة .. فتشت سريعا في درج تسريحتها فلم تجدها... هي متأكدة انها وضعتها في هذا المكان
لتجد امها فجأة أمامها وهي تلقيها بوجهها قائلة بغضب وعصبية :
- هي دي اللي انتي رفضتي العريس بسببها !!!
دبلة ميييين دي ؟؟؟؟
يا الهي حظها سيء..
صاحت كاميليا قائلة باندفاع:
- انتي بتفتشي في حاجتي !!!
زفرت امها بحدة:
- لا طبعا وانا من امتى بفتش وراكي !
انا لقيتك سايبة العلبة على التسريحة
ثم صرخت بها بتوجس مبالغ به :
- انتي تفهميني دبلة مين دي!!؟؟
انتي اتخطبتي من ورايا !
زفرت كاميليا مدافعة :
- لا طبعا هتخطب ازاي يعني من وراكي.. انتي بتقولي ايه بس...
ثم اردفت بتذكر وهي تخرج من غرفتها :
-دانا بره مع زينة .. هتتأخر على الحضانة .. هوديها بس وارجع نكمل كلام
اعترضت امها طريقها قائلة:
- انتي مش هتخرجي من البيت النهاردة غير لما تفهميني.. ولو على دانا ممكن تروح مع جهاد عادي او تقعد في البيت
صاحت كاميليا بزهق :
- انتي عارفة اني مش بحب اتقل على حد .. بس ماشي هكلم جهاد تاخد دانا معاها عشان متتأخرش..
اتصلت كاميليا على جارتها واستأذنت منها تأخذ طفلتها مع ابنتها إلى الحضانة لأنها ستتأخر اليوم عن عملها وانهت المكالمة لتبدأ بقص كل ما حدث معها إلى امها وبررت لها موقفها
صاحت امها بشك :
- وهو برضو ايه يخليه يشتريلك دبلة غالية زي دي !
ماشي هصدق الحكاية واقول نيته خير يساعدك بس مش لدرجة يشتريلك دبلة وغالية اوي زي دي !!
ردت كاميليا بضيق :
- معرفش هو اختارها كده .. وبعدين انا دلوقتي متأخرة عن شغلي
ردت امها بحدة:
- ومين قالك اصلا انك هتنزلي الشغل !!!
اتسعت عيناها بدهشة:
- نعم ؟؟ انتي بتمنعيني اروح شغلي ؟؟
ردت امها بتوجس:
- ما يمكن انتي رفضتي العريس اللي كان فرصة هايلة ليكي عشان نديم ده مثلا !
الحوار اللي حكيتيه ده كله مش داخل دماغي اصلا
هتفت بغضب:
- انتي بتقولي ايه ؟؟؟ انتي شايفة العريس اللي هو حما صاحبتي فرصة ازاي !
ازاي شايفة أن ده فرصة هايلة
ثم اردفت مدافعة :
- وبعدين نديم مفييييش حاجة بيني وبينه والله مفييييش حاجة
هزت كتفها بتوجس:
- وانا ايه يضمنلي ! انا قولتلك مفيش نزول للشغل يعني مفيش
صاحت كاميليا بحدة:
- انتي ليه مصرة تشوفيني العيلة الصغيرة اللي هتفضل تسمع كلامك في أي حاجة
ثم اردفت بدموع متساقطة بعنف :
- انا فشلت مرة واختارت غلط واتعاقبت .. ليه عايزاني اتعاقب تاني وادفن نفسي في جوازة تانية لمجرد أنه هيقدملي حاجات تأمن مستقبلي
همست امها بقلق زائد:
- عشان الدنيا كده .. الدنيا عبارة عن فرص.. انا خايفة عليكي.. انتي لو عيشتي عمرك كله تشتغلي مش هتقدري تجيبي اللي هو هيديهولك لأن اللي بتقبضيه ضايع على مصاريف بنتك
هزت رأسها برعب :
- انتي لازم تفهمي أن انا مش هضيع نفسي تاني مع اي حد .. انا استاهل يا ماما .. استاهل حد كويس انتي شايفة أن مقامي شقة ولا عربية ! لا يا ماما أنا استاهل حد شاريني انا مش حد هيقدملي حاجة عشان اوافق عليه .. هو بيغريني عشان اوافق عشان عارف ان من غيرهم مش هوافق.. لكن انا مش كده انا مش من النوع ده خالص .. مش هاخد التجربة دي الا مع حد كويس .. ولما يجي الشخص المناسب اللي يعوضني .. انتي مش عارفة انا بواجه ايه كل يوم
همست امها بحنان :
- عشان كده نفسي ترتاحي وافرح بيكي .. والله نفسي اطمن عليكي بس
- وانا دلوقتي مرتاحة.. من فضلك سيبيني انزل الشغل
ردت امها بشك:
- بعد حكاية الدبلة دي !! لا
اتسعت عيناها بدهشة :
- انتي شاكة فيا ؟؟؟
هزت رأسها بتبرير :
- لا شاكة فيه هو اكيد نيته فيها حاجة .. هو ازاي يشتريلك الدبلة دي اصلا..ما يمكن بيجر رجلك
كاميليا مدافعة:
- هو الوحيد اللي عمل كده من غير مقابل .. من غير ما يكون في نيته حاجة .. وعموما خلاص انا هرجعهاله
امها بعناد:
- برضو مش هتنزلي يا كاميليا.. انا خايفة عليكي
_____________
في منتصف اليوم.. اتصل بها نديم عندما لاحظ غيابها فاليوم كان هناك اجتماع مهم وعرض عملها عليه
سألها بإستغراب:
- مجتيش الشغل ليه ؟ اول مرة تغيبي من يوم ما اشتغلتي !
همست كاميليا بحرج:
- ماما شافت الدبلة وعرفت اللي حصل .. وللأسف فهمت غلط يعني .. هي اه واثقة فيا بس خافت..
نديم بضيق :
- خافت مني يعني !
ردت معتذرة:
- انا اسفة .. بس هي يمكن من كتر الناس الوحشة حواليا بقت مش مصدقة أن ممكن حد يبقى نيته كويسة فعلا
- أنا ممكن اجيلها واحاول افهمها أن انا مكنش قصدي كده .. كان قصدي تحمي بيها نفسك
هزت رأسها بنفي بقوة:
- لا لا مش هينفع .. ماما صعبة وفي الموقف ده مش هتتفاهم معاك خالص .. انا هحاول اخلي جدو يقنعها و يفهمها .. جدو متفاهم شوية عنها .. هي بتحبني بس بتخاف عليا بزيادة
بس جدو مش هنا للأسف هو مسافر كام يوم عند عمتو ... هي متجوزة في محافظة تانية
- طب وانتي مش هتيجي الشغل خلال كام يوم كده !
زفرت كاميليا بزعل:
- هعمل ايه بس .. انا مش عارفة هي هتفضل تعاملني كأني صغيرة لحد امتى.
- انا اسف اني حطيتك في موقف صعب زي كده .. عارف اني بوظتلك الدنيا
- لا متقولش كده .. انت كان نيتك تحميني
سألها مرة أخرى:
-يعني مينفعش اجي لوالدتك برضو !
كاميليا بإصرار:
- لا هيبقى الموقف صعب طبعا وممكن تقول كلمة تضايقك وانا مش حابة اسببلك احراج
صمت نديم ثوان ثم قال فجأة :
- كاميليا ممكن تقابليني في مكان قريب من عندك.. انا هجيلك
- ليه؟
نديم بغموض :
- انا عرفت الحل ايه..بالليل كده هنزل لو كده نتكلم ونشوف حل .. اكيد مش هتستني جدك يرجع
- أيوة
___________
يتأملها بجلستها بداية من فستانها الأنيق الاسود القطيفة بأكمام و شعرها الداكن المموج الناعم الطويل احيانا تتركه مموج تمويجات ناعمة واحيانا تجعله مفرود "ستريت" .. كانت تقص عليه ما حدث معها منذ دلوفهم الى ذلك المطعم .. شعر بالضيق على حالها
همست كاميليا بغيظ:
- انا مش عارفة ازاي ماما بقت كده.. كنت فاكرة لما اشتغل خوفها ده هيقل عليا .. اوقات بحسها عايزاني افضل قاعدة جنبها مشتغلش .. وأوقات تانية أحسها عايزاني اتجوز لمجرد أنها تطمن عليا
ثم اردفت بقهر :
- دي حتى شايفة أن فرصة جوازي من حما صاحبتي فرصة هايلة !
اتسعت عيناه الزرقاء بصدمة :
- حما صاحبتك ؟؟
اومأت كاميليا بخجل :
- أيوة متقدملي .. وعشان هو الوحيد اللي قابل بنتي وطبعا عشان اوافق حط عروض مغرية .. شقة باسمي وعربية ومصاريفي انا وبنتي.. طب وانا ؟؟ فين من كل ده .. انا مش عايزة اتجوز واتطلق تاني
صمت لثوان .. ليهتف فجأة:
- كاميليا ..
- نعم
همس بابتسامة :
-ازاي الشغل النهاردة كان وحش من غيرك كده..
ودلوقتي المكان الغريب ده كأنه اتحول جنة بوجودك
اتسعت عيناها بإستغراب لتسرع بالإجابة بجدية:
- شكرا لحضرتك
همس نديم بنبرة لطيفة:
-تعرفي انك لما بتدخلي مكان العين كلها بتبقي عليكي.. انتي جميلة ..اجمل بنوتة في الدنيا شوفتها
هتفت كاميليا برسمية:
- حضرتك كنت قولتلي أن في حل للمشكلة اللي انا فيها !
اومأ بتردد ليقُل ما لديه و ينتهي من هذا الامر:
- أيوة ..الحل أن احنا... نتجوز
رفعت حاجبيها بذهول لتعيد كلمته :
- جواز !!!
ثم اردفت باعتراض :
- انا مش
ليقاطعها نديم بغيظ:
- أيوة.. انتي مش عارفة محمود كان كل شوية يسأل عنك النهاردة وعايز ياخد رقمك يطمن عليكي ... كنت ماسك نفسي بالعافية عشان مخصمش منه حاجة
ثم أردف بحرج :
- كاميليا ... احنا نتجوز ... بس هو هيبقى فيه مشكلة بسيطة كده ... انتي عارفة اني متجوزتش قبل كده .. واهلي صعب يوافقوا ب دانا شوية ... بس انتي عارفة اني بحبها طبعا... لكن احنا ممكن نسيبها عند مامتك وتروحي تشوفيها ... و طبعا هبقى ابعتلها مصروفها كأنك بتشتغلي وبتصرفي عليها بالظبط وزيادة
خابت آمالها فقد انتظرت بعد عرض الزواج.. يليه موافقته بوجود دانا في حياته ..
قاطعته كاميليا بغضب :
- اسيب دانا !!! عشان اهلك هيرفضوها ؟
مين قالك اصلا اني موافقة اتجوزك !! وحتى لو موافقة انا مش هسيب بنتي عشانك انت أو غيرك... انا اللي يتجوزني يقبل بنتي قبل ما يقبلني انا
اقترب قائلا بنبرة اغواء :
- كاميليا ... بلاش تسرع ...انا مستعد ادفع عشانك اكتر من اللي حما صاحبتك مستعد يقدمهولك وانا اهو اصغر منه بكتير .. انتي جميلة..
همست بضيق :
- تدفع !!؟
أومأ بنبرة حادة :
- مهما كان يكلفني ايه..
انتصبت فى جلستها لتردف بذهول :
- انتي فاكر اني ممكن اسيب بنتي عشان هتدفع عشاني اكتر !!
كنت فاكراك مختلف.. كنت فاكراك غيرهم !
رد نديم بتبرير:
- وانا قولت ايه غلط ؟؟
انتي اللي يمكن بتفكري بقلبك شوية.. الدنيا مش بالسهولة دي يا كاميليا.. لازم تتنازلي عشان الدنيا تمشي
هبت واقفة تنظر له بدهشة لتهتف بغضب :
- ما تقف الدنيا كلها ... ولا اني اسيب بنتي بعيد عني
حاول تهدئتها لتجلس مرة أخرى حتى لا يلاحظ أحد شيء.. فتحدث قائلا :
- فكري يا كاميليا ... هخليكي اسعد واحدة في الدنيا ... فكري لما تغيري ستايل حياتك كله... من غير شغل ومرمطة وبهدلة ... هو كان هيقدملك شقة وعربية !
انا هجيبلك ڤيلا في احسن واغلى مكان في القاهرة تختاريه... هيبقى معاكي عربية بتاعتك
و تلبسي كل اللي نفسك فيه .. وتخرجي وتعملي كل حاجة بتحبيها .. فكري تعيشي من غير أي مسؤولية من غير أي ضغوطات.. من غير ما تشتغلي وقت زيادة عشان توفري لبنتك مصروف اكتر.. فكري هيبقى كل حاجة تحت ايدك
هزت رأسها بعناد :
- مش محتاجة افكر ... انا مش هسيب دانا
هتف بنبرة رجولية خشنة :
- كاميليا انتي عجباني ... واعتقد أن انا كمان هعجبك .. او يمكن عاجبك بس بتقاوحي
ارتبكت قليلا، لترد بحزن :
- انت ازاي بقيت زي اي حد كده !! انا كنت فاكرة ان انت بتحب دانا فعلا .. ولما قولتلي نتجوز قولت انك عايزها في حياتك..
ثم أردفت بقوة :
- اسفة يا مستر نديم ... عرضك مرفوض ... ومش محتاج تفكير .. مش انا الام اللي تسيب بنتها عشان راجل ممكن في أي لحظة يبيعها ويتخلى عنها !
زي ما هي اتخلت عن بنتها
ابتسم نديم بقسوة وسخرية :
- وانتي ضامنة ان بنتك مش هتتخلى عنك لما تكبر ! ما يمكن تسيبك .. بطلي تفكري بمثالية زيادة اوي كده .. اي حد مكانك هيفرح بالعرض ده ويتمنى كده
هتفت برفض تام :
- اي حد غيري انا ... لكن انا لا .. دانا متتعوضش
لتهمس بعدها بثبات :
-انا ماسكة في الدنيا دي عشانها
فقط الأم من تحب بصدق وتفضلك على نفسها .
همس نديم ببساطة :
- كاميليا ... فكري قولتك
هتفت كاميليا بحدة :
- مستحيل افكر .. انا برفض عرضك الهايل ده ...  عن اذنك .. انا لازم امشي حالا
و من ثم تحركت بعنف ملتقطة حقيبتها مغادرة المكان
يتبع .....
إننا نشعُر بالاسى علي أنفُسِنا أحياناً، ليس لأننا أسأنا التصرف، بَل لأننا أحسنا التصرف أكثر من اللازم.
- "نجيب محفوظ"
اندفعت تركض خارجا.. بالكاد تسيطر على دموعها التي هددت بالسقوط..
أوقف سيارة أجرة.. فهي لم تقدر أن تركب مواصلات أخرى
دلفت إلى شقتها .. وهي تتجاهل تساؤلات امها وهي توقفها بأنها سوف تنام
اغلقت باب غرفتها خلفها واستندت عليه.. تحاول ايقاف شهقاتها المتتالية
تحاول ايقاف سيل الدموع المتدفقة ولم تقدر..
انهارت ساقيها تحتها وضمت ركبتيها لها
تشهق بعنف.. وتبكي بلا صوت .. فقط دموع لا تتوقف .. دموع تتساقط بألم وتزيدها وجع
يا الهي وجع ماذا !؟ هو مثله مثل أي شخص
ولكن هي اليوم شعرت بالحقيقة..
فهي أعجبت به!! يا الهي .. تلك الدموع دموع من وجع قلبها .. فهي كانت تشعر ناحيته بشيء ولكن كانت تحمي نفسها .. تتجاهل مشاعرها
هو الوحيد الذي وقف بجانبها .. هو من سندها في أشياء كثيرة بدون مقابل
حتى عندما عرض عليها الزواج شعرت أنه مختلف عن الباقيين
كيف يحطم كل شيء بتلك الطريقة
شعرت أنها كانت جالسة مع شخص آخر .. وليس نديم
همهمت بصوت مخنوق بالدموع.. حين شعرت بمن يتمسك بملابسها .. رفعت عينيها لتطالعها عيني طفلتها بلون السماء ببراءة قائلة :
- بتعيطي ليه يا ميكي ؟
مين زعلك ؟ آنا صفصف !
هزت كاميليا رأسها بنفي :
- لا مش آنا صفصف اللي زعلتني.. مفيش يا حبيبتي انا كويسة
طالعتها دانا بشك.. لتقول برقة:
- طيب يلا تغيري هدومك عشان انا كنت مستنياكي انام في حضنك...
نهضت كاميليا من على الأرض ..
ساعدتها طفلتها بخلع اكسسوارتها ومسح زينتها التي تلطخت على وجهها بمزيل المكياج ووضعت كل شيء مكانه بترتيب وتنظيم...
وخلعت كاميليا فستانها الانيق الجديد
لتجد طفلتها تضع يدها على عينيها بخجل وبراءة
لتهمس بخجل :
- هاااه... افتح عيوني يا ميكي؟؟
ارتدت كاميليا منامتها القطنية :
- فتحي يا قلب ميكي
جلست كاميليا على المقعد الصغير أمام التسريحة باللمبات المضيئة .. وهي تفتح علبة الكريم المرطب الخاص بها ممسكة به بضعف لتجد طفلتها دانا تمسكه بحرص وهي تقول :
- مامي انا هحطلك
فبدأت الطفلة بوضع بضع قطرات من الكريم وجهها بكل رقة .. ومن ثم أخذت مرطب الشفاه الوردي لتضعه على شفاه امها الممتلئة قليلا بإغراء و وضعت كاميليا لدانا أيضا مرطب شفاه لها خاص بها
دلفا إلى السرير .. لتقترب الطفلة من حضن امها أكثر وهي تقبل أمها قائلة :
- انتي أمورة اوي يا مامي .. مينفعش تنامي زعلانة
همست لها كاميليا بألم وابتسامة:
- والله انتي اللي أمورة
طبطبت الطفلة عليها بحنان وكأنها تواسيها على شيء لا تعلمه.. وما أن نامت طفلتها دمعت عينا كاميليا وهي تضمها اليها بقوة .. تحاول بكل طريقة أن تنسى ما حدث معها..
_________
بعد مرور يومان
جلست والدتها بجانبها على السرير .. قائلة برقة فهي شعرت بالذنب على حالتها:
- متزعليش مني  .. بس والله غصب عني كان صعبان عليا اللي انتي فيه
شهقت كاميليا بصدمة:
- تقومي تشكي فيا ؟؟؟
قاطعتها امها بقوة:
- مشكتش فيكي اصلا .. انا بس شكيت فيه هو .. بس لما لقيتك مش بتروحي الشغل ولا مصممة تروحي ولا هو اتصل ولا ضغط عليكي تنزلي عرفت أن مفيش حاجة
صمتت كاميليا ولم ترد عليها.. لتردف قائلة:
- خلاص يا كاميليا لو عايزة تنزلي الشغل انزلي.. ده مستقبلك برضو
هتفت بنبرة ساخرة:
- لا والله
اقتربت منها امها وهي تقبلها من خدها قائلة بخوف :
- كاميليا انتي عارفة اني بحبك ... وبخاف عليكي .. والله انتي احن واطيب بنوتة في الدنيا نفسي افرح بيكي واطمن عليكي بس
عاتبتها كاميليا:
- بإمارة انك عايزاني اوافق على العريس حما صاحبتي
هزت رأسها بحزن:
- لأ طبعا... انا اصلا مكنتش موافقة عليه بس كنت فاكرة في دماغك حد بس وبترفضي بسببه..لكن انتي اغلى معشتيش حياتك مع سامح.. يبقى حرام تتظلمي مع واحد مبتحبيهوش ولا هيخليكي تعيشي سنك.. هو فعلا في الزمن ده الفلوس هي اللي بتسند الواحدة بس الفلوس مش هي اللي هتخليكي مبسوطة ولا هي اللي هتعوضك .. وبرضو يا بنتي براحتك محدش يقدر يغصبك في ده بالذات ..
____________
شعر بفقدها بشدة .. يريد أن يراها .. هي غائبة منذ ايام
منذ أن خرجت بتلك الطريقة يومها ... شعر بالضيق والرفض ... حتى لو هو أخطأ بحقها فهي تركته ورفضت أن تأتي إلى شركته
شعر بشيء غريب يجذبه نحوها.. هو لا يكذب على نفسه فهو يريدها .. يرى بها شيء مميز .. حتى أنه يحب شجاعتها وتمسكها بابنتها رغم كل ما تمر به !!
امسك هاتفه ليرن عليها فلم ترد عليه.. شعر بالضيق .. ليهاتفها من رقمه الآخر فردت عليه ليقول بغيظ:
- لازم اتصل من رقم تاني عشان تردي يعني !
انتفضت بتوتر عندما سمعت صوته :
- مستر نديم !
هتف بسخرية :
- على اساس انك نسيتي صوتي خلاص
تماسكت قائلة بثبات:
- خير في حاجة ؟؟
سألها نديم :
- منزلتيش الشغل ليه..
تمتمت بغيظ:
- مقدرش انزل الشغل بعد كلامك ليا اخر مرة
قال ببرود :
- ومصاريف بنتك ؟ ومصاريفك هتعملي فيها ايه
قالت بنزق :
- ميخصكش في حاجة .. عادي الدنيا مش هتقف على شغل.. وغير كده هركز على مشروع شغلي الاون لاين اللي عاملاه يعني عادي مش هبقى عاطلة ولا حاجة!
سألها بإستغراب:
-هو انتي عندك مشروع اون لاين؟
- معتقدش يخصك في حاجة تعرف ... دي حاجة بره شغلي معاك ... و actually كده كده هسيبه
رد بواقعية:
- حتى لو هتعتمدي على شغلك الاون لاين...اعتقد يعني أنه بياخد وقت على ما يكبر ودخله مش ثابت أساسي زي شغلك في الشركة..وبعدين ومين لاقي شغل دلوقتي !! اعقلي يا كاميليا وانزلي شغلك.. عشان انتي كنتي غايبة قبلها اصلا بسبب مامتك ... ودلوقتي بسببي...ايه خلاص ناوية تخسري مستقبلك كمان
قاطعته بحدة :
- ازااي انزل شغلي بعد كلامك ده !! مقدرش
زفر نديم بضيق :
- خلاص مبقتيش طايقة تبصي في وشي
صمت قليلا وهو يحدق أمامه بذهول ليقول فجأة:
- طيب تعالي الشركة عشان محتاج اتكلم معاكي ضروري
ردت بحزم رغم ارتجافها :
-مستحيل انزل ... ولا اقعد معاك تاني
قاطعها بهدوء :
- كاميليا ... انا هنقلك فرع الشركة التانية بتاعة بابا.. و وقتها مش هتشوفيني تاني لو حابة بس ياريت تنزلي ضروري انا محتاج اتكلم معاكي
شهقت باستغراب :
- انت عايز مني ايه تاني ! عرضك و...
قاطعها بضيق :
- مرفوض عارف .. تعالي مش هتخسري حاجة .. وقولتلك لو حبيتي انقلك هنقلك عادي
لم ترد عليه .. ليردف نديم قائلا بثقة:
- هستناكي النهاردة في الشركة.. متتأخريش
______________
دلفت كاميليا إلى داخل المبنى الكبير للشركة .. صعدت للطابق الأعلى ودخلت مكتب سكرتيرة نديم .. فسمحت لها بالدخول عندما علمت أن نديم بانتظارها
دخلت كاميليا إلى مكتبه .. كان قد خلع سترته وتبقى بقميصه وربطة عنقه
كانت نظراتها قوية ومتوترة .. تمالك مشاعره ودعاها تجلس على المقعد .. بينما هو جلس أمامها ... اخفضت نظرها حتى لا تنظر إليه.. حتى لا ترى عينيه الساحرة.. عينيه التي أيقظت شيئا داخلها منذ ايام ... شيئا كانت تتوقع أنه لم يستيقظ مرة أخرى منذ سنوات ..
تمتمت بجدية :
- هتنقل ورقي امتى؟؟
قال بهدوء:
- لما تسمعيني الاول .. وياريت بلاش الطريقة اللي بتعامليني بيها دلوقتي دي !
رمقته بنظرات مضطربة بتأنيب:
- مستني مني اعاملك ازاي بعد اللي قولته !!
انت حسستني انك زيهم بالظبط
رد نديم بهدوء:
-تعرفي اي واحدة مكانك في وضعك كانت هتتمنى حاجة زي كده .. ومش هتحتاج تفكر اصلا !
- وانا مش زي غيري.. مش هسيب دانا مهما حصل عشان راجل
تجاهل كلامها وهو ينظر إلى عينيها بهدوء شديد وهو يقول :
- عارف انك استغربتي اللي انا قولته .. رغم اني بحب دانا جدا ... بس يمكن كنت عايز أتأكد انتي هتوافقي تتخلي عن بنتك فعلا !
ولا هتتمسكي بيها
نظرت له بعدم فهم:
- انا مش فاهمة حاجة .. وليه اصلا تحتاج تتأكد من حاجة زي كده
اقترب منها أكثر وهو يهمس بنبرة خشنة:
-كنت عايزك تثبتيلي..
تثبتيلي انك انتي الوحيدة اللي تنفعي تكوني ام لولادي.. واثق فيها انها مش هتتخلى عنها في يوم عشان راجل
رمشت بعينيها وهي ترد بدهشة:
- اثبتلك؟؟ يعني انت بتختبرني!
أومأ نديم بإيجاب.. فـ هتفت به بعنف وهي تنهض من مكانها :
-انت مين انت عشان تحكم على الناس بالطريقة دي وتعملهم اختبارات..وتلعب بمشاعرهم...
اندفعت لتتجاوزه فأسرع بمسك ذراعها قائلا:
- اهدي... انا مش هسيبك تخرجي غير لما تفهمي قصدي كويس
- تفهمني ايه ؟؟
هو انا عيلة صغيرة بتلعب بمشاعرها !
حتى لو كان اختبار ... ايه الأسلوب اللي كنت بتتكلم بيه ده ..ده انت حسستني اني رخيصة
هز رأسه بقوة :
- لا يا كاميليا ... اوعي تقولي كده...انا عرضت عليكي جواز...شرع ربنا ... عارف ان الطريقة مكنتش صح بس كان لازم اعمل كده وصدقيني انا مفكرتش اعمل كده لحظة .. انا يمكن كنت عايز أتأكد من حاجة.. وبعدين انا بحب دانا.. حبيتها قبل ما اعرف انها بنتك أساساً ... وعمري ما هفكر اسيبها او اتخلى عنها ... لو انتي كنتي فكرتي تسيبيها انا اللي كنت هزعل منك يا كاميليا ومكنتش هفكر فيكي لحظة بعدها..
همست كاميليا بتوتر وهي تبتعد عنه:
-بس انت قولت أن اهلك هيرفضوا !
رد نديم بإصرار:
- كاميليا...انا عايز اتجوزك.. اهلي رفضوا ولا اعترضوا انا هعرف اقنعهم .. سيبي كل حاجة عليا .. بس اعرف انك موافقة .. موافقة تدي نفسك فرصة ... بنتك بتحبني وانا كمان وعمري ما هزعلها
سألته كاميليا بارتباك :
-ليه انا ؟؟؟ ليه متتجوزش واحدة مش معايا عيال من حد غيرك !
وقف أمامها قريبا جدا ... قائلا بثقة:
-مش هلاقي زيك انا عارف
وقفت بعيدا عنه وهي ترد بقلق:
- انا مريت بحاجات كتير في حياتي صعبة.. تجربة جواز فاشلة لسه بتعاقب عليها لحد دلوقتي .. 
ثم أردفت :
- انا منكرش انك شخص كويس جدا وكنت محترم معايا ووقفت جنبي و منكرش ان بنتي بتحبك وانت حنين جدا معاها وحسستها كأن باباها موجود... بس برضو
- بس ايه !!
همست باندفاع
- انا مطلقة ومعايا بنت وانت متجوزتش قبل كده...يعني ليه متتجوزش واحدة تانية وخلاص
قاطعها بحدة:
- مطلقة ؟؟ انا ميفرقش معايا ... انا عايزك انتي يا كاميليا.. حتى وانتي معاكي بنت
شهقت لتلمع عيناها بالدموع دون أن تتساقط:
- انا خايفة اكون مطلقة مرتين ورا بعض.. الجوازة التانية محسوبة عليا اكتر من الاولى بكتير.. خايفة تبقى زيه
- صوابعك مش زي بعضها.. انا اضمنلك اني هبقى كويس جدا معاكي .. ومش هخليكي محتاجة اي حاجة
قاطعته كاميليا بقلق:
- باشمهندس نديم ... انا اتجوزت واحد سلبي .. مالوش شخصية اصلا قدام اهله ... دفعت وبدفع تمن الجوازة دي لحد دلوقتي
رد نديم بهدوء محاولا إقناعها :
- اسمعي يا كاميليا ... انا لسه هعرف اهلي موضوعنا .. سيبيني اثبتلك ان انا مش هو.. انا مش زيه .. انا اه بحترم اهلي وبحبهم .. بس مينفعش اسيبهم يسيطروا على حياتي ... انا راجل مسؤول عن قراراتي .. اه بحترم اهلي ومقدرش اكسر كلامهم بس برضو مقدرش اسيب حد يتحكم ويبوظها في حياتي واقف اتفرج.. وافقي انتي بس وخدي اول خطوة وسيبي الكرة في ملعبي ... انا اللي هثبت ل اهلي اني فعلا عايزك وهتجوزك
- و لو رفضوا !
نديم ببساطة:
- ويمكن يوافقوا.. بابا جاي النهاردة الشركة وهعرفك عليه الاول كمهندسة شاطرة ولما نرجع البيت هقوله الموضوع
لم ترد عليه وصمتت قليلاً تفكر بحديثه
سألها نديم :
- قولتي ايه يا كاميليا ؟
اجابته بشموخ:
- لو قدرت تثبت فعلا اند هتقدر تقنع اهلك .. يمكن وقتها هوافق..
هز رأسه بثقة :
- اعتبريهم وافقوا
اومأت كاميليا بتوجس:
- تمام
نديم بابتسامة:
- ممكن بقى تروحي على شغلك .. وعلى مكتبك
- حاضر
_________
دلفت كاميليا إلى مكتبها.. لتجد محمود يرحب بها بحرارة :
- ايه يا كاميليا المكتب كان وحش من غيرك
كاميليا برسمية:
- شكرا
اتسعت ابتسامته وهو يقترب من مكتبها بحيوية :
- لا بجد كان مضلم من غيرك.. متعرفيش انتي بتضيفي بهجة ازاي في المكتب.. انتي بتنشري طاقة في كل مكان بتبقي فيه
قاطعه نديم بنبرة ساخرة وهو يدخل إلى مكتبهم :
- انا بقول بدل ما الطاقة بتاعتها تخنقك ... تروح انت مكان تاني بقى
توتر محمود :
- نديم بيه..
عقد نديم حاجبيبه بتعجب :
- محمود انا مش منبه عليك قبل كده تخليك في شغلك وفي حالك
رد محمود بتبرير:
- دي زميلتي يا مستر نديم وكنت بطمن عليها بقالها كام يوم غايبة
اجابه نديم بعتاب:
- واهي رجعت بالسلامة .. لازمتها ايه بقى الكلام الجانبي ده !
ثم أردف بمكر :
-انا برضو بقول الشغل كان متأخر ليه
رد محمود بأسف بسرعة :
- انا اسف يا فندم.. مش هتتكرر تاني
صرخ به غاضبا :
- حضرتك منقول من المكتب ده.. هتروح مكتب الباشمهندس حازم.. اشتغلوا سوا واهو تنشروا طاقة إيجابية سوا
اتسعت عيناه بصدمة :
- هاا... لا طبعا حضرتك عارف اني برتاح في شغلي مع آنسة هند من زمان واحنا سوا
قاطعه نديم بنبرة ساخرة :
- وبتحب تشتغل مع كاميليا مش كده 
رد محمود بتبرير:
-دول زمايلي يا فندم يعني مفيش بيني وبينهم حاجة
تجاهله نديم قائلا بإصرار:
- هكلم وحيد ينقلك معاه
زفر محمود بضيق :
- يا فندم ..
تدخلت كاميليا قائلة بحرج:
- خلاص يا مستر نديم هو مكنش يقصد .. محمود بيتعامل معانا عادي احنا زمايل بس مفيش حاجة
رمقها نديم بنظرة نارية متجاهلا كلامها .. والتفت إلى محمود قائلا بحدة :
- جهز حاجتك يا محمود
بعد قليل .. خرج محمود بعد أن تم نقله إلى مكتب بدور اخر .. لتذهب معه هند وهي تساعده بنقل اشيائه قائلة باستغراب :
- هو ايه اللي بيعملوا ده !
زفر محمود بضيق:
-انا عارف بقى مزودها اوي.. مش للدرجة يعني
عاتبته هند بغيظ:
- وانت يعني كان لازم ترحب بيها اوي كده.. مانت عارف مكنش طايقك لما حاولت تاخد رقمها من وحيد ووحيد قاله
محمود بندم مبالغ به :
- اسكتي بقى انا هموت..هتنقل من مكتب كاميليا القمر
رفعت هند حاجبها باعتراض :
- كاميليا بس اللي قمر !!
ابتسم محمود محاولا تلطيف الوضع قائلا :
- وانتي يا هنود والله قمرين .. بس احنا اصحاب انتي عارفة..
ردت هند بتوجس:
- بس اللي عملوا مستر نديم ده غريب اوي.. نظراته ليها وأنه يخصملك و النهاردة ينقلك ويحذرك منها .. ما دي مش اول مرة تعاكس موظفة هنا... واضح كده أن مستر نديم واقع
رفع محمود حاجبه باستنكار:
- معقولة ! نديم ده يقع ؟ يا شيخة ده انا عمري ما شوفته معجب بواحدة
هند بنبرة شيطانية :
- ما ده اللي مستغرباه.. بس يا ترى بقى والده يعرف ابنه واقع كده... لا وايه مطلقة ومعاها بنت.. المفروض يعجب بواحدة متجوزتش مثلا.. زيي كده
ابتسم محمود :
- شكلك ناوية على حاجة
هند بشر:
- اصبر بس انت وانا هجيبلك حقك عشان نقلك من هنا
_________
قبل نهاية دوام العمل بساعة
بعد انتهاء الاجتماع الذي حضره والد نديم "منصور المهدي"
عرف نديم .. كاميليا بوالده قائلا بفخر :
- الباشمهندسة كاميليا يا بابا.. هي اللي صممت فكرة المشروع الجديد.. اللي حضرتك اختارت تصميمها هي والباشمهندس وائل
ابتسم والده "منصور" بإعجاب :
- لا باين عليها مهندسة شاطرة فعلا.. يعني ابقى صاحب الشركة الأساسية و متعرفنيش بالانسة الشاطرة دي
تدخلت هند بخبث قائلة:
- مدام يا منصور بيه.. مدام كاميليا
منصور بعدم فهم :
- اه حضرتك متجوزة يعني
ردت هند بالنيابة عن كاميليا :
- لا مطلقة ومعاها بنت كمان عسولة
شعر نديم وكأنه سيخنقها فهمس بنبرة ساخرة:
- ما توريله بطاقتها بالمرة يا هند
ردت هند ببراءة :
- الله ! بصححله المعلومة
تجاهلتها كاميليا فهي لا تريد شجار معها أمام والد نديم .. ليرد الرجل قائلا بابتسامة :
- ربنا يعوضك يا باشمهندسة.. باين عليكي شاطرة جدا.. مع اني اول مرة اشوفك
ابتسمت كاميليا برقة:
- ميرسي يا فندم
ابتسم نديم قائلا بفخر :
- هي جديدة معانا مكملتش غير كام شهر بس هي أثبتت نفسها
- ماشاء الله.. برافو عليكي
_________
بعد خروج منصور من غرفة الاجتماعات.. خرجت خلفه هند وهي تركض بسرعة وراءه هاتفة:
- منصور بيه..
التفت الرجل إليها قائلا باستغراب :
- أيوة يا هند في حاجة!
اومأت هند بارتباك :
- حضرتك في حاجة حصلت من وراك في الشركة وانت متعرفهاش
- حاجة ايه ؟؟
ردت هند ببراءة:
- مستر نديم اتغير اوي .. تخيل يا فندم أنه طرد محمود زميلنا من المكتب لمكتب تاني عشان غيران على البرنسيسة بتاعته
رفع منصور حاجبه باستنكار :
- نديم ؟؟ وغيران!! انتي تقصدي ايه بالظبط
همست هند بخبث :
- هقول لحضرتك كل حاجة
ثم قصت عليه كلامها بقصة مزيفة أخرى
ثم اكملت بنبرة هادئة :
- بس اصلا يا فندم.. كاميليا دي من ساعة ما دخلت الشركة وهي بتحاول تلفت نظر اي راجل .. دي حتى كانت مخبية علينا انها مطلقة عشان طبعا محدش يعرف ويعجبوا بيها الاول.. لحد ما وقعت مستر نديم.. ده غير أنه مبقاش مركز غير معاها .. يخصم ل ده و يخصم ل دي عشان حد زعلها ... للأسف يا فندم سيطرت عليه خالص .. مبقاش مستر نديم اللي شخصيته جامدة اللي نعرفه لا بقى حد تاني خالص
قطب منصور حاجبيه بغضب :
- ماشي يا هند.. شكرا..هشوف انا الموضوع ده.. وانتي لو حصل جديد ياريت تبلغيني.. لحد ما أتأكد بنفسي منه..وياريت لو تحاولي تفهميها بنفسك أنه مينفعش
ردت هند ببراءة مصطنعة :
- والله يا فندم حاولت بس للأسف مستر نديم هددني انه يرفدني .. وانا خوفت اخسر شغلي
زمجر بعبوس:
- هي حصلت للدرجة دي !!
- واكتر من كده
ابتسم منصور بمكر :
- اعملي اللي تحبيه... جت بالذوق تمام..منفعش يبقى معاكي الصلاحية اللي تتصرفي معاها بيها .. ومحدش يقدر اصلا يرفدك وانا موجود..
ابتسمت هند بشيطنة:
- بجد
رد منصور بثقة:
- اه طبعا متقلقيش انتي بتشتغلي معانا من سنين.. وكمان انتي خايفة على مصلحة الشركة و أن واحدة منعرفهاش جديدة توقع ابني الوحيد .. وياريت تبلغيني بعد كده لو عرفتي اي جديد تاني
اتسعت ابتسامة هند وهي تأتي ببالها افكار شيطانية خطيرة تجاه كاميليا :
- تحت امرك يا منصور بيه
يتبع....
في إحدى الفلل الراقية في مدينة القاهرة تحديداً في ڤيلا منصور المهدي والد "نديم"
على مائدة الطعام
كان يتحدث منصور مع نديم بخصوص العمل
هتفت السيدة "منى" زوجة "منصور" بضيق:
- اظن في مكتب تتكلموا فيه بخصوص الشغل لكن دلوقتى احنا بنتعشا
همس نديم :
- لا انا شوية وقايم
-لا كمل اكلك الاول
اتت سارة شقيقته .. فهي تقيم معهم عندما يسافر زوجها .. فهو يعمل بفرع الشركة الخاصة بوالد نديم بـ "كندا" وعندما يعود من سفره تذهب معه إلى شقتهم
همست منى والدتها :
-ايه يا سارة اتأخرتي كده ليه
ردت سارة:
- كنت بكلم مازن جوزي
سألتها امها باهتمام:
- ماشي يا حبيبتي .. اومال اسر فين ؟
- رجع من النادي .. اكل و نام حتى ملحقش يكلم باباه
سألت سارة شقيقها :
- عامل ايه في شغلك يا نديم ؟
- الحمد لله كله تمام
اعترضت امها قائلة بضيق :
- حتى انتي كمان هتسأليه عن الشغل .. مش كفاية باباكي
- بطمن عليه
ليسأله منصور فجأة بغموض :
- وكاميليا عاملة ايه ؟
ترك نديم الشوكة من يده وهو يرد بدهشة:
- نعم !
نظر منصور لابنه قائلا بسخرية:
- كاميليا.. دي اللي انت بتخصم للموظفين عشانها وكنت هتتسبب في طرد ناس معانا من سنين عشان موظفة مكملتش كام شهر!
نديم بتصحيح:
- بابا الموضوع مش زي مانت فاهم
قاطعه والده بلا مبالاة :
- ومش عايز افهم ..
ثم أردف بشك يريد أن ينفيه ابنه :
- بس عايز اعرف اللي انا أكدته للناس اللي بلغتني بتصرفاتك ... ان ده مجرد لعب عيال مش اكتر .. يمكن عشان هي مطلقة ف انت فاكر انها فرصة سهلة مش كده !
قاطعه نديم بحدة شديدة :
- بابا ... كاميليا بنت محترمة جدا مش زي مانت فاكر
سألته السيدة منى باستغراب:
- مين كاميليا دي يا نديم!؟
ردت سارة بتذكر :
- مش دي اللي انا قابلتها في الشركة عندك !
زفر منصور بضيق معاتبا ابنته :
- حتى انتي كمان عارفة ومبلغتينيش!
ردت سارة بتبرير :
- والله يا بابا معرفش حاجة.. انا شوفتها مرة واحدة بس ومش فاهمة في ايه اصلا
رمق منصور ابنه بحدة قائلا بتأنيب:
- بدل مانت عمال تلعب وتقضيها .. شوف عروسة حلوة تخطبها .. ده أختك اللي اصغر منك بسنين اتجوزت وخلفت وانت لسه حتى مخطبتش !!
رد نديم بهدوء :
-مانا كنت هفاتح حضرتك في الموضوع ده ... انا فعلا بفكر أخطب
- حلو قوي .. مين بقى ؟ اعرفها !
رد نديم :
- كاميليا الباشمهندسة اللي حضرتك شوفتها النهاردة
زفر والده بضيق وهو يقف قائلاً باستنكار:
- عايز تتجوز واحدة مطلقة ومعاها بنت ! وانت حتى متجوزتش قبل كده
وقف نديم قائلا باعتراض :
- ايه اللي فيها !! ايه الغلط في كده!
صرخ به والده غاضبا :
- وليه تربط نفسك بمسؤولية زي كده.. وكمان مطلقة.. تعرف ايه اصلا عنها ! تعرف اتطلقت ليه .. ما يمكن هي اللي خربت على نفسها زي امك ما عملت
قاطعه نديم بغيظ :
- لو سمحت متجيبش سيرة امي كل شوية..
ابتسم والده بسخرية :
- مش دي الحقيقة ! ولا هي الحقيقة بتوجع
امك اللي دمرتلي حياتي .. وبوظتلي كل حاجة.. مبكرهش في حياتي قدها
ردت سارة شقيقته قائلة مدافعة:
- مش كل الستات اللي بتتطلق بتكون ظالمة.. في ستات كتير اوي مظلومة..
قاطعها والدها بعنف :
- ومفيش راجل بيخرب حياته.. في رجالة كتير مظلومة..
اعترض نديم بحدة :
- انت بتحكم على كل تجارب الناس من خلال تجربة انت عيشتها !
تدخلت منى "زوجة والده" قائلة بهدوء قبل أن يصرخ زوجها بأي شيء يغضب نديم :
- أهدى بس يا منصور.. بالراحة كده فهمه ..
ثم أردفت لنديم برقة:
- نديم يا حبيبي.. العيال مسؤولية كبيرة .. عارف لو هي مطلقة ومش معايا عيل هنقول ماشي .. لكن دي معاها بنت وانت مش  مجبر تربي عيال حد غيرك .. ما تتجوز واحدة بطولها كده من غير عيال ليه تظلم نفسك في جوازة زي دي !
صاح نديم بصوت مرتفع:
- وانا مين كان رباني!!! مش انتي ... انتي اللي ربيتيني
ردت بتبرير:
- بس برضو انت مقولتيليش يا ماما على طول .. قعدت سنين على ما عرفت تحبني وتستوعب بُعد امك عنك.. وحتى لما خلفت سارة كنت دايما حاسس بفرق بينك وبينها وفيه حساسية شوية
هتف والده بمكر :
- ما يمكن ترمي بنتها زي ما أمك رمتك وانت صغير.. ده حتى أمك رمتك بثمن قليل اوي... للدرجة دي مكنتش غالي عليها !
قاطعته سارة بضيق فوالدها يذكر شقيقها بألمه :
- كفاية يا بابا ... ممكن كفاية الكلام ده مالوش لازمة
تجاهلها والدها قائلا بقسوة:
- لا ... واضح أنه نسي أمه عملت فيه ايه زمان !!! لازم افكره
البنت دي تنساها
ثم أردف بغموض:
-وبالنسبة انك عايز تخطب .. ف انا قدامي عروسة كويسة وبنت ناس وجميلة وباباها كان شغال معانا زمان في الشركة..
- مين دي ؟
رد بفخر:
- هند
زمجر نديم بعبوس:
- هند!! انا مش هتجوز هند دي... انا يوم ما اتجوز هتجوز واحدة اعرف احبها وتحبني.. عاوز اعيش مع واحدة افهمها وتفهمني ... اخلف منها اطفال يكبروا يشوفوا اهلهم بيحبوا بعض وميطلعش عندهم خوف من اي حاجة.. عاوز اطلع ولادي سويين نفسيا .. مش عاوز اتجوز واحدة أطلقها بعد فترة ... واجيب عيال اظلمهم معايا واكرر التجربة بتاعتك معايا انا
شهق والده :
- نديم !
قاطعه نديم بثقة :
- انا مش عاوز اعيش زيك كده ... ومش هعيش كده... وهتجوز اللي هختارها مهما حصل .... عن اذنك
__________
‏أثناء سعيك وانتظارك لأمر تتمنى حدوثه في حياتك، لا تنسى أن تعيش اللحظة الحالية، وتّقدر النعم المحيطة بك الآن، وتذكر أن بعضها كان سابقاً مجرد أُمنيات تتمناها، انتبه أن تعيش في المستقبل الذي يحتمل حدوثه من عدمه وتتجاوز لحظتك الحالية والحقيقية. عِش كل لحظة بكل ما أوتيت من حب.
جلست كاميليا في شقة اختها فاتن .. تتحدث معها لتأخذ رأيها هي وزوجها بما حدث معها
فهمست فجأة بشرود :
- متقدملي مديري في الشركة.. نديم المهدي
ارتفع حاجب احمد بذهول:
- نديم المهدي مرة واحدة !!؟ مش بقولك يا تونا اختك حظها في العرسان ولا اللي لسه متجوزتش
ضحكت كاميليا لتهمس ببساطة:
- مبهزرش يا احمد.. وبعدين هو لسه اصلا مفاتحش اهله .. يدوب عرض عليا الجواز
سألتها فاتن بفضول:
- وانتي قولتيله ايه !! اوعي تكوني رفضتي مانا عارفاكي..
- رفضت في الاول بس هو عرض عليا انه لو اقنع اهله و قدر يثبتلي انه عايزني فعلا هوافق
شهقت فاتن بدهشة:
- رفضتيه في الاول ليه يا غبية!
همست كاميليا بقلق :
- انا اصلا خايفة.. خايفة نديم يبقى زي سامح.. ويعمل فيا زيه .. خايفة من الجوازة التانية
قاطعتها فاتن بنبرة ساخطة:
- سامح ده أساسا محسوب على الرجالة بالغلط متقارنيش دول ببعض بس !
رد احمد بواقعية :
-للأسف من اللي بنشوفه الايام دي بقينا بنتوقع السيناريو الاسوأ لكل حاجة و مبدأ حرص بس ولا تخون كمان مبقاش نافع
- ايه التشاؤم ده !
همست كاميليا بتبرير:
- مش تشاؤم ولا حاجة..الموضوع فعلاً بقى غصب عن الواحد يمكن من اللي عيشته من ناس كانوا قريبين مني ومن تجارب حوالينا ومعانا مرينا بيها خليتنا بقينا كده ..دا حتى لو حصلت حاجة كويسة بقينا نخاف نفرح بيها ونقول اكيد في حاجة وراها اكيد لسه هتبان مع الوقت ..
ردت فاتن باعتراض:
- بس دا احساس مرهق جداً.. سيبي كل حاجة على ربنا ... و مش هقولك تدي للامان تاني .. لكن على الأقل ادي نفسك فرصة تفتحي قلبك ..  تعيشي حياتك.. حتى لو هتحرصي في الاول لحد ما تطمني .. منه لله سامج الواطي.. والله مش بقول عليه غير سامج
شهقت كامليا بوجع :
-عشان كده من قلبي حرفياً مش مسامحاه ولا مسامحة اهله أنهم وصلوني لكده خلوني مش شايفة غير الوحش.. خلوني فقدت الثقة في اغلب الناس وفي اللي حواليا.. خلوني عايشة مش مطمنة و خايفة طول الوقت من اللي جاي..
ابتسم احمد بهدوء :
- كاميليا انتي عارفة اني بفكر معاكي دايما بواقعية ... كون أن راجل زي نديم المهدي فكر يتجوزك وهو متجوزش قبل كده يبقى هو عايزك فعلا ... وهيقدرك.. ولو قدر يثبت لأهله كده ويقنعهم يبقى هو يستاهلك.. مش عشان حاجة بس عشان انتي معاكي بنت .. و دي طبعا مسؤولية عليه .. بس طالما هو قابل بكده يبقى هو الراجل اللي يستاهلك
اومأت فاتن بإيجاب:
-عشان كده ادي نفسك فرصة يا كاميليا .. يمكن فعلا هو اللي يعوضك عن كل اللي مريتي بيه
اومأت كاميليا بتردد:
- لو قدر فعلا يقنع اهله ماشي .. مقدرش خلاص يبقى نصيب.. انا هسيب الدنيا ماشية كده .. واللي من نصيبي هاخده من غير أي مجهود
ابتسم احمد قائلا :
-والله يا بنتي ربنا هيعوضك عشان انتي اتظلمتي ده ربنا كله عوض
اومأت فاتن بثقة:
-عوض ربنا جميل اوي لدرجه متتخيلهاش اصبري وهتشوفي ... وحتى لو نديم موضوعه مكملش هيجيلك واحد ينسيكي كل اللي فات 
__________
خرج نديم طوال اليوم ... وعندما رجع كان وقت موعد نوم والده
والده دائما يعاتبه على ذنب ليس له يد به
فالابناء فقط هم من يدفعون ثمن الانفصال بين الوالدين
هما الضحايا..
وبعد ان وصل لغرفته وجد اخته سارة تطرق  الباب وقالت :
-ممكن ادخل
نديم بأبتسامة :
-عاملة ايه يا حبيبتي
-تمام الحمدلله.. قلقت عليك يا حبيبي كنت فين طول اليوم وحتى مكنتش بترد عليا
جلس نديم على سريره:
- معلش يا حبيبتي .. كنت محتاج ابقى لوحدي شوية
ذهبت سارة لتجلس بجانبه قائلة:
- مالك بس يا حبيبي... انسى يا نديم... مش كل ما بابا يفكرك بمامتك تضايق وتسيب البيت..
زفر نديم :
- انسى ازاي وهو بيعاقبني على اللي هي عملته فيه بسببها .. انا ذنبي ايه ! ده كان اختياره هو ... هو اللي اتجوز مش انا.. ليه مصمم يبوظلي حياتي زي ما حياته باظت
- معلش يا حبيبي هو بس لما بيفتكرها بيزعل
نديم بصرامة:
- عشان هو معيش نفسه في الماضي ... وجعه منها لحد دلوقتي مش قادر ينساه .. حتى لما اتجوز وخلف .. معرفش يتخطى كل ده..
-طب هتعمل ايه مع البنت اللي عايز تخطبها ! انا سمعته بيكلم هند دي وشكله كده ناوي يخطبهالك
رد نديم بحدة:
- انا قولتله مش هخطبها .. ومش هخطب اي حد بالطريقة دي .. اما بالنسبة ل كاميليا فـ انا لسه مش عارف هعمل ايه معاها
سألته سارة :
- هو انت حبيتها يا نديم !
نديم بشرود :
- مش عارف يا سارة .. هي عجباني .. بقالها فترة بتعمل تصرفات بتجنني.. بخاف عليها اوي .. لما بتتحط في مشاكل بقيت مبعملش حاجة غير اني عايز احميها... حاسس انها زي ما تكون بتحمي نفسها بقوتها وشجاعتها لكن من جوه بحسها رقيقة .. هشة
- بص هو انا مقدرش احكم على حد عشان تجربتها السابقة .. بس هو الجواز ده نصيب وهي معملتش حاجة غلط ولا حرام .. يمكن المجتمع والناس بيعاقبوها ويحسسوها انها اقل من اللي متجوزتش
زفر نديم بضيق:
- دول الناس اللي دماغهم صغيرة بس.. إنما الراجل لما يكون عايز يتجوز واحدة .. ولا يفرق معاه مطلقة ولا أرملة ولا آنسة ... انا ميفرقش معايا غير الشخصية اللي قدامي.. كاميليا لفتت نظري حتى من غير ما اعرف هي حالتها الإجتماعية ايه.
سألته بفضول:
- طيب وبنتها ؟ مخوفتش لما عرفت أن عندها بنت نظرتك متغيرتش
ابتسم نديم بشرود:
- هتصدقي لو قولتلك أن بسبب بنتها اتشديت لها اكتر..
- طب وهي ؟ مشاعرها ايه
نديم بحزن :
- هي زي ما تكون خايفة.. خايفة من تجربتها السابقة ...خايفة تدي نفسها فرصة ... بيتقدملها كذا حد بس هي طول الوقت بتخاف تقرب من اي راجل..
سارة بتفكير :
- يبقى هي محتاجة تتطمن ... والست لو اتطمنت لراجل يبقى هتحبه
ثم اردفت سارة برجاء:
- يارب تكون كويسة يا حبيبي فعلا ... وتعوضك عن كل اللي مريت بيه .. وانت كمان تعوضها
- يارب يا حبيبتي
ابتسمت سارة :
-تصبح على خير.. هروح انام .. كنت مستنية اطمن عليك الاول
-وانتي من اهل الخير
________
في اليوم التالي..
بالشركة
راقبتها هند جيدا في هذا اليوم.. تريد أن تصطاد لها أي غلطة كما وصاها والد نديم
فوجدتها تقف مع وحيد امام مكتبه وهي تتناقش معه في أمور العمل .. وقفت هند بالقرب من امام مكتب وحيد قائلة بصوت عال وهي ترمق كاميليا بنظرات استحقار:
- مانتي بتعرفي تضحكي وتهزري اهو يا مدام مع زمايلك التانيين
التفت بعض الناس حولهم لصوت هند العال .. ليرد وحيد بصوت خافت:
- انتي بتقولي ايه يا هند !
تجاهلتها كاميليا لتردف هند بخبث:
- ولا عشان بقى الاستاذ وحيد متجوز ومخلف.. عاجبك كده
زفرت كاميليا وهي ترد بحدة :
- احترمي نفسك ... مستر وحيد محترم ومفيش حاجة من اللي في تفكيرك القذر ده
صاحت هند بمكر وهي ترفع خصلات شعرها البنية الطويلة خلف أذنها :
- اصل بصراحة ده ظلم ..  لما المدير بتاعنا يعاقب زميلي في المكتب محمود ... عشان بس قالك كلمتين يرحب بيكي لما كنتي غايبة .. لكن بقى يا حرام يسيبك تضحكي و تتسهوكي مع مستر وحيد عادي كده !
صاحت كاميليا بغضب:
- انتي شوفيتيني بعمل كده امتى يا كدابة !! انا واقفة باحترامي ومجرد اني ابتسمت .. وحتى لو ضحكت ميخصكيش اصلا !
همس وحيد بضيق :
- عيب اوي اللي بتقوليه ده يا هند .. الباشمهندسة كاميليا محترمة جدا ومفيش اي حاجة من اللي بتقوليها دي
تدخل نديم في تلك اللحظة عندما أخبرته سكرتيرته بما يحدث ليفض الاشتباك .. قائلا بتحذير وهو يرمق هند بوعيد :
- هند انا مش منبه عليكي قبل كده ملكيش دعوة بأي موظف هنا بحياته !
صمتت هند ليصرخ بها نديم :
- ردي
ردت هند بتبرير :
-حضرتك قولت ماليش دعوة بحياة اي موظف الشخصية.. لكن حياتهم العامة قدامنا وتصرفاتهم قدامنا دي من حقي اعترض عليها
رفع نديم حاجبه باستنكار:
- موظفة بتتكلم مع زميلها في حاجات تخص الشغل عامة ... ايه الموقف اللي خلاكي تزعقي وتلمي كل اللي في الشركة على صوتك !
ثم أردف بصوت خافت:
-بطلي الغيرة اللي انتي فيها دي شوية وركزي في شغلك زي ما بتركزي في حياة الناس
لينظر حوله وهو يرمق الجميع من حولهم قائلا بصوت عال :
- وانتوا على مكاتبكم وشغلكم ... وعلى الله الموقف ده يتكرر تاني وحد يعمل مشاكل مالهاش لازمة
التفت نديم بعد انسحاب الموظفين ولم يتبقى سوا هند وكاميليا ووحيد .. ليقول لوحيد بحدة:
- وحيد .. الأستاذة هند...
قاطعته هند بثقة:
- قبل ما حضرتك تخليه تقوله ياخد تصرف تجاههي .. احب أنبه حضرتك أن التصرف مش هيعجب مستر منصور باباك
ابتسم نديم بسخرية :
- بقى هي الحكاية كده بقى !
هند ببراءة مصطنعة:
- حكاية ايه ؟
- انتي متفقة معاه مش كده؟!
ردت بتوتر:
- لا بس
وقف نديم أمامها بالقرب منها قائلا بنبرة صارمة :
- لو الموقف ده اتكرر وحاولتي تشوهي اخلاق كاميليا بحاجة تاني زي كده .. قسما بالله انا لا هيهمني منصور بيه ولا اتفاقاته معاكي ومش هقول هرفدك عشان انتي معانا من سنين .. بس طالما كده ينقلك بقى في شركته وهو بقى يعديلك اخطاءك
شهقت هند برعب :
- تنقلني!! للدرجة دي
أومأ نديم بتحذير مخيف:
- لمي الدور كده وخافي على نفسك.. وانا اقدر اعمل كده كويس اوي واكتر .. ده اقل حاجة
صمتت هند بخوف .. ليهمس بعدها نديم بغموض:
- هند..
-نعم
همس نديم بتشفي:
- حضرتك هتتنقلي مع محمود زميلك طالما زعلك اوي كده انك اتفرقتي عنه
ردت بغيظ:
- وكاميليا ؟؟
ابتسم نديم :
- كاميليا هتشتغل لوحدها .. انا واثق فيها خلاص وهتعرف تدير شغلها لوحدها.. لحد ما اجيب حد معاها
ثم أردف بنبرة ساخطة:
- وبعدين مانتي كنتي عايزة محمود يرجع معاكي ... اهو انا بقى هرجعك معاه عشان تبقوا مع بعض سوا
زفرت هند بغيظ وضيق وهي تنسحب من أمامه.. ودلف وحيد إلى مكتبه
بينما اقترب نديم من كاميليا قائلا بالقرب من أذنها بنبرة خشنة:
- خفي اعلان سيجنل اللي ببلاش ده
ابتسمت كاميليا بغيظ :
- يعني اشتغل وانا مكشرة !
قطب نديم حاجبيه:
- اضحكي قدامي انا بس ..
ثم أردف بابتسامة لطيفة:
-انا بس اللي اشوف ضحكتك الحلوة
شعرت كاميليا بالخجل فردت بتلعثم :
- مستر نديم ..! اآ .. انا لازم اروح اشوف شغلي وبعدين متنساش اتفاقنا .. لما تقدر تقنعهم وتحسسني انك شاريني بجد يبقى وقتها هطمنلك و هَدي لـ نفسي فرصة معاك
ابتسم نديم بثقة :
- ماشي .. وانا هعمل اي حاجة عشان نكون مع بعض
______
في اليوم التالي
بالمكتب الجديد الذي تعمل به هند.. كانت تجلس مع منصور وحدهم فهو خرج زمائلها من المكتب ليتركوهم يتحدثوا وحدهم كما أمرهم منصور
زفر منصور بضيق:
- بقى ده اللي حصل !
ردت هند بغيظ :
- أيوة يا منصور بيه .. وللأسف معرفتش أطفشها من الشركة.. ده بالعكس مستر نديم قلب الترابيزة كلها عليا وهددني ينقلني عند حضرتك في الشركة
منصور بوعيد :
- ماشي يا هند انا هتصرف.. بس معاها هي بقى.. هي في مكتبها مش كده ؟
ابتسمت هند بشر :
- اه يا فندم
________
دلف منصور إلى مكتب كاميليا .. فشعرت بالتوتر لتهمس بابتسامة :
- اهلا منصور بيه..نورت مكتبي
منصور بابتسامة جانبية وهو يجلس أمامها:
- طبعا مستغربة زيارتي لمكتبك .. خصوصا بعد ما بقى مكتبك لوحدك !
شعرت كاميليا بالحرج :
- ده مؤقتاً بس لحد ما يشتغل معايا موظفين تانيين
تجاهل حديثها مغيرا للموضوع:
- مش موضوعنا .. انا هدخل في الموضوع التاني على طول
أرتبكت كاميليا:
- اتفضل
همس منصور بخبث :
- نديم قالك اني رافض جوازكم من بعض؟
انتصبت كاميليا بجلستها:
-نعم ؟ حضرتك رافض جوازه مني ؟؟؟
- مش عشان مشكلة فيكي ولا حاجة .. لا خالص
سألته كاميليا ببراءة:
- اومال المشكلة في ايه ؟؟
منصور بابتسامة منهكة:
- المشكلة في ابني ... انتي مسألتيش نفسك ايه يخلي واحد زي نديم ابني عايز يتجوزك ؟
ايه اللي مختلف فيكي عن غيرك ؟
مش هقول عشان انتي حلوة.. لا البنات كلها حلوة .. ولا عشان انتي شخصيتك بالنسبة له مبهرة أو شغلك ناجح .. كل ده نديم شافه اكيد قدامه بنات كتير
- حضرتك تقصد ايه ؟
ضاقت عينا منصور بتقطيبة قوية:
- نديم قرر يتجوزك .. عشان لقي فيكي اللي هو متعملوش زمان !
- مش فاهمة
زفر منصور بضيق:
-عشان امه رمته وهو صغير واتخلت عنه ومختارتهوش .. وسابتهولي وراحت اتجوزت .. لما لقاكي بتحبي بنتك ومتمسكة بيها ومرميتيهاش عشان تتجوزي اي راجل وخلاص..فرح بكده ..وحب يتجوزك.. عشان يعوض النقص اللي عنده من وهو صغير .. حب يعمل كده ويقرب منك لمجرد أنه عايز يعوض بنتك اللي هو اتحرم منه.. لكن بقى عشان بيحبك ولا معجب بيكي وحتى لو قالك كده ده مش حقيقي واوعي تصدقيه
اتسعت عيناها بدهشة غير مصدقة ما تسمعه عن نديم :
-نديم !! مامته سابته زمان...عشان كده عملي اختبار قبل ما يعرف عليا الجواز وقالي هشوفك هتتخلي عن بنتك ولا لا
- بالظبط ... مسألتيش نفسك ايه يخلي راجل زيه متجوزش قبل كده متمسك ببنتك اوي كده .. ماهو مش معقول هو مثالي للدرجة .. مفيش راجل اصلا في الدنيا دي مثالي كده
رفعت رأسها بعينين محتنقتين وهي تستوعب كل ما قاله .. فزفرت هادرة:
- هو قالي انه بيحبها
أومأ منصور بضيق:
- هو حب يديها اللي هو اتحرم منه .. فاكر أنه كده بيعوض الماضي .. فاكر أنه يقدر يغير اللي معرفش يطوله زمان.. لكن اول ما تتجوزوا.. كل ده هيختفي.. نديم مش هيقدر يتحمل يشيل مسؤولية .. ولا هيقدر يحب بنت مش بنته.. زي ما نديم معرفش يحب مراتي زي أمه ولا هي قدرت تعوض مكانة أمه.. هو اه بيحبها وهي بتحبه لكن لا هو قدر ينسى أمه ولا هي هتحبه اكتر من سارة بنتها..
- ومعتقدش يعني أنك هتحبي تكوني مطلقة للمرة التانية .. المرة التانية اصعب بكتير من الاولى.. الجوازة التانية لما تفكري فيها فكري فيها صح وبعقلك اكتر
اغرورقت عينا كاميليا بدموع لم تنساب أبداً :
- ليه ... ليه هو يلعب بمشاعري ويحسسني انه هيعوض بنتي عن ابوها وهيحبها !
صاح باندفاع:
- لازم يقول كده .. وبعدين انتي جربتي تتجوزي وعارفة اكيد أن الرجالة بتتغير بعد الجواز.. اكيد طليقك مكنش زي كده قبل الجواز..
أردف منصور بواقعية:
- الراجل بيتعرف على حقيقته لما بتتجوزيه.. وانتي وحظك بقى
اخترقت تنهيدة عميقة صدرها وهي تعاتب نديم وكأنه أمامها:
- هو ازاي كده !!
- اللي انا جايلك عشانه... اني انصحك متقعيش في الموقف ده .. وتفكري كويس اوي .. معتقدش بالسرعة دي نديم قدر يحبك..
- هو مقالهاش اصلا
أجفل منصور بقوة:
- نديم مش بيحبك ولا هيحبك عشان نديم محبش في حياته حد غير أمه رغم كل اللي عملته فيه.. هو شايف فيكي اللي أمه معرفتش تعملهوله زمان.. عشان كده هو منبهر بيكي.. راجعي تصرفاته معاكي وانتي تتأكدي.. انا معنديش اي مشكلة تتجوزوا بس حرام يظلمك معاه وتتحطي في مكانة سد خانة لحد مش موجود..
ثم أردف بهدوء:
- انتي جميلة و صغيرة وناجحة .. شوفي انتي دلوقتي في مكانة كويسة جدا .. تخيلي كده بعد كل ده تخسري حياتك وشغلك بسبب راجل ! انا عارف انك ذكية .. لما سألت عنك .. بس معتقدش انك هتتبسطي لما تخسري شغلك..
رفعت عيناها له قائلة بعدم فهم:
- حضرتك تقصد ايه ؟
رد منصور بقسوة:
- سيبي نديم .. لانه دلوقتي بيعاند ومش هيرضى يسيبك من نفسه.. هو مجرد بيعطف على بنتك لأن باباها مش معاها...
ثم أردف بغموض :
- انا شايف لو انتي حابة تكملي في شغلك وتترقي لمكانة أعلى.. تشوفي مستقبلك احسن.. لأن مش هقبل أن ابني يدمر حياته وهو مش حاسس بنفسه.. وكمان حرام يدمر حياة واحدة مالهاش ذنب ويكسر قلب طفلة ويعلقها بيه وبعدين يسيبكم..
صمتت كاميليا وهي تشعر بالغيظ والكره لنديم .. ليردف منصور بابتسامة وهو ينهض من مقعده :
- بالمناسبة .. في حفلة هتتعمل كمان يومين هيكون فيها اكفئ مهندسين في الشركة.. ياريت تشرفينا فيها طبعا .. و ده اهم حاجة انك تبصي لشغلك ومستقبلك عشان دول اللي باقيين لك اصلا
____________
"قضيت عمرًا كاملًا في المحاولات، أحاول أن أنجو أخبر نفسي كل صباح أن هناك أشياء جميلة تنتظرني، هناك لحظات سعيدة قادمة، ولكن في النهاية أفشل كعادتي، لا يوجد شئ هنا يستحق كل تلك المحاولات، كل لحظة هي حرب لا أستطيع الفوز بها، كل لحظة هي معاناة جديدة عليّ أن أمر بها، ولقد سئمت كل تلك الحروب، أريد أن أستريح".
بعد خروج والد نديم من مكتبها..دمعت عيناها من ما سمعته .. منذ وقت قليل فقط كانت ستضعه في مكانة سندها و رجلها..
حلمت انه سيقنع اهله واهلها به ... وسيكون هو عوضها بالدنيا عن ما مرت به .. والآن أحلامها تحطمت مرة أخرى
بعد أن صدقته و رأت فيه امان وحماية تحميها من قسوة العالم الخارجي بعد انفصالها
لتجده فجأة أمامها يحدثها بينما هي في عالم اخر شاردة .. فـ مد يده يمسك بيديها ليلفت انتباهها، فجذبتها بعنف كمن مسته الكهرباء:
-متلمسنيش، متفكرش أنك حتى تقرب مني
اتسعت عيناه بصدمة فهو منذ بضعة ساعات كانت تتحدث معه بطريقة لطيفة :
- مالك يا كاميليا في ايه ؟
وقفت ترمقه بنظرات عتاب و كره عاجزة عن النطق بما يجيش به صدرها لتهمس بقوة:
- في أن انت طلعت زيك زيهم فعلا ... يمكن أحقر منهم
نديم بإستغراب:
- ده انا ؟؟؟ عملت ايه بقى
ابتسمت من وسط دموعها قائلة بقسوة :
- طلبت تتجوزني عشان تعوض النقص اللي عندك ! عشان امك رمتك وانت صغير وسابتك واتجوزت...
اتسعت عيناه بصدمة :
- كاميليا.... انتي جبتي الكلام ده منين !!!!
- من باباك .. هو قالي كل حاجة خلاص.. وانت بقى قولت بس اخيرا لقيت اللي تعوضك عن اللي اتحرمت منه زماااان
صمت نديم وعيناه قد أظلمت .. لتواجهه كاميليا قائلة:
- سكت يعني؟؟ مش هي دي الحقيقة !
ثم اردفت بنبرة ساخرة :
- ولا هتقولي بقى ده انا طلبت منك الجواز عشان حبيتك و كلام بتاع الافلام ده .. لكن انت ولا حبيت ولا تعرف تحب اصلا
أجلى صوته قائلا بوضوح:
-أنا مش هكذب عليكي، هو كدة فعلًا.. انا محبتكيش
يتبع......
-أنا مش هكذب عليكي، هو كدة فعلًا انا محبتكيش ... مقولتش اني حبيتك .. يمكن اه اتسرعت شوية في طلبي منك للجواز.. بس انا مضحكتش عليكي وقولت اني حبيتك .. انا قولت عجبتيني و دي تفرق! لسه موصلناش لمرحلة الحب دي
ضحكت كاميليا بقهر .. كانت تتمنى أن ينفي كلامها .. ان يجيبها أنه احبها :
- لا صريح اوي ... بس عادي انك تضحك على واحدة وتلعب بمشاعر طفلة مالهاش ذنب تقرب منها وتلعب لعبتك الحقيرة دي عشان ايه !!؟
عشان انت كنت من غير أم وهي لا.. هي امها متمسكة بيها
قاطعها بنبرة متحكمة:
- كاميليا ... بلاش تبوظي كل حاجة ... و حاسبي على كلامك
ردت ببرود :
- عشان بيوجعك ؟؟ نقطة ضعفك بقى مش كده ؟
باباك قالي كل حاجة متقلقش.
ثم اردفت بقسوة :
- ذنبي ايه بقى ادفع انا غلطات اهلك في حقك .. ذنبي ايه تفكر تتجوزني عشان تعوض اللي خسرته زمان
هدر نديم بحدة قائلا بتبرير :
- وانا غلطت في ايه لما فكرت في كده ؟؟ انا حبيت دانا و صعبت عليا أن باباها مش معاها .. وخوفت تحس نفس اللي كنت بحس بيه ... ابقى غلطت ؟؟ غلطت عشان فكرت احميكي و احاول اعوضك خسارتك
اتسعت حدقتيها بذهول تحاول استيعاب صراحته :
- وحد كان طلب منك تشغل بالك بينا ؟؟؟ مين كان عينك وصي علينا اصلا ... انا مش عايزة منك غير حاجة واحدة بس.. تبعد عن بنتي نهائي .. والا قسما بالله احكيلها كل حاجة واخليها تكرهك
مسح وجهه بيديه بزفرة قوية، ثم هتف :
-كاميليا اهدي لو سمحت... انتي عاقلة ومش ممكن تعملي كده... بلاش تبعدي دانا عني
ابتسمت كاميليا بثقة وقوة :
- لا هعمل.. و ممكن اعمل اكتر من كده ... لو وصلت بيا لدرجة اني ممكن انقلها من الحضانة خالص عشان متشوفش وشك انقلها
زفر بإجهاد:
-دانا مالهاش ذنب دي طفلة بريئة بلاش تدخليها في حساباتنا
اتسعت عيناها بذهول .. قائلة بحدة :
-طفلة بريئة؟؟؟ وكانت فين الطفلة البريئة دي لما فكرت تعوض بيها خسارتك وتلعب بمشاعرها عطف منك مش اكتر  ... انت اللي دخلتها في حساباتنا
زفر نديم بضيق :
- انا مكنتش عايزها تحس بنفس اللي كنت بحس بيه وانا صغير .. كنت عايز احسسها أن باباها موجود ... مكنتش عايزها تتوجع زيي وتعيش عمرها كله تسأل نفسها ذنبها ايه انها اتسابت
شهقت كاميليا بغضب:
- وانت كان حد اشتكالك؟؟؟ بنتي انا عارفة اعوضها كويس تالت ومتلت.. هي غيرك ... بتقارنها بيك ليه ؟؟ هي ابوها اللي سابها.. مش امها زيك
رأته يرفع كفيه مدافعاً بحنق :
- كاميليا، أرجوكي، بلاش تبصي للموضوع من الجانب دا.. اهدي واعقلي كفاية الكلام اللي مالوش لازمة ده.. خلينا نفكر بعقل شوية وانا ممكن اعوضك عن كل حاجة مريتي بيها هجيبلك كل اللي نفسك فيه
صرخت باهتياج.. من حسن حظهم ان باب ونوافذ المكتب عازلة للصوت :
- افكر بعقل !؟؟ عقل ايه اللي افكر بيه ده ... 
انت فاكر انك تقدر تعوضني بفلوس ؟؟؟ بكل اللي انت فيه.. قربت مني ومن بنتي وكل شوية تصرف وتكلف نفسك .. نديم بيه المهدي .. رجل الأعمال المعروف بقوته ونفوذه هيتجوزني انا ! ... قال إيه علشان تحميني وتكون لي سند ، لكن بقى يطلع البيه عايز يعوض عقدة النقص اللي عنده اللي كان محروم منه
همس بندم :
- كاميليا انا عارف اني غلطت اني فكرت كده ... بس ده مش معناه أنك تكرهيني اوي كده ... تعالي ندي نفسنا فرصة نبدأ على صراحة ووضوح انتي خلاص بقيتي عارفة كل حاجة
رمقته بغيظ وهي تهتف بصوت مخنوق:
- اديلك فرصة ؟؟؟؟ انا مش هغلط مرتين .. مش هكرر التجربة دي تاني وادفع بنتي حساب ميخصهاش ... عقدك انت عالجها بنفسك .. اقولك على حاجة روح لدكتور ولا ثيرابيست يا باشمهندس نديم ... بدل مانت كده لسه مفوقتش من وجع مامتك
ثم اردفت بكره واحتقار وهي تبعد وجهها عنه :
- انتوا للدرجة دي الجواز عندكم لعبة ... لعبة الست هي اللي تحاسب عليها .. انا مش هوافق اكون كده ! 
نفسي اعرف الست ذنبها ايه .. ذنبها ايه تدفع تمن كل حاجة بتعملوها
اقترب منها وتمكن من الأمساك بكتفيها رغمًا عنها، وأرغمها على النظر لوجهه:
-كاميليا، بصي لي لو سمحتي، كل اللي حصل كان غصب عني منكرش اني غلطت .. بس مش معناه أنك تبعدي عني انتي أو دانا .. انا صحيح مش متأكد من حقيقة حبي ليكي .. بس يمكن مع الوقت تبقى اكبر من الحب ... انا اسف .. عارف اني غلطت اني فكرت بكده
بس انا انبهرت بيكي .. بشخصيتك ... بتعملي كل حاجة كان نفسي امي تعمل ربعها ليا زمان .. انا دلوقتي واضح معاكي.. تعالي ندي نفسنا فرصة وانسي كل اللي فات ده
حاولت نزع أكتافها من بين أصابعه المتصلبة دون جدوى وهي تهتف بحرقة:
- لولا أن باباك قالي مكنتش هعرف ... كنت ممكن متحبنيش وتطلقني .. كان ممكن تبوظلي حياتي زيه بالظبط ..  زي ما هو دمرلي حياتي زمان..
أنزل ذراعيه وهز رأسه بأسف:
-أنا بعتذر، أنا آسف فعلا.. بس وافقي يا كاميليا... وافقي نتجوز .. انا عايزك معايا انتي ودانا
هتفت به بعنف :
- ده في احلامك ... انا مش هتجوزك ... ومن هنا ورايح انت ملكش دعوة بيا انا ودانا  ..
ثم اردفت بابتسامة قوية وهي تمسح دموعها التي تساقطت :
- ولو حاولت تضايقني ولا تجيب سيرة الجواز ده تاني انا هخلي باباك ينقلني عنده في شركته ...
وقفت كاميليا عند الباب لتفتحه لتعلن انتهاء الحوار بينهم:
-انسى كاميليا دي خالص وانسى دانا
أظلمت عيناه بغيظ وهو يهز رأسه بانزعاج :
- براحتك يا كاميليا .. انا حاولت اعتذرلك وانتي مصممة.. براحتك
ليخرج بعدها نديم من باب المكتب وهي تغلقه خلفه
____
لا تستسلم لليأس ولا تسمح للآخرين بأن يؤثروا عليك أو يقنعوك بأنك أنسان ضعيف غير قادر على فعل شيء تذكر دائماً بأن الله هو ربك وأنت عبده وأنك خليفته على أرضه وهذا يكفي لتشعر بقوتك
ذهبت كاميليا إلى الحضانة ومظهرها يدل على الحزن الشديد فقابلت جارتها "جهاد" والدة زينة صديقة طفلتها دانا
لتشعر ان بها شيء .. فأخذتها بعيدا عن الاطفال لتتحدث معها:
- مالك يا كاميليا انتي كويسة ؟
- كويسة
همست جهاد بقلق :
-ماتشيليش كده جواك.. اتكلمي و احكي.. انا موجودة معاكي
رمقتها كاميليا بغيظ مكتوم داخلها :
-اتكلم ؟؟ اتكلم ليه قوليلي
صمتت جهاد ولم تنزعج من منها لتتركها تفجر ما بداخلها قائلة بزهق:
-اتكلم عشان اسمع اللي يقولي احنا قولنالك كتير و حذرناكي وانتي اللي صممتي تكملي في الجوازة.. وبلاش بيت عيلة و بلاش تعيشي معاه واتطلقي حتى وانتي حامل وهما حاطين أيديهم في الماية الباردة.. والكل يفضل يجلد فيا و يزود وجعي و همي.. واللي يقولي ده كان اختيارك محدش غصبك على حاجة
هزت جهاد رأسها بأسف على حالها:
- لا يا كاميليا .. انتي برضو كنتي حامل من اول ما اتجوزتي .. احنا بس بيصعب علينا انك كملتي مع سامح واستحملتي عشان حد ميستاهلش
لتهتف بنبرة متحشرجة مدافعة:
-انتوا للأسف مش قادرين تفهموا ان كان تمسكي باختياري وبسامح عشان كنت فاكرة ان فيه الخير ليا .. كنت شايفة حاجات بسيطة كانت حلوة بيقولها ووعود انتوا مش شايفينها ولا حاسيين بيها
ثم اردفت وهي تشير إلى نفسها بألم:
-نفسي كل شخص بيأنب فيا يفهم حاجة واحدة بس..
ان محدش بيختار سكة وهو عارف انه هيتأذي فيها
ربتت جهاد على كتفها قائلة برقة :
-متبصيلهاش كده يا كاميليا .. ده نصيبك و ربنا كان كاتبلك كل ده .. و كان شر و ربنا بعده عنك..
وبعدين زي ما بنبص على الوحش لازم نبص على الحلو
ثم اردفت بفخر :
-بصي على نعم ربنا اللي محوطاكي ، وعلى المرات اللي جت أحسن ما كنتي تتوقعي.. بصي على نعمة ربنا أنه رزقك ببنوتة جميلة وكان ممكن بعد الشر بنتك تيجي مش سليمة بس عشان سلمتي امورك لربنا وعشان كنتي مظلومة جت على خير
شوفي توفيق ربنا ليكي وكرمه خلصتي دراستك ونجحتي واتخرجتي بتقدير كويس .. يمكن لو كنتي لسه متجوزة ومنفصلتيش كان ممكن متوصليش لشغل كويس زي اللي انتي فيه ده ولا كان ممكن حتى تتخرجي وتنجحي كده
تغيرت ملامحها قليلا من الحزن إلى الابتسامة :
-الحمدلله لولا كرم ربنا علينا ولطفه قادرين نكمل..
ثم اردفت كاميليا باستنكار:
-بس الناس بقت وحشة اوي .. مش بيبطلوا يتكلموا
جهاد بلا مبالاة:
- الناس كده كده مش بتبطل يتكلموا .. الناس بتتكلم على اللي لسه متجوزتش هنفرح بيها امتى واللي مخطوبة يتقالها هتتجوزي امتى؟.. واللي اتجوزت هتخلفي امتى؟ ولو خلفت هتخاوي ابنك امتى ؟ واللي اتطلقت هتتجوزي امتى.. حتى الأرملة مش بيسيبوها في حالها..
الناس مش هتبطل تتكلم صدقيني.. ومحدش هيقدر يرضيهم مهما عملتي .. عشان كده عيشي لنفسك ومستقبلك دول اللي هيسندوكي.. الست اللي معاها وظيفة كويسة ودخل هي دي اللي تتسند فعلا واخر حاجة تفكر فيها الناس .. ارمي كل ده ورا ضهرك وبصي لنفسك وبنتك وبس.. واكيد ربنا هيعوضك عن كل اللي مريتي بيه
الناس معاشتش مكانك ولا شافوا اللي انتي مريتي بيه يا كاميليا.. ولو شافوا ربعه محدش هيقدر يتحمل
ابتسمت كاميليا قائلة بحب :
- انتي جدعة قوي يا جهاد
جهاد بصدق :
- وانتي كمان .. و قوية وجميلة .. وانا واثقة ان ربنا هيعوضك
عندما تقول أنا في نعمة، تأتي النعمة باحثة عنك.. فـ الحمد لله دائمًا وأبدًا.
___________
بعد أن ذهبت لتجلب ابنتها من الحضانة وعادت معها إلى المنزل وبدلت لها ملابسها بسرعة .. حتى أنها طلبت من والدتها أن تطعم دانا .. لأنها تظاهرت بالإصابة بالصداع ودست نفسها تحت بطانيتها مصطنعة النوم .. بينما انهار كل تماسكها .. ووجدت نفسها تجهش ببكاء صامت لساعات طويلة
تساقطت دموع كاميليا بالانهمار بلا توقف هامسة لنفسها بغيظ:
- انتي بتعيطي ليه ؟ كفاية بقى..
فأغمضت عينيها بهمس خشن:
- هو مش اول راجل كداب و واطي تقابليه .. ومش اخر راجل .. كلهم كده
وجدت نفسها تستمر بالبكاء وهي تتذكر كل لحظة مرت معها معه .. منذ لقائهما الاول .. ووقوفه بجانبها بكل شيء .. و اهتمامه ب دانا وخوفه عليهم ..
دانا !!!
حتى الطفلة البريئة لم يتركها .. لقد تعلقت به كثيراً
أغمضت عينيها وتخيلت ما الفرق بينه وبين السامح !!
الاثنين كاذبين ... خدعوها
هي شكت لحظات أنه تسرع بعرضه الزواج لها
ولكنه عزز غرورها الأنثوي جعلها تطير فوق السحاب وتشعر أن هناك رجل ممكن أن يحبها مرة أخرى ويفعل من أجلها المستحيل
لطالما كانت واقعية بعد الانفصال.. كيف أقنعها رجل مثله بالارتباط مرة أخرى ؟
سمعت صوت ابنتها تقول بهمس:
- ميكي .. مامي
دفعت كاميليا البطانية ونظرت إلى طفلتها الجميلة لتسألها :
- أيوة يا دانا .. عايزة تاكلي؟
تمتمت دانا:
- لأ .. آنا صفصف اكلتني
لتشهق بقلق وهي ترى عيناها الحمراويتين:
- ميكي انتي زعلانة ؟
هزت كاميليا رأسها متهربة:
- لا تعبانة شوية من الشغل
اتسعت عينا دانا بذهول:
- مامي لسه ممسحتيش المكياس "المكياچ" !
ابتسمت كاميليا بحزن :
- اه كنت تعبانة اوي رجعت نمت زي مانا
صاحت الطفلة بحماس:
- انا هشيلهولك
اقتربت طفلتها من التسريحة وأخذت مزيل المكياچ وكيس القطن المخصص له .. وبدأت بمسح اثار المكياچ من على وجه امها ... وبعد أن انتهت همست لها بزعل طفولي:
- انا مش بحبك تحطي المكياس ده
اردفت دانا برقة:
- انتي حلوة من غيره يا مامي
قبلتها كاميليا بحب :
- انتي اللي حلوة اوي يا دونا .. انا محظوظة انك بنتي
ابنتها الوحيدة القادرة على تغيير مزاجها للأفضل
قلبت كاميليا في هاتفها.. فظهر أمامها اغنية " تفاصيل حياتي " لـ نهال نبيل"
"الحكاية بجد زايدة تعبي ليه مابينتهيش .؟
ولا ليه تفاصيل حياتي ذكرياتي بيوجعوا .؟!
لو يكون لعذابي فايدة كنت هسكت ماشتكيش
كنت والله هرضى عادي واسيب عنيا يدمعوا .!!
كتروا أحلامي اللي شايخة حاسه اني في دايره دايخة
عايشة قصة سخيفه بايخه حالفه عمري تضيعه
كل يوم أحلامي يقلوا اللي زيي في إيه فاضله .؟!
زعله عامل زي ظله في مين خياله يودعه .؟!"
شعرت وكأن الكلمات توصف حالتها .. ليزداد ملامحها حزنا أكثر
قطبت دانا جبينها بضيق ... بينما اندست بجانبها وهي تعانق امها قائلة باعتراض :
- مامي اقفلي الأغنية دي مش بتخليكي مبسوطة .. انا هغنيلك اغنيتي اللي بحبها "شو حلو".. انا صوتي احلى
ابتسمت كاميليا فهي تحب صوت ابنتها بشدة :
- غني يا روح مامي
بدأت طفلتها بالدندنة والغناء .. فرزقها الله بصوت رائع يعدل مزاج اي شخص يسمعه
"شو حلو حبيبي شو حلو
ها القمر شوفوا ما اجمله
بس انا ع بالي دلله
وحياتي ما حدا بقا يزعله
شو حلو حبيبي شو حلو
ها القمر شوفوا ما اجمله
بس انا ع بالي دلله
وحياتي ما حدا بقا يزعله
واسمحوا اذا بتسمحوا
واستحوا ما بقى بتجرحوه
لو زعل انا بصالحه
حبيبي بالقلب صاير مطرحه"
انتهت دانا عند ذلك المقطع لتهتف بتساؤل كعادتها كل مرة تغني لأمها :
- هاااه صوتي حلو!
قبلتها كاميليا بحب :
- انتي كل حاجة فيكي حلوة مش صوتك بس
ابتسمت دانا بصدق:
- أنتِ احسن مامي في العالم
شردت كاميليا بسعادة:
-كل مرة تقوليها بحس إني طايرة من الفرح
ثم اردفت وهي تعانق طفلتها بحب:
- انا بحبك قوي ... أنتِ إللي ربنا عوضني بكِ
انسحبت دانا من عناقها لتطلب منها كأي طفلة مصرية شقية:
- انا عايزة التيلي "التليفون" العب عليه شوية
ناولتها كاميليا هاتفها وهي تحذرها:
- بس متبعتيش رسايل لحد ولا تمسحي حاجة خليكي مؤدبة وافتحي اليوتيوب او الالعاب بتاعتك بس
دانا بحرص:
- حاضر
بعد دقائق نامت ابنتها وهي تلعب على الهاتف المحمول .. لتهمس كاميليا بألم:
- شايفة يا دونا ... نديم عمل فيا ايه
فعانقت ابنتها بقوة وهي تجهش بالبكاء مرة أخرى ولكن تلك المرة نهضت من السرير وتغطي ابنتها جيدا بالبطانية، ثم دلفت إلى الحمام لتغسل وجهها و تتوضى فهي نامت دون أن تصلي فرائضها عندما عادت من العمل
فرشت سجادة الصلاة .. لتصلي كاميليا وفي آخر سجدة لها دعت ربها بحرقة :
" ربنا ينتقم منك يا سامح انت واهلك ... والله لا يسامحك ولا يسامح اهلك ابدا "
شهقت ببكاء لتدعي مرة أخرى بوجع :
"ربنا يخلص منكم كل حاجة وحشة حسيتها ومريت بيها بسببكم .. بحق كل دمعة وكل قهر و كل وجع مريت بيه هفضل أدعي وواثقة إن ربنا مش بيسيب حق حد اتظلم"
انتهت من صلاتها ونهضت لتجد والدتها دخلت إلى غرفتها في تلك اللحظة لتجلس معها وهي تمسح دموعها هامسة بحنان:
- والله يا حبيبتي ما يستاهلوا دموعك دي اوعي تضايقي نفسك ولا تزعلي عليهم لحظة واحدة.. والله انا كمان ما بنسى ولا ببطل ادعي عليهم ... لانهم سابوا وجع كبير اوي في قلوبنا، و انشفي كده متبقيش طرية واجمدي انتي زي الفل يبقي متزعليش تجربة وربنا مطولهاش عليكي قولي الحمد لله عشان بنتك اكيد زعلانة لما بتشوفك كده وبتيجي تسألني افرح ماما ازاي وببقى مش عارفة ارد اقولها ايه.. ولو شافتك قوية هتفرح وتتسند بيكي..مضايقيش نفسك ومتزعليش دول مكنش يستاهلوكي
همست كاميليا بنبرة ساخطة:
-انتي فاكراني زعلانة عليهم ؟
لا يا ماما..ازعل عليهم بأمارة ايه انا زعلانة علي طاقتي و مجهودي اللي راحو علي الفاضي ..
زعلانة على وقتي اللي ضاع.. زعلانة عشان بسببهم كنت قافلة كل البيبان لأي فرص تانية في حياتي من خوفي يحصلي نفس اللي حصل..
لتردف بحشرجة :
-انا زعلانة على كل لحظة اتنازلت فيها و اتهاونت في حق نفسي وجيت علي روحي عشان واحد ميستاهلش... عملت كل اللي كان بيطلبوا مني عشان بحبه وعشان كنت فاكراه كويس معايا...زعلانة ان كل اللي عملتو وخد مني ومن روحي متقدرش ومطمرش فيهم ولا كان له اي قيمة عندهم ...
لتردف بغيظ :
-انتي فاكرة ان بعد كل ده ابقى زعلانة عليهم!!
انا زعلانة على نفسي اللي ظلمتها معايا
زعلانة على اختيار غلط بدفع تمنه لحد دلوقتي بتعاقب عليه .. وهو عاش حياته واتجوز واكيد خلف دلوقتي وانا اللي بتعب وشايلة كل حاجة لوحدي
قاطعتها امها بثقة :
- مين قالك ان هو مش هيدفع التمن ولا هيتحاسب على ظلمه ليكي...
بصي خديها قاعدة يا بنتي..
الدنيا دي زي الكاس داير وهيلف على كله يعني هما هيدوقوا من نفس الكاس اللي دوقوه ليكي، هيتوجعوا وربنا هياخدلك حقك منهم
همست كاميليا برجاء :
- يارب يا ماما ... بدعي من كل قلبي والله في كل صلاة ..مش ببطل ادعي عليهم
عانقتها امها بحنان :
-والله يابنتي فعلا داين تدان دي شوفتها في ناس كتير.. الدنيا حرفيا بتلف واللي الناس بتعمله بيتعمل فيهم يكفي انك عند ربنا مظلومة مش ظالمة حد
ثم اردفت بثقة:
- صدقيني هتيجي اللي تخلص منه كل ده ويعرف ساعتها قيمتك وان اللي معاه كان كنز وهو ضيعه
همست كاميليا بضيق:
- اللي سمعته أن مراته كويسة
امها بشرود :
- الله اعلم احنا مش عايشين معاهم .. انتي فاكرة بعد كل الدعوات دي ربنا مستجابش لسه، ما يمكن حصله بلاوي واحنا مش عارفين
ستجزى على قدر نيّتك وسعيك، لا تحزن إن شعرت أن خطواتك أبطئ مما كنت تتوقع، وأن الأبواب مفاتيحها أبعد مما كنت تتصور، إن الله يرى سعيك وسلامة نيتك، مهما تأخرت ومهما تعسرت، ثق بأن اليُسر سيأتيك عاجلاً أم آجلًا، فلعلّك تسعى وراء نجمةً، والله يُخبّئ لك مجرةً بأكملها!
____________________________________
لا تحزن، ولا تيأس لرُبما فِي المرة القادِمة تحدُث فرصةٌ أجمَل بكثير مِن تِلك التي مضْت ، ولرُبما ينتظرُك شيئاً أحبّ إليك مِما فقدت، ثق بالله دائماً و أبداً
لم يتحدث نديم مع كاميليا مرة أخرى منذ أن عاتبته ولم تتقبل اعذاره .. حسنا هو تسرع بعرضه الزواج عليها واستغلاله لها بتلك الطريقة.. ولكن هي واجهته بقسوة شديدة
كان اليوم .. هو يوم الحفل الذي أقامه والده.. بالتأكيد لم يأتي بباله أن كاميليا تحضر فهي ليست من اهتماماتها الحفل.. هي عملية أكثر
كان يرتدي بدلة رسمية سوداء بدون ربطة عنق وقميصاً أبيض..صفف شعره الاسود الداكن للاعلى بطريقة ملفتة انيقة ولم ينسى وضع عطره المميز الذي يخطف الانفاس . 
وصل إلى مكان الحفل الذي أقيم في أحد الفنادق الشهيرة. دخل بخطوات واثقة كالمعتاد ، ولفت انتباه جميع النساء.
ظهر الدهشة في عينيه ، ولم يستطع أن يخفيها عندما رآها في الحفلة .. لم يكن يتوقع منها أن تأتي وتحضر .. كانت ترتدي فستانًا أحمر طويلًا ضيق من الخصر, وينزل باتساع , بينما اكمامه تنزل من كتفيها منسدلة مما أظهر جمال كتفيها بشدة ولكن حسنا هو يغطي صدرها .. لكنه يكشف كتفيها تماما .. لونه الأحمر يظهر بياض جسدها ونعومته ..
كان شعرها الأسود المموج يتدفق برفق حول خصرها... هي لم تجعله كله "ستريت" كعادتها.. تركت جزء منه مموج قليلا .. اقترب منها دون وعي ليتأكد من أنها هي ، كاميليا ، التي رآها أمامه ، وقد لفتت انتباه معظم الحاضرين.
كانت تقف وحدها .. بثقة وشموخ و رقة ..
اليوم كانت تضع مستحضرات تجميل كاملة زادتها فتنة وجمالاً .. ذُهل عندما رأى ذلك الروچ الأحمر الذي تضعه على شفتيها الممتلئة قليلا .. 
يزيدها جمالاً واغراءا ..
انها بدت أنثى فاتنة مغرية بشدة
شعر بالغيظ والانزعاج .. تلك المرأة لا يجب عليها أن تضع اللون الاحمر عليها ابدا
فهي تلفت أنظار كل الحاضرين إليها وهي لا تدري..
اقتربت منها هامسا بابتسامة :
- اهلا يا كاميليا..منورة الحفلة
حيّته بإبتسمة صفراء قائلة:
- اهلا يا مستر نديم
سمعا صوت محمود متقتربا منهم ومعه هند ... ليهمس قائلا بابتسامة عريضة :
- وانا اقول الحفلة نورت ليه ... عشان كاميليا موجودة ومنورة الدنيا كلها بجمالها
ليرمقه نديم بنظرات حادة قائلا بصرامة :
- هو انت مبتعملش حاجة في حياتك غير انك تعاكس !!
رد محمود بشجاعة قليلا مُبرراً:
-اظن احنا هنا مش في الشركة يا مستر نديم ! يعني نعاكس بقى براحتنا
ابتسمت كاميليا بتشفي فمحمود معه حق.. لتهمس هند بمكر :
- براحتك يا حودة
ثم اردفت بحماس :
- تعالوا بقى نتصور الاول.. عن اذنك يا مستر نديم
وافقتهم كاميليا وابتعدت معهم عن نديم فهي أتت اليوم لتحرق دمه
شعر نديم بالغيظ من محمود .. لو كانوا بالشركة فكان نديم سيعاقبه على ما فعله منذ قليل..
افاق من شروده عندما تحدث وحيد بالقرب منه قائلا بفضول وهو يرمق كاميليا من بعيد :
- يا اخي ادفع نص عمري وأعرف طليقها الغبي ده طلقها ليه.. البنت زي القمر
صاح نديم بتهكم :
- حتى انت كمان عينك زايغة .. عيب عليك ده انت متجوز ومخلف !
وحيد بعبث :
-المشكلة مش في أن عيني زايغة.. المشكلة ان كاميليا النهاردة هتخلي اي راجل يشوفها ميقدرش يعمل حاجة غير انه يعجب بيها !
ليردف غامزا:
- شكلها فظيع فظيع
صرخ به نديم غاضباً ليرتفع حاجبا وحيد في دهشة:
- ما تلم نفسك بقى..
ليردف نديم محدثاً نفسه بغضب:
-ماشي يا كاميليا.. لابسة فستان احمر وايديك كلها باينة وكل واحد يعلق على جمالها ! وواقفة تتصوري..مااااشي اوي
_________________
بينما على الجهة الأخرى...
بعد أن التقطت عدة صور وحدها بالفستان الناري الاحمر .. فأنضمت لهم نسمة صديقتها القديمة فهي حضرت الحفل.. والتقطوا بعض الصور والسيلفي سويا.. لتطلب منها كاميليا :
- نسمة صوريني عند المكان ده..
-ماااشي بس انتي كمان هتصوريني
قبل أن تلتقط الصورة توقف نسمة قليلا.. لتسألها كاميليا بإستغراب:
- ايه مصورتينيش ليه ؟
نظرت نسمة خلف كاميليا بحرج :
- اصل فيه مز واقف وراكي ... لو صورتك هيطلع في الصورة
تأففت كاميليا بضيق .. وانتظرت بضعة دقائق فالشاب لم يتحرك حتى الآن .. لتلتفت خلفها تراه .. فوجدت نفسها تطالعه بذهول وتوجس.. ليقترب منها ذلك الشاب وهو يحاول التعرف عليها
صاح بصوته الرجولي:
- كاميليا !! كاميليا مجدي ؟
لتهمس لها نسمة بالقرب من أذنها :
- كاميليا انتي تعرفي الواد المز ده !!
اومأت كاميليا بحماس :
- فراس
ابتسم الشاب الثلاثيني او بالأدق في الحادية والثلاثين من عمره ... فكان يبدو وسيما جدا بشعر بني طويل وكثيف ناعم جدا، ذقن خفيفة تزيده وسامة .. وعيناه باللون العسلي.. وبشرة بيضاء..
ليهمس لها فراس بتساؤل:
- ايه يا بنتي فينك .. انا معرفش عنك حاجة من زمان
ثم أردف بلوم:
- ده حتى لما باباكي تعب ونزل مصر اديت رقمي لكمال اخوكي وقولتله يكلمني من الرقم المصري عشان ابقى اطمن عليكم بس مكلمنيش ومعرفش عنك حاجة من سنين
ردت كاميليا بحزن :
- تلاقيه نسي .. خصوصا أن بعدها حالته اتدهورت جدا ومات
رد فراس بحزن فهو كان يحب والدها جدا :
- انا عرفت من الفيس بوك أنه مات.. بس مكنتش عارف اوصلكم خالص.. واهلك مرجعوش السعودية تاني..
كاميليا بشرود :
- حصل حاجات كتير للأسف.. ومعرفناش نرجع و استقرينا في مصر بعد بابا ما مات
____________
على الجهة الأخرى صاح وحيد لنديم فجأة وهو يشير من بعيد على كاميليا:
- ألحق .. ده فراس شكله هو كمان عينه زايغة
شتم نديم بداخله :
- كانت ناقصاه هو كمان
ليسأل نديم باستغراب :
- هو فراس يعرفها منين اصلا ؟؟
ده بيشتغل في فرع الشركة بتاعنا في كندا
هز وحيد كتفه بغباء:
- مش عارف .. بس يمكن بيتعرف عليها
جذبه نديم بعنف قائلا بغضب :
- تعالي معايا
اقتربا من كاميليا وفراس ليسلم نديم على فراس ومن ثم يسأله:
- انتوا تعرفوا بعض ؟
تعجب فراس :
- نعرف بعض ؟ ده احنا عشرة عمر .. انا اعرف كاميليا من وهي لسه صغيرة لما كانت عايشة في الامارات وكنا جيران وباباها الله يرحمه كان صاحب بابا جدا
- مش انت شغال في فرع الشركة في كندا ؟
فراس برسمية:
- الاول كنت في السعودية بعدين سافرت كندا شغل واستقريت هناك وطبعا بنزل مصر كل فترة لو في شغل هنا بنظبطه
سألته نسمة:
- انت بتشتغل معاهم ؟
- اه
ثم أردف قائلا لكاميليا:
- انتي عارفة اني كنت محامي .. دلوقتي انا المستشار القانوني لفرع الشركة بتاعة منصور بيه في كندا
كاميليا بفخر:
- ماشاء الله
ليسألها بتذكر:
- وانتي بتعملي ايه بقى هنا في الحفلة دي ؟
- انا اتخرجت من هندسة وبشتغل في الشركة مع مستر نديم
صاح فراس بإعجاب:
- كمان بتشتغلي.. والله و كبرتي يا كوكي ..
نديم بتهكم:
- كوكي ؟؟
فراس ببراءة:
- ده دلع كاميليا .. بنقولها كوكي
هتف نديم ببرود:
- رخم
ارتفع حاجبي كاميليا وفراس بدهشة:
- نعم ؟؟
ليردف نديم مصححاً :
- الدلع .. رخم شوية
ردت كاميليا بلا مبالاة:
- لا ده حلو قوي .. كله بيقولي كوكي
غير فراس الموضوع قائلا بابتسامة :
- والله زمان يا كوكي .. كانت ايام حلوة .. كنتي لسه صغيرة بقى في المدرسة وانا كنت وقتها مخلص دراسة و بشتغل وجيران.. 
كاميليا بابتسامة:
- اه والله كانت ايام حلوة قوي .. والحياة كانت مثالية
ليسألها متذكرا:
- انتي بقى اخبارك ايه يا بنتي .. انا فاكر لما نزلتي مصر باباكي قال انك اتخطبتي على طول.. بس مفيش في ايدك دبلة ولا حاجة ! اوعي تكوني فركشتي !
شهقت كاميليا بندم :
- ياريت.. احنا اتجوزنا وانفصلنا
فراس بحزن :
- لا حول ولا قوة الا بالله ليه كده بس .. ده انا فاكر كنتي مخطوباله عن حب باين
زفرت كاميليا بضيق :
- للأسف محصلش بينا نصيب ... وهو كان سلبي
تحدث فراس هامسا بغضب :
- زعلت والله انتي لسه صغيرة .. بس كله خير واكيد ربنا هيعوضك بحد كويس وهو من غير ما اعرفه اكيد بني ادم مبيفهمش وغبي
كاميليا بامتنان:
- ميرسي يا فراس
ثم أردف فراس بنبرة حاسمة:
-لأن اللي يلاقي كاميليا و ميقدرهاش بجد يبقي اكيد بني ادم مبيفهمش
نظرت كاميليا إلى نديم قائلة بنبرة ساخطة:
- في ناس كده مبتقدرش اللي في ايديها
اشاح نديم بوجهه بعيدا عنها .. لتسأله كاميليا فجأة :
- وانت اخبارك ايه؟ مخطبتش كده ولا حاجة؟
- انا خطبت ..واتجوزت، وانفصلنا
تغيرت ملامحها للحزن :
- ايه ده ليه كده؟
همس فراس بصوت منخفض :
- لا دي حكاية طويلة هحكيهالك بعدين
ليهتف فراس فجأة بصوت عال مغيراً الموضوع:
- لا بس قوليلي بقى..
- ايه ؟
ابتسم بإعجاب:
- ايه الجمال والشياكة دي كلها..
ثم أضاف بحزم :
- محدش يلبس احمر بعد كاميليا بقى يا جماعة
ضحك الجميع ما عدا نديم ليرمق نديم وحيد بحدة .. ومن ثم سحبه بعيدا عنهم قليلا وهو يستحلف له .. فهمس بحدة :
- بقولك ايه... تتصرف وتمشيلي فراس ده حالا
اتسعت عينا وحيد بتلاعب :
- ليه بس ده لذيذ قوي وبعدين انت مالك بقيت كده ليه ؟ ده اللي يشوفك كده يقول غيران بقى ولا حاجة
صاح به نديم بصرامة :
- انت سمعت انا قولتلك ايه ؟؟ نفذ اللي طلبته منك من غير لماضة
وحيد بغباء :
- وامشيه ازاي يعني اطرده !
نديم بمكر :
- لا يا غبي .. قوله في مناقشة عن المشاريع ومحتاجين استشارتك .. في مديرين بيسألوا عليك ...
ثم أردف بعصبية :
-اي حوار ما تتصرف يا وحيد
وحيد بهدوء :
- الله طب أهدى كده... همشيه
ففعل وحيد ما أمره به نديم .. لينسحب فراس من أمام كاميليا ..
وما أن انسحب فراس وأتى نديم يقف معها .. استأذنت من نسمة لتتركها ومشت بعيداً
سار نديم خلفها ليسحبها من يدها في زاوية فارغة بالحفل...قائلا بحدة :
- تعالي عايزك
امسك بذراعها بحدة لتنظر اليه بإستغراب:
- انت ازاي تشدني كده ... انت اتجننت !
انحنى بوجهه قريبا منها ، همس بغيظ معاتبا إياها بشدة :
- انتي اللي ازاي بقيتي كده ... وبعدين ايه الفستان اللي أنتي لابساه ده !!!
انتفض قلبها من قربه لتهمس بغيظ :
- يخصك في ايه الفستان حلو و كله قالولي حلو اوي عليا.. عن اذنك عشان فراس شوية وراجع
افاقها صوت نديم الغاضب وهو يوقفها مكانها :
-ايه فراس ده كمان اللي انتي بتضحكي معاه
وقبل أن تحاول التحرك من أمامه للعودة إلى الحفل.. سحبها اليه لترتطم بصدره القوي هامسا باعتراض وهو يشير إلى الفستان :
-ده حلو ده !!!!
صاحت به باستنكار وهي تحاول الفرار منه بلا فائدة:
- ماله ؟ مش فاهمة
رد عليها بغضب :
- عريان كده .. وبعدين عاجبك الناس تتفرج عليكي بالشكل ده
صاحت مدافعة :
- حلو على فكرة..انت اللي ذوقك مختلف مش ذنبي..
قهقه ضاحكا وهو يشعر بانفاسها تشعل صدره بجنون :
-مشاكلنا كلها اتحلت ومسكنا في الفستان حلو ولا لا !
نظرت له بغضب وهو قريبا منها بشدة ويديه تمسكها بينما يداها في المنتصف بينهم تحاول الابتعاد :
- ابعد شوية قولتلك
صرخت به لتحاول أن تدفعه بيدها بعيداً ولكنه لم يتحرك لتضربه مرة أخرى في صدره بعنف موجهه لكمات سريعة له:
- انت ايه مبتسمعش ؟ قولتلك ابعد
خارت قواها .. فهو لم يتزحزح بينما أنفاسها تتعالى بعنف .. ليسألها بمكر :
- عايزاني ابعد ليه؟
لتومأ له ناظرة للأرض بسأم:
- عشان عايزة ارجع اقعد مع زمايلي
ليهمس بتوجس:
-  زمايلك ولا الواد الرخم ده اللي اسمه فراس
رفعت عيناها له لترد مدافعة بعبس :
- فراس مش رخم متقولش عنه كده !
ليهمس بجانب أذنها بنبرة خشنة محذرة:
-كاميليا .. هترجعي وتقعدي مكانك باحترام زي ما دخلتي الاول .. والا هيكون ليا معاكي تصرف مش هيعجبك ولا هيهمني منظرك ولا منظري ...
كاميليا بعناد :
- انت فاكر نفسك هتتحكم فيا مثلا !!
قربها منه أكثر بقوة .. ليهتف بشراسة وهو ينظر إلى ملامحها :
- كاميليا بلاش انا ... بلاش تستفزيني عشان تصرفي مش هيعجبك..فاااهمة
نطق آخر كلمة بصراخ لينتفض جسدها دون وعي وتومأ بقوة ليهتف هو بنفس الحدة:
- هتدخلي تقعدي لحد ما الحفلة وتخلص وملكيش دعوة بأي حد ... ولا اللي اسمه فراس ده ... وتقعدي بعيد اصلا عنه
ليهمس بعدها بنبرة ماكرة :
- عايزاني ابعد عنك ؟
كاميليا بتوتر:
- اأ..أيوة
تركها نديم ليبتسم هامسا قبل أن تمشي من أمامه:
- كاميليا..
نظرت له هامسة :
- نعم
شعرت بأنفاسه تقترب من اذنها هامسا برقة:
-انتي كل حاجة فيكي حلوة ومظبوطة وشكلك حلو اوي..
انخفضت عيناها بخجل .. لتراه يمد يده بحرص دون أن يلمس كتفها.. ليرفع اكمام الفستان المنسدل على كتفها إلى الاعلى :
- ارفعي الفستان ده كده
ردت كاميليا بتبرير:
- الاستايلنج بتاع الدريس كده
زفر نديم بسخرية :
- انا نفسي تفكك من الجو ده وخلي اللبس بتاعك على طبيعته مش لازم اختراعات
ليأخذ بعضا من شعرها الكثيف يداري به ذراعها يآمرها قائلا:
- خلي شعرك كده مداري كتفك
لا تعلم لما هي وافقته على التغيير الذي فعله بشكلها .. حتى أنها نسيت للحظات ما فعله بها .. ولكن ما أن عادت إلى زمائلها.. حتى قالت لها نسمة أن فراس سأل عليها وأعتقد أنها غادرت الحفل ... ولم تراه مرة أخرى حتى نهاية الحفل.. حتى أنه لم يأخذ رقمها .. شعرت بالضيق فهي شعرت بالسعادة انها رآته مرة أخرى..
بينما كاميليا التزمت جلستها ولم تتحرك حتى لا يحتك بها نديم مرة أخرى .. وعلى الجهة الأخرى كان يتابعها بعينيه ويرمقها بحذر من حين إلى آخر .. حتى لا تحتك بأحد
وقبل نهاية الحفل .. خرجت كاميليا من باب الفندق لتجد نديم خلفها قائلا بحرج :
- كاميليا ..
عقدت ذراعيها بضيق :
- خير ؟ في حاجة تاني ناوي تعملها !
وقف نديم أمامها قائلا:
- لا بس هوصلك انا
همست بصرامة :
- مينفعش يا مستر نديم ... مالوش لازمة .. وبعدين علاقتي بيك المفروض متتعداش مدير وموظفة عنده.. مالوش لازمة كل الجنان اللي انت عملته ده.. بعد اذنك..
همس نديم مبرراً لها بندم :
-انا عارف ان اللي عرفتيه ضايقك بس
قاطعته كاميليا وهي تقف لتوقف سيارة أجرة :
- مفيش داعي توضح حاجة وكل حاجة اتوضحت خلاص ..بعد اذنك ..؟ عشان همشي
لتتركه كاميليا وهي تتحرك ناحية السيارة الأجرة التي اوقفتها ... لينادي عليها نديم من خلفها ولكن هي اكملت سيرها نحو السيارة
_________
في اليوم التالي
كانت تجلس على مكتبها تعمل .. لتجد من يقف بالقرب من باب المكتب هامسا بعبث :
- لا طلعنا شاطرين وبنشتغل فعلا
ابتسمت كاميليا بحماس :
- فراس.. ايه الصدفة الحلوة دي
هتف فراس بمرح ليخطو الي داخل المكتب حتى جلس امامها:
- لا دي مش صدفة... انتي امبارح مشيتي بدري ولا اختفيتي مش عارف فين .. بس سألت عنك وحيد قالي أن ده مكتبك
ضحكت كاميليا قائلة:
- نورت الشركة ومكتبي المتواضع
______
اتصل وحيد على نديم هامسا بعبث:
- ايه يا باشا ... بقولك
صاحبك فراس جه الشركة وسأل على كاميليا وقولتله مكتبها فين..
اغلق نديم الهاتف في وجهه .. هامسا بغيظ :
- ماشي يا وحيد الكلب بتعرفه مكان مكتبها
______
ضحك فراس وهو يتسرجع مع كاميليا ذكرياتهم :
- لا بس كانت ايام حلوة.. فاكرة لما فاتن اختك ضربت الواد اللي كان بيعاكسكم..
ضحكت كاميليا بشدة:
- كوين من صغرها فاتن
دلف نديم إلى المكتب فجأة .. ليصمت كلامهم بخجل
فهمس نديم بنبرة ساخرة :
- احنا هنا في شركة شغل يا استاذ فراس مش مقابلات شخصية !
ابتسم فراس قائلا بمكر:
-انا قولت كده برضو احنا ناخد ميعاد ونتقابل بره احسن يا كوكي
- عندك حق
سيقتله ... يقسم أنه سيقتله .. وكأن فراس متعمد اغاظته ليردف قائلا:
- ولا نتقابل في البيت عندك احسن وبالمرة اشوف اخواتك ومامتك
اومأت كاميليا:
- اوكيه في البيت
ليطلب منها رقم هاتفها وهي ايضا اخذت رقم هاتفه وسجلته
فهمس قائلا بتلاعب :
- همشي انا بقى .. عشان مديرك ميزعلش أننا بنعطل الشغل
همست كاميليا بصوت منخفض جدا:
- كياد أوي من صغرك يا فراس
بينما فراس كتم ضحكته وهو يخرج من المكتب
وقف نديم أمامها وهو يرمقها بحدة :
- كاميليا
هتفت ببرود :
-ايوة خير 
انطلقت الكلمات من بين شفتيه بعنف:
- ايه اللي بيحصل دا بقى؟؟ ده جاي لك مخصوص كمان !
كاميليا ببراءة:
- عادي جاري من زمان وجاي يشوفني
سألها بعنف :
- انتي في حاجة بينك وبين فراس دا ؟؟
برقت عينا كاميليا بدهشة بالغة وقد استوعبت ما يدور بذهنه لتردد بذهول:
- نعم
سألها من بين أسنانه :
- زي ما سمعتي ردي عليا
هتفت بحنق :
- حاجة ماتخصكش
- نعم
التفتت نحوه وهي تشير باصبعها نحوه بحدة:
- زي ما سمعت..دي حاجة ماتخصكش.. و اللي بيني وبين اي حد حاجة تخصني انا وبس ... وياريت متنساش انك بتتعدى حدود كده
شعر بالغيظ من كلماتها ... لتهمس بعدها بنبرة شيطانية :
- و عن اذنك عندي شغل ورايا لازم اخلصه... ولا المكتب اتحول لكلام شخصي فجأة !
رفع حاجبه باستنكار قائلا:
- ماشي يا كاميليا ... هبعتلك انا بقى شغل زيادة تخلصيه طالما نفسك اتفتحت كده للشغل
كاميليا بابتسامة صفراء:
- براحتك يا فندم .. انت قولت اني شاطرة وبحب شغلي وانا مستعدة اخلص اي حاجة عادي
___________
في خلال فترة وجود فراس بمصر .. زاد تردده على الشركة بحجة رؤية كاميليا..
فكان يأتي في الأوقات التي مشغول بها نديم
واحيانا يأتي لها بالمنزل ويراها.. فلاحظت كاميليا اهتمامه بها وقربه.. بينما هي كانت تتعامل معه برسمية .. صحيح انها في بعض الأوقات بالبداية كانت تستغله قليلا لكي تكيد وتحرق دم نديم .. لكن بعدها كانت توقف كل شيء عند حده و فراس تفهم هذا .. لكن فراس كان يشعر أنه منجذب لها
شك فراس في نية نديم في بعض الأحيان ، بينما كاميليا أكدت له بأن لا يوجد شيء بينهم وعندما سألها عن مشاعرها لطليقها أكدت له بأنها انتهت عندما وقع الانفصال
هي لا تحمل له مشاعر سوى الكره والاحتقار
اليوم كان اجتماع يضم وجود فراس معهم لانه يخص بعض المشاريع بـ كندا ويستدعي وجوده
قبل بدء الاجتماع... دلفت كاميليا لتجد نديم وبجانبه وحيد
وبعدها دخل فراس وجلس بجانبها فزفر نديم بضيق قائلا :
- استاذ فراس حضرتك المفروض تقعد في الاول ناحيتي عشان الحاجات اللي هتشرحهالي و نمضي عليها ... ولا انت خلاص بقيت عاجبك القاعدة هناك !
اومأ فراس ببرود :
- عارف .. انا بس كنت بسلم على كاميليا
رد نديم ساخراً :
- سبق وقولتلك ان دي شركة شغل .. مش مكان للحكايات الشخصية
رد فراس مصححاً :
- كنا بنتكلم في مواضيع عائلية.. بس تمام هرجع عندك لما يبدأ الميتنج
صاح نديم بصوت منخفض بحنق يسمعه وحيد فقط :
- نفسي اعرف هو حاشر نفسه في عيلتها ليه.. يخربيت برود اهله
ارتفع حاجبي وحيد بدهشة :
- نفسي اعرف انت الوحيد اللي شايفه بارد ازاي .. ده فراس زي الفل
زفر نديم بغيظ :
- والله ما ناقصة برودك انت كمان ...
بينما على الجهة الأخرى همس فراس بصوت عال قائلا بإعجاب:
- لا بس الطقم بتاعك النهاردة شيك قوي
ابتسمت كاميليا بامتنان :
- ميرسي يا فراس
فراس بابتسامة :
-طول عمرك حلوة بس لما كبرتي احلويتي بزيادة اكتر
ثم أردف بتمني :
-بصراحة لو كنت أعرف إنك بقيتي بالحلاوة دي كده كان زماني رجعت مصر من سنين.. ايه الجمال ده كله بس
بينما نديم لم يستطع ألا يحدق بهم بضيق فقد أشعلت الغيرة صدره بما يراه أمامه
لماذا يغار عليها وهو لا يحبها !
همست كاميليا وهي تحدق بنديم :
- ميرسي يا فراس .. بس صدقني مكنش هيبقى له لازمة ... دا انا رميت الرجالة كلهم ورا ضهري ومش ناوية ابصلهم تاني
-ليه كده بس
ردت كاميليا بثقة:
-عشان هما مبيدخلوش في حياتنا غير عشان يدمروها بس
رد نديم بتهكم:
-شكلك لسه مقابلتيش الراجل اللي بجد في حياتك يا كاميليا
ابتسمت كاميليا باستنكار:
-لا والله كلهم نسخة واحدة مكررة
ضحك فارس قائلا بلوم :
- حتى انا ؟؟ لا لازم تغيري رأيك بقى
نظرت له كاميليا قائلة بتأكيد:
- بصراحة يا فراس انت ممكن تبقى غير بقى ... لأني اعرفك من صغري وكنت بتخاف عليا انا واخواتي جدا... طول عمرك شهم وراجل
ضحك فراس باستمتاع :
- You made my day يا بنتي والله
ردت كاميليا بثقة:
- دا بجد يا فراس انت جدع فعلا..
صاح نديم بصرامة لوحيد:
- شوفلنا الناس اتأخروا ليه بسرعة...
اعترض وحيد قائلا:
- دي مش مهمتي يا باشا دي مهمة السكرتيرة بتاعتك.. ولا انت عينتني سكرتيرة ؟؟
زفر نديم بغيظ :
- قسما بالله ما ناقصة لماضة اهلك
__________
بعد مرور عدة أيام
في منزل كاميليا
كان يزور والدتها وكمال .. فوجد فاتن بالمنزل فقرر أن يتحدث معها قبل ان يفاتح كاميليا بالحوار :
- فاتن ازيك
- ازيك يا فراس
فراس بأدب:
- كنت عايز اتكلم معاكي
أومأت بابتسامة :
- اه طبعا اتفضل.
رفع رأسه بتردد:
- انا بصراحة عايز اتكلم معاكي في حاجة ومش عارف اتكلم مع مين فيها
ثم أردف بجدية :
- انا بحب كاميليا
يتبع....
اتسعت عيناها بدهشة:
- إيه ! بتحب كاميليا ازاي.. أنت لحقت ده أنت لسه بقالك فترة قصيرة بس في مصر
هز رأسه بنفي موضحاً:
-  لأ يا فاتن أنا بحب كاميليا من سنين ... بحبها من زمان .. من وهي صغيرة لسه في المدرسة ... كانت وقتها لسه صغيرة وباباكي رفض... قال بنتي صغيرة مش هينفع... وحتى لما رجعت مصر تكمل دراستها وتدخلي كلية في مصر فهمت أنه عمل كده عشان هي متتأثرش ولا تعرف اني بحبها
ثم أردف بحزن :
- باباكِ قالي أنت زي اخوها..لكن حب لا هي لسه صغيرة وانت لسه بتبدأ حياتك..معرفتش اعمل حاجة غير اني احاول انساها...
فاتن بإستغراب وضيق من والدها فكانت تتمنى أن شقيقتها تتزوج فراس وليس "سامج الكلب" كما تلقبه فاتن:
- بس بابا مقالش حاجة زي كده لينا خالص ولا ل كاميليا
أطرق فراس رأسه بتنهيدة:
- كان خايف تتشتت وكانت صغيرة لسه في ثانوية عامة وانا كنت اتخرجت وبشتغل .. انا حاولت يا فاتن...والله حاولت انساها بس معرفتش..حتى لما اتجوزت وانفصلنا ورجعت شوفت كاميليا تاني رجعت افتكرت حبي لها ... طول السنين اللي فاتت دي اتعرفت على كذا بنت وبعدها خطبت واتجوزت وقعدت معاها 3 سنين.. بس تصدقي أن معرفتش الاقي ولا واحدة فيهم زيها .. ملقيتش ولا واحدة فيهم كاميليا..
فاتن بتنبيه:
- بس هي دلوقتي وضعها مختلف .. هي معاها بنت وانت منفصل من غير عيال
اجفل فراس بقوة :
- انا مش فارق معايا كل ده .. انا بحبها .. وانتي لازم تساعديني
فاتن بحكمة:
- بس انا شايفة بلاش تقولها موضوع انك كنت بحبها ده عشان كاميليا متبعدش عنك وتخاف منك
ثم اردفت بتفكير :
- انت ممكن تقولها انك حابب تدي نفسكم فرصة سوا وتشوف رأيها ايه .. ممكن تقولها انك معجب بيها
كاميليا تعبت اوي واتوجعت في حياتها .. لو انت فعلا يا فراس هتقدر تعوضها عن اللي مرت بيه ياريت لو مش هتعمل كده يبقى بلاش توجعها لأنها معندهاش ثقة في الرجالة من بعد طليقها سامج الكلب
سألها فراس بإستغراب:
- هو اسمه سامج ؟
ضحكت فاتن قائلة بسخرية  :
- لا سامح بس انا حاطة التاتش بتاعي لانه هو سمج و ابن كلب اوي
قهقه فراس ضاحكاً:
- يخرب عقلك يا فاتن
_____________
بعد مرور شهر
في الشركة
في منتصف دوام العمل...وقف فراس مع كاميليا ليوقفها قبل ان تذهب الى مكتبها، طلب منها الذهاب إلى مكتب شخص ما بالشركة
فوجدتها مسؤولة التسويق الالكتروني بالشركة
فهو قد اتفق معها من قبل عندما علم من كاميليا عن مشروعها الصغير الذي بدأته...وشعر باستسلامها قليلا
بعدم نجاحه كما كانت تتوقع
فقرر اللجوء إلى شخص متكمن ودارس ليفيدهم
- إسراء .. ممكن تفهمي كاميليا هي ممكن تنجح شغلها اكتر إزاي..خصوصا انها حاولت تبعت Gift "هدية" لحد من البلوجر وللأسف معملتش لها ريفيو ولبست الهدوم عادي وطنشت وكاميليا للأسف خسرت كتير
- للأسف اكبر غلط بيقع فيه الناس المبتدئة في البيزنس... لأن مش أي حد نبعتله Gift ولو بعتنا حاجة نشوف حد مضمون و عنده ريفيوز كويسة جدا ويكون عنده تجارب كتير للبيزنس بتاعنا ومهتم به
- للأسف كانت نصيحة غلط وخسرت منها
- بصي انا امبارح فتحت البيدج بتاعتك ولقيتها كويسة ... هي اه لسه صغيرة .. بس في شوية حاجات كده محتاجة تتظبط فيها .. وكمان هتحتاجي تعملي اعلان كده كويس ينشطها
- تمام مفيش مشكلة...
- بصي يا كاميليا خليها تمسك معاكِ البيدج كـ moderator "مشرفة" وهي هتعمل كل حاجة متقلقيش .. اسراء ده شغلها أصلا
- طيب التكاليف هتبقى رينج كام مثلا كبداية؟
- في كل حاجة متقلقيش...في كذا باكيدچ زي ما تحبي... الاول بس أرتب البيدج كويس عشان اشتغل صح...وانتي برافو عليكي بتعرفي تصوري كويس الهدوم وبتهتمي بالنقطة دي كويس...
قاطعها فراس :
-بس الشغل فعلا مظلوم المفروض يظهر بقى
ليضيف قائلا بهمس لكاميليا:
- كاميليا بالنسبة للفلوس انتي ملكيش دعوة بأي حاجة انا هعمل كل ده
هزت رأسها برفض:
- لأ طبعا يا فراس مش هينفع ... انا وافقت اقعد معاها عشان انا اللي هدفع مش انت
زفر بضيق قائلا لاسراء:
- طيب انتي اشتغلي وخليكي مع كاميليا وبعد كده تحاسبيها
- تمام ... هاخد رقمها عشان اشتغل بالليل ونتفق
- اوكيه..انا همشي دلوقتي عشان اخلص شغلي
تبادلا الارقام .. ومن ثم خرجت كاميليا من المكتب.. لاستكمال عملها
تحدث فراس قائلا:
- اسراء .. اي حاجة هي هتدفعها حاولي تكون أقل بكتير من اللي تشتغلي به
- بمعنى ؟
- يعني لو هي هتعمل اعلان خليها تدفع مثلا 10 ٪ والباقي انا ادفعه
- لا طبعا هي اكيد ذكية وهتفهم...وممكن تطلب تراجع
- خلاص خليها 20 ٪ او 25 ٪
المهم الباقي لنا مكتفل به ...ولو استغربت قوليلها ان فيه عروض او حاجة..تمام أنا اللي هحاسبك بالباقي
- تمام يا مستر فراس .. متقلقش
- يلا انا لازم امشي عشان منصور بيه عايزني اروحله دلوقتي
- اوكيه
خرج فراس من المكتب ، ليدلف بعده وحيد... فهو كان يقف بعيد عن مكتب الفتاة هو ونديم منذ قليل ولاحظ دخول كاميليا وفراس معا الى مكتبها, طلب منه نديم الدخول الى مكتبها ومعرفة ما حدث بالتفصيل.. ليسألها ماذا كانا يفعلان هنا
فأجابته اسراء بما حدث، فتركها وذهب إلى نديم ليبلغه بما حدث.. فطلب منه الاتصال بها وطلب شيء ما منها
- اسراء بعد ما تعملي الاعلان والشغل معاهم ده كلميني..عشان في حاجة هقولك عليها
- تمام يا فندم..بس هو في حاجة ؟؟
- لا لا مفيش حاجة خالص...اعملي بس اللي بقولك عليه
ومن ثم اغلق معها الهاتف ليلتفت إلى نديم باستغراب :
- ما انت لازم تقولي انت ناوي على ايه ؟
- مش هي قالتلك أن كاميليا بعتت حاجات من شغلها لحد من البلوجر دول والموضوع فشل وخسرت فيه
- أيوة
همس نديم بغموض :
- انا بقى هخلي حد منهم يطلب منها بس المرة دي البلوجر هي اللي هتدفع...وانا اللي هبعتلها حساب الاوردر، بشرط انها تعملها ريفيو كويس كده 
سأله باستغراب:
- انت تعرف حد من الناس دي ؟
هز رأسه بنفي :
- انا ماليش في الجو ده ... بس بتعامل مع ناس بتتعامل معاهم .. زي مصورين وناس بتعمل شغل لهم يعرفوهم...هسأل على واحدة تكون مهتمة بالفاشون وبتعرف تلبس حلو وعندها مصداقية وهشوف تاخد كام وتشتري من كاميليا كأنها زي اي حد عادي وتعملها ريفيو يفيدها 
صفق له وحيد بانبهار:
- لا لعيب ... جامد ده .. بس يعني هتعمل كده ليه ها ؟
غير الموضوع قائلا:
- متشغلش بالك انت يا وحيد ... عادي يعني...انا حبيت بس اصلح موقف تاتش حصل بيني وبينها كده بس من غير ما أظهر في الصورة
- تاتش برضو ؟ على وحيد
- روح شوف وراك ايه بس...وبعدين نعمل الموضوع ده
- ماشي اما اشوف اخرتها معاك
_____________
بعد مرور شهرين من نصيحة فاتن لـ فراس
وبعد نجاح مشروعها الصغير.. وطلب شخصية ما مشهورة منها أوردر كان سبب نجاح كبير لها.. وبالاصل الإعلان الذي اقترحه فراس عليها كان السبب الأساسي للنجاح وانتشار الصفحة الخاصة بعملها الصغير
فلم تلاحق بعدها على الطلبات لينجح مشروعها أكثر واكثر
كانت تعتقد أن تلك الشخصية التي طلبت منها على سبيل الصدفة.. لم تكن تعلم أن نديم وراء ذلك
وحتى هي ساعدتها بعمل مراجعة لها بجودة عملها
ومن بعدها انهال عليها الطلبات الكثيرة
قرر فراس اليوم أن يفاتح كاميليا بالموضوع وهو ينتظرها في مكتبها بالشركة .. قبل انتهاء فترة دوام عملها ..
همس فراس بتردد:
- كاميليا
- أيوة يا فراس
همس بجدية :
- كنت عاوز افاتحك بموضوع
- اتفضل
صمت قليلا ليهمس بعدها بتردد:
-انا معجب بيكي 
كاميليا بذهول فهي تعامله كأخ لها وهو أيضا :
- ايه !
همس بلهجة جادة:
-انا معجب بيكي .. وعاوز اتقدملك وتكملي عمري معايا 
ردت باعتراض:
- فراس انا !
قاطعها فراس :
- انا عارف انك موجوعة بسبب طلاقك..وانا كمان اتوجعت زيك يا كاميليا..بس خلاص الدنيا بتمشي
انا عاوزك تعيشي معايا ونكمل حياتنا سوا 
واللي فات خلاص ننساه.. خلينا نبص لقدام ومع الوقت هتنسي
صمتت كاميليا .. لتسأله بعدها بتوجس تريد أن تعرف طريقة تفكيره :
- أيوة يا فراس بس انت يعني مش معاك اولاد .. وانا معايا واهلك مش هيقولوا حاجة ؟
فراس بنبرة حاسمة :
- اهلي مالهم؟ هما كده كده عارفينك كويس..وانا زيي زيك انا كمان انفصلت.. وبعدين انا حياتي مستقلة بنفسي .. انا ليا بيتي لوحدي شاريه في كندا واستقريت هناك خلاص .. وبالنسبة لموضوع طلاقك وطلاقي ده نصيب انا ميهمنيش اللي فات خلاص يهمني اللحظة دي واللي بعدها ... انا لا فارق معايا طلاقك ولا أن معاكي بنت .. كل ده مش مهم ...
واتمنى انتي كمان ميبقاش فارق معاكي طلاقي
- و بالنسبة ل دانا !
قاطعها فراس بإصرار:
- انا عايزك ببنتك بكل حاجة ... احنا هنعيش في كندا .. وكمان انا حتى عرضت على منصور بيه يخليكي تشتغلي هناك في فرع الشركة في كندا لو حبيتي تكملي شغل ووافق .. بس غير كده انتي مش محتاجة اصلا لأني مش هخليكي محتاجة حاجة هناك.. شغلك او مستقبلك دا لنفسك مش اكتر
تنهدت كاميليا بعمق :
-فراس انت انسان محترم جدا ومبسوطة ان الصدفة خلتني اشوفك تاني.. بس انا بعد اللي حصلي بقيت خايفة .. وكمان انا شايفاك زي زمان اخ وصديق
ابتسم فراس :
- لو اديتي نفسك فرصة هتعرفي تحبيني يا كوكي
أغمضت عيناها بخوف :
- صعب بعد اللي حصلي اقدر احب تاني
سألها بتوجس:
- طب انتي في حد في حياتك ؟ بتحبي حد ؟
ترددت كاميليا وهي تتذكر نديم :
-ها
ثم أردف بنبرة جادة:
- اوعي تكوني مش عارفة اني اخد بالي من تصرفات نديم .. باين اوي عليه أنه غيران عليكي
هزت رأسها بنفي قاطع:
- مستر نديم! لالا ده بس هو بيحب يبان كده يتحكم في أي حاجة ... لكن مفيش حاجة ولا من ناحيته حتى
اطمئن قليلا ليسألها بتردد :
- طب من ناحيتك انتي ؟؟
انتفض قلبها وهو يسألها عنه .. لتنفض تلك الأفكار الغريبة التي تطاردها قائلة بجمود  :
- انا .. انا مفيش حاجة يا فراس
زفر فراس بارتياح :
- طيب ايه رأيك تدي نفسك فرصة .. انا قاعد في مصر فترة قصيرة .. وهرجع تاني كندا .. مش عايز ارجع غير وانتي معايا أو على الأقل ضامن انك موافقة تبقي معايا
- فراس مش هينفع
قاطعها بنبرة حاسمة :
- مش هاخد منك قرار دلوقتي يا كاميليا.. هستنى ردك مع الوقت ... فكري يا كاميليا... فكري وشوفي انتي عارفاني كويس وعارفة اني عمري ما أذيكي
- أيوة بس دانا بنتي !
أجابها :
- هتسافر معانا ... بس هيبقى في مشكلة في الاول أن لازم باباها يسمح لها بالسفر بموافقة ..
هزت رأسها برفض ورعب من تلك الفكرة :
- دا لو عرف كده ممكن يستغل الفرصة وياخدها مني
-ممكن ننقل الحضانة لجدتها بقى وقتها .. هنشوف بس الاهم دلوقتي انك تفكري
- أن شاء الله..
- صحيح انت انفصلت ليه عن مراتك ؟
- بسبب الخلفة
سألته بتوجس:
- منك ولا منها ؟
هز رأسه بنفي:
- بصي هو الدكتور قال في مشكلة عندها بس اكيد كانت هتتحل مع الوقت... مفيش مستحيل مع ربنا.. بس هي استعجلت...وكانت عايزة طول الوقت تعمل عمليات كتير وانا والله فضلت جنبها ومقصرتش خالص في أي حاجة..لحد ما لقيتها مهووسة بموضوع الخلفة...وان في دكتور ... على كلامها يعني قالها طالما العملية فشلت كذا مرة يبقى ممكن ملكوش نصيب سوا...واتهمتني ان يمكن العيب عندي انا وأنها لو اتجوزت راجل تاني اكيد هتخلف
اتسعت عيناها الرمادية بدهشة:
- معقول في كده ؟؟
رد فراس بصدق :
- والله كل تحاليلي كانت سليمة تماما... ده غير خالتها و امها فضلوا يقنعوها بالقرار ده وان ده اللي اكيد لازم يحصل .. في البداية طبعا حاولت أهديها واقولها انا معاكي ... قالتلي لا انا مش هستنى لما تتجوز عليا وتسيبني .. حاولت افهمها واعقلها مفيش اي فايدة هي بتسمع لأهلها ورافضة تصدقني ومصدقة سيناريو تاني في خيالها
من هنا لهنا قالتلي انا خلاص يا فراس عايزة انفصل...وعايزة حقوقي...قولتلها اللي انتي عايزاه خديه...مفيش حاجة طلبتها الا وخدتها...لدرجة أنها مسابتش حاجة مخدتهاش...طبعا غير حقوقها التاني..مؤخر ودهب ونفقة متعة..كل حاجة طلبتها في الشقة خدتها...مع اني انا اللي جايب كل حاجة والله  .. بس مش مهم طالما هي باعت يبقى تشيل اللي تطلبه
- هو في زيك كده يا فراس؟
- في كتير... بس صدقيني مبقاش فارق معايا... انا بقالي سنة منفصل عنها وهي ربنا يوفقها في حياتها...والحمدلله مفيش رابط بيني وبينها...لأن عرفت نيتها في الاخر وكان كل إللي فارق معاها تكسب ايه من الجوازة مش اكتر...متطلعش خسرانة
- ربنا هيعوضك بجد...انت محترم وجدع
_________
دلف نديم مكتب كاميليا بعد خروج فراس .. قائلا بنبرة غاضبة:
- رجله خلاص خدت على الشركة كتير !!
ايه يا باشمهندسة بنسيب شغلنا ونتكلم في حاجات جانبية... انتي كده هتتسببي في ضرر لشغلك بالطريقة دي
ابتسمت كاميليا بغموض :
- متقلقش .. قريب قوي هترتاح مني
سألها بإستغراب:
- نعم ! ازاي يعني
وقفت كاميليا أمامه قائلة بلا مبالاة:
- يعني شغلك اللي انت بتهددني بيه دلوقتي دا ولا هيفرق معايا بعد كده خلاص !
سألها بسخرية:
- ايه هتروحي تنقلي الفرع التاني عند منصور بيه ؟
ابتسمت كاميليا قائلة من بين أسنانها :
- لا وحياتك هنقل في فرع كندا..
شعر وكأنها سكبت دلو ماء مثلج على رأسه :
- ايه ؟؟
لتكمل كاميليا بتشفي:
- اصل فراس اتقدملي وباباك قالوا أنه يقدر يساعدني اشتغل هناك كمان.. يعني الفرصة متاحة ليا من كل ناحية
امسكها كتفيها بذهول وصدمة:
- انتي بتهزري صح !!
دفعته بعيدا عنها بعنف :
- لا بتكلم بجد.. انا خلاص يتعبر قريب هودعك
صاح نديم بإندفاع:
- لا لا انتي مش هتعملي كده ... مينفعش اصلا
قاطعته بحدة :
- مينفعش ليه هو انا مش من حقي اتجوز !
همس نديم بضيق :
- كاميليا انا.. اتقدمتلك وانتي !
قاطعته كاميليا وهي تسحب حقيبتها وتغادر من مكتبها :
- وانا رفضت عرضك .. عن اذنك
_________________
رجع نديم إلى منزله .. ليجد سارة اخته حاولت أن تتحدث معه ولكنه تجاهلها ودلف إلى غرفته .. فشعرت بالخوف عليه لتدخل وراءه قائلة بقلق :
- مالك يا نديم
نديم بنبرة مخنوقة:
-مفيش
سارة بتصميم :
-في ايه
صاح نديم بغضب:
-انا ضيعت كاميليا خلاص
- حصل ايه بس فهمني
جلس على السرير ، قص عليها ما حدث و كلام كاميليا له اليوم
جلست سارة على السرير بجانبه قائلة بهدوء :
- اتكلم معاها يا نديم و فهمها هي اكيد بعد اللي حصل مصدومة ومجروحة
همس نديم بندم :
-خلاص يا سارة .. كاميليا ضاعت مني خلاص
سارة باقتراح :
- تحب أتدخل انا طيب ؟
هز رأسه برفض، ليتحدث بعصبية :
- لا طبعا .. ابوكي السبب .. ده راح كمان جايبلها شغل بره عشان الواد اللي متقدملها ده.. عشان يبقى معاها كل الفرص ومترفضش
شهقت سارة .. ثم أردفت بتحذير :
- طب خلي بالك بقى عشان هند شكلها حاطة عينها عليك
صاح نديم بلا مبالاة :
-مش ناقص زفتة دي كمان
أردف نديم بجنون :
- ابوكي مصمم يمشيلي حياتي على مزاجه .. عاوز يبوظلي حياتي
همست سارة بحكمة:
-بابا بيحبك قوي يا نديم وقلقان عليك ومن خوفه بيتصرف كده... هو بس خايف عشان هي مطلقة
نديم بإصرار :
- وانا مش فارق معايا مطلقة من آنسة انا عايزها هي ..
سألته سارة بابتسامة:
-بتحبها يا نديم ؟
اندهش نديم من السؤال .. صمت قليلا ثم همس بتلقائية:
- مش عارف.. بس حاسس اني عايز اخبيها عايز احميها من اي حد .. مش طايق اي حد يتكلم معاها حتى لو في الشغل..مش طايق بعدها عني... لما بشوفها و بشوف شخصيتها و قوتها ببقى منبهر بيها منبهر من قوتها و تصميمها انها تكمل ... كاميليا حاجة كده غريبة .. متتكررش
نوع من البنات اللي تشوفيها تعلق معاكي
حبها لبنتها وخوفها عليها خلاني حاسس اني عايزها .. مش عايز حد غيرها
اتمنيت أن هي دي اللي تكون ام ولادي
هي دي اللي هطمن وهثق انها هتربي ولادي احسن تربية
تنهدت سارة بهيام:
- كل دا ومش بتحبها !
نظر لها نديم بقلق.. قائلا باستنكار :
- انا مينفعش احب ... بخاف من فكرة الحب.. خايف احب واتعلق واللي احبها تمشي .. خايف احب زي ما كنت بحب امي
هزت سارة رأسها باندفاع:
- بس هي مش زيها ... دي واحدة انت عايز تتجوزها .. اهلنا احنا كده كده مطلوب مننا نحبهم
لكن شريك حياتك لازم تختارته وانت بتحبه
نديم بنبرة ساخرة:
- انتي هتعملي فيها دكتورة بقى.. كاميليا اتريقت عليا وقالتلي روح ل دكتور نفسي !
سارة بسرعة :
- عندها حق يا نديم .. والله مش قصدي بس انت فعلا محتاج تروح ل دكتور يشرحلك طبيعة شخصيتك .. ويساعدك تخرج من اللي مامتك عملته فيك.. ويفهمك انت حبيت فعلا كاميليا دي ولا لا 
- تفتكري
سارة بإقناع:
- صدقني كلنا محتاجين نروح لدكاترة.. كلنا مش فاهمين نفسنا ومحتاجين حد يساعدنا.. انت برضو اتعرضت لصدمة من انفصال بابا ومامتك.. انا هحجزلك مع حد شاطر قوي
أومأ نديم :
- طيب
_________________
كانت تتحدث مع اختها على الهاتف وهي تقص عليها ما حدث معها .. لتسألها فاتن بفضول :
- هتعملي ايه يا كاميليا... هتسافري وتتجوزي فراس ؟
تنهدت كاميليا بحيرة:
- مش عارفة بس اوقات بقول لنفسي أن دي فرصة كويسة ابعد عن كل حاجة
فاتن بتأكيد:
- انا كمان شايفة كده عشان كده لازم تدي نفسك فرصة.. وفي نفس الوقت تنسي موضوع نديم طالما مطلعش بيحبك
شهقت كاميليا عند ذكر سيرة نديم .. فردت بتهرب:
- هحاول
__________________
في اليوم التالي
في عيادة الطبيب النفسي الذي حجزت سارة لشقيقها فيها
تحدث نديم بحنق :
ـ هم كلهم زيها...بس بأقنعة...أول ما يلاقوا الفرصة قدامهم مش بيفكروا مرتين...مافيش حاجة اسمها ابني ولازم اربيه انا ...ولا واحدة قابلتني حسستني أنها مختلفة.
سأله الطبيب بتوجس فنديم قص عليه مواقفه مع كاميليا :
ـ ولا واحدة...متأكد؟؟ حتى كاميليا !
تردد نديم :
ـ كاميليا غيرهم
ليردف من بين أسنانه بزمجرة خشنة:
ـ كاميليا أكتر واحدة فيهم هزتني... دافعت عن بنتها بكل قوة .. رفضت اي حاجة ممكن اقدمهالها .. بس بعدها هي رفضتني..رفضتني عشان بتقولي انت حتى محبتنيش
ـ ما يمكن تكون هي اللي انت حبيتها فعلا
رفع رأسه يحدج الدكتور باستغراب يردد الكلمة الغريبة على أذنيه:
ـ حبيتها ! ... الحب ده اكتر حاجة اتمنيت الاقيها فعلا ... اتمنيت اتجوز واحدة عن حب.. واحدة تحبني وأحبها بس حتى دي معرفتش اعملها.. مقابلتش واحدة كانت قد مسؤولية وعارفة يعني ايه ارتباط و جواز.. حتى الأمهات اول ما بتجيلهم الفرصة تبيع جوزها وابنها مش بتتردد ثانية وتعملها.. حتى كان ليا واحد صاحبي في المدرسة كان دايما ساكت و مبيكلمش حد وعنده برود من كل حاجة كان بسبب أن باباه ومامته انفصلوا و رموه عند عمته بسبب أن أبوه سافر و أمه سابته لعمتي و اتجوزت
هز الدكتور رأسه:
ـ أخالفك الرأي...مش علشان كام نموذج سيء يبقى قاعدة...أمي مثلاً ست عظيمة جداً...بعد وفاة والدى اشتغلت كل شغلة ممكنة علشان تربينا ونقف على رجلينا ..ورفضت ترمينا لاهل ابويا او تتجوز..ونماذج كتير, وأنت عارف كدة كويس.. بأمارة انك شهدت ب كاميليا أنها حاربت عشان بنتها وبتستحمل عشانها
رمقه نديم بألم:
- انا مش قادر انسى اني كنت كل يوم بسمع كلام زي السم من ابويا.. مكنتش قادر استحمله، بقيت بكره يوم اجازته واجازتي ومضطر اقعد في البيت اسمع كلام وحش بيضغط عليا بيه عشان يعاقبني بسببها، انا وصلت لمرحلة اني كنت هـ اكرههم هما الاتنين علشان كل واحد بيفكر في نفسه وازاي يعلم على التاني ويطلع عينه... هي تعلم عليه انها تسيبني وتتجوز وهو يعلم عليها أنه يكرهني فيها ويسمعني كلام زفت.. لكن انا اتداس في النص عادي، اتمرمط عادي، محدش فارق معاه نفسيتي او راحتي
ده انا حتى مرة وانا صغير .. اتصرفت بطريقة غلط او بوظت حاجة بسيطة وانا بلعب عند قرايبي .. لقيت واحدة منهم بتقول معلش محدش يعاتبه ماهو برضو معندوش أم تنصحه تلاقيه مش فاهم !
همس الطبيب بواقعة :
- احيانا الانفصال بيكون هو الحل السليم للعلاقة.. بس لما بيكون فيه اطفال في النص بيكون الموضوع صعب الا لو الأهل قدروا يتعاملوا مع الموضوع بحكمة وعقل..
شهق نديم بعنف:
- بس ميدمروش عيال بينهم !
-انا اسف ليك انك مريت بده.. للأسف اهالينا مش ملايكة والعلاقات دي شيء معقد جدا.. وقدام شوية هتشوف ان محدش فيهم وحش هما كل واحد فيهم طلع اسوأ ما في التاني من اللي حصله.. عزائك الوحيد لنفسك انك تحرص ان ده ميتكررش في عيلتك الخاصة اللي هتأسسها بنفسك
قهقه نديم بسخرية :
- وهي فين بس العيلة دي ما كاميليا خلاص هتتجوز !
الطبيب بغموض :
ـ الحل جواك وأنت عارف...
ـ جوايا إزاي..
- انت دلوقتي محتاج تصارح نفسك.. لو انت كانت نيتك كويسة من ناحية كاميليا و بنتها وفعلا واثق انك هتقدر تحافظ عليهم وتحب كاميليا يبقى حارب عشانها ... اقعد مع نفسك و راجعها وشوف انت عايزها ولا لا .. ولا عايز تتجوز واحدة زي هند !
رفض نديم بقوة :
- لا طبعا هند مش في دماغي.. بس كاميليا صدتني كذا مرة .. و رافضة حتى تسمعني
الطبيب بإصرار:
- حاول و حارب عشان هدفك.. خليها تسمعك حتى لو هتحطها قدام الأمر الواقع.. ساعات الفرصة لما بتضيع من أيدينا مينفعش نرجعها
نديم بحزن:
- بس كاميليا فاكرة اني كنت عايز استغلها هي وبنتها عشان احقق اللي متعمليش زمان
- يمكن انت حاولت تعوضها بطريقة غلط .. بس دا مش صح لأنها مالهاش ذنب تحاسب على مشاريب غيرها ولا ليها ذنب تعوض غلطة غيرها
انت تنسى علاقة باباك ومامتك وتفكر بعلاقتك.. كل اللي اتحرمت منه حاول تحققه في نفسك وفي اللي حواليك بس من غير ما تحسسهم انك بتعمل كده كاستغلال .. وحب نفسك وقدرها واديها حبك واهتمامك علي قد ما تقدر واتعب عليها..
نديم مدافعا:
- انا حاولت اعوضها هي وبنتها بس من غير ما اقصد اأذيها بالطريقة دي.. هي حسستني ان عندي مشكلة ! انا والله مكنش قصدي كل ده يحصل
-احنا طبعا مينفعش ننكر ان في مشكلة نفسية حصلت بس مينفعش نقف عندها لازم تجمعها وتقف عليها لازم تسعى انك تبقى افضل نسخة منك عشان لما تكون اسرة واولاد تديهم اللي اتحرمت منه كل حاجة هتبقى افضل لو انت اللي بقيت كويس
_____________________
بعد مرور مدة قصيرة..
وقفت دانا أمام امها وهي تحدق بها بضيق .. لتهمس كاميليا بقلق:
-في ايه يا دانا مالك ؟
شهقت دانا باشتياق:
- ديم وحشني عاوزة اشوفه
كاميليا بكذب:
- تلاقيه مشغول
دانا بأدب:
- عاوزة أكلمه...قوليله دونات عاوزة تكلمك
زفرت كاميليا برفض :
- لا... مش هينفع نتصل عليه
لتسألها بتذكر:
- وبعدين ايه دونات دي كمان ؟
- بيدلعني يا ميكي...
لتصيح بعدها الطفلة بعناد :
- عاوزة أكلمه عشان اعزمه على عيد ميلادي
كاميليا بغيظ :
- هو مش من عيلتنا عشان نعزمه على عيد ميلادك.. وبعدين مش هيجي اصلا
دانا مدافعة :
- لا هو بيحبني وهيجي
زفرت كاميليا بضيق :
- ممكن تسكتي شوية... وبعدين نديم خلاص مينفعش نعزمه هو مشغول قولتلك
همست بصوت مختنق بالبكاء :
- مشغول زي بابا !! هما ليه كلهم مشغولين عني
زفرت كاميليا بضيق وهي تقترب منها محاولة تهدئتها:
- طب ما انا اهو معاكي.. ليه بتقولي كده
ابتعدت عنها دانا بضيق :
- انا كنت عاوزة ديم يحضر عيد ميلادي..هاتي التيلي اكلمه "التليفون"
- يوووه بقى يا دانا
ولكن طفلتها قررت أن تتحدث مع اسر وتعاتبه بأمر عدم رؤيتها لنديم مرة أخرى فهو لم يأتي إليها ابدا منذ حذرته امها من وراءها .. لا تعلم ماذا فعلت ليتهرب منها !
هي تحبه .. تحبه كثيرا
********
قصيدة صغيرة عن كاميليا، اهداء من الكاتبة والمتابعة الجميلة "ناهدة..شهرزاد"
غرامي وانتقامي ..
انفسي تؤنبني ام تسرق الأفراح من تحت أقدامي ..
أنا التي بالعشق كنت أسيرة ..
وإذ به يريني أشر أنيابي ..
كنت رقيقة الطالع .. 
ولا زلت ..
ولكن أنا الآن رقيقة بأنياب ..
أذود عن وطني الصغير ..
وما هو إلا طفلة للبراءة عنوان ..
أنا المتيمة بحب الصغيرة .. 
ولا أسمح أن يطالها ..
اي إنسان ..
إن كان ذي قربى أو ذي صداقة ..
فما باله .. أيظن أنه اعز من ..
هواي لصغيرة أجفاني ..
لا والله ما حزر .. فأنا المتيمة بذات الرقة ..
ومدللة قلبي ..
فقد تربعت على العرش بإتقان ..
أنا أم وما أنا ببائعة ..
أنا حجر زمرد نادر الوجدان ..
تربعت على قلوب الكثيرين ..
وما وجدت من يحظى ..
بما خبأت من إيمان ...
بقلم ناهدة (شهرزاد) ..
_________________
اليوم عيد ميلاد دانا.. اتفقت كاميليا مع اختها فاتن أن تحجز كعكة عيد ميلاد لطفلتها وارسلت ثمنها وسوف تخرج معها اليوم .. حتى أن فراس كان يريد مشاركتهم الاحتفال
نزلت كاميليا من بوابة العمارة لتجد سائق نديم ينتظرها ، شعرت بالدهشة هي لا تريد اي شئ من نديم
همس السائق بأدب:
- باشمهندسة كاميليا .. نديم بيه بعتني لحضرتك عشان اوصلك
اعتذرت كاميليا:
- لا ربنا يخليك انا خلاص طريقي بقى أمن ومفيش حد بيتعرضلي تاني من ساعة المشكلة اللي حصلت وبلغته اني مش هحتاج اتعبك تاني يا رمضان
السائق بإصرار:
- والله يا باشمهندسة ما هينفع ده نديم بيه موصيني ما اسيبش حضرتك
حاولت كاميليا الاعتراض مرة أخرى ولكنه منعها .. فاستسلمت و ركبت معه السيارة هي ودانا وبدء يقود بهم إلى طريق الحضانة
بعد مرور وقت قصير من قيادة السيارة...توقف رمضان فجأة في طريق ما .. فشعرت كاميليا بالدهشة لتسأله باستغراب :
- ايه يا رمضان وقفت ليه هنا ؟
تنحنح رمضان بحرج :
- معلش ثانية بس يا باشمهندسة هنزل اجيب حاجة من الصيدلية وراجع
اومأت كاميليا لتفتح هاتفها تتحدث مع اختها عبر تطبيق الواتساب وهي تأكد عليها أن تستأذن باكرا من عملها ليحتفلوا بالعيد ميلاد
فتح باب السيارة فجأة.. لتصرخ ابنتها بحماس وسعادة :
- ايه دا .. ديييم وحشتني
*****
يتبع...
هُناك من يرى الحب حياة، وهناك من يراه كذبة
كلاهما صادق : فالأول التقى بروحه, والثاني فقدها.
- محمود درويش -
نظرت كاميليا أمامها لتجد نديم بدلا من رمضان .. فهمست باستغراب :
- نديم !! انت انت ازاي تركب بدل رمضان !
تجاهلها وهو يأخذ دانا إليه وهو يجلسها على قدميه
همست دانا بحب:
- وحشتني أوي يا ديم
- وأنتِ كمان يا روح ديم أنتِ..وحشتيني يا دونات
شعرت كاميليا بالغيظ من تجاهله لها .. فتحدثت كاميليا بحيرة :
- طيب ازاي ! ده رمضان وقف وقال إنه نازل يشتري حاجة من الصيدلية اللي هنا وجاي ! .......
سألها نديم ببراءة وهو ينظر حوله في الشارع الفارغ:
- فين الصيدلية دي !
نظرت من النافذة وهي تشير إلى الصيدلية.. فلا تجد أي أثر لها :
- اللي هي ...
قطعت حديثها لتتفهم خطته الدنيئة لإحضارها إلى سيارته برغبتها دون إكراه.
- مفيش اي صيدليات هنا و رمضان مشي
صاحت كاميليا بهجوم :
- كنت قاصد كل ده عشان تنفذ كلامك وتخليني اركب معاك العربية صح ! ...... كل دي كانت خطتك مش كده؟
نديم ببراءة وهو يقبل دانا من رأسها :
- كنت عاوز اشوف دانا وحشتني !
كاميليا بغضب :
- حضرتك ضحكت عليا !
وخليت رمضان كدب عليا 
نظرت الطفلة لأمها باستغراب و قلق
نديم بتملل :
- خلاص بلاش اڤورة عشان دانا.. وبعدين اديكي ركبتي معايا العربية من غير حجج .. و محصلش ليكي حاجة اهو .. ده انا حتى هخليكي تقضي يوم محصلش
فتحت كاميليا باب السيارة بقوة:
- انزل كده عشان دانا
- اوك
نزل نديم من السيارة وراءها ... لتتحدث كاميليا بدهشة :
- انت .... انت ازاي كده ؟ فاكر نفسك مين عشان تمشي كل حاجة على مزاجك ؟ !!!! ....... انا خلاص اكتفيت من تحكماتك دي وهسافر قريب واشتغل في كندا.. و هاخد دانا دلوقتي عشان نمشي من هنا
استدارت لفتح باب السيارة ، ووجدته يمسك معصمها بإحكام.. فتألمت، خرج منها أنين الألم.. تجاهلها وزاد من شدته ليهتف بنبرة أرعبتها:
- بطلي عناد بقى .. واسمعي الكلام انا مش هسيبك تسافري كندا.. ولا هسيبك تاخدي دانا
صاحت كاميليا بحدة :
- سيبني ... سيبني بدل ما افضحك وألم عليك الناس
وجدت يده الكبيرة تحيط بفمها ، تحبس أنفاسها .. تحاول الهروب من قبضته .. بينما ذراعه القوية كانت تحيط بخصرها
أتى صوته وقال بغضب:
-مفيش حد هيسمعك دا طريق فاضي.. ودلوقتي بطلي عصبية واهدي عشان بنتك متسمعش حاجة ومتاخدش بالها
ليفلت يده من على فمها عندما تأكد أنها سوف تهدأ ولم تصرخ او تفعل شيء مجنون !
- ليييه دا انت خاطفني بقى كده !
تحدث نديم من بين أسنانه:
- حاجة شبه كده .. صدقيني لو حاولتي تصرخي مفيش اي مخلوق في المكان دا وغير كده مش في مصلحتك عشان بنتك هتخاف
كاميليا بنبرة ساخرة:
- كل دا عشان قولتلك هسافر وهتجوز !
اقترب منها أكثر قائلا بإصرار :
- عايزة تسافري عشان تتجوزي الواد الرخم اللي اسمه فراس دا ؟؟؟؟ دا بعينك اصلا مش هيحصل فاااهمة ... مش هسيبك تضيعي مني
ثم أردف بتحذير ارعبها :
-دلوقتى هتدخلي العربية هتقعدي زي الشاطرة ... وتبقي مبسوطة عشان بنتك متلاحظش حاجة ... عشان مشوارنا طويل .. واياكي يا كاميليا تحاولي تتصرفي بغباء قدامها .. هتشوفي مني تصرف مش هيعجبك
هتفت بسخرية :
- وانت من امتى بتتصرف تصرفات بتعجبني اصلا !
أمسكها من ذراعها بحدة :
- دا انا اللي تصرفاتي مش بتعجبك صح ! اومال مين بقى اللي بيعجبك ... الواد الرخم الملزق دا فراس !
صاحت كاميليا بشراسة :
- قولتلك فراس مش رخم متقولش عنه كده..
رقت يداه المتشبثة بذراعها حتى تركها تماماً في حين اعتدل هو فى وقفته واضعاً يداه فى جيوب بنطاله ليهمس بهدوء :
- كفاية عشان البنت متلاحظش حاجة .. اهدي واركبي العربية
لم يتلق أي رد من ناحيتها ، فرفع نظراته إليها ، وهو يشير إلى باب السيارة والأمامي خاصة !
لتدلف إلى السيارة رغما عنها ..
بينما هو ركب بجانبها وقاد السيارة قليلا حتى توقف أمام ماركت بنزينة على الطريق
ووجدته ينظر إليها بابتسامة عريضة ويسألها بهدوء:
- تحبي تاكلي ايه وتشربي ايه ؟
رفضت كاميليا بعناد :
- شكرا مش عايزة حاجة
نديم ببساطة:
- لا الطريق طويل .. قولي عايزة ايه اجيبلك معايا عشان هتجوعي نفسك على الفاضي
جزت على أسنانها :
- اكل ايه وانت .. وانت !!!
ثم همست بصوت منخفض حتى لا تسمعها ابنتها :
- خاطفنا !
اللعنة !! ، ألا يهتم بما هي عليه الان؟ ..... ما خطب هذا الغبي هل هو بلا مشاعر ولا احساس؟
ليهمس بهدوء ، وتلك الابتسامة التي يرسمها كانت لا تزال مرسومة على شفتيه:
- انا بقول اجيب سينابون وقهوة اسبريسو وشوية حاجات تانية تسلينا في الطريق .. مناسب ولا ايه رأيك ؟
حركت رأسها إلى اليسار واليمين دون أن تصدق ما سمعته ...... هل أصيب هذا الرجل بالجنون؟
كاميليا بابتسامة ساخرة:
- انت مجنون والله
تجاهلها فهو اليوم يريد أن يجعل دانا سعيدة ويريد ذلك اليوم مميز لدانا ولـ كاميليا
اشترى اشياء كثيرة لهم وفرحت دانا بكل ما أتى به لهم .. فأحضر من جيبه قطعتين شوكولاتة كبيرتين بيضاء لـ دانا وكاميليا
اخذتها كاميليا بصمت فهي في تلك اللحظة لا تطيقه حتى لو تحب تلك الشوكولاتة المميزة التي يحضرها لها
فهمس نديم وهو يناول دانا قطعة الشوكولاتة الخاصة بها :
- و دي عشانك يا دونات
صفقت دانا بسعادة هي تحبها كثيرا وخاصة التي يحضرها لها نديم
لتسحب نديم من راسها وهي تقبله برقة من وجنته قائلة بخجل وامتنان :
- و البوسة دي عشانك يا ديم
ابتسم نديم بشدة من قبلتها الجميلة .. هو يقسم أنه يحب تلك الطفلة، هو لا يريد لها أن تمر بما هو عانى منه بطفولته !
لماذا لا يتفهمه طبيعة علاقته بها !
هو يحبها بحق.. ولا يريد استغلالها
هو ليس بحقير إلى تلك الدرجة ليدخل طفلة بحساباته !
فنظر نديم إلى كاميليا قائلا بصوت منخفض بنبرة ماكرة :
- والله فيكي الخير يا دانا.. دي مجتش من مامي !
شهقت كاميليا بذهول من وقاحته .. لتضغط بكعب حذائها على قدمه بعنف فتأوه نديم بضحك فهو من جلب ذلك لنفسه.. لتترك دانا ما بيدها وهي تطمئن عليه وتقبله مرة أخرى حتى يهدأ..
بعد انتهاءهم من تناول المشروبات وبعض الاكل .. رجع نديم يقود السيارة مرة أخرى
قبل أن يصلوا بمدة .. نظرت إليه كاميليا عندما وجدت دانا نعست قليلا على حجرها فهي قد أحضرتها إلى الكرسي الامامي عندما نامت :
- انت عايز مني ايه !! بتعمل كل ده ليه معايا.. ورايح فين كده !
نديم بغموض:
- لسه هتعرفي لما نوصل .. كل الحكاية اني عامل مفاجأة ل دانا
- و هي دانا اشتكتلك !!
كانت تضغط على أسنانها بشراسة
واخيرا وصلوا إلى الطريق .. فنزلت كاميليا وهي تيقظ دانا .. فحملها نديم متناولا إياها منها.. بينما هي تسأله :
- احنا فين كده؟
- العين السخنة
شهقت كاميليا بصدمة:
- هاااه
رد نديم بهدوء وهو يتحدث مع أحد بالهاتف :
- الشاليه بتاعي
- والله انت مجنون ! هنرجع ازاي دلوقتي
- في ايه الطريق مخدش ساعتين اصلا
ثم أردف إلى الهاتف قائلا:
- أيوة ... جهزتي كل حاجة .. تمام احنا داخلين
دلفا إلى الشاليه.. فوجدت سبعة فتيات يقفون بجانب بعضهم منتظرين نديم بابتسامة
- مستر نديم .. كل حاجة شبه جاهزة خلاص..
لتنظر فتاة أخرى إلى دانا قائلة:
- بس البنوتة مش جاهزة
نظر نديم إلى دانا قائلا:
- دونات .. ممكن تدخلي مع طنط تغيري هدومك
شهقت الفتاة بافتعال مبالغ به :
-طنط ايه بس يا نديم بيه .. انا عندي 26 سنة لسه صغيرة
ثم اردفت بصوت مدلل قليلا وهي تشير إلى نفسها :
- ولا انت بقى مش اخد بالك وفاكرني كبيرة !
نزع نديم نظارته وهو ينظر إليها قائلا بابتسامة :
- لا شكلك اصغر اصلا نقول 20 كفاية
ضحكت الفتاة برقة على مجاملته اللطيفة
الوقح !! يغازل الفتاة أمامها !
لكزته كاميليا بصدره بقصد وهي تأخذ ابنتها منه بعنف فلاحظ نديم غيظها ليهمس قائلا :
- سيبي دانا.. الأمورة دي هتساعدها تغير هدومها
صاحت كاميليا باعتراض :
- أمورتك مين دي اللي تغير لبنتي هدومها..
همس نديم للفتاة معتذرا:
- معلش اصلها متعرفش اني عامل مفاجأة ما انتي عارفة
- ولا يهمك يا نديم بيه
صاحت كاميليا بغيظ وهي تتركه وتركض بعيدا عنه :
- وكمان قايلها هي وانا لا !
ركض نديم خلفها ممسكا بها :
- انتي غبية ! بقولك مفاجأة هقولك ازاي يعني..
ثم أردف وهو يعيدها مرة أخرى إلى الفتيات :
- بصي دي أميرة مساعدة فاشون ديزاينر هتدخل معاكي تساعدك تلبسي بنوتك الدريس اللي انا جايبهولها
ثم همس بهدوء :
- والدريس اللي انا جايبهولك برضو
كاميليا باعتراض :
- انا مش هينفع !!
قاطعها محذرا إياها بنبرة حاسمة:
- وقبل ما تعترضي اهدي عشان بنتك هتخاف كده من طريقتك.. متنسيش اني قولتلك عاملها مفاجأة وبعدها اعملي اللي انتي عايزاه بعد كده بس اليوم دا يوم دانا
رمقته كاميليا بغيظ وتأخذها الفتاة إلى داخل الڤيلا الصغيرة بالشاليه.. هي مكونة من دورين دوبلكس صغيرة وامامها بحر واسع ورائع
دلفت كاميليا مع الفتاة بهدوء وألقت نظرة على نديم فوجدته يتحدث مع الثلاث فتيات الآخرين ويضحكوا سويا
بعد مرور وقت .. خرجت كاميليا هي ودانا .. ودانا كانت ترتدي فستان يشبه فستان أميرة من اميرات ديزني "ألسا" ولكن بطريقة احدث وأنيقة..
وصففت شعرها فتاة أخرى لـ دانا بطريقة رائعة بتموجات أنيقة ووضعت تاج صغير يشبه تاج الأميرات..
بينما كاميليا كانت ترتدي فستان بلون السماء ازرق فاتح انيق وجعلت شعرها "ستريت"
خرجوا من الڤيلا ليغمز نديم إلى دانا بإعجاب.. بينما هو كان استبدل بدلته إلى بنطال جينز وقميص أبيض يفتح ازراره الاولى ويظهر صدره القوي
حمل نديم دانا وهو يقبلها :
- اميرتي الحلوة
صاحت دانا بسعادة :
- انا بقيت شبه ألسا اللي بحبها يا ديم
ضحك نديم قائلا بثقة:
- صورتك اصلا المفروض تتحط معاهم في الفيلم
- انا فرحانة فرحانة أوي
ليأخذهم سويا إلى الناحية الأخرى من الڤيلا فوجدت كاميليا فتاة مفروش على الرمل ملاءة باللون الازرق في ابيض وفوقها اطباق من الفواكه والكرواسون والمشروبات والكب كيك والشوكولاتات بأنواعها والكيك بوبس والسينابون والدوناتس بألوان البحر بدرجات الازرق ، و بسكويتات على اشكال السا
وأشياء كثيرة من الحلويات لم تستطع التعرف عليها
واخيرا وجدت ستاند عالي وُضع عليه كعكة عيد ميلاد "تورتة" بحجم كبير جدا
مصنوع بعجينة السكر بثلاثة ادوار بشكل خرافي وكان فنان ما فعله !
مرسوم عليه ألسا واشكال رائعة طفولية
بينما من الخلف وجدت ديكور امام البحر على شكل ورود باللون الازرق والابيض وبلالين ملونة باشكال رائعة مكتوب على شكل Dana
صفقت دانا بسعادة وهي ترى كل ما فعله نديم من أجلها
- كل سنة وانتي طيبة يا احلى دانا في الدنيا.. كده كملتي أربع سنين خلاص
صرخت دانا بسعادة غير مصدقة :
- كل دا عشاني!
أومأ نديم بحنية:
- كل دا اصلا قليل عشانك
ضحكت دانا بشدة .. بينما كاميليا غير مصدقة ما فعله من أجل طفلتها..
ترك عمله لهذا اليوم ! وخطفهم وخطط لكل ذلك
لتجد فتاة تقترب منهم قائلة :
- اتمنى الحلويات تكون عجبتكم
ابتسمت كاميليا برقة:
- انتي اللي عملتيهم ؟ ماشاء الله فنانة
- أن شاء الله لما تدوقوا يعجبكم
نديم بامتنان: 
- تسلم ايدك يا مدام مروة كل حاجة طلعت احلى ما اتفقت معاكي
سألته كاميليا بفضول :
- طيب مين الباقيين دول
فعرفها نديم على باقي الفتيات :
- دي آنسة ملك الويدنج بلانر اللي جهزت كل حاجة في الديكور، و دي أميرة مساعدة الفاشون ديزاينر طبعا عرفتيها ومعاها مي مساعدة مصففة الشعر ، و دي الفوتوجرافر و دي مصورة تانية بس ڤيديو بالموبايل
شكرتهم كاميليا وابتعدت كل واحدة منهم تكمل عملها وبدأ التحضير للعيد
رفعت كاميليا حاجبيها بدهشة لتسأله بصوت بمكر :
- هو كل التيم بتاعك كده ! مفيهومش راجل !
عبس نديم قليلا فهو لم يجلب اي رجل حتى لا ينظر اليها ويخرب اليوم عليهم .. فرد عليها بنبرة ساخرة :
- فيه عم عبده البواب بره مشوفتيهوش !
رمقته بغيظ .. ثم تذكرت ما فعله من أجل دانا و رؤيتها تركض بسعادة وهي تشاهد كل شيء فعله نديم من أجله لترد عليه بامتنان حقيقي :
- شكرا يا مستر نديم على كل حاجة عملتها .. انت بجد كلفت نفسك
نديم باستنكار:
- ما بلاش مستر دي !
احنا مش في الشركة
قولي نديم عادي
كاميليا باعتراض :
- لا طبعا مينفعش في حدود ما بينا
همس بنبرة ساخطة :
- حدود اه
-يلا عشان نحتفل بالعيد ميلاد ..
وقف بجانب دانا و كاميليا من الناحية الأخرى وبدأت ترتفع اصوات اغنية " سنة حلوة يا جميل " لـ نانسي عجرم فحملها نديم لكي تطول التورتة وهي تطفئ الشموع بينما كانت كاميليا تتابع كل شيء ونظراته ل دانا بابتسامة سعيدة
"سنة حلوة يا جميل، سنة حلوة يا جميل
سنة حلوة يا جميل، سنة حلوة يا جميل
شفت وردة أحلى وردة فتحت قبل المعاد
قالتي مبسوطة النهار ده في عيد ميلادي الفرح زاد
شفت وردة أحلى وردة فتحت قبل المعاد
قالتي مبسوطة النهار ده في عيد ميلادي الفرح زاد
يا جمالك يا طعامتك عمري يطول بإبتسامتك
(ع الشفايف كل شايف (العسل زود حلاوتك
يا أحلى وردة يا، يا بنتي، كل جميل شفته السنة دي
عشت أنا في حضنك طفولتي، وعيد ميلادك عيد ميلادي
يا جمالك يا طعامتك) عمري يطول بإبتسامتك)
(ع الشفايف كل شايف (العسل زود حلاوتك
يا أحلى وردة يا، يا بنتي، كل جميل شفته السنة دي
عشت أنا في حضنك طفولتي، وعيد ميلادك عيد ميلادي
Happy, happy, happy birthday to you
Happy, happy, happy birthday to you
سنة حلوة يا جميل، سنة حلوة يا جميل
سنة حلوة يا جميل، سنة حلوة يا جميل
Happy (happy) happy (happy) happy birthday to you
Happy, happy, happy birthday to you
العصافير من طيبتها، ليه تغني حلوة عود
صقفت لي بجنحتها، لما شافت لون خدودك"
تناولوا من التورتة وبعض الحلويات و استمتعا بيوم جميل والتقطت لهم المصورة لقطات كثيرة سعيدة بينهم
وفي منتصف اليوم رن هاتف كاميليا لتدخل إلى الڤيلا لكي ترد بينما الفتيات الستة يلعبون مع دانا ويصوروها مع نديم
فلاحظ نديم دخول كاميليا إلى الڤيلا ترد على هاتفها فأصوات الاغاني عالية جدا
ولكنها تأخرت.. ترك دانا ودلف خلفها فوجدها تتحدث مع فراس !
_________
دع الأشياء الرائعة تحدث هذا اليوم ، دع كل شخص يحصل على ما يرغب به قلبه ، دع الجميع يثير السعادة التي تخرجه من أحزانه العميقة هكذا دون أسباب ، أتمنى ذلك!
تحدث فراس من الهاتف قائلا:
- كاميليا .. انتي فين يا بنتي بقولك روحتلك الشركة ما لقيتكيش هناك ! عشان نخرج النهاردة بدري نحتفل بعيد ميلاد دانا
- فراس ..انا
لم تدرك أن نديم جاء إلى جانبها بمجرد أن سمح بالاسم الذي نطقته .. وأنه سمع ما قاله فراس على الجانب الآخر
- مبترديش عليا ليه ؟؟ انتي كويسة يا كوكي !!
انقطعت المكالمة .. حتى أدركت متأخرة أن نديم اختطف الهاتف من يدها وأنهى المكالمة بنفسه
شهقت كاميليا باعتراض :
- عملت كده ليه ؟؟ فراس قلقان عليا كده
قال من بين أسنانه:
- انتي بتردي عليه ليه اصلا !!
صاحت به بحدة:
- وانت مالك اصلا ! يخصك في ايه !
اكلم اللي أكلمه انت يخصك في ايه ! هات تليفوني أكلمه دا اكيد قلقان عليا دلوقتي .. دا راح الشركة ومش لقاني هناك
مدت يدها بنية الإمساك بالهاتف من يده ، لكن يده الأخرى سرعان ما أمسكت معصمها قبل أن تصل إليه .. فوضع الهاتف على الحامل الخشبي الموضوع عليه ديكور فوقه
زفرت كاميليا بغيظ :
- انت حطيته فوق كده ليه ! هجيبه ازاي انا دلوقتي
همس بنبرة خشنة :
- مش هتكلميه يا كاميليا
صرخت به كاميليا بعنف :
- ممكن تجيب الموبايل ... انت مش متخيل الكارثة اللي انا فيها .. دلوقتي فراس ممكن يتصل بـ ماما أو فاتن ويقولهم ان انا مش في الشركة و كده ...
صرخ بها نديم بغيرة :
- مش هتكلمي زفت قولنا
شهقت برعب وهي تتخيل ردة فعل أهلها لو علموا أنها سافرت إلى العين السخنة مع نديم ..
اللعنة .. سوف تحدث كوارث بسببه !
همست كاميليا بيأس وصوت مختنق :
- عشان خاطري هات الموبايل
حاولت أن تشب على قدميها لتطول الهاتف ولكن .. وضعه بمكان عالي جدا .. هو وحده من يطوله !
ابتسم نديم قائلا بتلاعب :
- عايزة الموبايل !
اومأت كاميليا بسرعة:
- أيوة يا مستر نديم
همس بجانب أذنها بمكر :
- نديم ... نديم بس من غير مستر دي !
زفرت بضيق فهو يستغلها :
- نديم ممكن الموبايل
ابتسم نديم وهو يقول بنبرة خشنة :
- بس انا مش هجيبهولك .. انتي هتاخديه بنفسك .. فاهمة !
قبل أن تستوعب كيف تأخذه بنفسها .. شهقت وجدت نفسها بأنها تطير عالياً عن الأرض ... فهو  أمسك بها وهو يحملها من خصرها قائلاً:
- خدي موبايلك
جذبت هاتفها من فوقه وهي تستند على كتف نديم خوفا من السقوط.. فهو كان طويل جدا عنها ..
- ممكن تنزلني خلاص
- مش دلوقتي
بينما هو ترتسم على شفتيه ابتسامة عابثة ماكرة ... شعرت بقوة ضغط صدره على جسدها .. ونبض قلبه مسموع لها .. وأنفاسه الدافئة.. رائحة عطره المميزة... كل هذا كان كفيل يهز كيانها
- نزلني
تجاهلها وهو ينظر إلى عيناها وملامحها .. وهو يشعر بقوة نبضات قلبه السريعة .. ومشاعره التي يستكشفها
أيعقل أن يكون احبها فعلا كما قال له الطبيب !
يريد أن يخبئها .. يكره حديثها مع فراس .. ومع اي رجل
لتمسك هاتفها وهي تتحداه قائلة بحدة:
- خلاص انا هكلم فراس وانا كده..
مجرد أن سمع صوت فراس مرة أخرى وهو يدللها .. لماذا يدللها اصلا !
يكفي انه يسمع صوتها ... ويدللها الوقح
انزلها نديم بسرعة وهو يأخذ هاتفها هذه المرة وهو يغلقه فوراً
وقبل أن تأخذه منه مرة أخرى وتعترض..
سحب جسدها بعنف حتى اصطدمت بجسده بقوة وعلى أثر القوة لمست شفتيه شفتيها مقبلا إياها رغما عنها فحاولت الابتعاد .. فتشبثت يده بشعرها الناعم ممسكا إياها، ليسحق شفتيها بين شفتيه بقبلة كانت بالاول هادئة ومن ثم تحولت من شوقه لها إلى قبلة قوية ... كانت يديها على صدره تحاول الإفلات من قبضته الممسكة برأسها من الخلف حتى شعرت بأصابعه تلتف اكثر حول خصلات شعرها الطويلة والناعمة ... بينما هو يعمق قبلتهم ... كانت قبلة أكدت له كل مشاعره تجاهها
تأوهت تحت شفتيه بأنين مكتوم .. فهو فقد السيطرة تماما .. بالكاد يشعر بمقاومتها لأنه أصبح أكثر حماسا وأعمق في قبلاته ...
بينما هي لاول مرة تشعر بقبلة مثل هذه !
لاول مرة يقبلها رجل غير سامح
هي تزوجت نعم!
ولكن طليقها لم يقبلها هكذا ابدا
تتذكر أنه لم يقبلها الا مرات قليلة حتى !
وقبلة سريعة ... لاول مرة تشعر بتلك المشاعر الغريبة
يا الهي ..
هذا خطأ .. خطأ
ما يفعله الآن خطأ.. هي لا تريد قرب اي رجل ابدا..
حاولت ايجاد قوتها بسرعة.. فـ دفعته من على صدره بعنف وصفعته بقوة على وجهه بغضب
وهي تضع يدها على وجهها لتترك دموعها تهبط على خديها
بينما هو شعر بالغضب من صفعتها له .. حسنا هو أخطأ بالفعل .. ولكن هي استفزته !
تريد أن تتحدث مع فراس.. رغم تحذيره لها
هو يكرهه بشدة .. يكرهه منذ معرفته أنه يريدها .. يريد أن يتزوجها !
اقترب منها نديم قائلا بحرج:
- كاميليا .. انا
دفعته بغضب شديد :
- اخرس.. انت تسكت خالص ... متقربش مني !
اقترب منها محاولا تهدئتها بتبرير:
- كاميليا انتي استفزيتيني.. بسبب الزفت فراس دا
ضربته بعنف على صدره :
- قولتلك متقربش فاااهم
حاول نديم امتصاص غضبها :
- طيب ممكن تهدي..
شهقت بلزم :
- ليه عملت كده ليه؟؟؟ انا انا معملتش كده بعد..
قاطعها بسرعة :
- عااارف ومتأكد .. ممكن تهدي..
نظرت له بحقد من بين شعرها المشعث قليلا بسبب نديم :
- انا بكرهك ليه تعمل كده
نديم معتذرا :
- انا اسف ... اسف والله مقصدش اخوفك كده.. اهدي بس عشان دانا متقلقش عليكي
نظرت إلى باب الڤيلا وهي تتذكر طفلتها.. فحاولت أن تمشي لتذهب لها :
- دانا..انا اتأخرت عليها
أمسكها نديم بسرعة قائلا :
- مش هينفع تطلعي كده.. اطلعي فوق ظبطي شعرك الاول
نظرت إلى المرآة التي بالريسبشن لتجد شعرها تغير تسريحته .. فرجعت تضربه مرة أخرى قبل ان تركض إلى السلم :
- بوظتلي شعري .. بكرهك
قهقه نديم ضاحكا .. لترمقه كاميليا بوعيد وهي تركض إلى السلم .. فركض خلفها..
دخل خلفها الغرفة الرئيسية التي دخلتها كاميليا للتو..وهي تعدل من هيئتها.. فأمسكت مكواة تصفيف الشعر "بيبي ليس" وهي تهدده بها :
- هلسعك بالبيبي ليس لو حاولت تقرب مني تاني فااااهم
رفع نديم يديه باستسلام قائلا :
- حرمت .. ولا اقدر اصلا !
ثم أردف باقتراح :
- طب اساعدك طيب ! اليوم هيخلص
- ملكش دعوة بيا اصلا ... ولا تقرب مني
رمقته كاميليا بتحذير وهي تكمل تصفيف شعرها
واخيرا انتهت من تعديل شعرها مثل السابق .. ليناولها نديم هاتفها وهو يقول لها محذرا :
- موبايلك .. تقدر تكلمي اختك او مامتك تطمنيهم عليكي عشان لو فراس كان كلمهم ولا حاجة..
همست كاميليا بقوة :
- هكلم فـ
قاطعها بحدة :
- الواد دا اسمه ميتنطقش على لسانك اصلا مش تروحي تكلميه !
صاحت به كاميليا بسخرية :
- انت مجنون ... دا متقدملي والمفروض أن احنا ...
قاطعها وهو يتقرب منها قائلا بنبرة حاسمة:
- المفروض أن مفيش حد غيري اصلا هيتجوزك .. 
سألته باستغراب:
- ليه يعني .. ما فيه غيري كتير قدامك ... سيبني انا اشوف حياتي
نديم بابتسامة:
- عشان انا عمري ما هعرف اعوضك وعارف اني لو خسرتك مش هلاقي حد زيك تاني
اندهشت كاميليا من كلامه .. فهو لم يستطع سابقا أن يعبر لها بذلك الكلام.. شعرت بالسعادة قليلا من كلامه ولكن داخلها خوف
ليردف نديم بفخر :
- انتي أجدع بنت شوفتها.. وواثق انك هتكوني ام جميلة وعظيمة لأولادي .. زي ما انتي احن واجمل ام لـ دانا
كاميليا بحيرة :
- طب والكلام اللي باباك قالوا عنك وانت !
همس نديم بإصرار وتردد كما نصحه الطبيب :
- انا مكنتش فاهم .. مكنتش عارف اعبرلك عن اللي جوايا .. بس اللي انا متأكد منه دلوقتي .. ان انا
- ايه
نديم برقة لاول مرة ينطق بها لفتاة :
- انا بحبك..
ثم أردف بصدق حقيقي : 
- عمري ما قولت الكلمة دي لأي بنت .. انا يمكن مشكلتي مكنتش بعرف اعبر بالكلام .. بعرف اعبر بالفعل .. بس شكلي هتعود اقوله عشانك..
شعرت كاميليا لاول مرة بالسعادة المختلطة بالفضول .. هي أيضا تكن له مشاعر ولكن الخوف يمنعها.. فهي وعدت نفسها من بعد طلاقها بعدم تسليم قلبها لأي رجل
خائفة جدا..
رن هاتفه ليجد الفتاة المصورة تتصل به تستعجله على قدومه .. فهمس نديم بجدية :
- انا هفهمك ليه عملت كده بس بعدين عشان احنا اتأخرنا قوي على دانا..
-وانا هتصل على اختي
‏"لهفة البدايات ليست حب "
هو قرأ مرة هذه الجملة وتذكرها وفهم معناها
فـ ‏لا يحب الإنسان بأسبوع أو شهر، لا يمكنك أن تحب البحر وأنت تقف على الشاطئ، يجب أن تغوص أعماقه، تضربك أمواجه، تضرب قدمك صخرة، وترى قاعه المُظلم، فلتمس عيوبه، وترى ظلماته، وتعرف كيف يغضب، وبعدها إما أن تحبه كله أو تكرهه كله
انتهى اليوم المذهل.. والتقطوا صور عديدة مع دانا وفيديوهات كثيرة ..
فطلب نديم تجهيز الحلويات وتغليفها جيدا في علب لتأخذها دانا إلى منزلها و احضر لها هدية رائعة لعبة كانت تحبها كثيرا وعروسة دمية لطيفة تشبه دانا
تذكر نديم ما قاله لـ كاميليا
يا الهي لاول مرة ينطق نديم بتلك الكلمة لفتاة
كان يتمنى من داخله أن كاميليا تقدر ذلك .. يتمنى أن لا تخذله ابدا .. لا يريد أن يجرب مرارة الفقد ابدا
بينما هي كانت تتمنى أن كلامه يكون صادقاً..
فهي لاول مرة ترى طفلتها تضحك بكل السعادة هذه مع شخص..
بينما في سيارته جلست دانا بينهم مستلقية في حضن امها سعيدة للغاية تقلب بالصور الخاصة باليوم على الهاتف..لا تستطيع نسيان كل ما حدث لها اليوم..بينما نديم يسرق نظرات إلى كاميليا كل حين وآخر
لتقفز فجأة من حضن امها وتتجه نحو نديم وهي تمسك بذقنه قائلة بتفحص:
- عندك غمازة زي فتونة
- فتونة مين ؟
- خالتو فاتن
بس هي عندها في خدودها وانت دقنك
- اه تقصدي طبع الحُسن؟
ابتسمت وهي تنظر له فهو يزيد من وسامته طبع الحسن المرسوم على ذقنه
لتضيف دانا :
- عيونك زيي يا ديم
- لونها Blue زيي
غمز لها قائلا بعبث :
- انا اطول ابقى زيك اصلا ؟
زي القمر كده
ابتسمت بطفولية وغرتها الناعمة تتساقط حولها بشعرها العسلي الاشقر:
- انت القمر كده كده
- عسل أنتِ .. عارفة انتي هتخليني افضل اتكلم معاكي كتير بقى عشان اسمع الكلام الجميل ده
- فاكرة لما كنتي خايفة اطلع نوتي؟
هزت رأسها بنفي :
-انت طلعت Good boy مش نوتي
ابتسمت كاميليا من مدى تقاربهم وسعادة ابنتها معه.. فهي معه تضحك على طبيعتها وتتعامل معاه بحب فطري
__________________
وصلت كاميليا إلى المنزل ونبهت على دانا أن لا تحكي لأحد ما فعله نديم لها حتى تفاتحهم بالموضوع اولا.. ولكن سوف توضح لهم أن نديم من احضر لها تلك الأشياء
وما أن وصلت إلى القاهرة.. رجع رمضان يقود السيارة بدل نديم.. واوصلها إلى منزلها وساعدها بأخذ العلب والأشياء الخاصة بـ دانا..
فـ دلفت كاميليا مع دانا إلى المنزل وهي تضع العلب بالثلاجة والباقي بالمطبخ
لتجد أن فاتن كانت أحضرت التورتة التي حجزتها لـ دانا واحتفلوا سويا مرة أخرى بعيد ميلاد طفلتها مع تساؤلات فاتن عن سر شراء كل تلك الأشياء لـ دانا.. ولكن كاميليا رمقتها بنبرة محذرة بأنها سوف تحكي لها بعدين
وفي اخر اليوم رجعت فاتن إلى منزلها مع زوجها .. لتجد كاميليا جرس الباب يدق .. فنهضت لتفتح وترى من !
لتجد أمامها فتاة تكبرها قليلا.. ببشرة خمرية فاتحة.. بشعر بني وعيون داكنة بنية .. جميلة .. بجسد رشيق
سألتها الفتاة بتردد :
- حضرتك مدام كاميليا !
اومأت كاميليا بإستغراب:
- أيوة انا .. حضرتك تبقي مين ؟
اجابتها بشموخ :
- انا انتصار ... مرات سامح .. طليقك
يتبع....
رمقتها قائلة باستهزاء:
-أنتِ مالك بتتكلمي بفخر أوي كده..
إيه مرات سامح دي !
مرات براد بيت يعني؟
لتضيف باشمئزاز:
-ده اسمه سامج أصلا .. فوقي يا ماما
ده محسوب على الرجالة بالغلط 
تنهدت ميادة بزفرة طويلة بغيظ:
- مش هتقوليلي اتفضلي !
صاحت كاميليا بضيق :
- خير في حاجة يا مدام!
 ممكن تقولي هنا بعد إذنك
ردت بإصرار:
- انا مش هعرف اتكلم هنا..
هي لا تريد اي شيء من طرف سامح.. لا تريد اي شيء بسببه
تكرهه .. لا تكره أحد غيره.. هو سبب دمارها .. هو سبب كل شيء  سيء حدث لها
اقتربت والدة كاميليا من الباب لتسأل كاميليا من تلك المرأة لتجيبها بأنها زوجة سامح .. رغم كره والدة لـ سامح إلا أنها أقنعت كاميليا بالسماح لها بالدخول
فدلفت المرأة وهي تجلس ودلفت كاميليا إلى غرفة ابنتها تعطيها هاتفها تلعب به وتنبهها ان تنام .. هي لا تريد أن تسمع طفلتها اي شيء
شعرت بالخوف وهي تقبل ابنتها على جبينها .. شعرت بالرعب وكأنها ستفقدها
يا الهي هي لا تعشق سواها .. لا تحب سواها
حتى أنها تكن مشاعر لـ نديم بسببها بسبب حبه لطفلتها وحب طفلتها له.. تلك الطفلة كانت هي السبب بوجود مشاعر بينهم !
خرجت كاميليا لترى ماذا تريد منها تلك المرأة .. فبدأت التحدث قائلة :
- ممكن اشوف بنوتك.. هي اسمها ....د...
تلعثمت المرأة وهي تحاول أن تتذكر اسم ابنتها ... لأن زوجها أساسا لم يتذكره ..
قاطعتها كاميليا بسخرية :
- اسمها دانا ... اللي جوزك واضح أنه نسي اسمها اصلا.. فطبيعي متعرفيش اسمها
تنحنحت ميادة بحرج :
- ليكي حق تقولي كده .. بس انا ممكن اشوفها !
كاميليا بقوة:
- لأ
- نعم
قاطعتها بحدة:
- لأ زي ما سمعتي .. مش من حقك
عضت ميادة على شفتيها بتأثر:
- حتى لو عرفتي أن
وعندما همت بالكلام قاطعتها كاميليا بسخرية:
- لا متقوليش أن جوزك ندمان على بنته
ردت ام كاميليا بفضول:
- اصبري يا كاميليا نسمعها يا بنتي
اومأت ميادة بصدق :
- هو فعلا ندمان .. أنتِ متعرفيش حصله ايه..
اندفعت هاتفة بتهكم:
- هيكون حصله ايه يعني !
تنهدت بزفرة طويلة :
- انا وسامح بقالنا 3 سنين متجوزين .. أول سنة قولنا نأجل الخلفة شوية بس للأسف ربنا ما ارادش .. وتاني سنة سامح حاول يسافر في بلد تانية عشان يشتغل لأن للأسف خسر وظيفة مهمة جدا في دبي فسافر قطر بس مرتاحش هناك وانا مكنتش حابة افضل لوحدي وصممت أنه يرجع وساب وظيفته اللي هناك ... السنة دي بقى حصلتله حادثة صعبة شوية غيرت حاجات كتير في حياتنا...الحادثة للأسف خلته رجل عقيم... يعني ميخلفش
ردت كاميليا ببرود :
- وانا مالي بكل ده ... عايزين مني انا ايه بقى ! بعد 4 سنين باعتك تشوفي بنته ليه ؟؟
سيبوني لوحدي
شهقت والدة كاميليا بصدمة .. هي ام وانسانة.. ولكن كانت تتمنى الأذى لسامح ذات نفسه وليس بشيء صعب مثل هذا .. ولكنه يستحق...يستحق أن يعاقب
كانت دعوتها...دعوتها التي دعتها عليه منذ أربع سنوات ولم يهتم بها
ردت ميادة بحزن :
- للأسف مفيش اي حل ... سامح خلاص مبقاش ينفع يكون اب ... انا نفسي يكون عندي طفل ... طفل احضنه وأبوسه.. صرفنا كتير اوي علاج ومصاريف على حادثة سامح .. مفيش اي حل .. مفيش اي نتيجة .. حتى عمليات صعب صعب كل حاجة صعبة ... وسامح خلاص مبقاش فيه امل ينفع يخلف تاني..
تنهدت بعمق لتضيف:
- لحد ما انا سألته .. قولتله هو ليه حياتنا كده ليه كل حاجة بتبوظ مننا.. ايه اللي بيحصل دا .. سألته طلقت مراتك ليه ؟
بصراحة مسألتوش قبل كده عن بنته طول فترة جوازنا .. كنت فاكرة بيبعتلها مصاريفها ... مجاش في بالي أنه ساب بنته طول السنين دي مشافهاش ولا مرة.. طلبت منه اني اشوف بنته .. عارفة انه طلب صعب وعارفة أن حقك .. بس انا نفسي اشوف بنتك و سامح كمان .. حتى هو معايا بس مستني بره لانه خايف انتي ترفضي يدخل
شهقت كاميليا بغضب مقاطعة :
- يدخل !؟؟ يدخل فين دا
هدأتها امها قائلة:
- استني بس يا كاميليا نفهم الاول
هزت رأسها بنفي قاطع :
- لا يا ماما لا
خرج الجد من غرفته على إثر صوتهم العال ليسأل ماذا حدث
ردت كاميليا والدماء تغلي برأسها:
- سامح عايز يشوف بنته
ردت كاميليا بهجوم:
- بنتي محدش هيشوفها.. بنتي دي بتاعتي لوحدي ... انا اربي و اكبر واصرف واتعب وهو جاي على الجاهز
رن جرس الباب في تلك اللحظة ليخرج شقيقها من غرفته فصرخت كاميليا قائلة:
- متفتحش الباب لحد يا جدو بعد اذنك...
- في ايه يا كاميليا بس
شهقت بقهر :
- يا كمال متفتحش.. دا .. سااامح
رد جدها:
- ماهو مش هيفضل يرن الجرس كده .. نفتح وخلاص يا بنتي
فتح كمال الباب قائلا بحدة فهو يكرهه بشدة :
- سامج.. انت عايز مين هنا !!
رد سامح ببرود :
- مراتي هنا.. ميادة مراتي
تحركت كاميليا إلى ناحية الباب قائلة بصراخ :
- انت عايز ايه يا سامح.. جاي عايز ايه !
دخل سامح واغلق كمال الباب خلفه حتى لا يسمع الجيران اي شيء
رد سامح باشتياق :
- بنتي يا كاميليا .. جاي اشوف بنتي .. ايه هتحرميني منها !
لوحت كاميليا بيديها:
- انت اللي حرمت نفسك منها .. انت السبب
قاطعها سامح بابتسامة هادئة:
- كاميليا ميبقاش قلبك اسود .. انا عاوز اشوف بنتي دا..
ثم صمت وهو يتذكر اسم طفلته .. لتتسع عينا كاميليا بذهول :
- ياخي دا انت من جبروتك متعرفش اسمها !!!
ثم اردفت بنبرة مختنقة :
- متعرفش اسم بنتك يا سامح !! انت ايه .. دا انت لو كافر مش هتبقى كده.. قلبك موجعكش عليها !! محستش في مرة انها وحشاك
محستش ولو بفضول تسأل عليها تشوفها حتى
مش هقولك تصرف عليها بس حتى كنت تشوفها !
النهاردة بنتك كملت 4 سنين ... 4 سنين متعرفش حاجة عنها حرفياً
4 سنين وانا كل حياتي اتدمرت بسببك
و دلوقتي جاي عاوز تشوفها على الجاهز
ردت ميادة زوجة سامح بهدوء :
- خلاص يا مدام كاميليا سامحيه .. واهو عرف غلطته انه قصر في حق بنته
زمجرت بحنق:
-سماح ايه اللي اسامحه !
انتو الدنيا سهلة اوي عندكم كده ليه .!
ثم اردفت ضاحكة بسخرية:
-سماح دي تبقى أمه يا حبيبتي
قاطعها سامح بحدة :
- جرا ايه يا كاميليا ما تلمي لسانك أنتِ بقيتي كده ليه
كاميليا بنبرة ساخطة :
- مش أنت اللي هتعلمني اتكلم ازاي .. وبعدين ايه يا سامج متضايق اني بفكرك ب اسم امك !!؟
ما انت كنت ابن امك اوي ولا نسيت!
زفر هواء ساخنا :
- كاميليا ... ممكن تخليني اشوف بنتي بعد اذنك .. و ياريت تنسي وتسامحي..
صاحت به بغضب :
- اسامحك على ايه !!! فهمني
اسامحك على المعاملة الوحشة ولا الاذية ولا القسوة ولا ضربك ليا ولا على كسر قلبي وخاطري .. كل دا سهل عندك!! كل دا سهل يتسامح عليه !!
بأمارة ايه طيب اسامحك انت واهلك
اردفت بابتسامة منهكة موجعة وهي تتذكر الماضي:
-بأمارة اللي عملتوه فيا ولسه معلم جوايا وسايب أثر الايام مانستهوش ليا ، ولا بأمارة كل ذكرى وحشة سيبتوهالي ومشاعر قلق وشك في الناس كلها خلتني اخاف من اي خطوة افكر اخدها تاني في حياتي
لتبتسم بعدها بقوة بشموخ:
-ولا انت لسه فاكرني كاميليا الطيبة البريئة بتاعة زمان وهتسامح زي ما سامحت وجت على نفسها عشان واحد ميستاهلش
لم يجد سامح رد يقوله .. لتردف بعدها كاميليا باندفاع:
-بقولكم ايه .. بالله عليكم سبوني في حالي كده كفاية ... كفاية كل اللي مريت بيه بسببك .. كفاية انك دمرتلي حياتي
خليتني اربي بنتي لوحدي وكل يوم تسألني فين ابويا وابقى مش عارفة ارد اقولها ايه !!
كل يوم اكدب على بنتي واقولها ابوكي مسافر.. عشان محسسهاش بنفس وجعي... عشان متحسش بالنقص عن زمايلها
مرضتش اقولها أن ابوكي سابك واتطلقنا
ولا اسامحك على كلام الناس اللي مش بيرحم لمجرد اني بقيت مطلقة .. ولا تحب اسامحك على صحابي اللي بعدوا عني واتغيروا .. ولا تحب اسامحك على مرمطتي وتعبي من شغل ل شغل عشان استقر .. بس الحمدلله ربنا بيعوض
ثم صرخت به بغيظ :
-وانت جاي بقى النهاردة بكل برود على الجاهز عايزني اسامح وتاخد بنتي تشوفها !!
لتجد كاميليا صوت طفلتها تصيح بوجع :
- مامي...
التفت سامح إلى تلك الطفلة الجميلة الشقراء.. تشبهه فقط في لون شعره .. دمعت عيناه من رؤيته لها .. اللعنة !
انه انجب طفلة جميلة .. رائعة
طفلته الوحيدة وهو بغباءه ضيعها منه وانكرها
طفلة لم يستطع أن ينجب مثلها ابدا ابدا
صاح سامح بشوق:
- بنتي.. تعالي يا حبيبتي انا بابا
وقفت الطفلة في الطرقة من بعيد وهي تضع يدها على أذنيها تبكي .. لتشاور لها كاميليا بأمر:
- دانا ادخلي جوه يا حبيبتي
ردد سامح اسمها :
- دانا
دق جرس باب الشقة.. ففتح كمال الباب ليجد أمامه نديم ممسكاً بحقيبة دانا قائلا بحرج :
- دانا نسيت شنطتها في الحضانة مع اسر وجبتهالها
فنظر أمامه ليجد ذلك المشهد الذي لم ينساه وهو طفل ... ولكن مشهد الطفلة الواقفة من بعيد وهي تضع يدها على أذنيها رعبا ودموعها تتساقط.. ذكره المشهد بما حدث له وهو طفل
ذكرته دانا بكل ما حدث له
بألمه ووجعه
- ادخلي جوه يا دانا
هزت الطفلة رأسها ودموعها تتساقط وهي ترتعش لتسأل امها بفضول :
- هو هو دا بابا يا مامي
شاورت لها كاميليا برجاء :
- ادخلي الاوضة عشان خاطري
صاحت الطفلة بشهقة مؤلمة معاتبة امها :
- انتي كذبتي عليا يا مامي.. انا سمعتك بتقولي كذبتي عليا..لييييه
فهم نديم أن الرجل الذي يقف أمامه بشعره الاشقر وعيناه داكنة وبشرة مائلة للسمرة.. ان هذا الحقير الندل والد دانا الذي تركها ووجعها لتقترب صفاء من دانا وهي تحاول أن تدخلها الغرفة لترفض دانا بعناد:
- لا مش هدخل
وما أن رفعت رأسها أمامها لتجد نديم .. لم تتردد لحظة وهي تركض إلى نديم ترتمي بحضنه.. بينما حاول سامح امساك طفلته فحاولت كاميليا أبعاده عنها صارخة به :
- متقربش منها قولتلك
دافعت ميادة عن زوجها قائلة وهي ترد بمكر حتى تسمع الطفلة:
- في ايه يا مدام كاميليا دا ابوها..مش كفاية كذبتي على البنت وفهمتيها أن ابوها كان مسافر
صاحت كاميليا مدافعة:
- وهو كان فين ابوها دا !! انا كذبت عليها عشان خوفت عليها انتوا مش عارفين حاجة
لتقترب كاميليا من نديم الذي يحمل الطفلة وهي تشهق ببكاء تختبئ برأسها على صدره :
- دانا تعالي يا حبيبتي متخافيش
شهقت دانا بوجع:
- ديم .. انا زعلانة
عانقها نديم وهو يهدهدها بحنان أبوي صادق:
- اهدي يا حبيبتي مفيش حاجة
اقترب سامح من نديم قائلا برجاء :
- دانا انا ابوكي يا حبيبتي .. مش كان نفسك تشوفي بابا
التفتت من حضن نديم لتنظر إلى سامح بدموع حارقة ردت بتلقائية ورفض :
- انا مش عارفاك .. لأ لأ
صرخ سامح بعروق نافرة إلى كاميليا:
- وكمان كرهتي البنت فيا عاجبك كدا !!
دمعت عينا كاميليا بوجع على طفلتها هامسة برجاء:
- دانا تعالي يا حبيبتي انا مامتك متخافيش مني
التفتت إليها طفلتها بأنف محمرة ودموع حارقة هامسة بلوم:
- انا زعلانة منك ... ليه كذبتي عليا ... انا كنت مستنياه
التفت سامح بسرعة قائلا:
- وانا رجعتلك اهو يا حبيبتي تعالي في حضني
مجرد سماع الطفلة صوته واقترابه منها تصرخ برعب وتختبئ بصدر نديم :
-لا يا ديييم انا خايفة ... انا مش عايزاه
صاح بهم نديم قائلا:
- ممكن تهدوا شوية ... البنت مرعوبة
ثم أردف بنبرة هادئة:
-متخافيش يا حبيبتي متخافيش وانا جنبك
وقف سامح أمامه قائلا بتساؤل بتهكم:
- انت مين اصلا وازاي تشيل بنتي كدا
ردت كاميليا بانفعال:
- وانت مالك اصلا ...
رمقها سامح بغل :
- مالي ازاي يعني! راجل غيري يا مدام شايل ابنتي وتقولي مالك
وقف الجد أمام سامح قائلا :
- سامح... ممكن كفاية كدا وتتفضل بره عشان دانا خايفة
سامح بعناد :
- انا مش همشي الا أما اخد بنتي وابوسها واحضنها ... مش كفاية مش قادر اجيب غيرها ولا عمري هقدر اخلف.. انتوا ايه قلبكم جاحد
ردت كاميليا بكره:
- انت مريض والله
ليلاحظ نديم الطفلة تضع يدها على أذنيها من الخوف.. فرد عليهم بصوت عال :
- ممكن تسكتوا بقى ... كفاية مينفعش تسمع هي الكلام دا ليه كدا...
التفت نديم إلى والدة كاميليا قائلا بأدب:
- ممكن تدخلي البنت جوه يا طنط بعد اذنك
تمسكت دانا بقميصه القطني بخوف قائلة:
-لا لا يا ديم متسيبنيش... خدني معاك يا ديم ... متسيبنيش
لم يجد نديم اي فائدة لتركها .. فطلب من والدة كاميليا باستئذان هامسا:
- بعد اذنك حضرتك هاخدها معايا شوية
هزت كاميليا رأسها برفض ودموعها تتساقط:
- لا طبعا .. دانا مينفعش تمشي.
صاح نديم معاتبا إياها :
- وانتي فارق معاكي زعل بنتك !! انتي سيبك من اي حاجة وفكري في نفسيتها دلوقتي مينفعش تسمع الكلام دا بينكم مينفعش..
لم تحزن منه كاميليا فهي تفهمت قصده .. لتقترب من دانا محاولة اخذها برقة معتذرة لها:
-انا اسفة يا قلب مامي .. حقك عليا والله .. تعالي في حضني
ردت طفلتها بلوم:
- لا يا مامي ... انا زعلانة منك
كاميليا بعتاب :
-عايزة تمشي وتسيبني !
بابتسامة منهكة كسيرة بررت لها:
- انا هروح مع ديم عشان انا خايفة ...
تدخل سامح باعتراض قائلا:
- هتروحي مع الراجل دا ازاي يعني !
لتصرخ دانا برعب مخاطبة نديم :
- يا ديييم ... انا خايفة منه...
رمقه نديم بغيظ قائلا بتنبيه:
- ممكن تبطل تتكلم بالاسلوب دا عشان البنت خايفة منك
رد سامح بغيرة:
- انت مش شايف بنتي خايفة مني ومش خايفة منك ... دا انا حتى معرفش أنت مين
زفر الجد قائلا:
- مش من حقك ومش هنريحك ونقولك.. وغير كدا دا حد ثقة جدا
التفت نديم إلى والدة كاميليا وجدها قائلا بأدب:
- بعد اذنكم انا هاخد دانا شوية
وافقوا على طلبه .. ليخرج نديم من الباب بينما كاميليا تمشي خلفهم باعتراض وهي تبكي بألم :
- لا يا نديم مش هينفع ... دانا مش هينفع تسيبني وهي زعلانة
نظر لها نديم برقة :
- انتي مش شايفة الموقف عامل ازاي ... حرام تأذيها لو بتحبيها سيبيها معايا النهاردة...ممكن
شهقت كاميليا بيأس:
- دانا
فتح نديم باب الشقة وخرج:
- انا هنزل ... متخافيش عليها هي في امان معايا
صاح سامح باعتراض وهو يحاول الخروج وراء نديم:
- انت رايح فين يا عم انت و اخد بنتي كمان ... مش هسيبك.. انا نازل
وقف كمال أمام الباب يمنع سامح قائلا بعناد:
- لا مش هتنزل غير لما هو يمشي
لتتصل كاميليا على نديم وهي تناول جدها الهاتف ليرد على نديم قائلا:
- اول ما تتحرك بالعربية قولي عشان البيه ينزل
عاتبه سامح بقهر :
- كده يا حاج بتمنعني انزل ورا بنتي !
وبعدين انا مش هسيبها على فكرة ... مش هسيبكم تحرموني منها.. مش كفاية مش قادر اجيب غيرها
سأله الجد باستغراب :
- مش قادر تجيب غيرها ازاي مش فاهم ؟
ما تروح تخلف تاني ما انت متجوز
تنهد سامح بحزن:
-ربنا حرمني من الخلفة..عملت حادثة صعبة
- لا حول ولا قوة الا بالله..
رد سامح بحرقة:
- شايف بقى يا حاج حفيدتك بتحرمني من بنتي بعد اللي حصلي ازاي ! دا يرضي ربنا دا !
زفر الجد بسخرية :
- ولما انت ترمي بنتك 4 سنين مكنش يرضي ربنا وقتها !
حاول التبرير بالكذب:
- انا منكرش اني غلطت بس كان عندي ظروف
سأله الجد بقوة:
- ظروف ايه دي يا سامح اللي تخليك متشوفش بنتك لمدة أربع سنين.. ايه كنت مريض ؟؟ عاجز !
انكسرت عيناه منكساً:
- لأ
- اومال ايه اللي منعك تشوفها .. انت تعرف أن كاميليا وهي حامل الدكتور طلب منها تنزل البنت عشان كانت هتبقى مشوهة بس هي رفضت و قالولها دي فرصة تعيشي حياتك بطولك وهي صممت وقالت مهما كان مش هتنزلها ... شايف حكمة ربنا.. ولو اني صعبان عليا ان حكمة ربنا وعقابه ليك يأذي ناس مالهاش ذنب .. ذنبها ايه مراتك تدفع تمن قرفك وندالتك وتتحرم هي كمان من الخلفة جنبك !
الدنيا دوارة يا سامح، كما تدين تدان و لو بعد حين
اعترض سامح مصححاً:
- دا قدر ربنا ... عقاب ايه .. انا منكرش اني غلطت اني بعدت عن بنتي ... لكن مغلطتش لما طلقت..
رد الجد بفخر:
- ومتنكرش انك ظلمت بنتك.. و ظلمت كاميليا.. بس الحمدلله اهي حفيدتي دلوقتي عايشة احسن عيشة.. بتشتغل وبتحقق كل اللي عايزاه وبيتقدملها عرسان كتير..
سامح برجاء:
- انا عاوز اشوف بنتي.. نفسي احضنها حتى لو مرة واحدة.. انا ابوها انتوا ليه مش حاسيين بيا
رد الجد بواقعية:
- انت جاي تشوفها لما معرفتش تجيب زيها ... مش عشان روح الأبوة فجأة ظهرت فيك.. و بعدين كاميليا هي اللي رافضة
قاطعه سامح .. ليلتفت إلى كاميليا صارخاً باندفاع :
- دي مش بنتك لوحدك على فكرة
ردت كاميليا بغضب :
- لا بنتي لوحدي... وياريت تتفضل تطلع بره عشان خلاص مش طايقة اشوفك
سامح بتبرير:
- انتي السبب يا كاميليا...وانا مش هسامحك على انك بتحرميني من البنت ومش هسيبها
همست كاميليا بنبرة ساخطة:
- شوف ياخي عدل ربنا .. يوم ما ربنا يعاقبك يحرمك من الخلفة نهائي... مع أن العدل الحقيقي انك تدوق كل اللي انا دوقته بالظبط....تدوق كل حاجة انا عيشتها بسببك...تدوق حرمان بنتك اللي انت رميتها بإيدك...انت دلوقتي بتدفع تمن غلطاتك انت
صاح الجد بانفعال :
- اطلع بره يا سامح انت ومراتك
نظرت ميادة إلى زوجها بوعيد :
- عاجبك كده يا استاذ سامح .. طليقتك واهلها بيطردونا.. انا غلطانة اني جيت اصلا.. يلا
لتسبقه إلى الباب .. فخرج خلفها سامح وهو يهدد كاميليا قائلا بوعيد :
- ماشي يا كاميليا.. بس انا مش هسكت...وهرفع قضية رؤية وهشوف بنتي
____________________
دلف نديم إلى الڤيلا التي يسكن بها وهو يحمل دانا وبيده حقائب بلاستيكية من الماركت بها اشياء لـ دانا
لتسأله زوجة أبيه باستغراب قائلة:
- مين دي يا نديم ؟
ركض اسر ابن أخته إلى دانا ليسألها بقلق:
- دانا .. انتي كنتي غايبة النهاردة ليه؟
لم ترد عليه دانا وهي تختبئ في حضن نديم .. ليسأل نديم بفضول :
- هو بابا فين ؟
ردت سارة :
- بابا نايم..
نظر نديم إلى دانا قائلا:
- دي دانا بنت كاميليا
اتسعت عينا اخته بدهشة :
- ايه دا ازاي جت معاك .. هو في حاجة ولا ايه ؟
سار نديم إلى السلم وهو يصعد إلى غرفته قائلا برسمية :
- بعدين عشان البنت .. هفهمكم بعدين.. انا هطلع دلوقتي تعالي معايا يا سارة
ركض اسر خلفهم قائلا:
- انا كمان جاي معاك يا خالو
وضع نديم الطفلة على سرير سارة قائلا :
- خليها معاك يا اسر انت وسارة لحد ما اخد شاور
لينبه على سارة برقة:
- سارة حاولي تهديها عشان..
جلست سارة بجانبها وهي تمسح شعرها الأشقر بحنان :
- حبيبتي .. اجيبلك اعملك حاجة تاكليها؟
نظرت دانا حولها فلم تجد نديم لتشهق بعنف:
- عاوزة ديم
سارة باستغراب :
- ديم مين ؟
أجابها اسر مصححاً:
- قصدها نديم يا مامي خالو
سارة بهدوء:
- ااه..هو هياخد شاور بس ويرجعلك
دمعت عيناها بخوف :
- لااا عاوزة ديم...
هدهدتها سارة وهي تحملها قائلة:
- طب اهدي يا حبيبتي.. متخافيش انا هوديكي عنده
طرقت سارة على باب غرفة نديم .. ليفتح نديم وهو بيده فوطة ومازال بملابسه لترد سارة بحرج :
- نديم .. كلم دانا مش ساكتة عايزاك
سألها نديم بقلق :
- ايه يا حبيبتي مالك ؟
دمعت عيناها بشك:
- انت سيبتني ليه.. انت مش عاوزني؟
هز رأسه باستنكار وهو يحملها ويقبلها من خدها :
- هو انا اقدر استغنى عنك يا حبيبة قلبي... انا بس كنت هغير هدومي واخد شاور..
بينما عادت سارة إلى غرفتها وتركتها معه
تمسكت دانا بقميصه وهي تتعلق برقبته قائلة:
- طيب هستناك
طلب منها نديم :
- طب تقعدي مع سارة و اسر لحد ما اخلص
صمتت دانا بتفكير :
- ماشي بس انا كمان عاوزة اقعد معاك
تنحنح نديم بحرج:
- مانا عشان هغير وكده وهاخد شاور
وضعت يديها الصغيرتين على جفنيها قائلة بأدب:
- هغمض عيوني ومش هبص عليك.. لما مامي بتغير هدومها انا كمان بغمض عيوني ومش بفتحها اصلاً
رفع حاجبه باستنكار :
- اصلا ً !
ليردف بصوت منخفض جدا لم تسمعه الطفلة قائلا بعبث : 
-انا لو منك افتح عيوني
- بتقول ايه ؟
وضعها نديم على السرير قائلا :
- بقول استنيني هنا وانا هغير جوه كده كده.. وهجيبلك اسر يقعد معاكي
اومأت بإيجاب:
- ماشي
أتى اسر ليجلس مع دانا ودلف نديم إلى الحمام الخاص بالغرفة خاصته .. لتسأل دانا فجأة بفضول :
- اسر هو باباك مسافر؟
أومأ الطفل :
- أيوة يا دانا
حذرته دانا :
- اوعى يكون مش مسافر ومامتك مش بتقولك
هز رأسه باستنكار :
- لأ مسافر وبيكلمني ڤيديو كول من كندا .. تحبي اوريكي صوره هناك
شهقت دانا بحزن وعيناها تدمع:
- انا معنديش صور ل بابا
مسح الطفل دموعها بتأثر:
- انتي بتعيطي ليه؟
نظرت له ببراءة طفولية قائلة :
- عشان زعلانة من مامي
رد اسر بحكمة :
- انا كمان مامتي بتزعلني بس بتصالحني تاني.. معلش يا دانا متزعليش.. هي بتحبك
اومأت دانا بحزن :
- وانا بحبها ... انا .. انا مش عارفة هنام ازاي من غير حضنها .. بس انا زعلانة منها
اسر بتفكير :
- طب ايه رأيك نلعب سوا انا عندي العاب جميلة
- بجد
اسر بتبرير
- أيوة لحد ما خالو نديم يطلع من التويلت
صفقت الطفلة بحماس :
- ماااشي
_____________________
في منزل كاميليا..
كانت تجلس في حضنها امها تبكي :
- صعبان عليا دانا أوي يا ماما ... انا مش وحشة ... مش وحشة عشان افرح فيه بحاجة زي كده ... كان نفسي عقاب ربنا يكون فيه هو بحاجة تانية ..بكرهه لسه زي ماهو متغيرش.. لسه غبي واناني وقاسي.. حتى بسببه بنتي زعلت مني مش عارفة اعمل ايه مع دانا
طبطبت امها بحنان قائلة:
- اهدي يا حبيبتي..اتصلي كده على نديم نشوف دانا
اومأت كاميليا:
- حاضر
لتتصل عليه كاميليا قائلة بسرعة :
- نديم ... طمني دانا عاملة ايه..
جلس نديم على الأريكة العريضة بغرفته قائلا :
- قاعدة قدامي بتلعب مع اسر
شهقت كاميليا بحزن :
- مش عارفة انام من غيرها .. مش قادرة اصدق ان بنتي زعلانة مني
نديم بهدوء:
- متقلقيش هي اكيد من الصدمة اللي حصلتلها
ليسألها بفضول:
-هو طليقك رجع امتى؟
- بعد ما روحت البيت .. جه هو ومراته...
ثم قصت عليه ما حدث باختصار
طمنها نديم قائلا:
- متقلقيش على دانا هي في عينيا
اومأت كاميليا بثقة:
-انا واثقة من دا.. لما بشوف دانا بتضحك معاك من قلبها.. والنهاردة لما جريت عليك واستخبت في حضنك .. وقتها عرفت أن دانا بتحبك قوي
قاطعها نديم برقة:
-زي ما انا بحبها...
وبحبك انتي
احمرت وجنتيها خجلا قائلة باعتذار:
- انا اسفة يا نديم انا لخبطتلك اليوم اكيد .. انا لو الوقت مش متأخر كنت رجعت خدت دانا بس
- متقوليش كده يا كاميليا دانا في عيوني والله.. وسارة واسر و ماما منى فرحانين بيها جدا
سألته كاميليا بقلق :
- و باباك ؟
- بابا نايم بس اكيد هيحبها لما يشوفها.. دانا عسولة وطيبة
شهقت كاميليا بشوق :
- انا مش عارفة انام من غيرها
وعدها نديم وهو يبرر لها :
- الصبح بدري هخليكي تشوفيها.. هي بس كانت محتاجة تبعد عن الموقف الصعب وتاخد وقتها في الصدمة اللي عرفتها.. ومتقلقيش انا هعرف اتعامل معاها
- ابقى طمني عليها تاني قبل تناموا
همس بنبرة خشنة اربكتها:
- حاضر يا حبيبتي
من يتقن الصبر لن تحطمه الحياة ، ومن يعرف قيمة الحب ، تيسر له التضحيات ، ومن يدرك معنى القناعة ، يكون طريق الاجتياز سهلًا عليه.
______________
بعد عدة ساعات .. تململت دانا على الفراش بزهق .. ليسألها نديم :
- دانا مش هتنامي؟
زفرت دانا بضيق :
- انا مش هعرف انام من غير حضن مامي ميكي
- تحبي ترجعي لمامي دلوقتي ؟
عقدت ذراعيها بحزن قائلة بلوم:
- لا زعلانة منها
- طب ايه هتفضلي صاحية كده !
شهقت بحزن:
- انا خايفة
اقترب نديم منها قائلا برقة:
- متخافيش .. وبعدين عاوز افهمك حاجة
ماما اكتر واحدة بتحبك
قاطعته بنبرة طفولية:
- واللي بيحب حد يكذب عليه !
رد نديم بتبرير :
- لا بس هي كان ليها مبررها .. هي كانت خايفة تحسي انك اقل من اي حد
- هي خلتني استنى بابا كتير و طلع….
نديم بحكمة :
- هي بتحبك والله يا دانا.. ومش قصدها تعمل فيكي كده
دانا باستنكار:
- وبعدين بابا دا انا مش حبيته...انا كان نفسي اشوفه بس انا مش حبيته مش عارفة ليه
استغربت نديم فهو يعرف انها كانت تريد أن تراه :
- ليه كده ؟
هزت كتفيها بضيق :
- مش عارفة أنا خوفت منه...
هز نديم رأسه بنفي :
- لا يا حبيبتي هو ابوكي... مهما حصل هو هيفضل باباكي
تجاهلت كلامه قائلة برجاء:
-انا عاوزة انام.. ممكن انام في حضنك انت
فتح ذراعيه لها قائلا بحب :
- انتي تنامي في أي مكان انتي عايزاه اصلا
نامت بين ذراعيه قائلة بصدق:
- انا بحبك قوي يا ديم
- وانا بموت فيكي
___________
في الصباح
جلست دانا على ركبة نديم وهو يطعمها بيده فهي شعرت بالخجل من أن تجلس مع عائلته فجلس هو معها بالحديقة يطعمها بنفسه وبجانبه اسر
بينما على الجهة الأخرى كانت تجلس سارة مع والدها ووالدتها على السفرة يفطروا سويا
همست سارة بحزن :
- والله صعبان عليا قوي البنت جميلة وطيبة الواحد بيصعب عليه الابهات اللي زي كده
سألت منى زوجها برقة :
- ايه رأيك فيها يا منصور؟..شايف البنت بتفكرني بنديم وهو صغير... شايف قريبين من بعض ازاي
رمقهم منصور بتأثر:
- هو نديم بيحبها قوي كده !
نبهته منى برجاء :
-منصور عشان خاطري بلاش تضايق نديم بأي كلام عشان الطفلة مالهاش ذنب تسمع كلام يضايقها
سحب مقعده قائلا بجمود :
- انا رايح الشغل..
- طب مش هتكمل فطارك !
- الحمدلله شبعت.. همشي انا
__________________
بعد مرور نصف ساعة
اتت كاميليا إلى الڤيلا مع سائق نديم فهو قد أرسله لها باكراً لترى ابنتها
فكانت ترتدي ملابسا تتناسب مع فصل الصيف..تيشرت ابيض نصف كم وعليه كلمات باللغة الإنجليزية، وفوقه قميص باللون الوردي الداكن متداخل معه اللون الابيض على هيئة مربعات صغيرة، بنطال بيچ واسع بخصر مرتفع، وأخيراً حقيبة باللون الوردي الداكن أنيقة
بينما شعرها الداكن تركته منسدلا على جانب كتف واحد
وما أن دخلت كاميليا الى حديقة الڤيلا صاحت بصوت عال لطفلتها وهي تفتح لها ذراعيها :
- دانا
لم تستغرق الطفلة أكثر ثوان لتركض نحو امها وهي تنسى كل ما حدث أمس .. مهما حدث هي ستظل امها وقد أقنعها نديم بكل ما فعلته من أجلها وصدقته..
لتعانق امها بمشهد مؤثر وهي تبكي بحضنها
- ميكي... مااامي...
شهقت كاميليا بحزن ودموعها تسقط :
- وحشتيني قوي يا دانا
عاتبتها طفلتها :
- وانتي كمان ... بس انا زعلت منك
عانقتها كاميليا بشدة وهي تضمها إلى صدرها معتذرة لها :
- متزعليش مني يا حبيبتي .. حقك عليا والله كان غصب عني ... انا اسفة
هدهدتها دانا بحنان :
- نديم فهمني امبارح ... وانا مش زعلانة منك
اتسعت عيناها بسعادة :
- بجد .. يعني هترجعي معايا
اومأت دانا بخوف:
- بس انا خايفة من بابا
ردت كاميليا بثقة:
- متخافيش من اي حد .. محدش هيقدر ياخدك مني... انا بحبك
همست دانا باستنكار :
- انا كان نفسي اشوفه بس لما شوفته محبتوش يا مامي
- معقولة
شهقت طفلتها بتبرير :
- أيوة .. عشان هو كان السبب انك تعيطي... انتي كنتي زعلانة بسببه طول الايام اللي فاتت.. وعشان سابني لوحدي
هزت كاميليا رأسها:
- سيبك من اي حاجة .. انتي دلوقتي معايا وفي حضني
شاورت منى على كاميليا وهي تقترب منها قائلة:
- هي دي كاميليا؟
عرفهم نديم على بعضهم :
- اه يا ماما ... كاميليا دي ماما منى مرات بابا
رحبت كاميليا بابتسامة :
- اهلا ازيك يا طنط
- ازيك يا حبيبتي
اعتذرت كاميليا بخجل:
- معلش لخبطنالكم الدنيا انا و دانا
قاطعتها منى قائلة:
- متقوليش كده دي بنوتة عسولة و هادية.. دي لو عايزة تقعد معانا على طول تنور.. ربنا يخليهالك ويحفظهالك
- ميرسي يا طنط
اقتربت سارة وهي تسلم على كاميليا بابتسامة:
- ازيك يا كاميليا
- ازيك يا مدام سارة
سارة بنبرة شقية:
- لا سارة بس.. دا احنا حتى قريب هنبقى أهل ولا انتي عندك رأي تاني
احمرت وجنتي كاميليا خجلا .. لتردف سارة بتفكير :
- بصي بقى احنا نسيب نديم يروح الشغل وانتي تقضي معانا اليوم انتي ودانا و كمان تاخدي اجازة النهاردة
رفضت كاميليا بأدب:
- تسلميلي والله بس صعب عشان امبارح خدت اجازة.. ولسه هرجع دانا البيت
سارة بتصميم :
- لا طبعا المدير بتاعك يسيبك ترتاحي النهاردة .. احنا لازم نقضي اليوم دا سوا وحتى عشان بنتك تهدى شوية من اللي حصل امبارح
أجابها نديم قائلا :
- خلاص يا كاميليا خليكي
قاطعته كاميليا بخجل :
- نديم انا ...
سحبها نديم بعيدا عنهم قليلا و همس بصوت منخفض قائلا :
- انا مش هسيبك لوحدك ... لو تحبي اقعد معاكي لو انتي
هزت رأسها بنفي مُبررة له:
- لالا بس انا مكسوفة يعني عشان
- خلاص انا قاعد معاكي ولو كده اروح الشغل على الضهر كده
ابتسمت كاميليا من اقتراحه فهي تشعر معه بالاطمئنان:
- تمام
_______________________
بعد كل هذه السنوات والتجارب، لن نذهب إلا للمكان الذي نجد به راحتنا ، وهذا شيء لا نقاش فيه ، ولن نتعامل مع الأشخاص الذين يتعبوننا ، ولن نجلس في مكان لا نشعر فيه بالراحة ، ولن نفعل ذلك ونبقى مع أشخاص لا يشبهوننا
كانت تجلس مع سارة اخته وهي تحمل طفل سارة الرضيع على يديها وتتعامل هي معه
كاميليا تحب الاطفال كثيرا
همست سارة بشرود وهي ترمق نديم من بعيد وهو يلعب مع دانا واسر بالحديقة :
- كاميليا.. انا عارفة أنك خايفة بس صدقيني نديم اخويا دا اكتر حد جواه حنية وحب من غير حدود .. بس هو كان محتاج يلاقي الإنسانة اللي يطمنلها..
رد كاميليا بتبرير:
- بس اللي ركب قطر غلط مرة لازم يتآني  علشان مش كل مرة هيكون في فرصة للرجوع
لتضيف قائلة:
- الجوازة التانية اصعب من الاولى.. التانية هتبقى خسارتها صعبة
قاطعتها سارة مدافعة :
- ويمكن تبقى انجح .. صدقيني نديم مفيش حد زيه..صوابعك مش زي بعضها.. سيبي نفسك واطمني وافتحي قلبك .. انتي من حقك تحبي تاني وتتجوزي تاني...انا عارفة انك واثقة فيه ومطمنة له .. اللي يخليكي تسيبي بنتك معاه يبقى اكيد هو الراجل اللي انتي واثقة فيه
اومأت كاميليا بابتسامة:
- نديم اكتر حد وقف جنبي وساعدني في حاجات كتير و بيخاف عليا
ساعات بحس ان ممكن هحبه وساعات تاني بخاف.. بخاف اقرب .. بخاف افتح قلبي تاني اتوجع
همست سارة بحنان :
- عشان كده عايزاكي تطمني .. والله ما عشان هو اخويا بس هو اكتر انسان في الدنيا حنين.. هو صحيح يبان جامد و شخصية قوية بس من جواه حنين قوي... ومش بيهون عليه ابدا
سألت كاميليا بقلق:
- طب وباباكي؟
هزت كتفيها ببساطة:
- بابا طيب بس لو لقاكي فعلا بتحبي نديم وكويسة معاه هيحبك..
تنهدت سارة قائلة:
- عارفة يا كاميليا ... كل ده هيعدي.. طول ما أنتِ ونديم متمسكين ببعض.. أنتِ قوية وشاطرة وانا واثقة انك اكتر واحدة هتعرفي تسعدي اخويا... مش عيب ان يحصل فشل في حاجة معينة في حياتنا... احنا جايين الحياة دي عشان نتعلم
احنا بندخل في معارك وحروب فيها ... وكل معركة بنخرج منها متكسرين بتعمل شرخ فينا ويدخل منه شعاع نور جديد لروحنا علشان نكتشف طريق رحلتنا القصيرة في الحياة.
لتردف سارة بواقعية:
- هي الحياة كده يا كاميليا ... عايزة الشاطر اللي يتعلم منه.. يتعلم وميقعش ولا يقف عند نقطة معينة فيها.. ولا يسمح لحاجة تهزمه ابدا
-خايفة أختار يطلع الأختيار غلط وأنا مش قادرة أتحمل عواقبه و خايفة ما اختارش فالخوف ده يضيع عليا الأختيار الصح اللي ممكن مايتعوضش تاني.
‏‎- حتى لو اختارتي وطلع غلط .. اهي تجربة هتقويكي وهتعلمك دروس..احسبيها كويس احنا كبشر مش هنعيش طول العمر بالـ comfort zon بتاعتنا "منطقة الراحة"، المشاكل هتيجي وهنواجهها سواء اختارنا او لأ فـ اعيش واتعلم من قراراتي واواجهها احسن من اني اعيش في ندم عدم التجربة اللي كان نفسي فيها... ده رأيي اللي بطبقه في حياتي ويمكن يبقى صح على حياتك
- مفيش تجربة بتقوي اكتر ما بتديكي خبرة.. لكن بتسيب شروخ عميقة في نفسيتنا... أنتِ عندك حق يمكن بس ‏‎كتر الخذلان بيولد الخوف شوية جوانا
- بس لما اللي قدامك يثبتلك انه هيكون اد خطوة زي دي وقتها تجربي عشان ماتتخذليش تاني جايز يكون هو العوض
ابتسمت لها كاميليا :
- عارفة يا سارة ... أنتِ جميلة جدا
- أنت كمان جميلة وشاطرة ومجتهدة... وام شاطرة جدا...لما اتعاملت مع بنوتك وشوفتها...اكتشفت انك عرفتي تربي فعلا...ماشاء الله عليكِ بجد
- ميرسي يا حبيبتي... وأنتِ كمان باين عليكِ مامي ناجحة
هي لا تتمنى من الله إلا ان تتعافى وتنسى ، تتعافى من كل خيبات الأمل التي رأتها في حياتها ، وتنسى المواقف القاسية والأشخاص والأفعال التي واجهتها؛ لتستطيع التحرك والبدء مع حياة جديدة أكثر هدوءًا وشخص مريح فقط.
___________________
بعد مرور عدة أيام
في غرفة مكتب كاميليا بالشركة
اقتحم مكتبها سامح فجأة قائلا بعبث :
-احلويتي أوي
يتبع.....
انتفضت كاميليا واقفة بمجرد رؤيته .. كيف اتته الجرأة للقدوم إلى عملها !
لترد قائلة بنبرة ساخرة:
-طول عمري حلوة .. أنت إللي كان نظرك ضعيف
اتسعت عيناه بدهشة قائلا :
- ده إحنا اتغيرنا خالص كمان .. شكل وشخصية وبنعرف نرد
كاميليا بحدة :
- اتغيرت تماما .. زي ما غيرت حياتي القديمة اللي كانت معاك ومسحتها خالص من ذاكرتي..انت بالنسبة لي دلوقتي ولا حاجة
قهقه سامح متهكماً :
- واضح انك نسيتيني بأمارة انك لحد دلوقتي متجوزتيش بعدي.. تقريبا بقالك 4 سنين صح كده ؟
كاميليا بنبرة ساخطة:
- لا وانت الصادق.. دا اللي تتجوزك نفسها تتسد عن الصنف كله
جلس بأريحية على أحد المقعدين امام المكتب وكاميليا لا تزال واقفة قائلا بنبرة مستفزة:
- واضح انك لسه بتفكري فيا ومش قادرة تنسيني
كاميليا بغيظ :
- متخلينيش اغلط فيك..واضح جدا اني مش طايقة اشوفك
وبعدين انت جاي هنا عايز ايه ؟
رد سامح ببرود :
- عايز اشوف بنتي
كاميليا وهي تتمالك أعصابها:
-انت أسمج انسان شوفته في حياتي
والهبل اللي انت بتعمله دا وتيجي لحد مكان شغلي مش هيجيب نتيجة .. بنتك مش هتشوفها وهي اصلا مش عايزاك وانت شوفت بنفسك
صاح سامح بحقد :
- انتي ليه بتعملي كده .. دي بنتي الوحيدة بتحرميني منها
جلست كاميليا على مقعدها قائلة بلا مبالاة :
- دا بعينك  .. مش هتشوفها ولا تقعد معاها واه انا بحرمك منها
نظر إليها قائلا بوقاحة :
-مستغرب انك قدرتي تقعدي أربع سنين من غير جواز.. ايه موحشتكيش !
محستيش انك محتاجة راجل في حياتك زيي
قهقهت ضاحكة بسخرية : 
-راجل زيك ايه اللي احتاجه في حياتي !!
انا بقيت ناجحة في حياتي وعايشاها احسن ما كنت معاك مدفونة بالحيا.. شوف دلوقتي انا بقيت ايه.. مش بالراجل وسوري انك مسمي نفسك راجل
لتردف قائلة بنبرة ساخطة:
-انت واحد اصلا جايب واسطة عشان يكتبولك في البطاقة ذكر يعني الرجولة عمرها ما عدت من جنبك حتى
اعترض سامح بانفعال وهو يقترب منها:
- ايه اللي بتقوليه ده احترمي نفسك
همست كاميليا بنبرة قوية :
- ايه مش دي الحقيقة؟؟ ده حتى دلوقتي اتأكدت كمان أن رجولتك فعلا ناقصة بعد ما بقيت مابتخلفش.
خلعت كاميليا حذائها ذو الكعب العال وهي تهدده قائلة :
- و اتفضل غور من وشي بدل اضربك بالجزمة على دماغك
اتسعت عيناه بذهول غير مصدقا :
- ده انتي بقيتي عنيفة اوي..
قاطع كلامهم دخول نديم قائلا بصرامة :
- مش محتاجة ترفعي جزمتك يا كاميليا .. هو اصلا مش مسموحله يقرب من الشركة تاني
زفر سامح بغيظ قائلا:
- و ده مين ده كمان !
ليدقق النظر به فابتسم قائلا باستفزاز:
- اه انت بقى اللي خدت بنتي يومها..شكل الموضوع في انة بقى ده في البيت والشركة كمان !
- اخرس ده مديري
حاول سامح التفوه بكلام آخر ليضع نديم إصبعه أمام فمه محذراً إياه بصوت خشن مخيف :
- هتقول كلمة كمان ليها .. هخليك تخرج من هنا ما فيك حتة سليمة..
ليمسكه من ياقته وهو يخرجه بعنف وفرق الطول بينهم واضح فنديم اطول منه وجسده متناسق أكثر .. فصرخ به مهدداً إياه :
-مفهوم !
رمقها سامح بغيظ قائلا وهو يخرج من الباب :
- ماشي
لتجلس كاميليا بهدوء ... فـ نديم أتى بالوقت المناسب
بينما شهقت كاميليا بحزن وخوف
ليجلس قريبا منها وهو يطمئنها.. فدلف في ذلك الوقت فراس ليراه وهو قريبا منها ويبعد شعرها عن عيناها محاولا تهدئتها
فشهقت كاميليا بخجل وهي ترى فراس أمامها.. بينما نديم وقف أمامه متماسكا بثقة
ردت كاميليا بخجل:
- فراس .. ازيك..
رمقها نديم بغيظ بينما فراس يتابع نظراتهم..
ليجد نفسه قائلا برسمية:
- فكرتي يا كاميليا في موضوعنا ؟
فحاول نديم الرد عليها لترد هي بسرعة :
- فراس انا اسفة بس ... اصل ..
رد نديم بدلا عنها قائلا :
- انا هتجوز كاميليا.. بس هي لسه بتفكر
تجاهله فراس لينظر إلى كاميليا قائلا:
- متتأسفيش يا كاميليا .. النظرة اللي في عيونك لنديم دي بتقول انك شكلك كده هتوافقي.. واتمنى النظرة دي متروحش ابدا
ابتسمت كاميليا بامتنان فهو وفر عليها الكثير.. ليردف قائلا بابتسامة صادقة :
- و اوعي يا كوكي تحسي انك لوحدك انا دايما موجود كأخ وصديق لو احتاجتيني و ده كفاية عليا
حك نديم ذقنه قائلا بتحذير:
- هو كلام يحترم وكل حاجة.. بس بلاش كوكي دي عشان منخسرش بعض !
- دي اختي يابني
رفع نديم حاجبه بدهشة:
- بأمارة انك طلبت تتجوزها
رفع يده باستسلام:
- وسحبنا الطلب خلاص
ابتسمت كاميليا برقة :
- ربنا يخليك ليا يا فراس طول عمرك جدع وأخ
رد نديم بغيظ :
- الا ما قولتيلي ربنا يخليك ليا يا نديم ولا حتى كلمة حلوة لحد دلوقتي !
قهقه فراس ضاحكاً :
- متستعجلش يا باشا .. بكرة هتسمع كل الكلام الحلو
ليردف قائلا:
-في دلع متشال لحبيبي لسه ولا ايه يا كوكي
ضحكت كاميليا بخجل، ليرمقه نديم بغيظ:
- ما قولنا بلاش كوكي دي !
____________
خرج فراس من مكتب كاميليا خلف نديم عندما خرج هو الآخر..
ليدخل إلى مكتب نديم.. بينما سأله نديم باستغراب :
- خير في حاجة يا متر !
سأله فراس بجدية:
- انا هدخل في الموضوع على طول، هو سؤال واحد بس اللي محتاج إجابته .. انت فعلا بتحب كاميليا؟
زفر نديم بضيق:
- وده يهمك في ايه
فراس بنبرة حاسمة:
- يهمني اني عاوز اطمن على كاميليا .. انا حسيت ان كاميليا هتحبك أو جواها مشاعرك لك بس هي بتكابر .. واه منكرش اني فكرت اتجوزها بس برضو مش هتجوزها وهي قلبها مش معايا وفي نفس الوقت مقدرش اسيبها كده تتجوز اي جوازة وخلاص كفاية الجوازة الاولى
سأله نديم بتوجس:
- انت عاوز توصل لايه بالظبط
فراس بغموض :
- انا هساعدك واخلي منصور بيه يوافق على جوازكم.. بس قبل ما اروح له وأقنعه .. بس الاول اعرف واتأكد لو انت مش هتعرف تحافظ على كاميليا يبقى تسيبها احسن.. هتعرف تحافظ عليها وتعوضها عن كل اللي مرت بيه هتلاقيني اول واحد واقف جنبكم
ليردف بنبرة خشنة:
- كاميليا متستاهلش غير كل حاجة حلوة في الدنيا..ولو انت مش هتعرف تعمل ده يبقى تسيبها لغيرك يحافظ عليها
قاطعه نديم بصرامة :
- انا مش هسيب حد يتجوز كاميليا غيري.. انا بحبها
هدده فراس بجدية :
- ماشي بس..قسما بالله لو عرفت انك زعلتها في يوم انا اللي هقفلك ... عشان كاميليا دي اختي و عشرة عمري ... ها اروح لمنصور بيه ولا محتاج تفكر كويس
همس نديم بنبرة صادقة :
- مش محتاج تفكير .. انا فعلا هحافظ على كاميليا والله وهتبقى في عينيا
ليردف بنبرة حزينة :
-بس هي اللي تدي نفسها فرصة .. كاميليا خايفة مني
غمز له فراس قائلا:
- انت وشطارتك بقى تطمنها .. انا هعمل اللي عليا وهنصحها برضو تاني بس انت زي ما قولتلك لو عرفت انك حاولت تزعلها في يوم انا مش هسيبك
وعده نديم :
- متقلقش قولتلك
ليطلب منه نديم برجاء:
- بس لو بابا وافق انا مش عاوز كاميليا تعرف دلوقتي
رفع فراس حاجبه بشك :
- ليه يا باشا هترجع في كلامك ولا ايه ؟
ابتسم نديم بغموض :
- لا طبعا ... بس حابب اتقدملها بطريقة هي متنسهاش .. حابب افرحها عشان كاميليا تستحق .. هي تستاهل
ضحك فراس غامزا:
- شكلي انا اللي هطمنلك مش كاميليا بس
نديم بتمني:
- والله هتبقى في عينيا بس هي توافق و بابا يوافق
______________
ذهب فراس إلى شركة السيد "منصور" والد نديم
دلف إلى مكتب منصور قائلا :
- منصور بيه ازيك
رحب به منصور بشدة :
- اهلا يا فراس.. عامل ايه
ابتسم فراس قائلا بعبث:
-انا بخير الحمدلله.. سمعت انك يا باشا مزعل نديم
رفع حاجبه بدهشة:
- هو اشتكالك ولا ايه !
ليردف قائلا بجدية:
-عموما نديم مش عارف مصلحته انا بنصحه بس هو اللي رافض يسمع نصيحتي
هز فراس كتفيه ببساطة:
-يبقى سيبه يعمل اللي عاوزه
اتسعت عينا منصور بدهشة متذكرا:
- انت مش كنت من كام يوم بتقولي انك عاوز تتجوز كاميليا ... الله انتوا ايه حكايتكم.. كلكم بتعجبوا بيها !
رد فراس بتبرير:
- ورجعت في كلامي لما لقيتهم بيحبوا بعض.. صدقني كاميليا كويسة فعلا ... كاميليا عشرة عمر وبنت كويسة جدا مش زي ما حضرتك فاكر
عبس منصور بتقطيبة :
- أيوة بس هي اتطلقت وممكن تبوظ حياة ابني كمان وتخليه يطلقها وتعمل زي امه
قاطعه فراس بإقناع :
- ومين قالك بس أن اللي بتتطلق بتكون هي السبب ... في ستات كتير قوي مظلومة وفي رجالة برضو مظلومة... صدقني يا باشا مش هتفرق مطلقة ولا آنسة الأهم الشخصية .. انت ممكن تجوزه واحدة آنسة وبرضو يطلقها هتفرح انت وقتها !
منصور بقلق :
- بس ده ابني الوحيد يا فراس وانا خايف عليه بس
فراس بحكمة:
- وهو برضو مش صغير... هو عارف مصلحته.. انت مجرد نصحته وبعدين فيه فترة خطوبة هيبان هما كويسين مع بعض ولا لا.. انت بس اديله فرصة يجرب ما يمكن هو اللي يسيبها.. وانت كنت دايما تشتكي أنه مش راضي يخطب ولا بيحب ولا بيرتبط .. يعني انت تلاقيك ما صدقت أنه فكر في واحدة وبيحبها
منصور بشرود :
- ماشي يا فراس .. طالما انت تعرف البنت دي كويس هحاول اديله فرصة.. بس برضو انا نصحته وهو بقى يشوف حياته
_____________________
قبل نهاية دوام العمل
في مكتب نديم
جلس منصور مع نديم فهو أتى إليه وحاول تقريبه من هند للمرة الاخيرة ولكن نديم عاملها بتجاهل .. وبعد خروجها إلى مكتبها
تحدث نديم فجأة قائلا بلهجة حادة :
- بابا انا مش هتجوز هند دي
زفر منصور بزهق:
- في ايه يا نديم.. انت للدرجة دي متمسك بالبنت بتاعتك دي
صاح نديم بصرامة :
- لو انا مش هتجوزها يبقى مش هتجوز غيرها.. مفيش غيرها هيبقى ام لأولادي
شرد منصور قائلا :
- انا شوفت بنتها من كام يوم.. شوفتها وهي نايمة جنبك ومتشعلقة فيك... اول مرة اشوفك بتحب حد كده.. وحد قريب منك قوي كده
نديم محاولا إقناعه :
- صدقني يا بابا لو عرفت كاميليا كويس هي و دانا هتحبهم.. انا مش قصدي اغصبك على حاجة بس
قاطعه منصور بهدوء:
- فراس اتكلم معايا وقالي أنه صرف نظر عن الجوازة لما لقاها مشدودالك انت وانت بتحبها..
ثم حذره قائلا :
- بس برضو متنساش أن هي مطلقة وانا بقلق شوية من الست اللي اتطلقت تكون هي السبب..
ومتنساش برضو أن معاها بنت و دي مسؤولية كبيرة
- يا بابا انا بحبك كده وبحترمك جداً .. حضرتك ربتني على كده .. بس متنساش برضو اني اتربيت اكون راجل ليّ شخصية خاصة بيّ لوحدي..
قاطعه منصور بحزم:
-عموما أنا حذرتك وحاولت أرجعك لعقلك
بس روح جرب وانا مش مسؤول
ابتسم نديم بسعادة :
- ربنا يخليك ليّ
ابتسم منصور لسعادة ابنه :
- روح بقى بلغها انت بنفسك
رد نديم متذكرا :
- بس ياريت تخلي هند تسيبها من الموضوع عشان واضح انك اديتها امل
- ماشي متقلقش
___________
ذهب نديم إلى الحضانة وأخذ دانا يجلس معها وهو يناولها كيس به قطع شوكولاتات بيضاء متنوعة
هامسا بحماس:
-دانا حبيبة قلبي... ديم حبيبك جايبلك شوكولاتات بيضا قد ايه
عانقت دانا الكيس الكبير لتشهق بذهول :
- كتير قوي يا ديم
نديم ببساطة :
- كلي انتي بس واجيبلك تاني
قبلته دانا من وجنته :
- شكرا يا ديم
مسح نديم على شعرها بلطف قائلا برجاء:
- بصي بقى عاوز اتكلم معاكي في حاجة بس يبقى سر بينا.. اوكيه
اومأت الطفلة وهي تقضم قطعة من الشوكولاتة:
- اوكيه
نديم فجأة:
- انا بحب كاميليا وعاوز اتجوزها
شهقت دانا بمفاجأة وهي تترك ما بيدها وتضع يدها على وجنتيها الحمراوتين:
- هاااااه
استغرب نديم :
- مالك في ايه !
اتسعت عيناها بذهول :
- فاجئتني... عاوز تتجوز كوكي ؟
نديم باستئذان:
- اه بس طبعا قولت اعرفك الاول
دانا بتذكر :
- اوكيه بس آنا صافي قالتلي ان مامي رفضت تتجوز عشان متسيبنيش
نديم مدافعا:
- دول الرجالة التانية...لكن انا شارط عليها انك هتعيشي معانا
أغمضت عيناها بخوف طفولي:
- يعني هي مش هتسيبني
أمسكها من كتفها الصغير قائلا بنبرة حاسمة :
- لا طبعا محدش يقدر يسيبك
صمتت قليلا .. ومن ثم فتحت عيناها وهي تنظر إلى نديم برقة وحب قائلة:
- ماشي اتجوزوا
نديم بابتسامة:
- يعني انتي موافقة ؟
اومأت دانا بتمني:
- أيوة لو انت هتخلي مامي مبسوطة انا موافقة
نديم بتأكيد:
- دي هتبقى في عيوني..
ليردف بطلب:
-المهم انا عاوز اتفق معاكي على حاجة عشان نفرح مامي بس الحاجة دي هتبقى سر بينا وبينك ومحدش هيعرفها غيرنا احنا وكمان مديرة الحضانة والمس بتاعتك
- حاجة ايه ؟
- عندك حفلة في الحضانة كمان كام يوم صح؟
- أيوة
حذرها نديم بشدة :
- هقولك بس اوعي اوعي حد يعرف
وعدته دانا:
- متقلقش يا ديم ده سيكريت
_________
- كوكي
التفتت كاميليا لأمها ترسم ابتسامة سعيدة وهي تدلف إلى غرفتها:
- أيوة يا ماما
تحدثت الام بحماس:
- بصي بقى جايلك عريس...واحدة قالتلي...
قاطعتها كاميليا بسرعة :
- ماما...انا عايزة اتكلم معاكي في حاجة
- اتكلمي يا قلب امك...
زفرت وهي تعدل من شعرها:
- انا مش معقدة يا ماما
خالص
لتضيف قائلة:
- بالعكس أنا اكتر واحدة نفسي اتجوز كده ويبقى ليا حياة جديدة وان ربنا يعوضني عن كل اللي فات...يمكن بس الرجالة الغريبة اللي اتقدمولي دول والشخصيات اللي شوفتها حواليا بيفكروا في الطلاق و كأنه حاجة غريبة والناس الكويسة للأسف عايزين اسيب بنتي...
طب فاكرة يا ماما العريس اللي اتقدملي وبيسأل اخدت حقوقي في القايمة وأنه مش هيجيب حاجة في الشقة عشان معتمد على اني هجيب كل حاجة
قلبت صفاء شفتها بامتعاض:
- لا ده نطع ده...متفكرينيش بيه
قهقهت كاميليا بتذكر:
-ولا العريس اللي مامته قالت بما انها مطلقة بقى مش هنكتب قايمة
قاطعتها امها باندفاع :
- لا ده انا اللي رديت عليها وقتها وقولتلها مالها يا حبيبتي وايه يعني مطلقة ... يتكتب لها قايمة ويتعملها كل اللي هي عايزاه وجدك بصراحة مسكتش و رفضناهم في ساعتها
- ربنا يخليكو ليا يا ماما
لتضمها لصدرها بحنان:
- عشان انتي غالية ... غالية أوي يا كاميليا...
- صحيح انا نفسي افرح بيكي بس برضو مش معناه إني افرح بيكي بأي حد وخلاص .. لا انا بس خايفة عليكي العمر يجري بيكي وتلاقي نفسك لوحدك... الواحدة يا بنتي مهما مر بيها الزمن لازم يجي وقت وتحتاج راجل في حياتها
رفعت كاميليا رأسها قائلة :
- طب ما انتي اهو يا ماما... رفضتي كل العرسان اللي اتقدمولك بعد بابا ما مات
- انا غيرك يا حبيبتي.... ابوكي ده حب حياتي و عمري كله... حنية الدنيا كلها كانت فيه... لا يمكن اتجوز راجل بعده ابدا...انا يا كاميليا قررت اعيش حياتي عشانك انتي وأخواتك... لأني عيشت شبابي وحياتي مع ابوكي وخلاص يا بنتي... الحمدلله انا راضية...اللي نفسي فيه أن افرح بيكم كلكم .. عشان لما اروح له أقوله انا كملت رسالتك في الدنيا...وكل حد في عيالك وصلوا لمكانة كويسة ومتجوزين ومتهنيين في حياتهم
قبلتها من رأسها قائلة :
- ربنا يطول في عمرك يا ماما ... ويخليكي لينا يا حبيبتي
- وافرح بيكي يا حبيبتي وبنجاحك وكل حاجة حلوة توصليلها
- ماما انا متقدملي حد
اتسعت ابتسامة الام بحماس قائلة :
- أيوة كده فرحيني...مين حد اعرفه ؟؟
دلفت فاتن في تلك اللحظة تقاطعهم فهي وصلت إليهم من الخارج:
- ايه ده بقى بتتكلموا عن عرسان ... طب استنوني حتى... انتي قولتيلها على فراس ولا ايه؟؟
رفعت صفاء حاجبها باستهجان:
- فراس ؟؟؟ هو فراس متقدملك
- كان متقدملي بس رفضته
- ليه بس كده ده زي الفل
- عشان انا شكلي هوافق على نديم...مديري
- بتتكلمي بجد يا كاميليا...
همست فاتن باقتراح :
- بصراحة بقى كده يا كوكي انا لو منك اوافق على نديم... مع أن فراس شاب زي الفل وميقلش وسامة عن نديم ومستوى اجتماعي و مادي كويس ومحترم وابن ناس وراجل كده جنتل في نفسه وناجح بس يعني حاسة نديم افضل
- ليه ؟؟
- اصل نديم متجوزش قبل كده مش هتلاقي بقى مشاكل مع طليقته أو كده ... يعني حاسة انه ممكن افضل ليكي... يعني ممكن ان طليقة فراس هتبقى فس دايرة حياتك او تحاول ترجعله...بس هو مفيش حد كامل عموما
هزت كاميليا رأسها باندفاع :
- لا يا فاتن ... غلط اللي بتقوليه ده... دا وحش جدا ف حق الستات المطلقة برضو وانتي نفسك مش بتقبلي حد يعيب فيا... زي ما في رجالة ظالمة في ستات برضو مش ملايكة
ردت فاتن بخجل :
- والله يا كوكي ما قصدي ... انا قصدي بس أن شوفت نديم افضل
اومأت كاميليا بتفهم :
- الاتنين كويسين...مفيش حد كامل.. وفراس حد كويس جدا ... بس يمكن قلبي وعقلي مال شوية ناحية نديم... ده غير حبه لبنتي وتعلقهم ببعض اكتر حاجة حبيتها
لتردف بتبرير:
- انا بس كان كل مشكلتي اني كنت مستنية راجل... راجل في كل حاجة ... عشان الرجولة الأيام دي بقت صعبة بجد ان حد يلاقيها
- و نديم اثبتلي انه هو ده الراجل اللي كنت مستنياه
ابتسمت امها بسعادة :
- ربنا يفرح قلبك يا حبيبة قلبي..اخيرا وافقتي على حد
-فراس كمان جدع اوي بس فراس انا بحبه كأخ وصديق...انا طول عمري من صغري شايفة فراس اخ
- ربنا يعوضه عن اللي حصله من طليقته
صاح صوت الجد من الخارج :
- انت يا بني مش امتحاناتك كمان شهر...قاعد بتعمل ايه بس؟
لتخرج كلا من فاتن وكاميليا في محاولة لفض الشجار المضحك بينهم
هتف كمال بزهق :
- بقولك ايه يا جدو ... هتقول بقى اطلع دكتور والجو ده مش هينفع والله...ما انا اكيد مش هطلع دكتور من ادبي يعني...
ليضيف بسخرية :
-ايه هفتح بطن المريض بسيف الدين قطز ونخلص؟
قاطعته كاميليا قائلة بنبرة ساخطة :
- لا هتنادي على محمد علي يساعدك
هز رأسه بشحوب شديد :
- لا محمد علي لا...لا بلاش محمد علي
ضحكت كلا من كاميليا وفاتن عليه ... فهو يخاف من تلك السيرة ومن مادة التاريخ
همست فاتن بنبرة شيطانية :
- طب قوم ذاكر بقى يا كمال عشان محمد علي هيفرحك اوي في الامتحانات...
رد الجد قائلا:
- انت حر كلها شهر وتعيط
قهقه قائلا باقتناع :
- خلاص يا جدو انا هذاكر عشان متزعلش...بس عشان اطلع دكتور في الجامعة مش هينفع ادخل طب بقى انت عارف
- اهو اي حاجة...المهم تبقى دكتور...
_________
يوم الحفلة
على مسرح الحفلة .. كانت تقف إحدى المُعلمات الخاصة بدانا قائلة :
- ودلوقتي معانا اخر فقرة في الحفلة والطفلة دانا هتغني اغنية من اختيارها لوحدها
اخذت دانا الميكروفون من المعلمة قائلة:
- انا هغني اغنية بحبها لـ مامي .. وبستأذنها تيجي معايا هنا على الـ Stage "المسرح"
شهقت كاميليا بدهشة وخجل فهي لم تكن تتوقع أن دانا ستغني لها !
صفق الجميع الحاضرين عندما نهضت كاميليا من مقعدها وهي تقترب من المسرح وكانت ترتدي فستان اسود قطيفة جميل
بينما الحاضرين كانوا إخوتها و زوج اختها وجدها ووالدتها و سارة اخت نديم و امها
بدأت اصوات الموسيقي ترتفع والفرقة الخاصة بالموسيقى تعمل معها
لتبدأ الطفلة بالغناء بصوت جميل جدا وهي ممسكة بيد كاميليا بسعادة وتغني له بكل حب
"شو حلو حبيبي شو حلو
ها القمر شوفوا ما أجمله
بس أنا ع بالي دلله
وحياتي ما حدا بقا يزعله
شو حلو حبيبي شو حلو
ها القمر شوفوا ما أجمله
بس أنا ع بالي دلله
وحياتي ما حدا بقا يزعله"
ليدخل نديم في تلك اللحظة ممسكاً بـ ميكروفون اخر لتشهق كاميليا بذهول وخجل وهو يغني لها استكمالا المقطع التالي وحده وهو يقصد كل كلمة لها 
"واسمحوا إذا بتسمحوا
واستحوا ما بقى تجرحوه
لو زعل أنا بصالحه
حبيبي بالقلب صاير مطرحه
واسمحوا إِذا بتسمحوا
واستحوا ما بقى تجرحوه
لو زعل أنا بصالحه
حبيبي بالقلب صاير مطرحه"
"ليلي ليل يا ليل يا ليل يا ليلي يا ليلي يا ليل
آه."
بينما حاولت كاميليا الرجوع الى مقعدها من الخجل فنديم ودانا وضعوها بموقف محرج جدا وفي نفس الوقت تشعر بالسعادة الرهيبة
"ما إلي غيره أنا إلي
وما إلو غيري أنا إلو
بقبله بلا ما أحلله
بصراحة بعشقه
ما بقى تسألوا"
لتجده فجأة ينزل على ركبة واحدة ودانا تمسك بيدها علبة على شكل وردة حمراء ليفتح نديم الوردة وهو يناولها لكاميليا .. شهقت كاميليا وهي ترى الخاتم الماس يلمع بشدة مما يدل على ثمنه الغالي جدا
دمعت عيناها من فرط السعادة لتنظر خلفها وسط تصفيق الحضور والتصفير والتصوير وكأنه مشهد رومانسي بفيلم يعرض أمامهم..
لتجد اختها و زوج اختها يشاوروا لها بالقبول فورا بينما امها تدمع عيناها بسعادة وهي تصفق لها وتدعو لها بالسعادة
اخذ نديم يدها وهو يضع الخاتم بأصبعها وهو يقبل يدها بحب منهياً اخر مقطع بالأغنية
"واسمعوا إذا بتسمعوا
حبيبي راسه بيوجعه
واسكتوا بلا كتير حكي
ما بقى تطرحوا
ما بقى تجمعوا"
اخذها نديم من يدها إلى الباب الخلفي للمسرح الحفلة بينما دانا تستكمل باقي الأغنية وسط تصفيق الحضور
"واسمعوا إذا بتسمعوا
حبيبي راسه بيوجعه
واسكتوا بلا كتير حكي
ما بقى تطرحوا
ما بقى تجمعوا
واسمحوا إِذا بتسمحوا
واستحوا ما بقى تجرحوه
لو زعل أنا بصالحه
حبيبي بالقلب صاير مطرحه
شو حلو حبيبي شو حلو
ها القمر شوفو ما أجمله
بس أنا ع بالي دلله
وحياتي ما حدا بقا يزعله"
_______________________
كانت كاميليا تجلس في المقعد الأمامي لسيارة نديم وهي تتنفس بسرعة شديدة وقد تملك كل مشاعر السعادة والمفاجأة والتأثر من كل خلية بجسدها
سألته كاميليا فجأة بعنف :
-نديم انت متأكد انك عايز تتجوزني؟
قاطعها باستغراب :
- كاميليا انا ايه هيجبرني اعمل كل ده لو مش عاوز اتجوزك !
تلعثمت ، وتوقفت للحظة ورفعت خصلة من خصلات شعرها خلف أذنها لتواصل:
-مش هو ده سؤالي يا نديم.. انت بجد عايز تتجوزني؟
قاطعها برقة:
- انا مش عايز غيرك اصلا...
ردت بضعف ، وأبعدت وجهها عنه:
-نديم انت بعد اللي عملته ده انا نفسي اطمن واصدق كل حاجة بتحصلي.. بس برضو مش عايزاك تقولي كلام من ورا قلبك عشان انا مش هسمحلك تلعب بمشاعري ولا انك تكسر قلبي
التفتت تنظر إليه وهي ترى بعينيه صدق مشاعره لتؤكد له بشدة :
-عشان انا اتوجعت اوي بعد موت ابويا وطلاقي
ابتسم وهو ينظر مباشرة إلى وجهها ، ويقابل عينيها ويردد بصوت هامس:
-كاميليا انا بحبك صدقيني.. و انا مش هكسر قلبك ولا هوجعك .. انتي بقيتي غالية عندي اوي
سألته بتوجس:
-بجد يا نديم !
أومأ بثقة:
-طبعا بجد
التمعت عيناها تأثرا قائلة:
- انا مريت بحاجات كتير صعبة من طليقي ومن اهله..
قاطعها نديم بنبرة حاسمة:
- كاميليا انتي نعمة في حياة أي حد وأي حد كان شايف غير كده فهو ناقص ومريض
ليردف بعينان متألقة :
- انا بحبك وهحاول متسعجلش انك تعترفي بمشاعرك عشان اللي مريتي بيه .. بس اللي حابب اقولهولك واكدهولك.. اني عمري ما حبيت في حياتي بنت غيرك..
رفعت عينين حائرتين له وهي تسأله:
- ليه؟؟ ليه مرتبطش ولا خطبت قبل كده.. وليه متتجوزش واحدة انت اول حد في حياتها واول فرحتها واول عيال منها يكونوا منك !
قاطعها بتصميم :
- انا مش فارق معايا كل ده يا كاميليا.. انا حبيتك انتي ولو مش بحبك مش هعمل كل ده عشانك
ليردف نديم وهو يزفر بعمق :
- عارفة انتي لما رفضتي تتخلي عن دانا انا لقيت نفسي بتمسك بيكي .. عارف اني اتسرعت اني اطلب اتجوزك قبل كده وغلطت وقتها وعارف انه مش ذبنك تعوضي حساب قديم ملكيش ذنب فيه .. بس شوفت فيكي اللي اتمنيت يتعملي زمان ... هي كانت غيرك .. كان هيبقى معاها كل الإمكانيات انها تصرف عليا وبابا مكنش هيتخلى عني وهيبعتلي كل مصاريفي .. بس هي مكنتش عايزاني... مكنتش عايزة تربط نفسها بمسؤولية ... كانت بتقول ان دي غلطتها اللي بتتهرب منها .. مش عايزة عيال من ابويا.. غلطتها اللي هي رمتها ل ابويا و قالتله شيل انت ... ربي و كبر واعمل كل حاجة ... انا مستغنية عنه.. انا مش عايزة طفل كل ما ابص في وشه افتكرك
شهقت كاميليا بحزن على ما حدث له .. ليردف بعدها نديم بعينان غاضبة معاتباً اهله دون وجودهم :
- بس هي تخلف عادي !!! تتجوز وتخلف عادي لكن تربي لااا.. تسيبه وتتطلق منه وترميني عشان ابويا كل لحظة يفكرني بيها .. يفكرني بوجعها له
حاولت كاميليا مواساته .. لتتركه يكمل فهي تريد أن تسمعه أكثر :
- عيشت عمري كله اسأل نفسي ذنبي ايه في كل ده.. ذنبي ايه اعيش لوحدي من غير امي سنين طويلة وانا كنت طفل .. عملها ايه الطفل اللي عنده 7 سنين ده !!
ابتسم نديم بضعف :
-ده انا مرة جبت رقمها واتصلت بيها واشتريت خط جديد من ورا ابويا وكلمتها .. كنت فاكرها هتفرح.. هتفرح ان ابنها متمسك بيها وعايزها.. اول ما سمعت صوتي وعرفت أن انا نديم قالتلي معلش انا مش فاضية دلوقتي ورايا حاجات بس !!
قولت معلش يا نديم .. يمكن مش فاضية .. يمكن مشغولة في حاجة.. عدى يوم واتنين لحد ما وصلوا اسبوع .. وانا كل يوم .. كل يوم ابص على الموبايل واستنى مكالمتها ليا .. وهي ولا هنا ... ولا في دماغها
لحد ما حاولت انا اكلمها و ردت عليا بعد كذا محاولة.. لكن يومها قالتلي جملة مش قادر انساها .. جملة خلتني اخاف من اي ست .. اخاف احب اي واحدة.. افكر الف مرة قبل ما احب او اتعلق بحد
إبتسم نديم بألم وهو يقول:
-قالتلي "هو في ايه هو انا مش خلاص خلص موضوعي انا وابوك .. هو انا مش هعيش حياتي بقى "
يا الهي !
شهقت كاميليا بحزن وقبل أن تنطق بحرف كان رده بعنف و غضب :
- دا انا !! انا اللي موقفلها حياتها !
يومها وعدت نفسي اني عمري ما هذل نفسي ولا كرامتي عشان واحدة ... عمري ما هحب ابدا
لينظر بعدها إلى عيناها وقد تحولت نظراته من الالم إلى الرقة :
-بس لما جيتي انتي.. ولقيتك.. لقيت نفسي حبيتك من غير ما احس .. لقيتك مختلفة عن أي واحدة.. لقيتني مش خايف منك ولا خايف تأذيني ولا هتأذي عيالنا زيها..
ابتسمت كاميليا بحزن:
- الطلاق بيدمر .. حتى الاطفال..
عشان كده انا قررت اني مش هتجوز تاني الا حد انا واثقة اني هبقى مطمنة له..
انت مريت بحاجات صعبة قوي مع أهلك ومحدش قدر يفهم مخاوفك وقتها
- عشان كده سارة اختي اقترحت عليا اروح لدكتور عشان احاول افهم كل اللي فات ده... واتأكدت وقتها أن انا بحبك يا كاميليا... وبتمنى يجي الوقت اللي تقوليها واكون قدرت اقنعك بيها فعلا 
شعرت بقلبها يدق بشدة لتهمس قائلة بتوجس:
- نفسي اتطمن واقولك الكلمة دي وانا مش خايفة
قاطعها نديم بضحكة:
-مهما اقولك واعملك على فكرة مش هتطمني ولا هتبقي واثقة فيا..انا عارف دا
ليقترب منها قائلا بنبرة خشنة بجانب أذنها:
-مش هتبقي متطمنة غير لما اخدك في حضنى  في بيتنا
شهقت كاميليا بخجل وهي تبتعد عنه قائلة بحدة مُحذرة اياه :
- نديم اتلم هاااه مش معنى اني اتجوزت قبل كده اني اسمحلك تقرب كده
ضحك نديم وهو يبتعد عنها :
- ايه يا بنتي بتتحولي فجأة كده.. كنتي كيوت من شوية
عقدت ذراعيها قائلة باندفاع:
-ده نظامي عاجبك ؟
رد نديم بسخرية :
-نظامك ايه هو انا بقسط شقة !
- نديم
قهقه نديم وهو يغير الموضوع :
- خلاص هسكت اهو
_____________
لم يكن الأمر عاديًا
‏كما تظنين
‏كنتُ من فرط الحُب
‏أحاول جاهدًا الثبات
‏أمام عينيكِ
‏كنتُ أتآكل من الداخل
‏كلما تضحكين أمام أحد
في اليوم التالي
كان نديم يجلس بجانب والده وأمامه جد كاميليا "رحيم" و والدتها ... فهو قبل أن يتقدم لها اتفق مع جدها من قبل
فكان بجانبه باقة ورد حمراء أنيقة جدا و علبة من الشوكولاتة البيضاء بأفخم الأنواع موضوعة بطبق مفتوح كبير كريستال بوهيمي أصلي مغلفة بطريقة أنيقة لطيفة
وعلب أخرى بها بعض الحلويات بأشكال مختلفة رائعة
تحدث منصور إلى رحيم و صفاء قائلا:
- ها قولتوا ايه ! نديم يتجوز كاميليا !
تنهدت صفاء بحرارة ثم قالت بحزن واضح :
- كاميليا بنتي مفرحتش في جوازتها .. ولا لحقت تفرح بحاجتها زي البنات .. ده يدوب كل اللي قعدتهم في شقتها مع جوزها مكملوش شهرين او تلاتة.. لأن سافر في بداية جوازهم وحصل مشاكل كتير مع اهله وجت عندنا شوية.. يعني يعتبر متجوزتش ..
لتردف بنبرة حاسمة:
- اللي هياخد بنتي ... ياخدها يعوضها عن كل اللي مرت بيه ويفرحها
يا اما تقعد معانا حتى لو العمر كله اكرملها
أومأ الجد قائلا بتأثر:
- انا كان كل منايا في الدنيا ان ربنا يبعتلها حد يخاف عليها ويحميها ويكون سندها من بعدي والاهم من ده كله يصونها ويصون كرامتها..
هتف نديم بثقة:
-وانا اوعدكم اني هعمل كل اللي حضراتكم بتتمنوه لكاميليا وهعمل اكتر كمان
قاطعه جدها بتنبيه :
-يابني لازم تفهم ان الجواز مسؤولية صعبة مبينجحش فيها غير الراجل اللي يقدر يتحملها ويبقى قدها...هو ده اللي بيعدي منها
أومأ نديم بحنان :
- انا اوعدك أن كاميليا هتبقى في عينيا ومش هي بس ... هي و دانا كمان ..واوعدك كمان اني عمري في يوم من الايام ما هكون سبب في وجعها او زعلها
نظرا إلى نديم باطمئنان ... ليرد بعدها والده قائلا:
-ها نقرا الفاتحة بقى
أومأ الجد قائلا:
- ننادي العروسة تقرأ معانا
لتخرج كاميليا وهي تسلم عليهم بابتسامة خجولة ونديم يناولها باقة الورد الحمراء الكبيرة جدا
وخلفها طفلتها لتجلس بينهم و جلس بجانبها شقيقها كمال لتقرأ الفاتحة معهم وسط نظرات نديم الخاطفة لها بابتسامة بينما هي سعيدة.. سعيدة بكل تلك اللحظات التي تمر بها
كانت أمنيتها التي تدعو الله بها دومًا هي العوض، أن يعوضها عن أي وجع عاشته، وعن أي حزنٍ أحتل قلبها، وعن السعادة التي أصبحت نادرة، عن غلق الابواب خلفها واخفاء حزنها عن الآخرين، وعن كل مرة بكت لله واستنجدت به وكانت على يقين أنه أعلم منها بكل خير، عن كل حلم ضاع أمام عينيها، عن كل طريق مشت فيه وحدها، وعافرت بكل طاقتها ولم يكتمل، عن كل مرة تسقط وتقف من جديد ثم تسقط مرة آخرى؛ بينما هي عندها يقين أن الخير قادم، وعن كسرة قلبها من أقرب الناس لها، كانت أمنيتها الوحيدة أن يعوضها الله وينور بصيرتها ويرزقها الخير ويراضيها
______________
بعد مرور يومان
خرجت كاميليا من شقتها وهي ترتدي قميص واسع باللون البرتقالي الفاتح وسروال واسع باللون الابيض وتضع مكياچاً جميلا وتركت شعرها منسدلا بحرية
وفي أثناء ذهابها إلى الشارع التي تركب منه المواصلات .. هو بعيداً عن بيتها قليلاً
فاليوم ذهب طفلتها دانا مع جهاد جارتها إلى الحضانة لأنها كانت متأخرة قليلا.. ليزيد تأخيرها ذلك السمج الندل الذي أوقفها صوته في الشارع الفارغ .. طليقها !
يا إلهي
حمدت ربها ان ابنتها ذهبت مع جهاد جارتها اليوم ولم تأخذها معها
ليسألها متهكما:
- أنتِ هتتجوزي مديرك في الشركة ؟
يتبع....
ولما كان كثير من الأبالسة يظهرون في صورة الإنسان، فليس يليق بالمرء أن يمدّ يده لكلّ يد.
- جلال الدين الرومي
- انتي هتتجوزي مديرك في الشركة ؟
ردت بحدة :
- وانت مالك
اردفت بتساؤل بإستغراب :
-وبعدين عرفت ازاي اصلا ؟
قال بنبرة غيرة واضحة:
-من البيدج بتاعة حضانة بنتك ... حد منزله و الفيديو بتاعك معاه جايب ملابين  المشاهدات.
ثم صفق تصفيقا رتيبا:
- برافو .. ده طلع رومانسي أوي .. زي ابطال الروايات والافلام زي ما كنتي بتقوليلي
زفرت بضيق :
- انت عاوز ايه ؟
رد بتلقائية:
- هتتجوزيه ؟
رفعت ظهر يدها أمامه لتظهر بقوة لتظهر الدبلة التي اشتراها لها نديم عندما تقدم لخطبتها فهتفت قائلة :
- مش شايف الخاتم والدبلة !! و اه هتجوز فيها حاجة ؟
قاطعها بعصبية :
- اه فيها ..
اتسعت حدقتي عيناها بدهشة.. ليردف سامح محاولا استدراجها :
- كاميليا انتي بجد عاوزة تقنعيني وتقنعي نفسك انك قدرتي تتخطي انفصالك عنك.. قدري تنسيني بسهولة كده؟ تنسي اول حب في حياتك اللي اتخطبتيله وانتي لسه في أولى جامعة ... تنسي جوزك اول حد لمسك ... واول حد حضنك .. ببساطة نسيتي كل ده ؟؟
كاميليا بلا مبالاة:
- انت عاوز ايه يا سامح ؟؟
تنهد سامح وأخذ يفكر:
- انا ممكن ارجع لك رغم اللي عملتيه فيا زمان .. بس نرجع عشان بنتنا .. وعشان نربيها سوا ... و اوعدك ان انا مش هعمل اللي عملته قبل كده.. انا بصراحة مش قادر اتخيل فكرة انك ممكن تتجوزي حد غيري
قهقهت كاميليا ضاحكة :
- حضن ايه و اول لمسة ايه اللي انت بتتكلم عليهم !!!
لتردف باشمئزاز:
-يا سامح ده انا كل ما افتكر انك لمستني بكره نفسي وبكرهك اكتر... بستحقر نفسي أنك أنت كنت اول حد ... حضنك اللي بتتكلم عليه ده عمري ما حسيت فيه بالأمان..
لمستك ليا دي نسيتها من يوم ما طلقتني... نسيت اصلا أني اتجوزت..
لتلك الدرجة تكرهه يا الهي !!
انتفض سامح بغضب معترضاً:
- مانا بصراحة كده مش قادر اتخيل ولا اتقبل ان ممكن حد غيري هيمسك ايدك ويحضنك وتتجوزي بعدي كده عادي
اتسعت حدقتي عيناها بلون البحر بصدمة
هذا الرجل كل مرة ينطق بها بحرف يثبت لها أن ربها نجدها منه!
ما هذه الأنانية التي مزروعة به
اللعنة أنه اسوء مما تتخيل
صرخت كاميليا به باندفاع:
- نعم ؟.. مش قادر تتخيل ولا تتقبل اني هتجوز حد بعدك ! و انت تتجوز غيري وتمسك ايديها وتحضنها ده عادي !!
تظلمني وتطلقني ده عادي !!
ده ايه الأنانية والقرف اللي انت فيه ده ... انا ازاي مكنتش شايفاك كده...ازاي كنت عامية كده...ازاي انت كنت ملاك اوي كده في الخطوبة وظهرت حقيقتك البشعة انت واهلك بعد الجواز
همس سامح بتبرير :
- كاميليا انتي السبب .. انتي اللي كذبتي عليا ومكنتيش بتروحي الكلية و...
كزت كاميليا على أسنانها وهي تتمتم :
- انت لسه غبي ... لسه زي مانت .. لسه لسه اناني وغبي
قاطعها باعتراض :
- كاميليا انا مسمحلكيش تغلطي فيا
زمت شفتيها بغضب شديد:
- تسمح ولا متسمحش انا عايزة امشي ... ياريت تغور من قدامي عشان لما بشوفك بتعصب
طلب منها بأدب:
- طب ممكن اشوف بنتي
هزت رأسها بنفي :
- مش هتشوفها ... هي كمان مش عايزاك ... عشان انت متستاهلش تكون اب ... متستاهلهاش اصلا ... ياخي ده من عقاب ربنا لك أن بنتك تقول مش عايزاه من غير ما حد يقولها كلمة عليك.... شوف ربنا عمل ايه !!
لتردف بفخر :
-و شوف ربنا عوضني ازاي ؟
هتجوز واحد مش هقولك أنه ارتبط كتير ببنات قبلي ولا خطب حتى واحدة قبلي ... لا محصلش
ده انا هتجوز واحد مقالش لواحدة قبلي كلمة بحبك !
قاطعها بصوت حازم:
- بتحبيه يا كاميليا !
ردت بتلقائية :
- كلمة بحبه دي شوية عليه ... هو انت مين فهمك يا سامح أن انت الراجل المبهر الواو اللي الواحدة تفضل عايشة على ذكراه ... انا نسيتك من اول شهر !
لتردف بقرف:
-وعن اذنك بقى عشان معليش صوتي واعملك فضايح في الشارع
سامح بتهديد :
- ماشي يا كاميليا بس يكون في علمك لو اتجوزتي أنا أقدر اخدها
هزت كتفيها بلا مبالاة وهي تشاور إلى سيارة أجرة تركبها حتى تصل بسرعة إلى العمل .. فهذا الحقير عطلها:
- متنساش أن ماما موجودة يعني الحضانة بتاعتها هتتنقل لماما..
- ومتنسيش بقى أن انا من حقي ارفع قضية رؤية للبنت واكسبها بسهولة ومن حقي اشوفها
ابتسمت كاميليا قائلة بنبرة شيطانية :
- وماله ارفع...بس انا قصاد ده هرفع عليك قضية نفقة عن اخر سنة مرت وانك مصرفتش جنيه واحد على البنت... معلش انا عارفة أن دي من الحاجات بتوجعك...الفلوس
اهتزت حدقتي سامح بتوتر فهي لعبت على الوتر الصحيح
لتضيف بحرقة:
-مع أن العدل اللي بجد انك تصرف كل جنيه اتصرف عليها...بس هعمل باللي مسموحلي اقدر عليه
- كاميليا على فكرة ده ظلم...انتي كده بتحرميني من بنتي الوحيدة اللي عمري ما هعرف اجيب زيها
- معلش انا ظالمة...
إذا كنت لا تحترم أفكاري وأحلامي و دراستي وتعمل معي على نجاح كل شيء وانك مستعد لدعمي في اكتر الأوقات احتياجا ، فلا تسأل عني ، ولا تجعل نفسك وغدًا في عيني أكثر من ذلك..
عزيزي .. إذا لم تحدق في وجهي قط وتوغلت في أعماقي وأدركت على الفور أنني لست على ما يرام ، فلا تسألني عما يحدث بداخلي على الإطلاق.
إذا لم تكن المنقذ ، الملجأ ، المخبأ السري لأشيائي ، الوسادة الأكثر دفئًا والمنزل الذي يناسبني فقط ... لا تخبرني باسمك.. لا تذكرني بنفسي
يجب أن تختفي من عالمي ومن كل شيء حولي
لتتركه وهي توقف اقرب سيارة أجرة امامها فهو اخرها عن عملها .. فتعالى صوت اغنية "بأمارة مين" لـ فريد
"بقى جاي تقول نفتح باب ليه سنين مقفول
معلش ما فيش في ايدي حلول تنفع ترضيك
بامارة مين افضل هنا حتى دقيقتين
ده ثقيل على قلبك اتنفس هوا بيطير حواليك
لو جاي في رجوع انساني
شوف لك موضوع ثاني
ارجع ليه للي اذاني
وعليّ بإيه
ما تقلبليش في مواجع
وقتك ده خلاص بقى ضائع
مش لاقي قلبي انا في الشارع
على شان ارميه
لو جاي في رجوع انساني
شوف لك موضوع ثاني
ارجع ليه للي اذاني
وعليّ بايه"
________________
دلفت كاميليا إلى مكتبها لتجد أمامها هند واقفة امام باب المكتب ترمقها بنظرات ماكرة هامسة :
- هو انتي فاكرة ان مستر نديم هيتجوزك فعلا؟
ابتسمت كاميليا باستفزاز:
- ميتجوزنيش ليه يا هنود؟
ابتسمت هند وهي ترد بحقد :
- يعني واحد زي مستر نديم ده متجوزش قبل كده .. ف طبيعي يتجوز واحدة متجوزتش قبل كده ومعاها بنت كمان!
ايه يجبره يعمل حاجة زي كده ويشيل مسؤولية مش بتاعته
- اومال يتجوز مين يا حبيبتي؟
اااه واحدة زيك مش كده!
اومأت بتأكيد:
- أيوة انا هبقى لايقة ومناسبة ليه
رمقتها كاميليا من أعلى إلى أسفل متفحصة إياها .. لتهمس بنبرة ساخرة :
- دانا بنتي بقالها فترة بتزن عليا عايزاني اشتريلها حرباية زي بتاعة ربانزل ومش عارفة اجيبهالها منين
أضافت بغمزة عابثة:
- طلعت زميلتي في الشركة و واقفة قدامي كمان بنفسها!
صاحت هند بغيظ:
- انتي قليلة الادب .. انا مش عارفة هو خطبك على ايه اصلا!
هزت كتفيها بتبرير:
- مانتي لو تسلكي بس هتعرفي السبب
حذرتها هند وهي تتركها :
- براحتك متصدقيش كلامي بس اللي زي نديم ده مش هيكمل معاكي في الخطوبة اصلا .. هو آخره معاكي خطوبة بس يوصل لهدفه وبعد كده هيرميكي
ردت كاميليا بصوت عال قليلا :
- متنسيش تحضري فرحنا بقى.. هنعزمك على فكرة
بينما كاميليا شردت قليلا في كلامها .. أيعقل ان يكون نديم بتلك القذارة
تجربتها القاسية جعلتها تشك بأي رجل
أصبحت لا تثق بهم
_____
كانت تتحدث مع شقيقتها في المساء وهي تقص عليها احداث يومها
هتفت كاميليا فجأة :
- هي اه البت هند دي حرباية بس ده مش معناه إني أتجاهل كلامها
- بمعنى ؟
ردت بحذر:
- يعني مينفعش اسمحله انه يقرب مني ولا يستهبل.. لأن فعلا في رجالة لما بتخطب مبتكملش للاخر
شقيقتها بتذمر:
- يا شيخة ارحمي الراجل بقى بهدلتيه معاكي
- لا فاتن دي الحقيقة معظم الرجالة مالهاش امان..عشان كده اضمن حاجة الواحدة تحط حدود لنفسها مينفعش يتعداها
قهقهت ضاحكة:
- شكلك ناوية تطفشيه
هزت كتفها بلا مبالاة:
- لو طفش يبقى هو محبنيش بجد
_________
دلفت (ميادة) زوجة سامح إلى شقة حماتها عندما رأت حذائه أمام الباب..
فقررت أن تأخذه معها إلى شقتهم بالاعلى
رحبت بها (سميحة) شقيقة سامح بفضول :
- اهلا يا حبيبتي كنتي فين كده ؟
تجاهلتها ميادة .. لتنظر إلى زوجها قائلة بتذكر :
- سامح حبيبي .. متنساش تكلم البنت اللي بتيجي تنضف عشان تيجي
شهقت سميحة باعتراض :
- ياختي ايه حكاية البنت اللي بتيجي تنضف اللي بتجيبيها دي !
ثم اردفت بنبرة ساخطة:
-هو انتي على إيدك نقش الحنة واحنا منعرفش؟
ردت ميادة بإستفزاز وهي تستعرض يديها امامها :
- لا يا حبيبتي لسه عاملة باديكير ما أنتِ شايفة
ابتسمت ساخرة وأخبرتها بفخر:
-ياختي ده انا مقدرش اجيب حد .. ده انا بمسك شقتي وشقة حماتي انضفهم لوحدي
ألقت ميادة نظرة فوقية على سميحة ثم جلست بتأفف:
- وحياتك بـ 300 جنيه بجيب مرات البواب اللي جنبنا تيجي تظبطلي شقتي كلها
زفرت سميحة بغيظ:
- اومال لو بتنضفي شقة حماتك بقى !
ياختي ده ايه النسوان الباردة دي.. ده انا بمسك شقة حماتي يومياً كده ايدي في ايدها
أحنت رأسها في أسف ساخر:
-سوري يا حبيبتي انا مش شايفة نفسي خدامة !
لتضيف وهي تهز كتفيها ببساطة:
- لو انتي شايفة نفسك خدامة دي حاجة ترجعلك
صمتت سميحة ولم تجيبها فـ ميادة الوحيدة التي تعرف تخرسها جيداً
لتنظر ميادة إلى زوجها .. هدرت بصوت صارم :
- سااااامح .. هو انا مش منبهة عليك يا حبيبي متنزلش بعد الساعة 8 !
اهتزت حدقتي سامح قائلا بتبرير:
- معلش يا حبيبتي انتي اتأخرتي بس وسميحة اتصلت عليا انزل اقعد معاها لما جت
تأففت ميادة وقالت:
- ما هي على طول سميحة اختك بتيجي ايه الجديد !
هتف سميحة بغضب بها:
- ياختي ده نازل عند أمه هو يعني نازل عند حد غريب ؟
تجاهلتها ميادة وهي تنظر إلى زوجها قائلة بصرامة:
- سامح يلا وكلامنا فوق في شقتنا
أومأ سامح بإيجاب:
- حاضر يلا نطلع
صرخت به سميحة:
- وانت ازاي تسمحلها بكده !
تجاهلوها ولم يرد عليها أحد وما أن خرجوا من باب الشقة.. بينما خرج شقيقها الصغير (سميح) من المطبخ هو و أمها وعندما علمت أن ابنها غادر الشقة تضايقت فهي شبه لا تراه يا الهي !
سامح ابنها وحبيبها لا تراه الا بمواعيد !
لا تحدث ابنها بعد مرور الساعة 8
بسبب زوجته
همست امها بضيق:
- برضو سامح ملحقش يقعد
صاحت سميحة بغيظ:
- ادفع نص عمري واعرف بنت الكلب دي عاملة لاخويا ايه بيسمع كلامها كده ومستحملها!
أجابها سميح شقيقها بنبرة ساخرة:
- ادفع انا بقى عمري كله واعرف جوزك مستحملك ليه !
صرخت به سميحة بغضب مدافعة :
- انت سافل يلا.. انا حتى غلبانة قصاد البت دي.. اللي مستغرباه ان سامح مكنش كده ده كان ممشي كاميليا على العجين متلخبطوش
ابتسم سميح بغموض :
- ده ذنب مراته الاولى ... اقسم بالله كان متجوز ملاك وانتوا مش حاسيين بيها
ارتفع حاجبي أمه بدهشة :
- ملاااك! ولما هي كانت ملاك طلعت عينيها ليه يا حبيبي... كنت بتخليها تكويلك هدومك ليه!!
رد سميح بقوة:
- أيوة بس على الاقل مروحتش اتسبب في طلاقها زي ما ناس كده عملوا !
اتسعت عينا سميحة برعب :
- اسكت متجيبش السيرة دي قدام اخوك متنساش أنه ميعرفش الحقيقة دي
ثم اردفت وهي تتناول هاتفها :
- لما اشوف صور خطيب البت كاميليا.. مش عارفة وقعته ازاي دي!
بحثت عن "نديم" وشاهدت بعض الصور .. فوقعت أمامها صورة صدمتها بشدة !
تهللت أسارير سميحة وكأنها عثرت على كنز:
- انا اتصل على سامح عشان عايزاه ضروري..بس هرن عليه من تليفون أمي عشان الحرباية مراته قال عاملاله ميعاد معين ميكلمناش فيه
رن هاتف سامح بينما كان يجلس بجانب زوجته في غرفة المعيشة يشاهدان التلفاز.. فأمسك الهاتف بتردد.. لتصرخ به ميادة :
- ساااامح
انتفض سامح بزهق:
- والله دي أمي بس بترن يا حبيبتي اشوفها عايزة ايه
صاحت ميادة بعتاب :
- سامح الساعة عدت 8 وانا منبهة عليك متردش على حد فيهم وكمان مش كفاية عديتلك موضوع انك نزلت بعد 8 دي
أجابها زوجها بتبرير :
- والله يا حبيبتي ده سميحة اختي خبطت عليا وفضلت تنادي وترن الجرس
حذرته زوجته :
- ميتكررش تاني يا سامح وعلى الله اعرف انك رديت عليهم ولا نزلت بعد 8
ليرن هاتفه مرة أخرى ..ابتلع ريقه بضيق فعاود التحدث:
- طب ماما بترن تاني
زفرت ميادة بغيظ:
- اقفل تليفونك ده مش وقتهم تلاقيها اختك الصفرا
صاح سامح باعتراض:
- ميادة متقوليش كده على اختي انا مش بسمحلها تقول عنك كلمة وانتي مش موجودة
ابتسمت ميادة بغموض :
- هي متقدرش اصلا تغلط فيّ ولو حاولت انا هوريها شغلها كويس أوي..وبعدين ما دي الحقيقة يا حبيبي ... اختك واخدة الصفار كله لحسابها
لتسأله بتذكر:
- سامح عملتلنا ايه يا حبي في موضوع البنت الحلوة بنتك
رد بحزن:
- مش راضية... بحاول مع جد كامـ
قاطعته بصرامة :
- اياك .. اياك تنطق اسمها...
غمغم سامح بخفوت:
- طليقتي.. حاولت برضو معاه ورفض
زفرت ميادة بضيق :
- لازم تشوف حل ... متنساش اننا مخلفناش بسبب الحادثة اللي حصلتلك وحتى قبلها انت كنت السبب في الاول لما قولت نأجل وبعدها سافرت وكنت لوحدي مع أهلك .. عشان كده نفسي تجيب بنتك من طليقتك دي.. وتعيش معانا و نربيها..
انا مش هقدر اعيش كده لوحدي من غير عيال..نفسي يكون عندي طفل... ومفيش قدامنا حل غير انك تجيب بنتك تعيش معانا ونربيها لأنك مش هتعرف تخلف تاني... او الحل التاني اني اتطلق منك واتجوز واخلف بس انا مش عايزة اعمل كده...انا برضو ميهونش عليا اسيبك يا حبي
طبطب عليها بحزن :
- أن شاء الله يا حبيبتي بنتي توافق تعيش معايا وترجعلي
رفعت نظراتها له هامسة بحقد:
- بس بنتك حلوة اوي خسارة في امها..
اقترب منها سامح هامسا بنبرة رقيقة محاولا تهدئتها :
- هجيبهالك ونربيها سوا
ابتعدت عنه معاتبة إياه بتأنيب :
- انت اللي غبي .. عشان سيبتها و رميتها وبسببك حياتنا باظت.
_____________________
في صباح اليوم التالي
سارت فريدة بثقة و تألق في ممر الشركة.. بينما هند تقف مع محمود تتحدث معه
لتنظر أمامها تسأله :
- مش دي البت فريدة اللي خطيبها ضربها وكاميليا ضربته على دماغه بالجزمة؟
ألقى محمود نظرة على فريدة قائلا:
- أيوة هي ..بس هي بقت سكرتيرة مستر نديم ولا ايه ؟
هتفت هند بغيظ:
- شكلها كده.. اصل بقت هي وكاميليا أصحاب.. البت بقى حظها ضارب اوي .. بقت سكرتيرة نديم مرة واحدة بعد ما كانت في الارشيف
لم تمر ثوان حتى أطلقت (فريدة) صرخة ألم صغيرة عندما سقطت على الأرض وساقها ملتوية أسفلها و حذائها !
يا إلهي! حذائها الجديد قد كُسر
فيما كانت هند تضحك بشدة هي وموظفات أخرى من بعيد .. ولم يهتم أحد بتلك الفتاة البريئة التي تألمت !
يضحكون بكل سخرية فقط
هتفت هند بتكبر وهي تنظر لها:
- المفروض الواحد طالما لبس شوز كعب عالي يجيبها براند كويسة على الأقل !
رمقها محمود بضيق :
- بس يا هند عيب البنت تزعل
فيما كانت الأخرى لا تهتم الا بما حدث لها فهي لم تقدر على النهوض بنفسها ..
ليبتعد عنها هند ومحمود ولكن هند مازالت تضحك بشماتة من بعيد ومحمود محاولا اسكاتها
وما ان سمع فراس صوت همهمات تألم الفتاة فركض مسرعا نحوها فهو أتى إلى الشركة في ذلك الوقت ... ليحاول ان يهدأها هامسا :
-انتى كويسة؟
التمعت عيناها بحزن:
-لأ مش كويسة الشوز بتاعتي اتكسرت
ثم التفتت له ترمقه باتهام قائلة:
- وبعدين انت جاي تضحك عليا زيهم ولا ايه! عشان وقعت
نظر لها فراس بدهشة !
بحق الله هو لم يأتي ليضحك عليها مثلهم !
هو كان نيته مساعدتها.. حسنا سوف يستخدم معها نفس الأسلوب
لم يتحمل ان يكتم ضحكته فضحك بصوت خافت
صاحت فريدة بعصبية :
- انت بتضحك على ايه قليل الذوق صح
اختفت ضحكة فراس بالتدريج وقال بنبرة اجشة اخافت فريدة:
-انتى قولتى ايه؟
فريدة تحاول ان لا تظهر خوفها مثل ما أخبرتها كاميليا سابقاً :
-قليل الذوق
ابتعدت عنه رافضة مساعدتها فلم يعطها فرصة ليقترب هو اكثر، يرفعها من كتفيها لتنهض مرة اخرى وهو يتحدث من بين أسنانه:
-احترمى نفسك لولا انك بنت كنت عرفت شغلي معاكي كويس..وكمان بدل ما تشكريني بتغلطي!
شهقت فريدة بإنكار :
-اشكرك على ايه انت اصلا عملت حاجة.. انا كده كده وقعت
ابتسم فراس بتسلية:
-لا بس كانت وقعة مسخرة
هتفت به بغضب وهي تدفعه بحدة :
- رخم..وسع كده أما اروح مكتبي
اخذ الحذاء الانيق الصغير الملقى على الأرض المكسور لتتسع عيناه يسألها بنبرة ساخرة:
- مقاس 36 !! في قسم الاطفال ده ؟
صرخت مقاطعة :
- وانت مالك اصلا !
وبعدين هو انا كنت سألتك مقاس رجلك كام !
سألها باستفزاز:
- تتوقعي كام ؟
هز كتفيها بلامبالاة:
- معرفش ومش عايزة اعرف
ثم كتفت ذراعيها تردف بضيق:
-وياريت تحل عن دماغي عشان عندي مدير على اخره.. وربنا يستر وميطلبش مني مشواير اعملها في الشركة لحد ما اروح
فأخذت الحذاء المكسور من يده وهي تتجه نحو مكتبها هامسة بحزن:
- ياربي دي كانت لسه جديدة.. اتكسرتي ليه بس
بعد مرور نصف ساعة
كانت تجلس بمكتبها تشعر بالخوف من ان يطلبها مديرها أو يطلب منها أي شيء
يا الهي .. هي وعدت كاميليا بأنها سوف تثبت نفسها في تلك الوظيفة
شعرت بالحزن على حالها فهي لم تكمل اسبوع
ونديم لا يسمع مبررات بالعمل !
انه يأمر فقط بالعمل
فهي لن تقدر أن تمشي بفردة حذاء واحدة.. سوف تصبح أضحوكة مرة أخرى ولكن تلك المرة لجميع من في الشركة
دعت ربها ان تخرج من هذا المأزق بسرعة ولا يطلب منها نديم اي شيء لآخر اليوم..
ولكن كيف ؟
وهي أساسا ببداية اليوم
وأثناء عملها أمام الحاسوب .. وُضع حقيبة أنيقة ورقية داخلها علية أنيقة تنتمي لإحدى ماركات الأحذية الشهرية الغالية الثمن
التي بالطبع لم تقدر يوماً على ثمنهم
رفعت نظراتها إلى فراس بذهول :
- ايه ده !!!
همس فراس بعتاب متجاهلا صدمتها :
- متعرفيش انا دورتلك على مقاس الاطفال بتاعك بصعوبة ازاي .. طلبتهولك Online من الموقع بتاعهم
شهقت فريدة غير مصدقة :
- ايه يا استاذ ده !
انت بأي حقك يا استاذ انت تسمح لنفسك تشتريلي حاجة وكمان حاجة غالية أوي كده
ابتسم بجاذبية:
- مانا مش بشتري اي حاجة..
- وهو انا من بقية اهلك يا استاذ انت !
- لا بس مفيش مانع تبقي منهم.. هتحبيهم اوي
همست من بين أسنانها:
- رخم
كتم فراس ضحكته هامسا بتذكر :
- البسي الشوز عشان منظرك كان فظيع لما مشيتي ب فردة واحدة بس
رمت الحقيبة في يده بقوة :
- ميخصكش ومستحيل ألبس حاجة زي كده اصلا !
فدفعه ذلك للابتسام بسخرية وهو يخرج الحذاء الانيق جدا من العلبة :
- هتلبسيها وهتشوفي
ليردف وهو يلوح بيده :
- وبعدين مش بعد ما قلبت الدنيا على مقاس 36 بتاعك ده !
توسعت عيناها بدهشة:
- ليه يعني انت مش بتلبس 36 !
هز رأسه نفياً:
-هوه ف راجل مقاس رجله 36
ليه ؟ بُرص !
صرخت بغيظ :
-ما تحسن ملافظك يا جدع انت !
انا انا بلبس المقاس ده
رد مدافعاً:
-انا بقول لو راجل..
ليهمس بنبرة خشنة اربكتها :
-لكن لو لـ بنوتة بتبقى حلوة.. زيك كده
تلعثمت فريدة وهي تنظر إلى الجهة الأخرى.. ليسألها فراس بفضول :
- انتي اسمك ايه صحيح !
التفتت لتواجهه وهي تردد بارتباك بنبرة قوية نوعاً ما :
- مايخصكش وياريت تبطل استظرافك ده وتاخد هديتك الغالية دي لأني مبقبلش هدايا من حد ... سوري
- دي مش هدية .. ده عشان الموقف الفظيع اللي وقعتي فيه
قاطعته باعتراض :
- تقوم تجيب البراند دي !! انت عارف تمنه كام.. ده غالي اوي حضرتك
هز كتفيه ببساطة:
- ايه اللي فيها مش فاهم
خرج نديم في ذلك الوقت متدخلا بينهم قائلا بنبرة حازمة:
- فريدة انا ناديتك تدخلي .. مجتيش ليه !
ليلتفت إلى فراس هامسا:
- فراس انت هنا .. طب كويس عشان كنت عايزك
التقط فراس كلمات نديم قائلا بمكر:
- فريدة ! ماشي يا ديدا
اتسعت عيناها بذهول تردد في بلاهة:
- ديدا دي ايه !! انت ازاي تسمح لنفسك تدلعني
رمقه نديم بسخرية :
- لا فراس بيحب يدلع كل الناس كده
ثم التفتت له فريدة بغيظ :
- على نفسه .. ازاي يا استاذ انت تدلعني
صاح نديم بصرامة:
- ديدا !!!!
شهقت فريدة بخجل و عتاب :
- حتى حضرتك .. حتى حضرتك يافندم !
ضحك فراس بينما رمقه نديم بغيظ محاولا تمالك أعصابه:
- يوووه منك لله يا فراس عديتني
ثم أردف برسمية:
- فريدة انتهينا..روحي هاتيلي الريبورت الجديد من مكتب الاستاذ محمد
تلعثمت فريدة بخجل وتوتر:
- معلش يا فندم اصل انا مش هقدر اروح دلوقتي
صرخ بها نديم بحدة :
- نعم !!! هو ده اللي مش هتقدري تروحي !
انتي بتدلعي من اول اسبوع شغل ليكي معايا في منصبك الجديد !
قولي بقى انك حابة ترجعي الارشيف تاني يا استاذة
هزت رأسها بنفي بقوة :
- لالالا يا فندم والله مش قصدي بس يعني
قاطعها نديم بحزم :
- ميهمنيش تفاصيل .. هتروحي ولا اشوف سكرتيرة غيرك تيجي مكانك!
ليتابع فراس الموقف بتسلية وهو يرمقها بمكر ليضع الحذاء أسفل المكتب وهو يحدفه بقدمه تجاهها.
فابتلعت ريقها بتوتر وهي ترتدي الحذاء هامسة بتأكيد:
- هروح يا فندم .. هروح
همس نديم بأمر
- حالا...
بينما الآخر كان ينظر لها بغموض فهو نجح أن يجعلها ترتدي الحذاء دون أي اعتراضات
____________________
تجلس مع شقيقها فهو أتى باكرا من عمله عندما استدعت حضوره باكرا لأمر هام
زفرت سميحة بلوم :
- سامح.. ما تنشف كده وترجع سامح بتاع زمان .. مراتك مش عارفة مالها ممشية الدنيا عندك
قاطعها بغضب:
- مراتي تعمل اللي هي عايزاه يا سميحة..وياريت تفوكك منها وقولي عايزة ايه
تنهدت بحنق:
- كده ماشي .. الحق عليا اني جاية عايزة مصلحتك.. فكرتلك في حل في موضوع بنتك
قاطعها برسمية:
- خير!
هتفت سميحة بحقد :
- دورتلك على صور خطيب البت كاميليا اللي معرفش خطبها على ايه دي كمان ! وهي مطلقة كده ومعاها بنت
زفر سامح بضيق :
- انجزي قولي !
تلعثمت سميحة وهي تجيبه:
- المهم يا سيدي لقيتلك صوره وهو صغير بقى و جبت صور لبنتك وهي معاه.. تخيل شبه مين !
- شبه مين يعني .. ما تقولي يا سميحة
تدخلت أمه في تلك اللحظة وهي تخرج من المطبخ :
- أهدى بس يا سامح واختك هتفهمك
هتفت شقيقته بنبرة كفحيح الأفعى:
- شبه بنتك بالظبط وهو صغير وحتى وهو كبير بنتك اخدة نفس لون عيونه الزرقا.. مش غريبة دي !
شهق سامح بقوة وهو يهتف بصدمة غير مصدقا :
- مش ممكن دي دانا شبهه بالظبط وهو صغير.. ازاي كده
رددت شقيقته بنبرة شيطانية :
- شوفت بقى.. ليه بقى متقولش أن البنت دي تبقى بنته ماهو مش معقول الشبه الرهيب ده صدفة !
دي البنت شبهه هو اكتر منك انت وامها
صاح سامح بانفعال:
- انتي بتقولي ايه ! مش للدرجة!
هتفت أمه (سماح) محاولة إقناعه بحكمة:
- هي مش خانتك قبل كده !
وبعدين ايه اللي يخلي واحدة زي كاميليا تشتغل في شركة زي دي كبيرة كده !
الا لو هي بقى مظبطة الدنيا كويس..
اومأت سميحة موافقة امها :
-وايه يخلي واحد زي نديم المهدي يخطب واحدة زيها ويتمسك بيها ويعمل مفاجآت وحاجات الا لو هي ماسكة عليه حاجة زي البنت مثلا
- مش للدرجة دي يا جماعة
ذكرته سميحة بحدة :
- هو انا قبل كده مش اثبتلك انها خاينة وبتلعب من وراك !
يمكن هو ده اللي كانت بتخونك معاه
يتبع...
قمة النضج أن تضع نفسك فى أعلى مرتبة... عندها تدرك أن اللوم والنقاش والضجيج والحساسية المفرطة؛ تَحرمك من كل الطاقة الإيجابية التى حولك، إلا إذا ابتعدت عن كل شئ سلبى يستنزفها
احتدت عيناه بظلام قائلا:
- ده لو كده انا هطربقها على دماغهم !
هزت شقيقته رأسها قائلة بحسم:
- ما احنا برضو بالذوق نطلب منهم تحليل DNA
ردت امه بنبرة شيطانية :
-والله بقى وافقت زي الشاطرة وأثبتت براءتها خير وبركة
موافقتش تبقى هي اللي جابته لنفسها !
سميحة بابتسامة صفراء :
-وساعتها بقى انا هقولك ازاي تطربقها على دماغهم كلهم
صرخ سامح بوعيد :
- وحياة امها ما هسيبها لو طلعت مش بنتي !
هفضحها وهبهدلها.. وتبقى توريني بقى هتتجوزه ازاي
وكعادته لم يتغير !
يصدق شقيقته و أمه ويأخذ كلامهم وكأنه قرآن !
يصدقهم بشدة
يتركهم يخربوا حياته ويدمرها بحجة أنهم يحبونه
بحق الله هو لم يتغير
لم يتغير ابدا .. حتى بعد ما حدث وحرمانه من الإنجاب
بينما كانت أخته ووالدته ينظران إلى بعضهما البعض بالخبث والمكر
لقد حققوا ما أرادوا
ابنة كاميليا مثلها بالتأكيد .. سامح سيحبها أكثر منهم
لا يريدون أيًا منها
لو كانت صبيا!
لو كانت ولدا لأخذوه منها
إنها عادة قديمة فهم يحبون الأولاد أكثر
حتى أنها سمعت أن كاميليا كانت تعلمها في حضانة باهظة الثمن
وسوف تتعلم منذ صغرها
بينما والدته تخاف على مال ابنها
إنها في الأساس ضد تعليم الفتيات
ابنتها سميحة لم تكمل تعليمها.. فقد وصلت إلى المرحلة الثانوي التجاري الفني فقط
ورفضت امها تعليمها أو دخولها اي معهد أو كلية
بينما أكمل سامح وسميح تعليمهما الجامعي حتى النهاية, كلاهما حصل على درجة البكالوريوس
_____________
في صباح اليوم التالي
رن جرس البيت لتفتح كاميليا الباب فكانت دانا مع جارتها جهاد تلعب مع أطفالها..
فوجدت سامح أمامها لتزفر بغيظ وكره :
- عايز ايه انت ايه معندكش دم ولا كرامة... انت ملكش بنات عندنا قولنا...
ما أن سمعت أمها صوت كاميليا العال لتتجه نحو الباب
رد سامح بنبرة ساخطة :
- مش لما تكون بنتي الاول !
- نعم؟
استغل سامح ذهول كلا من كاميليا و امها ليدخل إلى الشقة وهو يغلق الباب خلفه
نظر سامح الى صفاء قائلا :
- معلش اصل حماتي متعرفش اللي فيها ! ولا الحقيقة
صرخت به كاميليا بغضب :
- حقيقة ايه يا متخلف انت
رد سامح بتمالك اعصاب :
- بلاش تغلطي عشان انا ماسك نفسي بالعافية من اني امد ايدي عليكي
كاميليا بشراسة:
- متقدرش اصلا .... كنت اقطعهالك
صاحت امها بضيق :
- انت ايه اللي بتقوله ده يا سامح ! ايه الهبل ده مش بنتك ازاي ... ده اتهام جديد لبنتي كمان ؟
ابتسم سامح بشيطنة وهو يناولها هاتفه:
- بس اتهام بدليل قوي .. شوفي حضرتك الصورة وانتي تتأكدي
- صورة ايه
صرخ بهم بغضب :
- صورة البيه خطيب بنتك وبنتها دانا ... الاتنين شبه بعض بالمللي ... دي البنت شبهه اكتر مني انا و كاميليا
لم تعطيه صفاء اهتمام
فصرخت به كاميليا وهي تأخذ الهاتف من امها وتناوله لسامح بعنف :
- انت تخرس خالص ... انت كل مرة بتفاجئني اكرهك ازاي اكتر .. كل مرة بتتكلم بتخليني استحقرك
ابتسم سامح باشمئزاز:
- مين فينا اللي يستحقر مين !!
طردته بقرف :
- امشي يا سامح ... بعد اذنك كفاية كده مفيش حد في البيت
همس سامح بصرامة:
- انا عايز اعمل تحليل للبنت أتأكد أن انا ابوها ولا هو
هزت كاميليا رأسها بنفي بقوة :
- انت ازاي بالحقارة دي !!! ازاي انت كده ؟؟؟
هو في ناس كده !
في ناس بالظلم والجبروت بتاعك انت واهلك
لتجده يطالعها بنظرات باردة مظلمة...
فصرخت به بحدة :
- عايز تتأكد من البنت !!!
اللي زيك يتأكد ليه؟؟؟؟
اللي زيك اصلا مينفعش يبقى اب ولا يستاهل
ده انت حرمانك من الخلفة نجاة مش بس عقاب
زفر سامح ببرود:
- كاميليا اسمعي الكلام وهاتي البنت ونروح نعملها تحليل
صاحت امها باعتراض :
- انت تخرس خاااالص ... حفيدتي مش هنعرضها لموقف زي كده معاك يا حيوان ولا تفرقلنا اصلا..
لتفتح كاميليا الباب معلنة إنهاء الحديث بينهم :
- بررررره ... اطلع بره حالا
هز رأسه بتفهم قائلا بوعيد قبل أن يخرج :
- والله ما هسكت ...
ليلتفت إلى صفاء قائلا بنبرة شيطانية :
- لو انتي هتسكتي على كلام بنتك انا مش هسكت
- بني ادم مقرف
بعد أن خرج سامح.. التفتت كاميليا إلى امها قائلة بنبرة باكية ضعيفة تشكو لها:
- شايفة يا ماما سامح .. شايفة وصلت بيه الحقارة ل ايه يتهمني بكده كمان !!
صاحت امها بوجع غير مصدقة:
- حسبي الله ونعم الوكيل فيه...هيحصله ايه اكتر من اللي حصله بس
- اللي حصله ده ولا هزه اصلا ولا غيره
هي بعد صدمتها كانت متوقعة الخذلان من اي شخص
ولكن ليس بتلك الحقارة والجبروت
أيعقل أن تصل به الدرجة من الحقارة إلى هذا الحد !
حسناً هي كانت تتوقع الخذلان من الجميع حتي لا تقتلها الصدمة عند وقوعها !
_______________
دلف سامح إلى مكتب منصور والد نديم.. قائلا بنبرة غامضة:
- سامح.. طليق كاميليا وخطيبة ابنك حالياً
نظر له منصور بفضول :
- أيوة كنت عايزني في حاجة !
- والله يا باشا انا ما كنت هجيلك لولا أني حسيت انك مخدوع زيي
سأله باستغراب :
- مخدوع زيك ازاي يعني !!
ناوله سامح الهاتف وهو يفتح الصور أمامه:
- شوف حضرتك كده الأول الصورتين دول .. وابن حضرتك في سن بنتي .. قصدي اللي مش متأكد انها بنتي وركز في ملامحهم
جلس الرجل على مقعده وهو يرمق سامح والهاتف بنظرات ثابتة .. هو لاحظ أيضا الشبه لكن نديم في ذلك العمر كان يشبه الطفلة بشدة... ولكن هذا شيء أسعده
هو لم يشك في ذلك إطلاقاً
من هذا الرجل الغريب الذي يصدق كلام تافه لا معنى له من الصحة
ليرفع رأسه وهو يناوله هاتفه قائلا بجدية:
- مش حقيقي
اتسعت حدقتي سامح بصدمة :
- نعم ؟
- اللي انت بتقوله ده مش حقيقي ... تخاريف
ابني مين ده اللي يعمل حاجة زي كده
نديم عمره في حياته ما يعمل كده
نديم راجل متربي...هو اصلا مش محتاج يعمل حاجة حرام ولا غلط
هو لو عايز يتجوز في لحظة يشاور وكل حاجة تتعمله
صاح سامح بنبرة متأثرة..فخططته باتت بالفشل:
- انا برضو كنت مصدوم زيك ومش مصدق... بس اتاكدت بنفسي خصوصا أن انا طلقت كاميليا بسبب انها خانتني !!
واخيرا عرفت خانتني مع مين
- خانتك !
- أيوة يا باشمهندس منصور...
ليقص عليه سريعاً ما حدث منها :
هز كتفه بلا مبالاة:
- والله برضو دي حاجة تخص ابني وهو خاطب بنت محترمة ... المهم التخاريف بتاعتك دي متهمنيش ومتشغلنيش وياريت تتفضل عشان عندي Meeting مهم
- هااه
هتف منصور بصرامة :
- اتفضل بره يا استاذ وقتك خلص
ليضيف بعدها بتذكر :
- اه قبل ما انسى... معظم الأطفال وهما صغيرين بيكونوا شبه بعض ... ده مش سبب تشك فيه بنسب بنتك...وبعدين ابني عرفها ازاي .. ابني لسه عارف كاميليا من كام شهر بس !
البنت عندها 4 سنين اصلا
________
بعد مرور عدة ساعات
ذهب منصور إلى شركة ابنه وبالتحديد مكتب نديم وطلب من السكرتيرة عدم السماح لدخول اي شخص عليهم واغلق الباب خلفهم
همس منصور بضيق:
- طليق كاميليا كان عندي و وراني صورة بيقول فيها أن دانا شبهك وان انت ابوها وان كاميليا طلقها عشان خانته
صاح نديم بغضب محاولا الدفاع عن كاميليا : 
ـ بابا... الكلام ده هبل مش حقيقي !!!
قطع والده كلامه بحدة يهتف به:
ـ انا واثق فيك وكذبته... لكن مش واثق فيها هي !!
بيقول خانته
اشتدت ملامحه بضيق واضح .. بينما تكورت قبضته بغضب:
ـ بابا..
قاطعه والده بصراخ:
ـ أنا مش عايز أسمع كلام فارغ
وخبط على المكتب بعنف:
 ـ كنت بقعد اقولك اتجوز يا حبيبي ... امتى هفرح بك، لكن مش لدرجة تروح تتجوز واحدة اتطلقت عشان هي خاينة
هتف نديم بقوة محاولاً الدفاع عنها:
ـ بابا... كاميليا مش كده
قاطعه والده:
ـ ذنبها إيه الطفلة اللي بينهم اللي دمروا حياتها !
ذنبها ايه الطفلة .. ذنبها ايه حياتها تتدمر بسببهم .. وكمان بيشك في نسبها هي حصلت!
صرخ به نديم وقد فلت غضبه:
ـ بلاش تتكلم انت عن ظلم الاطفال
ـ قصدك إيه
- قصدي ان انت كمان دمرتني .. دمرتني زمان ولسه عايز تدمرني دلوقتي ! مش مصدق كاميليا.. ومصدق حتة واحد واطي
قاطعه والده بذهول:
- انا ؟؟؟ انا اللي دمرتك ؟ ده جزاتي!
ده انا اللي ربيت بعد ما أمك ر...
قاطعه بانفعال :
- رميتني... عااارف عارف ان امي رميتني.. بقالك 23 سنة بتقول نفس الجملة انت ايه مبتزهقش !
مصعبتش عليك في مرة !
كنت بتعاقبني زي الناس الغريبة
بتعاقب ابنك.. ولا كنت عايز ترميني زيها
ياريتك رميتني كلامك المؤذي ليا من صغري
هي على الأقل ظلمتني مرة ... لكن انت كنت بتظلمني كل مرة
توسعت عينا منصور بذهول وهو يهتف بعتاب:
- انا يا نديم ؟ انا يابني ؟
هتف نديم بعنف:
- انا تعبت .. تعبت من كل حاجة ... حتى كاميليا اللي معملتلكش حاجة شكيت فيها شكيت انها واحدة خاينة !!!
لم يلتفت منصور إلى حزن ابنه وواصل اتهامه له:
- طليقها قالي انها خانته وطلقها عشان كده...
- قسما بالله انا حبيت كاميليا عشان هي واحدة محافظة على نفسها كويس اوي .. ده انا خطيبها ومش بتخليني حتى امسك ايديها !
سخر والده بعنف:
- ما يمكن...
صاح نديم بانفعال :
- لااا شك في أي حد زي ما انت عايز لكن الا كاميليا...كاميليا مفيش واحدة زيها ولا هي بالحقارة دي.. يا بابا ده واحد بيشك في نسب بنته لمجرد صورة واحد شبهها وهو طفل  .. هو في هبل للدرجة دي !
في حد غبي وحقير اوي كده!
ما معظم الأطفال شبه بعض وهما صغيرين
وحتى لو انا اللي كنت بخونه مثلا
هعرفها منين .. الكلام ده ما ٤ سنين..انا لسه عارف كاميليا بقالي يدوب كام شهر
صمت والده للحظات.. ثم قال:
- ما أنا قولتله الكلام ده
- اومال في ايه بقى ؟
- انا بس خوفت عليك .. خوفت أن كاميليا دي تكون فعلا خانت جوزها وسابته وتعمل فيك كده..
- لا متقلقش ... كاميليا مش كده يا بابا...و ياريت الكلام ده ينتهي هنا..عشان لو طلع بره كاميليا عمرها ما هتكمل معايا وكده هبقى خسرتها للأبد ولو خسرتها يبقى تنسى اني ممكن اتجوز حد غيرها
- لا يا نديم .. انا عمري ما هروح اقولها الكلام ده يابني مستحيل
___________
جلس إلى جانبها على مقعد الصالون فهو أتى إليها بعد حديثه مع والده..خاصة أنها لم تأتي للعمل اليوم...فهو سمح لها اليوم بإجازة عندها سمع صوتها كأنه مرهق .. فحاول التحدث معها مرة أخرى فوجدها تبكي.. ليأتي لها سريعاً
- كاميليا ممكن تهدي بقى عشان نشوف هنتصرف ازاي
- انا زعلانة أوي..هو ازاي يشك فيّ كده ... ازاي اصلا يشك في حاجة زي كده
نديم برقة محاولا تهدئتها:
- طب اهدي بس يا حبيبتي..
كانت قد توقفت عن البكاء قليلا :
- مش قادرة اصدق أنه بيتهمني تاني اني خونته
رد بإستغراب متذكرا:
- انا مقصدش بس ... هو سامح بيتهمك انك خونتيه.. هو ليه قال كده
قاطعته بغضب :
- كذاااب ... ده بني ادم واطي وكذاب .. انت مش عارف عمل فيا ايه هو واخته وأمه
لتقص عليه كل ما حدث لها من طليقها وعائلته:
- ده مش راجل يا كاميليا ... اوعي تزعلي ولا تضايقي ده مش راجل اللي يعمل كده ... ما يروح يتأكد في 100 حل .. كان ممكن يروح الجامعة ويتأكد من زمايلك من الدكاترة نفسهم... أي حل الا كده
صاحت بغيظ :
- دمرولي حياتي منهم لله .. العيلة كلها قرف هو و اخته سميحة وأخوه سميح وأمه سماح
اتسعت عينا نديم بدهشة :
- سامح وسميح وسميحة وسماح !
ليردف باستنكار ساخر:
-ده ايه العيلة اللي اسمها عكس نيتها دي !
قهقت كاميليا ضاحكة بشدة
فابتسم نديم برقة :
- أيوة كده اضحكي .. و انسي .. صدقيني يا كاميليا كل اللي فات ده خلاص راح .. ورا ضهرك
أشاحت بوجهها وقد عادت دموعها تتدفق بغزارة فوق وجنتيها عندما تذكرت ما قاله لها:
- طب هعمل ايه دلوقتي .. ده بيهددني يتأكد ومش هيسكت...واللي هيجنني أنه في نفس الوقت قال ايه عايز يشوفها لو طلعت بنته
نديم من بين أسنانه :
- انا مش عارف الحيوان ده عايز ايه تاني .. بصي هو في حل انا عارف يا حبيبتي انك هترفضي وتضايقي بس متبصيلهاش كده .. بصيلها أنك بتخرسيه هو وعيلته كلهم و نقطع لسان سامح ده عشان يغور بعيد عننا
هزت رأسها باستنكار:
- حل ايه ؟؟؟ قصدك التحليل !
نعمل تحليل لسامح !! انت بتهزر..
نديم بإصرار:
- لا يا كاميليا... انا كده كده ميفرقش معايا في حاجة قسماً بالله... بس انا كل اللي فارق معايا انتي .. عايزك تاخدي حقك منهم كلهم وانتي زي ما انتي مش عاملة حاجة غلط.. عايز نحط آخر نقطة في حوار سامح ده عشان نخلص منه .. وقتها سامح ده ما هيقدر يتعرضلك تاني لانه شك فيكي بطريقة بشعة... ولأني هعمل حاجة اخليه يتكتم خالص وهو وقتها اللي هيترجى يشوف بنته وهيندم على كل حرف قاله
اعتصر قلبها بأنين:
- بكرهه بكرهه أوي نفسي تحصله اي حاجة بجد.. اي حاجة تخرسه وتبعده عني.. انا بقيت خايفة
وعدها برقة:
- متخافيش ابدا طول مانا جنبك ومعاكي.. المهم نخلص من حوار التحليل ده وبعدين نحدد ميعاد فرحنا
أخفضت عينيها بتردد وهمست:
ـ تفتكر اللي هنعمله ده صح
يتبع...
- صدقيني كده احسن .. وانا جنبك و مفيش اي حاجة هتضايقك تاني ابدا
ضغط على يدها برقة بعد أن همس بتلك الجملة.. بينما كاميليا سحبت يداها بسرعة بشكل غريزي.. فتقبل هذا منها هو يعلم مدى خوفها من الرجال وعدم ثقتها بهم بعد تجربتها المؤلمة مع طليقها
همس نديم بحرج :
- كاميليا انا مش هضغط عليكِ في أي حاجة ومش مستني منك حاجة ولو في حد بيقولك هو خاطبك عشان حاجة يبقى كذاب اوعي تصدقيه
رمقته بخجل ونظرات مضطربة:
- نديم.. انا
قاطعها بهدوء :
- انا مش عايز منك غير أن كل ده يعدي وكل ده ميفرقش معايا حتى لو هيبقى فيه حدود عاملاها زي كده
_____________
اليوم كانت نتيجة تحليل الـ DNA
يقف سامح وبجانبه أمه وأخته وعلى الناحية المقابلة نديم و والده و كاميليا وأمها.. ليخرج الطبيب وهو يعطيهم النتيجة التي تثبت نسب أبوة (سامح) لـ (دانا) .. شعرت سميحة وسماح بالدماء تغلي في رأسهم فخططهم باتت بفشل ليحاولوا قلب الطاولة عليهم
لتشير أمه على كاميليا باشمئزاز:
- سامح انت هتسيب بنتك تربيها دي !!
لا لا يا حبيبي لازم ناخد البنت منها..
أضافت اخته على كلام امها المتناقض لما فعلوه بنبرة كفحيح الأفعى :
-متنساش برضو انك طلقتها ليه قبل كده.. لو هي نسيت فكرها
اتسعت عينا كاميليا بصدمة غير مصدقة وقاحة اخته و أمه.. وما ادهشها حقا استسلام طليقها لكلامهم.. يصدقهم الغبي الاحمق بشدة
يصدق كذبهم وتدميرهم لحياته
انتفضت على صوت طليقها "سامح" يصرخ بين الناس بمنتهى الوقاحة والحقارة:
- انا مش هسكت وهاخد بنتي منك يا كاميليا.. مانا هسيب بنتي تتربى مع واحدة فاجرة زيك
يا الهي !!
وصلت به الحقارة ليسبها ! يشتمها في وسط الناس بالمعمل !
امام أهلها !
بحق الله هي كانت زوجته بيوم... كانت تنام بحضنه في يوم من الايام أليس كذلك ؟
كانت عرضه ... حتى طفلتها
لم يفكر في طفلتهم
تكرهه تقسم انها تكرهه بشدة...
- معقول انت الشخص اللي كنت بأمنله على نفسي !!
انت اللي وعدت بابا تعيشني ملكة وتحافظ عليا.. ازاي مكنتش شايفة انك حيوان اوي كده..
وقبل أن تفتح فمها مرة أخرى للتحدث والدفاع عن نفسها...
سمعت صوت لكمة قوية ضربت فك سامح فسقط أرضا وهو يشعر بالدوار ونظر مشدوهاً إلى نديم الذي أخذ يدلك قبضته قائلا بزفرة مرتاحة :
- تصدق يلا كان نفسي اعمل فيك كده من اول ما عرفت اللي عملته في كاميليا وبنتك..
رأت غير مصدقة نديم يمسك بتلابيب قميص سامح وقد حوله الغضب إلى وحش مخيف لم تره منه من قبل .. قال بصوت أشبه بالرعد :
- هو انا مش حذرتك قبل كده متقربش من كاميليا تاني ... ولا لازم تضرب واتعامل معاك بنفس قلة ادبك عشان هي دي اللي تنفع مع الاشكال الواطية اللي زيك
صرخ سامح كالنساء مستنجدا بأمه :
- الحقيني يا ماما
هتف نديم بنبرة ساخطة :
- الحقيني يا ماما ! متصالح أوي سامح مع نفسه
فاقتربت منه اخته و أمه بخوف عليه :
- يا ضنايا انت كويس يا حبيبي.. منه لله عمل فيك ايه وريني
اقتربت سميحة شقيقة سامح من نديم مهددة اياه تحاول أخذ شقيقها من يده : 
- انت ازاي تمد ايدك على اخويا يا همجي انت
صاح نديم من بين أسنانه بتحذير مخيف :
- بت انا ساكتلك بس عشان عمري ما مديت ايدي على واحدة ست بس قسما بالله لو اتحشرتي ما بينا لاخليكي تندمي
ابتعدت سميحة وامها بخوف بعيدا ليتركا سامح مع نديم .. فهدر نديم وهو يلكمه مرة أخرى بعنف قائلا بغضب مكتوم:
- دي كانت مرااااتك ... عارف يعني ايه مراتك.. ازاي تغلط فيه يا حقير
مسح سامح الدماء بكم قميصه وهو يحاول الابتعاد بلا فائدة ويقول لاهثاً:
- مراتي دي اللي خانتني !
صرخ به نديم بغيظ:
- خانتك ايه يا غبي...هو انت قفشتها مع واحد !
دخلت البيت لقيتها بتكلم واحد!
لقيت محادثة مع حد !
كان فيه شهود شافوها مع حد؟
هز رأسه بنفي :
- لا بس مراحتش الكلية لمدة أسبوع
ليعاود نديم الأسئلة بعنف :
- روحت انت الكلية تدور وراها ؟؟ روحت سألت زمايلها؟
بلاش دي
روحت للدكاترة بنفسك تسألهم؟
كان ممكن جدا تراجع الكاميرات وتعرف انها بتحضر
بس انت عشان غبي وبتصدق اي حد
حاول سامح التخلص منه وهو يصرخ بتأكيد:
- بس اختي وجوزها اثبتولي
أظلمت عينا نديم إلى اللون الازرق الداكن.. فلا فائدة إذ بسامح يطير عبر الطرقة ليصطدم بمنضدة ويسقط ما عليها بدوي قوي .. بعد ان لكمه نديم بقبضته غير قادر على السيطرة على غضبه .. تفجرت الدماء من أنف سامح بينما هدر صوت نديم :
- هنعتبر ان اختك و جوزها كلامهم صح
مراحتش الكلية وراحت لأمها.. في برضو حد يطلق مراته عشان مراحتش الكلية و راحت عند امها حتى!
فين ام الخيانة في الموضوع!
مفيش حد يطلق عشان السبب ده اصلا.. مراتك خانتك تجيب اثباتات بكده
صرخت سميحة وهي تركض نحو نديم تهدده:
- انا مش هسكت انا هطلبلك النجدة على اللي عملته في اخويا
ليعلو ضحك نديم باستمتاع تام ولا يستطيع إنهاء ضحكاته قائلا بسخرية :
- نجدة ايه اللي تطلبيها يا بت !
أردف بصرامة مخيفة:
-ده انا ابيتك انتي واخوكي وعيلتك كلها القسم وما اخليكو تخرجوا منه إلا بمزاجي
رد منصور متدخلا في تلك اللحظة قائلا:
- انتي متعرفيش احنا بنشتغل مع مين .. تحت ايدينا اكبر محاميين في البلد..
ليتحدث نديم وهو ما زال يضحك باستمتاع:
-انا بقول تروحي بس تطلبي الإسعاف تودي اخوكي المستشفى يتعالج من العلقة اللي خدها دي
نهض سامح وهو يدلك فكه ويمسح الدماء من كمه صائحا:
- الحقيني يا مااامااا انا بنزف كتير
نظر نديم إلى والدة كاميليا قائلا بسخرية :
- قسما بالله يا حماتي انتي كنتي مناسبة مرا !
أمه مخلفة بنتين ماشاء الله
لتصرخ سميحة باستفزاز قائلة :
- وانت عادي عندك تتجوز واحدة زي دي ... دي حتى مطلقة !
رد نديم باستنكار :
- ايه يعني مطلقة.. هي أول ولا اخر واحدة تتطلق !
لا عملت حاجة عيب ولا حرام .. حلال ربنا ومحصلش نصيب وكويس أنه محصلش نصيب عشان يبقى قدري اتجوزها انا..
صاح سامح بغيظ بتهديد :
- بس انا مش هسكت وهاخد بنتي منكم والله ما هسكت
عاد نديم يمسك بقميص سامح وقد بدا عليه الإجرام: 
- انت متقدرش تعمل حاجة عارف ليه ؟
عشان انت اصلا ملكش شخصية.. ماشي ورا امك واختك هما اللي ممشيينك لامؤاخذة
إنتفض سامح فزعاً من أن يضربه نديم مرة اخرى، لكن نديم ربت على كتفه بضربات قوية كادت تخلع كتفه قائلا بتهديد:
- يلا يا حبيبي خلي امك واختك يودوك المستشفى .. متنساش بس تاخد الرضعة
ومتقولش كلام انت مش قده عشان ملعبش في عداد عمرك
ليردف بزمجرة خشنة:
-وقسما بالله لو قربت من كاميليا ولا دانا ولا حاولت تتهمها بأي حاجة تاني هوديك في ستين داهية ولا هيهمني حد ... انا ممكن اخليك تروح القسم زي ما اختك اقترحت بس هما بقى ضربهم غيري ... دول مجرمين مبيرحموش
ليهتف مرة أخيرة بنبرة شيطانية وهو يركله بمعدته بعنف:
- كاميليا خط احمر ... لو حاولت تقول عنها كلمة تاني ممكن أخفيك من على وش الدنيا ولا حد يعرف
تركه نديم فصرخ سامح والتفت إلى أمه و شقيقته يطلب مساعدتهم وهو يصرخ بألم
__________
كان العاملين بالمعمل يشاهدوا الموقف دون التدخل فمنعهم منصور بعدم تدخل اي حد وانها مسألة عائلية لا تخص أحد
بينما تسمر كلا من منصور وصفاء وكاميليا في مكانهم..يتابع منصور الموقف بتشفي فسامح خدعه وكذب عليه .. صحيح أنه تصرف مع سامح بطريقة صحيحة وأحرجه ولكن بينه وبين نفسه شعر بالذنب فهو شك في الفتاة البريئة
اليوم علم أنها كانت مع شخص حقير لا يستحق
فسامح وأهله لأول مرة يغيروا لمنصور المهدي نظرته في السيدات مطلقات وان هناك كثير منهن وقعوا بالظلم مع أشباه رجال وأهل معدومي الضمير
بينما صفاء وكاميليا يشعران بالسعادة والأمان
لترد كاميليا بألم :
- ليه يقولوا عني كده ! شافوا مني ايه وحش.. ليه يقولوا كلام محصلش و يشوهوا صورتي قدامك انت و باباك
لتلتفت الى سماح وسميحة قائلة:
- شوفتوا مني ايه وحش يخليكم تعملوا كده؟؟ اذيتكم في ايه؟؟؟ انتوا ايه مش خايفين من ربنا...مش خايفين من عقابه
بس الحق مش عليكم الحق على اللي كنت فاكراه راجل... الحق على اللي اديته دهبي كله يبيعه عشان عايز يسافر... على اللي امنتله على نفسي .. اللي بسببه ضاع مني سنين في عمري... نفسي اعرف شوفت مني ايه وحش؟؟؟ عملتلك ايه يخليك تشك فيا كده
فلم يهتم أحد بكلامها ولا يتأثروا ابدا
هتف نديم بشراسة:
- ولا يفرق معانا يا كاميليا .. كل ده تحت رجلك ... ارمي كلامهم تحت رجلك أو في الزبالة عشان ده تمامهم
خرج صوته عالي بفخر:
- اقسم بالله يا كاميليا انتي جوهرة حقيقية... حاجة كده نضيفة مكنتيش شبهه.. ولا شبه الناس دي ولا يستاهلوكي
شعرت كاميليا لاول مرة بأنها محظوظة جدا .. هناك رجل يدافع عنها ويمدحها .. رجل واي رجل !
رجلها هي .. خطيبها و زوجها المستقبلي
ابتسمت كاميليا وهي تصدق كلامه
أردف نديم هامسا بحنان :
- اياكي تزعلي ولا تعيطي بسبب دول !
كاميليا مينفعش تخافي ولا تتكسري ولا دموعك دي تنزل بسبب ناس واطية زي دي..
اوعي تخافي ولا تسمحيلهم يهزوكي..واصلا أنتِ مش محتاجة كده لأن انا هفضل طول عمري جنبك وفي ضهرك
وافقته بهزة بسيطة من رأسها وهي تبتسم بتشفي في سامح
فاقترب نديم منهم ليأخذهم بعيداً وطلب منصور من السيدة صفاء توصيلها معه مع السائق ليتركا كاميليا ونديم معاً، فهم اليوم سوف يخرجان سويا ليشتروا بعض الاشياء لمنزلهم الجديد
دلفا كلا من نديم وكاميليا مطعم انيق جدا مكون من دورين.. لتجلس معه في الدور العلوي.. فكان المكان فارغ من الاعلى من الزبائن.. بينما هي كانت ترتدي بنطال چينز ضيق من الخصر ومتسع من الباقي وبلوزة بيضاء واسعة من الأكمام وحذاء كعب عال باللون الاسود.. بينما شعرها الاسود مفرود بنعومة
فاقترب نديم منها واحتضن خصرها ثم مال ليقبل خدها الناعم... فلم تكتمل القبلة !
فهي قد سحبت نفسها بسرعة منه.. قبل أن يقبلها
وقبل أن تبتعد عنه .. لفها بين يديه ليحكم محاصرتها بجسده حتى لا تستطيع الهرب وقال محذرا لها:
-نتجوز بس وتبقي تعملي الحركة دي
ردت كاميليا وهي تحاول الفكاك منه:
-هتعمل ايه؟
ابتسم نديم بعبث قائلا بغموض :
-هقولك وقتها
فتململت في وقفتهم تلك .. ليتركها وهو يسحب المقعد لكي تجلس أمام الطاولة هامسا بجدية :
- المهم دلوقتي عايزين نخلص كل حاجة عشان ورانا حاجات كتير عايزين نعملها بسرعة عشان فرحنا هيبقى كمان شهر ونص بالظبط
اتسعت عيناها بدهشة غير مصدقة:
- ازاي بس .. انا لسه ملحقتش اجيب حاجة
زفر نديم بضيق:
- حاجات ايه اللي هتتجاب بس ! انا مش هخليكي تشيلي هم حاجة خالص .. والله ما عايز منك حاجة صدقيني.. الڤيلا بتاعتي تعتبر كانت جاهزة كتشطيب .. بس فاضل تتفرش واشتري الحاجات اللي ناقصة وكل ده هنختاره سوا واللي مش هيعجبك نغيره
هزت رأسها باعتراض قاطع:
- نديم.. مش هينفع لأ
اقترب منهم النادل وهو يضع اطباق الطعام والمشروبات .. وبعد أن تركهم
قال نديم محذرا لها بنبرة حاسمة :
- كاميليا كفاية اعتراضات بقى وسيبيلي نفسك الشهر ونص دول.. انتي مش مطلوب منك تجيبي حاجة... انا عارف الجوازة التانية أحياناً بيكون فيها خساير عشان كده انا مش محتاج منك حاجة .. انا كل اللي محتاجه منك دلوقتي بس حاجة واحدة انك تنزلي مع فاتن اختك او ممكن تشوفي سارة اختي حسب ما انتي عايزة.. وتشتري الحاجات اللي ناقصاكي انتي.. حاجاتك الشخصية كلها بقى دي مش هقولك انا هجيبهالك لا اشتريها على ذوقك.. هتروحي مكان معين تشتري كل اللي نفسك فيه..
اتسعت عينا كاميليا غير مصدقة .. وقبل أن تفتح فمها لتعترض او تقول شيء
أردف بعدها بتذكر:
- بكرة هنروح البنك سوا هديكي الكريدت بتاعتي تصرفي منه براحتك واغلى واحسن حاجة تجيبيها ملكيش دعوة بأي حاجة
همست بخجل :
- نديم.. ده كتير اوي عليا
ابتسم نديم بحنان :
- مفيش حاجة كتير عليكي... انتي تستاهلي الغالي كله...وبعدين انا مش هعمل حاجة زيادة ..كاميليا انا اتربيت أن الراجل يجيب كل حاجة والبنت مش مطلوب منها اصلا تساعد ولا الكلام ده..
ليردف بنبرة خشنة :
- الراجل في عيلتنا بيبقى عارف ان الجواز كله عليه
أومأت كاميليا مذهولة:
- ياريت الكل بيفكر زيك...بس للأسف المعظم مش كده..لما نزلت مصر عرفت ان البنت لازم تساعد الراجل بحاجات اكتر منه كمان ... ولقيت ان في جوازات بتبوظ بسبب أن الراجل عايزها تجيب حاجات اكتر او عايزها تجيب نوع معين من الغسالة أو حاجة زيادة
هز رأسه بنفي:
- اللي بيطمع الست تجيبله بزيادة ده مش راجل...عشان هي مش مجبرة أساساً تساعده...هي بتساعده مش فرض عليه...شرعا البنت مش من حقها تجيب معلقة حتى..هو مطلوب منه يفرش بيته بالكامل بس احنا للأسف معظمنا مش ماشيين بيه... وفوق كل ده بيخافوا يمضوا على قايمة يعني هتساعدك يابني وكمان مش حافظ حقها
- عندك حق... اللي بيخاف ده بيبقى عارف أنه هيبيع..
قال نديم متذكرا :
- سيبك انتي من كل الكلام ده ونرجع لموضوعنا بالنسبة بقى لـ Makeup ,
perfumes ,Skin & Hair&Body care 
كل الحاجات العناية الشخصية دي انا طلبت اجيبهالك من كندا خليت جوز اختي يجيبلي كل حاجة من هناك من الاستور الأساسي من هناك وفي حاجات هطلبهالك من مصر برضو بس من Seller's معينين
هزت رأسها باستغراب :
- نديم ده كتير اوي بجد.. ليه كل التعب ده
ابتسم نديم ببساطة:
- انا مش عايز يبقى ناقصك اي حاجة.. ولا تشيلي هم حاجة وانا موجود
كاميليا بسعادة :
- ربنا يخليك ليا
- ويخليكي ليا يا حبيبتي
صمتت كاميليا وهي تتذكر ما فعله نديم منذ وقت قليل بسامح .. لم تستطع مقاومة سعادتها بما فعله بسامح ... لتهتف بنبرة شماتة :
- انت مش متخيل انت شفيت غليلي من الزفت طليقي ده ازاي..
لتقطب حاجبيها بضيق:
-انا خوفت اوي لما شوفت اهله.. افتكرت كل حاجة عملوها فيا.. مش قادرة اصدق وصلت بيه الحقارة أنه يشتمني !
اردفت بألم متذكرة :
- رجعت لوقت صعب اوي اوي في حياتي.. رجعت لوقت حسيت اني كنت بموت وان الموت كان ارحم من اللي عملوا فيا.. لما شوفت النهاردة وسمعت كلامه واستسلامه لأهله .. كنت بقول معقولة دا الإنسان اللي كان بيتمنالي الرضا.. ده اللي فضل يقنع في اهلي عشان يخطبني وانا صغيرة !
هو ده اللي كان بيقول انه بيحبني !
قاطعها نديم بهدوء :
-خلاص بقى انسيهم ... طالما الحب مكنش كافي لإنجاح و إكمال الجواز يبقى مكنش حب أو كان حب عاجز
شهقت كاميليا بحزن :
-معقولة هو نفسه اللي كان بيعيط عشاني لما كنت تعبانة واحنا مخطوبين ... هو نفسه اللي كان من غير ما أقوله انا زعلانة كان يحس بيا.. ازاي يتقلب ويبقى بالقسوة و الجحود ده.. ليه عمل فيا كده هو واهله منهم لله
همس نديم بإصرار :
- انسي كل حاجة..انسي عشان نفسك ركزي في حاجات نفسك تعمليها كان ممكن بالعلاقة دي متقدريش تعمليها متضيعيش عمرك في اللي فات واللي جاي هيكون احلي وأحنا مع بعض طول مانتي حابة يكون كده وارمي الماضي ولا ضهرك
ابتسمت كاميليا بحرج فهو يفعل لها اشياء رائعة ويحاول تعويضها عن كل ما مرت به :
- انا اسفة يا نديم ... انا اسفة اني بصدعك بمشاكلي وكل ده..
قاطعها بصدق:
- كاميليا انتي تقولي كل اللي جواكي..وانا هفضل على طول اسمعك متتأسفيش ابدا
أردف مغيرا الموضوع:
-بس ممكن ناكل بقى عشان الاكل هيبرد
ابتسمت وهي تتناول معه العشاء
____________
دلف نديم إلى المنزل ليجد والده بانتظاره.. فطلب منه الحديث معه وتحجج نديم أنه يريد الذهاب الى غرفته لينام
والده أوقفه قائلا باعتذار:
- انا اسف يا نديم يابني.. عارف اني ظلمتك وانت صغير وانت مكنش ليك اي ذنب...وكمان شكيت في خطيبتك
نديم باستنكار :
- اسف !!
رد والده بألم :
- نديم انا كنت خايف عليك بس ... زي ما أمك اذتك انا كمان اتأذيت منها يابني.. دي بوظتلي حياتي و ظلمتني.. انا عارف ان مكنش ليك ذنب في كل اللي حصل
صاح نديم بغضب:
- وشكك فيها كانت هي السبب !!!
شكيت في واحدة بريئة .. كان ذنبها ايه ..  شوفت منها ايه يخليك كارهها.. فوق يا بابا هي مش امي
خفض بصره قائلا بندم:
- انا طالب منك تديني فرصة تسامحني على شكي فيها .. انا لما شوفت طليقها الحقير ده النهاردة وهو بيقول كده عنها مكنتش اعرف ان في رجالة زبالة كده
رد نديم بإصرار:
- صدقني يا بابا كاميليا كويسة واتظلمت وبكرة لما تعرفها اكتر هتعرف انها بنت كويسة جدا
قاطعه والده :
- عشان كده انا عايزك تسامحني و متزعلش مني اني كنت رافض في الاول جوازكم
نديم من بين أسنانه :
- لو كنت انت فكرت تدي نفسك فرصة تشوفها كويس متبقاش كارهها وخلاص
- حاضر بس انت متزعلش مني يا نديم
- مش هزعل منك لو انت اديت نفسك فرصة تحب كاميليا وبنتها وتقرب منهم
- حاضر يابني
___________
في اليوم التالي
اخذها نديم بعد مشوارهم في البنك...إلى فراس
وبالتحديد في مكتبه المؤقت بشركة والده ليتحدثوا معه عن شيء ما
سأله نديم بتذكر :
- فراس انت معاك كارنيه نقابة هنا في مصر مش كده؟؟
- اه معايا متقلقش
قال وهو يجلس وبجانبه كاميليا أمام مكتب فراس:
- تمام...دلوقتي انا معايا صورة من تحليل الـ DNA زي ما اتفقت معاك واتهامه لكاميليا للتشكيك في نسب بنته... و معايا فيديو لسامح وهو بيغلط في كاميليا في المعمل ده وريتهولك... وهتاخد من كاميليا صور اثباتات من مصاريف الحضانة والنادي ومصاريف البنت
نظرت لهم كاميليا بعدم فهم قائلة:
- انتوا هتعملوا ايه؟؟؟
رد فراس عليها قائلا:
- هنرفع على طليقك قضية... لا بصراحة مش قضية واحدة...دول أربعة...اولا قضية تعويض عن الأضرار النفسية لما شك في نسب بنته وطلب تحليل إثبات نسب وانتي الحمدلله عملتيه وكسبتيه, ثانيا بقى قضية سب وقذف لما غلط فيكي في المعمل وكان فيه شهود وكاميرا بتصور في المكان نفسه, ثالثاً بقى قضية نفقة عن اخر سنة مرت و ده اللي تقدري تاخديه بس مسموحلك اخر سنة مش اكتر, رابعا بقى نفقة شهرية بمصاريف بنتك وطبعا انتي مدخلاها حضانة انترناشيونال غالية واي مصاريف خاصة بيها ونشوف بقى هو هيقدر يصرف على بنته في نفس المستوى اللي انتي معيشاها فيه ولا لا
شهقت غير مصدقة:
- ماشاء الله، ايه قنبلة القواضي اللي هتترفع على سامح دي
نظر فراس الى نديم بفخر :
- البركة في نديم هو اللي فكر و جه سألني وانا قولتله يعمل ايه بالظبط..
 ليردف فراس مستكملا حديثه قائلا:
- على فكرة قضية التعويض عن الأضرار النفسية وقضية السب والقذف احنا ممكن نخلي القاضي لو المحامي شاطر زيي كده يحكم لك بتعويض كبير جدا مبلغ يحسر طليقك.. واتفرجي بقى على جزء من حقك وهو بيرجع
رمقته كاميليا بإعجاب وامتنان شديد:
- انت فكرت في كل ده يا نديم
همس نديم بنبرة حاسمة:
- عشان يندم على كل حرف نطقه عليكي...مش انا وعدتك...وانت يا فراس سرع في كل الإجراءات دي...
ابتسمت كاميليا برقة:
- ربنا يخليك ليا
- ويخليكي ليا يا حبيبتي
ليضيف بعدها بتذكر:
- صحيح يا فراس هو لو مدفعش ؟
- هيترمي في السجن طبعا
- ياريت دي اقل عقاب له..
سأل فراس بدهشة:
- هو اسمه سامح سماحة؟
- أيوة
هتف نديم بنبرة ساخطة:
- دول مش عيلة السماح خالص دول المفروض يكون اسمهم عيلة التماسيح
قهقه فراس وكاميليا بالضحكات :
- عندك حق والله
- بجد والله المفروض يبقى كده..دول عيلة أسماءهم عكس فعلهم... وابوهم اسمه سماحة كمان !!!
________
بعد مرور أيام
دلف سامح إلى شقة أمه وعلى وجهه اثار ضرب نديم له ليهمس بتعب:
- وصلني محضر على الشركة اللي بشتغل فيها بيبلغوني ان مرفوع عليا 4 قواضي
شهقت أمه بصدمة:
- يلهوي ليه كل ده؟؟؟
بدون أن ينظر لها تمتم:
- كاميليا رافعاهم عليا عشان قولتلهم أن من حقي اشوف بنتي وعشان الزفت التحليل اللي طلبته منها
- يا مصيبتي... متقلقش يا ضنايا ... نقوملك محامي وان شاء الله هتكسبها
صرخ برعب :
- دي عايزة ترميني في السجن يا ماما
ليضيف بعدها بسخرية:
- يا ماما ده فيهم قضية بيقول تعويض عن الأضرار النفسية ...ايه الأضرار النفسية دي أن شاء الله!
- ربنا ينصرك عليها يا قلب امك
________
بعد مرور شهر
كانت تجلس معه بالسيارة بعد أن طلبت مقابلته بأمر ضروري جدا..فطلب لهم كوبان طويلان من البلاستيك بهم قهوة تركية
هتفت كاميليا بتردد ممزوج بخوف :
- نديم انا مش عايزة اتجوز انا خايفة
اتسعت عينا نديم الزرقاء قائلا بذهول :
- مش عايزة ايه ؟؟؟
ده احنا حجزنا كل حاجة خلاص.. الفستان وخلص وفاضل كام بروفة أخيرة له.. والقاعة واتحجزت والڤيلا اللي هنسكن فيها واتفرشت معظمها فاضل بس الستاير تتركب وشوية حاجات بسيطة تتفرش.. والبدلة بتاعتي حتى خلصت وشبه جاهزة.. ده حتى الفندق اللي هنجهز فيه اتحجز وكل حاجة اتفقنا عليه.. حتى فساتين كتب الكتاب والحنة اللي هيكونوا قبل الفرح بيومين جاهزين
شهقت بخوف:
- ياربي ... ده فاضل اسبوعين على الفرح !!
لمعت عينيه ضاحكاً رغماً عنه من أفعالها مخبراً اياها:
-مالك بقى يا عروسة خايفة ليه!
قطبت حاجبيها بحيرة هامسة:
-انا حاسة اني في دوامة مش بأذي فيها غير نفسي..و مابتخلصش..
كل ما بتتفتح بيبقى كأن الجرح لسه جديد.
و نفسي ادعي ربنا ياخد ذاكرتي علشان ابطل اخاف من اللي جاي واتخيل سيناريوهات وحشة ممكن تحصلي أو اشك في الناس
اتسعت عيناه بدهشة :
- تاني يا كاميليا .. اطمنك ازاي تاني !
تنهدت وقالت بتردد:
-انا حاسة اني مش عايزة ارتبط تاني ابدا.. حاسة ان أنا عايزة أفضل لوحدي
من غير وجع دماغ ومن غير وجع قلب ومن غير تساؤلات مين كويس و هيفضل كويس
و مين وحش و عمره ماهيتغير
عقد يديه على صدره ورفع حاجب واحد وهو يتابع كلامها باهتمام
أضافت كاميليا بتوتر وجدية وهي ترتشف من كوب القهوة البلاستيك الذي بيدها :
-انا معنديش المقدرة على اني أسامح نفسي لو حد خذلني تاني
و عايزة أتعلم أعيش لنفسي و لدايرتي الصغيرة اهلي اللي حبوني بجد و خلاص.. انا مش هستحمل خذلان جديد.
رفع حاجبيه بدهشة
حسنا هو تلك المرة لن يقل لها أي شيء .. وكلام هي لا تريد اي كلام الآن..
هو يعلم مخاوفها و رعبها من التجربة التانية
اخرج من جيب بنطاله بطاقة ورقة مناولا إياها هامسا :
- ده بقى Gift Voucher مدفوع (قسيمة هدايا)
لـ Spa مشهور هنا كويس جداً..هتروحي هناك.. وتقدري تعملي Invitation (دعوة) كمان لـ اتنين معاكي
تعملي بقى اي حاجة بقى محتاجاها هناك .. تنضيف بشرة،حمام مغربي،جاكوزي، مساج ، باديكير، والحاجات دي كلها.. اي اي حاجة عايزة تعمليها براحتك .. هو فيه عدد غير محدود باشتراك سنوي تقدري تستخدمي كل المميزات وبعد الجواز برضو عشان لما تحبي تروحي على طول
شهقت بمفاجأة قائلة بسعادة :
-هخلي سارة تروح معايا وفاتن
- لأ سارة عاملة اشتراك هناك.. شوفي حد من صحابك
ابتسمت كاميليا بفرح :
- نديم أنت ولا ابطال الروايات
- سيبيلي نفسك خالص وانا اوعدك اني هفرحك فرحة تنسيكي إن انتي كنت في يوم زعلانة قبل كده
تنهدت بنعومة ... ليقترب منها قائلا بعبث:
- طب ايه ؟
كاميليا باستغراب :
- ايه ؟
همس بتلاعب وهو يغمز لها :
- هتفضلي منشفاها كده
هددته بالمشروب الذي بيدها لتسكبه عليه هامسة بشراسة:
- تحب اخليهالك مبلولة حالا !
هز رأسه بنفي معترضا وهو يرجع مكانه يبتعد عنها :
- لالا خلاص بهزر يا مجنونة
هزت كتفيها ببساطة :
- اصبر كلها اسبوعين ونتجوز
زفر بضيق :
- ماهو ده اللي مصبرني بقى..
ردت بصوت عال قليلًا محذرة إياه:
-نديم.. اوعى تفكر عشان انا مطلقة يبقى
إجابتها اغاظته فقال بتصميم:
- شوفي انا بقى هتجوزك مخصوص عشان اخليكي تخرسي و تبطلي تقولي ام الجُملة دي
قهقهت كاميليا ضاحكة .. ليردف من بين اسنانه :
- عشان تبقى مراتي انا بقى ومسمعش كلمة مطلقة دي تاني...
_______
امام احدى اشهر المراكز الصحية للتجميل والعناية يقدم كل ما يخص الصحة والجمال
صاحت فاتن بسعادة :
- خطيب اختي اللي مدلعنا والله..
همست فريدة بذهول :
- كاميليا ده انا سمعت واحدة بتقول اقل حاجة بتتعمل هنا بمبلغ وقدره
هتفت فاتن بتكبر :
- الصرف باين يا ولاد
ضحكت كاميليا قائلة بتأكيد:
- لا بس بجد الواحد حاسس انه اتدلع كده ايه الروقان ده..وايه المساچ الرهيب المريح للأعصاب ده
أشادت فاتن بإعجاب :
- ده انا كنت بعمل جلسة تنضيف بشرة بـ 500 جنيه وكنت فاكرة مروقة نفسي ومبكلمش حد بعدها ومفيش في جمالي.. الواحد حاسس انه بينور هنا
ابتسمت كاميليا بامتنان :
- انا مش مصدقة بجد نديم بيعملي حاجات كل مرة يفاجئني بيها... تخيلوا ده عمل لـ دانا اوضة لوحدها جميلة مليانة لعب و جايبلها تلاجة صغيرة في أوضتها مليانة شوكولاتات بيضا من اغلى الأنواع
ضحكت بخفوت :
- ياختي بس تخفي على الراجل شوية.. دلعيه كده
كاميليا بشرود :
- نديم حنين أوي..انا مكنتش اعرف انه بيحبني اوي كده
- بذمتك مبتحسيش كده انك وقعتي وعايزة تعترفيله بحبك
ابتسمت كاميليا بارتباك :
- اكيد طبعا يا فاتن مانا مش تلاجة يعني.. بس انا بختبره بشوف هو فعلا بيحبني ولا لأ.. بخاف يمد ايده عليا ولا يعمل فيا زي سامح
صرخت فاتن بغيظ:
- يا ستي ماتجبيش ام السيرة الـزفت دي بقى.. سامج ايه و قرف ايه بس... الواد ده سيرته بتعصبني ... والله انا اللي مريحني ان نديم رنه علقة يستاهلها مع اني كان نفسي يجيب اخته الصفرا من شعرها وأمه الحرباية معاها
قهقت فريدة ضاحكة :
- يخرب عقلك يا فاتن
فاتن بتمني :
- بجد سيرة الواد ده بتعصبني... اشوفه بيولع يا شيخة هو وعيلته كلها
ردت بحزن:
- نديم بجد مختلف وطيب .. يمكن الخوف اللي بيحاصرني ده بسبب الزفت سامح بس اكيد هيروح مع الوقت بسبب كل اللي بيعمله نديم عشاني
لتردف كاميليا بابتسامة :
-ربنا  دايما  بيبعت  ناس  حلوة  تنسينا  الناس  الوحشة
- اتصلي يا بنتي بالراجل طيب شوفيه أتأخر ليه كان عايزنا
رفعت كاميليا هاتفها لتتصل بفراس وبعد دقائق وجدته أمامها :
- ايه كل ده تأخير
نظر كلا من فراس وفريدة إلى بعضهم البعض ليقطب جبينه باستغراب يسألها :
- انتي تعرفي كاميليا وفاتن ؟
ابتسمت كاميليا:
- احنا اصحاب من فترة كده
- اول مرة اعرف
لاحظت فاتن نظرات فراس الغريبة إلى فريدة لتطرقع أصابعها بتنبيه :
-فراس نحن هنا
تنحنح فراس بحرج .. ليهمس إلى فريدة قائلا :
- حلوة الصدفة دي يا ديدا
صاحت فريدة بغيظ :
- ايه ديدا دي !! هو انت من بقيت اهلي عشان تقولي ديدا وتدلعني
غمز لها بعبث :
- ما قولتلك ممكن ابقى منهم بس انتي اللي طنشتي
نظرت كلا من كاميليا وفاتن إلى بعضهم :
- هو في ايه.. انتوا تعرفوا بعض !
دافعت فريدة بسرعة :
- انا معرفوش غير أنه المحامي اللي شغال مع مستر منصور
ليردف بتلاعب :
- ده انتي سألتي عني بقى وعرفتي اني محامي وكده؟
شهقت مدافعة بقهر :
- لا طبعا اسأل عنك بتاع ايه
ابتسم بجدية :
- عموما انا ابقى المستشار القانوني في كندا لكن قاعد هنا في مصر شوية
اتسعت عينا الفتاة بذهول :
- ماشاء الله .. كندا بجد !
- أيوة بجد
نظرت الشقيقتين إلى بعضهم وهم يتمنوا أن فراس وفريدة يحدث بينهم خطوة وتساعدهم على ذلك .. فـ فراس شاب جيد.. لتهمس بعدها كاميليا :
- فراس صح كنت عايزني في حاجة
التفت فراس إليها بتذكر :
- اه كنت عايزك عشان هتمضي على شوية اوراق انتي وطنط صفاء بخصوص نقل حضانة دانا لوالدتك
- ياااه كنت ناسية الحوار ده
ابتسم قائلا:
- نديم منسيش وبعتني ليكي نخلص كل حاجة سوا
- نديم مهتم بكل حاجة
أومأ بتأكيد :
- نديم راجل فعلا .. انا اه كنت خايف منه في الاول بس اثبت انه راجل وبيحبك يا كاميليا
ليضيف متذكرا:
- صحيح خلاص القاضي حكم في القواضي بتاعتك وانتي كسبتيهم وسامح دلوقتي مش قدامه اي حل غير أنه يدفع عشان ميترميش في السجن
شهقت كاميليا بسعادة غير مصدقة , فباركوا لها على نجاح القضايا المرفوعة:
- الف مبروك يا كاميليا
- الله يبارك فيكم وشكرا بجد يا فراس على تعبك في كل حاجة
- ينفع توصل فريدة في الطريق معانا عشان متروحش لوحدها
ردت بخجل:
- لا يا كاميليا انا همشي انا
ردت فاتن بتصميم :
- لا هتيجي معانا طبعا .. ولا رأيك فراس
- مفيش مانع طبعا
وبالفعل استقل الثلاث فتيات سيارة مع فراس كان قد أجرها خلال مدة إقامته بمصر وقامت كاميليا وفاتن بالجلوس بالمقعد الخلفي بحجة إنهاء بعض الاشياء سويا على الهاتف .. وفريدة تجلس بالمقعد الامامي
ليسألها فراس بعبث وهو يتفحصها:
- بس هو انتي فيكي حاجة متغيرة .. محلوة النهاردة كده
احمرت وجنتيها خجلا.. لتردف بعدها برسمية:
- لا بقولك ايه انا ممكن انزل حالا
تدخلت كاميليا بسرعة قائلة:
- بيهزر يا بنتي هو فراس كده متاخديش على كلامه
رمقته فريدة بغيظ :
- ياريت تبص قدامك وتتحرك
رمقها بتلاعب قائلا:
- كنت ببص على المراية على فكرة
همست من بين اسنانها:
- في واحدة تانية جنبك على فكرة
ضحك فراس وهو يتحرك بالسيارة
______
في شقة "سماحة"
همست سماح بتساؤل:
- مالك يا سامح؟
تجهم وجهه قائلا:
- القضايا اللي مرفوعة عليا القاضي حكم فيها خلاص...ولازم ادفع والا هتحبس
صاحت أمه و ميادة :
- ازاي ده ... ده ظلم منهم لله
همس بندم بتنهيدة طويلة:
- كله بسبب الزفت التحليل اللي طلبته...فتحوا عليا طاقة جهنم.. تعويض بمبالغ كبيرة...وكله بسبب المحامي اللي مقومينه... المحامي بتاعها شاطر أوي يا ماما .. مش زي اللي انا جايبه .. خسرني القضايا وفوق كل ده عايز مبلغ وقدره
تجهمت ملامحها بحزن:
- طب أهدى بس يا سامح يا حبيبي .. متقلقش هتتحل يابني
- أهدى ازاي يا امي ... بقولك يا اما ادفع يا اتحبس
ده غير الهانم طالبة نفقة سنة مجمدة عن اخر سنة مرت.. ونفقة شهرية جديدة بكل مصاريف بنتها لا ومدخلاها 
ليضيف بغيظ:
- ما هي برضو شغالة في شركة كبيرة ... تلاقيها بتقبض أقل حاجة 10 آلاف ولا 12 ألف على مصاريف من ورث باباها أو معاشه واكيد امها وجدها بيساعدوها.. لكن انا هقدر على كل المصاريف دي ازاي !!
زفرت بحقد:
-نادي و حضانة بالشيء الفولاني لعيلة عندها 4 سنين !! ليه أن شاء الله... ما تقعدها في البيت.. بلاها تعليم اصلا
صاح سامح بحزن واعين دامعة :
- كل اللي بيحصلي ده عشان قولتلهم من حقي ارفع قضية رؤية اشوف بنتي... يارب انت عارف اني عبدك المظلوم يارب
صرخت أمه بخوف باكية:
- هاتلي حق ابني يارب...منهم لله
متزعلش نفسك يا قلب امك...
- المشكلة ان شغلي في مصر غير بره مصر والحادثة اللي عملتها دي خسرتني كتير اوي ... كان فيه مبلغ كده فاضل في البنك هسحبه وممكن ابيع محل من المحلين اللي بأجرهم
شهقت ميادة بصدمة:
- هتبيع المحل؟ خسارة...دول بيدخلولك مبلغ كويس مع شغلك
- هعمل ايه بس مفيش حل غير كده
هتفت أمه بنبرة غامضة:
- لا فيه حل كمان
ميادة تبيع دهبها ... انت كنت جايبلها شبكة كبيرة والدهب دلوقتي زاد
تجهمت ملامح ميادة بصدمة :
- نعم؟؟
لتهمس أمه بنبرة خبث:
- زي ما مراته الاولانية باعت دهبها عشان يسافر بيهم
_______
في شقة سميحة "شقيقة سامح"
دلفت إلى شقتها وهي تسأل زوجها باستغراب :
- مالك يا عبدالله ؟ العيال قالولي انك رجعت بدري من الشغل... خير في حاجة؟
- اتخانقت معاهم ومشيت
رفعت حاجبيها باستهجان:
- يووووه يا عبدالله ... ازاي تعمل كده... ده احنا ما صدقنا ياخويا تلاقي شغلانة بعد ما اترفدت من الجامعة
كز على أسنانه:
- وانا اترفدت ليه ؟؟ لبسوني قضية تخليس ظلم... زي ما ظلمت كاميليا بالظبط... بعد ما كنت موظف في الجامعة ومالي مركزي... بقيت دلوقتي حتة واحد صغير شغال في مطعم بمسك شغلهم وطالع عيني وكل واحد فيهم يتنطط عليا
قلبت سميحة شفتها بامتعاض:
- يوووه يا عبدالله هو اللي هنعيده هنزيده؟ انت ايه مش بتنسى
هز رأسه قائلا بألم:
- لا مش بنسى...ولا هنسى...كل ما مدير المكان يفضل يزعق و يشتم ويتنطط عليا اقول تستاهل يا عبدالله...انت كان في ايدك نعمة كبيرة... تستاهل مستحمل قرف المدير واللي شغالين هناك عشان تعرف تفتح بيت...عشان تبقى راجل فاتح بيتك... طالع عيني عشانك انتي والولاد ومستحمل...
كل ما افتكر نظرات كاميليا ليا وهي بتقولي مش مسامحاك عشان متأكدة انك انت اللي اتدخلت والسبب...كل ما افتكر اللي عملناه فيها يا سميحة بكره نفسي وبستحقرها...انا مش قادر استحمل اللي انا فيه يا سميحة...
انا ندمت على اللي عملناه في كاميليا... ندمت ومش قادر استحمل اشيل الذنب ده كتير
اترفدت من شغلي بفضيحة قضية تخليس واستخراج بيانات طلبة خاصة...بس كانوا ظلم...زميلي عمل حركات غير قانونية ولبسهالي انا، ومعرفتش اشتغل بسببهم في أي مكان كويس طول الوقت ده...واتمرمطت بقالي سنة ونص متمرمط من شغل لشغل لحد ما لقيت شغلانة في مطعم...حتة كاشير ماسك الحسابات وكل ما زمايلي يقعوا في غلطة أو المدير يحب يطلع اي غلطة يخصملي...والاقي في اخر الشهر المرتب مش كبير.. بس كل ما يحصل كده اقول ده حق كاميليا...ذنبها...ذنب ظلمي ليها... ذنب كاميليا اللي روحت جبت لسامح ورق غياب وحضور يثبت أنها مكنتش بتروح الكلية لمدة أسبوع ! ده أنا حقير اوي..
اهتزت سميحة بارتباك:
- انت مظلمتهاش يا عبدالله...هو انت اللي روحت قولتله طلقها ولا اضربها ؟
صرخ بها بعنف :
- بس انا اللي اديته السبب...السبب اللي يدبحها به...اديته السبب القوي...وبسببك انتي...ياريتني ما سمعت كلامك
هزت رأسها تخبط على يديها بتعجب:
- ممكن كفاية بقى...كفاية كلام عن الموضوع ده... وعلى فكرة عادي يعني ربنا هيسامح
هز رأسه بنفي :
- الظلم ظلمات يوم القيامة، وكل شيء ربنا ممكن يغفره ويسامح فيه إلا حق العباد وبالذات الظلم والقهر...لحد ما العبد نفسه يسامح ويغفر...
عشان كده انا قررت اني اعمل اللي كان لازم يتعمل من زمان...
لينهض من مكانه قائلا بنبرة حاسمة:
-انا هقول لسامح كل حاجة عملناها والحقيقة كاملة
صرخت سميحة برعب:
- لاااا...لا يا عبدالله... اخويا لو عرف مش هيسامحني انا وامي...
هز رأسه بتصميم :
- انا مش عارف انام...مش عارف احط راسي على المخدة وانام كويس..من يوم ما حصلي الوقعة دي في شغلي وقربت من ربنا بعدها وعرفت أن كل ساق سيسقى بما سقى وان جرح القلوب والظلم مش سهل وربنا مش هيسامح فيه... وانا مش عارف انام كويس..وانا حياتي كلها بايظة
اختلست نظرة ساخرة له:
- ما انا بعرف انام عادي
صرخ بها بغضب :
- عشان لسه متوجعتيش...لسه دورك مجاش... انتي ازاي كده يا سميحة
- انت مكبر الموضوع اوي
تركها واتجه نحو الباب قائلا:
- انا خارج دلوقتي و رايح لاخوكي وهقوله كل حاجة حصلت
ركضت لتقف أمام الباب تمنعه قائلة بتهديد:
- لو خرجت يا عبدالله وروحت لاخويا تقوله... ترمي عليا يمين الطلاق قبلها...تطلقني الاول يا عبدالله
_______
في الڨيلا الجديدة لـ نديم وكاميليا
يقف بعض من الرجال والنساء يعملوا على إنهاء اخر الاشياء بالمنزل
فلم يتبقى سوى اسبوع واحد على زواج نديم وكاميليا
هتف نديم وهو يقف بجانب كاميليا يتابعا العاملين باهتمام:
- الستاير هتتركب النهاردة ونخلص شوية حاجات كده نهائية أخيراً كلها اسبوع ونتجوز
صاحت كاميليا بقوة بصوت عال :
- على فكرة احنا مش هينفع نكمل مع بعض
يتبع....
- على فكرة احنا مش هينفع نكمل مع بعض
التفت إليهم جميع العاملين وكل شخص ترك ما بيده فجأة لتتسع عيناهم بذهول وصدمة
نفخ نديم بضيق قائلا للعاملين من بين أسنانه بأمر :
- ولا كأنكم سامعين حاجة خطيبتي بس بتحب تهزر كملوا انتوا 
ليستكمل الجميع عملهم مرة أخرى.. بينما كاميليا عقدت ذراعيها بغضب فهو يتجاهل كلامها !
ليلتفت نديم إلى كاميليا قائلا بابتسامة ساخرة :
-يا مساء الـ تراست ايشوز Trust issues (مشاكل الثقة)
هدرت بنبرة غريبة:
- شوفت اهو انا فعلا عندي تراست ايشوز ومش هينفع نتجوز ليه تتجوز واحدة عندها كده
تدخل بواب الڤيلا في تلك اللحظة قائلا بتردد :
- لا مؤاخذة يا نديم بيه عندي سؤال
- خير يا إبراهيم
تلعثم الرجل بالكلام قائلا:
- يعني ايه اللي الهانم خطيبة حضرتك قالته ده ... باين كده عندها مشكلة في الشوز !
نديم مصححاً:
- تراست ايشوز قصدك !
سأله الرجل بخوف :
-أيوة هو ده يا باشا.. الا هو ده مرض معدي ولا ايه ؟
صاح به نديم بحدة :
- وانت مالك ... هو انا هلاقيها منك انت كمان... ولا من اللي مطلعة عيني دي
الرجل برعب :
- يا باشا لو مرض معدي انا عندي عيال انت عارف
تأفف نديم بغضب :
- مش معدي ومش مرض .. دي حاجة خاصة بينا ملكش دعوة انت
زفر الرجل بارتياح :
- اه حيث كده بقى خلاص يا باشا امان
بينما كاميليا كانت تكتم ضحكاتها وهو ينظر لها بتوعد فهي من سمحت للناس بالتدخل بينهم..
لم تستطع منعه وهو يجرها بعيدًا ، إلى غرفة المكتب بعيدة عن الزحام، لكي يتحدثوا بمفردهم حتى لا يسمعهم العاملين
قبل أن تدرك ما يحدث ، حاصرها خلف الباب المغلق ، ووجدت نفسها محاطة بجسده الضخم. 
همست كاميليا بجدية محاولة تجاهل قربه وهي تقف خلف الباب الذي اغلقه نديم :
-على فكرة احنا فعلا مينفعش نكمل مع بعض
كان قريبًا جدًا منها لدرجة أن رائحة عطره الرجولي كانت تتخلل بين أنفاسها يكاد عقلها يجن من قربه .. ليهمس بعبث :
‬‏مش بمزاجك
لتزفر بضيق قائلة:
-اومال بمزاج مين
قال بصوت أجش:
‬‏-بمزاجنا إحنا الأتنين..مش بمزاجك لوحدك
أنتِ بتاعتي
هتفت بشراسة:
-أيوة وانا شايفة ان احنا مش هينفع نكمل
انت شايف هينفع دي مشكلتك مش مشكلتي انا
نظر لها قائلا باستسلام :
-خلاص..اللى يريحك
اتسعت عيناها بصدمة قائلة :
-هو ده اللي ربنا قدرك عليه ؟ هتسيبني قبل الفرح بأسبوع يا نديم!
ضيق عينيه بتوجس :
‬-خاطب واحدة عندها انفصام شخصية
عاتبته بحزن :
- بس انت ما صدقت
مرر يده برقة على وجنتها .. أحس بنعومة بشرتها تحت أنامله .. برعشتها وتأثيره بها .. فأخذ نفسا مرتعشا احتاجه بشدة ليسيطر به على نفسه .. هامسا بخشونة :
‬‏-تقدري تبعدي عني اصلا؟
نظرت له بعينيها لتسأله بتلقائية :
-انت تقدر ؟
نظر لها بتوجس قائلا :
‬‏-عارفة أنتِ لفتى نظري لحاجة مهمة فعلا
ليردف بجدية :
- مش هينفع نكمل كده
هتفت بحدة وهي تحرك وجهها بعيدا عن لمسته:
- نديم...
- لا انتِ صح
شهقت كاميليا بخوف :
-نديم انا..
نظر إلى عينيها الواسعتين .. وقال بثبات:
‬‏-مش هينفع نكمل كده مع بعض
وضعت كفيها الصغيرين على فمها بذهول..ليردف نديم غامزاً بمكر :
-نتجوز بقى كفاية خطوبة
قهقت كاميليا ضاحكة :
-خضتني
سألها بعبث :
- هي دي هرمونات ولا ايه !
شهقت بخجل .. لكزته على صدره بغيظ
قهقه نديم ضاحكا :
-خلاص بهزر .. وبعدين ينفع اسيبك يعني
__________
ضربت ميادة على جبينها بأسف ساخر:
- لا يا حماتي اسفة مقدرش أفرط في دهبي
نظرت لها أمه شاهقة بفزع:
- دهبك؟!! ده دهب ابني...بفلوسه يا حبيبتي..
لوحت بيديها رافضةً مجرد سماع تلك الجملة:
- لا ده حقي.. والله بقى ابنك ماضي في القايمة عليه يا حماتي...وكان هدية منه...مش علشان يجي بسلامته ياخده مني ويبيعه
تدخل سامح قائلا بحرج:
- في ايه يا ميادة ماما مغلطتش هي بس قصدها...
سألته مبهوتة:
- ماما ايه يا عينيا ؟؟؟؟ مغلطتش؟؟؟
لا غلطت ونص... امك ميخصهاش اللي بينا يا موحة
اتسعت عيناه بدهشة:
- امك؟
زفرت بسخرية:
- اه يا اخويا امك...هي بسلامتها تبقى مامي وانا معرفش؟؟
هتفت سماح بغيظ:
- تصدقي يا بت يا ميادة انتي اللي سماكي ميادة ظلمك
انتي المفروض يبقى اسمك كيادة
قهقت ميادة بضحكة عابثة:
- موت يا حماتي .. انا كيادة اوي بس عاجبة ابنك... ولا ايه رأيك يا موحة
تنحنح سامح بخجل:
- ها
ارتفعت نبرة صوت سماح بحدة:
- موحة؟؟ ايه الدلع البايخ ده وكمان بتدلعك؟
غمزت ميادة قائلة وهي تنهض من مكانها:
- الله جوزي حبيبي ومن حقي ادلعه...
لتردف قائلة بنبرة امر :
- يلا يا موحة هستناك ورايا فوق في شقتنا..عشان لو الساعة جت 8 انت عارف اللي هيحصل
بعد خروج ميادة من الشقة...صفقت سماح إلى ابنها قائلة بنبرة ساخطة:
- راجل يا ضنايا ماشاء الله 
اخفض عيناه بضيق :
- الله في ايه يا ماما
اغرورقت عيناها بالدموع:
- انت اللي في ايه؟ ده بدل ما تجيبها من شعرها على اللي عملته ده و قلة ادبها على امك اللي مربياك وتعبت فيك...اخس عليك يا سامح...انت مش ابني لا... وبعدين دي بتدلعك ؟؟؟ انا بس اللي ادلعك مش هي
حاول سامح أن يراضيها ويمسح دموعها :
- لا يا ماما متزعليش والله هي مش قصدها
صاحت سماح بحرقة:
- مش قصدها ازاي...دي قليلة الادب ومش متربية
أجابها بتبرير :
- بس مستحملاني يا ماما وبتحبني ومكملة معايا رغم اللي حصلي...كفاية انها واقفة جنبي...انتي عارفة انها لحد دلوقتي مقالتش لأهلها على اللي حصلي من الحادثة ... ولما يسألوها تقولهم أن العيب عندها عشان محدش يشك... لا يا ماما ميادة طيبة وبتحبني وبتضحي عشاني
- طيبة؟؟ دي بت كيادة و مش سهلة
همس سامح بتلقائية:
- لا يا ماما دي حتى بحس انها شبهك
صرخت به بغضب معترضة :
- شبهي انا ؟؟؟ الكيادة دي شبههي؟؟؟ اخس عليك يا سامح...
غمز لها قائلا بتذكر :
- خلاص بقى يا سموحة متزعليش...وبعدين يعني دي اختيارك انتي ولا انتي ناسية
هدأت من أنفاسها وعقدت ذراعيها على صدرها قائلة باستغراب:
- اه بس مكنتش كده...كانت باين في الاول انها غلبانة خالص ومسكينة...طلعت كانت بتتمسكن لحد ما تتمكن
نهض واقفا بزهق :
- طيب.... انا ماشي
- خد يا واد ... الساعة لسه مجتش 8 رايح لها ليه؟؟؟
- ما انتي مش هتبطلي...هطلع فوق اغير هدومي وهنزلك تاني
__________
صاح عبدالله قائلا بعصبية :
- انتي بتهدديني؟؟؟ ماشي يا سميحة عايزاني اطلقك ماشي بس مش انا اللي هسكت عشان واحدة
شهقت واضعة يدها على صدرها لتهديء من ضربات قلبها:
- لا يا عبدالله ...والنبي لا ... انا مراتك....مراتك أم عيالك التلاتة....اوعى تطلقني .. لا يا عبدالله
هز أكتافه بلامبالاة:
- مش انتي اللي عايزة كده؟؟؟
توسلت إليه قائلة بتعقل:
- انا هقوله...انا هقول لسامح بس مش دلوقتي...مش دلوقتي بس عشان هو واقع في مشكلة كبيرة وعليه كذا قضية وفلوس كتير...اصبر بس يا عبدالله
همس باستنكار:
- اصبر؟
هتفت بسرعة قائلة:
- كام يوم ...كام يوم بس وانا هقوله متقلقش والله
قال بنبرة تهديد :
- ماشي يا سميحة ...أما اشوف اخرتها...كام يوم ولو مقولتيلوش انا بنفسي اللي هقوله ومن غير ما تعرفي كمان
__________
كانت تقف مع محمود بممر الشركة فوجدت منصور بالشركة فاقتربت منه قائلة بترحيب على غير العادة :
- مستر منصور ازيك..
- الحمدلله يا هند اخبارك ايه؟ ازيك يا محمود
- الحمدلله تمام
هند بابتسامة رقيقة :
- حضرتك منور الشركة يا فندم
- منورة بيكم كلكم
همست هند بأدب:
- حضرتك عايز مني حاجة اعملهالك طيب ؟
- تسلمي يارب
ردت هند بطريقة مبالغة :
- مبروك لنديم بيه ..  استلمنا invitations الفرح حلوة اوي.. ربنا يتممله على خير
استغرب منصور ومحمود قليلا فهي كانت معجبة بنديم :
- يارب.. وعقبالك كده
نظرت له بإعجاب غامض :
- انا مش بيلفت نظري اي حد.. الا بقى لو حضرتك لقيتلي حد شبهك كده
قهقه منصور ضاحكا :
- انا ايه بس.. انا كبير عليكي
ردت هند بكذب :
- ليه بس ده حضرتك مش باين عليك سنك خالص.. ماشاء الله كأنك اخو نديم الصغير
همس برسمية:
- تسلمي يا هند ده من ذوقك.. عن اذنكم بس اشوف الشغل لأن نديم مش بيجي الشركة الفترة دي انتوا عارفين
- اه طبعا اتفضل يا فندم
سحبها محمود من يدها وحدهم.. بعد أن تركهم منصور
صاح محمود بشك :
- تعالي كده فهميني.. انتي ناوية على ايه يا هند
ليردف بنبرة ساخرة:
- وايه مبروك ل نديم دي ... عليا انا برضو؟
ده انتِ اكتر واحدة كنتي ضد علاقتهم وبتكرهي كاميليا بسببهم
زفرت هند :
- في ايه مالك
رمقها بتوجس:
- في أن انا مش مرتاحلك .. انتي بتمدحي في منصور بيه بطريقة غريبة
هتفت هند بمكر :
- مش نديم طلع مفيش امل منه !
يبقى الباشا الكبير منصور بيه موجود
سألها محمود بإستغراب:
- هند هو انتي كنتي بتفكري وتحلمي تقربي من نديم ليه؟
مش عشان انتي بتحبيه وكده
ضحكت هند بسخرية:
- حب ايه بس !
انا بحلم اكون من عيلة نديم... هو ده اللي عايزة أوصله... حتى لو مفيش امل من نديم اهو أبوه موجود
اتسعت عيناه بصدمة :
- انتي اتجننتي؟
ده راجل كبير في السن ... انتي ايه دماغك بتفكر ازاي
قالت له بسماجة:
- ايه يعني كبير عني شوية..بس وراه فلوس على قلبه قد كده.. فلوسه هتخليني مبسوطة
شهق بمفاجأة :
- هند اعقلي كده ده متجوز يا حبيبتي.. متجوز ومخلف من مراته كمان لو انتي ناسية
ردت ببساطة:
- ميهمنيش بقى ... ما الشرع محلل للراجل 4 فيها ايه !
فنظرت له تبتسم بنفس سماجتها وهي تكمل :
- وبعدين مش كفاية كاميليا خدت نديم.. خدت الشباب والجمال والفلوس.. ايه مستكتر انت عليا الراجل الكبير
صاح محمود بخوف عليها :
- انتي غبية ... غبية وهتضيعي نفسك..سيبك من كاميليا خالص.. انتي لسه صغيرة و حلوة ومتعلمة وشغالة في مكان كويس.. بلاش يا هند بلاش بالله عليكي هتخسري كل حاجة لو حد شم خبر باللي انتي ناوية تعمليه...مراته لو عرفت مش هتسكت
همسة بنبرة شيطانية :
- وهو ايه بس اللي هيعرفها .. انا هحاول أوقعه مش يمكن يستجيب !
هز رأسه بضيق :
- انتي بترمي نفسك في النار والله
تأففت بضيق :
- بطل مثالية بس انت واطلع منها وبعدين مانت كنت بتوافقلي على اللي بنعمله في كاميليا
رد باستنكار:
- بس ساعات كنتي بتلعبي من ورايا ووقتها كنت اه عايز أقرب من كاميليا بس هي مكنتش بتدي فرصة لحد ما هو على يدك
همست بحقد :
- اه أدت فرصة لنديم بس ... طبعا ماهي شكلها كانت حاطة عينيها عليه.. بس انا بقى مش هسكت وهاخد منصور بيه ووقتها بقى هوريها اني بقيت زيها واحسن
هتف محمود بتحذير:
- والله انتي مجنونة ومش هتسكتي الا أما تكشفي نفسك وتخسري شغلك
ضحكت غامزة بعبث:
- متقلقش انا ذكية واعرف العب من بعيد من غير ما احرق نفسي
- يارب تتحرقي يا شيخة ... انا مالي
________________
خرج نديم من غرفة المكتب وبيده كاميليا.. فتوقف عند سماع صوت يعرفه .. ابتسم وهو يستمع للآخر وهو يصرخ بصوت حماس:
- يا عريس وحشتني
عانقه نديم هامسا بابتسامة :
- مازن... وحشتني يابني.. حمدالله على السلامة
رد بإبتسامة إشتياق:
- وانت اكتر والله..
أردف مازن وهو يشير إلى كاميليا :
- دي العروسة.. ازيك
ابتسمت كاميليا برقة:
- الحمدلله
إبتسم مازن وهو يضع يده علي صدر نديم :
- احب اقولك عليك فواتير جمارك قد كده.. ايه يابني كمية الحاجات بتوع المطار افتكروني فاتح محل بجد مصدقوش انهم هدايا لخطيبتك
حذره نديم :
- اوعى تكون بس نسيت حاجة أو حاجة اتبهدلت
- لا متقلقش انا كلمت كام حد من حبايبي محدش بهدل حاجة و اديتهم اللي عايزينه
قال نديم له :
- ماشي ارتاح انت بقى من السفر ونتحاسب .. وانا هخلي حد من المتخصصين اللي بيفرشوا البيت يرصوا الحاجات في أماكنها
سأله مازن باشتياق :
- اومال فين سارة و اسر وفارس وحشوني
- هتلاقيهم فوق
همست كاميليا بخجل:
- نديم بجد انت تعبت نفسك اوي
- مفيش حاجة كتير عليكي اصلا
__________
اتصلت سميحة على امها بعد خروج زوجها من الشقة عندما أتى إليه شقيقه ليأخذه..فلاحظت صوت ابنتها متغيراً
- أيوة يا سميحة... مال صوتك يا حبيبتي؟
شهقت سميحة بنبرة باكية:
- الحقيني يا ماما... عبدالله
- ماله
- كان عايز يقول لسامح اللي حصل زمان واللي عملناه وبالعافية منعته
هزت رأسها وهي تحاول استيعاب ما يحدث لابنائها:
- اوعي يا سميحة....اوعي تخليه يقول.
- مرعوبة والله
- حاولي تسايسيه كده شوية...مشوفتيش اللي الزفتة كيادة دي عملته
- ميادة تقصدي؟
صاحت بغضب :
- أيوة هي في حد كياد و رافعلي الضغط غيرها منها لله
- عملت ايه تاني ؟؟
- مرضيتش تبيع الدهب بتاعها عشان اخوكي لازم يدلع الفلوس بتاعة اللي ما تتسمى طليقته ولو مدفعش هيتسجن...والزفتة مراته قال ايه بتقول انه الدهب حقها وبتاعها لوحدها
- لا والنبي حقها ايه !!...يعني تسيب اخويا يتسجن...اسمعي يا ماما لو سامح جنبك اديهوني أكلمه وانا هقوله يتصرف ازاي معاها
هزت رأسها بيأس وإحباط:
- لا والنبي بلاش افكارك دي تاني عشان بتودينا في داهية...مش كفاية خسرتينا فلوس كتير اوي
- لا المرة دي عندي فكرة كويسة...وهتنقذ اخويا
- طيب هو شوية و نازل لما ينزل هقوله...
لتسمع صوت دخول سامح إلى الشقة في ذلك الوقت... فغيرت حديثها قائلة:
-ولا اقولك اهو جه سامح خدي كلميه
لتناوله أمه الهاتف :
- ايه يا سميحة...
- عندي لك حتة فكرة انما ايه هتنقذك من اللي انت فيه ده
- فكرة ايه !
- انت تاخد منها الدهب بتاعك بس من وراها
مسح وجهه بيديه بزفرة قوية:
- اسرقه يعني؟؟ انتي بتقولي ايه؟؟؟
- سرقة ايه ؟؟ ده حاجتك يا سامح...انت اللي جايبهم يا حبيبي مش هي...وهي مش أصيلة عشان مش راضية تقف جنبك وهتسيبك تتسجن... انت تاخدهم من وراها وتحطها قدام الأمر الواقع
- الحقي بنتك عايزاني اخد الدهب من ورا ميادة
- بصراحة ده اللي ينفع مع الاشكال اللي زي دي...دي بت طماعة...اختك معاها حق يا سامح
- يعني انتي شايفة كده يا ماما؟؟
طب افرضي لو عرفت سابتني
قاطعته بنبرة متحكمة:
- تسيبك ده ايه؟؟؟ متقدرش اصلا...وبعدين ابقى قولها انك هتجيبلها بعدين زيهم...اسمع كلام امك و اعمل كده..
همس سامح بعدم اقتناع:
- مش عارف يا ماما...لا مش للدرجة دي
_________
صعد مازن الدرج ودخل الغرفة التي بها زوجته وأطفاله.. فهتف بصوت عال باشتياق :
- سااارة
التفتت سارة سريعا .. لتركض إلى زوجها لتحتضنه باشتياق :
- مازن وحشتني اوي .. مش كنت تقولي استناك
اشتد على عناقه أكثر وهو يضمها بقوة:
- لا حبيت اجيلك فجأة كده 
ترك اسر ما بيده فهو كان يقف مع دانا ليساعدا سارة بترتيب الغرفة .. ليقفز على والده صارخا بسعادة :
- بااابي
حمله مازن هامسا باشتياق وهو يضمه مع سارة :
- قلب بابي والله وحشتني
بينما رمقتهم الطفلة بأعين دامعة... فـ اسر صديقها تجاهلها وتركها
رمقته بنظراتها وهو يعانق والده ويقبله...
تراقبهم دانا وهي واقفة مكانها ولم يلاحظ أحد وجودها.. تراقب مازن وهو يداعب خصلات شعر اسر الناعمة والطفل يتشبث بحضن والده بقوة,
كم كانت تتمنى أن تأتي تلك اللحظة .. ان تعانق والدها المسافر كما أخبرتها امها أو بالأحرى كما كذبت عليها امها حتى لا تجرحها
لتنسحب من الغرفة وهي تبكي بصمت
تأوهت من داخلها بحزن طفولي..
كم كانت تتمنى أن يصبح لديها اب يحبها ويحملها ويعانقها ويلاعبها.. تتمنى أن يطيرها والدها في السماء وترتمي بين أحضانه وتناديه "بابا"
يا الهي أحلامها بسيطة
ولكن اين هو والدها !
والدها الذي تركها كما سمعت شجاره مع امها
كانت تهبط من على الدرج تتحرك بتعثر بخطوات بطيئة وتكشيرة طفولية مرسومة على ملامحها... بينما نديم لاحظ تعثرها بالمشي وحزنها وعيناها الجميلة تلتمع بالدموع فترك كاميليا وهي مذهولة
لتسأله باستغراب :
- في ايه انت سايبني ورايح فين
- جايلك
تحرك نديم نحو دانا وهو ينزل إلى مستواها لتشهق بمفاجأة :
- ديم
جلس نديم بجانبها على الدرج هامسا باهتمام :
- حبيبة ديم قاعدة لوحدها كده ليه
نظرت له هامسة بتبرير حزين :
- بابا اسر رجع وانا ... انا نزلت
فهم نديم ما شعرت به فهو عانى من طفولته بذلك الشيء ولكن مع بعض الاختلاف .. ليغير الموضوع هامسا:
- مسلمتيش عليه ليه ؟
زمت شفتيها بحيرة :
- هو مسلمش
اتسعت عينا نديم :
- ده انا هبدله عشان يتجاهل القمر بتاعي ده
هزت رأسها بنفي :
- لا لا
وقف نديم وهو يحاول سحبها :
- لا والله مش هسيبه الا لما يسلم عليكي..
رفضت دانا أن تتحرك فشعر بالحيرة قليلا.. بينما كاميليا تراقبهم من بعيد وما إن شعرت بشيء غير طبيعي حتى تحركت لتقترب منهم
عقدت دانا ذراعيها أمامها بغيظ :
- انا مبحبش اسر
اتسعت عينا كاميليا بصدمة :
- ايه اللي بتقوليه ده يا دانا !
صاحت ببراءة طفولية حزينة :
- عشان هو عنده اب كان مسافر حقيقي وانا لأ
شهقت كاميليا بوجع :
- دانا
ردت الطفلة بغضب :
- وكمان مش بحب زينة وعمر عشان عندهم بابا وانا لأ
نظر لها نديم وكأنه سيصلح كل شيء الان ليهمس برقة :
- بس انتي عندك اب.. مين قال معندكيش بس
هتفت باستنكار :
- هو فييين...انا محبتوش كمان لما شوفته.. محبتوش انا..
لتردف بتمني:
-انا عايزة بابا زي اسر يشيل دانا ويحضنها
بدون مقدمات حملها نديم بيد واحدة وهو يرفعها للسماء كما تتمنى دانا ويلاعبها لتسقط بحضنه وتصرخ بسعادة
- وليه تستني اب زي اسر ولا زي ابوكي وانا موجود ها..
قبلته دانا برقة :
- بحبك يا ديم
- وانا بموت فيكي..
لينظر إلى كاميليا غامزاً بعبث:
- البنت نطقتها وأنتِ لسه ها
شهقت كاميليا بخجل وهي ترمقه بسعادة وامان فهو لهى ابنتها عن حزنها وحول حزنها لسعادة كبيرة
_________
في المساء...
ذهبت كاميليا إلى عيادة الأخصائية النفسية التي كانت تتابع معها بعد الانفصال..فهي تذهب إليها كل فترة طويلة لتأخذ رأيها بشؤون حياتها
- ازيك يا Doctor ؟
- تمام الحمدلله .. ها بقى ايه الاخبار طمنيني عليكِ
هتفت بصوت مخنوق:
- مش عارفة مالي...متوترة، خايفة، وحاسة بالذنب خطيبي بيحاول بكل الطرق يحتوي غضبي ويصالحني... بس طبعا كل شيء له حدود...وانا مش حابة كدة
اتسعت حدقتيها بذهول:
- طيب ايه مخوفك بس؟ مش قولتيلي أن نديم غير سامح
- فرق شاسع والله ... شاسع ايه ؟؟ ده مفيش فرق اصلا...مفيش مقارنة
- طب ايه بقى يا عروسة مالك؟ بتضيعي فرحتك ليه؟ ده انتي في احلى ايام دلوقتي معاه
زفرت بضيق:
- هو بس الخوف ده
هزت رأسها قائلة بنبرة حاسمة:
- منسمحلوش يضيع فرحتنا، الخوف الزيادة ده غلط
كل شيء مكتوب لنا هنشوفه...وانتي بتفكري صح يا كاميليا .. في فرق كبير جدا بين جوازتك من سامح و جوازتك من نديم, سامح كنتِ بتتجوزيه بقلبك بس، لكن نديم فكرتي به بعقلك وقلبك..وده الصح
لتضيف قائلة بنبرة  متعقلة:
- صدقيني هي دي الـ Golden advice "النصيحة الذهبية" بالنسبالي انك تشغلي عقلك مع قلبك .. متشغليش حاجة منهم لوحدها و تلغي التانية .. اى علاقة قائمة على حاجة واحدة منهم هتفشل بعد وقت و مش هتكون علاقة سوية ولا ناجحة.
لكن لما تشغليهم سوا هتعرفي بقي تختاري صح 
اومأت قائلة بندم:
- انا فعلا كنت مع سامح بفكر بقلبي بس في الاول.. لكن نديم عقلي وقلبي شغالين سوا
- نرجع لموضوعنا الخوف، هل نديم ده يستاهل انك تكملي معاه؟.. و ايه الأساسيات اللي على أساسها تختاري الراجل الصح..فكري كده معايا ونراجع كل حاجة بسرعة حسب ما حكيتيلي عنه
- Okay
- بيتعامل ازاي معاكي دي اهم حاجة.. بيحترمك؟ ومش غلاط
وافقتها كاميليا بإيجاب:
-طبعا ... الاحترام و التقدير دول أهم حاجة في العلاقة
قاطعتها بسرعة:
- و لو مش موجودين في الشخص يغور في داهية
قهقت كاميليا بضحكة صغيرة لتضيف الدكتورة قائلة بجدية:
- بتكلم بجد .. انه يكون بيحترمك وبيحترم رأيك دي بالذات بيترتب عليها كل حاجه بعد كده
-تاني اهم حاجة أنه يكون حنين, الحنية دي زي الاحترام بالظبط عشان دول اهم حاجتين  هيريحوكي في العلاقة، الحنين ده التعامل معاه بيبقى حلو اوى بيسهل عليكى تعب اي حاجه ومهما حصل مش هيبقى عنيف والمحترم هتلقيه متربي ودول اكتر الحاجات اللي ممكن تخلي العلاقة تنجح
لتضيف قائلة :
-وبيتقبل زعلك، تقلبات مزاجك، بيتناقش معاكي مش متحكم و خلاص...
و ده طبعا كان واضح من مواقفه معاكي لما كنتي بتخافي انك تكملي وكان بيحتوي غضبك كويس اوي 
بيحب اهله و كويس معاهم و ركزي بيعامل اهله ازاي .. يعني متربي بس عنده شخصية خاصة به، ميسمحش لحد يمشيه بس زي ما قولت متربي
امين و مش بتاع بنات ومش شكاك و كل واحد فيكم له مساحته باحترام و وانتوا واثقين في بعض مش بتخنقوا على بعض..طبعا اكيد فيه غيرة عادي جدا بس مش شك..
بيساعدك في انك توصلي لحاجة في شغلك و نفسه تبقي احسن من غيره لأنه واثق في نفسه وفي نجاحه ونجاحك
اومأت كاميليا على كل ما قالته لها الطبيبة :
- بصراحة دايما بيشجعني اشتغل ازاي و يفيدني بأي معلومة، وحتى شغلي التاني الاون لاين بقى مهتم به جدا و اتفقلي مع شركة شحن كبيرة هي بتاخد مني الاوردرات و كل شوية يتابع مع البنت اللي ماسكة الـماركتينج الالكتروني للبيدچ بتاعتي على الانستجرام وحتى اقترح عليا اني اعمل Page على الفيسبوك واكبرها
ابتسمت قائلة بتذكر :
- كريم ، و دي طبعا واضح من اللي حكيتهولي ماشاء الله , الدين طبعا بيصلي دي فوق كل حاجة...
- بيصلي الحمدلله
ضحكت قائلة بنبرة ساخرة :
- لا انتي كده مفترية... انتي كده قدامك راجل بجد وعايزة تسيبيه
قالت بنبرة متحشرجة وهي تشير لنفسها:
- مانا كنت خايفة بس
- بصي يا كاميليا انا عارفة أن بعد تجربة صعبة زي طليقك..مش سهل تطمني بسهولة لحد...بس هقولك حاجة...سامح ده كان بيخليكي تعملي اكل لأهله مش له هو بس...عايزة اقولك أن بيجيلي راجل والله يا كاميليا مش بيخلي مراته تطبخ حتى...كان بيجيبلها اكل جاهز او يساعدها هو ... زي ما في رجالة وحشة في رجالة كويسة جدا..انتي غالية وجميلة وشاطرة وناجحة...ثقي في ربنا واختيار القدر ليكي...زي ما ربنا بعتلك الوحش...عوضك بالاحسن منه بكتير...
انا دلوقتي هقولك حاجة اهم من كل اللي حكيتهولك
صلي استخارة يا كاميليا اليومين الجايين دول
سألتها باستغراب :
- قبل الفرح بأسبوع ؟
هتفت بقوة :
- أن شاء الله يكون قبل الفرح بيوم...صلي استخارة حتى لو قبل الفرح بيوم...و شوفي قلبك وارتياحك عامل ازاي...وسيبي نفسك تفرح وتطمن
ابتسمت كاميليا بارتياح:
- شكرا بجد لحضرتك كلامك طمني وريح قلبي جدا...
- العفو .. عايزة اشوفك بس احلى عروسة
- لا انتي كده كده معزومة طبعا
- هحاول والله لو قدرت هجيلك
..بس انا واثقة انك هتختاري صح المرة دي
لتضيف قائلة بتذكر:
-عارفة يا كاميليا انتي عاملة زي ايه؟..
زي العنقاء
- يعني ايه ؟
- العنقاء دا طائر خيالي بيحيي نفسه من جديد بعد الاحتراق... هو بيرمز لتجربتك كده..
والحمدلله شوفي كنتي فين وبقيتي فين...انتي دلوقتي احسن بكتير من اللي فات...وعلى فكرة أنا فخورة بك جدا...انتي كنتي قوية يا كاميليا...اللي تستحمل وتعمل كل ده هي إنسانة قوية مش ضعيفة خالص...
يمكن الزمن والشغل غيرك وخلاكي إنسانة جديدة تماماً...
- شكرا بجد كلامك فرق معايا جدا
_______
بعد مرور أسبوع..
سمعت كاميليا كلام الأخصائية النفسية الخاصة بها.. وصلت صلاة الاستخارة وبالفعل شعرت بالاطمئنان ولم يحدث لها ما حدث سابقا قبل أن تتزوج سامح... لم تشعر بتلك بقبضة بقلبها.. كانت هادئة, سعيدة تماماً، مطمئنة
اليوم ستتغير حياتها ؛ ستكون زوجة نديم.. سوف تعيش معه
هل هذه حقا النهاية السعيدة لقصتها؟
ام بداية لوجع اخر لقلبها
لا يا رب...
نديم مختلف عن سامح كثيراً .. أساساً لا يوجد أي تشابه بينهم
ظلت تفكر حتى وصلت إلى الفندق مع ابنتها واختها فاتن وسبقها أصدقائها : نسمة وفريدة تلك الفتاة التي ضربت خطيبها السابق "عصام" على رأسه .. منذ يومها واصبحا اصدقاء وقررت كاميليا اخذها معها في الفندق يوم زفافها حتى تكون معها.. وكانت معهم أيضا سارة شقيقة نديم
أتت خبيرة التجميل ومصففة الشعر ومساعدين مصممة الأزياء ليساعدوها بارتداء فستان الزفاف وتعديل اي شئ
دخلت دانا التي ارتدت فستاناً ابيض يشبه فستان امها بطريقة رائعة ولكن مناسب لتلك الطفلة مع تسريحة جميلة لشعرها ويزينها تاج كأميرة ولكن دون طرحة زفاف.. دلفت إلى غرفة أمها.. شهقت كاميليا بفرحة ودموع السعادة تلمع في عينيها وهي ترى ابنتها بفستان يشبه فستانها فنديم أصر ان يختار فستان دانا ولم تراه ابدا وأصر انها مفاجأة ستعجبها فقالت دانا وهي تعانقها :
-مامي أنتِ شبه باربي... لا انتي شبه الملكات
امسكت كاميليا بكتفي طفلتها تتمعن بها قائلة بابتسامه حانية:
- ايه القمر ده يا دانا كأني شايفاكي عروسة فعلا..
ارتجفت شفتي كاميليا وترقرقت عيناها الرمادية الجميلة بالدموع فدخلت فاتن تنظر لها بعين الاخت السعيدة لفرحة اختها ابتلعت فاتن غصة بكاء محذرة كاميليا بمرح :
- لا بقولك ايه اوعي تعيطي هتبهدلي نفسك والميكب هيبوظ
لوحت كاميليا بيديها امام وجهها بحركة المروحة كي تطرد الدموع.. بينما تدخلت خبيرة التجميل لتصلح أي شيء
همست كاميليا بعدم تصديق :
- متوقعتش أن نديم ممكن يخليها تلبس فستان جميل زي ده كده وشبههي أوي
- هو نديم فيه زيه يا بنتي..ربنا يسعدكم يا حبيبتي
تفحصت كاميليا طفلتها بتمعن .. فشهقت بمفاجأة وهي تلاحظ شفتيها الصغيرة الوردية مطلية بأحمر الشفاه الكشميري بلمعة
- انتي مين حطلك روچ؟
دانا بتصحيح :
-ده Lip balm (مرطب شفاه)
- لا ده روچ مين حطلك
- ليب بالم يا مامي
- دانا
زفرت دانا قائلة بتبرير :
- خالتو تونا هي اللي حطتهولي
رمقتها كاميليا بغيظ :
- ماشي يا فاتن بتفسدي البت
- الله بنكمل اللوك للبت .. مش هي عروسة
صححت الطفلة :
- لا مامي هي اللي عروسة يا تونا
_____________
على الناحية الأخرى.. كان هناك مصور ومساعديه ومصور فيديو
يقفوا مع نديم بعد أن انتهى من تجهيز كل شيء .. ليهمس المصور قائلا :
- هنعمل الفيرست لوك يا عريس .. جاهز؟
أومأ نديم ... والتفت بظهره مستعداً لرؤيتة عروسته بشوق وفضول... وما أن سمح له المصور بالالتفات حتى ركضت تلك الطفلة الصغيرة له تعانقه بسعادة كبيرة.. ليقبلها على وجنتها الوردية الممتلئة وهو يهمس بمفاجأة:
- دي عروستي الصغيرة .. فين بقى عروستي الكبيرة ؟
زمت شفتيها بغيظ :
- انا منفعش ولا ايه ؟
حملها نديم على يديه قائلا :
- تنفعي أوي أوي .. احلى عروسة في الدنيا
ثم أردف وهو يتمعن بنظره في وجهها قائلا بتوجس :
- انتي حاطة روچ صح ؟
شهقت دانا باعتراض :
-انا مش حاطة روج
امسك نديم بوجنتي دانا وقبلها بحب هامسا بتأكيد:
- لا ده روچ
صححت له :
- ده ليب باااالم يا ديم
غمز لها بعبث :
- عليا انا برضو ؟
ضحكت دانا بشقاوة؛ فقبلها نديم مرة أخرى قبل ان ينزلها إلى الأرض بعد أن تم تصوير المشهد بالفيديو .. وطلب المصور أن تأتي العروس إلى غرفة نديم حتى يتم التصوير
___________
كانت ترتدي فستانها الأبيض الضخم الذي يضيق عند الخصر باللؤلؤ المضيء ، ثم اتسع في الأسفل بتنورة كبيرة تشبه الملكات .. كانت تحتوي على تطريزات محفورة بألماس مع أكمام لكنها تسقط عند الكتف مبرزة جمال ذراعيها البيضاء.. 
رفعت مصففة الشعر شعرها باللون البني الداكن بتصفيفة جميلة وجعلت خصلتين من الأمام متمردتين بنعومة وتاجا كتاج أميرة فوق شعرها 
ومن الخلف تنزل الطرحة الطويلة المرصعة بالفصوص المضيئة بـحرية على الأرض خلفها، تضع مكياج يبرز جمالها بلمسات ساحرة ....
تنهدت عندما نبهتها الفتاة بدورها حان للدخول..
اغمضت عيناها وهي تفتح الباب 
كانت ترتجف توترا وكأنها اول مرة تتزوج.. شعرت وكأنها اول مرة ترتدي فستان الزفاف..
ابتلعب ريقها عندما بدأت تقترب منه
التفت نديم بنظره الى كاميليا لتتجمد عيناه أمامها كانت رائعة بحق بالفستان الذي صمم خصيصاً لأجلها هي فقط
بينما نظرت كاميليا له لتتلاقى عيناها بعيناه الزرقاء لثواني ابتسمت بخجل ثم انزلت عيناها أرضاً
كانت تنظر إلى نديم الذي أصبح زوجها.. بكامل اناقته ووسامته ببدلته السوداء التي تعانق جسده الضخم ساحرا بوسامته التي اذابت قلبها ابتسمت له بأرتجاف وهو يلمس وجنتيها
سمعته يهمس وهو يقبل وجنتها:
-انا مشوفتش في حياتي أحلى من عيونك
يا إلهي قبلته لوجنتها اذابتها خجلاً وشوقاً
بالكاد خرج صوتها وهي تقول بتلعثم :
- وانت شكلك حلو أوي
نظر لها بعينين عاشقتين غارقتين في هيامها بعينين لا تريان غير جمالها يبتسم لها بإعجاب بذلك الفستان الابيض الذي ترتديه لأجله كي تكون له تحمل اسمه كانت تشبه عالم ديزني،
فاتنة تسلب العقل والقلب عانقها بقوة مطلقا تنهيدة ارتياح ها قد فاز بها اخيرا ربما هو لا يدرك سحره عليها لأنها تحكم عقلها قليلا.. الا انها تدركه جيدا فصل عناقه وهو يلمس بيده خلف عنقها ليفك القلادة الموضوعة حول رقبتها لتشعر كاميليا بالدهشة
فهمس موضحاً:
- اقلعي الكوليه ده
كاميليا معترضة بخجل وهي تنظر حولها لاصدقاءها واختها وطفلتها واخته وابنها الذين دلفوا إلى الغرفة بعد دخول كاميليا وبعضهم يصور اللقطات الرائعة
- نديم ! ده من الاتيليه اللي صمموا فستاني
- اقلعيه عشان تلبسي ده
ساعدته بخلع العُقد لتسأله ببراءة وهو يفتح أمامها علبة قطيفة أنيقة بها طقم كامل من الألماس
- ايه ده؟
ابتسم نديم وهو يساعدها على ارتداء القلادة :
- دي شبكتك
اتسعت عيناها بدهشة :
- الماظ !
نديم بأسف:
- بس هي اتأخرت شوية عشان كنت موصي عليها تتعملك مخصوص
يا إلهي.. فهناك فرق رهيب جدا
هناك فرق بين رجل أخذ منها ذهبها من غرفتها من وراءها
او بالأدق سرق منها ذهبها !
نعم فسامح فعل بها ذلك وسرق منها ذهبها كما اوصته أمه بالضبط
حرمها من مؤخرها وحقوقها
والآن أمامها رجل على الرغم من أنه أشترى لها خاتم ودبلة سابقاً عندما خطبها إلا أنه لم ينسى ابدا ان يشتري لها طقم شبكة الماس كامل
فهدية سامح لا تساوي حتى ثُمن هدية نديم !
شعرت بالدموع تتدفق بعينيها فهذا الرجل يدهشها بمدى اهتمامه بكل شيء جميل.. يفعل أي شيء لكي يراها سعيدة
حذرها نديم وهو يقربها منه يريد أو يعانقها مرة أخرى :
- لأ اوعي اشوفك بتعيطي النهاردة ابدا..
لتسحبه كاميليا إليها فضمها بعناق لطيف هامسا بوعد :
-انا في ضهرك، مفيش حاجة هتوجعك وانا موجود
رفعت عيناها له وهي تقاوم بشدة دموعها.. لترفع يديها وهي تحاوط رقبته قائلة:
- انت احلى عوض في الدنيا كله
نظر لها وعيناه تلمعان بشدة لثم جبينها ووجنتيها عدة قُبلات متتالية وعدة صور اخرى وصور مع عائلتهم
وقف اسر بجانب دانا والمصور يلتقط لهم عدة صور سويا فهمس لها بإنبهار:
- انتي أمورة اوي يا دانا شبه العرايس اللعبة الملونة
رفعت دانا عيناها له هامسة :
- وانت كمان امور..شكلك حلو بالبدلة دي
سألها بتوجس:
- ده روج؟
زفرت الطفلة باندفاع:
- يوووه ده ليب باااالم...
هز رأسه بنفي:
- لا ده ليب جلوس..عشان انا بفتحه وبفضيه لمامي على الأرض
شهقت الطفلة بحدة:
- هااااه.. انت شقي اوي يا اسر عيب تعمل كده في حاجات سارة
ابتسمت سارة بفخر:
- متربية يا دانا والله
رمقته دانا بتأنيب:
- المفروض تجيبهولي احط منه
ضحكت سارة قائلة:
- لا كده متربية مرتين بقى
_____________
بعد انتهاء جلسة التصوير وبدأ موعد الزفاف
ذهبا إلى القاعة المخصصة لحفل الزفاف.. ابتسمت بسعادة لم تكن تعلم أن الحفل رائع بكل شيء هكذا
اعتلي صوت نغمات اغنية (خليني في حضنك) للفنان تامر عاشور ولكن الفنان كان يغني بنفسه بالحفل
توقفت انفاسها بحلقها وهي تراقبه يقف ويقترب منها بيده امامها يطلب منها الرقص معها لتتلاقى نظراتهم سويا
وتلك الابتسامة التي تعلو وجه التي جعلت مشاعرها تتدفق ..
لتمد يدها وبدون شعور منها تقف امامه، بريق من السعادة اصبح يضئ بعينيها عندما شعرت بيده التي تحاوط ظهرها يقودها لمنتصف القاعة
حتي توقفا لينظرا لبعضهم بانبهار وحب.. رفع يده يجذبها بين ذراعيه ما جعلها هي الاخري تضع يدها علي كتفيه العريضيين تستند براسها فوق صدره لم يشعرا اين هم او بمن حولهم ليعلو صوت الأغنية ويبدأ المطرب بالغناء
"خليني في حضنك يا حبيبي
ده في حضنك بهدا وبرتاح
أنا كل مشاعري معك راحوا
وكمان قلبي لقلبك راح
ولا بضحك وأفرح من قلبي
غير لو جنبي أنا كانوا عينيك
لو تبعد عني ولو ثانية
بتجنن يا حبيبي عليك
وبتحلى الدنيا في عيني
وأنا جنبك فما تبعدنيش
حُبك فعلاً بيخليني
أتمسك بالدنيا وأعيش
وفي قربك بيروح خوفي
وده وعد ومُلزم أنا بيه
مهما تكون يا حبيبي ظروفي
قلبك عمري ما هاجي عليه
أنا مكسب عمري إني قابلتك
غيرت في عيني الأيام
طمنتني ع الباقي في عمري
حققت لي كل الأحلام
أول ما عيونك دي بشوفها
مش بعرف أشوف غيرها خلاص
إنت هدية ربنا ليّ
إنت حبيبي وأغلى الناس"
توقفت الاغنية لتخرج منه تنهيدة قوية وهو يستشعر وجودها بين يده كم تمنى ان تظل الاغنية تصدح والا تتوقف..
ليقبلها من وجنتها بشغف .. فهمست بخجل :
- على فكرة أنت قاصد تبوسني كل شوية
نظر لها بمكر وعبث يفيض من نبرة صوته :
- وهي دي بوسة اصلا !
انا سايب البوسة اللي بجد للبيت بقى
شهقت بوجه محمر خجلا ولكمته بخفه على كتفه
_____________
هل تؤمِن بِأنّ مَن يُحِب شخصاً يجب أن يتمنى له السعادة مع شخصٍ آخَر ؟؟
سأل فراس هذا السؤال لنفسه وهو يشاهد كاميليا ونديم من بعيد...
فتنهد بقوة وهو يجيب بداخله..
نعم ... إنّ الشخص الذي يحب حقَاً ... يسعَى جاهداً إلى أن يكون حبيبه دائماً بسعادة ... حتى ولو كانَ بعيداً يأمل و يسعى لهُ دائماً بالفرح و السعادة ...
يا الهي.. فهل يعقل ان تذهب الغيرة عندنا عندما نرى من احببناه يوماً مع شخص اخر سعيد معه ونسعد حقا عندما نرى من نحب في سعادة ونحن نستنشق الحزن .... اعتقد أن هذا خيال !!
ربما تندهش !! ...
ولكِن نعم هذا واقع معه و ليس خيال .. فكيف يكونُ حباً إذا لَم نتمنى السعادَة لِمن نُحِب ؟
فالحبُّ ليسَ بِالتمَلُك ، و إنَّما الحبُّ بِتمني الخير لِمن نُحِب و بالنهاية أقول لك : (ليس كل ما نحبه نمتلكه)
وخاصة عندما يكون الحب كان من طرف واحد !
هو لم يوهم نفسه فهو حتى لم يصارح كاميليا بحبه ابدا
فالوحيدة التي صارحها كانت فاتن وشعر بالامتنان لها عندما سمع نصيحتها وقال لكاميليا أنه مجرد اعجاب !
يجب أن يطرد اي افكار فهي أصبحت زوجة لنديم وحتى لو لم تصبح زوجة لنديم فهي ستظل اخت وصديقة له أليس كذلك؟
بحق الله هو من تدخل ليجعل والده يوافق على الزواج
هو مجرد شعور بشيء قديم كان يتمنى أن يحصل عليه وذهب لحاله
وهو بالاول والآخر نصيب
ولم يفكر مرة ثانية بالأمر
ولكنه سيظل يتمنى لها الخير .. فهي لم تكن تعرف أساساً أنه يكن لها أي مشاعر
ذهب ليبارك لها ويقدم لها هدية فسلمت عليه كاميليا برقة قائلة:
- ميرسي يا فراس وعقبالك كده
- يارب يا كوكي
بإشارة حاسمة من يده هاتف نديم :
- ما تخف شوية من اسم كوكي ده .. اسمها كاميليا لو انت ناسي
هتف فراس بتعجب:
- يابني انا بقولها كوكي دي من وهي عيلة صغيرة
نديم بحدة :
- فراااس
غمز له بعبث :
- طب هسيبك بقى يا عريس عشان النهاردة فرحك وكده
سلم عليه نديم والمصور يلتقط صورة له معه :
- عقبالك
- أن شاء الله
انسحب فراس بعد التقاط صورتين معهم .. فعاتبته كاميليا بضيق :
- في ايه يا نديم هو بيدلعني عادي!
سحبها من خصرها هامسا بحدة من بين أسنانه :
- طب اتلمي
شهقت باستسلام :
- بهزر
زفر نديم بتحذير :
- اتلمي هااه
لمست ذقنه الجذابة بطريقة مثيرة محاولة تهدئة الموقف :
- خلاص قولي انت كوكي
هتف بنبرة ساخرة :
- مش هدلعك انا دلع بيتقالك من كل الناس !
رفعت حاجبها بدهشة :
- ايه هتختارلي دلع مخصوص
قربها منه أكثر وهو يهمس بجانب أذنها برقة:
- اه هقولك كراميلا
ابتسمت كاميليا بسعادة :
- كراميلا ! بابا كان بيقولهولي وانا صغيرة
- بجد
- أيوة كان حلو أوي.
غمز لها قائلا:
- خلاص هقولهولك على طول.. يلا عشان نكمل رقص بقى
___________
وما أن رجع مكانه حتى وجد فريدة تقف بالقرب منه
فهمس لها قائلا بتنبيه وهو ينظر إلى حذائها ذو العالي وفستانها الاخضر الجميل  :
- يارب بس ميبقاش في أضرار النهاردة عشان مش هتلاقي محل أطفال قريب من هنا
قاطعته وهي تكتف يديها على صدرها:
- ليه مش بتجيب زيي !
رفع حاجبه باستنكار:
- لا طبعا أنا مقاسي 46
اتسعت عيناها بذهول قائلة بنبرة ساخطة:
- ليه لابس مركب في رجلك !
ضحك فراس :
- يا سكر
صححت له بغضب :
- ما اسميش سكر
رمقها بعبث :
- الله .. بقولك ديدا بتزعلي
زفرت بغيظ :
- يووووه اسمي فريدة قولتلك
- خلاص ولا تزعلي نفسك فريدة
اقتربت هند منهم في تلك اللحظة هامسة بضحكة مكتومة :
- اووووه... اوعي بس تقعي زي المرة اللي فاتت
قاطعتها بحدة :
- أنتِ مالك اصلا
ردت ببراءة مصطنعة :
- الحق عليا بنبهك عشان متقعيش والناس تضحك عليكِ
لتردف بنبرة ماكرة :
- اه صح نسيت .. اصل انتي بتحبي أوي الناس تضحك عليكي وتتفرج من ايام موضوع خطيبك فاكرة !
سألها فراس :
- أنتِ مخطوبة ؟
صححت له هند :
- كانت مخطوبة .. بس كان ايه واحد عرة وضربها في الشركة
شهقت فريدة بغضب :
- أنتِ مالك اصلا خليكي في حالك.. حد كان سألك !
ابتسمت وهمست بنبرة كفحيح الأفعى :
- الله مش ده اللي حصل معاكي ... مش هو ضربك يومها ولا انا ناسية
صاحت من بين أسنانها وهي تدفعها بحدة من أمامها :
- وهو دلوقتي مش خطيبي ... أنتِ مالك اصلا بتتدخلي ليه..عاملة زي طنط حشرية كده
اتسعت عينا هند بغيظ :
- قليلة الذوق والله
قهقه فراس ضاحكا :
- بصراحة أنتِ اللي جبتيه لنفسك
شعرت هند بالغيظ وقررت ألا تترك اليوم إلا وهي مدمرة شيء ما..
بينما ضحك فراس وهو يترك لها الطاولة وحدها و وجد فاتن شقيقة كاميليا بطريقه ومعاها زوجها.. سلم عليهم وسألها بشكل مباشر :
- ايه حوار اللي كان خطيب فريدة ده !
ضحكت فاتن بحماس :
- اوعى شكلك وقعت هاااه
- فااتن هتقولي ولا
- خلاص خلاص هقولك
___________________
اقتربت هند من منصور والد نديم وهي تهمس له بابتسامة:
- مستر منصور...الفرح بجد حلو أوي
رد الرجل برسمية :
- تسلمي يا هند.. نديم هو اللي مختار كل حاجة على ذوقه
ضحكت هند هامسة بعبث :
- حضرتك الأصل برضو
- تسلمي عقبالك كده
همست له بمدح مبالغ به:
- قولتلك لو فيه عريس شبه حضرتك ووسامتك اوافق من بكرة
ضحك الرجل :
- تسلمي يا حبيبتي ده من ذوقك بس.. وبعدين شبههي ايه بس انتي لسه صغيرة
صححت له :
- وحضرتك برضو لسه صغير ولا مش اخد بالك!
________
وقفت السيدة "منى" زوجة (منصور) بجانب ابنتها سارة هامسة :
- سارة
- نعم يا مامي
سألتها بغيظ :
- هي مين دي اللي واقفة مع ابوكي وبتضحك بمياعة كده
نظرت سارة تجاه والدها هامسة:
- دي هند
منى بتذكر:
- دي اللي كان هيخطبها لنديم
اومأت بإيجاب:
- أيوة يا مامي
ردت السيدة بشك وهي تبتعد عن ابنتها :
-طب اوعي كده عشان شكلها مش مريح
_________
بينما هند كانت تصر على ألتقاط صورة مع منصور :
- لا لازم ناخد سيلفي مع بعض
رفض الرجل بخجل :
- ماليش في الصور بصراحة يا هند
صممت هند بعناد :
- عشان خاطري يا مستر منصور صورة واحدة بس عشان خاطري
وافق بحرج :
- خلاص ماشي
التقطت عدة صور لهم وليست صورة وهي قريبة منه بطريقة أثارت الشك في داخل السيدة منى التي اقتربت منهم وهمس بضيق :
- ايه يا حبيبتي مش خير ؟
تنحنح منصور هامسا :
- هند يا منى بتشتغل معانا في الشركة من سنين مانا حكيتلك عنها
رمقتها منى باستحقار:
- اه بس مقولتيليش انها كده
استغرب زوجها ليسألها:
- كده ازاي؟
زفرت بضيق :
- لا ولا حاجة
ابتسمت هند بمكر :
- منورة يا طنط
شهقت منى باعتراض :
- طنط ؟؟ طنط ايه يا حبيبتي انتي اكبر من سارة بنتي
رمقتها الفتاة بتفحص هامسة بخبث:
- أيوة بس حضرتك مش صغيرة اكيد
وقبل أن تدخل في مناقشة معها .. انسحبت هامسة بإغاظة:
- عن اذنك يا طنط
التفتت نحو زوجها وهي تشير بسبابتها نحو هند التي انسحبت:
- شايف قليلة الذوق دي بتقولي يا طنط.. وبتقولي اني كبيرة كمان
ضحك الرجل قائلا بتلاعب:
- في ايه يا منى مالك.. البنت مغلطتش
هتفت بحنق مدافعة عن نفسها :
- قصدك ايه يعني يا منصور ... قصدك أن انا كبرت .. لا يا حبيبي انا لسه في عز شبابي
غمز لها بعبث قائلا:
- هند برضو قالتلي اني لسه في عز شبابي
هتفت به وقد خرج غضبها عن سيطرته:
- بقولك ايه البت دي مش مستريحالها
ضحك منصور هامسا بهدوء :
- دي زي بنتي يا منى مالك في ايه انا بهزر بس
رمقتها من بعيد قائلة :
- معرفش شكلها مش مريح...وياريت تختصر منها شوية
سألها بتوجس:
- انتي بتغيري عليا ولا ايه
أنكرت بسرعة :
- لا طبعا اغير ايه بس ومن دي كمان
- واضح
__________
قبل نهاية حفل الزفاف .. أمسكت دانا الميكروفون ووقفت بجانب امها ونديم قائلة برقة :
-هغني الأغنية دي عشانك يا مامي
تعالت أصوات الفرقة العازفة التي أحضرها نديم 
وبدأت تغني الطفلة بصوتها الجميل وهي تعانق امها وتقبلها من حين لآخر
(اغنية احلى من الفانيليا - لـ ساندي)
(هي احلى من الفانيليا والشوكولا احلى من الشمس الشموسة لما بتطلع
هي احلى حاجة في الحياة واجمل من طعم الكريز لما بيلسع
كتفها اجمل مخده حضنها ادفي سرير
هي في عيني احلي واحدة حبي الاول والاخير
ومهما هافضل احبها هتحبني اكتير بكتير
ماما هي ماما واحدة بس واحدة بس
مامتي دي ملكة جمال الامهات هي الفرحة اللي في حياتي
واجمل اوقات مين اللي عنده زي مامتي ياحبيبة عمري انتي)
انتهت الأغنية بين تأثر البعض وحقد البعض وسعادة بعض الناس لهم
رقصا العروسين رقصة أخيرة مع بعض عند نهاية الحفل واخيرا ودعا الجميع ...
وقبل خروجهم من القاعة وقفت هند مع دانا وهي تهمس لها بإعجاب على صوتها وفستانها الجميل ومن ثم اردفت بخبث :
- اقولك سر بس ما تقوليش لحد
اومأت الطفلة ببراءة :
- قولي
- مامتك و نديم هيسيبوكي
هزت رأسها باستغراب :
- لا هما قالولي هيسيبوني عند آنا صفصف اسبوعين بس وبعدها هعيش معاهم
- براحتك .. بس هما حاجزين تذاكر سفر و هيسيبوكي ويمشوا ومش هتشوفي مامتك تاني
شهقت الطفلة بخوف :
- مامي هتسيبني انا ؟
- أيوة اومال هي هتتجوز ليه ؟
وهتسافر وتسيبك لوحدك
شهقت بحزن :
- لأ لأ ميكي
همست بنبرة شيطانية :
- هما مكسوفين يقولولك عشان متزعليش .. بس اوعي تقولي لحد اني قولتلك على السر ده عشان لو عرفوا هيسيبوكي برضو وساعتها مش هتشوفي مامتك تاني
____________________________
اتصلت سميحة بشقيقها فهي منذ اسبوع عندما اقترحت عليه تلك الفكرة الشيطانية وهو متردد من تنفيذها ولكنها لم تتركه طوال الأيام الماضية وهي تقنعه بها ... لتسأله :
- اومال ميادة فين؟؟
- بتستحمى
همست بنبرة كفحيح الافعى :
- طب ما تستغل الفرصة وتسرق الدهب بتاعها وهي مشغولة كده
- مش عارف ...لا قلبي مش مطمن اني اعمل كده
زفرت بغيظ :
- خلاص خليك خايف لحد ما تتسجن...انت حر
- يا سميحة طب ما اقولها تاني
- دي بت طماعة ومش هتوافق...انت تحطها قدام الأمر الواقع احسن
- طيب
- يلا انجز عشان نلحق نروح للجواهرجي ونبيعهم
اغمض عيناه بخوف :
- حاضر ربنا يستر
نهض من مكانه وفتح الدولاب ليأخذ علبة المجوهرات الخاصة بزوجته ويخبئها بملابسه من الداخل، فسمع صوت ميادة بالقرب منه قائلة:
- سامح...انت لسه منزلتش؟؟ مش قولت انك نازل ؟
يُتبع......
التفت شاهقاً بفزع:
- ميادة... أنتِ خلصتي ؟
- اه خلصت...وبعدين رد عليا انت منزلتش ليه؟
- اصل ... اصل كنت بكلم سميحة اختي
سألته مبهوتة:
- انت مالك واقف مش على بعض كده ليه؟
- هااه..
صاحت بصوت عال :
- سامح...مالك في ايه متنح كده
تنحنح بتلعثم :
- لا مفيش ... انا لازم انزل ما انتي عارفة سميحة جايبالي انسيال من دهبها وعايزاني ابيعه كنت جايبهولها هدية لما خلفت
لتعض على شفتها بأسف ساخر:
- ماشي يا موحة..اختك برضو ولازم تقف جنبك
- وانتي ايه مش هتقفي جنبي
ارتفعت نبرة صوتها حدة:
- روح شوف اختك يا موحة
- ماشي يا ميادة براحتك خالص...انا سايبك براحتي
زفرت بسخرية:
- ما هو براحتي طبعا يا موحة اومال براحتك انت؟؟
همس بنبرة منخفضة:
- كيادة أوي
- بتقول حاجة ؟؟
هتف بغيظ:
- بقول حبيبتي أوي
قهقهت ميادة بضحكة :
- كذاب موت..بس هصدقك عشان بس مزاجي حلو ورايقة دلوقتي
هز رأسه وهو يحاول استيعاب ما يسمع:
- رايقة ايه جوزك هيتحبس عادي عندك !
هزت أكتافها بلامبالا:
- الله وانا مالي ده عشان سمعت كلام اختك
خرج من الغرفة يغادرها وهو يردد ساخرًا:
- طيب انا نازل
بينما ضربات قلبه تنبض بشدة فالمهمة عدت بسلام ولم تلاحظ ميادة العلبة المخبأة بداخل ملابسه ويداريها بحقيبة صغيرة أمام جسده
________
وقف كمال وجهاد مع نديم... فهمست جهاد قائلة بأدب:
- كمال كان عايز يقولك كلمتين ومحرج شوية
ابتسم نديم بأدب قائلا:
- ولا اي حاجة...كمال يقول كل اللي في نفسه
تنحنح كمال قائلا بتلقائية:
- بص هو مبدئيا كده انا مش طالب منك غير حاجة واحدة...خلي بالك من كاميليا... اوعى توجع قلبها ولا تزعلها...ولا تمد ايدك عليها...والله اختي لو تعيش معانا العمر كله وفوق العمر كمان هتفضل منورة حياتنا كلها هي و بنتها... ولا أنها تتجوز واحد يهينها ولا يزعلها... اختي غالية أوي وطيبة وحنينة فوق الوصف...خلي بالك منها ومتزعلهاش
أمسك نديم معصميه وشدد عليهما وهو يوعده بصدق:
- متقلقش عليها يا كمال دي هتبقى في عينيا ودانا قبلها كمان..اوعى تقلق ابدا عليها
ابتسم كمال قائلا بتمني :
- ربنا يسعدكم يارب
بادلته جهاد الابتسامة لتردف قائلة:
-و يرزقكم الذرية الصالحة بإذن الله
- تسلموا يارب..
كانت تقف أمام السيارة التي ستنقلهم إلى منزل زوجها، بينما دانا تتمسك بفستان امها بيدها الصغيرة، تتشبث بها وكأنها ستهرب منها هامسة بحزن:
- أنتِ هتمشي؟؟؟
عقدت كاميليا حاجبيها تتنهد بأسى، ترمقها بطرف عينها باستغراب لتهمس بخفوت:
- اه يا حبيبتي ما احنا اتفقنا هتقعدي بس اسبوعين مع آنا صافي وجدو وكمال
رفعت رأسها لأمها تهمس برعب وصوت باكي:
-انا بحبك اوعي تسيبيني
حملتها امها على يدها بسرعة وهي تعانقها وتهدهدها فبدأت الطفلة بالبكاء بصمت وهي تتشبث بها بخوف من أن تتركها امها كما أخبرتها هند...وبين محاولات تدخل الأهل وأخذها والطفلة متمسكة بحضن امها بحزن وشهقات حزينة وجعت قلب امها عليها
همس نديم بنبرة حاسمة فجأة موقفاً إقتراحات الجميع بأخذها:
- دانا هتيجي معانا
اعترضت صفاء :
- نديم...مش هينفع انتوا عرسان و...
هتف بتصميم :
- انتوا مش شايفين شكلها..
دانا هتيجي معانا البيت
همست كاميليا بحرج :
-أيوة بس الناس هتقول ايه
هتف بلا مبالاة:
- انا ميهمنيش الناس تقول ايه ولا تعيد ايه.. دي مشكلتهم.. انا اهم حاجة عندي دانا متنامش زعلانة ولا انتي تنامي قلقانة و زعلانة أن في حد خدك عن بنتك
نظرت له بذهول:
- انت ازاي كده يا نديم.. ازاي انت راجل اوي كده.. مفيش زيك والله
همس بوعد:
- في وفي احسن مني كمان..كاميليا انا اتجوزتك وانتي معاكي دانا، و بنتك دي انا مش هتخلى عنها وهتفضل طول عمرها مسؤولة مني...
ابتسمت كاميليا بفخر:
- انت هتبقى احسن واجمل اب في الدنيا..
لتضيف قائلة:
- ربنا يخليك ليا يا حـ..
صمتت عندما شعرت بما كانت ستتفوه به ... ليهمس لها قائلا بعبث:
- يا ايه هااا.. كانت هتطلع اهي
ضحكت كاميليا قائلة:
- اصبر بقى وانا هبقى اقولهالك واقولك اللي اكتر منها كمان
تنهد بقوة :
- صااابر طبعا هو انا ورايا غيرك يا مغلباني
حذرته قائلة:
- لو زهقت قول و..
غمز لها قائلا:
- مقدرش ازهق من القمر بتاعي
همس مازن بجانب اذن زوجته سارة قائلا بذهول :
- الحقي اخوكي المجنون هياخد بنتها معاهم فعلا
- خلاص يا مازن سيبه براحته
ضحك مازن بصدمة:
- مجنون اخوكي والله.. ده عريس يا بنتي
ركبت دانا معاهم السيارة.. متوجهين إلى منزلهم ومعهم طفلتها الأمر الذي اثار دهشة الجميع
____________________
دخلوا إلى المنزل الجديد .. الفيلا كانت رائعة بجدران مطلية باللون الڤانيلا لاتيه واثاث بالألوان الازرق الفاتح السماوي مع تدرجات الازرق الداكن والابيض .. صعدا إلى الدور العلوي دخلا الى الباب المؤدي الى غرفة النوم الأساسية كانت كبيرة جدا بورق جدار ذهبي مطلي مزخرف وسرير كبير جدا مغطى بشراشف بيضاء انيقة ونافذه كبيرة على جانب السرير مغطاة بستائر باللون الابيض والازرق واريكه كبيرة امامه باللون الازرق والغرفة كانت كبيرة (غرفة ماستر) بداخلها غرفة أخرى صغيرة مخصصة لتبديل الملابس بها (Dressing Room)
ومتفرع من الغرفة حمام خاص بها .. 
الحمام كان عالما اخر من الرخام الابيض ويحتوي على حوض چاكوزي.. كان هناك شموع معطرة في الغرفة واوراق ورود منثورة في ارجائها فكما يبدو أن اليوم كان مستعد للعرسان الجدد
ولكن هناك عزول بينهم !
كان نديم يحمل دانا على يديه ويساعد كاميليا بنفس الوقت فترك دانا على السرير..
وقف نديم خلف كاميليا يساعدها في خلع الفستان فوقفت الطفلة على السرير خلفهم
فأنزلق الفستان عن جسدها مما جعل كاميليا تتنهد بأرتياح من ثقله الذي انزاح عنها وقبل أن يرى نديم اي شيء من كاميليا ..
على الفور تسلقت الطفلة كتفيه وهي تشب على قدميها لـ تغمض عيناه حتى لا يرى امها أو أي شيء وهي ايضا تغمض عيناها
اللعنة !!
كان يعتقد أن الزواج هو الذي يسمح لهم بالاقتراب..
دانا تغار على امها !
هتف نديم وهو يحاول ابعاد يديها من على عينيه فهي كانت متسلقة كتفيه من الخلف:
- ايه يا دانا شيلي ايدك
هتفت دانا باندفاع :
- مامي قالتلي مينفعش نغير قدام حد
- اه يا حبيبتي شطورة بس انا مش حد انا جوزها
صاحت الطفلة بشراسة وهي تغمض عيناه أكثر :
- عيب يا ديم .... عييييب
صاح نديم من بين أسنانه بغيظ :
- هو ده اللي الامل في الجواز ها
كتمت كاميليا ضحكتها :
- انت اللي جبته لنفسك
صرخت دانا بها تأمرها :
- ماااامي روحي البسي حاجة بسرعة قبل ما ديم يفتح عيونه
رفع نديم حاجبه بقهر بينما رفعت كاميليا التاج من فوق شعرها و أخذت روب الحمام .. فهي كانت ترتدي ملابسها الداخلية و شورت فوق الركبة أسفل الفستان
دلفت نحو الحمام .. فتنهدت دانا بارتياح وهي ترفع يديها الصغيرتين من على عينيه هامسة بنبرة طفولية :
- خلاص فتح عيونك يا ديم ... مامي مشيت
رفع أحد حاجبيه..ثم قال بزهق:
-يا شيخة!!
تحممت كاميليا بالمياه الساخنة بسرعة دون ان تلامس المياه شعرها ثم قامت بغسل وجهها وخرجت من تحت المياة ترتدي منشفة .. ومن ثم ارتدت روب الحمام وخرجت لتدخل إلى غرفة الملابس وقبل أن يتحرك نديم خلفها دفعته دانا ليدخل الحمام حتى تنتهي امها من تغيير ملابسها..
اختارت كاميليا قميص نوم قصير ففتحت دانا فمها باعتراض وامرتها أن ترتدي شيئا اكثر احتشام ... فاختارت لها بيجاما شتوية بأكمام ! وبنطال
واختارت الطفلة لنديم بنطال رياضي وتيشرت بكم و قبل أن يخرج من الحمام ناولته إياهم ليرتديهم بالداخل
صاحت دانا بزهق :
- مامي غيريلي
اومأت كاميليا :
- طيب تعالي اوضتك
استبدلت لها ملابسها وحممتها بسرعة وارتدت فستان طفولي قصير
وفي ذلك الوقت خرج نديم بعد أن استبدل ملابسه ومشط شعره الكثيف..فـ نزلوا الى الاسفل
يتناولون الطعام وحين انتهوا، وقاموا جميعهم بالمشاركة بتنظيف المطبخ، وسط ثرثرة وضحكات دانا..
مال نديم على زوجته هامسًا بقهر: 
- ينفع اللي دانا عاملاه فينا ده !
رمقته كاميليا بغيظ :
- انت اللي صممت تجيبها
التفت كاميليا إلى طفلتها قائلة برقة:
- يلا عشان تنامي يا دانا
فهتفت الطفلة معترضة :
- لأ
- ليه يا حبيبتي عشان ننام
سألتها الطفلة بخوف :
- يعني.. يعني انتي مش هتسيبيني يا ميكي؟
استغربت كاميليا لتعانقها وهي تقبلها :
- لا طبعا اسيبك ازاي !
نظرت لها بنصف عين قائلة :
- خلاص تعالي نامي معايا في اوضتي
امتعضت ملامح نديم بضيق .. فهمست دانا باقتراح :
- تعالى نام جنبنا يا ديم
- لأ السرير بتاعك صغير..
- خلاص ننام على سريرك انت كبير
_________
دلف سامح ومعه والدته وشقيقته وبيدهم علبة الذهب ليلقيها بوجه ميادة بغضب صارخاً باهتياج:
- وحياة امك ... انتي بتلعبي بيا يا بت..بتضحكي عليا
ابتسمت ميادة ببرود :
- أهدى كده يا عينيا...بلعب بيك ازاي يعني
صرخت سميحة بغضب :
- بقى يا حرامية بتسرقي دهب وتبديله بدهب فالصو 
قاطعتها سماح امها بغيظ:
- ونروح نبيعه.. الجواهرجي يكسفنا و يقولنا ده مش دهب ... ده شوية اكسسوارات فالصو
مسح سامح وجهه بيديه بزفرة قوية، ثم هتف بصياح معاتباً اياها :
- خليتينا في نص هدومنا في المحل منك لله
اتسعت حدقتيها بذهول، تحاول استيعاب ما يقولوه:
- طول عمري اسمع عن الناس البجحة لكن عيلة بحالها بجحة دي جديدة الصراحة
وقفت أمامها سماح وهي تمسك من كتفيها رغمًا عنها، قائلة بحرقة:
- أما انتي بت كيادة بصحيح...نفسي اعرف عاجبك فيها ايه دي
نزعت أكتافها من بين يديها وهي تدفعها بعيداً عنها وهي تصرخ:
- والله يا حماتي البجاحة ليها ناسها وانتي وعيالك أساتذة فيهم ماشاء الله
هز سامح رأسه بعدم تصديق :
- بتخدعيني يا ميادة...بتلعبي من ورايا و تغيري الدهب وتجيبيه فالصو...عملتي كده ازاي؟؟؟جبتي اصلا شبههم اوي كده ازاي
هزت رأسها بنفي ، قائلة بنبرة كفحيح الافعى :
- لا مسمحلكش تضيع مجهودي...دي اكسسوارات ستانلس ستيل... يعني مش بتغير لونها ولا تبيض ابدا.. بتفضل لمعتهم صفرا كده.. زي الصفار اللي جوه اختك وامك بالظبط .. بس الفرق أن صفارهم مطفي فالصو مش دهب اصلي
هز رأسه بانزعاج واضح:
- انتي طلعتي شيطانة مش سهلة .. عملتي كده ازاي؟؟
قهقت ميادة بضحكة عابثة:
- هو انا مقولتلكش..مش انا خدت الدهب و روحت لواحدة بتصنع اكسسوارات ستانلس هاند ميد وطلبت منها نسخة من دهب شبكتي وعملتلي زيهم بالظبط.. وبدلتهم وخبيت دهبي عند امي ... بس وحياتك الموضوع كلفني كتير ...
اصل النوع ده غالي شوية يا موحة بس مش خسارة في حقارة عيلتك
شهقت سميحة وهي تحاول استيعاب المفاجأة الجديدة:
- انتي طلعتي صايعة و لافة و دايرة بقى
حذرتها ميادة مستشيطًة:
- لا يا بت انا مسمحلكيش تغلطي فيا...عشان وحياة امك سماح اللي واقفة قدامي دي اجيبك من شعرك اديكي العلقة التمام...أصلها نسيت تربي
دفعتها سميحة على الأرض صارخة بنفاذ صبر :
- تعالي يا بت وريني كده التربية اللي ناقصاكي
ليمسكا ببعضهم البعض بشجار عنيف، لدرجة أن ميادة خلعت الحجاب الخاص بسميحة وأصبح شعرها مبعثرا بشدة فكلا منهن كانت تضرب الأخرى بغضب وغيظ..فحاول سامح وسماح فصلهم من بعضهن ولكن بلا فائدة
- بس يا ميادة....خلاص يا سميحة
صرخت ميادة باندفاع وهي تصفعها على وجهها وتجذبها من شعرها بعنف :
- وحياة امك مانا سايباكي..
لتقلبها سميحة على الناحية الأخرى وهي تصرخ بها بشيطنة :
- مش كفاية اخويا بيصرف على امك المريضة يا قذرة يا زبالة..ده لولا اخويا كان زمان اخوكي بيشحت يا بت ... بعد ما كان مش لاقي شغل واخويا شغله عشان يعرف يصرف على مراته وعياله..
اتسعت حدقتي ميادة بصدمة وهي تتركها بينما الأخرى تركتها ليقفا أمام بعضهن بشعر أشعث غير مرتب وآثار الصفعات معلمة على وجه كلا من الاثنتين
لتقف ميادة أمام زوجها تسأله بدهشة: 
- انت قايلها كل ده ؟؟؟
اخفض رأسه بحرج:
- ميادة...
بهتت من الصدمة، تهتف بانفعال :
- ده انت مش بس ابن امك...ده انت ابن امك واختك كمان ماشاء الله...راجل اوي..
لتردف بتبرير 
- والله بقى اخويا اه مكنش لاقي يصرف على مراته وعياله بس على الاقل عنده عيال ... مش اخوكي اللي مش عارف يجيبلي حتة عيل
بدون تصديق هتف بوجع:
- مياااادة
صرخت به بحدة:
- اختك بتعايرني بظروف اهلي !!!!
بقى دي اخرتها يا سامح...دي اخرتها..بعد كل اللي استحملته عشانك...بعد ما بقيت عقيم
لعبت على نقطة التفكير الذكوري لتوجعه
فغير الموضوع قائلا بغضب :
- انتي روحتي تخبي الدهب في بيت امك وتبدليه وتعملي اللعبة دي من ورايا
هزت كتفيها بلامبالاة:
- والله بقى دي اختياراتك يا سامح...دي اختياراتك يا عينيا متخصنيش...مالي انا ادفع تمن اختياراتك الغلط ليه؟؟؟ ما تروح تحل مشاكلك بعيد عني...
لتردف بنبرة متحشرجة قوية:
-يعني لا يبقى معايا عيل ولا دهبي كمان ! ده ايه الظلم ده...حسبي الله ونعم الوكيل
هتفت أمه قائلة ببراءة مصطنعة:
- ألحق يا سامح دي بتدعي عليك
احتد صوته بنبرة مرتفعة:
- انتي بتتحسبني فينا يا بت...بتدعي عليا؟؟؟
بقى دي اخرتها بعد كل اللي عملته عشانك
والله ما انتي قاعدة في البيت...روحي عند امك يلا
صفقت ميادة بسعادة :
- ياخويا بركة ... انا هلم هدومي وسايباهالك
لتترك المنزل وتذهب إلى أهلها وتركته وحده مع أهله كعادته
__________
اسبوع مر وطفلتها لم تتركهم ابدا... لم يقترب منها زوجها ولم تتركهم وحدهم نهائياً
اكتشفت أن ابنتها تخاف عليا بشدة وتغار عليها !
لم تكن تعلم العواقب التي خلف الزواج .. ولكن خوف ابنتها غير طبيعي
الطفلة تلازمها وتمشي خلفها في كل شيء
تخاف أن تجلس وحدها ابدا
حتى عند النوم ... تظل مستيقظة لوقت طويل حتى تطمئن ان امها نامت .. لدرجة أن زوجها سيجن !
فهو لم يشتكي من الطفلة.. ولكن سيموت قهراً من سوء حظه معها
أما هي .. في البداية كانت سعيدة بما فعلته دانا لترى مدى حبه لها وأفعاله
ولكن الأمر زاد عن الحد
ستموت قهراً من أفعال ابنها .. لدرجة أنها تجعلها ترتدي ملابس محتشمة طوال الوقت
حتى أنه أجل سفرهم إلى كندا ليقضيا شهر العسل أو بالأدق نصف شهر .. تأجل بسبب تلك الطفلة
دخلت إلى غرفة المعيشة فوجدته يحمل دانا على قدميه ويشاهدا التلفاز على إحدى افلام الكرتون غصب واقتدار بسبب دانا
وجدها ترتدي ثوب ضيق يحدد تفاصيل جسدها بنعومة.. جلست بجانبه لتنشغل دانا عنهم بالفيلم فنهضت من على قدميه وجلست على الأريكة الأخرى
ليهمس نديم بحيرة :
- ايه التغيير ده ؟ هي دانا رضيت عنك !
ردت بتبرير :
- هي قالتلي مالبسش قصير ولا مكشوف .. مقالتش بقى ملبسش ضيق !
رفع حاجبه بدهشة :
- ده لو لبستي قصير ارحم
كتمت ضحكتها قائلة:
- بتقول حاجة !
همس بجانب أذنها بنبرة رجولية مثيرة :
- متخيلة قدامي مراتي حلالي بس مش قادر اقربلها !
لتشتعل وجنتيها خجلا .. فأردف نديم بتذمر :
-  مش كفاية الحصار اللي هي عاملاهولنا
ضحكت كاميليا بشماتة:
- تستاهل انت اللي جبته لنفسك.. حد قالك تجيبها معانا البيت
زم شفتيه بغضب :
- اعمل ايه مقدرش اقاوم دموعها
عقدت ذراعيها على صدرها وهتفت:
- يا سلام ! طيب و امها بقى
همس بعبث :
- لا امها دي مقدرش اقاومها اصلا
احمر وجهها لتخفضه بسرعة من الحرج، امسك فكها ليرفع رأسها نحوه يسألها :
- وانتي بقى ؟
عضت شفتها السفلية هامسة بتلعثم:
- ها .. انا لا .. لا انا عادي يعني
وضع يده بجانب خصرها وهو يجذبها إليه مستشعرا توترها وارتباكها .. ليهمس بخبث أمام شفتيها:
- طب ما تيجي كده نجرب Test (اختبار) صغير نشوف هيبقى عادي معاكي ولا لأ
ابتلعت ريقها بتوتر تسأله :
- Test ايه ؟
سحبها من يدها وهو ينهض بهدوء هامسا بجانب اذنها:
- تعالي معايا بس بهدوء عشان متحسش
دخل الحمام الخاص بالغرفة واستغلوا انشغال الطفلة بالفيلم..
فهمست كاميليا باعتراض :
- في التويلت !! يا نديم !!
حاصرها خلف الباب، ليشرف عليها بجسده الضخم، وهو يهتف بأنفاس غاضبة بقهر:
- هو احنا طايلين في حتة تانية وانا قولت لا
ترفرفت برموشها وهي تضحك، وشعرها البني الغامق على وجهها، وقالت وسط ضحكتها المنعشة:
- انت بتهزر
تمتم بخشونة ، وأصابعه تمشط شعرها بعيدًا عن وجهها:
- اقعدي ضيعي وقت لحد ما هي تحس وتاخد بالها
وبمجرد أن التقت نظراتهما حتى وجد نفسه ينخفض دون تمهيد إلى موضع شفتيها.. ليطبق بشفتيه على شفتيها.. ملمس شفتيه على شفتيها أطار عقلها من رأسها فتعمق في قبلته ..
تنفست بين شفتيه ... وتحولت قبلاته إلى هوس، كأنه أراد أن يوشم فمها به.. تعمقت القبلات أكثر ولفت يداها حول رقبته تحركت بغريزتها لتتعجب بنفسها من تجاوبها.. فهي لطالما كانت ترفض الزواج.. ولم يخطر ببالها أن تتزوج من أجل هذا التقارب .. الا معه الآن .. تشعر بجسدها يشتاق إلى لمسة منه وشفتيها تئن تحت غزو قبلاته.
لم تكن تعرف كم من الوقت استمرت القبلة، لكنه انتقل بشفتيه الساخنة إلى رقبتها...قبل أن يسمعا صوت طفلتها (دانا) وهي تنادي بصوت عالٍ :
- مامتي .. ديم .. انتوا روحتوا فين الفيلم هيخلص
لم يبد أن نديم يسمع شيئاً، واستمر في التقاط شفتيها، لكن كاميليا دفعته شاهقة، وهي تلفت نظره أن دانا لاحظت غيابهم .. ليزفر بضيق ويحاول تهدئة نفسه
_________
- مساء الخير يا حماتي
نطقت بها "سميحة" عندما دلفت شقة حماتها
عاتبتها المرأة بغيظ:
- اهلا ياختي.. عيالك الشياطين دول زهقوني مش ساكتين وانتي كل يوم والتاني رايحة عند امك وسايباهم
ردت سميحة بتبرير:
- الله مانا بروقلك البيت وبروح اطمن على امي واخواتي.. يلا انا هطلع شقتي بقى
- خدي عيالك وراكي
خرجت سميحة لتذهب إلى شقتها فهي تسكن معهم بنفس العقار
بعد مرور ساعة وهي تحاول فك الشجار بين أطفالها الثلاثة .. رن جرس الباب ليفتح إحدى أبناءها فوجد جارتهم "دنيا" فتاة في الثامنة عشر من عمرها في الصف الثالث في المدرسة الثانوية التجارية
دلفت دنيا إلى الشقة ورحبت بها سميحة فهي ابنة جارتهم وصديقة لـ سميحة على الرغم من صغر سنها
- ازيك يا أبلة سميحة
- ازيك يا بت دنيا عاملة ايه
- الحمدلله بخير
لتردف بتذكر :
- صحيح يا أبلة سميحة عرفتي أن علاء خطب !
- الواد علاء جارنا ده.. مش ده يا بت اللي بيكلمك ؟
هزت رأسها:
- أيوة هو
صاحت بنبرة ساخرة :
- يوووه اخيرا خطب المنيل ده ... ده الواد مسابش بنت إلا وكلمها...
لتردف سميحة بفضول:
-و دي شكلها ايه بقى؟
تنحنحت بحرج :
- ماهو انا جايالك عشان كده... هموت وأشوف خطيبته وهو قالي كلميني واتس يا دنيا وابعتلك صورها
شهقت سميحة باستغراب :
- هو انتي اصلا لسه بتكلميه ازاي يا بت يا دنيا ! هو مش الواد خلاص خطب
ردت بلا مبالاة:
- عادي يا أبلة سميحة قال يعني كان هيتجوزني..وبعدين أنا عايزة اشوف بس صور خطيبته عندك
ردت باستنكار :
- وانا مالي يا بت بالقصة دي !
زفرت بضيق :
- مانتي عارفة موبايلي نوكيا بزراير ... يعني معنديش واتس... فهكلمه بقى من عندك اشوف الصور وخلاص
ردت سميحة بخوف :
- لا يا بت انا مالي بالحوار ده لا.. عبدالله جوزي لو عرف هيبهدلني
- وهو يعني هيعرف منين ؟ وبعدين علاء كده كده مش هيكلمك اصلا لانه بيكلمني انا وكمان هو خطب خلاص... هو مجرد بس يورينا الصور وبعدين يعني انتي معندكيش فضول تشوفي خطيبته ونشوف شكلها ايه
سميحة بشرود :
- الصراحة يا بت هموت واعرف شكل خطيبته بس الواد علاء ده ممكن يكلمني ولا حاجة !
هزت رأسها بالنفي :
- لالا والله اطمني ... يدوب نشوف الصور من عندك وخلاص على كده
اخرجت تنهيدة كبيرة :
- طيب يا بت يا دنيا ابعتيله اما نشوف خطب مين الواد ده
ابتسمت بامتنان وهي تخرج الرقم من هاتفها:
- شكرا يا أبلة سميحة
-العفو ياختي بس ورينا صورة البت خطيبته دي شكلها ايه
أطلقت ضحكة جهورية:
- عينيا
________________
جلس نديم وكاميليا بغرفة دانا .. ودانا تلعب بين قدميهم.. بينما رفع نديم الطفلة بين ذراعيه وهو يداعبها بقوة لتضحك الطفلة بسعادة وتهتف بتذكر:
- ديم.. الشوكولاتة بتاعتي خلصت..عايزة شوكولاتة بيضا
ضحكت كاميليا بقوة وهي توبخها بمداعبة:
- يا قردة بتستغليه
رمق نديم الثلاجة الصغيرة بغرفتها ليجدها فارغة من الشوكولاتة.. فهمس:
- هجيبلك من التلاجة اللي في المطبخ
اومأت الطفلة بسعادة
همست كاميليا بتوسل :
ـ بلاش أبوس إيديك يا نديم.. كده مش هتبطل وهتفضل قاعدة معاك
ضحك نديم هامسا لها بمكر:
- طيب تعالي معايا بس نجيبلها احنا الشوكولاتة
فاقترح ان تذهب امها معه .. فهي بدأت تشعر بالأمان قليلا وسمحت لأمها بالنزول معه
زفرت كاميليا بضيق:
- نديم انت مدلعها اوي بجد.. مينفعش هي لازم ترجع عند ماما كام يوم كده وبعدين نبقى نرجعها تاني
هز رأسه بنفي :
- لا طبعا مش هينفع .. انا مش هضحك على دانا .. احنا نفضل نسايسها شوية لحد ما توافق بنفسها
عاتبته قابلة:
- وهي هتوافق ازاي وانت مدلعها كده
- انا مش هقدر اسيبها تعيط زي ما بتقولوا..
وأضاف وهو يبتلع ريقه بصعوبة وعيناه لم تفارق جسدها بتلك البيجاما الضيقة
- بس ممكن نشوف حل تاني برضو
تبع نديم زوجته إلى المطبخ ... وكانت الأخيرة غافلة تماماً عن نظراته الجريئة تجاهها
وبمجرد أن وصلوا إلى المطبخ التفتت إلى كاميليا هامسا :
- اختاريلها أنتِ بقى الشوكولاتة على ذوقك
اومأت كاميليا، وهي تتجه نحو الثلاجة:
- اجيبلها بأنهي طعم؟
اقترب نديم من كاميليا متعمداً بينما هي كانت منشغلة بالبحث داخل الثلاجة عن نوع الشوكولاتة
أجاب بصوت أجش وهو يقف خلفها تمامًا ويمد يده داخل الثلاجة ، متعمدًا محاصرتها بينها وبين جسده:
- هختارلها انا بنفسي يا كراميلا..
وأضاف هامسًا في أذنها:
- ايه رأيك في طعم الكراميل؟
اعتدلت كاميليا بتوتر من قرب نديم ، والتفت نحوه تسأله:
- كراميل ؟ فين
ابتسم غامزاً لها :
- شبهك كده يا كراميلا
بالكاد يفصل بينهما بضع بوصات ... التقت نظراتهما ... نظراتها المتوترة الخجولة ونظراته الراغبة ... حتى رمشت كاميليا بعينيها وحاولت التراجع من أمامه بصعوبة بينما لم يتحرك نديم ابدا ولم يساعدها على الابتعاد ، لترد بتلعثم وتزفر بارتباك:
- نديم التلاجة كده هتبوظ
زفر نديم أيضًا مرتجفًا وانحشر معها في الثلاجة فكان حجم الثلاجة كبير جداً:
- بتوع الصيانة دورهم ايه؟ يصلحوا اللي يبوظ
على الرغم من برودة الثلاجة ولكنها لم تطفئ لهيب رغبته الشديدة بها ... كان يقف خلفها تماماً ومازال محاصرا لها
- نديم
همس بنبرة خشنة وهو يقترب من وجهها يلمس جانب شفتيها بشفتيه ، وأنفاسه الساخنة تدغدغها :
-انا اللي هبوظ لو مابوستكيش حالاً
فقد آخر ذرات صبره وسيطرته ، وانقض على شفتيها مقبلاً إياها بشغف.. وسحبها إلى صدره بشدة حتى يتمكن من عدم هروبها .. فالثلاجة أصدرت اصوات تصفير تعلن عن إغلاقها .. بينما هو انتقل بقبلاته إلى رقبتها ... فطفلتها قاطعته بالأمس عندما كان يقبلها من رقبتها
بينما هي استسلمت لاشتياقها له فهو منذ قبلها بالأمس وهي كانت تريده أن يستكمل ما يفعله.. ولكن ! دانا لم تفارقهم ابدا
قبلاته الرقيقة تحولت إلى قبلات عنيفة.. فانحدرت ذراعيه على خصرها يجذبها نحوه ... 
فرفع وجهه لينقض على شفتيها بحرارة وعنف مما يعكس شوقه لها .. فبادلته كاميليا قبلاته ...
بينما هو يزيد من قبلات وكأنه يأكل فمها وليس مجرد تقبيل
ثم في غمضة عين سمعا صوت من خلفهما, بخارج المطبخ متسائلة بدهشة :
- بتعملوا ايه كل ده !
جعل كاميليا تدفعه بعنف غير مقصود، شاهقة بارتباك:
- دانا
لتهتف بتذمر :
- ديم.. ديم عايزة شوكولاتة بيضا
ارتسمت ابتسامة مرتعشة على فم نديم مغمضاً عيناه في ضيق يائس هامسا بصوت منخفض:
- ده وقت شوكولاتة فعلا يا دانا !
فيراها تقترب بخطوات قريبة منهم، تسألهما مجددًا باستغراب :
- بتعملوا ايه
ابتعدت كاميليا عنه وهي تهدئ من نفسها هامسة :
- مفيش كنا بنختار شوكولاتة لكِ
عقدت ذراعيها بزهق :
- اتأخرتوا عليّ
بينما هو اختار أخيراً نوع الشوكولاتة لها وهو يناوله لدانا واغلق اخيرا الثلاجة
همس لها بعبث :
- اصل كنت بختار لك حاجة حلوة
اخذت الشوكولاتة إلى حضنها هامسة بامتنان :
- Thank you ديم
__________________
اتصل سامح بأخته سميحة:
- سميحة أنتِ فاضية! مخنوق شوية وعايز اتكلم معاكِ
اعتدلت سميحة وهي ترمق الهاتف باستغراب وتسأله بجدية:
- ايه يا سامح مالك؟
همس بضيق:
- امبارح كنت بقلب على الانستجرام، شوفت صور لـ كاميليا مع جوزها من فرحهم
ردت ببرود :
- آه وبعدين
احتد سامح فجأة بدون مبرر:
- مش عارف حسيت بخنقة كده واتضايقت
سألته بنبرة ساخرة:
- ايه لسه بتحبها ولا ايه ؟
قاطعها سامح باستنكار:
- لأ طبعاً .. لسه بحبها إزاي بس .. مانتي عارفة اني اتجوزت على طول مكملتش السنة بعد ما اتطلقنا وكنت متجوز
- مانا مستغربة اومال اتضايقت ليه
زفر بضيق:
- مش عارف.. بس برضو كنت معجب بيها وحبيتها وفترة خطوبة و جواز .. يعني كانت مراتي وكده.. تخيلي بقى لما اشوف واحد تاني متصور معاها وحاطط ايده على كتفها وقريب منها !
ليردف بصوت مخنوق النبرات:
-ازاي يعني ! وهي ... انا كنت فاكرها مش هتتجوز بعدي.. كنت فاكر هتعيش لبنتها وبس
كنت فاكر عشان هي ظلمتني.. ربنا مش هيعوضها
لكن هي كملت وعاشت حياتها وخلفت بنت جميلة واشتغلت واتجوزت جوازة احسن من صحابها وقرايبها
أضاف سامح بحقد :
- وانا !
انا اتجوزت بعد طلاقنا بسنة وقعدت 3 سنين ومفيش معايا حتة عيل وعملت حادثة واتسببت بعقمي..وحتى بنتي الوحيدة حرمتني منها.. متخيلة إني مش عارف ابوس بنتي حتى ولا اقعد معاها ! وفوق كل ده بحاول اتصرف في فلوس عشان القضايا اللي رافعاها عليا
ازاي هي خدت كل حاجة حلوة وانا لأ
بغل شديد ردت سميحة:
- بس برضو متنساش انها اكيد تعبت واتمرمطت بطفلة لوحدها 4 سنين وتصرف عليها .. يعني اتبهدلت اهو
أومأ سامح:
- عندك حق...طب انا هقفل دلوقتي عشان هتصل على ميادة عشان احاول اصالحها ترجع البيت
اغلق الهاتف مع اخته .. لتهتف سميحة بغيظ:
-يوووه ... نفسي اعرف ايه عاجبه في ست زفتة دي عايز يرجعها تاني البيت
اقترب منها زوجها عندما سمع صوتها العال ليسألها بفضول :
- مالك يا سميحة في ايه !
صرخت بضيق :
- الزفتة إللي اسمها ميادة دي مرات اخويا... عايز يصالحها عشان ترجع البيت مانا قولتلك زعلانين من بعض... يعني عاجبه فيها ايه..ايه عايز يرجع تاني لجدول الساعة 8 اللي ممشية أخويا على ميعاد ميكلمناش بعده
قهقه عبدالله ضاحكاً:
- والله اخوكي ده مكنش ينفع معاه غير واحدة زي ميادة
ردت مدافعة:
- ليه ان شاء الله ده سامح طيب
لتردف بحيرة:
-وبعدين اللي مستغرباه بقى ازاي هي مسيطرة على اخويا أوي كده !
هي ساحراله ولا إيه البت الصايعة دي
أجابها مصححاً:
- لا وأنتِ الصادقة.. اخوكِ هو اللي معندوش شخصية أصلا... ف لما تيجي واحدة زي ميادة كده تسيطر عليه ... عارفة تمشيه زي الساعة معاها
- هموت اعرف ازاي بتعمل كده !!
رد عبدالله بغموض:
- عشان مرات اخوكي دي ناصحة شوية ... عارفة ازاي تسيطر على الراجل وتخليه يسمع كلامها
فاهمة تجيب اخوكي في صفها ازاي من اول شهر بينهم
بأمارة انها مسمحتش له أنه يخليها تخدم أمك
- أيوة بتعمل كده ازاي برضو
- قولتلك دي نصاحة و شطارة منها.. او ممكن نقول حركة صايعة منها.. في رجالة زي اخوكي كده هو في الأصل معندوش شخصية لحد ما بتيجي الست اللي بتوقفه عند حده وتسيطر هي عليه زي ما أمه كانت مسيطرة عليه...من الاخر جت اللي شبه أمه بالظبط...وهو عاجبه كده
زفرت حانقة بمرارة:
- وانا اللي كنت فاكرة عشان أمي اختارتهاله بنفسها هتبقى من ايديها دي لايديها دي .. كانت قريبة واحدة صاحبة ماما
- لأ طبعا كان تمثيل لحد ما تتمكن من اخوكي وتبعده عنكم وغير كده هي ساكتة عشان موضوع عدم الخلفة وهو ساكت عشان بيديها مقابل لكده انه بيساعد أهلها عشان ظروفهم صعبة
اومأت بحقد :
- على رأيك... بت مستفزة و صفرا كده... مبحبهاش ..والغريب أنه واضح أوي انها بتستغله ومش بتحبه
- ذكاء البنت وقوتها بيخليها قادرة تتعايش مع راجل مش بتحبه بس تسايسه وتاخد افضل ما عنده من غير ما تلغي شخصيتها
سمعا صوت جرس الباب يدق فنهض من مقعده قائلا:
- الجرس بيرن أما اشوف مين
- يمكن العيال هما تحت عند حماتي
فتح عبدالله الباب ليجد أمامه ثلاث رجال.. يعرف شخص منهم.. فهتف أحدهم :
- عبدالله
___________
دلف خلفها إلى غرفة تبديل الملابس ووقف بجانب الرف مستنداً عليه وملامح المكر و الغضب تلوح على وجهه هامسا :
-انا تعبت .. شوفيلي حل مش كده
ضحكت كاميليا :
- نمشيها بقى
نديم بصوت كسول وهو يمعن النظر في كاميليا التي تواجهه بنظرات شماتة واستمتاع:
-ماشي نيميها أي حاجة
اجابته كاميليا بسخرية:
- لأ دي طفلة مستيقظة مبتنامش
رد بغيظ :
- مش كفاية مطولتش حاجة في الخطوبة يا مفترية
ليردف بعدها بقهر :
- ولا طولت في الجواز حتى !
رفعت حاجبها هامسة بحدة :
- يا سلام ... والبوسة اللي كانت في الشاليه !
ابتعد نديم عن الباب واقترب بضع خطوات وهو يتفرس في ملامحها الجميلة هامساً بزهق:
- مكنتش أم بوسة اللي خدتها
حذرته كاميليا قبل أن يفعل شيء أن دانا بالخارج تجلس على السرير
فزفر بضيق قائلا:
- هعدي على اختي اخد الواد اسر ... يقعد مع دانا بقى
وقفت كاميليا أمام رف الملابس وهي تسأله :
-طيب ألبس ايه؟
تلعثم نديم وهو ينظر إليها بملامح راغبة شغوفة:
- أي بيجاما حلوة كده..
سألته بمكر :
- محترمة يعني؟
هز رأسه بنفي :
- لأ مش محترمة أوي يعني..نعدي اليومين دول بس.. لحد ما دانا تفك عننا الحصار
هزت كتفيها بدلال :
-قول لنفسك.. مش راحمني انت
ابتسم قائلا بتلاعب :
‬‏- أنتِ اللي بتحبي كده متنكريش
ضحكت كاميليا قائلة بصدق :
- بصراحة آه
اقترب منها غامزاً بعبث :
- شوفتي !
شهقت كاميليا بحذر :
- دانا بره والباب مفتوح ها
زفر بضيق:
- طيب هروح اجيب اسر بقى
______________
- ازيك يا عبدالله
رحب عبدالله بالرجل الكبير بالسن :
-اهلا يا عم سعيد..
نظر سعيد إلى الشاب الصغير بالسن قائلا بتردد:
- طبعا انت مستغرب احنا جايين مع بعض .. بس هو يعني
هتف الشاب فجأة بحدة :
- مراتك بتكلم علاء جارنا ومدخلة دنيا اختي في الحوار
صرخ بعروق نافرة:
- نعم؟؟ مراتي انا.. انت اتجننت ولا ايه
- وطو صوتكم يا جماعة عشان بس محدش يسمع ... تسمح ندخل يا استاذ عبدالله
أخذ عبدالله نفس عميق كي يتحكم في أعصابه ولا يتهور :
- انت مش سامع بيقول ايه يا سعيد .. اتجنن ده ولا ايه
سعيد بأدب:
- طيب ندخل بس ونتكلم جوه بعقل احسن
سمح لهم بالدخول :
- اتفضلوا.. خير وياريت تقول الموضوع من غير الغاز
همس الشاب بنبرة ساخطة :
- دنيا اختي تبقى صاحبة مراتك.. معرفش ازاي صحاب وهي ضعف عمرها.. بس ما علينا ... مراتك بقى مكلمة البيه علاء من تليفونها وعايزة تخلي اختي تكلمه كمان!
زفر عبدالله بعصبية:
- انت بتقول ايه يا عم انت.. مراتي تكلم علاء ده ازاي !
ما يمكن اختك هي اللي بتكلمه
مط شفتيه :
- اسأل مراتك ... ده اللي اتقالي
تركهم عبدالله ودلف إلى غرفة زوجته ليمسكها من ذراعها بعنف يسألها بصرامة:
- سميحة... انتي مكلمة اللي اسمه علاء ده ؟؟؟؟ دنيا بتقول انك انتي اللي بتكلميه من تليفونها
نفت بقوة وهي تبلع ريقها بخوف :
- نعم ؟؟؟ علاء مين ده اللي أكلمه.. هو سايب اخته تكلم راجل وتلبسها فيا انا..
رمقها بنظرات غامضة :
- طب اطلعي قولي كده...
نهضت وخرجت معه لتهتف بهجوم:
- انت بتقول ايه يا عم انت ... اختك هي اللي بتكلمه .. هي هتلبسني مصايبها ولا ايه !
رفع حاجبه بدهشة:
- وهي هتكدب يعني !!
أختي اعترفت انك انتي اللي بتكلميه
شهقت بغضب :
- لا بقولك ايه ... شغل قلب الترابيزة ده مش عليا .. انا ست متجوزة اااه وبحب جوزي
رد الشاب بوعيد :
- ما هي لو طلع فعلا كلامها صح..  هقتلها ومش هخليها تروح المدرسة تاني وتبقى توريني بقى تطلع من البيت ازاي
زفر سعيد بضيق :
- أهدى يابني بقى... وانتي يا ست سميحة اهدي كده ده ممكن يرتكب جناية
مش للدرجة دي يابني اهدى
صاح الشاب بغضب :
- انت مش شايف بتقول ايه يا عم سعيد... بتقول اختي اللي بتكلمه !!
وانت عارف كويس اوي علاء ده يبقى مين... علاء ده واد صايع ومفيش واحدة إلا وكلمها ومقضيها ... ده مش بيتكفي بكلام بس !
انا هروح اقتلها
ليجيبه الرجل بنبرة غامضة :
- تعرف تهدى كده وتسكت ... مش يمكن اصلا كلام اختك صح والست سميحة هي اللي بتكلمه
صرخت به سميحة :
- انت بتقول ايه يا عم سعيد ... انت جرا لعقلك ايه انت كمان ... مين دي اللي تكلمه
التفت لها زوجها قائلا بتوجس:
- مش يمكن كلامه صح فعلا !!!!
رددت سميحة بذهول :
- عبدالله!!
ليهتف بوعيد خطير :
- تبقي طالق مني يا سميحة لو طلع انك فعلا كلمتي الواد ده فعلا
شهقت سميحة برعب :
- أنت بتقول ايه يا عبدالله
أمسكها من فكيها بعنف :
- اللي سمعتيه
قسما بالله تبقي طالق مني وما تباتي في البيت ده لحظة واحدة لو كان كلامهم صح !
وعرفت أن رقمك كلمه ولو مرة واحدة !
بينما صاح الشاب باندفاع:
- وانا لو عرفت أن اختي فعلا اللي مكالمه لاقتلها واموتها من الضرب
قاطعهم سعيد بنبرة حاسمة:
- أهدى انت وهو ولا انت تقتل وتضرب ولا انت تتطلق .. انتوا اللي يفصل بينكم الواد علاء... احنا نبعت نجيب علاء ونتأكد منه ... اختك اللي كلمته ولا مراته
تركها عبدالله وهو يرمقها بغموض ... فـ أطرقت رأسها بتنهيدة متوترة:
- وماله هاتوه وأسألوه
- وانا هتصل ب علاء يجي 
______________
كانت تتحدث مع شقيقتها بالهاتف .. فقالت فاتن بعتاب :
- يا بنتي انتي عروسة مينفعش بنتك تفضل قاعدة معاكم كده .. اسمعي مني بس لازم حد ياخدها منكم و تقضوا كام يوم لوحدكم
ردت كاميليا بتبرير :
- والله نديم هو اللي رافض تمشي .. بيقولي مقدرش اشوفها بتعيط و زعلانة وهي مجرد ما حد يجيبلها سيرة انها تخرج بره البيت بتعيط و تزن
قالت فاتن بتوجس:
- هو مش غريب خوف دانا .. دي كانت موافقة انك تتجوزي و تسيبيها كام يوم
- مش عارفة ايه حصلها مكنتش خايفة كده
- طب ايه رأيك تقعدي معاها وتتكلمي كده يمكن في حاجة وهي خايفة
اومأت كاميليا بشك :
- هشوف كده
_______________
دخل إلى المطبخ وملامح المكر والاستمتاع تلوح على وجهه.. فهي تركته وذهبت إلى المطبخ لكي تحضر شيئاً للطفلين اسر ودانا !
كان يمعن النظر في كاميليا التي تعطيه ظهرها وهي تحضر لهم شيئا سريعا
كانت غافلة تماماً عن وجوده خلفها... فكان يرمقها بإعجاب
فقد كانت ترتدي بنطال ضيق  ... يعتليه.. سترة خفيفة قصيرة واسفله تيشرت ضيق بدون اكمام ، تاركة شعرها منسدلا بفوضى جذابة على ظهرها .. كان يمعن في كل انش من هيئتها المثيرة
وأثناء انشغالها حتى شعرت بيدين خشنتين مألوفتين يطوقان خصرها ويسحبانها نحوه.. فـ شهقت كاميليا بخضة ... ليشير بأصبعه أمام فمها بتحذير :
- العيال هيفتكروا إني بتحرش بيكي كده
بلعت كاميليا ريقها بتحشرج قائلة:
- خضتني بجد
أنفاسه الساخنة تحاصرها..تهدد امان قلبها التي تتسارع خفقاته من قربه المهلك.. وجسده يحتك بجسدها الناعم..
لتضيف وهي تلتفت أمامه قائلة بتحذير:
- اسر ودانا قاعدين في الليفنج
همس بنبرة خشنة وهو يقترب منها :
- لا ما انا خلعت منهم وجيتلك وبعدين هما دلوقتي بيتفرجوا على ربانزل ومندمجين
ليردف بقهر :
- بقالنا 9 ايام متجوزين ومش طايل حاجة
ردت باعتراض:
- بوستني على فكرة كام مرة
رفع حاجبه باستنكار:
-و ياريت حتى البوسة بتكمل !
ليردف وهو يقترب منها أكثر هامساً أمام شفاهها بمكر :
- احنا نخليها تكمل دلوقتي
شهقت بنعومة..وما أن فغرت شفتيها قليلا حتى اجتاح فمها بفمه بدعوة قُبلة مثيرة.. قُبلة عميقة.. وكأنه يلتهم شفتها السفلى ثم ينتقل للعليا
وهي تتشبث بأكتافه بشغف لقبلاته النهمة والتي ازدادت وهي تصدر انيناً خافت ... ليلفها بين ذراعيه
ثم وفي لمح البصر كانت كاميليا تجد نفسها قد رفعها من خصرها بحركة متعجلة .... ثم أجلسها على الطاولة الرخامية للمطبخ ... 
ابتعد قليلا فشهقت للهواء وهو يهمس أمام شفاهها المكتنزة بعبث :
- هو احنا هنعدي مرحلة البوس دي امتى؟
تنهدت بخجل ... ليزيح سترتها .. فحاولت أن توقفه بارتباك ولكنه لم يعطيها فرصة .. واصل ازاحة السترة حتى نزعها تماما فوجدها ترتدي تيشرت بدون اكمام أسفله..ضيق وبالكاد يغطي بطنها..
لينحدر بفمه على طول رقبتها كي يقبل بشرة كتفها عدة قبلات مثيرة.. ويداه تسللت من أسفل ملابسها بجرأة.. وقبل أن يستكمل ما يفعله ...
حتى سمع صوت بكاء خلفهم من بعيد.. فدفعته كاميليا بعيدا عنها قبل أن يقتربا منها الطفلين
لتسألهم بتوتر عن ما حدث .. فرد اسر بضيق :
- دانا بتقول أن ربانزل مش هتقص شعرها في اخر الفيلم.. وانا بقولها هتقصه وفضلت تعيط
صرخت به دانا بنبرة متحشرجة :
- لأ لأ مش هتقصه يا آسر... متقولش هتقصه
همست كاميليا ل آسر بهدوء :
- خلاص يا اسر متقولش هتقصه دي عشان هي بتزعل ... اصل دانا مبتحبش المشهد ده ولما تيجي عند المشهد ده بتقفل الفيلم ومقتنعة انها مش هتقص شعرها
التفت لهم نديم بعد أن حاول تهدئة أنفاسه قليلا.. ليشتم اسر من بين انفاسه بغيظ فهو من تسبب بقدوم دانا إليهم :
- مش قالتلك مش هتقصه بتقاوح معاها ليه يابني !
صاح اسر بغيظ :
- يا خالو هي مش عارفة
همست كاميليا لآسر :
- لا يا اسر اسكت ... دانا مبتحبش المشاهد الحزينة
رد الطفل باعتراض:
- بس هي ما...
أمسكه نديم من شعره قائلا بتهديد :
- عارفين انها اتنيلت ... وحياة ابوك يا اسر لو قولتلها انها هتقص شعرها لاجيبك انا من شعرك اقصهولك
شهق اسر بخوف على شعره الطويل قليلا :
- لأ ... خلاص مش هقولها تاني
تركه نديم لينزل إلى مستوى دانا قائلا بأسف :
- معلش يا دانا روحي اتفرجي على الفيلم ولو اسر ضايقك انتي انا اللي همشيه
هتفت بتوجس :
- يعني يعني ربانزل مش هتقص شعرها يا ديم ؟
مسح دموعها قائلا بهدوء :
- لأ خالص ... بيضحك عليكي الواد اسر... يلا روحي كملي الفيلم بقى
ابتسمت دانا بسعادة قائلة:
- لا انت هتيجي معانا
هب نديم واقفاً يهتف بدون تصديق:
- انا ؟
همست الطفلة بشقاوة:
- أيوة وهنتفرج على لولو في ورطة
تهدلت ذراعاه بإحباط:
- والله ما حد واقع في ورطة غير نديم
لتنظر دانا إلى امها فتتفحصها بفضول شاهقة باستغراب :
- ايه ده انتي قلعتي الچاكيت ليه؟
احمر وجهها بشدة من الحرج.. فأجاب نديم بدلا عنها :
- مفيش اصل الجو كان حر شوية في المطبخ
تناولت سترتها قائلة بحزم طفولي مضحك:
- البسي الچاكيت يا مامي.. انتي مش قولتيلي مينفعش نقلع هدومنا قدام حد !
اومأت كاميليا بأدب.. بينما هو قطب جبينه بضيق قائلا :
- اه بس انا مش حد .. انا جوزها
ردت الطفلة بقوة :
- عيب
ارتدت كاميليا سترتها بينما هو سحق أسنانه بحدة هامسا لزوجته:
- انتي لازم تغيريلها وجهة النظر دي
ضحكت كاميليا وهي تنزل من على الطاولة قائلة لطفلتها بهدوء:
- تعالي يا دانا عايزاكي
_______
دلف شاب الى شقة عبدالله في أواخر العشرينات من عمره وسيم بملامح جذابة..
ليقترب منه عبدالله وشقيق الفتاة وهما يمسكانه بعنف من سترته بقبضتيهم ليصرخا به :
- انت يا بن الكلب انت بتكلم مين فيهم !
دفعهم علاء وهو ينظر إلى الرجل الكبير بالسن قائلا بتهديد :
- لا بقولكم ايه انا جاي بس عشان عم سعيد لكن قلة ادب وغلط من اولها امشي !
- انت بجح يلا
هتف سعيد بصوت عال:
- بس يابني انت وهو ... سيبوه يقول بيكلم مين فيهم ونخلص
صمت علاء وهو يرمق الرجال بغموض ليهتف عبدالله فجأة :
- ما تنطق يابني ادم
نظر علاء تجاه سميحة التي تنظر له بنظرات متوترة مرعوبة .. ليهتف بهدوء:
- انا بصراحة...
يُتبع.......
- انا بصراحة عمري ما كلمت مدام سميحة ولا اعرف رقمها أساساً
- انت متأكد من الكلام ده ؟
توهجت عينا علاء بغيظ:
- في ايه يا جماعة عيب لما تروحوا للراجل وتتهموا مراته بالباطل.. مراته ست محترمة ولا عمري كلمتها اصلا
تنهدت سميحة بهدوء وهي ترمق الرجل بنظرات امتنان
بينما عبدالله زفر براحة
ليهتف الشاب قائلا بتوجس :
- قصدك ايه ... قصدك أن اختي بقى هي اللي بتكلمك ؟؟
رد علاء مدافعاً:
- مجرد كلام عادي ... واحدة جارتني وبتسألني على خطيبتي عادي كانت عايزة تشوف صور خطيبتي بس مش اكتر .. وانا اصلا واحد خاطب هبص لواحدة عيلة في المدرسة ازاي !
ردت سميحة بغل بصوت كالهسيس من بين اسنانها المصطتكة:
- بقولك ايه يا علاء متحورش.. اخته كانت بتكلمك فعلا ومش بس كده دي كانت بتقابله كمان
أمسكه الشاب بقبضتا يديه تضيقان عليه بخناق صارخاً به بوعيد :
- انت بتقابل اختي يا *** انت مش هسيبك
حاول سعيد وعبدالله فض الشباك بينهم :
- في ايه يا عم انا مش جاي اتخانق مع حد
رفعت سميحة حاجبيها باستهزاء:
- بدل ما تمسك فيه روح شوف اختك
تخاذلت يد الشاب وهو يقول بنبرة خطيرة :
- انا هروح اكسر عضمها البت دي
لترد سميحة بنبرة شيطانية :
- ياريت ياخويا بدل ما تيجي تتهم الناس في بيوتها بالباطل تروح تتشطر على اختك وتربيها بدل ما ترمي بلاويها عليا
قاطعها علاء بغيظ:
- انتي بتقولي ايه يا ست انتي ... الكلام ده محصلش يا جماعة مش للدرجة دي
زفر عبدالله بضيق :
- لا بقولكم ايه انتوا هتتخانقوا عندنا وتعملوا فضايح !
ليتركهم الشاب وهو يركض نحو الباب بسرعة قائلا بغضب :
- و ربنا ما انا سايبها
نظر سعيد إلى سميحة قائلا بعتاب :
- ليه يا مدام سميحة تقولي كده اخوها ده متهور مش معنى أن الراجل دافع عنك انك تهدمي حياة بنت
ردت ببرود :
- نعم ؟ اهدم حياة بنت .. وانا بيتي اللي كان هيتخرب بسببها ده ايه !
افرض جوزي كان صدق الكلام وعمل فيا حاجة... لا بقى تستاهل
زفر علاء بضيق :
- ماشي بس مكنش له لزوم انك تتبلي عليها وهي عمرها ما قابلتني اصلا .. ده كان مجرد كلام بينا وخلاص...
ابتسمت سميحة بخبث :
- تستاهل
رمقها بغيظ :
- يعني دي غلطتي اني جيت شهدت في حقك بالحق 
صاحت سميحة بنبرة ساخرة:
- نعم ؟؟؟ شهدت بايه ؟ لا ياخويا متشكرين انت معملتش حاجة واللي قولته ده اللي حصل أن انا لا عمري كلمتك ولا رقمي جه عندك اصلا
لتضيف بطريقة غير مهذبة:
- ويلا اتفضلوا مع السلامة
رمقها عبدالله بحدة :
- سميحة عيب كده
وقبل أن تتحدث سميحة مرة أخرى .. هتف الرجل الكبير قائلا بضيق:
- انا هروح ألحق البنت إللي اخوها ممكن يعمل فيها حاجة دي
همس علاء بتوسل :
- ياريت يا عم سعيد
_________
جلست كاميليا مع طفلتها وحدهم .. لتتحدث معها بهدوء قائلة:
- بصي يا حبيبتي انا عايزة اتكلم معاكي شوية..
همست الطفلة برقة:
- اتفضلي يا كوكي
قبلتها كاميليا من وجنتها الممتلئة:
- يوغتي على الأدب
لتضيف بعدها بعتاب :
- انا عايزة افهم .. مش احنا كنا متفقين أن انتي تقعدي مع آنا صفاء
عضت على شتفيها الصغيرة بتردد:
- أيوة يا مامي
سألتها كاميليا بتوجس:
- ايه بقى اللي غير رأيك وبقيتي خايفة كده؟
اجابتها بخوف :
- اصل انتي ممكن تسيبيني
ضمتها كاميليا إلى صدرها بحنان :
- انا مقدرش اسيبك.. انا اسيب الدنيا كلها ولا اسيبك انتي
همست بتردد:
- اصل .. 
ابتعدت قليلا عنها وهي تنظر إلى عيناها قائلة باستغراب :
- في ايه يا دانا مش احنا اتفقنا تحكيلي كل حاجة
همست الطفلة بصدق :
- طنط صاحبتك دي قالتلي انك هتسيبيني و ديم هياخدك
- مين طنط دي ؟؟
دانا بتذكر:
- اللي هي كانت لابسة Dress قصير كده.. انا نسيت اسمها
- طيب شكلها ايه
مطت شفتيها :
- مش فاكرة بس هي قالتلي ان انتي هتسيبيني
كاميليا باقتراح :
- طيب هوريلك صور الفرح وتقوليلي مين فيهم 
اومأت الطفلة :
- Okay
نهضت كاميليا وطلبت من نديم صور الفرح من على الجهاز اللوحي الخاص به.. ليستعرض أمام طفلتها صور الفرح وفي أثناء التقليب ظهرت صورة لهند فـ أشارت عليها الطفلة بتأكيد:
- أيوة هي دي يا مامي اللي قالتلي انك هتسيبيني
شهقت كاميليا بغيظ :
- هند !
بينما هتف نديم بوعيد :
- يا بنت الكلب يا هند... بقى وصلت بيها تخوف طفلة... انا هوريها
______
أُقاتِلُ أَشواقي بِصَبري تَجَلُّداً
وَقَلبِيَ في قَيدِ الغَرامِ مُقَيَّدُإ
— عنترة بن شداد
صباح اليوم التالي
كانت تمشط شعرها أمام المرآة وارتدت قميص نوم باللون الأحمر وفوقه روب منسدل إحدى اكمامه من على كتفها...بينما تضع لمسات خفيفة جدا من المكياج على وجهها.. ليخرج من الحمام بعد أن أخذ حماماً ساخناً ليرتدي بنطال وتيشرت رياضي
اقترب منها حتى التصق بها, أحاطها بذراعيه.. وجمع شعرها  على كتف واحد ليكشف عن كتفها الآخر الذي انزاح عنه طرف الروب.. ليطبع قبلات دافئة على كتفها.. وجانب عنقها.. هامساً:
- وحشتيني
حاولت التملص من بين ذراعيه بدلال أنثوي بينما هو ساعدها بالتخلي عن الخجل والتقارب أكثر .. وهو مستمر في توزيع قبلاته التي أصبحت أكثر نهماً..
دفعته بضعف وبالطبع لم يتزحزح فهمست :
- دانا
همس أمام شفتيها:
ـ هي فين؟
ردت بلوم:
- لسه فاكر تسأل عليها ؟
أحنى رأسه ليعاود تقبيلها, ولكنه توقف في منتصف المسافة خوفا من عدم استكمال ما يفعلاه كما كل مرة يحدث.. ليسأل بتوجس:
أحنى رأسه لتقبيلها مرة أخرى، لكنه توقف في منتصف المسافة خوفا من عدم إتمام ما يفعله، كما يحدث في كل مرة تقطع عليه لحظاته النادرة معها .. ليسألها باستغراب :
ـ لا بجد دانا فين مش سامع صوتها يعني ؟
هزت كتفها بشقاوة:
ـ كمال اخويا جه اخدها راحت عند ماما
ضمها بين ذراعيه هامسا بعبث :
ـ وسايباني كل ده ! .. بس دي ممكن تيجي فجأة
همست بتأكيد:
- متقلقش هي هتقعد عندها كام يوم انا اقنعتها خلاص
اقتربت ليستمر بتقبيلها مرة أخرى ورفعها بين ذراعيه فجأة ليمددها برفق فوق السرير .. لتهمس بخجل :
- نديم استنى !
ليهمس بشقاوة عابثة:
-هو من ناحية نديم استنى فهو استنى كتير بصراحة
لتستلقى على السرير وقد حاصرها نديم بقوة جسده مشرفا عليها .. شعرت بمشاعر جديدة تجتاحها بسبب نظراته الشغوفة بها ..
ليقترب نحوها وكأن قوة جذابة تربطهما ببعضهما .. شعرت بملمس شفتيه بقبلة شوق ناعمة ثم سرعان ما تحولت القبلة الناعمة الى اخرى قوية..شغوفة... بينما قلبها يدق بسرعة ولكنه لم يستعجل عليها بشيء فكان يعطيها مجالا لمبادلته قبلاته أو بالأحرى للتعود عليه وكسر حاجز من الخجل لها .. بسبب طريقته الرقيقة معها ومرعاته وانتظاره كل هذا الوقت..اندمجت معه و أحاطت رقبته بذراعيها .. وبدأت تبادله القبلة.. ثم تحولت قبلاته بجنون وشغف لتنحدر قبلاته على طول رقبتها ليتورد وجهها ويزداد تنفسها.. أما يديه فكانتا تتجرأ وتزيح ملابسها التي تشكل عائقا بينه وبينها...
همهمت بأنين ويداه وشفتيه تتجرأ لتغمض عينيها ... ليمتلكها..
لم تكن مرتها الاولى بالفعل ... ولكنه تعامل معها بكل رقة وكأنها المرة الأولى لها ... لتشعر لاول مرة في نفسها وكأنها انثى حقيقية بين يدي رجل حقيقي.
_______
بعد مرور عدة أيام
كانت تجلس مع حفيدتها وهي تشاهد صور ابنتها مع زوجها في (باريس)
فهم سافروا ليقضيا اسبوع فقط وحدهم..
لتسأل صفاء الطفلة بتوجس :
-زعلانة ان مامتك اتجوزت يا دانا؟
رفعت دانا نظراتها لجدتها قائلة بابتسامة بريئة :
-لا يا آنا.. انا فرحانة أن مامي فرحانة..لأن مامي كانت بتعيط كتير وانا مكنتش بحب اشوفها بتعيط... بس ديم بيخليها فرحانة
ابتسمت صفاء وهي تضم الطفلة إلى صدرها :
- ربنا يفرحها يا حبيبتي
-وكمان هي قالتلي انها هتاخدني تاني وهعيش معاهم على طول
اومأت بصدق :
- طبعا يا حبيبتي هي متقدرش تسيبك ولا تستغنى عنك
__________
أنتِ تستحقين الوعد وتحقق الوعود لكِ
أنت تستحقين العوض الذي يأتي إليك بعد انتظار بمفردك ،
لا شيء ، لا أحد ، يستحق السهر طوال الليل وأنتِ تواجهي احتمالات قدومه أم لا..
الرجل الحقيقي هو الوحيد الذي يمنحك اليقين وليس الشك..
الرجل الحقيقي هو الذي يأتي منه الكلمة الصادقة، والفعل الصادق
أما الذين يتحملون الحيل والنفاق للوصول إلى اهدافهم ومصالحهم الشخصية، فإنهم لا يمتلكون شيئاً من صفات الرجولة.
اقتربت على أطراف أصابعها..ألقت نظرة على نفسها امام المرآة..الشورت الحريري القصير الذي ترتديه وبلوزتها الحريرية الخفيفة باللون الاحمر المفضل لديها بفتحة صدر واسعة وحمالات رقيقة،
أرجعت شعرها للوراء واقتربت منه بخفة.. تأملته وهو نائم على ظهره باسترخاء.. أمام السرير بجناح الفندق الذي حجزه نديم لهم , فكان أمامهم نافذة شفافة كبيرة بحجم الحائط.. تطل على شوارع باريس بمنظر خلاب راقي, ساحر يفصلك عن العالم كله
الزجاج من الداخل يجعلك ترى الشوارع الخلابة امامك ولكن من بالخارج لا يستطيع أن يراك
ابتسمت ويدها تلامس خصلات شعره الناعمة.. واقتربت منه تريد أن تقبله ولكنها مترددة, والخجل يسيطر عليها، خاصة أنه نائما بدون تيشرت من الاعلى, فقط مغطى بغطاء ابيض ناعم ..فـ العشرة أيام الذي ادبتهم بها طفلتها وجلست معهم كانت بسببها تريد أن تلمسه تقبله !
ولكن كل شيء كان بصعوبة عليهم
وهو الآن أمامها وحدهم
أصبحت تشعر بمشاعر مختلفة عليها تماماً.. هو اثبت لها أنه يحبها بحق.. لا يوجد رجل اساسا يتحمل أطفاله... و دانا ليست ابنته ورغم ذلك تحملها
تذكرت أنه وقف بجانبها كثيراً...أنقذها عدت مرة
لم يتركها وحيدة ابدا
كانت تقاوم مشاعر قلبها وتغلق عليه بشدة
لا تريد تكرار تلك التجربة مرة أخرى
لا تريد وجع لقلبها مرة ثانية
ولكن هو يجعلها ترى اشياء جديدة عليها
تململ فجأة ليتقلب على معدته, بينما هي كانت تمسد شعره ليسحبها فتسقط على الفراش بجانبه
صاحت بمفاجأة :
- انت صحيت
قبلها على وجنتها الناعمة برقة هامسا وهو ينظر إلى ملابسها الجميلة:
- بتحبي اللون الاحمر صح؟
- جدا ... اكتر لون بحبه
ابتسم بتلقائية هامسا:
- انا حبيته عليكِ أصلا
ابتسمت بسعادة, ليسألها بعدها بفضول وهو ينظر إليها بجانب وجهه :
- وبتحبي ايه تاني؟
- بحب وردة الكاميليا... انا اسمي على اسم زهرة..
- جبتيها قبل كده؟
ردت بنبرة متأثرة :
-لا هي الزهرة مش موجودة في مصر .. دورت عليها بس اكتشفت أن الموضوع صعب.. ومعرفتيش اجيبها
- أنتِ لوحدك وردة أصلا
- ربنا يخليك ليّ..
لتردف قائلة بتذكر وهي تنظر أمامها من النافذة الكبيرة الشفافة:
-اه صحيح ده الفطار ميعاده قرب..وكنت جاية اصحيك
ابتسم بنعاس مصطنع ليذيب قلبها قائلا:
-هاتي بوسة وانا اقوم حالا
ربتت على ذقنه الخشنة الجذابة، لتقترب منه ويداها تلمس ظهره العاري وهي تقبله على خده بقبلة سريعة، بينما هو عاد إلى نومته مرة أخرى وهو ينظر أمامه قائلا بكسل:
- مش دي اللي انا طلبتها على فكرة
ضحكت بخجل وهي تقترب منه مرة أخرى بجرأة وتقبله بسرعة خاطفة على شفتيه
لتهرب بسرعة وهي تسند بيديها و وجهها بنعومة على ظهره لثوان، وهمست بعدها بتذكر :
- ايه مش هتقوم عشان الفطار؟
ضحك فأمسك يدها بين يديه مقبلا أصابعها:
- فطار ايه بس !
حاولت أن تنهض من على ظهره.. فقام بجذبها إليه وهو يلتفت لها دافناً شفتيه في عنقها :
-أنتِ أكلي وفطاري وغدايا والحلو بتاعي
تملصت منه ضاحكة بدلال وهي تحاول الابتعاد وهي تقول:
- لأ هنفطر الاول مع بعض
هز رأسه بنفي وبقوة مسيطرة جذبها إليه مرة أخرى.. لتهمس بيأس :
- هيضيع علينا الفطار
ليمطر رقبتها بقبلات وكأنه يتذوق بشرتها الناعمة.. هامساً بنبرة خشنة :
- ما يضيع الفطار ... اللحظة دي مش هتتكرر في مصر خدي بالك !
فاغمضت عينيها باستمتاع فضحكت صائحة:
- نديم لأ
ابتسم واحدى يديه تتجول بجنون فوق ملابسها بجرأة :
- نعوض في الغدا بقى
فاستسلمت لطلبه بدون اعتراض .. لـينتقل بعدها بشفاهه الضاغطة على رقبتها صعودا إلى شفتيها .. بينما هي كانت تتمسك برقبته تجذبه إليها بتلقائية حتى تقربه منها اكثر وتتيح له تقبيلها اعمق.. وهي تختبر معه مشاعر مختلفة..
صحيح أن فاتهم وجبة الإفطار ولكنه عوضها بوجبة الغداء والعشاء بالخارج بجولة في باريس
__________
في فيلا منصور
كانت تجلس مع ابنتها وهي تقص عليها ما قاله لها نديم عن هند وبسبب استعجاله بالسفر لم يستطع أن يتخذ إجراء سريع نحوها ولكنه حذر شقيقته منها لتقص على والده
همست منى باحتقار:
- معقول هند هي اللي كانت ورا قعدة دانا معاهم في البيت و رعبت البنت
اومأت سارة فنديم كان أخبرها بالهاتف :
- اه يا ماما تخيلي
همست امها بتوجس :
- لا يا سارة انا فعلا مش مرتاحة للبنت دي انا لازم اروح الشركة في اليوم اللي ابوكي يكون رايح فيه وأشوف البنت هند مالها
صاحت سارة بعدم تصديق :
- يا ماما انتي بتشكي في بابا معقول
هزت رأسها بنفي :
- لا مش بشك فيه بس شاكة فيها
_______________
بعد مرور أيام...
كانت ترتدي فستان باللون البيچ الداكن بحمالات رفيعة، طويل ولكنه ملتصق بجسدها ضيق
فهو فستان للمنزل فقط
وهي تتذكر كل الايام السعيدة التي مرت عليها معه، 
انتهى بها الأمر إلى اللجوء إلى هاتفها في حالة مزاجية وصلت إلى ذروة السعادة
لتشغيل إحدى الأغاني التي تحبها ولكي يكون الصوت مرتفعًا في الغرفة ربطت الهاتف بشاشة التلفاز الكبيرة بأغنية الورد البلدي لـ أصالة
"لما يهل الورد البلدي كل الورد يخاف
بالعربي اللي مشافش العربي يبقى لا عاش ولا شاف
إبن بلادي يا مالك قلبي يا محلي الأيام
وشهامتك تتكلم عنك مش محتاجة كلام
دخل نديم الغرفة، مخبئًا خلف ظهره باقة من الزهور البيضاء، ليجدها تمتزج بسماع تلك الأغنية وهي تنظر إلى المنظر الساحر أمامها من النافذة الكبيرة وتتجول في المكان بانسجام مع صوت الأغنية..
ليناولها باقة الورود ، تفاجأت بها، فهي الزهرة التي بحثت عنها كثيرًا، زهرة الكاميليا النادرة.
نديم احضرها إليها
فارتفعت إلى أطراف قدميها وهي تضع يدها خلف رقبته لتجذبه إليها وتقبّله من خده.
"الله، غيرتك علي حياة إحساس جميل عايشاه
من غير حبيبي أنا هلقى الأمان وياه
طب لما يهل الورد البلدي كل الورد يخاف
بالعربي اللي مشافش العربي يبقى لا عاش ولا شاف
خوفك طول الوقت عليا بيطمني كثير
وناهيك عن طبع الحنية بفرح لما تغير
الأصل الطيب يا حبيبى باين من العنوان
حقك طبعا تدخل قلبي من غير إستئذان"
أمسك بيدها وأدارها دورة سريعة ، ثم شدها مرة أخرى وقبلها من شفتيها الناعمة.
لتضحك كاميليا بسعادة بالغة وهي تسأله بذهول :
- انت لقيتها ازاي؟
-طلع هي اصلها فرنسي وموجودة في اسيا عموما.. دورت عليها طول الايام اللي فاتت كتير لحد ما لقيتها موجودة في مكان معين
همست بمفاجأة :
- دي اكتر حاجة كنت هموت عليها من سنين
- مبسوطة؟
اومأت بسعادة حقيقية :
- مبسوطة بيها اوي...شكرا بجد يا احلى نديم في الدنيا...فرحانة اوي بيها
- وكمان جبتلك الزرعة بتاعتها عشان تاخديها معاكي مصر وتعتني بيها لحد ما تكبر
شهقت بمفاجأة من أفكاره الرائعة:
- انت مفيش زيك يا نديم بجد
_______________
منذ عودتهم من باريس ... حتى أخذ دانا من منزل امها ورجعت تعيش معهم
صحيح أن دانا أصبحت لطيفة قليلا عن قبل .. خاصة بعد أن جلب لها نديم مربية تساعد كاميليا بطفلتها وسيدة تساعدها بتحضير الطعام..
رجع نديم من عمله وبيده دانا فاستقبلتهم كاميليا وهي تقبل طفلتها من وجنتها واقتربت من نديم لترتفع على أطراف قدميها وهي تقبله من وجنته فالتفت بوجهه لتقع القبلة على شفتيه فشهقت بخجل ليهمس نديم بعبث:
- ما انتي مش بتبوسي بنتك بقى
لكزته على ذراعه بحرج ليكتم ضحكته وهو ينظر إلى دانا فوجدها منشغلة بحقيبتها وبعدها أتت المربية وهي تأخذها لتساعدها بتغيير ملابسها للاستعداد لوجبة الغداء
لتسأله كاميليا بعدها بتذكر :
- اه صحيح انتوا اتأخرتوا كده ليه ؟
رد نديم :
- اصل روحت نقلتلها من النادي اللي كانت فيه لنادي تاني قريب من البيت هنا
هزت رأسها بنفي :
- لأ طبعا اكيد اي نادي قريب من هنا هيبقى اشتراكه غالي اوي ومش هقدر عليه
قال من بين أسنانه :
- كاميليا.. مين قالك انك هتدفعي حاجة اصلا !
انا اللي مسؤول عن كل حاجة تخصك وتخص دانا
زمجرت قائلة :
- لا طبعا انت مش مجبر ولا مكلف تعمل كده اصلا وانا مش هرضى بكده يا نديم
صاح بإصرار:
- دانا مسؤولة مني كأنها بنتي
صاحت كاميليا بعصبية :
- لأ هي مش بنتك... مش بنتك عشان تكون مجبر تصرف عليها
زفر نديم هاتفاً بتحذير :
- كاميليا.. بلاش تقولي كلام يضايق
هزت رأسها بلا مبالاة قائلة بجمود :
- دي الحقيقة انت مش باباها عشان تصرف عليها وبعدين احنا عندنا رجالة بتغير من عياله اللي مخلفهم لو لقي مراته مهتمة بيهم عنه.. انت بقى هتتحمل طفلة مش بنتك وكمان تصرف عليها !
اومال انا هكمل في شغلي ليه عشانها
قاطعها نديم بتبرير:
- لا يا كاميليا انا وافقت تكملي في شغلك عشان انتي حابة يكون ليكي كارير ونجاح وتضمني مستقبلك ... لكن ده مش معناه خالص انك هتصرفي ولو جنيه واحد عليكي ولا على دانا
رمقته بنظرة متحدية:
- نديم ... مش هينفع قولتلك
رمقها بضيق قائلا بصرامة :
-هينفع يا كاميليا مش بمزاجك
قاطع كلامهم الناري.. دخول المربية وخلفها دانا قائلة بتنبيه :
- نديم بيه انا غيرت ل دانا وهي عايزة تاكل...ابلغ "كريمة" هتاكلوا دلوقتي ؟
هز كتفيه بضيق :
- انا مش جعان
شعرت كاميليا بأنها تسرعت وضايقته فهمست برقة:
- نديم.. انت زعلت ؟
تجاهلها وهو ينظر إلى دانا :
- خلاص يا كاميليا .. مفيش حاجة اقعدي مع بنتك
همست كاميليا بنفي:
- لا طبعا دانا مش هترضى تاكل من غيرك
لتضيف بدلال :
- ولا انا أقدر برضو
رد برسمية:
- خلاص هقعد عشان دانا متاخدش بالها
هناك شخص يجعلك تشعر بالقرب منه.
إنك أفضل .. إنك أقوى ..
إنك الأجمل..أنك الأفضل!
يجب الحرص على عدم الإفراط فيه
فهذا لا يتكرر عادة!
____________
في اليوم التالي
في الشركة
كانت تجلس معه في مكتبه ... لتهمس بحرج :
- نديم متزعلش بجد انا مقصدش.. انا بس كنت حاسة انك بتعمل حاجات كتير مش مطلوبة منك وحاسة أنك مش المفروض توافق على كل ده
زفر نديم بانزعاج :
- وهو انا كنت اشتكيتلك ؟
كاميليا انا فعلاً بحب دانا ومش عارف ليه بحس اني مسؤول عنها مش هقولك اعتبريني ابوها لأن باباها عايش
هزت رأسها قائلة بصدق :
- لا يا نديم ... انت فعلا كأنك ابوها... ابوها اللي عايش ده مجرد اب بالاسم
همس بنبرة حاسمة :
- كاميليا انا فعلا بخاف على دانا وعليكي ومن يوم ما اتجوزتك وانتوا مسؤولين مني وهتفضلوا كده
تمتمت بأسف :
- انا اسفة
رمقها بغيظ:
- وبالنسبة للكلام السخيف اللي قولتيه امبارح ده؟
هزت كتفيها بدلال:
- اعتبر ولا كأنك سمعته اصلا !
لتضيف برقة وهي تجلس بالقرب منه على الأريكة التي بالمكتب :
- وحشتني على فكرة
ابتسم قائلا:
- وانتي كمان وحشتيني اوي يا كراميلا .. مش عارف اتلم عليكي في البيت براحتي
قهقهت قائلة:
- لا متنكرش انها بقت تسيبنا اكتر من الاول
قطب جبينه بعبس:
- اه بس مش زي ما كنا في باريس
- اهو احسن من مفيش
هز رأسه بضيق :
- اه والله كانوا ايام صعبة اوي بس الحمدلله دانا هديت علينا شوية
ردت بخجل :
- اكيد ماكنتش مبسوط عشان بنتي كانت بتضايقك
اقترب مقبلاً شفتيها هامساً :
- ماكنتش هبقى مبسوط فعلاً لو متجوز واحدة غيرك
شعرت بالسعادة ممزوجة بالخجل لتهمس بحرج:
- نديم احنا في المكتب
هتف بتذكر وهو ينهض من مكانه ويسحبها من يدها :
- آاه صحيح... تعالي ورايا طيب
نهضت من جواره وذهبت وراءه باتجاه باب ابيض اللون موجود في جانب الغرفة .. تنفست بعمق وهي تتبعه بينما لا تزال لا تفهم ما ينوي أن يفعله.
فتح الباب فوجدت مرحاضاً في وجهها.. أيريدها ان تذهب إلى الحمام؟!
هسمت حيرة واعتراض :
- نديم انا مش عايزة ادخل الحمام اصلا
فإستدار ينظر لها وضحك بتلاعب قائلا:
- انا قولت نبقى براحتنا بقى عشان لو فريدة دخلت فجأة ولا حاجة لو في حاجة مستعجلة
قالت بذهول :
- لا متهزرش انت ايه حكايتك مع الحمام!
فمنحها ابتسامة عابثة :
- اهو امان اكتر من حمام البيت ... بلاقي دانا نطت لينا فجأة تدور علينا
يا إلهي .. لقد فقد عقله .. في الحمام ! حمام المكتب !
همس بنبرة لطيفة مثيرة:
- تعالي يا كراميلا
جذبها من يدها سريعا ليدفعها إلى الداخل أمامه ثم اغلق الباب خلفه وقبل أن تلتقط أنفاسها دفعها بقوة لتستند بظهرها على الجدار البارد ويداه تلمسها بشغف وجرأة.. ومن ثم يقبلها برقة سرعان ما تحولت إلى قوة وجنون، فوضع يده الأخرى خلف ظهرها وهو يجذبها بإتجاهه أكثر
ليدفن وجهه في عنقها يقبلها .. بينما هي لم تعد تشعر بنفسها وهي تتشبث بذراعيه القويين.. وتبادله قبلاته بكل شغف
بعد لحظات وسمعا صوتاً ينادي من الخارج.
- مستر نديم.. مستر نديم حضرتك فين
شهقت كاميليا عندما ابتعد عنها ليطبق براحة يده على فمها سريعا بهدوء هامساً:
- اهدي
نادت سكرتيرته مجدداً .. فشتم بداخله ثم أجابها :
- أيوة في الحمام وطالع يا فريدة
لتسأل الفتاة بفضول:
- هي باشمهندسة كاميليا فين ؟ مش كانت هنا
أمرها بتسلط:
- فريدة اطلعي وملكيش دعوة
تمتمت فريدة باستغراب فهي كانت هنا فعلا... اين اختفت؟
فخرجت من المكتب
لكزته كاميليا بحنق:
- ينفع كده كسفتها
تأوه بضحك :
- انا هلاقيها من فريدة ولا دانا طيب !
ضحكت كاميليا:
- انت اللي بتختار الاماكن الغلط
_________________
كانت فريدة تحدث نفسها باستغراب عن اين اختفت كاميليا لتجد من يسألها فجأة بنبرة ساخرة:
- بتكلمي نفسك !
شهقت وهي تجد أمامها فراس لتهمس بغيظ :
- وانت مالك
رفع حاجبه بدهشة:
- الله لقيتك بتكلمي نفسك اتخضيت
رمقته بسخرية :
- لا سلامتك
- عرفت انك كنتي مخطوبة ..
مفكرتيش ترجعي له؟
هز رأسها بنفي:
- لا طبعا دي صفحة واتقفلت ومستحيل ارجعلها
سألها بتوجس:
- طب مش ناوية تفتحي صفحة جديدة؟
- قصدك ايه ؟
سألها بتردد :
- يعني مفكرتيش ترتبطي او تتخطبي بعد كده
ردت بتسرع:
- لا طبعا
لتردف بتبرير :
-او لسه مجاش الشخص اللي يخليني اوافق
_____
ذهبت منى إلى الشركة في هذا اليوم بالتحديد فهو اليوم الذي سيذهب به زوجها إلى الشركة.. سألت عن مكانه وعرفت انه بالمكتب الاحتياطي الذي يتابع به بعض الأعمال.. لتجد هند مقتربة من زوجها وهي تهمس له بشيء ما وبعدها ابتعد عنها قائلة بعتاب :
- ايه يا هند اللي بتقوليه ده... انتي زي نديم وسارة
هزت هند رأسها قائلة بدلال :
- لا يا منصور بيه انا مش زيهم وبصراحة كده انا معجبة بحضرتك من زمان وكنت
دلفت منى المكتب باقتحام فجأة قائلة بصراخ :
- معجبة بمين يا حبيبتي... انا كنت شاكة فيكي من الاول اصلا
اتسعت أعينهم بدهشة ليهمس منصور بأمر:
- منى عيب كده وطي صوتك احنا في شركة
صاحت منى بغيظ :
- اوطي صوتي ازاي وفي واحدة حرباية بتلف عليك عايزة تخطفك مني
_________
دخلت منى بشجار عنيف مع هند وفضحتها وحاول نديم فض الشجار بينهم ومنى مصممة بعناد أن تلك الفتاة تترك الشركة والا ستترك المنزل وتغادر ... فقرر نديم فعل شيء كان ينوي فعله بها من قبل ولكن هي فضحت نفسها وتسببت بمشكلة بين والده و زوجته ... ومنى مصممة أن تترك المنزل لو لم تترك تلك الافعى الشركة
فهمس نديم لوالده :
- حاول تصالحها لحد ما اتصرف انا ... اوعى تسيبها تمشي وتسيب البيت
رد والده برجاء :
- ياريت .. انا والله اتفاجئت يا نديم
خرجت كاميليا خلفه لتوقفه قائلة بتحذير :
- استنى ... اجي معاك ولا ممكن تحاول تخطفك مني انت كمان !
ابتسم نديم بشقاوة :
- لا انا محدش يقدر يخطفني منك ... وحتى لو حاولت
ليهمس بجانب أذنها بنبرة حاسمة :
-محدش يملى عيني غير كراميلا بتاعتي انا
بادلته كاميليا اروع ابتسامة ... لولا الموقف الشاحن مع والده و زوجته لكانت اعترفت له بكل كلمات الحب
ليسألها بتوجس:
- بس دي غيرة ولا ايه ؟؟
شهقت بحرج:
- ها... لا لا طبعا اغير ايه من هند..انا عارفة انك مش بتطيقها
ابتسم نديم بعدم تصديق لتهرب كاميليا من أمامه .. لـ تجلس بجانب السيدة منى وهي تحاول تهدئتها وصلح الموقف
___________
دلف نديم إلى المكتب الذي تعمله به هند ليطلب من زملائها الخروج وتركهم وحدهم
فهتف نديم بنرة ساخطة:
ـ أنتي ايه؟؟... حرباية وقولنا ربنا يصبرها على ما بلاها، ز وصلت بيكي الحقارة انك تخوفي طفلة وتفهميها ان امها هتسيبها وقولت استنى لما ارجعلك وأشوف صرفة ومبرر للي هببتيه !
لكن تتمادي بقرفك وتحاولي تخطفي ابويا من مراته!
تحشرج صوتها بخوف :
-يا مستر نديم اسمعني..انا هفهمك كل حاجة
قاطعها نديم بصرامة:
-انا مش عايزك تبرريلي حاجة..انا عرفتك على حقيقتك خلاص واهلي والكل فهموكي..انتي اللي لازم تعرفي أن انا هنا مش بشغل واحدة خطافة رجالة وبتتمرقع وانتي واخدة المرقعة بشهادة وختم ماشاء الله
دمعت عيناها قائلة بندم :
- مستر نديم.. انا والله ما كان قصدي...
توهجت عينا نديم بإستحقار:
- مش بس كده ده انتي طالعة الاولى بجدارة فيهم ..مع أن طول عمر اللي في الشركة دي ناس محترمة..واللي بيفكر في اي حاجة تانية زيك كده مالوش مكان فيها.. وبمشيه..واظن انتي عارفة كده كويس اوي
همست هند بنبرة متحشرجة من البكاء:
- يعني ايه ؟؟؟
ضرب بقبضته على المكتب بقوة :
- يعني تصفي حساباتك معانا وتمشي من هنا ومشوفش وش امك في الشركة تاني
مسحت عيناها المبتلتان بالدموع وهي تهز رأسها بعدم تصديق:
- لا يا مستر نديم ... والله انا مكنش قصدي
صرخ بها بعنف :
- سمعتي انا قولت ايه !!!
ارجع كمان شوية ما الاقيكيش
لتنهار هند من البكاء وهي ترى نتيجة طمعها و نيتها السوداء ومعظم موظفين الشركة سعداء بهذا الخبر...حتى محمود زميلها وصديقها...أصبح يستحقرها ولم يقف بجانبها أحد
__________
الثقة تستغرق لبنائها سنوات، ثوان لهدمها، وعمر لاصلاحها
رن هاتفها لتجد رقم تعرفه ... فلم ترد اول مرتين ولكنه اتصل للمرة الثالثة.. لترد سميحة قائلة وكأنها لا تعرفه :
- مين ؟
مط شفتيه :
- لا ما تقوليش انك مسحتي رقمي من عندك .. متنسيش انك انتي اللي اتصلتي عليا يومها ولا نسيتي ؟
همست بتردد:
- علاء
أومأ بنبرة ساخرة :
- أيوة علاء.. علاء اللي انتي طفشتي البنت اللي بيكلمها وخربتي الدنيا
- بنت ايه انا مش فاهمة حاجة
توهجت عينا علاء بغيظ:
- دنيا .. بسببك اخوها خلاها متروحش المدرسة تاني... واخد منها موبايلها
رفعت حاجبها باستهزاء:
- تستاهل عشان هي قليلة الادب وكدابة
صاح باندفاع:
- دنيا مش قليلة الادب ومتقوليش عنها كده..ولو على الكدب ف انتي زيها ويمكن اكتر
زفرت سميحة بضيق:
- انت عايز مني ايه دلوقتي ؟؟؟ مينفعش اتكلم معاك عشان انا ست متجوزة
همس بنبرة شيطانية :
- بفكرك ... قولت افكرك بالمكالمة الحلوة اللي كانت بينا اللي اتصلتي بيا واتحايلتي عليا فيه والنبي يا علاء ما تجيب سيرتي في الموضوع ولا تقول إن رقمي كلمك قبل كده على الواتس ولا تقول عني حاجة .. ده جوزي حالف عليا طلاق .. وتتحايلي عليا مجيبش سيرتك في الموضوع..
ليردف بنبرة ساخطة:
- مع أنك غبية اصلا .. انا اصلا مكنتش هجيب سيرتك ولا هقول عنك حاجة.. لاني مش متعود اخرب بيت واحدة متجوزة ومعاها ٣ عيال...
اتسعت عيناها بذهول:
- يعني انت مكنتش هتقول عني حاجة وقتها !
قهقه ضاحكا باستمتاع:
- لا طبعا وكنت حابب في نفس الوقت اطلع صورة دنيا كويسة شوية بس انتي بغباءك ضيعتي كل حاجة مقابل انك تطلعي الملاك !
اللعنة على غباءها
تلعثمت بخوف:
- انا.. انا كنت خايفة تقول إن دنيا كلمتك من رقمي على الواتس تاخد الصور
رفع حاجبه متذكرا قائلا بخبث :
- اه لما قالتلي ابعت الصور يا حبيبي.. متقلقيش المحادثة دي عندي وفيها شوية كلام حلوين بيني وبينها بس طبعا مش باين مين اللي متكلم
ردت وعيناها تتوسعان برعب:
- انت ... انت عايز توصل لايه ؟
همس بغيظ:
- توصليني بدنيا تاني
ردت ببرود:
- دنيا ايه ما خلاص ... اهلها قطعوا عنها ماية ونور ... اخوها خد منها التليفون وحرمها تطلع من البيت تاني
هز كتفيه ببساطة:
- خلاص بلاش دنيا ... يبقى انتي بقى بدالها
صرخت به بغضب:
- انت فاكرني **** زيها ولا ايه ! لا اسمع أما اقولك .. انا ست متجوزة ومحترمة ااه... شغل قلة الادب والصياعة بتاعتك دي مش عليا انا... سلام
قاطعها بتهديد خطير :
- لو قفلتي هتصل على جوزك اقوله واسمعه نص المكالمة وانتي بتتحايلي عليا فيها اني ماجيبش سيرتك ولا تحبي اقوله ان رقمي كان عندك
صاحت بعصبية :
- أنت حيوان يلا... ما تروح تشوف واحدة **** من اللي تعرفهم
ضحك قائلا بتلاعب :
- مستعجلة ليه ؟ ما انتي هتبقي زيهم ياختي
- انت عيل واطي .. ده انا اكبر منك ب ١٠ سنين او اكتر يا ابن الكلب انت
زفر ضاحكا :
- مبيفرقش معايا وحياتك
صاحت برعب :
- ده انا متجوزة!!! متجوزة انت بتقول ايه
برر لها بوقاحة:
- نص اللي عرفتهم متجوزين وعادي مبسوطين ولا حد عرف
ردت بوقاحة :
- انت حقير يوالله... ما تروح تشوف خطيبتك ولا هي مش زيهم
زفر بغيظ:
- لا خطيبتي حاجة تانية ... وبعدين انا عايزك انتي دلوقتي ... يا انتي يا دنيا
صرخت بعصبية :
- انا مالي انا ب دنيا دي ... دنيا خلاص حياتها اتدمرت بسببك
صحح لها بنبرة كفحيح الأفعى:
- لا بسببك انتي... وانتي اللي هتصلحي الدنيا...
ولو حاولتي تعمليلي Block ولا تلعبي من ورايا ... وحياة امك لاقلبها عليكي واكلم جوزك واهله وجيرانه واعمل جروب ليهم وابعتلهم فيه المكالمة والمحادثة و شوفي بقى هيصدقوا حكاية انك بتخوني جوزك اكتر من حكاية دنيا..
هزت رأسها برعب ونبرة صوتها تحولت إلى الضعف:
- لا لا انت مش هتعمل فيا كده يابن الكلب ... ليييه كده ليه كده منك لله... عايز تفضحني
ابتسم بجمود :
-هقفل دلوقتي واسيبك وبكرة هتصل بيكي ونتقابل... تحبي نتقابل فين ؟؟ عندي ولا عندك
تساقطت دموع عيناها وهي تردد بهستيرية :
- انت قذر والله غور في داهية... منك لله
مط شفتيه قائلا بنبرة شيطانية:
- هسيبك دلوقتي تهدي وبكرة هكلمك أو يمكن اجيلك لو مرديتيش عليا... او تبقي شاطرة وتجيلي انتي نتقابل في مكان تبعي.. وخدي بالك هي مرة وهتعدي وخلاص ... الا بقى لو عايزاني امسكك من ايدك اللي بتوجعك... سلام
اغلق الهاتف بوجهها لتلطم سميحة على وجهها برعب شديد تردد بعدم تصديق:
- أعمل ايه يارب ده واد صايع وممكن يتبلى عليا ويفضحني ... يلهوي عبدالله هيطلقني... وهتفضح ... لاااا يارب والنبي ياااارب انجدني... هروح في داهية
______________
لأن حُزن النساء عميق وجرحهن غائر، فالرجل الذي أسعد امرأة ؛ فعل شيئاً عظيماً، كأنما قتل كل الحزن في هذا العالم.
دعاها زوجها بصوت عال؛ بينما هي تساعد طفلتها بتغيير ملابسها للذهاب إلى الحضانة
همست كاميليا لطفلتها :
- نديم بينادي عليا
ردت دانا بتفكير:
- تلاقيه نسي حاجة .. هو ديم كل شوية ينسى حاجته بره الحمام
- معلش يا حبيبتي هشوفه واجيلك
عقدت ذراعيها وهي نائمة على الفراش :
- لا انتي بتتأخري .. هاتي الموبايل اتفرج على (لولو في ورطة)
زفرت كاميليا بغيظ:
- لولو ايه بس انتي رايحة الحضانة
رمقتها الطفلة بتصميم لتنظر إلى المربية قائلة:
- شيماء معلش كملي لبسها واوعي تنام منك
- حاضر متقلقيش حضرتك
دخلت إلى الغرفة وما أن سمع صوت الباب يفتح؛ حتى هتف نديم بصوت عال :
- كراميلا.. ناوليني البُرنص بتاعي
ضحكت كاميليا بخبث، فهو يقوم بهذه الحركة كلما دخل الحمام يأخذ حمامه.. على الرغم من أن دانا أصبحت عاقلة وتنام مبكرا واحيانا يقص عليها نديم وكاميليا بعض القصص الطفولية .. هزت رأسها كاتمة صوت ضحكاتها ثم تناولت الروب الخاص به بالحمام.. لتعطيه إياه من خلف الباب قائلة ببراءة :
- اتفضل
شهقت عندما جذبها إلى الحمام ليسحبها إلى أسفل الماء بالبانيو الزجاجي بين ذراعيه مغرقاً ملابسها بالماء فضحكت عالياً وهي تزجره كاذبة:
-لا لا يا نديم هتبل شعري انا لسه عاملاه
اجاب بإنشراح:
-ننشفه تاني عادي
لامست ذقنه المثيرة ..وهي تطوق عنقه وتكور شفتيها أمام شفتيه :
- ينفع كده شعري اتبل.. وشكلي مش هيبقى حلو دلوقتي
طبع قبلة سريعة على شفتيها قائلا:
- طب ما شعرك حلو وهو مبلول اصلا !
ردت بأمانة:
- بجد ؟
هز برأسه موافقاً:
- انتي عاجباني على طول اصلا..
مال برأسه كي يتعمق بقبلته فمالت برأسها للخلف فلثم عنقها الجميل حارقا إياها بأنفاسه الساخنة لتراضيه وهي تقبل شفتيه...ليهمس بنبرة رقيقة:
-وبحب شعرك وهو ويفي اكتر ما بتعمليه ستريت على فكرة
ليمسك بها شعرها ليعمق من قبلاته...
ليتسلل بيديه داخل منامتها ويلامس بشرتها الناعمة ... وهو لايزال ينتقل بشفاهه الى رقبتها  وشفتيها.. بينما هي لفت يديها حول رقبته حتى تقربه منها اكثر وتتيح له تقبيلها اعمق ... والشعور يتحول الى شغف.. بينما هي مستسلمة للمساته وقبلاته ...
_____________________
ظل يتصل بها ولم ترد عليه.. فأرسل لها رسالة تهديد أنه ينتظرها أمام باب الشقة وان لم تفتح له سوف يفعل شيء خطير لن يعجبها
الحقير .. النذل !!
هل وصلت به الحقارة للوقوف أمام باب شقتها !
ماذا أن رآه أحد أهل زوجها !
لتفتح الباب بسرعة بغباء هامسة :
-بالله عليك امشي بلاش تضيعني كده
دفعها ليدخل إلى الشقة مغلقاً الباب خلفه ببجاحة قائلا:
- انتي فاكرة انه بخاطري يعني ! ما انتي السبب لو مكنتيش ضيعتي من ايدي دنيا مكنتش عملت كده
صاحت به بغضب وهي تحاول فتح الباب :
- اطلع بره ... اطلع بره يا سافل
قام بجذب شعرها من أسفل حجابها لينزلق حجابها على الأرض :
- شوفتي بقى عمالة تحرقي في الكلام و الوقت بيضيع مننا يلا علشان انا جيت في الوقت المناسب استنيت جوزك يمشي
هتفت بصوت عال مهددة اياه:
- والله ممكن اصرخ واخلي حد يجي دلوقتي يرميك بره
هتف بنبرة شيطانية:
- اعمليها كده يا روح امك ... وانا اقولهم اني كنت نايم في حضنك ... وشوفي بقى هيعملوا فيكي ايه ! هتبقى فضيحة... خصوصا بقى ياختي انك انتي اللي فتحتيلي الباب بنفسك
همست بتوسل :
- والنبي امشي... امشي لو حد جه هتبقى مصيبة
ترك شعرها ليفتح طرفي عباءتها غصب عنها لتظهر أسفلها منامة قطنية .. ليمسكها من شعرها مرة أخرى قائلا بنبرة كفحيح الأفعى:
- قدامك 5 دقايق تكوني مغيرة هدومك دي ... يلا يا بت
التمعت عيناها برعب وخوف ، وقبل أن تعترض جذبها من شعرها ليدفعها نحو غرفة نومها وهو يأخذ منها هاتفها ... وقبل أن تبكي أو تستوعب ما يحدث لها .. سمعت صراخًا من الخارج :
-انجزي...لو جيتلك هندمك على ضياع الوقت دا
______________
كانت تجفف شعرها وهي تبتسم لصورتها في المرآة.. وقف يتأملها بانبهار.. جميلة كالخيال...احتدمت أنفاسه وهو يقترب منها ويستند بقبضتيه على كرسيها.. عيناه تلتقطان صورتها البهية في المرآة فتبتسم له بإعجاب ليغمغم بصوت أجش وهو يسألها :
- حلو اللون ده عليا ؟
ردت بتلقائية:
- حلو جدا.. انت أي حاجة بتكون حلوة عليك أصلا
انحنى وطبع قبلة صغيرة على رقبتها ارعشتها ونفضت خفقات قلبها:
- انتي اللي حلوة يا كراميلا
- نديم ... دانا بتفطر وجاية وهنتأخر على الشغل
استقام ومد يده يتناول منها مجفف الشعر فمسك شعرها الداكن الطويل وأخذ يجففه برقة.. وبعدها بدأ يمشطه غرقت كاميليا في أحاسيسها الجديدة حولها كالنبع الرقاق وتاه نديم مبهوراً بنهر شعرها البني الداكن الشي بين أصابعه كمعجزة يرتشف منها وحده..
فلم ينتبها للباب الذي شق ببطء لتطل منه عيني طفلتها..
- مامي انا خلصت
لتسألهم بعدها باستغراب:
- بتعمل ايه يا ديم؟
أقترب منها وهو يسألها :
- بسرحلها شعرها
هزت رأسها بإبتسامة وهي ترفع شعرها بيدها قائلة بحماس :
- وانا كمان اعملي شعري زيها
- اعملهولك ازاي طيب؟
- اعملي تسريحة حلوة
تناول مشط اخر صغير خاص بدانا.. لتقترب منهم وهي تجلس على قدمي امها وهو يحاول إضافة تسريحة طفولية لشعرها بمساعدة كاميليا
أبتسم عندما أنهاها لها وقال بمرح : 
- ها ايه رأيك بقى ؟
وضعت يدها على وجنتيها بمفاجأة وهي تنظر إلى نفسها بالمراة قائلا بسعادة طفولية :
- شكلي قمر زيك
حملها ليرفعها إلى حضنه مقبلاً إياها من وجنتيها:
-والله أنتِ إللي قمر وعسل وعايزة تتاكلي كده
سألته ببراءة:
-أتاكل منين؟
رفعها إلى أعلى بتلك الحركة التي تحبها هامسا:
-من كله حتة
قهقت كاميليا ضاحكة :
‬‏- تحب احمرهالك مع شوية بطاطس؟
نظر لها قائلا بعبث :
- قدميهالنا على السفرة بقى
-هنشبع يعني؟
قبلها من وجنتها الممتلئة برقة :
‬‏- اكيد هنشبع .. مش شايفة خدودها عاملة ازاى!
صاحت الطفلة بإستغراب وهي تنكمش بحضنه:
- انا مش عايزة اتاكل
نهضت كاميليا من مقعدها وهي تقبلها من وجنتها قائلة بمزاح:
- بنهزر والله
- بجد ؟
اومأت بضحكة:
- طبعا.. هو انا كسباكي في كيس قلبظ!
__________
ذهب سامح إلى منزل ميادة فهي رفضت أن تحادثه أو تراه منذ تركها لمنزله...ولكنه اشتاق لها
لا يريد أن يطلقها..هو يحتاجها..يحتاج وجودها بحياته
فحاول أن يراضيها كعادته ولكنها رفضت..وبعد محاولات من امها وشقيقها وافقت أن تجلس معه وتقول له اول شرط من شروطها..
- انا مش هرجع يا سامح... الا بشرط واحد...مش عايز تطلقني...يبقى تكتب المحلات بتاعتك باسمي
هتف بصوت مذهولا:
- نعم ؟؟؟؟؟
___________
فقد آخر ذرات صبره فهي قد تأخرت عليه كثيرا
ماذا تفعل تلك الحمقاء كل ذلك الوقت ؟!
ليفتح باب غرفة نومها فجأة فوجدها تجلس على الأرض ترتعش بخوف ورعب وهي تضم نفسها بكسرة وذل
لاول مرة تتعرض لموقف كذلك
لم يهزه منظرها .. ليسحبها من شعرها بعنف محاولاً وهو يدفعها نحو الجدار خلفها هامساً بوحشية:
- شكلك كده هتخليني استخدم معاكي الطريقة اللي مش هتعجبك
هزت رأسها برفض وهي تغطي وجهها بيدها بخوف لتجد فجأة باب الشقة يتفتح على مصرعيه...
يا إلهي..
بالتأكيد زوجها... زوجها!
أطفالها ليس معهم مفتاح
وحماتها تجلس معهم
ما أن فتح الباب واجتاحه إعصار زوجها 
تراجعت شاهقة بذعر كمن ارتكب ذنباً...بينما ركض عبدالله بالتقدم نحوهم
احتقن وجه عبدالله بالدماء وجحظت عيناه وفغرت شفتاه في ذهول تام وظهرت عروق جبينه و عروق يده التي تشكلت علي هيئة قبضة علي اتم الاستعداد في الاطاحة بأي شخص امامه عندما اتصل به شقيقه يخبره أن علاء أتى إلى منزله ! و زوجته سمحت له الدخول إلى شقته !!
الحقيرة!
ليجد علاء واقف في غرفة نومه وهو قريبا من سميحة وسميحة ترتدي بيجاما منزلية وبشعرها!!
يتبع....
قيمتك أيها الإنسان ليست في قصة حب فاشلة عشتها فترة من الزمن ، ولا في المحنة التي أصابتك عدة مرات ، ولا في الخسائر التي أتت خلف بعضها ، قيمتك في أنك أنت بطل هذه القصة ، تمر بكل هذا وتخرج منه وترى غيره ، أنت من يتحرك وتُحرك ما حولك ، تقهره ، تهزمه ، تعود لتفوز وتمضي قدما.
صاح سامح باستنكار:
- اكتب ايه يا روح امك؟؟
- المحلات بتاعتك اللي بتأجرها
هز رأسه بنفي:
- ما هو دول اللي عندي...انتي عايزاني اكتبلك شقايا وتعبي وتعب اهلي ليكي انتي على الجاهز..ليه ياختي؟
رفعت حاجبها بتكبر:
- عشان اتساوى يا سامح...عشان اتساوى بيك يا حبيبي وبعيلتك... عشان لما اختك تيجي تقول انتي فقيرة وقتها
- مستحيل مستحيل اعمل كده
ابتسمت بتفهم:
- ولا مستحيل تعمل كده عشان اهلك !
- انا مش كاتبلك حاجة يا ميادة...اهلي مش هيوافقوا بكده
- ايه محتاج تسأل امك الاول واختك؟
براحتك يا حبيبي انا مش راجعالك الا بكده..
رمقها بغيظ وهو يتركها ويخرج من المنزل :
- براحتك انتي خليكي قاعدة عند امك
قهقت بضحكة صفراء قائلة:
- شايلاني فوق راسها يا موحة..
لتردف بصوت عال:
-مش هتشرب حاجة؟
همس بغيظ لنفسه:
- واحدة كيادة والله
__________
اندفع عبدالله نحو علاء ممسكاً به بغضب يلكمه على فكه و يحاول خنقه وهو يسبه بالشتائم القذرة و سميحة تلطم على وجهها برعب وهي تحاول الدفاع عن نفسها:
- والله هو اتهجم عليا يا عبدالله...وكان كان بيهددني
ليحدج عبدالله كلاهما بنظرات محتقرة...فحاول إيقافه ودفعه بعيدا .... ولكن ظهر بيده سكيناً !!
ليمسكه من ياقة قميصه يجذبه للجدار وهو يهدده بالسكين الذي معه...فصرخ به عبدالله بصوت غاضب:
- كنت جاي تستغفلني من كام يوم وتقول مبكلمهاش!!!
هقتلك انت وهي حالا
- والله والله مبكلموش هو اللي جاي يهددني
لتجد علاء فوراً من بدأ بالكلام الذي قلب الموازين تماما ليشعل البركان الغاضب ويخرجه من دوامة افكاره ويأكد ظنونه :
- كذابة هي اللي فتحتلي الباب بنفسها بمزاجها حتى ممكن اثبتلك والله
نظر له عبدالله بتوجس ليدفعه علاء بعنف وهو يحاول التنفس من هول الموقف فمنظر السكين بيده مخيف
فأمسك هاتفه وهو يناوله لعبدالله برعب:
- حتى شوف المحادثة اللي بينا دي .. واسمع مكالمتها ليا قبل ما اجي اشهد بالكلام اللي قولته وأخرجها من الحوار
وما أن شاهد الإثباتات حتى تلقى علاء لكمة مدوية علي وجه أطاحت به ارضاً.. ليهتف بعدها بصياح:
- حقك بس انا مش حابب أخليك نايم على نفسك اكتر من كده اصلك صعبت عليا
صرخت سميحة بنفي:
- كذاب والله هو اللي كان بيهددني وحتى بعتلي رسالة شوف شوف تليفوني
ولكن ارتسمت على علاء ابتسامة ماكرة وهو يرمق عبدالله يأخذ تليفونها  ويفتش به فلم يجد اثر لرسالة عبدالله التي تقول عليه فهو قد حذف رسائل التهديد خاصته وترك مكالماته فقط
- هي فين الرسايل دي يا *****
شهقت سميحة بصدمة وهي تسمع من زوجها تلك الكلمة القذرة التي لم تتصور ابدا زوجها ووالد أطفالها الثلاثة يتفوه لها بشتيمة كهذه ويشك بها أنها خائنة!
اشتد غضب عبدالله وهو يأخذ هاتف الاثنين.. ليقترب مرة أخرى من علاء ويلكمه في وجهه و
وقبل أن يحاول ضربه مرة أخرى هتف وهو ينظر إلى سميحة التي تبكي وترتجف برعب :
- بقولك ايه هو انت هتتشطر عليا !
هي اللي فتحتلي الباب بنفسها وهي اللي فضلت تتصل عليا اجيلها !
ما تربي مراتك دي
ليردف بعدها بخبث:
-بس مراتك دي ايه مش قادر الاقي وصف الصراحة
اخذ يلكمه حتى اخذ يركله بقدمه وهو يشتم ويسبه:
- وحياة امك لاموتك النهاردة انت وال***** دي
ثم اخذ يلكمه حتى نذف انفه وفمه
ليسحب السكين الذي بجانبه لتصرخ سميحة به :
- هيموت هيموت ..... بلاش بلاش يا عبدالله
عبدالله بنبرة محتقنة بالدماء :
- للدرجة دي خايفة عليه يا **** !!!
ليتركه وهو يسعل دما ...
فنظر إليها وهو يكاد يبكي وهو غير مصدق حتي الان ....
ليسحبها من شعرها بقوة والقاها ارضاً ........... 
صرخت سميحة من عنفه حينها و اخذت تنظر له محاولة الدفاع عن نفسها :
- والله متصدقوش ... متصدقوش يا عبدالله
ليمسك بشعرها يكاد يخلعه من جذوره ... صرخت بخوف من منظره تلك العروق الظاهرة اسفل عينه وعلي جبينه وعينيه الحمرء التي تشع نيرانً :
- انا معملتش حاجة والله ما عملت حاجة صدقني
وقبل ان تكمل تلقت صفعه جعلتها مصطحة على الارض ...
نزل عبدالله لمستواها وامسك بشعرها بكلا يديه يرفع وجهها له ....
صارخا بنبرة مخيفة وهو يهزها بعنف :
- بتخونني انا يا زبالة بتخونيني بعد كل اللي عملتو عشانك ... بعد ما استحملتك كل السنين دي !!!!
ثم حرر يد من شعرها وقام بصفعها :
- بتخونيني يا ****
هي فوراً امسكت وجنتها وقالت بصوت متحشرج بسبب البكاء :
- انا انا مخونتكش انا ....
عبدالله بغضب :
- انا دخلت لقيت راجل في بيتي ... في اوضة نومي يا **** وكمان بتنكري ....
ثم اخذ يصفعها صفعات متتالية وهي كانت تنفي وتدافع عن نفسها ولا تفعل شيء سوى البكاء والتوسل له ... 
- أنا مراتك يا عبدالله ... مراتك سميحة ام عيالك...
فـ ركلها بقدمه في بطنها وضهرها بشدة..
أمسكت قدمه بتوسل ونبرة متحشرة من كثرة البكاء:
- والله انت فاهم غلط غلط
عبدالله بنظرة تخرج لهيب يقتل وهو يجذبها من خصلات شعرها بعنف :
- فاهم غلط !!! معاكي راجل في اوضة نومي وتقوليلي فاهم غلط !!
فاهم غلط ازاي
لينهض علاء وهو يجر نفسه من خلفهم بصعوبة وما أن رأى عبدالله منشغل بضرب زوجته حتى ركض سريعا نحو الباب ولكن !!
خاب ظنه فعبدالله اغلق الباب بالمفتاح ليركض خلفه محاولا امساكه ... فـ القى بالمقعد خلفه حتى لا يمسكه بسهولة وما أن رأى الشرفة أمامه حتى فتحها وحاول الهروب من خلالها كاللصوص... فأخذ عبدالله هاتفه من جيب سرواله ليتصل على شقيقه قائلا:
- علاء الكلب هرب .... خد اخوك وحاول تمسكه من عند سور البلكونة اللي ورا... بسرعة
اغلق الباب ليرجع إلى تلك الراكضة على الأرض كالميتة
جرها من شعرها ليسحبها نحو المطبخ وهي تمسك قديمه تتوسل له أن يرحمها فصرخت عندما رآت بيده سكين ليهمس بنبرة ساخرة :
- لا مش هقتلك دلوقتي يا ****
فتناول حبل ومقص وسكين وجرها إلى خارج المطبخ ليربطها من يديها وهو يهددها بالسكين أن حاولت الإفلات فسيقتلها حالا... ليبدأ بتكتيفها من يدها وربطها من قدميها وتثبيت الحبل بشيء ثابت حتى لا تهرب منه
ليضربها مرة أخرى بمعدتها بعنف:
- من امتى ؟؟؟؟؟
رمقته بحيرة.. فأعاد السؤال مرة أخرى:
- انتي على علاقة به من امتى ؟؟؟
همهمت بنفي وهي تخفض رأسها عند قدمه:
- والله ما على علاقة به والله صدقني صدقني مش بخونك
أمسكها من فكها بقسوة ليلكمها عليه بعنف حتى سبب لها خدوش وكدمات وفمها ينزف دماء:
- برضو بتكذبي؟ طب بلاش كده ... بيجيلك البيت وانا مش موجود من امتى ؟؟؟
صرخت بتوسل :
- هموت يا عبد الله... هموت مش قادرة.
وصفعاته تتوالى على كل ما تصله كفه الضخمة من جسدها وقدمه لا ترحمها ابدا .. وتنطلق منه كلمات السباب والشتائم لم تسمعها منه قبل وهو يصفها بأبشع ما ذكر.. فأخذت تردد بدون توقف:
ـ انا مظلومة والله.. أنا ماخونتكش.. عبدالله ..والله انا مظلومة صدقني
ليفتح حزام بنطاله فجأة وينزل به على جسدها بكل غل وهي تصرخ ... بينما في الخارج يسمع صوت شقيقه ووالدته يدقوا على الجرس والباب بقوة.. ولكنه يتجاهل كل هذا وهاتفه يرن
جلست أمه على الأرض أمام الباب وهي تهمس بنبرة باكية برجاء:
- عبدالله ... والنبي افتح يابني ... في ايه اخوك مش راضي يفهمني ايه بيحصل؟؟
ليرد أخيراً على هاتفه وشقيقه يقول له برجاء :
- ابوس ايدك يا عبدالله افتح .. انا مسكت الواد انا واخوك وكتفناه وهو مرمي تحت في بيتنا مع اخوك..
اخذت أمه من ابنها الهاتف وهي تبكي :
- والنبي يا عبدالله افتح .... فهمني سميحة عملت ايه
صرخ عبدالله بنبرة متحشرجة كسيرة :
- مش قاااااادر يا امي ... مش قبل ما اقتلها
صاحت السيدة برعب :
- يلهوي تقتل ايه؟؟؟ افتح الباب لامك يابني.... متوجعش قلبي عليك
صرخت سميحة بألم شديد والحزام يسقط على جسدها بعنف:
- هيموتني يا مامااااا... والنبي تعالي خديني
بينما عبدالله يصرخ بقسوة :
- والله لو ما هفتح قبل ما اخد حقي منها
______
دلف فراس إلى مكتب كاميليا ليطلب ان يتحدث معها بأمر هام:
- كاميليا انا عايزك تكلمي فريدة في موضوع كده
- موضوع ايه ؟
- بصي أنتِ عارفاني كويس طبعا... وعارفة اني ماليش في اللف والدوران... انا بصراحة كده عايز أخطب
اتسعت ابتسامتها هامسة بسعادة:
- بجد ؟ ومين بقى سعيدة الحظ دي
فراس بتلقائية:
- ديدا
- ديدا مين ؟؟
قصدك ... فريدة ؟
ضحك بعبث :
-أيوة ... بس ده دلعها
ضحكت كاميليا قائلة:
- يابني بقى بتزعل لما بتقولها كده
- المهم انتي ايه رأيك ؟ انا بصراحة بقيت 31 سنة خلاص وانتي عارفة اني خلاص انفصلت ومفيش رابط بيني وبينها خلاص
كاميليا بصدق :
- ياريت بجد انت شاطر وراجل فعلا وتستاهل حد كويس وفريدة بصراحة طيبة أوي ومحترمة
سألها فراس:
- يعني هتكلميهالي؟
اومأت بتأكيد:
- اه طبعا متقلقش وان شاء الله خير..
______________
اقتربت سيدتان وفتاة من شقة عبدالله ليسألوا شقيق عبدالله و أمه عن ما يحدث فمنظر أمه وشقيقه يقطع القلب
سألت الفتاة بقلق :
- في ايه يا مرات عمي ؟ ايه الزعيق ده وايه اللي بيحصل ده ؟؟
- مفيش حاجة..مشكلة مع عبدالله ومراته
استغربت السيدة :
- خير بس في ايه ؟
ده مراته بتصوت
سمعوا صراخ سميحة يتعالى :
- طب نعمل ايه ؟؟ نكسر الباب؟
زفر شقيق عبدالله بقلة حيلة:
- مش عارف اكسره زي ما يكون حاطط حاجة ورا الباب
ليردف بصوت عال :
- عبدالله افتح بدل ما اكسر الباب
رد عبدالله بصوت متحشرج :
- قسماً بالله لو عملتها ما هسامحك ابدا
هتفت امه بدموع باكية :
- ليه بس كده يابني ... عشان خاطر امك .. افتح الباب بالله عليك... قلبي بيتقطع عشانك
شهقت وهي تسمع أصوات ضرب:
- افتح الباب يا عبدالله والنبي..يابني كل حاجة بتتحل
صرخ بغضب :
- إلا دي يا أمي
- خلاص خلاص كلم اهلها... وهما يتصرفوا معاها بس افتح الباب
- مش قبل ما اخد حقي
رددت أمه بصدمة :
- لا حول ولا قوة الا بالله... ايه اللي بيحصلنا ده بس يارب
بعد مرور وقت..
هتف شقيقه برعب :
- وبعدين يا جماعة بقاله ساعة ونص على الحال ده...
اقترحت الفتاة ابنة عمهم قائلة:
- نجيب حد يساعدنا نكسر معاك الباب مش هينفع...ممكن يكون عمل فيها حاجة
اردفت الفتاة بقلق فمهما كان كرهها لسميحة ولكن لا تتمنى لها الموت بهذه الطريقة:
- حرام مهما كان هي بنت زينا لازم حد ينقذها
______________
كانت تتحدث مع فريدة وحدهم في فترة الراحة.. لتقترح عليها ارتباطها بفراس .. فرفضت فريدة خوفاً من التجربة الارتباط مرة أخرى وخاصة أنها لا تعرفه جيدا وأنه منفصل عن زوجته
- بصي يا ديدا..انا رأيي تدي نفسك فرصة بجد تفكري.. بلاش ترفضي من بره كده لمجرد أنه سبق له الجواز .. حتى ممكن تتكلمي معاه تشوفي ايه الدنيا.. وانا اضمن لك أن فراس فعلا شاب محترم جدا وجدع أوي.. يعني لو فيه نصيب ليكم سوا... بجد هيعوضك عن حاجات كتير
همست فريدة بقلق:
- بس بعد اللي حصلي.. حسيت ان فيه رجالة كتير وحشة
ردت كاميليا :
- هو ده حقيقي فعلا .. بس ما عدا واحد بس.. هو اللي بيخطف قلب البنت في الآخر.. هو ده اللي بيبقى كويس..
اومأت بإيجاب:
-زي سامح طليقك كده
هزت رأسها باستنكار :
- لا سامح ده حيوان
لتردف بنبرة ساخطة :
-احنا بنتكلم على بني آدمين
ضحكت فريدة :
- والله فعلا عندك حق
- المهم يا ديدا فكري كده وقوليلي .. مش هتخسري حاجة لو اديتي نفسك فرصة واسأليه براحتك عن طلاقه والحمدلله أنه مش معاه اطفال يعني مفيش رابط بينه وبين زوجته الأولى خلاص
- هشوف كده
____________
فتح الباب أخيرا لهم عندما حاولوا كسر الباب.. فسقط على ركبتيه أمام أمه قائلا بانهيار :
- خانتني!!! يا امي.. رجعت لقيت علاء جارنا في البيت عندها في اوضة نومي !!! وهي لابسة بيچاما وبشعرها !!! وبيقول مش اول مرة
عانقته والدته وهي تحاول أخذ السكين من يده :
- تغور في داهية سيبها تغور.. اوعى تضيع نفسك عشان واحدة زي دي
صرخ بصوت غاضب:
‬‏-وبالنسبة لخيانتها ايه بقى؟
‬‏
ليردف باعتراض :
-عادى كده تدوس عليّ وعلى شرفى!!
رد شقيقه باقتراح:
- سيبها لحالها وخلاص
رد باستنكار :
-واطلقها عادي وتعيش حياتها عادي !
لينهض من على الأرض قائلا بنبرة شيطانية :
-مش قبل ما اموتها
صرخت أمه به :
- لا يابني ... لا خلاص كفاية اللي حصل... كفاية اللي عملتوا فيها ده انت يابني بقالك اكتر من ساعة ونص بتضرب فيها حرام كفاية... مش عايزها سيبها لحالها خلاص... متنساش هي ام عيالك ...هتقول لعيالك ايه يابني؟
التفت عبدالله يرمق زوجته الملقية على الأرض مربوطة بالاحبال وتحاول ابنة عمه و زوجة عمه و زوجة عمه الآخر يساعدونها.. لينظر إليها  بنظرات اشمئزاز...وغصة مؤلمة .. يسأل بإستغراب:
- انا قصرت في ايه يا امي !!!
اخذت منه السكين رغما عنه لتناوله لابنها الثاني قائلة :
- مقصرتش يابني خلاص هي متستاهلش... اتصل بأهلها وخلاص هما بقى يتصرفوا معاها
لينظر عبدالله إليها مرة أخرى وابنة عمه والسيدات تحاول ايفاقها فهي كأنها جثة هامدة ما بين اثار ضرب عنيفة جدا ترك على جسدها آثار بالحزام رهيبة وكدمات وخدوش على وجهها وجسدها لا تعد .. ناهيك عن آثار الدماء من فمها وانفها ورأسها .. فكانت الفتاة تحاول أن تساعدها ترتدي عباءة حتى تساعدها بالذهاب إلى المشفى لكن عبدالله منع ذلك ... لتقترح عليه بإحضار طبيبة من العائلة قريبتهم
هزت امه رأسها بأسى:
- لا حول ولا قوة الا بالله... مكنتش ضربتها كده يا عبدالله حرام يابني.. مش عايزها تتصل بأهلها
عبدالله بشرود:
-  هتصل بيهم ... بس مش دلوقتي.. تقعد كام يوم معايا وبعدين اكلمك اخوها
توسلت أمه قائلة:
- ورحمة ابوك يا عبدالله كفاية ما تمد ايدك عليها تاني
بينما هو نظر إليها بشر فهو ينوي فعل شيء تاني بعيداً عن الضرب أساساً فهو استكفى تماما مما فعله بها
ليذهب إليها هامساً بشر:
- قسما بالله لو جيبتي سيرتي او أن انا اللي عملت فيكي كده لاقتلك بجد.
لتنكمش رعباً بنفسها وهي تهز رأسها بخوف :
- مش هقول حاجة....مش هقول بس اوعي تضربني تاني
_______________________________
بعد مرور عدة أيام
تجلس معه بين يديه بحوض الاستحمام الواسع .. بنافذة كبيرة تطل على حديقة جميلة بمظهر خلاب.. فقرر زوجها أخذ حمامه أو بالأدق حمامهم سوياً بالحمام الذي بالطابق السفلي وبجانبه غرفة ..
استغلا نوم طفلتها دانا واجازة المربية اليوم.. ليستيقظا باكرا وينعما بحمام هادئ
الفقاعات البيضاء تغطيهم بالكامل، تقترب منه كاميليا تقبله على شفتيه ليبادلها تلك القبلة... لتدير بجسدها إلى الأمام وهي تأخذ الصابون الفقاعات على يديها وترفعه أمام فمها لتنفخ به فيطير عليهم فتضحك باستمتاع..ليجذبها نحو جسده أكثر فتنام بحضنه ليقبلها من وجنتها
كانت تتمدد بالحوض بين ذراعيه، فتكاد تموت خجلاً وهي معه... ليزداد من قبلاته من حين لآخر...
بعد دقائق .. وقفت ساندة جسدها على الحائط تمسك بالمنشفة الكبيرة تجفف جسدها الذي مازال رطباً إثر استحمامها.. بينما يدها الأخرى تتحسس شفتيها المنتفخة إثر قبلاته الملتهبة.. بينما وجنتيها تتخضبان بحمرة...
انه يفعل اشياء جميلة لها...كل شيء يفعله بحب نحوها، كما أنها أصبحت تبادله حبه بأفعالها !
الحب؟؟
نعم هي أصبحت تحبه كثيراً... وعدت نفسها انها سوف تعترف له بحبها سريعاً
رفعت كفيها تجس وجنتيها الملتهبة بينما ابتسامة شقية تتلاعب على فمها بينما عينيها تتابع وجهه بوسامة خطيرة ..صدره العاري، عضلات صدره الرياضية..
اقترب منها وهو يساعدها بتجفيف شعرها بالمنشفة ليحضر المجفف الشعر بالحمام ويساعدها بتجفيف شعرها لتستند بعدها برأسها بحضنه هامسة بسعادة:
- انا مبسوطة بجد.. كل حاجة بتعملها جميلة... مش عارفة ابطل تفكير في كل حاجة حلوة حصلت
قبلها من رأسها هامساً بنبرة لطيفة:
-أنتِ تستاهلي تبقي مبسوطة على طول
التفت إليه وهي تقبله من وجنته هامسة :
-ربنا يخليك ليا
-‏ ويخليكى ليا يا كراميلا ومايحرمنيش منك
لتهمس بصدق :
‬‏- انت احلى حاجة حصلتلي اصلا
رفعت عيناها تسأله :
- نديم أنت بتحبني فعلاً؟ ومش هتيجي يوم وتسيبني؟
قبلها من وجنتها برقة:
- ‏والله بحبك وعمرى ما اقدر ازعلك ولا اسيبك
أنتِ كل حاجة حلوة في حياتي والله
- ربنا يخليك ليا يا حياتي
_________
كانت تشعر بالذل...
أصعب أيام مرت عليها
أصعب أيام عاشتها
هي سميحة التي كانت تسيطر وتلقي الكلمة المسموعة !
أصبحت ذليلة، مكسورة
اصبحت تحت نظرات أهله ما بين الشماتة والحزن والتأنيب على حالها
عدا ابنة عم زوجها .. هي الوحيدة التي جلبت لها طبيبة تساعدها على التعافي ولولا أن الطبيبة علمت بحالة عبدالله قريبها لكانت سجنته ولكنه قريبها !
الطبيبة ما أن علمت بخيانتها عذرت زوجها قليلا, ولكن لا مبرر للضرب.. لا يريدها يتركها لحالها
لماذا كل هذا العنف؟
شهقت بقهر ... يا إلهي أصبحت مشكلتها معروفة بعيلة زوجها... بالتأكيد زوجات أعمامه لن يسكتوا ابدا
كانت تحاول مع زوجها أن يسمعها ولكنه لم يعطيها الفرصة ابدا... لتسمعه يتحدث إلى الهاتف مع شقيقها سامح ... هاتفاً بنبرة حازمة:
- تعالى خد اختك .. هي خلاص متلزمنيش!
- في ايه ؟؟
رد بجمود :
- تعالى خد اختك يا سامح
سأله سامح بإستغراب:
- انت بتقول ايه يا عم انت ؟ مالها اختي
ابتسم بسخرية :
- مالها !!!! اختك ****
صاح سامح باندفاع:
- انت اتجننت ولا ايه .. ازاي تقول كده على مراتك يا ابن ال..
قاطعه عبدالله بحدة :
- قبل ما تنطق ولا تقول كلمة عليا ... انا بقول اللي سمعته ... تيجي تاخدها ولا ارميهالك في الشارع !
اتسعت عيناه بذهول:
- هي حصلت يا عبدالله !
هز كتفيه ببساطة هامساً بقسوة :
- مش هسيب واحدة خاينة في بيتي.. سلام
ليغلق الهاتف بوجهه ويليقه جانباً... ليجد سميحة تقترب منه قائلة بنبرة مصدومة:
- إيه إللي قولته لاخويا ده يا عبدالله!!!
حرام عليك
صرخ بها بغضب :
- تعرفي تغوري من وشي عشان مش ناقصك
اقتربت منه بتوسل:
- عبدالله انت مش مديني فرصة اثبتلك حاجة انا والله ما خونتك صدقني
دفعها بعيدا عنه لتتدخل والدته بينهم قائلة لها بحدة :
- تعرفي تبعدي عنه عشان ميمدش ايده عليكي انا سكته بالعافية
اقتربت منها سميحة بنبرة باكية:
- والنبي يا ماما خليه يصدقني انا ماخونتوش  والله
نهرتها السيدة باشمئزاز:
- بقولك ايه ما تقوليش ماما دي ... انا لو عندي بنت مكنتش هتعمل عملتك السودا دي
لتسأله أمه :
- عبدالله انت خلاص يابني هتطلقها كده ؟
اومأ عبدالله بتأكيد :
- انا جهزت كل الورق مع المأذون واول ما اخوها يجي يكون هنا
لطمت سميحة على صدرها :
- يلهوي طلاق !!! طلاق ايه !!!!
وعيالنا... طب عشان عيالنا...احنا معانا 3 عيال!
صاح بغضب :
- اومال انتي فاكراني مش راجل عشان اسيبك على ذمتي !
اقتربت منها بنبرة باكية:
- والنبي يا عبدالله ما تطلقني بالله عليك
دفعها بعنف لتسقط على الأرض أسفل قدمه .. قائلا بنبرة حادة:
- لأ هطلقك... ومش مصدقك ... اذا كان الواد ذات نفسه اعترف بكل حاجة و رميته لأهله يتصرفوا معاه هما..يعني شوية من اهلي عرفوا على أهل الواد !
خلاص اتفضحنا بسببك
ليردف بنبرة ساخرة :
- وبعدين انتي كنتي بتردي على اهلي و تقلي ادبك على اي حد في عيلتي... واقول ماشي ... مش مشكلة ..  رايحة كل يوم عند امك وسايبة العيال لامي .. واقول خلاص اهي بتخلص شغل بيتها وبيت امي .. لكن توصل بيكي الحقارة انك تخونيني!
شهقت بتوسل وهي تتمسك بقدميه عندما حاول المشي :
- والله يا عبدالله انا مظلومة... طب بص أنا حتى هعيش تحت رجلك... مش هروح عند امي تاني...بس طلاق لا والنبي... طب حتى اعتبرني خدامة... مش هزعلك تاني
ارتسمت على شفتيه ابتسامة صفراء هاتفاً:
-عشان تعرفي انك اخرك خدامة !
ليدفعها بقدمه بعيداً هامساً باشمئزاز:
- بس حظك اني مبتجوزش خدامات يا روح امك !
_______________
اصطحب الطفلة معه في السيارة للذهاب إلى النادي ، فهو يحب أن يجعلها تشعر وكأن والدها معها ، ولا يريد أن يشعرها بالحرمان
ثم اتصل بأخته وأرسلت له طفلها اسر ، حيث انضمت دانا في نفس النادي الذي به اسر
وما ان صعد إلى السيارة جلس بجانب دانا في المقعد الأمامي معها
فأخذ آسر أحمر شفاه سائل لامع من إحدى الماركات التجميلية باهظة الثمن من جيبه ويعطيه لدانا ، ملفوفًا كهدية في حقيبة أنيقة.
ابتسمت دانا بفرحةً وضحكت كلا من سارة ونديم ، حيث أصر اسر على إحضاره إلى دانا لأنها تحبه وكاميليا لا تريدها أن تضع تلك الأشياء حالياً، تسمح لها بمرطب شفاه فقط.
سألته دانا بسعادة غير مصدقة:
- ايه ده يا اسر؟
- ده Lip Gloss جبتهولك
ضحكت سارة قائلة باستنكار:
- وحياتك يا اسر... امك ما عرفت الليب جلوس ده غير بعد ما اتجوزت...ده احنا مكناش اطفال بقى
سألها نديم :
- انتي اللي جايباهولها؟
ابتسمت سارة بحنان :
- وانا بشتري حاجات اسر طلبه مني لدانا عشان بتحبه
- انا هرجع يا نديم عشان فارس ابني نايم...خلي بالك من اسر ودانا
أشارت لها دانا بسعادة:
- سلميلي على النونو بتاعك يا طنط سارة
- حاضر يا دندونة
ليتحرك نديم بالسيارة,نظرت إلى نديم الذي كان يقود السيارة بجانبها ، ثم أخرجت أحمر شفاه كشميري خفيف وهي تضعه على شفتيها بتركيز، ثم أخرجت مرآة صغيرة من حقيبتها لتنتهي بينما كان يراقبها كلا من أسر ونديم بإعجاب ، ليبتسم لها اسر وهو يصفق لها بسعادة على فعلتها الصغيرة وكأنها إنجاز كبير.. لتنظر إلى نديم الذي بادلته بأجمل ابتسامة بينما شفتيها الصغيرة مطلية بلون الكشمير اللامع
همس نديم بضيق معاتباً إياها:
- حطيتي ليب جلوس يا دانا؟
هنروح النادي كده ازاي بس؟
همست ببراءة طفولية:
- ده مش ليب جلوس ... ده ليب بااالم يا ديم
هز رأسه بضحكة:
-هصدقك واكدب عينيا حاضر
صفقت بسعادة طفولية :
- شاطر ديم
لتسأل اسر قائلة:
- انا عسل يا اسر؟
ابتسم الطفل قائلا بصدق:
- عسل اوي يا دونات
ناولها نديم علبة مناديل مبللة لتزيل احمر الشفاه :
- عسل و قمر بس لازم تمسحيه ... ده آخره يتحط في العربية، في البيت
- لا يا ديم...انا حبيته... شكلي حلو
رفع نديم حاجبه قائلا:
- هتتعاكسي يا حبيبة ديم، وانا الصراحة مش هسكت لو حد عاكسك..يرضيكي اتخانق مع حد ؟
- عشان شكلي يبقى حلو
أومأ برأسه بصدق:
- أنتِ كده كده حلوة وكمان أنتِ لسه طفلة صغننة مينفعش نحط ده دلوقتي ... يلا نمسحه
- يعني لما اكبر شوية هحط منه
- بصي هخليكي تحطيه في البيت بس.. Okay
قبلته من وجنته برقة :
- Okay
________________
كان يجلس على الأرض منهاراً.. لا يصدق ما سمعه للتو!!
يا إلهي
اخته خائنة!!
أمه تجلس بجانبه كالخرساء تبكي بصمت لا تصدق ما سمعته وعرفته
أيعقل أن ابنتها التي ربتها بيديها خائنة!!!
حسنا هي بها كل الصفات السيئة ولكن هي ليست فاسقة وخائنة...
تنظر إلى ابنها سامح الجالس بجانب أمه ... وزوج شقيقته الذي يتصل بالمأذون يستدعيه !!
كأنه حلم... لا بل كابوس
طلاق !!!
اصعب شيء بالحياة.. وجعه على شقيقته صعب صعب صعب
خصيصاً عندما تنفصل بسبب كهذا؟
ينظر أمامه مصدوما من كل شيء حوله
لا احد يريد أن يفهمه شيء
صاح بصدمة ونبرة كسيرة:
- ليه .... ليه ليه عملت كده !!!!!!
- يا الله
همسها لنفسه وهو يلقي بجسده على الأريكة.. رامياً رأسه إلى الخلف.. ضاغطاً بأصبعيه على جسر أنفه حتى يقلل من عنف الصداع الذي يضرب رأسه بلا رحمة..
ليجد نفسه ينهض فجأة عندما رأى اخته تقف مع عبدالله وهي تبكي فقرر جذبها من شعرها لمعرفة الحقيقة منها ... لماذا فعلت بهم ذلك؟؟
هي لم تدمر زوجها فقط...
دمرت عائلتها
دمرت أطفالها
دمرت كل شيء
وما أن اقترب منهم من الغرفة حتى سمع سميحة تتحدث معه قائلة بتوسل :
- حرام عليك يا عبدالله ما تطلقنيش
دفعها زوجها بقرف:
- هطلقك ... والله هطلقك
لتصيح بعدها بجنون وتهديد:
- انت لو طلقتني هقول لسامح على السر القديم اللي محدش يعرفه غيرنا انا وانت وأمي... هقوله لو طلقتني مش هسكت بقى
ابتسم عبدالله بلا مبالاة:
- ولا يفرق معايا... تحبي اطلع اقوله انا؟؟؟
اقوله انا بنفسي
اقوله يا سامح اختك جت اتحايلت عليا انها تضايق كاميليا عشان عزلت ... اقوله ان انا جبت كشف حضور اسم مراتك مكنش مش موجود وانا السبب ... وبتخطيط اختك !!
اللي لعبتها قلبت بطلاق ؟؟
قلبت بظلم واحدة بريئة!
واحدة عمرها ما عرفت راجل في حياتها غيرك يا سامح !
واهي دلوقتي ربنا عوضها عشان هي كانت مظلومة
تجمدت يدا سامح على مقبض الباب وهو يستوعب ما وصل لأذنيه للتو... وأغمض عينيه بألم وهو يسمع ثاني غدر من شقيقته!!! بعد غدر خيانتها لزوجها ولعائلتها...
زفر بجنون وهو يمر بذهنه كل اللحظات السيئة منذ سنوات...
فتح الباب ببطء.. لتصطدم عيناه بعينيَ شقيقته الذي شحبت ملامحها على الفور لتواجه عينيّ سامح اللذين اتقدتا كجمرتين..
يتبع.....
لا تقلق بشأن الانتقام من أي شخص
فالقدر مبدع في تصفية الحسابات
ومن جعلك تبكين قهرا, فالقدر سيعتني ببكائه مثل المطر ذات ليلة، بينما أنت تبتسم !
ـ ليه؟.. ليه؟؟.. دي كاميليا كانت ممكن تموت في ايدي!!!
نطقها سامح لاخته بذهول..
صرخت سميحة بانهيار وهي تواجه شقيقها:
- انا .. انا..
حاولت تقترب منه إلا أنه مد ذراعه على طولها ليمنع اقترابها صارخاً بعنف:
ـ ابعدي عني..اياكي تقربي مني
اقتربت منه قائلة بندم:
- أنا مكنش قصدي يا سامح
صفعة قوية وألم شديد و جذب شعرها بقوة.. وصراخ سميحة حتى دلفت أمها إلى الغرفة :
- مكنش قصدك !!!!
ظلمتيني وبوظتيلي حياتي وتقولي مكنش قصدك ؟؟؟
كاميليا كانت مظلومة!!!
ابتسم عبدالله بتشفي قائلا :
- كاميليا اصلا كانت ملتزمة بالحضور المحاضرات ومغابتش إلا لما كانت امك بتمنعها تروح بس !
ليقص عليه سريعا ما حدث وما فعله بتخطيط اخته ومعرفة امها
ليلتفت نحو أمه صارخا بصدمة :
- حتى انتي يا ماما !!! حتى انتي كنتي عارفة !!!
عارفة وموافقة !!!
ليردف بحرقة:
- كنتي عارفة اللي بنتك وجوزها ناوية تعمله !!!
كنتي عارفة.. ليه عملتي كده .. ليه دمرتي حياتي وحياة بنت بريئة مالهاش اي ذنب
منك لله يا شيخة
اندفعت سماح "أمه" نحو سامح متجاهلة تحذيره وهي تصرخ به بدورها:
ـ اسمعني يا سامح.. افهمني يا بني.. أنا عملت كده عشانك..هي كانت هتاخدك مني وانت وانت كنت بتحبها..
صرخ بقوة:
ـ عشاني!!.. أنتِ عارفة أنتِ قلتِ إيه؟.. فاهمة أنتِ وبنتك عملتوا ايه !!
دمرتولي حياتي !!
طلقت واحدة مظلومة... سيبت مراتي وبنتي تتربى بعيد عني
ده انتوا حتى شككتوني في بنتي
قاطعته أمه بصرخة :
ـ انا اسفة يا سامح ... والله انا كنت فاكرة هتعلمها الادب شوية وترجع معرفش انك كنت هتطلقها وتضربها
صرخ باندفاع وكسرة:
ـ مكنتيش تعرفي!!!!.. ده انتي اكتر واحدة شجعتيني على الطلاق
عيشتيني انتي وبنتك وجوزها كل السنين دي في عذاب !!
عذاب مش طايق نفسي... عذاب وانا مصدوم في كاميليا انها خانتني!
كانت صرخة مشروخة.. وهو يتأملهم محاولاً التحكم في دموعه التي تساقطت.. ومجاهداً كل شياطينه التي تحثه على الانتقام.. ولكن أينتقم من أهله؟!!.. كيف؟..
مسح وجهه بكفيه وهو يصارع للخروج من حيرته... وصدمته بهم
كانت صدمته بأمه اصعب واصعب!!
شعر بأنامل والدته تملس على جبهته بحنان.. فابتعد عنها صارخاً:
- اوعي تقربي مني
ترقرقت الدموع بعينيّ سماح وهي تلومه بألم:
ـ للدرجة دي.. للدرجة دي واحدة زي كاميليا دي خليتك تكرهني وبقيت مش طايق لمسة من أمك..
ضرب بقبضتيه بعنف على الجدار خلفه وهو يبتعد عنها هاتفاً بقوة:
- كاميليا !!!! كاميليا اللي ظلمتيها وبوظتي حياة ابنك !
كاميليا اللي كانت مراتي.. وكل ده ليه.. ليه.. لييييييييه؟؟؟؟..
علا صوته بصراخ هيستيري وهو يلمح شفتي والدته تتحركان.. فقاطعها بقوة:
- كنتي بتفهميني دايما عشان ابقى راجل اني امشي كلمتي على مراتي و تكون كلمتي هي الكلمة المسموعة و اطيع امي طبعا عشان ده البر !!
ربته بأنانية بحب مشروط يجب عليه أن يفعل لها شيء مقابل حبه لامه
ليردف بنبرة متحشرجة وهو يجلس على الأرض أمامها:
- ليه عملتي فيا كده ؟ ده انا كنت من ايدك دي ل ايدك دي ... كنت بخلي كاميليا تسمع كلامك في كل حاجة... بعد كل ده تعملي فيا كده ؟؟؟
صرخت أمه بقوة مبررة له :
- لا لا يا سامح متقولش كده.. انا كنت خايفة ... كنت خايفة اسمح لواحدة تدخل تنافسني  و تاخد اهتمام ابني ... انت ابني الكبير ... ابني اللي كنت بشوف فيه املي.. انا عمري ما دوقت حنية من ابوك... مكنش بيتكلم الا بايده... كان بيضربني ... عيشت واستحملت عشانك انت وأخواتك..
كانت تبالغ في عواطفها و تعلقها بابناءها .. كانت تحاول تعويض النقص الذي عاشته مع والدهم... كانت خائفة ان تصير زوجته منافسة لها ...
ردد بهمس مذهول:
- عشان كده حبيتي تدوسي عليا انا ؟؟؟ تذلي طليقتي ؟؟
قاطعته بحقد :
-كنت شايفاها ضرتي... مش مرات ابني !!!!
تجمد للحظات وهو يسمع جملتها الغريبة التي افاقته من غشاوة عينيه الظالمة... لينهض من مكانه ليقترب من اخته يهزها بعنف :
- وانتي ؟؟؟ عملتلك ايه كاميليا يا سميحة عشان تعملي فيها كده !
ردت بلا مبالاة وغل:
- عشان هي كانت عاملة فيها انها رقيقة ومن حتة تانية ؟!
عشان يعني هي كانت عايشة طول عمرها بره مصر ! كرهتها.. كاميليا !!! مين دي عشان تكون متدلعة من اهلها و انا لأ... و اخويا يتجوزها ويكون بيحبها !
كان لازم الرؤوس تتساوى يا سامح .. كان لازم هي تجرب اللي انا عيشته مع امي ... تجرب أن حد يأمر وهي تسمع الكلام...تجرب حياتي مع حماتي...زي ما انا بشتغل واعمل بيت حماتي...
كانت تراها منافسة ليها لازم يجب أن تهزمها بكل الطرق 
لتردف بحرقة:
- كنت فاكرة انك هتمنعها من التعليم...زي ما انا اتحرمت منه زمان...زي ما اتحرمت ادخل معهد ولا كلية زي باقي البنات اللي كانوا قدي... زي ما امي حرمتني منه
هتف عبدالله بذهول:
- بتتحرقي من اي واحدة متعلمة...بتضايقي و تبوظي حياة اي واحدة اتعلمت؟؟؟ عشان كده حاولتي تدمري دنيا وخليتي اخوها يمنعها متدخلش 3 ثانوي وتقعد في البيت...عشان كده كنتي بتضايقي ميادة عشان هي كمان اتعلمت..
هزت رأسها باستنكار:
- ليه هما يتعلموا وانا لا ... ليه ميادة الفقيرة دي تتعلم.. وانا انا مش زيها ... حتى دنيا العيلة المفعوصة عايزة تكمل تعليمها!! انا من حقي اخليهم زيي..
لتنظر إلى امها قائلة:
- اتحايلت عليكي يا ماما تخليني اكمل دراستي...بوست ايدك ورجلك قولتيلي معنديش بنات تكمل دراستها !!
انتي السبب ... انتي السبب في اللي انا فيه... ضيعتيلي مستقبلي
سخرت منها امها بحدة:
- تعليم ايه و زفت ايه ؟ دي غلطتي اني كنت عايزاكي تتجوزي وتبني حياتك...هو ده مستقبلك..
صرخ بهم سامح بغضب لأمه وشقيقته :
- انتوا ايه ؟؟؟؟ انا حاسس اني بشوفكم لأول مرة.. انتوا اهلي !!!!
حاولت أمه الاقتراب منه ليدفعها برعب وكره ... لتمسكه من كتفيه بقوة قائلة بهستيريه:
- بقيت تكره امك!! امك اللي استحملت في جوازة عشانك انت وأخواتك...
امك اللي استحملت ابوك اللي كان بيضربها !
ده أنا كملت في جوازة مقرفة عشانك انت وأخواتك !
كانت تشعره دائما انها مظلومة... فيشعر بتأنيب الضمير تجاهها
كانت تجعله يشعر انها لن تحبه ولا ترضى عنه إلا عندما يطيعها ... وان رضا ربنا عنه أو نجاحه بحياته مربوط برضاها هي فقط!
كان والده عنيف جدا ويعنف امه واولاده ... لذلك كانت دائما تشعر أطفالها أنها مستمرة في العلاقة من أجلهم... لتشعرهم انهم مديونين لها طوال العمر
ابتعد عنها وهو يهز رأسه قائلا بنبرة قاسية للغاية:
- ما انا مش هعيش مديونلك طول عمري !
يا إلهي ... اتت اللحظة التي فاق منها ابنها وهو ينكر جميلها عليه !!
تذكر ذلك جيدًا يا من تؤلم غيرك وتمضي وكأنك لم تفعل شيئًا أو توهم نفسك أنك فعلته من أجل مصلحته ليرتاح ضميرك...
فإن زرعت خيراً جنيت خيراً .. و إن زرعت شراً جنيت شراً
إن الله عادل ، وإن لم يكن في الدنيا عذاب ففي الآخرة
حسبنا الله في من خدعونا
حسبنا الله في من كذبوا علينا
حسبنا الله لمن غشونا وخدعونا بما لا يحق لنا التعب.
كان عبدالله قد قرر اتخاذ وضع المتفرج في النقاش الدائر بين أهل زوجته.. 
التفت لحماته.. وأخيراً قال بعنف مكبوت:
-ياريتك ما كملتي في الجوازة دي
شهقت سماح بصدمة:
- ايه اللي بتقوله ده !
هز كتفيه باستهانة:
- ساعات الطلاق بيكون ارحم بكتير من انك تخلفي عيال مش سويين نفسيا .. بصي لعيالك وانتي تعرفي ليه.. ربيتي ابن معندوش شخصية قدامك وبنت متتصرفش خطوة إلا بمعرفتك.. وظلمتي ناس تانية معاكي
ليردف بعدها بغيظ :
- انتي ربيتي عيالك انهم انهم ميعرفوش ياخدوا قرار من غيرك
حتى عندما كانوا يأخذوا قرار وحدهم ويصبح خطأ .. كانت تتصيد الاخطاء لهم حنى تثبت انهم لا يستطيعوا فعل شيء بدونها
ليضيف عبدالله بكبت :
- و ربيتي عيالك انهم ميعرفوش يختاروا حاجة لوحدهم.. حتى اللبس والاكل وده انا عيشته مع مراتي .. بنتك سميحة متعرفش تشتري طرحة من غيرك ولو انتي مش معانا بتكلمك فيديو دايما ... حتى أدوية عيالها وادويتها لما تتعب متعرفهاش ... انتي اللي بتشتريها معاها... سميحة اللي هي عدت التلاتين متعرفش تتصرف خطوة من غيرك !!!
فما بالك بقى باللي عملاه مع اخواتها الولاد اللي منهم واحد متجوز ومخلف !
ردد سامح بذهول وهو يفهم كلام زوج اخته جيداً :
- كنت مقتنع طول عمري اني اعمل كل إللي تقولي عليه يا ماما من غير تفكير !!
قاطعه عبدالله بقوة:
-و على حساب مين؟؟ .. ظلمت نفسك وغيرك وفاكر إن كده بترضيها فيرضى ربنا عنك!
دافعت الأم بحدة :
- انا انا السبب في كل اللي هما فيه ده واللي هما وصلوله.. لولايا مكنش هيعيشوا في المستوى ده ... انا استحملت أبوه استحملت كل حاجة عشان متطلقش ويتبهدلوا .. ابوهم هددني مش هيصرف على عياله ولا جنيه وهتمرمط لوحدي وحتى اهلي هددوني لو اتطلقت محدش هيساعدني في مصاريفهم ... مكنش هيستحملوا الفقر... انا بسببهم كملت مع ابوهم لحد مات .. استحملت معاه كل حاجة ... كنت اعمل ايه !!! اتحوج لاهلي ! اللي كانوا رافضين الطلاق ب ٣ عيال !
ولا اكمل مع ابوهم اللي كان هيعيشهم في مستوى كويس وكل واحد في عيالي له شقة..
انا استحملت عشانهم...
لتضيف بجمود :
-إيه المشكلة انهم يضحوا عشاني ولو بحياتهم كلها علشاني زي مانا..
قاطعها عبدالله باستهزاء:
- زي ما فهمتيهم إنك ضحيتي بعمرك علشانهم!!
فاسمع بقى كلام امك يا حبيبي .. وخليك ابن امك فعلا
فابنها أصبح لعبة في أيديها وبين يدي رغباتها رغماً عنه .. هو ضعيف أمامها
هزت رأسها باستنكار:
- عشان الناس مش هتخاف عليهم زيي .. ولا حد هيحبهم قدي..
وقف أمامها سامح يواجهها بنبرة باكية :
- وانا قصرت معاكي في ايه ؟؟
ده أنا كنت عايز اعوضك بأي شكل...
حسناً ... حب الام لا خلاف عليه ..
ولكن !! ليس لدرجة أنه يطيع أمه طاعة عمياء ! أليس كذلك؟
صاح عبدالله بنبرة ساخطة:
- واهو مقابل كل ده حصل ايه !!!
جبتيله زوجة جديدة بس نسخة منك ... شبهك بالظبط ... سيطرت عليه وخلته يسمع كلامها هي ... هو اه مش بيسمحلها تقول حاجة ولا تضايقك ... لكن اخدته منك شوية .. بتخليكي تشوفي ابنك وتكلميه بمواعيد !
ضيعتي من ايده واحدة ملاك زي كاميليا!
توسعت عيناهم بذهول لرد عبدالله.. ليفاجئه سامح برد آخر يسأله بقهر:
- ليه يا عبدالله ليه عملت كده؟
ليه خلتني اخسر كاميليا..
رد عبدالله بتبرير :
- مكنتش شبهك .. مكنتش تستاهلك قولت اخلصها منك .. ده جزاتي ؟
شتمه سامح بغضب :
-انت *** يلا
ابتسم عبدالله بتشفي:
- ده انت بالظبط
ردد سامح بغيظ وعيون حمراء :
-ليه سمعت كلام اختي ! وساعدتها تخرب عليا حياتي
هتف عبدالله بصراحة ؛
- وانت كان فين مخك .. مافكرتش ليه تدور وراها كويس وتتأكد!
هز كتفيه بحرقة :
- عشان ... كنت واثق فيكم.. بس انت ظلمتني زيهم يا عبدالله انت السبب انت واهلي
هتف عبدالله بقوة مقاطعاً:
- لا يا سامح انا مظلمتكش ... انت اللي ظلمت نفسك لما عميت عينيك عن الحقيقة
ليضيف بنبرة صارمة :
- انا صحيح اديتلك السكينة آه .. بس مقولتلكش ادبحها يا سامح !
لينظر بعدها سامح إلى أمه قائلا:
- بتزعلي لما ميادة بتمنعني اكلمك بعد الساعة 8 !!!
انا بقى ولا يفرق معايا اكلمك ولا اشوفكم .. ومش هسكت لحد ما ارجع كاميليا
قاطعت سماح كلامه وهي تصرخ بهيستريا:
ـ أنا كان عندي حق.. عندي حق.. أهي كاميليا بسببها كرهتني أهو.. وكمان ميادة بتحاول تبعدك.. ومش عايزاك تقعد معايا كتير.. سامح يا حبيبي... انت تطلق ميادة دي وتنسى كاميليا هي اصلا اتجوزت خلاص.. ولو على بنتك ناخدها منها
صرخ سامح مقاطعاً:
ـ مامااااااااا
قال لها بصوت حاسم:
ـ أنا حاولت..  والله العظيم أني حاولت اعوضك عن كل اللي مريتي بيه مع ابويا بسببنا .. رغم أنك آذيتني وآذيتي طليقتي وبنتي.. ودلوقتي عايزة تأذي مراتي
ابتلع ريقه بصعوبة وهو يكمل:
ـ انا مش هسمحلك تقربي من حد يخصني تاني عشان لو حاولتي تعملي حاجة تاني من ورايا... وقتها فعلاً هتكوني خسرتيني بجد..
دخلت ام عبدالله إلى الغرفة قائلة بضيق :
- المأذون وصل
صرخت سميحة وهي تتمسك بزوجها من قدميه وهي تبكي تحت قدميه بكل ذل وقهر :
- والنبي يا عبدالله ما تطلقني والنبي... والله انا مظلومة
دفعها عبدالله وهو يخرج مع أمه فحاولت أن تخرج خلفه تقنعه ليوقفها سامح قائلا بنبرة شيطانية وهو يجذبها من شعرها وقوة :
- عارفة يا بت اللي حصلك من جوزك ده واللي عمله فيكي ده اقل حاجة... ده انتي هتعيشي معانا ايام زي الزفت... تنسي بقى الحب والحنية اللي كنت بديهالك ... من هنا ورايح هطلع عليكي القديم والجديد كله ... اسوء معاملة هتشوفيها مني ... عشان تفتكري في كل لحظة نتيجة عمايلك فيا... وعشان اللي عملتيه فينا وفي نفسك ده
هزت رأسها بعنف :
- انا انا مظلومة يا سامح..
انت ليه مش مصدقني
لتصرخ باستنكار:
- ليه أهل كاميليا كانوا مصدقينها ... ليه انتوا بتبصولي كده !!!
لتضع رأسها على الأرض بانيهار وهي تردد:
-انا بكرهكم.... بكرهكم
طوال سنوات حياته السابقة كان كل شيء مختلفًا لم يكن ليتصور نفسه هكذا والآن بعد أن نظر للامام، أدرك أن موقف واحد يمكن أن يفعل الكثير للشخص.
موقف واحد آفاق تفكيره ونور بصيرته
يوما ما ستفهم أن الدنيا تدور، ثم تعود وتقف أمامك
لتفعل بك ما فعلته بالآخرين
تذكر ذلك جيدًا ، يا من آذيت الآخرين، وتستمر كما لو أنك لم تفعل شيئًا
لدينا قانون يسمى الدوران لا يمكن لأحد تجاوزه
ثق تمامًا بأن كل ما تفعله سيعود إليك
يجب أن تشرب من نفس الكأس مثل أفعالك
لذا قم بتحسين مشروبك!
__________
يجلس في غرفة المعيشة على الأرض فوق السجادة ويضع على فخذيه وسادة صغيرة ومنشفة صغيرة عليها... بينما يرتدي منامة باللون الرمادي.. ودانا ترتدي صغيرة منامة باللون البترولي الفاتح، ترتدي  تجلس فوق الأريكة.. وتضع قدميها الصغيرتين فوق المنشفة ممسكاً بها نديم ويضع لها طلاء اظافر باللون الوردي باهتمام، كانت كاميليا دوما تجد صعوبة بوضع الطلاء الاظافر على اظافر طفلتها من صغر اظافرها...والطفلة تبتسم له وتقبله من وجنته بحب
ليسألها نديم بتوجس:
- بعرف احط ولا لا؟
- انت شطور يا ديم ... بتعرف تحطلي احسن من مامي
تدخلت كاميليا قائلة بعتب:
- يا بكاشة بقى نديم اكل الجو يعني !
رفعت دانا أصابعها وهي تتسلق من على الأريكة لتتجه ناحية امها قائلة:
- بصي يا ميكي... ديم حطلي لون جميل اوي
ابتسمت كاميليا بتأثر وهي ترمق نديم بإعجاب :
- ديم بيعمل كل حاجة جميلة اصلا
ليغمز لها نديم قائلا بعبث :
- طب ايه ؟ ديم ميستاهلش بوسة على اللي عمله ده
لتركض تجاهه الطفلة وهي تقبله من وجنته عدة قبلات ليعناقها وينهض من مكانه ويرفعها بالهواء فتتعلق بحضنه مرة أخرى وتختبئ بصدره فتقترب منهم كاميليا ليشير إليها بأن تكافئه مثل دانا وما أن اقتربت منه لترتفع على أطراف قدميها وتتمسك بكتفه حتى تقبله على وجنته فأدار وجهه سريعا لتسقط القبلة على شفتيه فتبتعد بخجل وهي تلكزه بخفة على ذراعه فيقبل دانا التي لا تفهم اي شيء
بعد مرور أقل من ساعة كانت نامت دانا مبكرا كعادتها مؤخراً كما أخبرتها المربية خاصتها بتأكيد النوم باكرا .. في البداية احيانا تنام كاميليا بغرفتها واحيانا تنام بجانبهم وتنقلها كاميليا إلى غرفتها.. ولكن مؤخرا أصبحت تنام وحدها, حتى تعتاد على النوم بغرفتها
لترتدي كاميليا فستان ابيض بوردات صغيرة زرقاء نصف كم ضيق من الاعلى وينزل باتساع قليلا من الخصر.. ومفتوح من منتصف فخذها من الامام، بينما تضع احمر شفاه كشمير داكن يزيد شفتيها فتنة وإغراء ... لتسحبه بعدها إلى الشرفة الواسعة بغرفتهم .. فلديهم شرفة واسعة جدا يتوسطها عمودان باللون الابيض من الديكور الخاص بالتشطيب.. فوجد الأرض تفترش بالورود المتناثرة الحمراء وبالنصف توجد أرجوحة نوم بقماش ناعم.. وبجانبها طاولة سوداء صغيرة موضوع عليها قطع البان كيك بالتوت وبجانبهم كاسين من المشروبات الغازية وقطع من الفواكه المتنوعة
اندهش نديم من ما فعلته ليجذبها إليه متسائلا بمكر :
- لأ ما تقوليش ... هنا ؟؟؟
لكزته على صدره بخجل :
- قليل الادب اصلا
تأوه بضحك :
- بهزر بهزر
ليرفع يدها وهو يقبلها عليها :
- تسلم ايدك يا كراميلا... مبسوط اوي باللي عملتيه ده
لتأخذه من يده ويجلس نديم على أرجوحة النوم ويخرج قدميه من كل ناحية وكاميليا تجلس بالنصف بين قدميه وسندت ظهرها مثله وشعرها الغجري الناعم يتساقط خلفها وكأنهم نائمين فسألته كاميليا :
- بجد عجبك؟
نهض قليلا ليلتقط شفتيها الحمراوتين في قبلة ألهبت مشاعرها:
- زي ما أنتِ طول الوقت عجباني
وضعت يدها على ظهره تشده إليها بينما يدها الأخرى فوق صدره .. لتقول مغمضة عينيها :
_ بحبك..
تفاجئ .. حسنا هي لم تقولها من قبل ... ولو كذبا لم تقولها
واليوم قالتها بصدق...
لتومئ له بكل ثقة ...
تنهد وضمها اقوى لصدره:
- قولتي ايه؟؟
همست بعشق صادق:
- بحبك يا نديم... انا بجد بحبك
ليشدها إليه بعناق قوي وهو يسحبها إلى صدره..بعناق ألهب مشاعرها :
-انا كمان بحبك يا كاميليا
في ذلك الوقت شعرت بضربات قلبه تشتد أسفل يدها
شعرت أن ضلوعها تتداخل مع ضلوعه، حسنًا ، هذه ليست المرة الأولى التي عانقها فيها ، لكن هذا العناق مختلف عن أي مرة عانقها بها...
شعرت وكأنها تمتلك كل العالم في ذلك الوقت
شدها إليه وهو يستنشق عطرها الآسر برائحة الكراميل.. ويضع أنفه بين خصلات شعرها.
شعرت أنفاسه الدافئة بالقرب من كتفها الناعم، وجهها يتوهج بخجل..
لتستند على أكتافه العريضة كي تقبله هي تلك المرة ... فابتعد عنها قليلا وهو يسألها بتوجس:
- كاميليا انتي بتقولي كده بس ؟ ولا انتي فعلا حبيتيني !
شدته إليها تلك المرة وهي تثبت له حبها بقبلة هامسة أمام شفتيه :
-بحبك دي قليلة عليك اصلا.. انا بعشقك
فبادلها قبلتها .. بينما تجاوبها معه فك لجام سيطرته بالكامل ليضمها بين ذراعيه متعمقاً في تقبيلها... انحدر رأسه ليلثم بشفتيه عنقها هامساً بأنفاس حارقة:
-ربنا ما يحرمني منك يا كراميلا
تسارعت أنفاسها واناملها تلتف حول خصلات شعره الناعمة بينما قلبها مازال يخفق بعنف شديد وهو يرفع برأسه مجدداً ليقابل وجهها وهو يهمس أمام شفاهها المنفرجة قليلا:
- بس انتي متأكدة مينفعش هنا صح ؟
لكزته على كتفه وهي تبتسم بخجل :
- عيب والله
ليضحك قائلا:
- لا انا بنكشك بس... انا اللي قولتيه دلوقتي ده عندي بالدنيا
لتستند برأسها على كتفه قائلا برجاء:
- اوعى توجع قلبي يا نديم..انا كنت حالفة ما اقول الكلمة دي ابدا لحد طول الأربع سنين اللي فاتت
رفع رأسها إليه قائلا بحنان:
-ما عاش اللي يوجع قلبك يا حبيبتي
ليردف بثقة:
-أنتِ أصلا مالكيش تعويض و أي حد خسرك هيفضل عمره كله ندمان
ابتسمت بسعادة :
- يا بختي بك بقى
صحح لها هامسا:
-قولي يا بختي انا بكِ...
- ماما كانت دائما تدعيلي وتقولي ربنا يعوضك بالاحسن.. مكنتش متخيلة ان عوض ربنا حلو اوي كده..
كل ما ابصلك وبنتي معانا اقولها ياااه لو كنت اعرف كده 
مكنتش عيطت زمان او كنت عيطت كتير اوي عشان اقابلك في الاخر
-ربنا عمره ما بينسى حد على قد تعبك هيديكي
لتهمس بسعادة بالغة:
- و رزقني بأحلى واجمل راجل في الدنيا كلها...ربنا يخليك ليا يا حبيبي
ابتسمت قائلا بعبث:
- أيوة اثبتي على حبيبي دي بقى...
صدحت اغنية (أخيرا قالها ) على هاتفه
"أخيرا قالها، قال أحبك قالها
وأنا قلبي، قلبي، قلبي توقف بعدها
من فديت أنا العيون، قال أحبك وبجنون
ودي أطير ودي أعيش في الدنيا بقربها"
واحد أحبه من زمان، وما يحس أحبه كان
وأنا كنت أعاني من زمان أتاني حس بوقتها
أخيرا قالها، قال أحبك قالها
الفرحة يمه لقيتها (لقيتها) صعب جدا وصفها
هو قلبي وهو نبضه وأحلى نبضة قلبي يديقها
الفرحة يمه لقيتها (لقيتها) قال أحبك قالها
الفرحة يمه لقيتها، صعب جدا وصفها
هو قلبي وهو نبضه وأحلى نبضة قلبي يديقها
إيه صحيح أني هويت، حتى إسمي أني نسيت
لما قال إيه تعال إحضني بوقتها
أدري ما يكفي الكلام يجنن إحساسي الغرام
وأني مغرم أني أحبه أني عاشق يحبني قالها
وأخيرا قالها، قال أحبك قالها"
_______
في اليوم التالي
كانت تتحدث إلى اختها بالهاتف
- عارفة يا فاتن.. انا اكتشفت اني مكنتش متجوزة بجد
اتسعت عينا فاتن بدهشة :
- نعم ؟ ازاي يعني
تنهدت كاميليا بسعادة :
- اكتشفت ان في حاجات ممكن الواحدة تعيشها وتجربها لو الشخص بيحبها
انا بقى حسيت اني مكنتش متجوزة قبل كده
لتردف بشرود :
- عيشت حاجات معاه بشكل مختلف خالص
حاجات اول مرة اعيشها او أحسها
سألتها فاتن بابتسامة لسعادة اختها :
- حبيتيه يا كاميليا ؟
اومأت كاميليا بحب :
- عمل كل حاجة تخليني أحبه.. اثبتلي ان هو ده الراجل اللي كنت بدور عليه.. هو ده الراجل اللي كان في خيالي وبتمنى الاقيه
ازاي لمسة أيده مختلفة ليا.. ازاي حضنه فيه امان الدنيا كلها
ببقى مطمنة وانا بين ايديه مش عايزة حاجة تاني
- ربنا يسعدك يا قلب اختك.. ويخليكو لبعض دايما
- يا رب يا حبيبة قلبي ويخليكي ليا
ردت بتذكر :
- انا هروح لماما بقى ... عشان النهاردة اجازتي من الشغل مانتي عارفة نديم خلاني اروح ايام اقل شوية
- ماشي سلميلي عليها
__________
ماذا لو عاد معتذرًا؟
بحق بالله ، لا تأتي
‏لا تشوّه الشعور أكثر مما هو عليه ،
‏يكفيني كل هذا الخراب بسببك
‏بحق بالله ، ابتعد بكل طاقتك .
‏حتى وإن رأيتني في أحد الأيام أمامك ، لا تعاملني وكأنك تعرفني حتى !
بل حاول أن لا تلاحظني 
‏إرحل .. ارحل
رن جرس باب الشقة..فتحت الباب وتذكرت جدها او شقيقها نسوا المفتاح او شيء كهذا،  وفوجئت بـ "سامح" أمامها... زفرت بغيظ وحاولت غلق الباب بوجهه ليدخل بنصف جسده حتى لا تغلق الباب... لتنادي والدتها بصوت عال.. فنهرت سامح ولكنه حاول الدخول بسماجة قائلا:
_ هتسبيوني واقف بره يعني !
ردت امها بنبرة ساخرة:
- ما انت دخلت خلاص!
صرخت كاميليا قائلة وامها تغلق الباب :
- انت عايز ايه ؟؟؟
انت ناسي تهديد جوزي ليك؟؟
لو هتيجي تقول بنتي والاسطوانات بتاعتك القديمة دي فأنت تنساها خالص... بنتك ايه ... بنتك اللي شكيت فيها !!؟؟
اللي خليتني اعملها تحليل DNA !!!
مفيش بنتك دي تنساها يا استاذ
لتضيف بسخرية :
- هو انت نسيت احنا مطلقين ؟؟
يعني لا تدخل في حياتي ولا ادخل في حياتك..
واعتقد كل واحد فينا شاف حياته خلاص...
عيب اوي انك تيجي لحد هنا وانت عارف اني هنا وكمان وانا متجوزة !
اقترب منها والشوق يذبحه والندم يقتله :
- كاميليا انا اسف ... انا لسه بحبك وعايز نرجع انا وانتي وبنتنا
يتبع....
"لا تَظلِمَنَّ إِذا ما كُنتَ مُقتَدِراً
فَالظُلمُ مَرتَعُهُ يُفضي إِلى النَدَمِ
تَنامُ عَينُكَ وَالمَظلومُ مُنتَبِهٌ
يَدعو عَلَيكَ وَعَينُ اللَهِ لَم تَنَمِ"
_ علي بن أبي طالب
- بنتنا !!
قهقهت ضاحكة باستنكار وهي تبتعد، لتردف بنبرة شيطانية تلعب على الوتر الخطير :
- آسفة مقدرش اخلي بنتك ترجعلك... مش هقدر ارجع بنتي مع عمتها ست خاينة
إذا كان الكلام يقتل، لكان قد مات في الوقت الحالي!
لتضيف باحتقار:
- كان نفسي اقول كلمة تانية حد قالهالي قبل كده بس انا مؤدبة ومتربية... مش هعرف اتعامل بنفس مستواه
نظر سامح الى ام كاميليا بحرج .. لتدلف امها إلى المطبخ وهي تتركهم ... حتى تخرج كاميليا كل ما في جوفها .. شعرت أن تلك المواجهة بينهم قد أتت وبالتأكيد هي الأخيرة
نكس رأسه قائلا بألم:
- كاميليا
قاطعته بقسوة :
- ايه ؟؟؟ كنت فاكرني مش هعرف... واحدة اتصلت عليا تقولي... اصل الموضوع شكله انتشر في عيلة جوزها !
هدر بهذيان:
- كاميليا ممكن منخلطش الأمور ببعض !!
صرخت باشمئزاز:
- منخلطش ايه ؟؟؟؟
هي دي مش اختك ولا انا ناسية ولا حاجة !
دي عمة بنتي ... والله مكسوفة اقول عمتها ... مش عارفة بنتي لما تكبر وتعرف ان عمتها عملت العملة السودا دي هتعمل ايه...وانت عايزني اديهالك تربيها معاها...مش لما تعيد تربيتك انت واهلك الاول
لتضيف بتذكر:
- ده انا سمعت صحيح أن جوزها مدهاش اي حقوق خالص ولا قايمة ولا مؤخر ولا دهب ! وحتى ولادها خدهم منها.. عشان مش مأمن عليهم معاها !
سبحان الله زي ما انت عملت بس الفرق أنه جوزها راجل .. اخد منها عيالها، وعلى الأقل انا خدت قايمتي.. اه انت ظلمتني ومأخدتش دهبي ولا مؤخري .. لكن اختك طلعت بالعباية اللي لابساها
همس بنبرة متحشرجة كسيرة:
- كاميليا... انا عرفت اني ظلمتك...انا عرفت الحقيقة... وعرفت اني مش قادر استحمل نفسي كده .. وعرفت اللي اهلي عملوه فيكي
قاطعته باستهزاء:
- ها وبعدين .. استنى هكملك انا .. اه مش قادر تعيش من غيرى وحياتك بقت صعبة
رد بشك:
- انتي بتتريقي؟؟
قهقت ضاحكة :
- انت متجوز وجاي تقول لواحدة غريبة عنك ومتجوزة بحبك ... ازاي يعني ؟
تحشرج صوته بنبرة باكية والدموع تسقط من عينيه :
- عشان دي الحقيقة... انا فعلا لسه بحبك يا كاميليا.. كنت بكابر عشان كنت زعلان من اللي عملتيه فيا ... بس لما عرفت الحقيقة وعرفت انك معملتيش اي حاجة.. حتى لما اتجوزت ... معرفتش احبها زي ما حبيتك
نطقت بصوت بارد لا حياة فيه :
- انت اصلا متعرفش تحب حد !
انت محبتش غير امك وأخواتك
هز رأسه بعنف باكيا :
- كاميليا انا اتخانقت مع اهلي عشانك... عشان عرفت انهم السبب في طلاقنا... انا مش قادر من ساعة ما عرفت ... مقدرتش استحمل اني ظلمتك كل ده... اكتشفت اني كنت غبي وضيعتك من ايدي... ضيعت من ايدي ملاك... كاميليا انتي اكيد لسه بتحبيني عشان قعدتي اربع سنين من غير جواز
اومأت بإيجاب:
- عندك حق ... too much بصراحة اني قعدت 4 سنين من غير جواز
لتضيف بيقين:
- بس تقدر تقول عشان اخد حاجة نضيفة وتستاهلني في الاخر... عشان اخد واحد يعاملني كأني ملكة ... مش عبدة عنده وعند اهله !!
انهار سامح وهو يبكي بحرقة :
- كاميليا... انا اسف ... انا عارف اني كنت غلطان... بس انا محتاجلك... محتاج ترجعيلي
اتسعت عيناها بدهشة قائلة باستنكار:
-أرجعلك عشان أهلي يقروا خبري في اخبار الحوادث؟!
- ايه اللي بتقوليه ده ... هو انا مجرم!
أغمضت عيناها بألم لا تريد أن تتذكر ذلك الموقف الذي سمعت عنه :
- بعد ما انفصلنا ... واحدة جارة عمتي من المحافظة اللي هي عايشة فيها...جوزها ضربها واهلها قالولها معلش يا بنتي ارجعي وسامحي .. اول ما رجعتله تاني يوم ضربها بالخشب بتاع السرير وماتت في ايده!
هز كتفيه بتبرير:
- ده واحد بلطجي بقى... ومعندوش رحمة..لكن انا معملتش فيكي كده...ده انا حتى حافظت على بنتك اللي كانت في بطنك
- نعم؟؟؟؟ انت ايه البجاحة اللي انت فيها دي ؟؟ المفروض اشكرك انك مموتنيش انا واللي في بطني؟
تصرفاتك متفرقش كتير عن تصرفات اللي قتل مراته !
- بس انا مش هقدر اعيش من غيرك...
-وانا مالي بده !! انت متخصنيش في حاجة ... مش قادر تعيش من بعدي والكلام ده .. دي نتيجة اختياراتك
ليمسح دموعه هاتفاً بعدم تصديق :
- انتى بجد نسيتيني... انا ابو بنتك..
زفرت بضيق :
- انا نفسي بس في ربع ثقتك دي... جايب الثقة دي كلها منين؟ انت عاوز ايه يا سامح؟
بعد اذنك كفاية كده انا واحدة متجوزة
هتف بعينين حمراوتين :
- تعالي نرجع زي زمان وصدقينى مش هزعلك ولا هخلي اهلي يضايقوكي تاني .. انا مش هقدر اعيش في عذاب تأنيب الضمير ده ... خصوصا بعد ما عرفت الحقيقة.. انا بقيت كل لحظة شايفك انتي حتى مراتي بقيت عايزها زيك انتي مش عايزها هي
هتفت بنبرة ساخرة:
- ارجع لمين ؟ ارجع لواحد كان طول الوقت بيزعق وعصبي ومش واثق فيّ ولا في نفسه !
-اديني فرصة واحدة يا كاميليا
رمقته باستهانة واشمئزاز:
- انت خلصت كل فرصك معايا... حتى كلامك وعياطك ده ولا يفرق معايا ولا مأثر فيا... وهقولهالك تاني يا سامح ... ياريت تطلع بره عشان لو جوزي عرف ممكن يبهدلك
همس بحرقة :
- كاميليا انا اسف ... عارف انك زعلانة ... بس ممكن تسامحيني... مكنتش اقصد بجد .. وعارف انك استحملتى كتير واستحملتي اهلي
ردت باستنكار :
- انا ردمت على الماضي خالص... وانت كمان لازم تعمل كده .. احنا خلاص اتطلقنا والحمدلله أنه ده حصل ... كان احسن حاجة عملتها في حياتك انك طلقتني, مقدرش انسى مجهودك برضو .. لكن انا دلوقتي ليا جوزي و بنتي وانت عندك مراتك هتعوز ايه تاني ؟؟
لتضيف بنبرة ساخطة:
- اه نسيت معندكش اولاد..بس مش مشكلة.. اللي زيك اصلا ميستحقش يكون اب... اللي زيك يبقى اب ليه اصلا؟؟؟؟
هدر بوعد :
- انا مش هزعل من كلامك ده .. بصي انا مستعد اسيب كل حاجه لكن نرجع لبعض انا مستعد اطلق ميادة واسيبها... مستعد اسيب اهلي وناخد شقة بره... وانتي تتطلقي وتسيبي جوزك وناخد بنتنا معانا
صرخت به بغضب :
- ايه الانانية اللي انت فيها دي... زي ما انت اناني وحقير... عايز تسيب اختك اللي اتطلقت... وتسيب مراتك اللي استحملتك واستحملت انك مش بتخلف !!!.
قاطعها بتبرير صادق :
- انتي مش فاهمة حاجة...هي مش بتستحمل عشاني ببلاش !
هي بتستحمل عشان انا بصرف عليها كويس وعلى أهلها عشان مستواهم قليل ... علاقة متبادلة يعني...صحيح انا فاهمها بس بقول مش مشكلة اهي عشان محرومة من الأمومة بسببي
هزت كتفيها بلامبالاة:
- والله بقى دي اختياراتك ... ومتخصنيش
وبعدين مين قالك اني هوافق اصلا ارجعلك ...
- عشان انا هتغير ومش هبقى زي زمان
-عمرك ما هتتغير صدقني...هتفضل زي ما انت .. وحتى لو اتغيرت ولا يفرق معايا عشان انا لقيت اللي احسن منك مليون مرة...لقيت راجل بجد بيحترمني وبيحترم عقلي...اتأكدت ان عوض ربنا احلى مليون مرة من اللي فات
لتردف ببرود :
- وحتى لو مكنش حد فينا اتجوز... احنا مبقاش ينفع نرجع خلاص..
في حاجات عمرها بترجع زي ما كانت...وارجوك كفاية كده  وسيبنى اعيش حياتى ..
هتف بنبرة حارقة :
- ليه يا كاميليا كل ده عشان ايه ؟؟؟ ليه قلبك قاسي كده مش عايزة تسامحي
اتسعت عيناها بصدمة :
- انت عارف ان محدش وجعني بعد موت ابويا
غيرك.... انت كسرتني...
لتضيف بحرقة :
-انت موجعتنيش انا بس
انت وجعت عيلة بحالها !
وجعت اهلي عليا
تعرف ان امي جالها السكر بسبب طلاقي... وحزنها عليا وقدامها حتة عيلة وحامل ومعاها طفلة لوحدها !
ولا جريي على البنت على المستشفيات والدكاترة والقرف ده كله لوحدي
طب تعرف ان اختي كانت خايفة تخلف واجلت الحمل عشان ميحصلهاش زيي... قالت عشان ميطلعش زي سامح ونتطلق واتمرمط بعيل
لم يبق في وجه سامح نقطة دم وهو يحدق في ملامح وجهها الشامخة فجعلتها تبدو أكثر جمالاً بينما هو يبدو ضعيفاً .. شاحباً...
همس برجاء :
- حقك عليا يا كاميليا... سامحيني وانا هعوضك عن كل ده
صاحت بشرود :
-هو انا طلبت منك ايه يا سامح اكتر من انك تكون راجل ؟
راجل يخاف عليا  يحميني
راجل ميغدرش بيا !
هزت رأسها ببساطة:
-انا مطلبتش المستحيل ...!!
انا كان كل طلبي راجل يراعي العشرة ويصوني... اهله ناس قلبها ابيض ... مش كله حقد وسواد ومرضى نفسيين... ناس اعيش معاهم في سلام..لكن للأسف دخلت في عيلة كلها قرف، مرضى نفسيين
لترمقه بغيظ مضيفة :
-أنا نفسي اعرف انا قصرت معاكم في ايه ؟؟؟ لا قصرت معاك ولا مع اهلك .. امنتك على قلبي ومشاعري وخذلتني
لتردف وهي تغمض عيناها بألم:
- يا سامح ده انا من كتر كرهي ليك... بقول انا في غنا عن الوقفة اللي هنقفها يوم القيامة ... بدعي ربنا ياخد حقي منك وتدفع التمن كله في الدنيا قبل الآخرة !
ذنبي منك ربنا مش هيسيبه
سألها سامح بتوجس:
- طيب وبنتي يا كاميليا؟ مش هتخليني اشوفها؟
رمقته ببرود قائلة:
-زي ما انت نسيت بنتك 4 سنين
لتردف بجمود :
-انساها بقى كل السنين اللي جاية
هز رأسه بنفي :
- مش هقدر يا كاميليا ... مش هقدر انا بحبك... مش هقدر بعد ما عرفت الحقيقة...هعيش ازاي بعذاب وتأنيب ضمير لوحدي... انا مش فاهم انتي بتحبي جوزك ده أوي كده!!!
ردت بنبرة ساخطة:
- بعيدا عن اني لسه مكتشفة انك عندك ضمير !
بس هو اثبتلي ان كل اللي فات ده مكنش حب !!
اكتشفت انه هو ده اللي كان لازم استنى كل السنين دي عشانه... عشان اللي يستحقني... 
..عشان قلبي كان يستاهل يتحب بجد
احنا بنختار شخص نكمل معاه يهون علينا الحياة مش يتعبنا بزيادة
لتضيف وهي تفتح له الباب :
- امشي يا سامح.. امشي عشان لو نديم عرف انك هنا مش هيحصل كويس واعتقك انك شوفت جزء من تهديده ليك!!
ليهمس بنبرة ضعيفة متذكرا :
- على فكرة أنا اتفقت مع المحامي بتاعي أنه هيدفعلك كل الفلوس بتاعة القضايا اللي مرفوعة عليا منك...ولو أن يعني مكنش له لزوم كل ده يتعمل منك...بس ماشي.. عشان شكلك كنتي ناوية تسجنيني ولا حاجة
لم ترد عليه، استدارت تاركة إياه لتدخل إلى المطبخ وتعانق امها.. بينما هو ينظر في إثرها بقلب ممزق وندم ، ندم يقطع روحه إرباً إرباً
حتى خرج من الشقة بندم شديد
ليتردد مقطع من اغنية بأمارة مين لـ فريد على شاشة التلفاز
"كملها وحيد
قلبك من قلبي رميته بعيد
مش بقسى عليك
سميها ان انا الحقني وافوق
ومش زي زمان
هامشي وهارجع لك مره كمان
سكت انا قلبي وعقلي خلاص بقى كلمته فوق
لو جاي في رجوع انساني
شوف لك موضوع ثاني
ارجع ليه للاذاني
وعلي بايه
ما تقلبليش في مواجع
وقتك ده خلاص بقى ضائع
مش لاقي قلبي انا في الشارع علشان ارميه"
_______
بعد دقائق .. رن جرس الشقة .. لتذهب تجاه الباب ترى من... فوجدته نديم لتفتح الباب ليهتف بحدة وهو يغلق الباب خلفه :
- الزفت اللي اسمه سامح ده كان بيعمل ايه هنا ؟
نبرته الغاضبة اجفلتها فرفعت عيناها تنظر إلى عينيه لتراهما تقدحان شررا ويزفر بعنف ويداه على هيئة قبضات على كلا جانبيه ... يبدو ممسكاً نفسه بالقوة حتى لا يفقد هدوء أعصابه.
تمتمت بتبرير:
- كان عايز يشوف بنته
سحبها فجأة نحوه لتشهق بإجفال وهي ترتطم بصدره .. صائحا بغيرة:
- بنته !! وانتي اتكلمتي معاه عادي؟؟؟ ازاي تتكلمي معاه وانا مش موجود
تمتمت متعجبة:
- انت عرفت منين؟
هتف بغضب :
-انا لمحت عربيته ماشية وانا جايلك بس ملحقتوش..
- نديم ممكن تهدى... هو جه يقول إنه ندمان وكلام الغريب بتاعه ده وانه عرف الحقيقة بس انا مسكتش و اديتله كلمتين كانوا محشورين جوايا
تقوس حاجبيه بضيق:
- وانتي تردي عليه ليه اصلا ؟؟؟ تتكلمي معاه ليه ؟ انا مش منبه عليكي قبل كده أن لو حاول يتعرضلك تاني انا هتصرف معاه
زفرت بضيق:
- نديم ... ماما كانت موجودة!
- اسكت انا يعني !!!
- لا انا مقولتش كده
- عنوانه ايه
- عنوان مين ؟
صاح بغضب :
- الزفت اللي اسمه سامح... اللي جاي يلطف و يجر ناعم مع واحدة متجوزة
- نديم...
- عنوانه ايه يا كاميليا؟
تمتمت بملامح منكمشة:
- هو سمع كلام يخليه يتعلم الادب ويندم... مش لازم تعمله حاجة خلاص
- لا انا كنت واعده لو حاول يقرب منك تاني انا هتصرف معاه
- خلاص يا نديم مالوش لازمة كل ده...هو سمع كلام اصعب من اللي هتعمله فيه
ترك يديها .. ليسألها بذهول :
- هو انتي خايفة عليه مثلا ؟؟
- لا لا طبعا ولا يفرق معايا... بس
هو لا يفهمها ... هي لا تريد اي مشاكل او شجار.. تريد ان تعيش معه بسلام .. يكفي ما أخذه سامح منها من كلام
زفر نديم بضيق:
- خلاص يا كاميليا ... يلا نروح بيتنا احسن
لتخرج والدتها في ذلك الوقت وبالطبع أظهر أمامها وكأن لم يكن بينهم أي شعور بالضيق حتى لا تقلق عليهم ... سلم عليها باحترام وأخذ كاميليا واستأذن ليرجعوا إلى منزلهم
___________
في سيارة نديم...
قالت كاميليا وهي تنظر له :
- ليه مش بتتكلم طول الطريق
لا يزال غاضبا ... ولا يفهم وجهة نظرها !
- ممكن بلاش التجاهل ده !!
رد ببرود شديد :
- فين التجاهل ده !
-كل ده عشان قولتلك مش هينفع اديلك العنوان !
هز كتفيه بهدوء :
- مفيش حاجة تمام
صاحت به :
- نديم
رد بتحذير:
- خلي بالك بس بعد كده من تصرفاتك !
- نديم انا مكنش ينفع اديلك العنوان...
رد من بين أسنانه :
- خلاص يا كاميليا قفلت الموضوع..
قالت بينما تمسك مرفقه برقة:
-انا مكنش قصدي ... انا بس
قاطعها بضيق :
- بقفل في الموضوع وبقولك خلاص وانتي عايزة تطوليه وهو مالوش لازمة
ليقف اخيرا بالسيارة أمام الفيلا خاصتهم
لتخرج هي من السيارة ولكنه مازال جالسا بها فوقفت أمام نافذة السيارة لتسأله:
- انت رايح فين؟؟
- هروح اجيب دانا و راجع
فهو لا يريدها أن تشعر ببعد ابيها عنها, فياخذها من الحضانة كم مرة بالاسبوع حسب وقته المتوفر
_________
اتصلت على اختها تأخذ رأيها فيما حدث بينهم .. فقالت فاتن بحكمة:
- كاميليا بجد انتي اللي غلطانة
- والله صدقيني مكنش قصدي
قاطعتها فاتن :
- على فكرة هو كان ساكت عشان انتي متتضايقيش...وغير كده نديم طيب وعمل عشانك حاجات كتير حلوة ..
لتردف بقهر:
-وبصراحة كده انا مش فارسني وغايظني غير رفضك انك تديله العنوان بتاع سي سامج... يا شيخة بقى كنا نخلص منه
- لا يا فاتن... مكنش له لزوم ... انا مش حابة مشاكل ... خلاص .. كفاية اوي لحد كده ومضمنش نديم ممكن يعمل فيه ايه وكمان انا خايفة على نديم ومش مستعدة اخسره بسبب الزفت سامح
- طيب براحتك اهو بسبب زفت اتخانقتوا
- خلاص بقى انتي مشوفتيش عينيه كانت عاملة ازاي وقتها
غمزت فاتن بتبرير:
- كان غيران ... راجل وغيران على مراته فيها ايه دي
عضت على شفتيها بحرقة :
- طب اعمل ايه... اصلح اللي هببته ده ازاي
شردت فاتن قائلة بمكر :
- بصي انتي تبعتيلي البت دندونة حبيبة خالتها ونشوف الموضوع ده
_____________________
{وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا}
من أبكاكَ سيجد من يُبكيه؛
ومن ضرك سيضره شخص ذات يوم ؛
فالأرض دائرية 
والصفعة التي يُهديها اليوم 
ستعود له بنفس الحِدّة غداً 
فلا تشوه طهر قلبك بردّ السوء
بعد عودته هو ودانا بدلت لها ملابسها بمساعدة المربية خاصتها واطعمتها السيدة التي تساعدها بالطعام...ومن ثم ارسلت فاتن زوجها لأخذ دانا معه.. بينما نديم جلس في غرفتهم
فدلفت إلى غرفتهم وابدلت ملابسها التي قد جهزتها سريعا..
كانت ترتدي منامة قصيرة بيضاء بشورت قطني قصير
وتيشرت فوق بطنها بقليل يظهر جزء من بطنها الصغيرة، جوارب بيضاء خاصة بالمنامة، بينما شعرها تركته منسدلا وتضع لمسات جميلة من مستحضرات التجميل، لتقترب منه ما أن أتى إلى المنزل، فرمقها باستغراب .. هي لا ترتدي تلك الملابس عادة.. وخاصة مبكراً هكذا .. ترتدي ذلك وقت النوم مثلا او وحدهم
إتخذت خطوة ناحيته تقترب منه اكثر بينما يحدق في وجهها ثم ما أن أصبحت قريبة جدا منه بما يكفي ارتفعت على أطراف أصابع قدميها تطبع قبلة فوق شفتيه..
تمتمت بعاطفة:
- نديم.. انا آسفة
لم تجد منه أي استجابة على كلامها ولا حتى اعجاب بها .. فسألته بضيق :
- هو انا للدرجة دي شكلي مش حلو مش عايز تبصلي حتى ؟
ابتعد عنها قائلا ببرود:
-مش حوار شكلك اللي مش حلو.. انتي عارفة انك حلوة
ليضيف بضيق:
- رفضك انك تديني عنوان سامح ده اللي معجبنيش
همست برقة:
- انا اسفة يا نديم..مش عايزاك تزعل مني...
- هو انتي فاكرة انا مقدرش اجيب عنوانه؟؟
عنوانه اجيبه بسهولة جدا من فراس ما هو ماسك القضايا بتاعته...بالمناسبة سامح اتفق مع المحامي أنه هيدفع كل الفلوس اللي عليه من التعويضات... وفراس هيكلمني عشان ننهي الحوار ده وتاخدي حقك
- حبيبي انا عارفة انك تقدر تجيب عنوانه حتى لو مش من فراس..بس انا عايزة اعيش معاك في هدوء وعايزة ابعد عن المشاكل.. انا خايفة عليك..مش حابة يحصل مشكلة تاني معاهم...عايزة نقفل صفحة العيلة دي خالص... انا بحبك والله وعارفة أن حقك تزعل بس صدقني انا ولا يفرق معايا سامح ده ولا اي حد...انت بس اللي تفرق معايا
- تمام مفيش حاجة
ابتسمت كاميليا بحماس :
- طيب ممكن تيجي معايا تشوف بس حاجة انا عاملاهالك وبعدين نتناشق بعدين
- حاجة ايه ؟
جذبته من يده :
- تعالى بس ورايا
دلف نديم غرفة أخرى غير غرفة نومهم ليجدها وضعت حامل حديد طولي متصل بحامل اخر متقابلان.. وبداخلهم مرتبة صغيرة مفروش عليها ملاءة بيضاء و وسائد
سألها بإستغراب :
- ايه ده انتي كركبتي الاوضة ولا ايه ؟
هزت رأسها بنفي:
- انا لقيت الاوضة دي فيها مكان فاضي وطبعا فيها شاشة تليفزيون قولت نعمل مشروع سرير كريتيڤ.. ايه رأيك تساعدني نكمله؟
تناول معها الملاءات وفرشوها فوق الحوامل الحديد الطولية ليعلقوا عليها الملاءات الملونة ومن ثم وضعت كاميليا احبال من الاضاءات النور حولهم من فوق وبعدها ذهبت لتحضر صينية صغيرة عليها طعام خفيف ومشروبات وجلست بجانبه لتضيء شاشة التلفاز على فيلم رومانسي قد احضرته من قبل... جلست بجانبه وهي تطعمه بالبداية كان متفاجئ من الجو الشاعري الجديد .. وبعدها اندمج عندما لاحظ ما قد احضرته من أجل مصالحته
سألته كاميليا وهي تطعمه بيديها:
- عجبك الاكل انا اللي عملته على فكرته ؟
- تسلم ايدك جميل اوي
سألته بتوجس:
- نديم بجد انت مش زعلان خلاص ؟
رد نديم باندفاع:
- كاميليا انتي ليه قولتي انك كنتي حاسة انك خرجتي كل اللي جواكي... هو انتي كنتي مستنية اعتذاره ده ؟؟ اعترافه بغلطه؟ أنه حاول يصلح حاجة؟
وبعدين انتي ليه اصلا تسمحي للبني ادم ده يتكلم معاكِ
هزت رأسها بنفي :
- لا طبعا مستحيل اقبل أنه يصلح حاجة اصلا
سألها بحدة :
- اومال مستنية منه ايه ؟ مستنية ايه من الشخص اللي اذاكي؟ كنتي مستنية بقى النهاية الهايلة بتاع الافلام الحق ينتصر على الشر.. احنا مش مستنيين كده اصلا ولا يفرق معاكي
صمتت ولم ترد عليه ليضيف هو بحزن :
- بصي يا كاميليا انا يمكن كنت زيك زمان .. عشت سنين كتير اوي مستني اعتذار من امي ... مستني انها تعترف بغلطها ناحيتي ... لكن اللي اكتشفته أن الواحد بيضيع وقته ومش مركز أنه يخرج من الالم اللي مر بيه .. اللي بيأذينا مش شرط هو اللي يصلح حاجة .. هما أذونا وعاشوا حياتهم واستمتعوا بيها وكملوا ومشيوا.. انتي بقى دورك انك ولا يفرقوا معاكي.. اصل هتستني ايه ؟ الاعتذار لو مجاش في وقتها يبقى ولا يفرق بعد كده
همست بقهرة ونبرة متحشرجة:
- عندك حق بس انا اتظلمت اوي يا نديم... احساس الظلم ده صعب اوي .. انا ولا كان يفرق معايا أساساً أن سامح ده يعرف الحقيقة ولا لا على قد ما كان يفرق معايا اني اقوله كل الكلام اللي كان محشور جوايا
- متضايقيش نفسك يا كراميلا... اوعي تزعلي ابدا
حاول نديم تغيير الكلام عندما لاحظ حزنها ... فهو لا يريد إفساد ما فعلته من أجله :
- مش هنشوف الفيلم ده بقى ؟
- هنشوفه .. بس الاول انت خلاص كده مش زعلان
اومأ بتبرير:
-كاميليا.. انا مش زعلان على قد ما كنت مستغرب وجهة نظرك.. و رفضك بس خلاص فهمت قصدك لما وضحتيلي
تمتمت بندم:
- انا مكنش قصدي والله يا حبيبي
هز رأسه:
- مفيش اي حاجة سوء تفاهم وعدى يا حبيبتي
ابتسمت له برقة :
- بحبك
هتف نديم برجاء :
- بس انا مش طالب منك غير حاجة واحدة بس.. انا بصدقك وبثق فيكي انك عمرك ما تزعلينى بقصد او تعملى حاجة من ورايا ومش هتكسرى ثقتى فيكى... لو حسيتي أن في حاجة هتحصل أو أي حاجة عموما اوعي تخبي عليا
اقتربت منه وهي تستند على ذراعيه برقة :
- انا مقدرش ازعلك تاني.. ولا اخبي عنك حاجة
قبلها على وجنتيها قائلا:
- انا عارف يا حبيبتي والله ... بس بقولك عشان علاقتنا تبقى كويسة على طول
- ربنا يخليك ليا...
لتنهض بعدها وهي تضيء الشمعة المعطرة بالغرفة كي تغير من الجو قليلا ... فنهض خلفها وهو يلف ذراعيه من حولها سريعاً يضمها إليه بينما يرفعها على يديها ويحملها ويدور بها قليلا ليسقطا على المرتبة ... فـوضع شفتيه على شفتيها، والتهمها بقبلات رقيقة .. بدت بعدها متملكة للغاية .. وسحقها بقبلاته بشغف مقربا إياها من جسده ، شعرت بذراعيه يضغطان على جسدها الرقيق أكثر ... لكنها كانت تبادله قبلاته كما يفعل .. بقبلات مثيرة يقودها هو ... حتى ينتهي بهم الأمر بعدم مشاهدة الفيلم بأكمله .. فكل ما شاهدته معه مشاهد بسيطة فقط ...
بعد مرور وقت أكملا الفيلم معا وهي بحضنه.. لتسأله فجأة بفضول:
- صحيح انت مفكرتش تعرف حاجة عن مامتك تاني ؟
- لا خلاص.. وبعدين هي ظلمت ابويا وقالي انها يعتبر خانته عشان اتجوزت الشخص اللي كان زميلها في الشركة بعدها .. اتطلقت عشان تتجوز غيره انتي متخيلة ! وغير كده انا يعتبر نسيت شكلها مش فاكر ليها غير شوية صور قديمة...
نحاول أن نحصد الخير بأفعالنا، وتعاملنا مع الآخرين، فلا ندري أي عمل ينقذنا من مآسي الحياة
__________
أمسكت هاتفها، بعد أن انهت جميع الأعمال المنزلية
خرجت من غرفتها ليقابلها أخيها سميح في طريقها :
- بتعملي ايه كده ؟ كويتيلي هدومي؟
قالت له باعتراض :
- يووووه انا زهقت من هدومك اللي بكويها كتير دي
رد بتهديد:
- روحي اكويهم بدل ما اتصل يسامح ينزلك ويشوف هو تصرف معاكِ
- طيب هروح اكويلك
ما أن سمعت اسم سامح وملامحها تغيرت برعب..فهو أصبح يرعبها.. حتى والدتها لم تحادثها.. بل تجلس اغلب الوقت تبكي على حالها بحسرة بل وأصبحت مريضة .. واحيانا تبكي على ابنها الذي لم يأتي بحضنها مثل قبل ... أصبح زياراته لهم مجرد تعنيف وشجار مع سميحة فقط !
يسمعها ابشع كلام...ولا ينسى أن يسمع أمه كلمتين بسببها... فتبكي... حتى أنها ذهبت عدة مرات إلى المشفى ... فأصبحت هزيلة ومريضة جدا..
واصبجت تكره ابنتها سميحة ... هي السبب... هي السبب في كل شيء ... وبُعد ابنها عنها
لولا غباءها لما وصلت إلى كل هذا
اللعنة عليها
وحتى بسببها ميادة عادت معه بعدما كانت رافضة، فابنها كتب لها تنازل بالمحلات خاصته باسمها !
يا إلهي...فهي لم تمرض وتنحسر من قليل!
فابنها سلم رقبته لزوجته واعطاها اهم ما يمتلكه
صحيح انها ساعدت ابنها بمبلغ مالي على الذي معه ليدفع لكاميليا تعويض عن القضايا المرفوعة عليه حتى لا ينسجن ولكنه فعل ذلك عندا بهم...فهي كانت تريده أن يطلقها
_________
أنهت  سميحة طي الملابس ...
حاولت الاتصال بزوجها للمرة المليون تقريبا ! ولا تستطيع أن تصل إليه ... فهو قد حظرها من جميع المكالمات ومواقع التواصل الاجتماعي... وان رد عليها ... فهي مرة واحدة فقط قال لها " مش عايز اشوف ولا اسمع صوتك ابدا.. وعيالك دول تنسيهم ... مش حابب أن واحدة فاجرة زيك تربي عيالي مش هأمن على عيالي معاكي "
شهقت وهي تتذكر كلامه القاسي لها
يا إلهي هذا ظلم !
ظلم
لماذا كاميليا عندما تعرضت لمثل موقفها .. اهلها كانوا داعمين لها
تكرهها ... تكره كاميليا
كانت تحقد عليها من حب اهلها لها
أفاقت على صوت فتح الباب لتجد أخيها و زوجته ... اصبحت تأتي مخصوص معه لكي تراها هكذا ...مكسورة ذليلة... بل ومن وقاحتها تطلب منها اشياء تفعلها لها وأن نطقت يعنفها سامح بالكلام القاسي !
لتسألها ميادة بخبث :
- عاملة ايه بعد الطلاق... وولادك عاملين ايه ؟
فقررت أن تنتقم منها اليوم ... قررت أن تتمرد اليوم على تلك الوقحة التي تشمت بها
ردت سميحة ببشاعة:
- ولادي اكيد عايشين زي الفل... مش احسن ما عيالي كانوا طلعوا مشوهين زي عيال اخوكي اللي سامح اخويا جاب لاخوكي شغلانة عدلة عشان يعرف يصرف عليهم وعلى مراته !
شهقت ميادة بوجع... لترد عليها بنبرة ساخرة:
- مشوهين احسن من اللي جواها سواد
ردت سميحة بوقاحة :
- انا جوايا سواد !! ياللي مش متربية انتي
اردفت ميادة بغضب وهي تكز علي أسنانها :
- سامح ... انا اتهزأت في بيت أهلك !!
ينفع كده ؟؟ بقى دي غلطتي اني قولتلك ننزل نقعد معاهم شوية
قالت بغضب وهي تقترب منها تحاول ضربها ولكن لم تستطع :
- انتي برضو يا كيادة عايزة تقعدي معانا ولا عايزة تشمتي فيا ؟؟
قالت ميادة بخبث وهي تدفعها بعيدا :
- شايف يا سامح اختك ؟ دي كمان عايزة تمد أيدها عليا... مش كفاية غلطت في اهلي وأطفال مالهمش ذنب
أمسك سامح يدها يدفعها ويمسكها من فكها وهو يقترب من وجهها يقول لها بعينين حمرواتين قاسيتين وهي تشهق بعدم تصديق :
- ايدك دي متتمدش على مراتي ابدا
شهقت بغضب:
- غور انت ومراتك السافلة دي
لتذهب إلى غرفتها تبكي وهي تفتح هاتفها تنظر إلى صورة زوجها وأطفالها ... فسحبها هاتفها منها بعنف ورماه لينكسر تماما حتى انطفئ..
وجرها من شعرها للخارج...فخرجت أمه نحوهم وهي تنظر إلى ابنها وابنتها بحسرة...وتراه يحاول رفع يده عليها ولكن بتردد !!
يتبع.....
لم يتردد سامح مرة أخرى؛ لتسقط يده على شقيقته وهو يضرب كل ما تطاله يده من جسدها بعنف وقوة ولا يهمه أمه المتواجدة أمامه
ليهتف صارخاً بقوة:
- واضح كده أن امك معرفتش تربيكي...انا بقى هعرف اتصرف معاكي واعيد تربيتك من جديد
حاولت ان تستنجد بأمها...تصرخ ولكن لا احد يدافع عنها ... و زوجة أخيه تجلس وهي تضع قدم على قدم بكل شموخ تبتسم من بين أسنانها بخبث... بينما سامح ينعتها بأفظع الشتائم وهو يجرها من شعرها :
- مش كفاية اللي عملتيه فينا... فضحتينا منك لله... هعلمك ازاي تردي على مراتي...وازاي تتريقي على عيال أخوها يا مريضة يا قذرة
كانت تصرخ وهي تبكي بتوسل :
- والنبي يا سامح سيبني... سيبني... حرام عليك بتوجعني... خلاص مش هزعل حد مني... خلاص خلاص... إلحقيني يا ماما
ولا احد يدافع عنها
حتى امها لم تقدر أن تفعل شيء لها لتدلف إلى غرفتها تبكي بحسرة على حال أبناءها
__________
في منزل والد كاميليا...
كانت تجلس هي وشقيقها وزوجها .. بينما جدها وطفلتها يجلسان سويا في الجانب الآخر وهي تلعب معه.. أما والدتها فكانت بالمطبخ تحضر لهم شيئاً تقدمه
هتف كمال فجأة بغيظ:
-انتوا متخيلين أن كلية طب وقفت معايا على ٢٥٪ !
قاطعته كاميليا بتصحيح:
- وهو أدبي ها
توسعت عينا نديم بذهول... ليسأله مبتسماً بفضول:
-اصلا! اومال هندسة وقفت معاك على كام كده؟
-وقفت على ٢٠ ٪
هتف به ذاهلاً:
-ده الدرجات ولعت بقى
قهقه كمال ضاحكاً:
- أوي
ليردف لنفسه بقهر:
-لا و داخل كلية آداب شكلي هتربى فعلا..تنسيق ظالم جدا
غمزت له كاميليا بنبرة ساخطة:
- لا وانت الصادق ده محمد علي وبابجي عملوا معاك الصح
انكمشت ملامح كمال بخوف مصطنع:
- ما بلاش محمد علي يا بنتي.. لسه بخاف منه
اقتربت والدة كاميليا منهم وهي تقدم صينية بها مشروبات و حلويات على طاولة الصالون :
- منور يا نديم والله..
- بنور حضرتك والله
رمقت كمال بتأنيب:
- معلش بقى الواد كمال صدعك
هز نديم رأسه بضحكة :
- لا كمال ده عسل انا بحبه
ابتسم كمال له قائلا:
- حبيبي والله
نظرت صفاء إلى نديم قائلة بسعادة:
- والله يا نديم انا كل ما بشوفك بحس أن انا محظوظة جدا وبفرح ان ربنا عوض بنتي بالراجل اللي يستاهلها
قاطعها نديم بهدوء:
- لا خالص انتي مش محظوظة بيا زي ما بتقولي لبنتك يا طنط ولا انا اللي ربنا عوضها بيا
ليردف نديم وقد ظهرت مشاعره العاصفة بعينيه وهو ينظر إلى زوجته التي تبادله بنظرات حب:
-الحقيقة أن انا اللي محظوظ جدا جدا بيها و هي اللي عوض ربنا ليا فعلا
همست كاميليا برقة:
- ربنا يخليك ليا يا حبيبي..
- ربنا يسعدكم يارب و يفرحكم دايما
_______________
في اليوم التالي..
دلف وحيد إلى مكتب نديم قائلا برسمية وهو يناوله عدة ملفات بيده:
- كنت عايزك تبص على الناس الجديدة اللي هتتعين معانا...ده الـ C.V بتاعهم.. لو عايز تقعد مع حد فيهم كده شوف الأول
ليقع نظره على إحدى المستندات فرأى اسم فتاة .. اسمها بالكامل قريب من اسم لم ينساه ابدا !!!
انها تقرب لها ؟
تقرب لأمه؟
- وحيد...انا عايز اشوف البنت دي حالا
حالا يا وحيد
- انت لحقت تبص على الـC.V بتاعها ؟
- انجز مش وقتك
دلفت فتاة في منتصف العشرينات إلى مكتب نديم.. وطلب نديم من وحيد أن يتركهم وحدهم قليلا
هتف نديم فجأة :
- انتي تقربي ايه لعبير السعداوي؟ تعرفيها؟
نظرت له الفتاة باستغراب..لتهمس بعدها:
- بنت عم بابا..تعتبر عمتي
صاح نديم بغضب وهو ينهض من مقعده :
- اللي غدرت بـ ابويا وسابتني واتجوزت واحد تاني !
نظرت له بذهول وعدم تصديق:
- حضرتك تبقى ابنها؟؟؟
ليسألها بنبرة ساخرة:
- و هي حياتها عاملة ايه دلوقتي ؟
همست بحشرجة:
- ماتت... ماتت من ٥ سنين
ماتت !!!
ماتت دون أن تبرر له سبب فراقها عنه
دون أن يقابلها لمرة واحدة فقط !
فأمر الفتاة بالذهاب إلى مكتب وحيد.. وخرج وهو يشعر بالاختناق... حتى أنه لم يسأل عن أي تفاصيل عنها... مجرد معرفته بأنها ماتت وهو لم يستطع معرفة أي شيء آخر..فأتصل بزوجته ليخبرها ما حدث وبالفعل حاولت أن تهدئه وطلبت منه العودة إلى المنزل ولكن كان لديه بضعة اعمال يتابعها خارج الشركة... في الموقع
________
كانت كاميليا رتبت لهم ميعاد سويا .. لتجلس معه فريدة في مكتبها.. رغما عنها فهي كانت خائفة وتتهرب
همس فراس بعبث :
- هتفضلى باصة فى الارض ولا ايه؟
نظرت له فريدة بتلعثم :
- نعم ؟
ابتسم فراس لتوترها :
-انتى مش عايزة تعرفى عنى اى حاجة؟ المفروض دي قعدة تعارف... في مكتب بالشركة ! 
عشان انتي رافضة نتقابل بره
رفعت عيناها له بهجوم:
- ايه نتقابل بره دي يا استاذ انت !!
هتف فراس بتنهيدة :
- حمدالله على السلامة يا ست هانم
- افندم؟
ابتسم بمكر:
- اصل لماضتك اللي متعود عليها اختفت شوية  ... ومش متعود عليكي كده ... حمدالله على السلامة
رمقته بغيظ... ليغير الكلام قائلا:
- ها بقى تحبي تعرفي ايه عني عشان تطمني ؟
-مش عارفة قول انت
فراس بجدية :
-انا فراس .. 31 سنة خريج كلية حقوق وبشتغل مستشار قانوني في شركة والد نديم اللي في كندا.. لكن حاليا كنت قاعد في مصر مؤقت .. واتجوزت وانفصلت بس مخلفتش منها .. وأنتِ بقى؟
فريدة بحرج:
- انا عندي 24 سنة مخلصة كلية آداب وطبعا انت عارف محدش بيشتغل بشهادته الا قليل.. بس كده
ثم اسطردت قائلة :
-هو انت بتصلى ولا لأ؟
فراس بأبتسامة :
-اه الحمدلله ومش بشرب ومش بتاع بنات..وابن حلال بجد وطيب أوي ... هعجبك متقلقيش
ابتسمت فريدة خجلا وكادت ان تنهض وتخرج ولكن فراس أوقفها مسرعا:
-رايحة فين يا ديدا..احنا لسه مخلصناش؟
همست فريدة بألم :
- انت طبعا عارف اني كنت مخطوبة...و..وانا مقصرتش معاه والله بس هو خذلني وضربني و وجع قلبي
قاطعها بلطف:
- والله ما يستاهلك... حد يفرط في واحدة زيك
اضاف فراس قائلا برقة:
- فريدة ... انت جميلة اووى وقلبك حلو وطيبة وتتحبي
سألته بشك:
- اتحب؟؟
أومأ بثقة:
- والله تتحبي
ليردف قائلا بثقة:
-يابخت اللي هياخدك.. اللي هو انا أن شاء الله يعني بدون مقاطعة
ضحكت فريدة ليضيف بعدها بحزم:
-واللي ضيعك من ايده هيندم والله ندم
همست بخوف :
- بس انا خايفة قلبي يتوجع تاني... خايفة
قاطعها بنبرة حاسمة :
-ما عاش اللى يوجع قلبك... انا حاسس ان في خير بينا ... وبجد هنفهم بعض
استجمعت شجاعتها لتهمس بتردد:
- بس انا لسه...
اقترب برأسه منها ليهمس بثقة أمام عينيها الزمردية الخضراء:
ـ بس هيبقى فيه
صمتت ولم تجيبه ليسألها :
-انتِ موافقة عليا ولا لأ؟
شعرت فريدة بالخجل فقالت وهى تنظر فى الارض :
-هتعرف من كاميليا
وركضت سريعا.. بينما هو يقسم انها ستوافق
ليهمس لنفسه بثقة قائلا:
- على البركة
_______________
بعد أن عاد من عمله متأخرا اليوم .. دخل إلى غرفة نومه.. بينما كاميليا كانت تجلس مع طفلتها بغرفتها لتنيمها..
من دون انذار هبط جالسا على السرير،
ليفرد قدميه بعدها وينام هكذا دون أن يغير ملابسه حتى حذائه... لم يعي كم من الوقت مر ولكنه شعر انه سينام .. ليغمض عيناه مرهقاً
وبعد دقائق دلفت كاميليا إلى الغرفة وهي ترتدي روب لونه وردي مرسوم عليه بعض الزهور المشجرة... وتربطه من الخصر ... يصل إلى فوق الركبة بقليل..
تألمته عندما نظرت إلى ملامحه المتعبة
فجلست على الأرض عند اخر السرير وهي تخلع منه الحذاء الأنيق والجوارب بحنان ودلال أنثوي .. وما أن وقفت حتى وجدته يجذبها من يديها إليه ليسحبها من خصرها نحوه .. حتى تسقط بجانبه على السرير ... يريد قربها .. فيضع رأسه على صدرها مغمض العينين، يُمسك بيدها قابضًا عليها باحتياج؛ قائلاً بتعب:
- كان نفسي أمي تبقى عايشة
ابتلعت غصة استحكمت بحلقها، تهمس باختناق:
- ربنا يرحمها يا حبيبي ويصبرك...
تاركة نفسها له كي يطمئن ولو قليلاً..
اقترب بوجهه منها، يسند جبينه إلى جبينها،
هامسًا ببؤس:
- انا محتاجلك يا كاميليا... خليكِ معايا
أغمضت عينيها بوهن، تهمس بدورها:
- انا معاك طول الوقت ... مش هسيبك ابدا يا حبيبي
لتضيف بثقة:
- انا جنبك متقلقش
رفع رأسه إليها هامسا:
- هو ممكن يجي يوم وتحسي أن مش انا اللي انتي كنتي عايزاه وتسيبيني؟
هزت رأسها بنفي قاطع :
- لا طبعا.. انا بحبك ... ولو مكنتش مطمنة لك مكنتش اتجوزتك
لتضيف برقة:
- بس دلوقتي بقيت بعشقك ... بحب كل فيك.. هلاقي راجل زيك فين ... هلاقي فين زي نديم ؟
انا حبيت خوفك على بنتي وحنيتك عليها اللي عُمر ما حد يعوضها عنها
- عارفة
- ايه ؟
قبلها من وجنتها بحرارة:
- والله بحبك.. وعمري ما قولتها لواحدة قبلك ولا هتتقال لواحدة بعدك يا كاميليا
ضمته إليها بسعادة :
- ربنا يخليك ليا يا حبيبي
______
بعد مرور عدة أيام...
لم يحاول أن يسأل عن السبب ولم يقابل الفتاة مرة أخرى...حتى أن وحيد سأله عن أمرها ولم يعرف بماذا يجيبه..
ليتصل سامح بفراس ويطلب منه أن يتحدث مع نديم وبعد عدة محاولات وافق نديم بفضول ليعرف منه أنه نادماً ويريد فرصة وحيدة مع ابنته ليراها..هو يريد أن يقابلها حتى لو لمرة واحدة فقط..
فكان رده عليه الوحيد :
- لو كاميليا وافقت هبلغك
ليغلق بعدها الهاتف معه... وما أن جلس مع زوجته بمفردهم وشرح لها ما حدث حتى نهضت من مقعدها بغضب رافضة تماما ما يقوله..
همس نديم بهدوء:
- اسمعيني بس يا كاميليا
صاحت كاميليا بانفعال:
- مش هينفع يا نديم.. صدقني اللي بتقوله ده صعب أنا مستحيل اسامحه على اللي عمله فيا وفي بنتي واخليه يشوفها كده بسهولة !
اقترب منها وهو يأخذها لتجلس بجانبه :
- كاميليا.. انا مقصدش كده يا حبيبتي ولا حد طلب منك تسامحي...
انا كل اللي طلبته منك بس انك توافقي ان دانا تقعد مع ابوها حتى لو يوم كل أسبوع.. كل اسبوعين .. ان شاء الله حتى كل شهر مرة
المهم ماتحرميهاش من ابوها .. بلاش يا كاميليا ... بلاش تحرميها منه
همست كاميليا بنبرة متحشرجة:
- نديم متبقاش مثالي كده ... ده انسان ميعرفش حاجة عن الأبوة
زفر نديم بضيق:
- مش مثالي ولا حاجة.. انا بس بحب دانا ومش حابب يحصلها زيي فاهمة ؟؟
مش حابب اخليها انها كان مسموح لها تشوفه واحنا نمنعه عنها .. لا نديها حرية الاختيار وهي براحتها
همست باعتراض:
- نديم
ضمها إلى صدره قائلا :
- عشان خاطري يا كاميليا وافقي... صعب اوي احساس الحرمان والوقت المتأخر .. وهو خد جزء من عقابه.. بلاش احنا كمان نبقى وحشين زيه
دفنت رأسها بصدره لتهمس بنبرة قلقة:
- بس ..انا خايفة.. انا بكره البني ادم ده..
رفع رأسها له ليقبلها من وجنتيها هامسا برقة :
- ولا هتشوفيه ولا هيشوفك وانا بنفسي اللي هاخدها معايا يشوفها ويقعدوا في مكان بره وبعدها هرجعها تاني.. بس عشان دانا نفسيتها متتعبش ومتحسش ان في حاجة ناقصاها
هتفت بتبرير :
- ده انت مخليها مش محتاجة حاجة ومعوضها عن ابوها وزيادة
همس نديم بواقعية:
- برضو مهما كان هو ابوها الحقيقي..انا بحب دانا ده شيء مفيهوش خلاف ابدا وهفضل جنبها لحد ما تكبر واشوفها احلى عروسة
ليضيف بتساؤل:
- ها قولتي ايه يا حبيبتي ؟
همست بغيظ :
- ماشي بس هي مرة كل شهر ها
قرصها من وجنتيها بخفة:
- ماشي احسن من مفيش
_______
في اليوم التالي
تجلس دانا أمام والدها
والدها ؟
هي لم تعرفه طوال سنين حياتها أساساً
تشعر أنها تجلس مع رجل غريب عنها
وعدت نديم أن تحاول أن تتقبله
وتجلس معه
ولكن شيء ما بهذا الرجل يجعلها تخاف منه... لا تريده
هو الذي تسبب ببكاء امها .. أليس كذلك؟
فكيف لها أن تحبه وهو المتسبب بكل الأضرار
اقترب منها سامح في ذلك المطعم الهادئ الذي تجلس به دانا معه
تنكمش الطفلة بمقعدها خوفا وتنظر حولها وكأنها تبحث عن شيء
او بالأدق عن شخص
عن أمانها وسعادتها... نديم !
زفر سامح بغيظ:
- ايه يا حبيبتي مش هتبوسيني؟
هزت رأسها بنفي :
- لأ يا سامج
اتسعت عيناه بدهشة ليشتم من بين أسنانه لنفسه :
- سامج؟؟ هو انتي مش عارفة تنطقي اسمي؟
ليضيف بحقد:
- ولا هي خالتك فاتن دي اللي قالتلك الاسم ده صح ؟؟؟
ولا امك ؟؟
ابتسمت الطفلة بشقاوة :
- خالتو تونا قالتلي اسمك سامج عشان انا مش عارفة انطق اسمك..
زفر بغيظ :
- يا سلام ياختي ؟؟
امك مش بتحفظك اسمي ؟
ردت مدافعة :
- لا مامي مش بتحب تجيب سيرتك
هتف بصدمة :
- اصلا!
اومأت الطفلة ليردف بعدها بقهر :
- طب ممكن تغيري اسم سامج ده ... عشان عيب تقوليلي كده
ردت باقتراح:
- خلاص هقولك يا (سم)
رد من بين أسنانه:
- سم !!
والله ما في حد سم غير خالتك فاتن
صرخت به بحدة :
- ما تقولش كده عن خالتو تونا... دي جميلة
ابتسم بخبث :
- الله ما انتي ناصحة اهو وعارفة يعني ايه سم... طب مش عيب تقولي على باباكي اسماء زي دي؟
بدل ما تقوليلي بابا
هزت رأسها بنفي :
- لأ مش عارفة
سألها بمكر:
- ليه مش عارفة دي سهلة ولا انتي بتقولي لجوز امك بقى يا بابا
نديم مش بتقولي له بابا؟
- بقوله ديم بس
- خلاص قوليلي انا بابا..
ردت بتلعثم:
- انا مش عارفة...
صرخ سامح باندفاع :
- هو ايه اللي مش عارفة
انكمشت الطفلة بمقعدها خوفاً من صراخه:
- كلم ديييم
حاول الاقتراب منها قائلا بندم :
- انا اسف مش قصدي اخوفك مني بس...
ردت بعناد طفولي وهي تنكمش أكثر:
- كلم ديم ...
رجع إلى مكانه قائلا بحزن :
- هكلمه بس ممكن تهدي.. انا بحبك على فكرة وعايزك متخافيش مني...ممكن؟
همست بتلقائية :
- لما ديم يجي مش هخاف
زفر سامح بضيق وهو يتناول هاتفه ليتصل به يأتي :
- طيب
________
اتصلت كاميليا على فاتن :
- ايه يا بت محفظة بنتي الاسماء دي لسي زفت 
.. نديم بيقول أنه كان على آخره وهيموت
همست بلهفة:
- ياختي يارب... هو وعيلته..
عيلة السماح دي الله لا يسامحهم ابدا دنيا وآخرة
ضحكت كاميليا:
- يخرب عقلك يا فاتن..
فاتن بحرقة:
- اللي عملوه فيكي مايتنسيش ابدا يا كاميليا... بكرههم وهفضل ادعي عليهم طول عمري
لتردف بعدها بابتسامة :
- بالمناسبة عندي ليكي خبر حلو
- ايه بقى؟
همست بسعادة :
- هتبقي خالتو قريب
شهقت كاميليا بفرحة :
- بجد.. اخيرا رضيتي عن أحمد..
اومأت فاتن بشر:
- طبعا بس بعد إجراء عدة اختبارات والحمدلله عدى منهم كلهم
ضحكت كاميليا قائلة:
- طب الحمدلله... فرحتيني والله
- الله يبارك فيكي يا قلب اختك.. متنسيش هكلمك بعد كام يوم نروح للدكتور سوا
- حاضر وانا كمان عايزة اروح اعمل تحليل عشان اتأكد
- انتي شاكة برضو؟
- مش عارفة هروح أتأكد الاول...انا قولت لنديم وقالي اروح لدكتور اطمن لو كده اروح معاكي
- ربنا يرزقكم يا قلب اختك الذرية الصالحة
همست كاميليا بتوجس:
- هقفل اشوف دانا مالها ... عشان من ساعة ما قابلت سامح وهي متضايقة وقاعدة لوحدها
همست فاتن بتمني:
- إلهي مراته تنكد عليه البعيد... زي ما نكد على الطفلة البريئة
لتقترب كاميليا من طفلتها وهي تأخذها بحضنها وتسألها بقلق ما بها حزينة هكذا .. لتسألها الطفلة بنبرة متحشرجة:
- ليه خليتي سامح ده بابا؟؟ .. ليه نديم مكنش هو بابا؟؟؟
ليه يا مامي
ضمتها كاميليا إلى صدرها قائلة بندم:
- ‏انا اسفة يا قلب امك .. النصيب والإختيار يا حبيبتي..
لترفع الطفلة رأسها إلى امها قائلة بقوة :
- ‏انا مش عايزاه بابا
انا خوفت منه يا مامي
لتهمس بعدها بنبرة باكية:
-هو وحش و نوتي ... نوتي أوي ... ما تقعدينيش مع سامج ده تاني ابدا...
دمعت عينا كاميليا بقهر ...فهو كما هو غبي واحمق !
وعصبي... لم يتغير ابدا
خسارة به ما فعله نديم له
سوف تشكي لنديم ما حدث وخوف طفلتها منه
__________
بعد مرور عدة ساعات...
اتصل نديم على سامح قائلا بغضب :
- تصدق انت واحد غبي وخسارة فيك اللي عملته عشانك
ليردف بذهول:
- والله خسارة فيك... بقى اديلك البنت واقنعهم بالعافية عشان تروح تبوظ كل حاجة... بقى ادي اخرتها !!
بتخوف طفلة منك !!!
صاح سامح باندفاع:
- انت ازاي تكلمني كده يا عم انت مالك في ايه؟
ليسأله بعدها ببرود:
-وبعدين انا عايز اعرف هشوفها تاني امتى؟
رد نديم بنبرة ساخرة:
- ولا تاني ولا تالت...خلاص يا روح امك خلصنا... البنت من ساعة ما رجعت من معاك وهي منهارة وخايفة وبتعيط بسببك... دي طفلة طفلة
ايه مش عارف تتعامل معاها
صرخ سامح بغيظ:
- يعني ايه؟؟ يعني عايز تحرمني من بنتي كمان !
رد نديم ببرود :
- تصدق خسارة فيك..
لو هي طلبت من نفسها تشوفك ولا اني اشك انها تطلب كده ... بس لو حصل هخليها تشوفك... محصلش ... مشوفش وش امك ولا رقمك عندي ابدا
ليغلق بعدها الهاتف بوجهه
فأغلق سامح هاتفه وذهب لأمه يتشاجر معها ويخرج عليها كل ما قاله نديم له... ولم يراعي ارهاقها , فكان اخر ما قاله لأمه:
- أنتِ السبب في كل اللي انا فيه... انا بسببك خسرت بنتي ومش هعرف اشوفها تاني...بسبب أنتِ.
ليخرج ويتركها تبكي على حالها وحال ابنها الذي تغير معها بسبب طليقته وابنتها
استمرت الدموع وازدادت بغزارة حتى بدأت تنهداتها ترتفع ، وشعرت بحجم خسارتها ... الابن الغالي وطلاق ابنتها، وزوجة ابنها مسيطرة عليه ... لم يبق لها شيء .. لا شيء ابدا
كانت تلهث بشدة وهي تنهار على وسادتها:
- ضاع مني كل حاجة...كل حاجة ضاعت...
______________
بعد مرور يومين...
اتصلت سميحة على حماتها لترد عليها اخيرا وتعطي الهاتف إلى ابنها
لتهتف سميحة بنبرة بتوسل:
-سامحني... والله انا مش خاينة... والله ما خونتك يا عبدالله.
هتف عبدالله ببرود :
-عارف انك مش خاينة يا سميحة
______________
في إحدى مجمع العيادات التي ذهبت لها فاتن لمتابعة حملها الاول والتأكد من شك كاميليا إذا كانت حامل ام لا... بعد متابعة فحص الطبييب لها.. وإجراء كاميليا للفحص عند الطبيب واخبرها بتأكيده لحملها
فأستأذنت منها فاتن للذهاب إلى الحمام..بينما كاميليا قررت أن تتصل بزوجها لتخبره بالخبر الرائع الذي سيسعده بشدة..
ولكنه لم يرد؟؟؟ وهي تريده أن يعلم حالا به
بينما على الجانب الآخر...وقفت سماح "والدة سامح" من بعيد مع اختها التي اخذتها معها للذهاب الى طبيب العظام الخاص بها الذي تقع عيادته بنفس الدور...
لتنظر إلى كاميليا التي تقف أمام عيادة طبيب نساء!!
وبيدها تحاليل... بالتأكيد أصبحت حامل؟
فطلبت من اختها الانتظار بداخل العيادة حتى ترى شيء وتعود إليها
بينما كانت كاميليا تحاول الاتصال بزوجها للمرة الثالثة فنظرت أمامها لترى سماح تنظر لها بحقد وغل !
لتهمس بحقد قائلة:
- اهلا باللي خسرتني ابني ...و بسببها بقى يتخانق معايا ويعلي صوته عليّ !!
ابتعدت كاميليا عنها وهي تنظر إلى الخلف ترى شقيقتها لماذا تأخرت هكذا:
- انتي عايزة مني ايه ؟؟
حاولت استرجاع قوتها المسلوبة لتهتف بصوت قوي:
- عايزاكي تعرفي حاجة صغيرة اوي... زمان لما كان أبو سامح بيضربني...بعد ما خلفت ابني سميح... بعدها كنت وقتها حامل في شهوري الاولى...لقيته بيضربني...لسه فاكرة وجعه و اثار ضربه ليا...يومها مش بس سقطت ابني اللي ملحقتش اتهنى بحملي فيه...لا ده انا فقدت الرحم ... بسببه !
لتردف بحرقة:
- ولما كنت سخنت سامح عشان يضربك...كنت عايزاكي تبقي زيي...متضايقة اوي منك ... ازاي تبقي حامل كده... كنت فاكراكي ناصحة ومش هتحملي بسهولة...فضلت ورا ابني لحد ما سخنته عليكي كتير... شكه فيكي يومها مجاش بالساهل...انا كنت بزرع الشك جواه من قبلها من وهو مسافر.. بس هو مكنش بيصدق اوي... واوقات كان يصدق ويطنش لأنه مكنش فيه دليل لسه...كنت أفضل أقوله بتروح الكلية كل شوية وكل همها تخرج و تلبس براحتها...مع أنك كنتي محافظة على لبسك .. بس كنت لازم أقوله كده...لازم
هزت كاميليا رأسها بعدم تصديق وهي تسمع الحقائق القذرة منها وهي تستكمل بنبرة شيطانية خطيرة:
-عشان يوم ما اخططلك صح... يصدق ويقتنع.. يصدق الكدبة بتاعتي...و ساعتها تخسري...تخسري ابنك ومين عالم يمكن كنتي وقتها تخسري انك تكوني ام اصلا!
صاحت كاميليا بذهول وانفعال :
- انتي ازاي كده؟؟؟ ازاي كل السواد والحقد ده جواكي... انتي مستحملة نفسك ازاي اصلا... بتنامي ازاي؟
انا مش هرد عليكي... انا همشي...عشان كل ده مش طبيعي....مش طبيعي ابدا
لتحاول تركها وهي تذهب إلى العيادة النسائية مرة أخرى بينما سماح وقفت أمامها وهي تسألها بشراسة:
- قبل ما تمشي لازم تردي عليا الاول وتقوليلي..انتي حامل؟؟
هزت رأسها بنفي تلقائي:
- لا لا ... دي اختي
صاحت بشر وحسرة:
- أنتِ كذابة.... ليه تخلفي وابني لأ !!
لتردف بنبرة متحشرجة شرسة:
- ليه ابني ميخلفش... وأنتِ تحملي !
ده ظلم ... ظلم
لتقترب منها والأخرى تبتعد حتى تقترب من العيادة ... فالممر يخلو من الناس في ذلك الوقت ...بينما سماح "والدة سامح" تحاول دفعها بيدها بطريقة شيطانية....
يتبع....
لا يَحمِلُ الحِقدَ مَن تَعلو بِهِ الرُتَبُ 
‏ وَلا يَنالُ العُلا مَن طَبعُهُ الغَضَبُ 
‏لَئِن يَعيبوا سَوادي فَهوَ لي نَسَبٌ 
‏يَومَ النِزالِ إِذا ما فاتَني النَسَبُ 
‏إِنَّ الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِسُها 
‏عِندَ التَقَلُّبِ في أَنيابِها العَطَبُ 
‏_ عنترة بن شداد
********
قبل أن تدفعها بيدها، صرخت كاميليا بشهقة عالية وهي ترجع إلى الخلف لتجد شقيقة سماح و خالة "سامح طليقها" تركض نحوهم لتدفع اختها المتهورة للخلف وهي تبعدها عن كاميليا المتوترة بعنف وهي تحمي نفسها ومعدتها من تلك السيدة الشريرة
لتجد بعدها اختها فاتن تأتي نحوها وهي تنظر إلى اختها بقلق, فوجدت سماح والدة سامح تتشجار مع اختها وهي تحاول دفعها لكي تعود إلى كاميليا!
تريد أن تأذيها ؟؟ تأذي شقيقتها
ولسانها يردد بحرقة:
- ازاي هي تحمل وتخلف عادي ! وابني لأ! ازاي...سيبيني ارجعلها
لتنظر فاتن إلى شقيقتها وبعض الناس الذين تجمعوا على إثر صوت السيدة الحقيرة والدة سامح..لتسحب فاتن اختها بداخل العيادة وتعود هي إلى تلك السيدة وشقيقتها الذي يبدو على ملامحها الطيبة.. فهي لم تأذي شقيقتها.
أجفلت وهي تهمس بنبرة ساخطة :
- عايزة تحرمي اختي من حملها ؟؟ عشان المحروس ابنك اللي بقى ناقص رجولة  !
طب ما هو فعلا مكنش راجل بجد... انه يتحرم من الخلفة ويبقى عقيم ده بس إثبات صريح أن ابنك فعلا مكنش راجل من الاساس يا طنط...
صاحت بنبرة باكية وهي تضع يدها على أذنيها لا تريد أن تسمع ذلك الكلام :
- ابعدي عني... سيبيني اروحلها
فكرت لحظة ثم هزت رأسها:
- اسيبك عشان تأذي اختي يا ست يا حرباية أنتِ... ده انا ادوس عليكِ كده ولا تفرقي معايا
همست السيدة خالة سامح بتوسل:
- معلش يا فاتن يا حبيبتي ... هي بس مكنش قصدها هي كانت عند الدكتور وعندها ميعاد دلوقتي ... احنا اسفين يا حبيبتي
رفعت حاجبيها بتهديد:
- و حق اختي !! قسماً بالله إللي يجي على اختي ما اسيبه ابداً ولا يهمني بقى ست كبيرة مش كبيرة ولا يفرقلي
همست باعتراض وغل:
- اختك دي متستاهلش كل اللي هي فيه...ازاي هي تكون حامل وابني ميخلفش ... فهميني ازاااي
لتدفعها فاتن خلفها بضربة مؤلمة نحو الجدار خلفها وهي تهتف بنبرة مخيفة مقتربة منها وهي تمسكها من فكها بعنف :
- عشان هي تستاهل...تستاهل عيشة نضيفة غير ابنك وعائلته الحقيرة...والله العظيم بكررهالك تاني لو قربتي من اختي لا يهمني انتي ولا اختك ولا أي حد...اختي دي ربنا نجدها منكم... ده ربنا عوضها بواحد غير ابنك ... واحد يبقى سيد سيد سيد سيده... مينفعش حتى يتحطوا في مقارنة سوا !
همست خالة سامح برجاء :
- خلاص يا فاتن يا بنتي... سيبيها
أمسكتها من ذراعها بقوة ونظرت في عينيها قائلة بتحذير خطير:
- لازم تعرفي مقامك كويس أوي... اختي دي لو شوفتيها في شارع ولا كأنك تعرفيها...عشان المرة الجاية مش هرحمك أنا...
لتلقي ذراعها بعنف..بينما سماح تومأ برأسها بخوف من فاتن ...لتعود إلى اختها والناس المتجمعين حولهم بفضول، لتجد اختها ملامحها مندهشة بذهول وتوتر فتلفقتها فاتن بين ذراعيها وهي ترمق كاميليا المتوترة ولكن بخير، واحتضنتها وهي تبكي تقريبًا، هتفت فاتن:
- يلا يا كاميليا ... يلا يا حبيبتي نمشي
- الحمدلله الحمدلله...
لتنزل هي وشقيقتها من المصعد الكهربائي... بينما نظرت شقيقة سماح إليها بغيظ و عتاب قائلة:
- ينفع كده ... ليه بتبوظي كل حاجة... ليه بتعملي في نفسك كده يا سماح ... بتنتقمي من مين فهميني؟ اللي بتنتقمي منه مات ... البنت دي مالهاش ذنب في كل ده... بتبوظي علاقتك بعيالك و ربنا عاقبك ببنتك وابنك وتعبك وبرضو مصممة تفضلي زي ما انتي..
لتنهار سماح ببكاء وتعب وهي تتذكر كل ما حدث لها..
________
رددت سميحة بذهول :
-عارف ؟
لتضيف بهستيرية:
-عارف وطلقتني؟؟؟ وحارمني من ولادي ؟؟
وسايبني اتمرمط كل ده؟
زفر زوجها بضيق :
-أيوة علاء قالي واعترف لما الدنيا بينا باظت وانفصلنا وقالي أنه مكنش هيعملك حاجة هو كان عايز يخوفك زي ما اتبليتي على دنيا بكلام محصلش وهو مكنش فيه بينه وبينها حاجة وأنها مجرد عيلة صغيرة بالنسبة له وجارته وصعب عليه انك اتكلمتي عنها وحش قدام اخوها وحرمتيها من أنها تحقق حلمها وتعمل معادلة عشان تدخل جامعة او معهد ... بس انا خلاص مبقتش مأمنلك لانك كدبتي عليا وكلمتيه من ورايا رغم انك المفروض مش غلطانة !!
وبعد الفضائح دي كلها مبقاش ينفع نرجع
- ليه يا عبدالله... ليه كده... وعيالنا؟
قاطعها بحزم:
- قبل ما تتكلمي عن العيال.. انا عيالي هيتربوا معايا يا سميحة.. وانتي عايزة تشوفيهم براحتك مش همنعك منهم وهخليهم يباتو عندك وقت ما تحبي...لكن عيالي هيتربوا معايا مش عشان مش مأمنلك بس عشان عايزهم يطلعوا متربين بطريقة صح...
شهقت بلوعة:
- طب وانا يا عبدالله مش هتسامحني؟.
صاح بحدة :
- انتي كذبتي عليا يا سمحية مع أنك لو كنتي قولتيلي مكنتش هعملك حاجة .. لكن تروحي تكلمي راجل من ورايا عشان ينقذك؟؟
اللي خايف من حاجة ميتهزش
بس عشان أنتِ نيتك وحشة وساعدتي أن البنت الصغيرة دي تكلمه و بوظتي علاقتها بأهلها ... ربنا وقعك انتي..  عموما انتهينا وياريت منتكلمش تاني في الحوار ده و اي حاجة تبقى مع أمي وهي اللي هتخليكي تشوفي عيالك وتبعتهملك .. سلام..
ليغلق الهاتف معها وهي ترتمي على السرير تبكي بشدة وندم..
هناك حقيقة يجب أن ندركها ونفهمها..
ليس النجاح والإنجاز أن نتزوج مبكرًا وننجب أطفالًا كثيرين .
ولكن أن ننجب أطفالًا أقوياء ، وأسوياء نفسيًا ، ونبلاء ، يفيدون أنفسهم والناس ، ويعرفون كيف يعيشون ويتصرفون بمفردهم ، ويجعلون الآخرين سعداء ، ينجحون ويطورون قدراتهم العقلية والعاطفية ، ويتفقون ، ويكونون قادرين على تنمية مهاراتهم ويخدمون الناس بإنجازات إنسانية عظيمة ، فهم جاهزون لمواجهة تحديات العالم الواقعي الذي يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم ، فاحرصوا على تنشئة أطفالكم بشكل سليم قدر الإمكان
_______
في الشركة...
بعد انتهاء الاجتماع.. تحدث وحيد معه بخصوص الفتاة قريبة والدته ليسأله عن شأنها وأنها مُصرة على مقابلته فوافق بعد إلحاح وحيد فهو لا يريد أي شيء يذكره بأمه..
جلست الفتاة أمامه في غرفة الاجتماعات وخرج وحيد ليتركههم وحدهما.
هتف بنبرة صارمة:
- خير...ناوية تيجي تحكيلي عن ازاي امي غدرت بـ أبويا !
هزت الفتاة رأسها بنفي فهي تعلم القصة :
- لا والله مش كده... هي مغدرتش بـ باباك مين قال الكلام ده؟
هتف بنبرة ساخطة:
- يا سلام .. هي متجوزتش بعده على طول .. الشخص اللي كان زميلها في الشغل
نكست رأسها بالأرض قائلة :
- أيوة حصل
- مفيش شغل يا أستاذة...حضرتك تقدري تتفضلي
هزت الفتاة رأسها برجاء :
- لا لا ... حضرتك انت لازم تسمعني بس ... انا مكنتش اعرفك والله ولا اعرف ابنها اسمه ايه... لو كنت اعرف انك فاكر كده كنت جيتلك من زمان ... ممكن تسمحلي بس بدقائق تسمعني وبعدها لو حبيت متقبلنيش في الوظيفة براحتك..
زفر نديم بضيق وهو يجلس بمقعده:
- خير ؟
تنهدت قائلة:
- بص انا منكرش أن والدتك غلطت في حاجات ..  بس والله ما عملت حاجة حرام
الحكاية ابتدت وهي عندها 18 سنة .. اتقدملها باباك.. وباباك يعني كان شخص عملي شوية مكنش مهتم بحاجة غير بشغله وبس.. ولا بيحاول يقرب منها ولا يخليها تحبه.. وهي اتجوزته عشان هي بتثق في رأي باباها وبتحب باباها جدا ... بعدها لما خلفتك بكذا سنة .. بدأت تحس ان حياتها مملة ومفيش حاجة جديدة .. فقررت انها تشتغل وباباك وافق لانه كده كده كان مشغول عنها
لما اشتغلت.. بعدها بكذا بفترة...في شخص حاول يقرب منها بس هي صدته ولما عرف عنها انها متجوزة و ام.. بِعد عنها ... لكن كان في حاجة جواه ناحيتها
هي حاولت تبعد عنه تماماً حتى سابت شغلها بسببه
لأنها حست من جواها بمشاعر محستهاش مع باباك
طلبت من باباك انه يقرب لها لكن هو كان عملي جدا زي ما قولتلك
حاولت تنساه... وحاولت تعيش حياتها
لقيت نفسها في مشاعر جواها
صدقني مكنش فيه اي علاقة  بينهم تربطهم ولا كلام... ولا اي حاجة... مجرد مشاعر اتولدت... عارفة انك هتقول دي خيانة وحقك تقول كده
بس هي طلبت من باباك بعدها الطلاق عشان متبقاش ست خاينة
طلبت الطلاق عشان ضميرها كان بيأنبها 
طبعا انت كنت متوقع اني اقولك.. مامتك ست ملاك وعمرها ما حبت... بس محدش فينا معصوم من الخطأ
ومش معنى كده أني ببرلك تصرفاتها.. ولكن هي مغلطتش صدقني ولا حتى سمحت للشخص ده أنه يكلمها
لأ .. هي طلبت الطلاق والشخص ده اصلا لا كانت بتشوفه تاني ولا حاجة
هي خافت تبقى ست مش كويسة عشان تفكيرها كان في شخص تاني
بعدها باباك رفض يطلقها واتهمها بالخيانة.. وهي عشان تنفصل مكنش فارق معاها خصوصاً اتهاماته ليها.. وبعدها
قاطعها نديم بحدة:
- وبعدها قررت تسيبني وترميني ورا ضهرها مع ابويا
- لا هي كانت شايفة أن مستقبلك مع ابوك احسن لانه مستواه كان افضل بكتير منها... وغير كده هي حست انها اتظلمت معاه وأهلها وقفوا ضدها وقالولها عايزة تطلقي بعيل ازاي ؟ وفي الاخر هترمي ابنك معانا لو اتجوزتي حد تاني هتسيبيه كده كده لينا أو لأبوه.. وده ولد مش بنت ... سيبيه لباباه احسن
سألها بحرقة :
- وده مبرر يخليها متسألش عليا ولا تكلمني؟؟
ردت بتبرير :
- هي كانت كرهت باباك وقررت تنسى كل حاجة تفكرها به...عارفة انها ظلمتك بس هي صدقني هي مش خاينة
هي اه اتجوزت الشخص اللي حست ناحيته بمشاعر... لكن مطلقتش من هنا واتجوزته من هنا ... دي قعدت سنتين من غير جواز بعدها اتجوزه !
سألها بتوجس:
- ازاي وفي حد قال لابويا ان بعد كام شهر اتجوزته !
هزت رأسها بنفي:
- في ناس كتير بتوصل الكلام غلط.. عمتو اتجوزت الشخص ده بعد سنتين وبالصدفة .. طول السنتين دول والله لا شافته ولا كانت تعرف عنه حاجة اصلا ... النصيب جمعهم تاني بالصدفة... وطبعا الجواز تم بسرعة واتجوزوا
وبعدها بكام سنة ... جوزها كان ...
همست بعدها بألم:
- كان مريض نفسي وبيمد ايده وشكاك... وللأسف عمتو تعبت معاه ... وحاولت طبعا معاه وتخليه يبقى انسان كويس...وهو مقدرش ولا هي قدرت تغيره.. وكانت تشتغل وهو ياخد فلوسها ويصرفهم هو.. فضلت سنين تعاني معاه ولا عارفة تتطلق عشان متبقاش مطلقة للمرة التانية.. ولا عارفة تستحمل العيشة هي اللي بتشتغل وتصرف بعد ما كانت عايشة ملكة مع باباك
عرفت ان ربنا عاقبها وان الحب اللي اتطلقت عشان ملقتهوش مع باباك مش موجود غير في الافلام..
اتطلقت بعدها منه وعانت كتير جدا لوحدها ومحدش كان واقف جنبها لأنها هي اللي عملت كده لنفسها ... وللأسف الشخص ده مكنش سايبها في حالها ... كان بيتهجم عليها كل فترة ياخد منها فلوس ويشتمها... وللأسف كان بيعايرها ومش واثق فيها ... يقولها انتي سيبتي جوزك عشاني... يمكن تعملي كده معايا..
لتضيف بعدها :
- هي محاولتش تكلمك أو ترجعلك لأنها عرفت انك بقى ليك ام تانية خلاص وباباك كان هيشمت فيها من اللي وصلتله بسب جوزها التاني ... شكلها اتغير كل حاجة فيها اتغيرت تماما...
بقت روح تانية وكله سابها
كانت شايفة أنها متستحقش تبقى ام ليك
انا عانيت كتير اوي معاها وهي تقولي انا خاينة.. واحاول افهمها أنها مش خاينة وان ربنا هيسامح ولكن هو وصلها لمرحلة وحشة اوي
جوزها زرع جواها الشك والاحتقار وحسسها انها خاينة
شهقت بحشرجة:
- لحد ما ماتت...
بعد أن عرف ما حدث لامه...لم يكن يعرف أنها عانت هكذا... مشاعره مضطربة
لا يعرف هي تصعب عليه
ام تستحق ما حدث لها
ما زال يكرهها ؟
لا ... لم يعد يكرهها ولكنه يعاتبها
لو كان يعلم ... كان سيعوضها عن كل شيء
لو كان كبير قليلاً.. كان سيعوضها عن عدم اهتمام والده بها
ولكنها تستحق هي ظلمته .. أليس كذلك؟؟
لا يوجد مبرر على وجه العالم لأم تترك طفلها الوحيد !
لا يوجد ذلك ابدا
ولكن الأهم انها ليست خائنة كما فهم من والده
حسنا هي أخطأت بمشاعرها.. ولكن من منا يمتلك سلطاناً أو قيود على قلبه ؟
لا لا .. كان يجب عليها أن تحكم عقلها قليلا
بحق الله هي كانت متزوجة وام ؟
كانت تعيش ملكة ..  حتى لو بدون مشاعر
ولكن كان افضل لها من تلك المرمطة مع شخص مريض غير سوي نفسياً.. فما أصعب العيشة مع رجل شكاك مثله
نظر إلى الفتاة يكفاح دموعه من عدم السقوط... كان يريد أمه .. يريد أن يراها لمرة واحدة فقط
يريد أن يعاتبها
حاولت أن تستكمل قائلة بابتسامة حزينة :
- صدقني عمتو اتظلمت كتير واتعاقبت على اللي حصلها ... هي مكرهتكش زي ما انت فاكر... هي شافت انها متستحقش تكون امك.. شافت انك من غيرها احسن
اغمضت عيناها بوجع :
- في نوع من الرجالة بيكسر الست ويحسسها انها وحشة... كانت متجوزة واحدة يشتمها كل لحظة ... كل دقيقة يقولها انتي ست خاينة لحد ما اوهمها بكده !
أغمض عينيه يعتصر جفنيه بقوة، ثم قال:
- كان نفسي اشوفها.... حتى لو مرة واحدة !
- عمرها انتهى لحد هنا .. كانت تعبانة وماتت
- ربنا يرحمها ... ابقي كملي مع وحيد اجراءات الشغل يا آنسة
- حضرتك كويس يا فندم؟
- اه اتفضلي دلوقتي
خرجت الفتاة.. ومن ثم وقف أمام شرفة مكتبه وهو يصارع أفكاره ووجعه
كان يريد أمه
يريد أن يراها مرة واحدة
ان يعوضها عن كل ما مرت به
_______
همست كاميليا برعب وهي تنزل من المبني:
- كانت عايزة تموت البيبي اللي في بطني يا فاتن!
تموته قبل ما أبوه يعرف حتى ؟ قبل ما نتهنى على فرحتنا
هزت فاتن رأسها قائلة:
- بعد الشر عليه يا قلب اختك...وحياتك ولا تقدر..
أشاحت بوجهها باكية:
- ازاي الناس دي حقيرة كده...ازاي كده ازاي !
تخيلي يا فاتن أن كان جواها سواد كتير ناحيتي .. ازاي هي بشعة أوي كده
هتفت فاتن بتوسل وهي تهدئها:
- ولا يفرق معاكي يا كاميليا...عارفة ان الموقف صعب عليكِ بس والله ولا يفرق معاكِ.. انسيهم خالص ولا تقدر اصلا تعملك حاجة تاني..ولا هتقدر بعد الكلمتين اللي سمعتهم
نظرت كاميليا إلى هاتفها قائلة:
- نديم  .. ده نديم اتصل بيا ومردتش
همست اختها بنبرة هادئة:
- اهدي كده ومترديش دلوقتي لحد ما تهدي الاول... و اياكي تقوليله حاجة عشان ميخافش عليكِ... إحنا مش هنسمح للست دي ولا ابنها ينكدوا علينا فرحتنا يا كاميليا .. أنتِ تتصلي بنديم وتقوليله انك معايا ونروح أي كافيه تهدي اعصابك شوية من اللي حصل ولما تروحي البيت تعمليله مفاجأة
مسحت كاميليا دموعها قائلة برقة:
- حاضر...ربنا يخليكِ ليّ يا أحلى فتونة... أنتِ أحسن اخت في الدنيا كلها
- انا في ضهرك دايماً صدقيني
________
بعد انتهاء فترة دوام العمل وبعد ان اطمئن على زوجته واخبارها له انها مع شقيقتها، ذهب إلى ڤيلا والده
هتف نديم فجأة بحدة :
- انت كنت عارف ان امي مش خاينة ؟
استغرب والده :
- هي طلبت مني الطلاق فجأة من غير ما اعملها حاجة... تبقى معناه ايه ؟؟؟
اتغيرت ... رفضت تكمل معايا من غير أي أسباب
صاح نديم بحدة:
- مفكرتش لحظة واحدة تقرب منها .. تخليها تحبك
منصور باستنكار :
- حب ؟؟ حب ايه وكلام فاضي
امك كانت عايزة تحب
واسيب انا شغلي واحب !
همس بنبرة ساخرة:
- احسن ما كانت هي تسيبك
هتف بحرقة:
- ده غير أنها اتجوزت الراجل اللي كان زميلها في الشغل بعد الطلاق بعد العدة على طول
صحح له نديم :
- قصدك بعدك الطلاق بسنتين
- بسنتين ازاي ؟ دي واحدة قريبتها قالتلي انها اتجوزت على طول
هز رأسه برفض :
- كذب... هي متجوزتش على طول ولا اصلا اتطلقت عشان ترجعله... هي اتطلقت عشان تهرب ... ومتغلطش
- انا مش فاهم حاجة
- انا هحكيلك اللي حصل
قص عليه نديم كل ما قالته له الفتاة قريبة والدته ... ليهمس والده بنبرة ساخطة :
- معقول !!
بس تستاهل... هي اللي سابتني... هي اللي اتخلت عني وظلمتني
صاح به نديم :
- باباااا... كفاية... هي مخانتكش... هي معرفتش تفهمك ولا انت عرفت تفهمها.. انت اتجوزتها صغيرة 18 سنة ... كان عندها احلام وطموحات انها تحب جوزها ويقرب منها مش مجرد عريس مناسب وخلاص.. انت محاولتش تقرب منها ... ومش ببرر لها غلطها بس غلط اهون من غلط... هي على الأقل مخانتكش زي ما انت فاهم...
منصور بسخرية :
- هي كانت فاكرة الجواز زي الأفلام الرومانسية إللي بتشوفها
هز رأسه قائلا بتبرير :
- وليه ميبقاش زيه؟
احنا بنتجوز اللي نرتاح معاهم...اللي نحبهم..ويحبونا... بنتجوز اللي نطمنله ... عشان نخلف اطفال شايفين ابوهم وأمهم بيحبوا بعض ويطلعوا كويسين
يا بابا الحب مش شرط يكون زي الافلام ولا الروايات
الحب ممكن بفعل... بكلمة
بموقف
انت محاولتش تكسبها.. محاولتش تقرب منها
اديت اهتماماتك كلها للشغل
وهي ... هي دمرت حياتها ... دمرت نفسها مع راجل مريض نفسي حقير استغلها...
- انا مكنتش فاهم أن هي ممكن تعمل كده ... انا مكنتش مقتنع غير بشغلي عشان اعيشها في مستوى كويس هي و ولادنا في المستقبل
اه كنت بنشغل في شغلي بس مش لدرجة كده... وعندك مرات ابوك منى
عايشة معايا اهي كويس وربتك انت و سارة ومفيش اي حاجة حصلت..
- عشان ماما منى غير امي .. هي كمان زيك كل اللي كانت بتفكر فيه بطريقة عملية انها تنجح بيتها وحياتها... والحب بالنسبة لها في الاستقرار وأنها تخلف وكده وتربي صح.. وده مش عيب ولا غلط
كل واحد له اهتمامته المختلفة وحياته اللي متعود عليها ومتقبلها
- بس امك بوظتلي حياتي
- وانت محاولتش تصلح حاجة بينكم يا بابا.. وهي مقدرتش تكمل... عموما اللي فات خلاص.. هي دلوقتي ماتت ومش معانا..  انا بس حبيت اقولك الكلام ده عشان تبقى عارف انها ولا خانتك ولا الكلام ده
همس والده بندم:
- نديم ... انا اسف يا حبيبي... يمكن تفكيري كان غلط بس انا كنت عايز اكمل اللي جدك عملهولي...عايز اكبر الشركة وبدل الشركة يبقى معايا ٢ كمان غيرها... و اظن أنت شايف انا حافظت على كل المستوى ده ازاي وعرفت اكبره صح...صحيح اخد من عمري وخسرني جوازتي انا و امك بس صدقني يابني عمري ما ظلمتها.. اي حاجة كانت تطلبها مني بعملهالها...انا وهي شخصياتنا مكنتش زي بعض...حقك عليا يا نديم انا فعلا ظلمتك معايا وعرفت ده متأخر للأسف
- يا بابا الطفل هو اللي بيدفع التمن للأسف في الطلاق ده..
كل شيء في هذه الدنيا له ايجابيات وسلبيات
وكذلك الطلاق
قبل أن تتخذ القرار اسأل نفسك..
الأفضل استمرار الحياة بين الطرفين مع زيادة المشاكل بينهم؟
وينشأ الأطفال معقدون للغاية !
 أو...
تصل أحد المشاكل إلي موت كلا الطرفين او سجن الآخر.. و وقتها سوف يصبح الأطفال بلا مأوى !
هذه ليست مبالغة ، لكنها من تجارب الواقع ، ومن الممكن أن يموت أحد الطرفين من مقدار الاختناق النفسي الناتج عن اذمة قلبية أو أم شابه...
او ضغط الاطفال نفسياً بسبب جحيم الأهل... لذا يجب التركيز على الأطفال من الصغر... فلا ذنب لهم بكل ما حدث... فلا يعني الإنفصال أن يكره الطرفين بعضهم ويكره الطفل في الطرف الآخر.. هذا ليس عدلا..
همس نديم بأدب :
- بابا ... انت عارف ان انا بحبك .. لكن انا عايز اوريك مثال صغير اوي قدامنا ... عندك مثلا كاميليا وبنتها..
هي انفصلت اه .. لكن كاميليا رفضت تحكي لبنتها اي حاجة ابوها او اهله عملوه فيها... الإنفصال بيأثر على الولاد في سن الطفولة ... ممكن لما يكبروا شوية بيقدروا يستوعبوا أن العلاقة بينهم مكنتش هينفع تكمل ولو استمرت مكنتش هتبقى صح من أولها
 الاهم ... الاهم يا بابا... مينفعش نزرع في اطفالنا افكار سيئة عن الطرفين... سواء الاب أو الأم ... مهما كان مين فيهم غلطان .. يعنى انت مش ملاك وهي مش شيطانة والعكس
إذا حدث الانفصال في سن صغير 
رجاء الاتفاق على التعاون لمصلحة الطفل، وأي مشاكل يجب ان تكون فردية وسطحية تماماً عنهم..
-انت بتكره الطرف تاني ده حقك..لكن متكرهش ابنك فيه.. سيب ابنك يحبه أو يكرهه براحته...مينفعش نزرع جواه الخوف والقلق من الصغر..
- عندك حق يا نديم ...انا فعلا كرهي ليها عماني عن تصليح علاقتي بيك...خلاني أذيك وانا مش اخد بالي...لكن والله انا كل اللي بتمناه اشوفك مبسوط في حياتك...انا كل لحظة بعد جوازك بتأكد أن مراتك كاميليا كانت صح لما اختارتها...
- عرفت أن كاميليا فعلا كانت كويسة
ابتسم منصور قائلا بفخر:
- اللي عرفت تربي بنتها لوحدها بالشطارة والنضج ده اكيد هتعرف تربي احفادي واكيد هي إنسانة كويسة... اللي عرفت تسعد ابني وتخليه يحب ويدي نفسه فرصة يعيش حياته صح
_________
اتصلت كاميليا بفريدة بعد انتهاء دوام عملها لتجدها ستعود إلى منزلها فطلبت منها مقابلتها بالكافيه الذي تجلس به مع شقيقتها.. وما أن أتت فريدة وجلست معهم حتى سلمت عليها فاتن وذهبت لتشتري العلاج الخاص بها الذي طلبه منها الطبيب في بداية حملها وتركتهم وحدهم قليلا
سألتها فريدة فجأة دون مقدمات:
- أنتِ امتى عرفتي أنه طليقك مش هو اللي يستاهل تكملي معاه؟
ردت بنبرة تلقائية :
-أول ما قلبك يتقبض و تحسي ان فرحتك ناقصة
لتردف قائلة بندم:
-صدقي وقتها أنه مش هو...انا حسيت بالقبضة دي قبل فرحي بيومين ولما قولتلهم محدش صدق كلامي وانا وقتها مكنتش قوية كفاية إني امنع الجوازة و احكم عقلي وأصدق قلبي اللي كان مقبوض وخايف..
همست فريدة بهدوء :
- الحمدلله أن ربنا بيعوض..
سألتها كاميليا بتوجس :
- مالك يا فريدة عايزة تقولي حاجة؟
- اتكلمت مع ماما ولقيتها بتقولي براحتك بس ده مطلق... وطبعا قالتلي الجملة العقيمة بتاعة.. لو كان فيه خير مكنش رماه الطير دي !
انا اتضايقت اوي أنها بتعيب فيه لمجرد أنه مطلق..مع ان ده وحش جدا في حق الستات المطلقة برضو و مش هنقبل حد يعيب فيهم
ابتسمت كاميليا :
- عاجبني اوي تفكيرك...
ردت بتبرير :
- عشان انا شوفت تجارب قدامي لرجالة انفصلت وكانوا مظلومين ورجالة تانية ظالمة...
- بالظبط كده مش كل الستات ملايكة ولا كل الرجالة شياطين !
- بس انا شايفة أن فيه ميزة كبيرة في فراس.. أن هو منفصل اه بس مش معاه طفل..يعني هتستبعدي نقطة ان طليقته هتبقى في دايرة حياتكم باستمرار.. و دي حاجة كويسة لكِ
- ده اللي قولتهولها.. وبعدها اقتنعت شوية قالتلي لما يجي يتقدم وكده.. انا بصراحه  مرتاحة أوي لفراس.. بس كلام ماما خوفني شوية ومن نقطة السفر
- فراس جدع اوي و راجل بجد.. صدقيني يا فريدة انا اعرفه من زمان وهو كويس جدا
_________
في منتصف اليوم...
جلست على إحدى المقاعد بحديقة الڤيلا، تنتظره أن يأتي..لتسمع صوت سيارته بينما تتنهد بشوق وحماس...اليوم ستفاجئه بخبر حملها.
اقترب منها وقبلها من وجنتها الناعمة، أستدارت لزوجها الذي جلس بجانبها قائلة بإبتسامة :
- فاتن اختي كانت بتابع النهاردة اول مرة ليها بعد ما بقت حامل
- ماشاء الله ربنا يقومها بالسلامة
- يارب
قال وهو ينظر للسماء:
-ربنا يرزقنا ان شاء الله يا حبيبي
همست بعبث:
-دلوقتي..
رفع حاجبه بتعجب :
- اللي هو ازاي طيب؟
- أمنيتي...يكون معانا بيبي ويبقى اخ او اخت لدانا
غمز لها بنبرة عابثة:
-طيب فضيلي البيت دلوقتي
أعتدلت وهي ترمش ببراءة:
- ليه؟
نهض من مقعده وهو يرفعها من خصرها في الهواء ويلقيها فوق كتفه :
- هحققك أمنيتك
ليسرع في المشي ولحظات حتى اقترب من باب الڤيلا الخلفي وهو يردف بتبرير:
-اصل لسه ميعاد نوم دانا مجاش .. وهي دلوقتي قاعدة مع ناني بتاعتها
شهقت كاميليا بمفاجأة من فعلته وهي تضحك باستسلام :
- نديم .. انا بهزر..
لم يستمع إلى كلامها وفي خلال ثوان وكانا في غرفة نومهم.
أنزلها إلى الأرض وهي تضحك مرة أخرى هامسة :
- والله كنت بهزر صدقني
ليتقدم منها وهو يحيط خصرها بذراعيه ويضمها إليه قائلا بحدة ماكرة :
- كان معندكيش مانع من شوية يعني !
لترفع ذراعيها حول رقبته وهي تهمس بالقرب من أذنيه بنبرة خجولة:
- انا قصدي دلوقتي...
لتردف بسعادة:
- دلوقتي انا حامل بجد
- حامل ! ده بجد؟؟
اومأت برقة:
- انا حامل يا حبيبي...واتأكدت النهاردة من الدكتور
- يا الله...انا مبسوط أوي...
ليضمها إلى صدره بعناق رقيق يحمل مشاعر متنوعة من شدة سعادته بالخبر... فزوجته وحبيبته حامل بطفله....
_________
بعد مرور عدة أيام
ذهب فراس إلى الشركة في ميعاد خروج فريدة وأخذها إلى مكان قريب من الشركة رغما عنها ولكن ليتفقا معا على كل شيء قبل أن يتقدم إلى أهلها
سألها فراس :
- ها بقى يا ديدا قولتي ايه على موضوعنا ؟
ردت فريدة بتوجس:
- بصراحة كده انا قلقانة شوية عشان يعني أنت مسافر كندا وانا هبقى هنا في مصر وكده
قاطعها فراس بنبرة حاسمة:
- وانتي مين قالك انك هتفضلي قاعدة في مصر اصلا ؟
انا هاخدك معايا كده كده
- اصل يعني ده العادي ... الرجالة بيتجوزوا والست بتقعد في مصر وهو بيسافر
هتف بنبرة ساخطة:
- مبقتنعش انا بوجهة النظر دي ولا بقتنع ان ده جواز معلش !
اتجوز واحدة لمجرد اني أخلف منها وهي في بلد وانا في بلد؟
لا يا ستي بلاها جواز احسن
انا مراتي اللي اتجوزها تبقى في المكان اللي انا فيه ولا تبعد عني لحظة.. و يا اما اصلا الراجل بيتجوز عليها أو بيخونها او ساعات بيكون فعلا كويس
اومال جواز ايه بقى  .. مانا مش متجوز أداة للانجاب
اتسعت عيناها بدهشة:
- غريبة
هتف بتساؤل:
- هو ايه اللي غريبة ؟
- شخصيتك ... طلعت حلوة
غمز لها بعبث :
- لا بس عندي حاجات كتير حلوة بس انتي مش أخدة بالك
خفضت عيناها بخجل .. لترفع رأسها مرة أخرى له قائلة بتذكر :
- بس على فكرة مش كله كده.. عندك مثلا جهاد جارة كاميليا.. كاميليا قالتلي ان جوزها محترم جدا وبيكلمها على طول فيديو كول ولما ولادها تعبوا في مرة نزل مخصوص ليهم... و برضو سارة اخت نديم كده بس دي بتقعد مع اهلها لما جوزها بيسافر
وكل واحد فيهم عايز مراته وولاده مستواهم يبقى احسن
أومأ برأسه:
- ماشي مقولتش حاجة في تجارب طبعا ناجحة.. بس برضو في تجارب كتير صعبة.. وبعدين متنسيش لولا وجود اخ زي نديم كانت هتحتاس... نديم كان واقف جنبها جدا في غياب جوزها
وطبعا جهاد جارة كاميليا اللي لسه اسمع عنها من قريب لما كنت بزور كمال وأهل كاميليا... هي كانت عايشة طول السنين اللي قبل كده مع ولادها هي قايمة بدور اب وام
الست هي اللي بتشيل المسؤولية كلها
همست بحزن:
- حال البلد بقى صعب... والرجالة دي لو فضلت في مصر مش هتعرف تعيشهم في مستوى كبير زي ما هما متخيلين... مع أن مازن جوز سارة ماشاء الله مستواه كويس ولكن هو عايز يعيشها في مستوى أعلى
- عندك حق بس انا عن نفسي .. انا كـ فراس.. مراتي متقعدش في مكان وانا في مكان تاني..
ليضيف قائلا:
- المهم انتي قولتي ايه ؟
همست بقلق:
- طب واهلي هشوفهم ازاي وصحابي
ابتسم بنبرة ساخرة :
- انتي ليه متخيلة إني هاخدك ونسافر خارج البلاد للأبد.. في حاجة اسمها طيارة وقت ما تحبي تنزلي هاخد اجازة وننزل سوا
-بجد؟
همس بوعد :
-والله مش هحرمك من أهلك... متخافيش
- ماشي
- ماشي ايه ؟؟
همست بخجل :
- موافقة
ابتسم برقة :
- وانا مش هخليكي تندمي متقلقيش
- انا مش طالبة منك غير تطمني..ومتتغيرش ابدا عليا
- ده أنتِ تؤمري بس...
- طيب هو انت ممكن ترجعلها؟
- هي مين؟
- طليقتك
هز رأسه رافضاً:
- لا دي صفحة واتقفلت خلاص.. في حاجات مينفعش ترجع زي ما كانت...وهي ربنا يوفقها في حياتها وانا ربنا يوفقني في حياتي...اللي بتمنى تكوني انتي فيها
__________
بعد مرور عدة أشهر
تجلس على السرير وبجانبها الفستان الذي سترتديه لحفلة كتب كتاب فراس وفريدة
بينما تبدو بطنها متكورة قليلا ... فهي أصبحت حامل
هتفت كاميليا بانفعال:
- مش عايزة اروح كتب الكتاب كده !
همس نديم بذهول مصطنع:
- متروحيش ازاي ؟ ده انتي الأساس...يرضيكي اروح لوحدي يعني؟
همست بنبرة متحشرجة من البكاء:
- لا لا مش هروح كده ... اروح ازاي بشكلي ده وانا حامل
لتبدأ بعد ذلك في البكاء ، وقد اعتادت عليه في الآونة الأخيرة منذ حملها.
سألها بإستغراب :
-فهميني بس ماله شكلك؟
ليتشير إلى هيئتها .. فنظر إليها قائلا بصرامة:
-لا احنا متفقناش على كده
اتسعت عيناها الباكية بقلق :
- ما اتفقناش على ايه ؟؟؟
شكلي وحش عشان الحمل وكده صح ؟؟
تقدم نحوها يتلقفها بيداه محتضناً اياها... وهو يمسح دموعها
ليهمس بنبرة خشنة:
-ما اتفقناش انك تبقي قمر كده على طول..
ايه القمر ده بس !
ليردف غامزاً بإعجاب صادق:
- في أي وقت قمر
لكزته على ذراعه بغيظ:
-دايما بتوقع قلبي كده
همس نديم برقة :
-سلامة قلبك يا قلبي انتي
سألته بدلال:
- انا قلبك؟
-وكل حاجة اصلا
ابتسمت كاميليا بحب:
- بحبك
- وانا بموت فيكِ
نظرت نحوه بقوة محاولة ان تستشف صدق حديثه..كاميليا بطفولة :
-نديم بجد شكلى حلو؟
اومأ لها بايتسامة قائلا بعبث :
- والله أنتِ كده كده عجباني في أي وقت بس ممكن اثبتلك اكتر انك عجباني جدا
- ازاي
لم يعطها إجابة لأنه سحبها من خصرها, أخذها من على السرير ، وجعلها تجلس على قدميه ، وثبّت جسدها بثبات على جسده بقوة ...
ليقبلها من شفتيها برفق وهي تغلق عينيها..
تحولت قُبلته الرقيقة إلى قُبلة أكثر إلحاحًا.. شعرت بيداه على جسدها وضغطتا عليها، خفق قلبها بعنف من لمساته، لتبادل القبلات التي أصبحت أكثر إلحاحًا وشغف..أمسك بخصرها بجنون ، ورفعها نحوه، بينما هي أمسكت بوجهه ، وعمقت قبلتهما وهي تشعر بملمس ذقنه الخشن الذي يغريها دائمًا ..
تبدل مزاجها تماما، وشعرت أنها في عالم خيالي اخر رائع ، فهي تحبه بجنون ، تحب لمساته ، قبلاته ، رائحته ، كل ما به.. ولكن.. اليوم لديهم موعد مميز
حفل زواج أصدقائهم
حاولت تنبيهه حتى لا يتأخروا عن الحفلة ...
لكنه لم يبتعد عنها ، وفكرة شكها في نفسها جعله يشعر بالضيق.. أراد أن يثبت لها أن الحمل جعلها أجمل.
بل زاد من جمالها...
حاولت الابتعاد عنه قليلا هامسة برقة:
- نديم ... هنتأخر
أجابها وهو يقبلها مرة أخرى :
- مش مهم ...
لتبادله قبلة أخيرة قبل أن توقفه بدلال أنثوي:
- حبيبي  .. مش هنروح كده وممكن فراس وفريدة هيزعلوا مش انت قولتلي كده ؟
زفر بضيق :
- وانا ازعل يعني ؟
- لا هعوضك بس لازم نلبس دلوقتي.. عشان منتأخرش
ليتركها فتعود إلى مكانها وهو ينهض ويحاول تهدئة نفسه
وبعد مرور نصف ساعة..
جلست طفلتها دانا بجانب نديم، بينما امها تجلس أمام منضدة التسريحة
فقالت طفلتها دانا ببراءة:
-انا سألت مامي.. النونو الجديد هيقولك ديم ولا ايه قالتلي هيقولك يا بابا
ابتسم نديم برقة:
- اه يا حبيبتي
لتقطب حاجبيها بتكشيرة:
- بس انا قولت ... اقولك انا يا بابا قبله
نظر لها نديم بذهول :
- بابا؟
قبلته دانا من وجنته بقوة قائلة:
- انت بابي بتاعي انا
انا هقولك قبله يا بابا
نظر نديم إلى كاميليا عبر المرآة ليسألها بتأثر :
- انتي اللي قولتيلها تقولي كده
نهضت كاميليا من مقعدها وتقترب منهم قائلة:
- والله ما قولتلها.. هي من نفسها
سألته دانا ببراءة:
- انت زعلت عشان قولتلك بابا ؟
هز رأسه بنفي وهو يعانقها:
- لا طبعا يا حبيبة قلبي... انتي تقولي اللي عايزاه .. بس انتي متأكدة أنك عايزة تقوليلي كده ؟
اومأت بسرعة :
- أنا بحبك يا بابا
ضمها إليه بحنان متأثراً:
- وانا بموت فيكي والله
واذا وقفتِ أمام فرصة اختيار شريك حياتك.. فاختاري الهين اللين ومن يناسبك .. من يتشبث بكِ مهما كلفه الثمن .. من يراكِ دائما الاجمل .. من لا يرى أحد سواك وكأن الأرض فارغة إلا سواك .. إذا كنت شجاعة وناضجة جيداً؛ فعليكِ اتخاذ الاختيار الصحيح..
ما أجمل أن تُحسن اختيار الشريك بشكل جيد وبعناية !
وذلك لأنك إن اخترتِ بشكل خاطئ سيدفع ثمن هذا الأطفال على المدى الطويل.
__________
كان امس عيد ميلاد زوجته..
جلس سامح في شقته وهو يفتح هاتفه وينظر إلى صور كاميليا على الانترنت ... كانت جميلة... كيف له أن يترك فتاة مثلها !!
لينظر بعدها إلى زوجته التي أتت لتجلس بجانبه فأغلق الهاتف وزفر بضيق قائلا:
- ميادة هو انا ليه بقيت شايف أن لون بشرتك اغمق شوية عن الاول !
تجاهلته ببرود :
- بصراحة محدش بيشوف كده غيرك
صاح سامح بوقاحة :
- انتى فاكرة نفسك ست كده!
نظرت له بثبات قائلة بخبث :
- والله يا موحة زمان في أول جوازنا لما كنت بتقولى الكلمتين دول كنت بقعد اعيط وازعل اوى مع نفسي بس كنت برد عليك برضو .. دلوقتي ببص لنفسى فى المراية بقول ياااااه يا بت متجوزه بقالك 3 سنين وشوية.. دا انتِ ولا اللي لسه في الجامعة
لتردف بنبرة مغيظة قاصدة جرحه:
-ولا يمكن عشان مخلفتش لسه حلوة!!
قهقه بنبرة ساخرة :
- لا أنتِ اللى شايفة كدا
ابتسمت قائلة بنبرة شيطانية:
- لا يا روحي... انت بس عندك مشكله فى موضوع الرغبة ده حاول تعالجه روح اتعالج
اللعنة ... وكأنها صفعته صفعة قوية
جحظت عيناه بغضب وملامحه اشتدت بعصبية قائلا:
- أنا هعرفك ازاى تردى عليا رد زي ده ؟؟
وضعت قدماً على قدم قائلا بشموخ:
- بجد طيب انا مستنية..وريني هتعمل ايه
تلعثم قائلا بضيق:
- المفروض تحاولى ترضينى
قهقت ضاحكة:
- ما عنك ما رضيت
زفر سامح باندفاع قائلا:
-بقولك ايه بقى.. الدين اللى قال كدا قال انك تتشقلبى عشان ترضينى ياختي
قهقت ضاحكة مرة أخرى بسخرية :
- وباقى الشرع بيقول لو مش عاجبك فارق.. ولا انت مش قادر تفارق عشان ميقولوش الستات هي اللي بتطفش منك...
زفر بعنف وملامح وجهه تحمر غضبا ولم يستطع الرد عليها
لتردف ميادة بكيد :
-اقولك حاجة اسهل خليك هنا كل فى نفسك أنا هروح اكل جاتوه بتاع عيد ميلادي
لتضيف قائلة بتذكر:
- اه صحيح الدين ده اللي انت متعرفش عنه حاجة ... ده انت ما بتركعهاش حتى !
______
بعد أن أصرت على عدم خروج أطفالها من منزل والدها إلا أن يأتي والدهم عبدالله بأخذهم بنفسه بدلا من شقيقه الذي رفضت أن يأخذ منها أطفالها وبلغته بذلك
- احنا هنبتديها لعب عيال ولا ايه.. مش كفاية جيبتلك العيال يباتوا معاكي!
ضربت على جبينها بأسف:
- آه نسيت اقولك.. مش انا هرفع عليك قضية... عشان اقدر اخد عيالي معايا على طول
ردد باستنكار:
- قضية !
قهقت بضحكة صفراء:
- اه وربنا وسمعت ان من حقي أساساً...وغير كده انا خلاص طلعت بريئة
لوح بيديه بنفاذ صبر:
- انتي عايزة ايه يا سميحة ومن الاخر كده؟
همست بنبرة متوسلة حزينة:
- نرجع...واعيش معاك بكرامتي من تاني...انا حياتي اتدمرت يا عبدالله.. اهلي بهدلوني والناس عندي بيسألوا ايه سبب الطلاق واهلك مش مبطلين شماتة فيا عشان عارفين الحقيقة..وعيالي و اخدهم مني ويدوب سمحتلي يباتوا معايا يومين واهو جاي تاخدهم
- وهو انتي بيفرق معاكي كلام الناس يا سميحة؟
كده كده انتي كنتي في يوم من الايام بتتكلمي على كل واحدة من الناس دي زيهم كده...جربتي بقى تدوقي الظلم ده
اغرورقت عيناها بالدموع:
- جربت يا عبدالله وعرفت..بس حرام..حرام يا عبدالله اللي انت عامله فيا..بتعاقبني على ذنب مغلطتش فيه اصلا
- عقاب الظالم عدل.
شهقت واضعة يدها على صدرها بندم:
- توبت يا عبدالله...توبت خلاص وهبطل اتكلم على الناس دي والله...وهعيش خدامة تحت رجلك انت وعيالي وحماتي..بس بالله عليك ترجعني...ورحمة ابوك يا عبدالله نرجع...انا خلاص عرفت قيمتك انت وعيالي وبيتي
زفر بسخرية:
-و مرواحك عند امك كل شوية ! و اسرار بيتنا اللي كلها اول بأول مع أمك... و صحوبيتك مع الجيران كلها... و ظلمك للناس...كل ده ايه !!؟
همست لاهثة تعض على شفتها بأسف:
- انا اسفة يا عبدالله مش هروح عند امي تاني...اصلا هما مش بيحبوني
- مفيش أهل يكرهوا عيالهم..دول في الاول والاخر اهلك..وخلاص هما عرفوا الحقيقة وشوية هينسوا
- حتى لو امي هتنسى..وسميح هينسى...لكن سامح والكيادة بتاعته اللي مقوياه علينا لا..سامح اخويا خلاص استقوى علينا
هز أكتافه بلامبالا:
- والله بقى دي اختيارتكم
- ابوس ايدك يا عبدالله...عشان خاطري نرجع..بلاش نوصل اللي بينا محاكم وقضايا
- هشوف أمي رأيها ايه الاول مع رأيي
صاحت بنبرة ساخطة:
- رأي امك؟ انت بقيت زي سامح اخويا ؟؟
رفع يده يمنعها من الإسهاب:
- لا معلش متحطش في مقارنة مع اخوكي...انا اتربيت اكون راجل...ليا كلمتي اه... لكن عندي رضا الأم فوق كل شيء...لكن اخوكي ده كان عنده لعنة الأم مش رضا الأم و دي تفرق !
زفرت بغيظ:
- ماشي يا اخويا وماله...شوف امك هتقول ايه
________
في إحدى القاعات الانيقة...
"وانا قبلت زواجها " تلك الكلمة التى أعلنت انها اصبحت زوجته..كلمة نطقها فراس وهو ينظر فى عيونها بحب ليرى لمعة الفرحة فى عيناها... وهم يجلسون على طاولة كبيرة بالقاعة وزوجته بجانبه ترتدي فستان ضيق يظهر جسدها الصغير..يليق معها...بتفاصيله الرقيقة، فستان زفاف شفاف من الذراعين وفوق الصدر مطرز بالالماس والخطوط اللامعة، وينساب خلفها طرحة الفستان المطرزة بينما شعرها بتسريحة رقيقة وكحكة من الخلف تختفي خلف الطرحة
عانقتها امها بفرحة ودموعها تسيل
فريدة بتأثر :
-يا ماما انا كده هعيط ..خلاص بقى
-دى دموع الفرحة يا حبيبتى
فأتت كاميليا وفاتن وقامتا بمعانقة فريدة:
-الف مبروك يا حبيبتى
- الله يبارك فيكم يا حبايبي
وجدته واقف خلفهم ينظر اليها بحب وفرحة ..فأبتسمت ابتسامة ساحرة ..فأرسل اليها قبلة فى الهواء ..فحدقت به بخجل، نظرت فاتن الى ما تنظر اليه لتغمز لهم بعبث:
- أيوة بقى
ثم ذهب بها ليقف بعيدا عنهم
فراس بفرحة :
- بقيتي مراتي يا ديدا
نظرت اليه بخجل، فأردف قائلا :
-لا لا مش وقته كسوف خالص النهاردة
- اومال وقته ايه يا فراس ؟
- فراس دي عايزين نلغيها ونستبدلها بحاجة تانية
فريدة متصنعة عدم الفهم :
-يعنى اقولك يا سليم مثلا؟
صاح بغيظ:
- سليم في عينك
ليغمز لها بعبث :
-يا سلام يعنى مش عارفة تقولي لجوزك ايه؟
فريدة بمزاح :
-عارفة بس بستهبل
امسك يديها وقبلها:
-بحبك
انخفضت عيناها بخجل..ليضيف بحب :
-حبيت جنونك وشقاوتك ..حبيت كل حاجة فيكى ..كسوفك اللى بيجي في أوقات مش وقته ده زي دلوقتي كده ..وبوعدك انى هفضل احبك لغاية اخر يوم فى عمرى
نظرت الي عينيه بتمعن :
-بس انا معرفتش احبك
نظر اليها بصدمة :
- نعم ؟
ابتسمت برقة :
-لو قولتلك بحبك هبقى بكدب عليك.. الكلمة دي قليلة اوي على اللي بقى جوايا ليك..
ثم صمتت لبرهة وقالت بخجل :
-أنا بموت فيك يا فراس
كان ثغره يبتسم فرحا ..فعانقها بحب وقال :
- ده انتي طلعتي واقعة زيي اهو
ضحكت بشقاوة قائلة:
- طبعا
ابتعد عنها وهو يمسك يدها ليقترب منه منصور وبيده زوجته منى قائلا:
- الف مبروك يا فراس
- منصور باشا..نورتنا والله
- مبروك يا فريدة
- ميرسي يا فندم حضرتك منورنا
- تسلموا يا حبايبي..ربنا يتمملكم فرحتكم على خير ويرزقكم الذرية الصالحة..
اوصاه منصور برجاء:
-خد بالك منها يا فراس دي هتسافر في بلد تانية
- في عينيا والله...
همست السيدة منى بإعجاب:
- ايه القمر ده يا فريدة
-حضرتك نورتيني يا طنط
- حبيبة قلبي...ماشاء الله عروسة قمر...هتسافروا امتى؟
- هنقعد كام يوم بس انا وفريدة نرتاح من تجهيزات الفرح وبعدين نسافر أن شاء الله
بعد دقائق اقتربت منهم جهاد وبيدها كلا من طفليها عمر و زينة :
- الف مبروك يا فراس
- اهلا ام عمر...ازيك
- الحمدلله...مبروك يا فريدة يا حبيبتي..
- الله يبارك فيكي يا قمر
اقترب منصور ومنى من كاميليا الواقفة بجانب زوجها وهي ترتدي فستان نبيتي جميل :
- ازيك يا كاميليا...عاملة ايه دلوقتي؟
- الحمدلله هانت
- عرفتوا ولد ولا بنت؟
- ولد
ابتسم منصور بتمني:
- ماشاء الله...ربنا يقومك بالسلامة يا حبيبتي..
- ربنا يخليك يا Uncle
أجلى صوته قائلا بأسف:
- كاميليا... انا اسف لو كنت زمان خايف على ابني...انا فعلا اتأكدت أن انتي الوحيدة اللي كنتي تستاهلي ابني وتسعديه...خلي بالك من نديم...نديم مش عشان ابني...بس هو أطيب و أحن راجل في الدنيا...
اومأت كاميليا بصدق :
- ده انا اللي محظوظة به جدا...نديم مفيش زيه فعلا
وانا مش زعلانة من حضرتك...حضرتك أب وكنت خايف على ابنك..
- ربنا يسعدكم يا حبيبتي...و تقومي بالسلامة أن شاء الله
- امين يارب
حذرتها السيدة منى بمرح :
- بقولك يا كوكي يا حبيبتي...اوعي بقى تقولوا هنسمي منصور و على اسم باباه والجو القديم ده
رفع منصور حاجبه بتعجب:
- بقى كده؟
ردت بتبرير:
- بصراحة بقى الولاد يسموا براحتهم...ليه نظلم الطفل ونسمي على اسم الجد... حرام نسميه اسم جديد
- لا وأنتي اللي اسمك لسه نازل حديث السنة دي
هزت كتفيها بلامبالاة:
- ولا اسمي ولا اسمك ...يختاروا لوحدهم... الا بقى لو كان اسم الجد حديث كده ماشي نمشي الدنيا
قهقت كاميليا بضحكة:
- والله يا طنط حضرتك زي السكر...
- حبيبتي يا كوكي...ربنا يعلم انا حبيتك قد ايه وكأنك زي سارة بالظبط
همست كاميليا بأدب:
- احنا هنسمي ادم...ده بعد اذن حضرتك طبعا يا Uncle
أجابها منصور :
- انتي تختاري اللي انتي عايزاه اصلا .. انا بهزر...انتي تعبتي فيه ولو نديم نفسه اعترض قوليلي وانا أتدخل
- لا هو مقتنع بالاسم و بقى حابه كمان
- ربنا يقومك بالسلامة يارب
تدخل نديم قائلا بأدب:
- تسمحولي اخد مراتي الجميلة منكم دقائق
- بس متأخرهاش علينا
سحبها من يدها بعيدا عنهم...لتهمس بسعادة :
-مبسوطة عشان باباك بقاله فترة بقى قريب مني وبقى بيحبني زي طنط منى
اقترب مقبلاً وجنتها :
-أي حد يعرفك لازم يحبك يا قلبي
ليردف بتأكيد:
-أنتِ تتحبي بصراحة
ضحكت بدلال :
-ياربي...انا بعشقك يا نديم والله
لتردف بحب :
-انا بقى بعشق كل فتفوتة فيكِ أصلا
لتصدح صوت اغنية "قلبي ارتاح" لـ محمد الشرنوبي وفراس يرقص مع زوجته بسعادة...
"عرفت معنى الحب ايه
اول ماجت عيني في عينيه
لقيت في حضنك اللي عايزه من الحياه
لقيت في حبك قلبي عايش بس ليك
وعد اني عمري هعيشه ليك
قلبي وروحي بين ايديك
هنسى اللي فات ماللحظه دي
عمري ابتدى
نستني قوام
تعب الايام
مش فارقه هموم دنيا بحالها
دانا قلبي ارتاح"
_________
أخيرا وافق عبدالله أن يردها لعصمته.. لتجد كثير من أقاربه جالسين مع أمه وإخوته..
نظرت سميحة بتأفف باتجاههم بينما ظهرت مسحة من الضيق في عينيهم:
- ايه محدش هيقولي مبروك رجوعك يا سميحة !
مالكم...طبعا كنتو مصدومين اني راجعة بيتي من تاني... عشان تعرفوا اني كنت مظلومة...وعشان تعرفوا أن جوزي حبيبي ميقدرش يستغنى عني...ما انا أم ولاده برضو...و أي واحدة مالهاش لازمة اتكلمت عني نص كلمة تتكتم دلوقتي عشان خلاص سميحة رجعتلكم ياختي..
همست إحداهما باستنكار:
- واضح أن اللي فيها فيها مش هتتغير
فابتهجت سميحة ملوحة بيدها بتكبر:
- ايه مسمعتش مبروك أن جوزي ردني يعني ورجعنا لبعض !
حكت زوجة عمه رأسها بإحراج:
- والله يا سميحة ياختي الواحد مش عارف يباركلك عشان جوزك رجعك...ولا يبارك لجوزك عبدالله أنه اتجوز امبارح !
صاحت سميحة بعصبية:
- انتي بتخرفي تقولي ايه يا ست انتي...مين ده اللي اتجوز!
تطلعت فتاة من أقاربه قائلة بسخرية:
- هو عبدالله مقالكيش أنك بقيتي الزوجة التانية...اصل هو امبارح كتب كتابه عليها...اه و ربنا...البت رضا ما انتي عارفاها...قريبتنا
شهقت سميحة بصدمة صارخة بزوجها:
- وكمان متجوز مطلقة يا واطي !
أوقفتها حماتها قائلة بتهكم :
- سميحة...واضح أن البجاحة وقلة الادب لسه بيجروا في دمك...ده انتي لحد النهاردة كنتي لسه مطلقة وهتموتي وترجعيله ولا نسيتي !
التفتت لها سميحة بصراخ لا يهدأ:
- ارجعله اه بس ارجع على ضرة !؟ انتوا اكيد بتهزروا...
لتركض نحو شقتها تتأكد من شكها:
- انتي طالعة فين...
- شقتي
فسحبها عبدالله من يدها بقوة قائلا:
- لا شقتك ايه ما خلاص ... دي بقت شقة العروسة الجديدة...انتي مكانك هنا يا سميحة في شقة امي..ليكي اوضة فيها انتي وعيالك...
صرخت وهي تشتمه :
- يا واطي يا حقير....والله ما انا سايباك انت والزبالة بتاعتك دي
زفر عبدالله بانزعاج:
- بس يا بت ... مش انتي كنتي عايزة ترجعي خدامة يا روح امك...خليكي بقى اخدمي عيالك وامي...وعيشي معاهم هنا... انا كده كده مش محتاجلك ولا محتاج من وشك كده... عشان قلة ادبك و قلة تربيتك و اللي عملتيه فيا قبل كده مش قادر انسى
هزت رأسها بعنف وهي تبكي :
- لا يا عبدالله...انت اكيد بتهزر...بعد ما رجعتني تطلع متجوز ! والنبي يا عبدالله كدبهم...كدبهم كلهم وقولهم أن سميحة هي الوحيدة اللي مراتي...دول عايزين يشمتوا فينا يا اخويا...دول ستات شريرة أوي...يلا نطلع شقتنا....وانا وانا هصالحك و مش هزعلك ونعيش سوا تاني
زمجر بقسوة:
- مبقتش شقتك يا سميحة...مبقتش شقتك قولنا...بقت لواحدة تانية...مرااااتي الجديدة اللي كتبت كتابي عليها قبلك...واحمدي ربنا اني رجعتك بعد ما هي وافقت بالعافية...اخرك معايا اصرف عليكي انتي والعيال وتقعدي مع امي غير كده ملكيش اي حاجة عندي...فااااهمة
صرخت بهستيرية:
- ده ظلم...ظلم ظلم
- مش عاجبك ارجعك لأمك وأخواتك تاني
شهقت بحرقة:
- لا لأ مش عايزة...مش عايزة اطلق لأ
قهقه قائلا بضحكة :
- انتي مشكلتك في الطلاق بس يعني !!
وماله خليكي قاعدة مع امي بس يكون في علمك...اتفاقي معاكي قبل ما ارجعك مش هيتغير... مفيش تليفون...مفيش خروج عند امك ولا عند اي حد... مفيش رغي مع حد
- انت عادي عندك تطلقني تاني!!! عادي عندك؟
هز كتفيه بلا مبالاة:
- مش فارقلي...كده كده مش هعتبر نفسي متجوز واحدة بس !
اقتربت منه وهي تلمسه من ذراعيه :
- ده ازاااي...أنا بس اللي كنت مراتك
دفعها بعنف قائلا:
-متلمسينيش... ابعدي ايدك كده عني
انا راجل ظالم...عاجبك بالعيشة والشروط دي براحتك...مش عاجبك خلاص...قولتلك مش فارقلي
دمعت عيناها بذل:
- رجعتني عشان تذلني صح؟ عشان اهلك يشمتوا فيا تاني
صرخ بغضب :
- انتي ربنا اداكي بدل الفرصة اكتر..وانتي كنتي كل مرة تدوسي عليها وتتنططي عليها...
انتي السبب في كل ده...انتي ليه تكلمي علاء ده من ورا جوزك ! تتحايلي عليه ميجيبش سيرتك ؟
هو اللي عامل حاجة غلط يخاااف؟
اللي واثق من نفسه يقف في وش التخين ويقوله انا صح
لكن انتي لا...من اول ما اخو دنيا وعم سعيد دخلوا بيتنا وعينك كانت مهزوزة..حتى لو معملتيش حاجة غلط وطلعتي بريئة..بس كسرتي حاجة كبيرة اوي يا سميحة...كسرتي الثقة اللي كانت بينا...و الثقة طالما اتكسر منها حتة يبقى خلاص..
ليردف بصرامة قائلا:
- لآخر مرة يا سميحة بخيرك بالوضع عشان متقوليش اني ظالم...انا رجعتك عشان ولادك مش اكتر...عايزة تعيشي بالوضع ده... تمام...مش عايزة من بكرة أطلقك وترجعي لأهلك..
جلست على الأرض صارخة بحرقة:
- انا بكرهك يا عبدالله....بكرهك زيهم بالظبط...كلكم وحشين وحشين اوي....محدش بيحبني...لييييه... ليه بتدمروني...
________
"عاشر بمعروفٍ فإنك راحلً
‏واترك قلوب الناس نحوك صافية 
‏واذكر من الإحسان كلَ صغيرةٍ
‏فالله لاتخفى عليه الخافية 
‏لا منصبً يبقى ولا رتب هنا 
‏أحسِن فذكرك بالمحاسن كافية
‏واكتب بخطك إن أردت عبارة
‏لاشيء في الدنيا يساوي العافية"
-للشاعر.. أحمد بن زهران العزري
*****
بعد مرور أيام...
كانت جالسة على السرير بتعب .. وبجانبها شقيقتها وهي تناولها الدواء والطعام بتعب
كزت سماح على أسنانها وصرخت وهي تهرول :
- طلع متجوز قبل ما يرجع بنتي الواطي الحقير...منه لله
صاحت بها شقيقتها بضيق:
- تاني يا سماح؟ تاني بتطلعي نفسك من المشكلة وانتي اللي زارعاها بنفسك ؟
دي نتيجة تربيتك...نتيجة كل حاجة وحشة علمتيها لعيالك...انتي مش بس دمرتي نفسك..دمرتي عيالك...وكل حاجة...ظلمتي ناس مالهمش ذنب
غمغمت بنبرة متعبة :
- مكنتش اعرف ان كل ده هيحصل...تعبت...تعبت يا اسماء ونفسي ارتاح... بحلم احلام وحشة اوي...مش عارفة انام...مش قادرة... حتى رجلي مبعرفش انام منها...انا بيجي عليا وقت مقدرش اجيب لنفسي كوباية الماية...كانت بنتي بتجيبلي اشرب..دلوقتي افضل انادي على الواد سميح ولا يعبرني...كان سامح يبص عليا ويشوفتي محتاجة حاجة...دلوقتي ولا بيجيلي حتى
رجلي مبقتش شايلاني زي الاول...انتي عارفة أن انا بجر نفسي...ولولا الاكل اللي بتعمليهولي اهو بسند نفسي لحد ما اسخنه
- لا حول ولا قوة الا بالله... ربنا يشفيكي يا سماح...
همست بنبرة باكية مرتعبة:
- انا خايفة اوي يا اسماء...بقيت لوحدي... لا بنت بتجيلي زي الاول ولا ابن بيسأل فيا وابني التالت ده مع نفسه...بالله عليكي يا اسماء اوعي تقطعي بيا...ده انتي الوحيدة اللي بقيتي واقفة جنبي...حتى رغم اني متخانقة معاكي قبل كده و اذيتك انتي وبنتك...بس رغم كده مهونتش عليكي
- عشان انتي اختي... انا بنتي مقاطعاني بسببك يا سماح بس هعمل ايه...هرميكي يعني زي ما عيالك عملوا فيكي !
لتنظر إليها سماح بعتاب ... فصححت قائلة بنفاذ صبر:
-يوووه مش قصدي بس يعني انتي عارفة انك ظلمتي بنتي و اتكلمتي عنها قبل كده لحد ما فركشت خطوبتها بسببك وخسرت اللي كانت بتحبه...بس في الاخر انتي اختي...وانا بجيلك من وراها هي وجوزي..ماهو لو عرف هيحصل مشكلة كبيرة دي بنته برضو و زعلان عليها على كسرة قلبها...انتي اتكلمتي وحش اوي عليها...صحيح انا بعامل ربنا دلوقتي..لكن زعلي منك زمان على بنتي لسه محفور في قلبي يا سماح...
ترجتها بتوسل باكية :
- حقك عليا ... سامحيني...وخلي بنتك وجوزك يسامحوني...انا مبقاش ليا حد
ردت بجدية:
- متأخر اوي يا اختي ... متأخر اوي ... في تصرفات صعب يتسامح فيها...عياط بنتي كل ليلة وبحاول اقولها  خالتك مكنش قصدها وهي تقولي لا يا ماما...كانت قاصدة كل حرف....سنين بتمر وبنتي لحد دلوقتي فاكرة كل كلمة...يلا انا لازم امشي
لتمسكها من ذراعها برجاء:
- يعني مش هتباتي معايا ؟ انا انا مش عارفة انام صدقيني...بخاف بخاف اوي يا اسماء...بحلم بيه...بحلم بجوزي...و كوابيس تانية مرعبة
- مش هينفع صدقيني... ابقي خلي الواد سميح يبات معاكي...وانا هحاول اشوفلك ممرضة تجيلك..عشان لو معرفتش
لتتركها اختها وحدها...بينما سماح تشهق بتعب وهي تصيح قائلة بتوسل من ربها :
- يااارب رحمتك....ارحمني من العذاب ده... ارحمني من عندك
________
كانت ميادة تتحدث مع زوجة شقيقها بالهاتف، لتنصحها قائلة:
- بصراحة كده يا ميادة انا لو مكانك اخد منه المحلات بتاعته واخلع من البيت كله
هزت ميادة رأسها بنفي :
- لا يا بت..انا مش هسيبه.. راجل بيصرف عليا وعلى امي...و عملي اللي طلبته منه...انا ممكن اكون طمعت اه...لكن مغدرش ابدا يا بت لإيد اتمدتلي..سامح رفعني لفوق...حسسني اني اتساوى بأخته سميحة وأمه عشان ميرفعوش عينهم عليا ولا يذلوني بفقري
- حبيتيه يا ميادة؟
همست ميادة بتلقائية:
- حبيت الراحة... إحساس الراحة بعد عذاب ومرمطة وقرف احلى بكتير من كل اللي فات...هي الواحدة مننا هتعوز ايه غير راجل يصرف عليها وعلى أهلها...هو في راجل يعمل كده !
صحيح سامح محروم من الخلفة اه...بس هعمل ايه..مش بعد اللي عملوا معايا...وبعدين انا عاجبني كده علاقتنا...انا عارفة امشيه صح... ساعات اه بيتعوج بس خلاص يا بت اخدت عليه وهو اخد على طبعي
- طب وهو بيحبك؟
ردت بتلقائية:
- بيحب أمه وأخواته...وانا عشان شخصيتي زيهم وأقوى...عرفت اخليه يحبني زيهم ويسمع كلامي
لكن لو كنت طيبة و هبلة مكنتش عرفت امشي اموري معاه خالص... ولو كنت فضلت اسمع تعليقاته السخيفة على شكلي او اي حاجة فيا من غير ما اعرف ارد عليه كان زماني منهارة نفسياً...بس انا عرفت أخد حقي وامشي اموري معاه صح.. فهمته و فهمني...انا وهو زي بعض ولايقين على بعض...ومش هسيبه..
________
اخذها نديم وحدها وطلب من فاتن اصطحاب دانا معها
لياخذها معه بالسيارة إلى مطعم بداخل قرية سياحية.. يطل على حمام سباحة من الخلف
كان المكان فارغا من اي شخص..
بديكور ابيض
وعلى الأرضية شموع بيضاء على شكل قلب تضيء المكان بطريقة رائعة
ويزين المكان بعض الحرائر تطير بشكل لطيف...
ليأخذها معه ويجلسا على طاولة مخصصة لهم عليها كعكة كبيرة للعيد ميلاد ... بعدة ادوار
وعلى جانب الطاولة باقة زهور حمراء بغلاف ابيض
ليناولها إياها .. شهقت كاميليا بمفاجأة:
- فكرتك هتنسى... عشان كنا مشغولين بفرح فراس امبارح
ابتسم وهو يضمها إلى صدره قائلا:
- ولا عمري انسى حاجة تخصك ابدا
ليضيف برقة :
- كل سنة وأنتِ طيبة يا حبيبة قلبي
همست بحرج:
- وانا اللي قولت اكيد الفترة اللي فاتت مش عجباك أو مبقتش جميلة زي الاول عشان كده نسيت عيد ميلادي
نظر لها بإعجاب رهيب ... هو لا يكذب عليها .. هي فعلا ما زالت جميلة وجميلة بعينيه
نظر لها باستنكار:
-مبقيتش جميلة؟
ليهمس بنبرة خشنة :
-ده الجمال منسيش فيكي هفوة الا وعدى عليها يا كراميلا !
ابتسمت كاميليا وهي تقبله من وجنته بحب :
- مفكرتش تسيبني وتقول أنا مالي بكل ده !
دي بنتي طلعت عينك لي في الاول...وانا كمان !
همس بدون تفكير :
-قدري...حد يهرب من قدره ونصيبه !
ابتسمت كاميليا:
- يا عمري انت..وانت احلى قدر في الدنيا كلها
همس وهو يقبلها بحب:
-بجد اتخانقنا كام مرة.. وحصلنا مهما حصل.. ومكملين مع بعض
ليردف قائلا بغمزة:
-اقتنعت انك نصيبي وقدرى يعنى
اغمضت عيناها قائلة برقة:
- انا مبقتش عايزة حاجة من الدنيا غيرك اصلا
 يتبع......
يوم ولادة آدم...
في إحدى المستشفيات الكبرى في كندا
كان نديم يحاول الصمود والتماسك بينما زوجته كانت بداخل غرفة العمليات تشعر بالخوف .. لم يكن معه غير والده و زوجته، و زوج اخته
تعالى صوت صراخ خفيض تسلل إلى قلب نديم ، ابتسم وهو يحمد ربه .. بدأ الجميع في التحية عليه قبل أن يخرج الطبيب قائلاً باللهجة الأجنبية:
- مُبارك لكم.. طفل جميل، ويمكنكم رؤية الأم الآن
ثم ذهب نديم إليها بخطوات متسرعة ليجدها مستلقية متعبة ، ثم اقترب من تقبيل جبهتها وتهامس بسعادة:
- مبروك يا حبيبتي...آدم وصل بالسلامة
بعيون متعبة تهمس بصعوبة:
- آدم فين؟
أجاب نديم ، وهو يمر أنفه على خديها ليخفف من حدة تعبها:
- هيجي دلوقتي
ودخل الجميع لتهنئتها ، وبعد بضع دقائق تدخل الممرضة بيدها الطفل, لتناوله لنديم فتضعه بين يديه بالقرب منه، ابتسم ووضع يديه على وجهه لإخفاء الدموع التي تسللت إلى خده و تأمله بدموع الفرح التي شقت طريقها إلى خده وهو يأذن له بصوت جميل متأثر بالقرب منه كما علمه والده من قبلها..
ومن ثم يرفع اقرب بين يديه وهو يحرك أنفه على أنف الطفل بسعادة وتأثر.
لينظر له بكل حب و حنان الأب الذي يجربه لأول مرة.
ليناوله بعدها لزوجته التي دمعت عيناها قليلا من شدة سعادتها به وطفلها الرضيع يقترب من خدها الناعم  .. بينما تضع يدها على وجه الطفل ليفتح فمه الصغير لتخرج شهقة صغيرة منه تلاها صراخ طفولي صغير, فطلبت منها الممرضة أن تطعمه ليخرج بعدها والده و زوج شقيقته بعد أن باركوا لها ولنديم.
____________________________
بعد مرور ثلاث سنوات...
هذه الطفلة الصغيرة التي تبلغ من العمر عامين فقط، دخلت بقدميها الصغيرتين إلى غرفة والديها فمن حسن حظها أن كاميليا تركت الباب مفتوحاً بالخطأ ، كانت شبيهة جدًا بأختها دانا في الشكل ، لكن شعرها كان أفتح قليلاً مع خصلات شقراء متوسطة اللون وقصيرة تصل إلى كتفيها ، وعيون زرقاء مثل والدها ، وملامح صغيرة بريئة توحي بالرقة والشقاوة..
لتدخل إلى غرفة الملابس الخاصة بوالديها بكل هدوء حتى لا يسمعها أحد وبالتحديد تتجه نحو الركن الخاص  بزاوية أحذية والدتها ، عيناها الزرقاء الجميلة تتساقطان باتجاه حذاء أحمر جميل عالي الكعب يبدو باهظ الثمن ، فتتسع عيناها بسعادة وحماس وهي تركض نحوه لتنتزعه من مكانه بيديها الصغيرتين.
هامسة بانبهار :
- Wow ...
إيه الـ Shoes الحلوة دي !
لتردف بنبرة عابثة متملكة:
- هاخدها وهتبقى تاعتي "بتاعتي"
ومن ثم بدأت في ارتداء حذاء والدتها ذو الكعب العالي والوقوف أمام المرآة الطويلة في الغرفة ، وهي تدور من خلال بيجامتها.
فهي ترتدي بيجاما من قطعتين بحمالات وتنورة قصيرة باللون الأخضر الفاتح عليها نقش بطيخي طفولي جميل
يتناقض تمامًا مع حذاء والدتها الأنثوي المغري
لتتمشي به أمام المرآة مع الحرص التام حتى لا تسقط، وهي تراعي أن الحذاء أكبر بكثير من قدميها بكثير !
ليصدر عنها صوت نقر الحذاء عشوائياً، وهي تضحك بسعادة
يا إلهي.. تريد أن تكبر وقدميها تكبر حتى تستطيع أن تلبس كل تلك الأحذية أو حتى يشتري لها والدها نفس الشيء ، لقد وعدها ذلك.
وهي تثق بكلامه.
بينما في الخارج ...تنام كاميليا بجانب زوجها على السرير الخاص بهم.. كانت نائمة بعمق وهدوء على إحدى ذراعيه وهو يعانقها كالمعتاد معها ، لتشعر به يتململ في نومه وهي أيضًا من تأثير صوت الطرقات والنقر.
لتهمس بنبرة ناعسة:
- إيه الصوت ده ؟
ليسحبها وهو يأخذها نحو صدره بينما مازال يعانقها، همس بنبرة نائمة تمامًا :
- مش عارف...ايه الدوشة دي مش قادر أفتح عيني
كتمت كاميليا ضحكتها مع الانتباه إلى الصوت الذي تعرفه جيدًا :
- ده المنبه الطبيعي بتاعنا...القردة الصغيرة لانا
لتنهض من مكانها وهي تقبله من وجنته بينما هو يتركها بصعوبة
ذهبت إلى غرفة ملابسها لرؤية تلك الفتاة الصغيرة التي أسماها والدها "لانا" حتى يكون قريب من اسم دانا اختها
لتراها تستدير وتقرع بحذائها الغالي بعشوائية وهي تحاول أن تمشي بخطوات صغيرة حتى لا تسقط
شهقت كاميليا بحذر:
- بتعملي إيه ؟ هتقعي يخرب عقلك
ضحكت لانا بشقاوة قائلة بتبرير :
- بلبس الـ Shoes تاعتي يا مامي
زفرت كاميليا بحنق:
- بتاعتك ايه ؟ دي بتاعتي انا
لتصيح وهي تهز رأسها بنفي:
- No دي تاعتي أنا
دعكت كاميليا جبهتها بتعب :
- إقلعي الهيلز بتاعتي حالا وبطلي تتنططي بيها ... دي قدك يا مفعوصة
ليدلف نديم إلى الغرفة نحوهم، بينما صاحت لانا بابتسامة جميلة وهي تناديه باللقب المدلل خاصتها :
- نيدو.... بابي
اقترب منها نديم وهو يقبلها من رأسها برقة, بينما يسألها باستغراب :
- قلب بابي... إيه اللي انتي لابساه ده ؟
سألته الطفلة وهي تشير إلى قدميها الصغيرتين:
- حلوة الشوز الجديدة تاعتي أنا..
ابتسم بإعجاب, وهو يرفع حاجبه بذهول :
- حلوة يا لولي بس مش شايفة انها مقاسك كلك على بعضك...
لتنظر لانا إلى امها قائلة بشقاوة:
- نيدو قالي حلوة....خلاص دي تاعتي أنا
ضحكت كاميليا وهي تهتف بخوف :
- مش هتسكتي غير لما تقعي بيها وانتي ماشية انا عارفة والله اخرتها !
هزت رأسها نافية:
- لأ مس هقلعها أنا هاخدها و امشي بيها
ضحك نديم قائلا بنبرة غامضة:
- و مين قالك اصلا انك محتاجة تمشي ؟
انتي تتشالي كده
فأخذ ابنته بين ذراعيه ليرفعها عالياً والحذاء يسقط من قدميها .. بينما يرفع طفلته إلى الهواء وضحكات الفتاة تتعالى.. وهو يعاود الكرة.. مرة بعد مرة.. حتى ضحكت بسعادة وحماس وأخيرا تستقر على صدر أبيها معانقة إياه.
لتنظر الطفلة إلى قدميها فلم تجد الحذاء :
- نيدو... بابي.. الشوز تاعتي وقعت
- هجيبهالك يا حبيبي
همست كاميليا باعتراض :
- والله !
غمز لها نديم بعبث :
- هجيبلك غيرها يا كراميلا
هتفت كاميليا بحنق وهي تناول طفلتها الحذاء:
- دي استولت على نص الـ heels بتاعتي خلاص !
لتأخذهم طفلته إلى حضنها معانقة إياهم وهي تقبل امها من وجنتها
ضحك نديم وهو يهتف بنبرة ساخرة:
- كفاية Heels بقى يا لولي هتدمري نفسك
صاحت الطفلة ببراءة :
- بحبهم.. بحبهم
ليرن هاتف كاميليا وهي تتجه نحو غرفتها لترد على المربية الخاصة بأطفالها وهي تقول :
- مدام كاميليا... آدم ابن حضرتك مش موجود في أوضته و دورت عليه في كذا مكان مختفي تماماً !
ودانا مش راضية تصحى عشان تروح المدرسة
صاحت كاميليا بضيق وهي تغمض عيناها :
- دي كملت !
ليدخل إليها زوجها ويعرف منها ما حدث، فابنه كعادته هرب منهم لمحاولته في الإخفاء كعادته..
تولى نديم هذه المهمة وذهب للبحث عن ابنه في الطابق الأرضي من الفيلا أثناء الاتصال به. عادة ما يختبئ في ذلك المكان في غرفة المعيشة.
هتف بصوت عال:
- آدم... أنت فين ؟
ليردف بتحذير :
- ما انا هلاقيك في الاخر كده كده
هو كتفيه بلا مبالاة:
- طيب براحتك... بس والله لو ما ظهرت لوحدك؛ لأخدك بنفسي اوديك الحضانة... اصل كده كده انت هتروح
ليظهر فجأة أمامه الطفل البالغ من العمر ثلاث سنوات لديه شعر بني غامق وعينان زرقاوان جميلتان وبشرة بيضاء، يهمس ببراءة طفولية :
- انا مش عاوز اروح الحضانة دي مش بحبها
رفع حاجبه بسخرية :
- اومال بتحب ايه ؟ بابچي !؟
اتسعت ابتسامته بشدة:
- أيوة بحبها اوي
ابتسم نديم قائلا بنبرة شيطانية :
- سهلة دي ... افصلك النت خالص..
صاح الطفل بنبرة حزن شديدة :
- لا لأ يا بابي...
- هتروح الحضانة ولا لأ ؟
اومأ بأدب :
- هروح هروح
- وبعدين لازم تبقى شاطر كده...عشان تبقى راجل و مسؤول عن اخواتك... صح ولا إيه ؟
ابتسم بسعادة قائلا:
- صح..انا عايز ابقى راجل كبير زيك
- خلاص يبقى تروح الحضانة و تخف شوية من أم اللعبة دي
- بس انا بلعب في تيم خالو كمال
صفق نديم قائلا بنبرة ساخطة وهو يحمله على كتفيه :
- ماشاء الله على القدوة
_______
- آدم انا مش قولتلك قبل كده تبطل تهرب و تستخبى مني
صاحت كاميليا به بزعل بعد أن انتهت من إيقاظ دانا وتغيير ملابسها..
اعتذر لها ادم بأسف:
- سوري يا مامي...بس انتي عارفة مش بحب اروح الحضانة
شدتها تلك الطفلة الصغيرة لانا من ملابسها قائلة بتوسل:
- مامي...ميكي انا أيزة "عايزة" اروح الحضانة زي آدم...او المدرسة زي دانا
زفر آدم برجاء :
- ياريت يا لينو...تعالي نبدل
هزت كاميليا رأسها بنفي :
- مينفعش يا لينو انتي لسه صغيرة
عقدت ذراعيها بعناد :
- لا انا أيزة اروح زيهم يا ميكي...أيزة بدل مع آدم
قبلتها دانا من وجنتها قائلة بتبرير :
- انتي لسه بنوتة صغيرة..كمان سنة هتروحي
أضاف نديم بغمزة عابثة :
- يا لولي حتى عشان تنامي براحتك كده وتلعبي..
صفقت بحماس طفولي:
- انا نام و ألعب..
لتضيف إلى اخواتها بغيظ :
- وانتوا روحوا الحضانة والمدرسة
صاح كلاً من دانا وآدم بنبرة حزينة :
- يا مااااامي دي بتغيظنا !
حذرتها امها بأدب:
- عيب يا لينو ماتغيظيش اخواتك
- اوكيه ميكي
تدخلت المربية في ذلك الوقت قائلة:
- يلا يا ادم عشان الباص زمانه جاي...و انتي يا دانا قومي عشان تفطري...ادم مش هيلحق
- حاضر
ليقبل أمه من وجنتها قائلا:
- مامي انا عايز اكون راجل زي بابي..عشان كده هروح الحضانة
عانقته أمه بسعادة :
- يا روحي...يارب...هتكون احلى راجل في الدنيا
ليقترب من لانا قائلا بحنان طفولي:
- هاتي بوسة يا لينو..
قبلته لانا من وجنته :
- هستناك عسان نلعب يا دومي
- اوكيه
ليردف وهو يتقرب من شقيقته الكبرى :
- دونات...هاتي بوسة
عانقته دانا وهي تقبله من وجنتيه :
- احلى بوسة واتنين يا دومي...بس خليك شطور و اسمع كلام المس بتاعتك
- حاضر
لينادي عليه والده بعتاب لطيف :
- تعالى هنا .. فين البوسة بتاعتي انا
ركض نحوه وهو يمطره بعدة قبلات قبل أن ينزل الى الاسفل مع المربية خاصته.
__________
بعد مرور نصف ساعة..
على طاولة الطعام.. انتهت دانا من الافطار الصباحي الجماعي لهم، نهضت وهي تأخذ حقيبتها الصغيرة، وسلمت على امها ونديم وقبل أن تخرج... هتف نديم بمرح:
- هتمشي قبل ما تاخدي الشوكولاتة البيضا بتاعتك ؟
اتسعت ابتسامتها الجميلة وهي تعود إليه مرة أخرى ليناولها قطعة من الشوكولاتة البيضاء التي تعشقها.. ليردف بعدها وهو يناولة مصروفها الشخصي الخاص به :
- و مصروفك
همست بأدب:
- اخدته من مامي
رفع حاجبه باستنكار :
- انا ماليش دعوة بمصروف مامي...مصروفك مني ده هيفضل أساسي
ابتسمت وهي تقبله من وجنته بنعومة:
- بحبك يا بابا
ضمها إليه بحنان حقيقي قبل أن تودعهم وتخرج :
- وانا بموت فيكي يا حبيبة بابا... ده انتي بنتي الاولى
عقدت لانا ذراعيها حول صدرها بعتاب طفولي :
- انت بتحب دونات اكتر من لولي
ليسحبها من مقعدها ويجلسها على قدميه قائلا بتبرير:
- لا انا بحبكم انتوا الاتنين اكتر من بعض..بس عشان دانا كبيرة وبتسمع الكلام
- وأنا .. انا بسمع الكلام أصلا
قهقه نديم ضاحكا :
- حصل على يدي...
انتهى من إفطاره واطعام طفلته الصغيرة لانا بمساعدته هو و أمها، وضعها على الكرسي بجانبه هامساً برجاء :
- مش عايز شقاوة يا لولي هاه...مش عايز استكشاف في البيت..عارف ان دي موهبتك المفضلة...مش عايز ناني تشتكي منك ولا مامي.. عشان مامي رايحة الشغل بعدي
- اوكيه يا نيدو ... لولي حبيبتك سطورة "شطورة"
- تموتي في الكلام بس..لكن فعل مفيش
ليردف قائلا إلى زوجته بابتسامة:
- خلي بالك من نفسك يا كراميلا...لو حصل أي كوارث لحد ما تمشي كلميني
ضحكت كاميليا قائلة:
- حاضر... انا هروح كمان ساعة الموقع عشان فيه تصميمات من المكتب هاخدها معايا وهبص على حاجات هنا
- ماشي يا حبيبي ... ابقي طمنيني عليكِ وانتي نازلة
ابتسمت كاميليا بفخر قائلة:
- اجمل حاجة فيك انك مش بتقدر تفرق بنتي عن آدم ولانا خالص..ده انت حتى بتعاملها احسن منهم.. وعمرك ما زعلتها
صحح لها قائلا:
- اسمها بنتنا...دانا فعلا بحسها بنتي بجد...بحسها من دمي.. شبههي..مش بس شكل...لا بحسها شبههي في الشخصية في الروح...جميلة و طيبة أوي...
- انت اطيب و احن أب في الدنيا بجد... ده حقيقي على فكرة انت طيب اوي يا نديم...
همس لها بنبرة صادقة وهو يقبل يدها :
- وأنتِ حبيبتي ومراتي وبنتي وصاحبتي وكل حاجة ليا أصلا
اتسعت ابتسامتها بسعادة :
- بحبك أصلا
- متنسيش بالليل هنروح عيد ميلاد سارة
- حاضر وانا عاملة حسابي اروح بدري
- هتروحي الشغل بعربيتك؟ ولا ابعتلك السواق
- لا يا حبيبي هروح بيها انا خلاص اتعودت اسوقها كويس
ابتسمت وهي تتذكر عندما اشترى لها سيارة باهظة الثمن كهدية لها بعد إنجابها آدم كهدية لها
_________
في المساء..
ارتدت فستان باللون الاحمر طويل، وتركت شعرها منسدلا، بينما ساعدتها المربية بتجهيز أطفالها الثلاثة..
وعلى الجانب الآخر كانت ابنتها الصغيرة لانا واقفة وحدها وهي تعانق حذاء كعب عال باللون الازرق ؛ لترتديه بعدها مصممة أن ترتدي مثل امها تماما ومع منهادات ونقاشات امها وهي لا تسمع لها..
بحق الله ! كيف تذهب هكذا معهم؟
الحذاء كبير جدا عليها
ليأتي بعدها والدها إليها وهو يرتدي قميصاً باللون الابيض يزيده وسامة وبنطاله.. ليقترب منها وهي تركض نحوهه حتى سقطت على ركبتيها بسبب الحذاء الكبير، فحملها بسرعة وهو يهدئها محاولا اسكاتها، فأمها كانت تساعد آدم في انتهاء تجهيزاته هو وشقيقته دانا
وبعد محاولات من تهدئتها والتأكد انها بخير..وضعها على السرير وهو يخرج حقيبة من خلف قدميه بها حذاء صغير ذو كعب قصير باللون الازرق والابيض الشفاف لتتبدل ملامح طفلته من الحزن إلى السعادة وهي تضع يدها الصغيرة على وجهها وتأخد منه الحذاء ويساعدها في ارتدائه لتقترب منه وهو يمسك يدها ويقبلها وكأنها اميرته الصغيرة
- ايه رأيك ؟ احلى من الحاجات الكبيرة عليكي بتاعة مامي
همست بإعجاب :
- حلوة اوي..سبه الكرتون اللي بحبه سندريلا
- شوفتي بقى...انا جايبلك حاجة حلوة ازاي... وشوفتي مامي كان عندها حق لما قالتلك هتقعي في مرة
أجابته بأسف:
- سوري يا بابي...انا مس هاخد حاجة مامي تاني... وهلبس ده
- شطورة يا قلبي انا... وانا كل ما تسمعي الكلام هجيبلك كل اللي نفسك فيه
- اوكيه
- تيجي احطلك مانيكير على ما مامي تخلص
صفقت بسعادة وهو يحضر لها علبة طلاء الاظافر الصغيرة خاصتها و احضر منشفة و مناديل وهو يبدأ بتلوين أظافرها الصغيرة بعناية لتجلس بعدها واضعة يدها بأدب منتظرة حتى يجف... لتدخل بعدها شقيقتها دانا تطمئن عليها فاتسعت ابتسامتها عندما رآتها منتهية من كل شيء
فأخذ نديم يدها ليطلي أظافرها بالطلاء الوردي مثل شقيقتها الصغرى، فهو لا يفرق ابدا بينهم في المعاملة
بعد الانتهاء اخيرا من تلك المهمة...دلفت كاميليا هي و آدم وشعرت بالفخر عندما رأته أنقذ الموقف مع لانا فهو طلب منها الاعتناء بآدم وسوف يتصرف هو مع لانا..
خرجوا سوياً للذهاب إلى حفل العيد ميلاد وما أن وصلوا إلى ڤيلا والده فسارة جهزت الحفل هناك.
حتى طلبت لانا من والدها أن يحملها فنفذ لها طلبها, لتتفاجئ كاميليا بابنها آدم يطلب منها نفس ذات الطلب، فهمست قائلة بنبرة مازحة وهي تحمله:
- انتوا بتعلوا على بعض صح؟
وفي ثوان كان نديم يحمل دانا مثل لانا لتحاول دانا الاعتراض بأدب:
- انا خلاص كبيرة يا ديم
- انتي تكبري براحتك على اي حد بس مش عليا...هتفضلي بنوتي الصغيرة برضو
قبلته دانا من وجنته وما أن دخلوا إلى مكان الحفل حتى نزلت دانا من حضنه وأخذت معها آدم ليأخذهم اسر حتى يلعبوا سوياً
ذهبت فاتن إلى الحفل وهي تسلم على شقيقتها و لانا ومعها ابنها الصغير "محمد"
همست لانا إلى ابن خالتها:
- ازيك يا ميدو
همس الطفل بتلعثم بكلمة واحدة فقط:
-لينو..
هتفت فاتن بحسرة:
- اشمعنا الاسم ده الوحيد اللي بتنطقه وكمان بتدلعها...ده انا امك وبقالك ٣ سنين مش عارف تنطق اسمي حتى !
ضحكت كاميليا قائلة:
- لسه برضو مش عارف يتكلم كويس
- وحياتك لسه.. متأخر اوي في الكلام..مع أنه أكبر من لانا...مش عارفة ليه كده
هزت فاتن رأسها بغيظ:
- مش طالع لأمه لأ...ده انا كنت بتتكلم وأنا لسه في بطن ماما...
قهقت كاميليا ضاحكة, لتردف فاتن بجدية:
- لا بجد انا اتولدت متكلمة على طول...عيالك شكلهم طالعين ليا
- يخرب عقلك يا فاتن.. متقلقيش شوية وهيتكلم...انتي بس شوفي دكتور تخاطب وهيبقى تمام
- اهو قولت لاحمد وهنشوف كده...بس سيبك قوليلي ايه القمر والشياكة دي
- والله انتي اللي قمر يا تونا
لتردف بابتسامة وهي تنظر حولها:
- تعالي نسلم على طنط منى...يلا يا لينو انتي ومحمد
- لا هنلعب سوا جنب بابي
- ماشي يا حبي
__________
على طاولة السيدة منى.. كانت تجلس بجانبها فتاة من أقاربها..اقتربت منها كلا من فاتن وكاميليا وسلموا عليها..
لتهتف فتاة منهم قائلة :
- ايه يا طنط .. حضرتك مش هتقنعي مامي..
- كنا لسه بنتكلم عن الانفصال..وانا بنصحها بلاش
سألتها كاميليا :
- ليه؟
- عشان وجهة نظرها ناحية الطلاق مش صح.. ومش زي ما مامتها قالتلها تسيبها براحتها وأن دي حريتها..الطلاق مش كده..لازم تبص للنقط التانية...وغير كده في بينهم طفلين وجوزها مش وحش للدرجة.
- انتي ايه رأيك يا كاميليا...بذمتك مش الطلاق حلو...انا حاسة أن هعيش حياة احسن بعد الطلاق
هتفت فاتن بنبرة حاسمة:
- الطلاق يا بنتي مش صورة بنتصورها و احنا واخدين pose ونبين قد ايه مبسوطين و عاملين شعرنا وبنلبس حلو و بنضحك.. انتي فاهمة الطلاق غلط على فكرة
ردت كاميليا بنبرة واقعية:
-الطلاق نهاية احلام حلمناها لنفسنا و اتقلبت كوابيس.. الطلاق بداية مسؤولية و هم تاني خالص مع اولاد صحتهم النفسية المفروض بتكون اول اهتماماتنا في الوقت ده.. ممكن جدا يكون الطلاق احسن قرار في حالات كتير صعبة
اومأت السيدة منى بإيجاب:
-بس أكيد مش حاجة Fun نشجع بعض عليها خالص ونقرر فجأة ننفصل
ردت كاميليا بحكمة:
- الست لما بتنفصل أحيانا بتسيب نفسها لاكتئاب و مهدئات او تغير ستايلها و تغير شخصيتها..الحمد لله انا ماعملتش لا ده و لا ده .. روحت لثيرابيست شاطرة جدا...الحمدلله محتاجتش اي علاج أدوية نهائي مجرد علاج بالفضفضة بس
شغلت نفسي في شغل بدأت من الصفر و طبعا بنتي في حضني و الحمدلله ربنا عوضني بأكتر ما اتمنى في كل حاجة و دي مش شطارة مني و لكن على نياتكم ترزقون 
فالحمدلله كل اللي بيشوفني مش بيعرف قد ايه الواحد عافر قد ايه واستحمل قد ايه عشان مهدش البيت بسهولة
بس سبحان الله من كرم ربنا عليّ دلوقتي بحكي قصتي كأني مش انا اللي عيشتها و من رحمة ربنا اني نسيت فعلا معظم الاحداث اللي حصلت وحشة... انا بحكيلك وكأني بفتكر حاجات مكنتش عايزة افتكرها...
بس اللي عايزة  اقولهولك أن الست الذكية هي اللي بتفوق لنفسها و حياتها و طموحاتها بعد طلاق و زوج مريض دمر حياتها
لتردف بنبرة قوية:
-الطلاق مش سهل على فكرة ابدا 
و مسؤولية ولاد لوحدك مش سهلة 
فـ مش شوية مكياچ ولبس وخروج هما اللي بيخلوا الطلاق يتنسي.. لا خالص
انا دلوقتي فخورة وبحمد ربنا على راحة البال و الهم اللي انزاح فعلا عشان احيانا بيكون الطلاق رحمة زي حالتي ...متنخدعيش بجد بالمظاهر
ابتسمت منى بفخر :
-أنا فخورة بيكي يا كاميليا.. فخورة بقوتك قوة الست اللي بجد اللي خليتك تحسي انك احسن من مليون راجل و انك فعلا كنتي قد المسؤولية
ردت فاتن بضيق :
- الطلاق ده بجد ظاهرة تستحق الدراسة!
قاطعتها كاميليا :
- والله الموضوع مش محتاج دراسة ولا حاجة.. الرجالة بقت مش فاهمة الجواز.. مفيش حد بيوعي الراجل، التوعية كلها للست بس، حافظي على بيتك و جوزك و إلبسي له و دلعيه و ربي عيالك 
لكن محدش بيقولهم احترمها و قدرها و صونها..
الغلط طالع مع التربية و البيت 
اومأت منى موافقة:
- مفيش حاجه اسمها انتي الست فـ لازم تستحملي وتبقي مجبورة على العيشة وتحاربي علشان بس البيت ميتخربش وهو الراجل عادي لو غلط هو ده اصلا اللي بيترتب بعديه الطلاق !
التفتت كاميليا إلى الفتاة قائلة:
- بصي لحياتك وجوزك يا بنتي لو لقيتي اسباب قوية مقنعة اتكلمي مع حد واثقة فيه..واتكلمي معاه هو...مجبش نتيجة خلاص
- طب انتي جوزك كان ايه عيوبه؟
ردت فاتن بنبرة ساخطة:
- ابن امه...وابن أمه ده نقلبه على طول مينفعش نكمل معاه !
- لا هو الحمدلله مش ابن امه ولا بيمد ايده عليا ولا خاين بس بنتخانق كتير ... و مامي بتقولي عادي براحتك وانا زهقت من مشاكلكم
- بصي الطلاق لو فيه أهل ساندينك وفلوس وشغل بيكون الموضوع ارحم شوية اه لكن طبعا فيه تعب نفسي ومعنوي...بس لو مفيش سبب قوي للطلاق يبقى حاولي تصلحي علاقتكم
- بس كل اصحابي بينصحوني بالطلاق وأنه عادي
قالت كاميليا بتنبيه:
- بصي محدش خرب بيته هينصحك انك تصلحي بيتك
كله هيقولك الطلاق جميل ماشاء الله..لكن نصيحة يا بنتي متسمعيش لأي حد ولا تاخدي رأي حد مش ثقة في حياتك..وحاولي تصلحي حياتك معاه لأقصى مجهود عندك وخلي عندك نية انك مش عايزة تخربي بيتك، ربنا وقتها هيساعدك..خراب البيت مش سهل
- شكرا يا كاميليا بجد انتي طلعتي جدعة اوي
- أن شاء الله ربنا هيكتبلك الخير
لتأتي بعدها دانا إلى امها فأخذتها امها عندما تذكرت شيء ما 
- دانا يا حبيبتي...عايزة اتكلم معاكي في حاجة..
- اتفضلي يا مامي
- باباكي طلب أنه يشوفك...طلب من المحامي
توترت ملامح الطفلة :
- يشوفني...بس انا خوفت منه اخر مرة
- عارفة...بس ده حقك قولت اقولك وانتي اللي في ايدك الاختيار...انتي حابة أو لا محدش يقدر يجبرك..
- انتي شايفة ايه يا مامي
- بصي يا قلب مامي...ده براحتك انتي ...بس هو في الاول وفي الاخر هو ابوكي...اسمه للأسف مرتبط بيكي طول العمر...منقدرش نمحي أو ننسى حاجة زي كده ومين عالم يمكن فعلا يكون اتغير وندم عليكي طالما حاول يرفع رؤية.. ويطلب يشوفك..وحتى لو مندمش ..انتي اديله فرصة...لو كان كويس خلاص براحتك...انا علاقتي به اه منتهية لكن علاقته بيكي دي مستمرة مدى الحياة...
- خلاص يا مامي هقعد معاه مرة كمان...بس مش عارفة ليه انا محبتوش...مش عارفة حاجة جوايا كانت خايفة منه ... بس يمكن يكون بقى مؤدب مش نوتي او عصبي زي الاول
- بصي يا حبيبتي انا هنصحك بحاجات تمشي عليها العمر كله ... اوعي تعملي حاجة انتي مش راضية عنها.. اوعي توافقي على حاجة ضد إرادتك و مبادئك و رضاكي و إمكانياتك و طاقتك، اوعي تيجي على نفسك و توافقي على حاجة مش حباها عشان خاطر حد، قولي لا و اتناقشي و اتكلمي و عبري عن اللي جواكي من غير ما تجرحي اللي قصادك.. بس اللي قدامك لازم يعرف انك رافضة.. لأن بعد كدة بيبقى أمر مُسّلم بيه و هتوافقي على حاجات تانية كتير اوي بعد كدة عشان مش هتقدري تغيري رأيك اللي وافقتي عليه و انتي مش راضية اول مرة... و بعد كدة كل الناس و اقرب الناس هتستغربك و تشيلك انتي تمن اختيارك الغلط اللي انتي مش هاتقدري تتحمليه..
صمتت الطفلة دقيقة لترد بعدها :
- انا هديله فرصة كمان...لو اتعصب تاني مش هقعد معاه تاني
- تمام يا حبيبتي اللي تشوفيه
عانقتها طفلتها بحب:
- انا بحبك اوي يا ميكي
- وانا بموت فيكي
________
كانت تحمل ابنها وهي تقبله بينما ادم اشبعها ابنها تقبيلا فهو يحبها بشدة
أتى نديم من خلفهم قائلا لها بعبث :
-طب أبوه قصر في حاجة معاكِ؟
ضحكت كاميليا وهي تنزل آدم إلى الأرض ليذهب حتى يلعب مع الاطفال مرة أخرى:
- أبوه ده الأساس
هتف بنبرة صارمة :
-طب اسمعى بقا الكلمتين دول..عشان الوضع ده مينفعش
توترت من تغير ملامحه، ليردف نديم بنبرة عابثة:
-وحشتيني
ضحكت كاميليا لتضربه ضربة خفيفة في كتفه :
- حرام عليك ... ينفع تخضني كده
ضحك نديم فهو يعشق مشاكستها من الحين الي الاخر .. ليجذبها فتستند على صدره ليحيط خصرها بيديه ... وضعت يدها على يديه لتهمس له بحب:
- ايه الحلاوة دي بجد...
تأملها بحب و عشق قائلا:
-أنتِ اللي حلوة و زي القمر
احمرت وجنتاها خجلا:
- انا بموت فيك اصلا
- عايزين بعد امتحانات دانا أن شاء الله نروح كندا عشان اخلص شغلي وفي نفس الوقت تقضوا الاجازة... 
ابتسمت عندما تذكرت من كرم وعوض ربنا لها أن نديم صمم أن تلك كل طفل في كندا حتى يصبح معهم الجنسية الكندية مع المصرية، ومن بعد إنجابها آدم واعتادوا على السفر الى كندا في كل اجازة يتابع نديم عمل والده هناك، بينما يستمتعوا سويا بالاجازة بالخارج لدرجة أنها حصلت على الجنسية الكندية مثلهم
ابتسمت كاميليا بسعادة غامرة:
- دايما هفضل اقولها لك.. لو كنت أعرف أنك أنت اللي مستنيني, عمري في حياتي ما كنت زعلت ولا بكيت ابدا.. ربنا يخليك ليا يا احلى قدر ونصيب وحبيب في الدنيا
قبلها من يدها بحب :
- ربنا يحمينا ويحفظنا لبعض طول العمر يارب..ويبارك في اولادنا
- انا ربنا عوضني بيك بجد... كنت احلى هدية من ربنا ليّ
-ربنا يخليكِ ليّ يا كراميلا.. انا والله بموت فيكي..مهما اقولك اصلا مش كفاية
ليأتي أخيراً من يحمل لكِ الحُب في قلبه وقوله وفعله..
من لا يستطيع الاستغناء عنك لأنك أثمن ما عنده .. من يقدر كل تفاصيل الأشياء الصغيرة التي تسعدك إلى الحد الذي لا حدود له. .. من لا يجعلكِ تتسائلي كل يوم بأسئلة كثيرة تقضي على ما بينكم.. من يحيي تلك المشاعر المدفونة بداخلك ..
من يصعدك من أرض الخيبة إلى سماء الأمان..
من يجعلك تريدي أن تذرفي دموعك بسببه من غمرة العشق !
            تـمـت بــحــمــد الله

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-