رواية وردتي الشائكة كريم وورد كاملة جميع الفصول بقلم ميار خالد

رواية وردتي الشائكة كريم وورد كاملة جميع الفصول بقلم ميار خالد


رواية وردتي الشائكة كريم وورد كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة ميار خالد رواية وردتي الشائكة كريم وورد كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية وردتي الشائكة كريم وورد كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية وردتي الشائكة كريم وورد كاملة جميع الفصول

رواية وردتي الشائكة بقلم ميار خالد

رواية وردتي الشائكة كريم وورد كاملة جميع الفصول

اتجهت فتاة الي محل ملابس في منطقة بسيطة و التي تتناسب مع مستواها .. فتحت المكان و لم يمر ثواني حتي دخل عليها صاحب المحل المجاور لها
ورد : يا فتاح يا عليم .. في ايه علي الصبح
مجدي : في ايه يا قمر جاي اصبح عليكي عشان نهاري يبقي حلو زيك
ورد : و انا نهاري هيبقى زفت .. اتكل عايزين نشوف شغلنا
مجدي : انتي لو تقصري لسانك الطويل ده شوية هتبقي قمرين يابت
ورد : هو كده لو مش عاجبك .. يلا اتكل
مجدي : مصيرك تقع تحت ايدي يا جميل
ورد نظرت له باشمئزاز و قالت : قسما بالله يا مجدي لو فضلت هنا دقيقة كمان لكون مصوته و مفرجة عليك الشارع كله !
مجدي : خلاص همشي
خرج مجدي من المحل لتدخل زميلتها في العمل و صديقتها ايضا : ورد الحقي !
ورد بقلق : في ايه مالك بتنهجي كده ليه ! اخواتي فيهم حاجه !
مني : المعلم رجب بيتخانق مع ريم علي الايجار و مفرج عليها المنطقة
ورد : ما احنا لسه دافعينه !
مني : معرفش بقى يا ورد انا قولتلك اللي انا شوفته روحي و افهمي
نهضت ورد من مكانها بعصبية : انا فاهمه هو بيعمل كل ده ليه .. و ربي لعرفه مقامه عشان يبقي يتشطر علينا كويس !
خرجت من المكان و اتجهت الي الحي التي تسكن فيه و ما أن دخلت شارعها حتي سمعت صوت هذا المحتال الذي يدعي رجب و كانت اختها ريم واقفة أمامه لا تعرف ماذا تقول فاتجهت اليها ورد سريعا و وقفت امامها
ورد صاحت به : جرا ايه يا راجل انت عمال تزعق تزعق في ايه !
المعلم رجب : ولله يا ست ورد الملاليم اللي انتي بتدهاني دي مش فلوس .. و انا ساكت عشان عارف وضعكم و انكم من غير الشقه دي هتترموا في الشارع .. بس ده حقي يا ناس و الدنيا بتغلى وانا مش ملاحق علي مصاريفي
ورد : قصدك مش ملاحق علي مصاريف التلت بيوت اللي انت فاتحهم .. ولله يا خويا اللي معهوش ميلزمهوش متفضلش تشحت انت و تدفع الناس اللي وراها و اللي قدامها عشان تروح تتجوز بالفلوس دي و تداوي مرض النقص اللي فيك !
رجب صاح بها : مش عايز امد ايدي علي حرمة !
ورد : لا ونبي مد ايدك .. جرب كده و شوف اللي هيجرالك .. و بمناسبة الناس الجميلة اللي متجمعة دي انا هعرفهم انت بتعمل كل ده ليه !
ثم صاحت بصوت عالي : اشهدوا يا ناس .. المعلم رجب عرض عليا اني ابقي الزوجة الرابعة و عشان انا رفضت حطني في دماغه و حالف ليخرجني من هنا ! .. انا مش هتكلم انا عايزة الرجالة الموجودين هما اللي يتكلموا
و هنا اندفع نحوه بعض الرجال ليتحدثوا معه و في تلك اللحظة جاءوا زوجاته الثلاثة لتضحك ورد بسخرية
أحدي زوجاته نظرت لها بسخط و قالت : كده يا ورد دي اخرتها تفضحي الراجل اللي ساتركم
ورد : اللي بيستر ربنا يا ام زياد مش ده .. و ونبي بدل ما تكلميني روحي لمي جوزك شوية !
ام زياد : ماشي يا ورد
رجب نظر إلي ورد بتوعد و قال : و رحمة امي ما هسيبك
ورد : ابقي اقرالها الفاتحة ! تعالي ورايا يا ريم !
ثم امسكت ريم من يدها و دخلوا الي شقتهم ليجدوا اختهم الصغيرة " بسملة " واقفة امام الباب و تقطب جبينها
ورد : في ايه انتي كمان !
بسملة : قفلتوا عليا ليه ! كان زماني نزلت ضربت رجب ده اللي عاملنا صداع
ورد نزلت الي قامتها القصيرة : ولله .. و ده ازاي بقي يا ست اوزعة انتي
بسملة : كنت هتشعلق في أي حاجه و اضربه هتصرف يعني
ورد ضحكت عليها و قالت : طب ادخلي جوه عايزة اتكلم مع ريم شوية
بسملة : ليه يعني ما تتكلموا و انا هنا
ريم : بسملة .. بطلي لماضة و ادخلي
بسملة : خلاص داخله
دخلت بسملة لتنظر ورد الي ريم بحده : انتي بتستعبطي ! ازاي سبتيه يكلمك بالطريقة دي قدام الناس .. كنتي قوليله كلمتين عشان يتخرس !
ريم : ما انتي عارفه يا ورد اني مبعرفش ازعق ولا اتخانق كده زيك
ورد : انتي عايزة تجننيني ! .. انتي هتبدأي شغل في الكلية بتاعتك بكرة .. ايه هتقوليلهم اصلي بتكسف اتكلم !
ريم : يا ورد لا مش كده
ورد : يا ريم انتي اختي الصغيرة و انا خايفة عليكي .. المكان ده مش عايز الطيب ولا الساكت لو سكتي كله هيجي عليكي زي اللي حصل من شوية
ريم : عارفة .. كل ده عشان سيبنا اسكندرية و جينا هنا .. كنا نفضل هناك بدل كل ده
ورد : ولله .. نفضل هناك فين .. عشان خالك يرجع يلاقينا و يشغلنا خدامين عنده .. انا عملت كل ده عشانكم و لو رجع بيا الزمن هعمل كده تاني .. غير كده انتي بتخرجيني من الموضوع ليه .. ازاي تسكتي للزفت رجب ده !
ريم : يا ورد افهمي .. انا مستوي تعليمي ميسمحش اني اقف اتخانق و اشرشح كده
نظرت لها ورد بانكسار و حزن و قالت و قد ظهرت بعض الدموع في عينيها : عندك حق .. انا اه مكملتش لكلية زيك عشان كان لازم واحدة فينا تضحي .. لو الظروف سمحت كنت كملت زيك عشان ميجيش يوم و تستعري فيه مني .. محدش بيحب نفسه كده يا ريم .. ولا بيحب يحس أنه أقل من اللي حواليه .. خشي غيري هدومك عقبال ما احضر الاكل
ريم : مش قصدي لا..
تركتها ورد و ذهبت الي غرفتها سريعا لتغلق علي نفسها و سمحت لدموعها أن تهبط و تذكرت وفاة والديها منذ ٨ سنوات .. كانت في عمر ال ١٧ وقتها و في ذلك اليوم قررت ورد التخلي عن أحلامها و مواجهة صعوبات الحياة بمفردها لحماية اختيها و توفير حياة ميسرة لهم .. و قد أكملت ريم كليتها و نظرا لتفوقها تم تعينها معيده بها
اتجهت ورد الي مرآتها و نظرت لانعكاسها بدموع تأملت ملامحها الرقيقة و عيونها الساحرة التي يكسوها الحزن
ورد بدموع : انا كمان كان نفسي اكمل و احقق حلمي .. بس حلمي مش اهم منكم .. انتو اللي ليا في الدنيا و مستعده اعمل اي حاجه عشانكم !
_________________________________
استيقظ كريم من نومه كعادته كل يوم .. أخذ دش سريع و ارتدى ملابسه و خرج ليقف أمام مرآته يعدل مظهره فاستيقظت زوجته
مروة : صباح الخير يا بيبي
نظر لها كريم بفتور و لم يرد عليها
مروة : مش معقول كده طب ابتسم يا سيدي
كريم تجاهل كلامها فأكملت و هي تنهض من مكانها : سوري النهاردة مش هقدر اجي الشركة .. هنتجمع انا و صاحباتي
كريم بصوت خفيض : علي الاقل الواحد يعرف يتنفس شوية !
مروة : قولت حاجه ؟
كريم : لا .. اعملي اللي انتي عايزاه
مروة ضحكت بتكبر : اكيد هعمل اللي انا عايزاه .. انا طول عمري بعمل اللي انا عايزاه انت نسيت ولا ايه ؟
كريم : و هو الكابوس ده يتنسي برضو !
مروة اقتربت منه و قالت بتملك : كابوس او غيره ميهمنيش .. كفايه بس انك ملكي و اني مراتك !
كريم : لو فاكرة في يوم اني ممكن احبك تبقي غلطانه اوي
مروة : كريم .. متقولش كده ده انا بنت خالتك حتي .. يعني انا كنت و هبقى و هفضل الأولى بيك من الغريب غير كده محدش هيقدر يحبك قدي !
كريم ابتسم بسخرية : حب ؟
ثم تركها و جاء ليغادر الغرفة فقالت : استني لسه مخلصناش كلامنا
كريم : مش قادر اشوف وشك اكتر من كده !
مروة ببرود : طيب يا روحي خلي بالك من نفسك
نظر لها كريم بفتور ثم خرج من الغرفة و تنهد بضيق
كريم : الله يسامحك يا امي !
خرج كريم من غرفته و اتجه الي غرفة والده و دلف إليه
كريم : صباح الخير يا بابا
نظر له والده الجالس علي كرسيه المتحرك و ابتسم بصعوبة .. اتجه إليه كريم و قبل يده
كريم : عندي ثقة كبيرة بربنا .. و عارف انك هترجع تمشي و تتكلم معايا تاني زي زمان .. وحشني صوتك اوي
ظهرت بعض الدموع في عيون والده صابر ليقول كريم محاولا تغيير الموضوع
كريم : يلا عشان نفطر النهاردة هتفطر معانا تحت غير جو الأوضة دي
ثم امسك كريم بكرسيه و اتجه به للأسفل و بدأ في اطعامه و بعد لحظات دخل عمر و هو ابنة خالة كريم و شقيق مروة من الباب و من الواضح أنه لم يكن بالمنزل طيلة الليل
عمر : صباح الخير يا جماعة
كريم : انت كنت فين طول الليل !
عمر : كنت مع صحابي
كريم : انت فاكر نفسك عايش في فندق ولا ايه تخرج وقت ما تحب و ترجع وقت ما تحب !
عمر : ولله يا كريم مصدع مش فايق لاي حاجه
كريم نهض من مكانه و اتجه إليه و صاح به : لازم تفوق ! انت بتغرق نفسك و انت مش حاسس .. تقدر تقولي بقالك اد ايه مروحتش الكلية بتاعتك ولا بقالك كام سنه عمال تعيد ده انت اللي قدك فاتحين بيوت انت فاكر نفسك صغير ولا ايه !
مروة نزلت علي صوتهم : في ايه هنا ! بتزعق لعمر ليه
كريم : انتي متدخليش .. خليكي في حالك !
مروة : اخليني في حالي ازاي يعني ! ده اخويا في ايه
عمر قال بهدوء : كريم .. ممكن الكلام ده يبقي بيني و بينك بعد اذنك
كريم : جربت اكلمك بالذوق مفهمتش .. احسنلك تتعدل يا عمر بدل ما اعدلك بطريقتي .. انت عارف اني مش بعتبرك قريبي و بس انت اخويا بغض النظر عن أي حاجه تانيه
ثم نظر بطرف عينيه الي مروة لتتجاهل تلك النظرة
مروة : طيب انا خارجه .. عمر بليز بلاش تعصب كريم مش بحبه مضايق .. اسمع كلامه
تجاهل عمر كلامها و نظر إلي كريم بنظره ليفهمه كريم .. انتظر خروجها من المنزل ثم نادي كريم علي أحد الخدم ليهتم بوالده و قال لعمر
كريم : علي المكتب !
اتجه كريم الي مكتبه و عمر خلفه
_________________________________
بدلت ورد ملابسها و اتجهت الي المطبخ لتعد لهم الغداء و بعد لحظات دخلت لها ريم و قالت
ريم : اساعدك ؟
ورد : لا .. قربت اخلص خلاص
ريم : انا اسفه !
ورد : علي ايه ؟
ريم : انا ولله مكنش قصدي حاجه لما قولت الجملة دي
ورد : عارفه يا ريم .. و حتي لو قصدك .. دي حاجه تفرحني ان اختي تبقي حاجه كبيرة
ريم : انا بقيت كده بسببك يا ورد .. لولاكي مكنتش وصلت للي انا فيه دلوقتي
ابتسمت ورد : وانا ليا غيركم يا هبله .. لو معملتش كل اللي اقدر عليه عشانكم هعمله عشان مين يعني
ريم : ليكي عليا ربنا يرزقني بس و مش هخليكي تشتغلي في المحل الزفت ده تاني و هنسيب المكان ده كمان عشان متبقيش مضطرة تتخانقي مع اللي يسوي و اللي ميسواش
ابتسمت ورد و احتضنتها : يا ستي انا اهم حاجه عندي انك تكوني كويسة متشغليش بالك بيا
و هنا دخلت بسملة : الله الله .. و انا فين من كل الحب ده بقى يا ست ورد
ورد : يا ستار في ايه يا بلية خضتيني
بسملة : تستاهلي عشان تبقي تحبي في ريم كويس .. انا الصغيرة يعني محتاجه حب و حنان
ريم : حب و حنان ؟ مين دي
ضحكت ورد و قالت : طب متقوليش صغيرة بس
بسملة اتجهت اليها و قالت : ولله صغيرة
ثم شاورت بيديها : عندي ٩ بس صغيرة اهو .. الحكاية مش اني صغيرة يا ورد .. الحكاية اني علطول منسيه و علي جنب
اختفت الابتسامة من علي وجه ورد و انحنت لها : ليه بتقولي كده .. انتي عمرك ما كنتي و لا هتكوني منسية
بسملة : لا انا كده .. حتي ماما سابتني بدري اوي و مشت
ورد : لو كان بأيد ماما كانت فضلت معاكي العمر كله .. بس ده النصيب
بسملة صمتت للحظات ثم قالت : طيب انا جعانة دلوقتي ممكن نتخانق بعدين
ضحكت ريم : طب يلا يا طفسه
خرجوا الاثنين من المطبخ ليتركوا ورد .. ظلت تنظر لهم بحب حتي اختفوا من امامها ثم تنهدت بحرارة و جهزت طعامهم و خرجت به .. جلسوا سويا ليتناولوا الطعام ثم قالت ورد محدثا ريم بصوت منخفض
ورد : تعالي ورايا
ريم : ليه ؟
ورد : تعالي بس
نهضت ريم مع ورد و ذهبت خلفها الي الغرفة و اتجهت ورد الي الدولاب الخاص بها لتخرج منه حقيبة و أعطتها لريم
ريم بتساؤل : فيها ايه دي ؟
ابتسمت ورد : افتحيها و انتي تعرفي !
فتحتها ريم لتشهق بفرحة كبيرة !
ريم : مش ده الفستان اللي كان نفسي فيه !
ورد : أيوة .. ده هديه مني ليكي عشان تروحي بيه بكره
ريم : ولله ده كتير عليا اوي
ورد : مفيش حاجه كتير عليكي يا هبله .. عايزاكي بكرة تبقي احلي معيدة في الدنيا و تشرفيني
احتضنتها ريم بفرحة لتأتي بسملة و قبل أن تتكلم اخذتها ورد بينهم ليضحكوا جميعا
_________________________________
اتجه كريم الي مكتبه و عمر خلفه و عندما دخلوا جلس كريم علي أحد المقاعد و عمر امامه
كريم : ممكن افهم انت بتعاقب مين بافعالك دي !
عمر : مش فاهم
كريم : انت فاهمني كويس يا عمر .. بسبب واحدة تدمر حياتك كده ! و هي عاشت حياتها و نسيتك اساسا
عمر صمت ليكمل كريم : انا عارف احساس أن اقرب شخص ليك يخونك .. بس كون انك بتأذي نفسك ده غلط !
عمر : بأذي نفسي فين .. ما انا تمام اهو
كريم : انت عندك ٢٥ سنه ! و لسه متخرجتش من كليتك حتي السقوط بقي اسهل حاجة عندك .. كل يوم سهر و ترجعلي وش الصبح .. لما اهلك طردوك من البيت بسبب عمايلك دي انا وعدت نفسي اني لازم اغيرك و ارجعك زي ما كونت
عمر : متتعبش نفسك .. مفيش فايدة
كريم : طب و الحل ؟ عايز تفضل كده
عمر : يا كريم صدقني انا مرتاح في حياتي كده
كريم : طب بص يا عمر عشان نبقي واضحين .. طريقة حياتك دي مش داخلة دماغي خالص و طول ما انت عايش في البيت ده لازم تتبع اوامري !
عمر : انت بتهددني يعني ؟
كريم : لو اضطريت اني اعمل كده مش هتردد ! بس اتمني متخلنيش اوصل للمرحله دي و تساعدني
عمر تنهد بضيق و صمت للحظات ثم قال بحزن كبير : مش قادر انساها .. مش حب فيها علي قد ما هو وجع .. نفسي اعرف ليه عملت كده انا قدمتلها كل حاجه .. هي اتخرجت و انا لا زي ما يكون مش هاين عليا أبعد عن المكان اللي اتعرفنا فيه علي بعض
كريم : انت لسه بتحبها !
عمر : بكرهها .. عمري ما كرهت حد في حياتي كده
كريم : كل حاجه مكملتش في حياتك مكنش مكتوب ليها من الاول أنها تكمل يا عمر .. لازم نكمل حياتنا و نعدي منقعدش نعيط علي اللي راح مننا !
عمر يسمعه بصمت ليربت كريم علي كتفه برفق : ممكن توعدني انك تتغير .. ارجوك عشاني حتي مش انا اخوك !
عمر تنهد : عندك حق يا كريم .. انا اسف .. اوعدك من اول بكرة هرجع كليتي تاني و بأذن الله تكون اخر سنه ليا !
ابتسم كريم : حمدالله علي السلامة يا راجل
ثم عانقه بفرحة و ذهب كلا منهم في طريقة ليغرقوا في أفكارهم مرة اخري ! كريم و كابوس مروة في حياته .. ورد و تحملها لكل تلك المسؤولية !
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
في اليوم التالي استيقظ كلا منهم .. جهزت ريم نفسها لتذهب الي عملها الجديد و ما أن رأتها ورد قالت
ورد : اسم الله عليكي الله اكبر انا خايفة تتحسدي .. ولله لبخرك
ضحكت ريم : بتعملي ايه بس
ورد : ولله ما انتي نازلة غير لما ابخرك انتي عايزة تتاخدي عين و انتي زي القمر كده .. عايزاكي و انتي ماشية في المنطقة كده لحد ما تخرجي منها تقولي قل اعوذ برب الفلق
ضحكت ريم : طب بسرعة خايفة أتأخر
بخرتها ورد وسط ضحكاتهم و هنا استيقظت بسملة لتتجه إليهم
بسملة : طبعا انا مش محتاجه افكارك بضريبة دخولك البيت هنا صح
ريم : عارفه .. المصاصة
بسملة : جدعة .. يلا بالسلامه انتي
ريم : هو مين الكبير هنا !
بسملة : طيب استأذن انا بقي عشان الحق البس
ورد : تلبسي ؟ ليه انتي رايحة فين
بسملة : انتي نسيتي يا ورد .. النهاردة هروح اقعد عند عمو محروس عشان انتي و ريم مش هتكونوا موجودين
ورد : أيوة صحيح نسيت
بسملة : شوفتي بقي اني اجدع منك
ورد : طيب يا ام لسانين .. روحي يلا
ذهبت بسملة و ارتدت ملابسها سريعا و ودعت ورد اختها و ذهبت لترتدي ملابسها هي أيضا و ما أن انتهوا حتي نزلوا من بيتهم متجهين بيت جارهم محروس
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
استيقظ كريم من نومه أخذ دش سريع و خرج يجهز نفسه حتي يذهب الي شركته الخاصة .. دلفت مروة الي الغرفة لتجده أمام مرأته
مروة : صباح الخير
صمت كريم لتكمل مروة : امبارح رجعت متأخر لقيتك نمت مردتش اصحيك
كريم : مش مهتم اعرف
مروة اقتربت منه و قالت بتكبر : ميهمنيش .. انا قولتلك و خلاص
صمت كريم لتقول مروة مرة اخري : صحيح انا طردت محروس
أنصدم كريم : نعم !!
مروة : قبل ما تسألني ليه .. لاحظت أنه مبقاش مهتم بالجنينة خالص عشان كده مشيته
كريم : انتي ازاي تعملي كده من غير ما تاخدي رأي !!
مروة : و فيها ايه يعني .. انا عمري ما اخدت قرار غلط
كريم : انتي كل حياتك غلط .. وسعي من وشي
مروة صاحت به : انت رايح فين !
كريم : ميخصكيش .. رايح في داهيه
مروة ببرود : طيب يا حبيبي متتأخرش
خرج كريم من البيت بعصبية و استقل سيارته و انطلق بها نحو بيت محروس فهو ليس مجرد عامل في المنزل بل صديق كريم الوحيد منذ الطفولة و كان بمثابة اب له .. بعد لحظات وصل كريم الي حي شعبي فنزل من سيارته و صعد الي بيت محروس و دق باب المنزل و بعد لحظات فتحت له زوجة محروس
اماني : كريم بيه .. يا الف اهلا و سهلا اتفضل
كريم : فين عم محروس ؟
اماني : طيب اتفضل معقول هتتكلم علي الباب كده
دخل كريم الي المنزل ليخرج له محروس بأحراج و هو ينظر الي البيت
محروس : معلش يا بيه مش مقامك
كريم : ده علي اساس اني غريب .. سيبت الشغل ليه ؟
محروس : مدام مروة طردتني .. لكن لو عليا انت عارف حبي للبيت ده .. انا بشتغل فيه من ايام جواز والدك و والدتك الله يرحمها
كريم : انا مش قولتلك متسمعش غير كلامي انا في البيت .. سمعت كلامها و مشيت ليه
محروس : عشان كرامتي .. انت عارف مروة هانم و كلامها .. مكنتش عايز احس بأهانه اكتر من كده
كريم ربت علي كتفه و قال : طيب ممكن ترجع تاني .. عشان خاطري
محروس : ولله خاطرك كبير عندي يا ابني بس مروة ه..
كريم قاطعه : مين صاحب البيت انا و لا هي ! كلامي انا اللي يتسمع مفهوم
ابتسم محروس : مفهوم يا بيه .. من اول بكره هرجع أن شاء الله
كريم : ماشي و لو حصل اي حاجه تاني ياريت ترجعلي قبل ما تاخد اي قرار
اماني : ربنا يباركلك يا ابني و مشوفش فيك حاجه وحشه ابدا ده احنا كنا بنفكر هنمشي الدنيا ازاي
جاء كريم ليرد عليها و لكن قاطعه دق قوي علي باب المنزل
كريم : في ايه ! ايه الصوت ده
ضحك محروس : لالا يا بني متقلقش دي البت بلية انا عارفها
ذهب محروس و فتح الباب ثم نظر إلي الأسفل ليجد بسملة أمامه تنظر له بحده
بسملة : كل ده عشان تفتحلي اروح انا يعني
ضحك محروس : تروحي .. ده انا بستني اليوم اللي بتجيلي فيه .. الا فين البت ورد صحيح
دخلت بسملة و قالت : ورد قالتلي اطلع و ابصلها من البلكونة عشان تطمن
و هنا انتبهت إلي وجود كريم لتفزع قليلا : ايه ده ايه ده انت مين يا جدع انت
محروس : بلية ! اسكتي
بسملة : لو حد بيضايقك قولي و انا اتصرف معاه
نزل كريم الي قامتها و ابتسم : ولله .. و هتتصرفي معايا ازاي بقى
بسملة نظرت له بحدة : اللي بيعمل مش بيقول يا اسمك ايه
كريم ضحك بسبب ردها رغم صغر سنها ثم أخرج من جيبه بعض الحلوى و أعطاها لها
كريم : طب و كده هتسامحيني
بسملة نظرت إلي الحلوى في يده و اتسعت عيناها : هو جيبك ده مودي علي فين ؟
ضحك كريم أكثر لتكمل هي : ورد قالتلي ماخدش حاجه من الغريب
محروس : بس ده مش غريب يا بنتي .. خدي الحلويات يلا
بسملة أخذتهم : خلاص لو مصممين هاخدهم .. يووه نسيت ابص لورد
ثم اختفت من أمامهم ليقف كريم مرة اخري و يبتسم ليقول محروس : شايف البلية دي .. هي اللي مصبراني علي عيشتي .. انت عارف ان ربنا مكتبليش اخلف .. عشان كده بعتبر بسملة دي زي بنتي و اكتر
كريم : ربنا يخليهالك .. انا مضطر امشي دلوقتي
محروس : ماشي يا ابني .. متشكر جدا علي مجيتك دي ولله عندي كتير
كريم : متقولش كده ده واجبي
و هنا عادت بسملة و الحلوى في فمها : روحت لقيتها مشت شكلها اتأخرت .. عموما شكرا يا عمو علي الشوكولاتة دي طعمها حلو اوي شكلها مش من هنا صح
كريم : صح عرفتي منين ؟
بسملة : اصل انا قولت الشوكولاتة ام طعم حلو دي مستحيل تكون عند ام برقوق
كريم : ام برقوق ؟؟
بسملة : أيوة ام بدر بس ابنها شبه البرقوقة فا انا بقولها يا ام برقوق
ضحك كريم عليها : انتي مشكلة
بسملة ابتسمت : متشكرين
ابتسم كريم ثم خرج من منزله و نزل منه ليستقل سيارته و ينطلق بها و ما أن نزل قالت بسملة
بسملة : بس غريبة أنه راجل زي عمو ده كده معاه حاجه حلوة هو بيحبها ولا ايه ؟
محروس : كريم بيه بيخلي معاه اي حاجه مسكرة عشان هو عنده السكر
و بعدها انشغل محروس مع بلية و اماني ذهبت لتحضير الطعام
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
دلفت ورد الي محل الملابس لتجد زميلتها مني
مني : صباح الخير
ورد : صباح النور .. هتتحسدي جايه بدري ليه
مني : عادي صحيت في معادي جيت
و هنا دخل مجدي لتزفر ورد بضيق
مجدي : ده يا صباح الفل
ورد : هو انا لازم اصطبح علي وشك ده كل يوم
مجدي : ليه كده بس ده انا جايلك بمصلحة حتي
ورد : تغور المصالح اللي من نحيتك
مني : استني بس يا ورد .. مصلحة ايه يا مجدي
مجدي : عامل التوصيل عندي غاب النهاردة و في طلبيه مهمه اوي لازم توصل .. وصليها يا ورد و ليكي حلاوتك بقي
ورد فكرت في الموضوع للحظات و خصوصا بسبب احتياجها الكبير للمال في تلك الفترة
ورد : بس مش الشغلانة دي للرجالة بس تقريبا
مجدي : ده هو يوم بس و من بكره العامل هيرجع تاني .. بس اهو تكوني طلعتيلك بقرشين حلوين
ورد فكرت للحظات و نظر لها مجدي بخبث و ابتسامة ماكرة علي وجهه ثم نظر إلي مني بنظرة ذات مغزي لتكمل
مني : انتي لسه هتفكري يا ورد الراجل كتر خيره
ورد بتردد : مينفعش امشي يا منى هقول ايه لصاحب المحل
منى : انا هكلمه متشيليش هم .. يلا بقي وافقي
ورد بتعجب : انتي عايزاني أوافق ليه .. مع انك مش مستفاده حاجه يعني
منى : اتصدقي انا غلطانه اني عايزة مصلحتك
ورد بتردد : خلاص ماشي .. هات العنوان
مجدي : أيوة كده
ثم أعطاها عنوان مكان و الاغراض اللازم توصيلها ثم خرجت ورد من المحل متجهه الي العنوان الذي أعطاها إياه مجدي و بعد أن ذهبت في طريقها أخرج مجدي بعض الأموال من جيبه ليعطيها الي منى ثم ابتسم لها بخبث !
_________________________________
: مش معقول .. عمر !
عمر : ايه مالك شوفت عفريت
ايهاب : عاش من شافك .. اخيرا افتكرت انك في جامعة
ابتسم عمر : طيب يا ظريف .. عندنا ايه دلوقت..
كان عمر يتحدث مع ايهاب و هو يمشي فلم ينتبه للقادمة نحوه فلم يكمل الجملة حتي اصطدم بها
ريم : مش تاخد بالك يا اعمي انت !
عمر : اتصدقي كنت هعتذر بس بسبب قلة ذوقك دي مش هنطق
ريم : يعني انت اللي غلطان و كمان بتتكلم
عمر : انتي اللي ماشية مش واخده بالك !
ريم نظرت له بعصبية ثم تحركت من مكانها سريعا ليقول عمر : ايه المجنونة دي !
ايهاب : قصدك ايه القمر دي
عمر : انت لسه زي ما انت .. انت مش ارتبطت يا بني
ابتسم ايهاب بمكر : أيوة بس ده مش مانع اني معاكسش يعني
عمر : طيب امشي قدامي
دخل عمر و ايهاب الي مدرجهم لتتجه نحوهم أحدي الفتيات
مى : عموري ليك وحشه
عمر بابتسامة : مى .. ازيك
مى : بقيت بخير لما شوفتك
عمر : بس ايه الحلاوة دي
مى بتكبر نوعا ما : انا طول عمري حلوة انت بس اللي مش واخد بالك
عمر : ماشي يا ستي هبقي اخد بالي المرة اللي جايه
و هنا دخلت ريم الي المدرج ليعم الصمت و كان عمر يعطيها ظهره فلم ينتبه لها
ريم : بعد اذنك ممكن تقعد مكانك علشان نبدأ !
التفت لها عمر و عندما وقع بصره عليها نظر لها بصدمة : انتي بتعملي ايه هنا !
ريم بابتسامة صفراء : انا الدكتورة
عمر : نعم !
ريم : ممكن مكانك بقي ولا ايه ؟
نظر لها عمر بتوعد ليجلس مكانه و بجانبه مي و ايهاب الذي مال نحوه قليلا ثم قال : انا امي دعيالي ولا ايه .. بقي القمر دي الدكتورة بتاعتنا طب تيجي ازاي
عمر : خلال يوم عايز كل حاجه عنها تبقي عندي .. مفهوم
ايهاب : ده اكيد
مى : بتقوله ايه ؟
ايهاب : و انتي مالك انتي حاشره نفسك في كل حاجه
ريم صاحت بهم : طيب اسكت عشان حضراتكم تكملوا كلام ولا ايه !
مى : في ايه يا دكتور متعصبة ليه .. انا كنت بسأله علي حاجه بس
ريم في سرها : واضح اني هشوف بلاوي في المكان ده !
صمتت للحظات ثم قالت : اتمني اليوم ده يعدي علي خير و ياريت شوية هدوء و تركيز
مى : اوكي .. سوري يا دكتور
تجاهلتها ريم و بدأت في الشرح و لم تزاح أعين عمر عنها بعد فترة أنهت شرحها لتلملم اغراضها و قبل أن تخرج اتجه لها عمر
عمر : انتي لسه متعينة جديد مش كدة
ريم نظرت له بحدة ثم قالت : أيوة .. و ياريت اللي حصل من شوية ميتكررش .. انا مش بحب اي دوشة و انا بشرح خالص و ده ليكم عشان تركزوا مش عشاني
عمر : عيله يعني
ريم : نعم !
عمر : بصي يا ..
ريم : دكتورة ريم
عمر : طيب بصي يا ريم .. انا في الكلية دي من قبل ما تيجي فيها اساسا .. يعني تيجي عندي و تعملي خط احمر
ريم : مش فاهمه ؟
عمر : يعني انا مش طالب زي الباقيه .. اعتبريني حاجه مميزة كده .. فاحسنلك انك متجادليش معايا
عقدت ريم يديها أمام صدرها و قالت : ولله .. طيب اعتبر نفسك هتفضل سنه كمان جمب السنين اللي فاتتك .. و ياريت لو تحرمني من شوفت وشك الجميل كل مرة اشرح فيها .. مفهوم .. و ياريت انت اللي متجادلش معايا !
ثم نظرت إلي مى و ايهاب الواقفين بجوارة : عايزين انتو كمان تبقوا زيه ولا ايه ؟
صمت كلا منهم لتحمل ريم اغراضها و تنظر له بتحدي ثم خرجت من المدرج
عمر بتوعد : تمام .. انا هوريكي تتحدي مين كويس !
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
كانت ورد تتبع العنوان الذي أعطاها إياه مجدي حتي وصلت في النهاية الي شارع بعيد و هادئ نوعا ما خالي من الناس .. نظرت حولها بتعجب
ورد : هو ده العنوان .. بس انا مش شايفة اي بيت هنا !
: نورتي يا قمر !
التفتت ورد لتجد المعلم رجب امامها و بجانبه مجدي نظرت لهم بصدمة حتي فهمت سريعا ما يحدث حولها
ورد : أيوة فهمت .. يعني اصلا مفيش عنوان ولا في توصيله .. كل ده عبارة عن لعبة رخيصة منك عشان توصلني لهنا و يا عالم هتعملوا فيا ايه مش كده !
المعلم رجب : الله ينور عليكي .. مش انتي عملتيلي نمرة في الحارة و فضحتيني .. قولتلك ميت مرة اكسبي رضايا عشان زعلي وحش بس انتي شكلك مينفعش معاكي غير العين الحمرا
ورد : أتصدق خوفت .. فكر كده تقرب مني و متزعلش من اللي هيحصلك
رجب ابتسم بشر : انا مش هقرب منك .. انا هصور بس !
ورد : تصور ايه ؟!
رجب : فيديو حلو كده ننشره علي الانترنت .. ده انتي هتتشهري اوي
ورد نظرت لهم بخوف و قالت : ابعدوا عني !
صاح رجب : مجدي !
اتجه لها مجدي لتنظر ورد حولها سريعا حتي وقع بصرها علي حجر بجانبها اتجهت إليه سريعا و لكنه امسك بها قبل أن تصل له
ورد : اقسم بالله لو ما بعدت عني لهأذيك يا مجدي
مجدي : هو انا اطول لما أتأذى علي ايدك
ورد : طلبتها و نولتها
ثم دفعته عنها بكل قوتها و التقطت الحجر سريعا و عندما جاء ليمسكها مرة اخري ضربته علي رأسه بالحجر ليصرخ بألم و يسيل الدماء منه !
مجدي : ااااااااااه
و قبل أن تتحرك امسكها رجب ليصفعها بقوة علي وجهها فوقعت علي الأرض ثم تحسست وجهها بألم و تجمعت بعض الدموع في عيونها و لكنها حاولت أن تتحلى ببعض القوة لتمسك في يدها بعض التراب من الأرض و عندما اقترب منها رجب رمته في وجهه ليمسك عينيه بألم و كانت تلك الفرصة المناسبة لورد حتي تهرب من المكان !
نزل كريم من بيت محروس ثم استقل سيارته و انطلق بها متجها الي شركته و لكن في نصف الطريق احس بدوار شديد فأوقف السيارة سريعا و تذكر أنه لم يأخد دواءه فأخذه سريعا ليبدأ في استعادت قوته مرة اخري
تحركت ورد سريعا و ركضت علي الطريق نظرت حولها سريعا حتي وقع بصرها علي سيارة تقف في نصف الطريق ترددت للحظات و لكن لم يكن امامها اختيار اخر و قد احست أن أحدا ما يسير خلفها ركضت سريعا نحو السيارة ثم اقتحمتها !
فزع كريم بشدة و نظر لها بتساؤل و الي هيئتها الغير مرتبه : انتي مين !
ورد : ارجوك اطلع دلوقتي و انا هفهمك كل حاجة بعدين
و هنا لاحظت اقتراب مجدي نحو سيارته فصاحت به برجاء : ارجوك اطلع و انا هفهمك كل حاجة بعدين
نظر كريم للقادم نحوهم و استجاب لها لينطلق بسيارته سريعا تنفست ورد الصعداء و هنا احست بوجع في وجهها تحسسته لتجد الدماء تسيل من فمها أدمعت عيونها للحظات ثم مسحت دموعها سريعا قبل أن يراها احد و لكن كريم كان منتبه لكل حركاتها و بعد لحظات أوقف سيارته في مكان هادئ نوعا ما و نظر لها و عم الصمت للحظات و في هذا الوقت تأملها كريم قليلا .. شعرها الغير مرتب بالمرة و عيونها الواسعة بندقية اللون و التي تمتلكان سحر غريب و بشرتها التي و برغم ارهاقها إلا أنها لازالت محتفظة بسحرها .. تحسست ورد جانب فمها بألم فقال كريم
كريم : انتي كويسة !
ورد التقطت أنفاسها ثم نظرت له : انا كويسة
كريم : نروح المستشفي لو حابه عشان وشك
ورد : ملهوش لزوم يا بيه .. متشكرة جدا انك ساعدتني
و جاءت لتترجل من السيارة و لكنه أوقفها
كريم : انتي مش هتنزلي غير لما تفهميني في ايه !
ورد : دي حكاية طويلة مش عايزة اعطلك كفاية انك ساعدتني .. انا هعرف احل كل حاجه .
كريم : متأكدة ؟
ورد : أيوة يا بيه
كريم أخرج الكارت الخاص به من جيبه ثم أعطاه لها : عموما ده الكارت بتاعي لو حصل معاكي اي مشكلة أو احتاجتي مساعدة كلميني
ورد : و اكلمك ليه يعني .. انا هعرف اعتمد علي نفسي
كريم نظر لها بدهشة : ولله .. واضح فعلا
ورد : أيوة .. و متفتكرش انك عشان ساعدتني مرة ولا حاجه ده يديك الحق انك تاخد عليا اوي كده .. متشكرين
كريم : اتصدقي انا غلطان .. انزلي
الكاتبة ميار خالد
ورد احست أنها قد صعبت الأمور اكثر و أنه قد ساعدها فلا يجب أن تحدثه بهذه الطريقة فصمتت للحظات ثم التقطت الكارت الخاص به و نظرت فيه
ورد : متشكرة يا استاذ كريم انك ساعدتني
كريم نظر لها للحظات و قد احس بمدي قلقها و خوفها فهو لا يعلم ما حدث معها ليوصلها الي تلك الحالة فابتسم لها و تجاهل طريقة كلامها منذ قليل
ابتسم كريم : العفو .. ولو احتاجتي اي حاجه تاني انا موجود .. اتصلي بيا بس
ورد ابتسمت ابتسامة ساحرة و جاءت لتنزل و لكنه أوقفها مرة اخري
كريم : ممكن سؤال
ورد : مش بقولك شكلك هتاخد عليا
ضحك كريم و نظر لها بتعجب شديد بسبب كلامها لتكمل هي
ورد : اسأل
كريم : انتي مخوفتيش لما ركبتي عربية واحد غريب كده .. افرضي كنت مش كويس و ..
ورد : من غير ما تكمل .. كنت تفكر كده بس تمد ايدك الحلوة دي عليا و تشوف اللي هيجرالك !
كريم : لا و على ايه
ورد ابتسمت ابتسامة خفيفة و جاءت لتنزل فقال : بس انتي مقولتليش اسمك ايه
ورد توقفت للحظات ثم نظرت له : اسمي ورد
ثم نزلت من السيارة سريعا لتذهب في طريقها .. ابتسم كريم ثم ذهب في طريقه هو الآخر .. عدلت ورد من هيئتها قليلا ثم اتجهت الي المنطقة التي تسكن بها و هي تتوعد لرجب !
.. انهت ريم عملها سريعا فقد كان عندها سيكشن واحد فقط ، لملمت اغراضها لتذهب ، خرجت ريم من الجامعة و سارت لوقت طويل حتي وصلت الي محطة الباصات و انتظرت حتي جاء أحد الباصات فاستقلته حتي وصلت الي المنطقة التي تسكن بها و لكنها لم تكن تعلم أن هناك من يراقبها !
و بعد لحظات وصلت ورد الي الحارة لتجد رجب جالس أمام القهوة الخاصة به ببرود وقفت أمامه و عقدت ذراعيها لينظر لها ببرود
المعلم رجب : لا حول الله يارب ايه اللي عمل فيكي كده بس يا ورد
ورد : واحد أمه داعيه عليه يا معلم .. بس متقلقش مش هيفلت مني !
رجب ضحك باستهزاء فنظرت له ورد بثقة و اقتربت منه أكثر
ورد : بس ياريت لما تحب تأذيني بعد كده تبطل حركات العيال دي و تجيلي دوغري
رجب بعصبية : حركات عيال ! انتي مش عايزة تجيبيها لبر
ورد : لا .. و لو راجل بصحيح و ريني اخرك ايه .
رجب زادت عصبية ليصفعها كف اخر علي وجهها فوقعت علي الأرض و قد لاحظ جميع الموجودين ما حدث فابتسمت ورد و نهضت مرة اخري بدموع
ورد ببكاء : حرام عليك ليه بتعمل معايا كده .. اكمني مليش حد تقوم تستقوي عليا بقى
و هنا جاء باتجاهها عم محروس و معه بسملة و يتابع الموقف الحاضرين
الكاتبة ميار خالد
محروس : في ايه يا بنتي !
التفتت له ورد و ما أن رأى وجهها حتي فزع بشدة و شهقت بلية بخوف ثم قال : في ايه ! ايه اللي عمل فيكي كده
ورد : ده المعلم رجب .. بياخد حق اللي حصل امبارح و ضربني زي ما انت شايف كده .. و كمان مكفاهوش ضربني تاني دلوقتي
محروس بعصبية : هو انت ملكش كبير ولا ايه ! بتستقوي علي البنت الغلبانه دي ليه !
رجب : ده كدب محصلش دي بتتبلي عليا
أحد الموجودين قال : ازاي يا معلم انا شايفك و انت بتضربها بالقلم دلوقتي ازاي بتتبلي عليك
و هنا فهم رجب خطتها حيث أنه كان هدفها من البداية اغاظته حتي يفقد عقله و يضربها و وقتها ستستطيع امساك دليل ضده .. لأنها اذا قالت إنه من ضربها لم يصدقها أحد لعدم وجود دليل
ورد : حرام عليك .. كل ده عشان رفضت اتجوزك هو غصب يا ناس
رجب : البت دي كدابة و بتتبلي عليا محدش يصدقها !
محروس : إذا كان انت بنفسك جيت طلبت ايديها مني و انا رفضت ! بتكدب ازاي بقي
ورد : انا عايزة حقي .. و الا قسما بالله ما هسكت
رجب قال و هو يضغط علي أسنانه : ايه اللي يرضيكي و نخلص المسرحية دي !
ورد : تسيبني في حالي و من النهاردة ملكش كلام لا معايا و لا مع حد من اخواتي و الايجار عم محروس هيبقي يوصلهولك !
رجب بعصبية مكتومه : موافق .. حاجه تاني !
ورد : لا .. كلكم شاهدين أن المعلم رجب وافق علي كلامي
محروس : متقلقيش يا بنتي .. لو حصل حاجه تاني ارجعيلي
ورد : الله يخليك يا عم محروس .. انا بعرف اجيب حقي كويس !
وصلت ريم الي الحارة و ما أن دخلت الي منطقتها حتي رأت تجمع من الناس فاتجهت إليهم لتري ورد بتلك الحالة فذهبت لها بزعر !
ريم : ورد ! مال وشك حصل ايه
ورد : دي حادثة بسيطة بس .. يلا نطلع
ثم امسكت يد ريم و بسمله و اخذتهما ليتجهوا الي بيتهم و أثناء مرورها نظرت إلي رجب بانتصار ليبادلها بنظرات توعد ! و مر اليوم عليهم بسلام
_________________________________
وصل كريم الي مكتبه و دلف اليه ليجد مروة جالسة علي كرسيه زفر بضيق لتنهض هي و تتجه إليه
مروة : كنت فين ؟
تخطاها كريم و اتجه الي كرسيه ليجلس عليه
مروة : انا بتكلم علي فكره !
كريم : و انا مش عايز اتكلم .. روحي علي شغلك
مروة : ايه روحي علي شغلك دي هو انا شغاله عندك .. انا ليا نص الشركة دي ! لو نسيت افكرك أن مامتك قبل ما تموت كتبتلي نص الشركة دي و نص املاكك .. عشان نبقي شركاء في كل حاجة يا روحي
كريم نظر لها بضيق : مروة .. روحي علي شغلك !
مروة بغيظ : ماشي يا كريم
ثم خرجت من مكتبه ليزفر هو بضيق مرة اخري .. ثم نهض من مكانه و اتجه الي النافذة المتواجدة في مكتبه
كريم : الله يسامحك يا امي .. ياما قولتلك مش عايز اتجوزها ولا هعرف احبها .. لكن بسبب تصميمك كل حاجة مشت زي ما هي عايزة .. و عشان تضمني اني مطلقهاش كتبتي ليها نص املاكي .. عشان لو حصل و طلقتها برضو نفضل في وش بعض ! ليه عملتي فيا كده .. لحد امتي هفضل عايش في الكابوس ده .. عندي ٢٩ سنه و العمر بيجري بيا و انا بحاول اتجاهل وجودها في حياتي بس لحد امتي ! نفسي الاقي اي طريقة انتقم بيها منها و اكسر كبرياءها و غرورها ده .. نفسي تخرج من حياتي بقى
و هنا احس أن أحدهم وضع يده علي كتفه فالتفت له ليجده عماد صديقه الوحيد
كريم : عماد .. اخبارك
عماد : انا تمام .. انت ايه ؟
كريم : انا زي الفل
عماد : فعلا واضح علي وشك
كريم : ولله يا عماد ما ناقص حاجه .. سيبني في حالي
عماد : مروة مش كده
كريم : و هو في مشاكل في حياتي غيرها !
عماد : يا بني طب ما تريح نفسك منها و تتجوز .. عيش حياتك
كريم نظر له بسخرية : ولله .. بالسهولة دي .. يا عماد افهمني انا عايز أخرجها من حياتي غير كده انا عارف اني لو اتجوزت هي مش هتسكت و اكيد انا مش خايف منها بس ليه اظلم بنت تانية معايا ليه ابوظ حياة بنت تانية .. كفاية انا في القصة
و هنا خطرت فكرة علي بال عماد ليقول سريعا : اقولك علي حاجة
نظر له كريم ليكمل عماد : لو عايز تغيظ ست جيبلها ست زيها !
كريم : بمعني ؟
عماد : يعني مش انت اللي تقدر تكسر غرورها ده .. بنت زيها اللي تقدر
كريم : و مش اي بنت !
عماد : كده انت فهمتني .. فكر في الموضوع كويس
خرج عماد من مكتب كريم لتنير تلك الفكرة في رأسه ليكررها : بنت زيها اللي تقدر تكسر غرورها .. و مش اي بنت !
الكاتبة ميار خالد
في اليوم التالي ..
استيقظ كلا من ورد و ريم و بسملة و جهزت ريم نفسها لتتجه الي عملها و لكن قبل أن تخرج من البيت اتجهت لها ورد سريعا
ورد : استني خدي سندوتشاتك
ريم : سندوتشات ايه بس يا ورد انا كبرت علي الكلام ده
ورد : برضو .. خدي اكلك معاكي بدل ما تأكلي من برا و تتعبي
ريم : بس ..
ورد : مفيش بس .. يلا عشان متتأخريش علي شغلك .. ربنا معاكي و ينورلك طريقك و يبعد عنك كل شر
اتجهت بسملة لهم و شعرها يشبه البالون الكبير .. و كانت تفرك عيونها بنعاس
بسملة : انا جعانة
ورد : صدق اللي قال عليكي منكوشه .. تعالي اسرحلك شعرك الاول
ضحكت ريم عليها ثم خرجت من المنزل و اتجهت الي جامعتها .. رتبت ورد شعر بسملة و بدلت لها ملابسها و اطعمتها ثم ذهبت لترتدي ملابسها و تتجه الي عملها
ورد : بلاش تعملي شقاوة عند عم محروس يا بليه
بليه : طبعا ده انا ببقي هادية جداا
ورد ضحكت : طبعا انتي هتقوليلي
بليه : صحيح نسيت اقولك امبارح و انا عند عم محروس شوفت راجل و اد..
و لم تكمل الجملة حتي صدع صوت طرق علي الباب كاد أن يكسره ! فزعت بسملة و كذلك ورد بشدة و اتجهت بخوف لتفتح الباب و في ثواني انتشر العديد من العساكر في أرجاء المنزل .. قالت ورد للضابط الواقف امامها
ورد : خير حضرتك
الضابط : انتي ورد محمد عبد السلام ؟
ورد : أيوة
الضابط : انتي مطلوب القبض عليكي ! هاتوها !
يا ترا ايه اللي هيحصل مع ورد ؟
مين اللي كان بيراقب ريم 
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
الضابط : انتي مطلوب القبض عليكي ! هاتوها !
ورد : بس انا معملتش حاجه !
الضابط : في القسم هتعرفي
بسملة بدموع صرخت : ورد !!
ورد : روحي عند عم محروس بسرعه يا بليه و اوعي تخرجي .. متخافيش عليا انا شوية و رجعالك
نزلت ورد معهم و وضعوها في سيارة الشرطة تحت أنظار جميع من في المنطقة و بدأت همساتهم حول القبض علي ورد ! انطلقت سيارة الشرطة و بعد لحظات وصلت إلي القسم و ترجلوا منها ليدخلوا إليه و ما أن دخلت ورد حتي وقع بصرها علي مجدي ! ففهمت كل شئ .. وقفت ورد أمام الضابط الجالس علي كرسي مكتبه و يطالعها بشك
الضابط : انتي اللي عملتي في الراجل ده كده !
مجدي : أيوة يا بيه هي دي اللي كسرتلي المحل بتاعي و فتحت دماغي زي ما انت شايف
الضابط : انا بسألها هي !
ورد حاولت أن تتكلم و لكن دموعها سبقتها لتمسحها سريعا و تتكلم ببعض الثبات
ورد : انا اللي ضربت مجدي و فتحت دماغه .. لكن مكسرتش محلات حد .. و انا لما ضربته كنت بدافع عن شرفي !
الضابط : وضحي اكتر
ورد : انا شغالة في محل ملابس بسيط سيادتك .. و مجدي صاحب المحل اللي جمبي و كل شوية يغلس عليا و يعاكسني و انا كنت بتجاهله .. لكن المرة دي زاد عن حده و حاول يتحرش بيا .. و انا ملقتش طريقة ادافع بيها عن نفسي غير اني اضربه و هربت .. و باين علي وشي اني مضروبه هو السبب !
الضابط نظر إلي مجدي بحده ليكمل : بس الكلام اللي عندنا غير كده .. انت بتكدب عليا ولا ايه !
مجدي : لا يا بيه دي كدابه دي بتقول كده عشان تخرج نفسها انا عندي دليل !
ورد نظرت له بحده لتقول : حرام عليك ما تسيبني في حالي بقي انا هلاقيها منك ولا من الكلب رجب
الضابط : دليل ايه ؟
مجدي اتجه الي الباب سريعا و أشار بيده لشخصا ما و بعد لحظات دخل هذا الشخص الي المكتب لتنظر له ورد بصدمة !
الكاتبة ميار خالد
_________________________________
استيقظ كريم من نومه و أخذ دش كعادته ثم ارتدي ملابسه و وقف أمام مرآته يعدل هيئته .. و بعد أن انتهي ظل ينظر الي انعكاسه في المرآة و تمعن النظر في ملامحه المرهقة و التي يكسوها الحزن ، انه حقا لا يتذكر اخر مرة ضحك فيها عيونه الزرقاء ذو اللون الهادئ و الغريب .. و بشرته القمحاوية التي خطى العمر ثناياها و ملامحة الرجولية المميزة ، ابتسم كريم بحزن ثم نزل من غرفته ليجد والده و عمر علي طاولة الفطور
كريم بدهشة : غريبة .. اول مرة اشوفك صاحي بدري .. ولا انت منمتش اساسا ؟
عمر : بصراحة .. منمتش
كريم : احنا مش اتكلمنا في الموضوع ده ! انت عايز تخذلني المرة دي كمان !
عمر : لا ولله مش كده .. الحكاية اني سهرت مع صحابي زي كل مرة و نسيت اني عندي جامعة الصبح
كريم : و هتعمل ايه دلوقتي ؟
عمر : هشرب كباية قهوة حلوة كده و اروح جامعتي .. مش عايزك تقلق عليا
كريم ربت علي كتفه برفق : و انا لو مش هقلق عليك هقلق علي مين .. انت اخويا الصغير يا عمر
عمر نظر له بحزن : و انت طلعت احسن من ابويا و امي يا كريم .. شكرا
ابتسم كريم برفق ثم تركه و اتجه الي والده ليطمئن عليه و بعد لحظات نزلت مروة بتألقها المعتاد .. تجاهل عمر وجودها و نظر إلي هاتفه و كأن قد جاءته مكالمه فهرب من امامها .. فهو يكره أخته كثيرا بسبب غرورها و انانيتها .. و لولا كريم لكان يقيم في الشوارع حاليا .. فقد تخلى عنه أهله بسبب فشله الدراسي و كريم الوحيد الذي وقف بجانبه و فتح له بيته و اعتبره أخ له .. فهو مدين له بالكثير
مروة : صباح الخير يا جماعة
كريم : انا رايح الشركة يا بابا .. دادة فتحيه خلي بالك من بابا
فتحية : في عيني يا بني متقلقيش
مروة : استني !
كريم : خير
مروة : فرح صاحبتي بكره و هي عزماني انا و انت و هتزعل جدا لو مكنتش موجود
كريم : ليه هي صاحبتي ولا صاحبتك !
مروة : كريم .. هتحضر معايا الفرح انا مش باخد رأيك .. ده أمر !
كريم : و انا مش هحضر افراح .. تمام
تحرك من امامها لتصرخ به : انا لسه مخلصتش كلامي !!
خرج من البيت و تركها تستشيط غضبا ثم استقل سيارته و اخذ نفسا عميقا ليزفره بضيق و أنارت في عقله الفكرة التي قالها له عماد صديقه
عند ورد ..
دخل هذا الشخص و نظرت له ورد بصدمة كبيرة و كان هذا الشخص هي مني زميلتها !
مجدي : دي مني زميلة ورد في الشغل و لو مش مصدقني تقدر تبعت عسكري يعرف بنفسه
الضابط : مش مستنيك تقولي اعمل ايه !
مجدي : اسف يا باشا
الضابط : قولي اللي عندك
مني : انا شغاله مع ورد في المحل .. و هي كل شوية تحكيلي عن مجدي و أنها هتموت عليه بس هو مش مديها وش مهما تعمل مش بتلفت نظره
ورد صرخت : انا !! انتي كدابة
ضابط : اسكتي انتي مش في حضانه احنا ! كملي
مني : بس يا بيه .. لحد ما في يوم قالتلي انها عندها خطة عشان توقعوا .. و أنها هتروحله المحل عشان تغريه و لما هو رفض ضربته زي ما انت شايف و عملت أنه حاول يتحرش بيها
ورد هجمت عليها و قالت : انتي كدابة ! ولله ما هسيبك !
الضابط : يا عسكرري !!
دخل أحد العساكر و امسك ورد سريعا ليبعدها عن مني و نظرت ورد امامها بخوف و ضياع حاولت ايجاد اي طريقة لتخرج بها من هذه المصيبة و في لحظة تذكرته ! صمتت للحظات ثم قالت للضابط
ورد : انا ممكن اعمل مكالمه ! مجدي جاب دليل زي ما بيقول من حقي انا كمان اطلب المساعدة !
ضابط : دقيقة واحدة بس !
ورد : تمام
امسكت هاتفها بقلق ثم أخرجت الكارت الخاص به من محفظتها لتتصل به سريعا !
كان كريم في سيارته متجها الي عمله حتي صدع هاتفه برقم غريب امسك هاتفه بتساؤل ثم فتح الخط
كريم : الو ؟
ورد بتوتر : اا كريم بيه معايا ؟
كريم : أيوة مين ؟
ورد : انا ورد ! اللي قابلتها امبارح و..
كريم انتبه أكثر : أيوة فاكرك
ورد : انا اسفه اني بتصل بيك .. بس انا محتاجه مساعدتك ضروري .. انا في القسم و الناس اللي اذوني امبارح عايزين يوقعوني في مصيبة تاني
كريم : انتي في قسم ايه و انا جايلك !
ورد تنهدت براحة و قالت له اسم القسم سريعا و ما أن انتهت مكالمته معاها حتي غير اتجاهه و ذهب إلي قسم الشرطة
الكاتبة ميار خالد
_________________________________
وصلت ريم الي جامعتها ثم اتجهت الي مكتب المدرسين و جلست علي مكتبها .. اتجه إليها زميلها ايمن
ايمن : صباح الخير
ريم : صباح النور
ايمن : تحبي تطلبي فطار معانا ؟
ريم فكرت سريعا لترد : لا شكرا معايا اكلي
ايمن ضحك باستهزاء : ليه انتي جايه مدرسة ولا ايه
ريم نظرت له ببرود : اه جايه مدرسه .. ممكن تسيبني اشوف شغلي
ايمن : في ايه انا بهزر معاكي بس !
ريم بابتسامة صفراء : عارفه .. عموما شكرا مش عايزة اطلب حاجة
ابتعد ايمن عنها لتتنهد بضيق ثم لملمت اغراضها و اتجهت نحو أحدى المدرجات .. كان المدرج فارغ تماما فجلست علي مكتبها و انتظرت مجيء الطلاب و هنا انتبهت إلي وجود شخصا واحد في المكان غيرها و لكنه نائم و يضع رأسه بين يديه فنهضت من مكانها و اتجهت له
ريم : يا استاذ !
تململ عمر في مكانه و لكنه لم يستيقظ بعد فضربته ريم بخفه علي كتفه لينزعج قليلا و قبل أن تسحب يدها قد امسك بها و ظل هكذا للحظات .. نظرت له ريم بصدمة و لم تعرف كيف تتصرف حاولت سحب يدها بهدوء و لكنها لم تستطيع فصرخت به
ريم : ما تقووم في ايه هو انت في بيتكم !!
انتفض عمر في مكانه و صرخ : في ايه !
و نظر إلي ريم لترد عليه : في انك نايم في المدرج
عمر : يا شيخة في حد يصحي حد كده .. وسعي خليني امشي
ريم : انت ازاي تكلمني كده !
عمر : بقولك ايه مش عايز صداع ! امشي من قدامي دلوقتي
ريم : انت قليل الادب علي فكرة
عمر اقترب منها أكثر : تحبي اوريكي قلة الادب علي أصولها !
رفعت ريم يدها لتصفعه علي وجهه سريعا دون أن تفكر و في هذه اللحظة دلف الكثير من الطلاب الي المدرج ليروا هذا المشهد !!
ريم : انت بني ادم مش محترم ! اتفضل اطلع بره و مش عايزة اشوف وشك لآخر السنه !
عمر اقترب منها مرة اخري ليهمس بجانب أذنها : انا لو مش محترم صحيح كنت فضحتك قدام طلابك و قولت انك تربية حواري و جايه من منطقة شعبية ! لكن كفايه عليا بس اني اعرفك اني فاهم كل حاجة و سايبك بمزاجي .. و بالنسبة للقلم ده ف انا هردهولك قلمين و هدفعك تمنه غالي اوي !
نظرت له ريم بتحدي و قالت : برا !
بادلها عمر نفس النظرات ليخرج من المكان بعصبية كبيرة و تنهدت هي بضيق
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
وصل كريم الي قسم الشرطة و دلف إليه سريعا و اتجه الي مكتب الضابط و دخل إليه دون أن يطرق الباب .. نظر له جميع الموجودين و منهم ورد التي تنهدت براحة شديدة لوجود أحد ما يساعدها
الضابط : كريم بيه ! اتفضل
كريم اتجه الي الضابط و صافحه ليكمل الضابط : خير .. في حاجة اقدر اساعدك بيها
كريم جلس أمامه و خلع نظارته الشمسية و قال : انا جاي علشان ورد .. انا عايزك تستجوبني زي اي حد و انا هقول اللي اعرفه
الضابط نظر له بتعجب نوعا ما : ورد ؟
ورد : حضرتك طلبت دليل يا بيه مش كده .. كريم بيه شاهد علي كل حاجه و هو ساعدني امبارح و انا بهرب من مجدي لما حاول يتحرش بيا !
الضابط : الكلام اللي ده مظبوط يا كريم بيه ؟
كريم : أيوة .. امبارح بالصدفة و انا ماشي في طريقي ورد ظهرت قدامي و كانت حالتها صعبة جدا
ثم شاور إلي مجدي بيديه : و شوفت الراجل ده كان بيلاحقها و دماغه مفتوحه .. ففهمت أن الموضوع كله عن دفاع عن النفس ورد كانت بتدافع عن نفسها مش اكتر .. انا معرفش اي التفاصيل ولا سبب تواجدها هنا .. بس انا قولت اللي شوفته بعيني
مجدي بتوتر : كدب كل ده كدب .. ده حد من طرفها اكيد جايباه عشان يتبلي عليا !
الضابط هب واقفا : انت اتجننت ! انت مش عارف انت بتكلم مين
كريم : معلش يا فندم .. تجاهله
الضابط : حاليا كل حاجة قدامي بتثبت حاجه واحدة بس .. و هي براءة ورد و انك انت اللي كداب .. و الحكومة مش لعبة عشان تيجي تقدم بلاغ كاذب عشان كده هتشرفنا حبة حلوين .. و بالنسبة للبنت اللي انت جايبها عشان تشهد ضد ورد .. هتفضل معانا هي كمان بسبب أنها شهدت زور !
منى شهقت بخوف : لا انا مليش دعوة ! هو اللي دفعلي فلوس عشان اقول كده انا مليش دعوة
نظرت لها ورد بكره و توعد ليقول الضابط لكريم : كان كفايه تليفون منك و انا احل كل حاجه .. عموما شرفتنا بمجيتك دي .. تقدري تخرجي يا ورد
ورد ابتسمت ابتسامة عريضة و حمدت ربها كثيرا لينهض كريم من مكانه و يشكر الضابط بابتسامة صغيرة و خرج مع ورد من المكان
ورد : انا متشكرة جدا .. مش عارفه اقولك ايه بس لولا وجودك كان زماني اتدبست في القضية دي و حياتي ادمرت
كريم : انا اللي بشكرك انك لما احتاجتي لمساعدة كلمتيني
ورد : تسلم يا بيه .. عن اذنك
كريم : انتي رايحه فين ؟
ورد : مروحه زمان أختي الصغيرة قلقانه جدا عليا
كريم : طيب تحبي اوصلك
ورد : لا انا مش متعوده علي كده !
كريم بعدم فهم : نعم ؟
ورد : يعني انا مش متعوده علي المعاملة الطيبة دي من الناس ! انت عايز مني حاجه صح
كريم : و حتي لو عايز .. هتعملي اللي انا عايزه ؟
ورد تغيرت نظراتها في ثواني لتقول : طيب هرجع اقولهالك تاني مش علشان ساعدتني مرة ولا اتنين يبقي تنسي نفسك و انت بتكلمني .. و لا تفتكر انك كده اشتريتني .. انت قدمتلي مساعده و انا مدينه ليك بكده بس و ياريت تلزم حدودك معايا !
كريم : انتي مجنونه .. انا لسه مخلصك من مصبية !
ورد : انا بعرفك بس عشان لو فكرت في حاجه كده ولا كده ! معلش انا عذراك شكلك ابن ناس اوي اكيد متعود علي المناظر المايعه
كريم : مايعه ؟!
ورد : أيوة مايعه مستغرب ليه
كريم ابتسم : و ليه بتقولي كده
ورد : يعني .. بيبان علي البني ادم
كريم رفع أحد حاجبيه : لا ولله !
ورد : عن اذنك بقي مش عايزة اخلي بليه قلقانه اكتر من كده
كريم لم ينتبه لاسم بليه التي قالته أمامه و شرد للحظات فلم ينتبه أنها ذهبت من امامه و فجأة قال : هي دي اللي بدور عليها ! دي الوحيدة اللي قادرة تكسر غرور مروة و تقف في طريقها .. دي الوحيدة اللي هتقدر تنجح خطتي !
قال تلك الجملة ثم تحرك من مكانه بشرود فلم ينتبه للسيارة القادمة نحوه نظرت ورد خلفها فهي لم تبتعد كثيرا عنه لتشاهد هذا المشهد لتتسع عيناها بصدمه ثم صرخت به
ورد : كريم بيه !!
يا ترا ورد هتلحق كريم ولا لا
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
ورد : كريم بيه !!
قالت تلك الجملة و ركضت نحوه سريعا لتبعده عن الطريق في آخر لحظة فاق كريم من شروده و نظر حوله بصدمه
كريم : حصل ايه !
ورد : خد بالك و انت ماشي .. لولا اني شوفتك و العربية بتقرب منك كان هيجرالك حاجة
كريم : انا سرحت شوية بس
ورد : ابقى خد بالك يا بيه ده طريق
كريم : شكرا جدا يا ورد
ابتسمت ورد : لا مفيش شكر .. كده احنا خالصين .. انت ساعدتني و انا انقذت حياتك .. كده اتساوينا عشان لو مشوفناش بعض تاني محسش أن ليا عند حد دين
كريم : بس دي مش اخر مرة هنتقابل فيها
ورد نظرت له بتساؤل ليكمل : اقصد انك لو احتاجتي مساعدتي تاني كلميني .. من غير ما تفكري
نظرت له ورد للحظات ثم تنهدت بحرارة و قالت : كريم بيه .. انا طول عمري شايلة مسؤولية كل حاجه و مش بثق في حد بسهولة .. عمري ما اتسندت علي حد في عز اني يتيمة مطلبتش مساعدة حد ولا مرة .. و انا لما طلبت مساعدتك مش عشاني .. عشان لو جرالي حاجه خواتي هيتفرقوا و احنا ملناش غير بعض اساسا .. انت ظهرت في حياتي فجأة و اتمني تختفي فجأة كمان
كريم : ليه بتقولي كده
ورد صمتت للحظات ثم قالت : عشان الواحد مش ناقص وجع قلب .. كفايه اللي انا فيه .. غير كده انا مش عايزة اتسند علي حد عشان الدنيا ملهاش امان يا بيه .. ناس بتظهر و ناس تختفي و انا مش حمل كسرة تاني
كريم : انا محترم كل الكلام اللي قولتيه ده .. بس صدقيني لازم نتقابل تاني !
ورد : و ليه لازم ؟
كريم : هتعرفي كل حاجه في الوقت المناسب .. برضو مصممه انك تروحي لوحدك .. لسه عند عرضي ممكن اوصلك ؟
ورد : متشكرين يا بيه .. تعبتك معايا و انا عارفه أن وقتك غالي جدا
كريم : متشغليش بالك بوقتي .. وقت ما تحتاجي مساعدة كلميني علطول .. اتفقنا !
ورد نظرت له بتعجب نوعا ما فقال : مالك بتبصيلي كده ليه ؟
ورد : هو انت طيب كده مع كل الناس ؟ ولا في حاجة غلط
كريم ضحك ثم قال : و هي الطيبة حاجه عيب
ورد : للأسف في الزمن ده بقت عيب .. أما حد يقول على فلان ده طيب ساعات بيكون بيشتم فيه مش بيمدحه
كريم : انا مليش دعوة بكل التعقيدات دي .. و خليكي عارفه أن صوابع ايدك مش زي بعضها في فرق بين الطيبة و السذاجة .. و المهم عندي انك لو احتاجتي اي حاجه تكلميني من غير ما تفكري
نظرت له ورد بتعجب ثم تحركت من أمامه سريعا لتختفي عن نظره
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
أنهت ريم عملها و امسكت رأسها بتعب فتذكرت أنها لم تأكل اي شئ من الصباح لملمت اغراضها و جاءت لتخرج من المكتب و لكن دخل عمر سريعا و اغلق الباب عليهم و لم يبقى سواهم في الغرفة
ريم : انت اتجننت ! وسع خليني امشي
عمر : و لو موسعتش .. هتعملي ايه هتضربيني قلم تاني
ريم تكلمت بهون نوعا ما لإرهاقها الشديد : عمر ارجوك وسع خليني امشي
عمر امسك ذراعها بعنف : انتي مش هتخرجي من هنا غير لما تعتذريلي و مش بس هنا انتي تعتذريلي قدام الجامعة كلها !
ريم تألمت قليلا لتصيح به بتعب : سيب ايدي انت اتجننت
عمر : صدقيني انتي لسه مشوفتيش جنان لحد دلوقتي !
ريم : طيب خليني امشي دلوقتي .. مش قادرة اقف على رجلي !
عمر بعصبية : انا ميخصنيش كل ده !
ريم نظرت له بعيون زائغة و عدم تركيز و في تلك اللحظة تغيرت نظرات عمر لتتهاوي ريم علي الارض مغشي عليها
عمر : ريم !
التقطها عمر سريعا ثم حملها بين يديه و اتجه بها الي أحد المقاعد و تركها ليبحث عن ماء سريعا و رجع إليها ليجدها علي نفس الحالة .. ضربها بخفة علي وجنتيها
عمر : ريم .. ردي عليا !
ريم لم ترد عليه و مازالت علي نفس وضعها امسك عمر يدها و احس بنبضات قلبها ليجدها ضعيفة و بطيئة .. تركها و خرج من الغرفة ثم عاد بعد لحظات و في يده كيس محلول سكري عالجها سريعا و وصل المحلول بيدها رمقها عمر للحظات لينبض قلبه بشده و انتعش بداخله شعور ما لم يستطيع تفسيره و هنا تأمل ملامحها و لأول مرة .. بشرتها الصافية مثل الاطفال و ملامحها البسيطة و التي تكسوها البراءة عكس ما تظهره من قوة .. عيونها ذو الرموش الكثيفة مع أنفها الصغير و شفتاها الممتلئة .. ظل ينظر لها للحظات حتي بدأت في استعادة وعيها مرة اخري
عمر : انتي كويسة ؟
ريم امسكت رأسها بتعب : حصل ايه
عمر : انا كنت بكلمك و فجأة اغمي عليكي .. جالك هبوط
ريم نظرت إلي يدها و المحلول المعلق بها : انت اللي عملت كل ده ؟
عمر : و هو في غيري في المكان
ريم : غريبة .. كنت فكراك هتسيبني واقعة في الأرض و تمشي
عمر اقترب منها قليلا : مهما كان كرهي ليكي ده مش هينسيني اني انسان في الاخر .. في الف طريقة ممكن انتقم بيها منك غير اني اسيبك واقعة و امشي
ريم نظرت في عيونه للحظات ثم توترت بسبب قربه منها فابتعدت عنه قليلا و قالت : عموما شكرا جدا انك ساعدتني
عمر : غريبه .. مش انا اللي كنتي لسه ضرباني قلم .. بتشكريني دلوقتي
ريم : لكل فعل رد فعل .. انت قليت ادبك و انا ضربتك و دلوقتي ساعدتني و انا شكرتك
عمر نظر لها للحظات ثم التفت ليخرج من المكان فلم ينتبه لمفاتيحه التي سقطت في مكتبها و لكن ريم انتبهت لها .. خلعت إبرة المحلول من يدها ما أن احست ببعض التحسن و التقطت مفاتيحه و خرجت من مكتبها للحاق به لتلاحظ أن الوقت قد تأخر كثيرا و أن الجامعة خالية من الناس نوعا ما .. في نصف الطريق انتبه عمر أن مفاتيحه ليست في جيبه و تذكر أنها قد تكون وقعت منه في مكتب ريم زفر بضيق شديد و التفت ليعود ادراجه ليجدها أمامه
ريم : مفاتيحك
عمر أخدها منها و نظر لها بسخط : متشكر
و هنا انقطعت الكهرباء لتفزع ريم بشدة و تتمسك بيده
ريم بتوتر و خوف : النور راح ليه !!
عمر : و انا هعرف منين .. وسعي خليني امشي
ريم بخوف : استنى طيب شوف الكهرباء مالها
عمر : دقيقة و هترجع تاني
و لم تمر ثواني حتي عادت الكهرباء مرة اخري لتتنهد ريم براحة شديدة نظر لها عمر بتعجب و تساؤل
ريم : بتبص علي ايه ! مش كنت ماشي .. اتفضل
عمر نظر لها بعدم اهتمام ليمشي في طريقه و كذلك هي خرجت من مكانها و اتجهت الي بيتها
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
: ورد !!
قالتها بسملة ثم ركضت نحوها سريعا لترتمي في أحضانها بدموع
ورد مسحت علي شعرها : اهدي بس .. انا كويسة اهو
بسمله : كنت فكراكي مش هترجعي تاني و اني هفضل لوحدي
ورد : و هو انا اقدر اعيش من غيرك برضو
محروس : خير يا بنتي في ايه .. و الحكومة كانت عايزة ايه منك
ورد : ده حوار كبير اوي يا عم محروس و انا هلكانه ولله .. بس كل اللي اقدر اقولهولك اني مش هقدر ارجع الشغل اللي كنت فيه تاني .. من اول بكره هبدأ ادور علي شغل جديد
محروس : لا حول ولا قوه الا بالله .. ربنا يوسع رزقك يا بنتي .. عموما انزلي انتي و متشيليش هم بليه .. هي جوه عيوني
ورد : ولله يا عم محروس ما عارفه اقولك ايه .. انا تقلت عليك اوي الفترة دي
محروس : عيب يا بنتي متقوليش كده .. ربنا يعلم البت بليه دي بتهون عليا اد ايه .. يكفي وجودها جمبي بس بيفرحني
ورد : الله يخليك يا عم محروس .. ولله انت طلعت احسن من القريب .. عيلة ابويا و امي اللي رمونا ولا بيسألوا فينا حتي .. ساعات الغريب بيبقي احن عليك من القريب
محروس : و هو انا غريب برضو يا ورد
ورد : مش قصدي ولله
ضحك محروس : عارف يا بنتي .. و مش عايزك تفتكري أن بليه تقيله عليا ولا حاجه .. ده انا اخدت إجازة من الشغل عشانها .. انا عارف انك تعبانه يلا بقي الغدا جاهز اتغدوا معانا و روحي ارتاحي
ورد : تسلم ولله بس ..
محروس : مفيش بس .. يلا
جلسوا جميعا علي طاولة الغداء تناولت ورد بعض اللقيمات ثم نهضت لتتجه الي بيتها .. دلفت إليه بتعب و لم تمر ثواني حتي رن جرس المنزل
ورد قال لبليه : اوعي تقولي لريم اي حاجه .. فاهمه
بليه : ليه طيب
ورد : اسمعي كلامي يا بليه الله يخليكي .. مش عايزاها تقلق انتي عارفه ريم
أجابت برأسها لها و اتجهت ورد لتفتح باب المنزل لتجد ريم امامها بوجهه شاحب ففزعت قليلا
ورد : مالك في ايه .. وشك مصفر كده ليه
و وقع بصرها علي يدها فلاحظت اثار إبرة المحلول فقالت : و ايه اللي في ايدك ده ! طمنيني عليكي متسكتيش كده
ريم : متقلقيش يا ورد .. انا ضغطي نزل شويه بس لكن دلوقتي انا كويسة
ورد : و ضغطك نزل ليه .. اكيد عشان مكلتيش حاجه من الصبح
ريم : ولله بنسي
ورد غضبت : هو ايه اللي بتنسي .. عجبك خضتي عليكي و انتي داخلة عليا بالشكل ده !
ريم : ولله يا ورد ما مستحملة حاجة خلي التهزيق ده لبكرة
ورد : يا بنتي انا خايفة عليكي انتي اصلا ضعيفة و كمان مش بتاخدي بالك من اكلك
ريم : انا اسفه يا ورد .. بس صدقيني بتشغل و بنسي اكل
ورد : هو في حد بينسي ياكل !! ده ايه المصيبة دي
ريم : طيب انا هخش انام دلوقتي عشان تعبانه جدا
ورد : ماشي يا ريم .. يجي النهار علينا بس ولله ما هسيبك
ذهبت ريم الي غرفتها لتنام بجانب بسملة التي تظاهرت بالنوم بعد ان بدلت ملابسها لتغط في نوما عميق .. تنهدت ورد بتعب و اتجهت هي ايضا الي غرفتها و بدلت ملابسها لتجلس علي سريرها و هاجمتها جميع احداث اليوم و ما أن تذكرت وجه كريم حتي ابتسمت بطريقة لا اراديه ليعبس وجهها في وقتها
هبت ورد من مكانها : في ايه ! ايه الابتسامة دي .. لا فوقي كده .. احسن برضو اني مش هشوفه تاني .. الواحد مش ناقص وجع قلب .. بس هو بني آدم ذوق بصراحة
و استلقت علي سريرها ثم قالت : لو كنا في زمن غير ده او وضع غير اللي انا فيه .. كنت ممكن احبه .. بس هو من عالم و انا من عالم تاني مستحيل نتقابل !
و هنا احست بحركة جانب سريرها نظرت لمصدر الصوت لتجدها بسملة
بسمله : ممكن انام في حضنك النهاردة
ورد ابتسمت برفق : ايه ممكن دي .. انتي تيجي تنامي في حضني من غير رأيي حتي .. تعالي
ذهبت لها بليه سريعا و نامت بين أحضانها لتقبلها ورد في رأسها و نام الاثنين بسلام و امان
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
: عملت اللي قولتلك عليه !
ايهاب : متقلقيش .. كل حاجه هتمشي زي ما انت عايز .. انا عرفت من العامل بتاع المدرج أن بكرة هي هتكون موجودة لحد اخر اليوم .. و اتفقت معاه أنه يحبسها في المدرج بمجرد ما تخلص .. و اهي لما تقضي ليلة لوحدها هتتأدب اكيد !
عمر : و هو وافق بسهولة كده ؟
ايهاب : اكيد لا يعني .. لما اخد قرشين حلوين كده وافق
عمر : طيب .. بس انت هتستفاد ايه من مساعدتك دي
ايهاب : عيب عليك يا عمر .. و هو في بينا الكلام ده .. ده انا حتي صاحبك يا اخي
عمر : اه قولتلي
ايهاب : بقولك ايه صحيح
عمر نظر له بانتباه فأكمل ايهاب بوقاحه : انا بقول بدل ما نحبسها في المدرج نحسبها في بيتي احسن
عمر : ايهاب !! انا عايز اعاقبها بس مش اكتر اتلم بقى !
ايهاب : ما دي تعتبر معاقبه برضو
عمر : لو قولت حاجه تانيه في السيرة دي صدقني هتزعل مني اوي !
ايهاب : خلاص يا عم في ايه مكنش اقتراح .. عموما كل اللي عايزه هيتم
عمر : تمام .. ياريت متزودش اي حاجة من عندك
ايهاب : ماشي .. صحيح انت عرفت اخر الاخبار ؟
عمر : اخبار مين ؟
ايهاب : اللي كانت مجنناك
عمر تغيرت ملامحها ليقول : ميهمنيش اعرف
ايهاب : و ميهمكش تعرف أن خطوبتها اتفسخت !
عمر ابتسم بسخرية : ولله .. و ده ليه
ايهاب : مش عارف التفاصيل بالظبط بس تقريبا هو اللي سابها بسبب مشكلة كده
عمر : يلا مش خسارة فيها
ايهاب : طيب و انت ناوي علي ايه
عمر كرر السؤال بتهكم : ناوي علي ايه ؟؟ البنت دي صفحة و اتقفلت في عمري و اتمني متتفتحش تاني
ايهاب : انت متأكد ؟
عمر نظر له للحظات ثم قال له بحدة : هو انت عايز ايه بالظبط
ايهاب : مصلحتك
عمر : مصلحتي انك تنفذ اللي طلبته منك و بس .. مفهوم
ايهاب : قولتلك كل اللي عايزة هيتم
عمر نظر أمامه بتوعد و قال : تمام .. انا هعرفها هي وقعت مع مين .. عشان تبقي تتحداني كويس !!
يا ترا عمر هينفذ اللي في دماغه ولا لا
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
وصل كريم الي بيته في المساء بتعب بعد أن انهي عمله ليجد البيت هادئ .. صعد الي غرفته و ما أن فتح بابها حتي وجد مروة جالسة علي سريرها تطالعه بغموض
كريم في نفسه : بدأنا !
مروة : اتأخرت ليه ؟
كريم : كنت في الشغل مش بلعب
مروة : اممم .. طب ليه كده يا حبيبي بلاش تتعب نفسك في الشغل هو انا مش ليا حق عليك برضو
ثم اتجهت إليه لتعانقه بتملك فضاق نفس كريم كلما اقتربت منه أكثر .. أبعدها عنه بهدوء و جاء ليتحرك و لكنها أوقفته مرة اخري
مروة : هتفضل لحد امتي تعاملني كده
كريم : لحد ما تخرجي من حياتي !
مروة ببرود : ليه عايز تخرجني من حياتك .. يا حبيبي استوعب اني حاجه أساسية في حياتك يعني مينفعش امشي
ثم صمتت قليلا و قالت : ولا اتبدل !
نظر لها كريم بعدم اهتمام ثم ابتعد عنها و اتجه الي الحمام ليبدل ملابسه و بعد لحظات خرج ليجد هاتفه في يد مروة !
كريم أخذه منها بعصبية : انتي اتجننتي !
مروة : مالك اتخضيت كده ليه .. هو عليه حاجه و انا معرفش ولا ايه ؟
تجاهلها كريم و جاء ليتحرك لتقف أمامه بعصبية
مروة : انا بكلمك !!
كريم : اه يا مروة .. مش انتي عايزة تسمعي كده .. صدقي اي حاجه في دماغك و حلي عني شوية !
مروة بعصبية : ازاي يعني ! انا مراتك علي فكره
كريم : انتي مراتي بالاسم و بس .. أساس الجواز المشاركة .. و كلمه مشاركة دي مش في قاموسك اساسا
مروة : طب ما انت طلعت عارفني اهو .. عندك حق كلمة مشاركه مش في قاموسي .. عشان كده مستحيل اقبل اني اشاركك مع حد ! و لو ده حصل انت عارف كويس انا ممكن اعمل ايه
كريم : انتي تحمدي ربنا اني مستحملك كل السنين دي ! لولا امي و اللي عملته كان زماني طلقتك من زمان
ابتسمت مروة بخبث : و انت فاكر أنك ممكن تطلقني بسهولة كده .. انا حاربت الكل و حاربتك انت شخصيا عشان اتجوزك .. اكيد مش هضيعك من ايدي بعد ما بقيت مراتك بسهولة كده !
كريم : تقدري تقوليلي احساسك ايه و انتي عايشة مع واحد غصب عنه بيكره حتي قربك منه !
مروة ببرود : عايشة احلى سنين عمري يا روحي .. كفايه حبي عليك
ثم اقتربت منه لتقبله و لكنه ابعدها عنه سريعا و خرج من الغرفة بأكملها و اتجه الي غرفة اخري ليبيت فيها .. و ما أن خرج حتي زفرت مروة بغيظ و التقطت هاتفها لتتصل بوالدتها
مروة : الو
سحر والدة مروة : حبيبة ماما .. خير متصله متأخر كده ليه
مروة : كريم !
سحر : ماله ؟
مروة : حاسة أنه يعرف واحده عليا
سحر : لقيتي دليل يعني أنه يعرف واحدة ؟
مروة : لا بس مش مرتاحه .. خصوصا أنه مش عايزني امسك تليفونه .. اكيد عليه حاجه اكيد هو مخبي عليا
سحر : اهدي .. اهدي دلوقتي
مروة : ايا كان اللي يعرفها .. فهي حكمت علي نفسها بالعذاب .. اوصلها بس
سحر : انتي هبله يا بت انتي .. ده انا مصدقت انك اتجوزتيه عايزة تخربي علي نفسك ليه .. ما تركزي مع جوزك و خليه يحبك كده
مروة : ما انا مركزة اهو
سحر : لما نشوف اخرتها
مروة : تمام
أنهت مروة المكالمة و أخذت تفكر في طريقة للإيقاع بهاتف كريم !
الكاتبة ميار خالد
في اليوم التالي ..
استيقظ كريم من نومه بتعب بعد أن استطاع أن ينام لساعات قليلة .. أخذ دش و ارتدي قميص ابيض مع بنطال اسود ثم اتجه الي غرفته بضيق فتحها و دلف الي الداخل و حمد ربه عندما وجد الغرفة فارغة .. جلس علي سريره بأرهاق لتظهر ورد في رأسه مرة اخري و زاد إصراره علي تنفيذ ما في رأسه التقط هاتفه و جاء ليتصل بها و لكنه تراجع عندما وجد مروة أمامه تطالعه بشك
مروة : رايح فين بدري كده ؟
كريم تجاهلها و نهض من مكانه لتتابع بعصبية : انا بكلمك !
كريم : هو انتي بس اللي مسموحلك تكوني مستفزة !
مروة كررت سؤالها : رايح فين !
كريم : الشركة
مروة : حلو .. طريقنا واحد
كريم نظر لها بحدة و قال : طريقنا عمره ما كان واحد
و تحرك من امامها سريعا لتضرب مروة الارض بقدمها بعصبية ثم اتجهت الي مرآتها و نظرت إلي عيونها الحمراء من شدة العصبية و الي ملامح وجهها التي تكسوها الخبث و الغموض أغمضت عيونها قليلا ثم فتحتها بشر و أخذت نفسا عميق و فكرت في طريقة للوصول إلي قلب كريم ، خرج هو من غرفته و اتجه الي غرفة والده ليطمئن عليه كعادته كل صباح و بعد لحظات خرج من الغرفة و من منزله و اتجه الي الشركة .. استيقظت ورد من نومها و ذهبت لتحضير الفطور و في تلك الأثناء استيقظت ريم و ارتدت ملابسها و كانت عبارة عن فستان وردي اللون بسيط و محتشم مع حزام جلد اسود يتناسق مع لون شعرها التي عقدته و عقد بسيط زين رقبتها ثم خرجت من غرفتها سريعا لتذهب الي عملها
ريم : ورد انا رايحة الشغل
ورد : مفيش خروج غير لما تفطري الاول
ريم : كده هتأخر يا..
ورد : قولت مفيش خروج غير لما تفطري .. يلا
ريم : امري لله
ثم جلسوا سويا ليتناولوا طعامهم
ريم : اومال فين البت بليه ؟
ورد : سيبتها نايمة مرضيتش اصحيها بدري كده
ريم : صحيح انتي ليه لسه بهدوم البيت .. انتي مش رايحه الشغل النهاردة ولا ايه ؟
ورد : لا ما هو انا مش هروح تاني
ريم تركت طعامها : ليه !
ورد : حصلت مشكله كده .. يا ستي ربنا اللي بيبعت الارزاق مش البشر .. انا شوية كده و هنزل ادور علي شغلانه تانيه و ربنا يكرم بقي
ريم : و ليه تنزلي .. خليكي و انا هصرف علي البيت
ورد : لا ولله .. انتي يدوب مرتبك علي قدك بس تشيلي البيت كمان فوق راسك ليه .. دي مهمتي هنا انا أشيل مصاريف البيت ده .. عايزة تساعدي يا ستي ماشي لكن متشيليش كل حاجه فوق دماغك
ريم : يعني انتي اللي تشيلي كل حاجه فوق دماغك
ورد : ريم .. انا بعمل واجبي انتو عيلتي و اللي باقيلي في الدنيا و احب ما علي قلبي اني أشيلكم فوق دماغي
ريم : انتي عملتي حاجات كتير اوي عشاننا .. انتي كمان من حقك تعيشي و تفرحي
ورد ابتسمت : فرحتي الحقيقة هي راحتكم
ريم نهضت من مكانها و احتضنتها بحب لتضحك ورد : يلا هتتأخري علي الجامعة بتاعتك
: الله الله
نظرت ريم الي بسمله و قالت سريعا قبل أن تتحدث : ما انتي لو بتصحي بدري يا هانم كنتي لحقتي حبة الحب الحلوين دول
بليه : لا ده مش عدل .. انتو عارفين اني مبعرفش اصحي بدري .. يا ورد !
ورد : معلش يا بليه هي ريم كده بتحب ترخم عليكي .. انتي تيجي تاخدي حبة الحب بتوعك في أي وقت
بليه : انا عارفه انك بتحبيني يا ورد اكتر من البنت دي بس مش بحب اقول عشان متزعلش و تعيط
ريم : طبعااا طبعاا
ورد ضحكت عليهم ثم ودعت اختها لتذهب الي عملها و اطعمت ورد بليه و ذهبت لتبدل ملابسها و عندما انتهوا خرجت ورد و اختها و اتجهوا الي بيت عم محروس و دقت الباب ليفتح لها بابتسامته الدائمة
محروس : اهلا اهلا بحبيبة عمو محروس
ابتسمت ورد و قالت : انا خايفة اكون بتقل عليكم ولله بس خايفة اسيب بليه لوحدها خصوصا اني هطول النهاردة يا عالم هلاقي شغل تاني ولا لا
محروس : تاني يا ورد .. عيب يا بنتي كلامك انا زي ابوكي برضو .. ده انا حتي اخدت إجازة مخصوص عشان اعرف اقعد معاها .. روحي يا بنتي ربنا يرزقك و يوقفلك ولاد الحلال
ورد : اه يا عم محروس ادعيلي ونبي محتاجه دعواتك اوي
محروس : من غير ما تقولي يا بنتي .. انا جاتلي فكرة
ورد : ايه هي ؟
الكاتبة ميار خالد
محروس : ايه رأيك اكلملك صاحب الشغل بتاعي لو يعرف يشوفلك شغلانه كده .. ده راجل طيب و محترم اوي و بيعزني مش هيرفضلي طلب
بليه قالت : عمو بتاع الشوكولاتة ؟
ورد : ده انتي عرفاه كمان !
بليه : أيوة ده جميل و ذوق كده اداني شوكولاتة مش من هنا يا ورد كنت هقولك امبارح بس ساعتها حصلت المشكلة بتاعتك
ورد نظرت إلي محروس : ممكن بجد يشوفلي حاجه .. مش عايزة احطك في موقف محرج
محروس : ولا احراج ولا حاجة .. استني كده
ثم نهض من مكانه و احضر هاتفه لتقول ورد : انت هتعمل ايه ؟
محروس : هتصلك بيه حالا .. عشان لو وافق متنزليش تتبهدلي في الشوارع يا بنتي و ربنا يقدم اللي فيه الخير
تنهدت ورد بقلق نوعا ما ثم اتصل محروس بصاحب عمله و هو كريم ! .. دلف كريم الي مكتبه و بدأ في مراجعة بعض الأوراق حتي صدع هاتفه رنينا برقم محروس فرد عليه
محروس : صباح الخير يا بيه
كريم : صباح النور يا عم محروس .. خير في حاجة ولا ايه ؟
محروس : انا بس كنت قاصد حضرتك في خدمة
كريم : اكيد اتفضل
محروس : الله يخليك يا بيه .. هو بس كان في بنت جارتنا كده يتيمه و بتشتغل و تصرف علي اخواتها و هما ملهمش حد و للأسف البنت دي سابت شغلها امبارح و مش عارفه تعمل ايه .. لو بس حضرتك تقدر تشغلها عندك اي حاجة يبقي كتر خيرك
كريم انتبه له و قال : مش لازم تنزل تشتغل مادام بتقول ملهاش حد يبقي بلاش تتبهدل و هما بنات زي ما بتقول .. انا هتكفل بيها و كل شهر هيوصلها مبلغ تمشي دنيتها بيه
محروس : ولله ده كرم كبير من حضرتك ولله .. بس هي مش هتوافق بكده لو ينفع بس تشوفلها اي شغلانه يبقي كتر خير حضرتك
كريم : خلاص اللي يريحها .. عموما خليها تجيلي النهاردة في الشركة و انا هشوف مؤهلاتها ايه و اكيد هشغلها يا عمي
محروس : الله يخليك يا بيه ولله ما عارف اقولك ايه
كريم : متقولش كده انا مش غريب عنك يعني ده انت اللي مربيني .. خليها تجيلي زي ما قولتلك و بأذن الله خير
محروس : تمام يا بيه ربنا يبارك في عمرك
و ما أن انهى المكالمه معه حتي قالت ورد سريعا : ها قالك ايه ؟
محروس : ولله انتي بنت مرزقة .. قالي خليها تجيلي الشركة النهاردة و انا هشغلها
ورد بفرحة كبيرة : بجد !! احلف كده
محروس ضحك لفرحتها فقالت سريعا : طيب انا هروح اجهز نفسي .. قولتلي العنوان فين ؟
محروس : استني
ثم ذهب و احضر ورقة و قلم ليكتب لها عنوان الشركة
محروس : و انتي داخلة الشركة هتلاقي مكتوب K.M
ورد : فهمت ياعم محروس تسلم يارب من كل شر ربنا ما يوقعك في ضيقه ابدا
محروس : ربنا يوقفلك ولاد الحلال يا بنتي
ورد : استأذنك انا بقي هروح اخلص كام حاجة و اجهز نفسي عشان اروح
ثم خرجت من بيته بحماس و فرحه كبيرة و ذهبت الي منزلها لترتدي احسن ما لديها و بدأت في تجهيز نفسها
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
وصلت ريم الي الجامعة و اتجهت الي مكتبها لترتب جدولها و لم تمر ثواني حتي اتجه إليها زميلها ايمن لتزفر بضيق
ايمن : صباح الخير
ريم : اهلا يا ايمن .. صباح النور
ايمن : بقولك
ريم : خير ؟
ايمن : انا عازمك النهاردة علي الغدا .. ممكن تقبلي !
ريم : معلش ولله مش هينفع
ايمن : مش ملاحظة انك بتتهربي مني !
ريم : اتهرب منك ؟ و انا هعمل كده ليه
ايمن : يعني .. اكيد في سبب جواكي مخبياه عني
ريم : حتي لو ! ايه يجبرني اني اقولك اللي جوايا انت مجرد زميل ليا مش اكتر
ايمن : كل ده عشان طلبت اتغدى معاكي !
ريم : ايمن انا بقول لو تشوف شغلك احسن من الكلام ده
ايمن : انتي مالك مقفلاها أوي كده ليه .. حقيقي انا مش عارف انتي ازاي اتعينتي في كلية متحضره زي دي بدماغك الغريبة دي
ريم قالت بثبات : دماغي مش غريبة ولا حاجة .. انت اللي عمال تلف و تدور
ثم نظرت له ببرود و لململت اغراضها لتتحرك من أمامه سريعا
ريم : عند اذنك !
و جاءت لتخرج من المكتب و لكنها اصطدمت بعمر ليسقط كل شئ علي الارض .. نظرت له بضيق نوعا ما ثم جثت علي ركبتيها لتلملم اغراضها التي سقطت و ساعدها هو في ذلك بينما نظر لها ايمن بتكبر ليتركها و يرحل
نهضت ريم من مكانها و قالت لعمر : شكرا !
عمر : العفو .. عامله ايه دلوقتي ؟
ريم : احسن الحمدلله .. شكرا لسؤالك
عمر : لا عادي مفيش حاجه
ابتسمت ريم ابتسامه صغيرة و جاءت لتتحرك ليقول : صحيح .. انتي ليه خوفتي امبارح لما الكهربا قطعت ؟ كنت فاكرك مبتخافيش من حاجه
ريم : مفيش حد مش بيخاف من حاجه .. كل واحد فينا عنده جانب محدش يعرف عنه حاجه
ثم تنهدت بضيق لتكمل : انا عندي فوبيا من الضلمه بسبب حادثة حصلتلي و انا صغيرة .. عشان كده بكره الضلمه و مش بقدر استحملها
عمر : غريبة .. كنت فاكرك مش هتتكلمي !
ريم : انت ساعدتني .. يبقي من حقك تعرف .. عموما شكرا و يلا عشان عندك سيكشن دلوقتي ياريت متتأخرش لأني مش بدخل حد بعدي !
عمر بصوت خفيض : بدأنا تاني
ريم : قولت حاجه ؟
عمر : اتفضلي .. بقول اتفضلي
و بعدها تركته ريم و ذهبت لتباشر عملها و ما أن رحلت حتي اتصل بإيهاب صديقه
عمر : ايهاب اسمعني كويس !
ايهاب : بتقول ايه ؟ مش سامعك الشبكة وحشه
عمر : نفذ اللي قولتلك عليه بس بلاش تقطع الكهرباء .. طلع عندها فوبيا من الظلمة و انا عايز اندمها بس مش اتسبب لها في اذي
ايهاب بصوت متقطع : كهرباء ؟ تمام تمام كله هيتم زي ما قولتلي
عمر تنهد بضيق لينهي معه المكالمه ثم اتجه الي محاضراته و ما أن أغلق ايهاب هاتفه قالت له مي الجالسة بجواره
مى : عمر ؟
ايهاب : أيوة
مى : كان بيقولك ايه ؟
ايهاب : و انتي مالك
مى : ايهاب اخلص بقي متبقاش رخم
ايهاب : مش عارف مسمعتهوش كويس .. كل اللي فهمته منه اني انفذ اللي قال عليه
مى بحقد : يبقي اشطا .. نفذ و خلينا نضحك شوية !
يا ترا ايه رد فعل ورد لما تعرف أن كريم هو نفسه صاحب الشغل بتاع عم محروس ؟
ايه اللي هيحصل مع ريم 
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
مرت ساعات .. ارتدت ورد ملابسها و استعدت للذهاب الي وجهتها .. نظرت لانعكاسها في المرآة و لشعرها المرتب نوعا ما و فستانها البسيط ابيض اللون ثم ابتسمت لتخرج من بيتها متجه الي العنوان التي أعطاه لها محروس و هي شركة K.M
ترك كريم ما بيده من ورق و رجع بكرسيه بتعب و اغمض عينيه و في تلك اللحظة دخل أحدهم الي مكتبه
: فينك يا بني مختفي فين ؟
نظر كريم ليجد صديقه عماد أمامه فقال : مفيش مضغوط في الشغل بس
عماد : لسه برضو ملقتش حل لموضوع مروة
كريم : لا لقيت .. كلها مسألة وقت و اللي في دماغي هيحصل
عماد : ناوي علي ايه ؟
كريم ابتسم بغموض : عملت بنصيحتك !
عماد صمت للحظات ثم قال : قصدك ايه ؟
كريم ابتسم بغموض : بعدين هتعرف ! و يلا من هنا بقى عشان عندي شغل انت كده معطلني
عماد : يا سلام دلوقتي انا اللي معطلك
كريم : اه .. يلا شوف شغلك
عماد : ماشي يا سيدي .. نتقابل وقت تاني
ثم ودع كريم صديقه و رجع الي عمله مرة اخري و بعد لحظات صدع هاتفه رنينا برقم مروة فلم يهتم و بعد لحظات رن هاتف المكتب فرد عليه ليجد صوتها
مروة : مش بترد علي تليفونك ليه ؟
كريم : مش عايز اتكلم .. انا حر
مروة : لا مش حر .. من يوم ما بقيت مراتك و انت مش حر ! لازم تاخد بالك من تصرفاتك دي احسن بتضايقني اوي
كريم : طيب كويس انك قولتيلي عشان مبطلهاش
مروة : انا مش جايه الشركة النهاردة .. بجهز لحفلة مع صحابي
كريم : احسن برضو
مروة : طيب .. عموما ارجع بدري النهاردة
كريم : نعم ؟!
مروة : ايه مسمعتش قولتلك ارجع بدري النهاردة
كريم : و ده ليه ؟
مروة : مش لازم تفهم دلوقتي .. نفذ اوامري و خلاص
كريم : هو انتي فكراني شغال عندك ! ولا فاكرة أن العالم ده كله في إيدك .. متفوقي بقى من الحلم الكداب اللي عايشة فيه ده
مروة ببرود : يا حبيبي لو حد محتاج يفوق فهو انت .. انت اللي فوق و افتكر اني مراتك بقى
كريم بضيق : مروة اقفلي انا مش ناقصك
مروة : طيب .. و متنساش للي قولتلك عليه
كريم : طيب مش راجع النهاردة اصلا يا مروة .. حلو كده !
مروة : ليه هتروح فين ؟
كريم : في ستين داهيه المهم مشوفش وشك
مروة : طيب يا روحي خلي بالك من نفسك .. باي
ثم انهت المكالمة ليزفر كريم بشدة و نهض من مكانه و وقف في النافذة المرفقة بمكتبه و حاول أن يهدأ نفسه قليلا و بعد ثواني دلفت له السكرتيرة الخاصة به
نانسي : مستر كريم .. الاوراق دي واقفة علي أمضت حضرتك عشان مروة هانم مش موجودة
كريم : تمام
ثم أخذ منها الاوراق ليوقعهم و في تلك الأثناء قالت : صحيح حضرتك عندك اجتماع كمان نص ساعه .. اتمني متكونش ناسيه لأنه مهم
كريم : لا مش ناسيه .. عموما و انا في الاجتماع لو جت اي بنت من طرف واحد اسمه محروس .. خليها تستناني في مكتبي هنا .. مفهوم
نانسي : تمام مفهوم
الكاتبة ميار خالد
و بعد لحظات اتجه كريم الي قاعة الاجتماعات و ما ان دلف لها حتي وصلت ورد الي شركته .. وقفت امامها برهبة لدقائق ثم أخذت نفسا عميقا و دخلت إليها و قد ضلت طريقها في البداية حتي سألت أحد الموظفين عن مكتب المدير و قد دلها بعضهم الي مكانه حتي وصلت الي مكتبه و قبل أن تدخل المكتب اوقفتها السكرتيرة
نانسي : سوري .. مين حضرتك ؟
ورد : انا ورد
نانسي : أيوة ورد مين ؟
ورد : انا جايه اقابل صاحب الشركة دي
نانسي زفرت بضيق : أيوة يعني اخده معاد قبل كده ولا لا ؟
ورد توترت للحظات ثم قالت : مش انا اللي اخدت الميعاد ده عم محروس بصي قوليله بس اني انا اللي من طرف عم محروس و هو هيدخلني علطول
نظرت لها نانسي باشمئزاز و تكبر : هو انتي
ورد : نعم ؟
نانسي ببرود : اممم .. طيب مستر كريم دلوقتي في اجتماع مهم و هو قالي ابلغك انك تستنيه في المكتب بتاعه لحد ما يخلص .. تمام
ورد : تمام
ثم دلفت معها الي المكتب لتشهق ورد من جمال ما رأته و نظرت حولها بدهشة فكان مكتب كريم ذو طراز راقي و عالي و قد اكمل هذا المشهد الرائع نوافذ مكتبه المطلة علي النيل مباشرة
نانسي باستهزاء : واضح انك مدخلتيش اماكن زي دي قبل كده
ورد : بقولك ايه .. متحلي عني شوية و تروحي تشوفي شغلك احسنلك
نانسي : نعم !
ورد : ايه مسمعتيش .. بالك انتي لو مكناش في مكان محترم زي ده .. كنت عرفتك مين هي ورد .. و البصه اللي كانت من شوية دي هعديها بمزاجي ها
نانسي عجزت عن الكلام فقط تنظر لها بصدمة لتقول ورد
ورد : هتفضلي متنحالي كده كتير ولا ايه ؟
لتتركها نانسي و تخرج من المكتب سريعا و ابتسمت ورد بسخرية ثم اتجهت الي أحدى المقاعد لتجلس عليه في انتظار مدير الشركة
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
: تمام يا شباب فهمتوا ؟ حد عنده اي سؤال
قالت ريم هذه الجملة و انتظرت اي اسأله و لكن لم يجيبها أحد فتنهدت براحة و سمحت لهم بالخروج و بعد أن خرج جميع الطلاب بما فيهم عمر الذي ظل ينظر لها للحظات قبل أن يخرج و كأنه يراجع قراره هذا و لكن قد فات الاوان فخرج هو أيضا .. اتجه لها ايهاب
ايهاب : دكتور ريم
ريم : اتفضل .. عندك اي سؤال ؟
ايهاب : بصراحة اه .. عندي شوية أسئلة كده بس مش عايزك تتأخري يعني
ريم : لا عادي دي وظيفتي .. و عموما انا خلصت شغلي النهاردة .. ايه اللي واقف معاك بالظبط ؟
ايهاب : اا الجزئية دي و دي
ريم نظرت لهم بتعجب نوعا ما : دول ؟؟ بس دول سهلين جدا ايه اللي واقف معاك فيهم
ايهاب : معلش انا فهمي تقيل شويتين
ريم : تمام مفيش مشكله
و بدأت في شرح تلك الأجزاء له و بعد لحظات صدع هاتفها رنينا
ريم : رقم مين ده ؟؟
ثم تجاهلت هاتفها ليصدع رنينا مرة اخرى و جاءت لتتجاهله و لكن قال إيهاب سريعا
ايهاب : ردي يا دكتور مفيش مشكلة انا هستني
ريم : معلش دقيقة و راجعة
ايهاب بابتسامة خبيثة : طبعا خدي راحتك
أخذت ريم الهاتف و اتجهت الي أحد الأركان لترد عليه
ريم : الو ؟
: ...
ريم : الووو ؟؟
و لكن لم يجيبها احد و هنا سمعت صوت باب المدرج يغلق عليها لتفزع بشدة .. ركضت نحوه سريعا و أخذت تضرب الباب بكل قوتها و تصرخ
ريم : افتحولي انا هنا !!
و كان ايهاب و مى واقفين خلف الباب يضحكون عليها باستفزاز حتي ابتعدوا عن الباب و هنا اتصل ايهاب بعمر
ايهاب : كل حاجه تمت زي ما انت كنت عايز .. الهانم اتحبست في المدرج .. اكيد ليلة واحدة لوحدها في المكان ده هتعلمها كويس تتعامل معاك ازاي بعد كده
عمر : تمام .. بس ملهوش لزوم تفضل هنا طول الليل .. ساعة و افتحلها الباب انا عايز اخوفها بس
ايهاب بخبث : طب ما تسيبني انا اخوفها بطريقتي !
عمر : ايهاب !! متخلنيش اندم اني طلبت منك حاجه
ايهاب : خلاص يا عم بهزر .. ساعة و تعالى انت خرجها انا كتر خيري لحد كده معاك ربنا بقى
عمر : تمام
انهي ايهاب المكالمة و اتجه الي وصلة الكهرباء و قطع أحد الاسلاك لتنقطع الكهرباء بداخل المدرج التي توجد به ريم !.. انهي عمر مكالمته مع ايهاب و لكنه شعر بغصة في قلبه و عدم ارتياح
عمر حدث نفسه بصوت مسموع : في ايه ! مش انت اللي كنت عايز تندمها .. ادي اللي انت عايزه حصل اهو خليها تتربي شوية بقى عشان متفكرش تيجي في سكتك تاني .. هي اللي عملت كده في نفسها انا حذرتها مني و هي اتحدتني .. خليها تتحمل النتيجه بقى ! انا وعدت نفسي اندمك علي اليوم اللي فكرتي فيه بس ترفعي ايدك عليا !
حاول عمر إقناع نفسه بتلك الكلمات و لكن تلك الغصة في قلبه لم تهدأ بعد .. تسارعت دقات قلبه التي ظن أنها قد ماتت من زمن طويل .. حاول أن ينسي قليلا و ثم اظهر بعض الثبات ثم اتجه الي اصدقائه لينسى نفسه معهم
في المدرج ..
و ما أن انقطع النور حتي صرخت ريم بخوف شديد و كأنها قابلت أشد كوابيسها
ريم بهلع : لا لا ارجوكم افتحولي بلاش الضلمة
و أخذت تضرب الباب بكل قوتها و لكن لا حياة لمن تنادي .. ظلت مكانها حتي توقف عقلها عن التفكير و ظلت تركض حولها بهلع و عدم تركيز و صراخها لم يتوقف حتي وقعت مكانها و استمرت في الصراخ بقلة حيلة غير قادرة علي التفكير بأي شئ !
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
انهي كريم اجتماعه بعد وقت ليس طويلا و اتجه الي مكتبه و لكن قبل أن يدخل أوقفته نانسي
نانسي : مستر كريم !
كريم : خير .. في حاجة حصلت و انا في الاجتماع ؟
نانسي : ايوة .. البنت اللي حضرتك قلت عليها جت و مستنياك دلوقتي
كريم : تمام كويس
نانسي قاطعته : هو حضرتك متأكد انها من تبعك ؟؟
كريم : ليه ؟
نانسي : أصلها شكلها غريب شوية حتي طريقة كلامها معتقدش أن حضرتك تعرف الاشكال دي
كريم : طيب انا بقول تشوفي شغلك احسن ما انتي عماله تحللي في الناس !
كانت ورد جالسة في مكتبه و مازالت تتفحصه بإعجاب حتي سمعت صوت علي باب المكتب و كان صوتا مألوفا لها و لكن كل تركيزها كان في كلمات نانسي
ورد : شكله المدير وصل .. اكيد الحربايه دي بتكلمه عليا عشان ميشغلنيش !
قال كريم تلك الجملة و فتح باب مكتبه و استدار ليغلقه لتهب ورد من مكانها و تقول سريعا
ورد : اولا كده متصدقش اي حاجه البنت دي قالتها هي اللي مكنتش طيقاني من اول ما شافتني و عماله تبصلي بتكبر و انا سكتلها بس عشان حضرتك و عش....
كريم لم ينتبه لما قالته بعد ذلك و لكنه نظر أمامه بصدمة و قال بصوت خفيض : ورد !
ورد : هو انت مبتردش عليا ليه ؟ اكيد قالتلك حا..
و هنا استدار كريم لتنظر له ورد بصدمة كبيرة و عيونها جاحظة
ورد : انت !
كريم : انتي ! .. انتي بتعملي ايه هنا
ورد : انت اللي بتعمل ايه هنا !
كريم : ده مكتبي و دي شركتي .. المفروض اكون فين ؟
ورد : مكتبك ! ثواني كده .. يعني انت صاحب الشغل بتاع عم محروس !
كريم : مظبوط
ظلت ورد تنظر له بصدمة غير قادرة علي استيعاب ما حدث ليقول لها
كريم : اقعدي
جلست ورد أمام مكتبه و جلس هو علي كرسيه
كريم : تحبي تشربي ايه الأول
ورد : ولا حاجه
كريم : عصير حلو
ورد : لا شكرا
كريم : تمام يبقى عصير
و رفع سماعة مكتبه ليطلب العصير لها و بعد لحظات وصل العامل ليضع كوب العصير امامها و قد خيم الصمت عليهم للحظات حتي قال هو
كريم : مش قولتلك لازم نتقابل تاني
ورد : هو انت بتجري ورايا ولا ايه
كريم : صدقيني انا لحد دلوقتي معملتش اي مجهود عشان نتجمع .. القدر مصمم يجمعنا
ورد : انا لو كنت اعرف انك انت مكنتش جيت
كريم : نعم ؟!
ورد : أيوة اكذب عليك يعني
كريم : اكيد لا .. بس انا قولتلك لو احتاجتي اي مساعده كلميني علطول .. ليه متصلتيش بيا ؟
ورد : و مين قالك اني محتاجه مساعدتك اساسا .. ده عم محروس هو اللي اقترح عليا ان صاحب الشغل بتاعه ممكن يلاقيلي شغلانه غير كده انا كنت نازلة ادور علي اكل عيشي
كريم : انتي لسانك ده ايه !
ورد : و ماله لساني أن شاء الله .. لا لو هتهزئني كده ارجع مطرح ما جيت اهم حاجه الكرامة
كريم ضحك عليها و قال : يا ستي مش قصدي .. و طبعا عشان صاحب الشغل ده طلع انا انتي رافضة مساعدتي دي صح
ورد : أيوة .. كتر خيرك انت ساعدتني في حاجات كتير
كريم نظر لها للحظات حتي شرد و كانت الفكرة الموجودة في رأسه تلمع أكثر ليفيق علي حركة يد ورد
ورد و هي تلوح بيدها أمام عينيه : كريم بيه ؟! روحت مني فين
كريم : انا عندي وظيفه ليكي يا ورد .. و هتضمني حياة كويسة لأخواتك و هتنتقلي من المنطقة اللي انتي فيها دي و حياتك تتغير
ورد : ايه كل ده .. شغلانة ايه دي !
كريم : تتجوزيني !
ورد شهقت : ايه !!
يا ترا ايه رد فعل ورد علي عرض كريم؟
ايه اللي هيحصل مع ريم
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
ورد شهقت : ايه !!
كريم : تتجوزيني !
ورد : انت بتهزر معايا يا جدع انت .. ليا عندك شغلانه ولا اتكل علي الله انا !
كريم : ما هي دي وظيفتك .. انك تتجوزيني
ورد : نعم ! انا مش فاهمه حاجه
كريم : بمجرد ما توافقي انا هفهمك كل حاجه
ورد : و انا اكيد مش هوافق هو انا اعرفك اساسا .. مش ناقصة جنان أصلها
ثم هبت واقفا و قالت : عن اذنك .. انا كنت فكراك كويس و بتساعد الناس لكن انا كان عندي حق .. محدش بيقدم حاجه لحد بدون مقابل
كريم : صدقيني الصفقة دي هتبقي مربحة ليكي و ليا
ورد : صفقة !! هو الجواز بنسبالك صفقة
ثم نظرت له باحتقار ثم تحركت حتي تخرج من مكتبه و لكن قبل أن تفتح الباب احست بيد تمد إليها حتي امسكت بها و منعتها من الخروج
ورد : انت بتعمل ايه ! أبعد عني
كريم : انتي ليه دماغك كده .. متعرفيش تعملي حاجه غير انك تتمردي و بس
ورد : تحب اوريك التمرد علي أصوله ! أبعد عني بقولك احسن ولله العظيم اصوت و الم عليك الشركة كلها عشان يشوفوا مديرهم المحترم
كريم نظر لها للحظات و ظل ممسك بها حتي فتحت فمها و كادت أن تصرخ و لكنه وضع يده علي فمها ليمنعها
كريم بهدوء : فكري في الموضوع .. و افتكري ان الشخص اللي ساعدك كذا مرة اكيد مش هيضرك .. و حتي لو موافقتيش انا هفضل موجود لو احتاجتي اي حاجه
كريم أبعد يده عن فم ورد لتقول : انت تحمد ربنا اني همشي من سكات و ده بس عشان انا مش ناسية انك خلصتني من مصيبة .. غير كده كان زماني مفرجه عليك الدنيا !
كريم : صدقيني وافقي و مش هتندمي
ورد بتمرد : برضو مش موافقة .. وسع
ابتعد كريم عنها و نظرت هي له للحظات و التفتت لتخرج من مكتبه و لكن هاتفها صدع رنينا برقم ريم ! فتعجبت للحظات لان ليس من عادتها أن تتصل بها في وقت عملها
عند ريم ..
ظلت راقده مكانها علي الارض بدون حراك ترتعش خوفا و تبكي بهيستيرية حتي تذكرت هاتفها فنهضت سريعا من مكانها و هي مغمضة عيناها و تحسست بيدها المكان حولها حتي وجدت هاتفها ملقي علي الارض لتمسكه سريعا و تتصل علي رقم ورد !
ورد : الو .. ريم ؟ غريبة يعني م..
ريم بهلع : ورد ! اا الحقيقي بسرعه انا اا
و لم تكمل الجملة حتي دخلت في نوبة بكاء اخري لتفزع ورد بشدة
ورد بقلق شديد : في ايه ! اهدي بس و فهميني في ايه عندك !
ريم ببكاء شديد : المكان ضلمه .. انا محبوسة في ...
لينقطع الخط فجأة نظرت ريم الي هاتفها لتجد أنها مشكلة الشبكة
ريم بنبرة خوف و بكاء : لالا ارجوك اشتغل ارجوك
أخذت تبكي بقلة حيلة و تكومت علي الارض و ألصقت ركبتيها الي صدرها و أغمضت عينيها و استسلمت لما هي عليه !
ورد : ريم !! ردي عليا
الكاتبة ميار خالد
نظرت ورد الي الهاتف بصدمه و رجعت خطوة للوراء ليلتقطها كريم
كريم : في ايه ؟
ورد بدموع و توسل : اختي ! واضح انها في مشكله مش عارفه هي كانت بتعيط و انا مفهمتش منها حاجه ارجوك ساعدها !
كريم : اهدي و فهميني الاول
ورد حاولت أن تهدأ قليلا و قالت : اختي ريم .. هي اللي كلمتني دلوقتي و كانت بتعيط و مفهمتش منها غير كلمتين أنها في مكان ضلمه و محبوسة !
ثم قالت بصدمة : معقول تكون اتخطفت !!
كريم : لا .. لو اتخطفت مكنتش هتعرف تكلمك دلوقتي
ورد ببكاء : اومال حصلها ايه دي من الجامعة للبيت و من البيت للجامعة
كريم : جامعة ؟؟
ورد : أيوة ريم اختي معيدة في جامعة
ثم أخبرته ورد عن اسم الجامعة حتي يتذكر كريم أن عمر ابن خالته في نفس الجامعة
كريم : متقلقيش انا اعرف حد هناك في الجامعة دلوقتي ممكن تكون اختك محبوسة في اوضة مثلا او حاجة
ورد نظرت له بلهفة ليلتقط هاتفه سريعا و يتصل بعمر الذي كان جالس مع أصدقائه و هم يسخرون مما فعله بتلك المسكينة .. صدع هاتفه رنينا فأخذه و ابتعد قليلا عن زملاءه ليرد علي كريم
عمر : كريم .. مش عوايدك يعني ت..
كريم : عمر ركز معايا .. في معيدة عندك اسمها ريم ؟؟
عمر أنصدم للحظات و تعجب بشدة ليكرر كريم سؤاله : رد عليا !
عمر : أيوة عندنا .. بس انت تعرفها منين ؟
كريم : مش مهم اعرفها منين .. انا عايزك تقلب عليها الجامعة دلوقتي عقبال ما اجيلك !
ورد قاطعته و سحبت الهاتف من يده سريعا و صرخت بعمر : بالله عليك دور عليها بسرعة دي بتخاف من الضلمة و ممكن يجرالها حاجه بالله عليك لاقي اختي
عمر نظر أمامه بصدمه و لم يقدر علي الرد فأخذ كريم الهاتف منها و طلب منها أن تهدأ قليلا و قال لعمر
كريم : عمر .. انا معتمد عليك و واثق فيك انت هتلاقيها متخيبش املي فيك .. انا هيجيلك حالا و لحد ما اجي لازم تلاقيها مفهوم
عمر : مفهوم
انهي كريم معه المكالمه و ظل عمر واقف مكانه و لم يستوعب ما حدث خلال تلك الدقائق حتي قال
عمر بصدمة و خوف : ضلمه ! انا مكنش قصدي كل ده يحصل !
و هنا جاء ايهاب
ايهاب : انا ماشي عايز مني حاجه ؟
عمر امسكه من ملابسه و قال بعصبية : انت ايه اللي هببته ده !! انا مش قولتلك بلاش ضلمه انا عايز اخوفها بس
ايهاب : انت اتجننت أبعد عني كده .. انا عملت اللي انت طلبته مني بلاش تعملي فيها الملاك البريء
و في تلك اللحظة جاءت مى باتجاههم
مي : في ايه صوتكم عالي ليه !
عمر نظر إلي ايهاب بنظرة حادة جدا و قال : انت فاهم و عارف كويس أن مكنش في نيتي اني اضرها .. بس انت برضو عملت اللي في دماغك .. بس اقسم بالله يا ايهاب لو ريم حصلها اي حاجه او اتأذت .. هتزعل اوي مني !
ثم تحرك من أمامهم سريعا و اتجه الي المدرج التي توجد ريم بداخله !
عند كريم ..
كريم : انا عايزك تهدي و بأذن الله هتبقي كويسة .. و عايزك تعرفي اني مش بساعدك لغرض معين ولا عايز منك حاجه !
ورد نظرت له بدموع معلقة في عينيها لتقول : ممكن نتحرك بسرعه
اومأ كريم برأسه ليخرجوا سريعا من المكتب سويا أمام جميع الموظفين ثم خرجوا من الشركة و استقلوا سيارة كريم ليتجهوا الي الجامعة سريعا ..
: مدام مروة
مروة : ايه الجديد ؟
: في بنت دلوقتي جت لمستر كريم قعدوا شوية و بعدين خرجوا من المكتب بسرعة و ركبوا عربية مستر كريم و طلع بيها
مروة : متعرفيش مين البنت دي ؟
: لا .. بس شكلها بسيط اوي يعني أو اقل من البسيط كمان
مروة و النار تشتعل بداخلها : تمام .. روحي خدي مكافئتك من الحسابات !
ثم أنهت المكالمة و قالت بصوت مسموع
مروة بجنون : كنت متأكدة أنه يعرف واحدة عليا .. ماشي يا كريم
و توعدت لكريم بداخلها ثم فكرت في طريقة لمعرفة هوية تلك الفتاة .. خرجت من الغرفة و اتجهت الي غرفة صابر بعصبية لتجده جالس في سريره و يتابع أحد البرامج التلفزيونية ففصلته و قالت له
مروة : هو ابنك ليه بيعمل كده .. ليه مش قادر يفهم جنوني بيه .. كلهم و بما فيهم انت اعترضتم علي جوازي منه بس انا كنت عارفه أن كل حاجه في ايد خالتي زهرة .. عرفت اعمل خطة كويسة و كانت النتيجة اني اتجوزته .. بس هو مصمم يبوظ كل حاجه مش قادر يسكت و يحبني ليه .. ليه مصمم يجنني اكتر
صمتت للحظات ثم تابعت بجنون : هو انت مش خايف علي ابنك ولا ايه ؟
نظر لها صابر فجأة و ظهرت نظرة معينه في عيونه و فهمتها مروة لتبتسم بشر و تقول
مروة : متخافش .. لكن صدقني لو عمل حاجه هتبقى لازم تخاف .. سلام يا .. عمي
ثم خرجت من الغرفة لتترك صابر في حالة يرثى لها من القلق علي ابنه و هو مكتف اليدين و جالس مكانه لا يستطيع الحراك حتى ولا الكلام
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
وصل عمر أمام المدرج و فتحه سريعا لينصدم حين وجد الظلام يحتل المكان لدرجة أنه لم يرى كفوف يده .. ليخرج سريعا من المدرج و اتجه الي علبة الكهرباء و اصلحها لينير المكان مرة اخري ثم دخل الي المدرج و عيونه تبحث عنها بلهفة و لكنه لم يجدها ! .. فظن أنها من الممكن أن تكون خرجت بأي طريقة و استدار ليخرج من المكان و لكنه توقف فجأة حين سمع همهمات بصوت خفيض .. التفت مرة اخري و اتجه الي مصدر الصوت حتي وجدها مخبأه تحت مكتبها و تضم ركبتيها الي صدرها و تخفي وجهها بين يديها و تتمتم بكلمات غير مفهومة .. و كان شكلها في تلك الحالة بمثابة سكين غرست في قلب عمر ليقترب منها قليلا و بدأ في تفسير كلماتها
ريم بكلمات تكاد تكون مفهومه : خرجوني من هنا .. ولله هعمل اللي انتم عايزينه .. هسمع كلامكم ولله بس خرجوني من هنا .. بلاش الضلمة ولله ما هعمل حاجه تاني
قالت اخر جملة ثم بدأت بالبكاء بصوت عالي .. نظر لها عمر بصدمه و ندم و حرك يده ليضعها علي كتفها
عمر : ريم !
صرخت ريم و ابتعدت عنه سريعا بفزع ليقول سريعا
عمر : انا عمر .. اهدي !
نظرت له ريم بخوف و استغاثة لترتمي في أحضانه و تشبثت بقميصه بقوة و تنفست بصعوبة و كأنها تغرق
عمر مسح علي رأسها : اهدي .. انا معاكي متخافيش
ظلت ريم علي تلك الحالة حتي احس بارتخائها بين يديه .. نظر إليها ليجدها قد فقدت وعيها !
عمر بفزع : ريم !! ريم ردي عليا
ظلت ريم علي تلك الحالة حتي حملها بين ذراعيه و خرج بها من هذا المدرج ليجد ايهاب و جميع أصدقائه واقفين أمامه ينظرون لهم بدهشه شديده ! نظر عمر الي ايهاب بنظرة حادة جدا ثم تركهم و ذهب بها الي مكان هادئ و حاول أن يوقظها ..
وصل كريم و معه ورد الي الجامعة سريعا و ترجلوا من السيارة ثم اتجهوا الي الداخل .. نظرت ورد حولها بعدم تركيز و شرود كانت تبحث في كل الوجوه عن ريم و عندما لاحظ كريم حالتها تلك امسك يدها لتطمئن قليلا .. نظرت له ورد بتعجب نوعا ما بسبب تلك الحركة ثم تحرك بها الي الداخل .. استمر عمر في محاولاته ليوقظ ريم و اخذ يضربها علي وجنتها بخفه
عمر بقلق واضح : ريم .. ارجوكي فوقي انا اسف ولله مكنش قصدي أن كل ده يحصل .. ريم
و في تلك اللحظة كان عقل ريم مستمر في استعادة جميع تلك الذكريات حتي صرخت بصوت عالي
ريم : لااااا
عمر : اهدي .. انا معاكي متخافيش !
نظرت له ريم بعد تركيز و عيون زائغة لترقرق الدموع في عينيها و ترتمي في أحضانه سريعا لتختبئ من هذا العالم
عمر : ششش اهدي
ظلوا الاثنين علي هذه الوضعية حتي سمع عمر صوت كريم خلفه
كريم : عمر !
ابتعد عمر عنها قليلا ليظهر وجهها أمام ورد لتركض نحوها سريعا بهلع
ورد : ريم ! في ايه مالك حصل ايه و بتعيطي كده ليه
كانت ريم تنظر لها بعدم تركيز لتقول ورد محدثا عمر
ورد : قولي مالها و كان فيها ايه !
عمر نظر لها و لم يعرف ماذا عليه أن يقول .. هل يقول انه من فعل بها هذا و أنها في تلك الحالة بسببه !
عمر : ريم كانت محبوسة في المدرج و الكهرباء كانت مقطوعه و..
و لم يكمل الجملة لأن ريم قد فقدت وعيها مرة اخري
ورد : ريم !!
كريم : اختك لازم تتحول علي المستشفي حالا
ورد : مستشفي ! ليه هي فيها ايه
كريم : لما نروح هنعرف .. يلا
نظرت لها ورد بدموع و قلق شديد ثم خرجوا جميعا من الجامعة و استقلوا سيارة كريم .. جلست ورد في الكرسي الخلفي للسيارة و أخذت ريم في أحضانها و جلس عمر بجانب كريم لينطلق سريعا بسيارته وكان عمر يختلس النظر علي ريم بندم و قلق شديد و بعد لحظات وصلوا الي المستشفي ليحملها عمر بدون مقدمات و يتجه بها سريعا الي الداخل و اخذ يصرخ في الجميع حتي جاء له أحد الأطباء و استدعى بعض الممرضات ثم أخذوا منه ريم .. ظلت ورد واقفة أمام الغرفة التي تتواجد بها ريم في انتظار خروج الطبيب و كريم لاحظ قلق عمر الشديد علي ريم و تعجب للحظات ..
كريم : انت لقيتها فين ؟
عمر بتوتر : كانت محبوسة في المدرج و..
ثم استوعب شيئا ما ليقول : ثانية بس .. انت تعرف ريم منين و ايه علاقتك بأختها انا مش فاهم حاجة
كريم : ده موضوع طويل .. بس كل اللي عايزك تعرفه أن القدر هو اللي جمعني بورد .. و ياريت متتعاملش معايا علي انك اخو مراتي
عمر بحزن : ده لما اكون بعتبر مراتك اختي الاول .. انا بثق فيك يا كريم و بثق في اي حاجة بتعملها
ابتسم له كريم و ربت علي كتفه و في تلك اللحظة خرج الطبيب من الغرفة لتتجه ورد له سريعا
الدكتور : حضرتك تقربيلها ايه ؟
ورد سريعا : اختها .. انا اختها
الدكتور : طيب ممكن اعرف ايه اللي حصلها بالظبط و ايه اللي وصلها للحالة دي !
ورد : ممكن تطمني علي اختي دلوقتي !
الدكتور : المريضة عندها صدمة حادة و في الحالات دي بيبقي في مضاعفات بس منقدرش نعرفها غير لما تفوق !
ورد : نعم !!
يا ترا ايه اللي هيحصل مع ريم و هتعرف أن عمر ورا كل ده ولا لا ؟
ورد هتغير رأيها ولا لا 
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
الدكتور : المريضة عندها صدمة حادة و في الحالات دي بيبقي في مضاعفات بس منقدرش نعرفها غير لما تفوق !
ورد : نعم !!
نظر عمر أمامه بصدمة كبيرة و فزع
ورد بدموع : طيب ممكن ادخل اطمن عليها
الدكتور : في الوقت الحالي لا ! عن اذنك
ثم تحرك من امامها لتهبط ورد مكانها بصدمة غير قادرة علي الحراك ليتجه إليها كريم سريعا
كريم : ورد .. اهدي ريم هتبقي بخير صدقيني
تحركت ورد من مكانها سريعا و اتجهت الي عمر
ورد : ممكن اعرف ايه اللي حصلها بالظبط و هي كانت فين
عمر صمت للحظات لم يقدر علي التحدث ثم استجمع قواه و قال لها
عمر بتوتر : لما كريم كلمني و قالي عليها دورت في كل الجامعة بس مكنش ليها اثر .. و بعدين ركزت أن آخر مرة شوفتها فيها كان في المدرج فرجعتله تاني و لقيته مقفول .. جبت حارس المدرج و خليته يفتحه تاني بس مكنش فيه نور و لما الكهرباء رجعت لقيت ريم مغمي عليها .. بس
ورد نظرت له بصدمه لتستوعب ما حدث : انا دلوقتي فهمت كل حاجه
عمر بقلق واضح : ممكن تطمنيني عليها .. ايه اللي وصلها لكده
ورد : مش مهم .. اهم حاجه دلوقتي أن ريم تبقي كويسة
الكاتبة ميار خالد
ثم وجهت كلامها لكريم : كريم بيه .. انا كنت جيالك عشان تشغلني .. لو لسه مستعد تساعدني و تشغلني عندك ياريت .. و لو مش مستعد قولي عشان ادور علي شغل تاني اصرف بيه علي اخواتي
كريم : متشغليش بالك بريم .. انا متكف..
ورد : مستحيل .. طول ما انا عايشة مش هسمح أن حد يصرف علي حد منهم
كريم : عمر .. روح اطمن علي ريم بعد اذنك و سيبنا لوحدنا شوية !
نظر له عمر بتعجب نوعا ما و لكنه تحرك من مكانه ليتركهم بمفردهم
كريم : انا قولتلك ايه نوع الشغل اللي ممكن اوفرهولك .. افهم من كده انك موافقة ؟
ورد : موافقة علي ايه ؟
كريم : انك تتجوزيني
ورد : انت اتجننت ! انت ازاي كده بجد .. لو كنت اعرف انك كده من الاول مكنتش قبلت ولا مساعده منك !
كريم : انا مش هأذيكي .. و اضمنلك انك هتخرجي من الجوازة دي زي ما دخلتيها
ورد : مش فاهمه قصدك ؟
كريم : ورد .. سبق و قولتلك بمجرد ما توافقي هفهمك كل حاجه
ورد : و انا مقدرش اوافق علي حاجة انا مش فاهماها !
كريم تنهد بضيق ثم قال : لو حد طلب مساعدتك .. هتوافقي ولا لا
ورد : لو حاجة اقدر اعملها مش هتأخر
كريم : طيب كل اللي اقدر اقولهولك أن الجوازة دي هتبقي بمثابة مساعدة ليا !
ورد بتمرد : مش كانت صفقة من شوية دلوقتي بقت مساعدة غير كده اعتقد اني قولتلك رأيي .. انا مستحيل اوافق علي الصفقة دي !
و جاءت لتتحرك من أمامه و لكنها توقفت فجأة حين سمعت صوت صراخ ريم لتركض سريعا نحو غرفتها !
ورد : ريم ! اهدي مفيش حاجه
استمرت ريم في البكاء و الصراخ لتأخذها ورد في أحضانها سريعا و هنا جاء الطبيب و معه عمر و كريم و حاول الاقتراب منها ليفحصها و لكنها استمرت في الصراخ .. حاولت إحدى الممرضات أن تعطيها حقنة مهدئة و لكن ورد منعتها
ورد صرخت بريم : ريم .. فووقي ! اهدي انا معاكي بصيلي
كانت ريم تنظر حولها بعدم تركيز حتي تلاقت عيونها بورد لتبعث لها بعض الطمأنينة فبدأت أن تهدأ قليلا
ورد : اهدي .. مش هسيبك متخافيش
هدأت ريم أكثر و بدأت في استعادة تركيزها مرة اخري .. اقترب منها الطبيب و فحصها ليتنهد براحة
ورد : طمني عليها
الطبيب : الحمدلله .. مفيش اي خطر عليها هي محتاجه شوية راحة بس
ورد : الحمدلله يارب .. شكرا يا دكتور
الطبيب : العفو .. حمدالله على سلامتها
تركت ورد اختها لترتاح قليلا ثم خرجت من الغرفة لتجد عمر امامها
ورد : كريم بيه فين ؟
عمر : راح يخلص موضوع بس .. ريم عاملة ايه دلوقتي ؟
ورد : الحمدلله .. شكرا اوي انك لحقتها ولله ما عارفه اقولك ايه
عمر : متشكرنيش .. ده واجبي
ورد : بس انت تعرف ريم منين ؟
عمر : ريم تبقي المعيدة بتاعتي
احست ورد بالفخر اتجاه اختها و جاءت لتتكلم و لكن هاتفها صدع رنينا برقم عم محروس لترد سريعا
ورد : خير يا عم محروس
محروس : ورد .. سيبي اي حاجة و تعالى حالا !
ورد : ليه في ايه
محروس : الزفت رجب رمى العفش بتاعك في الشارع و حالف ليخرجك من الشقة و محدش عارف يوقفه !
ورد بفزع : ايه !! ماشي انا جايه حالا
أنهت معه المكالمة و قالت بقهرة : ياربي انا هلاقيها منين ولا منين
عمر : خير في حاجة ؟
ورد : في مصيبة .. معلش بس هو انت ممكن تفضل مع ريم لحد ما ارجع انا آسفة لو بعطلك ولله
عمر سريعا : طبعا اكيد
ورد : متشكرة
ثم ركضت سريعا و خرجت من المستشفى متجها الي بيتها و بعد لحظات عاد كريم بعد أن دفع مصاريف المستشفي
كريم : فين ورد ؟
عمر : مش عارف .. جالها مكالمة من واحد اسمه محروس بعدها جرت برا المستشفى في مشكلة تقريبا .. غير كده انت برضو مش عايز تفهمني .. مين ورد دي و انت تعرفها منين اصلا .. انا بثق فيك و كل حاجه بس عايز افهم
كريم : صدقني هفهمك كل حاجه قريب اوي .. لكن انت ايه ؟
عمر : انا ايه مش فاهم
كريم : مش ملاحظ أن قلقك الزايد علي البنت دي غريب شوية
عمر توتر قليلا : أيوة انا قلقان عليها عشان هي المعيدة بتاعتي
كريم : اها قولتلي .. بس واضح انها غالية عليك اوي
عمر : انت عايز توصل لأيه ؟
كريم ابتسم و قال : ولا حاجه
عمر : طيب انا هدخل اطمن عليها
كريم : تمام .. انا مضطر ارجع الشركة اخلص كام حاجة .. لو احتاجت حاجه كلمني
ثم خرج من المستشفى استقل سيارته و اتجه الي شركته و في تلك الأثناء اتصل بورد حتي يطمئن عليها و على سبب خروجها المفاجئ من المستشفي و لكنها لم ترد عليه
الكاتبة ميار خالد
عند ورد ..
وصلت اللي المنطقة التي تسكن بها لتجد جميع اغراضها في الشارع أمام المارة .. نظرت إلي ملابسهم و اثاثهم بحسرة و قهرة لتركض بسملة سريعا نحوها و تلقي نفسها في أحضانها و هي تبكي بشدة
بسملة بدموع : بقينا في الشارع يا ورد
كانت ورد غير مستوعبه ما يحدث حولها فهي مازالت غارقة في صدمة اختها ريم
محروس : ورد يا بنتي .. متزعليش نفسك تعالي اقعدي عندي لحد ما نشوف حل للموضوع ده
ورد : في ايه لكل ده .. هو مش قال إنه مش هيتعرضلي تاني
و هنا جاء المعلم رجب ليصيح بها : ولله انا كنت فاكرك بت غلبانه مش بتاعت مشاكل لكن أنها توصل للبوليس و أنه يجي يقبض عليكي .. شوفي بقى انتي عملتي ايه و انا مقبلش بالوضع ده ابدا احنا عندنا ولايا برضو .. الله يسهلك بعيد عننا حاجتك اهي غوري من المنطقة دي و اوعي اشوف وشك تاني
ورد : طيب اديني فرصة الاقي شقة تانية طيب هروح فين انا و اخواتي في الوقت ده
رجب : ميخصنيش بقى .. اتكلي علي الله
ورد : ارجوك اديني فرصة يوم بس كده حرام ولله
دفعها رجب بقوة لتسقط علي الارض و قال : هو انتي مبتفهميش !! قولت مفيش شقق تاني يلا اتكلي على الله
نهضت ورد من مكانها و الدموع في عينيها و لكنها أبت أن تسقط ظل رجب يطالعها بخبث للحظات ثم تركها و ذهب من امامها و ابتسامة شماتة علي وجهه .. وقفت ورد مكانها بصدمة غير قادرة علي التفكير في أي شئ
محروس : تعالي يا بنتي اكيد مش هخليكي واقفة في الشارع كده
بسملة : هنعمل ايه يا ورد
ترقرقت الدموع في عيون ورد و نظرت إلي السماء لتقول بقهرة : يارب .. يارب حلها من عندك انا تعبت
محروس : انا مش هسيبكم كده .. تعالي في بيتي يا بنتي و فكري ساعتها هتعملي ايه
بسملة ظلت ممسكه بيد ورد بخوف و قالت : هو احنا كده هنعيش في الشارع يا ورد .. انا خايفة اوي
جثت ورد علي ركبتيها و نظرت إلي بسملة بابتسامة خفيفة : ده مستحيل يحصل طول ما انا عايشة .. متخافيش ورد هنا و كل حاجه هتتحل اضحكي انتي بس
بسملة : بجد يا ورد
ورد : بجد يا عيون ورد .. انا دلوقتي هسيبك مع عمو محروس و هروح ادور لينا علي مكان تاني اتفقنا
بسملة ظلت ممسكه بيدها و قالت بدموع : اوعي تسبيني و تمشي زي بابا و ماما .. انا مليش غيرك .. اوعي يا ورد
ورد ابتسمت : عمري ما اقدر اعمل ايه .. اوعدك اني مش هتأخر عليكي
بسملة : وعد !
ورد : وعد
ثم نهضت من مكانها و حدثت عم محروس
ورد : ممكن تخلي بسملة عندك يا عم محروس .. هروح اعمل مشوار بس و راجعة تاني
محروس : اكيد يا بنتي .. انتي معاكي فلوس طيب
ورد : مستورة الحمدلله
محروس : ماشي يا بنتي ربنا يوقفلك ولاد الحلال يارب
تركتهم ورد و سارت في طريقها بعدم تركيز و شريط حياتها يعاد امامها مرة اخري .. و في لحظة عادت كل الأزمات التي مرت عليها في حياتها .. كانت الدموع تتساقط من عيونها دون أن تشعر لا تعرف ماذا تفعل عقلها توقف عن التفكير حتي اصطدمت في أحدي الأشجار لتسقط مكانها و تنفجر في البكاء
ورد بدموع : يارب انا تعبت .. انا استحملت حاجات كتير بس بجد مش قادرة استحمل تاني .. كل حاجه مقفلة في وشي اعمل ايه .. هروح فين انا و اخواتي ولا اصرف عليهم منين .. معقول نترمي في الشارع كده .. ده حتي ملناش حد نروحله يارب اعمل ايه
ظلت ورد في هذه الحالة لفترة حتي هدأت قليلا و تذكرت كلمات كريم لها .. و بعد لحظات وقفت مكانها و مسحت دموعها و ذهبت في طريقها و عزمت علي تنفيذ ما في رأسها
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
دلف عمر الي غرفة ريم ليطمئن عليها و وجدها نائمة فجلس امامها و اخذ يطالعها بندم و حزن .. أنه أراد أن ينتقم منها و لكنه لم يرد أن يؤذيها بهذه الطريقة .. تنهد عمر بضيق و ظل يتأملها للحظات ثم بدأت في استعادة وعيها لتفتح عيونها ببطئ
عمر بلهفة : انتي كويسة !
ريم أجابت برأسها ليقول عمر : حمدالله علي سلامتك
ريم بتعب : الله يسلمك .. ايه اللي حصل ؟
عمر : مش مهم ايه اللي حصل .. المهم انك بخير دلوقتي
ريم : انت اللي خرجتني من المدرج ؟
عمر بتردد : أيوة
ريم امسكت يده و قالت بشكر بالغ و دموع : شكرا .. لولا وجودك مش عارفة كان ممكن يحصلي ايه
عمر ابتسم : ده واجبي
ريم : مع انك كنت بتتمني تشوفني بعاني .. بس برضو ساعدتني
عمر نظر لها بضياع ثم ابتسم بتوتر و خيم الصمت في المكان حتي قال
عمر : ممكن سؤال ؟
ريم : قول
عمر : الفوبيا دي جاتلك بسبب ايه ؟
تغيرت نظرات ريم لتنظر بعيدا عنه
عمر : لو مش عايزة تجاوبي مش هجبرك اكيد
ريم تنهدت بضيق : مش حكاية مش عايزة اجاوب .. اجابتي هتفتح عليا باب بحاول اقفله من زمان
عمر نظر لها بتمعن ثم أجابها بصمته لتقول هي
ريم : عمر
نظر لها لتكمل
ريم : ممكن محدش يعرف بموضوع الفوبيا اللي عندي .. انا عارفه أن زمايلك بيحبوا يستظرفوا شوية .. انت فاهمني
عمر ابتسم : فاهمك .. اوعدك محدش يعرف حاجه
ريم : شكرا
و هنا انتبهت أنها مازلت ممسكة بيده لتسحبها بخجل و توتر
عمر : انا هسيبك ترتاحي شوية
و جاء لينهض من مكانه و لكنها أوقفته بسؤالها
ريم : هي فين ورد ؟
عمر : اه اختك ؟ مش عارف جالها مكالمة و خرجت من المستشفي
سرى القلق في أوصال ريم لتحاول النهوض من مكانها فقال عمر
عمر : انتي بتعملي ايه ؟؟
ريم : انا كويسة ممكن أخرج دلوقتي
ركض عمر باتجاهها ليمنعها و قال بنبرة حادة
عمر : تخرجي فين ! انتي لسه تعبانة ارجعي مكانك
ريم : صدقني انا بقيت كويسة
عمر : برضو .. لازم ترتاحي شوية
نظرت له ريم بتعجب نوعا ما : و انت قلقان عليا ليه .. انت لحد امبارح بس كنت بتتمني تشوفني بعاني قدامك .. عايز تقنعني انك مش فرحان فيا !
لم يعرف عمر ماذا يقول حتي أنه لم يستطع تفسير مشاعره تلك ، اقترب منها قليلا لينظر في عيونها مباشرا ثم قال
عمر : ارجوكي .. اسمعي كلامي المرة دي بس و ترتاحي شوية
نظرت ريم إليه لتتلاقي اعينهم في نظرة طويلة مليئة بمشاعر لا يمكن تفسيرها حتي خجلت ريم و اشاحت بنظرها بعيدا عنه ثم اومأت برأسها و رجعت الي سريرها مرة اخري و القلق يسكن قلبها علي اختها
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
نهض كريم من علي كرسيه بتعب شديد و استعد ليغادر مكتبه حتي صدع هاتف المكتب رنينا فعاد إليه مرة أخرى و رد عليه
: كريم بيه .. اتمني تكون بخير
كريم : الحمدلله .. مين معايا ؟
: انا مصطفي شغال في الحسابات عند حضرتك
كريم : أيوة افتكرتك .. خير يا مصطفي
مصطفي : انا بس كنت عايز أتأكد من حضرتك هو انت اللي بتدي نانسي السكرتيرة بتاعتك مكافئات كتير الفترة دي ؟
انتبه له كريم : مش فاهم قصدك ؟
مصطفي : دي رابع مكافأة تتصرف لها الشهر ده و دي غريبة شوية فا كنت حابب أتأكد من حضرتك
كريم : لا مش انا .. و لو اتصرفت لها أي مكافأة تاني ياريت تبلغني .. شكرا يا مصطفي انك قولتلي .. انا هشوف الموضوع ده
مصطفي : على ايه يا فندم ده واجبي
ثم انهي معه المكالمه و قد فهم أن مروة هي التي تصرف لها كل تلك المكافئات بسبب مراقبتها له في الفتره الأخيرة .. هو كان يعرف أن هناك أحد ما يراقبه و ينقل كل اخباره لمروة و لكنه لم يكن يعرف هوية هذا الشخص .. نهض من مكانه و جاء ليخرج حتي سمع صوت عالي يأتي من خارج مكتبه
: يا آنسة مينفعش تخشي كدة !!
لتقتحم ورد مكتب كريم سريعا ، نظر لها كريم بتعجب نوعا ما ثم قال للسكرتيرة
كريم : اخرجي دلوقتي
خرجت السكرتيرة علي مضض لتقترب ورد من كريم قليلا
كريم : انا اسف اني مشيت من المستشفي من غير ما اقولك بس جات..
ورد : انا موافقة !
كريم : موافقة علي أيه ؟
ورد : موافقة اتجوزك !
يا ترا قرار ورد ده صح ولا غلط ؟
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
 موافقة اتجوزك !
نظر لها كريم بدهشة نوعا ما ثم قال : و ايه اللي خلاكي تغيري رأيك ؟
نظرت له ورد بانكسار و قهرة مزقت قلبه ثم قالت : مش ده اللي كنت عايزُه .. بتسأل ليه دلوقتي عن سبب تغيير رأيي .. طيب هقولك كده كده مش فارقه .. انا و اخواتي اترمينا في الشارع لا معانا بيت ولا أهل ولا فلوس ولا حاجة
صمتت للحظات ثم قالت : و انا مش عارفه انا لية قدامك دلوقتي و ليه بقولك الكلام ده و ليه وافقت اصلا
كريم : عشان مفيش غيري قدامك
ورد حبست دموعها و حاولت التكلم بثبات : بالظبط كده .. لو عايز تزلني انت كمان زلني هي جت عليك
تنهد كريم بضيق بسبب حالتها تلك ثم قال
كريم : اقعدي
ذهبت ورد و جلست علي أحدي المقاعد و جلس هو امامها و ظلوا الأثنان صامتين حتي قطع كريم هذا الصمت
كريم : أنا وعدتك أنك بمجرد ما توافقي هفهمك كل حاجه و هفهمك ليه أنتي بالذات !
نظرت له ورد بأنتباه ليكمل هو : أولا عايزك تعرفي إن الجوازة دي كلها هتبقي بشكل صوري هنكتب كتابنا أكيد لأننا هنعيش في بيت واحد بس مش هنبقي متجوزين بالمعني .. أعتقد أنك فهماني
أشاحت ورد بنظرها ليكمل هو : و أهم حاجة لازم تعرفيها .. إني متجوز !
ورد نظرت له بصدمة و قالت : متجوز ؟؟ و أما أنت متجوز لي..
كريم قاطعها : ممكن تسبيني أكمل !
صمتت ورد لينهض كريم من مكانه ثم أتجه الى النافذة ببطئ و قال : من ٣ سنين والدتي لاحظت أن مروة بنت خالتي بتحبني و طبعا عشان هي طيبة جدا قالت إنها لازم تجمعنا سوا .. و بالفعل اتخطبنا و أنا حاولت أشوف مروة و اللي هي مراتي حاليا بنظرة مختلفة بس مقدرتش .. و لما حاولت أكتر من مرة و فشلت واجهت امي و رفضت العلاقة دي ..
فلاش باك ..
كريم : يا امي صدقيني حاولت معرفتش .. مش عارف احبها ولا أشوفها بنظرة تانية مش عارف
زهرة : يا حبيبي دي بتموت فيك .. دي من ساعة ما عرفت أنك رفضت و هي حابسة نفسها في أوضتها لا بتاكل ولا بتشرب هانت عليك برضو
كريم : انا وافقت علي الخطوبة عشانك بس .. حاولت اديها فرصة عشانك لكني فشلت .. و أنا عارف أنك مش هتجبريني علي حاجه انا مش عايزها
زهرة بحزن : أيوة يا كريم بس ..
كريم : مفيش بس .. أتصلي بيها دلوقتي و بلغيها قراري النهائي عشان تقدر تتخطى الموضوع بدري
زهرة : ماشي يا حبيبي اللي تشوفه
قالت زهرة والدة كريم تلك الكلمات ثم خرجت من غرفته و أتجهت الي غرفتها لتجد صابر جالس علي سريره يقرأ أحد الكتب لتتجه إليه بوجهها العابس
صابر : مالك وشك مقلوب ليه
زهرة : كريم مش عايز يكمل مع مروة
صابر : طيب و زعلانه ليه ده المفروض تفرحي !
زهرة أعتدلت في جلستها لتطالعه بتعجب : افرح ! ازاي يعني ما انت عارف اني كان نفسي يتجوزوا اوي .. غير أن البنت غلبانه و بتحبه
صابر : هي مين دي اللي غلبانه .. مروة ؟ ولله ما في حد غلبان غيرك
زهرة : أنت بتتريق عليا يا صابر
صابر أبتسم لها بحنان ثم قال : يا حبيبتي مش قصدي كده .. بس أنا اللي يهمني سعادة كريم و بس .. و بصراحة أنا مكنتش حابب مروة ليه مش برتاح للبنت دي و كنت موافق بس عشانك
زهرة : هو أنت و إبنك !
صابر : اسمعي مني .. بلاش تاخدي الموضوع على اعصابك عادي .. و لو أنتي محروجة تقوليلهم أنا هبلغهم بقرار كريم
زهرة قالت سريعا : لالا .. انا هبلغهم هي في الأول وفي الآخر أختي
الكاتبة ميار خالد
و بالفعل في اليوم التالي استيقظت زهرة و ذهبت الي بيت اختها لتبلغها الخبر و لكنها تفاجئت بمرض مروة الشديد
سحر : شوفتي اللي حصل للبنت .. من كتر ما حرمت نفسها من الأكل و الشرب ده اللي حصلها
زهرة بحنان : يا حبيبتي يا بنتي .. حقك عليا
مروة و هي تتصنع التعب : هو فين كريم .. مجاش معاكي ليه ؟
زهرة ترددت للحظات : لا أصله اا هو مشغول شوية بس
سحر : مالك يا زهرة ؟ أنتي في حاجة مخبياها ولا ايه
زهرة صمتت بتوتر للحظات ثم قالت بعفوية : معلش يا سحر ياريت تستحملي اللي هقوله ده عشان أكون ريحت ضميري .. أنا حاولت أتكلم مع كريم كتير ولله بس هو لسه على قراره .. كريم مش موافق يكمل
مروة هبت من مكانها سريعا : مش موافق ليه !
زهرة : مش مرتاح .. ما انا قولتلك يا بنتي من الأول أنه مش بيشوفك غير بنت خالته و بس
مروة بجنون : انا قابلة بأي حاجة .. بس ابقى جمبه
زهرة : ليه هو انتي مش بنتي كمان .. و انا اتمنالك احلى عيشة مع واحد احسن من كريم كمان
مروة : بس انتي وعدتيني أنه يبقي ليا !
نظرت زهرة لسحر باستغاثة لتبادلها هي بنظرة كُره في عينيها
سحر : طيب يا زهرة .. مش عايزة اخليكي تتأخري .. شرفتي و انستي
نظرت لها زهرة بحزن ثم نهضت من مكانها و معها سحر لتوصلها الي باب المنزل و أثناء سيرهم سمعوا صوت تكسير قوي ليعرفوا سريعا أن هذا الصوت قادم من غرفة مروة ليرجعوا لها سريعا بخوف و قلق و تفاجئوا حين وجدوا باب الغرفة مفتوح ليدخلوا إليها و حلت عليهم الصدمة حين وجدوها غارقة في دمائها علي الارض !!
...
ورد : و بعدين ؟
كريم : اخدوها علي المستشفي بسرعة .. و بسبب ضغط امي و خالتي اتجوزتها و بعدها بكام شهر امي اتوفت .. و ابويا اتشل .. و للأسف اكتشفت بعد موت أمي أنها كتبت لها نص املاكي .. عشان تضمن اني مطلقهاش لو جرالها اي حاجة .. و من يومها و انا عايش في كابوس
ورد : طيب و ليه امك عملت كده ؟
كريم باستنكار : امك ؟!
ورد : مامتك يعني .. ليه مامتك عملت كده
كريم : مش عارف .. اكيد مروة ضغطت عليها و امي كانت طيبة .. ربنا يرحمها
ورد : يارب .. و عشان كده انت مش عارف تطلقها .. عشان مامتك كتبت لها نص املاكك و حتى لو طلقتها هتفضل تعاند فيك !
كريم : بالظبط .. الحل الوحيد أنها هي بنفسها تتنازل عن كل حاجه و توافق علي الطلاق
ورد : طيب معلش يعني في السؤال .. هو انت محاولتش تمضيها علي التنازل ده بأي طريقة ؟
كريم : مروة مش غبية .. انا حاولت بكل الطرق اللي ممكن تتخيليها عشان أخرجها من حياتي و فشلت و في الاخر وصلت لمرحلة البرود من اي حاجه بتعملها .. لحد ما انتي ما ظهرتي في حياتي !
قال تلك الجملة ثم رجع ليجلس علي كرسيه مرة اخري و خيم الصمت للحظات حتي قالت ورد
ورد : برضو مش فاهمه ايه اللي مطلوب مني ؟
كريم : المطلوب منك انك تكسري غرورها ! انتي الوحيدة اللي تقدري تخلصيني من مروة و الكابوس بتاعها .. تمردك هيجننها و شوية شوية تبدأ تتنازل عن كل حاجة لحد ما تخرج من حياتي .. مروة مش بتقدر تشوف واحدة تانية معايا ولا بتقبل تشاركني مع اي حد .. و بمجرد ما ده يحصل هتكون مهمتك خلصت و تقدري ترجعي لحياتك تاني !
ورد : طب و متجوزتش اسهل ليه .. ليه كل ده ؟
كريم : مش عايز اظلم واحدة ملهاش ذنب معايا
ورد : تقوم ظالمني انا ؟!
كريم : مين قالك اني هظلمك .. كل حاجه ليها تمنها و اكيد انتي هتستفادي من الموضوع ده
ورد : و انت فاكر أنها كده هتخرج من حياتك فعلا
كريم تنهد بضيق : انا عارف ان مروة عنيدة جدا .. بس تمردك اقوي .. و زي ما قولتلك دي هتبقي مهمتك و كل حاجه ليها تمنها
ورد : مش فاهمه ؟
كريم : يعني لو ده حصل و خطتي نجحت بيكي .. هكتبلك شيك علي بياض و تقدري تكتبي فيه اي مبلغ انتي عايزاه .. و من المبلغ ده حياتك كلها هتتغير !
ورد فكرت قليلا و ترك هو لها فرصة لتفكر جيدا
ورد في نفسها : حياتي و حياة اخواتي هتتغير .. كده هقدر اشتري شقة ليهم بدل المرمطة دي .. و ابدأ شغل لنفسي بدل البهدلة في المحلات و اجيبلهم كل اللي هما عايزينه من غير ما افكر هكمل الشهر ازاي ! بس استني .. انتي هتوافقي و هتتنازلي عن كل مبادئك .. بس معنديش حل تاني كل الدنيا مقفلة في وشي .. غير كده انتي ضامنة انك تقدري علي مروة دي .. ايا كانت هي مين .. بس انا مش هضيع الفرصة دي !
كريم : فكرتي ؟
ورد : اخواتي هيعيشوا معايا صح ؟
كريم : في بيت تبع للفيلا بتاعتي كبير و كويس و مش بعيد عنك خالص خمس دقايق و تكوني هناك .. هيعيشوا فيه
ورد : هتحميهم ؟
كريم : اوعدك مفيش اي اذي هيقربلهم
ورد : موافقة ! بس عندي سؤال
كريم : قولي
ورد : معلش تاني في السؤال يعني .. يعني انت بدماغك دي و مركزك ده مش قادر عليها فاكر اني انا اللي هقدر عليها مثلا
كريم ابتسم و قال : انتي بتقولي كدة عشان مش عارفة قيمة نفسك .. ورد انتي اقوي بنت شوفتها في حياتي لحد دلوقتي
ورد : سمي الله في قلبك مش كده في أيه
كريم ضحك عليها ثم صمت للحظات و قال : هتكوني جاهزة من امتي ؟
ورد تنهدت بحرارة و قالت : بكرة الصبح
كريم : تمام .. روحي باتي مع ريم النهاردة و بكرة الصبح هجيلك عشان نخلص كل الاوراق
ورد : ماشي يا كريم بيه
كريم : مبلاش بيه دي .. ده احنا هنبقي قرايب حتي
ورد نظرت له للحظات ثم قالت : لما نكون الاول .. سلام
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
: فتحية .. يا فتحية !
فتحية : امرك يا هانم
مروة بعصبية : انا بقالي اد أيه قايلالك تحضريلي القهوة بتاعتي .. المفروض اتحايل عليكي يعني ولا ايه !
فتحية : ولله بعمل الاكل لصابر بيه عشان كده انشغلت شوية
مروة : انا ميخصنيش كل ده .. خمس دقايق و القهوة تكون عندي انتي فاهمه !
فتحية : حاضر يا هانم
مروة : يلا امشي
خرجت فتحية من غرفتها بحزن و نزلت الي المطبخ لتجد ابنتها امامها و التي تساعدها في امور التنظيف
هنا : زعقتلك تاني
فتحية : ربنا علي المفتري .. حسبي الله و نعمى الوكيل
هنا ربتت علي كتفها و قالت بحنان : معلش متزعليش نفسك .. اخلص بس الثانوية دي و اول لما ادخل كلية هشتغل و اخليكي تقعدي في البيت مرتاحة و انا اللي هصرف علي كل حاجة
ابتسمت فتحية بحزن : ربنا يسعد قلبك و يفرحني بيكي يا حبيبتي .. وسعي بقى اعملها القهوة احسن تزعق تاني
في غرفة مروة ..
أخذت تجول الغرفة بعصبية كبيرة حتي اتصلت والدتها بها لترد عليها سريعا
مروة : انا مش بتصل بيكي من بدري !
سحر : طيب و كنت مشغولة فيها ايه يعني .. عايزة ايه ؟
مروة : اللي في دماغي طلع صح
سحر : اللي هو ؟
مروة : كريم طلع يعرف واحدة عليا
سحر : تاني يا مروة !
مروة : المرة دي متأكدة .. في بنت جاتلة النهاردة المكتب بعدين خرج معاها بسرعة و ركبت معاه العربية .. عايزة دليل ايه اكتر من كده
سحر ببرود : طيب .. حتي لو بيخونك فيها ايه عديها
مروة : انتي عايزة تجننيني !! كريم جوزي انا و ملكي انا .. ازاي عايزاني استحمل وجود واحدة تانية في حياته !
سحر : اديكي قولتيها جوزك انتي و ملكك انتي .. يعني لو هو فعلا مع واحدة دلوقتي مصيرها يومين و يزهق منها لكن انتي الحاجة الوحيدة اللي ثابتة في حياته
مروة : برضو .. انا لازم اعرف مين البنت دي
سحر : انا بقول لو تركزي مع جوزك هيبقي احسن .. يلا انا هقفل دلوقتي و انتي شوفي هتعملي ايه في الموضوع ده و اوعي تتهوري .. انا عرفاكي .. و خليكي فاكرة حاجة واحدة و هي أن كريم جوزك انتي و محدش يقدر يسرقه منك .. او يشاركك فيه !
______________________________
الكاتبة ميار خالد
: لا كده كتير .. انا لازم امشي
عمر : تاني .. مش قولتلك ارتاحي شوية غير كدة هتروحي فين في الوقت ده
ريم : مش عارفة بقى .. انا خايفة علي ورد اوي
عمر نهض من مكانه و اتجه إليها ليمنعها ثم قال
عمر : ريم .. مش عايز ازعلك مني .. مفيش خروج غير لما تخفي تماما
ريم دفعته عنها و قالت : بأي حق تؤمرني كده .. انت نسيت نفسك ولا ايه أبعد عني
عمر أحكم قبضته علي معصم يدها و قال بهدوء : و لو مبعدتش
ريم : عايز تاخد قلم تاني علي وشك ولا ايه ؟
عمر ابتسم ابتسامة جانبية و قال : مش هتقدري المرة دي
ريم : و جايب الثقة دي منين بقى !
و في تلك اللحظة تركها عمر و لكنها لم يبتعد عنها و نظر في عيونها مباشرا ثم قال بصوت خفيض
عمر : انا قدامك اهو .. اضربيني
تاهت ريم في عيونه للحظات حتي خجلت و ابعدت نظرها عنه و لكنها لم تستسلم فا دفعته من امامها سريعا و حاولت النهوض و لكنه امسك بها أيضا تلك المرة
ريم : أبعد عني !
عمر : يعني انتي متسبليش اي حل تاني اوقفك بيه .. و ترجعي تقوليلي أبعد عني ؟
ريم : انت ليه بتعمل كل ده .. انا مش فاهماك
عمر نظر إليها للحظات ليتعجب هو أيضا من تصرفاته تلك ثم ابتعد عنها سريعا و قال بصوت خفيض
عمر : صدقيني ولا انا فاهم
ريم : قولت حاجه ؟
عمر : لا ولا حاجة
رجعت ريم مكانها بضيق ليحاول عمر تغيير الموضوع
عمر : انتي متصلتيش بأهلك ليه كل ده زمانهم قلقانين عليكي
ريم نظرت له بحزن يكسوه الانكسار : بابا و ماما ماتوا من ٨ سنين .. انا مليش غير ورد هي اختي و امي و كل حاجة
عمر ندم علي سؤاله هذا ليقول : انا اسف جدا .. مكنتش اعرف
ريم : ولا يهمك .. انت اللي اهلك هيقلقوا عليك الوقت أتأخر
عمر ابتسم بسخرية : يقلقوا ؟ لا خالص متشغليش بالك
ريم : ليه بتقول ايه .. مفيش أم مش بتقلق علي ابنها اكيد
عمر : مش في حالة امي .. مش عايزك تشغلي بالك .. انا لو جرالي حاجة محدش هياخد باله
نظرت له ريم بحزن نوعا ما و لأول مرة ترى هذا الوجه المختلف من عمر .. تلميذها المغرور
ريم : عمر
نظر لها عمر لتكمل : انا آسفة اني عاملتك بطريقة وحشة قبل كده .. كنت فكراك مغرور و شايف نفسك بس لقيتك غير كدة خالص
عمر نظر لها بتردد و تذكر أنه السبب في حالتها تلك .. هي تظن أنه من انقذها من تلك الحفرة و لكنها لا تعلم أنه هو مش دبر لها تلك المكيدة !
عمر بندم : لو المفروض حد يتأسف .. فا هو انا !
ريم بعدم فهم : ليه ؟
عمر : لأني انا اللي خططت لكل ده !!
يا ترا عمر هيقول لريم الحقيقة ولا لا ؟؟ و لو قالها ايه هيكون رد فعلها 
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
عمر : لأني انا اللي خططت لكل ده !
ريم بعدم فهم : مش فاهمة
و في تلك اللحظة دلفت ورد الى الغرفة بشرود لتقاطعة بعد أن رحلت من مكتب كريم لتركض إليها ريم سريعا و تلقي نفسها في أحضان أختها
ريم : أنتي كنتي فين كل ده ! قلقتيني عليكي
ورد : كان عندي مشوار مهم حقك عليا المهم دلوقتي أنتي عاملة أيه طمنيني
ريم : أنا كويسة .. يلا نرجع بيتنا
نظرت لها ورد بحزن و لم تقدر على الكلام من شدة إرهاقها فاليوم كان صعب بالنسبة لها
ورد : نامي دلوقتي و بكرة هنروح البيت
ريم : و أيه لازمتها بس ما أنا كويسة أهو .. يلا نروح بالله عليكي زمان بليه قلقانه علينا اوي و ..
ورد بتعب شديد : ريم أرجوكي أنا مش حمل كلام تاني .. ياريت ننام دلوقتي و بكرة هعمل اللي انتي عايزاه
ثم نظرت إلي عمر بأمتنان و قالت
ورد : أنا بشكرك جدا علي وقفتك معانا دي و إنك مسيبتش ريم لوحدها .. لو عايز تمشي اتفضل أنا شغلتك زيادة عن اللزوم
عمر بتوتر : لا مفيش حاجة اكيد .. أنا فضلت عشان ريم اا اقصد يعني عشان متبقاش لوحدها و هي في الحالة دي
ريم ابتسمت : شكرا يا عمر
ليبادلها عمر نفس الابتسامة ثم غادر المكان بهدوء و رجعت ريم الي سريرها مرة اخري و أستلقت ورد علي سرير بجوارها و أغمضت عينيها سريعا حتي لا تسألها ريم عن شئ و لكن عقلها لم يتوقف عن التفكير
قالت ورد في نفسها : يارب أنت وحدك اللي عالم بلي هيحصل الفترة اللي جايه .. أنا مش عارفة القرار اللي أخدته ده صح ولا غلط .. ما يمكن مروة دي تطلع طيبة و كريم هو اللي مش كويس .. بس ده ساعدني كتير و باين عليه ابن حلال غير أنه هيضمنلي حقي ليه هيعمل كل ده لو هو نيته وحشه مثلا .. انا تعبت من كتر التفكير ..
يارب أنا توكلت عليك و عارفه أنك مش هتخذلني ولا تضرني .. خليك معايا يارب و عدي بكرة علي خير !
في اليوم التالي ..
استيقظت ورد و استوعبت أنها في المستشفي نظرت بجانبها لتطمئن علي ريم و لكنها لم تجدها بجوارها لتنتفض من مكانها سريعا نظرت حولها بخوف و تشتت و استدارت لتجد ريم امامها عند باب الغرفة فركضت نحوها سريعا
ورد بقلق : كده يا ريم تقلقيني عليكي !
ريم : انا كنت بجهز نفسي بس عشان نمشي
ورد امسكتها من يدها و سحبتها خلفها
ريم : في ايه يا ورد انتي مش عايزة تجاوبي عليا ليه
ورد : ..
ريم : ردي عليا يا ورد ليه مش عايزانا نرجع بيتنا في اى..
ورد : عشان مبقاش موجود !
نظرت لها ريم بصدمة لتكرر ورد جملتها : مبقاش موجود يا ريم .. البيت اللي كان ساترنا عن عيون الناس مبقاش موجود
ريم : ازاي يعني !
ورد : الزفت رجب
ريم : ازاي يعمل كده مش من حقه !
ورد : لا من حقه يا ريم
ريم بخوف : و هنعمل ايه دلوقتي .. هنرجع اسكندرية تاني !
ورد : مستحيل ارجع هناك تاني .. و هنرجع لمين
ريم : بسملة فين !؟
ورد : سيباها عند عم محروس لحد ما اللي هعمله يتم !
ريم : اللي هتعمليه ؟ ليه انتي هتعملي ايه
ورد ابتسمت بحزن : أنا مش وعدتكم إني هعمل كل اللي أقدر عليه عشانكم .. و أنا عمري ما أقبل أنكم تتبهدلوا في الشوارع
الكاتبة ميار خالد
ريم : ورد .. قوليلي هتعملي ايه !
ورد : صدقيني هقولك لأنك لازم تعرفي كل حاجه بس ..
و هنا صدع هاتفها رنينا برقم كريم لترد عليه
كريم : صباح الخير
ورد : صباح النور .. أنت فين ؟
كريم : أنا قدام المستشفي بس محبتش أطلعلك بحيث تكونوا ببراحتك
ورد : تمام .. شوية و هكون قدامك
ثم أنهت معه المكالمة لتقول لها ريم بعصبية : أنتي رايحة فين و سيباني كده !
ورد مسحت علي شعرها و قالت : ساعة واحدة و هنتقابل تاني .. خلي بالك من نفسك
و رحلت سريعا قبل أن تقول أي جملة اخري و جلست ريم علي سريرها بقلق و حزن حتي تذكرت شيئا ما فنهضت من مكانها سريعا و لكن في لحظة اختل توازنها و انعدمت الرؤية قليلا و قبل أن تسقط التقطها هو
: خلي بالك !
نظرت ريم لذلك الشخص لتجده ايمن زميلها في العمل
ريم : ايمن ؟
ايمن : حمدالله علي السلامة
ريم : أنت عرفت منين اني هنا ؟
ايمن : سألت .. و اللي يسأل ميتوهش
ريم : شكرا
قالت تلك الجملة ثم ابتعدت عنه قليلا و لكنه رفض بُعدها هذا و قال بحجة مساعدتها
ايمن : أنتي ليه قومتي من مكانك شكلك لسه تعبانه تعالي ارتاحي
ريم : شكرا يا ايمن بس أبعد عني لو سمحت
ابتعد ايمن عنها قليلا لتجلس هي مكانها بتوتر
ريم : مكنش ليه لزوم تعبك ده
ايمن : ياريت كل التعب يكون جميل زيك كده
ريم ابتسمت ابتسامة صغيرة و قالت بتحفظ : شكرا
ايمن : شكرا على ايه بس .. انتي متعرفيش غلاوتك عندي
و هُنا تجرأ ليمسك يدها لتفزع هي في مكانها ثم سحبت يدها سريعا
ايمن : في ايه ؟
ريم : هو ايه اللي في ايه .. انت عارف اني مش بحب كده ياريت تلزم حدودك معايا
ايمن صمت للحظة ثم قال : هو أنتي عايزة تقنعيني أنك كل ده مش حاسة بيا
ريم : مش حاسة بيك ازاي ؟
ايمن : مش حاسة بحبي ليكي .. ده بقى واضح جدا في عينيا حتي
ريم : ايمن انا مقدرة مشاعرك دي بس انا مش ببادلك نفس المشاعر
ايمن : حاولي .. صدقيني لما تعرفيني أكتر هتحبيني
ريم : بس الحب مش بالعافية !
ايمن : و مين قالك أنه بالعافية .. انا مش مستعجل خالص قولي أنتي اه بس و احنا نبدأ نتعرف على بعض بهدوء و ببطئ من غير اي استعجال
ثم أمسك يدها مرة اخري و قال : ولا أنتي شايفة ايه
ريم احست بقبضة في قلبها و عدم ارتياح لتسحب يدها سريعا ثم قالت بحدة : أنا بقول أنك تطلع بره
و في لحظة تغيرت نظرات ايمن و قال بعصبية : أنا نفسي اعرف انتي شايفة نفسك علي ايه مش كفاية اني بصتلك اساسا .. عمالة تتقلي و تهربي .. جيتلك دوغري مش نافع و غيره مش نافع اعملك ايه !!
الكاتبة ميار خالد
ريم بنبرة حادة : بعد الكلام اللي قولته ده أنا هحترمك بس عشان تربيتي و أخلاقي .. لولا كده كان زماني مسحت بكرامتك الأرض بس معلش .. أطلع بره
و بعد تلك الجملة خرج ايمن من الغرفة و أغلق الباب بقوة ليصدع صوته في الغرفة و تفزع ريم ، تنهدت هي بضيق و أمسكت رأسها بين يديها ثم قالت بصوت مسموع
ريم : مش وقتك خالص أنا ناقصة
و هنا احست بباب الغرفة يفتح مرة اخري لتقول بتعب
ريم : انا مش قولت أطلع بره
و لكن الطارق هذه المرة كان عمر و بيده باقة من الورد
عمر : أطلع بره ؟
عند ورد ..
خرجت ورد من المستشفي لتجد كريم امامها يقف عند سيارته بأناقته المعتادة و كان يرتدي بدلة سوداء .. فأتجهت إليه
ورد : أنت صدقت أنك عريس ولا ايه ؟
كريم ضحك ثم قال : اركبي العربية
ورد : هنروح فين دلوقتي ؟
كريم : اول حاجه عند المأذون بعدين هنطلع علي المحامي عشان تضمني كل حقوقك
ورد بتردد : تمام
كريم : لو عايزة تغيري رأيك انا مش هجبرك علي حاجه
قالت ورد و هي ترمُقه بحزن : ياريت كان بأيدي .. بس أقول ايه النصيب
كريم : و انا عمري ما هأذيكي .. و يوم ما أحس أنك هتتأذي بسببي هبعدك عن حياتي تماما .. أكيد مش عشان أصلح حياتي ابوظ حياتك أنتي
ورد : مش هتفرق معاك أوي .. و أنا مين يعني عشان تشيل هم حياتها
كريم نظر لها بتمعن و قال : لو أنتي مش عارفة قيمة نفسك فا أنا عارف قيمتك كويس أوي .. و مش عشان هتساعديني و بس .. أنا طول حياتي عمري ما قابلت بنت زيك و اعتقد عمري ما هقابل .. ده مش سبب كافي أنه يقنعك اد ايه انتي مميزة !؟
ورد : و أنت فاكر أنك لما تقولي الكلمتين دول كده هتثبتني
ضحك كريم : لا أنا بفكرك بس
ورد نظرت له و اطمأنت لكلامه نوعا ما فقال هو
كريم : نتحرك ؟
فأجابت هي برأسها فانطلق كريم بسيارته متجها إلي المأذون ليعقد قرأنهم و بعد فترة طويلة وصلوا و لم تفق ورد من حالة الشرود التي هي عليها إلا علي كلمات كريم
كريم : يلا امضي
نظرت ورد الي العقد امامها بتوتر و تردد للحظات و لكن للأسف لم يكن امامها أختيار أخر فأمسكت القلم و دَعَت ربها كثيرا ثم مضت و تم العقد ليقول المأذون: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير .. قوم احضن عروستك يا عريس
ورد بفزع : لا يحضن ايه أنت صدقت !
المأذون : و فيها ايه يا بنتي ده جوزك
ورد نظرت إلي كريم سريعا ليقول : معلش هي خجولة شوية بس .. الله يبارك فيك يا مولانا
و بعد لحظات انصرف المأذون فاتجه كريم إلي ورد و قال
كريم : و حاليا هنروح للمحامي عشان تضمني حقوقك زي ما فهمتك .. بعدين نطلع علي الفيلا
ورد : اتكلنا على الله
في المستشفي ........
الكاتبة ميار خالد
عمر : اطلع بره ؟
ريم : لا مكنش قصدي عليك
عمر : ايمن مش كده
ريم : عرفت منين ؟
عمر : شوفته و هو خارج من عندك متعصب
تنهدت ريم بضيق ليدخل هو الي الغرفة ثم جلس امامها بتوتر
عمر بتوتر : انا جيت النهاردة بس عشان كريم قالي اجي مش عشان حاجة تانية يعني .. كُرهنا لبعض هيرجع بمجرد ما نخرج من المستشفي دي
ريم : و الورد اللي في ايدك ده برضو من ضمن الأوامر
عمر : اه من ضمن الأوامر .. عندك مانع
ريم ابتسمت : لا خالص
ثم صمتت للحظات و قالت : انا لحد دلوقتي مش قادرة استوعب كل اللي بيحصل حواليا .. و ازاي ورد تعرف قريبك ده
عمر : كريم مش قريبي بس .. هو يبقي جوز اختي كمان
ريم : ولله ؟ .. فعلا الدنيا صغيرة جدا
عمر صمت للحظات ثم قال بتردد : هو ايمن خرج من عندك متعصب ليه ؟
ريم : بني ادم متخلف
عمر : عملك حاجه ؟
ريم : ميستاهلش بجد اني اتكلم عليه .. كل اللي اقدر اقوله اني بتمني إني متعاملش معاه تاني
صمت عمر و خيم الصمت علي المكان لتقطع ريم هذا الصمت
ريم : ممكن أسألك سؤال
عمر : قولي
ريم : انت ليه متخرجتش لحد دلوقتي .. ايه سبب تأخرك كل السنين دي ؟
عمر بمزاح : مش يمكن فضلت كل ده عشان اقابلك ..
ريم خجلت للحظات من رده هذا و لكنها حاولت الرد بثبات
ريم : لا بجد .. حاسة أن في سبب ورا كل اللي أنت فيه ده
عمر تنهد بضيق بسبب تذكره لتلك الفتاة .. و التي بسببها كره جامعته و كل حياته و بسبب خيانتها له لم يعد يثق بأي شئ .. حتي نفسه .. في حين أنها استمرت في حياتها و ارتبطت بشخص آخر غيره
عمر : كنت بحب بنت .. شوفتها في أول سنه ليا في الجامعة و من يومها حبيتها .. فضلت كتير وراها لحد ما وافقت تكلمني و لما وافقت كنت اسعد انسان في الدنيا
ريم : و بعدين
عمر : بعد فترة ارتبطنا .. و كنا بنحب بعض جدا و متفاهمين جدا .. أو هي كانت بتوصلي كده و في السنة الأخيرة ليا و اللي عمال اعيد فيها لحد دلوقتي زادت المشاكل بينا بس كنت بتغاضي عنها عشان بحبها .. لحد ما عرفت انها بتخوني و علي علاقة بواحد تاني .. طبعا مصدقتش الكلام ده غير لما شوفتها بعيني و للأسف صورتها و هي في حضنه مش عايزة تروح من بالي .. كنت بتغاضي عن كل حاجة لكن الا الخيانة
صمت عمر للحظات ثم أكمل : بعدها انفصلت عنها تماما و
قطعت صفحتها من حياتي و يا دوب عدى اسبوعين و عرفت أنها اتخطبت للشخص ده
ريم : و عشان كده بقيت مهمل في حياتك .. بتعاقب نفسك علي حاجه ملكش دعوة بيها
عمر : مش حكاية كده .. هي كانت سببي و هدفي في الدنيا .. كنت بعمل كل حاجه عشانها عشان اوصلها .. و في ثانية كسرتني انا بس اللي عايزة اعرفه .. ليه .. ليه عملت كده
ريم : المفروض تحمد ربنا أنه ظهرها ليك قبل اي حاجه
عمر : فعلا .. الحمدلله
في فيلا صابر الرفاعي ..
دخل كريم إلي بيته و ما أن دخل حتي اتجهت له مروة بعصبية
مروة : ممكن افهم انت فين من امبارح !!
لم يرد عليها كريم لتكرر سؤالها : بقولك كنت فين من امبارح و ايه لبسك ده
صاح كريم : ادخلي يا ورد !
دخلت ورد بخطوات ثابتة الي البيت و لكن بداخلها رهبه كبيرة جدا ليتجه هو إليها و يمسك يدها ثم تقدم بها حتي وقفوا أمام مروة
مروة نظرت لها بتكبر و قالت : مين دي ؟؟
كريم : دي مراتي !!
يا ترا ايه رد فعل مروة علي اللي كريم عمله ؟ طبعا كلنا عارفين
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
كريم : دي مراتي !
مروة بعصبية : نعم !! مراتك ازاي يعني
كريم : زي ما سمعتي .. دي ورد مراتي و ست البيت الجديدة
مروة اتجهت لها بكبرياء و تعالي و قالت : طيب علي الاقل كنت استنضف شوية .. مكنتش اعرف ان زوقك بلدي و رخيص اوي كده
ورد بادلتها نفس النظرات و قالت بسخرية : عندِك حق .. اول ما شوفتك قولت كده
مروة رفعت يدها لتصفعها علي وجهها و لكن ورد امسكت يدها سريعا و قالت لها
ورد : لا بقولك ايه .. عايزين نعيش لطاف كده مع بعض و بلاش تزعليني منك .. زعلي وحش اوي خلي بالك
مروة بصوت عالي : كريم .. خرج المناظر دي من بيتي !
سحب كريم ورد لتقف خلفه و قال محدثا مروة
كريم : اعتقد قولتلك أنها مراتي يعني ليها الحق أنها تفضل هنا زيها زيك
مروة بعصبية : متقولش زيها زيك !! انت بتقارني أنا بالزبالة دي
كريم صاح بها : مروة !! ركزي انتي بتقولي ايه احسنلك .. و لو مش عاجبك قدامك الباب محدش هيمسك فيكي !
مروة : هي دي الحكاية بقى .. و انت فاكر لما تجيبلي واحدة من الشارع و تقولي زيك زيها كده انا هضايق و هسيبك و اسيب البيت مثلا
نظرت لها ورد بنظرة حادة بعد كلمة " واحدة من الشارع " ثم تحركت مروة من مكانها و اقتربت من كريم و قالت : بس واضح كده انك متعرفش انا مين .. و اللعبة اللي انت بدأتها .. انا اللي هحدد نهايتها ! و خليك فاكر اني مش هعدي اللي حصل ده علي خير و هندمك عليه اوي !
كريم بادلها نفس النظرات : اللي عندك اعمليه .. و خليكي فاكرة أنك أنتي اللي وصلتيني لكده !
نظرت مروة إلي ورد بعيون يخرج منها النار لتقول ورد بدلال
ورد : ممكن توريني الأوضة بتاعتي عايزة اريح شوية
كريم : اكيد طبعا .. ده بيتك من النهاردة مش عايزك تتصرفي اكنك غريبة خالص
ورد ضحكت بدلال و صعدت معه الي غرفتها تحت انظار مروة الثاقبة !!
و عندما وصلت ورد الي غرفتها تنفست براحة و اخيرا
كريم : دي اوضتك يا ورد .. عايزك تتصرفي فيها براحتك لأني كده كده مش هكون موجود فيها كتير غير وقت النوم و بس .. تواجدي معاكي هيكون عشان مروة مش اكتر
ورد : أتصدق بالله
كريم : لا اله الا الله
ورد : انا كنت بقول انك كداب و وافقت عشان مفيش قدامي حل تاني .. لكن بعد ما شوفت الحرباية مراتك دي صعبت عليا
كريم ضحك : حرباية !
ورد : ولله كان هاين عليا اجيبها من شعرها بس هديت نفسي
كريم : تفتكري الخطة اللي في دماغي هتنجح ؟
ورد : بعون الله يا بيه هتنجح و متقلقش انا معاك و مش هسيبك غير و انت متخلص منها .. عارف انا لو كنت جيت و لقيتها غلبانة و مظلومة كنت فرجت عليك الدنيا
كريم : للدرجادي مش بتثقي فيا
ورد : مش حكاية ثقة بس انا يا بيه اتعودت اني مصدقش حاجه غير لما أشوفها قدامي
كريم : و صدقتيني دلوقتي ؟
اومأت ورد برأسها ليقول كريم مغيرا الموضوع
كريم : ماشي يا ستي .. حاليا انا هتصل بعمر يجيب ريم و اختك الصغيرة عشان يقعدوا في البيت الخارجي زي ما قولتلك
و التفت كريم ليخرج و لكن ورد أوقفته
ورد : كريم بيه
كريم نظر لها لتكمل : معلش يعني هو مش عمر ده يبقي اخو مراتك ؟
كريم فهم قصدها ليقول : أيوة .. بس عمر مش اخو مراتي و بس .. عمر اخويا و يتمني يشوفني مبسوط .. و هو عارف ان تعاستي كلها بسبب مروة .. انا حكيتله كل حاجه و هو وافقني في اللي هعمله
ورد : بس دي أخته !
كريم : بالاسم بس .. رغم أنهم اخوات بس بُعاد عن بعض جدا .. عمر مش بيكره حد قدها مع انها أخته زي ما بتقولي
ورد : أنا مش عارفة ازاي هو اخوها فعلا .. ده شكله طيب جدا غيرها عينيها بتطلع نار
كريم ضحك بسبب كلامها ثم قال : قبل ما انسى .. في شخص مهم لازم اعرفك عليه بعد ما اكلم عمر .. استنيني
اومأت ورد برأسها ليخرج هو من الغرفة و اتجه الي مكان هادئ نوعا ما ثم اتصل بعمر ليرد عليه
كريم : عمر .. جيب ريم و اختها و تعالى علي الفيلا دلوقتي
عمر : كل حاجة تمت ؟
كريم : أيوة
عمر : و رد فعل مروة كان ايه ؟
كريم : اللي كنا متوقعينه .. للأسف انا عارف انها مش هتسكت بس مفيش حل قدامي غير ده
عمر : هي ممكن تأذيها ؟
كريم : انا اكيد مش هسمح بكده .. ورد في حمايتي مش كفاية أنها وافقت تساعدني .. المهم انت لما تقرب من البيت اتصل بيا
الكاتبة ميار خالد
عمر : ماشي يا كريم
كريم قبل أن يغلق الخط قال : عمر .. لو حسيت للحظة أن اللي بعمله غلط قولي
عمر : لا يا كريم انت صح .. مش عشان انا اخوها يبقي هقف في صفها .. عشان انا اخوها ف انا اكتر واحد عارف قرفها و كل الكره و السواد اللي جواها
كريم ابتسم ثم انهي معه المكالمة و التفت عمر الى ريم
عمر : لازم نتحرك دلوقتي
ريم بتعجب : نتحرك ؟؟ انا مستنيه ورد
عمر : ما انا اللي هوصلك عند ورد .. نروح نجيب اختك الصغيرة الاول بس
ريم : انا مش فاهمه اي حاجه و انت ايه علاقتك بكل ده
عمر : علاقتي يا ستي أننا بقينا قرايب
ريم : نعم !!
عند ورد ..
انتبهت ورد الي الغرفة و نظرت لها بإعجاب واضح و دققت في تفاصيلها ثم اتجهت الي فراشها لتجلس عليه براحة
ورد حدثت نفسها بصوت مسموع : معقول يا بت يا ورد الدنيا ضحكتلك من تاني ولا لسه في مصايب مستخبيه
و هنا فُتِح باب الغرفة و ظنت ورد أنه كريم فنهضت من مكانها
ورد : كريم ب..
و لكنها تفاجئت حين وجدت مروة امامها عاقدة يدها أمام صدرها
ورد : خير ؟
مروة اقتربت منها و كانت تنظر لها بكره و حقد كادت نظراتها أن تقتلها
مروة : بقولك ايه يا بت انتي .. تاخدي كام و تمشي من هنا
ورد : نعم ؟ مش فاهمه
مروة : بلاش تعمليهم عليا ها .. لو كريم مفهمك انك بحركاتك و ردودك دي هتعرفي تخرجيني من البيت ده يبقي غلطان اوي .. انا زي المرض .. لما بيدخل في الجسم مش بيسيبه .. و كريم بقى مريض بيا .. ف انا بقول تفكري صح و تاخدي قرشين حلوين كده و تغوري من وشي
ورد : خلصتي ؟ اطلعي بره اوضتي بقى عشان عايزة ارتاح
مروة بحقد : المرة دي انا اتكلمت معاكي بالذوق .. لكن المرة الجاية مش هتكلم .. انا هعمل !
ورد : انتي بتهدديني ؟
مروة : اعتبريها زي ما انتي عايزة .. بس لو فاكرة انك تقدري تقفي في وشي تبقي غلطانه !
ورد نظرت لها بثبات و قالت : انتي اللي تبقي غلطانة لو فاكرة أن كل اللي قولتيه ده هيخوفني
مروة نظرت لها بتعالي ثم قالت : حلو .. اهو لقيت حاجة اتسلى بيها شوية .. بس يا خسارة انا عارفه انك يومين و مش هتقدري تتحملي غضبي
ورد ضحكت باستهزاء و قالت : طيب ابقي خدي الباب في ايدك بالله عليكي
ثم استدارت لتتحاشي نظرات مروة التي كادت أن تحرقها لتخرج هي من الغرفة بعصبية كبيرة !
في المستشفي ..
الكاتبة ميار خالد
ريم : نعم !! قرايب ازاي يعني
عمر : لما نوصل هتفهمي كل حاجه .. يلا
ثم امسكها من يدها و خرج بها من المستشفي و اتجه بها الي منطقتها ليأخذوا بسملة من بيت عم محروس الذي قلق عليهم بشدة و بعد أن نزلت ريم و بسملة من بيته قالت بسملة
بسملة : انا زعلانه منكم اوي .. محدش فيكم يكلمني تاني
ريم : ليه كده بس
بسملة : كده تسبوني لوحدي كل ده .. ده انتم حتي متصلتوش بعم محروس عشان تطمنوا عليا .. انا افتكرت انكم سبتوني و مشيتوا و اني مش هشوفكم تاني
ريم : و هو احنا نقدر نسيبك برضو
بسملة : اومال روحتوا فين .. حتى ورد وعدتني و مجاتش
ريم نزلت الي قامتها و قالت : انا اسفه جدا .. بس صدقيني كان غصب عننا انا كنت تعبانه و في المستشفي و ورد كانت بتحاول تدور علي بيت تاني عشان نعيش فيه بدل ما نفضل في الشارع
بسملة : ايه !! كل ده حصل و انا معرفش حاجه .. و احنا هنروح فين دلوقتي
ريم : ولله ما اعرف .. بس احنا هنروح عند ورد
بسملة : و هي ورد فين ؟
و هنا جاء عمر ليقاطع كلامهم
عمر : يلا ولا ايه ؟
بسملة نظرت له بتعجب : انت مين يا اخ انت ؟
عمر : هي دي اختك الصغيرة صح
بسملة : انا بكلمك هنا ركز معايا انا
ريم : بليه بس عيب كده
بسملة : انت مبتردش عليا ليه .. اوعي يا ريم احسن يكون عايز يخطفنا
عمر ابتسم و نظر إلي ريم و قال : ولله نفسي
ريم خجلت نوعا ما و قالت : نعم ؟ قصدك ايه يعني
عمر ابتسم و قال : ولا حاجه .. يلا نمشي
أجابت ريم برأسها ثم استقلوا السيارة جميعا و اتجه بيهم الي فيلا كريم
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
انهى كريم ما كان يفعله و اتجه الي غرفة ورد ليجد مروة خارجه منها بعصبية كبيرة فدلف إليها ليجد ورد أمامه و تعطيه ظهرها
كريم : مروة كانت عندك ؟
ورد التفت له و قالت : اه .. جت تعرض عليا قرشين و امشي من هنا
كريم نظر لها بغموض ففهمت هي نظراته فقالت : اكيد موافقتش يعني هو لعب عيال .. بس لعلمك مروة دي فاهمه كل حاجه و عارفه خطتك .. و ده غلط لأنها هتعرف ازاي تتعامل معاك
كريم : مروة ذكية جدا و كنت متأكد انها هتفهم كل حاجه
ورد : و مادام ما انت متأكد كده .. عملت كل ده ليه ؟
كريم تنهد بضيق و قال : الغرقان بيتمسك بقشايه .. انا كل اللي يهمني أنها تبعد عن حياتي بأي طريقة
ورد : و هنعمل ايه دلوقتي
كريم : ورد .. كل حاجه هتمشي زي ما اتفقنا و انا فاهم مروة كويس حتي لو عارفة كل حاجه مش هقدر تستحمل وجودك جمبي و معاها في نفس البيت .. و هتوصل لمرحلة الانفجار و ده بالظبط اللي انا عايزه منها
ورد : انا معاك للأخر
كريم ابتسم لها و قال : ولله انا مش عارف انتي ظهرتي في حياتي ازاي و امتي .. بس كل ما ابصلك بحس براحة و امان و أن كل حاجه هتتصلح
ورد خجلت من كلامه قليلا و حاولت تغيير الموضوع : عيب عليك يا بيه انت معاك ورد
كريم : ما بلاش بيه دي بقى
ورد : سيبك من الكلام ده دلوقتي .. قبل ما تخرج قولتلي انك عايز تعرفني علي شخص مهم مين ده ؟
كريم : تعالي
اخذها كريم من يدها و خرج بها من الغرفة ثم اتجه بها الي غرفة أبيه و دلف إليها ليجده جالس علي كرسيه المتحرك في شرفته فاتجهوا إليه
كريم : ده والدي .. صابر الرفاعي
و انحني إليه لينظر والده إلي ورد بتساؤل ثم عاد بنظره الي كريم فقال
كريم : اكيد مستغرب مين البنت دي صح
نظر له صابر بانتباه ليفهمه كريم
كريم : دي ورد .. مراتي ! و قبل ما تستغرب انا قررت اتجوز تاني من فترة و عارف انك هتفرحلي لأنك اكتر واحد عارف حياتي مع مروة عاملة ازاي
نظر له صابر بفرحة نوعا ما و لكن شعوره بالخوف على كريم قد زاد بعد تلك الحركة و لكنه لم يستطيع منع نفسه من الفرحة بأبنه .. ظهرت بعض الدموع في عينيه و هنا اقتربت منه ورد و جثت علي ركبتيها لتنظر له بتأثر و بادلها هو بنظرات طيبة
ورد : ازيك يا عم صابر .. كان نفسي نتعرف في ظروف احسن من كده بس انت شد حيلك كده و كله هيبقي تمام
و في تلك اللحظة دلفت فتحية الي الغرفة و قالت لكريم عندما رأته
فتحية : الف الف مبروك يا كريم بيه فرحتلك ولله .. معرفتش اباركلك و مدام مروة واقفة انت عارف يعني
كريم : الله يبارك فيكي يا فتحية .. عايزك تاخدي بالك من ورد و انا مش موجود
فتحية : في عيوني يا بيه
كريم : معلش انا تقلت عليكي عارف
فتحية : عيب متقولش كده .. ده لولاك كان زماني متبهدلة في الشوارع مع عيالي .. معلش استأذنك بس ده معاد الدوا بتاع صابر بيه
كريم : اتفضلي
نظرت له ورد بأعجاب نوعا ما و أحبت طريقة تعامله مع الناس ، نظر لها كريم لتحول نظراتها بعيدا عنه بتوتر و في تلك اللحظة صدع هاتفه رنينا برقم عمر ليقول
كريم : عمر وصل و معاه اخواتك .. يلا
ورد نظرت له بأنتباه و خوف نوعا ما و فكرت في رد فعل اختيها علي ما ستقوله لهم و خصوصا ريم ! ثم خرجوا سويا من الغرفة و اتجهوا الي الباب الخارجي للفيلا لاستقبال ريم و بسملة !
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
دلفت مروة الي غرفتها بعصبية و كسرت كل ما يقابل يدها بغضب عارم ، و بعد فتره من التكسير جلست علي سريرها لتلتقط أنفاسها ثم نهضت مرة اخري و أخذت هاتفها و اتصلت بوالدتها لترد عليها
سحر : حبيبة ماما وحشا..
مروة : في مصيبة !!
سحر : في ايه ؟
مروة : انتي السبب !! ياما قولتلك أنه يعرف واحده عليا و سيبيني اتصرف لكن انتي كنتي بتهديني و تخرجي الفكرة من دماغي لحد ما اللي خايفة منه حصل !!
سحر : هو ايه ده اللي حصل !
مروة : كريم اتجوز عليا
سحر بفزع : ايه !! اتجوز عليكي ازاي يعني
مروة : هو ايه اللي اتجوز عليا ازاي .. اتجوز زي الناس عادي .. جايبلي واحدة بيئة و يقولي لو مش عاجبك عندك الباب .. ولله العظيم لقتلها !!
سحر : اهدي بس مش بالطريقة دي .. لازم نفكر بالعقل
مروة : مفيش عقل تاني .. مشيت ورا كلامك مرة و اديني خسرت في الاخر .. المرة دي مش هسمع غير كلام نفسي و بس
سحر : و هتعملي ايه .. ما خلاص اتجوزها
مروة بجنون : ولله ما هسكت .. هقتلها و لو فكر يتجوز تالت هقتلها برضو .. مفيش حد هياخد كريم مني ولا حتي يشاركني فيه
سحر : لا انتي حالتك صعبة و مينفعش معاكي كلام فون .. انا جيالك حالا
مروة : لا .. مش عايزة اشوف حد سبيني في المصيبة اللي انا فيها دلوقتي .. لازم ابعد البنت دي عن حياته قبل ما الكارثة الاكبر تحصل !
سحر : و ايه الكارثة دي ؟
مروة : أنه يحبها !!
يا ترا ايه رد فعل ريم لما تعرف اللي اختها عملته ؟
مروة هتتصرف ازاي
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
وقفت ورد بجانب كريم بتوتر أمام بيته و انتظروا وصول سيارة عمر ، و لاحظ كريم توترها هذا فحاول أن يهدئها قليلا فأمسك يدها و قال
كريم : متقلقيش .. كل حاجه هتبقي كويسة
ابتسمت له ورد بتوتر نوعًا ما ثم سحبت يدها و قالت : أنت فاكر إني متوترة ولا ايه .. لالا أنا بس عشان مجهدة شوية
كريم : مش عيب لو بينتي توترك ده .. و حقك .. أنا عارف أن أخواتك غاليين جداً عليكي و أكيد قلقانه من رد فعلهم
ورد : ربنا هيسترها يا كريم بيه متقلقش
كريم : تاني هتقوليلي بيه دي .. ده أنتي قانونيا بقيتي مدام كريم صابر الرفاعي حتي
ورد : و مالها كلمة بيه يعني .. بحاول أديك قيمتك
كريم : و هو الكلام برضو اللي هيديني قيمتي .. علي كده بقى المفروض أنا أقولك يا ورد هانم
ورد ابتسمت بحزن و قالت : يا بيه العين متعلاش عن الحاجب .. ركز كده أنت فين و أنا فين و أهو كلها كام شهر و ربنا يكرم و مهمتي هنا تخلص و أرجع لحياتي
كريم نظر لها بتمعن نوعا ما و جاء ليرد عليها و لكن سيارة عمر وصلت أخيراً و أقتربت منهم قليلا لتقف مكانها و نزل منها عمر و كذلك ريم و بسملة و ظلوا ينظرون حولهم بتعجب و دهشة كبيرة لتتجه إليهم ورد و بجانبها كريم و ما أن أقتربت منهم حتي ركضت بسملة إليها لتلقي نفسها في أحضانها
بسملة بدموع : وحشتيني اوي
ورد : أنتي أكتر .. صدقيني أكتر حاجه صعبة في الدنيا هي بعدك عني بس والله كان غصب عني أنا آسفة
بسملة : بالله عليكي ماتسبيني تاني .. أوعديني أنك تفضلي جمبي
ورد أبعدتها عنها قليلا و قالت : أوعدك .. والله ما هبعد عنك تاني يا بليه .. حلو كده
بسملة مسحت دموعها بطريقة طفوليه و هنا أنتبهت لوجود كريم لتتسع عيونها بدهشة كبيرة و قالت بصوت عالي
بسملة : عمو بتاع الحاجه حلوة !!
ضحك كريم : أنتي تاني !
بسملة : أنتي تعرفيه منين يا ورد
ورد : أنا اللي المفروض أسأل السؤال ده
بسملة : ده عمو اللي شوفته عند عم محروس و أداني شوكولاتة مش من هنا طعمها حلو أوي
ورد نظرت له بتعجب ليقول هو : مرة كنت بزور عم محروس و شوفتها هناك .. واضح أن لُقانا مكنش صدفة .. ده القدر صمم يجمعنا
ابتسمت ورد و هنا اتجهت إليها ريم لتقول بحده
ريم : ممكن اتكلم مع أختي علي انفراد
ثم سحبتها من بينهم و بعدت عنهم قليلا
ريم : ممكن تفهميني ايه اللي بيحصل هنا !! و أنتي بتعملي ايه في بيت الراجل ده .. ده متجوز يا ورد
ورد : أنا عايزاكي تهدي و أنا هفهمك كل حاجه
ريم بعصبية : أنتي بقالك يومين بتقوليلي نفس الكلام و في الأخر ولا بتفهميني حاجه و كده مينف..
ورد قالت سريعا : انا أتجوزت كريم !
ريم : نعم ؟ مش فاهمه
ورد : أنا و كريم اتجوزنا النهاردة الصبح .. و انا بقيت الزوجة التانية في البيت ده !
ريم نظرت لها بصدمة كبيرة و قالت : أكيد أنتي بتهزري معايا .. قولي أنك بتهزري !
ورد : و هو الكلام ده فيه هزار
ريم : ليه عملتي كده .. ليه قبلتي بكده و ازاي هو رضي يتجوزك و هو ميعرفكيش اصلا
ورد : مكنش قدامي حل تاني .. و هو يعرفني من فترة كويسة و ساعدني كذا مرة
الكاتبة ميار خالد
ريم : اسمها كان بيعطف عليكي يا ورد .. مش كل واحد بيساعد واحدة يروح يتجوزها
ورد صاحت بها : ريم !!
ريم : ليه دايما بتضحي عشاننا .. ليه .. يا ستي أنا كنت مستعدة اشتغل شغلانه تانية مع الجامعة و اكفيكم و منحتاجش حد .. ليه كده يا ورد
ورد : أنا معملتش حاجه غلط .. أنا اتجوزت واحد كويس و ابن ناس و هيراعيني و يهتم بيكم و ده أهم حاجه عندي
ريم : ورد .. أنتي مستوعبه أنتي بتقولي ايه .. أنتي مش شايفة الفيلا بتاعته عاملة ازاي .. طيب أنتي اتجوزتيه عشاننا .. هو اتجوزك ليه !! اقنعيني
توترت ورد للحظات و جاءت لترد عليها و لكن جاء صوت كريم من ورائها
كريم : اتجوزتها عشان هي بنت جدعة .. و دلوقتي صعب اوي الاقي بنت زيها
قال تلك الجملة و اقترب منهم قليلا ثم أكمل : أولا أنا أسف جدا إني أدخلت في كلامكم بس لازم اوضحلك حاجه يا ريم .. أنا متجوز اه بس عمري ما كنت راضي عن جوازتي دي .. زي ما تقولي اتجوزت بس عشان ارضي أهلي .. و لما شوفت ورد عرفت اد ايه هي نادرة جدا و مش كل يوم هقابل بنت زيها .. يمكن مقابلش زيها طول عمري .. لو أنا فلوسي و مركزي في نظرك رافعين من قيمتي و الحمدلله لأن كل ده مجاش في يوم و ليلة .. لكن متحسيش أن ورد قليلة أو حاجه .. ورد قيمتها الحقيقة فيها هي و في اخلاقها و جدعنتها و خوفها و حبها ليكم
نظرت له ريم بتركيز
ريم : ماشي أنا محترمه كل ده بس برضو مش مقتنعه بكل اللي بيحصل حواليا .. و اشمعنا دلوقتي بالذات أنت ظهرت و ورد اللي كانت مش بتفكر في الموضوع قررت فجأة أنها تتجوز
كريم : الظروف هي اللي وصلتنا لكده .. ولا أنا كنت متخيل إني ممكن اتجوز مرة تانية بعد الكابوس اللي عايش فيه .. لحد ما ورد ظهرت في حياتي
ريم حدثت ورد : و اشمعنا دلوقتي .. و ليه مقولتليش قرارك ده قبل ما تعمليه
ورد : زي ما كريم قالك .. الظروف هي اللي وصلتنا لكده
ثم نظرت إلي كريم للحظات لتقول ريم
ريم : ورد ردي عليا .. هو بجد أنتي اتجوزتي بإرادتك ؟
ورد : و هو أنتي تعرفي عني إن ممكن أعمل حاجه غصب عني .. ولا تعرفي عني إن حد يقدر يجبرني على حاجه ؟
ريم : لا
ورد : يبقى هتجوز كريم غصب عني ازاي .. صدقيني ده أنسب حاجه في الوقت الحالي
كريم : ريم .. صدقيني مش اي حد بيحب عيلته ولا يهتم بيهم زي ورد كده .. ورد كانت أهم حاجه عندها أنتم
ريم استوعبت كل كلماته لتخجل من الكلام التي قالته لأختها منذ قليل فنظرت لها مرة اخري
ريم : أنا اسفه
ورد : علي ايه
الكاتبة ميار خالد
ريم : آسفه و بس .. أنا لو فضلت عمري كله اوفي جزء من اللي قدمتهولي عمري ما هكفي
ورد : متقوليش كده .. ده واجب عليا لآخر عمري
نظرت لها ريم بابتسامة جميلة و الدموع تغرق عينيها لتعانقها سريعا ، نظرت ورد لكريم الواقف امامها و هي في احضان اختها بإمتنان و شكر ليبتسم هو ايضا
بسملة : تاني بتديها حبة الحب بتوعها و أنا لا
ثم ركضت نحوهم سريعا لتعانق الاثنين و ضحكوا سويا عليها و بعد تلك اللحظة الجميلة ابتعدت ريم عن اختها لتقول
ريم : يعني بما انك اتجوزتي كده هتبعدي عننا !
ورد : مش اوي
ريم : يعني ايه ؟
كريم : يعني أنتي و بسملة هتقعدوا في البيت بتاع الفيلا هي شقة جميلة و واسعة و في الجنينه هترتاحوا جدا فيها و هيبقي بينك و بين ورد خطوات بس
ورد : بالظبط كده
ريم : بس أنا كده هتقل عليكم
كريم : دي أقل حاجه أقدر اقدمها ليكم ولله لو عليا كنت عايز اخليكم في شقة تانية احسن بس ورد صممت انكم تفضلوا جمبها
صمتت ريم بإحراج ليقول كريم
كريم : عمر .. بعد اذنك خد ريم و بسملة لبيتهم الجديد
عمر : اكيد
و تحركوا بالفعل و سارت ريم بجانبه ليقول هو بابتسامة
عمر : مش قولتلك بقينا قرايب
ريم : اه .. بقيت اخت ضرة اختك
عمر : بنسبالي أنتي اخت مرات اخويا
ريم : أنت غريب ! ازاي مش زعلان عشان اختك
عمر : صدقيني لما تعرفيها مش هتزعلي عليها خالص
نظرت ريم الي بسملة لتجدها فارهة فمها بانبهار لما تراه حولها فضحكت ريم بخفة عليها
عند ورد ..
ظلوا واقفين للحظات حتي قالت ورد
ورد : متشكرة اوي .. لولا انك لحقتني من سؤال ريم مكنتش عارفه هقول ايه
كريم : مفيش شكر ولا حاجه .. أنا مضطر اروح الشركة بتاعتي حاليا .. خلي بالك من نفسك .. مش هتأخر
اومأت ورد برأسها ثم دخلت الي البيت الذي سوف يقيمون فيه اخواتها لتساعدهم في ترتيب حياتهم به و كانت هناك عيون تتابعهم من أعلى و هي عيون مروة التي تكاد تشتعل نارا
لتدخل الي غرفتها بعصبية .. حاولت أن تهدأ قليلا و أن تفكر بعقلانية و لكنها لم تستطيع و حدثت نفسها بعصبية بصوت مسموع
مروة : انا يتجوز عليا .. ازاي قدر يعمل كده .. جايبلي واحدة بيئه زي دي و يقولي زيك زيها .. ده اكيد اتجن .. ماشي يا كريم ولله لندمك على عملتك دي !! انت لحد دلوقتي متعرفش جنون مروة ممكن يوصلها لحد فين !
و خرجت من غرفتها بعصبية لتصطدم بعمر أخيها فطالعته بعصبية
مروة : كنت عارف أنه هيتجوز عليا صح .. معقول تعمل كده في اختك !
عمر بسخرية : ولله .. انتي لسه فاكرة أننا اخوات اساسا
مروة : ليه هتتبرى مني ولا ايه ! مكنتش متخيلة انك هتقف في صفه
عمر : ياريت كنت اقدر اتبرى منك ! انا لحد دلوقتي مش عارف ازاي انتي اختي .. نسيتي كل اللي عملتيه في حياتي .. انتي عمرك ما وقفتي جمبي و جايه دلوقتي عايزاني أقف جمبك و انا عارف انك غلط !
مروة : انا عمري ما كنت ولا هكون غلط !
عمر : انا فيا عقل و كبير و مدرك ايه الصح من الغلط علشان ادعمه .. و أنتي عمرك ما كنتي صح يا مروة
مروة صاحت به : ليييه .. عملت ايه غلط أنا .. أنا حبيته بس
عمر : و الحب مش بالعافية .. و أنتي اكتر واحدة عارفه أن كريم عمره ما حبك ولا هيحبك .. و برضو مصممه تتعبي نفسك و تتعبيه معاكي
مروة : انت ليه مش مقتنع اني مش هقدر اعيش من غيره .. مش هعرف ولله .. عشان كده مستحيل افرط فيه
عمر : طيب .. يبقى استحملي اللي يجرالك .. عن اذنك
مروة نظرت له و قد أدركت في هذه اللحظة أنها قد خسرت أخيها أيضا و قبل أن يتحرك قالت مروة بهدوء مخيف
مروة : ماشي يا عمر .. بس خليك فاكر أن أي حد هيبقى في صف كريم على اللي عمله ده .. هيندم جدا .. و انت أولهم !
عمر نظر لها للحظات ثم تحرك من امامها بدون اهتمام و لكنه لم يعلم أنها في تلك اللحظة لم تكن تقول مجرد كلمات من العصبية بس كانت تعني كل كلمه !
بعد ساعات ..
الكاتبة ميار خالد
و عندما حل المساء كانت ريم و بسملة قد تأقلموا علي بيتهم الجديد بل و أعجبهم أيضا و كانت ورد معهم و عندما تأخر الوقت قليلا رجعت الى غرفتها مرة اخري لتجد كريم بها
كريم : كنتي فين ؟
ورد : كنت عند ريم و بسملة
كريم : اه .. قلقت عليكي بس
ورد ابتسمت بتوتر و بادلها كريم نفس الابتسامة ثم قال
كريم : أنا هنام علي الكنبة .. لو كان ينفع كنت سيبتلك الأوضه كلها بس عشان التمثيلية تكمل لازم نفضل في اوضه واحدة
ورد : أيوة فاهمه .. نام متخافش مش هاكلك
كريم رفع أحد حاجبيه و قال : ولله ؟ أنا بقولك كده عشان تطمني و أنتي اللي متخافيش
ورد : و أنا أخاف ليه يعني .. فكر كده تقرب مني و متزعلش من اللي هيحصلك
كريم اقترب منها قليلا و رجعت هي الى الخلف و ظل يقترب منها حتي التصقت في الحائط
كريم : اديني قربت اهو .. هتعملي ايه
ورد نظرت له بتوتر و خجل نوعا ما و لكنها حاولت أن تظهر بعض الثبات : ااا صدقني أنا مش عايزة ازعلك .. أبعد عني كده احسنلك
كريم : و لو مبعدتش
ورد دفعته بعيدا عنها ثم التقطت أحدى المزهريات سريعا لتدافع عن نفسها ليتفاجئ كريم من رد فعلها هذا
كريم : يخربيت جناجك !! أنا بهزر معاكي
ورد : ما أنا كمان كنت بهزر معاك .. بس معلش بقى انا هزاري تقيل شوية
ليضحك الاثنان بعدها ، ثم اتجه كريم الي الأريكة المتواجدة بالغرفة و جهزها لينام عليها و كذلك ورد اتجهت الي سريرها الجديد و نامت عليه .. و بالرغم من صعوبة اليوم عليها إلا أنها لم تستطع النوم ظلت مغمضة عينيها علي امل النوم و لكنها لم تستطيع .. لم تعرف كم مرت من الساعات و هي علي تلك الحالة و لكن بعد فترة طويلة شعرت بهطول خفيف لقطرات المطر و بعد لحظات صدى صوت برق و رعد في المكان لتفزع بشدة و كان كريم نائم مكانه .. احست ورد بغصة في قلبها و تذكرت بسملة التي كانت تركض الي أحضانها سريعا حين تسمع صوت الرعد
ورد : اكيد بليه زمانها مرعوبة دلوقتي .. هروح اطمن عليها و ارجع بسرعه
نهضت ورد من مكانها بتوتر و بحثت عن مظلة في أرجاء الغرفة حتي وجدت واحدة فخرجت سريعا من غرفتها و خرجت الي الجنينة و فتحت مظلتها و لكنها طارت منها من شدة الهواء و في محاولتها لألتقاطها مرة اخري لاحظت وجود شخص ما في شرفة غرفة والد كريم .. و عندما دققت أكثر اتضح أنه صابر والده و المطر يغرقه !! فزعت ورد بشدة ثم ركضت سريعا الي غرفته و دلفت إليها و اتجهت الي الشرفة لتجده مبلل بالكامل و يرتعش من شدة البرد فحركت كرسيه و أدخلته الي الغرفة
ورد : مين اللي سابك برا كده ! يارب ما تتعب الجو وحش اوي
كان صابر يرتعش بشدة .. نظرت ورد حولها بتوتر و اتجهت الي دولابه فتحته و أخذت منه بعض المناشف لتضعها عليه و حاولت أن تجففه قليلا و بدلت له ملابسه حتي لا يمرض و ساعدته في الجلوس علي سريره و وضعت عليه غطاء سميك ليعطيه بعض الدفء
ورد : هروح احضرلك اي شوربة سخنه عشان تدفى اكتر
لينظر لها صابر بإمتنان و شكر فابتسمت ورد و نهضت من مكانها و وصلت إلي المطبخ بعد محاولات فاشلة فالبيت كبير جدا بالنسبة لها .. دلفت إليه لتجد هنا ابنة فتحية جالسة في إحدى الأركان علي الارض و بيدها كتاب تذاكر فيه و عندما رأتها هنا نهضت من مكانها سريعا و أخفت الكتاب خلفها
ورد : مالك ؟ قومتي ليه كملي مذاكرتك
هنا : أصل مروة هانم لما بتشوفني بذاكر بتزعقلي .. عشان كده خوفت تكوني زيها
ورد : مش من حقها تزعقلك اصلا .. ده مستقبلك و انتي اللي ادرى بيه .. و متقعديش علي الارض ضهرك يوجعك في ترابيزة اهي ارتاحي عليها
نظرت لها هنا بتعجب نوعا ما لتضحك ورد : مالك في ايه ؟
هنا : انتي طيبة اوي .. مش محتاجه حاجة اعملهالك طب
ورد : لا اقعدي ذاكري انتي .. انا بحضر شوية شوربة لعمي صابر بس
و هنا ضربت هنا رأسها بصدمة و قالت : صابر بيه !! ده انا نسيته في البلكونه كنت المفروض ادخله من بدري
الكاتبة ميار خالد
ورد : بعد ايه بقى .. ده اخد المطره كلها عليه
هنا قالت بخوف و توتر شديد : ينهار ازرق عليا .. ده كريم بيه هيبهدلني ولله انا نسيت اصل امي راحت تطمن علي خالتي عشان تعبانة و هتبات عندها للصبح و قالتلي اهتم بيه و انا اتلهيت في مذاكرتى .. اعمل ايه انا دلوقتي
ورد : اهدي .. المهم اني لحقته قبل ما يتعب و يا ستي مش هقول لحد انك السبب .. اهم حاجه تذاكري بس و لما ماما ترجع خليها تيجي تكلمني
هنا نظرت لها بخوف لتقول ورد : لما ترجع ماما خليها تيجي تكلمني ماشي
ثم أخذت الحساء و خرجت من المطبخ و اتجهت الي غرفة صابر و أطعمته الحساء ليطمئن هو و بعد لحظات غط في نوم عميق و لاحظت ورد هدوء المطر قليلا لتغفو هي علي إحدى المقاعد بالغرفة بجانبه و بعد فترة قلقت لتصحو من نومها و نظرت إلي صابر لتتفحصه و لكنها عندما وضعت يدها علي وجهه فزعت بشدة بسبب ارتفاع درجة حرارته !! فذهبت سريعا و حضرت له وعاء من الماء البارد و به قطعتين قماش و وضعت أحدها علي رأسه و ظلت هكذا طوال الليل حتي غفوت بجانبه
في الصباح ..
استيقظ كريم من نومه و نهض من مكانه و نظر حوله و لكنه لم يجد ورد في الغرفة فتوقع أنها قد ذهبت لتطمئن علي اختيها و كعادته كل يوم اخذ مش سريع و ارتدي ملابسه و ذهب ليطمئن علي والده و لكنه عندما دلف الي الغرفة صُدِم بشدة حين وجد ورد جالسة أمام أبيه علي إحدى المقاعد و بيدها قطعة القماش و القطعة الأخرى علي رأس أبيه !
فصل طويل اهوو 😂♥️♥️
يا ترا ايه هيكون رد فعل كريم ؟؟
ريم هتقدر تتقبل الوضع ولا لا 
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
و عندما دلف الي الغرفة صُدِم بشدة حين وجد ورد جالسة أمام أبيه علي إحدى المقاعد و بيدها قطعة القماش و القطعة الأخرى علي رأس أبيه !
دخل الي الغرفة و اغلق الباب خلفه و ظل واقف مكانه للحظات ليتابع ما سيحدث .. تململت ورد مكانها بتعب و فتحت عينيها لتعتدل سريعا ثم وضعت يدها علي رأس صابر لتجد حرارته قد انخفضت و اخيرا و رجع لحالته الطبيعية
ورد تنفست براحة و قالت : الحمدلله
و نهضت من مكانها بهدوء و أخذت وعاء الماء من جانبه و اتجه كريم لها بهدوء و جاء ليتكلم و لكن ورد التفت سريعا لتشهق بفزع عندما رأته و افلتت الوعاء من يدها ليلتقط كريم الوعاء سريعا قبل أن يسقط و امسكها هي أيضا من خصرها
ورد : ايه شغل الحرامية ده مادام ما انت في الاوضة متكلمتش ليه حد يخض حد كده قلبي كان هيقف
كريم : كنت لسه هتكلم انتي اللي لفيتي و اتخضيتي
ورد : عايزني اعمل ايه يعني و انا فجأة لقيتك قدامي كده
و هنا انتبهت ورد الى قربه الشديد منها و يده الممسكه بخصرها لتبتعد عنه سريعا بتوتر و لاحظ كريم توترها هذا ثم حول نظره الي ابيه النائم في سريره بتعب و كرسيه المتحرك التي لازالت توجد عليه قطرات من الماء
كريم بقلق : في ايه بابا ماله !
ورد : امبارح كان في شتا جامد اوي و انا مجاليش نوم فروحت اطمن علي بليه عشان هي بتخاف اوي من صوت الرعد و ساعتها شوفت عم صابر في البلكونه و غرقان من المايه .. فلحقته بسرعة و دخلته و اهتميت بيه و بعديها جاله دور سخونيه فسهرت جمبه .. هو دلوقتي بخير يعني متقلقش
كريم بفزع : ايه !! و مصحتنيش ليه
ورد : مرضيتش اقلقك
اتجه كريم إلي والده و وضع يده علي وجهه يتحسسه ليجد حرارته طبيعيا فنظر إلي ورد بشكر
كريم : شكرا اوي يا ورد .. انا والدي اهم شخص في حياتي اللي انتي عملتيه ده هفضل فاكرة طول عمري .. لولا وجودك مش عارف حالته كانت هتبقي ايه خصوصا أن مناعته ضعيفة اوي .. شكرا
ورد : بتشكرني ليه ؟ انا معملتش حاجه اكيد يعني كان لازم اساعده و دي مش جدعنه مني ولا حاجه ده واجب عليا .. و حتي لو كان اي حد مكانه حتي لو عدوي هساعده
ابتسم لها كريم ثم قال : طيب روحي ارتاحي شوية اكيد سهرتي طول الليل
ورد : لا مفيهاش نوم خلاص .. صباح الخير بقى
كريم : هو صباح الخير فعلا
ابتسمت له ورد و لكن سرعان ما تذكر والده مرة أخرى ليقول بعصبية
كريم : ثانية بس .. ايه اللي خلى بابا كل ده في المكان ده المفروض كان يدخل من بدري ! فين فتحية
و جاء ليخرج و لكن ورد امسكت يده سريعا لتمنعه
ورد : بالله عليك يا بيه ما تعمل مشاكل .. الحمدلله اني كنت موجودة في الوقت المناسب و هو دلوقتي بخير .. متكسرش بخاطر حد
و هُنا جاءت فتحية و دلفت الي الغرفة و كانت تتعامل بشكل طبيعي و كأن لم يحدث شئ
فتحية : صباح الخير يا كريم بيه .. دلوقتي معاد فطار صابر بيه
و قبل أن يتكلم كريم ضغطت ورد علي يده ليسكت و قالت ورد سريعا
ورد : طيب حطي الفطار يا فتحية و امشي
فتحية : و مين هيأكله يا ورد هانم
ورد : انا .. انا اللي ههتم بعمي صابر من النهاردة
نظر لها كريم بتعجب و قالت فتحية
فتحية : ليه يا ورد هانم ما انا موجودة
ورد : كتر خيرك انتي شايلة البيت كله و البيت كبير ماشاء الله .. و عم صابر محتاج رعاية برضو عشان يخف و يقف على رجله من تاني .. سيبي مسؤوليته عليا
فتحية نظرت لها بحنان و احترام و قالت : الله يجبر بخاطرك يا بنتي
و جاءت لتخرج من الغرفة و لكن ورد قالت
ورد : استني عايزاكي في موضوع
الكاتبة ميار خالد
لتقف فتحية مكانها و سحب كريم ورد بعيدا في ركن في الغرفة ليقول
كريم : ورد انتي مش شغالة هنا .. بابا انا هعينله ممرضة تهتم بيه لكن متشيليش مسؤوليته كلها دي مش مهمتك
ورد : انت ليه أخدها كده .. بالعكس انا حابه اهتم بيه جدا و حاجة تانية عايزاك تعرفها اني مش متعودة علي القاعدة كده من غير ما اعمل حاجة .. انا متعودة علي الشغل و الحركة يمكن لما اهتم بيه ده يخفف عني شوية .. و انا مش بشيلك جميلة ولا حاجة دي حاجة بإرادتي انا
كريم نظر لها بطريقة مختلفة تلك المرة .. و احب طيبة قلبها تلك ليبتسم لها ابتسامة ساحرة جعلت قلبها يهتز في مكانه
كريم : شكرا
ورد : مش هقولك العفو عشان دي مش خدمة بعملهالك .. و يلا بقى خلينا نشوف شغلنا
كريم ضحك عليها : ماشي يا ستي .. انا هستناكي تحت غيري هدومك و تعالي عشان تفطري و هبعت اجيب ريم و بسملة كمان
ورد بفرحة : بجد !! حاضر مش هتأخر
ثم خرج كريم من الغرفة و اتجهت ورد الي فتحية التي لازالت واقفة مكانها
ورد : بصي يا فتحية ده اول طلب اطلبه منك
فتحية : اؤمري يا ورد هانم
ورد : اولا بلاش هانم دي قوليلي ورد عادي
فتحية : مينفعش يا هانم
ورد : ولله لو قولتيلي هانم تاني دي لازعل منك بجد
ابتسمت فتحية بحرج ثم قالت بصعوبة : ماشي يا .. ورد
ورد : أيوة كدة .. تاني حاجة بقى بخصوص هنا بنتك
سرى الخوف في أوصال فتحية لتقول بقلق
فتحية : عملتلك ايه بس دي غلبانه ولله متقص..
ورد : استني بس خليني اكمل .. من هِنا و رايح هَنا مش هتعمل ايه حاجة في البيت خليها هي في مذاكرتها بس و ياريت متطلبيش منها أي حاجة
فتحية : هي اشتكتلك ؟
ورد : لا .. بس انا شوفتها امبارح و هي بتذاكر على الارض و اضايقت عليها خليها تركز في دراستها و مستقبلها ده اهم حاجة لأي بنت و ادعميها .. و لو محتاجه حد تاني يساعدك قوليلي و انا هحل الموضوع ده
فتحية : الله يخليكي يا ورد .. ولله ده ربنا بيحبنا عشان بعتك لينا ربنا يجبر بخاطرك و يسعدك انتي و كريم بيه و يبعد عنك كل شر
جاءت ورد لتتكلم ولكن جاء صوت من جانبهم
: و انا بقي الشر يا فتحية مش كده !
نظروا بجانبهم سريعا ليجدوا مروة أمامهم بتألقها المعتاد و اتجهت لهم بتكبر
فتحية : لا ولله يا هانم مش قصدي
مروة نظرت لها بتكبر و قال : روحي شوفي شغلك يلا
لتخرج فتحية من الغرفة بتوتر ثم تحركت مروة لتقف أمام ورد
مروة : الدنيا غريبة فعلا .. خلت واحدة كان أخرها تدخل البيت ده خدامة .. لهانم زي ما بيقولوا
ورد : هتشوفي الواحدة دي هتخسرك كل حاجة ازاي !
مروة ضحكت باستهزاء : انتي ليه مش مقتنعة اني كل ده سيباكي بمزاجي .. انا لو عايزة اخلص منك بحركة من ايدي بس
ورد : شكلك بتحبي الكلام الكتير .. صدقيني لو تستاهلي كل اللي انتي عايشة فيه ده ولا تستاهلي جوزك بجد .. مكنش فكر بس أنه يخلص منك .. مكنش ربنا وقعني في طريقه عشان الدنيا تمشي كده اكيد كل الصدف دي مش من فراغ و نتيجتها حاجة واحدة بس
ثم صمتت للحظات و قالت : و هي خروجك من حياته !
مروة نظرت لها بشر و جنون : انا عندي استعداد اقتل كريم ولا أنه يكون مع واحدة غيري .. تخيلي بقى انتي هعمل فيكي ايه
ورد : عمري ما هخاف من كلامك ده .. اللي معاه ربنا مش بيخسر و انا معايا ربنا
ثم نظرت لها بتحدي و التفتت لتخرج من الغرفة ، وقفت مروة مكانها بعصبية و حاولت أن تهدئ نفسها قليلا و بعد أن خرجت ورد من الغرفة تذكرت انها قد نست أن تطعم صابر لتتجه الي الغرفة مرة اخري و لكنها توقفت فجأة عندما وجدت مروة تبدل بعض الأدوية الخاصة به و التي توجد بجانبه علي الطاولة فتراجعت ورد سريعا و تابعتها بهدوء و عندما انتهت مروة التفتت لترحل لتختبئ ورد سريعا قبل أن تراها !!
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
استيقظت ريم من نومها مبكرا و استعدت حتي تذهب الي جامعتها و عندما كانت تقف أمام مرآتها و تعدل مظهرها صدع هاتفها رنينا لتجده رقم غريب فردت عليه بحذر
ريم : الو ؟
: اطلعي علي التراس
ريم : نعم ؟؟
: اطلعي بس و بصي تحت
خرجت ريم الي الشرفة المتواجدة في البيت لتجد عمر واقف أسفلها يطالعها بابتسامة ثم لوح بيده و قال
عمر : صباح الخير
ريم ابتسمت : يا ربي يعني الشخص اللي كنت بتمنى مشوفش وشه تاني هصطبح علي وشه كل يوم ولا ايه
عمر ابتسم و اكمل : نمتي كويس ولا لا
ريم : يعني شوية
عمر : طيب انزلي يلا عشان كلنا نفطر سوا
ريم : ماشي نازلة .. صحيح مشوفتش بسملة ؟
عمر : بسملة بتلعب في الجنينة من الصبح وهي و هنا بنت فتحية بقوا صحاب هي واخده بالها منها متقلقيش
ريم بحرج : معلش انا اسفه لو عملنا ليكم ازعاج
عمر صمت للحظة ثم قال : اقولك حاجه
ريم : قول
عمر : انتي اللي رديتي الروح للبيت ده اا اقصد كلكم يعني خصوصا بسملة مشكلة البنت دي
لتضحك ريم بسبب كلماته و صفن هو في ضحكتها للحظات حتي انتبه أنها قد اختفت من أمامه
عمر قال في نفسه : انت ايه حكايتك بالظبط .. ايه اللي بيحصلك !
ظل هذا السؤال يتكرر بداخله و لم يستطيع تفسير ما يحدث له
في غرفة مروة ..
ظلت تجول الغرفة بتوتر شديد ثم اتجهت الي أحد الادراج و أخرجت منه حبوب مهدئة ثم اخذتها سريعا لتهدأ قليلا و بعد لحظات هدأت لتخرج من غرفتها بتعجرفها و غرورها المعروف و لكنها اصطدمت ببسملة لتنظر لها بتكبر
بسملة : يووه .. مش تاخدي بالك
نظرت لها مروة بتعجب و قد تذكرت انها اخت ورد لتقول لها بكُره
مروة : انتي ايه اللي جابك هنا ! اطلعي برا
بسملة : الملافظ سعد يا اسمك ايه .. في ايه شوفتي عفريت
مروة نظرت لها بتكبر و قالت : صحيح هستغرب من ايه .. ما انتي اختها .. امشي من وشي مش عايزة اشوفك
بسملة وضعت يدها في خصرها و قالت : يختي ولا انا عايزة اشوفك
مروة : يختي !
بسملة : لا دي كلمة كده يعني لكن انتي عمرك ما هتكوني اختي ولا زي اخواتي حتي
مروة : فعلا ميشرفنيش
بسملة : لا حول الله يارب .. هما مزعلينك كده ليه
مروة : انا محدش يقدر يزعلني !
بسملة تغيرت نظراتها و نظرت لها بصدمة و قالت
بسملة : ايه ده !
مروة : في ايه ؟!
بسملة : في نار بتخرج من عينك يا اسمك ايه
ثم ضحكت باستهزاء و نزلت مرة أخرى لتقف مروة مكانها فارهه فمها من كلام بسملة لتزفر بعصبية ثم اتجهت الي طاولة الفطور لتجلس علي المقعد الاول فيها !
وقفت ورد أمام مرآتها و مشطت شعرها بعدم تركيز و حدث نفسها بصوت مسموع
ورد : ايه اللي كانت بتحطهوله مكان الأدوية ده ؟ دي كانت بتبدل البرشام الموجود في العلب بالبرشام اللي معاها يعني احتمال كبير ميكونش سليم .. انا لازم افهم الموضوع ده
ليرد جانبها المتمرد : و انتي مالك بكل ده .. انتي في البيت ده لسبب و هو انك تزهقي اللي اسمها مروة دي في عيشتها لحد ما تخرج من البيت ده و ساعتها تاخدي خواتك و حقك و تمشي
و لكنها ردت علي نفسها مرة اخري : و افرضي الدوا ده كان بيأذيه .. مروة دي اتوقع منها أي حاجه افرضي حبت تنتقم من كريم في أبوه !!
و هنا نظرت إلي انعكاسها بصدمة و كررت : ممكن تنتقم من كريم في أبوه .. لأنه اغلى شخص في حياته .. انا مش هسمح أن ده يحصل مش هسمحلها تأذيه كده
رد جانبها المتمرد : للدرجادي كريم فارق معاكي .. انتي نسيتي أن بمجرد ما مهمتك هنا تخلص هيرميكي من حياته زي ما بيرمي اي حاجه .. اوعي تكوني بدأتي تحبيه ؟!
و هنا دلف كريم الغرفة ليجدها في تلك الحرب النفسية فوضع يده علي كتفها لتفزع قليلا و تدفعه بعيدا عنها
كريم : في ايه مالك !!
ورد : ما هو عشان انت خضيتني تاني .. اتكلم ولا قول اي حاجه مش تدخل فجأة كده
كريم : المرة اللي جايه .. اتأخرتي ليه ؟
ورد : عقبال ما اكلت عم صابر و غيرت هدومي
كريم : طيب يلا
امسك يدها و جاء ليخرج من الغرفة و لكنها أوقفته
ورد : كريم بيه
كريم : نعم
ورد : معلش يعني لو هضايقك بسؤالي بس لازم اعرف .. هو والدك في الحالة دي من امتي ؟
كريم : من يوم ما والدتي اتوفت .. مش بحب افتكر اليوم ده كتير .. انا كنت مسافر و لما رجعت يومها لقيت امي متوفيه و ابويا واقع من فوق السلم و ده اللي سببله شلل و فيما بعد فهمنا أنه و هو بيحاول يطلب المساعدة من اي حد وقع من علي السلم .. بندم اني سيبتهم اليوم ده .. و طبعا يومها مروة كانت مع صاحباتها .. على أساس أنها لو كانت موجودة كانت هتلحقهم يعني
ورد ربتت علي كتفه بحزن و قالت : انا اسفه اني فكرتك
كريم : ولا يهمك
ورد : طيب و هو والدك من يومها مش بيتحسن ؟
كريم : لا .. الدكاترة قالوا أنها ممكن تكون مشكلة نفسية بسبب موت امي هو رافض الشفاء حتي
الكاتبة ميار خالد
ورد سمعته بصمت ليقول كريم : بس ليه بتسألي ؟
ورد : ولا حاجة فضول بس .. يلا ننزل
امسك كريم بيدها و تحرك بها ليخفق قلبها ثم نزل الاثنان و يدهم مشبكة ببعض لتنظر لهم مروة بعيون يكاد يخرج منها النار و جلسوا امامها لتطالعهم بحقد كبير و عندما كانت فتحية تحضر الطعام علي الطاولة قالت مروة
مروة بعصبية : انتي بتتحركي ببطئ كده ليه و فين بنتك ما تخليها تساعدك
ورد : هنا مش هتساعد تاني بعد كده .. هتركز في مذاكرتها و بس
مروة هبت واقفة : و انتي مين انتي عشان تتحكمي في مين يشتغل و مين لا .. ايه قررتي ترجعي لمقامك و تشتغلي خدامة مكانها
هب كريم واقفا و قال : مروة .. ركزي في كلامك عشان رد فعلي مش هيعجبك بعد كده ! و انا سبق و قولتلك انتي زيك زيها في البيت ده يعني لو انتي شايفاها خدامه فا انتي زيها !!
مروة : انت شكلك اتجننت علي الاخر !
كريم : و هو اللي يعيش معاكي يعرف يبقى عاقل !
.........
نزلت ريم لتجد عمر و بسملة يتشاجرون معا
ريم : في ايه ؟
بسملة : شوفي يا ريم بيرخم عليا
عمر : ولله ما حصل .. انا قولتلها بس ليه بيقولولك يا بليه مع أن اسمها بسملة عادي
بسملة : طب و فيها ايه يعني .. وانت مركز معايا اوي كده ليه
عمر نزل الي قامتها و قال : و انا هركز معاكي ليه .. مكنش سؤال ده
بسملة وضعت يدها في خصرها و قالت : و بتسأله ليه من الاول
ريم : بس كفااايه .. انتي امشي قدامي .. و انت امشي و انت ساكت
عمر نظر لها بطرف عينيه ليجدها تنظر له بتوعد طفولي ليضحك عليها و وقف ليمشي بجانب ريم
ريم ضحكت : بلاش تدخل مع بليه في أي موضوع
ضحك عمر : مشكلة بجد البنت دي
ريم : اخر العنقود بقى
عمر : مش متخيل إن ريم الدكتورة بتاعتي اللئيمة هي اللي ماشية جمبي دلوقتي
ريم : ولا انا متخيلة أن عمر الطالب بتاعي المغرور هو اللي بيضحك جمبي دلوقتي
ضحك عمر و في تلك اللحظة دخلت ريم و معها عمر و بسملة لتنظر لهم مروة بتعالي و كُره
مروة : ده واضح أن بيتي لم اوي .. ايه الاشكال دي
ورد صاحت بها : مروة !! قصري لسانك ده احسن .. لو علي الرد فا مفيش احسن مني .. نصيحة مني بلاش تيجي علي سكة اخواتي بدل ما تشوفي مني وش مش هيعجبك خالص
ضحكت مروة باستهزاء و قالت : ولله .. اتصدقي خوفت .. بس بجد انا متفاجئتش من أنهم خواتك .. باين فعلا نفس الهيئة القذرة !
لترفع ورد يدها و تهوى سريعا علي وجه مروة ليخيم الصمت علي المكان من هوُل ما حدث !!
لتقاطع ورد هذا الصمت بكلماتها
ورد : لآخر مرة أحذرك .. بلاش تيجي علي سكة اخواتي !
مروة نظرت لها بعيون حمراء من كثرة العصبية و اقتربت منها قليلا حتى وصلت الي أذنها و همست
مروة : خليكي فاكرة القلم ده لأنك هتدفعي تمنه غالي اوي .. اغلي مما تتصوري !!
يا ترا ايه اللي مروة هتعمله بعد رد فعل ورد ؟
مروة هتقدر تأثر على علاقة عمر و ريم ولا لا 
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
مروة : خليكي فاكرة القلم ده لأنك هتدفعي تمنه غالي أوي .. اغلي مما تتصوري !!
ثم ابتعدت عنها لتطالعها بنظرات لن تنساها ورد ابدا ثم خرجت من البيت بأكمله ، تنهدت ورد بضيق
ورد : أنا اسفه علي اللي حصل ده
كريم : متتأسفيش علي حاجه أنتي ملكيش ذنب فيها .. هي اللي غلطت من الأول يبقى تستحمل
ثم قال محاولاً تغيير الموضوع : يلا نفطر .. ريم أنتي رايحة الجامعة النهاردة ولا حابه تريحي شوية ؟
ريم : هروح بأذن الله
كريم : طيب ممكن لو مش هأخرك بعد ما تفطري تجيلي المكتب عايز اتكلم معاكي شوية
ريم : اكيد حاضر
ثم جلسوا جميعا علي طاولة الفطور و تناولوا بعض اللقيمات فقالت بسملة محدثا ورد
بسملة : انا هطلع العب شوية مع هنا يا ورد
ورد : بس هي عندها مذاكرة يا بليه
بسملة : لا مهي خلصت .. قولي اه بقى
ورد : ماشي بس بلاش تتشاقي
ابتسمت بسملة و جاءت لترحل و لكن كريم أوقفها
كريم : استني يا بسملة
اتجهت له بسملة بتساؤل ليخرج لها حلوى من جيبه و خصوصا تلك التي احبتها لتنظر لها بسعادة كبيرة
بسملة : دي الشوكولاتة اللي مش من هنا صح !
كريم : بالظبط .. خديها يلا
بسملة : لالا خليها معاك عشان عم محروس قالي انك ساعات بتتعب
كريم بمكر : ايه ده .. معني كده انك بتخافي عليا و معني إنك بتخافي عليا إنك بتحبيني !
بسملة : ده انت طموحك عالي اوي لا لسه بدري
ضحك كريم على ردها بشدة و كذلك كل الحاضرين
كريم : طيب خدي دي بس و انا معايا تاني
نظرت له بسملة بابتسامة مرحة ثم خطفت الحلوى من يده و هربت سريعا ، و بعد لحظات نهض عمر من مكانه و كذلك ريم فقالت له
ريم : انت اتأخرت اوي يلا علي جامعتك
عمر بتردد : أنا مستنيكي .. يعني بما أن طريقنا واحد فقولت اوصلك بالمرة
كريم : لا روح أنت .. ريم السواق هيوصلها و يرجعها كل يوم
عمر : طب و ليه ما أنا موجود
كريم نظر له بتعجب ثم ابتسم و قال : يلا يا عمر علي جامعتك
نظر له عمر بانزعاج ثم خرج من البيت استقل سيارته ثم اتجه الي كليته
ورد : عايز ريم ليه ؟
كريم : موضوع كده .. غير كده هو أنا مش اعتبر في مقام اخوها
ريم : أكيد طبعا
كريم : خلاص يبقى تسمعي كلامي بقى .. تعالي
تحركت ريم من مكانها و ذهبت مع كريم إلي مكتبه و عندما دلفوا الي الداخل جلس هو علي مقعده و هي أمامه
كريم : أنا عارف أنك لسه متعودتيش علي البيت و أكيد هتحسي أنك غريبة .. و كل ده هيتحل بالوقت لكن اوعي تفتكري انك تقيلة علينا .. من النهاردة أنا هعتبرك اختي الصغيرة لو احتاجتي اي حاجه تعالي اطلبيها مني من غير ما تفكري .. لو محتاجه مساعدة في أي حاجه افتكري إني موجود و اتمني أنك تنفذي طلبي ده
ريم تنهدت بضيق و قالت : أنا بس مستغربة كل اللي بيحصل حواليا .. التحول اللي حصل في حياتي بين يوم و ليلة ده مش قادرة استوعبه
كريم : أنا عارف و حقك و عشان كده بحاول اساعدك أنك تتقبلي كل اللي حصل ده
ريم صمتت للحظات ثم قالت : هو أنت بتحب ورد ؟
كريم تفاجئ من سؤالها للحظات ثم قال بابتسامة : و هو مين عاقل يشوفها و ميحبهاش
ريم : أنا اهم حاجه عندي أنك تحبها و تحافظ عليها
كريم : من غير ما تقولي .. ورد تستاهل كل حاجه كويسة
ريم ابتسمت : ربنا يخليك
كريم : ممكن اطلب منك طلب
ريم : اكيد اتفضل
كريم : عمر !
ريم : ماله عمر ؟
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
خرجت مروة من بيتها بعصبية كبيرة لتستقل سيارتها و تقودها بسرعة كبيرة حتي وقفت أمام إحدى الملاهي الليلية و دلفت إليها لتجده فارغ تماما فاتجهت الي أحد العمال بها
مروة : أمير فين ؟
العامل : في مكتبه
مروة تركت هذا العامل و صعدت الي مكتب هذا الذي يدعى أمير و دلفت له لتجده جالس علي مكتبه ينهي شيئا ما فاتجهت إليه ليقول عندما يراها
امير : روحي وحشاني اوي
كان أمير رجل ثلاثيني جذاب الملامح يلفت نظر الفتيات من شدة وسامته و لكن من جانب آخر يعتبر الشيطان مجسد علي هيئة إنسان من شدة شره و جنونه !
مروة : عايزاك في خدمة
أمير نهض من مكانه و اتجه لها : ايه الدخلة الناشفة دي .. بقولك وحشاني
مروة : و أنا قولت عايزاك في خدمة
أمير أمسك يدها ليقبلها : أنتي تؤمري .. قولي اللي أنتي عايزاه و اعتبريه تم
أخرجت مروة هاتفها و بحثت به للحظات حتي وجدت صورة لورد التقطتها لها بدون علمها ثم عرضت الصورة عليه لينظر إليها بأعجاب شديد
مروة : عايزه بكرة الصبح كل حاجه عن البنت دي تبقي عندي .. اسمها ورد
أمير : و تطلع مين ورد دي اللي قالبة وشك كده
مروة : ضرتي !
أمير نظر لها بصدمة : نعم !! ضرتك بجد
مروة : أيوة
أمير ضحك بإستهزاء : ده كريم قلبه مات بقى
مروة : مش عايزة كلام كتير .. هتعرف تجيبلي أخبارها ولا لا
أمير : عيب عليكي .. اديني وقت و كل حاجه عنها هتبقى عندك
ثم أكمل بخبث : بس ايه المقابل
مروة ضحكت بإستهزاء و قالت : بعد ما ارميها من حياة كريم اعتبرها حلال عليك
أمير : اتفقنا اوي !
_________________________________
ريم : ماله عمر ؟
كريم : اعتقد أنتي عارفة سبب فشله الدراسي صح ؟
ريم : أيوة حكالي
كريم : كل اللي عايزة منك أنك تساعديه و تشجعيه بما أنك المعيدة بتاعته .. و بكرم ربنا و مساعدتك اتمني دي تكون اخر سنه ليه
ريم : أنا معنديش مانع بالعكس أنا هفرح لو عدى السنه دي .. بس معتقدش هو هيساعدني علي ده
كريم ابتسم بثقة : صدقيني هيساعدك .. أنتي الوحيدة اللي هيبقى مستعد يتقبل منها أي حاجه
ريم : و اشمعنا أنا ؟
كريم : هو اللي هيقولك السبب في الوقت المناسب .. شكرا يا ريم أنك سمعتيني مش عايز اخليكي تتأخري أكتر
ريم : لا مفيش تأخير ولا حاجه .. و مفيش شكر بين الاخوات
ابتسم كريم لتبادله هي نفس الابتسامة ثم خرجت من مكتبه و اتجهت الي عملها و ظل كريم في مكتبه للحظات حتي سمع صوت صياح بالخارج ليخرج سريعا من مكتبه و اتجه الي مصدر الصوت ليجد سحر والدة مروة أمامه !
سحر : كريم !!!
كريم : خير
سحر صاحت به : و هو الخير هيجي منين بعد اللي أنت عملته ده !
و هنا جاءت ورد بفزع و قالت : في ايه ؟ ايه الزعيق ده
نظرت لها سحر بتعالي و كبرياء و قالت : بقى هي دي اللي تفضلها علي بنتي .. هي دي اللي تساويها ببنتي .. مكدبتش لما قالت جايب واحدة من الشارع فعلا
كريم : بس كفايه !! ارجوكي بلاش تخليني انسي أنك خالتي .. أنا معملتش حاجه غلط أنا اتجوزت علي سنة الله و رسوله و الشرع محللي اربعه
سحر : الشرع محللك اربعه مقولناش حاجه .. لكن أنك تساوي البتاعة دي ببنتي مستحيل !
ورد : أنا ممكن ارد عليكي عادي بس ردي مش هيعجبك .. و أنا هسكت بس عشان فرق السن اللي بينا بس ياريت أنتي تحترمي سنك شوية
نظرت لها سحر بصدمة و قالت : أنتي ازاي تكلميني كده أنتي نسيتي نفسك ولا ايه
ورد : حضرتك عايزة ايه دلوقتي
سحر : و أنا هعوز منك ايه يا بتاعه أنتي
كريم نظر إلي خالته الواقفة أمامه بحده و قال : هو مش كفاية أنك جوزتيني بنتك بالعافية كمان دلوقتي مش عايزاني اعيش زي الناس !
سحر بتكبر : ليه و هو أنا بنتي معيوبه ولا فيها حاجه .. دي ست البنات لولا أنها حبيتك ولا كنت تطول ضفرها حتي
الكاتبة ميار خالد
كريم ببرود : عندك حق .. خدي بنتك بقى و اخرجوا من حياتي !
نظرت له سحر بعصبية و فهمت أن طريقتها تلك لن تحقق شئ فحاولت أن تلين قليلا لتقول بهدوء
سحر : يا كريم انت نسيت أنك ابني برضو .. لو كنت عايز تتجوز قول و حقك طبعا بس أنت ملقيتش غير دي .. اسمع مني طلق البتاعه دي الأول و اتفاهم مع مروة بعدين اتجوز لو عايز
كريم : أولا هي ليها اسم ثانيا أنا اختارت البنت اللي عجبتني و يكفى الطيبة اللي جواها .. الطيبة اللي بنتك محرومة منها !
سحر : صدقني أنت بتغلط اوي يا كريم !
كريم : صدقيني أنا مغلطش لحد دلوقتي .. أنا كل ده عامل حساب العشرة و القرابة اللي بينا بس أنا جبت اخري .. أنا تعبت و مش قادر اتحمل حاجه .. اتفضلي
سحر بغيظ : ماشي يا كريم
ثم خرجت من البيت بعصبية كبيرة ، ظل كريم واقف مكانه للحظات و فجأة داهمه دوار خفيف ليمسك رأسه بألم و لاحظت ورد تعبه هذا لتقول
ورد : أنت كويس ؟
كريم : ايوة .. أنا هطلع ارتاح شوية
حاول كريم أن يتماسك قليلا حتي وصل الي غرفته ليتهاوى علي الارض !! شعرت ورد بغصة في قلبها و قلقت عليه قليلا لذا قررت أن تذهب وراءه حتي تطمئن عليه و قبل أن تتحرك اتجهت اليها بسملة
بسملة : في ايه يا ورد كنت سامعة صوت حد بيزعق
ورد : متشغليش بالك ولا حاجه .. بتعملي ايه ؟
بسملة بسعادة : بلعب في الجنينه برا دي جميلة اوي يا ورد و فيها مورجيحه .. عماله العب عليها و هَنَا بتلعب معايا
ورد ابتسمت : بجد يعني مبسوطة
بسملة : أوي .. هِنَا احسن بكتير من الحارة دي يكفي إني مش بشوف وش أم برقوق في الرايحة و الجاية
ضحكت ورد عليها و قالت : طيب يا لمضة .. أنا هروح اعمل حاجه و جيالك تاني
بسملة : ماشي أنا هروح العب
ابتسمت لها ورد و ذهبت بسملة من امامها و صعدت هي الي الغرفة بقلق و عندما دلفت إليها فزعت بشدة عندما وجدت كريم ملقى علي الارض !
ورد : كريم !!
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
وصلت ريم الي جامعتها و ترجلت من السيارة لتجد الجميع ينظر لها بتعجب شديد فتجاهلت تلك النظرات و استمرت في طريقها حتي وقف ايمن امامها !
ايمن : أنا اسف
ريم : لو سمحت أبعد من وشي
ايمن : متزعليش مني .. أنا قولت كلام مكنش ينفع يتقال
ريم : قولت أبعد من وشي بدل ما انادي علي الأمن ! يلا اتحرك
ايمن : ماشي يا ريم بس أنا مش هسيبك غير لما تسامحيني
ريم : احسنلك تتجنبني .. عشان المرة الجاية رد فعلي هيزعلك اوي
ثم تحركت من أمامه سريعا و اتجهت الي مكتبها لينظر لها بمكر
عند عمر ..
كان جالس في أحدي الزوايا بمفردة و يضع سماعات الاذن حتي اتجه له ايهاب فاعتدل في جلسته
ايهاب : أنت لسه زعلان مني .. ما تفكها بقى
نظر له عمر بجانب عينيه ليتجاهله فقال ايهاب
ايهاب : بقى أنا تبصلي البصة دي .. عيب عليك يا صاحبي
عمر : والله أنت تستاهل اكتر من البصة دي .. بس أنا عامل حساب للعشرة اللي بينا
ايهاب : أنت مالك محبكها أوي كده ليه .. مش أنت اللي قولتلي إني اعمل كده فيها
عمر : بس قولتلك بلاش تقطع النور عشان هي عندها فوبيا من الضلمه .. لكن أنت سمعت اللي علي مزاجك بس
ايهاب : الشبكة كانت وحشة أوي مسمعتش اللي أنت بتقوله ده
عمر : هو أنت شايفني عيل صغير قدامك عشان تضحك عليا
ايهاب : خلاص بقى .. غير كده انت مضايق عليها اوي كده ليه .. ده كفايه خوفك عليها ساعة ما خرجتها اللي يشوفك ميقولش أنك أنت اللي خططت لكل ده
عمر : ميخصكش .. و ياريت تشيل ريم من دماغك بقى و متجيش علي سكتها
ايهاب غمز له : بس ايه الرضا ده كله
عمر : أنا قولت اللي عندي يا ايهاب
ايهاب : ماشي يا عم خلاص
عمر : و صحيح ريم متعرفش إني أنا اللي عملت كده و مش عايزها تعرف أي حاجه ياريت و متسألش ليه
ايهاب : ماشي يا عمر
و بعدها نهض عمر و ايهاب و اتجهوا الي محاضراتهم و لكنهم لم ينتبهوا للجالسة خلفهم و التي قد سمعت كل حديثهم و كانت تلك الفتاة مى !
مى بخبث : شكلنا هنتسلى اوي !
يا ترا مى هتقدر تبعد عمر و ريم ولا لا ؟
ايه اللي هيحصل مع ورد و كريم
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
ورد : كريم !!
ركضت ورد نحوه سريعا و جثت علي ركبتيها
ورد : كريم .. مالك في ايه رد عليا !
و لكنه كان غائبا عن الوعي تماما لتنهض سريعا من مكانها ثم نزلت من الغرفة و ركضت بفزع حتي اصطدمت بشخصا ما امامها و كانت فتحية
فتحية : مالك يا ورد في ايه ؟
ورد بقلق : كريم واقع في الاوضة بتاعته مغمي عليه
فتحية ضربت بيدها علي صدرها بقلق : ايه ! يبقى تعب تاني .. متقلقيش انا هتصل بالدكتور دلوقتي
ورد : ماشي بسرعة بس
و بالفعل اتصلت فتحية بالطبيب و بعد لحظات وصل ليصعد مع ورد سريعا الي غرفته و ظلت بجانبه حتي طلب منها أن تخرج قليلا حتي يفحصه بتركيز ، و بعد فترة خرج الطبيب من الغرفة لتتجه له ورد سريعا
ورد : ماله يا دكتور طمني عليه
الطبيب : متقلقيش .. كان عنده غيبوبة سكر ياريت تهتمي بعلاجه اكتر و أنه ياخده في الأوقات المحددة ليه .. انا اديته حقنه دلوقتي و كمان شوية هيفوق بأذن الله
ورد : سكر ؟ هو كريم عنده السكر
الطبيب : هو حضرتك مراته ؟
ورد تردد للحظات ثم قالت : أيوة
الطبيب : طيب المفروض تكوني عارفة الموضوع ده .. بالشفاء أن شاء الله عن اذنك
شردت ورد قليلا و قبل أن يرحل الطبيب أوقفته سريعا
ورد : لو سمحت يا دكتور لو مش هتعبك ممكن اوريك دوا و تقولي ده بتاع ايه بالظبط ؟
الطبيب : اكيد
ثم اتجهت ورد الي غرفة صابر و أخذت شريط البرشام الذي بدلته مروة صباحا ثم رجعت الي الطبيب مرة اخري و أعطته له و ما أن وقع بصره عليه حتي نظر لها بتعجب شديد
الطبيب : مين بياخد البرشام ده بالظبط ؟؟
ورد : ابو كريم .. هو مشلول و العلاج ده الدكتور بتاعه كتبهوله
الطبيب : مين الدكتور اللي مش بيفهم ده .. ده انا ارفع عليه قضية !
ورد : ليه ؟
الطبيب : حضرتك البرشام ده عامل زي السم .. بيهد الجسم مش بيبني فيه بيلغي أي تأثير إيجابي في جسم المريض !
ورد نظرت له بصدمة و فهمت تأخر حالة صابر فقالت : طيب و حضرتك تنصحني بأيه ؟
الطبيب : اول حاجة لازم البرشام ده يتوقف تماما .. تاني حاجة لازم اكشف علي المريض بنفسي
ورد : اكيد طبعا اتفضل
ثم اخذته الي غرفة صابر لتجده قد استيقظ من نومه اتجه إليه الطبيب لينظر لها صابر بتساؤل فقالت هي
ورد : متقلقش ياعم صابر ده الدكتور هيكشف عليك بس
و بعد لحظات انتهى الطبيب من فحصه و نهض من مكانه ثم اتجه لورد
الطبيب : زي ما توقعت مفيش اي تقدم في حالته بسبب العلاج ده .. حضرتك انا هكتبلك علاج تاني و بعض مقويات و فيتامينات و بأذن الله يتحسن عليهم و ياريت تهتموا بيه اكتر و بمجرد ما يحصل تحسن يتابع مع دكتور علاج طبيعي
ورد : بأذن الله يا دكتور .. بس هو حالته مش ميؤوس منها صح ؟
الكاتبة ميار خالد
الطبيب : لا بعد الشر .. اهم حاجه الاهتمام و بأذن الله يرجع يقف علي رجله تاني
ورد : بأذن الله شكرا اوي يا دكتور تعبتك معايا
الطبيب : ده واجبي .. بالشفاء أن شاء الله
ثم جاءت فتحية و اوصلت الطبيب الي الباب الخارجي و ذهبت ورد الي غرفة كريم كي تطمئن عليه
________________________________
مر الوقت و انهت ريم عملها و خرجت من مكتبها و استعدت حتي ترجع إلي بيتها الجديد وقفت أمام الجامعة و انتظرت السائق حتي يصل لها و لكنه تأخر كثيرا لتقف هي بتوتر فهي حتي لا تعرف طريق العودة حتي وقفت سيارة عمر امامها و طل هو منها
عمر : اركبي
ريم : الراجل اللي هيوصلني فين ؟
عمر : مش هيجي
ريم : ليه ؟
عمر : اتشغل في حاجه .. يلا اركبي
ريم نظرت له بتردد للحظات ثم استقلت السيارة بجانبه تحت انظار الجميع الذي شاهدوا هذا المشهد بتعجب شديد و جاء ليتحرك من مكانه و لكنه تفاجئ بالواقفة امام سيارته و كانت مى ! فترجل هو لها
عمر : في ايه .. واقفة قدام العربية كده ليه ؟
مى : انت ناسي انك كنت المفروض توصلني النهاردة يا روحي ولا ايه ؟
عمر : ده علي اساس اني السواق بتاعك
مى : اخلص يا عمر متبقاش رخم ما انت عارف ان عربيتي بتتصلح
عمر : خلي ايهاب يوصلك
مى : ايهاب مشى خلاص .. يلا بقى
ثم اتجهت الي السيارة دون أن يرد عليها و وقف هو مكانه بتردد لتفتح مى باب السيارة الأمامي
مى : سوري يا دكتور .. بس ده مكاني
ريم نظرت لها بإحراج للحظات ثم استعدت حتي تنهض من مكانها و لكن عمر أوقفها
عمر : خليكي مكانك .. مى اركبي في الكرسي الخلفي و بطلي كدب .. ده عمره ما كان ولا هيكون مكانك
مى بغيظ : اومال مكان مين
ثم حولت نظرها هي الي ريم ليفهم هو تلك النظرة فاستقل سيارته و قال
عمر : ده اللي موجود لو مش عاجبك .. و اتفضلي قرري بسرعة اوصلك أو لا لأنك اخرتينا
مى : ماشي يا عمر
ثم استقلت السيارة معهم لينطلق هو سريعا و أثناء الطريق قالت
مى : بس غريبة يعني يا دكتور .. ان عمر بيوصلك يعني دي الجامعة كلها عارفه انك مش بتقبليه
ريم : ده كان سوء تفاهم و اتحل خلاص .. ناس كتير بنكون فاهمينهم غلط في الاول .. بعدين الصورة دي بتوضح
مى بغيظ : اه و انتي يعني فهمتي عمر صح
ريم : ده شئ يرجعلي مش لازم اجاوبك
مي : بس برضو يعني .. المفروض انك المعيدة بتاعتنا ازاي تسمحي أن طالب يوصلك
عمر : ممكن تفضلي ساكته يا مى !
مى : و فيها ايه يعني لما اسأل .. عايزة أفهم
ريم : حقك برضو .. عمر بيوصلني لأني انتقلت من بيتي و بقيت ساكنه قريب منه جدا عشان كده يعتبر طريقنا واحد .. غير أننا بقينا قر..
عمر : خلاص يا ريم .. احنا وصلنا لبيتك يا مى
مى : بالسرعة دي !
عمر : شوفتي بقى .. يلا مع السلامة
نظرت مى الى ريم و ابتسمت ابتسامة صفراء ثم قالت
مى : مع السلامة
ثم ترجلت من السيارة بغيظ شديد و دخلت الي بيتها و انطلق عمر بسيارته
ريم : انت ليه مخلتنيش اكمل كلامي
عمر : عشان مش من حقها تعرف الباقي .. كفايه كده .. و انتي ليه جاوبتيها من الاول اصلا
ريم : طب و فيها ايه ؟
عمر : عشان انتي مش عرفاها .. مى مش بالطيبة اللي قدامك دي
ريم : طب ما انا عارفه
عمر : طيب مادام ما انتي عارفه ليه جاوبتيها بتلقائية
ريم : عشان شخصية بالحقد ده قادرة أنها تألف اي حاجه من دماغها و تقوله
عمر : و انتي ايه اللي يضمنلك انها تقول الحقيقة
ريم : مش عارفه .. بس انا ريحت ضميري .. غير كده لما هي شخصية مش طيبة زي ما بتقول ليه بتتعامل معاها عن قرب اوي كده ؟
عمر : عادي .. احنا صحاب مش اكتر
ريم : بنسبالك .. معتقدش انها ممكن تكون بتعتبرك مجرد صديق
عمر : مش فاهم ؟
الكاتبة ميار خالد
ريم : يعني واضحة اوي أنها معجبه بيك .. بتحاول تلفت نظرك
عمر : و انتي عرفتي منين ؟
ريم : احنا كبنات بنفهم بعض اكيد .. و انا فهمت من نظراتها و كلامها أنها معجبه بيك
عمر : دي حاجه ترجعلها بقى
صمتت ريم بأحراج و كذلك هو و بعد لحظات قال عمر بتوتر
عمر : ايه رأيك نتغدى بره النهاردة
ريم : بمناسبة ايه ؟
عمر بمزاح : هو لازم مناسبة عازمك و خلاص
ريم نظرت له للحظات ثم طلبت منه أن يوقف السيارة و بالفعل نفذ طلبها
ريم : عمر انا عايزة اوضحلك حاجه .. انت من كام يوم بس كنت مش طايقني ولا طايق كلامك معايا اصلا .. ممكن اعرف ايه اللي اتغير لكل ده .. طريقتك اتغيرت و بقيت تعاملني كويس انا مش مرتحالك
عمر بمزاح : كل ده عشان طلبت اتغدي معاكي
ريم : مش بهزر .. كل اللي يجمعني بيك هي علاقة طالب بمدرسته مش اكتر
عمر : طب متقوليش مدرسته بس عشان انا اكبر منك اساسا
ريم : طيب مش مكسوف من نفسك و انت بتقول كده
نظر لها عمر بإنكسار نوعا ما و صمت للحظات ثم قال : خلاص اللي يريحك
ثم انطلق بسيارته و اتجه الي البيت بصمت ، احست ريم أنها قد جرحته بكلامها و ندمت كثيرا علي ما قالته
ريم : انا آسفة لو ضايقتك بكلامي
عمر : لا خالص .. عندك حق فعلا المفروض واحد زيي يكون مكسوف من نفسه
ريم : طب ليه متاخدش كلامي ده كدافع ليك انها تكون اخر سنه
عمر : معتقدش اني هنجح
ريم : ثق في نفسك لمرة واحدة و اتكل علي الله و هتنجح
عمر نظر لها : و لو منجحتش
ريم : احسن الظن بالله
عمر : و نعمى بالله
ريم : و انا موجودة .. لو احتاجت اي مساعدة يعني
عمر : معقول هتديني من وقتك الغالي
ريم : اه يا سيدي .. ده مش كفاية ولا ايه ؟
عمر : لا كفاية
ثم صمت للحظات ثم مد يده لها و أردف : ممكن ننسى اللي فات و نبدأ صفحة جديدة .. أصحاب .. و ده خارج الكلية و كل التعقيد اللي كان بينا في الاول .. و متنسيش اني اكبر منك بلاش تعامليني علي اساس اني عيل صغير
ريم : بس في الاول و الآخر انت طالب عندي
عمر بغيظ : برضو هترجعي تقوليلي طالب .. طب ولله معامل الهوم ورك بتاع بكرة بقى
ريم ضحكت بشدة بسبب طريقة كلامه و انفعلت لتضربه بخفة علي كتفه و سرح هو للحظات في ملامحها و هي تضحك .. أنها جميلة حقا !
ريم : خلاص .. أصحاب
و مدت يدها هي أيضا لتصافحه و ظلا هكذا للحظات حتي ابتسمت ريم بتوتر
ريم : احم عمر .. ايدي
عمر بشرود : مالها ؟
ريم : عايزاها انت ماسك ايدي
عمر فاق ليترك يدها و قال : اوه .. انا اسف سرحت شوية ريم : ولا يهمك
ابتسم عمر و صمتوا الاثنين حتي يصلوا الي البيت
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
خرجت مروة من عند امير بهدوء نوعا ما و استقلت سيارتها و جاءت لتتحرك بها و لكنها لا تعمل .. نزلت لترى ما هى المشكلة و لكنها لم تستطيع معرفة السبب لتعود الي امير مرة اخرى ولكن تلك المرة كانت معه إحدى الفتيات و كان يغازلها
مروة : احم .. انا رجعت
امير : ايه رجعتي ليه
مروة : عربيتي اتعطلت تعالى وصلني
امير : لازم دلوقتي يعني
مروة : اه لازم .. يلا
ترك امير تلك الفتاة و نزلت مع مروة و استقلت سيارته لينطلق بها و في تلك الأثناء اتصلت بفتحية
مروة : ايه اخبار البيت ؟
فتحية بتردد : سحر هانم كانت هنا من شوية و زعقت مع كريم بيه بعدها اا
مروة : بعدها ايه ؟
فتحية : بعدها كريم بيه تعب و لسه الدكتور نازل من عنده
مروة : ايه !! طيب انا جاية حالا
امير : في ايه ؟
مروة : كريم تعبان وصلني بسرعه
امير ضحك باستهزاء : ايه القلق ده كله .. اللي يشوفك و انتي كده ميشوفكيش و انتي بتخططي ازاي تدمري حياته
مروة : كلمة كمان و هنزل يا أمير
امير : خلاص هسكت
في فيلا الرفاعي ..
دلفت ورد الي غرفة كريم بهدوء لتجده مستلقي علي السرير فاتجهت نحوه و جلست أمامه لتطمئن عليه و كانت فرصة جيدة لها حتي تتأمل ملامحه بهدوء ، سرحت في ملامحه للحظات ثم ابتسمت لتعبس فجأة و نهضت من مكانها سريعا لكنه امسك يدها فوقفت مكانها و التفتت له لتجده ينظر لها بتعب
كريم : رايحة فين ؟
ورد : ولا مكان .. انا هنا
كريم ابتسم بتعب و جلست هي مكانه مرة أخرى و قالت : ليه مقولتليش أن عندك السكر
كريم : مجتش مناسبة .. غير كده انا متعود علي التعب ده مش جديد عليا
ورد : للدرجادي انت مهمل في نفسك
كريم : مش اهمال بس بنسى
ورد : بتنسى علاجك !
كريم : أيوة .. بفتكر علاجي بس لما احس اني تعبان
ورد : بس كده مينفعش .. صحتك اهم من اي حاجه
كريم : لما تكوني مقفولة من كل حاجه في حياتك مش بتفرق كتير معاكي النتيجة ايه .. في الحالتين انا مش مرتاح و يا عالم هرتاح ولا لا
ورد : ممكن سؤال ؟
كريم : قولي
الكاتبة ميار خالد
ورد : هو انت ليه محاولتش تحب مروة .. اقصد أن ممكن هي فعلا بتحبك جدا و ده اللي خلاها بالانانية دي
كريم تنهد بضيق : مش حب .. تملك .. مروة من صغرها كانت مدلعة جدا مفيش حاجة شاورت عليها بس غير و كانت عندها .. كنت بنتقد طريقة حياتها جدا و لما كبرنا و وصلنا لسن الشباب هي لاحظت أن كل العيون عليا بذات من أصحابها .. و طبعا عشان هي صاحبة الرأي في الحياة قررت انها تتجوزني و ابقى ليها عشان ترضي غرورها .. غرورها اللي حول حياتي لكابوس
ورد استمعت الي كلامه و حزنت قليلا عندما لمست القهرة في كلماته لتقول بتلقائية : ده كان زمان انا دلوقتي هنا و هساعدك أن حياتك تتحسن و هعمل كل اللي اقدر عليه عشان كل ده يتغير .. متقلقش يا كريم كل حاجة هتتحل
نظر لها كريم فجأة لتتوتر هي قليلا
ورد : في ايه ؟
كريم : لا اصلي اول مرة اسمع اسمي منك من غير كلمة بيه اللي بتبوظه دي
ورد : متفرحش اوي كده .. هرجع اقولك كريم بيه برضو دي فلتت مني كده
كريم : يا بنتي هو اسمي فيه حاجه غلط عشان متقوليهوش لوحده .. ايه لازمة بيه دي يعني اقصد احنا المفروض متجوزين دلوقتي
ورد : ايه متجوزين دي .. كل دي لعبة ياريت متنساش لحد ما نطفش اللي ما تتسمى دي .. و ساعتها انت تروح في دنيتك و تديني اللي وعدتني بيه و انا هرجع لدنيتي برضو
كريم : مش لازم تفكريني كل شوية علي فكرة
ورد بتمرد : لا لازم افكرك
كريم بخبث : انا حاسس انك انتي اللي بتفكري نفسك كل شوية معرفش ليه ؟
ورد بتوتر : ليه يعني و انا هفكر نفسي ليه انا مش بنسى
كريم رفع إحدى حاجبيه و قال : ولله ؟
ورد بتردد : اه ولله .. بقولك ايه انت اتكلمت كتير و لازم ترتاح بقى .. اسيبك انا
امسك كريم بها بعفوية و قال : استني بس لسه مخلصناش كلامنا
فزعت ورد من مسكته تلك و للحظة اختل توازنها فوقعت فوقه و اصطدمت رأسها برأسه لتتأوه ورد بألم و تمسك برأسها و كذلك كريم .. نظرت ورد له و جاءت لتوبخه و لكنها صمتت فجأة حين لاحظت قربهم الشديد .. مرت لحظات طويلة و هم علي تلك الحالة و شرد كريم في عيونها لدرجة أنه لم ينتبه للواقفة عند باب الغرفة و كانت مروة !!
يا ترا ايه هيكون رد فعل مروة 
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
شرد كريم في عيونها لدرجة أنه لم ينتبه للواقفة عند باب الغرفة و كانت مروة !!
نظرت لهم مروة بغيظ شديد و ليده الملتفه حول خصرها بجنون و عصبية لتمسك إحدى الانتيكات في الغرفة و تلقيها علي الارض بعصبية لتحدث ضجة عالية فاق علي أثرها الاثنان .. جاءت ورد لتبتعد عن كريم و لكنه احكم يده عليها لتنظر له بتعجب فحاول هو النهوض و قد ساعدته ورد في ذلك و لكنه لم يترك يدها بعد و وقف أمام مروة
كريم ببرود : انتي ازاي تدخلي علينا كده .. انتي ناسية أننا عرايس جداد ولا ايه ؟
مروة بغيظ : انا عرفت من فتحية أنك تعبت و جيت اطمن عليك .. لكن مكنتش اعرف اني هلاقيك عايش في رومانسيه كده
كريم : انا كويس .. شكرا لخدماتك
مروة نظرت له بعصبية شديدة و حاولت كتم غيظها بداخلها حتي قالت : انا عايزة اتكلم معاك علي انفراد
كريم : و انا مش عايز اتكلم .. اتفضلي دلوقتي عشان ارتاح شوية
مروة اقتربت منه ببرود : و انا مش خارجه .. لو هي مراتك ف انا كمان لسه مراتك و علي ذمتك و من حقي اهتم بيك .. و كذلك انت تهتم بيا
ثم اقتربت منه اكثر ليبتعد هو عنها بضيق سريعا و كانت ورد تقف بإحراج نوعا ما و لأنها احست بمدي تعب كريم فحاولت أن تنقذه من هذا الموقف فتصرفت سريعا
ورد : الدكتور قال إنه محتاج يرتاح شوية .. ابقي تعاليله بعدين
مروة نظرت لها باشمئزاز و قالت : مش انتي اللي تقوليلي اعمل ايه و معلمش ايه
ورد : طيب اتفضلي من هنا من غير مطرود
مروة : انتي اتجننتي .. انتي نسيتي نفسك ولا ايه .. كلها كام يوم و اللعبة دي تخلص و انا اللي هطردك من هنا زي اي زبالة عندي
ورد صاحت بها : مش ذنبي اني بتعامل مع واحدة مشافتش رباية زيك .. لكن لو فكرتي تقلي مني تاني بجد هتزعلي مني اوي .. انا مشوفتش في غرورك ولا كبريائك ده في ايه ما كلنا بشر !!
مروة : متقوليش كلنا بس .. لأني عمري ما هكون زيك .. بني ادمة حقيرة
كريم امسك مروة من ذراعها بعنف لتتأوه هي بألم و قال بنظرة مخيفه : لأخر مرة بحذرك .. الزمي حدودك كويس !
مروة و قد ظهرت بعض الدموع في عيونها : بقى تكلمني انا بالطريقة دي عشان واحدة زي دي
كريم : الواحدة دي مراتي ! ياريت تركزي في الجملة و تعرفي انتي بتتكلمي مع مين و تحاسبي على كلامك !
مروة : ماشي يا كريم افتكر أن حسابك معايا تقل اوي
ثم خرجت من الغرفة بعصبية كبيرة لتصفع الباب خلفها .. نظر كريم إلي ورد ليجد معالم وجهها لا تفسر و دمعة خفيه ظهرت علي جانب عينيها
كريم : انا اسف .. بسببي اتعرضتي لموقف زي ده
ورد : عادي يا بيه .. مبقتش فارقة
كريم حاول تغيير الموضوع : طب يلا جهزي نفسك عشان خارجين
ورد : رايحين فين ؟
كريم : هنروح نشتري شوية حاجات ليكي و لريم وبسملة
ورد : متشكرين ربنا يخليك
كريم : ورد انا مش باخد رأيك .. يلا جهزي نفسك
ورد : ملهوش لزوم .. غير كده تجيبلنا ليه يعني
كريم : عشان انا جوزك مثلا ؟
ورد نظرت له للحظات ثم قالت : و انا مش محتاجه افكرك جوازنا ده ايه
كريم : و انا مش ناسي .. بس من هنا لحد ما اللي عايزُه يحصل انتي مراتي و علي اسمي
ورد : بس..
كريم وضع يده علي فمها ليمنعها من الكلام : نفسي مرة اقول حاجه و تسكتي .. انتي التمرد بيجري في دمك ولا ايه
ورد : اممممم
حاولت ورد التكلم و لكنها لم تستطيع بسبب يده .. ابتسم هو برفق و أزاح يده و قال
كريم : متتأخريش هستناكي تحت
ورد : استنى بس انت تعبان و لازم ترتاح
كريم : صدقيني انا كويس .. مش هقولك تاني تجهزي يلا
ثم خرج من الغرفة سريعا و ذهبت ورد لتجهز نفسها وارتدت ملابس ثقيلة نوعا ما نظرا لبرودة الجو و أعجبها ذوق كريم جدا .. و قد تفاجئت أنه قد احضر لها بعض الملابس الجديدة .. و بعد أن انتهت وقفت أمام مرآتها و أثناء تعديلها لمظهرها انتبهت لرائحة عطر كريم المنبعثة من يدها لتصفن بها للحظات ثم ابتسمت
الكاتبة ميار خالد
قالت ورد بصوت مسموع : و بعدين في قلبي اللي مش عايز يسكت ده .. خايفة .. خايفة الدنيا تطلعني لسابع سما بعدين توقعني علي جدور رقبتي
ثم تنهدت بحرارة و خرجت من الغرفة و اتجهت الي الأسفل لتجد كريم في الخارج يتحدث مع شخصا ما ، اتجهت ورد اليه ليبتعد كريم قليلا عن هذا الشخص ليظهر امامها محروس ! و في عيونه دموع و ما أن رآها حتي ركض نحوها سريعا
محروس : ورد يا بنتي .. اخر مكان كنت اتوقع الاقيكي فيه هنا .. كده يا ورد تمشي من غير ما تطمنيني عليكي
ظهرت بعض الدموع في عيون ورد و لم تعرف ماذا تقول فاتجه كريم نحوهم
كريم : معلش يا عم محروس .. اللي ورد كانت فيه مكنش شوية .. دي هي اللي طلبت تشوفك حتي عشان كده خليتك تيجي
محروس : لما كريم بيه قالي انكم اتجوزوا مصدقكتش .. مكنتش قادر اتخيل اد ايه ربنا عادل و لطيف بيكي يا ورد .. انا اللي مربي كريم بيه و مشوفتش احسن منه انا كده مطمن عليكي يا بنتي .. شوفي ربنا سبحان الله الدنيا مشت كده و كل ده حصل عشان تتقابلوا و تحبوا بعض و يجمعكم في الخير
ابتسمت ورد و نظرت إلي كريم ليغمز لها بعينيه ففهمت أنه من فعل كل هذا و فرحت بداخلها كثيرا لأنها كانت قلقه جدا من مقابلة عم محروس و لم تعرف ماذا تقول له إذا رآها في بيت كريم و لكن كريم قد أزاح هذا الحمل من علي قلبها
محروس : مش عايز اعطلكم بقى .. انا هروح اشوف شغلي و اطمن علي البت بليه احسن وحشتني اوي
ثم ذهب في طريقه و قال كريم
كريم : انا عارف انك كنتي شايلة هم المقابلة دي .. عشان كده حاولت علي قد ما اقدر اهونها عليكي
ورد نظرت له للحظات و خفق قلبها بشدة ثم تنهدت بحرارة و قالت
ورد : انا فعلا كنت شايلة هم المقابلة دي جدا .. شكرا اوي يا كريم بيه
كريم : بتشكريني ليه .. انا اللي حطيتك في الموقف ده عشان كده كان لازم اساعدك فيه
ورد : برضو شكرا .. يلا نمشي بقى عشان منتأخرش
كريم : يلا
ثم استقلوا السيارة معا و انطلق بها كريم نحو احد المولات و كانت عيون مروة تراقبهم ثم اتصلت بشخص ما و حدثته للحظات ثم انهت المكالمه و ظهرت ابتسامة شريرة علي وجهها و تحركت من مكانها لترجع الي البيت مرة اخري و لكنها لاحظت وصول سيارة عمر وقفت مكانها تشاهدهم و هم يترجلون من السيارة لتتجه إليهم و نظرت إلي ريم بتعالي
مروة : عمر .. مكنتش اعرف انك بقيت تشتغل سواق
عمر تجاهلها و قال لريم
عمر : ريم ارجعي بيتك يلا
مروة ضحكت باستهزاء و قالت : بيتك ؟! انتوا صدقتوا التمثيلية دي ولا ايه ؟
ريم بتساؤل : تمثيلية ؟؟ هي قصدها ايه
عمر : متركزيش في كلامها .. روحي يلا
مروة : شكلك مغفله زي اختك .. شكلها ضحكت عليكي بكلمتين عشان تفضلي هنا
ريم اتجهت اليها و قالت : احترمي نفسك بعد اذنك .. غير كده انا مش فاهمه حاجه قصدك ايه
عمر صرخ بها : انتي مبتفهميش !! قولتلك روحي
نظرت له ريم بفزع و قالت : انت ازاي تكلمني كده
ليسحبها من يدها بعنف وسط صراخها بها أن يتركها حتي وصل بها الي البيت و قال بنبرة ناهيه
عمر : لأخر مرة هقولك .. متركزيش في كلام مروة و ياريت متخرجيش من البيت .. تمام
ريم : بس..
عمر : قولت اتفضلي !
نظرت له ريم بعصبية و حزن معا ثم تحركت من امامها بضيق لتدخل الي بيتها ، التفت عمر ليرحل و لكنه وجد بسمله أمامه تضع كلتا يديها في خصرها و تنظر له بحده
بسملة : انت بتزعق لأختي ليه ! انت عارف انا ممكن اعمل ايه فيك
الكاتبة ميار خالد
عمر نزل الي قامتها و قال : ما انتي اختك اللي بتعصبني يا بسملة يرضيكي
بسملة بعناد : ولله انا اختي تعمل اللي هي عايزاه .. بلاش تزعقلها عشان هي بتخاف
عمر انتبه لها : بتخاف ؟ ازاي
بسملة : ريم مش بتحب حد يزعقلها و لما حد بيزعقلها بتفضل تعيط عشان بتفتكر عمايل خالي فيها ورد اللي قالتلي كده .. عشان كده انا بقولك اهو اوعى تزعقلها تاني و الا هتزعل مني اوي
عمر مزح معها : لا مقدرش علي زعلك انا خلاص .. اوعدك اني مش هزعق لها تاني
بسملة : أيوة كده .. ناس متجيش الا بالعين الحمرا
عمر ضحك عليها بشده لتتركه بسملة و تدخل الي البيت و لكنها نست ان تغلق الباب ، وقف عمر أمام البيت و شرد قليلا في كلام بسملة و شعر و كأن هناك لعز كبير بداخل ريم لا يعرفه .. منذ معرفته بخوفها الشديد من الظلام و الان ! و افاق علي مروة التي كانت تقف أمامه و تطالعه بحقد
مروة : انت ايه علاقتك بالبت دي ؟
عمر : دي حاجه متخصكيش .. غير كده ريم تبقى المعيده بتاعتي
مروة رفعت حاجبيها بدهشة مصطنعة : والله .. ده ايه الصدف دي
عمر باستخفاف : شوفي بقى
مروة : طيب عموما ياريت تبعد عن البنت دي .. بلاش قربك الزيادة منها
عمر : و انتي يخصك في ايه ؟!
مروة : يخصني اني اختك !
عمر : هترجعي تقوليلي اختك !! مروة انا حياتي خط احمر .. ياريت تخرجي منها
مروة : لا والله .. يعني في حاجه بينك و بين اخت ورد بجد !
عمر ببرود : دي حاجه متخصكيش
مروة بعصبية : هو انا قادرة استحمل ورد عشان تجيبلي اختها !! غير كده يعني انت سيبت كل البنات اللي في الدنيا و جاي لدي !
عمر تنهد بضيق : اه يا مروة .. خليكي في حالك احسن بقى و متحاوليش تزعليها ولا تيجي في طريقها .. و الا هنسي انك اختي زي ما بتقولي
مروة : طيب انا بعرفك بس .. اني عمري ما هقبل بالعلاقة دي ده رأيي
عمر : و انا ميهمنيش رأيك !
نظرت له مروة بعصبية ثم ذهبت من أمامه سريعا ، تنهد هو بضيق و جاء ليتحرك و لكنه تفاجئ ببسملة التي امسكت يده و هي تبكي ! فزع عمر بسبب شكلها هذا
بسملة بدموع : الحق ريم بسرعه
تحرك عمر معها سريعا و اتجه الي البيت ليرى ماذا حدث !
_________________________________
في المول
وصل كريم و معه ورد الي أحد المولات الراقية و كانت ورد تنظر حولها بأعجاب شديد فقال كريم
كريم : مالك ؟
ورد : اصلي اول مرة اشوف الأماكن دي علي الحقيقة .. علطول بشوفهم في التليفزيون
كريم ضحك قليلا عليها ثم دخل بها الي أحد المحلات و اشتري لها كل ما هو حديث و راقي جدا و بعد ساعات من المشي تعبوا قليلا ليأخذها كريم الي أحد الكافيهات ليرتاحوا قليلا
ورد : انت اشتريت لينا حاجات كتير كفاية كده
كريم : بالعكس دول ولا حاجه .. و اعملي حسابك كل فترة هنبقي ننزل نتسوق كده
ورد نظرت له للحظات ثم اشاحت بنظرها ليقول : قولي بتفكري في ايه ؟
ورد : مش عارفه .. احساس الخوف من المجهول .. خايفة و بس
كريم : بس ورد اللي انا عارفها مبتخافش من حاجه
ورد تنهدت بضيق : ابقى كدابة لو قولت كده .. احنا بشر يا بيه
كريم امسك يدها بحركة تلقائية و قال : طول ما انا موجود مش عايزك تخافي من حاجه
ورد : و لما متبقاش موجود ؟
كريم صمت للحظات ثم قال : و ايه اللي هيخليني امشي ؟
ورد : إن اللي انت عايزه يتم مثلا
الكاتبة ميار خالد
كريم : و انتي فاكره أن بمجرد ما اللي في دماغي يحصل و اتخلص من مروة .. هتخلص منك معاها ؟
ورد : اكيد
كريم : لا مش اكيد .. انا وعدتك أن بمجرد ما اللي عايزُه يحصل هديكي حريتك .. و انتي حرة تتصرفي زي ما انتي عايزة بس ده مش معناه اني هختفي من حياتك .. انا هفضل موجود
ورد : انا مش فاهماك !
كريم ابتسم و قال مغيرا الموضوع : صحيح قبل ما انسى .. انا اتفقت لبسملة مع مدرسة عشان تبدأ تذاكرلها و تعوض لها كل اللي فات منها و حاجه تانية ..
ورد بتساؤل : حاجه ايه ؟
كريم : مش عايزك تفهميني غلط .. انا اتفقت لبسملة مع مدرسة سلوكيات أنها تيجي برضو .. بسملة لذيذة جدا و كل حاجه بس هي بتكبر .. لازم نعلمها الفرق بين الرد الصح و الرد الغلط عشان محدش غريب يجي يعدل عليها .. انتي فهماني
ورد : أيوة فهماك .. فعلا بسملة ساعات بتحرجني بردها على الناس
كريم : يبقى اتفقنا .. من اول بكرة هيبدأوا معاها
ورد ابتسمت و قالت : شكرا يا كريم بيه انك بتفكر في اخواتي .. ده عندي بالدنيا
كريم ابتسم و جاء ليرد عليها و لكن صدع هاتفه رنينا فاعتذر منها و ابتعد عنها قليلا ليرد ، جلست ورد مكانها بملل و نظرت حولها تطالع الناس و المجتمع الغريب الذي أصبحت به و لكن بعد لحظات اختفي كريم من امامها لتفزع قليلا ، حملت حقيبتها و نهضت من مكانها و أخذت تبحث عنه حتي اصطدمت بشخص ما بقوة لتصيح به
ورد : مش تاخد بالك يا أعمى انت !!
: معلش ماخدتش بالي .. انا اسف
ورد نظرت له بضيق لتبتعد عنه و لكن هذا الشخص امسك بيدها
: انا اعتذرت .. مش شايفة انك لازم تعتذري برضو
ورد دفعته عنها بقوة و قالت : انت اتجننت ! ازاي تمسك ايدي كده
: انا اسف مرة تانية
ثم مد يده إليها و قال بنبرة شيطانية
: انا امير .. و انتي ؟
ورد نظرت له بحده دون أن ترد و جاءت لتتحرك و لكنه وقف امامها
امير : لا ما هو انتي مش هتمشي غير لما اعرف اسمك ايه
ورد رفعت اصبعها في وجهه و قالت بحده : لو عايز تحفظ شكلك الجميل ده قدام الناس أبعد عن طريقي و الا مش هيعجبك اللي هيحصل خالص .. و انا اخر حاجه افكر فيها نظرة الناس .. لكن انت هيفرق معاك اوي يا امور
امير نظر لها بجراءة : ده ايه الشجاعه دي .. مش متعود علي كده انا
ورد نظرت له بدون اهتمام و جاءت لتتحرك مرة اخري و لكنه وقف امامها
ورد : هو انت مبتفهمش ولا ايه .. ده ايه البلاوي اللي بتتحدف علينا دي .. وسع من قدامي و ابعد عني في ايه !!
امير : و لو مبعدتش .. هتعملي ايه !!
لتنظر له ورد بتوعد شديد !!
يا ترا ريم مالها ؟
و ورد هتعمل ايه 
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
امير : و لو مبعدتش .. هتعملي ايه ؟!
ورد : هتعرف دلوقتي هعمل ايه !
نظرت له ورد بتوعد شديد ثم دفعته عنها بقوة ليسقط علي الارض ثم قالت بصوت عالي
ورد : انت بني ادم قليل الادب .. ولا بني ادم ايه بقى ده انت محصلتش الحيوانات حتي
و هنا جاء أحد من الأمن و قال : في حاجه يا آنسة ؟
ورد : البني ادم ده بيرخم عليا .. هو مش المفروض ده مكان محترم ولا ايه .. ارجع لشغلك انا جبت حقي خلاص .. ناس معندهاش دم
ثم نظرت لأمير بسخط و تخطته و ذهبت في طريقها ، نظر الناس الي امير بتساؤل و نهض هو من مكانه و اخذ يعدل من هيئته و نظر إلي ورد بأعجاب شديد و عيونه تتفحصها بجراءه ليبتسم باستفزاز ، رجعت ورد مكانها لتجد كريم امامها و من الواضح أنه أيضا يبحث عنها و عندما رأته ذهبت نحوه سريعا و قالت بحده
ورد : انت كنت فين !
كريم : انتي اللي كنتي فين .. انا جاتلي مكالمه مهمه من الشغل رجعت ملقتكيش
ورد : انت فجأة اختفيت من قدامي و انا قلقت قومت ادور عليك ملقيتكش
كريم : قومتي ليه طيب كنتي خليكي في مكانك
ورد : اهو اللي حصل بقى انا قلقت
كريم : يلا نروح طيب ؟
ورد : ياريت
امسك كريم يدها و سار معها ليخرجوا من المكان و في طريقهم للخروج أحدهم قال
: يا ورد !
التفت كريم و معه ورد بتعجب لتجد امير امامها !
ورد : انت تاني !! عايز تتهزأ تاني ولا ايه
كريم نظر له بتساؤل و حده نوعا ما و قال : خير في حاجه ؟
امير مد يده بحقيبة ورد : انتي نسيتي شنطتك لما كنتي معايا .. ابقي خلي بالك بقى
كريم : نعم ؟!
ثم نظر لورد و قال : انتي تعرفيه ؟!
الكاتبة ميار خالد
_________________________________
فزع عمر وتحرك مع بسملة الي البيت سريعا ليرى ماذا حدث ! و ما أن دخل إليه حتي رأى ريم جالسة على الارض و تمسك يدها بألم و تتساقط منها بعض قطرات من الدماء !!
عمر : في ايه ؟!
بسملة ببكاء : انا دخلت لقيت ريم كده
ريم : متقلقيش يا بسملة انا كويسة .. دي تعويره صغيرة بس
عمر : كل ده تعويره صغيرة !! انتي اتجرحتي كده ازاي اصلا
صمتت للحظات ثم شاورت علي إحدى المزهريات المحطمة علي الارض
ريم : و انا داخله كنت متعصبة مشوفتش قدامي فخبطت فيها و وقعت اتكسرت و لما جيت اشيلها اتعورت
عمر صاح بها : مش تاخدي بالك يا ريم !
ريم نظرت له بحده لتشيح بنظرها عنه
بسملة : قولتلك متزعقش لريم عشان هي بتضايق
ريم نظرت لها بحده و قالت : بليه !!
عمر تنهد بضيق و قال : مش وقت خناق .. قومي عشان اعالج جرحك
ريم : شكرا انا هعرف اعالج نفسي مش عايزة حا..
نهضت من مكانها و هي تقول تلك الجملة و لم تكمل ريم كلامها حتي حملها عمر بين يديه سريعا لتخجل هي بشدة و بليه تطالعها بقلق ثم صعد بها عمر الي غرفتها و عندما وصلوا تململت بين يديه حتي يتركها و لكنه لم يتركها حتي وصل بها الي سريرها فانزلها عليه برفق شديد ثم نهض من امامها و اختفي للحظات ثم عاد و معه علبة الاسعافات الاولية
عمر : بسملة .. انا عارف انك شطورة ممكن تجيبي لريم اي عصير او حاجه تشربها عشان هي تعبانه
بسملة نظرت له بتوعد طفولي : ماشي انا رايحه اهو .. بس اوعى تزعقلها انت فاهم
عمر : طبعا أوامرك
بسملة : أيوة كده
ثم خرجت من الغرفة ليبتسم هو ثم بدأ في تضميد جرحها ، امسك يدها برفق ما أن وضع عليها المرهم حتي صرخت ريم بألم و غرست اظافر يدها الاخر في كتفه ليتحمل هو
ريم : خلاص سيبني انا اكمل
عمر : قربت اخلص
ريم : طيب شكرا هات انا اكمل بقى
لم يرد عليها عمر و استمر في علاجها حتي قالت بحده
ريم : انا بتكلم انت مش سامعني !
عمر تنهد بضيق و قال : انا خلصت .. عن اذنك
نظرت له ريم بتعجب شديد و قالت : انت رايح فين ؟
عمر : خارج .. مش انتي متعصبة مني و مش عايزه تشوفي وشي انا هحقق رغبتك دي
ثم استدار ليمشي و لكنه وقف فجأة و التف ليقول لها
عمر : و انا لو كنت شايف نفسي غلطان كنت اعتذرت ليكي .. لكن انا مش غلطان انا كنت بحاول امنعك من كلام مروة لأني عارفها كويس و عارف كلامها اللي ملهوش لازمة .. و عموما ابقي خدي بالك من نفسك .. عن اذنك
ثم خرج من الغرفة و من البيت بأكمله سريعا ، تنهدت ريم بضيق و ندمت كثيرا علي رد فعلها هذا و فكرت في طريقة حتى يسامحها عمر ..
الكاتبة ميار خالد
_________________________________
كريم : انتي تعرفيه ؟!
ورد : ولا عمري شوفته .. انا اول مرة أشوفه من شوية و اتخانقت معاه و كنت هفرج عليه المكان
امير نظر لها بإعجاب واضح و قال : دمك خفيف اوي انتي يا ورد .. عموما خدي شنطتك اهي و فرصة سعيدة يا كريم
ثم ذهب من أمامهم سريعا و ما أن رحل حتي تغيرت ملامح كريم و احتقن وجهه بشدة ليتحرك من مكانه سريعا ممسكا يد ورد بقسوة نوعا ما و لم تفهم هي تصرفه هذا و ظلوا هكذا حتي وصلوا الي السيارة و قبل أن يستقلها كريم أوقفته ورد
ورد : في ايه .. وشك اتقلب من بعد ما سمعت كلام الراجل ده ليه انا قولتلك اللي حصل ده بني ادم كداب انا معرفهوش !
كريم : متعرفيهوش ؟؟ ورد انا مش بحب الكدب مكنش هيحصل حاجه لو قولتي الحقيقة و انك تعرفيه
ورد انفعلت : انا قولت الحقيقة و مكدبتش عليك !! انا فعلا معرفهوش و ممكن اكون نسيت شنطتي هناك بعد ما زقيته .. انا هحكيلك كل حاجه من البداية !
كريم : مش عايز اسمع حاجه
ورد : ازاي يعني مش عايز تسمع حاجه .. انت بجد مصدق الراجل ده وانا لا !
كريم : ورد ده عارف اسمك
ورد : ممكن يكون فتح شنطتي و شاف اسمي في البطاقة .. و انا مش كدابة يا كريم بيه و لو انت مش واثق فيا للدرجادي يبقي ننهي اللعبه دي احسن !
كريم : لعبه ؟؟ انتي شايفة أن حياتي لعبه !
و هنا كان امير يقف علي مسافة قريبة منهم دون أن يلاحظوا و استمع لشجارهم هذا و ابتسم بِشر ثم اتصل بمروة لترد عليه سريعا
مروة : ايه الاخبار ؟
امير : كله تم .. ثقة كريم في ورد بدأت تتهز و شوية شوية هيعرف أنه اختار غلط و يطلقها و يفاضلك الجو
ثم أكمل بخبث : و اكسب انا جايزتي !
مروة بسعادة : بجد ! ليه انت عملت ايه
امير : الشك لما بيدخل اي علاقة بيدمرها .. و ده اللي هيحصل .. انا هدخل الشك في قلب كريم اتجاه ورد لحد ما هو بنفسه يخرجها من حياته !
مروة ضحكت بسعادة : أيوة كده هي دي الاخبار اللي تفرح .. عموما خليك ماشي زي ما انت
امير : تمام
الكاتبة ميار خالد
عند كريم ..
ورد : ممكن نروح دلوقتي !
كريم تنهد بضيق : ماشي يا ورد .. اتفضلي
ثم استقل سيارته و انطلق بها في صمت تام و بعد فترة وصلوا الي البيت و جاءت ورد لتترجل من السيارة و لكنه امسك يدها ليوقفها فنظرت له بعبوس
كريم : انا اسف
ورد نظرت له بعتاب : اسف علي ايه ؟
كريم : اني شكيت فيكي
ورد : حقك يا بيه انت لسه متعرفنيش و انا مش زعلانه عشان شكيت .. انا بس زعلانه عشان متدنيش فرصة اشرحلك و صدقت اللي اتقال
كريم : حطي نفسك مكاني .. كنتي هتعملي ايه
ورد قالت سريعا من دون أن تفكر : انا مش هحط نفسي مكان حد لأني بثق فيك و لولا أني بثق فيك مكنتش قبلت اتجوزك حتي لو عشان الخطة بتاعتك تكمل
ثم صمتت للحظات و قالت : غير كده حتي لو اعرفه انت اضايقت ليه ؟
كريم : ورد .. حاجه لازم تعرفيها فيا اني بكره الكدب .. صدقيني اي حد عايز يخسرني يفكر بس يكدب عليا .. و انا اسف اني شكيت فيكي و مدتكيش فرصة تشرحيلي اللي حصل
و بدون اي مقدمات شرحت له ورد ما حدث ليسمعها كريم بهدوء و بعد أن انتهت قالت
ورد : ده اللي حصل .. انا فعلا معرفش الراجل ده و مش عارفه ليه عمل كده و انت صدقت و ظلمتني
كريم ابتسم لها و قال : خلاص يا ستي انا اسف
ورد : متتأسفش .. انا كمان غلطانه
كريم : غلطانه في ايه ؟
ورد : اني مكسرتش دماغ الحيوان الكداب ده .. اقسم بالله لو شوفته تاني لندمه علي الساعه اللي فكر فيها بس يجي في طريقي
ضحك كريم عليها قليلا و قال : تكسري دماغه
ورد : أيوة ده نفد مني .. كان نفسي اخده مقص حراميه و انزل فيه ضرب .. بني ادم مستفز
كريم : خلاص انسي اللي حصل
ثم امسك يدها و نظر لها بابتسامة ساحرة : متزعليش مني
ورد سرحت في عيونه للحظات و نست ماذا عليها أن تقول
ورد : ها
كريم : ها ايه بقولك متزعليش مني
ورد : ازعل من مين ؟
كريم ضحك عليها لتقول ورد
ورد : الا بقولك ايه يا بيه .. هي دي عيونك ولا عدسات ؟
كريم : افهم من كده انك بتعاكسيني يعني
ورد تكلمت بتلقائية صاحبتها بعض التوتر : لا ولله مش قصدي بس أصلهم حلوين اوي ااا اقصد يعني فيهم حاجه غريبة كده يعني ووو .. انا بقول انزل احسن
ثم ترجلت من السيارة سريعا ليضحك هو عليها ثم صاح بها
كريم : استني طب
ورد ركضت بخجل نحو البيت و دخلت من بابه لتركض سريعا نحو غرفتها دون النظر لاي شخص .. رأتها مروة و هي تركض هكذا فابتسمت بانتصار و ظنت أن خطتها قد نجحت و ان كريم تشاجر معها و بعد لحظات دلف كريم الي البيت و بيده العديد من الحقائب و كاد أن يصعد بها حتي أوقفته مروة بدلال
مروة : اتأخرت كده ليه قلقتني عليك
كريم : ولله ؟ و ده من امتي
مروة : من النهاردة .. مالك شكلك مضايق ؟
كريم : طبيعي مش انتي قدامي .. لازم اكون مضايق
مروة بعصبية : ولله ! طيب يا كريم انا غلطانه
كريم : انتي غلطانه فعلا .. وسعي
و لكنها وقفت أمامه مرة أخرى و قالت بدلال : طيب انت هتفضل بعيد عني كده .. انت وحشتني اوي
الكاتبة ميار خالد
و جاءت لتعانقه و لكن كريم تخطاها و صعد الي غرفة ورد ليعطيها ما اشتروه سويا و برغم غضب مروة من رد فعل كريم معها إلا أنها فرحت كثيرا ظنا منها أن أول خطوة في خطتها قد نجحت ، وصل كريم الي غرفة ورد و دلف إليها ليجدها تقف أمام مرآتها بشرود و تفك شعرها المعقود سرح بها للحظات و لشكلها الفاتن و لكن سرعان ما آفاق من شروده هذا ليتنحنح فانتبهت له ورد
كريم : اتفضلي
ثم ترك لها الشنط و جاء ليخرج و لكنها أوقفته
ورد : كريم بيه
كريم : نعم
ورد اتجهت له و قالت بشرود : انا حاسه ان اللي حصل النهاردة مكنش صدفة !
كريم : بمعني ؟
ورد : لما كنا واقفين قدام العربية بنتخانق لمحت الراجل اللي احنا قابلناه في المول ده و كان مركز معانا .. غير أنه اتبلى عليا بكلام محصلش اصلا كان عايز يطلعني كدابة .. تفتكر أن كل ده كان صدفة ؟
كريم : عشان كده طلبتي أننا نمشي بسرعه ؟!
ورد : بالظبط .. انا مش مرتاحه حاسة أن كل ده متدبر
كريم : و ايه الهدف من كل ده هيستفاد ايه لما يعمل كده
ورد : مش عارفه .. أنه يضايقك مثلا و يخلينا نتخانق .. مش عارفه بس انا قلبي مش مرتاح
كريم اتجه إليها حتى وقف امامها ثم امسك يدها و حاول أن يجعلها تطمئن قليلا فقال
كريم : ايا كان .. صدفة أو مقصودة المهم أن غرضه متحققش
ورد : و عشان غرضه متحققش هيحاول تاني !
كريم : هيحاول يعمل ايه بالظبط ؟ اني اشك فيكي
ورد : بالظبط
كريم تنهد و قال : انا عارف انك لسه زعلانه من اللي حصل .. بس عايز اوضحلك حاجه .. انا عمري ما شكيت ولا هشك في اخلاقك يا ورد لاني لو مش بثق فيكي مكنتش هدخلك بيتي و اكتبك على اسمي حتي لو لفتره مؤقته .. انا وقتها اضايقت منك لاني كنت فاكرك بتكدبي عليا و انك تعرفيه فعلا بسبب العشم اللي كان بيتكلم بيه
ورد : و ده اللي انا مستغرباه ليه الشخص ده عمل كده .. ايه هدفه و هو اصلا ميعرفنيش ولا انا اعرفه !
جاء كريم ليرد عليها ولكن مروة فتحت الباب و دلفت الي الغرفة ببرود و اتجهت لهم
كريم : هو محدش علمك أن المفروض تخبطي قبل ما تدخلي ولا ايه ؟
مروة : اخس عليك يا كريم .. ده انا حته جايالك بأخبار حلوة
كريم : و هو في خير هيجي من وراكي
مروة ابتسمت ببرود ثم اتجهت الي ورد و تحولت نظراتها الي غل و حقد و هي تقترب منها و لكنها فجأة فعلت شئ جعل عيونهم تتسع من الصدمة ..
يا ترا مروة عملت ايه ؟
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
و لكنها فجأة فعلت شئ جعل عيونهم تتسع من الصدمة و كان هذا أنها قد عانقت ورد !! نظرت لها ورد بدهشه كبيرة و طالعت كريم ليبادلها نفس النظرات و بعد لحظات ابتعدت عنها مروة و اردفت بخبث
مروة : الخبر الحلو اني موافقة علي جوازتك دي !
كريم : نعم ؟!
مروة : مالك اتفاجئت ليه .. انا كل اللي يهمني اني اشوفك مبسوط حتي لو مش معايا
كريم : انتي جايه تهزري معايا يعني
مروة : و مين قال اني بهزر
كريم : اه يعني دي التمثيلية الجديده
مروة : مش ده اللي كنت عايزُه .. اعملك ايه تاني
كان كريم علي يقين أنها تكذب و أن كل هذا مجرد لعبة غبية منها و قرر أن يستمر فيها
كريم : طب كويس انك فهمتي ده و اخيرا .. تحبي نبدأ في الاجراءات امتي بقى
مروة : إجراءات ايه ؟
كريم : طلاقنا !
مروة بفزع : ايه !! بس انا مجيبتش سيرة طلاق
كريم : مش انتي بتقولي أن كل اللي يهمك هو انك تشوفيني مبسوط .. و انا فرحتي الحقيقية هتكون بخروجك من حياتي
مروة صاحت به : لا !! ده علي جثتي
كريم : طيب و ليه الكدب من الاول
مروة امسكته من ملابسه و قالت بعصبية : انت ليه بتعمل فيا كده .. ليييه .. ليه مش عايز تمشي علي دماغي و تنفذ اللي انا عايزاه
كريم ضحك باستخفاف و وضع يده في جيبه ثم قال : يا بجاحتك .. انا مش لعبه يا مروة و خليكي فاكرة أن لو كان في امل و لو حتي واحد في الميه أن جوازنا ده ينجح بسببك كل حاجه فشلت !
مروة : لا مش بسببي انت اللي مش عايز تفهمني
كريم : عارفه .. انا ساعات بحمد ربنا أنه مرزقناش بطفل لحد دلوقتي .. لأنه كان هيعيش اكبر ظلم لو جه علي الدنيا يكفي بس انك انتي اللي هتكوني أمه
مروة صاحت به دون أن تفكر : انا اللي مش عايزة اخلف ! انا مش هقدر اركز مع عيل ياخد كل طاقتي و كمان هيلهيني عنك .. و انا مش عايزة اي حاجه تيجي تلهيني عنك !
كريم نظر لها بصدمة لتستوعب هي ما قالته فقال هو : انتي بني ادمة مريضة !
مروة : مريضة بيك !
كريم : و حقيقي انا مبكرهش حد قدك .. لو عندك كرامة بصحيح ابعدي عني بقى
مروة : الموت عندي اهون من اني ابعد عنك .. و موتك عندي اهون من انك تكون لغيري .. خليك فاكر كلامي ده !
قالت مروة هذه الجملة ثم خرجت من الغرفة سريعا قبل أن تقع بلسانها مرة اخرى ، تنهد كريم بضيق شديد لتنظر له ورد بحزن و تأثر و بدون اي مقدمات ذهبت له سريعا و ضمته ! أنصدم هو بشدة من رد فعلها هذا و لكنها في هذه اللحظة قد أعطته أكثر ما يحتاجه لم يفكر كريم و سرعان ما ضمها إليه لأنه كان بحاجه كبيرة لأحد ما يهون علي قلبه
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
ظلت ريم تدور في غرفتها بضيق بسبب ما فعلته مع عمر و بعد لحظات خرجت للشرفة لتستنشق بعض الهواء النقي .. أغلقت عينيها لتحظي ببعض الهدوء النفسي و عندما فتحت عينيها وقع بصرها علي عمر الجالس في الجنينة و يضع سماعات الاذن و غارق في عالم اخر .. فاستغلت ريم هذه الفرصة و نزلت إليه سريعا و اتجهت نحوه حتي وقفت بجانبه و تنحنحت و لكنه لم يستمع لها فتأملته للحظات و هو مغمض عينيه و أفاقت عندما وجدته يطالعها بتساؤل لتشيح بنظرها عنه سريعا
ريم بتردد : انا اسفه
عمر : علي ايه ؟
ريم : على اللي حصل الصبح .. اسفه
عمر ابتسم و قال : حصل خير .. و انا اسف اني زعقتلك .. صحيح فين بسملة ؟
ريم : نامت .. انت بتسمع ايه ؟
عمر : اغنية لحماقي .. خدي اسمعي
ثم أعطاها أحدى سماعاته و وقف الاثنان يستمعون الي كلمات الأغنية بهدوء و احست ريم أن هذه الأغنية تذكر عمر بكثير من الذكريات المؤلمة ..
انا مكنتش عايز أعلق نفسي بحب نهايته جروح 🎶
ليالي ابنى في وهم وحلم ويجي في ثانية ده كله يروح 🎶
واديني خدت نصيبي من حبيبي جرح قاسي كبير 🎶
ساعات لما الجرح بيجي بسرعة بيبقى اهون بكتير 🎶
م البداية قولتلك وانتي كنتي حتى رافضة تسمعي 🎶
وانهاردة انا بسألك اعمل ايه في قلبي اللي حبك فهميني 🎶
صعب اسامحك بعد جرحك واللي اصعب اني اعيش 🎶
ابعدت ريم السماعة عن أذنها و كذلك عمر و خيم الصمت للحظات حتي قالت ريم
ريم : لسه بتفكر فيها ؟
عمر ابتسم بحزن : تفكير عن تفكير يفرق
ريم : يعني ايه ؟
عمر : يعني انا مش بفكر فيها .. انا بفكر في خيانتها
ريم : انت ليه حابس نفسك في الماضي .. ليه مش عايز تبص لبكره
عمر : صدقيني لو اعرف اجابه السؤال ده كنت قولتها لنفسي قبلك
ريم : انت شايف انها كانت تستاهل حبك ده ؟
عمر : للأسف لا
ريم : يبقى بتضيع دقيقة واحدة من عمرك في الزعل عليها ليه ؟ .. هي متستاهلش زعلك ولا تستاهل انك تفكر فيها
عمر : عارف كل ده .. هي المشكلة كلها هنا
ثم أشار إلي قلبه بقلة حيله لتقول ريم
ريم : في حاجات تانيه أهم منها تستاهل تكون في عقلك و قلبك .. انت محتاج تعرفها بس
عمر بمزاح : زيك كده
ريم : عمر مش بهزر
عمر : اسف كملي
ريم : متزعلش غير علي الحاجات اللي تستاهل .. هي جرحتك من غير ما تفكر فيك ولا تفكر حالتك هتكون ايه ولا فكرت حتي هتقدر تكمل بعدها ولا لا .. عمرك بيجري و انت واقف في نفس المحطة .. و لو جاتلك فرصة عشان تغير من نفسك النهاردة صدقني مش هتيجي تاني
ركز عمر في كلامها و بعد أن انتهت قال : و تفتكري لو حاولت هنجح ؟
ريم ابتسمت : افتكر جدا .. مفيش مستحيل كل حاجة بتبدأ بخطوة
عمر نظر لها للحظات و أطال النظر إليها فخجلت هي نوعا ما لتقول : في ايه ؟ بتبصلي كده ليه
عمر : بحاول استوعب ازاي ممكن يكون في إنسان جميل كده
نظرت له ريم بخجل و احمرت وجنتيها و جاءت لتهرب من أمامه و لكنه امسك يدها و ضحك بخفة
عمر : خلاص استني .. صحيح هتطلعي معانا الرحله ولا ايه ؟
ريم تنهدت بضيق : غصب عني هطلع
عمر : ليه كده
ريم : هبقى معاكم مشرفة
عمر : طب و مضايقة ليه اهو تغيري جو
ريم : بصراحه انا مش عايزة اعمل مشاكل و انت اكيد عارف دماغ زمايلك كلهم
عمر فهم قصدها فقال : سيبك من كل ده و حاولي تغيري جو اهم حاجه
ريم : انت طالع ؟
عمر : و دي محتاجه كلام .. اكيد رايح و حتي لو مش رايح هروح عشانك !
ريم : و انت مالك بيا ؟
عمر بتردد : لا اقصد يعني عشان اخد بالي منك مبقاش قلقان
ريم عقدت ذراعيها أمام صدرها و قالت بمكر
ريم : و ده من امتي بقى
عمر : من النهاردة .. عندك مانع
ثم اقترب منها قليلا لتفزع هي و تركض من مكانها ليضحك هو عليها و يتنهد بحرارة و تحرك من مكانه ليرجع الي الداخل و لكن أوقفه رنين هاتفه فنظر له و الابتسامة علي وجهه و لكن سرعان ما اختفت عندما رأى اسم المتصل !!
في غرفة ورد ..
لم يعرفوا كم من الوقت مر و هم في تلك الوضعية ظلت ورد تربت علي كتفه حتي امتصت كل الطاقة السلبية المدفونة بداخله .. تسربت الي داخله راحة لم يشعر بها منذ وقت طويل .. خصوصا منذ وفاة والدته .. لو كان الأمر بيده لاختار أن يظل قريب منها حتي اخر نفس له
و بعد لحظات ابتعد عنها قليلا ليتنهد براحة ، نظرت له ورد بحنان و قالت
ورد : احسن دلوقتي ؟
كريم : بكتير .. بقالي زمن محسيتش بالراحة دي
ورد ابتسمت و جاءت لتتحرك و لكنه أوقفها : شكرا انك كنتي جمبي في الوقت ده
ورد : بتشكرني علي ايه بس .. ده انت زي جوزي يعني
كريم ضحك وقال : حلوة زي جوزي دي
و في تلك اللحظة طرقت ريم علي الباب
الكاتبة ميار خالد
ريم : انا ريم .. ممكن ادخل
ورد : اكيد ادخلي
دلفت ريم الي الغرفة بإحراج فذهبت لها ورد سريعا : بنت حلال كنت لسه هجيل..
و لم تكمل جملتها عندما وقع نظرها علي يد ريم لتقول بفزع
ورد : في ايه ! ايدك متعورة من ايه
ريم : متخافيش دي حاجة بسيطة ولله .. انا كنت عايزاكي بس
كريم تنحنح و قال : طيب اسيبكم علي راحتكم
و جاء ليخرج و لكن ريم أوقفته و قالت : لا خليك عادي
ثم قالت محدثاهم : في رحلة تبع الجامعة .. انا هطلع فيها مشرفة بس كنت محتاجه موافقتكم
ورد : فين الرحله دي ؟
ريم : شرم الشيخ و هيبقى فيه سفاري و كذا نشاط كده
كريم : انا عن نفسي موافق و مطمن عشان عمر هيبقى معاكي
ريم نظرت له بتعجب : انت عرفت منين أن عمر جاي هو قالك ؟
كريم ابتسم : لا مقالش .. بس مادام انتي رايحه اكيد هو هيروح
ريم نظرت له بعدم فهم فقالت ورد بقلق : انتي لازم تروحي طب .. خايفه عليكي
ريم : متقلقيش هاخد بالي من نفسي
ورد : برضو .. مش مرتاحه و انتي عارفه لما اكون مش مرتاحه لحاجه ايه اللي بيحصل
كريم : متقلقيش يا ورد غير كده عمر هيبقى معاها و هياخد باله منها
ورد سكتت للحظات فقالت ريم : خلاص لو مش مرتاحه هعتذر
ورد فكرت للحظات ثم قالت : خلاص يا ريم روحي .. بس ولله لو تليفونك اتقفل لحظة واحدة بس لهزعل منك بجد
ريم عانقتها بحنان و قالت : متقلقيش على اختك بقى .. ربنا يخليكي ليا
كريم ابتسم و قال : حيث كده بقى انتي و عمر بكرة تنزلوا تجيبوا الحاجات اللي هتحتاجوها للسفر
ريم : انا مش عايزة اتعبك معايا ولله شكرا
كريم : هو احنا مش اتفقنا أننا اخوات ولا ايه
ريم ابتسمت : أيوة .. ربنا يخليك
ثم خرجت من الغرفة لتترك ورد و كريم معا .. نظرت ورد الي كريم بأعجاب و فرحت بسبب معاملته الطيبة لأختها
كريم : انا هروح ارتاح شوية
و بعدها ذهب كريم لينال قسطا من الراحة و ذهبت ورد لتطمئن علي صابر
عند عمر .. ظل ينظر الي الهاتف بصدمة كبيرة و بعد لحظات رد عليها بحذر
عمر : الو ..
: كنت فاكراك مش هترد عليا
عمر : عايزة ايه ؟
: اشوفك
عمر صمت للحظات ثم انهي المكالمه في وجهها لتتصل مرة أخرى ليرد عليها
: انت قفلت في وشي ؟!
عمر : ده اقل رد تستاهليه .. بصي يا بنت الناس انتي صفحة و اتقفلت في حياتي و احسنلك تنسيني زي ما انا نسيتك .. و ده مش صعب عليكي يا اروى لان مفيش احسن منك في التخلي
اروى : عمر اسمعني احنا لازم نتقابل ضروري في كلام كتير محتاجه اقوله
عمر : و انا قولت اللي عندي
ثم انهي المكالمه في وجهها مرة اخرى و أغلق الهاتف بأكمله ثم تنهد بضيق و ندم كثيرا أنه رد عليها .. في الوقت الذي نجح فيه ليخرجها من قلبه عادت إليه مرة أخرى .. و لكن الان قد اختلف الوضع فقلبه أصبح لغيرها ! ترا ماذا يخبئ لهم القدر
في اليوم التالي ..
الكاتبة ميار خالد
استيقظ كريم من نومه بإرهاق و بحث بعيونه حوله و لكنه لم يجد ورد في الغرفة فنهض من مكانه و أخذ دش ثم ارتدي ملابسه و ذهب الي غرفة والده ليجده في احسن حال علي غير العادة و يبدو عليه الراحة ففرح بشدة بسبب شكله هذا و أدرك أن السبب هي ورد ..
منذ أن جاءت هذه الفتاة الي حياته و هي تنشر رحيقها في كل شئ تلمسه .. جلس أمام والده بشرود و ظهرت ورد في رأسه فجأة ليبتسم بحب و قد لاحظ والده تلك النظرات ليرمقه بخبث نوعا ما و عندنا نظر له كريم آفاق من شروده هذا و فهم نظراته ليبتسم و حاول تغيير الموضوع
كريم : عامل ايه النهاردة .. عارف اني بقالي كذا يوم مقصر معاك بس غصب عني .. بس واضح أن ورد واخده بالها منك صح
صابر حاول ان يبتسم قليلا و نظر له بسعادة ليحدثه كريم و كأنه يحدث نفسه
كريم : غريبة البنت دي .. من ساعة ما ظهرت في حياتي كل حاجه بتتغير .. قلبت حياتي كلها و لحد دلوقتي انا مش قادر افسر احساسي اتجاهها .. في ايديها سحر مش طبيعي كل ما ابصلها بحس ان كل حاجه بخير .. بحس اني مش محتاج اقلق من حاجه طول ما هي جمب..
: احم .. انا هنا
قالتها ورد بإحراج بعد أن سمعت كلام كريم عليها و دق قلبها بشدة بسبب كلماته تلك .. نهض هو من مكانه بتوتر و فرك شعره بيده مع ضحكه عفوية
كريم : انتي جيتي امتي
ورد ابتسمت : من ساعة ما بدأت تمدح فيا
كريم : طيب انا هروح اعمل مكالمه مهمة و راجع تاني
ثم خرج من الغرفة سريعا و بعد أن خرج وقف أمام باب الغرفة و حدث نفسه
كريم : ايه شغل المراهقين اللي انا فيه ده
ثم ذهب في طريقة و ابتسامة جميلة على وجهه لتتلاشى تلك الابتسامة عندما وجد مروة أمامه تطالعه بشك ليعبس فجأة و جاء ليتخطاها و لكنها وقفت أمامه لتمنعه
مروة : في ايه لما شوفتني كشرت ليه
كريم : عايزة ايه ؟
مروة : عايزاك ترجع كريم اللي انا اعرفه .. انت ليه بتتعب قلبي معاك
كريم : انتي اللي ليه بتتعبيني معاكي يا مروة .. صدقيني الحب مش بالعافيه و عمايلك دي هتخسرك كتير
مروة برجاء : طيب طلق البتاعة دي و اوعدك اني هتغير ولله .. انت ليه مش حاسس بيا انا مش قادرة اشوفكم سوا ببقى هتجن .. صدقني يا كريم انا لحد دلوقتي بحاول مخرجش جناني ده !
كريم : قصدك ايه يعني ؟
مروة : انت فاهم قصدي كويس
كريم نظر لها بلامبالاة : طيب يا مروة .. انا مش فارق معايا كل ده .. و ورد مراتي و لو مش عاجبك دي حاجه ترجعلك و عن اذنك بقى
ثم تحرك من امامها سريعا لتضرب مروة الارض بعصبية كبيرة و في تلك اللحظة صدع هاتفها رنينا برقم امير
مروة : الو
امير : ورد محمد عبد السلام .. ٢٤ سنه .. اصلها من اسكندرية هربت من خالها و جت القاهرة من ٧ سنين و سكنت في منطقة شعبية علي قد فلوسها .. عندها أختين ريم و بسملة و دول اهم اتنين في حياتها .. من فترة صاحب البيت اللي كانت مأجره شقه عنده سحب الشقة بعد ما البوليس جه اخدها و من بعدها اختفت من المنطقة .. دي كل حاجه عن البنت دي
مروة : انت عرفت كل ده ازاي !
امير : ليا مصادري بقى
مروة ابتسمت بشر و قالت بنبرة غامضة : طبعا انت عارف هتعمل ايه دلوقتي ؟
امير ابتسم بخبث : من غير ما تقولي انا نفذت .. استني المفاجأة بكرة !!
يا ترا كريم هيعمل ايه ؟
رجوع اروى هيأثر علي عمر ولا لا ؟
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
استيقظت ريم من نومها و ارتدت ملابسها و أستعدت للذهاب مع عمر حتي يشتروا الاغراض الذي سوف يحتاجوها في رحلتهم تأخرت قليلا ليزفر عمر بضيق و يتصل بها فردت عليه
ريم : خمس دقايق و نازلة
عمر : متنجزي يا بنتي ايه كل ده
ريم : معلش انشغلت شوية مع بسملة .. الميس بتاعتها جت و كانت خايفة منها شوية لحد ما اخدت عليها
عمر : طيب يلا
و بعد مرور خمس دقايق سمع صوتها خلفه
ريم : يلا نتحرك
التفت لها عمر و نظر لها بإعجاب واضح لتخجل هي قليلا
عمر : شكلك حلو النهاردة
ريم : شكرا
عمر ابتسم بتوتر ثم تحرك الاثنان و اتجهوا الي أحد المولات ليشتروا كل ما سيحتاجونه و بعد فترة وقفت ريم بتعب و قالت
ريم : كفاية كده لفينا كتير
عمر : فاضل كام حاجه و نمشي خلاص
و أثناء مشيهم اصطدم أحدهم بريم فنظرت له بضيق
: اسف ماخدتش بالي
ريم : حصل خير
ابتسم هذا الشخص لها و نظر لها بإعجاب و عندما لاحظ عمر تلك النظرات سحب ريم الي الجانب الآخر و وقف يناظر هذا الشخص بحدة
عمر : في حاجه ولا ايه ؟!
: لا انا بعتذرلها بس
عمر : طيب و اعتذرت .. اتفضل و ابقى فتّح بعد كده بلاش شغل الاستهبال ده !
: ما قولت مكنش قصدي
عمر : مش عايز كلام كتير .. اتفضل امشي
نظر له هذا الشخص بتعجب ثم ذهب في طريقه لتقول ريم
ريم : في ايه يا عمر ما هو قالك ماخدش باله
عمر بعصبية : هو ايه اللي ماخدش باله .. ليه شفافه انتي
ريم : طب خلاص حصل خير .. انت متعصب ليه
عمر : ولا متعصب ولا حاجه انا تمام
ريم : واضح فعلا
عمر سار بها للحظات حتي خطرت فكرة في رأسه فقال
عمر : ريم بصي خليكي هنا ثواني هروح اسأل على حاجه و جاي
ريم : تمام متتأخرش بس
عمر : متتحركيش من هنا
ريم : حاضر
عمر ابتسم و تحرك من مكانه و ذهب الي أحد محلات المجوهرات و اشتري عقد لريم رقيق جدا و راقي و قرر أن يهديه لها بعد الرحلة و خصوصا عندما يعترف لها بحقيقة مشاعره تلك !
خرج من المكان بسعادة و وضع علبة العقد في جيبه فلم ينتبه للقادمة نحوه حتي اصطدم بها
عمر : انا اسف جدا ...
توقف عمر عن الكلام عندما نظر إلي وجهها .. أنها أمامه بعد كل تلك الفتره !
_________________________________
ورد : يلا يا عم صابر .. جه معاد الدوا
ثم توجهت نحوه و ساعدته في تناول دوائه و لكن فجأة و بدون قصد أوقعت عليه كوب الماء لتفزع هي
ورد : انا آسفة ولله ماخدتش بالي
و ساعدته سريعا لتخلع عنه ثيابه المبللة ثم اتجهت الي خزانته و أخرجت منها بعض الثياب علي عجله فلم تنتبه للصندوق الذي وقع منها ، و بعد لحظات قد انتهت من تبديل ملابسة و رتبت الغرفة و استعدت للخروج و لكن استوقفها هذا الصندوق لتنظر له بتساؤل .. كيف أتى هذا الصندوق الي هنا ؟!
التقطته من الأرض سريعا و جاءت لتفتحه و لكنها وجدت صابر ينظر لها بتركيز و كأنه ينتظر أن تفتحه أيضا ! اقتربت منه ورد و قالت
ورد : تسمحلي أشوف الصندوق ده ؟
اغمض صابر عينه و فتحها مرة أخرى كأشارة لها بموافقته ، فتحتها ورد بهدوء لتجد بداخلها شال رقيق واضح أنه مصنوع يدويا من الصوف دافئ جدا .. رغم هجره كل هذا الوقت و حبسه في هذه الخزانة الباردة ، اكملت البحث في الصندوق لتجد صورة لكريم مع والده و والدته في يوم تخرجه و كان والده يقف بصحة و سعادة و كذلك والدته .. نظرت إلي الصورة بألم نوعا ما .. نظرت إلي صابر لتجد الدموع قد تجمعت في عيونه فندمت كثيرا علي تطفلها هذا و جاءت لتبعد الصندوق و لكنه نظر لها برجاء أن تكمل البحث ففهمت هى نظراته و أكملت تفحصها للصندوق .
لتجد سلسال رقيق مدفون في إحدى جوانب الصندوق و ورقة مطويه معه لتحملهم بين يديها ولكن السلسال قد لفت انتباهها أكثر فوضعت الورقة في جيبها و تفحصت السلسال عن قرب لتجده عبارة عن وردة رقيقة مطرزة بأحجار رقيقة صغيرة ذو ألوان خاطفة للأنظار كان كل ما يقال عنه أنه ساحر ابتسمت و جاءت لتعيده لمكانه و لكن هناك يد اوقفتها استوعبت ورد أن تلك يد صابر لتنظر له بصدمة و عيونها متسعه من الصدمة و كانت يد صابر ترتعش بشده من الواضح أنه كان من الصعب عليه تحريكها .. و لكنه نجح في ذلك !!
ورد بصدمة : انت حركت ايدك !!
ابتسم صابر بتعب لتفرح ورد بشدة و ظلت تردد بعدم تصديق
ورد : انت حركت ايدك !! الحمدلله يارب
كانت السلسلة مازالت في يد ورد و جاءت لتعيدها لمكانها و لكن صابر ضغط علي يدها فقالت
ورد : اخدها ؟!
صابر ابتسم بحماس لتفهم هي فقالت : بس دي مش بتاعتي .. شكلها بتاعت ماما زهرة الله يرحمها
الكاتبة ميار خالد
ظهرت بعض الدموع في عيون صابر و لكنه أصر أن يبقى السلسال مع ورد و بعد لحظات خضعت له و لبست هذا السلسال
ورد : اوعدك اني هحافظ عليه
و هنا استوعبت أكثر ما حدث لتقول : بس انت ازاي حركت ايدك ؟
و فكرت بصوت عالي : يبقى فعلا العلاج التاني هو السبب في تأخر حالتك .. طب و مادام هو بيأذيك كده ليه شوفت مروة بتبدل الدوا بتاعك !! انا مش مرتاحه للموضوع و لازم افهم
ثم نظرت إلي صابر سريعا و قالت بصوت خفيض : مش عايزة اي حد يعرف انك حركت ايدك دلوقتي يا عم صابر .. حتي كريم بلاش يعرف .. لان لو مروة عرفت انك بتتحسن ممكن تعمل حاجة تانية و انا مش هضحي بيك !
و بعد لحظات خرجت من الغرفة لتصطدم بمروة التي طالعتها بكره و خبث و لكن تغيرت نظراتها عندما وقعت عينيها علي السلسال الذي يزين رقبة ورد لتقول بفزع
مروة : انتي جبتي السلسلة دي منين !!
ورد : دي حاجه متخصكيش .. عديني
ثم تخطتها سريعا لتمسكها مروة من يدها بعنف و قالت
مروة : انتي مش هتمشي غير لما اعرف انتي جبتي السلسلة دي منين !
ورد : و انا قولتلك دي حاجه متخصكيش .. ابعدي عن وشي
مروة : سرقتيها صح ! ده طبعك انا عارفه
ورد كادت أن تتكلم و لكنها تراجعت لأنها إذا أخبرتها أن صابر هو من أهداها لها سوف تعرف أنه يتحسن فسكتت
مروة : سكتي ليه ؟ انطقي سرقتيها منين
ورد نظرت لها ببرود : اه يا مروة سرقتها .. ميخصكيش اي حاجه بقى خليكي في حالك !
ثم ذهبت من امامها سريعا لتظل مروة واقفة مكانها بصدمة و قالت
مروة : السلسلة دي بتاعت خالتي ! وصلت لها ازاي دي اخر مرة شوفتها لما كانت في رقبتها يوم ما ماتت ! .. البنت دي بقت خطر عليا اوي .. هانت بكرة هتخلص كل حاجه !
رجعت ورد الي غرفتها لتجد كريم جالس في شرفة الغرفة يقرأ أحد الملفات فتذكرت أنه لم يأخذ علاجه فأحضرته و خبأت السلسال بين ثنايا ملابسها حتي لا يراه كريم و اتجهت اليه
ورد : كريم بيه .. علاجك
كريم : نفسي افتكره مره
ورد : مش مشكله انا هنا عشان افكرك
كريم ابتسم و قال : و لما متبقيش هنا
ورد : هاجي عشان افكرك و امشي انت هتعملها مشكلة ولا ايه
كريم ضحك ثم صمت للحظات و قال : انا عارف ان مروة بتجرحك كتير بكلامها .. و بتضايقك بأفعالها بس ارجوكي استحملي عشاني
ورد : انا معنديش مشكلة يا بيه .. انا متعودة على قلة الذوق دي مش أول حد يعدي عليا .. بس ايه الخطوة اللي جايه مش فاهمه .. اقصد أن بقالنا فتره اهو و مفيش حاجه اتغيرت
كريم : بتهيألك .. مروة قربت تجيب آخرها
ورد : بس من معاشرتي ليها معتقدش انها ممكن تسيبك بسهولة
كريم : المهم عندي أنها متبقاش مرتاحه .. يكفى بس انها عارفه انك موجودة في حياتي و انك بتشاركيها حقها فيا !
ورد : انا معاك للاخر يا بيه .. بس ممكن طلب ؟
كريم : اكيد قولي ؟!
ورد : ممكن تفضل واثق فيا مهما حصل .. مهما سمعت أو شوفت ممكن متحكمش غير لما تسمع مني
كريم : انتي لسه زعلانه من يومها ؟
ورد : لا ولله
كريم : اومال ليه بتقولي كده ؟
ورد : مش عارفه بس انا مش مرتاحه .. اوعدني
كريم : حاضر يا ورد .. اوعدك اني عمري ما هشك فيكي
ورد : ماشي يا بيه
كريم : للمره المليون هقولك بلاش كلمة بيه دي !
ورد : ليه مالها كلمة بيه يا بيه .. هي بتضايقك يا بيه ولا ايه ؟
كريم : طب امشي من قدامي يا ورد بدل ما أخرج عن شعوري بجد
ضحكت ورد ثم ركضت من أمامه سريعا و ضحك هو ثم رجع الي الاوراق التي كانت بيده
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
ظل عمر يطالعها بصدمة و دهشة حتي قالت
اروى : لما شوفتك مصدقتش عيني .. بس مكنش ينفع اضيع الفرصة دي من ايدي
عمر ابتسم بتهكم : لا و انتي بتقدري الفرص كويس اوي
اروى : عامل ايه
عمر : ميخصكيش
اروى : لسه زعلان مني ؟
عمر : الزعل بيبقى علي قد الغلاوة يا اروى .. و انا مش شايفك اصلا عشان ازعل منك .. انتي بس اللي مش قادرة تستوعبي انك بقيتي ولا حاجه في حياتي .. و ده مجهودك يعني برافو
ظلت ريم تبحث عن عمر للحظات حتي وجدته أمامها يعطيها ظهره فاتجهت له سريعا لتقول
ريم : انت اتأخرت كده ليه ؟
و هنا تفاجئت من وجود تلك الفتاة فنظرت له بتساؤل فقالت اروى بتعجرف
اروى : انتي مين .. و عايزة ايه ؟
ريم : انتي اللي مين ؟
ثم نظرت إلي عمر مرة أخرى ليمسك يدها و يضغط عليها ثم نظر إلي اروى ببرود و قال
عمر : متشغليش بالك مش حد مهم .. يلا عشان منتأخرش
و جاء ليتحرك و لكن اروى وقفت أمامه لتمنعه و قالت
اروى : احنا لسه مخلصناش كلامنا !
عمر : كلامنا خلص من زمان اوي يا اروى
ثم تحرك من مكانه و سحب ريم خلفه ليخرج من المكان سريعا و بدون اي كلام استقلوا السيارة لينطلق بها و بعد فترة اوقف السيارة على كورنيش النيل ليستمتعوا بنسيم الهواء
عمر : عارفه الجو ده ناقصة ايه
ريم : كوبايتين شاي
عمر : الله ينور عليكي .. دقيقة هنزل اجيب اتنين شاي و راجع
و بالفعل ترجل من السيارة و بعد لحظات عاد و بيده كوبان من الشاي ثم جلسوا بهدوء يتأملوا هذا المنظر الهادئ
ريم : ممكن سؤال ؟
عمر : مين اللي شوفناها في المول
ريم نظرت له بتوتر و قالت : أيوة
عمر : دي اروى .. البنت اللي كنت بحبها .. مش عارف قدري عايز مني ايه .. و اخيرا لما قدرت امحيها من حياتي و اكمل و انسى الماضي .. ظهرت تاني
ريم : بس اعتقد لو انت خرجتها من حياتك فعلا .. ظهورها تاني مش هيفرق معاك
عمر : و هي فعلا مبقتش فارقة معايا .. كل ذرة حب كانت جوايا ليها اتحولت لكره
ريم : انت تستاهل حد احسن منها بكتير
عمر نظر لها للحظات و لأول مرة لا تستطيع تفسير نظراته تلك ، أطال النظر بها لتخجل بشدة و تقول بتوتر
ريم : ممكن نروح بقى عشان منتأخرش
ابتسم عمر و قال : خلصي كباية الشاي بتاعتك طيب
و بعد لحظات انطلق بسيارته و اتجه الي البيت و كان يختلس النظر اليها من حين لآخر و قال بداخله
عمر في نفسه : هانت جدا .. بعد ما الرحلة تخلص هقولك كل اللي جوايا .. هقولك على كل اللغبطة اللي انا مش فاهمها دي يمكن تلاقي لقلبي حل .. هقولك علي قلبي اللي دق و لأول مرة من فترة كبيرة اوي بس المرة دي في حاجه مختلفة .. هانت !
في اليوم التالي ..
استيقظت ورد باكرا و ذهبت الي ريم حتي تساعدها في تجهيز اغراضها و كذلك عمر بدأ في تجهيز اغراضه و بعد فترة طويلة استعد الاثنان للرحيل لتقف ورد و كريم و معهم بسملة
الكاتبة ميار خالد
كريم : عمر مش هوصيك .. خلي بالك من ريم
عمر : من غير ما تقول يا كريم .. في عيوني
ورد : خلي بالك من نفسك يا حبيبتي بالله عليكي انا كل شوية هتصل بيكي ابقي ردي علطول
ريم : حاضر يا ورد
بسملة : اوعى تزعلها انت فاهم .. هعرف على فكرة
عمر : ولله .. ازاي بقى
بسملة : العصفورة هتقولي .. و انا عصافيري كتير خلى بالك بقى احذر مني
عمر ضحك عليها : حاضر يا ستي
ثم احتضنتها بسملة و قالت : خلي بالك من نفسك يا ريم و ارجعيلي بسرعة ها
ريم : متقلقيش عليا مش هتأخر .. ايه ده انتي بتعيطي !
بسملة : لا دي حاجة دخلت في عيني بس
ضحك الاثنان عليها ثم ودعوهم و خرجوا من المنزل و استقلوا سيارة عمر ليذهبوا في طريقهم .. وقفت ورد أمام باب الفيلا ثم دخلت هي و كريم و أغلقوا الباب خلفهم و قالت بسملة
بسملة : ورد .. ميس فاطمة زمانها جايه دلوقتي انا هرجع البيت بقى
ورد : ماشي يا حبيبتي .. و لما تخلصي تيجي هنا تاني
بسملة : ماشي
ثم ذهبت بسملة من امامها و وقفت ورد أمام باب المنزل بتوتر فقال كريم
كريم : اطمني مش هيحصل حاجه
ورد : بأذن الله
و في تلك اللحظة رن جرس الباب فقالت ورد سريعا
ورد : دي شكلها ريم تلاقيها نست حاجه
و ركضت سريعا لتفتح الباب و لكنها عندما فتحته تسمرت مكانها و نظرت للواقفين امامها بصدمة كبيرة غير قادرة علي الحراك و في لحظة توقف الزمن !!
اكيد طبعا كلنا عارفين مين الشخص ده
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
نظرت للواقفين امامها بصدمة كبيرة غير قادرة علي الحراك و في لحظة توقف الزمن !!
ورد : انت !!
: حبيبة خالو !
نظرت ورد الي خالها بصدمة كبيرة و عيون متسعة فرجعت خطوة للوراء ليلتقطها كريم فدلف رمزي و معه زوجته و ابنته سريعا و قال : كده يا ورد تختفي فجأة و تخوفينا عليكي مكنتش اتخيل اني هلاقيكي في القاهرة هنا
ثم نظر حوله بأعجاب و جشع : اش اش اش ده انتي عيشتك ارتاحت اوي يا بنت اختي .. معقولة هتسبينا واقفين علي الباب كده
كريم نظر لورد بعدم فهم ليجدها في حالة صدمة فقال : مين دول ؟ انتي تعرفيهم
ورد حاولت التماسك قليلا فقالت : انا معرفش مين دول .. ياريت تطردهم برا
رمزي سريعا : معقول لسه زعلانه مني يا ورد .. هتطردي خالك ده انا جاي من السفر عليكي سبينا نرتاح شوية طب
ثم اتجه الي كريم سريعا : هي بس اخده على خاطرها مني .. خليها تعقل كده مش انت جوزها
ثم اتجهت لها هاجر و هي ابنة خالها و بعمرها تقريبا و لكن من يرى ملامحها يعتقد أنها أكبر من ورد بكثير و قالت : اخس عليكي يا ورد .. ده اخرة اللي عملناه معاكي حتي ده احنا فتحنالك بيتنا في يوم من الايام
ورد : انت عرفت مكاني منين ؟!
رمزي : ربنا وقعك في طريقي .. هو انتي مش معرفه جوزك اللي حصل زمان ولا ايه ؟
كريم : نعم ؟
ورد اتجهت لخالها سريعا و قالت بصوت خفيض : خد مراتك و بنتك و امشي احسنلك .. و الا قسما بالله لهنسي انك تقرب امي بحاجه و انت عارف انا ممكن اعمل ايه يا .. يا خالي
رمزي ابتسم بخبث : و انتي فاكرة اني همشي بالسهولة دي
كريم بتلقائية : طيب اتفضلوا مينفعش تفضلوا واقفين علي الباب كده
رمزي دلف سريعا و خلفه زوجته و بقيت ابنته أمام ورد تطالعها بخبث و حقد
هاجر : من صغرك مش سهله .. عرفتي تقعي علي راجل زي ده ازاي
ورد عقدت ذراعيها و قالت : انا مبعملش حاجه يا هاجر .. كل حاجه بتيجي لحد عندي عشان بعيد عنك انا سالكة و صافية من جوايا .. لكن اللي زيك هيعيش و يموت بالسواد اللي جواه
هاجر : ميبقاش قلبك اسود بقى .. ولا وحشك العقاب بتاع زمان ؟
ورد : شكله وحشك انتي .. اه معلش نسيت انك متربتيش اساسا ف ازاي هتعرفي حاجه اسمها عقاب
هاجر : لسانك طول اوي انتي .. بس احسنلك متطوليش معايا
ورد : اتصدقي خوفت .. لا ولله خوفت و ركبي بتخبط في بعض .. انتي اللي متطوليش معايا يا هاجر عشان صدقيني ورد اللي قدامك دلوقتي غير بتاعت زمان .. و متنسيش ان في حساب قديم بينا .. بلاش تصحيه !!
هاجر : اما نشوف
كريم : تعالي يا ورد
نظرت لها ورد بحدة ثم دلفت لهم لتقف بجانب كريم و معالم وجهها لا تفسر
رمزي : بيتك جمي..
ورد : هتمشوا امتي !؟
كريم نظر لها بدهشة لتكرر سؤالها : هتمشوا امتي ؟! لا انا مش هسألكم .. بكرة الصبح مش عايزة اشوف حد منكم هنا
منيرة زوجة رمزي : جرا ايه يا ورد .. هي امك معلمتكيش ازاي تعاملي الضيوف ولا ايه .. ولا صحيح انا نسيت أنها ملحقتش بس احنا نعلمك يا حبيبتي
ورد : هو انتو من ناحية علمتوني .. فانتم علمتوني اوي !
سحبها كريم بعيدا عنهم قليلا و حدثها بصوت خفيض : في ايه يا ورد .. مش دول اهلك ليه بتعامليهم كده
ورد : انت متعرفش حاجه
كريم : طيب عرفيني
ورد : كل اللي يهمني دلوقتي أنهم يخرجوا من هنا .. حاسة اني مخنوقة ارجوك مشيهم و انا هبقى افهمك كل حاجه
كريم تنهد و قال : طيب اهدي بس .. عيب يمشوا كده دول لسه واصلين ياخدوا واجبهم الاول طب
ورد : صدقني اللي زي دول ميستاهلوش اي حاجه كويسة
و هنا اتجهت لهم هاجر بدلال و حدثت كريم : هو مفيش حمام هنا ولا ايه .. عايزة اغسل وشي كده عشان افوق
كريم : فتحية .. يا فتحية
جاءت فتحية مهرولة فقال : خدي الآنسة للحمام و خليكي معاها عشان لسه متعرفش الطريق
الكاتبة ميار خالد
فتحية : امرك يا بيه .. اتفضلي يا بنتي
رمقته هاجر بخبث ثم تحركت من مكانها لتفهم ورد حركاتها تلك و قبل أن تتكلم ركضت بسملة نحوها و قالت
بسملة : ورد .. بصي الميس اديتني ايه نجمه كبيرة
ورد : روح ورد .. ايه الشطارة دي يا بليه
نظرت لها منيرة بدهشة و قالت
منيرة : هي دي بسملة ؟!
بسملة نظرت لها بتعجب و قالت : انتي مين يا ست انتي ؟
كريم : بليه .. احنا قولنا ايه
بسملة : ماشي اسفه .. مين حضرتك
منيرة : انا مرات خالك يا حبيبتي
بسملة : خالي مين ؟؟
ثم تذكرت كلام ورد عن خالها هذا و أنه كان السبب في مرض ريم لتنظر لها بحده و تبتعد عنها سريعا
بسملة : ابعدي عني .. انتم جيتوا تاني ليه !
رمزي : انتي مكبره البت علي كرهنا ولا ايه .. يا شيخه اتقي الله حتي البنت الصغيرة مسلمتش منك
كريم حدثه بحده : ياريت تتكلم بطريقة احسن من كده .. ورد مراتي و انا مش هسمح أن حد يكلمها بالطريقة دي حتي لو كان خالها ! راعي كلامك احسن
رمزي تراجع و قال : لا مش قصدي ولله .. ما انت شايف البت بتتكلم ازاي لوحدها كده يعني
كريم قال بنبرة قاطعه : انا مش فاهم اي حاجه و لحد ما افهم انتم هتفضلوا ضيوفي اتفضلوا ارتاحوا من السفر و لينا كلام وقت تاني
ثم نادى علي هنا ابنة فتحية و جعلها تأخذ بسملة قليلا و ترعاها و عندما جاءت فتحية قال لها أن تهتم بهم و توصلهم الي غرفة الضيوف و امسك يد ورد و صعد بها الي غرفتهم
_________________________________
وصل عمر و ريم الي الباص الخاص بالجامعة و أخذت ريم الكشف الخاص بها بأسماء الطلبة المسؤولة عنهم لتجد اسم عمر من ضمنهم فارتاحت قليلا أخذت تتفحص الاوراق فلم تنتبه القادم امامها
ايمن : ايه المفاجأة الحلوة دي
ريم نظرت له لتبتسم بمجاملة ثم أعادت عيونها للأوراق مرة أخرى
الكاتبة ميار خالد
ايمن : كنت فاكرك مش هتيجي
ريم : و مجيش ليه يعني
ايمن : يعني .. عشان مش الجو بتاعك
ريم : عادي .. ياريت كل واحد يخليه في حاله احسن
نظر لها ايمن بإحراج ثم صعد الي الاتوبيس و بعد لحظات اتجه إليها عمر و بيده بعض السندويشات و مد يده لريم
ريم : ايه ده ؟
عمر : فطار .. خدي كلي عشان متتعبيش في الطريق
ريم : مش عايزة دلوقتي
عمر : كان نفسي اسمع كلامك بس ورد موصياني علي اكلك انتي بالذات .. خدي كلي يا ريم بدل ما اكلك انا
ريم نظرت له يعيون متسعة : انت اتجننت !
عمر : يبقى خدي كلي بالأدب بقى
ريم أخذت منه الطعام علي مضض و تناولته و بداخلها سعادة خفية لا تعرف مصدرها و بعد دقائق صعدوا جميعا الي الباصات لتتحرك بهم و كانت ريم تجلس في البداية و عندما تحرك الباص نهضت لتقف في النصف و حدثت الطلاب
ريم : انا دكتورة ريم محمد و هبقى معاكم في الرحلة دي مشرفة لو اي حد محتاج اي حاجه ياريت يرجعلي الاول و بلاش تتصرفوا من دماغكم .. ياريت لو حد عايز يروح اي مكان يبلغني قبلها لأني مسؤولة عنكم قدام الجامعة .. اتفقنا
قالت احدى الطالبات : بس احنا مش صغيرين يا دكتور عشان ناخد رأيك و احنا رايحين و جايين
ريم : عندك حق انتم مش صغيرين .. انتم كبار كفاية عشان تفهموا كلامي و تعرفوا يعني ايه مسؤولية
زفر بعض الطلاب بضيق و رجعت ريم الي مكانها و بعد لحظات جاء عمر ليجلس بجانبها
ريم : و بعدين يعني انت هتفضل لازق جمبي كده طول الرحلة
عمر ابتسم : عرفتي منين ؟
ريم : عمر مينفعش كده .. انت مش شايف كله بيبص علينا ازاي
عمر : اعملهم ايه يعني .. انا مش هتحرك من هنا
و هنا جاء ايمن إليهم و أردف
ايمن : معلش يا عمر .. عايز اتكلم مع ريم علي انفراد
ريم : و انا مش عايزة اتكلم
عمر : اعتقد سمعتها
ايمن : معلش انا عارف انك زعلانه مني و انا هراضيكي
ريم : سبب من الاسباب اللي كانت مخلياني مش عايزة اطلع الرحله دي هي انت .. كلامي معاك انتهى من يوم اللي قولته في المستشفي
ايمن لم يتمكن من التحكم في أعصابه أكثر ليصيح بها بصوت عالي و كانت بداخلة رغبة كبيرة ليحرجها أمام طلابها : اتصدقي بالله .. انا غلطان اني راجع ادور علي رضى واحدة زيك .. انا اللي عاملك قيمة و حقيقي انتي متستاهليش ح...
و لم يكمل الجملة حتي تلقى لكمة قوية من عمر اوقعته أرضا .. نظرت ريم الي عمر بصدمة و لحركته المفاجئة تلك و لكن عمر لم يترك لها الفرصة لاستيعاب ما حدث لأنه هجم علي ايمن و ظل يضرب فيه بعصبية كبيرة حتي امسكه بعض زملائه و أبعده عنه ! و في لحظة عمت الفوضى في المكان ليوقف السائق الاتوبيس حتي تنتهي تلك المشكلة !
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
ظلت ورد تجول غرفتها بضيق و قلق شديد و كأنها هربت من كل شئ خارج تلك الغرفة و قاطع تفكيرها هذا دخول احدهم الي الغرفة ، التفتت سريعا لترى كريم امامها
ورد : هما فين دلوقتي ؟
كريم : في اوضة الضيوف .. ورد انا مش فاهم حاجه .. انتي ليه بتعامليهم كده
ورد : عشان هما يستاهلوا كده
كريم : مش فاهم حاجه .. و ازاي اهلك من اسكندرية و انتي من القاهرة
ورد تنهدت بضيق : ده موضوع كبير اوي .. و حقيقي انا مش قادرة اتكلم
كريم : طيب ارتاحي و انا هروح اجيبلك اي حاجه تشربيها
ورد : لا يا بيه تسلم .. مش عايزة اتعبك
كريم : ولا تعب ولا حاجه
ثم ابتسم لها و خرج من الغرفة لتجلس هي على الأريكة و تضع رأسها بين يديها و حدثت نفسها بصوت مسموع
ورد : الحمدلله إن ريم راحت الرحلة دي .. و الا كانت هتشوف خالي و يا عالم كان هيجرالها ايه .. انا تعبت كل ما افوق من حاجه اقع في حاجه تانية .. هي المشاكل مش شايفة غيري انا و بس ولا ايه .. يارب حلها من عندك
و ما أن قالت تلك الجملة حتي وجدت باب الغرفة يُفتح و دخلت مروة و هي تطالعها بشماته و خبث
مروة : ايه رأيك في المفاجأة بتاعتي
ورد اتجهت لها و قالت : كنت متأكدة انك انتي اللي عملتي كده !
مروة ضحكت باستفزاز : شاطرة .. بس شكلك مقولتيش لكريم انك هربانه من أهلك !
ثم اقتربت منها و قالت : يا ترا عملتي ايه عشان تهربي و تسيبي البلد بحالها
ورد : ده شئ ميخصكيش ! و لو فاكرة أن بالحركة دي هتكوني كسرتيني مثلا تبقي غلطانة اوي .. في اللحظة اللي هتكوني فاكرة فيها انك انتصرتي عليا .. هتلاقي نفسك خسرتي كل حاجه
ثم أشارت لها بأصبعها بتحذير : خليكي فاكرة الجملة دي كويس !
مروة ضحكت باستهزاء : ولله ؟ .. للأسف انتي اللي حطيتي نفسك في لعبة معايا و انا مش بخسر
ورد ابتسمت بهدوء و قالت : طيب هنشوف
ظلا ألاثنان ينظران لبعض بتحدي حتي التفتت مروة فوجدت كريم يقف في نصف الغرفة يضع يديه في جيبه و ينظر لهم بغموض فاتجهت له مروة و قالت بصوت خفيض
مروة : اختيارك كان غلط .. كان لازم تتأكد من اخلاقها قبل ما تفكر تخليها علي اسمك .. روح اسألها هربت من أهلها ليه و هي هتجاوبك .. سلام يا روحي
ثم خرجت من الغرفة بعدما أشعلت النار بينهم .. اتجه كريم الي باب الغرفة و اغلقه ثم عاد إلي ورد حتي وقف امامها بهدوء
كريم : الكلام اللي هي قالته ده صح .. انتي فعلا هربانه من أهلك ؟!!
_________________________________
نزلت ريم من الباص بعصبية شديدة و ظلت تمشي حتي سمعت صوت عمر خلفها
عمر : استني انتي رايحة فين ؟!
امسك يدها سريعا لتبعده عنها بعصبية : أبعد عني !!
عمر : في ايه
ريم : انت ليه ضربته
عمر بعصبية : انتي مسمعتيش قالك ايه .. كنتي عايزاني اسكتله ازاي !
ريم صاحت به : و اهو دلوقتي بسبب اللي عملته كله هيبصلي بنظرة وحشة غير أن انت هيحصلك مشاكل
عمر : ملكيش دعوة بيا انا بعرف احل مشاكلي .. و لو انا معملتش كده كله كان هيبصلك بنظرة وحشة فعلا
الكاتبة ميار خالد
ريم : انت ليه مش عايز افهم !! كله ملاحظ قربك الزيادة مني انا فاهمه أن الظروف هي اللي حكمت علينا نقرب عشان ورد و كريم لكن محدش فاهم الحته دي .. و دلوقتي بلي انتي عملته في مليون فكرة هتطلع في دماغهم
عمر : انا ميهمنيش كل ده
ريم : بس يهمني انا !! امشي من وشي يا عمر و من هنا لحد ما الرحلة ما تخلص ملكش دعوة بيا
عمر صاح بها : مليش دعوة بيكي ازاي يعني !
ريم : هو كده بقى .. عن اذنك
ثم تركته و رجعت الي الباص سريعا و زفر عمر بضيق شديد ثم رجع الي الباص مرة أخرى و جلس بجانب أصدقاءه بهدوء دون أن يتحدث مع أحد و ما أن هدأ الباص حتي انطلق مرة أخرى
ايهاب : في ايه يا عم متروق كده
عمر : سيبني دلوقتي يا ايهاب بعد اذنك
ايهاب : انت ايه حكايتك مع ريم بالظبط .. بقالي فتره مش مرتاحلك .. انت حبيتها ولا ايه ؟
عمر صاح به : ما خلاص يا ايهاب انت مبتفهمش
ايهاب : خلاص خلاص يا سيدي انا غلطان اني مهتم بيك
كانت مى تراقبه من بعيد و تستشيط غضبا من أفعاله تلك مع ريم حتي قالت زميلتها
: خلاص بقى يا مى .. هو مفيش غيره يعني شيليه من دماغك
مى : بحبه يا ايه
ايه : و هو مش بيحبك ولا شايفك اصلا .. بلاش توجعي قلبك علي الفاضي بقى
مى : و ميحبنيش ليه يعني .. ناقصة اي عشان ميحبنيش !
ايه : لا انتي حالتك صعبة اوي بجد
ثم أعادت السماعات الى أذنها مرة أخرى و تركت مى في حالتها تلك .. و بعد ساعات وصلت الباصات الي الفندق الذي سوف يقيمون فيه و كان للمشرفين غرفة خاصة أما باقي الطلاب فاشترك كل ثلاثه منهم في غرفة واحدة ، قسموا أنفسهم و ذهب كلا منهم الي غرفته بتعب شديد و كانت ريم تتجنب التعامل مع عمر و ايمن الذي كان ينظر لهم بتوعد ، دلفت الي غرفتها بتعب و زفرت بضيق ثم رتبت ملابسها في الخزانة و دخلت حتي تستحم و بعد لحظات خرجت و جلست أمام مرآتها و تذكرت احداث اليوم لتتحدث مع نفسها بصوت مسموع
ريم : انا مش فاهمه تصرفاته دي بجد .. اهتمامه و أفعاله و تغيره المفاجئ معايا .. منكرش اني حابه تغيره ده .. بس خايفة احساسي ده يأذيني في الاخر !
و ما أن قالت هذه الجملة حتي انقطع النور من المكان لتنتفض من مكانها سريعا و تنظر حولها برعب ! كان عمر في غرفته و كاد أن ينام حتي انقطع النور فنهض سريعا من مكانه و قال
عمر بخوف : ريم !!
يا ترا ايه اللي هيحصل مع ريم ؟؟
ورد هتقول لكريم حقيقتها ولا لا 
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
كريم : الكلام اللي هي قالته ده صح .. انتي فعلا هربانه من أهلك ؟!!
تنهدت ورد بضيق و جلست علي سريرها لتضع رأسها بين يديها فجلس كريم بجانبها و ظل صامتا هو الآخر و بعد لحظات نظرت له ورد و قالت
ورد : من ٨ سنين بابا و ماما عملوا حادثة و ماتوا .. ماما كانت رايحة البلد و بابا معاها و سابني مع اخواتي .. و للأسف مكنتش اعرف انهم مش هيرجعوا .. بعد ما ماتوا عمي الوحيد اتخلى عننا و سافر هو و مراته و عياله و لحد دلوقتي معرفش عنه اي حاجه ولا هو فكر حتي يدور علينا .. مكنش فيه غير خالي ده كنت فاكرة أنه هيكون حنين علينا و هيراعي أننا أيتام لكن ده محصلش .. قعدنا عنده بشرط اني انا اللي هصرف على اخواتي لأنه مش هيقدر يتحمل مصاريف تلت بنات لوحده .. وقتها كانت بسمله لسه عندها سنه و ريم كانت ١٦ سنه و انا كنت ١٧ سنه نزلت اشتغل عشان اصرف على اخواتي و كان عندي شرط وحيد لخالي .. و هو أن محدش من اخواتي يتبهدل و يفضلوا قاعدين معززين مكرمين ..
كريم : و بعدين
ورد : فضلنا سنه بالوضع ده و كانت اسوء سنه في عمري كله .. شوفت فيها ذل و قهرة عمرك ما هتتخيلهم .. و هاجر بنت خالي كانت بتعاملنا على أننا خدامين عندها مش قرايبها .. و في يوم كنت راجعة من الشغل بدري علي غير عادتي لقيت خالي حابس ريم في اوضة ضلمة و هي عمالة تصرخ و بسملة بتعيط علي صوتها .. و ساعتها اكتشفت أن خالي كان بيشغل ريم في البيت و مش بس كده ده كان بيشغلها خدامة عند الجيران و بياخد فلوس شغلها و لما كانت بترفض ولا تعترض كان بيحبسها في اوضه ضلمة كده .. و انا مكنتش اعرف اي حاجه لأني في شغلي و هي كانت بتخبي عني كل حاجه عشان خايفة منه .. و من ساعة ما عرفت الموضوع ده و انا قررت اني مفضلش في البيت ده ثانية واحدة و ليلتها اخدت اخواتي و سيبت اسكندرية كلها و جيت القاهرة و انا مليش حد ولا عارفه اروح فين بيهم
كريم : طيب و مروحتيش بلد مامتك ليه ؟
ورد : كنت بحاول علي قد ما اقدر أبعد عن خالي .. عشان ميقدرش يلاقيني و يرجع يستغلنا تاني
كريم : كملي
الكاتبة ميار خالد
ورد : فضلنا يومين انا و اخواتي في الشارع و اتبهدلنا .. لحد ما ربنا وقع في نصيبي عم محروس .. اخدنا عنده و جابلنا اوضة صغيرة نقعد فيها و كان بيهتم بينا و يعلم ربنا وقف جمبي كتير .. لحد ما ربنا وسع عليا و اجرت الشقة اللي جمبه و بقينا جيران .. بس يا كريم بيه هي دي حكايتي .. انت شايف اني غلطت
ثم قالت و تكونت بعض الدموع في عينيها : انا مش شايفة نفسي غلطانه انا كل اللي كان يهمني اخواتي و بس .. ريم لحد دلوقتي عندها فوبيا من الضلمة و في حاجات جواها اكيد انا مش هعرف اداويها .. بسملة ذنبها ايه تعيش في كل ده كنت بحاول بس اوفرلهم حياة هادية و مستورة عملت ايه أن..
كان كريم ينظر لها بتركيز و عندما وجدها علي وشك البكاء لم يفكر سريعا ليأخذها في أحضانه ! صُدِمت ورد من حركته تلك و ظلت يدها بجانبها للحظات حتي سمعته يقول
كريم : انتي مش غلطانه .. و لو حد غلطان في الموضوع ده فهو انا .. عشان خليتك تفتكري الايام دي تاني
حركت ورد يدها لتحتضنه هي أيضا و خانتها بعض الدموع لتبكي رغما عنها و تركها كريم تخرج ما بقلبها حتي تهدأ .. ظلت ورد تبكى حتي نامت على كتف كريم ليلاحظ هو ارتخائها بين يديه فابعدها عنه قليلا ليجدها بتلك الحالة فابتسم بهدوء ثم وضعها في سريرها حتي ترتاح و جاء لينهض من جانبها و لكنها امسكت يده و احتضنتها ! حاول كريم أن يسحب يده و لكنه لم يعرف فاستسلم و نام بجانبها .. ظل ينظر لها كثيرا و تأملها للحظات و هي نائمة أمامه مثل الملائكة و خفق قلبه بشدة بسبب قربها هذا .. و في تلك اللحظة تحديدا أيقن كريم أنه بات يعشقها .. لم يحبها فقط !
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
عمر : ريم !!
قال عمر تلك الجملة ثم خرج سريعا من غرفته ليجد العديد من زملائه أمام غُرفهم أيضا يتعجبون من انقطاع النور ليقول أحد العمال أنه حدثت مشكلة في غرفة الكهرباء و سوف تحل سريعا تخطاهم عمر و ذهب الي غرفة ريم و ظل يطرق بابها و لكنه لم يجد أي استجابة منها أخرج هاتفه من جيبه و اتصل بها علها ترد عليه .. وقعت ريم في نصف الغرفة و ظلت مغمضة عينيها و رفض جسمها أن يعطي أي ردة فعل لأي شيء يحدث و عندما طرق عمر الباب تكومت علي نفسها اكتر و زاد خوفها و عادت كوابيس خالها الي رأسها مرة أخرى لتضع يديها علي أذنها و في تلك اللحظة سمعت صوت رنين هاتفها و لكنها رفضت أن تتحرك و لكن تلك فرصتها الأخيرة للهرب من هذا الكابوس فنهضت من مكانها بتثاقل و مسحت بيدها علي سريرها حتي وقع الهاتف بيدها لترد عليه سريعا .. سمع عمر صوت شهقاتها ليتمزق قلبه
عمر : ريم .. افتحي الباب بسرعة حاولي
ريم ببكاء شديد : مش عارفه اتحرك
عمر : حاولي يا ريم
ريم صاحت به : مش عارفه صدقني .. انا مش قادرة افتح عيني
عمر : طيب انا معاكي علي الخط اهو .. اتحركي من مكانك و خليكي مغمضة عينك ماشي
صمتت ريم و مازالت تبكي فقال عمر : اتحركي ناحية اليمين
سمعت كلامه و نفذته لتتحرك و ظل عمر يوصف لها الطريق الي الباب و هي مغلقة عينيها حتي وصلت إليه و فتحته سريعا و في تلك اللحظة عادت الكهرباء ليراها عمر بتلك الحالة .. عيونها المنتفخة من البكاء و شعرها الغير مرتب و قطرات العرق علي جبينها .. و كأنها خارجه من معركه صعبة و قبل أن تتكلم و ينتبه لها الطلاب دفعها عمر داخل الغرفة و دخل هو أيضا و أغلق الباب و حمد ربه أنه استطاع أن يساعدها بدون أن تنشأ شوشرة حولهم التفت ليجد ريم مكومة علي الارض تحاول أن تهدئ اعصابها قليلا و تنظم أنفاسها فذهب عمر و احضر لها بعض الماء و مناديل و عاد لها ليجدها تنظر امامها بدون تركيز
عمر : اتفضلي .. اهدي متخافيش
أخذت ريم منه الماء و ارتشفت القليل ثم وضعتها بجانبها و خيم الصمت للحظات حتي قالت ريم
ريم : شكرا
عمر : علي ايه ؟
ريم : انك كنت موجود .. و لسه موجود لحد دلوقتي
عمر : مينفعش تشكريني على حاجه واجب عليا اعملها
ريم : بس اللي انت عملته ده مش واجب عليك .. انا مش فاهماك ؟!
عمر ابتسم : صدقيني ولا انا فاهم .. بس انا ماشي ورا قلبي و بس
ريم تنهدت بضيق و قالت : انا اسفه عشان كلمتك بطريقة وحشة في الباص .. بس انت اللي عصبتني
عمر : انا يا بنتي
قالها عمر بطريقة جعلت ريم تضحك بطريقة لا إرادية ليقول
عمر : أيوة كده يا ستي اضحكي .. طب ينفع اقولك حاجه مهمه
ريم : ايه ؟
عمر : ضحكتك حلوة اوي .. صدقيني ضحكتك كفيلة أنها تغير مود اي حد
ريم : انت بتعاكسني ولا انا بتهيألي ؟
عمر : بتهيألك ؟ .. طب بالسلامة انا بقى
ضحكت ريم مرة أخرى و معها عمر و صمتوا قليلا
عمر : ممكن أسألك سؤال ؟
ريم : الفوبيا دي جاتلي من ايه
عمر : لو مش عايزة تجاوبي صدقيني مش هضغط عليكي
ريم تنهدت بضيق و سكتت قليلا ثم قالت : عمر .. انا بثق فيك عشان كده هحكيلك سري ده .. ممكن تتغير نظرتك ليا مش عارفة بس انا هحكيلك !
نظر لها عمر بأنتباه لتكمل هي : بعد موت اهلي .. اختي ورد قالتلي اننا هنروح نعيش عند خالي و انا مكنتش مدركة دي حاجه كويسة ولا لا .. و ياريتني ما أدركت
عمر : ليه ؟
ريم : ورد كانت بتروح شغلها و للأسف مكنتش تعرف ايه اللي بيحصلي .. خالي كان بيشغلني خدامه عنده و عند مراته و بنته .. عمري ما حسيت منهم بشوية طيبة .. و لما كنت بعترض و برفض انفذ طلباتهم .. كنت بتحبس في اوضة ضلمة و يتقفل عليا بالساعات .. مهما اعيط اصرخ مفيش فايدة كان أكبر رعب في حياتي هي الأوضة دي و الضلمة .. كان بيوديني اشتغل عند الناس و ياخد فلوس تعبي و لما كنت اعترض كنت اضرب و اتحبس .. و ورد مكنتش تعرف اي حاجه و بالصدفة عرفت .. و ساعتها سيبنا البيت ده و اتمني مرجعش ليه تاني ولا اشوف حد فيهم .. عمري ما كرهت حد لكن دول .. ليا حساب معاهم قدام ربنا ! على كل الجروح اللي عملوها فيا عمري ما هسامحهم .. انا ممكن أبان قدامك بني ادمة سليمة لكن جوايا متشوه بسببهم
نظر لها عمر بتأثر و تذكر كلماتها عندما أخرجها من المدرج " ولله هعمل اللي انتم عايزينه .. هسمع كلامكم ولله بس خرجوني "
ريم : عشان كده عمري ما هنسى انك انت اللي خرجتني من المدرج يومها .. انا اقدر استحمل اي حاجة الا الضلمة
نظر لها عمر بندم كبير .. كيف يخبرها أنه هو من اوقعها في تلك الحفرة من البداية و هي تظنه بطلها الشجاع سرح قليلا في كلامها حتي لوحت بيدها أمام عينيه فانتبه لها
عمر : انا اسف يا ريم !
ريم بتساؤل : علي ايه ؟
عمر : علي كل حاجه .. سامحيني علي اي حاجه جرحتك فيها .. سامحيني و خلاص
ريم ظلت تنظر له للحظات ثم قالت : بعض النظر عن بداية تعارفنا بس انت عمرك ما جرحتني
عمر نظر لها بتوتر شديد و تردد حتي قالت ريم
ريم : هو انت مخبي حاجه عليا ؟
عمر : لا .. مفيش حاجه .. انا هروح اوضتي و اسيبك ترتاحي شوية بكرة يوم طويل
ريم : متأكد
عمر : أيوة .. سلام
الكاتبة ميار خالد
ثم خرج من الغرفة سريعا و هرب من امامها قبل أن يتفوه بشيء يندم عليه لاحقا .. اتجه الي غرفته سريعا فلم ينتبه للواقف خلفه و قد لاحظ خروجه من غرفة ريم ليزفر بعصبية شديدة و كان هذا الشخص ايمن .. و في تلك اللحظة أيضا كانت مى أمام غرفتها تحاول أن تتحدث مع والدها فلاحظت خروج عمر من غرفة ريم لتشتعل غضبا و تتجه إليه سريعا قبل أن يدخل الي غرفته
مى : انت كنت بتعمل ايه في اوضتها ؟
عمر : كنت بستفسر عن حاجه .. هي مش المشرفة بتاعتنا برضو ولا ايه ؟
مى : والله ؟! و هو انت من امتي بتعتبرها المشرفة بتاعتنا و بس
عمر : مى بقولك ايه انا تعبان و مش فايق لكلامك ده
ثم تحرك من امامها لتنظر له بعصبية ثم ضربت الأرض بشدة و رجعت الي غرفتها هي أيضا .
كانت ريم تجول غرفتها و شعور غريب بداخلها لا تستطيع تفسيره .. تذكرت جميع أيامها مع عمر منذ لقائهم و كل تلك الصدف التي تجمعهم معا .. ابتسمت بخجل و قالت بصوت مسموع
ريم : يا ترا دنيتي هتوصلني لحد فين .. كل يوم بحال .. يارب
ثم ذهبت الي سريرها و نامت سريعا من شدة ارهاقها
في اليوم التالي ..
تململت ورد في سريرها و حركت يدها بعشوائية لتضرب شخصا ما و لكنها لم تركز بعد .. فتحت عيونها بتثاقل و ظلت تنظر إلي سقف الغرفة قليلا حتي تقلبت الناحية الاخرى لتجد كريم بجانبها و هي تمسك بيده لتنتفض مكانها بصراخ
ورد : اااااااااه
استيقظ كريم بفزع و قال : في ايه ! انتي كويسة
ورد : انت ايه اللي جابك جمبي
كريم : يا شيخة حرام عليكي وقفتي قلبي
ورد : رد عليا ايه اللي جابك جمبي .. استغليت اني ضعيفة و كنت بعيط مش كده قول
كريم : ايه كل ده .. عايزة تعرفي نمت جمبك ليه
ثم رفع يده لتظهر يدها التي مازالت متعلقة بيده فقال
كريم : انتي ماسكة في ايدي كده من امبارح .. عشان كده معرفتش اقوم من مكاني .. ممكن ايدي بقى ولا ايه ؟
نظرت له ورد بخجل شديد و احمرت وجنتيها لتسحب يدها سريعا كريم نظر لها بتمعن حتي قال بدهشة
كريم : ايه ده !!
ورد : في ايه
كريم : ايه ده بجد !
ورد : في ايه قلقتني !
كريم : شكلك زي القمر و انتي لسه صاحية من النوم
ورد نظرت له بتوتر و زاد خجلها و جاءت لتنهض سريعا و لكنه امسك بها
كريم : طب ما انتي طلعتي بتتكسفي اهو
ورد : ليه هو انا مش بنت برضو ولا ايه ما انا لازم اتكسف .. وسع كده احسن انت خدت عليا اوي
كريم : و لو موسعتش
ورد بتوتر : ايه ؟
كريم : بقولك و لو موسعتش
ورد بتوتر : لو موسعتش متز...
و قبل أن تكمل قال كريم : متزعلش من اللي هيحصلك صح .. يا ستي انا نفسي ازعل زعليني يلا
ورد نظرت له قليلا حتي عرفت الضحكة طريقها الي وجهها فضحكت و وضعت يدها علي وجهها بحركة عفوية ثم قالت
ورد : كريم بيه سيبني الله يخليك ورايا هم ولله .. بلاش ترخم عليا
كريم ابتسم : طيب هسيبك بس بشرط
ورد : ايه هو ؟
كريم : تبطلي كلمة بيه دي عشان اتخنقت منها بجد
ورد : مش هعرف يا بيه صدقني
كريم : مش هتعرفي تقولي كريم بس يعني .. ايه الصعب فيها
ورد : معرفش بقى .. انا اتعودت عليها خلاص
كريم رفع إحدى حاجبيه و قال : ولله .. طيب هنشوف و كلها كام يوم و هتبطلي الكلمة دي
ورد : ده ايه الثقة دي
كريم ابتسم ثم نهض من مكانه و اتجه الي الحمام المرفق بالغرفة ليستحم .. ظلت ورد مكانها للحظات ثم ابتسمت و نهضت من مكانها و رتبت سريرها و الغرفة و جمعت الملابس التي سوف تُغسل و فتشت فيها قبل أن تضعها في السلة لتجد ورقة مطوية فتذكرت أنها الورقة التي كانت في الصندوق القديم الذي كان في غرفة صابر !
جاءت لتفتحها و تقرأ ما بها و لكن كريم خرج لتخبئها في جيبها مرة أخرى .. كان شعر كريم مبلل فوقف أمام المرآة ليجففه .. ظلت ورد تتأمله للحظات و كانت تظن أنه لا يراها و لكنها انصدمت حين قال
كريم : طيب هتفضلي بصالي كتير ولا ايه ؟
ورد توترت : ايه ! لا انا اا و ابصلك ليه يعني
كريم : اسألي نفسك
ورد : أخرج يا كريم بيه يلا الله يخليك
ابتسم كريم و قال : طيب انا رايح اطمن علي بابا .. و بالنسبة لموضوع خالك مش عايزك تشيلي هم
قالت ورد بحزن : مشيلش هم ايه بس
كريم : ورد اللي اعرفها مبيهمهاش حد .. و مش دول اللي يخلوكي تحبسي نفسك في بيتك عشانهم
ورد نظرت له و اردفت : مش حكاية كده .. بس كل ما ابص في وشهم افتكر حاجات مش عايزة افتكرها
كريم امسك يدها و قال : انا معاكي .. و كلها يومين و يختفوا من حياتك زي ما ظهروا .. بعد اللي قولتيه امبارح في حاجات كتير اوي هتتغير
ورد ابتسمت و قالت : حاضر
ابتسم لها كريم ثم خرج من الغرفة و التفت ليمشي ليصطدم بهاجر بقوة كادت أن تسقط و تركها هو لتسقط دون أن يساعدها
كريم : انتي بتعملي ايه هنا .. انتي كنتي بتسمعينا ؟؟
في غرفة ورد ..
و ما أن خرج كريم حتي فتحت الورقة بفضول لتقرأها و لكن بعد لحظات تغيرت نظراتها و صُدِمت بشدة !
يا ترا ايه اللي صدم ورد في الورقة
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
و ما أن خرج كريم حتي فتحت الورقة بفضول لتقرأها و لكن بعد لحظات تغيرت نظراتها و صُدِمت بشدة ! و كانت الورقة عبارة عن رسالة من والدة كريم
قرأتها ورد بصوت مسموع بتركيز : عارفه انك زعلان مني عشان جوزتك مروة غصب عنك .. بس صدقني مكنتش عايزة اخسر حد فيكم و هي بتحبك يا كريم .. من ساعة ما اتجوزتها و انا حاسة انك مش مبسوط بس فترة و هتتقبل الوضع انا عارفه .. بس صدقني مروة بنت خالتك طيبة و حنينه .. انا خايفة قراري انك تتجوزها يظلمك و عارفه انك قبلت عشاني و عشان كده مش هاين عليا زعلك .. و لو لقيتك مش قادر تعيش معاها أو هتبقى مش سعيد انا هخلصك من الجوازة دي زي ما اجبرتك عليها بس انا متأكدة انك هتحبها .. انا بكتبلك الجواب ده و انت مسافر و عارفة انك راجع بكره اه .. بس خايفة لما اشوفك انسى كل حاجه .. أو خايفة ملحقش اقولك الكلام ده .. انت عارف اني بقالي فترة تعبانه .. سامحني يا حبيبي .. والدتك زهرة
قرأت ورد الكلام بتعجب شديد و كررت : طيبة ؟! مروة .. ازاي .. في حاجه غريبة
وضعت الجواب في جيبها و خرجت من الغرفة سريعا حتي تتجه الي غرفة صابر و لكنها تفاجئت حين وجدت كريم مازال واقف مكانه و ينظر لهاجر بحدة
ورد : في ايه ؟
كريم كرر سؤاله محدثا هاجر : ردي عليا .. كنتي واقفة هنا ليه
هاجر نهضت بتوتر و قالت : اا انا كنت بدور على اوضتنا اصلي توهت
كريم : اوضتكم في الدور اللي تحت مش هنا خالص
نظرت لهم هاجر بتوتر لتقول ورد : معلش خلاص عديها .. اصلها متعودة على كده
هاجر : قصدك ايه يا ورد مش فاهمه
ورد : ميهمنيش تفهمي
ثم امسكتها من يدها بحدة و تحركت لتذهب بها الى غرفتها و ذهب كريم ليطمئن علي والده .. و ما أن وصلت ورد الي غرفة خالها و زوجته حتي تركت يد هاجر بعنف و قالت محدثة منيرة
ورد : هو انتي معلمتيش بنتك أن البيوت ليها حرمتها ولا ايه يا مرات خالي .. مش عيب لما تقفي علي الباب تسمعي كلامي انا و جوزي
منيرة : يوه و انتي مكبره الموضوع ليه تلاقيها تاهت .. تعالي يا حبيبة قلب امك
ظلت ورد تنظر لهم بكره للحظات ثم تركتهم و ما أن تأكدت منيرة من رحيلها حتي قالت
منيرة : ها عملتي ايه ؟
هاجر : حاولت الفت نظره يا ماما بس واضح أنه تقيل اوي .. اموت و اعرف وقعته ازاي دي و خصوصا أنه متجوز
منيرة : اتجدعني كده بقى و شدي حيلك .. انتي مش شايفة الفيلا عاملة ازاي ده هيعيشنا في الهنا يابت
هاجر : بحاول اهو اموت نفسي يعني
و فجأة وجدوا مروة أمامهم و قد سمعت حديثهم هذا لتدخل الي الغرفة و تغلقها عليهم ثم اتجهت الي هاجر و طالعتها باشمئزاز
هاجر : في ايه .. بتبصيلي كده ليه مش عجباكي ولا ايه
سحبتها مروة من يدها بغيظ لتتأوه هاجر بألم و قالت منيرة
منيرة : في ايه !! انتي ماسكة بنتي كده ليه سيبيها
مروة : عشان نست هي ايه و بتعمل ايه هنا .. بلاش تخليني افكرك بطريقتي .. و انتي كمان احسنلكم تنفذوا المطلوب منكم و بس ! مفهوم
منيرة : احنا لسه واصلين امبارح احنا لحقنا
مروة بعصبية : يبقى تنجزوا !! خلال يوم واحد عايزة كريم يطرد اللي اسمها ورد دي من هنا .. عايزة صورتها قدامه تبقى زبالة و طبعا انتم أهلها يعني لازم هيصدقكم
هاجر : حاضر حاضر
الكاتبة ميار خالد
طالعتهم مروة بسخط لتخرج من الغرفة سريعا .. صعدت ورد الي غرفة صابر و دلفت لها لتصطدم بكريم و اصطدمت رؤوسهم ببعض لتتأوه هي بألم ثم ضربت رأسها برأسه مرة أخرى لينظر لها بتعجب
كريم : بتخبطيني تاني ليه ؟!
ورد : اصلي شوفتها في مسلسل هندي فقلدتها
كريم : و انتي اي حاجه تشوفيها تقلديها
ورد : خلاص متكبرش الموضوع .. مكنتش اعرف ان ضربتي هتوجعك اوي كده
كريم رفع إحدى حاجبيه و أردف : والله .. طب عدي من قدامي بدل ما امد ايدي عليكي بجد
ورد : انت فاكرني هخاف و أجري ولا ايه
كريم ابتسم بخبث و اقترب منها فجأة لتفزع هي و تبعد سريعا
ورد : في ايه !
اقترب كريم أكثر لتدفعه بخفة و تركض سريعا بعيدا عنه و دلفت الي صابر الذي كان يراقبهم و ابتسامة خفيفة على وجهه .. خرج كريم من الغرفة و نزل الي الأسفل لتتجه ورد الي صابر و عندما تأكدت أنهم بفردهم حدثته
ورد : عم صابر .. انا قريت الورقة دي بتاعت ماما زهرة الله يرحمها .. بس انا مستغربة جدا من كلامها مروة مين دي اللي طيبة .. انا حاسة اني في حاجه غلط انت ايه رأيك
هز صابر رأسه بالإيجاب ليتأكد شعورها هذا و قالت
ورد : و انا مش هسكت غير لما افهم كل حاجه !
و بعد أن خرج كريم من الغرفة و سار للحظات توقف فجأة عندما سمع صوت شخصا ما يتحدث بعصبية فذهب اتجاه مصدر الصوت ليجد رمزي يقف في إحدى الزوايا و ينظر حوله بتوتر و يتحدث مع أحد ما علي الهاتف .. اقترب اكثر ليسمع كلامه
رمزي بعصبية : اعمل ايه يعني .. لسه معرفتش اعمل حاجه !
: .....
رمزي : احنا كنا فين و بقينا فين .. هو احنا كنا نطول طريقها بس .. متقلقش انا مش همشي من هنا غير لما اخلص الاوراق .. جهز انت كل حاجه
ثم انهي المكالمه و تحرك من مكانه ليجد كريم يقف أمامه و يرمقه بغموض
رمزي بتوتر : كريم ! انت هنا من امتى
كريم : لسه دلوقتي .. كنت جاي اشوفك محتاج حاجه ولا لا
رمزي : لالا مش محتاج حاجه
كريم : تمام
رمزي : ولله انت شكلك ذوق اوي مش عارف ازاي قدرت تتعامل مع ورد
كريم : نعم ؟
رمزي : اقصد يعني أن دماغها صعبة اوي و مش سهله .. البت دي مش غلبانه زي ما انت فاكر
كريم : هو انت متأكد انك خالها ؟
رمزي : أيوة ولله انت مش مصدق
كريم : انا لو مصدق حد فهو ورد .. عرفت ليه بتكرهكم و عندها حق بصراحه !
رمزي : قصدك ايه يعني !
كريم : انت فاهم قصدي كويس بلاش لف و دوران
رمزي توتر قليلا ثم قال بتردد : معلش انا هروح اشوف منيرة لو عايزة حاجه عن اذنك
ثم تحرك من أمامه سريعا رمقه كريم بغموض ثم تحرك من مكانه و علامات التساؤل تغزو وجهه و لم يمشى بضع خطوات حتي اصطدمت به هاجر مرة أخرى
كريم : و بعدين بقى .. انتي عاميه ولا ايه ؟
هاجر برقه : سوري ولله ماخدتش بالي
كريم : طيب ابقي خدي بالك بعد كده .. عن اذنك
و جاء ليتحرك و لكنها وقفت أمامه مرة أخرى و قالت : لو فاضي ممكن نتكلم شوية
كريم : نتكلم ؟؟ و ايه الموضوع اللي ممكن يجمعنا عشان نتكلم فيه
هاجر : ورد !
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
استيقظت ريم من نومها علي صوت صراخ إحدى الفتيات لتنهض بفزع و تخرج من غرفتها سريعا لتجد تجمع من الطلاب
ريم : في ايه و ايه الصوت ده !
أجابت احدى الطالبات : دي مى يا دكتور .. اصلها شافت قطة في اوضتها
مى بصوت عالي : كانت هتاكلني ولله انا خايفة اوي مستحيل افضل في الاوضة دي
ريم : والله ! كل ده على قطة انتي بتهزري
مى : و هي الحاجات دي فيها هزار برضو .. حد يطلعها
دخلت ريم الي الغرفة و بحثت عن القطة حتى وجدت قطة صغيرة جميلة جدا تختبئ في إحدى الزوايا بخوف كبير و ترفض أي محاولة للخروج
ريم برقه : يا روحي انتي صغننه اوي .. كنت فكراكي كبيرة و شكلك يخوف بسبب رد فعل مى
و حاولت أن تجعلها تطمئن قليلا و مسحت عليها حتي هدأت ثم حملتها بين يديها و خرجت و عندما خرجت كان عمر قد استيقظ هو أيضا و أردف بمجرد أن رآها
عمر : في ايه ؟
ريم : ولا حاجه يا سيدي .. زميلتك مى خافت من القطة دي و لمت عليها الاوتيل كله .. والله دي القطة اللي خافت منك اساسا
ضحك جميع زملائها لتقول مى بعصبية كبيرة : انتوا بتتريقوا عليا .. طيب انا مش هقعد في الأوضة دي تاني
ريم قالت بحدة : مى .. اعتقد كفاية كده و ارجعي اوضتك يلا
مى : مستحيل ارجعلها تاني مش هعرف اقعد فيها
مى : خلاص بدلي مع اي حد من زمايلك .. و ياريت بسرعه بدل الدوشة دي غير أن لسه عندنا حاجات كتير في اليوم .. مين مستعد يبدل مع مى ؟
صمت جميع الطلاب لتكرر ريم سؤالها و لكنهم صمتوا أيضا فقالت ريم
ريم : كده انتي مضطرة تفضلي في الاوضه بتاعتك لأن محدش عنده استعداد يبدل معاكي
مى : مليش دعوة انا مش هقعد في الاوضه دي .. خلاص هاخد اوضه تانيه لوحدي
ريم : مينفعش .. احنا جايين سوا يعني لازم نفضل سوا
مى : مليش دعوة انا مش هفضل في الاوضة دي
ريم : طيب و الحل يعني
مى بخبث : خلاص مش انتي لوحدك في الاوضة يا دكتور خليني معاكي بقى و اهو ٣ ايام نستحمل بعض فيهم
ريم : نعم ! مينفعش دي أوضة مشرفة
مى : عشان خاطري يا دكتور ولله ما هعرف اقعد في الاوضة دي بليز
نظرت لها ريم بتردد و أشار لها عمر برأسه حتي ترفض لأنه يعرف جيدا نية مى من هذا كله و لكن ريم لم تريد أن تحدث مشكلة اكبر فقالت
ريم : خلاص تمام .. بس صدقيني هتندمي جدا على قرارك ده
مى بخوف : ليه كده
الكاتبة ميار خالد
ريم : لأنك هتبقي تحت عيني اوي و اظن انتي فهماني .. انا عن نفسي معنديش مشكلة يلا
احست مى ببعض القلق و كلها قالت بعناد
مى : ماشي يا دكتور
ثم ذهبت الي غرفتها و لململت اغراضها و ذهبت الي غرفة ريم و ابتسامة خبيثة على وجهها و لكنها لم تعرف انها بالفعل سوف تندم كثيرا .. قلق عمر علي ريم نوعا ما و حاول أن يكلمها و لكنها لم تترك له فرصة .. و بعد لحظات وصلت ريم و معها مى الي غرفتها و دلفت إليها لتجلس مى علي السرير براحة لتقول ريم
ريم بتساؤل : انتي بتعملي ايه ؟
مى : هرتاح شوية بسبب القطة معرفتش انام
ريم : لا مفيش نوم يلا .. حاليا هننزل نخرج كلنا و مينفعش تفضلي هنا لوحدك
مى : بس انا تعبانه
ريم : و انا قولت كلمة واحدة .. يلا جهزي نفسك
ثم تركتها لتدخل الي الحمام و تجهز هي نفسها لتزفر مى بضيق و تقول
مى : ايه اللي حطيت نفسي فيه ده بس .. بس كله يهون عشان اكون قريبة منها و اعرف في ايه بينها و بين عمر !
ثم نهضت من مكانها و بعد لحظات كان جميع الطلاب أمام الفندق و على رأسهم ريم و ايمن و مشرف اخر معهم و تم تقسيم كلا منهم لتتحرك ريم مع طلابها و ذهبت بهم الي مدينة الملاهي اولا و كانت نظرات عمر على ريم فاتجه له ايهاب و قال
ايهاب : برضو مش عايز تفهمني في ايه ؟
عمر : مش فاهم
ايهاب : لا يا راجل .. مش فاهمني .. و بالنسبة لعينك اللي هتطلع عليها دي ايه نظامها
عمر تنهد بضيق ليقول ايهاب : انت حبيتها .. صح ؟
عمر : شكله كده
ايهاب : كنت حاسس من يوم ما خرجتها من المدرج .. بس ازاي حبيتها .. ده انت مكنتش طايقها يا جدع
عمر : القلب و ما يريد بقى اعمل ايه
ايهاب : طب و هي ايه ؟
عمر : لسه متعرفش اي حاجه
ايهاب : و ناوي تقولها امتى بقى
عمر : بعد ما الرحلة تخلص بأذن الله
ايهاب ابتسم و ربت على كتف عمر و قال : بس أتصدق .. فرحت عشانك يا أخي .. اوعى بس تطلع زي اللي قبلها و اختار صح الله يخليك
عمر رمقها بحب و أردف : صدقني مش هيكون فيه لا قبلها ولا بعدها .. هي توافق بس
ثم ضحك بعفوية و تحرك هو و ايهاب لتظهر مى التي كانت واقفة خلفهم و تسمعهم بحزن شديد و سرعان ما تحول هذا الحزن الي غضب كبير .. و قد تذكرت كلام عمر أن ريم تعاني من فوبيا الظلام لتبتسم بخبث !
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
هاجر : ورد !
كريم : والله ؟ و مالها ورد
هاجر : كنت عايزة اعرف .. هو انت و ورد اتجوزتوا ازاي .. عشان اطمن عليها يعني هي في الأول و الاخر بنت عمتي
كريم : اعتقد ده شئ ميخصكيش
هاجر : طيب أنا أسفه اني سألت .. بس أنا كان عندي طلب منك
كريم : أيه هو ؟
هاجر تصنعت الحزن : كنت عايزاك تكلم ورد عشان تصالحني .. انا قلبي ابيض ولله بس لسه زعلانه منها .. اصلها كانت بتعاملني بطريقة وحشة زمان قبل ما تهرب من البيت هي و اخواتها !
كريم : صححي الكلام الاول
هاجر : مش فاهمه ؟
كريم : يعني انتي اللي كنتي بتعاملي ورد وحش مش العكس .. و أنا واثق في ورد جدا و على فكرة هي قالتلي كل حاجه
هاجر بصدمة : بجد !
كريم : اه بجد .. و ياريت تبطلي حركاتك دي عشان صدقيني مكشوفة اوي .. انا كل ده محترم انك ضيفة في بيتي بلاش تخليني أخرج عن شعوري و اتفضلي من قدامي .. و من هنا لحد ما زيارتكم تنتهي مش عايز اتجمع معاكي في أي مكان
و جاء ليتحرك و لكن هاجر وقفت أمامه سريعا و قالت : لا انت فهمتني غلط ولله .. انا مش قصدي حاجه اكيد
ثم اقتربت منه اكثر و تكلمت بدلال : انت بس اللي مش مديني فرصة افهمك قصدي
رمقها كريم بعدم اهتمام و جاء ليتحرك من أمامه و لكنها منعته مرة أخرى و وقفت أمامه
هاجر : لا ما هو انت مش هتمشي غير لما نتكلم شوية
و فجأة وجدت هاجر من يسحبها من ذراعها لتستدير و تجد ورد امامها تطالعها بحدة و بدون اي مقدمات رفعت ورد يدها لتهبط علي وجه هاجر و قالت بحدة
ورد : احسنلك خليكي بعيدة عن جوزي .. و حركاتك دي تخليها برا البيت ده .. انتي فاهمه !! يا شيخة كنت فكراكي اتغيرتي طلع لسه فيكي داء النقص ده !
هاجر طالعتها بكُره لتقول : ماشي يا ورد
ثم تحركت من امامها سريعا لتتركها هي و كريم
ورد : بني ادمة مستفزة .. و أنت ازاي تسمحلها تقرب منك كده
ثم ضربته بخفة على صدرة و كادت لتكررها حتى امسك يدها بقوة
كريم : و انتي ادتيني فرصة اصلا .. انتي عملتي الواجب ما شاء الله
ورد بعصبية : انا كده معملتش حاجة .. تحمد ربنا أنها مشت من قدامي سليمة
كريم ابتسم ثم قال بمكر : لا بس حلوة
ورد : هي ايه دي اللي حلوة .. هاجر !!
كريم : هاجر ايه يا ورد بس !
ورد : اومال ايه ؟
كريم : كلمة جوزي .. عجبتني
ورد بتوتر : ليه هو انت مش جوزي ولا ايه .. على الورق يعني .. هو انت بقيت مستقصدني ليه الفترة دي يا بيه .. كل ما اقول كلمة تمسك فيها
كريم اقترب منها قليلا لتتحرك من مكانها سريعا بتوتر و تقول : انا هروح اشوف بسملة
ليضحك كريم بخفة و لكن سرعان ما تغيرت تلك الابتسامة عندما تذكر كلام رمزي و قد وعد نفسه أن يعرف سر تلك الاوراق في اقرب وقت !
يا ترا مي هتعمل ايه ؟
ايه سر الأوراق دي ؟
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
و بعد أن انتهوا من لعبهم في الملاهي ذهبوا جميعا الي أحد الكافيهات ليستريحوا قليلا و كان عمر مع ريم في كل خطوة منذ أن خرجوا من الفندق و قد لاحظ الجميع قربه هذا منها و الغير مفسر
عمر : انتي مكلتيش حاجه من الصبح .. تحبي تاكلي ايه ؟
ريم : ولا حاجه مليش نفس
عمر : ده اللي هو ازاي بقى .. لازم تاكلي عشان متتعبيش
ريم : و لو تعبت .. دي حاجه ترجعلي
عمر : لا والله .. دي ورد ممكن تقتلني فيها انتي مش عارفه اختك
ريم ابتسمت بخفة بسبب كلماته تلك فقال هو : ثواني هقوم اطلبلك اي حاجه تاكليها
و أثناء كلامهم هذا استطاعت مى أن تختفي قليلا حتى تنفذ ما في رأسها .. و فجأة و بعد ذهاب عمر انقطع النور ليضحك و يصرخ جميع الموجودين بحماس الا .. ريم
فزعت ريم و نظرت حولها سريعا و سرعان ما أغمضت عينيها و وقعت على الارض و هنا ظهرت مى و في يدها كعكة عيد ميلاد و بها شموع
مى : كل سنه و انتي طيبة يا أية .. ايه رأيك في المفاجأة دي
ايه بتعجب : و انتي طيبة .. بس غريبة اول مرة تفتكريني يعني ؟
و عندما انقطع النور اتسعت عيون عمر من الصدمة و رجع لهم سريعا ليلاحظ ريم الواقعة في إحدى الزوايا و تضم ركبتيها إلى صدرها و هي مغمضة عيونها بخوف ليصيح بالموجودين
عمر : ايه لعب العيال ده .. رجعوا النور تاني
مى : في ايه يا عمر .. أنا كنت عاملة مفاجأة لأيه بس
ذهب عمر سريعا و تحدث مع عمال المكان و بعد لحظات رجع النور مرة أخرى و لاحظ الجميع تكوم ريم على الارض ليتعجبوا قليلا و ركض عمر اليها سريعا
عمر : ريم .. ردي عليا مفيش حاجه متخافيش
الكاتبة ميار خالد
رفعت ريم عيونها التي كانت تغرقها الدموع الي عمر و لكنه سرعان ما حاول أن يهدأها قليلا حتي لا يهتز شكلها أمام طلابها و حاولت هي النهوض فساعدها .. اتجهت لها احدى الطالبات و قالت
: في ايه يا دكتور انتي كويسة ؟
ريم حاولت أن ترد بثبات فقالت : انا تمام
مى اتجهت لها و قالت بصوت عالي : سوري يا دكتور والله نسيت أن انتي عندك فوبيا من الضلمة !
نظرت لها ريم فجأة و قالت : و انتي عرفتي منين الموضوع ده ؟!
مى : عمر ! هو كان قايلنا انك عندك فوبيا من الضلمة
عمر نظر لها بصدمة و فكر لثواني و لكنه لا يتذكر أنه قد أخبر مى من قبل بل أنه قد حفظ الموضوع سرا حتي لا تنزعج ريم
عمر : انتي كدابة .. انا مقولتش لحد حاجه عن الموضوع ده
ريم نظرت له بصدمة و قالت : اومال هي عرفت منين .. انت يا عمر !
عمر : صدقيني انا مليش ذنب
صمتت ريم للحظات ثم قالت بنبرة حادة : تمام .. ياريت كل واحد يرجع للي كان بيعمله .. نص ساعة و هنرجع الفندق تاني
ثم خرجت من المكان سريعا لتترك عمر خلفها .. نظر هو إلي مى بتوعد لترمقه هي بخبث و انتصار ! ثم خرج خلفها سريعا !
_________________________________
دلفت مروة الي غرفة ورد بحقد و تجولت فيها للحظات و امسكت هاتفها لتنظر له باستخفاف .. و بعد لحظات من التجول وصلت الي خزانتها .. فتحتها و أخرجت كل ثيابها و بدون اي مقدمات بدأت في تمزيق كل ملابسها و اغراضها بغل و جنون حتي مزقت جميع ملابسها لدرجة انه لم يكن لورد قطعة ملابس واحدة حتي تلبسها ! ابتسمت مروة بانتصار و خرجت من الغرفة ، و بعد فترة دخلت ورد الي غرفتها بتعب و ذهبت الي خزانتها لتبدل ثيابها و لكنها لم تجد قطعة واحدة سليمة ! نظرت إلي ثيابها بحسرة و حزن شديد و قالت
ورد بحزن : اكيد مروة هى اللي عملت كده
ثم انارت فكرة في رأسها لتبتسم ورد ابتسامة واسعة و قالت
ورد : انتي اللي جبتيه لنفسك .. متزعليش بقى !
في الاسفل ..
كان كريم يجلس في الجنينة يتابع عمله و يقرأ إحدى الملفات و بسملة تلعب أمامه حتي احس ببعض التعب فتذكر أنه لم يتناول دوائه فنهض و التفت ليدخل و لكنه وقف مكانه بصدمة و نظر لها بعيون متسعة
كريم بصدمة : ورد ؟! ايه اللي انتي عاملاه في نفسك ده
و كذلك رأتها بسملة لتنظر لها بصدمة : ورد !
و كان المشهد كالآتي .. كانت ورد تقف أمام كريم و هي تحاول أن تكتم ضحكاتها و هي مرتديه قميصه الابيض و إحدى البناطيل الخاصة به و أحدثت في نهايتها ثنايات كثيره حتي يقصر طوله قليلا و فعلت هذا ايضا في القميص و لكن بدون فائدة فالملابس مازالت كبيرة عليها و لكنها أدت الغرض لم يستطيع كريم كتم ضحكته أكثر و كذلك بسملة لينفجروا في الضحك و كذلك ورد معهم و بعد لحظات هدئوا قليلا
كريم : دي هدومي صح ؟! و لو هدومي لابساها ليه
و هنا جاءت مروة باتجاههم بعد أن سمعت صوت ضحكاتهم لتنظر إلي ورد بتعجب و غيظ فنظرت لها ورد و قالت
ورد : اصلي دخلت اوضتي لقيت كل هدومي متقطعة لدرجة أن مفيش حاجه واحدة بس سليمة .. ملقيتش غير هدومك انت و بصراحه حبيتها اوي
مروة رمقتها بعصبية و حقد لتقول ورد : معلش بقى ايا كان اللي قطعهم لو ده هيخليه مبسوط مش مشكلة
اتجهت لها مروة و حاولت أن تتكلم بثبات
الكاتبة ميار خالد
مروة : ايه منظر الخدامين اللي انتي فيه ده
ردت ورد بسخرية : البركة فيكي .. غير كده ايه كلامك ده .. اتصدقي انا اكتشفت أن هدوم كريم جميلة و مريحة اوي هبقى ألبسها على طول .. تسلم ايدك
مروة رمقتها بغيظ ثم ذهبت من مكانها بعصبية لتقول بسملة
بسملة : يا حرام !
ورد : في ايه ؟
بسملة : دماغها بتطلع نار
ورد ضحكت عليها و نظرت إلي كريم فقال لها
كريم : ده بجد .. مروة قطعت كل هدومك فعلا ؟
ورد : أيوة .. اطلع الأوضة هتلاقي كل حاجه
كريم : ولا يهمك نص ساعه و يبقى عندك قدهم تاني
ورد : لا عادي .. هي فاكرة أن بالحركة دي هي هتضايقني بس غلطانه جدا
كريم : بس مكنتش اعرف ان هدومي شكلها حلو كده
ابتسمت ورد و أخذت بسملة و رجعت الي الفيلا مرة أخرى و ظل كريم ينظر لها حتي اختفت من أمامه ، تنهد هو بحرارة و جاء ليتحرك و لكن هاتفه صدع رنينا برقم صديقه المحامي و هو عماد و الذي يعمل بمهنة المحاماة بجانب عمله في الشركة .. و قد أخبره كريم عن ورد
كريم : كنت بتصل بيك من بدري فينك ؟
عماد : معلش يا كريم ولله كان عندي شغل مهم اول ما خلصته اتصلت بيك
كريم : تمام .. عايزك في خدمة
عماد : قول تحت امرك
كريم : رمزي اشرف عبد المجيد
عماد : ماله ؟
كريم : عايز اعرف كل حاجه عنه .. في اسرع وقت
عماد : ليه مين ده
كريم : ده خال ورد .. عايزك تعرفلي كل حاجه عنه و عن عيلتها
عماد : تمام !
الكاتبة ميار خالد
خرجت ريم من المكان بعصبية كبيرة و جلست في إحدى الاركان لتهدئ من اعصابها قليلا حتي جاء اليها عمر
عمر : ريم !
ريم ظلت صامته فقال مرة أخرى : ريم .. صدقيني انا مقولتش حاجه مى بتكدب
ريم : عمر بعد اذنك عايزة افضل لوحدي
عمر : و انا مش هينفع اسيبك و انتي اخده عني الفكرة دي
ريم : عمر بعد اذنك .. سيبني لوحدي
لم يريد عمر أن يضغط عليها أكثر فذهب بهدوء و ظلت هي مكانها للحظات لتتنهد بضيق ثم أخرجت هاتفها من حقيبتها و اتصلت بورد التي كانت تساعد بسملة في حل واجباتها فردت عليها
ورد : ريم .. اتصلت بيكي كذا مرة مردتيش عليا ليه
ريم : غصب عني كنت مشغولة شوية .. انتم عاملين ايه ؟
ورد : مال صوتك
ريم : مليش
ورد : ليه و هو انا مش عرفاكي
ريم ابتسمت بحزن : مليش ولله .. وحشتيني بس
ورد : و انتي اكتر يا حبيبتي .. طمنيني عمر واخد باله منك ولا لا
ريم ابتسمت بسخرية : واخد باله اوي متقلقيش
ورد : مع اني مش مرتاحة لصوتك ده بس هعديها .. خلي بالك من نفسك يا ريم و لو حصل اي حاجه معاكي كلميني على طول
ريم : حاضر يا ورد
ورد : انتي هترجعي امتي ؟
ريم : بعد يومين بأذن الله
تنهدت ورد بضيق و قالت في نفسها : لازم خالي يمشي قبل ما ريم ترجع و الا هتتعب جدا لما تشوفه .. و انا مش مستعده للمقابلة دي !
ريم : روحتي مني فين ؟؟
ورد : معاكي
و هنا جاء صوت رمزي و هو يقول : هي دي ريم ؟ هاتي اسلم عليها دي وحشتني اوي
نظرت له ورد بحدة و قالت سريعا : طب يا ريم سلام دلوقتي
ريم بتركيز : صوت مين ده ؟! مش غريب عليا
ورد : ولا حد .. سلام دلوقتي
ريم : استني بس
و لكن لم تنتظر ورد و أنهت المكالمه سريعا و التفتت الي رمزي
ورد : هو انت مش عايز تجيبها لبر لا ايه !!
رمزي بخبث : ليه انا عملت ايه .. ده انا كنت عايز اطمن عليها بس
ورد : والله .. ده على اساس ان انت مش السبب في مرضها لحد دلوقتي
رمزي : اعمل ايه هي اللي مكنتش بتسمع الكلام و انا عصبي
ورد اقتربت منه و قالت بحده : انا عايزة افكرك بحاجه بس .. زمان كانت روحي في ايدك عشان كده مقدرتش اعمل حاجه و مكنش قدامي حل غير الهروب .. لكن دلوقتي انت في بيتي و تحت ايدي .. بلاش تخليني أخرج عن شعوري اكتر من كده .. و يا بخت من زار و خف و تتكل على الله انت و مراتك و بنتك
رمزي : انتي بتهدديني يا ورد
ورد : اه .. انا بحذرك عشان مترجعش تزعل
رمزي : مستخسره فيا اعيش يومين في الهنا ده .. شكل جوزك مدلعك اوي مش كده
ورد : دي حاجه متخصكش .. ياريت تمشي من سكات
رمزي : ماشي يا ورد .. انا همشي بس بشرط
ورد : شرط ايه ؟
رمزي : تمضيلي على ورقة تعهد منك انك مش هتعمليلي حاجه لا أنا ولا مراتي و هاجر
ورد : و دي محتاجه ورقة .. انت فاكرني زيك ولا ايه
رمزي : معلش عشان اطمن .. بمركز جوزك ده ممكن في أي وقت تتبلي عليا بمصيبة
ورد بنفاذ صبر : ماشي .. بس مش همضي علي حاجه غير و انت على باب البيت ! مفهوم
رمزي بخبث : ماشي يا ورد
الكاتبة ميار خالد
ثم تحرك من امامها بخبث و ابتعد عنها لتتنهد هي بضيق و ترجع إلي بسملة .. مشى رمزي لخطوات حتى وقفت مروة أمامه
مروة : عملت ايه .. كلمت كريم ولا لا ؟
رمزي : ولله يا هانم انا حاولت لكن شكله بيثق فيها و بيحبها
مروة بعصبية : متقولش بيحبها !! مستحيل دي تكون ذوق كريم انت اللي مش بتحاول .. انا اللي وصلتك لطريقها و كان المقابل انك تاخدها معاك و تمشي و توصل لكريم فكرة وحشه عنها .. لكن واضح اني اعتمدت علي شخص غبي
رمزي : طب و ليه الغلط ده .. ولله انا حاولت و عملت اللي عليا و معرفتش خلاص بقى اعمل ايه .. عن اذنك
ثم تحرك من أمامه و تركها هى بعصبية كبيرة لتذهب الي غرفتها و تدخلها بعصبية و ظلت تجولها و حاولت أن تهدأ قليلا أخذت بعض الحبوب المهدئة و جلست مكانها و حاولت التفكير في شئ آخر ثم امسكت هاتفها و اتصلت بأمير
امير : ايه لسه فاكرة تكلميني .. افتكرتك هتكلميني من ساعة ما المفاجأة وصلت
مروة بعصبية : مفاجأة زي الزفت
امير : ليه في ايه ؟
مروة : كريم مش مأثر معاه حاجه و شكله كده بيثق فيها جدا .. ده مش مصدق كلام أهلها انت متخيل .. انا هتجن اكيد البت دي عملتله حاجه
امير : هي عليها نظرة قتلتني بصراحه .. انا ساعات بحسد كريم ده
مروة بجنون : هو انا بتصل بيك عشان تتغزل فيها !!
امير ضحك بشر : خلاص اهدي بس .. و هو انتي فاكرة اني مش مجهز حاجه تانية في دماغي
مروة هدأت قليلا و قالت : هتعمل ايه ؟
امير : كام حاجه كده هتعرفيهم بعدين
مروة : لا ! انا لازم أبقى عارفه كل حاجه
امير : هنرجع لخطتنا الاولى .. الشك !
مروة : انت مش مستوعب انا بقول ايه .. بقولك بيثق فيها ومفيش حاجه بتأثر فيه
امير : بتهيألك .. مفيش راجل مش بيشك في مراته .. حتي لو بيثق فيها جدا .. و هتشوفي هنجح في ده ولا لا !
مروة : يعني انت متأكد أن موضوع الشك ده هيجيب نتيجة
امير : ايوة متقلقيش .. و حاولي تيجي اشوفك عشان وحشاني اوي
مروة : انت مش شايف اللي انا فيه .. عموما حاضر هحاول
امير : تمام .. و ابقي قوليلي اخبار الحريقة اللي هتحصل ايه ها !
مروة : ماشي لما نشوف
ثم انهت المكالمه معه بعصبية
الكاتبة ميار خالد
في غرفة ورد ...
كانت تلملم ملابسها الممزقة و تحاول أن تعالجهم بكل الطرق الممكنة حتى دلف كريم إليها و بيده العديد من الحقائب و اتجه إليها
كريم : انتي بتعملي ايه ؟
ورد : بحاول اصلح اي حاجه .. و لو حاجه محتاجه تتخيط هخيطها
كريم : لا سيبي دول خلاص
ورد : ليه يا كريم بيه خسارة .. هحاول اصلح اي حاجه منهم يمكن تنفع
كريم اتجه إليها و اخذ قطعة الملابس التي كانت بيدها و قال
كريم : انا فاهمك .. بس في نفس الوقت هما بايظين جدا .. ليه تحاولي و تعملي مجهود و النتيجة هتكون واحده و هي أنهم مش هينفعوا برضو .. خدي انا جيبتلك هدوم جديدة و لو عايزة حاجه تاني ابقي قوليلي و ننزل نجيبها سوا
ورد : كتر خيرك يا بيه والله مكنش ليه لزوم
كريم : ملهوش لزوم ؟؟
ورد : أيوة انا كنت هعرف اصرف نفسي
كريم : قولي بقى انك كنتي حاطة عينك على هدومي بجد !
ضحكت ورد بخفة ثم قالت : بصراحة كده انا قصدت البس هدومك عشان اغيظ مروة .. مش هي عملت كده عشان تضايقني متزعلش بقى
كريم : متضايقيش نفسك .. و يلا خدي هدومك اهي رتبيهم في دولابك و اقفلي عليهم بالمفتاح و خليه معاكي
ابتسمت له ورد و أخذت الحقائب و فتحتها ثم رتبت ملابسها الجديدة في خزانتها و بدون قصد شبك شعرها في إحدى النتوءات في الخزانه لتتأوه بألم
ورد : كريم بيه ساعدني معلش
اتجه لها كريم سريعا و حاول أن يفك شعرها دون أن يجرحها و في تلك الأثناء و بسبب قربه الشديد منها قد لاحظ تلك السلسلة التي تزين عنقها ليقف مكانه بصدمة و يقول
كريم : السلسة دي ! انتي جبتي السلسة دي منين !!
سكتت ورد فجأة و لم تعرف ماذا عليها أن تقول .. و كيف ستخبره أن صابر هو من أهداها لها و هي لا تريد أن تخبره حتى أن حالته تتحسن و لكن لم يكن امامها اختيار اخر فتنهدت و اردفت
ورد : تعالى معايا
ثم امسكت يده و سحبته خلفها حتى وصلت اللي غرفة صابر فدلفوا لها لتجده جالس على كرسيه في الشرفة فاتجهوا إليه ليوقفها كريم
كريم : انتي رايحة فين ؟! ردي عليا جبتي السلسلة دي منين دي بتاعت امي
ورد : عم صابر هو اللي ادهالي
كريم : نعم ؟! ادهالك ازاي يعني مش فاهم
ورد : السلسلة دي كانت في صندوق صغير في دولاب عم صابر .. و بالصدفة وصلت للصندوق ده و كان فيه حاجات لوالدتك الله يرحمها .. و ساعتها شوفت السلسلة دي و عم صابر صمم اني اخليها معايا
كريم : برضو مش فاهم ازاي .. ورد انا ابويا لا بيتكلم ولا بيتحرك انتي مستوعبه انتي بتقولي ايه ازاي صمم يعني
ورد ابتسمت : تعالى عشان تعرف
ثم دخلت به الي الشرفة و جثت علي ركبتيها أمام صابر الذي ابتسم بمجرد أن رآها
ورد : واضح كده أن كريم لازم يعرف
كريم : اعرف ايه ؟
نظر له صابر و بدون اي مقدمات حرك يده ليمسك يد كريم الذي طالعه بصدمة و دهشة كبيرة !!
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
نظر له صابر و بدون اي مقدمات حرك يده ليمسك يد كريم الذي طالعه بصدمة و دهشة كبيرة !!
لم يصدق كريم ما حدث لينزل علي ركبتيه هو الآخر و امسك يد أبيه و ظل يتحسسها بعدم تصديق
كريم بصدمة : انت حركت ايدك ! ده بجد انا مش بحلم
قالت ورد بابتسامة : عم صابر بيتحسن يا كريم بيه .. هو حرك ايده من فترة كويسة الاول كان الموضوع صعب بعدين بدأ يتحسن اكتر
كريم نهض من مكانه و نظر لها بحب شديد و فجأة سحبها إليه ليعانقها بفرحة كبيرة و توترت هي قليلا و لكنها فرحت بسبب فرحته تلك ليهمس كريم لها
كريم : انتي السبب بعد ربنا أن ابويا يتحسن .. أن ابويا يعمل اي رد فعل حتى ده كان بالنسبالي حلم .. و انتي حققتهولي انتي رجعتيلي حياتي يا ورد .. مش عارف اشكرك ازاي
ورد ابتعدت عنه قليلا و قالت : عيب يا بيه متقولش كده .. مفيش شكر بينا ولا الكلام ده .. انا بس حبيت اوريك أن عم صابر بدأ يتحسن اهو .. اول مرة حرك ايده لما اداني السلسلة دي
كريم ابتسم و لكن سرعان ما استوعب الأمر ليقول : انتي ليه مقولتليش من بدري ! ليه اعرف دلوقتي
ورد : ده موضوع كبير و لازم تعرفه دلوقتي
كريم : قولي ؟
و كادت ورد أن تتكلم و لكنهم سمعوا صوت صراخ بالأسفل ليفزعوا ثم نزلوا سريعا ليجدوا هذا المشهد أمامهم
كانت مروة تمسك هاجر من ذراعها بعنف وسط صرخات الأخرى ليتجه لهم كريم
كريم : في ايه ؟!
مروة : الحقيرة دي كانت بتسرق حاجه من الأوضة بتاعتي .. انا مش عارفه ايه البيئة اللي انت دخلتهم بيتي دول
هاجر نظرت لهم بإحراج و كان منيرة تنظر لها بتوعد و كذلك رمزي
الكاتبة ميار خالد
مروة بعصبية : انا مستحيل استحمل أن شوية الحرامية دول يفضلوا في بيتي انت فاهم
كريم اتجه الي رمزي بعصبية : انا لما فتحتلكم بيتي كان عشان تفضلوا فيه باحترام .. مش عشان يحصل كده .. سهل جدا حاليا اطلعكم من البيت ده بتهمة السرقة و ساعتها صدقوني هتندموا جدا .. تحب تخرج من هنا باحترامك ولا العكس !؟
رمزي : عيب اللي بتقوله ده انت نسيت اني خال مراتك ولا ايه
ورد : انت عمرك ما كونت ولا هتكون خالي .. انا بستعر منك .. أخرج من حياتي زي ما ظهرت !
رمزي نظر لهم بضيق و إلى ابنته ليقول على مضض : ماشي يا ورد .. بكرة الصبح مش هتشوفي لا وشي ولا وشهم .. بس متنسيش اللي وعدتيني بيه !
ورد تذكرت أمر الورقة لتقول بعدم اهتمام : طيب
ليتحرك رمزي من مكانه و رجع الي غرفته مرة و ابتسامة خفيفة على وجهه !
_________________________________
رجعت ريم مع طلابها الي الفندق دون أن تتحدث مع عمر لمرة واحدة و كان يحاول هو أن يتحدث معها بكل الطرق و لكنها كانت تصده .. ذهب كل طالب إلى غرفته و عادت ريم الي غرفتها .. منذ أن حدث ذلك الموقف في الكافية و هي لا تستطيع التركيز في اي شيء فدخلت الي غرفتها دون أن تراجع كشف الطلاب و عددهم ! جلست على سريرها بتعب و أغمضت عينيها و لم تعرف كم من الوقت مر و هي على تلك الحالة حتى استوعبت أن مى ليست في الغرفة معها و هنا انتبهت قليلا ! نهضت من مكانها و بحثت عنها في الحمام و لكنها لم تجدها أيضا لتخرج من غرفتها سريعا و ذهبت الى غرفة مى السابقة و دقت على بابها لتفتح لها احدى الطالبات
ريم : مى عندك ؟
ايه : لا يا دكتور اخر مرة شوفتها كانت في الكافيه .. انا كنت فكراها عندك في الاوضة
ريم : لا مش عندي .. اسألي بقيت زمايلك عقبال ما اروح اسأل انا برضو
قلقت ريم بشدة ثم اتجهت الي غرفة عمر و دقت بابها ليفتح هو لها و عندما وجدها أمامه طالعها بتساؤل
ريم : مشوفتش مى ؟!
عمر بضيق : مش طايق اسمع اسمها بجد
ريم : مش وقته يا عمر مى مختفيه !
عمر : مختفية ازاي يعني ؟
ريم : معرفش من ساعة ما رجعنا و هي ملهاش أثر
عمر : ازاي يعني هتلاقيها مع حد من صحابها
و هنا جاء ايهاب ليقول : في ايه يا جماعة
عمر : مش لاقيين مى
ايهاب : هي لسه مرجعتش !
ريم بتركيز : مرجعتش منين ؟؟
ايهاب صمت بتردد لتكرر ريم سؤالها : مرجعتش منين يا ايهاب !
ايهاب : بصراحه كده مى راحت تشتري هدايا من جمب الكافيه اللي كنا فيه .. بس انا كنت فاكرها رجعت معانا
ريم : انت ازاي متقوليش حاجه زي كده !!
ايهاب : ولله انا كنت فاكرها رجعت
ريم بعصبية : انت عارف ان بسبب الغلطة دي انا ممكن اترفد !! انا مش متخيلة الاستهتار اللي انتم فيه بجد
عمر : اهدي طيب و بأذن الله هترجع .. انا هروح ادور عليها دلوقتي افضلي انتي هنا
ريم : افضل ؟! انت بتهزر معايا مستحيل انا رجلي على رجلك دي تحت مسؤوليتي انا
عمر : طيب يلا
ثم خرجوا من الفندق و كان ايمن يتابع كل هذا بهدوء ثم ابتسم بشر و شماته !
ايمن : انا هوريكي تتقلي عليا ازاي .. ماشي يا ريم ! خرجت ريم من الفندق و معها عمر و ذهبوا الي المكان الذي كانوا فيه مرة أخرى و لكنهم لم يجدوا مى ليتسرب القلق إلي قلب ريم اكثر
ريم بقلق : هتكون راحت فين يعني
عمر : طب يلا نمشي قدام شوية ممكن تكون لسه بتشتري حاجات
وافقت ريم و ساروا للأمام قليلا ليبحثوا عنها و حاول عمر أن يتكلم مع ريم بخصوص ما حدث فقال
عمر : لسه مصدقة برضو اني عملت كده
ريم : عمر بعد اذنك ! مش عايزة اتكلم في الموضوع ده .. انا اهم حاجه عندي دلوقتي اني الاقي مى .. و إلا انا اللي هقع في مشكلة كبيرة
الكاتبة ميار خالد
عمر سكت و ظلوا يبحثوا عنها و لكن بدون فائدة لتقف ريم بحيرة لا تعرف ماذا عليها أن تفعل
ريم : طيب اتصل بيها كده
أخرج عمر هاتفه و اتصل بها و لكنه كان مغلق
عمر : مقفول
ظلوا واقفين هكذا للحظات حتي تحركوا و أثناء اقترابهم من أحد الشوارع الجانبية سمعوا صوت صراخ فتاة ! أنه يشبه صوت مى في الحقيقة لتركض ريم و معها عمر سريعا نحو مصدر الصوت !!
_________________________________
رجعت ورد الي غرفتها بعد أن أنهت اهتمامها بصابر لتجد كريم في الغرفة يجفف شعره و من الواضح أنه قد استحم من لحظات لتتنحنح ورد بحرج
ورد : معلش يا بيه مكنتش اعرف انك هنا .. عن اذنك
كريم : استني .. انا كده كده خارج خليكي في اوضتك
ورد : هتخرج كده ؟
كريم : و مالي كده ؟
ورد : شعرك مبلول و انت بيبقي شكلك حلو و شعرك مبلول .. انت عايز البت دي تيجي تزاولك تاني .. ولله اقتلها المرة دي
كريم نظر لها بخبث : انتي غيرانه ؟
ورد : غيرانه ؟! ليه و انا اغير ليه يعني .. الحمدلله أنهم ماشيين بكره هيبقى هم و انزاح
كريم ضحك و قال : خلي بالك دي تاني مرة تعاكسيني فيها
ورد : ايه !
كريم : هتعملي هبلة بقى .. نسيتي اول مرة لما قولتيلي عينيك حلوة
ورد بتوتر : لا انا مكنش قصدي كده
كريم اقترب منها قليلا و قال : اومال كان قصدك ايه
و ظل يقترب منها حتي التصقت بالحائط و نظرت له بتوتر
ورد : لا اصل انا صريحة زيادة عن اللزوم و اللي في قلبي على لساني عشان كده قولت أن عينيك حلوة
كريم رفع إحدى حاجبيه و قال كلمته المعهودة : والله ؟
ورد : جرا ايه يا بيه هو انت مش مصدقني ولا ايه
كريم : يعني قصدك أن عيني حلوة فعلا
ورد بعفوية : أيوة حلوة اوي
ثم سكتت فجأة لتنظر له بخجل ثم قالت : مش قولتلك صريحة
كريم : انتي بتستهبلي صح
ورد : و فيها ايه ما انت كمان بتستهبل
ضحك كريم بشدة لتنظر له ورد للحظات و قد سرحت في ضحكته
كريم : ماشي هعديها
ورد بعدم تركيز : ايه
كريم : انتي روحتي فين ؟!
ورد : روحت فين .. انا هنا اهو .. لا انا لازم امشي اصل اا
ثم تحركت من أمامه سريعا لتخرج من الغرفة و تتجه الي بسملة ضحك هو بسبب حركتها تلك و تنهد بحرارة و في تلك اللحظة صدع هاتفه رنينا برقم عماد فرد عليه سريعا
كريم : ايه الاخبار ؟ وصلت لحاجه
عماد : قصدك حاجات !
كريم : اتكلم
و تكلم عماد و قال ما توصل إليه لينظر كريم أمامه بصدمة كبيرة !
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
ركضت ريم سريعا نحو مصدر الصوت لتجد مى امامها و هناك شخصا ما يحاول إدخالها الي سيارته و من الواضح أنه ليس في وعيه و هي تصرخ و تحاول دفعه عنها و لكنه كان قوي البنيان و ضخم نوعا ما فلم تستطيع أن تقاومه بمفردها
صرخت ريم : مى !!
نظر عمر اتجاه مى بصدمة و عندما انتبهت لهم صرخت بدموع
مى : الحقوني !
ركضت ريم نحوها سريعا و كذلك عمر و حاولت سحبها من هذا الرجل حتى جاء عمر و ضربه بشدة ليسقط فاقدا الوعي
ريم : ايه التهور اللي انتي فيه ده ! ازاي تسبينا و تمشي كده
مى بدموع : انا روحت اجيب شوية هدايا و قولت لما اخلص هبقى ارجعلكم .. و فعلا جبت اللي انا عايزاه و انا راجعة لقيت الراجل ده ماشي ورايا بعربيته و أما جيت اجري لحقني و كان عايز يدخلني في عربيته غصب
ثم نظرت إلي عمر برجاء فقال عمر بجمود : انا اللي جابني بس ريم .. مش عشانك و احمدي ربنا أننا لحقناكي بعد اللي عملتيه
ريم بعصبية : و هو انا مش قولت اننا لازم نكون سوا .. ليه تعملي كده .. انتي متخيله ان بسبب الحركة دي ممكن يحصلك مشاكل و كذلك انا .. افرضي كان جرالك حاجه
نظرت لها مى بحزن و قد أدركت خطأها
مى : انا اسفه
ريم : مش وقت اعتذار لازم نرجع دلوقتي قبل ما حد يحس انك كنتي مختفيه
مسحت مى دموعها و رجعت مع ريم و عمر الي الفندق و ما أن دلفوا إليه حتى وجدوا تجمع من الطلاب و تعجبت ريم للحظات و عندما تقدموا الي الداخل اتجه إليها ايمن و بيده هاتف و قال
ايمن : اهي وصلت حضرتك
و جاء صوت من الهاتف : ريم !
لتتعرف ريم على الصوت و هو عميد الكلية
ريم بتوتر : أيوة حضرتك
: ممكن افهم ايه اللي بيحصل عندكم ! و فين الطالبة المختفية
ريم : مش مختفية ولا حاجه حضرتك .. اهي جمبي
: ده بعد ما خرجتي تدوري عليها .. ممكن اعرف ده غلط مين دلوقتي ؟!
نظرت مى الي ريم بخوف شديد و كانت تظن أن ريم ستقول عليها و أنها هي المخطئة !
: ردي عليا مين الغلطان
ريم : انا !
لينظر لها عمر بصدمة كبيرة و كذلك مى
ريم : انا اللي مخدتش بالي منها .. انا بعتذر
: اسفك ده مش هيغير حاجه لو كانت البنت اتأذت
ريم : انا اسفه غصب عني
: انا كنت فاكرك مسؤولة اكتر من كده .. يا خسارة .. الرحلة اللي انتم فيها اتلغت .. و بمجرد ما ترجعوا الاقيكي في مكتبي .. مفهوم
ثم انهى المكالمه في وجهها لينظر لها ايمن بشماته كبيرة
ايمن : عن اذنك بس الموبايل .. يلا كله يروح يجهز حاجته علشان راجعين
الكاتبة ميار خالد
رجعوا الطلاب الي غرفهم بتأفف و ضيق و جهزوا أغراضهم و ظلت ريم واقفة مكانها و قد أغمضت عيونها و تنفست بعمق و زفرت بكل الضيق الذي يحمله قلبها و جاءت لتتحرك و لكنها وجدت عمر امامها يطالعها بحزن كبير لتبادله هي بابتسامة
عمر : ليه عملتي كده .. هي اللي غلطانه مش انتي
ريم : لو قولت أن مى اللي عملت كده في نفسها كانت هتترفد و ساعتها مش هتقدر تحضر الامتحانات و سنه تروح عليها .. لكن انا هعرف اصرف اموري بعد كده متشغلش بالك
عمر : ممكن متزعليش مني
ريم ابتسمت و قالت : انا نسيت كل حاجه .. حصل خير
و تحركت من أمامه ليخرج عمر العقد الذي قد أحضره لها و ظل ينظر له للحظات ثم اتجه الي غرفته .. وصلت ريم الى غرفتها لتجد مى جالسة علي السرير بحزن فتجاهلتها و لملمت اغراضها فاتجهت إليها مى
مى : ليه اتحملتي الغلط كله لوحدك مع اني كمان غلطانه
ريم : اقفلي الموضوع ده و لمي حاجتك يلا عشان راجعين
مى نظرت لها بندم و شعرت بالخجل من نفسها .. فهي منذ ساعات كانت السبب في حزن و بكاء ريم و بالرغم من ذلك دافعت عنها ريم و لم تحملها عقاب ما فعلته .. حتي و إن كان واجبها و أنها مسؤولة منها .. ستظل منقذتها من هذا الموقف ! ثم تحركت من مكانها و بعد ساعات كان جميع الطلاب في الباصات ليرجعوا الي القاهرة مرة أخرى ! كانت ريم جالسة مكانها في الامام دون أن تتحدث مع اي شخص حتي جاء لها عمر و في يده بعض الطعام
عمر : كلي الساندوتش ده .. انتي مكلتيش من بدري
ريم : مش عايزة شكرا
عمر : ريم .. عشان خاطري و الا هفتكر انك لسه زعلانه مني
ريم ابتسمت ثم اخذت منه الطعام لتأكله و بعد ساعات و عندما جاء الصباح وقفت الباصات في الاستراحة و نزلوا الطلاب ليستنشقوا بعض الهواء النقي و ذهبت ريم لتجلس بمفردها كعادتها حتي ذهب لها عمر
عمر : بتفكري في ايه
ريم : ولا حاجه .. ورد وحشتني
عمر ابتسم : و اكيد انتي كمان وحشتيها .. هقوم اجيبلك حاجه تشربيها
ريم : مش عايزة اتعبك
عمر : مفيش تعب ولا حاجه
ثم ذهب من أمامه و اتجه الي الكافتيريا ليحضر لها شيئا ما لتشربه و ما أن ذهب حتي اتجهت مى الي ريم و قالت بدون مقدمات
مى : انا اسفه
ريم : على ايه ؟
مى : عشان بسببي انتي وقعتي في مشكلة
ريم : عادي مش مشكلة
مى : و اسفه عشان حاجه تانية !
نظر له صابر و بدون اي مقدمات حرك يده ليمسك يد كريم الذي طالعه بصدمة و دهشة كبيرة !!
لم يصدق كريم ما حدث لينزل علي ركبتيه هو الآخر و امسك يد أبيه و ظل يتحسسها بعدم تصديق
كريم بصدمة : انت حركت ايدك ! ده بجد انا مش بحلم
قالت ورد بابتسامة : عم صابر بيتحسن يا كريم بيه .. هو حرك ايده من فترة كويسة الاول كان الموضوع صعب بعدين بدأ يتحسن اكتر
كريم نهض من مكانه و نظر لها بحب شديد و فجأة سحبها إليه ليعانقها بفرحة كبيرة و توترت هي قليلا و لكنها فرحت بسبب فرحته تلك ليهمس كريم لها
كريم : انتي السبب بعد ربنا أن ابويا يتحسن .. أن ابويا يعمل اي رد فعل حتى ده كان بالنسبالي حلم .. و انتي حققتهولي انتي رجعتيلي حياتي يا ورد .. مش عارف اشكرك ازاي
ورد ابتعدت عنه قليلا و قالت : عيب يا بيه متقولش كده .. مفيش شكر بينا ولا الكلام ده .. انا بس حبيت اوريك أن عم صابر بدأ يتحسن اهو .. اول مرة حرك ايده لما اداني السلسلة دي
كريم ابتسم و لكن سرعان ما استوعب الأمر ليقول : انتي ليه مقولتليش من بدري ! ليه اعرف دلوقتي
ورد : ده موضوع كبير و لازم تعرفه دلوقتي
كريم : قولي ؟
و كادت ورد أن تتكلم و لكنهم سمعوا صوت صراخ بالأسفل ليفزعوا ثم نزلوا سريعا ليجدوا هذا المشهد أمامهم
كانت مروة تمسك هاجر من ذراعها بعنف وسط صرخات الأخرى ليتجه لهم كريم
كريم : في ايه ؟!
مروة : الحقيرة دي كانت بتسرق حاجه من الأوضة بتاعتي .. انا مش عارفه ايه البيئة اللي انت دخلتهم بيتي دول
هاجر نظرت لهم بإحراج و كان منيرة تنظر لها بتوعد و كذلك رمزي
الكاتبة ميار خالد
مروة بعصبية : انا مستحيل استحمل أن شوية الحرامية دول يفضلوا في بيتي انت فاهم
كريم اتجه الي رمزي بعصبية : انا لما فتحتلكم بيتي كان عشان تفضلوا فيه باحترام .. مش عشان يحصل كده .. سهل جدا حاليا اطلعكم من البيت ده بتهمة السرقة و ساعتها صدقوني هتندموا جدا .. تحب تخرج من هنا باحترامك ولا العكس !؟
رمزي : عيب اللي بتقوله ده انت نسيت اني خال مراتك ولا ايه
ورد : انت عمرك ما كونت ولا هتكون خالي .. انا بستعر منك .. أخرج من حياتي زي ما ظهرت !
رمزي نظر لهم بضيق و إلى ابنته ليقول على مضض : ماشي يا ورد .. بكرة الصبح مش هتشوفي لا وشي ولا وشهم .. بس متنسيش اللي وعدتيني بيه !
ورد تذكرت أمر الورقة لتقول بعدم اهتمام : طيب
ليتحرك رمزي من مكانه و رجع الي غرفته مرة و ابتسامة خفيفة على وجهه !
_________________________________
رجعت ريم مع طلابها الي الفندق دون أن تتحدث مع عمر لمرة واحدة و كان يحاول هو أن يتحدث معها بكل الطرق و لكنها كانت تصده .. ذهب كل طالب إلى غرفته و عادت ريم الي غرفتها .. منذ أن حدث ذلك الموقف في الكافية و هي لا تستطيع التركيز في اي شيء فدخلت الي غرفتها دون أن تراجع كشف الطلاب و عددهم ! جلست على سريرها بتعب و أغمضت عينيها و لم تعرف كم من الوقت مر و هي على تلك الحالة حتى استوعبت أن مى ليست في الغرفة معها و هنا انتبهت قليلا ! نهضت من مكانها و بحثت عنها في الحمام و لكنها لم تجدها أيضا لتخرج من غرفتها سريعا و ذهبت الى غرفة مى السابقة و دقت على بابها لتفتح لها احدى الطالبات
ريم : مى عندك ؟
ايه : لا يا دكتور اخر مرة شوفتها كانت في الكافيه .. انا كنت فكراها عندك في الاوضة
ريم : لا مش عندي .. اسألي بقيت زمايلك عقبال ما اروح اسأل انا برضو
قلقت ريم بشدة ثم اتجهت الي غرفة عمر و دقت بابها ليفتح هو لها و عندما وجدها أمامه طالعها بتساؤل
ريم : مشوفتش مى ؟!
عمر بضيق : مش طايق اسمع اسمها بجد
ريم : مش وقته يا عمر مى مختفيه !
عمر : مختفية ازاي يعني ؟
ريم : معرفش من ساعة ما رجعنا و هي ملهاش أثر
عمر : ازاي يعني هتلاقيها مع حد من صحابها
و هنا جاء ايهاب ليقول : في ايه يا جماعة
عمر : مش لاقيين مى
ايهاب : هي لسه مرجعتش !
ريم بتركيز : مرجعتش منين ؟؟
ايهاب صمت بتردد لتكرر ريم سؤالها : مرجعتش منين يا ايهاب !
ايهاب : بصراحه كده مى راحت تشتري هدايا من جمب الكافيه اللي كنا فيه .. بس انا كنت فاكرها رجعت معانا
ريم : انت ازاي متقوليش حاجه زي كده !!
ايهاب : ولله انا كنت فاكرها رجعت
ريم بعصبية : انت عارف ان بسبب الغلطة دي انا ممكن اترفد !! انا مش متخيلة الاستهتار اللي انتم فيه بجد
عمر : اهدي طيب و بأذن الله هترجع .. انا هروح ادور عليها دلوقتي افضلي انتي هنا
ريم : افضل ؟! انت بتهزر معايا مستحيل انا رجلي على رجلك دي تحت مسؤوليتي انا
عمر : طيب يلا
ثم خرجوا من الفندق و كان ايمن يتابع كل هذا بهدوء ثم ابتسم بشر و شماته !
ايمن : انا هوريكي تتقلي عليا ازاي .. ماشي يا ريم ! خرجت ريم من الفندق و معها عمر و ذهبوا الي المكان الذي كانوا فيه مرة أخرى و لكنهم لم يجدوا مى ليتسرب القلق إلي قلب ريم اكثر
ريم بقلق : هتكون راحت فين يعني
عمر : طب يلا نمشي قدام شوية ممكن تكون لسه بتشتري حاجات
وافقت ريم و ساروا للأمام قليلا ليبحثوا عنها و حاول عمر أن يتكلم مع ريم بخصوص ما حدث فقال
عمر : لسه مصدقة برضو اني عملت كده
ريم : عمر بعد اذنك ! مش عايزة اتكلم في الموضوع ده .. انا اهم حاجه عندي دلوقتي اني الاقي مى .. و إلا انا اللي هقع في مشكلة كبيرة
الكاتبة ميار خالد
عمر سكت و ظلوا يبحثوا عنها و لكن بدون فائدة لتقف ريم بحيرة لا تعرف ماذا عليها أن تفعل
ريم : طيب اتصل بيها كده
أخرج عمر هاتفه و اتصل بها و لكنه كان مغلق
عمر : مقفول
ظلوا واقفين هكذا للحظات حتي تحركوا و أثناء اقترابهم من أحد الشوارع الجانبية سمعوا صوت صراخ فتاة ! أنه يشبه صوت مى في الحقيقة لتركض ريم و معها عمر سريعا نحو مصدر الصوت !!
_________________________________
رجعت ورد الي غرفتها بعد أن أنهت اهتمامها بصابر لتجد كريم في الغرفة يجفف شعره و من الواضح أنه قد استحم من لحظات لتتنحنح ورد بحرج
ورد : معلش يا بيه مكنتش اعرف انك هنا .. عن اذنك
كريم : استني .. انا كده كده خارج خليكي في اوضتك
ورد : هتخرج كده ؟
كريم : و مالي كده ؟
ورد : شعرك مبلول و انت بيبقي شكلك حلو و شعرك مبلول .. انت عايز البت دي تيجي تزاولك تاني .. ولله اقتلها المرة دي
كريم نظر لها بخبث : انتي غيرانه ؟
ورد : غيرانه ؟! ليه و انا اغير ليه يعني .. الحمدلله أنهم ماشيين بكره هيبقى هم و انزاح
كريم ضحك و قال : خلي بالك دي تاني مرة تعاكسيني فيها
ورد : ايه !
كريم : هتعملي هبلة بقى .. نسيتي اول مرة لما قولتيلي عينيك حلوة
ورد بتوتر : لا انا مكنش قصدي كده
كريم اقترب منها قليلا و قال : اومال كان قصدك ايه
و ظل يقترب منها حتي التصقت بالحائط و نظرت له بتوتر
ورد : لا اصل انا صريحة زيادة عن اللزوم و اللي في قلبي على لساني عشان كده قولت أن عينيك حلوة
كريم رفع إحدى حاجبيه و قال كلمته المعهودة : والله ؟
ورد : جرا ايه يا بيه هو انت مش مصدقني ولا ايه
كريم : يعني قصدك أن عيني حلوة فعلا
ورد بعفوية : أيوة حلوة اوي
ثم سكتت فجأة لتنظر له بخجل ثم قالت : مش قولتلك صريحة
كريم : انتي بتستهبلي صح
ورد : و فيها ايه ما انت كمان بتستهبل
ضحك كريم بشدة لتنظر له ورد للحظات و قد سرحت في ضحكته
كريم : ماشي هعديها
ورد بعدم تركيز : ايه
كريم : انتي روحتي فين ؟!
ورد : روحت فين .. انا هنا اهو .. لا انا لازم امشي اصل اا
ثم تحركت من أمامه سريعا لتخرج من الغرفة و تتجه الي بسملة ضحك هو بسبب حركتها تلك و تنهد بحرارة و في تلك اللحظة صدع هاتفه رنينا برقم عماد فرد عليه سريعا
كريم : ايه الاخبار ؟ وصلت لحاجه
عماد : قصدك حاجات !
كريم : اتكلم
و تكلم عماد و قال ما توصل إليه لينظر كريم أمامه بصدمة كبيرة !
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
ركضت ريم سريعا نحو مصدر الصوت لتجد مى امامها و هناك شخصا ما يحاول إدخالها الي سيارته و من الواضح أنه ليس في وعيه و هي تصرخ و تحاول دفعه عنها و لكنه كان قوي البنيان و ضخم نوعا ما فلم تستطيع أن تقاومه بمفردها
صرخت ريم : مى !!
نظر عمر اتجاه مى بصدمة و عندما انتبهت لهم صرخت بدموع
مى : الحقوني !
ركضت ريم نحوها سريعا و كذلك عمر و حاولت سحبها من هذا الرجل حتى جاء عمر و ضربه بشدة ليسقط فاقدا الوعي
ريم : ايه التهور اللي انتي فيه ده ! ازاي تسبينا و تمشي كده
مى بدموع : انا روحت اجيب شوية هدايا و قولت لما اخلص هبقى ارجعلكم .. و فعلا جبت اللي انا عايزاه و انا راجعة لقيت الراجل ده ماشي ورايا بعربيته و أما جيت اجري لحقني و كان عايز يدخلني في عربيته غصب
ثم نظرت إلي عمر برجاء فقال عمر بجمود : انا اللي جابني بس ريم .. مش عشانك و احمدي ربنا أننا لحقناكي بعد اللي عملتيه
ريم بعصبية : و هو انا مش قولت اننا لازم نكون سوا .. ليه تعملي كده .. انتي متخيله ان بسبب الحركة دي ممكن يحصلك مشاكل و كذلك انا .. افرضي كان جرالك حاجه
نظرت لها مى بحزن و قد أدركت خطأها
مى : انا اسفه
ريم : مش وقت اعتذار لازم نرجع دلوقتي قبل ما حد يحس انك كنتي مختفيه
مسحت مى دموعها و رجعت مع ريم و عمر الي الفندق و ما أن دلفوا إليه حتى وجدوا تجمع من الطلاب و تعجبت ريم للحظات و عندما تقدموا الي الداخل اتجه إليها ايمن و بيده هاتف و قال
ايمن : اهي وصلت حضرتك
و جاء صوت من الهاتف : ريم !
لتتعرف ريم على الصوت و هو عميد الكلية
ريم بتوتر : أيوة حضرتك
: ممكن افهم ايه اللي بيحصل عندكم ! و فين الطالبة المختفية
ريم : مش مختفية ولا حاجه حضرتك .. اهي جمبي
: ده بعد ما خرجتي تدوري عليها .. ممكن اعرف ده غلط مين دلوقتي ؟!
نظرت مى الي ريم بخوف شديد و كانت تظن أن ريم ستقول عليها و أنها هي المخطئة !
: ردي عليا مين الغلطان
ريم : انا !
لينظر لها عمر بصدمة كبيرة و كذلك مى
ريم : انا اللي مخدتش بالي منها .. انا بعتذر
: اسفك ده مش هيغير حاجه لو كانت البنت اتأذت
ريم : انا اسفه غصب عني
: انا كنت فاكرك مسؤولة اكتر من كده .. يا خسارة .. الرحلة اللي انتم فيها اتلغت .. و بمجرد ما ترجعوا الاقيكي في مكتبي .. مفهوم
ثم انهى المكالمه في وجهها لينظر لها ايمن بشماته كبيرة
ايمن : عن اذنك بس الموبايل .. يلا كله يروح يجهز حاجته علشان راجعين
الكاتبة ميار خالد
رجعوا الطلاب الي غرفهم بتأفف و ضيق و جهزوا أغراضهم و ظلت ريم واقفة مكانها و قد أغمضت عيونها و تنفست بعمق و زفرت بكل الضيق الذي يحمله قلبها و جاءت لتتحرك و لكنها وجدت عمر امامها يطالعها بحزن كبير لتبادله هي بابتسامة
عمر : ليه عملتي كده .. هي اللي غلطانه مش انتي
ريم : لو قولت أن مى اللي عملت كده في نفسها كانت هتترفد و ساعتها مش هتقدر تحضر الامتحانات و سنه تروح عليها .. لكن انا هعرف اصرف اموري بعد كده متشغلش بالك
عمر : ممكن متزعليش مني
ريم ابتسمت و قالت : انا نسيت كل حاجه .. حصل خير
و تحركت من أمامه ليخرج عمر العقد الذي قد أحضره لها و ظل ينظر له للحظات ثم اتجه الي غرفته .. وصلت ريم الى غرفتها لتجد مى جالسة علي السرير بحزن فتجاهلتها و لملمت اغراضها فاتجهت إليها مى
مى : ليه اتحملتي الغلط كله لوحدك مع اني كمان غلطانه
ريم : اقفلي الموضوع ده و لمي حاجتك يلا عشان راجعين
مى نظرت لها بندم و شعرت بالخجل من نفسها .. فهي منذ ساعات كانت السبب في حزن و بكاء ريم و بالرغم من ذلك دافعت عنها ريم و لم تحملها عقاب ما فعلته .. حتي و إن كان واجبها و أنها مسؤولة منها .. ستظل منقذتها من هذا الموقف ! ثم تحركت من مكانها و بعد ساعات كان جميع الطلاب في الباصات ليرجعوا الي القاهرة مرة أخرى ! كانت ريم جالسة مكانها في الامام دون أن تتحدث مع اي شخص حتي جاء لها عمر و في يده بعض الطعام
عمر : كلي الساندوتش ده .. انتي مكلتيش من بدري
ريم : مش عايزة شكرا
عمر : ريم .. عشان خاطري و الا هفتكر انك لسه زعلانه مني
ريم ابتسمت ثم اخذت منه الطعام لتأكله و بعد ساعات و عندما جاء الصباح وقفت الباصات في الاستراحة و نزلوا الطلاب ليستنشقوا بعض الهواء النقي و ذهبت ريم لتجلس بمفردها كعادتها حتي ذهب لها عمر
عمر : بتفكري في ايه
ريم : ولا حاجه .. ورد وحشتني
عمر ابتسم : و اكيد انتي كمان وحشتيها .. هقوم اجيبلك حاجه تشربيها
ريم : مش عايزة اتعبك
عمر : مفيش تعب ولا حاجه
ثم ذهب من أمامه و اتجه الي الكافتيريا ليحضر لها شيئا ما لتشربه و ما أن ذهب حتي اتجهت مى الي ريم و قالت بدون مقدمات
مى : انا اسفه
ريم : على ايه ؟
مى : عشان بسببي انتي وقعتي في مشكلة
ريم : عادي مش مشكلة
مى : و اسفه عشان حاجه تانية !
ريم نظرت لها بتساؤل لتكمل : عشان كدبت عليكي
ريم : مش فاهمه ؟
مى : انا كدبت عليكي لما قولت أن عمر هو اللي قالنا على موضوع الفوبيا بتاعتك .. عمر مقالش حاجه و انا عرفت لما تعبتي في الجامعة بالصدفة لكن عمر مقالش حاجه هو صادق
ريم نظرت لها بانتباه : و ليه كدبتي من الاول !
مى : عشان كنت عايزة أوقع بينك و بينه
ريم : و هتستفادي ايه لما تعملي كده ! ليه يا مى
مى : عشان يشوفني و يحس بيا .. طول ما انتي موجودة هو مش هيكون شايفني
ريم بعدم فهم : ليه و انا مالي ؟
مى : هو لسه مقالكيش ؟
ريم : مقاليش ايه ؟؟
مى : أنه بيحبك ! عمر بيحبك يا دكتور
يا ترا ايه هيكون رد فعل ريم 
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
مى : أنه بيحبك ! عمر بيحبك يا دكتور
ريم بصدمة : ايه ؟!
مى ابتسمت بحزن : عشان كده كنت بحاول اعمل اي حاجه الفت نظره بيها .. بس هو برضو مش شايفني .. و للأسف في محاولاتي دي كنت بخسر نفسي .. انا اسفه لو اذيتك بسبب جناني ده
ريم : انا مش زعلانه منك .. و كويس انك فوقتي لنفسك بدري .. بس هو ليه مقاليش ؟
مى ابتسمت : السؤال ده تسأليه ليه بقى
ثم نهضت من مكانها لتتركها في دوامة من التفكير ابتسمت قليلا و عادت كل ذكريات عمر في رأسها و قد تأكدت كل ظنونها .. أنه يحبها بالفعل ! توترت و خجلت قليلا و لم تعرف كيف عليها التصرف الان و لكن انسب حل هو المواجهة فظلت مكانها للحظات لتتحلى ببعض القوة ثم نهضت من مكانها و بحثت عن عمر .
ذهبت مى الي عمر بعد أن قالت تلك الجملة الي ريم و ما أن رآها هو حتي نظر إلي الجهة الاخرى و جاء ليتخطاها و لكنها أوقفته
مى : ممكن اتكلم معاك شوية
عمر : مش عايز اتكلم معاكي .. امشي من وشي يا مى
مى : ارجوك .. اسمعني المرة دي بس عشان خاطر الصداقة اللي بينا
عمر بعتاب : و انتي خليتي فيها صداقة بعد اللي عملتيه
مى : عشان خاطري
تنهد عمر بضيق ثم سار معها حتى وقفوا في مكان هادئ نوعا ما فبدأت مى في الكلام
مى : انا عارفه انك زعلان مني بسبب اللي عملته و حقك .. انا مكنتش شايفة غيرك قدامي .. اكيد حسيت اني بحبك مش كده
عمر : صدقيني يا مى ده مش حب .. ممكن نسميه اعجاب أو شوية مشاعر حلوة لكن عمره ما هيكون حب .. الحب مفيهوش أنانية و انتي كنتي أنانية معايا يا مى
عمر : للأسف انا فهمت متأخر اوي أن الحب مش بالعافية
عمر : مش متأخر ولا حاجة .. كويس انك فوقتي دلوقتي
مى ابتسمت : عندك حق .. انا روحت لدكتور ريم و حكيتلها كل حاجه و انك مقولتش كده و اني انا اللي كدابة و هي فهمتني .. و حاجة تانية
عمر : حاجة ايه ؟
مى ابتسمت : سيبتلك الباب مفتوح .. روح قولها يلا
عمر ابتسم بعفوية لتقول مى : اكيد انا هبقى فرحانه طول ما انت فرحان .. و هحاول اغير المشاعر دي لمشاعر أخوة و خلاص
عمر : شكرا اوي يا مى .. بجد انتي شيلتي من علي قلبي هم كبير اوي
مى : عارفه .. بس الهم الأكبر لسه متشالش !
تنهد عمر بضيق و فهم كلامها ليقول : ولله مش عارفه ازاي هقولها اني انا اللي كنت السبب
مى : لازم تعرفها يا عمر عشان تبدأوا علاقتكم صح
عمر : عارف يا مى بس مش قادر .. مش عارف رد فعل ريم هيكون ايه بس اكيد هيكون صعب
مى : صدقني تأخرك ده هيصعب الأمور اكتر .. اتشجع و روح قولها الموضوع سهل
عمر انفعل قليلا : هو ايه اللي سهل يا مى ! عايزاني اروح اقولها اني انا اللي حبستها في المدرج .. و كون اني كدبت عليها اساسا طول الفترة دي .. بفكر اخلي الموضوع جوايا و أنها متعرفش حاجة عنه
مى : اللي يريحك يا عمر .. بس من رأيي انها لازم تعرف و بعدين سيب ليها حرية الاختيار
عمر : هبقى اشوف الموضوع ده
ابتسمت له مى و التفت الاثنان ليجدوا ريم واقفة أمامهم و في عيونها دموع ثابتة و تنظر لعمر بصدمة كبيرة و عيون متسعة !
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
استيقظت ورد من نومها لتجد نفسها قد غفت بجانب بسملة بعد أن خرجت من غرفتها بتوتر و ذهبت اليها .. نهضت من مكانها و ذهبت لتبدل ملابسها و تعدل من هيئتها فلم تنتبه للواقف عند باب الغرفة يتابعها بصمت و عندما رأته فزعت بشدة
ورد بفزع : كريم بيه .. في ايه واقف كده ليه خضتني
كريم ظل صامتا و ينظر إليها فقط فقالت هي : في ايه بتبصلي كده ليه
كريم : ولا حاجه .. قلقت لما ملقتكيش في الاوضة
ورد : بليه كانت خايفة تنام لوحدها .. بتدلع يعني ففضلت جمبها لحد ما راحت عليا نومه .. هو في حاجه ولا ايه ؟
كريم : لا مفيش
ورد : مش عارفه مش مستريحه
كريم ابتسم و اردف : صدقيني ولا حاجه .. ورد
ورد : نعم
كريم : بتثقي فيا ؟
ورد نظرت له بتساؤل نوعا ما لتقول : اكيد بثق فيك يا كريم بيه
كريم ابتسم بهدوء ثم انسحب من الغرفة لتقف ورد مكانها بعدم فهم غير قادرة على استيعاب أفعاله تلك و جاءت لتتحرك و لكن صدع هاتفها رنينا لتتجه إليه
ورد : الو
: وحشتيني
ورد بتساؤل : نعم ؟ مين معايا
: معقول معرفتيش صوتي !
ورد ركزت في صوت المتحدث قليلا و كان مألوفا لها و لكنها لم تتذكر من هو إلي أن قال
: من يوم ما شوفتك في المول و انا هتجنن عليكي
ورد تغيرت نظراتها لتقول : انت تاني ! انت جبت رقمي منين !
امير : امير لما بيعوز حاجه .. بيوصلها
ورد : و الدنيا مش تحت مزاجك .. انت حد زقك عليا ولا ايه ؟
امير ضحك بشر : مش معقول يعني جميلة و ذكية كمان
ورد : بقولك ايه انا مش عايزة أطول مع واحد مش محترم زيك
ثم أنهت المكالمه في وجهه لتتنهد بضيق و فكرت كيف استطاع هذا الشخص أن يصل إليها .. و ماذا يريد منها !
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
مرت لحظات من الصمت و ريم تنظر إلي عمر بصدمة و دموع .. نظرت لهم مى بحزن و ندم ثم انسحبت بهدوء .. اقترب عمر منها و هو يرسل لها بنظراته الف معني
ريم بدموع مكتومه : ليه ؟!
ظل عمر ينظر لها بندم غير قادر على الكلام
ريم : انت يا عمر .. حتي لو انا اذيتك بكلامي في يوم من الايام و ده كان قبل ما اعرفك كويس .. معقول توصل بيك انت تدوس على جرحي كده !
عمر : صدقيني كان غصب عني .. انا عارف اني غلطان بس اسمعيني الاول
ريم بتساؤل : غصب عنك ؟! يعني ايه غصب عنك .. قولي أنه مكنش قصدك و انا هصدقك ارجوك .. قول
صمت عمر بندم فقالت هي بدموع : انا عارفه انك كنت بتكرهني الفترة دي بس هان عليك ؟ و جيت خرجتني و عملت فيها بطل يا بجاحتك يا اخي
عمر : صدقيني مكنش قصدي تتأذي كده .. ولا كان قصدي أن النور يتقطع من المدرج بس .. اللي حصل
ريم بدموع و قهرة : الفترة اللي فاتت جاتلك كذا فرصة تقولي .. تعرفني .. ليه يا عمر .. ليه اعرف بالطريقة دي !
عمر : كنت خايف اخسرك ..
ريم مسحت دموعها و حاولت أن تقول بثبات : و ادي اللي خايف منه حصل !
عمر : ريم اسمع...
قاطعته ريم بحدة : اسمي دكتور ريم .. و من النهاردة تلزم حدودك معايا
و جاءت لتتحرك و لكنه امسك يدها سريعا و نظر لها برجاء حتي تسمعه و لكن بدون فائدة .. دفعت يده بعنف لتتحرك من مكانها و كادت أن تبتعد عنه و لكنه صرخ بها
عمر : انا بحبك !
وقفت ريم مكانها للحظات ثم التفتت له و الدموع تغرق عيونها و اردفت
ريم : يا خسارة يا عمر ..
ثم تحركت من مكانها بخطوات سريعة ليقف هو مكانه يطالعها بندم و حزن كبير ثم ضرب الأرض بقدمه بعصبية .. و بعد لحظات عاد إلي مكان الباصات مرة أخرى ليجدهم قد استعدوا للانطلاق و لكن ريم لم تكن موجودة .. لم تمر ثواني حتي صعدت الي الباص و ملامح وجهها لا تفسر و تممت على عدد الطلاب ثم تحركوا و طوال الطريق كان الصمت محتل المكان ..
في فيلا الرفاعي
نزلت ورد لتجد خالها و زوجته يجهزون أغراضهم و يستعدوا للرحيل فتنهدت براحة لتتجه إليها بسملة و التي استيقظت منذ قليل بابتسامة جميلة
بسملة : اخيرا هيمشوا يا ورد
ورد : فعلا
بسملة : ولله لولا أن أبيه كريم كان واقف .. كنت فرجت اللي اسمها منيرة دي
ورد : أبيه ؟
بسملة : أيوة هو قالي اقوله أبيه كريم عشان هو اكبر مني لازم احترمه و برضو عمر .. اقصد أبيه عمر يعني
ورد ابتسمت لها بفرحة : أيوة كده شطورة يا بليه .. فرحانه بيكي
بسملة : انتي فكراني صغيرة ولا ايه يا ورد .. انا بقيت اعرف الفرق بين الصح و الغلط
ورد : يا سلام على الناس الفاهمه .. ده احنا نيجي ناخد رأيك بعد كده
بسملة بتكبر طفولي : أيوة طبعا انتي فاكرة ايه .. مبحبش اتكلم عن نفسي كتير الحاجات دي بتتحسد
ورد ضحكت : طيب يا لمضة .. روحي العبي برا يلا
بسملة : يلا سلام بقى
ثم ذهبت بسملة من امامها لتبتسم ورد بخفة و لكن تلك الابتسامة اختفت حين وجدت هاجر تتجه إليها
هاجر : ادينا ماشيين عشان ترتاحي
ورد : احسن برضو .. و ياريت الزيارة دي متتكررش تاني
هاجر : انتي جبتي القسوة دي كلها منين !
ورد : البركة فيكم
هاجر : برضو .. على الأقل احنا فتحنا بيتنا ليكي انتي و اخواتك في يوم
ورد : عندك حق .. و عشان كده هتخرجوا من هنا بمزاجكم احسن ما كنتوا تخرجوا على القسم ! بلاش تعملي دور الطيبة مش لايق عليكي
هاجر : اشمعنا انتي ! ليه تبقي في كل ده و انا كده
ورد : الأرزاق بتاعت ربنا يا هاجر مش البشر .. اتقي الله انتي بس و ادعي ربنا يسامحك على اللي كنتي بتعمليه فينا .. انتي ورتينا ذل عمري ما هنساه .. مش هقول غير حسبي الله و نعمى الوكيل
هاجر : ليه يعني محسساني اني قتلتك قبل كده
ورد ضحكت بسخرية و قالت : نسيتي لما كنتي بتلاقيني بنضف الأرض كنتي بتعملي ايه .. كنتي بتجيبي صندوق الزبالة و تفضيه تاني عشان ارجع انضفه .. نسيتي طقم العيد اللي كنت جايباه لريم اختي و في عز فرحتها بيه حرقتيه بالنار .. نسيتي تعبي في الشغل و في البيت و انا فاكرة أن اخواتي مرتاحين .. اتاريكي مطلعه عين ريم في البيت حتي بسملة كانت متبهدله و هي لسه عندها سنه .. عمري ما هنسى يا هاجر .. عمري ما هنسى قهرتي و ذلي .. و يوم القيامه هقف انا و انتي قدام ربنا
الكاتبة ميار خالد
هاجر نظرت لها بصدمة بسبب كلماتها تلك و تحركت من امامها دون أن تتكلم و اتجهت الي امها .. تنهدت ورد بضيق و بعد ساعات كان خالها و زوجته و ابنته عند باب المنزل و ورد واقفة أمامهم بثبات و كانت مروة تراقبهم عن بعد
رمزي : اديني واقف على الباب اهو .. اعملي اللي وعدتيني بيه
ثم أخرج ورقه من جيبه و أعطاها لها لتزفر هي بضيق و تمسكها بدون اهتمام و قبل أن تمضيها قالت
ورد : صدقني لو فكرت تعمل اي حاجه تانية الورقة دي مش هيكون ليها اي لازمه .. و هعرف اخد حقي منك !
رمزي باستفزاز : معقول تكلمي خالك بالطريقة دي
ورد نظرت له بلامبالاة و امسكت القلم و كادت أن تمضي حتى جاء كريم و سحب الورقة من يدها سريعا !
كريم : لا !
رمزي نظر له بخوف و قلق و نظرت له ورد بتساؤل
ورد : في ايه ؟!
كريم : اوعي تمضي على الورقة دي
ورد : ليه .. انت فاهم الورقة دي ايه اصلا دي تعهد مني اني مش هأذيهم
كريم : كل ده كدب !
ورد : يعني ايه مش فاهمه ؟
كريم : خالك كان هيمضيكي على تنازل !؟
ورد نظرت له بصدمة و قالت بعدم فهم : تنازل ؟! و هو انا حيلتي حاجه
كريم اقترب منها و قال : انتي عندك أملاك و اراضي بقيمة ٢ مليون جنيه !
ورد نظرت له بصدمة و كأن السماء ضربتها بصاعقة و قالت
ورد : انا مش فاهمه حاجه ؟!
كريم انفعل ليقول : والدتك نيهاد اشرف عبد المجيد كان عندها اراضي و عقارات بقيمة ٢ مليون جنيه .. و في يوم بيع الاملاك دي و عشان كده كانت مسافرة هي و والدك عملت حادثة و اتوفت .. و كل حاجه راحت لبنتها الكبيرة ورد محمد عبد السلام و اللي هي انتي
ثم تحرك و اتجه الي خالها و طالعه بحده : و طبعا خالك المحترم كان طمعان في كل ده لان جدك قبل ما يموت كتب لبنته كل حاجه لأنه عارف ان ابنه اناني و جشع !! .. و هي حافظت على كل ده لحد ما قررت انها تبيع و تعيشكم في مستوي احسن .. بس للأسف ملحقتش .. و بعد موتها خالك كان ناوي يمضيكي على تنازل و ياخد كل حاجه منك لأنك اصلا مكنتيش عارفه موضوع الأملاك ده .. بس لحسن الحظ كنتي لسه ١٧ سنه يعني قاصر .. و لما خلاكي عنده السنه دي مكنش عشانكم .. كان عشان خاطر الفلوس و كان ناوي أن بمجرد ما تتمي سن الرشد و متبقيش قاصر هياخد منك كل حاجه ! و للأسف انتي مكنتش تعرفي كل الكلام ده عشان كده معرفتيش تطالبي بحقك
كانت ورد تنظر إلي كريم بصدمة كبيرة غير قادرة على استيعاب الكلام الذي يقوله و تكونت الدموع في عيونها
رمزي بخوف : انت كداب الكلام ده مش صح !
كريم صاح به : انا معايا اوراق و عقود تثبت الكلام ده
ثم التقط أحد الملفات من على الطاولة المجاورة له و اتجه الي ورد و فتحه امامها لتجد اسمها و اسم والدتها و تبقى فقط خانة التوقيع فارغة
كريم : موقفك وحش اوي صدقني
ورد رفعت عيونها عن الاوراق و نظرت إلي خالها بدموع و قهرة : ليه كده ! ليه حرام عليك .. انا شوفت الذل و القهرة بعيني ليه خبيت عني .. ولله كنت هديك حقك لو طلبته مني ليه الانانية
رمزي بعصبية : محدش اناني غير امك .. مصدقت ابويا كتب لها كل حاجه انا اللي شوفت الذل و القهرة منها كانت بتعاملني أكني خدام عندها
كريم : كدب !
رمزي : هو ايه اللي كدب
كريم : كلامك ده كدب .. نيهاد والدة ورد كانت فتحالك حساب في البنك و كل شهر كان بيوصلك مبلغ كويس منها !
رمزي صمت بتردد و توتر لتتجه إليه ورد و قالت بثبات : انا مش هقول غير حسبي الله و نعمى الوكيل فيك .. يا اخي يخربيت الفلوس اللي تخليك تذل عيال اختك كده .. لا أنا ولا امي مسامحينك ليوم الدين !
نظر لها رمزي و جاء و ليتكلم و لكنها قالت بنبرة حادة : اطلع برا !
رمزي : بس..
ورد صرخت به : براااا
نظر لها رمزي للحظات ثم التفت ليخرج من المنزل و لسوء الحظ في تلك اللحظة كانت ريم قد دلفت الي الفيلا و خلفها عمر لتلتقي بخالها !! نظرت إليه بصدمة شديدة و اتسعت عيونها لتنظر لها ورد بخوف و قلق منتظرة ردة فعلها !
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
نظرت لها ورد بخوف و قلق و انتظرت ردة فعلها .. ظلت ريم تنظر إلي خالها بصدمة كبيرة و في لحظة عادت الي رأسها كل تلك الذكريات التي بمثابة كابوس بالنسبة لها .. قد قامت حرب في رأسها و قد تذكرت كذبة عمر عليها أيضا لتشعر و كأن عقلها على وشك الانفجار ! .. هزت رأسها في محاولة منها لإبعاد تلك الذكريات و فجأة وضعت يديها علي أذنها و صرخت صرخة هزت جدران المنزل لتسقط مغيشا عليها و لأن عمر كان بجانبها التقطها سريعا بقلق
ورد : ريم !!
ركضت ورد نحوهم سريعا و أخذت اختها في أحضانها بدموع و في تلك اللحظة جاءت بسملة بعد أن سمعت صوت صراخ ريم لتجدها بتلك الحالة
بسملة بدموع : في ايه .. ريم مالها يا ورد
كريم سريعا : انا هتصل بالدكتور حالا
حملها عمر و صعد بها الي أحد الغرفة و تحركت بسملة معه و لكن ورد ظلت مكانها تطالع خالها بحده و بنظرات مخيفه ثم قالت
ورد : مش عايزة اشوف وشكم تاني .. كفاية اوي لحد كده !
نظر لها رمزي بحزن ثم خرج من البيت سريعا هو و زوجته و ابنته و عادوا من حيث أتوا .. أغمضت ورد عيونها بتعب و تنهدت بحرارة و وضعت وجهها بين كفيها و رغما عنها ظهرت بعض الدموع في عيونها و لكنها مسحتهم سريعا و حاولت أن تتحلى ببعض القوة و التفتت و صعدت الي ريم و عندما دلفت الي غرفتها وجدتها تصرخ ببكاء و هي مغمضه عيونها لتتجه إليها سريعا و حاولت أن تهدأها و لكن بدون فائدة و بعد لحظات وصل الطبيب و أعطاها حقنه مهدئة لتهدأ و بعد لحظات هدأت قليلا و كتب لها بعض الادوية ثم رحل .. ظلت ورد بجانبها تنظر لها بدموع حتي جاءت بسملة إليها بدموع
بسملة : ريم هتبقى كويسة مش كده
ورد : أيوة هتبقى كويسة .. متعيطيش
بسملة : انا بعيط عشان خايفة عليها
ورد : ريم هتبقى كويسة متقلقيش .. هي بس عايزة تقلقنا عليها شوية
بسملة : بجد يا ورد
ورد : أيوة يا عيون ورد .. روحي دلوقتي الاوضه بتاعتك افضلي فيها و انا شوية و هجيلك
بسملة : حاضر
ثم خرجت و نفذت كلام ورد ، ظلت ورد تنظر إلي ريم بحزن حتي شعرت بيد توضع على كتفها و كان كريم ليسحبها بعيدا عنهم
كريم : انتي كويسة دلوقتي
ورد : مش مهم انا المهم ريم
كريم : ريم هتكون كويسة خليكي واثقة في ربنا
ورد نظرت له بحيرة ليقول هو بابتسامة جميلة
كريم : اول ما ريم تفوق وتبقى زي الفل .. هجيبلك الأرواق عشان تمضيها
ورد : اوراق ايه ؟!
كريم : حقك ! .. اوراق ملكيتك للعقارات و الأراضي دي .. بحيث تبقى كل حاجه من حقك قانونيا !
ورد : انا لحد دلوقتي مش مستوعبه اي حاجه .. ازاي انا عندي أملاك و بعد العمر ده ازاي
كريم : ده كرم ربنا و لطفه بيكي .. ده كان اختبار من ربنا و انتي نجحتي فيه
ورد : يعني انا مش فقيرة !
كريم : ابدا
ثم أكمل بابتسامة : ده انتي تسلفيني
ضحكت ورد بخفة و تنهدت بحرارة و قالت بشرود : الدنيا عماله توديني و تجبني .. و تطلع بيا لسابع سما و توقعني على جدور رقبتي .. كل يوم بحال لدرجة اني مبقتش قادرة اتوقع بكره مخبي ايه .. كل ما اقول خلاص هرتاح و الدنيا خلاص هتضحكلي الاقي قلم تاني على وشي
كريم امسك يدها : خلاص مفيش بهدلة تاني .. دنيتك ضحكتلك و اخيرا
ورد نظرت له بابتسامة و قالت : يعني خلاص
كريم : خلاص .. ارتاحي يا ورد
ورد : انت السبب بعد ربنا في كل اللي انا فيه ده .. و انت السبب في حقي اللي رجعلي اللي مكنتش اعرف بيه اصلا
الكاتبة ميار خالد
كريم ابتسم و جاء ليرد عليها و لكن قاطعه خروج عمر و علامات الصدمة و الحزن على وجهه و ما أن رأى ورد حتي اتجه إليها
عمر : انا اسف
ورد : على ايه ؟!
عمر : لما ريم تفوق هتعرفي .. بس ارجوكي حاولي تسامحيني .. عن اذنك
ثم تحرك من امامها لتنظر له ورد بعدم فهم و قالت : انا مش فاهمه حاجه ؟!
و ما أن قالت هذه الجملة حتي سمعت صوت صراخ ريم لتركض الي الغرفة مرة أخرى لتجدها في نوبة صراخ لا تتوقف و جاء على صوتها عمر مرة أخرى
ورد : ريم اهدي انا معاكي ولله متخافيش
بدأت ريم في دفعها عنها و قالت : ابعدوا عني كلكم .. مش عايزة اشوف حد مش عايزة اسمع حد !! ابعدواا عني
ورد تمسكت بها و رفضت أن تتركها و بعد محاولات استطاعت أن تأخذ ريم في أحضانها و بدأت الأخرى أن تهدأ قليلا لتبكي بشدة .. ظلت تبكي حتي ارتخت بين يديها ابعدتها ورد عنها قليلا لتجدها تنظر امامها بهدوء و سكوت
ورد : ريم انتي كويسة
حركت ريم رأسها بجمود و قالت : عايزة ارتاح .. سبيني لوحدي
ثم حولت نظرها الي عمر لتنظر له بنظرات بألف معني .. بادلها هو بنظرات ندم و لاحظت ورد كل هذا
ورد : في ايه .. هو في حاجه حصلت ؟
اردفت ريم و مازالت عيونها معلقة بعمر : اسأليه .. ده لو عرف يجاوبك اصلا
كريم : في ايه يا عمر ؟!
عمر صمت بندم ثم قال ببطئ : انا كنت مخبي حاجه عنكم .. و صدقوني كنت هقولكم في الوقت المناسب كل حاجه
كريم : حاجة ايه ؟!
تنهد عمر و صمت للحظات ثم قال
عمر : انا اللي حبست ريم في المدرج يومها .. حقيقي مكنش قصدي كل ده يحصل انا كنت مرتب أنها تتحبس بس لكن ميبقاش في ضلمة .. بس اللي حصل
كريم نظر له بصدمة و كذلك ورد فقالت : ايه ؟! يعني انت السبب
كريم : انت مستوعب انت بتقول ايه ؟؟
عمر : للأسف ده اللي حصل
كريم : و بتكدب علينا الفتره دي كلها .. و خصوصا انا يا عمر .. ليه عملت كده ليه خبيت ؟!
و جاء ليتكلم و يقول أنه أراد فقط أن يعاقبها على الكف التي أعطته إياه و لكن فجأة جاء صوت مروة من خلفهم و هي تقول
مروة : عشان انا اللي قولتله !
نظر كريم و ورد خلفهم سريعا ليجدوا مروة تطالعهم بشماته ليقول عمر سريعا
عمر : كدب ! مروة مقالتليش حاجه اصلا وقتها انت مكنتش اتجوزت ورد ولا انا كنت اعرف إن ريم تبقى اختها
مروة : بتكدب ليه يا عمر ؟ .. انت نسيت لما جيت قولتلي على اللي انت عملته و أنا قولتلك بلاش تعرف حد و ده كان بعد ما عرفت أن ريم هي اخت ورد .. لما كريم اتجوزها و كمان نسيت لما قولتلك قرب منها لحد ما توصل للي انا عايزاه
ورد : نعم .. ايه اللي انتي عايزاه ؟
مروة بحقد : اني أكسرك .. و ريم كانت وسيلتي بس اعمل ايه بقى .. كل حاجه باظت
انفعل عمر ليقول : اقسم بالله كل ده كدب محصلش ! مروة مقالتليش حاجه هي بتكدب
ورد صاحت به : و هي هتستفاد ايه لما تكدب في الموضوع ده ! صحيح انا نسيت انا بكلم مين .. ما انت اخوها !
عمر نظر لها برجاء و صاح : صدقيني كل ده كدب .. انا مقربتش من ريم عشان هي قالتلي ولا عشان تتأذي و اكون انا السبب
و هنا ريم صرخت به : اومال لييه قربت مني كده !
عمر : عشان بحبك !!
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
وصلت مي الي بيتها بشرود و قد ندمت كثيرا على ما قالته و قد وعدت نفسها أن تبعد تماما عن عمر حتي لا ترهق قبلها و عقلها بالتفكير في شئ من المستحيل أن يكون لها و أثناء تفكيرها هذا صدع هاتفها رنينا برقم غريب لترد عليه
مى : الو ؟
: مى .. اخبارك ايه
مى : الحمدلله .. مين معايا ؟
: انا دكتور ايمن
مى بتساؤل : اه .. طيب خير يا دكتور
ايمن بخبث : طبعا انتي عارفه انكم كلكم اخواتي يا مى مش كده
مى : أيوة اكيد
ايمن : طيب كنت عايز منك طلب
مى : اتفضل ؟!
ايمن : عايزك بكرة تروحي مكتب العميد .. و تشتكي على ريم أنها كانت مش واخده بالها منكم .. و ياريت متطلعش اشراف في حاجه تانية
مى : نعم ! طب و انا اعمل كده ليه
ايمن : بصي يا مى انا مش هكدب عليكي .. انا ملاحظ نظراتك لعمر و عارف انك بتحبيه
مى صُدِمت قليلا و صمتت ليكمل هو : مش كده ؟
مى تنحنحت و اردفت : أيوة
ايمن : و انا ملاحظ برضو أنه قريب اوي لريم و اكيد الموضوع ده بيضايقك .. عشان كده بكلمك دلوقتي و عايزك تفكري صح .. لو عملتي كده و قولتي على ريم كده .. هتتعاقب و هتبعد عن الجامعة خالص و ساعتها عمر هيبقى مركز معاكي انتي مش معاها !
مى فكرت للحظات ثم قالت بتردد : بس عمر بيحبها
ايمن : بيحبها ! كنت متأكد أنه مش مجرد اعجاب .. فكري صح و هستناكي بكره في الجامعة .. و صدقيني ده الصح لو عايزة عمر لازم تبعدي ريم و دي الطريقة الوحيدة
ثم انهي معها المكالمه و تركها تفكر بحيرة و قد مرت ساعات و عقلها لم يتوقف عن التفكير ! و في النهاية تنهدت بضيق و قررت أن تذهب الي مكتب العميد في اليوم التالي !!
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
عمر : عشان بحبك !!
نظرت له ريم بدموع و حزن ثم أشاحت بنظرها عنه و استوعب هو ما قاله ليقول بانفعال
عمر : أيوة انا بحب ريم .. و بعترف اني كنت غبي في البداية و بسبب عمايلي كنت هخسرها .. و ممكن دلوقتي اكون خسرتها فعلا .. بس لازم اقول كل ده !
ثم اتجه الي كريم و قال : كريم انت عارفني .. معقول تفتكر اني ممكن اكون عملت كده زي ما مروة بتقول .. ده انا كنت بحاول على قد ما اقدر أبعد مروة عنها
ثم اتجه الي ريم مرة أخرى و قال : فاكرة يوم ما زعقتلك و خليتك ترجعي البيت .. لو انا كنت متفق معاها زي ما بتقول مروة كنت خليتك تسمعي كلامها مش كده .. كان قدامي مليون طريقة اخلي ريم تتأذي فيهم بس ده محصلش و آخرهم الرحله دي
ثم اتجه الي ورد و قال : مش عارف هتصدقيني ولا لا .. بس انا بثق فيكي عن مروة و اسمها اختي زي ما بيقولوا .. ارجوكم صدقوني مش عارف اعمل ايه تاني
مروة : أيوة برضو هتستفاد ايه من كل الكدب ده
ورد صاحت بها : اسكتي !!
مروة : انتي اتجننتي ! هي مين دي اللي تسكت
ريم نظرت إلي عمر بحزن و عتاب ثم قالت : انا كنت بثق في عمر .. و مش مصدقة كلام مروة .. بس مش هقدر اسامحك على اللي عملته .. انت جيت على جرحي المفتوح و دوست عليه
عمر نظر لها وقد ظهرت بعض الدموع في عينيه و أردف
عمر : انا اسف
ريم : ياريت كان الاسف بيداوي كل حاجه .. ياريت كان الاسف علاج للنسيان عشان نقدر ننسي اللي وجعنا .. ياريت الاسف كان يقدر يمحي اللي حصل من عقولنا .. ياريت .. كل واحد يجي يأذيني و ياخد من روحي و من طاقتي و في الاخر يقولي .. انا اسف
نظر لها عمر بندم شديد لتقول مروة بعصبية
مروة : كلكم مغفلين
ورد : و انتي كدابة ! انا يمكن اعرف عمر من فتره قصيرة .. بس مصدقش اللي انتي بتقوليه ده
تنهد عمر براحه نوعا ما لتنظر لها مروة بشماته و سخرية و تقول
مروة : ايامك السودا بدأت من يوم ما دخلتي البيت ده .. خليكي مستعده للقلم اللي بعده !
ورد نظرت لها بثبات نوعا ما ثم خرجت مروة من الغرفة بعصبية .. ظل عمر مكانه للحظات ثم قال بهدوء
عمر : انا اسف .. حتي لو انتم سامحتوني انا هفضل اعاقب نفسي
ثم صمت للحظات و قال : ريم
فنظرت له بعتاب ليكمل هو : انا عارف اني جرحتك .. اتمني تقدري تسامحيني .. و انا هحاول اصلح جزء صغير من اللي عملته بأني اختفي من حياتك
كريم نظر له فجأة ليكمل عمر : انا مش هقدر اعيش هنا تاني .. دي اقل حاجه هقدر اعملها عشان ريم .. و عشان ميبقاش في احراج ولا خنقة اكتر بوجودي .. انا عارف انك هتزعل من كلامي ده بس صدقني ده انسب حل
كريم : لا طبعا مش ده انسب حل
عمر : ارجوك فكر في راحتي بس .. و راحتي دلوقتي هي اني أبعد و بس
كريم : بس انا مش هسمح انك تسيب البيت ده يا عمر ولا انك تبعد !
عمر صمت للحظات ثم قال : وجودي هنا هيبقى بمثابة عقاب ليا ..
الكاتبة ميار خالد
كريم : و عشان كده عايز تهرب !
عمر : انا اسف يا كريم
تنهد عمر بضيق ثم خرج من الغرفة سريعا و اتجه الي غرفته ليلملم أغراضه .. و بعد لحظات خرج كريم و ورد أيضا و تركوا ريم لترتاح و رجع الاثنان الي غرفتهم .. دلفت ورد إليها و جلست علي الأريكة بتعب و كان كريم امامها يطالعها بهدوء ثم ذهب ليجلس بجانبها
كريم : ورد
نظرت له ورد ليكمل
كريم : لو عايزة تمشي مش همنعك
ورد : امشي ؟! مش فاهمه
كريم : سبب جوازك مني كان بسبب احتياجك للفلوس .. و دلوقتي انتي مش محتاجه فلوسي في أي حاجه لأنك عرفتي بورث والدتك و فاضل الامضاء بتاعتك بس عشان كل حاجه تبقى ليكي رسميا .. يعني دوري خلص
ورد نظرت له و اتسعت عيونها قليلا فقال هو
كريم : انا عارف انك كنتي مغصوبة على كل ده من البداية .. و انك وافقتي بس عشان اخواتك .. عشان كده كان لازم اقولك انك لو عايزة تمشي و تنحسبي من كل ده انا مش همنعك !
ورد : انت عايزني امشي ؟!
كريم : انا ما صدقت لقيتك ..
ورد صمتت للحظات ثم قالت بابتسامة : عيب عليك يا بيه .. انا بدأت معاك حاجه و لازم انهيها .. مش بحب اسيب حاجه ناقصة و امشي .. و افرض ورثي ده مكنش ظهر كنت هفضل محتاجه ليك .. غير كده انت اللي رجعتلي حقي ده و خليتني اعرفه .. معقول اسيبك كده في نص الطريق و امشي بكل أنانية مع انك مكنتش اناني معايا .. مش طبعي ده انا ورد
كريم نظر لها بعيون تنطق بالحب و قال : كان لازم اقولك كده و اسيبلك حرية الاختيار
ورد : و انا اختياري اني اكمل .. لحد ما الحربايه دي تطفش
ضحك كريم بسبب كلامها ثم نظر لها و تنهد بحرارة و امسك يدها
كريم : في حاجات كتير اوي عايز اقولها لك .. بس هتعرفيها في الوقت المناسب
ورد : و الوقت المناسب ده امتي
كريم : مش عارف .. بس اتمني يكون قريب
ابتسمت ورد ثم قالت : انا هروح اعمل حاجه و جايه تاني
خرجت ورد من غرفتها و اتجهت الي غرفة مروة و دلفت إليها دون أن تدق الباب لتجدها امامها و قد نهضت سريعا
مروة : انتي مجنونه ؟! ايه قلة الذوق دي ازاي تدخلي كده
ورد : حاولت اتعلم حاجه منك
نظرت لها مروة بعصبية و لكن ورد طالعتها بابتسامة و قالت
ورد : انا جيت بس عشان اشكرك
مروة : تشكريني ؟!
ورد : أيوة .. في كل محاولة منك انك تأذيني أو تبعديني عن كريم او البيت ده كان بيحصل العكس و انا اللي بكسب و بستفاد في الاخر
مروة : مش فاهمه
ورد : حاولتي تبعديني عن البيت ده و عن كريم .. و حصل العكس و هو أنه قرب مني اكتر و بقى يثق فيا .. في محاولتك انك تأذيني و جبتي خالي لحد هنا عشان يكسرني .. مكنتيش تعرفي إن بحركتك دي انتي رجعتيلي حياتي .. و عرفت أن ليا ورث و اني مش قليلة اوي زي ما فاكرة
مروة : ايه ؟!!
ورد : شوفتي بقى .. عشان كده جايه اقولك شكرا اوي يا مروة .. بس ابقى خلي بالك من خطوتك اللي جايه اوي
ثم ابتسمت بثقة و قالت : مش قولتلك اللي معاه ربنا مبيخسرش
ثم خرجت من الغرفة و تركتها تشتعل غضبا بسبب كلامها
في غرفة ورد..
نهض كريم و اتجه لخزانته و لكن أوقفه رنين هاتف ورد ليغير اتجاهه و ذهب الي الهاتف و التقطه و نظر الي المتصل و لكنه لم يجد اسم فتجاهله و بعد لحظات صدع الهاتف رنينا مرة أخرى فرد عليه و لكنه قبل أن يتكلم جاء صوت المتصل
: معقول كل ده لحد ما تردي عليا .. هو جوزك كان جمبك ولا ايه ؟!
نظر كريم أمامه بصدمة و هو يسمع تلك الكلمات
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
نظر كريم أمامه بصدمة و هو يسمع تلك الكلمات !
: الو .. مبترديش ليه وحشني صوتك
قال كريم بحدة : مين معايا !
: ايه ده .. هو مش ده تليفون ورد ؟
كريم : أيوة تليفونها .. مين حضرتك ؟
: مش لازم انت تعرفني كفاية هي عرفاني .. و عرفاني اوي ابقى اسألها عليا ! و معلش ابقى قولها تتصل بيا تاني
ثم انهي المكالمه سريعا لينظر كريم أمامه بشك و في تلك اللحظة عادت ورد الي غرفتها مرة أخرى بعد أن خرجت من غرفة مروة و اطمأنت على ريم لتجد كريم واقف في منتصف الغرفة بشرود و ملامح وجهه لا تفسر فاتجهت له
ورد : في ايه ؟ واقف كده ليه
و لاحظت في تلك اللحظة هاتفها الذي في يده لتأخذه منه
ورد : ماسك موبايلي ليه .. حد اتصل ولا ايه ؟
كريم نظر لها للحظات و ظل صامتا حتي قالت ورد
ورد : انت مش بترد عليا ليه ؟
كريم : هو انتي مش مخبيه عني حاجه ؟
ورد : لا هخبي عليك ايه يعني
كريم : ورد .. سبق و قولتلك اني بكره الكدب ! لو عرفت بأي طريقة انك بتكدبي عليا صدقيني هتزعلي مني اوي .. و هتشوفي مني وش عمرك ما شوفتيه !
ورد : انت بتكلمني كده ليه .. انا فعلا مبكدبش عليك و مش مخبيه حاجه
كريم انفعل قليلا ليقول : اومال مين اللي اتصل على موبايلك ده .. و اول ما رديت سكت لأنه كان عايز حضرتك انتي
ورد بعدم فهم : ايه اللي انت بتقوله ده انا مش فاهمه حاجه
كريم تملكته العصبية ليلقي هاتفها على الارض فتحطم الي اجزاء و فزعت هي بشدة
ورد بصدمة : ايه اللي انت عملته ده !
كريم : يفرق معاكي اوي ولا ايه
ورد : اه يفرق معايا .. لكن مش هيفرق معاك انت !
ظل كريم يطالعها بعصبية ثم خرج من الغرفة سريعا ليصفع الباب خلفه و فزعت ورد و اتجه هو الي غرفة أبيه و حاول أن يهدأ قليلا .. ظلت ورد واقفة بعدم فهم و في تلك اللحظة تذكرت امير و مكالماته لها و اتسعت عيونها عندما فهمت أنه من الممكن أن يكون قد اتصل و كريم من رد عليه و قد فهم كل الامور بطريقة خاطئة !!
في غرفة عمر ..
لملم عمر أغراضه و تركها عند باب الغرفة ثم اتجه الي غرفة ريم ليلقي عليها نظرة قبل أن يرحل فوجدها نائمة .. دخل الي غرفتها بهدوء و اقترب من سريرها و التقط أحد الكراسي و جلس امامها ، ظل ينظر لها بحزن و ندم و قد ظهرت دموع خفيفة في عينيه
عمر : ريم .. ممكن متكونيش سمعاني دلوقتي بس لازم اقولك الكلام ده ..
ثم صمت للحظات و اكمل بصوت مهتز و مكتوم : فاكرة لما قولتيلي اني استاهل كل حاجه حلوة .. انتي كل الحلو اللي كان ممكن يغير حياتي بس انا مستاهلش .. في الأول كنت غبي و ما زلت .. كان كل تفكيري في رد القلم ليكي .. مكنتش أعرف إني أنا اللي هتوجع مش انتي .. كنت بسأل نفسي العيب في ايه و ليه بسقط كل السنين دي و ليه لحد دلوقتي متخرجتش حتي لو كنت حزين على اروى .. مكنتش اعرف ان كل ده حصل عشان اقابلك و قلبي اللي كان رافض كل الناس يتفتحلك من اول مرة شوفتك فيها .. في لحظة فوقت من راحة حبك على ألم فراقك .. قصة حبي انتهت من قبل ما تبدأ .. لُقانا كان غريب و مش مظبوط تحسيه قصه في رواية بس صدقيني انا من يوم ما حبيتك و انا عمري ما فكرت اسببلك اي أذي و كنت بندم على اللي عملته فيكي .. عارف انك مش ممكن تسامحيني بس ارجوكي حاولي تفتكريلي اي حاجه حلوة
مسح دمعة قد خانته لتسقط من عينيه سريعا و اخرج العقد من جيبه و الذي كان من المفترض أن يهديه إليها لحظة اعترافه بحبه لها .. نظر له للحظات ثم اقترب منها قليلا و البسه لها ليزين عنقها و قبلها في جبينها و قال بهمس
عمر : بحبك ..
ثم ابتعد عنها و خرج من الغرفة سريعا و أغلق الباب خلفه و ما أن خرج حتى سقطت دمعة حارة من جانب عين ريم و تحركت يدها لتتحسس السلسال في عنقها ..
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
دلف كريم الي غرفة والده بعصبية على غير عادته و اتجه اليه ليجلس أمامه بصمت ، نظر له والده بتفحص و حرك يده ليمسك يد ابنه نظر له كريم بدهشة و قد نسى للحظة أن أبيه قد استطاع أن يحرك يده فابتسم ، ظل ينظر له والده بتفحص و كأنه يريد أن يخبره أن يتكلم و يقول ما في قلبه فتنهد كريم و قال
كريم : ورد .. انا عارف ان مينفعش اشك فيها بس غصب عني .. من شوية حد اتصل على الموبايل بتاعها .. راجل .. و كان بيتكلم بطريقة مستفزة و بعشم اوي .. للحظة توهت مش عارف ايه الصح من الغلط .. مش عارف انا اختارت غلط من الاول ولا لا .. بس قلبي بيكدب احساسي ده و مصمم يثق في ورد مهما حصل .. انا تعبت
سحب والده يده من بين يد كريم بعصبية خفيفة لينظر له كريم بتعجب
كريم : انت اضايقت عشان شكيت في ورد ؟
حرك صابر رأسه بالإيجاب ليقول كريم : و ده سبب الحرب اللي في مخي .. قلبي بيثق فيها و عقلي بيشك فيها و لو هي فعلا مظلومه مين الشخص ده و ليه بيعمل كده و عايز منها ايه
تنهد كريم بضيق ثم نهض من مكانه وخرج من الغرفة ليجد مروة أمامه تطالعه بتفحص .. نظر لها كريم بعدم اهتمام ثم اتجه الي غرفة أخرى ليبقى بها .. نظرت له مروة بدهشة و فرحه نوعا ما ثم عادت سريعا الي غرفتها و التقطت هاتفها لتتصل بأمير و ما أن رد عليها قالت
مروة : أمير .. انت عملت ايه ؟!
أمير ضحك باستفزاز : يبقى الحريقة اشتغلت
مروة : كريم ساب اوضتها و راح يقعد في اوضه تانيه .. شكلهم متخانقين حتي ملامح وشه متعصبه .. انت عملت ايه
امير : الشك .. ما انا قولتلك و انتي مكنتيش واثقة فيا .. ادي اللي كنت عايزُه بدأ ينجح اهو
مروة : مش فاهمه انت خليته يشك فيها ازاي
امير : اتصلت على الموبايل بتاعتها تاني و المره دي هو اللي رد عليا و ساعتها قولت كلمتين كده يخلوا اي حد يتعصب .. و قفلت بس كده
مروة : مكنتش متخيله أنه ممكن يشك فيها بعد الثقة دي كلها
امير : مهما كان بيثق فيها مش هيقدر ميشكش بعد كلامي ده .. كريم في الاخر راجل يعني غصب عنه هيشك فيها
مروة ضحكت بحقد ثم قالت : يبقى دلوقتي معاد الخطوة اللي بعدها
امير : بالظبط كده .. لازم بكرة تتم كل حاجه و كريم متعصب كده !
مروة : بس انا هقولها ايه عشان ابعتهالك ؟
امير : سيبي الموضوع ده عليا .. انا هعرف اسحبها كويس .. اهم حاجه تبعتي كريم في الوقت المناسب
مروة : متقلقش
ثم أنهت المكالمه معه و ابتسمت بانتصار !
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
دخل كريم الي الغرفة بضيق و جلس على السرير و بعد لحظات دخل احدهم الي الغرفة و كانت ورد الذي جاءت لتطمئن عليه و بيدها علاجه ، اتجهت إليه بجمود و مدت يدها بالدواء
ورد : علاجك
كريم نظر لها للحظات ثم تنهد بضيق و قال
كريم : مش وقته دلوقتي
ورد : هو ايه ده اللي مش وقته .. ده علاج انت عايز تتعب تاني ولا ايه
كريم : عادي بقى مبقتش فارقة
ورد قالت سريعا : بس فارقة معايا انا .. خد علاجك يا كريم بيه الله يخليك
كريم : ورد معلش ممكن تسبيني لوحدي دلوقتي
ورد : لا مش هسيبك لوحدك .. لاني لو سيبتك في حاجات كتير هتتغير
كريم : بمعني ؟
ورد : يعني انا عارفه انك شكيت فيا و مش مضايقة ده حقك ! بس انت ظالمني للمرة التانية
كريم نظر لها بتساؤل لتكمل هي : فاكر الراجل اللي شوفناه في المول ؟
كريم : ماله ؟
ورد : الراجل ده من فترة اتصل بيا و كان بيزاولني و بجد انا مش عارفه هو جاب رقم تليفوني منين .. انا متأكدة أنه اتصل تاني و انت اللي رديت عليه و الله اعلم قالك ايه يخليك بالشكل ده
كريم : مش عايز افتكر قال ايه عشان متعصبش تاني
ورد : و حقك .. حقك انك تتعصب لأنه متصل قاصد يعمل مشكلة بيني و بينك
كريم : ليه كل ده !! ليه يعمل كده هيستفاد ايه
ورد : صدقني لو اعرف هقولك كل حاجه بس انا نفسي معرفش .. كل اللي يهمني اني ابوظ محاولات البني ادم ده و خلاص
كريم : انا قامت حرب جوايا .. عقلي بيشك فيكي لكن قلبي بيثق فيكي و انا مش عارف اوصل لحل !
ورد ابتسمت و قالت : طب ممكن تخليني اقنع عقلك أنه يثق فيا
صمت كريم لتكمل ورد : انا هسألك كام سؤال و عايزاك تجاوبني بصراحه
كريم : اسألي
ورد : من يوم ما جيت هنا انت شوفت مني اي تصرف مش تمام ولا اي حاجه مش كويسة عملتها ؟
كريم : لا
ورد : عمرك شوفت اني بخبي موبايلي عنك مثلا ولا بخبي اي حاجه عنك أو كذبت عليك في حاجه .. ممكن اكون خبيت عليك موضوع والدك و أنه بيتحسن بس ده كان عشان سبب مهم
كريم : سبب ايه ؟
ورد : هعرفك كل حاجه .. بس جاوبني الاول
كريم تنهد و قال : لا يا ورد مكذبتيش
ورد : طيب يعني لو انا فعلا مش كويسة اكيد كنت هغلط في حاجه ولا اقع قدامك في أي حاجه صح
كريم : أيوة .. انا عارف كل الكلام ده بس غصب عني
الكاتبة ميار خالد
ورد : انا عارفه .. فاكر لما خليتك توعدني أن مهما حصل تفضل تثق فيا و متصدقش اي حاجه الا لما تسمع مني
كريم : أيوة
ورد : انا كان قصدي على موقف زي ده
كريم تنهد و قد اقتنع من كلامها ليقول : انا اسف يا ورد .. انا عارف ان مينفعش اشك فيكي بس غصب عني
ورد : انا عارفه يا بيه و عذراك .. بس ارجوك خليك واثق فيا
كريم : ماشي يا ورد .. و اتمني انتي تكوني قد الثقة دي و متخذلنيش !
ورد : اوعدك
و نهضت لتمشي و ما أن فتحت الباب حتي قال
كريم : استني .. انتي برضو مقولتليش ليه خبيتي عني موضوع تحسن ابويا
ورد رجعت إليه مرة أخرى و قالت : مجاتش الفرصة اني اقولك قبل كده بس هعرفك دلوقتي .. مروة !
كريم : مالها مروة ؟
ورد : من فترة انا شوفتها و هي بتغير العلاج بتاع عم صابر و استغربت اوي و يوم ما تعبت سألت الدكتور على العلاج اللي غيرته و قالي أنه خطر جدا و مش كويس لصحة المريض .. و ساعتها فهمت أن حالة عم صابر اللي مش بتتقدم دي بسبب العلاج ده و وقفته خالص و بعد فترة زي ما شوفت اهو اتحسن جدا !
كريم : انتي متأكدة من كلامك ده !! يعني مروة هي السبب
ورد : أيوة .. عشان كده مرضيتش اقول إنه بيتحسن عشان متعملش فيه حاجه ترجعه لنقطة الصفر
كريم : انتي ازاي متقوليليش حاجه زي دي من زمان !!
ورد : كان غصب عني .. بس اديني قولتلك دلوقتي اهو .. بالله عليك ما حد يعرف الموضوع ده
كريم : انتي بتهزري معايا ! دي أذت والدي ده انا هوديها في داهيه !!
ورد : مش دلوقتي .. عقابها الحقيقي هو بعدها عنك و ده اللي احنا بنعمله دلوقتي
كريم : بس انا مش هقدر استحمل وجودها معاه في نفس البيت .. مش متخيل أنها وصلت بيها لكده
ورد : اهدى بس ارجوك و خلينا نفكر صح
كريم : ماشي يا ورد
و لم يعرف الاثنان أن هناك من يسمعهم و كان هذا الشخص مروة التي كانت تقف عند باب الغرفة !
مروة : صابر اتحسن !!
ثم انسحبت سريعا و رجعت الي غرفتها !
عند عمر ..
وصل عمر الي بيت ايهاب و الذي سوف يقيم عنده تلك الفتره حتي تتحسن الأمور ، دلف الي بيته و الذي يقيم فيه ايهاب بمفرده بسبب سفر أهله
ايهاب : مش عايز اضغط عليك .. بس ممكن تفهمني اللي انت فيه .. انت صاحبي و اكيد لازم اقلق عليك
زفر عمر بضيق شديد و قال : خسرتها ..
ايهاب : اللي عايز أفهمه .. مادام كان عندك مشاعر اتجاهها حتي لو بسيطة .. ليه طلبت مني اعمل كده ؟!
عمر : عشان كنت غبي .. عمري ما هسامح نفسي .. المرة دي انا اللي خونت و جرحت
ايهاب : مش مهم تسامح نفسك .. المهم هي تسامحك
عمى : معتقدش انها ممكن تسامحني
ايهاب صمت قليلا ثم قال : اروى قالتلي انها شافتك و انت رفضت تكلمها
عمر انتبه قليلا له و قال : ليه هو انت بتكلمها اساسا ؟!
ايهاب : هي اللي بتكلمني و عايزة تقرب ليك بأي طريقة .. و طبعا هي عارفه اني أقرب صاحب ليك فبتحاول تفتح في كلام معايا عنك
عمر : طيب ياريت توصلها اني مش عايز اسمع عنها حاجه تاني .. ياريت تختفي من تاني
ثم نهض من مكانه و صعد الي الغرفة الذي سوف يقيم فيها و جلس على سريره بتعب و ما أن اغمض عينيه حتي ظهرت ريم أمامه و نظرتها له مازالت عالقة برأسه ليتنهد بضيق
الكاتبة ميار خالد
في اليوم التالي ..
استيقظت مي و ارتدت ملابسها و استعدت للذهاب الي الجامعة كما قال لها ايمن و عزمت أمرها أن تحقق ما في رأسها .. استقلت سيارتها و ذهبت و عندما وصلت وجدت ايمن في انتظارها عند باب الجامعة و ما أن رآها حتي ذهب إليها
ايمن : صباح الخير
مى : صباح النور يا دكتور
ايمن : قررتي ايه ؟
مى تنهد و قالت : هروح مكتب العميد دلوقتي و اشتكي زي ما فهمتني
ايمن ابتسم بانتصار : جدعة .. انا حاسس انك متوترة شوية ممكن اجي معاكي
مى : ياريت
ابتسم لها بخبث ثم اتجه معها الي غرفة العميد و دلفت هي الي الداخل و هو معها و اتجهت الي ذلك الشخص الذي يجلس على مكتبه بوقار
مى : دكتور
العميد : ازيك يا مى اخبارك ايه و اخبار والدك ايه
مى : الحمدلله بخير
صمتت مي للحظات و رتبت كلماتها ثم تحدثت مع العميد حتي تقدم تلك الشكوى و معها ايمن !
يا ترا مروة هتعمل حاجه في صابر ولا لا ؟
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
صمتت مي للحظات و رتبت كلماتها ثم تحدثت مع العميد حتي تقدم تلك الشكوى !
مى : انا كنت جايه اقدم شكوى عن حد من أعضاء التدريس هنا
العميد : اكيد دكتورة ريم .. و ده طبعا بخصوص اللي حصل في الرحلة
مى بثبات : لا مش دكتورة ريم ! انا جايه اقدم شكوى علي دكتور ايمن اللي واقف قدامك ده
ايمن نظر لها بفزع و قال : ايه !
مى : شكوتي ضد دكتور ايمن .. هو مكنش منتبه لينا في الرحلة خالص و دكتور ريم كانت قايمه بواجبها جدا .. لدرجة أنها لما ملقيتنيش خرجت تدور عليا و فعلا لحقتني في آخر لحظة .. في حين أن دكتور ايمن كان شايف و حاضر كل ده و اختار أنه يعملها مشاكل بدل ما يساعدني و ده عشان هو على خلاف شخصي معاها و انا متأكدة أن دكتورة ريم ملهاش ذنب في حاجه
العميد : بس دكتور ريم نفسها قالت إن هي اللي غلطانه في الموضوع ده
مى : هي قالت كده عشان ميحصليش مشاكل .. لكن للأسف انا اللي غلطانه في الموضوع ده هي ملهاش ذنب .. انا اللي اختفيت فجأة و مشيت مع نفسي من غير ما اخد رأيها .. انا كنت صريحة مع حضرتك و اتمني تقدر صراحتي دي .. و بلاش دكتور ريم تتحط في مشاكل مش بتاعتها هي ملهاش ذنب
العميد تنهد ثم قال : انا مقدر صراحتك دي .. بس مش هقدر اعدي الموضوع من غير عقاب حتي لو كان والدك صديقي
مى : انا عارفه .. و انا مستعدة لأي عقاب بس ارجوك بلاش دكتور ريم تتأذي .. و لو حد غلطان فهو دكتور ايمن .. و اخر حاجه عايزة اقولها أنه هو اللي حرضني اجي دلوقتي و اشتكي على دكتور ريم عشان تترفد رسمي
الكاتبة ميار خالد
العميد حدثه بعصبية : ايه التصرفات دي يا ايمن ! هو احنا في حضانة ولا ايه
ايمن صمت و لم يعرف ماذا عليه أن يقول و تملكه الاحراج ليصمت و اكتفى بنظرات توعد لمى التي طالعته بثبات
مى : عن إذن حضرتك يا دكتور .. انا قدمت شكوتي لو تسمحلي امشي
العميد : اتفضلي يا مى
ثم خرجت مى من المكان سريعا و تنهدت براحة كبيرة .. و وبخ العميد ايمن بشدة و كان عقابه هو فصله من تلك الجامعة ! .. كما تدين تدان
_________________________________
تململت ورد في فراشها و نهضت منه لتتفاجئ حين تجد كريم نائم على الأريكة ! اخر مرة رآته كانت ليلة أمس عندما تركته في غرفته و عادت الي غرفتها مرة أخرى .. ايعقل أن يكون قد اتي بعد أن نامت ؟
تحركت من مكانها و اتجهت له و اقتربت منه قليلا ثم جثت على ركبتيها و ظلت تطالعه للحظات حتي تململ هو مكانه فتوترت هي و جاء لتنهض و لكن اختل توازنها لتقع على الارض و تتأوه بألم فاستيقظ كريم و نظر إليها
كريم : في ايه ؟ انتي كويسة .. انتي كنتي مرقباني ولا ايه وقعتي كده ليه
الكاتبة ميار خالد
ورد : ياه على الكسفة اللي انت فيها يا حازم
كريم ابتسم على منظرها هذا و نهض من مكانه ليساعدها فنهضت هي أيضا
ورد : انت جيت هنا ازاي صحيح .. انا اخر مرة شوفتك كانت في الاوضة بتاعتك امبارح
كريم فرك شعره بحركة عفوية و صمت لتقول هي
ورد : انت جيت بعد ما نمت صح
كريم : بصراحه مهانش عليا ابات في اوضة تانية .. اتعودت منمانش غير و انا حاسس انك جمبي حتي لو في نفس الأوضة بس كفاية
ورد نظرت له للحظات ثم قالت : و لما امشي .. هتعمل ايه
كريم ابتسم : لما بقى .. انا مش عايز افكر في أي حاجه بعدين
ورد ابتسمت و قالت : انا هروح اطمن على ريم .. صحيح انت متعرفش حاجه عن عمر ؟
كريم تنهد بضيق : راح يقعد عند صاحبه .. انا عارف أنه بيحبها من زمان بس مكنتش اتمني ريم تعرف بالطريقة دي
ورد : تعرف من زمان ؟! يعني هو قالك
كريم : مقالش .. انا شوفتها في عينه دي حاجه مينفعش تتخبى يعني
ورد : اخر حد كنت أتوقع أن عمر يحبها هي ريم .. الأمور بتتعقد اكتر
كريم : و ليه اخر وحده .. هي ريم فعلا تتحب .. كفاية أنها اختك !
ورد خجلت قليلا لتقول محاولا تغيير الموضوع : طب و الحل دلوقتي
كريم : اخلص و افوق بس من موضوع مروة ده .. و انا هصالحهم على بعض و نفرح بيهم
ورد : نفرح بيهم ؟؟ قصدك ايه يعني انا لسه معرفش ريم بتحبه اصلا ولا لا
كريم : و لو طلعت بتحبه ؟
ورد : انا اللي هجوزهم بنفسي
كريم ابتسم : ده القدر مصمم يجمعنا بقى
ورد : لا بيتهيألك عادي بتحصل على فكرة
كريم رفع إحدى حاجبيه و قال : والله ؟
ورد : اه والله .. انا هروح اطمن على ريم
ثم ركضت من أمامه سريعا ليضحك هو ثم تنهد و ذهب ليستحم
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
دلفت مروة الي غرفة صابر بغموض و اتجهت اليه ببطئ حتي جلست أمامه تحديدا و كان هو نائم و ما أن فتح عيونه حتى وجدها أمامه ليفزع بشدة و ينتفض من مكانه ، ابتسمت باستفزاز و قالت
مروة : صباح الخير .. عامل ايه
ابعد صابر نظره عنها لتحرك يدها و تمسك يده بعنف
مروة : سمعت انك اتحسنت .. وريني التحسن ده
ثم ضغطت على يده أكثر ليحركها رغما عنه و يدفع يدها و انصدمت هي عندما رأت يده تتحرك
مروة : كده تكون اتحسنت و تخبي عليا .. دي اخرتها يعني
انزعج صابر منها و ظل يدفعها عنه بضعف حتي قالت
مروة : خايف مني كده ليه .. اومال لو كنت اذيتك بجد .. ما انت عارف ان حالتك دي مليش اي دخل بيها .. انت اللي وقعت من على السلم يومها .. مش كنت تاخد بالك يا عمي يرضيك كل السنين دي كده في حالتك دي
نظر لها صابر بضيق لتكمل هي : انا بعترف اه انك موقعتش بسببي .. بس اعترف اني كنت ببدلك العلاج بتاعك عشان تفضل كده .. ده كان كفاية اوي عليا
ظهرت نظرة ضعف في عيون صابر فقالت مروة
مروة : ابنك فاكر أنه ذكي و يقدر يقف قدامي .. بس لا .. واضح انك حبيت ورد زيه مش كده باين على تحسنك .. يا خسارة اكيد هتوحشك بعد اللي هعمله فيها !
نظر لها صابر فجأة لتكمل هي باستفزاز
الكاتبة ميار خالد
مروة : متقلقش مش انا اللي هطردها من هنا .. كريم هو اللي هيطردها !
ثم اقتربت منه اكثر لتهمس : لما يشوف خيانتها بعينه ! مع السلامة يا .. عمي
قالت تلك الجملة ثم خرجت من الغرفة لتترك صابر في حالة يرثي لها من القلق على ورد و ظل يدعي ربه بداخله أن لا يحدث لها مكروه !
في غرفة ريم ..
دلفت ورد الي غرفة ريم لتجدها جالسة في شرفتها تنظر إلي السماء بدون تركيز فاتجهت إليها ورد
ورد : عاملة ايه النهاردة
ريم : احسن الحمدلله
ورد : انتي مش كنتي المفروض ترجعي بعد يومين .. رجعتي بدري ليه كده
ريم : حصل مشكلة عشان كده رجعنا بدري .. لو كنت اعرف اني هشوف وشهم تاني مكنتش رجعت
ورد : متقوليش كده .. الحمدلله أنهم مشوا خلاص و مش راجعين تاني
ريم : و هما جم ليه من الأساس .. عرفوا مكاننا منين
تنهدت ورد بضيق : القدر يا ريم .. احنا كان مكتوب لنا نرجع نشوفهم تاني بعد السنين دي .. الأسئلة ملهاش لازمة دلوقتي
ريم : عندك حق .. بس اتمني متجمعش بيهم تاني لأي سبب
ورد ابتسمت : بس المرة دي انا بشكر ربنا أن خالك جه لحد هنا !
ريم بدهشة : نعم ؟!
ورد : لولا أن خالك جه .. عمرنا ما كنا هنعرف أن لينا أملاك و عقارات
ريم نظرت لها بعدم فهم : مش فاهمه يعني ايه ؟
ورد : يعني احنا لينا ورث من امنا .. و مكناش نعرف بيه
ريم بصدمة : ايه ؟! انتي بتهزري معايا !
ورد : لا مش بهزر .. دي حقيقة
ريم : و انتي عرفتي منين الكلام ده
ورد : خالك مكنش جاي عشاننا يا ريم .. كان جاي عشان الامضاء بتاعتي كان عايز يمضيني على تنازل .. و لولا أننا هربنا منه زمان كان زمانه مضاني زي الهبلة على التنازل و انا مش فاهمه حاجه .. يلا ربنا يسامحه لكن انا عمري ما هسامحه
ريم : انا مش قادرة استوعب اللي بتقوليه بجد
ورد : ولا انا كنت قادرة استوعب .. بس دي الحقيقة
تنهدت ريم بضيق : انا تعبت يا ورد .. كل شوية الدنيا ترمينا في اتجاه و بعد ما نتعود عليه و نحبه .. ترمينا في اتجاه تاني .. ليه حياتنا مش طبيعيه زي الناس ليه كلها مشاكل و اختبارات
ورد ضربتها بخفة و قالت : قولي الحمدلله يا هبله .. ده احنا غرقانين في نِعم ربنا .. اه انا معاكي أن في مشاكل كتير بس كل دي اختبارات من عند ربنا .. بيقيس إيماننا بيهم و انتي تيجي زي الهبله تقولي ليه كده يارب
ريم : طبعا الحمدلله مش قصدي يا ورد .. بس انا تعبت من كل اللي بيحصل ده
ورد : حقك و مش هلومك .. بس اللي يريحك و يسعدك أن ربنا معاكي .. ربنا كاتب لينا كل حاجه هتحصل .. شوفي الدنيا الفترة اللي فاتت مشت ازاي و رخامة مجدي عليا و اني اسيب الشغل و اني أقابل كريم عشان في الاخر نتجوز مع اني في الاول كنت فاكراه مش كويس .. بس بعد ما عيشت معاه لقيته اطيب خلق الله
صمتت للحظات ثم أكملت بحب : انتي عارفه أنه هو اللي رجعلي حقي .. هو أول حد عرف أن ليا حق اصلا و وقف جمبي .. هو الوحيد اللي فهمني و حسسني اني بني ادمة بصحيح .. انا مشوفتش ولا هشوف في طيبة قلبه
ريم نظرت لها للحظات ثم تحولت نظراتها الي شخصا ما يقف خلف ورد لتقول
ريم : كريم !
ورد ظنتها تمزح معها فقالت : لا مش هياكل معايا المقالب دي
: انا هنا فعلا على فكرة !
التفتت ورد سريعا لتجد كريم امامها يطالعها بابتسامة جميلة فقالت
ورد : انت جيت امتي !
كريم : ما ساعة ما بدأتي تمدحي فيا
ورد بتوتر : طيب انا هروح اعمل حاجه مهمه وسع كده
ثم ركضت من أمامه سريعا ليضحك عليها هو و ريم ثم اتجه إليها
كريم : عاملة ايه دلوقتي ؟
ريم : بخير الحمدلله
كريم : انا اسف جدا على اللي حصلك من عمر
ريم : متتأسفش انت ملكش ذنب
كريم : بس عمر مش وحش .. حاولي تسامحيه
ريم نظرت له بألم و اردفت : عارفه أنه مش وحش .. عمر من احسن الناس اللي قابلتها و معتقدش هقابل حد زيه .. بس مش هقدر
كريم : ليه مش هتقدري
ريم : مش هقدر و خلاص يا كريم .. عارف لو عمر كان آذاني في أي حاجه غير موضوع الضلمة ده كنت هقدر اسامحه لكن ده مش هقدر
كريم : بس خليكي فاكرة أنه عمل كده من قبل يعرف أنه بيحبك فعلا .. يمكن هو السبب اه بس انتي مشوفتيش كان قلقان عليكي ازاي يومها .. انا اول مرة أشوفه بالحالة دي
ريم كانت تسمعه بصمت حتي قال
كريم : ممكن أسألك سؤال بس تجاوبي بصراحه
ريم : اسأل
كريم : انتي حبيتي عمر ولا لا ؟
ريم نظرت له فجأة بتوتر و تردد لتصمت و حولت نظرها بعيدا عنه فابتسم هو و قال
كريم : مش لازم تتكلمي .. عرفت الإجابة .. و عشان كده حاولي تسامحيه يا ريم
قال تلك الجملة ثم تركها و خرج من الغرفة لتتنهد هي بضيق و أعادت نظرها الي السماء مرة أخرى و لكنها لاحظت حركة بين الأشجار في الاسفل لتلفت نظرها و عندما دققت أكثر وجدته أمامها يطالعها بهدوء !
نزلت ريم من غرفتها سريعا و اتجهت الي هذا المكان و لكنها لم تجد أحدا فيه فزفرت بضيق و ظنت أن هذا كان مجرد تخيل منها و التفتت لتمشي و لكنها اصطدمت به لتنظر له بصدمة
ريم : انت !
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
كانت ورد في غرفتها ترتبها قليلا حتي دلف كريم الي الغرفة و بيده علبة مغلفة و اتجه إليها
كريم : اتفضلي
ورد بتساؤل : ايه ده ؟
كريم : افتحيه و انتي تعرفي
أخذت ورد منه العلبة و فتحتها لتجد بها هاتف جديد و حديث جدا
ورد : ده موبايل ؟
كريم : انا اسف عشان كسرتلك تليفونك و انا متعصب .. ده موبايل جديد عشان اقدر اكلمك و اطمن عليكي منه .. بنفس خطك القديم و كل حاجه
ورد : مكنش ليه لزوم
كريم : لا كان ليه جدا .. اتفضلي
أخذت ورد منه الهاتف و تفحصته للحظات حتي قالت : بس انا مش هعرف اتعامل عليه .. انا اتعودت على تليفوني ابو زراير
كريم : انا هعلمك عليه
ورد : مش عارفه حاسة اني ماسكة حاجه غريبة في ايدي .. هاتلي من ابو زراير بحبه اكتر
كريم : ده احسن صدقيني و فيه حاجات كتير اوي زيادة عن التاني .. و شوية شوية هتتعودي عليه
ورد : ماشي خليني معاك لحد الاخر
كريم : انا لازم اروح الشركة دلوقتي هخلص كام حاجه
ورد : ماشي
ثم خرج كريم من الغرفة و اتجه الي شركته و امسكت ورد الهاتف بتعجب و بدأت في استكشافه حتى صدع رنينا ! في البداية لم تعرف كيف تفتح الخط حتي نجحت في ذلك
ورد : الو
: آنسة ورد محمد عبد السلام ؟
ورد : أيوة مين معايا
: انتي اخت الدكتورة ريم محمد ؟
ورد : مظبوط
: طيب ممكن حضرتك تيجي للعنوان اللي هبعتهولك في ماسدج دلوقتي ضروري جدا موضوع بخصوص اختك
ورد سري القلق في أوصالها لتقول : ليه خير
: لما توصلي هتعرفي كل حاجه
ثم انهي المكالمه معها سريعا لتقف هي مكانها بقلق
ورد : لازم اروح اشوف في ايه
و في تلك اللحظة جاءها العنوان في رسالة فذهبت لتغير ملابسها و تذهب الي هذا العنوان و بعد لحظات خرجت من البيت تحت انظار مروة الذي فرحت بشدة لأن خطتها سوف تنجح ثم اتصلت بأمير
مروة : ورد طلعت من البيت اهي و جايالك .. نفذ الخطوة التانية عقبال ما اوصل !
امير ابتسم بشر : من غير ما تقولي .. متتأخريش عشان تحضري المسرحية من الاول
ثم أنهى معها المكالمه و اتصل بكريم من رقم غريب
كريم : الو
امير : مش عيب عليك لما تبقى راجل محترم كده و متعرفش مراتك رايحه فين و جاية منين
كريم : نعم ؟! مين معايا
امير : مش مهم مين معاك .. بس لو لسه فيك شوية رجوله تيجي تشوف مراتك ورد و هي معايا !
كريم بعصبية : انت اتجننت ايه اللي انت بتقوله ده !
امير : لو مش مصدقني تعالى على العنوان اللي هيوصلك في رسالة دلوقتي .. و ساعتها تشوف بعينك انا صح ولا لا
ثم أنهى المكالمه سريعا ليهب كريم من مكانه بعصبية شديدة و بدون تفكير خرج من الشركة و اتجه الي العنوان الذي أرسله إليه هذا الشخص .. و هو امير !
يا ترا ايه اللي هيحصل ؟
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
ريم : انت ! انت بتعمل ايه هنا
و كان هذا الشخص عمر الذي كان يطالعها بهدوء حتي قال
عمر : جيت اطمن عليكي
ريم : لا فيك الخير اوي .. اللي يشوفك و انت بتقول كده ميصدقش اللي انت عملته
عمر : ريم .. انا عارف اني غلطان بس كلنا بشر و كلنا بنغلط .. و ده كان قبل ما احبك ازاي تسيبي كل اللي بينا و تبصي للغلطة دي بس
ريم : اللي بينا ؟! ايه اللي بينا يا عمر احنا مفيش اي حاجه بينا .. كل اللي بيجمعني بيك هي علاقة طالب بمدرسته مش اكتر
عمر : ده بالنسبالك مش بالنسبالي .. و هرجع اقولك بلاش الجملة دي لأني اكبر منك اصلا
ريم تنهدت بضيق حتي قالت : انت جاي دلوقتي ليه يا عمر
عمر : قولتلك .. عشان اطمن عليكي
الكاتبة ميار خالد
ريم : طيب و اديك اتطمنت .. اتفضل امشي
عمر اقترب منها قليلا لتبتعد هي عنه و لكنه امسك بها
ريم : أبعد عني !
عمر لم يستمع إلي كلامها و ظل ينظر الي عيونها مباشرا حتي قال
عمر : انا مش مستعد اضيعك من ايدي .. انا ما صدقت لقيتك .. و الحمدلله اني فهمت بدري اني مش هقدر اعيش من غيرك ولا هقدر اتخيل حياتي من غيرك .. انا عارف اني جرحتك بس ارجوكي اديني فرصة .. انا بقولك الكلام ده عشان تكوني عارفة اني مش هسيبك .. حاولي تتقبليني انا مش وحش للدرجادي
ريم نظرت له و قد تكونت بعض الدموع في عيونها و قالت
ريم : مش هقدر .. مش هقدر انسى يا عمر
عمر : ريم .. اديني اي عقاب و انا هرضى بيه لكن بلاش بعدك عني ده و كرهك ليا .. ده بيقتلني كل لحظة
ريم : عمر بعد اذنك عايزة ابقى لوحدي دلوقتي
عمر : ماشي يا ريم .. بس اتمني تفكري في كلامي
قال تلك الجملة ثم تحرك من امامها و استقل سيارته و انطلق بها .. زفرت ريم بضيق و التفتت لتجد بسملة امامها تطالعها بتساؤل
بسملة : انتي زعلانه من أبيه عمر مش كده
ريم : بلاش تدخلي في الكلام ده يا بليه
بسملة : ليه يعني انا مش صغيرة .. انا كبيرة و فاهمه كل حاجه
ريم : بليه خلاص مش عايزة اتكلم .. يلا عشان تعملي الواجب بتاعك
نظرت لها بسملة بضيق ثم تحركت معها على مضض
_________________________________
وصلت ورد الي العنوان الذي في الرسالة لتجده شقة .. تعجبت للحظات ثم صعدت إليها و طرقت بابها لتجده مفتوح .. دلفت إليه بحذر لتجد شخصا ما يوليها ظهره فقالت
ورد : سلام عليكم .. انت اللي اتصلت بيا بخصوص ريم اختي ؟
التفت هذا الشخص ليظهر وجه امير امامها و ضحكة خبيثة على وجهه لتنصدم ورد عندما تراه
ورد : انت !!
أمير : و اخيرا شوفتك تاني .. كنت هتجن عليكي
ورد صاحت به : بقى كل ده عشان اجي هنا انت عايز مني ايه !! الاول المول و بعدين المكالمات اللي ملهاش لازمة دي و اخرتها تضحك عليا كده
امير : اعمل ايه طيب .. ما انتي علطول بتصديني
ورد : و هفضل اصدك لانك بني ادم قليل الادب و حقير و ميشرفنيش ابقى معاك في مكان واحد
و التفتت لتخرج من الشقة سريعا و لكنه تحرك بسرعه ليغلق الباب عليهم
ورد بحدة : انت بتعمل ايه ! وسع خليني امشي
امير : و انتي فاكرة اني ممكن اسيبك بعد ما دخلتي المصيدة بتاعتي
و اقترب منها قليلا لتبتعد ورد عنه و تدفعه بقوة ثم نظرت له بحدة و قالت
ورد : انا عندي استعداد اخش فيك السجن ولا انك تقرب مني .. انا مش فارق معايا حاجه انت اللي هتخسر و بس !
امير نظر لها بإعجاب و قال : ما بلاش كلامك ده احسن بيخليني اتعلق بيكي اكتر .. انا بعشق الجنون
ورد : لآخر مرة هقولك أبعد عني وشي !
امير : و انا قولتلك اني مش هبعد !
قال تلك الجملة ثم اقترب منها أكثر و لكنها دافعت عن نفسها بكل قوتها و في محاولاتها تلك غرست أظافرها في يده ليصرخ هو بألم و لم تترك يده الا عندما ظهرت بها بعض قطرات الدم ! و في تلك اللحظة ابتعد عنها فجأة و نظر لها بخبث .. لم تفهم هي نظراته في البداية لتنهض سريعا من مكانها و تركض ناحية الباب و ما أن وصلت له و فتحت بابه سريعا حتي اصطدمت بشخصا ما امامها .. نظرت إلي هذا الشخص بصدمة و قالت
ورد : كريم !!
بادلها كريم نفس النظرات حتي ظهر امير من خلفها و قال
امير : انتي روحتي فين يا حبيبتي
ورد : كريم ! كويس ان انت جيت الحيوان ده هو اللي وصلني لحد هنا و كان عامل خدعة عشان اجي و قالي أن الموضوع بخصوص ري..
و لم تكمل الجملة بسبب يد كريم التي هوت على وجهها لتصفعها بقوة ! صُدِمت ورد للحظات ثم نظرت له لتجده يطالعها بخيبة أمل و عصبية
الكاتبة ميار خالد
كريم : ليه .. انا قولتلك بلاش تكدبي عليا و بلاش اعرف بطريقة تانية .. ليه يا ورد !
ابتسم امير بخبث و انتصار و كذلك مروة التي كانت تختبئ في احدي الغرف القريبة منهم و التي وصلت قبل ورد بلحظات .. نظرت له ورد بحزن و قالت
ورد : انا مش بكدب عليك ولا كدبت عليك ..
كريم صاح بها : اسكتي بقى !! كفاية اوي لحد كده
ورد : هو ايه اللي كفايه !! انا مش غلطانه ولله العظيم اسمعني ده ضحك عليا عشان اجي هنا
كريم : و انتي مش هبله عشان حد يضحك عليكي .. انا كنت فاكرك غيرهم كنت فاكرك كويسة .. كنت فاكرك مش هتكدبي عليا و لا تخدعيني
ورد بدموع : انا فعلا مخدعتكش
نظر لها كريم بحزن و قال : كنت فاكرك مش هتخذليني .. و بيكي حياتي هتتحسن بس كنت غلطان جدا
ثم صمت للحظات و قال : انتي طالق
ورد نظرت له بصدمة كبيرة و كذلك مروة و لكن سرعان ما ابتسمت ابتسامة عريضة و تحركت من مكانها لتقفز بسعادة ثم عادت لتسمعهم مرة أخرى
ورد : بسهولة كده قولتها
كريم : من النهاردة مش عايز اشوف وشك تاني .. و الا هتزعلي جدا انا هعمل حساب للعشرة اللي كانت بينا و بس .. بكرة الصبح مش عايز اشوف لا وشك ولا وش حد من اخواتك في بيتي .. مفهوم
ثم خرج من المكان سريعا لتظل ورد مكانها تنظر إلي المكان الذي كان يقف فيه بصدمة ثم تحركت هي أيضا لتخرج من الشقة تحت نظرات امير المنتصرة !
و بعد لحظات خرجت مروة بسعادة كبيرة و صرخت به
مروة : و اخيرااا .. انا مش مصدقة اني خلصت منها .. انت سمعته هو طلقها
أمير : أيوة يا روحي .. شوفتي بقى انك كان لازم تثقي فيا من الاول .. خطتي خلصت الدنيا اهي
مروة بسعادة : انا من أول لحظة فكرت فيك و كنت عارفه انك هتخلصني منها .. كل مرة بلجأ ليك و ببقى صح ! انا بحبك اوي يا روحي
امير : انا اكتر .. بس مينفعش المناسبة دي تعدي كده .. لازم نحتفل بيها ولا انتي شايفة ايه
ثم اقترب منها أكثر لتقول هي
مروة : عندك حق جدا
ثم ارتمت في أحضانه سريعا و تنهدت براحة ليحيطها هو بذراعيه و ظلوا هكذا للحظات و فجأة سمعوا صوت تصفيق خلفهم التفتت مروة سريعا لتجد ورد واقفة امامها هي و كريم الذي كان يطالعها بصدمة أما ورد كانت تطالعها بثبات و على وجهها ابتسامة ماكره !!
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
استقل عمر سيارته و بعد لحظات من انطلاقه بها صدع هاتفه رنينا ليقف بسيارته و يرد عليه
عمر : الو
: ده انت مش بترد على رقمي بقى !
عمر : مين معايا
: نسيت صوتي كمان
ركز عمر في صوتها قليلا ليعرفه على الفور
عمر : عايزة ايه ؟
اروى : اشوفك .. احنا كلامنا مخلصش يومها
عمر : اروى بقولك ايه .. جيبي من الآخر و قولي عايزة ايه
اروى : عايزة نرجع !
ضحك عمر بصوت عالي لتقول هي بعصبية
اروى : انا مش بقولك نكته على فكرة !
عمر : دي بالنسبالي نكته .. حقيقي انا مشوفتش في بجاحتك
اروى : ليه يعني .. كل ده عشان بقولك نرجع
عمر : لا عشان بتقولي كده بعد اللي عملتيه
اروى : دي كانت لحظة ضعف مني لما حبيت سمير .. و لما راجعت نفسي عرفت اني مينفعش اكون غير ليك
عمر : والله .. يعني مش لما سمير بتاعك ده غدر بيكي و سابك افتكرتي إن كان في حد اسمه عمر فجايه تدوري عليا تاني
اروى صمتت للحظات ثم قالت : انا آسفة
عمر : لا ولا يهمك ده انتي كسرتي قلبي يعني مش حاجة كبيرة
اروى : اديني فرصة اصلح كل حاجه طب
عمر شرد للحظات و قال : انا كمان نفسي في الفرصة دي
اروى : مش فاهمه
عمر : مش لازم تفهمي .. بعد اذنك انا مش عايز اتكلم تاني و ياريت لو تكملي انتي كمان حياتك .. لأنك مبقتيش فارقة معايا
اروى : انت عشان زعلان مني بتقول كده .. ولا في حد اخد مكاني ؟
عمر : انتي ملكيش مكان اصلا عشان حد ياخده ! انتي اللي محيتي مكانك في قلبي بأفعالك .. فمترجعيش تدوري عليه تاني لأنه مبقاش موجود
اروى : البنت اللي شوفتها معاك في المول صح .. حسيت .. لولا ظهورها كنت هتفضل بتحبني زي ما انت
عمر : هو انتي مبتفهميش ؟ حتي لو مكنتش ظهرت في حياتي .. انا وصلت لمرحلة الكُره معاكي .. اقولك ايه اكتر من كده
اروى : ولا حاجة .. ماشي يا عمر بس خليك فاكر اني لآخر وقت كنت باقيه عليك
عمر : بلاش تعملي دور الكويسة .. مش لايق عليكي خليكي في دور الخاينة احسن
اروى : ماشي يا عمر
ثم أنهت المكالمه سريعا ليتنهد هو بضيق و ظل مكانه بسيارته و غرق في تفكيره !
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
مروة : انتي بتعملي ايه هنا !
ورد : بخلي كريم يشوف الحقيقة .. حقيقة كذبك و خيانتك !
مروة : ايه ؟!
ثم اتجهت مروة إليه سريعا لتقول : متصدقاش دي بتعمل كده عشان تداري على عملتها ما انت لسه شايف بعينك
كريم : عندك حق .. انا لسه شايف خيانتك بعيني فعلا
مروة : معقول لحقت تضحك عليك بكلمتين .. مكنتش فاكراك كده
ورد : و انا هضحك عليه بكلمتين ليه ؟
مروة : عشان اتخانقتوا دلوقتي و هو طلقك !
ورد : مين قال إن ده حصل
ثم نظرت لكريم و قالت : هو إحنا اتخانقنا ؟
ثم ضربت رأسها بكف يدها و قالت : ااه .. قصدك على التمثيلية اللي حصلت من شوية
مروة : تمثيلية ؟! يعني ايه
كريم : يعني ربنا وقعك في شر اعمالك .. و اللي كنتي عايزه تعمليه في ورد اتعمل فيكي دلوقتي .. انا جاي و عارف ان ورد هنا لأنها اتصلت بيا و قالتلي !
مروة : قصدك ايه انا مش فاهمه حاجه
تحركت ورد إليها حتي وقفت امامها و قالت : انا هفهمك كل حاجه !
فلاش باك ..
ظلت ورد واقفة بعدم فهم و في تلك اللحظة تذكرت امير و مكالماته لها و اتسعت عيونها عندما فهمت أنه من الممكن أن يكون قد اتصل و كريم من رد عليه و قد فهم كل الامور بطريقة خاطئة !! ظلت وقت كبير هكذا حتي سمعت صوت كريم بالخارج فخرجت سريعا لتتجه الي غرفته و لكنها توقفت فجأة أمام غرفة مروة لتسمعها و هي تقول
مروة : أمير .. انت عملت ايه ؟!
ظلت ورد أمام باب الغرفة تتابع المكالمه حتي انتهت لتنظر امامها بصدمة كبيرة ثم عادت الي غرفتها سريعا و ربطت كل الاحداث و فكرت بصوت مسموع
ورد : يعني مروة هي اللي عاملة كل ده ! و هي اللي زقه اللي اسمه أمير ده عليا .. كنت متأكدة أن في حاجه غلط .. و اللي فهمته من كلامها أنهم بكرة هيعملوا حاجه تاني .. عشان هي قالت ابعتهالك ازاي .. ماشي يا مروة انا هوريكي عمايل ورد على حق !
ثم خرجت من غرفتها و اتجهت الي غرفة كريم و تركت باب الغرفة مفتوح عن قصد حتي تسمع مروة كلامهم و بعد أن تأكدت من رحيلها أغلقت الباب و اتجهت الي كريم مرة أخرى لتحدثه بصوت خفيض
ورد : كريم بيه .. في حاجه مهمه لازم تعرفها
كريم : حاجه ايه ؟
ورد : الراجل اللي اتصل بيك و انت كلمته ده تبع مروة و هي اللي عاملة كل ده عشان تشك فيا !
الكاتبة ميار خالد
كريم : و انتي عرفتي منين ؟ و ليه بتتكلمي بصوت واطي
ورد : عشان مروة متسمعش كلامنا .. انا خليتها تسمع اللي انا عايزاه و بس .. و عرفت منين ده عشان انا سمعتها دلوقتي وهي بتكلمه و مبسوطة انك اتخانقت معايا و بكرة هتعمل الخطوة التانية على كلامها
كريم : و اللي هي ؟
ورد : انك تشوفني مع اللي اسمه أمير ده .. عشان شكك فيا يكمل و تطلقني
كريم : ورد انتي متأكدة من كلامك ده ؟
ورد : أيوة متأكدة .. و بكره هتعرف اني صح و أن مروة دي شيطانيه .. الحمدلله أن ربنا بيكشفهالي
ثم صمتت للحظات و قالت : اكيد انت عارف هنعمل ايه دلوقتي
كريم ابتسم و قال : عارف جدا
باك ..
ورد : شوفتي بقى انك غبية .. مفكرتيش للحظة اني ازاي روحت كده و انا عارفه انها ممكن تكون خطة منك
مروة بصدمة : بس كريم طلقك !
كريم : و رديتها تاني في نفس اللحظة .. لان مكنش في نيتي أطلقها اصلا .. انا ما صدقت لقيتها .. شوفتي بقى خباثتك وصلتك لفين في الاخر و كانت النتيجة ايه .. خسارتك
ورد نظرت لها بانتصار و قالت
ورد : عرفتي بقى كنت أقصد ايه لما قولتلك .. في اللحظة اللي هتكوني فاكرة فيها انك انتصرتي عليا .. هتلاقي نفسك خسرتي كل حاجه
ذهب كريم ليمسك يدها و قال
كريم : انا بعترف اه اني شكيت في ورد في الاول .. بس زي ما بيقولوا .. البقاء للأصدق .. انا اسف يا ورد لو كلمتك بطريقة وحشة في يوم
ورد : متقولش كده .. الحمدلله أن كل حاجه بانت
و ظل الاثنان ينظروا لبعض بحب فلم ينتبهوا لمروة الذي كانت تطالعهم بعصبية و جنون و فجأة صدع صوت إطلاق نار في المكان لينظروا الي مصدر الصوت بفزع ليروا مروة و في يدها مسدس و قد أطلقت طلقة في الهواء من شدة عصبيتها و بعدها وجهت المسدس الي كريم و حدثته بصراخ
مروة : ليه بتعمل فيا كده !! بسببك انا وصلت لكده شوفت اخرة جنوني بيك .. انت السبب في كل اللي بيحصلي ده
نظرت ورد الي كريم بقلق شديد ليقول هو بثبات
كريم : انتي السبب في كل اللي انتي فيه .. بطلي ترمي غلطك على غيرك
مروة : و ايه الغلط اللي انا عملته .. اني حبيتك ؟
كريم : ده مستحيل يكون حب .. انتي بني ادمة أنانية
مروة صرخت به : اسكت !
كريم : مش هسكت .. لازم تسمعي اللي هقوله ده لان خلاص فاض بيا .. انتي بني ادمة أنانية مش بتفكر غير في نفسها و بس .. رضيتي انك تعيشي مع واحد غصب عنه و عارفه و متأكده أنه مش بيحبك ولا عمره هيحبك
مروة نظرت له بعيون حمراء و قالت بجنون : عندك حق .. و لو فاكر كلامي .. موتك عندي اهون من انك تكون لحد غيري !
و في لحظة رفعت مسدسها لتوجهه إلي قلبه ! لتصرخ ورد
ورد : كريم !!
طبعا انا عارفه أن كلكم متفاجئين من الأحداث و ده المطلوب اتمني الرواية تكون عجباكم لحد كده 🤍
فرحوني بقى برأيكم و توقعاتكم ؟
يا ترا ايه اللي هيحصل ؟
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
و في لحظة رفعت مسدسها لتوجهه إلي قلبه ! لتصرخ ورد
ورد : كريم !!
و تحركت لتقف أمامه سريعا نظرت لهم مروة باستخفاف و ضحكت بجنون
مروة : يا سلام على التضحية
ثم ابعدت المسدس و قالت : بس أتصدق .. عقابك الحقيقي مش موتك انت لا .. كده هرحمك من عذابي .. العقاب الحقيقي لازم يكون للي كانت السبب في كل ده .. و خليتني اوصل للمرحلة دي ! هي انتي
ورد : عاقبيني انا لكن بلاش كريم
كريم دفعها عنه و قال : انتي اتجننتي ! انا مش هستحمل لو جرالك حاجه ابعدي عني
ورد صرخت به : و انا مش هقدر اخسرك !
نظر لها كريم للحظات فلم ينتبه لنظرات مروة الذي كانت تزيد جنون و إصرار لتحرك مسدسها و تصرخ
مروة : كريم !!
التفت اليها سريعا لتضغط هي على الزناد لتخرج رصاصة من المسدس اغمض كريم عينيه باستسلام و انتظر الرصاصة أن تخترق جسده و لكنه لم يشعر بشيء ! فتح عينيه ببطئ ليجد ورد واقفة أمامه تنظر له بهون و الدموع تغرق عيونها ! نظر لها كريم بعيون متسعة من الصدمة لترتمي هي في أحضانه بألم .. اخذها كريم بين أحضانه و نظر إلي يديه ليجدها غارقة بدمائها
كريم : ورد !
سقطت ورد على الارض و هي بأحضان كريم و تأوهت بألم
قد ظهرت بعض الدموع في عيون كريم فقال
كريم : ليه عملتي كده ! انا اللي المفروض اخسر مش انتي !
ورد بدموع : و انا مكنش عندي استعداد اخسرك .. انا ما صدقت لقيتك ..
كريم : انتي متستاهليش كل ده .. انا السبب في اذيتك دي
ورد بتعب : بلاش تقول كده .. على الأقل خليني اموت و انا مرتاحه
كريم : ارجوكي لا .. بلاش تقولي الكلام ده
ورد : كريم .. خلي بالك من اخواتي ارجوك .. مش هوصيك عليهم .. خلي بالك من بسملة و خلي ريم تتغلب على خوفها من الضلمه و...
و فجأة صمتت لتتأوه بألم فقال هو
كريم : اسكتي بلاش تتعبي نفسك بالكلام
و كانت اخر جملة لورد : اخواتي يا كريم
ثم غابت عن الوعي تماما ليصرخ هو بألم و نظر حوله فلم يجد أحد و من الواضح أن مروة قد هربت سريعا بعد عملتها تلك و كذلك امير .. حملها كريم سريعا و نزل بها من تلك الشقة .. استقل سيارته سريعا و اتجه الي اقرب المستشفيات و في طريقه اتصل بعمر ليرد عليه
عمر : الو
قال كريم و صوته يكسوها القلق : عمر .. انت فين
الكاتبة ميار خالد
عمر انتبه إليه أكثر فقال : ليه في ايه .. مال صوتك
كريم : مروة كانت هتضربني بالنار لولا ورد اللي وقفت قدامي و أخدت الطلقة هي !
عمر : انت بتقول ايه !! و انت فين دلوقتي
كريم : انا رايح بيها لأقرب مستشفي
عمر : طيب قولي العنوان و انا هيجيلك حالا
كريم : لا يا عمر .. روح الفيلا و خليك مع ريم و بسملة و ابويا ضروري انا مش عارف مروة ممكن تعمل ايه تاني .. خلي اخوات ورد يقعدوا في الفيلا الفتره دي
عمر : بس اعتقد ريم اصلا في الفيلا
كريم : كانت قايله لورد أنها بمجرد ما تتحسن هترجع البيت .. لو لقيتها في الفيلا كويس لكن لو لقيتها في البيت خليها تفضل هي و بسملة في الفيلا
عمر : بس ريم...
كريم صاح به : مش وقته الكلام ده يا عمر !!
عمر : ماشي انا هروح حالا .. ابقي طمني أهم حاجة
كريم : اكيد
ثم انهي كريم المكالمه و اتصل بعماد صديقة و أخبره أن يقدم بلاغ ضد مروة و أن يتم القبض عليها بسبب ما فعلته بورد و بالفعل بمجرد أن انهي المكالمه حتي ذهب الي مركز الشرطة و قدم بلاغ في حق مروة و التي هربت سريعا الي بيت عائلتها بعد فعلتها تلك !
وصل كريم الي المستشفي ليحمل ورد سريعا و يدخل بها الي الداخل و ظل يركض كالمجنون حتي أتت له إحدى الممرضات و نقلوها الي غرفة العمليات !
عند عمر ..
انطلق بسيارته سريعا و عاد إلي المنزل مرة أخرى و اتجه الي البيت الخارجي و طرق بابه لتفتح له ريم ، نظرت له بتساؤل نوعا ما و قالت
ريم : انت تاني .. خير
عمر : ريم .. لازم تسيبوا البيت ده دلوقتي .. هتقعدي في الفيلا انتي و بسملة الفتره دي بس لحد ما ورد ترجع
ريم بعدم فهم : نعم ؟! ليه هي ورد فين
عمر : هفهمك كل حاجه بس مش دلوقتي .. لمي حاجتك انتي و بسملة و لما نروح الفيلا هفهمك كل حاجه
ريم : انا مش هتحرك من هنا غير لما افهم !! و فين ورد
عمر صاح بها : ريم مش وقت أسئلة !!
نظرت له ريم للحظات حتي جاءت بسملة و نظرت لهم بتساؤل فقال عمر
عمر : بسملة .. انا عارف انك كبيرة و هتفهميني .. ممكن تاخدي حاجتك المهمه بس عشان هتيجي تقعدي معانا في الفيلا لفترة كده
بسملة : ماشي بس ليه
عمر : وحشاني يا ستي عايز اقعد معاكي فترة عندك مانع ولا ايه
نظرت بسملة الي ريم لتعرف رأيها في كلام عمر فقالت ريم
ريم : اسمعي كلامه يا بليه يلا
رجعت بسملة الي الداخل و تركتهم بمفردهم فقال عمر
عمر : اوعدك بمجرد ما نرجع الفيلا هفهمك كل حاجه
ريم : ماشي يا عمر
ثم رجعت هي أيضا الي غرفتها و لملمت المهم من اغراضها فقط و خرجت هي و بسملة و ذهبت الي الفيلا بصحبة عمر و ادخلوا بسملة الي غرفتها و ما أن أغلقوا بابها عليها حتي وقفت ريم أمامه
ريم : ممكن تفهمني في ايه .. ورد فين ؟
الكاتبة ميار خالد
تنهد عمر بضيق و لم يعلم ماذا يقول فكررت ريم سؤالها
ريم : رد عليا .. ورد فين ؟!
عمر : ورد في المستشفي ..
ريم : نعم ؟! مش فاهمه في المستشفي ليه حد تعبان يعني
عمر : ورد اضربت بالنار و في المستشفي دلوقتي
نظرت له ريم بصدمة كبيرة و اتسعت عيونها لتظهر بعض الدموع في عينيها و فجأة تغيرت نظراتها لتغمض عيونها و تسقط على الأرض مغشيا عليها !
_________________________________
دلفت مروة الي بيتها بقلق شديد لتقابل والدتها التي نظرت لها بتساؤل نوعا ما
سحر : مروة ؟ غريبة يعني مقولتليش ليه انك جايه
مروة بتوتر : انا طالعه الأوضة بتاعتي عايزة ارتاح
سحر : استني هنا رايحة فين .. مقولتليش ليه انك جايه قبلها
مروة : و هو انا لازم استأذن قبل ما اجي بيتي ولا ايه ؟
سحر : انتي هبلة .. اكيد مش قصدي كده بس يعني استغربت ازاي تسيبي بيتك دلوقتي خصوصا أن البتاعه دي لسه هناك
مروة : ماما مش عايزة اتكلم .. سبيني دلوقتي
و صعدت سريعا الي غرفتها قبل أن تقول لها شيئا اخر .. دلفت إليها بتوتر و أغلقت بابها على نفسها و ظلت تجول الغرفة بقلق و توتر و حدثت نفسها بصوت مسموع
الكاتبة ميار خالد
مروة : معقول تكون ماتت .. مش فارق معايا المهم اكون خلصت منها .. انا مش غلطانه هي تستاهل هي اللي اخدت كريم مني انا معملتش حاجه
امسكت هاتفها و حاولت أن تتصل بأمير و لكن هاتفه كان مغلق .. حاولت اكثر من مرة حتى جاءتها رسالة منه و كان محتواها
" متحاوليش تتصلي بيا تاني بسببك هروح في داهيه .. شيلي انتي الليلة بقى و بلاش تدخليني في اي مشكلة تاني عشان ميخصنيش .. محدش قالك تضربيها بالنار و صدقيني كريم مش هيرحمك .. خليكي في جنونك ده لوحدك انا برا اللعبة "
ألقت مروة هاتفها علي الارض بعصبية و صرخت
مروة : جباان !
حاولت أن تنظم أنفاسها حتي تهدأ قليلا ..جلست على سريرها و حاولت أن ترتاح و بعد لحظات سمعت صوت بالخارج لتقلق قليلا .. اقتربت من الباب حتي ألصقت أذنها به و سمعت أصوات كثيرة بالخارج و كانت الاصوات تقترب من غرفتها لتبتعد عنها سريعا .. وفجأة طرق أحدهم على الباب بقوة و قال
: افتحي الباب ده بدل ما نكسره !
صرخت مروة : مش هفتح حاجه !
و بدون اي مقدمات بدأوا في تكسير الباب عليها حتي دخلوا الي الغرفة و أمسكوا بها وسط صرخات سحر والدتها
سحر : انتو واخدين بنتي على فين !! ابعدوا عنها ده انا هوديكم في ستين داهية
و لكنهم لم يستمعوا إليها و أخذوا مروة الي قسم الشرطة !
في المستشفي ..
وقف كريم عند غرفة العمليات بتوتر و مشهد إصابتها لا يغيب عن باله .. ضرب يده في الحائط بندم و عصبية .. مرت ساعات و لم يخرج أحد من الغرفة ليقلق هو أكثر عليها و بعد لحظات خرج الدكتور و اخيرا ليركض له سريعا
كريم : دكتور .. طمني عليها !
الطبيب : متقلقش هي بخير دلوقتي .. الطلقة كانت في منطقة صعبة بس هي قوية و قدرت تتخطاها .. برغم أن العملية كانت صعبة جدا بس هي فضلت متمسكه بالحياة .. انت جوزها ؟
كريم : أيوة
الطبيب ربت على كتفه و قال : ربنا يخليكم لبعض .. هي كويسة الحمدلله بس مش هنقدر نحولها لاوضه عادية دلوقتي غير لما نطمن عليها أكثر
كريم : ليه مش حضرتك قولت أنها كويسة ؟!
الطبيب : أيوة بس عشان نتطمن عليها اكتر .. الحمدلله كنا فين و بقينا فين .. هسمحلك تدخل تشوفها بس خمس دقايق مش اكتر
كريم : حاضر
الطبيب : الف سلامة عليها عن اذنك
تركه الطبيب و ذهب في طريقة فتنهد كريم براحه و شكر ربه بشدة و جاء ليدخل لها و لكن عماد اتصل به فرد عليه سريعا
كريم : عملت ايه ؟!
عماد : قدمت بلاغ و اتقبض على مروة خلاص حاليا هي في القسم
كريم : تمام .. شكرا يا عماد
عماد : بتشكرني علي ايه بس .. و ربي لخليها تاخد جزائها صح .. طمني علي ورد عاملة ايه دلوقتي
كريم : الحمدلله احسن
عماد : الحمدلله
ثم أنهى معه المكالمه و اتجه الي غرفة ورد و لكن هاتفه قد صدع رنينا مرة أخرى ليقف مكانه و يرد عليه و كان المتصل حمدي والد مروة
كريم : الو
حمدي بعصبية : انت اتجننت ! انا بنتي يجي البوليس ياخدها بسببك !
كريم ببرود : تستاهل اكتر من كده
حمدي : ليه بنتي عملت ايه عشان يحصل فيها كل ده !
كريم صاح به : ضربت ورد مراتي بالنار !! ده من وجهة نظرك مش جريمة !
حمدي : كريم .. اذا كان على البت دي احنا هنعر...
صاح به كريم بحده : اولا مسمهاش بت .. اسمها ورد و هي تبقى مراتي ياريت تلزم حدودك كويس و انت بتتكلم عنها
حمدي : لا ده واضح انك اتجننت رسمي .. ماشي يا كريم
ثم أنهى المكالمه بعصبية فتنهد كريم و اغمض عيونه للحظات حتي يستجمع قوته ثم دلف الي ورد
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
: ريم !!
قالها عمر بقلق شديد عندما وجدها قد فقدت وعيها و خرجت على صوته بسملة لتجد اختها بتلك الحالة ففزعت أكثر .. حملها عمر و اتجه بها الي غرفتها ثم وضعها على سريرها برفق و ذهب سريعا ليحضر بعض الماء و بعد لحظات عاد و حاول أن يوقظها
عمر بقلق : ريم .. ردي عليا
رمشت ريم بعيونها و بدأت في استعادت وعيها مرة أخرى لتنظر له بعيون زائغة و لكن سرعان ما تذكرت كلامه لتتحول نظراتها الي الصدمة
عمر : انا عايزك تهدي .. بالله عليكي
ريم بدموع : ورد ! ورد مش كويسة صح
عمر : هتبقي كويسة صدقيني
ريم : جرالها ايه .. حصل ايه انا مش فاهمه حاجه هي كانت لسه معايا و كويسة
عمر : انا مش عارف حاجه .. كريم اتصل بيا و قالي اني افضل معاكم دلوقتي و بس .. ارجوكي انسي اي حاجه قديمة دلوقتي بس لحد ما نتطمن على ورد
جاءت بسملة من خلفهم و قالت محدثه ريم : ريم .. انتي كويسة مالك
ريم حاولت أن تتمالك اعصابها فقالت : انا كويسة .. دوخت شوية بس متقلقيش
بسملة : بجد يا ريم ؟ اوعي يكون أبيه عمر زعلك و انتي مخبيه عليا
صمتت ريم و نظرت إلي عمر بعتاب فتنهد هو بضيق لتقول بسملة
بسملة : يبقى زعلك فعلا .. هو انا مش قولتلك بلاش تزعل ريم انت مش بتسمع الكلام ليه
عمر : يا بسملة كان غصب عني والله .. طب بالله عليكي انتي تصدقي اني ازعل ريم برضو
بسملة بتفكير : لا بصراحه .. ما انت قولتلي انك بتحبها في اكيد مش هتزعلها بس كنت بتأكد
عمر : هوب هوب اسكتي انتي بتقولي ايه
ريم نظرت لها فجأة و قالت : ايه !
بسملة : يوه ميس فاطمة زمانها جايه هروح الحقها انا احسن تروح على البيت بدل الفيلا سلام بقى
ثم خرجت من الغرفة سريعا ، امسكت ريم رأسها بتعب ليقول عمر بقلق
عمر : انتي كويسة .. حاسة بأيه
ريم : عايزة اطمن على ورد .. خدني المستشفي
عمر : و بسملة هتفضل مع مين لما انتي تروحي .. انا مش عايزها تقلق ولا تحس بحاجه
ريم : مش عارفه بس انا لازم اطمن على اختي
عمر : حاضر ارتاحي دلوقتي بس
تنهدت ريم بتعب و استلقت على سريرها بتعب و تركها عمر قليلا
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
وصلت مروة الي قسم الشرطة على مضض و ظلت تصرخ بهم أن يتركوها حتي وصلت الي الزنزانه التي ستقيم فيها لتنظر لها باشمئزاز
مروة : بقى على اخر الزمن انا اخش الأماكن دي
و هنا جاءتها إحدى السيدات هيئتها مخيفة نوعا ما تلائم هذا المكان التي تقيم فيه و ظلت تنظر إلي مروة حتي اقتربت منها
الست نعمات : انتي جايه في ايه يا قمر انتي
مروة نظرت لها باشمئزاز ثم ابتعدت عنها فقالت نعمات
نعمات : يوه .. في ايه ياختي شوفتي عفريت
مروة : بقولك ايه يا ست انتي ابعدي عني احسنلك .. كلها كام ساعه و بابي يجي يخرجني
نعمات : ااااه .. هو انتي من بتوع بابي و مامي .. وريني الساعة اللي في ايدك دي كده .. دي شكلها غالية اوي
مروة : ابعدي ايدك المقرفة دي عني
نعمات بعصبية : مقرفة !! طيب انا هوريكي المقرفة دي بتعمل ايه
ثم رفعت يدها لتصفعها على وجهها بقوة لتصرخ مروة و تنظر لها بتوعد شديد !
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
ثم رفعت يدها لتصفعها على وجهها بقوة لتصرخ مروة و تنظر لها بتوعد شديد !
مروة : انتي اتجننتي انتي مش عارفه انا مين !!
نعمات : انتي لسه شوفتي جنان .. عليها !
و بعد تلك الجملة انقض عليها الكثير من النساء و الذين هم تابعين لنعمات ليلقنوا مروة درس لا تنساه
في المستشفي ..
دلف كريم الي غرفة ورد برهبه شديدة ليجدها تحت كل تلك الأجهزة .. ألمه قلبه قليلا على منظرها هذا ثم تقدم إليها و اخذ إحدى الكراسي ليجلس امامها ظل يطالعها للحظات ثم امسك يدها
كريم : ليه عملتي كده يا ورد .. ليه وقفتي قدامي الطلقة كانت ليا انا مش ليكي .. انتي متستاهليش أن كل ده يحصلك .. انا أذيتك كتير جدا و آخرهم شوفي حصلك أيه بسببي برضو .. انا اسف يا ورد .. و عارف ان اسفي ملهوش لازمة
و ما أن قال تلك الجملة حتي سمع صوت صياح بالخارج فتح الباب و خرج ليري ماذا يحدث ليجد حمدي و سحر أهل مروة فخرج من الغرفة و اتجه إليهم
كريم : خير
حمدي بعصبية : و هيجي الخير منين .. انت اتجننت انا بنتي تعمل فيها كده
كريم : انا معملتش حاجه غلط .. بنتك غلطت و هتاخد جزاء غلطتها
حمدي : و مش بنتي اللي يتعمل فيها كده .. احسنلك تروح تتنازل يا كريم و تخرج مروة من المكان ده
كريم : مستحيل
سحر صاحت به : هي مش البتاعة دي مماتتش خلاص بقى لازمته ايه كل ده
كريم قال بحده : هرجع اقولك تاني ليها اسم ! و لو انتي مصممة متحترمهاش انا هنسي انك خالتي !
سحر : كده يا كريم ! دي اخرتها
كريم : ده اللي عندي
و جاء ليتحرك و لكن حمدي قد امسك يدها ليمنعه و قال
حمدي : كريم .. انت عارف اني مش هسمح أن ده يحصل لمروة .. ايه اللي يرضيك و احنا نعمله بس ارجوك اي حاجه غير السجن ارجوك اعمل حساب للقرابه اللي بينا حتي
الكاتبة ميار خالد
صمت كريم للحظات ثم قال : والله انا مليش دخل بالموضوع .. لو حد يقدر يقول حاجه في الموضوع ده فهي صاحبة الشأن و هي ورد
سحر بتكبر : و انت هتخلي بنتي انا تحت رحمة واحدة زي دي
كريم نظر لها ببرود : اه واحدة زي دي اللي بنتك هتبقي تحت رحمتها .. و هي اللي هتحدد تتنازل ولا لا ! انا مليش دعوة
حمدي حاول أن يهدئ الأمور فقال : ماشي يا كريم نستناها
كريم : عن اذنكم
حمدي : انت رايح فين ؟
كريم : داخل اطمن على مراتي .. عندك مانع ؟
حمدي : لا ولا حاجه .. عموما احنا هنفضل هنا لحد ما تفوق و نعرف رأيها
كريم ببرود : والله على حسب هي هتكون قادرة تتكلم ولا لا .. لو تعبانه استنوا لما تتحسن بقى
جاءت سحر لتتكلم و لكن منعها حمدي لتتراجع و ابتعد كريم عنه و دخل الي غرفة ورد مرة أخرى و في تلك اللحظة تذكر أنه لم يتصل بعمر منذ وقت طويل فانتصل به سريعا حتي يخبره أن ورد خرجت من العمليات بسلام
في فيلا الرفاعي ..
كان عمر يجلس في غرفته بتوتر و قلق على ورد و لم يريد أن يتصل بكريم حتي لا يزيد الضغط عليه ، و في تلك اللحظة طرقت ريم على الباب و قالت
ريم : ممكن ادخل
عمر نهض من مكانه و قال : اكيد اتفضلي
دلفت ريم بتردد و قالت بضيق
ريم : انا عايزة اطمن على ورد .. هي في مستشفي ايه ؟
تنهد عمر بضيق و أردف : اعتقد اني قولتلك أن مينفعش عشان بسملة .. ولا انتي مش بيهمك أمرها
ريم بحده : و انا مش هقدر افضل في مكاني كده و انا عارفه أن ورد مش كويسة ! انا عايزة اطمن عليها مش قادرة
عمر : اوعدك اني هطمنك عليها بس اهدي
ريم نظرت له بسخرية و قالت : لا و انت بتوفي بوعودك اوي .. انا مبقتش اصدق اي حاجه بتقولها
نظر لها عمر للحظات ثم زفر بضيق و قال
عمر : حاولي تصدقيني المرة دي ..
نظرت له ريم بعتاب ثم أشاحت بنظرها بعيدا عنه و جاءت لتخرج من الغرفة و لكن هاتفه صدع رنينا لترجع إليه بلهفة مرة أخرى ، التقط عمر هاتفه و نظر إلي المتصل ليجده كريم فقال لها بقلق
عمر : ده كريم
ثم رد عليه سريعا و فتح مكبر الصوت حتي تسمعه ريم
كريم : الو .. عمر اخباركم ايه
عمر : الحمدلله .. طمني علي ورد
تنهد كريم و قال : الحمدلله بقت احسن بكتير .. على كلام الدكتور أن مفيش قلق عليها الحمدلله بس هتفضل تحت عينيهم فتره
تنهدت ريم براحه كبيرة و كذلك عمر
عمر : الحمدلله احنا قاعدين على اعصابنا من بدري
ثم اغلق مكبر الصوت و حدثه بمفرده و ابتعد قليلا فقال كريم
كريم : ها لوحدك دلوقتي ؟
عمر : أيوة
كريم : مروة اتقبض عليها .. و حاليا هي في القسم
عمر بسخرية : و طبعا بابا و ماما مش بيستحملوا حاجه عليها عشان كده كلموك !
الكاتبة ميار خالد
كريم : جم هنا المستشفي
عمر : للدرجادي .. طب و انت عملت ايه ؟
كريم : ولا حاجه .. الموضوع مش في ايدي لو في حد يقدر يقرر فهي ورد .. هي اللي اتأذت مش انا
عمر : عندك حق .. خليك انت مع ورد و متقلقش على البيت انا موجود و هاخد بالي منه
ابتسم كريم و أردف : انت ضهري يا عمر .. ضهري اللي متمناش يتكسر في يوم يمكن علاقتنا غريبة شوية كون انك اخو مراتي بس معايا دايما في كل حاجه بعملها و بتشجعني ده غريب للناس .. شكرا انك على طول ساندني
عمر : انا مهما اعمل عمري ما هوفي نص اللي قدمتهولي .. و انا دايما معاك يا كريم انت اخويا
كريم : شكرا يا عمر .. خلي بالك من ريم و حاول تصلح الدنيا فرصتك جاتلك اهي
تنهد عمر و أردف : والله ما عارف يا كريم .. انا جرحت ريم و عارف انها مش هتقدر تسامحني بسهولة .. اذا كان انا مش قادر اسامح نفسي ازاي هي هتقدر تسامحني
كريم : بس ريم تستاهل انك تحاول و تعافر عشانها .. خصوصا انك انت اللي غلطان يعني لازم تعمل كل اللي تقدر عليه عشانها .. مش كده
عمر : عندك حق بس انا كل اللي يهمني راحتها و سعادتها و بس .. و لو للحظة حسيت اني فعلا سبب ضغط أو اذي ليها همشي و هريحها من كل ده .. انا مش هقدر اسبب لها اذي تاني .. كفاية اوي
كريم : بس ريم قلبها طيب .. حاول وفكرها بالحلو بتاعك عشان تنسى الوحش .. العلاقات مش كده انا عارف ان كل اللي يهمك سعادتها بس صدقني .. سعادتها الحقيقية هتكون معاك انت
عمر : مش عارف يا كريم .. بس هحاول حاضر
كريم : ماشي يا عمر .. خلي بالك منهم و من نفسك
ثم أنهى معه المكالمه و التفتت ليجدها قد ذهبت من الغرفة فخرج من الغرفة و اتجه الي بسملة ليطمئن عليها قليلا و بعد لحظات تركها و ذهب الي صابر الذي كان يجلس في غرفته وحيدا و ينظر الي كل شئ بتعجب و ما أن رأي عمر حتي نظر له بتساؤل فقال عمر
عمر : اكيد انت مستغرب عشان مشوفتش حد من الصبح مش كده
حرك صابر رأسه بالإيجاب فقال عمر
عمر : متقلقش مفيش حاجه .. انا خليت ورد و كريم يسافروا يومين كده يغيروا جو بدل الضغط اللي هما فيه ده .. و مروة راحت تقعد عند ماما يومين
الكاتبة ميار خالد
نظر له صابر بشك ليقول عمر
عمر : انت مش مصدقني ولا ايه اتصلك بكريم طيب
نظر له صابر للحظات ثم حرك رأسه بالنفي حتي لا يتصل به و ظل معه للحظات حتي خرج من غرفته و تركه ليرتاح قليلا و لكن القلق يسكن قلب صابر رغم كلمات عمر تلك !
_________________________________
جلس كريم أمام ورد و امسك يدها ليدفنها بين كفوف يديه و ظل ينظر لها للحظات طويلة .. تأمل تلك الوردة التي ظهرت في صحراء قلبه فجأة لتزهر حياته و تغير مجراها .. ذلك الشعور بداخله أنه كان السبب في ايذائها هكذا يمزق قلبه ، تنهد بضيق و جاء لينهض من مكانه و لكنه توقف فجأة عندما وجد يد ورد قد تمسكت به ! عاد إلي مكانه سريعا و امسك يدها بقوة لتقول هي بتعب كريم و قد بدأت في استعادت وعيها مرة أخرى
ورد : كريم ..
كريم : انا جمبك اهو متخافيش
فتحت ورد عيونها بتعب شديد و ظلت تنظر لسقف الغرفة للحظات حتي حركت رأسها ببطئ لتتلاقي أعينهم و اخيرا في نظرة طويلة
كريم بابتسامة : حمدالله على السلامة
ابتسمت ورد بتعب ليقول هو : كنت متأكد ان حبيبتي قوية .. كنت عارف انك مش هتسبيني و هترجعيلي
ورد : حبيبتك ؟
الكاتبة ميار خالد
كريم : ده موضوع تاني .. لما تفوقي كده و تبقي زي الفل هبقى اقولك كل حاجه
ابتسمت ورد بتعب ثم أغمضت عيونها مرة أخرى و في تلك اللحظة جاء الطبيب و فحصها و عندما تأكد من سلامتها طلب نقلها الي غرفة عادية ، و بعد فترة تم نقل ورد الي غرفة عادية و كريم معها و بدأت هي في استعادة وعيها مرة أخرى .. استلقت على سريرها بتعب و جلس كريم امامها مرة أخرى و لكن تلك المرة قال
كريم : ليه عملتي كده .. ليه وقفتي قدامي
ورد : مكنتش هقدر اشوفك بتتأذي
كريم : و انتي فاكرة اني انا اقدر اشوفك عادي .. افرضي كان جرالك حاجه
ورد ابتسمت بتعب : انا بتخانق مع الدنيا يا كريم .. متقلقش عليا و اديني كويسة اهو
كريم ابتسم و صمت قليلا ثم قال
كريم : مروة في القسم دلوقتي
ورد : مروة دي طلعت بني ادمه مريضة بجد .. تستاهل اللي يحصل فيها
و في تلك اللحظة دلف حمدي و معه سحر الي غرفة ورد
حمدي : كويس انك فوقتي دلوقتي .. ممكن نتكلم بقى
كريم : ورد لسه تعبانه و مش هتقدر تتكلم مع حد ده غير أن الوقت بدأ يتأخر اساسا
حمدي : و انا بنتي في السجن ! و انا مش هستني اكتر من كده
قالت ورد بعدم فهم و بصوت متعب : في ايه انا مش فاهمه حاجه
حمدي : في أن مروة اتحبست بسببك !
ورد : اه و انا كنت هخسر حياتي بسببها
حمدي تأفف بضيق ثم قال : طيب عايزين نخلص الموضوع ده .. شوفي ايه اللي يرضيكي غير موضوع السجن ده و احنا هنعمله
ورد نظرت له للحظات ثم قالت محدثه كريم
ورد : ممكن تساعدني اقعد
ساعدها كريم لتجلس مكانها و حاولت أن تتحلى ببعض القوة لأنها لا تحب أن تظهر ضعيفة أمام الناس
ورد : يعني انتوا عايزين اني أتنازل عن المحضر و تعملوا اللي انا عايزاه
الكاتبة ميار خالد
سحر : أيوة .. شوفي اي مبلغ انتي عايزاه و احنا مستعدين ندفعه المهم مروة تخرج
ورد : والله .. و مين قالك اني هطلب فلوس انا مش محتاجه فلوس اساسا
حمدي : اومال انتي عايزة ايه
ورد : مستعجل ليه هتعرف كل حاجه
نظرت ورد الي كريم بنظرة معينه ثم ابتسمت له ليبادلها هو نفس الابتسامة و لكنه لم يفهم ما يجري في رأسها حتي قالت
ورد : طيب انا موافقة اني أتنازل بس بشرط
حمدي : شرط ايه ؟
ورد : أن مروة توقع على أوراق الطلاق من كريم .. و تتنازل عن حقها في الشركة !
نظر لها كريم بصدمة و كذلك حمدي و سحر .. قالت سحر بعصبية
سحر : انتي اتجننتي ! اوراق طلاق ايه اللي توقع عليها
ورد : ده اللي عندي .. لو عايزينها تخرج يبقى تمضى على أوراق الطلاق و التنازل
سحر : دي مستحيل توافق
ورد : والله دي حاجه ترجعلها بقى .. و بعد اذنكم عايزة ارتاح شوية
حمدي : ماشي يا ورد
قال حمدي تلك الجملة ثم سحب سحر خلفه و خرجوا من الغرفة سريعا ، تنهدت ورد بتعب و استلقت مرة أخرى ليساعدها كريم
كريم : انتي ليه استغليتي الوضع برضو عشان تخلصيني منها .. مش كفاية اللي جرالك بسببي
ورد : اللي جرالي ده بسببها هي انت ملكش ذنب
كريم : بس انا مكنتش عايز ده يحصل .. انا عايزها تتعاقب
ورد : و انا كمان .. و صدقني ده أشد عقاب ليها .. اكتر من السجن كمان !
كريم : معتقدش انها هتوافق .. مروة مريضة
ورد ابتسمت بثقة و قالت : هتوافق
كريم : و انتي متأكدة كده ليه
ورد : هتشوف .. هي هترفض في الاول بس هتوافق في الاخر
كريم : شيلي كل المواضيع دي من دماغك طيب و ارتاحي انتي تعبتي جدا
تنهدت ورد بتعب ثم استلقت مكانها و جلس هو امامها يطالعها بهدوء ..
في اليوم التالي ..
ذهب حمدي و معه سحر ليطمئنوا على مروة .. جلسوا في مكتب الضابط و انتظروا أن تأتي و بعد لحظات دلفت لهم و لأول مرة يروا ابنتهم بهذا المنظر الرديء
سحر نظرت لها بصدمة و قالت : ايه شكلك ده ! و ايه اللي في وشك ده انتي حد ضربك
مروة نظرت لها بعصبية كبيرة و قالت : انا مش مستحمله كلمه من حد
سحر : ايه اللي عمل في وشك كده طيب
مروة : ستات من اللي جوه ضربوني .. انا هخرج من هنا امتي انا اتخنقت
حمدي : ما انتي اللي جبتيه لنفسك .. حد قالك تضربيها و تروحي في داهيه عشان بت زي دي
مروة : تستاهل .. طمني ماتت ولا لسه
حمدي : لا مماتتش .. و انتي اللي خسرتي في الاخر
مروة نظرت له بصدمة و عصبية كبيرة ثم قالت
مروة : يومين بالكتير و اكون خارجه من هنا مليش دعوة
سحر : هي وافقت أنها تتنازل بس بشرط
مروة : شرط ايه ؟
سحر : انك تمضي على أوراق طلاقك من كريم .. و تمضي على تنازل عن حقك في الشركة !!
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
سحر : انك تمضي على أوراق الطلاق من كريم .. و تمضي على تنازل عن حقك في الشركة !!
هبت مروة من مكانها و قالت بفزع : ايه ! ده مستحيل يحصل مستحيل اتخلى عن كريم
حمدي : طيب و الحل .. للأسف مضطرة توافقي احسن هتفضلي هنا
مروة : هي فاكرة أنها كده بتلوي دراعي .. مستحيل اسيبه ليها و هي تنتصر عليا
حمدي صاح بها : انتي مدركة انتي بتقولي ايه ! بقولك لو موافقتيش هتفضلي في المكان ده .. بصي في يوم واحد بس شكلك بقى عامل ازاي
مروة : و ده اخر كلام عندي .. انا مش همضي على حاجه ولا هتنازل
ثم صمتت للحظات و قالت محدثه والدها : انا عايزة اتكلم مع ماما شوية على انفراد ينفع ولا ايه
نهض والدها على مضض و خرج من الغرفة ليتركهم بمفردهم فقالت مروة بعصبية
مروة : ازاي تسمحي أن بت زي دي تلوي دراعي كده
سحر : و انا اعمل ايه طيب
مروة نظرت لها بنظرة ذات مغزي و قالت : تلعبيها بنفس الطريقة
سحر : يعني ايه ؟
مروة : انا اللي مكتفني اني هنا .. الوي دراعها هي كمان عشان تيجي تتنازل غصب عنها
سحر : و هي دي حد يعرف يلوي دراعها .. دي قادرة
مروة : لا عندها نقطة ضعف .. اخواتها !
سحر : بجد ؟!
مروة : خصوصا اختها الصغيرة .. اختها الصغيرة تتخطف انتي فاهمه !
سحر : خطف !
مروة : أيوة .. مقدمناش غير الحل ده
سحر : انتي متأكدة من كلامك ده احسن نقع في مشكلة اكبر
مروة : أيوة متأكدة .. اخطفي اختها و مش محتاجه اعرفك الباقي .. و عشان تكوني عارفه اختها مش بتخرج من الفيلا .. آخرها الجنينة بس عشان كده لازم اللي ينفذ يدخل الفيلا
سحر : هو مش عمر في الفيلا اصلا .. مينفعش يساعدنا في الموضوع ده
ضحكت مروة بسخرية و قالت : والله .. لا ده في صفهم .. ده لما كريم اتجوز وقف جمبه ضدي .. بلاش يعرف اي حاجه
سحر : ماشي يا مروة خليني وراكي للآخر
مروة : التنفيذ لازم يحصل في اسرع وقت بكره بالكتير
سحر : و انا هلاقي حد يعمل الموضوع ده بكره منين يعني !
مروة : انا هديكي رقم حد هيخلص كل حاجه
سحر : ماشي
استيقظت ورد من نومها و فتحت عيونها لتنظر إلي سقف الغرفة للحظات ثم بحثت بعيونها في الغرفة ليقع بصرها على كريم الجالس بجانبها على إحدى المقاعد .. حاولت أن تنهض بمفردها و لكنها لم تستطيع فتأوهت بألم فاستيقظ كريم سريعا على صوتها
كريم : محتاجه حاجه .. انتي كويسة !؟
ورد : انا كويسة متقلقش .. حاولت اقوم بس مقدرتش
كريم : بلاش تعملي اي مجهود .. لو محتاجه اي حاجه اطلبيها مني
ورد : مش متعودة على الدلع ده انا
ابتسم كريم و قال : اتعودي عليه من النهاردة
ورد : مكنتش اعرف انك بتقلق عليا كده
كريم ابتسم ثم اقترب منها قليلا و قال : و لو مقلقتش عليكي .. هقلق على مين
ورد : مش عارفه شوف انت
رفع كريم إحدى حاجبيه و قال : والله ! طيب يا ستي انا بقلق عليكي اه و مقدرش اشوف فيكي حاجه وحشه .. مش هقدر
ورد : سيبها على الله يا كريم
و هنا انتبهت أنها قالت اسمه بمفرده و نظرت له لتجده ينظر لها بابتسامة عريضة
كريم : شوفتي أنه سهل ازاي
ورد : لا انا نسيت اقولها بس يا بي...
و قبل أن تكمل الجملة وضع يده على فمها ليمنعها و قال
كريم : اوعي تنطقيها بس .. مسمعكيش بتقولي بيه دي تاني
ورد : امممم
حاولت الكلام فابعد يده عن فمها فقالت
ورد : ليه بس كده يا بيه
كريم نظر لها للحظات و بدون اي مقدمات اقترب منها ليطبع قبلة على وجنتها ! صُدِمت ورد من رد فعله هذا و اتسعت عيونها بخجل ، ابتعد هو عنها لتنظر له بصدمة
ورد : ايه اللي انت عملته ده !
كريم بمكر : كل مرة هتقولي فيها بيه هعمل كده .. انتي حره بقى
ورد : بس ده مش عدل انا بقولها كتير
كريم : ما انا بقولك انتي حره بقى .. بس كل ما بتقولي بيه متزعليش من اللي هيحصل
نظرت له ورد بخجل و أشاحت بنظرها بعيدا عنه .. ابتسم هو و قال
كريم : انا هروح اشوف الدكتور و راجع
اومأت ورد برأسها و تحرك كريم من مكانه و الابتسامة على وجه و لكنه وقف مكانه فجأة و قد داهمه دوار قوي ليختل توازنه ! نظرت له ورد بقلق كبير و قبل أن تتكلم هوى على الأرض بشدة مغشيا عليه
صرخت ورد : كريم !!
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
استيقظت ريم من نومها و نظرت بجانبها لتجد بسملة مازالت نائمة فنهضت من مكانها بهدوء حتي لا تيقظها و بدلت ملابسها فارتدت بلوزة زرقاء و بنطال اسود و وضعت عليه شال من الصوف ذو لون رقيق و خرجت من الغرفة و نزلت الي الأسفل لتجد عمر نائم على الأريكة بتعب و غطاءه ملقي علي الارض ، اتجهت إليه بضيق و التقطت الغطاء لتضعه عليه و في تلك الأثناء لامست وجهه بعدم قصد و جاءت لتتحرك و لكنها توقفت فجأة و طالعته مرة أخرى و وضعت يدها على وجهه لتجد حرارته عالية جدا ! قلقت بشدة عليه ثم اتجهت سريعا الي المطبخ لتجد فتحية امامها فقالت بقلق
ريم : فتحية الحقيني
فتحية : في ايه يا بنتي
ريم : عمر حرارته عالية اوي .. مفيش هنا دوا لحالته دي
فتحية : لا حول الله .. انا ماخدتش بالي منه والله عشان صابر بيه .. ثواني يا بنتي هجيبلك علبة الاسعافات هي فيها كل حاجه
ريم : ماشي مستنياكي
و بالفعل ذهبت فتحية و أحضرت لها علبة الاسعافات الاولية و بعد لحظات عادت إليها لتعطيها إياها
فتحية : لو احتاجتي حاجه تاني انا موجودة
ريم : حضريلي حاجه في مياه و قماشة بس و هاتيها على الاوضه بتاعته و انا هحاول أطلعه
فتحية : ماشي يا بنتي
خرجت ريم من المطبخ و اتجهت إليه مرة أخرى و حاولت ايقاظه و بعد محاولات فتح عيونه بتعب و نظر إليها
عمر : في ايه .. انتم كويسين
ريم بجمود : أيوة .. انت اللي مش كويس .. اطلع الاوضه بتاعتك يلا
نهض عمر من مكانه بتثاقل كبير و قال : انا اسف راحت عليا نومه هنا
ريم : عادي ولا يهمك .. اطلع الاوضه بتاعتك بس
استجمع عمر قوته و نهض من مكانه و للحظة اختل توازنه لتسنده ريم سريعا ! نظر لها بتساؤل نوعا ما لتشيح هي بنظرها عنه .. و ساعدته حتي وصل الي غرفته و جلس على سريره بتعب ليغط في النوم مرة أخرى ، ظلت ريم بقربه و ايقظته مرة أخرى ليأخذ علاجه و بعد ثواني جاءت فتحية و معها وعاء الماء و أعطته لريم لتأخذه منها و وضعت قطعه القماش في الماء ثم وضعتها على جبين عمر و أخذت تطالعه للحظات و لوجنته الحمراء من شدة تعبه و تنهدت بضيق و ظلت بقربه و بعد فتره تمتم بكلمات لم تستطيع هي أن تفهمه حتي اقتربت منه اكثر ففسرت كلماته تلك
عمر : ريم .. انا استاهل اي عقاب بس متبعديش عني .. ارجوكي متمشيش .. متمشيش
نظرت له ريم بصدمة بعد أن سمعت تلك الكلمات الذي يهذي بها و لكن سرعان ما تغيرت نظراتها الي الحزن و حاولت أن تتجاهل كلماته تلك و ظلت تعتني به حتي انخفضت درجة حرارته و اخيرا .. تنهدت براحه و لكنها لاحظت أن ملابسه كلها قد ابتلت و يجب عليه أن يبدلها فذهبت الي دولابه و أخذت منه بعض الملابس ثم اتجهت إليه و ايقظته من نومه ليستيقظ هو بتعب نوعا ما فقالت
ريم : هدومك دي اتبلت و لو فضلت عليك كتير هترجع تتعب تاني .. قوم غير هدومك و انا هطلع بره
اخذ منها عمر الملابس بعدم تركيز و خرجت هي من الغرفة و تركته يبدل ملابسه و بعد فترة دلفت الي الداخل مرة أخرى لتجده قد بدل ملابسه و رجع لينام مرة أخرى .. طالعته للحظات ثم خرجت من الغرفة لتتركه يرتاح
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
صرخت ورد : كريم !!
ثم نهضت من مكانها سريعا و قد نست جرحها و لكن بسبب حركتها المفاجئة تلك تأوهت بألم شديد و لكنها تجاهلت ألمها هذا و اتجهت الي كريم الواقع على الارض
ورد بقلق : كريم .. مالك في ايه رد عليا
و لكن بدون فائدة و في تلك اللحظة دلفت الي غرفتها إحدى الممرضات و عندما وجدتها بتلك الحالة صاحت بها
الممرضة : انتي بتعملي ايه انتي مينفعش تقومي اصلا !
ورد : كريم .. كريم اغمي عليه مش عارفه ماله
الممرضة : طيب ارجعي مكانه و انا هستدعي الدكتور بسرعة
ورد : لا مش هرجع غير لما اطمن عليه
حاولت الممرضة أن تقنعها أن تعود الي سريرها و لكن بدون فائدة و بعد لحظات جاء الطبيب سريعا و نقل كريم الي السرير المجاور الي ورد و فحصه ليجد أنه قد دخل في غيبوبة شكر مرة أخرى نظرا لانخفاض نسبة السكر في الدم .. أعطاه حقنه و قال محدثا ورد
الطبيب : حاله غيبوبة سكر متقلقيش .. انا اديته حقنه دلوقتي و فتره و هيفوق بأذن الله لكن انتي لازم ترجعي مكانك
نظرت له ورد بعدم تركيز ثم قالت
ورد بتعب : يعني هو كويس !
الطبيب : أيوة ارتاحي
و ما أن قال الطبيب تلك الجملة حتي أغمضت ورد عيونها لتسقط على الارض بقوة و قد ظهر حولها بعض الدماء ليفزع الطبيب و ذهب إليها سريعا مع إحدى الممرضات ليجد أن الجرح قد فتح مرة أخرى !
اسعفها الطبيب سريعا و نقلها من تلك الغرفة و حولها الي العمليات مرة أخرى ليعالج جرحها هذا ، بعد فترة طويلة استعاد كريم وعيه و جال بنظره في الغرفة و لكنه لم يجد ورد .. نهض من مكانه بقلق و في تلك اللحظة دخلت أحدى الممرضات حتي تطمئن على حالته فقال لها
كريم : ورد مراتي فين ؟
الممرضة : حمدالله على سلامتك الاول .. مرات حضرتك بخير
كريم : اومال هي فين ؟؟ انا قبل ما اتعب كانت هنا
الممرضة : للأسف لما حضرتك تعبت هي قامت من مكانها عشان تشوف مالك و طبعا الحركة دي غلط جدا عليها .. عشان كده الجرح رجع فتح تاني و هي اتحولت للعمليات .. كويس ان الدكتور لحقها بسرعة قبل ما وضعها كان يبقي اصعب
كريم بصدمة : ايه !! طيب انا عايز أشوفها
الممرضة : والله مش عارفة كلم الدكتور .. حمدالله على سلامتك مرة تانية
ثم خرجت من الغرفة لتترك كريم في حالة من القلق و الحزن و الندم
كريم : ليه بتعملي كده .. ليه مصممه تأذي نفسك و للأسف كل مرة بكون انا السبب !!
زفر كريم بضيق و خرج من الغرفة و اتجه لها و لكن الطبيب قد منعه من الدخول
الطبيب : هي بترتاح دلوقتي .. تقدر تشوفها بكره الصبح
كريم : ماشي يا دكتور .. شكرا جدا
ابتسم له الطبيب ثم ذهب في طريقه و عاد كريم الي الغرفة مرة أخرى ليبيت فيها
في اليوم التالي ..
استيقظ كريم باكرا و نهض سريعا ليذهب الي ورد .. دلف الي غرفتها و طالعها بقلق ثم اقترب منها و امسك يدها ، حركت هي رموشها و فتحت عيونها بتثاقل ثم نظرت له و ابتسمت
كريم : صباح الخير .. انتي كويسة
الكاتبة ميار خالد
ورد : انا كويسة متقلقش .. انت اللي كويس
كريم : يا ستي مش مهم انا دلوقتي .. انتي ازاي تقومي من مكانك و انتي عارفه أن غلط عليكي
ورد : كنت عايزني افضل سايباك واقع في الأرض مثلا !
كريم : اي حاجه المهم مكنتيش تأذي نفسك
ورد : ايه اللي انت بتقوله ده ازاي يعني .. عموما خلاص انسى حصل خير
كريم : حصل خير !! انتي جرحك فتح تاني و كان خطر عليكي
ورد : ما انا كويسة قدامك اهو
كريم : ماشي يا ورد
ورد : اخواتي عاملين ايه .. هما يعرفوا اني هنا ؟
كريم : ريم بس اللي تعرف بسملة متعرفش حاجه .. ريم مصممه تجيلك بس اللي مانعها بسملة
ورد : لالا بلاش تيجي .. خليها مع بسملة احسن تحس بحاجه
كريم : عموما مش عايزك تقلقي عليهم .. عمر معاهم هناك انا اتصلت بيه و قولتله ياخد باله منهم
ورد : طب و ريم ؟
ابتسم كريم و قال : انا عملت كده عشان ريم اصلا .. ما يمكن اللي حصل ده يديهم فرصة أنهم يرجعوا تاني متعرفيش
ورد : و لو رجعوا ؟
كريم : انا اللي هجوزهم
ورد : و انت فاكر الموضوع بالبساطة دي .. اهله مش هيوافقوا
كريم : و انتي فاكرة اني انا ولا عمر هنهتم برأيهم اصلا ؟
ورد صمتت للحظات ثم قالت : حتي بعد ما الخطة اللي انت عاملها تنجح ؟
كريم بعدم فهم : خطة ايه ؟
ورد : اني بعد ما اخلص مهمتي و هي أن مروة تخرج من حياتك .. همشي و هرجع لحياتي !
كريم نظر لها بتمعن للحظات و قد اتسعت عيونه قليلا
كريم : انتي عايزة تمشي ؟
ورد فكرت للحظات ثم قالت : مش فكرة عايزة امشي .. الفكرة أنه كان اتفاق من الاول
تنهد كريم بضيق و قال : طيب سيبي كل حاجه لوقتها .. بلاش تسبقي الأحداث
نظر له ورد للحظات ثم صمتت و كذلك هو و لكنه فكر في كلماتها تلك كثيرا .
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
استيقظ عمر من نومه و هو يشعر بتحسن كبير عن الامس .. نهض من مكانه و خرج من غرفته لتصطدم به بسملة
بسملة : أبيه عمر .. كنت جايه اطمن عليك عامل ايه دلوقتي
عمر : بليه بنفسها جايه تطمن عليا .. معقول كده
بسملة : أيوة .. بس متتعودش على كده
ضحك عمر : انا بخير الحمدلله .. بس انتي عرفتي منين اني تعبان ؟
بسملة : ريم قالتلي .. دي فضلت جمبك امبارح طول اليوم كانت قلقانه عليك
عمر : متأكدة .. كانت قلقانه عليا !؟
بسملة بتلقائية : أيوة ولله انا بعرفها لما بتكون قلقانه .. انا مش عايزة اعطلك بقى انا هخرج العب بره
عمر شرد قليلا فلم ينتبه أنها قد ذهبت من أمامه و فكر في كلماتها تلك بابتسامة و سار قليلا ليجد ريم أمامه ، نظرت له للحظات حتي قالت
ريم : عامل ايه النهاردة ؟
عمر : الحمدالله كويس .. شكرا انك فضلتي جمبي امبارح
ريم : انا مفضلتش عشانك شخصيا .. لو اي حد مكانك كنت هعمل كده برضو
عمر : و اي حد كنتي هتقلقي عليه برضو
ريم : أيوة
قالت تلك الكلمة ثم أكملت بسخرية : حاولت اتعلم الإنسانية منك
نظرت له ريم بضيق ثم تحركت من مكانها سريعا ، زفر عمر بضيق و اتجه الي الأسفل و راوده شعور غريب بالقلق و كأن شيئا ما سيء على وشك أن يحدث .. بحث بعيونه عن ريم ليجدها في المطبخ مع فتحيه .. و بحث عن بسملة ليجدها تلعب في الخارج .. ظل يطالعها للحظات و جاء ليلتفت و لكنه توقف فجأة عندما لاحظ حركة بالخارج دقق أكثر ليجد شخصا ما على وشك الاقتراب من بسملة ليصرخ بأسمها
عمر : بسملة !!
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
عمر : بسملة !!
و عندما صرخ هكذا فزع على صوته الخاطف ليمسك بسملة سريعا و يسحبها إلي الخارج و قد انتبهت ريم الي صوت عمر لتتحرك من مكانها سريعا ، ركض عمر سريعا اليها و سحبها من بين يديه و لكنه منعه بشدة و دفعه عنه و حملها ليركض و لكن عمر أمسك به مرة أخرى و منعه من التحرك و أثناء محاولات عمر تلك أخرج من جنبه سكين و طعن عمر بقوة ! صرخت بسملة بخوف بسبب ما رأته هذا و في تلك اللحظة خرجت ريم لترى هذا المشهد أمامه ! و برغم جرح عمر هذا إلا أنه رفض أن يترك بسملة أيضا و في تلك اللحظة صرخت ريم
ريم : عمر !!
نظر لها الخاطف بقلق و هنا استطاعت بسملة أن تدفعه عنها و ركضت الي ريم و عندما فسدت خطة هذا الشخص نظر إلي عمر بحقد ثم طعنه مرة أخرى ! و بعدها هرب من المكان ، ركضت ريم سريعا الي عمر و ما أن وصلت إليه حتي وقع بين يديها و هو ينزف بغزارة .. امسكت ريم وجهه بدموع لينظر هو لها بندم و ألم .. امسك جرحه و تأوه بألم لينتفض قلب ريم
ريم : متقلقش انت هتبقى كويس .. مش هيحصلك حاجه !
ثم صرخت : فتحية .. اتصلي بالإسعاف بسرعه
فتحية بدموع : امرك يا بنتي
ثم ذهبت و اتصلت بالإسعاف سريعا .. مد عمر يده الغارقة بدمائه الي ريم ليمسك يدها .. نظرت هي له بدموع ليقول بتعب
عمر : متعيطيش .. انا مستاهلش ولا دمعه منك .. ربنا اخدلك حقك مني .. ارجوكي حاولي تسامحيني على الأقل اموت و انا مرتاح .. حاولي تسامحيني
ريم بدموع : بلاش الكلام ده انت مش هيجرالك حاجه
عمر نظر لها بتمعن و كأنه يودعها و سقطت دمعة حارة من جانب عينيه
عمر : انا محبتش ولا هحب غيرك .. على الأقل لو جرالي حاجه هتكون اخر حاجه شافتها عيني هي انتي .. بحب..
و لم يكمل تلك الكلمة لأنه قد غاب عن الوعي تماما لتصرخ ريم ببكاء و كل ما تقوله هو
ريم : لااا .. مش هيجرالك حاجه لا
أتت لها بسملة و هي تبكي بشدة و قالت
بسملة : انا شوفته و هو بيضربه يا ريم .. أبيه عمر اضرب بسببي انا .. أبيه عمر هيموت بسببي
ريم : متقوليش كده ! مش هيجراله حاجه
و بعد لحظات جاءت سيارة الإسعاف لتأخذ عمر سريعا و ركبت ريم و بسملة معه لتنطلق السيارة
_________________________________
: ها عملت ايه كله تمام
الخاطف : ولا تمام ولا نيله .. كنت خلاص هاخدها و اخرج من البيت لولا الراجل اللي جه لحقها ده
سحر : راجل ايه ؟
الخاطف : معرفش واحد من هناك اول ما شافني جرى عليها و حاول يخدها مني و بوظ كل حاجه الغبي
الكاتبة ميار خالد
سحر : راجل مين برضو .. كريم مش هناك ولا قصدك عل..
الخاطف قاطعها ليقول : في بت هناك قالت عمر ممكن يكون اسمه عمر .. بس انا جبت حقي منه .. ضربته بسكينه في بطنه مرتين عشان يتعلم يخليه في حاله .. و لو علي البت يا ست هانم فهي مش هتهرب من ايدي و هحاول بكره تاني
نظرت سحر امامها بصدمة و قالت : انت بتقول ايه !! انت ضربت عمر بالسكينه !!
الخاطف : أيوة يا هانم اعمل ايه يعني
سحر صرخت به : ده ابني يا حيوان !
الخاطف : ميخصنيش انا كل ده .. فلوسي تبقي عندي بكره و الا هتروحي في ستين داهيه انتي حره
ثم انهي المكالمه في وجهها لتسقط سحر مكانها و قد ظهرت بعض الدموع في عيونها و اتسعت عيونها بصدمة و قالت بخوف
سحر : ابني !!
_________________________________
وصلت سيارة الإسعاف الي المستشفي و لسوء الحظ كانت نفس المستشفي التي توجد بها ورد و كريم .
خرج كريم من الغرفة و ترك ورد لترتاح قليلا و اتصل بعماد صديقة ليرد عليه
عماد : الو
كريم : ايه الاخبار
عماد : متقلقش عملت زي ما قولتلي و موصي عليها جامد اوي .. اول ليلة ليها اتخانقت مع واحدة و ضربتها
كريم : تمام اوي .. عايز كل انواع الضغط تكون فيها عشان توافق غصب عنها
عماد : متقلقش والله و سيب الموضوع ده عليا .. انا مخنوق منها من زمان اساسا و جاتلي الفرصة دلوقتي
كريم : تسلم يا عماد .. و لو احتاجت اي حاجه كلمني
عماد : ماشي
ثم انهي اتصاله معه و جاء ليدخل الي الغرفة مرة أخرى و لكنه فجأة سمع صوت صراخ ريم ! ظن أنها بعض التهيأت فلم ينتبه حتي سمع صوت صراخها بأسم عمر مرة أخرى و هنا نظر خلفه سريعا ليجدها هي تمسك يد عمر المستلقي على عربة التنقل و الذي قد اغرقها بدمائه .. صُعق كريم من هذا المشهد لدرجه انه لم يستطيع أن يتحرك من مكانه و لكن سرعان ما اتجه إليهم .. دلف عمر الي غرفة العمليات و ترك ريم و بسملة بالخارج .. اتجه إليهم كريم بسرعه و وضع يده على ريم التي كانت توليه ظهرها .. التفتت له و ما أن رأته حتي بكت و رمت نفسها في أحضانه و كذلك بسملة
ريم ببكاء : عمر
كريم بقلق شديد : ماله عمر ! حصل ايه
ريم : في واحد دخل البيت و كان هيخطف بسملة .. لولا عمر شافه و راح عشان يلحقها بس الراجل ده ضربه بسكينه في بطنه و هرب بسرعة
بسملة ببكاء : كل ده حصل بسببي .. أبيه عمر تعبان بسببي انا وحشه
كريم ظل ينظر الي ريم بصدمة كبيرة و عندما قالت بسملة تلك الجملة نزل الي قامتها و قال
كريم : لا انتي مش وحشه .. ادعيله كتير و ربنا هيستجيب منك و عمر هيفضل موجود معانا .. مش ربنا قادر على كل شئ برضو
الكاتبة ميار خالد
بسملة : أيوة اكيد
كريم : طيب شايله هم ليه .. ادعيله كتير
بسملة : حاضر والله مش هسكت من الدعاء لحد ما يبقي كويس
ابتسم لها كريم و نهض من مكانه .. كان يهدأها و هو أكثر شخص في تلك اللحظة يحتاج لمن يهدئه
قالت ريم بصوت خفيض : هي ورد هنا ؟
كريم : اول اوضة في الممر
ريم : طيب ممكن اروح اطمن عليها
كريم : تمام .. روحي انتي و انا هفضل مع بسملة
تحركت ريم من مكانها و اتجهت الي غرفة ورد حتي وصلت لها .. دقت بابها لتسمع صوتها الضعيف و هي تقول
ورد : اتفضل
دلفت ريم الي الغرفة بدموع و ما أن رأتها ورد حتي قالت
ورد : ريم ! انتي بتعملي ايه هنا انا قولت لكريم بلاش تيجي
ريم اتجهت لها بدموع لتحتضنها بحزن
ريم : وحشتيني
ربتت ورد عليها : و انتي كمان وحشتيني اوي .. بسملة عرفت حاجه ؟
ريم : لا
ورد : انتي سبتيها مع عمر و جيتي ولا ايه
و عندما سمعت ريم اسم عمر انفجرت في البكاء مرة أخرى
ورد : في ايه مالك
ريم : عمر .. عمر في المستشفي هنا
ورد بعدم فهم : في المستشفي معاكي يعني .. هو فين طيب
ريم : لا يا ورد .. عمر مضروب بسكينه و في العمليات دلوقتي
نظرت لها ورد بصدمة و جاء لتنهض سريعا و لكن جرحها ألمها فتأوهت بألم
ريم : لا خليكي مكانك ارجوكي
ورد : ليه حصل ايه ؟!
ريم قصت عليها ما حدث كله لتتسع عيون ورد بصدمة كبيرة
ورد : اكيد مروة هي اللي عملت كده !
ريم : مش هي في السجن على كلام كريم ازاي هتعمل كده
ورد : و انتي عايزة تقنعيني أنها حتي لو جوه مش هتعرف تعمل حاجه من برا .. اكيد حد ساعدها يا اما اللي مايتسمي ده يا اما ..
ثم صمتت فجأة لتقول ريم
ريم : يا اما مين يا ورد ؟!
ورد : يا اما سحر امها ! هيبان كل حاجه .. روحي دلوقتي خليكي قدام اوضة العمليات و بلغيني بكل اللي هيحصل
ريم : ماشي يا ورد
ظل كريم واقف أمام غرفة العمليات بقلق و حزن حتي أتت إليه ريم و ظلت واقفة بجانبه و بسملة تقف في احدي الزوايا تدعي الي عمر و فجأة اتجهت سحر إليهم بدموع و انهيار و قالت
سحر : ابني فين عمر فين
التفت كريم و نظر لها بتساؤل نوعا ما لتتجه إليه
سحر : طمني علي ابني يا كريم
كريم : و انتي عرفتي منين أن ابنك هنا ؟
سحر : مش وقت عرفت منين .. طمني عليه
كريم : و من امتي الحب ده .. ما انتي رمياه ٣ سنين لسه فاكره أن عندك ابن .. و هرجع اقولك برضو انتي عرفتي منين أنه هنا
ثم نظر إلي ريم و قال : انتي قولتي لحد ؟
ريم : لا خالص ملحقتش .. كنت بلغتك انت
كريم : طيب يبقى عرفتي منين ؟!
نظرت لهم سحر بتوتر كبير و لم تعرف ماذا تقول ، نظرت لها ريم بشك و تذكرت كلمات ورد لتتسع عيونها بصدمة
الكاتبة ميار خالد
ريم : يبقى انتي السبب !
سحر بتوتر : انا السبب في ايه يعني مش فاهمه .. انتي قصدك اني انا اللي اذيته يعني ؟
كريم : بس هي مقالتش كده
سحر بتوتر اكبر : ده معني كلامها ايه انتي السبب دي .. معقول اكون سبب في أن ابني يتأذي و يضرب بالسكينة كده انتي اتجننتي
كريم صاح بها : و انتي عرفتي منين أن هو مضروب بالسكينه ما يمكن تكون حادثة عادية
سحر : بخمن و فيها ايه يعني
كريم صمت للحظات ثم استوعب كل ما يحدث حوله ليقول
كريم : يعني انتي اللي كنتي ورا حادثة خطف بسملة .. و طبعا مروة هي اللي قالتلك كده عشان تضغطي على ورد و تخليها تتنازل عن القضية .. بس زي ما بيقولوا انقلب السحر على الساحر .. و بدل ما تأذي بسملة أذيتي ابنك بأيدك .. أذتيه نفسيا و جسديا .. كفاية عليكي مروة و طبعا انتي عارفة بنتك و عارفه انها غلط جدا
سحر بدموع : انا مكنش قصدي يتأذي كده
كريم : و ادي ضميرك .. شوفتي وصلك لفين .. اقسم بالله يا سحر هانم لو عمر جراله حاجه .. لتشرفي مع بنتك في السجن !
سحر : انت نسيت اني خالتك ولا ايه ازاي تكلمني كده
كريم : انا لسه منسيتش كل ده .. اتفضلي اخرجي من المستشفي و تنسي أن ليكي ابن اسمه عمر من النهاردة .. اعتبريه مات !
سحر : ازاي يعني ده ابني !
كريم : تسميه كده لما تعتبري نفسك ام الاول
نظرت له سحر بحزن و ندم ثم خرجت من المستشفي و اتجهت الي القسم حيث توجد مروة لتصب كل غضبها بها
و بعد لحظات خرج الطبيب من الغرفة ليتجهوا إليه سريعا
كريم : طمني عليه يا دكتور
الطبيب : للأسف نزف دم كتير جدا .. و فصيلة دمه موجوده عندنا اه بس كيس واحد بس
و هنا تذكر كريم شيئا ما فقال : انا ممكن اتبرعله .. فصيلة دمي زيه
الطبيب : طيب انت عندك اي امراض مزمنة ؟
كريم : انا عندي السكر بس .. و ده ملوش علاقة اعتقد
الطبيب : كويس جدا .. روح مع الممرضة دلوقتي و اتبرعله
كريم : تمام
ثم التفت إلي ريم و قال : خلي بالك من ورد و بسملة لحد ما ارجع .. اتفقنا
ريم : اتفقنا
ذهب كريم و تبرع بالدم الي عمر و ظل في غرفته للحظات لأنه شعر ببعض الدوخة الخفيفة فظل مكانه .
الكاتبة ميار خالد
وصلت سحر الي قسم الشرطة و طلبت زيارة مروة و بعد فتره خرجت لها و هي في اسوء حالتها للمرة الثانية و تتأفف بضيق و ما أن رأتها حتي قالت
مروة : عملتي ايه ؟! كل حاجه تمت
سحر صاحت بها : اقول فيكي ايه بس .. مفيش حاجه تمت يا مروة و الموضوع اتقلب علينا
مروة : ازاي يعني !!
سحر : الحيوان اللي خلتيني اكلمه معرفش يعمل حاجه
ثم أكملت بدموع : عشان عمر لحق البنت قبل ما يخطفها راح الحيوان ده ضربه بالسكينه في بطنه .. اخوكي بين الحياة و الموت بسبب جنانك ده .. حتي انا مش قادرة أشوفه كريم طردني من المستشفي و عرف اني انا اللي عملت كده .. والله ما كان قصدي يتأذي هي في أم ممكن تأذي ابنها
مروة نظرت لها بعصبية و قالت : غبي !! كان لازم يلحقها يعني .. هو انا ليه كل ما اعمل حاجه تبوظ .. ليه كل خطة بعملها بتفشل البنت دي اييييه
سحر نظرت لها بصدمة و قالت : انتي مش فارق معاكي أن اخوكي بيموت !
مروة : يستاهل .. عشان ميدخلش في حاجه متخصهوش تاني
سحر امسكتها من كتفها و صرخت بها : انتي ايه يا شيخة .. انا مكنتش متخيلاكي بكل الغل ده ! انا كنت مدلعاكي اه من صغرك و مخلياكي في مكانه عالية عشان انتي بنتي الوحيدة و قولت و فيها ايه لما ادلعها .. كنت عارفه جنونك بكريم و قولت ماشي بتحبه و عملت المستحيل عشان تتجوزيه و كنت هخسر اختي و ضغطت عليها عشانك و انا مش شايفة غيرك برغم اني جيت على اختي كتير عشانك إلا أنها لما ماتت كانت كتبتلك نص املاك كريم عشان ميطلقكيش و ندمت اني جيت عليها في يوم و هي كانت كويسة معاكي لآخر لحظة .. حتي اخوكي قصرت معاه و طردته من البيت و بعدته عني عشان كل تفكيري كان فيكي .. بعد عمري ده كله تخسريني يا مروة .. بعد كل العمر ده الاقي نفسي خسرانه حتي عمر خسرته و مش من دلوقتي .. من زمان اوي
مروة نظرت لها بنظرات خالية من أي مشاعر و قالت
مروة : انتي بتعايريني انك ساعدتيني في يوم ولا ايه ؟ و بلاش تجيبي غلط عمر عليا انا مليش دعوة انتي اللي كنت وحشة معاه من و احنا صغيرين حتي .. كنتي مش بتحبيه عشان عيل غبي و على نياته و طيب و انتي اللي كنتي بتقولي كده .. انتي اللي ضيعتيه انا مليش دعوة
سحر : ده اخوكي يا مروة .. انتي متخيله الكلمة انتي معنديش غيره في الدنيا دي مش هتقدري تعوضيه
مروة : بقولك ايه .. انا مش فايقة للكلام ده انا عايزة أخرج من هنا انا اتخنقت
نظرت لها سحر بحزن و حسرة قد أدركت في تلك اللحظة مدى خسارتها .. أنه اسوء شعور قد يشعر به أي إنسان .. أن يضيع عمره على انسان يكون هو السبب في دماره في النهاية .. و للأسف قد فهمت سحر أنها قد فشلت في تربية مروة .. و لكن بعد فوات الاوان
سحر : انا مليش دعوة !
مروة : يعني ايه ملكيش دعوة !
سحر : يعني مليش دعوة .. مفيش قدامك حل غير انك توافقي علي كلام ورد و تمضي علي التنازل و توافقي بالطلاق .. و الا انتي عارفه الباقي .. حاولي صلحي حاجه واحدة في عمرك
مروة : مستحيل ده يحصل
سحر : يبقي استحملي .. انا مليش دخل بعد كده .. و مش عايزة اشوفك يا مروة .. المجهود اللي كنت بديهولك ابني اولى بيه دلوقتي .. على الأقل احاول اعوضه حتي لو بجزء صغير من اللي اذيته فيه
مروة : مكنتش فكراكي هتطلعي غبيه زيه !! كلكم اغبياء
سحر : انتي مستوعبه انتي بتتكلمي مع مين بالطريقة دي !! انا امك
مروة قد أدركت أنها تصعب الأمور أكثر فقالت بحزن و قد ظهرت بعض الدموع في عيونها
مروة : ماما ارجوكي خرجيني من هنا
سحر : الحل دلوقتي في ايدك .. يا اما توافقي .. يا ترفضي
نظرت لها مروة بحزن و قالت : بس انا بحب كريم
سحر : و كريم مش اخر واحد في الدنيا .. خلاص يا مروة
و في تلك اللحظة قد أدركت مروة أنه لا يوجد اي مخرج لها من هذه الورطة إلا أن توافق .. نظرت امامها بحقد و عصبية و قد احمرت عيونها بشدة لتقول
مروة : انا موافقة
سحر تنهدت براحة حتي أكملت مروة بنظرة و لأول مرة تشاهدها سحر في عيونها .. نظرة انتقام و حقد بالغ
مروة : همضي علي كل حاجه .. بس ميزعلوش من اللي هعمله لما أخرج .. كل اللي فات حاجه و اللي جاي حاجه تانية خالص .. انا هخليها تتمني الموت من اللي نعمله فيها !! ماشي يا ورد
يا ترا ايه اللي هيحصل
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
في المستشفي ..
قلقت ورد بشدة عندما تأخر كريم عليها و كذلك ريم و حاولت أن تنهض من مكانها ببطئ حتي لا تتعب نفسها أكثر و قد شعرت ببعض التحسن .. تحركت في الغرفة قليلا و اتجهت الي بابها و عندما فتحته وجدت كريم كان على وشك الدخول إليها
ورد : انت كنت فين قلقتني عليك
كريم : كنت بتبرع لعمر بالدم .. من و احنا صغيرين لما كان يجراله حاجه او يتعب كنت انا اول واحد يلحقه و الحمدلله أن ربنا كل مرة بيخليني اعرف اساعده عشان محسش بالذنب
ورد : هو عامل ايه دلوقتي طمني عليه
كريم : الحمدلله لسه خارج من اوضة العمليات .. هيفضل دلوقتي في العناية لحد ما يتحسن اكتر و ساعتها ينقله لاوضه عادية
ورد : طب الحمدلله .. معرفتش برضو مين اللي عمل كده ؟
زفر كريم بضيق و قال : للأسف عرفت
ورد : خالتك سحر مش كده ؟
كريم : أيوة .. عرفتي منين ؟
ورد : حسيت
كريم : حسيتي ازاي
ورد : بالعقل كده مين الوحيدة اللي هتساعد مروة في الموضوع ده غير امها .. أو الزفت اللي ما يتسمي ده .. اللهم لا شماته هي كانت عايزة تأذيني بس ربنا رد الاذي ليها .. بس مكنتش اتمني تيجي في عمر
كريم : ولا انا .. الحمدلله انها جت على قد كده
و هُنا صدع هاتفه رنينا برقم عماد .. رد عليه سريعا و قبل أن يتكلم صاح به عماد
عماد : الف مبروك الطلاق !
كريم بعدم فهم : يعني ايه مش فاهم
عماد : مروة وافقت علي طلب ورد عشان تتنازل عن المحضر .. وافقت علي الطلاق و أنها تمضي التنازل كمان .. الف مبروك يا كريم
كريم : انت بتتكلم بجد ؟! ازاي وافقت
عماد : مش مهم ازاي .. المهم انها وافقت و المفروض كانت توافق اصلا بكل الضغط اللي كان عليها من كل حاجه .. يكفي قعدتها هناك و بهدلتها بالشكل ده
كريم : يعني خلاص كده !
عماد : أيوة خلاص .. انا حاليا هاخد الاوراق و رايح بيها بس لازم ورد بنفسها تيجي تتنازل عن المحضر
كريم : تمام .. تسلم يا عماد
ابتسم عماد ثم انهي المكالمه ليعود كريم إلي ورد و نظرة الصدمة مازالت في عينيه
ورد : مالك ؟
كريم : مروة وافقت ! وافقت على الطلاق و على التنازل
ورد ابتسمت : مش قولتلك .. كنت متأكدة أنها هتوافق
كريم : انتي عرفتي ازاي !
ورد : عشان بتكل على الله و عندي ثقة فيه .. و اللي بيتكل على الله بيلاقي الخير حواليه من كل ناحيه .. ربنا منور بصيرتي يا كريم و بيكشفلي الناس اللي قدامي .. عشان عارف اني غلبانه و عمري ما اتمنيت الاذي لحد .. لكن لو حد فكر يجي عليا هيندم اوي
كريم نظر لها و ابتسم و صمت للحظات ثم قال
كريم : حاليا فاضل انك تروحي تتنازلي في القسم بس
ورد : نطمن على عمر و نروح هناك
كريم : انتي مش هتخرجي من هنا غير لما احس انك بقيتي تمام
ورد : ما انا تمام اهو
كريم : برضو
ورد : طيب انا عايزة اطمن على عمر
كريم : حاضر .. بس مش هينفع دلوقتي خالص .. ارتاحي وبكره هخليكي تطمني عليه
ورد : يا كريم ما انا قدامك كويسة اهو
كريم : اتصدقي بالله
ورد : لا اله الا الله
كريم : انا مكنتش اعرف ان اسمي بالجمال ده .. كلمه بيه دي كانت عقاب ليا
ورد : ليه كده بس يا بيه
كريم : انتي نسيتي عقوبة الكلمة دي ولا ايه ؟
ثم اقترب منها قليلا لتبتعد هي عنه سريعا
ورد : كريم اقصد كريم
ضحك كريم عليها و كذلك هي لتتأوه بألم
كريم : واضح فعلا انك كويسة .. روحي ارتاحي
ورد : حاضر
عند ريم ..
كانت تجلس أمام غرفته و تنظر إليه من تلك النافذة الزجاجية و لم تتحرك منذ أن نُقل الي غرفة العناية .. ظلت تطالعه بدموع و مشهد طعنه لا يذهب عن بالها .. أنها تعترف انها غاضبة منه و لكنها لم تتمني أن تشاهده بتلك الحالة ، خرجت الممرضة من غرفته فاتجهت اليها ريم سريعا
ريم : ينفع ادخل اطمن عليه ؟
الممرضة : مش هينفع والله
ريم : ارجوكي خمس دقايق بس والله مش هتأخر .. ارجوكي
الممرضة نظرت لها بتردد ثم قالت
الكاتبة ميار خالد
الممرضة : خمس دقايق بس احسن يحصلي مشاكل
ريم : حاضر والله
عقمت ريم نفسها ثم دخلت الي عمر و جلست أمامه و ظلت تطالعه ملامح وجهه الشاحبه بحزن و لتلك الأجهزة التي تحيطه من كل النواحي .. مدت يدها لتمسك يده لتجدها باردة جدا فمدت يدها الأخرى و امسكتها و حاولت أن تدفئها قليلا .. تجمعت بعض الدموع في عيونها لتسقط على وجنتيها و بعد فترة قد دخلت لها الممرضة مرة أخرى و قالت بقلق
الممرضة : آنسة الله يرضي عليكي كفاية كده احسن لو الدكتور شافك هيزعقلي
ريم مسحت دموعها و قالت : حاضر
و نهضت سريعا و جاءت لتتحرك و لكنها تفاجئت بيد عمر الذي تمسكت بيدها بشدة و قد أحكم قبضته عليها بضعف .. التفتت ريم و نظر له بصدمة لتجده مغمض عيونه .. و لكن كيف تمسك بيدها هكذا .. لتلك الدرجة يشعر بها ؟! حاولت سحب يدها بصعوبة حتي نجحت في سحبها من بين يديه و خرجت من الغرفة سريعا و حاولت أن تهدأ قليلا و أن تهدئ قلبها هذا الذي يخفق بشدة .. اتجهت اليها بسملة سريعا
بسملة : أبيه عمر عامل ايه يا ريم ؟!
ريم : كويس يا بسملة الحمدلله
بسملة بدموع : اومال مش بيفوق ليه
ريم : عشان تعبان بس يا بسملة .. هو محتاج يرتاح
بسملة مسحت دموعها بظهر يدها و قد بدا عليها النعاس فسحبتها ريم و قالت
ريم : انتي شكلك تعبانه لازم تنامي شوية
بسملة : لا انا مش عايزة انام
ريم : طب تعالي كده
ثم سحبتها من يدها و دلفت الي غرفة ورد و التي كانت جالسة على سريرها .. نظرت لها بسملة بصدمة و صاحت
بسملة : ورد !!
ثم جرت ناحيتها سريعا و ارتمت في أحضانها
بسملة : انتي هنا بتعملي ايه
ريم ردت سريعا : ورد كانت عندها حاجه مهمه يا بليه و لسه مخلصاها عشان كده جت دلوقتي
بسملة : شوفتي اللي حصل لأبيه عمر يا ورد
ورد : عرفت يا بليه .. متخافيش هو هيبقى كويس و يرجع احسن من الاول كمان
ريم : بليه ممكن تنامي دلوقتي بقى
ورد : أيوة تعالي جمبي يلا
ثم تنحت ورد قليلا و قد ساعدتها ريم و صعدت بسملة و نامت في احضان اختها براحه و امان
ورد : و انتي كمان لازم تنامي
ريم : لا مش مشكلة
ورد : هو ايه اللي مش مشكلة .. يلا عشان تنامي
ريم : حاضر .. عموما انا اتصلت بالعميد و طلبت منه أنه يمد الإجازة بتاعتي و هو وافق
ورد : طب كويس
ثم استلقت ريم على السرير بجوارها و نامت سريعا من شدة ارهاقها و بعد لحظات دلف كريم الي الغرفة و قال
كريم : ورد .. انا هرجع البيت اطمن على والدي و هرجعلك تاني الصبح تمام
ورد : ماشي خلي بالك من نفسك
كريم : و انتي كمان
ثم خرج من المستشفي و اتجه الي منزله حتي يطمئن على والده و عندما وصل اتجهت إليه فتحية سريعا
فتحية : طمني علي عمر بيه الله يخليك
كريم : الحمدلله خرج من العمليات و حالته مستقرة
تنهدت فتحية براحة : الف حمد و شكر اليك يارب .. ربنا يتم شفاه على خير
كريم : يارب .. بابا كويس عرف حاجه ؟
الكاتبة ميار خالد
فتحية : لا مقولتش اي حاجه بس هو حاسس يعني
كريم : طيب انا هروح اطمن عليه
ثم صعد إليه و دلف الي غرفته ليجده يجلس على سريره بحزن و انكسار و ما أن رآه حتي نظر له سريعا بتساؤل و صاح بكلمات غير مفهومه لينظر له كريم بتعجب !
صابر : اااااا وووو
اتجه إليه كريم بفرحة و عدم تصديق .. اي والده يحاول أن يتكلم ! تكفي المحاولة فقط
كريم : انت بتحاول تتكلم !
ثم احتضنه سريعا لتظهر بعض الدموع في عيون صابر و بعد لحظات ابتعد عنه ، نظر له صابر بتساؤل و فهم كريم نظراته تلك ليقول
كريم : ورد كويسة متقلقش .. كلها يومين و ترجع هي مشغولة في حاجه بس .. ممكن انام النهاردة جمبك .. تعبان جدا
رفع صابر يده و ربت علي كتفه لينام كريم بجانب والده بتعب
في اليوم التالي ..
استيقظ كريم و بدل ملابسه و ذهب الي المستشفي مرة أخرى و عندما وصل وجد ورد قد تحسنت كثيرا و عندما رأته يدخل الي غرفتها اتجهت إليه
كريم : اومال فين بسملة و ريم ؟
ورد : قدام اوضة عمر بيطمنوا عليه
كريم : شايفك احسن النهاردة
ورد : اه الحمدلله .. و بجد ملوش داعي وجودي هنا
كريم : طيب تحبي تروحي يعني
ورد : لا !
كريم : مش فاهمك ؟
ورد : يعني انا لما أخرج من هنا هروح على القسم عشان اخلصك رسمي من مروة مش نرجع على البيت
كريم بتردد : مستعجله ليه يعني استني شوية
ورد نظرت له بعدم فهم و قالت : انت ليه مش عايزني اروح ؟
كريم : لا اكيد مش قصدي
ورد : اومال ؟
كريم : خلاص تمام .. غيري هدومك و انا هروح اخلص اوراق المستشفي .. نخلص الموضوع ده و نرجع ناخد ريم و بسملة
ورد : طب و عمر ؟
كريم : انا هفضل معاه لحد ما يتحسن و يخرج
ورد : معتقدش ريم هتوافق تسيبه .. شكلها طلعت بتحبه بجد
كريم : مش قولتلك
تنهدت ورد و قالت : خلاص روح يلا و انا هستناك
خرج كريم و ذهب لينهي اوراق خروج ورد و بدلت هي ملابسها بمساعدة إحدى الممرضات و بعد لحظات عاد إليها ثم اخذها و خرج من المكان و ذهب الي قسم الشرطة .. و بعد لحظات وصلوا إليه و دلفوا الي الداخل ليجد عماد أمامه و عند رآه اتجه إليه سريعا و قال لورد
عماد : حمدالله علي سلامتك
ورد : الله يسلمك
كريم : ياريت نخلص الموضوع بسرعة عشان ورد لسه تعبانه
عماد : تمام
دخل كريم و معه ورد الي غرفة الضابط المسؤول و قد استدعي مروة و بعد لحظات دلفت إليهم و في يدها الكلبشات و نظرت لهم بحقد و غل كبير .. و كان شكلها مرهق للغاية من الواضح أنها لم تنم منذ وقت طويل جلست أمامهم لتطالعها ورد بثبات
مروة : شمتانه فيا مش كده
ورد : اللهم لا شماته .. مكنتش اتمني اشوفك كده بس انتي اللي وصلتي نفسك للمكان ده بأفعالك
الكاتبة ميار خالد
استأذن عماد الضابط إن يتركهم بمفردهم للحظات حتي يتفاهموا و بالفعل قد خرج و لكنه ترك إحدى العساكر في الغرفة .. أخرج عماد اوراق الطلاق و التنازل من الحقيبه و وضعها أمام مروة و التي ظلت تنظر لها بصمت
ورد : شرطي كان اني هتنازل عن المحضر مقابل انك تمضي علي الاوراق دي .. و دلوقتي الموضوع في ايدك يا تمضي يا تتسجني
مروة ابتسمت باستفزاز و قالت : و انتي فاكرة اني حتي لو مضيت علي الاوراق دي و خرجت من حياة كريم .. اني هسيبكم في حالكم مثلا ؟
ورد : انا كلامي واضح
مروة مدت يدها و أخذت الاوراق و امسكت القلم و نظرت إلي كريم و قد ظهرت بعض الدموع في عينيها و ظلت تنظر له كثيرا حتي مضت على الأوراق .. و قانونيا قد خرجت من حياة كريم كزوجة و شريكة ! تنهد كريم براحة انه حقا لا يصدق و اخيرا قد زال هذا الكابوس من حياته ، اخذ عماد منها الاوراق و مضت ورد علي تنازل عن المحضر
حمدي : عمري ما هنسى اللي انت عملته في بنتي يا كريم
كريم : بنتك اللي عملت كده في نفسها .. و اتمني كفاية بقى لحد كده و ياريت تخرج من حياتي .. ده لو عندها شوية كرامة يعني
نظرت له مروة باستخفاف و ضحكت بسخرية ثم قالت
مروة : تبقي غبي لو فاكر اني ممكن اسيبك في حالك .. انا خلاص مبقيتش باقية علي حاجه في حياتي
كريم : و ليه تعملي كده في نفسك .. يا مروة فوقي لنفسك بقى
مروة : انت مش عملت اللي انت عايزُه .. امشي بقي
تنهد كريم ثم امسك يد ورد و خرجوا من هذا المكان و استقلوا السيارة و ظل كريم واقف بها و بعد لحظات خرجت مروة مع والدها و لكنها لم ترجع معه اللي البيت ..
في سيارة كريم .. خيم الصمت على المكان حتي قالت ورد بابتسامة
ورد : و اخيرا اللي كنت بتتمناه حصل
تنهد كريم بضيق : أيوة
ورد : مالك ؟ حساك مضايق مع أن المفروض دلوقتي تكون فرحان
كريم : حقيقي انتي مش متخيلة انا حاسس براحة اد ايه
ورد ابتسمت ثم قالت : اول مرة اشوفك كانت في العربية دي .. و شكلها اخر مرة هتكون في العربية دي برضو
كريم نظر لها فجأة و قال : ليه بتقولي كده !
ورد : خلاص اللي كنت جايه عشان اعمله اتعمل .. و خلصتك من مروة برغم كل اللي حصل ده .. وجودي ملهوش داعي
كريم صمت للحظات و نظرت له ورد بلهفه .. أنها تنتظر فقط أن يطلب منها البقاء لا تستطيع أن تفرض نفسها عليه .. هيا تكلم انها تريد أن تسمعها منك !
كريم : بس انتي مينفعش تبعدي !
ورد : ليه
كريم بتردد : بعد خروج مروة انا هكون قلقان عليكي عشان كده مينفعش تبعدي الفتره دي علي الاقل و هتفضلي في الفيلا لحد ما صحتك تتحسن .. بعدين هسيبلك حرية القرار لو عايزة تمشي .. مش همنعك
كان يقول كلام و عيونه تقول كلام اخر .. كان يقول أنه لم يمنعها إذا أرادت أن ترحل و لكن عيونه تترجاها أن تظل بجانبه مدي الحياة
ابتسمت ورد بتوتر و نظرت امامها ثم انطلق هو بسيارته و اتجه الي المستشفي
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
: انتي بتعملي ايه هنا ! انتي مش في السجن
ابتسمت مروة باستفزاز : مكنتش اعرف انك واطي كده .. بمجرد ما تقع هتسيبني
نهض امير من مكانه و الذي كان يقيم في شقة بعيدة عن عيون الناس و قال
امير : عايزاني كنت اعمل ايه .. استني و اشرف في السجن جمبك
مروة بعصبية : اكبر غلطه عملتها في حياتك انك تخليت عني كده .. و انا هوريك عقاب مروة بيبقي عامل ازاي !
ثم ضربته علي رأسه بأحدي المزهريات بقوة ليسقط مغشيا عليه و بعد فتره استعاد وعيه ليجد نفسه مربط علي كرسي خشبي و ملابسه غارقة بسائل ما
امير : ايه الريحه دي
مروة ابتسمت ببرود : تخيل كده لو ولعت نار جمب البنزين ده هيحصل ايه
امير نظر لها بصدمة و اتسعت عيونه بشدة : مروة لا اوعي تعملي كده .. انا هساعدك الفترة اللي جايه في حاجات كتير والله مش انتي خرجتي اهو انا هجيبلك حقك
مروة : مبقاش يقنعني الكلام ده ! دورك في حياتي انتهي .. باي باي !
ثم رمت احدي عيدان الكبريت المشتعلة لتشتعل النار من حوله صرخ امير بألم و خرجت هي من المنزل و تركته يحترق بنار شره !
مروة : دورك اللي جاي يا ورد !
و ادينا خلصنا من اول شرير
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
وصل كريم و ورد الي المستشفي و صعدوا الي غرفة العناية المركزة و لكنهم لم يجدوا عمر فيها ! سري القلق في أوصال كريم و سأل أحدي الممرضات
كريم : لو سمحتي المريض اللي كان في الأوضة دي فين ؟
الممرضة : اتنقل لاوضه عادية من نص ساعة
تنهد كريم بضيق : طيب شكرا
الممرضة : هتلاقيه في تاني اوضة ناحية اليمين في الممر
شكرها كريم و تحرك هو و ورد و ذهبوا الي الغرفة ليجدوا عمر مستلق على سريره و لم يستعد وعيه حتي الان و ريم و بسملة جالسين أمامه بترقب ، اتجهت ورد الي ريم و قالت
ورد : مفيش اخبار .. هو مفاقش لحد دلوقتي ليه ؟
ريم بقلق : مش عارفين .. المفروض أنه يفوق على الأقل يفتح عينيه بس
و في تلك اللحظة دلف الطبيب الي الغرفة و اتجه الي عمر حتي يفحصه و قالت بتعجب
الطبيب : غريبة هو مفاقش لحد دلوقتي ليه
ثم فحصه مرة أخرى و قال : كل الأجهزة الحيوية شغاله تمام .. مفيش مشكلة عضوية هو حاسس و سامع كل حاجه بس مش عايز يفوق
كريم : ليه طيب
الطبيب : حقيقي انا مش عارف و بكده يكون دوري خلص .. حاولوا تتكلموا معاه هو سامعكم
قال الطبيب تلك الجملة ثم خرج من الغرفة و تركهم في حالة يرثى لها من القلق ، نظرت له ريم و قد تذكرت رد فعله عندها امسكت يده فتنهدت بضيق و اتجهت الي ورد و كريم
ريم : هو مش عايز يفوق بسببي .. مش كده
كريم : و انتي ذنبك ايه
ريم : عشان بيعاقب نفسه علي اللي عمله .. عمر تعب اوي يا كريم و انا عارفه ده .. هو آذاني اه بس ليه حاجات كتير حلوة معايا و انا مش قاسية للدرجادي
نظر لها كريم بتمعن و قال : يعني انا مسمحاه .. هو كان عايزني اسامحه و انا بجد مسامحاه يكفي اللي عمله مع بسملة و أنه ضحي بحياته عشانها
كريم : افهم من كده انك موافقة ترجعوا
ريم : احنا مكناش مع بعض اصلا عشان نرجع يا كريم .. هو كان عايزني اسامحه و انا مسامحاه خلاص
ثم تحركت من أمامه و ذهبت الي عمر لتجلس أمامه ثم امسكت يده و تنهدت بكل الضيق الذي يحمله قلبها و فجأة شعرت و كأن عمر قد حرك يده قليلا ليتمسك بيدها أكثر ، نظرت إلي كريم سريعا و قالت
ريم : عمر حرك ايده !
اتجه إليه كريم و ورد بلهفة و قبل أن يتكلموا أحسوا بباب الغرفة الذي يفتح عليهم .. التفت كريم ليجد سحر والده مروة أمامه
سحر : عايزة اطمن علي ابني
كريم : مين ابنك ده .. ورد انتي تعرفي مين ابنها اللي بتتكلم عنه ؟
صمتت ورد لتقول سحر بدموع : انا عارفه اني غلطت في حقه و أنه في المكان ده بسببي انا بعترف
نظر لها كريم بغضب لتكمل هي : بس والله مكنش قصدي يتأذي كده والله العظيم انا كنت بنفذ كلام مروة ما هي بنتي و مكنش هاين عليا أشوفها في المكان ده
كريم : مع انك عارفه أن بنتك غلط برضو قررتي تسمعي كلامها !! صحيح هستغرب ليه ما انتي اول واحدة شجعتيها علي جوازها مني و الكابوس اللي كنت عايش فيه بسببها .. و عايز اقولك حاجه .. أمي مش مسمحاكي علي اللي عملتيه في حياتي ولا انا مسامحك !!
سحر : طيب هطمن عليه بس و همشي علي طول
كريم صاح بها : قولت لا !! اتفضلي من هنا
ظلت سحر واقفة مكانها حتي تحرك كريم من مكانه و امسك يدها و خرج بها من الغرفة و خلفه ورد و عندما خرج قال
كريم : اتمني تنفيذي كلامي و من النهاردة ملكيش دعوة بعمر ! كفاية اوي لحد كده
ورد امسكت يده و نظرت له برجاء و قالت
ورد : خلاص يا كريم .. هي في الاخر أم حتي لو غلطانه و كويس أنها راجعت نفسها العتاب ملهوش لازمه دلوقتي
نظرت لها سحر بتعجب بسبب كلماتها تلك .. أنها ليست بهذا السوء كما كانت تظن و لكن يجب أن تطمئن علي ابنها الان
سحر : طيب هطمن عليه و همشي علطول
كريم : لا .. مش دلوقتي علي الاقل .. اتفضلي
نظرت له سحر بحزن ثم خرجت من المستشفي ، طالعته ورد بقلة حيله ليقول لها
كريم : صدقيني اللي انا بعمله ده هو الصح .. لو عمر عرف أن هي اللي ورا اللي حصله ده مش هيقدر يسامحها .. و انا بحاول امنعه أنه يعرف
ورد : انا فاهماك .. بس بلاش تقسي عليها هي في الأول و في الاخر أمه
كريم : خلاص يا ورد اقفلي الموضوع ده عشان بيعصبني
عند عمر ..
حرك عمر يده ليتمسك بيد ريم فانتبهت هي إليه .. فتح عيونه ببطئ و اخيرا و نظر إلي سقف الغرفة للحظات و حاول أن يتذكر اي شئ حتي تذكر اخر وجه قد رآه ليقول بتعب
عمر : ريم ..
ريم : انا هنا جمبك .. انت كويس
الكاتبة ميار خالد
حرك عمر رأسه بتعب و اردف : حصل ايه
ريم : متشغلش بالك بأي حاجه .. المهم انك بخير و بس
ابتسم عمر بتعب و قال : معلش بقى مليش نصيب اموت المرة دي .. اكيد اضايقتي
ريم : متبطل كلامك ده ! بعد الشر عليك و هضايق ليه اصلا
عمر : يعني .. بما انك بتكرهيني و كده
ريم : طيب بطل كلام كتير انت لازم ترتاح
تنهد عمر بضيق و قال : كريم عرف بلي انا فيه ؟
ريم : انت في المستشفي اللي هو و ورد فيها اساسا عشان كده عرف
ابتسم عمر بتعب و قال بمزاح : ايه العيلة اللي كلها كوارث دي !
ضحكت ريم بسبب كلماته تلك فقال هو
عمر : والله ايه ده بجد .. الحمدلله علي كل شئ
ريم : الحمدلله .. مش عايزة اتعبك اكتر عن اذنك
و جاءت لتتحرك و لكنه امسك يدها فوقفت مكانها
عمر : ريم .. انا اسف
ابتسمت ريم و قالت : شد حيلك بس و لينا كلام كتير
عمر بمزاح : اطمن يعني
ريم : أيوة اطمن .. بس لو اتكلمت كتير كده هغير رأيي
عمر : لا خلاص انا مصدقت
اتجهت إليه بسملة و قالت : أبيه عمر .. انت كويس
عمر : انا كويس .. مالك بتعيطي ليه
بسملة بدموع : عشان انت تعبان و انا السبب
عمر : معقول بتحبيني للدرجادي
بسملة : أيوة مش انا طلعت بحبك .. ده انت محظوظ اوي خلي بالك
ضحك عمر بتعب و قال : كده كتير عليا
ثم نظر إلي ريم بطرف عينيه و قال : عقبال ما حد تاني كده يحبني
ابتسمت ريم بخجل و قالت بسملة
الكاتبة ميار خالد
بسملة : أيوة و تقوم بالسلامه كده عشان نتخانق سوا
ابتسمت ريم ثم خرجت من الغرفة لتجد كريم و ورد واقفين بصمت و جاءت لتتجه ليهم و لكنها توقفت حين قالت ورد
ورد : طيب احنا هنعمل ايه دلوقتي
كريم : هوصلكم البيت و انا هرجه لعمر لحد ما يتحسن
ورد : هنروح الفيلا ؟
كريم : أيوة اومال فين .. ما انا فهمتك كل حاجه انكم هتفضلوا موجودين في الفيلا الفتره دي عشان خايف مروة تعمل حاجه .. دي تتوقعي منها أي حاجه
نظرت له ورد للحظات ثم قالت بحزن : يعني عشان كده و بس ؟
كريم بتردد : أيوة
ورد بحزن : طيب يا كريم .. صحيح انا نسيت أن مهمتي خلصت خلاص
ريم : مهمة ايه ؟؟
التفتت لها ورد سريعا و كذلك كريم لينظروا إليها بصدمة
كريم : ريم .. عمر عامل ايه دلوقتي فاق ولا لسه ؟
ريم : أيوة فاق الحمدلله .. مهمة ايه اللي ورد بتقول عليها
كريم : يا ستي دي بتهزر بس متشغليش بالك
ابتسمت ورد بتوتر لتأكد علي كلامه و لكن ريم لم تقتنع بكلامهم ، دخل كريم الي الغرفة ليطمئن علي عمر و ترك ريم و ورد معا و بعد لحظات اتجهت لها ريم
ريم : انتي مخبيه عني حاجه يا ورد ؟
ورد : لا مش مخبيه
ريم : اومال ايه اللي انا سمعته ده .. مهمة ايه اللي قصدك عليها
ورد : كنت بهزر يا ريم زي ما قالك .. صحيح نسيت اقولك أن كريم طلق مروة خلاص
ريم بفرحة : بجد !! يعني كده انتي بس اللي في حياته صح
ورد ابتسمت بحزن و قالت : تقريبا
ريم : ايه تقريبا دي
ورد : مش عارفه ما يمكن يسيبني زي مروة كده
ريم : نعم .. و هو انتي بتشبهي نفسك بلي اسمها مروة دي .. دي كانت عينيها بتطلع نار .. غير كده كريم بيحبك مستحيل يسيبك اطمني
ورد : ليه بتقولي كده
ريم : عشان باين اوي عليه يا ورد .. كل حاجه بيعملها بتثبت أنه بيحبك
ورد : بس كلامه لا
ريم : انتي ليكي بالكلام ولا الأفعال ؟ الأفعال طبعا ركزي مع دي و بس و سيبي كل حاجه على ربنا
ورد : و احنا لينا مين غير ربنا عشان نتوكل عليه .. ماشي يا ريم .. بس انتي ايه اخرة حكايتك مع عمر دي
نظرت لها ريم بتوتر و قالت : ايه ! حكاية ايه مش فاهمه
ابتسمت ورد بخبث و قالت : والله
ريم : أيوة
ورد : طيب هتعامل معاكي انك هبلة و مش عارفه .. عمر بيحبك يا ريم
الكاتبة ميار خالد
ريم : أيوة اعمله ايه يعني
ورد : انتي ايه ؟
ريم : انا ايه ؟
ورد صاحت بها : ريم مش عايزة استعباط
ريم : و بعدين معاكي يا ورد انتي لسه مصممة تحرجيني
ورد : افهم من كده انك انتي كمان بتحبيه يعني ؟
صمتت ريم و لم تجاوبها فقالت ورد
ورد : بتكرهيه يعني ؟
قالت ريم سريعا : لا طبعا
ورد ابتسمت بخبث و قالت : طيب يا ستي خلاص .. يشد حيله هو بس و نفرح بيكم .. بس اتلمي معاه شوية بقى
ريم : ايه كل ده انا لسه موافقتش علي فكرة
ورد : جدعة .. روحي كده و قوليله الكلمتين دول و شوفي رد فعله هيكون ايه
ضحكت ريم بسبب كلماتها تلك و رجعوا جميعا الي غرفة عمر
_________________________________
وصلت مروة الي بيتها بعد ما فعلته في امير لتجد والدتها جالسة علي أحدي المقاعد و علامات الحزن علي وجهها فاتجهت إليها
مروة : بابا فين ؟
سحر : راح علي شغله .. اطلعي خدي دش و ريحي شوية
مروة : انا هطلع اخد دش و ارجع علي الفيلا !
سحر : تاني !! و هترجعي بصفتك ايه بقى .. طليقته
مروة : هروح اخد حاجتي اللي هناك و انتي فاكرة اني هسيبها كده ليهم
سحر : بلاش انتي تروحي نبعت اي حد
مروة : ليه يعني مروحش عايزاهم يفتكروا اني خايفة ولا ايه
سحر : انا ميهمنيش كل ده
مروة : ولا انا و هروح برضو .. عن اذنك
ثم صعدت الي غرفتها و أخذت دش لوقت طويل حتي تزيل تلك الذكريات عنها و خرجت لترتدي ملابسها و قد عادت لأناقتها القديمة ، خرجت من الغرفة و من البيت بأكمله و قد تجاهلت كل محاولات أمها حتي تمنعها ، استقلت سيارتها و اتجهت الي الفيلا و بعد وقت وصلت لها .. ترجلت من سيارتها و دخلت إليها فلم تجد اي شخص و عندما رأتها فتحية اتجهت إليها
فتحية : مروة هانم .. تؤمريني بحاجه ؟
مروة : لا .. روحي شوفي شغلك .. ابعتيلي هنا تساعدني في كام حاجه
فتحية : بس هنا بتذاكر دلوقتي
مروة بحدة : كلامي يتسمع بلاش جدال !
فتحية : امرك يا هانم
الكاتبة ميار خالد
ثم اتجهت الي المطبخ و أمرت ابنتها أن تساعد مروة و بالفعل قد صعدت معها و لملمت مروة اغراضها و عندما انتهت قالت لهنا
مروة : خدي حاجتي و وصليها عند الباب تحت
هنا : حاضر
ثم اخذت حقائبها و نزلت بهم .. خرجت مروة من غرفتها بحزن ممزوج بعصبية مكتومه وتجولت في البيت لوقت حتي اتجهت الي غرفة صابر ! دلفت إليه لتجده جالس علي كرسيه في الشرفة ينظر الي السماء
مروة : عاش من شافك
نظر لها صابر للحظات ثم أعاد نظرة الي السماء بعدم اهتمام
مروة : شكلك لسه متعرفش .. وإلا كانت نظرة الشماته هتظهر في عينيك اوي ما تشوفني
نظر لها صابر مرة أخرى بعدم فهم فقالت
مروة : كريم طلقني ! و ست ورد هي اللي انتصرت عليا .. يلا افرح
نظر لها صابر بصدمة و عدم تصديق و لكن سرعان ما تسربت السعادة الي ملامح وجهه ليحتقن وجه مروة بشدة
مروة : يبقي فعلا مكنتش تعرف .. يلا مش مشكلة اديك فرحت مرة علي الاقل .. اصل اللي جاي صعب اوي
نظر لها صابر و قد اختفت تلك الابتسامة من علي وجهه
مروة : و انت فاكر اني هخليهم يتهنوا كده .. مستحيل .. هي كسبت كريم اه .. بس انا هخسرها حياتها !
صابر انفعل قليلا لينتفض من على كرسيه و ضحكت هي بشر ثم اقتربت من أذنه و همست له
مروة : و مش هقتلها بطريقة غريبة لا .. هقتلها بنفس الطريقة اللي قتلت بيها زهرة ! هقتل ورد و برضو انت مش هتقدر تعمل حاجه زي يومها !
نظرت لها صابر برجاء و قد ظهرت بعض الدموع في عيونه ، مسحت مروة دموعه باستفزاز
مروة : لا وفر دموعك .. معقول بتعيط من دلوقتي طب استني لما اقتلها .. مش عايزة أطول عليك بقى .. سلام يا عمي
ثم خرجت من الغرفة و تركته يبكي بحزن بعد أن تذكر زوجته زهرة
في المستشفي ..
انهي كريم اوراق خروج عمر و الذي أصر عليهم بشدة أن يخرج من هذا المكان رغم تعبه الشديد و لكن قرر كريم أن يحضر له ممرضة حتي تعتني به و كل شئ سوف يحتاجه حتي يتحسن ، استقلوا سيارة كريم و لكن عمر جاء في سيارة الإسعاف .. و بعد لحظات وصلوا جميعا الي البيت و تم نقل عمر الي غرفته و ظلت ريم و بسملة معه و خرج كريم و ورد مع الغرفة و اتجهوا الي غرفة صابر الذي و ما أن رآهم حتي انتفض سريعا من علي كرسيه لتخونه قوته و يقع علي الارض !
ورد : عمي صابر !!
ثم جرت نحوه سريعا و لكن كريم كان أسرع منها ليحمله و يضعه علي سريره
ورد : انا اسفه والله عشان اختفينا فجأة كده .. كان غصب عننا انا اسفه اني قصرت معاك كده
نظر لها صابر بدموع و امسك يدها سريعا و ظل ينطق بكلمات غير مفهومة لتنظر له ورد بصدمة
كريم : انا نسيت اقولك .. بابا بيحاول يتكلم و ده كفاية عليا بجد .. الحمدلله أنه بيتحسن كده
نظرت له ورد بابتسامة حنونه ثم احتضنت صابر بفرحة و حاول هو أن يهدأ قليلا .. و بعد لحظات استأذنت و خرجت من غرفته و اتجهت الي غرفتها بتعب و فتحتها لتتسمر مكانها عندما ترى ما فيها !
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
اتجهت ورد الي غرفتها و فتحتها لتتسمر مكانها عندما ترى ما فيها !! و كانت جدران الغرفة بأكملها ملطخة باللون الاسود و كل ما فيها قد تحطم .. جالت بنظرها في الغرفة حتي وجدت ورقة علي سريرها اتجهت اليها و فتحتها لتجد مكتوب فيها " ايامك اللي جايه نفس لون الحيطة .. خليكي مستنيه القلم ! " .. ظلت واقفة مكانها بصدمة حتي شعرت بيد كريم التي توضع علي كتفها و ظل ينظر هو الي الغرفة بصدمة
ورد : مين اللي عمل كده !
كريم : مش عارف
و هنا جاء صوت من خلفهم و كانت هنا ابنة فتحية
هنا : تلاقيها مروة هانم .. اصلها جت من شوية
كريم : جت تعمل ايه ؟
هنا : جت تلم حاجتها و بعدين قالتلي انزلي انتي و فضلت تلف في البيت شوية بعدين خرجت
كريم : طيب يا هنا روحي ذاكري انتي
هنا : امرك يا بيه
ثم خرجت من الغرفة و تركت كريم و ورد ، تنهدت ورد بضيق و قالت
ورد : هي كل ما تتعصب تكسر في الدنيا كده .. و اوضتي مالها طيب
كريم : اكيد من غيظها عملت كده
ورد : يلا مش مشكلة .. المهم اني مش هشوف وشها تاني
كريم : مش عايزك تضايقي نفسك .. بكرة بالكتير هتكون الاوضه اتظبطت
ورد : و انا هفضل فين لوقتها
كريم : تعالي
ثم سحبها من يدها و اتجه بها الي غرفته و التي كانت في الأساس لمروة .. دلفوا اليها ليجدوها فارغة تماما
كريم : ممكن تفضلي هنا لحد ما الاوضه بتاعتك تتظبط
ورد : لا .. مش عايزة افضل هنا
كريم : ليه طيب .. عشان كانت اوضة مروة ؟
ورد : لا بس مش هعرف افضل هنا .. هتخنق والله .. ممكن افضل في اوضة الضيوف .. خليك انت هنا دي الاوضه بتاعتك في الأساس مش مشكلة
كريم : خلاص اللي يريحك خليكي هناك
ثم اتجه بها الي غرفة الضيوف لتظل بها و ذهب هو الي غرفتها مرة أخرى و حاول البحث عن أي شئ سليم بها حتي وجد بعض الملابس فأخذها و رجع بها الي غرفتها
كريم : لحد بكرة بس و كل حاجه هتتظبط
الكاتبة ميار خالد
ورد : طيب ماشي
تحرك كريم و نظم الغرفة و خصوصا تلك الأريكة الجانبية فنظرت له ورد بتساؤل
ورد : انت بتعمل ايه ؟
كريم : بعدل الكنبه اللي هنام عليها
ورد : و تنام عليها ليه اصلا .. اقصد إن مروة مبقتش موجودة خلاص و هي كانت سبب تواجدك معايا في الاوضه
كريم نظر لها بتردد و قال : أيوة ما انا عارف .. بس عشان ريم يعني مش عايزها تحس بأي حاجه خصوصا بعد اللي سمعته النهاردة
ورد : طيب .. هنمشي امتي ؟
كريم : للدرجادي مستعجله علي المشي
ورد نظرت له بخيبة أمل و قالت بصوت خفيض. : انا بقولك كده عشان تمنعني
كريم : قولتي حاجه ؟
ورد : لا ولا حاجه .. انا هروح اطمن علي عمر
و جاءت لتتحرك من أمامه و لكن كريم امسك يدها ليمنعها
كريم : هسمحلك تروحي تطمني علي عمر بس بشرط
ورد : شرط ايه ؟
ابتسم لها كريم ثم خرج من الغرفة و اتجه الي غرفته و فتح دولابه ليخرج منها صندوق و كان يضعه في الخفاء حتي لا يراه أحد ثم رجع إليها مرة أخرى و مد يده لها بهذا الصندوق لتنظر له بتعجب
ورد : ايه ده ؟
كريم : انا عارف انك تعبانه .. بس ممكن بعد ما تطمني علي عمر تلبسي الفستان ده و نروح نتعشي سوا في أي مكان .. في كلام كتير لازم تعرفيه
نظرت له ورد بدهشة نوعا ما و أخذت منه الصندوق و فتحته لتجد فستان رقيق جدا من الحرير ذو لون قرمزي .. نظرت له ورد بأعجاب شديد و قد اعجبها بساطته
كريم : عجبك ؟
ورد : جدا ده تحفة .. بس شكله غالي اوي كلفت نفسك ليه
كريم : مفيش حاجه تغلي عليكي
ورد : طيب انا هروح اطمن علي عمر دلوقتي
ثم خرجت من الغرفة و اتجهت الي غرفة عمر حتي تطمئن عليه .. وجدته نائم في سريره و بسملة و ريم بجانبه
ورد : نورت بيتك يا عمر .. كده تقلقنا عليك
و عندما سمع صوتها فتح عيونه و ابتسم لها
عمر : والله لو اعرف ان الضربة دي هتصلح حاجات كتير
ثم نظر إلي ريم و اكمل : كنت اتضربت من زمان
ريم : والله ؟
ثم ضربته في كتفه بخفه ليتأوه هو بضحك و ابتسمت ورد بسبب انسجامهم هذا و أرادت أن تترك لهم الفرصة فقالت لبسملة
ورد : بسملة مش يلا بقى عشان تنامي شوية .. انتي تعبتي اوي اليومين دول
بسملة : ماشي يلا .. انا هسيبك يا أبيه ترتاح بقي
الكاتبة ميار خالد
عمر : كده من غير حضن صغير حتي
ابتسمت بسملة و اتجهت اليه لتعانقه بخفة ثم اخذتها ورد و خرجت بها من الغرفة و اتجهت بها الي غرفتها ، دلفوا اليها و وضعتها ورد في سريرها و قبل أن ترحل قالت لها بسملة
بسملة : ورد .. انا فرحانه اوي
ابتسمت ورد : بجد .. يارب دايما فرحانه كده
بسملة : عارفه انا فرحانه ليه
ورد : ليه
بسملة : عشان بقى عندي عيله .. حاسة اني عندي ماما اللي هي انتي و بابا اللي هو أبيه كريم .. حتي أبيه عمر بحبه اوي .. عارفه زمان مكنتش بقولك عشان متضايقيش بس مكنتش بحس أننا عيلة كنت حاسة أننا برضو ناقصين حاجه .. لكن دلوقتي لا .. اوعديني يا ورد انك هتفضلي مع أبيه كريم علطول
نظرت لها ورد بصدمة بعد أن سمعت كلامها هذا و لكنها ابتسمت رغما عنها و قد ظهرت بعض الدموع في عيونها
ورد : انا اهم حاجه عندي انك تكوني مبسوطة يا بليه
قبلتها بسملة في وجنتها ثم غطت في النوم سريعا ، خرجت ورد من الغرفة و ذهبت الي غرفتها حتي تجهز نفسها
في غرفة عمر ..
ظل الاثنان صامتين حتي قال عمر
عمر : انتي تعبتي اوي اليومين دول روحي ارتاحي شوية
ريم : مش هينفع تفضل لوحدك كده افرض احتاجت حاجه
عمر : هتكون الممرضة جت
ريم : دي لسه هتيجي بكرة .. ولا انت مش عايز تشوفني ؟
عمر : ادي الغباء بعينه بقى
ريم : ما تتلم بقى .. انت نسيت اني المعيدة بتاعتك ولا ايه
عمر : لا يا ستي منسيتش
ريم : عموما عايزاك تشد حيلك كده عشان الامتحانات قربت خلاص
عمر : اتصدقي انا نسيت موضوع الكلية ده اصلا
ريم : طيب اديني بفكرك اهو
صمت عمر للحظات ثم نظر لها بتمعن و قال
عمر : انتي لسه زعلانه مني ؟
ريم : مش وقته الكلام ده .. لما تقوم بالسلامة
عمر : لا وقته .. جاوبيني
ريم : مش زعلانه منك يا عمر
عمر : يعني مسمحاني علي اللي عملته
ريم : أيوة .. انت ليك مواقف كتير حلوة معايا قدرت تمحي اللي انت عملته .. بس اديني جاوبت
عمر : طيب و حبي ليكي ؟
ريم : مش فاهمه
عمر : انا بحبك يا ريم .. انتي سامحتيني علي اللي عملته .. بس مدتنيش فرصة
ريم : عايز تعرف اللي في قلبي
عمر : اكيد
ريم : يوم ما تنجح و تعدي السنه دي .. هتعرف
عمر : ريم متهزريش معايا انا مش هفضل مستني كل ده !
ريم : مليش دعوة بقي .. يوم ما تتخرج هتلاقيني جايه بقولك اللي في قلبي .. إذا كان موافقة أو لا
عمر : انتي مصممة تطلعي عيني يعني
ابتسمت ريم بخبث و قالت : اعملك ايه بقي
عمر : ماشي يا ريم
في غرفة ورد ..
الكاتبة ميار خالد
كان كريم يقف أمامها ينتظرها حتي تخرج و بعد لحظات فُتِح باب الغرفة لتخرج هي ، ظل ينظر لها للحظات و قد فُتِن من جمالها .. و لأول مرة يراها بهذا الشكل .. شعرها الذي أطلقته للعنان و لأول مرة يراه بهذا الترتيب .. ملامحها الهادئة الخجولة أنه قد تعود علي حبيبته المجنونه تلك .. و قد وضعت بعض لمسات من مستحضرات التجميل الرقيقة .. فملامحها لا تحتاج لاي شئ فزادها جمالا
كريم بدهشة : ورد فين ؟
ورد : يوه .. ما انا قدامك اهو
كريم : اول مرة اشوفك كده .. طالعة زي القمر
ابتسمت ورد و قالت بمزاح : في شوية حاجات كده متشاله للحبايب
كريم : و هو انا وقعت من شوية
ورد : وقعت فين ؟
كريم : لا ولا حاجه .. يلا نمشي
ابتسمت ورد : يلا
ثم خرجوا من البيت و استقلوا سيارة كريم لينطلق بها
ورد : رايحين فين ؟
كريم : مفاجأة !
ريم : طيب انا هسيبك ترتاح شوية
و نهضت من مكانها ليقول هو
عمر : معلش ممكن تجبيلي مياه
ريم : اكيد
ثم خرجت من الغرفة و اتجهت الي المطبخ و أخذت كوب من المياه فاتجهت إليها فتحية
فتحية : ريم .. معلش استأذنك بس هروح اطمن علي اختي احسن تعبانه اوي و هاخد هنا معايا
ريم : اكيد طبعا روحي و متقلقيش انا هنا
فتحية : الله يخليكي يا بنتي .. والله كنت عايزة اروح اطمن عليها من كذا يوم بس انتي كنتي شايفة الوضع
ريم : عارفه .. روحي و متقلقيش يلا
ابتسمت لها فتحية ثم اخذت هنا و خرجت من الفيلا و اتجهت الي بيت اختها .. أخذت ريم كوب المياه و صعدت الي عمر مرة أخرى
ريم : اتفضل
حاول عمر أن ينهض و لكنه لم يستطيع فاتجهت إليه ريم سريعا و جاءت لتساعده و لكن رغما عنها قد سكبت كوب المياه عليه ليغرقه تماما و خصوصا مكان الجرح .. تأوه هو بألم
الكاتبة ميار خالد
ريم بقلق : انا اسفه جدا والله
ظل عمر يصرخ بألم بسبب المياه التي انسكبت علي جرحه و قد أفسدت الضماد بالكامل
ريم : انت لازم تغير علي الجرح ده دلوقتي .. ثواني هروح اجيب علبة الاسعافات و جايه
عمر : تمام بسرعة بس
ريم بقلق : حاضر
ثم خرجت من الغرفة سريعا و نزلت الي الأسفل و ظلت تبحث عن علبة الاسعافات الاولية حتي وجدتها .. اخذتها و اتجهت الي السلم حتي تصعد إليه و لكن فجأة انقطع النور لتتسمر مكانها !!
أغمضت عيونها بخوف و تمتمت
ريم : لا مش وقته .. مش وقته عمر محتاجني .. بس انا مش هقدر .. مش هقدر اتحرك
جلست مكانها علي الارض و هي تتمتم بتلك الكلمات .. انتفض عمر من مكانه عندما انقطع النور و قال
عمر : ريم ! اكيد حصلها حاجه
و حاول أن ينهض من مكانه و لكنه لم يقدر فصرخ بألم و قد سمعت ريم صرخته تلك
ريم بدموع : عمر
و في تلك اللحظة قد قامت حرب في رأسها جانب يريد منها الاستسلام و جانب آخر يريد المحاولة حتي قالت ريم في نفسها
ريم : و لحد امتي هتفضل دي نقطة ضعفك .. انتي اقوي من كده و شوفتي حاجات كتير بلاش تبقي ضعيفة .. عمر محتاجك يلا قومي
و في تلك اللحظة ظهر عمر في رأسها و هو يبتسم لها و كذلك ورد و كأنهم يشجعونها علي النهوض .. أخذت ريم نفسا عميقا ثم نهضت من مكانها و مازالت عيونها مغلقة حتي فتحتهم ببطئ و هدأت نفسها أكثر و ظلت تكرر
ريم : مفيش حاجه متخافيش .. كملي مفيش حاجه تخوف
و صعدت علي السلم و صورة ورد و عمر لم تذهب من امامها .. حاول عمر أن ينهض مرارا و تكرارا و لكنه يفشل كل مرة و لكن لم يكن أمامه أختيار اخر .. استجمع قوته و نهض من مكانه بتعب و ظل يسير بخطوات بطيئة حتي وصل الي اخر السرير و للحظة اختل توازنه و قبل أن يسقط جاء شخصا ليسنده و في تلك اللحظة عاد الضوء في المكان مرة أخرى .. نظر لها عمر بصدمة و قالت : ريم !!
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
كريم : مفاجأة
صمتت ورد و تنهدت بحماس فقال كريم
كريم : لو عايزة تشغلي ميوزك براحتك عادي
ورد : مبعرفش اشغل البتاع ده
ضحك كريم و قال : خلاص يا ستي انا هشغله
و ضغط عليه لتصدع اغنية لآمال ماهر و قد سرح الاثنان في كلمات الأغنية التي كادت أن تكون مؤلفة لهم مخصوص ..
يا عطر ورد بتوه معاه 🎶
و عشت همساته و مناه 🎶
متقولش نبعد تاني لا 🎶
ده انا عمري وياك ابتدى 🎶
انا حبي ليك 🎶
انا روحي فيك 🎶
و خلاص عرفت الدنيا بيك 🎶
شوفت بعينيك 🎶
شوفت الحياة 🎶
اديني وقتك ثانيتين 🎶
اشرح شعوري بكلمتين 🎶
انت اللي بحلم اكون معاه 🎶
انا حبي ليك 🎶
انا روحي فيك 🎶
ابتسم كريم و نظر لورد ليجدها تنظر في جميع الاتجاهات بتوتر و خجل .. اطال النظر بها حتي قالت له بتوتر
ورد : في ايه بتبصلي كده ليه
كريم : ولا حاجه .. حلوة الأغنية مش كده
ورد : اه جميلة
كريم : بتفكرني بحد كده
ورد : احم .. طب ركز في الطريق الله يخليك
كريم : طيب حطي دي على عينك
ثم مد يده لها بقطعة من القماش سوداء اللون
ورد : ليه
كريم : غطي عينك و بس
أخذتها منه ورد و بالفعل وضعتها علي عيونها و بعد فترة طويلة وصل كريم الي المكان و انزلها و وقف بجانبها و اشاح القطعة عن عيونها و قال لها
كريم : افتحي عينيكي
فتحت ورد عيونها ببطئ لتنصدم بشدة عندما تنظر امامها !
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
عمر : ريم !!
نظر لها عمر بصدمة و احتضنها سريعا بخوف
عمر : انتي كويسة ! فيكي حاجه
ريم : انا كويسة
عمر : بس الدنيا كانت ضلمه ! ازاي قدرتي تيجي من تحت لهنا لوحدك و تلحقيني كمان قبل ما اقع !
ريم : ارتاح الاول بس
و ساعدته حتي يجلس علي سريره ثم جلست هي أمامه و قالت بابتسامة واسعة و كأنها تجاوزت اشد اختياراتها
ريم : مش عارفه ده حصل ازاي .. بس انا قدرت اتغلب علي خوفي من الضلمه ده .. لما النور راح اتخضيت و حصلي نفس اللي بيحصل كل مرة .. بس الفرق المرة دي انك كنت في خطر و كان لازم اتحرك من مكاني .. و فجأة ظهرت انت و ورد قدامي .. كنتوا بتشجعوني عشان اكمل و افضل ماشية و مخافش و فجأة لقيت نفسي هنا
نظر لها عمر بسعادة كبيرة و قال
عمر : ده اللي كان نفسي يحصل من زمان .. شوفتي بقي انك قوية و قدرتي
ريم : انا لحد دلوقتي مش قادرة استوعب اني عملت كده .. الرهبه اللي كانت جوايا راحت
قال عمر بمزاح : علي الاقل هبقي مطمن عليكي قبل ما اموت
ضربته ريم بخفة في كتفه و قالت : هو كل شوية اموت اموت في ايه بقى
تأوه عمر بألم و قد تذكرت هي جرحه المبتل فقالت بقلق
ريم : أسفه انا نسيت خالص
ثم اخذت علبة الاسعافات و خلعت عنه الضمادات القديمة و عقمت جرحه و وضعت عليه ضمادات جديدة و بعد أن انتهت قالت
ريم : انا هسيبك ترتاح دلوقتي و هروح اخلص كام حاجه
عمر : هتعملي ايه ؟
ريم : هعمل اكل لينا عشان فتحية مش موجودة .. و هجهز كام حاجه تبع الكلية .. اجازتي قربت تخلص
حرك عمر رأسه و ابتسمت هي له ثم تركته و خرجت من الغرفة _________________________________
الكاتبة ميار خالد
فتحت ورد عيونها ببطئ لتنصدم بشدة عندما تنظر امامها !
ورد بصدمة : ايه ده !!
و كانت ورد واقفة أمام الحارة التي كانت تسكن بها و الشارع بأكمله مزين بالورود حتي مدخل بيتها .. شهقت بصدمة و هي ترى هذا المشهد امامها
ورد بصدمة : انت اللي عملت كل ده ! .. لحقت امتي
كريم : بس مش دي المفاجأة !
نظرت له ورد بحب شديد ، امسك هو يدها و تحرك بها ليمشوا سويا داخل منطقتها و كان كل الناس ينظرون لها بصدمة و دهشة شديده و قد بدأت همساتهم نحو شكلها هذا و من ضمن التعليقات التي سمعتها هو إحدى النساء التي قالت بصدمة
: هي دي البت ورد ! ياختي دي راحت ورد و رجعت ورد تانية ايه كل ده
نظرت ورد لكريم و قالت له : انت ليه جايبني هنا
كريم : عشان ارد اعتبارك وسط الناس دي كلها .. انتي خرجتي من المنطقة دي مكسورة و كله افتكر أن ورد خلاص ملهاش رجعه .. عايزك تمشي رافعة راسك
ابتسمت له ورد و قد ظهرت بعض الدموع في عيونها .. نظرت حولها بفرحة و في تلك اللحظة اتجه لها بعض النساء التي كانت تعرفهم من المنطقة و جيرانها ، و الذين فرحوا بشدة بسبب شكلها هذا
ام بدر : اللهم صلي علي النبي ايه الحلاوة دي يا ورد .. اختفيتي فين فجأة كده كلنا قلقنا عليكي والله
ورد : ام برقوق ! عاملة ايه
ام بدر : اخس عليكي يا ورد انتي هتسمعي كلام البت بليه برضو .. ده بدر زي القمر
الكاتبة ميار خالد
احتضنتها ورد بحب و قالت : والله وحشتيني
ام بدر : نحمد ربنا أنه طمني عليكي يا ورد .. ربنا يديمها عليكي نعمة انتي تعبتي كتير اوي و طلع عينك في الدنيا .. شوفتي عوض ربنا جميل ازاي
ورد : الحمدلله
استأذن كريم كل الموجودين ثم سحب ورد و اتجه بها الي البيت لتجد رجب واقف أمام باب البيت ينظر لها بتوعد و لكنه سرعان ما لاحظ كريم الواقف بجانبها لينظر له بصدمة
رجب : هو انت يا بيه ! انت تعرف البت دي منين
كريم صاح به : اتكلم عنها بأسلوب احسن من كده .. احسن هتزعل مني اوي .. ورد مراتي !
رجب : ايه !! بس انت أما جيت تشتري مني الشقة معرفتنيش كده !
ورد بعدم فهم : شقة ايه ؟
قال كريم محدثا رجب : و ده شئ ميخصكش .. انت كلب فلوس ما صدقت اديك اكتر من حقها عشان كده بعتها من سكات
رجب : بس المفروض كنت اعرف انت ضحكت عليا
كريم صاح به : انت نسيت نفسك ولا ايه ! انت ازاي واقف و بتكلمني كده اساسا .. اتفضل امشي من قدامنا بدل ما اعمل تصرف مش هيعجبك !
تحرك رجب من أمامهم بغيظ و نظرت له ورد بحده ، امسك كريم يد ورد و سحبها و دخل بها الي البيت و عندما وصلوا الي باب المنزل طلب منها
كريم : ممكن تغمضي عينك تاني
ورد بمزاح : قلبي مش حمل مفاجأت تانية خلاص
ابتسم كريم ثم وضع يديه علي عيونها و فتح باب المنزل و دخل بها ، انتظر لحظات ثم أشاح بيده عن عيونها و فتحتها هي ببطئ لتجد المشهد كالآتي امامها .
كان البيت بأكمله مزين بالورود الحمراء و قد غيّر كريم بعض من نظامه و لكنه احتفظ بكل ممتلكات ورد و قد تفاجئت أن كل شئ مكانه برغم أن رجب قد رمى كل ممتلكاتها كيف وصل إليها مرة أخرى ! .. و كان هناك طاولة دائرية في نصف المنزل مزينه بالورد و الشموع كان المنظر امامها رائع لدرجة أنها ظلت وقت طويل تنظر إلي أرجاء المنزل بصدمة .. كل شئ كان علي درجة كبيرة من الانسجام و كذلك هي .. فأن لون فستانها القرمزي و إطلالتها قد أكملت المنظر
ورد : انت عملت كل ده امتي بجد ! حتي العفش بتاعي انا و اخواتي رجعته ازاي
كريم : مفيش حاجه صعبه عليا .. تعالي
ثم سحبها الي الداخل و بعد لحظات صدع صوت موسيقي هادئة في المكان ليعطيهم بعض الهدوء و جعلهم في عالم اخر
الكاتبة ميار خالد
كريم : ايه رأيك في المفاجأة
ورد : انا مش قادرة اصدق كل اللي حواليا ده .. مش قادرة اصدق اني رجعت هنا تاني بعد كل ده .. مش قادرة اصدق انك عملت كل ده عشاني !
كريم : كل ده حاجه قليلة جدا .. انا لو اقدر اجبلك الدنيا كلها كنت جبت
نظرت له ورد بحب و لكن سرعان ما شعرت ببعض الضيق فقالت
ورد : كل ده عشان حررتك من مروة
كريم : اكيد لا !
نظرت له ورد بلهفة و قالت : اومال ليه .. ليه عملت كل ده
تنهد كريم و صمت للحظات ثم امسك يدها و قال
كريم : بداية قصتنا كانت غريبة .. واحد عايش في كابوس و قرب يفقد الامل في كل حاجه .. و فجأة يلاقي بنت اقتحمت حياته مش عربيته و بس .. و بعدها القدر صمم أنه يجمعنا بكل الطرق الممكنة .. و فجأة ظهرت في دماغي فكرة جوازي منك و القدر برضو جمعنا مع انك كنتي رافضة العلاقة دي في الاول .. كل الظروف و المواقف كانت بترسم الخط اللي هيوصلني لحاجه واحدة بس
ورد : هي ايه ؟
كريم : اني احبك ..
نظرت له ورد بعيون متسعة ليكمل هو
كريم : انا بحبك .. و مش هقدر أتقبل فكرة انك تروحي من بين أيدي تاني .. انا ما صدقت لقيتك .. و بلاش تسألي حبيتك امتي و ازاي و عارف ان اتفاقنا الاول كان انك تخلصيني من مروة و بس .. و انتي نجحتي في كده فعلا .. انتي حررتيني من مروة بس أسرتي قلبي بيكي .. عارف اني اتأخرت اوي لحد ما قدرت اقول كده بس انا .. انا مرضيتش اقيدك بحاجه أو افرض عليكي حاجه انتي ممكن متكونيش عايزاها .. عشان اتفاقنا من الاول مكن...
صاحت به ورد و التي قد ظهرت بعض الدموع في عيونها بسبب كلماته تلك
ورد : يا اخي حمدالله على السلامه اخيرا اتكلمت
ثم ارتمت في أحضانه بحب .. نظر لها هو بتعجب و قال بعيون تشع بالأمل
كريم : افهم من كده انك ..
ورد : بحبك
كريم : و مقولتليش من بدري ليه !
ورد : و انت سيبتلي فرصة .. ده انت نشفت ريقي علي كلمة .. كل افعالك بتقول حاجه و تيجي في الاخر تقولي اعملي اللي يريحك
كريم : أيوة عشان مش عايز اغصبك علي حاجه
ورد : اهي دي الحاجه الوحيدة اللي كان نفسي تغصبني عليها .. شوفت الكلمه سهله ازاي بحبك اهو .. قولتها في ثانية لكن لا ازاي لازم تنشف ريقي علي كلمه
ضحك كريم و قال : يا ستي خلاص و ده وقته
ثم نظر لها بابتسامة و قال : فاضل اخر حاجه
ورد : ايه ؟
اخذ كريم نفسا عميقا ثم جثى علي ركبتيه و اخرج علبة صغيرة من جيبه و فتحها و قال
كريم : تقبلي تتجوزيني .. قدام الناس كلها .. و يتعملك فرح يليق بيكي !
نظرت له ورد بصدمة و قد أدمعت عيونها
كريم : انجزي رجلي وجعتني
ضحكت ورد بشدة و قالت : موافقة .. و هو انا اطول يا بيه
ذهبت الابتسامة من علي وجه كريم و نظر لها بتهكم و ضيق عيونه قليلا لتضحك هي علي منظره هذا
ورد : خلاص انا اسفه .. يا كريم حلو كده
ضحك كريم هو الآخر و قال بمزاح : بس مكنتش اعرف انك واقعة اوي كده
ورد : يوه .. أتصدق انا غلطانه اني اتكلمت
ضحك كريم : خلاص بهزر في ايه
ورد : إذا كان كده ماشي .. خلي بالك قلب ورد غالي اوي .. كون أنه حبك اعرف انك بقيت في حته تانية خالص
كريم قبل يدها و قال : اوعدك اني هحافظ عليه جدا
ابتسمت ورد بخجل و قالت : بقولك ايه انا جعانه .. اوعى بعد كل ده تكون نسيت الاكل
نظر لها كريم بتهكم و قال كلمه المعهودة : و الله ؟ اتصدقي انا اللي غلطان .. ضيعتي الرومانسية يا شيخة
ورد : الاه .. ما انا جعانه طب
ضحك كريم و قال : منسيتش يا ستي .. يلا عشان نتعشي
ثم امسك يدها و اتجه بها الي طاولة العشاء و جلسوا عليها ، و كشفوا الاطباق لتجد ورد وجبه غريبة نوعا ما
ورد : ايه ده ؟
كريم : ده سوشي .. هيعجبك اوي
ورد : سمك ني يعني
كريم : اسمه سوشي دوقيه بس
ورد : لا انا مش بعرف اكل الحاجات دي .. انا عايزة شوية جبنه بالطماطم
كريم : ورد اهدي كده و دوقيه بس
ورد : يا كريم مش بحب انا الحاجات دي .. انا بحب الجبنه بالطماطم و يسلام بقى لو جبنه قديمة
الكاتبة ميار خالد
ضرب كريم رأسه بخفة و قال : مفيش فايدة
ورد : استني بس انا هقوم احضر شوية اكل احسن من ده
كريم : طيب يا ستي هتلاقي التلاجه عندك جاهزة من كل حاجه
ورد : طيب كويس
ثم اتجهت الي المطبخ و أخرجت ما تحتاجه من الثلاجه و بعض لحظات وجدت كريم قد دلف الي المطبخ
كريم : مش عايزاني اساعدك في حاجه
ورد : لا خليك انا قربت اخلص
ظل كريم واقفا عند باب المطبخ يطالعها بحب
ورد بتوتر : لا بلاش تفضل باصصلي كده
كريم : ليه
ورد : بتوتر انا
ضحك كريم : اتعودي علي كده كتير بقى
ورد : انا خلصت
اتجه إليها كريم و نظر إلي الطعام لتقول هي
ورد : عملتلك شوية جبنه بالطماطم ايه .. و حبة بيض بالبسطرمة هتحبهم اوي .. و شوية خيار كده حاجه خفيفة
كريم : مبسوطة كده
ابتسمت ورد : أيوة
ثم أخرج معها الطعام و وضعه علي الطاولة و جلست ورد بحماس و بدأت في تناول الطعام بتلذذ شديد و كان ينظر لها بحب شديد
ورد : برضو هترجع تبصلي تاني .. وربنا بتوتر
ضحك كريم و بدأ في تناول الطعام معها و قد أعجبه كثيرا و بعد وقت طويل انتهوا من طعامهم و غسلت ورد الاطباق و اتجهت الي كريم الجالس بالخارج و في يدها كوبان من الشاي و جلست بجانبه
ورد : عارف ان البيت ده غالي عليا اوي
كريم : عارف .. و عشان كده صممت أنه يبقي ملكك
ورد : كل ركن في البيت ده ليه معايا ذكري .. فيه مشاعر كتير حزن و انكسار و فرحه و رضا .. شوفت فيه حاجات كتير و تعبت فيه كتير بس دايما كان في حاجه بتهون عليا
امسك كريم يدها و قال : كل اللي جاي راحة و فرحه .. اطمني
ابتسمت له ورد و وضعت رأسها علي كتفه ليغط الاثنان في النوم دون أن يشعران .. و لأول مرة تشعر ورد بكل هذا الامان .. و لأول مرة تنام و هي متكئه علي كتف لن يخونها ابدا .. و الان فقط تستطيع أن ترتاح !
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
: اهلا .. مختفي ليه كده
: ما انتي عارفه مكاني وقت ما بتطلبيني بتلاقيني
مروة : طيب .. لسه بتشتغل في الموضوع بتاع زمان ده ولا لا ؟
: علي الضيق كده عشان العيون كترت عليا الفتره دي
مروة : اكيد انت عارف انا بتصل بيك ليه
: عايزه منه تاني ؟!!
مروة : بالظبط
: و هتخلصي علي مين المرادي
مروة : ملكش دعوة .. هات المطلوب منك و بس
: ماشي بس انا مليش دعوة زي المرة اللي فاتت
مروة : و هو المرة اللي فاتت حد عرف اصلا .. اطمن
: ماشي .. بكره الصبح هيكون عندك
مروة : تمام
ثم أنهت معه المكالمه و نظرت امامها بشر و حقد كبير
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
في اليوم التالي ..
استيقظ كريم بتعب ليجد نفسه نائم مكانه و ورد علي كتفه .. تحرك ببطئ و نهض من جانبها و لكنها شعرت به لتستيقظ هي الأخرى
ورد : صباح الخير
كريم : صباح النور .. راحت علينا نومه هنا
ورد : طب يلا نروح احسن ريم و بسملة يقلقوا عليا
كريم : تمام يلا
ورد : استنى اروق الشقة طيب
كريم : لا متتعبيش نفسك .. كل فترة في ست هتيجي هتنضف الشقة كلها
ورد : خلاص ماشي
جهزوا نفسهم و استعدوا لينزلوا من البيت .. فتح كريم الباب ليجد عم محروس كان علي وشك أن يطرق عليهم الباب و عندما رآه قال بفرحه
محروس : ده الحارة منورة اقسم بالله يا بيه .. انا ما صدقتش لما لقيت عربيتك علي اول الشارع
كريم : الله يخليك يا عم محروس .. فينك مختفي الفتره دي ليه
محروس نظر له بحزن و قبل أن يتكلم جاءت ورد
ورد : عم محروس .. ليك وحشه عامل ايه
ورد : الحمدلله يا بنتي نحمد ربنا علي اي شئ .. والله انتي اللي ليكي وحشه مكنش ينفع اضيع الفرصة دي و مشوفكيش
كريم : مقولتليش برضو مختفي فين ؟
ورد : صحيح كنت لسه هسألك
محروس بحزن : معلش يا بيه .. مشغول شوية الفتره دي
كريم : انت كويس يعني ؟
نظر له محروس بحزن و قد ظهرت بعض الدموع في عيونه لتقول ورد بقلق
ورد : في ايه يا عم محروس متقلقنيش عليك
محروس بدموع : اماني .. من فتره تعبت و لما روحت معاها عشان تكشف عرفت أن عندها مشاكل في القلب و لازم تعمل عملية ضروري .. و انت عارف الحال يا بيه .. الفتره دي مش بخليها تعمل اي حاجه انا اللي شايل البيت و لو سيبتها لحظة بتقوم و تتعب نفسها برضو .. عشان كده قعدت من الشغل الفتره دي
كريم : كل ده و انا معرفش حاجه .. ليه كده بس
الكاتبة ميار خالد
محروس : معلش يا بيه والله ما كان فيا دماغ و المبلغ كبير اتحرجت اكلمك عشانه
كريم : و هو انا مش زي ابنك برضو .. زعلتني منك علي فكرة
محروس : ربنا ما يجيب زعل
ورد : حتي انا يا عم محروس ليه مقولتليش .. بس ده مش وقت عتاب كويس أن ربنا جمعنا بيك عشان نعرف و نساعدك .. ربنا يعلم اني بعتبرك زي بابا الله يرحمه و طنط اماني غالية علي قلبي اوي
محروس : الله يخليكي يا ورد .. والله احنا بنحبك اكتر
كريم : عموما انا مش عايزك تشيل هم حاجه .. انا هديك رقم دكتور كلمه و قوله انك تبعي بس و انا هكلمه برضو و هو هيتابع حالتها و هو اللي هيعمل لها العملية برضو .. الدكتور ده شاطر متقلقش و ارجوك لو احتاجت اي حاجه تعالي كلمني علي طول
محروس : والله الواحد ما كان عارف يعمل ايه .. الله يخليك و يبارك في عمرك يا بيه والله .. ربنا يباركلك و يسعدك
كريم : الله يخليك
و ودعه كريم و كذلك ورد ثم نزلوا و استقلوا السيارة و اتجهوا الي الفيلا
في الفيلا ..
استيقظت ريم صباحا و ذهبت لتطمئن علي عمر و معها بسملة لتجده مستيقظ هو الآخر و يقف في شرفته
ريم : صباح الخير .. شكلك احسن النهاردة
عمر : أيوة الحمدلله .. زهقت من القاعدة اوي مش متعود عليها
ريم : معلش فتره بس و بعدين هتبقي احسن
بسملة : صباح الخير
عمر : صباح النور يا بليه .. معقول جايه تصبحي عليا بنفسك .. انتي عارفه ده معناه ايه
بسملة : ما خلاص قولنا اني بقيت احبك في ايه !
ريم : بليه عيب كده
ضحك عمر عليها بشدة و قال
عمر : طب يا ستي اسفين خلاص
ضحكت بسملة معه و بعد لحظات خرجت من الغرفة و انتظرت معلمتها ، ابتسمت ريم الي عمر و قالت
ريم : طيب بما أنك بتتحسن .. كده مفيش مانع تبدأ تذاكر
تنهد عمر بضيق : علطول كده .. طب انا لسه تعبان
ريم رفعت إحدى حاجبيها و اردفت : لا والله .. طب سيب الحاجات دي للي اصغر منك
عمر : مش قصدي يا ريم
ريم : طيب و لو عرفت اني انا اللي هذاكرلك .. ايه رأيك كده ؟
قال عمر سريعا : فين الكتب ؟ .. مش عارف نفسي اتفتحت علي الدراسة فجأة كده
الكاتبة ميار خالد
ريم : طيب خليك هنا عقبال ما اروح اجيب الكتب و ارجع
اجاب عمر برأسه و خرجت ريم و بعد لحظات عادت و معها الكتب و جلست هي و عمر في الشرفة و بدأت في شرح المواد له .
وصل كريم و ورد الي الفيلا و دلفوا اليها ليجدوا ريم و عمر في الشرفة فلم يريدوا أن يزعجوهم .. اتجهت ورد الي الغرفة التي تقيم فيها مؤقتا و كذلك كريم
كريم : انا هطلع اطمن علي بابا و بعدها هطلع علي الشركة اخلص كام حاجه .. و صحيح نسيت اقولك
نظرت له ورد بانتباه ليكمل هو : انا احتمال كبير اسافر بكرة
ورد : رايح فين ؟
كريم : سفريه تبع الشغل .. هسافر يوم واحد بس و هرجع بعد بكره
عبست ورد و نظرت له بضيق و قالت : ترجع بالسلامه
كريم : انا بقولك عشان تيجي معايا !
ورد : اجي معاك فين مش هينفع
كريم : مش هينفع ليه
ورد : مش هينفع يا كريم .. روح انت بسرعة خفيف خفيف كده و ارجع .. و متتأخرش عليا
كريم : طب و فيها ايه لو جيتي معايا
ورد : خلاص يا كريم مش مشكلة .. غير كده انا قصرت مع عم صابر كتير الفتره دي عايزة ارجع اهتم بيه و متنساش أن فتحية مش هنا مينفعش امشي كده
كريم : ماشي يا ورد .. اوعدك من هتأخر عليكي
ابتسمت ورد : انا متأكدة من ده .. يلا مش عايزة اعطلك
ابتسم لها كريم و صعد ليطمئن علي والده ثم ذهب الي شركته لينهي عمله .
_________________________________
: خدي اهو اللي كنتي عايزاه !
مروة : تمام
: انا هرجع اختفي فتره كده .. لو عوزتي توصليلي انتي عارفه ازاي
مروة : طيب .. فلوسك اهي
: فل اوي
مروة : بقولك .. هو مدة تأثيره ٣ ايام صح ؟
: بالظبط
مروة : طب و لو كترت الجرعه اوي ؟
: مش هياخد ساعتين و يعمل مفعول
مروة : تمام .. روح انت دلوقتي
ثم رحل هذا الشخص و امسكت مروة الكيس الذي أعطاه لها بفرحه و انتصار و في تلك اللحظة صدع هاتفها رنينا برقم من الشركة
الكاتبة ميار خالد
مروة : الو .. في جديد ؟
: مستر كريم مسافر بكرة و هيقعد ليلة برا البلد
ابتسمت مروة بسعادة و قالت : تمام جدا .. ابقي بلغيني اول بأول بكل اللي تعرفيه
: تمام
أنهت مروة معها المكالمه و ابتسمت بشر و قالت
مروة : لازم بكرة انفذ كل حاجه ! لازم بكرة اقتلها دي فرصتي مينفعش اضيعها !
جاءت لتتحرك و لكن هاتفها رن مرة أخرى لترد علي المتصل
مروة : الو
: اختفي اليومين دول عشان الحكومة بتفتش في قضية قتل امير !
مروة : هما عرفوا يوصلوله ؟!
: الجيران اتصلوا بالبوليس امبارح بسبب الريحه اللي خارجه من شقته .. و حاليا بيحققوا في قضية قتله .. ادعي ربنا ميكونش حد شافك و انتي نازلة من عنده
ابتسمت مروة بشر : مش فارقة معايا .. المهم انفذ اللي في دماغي و بس و مش فارق معايا اي حاجه تانية .. عموما خليك متابع الموضوع و بلغني بكل جديد
: خلاص ماشي
في الفيلا ..
عمر : كفاية كده النهاردة
ريم : خلاص ماشي .. اسيبك ترتاح بقى
امسك عمر يدها و قال : استني
نظرت له ريم باهتمام فقال : انا زهقت جدا من قاعدة البيت .. ممكن نخرج نروح اي مكان
ريم : بس انت تعبان
عمر : انا اتحسنت كتير متقلقيش .. و انا مش متعود علي القاعدة كده من غير ما اعمل حاجه
فكرت ريم للحظات ثم قالت : طيب بلاش النهاردة .. خلينا بكرة
عمر : اي حاجة المهم أخرج
ريم : خلاص اتفقنا بكرة نخرج شوية بس ساعة واحدة و هنرجع
عمر : انتي ليه بتعامليني علي اساس اني ابنك في ايه يا ريم
ريم بمزاح : أيوة فعلا .. انت طالب عندي و كل طلابي زي اولادي .. وريني هتعمل ايه بقى
عمر : لا والله .. متفتكريش اني عشان تعبان مش هعرف اخد حقي منك
ثم تحرك قليلا لتفزع هي و ترجع خطوة إلي الوراء ، ضحك عمر بسبب حركتها تلك و قال
عمر : خلاص يا ستي .. هعديها المرة دي
ريم : طيب ارتاح بقى لو عايز تخرج بكرة
: رايحين فين من غيري ؟؟
التفتت ريم و كذلك عمر ليجدوا بسملة واقفة في منتصف الغرفة تنظر لهم بعصبية طفولية و هي قاطبه جبينها
ريم : رايحين فين ؟
بسملة : مش عارفه انا بسألكم .. هتخرجوا من غيري !
عمر : مين قال كده بس
بسملة : اسكت انت حسابك معايا بعدين يا أبيه
عمر : و ايه لازمة أبيه بعد كلامك ده بقى
ضحكت ريم بخفة و قالت : يا بليه ده احنا كنا عايزين نعملهالك مفاجأة .. ده انتي تيجي قبلنا كلنا
بسملة : بجد
الكاتبة ميار خالد
ريم : أيوة شوفتي انتي ظلمتيني ازاي
بسملة : إذا كان كده ماشي .. هاجي معاكم بقي
نظر لها عمر بتهكم لتبادله ريم بنظرة انتصار و مزاح
ريم : اسألي أبيه عمر طب يمكن عنده اعتراض او حاجة
نظرت له بسملة بتساؤل ليقول هو
عمر : لا معنديش اعتراضات خالص .. و هو انا اطول برضو
بسملة : أيوة كده
ضحكوا جميعا ثم خرجت ريم و بسملة من الغرفة و تركوا عمر ليرتاح قليلا .. و بعد ساعات عاد كريم من عمله و بدأ في تجهيز حقيبة سفرة و استعد إليه .
في اليوم التالي ..
استيقظ كريم ظهرا و كذلك ورد و ساعدته في تجهيز اغراضه و حضرت له فطور سريع و كذلك حقيبة أخرى مليئة بالطعام
كريم : ايه ده ؟
ورد : دي لقمة كده في السريع عشان لو جوعت في الطريق
كريم : ورد انا هسافر في الطيارة .. يعني اصلا في اكل هناك لو جوعت هاكل
ورد : لا اكل الطيارات ده مش بيشيع .. خلي ده معاك بس
كريم : يا بنتي افهمي مش هينفع
ورد : لا هينفع يا كريم .. يلا
كريم : انتي مفيش فايدة فيكي
ورد : أيوة و مش هتخرج من هنا غير و انت معاك علبة الاكل دي
ابتسم كريم و اقترب منها ليقبلها في وجنتها
الكاتبة ميار خالد
كريم : ربنا يخليكي ليا
ابتسمت ورد بخجل و قالت : متتأخرش عليا .. انت راجع بكرة صح
كريم : أيوة .. أو احتمال ارجع بعد بكرة الصبح علي حسب
قالت ورد بصوت خفيض : هتوحشني
كريم : قولتي ايه ؟
ورد : بقولك هتتأخر يلا
ضحك كريم و صمت قليلا ثم أردف
كريم : و انتي كمان هتوحشيني .. خلي بالك من نفسك
ابتسمت ورد و وضعت يدها علي وجهها بخجل بحركة عفوية ثم ودعها كريم و خرج من المنزل .. التفتت لتجد بسملة قد غيرت ثيابها و كأنها تتجهز هي الأخرى للخروج
ورد : ايه الشياكة دي كلها .. رايحه فين ؟
بسملة : خارجة انا و ريم و أبيه عمر
ورد : غريب يعني محدش قالي
و هنا جاء صوت ريم من خلفها تقول
ريم : عمر مخنوق شوية من قاعدة البيت .. هنخرج كلنا شوية مش هنتأخر
ورد : بس ده لسه تعبان
ريم : اعمل ايه طيب قولتله و هو صمم يخرج
ورد : طب خلاص بس متتأخريش .. لاني هبقي لوحدي في البيت كده
ريم : ليه فين كريم ؟
ورد : سافر .. عنده شغل برا البلد و هيرجع كمان يومين
ريم : خلاص متقلقيش مش هنتأخر
ورد : تمام .. و خلي بالك من نفسك انتي و بسملة
ريم : حاضر متقلقيش
و بعد لحظات نزل عمر ببطئ و قد تحسن كثيرا و اخذ ريم و بسملة و خرجوا من المنزل ، تنهدت ورد بضيق و تحركت من مكانها و ما أن تحركت من مكانها حتي ظهرت مروة من إحدى الزوايا و على وجهها ابتسامه شريرة !
اتجهت ورد الي المطبخ و أعدت بعض الطعام لها و لصابر و عندما انتهت جهزت طبقين واحد لها و الثاني لصابر ثم صعدت الي غرفته ، دلفت إليها لتجده جالس علي سريره بتوتر شديد و عدم ارتياح
ورد بتساؤل : مالك يا عم صابر مضايق ليه كده
نظر لها صابر بلهفة و حرك يده سريعا ليمسك يدها
ورد : عايز تسأل علي حاجه طب مش فاهمه
ظل صابر ينطق بكلمات غير مفهومه فلم تفهم ورد ولا كلمة
في المطبخ ..
دلفت مروة الي المطبخ في الخفاء و أخرجت دواء من جيبها و وضعته في الطعام بكمية كبيرة .. و الدواء لم يكن سم كما ظن البعض ! ثم ابتسمت بشر و أعادت الطبق مرة اخري بعد أن قلبته جيدا و خرجت من المطبخ و اختبأت في إحدى الزوايا مرة أخرى .
نزلت ورد من غرفة صابر بعدم فهم و اتجهت الي المطبخ لتحضر طعامها .. أخذته من المطبخ و خرجت به لتجلس علي الطاولة و قد شردت قليلا و كانت مروة تطالعها بترقب تنتظر فقد أن تتناول الطعام .. تنهدت ورد بضيق ثم بدأت في تناول الطعام ! و ابتسمت مروة بانتصار !
يا ترا ايه اللي هيحصل 
تنهدت ورد بضيق ثم بدأت في تناول الطعام ! و ابتسمت مروة بانتصار ! و بعد لحظات أنهت طعامها و نهضت من مكانها بتعب و أدخلت طبقها الي المطبخ ثم خرجت منه و اتجهت الي السلالم حتي تصعد الي صابر و لكن اختل توازنها قليلا لتقف مكانها و كانت مروة تتابعها و فجأة و بدون اي مقدمات وقعت ورد علي الارض بقوة !
مروة : مكنتش متوقعة أنه مفعوله هيشتغل بالسرعة دي ! اكيد عشان حطيت كميه كبيره
ثم خرجت من مكانها و اتجهت الي ورد الواقعة علي الارض و حركتها قليلا و لكن بدون فائدة ، نهضت مروة بفرحة كبيرة
مروة : مش مصدقة .. و اخيرا خطتي نجحت خلاص كده مفيش ورد
ثم التفتت و قالت لها : قولتلك بلاش تدخلي مع مروة في لعبة لأني انا اللي بكسب كل مرة .. غبية .. اتحملي بقى نتيجة غباءك .. اديني قتلتك اهو من غير ما حد يعرف ولا هيعرفوا اصلا .. لان الدواء اللي حطتهولك في الاكل بيعمل سكته قلبية و بتبان اكنها موته طبيعيه .. كفاية وقتي اللي ضيعته عليكي
التفتت و ظلت تنظر للبيت ثم تحركت و لكنها قبل أن تخرج من البيت
: لا بس خطة ذكية
تسمرت مروة مكانها و التفتت ببطئ لتجد ورد واقفة امامها تطالعها بابتسامة ساخرة
مروة بصدمة : ازاي !! انتي اكلتي من الاكل ده قدامي !
ورد : حقيقي انا مشوفتش في غباءك .. انا اكلت من الاكل فعلا .. بس مش اللي انتي حطيتي فيه الدواء ده !
مروة : ازاي ده حصل !
تقدمت ورد نحوها و قالت : طب يا ستي .. هقولك
فلاش باك ..
ظل صابر ينطق بكلمات غير مفهومه فلم تفهم ورد ولا كلمة
ورد : مش فاهمه حاجه عايز تقولي ايه طيب
الكاتبة ميار خالد
ظل صابر يحرك يده بعصبية و حاول أن يتكلم و لكن بدون فائدة ، نظرت ورد الي يده التي تتحرك و خطرت في بالها فكرة فذهبت سريعا و أحضرت ورقة و قلم ثم عادت إليه و قالت
ورد : حاول تكتبلي اللي عايز تقولهولي
حاول صابر أن يمسك القلم و لكنه لم يستطيع ليسقط منه و لكن ورد امسكت يده مرة أخرى و جعلته يمسك القلم و امسكت يده هي أيضا و بعد محاولات كثيرة كتب صابر
" متاكليش حاجه .. مروة " نظرت ورد الي الورقة بتساؤل و عدم فهم و قالت
ورد : ماكلش حاجه ؟؟ يعني ايه مش فاهمه
نظر لها صابر بقلة حيله و بادلته ورد بنظرات عدم فهم ، نزلت ورد من غرفة صابر بعدم فهم و اتجهت الي المطبخ لتحضر طعامها و عندما دلفت الي المطبخ قد لاحظت أن الطبق قد تغير مكانه قليلا ، نظرت إليه بتعجب و اقتربت منه لتمسكه بين يديها و قربته من انفها لتجد رائحته غريبة نوعا ما ، ابعدت عنها الطبق سريعا و جاءت لتعيده مكانه مرة أخرى و هنا لاحظت سائل غريب علي الارض جثت علي ركبتيها و تحسسته بيدها لتشعر بقلق كبير في قلبها ، نهضت سريعا و بدلت الطعام الذي يوجد في الطبق بطعام اخر من نفس النوع و خرجت به سريعا و جلست علي الطاولة و لكنها صُعِقت عندما نظرت امامها لترى انعكاس مروة في الزجاج واقفة في إحدى الزوايا و في ثواني قد استوعبت كل ما يحدث حولها و قد فهمت كلمات صابر و استمرت حتي لا تشعر مروة بشيء و تناولت الطعام و بعد لحظات وقعت علي الارض حتي خرجت مروة
باك ..
ورد : كل مرة بفتكر انك ذكية بس لا .. بتصدميني بغباءك !
نظرت لها مروة بعصبية كبيرة و اتجهت اليها لتمسكها من ذراعها بعنف
مروة : انتي ايه !! ليه كل ما اعمل حاجه بتفشل ليه
ورد : ابعدي ايدك عني .. ربنا بيوقعك في شر اعمالك يا مروة .. و لسه انتي مشوفتيش حاجه ده انا هوديكي في ستين داهيه .. و المرة دي محدش هيخرجك من السجن !
ثم دفعتها عنها و جاءت لتخرج من المنزل و لكنها قبل أن تقترب من الباب ضربتها مروة بشدة علي رأسها ! لتتوقف مكانها و قد اختل توازنها لتسقط علي الارض مغشيا عليها !
_________________________________
وصل كريم الي المطار بعد فترة طويلة و دلف إليه و قد أخذ وقتا حتي انهي جميع أوراقه و في تلك الأثناء اتصل به موظف من الشركة
مصطفي : مستر كريم .. في حاجه مهمه لازم تعرفها
كريم : خير يا مصطفي ؟
مصطفي : في حد من الشركة عندنا بيوصل اخبارك لحد بره الشركة .. انا سمعت رشا و هي بتكلم حد و بتقول انك مسافر بكره برا البلد
كريم : طيب يا يمكن بتكلم اي حد عادي
مصطفي : انا فكرت في كده برضو بس كانت بتتكلم بصوت واطي و عماله تتلفت حواليها .. انا حسيت أن في حاجه غلط عشان كده قولت ابلغك و اعمل اللي عليا
كريم : تمام يا مصطفي شكرا جدا
مصطفي : تحت امرك
ثم انهي معه المكالمه و قد تعجب للحظات ثم تحرك و اتجه الي الداخل و قبل أن يغلق هاتفه اتصل به عماد كان سيتجاهله في البداية و لكنه رد عليه في النهاية
كريم : الو .. لو مفيش حاجه مهمه قولي عشان انا مسافر دلوقتي
عماد : في مصيبة !
كريم : في ايه ؟
عماد : انت فين دلوقتي ؟
كريم : انا في المطار كنت هطلع الطيارة خلاص
عماد : اخرج دلوقتي
كريم : ازاي يعني كده الطيارة هتفوتني
الكاتبة ميار خالد
عماد : اسمع مني بس الله يخليك اخرج دلوقتي
كريم : فهمني طيب
عماد : هفهمك كل حاجه أخرج بس
تنهد كريم بضيق و خرج ثم قال له
كريم : اديني خرجت .. في ايه
عماد : الحكومة قالبه الدنيا علي مروة !
كريم : ليه في ايه ؟
عماد : قتلت واحد اسمه أمير .. لقوه متفحم في بيته و الجيران هما اللي بلغوا بعد ما ريحته طلعت .. و لسوء حظها في واحدة من الجيران شافتها و هي نازلة لأنها كانت اخر واحدة عنده و ادتهم مواصفاتها و لما رفعوا البصمات و قارنوها مع البصمات اللي عندهم في القسم اساسا لما دخلت ساعة ما ضربت ورد بالنار عرفوا أنها هي اللي عملت كده !
كريم بصدمة : معقول وصل بيها الجنان لكده !
عماد : متسافرش دلوقتي يا كريم .. مروة دلوقتي مبقتش باقيه علي حاجه يعني ممكن تأذي ورد و هيفرق معاها هي كده كده رايحه
سرى القلق في أوصال كريم و تذكر كلام مصطفي .. ايعقل أن تفعل شئ لورد !
كريم : عماد .. انا هروح الفيلا دلوقتي بس خليك علي اتصال بيا .. لو حصل اي حاجه عايزك تجيب بالبوليس فورا و تيجي علي الفيلا عندي
عماد : ماشي يا كريم .. بأذن الله هتلاقيها بخير .. اتمني
انهي كريم المكالمه معه و خرج سريعا من المطار و اتصل بعمر الذي كان مع ريم و بسملة في إحدى المطاعم
عمر : الو
كريم : عمر .. ورد فين ؟
عمر : في الفيلا اكيد
كريم : طيب ممكن تديها التليفون اكلمها عشان مش بترد عليا
عمر : انا مش في الفيلا يا كريم .. انا و ريم و بسملة خارجين شوية
كريم : نعم !! يعني ورد لوحدها
عمر : ليه في حاجه ولا ايه ؟
كريم : عمر ارجعوا البيت دلوقتي حالا مينفعش ورد تكون لوحدها .. البوليس بيدور علي مروة و هي مختفيه و احتمال كبير تأذي ورد قبل ما تتمسك
عمر : بيدوروا عليها ليه ؟
الكاتبة ميار خالد
كريم : قتلت واحد !
عمر : ايه !!
كريم : عمر ارجوك ارجع دلوقتي و انا في طريقي راجع اهو برضو
عمر : خلاص تمام
انهي عمر معه المكالمه لتقول له ريم
ريم : في ايه ؟
عمر : لازم نرجع الفيلا دلوقتي .. مينفعش ورد تكون لوحدها الفتره دي .. مروة ممكن تأذيها في أي وقت
ريم : هي البني ادمة دي مش هتتهد بقى ! انا اسفه نسيت أنها اختك
عمر : متقوليش اختك .. انا بستعر منها
ريم : يلا نتحرك طيب بسرعه
ثم نهضوا من مكانهم و خرجوا من المكان و اتجهوا الي الفيلا
_________________________________
استعادة ورد وعيها و فتحت عيونها بتعب لتجد نفسها مربطة بالحبال علي إحدى الكراسي و صابر واقع امامها علي الارض و هناك جرح صغير في رأسه هو الآخر ، جالت بنظرها في المكان بتعب حتي وقع بصرها علي مروة الواقفة امامها و بيدها سكين و تنظر لها بتوعد و في لحظات استعادة ورد قوتها لتعتدل في جلستها و حاولت أن تفك نفسها بكل الطرق
مروة : متحاوليش مش هتعرفي تفكي نفسك
ثم تحركت في المكان بهدوء و بعد لحظات استعاد صابر وعيه ليفتح عينيه بتعب و عندما رأى ورد بتلك الحالة انتفض سريعا لتراه مروة فاتجهت إليه و جثت علي ركبتيها
مروة : و انا اللي كنت فاكراك غلبان و ملكش لازمه .. كده تحذرها مني .. انا كنت ناوية اسيبك في حالك .. بس لا انا عارفه انك بتحب ورد و اكيد هتزعل لو ماتت .. عشان كده هموتك معاها عشان متزعلش عليها
الكاتبة ميار خالد
ورد صاحت بها : ابعدي عنه ! كفاية اللي انتي عملتيه فيه انتي بني ادمة مؤذيه !
نهضت مروة من مكانها و اتجهت الي ورد و ابتسامة شريره علي وجهها و مدت يدها بالسكين لتجرحها في يدها فصرخت ورد بألم شديد و انتفض قلب صابر بسبب منظرها هذا
مروة : مستعجله علي موتك ليه .. عارفه انا كنت ناوية اقتلك من غير ما تحسي بحاجه .. بس لا انتي تستاهلي العذاب قبل ما تموتي
ورد : و انتي فاكرة أنك لما تقوليلي كده هخاف منك .. حتي لو هموت هيكون ده قدري و نصيبي لكن انتي .. انتي يا ويلك من ربنا !
رفعت مروة يدها لتهوى علي وجه ورد بقوة لتسيل الدماء من فمها ، أغمضت ورد عيونها بألم ثم نظرت إلي صابر الذي كان يطالعها بدموع ، اتجهت مروة نحوها لتجرحها في يدها الأخري بحقد شديد لتصرخ ورد بألم مرة أخرى و ظلت تضرب الكرسي بعصبية و حاولت أن تفك نفسها و لكن بدون فائدة ..
و في تلك اللحظة وصل كريم الي الفيلا ، ترجل من سيارته و قبل أن يدخل الي الفيلا لاحظ سيارة عمر التي وقفت أمام الفيلا هي أيضا و ترجلوا منها بقلق ، دلفوا سريعا من الباب الخارجي و ساروا باتجاه الباب الداخلي ليسمعوا صوت صراخ ورد فركض كريم نحو الباب سريعا و حاول أن يفتحه و لكن بدون فائدة لأن مروة قد اغلقته من الداخل و قد وضعت به المفاتيح لتمنع اي شخص من فتحه ، ظل يضرب الباب بعنف و يصرخ بأسم ورد
ورد بصراخ : كريم !!
نظرت مروة خلفها بعصبية ثم اتجهت الي الباب و قالت بصراخ
مروة : مستحيل تفلت من ايدي المرة دي يا كريم انت فاهمني !! هخليك تتحسر علي ورد و ابوك عشان تبقي تعاندني كويس ! انا هعرفك انا مين
الكاتبة ميار خالد
في الخارج
شهقت ريم بقلق هي و بسملة و ظل كريم يجول مكانه بقلق حتي اتجه الي باب الجنينه و لكنه قبل أن يدخل إليها اتصل بعماد و طلب منه أن يحضر الشرطة سريعا فاستجاب له وانهي المكالمه ثم دلف إليها و كانت الجنينه تطل علي الصالة حيث توجد مروة و كان يفصل بين الصالة و الجنينه حائط من الزجاج القوي جدا و كان يغطيه الستائر و كان السور الخارجي للفيلا عالي جدا و لسوء الحظ في هذا الوقت كانت الستائر مكشوفة و عندما وصل كريم و عمر و ريم و بسملة الي هذا الزجاج رأوا ورد بهذا المنظر ليتسمروا مكانهم بصدمة !
صرخ كريم : ورد !!
نظرت له ورد بعيون دامعة و كذلك والده الملقي علي الارض لينظر لهم بقلق بالغ و ظل يضرب الزجاج بقوة حتي ينكسر و لكنه فشل
مروة : ليه كده .. مكنتش عايزاك تشوف موتهم بعينيك .. بس يلا مش خسارة فيك
ريم ببكاء : ورد !
ظل صابر علي الارض و الدموع تتساقط من عيونه بسبب قلة حيلته تلك و فجأة ذهبت مروة من أمامهم
كريم : ورد .. حاولي تفكي نفسك ارجوكي بلاش تستسلمي
نظرت له ورد بتعب و استسلام و كانت تتنهد بسرعة و لم تبدي اي رد فعل
كريم بقلق بالغ : بابا .. ارجوك حاول تعمل اي حاجه ارجوك
نظر له صابر بقلة حيلة و في تلك اللحظة عادت مروة و في يدها علبة كبيرة من الكحول و قد سكبتها كلها علي ورد ! و ما أن فعلت هذا حتي صرخ جميعهم بخوف شديد و ظل كريم يضرب الزجاج بعصبية ثم رجع ناحية الباب الداخلي بجنون و ظل يضربه بقدمه و لكنه لم يستطيع أن يفتحه ليرجع إليهم مرة أخرى
ريم بدموع : اعمل اي حاجه ورد هتموت !!
اتجه كريم الي الزجاج مرة أخرى
كريم : مروة .. ارجوكي هعملك كل اللي انتي عايزاه بس بلاش تأذيها ارجوكي .. هكتبلك الشركه كلها لو عايزاها اي حاجه بس بلاش تأذيها
مروة : مستحيل .. كل اللي انا عايزاه دلوقتي هو موتها و بس !
ثم أخرجت عود من الكبريت من جيبها و اشعلته و طالعتها بشر و حقد .. نظرت ورد الي كريم و اخواتها بدموع و كأنها تودعهم بنظراتها ثم أغمضت عيونها باستسلام ليصرخ كريم !
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
نظرت ورد الي كريم و اخواتها بدموع و كأنها تودعهم بنظراتها ثم أغمضت عيونها باستسلام ليصرخ كريم ! ثم اتجه الي عمر سريعا و قال
كريم : قول لأختك اي حاجه !
كان عمر يقف بصدمة بسبب كل ما يحدث حوله و في تلك اللحظة وصل عماد برفقة الشرطة و انتشروا سريعا في المكان ، نظرت مروة من الزجاج لتجد الشرطة في كل مكان و مازالت ورد مغمضة عيونها باستسلام ، نظرت لها مروة بشر و قد عزمت علي تحقيق ما في رأسها و لكنها قبل أن تلقي عود الكبريت المشتعل علي ورد شعرت بضربه قويه علي رأسها لتوقفها مكانها و قد اختل توازنها بشدة و التفتت ببطئ لترى الشخص الذي ضربها لتنصدم تماما حين تجده صابر !! نظر له كريم بصدمة كبيرة و كذلك عمر و كل الموجودين ، كان يقف علي رجله بصعوبة بالغه و كان يتنفس بسرعه .
و قبل أن تفعل مروة شيئا اخر اتجه سريعا نحو باب المنزل و لكنه وقع أرضا و جاءت مروة لتوقفه و لكن منعها الدوار الذي كانت تشعر به بسبب ضربته تلك علي رأسها ، وصل صابر الي الباب بصعوبة ليتحركوا جميعا ناحية الباب و فتحه لهم سريعا ثم سقط علي الارض بتعب ليلتقطه كريم و عمر و امسكت الشرطة مروة و ركضت ريم و بسملة الي ورد سريعا ليجدوها قد فقدت الوعي
كريم بدموع : بابا .. انت وقفت علي رجلك !
نظر له صابر بابتسامه و لكن سرعان ما تبدلت نظراته تلك الي القلق و قال بصعوبة كبيرة
صابر : ورد !
و كانت اول كلمه ينطقها صابر هو اسم ورد ، نهض كريم من مكانه واتجه الي ورد و ترك والده مع عمر .
اقترب منها سريعا ليجدها قد بدأت في استعادت وعيها مرة اخرى و كانت ريم و بسملة يطالعوها بقلق و خوف ، نظر كريم لتلك الجروح التي شوهت يديها الاثنان و خدها الذي تلون باللون الاحمر بسبب تجمع الدماء به ، احتقن وجهه بشدة و نهض من مكانه سريعا و اتجه الي مروة ليصفعها علي وجهها !
كريم صاح بها : انتي بني ادمة مريضة ! معقول وصلت بيكي لكده .. انا بكرهك !!
نظرت له مروة بدموع و قالت : بس انا بحبك .. انا عملت كل ده عشان بحبك .. حتي خالتي زهرة قتلتها عشان بحبك !!
نظر لها كريم بصدمة و كذلك كل الحاضرين و قد ساعدت ريم اختها حتي تقف علي رجلها
عمر بصدمة : انتي اتجننتي ايه اللي انتي بتقوليه ده !
كريم : انتي قولتي ايه
استند صابر علي عمر بتعب و اتجه إليهم ليقول بصعوبة
صابر : انتي .. اللي .. قتلتي .. زهرة .. انتي .. مجرمة !
نظر له كريم بصدمة لتقول مروة بعدم تركيز و كأنها ليست في وعيها
مروة : كان لازم اقتلها .. هي كانت هتخلي كريم يسيبني .. و انا مكنتش هستحمل أن ده يحصل عشان كده عملت عليها دور البنت الطيبة الغلبانه في البداية .. و الموضوع ده نجح لحد ما غلطت غلطة عمري .. بس انا مكنش عندي احتمالات تانية كان لازم اموتها غصب عني
كريم : غلطة ايه !؟
فلاش باك
خرجت زهرة من غرفتها بعد أن كتبت الجواب الي كريم و التي كانت سوف تعطيه إياه عندما يرجع من سفره و كانت علي وشك الدخول الي غرفة مروة حتي تطمئن عليها أثناء سفر كريم و لكنها توقفت حين سمعتها تتكلم مع رجلا ما عبر الهاتف
مروة : حاضر هبقي اجيلك متقلقش
: ...
مروة : لا لسه هيرجع بكرة .. هلحق اجيلك الصبح شوية
: ...
مروة : و انت كمان وحشتني .. خلاص بقى لازم اقفل دلوقتي
دلفت زهرة الي الغرفة سريعا لتفزع مروة ، شهقت زهرة و قالت
زهرة : ايه اللي انا سمعته ده يا مروة !
مروة بتوتر : ايه سمعتي ايه ؟
زهرة : انتي بتخوني كريم !؟ معقول بعد كل ده .. ده انا قولت انك اكتر واحدة في الدنيا ممكن تحبيه و تحافظي عليه .. تعملي كده يا مروة اخس عليكي قصر معاكي في ايه هو طيب
مروة : انتي فاهمه الموضوع غلط
زهرة بعصبية : موضوع ايه بس .. لازم كريم يعرف الموضوع ده ! انا مش هينفع اسكت
مروة : استني بس مش بالطريقة دي
الكاتبة ميار خالد
زهرة : لا هو كده .. و احمدي ربنا اني هستر عليكي بدل ما كنت افضحك .. انا هديكي مهله لحد ما كريم يرجع بكره لو انتي مطلبتيش الطلاق بكرامتك انا هخليه يطلقك غصب عنك ! كانت غلطة عمري اني فكرت اخليكي زوجة ليه .. يا خسارة
ثم خرجت من الغرفة سريعا لتترك مروة تجول الغرفة بقلق شديد و في لحظة توقف عقلها عن التفكير .. اتصلت بأمير سريعا و الذي كانت تحدثه قبل قليل و قالت
مروة : مصبية .. خالتي عرفت بعلاقتنا
امير : طيب و قلقانه كده ليه
مروة : انت غبي .. كده كريم هيطلقني ده انا ما صدقت اتجوزته اصلا
امير : طب و الحل هنعمل ايه .. لازم توقفيها بأي طريقة
مروة شردت قليلا حتي قالت بجنون : لازم تموت و السر ده يموت معاها
امير : هتقتلي خالتك ؟
مروة : و انت شايف قدامي حل تاني !
امير بسخرية : انا كده هبدأ اخاف منك
مروة : لا انت في الامان متقلقش .. لازم اقتلها بطريقة تبان اكنها موته طبيعيه
امير : انا اعرف حد ممكن يفيدك في الموضوع ده
مروة : خلاص تمام
ثم انهي معها المكالمه و بعث لها رقم هذا الشخص الذي سوف تحضر منه الدواء القاتل و اتصلت به و اتفق معها أنه سوف يأتي لها في الصباح و قبل أن تنهي المكالمه قالت
مروة : مش عايزة من اللي مفعوله ٣ ايام .. لازم اخلص عليها قبل بكرة بليل
: زودي الجرعه علي قد ما تحبي بقى
مروة : و كده تبان اكنها موته طبيعيه صح ؟
: أيوة .. الدواء ده بيعمل سكته قلبيه مفاجئه .. محدش هيقدر يكتشف الحقيقه
مروة : تمام
ثم أنهت المكالمه و خرجت سريعا من غرفتها و اتجهت الي غرفة زهرة و لحقت بها قبل أن تخبر صابر الحقيقة
مروة : خالتوا زهرة .. عايزاكي ثواني
اتجهت اليها زهرة علي مضض و نظرت لها بضيق لتقول مروة
مروة : انا بعترف اني غلطانه انا اسفه و عشان كده هقول لكريم كل حاجه بكره لما يرجع .. و نتطلق عادي لكن بلاش تقولي لحد عشان شكلي .. عشان خاطري
نظرت لها زهرة للحظات حتي قالت : ماشي يا مروة .. مش هقول لحد بس لما كريم يرجع بكره لازم تعرفيه كل حاجه
مروة : حاضر
ثم رجعت الي غرفتها و ابتسامة خبيثه علي وجهها
في اليوم التالي ..
أخذت مروة الدواء من هذا الشخص و رجعت الي البيت مرة أخرى لتجد زهرة بجانب صابر فقالت
مروة : انا شوية و هخرج مع صاحباتي قبل ما كريم يرجع تمام
زهرة : طيب ماشي بس متتأخريش
مروة : تمام
ثم صعدت الي غرفة صابر و زهرة في الخفاء و بدلت دواء صابر و وضعت مكانه حبوب منومه حتي بنام و في تلك الأثناء سوف تتمكن من تنفيذ خطتها ! و بعد وقت صعد صابر و زهرة الي غرفتهم و خرجت مروة من المنزل حتي ظنوا أنها رحلت ثم رجعت مرة أخرى في الخفاء دون أن يشعروا بها
الكاتبة ميار خالد
في غرفة صابر
أخذت زهرة العلاج و اتجهت إليه حتي يتناوله
صابر : لا انا حاسس اني تمام النهاردة مش عايز اخده
زهرة : و ده كلام برضو يا صابر .. مينفعش مش بمزاجك هو
صابر : و انتي عارفه اني مادام قولت لا يبقي مش هاخده صح
زهرة : اقول ايه بقي .. مشوفتش في عنادك ده انا
ضحك صابر ثم امسك يدها و قبلها : ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي .. انا هرتاح شوية بس عشان منمتش كويس امبارح
نظرت له زهرة للحظات ثم ابتسمت و قالت : حاضر .. هتوحشني
صابر : معقول الحب ده .. ده انا يادوب هنام شوية صغيرين بس
نظرت له زهرة بحب و اردفت : برضو هتوحشني .. يلا ارتاح شوية
ابتسم لها صابر ثم خرجت من الغرفة و أغلقت باب الغرفة عليه و التفتت لتجد باب غرفة مروة مفتوح فاتجهت إليه و جاءت لتغلقه و لكنها وجدتها علي سريرها تنظر امامها بعدم تركيز
زهرة : انتي مش قولتي انك خارجة ؟
نظرت لها مروة ثم نهضت من مكانها و اتجهت اليها : نسيت اعمل حاجه فرجعت تاني
زهرة : نسيتي ايه ؟
أحضرت مروة بعض الطعام و اتجهت اليها و قالت بطيبة مصطنعة
مروة : نسيت اخليكي تاكلي .. انتي مكلتيش حاجه من الصبح
تنهدت زهرة بضيق و قالت : لو فاكرة أنك بعمايلك دي هتخليني اسامحك تبقي غلطانه
مروة : لا مش قصدي حاجه .. عشان انا اتعودت اهتم بأكلك بس
نظرت لها زهرة للحظات و للأسف هي لم تشك في ابنة اختها فأكلت من الطعام بحسن نيه و لم تعرف أن مروة قد وضعت به موتها ! و بعد لحظات شعرت زهرة ببعض التعب حتي وقعت علي الارض حاولت أن تنهض و لكن بدون فائدة ، اتجهت اليها مروة و علي وجهها ابتسامه خبيثة و نظرت إلي خالتها المتعبه و لأول مرة ترى زهرة هذا الوجه من مروة
زهرة بتعب : انتي حطيتي ايه في الاكل !
مروة : موتك ! مستحيل اخليكي تروحي تقولي لكريم حاجه !
نظرت لها زهرة بعيون متسعة و قد ظهرت بها بعض الدموع
زهرة : ده انا خالتك يا مروة .. ده انا اللي مربياكي علي ايدي
مروة : انتي فكراني مش بحبك ولا ايه .. انا بحبك اوي والله و موتك هيفرق معايا اوي بس اعمل ايه لازم تموتي لأن حبي لكريم اكتر !
زهرة بتعب : ايه اللي انا عملته في ابني ده .. و انا اللي كنت بدافع عنك قدامه !
مروة : في فرصة انك تعيشي
ثم نهضت من مكانها و ذهبت الي دولابها و أخرجت منه بعض الأوراق و رجعت لها و جثت علي ركبتيها
مروة : انا معايا المصل اللي بيلغي مفعول الدواء ده .. لو مضيتي علي الاوراق دي هديكي المصل
الكاتبة ميار خالد
زهرة بتعب : اوراق ايه دي
مروة : دي اوراق ملكيه .. اكتبيلي نص شركة كريم بأسمي بما انك ليكي نسبة فيها عشان ميطلقنيش بعد كده
انتفضت زهرة و قالت : مستحيل
مروة : معقول تضحي بحياتك عشان كده .. يلا بسرعة مفيش وقت
نزلت دمعة من جانب عين زهرة و قالت بقهرة : سامحني يا كريم
ثم مضت علي الاوراق بتعب لتأخذها مروة بابتسامة واسعة
مروة : و اخيرا
نظرت لها زهرة بنظرة ذات مغزي و قالت : متفرحيش اوي .. في يوم ربنا هيبعت حد ياخد منك كل حاجه زي ما اخدتي مني ابني و حياتي كده .. خليكي فاكرة أن الشر عمره ما كان بينتصر .. افتكري كلامي ده كويس عشان لما يجي الشخص اللي يبوظ حياتك تكوني عارفه أن ده ذنب اللي عملتيه فيا !
نظرت لها مروة للحظات و لكن للأسف قد فات الاوان و قد ماتت بالفعل
مروة : سوري انا نسيت اقولك اني مش معايا مصل اصلا .. و متقلقيش مفيش حد هيجي هيقدر ياخد كريم مني ! انتي تستاهلي علي فكره كنتي عايزة تبعديني عن كريم و انتي عارفه اني مقدرش اعيش من غيره .. و شوفتي نهايتك كانت ايه .. انك خسرتي حياتك و محدش هيعرف اني انا اللي عملت كده حتى !
ابتسمت بخبث ثم التفتت لتجد صابر واقف امامها ينظر لها بصدمة كبيرة و عيون متسعة !! ثم دلف الي الغرفة سريعا و دفعها بعيدا عنه و اتجه الي زهرة و تفحصها بدموع ليجدها قد فارقت الحياة ليصرخ بألم ثم نهض و امسك مروة من رقبتها
صابر : انتي اتجننتي !! ده انا مش هيكفيني فيكي موتك ! انتي بني ادمة حقيرة اقسم بالله لوديكي في داهيه !
ثم خرج من الغرفة سريعا و اتجه الي السلالم حتي يخرج من المنزل و يطلب المساعدة من اي شخص فقد كان عنده امل بسيط أن تعيش زهرة إذا اسعفوها سريعا ، ظلت مروة واقفة مكانها بصدمة ثم خرجت من الغرفة و قبل أن تصل إلي السلالم قد اختل توازن صابر ليسقط بقوة من علي السلالم حتي وصل الي الارض و كان فاقدا للوعي ! وقفت مروة مكانها بدهشة و ابتسمت بخبث و قالت
مروة : مش معقول للدرجادي الظروف بتساعدني .. يلا احسن برضو
ثم خرجت من المنزل و اتجهت الي صديقاتها .. و في المساء جاء كريم ليرى هذا المشهد أمامه .
باك ..
كانوا جميعهم ينظرون إلي مروة بصدمة كبيرة و شهقت ورد بفزع بعد أن سمعت كلامها هذا
مروة بدموع : انت ليه معرفتش تحبني طيب .. ايه كان ناقص فيا .. عيبي اني حبيتك و مكنتش شايفة غيرك يعني
كريم صرخ بها : الحب مش بالعافيه !! انا اتحرمت من امي بسببك ! كل السنين دي و انا عايش بذنب اني مكنتش موجود يومها يمكن كنت قدرت اعمل حاجه و في الاخر تكوني انتي اللي قتلتيها ! طب يا ستي مفكرتيش فيا انا لو علي كلامك بتحبيني مفكرتيش موتها هيكسرني اد ايه !
الكاتبة ميار خالد
مروة : ما انا قولتلك مكنش قدامي حل تاني .. اسيبها يعني تقولك و ساعتها كنت تطلقني .. و انا كنت عارفه أنك هتزعل شوية بعدين هتنسي
كريم : انتي بني ادمة مريضة !!
نظرت مروة إلي عمر الذي كان يطالعها بصدمة و قالت
مروة : عمر ارجوك قول حاجه
عمر : اقول ايه بعد كل اللي عملتيه ده ! انا مش عارف ازاي انتي اختي بجد ازاي انا و انتي في عروقنا نفس الدم .. انتي مريضة يا مروة !!
نظرت له بحزن و قال كريم محدثا الضابط
كريم : اعتقد حضرتك سمعت كل حاجه .. ياريت يتحكملها بأشد عقوبة !
الضابط : من غير ما تقول .. خدوها علي البوكس يلاا
سحبوها العساكر و اتجهوا بها الي الخارج و لكنها ظلت تدفعهم بجنون حتي التقطت مسدس من إحدى العساكر و صرخت
مروة : ابعدوا عني !!
ابتعد الجميع عنها و نظر كريم إلي عائلته بقلق
عمر : مروة ..اعقلي و كفاية اوي لحد كده !
مروة : اسكت انت انا بكرهك .. انت عمرك ما كنت ولا هتكون اخ كويس .. انت اول واحد وقفت ضدي
عمر صاح بها : عشان انتي غلط ! و حياتك غلط و تفكيرك كله غلط
نظرت مروة إلي كريم و وجهت المسدس نحوه و كانت ورد تقف وراءه بخوف شديد ، لحظات من الترقب حتي ترقرقت الدموع في عيون مروة و ابتسمت بحزن و قد فهم كريم نظراتها تلك ليقول
كريم : ريم .. خدي بسملة و ادخلوا جوه !
سمعت ريم كلامه و دخلت ببسملة الي الداخل ، ابتعدت كريم عن ورد كريم و اقترب من مروة و قال
كريم : بلاش تعملي اللي في دماغك .. بلاش تضيعي حياتك
مروة بدموع : هي كده كده ضاعت .. انا كان نفسي نعيش مع بعض في سعادة و بس و تحبني .. بس ده محصلش
ثم صمتت للحظات و قالت : و عشان كده حياتي ملهاش لازمة !
ثم وجهت المسدس الي رأسها سريعا ليصرخ كريم و عمر في نفس الوقت
: لا !!
نظرت له مروة بدموع و بنظرة لم ينساها ابدا و قالت اخر كلماتها
مروة : انا بحبك ..
ثم ضغطت علي المسدس و خرجت منه رصاصة لتخترق رأسها و في ثواني وقعت علي الارض جثه هامدة .. نظر عمر الي جثة أخته بدموع ليسقط علي الارض بصدمة ! ظل كريم ينظر أمامه بصدمة ثم التفت لينظر الي ورد ليجدها تنظر له عيون زائغة ثم وقعت علي الارض مغشيا عليها !
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
ظل كريم ينظر أمامه بصدمة ثم التفت لينظر الي ورد ليجدها تنظر له عيون زائغة ثم وقعت علي الارض مغشيا عليها ! ركض نحوها سريعا و التقطها بين يديه و ظل عمر في حالة الصدمة تلك .. ففي النهاية كانت أخته التي قتلت نفسها أمام عينيه .. و بعدها جاءت سيارة الإسعاف لتنقل ورد و صابر و مروة إلي المستشفي و ذهب كريم و عمر معهم و رفضت ريم أن تترك عمر بمفرده و في تلك الأثناء كانت فتحية قد رجعت الي الفيلا هي و هنا ابنتها فتركت معها بسملة و ذهبت معهم الي المستشفي .
و قد وصل خبر انتحار مروة الي أهلها لتسقط سحر علي الارض و ظلت تصرخ بألم .
و بعد ساعات تم تغسيل جثة مروة و جاء أهلها ليستلموها حتي يدفنوها و مازال عمر في حالة الصدمة تلك فلم ينتبه الي أمه الي ركضت نحوه سريعا لترتمي في أحضانه
سحر : خلاص كده مفيش مروة .. مروة ماتت
عمر بعدم تركيز : انتي السبب !
سحر : يعني ايه انا السبب
عمر : انتي السبب .. دلعك الزائد فيها هو اللي وصلها للجنان ده .. حرام عليكي انا مش مسامحك .. لا مسامحك علي اللي عملتيه فيها ولا فيا .. انتي ضيعتي عيالك الاتنين منك !
نظرت له سحر بدموع و للأسف قد استوعبت تلك الحقيقة بعد فوات الاوان
عمر : ولا خالتي زهرة مسامحاكي !
نظرت له سحر فجأة و قالت : مش فاهمه
عمر بدموع : عشان مروة هي اللي قتلتها ! هي اعترفت بكل حاجه قبل ما تنتحر
شهقت سحر و وضعت يدها علي فمها من هول ما سمعت
عمر : انا مش عايز اشوفك تاني ! امشي .. ولا عايز اشوف بابا اللي مش بيهمه غير الشغل و بس .. مش عايز اشوف حد فيكم
نظرت له سحر بدموع و في تلك اللحظة جاءت ريم لتمسك يده ، نظر هو لها بدموع و انكسار و ضغط علي يدها الممسكه به ، نظرت سحر الي ايديهم الممسكه ببعضها و ابتسمت بحزن ثم انسحبت و ذهبت من المكان .
في غرفة ورد ..
كانت ورد نائمة علي سرير و صابر بجانبها علي السرير الآخر و كان كريم يقف في منتصف الغرفة و يطمئن عليهم بالتتابع حتي بدأ والده في استعادة وعيه مرة أخرى و في تلك اللحظة جاء الطبيب و فحصه ليقول
الطبيب : صحته زي الفل الحمدلله .. دلوقتي هيبدأ جلسات علاج طبيعي لكام شهر كده عشان يرجع احسن من الاول
ثم اتجه الطبيب الي ورد و فحصها
الطبيب : هي كويسة بس مرهقه شوية ياريت تفضل مرتاحة .. واضح انها اتحطت في ضغط عصبي كبير
كريم : تمام يا دكتور شكرا جدا
خرج الطبيب من الغرفة و اتجه كريم الي والده الذي طالعه بابتسامه جميلة
كريم : مش مصدق انك وقفت علي رجلك و اني سمعت صوتك بعد كل السنين دي .. كنت واحشني اوي
قال صابر بصعوبه : حبيبي .. هصدعك بعد كده
الكاتبة ميار خالد
ضحك كريم و عانقه بحب ، كانت ورد نائمة بعمق لتجد نفسها فجأة في نفق مظلم بمفردها ، ظلت تنظر حولها بخوف و هي تسمع صوت كريم و اخواتها بخارج هذا النفق و لكنها لا تعرف الطريق للخارج حتي شعرت بشخص ما يمسك يدها ثم تحرك بها و لم تتمكن من رؤية وجهه في البداية حتي وصلت الي نهاية النفق لينير المكان ، نظرت ورد للشخص الذي ساعدها لتجدها سيدة طيبة الملامح تنظر لها بحب نظرت لها ورد و قالت
ورد : انا عرفاكي .. شكلك مش غريب عليا خالص .. بس عموما شكرا انك ساعدتيني
السيدة : لا .. شكرا ليكي انتي انك ريحتيني
ورد : يعني ايه مش فاهمه ؟
ابتسمت السيدة بحب و قالت : خلي بالك من جوزك و من عيلتك .. انتي جميلة و طول ما انتي صافية من جواكي كده مش هيجرالك اي حاجه وحشة .. اوعي تتخلي عن ثقتك الجميلة بربنا دي .. و خلي بالك من كريم هو بيحبك اوي
ابتسمت ورد لها و قالت : حاضر .. بس انتي مين ؟
ابتسمت السيدة و قالت : لما تصحي من النوم هتعرفي
ورد : ايه ؟
و في تلك اللحظة تركتها السيدة و عادت الي النفق مرة أخرى لتصرخ ورد
ورد : استني !!
و استيقظت من النوم ليتجه إليها كريم سريعا
كريم بقلق : في ايه انتي كويسة !
ورد : انا كويسة .. بس حلمت حلم غريب
و قد راودها شعور غريب نوعا ما و تذكرت كلام السيدة مرة أخرى لتقول لكريم
ورد : كريم .. هو انت معاك صورة لوالدتك ؟
كريم : اكيد .. بس ليه ؟
ورد : عايزة أشوفها بس
كريم : ثواني
ثم أخرج صورتها من محفظته و أعطاها لها لتنصدم ورد حين تجدها نفس السيدة التي جاءت لها في المنام و تذكرت سريعا تلك الصورة التي رأتها لها مع كريم و صابر و التي كانت في الصندوق القديم لتصرخ
ورد : انا حلمت بيها !! ماما زهرة جاتلي في الحلم دلوقتي
كريم : اهدي بس .. جاتلك ازاي
قصت ورد عليه الحلم ليبتسم كريم و قد أدمعت عيونه قليلا و قال
كريم : هي مبسوطة منك يا ورد .. كده هي روحها ارتاحت لما مروة اخدت جزاءها .. و انك بقيتي معايا و جمبي
ابتسمت ورد و قالت : و لآخر العمر هفضل جمبك
بعد مرور خمسة أشهر ..
في جامعة عمر و خصوصا يوم تخرجه و اخيرا .. كان يقف مع زملاءه برداء التخرج و معه كريم و صابر الذي تعافي كليا و عاد ليسير علي قدميه بصحة جيدة و ورد و بسملة و كانت ريم مع طاقم التدريس و فجأة صدع اسم عمر
: الخريج عمر حمدي
صفق كل الحاضرين بقوة و صعد عمر ليأخذ شهادته و كانت ريم تطالعه بحب و فخر كبير ، اخذ شهادته و نزل من علي المسرح ثم اتجه إليها سريعا فقال كريم
كريم : هو رايح فين مش المفروض يرجع لنا الاول
ورد : لا حرام سيبه دي مطلعه عينه بقالها خمس شهور
اتجه عمر الي ريم سريعا و نظر لها بحماس ثم قال
عمر : ايه ؟
ريم : ايه ؟
عمر : اعترفي بقى .. اديني اتخرجت اهو
ابتسمت ريم بخجل : لازم يعني
عمر : لا اتكلمي بجد انا ممكن يجرالي حاجه .. بقالي مستني خمس شهور يا شيخة
ريم : عايز تعرف ايه برضو
نظر لها عمر بضيق لتضحك هي ثم قالت : والله هو انا مش عارفه ازاي ده حصل و هل كنت في كامل قواي العقلية لما ده حصل ولا لا .. بس انا بحبك
اغمض عمر عيونه براحه و قال : و اخيرااااا .. سيبك من التخرج دلوقتي لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة حرفيا يعني
ضحكت ريم بشدة ليقول هو
عمر : طيب حيث كده بقى
ريم : انت هتعمل ايه ؟
و فجأة و بدون اي مقدمات جثي عمر علي ركبتيه أمام الجميع و اخرج علبه من جيبه و فتحها ليظهر بها خاتم و قال
عمر : تقبلي تتجوزيني !
صفق الجميع بحرارة و بدأ الصياح و التشجيع من زملاءه و كذلك كريم و ورد .. شهقت ريم بفرحه و وضعت يدها علي فمها بعدم تصديق بسبب حركته تلك
ريم : اعمل ايه اقول ايه
عمر : ونبي ! قولي موافقة يلا
ريم : لا سيبني افكر
عمر : قسما بالله لو موافقتي يا ريم ل...
ضحكت ريم : موافقة خلاص
صفق الجميع لينهض هو من مكانه ثم ألبسها الخاتم و همس في اذنها
عمر : بحبك
الكاتبة ميار خالد
و بعد فترة قرر كريم أنه سوف يقيم زفافه هو و ورد و عمر و ريم في نفس اليوم و بدأت التجهيزات علي قدم و ساق حتي ينهوا التجهيزات حتي جاء يوم الزفاف ، كانت ورد و ريم يجهزون أنفسهم في الغرفة و كريم و عمر و صابر يتممون علي كل شئ حتي جاء المساء و بدأ المعازيم في الحضور و كان كريم يقف عند باب الفيلا و كأنه ينتظر شخصا ما فاتجه إليه صابر
صابر : انت مستني حد ولا ايه ؟
كريم : أيوة .. شخص مهم جدا
صابر : تمام .. بس بلاش تتأخر ربع ساعه و اطلع انت و عمر جيبوا عرايسكم
كريم : حاضر يا بابا
و بعد لحظات توقفت سيارة أمام الفيلا المزينة و ترجل منها رجلا و امرأة و شاب صغير فاتجه إليه كريم .
عند ورد ..
أنهت ورد كل شئ و نظرت الي نفسها في المرآة للحظات و تأملت فستانها الأبيض الرقيق و الذي كان مطرز بحبات من اللؤلؤ الصغيرة و تأملت شعرها الذي أطلقته للعنان و هذا التاج الصغير الذي يزين شعرها كانت جميلة للغاية .. و كذلك ريم التي كانت ترتدي فستان ابيض بسيط و رقيق و قد عقدت شعرها و زينته بتاج رقيق أيضا ثم جلس الاثنان منتظرين كريم و عمر
ورد : طالعة جميلة اوي يا ريم
ريم : بجد .. شكلي حلو
ورد : بجد جدا .. انتي احلي واحدة شافتها عيني
: لا والله .. و انا ابقى ايه بقى !
قالت بسملة تلك الجملة لتنظر لها ورد بحب و كانت ترتدي هي أيضا فستان ابيض و كان شكلها جميلا جدا
ورد : ايه الجمال ده كله بجد
بسملة : لا انتي قولتي أن ريم احلي
ورد : طب بذمتك مش هي احلي فعلا
بسملة : بصراحه اه .. انا فرحانه بيكم اوي اكني مامتكم
ورد : لا والله .. مامتنا مرة واحدة
ضحكت بسملة ثم ارتمت في أحضانهم و ضحكوا جميعا و بعد لحظات دق كريم علي الباب و كان معه عمر لتفتح له بسملة ، دلف الي الغرفة و عندما وقع بصره علي ورد اتسعت عيونه من جمالها و كذلك عمر و ظل الاثنان ينظران لهما بهيام حتي صاحوا بهم
ورد و ريم في وقت واحد : و بعدين يعني
فزع الاثنان و نظروا لهم ليضحكوا جميعا ثم اخذ كريم عروسته و كذلك عمر و نزل الاثنان الي الأسفل و همس كريم إلي ورد
كريم : طالعة زي القمر .. انا خايف حد يحسدك
ورد : مش اوي كده يا بيه
كريم : ورد الناس بتبص عليا .. بلاش تخليني أخرج عن شعوري
ضحكت ورد : خلاص انا اسفه
ثم نزل الاثنان و جلسوا علي مقاعدهم المزينه بالورد و بعد لحظات سحب كريم ورد من يدها و ابتعد بها قليلا
ورد : في ايه بعدنا ليه كده ؟
كريم : في حد جه عايز يشوفك
ورد : مين ؟
و هنا اقترب شخصا ما منها ظلت تنظر له للحظات حتي عرفته فورا فنظرت الي كريم بصدمة ليقول
كريم : ده عمك ابراهيم
ابراهيم : ازيك يا ورد
ورد : الحمدلله
ابراهيم : انا بقالي زمن بدور عليكي يا بنتي .. من بعد وفاة ابوكي الله يرحمه و انتم اخباركم اتقطعت عني
ورد : عشان انت اخدت مراتك و عيالك و سافرت و مفكرتش تدور علينا ولا مرة حتي
ابراهيم : يا ورد انا سافرت اخلص شغلي اللي برا عشان ارجع اتكفل بيكم و تفضلوا معايا .. و لما رجعت من السفر معرفتش اوصلكم .. حتي خالك سألته عليكم قالي أنه ميعرفش عنكم حاجه .. حقك عليا يا بنتي .. انا طول السنين دي عايش في نار اني ضيعت امانه محمد اخويا
ترقرقت الدموع في عيون ابراهيم لتنظر له ورد و بدون اي مقدمات ذهبت إليه و عانقته ليعانقها هو بحب
ورد : مش وقت عتاب .. خلاص ده كان في الماضي المهم اللي جاي و بس
ابتسم ابراهيم و قالت : انا اشتريت الفيلا اللي جمبكم و في اقرب وقت هننقل فيها .. اعتقد مفيش اكتر من كده قرب
ابتسمت ورد و قالت : بس انت عرفت توصل لينا ازاي ؟
ابراهيم : مش انا اللي وصلتلك .. ده كريم هو اللي وصلي و عرفني طريقك و عرفت أن النهاردة فرحك انتي و ريم
ثم التفت و نادي علي زوجته و ابنه و قال
ابراهيم : ده نادر ابني .. عنده ١٤ سنه دلوقتي
الكاتبة ميار خالد
ابتسمت له ورد و هنا جاءت ابتسام زوجة عمها لتعانقها بحب و دلفوا الي الداخل و وقفت ورد مع كريم للحظات حتي عانقته
ورد : ليه عملت كده
كريم : حبيت اليوم ده تحسي أن عيلتك كلها حواليكي
ادمعت عيون ورد و قالت : ربنا يخليك ليا .. ربنا عوضني بيك عن حاجات كتير اوي .. في اللحظة اللي كنت فاكرة فيها انها خلاص كده خلصت .. ظهرت انت قدامي و نورت حياتي .. انا بحمد ربنا كل يوم أنه جمعني بيك و جعلك من نصيبي
ابتسم كريم ثم قبل يدها و قال : يا ستي انا لو اطول اشيلك جوه عيني كنت عملتها .. خسي انتي شوية بس
ورد : يوه .. ليه قصدك اني تخينه !! ده انا رفيعه اوي
ضحك كريم عليها بشدة و قال : بهزر في ايه .. يلا نرجع مينفعش كده
ابتسمت ورد ثم رجع الاثنان إلي الداخل .. كان عمر ينظر الي ريم بهيام و حب حتي قالت
ريم : طيب هتفضل باصصلي طول الفرح ولا ايه
عمر : مش عايز اشوف حد غيرك
ريم : لا والله
عمر : اسكتي بقي خليني اعرف ابصلك
ابتسمت ريم بخجل ليقول هو
عمر : بس يا ستي و قولت لا و مستحيل احبك و شوحت بأيدي كده
ريم : و في الاخر وقعت علي وشك
عمر : و حبيتك و بتجوزك دلوقتي اهو
ضحكت ريم بشدة ثم أشاحت نظرها عنه بخجل ، كانت بسملة تركض في المكان حتي اصطدمت بنادر ابن عمها
بسملة : ايه يا اعمي انت مش تفتح
نادر : انتي اللي بتجري و انتي مش واخدة بالك .. حد قالك أنها حضانه
بسملة : لا يا ظريف ده فرح .. احسنلك بلاش تيجي علي طريقي تاني ها
نادر : امشي بطولك ده بس
بسملة : انت بتتريق عليا !
نادر : و هتريق عليكي ليه يعني
ثم تركها و رحل لتنظر له بسملة بتوعد و هي تضع يديها في خصرها ، و قد عرفت ورد عمها علي ريم و بسملة و الذي فرح بهم كثيرا و فرحوا هما أيضا أنهم قد رأوه حتي تقابلت بسملة مع نادر
بسملة : هو انت !
ورد : انتي تعرفيه ؟
بسملة : لسه كنت هضربه من شوية
ضحكت ورد و قالت : عيب ده ابن عمك لازم تحترميه .. صحيح يا عمي مش كان عندك بنت برضو ؟
ابراهيم : أيوة أميرة .. دي اتجوزت و سافرت برا كلها كام شهر و تيجي زيارة اكيد هتتقابلوا
ورد : بأذن الله
ثم بدأ الاحتفال وسط فرح و سعادة الجميع .. كانت ورد تشعر أنها تحلق في السماء من كثرة سعادتها و تلك التنهيده المليئة بالراحه قد عرفت طريقها إليها و اخيرا .. و اخيرا بعد كل تلك الفتره يطمئن قلبها
" و اخيرا الدنيا ضحكتلك يا بت يا ورد "
بعد مرور ٨ سنوات
: يا زهرة بلاش تخليني اتعصب عليكي !
زهرة : تتعصب عليا علطول كده .. طب فكر كده و اتعصب و متزعلش من اللي هيجرالك
محمد : طيب هاتي الساعة بتاعتي .. انتي عارفه اني بحب الساعه دي و لو اتكسرت هزعل اوي
زهرة : لا يعني لا .. هي بقت بتاعتي دلوقتي
و هنا جاءت ورد و ريم علي صوت أطفالهم
ريم : محمد .. تعالي هنا في ايه ؟
محمد : زهرة اخدت الساعة بتاعتي و مش عايزة تديهالي
ورد : مش عيب كده برضو .. رجعي الساعة لابن خالتك يلا
نظرت لها زهرة بابتسامة مرحة : انا كنت برخم عليه بس .. خلاص خد الساعة بتاعتك اهي
أخذها محمد بابتسامة فقالت هي : مبسوط كده
محمد : أيوة
زهرة : طيب هروح اشوف حاجه تانية ارخم عليك فيها بقى
ثم ركضت سريعا ليقول هو
محمد : لا اوعي يا زهرة !
ثم ركض خلفها هو الآخر و ظل الطفلين يركضان و هم يضحكون و يصرخون
ورد : البنت دي هتجنني
ريم : بنت مين يعني .. طبيعي بنت ورد تبقي مشاكسه كده
ضحكت ورد و ظلت تنظر لهم بحب و هنا جاءت بسملة من خلفهم و التي أصبح عمرها ١٧ عاما
الكاتبة ميار خالد
بسملة : انا خارجه ها
ورد : تعالي هنا رايحه فين
بسملة : عندي درس يا ورد .. ما انتي معاكي جدولي كله
ورد : اها .. بس الدرس ده بعيد استني اجي اوصلك
قالت بسملة سريعا : لالا متقلقيش .. نادر هيوصلني
ورد : اااااه قولتيلي .. نادر عامل ايه صحيح هو مش عنده جامعة النهاردة المفروض
بسملة بتوتر : الحمدلله بخير .. لا ما هو مش هيروح عشان يوصلني
و هنا جاء إليهم نادر و الذي أصبح شابا وسيما بعمر ال ٢١
نادر : صباح الخير .. انتي لسه واقفة عندك اخلصي هتتأخري
بسملة : علي فكره بقى انا أتأخر براحتي
نادر : طب روحي لوحدك بقى
بسملة : استني بس انت قفوش كده ليه .. يلا مع السلامة
ابتسمت ورد : ماشي يا ستي .. نادر خلي بالك منها
نادر : متقلقيش في عيوني
خرج نادر و بسملة لتنظر لهم ورد بحب و قالت بشرود
ورد : كبرتي يا بسملة و بقيتي عروسة .. و بتحبي كمان
و هنا جاء كريم ليحتضنها من ظهرها
ورد : يوه .. أبعد احسن حد يشوفنا كده
كريم : انتي هبله يا ورد .. ما انتي مراتي
ورد : برضو
كريم : طيب انا كنت عايز نتصور كلنا صورة جماعيه .. تعالي يلا
ابتسمت ورد و اتجهت الي الداخل و تجمعوا كلهم أمام الكاميرا و ظل المصور يعدل وقفتهم حتي وقفت ورد بجانب كريم و أمامهم ابنتهم المشاكسة زهرة و عمر بجانب ريم و أمامهم ابنهم محمد و كان صابر يقف في المنتصف بسعادة
المصور : ١ .. ٢ .. ٣
حركت زهرة يدها سريعا ثم وضعتها علي رأس محمد فضحك الجميع و تم أخذ الصورة بشكل عفوي وسط ضحكات الجميع .. نظر كريم إلي ورد و قال
كريم : قوليلي كلمة أخيرة
ابتسمت ورد بحب و قالت : بحبك يا بيه
تمت بحمدلله

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-