رواية ياسمين وادم كاملة جميع الفصول بقلم ياسمين عبد العزيز

رواية ياسمين وادم كاملة جميع الفصول بقلم ياسمين عبد العزيز


رواية ياسمين وادم كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة ياسمين عبد  العزيز رواية ياسمين وادم كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية ياسمين وادم كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية ياسمين وادم كاملة جميع الفصول

رواية ياسمين وادم بقلم ياسمين عبد العزيز

رواية ياسمين وادم كاملة جميع الفصول

في منزل صغير بحي شعبي بسيط تستيقظ بطلتنا
الجميله على صوت المنبه ،مطت يديها بتكاسل
لتغلق المنبه متمتمه بتذمر:"امتى يا رب اكمل دراستي و انام براحتي". اخذت طريقها الي الحمام للقيام بروتينها اليومي قبل الذهاب إلى جامعتها.
في طريقها وجدت امها كعادتها في المطبخ تقوم بإعداد فطور الصباح قبلتها بحب قائله:"صباح الخير يا احلى ام الدنيا".
ضحكت الام بخفه و اجابت:"باين مزاجك رايق النهارده يلا صحي اخوكي عشان حيتاخر على المدرسه".
انقلب وجه ياسمين و توجهت متاففه إلى غرفه أخيها توقظه:"اووف موال كل يوم، سهران على النت للفجر ازاي حيقوم بدري، صاحت ياسمين" رامي قوم يلا اتاخرت على المدرسه".
تمتم رامي بكلمات غير مفهومه و شد الغطاء على راسه لاكمال نومه، نظرت إلى الغرفه لتجدها مبعثره، ملابس متسخه مرميه على الكرسي باهمال، الكتب و الدفاتر مرميه هنا و هنا و أوراق ممزقه تملأ الارضيه.
أمسكت ياسمين بكأس الماء لتسكبه دفعه واحده على جسد أخيها الذي انتفض واقفا يشتم بصوت عال.
خرجت ياسمين راكضه تختبئ وراء امها محتميه من أخيها الذي لحقها متوعدا:"تعالي هنا يا جزمه و الله لاوريكي النهارده".
"ماما و النبي امسكي الثور داه"
"انا ثور ياجاموسه يا حماره في حد يصحى حد كده".
"ماهو عشان تبطل سهر كل يوم و تتعلم تذاكر يا فاشل"
"و انت مالك..."
صاحت الام بغضب تنهي حوارهم الذي لا ينتهي
"خلاص انت و هي اسكتوا حتتاخروا على مدارسكم و انت يا رامي السنه دي ثانويه عامر ذاكر شويه يا ابني مش كل الوقت نت "

بعد ساعه هبطت ياسمين درج العماره المتهالك لتجد رنا و غاده تنتظرانها في آخر الشارع كالعاده.
" صباح الخير يابنات"
"صباح القشطه يا روني"
لاحظت تانق غاده التي كانت ترتدي فستان اسود ضيق و حذاء بكعب عال.
" ايه الشياكه و الحلاوه دي كلها يا غاده"

ضحكت رنا و اجابت:"انت ناسيه ان النهارده اول يوم تدريب في الشركه"
ضربت ياسمين جبينها و قالت:"ااااوف انا نسيت خالص كله من الغبي رامي ابو شكله الغبي".
قالت غاده بخبث:"انت دايما حلوه يا ياسو حتى
بالجينز و الكوتشي يلا يارنا عشان حنتاخر من اول يوم"

.............
في قصر آل الحديدي،الذي يعد من أجمل القصور و افخمها في البلاد،يتكون من اربعه طوابق و عشرات الغرف الانيقه، تحيط به حديقه خضراء شاسعه بها عده انواع نادره من الأشجار و الورود و ثلاثه حمامات سباحه كبيره و كاراج يضم عشرات السيارات الفاخره و اخرى قديمه نادره بالاضافه إلى صاله رياضه فخمه تحتوي على أحدث الاجهزه و المعدات.
في الصاله الرياضيه، يجلس آدم على اريكه جلديه تتوسط الصاله، صدره العريض يرتفع و يهبط تحت وطأه أنفاسه اللاهثه، فقد انتهى للتوه من تمارينه الرياضيه الصباحيه،مسح رقبته و ووجهه من العرق الغزير الذي كان يغطيهما، نظر إلى الساعه المعلقه أعلى الحائط المقابل له ليجدها تمام السابعه، لقد امضي ساعه و نصف وهو يتمرن حتى أنه مزق كيس الملاكمه الرملي من شده ضرباته،يشعر بضغط كبير هذه الأيام بسبب تراكم الأعمال في شركاته خاصه الفرع الجديد الذي افتتحه مؤخرا في إيطاليا،اصبح لايحضى بالنوم سوى لساعات قليله تتخللها كوابيسه المعتاده، لينهض باكرا و يتوجه إلى الصاله الرياضيه و منها إلى شركته الرئيسيه.

وقف بقامته المديده متجها إلى غرفته ليستحم و يرتدي ملابسه ثم يتجه إلى المقر الرئيسي ليبدا عمله
أمام بنايه راقيه ضخمه حيث شركه AH
تتوقف سياره ادم الفارهه متبوعه بسيارات الحراسه الخاصه يفتح السايق الباب بسرعه فيترجل ادم و يدخل الشركه بشموخه المعتاد. يلقى ادم نظره تقييميه على الموظفين الذين يعملون كخليه نحل فلا مجال للتقصير او التهاون.
يتوجه إلى مصعده الخاص الذي يوصله إلى الطابق الاخير يفتح باب مكتبه بعصبيه تتبعه سكرتيرته بخطى متعثره تدعو في سرها ان يمر اليوم على خير.
ادم بنبره غاضبه:"ابعثيلي الاستاذ احمد و الاستاذ خليل و هاتيلي القهوه بتاعتي بسرعه.

بعد عده دقايق يمسك ادم ملف اصفر اللون و يقلب صفحاته بعنف :" حد يفهمني ايه الي بيحصل داه داه لعب عيال مش شغل يعني ايه معاد تسليم كومباوند النور يتأخر 3 شهور انتو مش عارفين قيمه الشرط الجزائي الي حندفعه في حاله التأخير داه غير سمعه الشركه.

احمد باحترام و خوف:"ادم باشا التأخير الاخير لي حصل في شحنه الحديد خلانا اسبوعين متعطلين".
- ادم بنبره غاضبه:"ماهو لو كان الاستاذ خليل المسؤول على توفير المواد الاوليه كان شاف شغله كويس مكانش دا حصل، حالا تعين جروب عمال تاني و تشتغلو ساعات اضافيه و داه طبعا حيتخصم من ارباحكم و لو التسليم متمش في المعاد اعتبرو دي اخر مره نشتغل فيها مع بعض. الاجتماع انتهى اتفضلو" .
أرخى ادم جسده على الكرسي ناضرا إلى السقف بشرود أغلق عينيه سامحا لذكريات الماضي بالمرور أمامه كشريط : ذكريات الوحده و الألم و الحرمان.

(ادم عاش في ملجأ و كان اسمه الحقيقي سيف.)

فلاش باك
-مديره الدار بغضب:"مش معقول كده يا سيف كل يوم تضرب حد من صحابك و تعمل
مشكله" .

-ادم/ سيف ببرود :"هو كان بيتريق عليا عشان الحرق لي في ظهري انا ضربتو عشان يتربى و يبطل و حعمل كده مع أي حد يضحك عليا.
مديره الدار بصياح :" هو انت ايه مش نافع معاك
اي عقاب اتفضل على الغرفه الأنفراديه حتبقى
هناك شهر عشان تحرم تعمل مشاكل هو انا فاضيالك
مش ورايا حد غيرك بقالك 5 سنين هنا لحد مابقى
عمرك 12 سنه و مفيش حد راضي يتبناك طبعا
واحد عنيف و مشوه كمان زيك مين حيقبلك".
خرج سيف/ ادم من المكتب بهدوء عكس براكين
الغضب التي اشتعلت بداخله بسبب الكلمات
القاسيه التي اعتاد عليها من حوله كانت كسياط
تجلد روحه و تقتل براءته.
نهايه الفلاش باك

رنين هاتفه المتواصل ايقضه من شروده فتح ادم
سماعه الهاتف ليسمع صوت صديقه الوحيد زاهر.
زاهر بمرح: "حبيب قلبي واحشني بقالي 10 ساعات
مشفتكش".
ادم:"عاوز ايه ورايا شغل".
زاهر بنبره لعوبه:"يكونش قاطعت حاجه مهمه".
ادم و قد فهم ما يرمي اليه :"عندك دقيقتين و اقفل".
-زاهر :"نفسي مره تجاوب زي زي الناس انت طلبتك عشان افكرك النهارده اول يوم تدريب لرنا و صاحباتها لي كلمتك عليهم زمانهم وصلو".

-ادم قلها تسأل الريسبشن على مدام فريده من قسم HR و هي حتعرف الباقي".

-زاهر:"طب مش حوصيك على رنا دي...
-ادم مقاطعا:" ماانت عارفني الشغل شغل انا مابجاملش اي حد زيها زي متدرب هنا و بعدين كفايه انها حتدرب في شركه AH داه لوحده كفايه حيعزز ال cv متاعها و حتتقبل في اي شركه تقدملها و انت عارف انا مابقبلش غير الطلبه المتفوقين بس".

زاهر:" مغرور، على فكره واحده من صاحباتها الأولى على دفعتها 3 سنين. بقولك ماتيجي معايا سهره زي سهرات زمان دااحنا حن......... دا قفل في وشي فجأه زي كل مره بس انا نسيت اقوله يابارد مممم ماكلم رنا و اقولها".
أوقفت رنا السياره أمام الشركه.
غاده باندهاش:" هو انت متأكده يارنا ان دي هي الشركه دي برج".

ردت رنا ضاحكه :" دا نفس كلامي لما شفتها مع زاهر اول مره يلا خلينا ندخل".

في الداخل بقيت ياسمين و غاده تتاملان الشركه انا رنا فذهبت إلى الاستقبال للسؤال على مدام فريده.
-رنا:"يلا يا بنات قسم HR في الطابق الثاني.

توجهت الفتيات الى المصعد. رنا و غاده ركبتا مصعد الموظفين الذي لسو الحظ كان ممتلئاََ فاضطرت ياسمين لدخول المصعد الاخر الذي لم تكن تعرف انه يخص الطابق الاخير. توقف المصعد خرجت ياسمين فوجدت نفسها في طابق فارغ لفت انتباهها مكتب صغير في آخر الرواق فتوجهت اليه كان مكتب فارغ فوقه بعض الملفات شاشه حاسوب و خزانه كبيره تحتوي عده ملفات كبيره منظمه استنتجت ياسمين انه يخص سكرتيره. و في الجهه المقابله باب اسود كبير.

بعد انتهاء المكالمه مع صديقه زاهر رن هاتف ادم من جديد برقم مختلف.

-المخاطب:"كل حاجه تمام ياباشا احنا مراقبين الواد لي ظهر في الكاميرا بس طلع مش لوحده كان معاه اثنين كانوا مستنينوا في عربيه الظاهر كان عامل نفسه بيسأل الحراس على حاجه بس هو في الحقيقه كان بيتاكد من وجود الكاميرات و أماكنهم".

ادم:"تمام خليكم وراه واعلمني بالجديد داه جاسوس جديد لابن الجندي".

-اشتدت قبضته على الهاتف حتى برزت عروق يديه و رقبته، احمرت عيناه بغضب لو رأى أحدهم هيأته لمات رعبا. نمت ابتسامه خبيثه على شفتيه:" انا لحد دلوقتي سايبك بمزاجي لحد ما اشوف اخرتك ايه، فاكر نفسه قدي و هو حشره و لايسوى و اقدر في اي لحظه افعصه تحت جزمتي ".
سحب اخر أنفاس سيجاره الفاخر ليشكل سحابه دخانيه زادت من هالته المرعبه فجأه لفت انتباهه شخص غريب في شاشه المراقبه امامه يقترب من باب مكتبه. يركز بعيونه الصقريه على الباب الذي فتح ببطي.. شديد..

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

ا يعلم كم من الوقت بقي يحدق بها. جميله بل ساحره كملاك نزل فجأه من السماء على هييه
بشر هذا مافكر به للحظات. وجهها الأبيض
المستدير ووجنتين كالاطفال و شعر اشقر ينساب كشلال ذهب و شفتين بلون الكرز. ذهول أصابه عندما رفعت راسها تناظره بخوف و خجل لتصطدم خضرواتيه بعينيها الرماديه الفاتنه، انتبه لحركه شفتها المرتجفه و هي تتمتم بعبارات الأسف، استدارت
تضع يديها الصغيره على مقبض الباب عندها هب ادم واقفا من مقعده بحركه سريعه ليجد نفسه يجذبها بعنف غير مقصود لتقع في حضنه.
دهشه،خوف و فزع هذا ماشعرت به ياسمين و هي
تجد نفسها بين ذراعيه. حروف و كلمات مبعثره خرجت من شفتيها المرتجفتين:"انا اسفه اصل الاسانسير....".

ابعدها ادم قليلا و قد زالت دهشته:"انت مين؟ ".

أجابت ياسمين بهمس :"انا ياسمين بدور على مدام فريده".

ادم:"انت متدربه جديده هنا".

اومات ياسمين براسها و ضغطت على شفتيها السفلى كمحاوله للسيطره على توترها.

بهدوء مصطنع فتح ادم الباب لينادي على السكرتيره التي قدمت بسرعه :"خذي الانسه ياسمين لقسم HRو هاتيلي ملفات المتدربين الجداد على مكتبي".

...............................
في قسم HR.

أقبلت رنا بلهفه عندما رأت ياسمين:" انت كنت فين يا ياسمين؟".
ياسمين و هي تتذكر ما حصل:"ححكيلك بعدين.".

دخلت مدام فريده و في يدها كومه من الملفات ووزعت على المتدربين عده مهام لاختبارهم و تعليمهم أولى خطوات الحياة العمليه.

......................
عند ادم

امسك ادم بملف ياسمين و هو يركز ببصره على صورتها الموجوده أعلى الورقه. ردد اسمها بهمس:" ياسمين احمد يا ترى انت مين؟.
تناول هاتفه و أجرى اتصالا بأحد رجاله:" حبعثلك اسم شخص عاوزك تعرفلي حياته كلها من يوم ما اتولد لحد النهارده بالتفصيل. النهارده بالليل تبعثلي كل حاجه و تحط حد يراقبه من غير ما يحس".6

قطع اتصال ووضع هاتفه فوق المكتب تناول إحدى سجائره الفاخره من العلبه الانيقه ليشعلها. تراجع بجسده على الكرسي مغمضا عينيه يتذكر ملامحها الطفوليه يتخيلها في احضانه و بين ذراعيه.4
هو زير نساء محترف قابل الاف النساء من مختلف مدن العالم، لم تجذبه اي امرأه.
كل من قابلهن كن يلهثن وراء نفوذه و ثروته بالاضافه إلى وسامته القاتله. كلهن عاهرات في نظره ارتمين تحت أقدامه
بحركه واحده من أصبعه، قست ملامحه فجأه و هو يتخيلها مثلهن امرأه جشعه و طماعه تختفي خلف ملامحها البريئه.1
في منتصف النهار في كافتيريا الشركه
جلست البنات على طاوله لتناول بعض السندوتشات الخفيفه
-ياسمين بارهاق:"انا تعبت جدا مكنتش اعرف ان الشغل حيبقى متعب كده داه احنا تقريبا كنا بنهزر في الجامعه.
-أيدتها غاده:" معاك حق داه في فرق كبير بين النظري و العملي في اداره الأعمال و مدام فريده دي مبترحمش خلتني اعيد ملف صفقه اجهزه طبيه مرتين عشان غلطه بسيطه".1
مطت رنا شفتيها بسخريه و قالت :" طبعا يا بنتي دي شركه HR دي من أكبر الشركات في البلد و كل اللي بيشتغلو هنا كفاءه على أعلى مستوى. في فرع ثاني في أمريكا و وواحد في إيطاليا. مستر ادم صاحب الشركه انسان صعب التعامل معاه لو في اي موظف غلط او قصر في شغله بيرفده على طول مش يعيد الملف و على فكره مدام فريده بتقيم المتدربين و بتعمل rapport على كل واحد فينا و بتديه لاداره الشركه. مستر ادم داه بالرغم انه صاحب زاهر بس انا بخاف منه جدا انا قابلته مره... ".
قطع حديثها وجود مصطفى و هو موظف يعمل في الشركه منذ سنتين و قد تعرف عليهم أثناء عملهم معه في نفس القسم.
القى مصطفى التحيه عليهم و استأذن للجلوس معهم.
رحبت به رنا و ياسمين عكس غاده التي ابتسمت ابتسامه صفراء و تمتمت بانزعاج :" داه الي كان ناقص حتت موظف يتغدى معانا داه ايه الحظ داه".

و استأذنت للذهاب إلى الحمام فغايه مجيئها إلى الشركه هو التعرف إلى أحد المدراء او العملاء الأثرياء و ليس موظف بسيط.
وجه مصطفى نظراته المعجبه الى ياسمين التي كانت ترتشف كأس العصير بعدم اهتمام.
-"ايه رايك في جو الشغل يا انسه ياسمين؟ ".
قال مصطفى باهتمام فهم قد أعجب بياسمين منذ أن رآها حاله كحال اغلب موظفي الشركه.
أجابت ياسمين ببراءتها المعهوده:"اداره الأعمال داه عالم كبير جدا و انا بحاول اتعلم".
اجابها مصطفى مبتسما:"طبعا كلنا بنتعلم بس لو احتجتي اي مساعده انا موجود".
على طاوله غير بعيده تجلس سكرتيره ادم و معها موظفان. تساءل الأول :"مين المزز الي قاعدين مع مصطفى دول".
ردت السكرتيره:"دول متدربتين جداد داه اول يوم ليهم هنا".
ثم امالت براسها نحوهما و همست بخبث:الي شعرها اسود دي رنا رفعت دي بنت الدكتور الجراح خيري رفعت و بتعتبر خطيبه زاهر مجدي صاحب ادم باشا دي بنت محظوظه عيله غنيه و حلوه و كمان خطيبها بيموت فيها اما الثانيه دي واحده اسمها ياسمين دي كانت في مكتب ادم باشا الصبح و الله اعلم كانو بيعملو ايه مانتو عارفين الباشا بيعرف ستات كتير يمكن دي واحده منهم ".

تفحص الرجل الثاني ياسمين جسد ياسمين بقذاره قائلا :" بس البنت حلوه اوي بصراحه دي صاروخ تحل من على حبل المشنقه".

اجابت السكرتيره بغيره :" دي باين من لبسها بنت فقيره و بعدين ميغركش وشها البرئ ياما تحت السواهي، يلا البريك خلص انا طالعه مكتبي". 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

بعد اسبوع
*في قسم HR الذي يحتوي على عده مكاتب متلاصقه للموظفين أسندت ياسمين راسها علي مكتبها الصغير هامسه لرنا:"روني انا تعبت جدََا انا حاسه اني مش حقدر اكمل شهر التدريب داه. انا بقالي اسبوع بروح هلكانه انام على طول".
ردت رنا ضاحكه:"امال حتشتغلي ازاي داه مجرد تدريب يعني بيدونا حاجات بسيطه بس".

تاففت ياسمين قائله:"مش عارفه بس بصراحه الشغل في الشركه دي متعب جدا دول و لا في اليابان، شفتي الكاميرات ماليه المكان داه اكيد صاحب الشغل بيراقبنا يا لهوي.. ".
انتفضت ياسمين فجأه عندما سمعت صوت مدام فريده (رئيسه قسم الموارد البشريه في الشركه و المسؤوله على تدريبهم) و هي تقول بسخريه:"الله، الله ايه داه انتوا فاكرين نفسكم في نادي و الا ايه طول الوقت عمال بترغوا و سايبين الشغل و انت يا انسه ياسمين جايه تكملي نومك هنا لو شفتك تاني نايمه انا حكتب تقرير للاداره".

ردت ياسمين بخوف:"تلغي التدريب، لالا يا مدام فريده انا كملت كل الشغل الي حضرتك اديتهولي و الملفات جاهزه اهي".
تفحصت الملفات سريعا ثم نظرت إلى رنا قائله:" و انت يا انسه رنا لسه مكملتش".

خللت رنا شعرها الحريري باناملها بتوتر مجيبه دون النظر اليها:" نص ساعه و الملفات تكون على مكتب حضرتك".

مطت مدام فريده شفتيها بسخريه:" ملفات. دا ملف واحد بقالك يومين بتراجعيه بصراحه انا مش عارفه مستر ادم قبلك في الشركه انت و الي اسمها غاده دي ازاي. دي اول مره تحصل طول عمره بيختار المتميزين بس. على العموم في ايدك نص ساعه و انت يا انسه ياسمين اطلعي فوق على مكتب ادم باشا بعتلك".

شهقت ياسمين بعد سماعها كلام مدام فريده التي توجهت إلى مكتبها و تمتمت بخوف:" باعثلي انا؟ ليه هو عاوز مني ايه اكيد حيطردني انا عارفه هي اكيد قالتله اني مقصره بالشغل.. ".
قاطعتها رنا بتعجب :" هي مين الي مقصره دا انت اشتغلتي ادي انا و العشر متدربين الي اتقبلو في الشركه كل ملف بياخد في ايدك نص ساعه و بعدين هي لو كانت قالتله كان بعثلي انا و غاده ماانت لسه سمعاها دلوقتي على العموم انا حكلم رامز و اقله. متخافيش".
.............................................................
في نفس الوقت في مكتب ادم

دخل زاهر المكتب كعادته بدون طرق الباب صائحا بمرح:" ادم باشا حمد الله على السلامة ياظ جيت امتى من ايطاليا".
قهقه ادم بخفه محتضنا صديقه مرددا:" ادم باشا و ياظ طيب تيجي ازاي دي على العموم الله يسلمك لسه واصل حالا".
جلس زاهر على الكرسي المقبل للمكتب واضعا رجليه على المنضده الصغيره أمامه و قال غامزا ادم:"طيب ايه اخبار المزز هناك طمني".

هز ادم يديه كلامه استسلام :"ملحقتش يادوب كملت الشغل هناك و رجعت عشان مشكله الكومباوند الجديد".
اعتدل زاهر في جلسته و قال:" طيب عاوز أسألك هو ايه اخبار تدريب رنا انا بقالي اسبوع مشفتهاش حتى كلامنا بالتلفون بقى قليل جدا و كل اما اسألها تقلي مفيش مشكله عادي".
رمى اليه ادم ملفا يحتوي على تقييم المتدربين في الأسبوع الماضي قال ببرود:" دي بنت متدلعه اخر حاجه ممكن تنفع فيها هي اداره الأعمال لو مكنش عشانك انت انا مستحيل اخليها تدخل الشركه. مستواها ضعيف لازمها تدريب مكثف انا مش عارف انت متمسك بيها ازاي رغم أنها مش بتبادلك نفس المشاعر".
نفخ زاهر بضيق ففي كل مره يتعمد ادم الى تذكيره ان رنا لا تحبه مثلما يحبها و انها وافقت على خطوبتهما لأجل العائلتين." بحبها يا اخي بعشقها مش قادر اتخيل حياتي من غيرها. قول غبي قول معنديش كرامه بس متقولش سيبها انا لسه عندي امل انها تحبني في يوم من الايام".
اكمل زاهر حديثه بنبره حزينه:"بكره لما تحب زيي حتعرف انا بتكلم على ايه. انا حستاذنك أخذها عشان عازمها على الغداء النهارده سلام".
أنهى كلامه ثم خرج تاركا الاخر يفكر في كلام صديقه. قفزت صوره ياسمين إلى ذهنه. طوال الاسبوع و هو يراقبها من خلال شاشه هاتفه المتصل بكاميرات الشركه يراها و هي تعمل على الملفات الكثيره التي تنجزها بأمر منه ثم يراجعها بنفسه.ابتسم عندما تذكر تذمرها الدائم من كثره العمل و ثرثرتها الدائمه مع رنا و نومها على المكتب.

صورها تصل اليه حتى و هي في الخارج مع صديقاتها يعلم بكل تحركاتها اليوميه يعرف كل شي عنها، عائلتها، أصدقاءها، جامعتها.. تضايق و هو يتذكر كلام الرجل الذي كلفه بمراقبتها بعدد الرجال المعجبين بها آخرهم مصطفى الموظف بقسم الحسابات. سيجد حلا سريعا فهو قد قرر انها ستكون ملكه منذ أن وقعت عليها عيناها، منذ أن دخلت مكتبه و صورتها لم تبرح خياله أصبح يفكر بها دائما. نفى سريعا في عقله عندما فكر بأنها سبب رجوعه السريع من سفره. فقد قام بحظور الاجتماعات المهمه فقط اما الأخرى فكلف بها مدير الفرع هناك.
تناول سيجاره و شرع في تدخينها منتظرا قدوم ياسمين.
**في مكان آخر **

في نادي فخم خاص بالطبقه الثريه تجلس سهى الحديدي مع صديقاتها راندا و شاهي.
صاحت راندا فجأه :"oh my God مش دي ايمي حسن اللي كانت معانا في الجامعه بصوا صور خطوبتها. دي عاملاها في Paris.4
قالت شاهي و هي تأخذ الهاتف من راندا:" واو شوفي يا سهى خطيبها دول بيقولو مليونير ساكن في البرازيل عنده شركات هناك. بنت المحظوظه ازاي تعرفت عليه؟".

اجابتها سهى بحسد:" بكره يسيبها دي بنت تافهه كانت لازقه في كل شباب الجامعه و محدش عبرها مش عارفه عجبه فيها ايه دي".

شاهي:"بصي الخاتم تحفه واو كاتبين انه مصمم خصيصا على لون عيونها دي فكره اورجينال اوي".
ردت سهى بتكبر:" انا في خطوبتي حخلي ادم يبعث يصممولي طقم مجوهرات كامل عشاني".
اكملت في سرها بتصميم:" بكره يكون ادم ليا و ثروته كلها تكون تحت ايدي و ساعتها حعمل كل الي انا عاوزاه".
*

**في مكتب ادم***
-" خليها تدخل".
هذا ما قاله ادم لسكرتيرته قبل أن يعيد سماعه الهاتف الى مكانها.
سلط بصره على الباب الذي انفتح بهدوء.
دخلت ياسمين و قلبها يكاد يخرج من مكانه من شده خوفها،وضعت يدها اليسرى على اليمنى لتمنع ارتجافها، فمنذ اكثر من ربع ساعه و هي تقف أمامه دون أن يكلمها او يعيرها اي اهتمام او هذا ما ظنته.

اما هو فكان يراقبها منذ دخولها بدءا من فستانها الأزرق الغامق الذي يصل فوق ركبتيها بقليل ليبرز جمال ساقيها الرشيقتين، يضيق من الأعلى و يتسع قليلا في الأسفل، شعرها الأشقر الذي رفعته إلى الأعلى على شكل كعكه مهمله تاركه بعض الخصلات الشارده تهبط على وجهها الأبيض المستدير،عنقها المرمري الذي ظهر بسخاء، شفتيها المطليه بلون احمر كحبه فراوله جاهزه للأكل. و اخيرا عينيها الفاتنه التي تلونت بلون فستانها تظللها رموش سوداء طويله جعلتها تبدو كلوحه فنيه تريد أن تشاهدها دون كلل او ملل.

أسنانها البيضاء ظهرت بوضوح و هي تقضم شفتها السفلى بتوتر،حركه عفويه جعلت الدماء تغلي في عروق الجالس امامها.

فتح ادم ازرار قميصه العلويه و قال امرا:"بطلي حركتك دي".
هزت ياسمين راسها بتعجب، توسعت عينيها بدهشه و تاهت الكلمات من عقلها عندما رأته يقف بشموخ خلف مكتبه الفخم لم تقابل في حياتها البسيطه رجلا وسيما كالذي تراه امامهاتراهم فقط في شاشه التلفاز او الهاتف.

تطلعت بانبهار إلى جسده الضخم بكتفيه العرضين و ساعديه القويين الذين ظهرا تحت أكمام قميصه المرفوع.
شعره الاسود مصمم بعنايه ذكرها بنجوم السينما، عيونه الخضراء الداكنة ذات الرموش الكثيفه تتاملها دون رحمه،
يبدو مختلفا عن صوره التي تملأ الجرائد و المجلات هذا مافكرت به ياسمين في عقلها.
قطعت أفكارها فجأه عندما رأته يشير باصبعه إلى الكرسي المقابل للمكتب يدعوها للجلوس.

سحبت ياسمين أطراف فستانها الذي انحسر إلى أعلى نتيجه جلوسها ثم همست بصوت منخفض:"حضرتك طلبتني".

زاد توترها و هي تراه يقترب ببطئ و يجلس على المنضده الصغيره امامها،مال عليها بجسده الضخم يتكئ على ذراعي الكرسي الذي تجلس عليه بيده فيما تسللت يده الأخرى تجذب القلم الذي تخلل به شعرها لينساب حول وجهها فيهمس ادم باعجاب:"كده احلى".

تنفست ياسمين بارتياح و هي تراه يبتعد باتجاه النافذه الزجاجيه التي امتدت على طول الحائط. دقائق طويله مرت قبل أن يلتفت ادم فجأه قائلا :"تتجوزيني". 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

صدمه كبيره احتلت ملامحها. ارتجاف ساقيها و تعرق يديها رغم برودتهما، لم تصدق ياسمين ما سمعته اذنيها للتو. ادم الحديدي بنفسه يطلب يدها للزواج، منذ أن اخبرتها مدام فريده انه يريدها في مكتبه و هي تفكر هل سينهي تدريبها و يطردها من الشركه، ام سيوبخها بسبب اهمالها و ثرثرتها مع رنا أثناء العمل. لكن لما لم يستدعي رنا أيضا... اه رنا خطيبه صديقه طبعا مهما فعلت لن يكلمها احد اما هي يستطيع طردها بسهوله. اصلا هي لو لا رنا لما استطاعت دخول شركه كهذه.
بقيه أصدقاءها بعضم محظوظون لأنهم استطاعو الحصول على فرص تديب في شركات اخرى و منهم من مازال يبحث. فإن طردت من الشركه ستضطر إلى البحث مجددا. لكن ان يريد الزواج منها هذا مالم تفكر فيه ابدا حتى في أقصى أحلامها.

من هي؟ فتاه فقيره و يتيمه تسكن في حي شعبي، تعلم جيدا انها جميله، سمعت الكثيرين من امتدحوا جمالها. جيرانها في الحي، زملاءها في الجامعه حتى في الأماكن العامه تلتفت الانظار إليها أينما ذهبت.

حتى صديقتها رنا دائما ماتقول لها انها تمتلك أجمل عينين راتهما في حياتها. لكن رجل وسيم و ثري مثله من المؤكد انه التقى بمئات الجميلات. في مجتمه المخملي الذي يعيش فيه هناك بالتأكيد من أجمل و أغنى منها، لما لا يختار فتاه تناسبه، لماذا هي.
هو حتى لا يعرفها جيدا هي متأكده بأنه رآها مره واحده عندما دخلت مكتبه منذ اسبوع عن طريق الخطأ. تنحنحت ياسمين تنظف حلقها الذي جف فجأه قائله بصوت هامس:"افندم"؟؟.

أجاب ادم و قد احس بحيرتها و عدم تصديقها لما سمعته:"انت سمعتيني كويس يا ياسمين، انا بطلب ايدك و مش مستعجل على إجابتك فكري براحتك و لو عاوزه تاخذي اجازه مفيش مانع".

-"بس حضرتك انا منعرفكش كويس و انت كمان متعرفنيش".

-"لا،انا اعرفك كويس و عارف عنك كل حاجه، و متقلقيش انت لو وافقتي اكيد حديلك وقت عشان تتعرفي عليا قبل مانتجوز".

........................
في منزل ياسمين

في الليل و بعد العشاء، نشفت السيده سلوى(ام ياسمين) يديها بعد انتهائها من غسل الأطباق. جلست مقابل ابنتها على الطاوله الصغيره في المطبخ.
-" ها يا ست ياسمين ايه هي الحاجه المهمه الي عاوزه تقوليهالي بعد العشاء؟ ".
-" دي يا ماما كل الحكايه".هذا ما قالته ياسمين بعد أن حكت لأمها كيف قابلت ادم و كيف طلب يدها.
-"طيب و انت ايه رايك يا حبيبتي؟".
-"مش عارفه ياماما لسه مش مستوعبة الي حصل. يعني واحد زيه يتجوز واحده زيي دا الفرق الي بينا فرق السماء عن الأرض".

-"واحده زيك؟ يا حبيبتي دا انت قمر،اكيد عجبتيه ايه الجديد يعني".
-"يا ماما دا مليونييير عارفه يعني ايه يعني البنات حوليه أشكال الوان ملكات جمال و ممثلات احلى مني بالف مره . ما انا وريتك صوره الي ماليه الجرايد باختصار هو من عالم ثاني زي النجوم كده، ياماما داه سكر محلي على كريمه على فرواله على قشطه ".
قهقهت سلوى على حديث ابنتها و قالت:" الي يسمعك كده ميقولش انك كنت زي الكتكوت المبلول و انت في مكتبه".
-" اه و النبي ياماما اسكتي انا قلبي كان حيقف من كثر الخوف حتزوجه ازاي".

تنهدت الام بحزن و قالت:" فكري كويس يا حبيبتي انا مش حضغط عليكي بس راجل زيه بصراحه ميترفضش، حيعيشك مرتاحه مش عايزاك تعيشي زيي انا اتزوجت ابوكي و هو حتته موظف حكومي مات و خلاني احارب في الدنيا لوحدي. داه حتى معاشه يدوب يكفي نص الشهر، لولا خالتك ام رنا كان زماني متمرمطه، الحمد لله هي كملت دراستها و اتجوزت راجل غني، شفتيها عايشه مرتاحه ازاي فيلا و خدم و فلوس.اختي هي اللي بتدفعلنا اجار الشقه كل شهر داه غير مصاريفك انت و اخوك. انا مش عايزاكي تعيشي زيي،دي فرصه و صعب تجيلك ثاني فكري يا حبيبتي و انا حاقف جنبك مهما كان قرارك".

-مسحت ياسمين عينيها الدامعتين و احتضت امها قايله:" حاضر يا ماما اوعدك اني حفكر".
طوال الليل و هي تتقلب في فراشها، لم تستطع النوم و راسها يكاد ينفجر من كثره التفكير، تفكر في كلام والدتها،تخيلت كيف ستتغير حياتها ان تزوجته على الاقل ستخرج امها و أخيها من حياه الفقر التي يعيشونها، لطالما تمنت ان تمتلك سياره و ملابس باهضه الثمن و حقايب و ان تسافر مثل رنا. اعتدلت فجأه مستنده على وسادتها الصغيره تلوم نفسها على أحلامها تساءلت :منذ متى و هي تهتم بالمال. لم تكن يوما جشعه او طماعه لم تستغل جمالها للحصول على قرش واحد لم تحسد ابنه خالتها على حياتها. لطالما كانت راضيه بحياتها. استمرت ياسمين في أفكارها حتى غلبها النوم.
في الصباح الباكر هاتفت ياسمين رنا و طلبت منها القدوم باكرا لأنها ستخبرها امرا هاما.اوقفت رنا السياره في مكان هادئ و التفتت لياسمين الجالسه بجانبها و قالت :"بقولك ايه يا ياسو انا حاسه انك متغيره من امبارح من وقت ما جيتي من مكتب مستر ادم. ساكته و شارده مش عوايدك يعني دي حتى مدام فريده ماادتليكيش شغل كالعاده".

اخذت ياسمين نفسا عميقا قبل أن تقول دفعه واحده:"مستر ادم طلب ايدي، انا لسه مش مستوعبه الي حصل و مش عارفه اعمل ايه،حاسه اني ملخبطه يا روني".قطعت ياسمين كلامها عندما رأت مظهر صديقتها المضحك عيناها الزرقاء متسعه بدهشه و فمها مفتوح و كأنها احد أبطال الصور المتحركه. حركت يدها امامها قبل أن تقول:"انت يابنتي رحتي فين".
احتضنتها رنا بقوه حتى سمعت طقطقه عظامها و قالت" كنت عارفه ان في يوم من الايام حييجي الأمير بتاعك و يطلب ايدك للجواز،ماهو مش معقول واحده بجمالك تتزوج واحد عادي".
ابتعدت ياسمين بصعوبه من أحضان صديقتها و هي تقول ساخره:"انت مجنونه، أمير ايه عادي ايه هو انت شايفني سندريلا، ابو شكلك بوزتي شعري".
صاحت رنا بفرح:" ايوا سندريلا بالضبط كده،بقولك ايه انت لازم توافقي عشان مستر ادم صديق زاهر المقرب و انت كمان انتيمتي يعني انا و انت حنبقى قراب حتى بعد الجواز".
-"لا انت فعلا مجنونه يعني عاوزاني أوافق عشان ابقى معاك، نفسي اعرف ازاي دكتور عاقل زي زاهر بيحب هبله زيك".

-"بيحبني على هبلي انت مالك خلينا فيك انت... ، واو حتبقي حرم ادم الحديدي داه حيكون خبر الموسم في الصحافه و الجرايد".
هزت ياسمين راسها قائله بسخريه :" طبعا حيقولو زواج رجل الأعمال المعروف بالبنت الفقيره".
-" طب و ليه ميقولوش زواج ادم الحديدي بالفاتنه ياسمين".
ضحكت ياسمين:" انت دايما أفكارك زي القصص و الحكايات، أمير رومانسي بيتزوج بنت حلوه، ماهو الدكتور زاهر راجل رومانسي و بيعاملك كانك اميره انت مش بتحبيه ليه".
أجابت رنا متاففه:" مين جاب سيره زاهر دلوقتي،انا منكرش ان هو وسيم و جذاب و هادي و بيدلعني اوي بس مش حاسه ناحيته باي حاجه".
-" طب وافقتي ليه و حتزوجيه ازاي و انت مش بتحبيه؟ ".
-" ماانت عارفه انه صاحب المستشفى الي بتشتغل فيها ماما، و هي بتقول انه كويس و مناسب ليا،...".
-" طب و انت؟".

-"يعني عاوزاني اعمل ايه ارفض دي ماما ممكن تروح فيها او مش بعيد تقتلني و بعدين هو راجل بتحلم بيه اي بنت يعني مفهوش غلطه زي مابيقولو ممكن ححبه بعد الجواز مش عارفه، انا بحاول اتأقلم و هو كمان مش بيضغط عليا. ماعلينا خلينا فيكي انت".
-" يعني انا اللي احسن منك يعني. راجل كنت بحلم اني اعدي من جنبه الاقييه عاوز يتزوجني، رنا انت على الاقل زاهر بيحبك و بتعرفوا بعض كويس،و من نفس الطبقه الاجتماعيه و حتى لو حصلت مشاكل بينكم في المستقبل حتلاقي عيلتك إنما أنا مليش حد".

-" طب حتعملي ايه".
-" مش عارفه بجد مش عارفه خايفه أوافق اندم او ارفض بردو اندم. يلا خلينا نروح على الشركه احنا اتاخرنا".
قالت رانا ضاحكه:" احنا نتأخر براحتنا دلوقتي انت المديره بس امانه لو وافقتي تتزوجي مستر ادم خوذيلي بثاري من مدام فريده انا ساعات بكون عاوزه اقتلها و اريح منها العالم كله،و خاصه جوزها الغلبان ".
اجابتها ياسمين مؤيده:" اه و الله معاكي حق. بس داه شغلها و هي بصراحه ماغلتطش احنا احيانا الي بنزودها انا بكمل شغلي و اقعد اتكلم معاكي او انام على المكتب و انت كمان مش بتركزي و شغلك غلط عايزاها تعمل ايه تجبلنا هديه مثلا".
زمت رنا شفتيهابانزعاج:" لا يااختي تقعد تهزق فينا في الرايحه و الجايه".

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

في حي شعبي اخر/في منزل غاده
-"ايه؟ ازاي مستر ادم صاحب الشركه طلب ايد
ياسمين؟ انت متأكده؟ طيب حكلمك بعدين يا رنا.. لالا انا نص ساعه و حاجي الشركه.... ماشي.. يلا
باي" .

رمت غاده هاتفها بقوه على سريرها الصغير و خرجت إلى الصاله حيث وجدت امها تترشف فنجان شاي.
-"ايه يا حبيبتي انت مش رايحه الشركه النهارده".
-" اسكتي يا ماما مصيبه انا حتجنن. ازاي داه يحصل.. ".صرخت غاده بصوت عال

وضعت الام كوب الشاي فوق المنضده الصغيره و قالت بلهجتها الشعبيه المميزه:"جرا ايه يابت ماتتكلمي في ايه؟ مالك عالصبح؟".

-"صاحب الشركه ياماما مستر ادم خطب ياسمين".
اجابتها غاده بقهر.
قطبت الام جبينها بحيره و تساءلت:" ياسمين مين؟.. اااه تكونش صاحبتك الحلوه ام غمازات و الله البنت حلوه بصراحه و تستاهل انا فاكره يوم ماجات هنا تزورك بعد ما خرجتي من المستشفى. نص نسوان الحاره جوم عندي يسالوا عليها دي حتى الوليه ام هشام الي ابنها في أطاليا جات عاوزه تخطبهاله".
-صاحت غاده بنفاذ صبر :" يا ماما ام هشام مين و نسوان ايه بقولك حيتجوزها عارفه يعني ايه يعني حتبقى مليونيره. بنت الكلب دي بنت مسهوكه انت مش عارفاها زيي".اكملت غاده بهستيريا:" ياسمين ياسمين هو فيها ايه زياده عني ها كلهم عاوزين ياسمين في الجامعه في الشارع حتى في الشغل. دا انا كنت مقطعه نفسي فساتين و مايك اب عشان الاقي واحد غني اوقعه تقوم هي بالجينز و الكوتشي جايبه صاحب الشركه مره واحده". اكملت كلامها و ارتمت على الاريكه القديمه تلهث بانفعال." مش حخليها تتهنى بيه يا انا ياهي يعني رنا تتجوز زاهر و هي تتجوز مستر ادم،انا ليه دايما حظي قليل كده، طول عمري عايشه في الحاره الزباله،مش حبقى عايشه في الفقر طول عمر... ".7
-" ياحبيبتي استهدي بالله كده بكره حيجيلك نصيبك انت كمان". قالت الام محاوله تهدئه ابنتها التي دخلت في نوبه من الغضب و الجنون
-" نصيب ايه يا ماما... هو انت بتتكلمي على سامي ابن طنط فوزيه حته مدرس بيقبض ملاليم قال ايه بحبك ياغاده، اعمل ايه بحبه داه اشتري بيه جزمه و الا شنطه، انت مشفتيش رنا عايشه الزاي دي بتصرف في اليوم اد اجار الشقه الي احنا بنحتار كل شهر ازاي نسدده، انا عايزه اعيش زيها مش عاوزه اكمل حياتي في التعب و الشقاء".

قالت الام يأسف على حال ابنتها:" كل واحد و نصيبه في الدنيا.. ". قاطعتها غاده بتافف و هي تتجه إلى غرفتها :" و النبي سيبيني ياماما نفس الكلام و الحال مش بيتغير انا خلاص مبقيتش مستحمله العيشه دي".
بعد حوالي ساعه وصلت غاده إلى الشركه و قد حاولت قدر الإمكان ان تخفي مشاعر الحقد و الغيره داخلها.امسكت الملفات التي كانت فوق الطاوله بعصبيه قايله في نفسها بحقد شديد:"بقى انا مش طايله ابقى حته موظفه في الشركه دي و ياسمين حتبقى صاحبتها حته واحده". خللت اصابعها الرقيقه في خصلات شعرها القصير تحركه بعنف و تابعت"انا مش قادره أصدق الي حصل و هو عجبه فيها ايه دي حته بنت فقيره اكيد عاوز يتسلى بيها".فجاه ضيقت عينيها بمكر شديد و ارتسمت على شفتيها ابتسامه خبيثه عازمه على تنفيذ فكرتها.
في الكافتيريا.
-رنا بحماس:"ايه رايكم يابنات بعد الشغل نخرج نروح اي حته احنا بقالنا كتير مخرجناش مع بعض غير للكليه او الشركه".
أجابت ياسمين:" انا دماغي مصدعه مش عاوزه اروح اي حته. خليها مره تانيه".
رنا بزعل:"بطلي كسل بقى خلينا نخرج نتفسح انا و انت وغاده و بعدين انا عازماكي عالبيت عندنا ماما بتقول انك وحشاها و عاوزه تشوفك انا حكلم طنط سلوى عشان متقلقش عليكي ".
-غاده:" طيب روحي كلميها برا عشان الكافتيريا دوشه و مش حتسمعي حاجه".

بعد أن ابتعدت رنا عنهما اقتربت غاده بكرسيها من ياسمين و قالت:" هو انت قررتي ايه ياياسو في موضوع مستر ادم".
-" لسه مش عارفه ". اجابتها بحيره.
-" انا رأيي توافقي بصراحه دي فرصه و لا في الأحلام دا انت حتعيشي ملكه يابنتي، دا حتى لو طلقك حتبقي بردو كسبانه".
قاطعتها ياسمين بفزع:"يطلقني؟".
-"طبعا هو انت فاكره راجل زيه حيتزوج بنت عاديه ليه متاخذينيش يا حبيبتي بس انت مش لايقه عليه خالص و انت عارفه دا كويس يعني هو حواليه ستات أجمل و احلى منك بكتير و كمان من أغنى العائلات في البلد،هو اكيد بعدين حيزهق منك حيديك فلوس تكملي بيهم حياتك".
-" انت بقولي ايه ياغاده".
-" طب قوليلي هو عاوز يتزوجك ازاي انت مسالتش نفسك ليه و بعدين ما انا قلتلك داه كفايه اسمه الي حيبقى مقترن باسمك سواء و انت مراته او طليقته". قالت غاده في نفسها بعد أن لاحظت تأثر ياسمين بكلامها:" و لسه ياصاحبتي انا مستحيل اخليكي تفرحي بيه".

.........................
في مطعم فاخر
يجلس ادم مع صديقه زاهر يتناولان طعام الغداء.
-زاهر:" هو انت بتتكلم جد يا ادم انت عاوز تتزوج ياسمين؟ ".
-ادم:" ومالها ياسمين".
زاهر:"و لا حاجه دي بنت جميله و متربيه كفايه انها قريبه رنا و بصراحه انا مسمعتش عنها غير كل خير بس انا قصدي ليه هي بالذات داه انت أشهر عازب في مصر فجأه كده قرر يتزوج اكيد في حاجه".
ازاح ادم الطبق جانبا و شبك يديه و قال بحيره:" مش عارف يا زاهر من اول مشفتها و انا مش قادر انساها مش عارف يمكن عشان وشها الطفولي بيفكرني في نفسي لما كنت صغير أو يمكن مليت من النسوان الطماعه الي عماله تحوم حوليا مش عارف بس في حاجه زي المغناطيس شداني ليها".
-زاهر بمرح:"لا دا انت واقع بقى بس بصراحه عرفت تختار البنت حلوه اوي... ".

-ادم مقاطع" زاهر.. "

" خلاص يا عم سكتنا اهو"

انتهى اليوم بذهاب ياسمين إلى منزل رنا لتشجعها خالتها على الموافقه على طلب ادم فمدحت لها عائله الحديدي المعروفه و ان ادم وريث لعده شركات في مصر و الخارج و انها محظوظه لانها ستكون فردا من العائله.

فهل ستقبل ياسمين الزواج من ادم او سترفض؟

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

في مكان بعيد كليا و تحديدا في احد الدول الاوروبيه. في غرفه فاخره في قصر الجندي
يستيقظ شاب وسيم مفتول العضلات جسده الضخم مليئ بالوشوم الغريبه ولحيته السوداء الكثيفه أظهرت بياض بشرته الناصعه.
هو صفوان الجندي ابن المليونير احمد الجندي له عده شركات و مصانع و عقارات في العديد من بلدان العالم.
مدد جسده بكسل ينظر بسخريه إلى جسد فتاه عاريه نائمه بجانبه مد يديه إلى علبه السجائر بجانبه ليشعل سيجاره ينفث أنفاسها متلذذا،يتأمل السقف
المزخرف بشرود،فجأه امسك بهاتفه يخاطب شخصا ما قائلا بلغه اجنبيه متقنه:"جهز الطائره سنسافر إلى مصر".التفت إلى الفتاه التي استيقظت للتو تفرك عينيها أشار الى رزمه النقود المرميه باهمال على طرف الفراش قائلا:"خذيها و غادري".

لهجته الحاده الامره و مظهره المخيف كانتا كفيلتين بجعل الفتاه تفر هربا. تذكر عندما اتصل به مساعده في مصر يخبره بأن ادم الحديدي امسك باحد رجاله الذي بعثهم للتجسس عليه، ملامحه الوسيمه اختفت تدريجيا، قبض بشده على هاتفه الباهظ الثمن حتى برزت عروق يديه و رقبته ليرميه بقوه على الحائط لاعنا بين بانفاس لاهثه:"الله يلعنك يا آدم، الله يلعنك كلكم يا شويه بهايم، أغبياء مش نافعين في حاجه،كلاب،،.".اتجه نحو البار الصغير في ركن الغرفه ليسكب مشروبا يهدئ به اعصابه، متوعدا لآدم في نفسه.. .

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

دلفت سهى ابنه عم ادم الشركه كعادتها تتهادى بخطواتها الرشيقه،كانت جميله بشعرها الأشقر القصير و فستانها الاسود الضيق الذي يلف جسدها المنحوت ليبرز منحنياتها بسخاء، توجهت إلى المصعد دون اهتمام بالموظفين الذين اعتادوا على وجودها. طرقت باب مكتب ادم بخفه قبل أن تدخل
و هي تصرخ بفرح مصطنع، ألقت بنفسها بين أحضان ادم تقبله على خده و هي تقول بغنج منفر :"ازيك يا دومي عامل ايه".

ابعدها ادم عنه و هو متضايق من طريقتها الوقحه
:"الحمد لله ازيك انت ياسهى".

جلست على الكرسي و هي تضع ساقا فوق الأخرى تخرج من حقيبتها علبه صغيره مزخرفه باللون الذهبي ثم اردفت:"دي هديتك يا دومي انا عارفه انك مبتحبش تاخد هدايا من حد بس انا تعبت جدا و انا بختارها لما رحت اخر مره ل paris.".

وضع ادم العلبه باهمال فوق المكتب قائلا ببرود
:"تعبتي نفسك ليه على العموم شكرا".

وقفت سهى تتمشى بدلال و هي تحاول أن تجذب انتباه ادم الذي كان يعاملها بجفاء و نفور ككائن لزج مقرف، فالبرغم من محاولاتها المستميتته لايقاعه في شباكها الا ان ادم كان يصدها في كل مره فهو يدرك حقيقتها البشعه وراء قناع الزيف و التملق الذي ترتديه، يعلم جيدا انها تسعى للزواج منه لأجل ثروته و مكانته الاجتماعيه.
وضعت يدها تمررها فوق كتفه باغراء لينتفض ادم كمن لدغته عقرب ليدفعها يدها و هو يقول بغضب مكتوم :"سهى.. دا مكان شغل يا ريت تمشي من هنا عشان انا مشغول دلوقتي".
اجابته برجاء :"ادم ارجوك انا..". قاطعها بصوت صارم و هو يشير إلى الباب بعينه انت بنت عمي و اختي يلا تفضلي مع السلامه.. ".

نظرت له سهى بغضب قبل أن تخطف حقيبتها و تغادر. اغلقت باب المكتب بقوه و هي تتوعد بين أسنانها، اتجهت نحو السكرتيره تسالها بهمس
"في اخبار جديده".

اجابتها ندى هي تغمز بعينيها:" الباشا عاوز يتزوج".
نسيت سهى غضبها للحظه و هي تسمع هذه الأخبار الجديده قالت بلهفه و هي تمد لهت ببضع ورقات نقديه:"بتقولي ايه يعني ادم اخيرا قرر يتجوزني انت سمعتي ازاي؟ ".

تراجعت ندى بكرسيها فجأه و هي تنظر إلى الواقفه أمام باب المكتب أشارت لسهى بخفيه ثم رفعت سماعه الهاتف لتقول:"ادم باشا الانسه ياسمين عاوزه تشوف حضرتك".
نظرت سهى بتعجب لهذه التي تراها لأول مره فرغم بساطه مظهرها الا انها كانت جميله جدا. نيران الغيره نشبت في قلبها و هي تسأل ندى بعصبيه:"مين البنت
دي و ايه الي جابها هنا؟".

نظرت لها ندى لبرهه ثم اجابتها بهمس :"دي ياسمين قريبا حتبقى خطيبه الباشا".

ضحكت سهى بخفه قبل أن تردف بصوت عال :"انت بتهزري؟ انت بتقولي ايه يا مجنونه خطيبه مين اللي بتتكلمي عنه".دارت بجسدها إلى ناحيه مكتب ادم لتفتح الباب بقوه و تدخل و هي تقول:" حخلي ادم يطردك حالا،".توجهت مباشره تقف أمام ياسمين تتفحصها بتكبر :" انت مين و ايه اللي جابك هنا؟".

افاقت ياسمين من دهشتها و هي تشعر بذراع ادم تلتف حول كتفيها بتملك قبل أن يتحدث بصوت واثق:"دي ياسمين خطيبتي و قريبا حنتجوز".

جن جنون سهى و هي تسمع كلمات ادم،حاولت السيطره على نفسها و
ألقت عليها نظره اخيره قبل تتجه إلى الخارج.و هي تلعن و تشتم بكل لغات العالم الذي تعرفها.
خرجت من المصعد وهي تكاد لاترى امامها من شده الغيظ، كم أرادت جذبها من شعرها و سحقها تحت قدميها، لاتنكر جمالها الباهر الذي تتميز به تلك الشقراء الصغيره و هذا مازاد حنقها و غضبها،افاقت من خيالاتها عندما اصطدمت بفتاه بدت لها موظفه في الشركه، فتاه جميله بشعر اسود قصير و بشره خمريه، ترتدي ملابس انيقه.

استشاطت سهى غضبا و قالت:"انت عمياء مش بتشوفي ادامك،انا مش عارفه الأشكال دي دخلت الشركه ازاي".

فغرت غاده فاها وهي تستمع لسيل الإهانات من هذه الفتاه الغريبه التي يبدو عليها ملامح الثراء من خلال ملابسها الباهضه الثمن، كانت سترد عليها و لكنها شعرت بمن يجذبها من ذراعها برفق،التفتت لتجده مصطفى زميلها في العمل الذي قاطع تسائلاتها و هو يقول بهمس:" دي الانسه سهى بنت عم آدم باشا".

اتسعت عينا غاده من الدهشه ثم رمت حزمه الملفات التي كانت تحملها بين يدي مصطفى و انطلقت مسرعه إلى خارج الشركه تبحث عن سهى.

نظر آدم بتسليه إلى ياسمين و هي تحاول التخلص من احتضانه لها، جذبها بخفه لتقف أمامه و هو يشعر بارتجاف جسدها الصغير بين ذراعيه،وضع يديه على وجنتيها المحمرتين خجلا يمرر اصابعه عليهما بنعومه.رفع وجهها بسبابته ببطئ و هو يسلط نظره على كل انش من ملامحها وصولا إلى عينيها الفاتنتين.
أما هي فقد كانت تتحاشي النظر اليه، تشعر باحتراق جسدها تحت لمساته، مشاعر جديده اكتسحت قلبها وعقلها فهذه اول مره تقترب فيها من رجل، و خاصه رجل مثله طاغي الرجوله، و بالرغم من ذلك فهي لاتنكر إحساس الأمان الذي يبعثه وجوده .

لتستجمع قواها اخيرا و تقول بصوت خافت محاوله الابتعاد:"حضرتك مينفعش كده".
ابتسم بمرح على خجلها مجيبا:"هو ايه اللي مينفعش".

ياسمين:"حضرتك قلتلها اني.... خطيبتك و انت لسه مسمعتش رأيي".

آدم بصوت رجولي واثق:"اولا بلاش حضرتك دي و ثانيا تعالي نقعد الأول عشان نتكلم براحتنا".

ياسمين:"اوكي... بس ممكن تبعد شويه عشان ميصحش".
قهقه آدم بصوت عال و ثم تحرك ليجلسها على الاريكه بجانبه دون أن يبعدها عن احضانه وهو يقول بصدق :" و الله غصب عني، مش عارف ايه اللي بيحصلي لما بشوفك بس برتاح جدا لما تكوني قريبه مني..... على العموم منوره مكتبي المتواضع my princesse تشربي ايه؟"
تنحنحت ياسمين بينما تجيبه بصوتها الناعم :"و لا حاجه انا جيت عشان....".

قاطعها و هو تحركت اصابعه بين خصلات شعرهها الحريري:"ششش مش عايز اسمع غير كلمه موافقه، عشان مينفعش تقولي غير داه... ثواني و راجعلك".

تحرك آدم باتجاه الحمام الملحق بمكتبه، أغلق الباب وراءه بهدوء ينافي العاصفه المشتعله داخله، فتح صنبور المياه لينثر بعض القطرات على وجهه و راسه
علها تخمد بعض النيران التي اشعلتها تلك الصغيره في جسده، ناعمه و جميله و مغريه كحلوى المارشميلو،يجب عليه بذل جهد اكبر للسيطره على نفسه حتى لا يلتهمها.

خرج سريعا من الحمام متجها إلى الثلاجه الصغيره الموجوده في احد أركان الغرفه ليأخذ زجاجتي عصير و يعود إلى الاريكه.

راقب يدها البيضاء الناعمه و التي تحولت إلى ورديه و هي تقبض بشده على الزجاجه حتى تكاد تكسرها من التوتر.
آدم بصوته الرجولي الجذاب:"قلتي ايه؟.
وضعت الزجاجة فوق المنضده امامها ثم شبكت يديها بتوتر قالت:"انت عارف اني من عيله على قد حالها، كل اللي حواليا شايفين اني لازم أوافق عشان انت غني و معاك فلوس و حتعيشني زي الملكات و حبقى من عيله الحديدي المشهوره".تغيرت نبره صوتها التي اكتسحها بعض الحزن و هي تتابع:"بس انا مش عاوزه كل داه، انا متجراتش اصلا احلم اني اتجوز راجل زيك، لو قلتلك اني مش طمعانه في فلوسك و لا عاوزه حاجه منك اكيد مش حتصدقني و لا الناس كمان حتصدقني انا حاسه اني محتاره و ضايعه، خايفه أوافق و اندم و خايفه ارفض كمان اندم".

احتضتها ادم و هو يربت على على ظهرها لتهدأ و هو يهمس لها:" انا فاهم إحساسك كويس جدا و متأكد انك انسانه نقيه و بريئه و آخر همك المظاهر و الفلوس و يمكن دي من أكثر الحاجات اللي شدتني ليكي و خلتني اختارك من كل بنات الدنيا،وافقي يا ياسمين،يمكن انا اللي محتاجلك اكثر ما انت محتاجانى ".
هزت ياسمين راسها موافقه دون وعي منهاوهي تشعر و كأنها في عالم اخر و هي بين ذراعيه

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

نزلت رنا الدرج لتجد عائلتها مجتمعه على طاوله الفطور، تاففت بانزعاج عندما سمعت والدتها تتحدث عن تحضيرات زواج ياسمين.
فمنذ ان هاتفتهم خالتها و أخبرتهم بأن صهرهم اتفق مع ياسمين أقامه الزفاف اخر هذا الشهر ووالدتها لاتنفك على التلميح بالاسراع في أقامه زفافها هي أيضا، جلست رنا في مكانها وسكبت فنجانا من القهوه و بدأت تترشفه ببطئ.
رجاء و هي تنظر لابنتها بسخريه:"والله شاطره ياسمين اول ماجلها العريس اللي بتحلم بيه راحت تتجوز على طول ومضيعتش وقتها في خطوبات وكلام فارغ".
تنحنحت رنا قليلا وهي تضع فنجان القهوه من يدها وقالت بتردد:"يا ماما انا وزاهر متفقين اننا نتجوز بعد ما اخلص جامعتي".
صاحت الام بنفاذ صبر:"وليه متتجوزيش وتكملي جامعتك في بيته و بعدين زاهر بيحبك و هو نفسه في الجواز النهارده قبل بكره انت بس اللي بتتلككي كل مره بحجه لغايه محتضيعيه من ايدك ما انا عارفاكي خايبه، داه دكتور جراح، وسيم و غني و من عيله معروفه ومحترمه عمرك محتلاقي زيه، بكره تندمي على اللي انت بتعمليه معاه".
تاففت رنا وهي تشعر بالاختناق من أسلوب والدتها المتعالي فهي لاتهتم سوى بالمال والثروه:" وهو بقى كان اشتكالك".
الام بسخريه:" لا ياختي هو ماشتكاش بس كلنا شايفينك ازاي بتعامليه داه انت بتخرجي معاه مره كل شهرين تروحوا تتعشوا برا يادوب ساعه وترجعي، هو عشان انسان محترم ومتفهم ساكت مش بيضغط عليكي بس بكره حيزهق و يسيبك، و في الف بنت غيرك بتستنى اشاره منه".نظرت الام إلى زوجها الذي يتناول فطوره دون مبالاه وقالت بغيظ:" ماتقلك كلمه يارفعت، البنت حتضيع خطيبها من ايدها بأسلوبها الجاف معاه".
مسح رفعت جانبي فمه بالمنديل ثم قال بصوت هادئ:" ماتسيبي البنت يا رجاء كل مابتشوفيها تتديها الكلمتين دول، هي حره لو بتحبه حتكمل معاه و لو مش عايزاه تسيبه هي لسه صغيره دي بنتي الوحيده و انا مش حجبرها على حاجه، سيبيها متضغطيش عليها".
أنهى رفعت كلماته ثم نهض وقبل رنا من جبينها وهو يبتسم مطمئنا لها فهو لم يكن من النوع الصارم من الآباء،بل لطالما كان رجلا متفهما يساند أبناءه ويترك لهم المجال لاتخاذ قراراتهم الشخصيه بحريه تامه خاصه في ما يتلق بالزواج او الدراسه لذلك لم يضغط على رنا عندما وافقت على خطوبتها من زاهر.
أدارت رجاء وجهها للجهه الأخرى بغضب من عدم مسانده زوجها لها فهي دائما تتهمه بالسلبيه وعدم حرصه على مصلحه أولاده مثلها.
.
.............................
عند ادم
جلس ادم كعادته وراء مكتبه يراجع بعض الأوراق الخاصه بمشروع جديد.فرك عينيه بارهاق شديد فمنذ ايام عديده لم يذق طعم النوم الا ساعه او ساعتين تتخللها كوابيس.
مازال اسبوعان على موعد زفافه، ابتسم بخفه عندما تذكر وجه جنيته الصغيره كما أسماها، لقد اشتاق إليها كثيرا ففي الاونه الاخيره أصبح يستدعيها إلى مكتبه كل يوم لتناول طعام الغداء معا،والتحدث في مواضيع عديده في محاوله للتعرف على بعضهما، لاينكر إعجابه الشديد بجمالها الاخاذ رغم ملابسها المحتشمه و البسيطه،و تعلقه بشخصيتها المرحه و البريئه فهذا مايحتاجه رجل قاسى انواع الظلم و الحرمان في حياته. اغمض عينيه بألم ليرى ذكريات طفولته القاسيه
Flash back
طرق ادم باب مكتب مديره الدار لتستقبله بابتسامه زائفه تعجب لها ادم/سيف كثيرا، نظر أمامه ليجد رجلا و معه امراه تبدو في الثلاثين من عمرها، كانا يحدقان به و على وجهيهما ابتسامه صادقه.
مديره الدار:" تعالى ياسيف يا حبيبي داه انكل ماجد و دي طنط دولت دول حيبقوا ماما و بابا الجداد".
جلس سيف على الكرسي امامها دون أن يجيبها.
ضحكت مديره الدار بسماجه قبل أن تقول:"سيف طبيعته كداه مبيتكلمش كثير بس هو ذكي جدا على فكره دي حتى علاماته كويسه جدا انتوا تقدروا تطلعوا عليها في الملف بتاعه،بس زي ماحكيت لحضراتكوا هو حصلت معاه ظروف كداه خلته طفل غير مرح مش زي الاولاد اللي في سنه".
دولت بابتسامه لطيفه:"من الناحيه دي متقلقيش احنا حنعمل اللازم. اول محناخذوا حنعرضه على دكتور نفسي و اكيد حيرجع زي الاول انا بصراحه من اول ماشفت الملف بتاعه و اتحمست جدا و حبيت اتبناه".
بعد انهاء الإجراءات القانونيه لتبني سيف،الذي تغير اسمه ليصبح ادم ماجد الحديدي. دخل ادم بيته الجديد ليبدا حياه جديده مختلفه عن حياه الميتم الذي كان يعيش فيه بعد وفاه والديه في حادث سياره نجا منه ادم بصعوبه مخلفا له تشوها كبيرا في ظهره جعل منه محل سخريه و تنمر من قبل زملائه في المدرسه و الميتم. ورغم انه عاش حياه مرفهه في منزل ماجد الا لم ينعم بعطف وحنان الوالدين. فدولت لم تكن تهتم سوي بمكانتها الاجتماعيه، اما ماجد فكان لايرى سوى شركاته و اعماله،ولم يكن ادم بالنسبه له سوى وسيله لاستمرار امبراطوريته
التي اسسها.
End flash back
عاد آدم إلى واقعه و هو يفكر في أيامه القادمه مع ياسمين، تنهد وهو يردد إسمها بين شفتيه كأنه يتذوقه بمهل، أشعل إحدى سجائره الفاخره يدخنها بشراهه و يتأمل دخانها و هو يتخيل بعض الوجوه بينها. وجه والده بالتبني ماجد الحديدي، رجل قاس لايهتم سوى بالثروه و النفوذ، ورث عنه ادم عده صفات كالبرود و الصرامه و القسوه، نفث نفسا اخرا ليظهر وجه دولت هانم، سيده غنيه من عائله ارستقراطيه، لاتهتم سوى بمظهرها أمام المجتمع، اما ابنه عمه سهى تلك الفتاه التافهه التي لطالما تقربت من والدته لتتمكن من الزواج من ادم، ابتسم بتلقائيه عندما ظهر وجه ياسمين الطفولي لينتشله من ماضيه القاسي و حياته الشبيهه بنفق مظلم.
.
............................
في النادي
في قاعه الرياضه تجلس سهى مع صديقتها راندا على إحدى الكراسي لاستراحه بعد قيامهما بتمارينها الرياضيه.
قالت راندا وهي تعطي لسهى إحدى المناشف:"بقولك ياسهى انا امبارح جورج كلمني و قالي انه جاب مجموعه فساتين جديده من Paris متيجي نروح نختار منها قبل مينزلها في البوتيك بتاعه". تاففت سهى بضيق وهي تنشف وجهها ورقبتها ثم اجابت:"مليش مزاج اروح اي حته وبعدين موديلات الفساتين لي بيجيبها جورج مبقتش الستايل بتاعي".
هزت راندا حاجبيها بتعجب هي تقول:"انت بقالك فتره ملكيش مزاج لأي حاجه، من يوم ما ادم قرر يتجوز البنت الفقيره و انت.. ".
قاطعتها الأخرى يغضب:"راندا بقلك ايه قفلي على السيره دي، ادم مستحيل يتجوز غيري دي حته بنت عجبته حيتسلى بيها يومين و يرميها، انا الوحيده اللي اليق بادم الحديدي ومش حخلي واحده ثانيه تسرقه مني ابدا".
اكملت سهى كلامها ثم اخذت هاتفها لترد على اتصال غاده.
:" الو،انت فين؟ طيب بقولك ايه استنيتي هناك انا نصف ساعه و اكون عندك يلا باي".
تساءلت راندا و هي ترى الابتسامه الخبيثه على ثغر صديقتها:" مين دي يا سوسو؟ ".
اجابتها سهى:" دي صاحبه البنت الشرشوحه اللي ادم ناوي يتزوجها، بس على ما اظن هي كمان مش عاوزه الجوازه دي تتم، تصوري هي لحقتني لما كنت طالعه من الشركه اخر مره واتفقت معاها نتقابل، انا رايحه اشوفها يمكن استفيد منها بحاجه، حكلمك بعدين، تشاو دلوقتي".
أشارت لها بيدها راندا دون مبالاه وهي تتمتم بشماته داخلها:" هو دا ادم اللي شايفه نفسك علينا بيه، ادم حيتجوزني، ادم حيعملي... اهو طلع مش معبرك اصلا تستاهلي، اصلا معاه حق البنت الي اختارها حلوه اوي بصراحه، هو كان اسمها ايه.... اسمها ايه... اما شوف الموبايل هما كانوا منزلين
خبر الجواز في موقع.... .".
بعد ساعه، في مقهى فاخر تجلس سهى بتكبر كعادتها و امامها غاده التي ترتشف كأس العصير.
-" انت قلتيلي انك صاحبه ياسمين مش كده؟ ".
-" اه احنا بندرس مع بعض اداره الأعمال؟ ".
-" طيب انت عاوزه تساعديني اني ابعدها على آدم إزاي و انت صاحبتها؟ ".
-" تقدري تقولي اني مبكرهش حد في حياتي قد ياسمين. اي حاجه بحبها بتيجي هي و تأخذها مني بسهوله، حتى الإنسان الوحيد اللي أعجبت بيه كان المعيد بتاعنا السنه اللي فاتت طلع معجب بالست ياسمين، حتى آدم باشا طلع بيحبها و عاوز يتجوزها".
صرخت سهى بغضب:" متقوليش يتجوزها انا مستحيل حسمح بكده،انت دلوقتي تحكيلي كل اللي تعرفيه عنها، اكيد في ثغره حستغلها عشان ارميها من حياه ادم كلها".ضحكت باستهزاء قبل أن تكمل:" قال يتزوجها قال...دي اكيد بتحلم". 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

في فيلا فخمه تقع في إحدى الأحياء الراقيه يجلس زاهر على حافه سريره يتصفح حاسوبه باهتمام حتى ظهرت أمامه صوره حبيبته و خطيبته رنا.
ابتسم بشرود عندما تذكر أجمل يوم في حياته،
يوم التقى برنا منذ اكثر من ثمانيه اشهر في مكتب والدتها الدكتوره رجاء رئيسه قسم الأطفال في المستشفى الخاص الذي يمتلكه زاهر مجدي.

**فلاش باك**
في صباح ذلك اليوم كان زاهر يقوم بجولاته التفقديه لجميع أقسام المستشفى، عندما وصل لقسم الأطفال قرر الذهاب إلى مكتب رئيسه القسم لأخذ بعض الملفات.
طرق زاهر الباب ثم دخل بعد أن اذنت له بالدخول.
رحبت به الدكتوره رجاء وهي تبتسم:"صباح النور يا دكتور اتفضل حضرتك".
جلس زاهر على الكرسي المقابل للمكتب ثم قال:"ميرسي يادكتوره انا كنت جاي عشان عاوز ملفات المرضى اللي عملياتهم متاجله عشان...".

توقف زاهر عن الحديث عندما سمع صوتا انثويا ناعما وراءه، التفت إلى الباب ليجد فتاه رائعه الجمال تبدو في اوائل العشرينات ذات وجه دائري ابيض مشرأب بحمره خفيفه و شعر اسود حريري يصل إلى أسفل كتفيها و عيون زرقاء تشع مرحا.
شعر زاهر و كأنه في عالم اخر منفصل عن واقعه و هو يرى هذه الحوريه تتمايل بدلال و هي تتجه إلى والدتها لتقبلها على خدها و هي تقول بصوت ناعم و كأنه موسيقى عذبه:"مامي، انا جيت علشان اسلم عليكي قبل ما اسافر عند تيته اصل قمت الصبح ملقيتكش."
تنحنحت رجاء بخجل و هي تبعد ابنتها عنها برفق:"معلش يا دكتور اصل رنا دايما مندفعه كده و مبتاخدش بالها،رنا دا دكتور زاهر دا صاحب المستشفى، و دي بنتي رنا اخر سنه كليه اداره اعمال".
ابتسم زاهر و هو يمد يده ليصافحها قائلا:"تشرفنا يا آنسه رنا".
اومأت رنا بصوت منخفض:"اهلا يا دكتور". ثم التفت إلى والدتها بسرعه و هي تقول:" انا رايحه يا مامي، و لما اوصل حكلمك".
احست رجاء بالضيق بسبب تصرف ابنتها اللامبالي مع شخص كالدكتور زاهر، اما هو فبقي ينظر في اثرها و على ثغره ابتسامه بلهاء فهذه اول مره في حياته يتعرف على فتاه و لا تعيره اهتماما،فلطالما اعتاد على ملاحقه الفتيات له و الاعجاب به دون أدنى مجهود منه، فهو الشاب الوسيم و الثري.
بعد ذلك اليوم بأسبوع طلب يدها من والدتها و اقاما حفل خطوبه ضخم بعد شهر.

**نهايه الفلاش باك**

استلقى زاهر على فراشه و اغمض عينيه بتعب، يشعر بالاختناق و الحيره، فالفتاه الوحيده التي يعشقها لاتبادله نفس المشاعر، كل تصرفاتها توحي بذلك، لم تتصل به يوما و تخبره انها تحبه او تشتاق له، لم تطلب منه و لا مره ان يخرجا سويا و يقضيا بعض الوقت كأي حبيبين.مشاعرها بارده، واجاباتها مختصره، تتعامل معه و كأنه واجب تقوم به.

كل من حوله يشعرونه بعدم أهميته بالنسبه لها الجميع يطلب منه تركها و البحث عن فتاه اخرى تقدر حبه و اهتمامه، لطالما رأى نظرات الشفقه في عيني والدته و اخته أروى،حتى صديقه آدم لطالما نصحه بالابتعاد عنها، لكنهم لايدركون و لايفهمون... قلبه الذي تعلق بها و أصبح لايرى سواها، هي الوحيده التي يريدها، كل شيئ فيها يثيره بجنون، كم يريد ان يتذوق شفتيها الكرزيتين اللتين تذهبان بعقله كلما تكلمت، كم يرغب باحتضان جسدها الناعم الطري و سحقه تحت جسده الضخم و ان يدفن وجهه في خصلات شعرها الفاحم.
يعلم انها وافقت بسبب ضغط امها، لم تكن تهمه الأسباب، كل مايهمه انها ستصبح له.
تذكر كيف كان يغدق عليها بالهدايا الباهضه بدون مناسبه، آخرها خاتم الماس مصمم على يد احد أشهر مصممي المجوهرات في لندن،
لم يكن ينتظر شكرا منها بل يريد اهتمامها. كل ليله و هو يفكر كيف ينال حبها ماذا عساه ان يفعل كي تحس بقلبه المتألم قلبه الذي سرقته منذ اول يوم رآها، عيناها الزرقاء الفاتنه ألقت عليه لعنه ابديه جعلته غارقا في بحرها،
يشعر انه متعب بل منهك لانه يتمسك بحب لا أمل منه،عشق أصابه دون أن يدري، لطالما كان الرجل الرزين صاحب الشخصيه القويه، هادئ و وواثق من قراراته، حياته المنظمه كالساعه تبعثرت فجاه على يد طفله تصغره باكثر من عشر سنوات.
مسح زاهر وجهه بضيق ثم استقام يرتدي جاكت بدلته السوداء، اخذ مفاتيح سيارته ليغادر الفيلا و قد عزم على أمر ما.
مساءََ في قصر الحديدي******************
دخل ادم بوابه القصر بسيارته الفاخره تتبعه سيارات الحراسه الخاصه به اضافه إلى عشرات الحراس المنتشرين في جميع أنحاء القصر المليئ بأحدث اجهزه المراقبه فشخص ناجح مثله يمتلك العديد من الاعداء عليه الاحتياط دائما حتى أنه عين حراسا لحمايه ياسمين و عائلتها.
دخل ادم القصر ليصل إلى مسمعه ضحكات انثويه مختلفه، فيبدو أن والدته لديها ضيوف.لم يابه بهم بل توجه إلى الدرج لينتبه الى صوت إبنه عمه وهي تناديه بصوتها البغيض بالنسبه له،اتجهت نحوه سهى بضيق مصطنع و هي تقول:"اخص عليك يا دومي، كل المده دي متسألش عليا مع انك كنت مزعلني منك".
اجابها آدم و هو يحاول جمع كل ذره صبر لديه:" ازيك يا سهى اخبارك ايه".
اقتربت منه تقبله على خده و هي تقول:"وحشتني اوي و سمعت انك حتتجوز عشان كده جيت انا و مامي عشان نباركلك هي جوا في الصالون تعال عشان تشوفك قبل مانمشي".
جذبته من كفه متجاهله اعتراضه وهي تنادي بصوت عال :"مامي آدم جيه".
رحبت به والده سهى محاوله إخفاء ملامح الامتعاض و الحقد من وجهها:"اهلا يا حبيبي ازيك، اخبارك ايه".
أجاب آدم بفتور وهو مازال واقفا:" ازيك انت يا صفيه هانم".
صفيه هي تضع قدمها فوق الاخرى بتعال:" الحمد لله، سمعت انك حتتجوز، مبروك و لو انها مش من مقام العيله".
تافف آدم بصوت خافت:"الله يبارك فيكي، عقبال متفرحي بسهي يا مرات عمي. عن اذنكم عشان تعبان و عايز أستريح".
إستدار آدم ليتوجه إلى غرفته و هو يتمتم بغضب كم أراد أن يعود و يطرد هذه المراه المتكبره و ابنتها الملتصقين بعائلته كالغراء.
اما سهى فقد إلتفتت إلى أمها تأنبها بغضب:"انت ايه اللي عملتيه داه كده آدم زعل مش إحنا إتفقنا نكسب وده لغايته مانوصل للي إحنا عاوزينه".
ردت صفيه بينما تاخذ فنجان القهوه من فوق المائده:"مقدرتش اتمالك نفسي عشان الحكايه لسه مش داخله دماغي، هي يعني البنات خلصت علشان يجيب بنت من حاره شعبيه و يدخلها عيلتنا". إلتفتت إلى دولت التي كانت تصر أسنانها غضبا مما فعله آدم و اكملت بخبث:" بصراحه يا دوللي انا لو منك ماسمحش بكده خاص، بكره حتقولي ايه لما الناس تسألك مين هي مرات ابنك الوحيد".
انتفضت دولت من مكانها و هي تفكر في مكانتها الاجتماعيه التي لطالما حافظت عليها امام مجتمعها المخملي.ثم قالت بصوت جدي:"طبعا انا لايمكن أوافق على حاجه زي دي، إبني الوحيد مش حيتجوز غير بنت من مستواه".
نظرت صفيه إلى ابنتها سهى و هي تغمز بعينيها خفيه و على وجههما ابتسامه نصر بعد تاكدهما من كسب حليف جديد لخطتهما.
في منزل ياسمين**********************
رامي بصراخ:"يا ماما فين الكاميرا الي جبتها امبارح انا كنت حاططها فوق السرير".
اجابته سلوى من المطبخ:" مش عارفه دور كويس يمكن ياسمين حطتها هنا و الا هناك".
صاح رامي و هو يتجه إلى غرفه ياسمين :"هو عشان آدم هو اللي اشترالي الكاميرا تقومي تاخديها".
سحبت ياسمين الهاتف من اذنها وهي تضغط عليه محاوله إخفاء صوت أخيها المزعج و هي تقول بصوت منخفض:" شش،وطي صوتك يا بني آدم انت. انا حطيتها في الدولاب بتاعك فوق".
أشار لها رامي بيده بمعنى سنتكلم لاحقا ثم أغلق الباب و خرج.
عادت إلى الهاتف تضعه على اذنها ليصلها صوت آدم الضاحك:"بقى انت سرقتي الكاميرا بتاعته".
اجابته باندفاع:"لالا انا حطيتها في الدولاب اصل ماما قالتلي انها غاليه اوي و هو كان راميها عالسرير و انا عارفه رامي داه اي حاجه بيبوزها في يومين".
اغمض ادم عينيه و هو يستمع إلى صوتها الناعم يتخيلها أمامه ثم قال:"و لا يهمك خليه بس يعمل اللي هو عاوزه".
ردت ياسمين بعتاب:"بس كده انت بتدلعه، لاب و كاميرا و كمان وعدته بعربيه لما ياخذ الثانويه العامه".
ضحك بقهقه قبل أن يجيبها:" انت غيرانه بقى، طب قوليلي انت عاوزه ايه و انا انفذ حالا".
اجابته مسرعه كعادتها:"لالا انا مش عاوزه حاجه".
ابتسم أدم و هو يهتف بخبث:"بس انا عاوز يا ياسمينتي".
فكرت قليلا قبل أن تساله:" قلي عاوز ايه؟ ".
ردد ادم و قد تسارعت أنفاسه :" قوليلي بحبك يا آدم". 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

في شقه راقيه تتكون من طابقين تحتوي على اثاث فخم و عصري يدل على ثراء صاحبها، يجلس صفوان الجندي على الاريكه العريضه التي تتوسط الصاله.
نفث دخان سيجاره الكوبي وهو يقلب مجموعه من الصور أمامه.
وضع السيجار في المنفضه الزجاجيه ثم اخذ إحدى الصور بين يديه يتاملها،و هو يقول للرجل الواقف أمامه :"هي دي خطيبه آدم الحديدي؟".
اجابه الرجل باحترام:"ايوا يا باشا هي دي".
همهم صفوان ثم سأله ثانيه:"إسمها ايه و بنت مين؟".
الرجل:"اسمها ياسمين احمد يا باشا و هي بنت فقيره من حي شعبي،ساكنه هي و امها و اخوها، ابوها متوفي. بس خالتها دكتوره و متجوزه واحد غني، الملف الي مع الصور فيه كل التفاصيل عنها و عن عيليتها".
أنهى الرجل كلامه ثم غادر بهدوء بعد أن أشار له بالانصراف،أمسك صفوان بسيجاره ثانيه ثم اخذ صوره اخرى تظهر فيها ياسمين في مدخل شركه الحديدي، ابتسم قائلا بخبث:"عرفت تنقي يا ابن الحديدي، البنت جامده قوي بصراحه، مممم الظاهر الغبيه بنت عمك معرفتش توقعك، بس لازم نعمل الواجب معاك ما احنا عشره بردو".ثم ختم كلامه بضحكه طويله.3
في إحدى المحلات الراقيه لبيع فساتين العرائس تجلس ياسمين على إحدى الارائك تتنهد بتعب و بجانبها رنا تضع يدها على فمها لتكتم ضحكتها.
زمت شفتيها بعبوس قائله:" ما تضحكي يا حبيبتي حابساها ليه، بقالي ساعتين بقيس فساتين و هو مش عاجبه و لا فستان قال ايه داه عريان و داه ضيق و داه مش عارفه ايه انا زهقت يا رنا".
انطلقت ضحكات رنا المرحه و هي تقذفها بالوساده و هي تقول:"دا بيغير عليكي يا قمر".
أمسكت ياسمين الوساده بين يديها تضغط عليها بقوه و هي تقول:"احنا في الفتره الاخيره تقربنا اوي من بعض و انا عرفت عنه شويه حاجات من بينها انه مبيحبش حد يعارضه او يقله لا، هو متعود يتحكم في الي حواليه و انا بصراحه بقيت خايفه. تصوري انه رفض اجيب اي هدوم من بتاعتي القديمه او اشتري اي حاجه جديده، داه اختار كل لبسي من دون ماياخذ رأيي حتى".1
ضحكت رنا بخفه و هي تقول:" اه انا لاحظت داه بردو انت فاكره الاسبوع اللي فات لما طلعتيلو المكتب و نزلت بهدوم ثانيه، انا كنت فاكره انك دلقتي عليها عصير او قهوه".
اومات ياسمين مؤيده:" لا يا ستي الاستاذ قالي لبسك قصير مع اني كنت لابسه لبس الشغل، الجيب و القميص ... اوووف بصراحه انا زهقت انا حختار اي فستان و خلاص".

رنا و هي تربت على كتفها محاوله تهدئتها:" آدم بيحبك يا ياسمين داه حجز المحل كله علشان تاخدي راحتك و انت بتنقي الفستان، هو بس بيغير عليكي و داه شي طبيعي لأي راجل متقلقيش بكره حتتعودي عليه اهدي كده و خلينا نشوفوا راح فين مع صاحبه المعرض". اكملت رنا حديثها مستدركه:" شفتيها ازي بتجري ورا آدم بتحاول ترضيه باي شكل دي وشها جاب الوان لما زعقلها و قلها ان فساتينها زباله و يشبهوا بدل الرقص".
اندفعت ياسمين تقول باصرار:" شفتي مش قلتلك مش عاجبه العجب مع ان الفساتين حلوه و المحل راقي اوي".

-" يا حبيبتي انت حتبقي مدام الحديدي يعني لازم تلبسي احلى فستان داه حيبقى فرح عالمي و الانظار كلها متسلطه عليكي".

سكتت رنا و هي تشير بحاجبيها إلى الدرج حيث ينزل آدم بخطوات واثقه تتبعه صاحبه المحل و هي تحمل احد الأكياس، مدته لياسمين و هي ترسم ابتسامه خفيفه على وجهها المليئ بمساحيق التجميل:" اتفضلي يا انسه دا آدم باشا اختاره بنفسه عشانك، داه فستان من لا collections اللي واصله الاسبوع داه من italy' اتمنى يعجبك".
اومات لها بايجاب ثم حملت الفستان متجهه لإحدى غرف المخصصه لقيس الملابس حيث مكثت عده دقائق قبل تخرج بخطى بطيئه.
أطلت ياسمين بفستانها الرقيق فبدت كاحدى الاميرات
شهقت رنا وهي تضع يدها على فمها قبل أن تهمس باعجاب واضح:" واو so amazing "2
شهقت رنا وهي تضع يدها على فمها قبل أن تهمس باعجاب واضح:" واو so amazing ".
نظرت ياسمين بتوجس لادم الذي بدا وجهه جامدا لا يظهر عليه أي تعابير، فقط كان يرتشف قهوته ببرود يتلف الأعصاب جعلها تسأله بتردد:"إيه رأيك؟".
اجابها دون مبالاه:"حلو بس عريان شويه، خلينا نشوف غيره".
صاحت ياسمين بقله صبر و هي تضرب الأرض بقدمها كفتاه صغيره:" انا عاجبني الفستان داه و هو شكله حلو و محتشم انت بس الي بتلكك".
التفت آدم إلى رنا و صاحبه المحل قائلا بلهجه آمره:"سيبونا لوحدنا شويه:".
غادرت رنا و هي تلتفت بين الحين و الاخر ورائها تراقب آدم الذي تقدم بخطوات بطيئه ليقف أمام ياسمين التي كانت تقف أمامه بخوف و خجل و تعض شفتيها بتوتر،احنى راسه ليصل إلى مستواها ليرفع ذقنها بسبابته و ينظر في عمق عينيها الرماديتين و هو يقول بصوت واثق:" آخر مره صوتك يعلى و انا موجود، و الفستان داه يتغير".
تراجعت ياسمين للوراء بخطواتها و هي تقول بتحدي زائف:"بس انا عاجبني الفستان و مش عاوزه غيره".
هز آدم راسه بنفاذ صبر عناد هذه الطفله الصغيره التي تقف أمامه قائلا من تحت اسنانه:"انت عاوزه الناس تشوفك بالفستان العريان داه".
نفت ياسمين براسها و رمشت بعينيها عده مرات لتمنع دموعها العالقه في أهدابها من النزول:"يا آدم الفستان عادي و الله و بعدين ما تنساش الطرحه حتغطيه كله". اقتربت منه بدلال واضعه يدها على كتفه و هي تقف على رؤوس اصابعها محاوله تقليص فرق الطول الواضح بينهما قائله بهمس:"و حياتي عندك يا آدم انا عاجبني الفستان اوي و حجرب الطرحه و لو مقتنعتش نغيره".
جذبها آدم من خصرها يرفعها اليه و عينيه السوداء التي ازدادت قتامه تجول على كامل وجهها الفاتن ليقول بصوت دافئ و أنفاسه تحرق وجهها:"انت لازم تعرفي انك بقيتي ملكي يا ياسمين و انا مبحبش حد يبص على املاكي".
تململت ياسمين بين ذراعيه بألم عندما احست به يغرس اصابعه في خصرها و يجذبها اكثر اليه بتملك وضعت يديها الصغيره الناعمه و هي تقول:"آدم ارجوك انت بتوجعني، ابعد شويه".
و كان كلماتها الاخيره جعلت آدم يفقد السيطره على نفسه ليزمجر بغضب و هو يشدها اليه اكثر بينما يده الأخرى تثبت راسها من خلف و هو يقول كالمجنون
:"مستحيل ابعد عنك او اسيبك، انت ليا لوحدي، مش حخليكي تبعدي عني زيهم، انت فاهمه".
شرارات الغضب التي انبعثت من عينيه جعلتها ترتجف رعبا فهذه اول مره تراه غاضبا لهذه الدرجه. لم يكن الأمر يستحق كل هذا الانفعال و الغضب لقد بدا متمسكا بها كطفل صغير يخاف ان يفقد امه، خصلات من شعره الفاحم سقطت على جبينه و هو يميل براسه ليسنده على كتفها و يحضتنها بنعومه و قد تحولت لمساته القاسيه إلى اخرى حنونه.6
وضعت ياسمين يدها على ظهره تربت عليه محاوله تهدأته بينما دموعها تتسابق على وجنتيها الناعمتين.

مساءََ و أمام منزل السيد رفعت، يستند زاهر بجسده العريض على باب سيارته ينظر لباب المنزل الذي انفتح فجأه لتخرج منه حبيبته و معذبته رنا،تاملها بنظرات شغوفه مليئه بالحب،جميله كعادتها بجسدها الرشيق الذي اذهب عقله منذ اول مره رآها فيها.
كانت ترتدي فستانا ازرق يصل إلى تحت ركبتيها و حذاء رياضي ابيض بخطوط زرقاء، ابتسم و هو يقترب منه ليأخذ يدها الرقيقه بين كفه الكبير و يلثمها بقبله دافئه جعلتها تبتسم بخجل، حتى ابتسامتها المصطنعه التي كانت تجود بها عليه من حين إلى آخر تجعل قلبه يتراقص طربا. فتح لها باب السياره لتدخل بصمت، استندت على المقعد و هي تراقبه يلتف حول السياره و يدخل من الباب الاخر، تنهدت بيأس و هي تحس بغصه في حلقها،
زاهر الرجل الوحيد بعد والدها الذي اغدقها من الحب و الدلال، يسعى بكل الطرق لارضائها دون مقابل.تعلم جيدا انها لا تستحقه،لكنها لا تستطيع أن تحبه او ان تتركه،تحاول أن تتاقلم مع وجوده حولها،هي لم تخنه بقلبها و لا بعقلها،و لكنها تقابل اهتمامه و احتوائه بنفور واضح،افاقت من شرودها على لمساته الرقيقه و هو يضغط على كفها بنعومه قائلا:"مالك يا رنا سرحانه في ايه، بقالي ساعه بنادي عليكي ".
رنا بصوت بارد-:"و لا حاجه بفكر حنروح فين".
اجابها بلهفه:"حنتعشى مع بعض في مطعم جديد لسه فاتح من كام يوم اكله تحفه اكيد حيعجبك".
ردت رنا متجاهله نبره الحماس التي غلفت صوته:"ياريت منطولش عشان انا تعبانه، النهارده رحت مع ياسمين عشان تختار فستان الفرح".
قبض زاهر المقود بغضب قائلا بسخريه:" يعني طول النهار مع ياسمين و انا بقالي اسبوع مشفتكيش".
مطت شفتيها بضجر و هي تجيب دون مبالاه:"لما يكمل الفرح حنخرج زي ما انت عايز".
تابع زاهر بنفس النبره الساخره:" لا كثر خيرك يا ست رنا، طبعا صاحبتك أولى اما انا اولع بغاز وسخ".
التفت رنا تهز حاجبيها باستغراب من غضبه المفاجئ :" انت بتكلمني كده ليه".
ضرب الاخر مقود السياره وهو يصيح بغضب:"عشان زهقت و قرفت، لحد امتى و انا بشحت منك شويه حب و اهتمام على الاقل قدري اللي بعمله عشانك، انا جربت كل الطرق عشان اكسب حبك عاوزني اعمل ايه تاني".
أنهى كلامه و هو يوقف السياره على ناصيه الشارع و هو يتابع :" قوليلي انت عاوزه ايه لحد امتى حتفضلي تعذبي فيا كده انت مش حاسه بيا ليه، يا رنا انا بحبك اوي لدرجه اني عامل نفسي غبي و مش واخذ يالي انك مش طايقاني، ثمان شهور و انا مستني اللحظه التي تيجي فيها و تقوليلي حتى انك معجبه بيا، لما بتكوني معايا ببقى حاسس انك بتعدي الثواني عشان تخلصي مني، كل اللي حوالينا ملاحظين الا انا مش عارف قلبي الغبي لسه متعلق بيكي ليه مع انه مشافشي منك غير الذل و العذاب".

اكمل كلامه و هو يستند على المقعد يلتقط أنفاسه اللاهثه من شده التأثر اغمض عينيه وهو يسالها بصوت جاهد ان يكون طبيعيا:" هو انت بتحبي حد ثاني؟ ".
جمدت الحروف بين شفتيها، لم تكن تتوقع انفجاره كهذا، ماذا ستجيبه هل تنفي و تجعل قلبه يتعلق بها اكثر ام تأكد ظنه لتحرق قلبه و مشاعره ،ظلت أفكارها تتصارع في عقلها دون اجابه.طال صمتها ليضحك رامز بألم و هو يستدير بالسياره إلى وجهه اخرى.
بعد نصف ساعه ركن السياره أسفل إحدى المباني الراقيه، ثم أشار لها براسه ان تنزل،تبعته بشرود دون أن تلاحظ قسمات وجهه التي تغيرت، بريق عينيه المشبعه الحب تحولت إلى اخرى مبهمه، لا مباليه، جامده، بارده،
تساءلت و هي تراه يدخل إحدى الشقق:"احنا فين؟".
لم تلاحظ ابتسامته الساخره و هو يوصد الباب ورائها و يضعزالمفاتيح في جيب بنطاله.
-"دي شقتي، باجي هنا احيانا عشان اريح دماغي".
شهقه خرجت من فمها عندما جذبها من معصمها يجرها ورائه بعنف لم تعتده منه حاولت أن تتكلم ليسكتها قائلا و هو يشير إلى صورها التي كانت تملأ جدران الشقه باحجام مختلفه:"شفتي انت معايا في كل حته". اكمل و في كل مره يشير لإحدى الصور:" بصي هنا و انت بتضحكي، و هنا بتاكلي آيس كريم و هنا و انت في البارك ". توقف فجأه و هو يقترب منها ليحاصر جسدها إلى الحائط و هو يهمس أمام وجهها
:"هو احسن مني في ايه عشان تحبيه".
فتحت عينيها على مصراعيها عندما ادخلها بعنف إلى إحدى الغرف و يرميها بقوه على السرير،رمشت باهدابها غير مصدقه و هي تراه يقترب منها فاتحا ازرار قميصه ثم يرميه بعصبيه على الأرض ليصبح جسده العلوي عاريا لتصرخ بجنون و هي تستوعب انها لا تحلم فمن امامها ليس زاهر الذي تعرفه بل رجل آخر تراه لأول مره، شعرت باختناقها و هي تتلوى تحته تركله بساقيها محاوله إبعاده دون فائده،ضم يديها معا فوق راسها بيد واحده فيما امتدت يده الأخرى إلى فستانها يشقه نصفين و يرميه بعيدا و هو يجول بنظره على جسدها العاري الذي لا يغطيه سوى ملابسها الداخليه ارتعشت بعنف قائله بصوت مختنق بدموعها:"ارجوك يا زاهر، فوق انا رنا... رنا حبيبتك... ارجوك سيبني".
صاح زاهر بجنون وقد احمرت عينيه و فقد السيطره على افعاله:"عارف انت مين، انت اللي ذلتيني و خليتني بجري وراكي زي العيل الصغير، بس خلاص جا وقت الحساب، حخليكي تبوسي جزمتي عشان ارضى عنك، زاهر بتاع زمان انتهى".1

نفت رنا براسها و هي تحاول استعطافه:" ارجوك يا زاهر متعملش كده انت حتخليني اكرهك".
زاهر بابتسامه خبيثه:"ما انت كده كده بتكرهيني، ايه الجديد، و بعدين متخافيش اوعدك حبقى حنين" 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

كانت رنا في حاله يرثى لها حاولت بكل الطرق الفكاك من قبضته تاره تركله بساقيها و تاره تترجاه، اما هو فقد كان كالمغيب عن الواقع، لايرى أمامه سوى فكره الانتقام منها، ترك يديها مبتعدا عنها لتتنفس رنا بارتياح، ثم تقول له بصوت متقطع:"ارجوك يا زاهر رجعني.... البيت انا مش حقول..... لأي حد عن..... الي حصل".

جذبت الملاءه من تحتها بيدين مرتعشتين لتغطي جسدها شبه العاري و لم تلاحظ ابتسامته الساخره و هو يبحث في إحدى ادراج الكوميدينو بجانب السرير.

اقترب منها و هو يثبت شريط الاصق على فمها وسط دهشتها و صراخها المكتوم، تاركا الملاءه تنسدل على جسدها كاشفه نصفها العلوي، ثم امسك بيديها الاثنتين يربطهما معا بحبل رفيع كان قد وجده في الدرج،



ابتسم بزهو ثم كوم وجهها بيديه و هو يمسح دموعها المنهمره على وجنتيها بسخاء، مرر اصابعه على غمازتيها اللتين كانتا تزينان وجنتيها المحمرتين ثم امسك خصلات شعرهها التي تناثرت بفوضويه و التصق بعضها على وجهها ليرجعها خلف اذنيها.

رفع يده فجأه ليهبط على وجنتها اليمنى بكفه الغليظ لتصرخ رنا بألم صرخه مكتومه ثم تلتها صفعه اخرى و اخرى...... حتى تخدر وجهها ونزفت شفتيها وتعالى نحيبها و بكائها،

قهقه زاهر بجنون و هو يتأمل مظهرها المثير للشفقه، مسح على وجهه و عينيه مزيلا دموعه المزيفه و هو يقول بين ضحكاته التي تردد صداها في الغرفه:"لا... لا مش قادر أصدق... لو تشوفي منظرك في المرايه مش حتصدقي... انت نفسها رنا حبيبتي اللي مكنتش بستحمل فيها نسمه الهواء". صمت قليلا و اخذ نفسا عميقا قبل أن يكمل بقسوه:"بقيتي زباله".4



جذب الملاءه التي كانت تغطي جسدها السفلي لتنكمش رنا وتضم ساقيها و فخذيها على نصفها العلوي محاوله إخفاء مفاتنها، ليحرك هو راسه يمينا و يسارا بطريقه مسرحيه و هو يقول:" تؤتؤتؤتؤ لا يا ريري يا حبيبتي مينفعش تعملي كده، عيب داه انا زي خطيبك بردو و بعد شويه حبقى جوزك، على فكره انا كلمت مامتك و قلتلها انك معايا و حتتاخري،عشان ناخد راحتنا بردو".



أنهى كلامه بغمزه من طرف عينيه جعلتها ترتعش برعب و هي تراه يتقدم إليها امسك ساقيها يجذبها بقوه و يمددها على ظهرها،

جثى فوقها بجسده مقيدا حركتها،قبض على فكها باصابعه ليثبت وجهها أمامه،نزع الشريط اللاصق بعنف لتتاوه رنا بألم و هي تنظر في عينيه تترجاه بنظراتها البريئه عله يرحمها و يعود إلى رشده.



استجمعت بقيه شجاعتها لتهمس بين شهقاتها متوسله:"ارجوك يا زاهر سيبني امشي، بلاش تأذيني انت مش كده...اااه".



شهقت بألم عندما شعرت باصابعه تنغرس في خصلات شعرها من خلف يقربها منه أكثر ليقول بحقد أمام شفتيها:"مش قلتلك اني بقيت زاهر جديد، انت متستاهليش الحب و الاهتمام اللي ادتهولك، انت تستاهلي ادوسك بالجزمه، اذلك زي ما ذليتيني، ساعتها ممكن تقدري كل اللي عملته على شانك،كلهم قالولي اسيبك ياما تحملت نظرات الشفقه اللي باينه في عنيهم و ياما تحملت اهانتك و تكبرك، فاكره من شهرين كنت محضرلك مفاجأه قعدت عشره ايام و انا بجهزلك هديتك العربيه الي عجبتك رغم أنها مكنتش متوفره في مصر بس انا مهتميتش ، اشتريتهالك و حجزت مطعم كامل عشان افاجاك بيها و لما كلمتك قلتيلي انك تعبانه و مش حتقدري تخرجي، فاكره يومها قلتلك ايه اترجيتك...... قلتلك عشان خاطري نصف ساعه بس و روحي،محسيتيش اللي انا حسيته لما اعتذرت لصاحب المطعم و طلعت و انا حاسس اني بتحرق من جوا شفت في عنيه شفقه و حيره ، و بالرغم من دا بعثتلك العربيه على الجامعه و انت عملتي ايه هاااا".



صرخ بقوه امامها و هو يعيد سؤالها:" عملتي ايه جاوبي". اغمضت عينيها بذعر و هي تتمتم ببكاء:" انا اسفه... اسفه".

ليكمل كلامه بصوت حزين:" بعثتيلي رساله فيها شكرا العربيه حلوه اوي. عشره ايام و انا بفكر ازاي حقدملك الهديه، ازاي اشترتها و ازاي حجزت المطعم. دايماكنت بفضي نفسي عشانك انت بعمل كل حاجه عشان خاطرك انت، بالرغم من مسؤلياتي الكثيره و اللي بتخليني مشغول على طول حتى عيلتي مقصره معاها، الا انت بخلق الوقت عشان اكون معاكي، كل يوم بقول حتحسي بيا و حتتغيري، ياما استنيت منك كلمه حلوه تخليني اغفرلك كل أخطائك معايا بس للاسف قلبك داه حجر، حتى و لو مش عايزانى و امك ضاغطه عليكي كنت قلتيلي، فهمتني، انا عارف..... عارف كل داه... بس قلبي الغبي حبك انت. من كل بنات الدنيا كلها اختارك انت.... ".2

تنهد طويلا و يمسح على وجهه بعصبيه،محاولا السيطره على انفعالاته قائلا بنبره حازمه:" زي ما كنت بديكي دلوقتي جا الوقت عشان آخذ و وريني بقى العيل اللي انت فضلتيه عليا حينقذك مني ازاي".

و دون ان يترك لها مجالات للرد، انقض على شفتيها بهمجيه يقبلهما بعنف و يمتصهما دون رحمه حتى نزفتا لم تكن قبله بل كانت بمثابه عقاب زمجر بعنف ثم ابتعد مجبرا عندما احس بحاجتها إلى الهواء لتشهق هي بشده و تسعل محاوله تنفس اكبر قدر من الهواء، وجهها المحمر بشده و شفتيها المدميتين تشهدان على آثار عنفه لم يبالي بكل ذلك بل عاد يقبل عنقها و أسفل فكها ووجهها و كل ما تتطاله شفتيه،خلل يديه في فروه راسها ليثبتها اكثر، زادت مقاومتها و صراخها عندما شعرت بيديه تمتدان إلى وراء ظهرها لينتزع حمالتها و يرميها بعيدا،هز راسه ليظهر أمامه صدرها الطري الأبيض،أعاد الشريط اللاصق على فمها ليكتم صراخها الذي ازعجه

بلل شفتيه بلسانه و هو يتفرس جسدها الشهي تحته برغبه شديده،عيناه الملونه ازدادت قتامه و أنفاسه الهائجه من الاثاره تلفح جسمها كالنيران الحارقه،

هجم على صدرها كذئب جائع يقبله و يمتصه و يعضه باسنانه تاركا اثاره عليها،زمجر بشده و هو يشد بيده على صدرها الاخر دون مبالاه بالالم القاتل الذي كانت تشعر به، استجمع كل قوته ليبعد جسده من على جسدها بكل قوته.ليرتمي بجانبها على السرير، و هو يحاول جاهدا السيطره على أنفاسه المتسارعه و جسده الذي كان يتصبب عرقا.



تحاملت رنا على نفسها و هي تحاول الانزلاق بجسدها إلى الأمام لتقرب عقده الحبل الرفيع الذي قيدها به زاهر و تفكه بفمها،صرخت بألم و هي تشعر بالتهاب خديها وثقل راسها بسبب صفعاته،اجهشت ببكاء مرير و هي تشعر تشد الملاءه على جسدها العاري،احست و كانها في كابوس مخيف و تريد أن تصحو منه فمن كان امامها منذ قليل ليس زاهر الذي تعرفه بل شخص آخر لأول مره تراه في حياتها، و كان شيطانا تلبسه.

تلمست معصميها المدميين و هي ترى آثار الحبل حفرت على بشرتها الرقيقه التي تتعرض للعنف لأول مره في حياتها،

ابتلعت ريقها بصعوبه و هي تراه يغلق باب الحمام وراءه، يلف منشفه بيضاء على جسده السفلى بينما يمسك منشفه اخرى صغيره ينشف بها راسه و صدره العضلي،

اغمضت عينيها بقوه ورائحه عطره النفاذه تتسلل ببطئ لتملأ ارجاء الغرفه،فتحت عينيها على صوته و هو يقول لها:"لو عاوزه تستحمي في هدوم في الدولاب تقدري تستخدميها".

هبت باندفاع متحامله على الآلام الفظيعه التي تشعر بها في كل أنحاء جسدها و هي تهتف:"انا عاوزه هدوم، عشان اخرج من هنا ارجوك يا زاهر رجعني البيت ".

زفر زاهر بنفاذ صبر ثم إقترب منها و هو يقول:"مش عايزه تاخذي شاور يبقى ننام".

أنهى كلامه و هو يدفعها على السرير مره اخرى وسط صرخاتها، استلقى بجانبها و هو يغرس اصابعه في خصرها و يضع ساقيها بين ساقيه و يثبتهم، جذبها بقوه في أحضانه وسط مقاومتها الضعيفه، رفع راسه إلى اذنها يهمس بوقاحه:"ششش بلاش تتحركي عشان مكملش اللي ابتديته من شويه انا ماسك نفسي عنك بالعافيه، الاوضه مقفوله بالمفتاح و الشقه كمان مقفوله بكود سري فبلاش تحاولي تهربي احنا حننام و بكره الصبح اوصلك و دلوقتي تصبحي على خير".

ختم كلامه و هو يهبط على رقبتها يلثمها بقبلات متفرقه، جعلت جسدها يرتعش بين يديه من الخوف فهذا المجنون يمكن أن يفعل اي شيئ،

احست رنا بوهن شديد فكل عضله في جسدها تصرخ من التعب، اغمضت عينيها مستسلمه لنوم عميق .

اغمض زاهر عينيه و ابتسامه رضا تتسلل الى شفتيه، ففي هذه الليله ثأر لكرامته و رجولته المجروحه، جعلها ضعيفه أمامه ليشعر هو بقوته و انتصاره،

يعلم انه تمادى كثيرا في إخافتها و لكنه فقد السيطره على نفسه، فحبيبته و عشقه بين يديه، عاريه بجسدها الفاتن، و تضاريسها المهلكه، استشعر حراره جسدها التي انتقلت بدورها إلى جسده ليضغط بيده على بطنها مقربا اياها اكثر حتى كاد يدخل ظهرها في ظلوعه، أنفاسها المنتظمه تدل على سقوطها في نوم عميق،

احنى شفتيه ليمررهما على أعلى كتفها الذي ظهر بسخاء من الملاءه ليهمس لها بانفاس مشبعه بالرغبه :"قريبا حتكوني ليا يا حبيبتي". 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

فتح زاهر عينيه ببطئ و هو يبتسم ما أن وقعت عيناه على تلك النائمه في حضنه و خصلات شعرها الاسود متناثره بفوضويه على صدره و على الوساده،جال بعينيه يلتهم جسدها الغض الذي ظهر من تحت الملاءه، لطالما حلم بها بين ذراعيه يتشاركان قبلتهما الأولى ،
جذبها اليه بهدوء ليديرها اليه، ليقابله وجهها الفاتن الذي مازال يحمل آثار عنفه البارحه، مررشفتيه على بشره وجهها القطنيه يلثمها بقبل رقيقه،وضع كفه خلف راسها يقربها اليه اكثرثم تناول شفتيها التوتيه بين شفتيه يقبلهما ببطئ و رقه مستشعرا عذوبه أنفاسها لتفتح رنا عينيها بذعر و هي تشعر بنفسها على وشك الاختناق، وضعت يديها الصغيره على صدره العضلي العاري تدفعه بكل قوتها تحاول إبعاد، ليزمجر زاهر بغضب و قد احس بارتعاش جسده تحت لمسات يديها البريئه، جذبها اكثر اليه دون مبالاه لرفضها،فجسده المحترق من قربها يطالبه بالمزيد لتتحول قبله الناعمه إلى اخرى قاسيه متطلبه ،لينهل اكثر من شهد شفتيها،
ابتعد عنها مرغما عندما احس بحاجتها للهواء، فتح عينيه ليرى وجهها المحمر بشده، صدرها يهبط و يعلو و هي تحاول استنشاق اكبر كميه من الهواء،
مد يديه ليمسح وجنتيها اللتين غرقتا بدموعها لترتجف رنا برعب و هي تحاول الإبتعاد عنه ليقول زاهر محاولا التمسك تهدئتها:"اهدي يا حبيبتي، انا عاوز بس آخذك في حضني مش هعملك حاجه".
انفجرت رنا ببكاء مريرو هي تضع يديها على وجهها تعالت شهقاتها ليزفر زاهر بغضب من نفسه و هو يجذبها إلى الحضانه بقوه لتتشبث بقميصه كطفله صغيره و هي تقول من بين شهقاتها:"بس... انت... اذتني اوي امبارح".
هبط زاهر بشفتيه يقبل مقدمه راسها قبلا متفرقه و هو يقول بين كل قبله و اخرى:"حقك.. عليا.... انا آسف،".5
رفعت رنا عينيها الباكيه لتقابل عينيه اللتان مانتا تنظران إليها بحنان تساله:"عملت كده ازاي؟ انت..... كنت شارب حاجه؟".
اجابها:" لا..... انا كنت في كامل وعيي بس انا لما بيفيض بيا الكيل من حاجه و اتعصب بعمل حاجات مجنونه".
دفعته رنا بغضب و هي تحاول الخروج من احضانه و هي تشدد الملاءه على جسدها، رمقته بغضب قبل أن تصيح قائله:"لما انت مجنون كده انا ذنبي ايه، انت مستوعب بشاعه اللي عملته فيا عاجب جسمي اللي شوهتهولي.. انا عمري ما حسامحك".
ارتجفت بشده و هي تتذكر احداث الليله الماضيه و هي تكمل بصوت مهزوز:"انا عمري في حياتي ماتخيلت يتعمل فيل كده و من مين منك انت،"

نظرت اليه بحقد و كره قبل أن تتابع:" عارف انا كنت بكرهك من اول يوم شفتك و انا مش طايقاك، ماما هي اللي اجبرتني اني أوافق على واحد مريض زيك بس النهارده لما تشوف و تسمع انت عملت ايه حتعرفك على حقيقتك، و ساعتها حخلص منك... اه".
انهت رنا كلماتها ليفاجئها زاهر بصفعه قويه على خدها جعلتها ترتد على الفراش، امسكها من ذراعيها ليقربها منه ثم تناول فكها بين يديها يعتصره بشده غير مبال بصراخها و المها ليصيح بجنون :" اخرسي يا زباله انت كلبه و لاتسوي،انا اللي دلعتك بزياده عشان توقفي قدامي و تكلميني بالطريقه دي، بس مفيش مشكله، اوعدك أن كل اللي فات كوم و اللي جاي كوم تاني خالص وانا هعرف ازاي اربيكي".
دفعها بقوه ثم مرر يديه على وجهه محاولا السيطره على غضبه حتى لا يؤذيها،
ابتسامه غريبه ظهرت على شفتيه لتتحول نبرته إلى التسليه و هو يتابع:" عارفه يا حبيبتي امبارح، عملتلك كم صوره و انت عريانه في حضني
ايه رايك ابعثهم لعيلتك و قرايبك يتعرفوا عليكي أكثر، و امك اللي انت فرحانه بيها حطردها من المستشفى و مفيش اي مستشفى حتقبلها بأمر مني ايه رايك جربي تفتحي بقك بكلمه و انا حخليكي عيلتك كلها تشحت في الشوارع ".
شهق رنا برعب و جحظت عيناها لتهز راسها بهستيريه غير مصدقه ما تسمعه، و هي تردد:" لالالا، انت مستحيل تعمل كده ".

اقترب منها زاهر قائلا بحده:" لا أقدر اعمل اكثر من كده، من النهارده حتنفذي كل اللي بقلك عليه، كل حاجه حتكون باذني حتى النفس اللي بتتنفسيه حيكون بعلمي،صدقيني لو غلطت غلطه بس مش حرحمك و اللي عملته امبارح كانت قرصه وذن بس عشان تجربي جزء من غضبي اللي عمرك مشفتيه قبل كده، حتبقي جاريه عندي بعد ما كنتي ملكه قلبي".
ضربها بخفه على خدها عده ضربات خفيفه و هو ينظر إليها باستخفاف و توعد قبل أن يتوجه إلى الحمام صافقا الباب وراءه بعنف.
أسندت رنا راسها على حافه السرير بضعف لتنزل دموعها بهدوء على وجنتيها التي تحمل آثار أصابع زاهر،تشعر و كأنها في دوامه لن تنتهي، فزاهر الجديد كما أسمى نفسه لا ينفك عن مفاجاتها، فالبارحه حاول اغتصابها بكل وحشيه واليوم يهددها،صحيح انها لم تكن تحبه و لكنها كانت تحترمه كثيرا، فلطالما كان شخصا لبقا و نبيلا في تصرفاته معها،يهتم بها و يدللها،

لكنه البارحه فاجاها، فقد ازال القناع و ظهر وجهه الحقيقي، و تحول الملاك إلى شيطان و أصبحت هي تحت رحمته مضطره إلى تنفيذ اوامره التي تجهل حدودها،
وضعت يدها على رأسها تشعر بان دماغها سينفجر من التفكير،

افاقت من شرودها على صوته الحاد:" في هدوم ليكي في الدولاب قومي خوذي شاور بسرعه عشان حنمشي".
قفزت بسرعه من السرير و هي تشد الشرشف حول جسدها متجهه إلى الحمام، تطلعت بألم إلى جسدها الذي انعكس على المرآه، بقع حمراء و بنفسجيه انتشرت على كامل رقبتها و صدرها و كتفيها،وضعت يديها على وجهها تكتم شهقاتها التي خرجت رغما عنها ثم فتحت الصنبور لتختلط المياه بدموعها المالحه،

فركت جسدها بقوه حتى كاد يدمى كانت و كأنها تحاول أن تزيل آثار لمساته افرغت عبوه سائل الغسول على شعرها لتطمس رائحته التي غمرتها، رائحه عطره النفاذه التي أصبحت تشعرها بالغثيان كلما اقترب منها.
لبست روب الحمام الزهري و خرجت بخطوات متمهله متجهه إلى خزانه الملابس العريضه التي اخذت كامل حائط الغرفه،
لم تستغرب عندما وقع نظرها على الملابس النسائيه التي رصت بانتظام على رفوف الخزانه اضافه إلى الاحذيه المتنوعه و العديد من زجاجات العطور و مستحضرات التجميل التي وجدتها على طاوله الزينه ابتسمت بسخريه عندما نظرت الى المرآه للتأكد من مظهرها قائله في نفسها:"دا عامل حسابه على كل حاجه بقى".
صفر زاهر باعجاب و هو ينظر إليها بنظرات متفحصه فقد كانت ترتدي قميصا طويلا ازرق اللون رقبته تصل إلى أعلى عنقها لتخفي الكدمات و العلامات يصل إلى قبل ركبتيها بقليل و بطال جينز ضيق يظهر ساقيها الرشيقتين و حذاء رياضي ابيض اللون بخطوط زرقاء اما شعرها الاسود الحريري فقد صففته جديله واحده، رغم بساطه ملابسها الا انها كانت في غايه الروعه و الجمال

اقترب منها زاهر ببطئ ماخوذا بجمالها وضع يديه على كتفيها ليضمها بخفه طابعا قبله طويله على جبينها و هو يقول بانفاس متهدجه:"زي القمر يا حبيبتي".
رسمت ابتسامه صفراء على شفتيها و هي تحاول الإبتعاد عن ذراعيه و هي تهتف ببرود متجاهله مديحه:" مش يلا بينا نمشي زمان ماما قلقانه و انا لسه مكلمتهاش".
انهت كلامها متجهه إلى باب الشقه لتحثه على الخروج من هذا المكان الذي بات يحنقها و يكتم أنفاسها و هي تتمنى عدم العوده اليه مره اخرى

انهت كلامها متجهه إلى باب الشقه لتحثه على الخروج من هذا المكان الذي بات يحنقها و يكتم أنفاسها و هي تتمنى عدم العوده اليه مره اخرى

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

اليوم هو موعد زفاف آدم و ياسمين، استيقظت رنا بنشاط و نزلت الدرج بخفه لتجد عائلتها مجتمعه على طاوله الفطور قبلت والدها و والدتها ثم جلست بجانب أخيها الصغير.

قالت بصوت مرح و هي تتناول كأس العصير:"مامي انا رايحه لياسمين دلوقتي، دي ورانا الف حاجه و حاجه حنعملها،عارفه داه آدم حجز جناح كامل في الاوتيل بتاعه عشان ناخذ راحتنا،و جايب فريق تجميل عشان ياسمين، انا حجرب كل الماسكات اللي حيعملوها للعروسه".

ابتسم رفعت بحب لابنته:"ما انت كمان عروسه يا حبيبتي".

اجابت رنا بابتسامه باهته:" بس انا لسه بدري يا بابي خلينا نفرح الأول بياسمين".

ضيق رفعت حاجبيه العريضين ملتفتا إلى زوجته و على وجهه علامات الاستفهام قائلا:" ايه يا رجاء مش انت لسه قايله من شويه ان رنا و زاهر حيعملوا كتب كتابهم مع آدم و ياسمين؟ ".

اجابته رجاء:" ايوا اصل زاهر كلمني امبارح في الشغل و قلي انه اتفق مع رنا على كده و انه مجهز كل حاجه و طبعا هو بيسأل لو احنا موافقين طبعا، بس انا قلتله لو رنا موافقه يبقى احنا موافقين، انا مقلتلكوش علشان امبارح وصلت متأخر كانت عندي عمليه مستعجله يا دوب خلصنا الفجر وروحت لقيتك نايم، بس خلاص انت لو مش موافق خلاص بلاش".

تناول رفعت كوب الشاي و هو يجيبها:" لو رنا عايزه كده انا موافق".

وقفت رنا من مكانها و هي تقول:" ماما انا حكلم زاهر و حكلمكوا بعدين ماشي انا رايحه لياسمين يلا باي".

اكملت كلماتها و هي تهرول باتجاه الباب الرئيسي تلعن و تشتم زاهر في سرها، جاءها صوته المرح في الهاتف:"حبيبه قلبي... يا صباح الورد و الفل، ايه هنتي عليكي خمس ايام بحالهم مشفكيش فيهم من يوم ما روحنا من شقتنا، وحشتيني على فكره يا عروسه".

قاطعته رنا غاضبه:" عروسه ايه و زفت ايه انت ازاي تكلم ماما و تقلها اننا حنكتب كتابنا النهارده، انت مجنون".

ضحك زاهر و هو يجيبها:" و فيها ايه، داه مجرد كتب كتاب عشان لما نتقابل مره ثانيه تبقي على ذمتي و بعدين انا محظر كل حاجه كل حاجه حتى فستانك قلت أعملهولك مفاجأه ما انت مبترديش على تلفوناتي، بس قلت عادي عروسه و متتدلع و مزعلتش منك على فكره، بالرغم من انك واحشاني".

صاحت رنا و قد استفزها اسلوبه البارد في الكلام :" انت اكيد تجننت نتقابل فين لو على الخرابه اللي اخذتني ليها المره اللي فاتت تبقى بتحلم انا اصلا عمري ما حبقى معاك لوحدنا في مكان تاني، انا مستنيه يخلص الفرح و حقول على كل عمايلك، اوعى تفتكر اني حستسلم على ابتزازك ليا و دلوقتي غور علشان عندي حاجات اهم منك".

انهت رنا المكالمه دون الاستماع إلى جوابه ثم ركبت سيارتها متوجهه إلى ياسمين.

في قصر الحديدي



استيقظ آدم من نومه باكرا كعادته ثم ارتدى ملابسه الرياضيه و توجه إلى قاعه الرياضه للقيام بتمارينه الصباحيه المعتاده



بعد ساعه قاطعه رنين هاتفه، جفف راسه و رقبته ثم تناول سماعه الهاتف وثبتها على اذنه ثم فتح الاتصال :"ايوا يا ناجي".

قال ناجي (رئيس الحرس) بنبره احترام:"صباح الخير يا آدم باشا".

ادم:"صباح الخير يا ناجي، ها كله تمام".

ناجي:"ايوا يا باشا احنا امنا الاوتيل كله و حطينا كاميرات جديده في كل ركن و منعنا الصحفيين من الدخول و طاقم الحراسه الثاني حيوصل بعد ساعه عشان يامن القصر".

آدم:"تمام مش عاوز اي تهاون او تقصير و صفوان الجندي لو جاه خليه يدخل الحفل بس متنساش تفتشه كويس".

ناجي بطاعه:" امرك يا آدم باشا ".

رمى آدم السماعه بجانبه و هو يتناول قاروره المياه ابتسم عندما تذكر ياسمين، اخذ هاتفه مجددا ليتصل بها، بعد عده ثواني اتاه صوتها الرقيق :" صباح النور".

ادم بنبره خبيثه:" مممم صباح النور بس، داه انا حتى زي جوزك يعني".

ياسمين بصوت خجول:" طيب اقلك ايه".

آدم:"النهارده بالليل حقلك ".

شهقت ياسمين بتعجب و قد فهمت مقصده:"آدم، ايه اللي بتقوله داه، عيب على فكره".

قهقه آدم بصوت رجولي جعل ياسمين تشعر و كأنه سيغمى عليها:"عارفه، نفسي اشوف خدودك اللي احمروا دلوقتي عشان اكلهم،داه انا حعمل فيهم حاجات.. ".

قاطعته ياسمين و هي تصيح:" آدم".

آدم بنبره عاشقه:"قلب و عقل و روح آدم".2

ياسمين بصوت خافت و قد تسارعت دقات قلبها و اشتعل وجهها احمرار:" انا لازم اقفل عشان رنا زمانها جايه".

آدم :" مممم بتهربي زي عادتك، ماشي الحساب يجمع يا ياسمين هانم، بس قوليلي الليله حتهربي ازاي".

انتبه لاغلاقها الهاتف في وجهه كعادتها عندما تخجل من حديثه فضحك و هو يقول لنفسه بمرح:"انا لازم اخليها تبطل العاده دي، بقى حته بنت شبر و نص تقفل في وشي انا، ماشي يا ياسمين ماشي. ثم استطرد قائلا:"اهي الشبر و نص دي اللي دخلت حياتك في أسبوع و شقلبتها... لا و خلتك تتجوزها من بين كل بنات الدنيا".

حدث آدم نفسه طويلا و هو في طريقه إلى غرفته ليرتدي ملابسه و يتوجه إلى الاوتيل حتى ينهي ترتيبات حفل الزواج.

مساءََ



في إحدى الفنادق الكبيره التابعه لشركه الحديدي،

حفل ضخم يقام، مئات المدعوون من رجال الأعمال و كبار المسؤولين في الدوله، اضافه إلى العديد من الفنانين المشهورين الذين يحيوون هذا الحدث المميز،

نزلت ياسمين الدرج بتمهل تتابط ذراع أخيها رامي اللذي تالق ببدله سوداء فاخره،

بدت كملاك رقيق في فستانها الأبيض الذي أصر أدم على انتقائه بنفسه

توجهت أنظار الجميع ليتعرفواعلى الجميله التي استطاعت سرقه قلب أشهر العزاب في مصر،

تقدم آدم إليها ليأخذ يدها من يد رامي مقبلا جبينها بلطف تحت تصفيق الحاضرين،معيدا الغطاء الشفاف فوق راسها تحت دهشه ياسمين



وصلا إلى طاوله المأذون،ساعدها آدم على الجلوس على الكرسي المزين بالورود الحمراء و البيضاء،

كانت تراقبه من تحت طرحتها الشفافه التي رفض ان تزيلها عن وجهها،



كان يجلس بثقه يتحدث مع زاهر و الماذون، مظهره الخاطف للانفاس بجسده الرجولي العضلي خاصه ببدلته التكسيدوالسوداء و شعره المصفف بعنايه،لم تفتها نظرات النساء المسحوره به، معهن حق فمن لا يقع اسيرا لكتله الوسامه التي امامها



افاقت ياسمين من شرودها على يده يهزها بلطف و هو يهمس:"مالك يا حبيبتي ساكته ليه، في حاجه؟".

اجابته و هي تحس بوجهها يشتعل من الخجل:"لا بس كنت سرحانه شويه".

ضحك آدم و هو يقول بصوت مرح:"لو سمحت يا شيخنا عيد من الاول.. للتأكيد يعني".

بعد انتهاء مراسم عقد القران التي لم تعرف ياسمين متى بدأت و متى انتهت، تقدم آدم منها مقبلا جبينها من فوق طرحتها ثم تناول يدها ليلبسها خاتما جميلا يزينه فص كبير من الألماس النادر و تحيط به عده الماسات الصغيره، و معه دبله من الألماس.



ثم مد لها دبلته الفضيه لتلبسها له بأيد مرتجفه.

بعد قليل احتضنتها والدتها و هي تكفكف دموعها بيديها قائله:"الف مبروك يا حبيبتي".

اجابتها ياسمين بصوت متاثر:" ربنا يخليكي يا ماما و ارجوكي كفايه تبكي علشان انت عرفاني بتأثر بسرعه و حبكي و هبهدل نفسي".

:"لا يا ضنايا دي دموع الفرح، خلي بالك من نفسك و من جوزك".

اومات لها ياسمين بالايجاب تحت نظرات آدم المحبه،و كأنه لا يوجد غيرها في المكان.

كم تمنى ان يلغي الحفل و يخطفها بعيدا عن هذه الأعين التي ترمقها بإعجاب،تعمد ان يترك وجهها مغطى حتى لا يرى احد جمال وجهها الملائكي الذي يخصه لوحده.

وضع يده على خصرها بتملك و هو يتلقى بمضض التهاني من المدعوين الذين اختلفت مشاعرهم فمنهم السعيده و منهمالمنافقه و اخرى الحاقده و المتوعده.

أما زاهر الذي كان يراقب رنا منذ بدايه الحفل بنظرات غاضبه متوعدا لها في نفسه.



كانت ترتدي فستانا طويلا بلون النبيذ عاري الكتفين، يظهر جمال بشرتها الثلجيه، مما جعل الجميع يرمقها بنظرات الإعجاب،

ابتسامتها التي كانت تزين وجهها و هي ترقص بخفه و رشاقه صحبه غاده متجاهله ذالك الذي يحاول التحكم في اعصابه حتى لا ينقض عليها و يجذبها من شعرها أمام الجميع.



لعن تحت أنفاسه و هو يهب واقفا من كرسيه باندفاع عندما لمحها تمد يدها لاحد الرجال لتشاركه الرقص،جذبها من كتفيها بتملك وهو يقول بابتسامه مصطنعه:"اظن كفايه رقص يا حبيبتي ها يلا بينا نقعد".

اكمل كلماته و هو يجذبها بقوه غير آبه بذلك الذي تركه دون تفسير.



جلست رنا بجانب زاهر على إحدى الطاولات و هي تعقد يديها أمام صدرها بغضب و ترمقه بنظرات ناريه

اقترب منه و هو يقول بعصبيه:"انا سايبك تعملي اللي انت عاوزاه عشان الحساب يجمع مره واحده، بس معلش بعد الفرح حنتفاهم".

رنا بسخريه:"حساب ايه اللي بتتكلم عنه، انت ملكش حاجه عندي، كل اللي عندي قلتهولك الصبح، بس لو انت عندك مشكله في الفهم، عادي ممكن اعيدلك ثاني".



رمقها زاهر بنظرات متعجبه قبل أن ينفجر ضاحكا ثم يتوقف فجأه و هو يقبض على معصمها بقوه حتى دمعت عيناها من شده الألم و هو يقول بنبره جحيميه:" الظاهر انك متربيتيش من المره الي فاتت ، اصبري بس شويه و حتشوفي، مفيش حد حينقذك مني المره دي".

ارتعشت رنا برعب و هي تمسد معصمها الذي كاد ان ينكسر تحت قبضته، مسحت دموعها العالقه بأهدابها و هي تنظر بقهر إلى طاوله والديها المنهمكين بالحديث مع والده ياسمين، و علامات الفرح باديه على وجوههم.



على منصه الرقص تمايلت ياسمين برقه بين احضان آدم الذي أبى ان تخرج من محيط ذراعيه،عبست بطفوليه عندما سحبها ليجلسا على الطاوله الكبيره المخصصه للعروسين و هو يقول:"يلا يا حبيبتي كفايه رقص حتتعبي كده".

ياسمين بتذمر :"لا انا متعبتش و لا حاجه و بعدين احنا يا دوب نزلنا نرقص عشان خاطري خلينا نرجع انا بحب الاغنيه دي اوي ".

همس لها غامزا بوقاحه:"حتتعبي يا حبيبتي، خلي طاقتي دي لبعدين، داه احنا ورانا شغل للصبح".

شهقت ياسمين من كلامه الجريئ و قد تحول وجهها إلى شعله ملتهبه من الخجل، و هي تهتف:" بطل بقى... ايه قله الادب دي، عيب على فكره".

آدم :" و هو احلى من قله الادب يا روحي و بعدين انا....".

ليقطع همسهما صوت مألوف جعل جسدآدم يتصلب فجأه



تأملت ياسمين الرجل الذي يقف امامهما و على ثغره ابتسامه غير بريئه، كان رجلا وسيما ضخما يرتدي بدله سوداء فاخره بدون ربطه عنق،ملامحه غريبه بعض الشيئ يمتلك لحيه كثيفه ووشوما كثيره ظهر بعضها على أصابع يديه المزينه ببعض الخواتم،



اقشعر جسدها و هي تحس بنظراته التي تكاد تخترقها جعلت آدم يزمجر بغضب و هو يقول بنبره محذره:"عاوز ايه يا ابن الجندي؟".

ابتسم صفوان و هو يجيب بمرح زائف:"ايه يا boss دا فرحك بردو، قلت آجي اعمل الواجب".



أجابه آدم دون إهتمام و هو يضع ساقا فوق الأخرى :"متشكرين، مكانش في داعي تتعب نفسك".



صفوان و هو ينقل نظره لياسمين:"على العموم الف مبروك،طول عمرك ذوقك حلو ".

هب آدم من مكانه وهو يقف أمام صفوان بشموخ قائلا بحده:" انا بحذرك يا ابن الجندي عيونك دي أشيلها من مكانها لو إتجرأت و بصيت لمراتي،

مراتي دي خط احمر فاهم و دلوقتي يلا مع السلامه،انا اديت أوامر للامن انهم يسمحولك تدخل بس الظاهر حندهلهم علشان يرموك بره".



هز الاخر يديه باستسلام قائلا:"لا و على إيه على العموم دي هديه بسيطه، مش قد المقام يا آدم باشا".

وضع صفوان علبه سوداء انيقه في يد آدم الذي كان يرمقه بنظرات تكاد تفتك به، و هو يكمل كلامه بسخريه:" و الا اقولك يا سيف باشا احسن".

وقف الاثنان برهه من الزمن يتبادلان نظرات التحدي،

صفوان الذي ارتسمت على ملامح وجهه السخريه و الاحتقار، بينما آدم الذي كان يشد على قبضته و هو يصارع الوحش الذي بداخله حتى لا ينقض على هذا الارعن الذي يقف أمامه،



لمح آدم رئيس حرسه ناجي يتقدم نحوهما صحبه صديقه زاهر منتظرا اوامره ليشير له بيده ان يتوقف مكانه تجنبا لاثاره المشاكل في حفل زفاف ليرمق صفوان بنظرات ناريه و هو يدعوه إلى المغادره بهدوء.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

الساعه الثانيه صباحا، في مكتب آدم بالقصر.
طرق زاهر باب المكتب ثم دلف ليجد آدم يقف أمام النافذه الزجاجيه الكبيره يدخن سيجاره بشرود.

زاهر بتعجب:"ايه ياعريس انت بتعمل ايه في المكتب و سايب عروستك فوق لوحدها؟انا مصدقتش لما ناجي قلي انك في المكتب هنا".
استدار آدم ليسحق بقايا السيجار في المنفضه ثم جلس على الكرسي و هو يقول بصوت بدا عليه التعب:"الكلب صفوان مش عايز يجيبها لبر، انا مش عاوز أؤذيه لحد دلوقتي، دا مهما كان ابن اخ الست الي ربتني و في مقام والدتي، انا لو لا كده كنت نهيته من زمان".

زاهر بتأفف:" إهدى يا آدم ما إنت عارفه، داه طول عمره كده من و انتوا صغيرين و هو بيحقد عليك و متنساش انت رجل أعمال ناجح إنما هو كل سنه بيضيع شركه من شركات ابوه و مش بعيد يفلس قريب، داه واد صايع سيبك منه". اكمل بخبث:" و بعدين هو دا وقت الزفت صفوان داه، سايب العروسه لوحدها و قاعد هنا دي الليله ليلتك يا عريس، دا حتى انت فتحت نفسي للجواز".

ضحك آدم من جنون صديقه قائلا و هو يقف متجها للباب:" طيب يلا بقى من غير مطرود انا وصلت ياسمين للاوضه و نزلت على طول علشان اتكلم مع ناجي".

صعد آدم درجات السلم و هو يبتسم فهذه الليله يجب أن تكون اسعد ليله في حياته، فتح الباب بخفه و هو يبحث بعينيه عن ياسمين ليجدها نائمه بفستان الزفاف.
زفر بغضب و هو يلعن صفوان تحت أنفاسه فذلك الحقير أفسد مزاجه و بشده.
إتجه نحو غرفه الملابس لينتقي بعض الثياب البيتيه المريحه ثم يتجه إلى الحمام.
خرج بعد دقائق ليجد ياسمين غارقه في نومها كما تركها، اقترب منها و هو يتامل وجهها الجميل الذي زينته بمساحيق التجميل،
همس بإسمها و هو يقبلها عده قبل ناعمه:"ياسمين،
يلا يا حبيبتي قومي عشان تغيري الفستان".
رمشت ياسمين بانزعاج و هي تقول بصوت ناعس:"و النبي يا ماما،سيبيني انام شويه".

ضحك آدم بخفه و هو يمد خلف ظهرها ليفتح سوستة الفستان بحذر و هو يقول:"نامي يا حبيبتي و انا حغيرلك هدومك".

انتفضت ياسمين بفزع و هي تبعد يدي آدم و هي تقول بتلعثم :" لا انا... انا قمت خلاص حغير هدومي لوحدي، لو سمحت إبعد".
نظر إليها بخبث و هو يقترب اكثر محيطا جسدها بذراعيه:"طب ما انا موجود، تتعبي نفسك ليه؟".
تسارعت أنفاسها و احمر وجهها خجلا عندما قرب وجهها منه و هو يهمس أمام شفتيها بتملك شديد:"و بعدين مش قلتلك متقوليليش ابعد دي ثاني،على فكره انا بكره الكلمه دي جدا، انا مستحيل اسيبك تبعدي عني عارفه ليه علشان انت كلك على بعضك بقيتي ملكي و دلوقتي سيبيني اذوق الشهد اللي حموت و اذوقه من اول ما شفته".
و دون أن يترك لها المجال لفهم كلماته وضع شفتيه على شفتيها يقبلهما بتمهل و نعومه و هو يمدد جسدها على السرير برقه شديده و هو يعمق قبلته بينما تسللت يديه ليزيح الفستان كاشفا عن جسدها الانثوي المغري الذي جعله يكاد يجن و هو يقول بين قبلاته بصوت اجش من الرغبه:"انت حلوه... اوي ياياسمين".
عاد يقبل كل انش من جسدها و هو يهمس لها بكل كلمات الغزل و الحب،
نزل إلى رقبتها يقبلها ويمتصها بنهم ثم مقدمه صدرها و بطنها و بعدها يعود إلى شفتيها ووجهها،فذراعيها،كان يلتهمها حرفيا
اما ياسمين فلم تكن قادره على الكلام أو التحرك من مكانها،
فقط أنفاسها التي أصبحت تتعالى و دقات قلبها التي تسارعت بقوه و هي تستشعر قبلاته و لمساته الخبيره التي جعلتها تختبر مشاعر جديده لم تكن تعلم بوجودها،

فالبرغم من خجلها الا انها كانت مستسلمه كليا بين يديه،احست بجسدها الصغير يشتعل من الحراره المنبعثه من جسده العضلي الملتصق بها، وضعت يديها خلف عنقه دون وعي تجذبه إليها اكثر تطالبه بالمزيد و قد فقدت السيطره على مشاعرها المتدفقه كالسيل،
ليزمجر آدم برغبه و هو يرمي اخر قطعه من ملابسها بعيدا،و قد زادت قبلاته جنونا بينما يداه تتحسسان تقاسيم جسدها بجراه و هو ياخذها إلى عالم آخر من الشغف و العشق ليجعلها زوجته و امرأته شرعا و قانونا.
بعد مرور بعض الوقت

احتضن آدم ياسمين التي دفنت وجهها في صدره العاري بخجل، حاول إبعادها لتتشبث به اكثر ليقهقه بسعاده وهو يمرر اصابعه على كتفها العاري قبل أن يقول:"حبيبتي انا عاوز اطمن عليكي بس".
لتجيبه بصوت مبحوح دون أن تبتعد عنه:"انا كويسه".
آدم:"طيب ممكن ترفعي وشك عشان اشوف عينيكي الحلوه".
لتنفي ياسمين براسها و هي تزيد من التصاقها به.
لينزل بشفتيه و هو يزرع قبلات متفرقه على مقدمه راسها و هو يقول :"حبيبتي انت مراتي و اللي حصل من شويه دا كان احلى حاجه و أجمل شعور في الدنيا و دلوقتي معاد التشاور بتاعنا".
ليخطفها بين ذراعيه و هو يتجه بسرعه إلى الحمام و يدخل بها إلى المغطس ليسترخي جسديهما تحت المياه الدافئه.
في مكان آخر
يدخل صفوان الجندي لشقته، نزع حذائه و رماه باهمال ثم مشى بخطوات مترنحه و هو يدندن إحدىالألحان التي كان يسمعها منذ قليل في الملهى الذي اكمل فيه سهرته بعد خروجه من الحفل.
مدد جسده بصعوبه على الاريكه العريضه التي تتوسط شقته الفاخره.
اخرج هاتفه من جيبه ليجد عده اتصالات من رقم واحد، قهقه بجنون و هو يعيد الاتصال ثانيه.
صفوان بصوت متثاقل :"ايه يا سوسو مش قادره تنامي لحد دلوقتي..".
سهى بصوت غاضب:"هو انت ليك عين تتكلم،منفذتش اللي اتفقنا عليه ليه، مخطفتش البنت الغبيه اللي سرقت آدم و تجوزته ليه، مش فالح غير في السهر و الشرب".
صفوان بملل:"هو انت فاكره ان آدم سهل عشان اخطف خطيبته... و الا اقول مراته داه حاطط وراها نص حراسته الأسبوعين اللي فاته.".ثم اكمل بصوت عابث لاغاضتها:" خليهم يتمتعوا شويه دول عرسان بردوا".
قاطعته سهى بصريخ:" إخرس يا غبي، كله منك مش قادر تخطف حته بنت صغيره، امال بتقارن نفسك بآدم إزاي دا انت و لا... "

صفوان و قد جن جنونه:" انت ناسيه نفسك دا انت اللي كلبه و لاتسوي انت ازاي تتجرئي و تتكلمي معايا كده".
اغلقت سهى الهاتف دون الاستماع إلى بقيه حديثه و هي تشد شعرها من غيظها :" انا الغبيه اللي كنت فاكره انه حيفدني بحاجه، طول عمره فاشل و مش نافع غير في الشرب و النسوان، و اللي اسمها غاده كمان مش فالحه غير تطلب فلوس، بس انا مستحيل استسلم، آدم ليا و حرجعه باي طريقه، لازم اهدى عشان افكر كويس". 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

في قصر الحديدي.

يستيقظ آدم متأخرا لأول مره في حياته، سحب ياسمين إلى أحضانه اكثر ، ابتسامه عذبه عاشقه ترتسم على شفتيه و قلبه يرقص فرحا و سعاده.
مشاعر جديده يختبرها لأول مره، ضحك بصوت منخفض و هو يفكر في عقله يبدو أنه وقع في الحب، ذلك الشعور الذي لم افتقده منذ صغره بعد وفاه والديه و هو لايزال طفلا لا يفقه من أمور الدنيا شيئا.
انزل وجهه ليستنشق رائحه شعرها العطره بعمق و هو يهمس بحب:"الظاهر ان زاهر كان عنده حق، الحب دا طلع احلى حاجه في الدنيا،من يوم ما عرفتك و انا حاسس اني في الجنه مش عاوز من الدنيا دي غيرك انت و بس. انت عيلتي و أهلي و دنيتي كلها، إوعي تسيبيني زيهم يا ياسمينتي".

سكت آدم عندما احس بذراعها تشد على جسده بحنان و هي توزع قبلات رطبه صغيره على عنقه، ابعدت راسها عن صدره و هي تقول بخجل دون النظر اليه:"انا عمري ما حسيبك يا آدم و لا ابعد عنك، انا دخلت العالم بتاعك و انا خايفه و متردده بس وجودك هو اللي محسسني بالأمان،انا مش عارفه بكره مخبيلنا ايه لكن كل اللي انا عارفاه اني انا مبسوطه اوي و انت معايا".

تنهدت براحه قبل أن تعيد دفن وجهها في صدره العضلي و هي تتابع بصوت ناعس:" و دلوقتي سيبني اكمل نوم حاسه اني منمتش بقالي شهر".

قهقه آدم بفرح و هو يشعر بأنه أمتلك سعاده العالم كلها بعد الاستماع إلى كلامها الذي جعل قلبه ينبض بشده.
ابعد خصلات شعرها الحريري باصابعه ليظهر وجهها الفاتن الذي لطالما افقده صوابه، اقترب بشفتيه من خدها بهدوء قبل أن ينقض عليه يقبله قبلات طويله و يعضه عضات خفيفه لتضحك ياسمين باستمتاع و هي تحاول إبعاد وجهها عنه و هي تقول:"سيب خدودي، انت حتاكلها؟".

ليثبت آدم وجهها بكفيه و هو يقول بغيره اطفال:"لا دي خدودي انا و بس، و متخليش حد يبوسهم ".

ياسمين و هي لا تكف عن الضحك:"اطمن يا سيدي مفيش حد بيلمسهم غير ماما و رامي و رنا".

آدم بتفكير:"لا انا حسمح لمامتك تشاركني فيه بس بنسبه قليله يعني تبوسهم مره في الأسبوع".

ياسمين :"لا دا إنت طلعت كريم جدا".

رمقها آدم بنظرات هائمه قبل أن يقول:" فاكره لما كنتي بتجيلي المكتب، انا كنت بمسك نفسي عليهم بالعافيه،، كان نفسي اكلهم، خدودك اللي شبه خدود البيبي دي".

ليكمل بخبث:" بصراحه كان نفسي اكلك كلك، داه انا كنت بحلم بيكي كل ليله و انت في حضني كده بس امبارح كنتي.... ".
صرخت ياسمين باحتجاج:" بطل قله أدب بقى و إبعد عشان انا جعانه و عاوزه اخذ شاور".
آدم و هو يغمزها بعينيه:" انا كمان جعان اوي اصل امبارح مشبعتش منك و الظاهر اني مش حشبع منك طول عمري".
اجابته و هي تحاول ازاحه جسده الضخم من فوقها دون فائده:" انت امبارح مخلتنيش انام، إبعد بقى".

نظر آدم إليها بتسليه و هي تتململ تحته محاوله التخلص من حصاره قائلا بوقاحه و عيناه تفترسان شفتيها المنتفختين و جسدها الذي امتلئ بعلاماته :"طب بذمتك مش كنتي مبسوطه ".
شهقت ياسمين بخجل و هي تغطي وجهها الذي أصبح شبيها بحبه طماطم ناضجه و هي تقول بصوت باكي:" حرام عليك اسكت بقى".
ابعد يداها عن وجهها وهو يضحك بشده ثم ازاح الغطاء ليظهر جسدها الفاتن الذي اطاح بآخر ذره من تعقله قائلا بصوت اجش مليئ بالرغبه:"هو انت حلوه كده ازاي".
..............
في منزل رفعت
تجلس رنا في الصاله وبجانبها أخيها الصغير الذي كان منهمكا في مشاهده احد افلام الكرتون.
نظرت لهاتفها بخوف و هي تتذكر ليله البارحه.
فلاش باك.1
بعد أنتهاء الحفل و توديع العروسين، عادت رنا إلى المنزل رفقه عائلتها، صعدت لغرفتها لتغير ملابسها و هي تدندن بإحدى الاغاني التي سمعتها في الحفل، أمسكت هاتفها الذي صدح فجاه معلنا عن وصول رساله،تغيرت ملامح وجهها السعيده فجأه لتصرخ برعب و هي ترى صورا لها شبه عاريه و هي في أحضان زاهر.
ارتعشت بشده و انهمرت الدموع من عينيها، لم تكن تصدق انه قد يفعل شيئا حقيرا كهذا، لم تاخذ تهديده على محمل الجد، مسحت دموعها بقوه و هي تعيد الاتصال برقم زاهر.
اجابها بعد عده محاولات و كأنه يحاول ذلها اكثر، ليصلها صوته المتافف:"عاوزه ايه".
رنا و هي تصرخ بصوت عال:" انت ازاي تعمل كده يا حيوان يا... ".
قهقه زاهر بغضب قبل أن يجيبها بصوت مرعب:"امسكي لسانك داه احسن مقطعهولك ياحلوه و بعدين انا مليش كلام معاكي خلاص بكره حنفذ اللي قلتلك عليه، و في عندي صور كثير حلوه ليكي حبعثهملك عشان تتفرجي عليهم مع العيله، و دلوقتي غوري و متتصليش بيا ثاني احنا علاقتنا انتهت".
اجابته بسرعه و هي تغمض عينيها من شده التوتر:" زاهر استنى".
زاهر بصوت لا مبال:" عاوزه ايه".
وضعت يديها على فمها لتمنع شهقاتها قبل لن تقول بنبره رجاء:" ارجوك... انت مستحيل تعمل فيا كده... انا.... انا حعمل كل اللي انت عاوزه بس بلاش تدخل عيلتي، انا اللي غلطت و مستعده اتحمل غلطي... ارجوك متعملش كده. و الله حموت".
في الجهه الأخرى يغمض زاهر عينيه و هو يقبض على الهاتف بشده حتى يكاد ينكسر في يده، يشعر بألم يمزق نياط قلبه و هو يستمع الى صوتها الباكي فالبرغم من غضبه منها الا انه لم يكن لياذيها قط.
عندما امضت تلك الليله في أحضانه، شعر و كأنه اسعد رجل في الكون و قد قام بالتقاط صور قليله لها حتى يثبت لنفسه انه لم يكن يحلم و ان ماعاشه معها كان حقيقه و ليس خيال.
و لكن عندما اهانته صباح يوم الحفل قرر ان يضغط عليها بتلك الصور. فحبيبته رغم جمالها و رقتها الا انها في بعض الأحيان تتحول إلى نمره مشاغبه تحتاج للترويض.

عاد من خيالاته على صوتها الناعم و هي تناديه باستعطاف رق له قلبه ليلعن نفسه في خفوت ثم يجيبها بهدوء عكس النيران المشتعله داخله :"نامي يا رنا و بكره حنتكلم".
نفت براسها بقوه و كأنه يراها و هي تقول بياس:"حيجيلي النوم ازاي دلوقتي و انت عاوز تفضحني قدام عيلتي، هو انت متأكد انك زاهر نفسه اللي اعرفه".

زمجر بصوت عال عندما تذكر كيف كان يعاملها في الماضي،كيف كان ضعيف الشخصيه امامها و كيف كانت تعامله ببرود ليتلبسه شيطان الغضب من جديد و هو يقول:"انت عارفه انا عاوز ايه منك،نتجوز يا رنا..... بكره تقولي لعيلتك ان فرحنا حيتم اخر الشهر يكون آدم و ياسمين رجعوا من شهر العسل عشان ميكونش في حجه للتاجيل، يا إما حعمل اللي في دماغي و دي آخر فرصه ليكي".
نهايه الفلاش باك
عادت إلى واقعها و هي تستمع لضحكات أخيها الصغير الذي كان يجلس في أحضان والدها يداعبه بحنان كعادته تنهدت بضيق و هي تتخيل فقدان والدها و والدتها لعملهما تعلم جيدا ان زاهر رجل له نفوذ كبير فعائلته تعد من أغنى واعرق العائلات في البلاد و يستطيع باشاره من إصبعه ان يجعل اسرتها تتشرد في الشوارع.
لم تكن تصدق تهديده لكن منذ ان رأت تلك الصور التي ارسلها لها،علمت بأنها وقعت تحت رحمته فإما ان تضحي بنفسها و تتزوجه و اما ان تضحي بعائلتها،تمنت لو ان ياسمين كانت معها فربما كانت ستساعدها في إيجاد حل لهذا الكابوس المسمى زاهر.
ابتلعت ريقها بصعوبه، و هي تحاول استجماع شجاعتها لتقول بتردد:"بابي، لو سمحت ممكن اتكلم معاك في موضوع مهم".
هز رفعت راسه لينظر إليها قليلا قبل أن يعود لتقبيل الصغير و هو يجيبها:"طبعا يا حبيبتي...".
رنا بصوت خافت:"انا مش عارفه اقول لحضرتك ايه، بس زاهر....".
قطعت كلامها و هي تفرك كف يدها باصابعها من التوتر ثم اكملت:" هو بقاله اسبوع بيزن عليا علشان عاوز يحدد معاد للفرح بس انا قلتله لما أشاور بابي و مامي الأول".
ضحك رفعت بمرح و هو يري وجهها الأبيض يتحول لكتله حمراء من شده الخجل و التوتر ليقترب منها محتضنا اياها و هو يقول:"طب انت مكسوفه ليه يا حبيبتي، انا و مامتك معندناش أغلى منك انت و اخوكي و كل همنا اننا نطمن عليكوا و نشوفكوا دايما مبسوطين".
ابتسمت رنا و قد التمعت عينيها بالدموع لشده تأثيرها بكلام والدها، لترفع راسها و تناظره بحب ثم تقبل جبينه قبله طويله و هي تردد:"ربنا يخليك ليا يا احلى و احن اب في الدنيا".
التفت رفعت لزوجته التي دخلت للتو و هي تضع حقيبتها اليدويه على الكرسي ثم قال:" تعالي يا رجاء، و اخيرا رنا و زاهر قرروا انهم يحددوا معاد لفرحهم الظاهر مش حيستنوا لحد ما رنا تكمل دراستها".
اجابته رجاء بصوت متحمس و هي تقترب منهما:" بجد يا رنا....و اخيرا يا بنتي اقتنعتي. لتتابع بنبره ضاحكه الظاهر ان فرح امبارح فتح نفسكوا على الجواز"..
رفعت و هو يشاركها الضحك :" اه صحيح غيره بنات بقى،.... بس قوليلي انتم قررتم امتى حيكون معاد الفرح؟ ".
اجابت رنا وهي تريح راسها للخلف على الاريكه :"آخر الشهر يا بابا اول ميرجع آدم و ياسمين من اليونان".
اكملت كلامها و هي تنظر للفرحه التي ارتسمت على وجوههم فكرت في عقلها لوانهم يعلمون كامل الحقيقه فماذا ستكون رده فعلهم يا 
ترى؟

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

الساعه التاسعه صباحا، تستيقظ ياسمين على قبلات رطبه تنتشر على كامل وجهها و رقبتها، تململت بضيق و هي تضيق حاجبيها بانزعاج ليضحك آدم بخفه و هو يهمس برقه بجانب اذنها:"يلا يا حبيبتي إصحي عشان نفطر سوا".
غمغمت ياسمين دون أن تفتح عينيها:"لا انا عاوزه.. انام خمس دقايق و حصحي".

استقام آدم في جلسته و جذبها لتجلس فوق قدميه و هو يسند جسدها الصغير بذراعيه قائلا:"هو انت مبتشبعيش نوم، انت بتنامي اكثر من الأطفال الصغيرين".

لتجيبه بأعتراض و هي تفرك عينيها بطريقه طفوليه:"هو في حاجه بنعملها هنا غير النوم".
راقبها آدم بنظرات عاشقه سرعان ماتحولت لخبيثه:" لا يا حبيبتي شهر العسل مش للنوم دا لحاجات ثانيه احلى بكثير، ما تيجي اشرحلك عملي احسن".
لكمته بخفه على كتفه العاري و هي تحاول الخروج من احضانه صارخه بغضب مزيف:"لا مش عاوزه و و إبعد عني عشان انا زعلانه جدا إحنا بقالنا اسبوعين هنا وحضرتك ساجنني في الاوضه دي،انا مشفتش حاجه من الجزيره دي غير المنظر اللي بشوفه من البلكونه انا مش عارفه حقول ايه لرنا لما تسألني و كأننا جايين عشان ناكل و نشرب و ننام اوووف انا زقهت هنا".
احاطها آدم بذراعيه لتتوقف عن الحركه قائلا بمرح:"لا دا انت مفتريه بقى انت ناسيه ياهانم، قبل ثلاثه ايام لما طلعنا بعد الظهر و مرجعناش غير بالليل، داه انت لفيتي شوارع الجزيره كلها و نزلنا البحر و ركبنا اليخت".
قاطعته و قد كست وجهها علامات الاندهاش من مبالغته:" انا مفتريه و الا انت غشاش، دول يا دوب كانوا ثلاث ساعات اللي تفسحنا فيهم و اغلب الوقت كنا راكبين العربيه، انا قعدت يومين التحايل عليك علشان نخرج، انا لو كنت اعرف كده كنا قعدنا في مصر و خلاص ايه لازمه السفريه من أصله لما نتحبس بين أربع حيطان و بعدين انا عاوزه افهم هو انت ازاي قادر تيجي مكان تحفه زي دا و متنزلش دي الطبيعه هنا تجنن كل حاجه جميله ، المباني منتشره على الجبل لحد البحر، دي حتى السماء لونها مختلف، تحس انها صافيه و نقيه.... ".

بدا و كأنه مغيب عن العالم لم يكن يستمع إلى كلامها بل كان تائها في ملامح وجهها الساحره التي كانت تتغير كلما تحدثت فتاره تضيق حاجيبها بانزعاج و ترمش عده مرات باهدابها الطويله التي تكاد تلامس أعلى وجنتيها و تاره اخرى تزم شفتيها التين لا تزالان منتفختين و قد ازداد لونهما إحمرارا، كانت ككتله إغراء متحركه حتى في حركاتها العفويه التي تقوم بها،يكاد يجن بها كلما تحركت او تكلمت،...

طوال اسبوعين لم يتركها تتحرك انشاََ واحدا بعيدا عن أحضانه ، كم تمنى لو انه وجدها من قبل،طوال حياته كان شخصا متزنا، مسيطرا على نفسه،و متحكما إلى أقصى الحدود و لكن هذه الصغيره يبدوا انها تغلغلت إلى حياته القاتمه كنسمه ربيعيه لتحي قلبه الميت الذي لم يظن يوما انه سيعشق إمرأه إلى هذا الحد، إمرأه جعلته يتذوق النعيم

بحركه سريعه كان جسدها الصغير ممددا تحت قامته الضخمه و قد امسك بيديها يضعهما أعلى راسها اما يده الأخرى فأخذت طريقها ليترسم دوائر وهميه على وجنتيها ثم ينتقل إلى شفتيها، و هو يتامل وجهها بنظرات عاشقه و كأنه يحفر تفاصيل وجهها في ذاكرته و قلبه الذي وشم باسمها وحدها.
اغمضت ياسمين عينيها و هي تستنشق رائحه عطره الرجولي المميز محاوله كبح جماح المشاعر المختلفه التي تدفقت كسيول عارمه فقدت السيطره عليها.
تشعر بالسعاده كما لم تشعر بها من قبل كم تتمنى لو ان الزمان يتوقف و تبقى للأبد في احضانه.لم تكن تدري متى احبته او لماذا تحبه اصلا، ربما شعور الدفئ و الأمان الذين إفتقدتهما بفقدان والدها،
او كلمات الغزل و الحب التي كان يرددها على مسامعها كل ثانيه مؤكدا لها بانها المراه الوحيده التي إمتلكت قلبه و عقله.
َ كأنه ليس نفس الرجل الذي كانت ترتعش لمجرد ذكر اسمه منذ شهرين،
فتحت عينيها ببطئ و هي تشعر بشفتيه الغليظتين تنشران قبلا متفرقه على جبينها و هو يقول:"و هو في احلى منك".
لينقل إلى وجنتيها يعضهما بخفه كعادته و هو يكمل:"يلا.... قومي عشان تفطري....، و جهزي نفسك حنخرج و لو اني مش عاوز ".
هتفت ياسمين بفرح:" انت بتتكلم جد، يعني و اخيرا حنخرج".
ابتسم آدم و هو يحرر معصميها متراجعا بجسده قائلا:"ايوا ساعه و تكوني جاهزه عشان نفطر و نخرج نشتري الهدايا للعيله، و بالليل حنرجع مصر".
لفت الغطاء على كتفيها العاريين و هي تسأله بتعحب:" نرجع؟".
امسك ذقنها الصغير بطرفي سبابته و ابهامه ليقتنص قبله رقيقه من ثغرها الشهي و هو يقاوم رغبته في العوده الى جانبها قائلا بنبره مطمئنه:" في حاجات مستعجله في الشغل مينفعش تتعمل الا في وجودي
بس اوعدك قريب اننا حنسافر ثاني لأي مكان انت تختارينه يلا قومي خوذي شاور و البسي و انا حخلص شويه مكالمات و نطلع".
بعد ساعات طويله و في وقت متأخر من الليل، توقفت سياره آدم أمام قصر الحديدي،فتح الباب بهدوء و هو يحمل ياسمين التي كانت تغط في نوم عميق، شعر بتعبها بعد جولتهما الطويله في أنحاء الجزيره لتسقط في النوم سريعا بعد صعودها مباشره للطائره، صعد الدرجات الرخاميه المؤديه إلى جناحه، ليضعها بخفه فوق السرير ثم إتجه إلى غرفه الملابس لإحضار بعض الملابس البيتيه المريحه.

:"لما قالتلي انها بتنام كثير مكنتش بصدق". تمتم ضاحكا و هو يجذبها إلى أحضانه لتتوسد صدره كعادتها منذ أن تزوجا، اغمض عينيه بسعاده و هو لايزال غير مصدق بأنها أصبحت امرأته و ملكه.
....................
مطت رنا جسدها بكسل و هي تقرب الوساده تحت راسها، عيناها لم تذق طعم النوم ظلت تتقلب طوال الليل تاففت بحنق و هي تتذكر صوت زاهر المتفاخر و هو يخبرها بعوده آدم و ياسمين المفاجاه من شهر العسل بسبب بعض الأمور المستعجله في العمل.
كم أصبحت تكرهه بل تمقته،منذ أن أخذها إلى شقته تلك الليله و هي تعيش في رعب لا ينتهي،لمساته التي لا تزال تشعر بها على جسدها، همساته التي تسمعها في كل مكان.

كوابيسها التي لا تخلو من وجوده. يحاصرها في اليقظه و الأحلام، يخنقها وجوده و يكتم أنفاسها فكيف اذا تزوجته.تراجعت بجسدها لتجلس مستنده على حافه سريرها، جالت بنظرها إلى غرفتها الصغيره ذات الديكور الانثوي بلونيها الوردي و الأبيض، غرفتها التي قضت بها واحد وعشرون ربيعا ستغادرها بعد أيام إلى قصر ذلك الشيطان كما اسمته لما لا يتركهها و يبحث عن فتاه اخرى، الاف الفتيات يتمنين ان يكن مكانها، إلا هي لا تريده رغم امواله ووسامته و مكانته لا تريده لطالما كانت تشعر بالرضا و هو يعاملها كاميره صغيره، يدللها بكلامه و أفعاله يجعلها محور حياته، حتى بعد تغيره معها في الاونه الاخيره.

لم تكن تشبه ياسمين في شخصيتها الهادئه المطيعه لطالما كانت تنتقدها على خضوعها و عدم تمردها.
ياسمين ابنه حاره شعبيه فقيره فقدت والدها سندها في الحياه، كانت دائما تتجنب الاختلاط بالناس قليله المعارف و الصداقات، قنوعه لم تكن تريد من هذه الحياه سوى إنهاء دراستها و مساعده والدتها على تحمل أعباء الحياه، حتى عندما تقدم آدم لخطبتها، لم تعارض راي والدتها او خالتها.
عكس رنا تلك الشعله الناريه بشخصيتها القويه المتمرده وجمالها الذي زادها غرورا، متمرده محبه للحياه و الانطلاق تريد السفر و إكمال دراستها في إحدى البلدان الاجنبيه لياتي زاهر و يقضي على طموحها و أحلامها.

تقدمت من الخزانه الكبيره لتبعثر محتوياتها بحثا عن ظالتهاو هي تتوعد بحنق :"فاكرني حستسلم، اما خليتك انت اللي تسيبني لوحدك مبقاش رنا رفعت، يا انا.. يا إنت يا دكتور زاهر".
تنوره سوداء فضفاضه قصيره تصل فوق ركبتيها بكثير و قميص ضيق دون أكمام برقبه واسعه يظهر جمال بشرتها البيضاء مع حذاء رياضي ابيض، تعمدت إرتداء ملابس جريئه للذهاب إلى قصر الحديدي بعد أن دعتها ياسمين لتناول الغداء معها و اختبرتها ان آدم دعا زاهر أيضا، لذلك ستبذل قصارى جهدها لتجعله يفقد صوابه فربما تنجح و تجعله يتركها.
شهقت ياسمين وهي ترى ابنه خالتها المجنونه ترتدي تلك الملابس الفاضحه، اندفعت رنا تحتضنها بحب و هي تقول:"وحشتيني يا قلبي". اكملت بخبث و هي تهمس في اذنها بمرح:"هو الجواز بيحلي كده".1
ضحكت ياسمين و هي تضربها على كتفها بخفه قائله:"لا يا حبيبتي انت اللي عنيكي حلوه".
تقدم آدم محاوطا خصر ياسمين بحب و هو يرحب برنا:"اهلا يا آنسه رنا نورتينا".
بادلته رنا الابتسام قائله بارتباك:" اهلا يا استاذ آدم، ميرسي اوي على العزومه دي،".
اوما أدم براسه و هو ينظر إلى سياره زاهر التي توقفت في الحديقه قائلا:" اهو زاهر كمان وصل".
ابتلعت رنا ريقها بتوترعندما سمعت إسمه، وضعت حقيبتها فوق فخذيها تتشبث بها و كأنها تحتمي بها لترتعش اصابعها رغما عنها و هي تسمع صوته المرح و هي يصافح آدم بحراره قائلا:"اهلا اهلا يا عريس، هي اليونان بقت وحشه عشان متكملش شهر العسل".
اجابه آدم ضاحكا:" بطل رخامه بقى ما انا قلتلك حصلت حاجات مستعجله في الشغل فاضطرينا نرجع و بعدين انا حخلص الشغل داه و آخذ ياسمين و نقضي شهرين أو ثلاثه فمتقلقش، انت بس شد حيلك عشان نفرح بيك انت كمان".
تقدم زاهر ليصافح ياسمين و هو يتمتم بعبارات التهنئه ثم قدم لها علبه مخمليه باللون الاسود و هو يقول:" إتفضلي دي هديه بسيطه عشانك، اتمنى تعجبك".
نظرت ياسمين لآدم و كأنها تطلب إذنه ليومئ براسه بايجاب، اخذت العلبه من زاهر و هو تشكره لكرمه،بينما هو توجه بنظره لتلك الجالسه في آخر الاريكه و هي تقضم شفتيها بتوتر، صك على أسنانه بغضب و هو يتفحص ملابسها العاريه و احمر الشفاه القاني الذي صبغت به شفتيها.
ارخى ربطه عنقه بتوتر و هو يتناول كوب الماء من على الطاوله أمامه ليشربه دفعه واحده محاولا إخماد نيران الغضب التي اندلعت بداخله بسبب تلك الغبيه التي تجلس بجانبه، أعاد الكاس لمكانه و هو يلتفت براسه للجهه الأخرى يكبح جماح نفسه حتى لا يكسر راسها العنيد. وقف فجأه ليجذبها من معصمها بقوه حتى كادت تقع على وجهها ليتوجه بها إلى إحدى الغرف الفارغه في القصر متجاهلا صراخها و غير عابئ بوجود آدم الذي كان يرمقه بنظرات بارده غير متفاجئ بفعلته و هو يمسك بياسمين التي كانت كانت تحاول اللحاق بهما و هو تقول :"الحقه يا آدم ارجوك داه ممكن ياذيها".
جذبها آدم إلى أحضانه و هو يربت على ظهرها بحنو:"إهدي يا حبيبتي مش حيعملها حاجه، متخافيش هو بس مش راضي على طريقه لبسها".
اجابته بصوت قلق:"انا خايفه يعملها حاجه وحشه انت مشفتش ازاي وشه قلب لما شافها، شكله يخوف انا اول مره اشوفه كده".
ضحك آدم بسخريه و هو يهتف:"طب عايزاه يتصرف إزاي و هو شايف خطيبته التي حتبقى مراته بعد اسبوع و هي لابسه هدوم زي دي،بنت خالتك دي مجنونه على فكره و تستاهل لو ضربها عشان تتربى".
شهقت ياسمين بتعجب و هي تنظر لوجهه الذي ارتسمت عليه ملامح الجديه لتساله :" هو انا لو لبست هدوم جريئه شويه حتضربني؟ ".
نظر لها بتعجب من سؤالها المفاجئ، ثم تحولت نظراته إلى اخرى خبيثه و هو ينظر لشفتيها المغريتين قائلا بصوت واثق:" لو ليا انا معنديش مانع، بس لو لبستيها برا مش حضربك بس دا انا حكسر جسمك كمان و مش حخلي حته سليمه ، عارفه ليه عشان انا مبحبش حد يشوف حاجه بتاعتي، انا بس اللي ليا الحق اني اشوف جسمك الحلو دا".
أنهى كلامه بغمزه وقحه و هو ياخذ شفتيها بين شفتيه في قبله متملكه شغوفه ليثبت لها انها ملكه لوحده،اغمض عينيه بإنتشاء مستمتعا 
بمذاق شفتيها الرائع،و كأنه يتذوقهما لأول مرة

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

في فيلا الجندي.
ينزل صفوان الدرج مسرعا و هو يستمع لصراخ والده الذي عاد من عمله باكرا على غير عادته.
احمد(والد صفوان) :يا شهيره ، انت يا هانم فين الباشا ابنك اكيد لسه نايم زي عوايده اااه طبعا تعبان يا عيني من سهره إمبارح".

اجابته شهيره التي كانت تجلس ببرود في الصالون تترشف قهوتها الصباحيه:" ايه يا أحمد بتزعق ليه، عمل ايه صفوان مش رجع الشغل معاك عاوز منه ايه تاني".

إقترب منها أحمد و قد زاد صراخه:" طبعا و هو مين حيدافع عن بلاويه و مصايبه غيرك ابنك يا ست هانم صايع درجه اولى مش نافع غير يبوز الشغل...".
التفت للدرج ليجد صفوان ينزل الدرجات الاخيره:" اهو و اخيرا الباشا شرف، صاحي الساعه 11 و تقوليلي نزل الشغل، طب لما هو يشتغل مين اللي يقعد في الكباريات و الملاهي الليليه ".

قبل صفوان والدته من جبينها و جلس على الاريكه المقابله قائلا بانزعاج:" يا بابا فيه إيه عالصبح بتزعق ليه، انا كنت جاي الشركه اساسا فيها لو صحيت متأخر الدنيا مش حتطير".

احمد بنبره سخريه:" لا يا خويا الشغل هو اللي حيطير، منى السكرتيره إتصلت بيك يجي 100 مره و انت قافل تليفونك ليه، إفرض في مصيبه حصلت.
انت عمرك ما كنت مسؤول و انا لا يمكن اعتمد عليك بعد كده، انا حسحب منك منصب مدير المجموعه و الأحسن ليك ترجع لندن".

اكمل كلماته ثم إتجه نحو مكتبه لتندفع شهيره ورائه :" انت ايه بتقوله داه هو عمل ايه عشان تاخد القرار داه ثم انت حتوثق في حد غريب و تديه منصب مدير المجموعه و تسيب إبنك".

القى احمد جسده على الكرسي بتعب و هو يرخي ربطه عنقه قائلا :" مالك زوج أروى بنتي أحق منه، ياريته كان زيه شاب طموح و ذكي و امين هو يستاهل يدير المجموعه احسن من إبني اللي كنت فاكر انه حيشيل المسؤوليه و يحافظ على الشغل و إستمرار الشركات حتى بعد ما اموت. بس هو كل يوم بيخسرنا حاجه لغايه ما حنفلس و نبقى على الحديده انت عارفه انه من شهرين داخل صفقه مباني و استلف ملايين من البنك و في الاخر خسرها و ادينا لحد دلوقتي بنسدد الأقساط كل داه ليه".

اجابه صفوان الذي دخل للتو إلى المكتب:" يا بابا انا قلت نوسع الشغل ليه مندخلش في صفقات المباني و العقارات".

ضرب أحمد سطح المكتب بقوه قاطعا كلام إبنه و قد تملكه غضب شديد:" توسع الشغل و الا تنافس آدم الحديدي و يا ريتك كنت قده، داه هو لحد دلوقتي بيلاعبك و مش عاوز يرد عليك إكراما لأبوه اللي هو خالك. هو المره اللي فاتت اكتفى انه يخسرك الصفقه بس المره الجايه مش بعيد يقضي علينا و على الكام شركه اللي فضلولنا من ورا عمايلك و انت عارف كويس انه يقدر يعمل كده في ساعه فابعد عنه احسنلك داه يقدر بكل سهوله يمحينا من السوق كله ".

قاطعه صفوان الذي إحمر وجهه من شده الغضب و برزت عروق يديه و رقبته:" مستحيل، مش حسيبه ابدا انا صفوان الجندي إبن الحسي و النسب و هو مين هااا حتة لقيط مش عارفينه لا اصل و لا فصل عامل نفسه إمبراطور السوق". اكمل بصوت أعلى :" مش حسيبه حقتله زي ما قتلها و حرمني منها بس قبل كده حعذبه و اخسره كل حاجه بيحبها إستنى انت بس و شوف".
اكمل كلماته ثم خرج صافقا الباب ورائه بعنف لتنتفض شهيره قائله بقلق:" هو لسه منساش البنت دي ابني كده حيضيع مني، ماشي ورا إنتقام فارغ".

نظرت لزوجها الذي إقترب منها يلف جسدها بذراعيه ليحتضنها بحنان ثم اكملت كلامها بنبره حزينه:" انا خايفه عليه اوي دا مهما عمل يفضل إبننا الوحيد انا مش عارفه هو مش هادي و مسالم زي أروى ليه، دا انا ربيتهم زي بعض، انا صحيح كنت بدلعه و اجيبه كل اللي نفسه فيه بس بحدود مكنتش عارفه انه حيبقى كده عصبي و اناني و متهور هو مش بيفكر غير في البنت إياها دا عدا يجي اكثر من سبع سنين على حكايه نرمين و لسه منساش، بس هو آدم مكانش بيحبها هي اللي كانت بتجري وراه و لما يئست منه إنتحرت هو ملوش ذنب".

أجابها احمد بصوت حنون محاولا التخفيف عنها فهو دائما يلومها و يتهمها بالافراط في تدليله و لكنه يعلم انها تفعل ذلك من حبها لابنها:" دي حكايه فارغه ابنك عاملها حجه عشان يعادي ابن الحديدي بس هو في الحقيقه شخصيته كده بيحب التحدي و العند و لما بيحط حاجه في دماغه لازم يوصلها و مش عارف انه بكده حيأذينا إحنا و يدمرنا و انا لا يمكن اسمحله بكده".

اومات شهيره براسها و هي دموعها التي تساقطت رغما عنها،فهي ليست إمرأه متكبره كاغلب نساء المجتمع الراقي بالرغم من ثراء زوجها الا انها كانت سيده متواضعه تحب زوجها و أبنائها و لا تهتم بالفوارق الاجتماعيه، و كانت تعامل الجميع بحب وإحترام عكس زوجه أخيها صفيه والده سهى.

..............................

في قصر الحديدي.

دفع زاهر رنا بقوه داخل الغرفه لتسقط على الارضيه لتصرخ بالم:"انت اتجننت ااااه سيب ايدي".

امسكها زاهر من ذراعها ليوقفها أمامه و هو يقول بغضب عارم:"و ليكي عين تتكلمي كمان".

صرخت رنا بألم و تساقطت دموعها و هي تضع يدها على يد زاهر التي اطبقت على خصرها بقوه لتشعر و كانها نار تحرق جلدها، قوست جسدها للأمام محاوله تخفيف الألم ثم وضعت يديها على جسد زاهر تدفعه دون جدوى و هي تسمع زاهر يصرخ بهستيريه:"جايه من بيتكم عريانه، كم واحد شافك في الطريق ها إتكلمي".

ليزيد من قبضته اكثر و هو يكمل:"مش مكسوفه من نفسك و انت لابسه كده و قاعده قدامهم، مش عامله احترام لا ليا و لا لعيلتك، عاوزه توصلي لايه بالضبط هو انت بكده فاكراني حسيبك اتكلمي ساكته ليه".
نزلت دموعها اكثر و هي تحاول إبعاده، ضربه، دفعه، المهم ان يبتعد عنها فالالم الذي تشعر به لم يعد يحتمل، لاتستطيع حتى الكلام فقط شهقات متتاليه تصدر منها ليبتعد عنها زاهر اخيرا،
شعرت و كان روحها عادت إليها بعد أن دفعها لتقع على الاريكه التي كانت تتوسط الغرفه، نظرت لزاهر الذي كان يجول في أنحاء الغرفه كأسد تم حبسه في قفص.
وجهه الذي احمر بشكل مخيف حتى انها توقعت إنفجاره باي لحظه و أنفاسه المتلاحقه التي تعبر عن مدى غضبه،

شهقت بألم و هي تمسد خصرها مكان قبضتها لتسرعي إنتباه ذالك الغاضب الذي نظر إليها باشمئزاز واضح قائلا بنبره تهكم:"إيه وجعاكي، لا الف سلامه عليكي".
بادلته رنا نظرات ساخطه تعبر عن غضبها ثم اجابت بنبره مهزوزه:"ملكش دعوه بيا".
مسح زاهر وجهه بغضب فهذه الصغيره تكاد تفقده صوابه فرغم المها و ضعفها أمامه الا انها لم تكن لتستسلم،اقترب منها بهدوء مخيف و هو يسالها:"انت عاوزه ايه، قوليلي ايه اللي ينفع معاكي و انا حعمله".
جذبها من معصمها ليوقفها أمامه من جديد ليرتجف جسدها بشده مخافه ان يقرصها ثانيه، مد يده إلى وجهها ليداعب وجنتها برقه ثم يمرر اصابعه على شفتيها بحركات ناعمه و ينزل لرقبتها و صدرها إلى أن يصل إلى خصرها لتشهق رنا بخوف قائله بصوت مرتجف:" و النبي يا زاهر متعملش كده، دي بتوجع اوي".1
نظر زاهر إلى عينيها الزرقاء التي اغمضتهما بشده بينما يده لا تزال تتجول على جسدها بحريه، كم تبدو جميله و ساحره عندما تكون هادئه تضعفه تجعله كالمسكين و هو يتسول منها نظره او ابتسامه
تجعله يفقد اعصابه بهدوئها بجمالها بتمردها و تهورها كلما زادت رغبتها هي في الهروب زادت هو رغبته في اقترابها، همس أمام شفتيها بصوت متالم:"و انت كده مش بتوجعيني على الاقل ذوقي شويه من الوجع اللي بحس بيه بالرغم من انه ميجيش نقطه في بحر الألم اللي بعيشه بسببك".
إستكانت رنا بوداعه داخل أحضانه لم تدري ماذا ستجيبه تعلم انه محق و انها ان تكلمت بشيئ لن يعجبه ربما ياذيها اكثر لذلك فضلت الصمت.

ليكمل زاهر كلامه و هو يبعدها عنه:" فاضل عشره ايام على موعد زواجنا إعقلي و كفايه جنان و مش عاوز اشوفك لابسه لبس العاهرات داه ثاني انا حنزل و ابعثلك ياسمين عشان تديكي هدوم من عندها،متعانديش و خلي يومك يعدي و كل اما تغلطي اكثر حعندك معاكي اكثر و على فكره انا منسيتش عمايلك اللي فاتت بس حيجي الوقت المناسب و اعاقبك عليهم فاقعدي عاقله احسنلك".

زمت رنا شفتيها بغير رضا على كلامه و هي تشاهد باب الغرفه ينغلق بهدوء.
بعد عده دقائق أطلت ياسمين براسها و هي تقول بمزاح:" ايه يا عروسه شكله زاهر مش قادر يصبر عليكي لغايه الفرح".

اجابتها رنا بتذمر:" بلا عروسه بلا زفت مش عاجبه الهدوم بتاعتي و قال ايه بيعاقبني، فاكرني تلميذه في ابتدائي".
تأملت ياسمين التنوره القصيره جدا و القميص العاري ثم هتفت بغيض من ابنه خالتها المجنونه:"معاه حق يا رنا هو انت من امتى بتلبسي كده داه كل جسمك عريان، انا عارفاكي مجنونه و متهوره بس مش للدرجه دي، ما انا كمان بلبس حاجات قصيره بس مش كده انت تقريبا مش مخبيه حاجه يلا عشان اديكي هدوم من عندي انا عارفه انك عنيده و مش حتقتنعي".
تبعتها رنا و هي تدخل إلى غرفه اقل ما يقال عنها خياليه، شهقت رنا بانبهار و هي تجلس على الاريكه السوداء الكبيره ثم قالت :" هي دي اوضتك انت و ادم يا ياسمين".
ضحكت ياسمين و هي ترى ملامح ابنه خالتها المندهشه:" ايوا يا ستي دي اوضتنا... ايه رأيك حلوه اوي صح ؟".
تأملت رنا باستغراب الغرفه ثم سألتها مجددا:" هي آه حلوه..... بس هي ليه كلها سوداء كده السرير و الستاير دي حتى السجاده لونها اسود".

اجابتها ياسمين و هي تخرج من غرفه الملابس"آدم يا ستي بيحب اللون الاسود".
نظرت لها رنا باستهزاء:" ادم بيحب اللون الاسود، طب و انت معندكيش زاي انت لازم تتطلبي منه انه يغيرها انا منكرش انها حلوه اوي بس انت كمان لازم يكون عندك رأي".
ياسمين:" بس الاوضه حلوه و عاجباني جدا على فكره و الا هو عند و خلاص يلا ادخلي غيري و متتاخريش عشان ننزل زمانهم حضروا الغداء".
أمسكت رنا الملابس و هي تهتف بغيظ:" طول عمرك مستسلمه كده و ملكيش راي دا حتى شهر العسل اتحرمتي منه".
دفعتها ياسمين بخفه باتجاه الحمام وهي تقول محاوله استفزازها:" اهو انت حتتجوزي قريب انا حقول لزاهر ان رنا نفسها في شهرين عسل مش شهر واحد".
اجابتها رنا من وراء باب الحمام:"شهرين بحالهم دا انا نفسي الجوازه تتلغي من أساسه ".
ردت ياسمين بصوت هائم:" دا الجواز احلى حاجه في الدنيا انا حاسه نفسي اني مكنتش عايشه قبل ما اقابل آدم،".
خرجت رنا من الحمام لتجد ابنه خالتها تجلس على حافه السرير و تستند بذقنها على كفها و تنظر امامها بحالميه.
رنا بسخريه:" حاسه نفسك ايه ياختي".
ياسمين ببلاهه:"مكنتش عايشه قبل ما اقابله، انا دلوقتي حاسه اني بعيش في الجنه، لما اكون في حضنه بنسى الدنيا كلها، انا بحبه اوي يا رنا".
ضربتها الأخرى على رأسها بخفه:"طب فوقي يا اختي و شوفي الفستان اللي انت اديتهولي اللي انا اصلا مش متأكده، انه بتاعك انت و الا بتاع طنط سلوى".
نظرت لها ياسمين لتجدها ترتدي فستانا بنفسجيا طويلا يصل إلى كاحلها ذو أكمام كامله لتجيبها بابتسامه:" دول آدم اختارهملي لما كنا في جزيره سانتوريني ذوقه حلو مش كده".
هزت رنا شفتها العليا باستهزاء:" لا ياختي ذوقه وحش ايه داه هو انت عمرك خمسين سنه عشان تلبسي كده،الظاهر ان انا و انت مستنايانا ايام سوداء".
اومات لها ياسمين بعدم فهم و هي تتجه إلى الباب.
اما عند أدم و زاهر

نظر زاهر لصديقه بغيض الذي كان يكتم ضحكته ثم هتف باستياء:" إضحك يا خويا إضحك ما انت تجوزت العاقله و انا اللي حتدبس في المجنونه".
ليقهقه ادم بصوت عال ويشاركه الاخر الضحك، و هو يقول من بين ضحكاته:"و الله حتجنني معاها كل يوم بكتشف فيها حاجه جديده.... عنيده بشكل عمري ماتصورته".
ادم بعد أن كف عن الضحك:"ربنا يكون في عونك..." صمت قليلا ثم اكمل :"و عوني انا كمان".
نظر له زاهر بعدم فهم و هو يلتفت إلى الجهه التي ينظر لها آدم ليضحك من جديد بصوت أعلى و هو يرى سهى و والدتها من خلال الحائط الزجاجي الذي يفصل الصاله عن الحديقه.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

نزلت ياسمين الدرج تتبعها رنا التي كانت تمشي بخطوات متعثره بسبب ثوبها الطويل وهي تتمتم بغيظ و تشتم زاهر بكل الشتائم التي تعرفها شهقت فجأه ثم صاحت:"يا نهار اسود انا حقابل مستر آدم إزاي بعد الفضيحه دي".
اجابتها ياسمين ضاحكه:"دلوقتي إفتكرتي عملتك؟ على العموم متقلقيش ادم مبصش ناحيتك ابدا من الناحيه دي إطمني".

امسكتها رنا من ذراعها قائله برجاء:"بجد.... يعني انت متأكده اصلي بخاف منه جدا.. انا بس كنت عاوزه اخلي زاهر يتجنن منكنتش عامله حساب كل داه".

ابتسمت ياسمين ثم اردفت:"ربنا يهديكي يا رنا، انا متأكده حيجي يوم و تندمي عشان عمرك محتلاقي حد يحبك زي زاهر،... ".

قاطعها الاخرى:"مش عاوزه حد يحبني عاوزه اسافر و اكمل دراستي برا، عاوزه اكون حره لوحدي اخرج براحتي و البس براحتي، مش يحطني في بيت و يعمل عليا سي السيد و انا اطيع اوامره".

ضربتها ياسمين على يدها التي كانت تضعها على ذراعها قائله بسخريه:" ياشيخه تلهي هو انت فلحتي في الدراسه هنا عشان تتشرطي على كليات برا دا انت كل سنه تنجحي بالعافيه، يلا انزلي قدامي علشان تأخرنا ".

رنا بحنق:" هو انت حتذليني علشان كنتي بتساعديني في المذاكره ماشي يا ياسمين.... و على فكره انا بنت خالتك المفروض تاقفي جانبي و تساعد...... ".

قاطعهما صوت آدم الذي كان ينادي على ياسمين:" تعالي يا حبيبتي في عندنا ضيوف ".

توجهت الفتاتان للترحيب بسهى و والدتها اللتان ظهر جليا على وجههما علامات الامتعاض و التافف ثم توجه الجميع إلى طاوله الطعام عدا آدم الذي جذب ياسمين إلى أحضانه بخفه مقبلا جبينها قائلا بنبره تفيض عشقا :"وحشتيني".
ضحكت ياسمين بخفه بينما يداها تلعبان بأزرار قميصه العليا:" دول خمس دقايق اللي غبتهم".
قاطعها آدم محتجا:"بتوحشيني حتى لو غبتي ثواني
ياسمين و هي تنظر إلى إلى باب غرفه الطعام:"طيب يلا عشان منتاخرش عليهم زمانهم بيستنونا".
زفر آدم باعتراض و هو يدفعها أمامه بلطف هاتفا بحنق:"يارب صبرني انا كان مالي و مال العزومات و الكلام الفارغ داه، انا المفروض عريس جديد و في شهر العسل، يعني كان زماني دلوقتي في حضن مراتي الحلوه دي اللي لسه مشبعتش منها".
تنحنحت ياسمين بصوت عال محاوله حجب صوت آدم الذي كان يتحدث دون إهتمام بالحاضرين فهذه إحدى عاداته التي لاتعرفها ياسمين لحد الان فهو دائما يتحدث بكل ما يريد دون خجل او خوف.
مالت سهى إلى والدتها قائله بصوت خافت:" شفتي المتشرده اللي جايبها من الشارع ازاي عامله نفسها هانم و صاحبه القصر و بترحب بينا و إحنا اللي ضيوف،".
ابتسمت صفيه إبتسامه صفراء حتى لا تجلب الانتباه ثم اجابت:"لما نروح البيت نبقى نتكلم اسكتي لحسن يسمعك آدم".
قهقه زاهر بمرح و هو يشاهد صديقه الذي كان يطعم زوجته رغم إعتراضها ثم قال ممازحا:" إيه يا عريس نروح احنا و نسيبك عشان تاخد راحتك".
تناول ادم كأس العصير ليضعه على الجهه الأخرى أمام ياسمين ثم اجابه بصوت واثق:"بالعكس دا انا واخذ راحتي جدا".
صفيه بنبره لئيمه:"هي مراتك متعرفش تاكل لوحدها و الا دا دلع بنات بقى".
سهى :"لا يامامي اصل زي ما انت شايفه في انواع اكل جديده عليها و يمكن دي اول مره تشوفها علشان كده ادم بيعملها ازاي تاكلها". ثم انفجرت الاثنتان بالضحك.4
رمقهما آدم بنظره بارده تدل على سخافتهما ثم قال موجها حديثه لزاهر:"لو خلصت اكل اتفضل مع السلامه، اكيد في وراك حاجات مهمه عشان تعملها بس المره الجايه لما تيجي ابقى إتصل على الاقل عشان اعمل حسابي انا و مراتي، افرض اننا كنا مشغولين بحاجه و مش عاوزين حد يزعجنا".3
نظر زاهر إلى سهى ووالدتها و قد فهم مقصده ثم قال:"معلش اصلك كنت واحشني جدا و جيت عشان اشوفك واطمن عليك".
وضعت رنا الشوكه من يدها ثم التفتت لياسمين التي كانت تجلس بجانبها و على وجهها علامات الاستفهام
ثم مالت إليها قائله بصوت خافت:" هو في ايه انا تقريبا مش فاهمه حاجه، هو جوزك بيطردنا مش هو بنفسه اللي عزمنا؟".
انتفضت فجأه على صوت وقوع احد الكراسي لتنظر امامها لتجد صفيه تقف بغضب و هي تصيح:"هي حصلت يا آدم، بتطردني انا و بنتي من بيتك ايه خلاص مابقتش معتبرنا من عيلتك ".
مسح آدم فمه بالمنديل بحركه بطيئه مثيره للاستفزاز قبل أن يجيبها ببرود دون أن يلتفت اليهما:" هو انا وجهتلك اي كلام يامرات عمي انا كنت بتكلم مع زاهر دا انا حتى مجاوبتش على الاهانه الي وجهتيها ليا و لمراتي و اعتبرتها زله لسان مش اكثر بس المره الجايه مش حسمحلك عشان ياسمين خط أحمر و دا إنذار ليكي و لغيرك يا ريت قبل ماتتكلمي او تعملي حاجه تأذيها فكري كويس عشان انت عارفه غضبي شكله ايه ".
شعرت صفيه بالخوف من تهديده المبطن فهي على الرغم من وقاحتها الا انها كانت تخشى آدم كثيرا ابتلعت ريقها بصعوبه ثم قالت :"بس انت كنت قاصدني انا و سهى، دي جزاتنا علشان جينا نباركلك، بس انت طول عمرك كده مبتحترمش حد و خصوصا عيلتك،". ثم التفتت لابنتها و هي تكمل حديثها :"يلا يا سهى خلينا نمشي باين وجودنا مش مرغوب فيه هنا ".
زفر آدم بحنق محاولا السيطره على هدوئه فهو متعود على كلام زوجه عمه فهي دائما تؤذي من حولها ثم تتدعي انها الضحيه ثم نادى بصوت عال:"كريمه... تعالي وصلي الهوانم للباب الظاهر معجبهش الغدا".
راقبتهما ياسمين حتى وصلتا إلى باب الخروج ثم التفتت لادم الذي كان يضحك بمرح مع زاهر الذي رفع ابهامه دليلا على تشجيعه و استمتاعه بما يحصل لتقول بعدم تصديق:"هو ايه اللي حصل داه ".
تناول ادم يدها ليقبلها قبلات عديده ثم اردف بصوت حنون" حبيبي، سيبك منهم دلوقتي و بعدين حفهمك كل حاجه، و دلوقتي كملي اكلك عشان الايام اللي فاتت مكنتيش بتاكلي كويس".
...............................
في سعد الحديدي (والد سهى)
دخلت صفيه الي الفيلا بخطوات غاضبه تتبعها سهى التي لم يكن حالها افضل من حال والدتها، رمت حقيبتها اليدويه على الاريكه بقوه و هي تصيح :" شفتي يا ماما شفتي عمل ايه، انا لسه مش مصدقه اللي حصل، هو طول عمره مكانش بيحترمنا و لا بيهتم بينا بس مش لدرجه انه يطردنا".
اجابتها صفيه وهي تخرج علبه سجائرها بيدين مرتجفتين من شده الغيظ :"طول عمره وقح و مش متربي هاااه و حيجيب منين التربيه و هو لا اصل و لا فصل..... ماهو جاي من الشارع زيه زي اللي اتجوزها".
مررت سهى اصابعها في خصلات شعرها الشقراء القصيره بعنف ثم تحدثت بحرقه:"شفتي بيعاملها برقه ازاي داه باكلها بإيده و كأنها بيبي صغير و الا شفتي القصر اللي مسكنها فيه دا أكبر من الحاره الشعبيه اللي كانت ساكنه فيها، و الا الخاتم الألماس داه المفروض كنت انا اللي البسه مش هي". اكملت بهستيريه:"خطفته يا مامي... خطفت ادم مني... كل العز و الدلع اللي هي فيه من حقي انا، انا بنت عمه انا سهى الحديدي يفضل عليا واحده زيها... دا انا بقالي كم يوم مش قادره اروح النادي او اخرج براحتي كل صحابي بيتريقوا عليا، حتى راندا و شاهي كل ما بيشوفوني مفيش عندهم غير ادم و مراته".

نفثت صفيه دخان سيجارتها و هي تهز ساقيها بحركه عصبيه ثم اردفت بنبره حقوده:" إهدي يا سهى كل العصبيه اللي انت فيها دي مش حتنفعك احنا لازم نلاقي طريقه نتخلص فيها من البنت دي، هي باين فيها طيبه و ساذجه و دا حيساعدنا جدا اننا نتخلص منها بس حنحتاج مساعده البنت صاحبتها...... هو كان اسمها ايه؟؟".
اجابتها سهى و قد بدأت تقتنع بكلام والدتها:" غاده..... اسمها غاده، بس ازاي انت عارفه ان ادم انسان ذكي جدا و مستحيل..... ".
ضحكت صفيه بخبث مقاطعه كلامها :" من الناحيه دي إطمني احنا حنخلي مراته هي اللي تكرهه و تسيبه، و حنخليها تعمل كل الحاجات اللي هو بكرهها من غير ما تحس و داه محتاج وجود شخص قريب منها و طبعا مفيش غير غاده دي..... و كمان صفوان".

أيدتها سهى :" ايوا يا ماما احنا لازم نتخلص منها باي طريقه انشاءالله اقتلها حتى المهم فلوس ادم و ثروته تكون من نصيبي و انا اللي اتحكم فيها احنا لحد امتى حنفضل عايشين من افضالهم علينا داه حتى بابا مش مهتم و مكتفي بحته شركه بتطلع ملاليم كل شهر و سايب اخوه و ابنه يتهنوا ببحر من الشركات و الفلوس ".1
...................................
بعد الانتهاء من الاكل توجه الجميع للجلوس في الحديقه
وضع ادم يده على خصر ياسمين ليقربها اكثر قائلا بامتعاض:" هو انت ليه قاعده بعيد عني كده".
تململت ياسمين في أحضانه هاتفه باحراج:" احنا مش لوحدنا و بعدين ما انا قاعده جنبك اهو".
ازاح خصلات شعرها المنسابه على عنقها الابيض ليقبله قبلات خفيفه مغمغما:"لا انا عاوزك دايما في حضني و بعدين مكسوفه ليه دول زاهر و رنا هما عشره ايام بالضبط و حتلاقيهم بقوا زينا او اكثر".

وضعت ياسمين يدها على عنقها محاوله جعل ادم يتوقف عن تقبلها ليهمس ادم في اذنها بوقاحه:"شيلي ايدك احسن ما ادور على مكان تاني ابوسك منك ". ثم امسك يدها لينزلها برفق ليكمل ماكان يفعله غير عابئ بتوسلاتها.
تناولت رنا كوب العصير من فوق الطاوله الزجاجيه الموضوعه أمامهم لتترشفه ببطء محاوله عدم الاهتمام بما يحصل امامها.
اما زاهر الذي ظهرت على وجهه علامات الغيره و الامتعاض ليهتف بحنق:" ماتراعي شعورنا ياعم ادم استنى لما تبقى لوحدك على الاقل و حب مراتك زي ما انت عايز، بس مش قدامنا كده".
رفع ادم حاجبيه بتسليه ثم اجابه محاولا استفزازه اكثر:"غصب عني يا صاحبي اصل الجواز حلو اوي بيخليك تنسى الناس، معلش اصبر بقى هما اسبوعين و حتعرف انا بتكلم على إيه ".
رمقه الاخر بغيض:" اسبوعين ايه حرام عليك دا انا بقيت بعدهم بالساعه هما تسعه ايام بس زائد يوم الفرح" .
ادم بجديه:"طب كل حاجه عشان الفرح".
زاهر:" ايوا انا حجزت في الفندق بتاعك، تقريبا نفس قاعه الأفراح اللي انت عملت فيها فرحك باقي الحاجات جاهزه من فتره طويله".
ادم:"ربنا يتمم بخير........ثم نظر إلى ياسمين قليلا و اكمل:"هي ياسمين بقالها فتره اكلها مش عاجبني ممكن تكتبلها شويه فيتامين تعوض الاكل".
زاهر بوقاحه:"هي كويسه متقلقش بس انت خف عليها شويه لو حتفضل كده شهر كمان البنت حتختفي خالص انا بحذرك اهو".
شهقت ياسمين بخجل ثم أخفت وجهها بيديها بينما انفجر ادم من الضحك من كلام صديقه قبل أن يقول:" انا ممكن ابطل اي حاجه الا دي... دا انا لسه مش عارف حرجع الشغل ازاي و اسيبها".
لم تستطع ياسمين تحمل سماع حوارهما المخجل لتسارع بالهرب إلى داخل القصر تحت انظارهما المتعجبه.
زاهر و هو يمثل عدم الفهم:"هي مراتك مالها قامت مره واحده هو احنا قلنا حاجه عيب".
ضيق ادم عينيه مدعيا التفكيرثم اجابه:" تلاقيها راحت تجيب حاجه من جوه".
رمقتهما رنا بدهشه و كأنهما من الكائنات الفضائيه قبل أن تتسلل من جانب زاهر لتلحق بياسمين و هي تصيح بصوت عال :"و ربنا مجانين، انا لايمكن اقعد معاكم بعد كده".
ليختفي صوتها داخل القصر تاركه الاثنان يضحكان بمرح على زوجتيهما الخجولتين.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

ليلا
يخرج ادم من الحمام الملحق بالجناح مرتديا سروالا قطنيا باللون الرصاصي ينشف شعره الرطب بمنشفه بيضاء تاركا جذعه العلوي عاريا لتتساقط قطرات المياه على صدره الصخري و عضلات بطنه البارزه بشكل مغري،
لم تستطع ياسمين منع نفسها و هي تراقبه باعجاب بينما يرمي المنشفه على ظهر الاريكه باهمال ثم يتجه إلى التسريحه الملحقه بالغرفه ليأخذ زجاجه عطره الفاخر و يرش منها بسخاء لتزيد من هالته الرجوليه الخاطفه للانفاس التي تطيح بعقلها كلما رأته،
اغمضت عينيها بقوه محاوله طرد الأفكار الغير بريئه التي اجتاحت عقلها و جسدها و هي ترى زوجها و حبيبها بهذه الفتنه و الوسامه.
التفت آدم فجأه لتقع عيناه على صغيرته الفاتنه بهيئتها المهلكه ،كانت تستند على باب الغرفه بجسدهت الصغير ذو الانحناءات الانثويه الفتاكه ،ترتدي منامه حريريه باللون الاسود الذي عكس بياض بشرتها الناصع و قصيره تظهر تظهر ساقيها الرشيقتين و قدميها الورديتين بسخاء، اقترب منها بهدوء عكس النيران التي اندلعت داخل جسده برؤيتها، ابتسامه سعيده عابثه ارتسمت على شفتيه و هو يمرر انامله الغليضه على وجنتيها المحمرتين بخجل لينزل إلى شفتيها التين كانت تقضمهما بتوتر ليحررهما من بين أسنانها.
كم تبدو لطيفه و شهيه بطريقه متعبه لاعصابه بجمالها الملائكي الذي لم يرى مثيلا له من قبل كلوحه نادره اسرت قلبه من اول نظره.
لماذا يجب أن تكون بهذه الفتنه و البراءه في نفس الوقت؟ مزيج غريب شده إليها، عشقها الذي يزداد داخله يوما بعد يوم يسيطر على قلبه و عقله و يتغلغل داخل ثنايا روحه و جسده فيبدو ان هذه الجنيه الصغيره الواقفه امامه قد ألقت عليه تعويذه حب ابديه جعلته يقع في حبال عشقها دون رحمه.
فتحت عينيها لتقابله رماديتيها الآسرتين تنظران اليه بحيره و ارتباك مما ارضى غروره الرجولي و هو يستشعر تأثير قربه عليها.
مال ليأخذ شفتيها الناعمتين بين شفتيه الغليضتين في قبله شغوفه متملكه، يريد أن يثبت لنفسه انها أصبحت له، ملكه لوحده، همهم برغبه عندما وضعت يدها على صدره العضلي العاري تتحسسه برقه مستشعره حراره جسده التي تزداد كل لحظه، اغمضت عينيها سامحه لتلك المشاعر اللذيذه بالتدفق لتغزو جسدها دون توقف، لم تستطع السيطره على نفسها و يديه الخبيرتين تتجولان بخبره على جسدها الفتي لتئن برغبه ممزوجه بالخجل و هي تحاول مجاراه قبلته المجنونه.
بصعوبه بالغه سحب شفتيه من خاصتها عندما احس بحاجتها للهواء لتشهق بقوه و هي تحاول سحب اكبر كميه من الهواء بينما تستند بيديها على كتفيه و كأن ساقيها تحولتا إلى قطعتي هلام لا تقويان على حملها، ليضع هو يده خلف ظهرها و الأخرى تحت ركبتيها و يحملها بخفه و يضعها على السرير، لتتجرأ هي و ترفع عينيها ببطء إلى أعلى لتجده يناظرها بعينين قاتمتين من فرط الرغبه، التقت عيناهما لينهي حيرته ثم يميل إليها مره اخرى يلتقط شفتيها بقبله اكثر جرأه بينما يديه امتدتا تنزعان ملابسها بلطف استعدادا لجوله اخرى أعمق و أطول.
بعد الكثير من الوقت،ابتعد عنها بانفاس لاهثه و على وجهه علامات السعاده و الرضى. كيف لا و بين أحضانه أنثى كامله تجعله ينسى كل شيئ و هو بين أحضانها، تكاد تقوده للجنون.
كانت تتوسد ذراعه الصلبه بينما اصابعها ترسم دوائر وهميه على صدره العاري، تشعر و كأنها في الجنه عندما تكون في أحضانه، تحس بالكمال و الاكتمال، تتمنى لو ان الوقت يتوقف و تظل هنا بقيه حياتها،
بقرب هذا الرجل الوسيم الغريب الذي عرفته منذ اقل من شهرين لتدخل حياته و عالمه متردده خائفه من القادم.
زفرت بعبوس و هي تتذكر بأن غدا هو موعد رجوعه إلى العمل،استشعر ضيقها ليعقد حاجبيه بتعجب بينما اصابعه تتوقف عن اللعب بخصلات شعرها الحريري ليقول بصوت رجولي ذو بحه اسره:"مالك يا قلبي في حاجه مضايقاكي؟".
شدت الملائه على جسدها العلوي بيديها و هي تستقيم لتجلس مقابلا له لتجيبه و قد ارتسمت على وجهها علامات الضيق:"زعلانه عشان شهر العسل انتهى بسرعه و بكره حتسيبني و ترجع الشغل".
ضحك بخفه على عبوسها الطفولي الذي جعلها بغايه اللطف و الظرافه ليكبح جماع جسده الذي يطالبه بسحبها لجوله غراميه اخرى قد تنتهي بسحق جسدها الصغير دون رحمه ليقول محاولا طرد أفكاره:"اوعدك اكمل الشغل بدري و آجي عشان متحسيش بغيابي و انت كمان حاولي تشغلي نفسك بأي حاجه، مثلا كلمي صاحباتك يجولك او مامتك، اعملي شوبينع من النت او اي حاجه لغايه ما اجيلك".
اندفعت ياسمين قائله و قد اعجبتها الفكره:"طب انا ممكن بكره اروح لماما اصل رامي وحشني جدا مشفتوش من يوم الفرح حتى ماما لما جات النهارده هو مجاش معاها".
غضب فجئي تملكه، جوهرته النادره، فكره خروجها من القصر، ان يراها أناس آخرون، و ان تشتاق او تفكر بشخص غيره، مجرد فكره مازالت لم تتحول إلى حقيقه جعلت من دمه يفور فكيف اذا لو نفذت؟
بدون تفكير امسك ذراعها بحده يقربها منه مجددا غير ابه بسقوط الغطاء سامحا لاجزاء من جسدها العلوي بالظهور لتسارع هي بشده إليها بقوه و على وجهها علامات الاستفهام ليوضح بنبره صارمه:"قلتلك كلميها تجيلك و لو عايزه ابعثيلها السواق و خليها تبقى قد ماانت عاوزه انشا الله تعيش هنا معانا انا معنديش مانع و كمان صاحباتك لو عاوزه تشوفي اي واحده فيهم خليها تجيليك هنا بس ممنوع انك تخرجي بره القصر".
ياسمين بعدم فهم:"هو انت حتحجزني هنا؟ بتهزر صح".
آدم و هو يحاول المحافظه على هدوئه:" لما اكون انا موجود حاخذك لأي مكان انت عاوزاه بس في غيابي مفيش خروج و داه كلام بجد مش هزار ".
ياسمين و هي تحاول تخليص ذراعها من قبضته:" يعني ايه كل داه، طب و دراستي و الجامعه و تدريبي في الشركه انا لسه كمان مكملتوش".
ترك آدم ذراعها بعد أن احس بتألمها بسبب ضغطه على ذراعها و هو يقول بلهجه حاسمه:" مفيش تدريب و مفيش جامعه كمان انت ممكن تذاكري في البيت و انا حجيبلك كل المحاظرات النظري و حساعدك في التطبيقي كمان ".
اردفت ياسمين بتهكم و هي تحاول استيعاب ما يقوله:" و لحد امتى الحصار داه".
آدم و قد استشعر سخريتها:"لبقيه حياتنا يا روحي اصل دي قوانيني، خروج بره البيت من غيري مفيش انسي خالص ".
طالعته بنظرات متوجسه و قلقه، تذكرت ذلك اليوم عندما كانت تختار فستان زفافها كيف إنقلب إلى شخص غريب و مجنون و هو يرفض ارتدائها لفستان ملفت يبدو أنها أخطأت الحكم عليه فليس كل ما تراه هو كل الحقيقه، تشعر بان هناك عاصفه بل زلزال مدمر وراء هدوئه و شخصيته الرزينه التي يحاول ان يظهر بها امامها،هناك آدم آخر مازال لم يظهر بعد.
اومات بهدوء تحاول إنهاء هذا الجدال العقيم فهيأته لا تقبل التفاوض فلتأجله اذا إلى حين هدوئه، ففي هذه اللحظه لا تريد سوى وضع راسها على الوساده و الذهاب في نوم عميق، تشعر بالتعب الشديد و لاتريد إفساد اخر لحظات السعاده التي كانت تغمرها و هي بين أحضانه بتخيلات من صنع اوهامها، ربما تكون صائبه و ربنا تكون خاطئه.
شعرت بانفاسه الحاره تضرب عنقها بقوه بينما امتدت يده إلى بطنها تجذبها اليه ليلتصق ظهرها بصدره لتبتسم بسعاده كادت ان تنطفئ بسبب جدالهما منذ قليل و هو يهمس قرب اذنها بعبارات الغزل و الحب.
..........................
صباحا في مستشفى زاهر مجدي
يجلس زاهر وراء مكتبه باسترخاء و على شفتيه ابتسامه خبيثه، يتخيل رده فعل تلك الرنا على المفاجاه التي حضرها لها،
منذ أن رآها بالأمس بتلك الملابس العاريه و هو يشعر بنار تسري في اوردته لا يستطيع اطفائها سوى الانتقام، رأيتها تتذلل أمامه مثل تلك المره السابقه عندما أخذها لشقته، كم كان مخطئا عندما ظن انه انه استطاع السيطره على تمردها و جموحها فعلى ما يبدو أنها تحتاج إلى درس جديد يذكرها بتلك الليله،اما هي فقط ظنت ستفلت من عقابه و لكنه لن يكون زاهر مجدي ان لم يجعلها تفكر الف مره قبل القيام بإحدى حماقاتها التي تذهب عقله.
قلب هاتفه بين يديه بملل و هو ينتظر اتصالها بعد رؤيه رسالته، فهو لم يكلف نفسه حتى بالاتصال بها، فقط كتب لها بضع كلمات قليله تحمل عده معان، تهديد و تحذير و توعد....
دقائق قليله ليصدح هاتفه بالنعمه المخصصه لها ضحك بتسليه و هو يقطع الاتصال مره و اثنتان و ثلاثه لتعاود الاتصال بالحاح،
ما أجمله من شعور، شعورها بالتذلل أمامه، بضعفها ،باحتياجها له، و هي تطلب مسامحته و رضاه
تنفس ملئ رئتيه و هو يفتح سماعه الهاتف ليصله صوتها الباكي و هو تقول:"زاهر انت معملتش كده انت بتخوفني بس صح".
اجابها بسخريه و هو يستمع لبكائها المتشنج فتلك المجنونه رغم جرأتها و لسانها السليط إلاا تكون أضعف من عصفور عندما يتعلق الأمر بعائلتها
:"لو حابه تتأكدي كلمي مامتك و إساليها، اذا كنت انا إديتها ملف فيه صور ليكي او لا و هي حتجاوبك و دلوقتي مع السلامه عندي شغل".
أنهى المحادثه دون انتظار ردها ليجن جنونها و تتصل بوالدتها بينما يدها الأخرى تمتد إلى خزانتها تحاول ارتداء ملابسها لتتوجه بالقصى سرعه إلى حيث ذلك المجنون خطيبها، فيبدو انه مصمم على اللعب باعصابها قليلا قبل موعد الزفاف.
ضغطت ازرار المصعد بأصابع مرتعشه و هي تفكر في الف سبب يجعل والدتها لاتجيب على إتصالاتها، ربما تكون مشغوله بمعاينه إحدى المرضى او تقوم بإحدى الأعمال المكتبيه لدرجه انها لم تستمع لرنين الهاتف او...... او ربما رأت الظرف اللذي يحتوى على تلك الصور المقيته، اندفعت إلى داخل المكتب الخاص بوالدتها لتجده فارغا، نظرت في انحائه بتشتت قبل أن تسرع الي الطابق الاخير تفكر في حل سريع لمصيبتها ربما تجد امها هناك في انتظارها في مكتب زاهر.
دلفت المكتب دون طرق الباب لتجده يجلس ببرود وراء مكتبه يراجع احد الملفات الموجوده أمامه، هز راسه لتتسع إبتسامه و هو يجدها أمامه كالعاده جميله بل فاتنه، رغم هيئتها المبعثره بشعرها المعقود على شكل كعكه مهمله مع ترك بعض الخصلات الشارده و عينيها اللامعتين بالدموع، وجهها المحمر بشده و أنفاسها المتسارعه، استجمع كامل قوته حتى لا يجذبها الى أحضانه ساحقا جسدها في عناق طويل.
بصعوبه عاد لينظر إلى الأوراق التي استبدلت كلماتها بصورتها ليغمض عينيه قائلا بغضب :"ايه اللي جابك، اطلعي برا عندي شغل".
تجاهلت كلماته و هي تتجه نحوه قائله بصوت متحجرش:"مامي فين؟".
يستمع لخطواتها التي تقترب منه بتثاقل لمحها تقف بجانبه على بعد خطوتين او ثلاثه ليزفر بحنق قبل أن يغلق الملف بحركه سريعه ويرميه جانبا ثم يستدير بكرسيه قليلا لتصبح امامه مباشره تاملها بعينين عاشقين من راسها حتى اخمص قدميها، لعن نفسه و ضعفه امامها فكم تخيل هذه اللحظه، تقف أمامه تفرك يديها بتوترو تطالعه بنظرات بريئه تنظر عقابه كطفله مشاغبه كسرت إحدى تحف المنزل.
لكنه الان يريد فقط أن ياخذها بين ذراعيه ليخبرها عن عشقه و حبه لها و يطمئنها بأن قلبه الخائن لا يستطيع إيذائها حتى لو أراد هو ذلك.
اجابها بعد طول صمت:"مامتك دخلت عمليه مستعجله من حوالي ساعتين، شويه كده و تطلع".
رنا بتلعثم :"هي شافت...... الص... الصور".
رفعت عينيها فجأه لتقابلها إبتسامته التي زينت وجهه الوسيم ليهوي قلبها سريعا من الخوف، يبتسم اذن فقد نفذ تهديده و والدتها الان أصبحت تعلم بشأن الصور، قلبها يخفق بشده، يكاد يقفز خارج قفصها الصدري و لم تعد تسيطر على ارتعاش جسدها، تحس بأنها على وشك الاختناق، إستندت بكفها على حافه المكتب مخافه ان تسقط بينما تسمعه يهتف بتسائل:" صور ايه؟".
اما هو فقد كان يراقبها بهدوء مزيف، ارتباكها، و حيرتها و شحوب وجهها الذي تحول الي اللون الاصفر و كان لا حياه فيه، ليجذبها فجأه بحركه سريعه و يجلسها على قدميه رغم مقاوتها الضعيفه لتضع راسها على صدره بوهن و تنفجر في بكاء شديد.
زاهر و هو يحاول تهدئتها:" ششششش خلاص يا رنا بلاش عياط، مفيش صور من أساسه يا بنتي، إهدي".
هزت راسها بعدم تصديق و هي تمسح دموعها بظهر يديها كطفله صغيره قائله من بين شهقاتها:"لا انت أديت الصور لمامي... انت نفذت تهديدك و فضحتني عند اهلي".
تنهد زاهر بقله حيله من عنادها و هو يشدد من إحتضانها ليهتف بصدق:"صور ايه و تهديد ايه هو انت صدقتي بجد اني انا ممكن اصورك بطريقه قذره و أدى الصور لعيلتك او اي حد، على فكره انت لو فكرتي شويه حتعرفي اني لا يمكن اعمل كده حتى لو وصلت لأقصى حالات الغضب من عمايلك، على فكره لو كنتي ناسيه فأنا دكتور جراح كبير و مشهور مش عيل لسه بدرس معاكي في الجامعه ".
رنا و قد بدأت تطمئن و دقات قلبها عادت لوتيرتها الطبيعيه:" بس إنت أخذتني لشقتك و.... انت صورتني فعلا.... ".
زاهر بنبره عاشقه:" صحيح.... بس دي كانت صوره واحده انا صورتهالك لما كنتي نايمه، وقتها كنت مش مصدق انك فعلا جنبي و في حضني حتى لو بالغصب، كنت عاوز لما اشوف الصوره اتأكد اني قضيت أجمل ليله في حياتي،..... بس مسحيل كنت اسمح لأي حد ثاني انه يشوفها او يعرف حاجه عنها حتى لو مامتك...
تنهد بقله حيله و هو يتابع:"رنا انت عارفه انا بحبك قد إيه دا انا عديت المرحله دي من زمان، لدرجه اني بتغاضى عن فكره انك مش بتبادليني نفس المشاعر بالرغم من كده لسه عاوزك ليا كل يوم بيعدي بيزيد تمسكي بيكي، ميهمنيش ان كان برضاكي او غصب عنك انا قلتلك الكلام داه قبل كده و مش مهم كمان رايك حتى لو قلتي اناني و مجنون و كل الكلام الأهبل اللي دايما بتقوليهولي انت او اللي انا بسمعه من الناس اللي حواليا. بس انا راجل بيعشقك بجنون و دا يمكن المبرر الوحيد لتمسكي بيكي و زي مابيقولوا كل شيئ مباح في الحب و الحرب".
رفع وجهها قليلا ليحاوطه بكفيه الكبيرتين ثم هبط بشفتيه على وجنتيها يقبلهما بحنان بالغ متذوقا طعم دموعها و هو يهمس بين كل قبله و اخرى :" انا.... اسف عشان..... بكيت العيون.... الحلوه دي".
استغل هو شرودها و توهانها ليهبط إلى شفتيها المرتعشتين ياخذها في قبله رقيقه لطالما حلم بها بينما انزلقت إحدى يديه وراء ظهرها يشدها اليه اكثر و كأنه يريد إدخالها بين ضلوعه مخافه ان يفقد هذا النعيم.
أما رنا فتشعر و كأنها في عالم آخر، لم تكن تعرف ما عليها فعله و هو يقترب منها بهذه الرقه و النعومه تشعر بتخدر لذيذ يسري في كامل أطرافها، قلبها يكاد يتوقف عن الخفقان اما جسدها فتصنم بطريقه غريبه يرفض التحرك قيد انمله، أو يبدو أنها هي نفسها لاتريده ان يتحرك،لفت ذراعيها حول رقبته ثم اغمضت عينيها مستمتعه بهذا الشعور الجميل، قبلات خفيفه كرفرفه فراشات سرت على كامل وجهها لتاخذها إلى عالم جديد من النشوه و اللذه وهي تشعر بجسدها يذوب تحت لمساته الخبيره، فتسقط اخر حصونها دون مقاومه و خاصه أمام رجل كزاهر.
تركها مرغما و طعم شفتيها المسكر مازال على أطراف شفتيه، ليهتف بلاوعي بين أنفاسه المتهدجه امام ثغرها :"احلى من الحلم".
رنا و هي في عالم آخر:"ايه هي".
زاهر:"البوسه".
رنا :"ها..ايه؟".
ابتسم زاهر بسعاده و هو يرى ضياعها فيبدو و اخيرا قد وجد طريقه ناجحه يكبح بها جماح هذه المتمرده، و ما أجملها من طريقه بالنسبه له،
زاهر بخبث:"على فكره دي بوسه خفيفه المره الجايه حتبقى مختلفه".
رنا ببلاهه:" هو ايه اللي حصل؟ ".
قهقه زاهر زاهر بخفه غير مصدق ان هذه القطه الوديعه المستكينه بهدوء بين أحضانه نفسها تلك الشرسه المجنونه ليهتف بمرح و هو يداعب بشره وجهها المحمره بشده :"خلينا الأول نشوف حل لوشك اللي بقى فرواله و بعدين افهمك ايه اللي حصل".
اكمل كلامه ليحملها و يتجه بها للحمام الملحق بغرفه مكتبه.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

يجلس وراء مكتبه الفخم بشموخ يليق به رغم هيأته
المبعثره، فشعره الاسود قد تناثرت خصلاته
بفوضويه ليسقط بعضها على جبينه اما ربطه عنقه
فقد تخلص منها تاركا ازرار قميصه الأولى مفتوحه
باهمال يدخن سيجارته التي لا يعرف عددها و هو
يدقق النظر في نفس الورقه منذ ساعتين دون تركيز
زفر بضيق و هو يوبخ نفسه قائلا :"يوووه ايه اللي
بيحصلي.... مش عارف اركز و لا اعمل حاجه في
الشغل اللي قدامي ده".
وضع الملف جانبا بيأس و كان عقله جمد فجأه
يرفض ان يقرأ تلك الحروف و الأرقام التي تحولت
فجأه إلى طلاسم غير مفهومه، لم يكن يوما مهملا
لطالما كان شغوفا محبا لعمله و هذا يفسر نجاحه
القوي في عالم الأعمال لكن منذ الصباح و هو لا
يفهم ما يحصل،
يشعر بفراغ كبير يحتل قلبه، منذ أن تسلل صباحا
مودعا حضنها الدافئ.
ذلك الدفئ الذي إفتقده لسنوات طويله
لا يتذكر منه سوى ومضات صغيره تمر بعقله، طفلا
صغيرا بعمر الخامسه و هو يركض وراء كره و
صوت انثوي حنون يناديه....كان لايزال صغيرا على فهم مايحصل له، فقد والديه في حادث سياره اليم لم ينجو منه غيره مخلفا تشوهات متفرقه على جسده الضئيل (جسده فقط وليس وجهه) ، بقى وحيدا بلا عائله، بلا سند او امان حتى أقاربه رفضوا الاعتناء به ليتم وضعه في احد دور الأيتام، لتبدا مرحله جديده من حياته.
كان طفلا منزويا وحيدا لايقبل الاختلاط او التحدث إلى الاخرين، عقله البريئ يرفض الاعتراف بواقعه الجديد، يفتقد بشده حنان والدته و دلال ابيه و سريره الدافئ.
تعرض لجميع العقوبات من قبل مديره الدار طوال سنوات مكوثه السبعه، حرمان من الاكل، النوم في غرفه منفصله..... و كل ذالك بسبب تنمر بقيه الأطفال عليه بسبب تشوهه.
و هو لم يكن يسكت او يتجاهل، كان يتشاجر معهم و يضربهم و كأن الشجار وسيله لافراغ شحنات غضبه.
ليأتي ماجد الحديدي و زوجته ليصبحا والداه الجديدان و تتغير حياته مره اخرى بيت ليله و ضحاها من النقيض إلى النقيض، و يتحول سيف ابن الملجئ إلى آدم الحديدي.
قصر فخم ،سيارات فاخره،ملابس من أغلى الماركات و أموال لا تحصى و لاتعد.....
كل شيئ تغير حتى اسمه فقد حرص والده بالتبنى على طمس حياته السابقه إلى الأبد،
ماضيه المؤلم لايعلمه احد سوى عدد قليل من أفراد عائلته... و ذلك الطبيب النفسي الذي حرص على ارتياد عيادته منذ سنوات طويله ليساعده في التخلص من طباعه السيئه التي علقت به منذ طفولته ، عصبيته المفرطه التي تحوله إلى إنسان أعمى لايرى أمامه عندما يغضب،منفرد في قراراته لايقبل ان يعارضه احد فقط يعطي الأوامر لينفذ الآخرون دون نقاش.
تحسس دبلته بابهامه و ابتسامه عذبه ترتسم على شفتيه . فهو الان لم يعد وحيدا كما في الماضي بل أصبح لديه عائله ، شخص يهتم به، يسال عنه و ينتظر عودته كل يوم ليرتمي في أحضانه، .....
ياسمين تلك الصغيره التي جعلته عاشقا متيما بها، جمالها الملائكي الذي سحره منذ اول لحظه رآها، برائتها التي تميزها،دفئها الذي عوضه عن قسوه سنينه الماضيه.
لكنه خائف.... خائف و بشده ان يفقدها، ان تتركه ليعود وحيدا كما كان، ذلك الشعورالبشع الذي رافقه طوال حياته رغم وجود الكثيرين من حوله.
وضع باقي السيجاره التي إنطفأت دون أن ينتبه لها في المنفضه الزجاجيه ثم ترك مقعده ليقف أمام ذاك الحائط الزجاجي الذي يطل على المدينه من تحته ينظر إلى نقطه وهميه بشرود..... قطعه رنين هاتف مكتبه ليشتم في سره العمل و الأشغال التي لاتنتهي فالان قد تذكر أن عليه حضور إجتماع مهم لدراسه إحدى الصفقات الجديده الموجوده في تلك الملفات التي ظل يراجعها لساعات دون تركيز.
لكنه لايريد فليذهب اذن العمل إلى الجحيم فحاليا لايحتاج سوى وجودها ليحسم أمره سريعا، ويأخذ سماعه الهاتف ليتصل بسكرتيرته
:"ندى، أجلي الاجتماع لبكره في نفس المعاد و لو في حاجه مهمه ابعثيهالي على الايميل".

رمى السماعه ثم جمع بعض الملفات في حقيبه عمله و اخذ ربطه عنقه و جاكيت بدلته و باقي متعلقاته الشخصيه ليغادر سريعا مكتبه عائدا إلى قصره.
...........................
فى قصر آدم
إستيقظت ياسمين بانزعاج من اشعه الشمس التي تسللت عبر الستائر، نظرت الى الجهه الأخرى من السرير لتجدها خاليه، فعلمت أن آدم قد غادر منذ الصباح الباكر إلى العمل،
تنهدت بحزن و هي تتذكر الايام الماضيه عندما كانت تستيقظ على قبلاته الحنونه لتفتح عينيها و تجد نفسها في أحضانه،
أزاحت الغطاء جانبا لتقف بكسل و تتجه إلى الحمام و تقوم بروتينها اليومي ثم ترتدي إحدى فساتينها الانيقه التي تملأ غرفه الملابس ثم تتجه إلى الأسفل لتناول فطورها.
بعد ساعه كانت تجلس في الصالون و إلى جانبها غاده التي تفاجأت بحضورها بحجه انها إشتاقت إليها و تريد رؤيتها.
غاده بابتسامه مزيفه:" الجواز لايق جدا ياياسو دا انت إحلويتي و بقيتي قمر".
ياسمين و هي ترتشف قهوتها:"ميرسي يا غاده عقبال ما نفرح بيكي انشاء الله".
غاده بانزعاج:" يا ريت دا انا قربت أيأس من الموضوع داه ما انت عارفه مش بيتقدملي غير الفقري و اخوه آخرهم محاسب من الشركه".
ياسمين ببراءه:" طب و الله كويس و انت قولتيله إيه".
غاده بحسد:"رفضت طبعا، انا عاوزه أرتبط بواحد غني يقدر يحققلي كل أحلامي، عاوزه اسكن في فيلا و اركب عربيه آخر موديل و اتفسح و اسافر اي مكان انا عاوزاه... مش واحد بيقبض ملاليم آخر الشهر".
ياسمين :" إنشاء الله بس المهم يكون بيحبك و تحبيه داه اهم حاجه ".
غاده بنفي:"ماهو لما يحققلي كل اللي انا عاوزاه طبيعي ححبه....و بعدين الحب ممكن ييجي بعدين هو انت لما اتجوزتي مستر آدم كنتي بتحبيه ".
ياسمين باندفاع:" انا كنت معجبه بيه و برتاح جدا لما بكون معاه و بعد ماتجوزنا بقيت بحبه اكثر لدرجه إني مش عاوزه من الدنيا غيره".

غاده و هي تكاد تحترق من الحسد و الغيره:" طبعا يا حبيبتي و هي دي مين اللي تقدر تقاوم واحد زي آدم الحديدي.. أكملت و هي تحاول تغيير الموضوع
"بقولك ايه ياياسمين هو انت مش ناويه تقدمي ملف التدريب بتاعك دا كل زمايلنا في الجامعه تقريبا قدموا ملفاتهم مفاضلش غيرك ".
ياسمين بحزن :" انا إمبارح طول الليل بفكر في الموضوع داه اصل الملف بتاعي لسه في مكتب آدم و انا فاتحته في الموضوع قلتله عاوزه أروح معاك الشركه اكمل تدريب زعل جامد و رفض إني أخرج من القصر لأي سبب حتى الجامعه قلي ان إداره الأعمال متستحقش حضور دائم و اني اروح بس وقت الامتحانات ".
غاده بغضب مزيف:" يعني ايه متروحيش الجامعه طب و دراستك ومستقبلك دا إحنا فاضل كام شهر و نتخرج،و بعدين هو ناوي يسجنك هنا؟ عاوز يطلع عقده عليكي... الظاهر ان الإشاعات اللي سمعتها عنه مكانتش غلط".
ياسمين بخوف و فضول:" إشاعات إيه ".
غاده :"مفيش حاجه مهمه..... مستر آدم إنسان ناجح في شغله عشان كده في ناس بتكرهه و بتطلع عليه اقاويل غلط ".
ياسمين و قد زاد فضولها:" طب إحكيلي انا عاوزه أعرف".
غاده و هي تقف من مكانها لتجلس بجانب ياسمين و تتكلم بصوت منخفض:"بصي يا ستي انا سمعت في الشركه حاجات سخيفه كده على مستر آدم بيقولوا إنه زمان كان عايش في ملجأ و إنه...... يووه يا ياسمين دي حاجات كذب سيبك منها و خليني اقوم أروح عشان تأخرت على ماما زمانها قلقانه".
نظرت لها ياسمين بصدمه مما تسمعه ثم أمسكت ذراعهابشده و هي تقول :"لا لا انت حتحكيلي دلوقتي كل اللي تعرفيه و بعدين انا حقول للسواق يوصلك متقلقيش.. اتكلمي".
إبتسمت غاده بشر في سرها و هي ترى لهفه ياسمين ثم أكملت مدعيه انها إستسلمت لالحاحها:" ماشي ياستي ححكيلك كل حاجه و أمري لله انت عارفه إنك صاحبتي من زمان و اكيد مش حتقولي لحد ان انا اللي قلتلك دي حاجات خطيره و ممكن آدم بيه يأذيني و انت عارفه جوزك يقدر يعمل إيه".
أشارت لها الأخرى بايجاب لتكمل:"بيقولو انه.... لقيط ملوش لا اب و لا ام و انه ماجد بيه أخذه من الملجأ و تبناه عشان مراته مقدرتش تخلف فكان الحل الوحيد انهم يتبنوا طفل عشان يورث إمبراطورية الحديدي.
هو صحيح ماجد بيه كان غني جدا بس آدم كان ذكي و ناجح جدا في شغله، طور الشركات و كبرها و بقى عندهم فروع ثانيه في إيطاليا و أمريكا ،.. انا سمعت بيقولواكمان إنه كان إسمه.... انا نسيت الاسم.... اه سيف متهيألي كان إسمه سيف قبل ميتغير و يبقى آدم".
صمتت غاده و هي ترى ملامح ياسمين المصدومه بشده لتكمل و هي تتدعي مواساتها:" يا حبيبتي دي إشاعات و كذب و اكيد لو كانت صح مكانش جوزك حيخبي عليك حاجه مهمه زي دي مهما .... طيب أستأذن انا عشان امشي و متنسيش ملف التدريب يلا باي".
حملت غاده حقيبتها و غادرت تاركه ياسمين في عالم آخر لدرجه انها لم تستمع لآخر كلماتها، لمعت في ذهنها ذكرى ليله زفافها ذلك الرجل المخيف الذي يضع بعض الوشوم على يده عندما نادى آدم بإسم سيف، لم تهتم وقتها و ظنت ان الاخر أخطأ في إسمه و لكنها اليوم تأكدت ان هناك قصه مخفيه خلف هذا الاسم الذي تسمعه للمره الثانيه من شخصين مختلفين، فعلى مايبدو ان زوجها يخفى عليها بعض الأسرار الذي يعرفها الجميع عداها هي و هذا ما يفسر أيضا غضبه الغير مبرر البارحه عندما طلبت منه الخروج... لا تدري كم بقيت مكانها و هي تفكر....
شهقت بفزع عندما احست بيد توضع على كتفها لتلتفت بسرعه و هي تضع يدها موضع قلبها لتجد آدم ينظر لها بقلق قائلا:"مالك يا حبيبتي.. بقالي نص ساعه هنا بناديكي و انت في عالم ثاني حصل حاجه... انت كويسه؟".
ياسمين و هي تحاول أن تهدئ من روعها:"لا مفيش حاجه كنت سرحانه شويه و محسيتش بيك لما جيت...".
آدم و هو يقبل جبينها:"وحشتيني أوي على فكره مقدرتش استنى لما أخلص شغل.. سيبته و جيتلك".
ياسمين بابتسامه جاهدت لرسمها:" انت كمان وحشتني اوي بس انت عندك شغل كثير لازم تخلصه".
آدم :"يولع الشغل مفيش حاجه اهم منك.... اكلتي كويس".
ياسمين بنفي:" لا انا شربت قهوه بس".
آدم بلوم:" ما ينفعش كده إنت مش بتاكلي كويس و داه خطر على صحتك من هنا و رايح مش حنزل غير لما تفطري معايا، انا طالع اغير هدومي و حنزل عشان نتغدى سوى".
هزت ياسمين راسها بشرود و هي تفكر في حديث غاده من جديد.
الساعه التاسعه مساءََ دخل آدم جناحه بعد أن انتهى من القيام ببعض الأعمال العالقه في مكتبه، حرك رقبته بتعب و هو يبحث بعيناه عن صغيرته التي إشتاق إليها بجنون.. ليتصنم مكانه و هو يراها جالسه على أمام المرآه تسرح شعرها الحريري الأشقر.. ليبتسم آدم بخفه.... كم تبدو ساحره بملابس نومها المغريه المتكونه من قميص وردي فاتح دون أكمام و شورت قصير بنفس اللون يعكس صفاء بشرتها البيضاء،
لم يشعر بنفسه و هو يتقدم منها ليحتضنها من الخلف و هو يضع ذقنه على رأسها ناظرا لصورتهما المنعكسه على المرآه.
وضعت المشط على طاوله التسريحه ثم تململت لتخرج من أحضانه متجهه إلى الفراش.
آدم بتعجب:"في ايه، مالك... انت لسه زعلانه عشان اللي حصل إمبارح".
ياسمين و هي تجلس على حافه الفراش:"لا مش زعلانه، انت أكيد مكنتش تقصد اللي انت قلته".
آدم و هو يحاول الحفاظ على هدوئه:"طب انت عاوزه إيه دلوقتي حاسس انك متغيره".
تحركت من مكانها لتقف مقابلا له و هو تنظر في عينيه:" مفيش حاجه انا بس عاوزه أقدم ملف التدريب بتاعي".
آدم :"الملف عندي في الشركه، بكره حبعثه لاداره الجامعه انت إرتاحي و متفكريش في حاجه".
ياسمين بصوت عال:"يعني إيه تبعثه، انا عاوزه اروح بنفسي و ححضر محاضراتي كمان، انت اكيد مش ناوي تحبسني هنا على طول".
اغمض الاخر عيناه بشده ثم قبض على يده محاولا السيطره على غضبه الذي بدأ في الظهور ليهتف بهدوء مزيف:" صوتك داه ميعلاش تاني انت فاهمه عشان اكثر حاجه بكرهها الصوت العالي و بالنسبه للكلام الأهبل الي انت قلتيه دلوقتي فأنا معتبر نفسي مسمعتش حاجه انا حطلع برا عشان عندي كام تلفون مهم على ما أخلصهم تكوني هديتي".
اكمل كلامه ثم غادر الغرفه متجها إلى الصاله الرياضيه لافراغ شحنه غضبه.
نظرت ياسمين للباب الذي أغلق بقوه هامسه بحزن:" الظاهر شهر العسل خلص بجد "

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

في إحدى الكافيهات الفاخره
تجلس سهى على إحدى الطاولات تحرك ساقيها بملل نظرت لساعتها الذهبيه التي كانت تزين معصمها الأبيض متمتمه بحنق:"هي الغبيه دي إتأخرت ليه، بقالي ساعه مستنياها أما إتصل بيها اشوف هي فين".
رفعت راسها صدفه فلمحتها تدخل بسرعه من باب الكافيه متجهه نحوها.
غاده بانفاس لاهثه و هي تجذب الكرسي لتجلس عليه:"سوري إتأخرت عليكي بس الطريق كان زحمه جدا".
سهى و هي تخفي إمتعاضها:"مفيش مشكله المهم طمنيني عملتي إيه".
غاده بابتسامه خبيثه:" كل خير طبعا انا قلتلها كل اللي انت قلتهولي بالحرف".
سهى بلهفه:"برافو عليكي،... طب و هي جاوبتك بايه".
غاده بسخريه:"المسكينه إتصدمت جامد... وشها جاب يجي ميه لون... ياسمين طول عمرها هبله و بتقتنع بسهوله و بتصدق اي حاجه بتتقالها دي صاحبتي و انا عارفاها".
ثم أكملت بخوف حقيقي :" بس أنا خايفه مستر أدم يعرف باللي حصل دا انا ممكن اروح فيها".
سهى مطمئنه:" لا متخافيش و هو حيعرف منين المهم إحنا نكمل الخطه للاخر لغايه مانخلص منها".
غاده بفضول:" انا عايزه أسألك.. هو الكلام اللي انت قولتيهولي على مستر آدم داه صحيح اصل انا مسمعتش حاجه زي دي في الشركه ... هو فعلا كان عايش في ملجأ و..... ".
قاطعتها سهى بصوت حاد و هي تخرج ظرفا كبيرا تضعه فوق الطاوله أمام غاده:" بقولك إيه انت تاخدي الفلوس دي مقابل خدمتك و تنسي تماما اللي حصل احسنلك... انت فاهمه و انا لما احتجلك حبقى أكلمك و حسك عينك تجيبي سيره لحد انك تعرفيني عشان انت اول واحده حتتأذي في الموضوع داه و أظن مش محتاجه أقلك مين هي عيله الحديدي".
غاده و هي تأخذ ظرف النقود وتضعه في حقيبتها قائله بطمع:" انا كل اللي يهمني الفلوس و دلوقتي عن إذنك اصلي تأخرت جدا على البيت".
حملت حقيبتها مغادره المقهى على عجل تاركه سهى تخطط لخطوتها القادمه.
......................................
بعد ساعه من التدريبات القاسيه في الصاله الرياضيه التي يلجأ إليها آدم لينفس عن غضبه، هاهو يقف أمام الكيس الرملي الذي مزق إلى أشلاء ينظر بشرود إلى حباته التي تساقطت تحت قدميه.
إتجه بخطى متثاقله ليرتمي بتعب على الاريكه الجلديه و أنفاسه الساخنه تتسابق للخروج كحمم بركانيه.
ركل المنضده الزجاجيه بساقه لتتحول إلى قطع صغيره،اخذ المنشفه ليمسح وجهه و صدره العاري من العرق المتصبب ثم وضعها على رقبته هادرا بغضب يعكس الجحيم المستعار بداخله :"هي ليه مش عاوزه تسمع الكلام..ليه. .. النهارده عاوزه تروح الجامعه و مش بعيد بكره تقلي عاوزه أشتغل عاوزه تخرج و تدخل براحتها.. .. بس مستحيل... مش حسمحلها..... هي ملكي انا و مش حسمح لحد ثاني يشوفها ".
جذب المنشفه من عنقه و رماها على الارضيه بعنف لتستقر تحت قدمي ياسمين التي دلفت للتو و سمعت آخر كلماته.
اتجهت نحوه بلهفه بعد أن رأت بقايا المنضذه المحطمه قائله بخوف:" انت كويس.... هو إيه اللي حصل".
آدم بصوت مكتوم محاولا إخفاء غضبه:" محصلش حاجه.... انت إيه اللي جابك هنا".
ياسمين بلهفه:"جيت عشان أطمن عليك، انت نزلت زعلان".
وقف آدم مبتعدا عنها بملامح جامده، واضعا يديه في جيب سرواله دون أن يجيبها ،لتتأمل ياسمين جسده القوي المنحوت بعضلاته البارزه و كتفيه العريضين بانبهار شديد قائله في نفسها :"يالهوي... هو حلو كده ليه ".
حركت راسها لاإراديا تنفي أفكارها الغير بريئه التي سيطرت عليها فجأه لتهتف بصوت معاتب:"هو انت زعلان مني عشان قلتلك عاوزه اروح الجامعه..... يا آدم انا...".
آدم بصراخ:"ياسمين إرجعي الاوضه و انا نص ساعه و جاي".
اقتربت منه بخوف واضعه يدها على ظهرهه:" مالك يا آدم..".
تراجعت برعب عندما التفت إليها آدم جاذبا إياها بقوه من ذراعيها قائلا بغضب :" انت ما بتسمعيش الكلام ليه، ها... ليه مصممه تشوفي وشي الثاني ".
أغمضت عينيها بخوف لاتريد رؤيه وجهه المرعب الذي تراه لأول مره فالذي امامها الان ليس زوجها الذي تحبه بل شيطان غاضب قادر على حرق كل من أمامه.
وجهه أصبح احمرا بشده يكاد ينفجر من الغضب و عروق رقبته و يديه برزت بشكل مخيف، اما عينيه فتحولتا إلى كرتين من اللهب المشتعل.
حرك ذراعيها بقسوه قبل أن يصيح بها مجددا و هو يراها تحرك راسها يمينا و يسارا و كأنها ترفض ماتراه امامها:" انا مش عاوز أخسرك ياياسمين، انت الحاجه الحلوه الوحيده اللي في حياتي، انا قبلك كانت حياتي كلها ظلام مشفتش يوم حلو لكن لما جيتي انت بقيت حاسس اني عايش في جنه...مش عايز ارجع وحيد من تاني من بعد ما لقيتك".

ياسمين بدموع:" إهدى يا آدم... انا جنبك متقلقش انت ليه.... ليه بتقول كده انا مش فاهمه حاجه".
آدم و قد خفف من قبضته قليلا :" انت تسمعي الكلام و مين غير نقاش و زي ما قلتلك قبل كده... خروج من القصر مفيش... إنسي.... حياتك بقت هنا ".
إنتبه آدم لدموعها و كأنه كان في عالم آخر ليجذبها إلى صدره و يعانقها بقوه قائلا بجنون :" ششش بلاش دموعك دي مش عاوز اشوفك بتبكي أبدا... انا بس عاوزك تهتمي بيا انا وبس حتعملي ايه بالعالم اللي برا... انا حديكي كل حاجه عاوزه فلوس.. مجوهرات.... عاوزه عربيه جديده ماشي حديكي كل اللي انت عاوزاه... انت أطلبي بس...المهم انك تبقي معايا ".
ياسمين و هي تحاول الخروج من أحضانه:" هو انا عملت ايه عشان تقلي كده.... انا ماقصرتش معاك في حاجه كل اللي انا طلبته إني اروح الجامعه... متنساش ان داه مستقبلي.. ".
امسكها آدم من مؤخره راسها هامسا أمام شفتيها بنبره تملك شديده:" مستقبلك هو انا... حياتك كلها انا...ملكيش غيري انت فاهمه".
أنهى كلماته ليأخذ شفتيها في قبله قاسيه متملكه غير مبال بألمها و رعبها من هيأته التي تخيف أقوى الرجال فمابالك بفتاه صغيره مثلها، كان كالاعمى لم يرى دموعها التي نزلت بغزاره و لم يشعر بجسدها الذي أصبح يرتجف بشده بينما هي تحاول دفعه بلافائده تشعر و كانها على وشك الاختناق و كأن صخره كبيره تكتم أنفاسها،لم تكن قبلاته حنونه و لا لمساته مراعيه كما عودها من قبل بل كانت كنيران تحرق كل انش من جسدها،
إبتعد عنها لتشهق بقوه و هي تحاول إبعاد ذراعيه اللتين لازالتا تطوقان خصرها ليزمجر آدم بعنف رافضا تركها، همس بجانب اذنها بين أنفاسه التي كانت تعلو و تهبط بعنف:"إطلعي أوضتك و متنزليش ثاني".
هتفت ياسمين بقوه غير مصدقه لجنونه المفاجئ:"مش حتحرك من هنا غير لما افهم، انت جرالك إيه.... انا ياسمين يا آدم.... ياسمين اللي بتحبها و تجوزتها عشان تكمل معاها حياتك... مش داه كلامك..... طيب فهمني هو انا عملت إيه غلطت في ايه ارجوك فهمني عشان انا خايفه منك اوي".
آدم و هو يحاول السيطره على غضبه:"اظن إني قلتلك قبل كده متعليش صوتك قدامي.... ثم انا لسه معملتش حاجه عشان تخليكي تخافي... و لآخر مره بقولك إطلعي فوق و متنزليش ثاني غير لما اجيلك".
صاح بعنف في آخر كلماته لتنتفض ياسمين و تغادر الصاله بلمح البصر، وصلت إلى غرفتها و هي تبكي بعنف و قهر، لأول مره منذ أن عرفته تشعر ببعده عنها و كأنه بعيد لالاف الأميال بالرغم من وجودهما في نفس المكان،تشعر بالخوف منه و كأنه ليس آدم نفسه زوجها الذي يشعرها بأمان العالم كله.
لم تفهم سر غضبه المفاجئ و كلماته الغريبه.
ظلت تبكي لساعات طويله حتى جفت دموعها ثم استسلمت لنوم عميق و لم تشعر بذلك الذي كان يراقبها من وراء شاشه حاسوبه ينتظر نومها بقلب منفطر،ليتسلل إلى جانبها ليضع راسها على صدره بجانب قلبه و يغرق وجهها بقبلات متفرقه متمتما بعبارات الأسف و الاعتذار بين قبله و اخرى، :"آسف... يا قلبي..... حقك عليا عارف انك ملكيش ذنب في اللي بيحصل... بس انا خايف اوي مش عايزك.... تسيبيني زيهم.... انت اكيد مش عارفه إزاي طفل عمره ست سنين يتعاقب و يتحط لوحده في اوضه ظلمه عشان عاوز مامته... انا كنت كل ليله بستناها عشان تيجي و تاخذني و انام في حضنها كنت خايف أوي و بردان.....بس هي ماكنتش بتيجي و لا حتى بابا بيجي كنت حتى لما بكون عيان مكانش في حد يسهر جنبي و يهتم بيا كنت بردو لوحدي....عدت سنين و انا لسه بستنى..... كل ليله كنت بحلم اني عندي عيله تحبني و تخاف عليا لحد ما جات دولت هانم و ماجد بيه انا كنت فرحان اوي بس مبينتش عملت نفسي جامد ادامهم بس انا في الحقيقه كنت عاوز اترمي في حضنهم عشان يعوضوني على سنين الوحده و القسوه اللي عشتهم في الميتم بس هما عملو ايه....". مسح آدم دموعه التي نزلت رغما عنه ثم أكمل و هو يشدد من إحتضانه لياسمين و كأنه خائف من فقدانها ثم اكمل :" بعثوني أمريكا عشان اكمل دراسه.... عارفه ساعتها انا عرفت و تأكدت ...اني حعيش طول عمري وحيد....حتى بعد ما كبرت فضلت اشوف نفس الكوابيس اللي كنت بشوفها و انا صغير....بس من يوم ما دخلتي حياتي إتغيرت... عشان انت عوضتيني عن كل حاجه بقيتي امي و مراتي و بنتي بقيتش عاوز حاجه غيرك مبقيتش عاوزهم كلهم... محتاج وجودك انت و بس..... انا احيانا ببقى عصبي شويه بس عارف انك حتستحمليني عشان مبقاش ليا في الدنيا حد غيرك مش عاوز ارجع لوحدي من تاني بعد مالقيتك ".
ظل آدم يهذي حتى غرق هو الاخر في نوم عميق.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

بعد عده ايام.
تجلس ياسمين في غرفتها ،تضع طلاء اضافر باللون الأحمر ملائم للثوب الذي قررت انها سترتديه في حفل زفاف زاهر و رنا.
نظرت الى الساعه الكبيره المعلقه على الحائط لتزفر بملل فالساعه قد تجاوزت الرابعه عصرا و آدم لم يعد بعد من العمل بالرغم انه وعدها بأنه سينهي أعماله باكرا و يأتي ليصطحبها إلى منزل رنا لتكون بجانب صديقتها في يومها المميز.
اغلقت علبه الطلاء ثم وضعتها على التسريحه و هي تنظر لصورتها المنعكسه في المرآه. وجهها الذي أصبح شاحبا بسبب الايام العصبيه التي واجهتها الفتره الماضيه.لفت إنتباهها بعض الهالات السوداء التي برزت تحت عينيها بسبب قله نومها فمنذ تلك الليله لم تنعم بنوم مريح وهادئ.
كانت تجلس كل ليله في شرفتها تنتظر عوده آدم،الذي كان يتعمد التأخير فيأتي عندما تنام ليمضي بعض الساعات القليله في مكتبه ثم يعود للشركه دون أن تراه، كان يكتفى فقط ببعض المكالمات الهاتفيه القصيره التي يسأل فيها عن أحوالها معللا غيابه بسبب كثره العمل هذه الفتره، و لم ينس طبعا ان يملي عليها بعضا من التحذيرات الخاصه به مثل عدم الخروج من القصر و عدم إهمال طعامها......
اما هو فقد كان يتحاشى الالتقاء بها، كان يراقبها من خلال الكاميرات السريه المزروعه في كامل القصر،يعلم جميع تحركاتها و سكناتها،
ينتظرها كل ليله حتى تخلد للنوم بعد يأسها من مجيئه ليتسلل إلى غرفه نومهما و يأخذها في أحضانه عله يروي إشتياقه لها،لم تكن له القدره على مواجهتها او الحديث معها حول ما حصل في قاعه الرياضه تلك الليله، يخاف ان يغضب فيفقد السيطره على نفسه هذه المره و يؤذيها بالرغم من انه عاد ليكمل الجلسات العلاجيه عند طبيبه النفسي.
صوت بوق السيارات أيقضها من شرودها لتتجه مسرعه إلى الشرفه،لتراه يدلف إلى القصر بخطواته الواثقه و تلك الهاله من الثقه و الجمود التي تحيط به تزيده جمالا و جاذبيه.
ماهي إلا دقائق حتى فتح باب الغرفه،و دخل بهدوء القى التحيه ثم إتجه إلى الحمام، اما هي فقد تسمرت في مكانها غير مصدقه، كانت تنتظر قدومه على أحر من الجمر ظنت أنه سيأخذها في أحضانه و يحدثها عن سبب غيابه كل هذه الأيام التي مرت عليها و كأنها سنوات طويله، ألم يشتاق إليها كما اشتاقت له، ألم يفتقدها كما افتقدت هي وجوده، لماذا يبدو طبيعيا و كأنه لم يتأثر بغيابها عنه؟هل انتهت فصول عشق قصتهما الاسطوريه التي وعدها بأن تعيشها معه طول العمر.
قصه الأمير الثري الذي تحدى الجميع و تزوج من حسناء فقيره.
الم يكتفي بعدا و جفاءا بغير سبب؟ ... أليست زوجته، أليس من حقها و واجبها أيضا ان تكون هي ملاذه الذي يشكو لها مشاكله و أسراره؟ اذن لماذا يصر على الصمت و التجاهل، نظرت الى سريرهما الذي كان شاهدا على بكائها و وحدتها الليالي الماضيه مقرره انها ستحادثه بعد انتهاء الزفاف ففي الأخير هي لن تستطيع البقاء على هذا الوضع بعد اليوم.
كانت غارقه في أفكارها التي اصبحت رفيقتها منذ فتره لدرجه انها لم تنتبه لذالك الذي كان يطالعها بشغف و نار الشوق تلتهم روحه و قلبه يحاول التمسك بآخر ذره صبر لديه لكي لا يأخذها في عناق طويل يسحق فيه جميع عظامها، عناق تمناه منذ دخوله إلى الغرفه، لم يدري كيف استطاع السيطره على جسده الذي كان يطالب بقربها حد الجنون.
كل كلمات الشوق والحب لاتعبر عما يشعر به تجاهها، زوجته الصغيره الفاتنه كم يشتاق لجميع تفاصيلها، ضحكتها المرحه ، حكاياتها المسليه ، عطرها الهادئ، ملمس جسدها المهلك عندما تكون بين أحضانه كل ليله،و اخيرا حضنها الدافئ الذي ينسيه ماضيه و حاضره و مستقبله.
لم يفته شحوب وجهها الذي لاحظه و يعلم سببه جيدا، تنحنح بصوت مسموع حتى يجذب انتباهها بعد أن تحولت نظراته العاشقه إلى أخرى جامده بلا مشاعر، التفتت اليه ياسمين لترى هيئته التي لطالما افقدتها عقلها ،لطالما سألت نفسها لماذا يجب أن يكون بهذه الوسامه و الجاذبيه المفرطه،لاتلوم ابدا النساء اللواتي يتسابقن لنيل نظره منه، كم يبدو انيقا ببدلته السوداء الفاخره و عطره الرجولي المميز الذي يعكس شخصيته القويه المسيطره على جميع من حوله.
ابتسم آدم في سره و هو يرى نظراتها الهائمه و المعجبه التي لم تشع من عينيها الرماديتين اللتين افتقدهما بشده،لكنه تظاهر بعدم انتباهه ليقول بصوت بارد برع في استحضاره
:"حضري نفسك علشان حنمشي كمان ساعه،.... البسي فستان طويل و بكم ميبينش حاجه من جسمك غير ايديكي ووشك و متكثريش ميكاب و شعرك حاولي تلميه انا حستناكي تحت لما تخلصي إنزلي".
بصق كلماته ثم غادر دون أن يترك لها مجالا لتجيبه.
ظلت متجمده في مكانها عده دقائق قبل أن تتجه بآليه إلى غرفه الملابس، فهذا ليس الوقت المناسب للنقاش او الشجار فالان تريد فقط الخروج من هذا السجن الذهبي الذي وضعها به منذ عده أيام، تريد أن تكون بجانب رنا و تعوضها عن غيابها الغير مبرر.
بعد أقل من ساعه كانت تجلس بجانبه في السياره، ترتدي فستانا أحمر دموي طويلا ضيق من الأعلى بفصوص لامعه،ينسدل بنعومه على جسدها الرشيق مبينا خصرها الاهيف.
اما شعرها فقد عقدته بتسريحه أنيقه و اكتفت بوضع طبقه خفيفه من مستحضرات التجميل التي ساعدتها في استرجاع نضاره و إشراق وجهها الشاحب.
زفر آدم بغضب و هو يطالع هيئتها الخلابه فبالرغم من أمتثالها لاوامره الا انها ازدادت جمالا بشكل فاق كل توقعاته،خاصه شفتيها اللتين صبغتهما بلون أحمر مثير و كأنها تتعمد ان تشعل نيران رغبته بها التي يجاهد لاخمادها بكل قوته.

لعن تحت أنفاسه التي بدأت بالتثاقل تدريجيا مهدده بفضح أمره، ليخرج هاتفه و يتظاهر بالانشغال به،محاولا تجاهل وجودها إلى جانبه.
اما هي فقد كانت في عالم آخر، تشعر بغصه في حلقها تكاد تدفعها للدخول في نوبه بكاء شديده بسبب دوامه من المشاعر المخيفه التي اجتاحت كيانها بشكل مفاجئ، تذكرت كلمات صديقتها غادة عندما اخبرتها بأنها ليست الا فتاةََ جميلة أعجب بها و أراد الحصول عليها ان هذا الإعجاب سيزول سريعا بزواجه منها فهذه طبيعه اغلب الاثرياء خاصه عندما تكون الفتاة من الطبقه المتوسطه،
فهل اصبح يشعر بالملل معها بعد شهر فقط من زواجهما؟
يبدو أنه لم يكن يخطط لدوام ارتباطهما لهذا السبب لم يحدثها عن أسرار ماضيه، لذلك يجب أن تهيأ نفسها لأي قرار يتخذه زوجها الذي أصبحت تشعر و كأنه رجل غريب عنها.
فمنذ عودته تعمد تجاهلها و عدم التحدث إليها و كأنها غير مرئيه حتى أنها لم تسمع صوته الا عندما كان يتحدث مع الحرس او في الهاتف،
لم يعلق او يبدي رأيه في فستانها او مظهرها عكس ماكان يفعل في الماضي عندما كان يمطرها بعبارات الغزل و العشق.
طرحت أفكارها جانبا عندما توقفت السياره أمام احد الفنادق المشهوره، انه نفس الفندق الذي أقيم فيه حفل زفافها الشهر الماضي نزلت من السياره و هي تلملم أطراف فستانها الطويله،لتتفاجئ بوجود عدد هائل من الصحفيين و المصورين الذين سارعوا لالتقاط صور حصريه لأول ظهور لرجل الأعمال المشهور آدم الحديدي مع زوجته التي حرص بشده على إخفائها عن الأعين بعد زواجهما المفاجئ الذي اقتصر على حضور العائله و المقربين فقط.
أغمضت ياسمين عينيها بانزعاج من الاضواء التي تصدرها عدسات الكاميرات لتشعر بيد آدم تحتضن خصرها برفق و يقربها منه و كأنه يخفيها عن أعين الجميع، دلفا إلى الفندق وسط عدد كبير من رجال الحراسه الذين شكلوا طوقا لمنع الصحفيين من محاوله الاقتراب منهما و التحدث اليهما،لم تخف دهشتها و انبهارها بما تراه حولها عالم الشهره و الثراء الذي طالما كانت تشاهده من بعيد، هاهي اليوم تصبح جزءََ منه،عكس آدم الذي كان يسير بهدوء متجاهلا كل مايحدث حوله.
توقف أمام إحدى الغرف ليحرر خصرها من قبضته و يتحدث مع رئيس حرسه ناجي بضع كلمات ثم التفت إليها قائلا بلهجه آمره لينه:"دي الاوضه اللي بتجهز فيها صاحبتك، انا حنزل و حرجعلك بعد شويه و لو احتاجتي اي حاجه كلميني بالتلفون بس اوعي تطلعي لأي سبب و انا حخلي حرس أدام الاوضه".
ختم كلماته بقبله خفيفه على جبينها ثم فتح لها باب الغرفه و دفعها إلى الداخل برفق ليغلقه ورائها بهدوء،
رمشت باهدابها عده مرات غير مستوعبه ما حدث منذ قليل، مازالت تشعر بملمس شفتيه على بشرتها، و رائحته المميزه التي ملأت رئتيها....
:" ياسو.... و أخيرا جيتي".
أعادها صوت رنا إلى واقعها لتلتفت ورائها، تفاجأت بوجود الجميع والدتها و خالتها رجاء، غاده و فتاة اخرى لم تعرفها يبدو أنها قريبه زاهر بالاضافه إلى فتيات مركز التجميل اللواتي كدن ينتهين من وضع اللمسات الاخيره على العروس.
سلمت ياسمين على الجميع ثم اقتربت من رنا التي احتضنتها بقوه قائله بعتب:" كده يا ياسو... على فكره انا زعلانه منك جدا و كنت مقرره اني حخاصمك على طول... يعني مهانش عليكي تيجي غير قبل فرحي بساعه واحده و انا اللي كنت جنبك ليل نهار لما تجوزتي".
اجابتها ياسمين بابتسامه:" حقك عليا يا حبيبتي و الله لو كنت اقدر آجي مكنتش حتاخر،و انا كنت قلتلك في التلفون اني تعبانه شويه بس خلاص اديني جيت..... بس قوليلي انت ازاي طالعه قمر كده.... دا زاهر حيتجنن الليله ".
ضحكت رنا و هي تغمزها بطرف عينيها قائله:"داه انت اللي قمر و خصوصا ريحه البرفيوم الحلوه اللي مغرقاكي دي... و انا اللي كنت بتساءل ليه مش عايزه تيجي أتاري كنتي مشغوله بحاجات ثانيه حلوه... ".
ضربتها الأخرى على كتفها بخفه هاتفه بحنق:" انت بقيتي قليله الأدب على فكره....اكيد دا تأثير الدكتور عليكي يلا كملي ماكياج علشان شويه و حتنزلي ".
دفعتها بغضب مزيف ثم اتجهت لتجلس بجانب والدتها التي كانت تنظر لها بنظرات مبهمه تحمل العديد من الاسئله المخفيه لتحاول ياسمين تجاهلها و الانغماس في الحديث مع خالتها.

بعد أقل من ساعه

كانت ياسمين تتأبط ذراع آدم،و تنظر إلى القاعه الضخمه التي تضم مئات المدعوين من رجال الأعمال و الاطباء و غيرهم من الأثرياء اللذين سعوا إلى حضور هذا الحفل الاسطوري....
لاحظت نظرات الحسد و الحقد التي وجهتها لها بعض النساء فمن هذه الفتاة التي نجحت في الإيقاع بأحد اكثر الرجال وسامه و ثراءََ،
لم يترك آدم يدها و هو يصافح بعض الرجال الذين يعرفهم و آخرون يعرفون عن انفسهم للفوز بإحدى الصفقات،
نظرات الفخر و الحب التي كان يطالعها بها و هو يقدمها للجميع على أنها زوجته و ملكه جعلتها
تعترف في قراره نفسها انها عاجزه على فهم تناقضاته و تغيراته التي تفاجئها في كل مره.
اصطحبها في آخر الحفل ليودعا العروسين، رناالتي بدت كالملكه بفستانها الأبيض الانيق و ماكياجها الرقيق الذي أبرز جمال وجهها الملائكي و زاهر الذي بدا وسيما جدا في بدلته التكسيدو السوداء.
تعلقت رنا باحضانها كطفله مدلله و هي تهمس باذنها:"ياسمين انا عاوزه اروح بيتنا مش عاوزه اروح مع المجنون دا... و النبي خذيني معاكي".
ياسمين بضحك:"و الله انت اللي مجنونه بقى جايه دلوقتي في آخر لحظه و تقولي كده".
رنا :"لا انا قلت لماما من اول الحفل بس هي رفضت و كمان زعلت مني".
ياسمين بدهشه:"دا انت واخذه الحكايه جد و انا اللي فاكراكي بتهزري... اعقلي يا روني بلاش هبلك داه".
رنا و هي تزم شفتيهابامتعاض:"ما انت مسمعتيش كان بيقولي ايه طول السهره... كلام قليل الادب اوي و حاجات تكسف تصوري دا بيقولي انه....ااه".
صرخت عندما جذبها زاهر من خصرها و يحتضن جسدها من الخلف و هو يقول بمشاكسه:" بقالكوا ساعه بتتوشوشوا بتقولوا ايه".
رنا بغيظ:" كنت بحكيلها على قله أدبك و سفالتك يا دكتور".
قهقه زاهر بمرح و هو يقترب منها ليهمس في اذنها بخبث :" طب كنتي استنيتي الليله عشان تشوفي قله الادب اللي بجد و ابقى احكيلها براحتك يا قلبي".
شهقت رنا بخجل من وقاحته التي زادت في الفتره الاخيره لتستدير بغير وعي منها و تخفي وجهها في عنقه لتتعالى ضحكات زاهر السعيده و تزداد نبضات قلبه ليحتضنها بقوه للمره الالف منذ بدايه السهره غير مصدق بأنها اخيرا أصبحت ملكه و على اسمه.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

مقتليش يا رامي اخبار مذاكرتك ايه؟ ".
قشطه، كل حاجه تمام يا ياسو، و حياتك بذاكر ليل نهار". اجابها رامي بمرح ثم اضاف:"اصل انا بقيت بحب الدراسه جدا".
نظرت ياسمين لاخيها باستغراب قائله:"و دا من امتى انشاءالله".
قهقه رامي ثم اردف:"من يوم جوازك من آدم، كل اللي في المدرسه عرفوا اني انا اخو مراته و طبعا مقلكيش بقيت ملك المدرسه الكل بقى بيحترمني المدير و المدرسين و بقى عندي أصحاب كتير و البنات..... يا لهوي على البنات كلهم بيحاولوا يتقربوا مني".
ياسمين :"و انت بقى مبسوط اوي بكده؟".
رامي:" طبعا يا بنتي انا حياتي تغيرت خالص، انا عارف ان الناس بقيت بتهتم اوي بالمظاهر و الفلوس و ان اللي عرفتهم مؤخرا كلهم بيتقربوا مني عشان مصلحتهم، بس مش مهم،المهم ان مبسوط بكده بس و النبي حاولي تقنعي ماما عشان تقبل نعيش في الشقه الجديده اللي جابها آدم".
ياسمين بصدمه:" شقه جديده؟ ".
رامي:" آه شقه قريبه من المنطقه اللي ساكنه فيها طنط رجاء، دي في حته نظيفه و راقيه متاعت الناس الاغنياء على الاقل نرتاح من الحاره الزباله اللي احنا عايشين فيها، انا مش عارف ماما ليه مصره تدفننا بالحياه....هو في حد عاقل يرفض نعمه بعثها ربنا لحد عنده و يمسك في الشقاء و الفقر ".
ياسمين بغضب:" رامي... متقولش على ماما كده اكيد هي عندها تفسير للرفض داه و بعدين من امتى بقيت مادي اوي كده انت الفلوس عمتك و خلتك تستعر كمان من الحته اللي عشنا و تربينا فيها".
رامي بسخريه :" و النبي اسكتي انت كمان... أهو دا نفس كلام ماما، مش عاوزه تسيب أهلنا و ناسنا و الحاره و مش عارف إيه... انا زهقت من الفقر يا ياسمين، انت ناسيه إحنا كنا عايشين إزاي......في العيد مكناش بننزل من البيت عشان منشوفش صحابنا و هما لابسين هدوم جديده و احنا نخاف نطلب من ماما عشان عارفين ان هي معندهاش فلوس... فاكره نادي البوكس اللي كنت عاوز ادخله من ثلاث سنين... فاكره لما فضلت حابس نفسي في اوضتي اسبوع وقتها كرهت نفسي و حياتي و كرهت الفقر اللي حرمنا من حاجات كثير تمنيت وقتها اني كنت ابن طنط رجاء عشان هي عندها فلوس كثير ومدلعه اولادها اوي... سفر و عربيات و هدوم،....
انا عارف ان ماما ملهاش ذنب في كل داه بس أهي جات فرصه عشان نعوض اللي فات ليه تحرمنا منها".
ياسمين بتفكير:" انا عارفه ان حياتنا كانت صعبه اوي...بس بالرغم من داه عشنا بكرامه و عزه نفس ممديناش ايدينا لحد و قبلنا ناخذ حاجه من حد".
رامي بسخريه:" بس طنط رجاء هي اللي كانت بتدفع أجار البيت و كمان متنسيش الهدوم و الحاجات اللي بتجيبهالنا ".
ياسمين:" طنط رجاء مش حد غريب على فكره و انا كنت بستنى لما اتخرج و الاقي شغل عشان اتكفل بمصاريف البيت كلها".
رامي:" يا سلام... دا انت بقى كنت ناويه تشتغلي مديره شركه عشان تعملي كل داه.... يا ياسمين يا حبيبتي حتى لو اشتغلتي مائه شغلانه مش حتقدري تعملي ربع اللي عمله آدم.... دا اداني كريدت كارت عشان اشتري براحتي وعاملي عربيه بسواق بيوديني اي مكان انا عاوزه و كمان وعدني اني لما أنجح حيجبلي العربيه اللي انا عاوزها و كمان.... ".
ياسمين بغضب:" و إيه كمان ها.... انت بقيت طماع اوي، قد كده الفلوس غيرتك؟ انا حتكلم مع آدم في الموضوع داه اظاهر انه دلعك بزياده".
رامي بضجر :" يووووه، دلوقتي بقيت انا اللي طماع و كلب فلوس في نظرك، ما انت يا ما جالك عرسان من الحاره و الجامعه و حتت كثير تقدري تفهميني ليه قبلتي بآدم الحديدي بالذات بالرغم من انك عرفتيه في وقت قصير جدا....حقلك انا ليه عشان انت عارفه انه راجل ميترفضش و أديكي عايشه في قصر مكنتيش تحلمي تعدي من قدامه و تحت إيديكي جيش خدامين و حراسه و مجوهرات و فساتين.... كل البنات بتحسدك و بتتمنى تكون مكانك فبلاش تلوميني انا و تقولي عني طماع عشان انت متفرقيش عني في حاجه ".

ألقى رامي كلماته القاسيه في وجه شقيقته ثم نزل من السياره عندما لمح آدم قادما باتجاههما،
اما ياسمين فقد أسندت راسها على نافذه السياره، مررت يدها على رقبتها و كأنها تشعر بالإختناق فهي مصدومه و بشده من كلام شقيقها الذي يبدو أنه كبر فجأة، بالرغم من أن جزءََ من كلامه كان حقيقه الا انه آلامها كثيرا فكرت في نفسها:"هو انا متضايقه ليه، ماهي دي الحقيقه و كل اللي حواليا شجعوني عشان أوافق عليه ماما و طنط رجاء و رنا... ، صح...... رامي كلامه صح انا زيه طماعه قبلت بآدم عشان ثروته، عشان كنت عارفه ان حياتنا حتتغير مائه و ستين درجه لما اتزوجه، انا منكرش داه بس..... بس انا كنت ضعيفه و هو سيطر عليا بكلامه و تصرفاته، باهتمامه و رجولته قدر بسهوله تامه انه يستحوذ على قلبي و عقلي و مشاعري..مقدرتش اقاوم سحره..
انا و الله مكنتش حوافق لو مكانش كده حتى لو كانت معاه كنوز الدنيا كلها،بس الناس حتقتنع إزاي اذا كان اخويا اللي من لحمي و دمى فاكر اني اتجوزته عشان طمعانه في فلوسه..... آآآه ليه كده يارامي، هو انا كنت ناقصه... الظاهر آدم لما منعني اخرج من القصر كان عنده حق أكيد كل الناس لما حيشوفوني حيقولوا عني كلام وحش،بس انا محتاره هعمل إيه بقالي اسبوع بفكر.... دماغي حتنفجر من التفكير كل حاجه حواليا بتعقد يوم بعد يوم و انا واقفه اتفرج... ".
قطع تفكيرها باب السياره الذي فتح فجأه و صعود آدم إلى جوارها الذي كان منشغلا بمكالمه هاتفيه.
زفرت ياسمين بضيق فيبدو انه عاد لتجاهلها كما في السابق، لكنها تفاجأت به يقول بصوت هادئ دون أن ينظر لها:"آسف عشان إتأخرت عليكي أكيد تعبتي في الحفل ".
ياسمين :"لا متعبتش، انا كويسه بس عاوزه اتكلم معاك...".
قاطعها بنبره صارمه:"بعدين يا ياسمين.... بعدين من وقت الكلام داه".
ياسمين بغضب من بروده:"لا وقته... انت ليه مقلتليش انك اشتريت شقه جديده لعيلتي و عاوزهم يسكنوا فيها و كمان رامي اللي بتبوزه بالفلوس و العربيات".
نظر لها آدم قليلا ثم أجابها بهدوء يحسد عليه :"إوعي ترفعي صوتك قدامي مره ثانيه... داه آخر تنبيه ليكي و بعدين انا معملتش حاجه غلط دي عيله مراتي يعني عيلتي و رامي دا اخويا الصغير.... و انا عارف ازاي اتصرف معاه انا مستنيه لما يدخل الجامعه و حدخله يشتغل معايا، متخافيش يعني اي حاجه انا اتدهالوا دلوقتي حيسدد ثمنها بعدين انا و هو إتفقتنا على كده... انا طبعا ميرضنيش انه يبقى طايش و غير مسؤول".
ياسمين :" بس انت ليه مقلتليش؟ ".
آدم:" دي حاجات بسيطه ليه تشغلي بالك بيها ".
ياسمين بصوت مختنق و هي تحاول أن لاتبكي:" انت مش عاوز تحسسني انك بتساعد عيلتي و ان هما محتاجين فلوس".
كان سيجيبها لكن رنين هاتفه قاطعه
آدم :" الو....
مراد:ايوا يا آدم باشا.. انا مراد كابتن الطياره الخاصه بحضرتك.
آدم :"ايوا يا مراد في مشكله حصلت".
مراد:" لا يا باشا بس الدكتور زاهر إتصل و قال انه مش عاوز يسافر....".
آدم و هو يكتم ضحكاته:"طيب انت أجل الرحله لبعد بكره في الليل و انا حبقى اكلمك لو في جديد يلا سلام".
أعاد هاتفه إلى جيبه ثم انفجر ضاحكا تحت أنظار ياسمين المتعجبه.
:" هو في ايه".
:" و هو في غيره زاهر باشا اجل رحله شهر العسل بتاعه الظاهر مقدرش يصبر على العروسه....وصلنا القصر يلا انزلي".
نزلت من السياره بخطى متثاقله، كادت تجن و هي تراه يصعد الدرج متجها إلى جناحهما غير مبال بها لتتمتم بغصب:"و الله مجنون... لا داه مش طبيعي من شويه كان بيضحك و بيكلمني عادي و دلوقتي راح و سابني.... معقول داه آدم ".
فتحت باب غرفتهما ثم دلفت تبحث عنه في أرجائها سمعت صوت المياه لتتيقن انه داخل الحمام،
دخلت إلى غرفه الملابس و هي تتمتم بغضب :" هو انا بقيت وحشه للدرجه ادي عشان يتجاهلني كده ".
نزعت كعبها بعنف لترميه باهمال وهي تكمل:"انا كل اما أحاول اتكلم معاه بلاقيه متعصب و بيتهرب، طيب ايه رأيه انتي انا كمان حعمل زيه و مش حعبره".

اتجهت لاحد الادراج لتأخذ قميص نوم جريئ اسود اللون قصير فوق ركبتيها بقليل شفاف عند منطقه البطن ، ارتدته بسرعه و هي تشجع نفسها:"اهدي يا ياسمين انت لازم تعملي، بلاش كسوف و انسي انه موجود اصلا ".
وقفت أمام المرآه الكبيره تطالع هيئتها المغريه اخذت نفسا عميقا ثم خرجت من الغرفه و هي تحاول تهدئه نبضات قلبها التي بدأت بالتسارع و كأنها بصدد الدخول إلى حرب،
وجدته يجلس على السرير ينشف شعره المبلل، يرتدي بطالا قطنيا باللون الرصاصي الفاتح، تجاهلت وجوده و هي تتجه إلى التسريحه بخطوات متمايله لتزيل زينتها ببعض المناديل المبلله، أغمضت عينيها و هي تحرك شفتيها مدندنه بإحدى الاغاني محاوله إزاله توترها
تناولت علبه المرطب لتضع منه على يديها الصغيرين و تمرره على كتفيها و و عنقها و فخذيها....
استند آدم على حافه السرير يراقب حوريته المجنونه، ابتسم بخفه على تصرفاتها فطفلته البريئه الساذجه تريد اللعب...يعلم انها تتألم و تريد الثأر... ستتجاهله كما يفعل معها.... الا تعرف انه يحفظها كخطوط يده، يفهمها اكثر مما يفهم نفسه...
عض شفتيه بقوه محاولا كبح جماح تلك المشاعر الجامحه التي أعلنت تمردها، ازاحت شعرها الحريري جانبا ليظهر عنقها المرمري و كتفها الأبيض المشرئب بحمره خفيفه ليزيد من عذابه، يبدو أنه بحاجه الى حمام آخر بالماء المثلج عله يهدئ نيران ثورته.
ألم يقل منذ قليل انها طفله بريئه و ساذجه و لكن من أمامه أنثى كامله، ماكره.... متى تعلمت هذا المكر لايعلم، كل مايعرفه انه لايستطيع إبعاد عينيه عنها، لعن غضبه و نفسه و غبائه على تركها بعيدا عنه كل تلك الأيام، ألم يختر هو الإبتعاد فاليتحمل اذن،
كم يشتاق لملمس جسدها الطري الناعم تحت جسده العضلي، لتأوهاتها الناعمه باسمه، لحضنها الذي يفيض دفئا.....
أغلق عينيه بقوه للحظات ثم فتحها لتتحول زرقتها إلى اللون الداكن بسبب رغبته المتأججه،
مثار حتى النخاع، و يعترف بفوزها هذه الصغيره التي نجحت في كسر جليده و سحق كبريائه وجعلته يفقد السيطره على جسده و عقله كما لم تفعل اي أنثى من قبل.
واخيرا وضعت العلبه على الطاوله ثم استدارت بخفه متجه إلى السرير بخطوات بطيئه محاوله تجاجل نظراته الجريئه التي تكاد تلتهم جسدها منذ جلوسها أمام المرآه.
أزاحت الغطاء بهدوء و هي تقول بصوت خافت:"تصبح على خير".
آدم :"بتعملي إيه؟".
ياسمين:"عاوزه انام....
آدم بابتسامه ماكره:" تنامي فين.... هو بقى في نوم بعد العرض الحلو اللي عملتيه من شويه".
ياسمين بتلعثم:" انت بتقول ايه.... انا تعبانه و عاوزه انام و لو وجودي بيزعجك انا ممكن اروح اوضه ثانيه".
اقترب منها و على وجهه علامات الصدمه من كلامها الغريب:"انت بتهزري...إزاي تقولي كلام زي داه او حتى تفكري فيه ؟".
ياسمين بتوتر:" مش مهم دلوقتي... انت اكيد تعبان و عاوز ترتاح.... نتكلم بكره او منتكلمش خالص يكون احسن".
جذب آدم الوساده من يدها و ألقاها بعنف وعقله يحاول تفسير كلماتها، حاول تهدئه نفسه حتى لايثور في وجهها يعلم انها غاضبه و من حقها ان تغضب،
اخذ نفسا عميقا ثم قال بنبره آمره:" اقعدي يا ياسمين عشان نتكلم ".
نظرت له باندهاش كم تحسده على بروده وهي التي تكاد تنفجر من الغضب، منذ اسبوع كامل و هي تنتظره، تنتظر تفسيرا لتصرفاته الغامضه، يبتعد كما يريد ثم فجأه يقرر العوده...لتقول بغضب :"مش عاوزه اتكلم....اعمل اللي انت عاوزه... تقعد او تمشي... معادش مهم بالنسبه ليا... اصلا انت النهارده مكنتش حتيجي لو مكانش فرح صاحبك...".

آدم وهو يحاول احتضانها :"اهدي يا حبيبتي.....
دفعته بعنف و هي تبكي :" متقولش حبيبتي.... انت كذاب سبتني لوحدي اكثر من اسبوع كنت بستناك كل ليله للصبح عشان تيجي تاخذني في حضنك عشان كنت خايفه و انا لوحدي....كنت بحط من البرفيوم بتاعك عشان احس انك جنبي.... حتى لما بتكلمني مكنتش بتطمني باي كلمه مش فالح غير تقلي متخرجيش من القصر...حتى فرح رنا حرمتني اني احضره من الاول و لما جيت النهارده عاملتني و كأني غريبه و كأني مش مراتك اللي بقالك اسبوع مشفتهاش ".
جذبها آدم إلى أحضانه رغم مقاومتها، ربت على شعرها و هو يهمس في أذنها:"بلاش تعيطي، خلاص انا جيت و مش حروح تاني...انا عارف انك تعذبتي كثير في الأسبوع اللي فات بس غصب عني كان عندي شغل كثير و بعدين هو انت فاكره انك متوحشتنيش.. دا انا كنت بموت و انت بعيده عني".
كانت ياسمين ذائبه حرفيا بين ذراعيه، همساته المطمئنه تتغلغل داخلها كمهدئ ،لمساته الحنونه التي تجعل جسدها يرتعش، نسيت غضبها و جميع آلامها التي كانت تشعر بها.... لا تريد شيئا الان سوى أن تنعم بأحضانه التي افتقدتها...
رفعت راسها لتقابلها ابتسامته المطمئنه التي زادته وسامه و فتنه...أغمضت عينيها عندما
انحنى ليصل إلى طولها هامسا أمام شفتيها بصوت آسر:"وحشتيني يا ياسمينتي".
لم تجبه، بل ضلت صامته و هي تشعر بانفاسه المتسارعه تلفح وجهها ،مدت يديها تحسس صدره العاري لتشعر بتصلب جسده تحت لمساتها، زمجر بصوت مكتوم و هو يفقد آخر ذرات عقله
ليقول بصوت اجش لاهث:"عاوزك ياياسمين... مش قادر ابعد عنك أكثر من كده".
انحنى يحملها بخفه ثم وضعها على السرير،و هو ينثر قبلات متفرقه على كامل وجهها و رقبتها......
انه معها الان، هو حقيقه و ليس خيالا، تشعر به و بلمساته، سيعيدها إلى جنته من جديد، سيسقيها من عشقه و شغفه، هي الآن معه و بين أحضانه،...لكن هل سيتركها مجددا لتكتوي بنار الفراق و الهجر مره أخرى، هل سيحرقها جحيم بعده بعد أن تنعم بجنه قربه؟ هذا مافكرت به ياسمين في عقلها،
دفعته بعنف و هي تصرخ :"إبعد عني...فاكرني هبله و حتضحك عليا.. انت راجع عشان تاخذ الي انت عاوزه و ترميني ثاني".
للمره الثانيه التي تصدمه بكلامها لا يعلم أن كان هدوئه المزيف الذي يحاول التحلي به سيستطيع الصمود للاخير أمام ثورات غضبها الغير متوقعه
شتم بألفاظ بذيئه لم تسمعها و هو يحاول العوده الى طبيعته بعد أن قطعت عليه هذه الغبيه التي أمامه لحظات نشوته.
ليقول :"لآخر مره بحذرك صوتك ميعلاش ثاني قدامي، و انا مش ححاسبك دلوقتي على الكلام الغبي اللي عماله بتقوليه من ساعه داه".
ياسمين :"تحاسبني عل إيه.. المفروض انا اللي أحاسبك... انت فاكرني جاريه اشترتها بفلوسك تحبسني هنا و تجيني وقت ما انت عاوز و ترميني لما تزهق مني و انا لازم أرضى و أسكت.
فرح صاحبك خلاص خلص و دلوقتي تقدر ترجع شغلك مطرح ماكنت... مش انت اللي بعدت عني انا كمان حبعد عنك و... ".
الحمقاء ألم يحذرها سابقا من أن لاتذكر كلمه البعد على لسانها حتى لمجرد المزاح.. غضب اعمى تملكه لمجرد سماعه تلك الكلمات منها ليتحول إلى شيطان لا يرى و لايسمع ويقاطع حديثها بصفعه قويه جعلتها تحتضن الأرض
صرخت بألم هي تضع يدها على وجنتها الملتهبه غير مصدقه انه صفعها للتو...
يتبع ♥️♥️♥️

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

في غرفه العروسين :جناح فاخر في احد فنادق الحديدي.
زاهر و هو يدق باب الحمام بملل:يلا يا روني انت بقالك ساعه في الحمام.... و الا انت ناويه تباني هناك".
رنا من الداخل:" و انت مالك... ما تروح تنام احسنلك الوقت تأخر".
زاهر بغيض:" هو انا بكره رايح المدرسه عشان تقلي الوقت تأخر.... يابنتي اطلعي بدل ما اكسر الباب".
بعد برهة.. خرجت رنا من الحمام و هي تتمتم بغضب:" تفضل الحمام اهو.. يعني جناح ملوكي زي داه و مفيشه غير حمام واحد".
فتح زاهر عينيه بعدم تصديق من هيئتها الطفوليه المضحكة، كانت تعقد خصلاتها على هيئه كعكتين كل واحده بجهه كالقطه و ترتدي منامه زهريه اللون و عليها صوره إحدى الرسومات الكرتونيه، مرت بجانبه متجهه الى السرير و هي تخفي ابتسامتها الخبيثه غير مباليه بذلك الذي تصنم في مكانه :"ياااه و أخيرا.... دا انا حموت و انام".
كتم ضحكاته بصعوبه على تصرفاتها الطفوليه فهو على يقين من انها تفعل ذلك متعمده لذلك قرر مجاراتها.
:"عملالي شعرك قطتين و لابسالي ميكي ماوس ليه... فاكره نفسك نايمه مع ابن اخوكي".
التفت اليه ثم عقدت ذراعيها أمام صدرها قائله بتحد:" اولا دي اسمها hello kitty مش ميكي ماوس ياجاهل.. و ثانيا انا متعوده البس كده و من فضلك بلاش دوشه عاوزه انام".
زاهر بغمزه و هو يطالع جسدها بنظرات متفخصه :" امال فين قمصان النوم الحلوه اللي بعثتهالك.. دا انا منقيهم بنفسي قميص.. قميص و...".
صاحت رنا على لتقاطع كلماته الوقحه و قد استحال وجهها إلى اللون الأحمر القاني من شده الخجل:" أخرس يا قليل الادب.. يا سافل باعثلي هدوم قليله الأدب زيك و عاوزني البسها... ".
قطعت كلماتها و تبتلع ريقها بصعوبه عندما رأت الابتسامه الماكره التي لم تفارق وجهه طوال الحفل، ليزيد من رعبها و هو يتقدم باتجاهها بخطوات بطيئه كفهد يستعد للانقضاض على فريسته، رمشت بعينيها عده مرات ثم تراجعت بخطواتها إلى الخلف هاتفة بصوت متلعثم :" ان.. انت بت تتقرب ليه لو سمحت... ابعد".
زاهر بتسليه و هو يواصل التقدم:"تؤتؤتؤ... عاجبني القطه و عاوز اسلم عليها".
تنقلت ببصرها يمينا و يسارا لتجد نفسها محاصره بينه و بين السرير، لتتقافز إلى ذهنها ذكرى تلك الليله المريعه التي قضتها معه في تلك الشقه....
:" بتدوري على حاجه يا روني".
هتف زاهر و هو يتابع نظراتها الحائرة بابتسامه عابثه
:" اه انا.... انا جعانه اوي و عاوزه آكل... مأكلتش من الصبح". انهت كلامها و هي ترمش بأهدابها و ترمقه
بنظرات وديعه كجرو لطيف.
رفع حاجبه دلاله على عدم تصديقه لتهز رأسها تأكيد على كلامها، حسنا تريدين اللعب فلك ذالك، هذا ما ردده زاهر بداخله قبل أن ينحني و يحملها بين ذراعيه متجها إلى طاولة عليها العديد من الأطباق التي تحتوي عده أصناف من المؤكولات المتنوعه.
أجلسها على ساقيه لتتململ برفض محاوله الوقوف ليكبلها بذراعه هامسا في اذنها:"ريحي نفسك مش حسيبك..... عشان عاوز أأكل قطتي بنفسي".
ارتعش جسدها لاشعوريا عندما قبلها أسفل فكها لتشعر بأنفاسه الحاره تضرب عنقها لتسري قشعريره لذيذه على طول عمودها الفقري،شتمت في سرها خطتها الفاشله التي استغلها زوجها الماكره لتنقلب ضدها، كانت تريد قضاء وقت طويل و هي تأكل عله يمل و يخلد الي النوم لكنها لم تتوقع أن ينتهي بها الأمر جالسه في أحضانه، ستضعف لا محاله، هي متأكده من ذلك تماما كما حصل من قبل في مكتبه، تلك القبله... مهلا انه نفس الشعور مجددا تلك الفراشات التي تدغدع معدتها بخفه ،تلك الحراره المنبعثه من جسده تكاد تحرقها...كل شيئ يعاد مره اخرى في مكان مختلف، هي لاتريده، لكن هو ماكر.... خبير..... يعرف جيدا كيف يحول رفضها إلى قبول..فهي في الأخير عذراء منعدمه التجربه كيف لها أن تصمد أمام عاشق متعطش لوصال حبيبته بعد جفاء طويل انهك قلبه.
فتحت فمها ليبدأ هو باطعامها كطفله صغيره، لايزال غير مصدق تلك الشقيه، المجنونه، سليطه اللسان...التي كان يحلم بها ليالي طويله أصبحت زوجته وهي الآن قابعه بين أحضانه و تأكل من يديه، رائحه الفراوله التي تنبعث من جسدها و شعرها تكاد تفقده صوابه، مد يديه ليفك خصلاته برفق لينسدل على كتفيها ليبدأ مظهرها الطفولي بالتلاشي و تظهر مكانه أنثى فاتنة خلقت له فقط،انثى بطعم الفراوله.
حرك سبابته ببطء على فكها نزولا إلى عنقها ثم يعود إلى ذقنها ليرفعه بلطف،و يقرب وجهها الذي تحول إلى كتله حمراء من وجهه، لتغمض هي عينيها و تكتم أنفاسها و هي تشعر بأن قلبها سيتوقف عن النبض في أي لحظه....
أنفاسه الحاره بطعم النعناع المنعش تضرب وجهها دون رحمه ليأتيها صوته الرجولي الاجش الذي زاد من ارتعاشها.
:"خايف مني يا رنا؟".
هزت رأسها بإيجاب دون أن تفتح عينيها و في داخلها تقول:"يا لهوي دا أنا مرعوبه مش خايفه... حاسه نفسي بترعش زي ما بكون في ثلاجه مع ان الجو حر جدا...قلبي حيوقف... و مش.... مش قادره انطق ليه.. فينك يا لساني الطويل".
:"حقك تخافي ياقلبي.. عشان أنا حطلع فيكي القديم و الجديد، الليله دي انا حرجع كل اللي عملتيه فيا فبلاش تتعبي دماغك الجميل داه عشان آخرتك حتكون في حضني ".
فتحت عينيها برعب لتقابلها ابتسامته اللعوبه التي زينت وجهه الوسيم ، سحقا ماذا يقصد بقوله هذا... انها نفس الابتسامه التي أصبحت تمقتها بشده ،تجعله كثعلب ماكر ينظر بزهو إلى أرنب مسكين وقع في فخه ...أما عيناه الملونه التي تجعلها تشعر و كأنها عاريه أمامه كلما نظر إليها
مرر لسانه على شفته السفلى بطريقه وقحه ليزيد من تشنج و ارتجاف جسدها لا تعلم متى أصبح وقحا بهذه الطريقه الخطيره،متى سيعود زاهر الأول، ذلك الرجل الخجول المهذب الرزين.
و الآن يبدو مصرا و جديا بقوله، سيعيد ما فعله بها تلك الليله لكن هذه المره لن يتوقف، سيقوم باغتصابها و لن يوقفه أحد،
وضعت كفها على يده التي تقبض على خصرها لتفتلها محاوله الوقوف و الهرب بعيدا، ليزيد هو من تمسكه بها و تتغلغل اصابعه اكثر في بشرتها حتى كادت تخترقها غير مكترث لألمها، عدل وضعيته ليقف حاملا جسدها بيد واحده اما الأخرى فيفك بها ربطة عنقه و ازراز قميصه ،وضعها على السرير برفق لتصرخ رنا هذه المرة و هي تتراجع بجسدها الى الطرف الآخر من السرير:"زاهر إنت بتعمل إيه.... و النبي بلاش تخوفني منك أكثر ما انا خايفة".
رمي زاهر القميص بعيدا ثم التفت إليها ليجد وجهها غارقا بالدموع، و كأن أحدهم سكب عليه دلو ماء بارد لقد كان في عالم آخر و لم ينتبه لرعبها من كلامه.
مد يده لها و هو يهتف بحنو:"انا آسف يا قلبي كنت بهزر معاكي مكنتش أقصد اللي في دماغك ابدا... انا كنت فاكر انك خلاص تعودتي عليا و على هزاري.... وبعدين مش إحنا فتحنا صفحه جديدة".
مسحت دموعها بظاهر كفها كالا فال و هي تهز رأسها بنفي مردده بين شهقاتها:" لا انت حتعمل زي ما عملت لما أخذتني لشقتك... انت لسه عاوز تنتقم مني...".
جذبها إلى أحضانه رغم مقاومتها ليريح رأسها على صدره و هو يمسح بيده على ظهرها محاولا تهدئتها ليقول بصوت مرح:" لا إحنا إتفقنا إننا ننسى الماضي و نبدأ من جديد و مكتبي و الحمام يشهدوا على كده.... بس إنت الظاهر نسيتي و انا معنديش مانع إني أفكرك... خلاص بقى إهدي ابوس إيدك متبوزيش الليله اللي بحلم بيها من يوم ما شفتك...".
رفعت رنا رأسها و تنظر في وجهه ليكمل هو بعبث:"كفايه رغي بقى أصل أنا على أخري.... إهدي كده و بلاش تخافي ".
إبتعدت عنه و قد توقفت عن البكاء ثم تهتف بحنق:" انت بقيت قليل الادب اوي على فكره، ووقح جدا كمان أنا مش عارفه اتحولت كده ازاي".
زاهر و هو يميل عليها لتتراجع هي:"أنا طول عمري كده يا بيبي... و بعدين من اللي بيتحول دا انت من شويه كنت بتترعشي و دموعك غرقت الاوضه فجأة لسانك طول كده".
رنا و قد دقت نواقيس الخطر داخل عقلها:" زاهر و النبي ابعد ".
وضعت يدها على صدره العالي ليغمض زاهر عينيه باستمتاع و يتأوه بصوت عال و يهمس بصوت أجش:" مش قادر أبعد أكثر من كده... ارجوكي إرحميني".
انهى كلامه و هو ينقض على شفتيها بقبله متمهله عميقه و في داخله رغبه قويه في تمزيق كل شبر من جسدها، يده تسللت تحت رأسها ليقربها منه أكثر قبلته العميقه تخبرها عن مدى لهفته و رغبته، رغبه رجل بأنثى حرر شفتيها مكرها لتشهق رنا بقوه و هي تحاول سحب اكبر كميه من الهواء قبل أن يعود و يأخذ شفتها العليا بين شفتيه يمتصها ببطء و تروي ثم ينتقل إلى شفتها الأخرى يفعل بها نفس الشيئ ثم تتحول قبلاته الجامحه إلى عضات خفيفه
بينما يده الاخرى فقد تجولت بحريه تحت ثوبها مستبيحه كل جزء من جسدها اما رنا فقد كانت غارقه في عالم من المشاعر الجديده التي تختبرها للمرة الأولى،قبضت بيديها على قماش السرير بقوه
تهدئ نبضات قلبها التي باتت تقرع كطبول الحرب داخل صدرها،لمساته التي جعلت جسدها يذوب تؤكد لها ضعف و هشاشه حصونها الواهيه التي تشيدها كلما اقترب منها.
هبط بقبلاته نحو رقبتها التي سحقت حرفيا بين شفتيه و أسنانه ليترك آثارا حمراء واضحه بشده على بشرتها البيضاء،توقف مزمجرا بغضب عندما فشل في إزاحة ثوبها ليشقه بسرعه إلى نصفين ثم يضع يده تحت ظهرها ليعدل من وضعيه جسدها و يزيح باقي ثيابها الداخلية قبل أن يدفعها بلطف لتتمدد ثانيه،هز رأسه ليتفرس كل إنش بجسدها المثير الذي لطالما حلم برأيته عاريا،ليفقد زاهر كل ذره صبر و تعقل و تهدر الدماء في عروقه مطالبه بامتلاكه على الفور.
................
ما إن رفعت ياسمين رأسها حتى وجدت آدم ينحني بجانبها و يلتقط خصلات شعرها بقوه حتى شعرت انها ستقتلع في يديه صرخت بقوه اكبر عندما عاجلها آدم بصفعه اخرى بظهر يده جعلت رأسها يصطدم بالارضيه،امسك شعرها بإحكام ليرفعه إلى أعلى حتى صار مقابلا لوجهه المظلم ليصرخ قائلا :"الأولى عشان نبهتك الف متعليش صوتك قدامي و الثانيه عشان كلمه البعد اللي انت قلتيها...".
وضعت ياسمين يدها على يده التي كانت تقبض على شعرها لتخفف الألم الشديد الذي تشعر به و هي تصرخ من بين بكائها:"سيب شعري.... انت مجنون...".
صفعه اخرى اخرستها :"و دي علشان تبطلي تطولي لسانك لما تتكلمي معايا تتكلمي بأدب..
ياسمين بحرقه و هي تحاول الفرار من قبضته :" سيبني يا حيوان.... بكرهك".
لجزء من الثانيه توقف عقل آدم عن العمل، لم يصدق ماتفوهت به صغيرته حرر شعرها ببطء بينما ابتسامه غامضه نمت على شفتيه،لتتراجع ياسمين مبتعده عنه برعب عندما سمعته يقول بصوت هادئ مخيف
:"حوريكي الحيوان دا حيعمل فيكي إيه".

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

فتحت ياسمين عيناها ببطء و هي تشعر بالالم الشديد يجتاح كامل جسدها، تأوهت بألم و هي تدير رأسها لتتفاجئ بنفسها في غرفة بيضاء و بجانبها أجهزة و عقاقير طبية لتعلم بأنها في إحدى المستشفيات.
حركت يدها لتحسس الشاش الطبي الملفوف على جبينها لتهمس بدهشة مصاحبة بألالم:"أنا فين؟".
تفاجأت بفتاة جميله تقف إلى جانبها و تبتسم لها قائلة:"حمد الله على السلامة يامدام".
ياسمين باستغراب:"إنت مين؟ و إيه اللي حصلي".
تبدلت ملامح الفتاة إلى الخوف الشديد لتقول بتلعثم:"أنا مريم الممرضة بتاعة حضرتك.. عن إذنك حروح ادي خبر للدكتور انك صحيتي".
امسكتها ياسمين من يدها رغم تألمها هاتفة بصوت مختنق:"لا متمشيش... خليكي معايا متسيبنيش لوحدي".
نظرت لها مريم بنظرات مشفقة ممزوجة بالاعتذار قائلة:"متخافيش انا حرجعلك ثاني بس لازم الدكتور يشوفك علشان نطمن عليكي".
سحبت يدها من يد ياسمين بصعوبه ثم غادرت مسرعة لتجهش الأخرى بالبكاء و هي تتذكر ماحدث.
فلاش باك
"انا حوريكي الحيوان داه حيعمل فيكي ايه".
رمى قميصه على الأرض بعد أن مزق بقية أزراره ليظهر جسده الضخم المخيف ليتضاعف خوفها و تردد بصوت مرتجف :" إنت حتعمل إيه؟ آدم و النبي فوق انا ياسمين.. مراتك.... آآآه". صرخت عاليا عندما سحبها مجددا من شعرها بقوة اكبر ثم دفعها بعنف على السرير قائلا بصراخ:" آه صح مراتي اللي عاوزه تبعد عني و تسيبني بعد ما وعدتني انها تفضل معايا العمر كله.. فاكره و الا نسيتي من شهر بس لما كنتي بحضني في شهر العسل كنت كل ليلة بترجاكي توعديني انك متسيبينيش و انت وعدتني... و قلتيلي مش حسيبك ابدا يا آدم.... آدم الحديدي اللي عمره ماترجى حد في حياته حتى في اوقات ضعفه ترجاكي انت...."
ياسمين و قد تصببت دموعها:" آسفه و الله آسفه... مش حبعد عنك ابدا بس متعملش كده".
امسك فكها لتصرخ :"مش انا حيوان و مجنون ها....من شهرين بس مكنتيش شايفة حاجة في الدنيا غيري كنتي بتحلمي تكوني معايا و بس ايه اللي غيرك ها... عشان انشغلت شوية في الشغل تقومي تعملي كده... امال لو سافرت حتعملي إيه ".
اكمل و هو يهمس بجانب وجنتها:" إيه رأيك أن انا مجنون و مريض و بتعالج عند دكتور نفسي و إن كل اللي قالتهولك الكلبة صاحبتك اللي اسمها غاده صح بس متخافيش مش ناسيها.. حسابها جاي بعدين ".
كان يهذي بكلمات كثيرة و عبارات لم تسمعها ياسمين لشدة المها و خوفها التي تيقنت انها بين يدي شخص غير طبيعي، مجنون، مختل، شيطان، وحش.... لا تعلم ماهو بالظبط المهم انه ليس زوجها آدم الذي تعرفه.
أمسك فكها ليكتسح شفتيها بقبلة عنيفة دامية غير سامح لها لها بأي مقاومة ثم دفعها لتتمدد على السرير و يستلقي فوقها طاحنا جسدها الصغير الذي اختفى تحته غير عابئ بضرباتها التي بدأت تخبو و مقاومتها التي خارت و دموعها المنهمرة دون توقف تتوسله ان يتركها و يرحم ضعفها أمام وحشه الغاضب،شعور جسدي و نفسي بالعجز و الذل استنزفا كل طاقتها لتغلق عينيها و تستسلم إلى الدوامه المظلمه التي اجتاحتها.
نهايه الفلاش باك
انتبهت إلى عوده الممرضة و معها طبيبة، قامت بفحصها ثم ابتسمت لها قائلة:"حمد الله على السلامة يا مدام ياسمين، مشاء الله انت بقيتي كويسة دلوقتي انا ححطلك مهدئ في المحلول علشان تسكن الآلام اللي انت حاسه بيها ...بس لازم تهتمي بأكلك اكثر من كده... انا حكتبلك على شوية فيتامينات عشان تعوض نقص التغذية اللي عندك".
ياسمين بصوت ضعيف:"لو سمحتي انا إمتى حقدر اخرج من هنا".
الطبيبة:"انا حكتبلك النهاردة على خروج بشرط تلتزمي بالتعليمات اللي قلتلك عليها".
اومأت ياسمين برأسها لتغادر الطبيبة الغرفة و لم يبق معها سوى الممرضة التي جلست بجانب ياسمين بعد أن اغلقت باب الغرفة من الداخل.
مريم بشفقة:"و الله مش قادره اقلك ايه اصل انت صعبانه عليا جدا ... منه لله جوزك المفتري، ايده طايله و قدر يسكت المستشفى كلها... عارفه الدكتور نظمي و كمان الدكتوره سناء اللي كانت هنا بتكشف عليكي عارفه ان حالتك معلش....يعني لو حتوجعك الكلمه بس... يعني أنك حالتك محاولة اغتصاب... بس هما ميقدروش يقولوا او يفتحوا بقهم بكلمة... خايفين ياعيني. ااه ما احنا غلابة يعني و منقدرش نوقف قدام الناس الاغنياء دول.. بس قوليلي انت ازاي وقعتي في طريقه.. انا بصراحه اول مشفتك عرفتك اصل شفت صور فرح انت و آدم باشا .... ".
قاطعتها ياسمين بتعجب من ثرثرتها و قد انتبهت إلى جملة معينة:" انت بتقولي إيه؟ محاولة إغتصاب؟ "
مريم بثرثره:" أيوا.. انت جيتي هنا مغمى عليكي و انا كنت مع الدكتوره سناء لما اسعفتك و هي اللي كتبت تقربر عن حالتك بس بعدين تغير و بقى إغماء نتيجة بداية انيميا بسبب ضعف تغذية... و الله انت صعبتي عليا علشان كده قلتلك بس و النبي الكلام داه يبقى بيني و بينك..... انا مش عارفه ليه مش بقدر امسك لساني لما اشوف حد مظلوم قدامي بس جوزك ايده طالة و عنده نفوذ كثير و يقدر بكلمه واحده يقطعلي اكل عيشي و انا محتاجة الشغل اوي..فياريت تسامحيني... ".
ياسمين باهتمام :" متخافيش انا مش حقول لحد بس انت متأكده ان.... يعني...اللي حصلي مش إغتصاب كامل.. انت فاهماني يعني".
اومأت مريم بإيجاب قبل أن تضيف:" انت الظاهر انه اغمى عليكي عشان كده.... بس قوليلي هو جوزك اللي عمل كده صح".
ياسمين و هي تشعر بغصه في حلقها :"أيوا هو... هو مكانش كده مش عارفه تغير ليه فجأة".
ربتت مريم على يدها بحنان قائلة بمزاح:" دي عين و صابتكم يا حبيبتي اصل انتوا كنتوا ثنائي الموسم زي مابيقولوا و لايقين على بعض جدا و بعدين انا مش فاهمه هو ازاي قدر يأذي ملاك زيك دا...اصل انت حلوه اوي....احلى من الصور بكثير . قوليلي هي عينيكي دي و الا لانسز، عشان لونها يجنن..".
ياسمين بضحكة خافتة:" و الله انت دمك عسل يا مريم هو انا في إيه و الا في إيه...بس قوليلي هو انت دايما كده".
مريم بابتسامه:"يووه وأكثر كمان اصل انا لما برتاح بنسى نفسي و أقعد ارغي معاه، و.... ".
قاطعها طرق على الباب لتجفل ياسمين و تنظر لها بخوف، لتقول مريم قبل أن تتجه إلى الباب :"يا بنتي إهدي و هو يعني لو كان جوزك كان حيخبط... دي رحمه زميلتي.. متخافيش اصل الدكتور نظمي مدير المستشفى هو اللي عينا انا و هي عشان نهتم بيكي ".

تنهدت بارتياح و هي ترى فتاة جديدة تدلف إلى الغرفة لتغمض عيناها بتعب و تغوص في عالم الأحلام بعيدا عن واقعها المؤلم.
__________________________
الساعة الحادية عشرصباحا
خرج زاهر من الحمام و على وجهه إبتسامة سعيدة، و هو يتذكر تفاصيل ليلة البارحة التي كانت أجمل و أسعد ليلة في حياته، فصغيرته المجنونه فاقت كل توقعاته بروعتها و نعومتها التي جعلته يحلق فوق السحاب حرفيا.
إندس بجوارها يتأمل وجهها الفاتن الذي ظهر عليه جليا التعب والارهاق،ليقهقه بخفوت و هو يتذكر صراخها و بكائها غير قادرة على مجاراة ثورته المشتعلة التي لم تهدأ و هو يأخذها مرار و تكرارا في جولات عشقه الطويلة حتى الساعات الأولى من الصباح لتسقط رنا في نوم عميق من شدة التعب.
مال ليأخذ يقبل شفتيها المنتفخ بإغراء قبلة خفيفة لتتتململ رنا بانزعاج دون أن تفتح عينيها، ليغرس زاهر رأسه في عنقها يشتم رائحتها المسكرة التي أحيت رغبته من جديد ليعود إلى شفتيها و يأخذهما في قبلة طويلة و عميقة مستكشفا بواطن ثغرها و لسانها، زادت قبلته إنحرافا و هو يمرر يده بجرأة على طول ظهرها العاري بإغراء لتنتفض رنا مبتعدة عن ذراعيه قائلة بأنفاس لاهثة:"زاهر.... ارجوك... بلاش دلوقتي انا حاسة ان كل جسمي متكسر....".
وضعت يدها على عينيها لتنزلق تحت الغطاء بكامل جسدها ليقهقه زاهر عاليا على خجلها و هو يجذبها بقوه لتصطدم بصدره العاري ليهمس بخبث:"بعد كل اللي حصل بينا إمبارح و لسه مكسوفه مني".
مطت رنا شفتيها بعبوس و تجيبه دون النظر اليه:" على فكره انت كنت حتموتني إمبارح بسبب قلة أدبك".
زاهر و هو يحتضنها :"أنا آسف يا حبيبتي مقدرتش اتحكم في نفسي انت مش متخيلة كنتي واحشاني إزاي.... و بعدين انت كنتي زي القمر و انت لابسالي قطة.... بس إيه قطة جامده نار.. ".
ضربته على صدره بكفها هاتفة بحنق:"بطل بقى... و ابعد عشان عاوزه انام ".
زاهر:" "تنامي إيه لالا مينفعش الكلام داه... انت تقومي تاخذي شاور سخن يريح عضلات جسمك و بعدها نفطر مع بعض... اكمل بغمزة وقحة.. عشان تعوضي مجهود إمبارح يا قطتي".
رنا ببكاء :"ياسافل... يا قليل الادب و الله حرمي نفسي من البلكونة عشان ارتاح منك".
زاهر ببراءة مزيفة و هو يلدغ خدها:" و يهون عليكي تسيبي حبيب قلبك زاهر.. لالا انت قاسية اوي يا رنا على فكرة قومي يلا خذي شاور وتعالي بسرعة عشان حتوحشيني".
رنا و قد إحمر وجهها خجلا لتقول بتلعثم:" مش قادرة احرك جسمي... حاسة بوجع جامد كل اما آجي اتحرك".
زاهر و قد تحولت ملامحه إلى الجدية:"متخافيش ياحبيبتي دا شيئ عادي و بيحصل... انا حساعدك تاخذي دوش و تفطري و بعدها تنامي براحتك".
حملها بسرعة و إتجه نحو الحمام الملحق بالغرفة مبتلعا صوت إعتراضها بقبلة ناعمة سلبت أنفاسها......
_______________
في فيلا سعد الحديدي
تجلس سهى في حديقة الفيلا تتحدث في الهاتف
سهى بملل:" بقولك ايه يا صفوان انا مش فاضيالك لو خبر مهم قول على طول غير كده انا حقفل".
صفوان بسخرية:و سعادة السفيرة مش فاضية ليه يا ترى".
سهى بعصبية :"بقولك إيه بلاش تريقة و هات من الاخر قبل ما أقفل في وشك ".
صفوان :" قبل ما قلك كنت عاوز أسألك على البنت اللي شفتها معاكي المرة اللي فاتت.. سكتها إيه".
سهى بتساؤل:"تقصد غادة.. إيه عاجباك عاوز تجرب نوع جديد ".
صفوان بنفاذ صبر :" سهى بلاش لف و دوران سكتها إيه؟ انا أقدر أعرف لوحدي بس قلت أسئلك انت ".

سهى بلا مبالاة:"دي بنت طماعة ميهمهاش غير الفلوس.. دي تبيع امها عشان القرش".
صفوان بخبث:"ممم قلتيلي... طماعة و كلبة فلوس زي ناس كثير اعرفها... على العموم كنت عاوز أقلك إمبارح بعد فرح الدكتور اللي إسمه زاهر داه... حبيب قلبك راح المستشفى".
سهى بقلق غير مهتمة بإهانته:" إيه؟ مستشفى... آدم جراله حاجة انطق انت عملت فيه إيه".
صفوان:" إهدي يا مجنونة انا لسه معملتش حاجة... الزفت آدم بخير بس مراته هي اللي تعبانه الظاهر انهم تخانقوا فضربها جامد... انالسه مش عارف السبب بالضبط... ".
سهى بفرح :" هو انت عرفت إزاي حاطط جواسيس.. على كل إديني إسم المستشفى و انا حعرف السبب بطريقتي... بس يا رب تظهر حالتها خطيرة و تموت عشان أخلص منها".
صفوان :" طيب يلا سلام دلوقتي ".
أغلق الهاتف ثم رماه جانبا قائلا بشرود:" ابن الحديدي باين انه تجنن عالاخر...إزاي قدر يأذي ملاك زيها...
قفزت سهى من مكانها لتعانق امها بفرح قائلة:" مش معقولة يا مامي الخطة باين إنها نجحت بس يا ريت أخلص منها بسرعة عشان مبقتش قادرة استحمل ".
صفية بابتسامة خبيثة:" مش قلتلك اسمعي كلامي حتكسبي، و دلوقتي خلينا في الخطوة الجاية... انت معاكي رقم الصحفي اللي اسمه محمود مش كده".
اومأت سهى بالايجاب :"بس حتعملي إيه ".
صفية:" و لا حاجه خبر صغير كده...خلي الناس تعرف حقيقة آدم الحديدي".
سهى بقلق:" بس إنت يا ماما كده حتفضحي آدم و عيله الحديدي كلها و انا مش عاوزه كده ".
صفية بعصبيه:" و انت يهمك في إيه ميولعوا..فرصه و جات لعندي خلي دولت هانم تنزل من البرج العاجي بتاعها و هي فاكره نفسها ملكة زمانها...عاوزه اشوف وشها لما تسمع بالفضيحة دي...".
سهى:" يا ماما انا عارفه انك بتكرهي طنط دولت بس.. ".
صفيه مقاطعة:" مبسش انا بكرهها اوي و بحقد عليها هي اللي تجوزت ماجد الابن المفضل لعزت الحديدي عينه المسؤول على ثروته و شركاته لحد مابقى هو الكل في الكل... خد كل حاجه ليه و لابنه اللي تبناه...و زي مانت عارفه سعد ملوش غير حتة الشركة الصغيرة اللي هو ماسكها دلوقتي".
سهى :"بس يا ماما انكل سعد هو اللي ضيع فلوسه زمان لما كان... ".
صفية بغضب:" إخرسي داه كذب كل داه كذب...و حتى لو زمان غلط و خسر فلوسه فيها ايه لو ساعده عشان يكبر و نبقى زيهم ...دول عايشين زي الملوك...
و بعدين سيبينا كم داه كله انت تكلمي الصحفي و تديه خبر بس أوعي يعرف إنت مين عشان آدم مش غبي و حيجيبه عشان يعرف منه مين اللي سرب الخبر... انا عارفة عيلة الحديدي دايما بيحطاطوا في المواقف اللي زي دي عشان محدش يعرف أسرارهم..و متنسيش كمان تعرفي امها...".
سهى :" حاضر انا حتصرف...بقلك ايه ياماما انا كنت عاوزه فلوس عشان... ".
صفيه بانزعاج:" فلوس إيه ياسهي... انت مش كنتي واخذة امبارح.. انا نفسي افهم بتودي الفلوس دي كلها فين..".
سهى بضيق:" الله ياماما انت عاوزة شكلي يبقى وحش قدام صحابي و انا خارجة من غير فلوس...".
صفية:"طب فين الفلوس اللي بيبعثهالك ابوكي كل شهر... عملتي بيها إيه".
سهى بتأتأة:" اصل.... انا صر.. صرفتهم.. خذت بيهم هدية لأروى عشان عيد ميلادها كان أول الاسبوع".
صفية بغضب:"بقلك إيه ياسهى خفي شوية مش كل يوم خروجات و شوبينع و سفر و تبعزقي في الفلوس من غير حساب... كمان سعد مبقاش بيديني فلوس زي زمان... استني لما تتزوجي آدم و إبقي اصرفي زي ما انت عاوزه".
سهى و هي تتحرك باتجاه غرفتها :" يا ريت ياماما ياريت احسن انا زهقت بصراحة.. ".
_________________
في مكتب آدم بالشركة
يجلس آدم وراء مكتبه و قد ظهرت علامات التعب جليا على وجهه و هيئته، خصلات شعره المبعثرة على جبينه و ربطة عنقه المرتخية..
رفع سماعة الهاتف قائلا:"في حد حييجي دلوقتي دخليه على طول... و جيبلي فنجان قهوة ثاني. ".
وضعت السكرتيرة ندى سماعة الهاتف قائلة بتعجب:"دي خامس مرة يطلب قهوة... مالوا داه... يلا و انا مالي اما اقوم اعمل القهوة بسرعة احسن يرفدني باين مزاجه معكر النهاردة".
بعد حوالي نصف ساعة سمع آدم طرقات متتالية على الباب ليأذن للطارق بالدخول، اعتدل في جلسته مرحبا بضيفه.
آدم:"اتفضل يادكتور... انت طبعا عارف اني مقدرش الفترة دي".
الدكتور سمير:" مفيش مشكلة حضرتك... ".
آدم :" تشرب إيه".
الدكتور سمير:" قهوة سادة لو سمحت".
أومأ آدم بإيجاب و هو يرفع سماعة الهاتف.....
الدكتور و هو يخرج مدونة صغيرة من حقيبته الجلدية لكتابة ملاحظاته:"حضرتك أكيد في تطورات حصلت علشان كده طلبتني هنا".
آدم بضيق :" أيوا...بقيت بفقد السيطرة على اعصابي اكثر من الاول مش عارف بس حالتي كل يوم بتزيد للأسوأ... بالاخص مع مراتي... بقيت مش مستحمل منها كلمة مش على مزاجي.... و هي بقت تشك.. بقت عاوزه تعرف كل حاجة".
الدكتور باهتمام :" انا سبق و سألتك السؤال داه في الحصة اللي فاتت... انت ليه مش عاوز تحكيلها... حتى و لو جزء من الحقيقة يمكن ترتاح و تفهم سبب تصرفاتك معاها.. ".
آدم بغضب:" أحكيلها إيه....مش حتفهم و حتسيبني...".
الدكتور بشك :"و انت حتقبل بداه...".
آدم :"لا طبعا مستحيل... ياسمين مراتي و حتفضل مراتي لأخر يوم في عمري... مكانها جنبي و معايا برضاها او غصب عنها".
الدكتور:" بتحبها؟ ".
آدم بتعجب من سؤاله:" طبعا.. انا بعشقها مش بحبها بس،".
ليه هي بالذات..؟ ".
آدم بابتسامة:" مش عارف بس اول مرة قابلتها تشديت ليها ،برائتها و عفويتها زي الطفلة الصغيرة...ملامح وشها البريئة.. كانت مختلفة جدا عن أي بنت قابلتها في حياتي...و بعد ما تجوزنا لقيت نفسي عايش في الجنة...بالرغم من المدة القصيرة اللي عشناها مع بعض بس هي عوضتني على سنين الوحدة و الحرمان اللي عشتهم في حياتي... مبقتش عاوز غيرها من الدنيا... بس دلوقتي كل حاجة تغيرت... و انا السبب مش عارف اتخلص من الماضي...بقيت بفقد السيطرة على نفسي من أقل حاجة.. انا إمبارح ضربتها... محسيتش بنفسي لما قلتلي إنها حتبعد عني و تسيبني.. بقيت مجنون مش شايف أدامي غير صورتي و انا طفل صغير وحيد و ضايع من غير عيلته.. إحساس الوحده صعب جدا.. مفيش حد يتحمله بالاخص لو كان طفل صغير عمره ست سنين... انا عاوزها بس تبقى معايا.. تهتم بيا مش عاوزها تهتم بأي حاجة غيري انا و بس.. ".
الدكتور و هو يعدل نظارته:" حبستها؟ ".
آدم و قد وقف من مكانه قائلا بانفعال:"كان لازم أعمل كده من دلوقتي.. مكان اي ست هو بيتها.. تهتم بجوزها و أولادها.. مش تقضيها فسح و خروجات و تهمل بيتها و تسيب ولادها للمربيات... انا مش مخليها محتاحة اي حاجة بجبلها كل اللي هي عاوزاه و من غير ماتطلب... حتى عيلتها ".
الدكتور :"عشان كده اخترت واحده من عيلة متوسطة... تقدر تاخذ بنتهم و تديهم بدالها فلوس....اشتريتها كأنها جارية، و بكده حتقدر تتحكم في حياتها زي ما انت عايزو بتمشيها بمزاجك... عاوزها تحت سيطرتك مهما أمرتها تقلك حاضر.... انت اخترت واحدة صغيرة و بريئة لسة متعرفش حاجة من الدنيا..عاوز تشكل شخصيتها حسب رغبتك..صفحه بيضاء تقدر تكتب فيها براحتك. بس هي تمردت عشان كده عاقبتها...
انت للاسف لسه مش قادر تميز في تعاملك بين مراتك و حد ثاني... انا بنصحك تتكلم معاها.. في حاجز كبير بينك و بينها لازم تتخطاه... و داه مش حيحصل غير بالحوار...مش حتقدر تعيش حياة طبيعية غير لما تتجاوز عقدة الماضي اللي عندك.. انا حستأذن دلوقتي و يا ريت تحاول تطبق كلامي في أسرع وقت ".
آدم و هو يصافحه:" إنشاءالله يا دكتور و انا حكلمك عشان نحدد معاد ثاني في أقرب وقت ".
أومأ الطبيب مستأذنا ليترك آدم في دوامة من الأفكار التي تعصف برأسه و أهم مايشغله هو حال صغيرته التي تركها في المستشفى بعد أن إطمئن عن صحتها تنهد بحزن و هو يفكر كيف ستسامحه بعد ما فعله بها؟

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

تجلس في شرفة غرفتها، وحيدة، صامتة، كعادتها منذ عودتها من المستشفى منذ يومين.. لم تكلمه... لم تنظر إليه...جاء مساء ليقلها من المشفى إلى القصر بهدوء ليرحل بعدها بهدوء

ابتسمت بسخرية و هي تعود بذكرياتها إلى أول يوم وطئت فيه قدماها شركته المشؤومة، إعجاب، أو ربما إنبهار.... بوسامته، رجولته صرامته و قوة حضوره و شخصيته القيادية او ربما ثروته لم تكن الوحيدة التي بل كانت من ضمن آلاف الفتيات المعجبات اللواتي ينتظرن ابتسامة او حتى إلتفاتة منه.... لتكون هي ياسمين أحمد الأكثر حظا بينهن و تفوز به.

لم تفكر مرتين عندما عرض عليها الزواج به... بل وافقت بعد أن رأت الجميع موافق.

:"واو مش معقول آدم الحديدي بذات نفسه".

"انت اكثر بنت محظوظة في العالم ياياسمين"

"انت مش عارفة دا مين؟"

"انا بحسدك... ياريتني كنت مكانك".

"حتعيشي حياة ثانية عمرك ما احلمتي بيها"

"حيعيشك ملكة"

"قصر و عربيات، سفر، فلوس ملهاش آخر، الماس.."

عائلتها، أقاربها، جيرانها زملائها في الجامعة و الشركة.. ليتهم يعلمون و لو جزءََ صغيرا من معاناتها لندموا على اقوالهم السابقة

لم تهنأ بزواجها سوى اسبوعين، خمسة عشر يوما تتذكر تفاصيلها لحظة بلحظة، كل همسة، كل لمسة، كل كلمة من كلماته التي وعدها بالأمان معه، بحياة طويلة يملأها الفرح و الحب، يتوجانها بنسخ صغيرة منه و منها.

لينهار كل شيئ فجأة، كقصر من الرمال، أو كسراب لتنساب أيامها الجميلة و يتحول الحلم الجميل إلى كابوس بشع.

تشعر بالضياع بالخوف من المستقبل و المجهول، كل خلية من جسمها و عقلها تتوسلها ان تكف عن التفكير، فكلما فكرت اكثر كلما إزداد توجسها اكثر... حالها كحال متهم بريئ ينتظر صدور حكم الإعدام في أي لحظة.

مسحت دموعها بباطن كفها تاركة المجال لدموع جديدة، عادت بيديها تتحسس بشرة وجهها التي لاتزال تحمل بعض الكدمات.

ابتسمت بين دموعها على مظهرها المزري، لتتسائل بسخرية هل هذا مظهر عروس بعد شهر من زواجها؟ أين السعادة التي وعدها بها؟ أين الدلال و الحب؟ أين الامنيات و الوعود؟

أغمضت عينيها بتألم من صداع رأسها المتزايد.. تريد التوقف عن التفكير و لكنها لا تستطيع... كم هو مؤلم شعور العجز و الخذلان.. تعجز عن فهم غموضه، صمته، سكوته، قسوته الغير مبررة، غضبه المفاجئ.. ماضيه المبهم الشبيه بقطعة بازل تريد و بشدة فك الغازها، حقيقته التي أدركت انها بعيدة كل البعد عن فهمها.. هل هو مخادع، شيطان ارتدى ثوب الملاك ليوقعها في شباكه باسم الحب،حب مزيف رفعا إلى سابع سماء ثم رماها إلى الأرض السابعة.

ليتضح انه ليس سوى رجل مجنون، مهوس... حقيقة آدم البحيري التي يخفيها عن الجميع..



قطيت جبينها و قد تسللت افكار جديدة إلى مخيلتها فهذه هي عادتها عندما تغرق في التفكير... تنجرف أفكارها يمينا و يسارا دون قيود.

فيبدو انها أخيرا اهتدت إلى لسبب اختياره لها من الجميع لتكون زوجته... صغيرة، جميلة، و فقيرة حتى يسهل التحكم بها.. سيعوض ما يفعله بها من ضرب و إهانه و سجن...و اغتصا... بالكثير من النقود التي تحتاجها.. كمنزل لعائلتها و سيارة لشقيقها....

لكن إذا تزوج من فتاة غنية من طبقته فبماذا سيعوضها؟؟؟؟

أرخت رأسها على الاريكة المريحة و هي ترمق يدها التي تعج بلاصقات طبية، قاطع تأملها رنين هاتفها لتقول بتهكم:"كثر خيره سابلي الموبايل و الا كان حيبقى سجن بحق و حقيقي".

.....................................

دخل إلى الشركة و هالة من الغضب الأسود تحيط به، راقب الجميع من تحت رموشه يبحث عن من يخطئ و لو خطأ بسيط حتى يفرغ به جام غضبه الذي ازداد اشتعالا داخل صدره بعد قرائته ذلك الخبر.

دب الرعب في قلب الجميع، الكل يعمل في صمت، لا أحد منهم يريد مواجهة غضبه الأسود، شق طريقه نحو مكتبه الذي يقع في آخر طابق ليجد سكرتيرته ندى منكبة على حاسوبها تعمل بتركيز، انتفضت كم مكانها عندما سمعت صوت آدم المغلف بالغضب

:"اعمليلي القهوة بتاعتي و هاتيلي صفقة العزيزي جروب و متنسيش تكلميلي مكتب أحمد الجندي حدديلي معاه اجتماع في أقرب وقت".

انتهى من إملاء اوامره ثم دلف مكتبه صافقا الباب بعنف دون انتظار اجابتها لتنتفض ندى للمرة الثانيه واضعة يدها على قلبها الذي تسارعت دقاته قائلة بهمس:" يالهوي دا باين يوم اسود من أوله... رحمتك يارب... ".

جلست على كرسيها تنظم أوراق الصفقة التي طلبها بعد انتهت من نسخها و هي تمتم:"بقالي سنتين في أم الشركة دي و لا مرة صبح عليا زي الخلق....عليه بوز.... و الا بلاش اما روح اعمل قهوة بسرعة قبل مايطلعلي يطين عيشتي".

داخل مكتبه زفر آدم بغضب، و هو يتذكر جدول مواعيده المزدحم لهذا اليوم....روتين قاتل.... اجتماعات لاتنتهي... ملفات ناقصة تنتظر مراجعتها و الامضاء عليها...صفقات جديدة يجب دراستها.. مشاكل المصانع و فروع الشركات الأخرى... و مشاكل حياته التي انقلبت فجأة و فقد السيطرة عليها لتأخذ الحيز الأكبر من تفكيره هذه الفترة.

ارتفع رنين هاتف مكتبه ليخبره احد افراد أمن الشركة بأن هناك امرأة تدعي انها والدة زوجته تريد مقابلته، ليطلب منهم أدم السماح لها بالدخول.

بعد عدة دقائق كانت السيدة سلوى تجلس أمامه و في يدها صحيفة مطوية ليقول آدم متجاهلا نظراتها الغاضبة التي تكاد تفتك بها:" تشربي حاجة يا سلوى هانم".

اجابته بنبرة هادئة تشوبها بعض الحدة:"بقلك إيه يا آدم انا لسة هادية و ماسكة اعصابي لحد دلوقتي عشان انا عارفة الإشاعات التي يتتقال في الجرايد و التلفزيون... و أظن انت عارف كويس انا بتكلم على إيه... انا الصبح لما قريت الخبر قلت لازم أتأكد قبل ماأقول او أعمل اي حاجة.. كلمت ياسمين بس هي قالت إنه موضوع كذب و اشاعات و انا بعرف بنتي كويس لما بتكذب عليا بيبان عليها بسهولة فأنا جيت هنا عشان تفهمني ايه اللي بيحصل انا قلبي كان حاسس انها مش كويسة و تأكدت لما شفتها في فرح رنا، انا كنت ملاحظة حاجات كتيرة المدة اللي فاتت بس قلت مش لازم أتدخل بين راجل و مراته لكن لحد هنا و كفاية.. انت لازم تفهمني ايه اللي بيحصل مع بنتي".

أغمض آدم عينيه بقوة لعدة ثواني ثم فتحها، يعلم جيدا انه خطأه عظيم هذه المرة و يجب أن يتحمل مسؤولية أفعاله فوقت المواجهة قد حان، شبك يديه معا فوق سطح المكتب أمامه قائلا بنبرة واثقة

:" انا عاوز اقول لحضرتك على حاجة قبل ما اجاوبك على اللي انت عاوزة تعرفيه...انا بحب ياسمين جدا بحبها لدرجة اني مبتخيلش حياتي من دونها...و هي مراتي و حتفضل مراتي لآخر يوم في عمري و مفيش قوة في الدنيا حتفرقنا عن بعض حتى لو كلفني حياتي...ياسمين كويسة خرجت من المستشفى و جبتلها ممرضتين عشان يهتموا بيها و انا سايبها دلوقتي عشان تهدى و بعدها حتكلم معاها و حتحل كل الخلافات اللي بينا.. انا مش عارف الخبر تسرب إزاي بالرغم من اني عملت كل احتياطات.. على العموم حضرتك تقدري تشوفيها في اي وقت انا مش حمنعك البيت بيتك و اهلا بيكي في اي وقت".

نظرت سلوى لآدم بصدمة تحاول بكل جهدها فهم هذا الكائن الذي أمامها، يتكلم ببرود و كأنه لم يقم بمصيبة استفزها بشدة حتى انها وقفت من مكانها قائلة بصراخ ينافي شخصيتها الهادئة التي تتميز بها:" حب إيه و زفت ايه اللي انت بتتكلم عنه انت واعي بنفسك بتقول ايه... بتحبها امال لو كنت مبتحبهاش كنت عملت إيه تقتلها و ترميها.... بقلك إيه أنا عديت كثير و عملت نفسي مش واخذة بالي و دايما كنت بقول ميصحش أتدخل بين راجل و مراته، منعتها انها تزورني بعد ما رجعته من شهر العسل و قلنا عادي حقه و لما منعتها تحضر فرح رنا من البداية قلت كمان هو عنده حق و يمكن عنده اسباب مقنعة مع اني لما تكلمت مع ياسمين قالتلي ان هي اللي مش عاوزة تحضر و في كل مرة بسألها بتزوغ و تنكر لكن توصل بيك انك تضربها و تعتدي عليها و تدخلها المستشفى...هي دي الأمانة اللي وعدتني تحافظ عليها... في راجل يعمل كده في مراته بعد من جوازهم.. حتى لو بتكرهها معندكش حق تعمل فيها كده".

وقف آدم محاولا ضبط أعصابه فهو لا يحتمل ان يصرخ أحدهم أمامه حتى و ان كان على خطأ ليهتف بهدوء مصطنع:" حضرتك اهدي و بلاش انفعال.. اللي حصل كان غلطة بس اكيد في حل".

سلوى بغضب:" حل زيه انت تجننت بتتكلم و كأنك معملتش حاجة... شوف الجرايد كاتبة ايه اللي عملته مصيبة و انا لا يمكن اسكت... دي بنتي عارف ايه يعني معنديش أغلى منها هي و أخوها.... و زي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف الظاهر كنت غلطانة من الاول يا.... يا باشا".

انهت كلامها و هي ترمقة بنظرات غاضبة تشوبها بعض السخرية رامية الجريدة على المكتب أمامه

ليجن جنون آدم من كلماتها اللتي تهدده بحرمانه من صغيرته:" سلوى هانم مفيش داعي للكلام داه... انا بعترف اني غلطان و غلطان جدا كمان وانا مستعد اعمل اي حاجة عشان تسامحني.. بس مستحيل اسيبها تبعد عني".

سلوى بتهديد:"انا عارفة إننا ناس بسطاء على قدنا و منقدرش نوقف في وشك بس بالرغم من كل داه انا مستحيل اسيب بنتي تعيش معاك بعد اللي حصل.... رجعلي بنتي بهدوء و كفاية فضايح ثانية انت في غنى عنها".

مسح آدم جانب فمه و هو يكاد يفقد آخر ذرات صبره فهو لطالما كان وقحا لايخاف او يحترم من حوله حتى أفراد عائلته بالتبني في اعتقاده انهم أناس متعجرفون لايستحقون الاحترام او المعاملة الجيدة... لكن منذ أن تعرف على عائلة ياسمين تغيرت نظرته قليلا... طيبتهم و مشاعرهم الصادقة التي يتعرف عليها لأول مرة جعلته رغما عنه يكن لهم مشاعر الاحترام و التقدير...لكنه الان يكاد ينفجر مش شده غضبه.... كلامها صحيح و هو يعترف بذلك يعلم أن ذنبه كبير لا يغتفر...لكن نادم لايعلم ماذا يفعل او كيف يتصرف حتى يكفر عن ذنبه الذي ارتكبه دون وعي منه.

جلس مجدداعلى كرسيه قائلا بجدية :"حضرتك بتهدديني... حتروحي للصحافة تقوليلهم على اللي حصل... هو انت فاكرة انني انا كده حخاف او أتراجع.... تبقي متعرفيش مين هو آدم... جوز بنتك... بس انا اطمنك اني انا مش بخاف من حد و ميهمنيش اي حد و اللي طلع الخبر داه انا حوصله و حعاقبه عقاب شديد أوي عشان يحرم يدخل في خصوصياتي بعد كده و عاوز اقلك كمان حتى لو اتطربقت السماء على الأرض ياسمين حتفضل مراتي و مش حتخرج من بيتي غير على قبرها.. و داه آخر كلام عندي و اتفضلي دلوقتي حقول للسواق يوصلك مطرح ما انت عاوزة عشان انا عندي شغل.. ".

اكمل كلماته ثم فتح احد الملفات الموضوعة أمامه ليقرأ أوراقه بتركيز متجاهلا سلوى التي وقفت أمامه ترمقه بنظرات قاتلة قبل أن تتجه إلى الباب و تغادر المكتب و الشركة باكملها متجهة الي القصر للاطمئنان على ابنتها.



أمسك آدم الجريدة بانامل مرتعشة من شدة الغضب...ثم رماها على الأرضية متوعدا لذلك الصحفي الغبي بعقاب لايخطر على بال احد، يعلم ان هناك حرضه على نشر هذا الخبر... فلا احد يجرؤ على الوقوف أمام آدم الحديدي ان لم يكن ورائه شخص يدعمه... شخص يكرهه و يسعي لينغص عليه حياته بأي شكل و يبدو أنه قد نجح في ذلك فمهمة استرجاع ثقة زوجته أصبحت أصعب الان.

عقد حاجبيه باستغراب و هو يطالع هاتفه الاحتياطي الذي أعده منذ اسبوع للاستماع لمكالمات ياسمين

(التجسس على هاتفها) يبدو الرقم غريبا فهو تقريبا يعرف جميع أرقام عائلتها و صديقاتها.. فتح سماعة الهاتف ليتسمع لصوت رجولي مألوف.

ياسمين بصوت رقيق :"ألو... مين معايا؟".

الرجل :"حمد لله على السلامة يامدام ياسمين".

ياسمين بتساؤل:"حضرتك مين... انا معرفش".

الرجل:"مفيش داعي تعرفي انا مين... تقدري تقولي فاعل خير و عاوز مصلحتك... اصل انا عارف الظروف السيئة الي انت مريتي بيها فبصراحة صعبتي عليا جدا... خصوصا انك واحدة حلوة و رقيقة وحرام اللي حصل فيكي كده.. ".

ياسمين بصوت غاضب رغم خوفها:" حضرتك انا معرفكش و ميهمنيش الكلام اللي انت بتقوله داه و انا مضطرة اني اقفل ".

الرجل بصوت مصر :" استنى يامدام ياسمين... صدقيني الكلام اللي انا عاوز اقوله في مصلحتك انت... انت حياتك في خطر فبلاش تعاندي و اسمعيني للآخر... جوزك راجل خطير و انت لازم تتخلصي منه في أقرب وقت و اللي حصلك داه ميجيش حاجة جنب اللي حيحصلك في المستقبل لو فضلتي معاه...انا ممكن اساعدك انت بس واقفي و سيبي الباقي عليا... آدم الحديدي مش زي ما انت فاكرة دا وراه أسرار و بلاوي كثيرة و انا متأكد انه مقلكيش حاجة على العموم انا عارف انه حابسك في القصر و مش مخليكي تخرجي بس انا اوعدك حتصرف و في أقرب وقت ححررك من العذاب اللي انت فيه... خلي بالك من نفسك و حكلمك من تاني مع السلامة".

بقيت ياسمين مصعوقة في مكانها لعدة دقائق قبل أن تستوعب ما يحدث من هذا الرجل و ماذا يريد منها؟ مالذي يقوله؟ رمت الهاتف من يدها قائلة بغضب قبل ان تجهش بالبكاء:" هو انا ناقصة بلاوي في حياتي مش كفاية القرف اللي انا عايشة فيه... ياريتني معرفتك يا آدم و لا كنت شفتك في حياتي....انا مش عارفة ليه بيحصل معايا كل داه و كأن الدنيا مستخسرة فيا الفرحة".

اما آدم فقد اسودت ملامحه بغضب... غضب قاتل يكفي لتدمير كل شيئ حوله... صفوان الجندي يبدو أنه يلعب بعداد عمره... يبدو أنه مصر على إيقاظ وحشه النائم الذي لم يره لحد الان، ارتسمت على شفتيه ابتسامة شريرة قبل ان يهتف بغموض:" فاكر نفسه ذكي اوي و بيلعب معايا... بس و رحمة امي لكون مندمك على اليوم اللي تولدت فيه... و تستاهل اللي حعمله فيك".

رفع سماعة هاتفة ليتصل برئيس حرسه الوفي :"ناجي اسمعني و ركز معايا انا عاوزك في حاجة مهمة........".

أغلق هاتفه و هو يحدق أمامه بنظرات قاتلة متوعدة، طرقات خافتة على الباب تلاها دخول ندى و بيدها ملفات جديدة... تقدمت لتضعها أمامه بحرص ثم قالت :" آدم باشا... الاستاذ أحمد الجندي برا و عاوز يقابل حضرتك".

آدم باختصار :" دخليه".

بعد عدة دقائق كان يجلس أمامه... رجل في بداية الستينات ملامحه هادئة و مسالمة عكس ابنه الطائش...

دار آدم حول مكتبه ليجلس على الكرسي مقابله.. وضع ساقه على الأخرى بعنجهية و غرور كعادته ليقول بنبرة صارمة:" حضرتك عارف انا طلبت اقابلك ليه؟ و على ما أظن آخر مرة ترجتني عشان اتجاهل اللي عمله ابنك في حقي و انا سامحته عشان حضرتك و عشان طنط شهيرة مراتك بس انت كمان فاكر كويس انا قلتلك إيه؟".

أحس أحمد بالارتباك من نظرات آدم الحادة فرغم صلة القرابة التي تجمعهم الا ان هذا البارد الذي يجلس أمامه يملك رهبة و ثقة تجعله يسيطر على على من حوله بسهولة ليهتف بتساؤل :" هو ابني صفوان عمل حاجة ثانية؟ ".



قاطعه أدم بعدم تهذيب :" انا حفكرك انا قلتلك إيه... انا قلتلك لو ابنك غلط فأنا مش حسكت و انت عارفني كويس لما اوعد بحاجة بنفذها..... ابنك غلط غلطة متغتفرش.. روح أسأله و هو أكيد حيحكيلك.. انا قبل كده كنت عامل حساب القرابة اللي بينا بس من هنا و رايح حيشوف وشي الثاني... مش حرحمه و حتى لو سفرته لامريكا بردو حجيبه ".

احمد بصوت مرتعش فهو يدرك ان آدم لا يهدد من فراغ :" قلي بس هو عمل ايه و انا بنفسي اللي ححاسبه".

آدم بغضب :"معادش ينفع دلوقتي هو تمادى كثير في عمايله و انا مقدرش اسكت اكثر من كده، ابنك الغبي فاكرني خايف منه او مش عارف هو بيخطط لإيه....عاوزك تقله انه مش آدم الحديدي اللي واحد زيه حيقدر يستغفله او يضحك عليه...

أحمد :"بس انت مسكتش و لا حاجة و آخر مرة خسرتني صفقة مهمة جدا فضلت شهور طويلة بشتغل عليها، انا مش عارف ابني عملك ايه المرة دي بس انا مليش دعوة بيه... أنا آخر مرة حذرته و هو ماسمعشي كلامي فيا ريت تخلي الخلافات اللي بينك و بينه بعيد عني.. انا مش حتحمل خسارة ثاني.. انا لحد دلوقتي بسدد قيمة الخسارة ".

نهض آدم ليختم لقائه باحمد :" انا مليش دعوة بكل داه.... كل اللي يهمني ابنك بس... انت عارف ان هو اللي مصمم يتحداني فخليه يتحمل اللي حيصله".

..............................



جلست غادة على سريرها البسيط تتأمل الساعة الذهبية التي تزين معصمها... ابتسمت بزهو و هي تقول:"و الله لايقة عليكي يا بت ياغادة... و لسه الي جاي احلى... انا عاوزة اشتري عربية و اتنقل من البيت الزبالة داه... هي ياسمين و رنا احسن مني في إيه... بكرة حيشوفوا غادة حتبقى إيه... ياسلام لو قدرت أوقع اللي اسمه صفوان الجندي داه... واو دي تبقى فرصه عمري هو انا كل يوم بقابل ناس نظيفة زيه... داه في اول مقابلة بينا هداني ساعة ثمنها أغلى من بيتنا، امال بعدين حيهديني إيه هو بصراحة شكله مخيف شوية بس مش مهم... انا كل اللي يهمني فلوسه ".

ضحكت بغرور و هي تعيد وضع الساعة في علبتها قبل أن تضعها بحرص في أحد الإدراج الموجودة بجانب السرير.

بعد قليل خرجت من غرفتها لتجد والدتها تقف في عتبة باب المنزل و تتحدث مع إحدى الجارات، لفت انتباهها الصحيفة الموضوعة فوق المنضدة، شهقت بخفة عندما رأت خبر :"حقيقة دخول زوجة آدم الحديدي الى المستشفى أثر تعرضها لاعتداء......

غادة بصدمة:" يا لهوي.. إيه داه...هو ايه اللي حصل:"

أسرعت الي غرفتها لتتصل بسهى التي تجاهلت مكالمتها لتهتف غادة بغضب عارم:" الكلبة مش عاوزة ترد عليا... هي اكيد شافت المصيبة اللي حصلت آدم اكيد حيعرف ان انا اللي كذبت على ياسمين... اكيد داه السبب اللي خلاه يضربها جامد كده... انا انتهيت...

شدت شعرها القصير بعصبية و هي تتحرك بجنون داخل غرفتها

:" دي مراته و عمل فيها كده امال احنا حيعمل فينا ايه...

رمت الهاتف من يدها بعد يأسها من إجابة سهى عليها لتقول محاولة تهدئة نفسها :" لالالا اكيد في سبب ثاني خلاهم يتخانقوا.... انا مليش دعوة و بعدين حتى لو هي قالتله انا حنكر كل حاجة... اه و هو انا حعرف منين أسرار زي دي".

ظلت تتمتم لوقت طويل قبل أن يقاطعها صوت هاتفها......

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

 غادة بصراخ:"انت رحتي فين مبترديش ليه؟ ".

سهى ببرود:"مشغولة... عاوزة ايه؟".

غادة:"انت شفتي الاخبار.. دي الجرايد و السوشل ميديا كلها مفيهاش غير خبر آدم وياسمين".

سهى بهدوء :"آه شفتها...في حاجة ثاني قبل ما اقفل".

غادة بعصبية:"انت بتتكلمي معايا كده ليه... انت نسيتي المصيبة اللي ورطتيني فيها اكيد ياسمين حكت لادم عشان كده هو ضربها.... انت لازم تلاقيلي حل ".

سهى بملل:" حل ايه و بعدين حتى لو قالتله مفيش دليل و لو حصل و قالتله يبقى ساعتها انكري انك تعرفي حاجة او انك رحتيلها من اصله".

غادة بجنون:"بالبساطة دي...يا برودك ياشيخة...انت دبستيي في المصيبة مرحبا و عاوزة تخلعي... لا بقلك ايه انت لسه متعرفنيش كويس دا انا اجيبها عليها واطيها و عليا و على أعدائي.. ".

سهى بصراخ:" بقلك ايه يا حلوة انت الظاهر انك نسيتي نفسك.... لا فوقي كده و ركزي و اعرفي ازاي تتكلمي مع اسيادك مش واحدة شرشوحة زيك اللي تهددني و حسك عينيك تجيبي سيرتي في حاجة ساعتها و الله ما حرحمك.... ".

اغلقت الهاتف في وجهها ليزداد جنون غادة...فجأة لمعت في رأسها فكرة :" مفيش غيره هو صفوان الجندي اللي حيحلي مشكلتي... و ديني يا سهى الكلبة مبقاش انا غادة لو مندمتكيش على كل كلمة قلتيها...ماهو مش انا اللي يتلعب بيا كده...بقى بعد ما وصلتي للي انت عاوزاه ترميني كده...عاوزة تكوش على ثروة آدم الحديدي و ترميلي انا شوية ملاليم...ماشي اصبري عليا بس... ".

انتفضت فجأة عندما فتح باب الغرفة فجأة لتدلف والدتها قائلة :" جرى إيه يا بت مالك صوتك جايب لآخر الحارة... فيه ايه؟ ".

غادة بتافف :" مفيش يا ماما مشاكل في الشغل ".

الام بحيرة:" شغل يا بت هو انت من امتى بتشتغلي؟ مش قلتي انك بتتدربي في شركة جوز صاحبتك.... هو كان اسمه إيه؟..... يوه نسيت".

غادة بضيق:"ايوا يا ماما انا كنت بتدرب و خلصت بس قدمت طلب عشان يقبلوني اشتغل عندهم بعد ما اخلص امتحانات... ". تابعت كلامها محاولة تغيير الحوار:"هي مين اللي كانت معاكي على الباب دي؟ ".

الام :" دي خالتك فوزية... جاية عشان الواد سامي ابنها ما انت عارفة..... ".

غادة بعصبية:" يووووه يا ماما هو احنا مش كنا خلصنا من الموضوع داه... هو البعيد مبيفهمش... ماقلنا مليون مرة مش عاوزاه...".

الام :"يا بنتي اعقلي الراجل شاريكي و بيحبك بكرة تندمي و تقولي ياريتني سمعت كلام امي....".

غادة بسخرية:" بقى انا حندم على حتة مدرس و النبي اسكتي يا ماما احسن... مشفتيش رنا و ياسمين متجوزين مين...و انا عاوزة ترميني لسامي اللي مرتبه ميجيبش ازازة بارفان ماركة... بقلك ايه ياماما الموضوع داه تنسيه و قولي لطنط فوزية تقول لابنها يدور على عروسة ثانية تقبل بيه....".

مصمصت الام شفتيها مصدرة صوتا ساخرا:" لسة مصممة على الي في دماغك يا بنتي الجواز قسمة و نصيب و كل واحدة و حظها... على كل انا نصحتك و انت حرة ما انا عارفاكي دماغك حجر و مش بتسمعي رأي حد...بكرة حتندمي يا بت بطني و تقولي يا ريت اللي جرى ماكان ".

خرجت الان من الغرفة و هي تدعي لابنتها بالهداية قائلة:" ربنا يهديكي يا بنتي انا مش عارفة طالعة قلبك اسود لمين.. ".

..................

في إيطاليا



تقف رنا في مطبخ الفيلا التي استأجرها زاهر لقضاء شهر العسل، تعد بعض الشطائر و كوبي قهوة للإفطار

و تدندن لحنا إيطاليا كانت قد سمعته البارحة في أحد المطاعم أثناء تناولهما وجبة العشاء.

حركت خصرها و ذراعيها لترقص بدلال و هي ترص الأطباق بعناية فوق الصينية، حملتها و استدارت لتخرج لتجد زاهر يتكأ على الباب يتأملها بحب، بشرتها الناصعة البياض التي تألقت بشدة تحت قميصها الأحمر حركت جميع حواسه ... تقدم إليها ليأخذ الصينية من يدها و يضعها على الطاولة ثم جذبها من خصرها ليغرس وجهه في رقبتها يشتمها بعمق قائلا بصوت متحجرش من آثار النوم:"صباح الهناء على حبيبي انا".

ضحكت رنا بدلال ثم و هي تدفعه :"صباح الورد... ابعد بقى عشان انا جهزت الفطار..".

زاهر و هو يجذبها مرة أخرى :"فطار ايه يا قلبي دي الساعة واحدة و بعدين انا عاوز حاجة تانية غير الفطار".

رنا بتفكير و هي تبعثر خصلات شعره المبللة :"ممم قلي عاوز ايه؟".

رفع زاهر رأسه لينظر الى جسدها قائلا بخبث:" عاوز حتة من الاحمر داه..".

شهقت رنا قائلة و هي تدفعه بقوة لتعلو قهقهاته المرحة :"انت حتبطل قلة أدب إمتى؟ ".

زاهر بضحك:"أعملك ايه ما انت اللي زي القمر وخاصة بقمصان النوم الحلوة دي بتخليني مش قادر اسيطر على نفسي...".

رنا بغيض:"يا سلام ما انت اللي رميت كل هدومي اللي متعودة البسها في البيت و حطيت بدالها قمصان النوم...".

زاهر بتسلية :" ايه رأيك في ذوقي بقى.... و بعدين يا حبيبتي صدقيني مينفعش لما آجي أحضنك او ابوسك ألاقي بطوطو و ميكي ماوس بيبصوا علينا...داه حتى يبقى عيب".

رنا بضحك :" كيتي... اسمها كيتي و دلوقتي ابعد عشان انا جعانة و عاوزة افطر و عاوزة اكلم ياسمين وحشتني اوي، من يوم ما اتجوزنا مكلمتهاش".

ابتسم زاهر مخفيا ارتباكه فهو لايريد ان تكتشف المشاكل التي حدثت مع ابنة خالتها ليهتف بعتاب:" انت مش وعدتيني بلاش تليفونات في شهر العسل ".

تعلقت رنا برقبته بدلال و هي تتلمس شفتيه بابهامها :"خمسة دقايق أكلم ياسمين بس...عشان خاطري يا زاهر ".

زفر زاهر بقوة محاولا الصمود أمام نظراتها القاتلة و حركاتها المغرية ليصرخ بنفاذ صبر:"يخرب بيت كلمة زاهر اللي طالعه من بقك زي الفراولة... حرام عليكي حتجنيني اكثر من كده".

رنا بالحاح:"خمس دقايق بس و النبي.. ".

حملها زاهر صاعدا الدرج ليتوجه الى غرفة النوم لتتململ رنا محاولة الافلات منه :"انت بتعمل ايه يا مجنون.... الفطار".

زاهر :"ما الفطار قدامي اهو... فراولة بالشكلاطة و العسل هو في الذ من كده".

رنا بصراخ:" دا وقت هزار.... انا سايبة الفطار في المطبخ ".

رماها زاهر على السرير ثم اقترب منها و قد ارتسمت على شفتيه ابتسامة لعوبة:"طب اذوق اللي تحت الأحمر الأول ".

رنا و هي ترفع سبابتها أمام وجهه بغضب مصطنع متجاهلة كلماته الوقحة:" بقلك إيه... ابعد عني انا لسه تعبانة من إمبارح... انت إيه مبتشبعش... صبح و ليل خف شوية انا مش قدك".

قهقه زاهر بمرح وهو يعض مقدمة إصبعها :" لا دا إحنا اتطورنا بقى و بقينا نقول كلام قليل الادب".

وضعت رنا يديها على وجهها الذي تحول إلى اللون الأحمر من شدة الخجل بعد أن استوعبت معنى كلماتها التي تفوهت بها دون وعي لتهتف بنبرة باكية:" على فكرة انت السبب.... انت اللي خلتني ابقى زيك من غير ما أحس".

اجابها من بين ضحكاته:" و هو فيه احلى من قلة الأدب.... سيبيني بقى اشوف شغلي لحسن قربت اولع من الأحمر اللي انت لابساه ".

رنا بدهشة:"هو انت متأكد انك دكتور".

زاهر بخبث :"تؤتؤتؤ صايع وحياتك و بشهادتي كمان".



دفعها بلطف لتتمدد على السرير ثم إعتلاها و جسده يكاد يحترق شوقا لها،ليهمس بانفاس لاهثة:"خسارة القميص الحلو داه".

رنا و قد فهمت مقصده :" حتعمل إيه؟ ".

زاهر بغمزة:"زي كل مرة... حقطعه".

ابتلع شهقتها المعترضة بقبلة مفاجئة و طويلة تخبرها عن مدى لهفته و رغبتة التي تتزايد يوما بعد يوم بها...

طالت جولاته الغرامية و هو يأخذها مرارا و تكرارا حتى شعر بتعبها ليبتعد عنها مكرها...استند بذراعه يتأمل عيناها المغمضة بألم كعادتها بعد كل لقاء بينهما... شفتيها المنتفختين بإغراء محبب.. أما جسدها فقد امتلئ بعلامات عشقه ليثير عاطفته الجياشة من جديد و تهدر الدماء في عروقه مطالبة بالمزيد،

،ضمها بحنان بين ذراعيه مقبلا رأسها قبلات خفيفة و كأنه يمحو ألامها،فتحت اجفانها ببطء مهمهمة بأعتراض و هي تحاول الابتعاد عن مرمى شفتيه ليهتف زاهر بصوت حنون:"هو القمر زعلان مني و الا إيه ...لو زعلان انا ممكن أصالحه".

اعتدلت في جلستها عاقدة جبينها بألم قبل أن تقول بحنق طفولي و هي تعدد على أصابعها:" طبعا زعلانة... اولا مخلتنيش افطر و انا كنت جعانة جدا.. ثانيا قمصان النوم اللي انت عمال تقطعم من يوم جوازنا دول عدو الخمسين قميص... ثالثا بقى..... ".

صمتت ليكمل زاهر بخبث:" اهي ثالثا دي بالذات انا عاوز اعرفها".

ضربته رنا بغيض على كتفه ليقهقه عاليا ثم يجذبها الي أحضانه مرة أخرى رغما عنها هاتفا بصدق:" انا آسف يا حبيبتي و الله انا عمري ما كنت همجي كده..بس المشكلة انك رقيقة بزيادة و انا بفقد السيطرة على نفسي لما بكون معاكي...بس اوعدك حبقى حريص بعد كده..و حبقى أحاول اتحكم في مشاعري".

رمقته بنظرات تعبر عن عدم تصديقها ليهتف بمشاكسة وهو يداعب طرف انفها باصبعه:"اوعدك ححاول... و دلوقتي بنوتي الحلوة محتاجة شاور و انا حنزل احضرلك فطار، تأكلي كويس عشان تاخذي حبة المسكن... اتفقنا".

أومأت بطاعة لا تناسب شخصيتها العنيدة و المتمرده، إهتمامه بها كطفلة صغيرة، حنانه، دلاله الذي يغمرها به منذ زواجهما، رغبته المشتعلة بها و التي يعجز عن كبحها، تتزايد يوما بعد يوم لتشعرها بانوثتها بين أحضانه، رغم ألمها و عدم قدرتها على مجاراة شغفه و جنونه، لترفع راية الاستسلام امام طوفان عشقه.

مساءََ، كانت تجلس في الصالون تترشف كوبا ساخنا من الأعشاب الطبيه، صنعه زاهر لها....ضحكت بمرح و هي تراقب ملامح زوجها المستاءة منذ أن أخبرته بقدوم عادتها الشهرية ليبدو كطفل صغير يرفض عقاب والدته، لتقول من بين ضحكاتها:"مش قادرة امسك نفسي من الضحك شكلك كيوت اوي".

اجابها زاهر و هو ينفخ اوداجه بغيظ:"شمتانة فيا يا هانم عشان مش حقدر أقرب منك أربعة أيام... بس داه ظلم ..... وانا مش موافق على فكرة".

رنا و هي لاتكف عن الضحك:"خمسة أيام يا دكتور مش أربعة...و بعدين انت حتوافق على إيه؟".

زفر بحنق ثم اردف متوعدا و هو يجلس بجانبها:" اضحكي.... اضحكي ماهو كله حيطلع عليكي في الاخر.... هما خمسة أيام و حيعدوا... بالطول بالعرض حيعدوا بس بعد مالضيفة الثقيلة اللي جات فجأة عشان تنغص علينا حياتنا تغور في داهية، ساعتها حخلص فيكي القديم و الجديد".

وضعت الكوب على المنضدة ثم إقتربت منه مسندة رأسها على صدره ليحيطها زاهر بذراعه مقبلا رأسها قبلة طويلة قائلا بهمس صادق:"بحبك..... بحبك اوي يا أحلى حاجة حصلتلي في حياتي ".

اغلقت عينيها بسعادة و هي تستمع لكلماته الجميلة التي باتت تمس أوتار قلبها و تتغلغل في ثنايا روحها لتعترف... اخيرا انها وقعت في حب هذا الزاهر.

........................

تسريع الأحداث

بعد اسابيع قليلة تمكن فيها آدم من إغلاق مقر الجريدة التي نشرت خبر دخول ياسمين الى المشفى رغم تقديمها لاعتذار رسمي و معاقبة الصحفي الا ان آدم أصر و بشدة على معاقبة كل من تجرأ على التدخل في خصوصياته.... كما اكتشف سر اللقاءات المتكررة بين سهى و غادة لكنه أجل معاقبتهما الي وقت لاحق.

كما استطاع بفضل نفوذه سحب جميع عملاء شركات احمد الجندي و افشال الصفقات مما أدى إلى خسارته لاكثر من نصف ممتلكاته التي تحولت ملكيتها للبنوك اما هو فقد اصيب بأزمة قلبية حادة استوجبت مكوثه بالمستشفى، تأسف آدم لحاله فهو لم يكن يقصده هو و لكنه أراد الانتقام من ابنه صفوان الذي تمادى كثيرا في حقه و وصلت به الجرأة الى الاتصال بزوجته و التحدث معها لأكثر من مرة بحجة مساعدتها على الفرار من القصر و للتخلص من سجن آدم الحديدي.... هو يعلم خبث و دناءة صفوان.. يعرف جيدا ان غايته الحقيقية ليس مساعدتها بل هو يريد الحصول عليها... ذلك الحقير تجرأ و نظر الى صغيرته...فليتحمل اذن...

اما غادة فقد توطدت علاقتها مع صفوان و اشترى لها سيارة فاخرة كهدية بالإضافة إلى الأموال التي يغدقها عليها ببذخ... قبل افلاسه.

........................



في مساء احد الايام...يجلس آدم في حديقة مزرعته، تمدد على العشب يراقب السماء التي تزينت بالنجوم المتلألئة.... ابتسم بخفة رغم الحزن الذي يعتصر قلبه،

تعمد ان يرهق نفسه في العمل طوال الأيام الفارطة حتى لا يفكر بها لكنه فشل.. صورتها لا تكاد تغادر مخيلته، طيفها الحزين يلاحقه في كل الاماكن... نظراتها المعاتبة و المنكسرة التي رمقته بها يوم خروجها من المستشفى.. كل كلمات الندم و الالم لا تستطيع التعبير عن ما يشعر به في هذه اللحظة..آلام روحه التائهة وقلبه الذي فقد سكينته منذ أن هجرته... يريد إصلاح كل شيئ...يريد فرصة أخرى ليبدأ من جديد لكنه لايعرف كيف و من أين يبدأ؟

يشعر بعجزه و هو يرى علامات الرفض و الخوف في كل حركاتها.... تتجاهل وجوده و تتجنب البقاء في أي مكان يكون موجودا فيه...ترتعش و تتعالى أنفاسها كل ما رأته أمامها صدفة... هجرت جناحه لتمكث في غرفة بعيدة مع والدتها التي انتقلت للعيش معهم للاعتناء بها...أصبح كمراهق عاشق يتسلل في كل مرة حتى يستمع إلى صوتها و ضحكاتها التي يفتقدها بشدة.



حالتها الصحية و النفسية في تحسن مستمر هذا ما طمئنته به الممرضة منذ يومين...صغيرته بخير حتى في غيابه بينما هو يشعر و كأنه سيلفظ آخر أنفاسه في اي لحظة.

تعالى صوت إهتزاز هاتفه ليرحمه من أفكاره، ضغط زر الايجاب ليأتيه صوت صديقه المرح قائلا:"مساء الخير على الناس الوحشة اللي مطنشة و ما بتسالش".

آدم بصوت متعب:"إزيك يا عريس...واحشني و الله بس الايام دي مشغول عندي شوية مصايب بحلها".

زاهر بضحك:"قصدك مصايب بتقضي عليها....يعني كده نقدر نقول المية رجعت لمجاريها و الايام الحلوة رجعت من تاني".

تنهد آدم بحزن ثم همس بتيه :" يا ريت يا زاهر انا تقريبا حليت كل المشاكل إلا هي... انا بقالي أسبوع مرحتش القصر...حسيت ان وجودي مضايقها و مخوفها مني بعد اللي حصل ففضلت اني اسيبها على راحتها... بس خلاص ما بقيتش قادر اكمل من غيرها... مخنوق ياصاحبي...حاسس اني بموت في كل لحظة بعيدة عني.... ياسمين بقت بتكرهني يا زاهر... انت مشفتش نظراتها ليا انا طول عمري صامد زي الجبل بس بعدها هدني... ".

زاهر بحزن محاولا تهدئته:" إهدي يا آدم بلاش تعمل في نفسك كده.. انت طول عمرك قوي و مبتستسلمش مهما كانت الظروف... روحلها و احكيلها... ياسمين طيبة و حتتفهم ظروفك قلها كل حاجة و بإذن الله حتسامحك.... اكيد في ذكريات حلوة ليك عندها تشفعلك غلطك... قلها انك بتتعالج و حتبقى كويس".

آدم بيأس:" مش نافع فيا اي حاجة.... انا بقالي سنين بتعالج و نسبة التحسن ضعيفة اوي.... بحاول امسك اعصابي كل اما اتعصب بس بفشل... انا ميهمنيش الناس... انا عاوز أخف عشانها هي... عشان ما يتكررش اللي عملته فيها مرة ثانيه".

صمت قليلا ثم أكمل بغضب:" و بعدين الدكتور الحمار اللي بتابع عنده غبي و ما بيفهمش اي حاجة داه بيقولي انت تجوزت واحدة من عيلة متوسطة عشان تقدر تتحكم فيها و في عيلتها و ممكن تعوض معاملتك الوحشة مع بنتهم بالفلوس... ليه هو فاكرني مشتريها من سوق الجواري....

و إلا يعني لو كنت تجوزت بنت غنية كنت حخاف من أهلها الظاهر هو مش عارف انا مين...".

زاهر بتعجب:" طب انت قلتله إيه؟

آدم:"و لا حاجة... مكنتش فايقله وقتها كنت مخنوق و تعبان... بس و الله لو كنت في حالتي الطبيعية كنت عرفته شغله كويس بس أكيد المرة الجاية حبقى اكسر العيادة على دماغه".

زاهر بضحك:"يا ابني خف شوية على الخلق... و بعدين داه دكتور نفسي يعني أكثر واحد فاهم شخصيتك و بيساعدك عشان تتحسن ".

آدم بملل:" بقلك إيه بلا دكتور بلا زفت سيبك منه..... انت راجع امتى دا انت داخل في الشهر الثاني مش كفاية عسل بقى ".

زاهر بضيق مصطنع:" انا لو ليا اقعد سنة بس رنا مصممة نرجع عشان عيلتها واحشاها ".

آدم :" هي عرفت باللي حصل؟ ".

زاهر بنفي:" لا لسه انا حاولت أبعد عنها التلفون طول المدة دي و مفيش حد من العيلة حكالها عن حاجة حتي ياسمين لما بتكلمها مابتبينش اي حاجة".

آدم بتمني:"انشاء الله لما تيجوا تلاقونا تصالحنا".

زاهر:" حننزل مصر كمان يومين انشاء الله... بس انت روحلها و حاول معاها حتى لو رفضتك مرة حاول ثاني و ثالث و عاشر...آدم صاحبي اللي انا اعرفه قوي و مبيستسلمش بسهولة ".

آدم بابتسامة و كأن كلمات زاهر أعادت أمله المفقود... أنهى المكالمة ثم اعتدل واقفا لينادى على رئيس الحرس.

ناجي :" أوامرك يا باشا".

آدم بلهجة آمرة:" جهز العربيات حنروح القصر".

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

هذه القطعة الفنية الرائعة صنعت للملكات والملوك

وصل آدم الي القصر في ساعة متأخرة من الليل.... بخطى متثاقلة شق طريقه الى جناحه، لا يريد الدخول إلى تلك الغرفة التي أصبحت باردة و خاوية في غياب صغيرته،

فتح الباب ثم دلف بهدوء الي الجناح و منه إلى غرفة النوم. خلع حاكيته ثم رماه باهمال على الاريكة و بدأ في خلع ربطة عنقه.... فجأة... تسللت الى أنفه رائحة عطر مألوفة لطالما اشتاق إليها.

أدار رأسه بسرعة ليلمح ذلك الجسد الصغير المكتوم فوق سريره، ابتسم بسعادة غير مصدق لما يراه..

تقدم باتجاه السرير ليجد صغيرته الفاتنة تنام بعمق... كم تبدو ساحرة كحورية من الجنة و هي ترتدي احد قمصانه البيضاء التي تصل إلى فوق ركبتيها بقليل، شعرها الأشقر يتناثر بفوضوية من حولها.. دقق النظر بملامح وجهها الذي اشتاق له حد الجحيم، وجهها محمر بشدة و عليه آثار البكاء و دموعها الرطبة مازالت على وجنتيها...

لايستطيع وصف السعادة التي غمرت قلبه و هو يجدها في غرفته و ترتدي قميصه.. غير ملابسه بهدوء و اندس بجوارها ثم حاوط خصرها بذراعه ليجذبها اليه و هو لايكف على استنشاق رائحتها و تقبيل كتفيها و مؤخرة رأسها و رقبتها من الخلف.. توقف قليلا ليستمع إلى همهماتها الخافتة باسمه ليعلم انها تحلم به.

تنهد بعمق قبل أن يغوص هو الاخر في نوم عميق بعد تعب ليالي طويلة....

صباحا فتحت ياسمين عينيها وتشعر بدفئ غريب يحاوطها وبذراعين ثقيلتين تكبلان جسدها باحكام و كأنها ستهرب... لتعلم ان آدم قد عاد الي القصر البارحة...

شعرت بخجل شديد وهي تخيل كيف رآها البارحة و هي ترتدي ملابسه... يجب أن تهرب بسرعة قبل يستيقظ و يراها..

حركت يده الي الأعلى بصعوبة و هي تسحب نفسها بخفة محاولة التسلل من حصاره...

ثانية..... اثنتان.... ثلاثة.....

لم تشعر بنفسها الا هي تستلقي من جديد على السرير و آدم يعتليها و على وجهه ابتسامة عريضة...

ابتلعت ريقها و هي تتجاهل النظر اليه

آدم بصوت ناعس:"رايحة فين كده مين غير متقولي صباح الخير؟؟".

ياسمين بصوت متوتر:"انا.... انا..انا كنت....".

آدم بتسلية:"انت إيه؟؟".

ياسمين بعد تفكير :"انا كنت رايحة اوضتي".

آدم باندهاش:"امال دي ايه؟".

ياسمين و هي تتحاشى النظر الى عيناه:"لا دي اوضتك انت".

آدم بهدوء:" طيب و بتعملي ايه في اوضتي يامدام ياسمين؟".

ياسمين و هي تشعر بجفاف في حلقها:"انا كنت حنام في الاوضة الثانية... بس لقيت ماما نايمة فمحبيتش....ازعجها يعني".

آدم :"طيب و بالنسبة للقميص الحلو اللي انت لابساه".

ياسمين ببلاهة:"ها... قميص.. آه.. هو انا مش عندي هدوم هنا اصل انا خذت الهدوم للاوضة التانية".

آدم و هو يرفع حاجبه:"ممم انت متأكدة انك اخذتي كل الهدوم؟؟؟ ".

ياسمين لإخفاء كذبتها:" انا لازم امشي ماما حتصحى و حتدور عليا".

أشار آدم بعينيه الى القميص لتنظر اليه بعدم فهم

:" طب و القميص؟ "



" ماله؟ ".

:" القميص داه بتاعي على فكرة و انا عاوز البسه".

:"و انا حلبس إيه و بعدين عندك أوضة الهدوم مليانة قمصان".

:" تؤتؤتؤ عاجبني داه. انا حر".

ظل آدم يشاكسها لبعض الوقت حامدا الله انها نسيت غضبها منه و لو لبعض الوقت حتى ينعم بقربها و يطفئ نار شوقه لها و لو قليلا...

حدقت ياسمين بوجه آدم الذي بدا و كأنه في عالم آخر ينظر لها فقط لكنه لم يكن يستمع الى كلامها....

تفرست قليلا ملامح وجهه التي كساها التعب، ذقنه الذي استطال باهمال ليزيده هيبة و وسامة، عيناه الفيروزيتان تلمعان بسعادة رغم نظرات الندم و الألم التي تكسوهما.

دفعته بيدها بقوة لتنسل من تحته بخفة لتركض باتجاه الباب بسرعة و كأنها للتو تذكرت غضبها و خوفها منه...

جذبها آدم من جديد من ذراعها لتصرخ ياسمين بخوف و هي تضربه:"سيبني عاوزة اخرج من هنا".

آدم بقلق:"إهدي يا قلبي مالك...اهدي مش حعملك حاجة..".

ياسمين بانهيار و ببكاء:"لالا... سيبني عاوزة اروح...مش عاوزة افضل هنا".

آدم بصوت حنون:"طيب خلاص اهدي بس كده حتقلقي مامتك عليكي متنسيش انها تعبانة... و بعدين ما انت كنتي كويسة جرالك ايه فجأة تحولتي".

ياسمين ببكاء و هي تدفعه محاولة الخروج من محيط ذراعيه :"لو انت فاكر اني نسيت اللي انت عملته فيا... فتبقى غلطان... انت جرحتني جامد و مش مرة واحدة بس... لا دا انت من لما رجعنا لمصر و انت تغيرت خالص بقيت واحد ثاني انا معرفوش... مش عارفة ليه تغيرت فجأة بقيت بتتعصب و بتشخط و آخر مرة كمان ضربتني و كنت حت....

مسحت دموعها لتكمل:"انا بقيت بخاف منك اوي.. انا عملتلك إيه عشان تتغير معايا كده... انت لو بقيت بتكرهني و مش عاوزني قلي و انا حفهم. حمش...".

آدم بحدة:"انت بتخرفي بتقولي إيه... جبتي الكلام الفارغ داه منين؟".

ياسمين من بين دموعها:"شفت... شفت إزاي بتتعصب فجأة و بتتحول لما بتسمع مني اي كلمة مش عجباك حتى لو كانت بسيطة... انا حاسة ان في حاجة انت مخبيها عليا... انا حاسة.. حاسة ان في فجوة كبيرة بينا و عمالة بتكبر كل يوم.. انت فاكرني صغيرة و مش فاهمة حاجة بس كده انت تبقى غلطان اوي انا واعية و فاهمة انا كل لما بسألك بتتعصب و بتشخط و بتغير الموضوع... و انا تعبت اوي و الله تعبت من التفكير. اتكلم و قول اي حاجة يمكن تريحني.. اي حاجة حتبقى ارحم من العذاب اللي انا فاهمة".

انهارت ياسمين من البكاء ليحتضنها آدم و هو يربت على ظهرها بحنان قبل أن يحملها و يجلس على الاريكة و يجلسها على ساقيه...

مسح دموعها بأنامله و هو يبتسم بألم قائلا:" اهدي يا حبيبتي خلاص انا آسف... انا غبي و حمار و عصبي بس بحبك و الله العظيم بحبك و مليش غيرك في الدنيا دي كلها وعارف اني لو بقيت اتأسفلك عمري كله مش حمحي الألم و العذاب اللي انا سببتهولك.... بس بلاش دموع.... دموعك دي أغلى مني انا مستهتلش تبكي عشاني.... انا ححكيلك كل حاجة بس توعديني انك متسيبنيش مهما حصل... متبعديش عني يا ياسمين انا ماصدقت لقيتك. انت الحاجة الوحيدة اللي بقيت عايش عشانها....

حاوط رأسها بكفية و يسند جبينه على جبينها ثم يتمتم بضياع امام ثغرها:"انت لو سبتيني انا حموت... اوعي تتخلي عني يا ياسمينتي و انا اوعدك و الله حتغير و حعمل كل اللي انت عاوزاه بس استحمليني و خليكي معايا للآخر انت وعدتيني انك حتبقي معايا...صح.. انا حقلك كل حاجة ححكيلك ماضيا كله و مش حخبي عليكي بعد كده".

أومأت ياسمين برأسها غير مصدقة كيف تحول آدم الحديدي بكل قسوته و جبروته الي طفل صغير يستجدي عطفها.. أما قلبها فقد بدأ يلين تحت وقع كلماته المؤثرة...أغمضت عينيها و هي تشعر بشفتيه تتحركان على شفتيها بنعومة و كأنه يطلب الأذن لتقبيلها..لم تفكر في الأمر مرتين و هي تستجمع كل قواها لتبادر هي بتقبيله لأول مرة...لم تدري كيف او لماذا فعلت ذالك، مازالت تخافه و لم تنس مافعله بها .. لكن في قرارة نفسها كانت تشعر انه يستحق فرصة أخرى للبدأ من جديد...هي لن تخسر شيئا ستسمعه و ستقرر بعد ذلك... هذا ما نصحتها به والدتها طوال الايام الفارطة التي قضتها معها".

فصل آدم قبلته بصعوبة ليحملها بين ذراعيه متجها الي السرير و هو يهمس برجاء:" ارجوكي يا ياسمين خليني احس انك رجعتيلي من تاني.. عاوز اتأكد اني مش بحلم و انك معايا بجد...وحشتيني اوي... اوي يا حبيبتي...".

عاد ليأخذ شفتيها من جديد يقبلها بنهم ثم وضعها على السرير دون أن يبتعد عن شفتيها و كأن حياته كلها تعتمد على تلك القبلة...تحركت يديه بجرأة على منحنيات جسدها المتشنج و الذي بدأ يذوب تدريجيا تحت لمساته الخبيرة ليأخذها الي عالمه الخاص متناسيا واقعه الأليم.........

..................................

في الحي الشعبي

نزلت غادة درج العمارة القديمة التي تسكنها مع والدتها و اخوتها... تأففت بضيق و هي تلمح جارتهم الفضولية فاطمة تفتح باب شقتها..

الجارة و هي تتفرس في ملابس غادة قائلة بتعجب:"صباح الخير يا بت يا غادة... أمال انت رايحة فين بالهدوم النظيفة دي".

غادة و هي تنزع نظارتها الشمسية :"صباح النور يا طنط... حكون رايحة فين غير الشغل...".



مصمصت فاطمة شفتيها لتصدر صوتا :"شغل.. شغل ايه يا بت هو انت مش لسه بترسي؟".

غادة بضيق:"ايوا يا طنط انا بدرس و بشتغل في نفس الوقت و دلوقتي عن إذنك عشان متأخرش على الشغل".

تجاهلت نداء الجارة لها لتنزل بخطوات سريعة على الدرج و هي تتمتم بتأفف:" و هو انا ناقصة ارف.. الولية الفتانة دي بقت مراقباني في الرايحة و الجاية و عمالة تسأل أسئلة رخمة زيها و هي مالها بيا ادرس و الا اهبب ايه...".

فتحت باب السيارة المركونة أمام العمارة و هي تكمل تمتمتها بغضب:"ماهو كله من حظي النحس لو كان الغبي اللي اسمه صفوان داه مفلسش كنت حخليه يشتريلي شقه في حتة نظيفة و اتنقل فيها انا عيليتي بدل الخرابة دي... ربنا يقرفك يا ولية يا بومة قلبتي مزاجي عالصبح... أما اروح اشوف الزفت دا وصل لفين...هو حيفلس و ينتهي عالاخر و الا حيقوم من تاني... آه ماهو انا كمان لازم اضمن نفسي هو انا ضحيت التضحية دي كلها و ما اطلعش غير بحتة العربية دي... أما اشوف الاول و بعدين اتصرف".

قادت سيارتها باتجاه شقة صفوان و هي ترسم في رأسها خططا جديدة لضمان مستقبلها و هدفها الوحيد هو... إن تصبح من الطبقة الغنية بأي ثمن.

وضعت فاطمة يدها على ذقنها و حركت فمها بطريقة تدل على تعجبها و هي تتمتم:" هي مالها البت دي بتتكلمني من طراطيف مناخيرها زي ما اكون بشتغل عندها.. لا و ايه لبس شيك و نظيف زي بتوع التلفزيون لا و كمان عربية.. هي بتشتغل ايه بالظبط؟ انا طول عمري مش برتحلها البت دي... متكبرة و شايفة نفسها... بس اقطع ذراعي من هنا أن ماكانش في وراها حكاية...و حكاية كبيرة كمان آه ماهو مافيش شغل بيجيب فلوس اد كده مرة واحدة... داه انا بنتي صفاء بقالها سنتين في الخليج و لسه مجمعتش ثمن توكتوك حتى... بس على مين دا انا فاطمة سيكة على سن و رمح و مفيش حاجة في الحارة كلها بتستخبى عليا ...و بكرة هعرف حكاية البت غادة دي إيه...

عادت الي داخل شقتها لاعداد فطور زوجها الذي استيقظ من نومه للتو....



.............................



في مستشفى زاهر مجدي



تجلس السيدة صفية على إحدى الكراسي الموجودة في قاعة الانتظار و بجانبها سهى التي تأففت للمرة العشرين بضيق :"ياماما ارجوكي كفاية كده انا عاوزة امشي... هو انت جايباني من الصبح على المستشفى ليه... انا مالي بالراجل داه هو كان قريبي مايعيش و الا يموت في ستين .. انا زهقت و عاوزة امشي".

صفية و هي تلكزها على ذراعها:"وطي صوتك حتفضحينا.. شهيرة حتيجي في اي وقت و حتسمعك، دي اخت جوزي و انا لازم أقف جنبها في الظروف دي... انت عارفة اني بعمل كده علشان سعد هو اللي صمم اني اجي هنا النهاردة و اجيبك معايا ".



سهى بغضب :" هي اخت جوزك انت... انا مالي و بعدين انت مش جيتي هنا قبل كده ".

صفية:" آه جيت الاسبوع اللي فات بس انا جيت لوحدي و المرة دي جبتك معايا... كان لازم اعمل كده عشان سعد ميزعلش منك و يسمعني كلمتين انا في غنى عنهم... متنسيش ان هو اللي بقى بيصرف عليكي دلوقتي فلازم تحترميه و تسمعي كلامه ".

سهى باستهزاء:" انت بتسمي الملاليم اللي بيدهالك فلوس... و هو أصلا جوزك داه عنده فلوس عشان يبقى يصرف عليا...داه انا لو كان الغبي صفوان سمع كلامي و خطف البنت اللي اسمها ياسمين كنت دلوقتي متجوزة آدم و متمتعة بفلوسه...بس حقول ايه خليني ساكتة احسن ".

صفية بغضب:"بت انتي اتلمي احسنلك و متعمليش حاجة من دماغك...سعد لو سمع بالكلام اللي انت بتقوليه حيطلقني و حنترمي في الشارع من ثاني... متنسيش ان انا مليش مكان تاني اروحله و انت كمان ابوكي مش حيستقبلك في بيته بين مراته و عياله....اعقلي بلاش جنانك اللي حيودينا في داهية قلتلك اصبري...".

سهي بنفاذ صبر:" اصبر ايه يا ماما آدم بقاله يجي شهرين متجوز و مفيش حاجة حصلت معاهم حتى الخبر اللي اتنشر في الجرنال اتكذب و نزل بداله اعتذار...يعني هو مش حيسيب البنت دي و احنا بعد آخر مرة زرناهم مرجعناش القصر عشان نعرف في ايه جديد".

صفية:" لا اطمني انا عندي علم بكل حاجة بتحصل هناك...آدم و ياسمين لسه زعلانين من بعض و كمان هو بقاله اسبوع مجاش القصر...بعد الحادثة فضل ييجي كل مرة بس البنت مراته كانت بتجاهل وجوده و بتهرب من اي مكان بيكون موجود فيه لغاية ما زهق و ساب القصر و يمكن بعد كده يطلقوا... اصبري كده و خليني افكر حنعمل ايه".

سهي بدهشة:" انت عرفتي كل داه ازاي... هو في حد بينقلك الاخبار من هناك؟ ".

صفية :" ايوا.. و ملكيش دعوة مين.. أنا بعمل كل داه علشانك اسمعي كلامي و بلاش تهور"...

سهى بتفكبر:" طب يا ماما متخلي الحد داه هو اللي يتخلص من ياسمين يحطلها سم و يخنقها او اي حاجة المهم تموت و اخلص منها".

صفية بفزع:" انت تجننتي هو انت مفيش في دماغك غير القتل...خلاص بقيتي مجرمة...انا مش كنت من شوية بقلك اتلمي و اهدي انت مصممة متسمعيش كلامي ليه...بقلك ايه اخرسي خالص اهي شهيرة جات و معاها الدكتور... نكمل كلامنا في البيت".

التفتت سهى الى حيث أشارت والدتها لتجد شعيرة زوجة احمد و معها الطبيب المسؤول عن حالة زوجها

اقتربتا منها و و قد رسمتا على وجههما علامات الحزن المصنع لتبادر صفية بالتكلم

:"طميني ياشهيرة في اخبار جديدة على صحة احمد بيه".

شهيرة بتعب:" الحمد لله يا صفية الدكتور طمني و قالي انه بدأ يفوق... و النهاردة بالليل حيتنقل أوضة عادية".

صفيه بكذب:"الحمد لله.. انشاء الله يقوم بالسلامة و يرجع كل اللي راح..الفلوس مش كل حاجة المهم صحته".

شهيرة و هي تتجه للجلوس على المقعد:" متشكرة يا صفية...

نظرت لسهى التي التزمت الصمت لتقول لها:"ازيك سهى يا بنتي اخبارك ايه؟".



سهى بابتسامة مصطنعة:"الحمد لله يا طنط.. حمد لله على سلامة انكل احمد".

شهيرة بابتسامة صادقة:" الله يسلمك يا حبيبتي".

كانت شهيرة متعبة للغاية فهي لم ترتاح منذ اسبوعين.. ظلت بجوار زوجها تنتظر ان يستيقظ من غيبوبته..ايضا كانت تفكر في ابنها صفوان الذي اختفى فجأة منذ دخول والده للمستشفى..

تذكرت ذلك اليوم الذي كلمتها فيه السكرتيرة و اخبرتها ان السيد أحمد اصيب بنوبة قلبية أثر خسارته لعدة صفقات مهمة و ان آدم الحديدي هو من أمر بنقله الى هذه المستشفى...

.....................



في إيطاليا

فتحت رنا باب المنزل بغضب ثم دخلت متجاهلة نداءات زاهر المتكررة لها... صعدت الدرج الي غرفتها ثم أخرجت حقيبة السفر ووضعتها فوق السرير.. و اتجهت الي خزانة الملابس لتفرغ كل محتوياتها على الأرض بعصبية.....

نظرت لزاهر الذي دخل للتو الى الغرفة و الذي بدا متفاجئا بما تفعله

زاهر:"انت بتعملي إيه يا رنا؟؟".

رنا بغضب:"حكون بعمل ايه يعني شايفني برقص قدامك...".

زاهربتسلية :"طيب..حساعدك اصل احنا كده كده حنلمها عشان بكرة المساء راجعين مصر".

رنا و هي ترمي قطعة ملابس من يدها:"لا انا حرجع دلوقتي و لوحدي كمان".

شهق زاهر بتصنع:"ترجعي لوحدك ليه يا حبيبتي.".

رنا بصراخ:"بقلك ايه متتكلمش معايا تاني... و خلي البنت الشقراء اللي كنت بتتكلم معاها دي تنفعك... الا صحيح انت سبتها لوحدها و جيت ليه؟ ".

استلقى زاهر على السرير و هو يراقب ملامح رنا التي تشتعل من الغضب قائلا ببراءة:"معاكي حق انا سبتها لوحدها... تفتكري لو رجعت حلاقيها".

انفجر ضاحكا و هو يحدق برنا التي تجمدت مكانها بصدمة ازاح الحقيبة بساقه لتسقط على الأرض ثم جذبها من معصمها بحركة سريعة ليسقط فوقه على السرير... دفعته رنا بأقصى قوتها و هي تصيح بغضب :"سيبني يازاهر احسنلك...سيبني و روح للعقربة الصفراء اللي كنت بتضحك معاها من شوية".

زاهر و هو يحاول تهدئتها:"يا حبيبتي ما انا كنت بتكلم معاها قدامك و لما انت وقفتي و مشيتي انا لحقتك على طول دا انا حتى معتذرتش منها..".

رنا مقاطعة :"يا سلام و كمان تعتذرلها و بعدين انت عارف اني معرفش اتكلم إيطالي.. و انت كنت بتضحك معاها".

زاهر :" طب كنتي ستنيني افهمك بنتكلم في إيه...".

رنا:" طب فهمني كانت بتقولك إيه و بعدين نظراتها ليه مكانتش بريئة انا متأكدة في حاجة ".

زاهر بجدية:"طب اهدي و متتعصبيش و انا حفهمك... البنت كانت عاوزة تاخذ رقمي عشان أعجبت بيا بس انا قلتلها انك مراتي و اني بحبك جدا و تعذبت جدا عشان تقبلي تتجوزيني عشان كده كنا بنضحك ".

رنا و قد بدأت تدفعه مجددا محاولة الافلات منه :" طب انت مقتليش ليه كنت مسحت بيها بلاط المطعم... اوعى سيبني انا حنزلها حالا و انتف لها شعرها الي مش باينله لون داه".

زاهر بقهقهة:" يا حبيبتي خلاص اهدي و الله مش مستاهلة.. هما اصلا عندهم عادي يعملوا كده...".

رنا برفض:"بردو لا انا اصلا محروقه منها وعاوزة اشفي غليلي..و الا انت كانت عاحباك و هي بتتمايص و بتتدلع عليك".

زاهر و هو يعض وجنتها:"دلع ايه و بتاع ايه و هو انا بقيت شايف غيرك دا حتى كنت شايفها راجل قدامي...و لو شفتها دلوقتي مش حفتكرها... هو في حد يبقى معاه القمر و يبص للنجوم ".

زمت شفتيها بطفولية و هي ترمقه بنظرات كجرو لطيف ليصرخ زاهر بنفاذ صبر:" لا بقى...كله الا النظرة دي.. دا انا ممكن آكلك و الله....و بعدين تعالي هنا.. هو انا ممكن اسمي اللي انت عملتيه غيرة".

رمشت عدة مرات بتوتر قائلة:" غيرة إيه... و انا حغير عليك ليه اصلا؟".

استند زاهر بيده ليجلس فوق السرير و يجذب رنا لتصبح أمامه... امسك وجهها بين يديه و هو يتفرس ملامح وجهها قبل أن يسألها بجدية:" انا عاوز أسألك سؤال بس عاوزك تجاوبيني بصراحة.. و مين غير خوف او توتر انا حتقبل إجابتك مهما كانت....".

" هو انت بتحبيني يا رنا؟".

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

أطعمة معززة للمناعة تساعد على منع العدوى

بللت رنا شفتيها اللتين جفتا فجأة ثم رمشت عدة مرات بتوتر فهي لم تتوقع أن يسألها زاهر سؤالا كهذا، منذ زواجهما هو فقد من كان يطرب سمعها بمختلف كلمات الحب و العشق و الغزل... أما هي فقد كانت تكتفي بالاستماع...

طال صمتها لتشعر بارتخاء يدي زاهر حول وجهها، رفعت عينيها لتنظر الي قسمات وجهه التي كساها الألم فجأة ليهتف بمرارة:"انا عارف انك مبتحبنيش بس أعمل إيه...كان عندي أمل صغير انك تحسي بيا...يعني بعد كل اللي عشناه سوى انا قلت يمكن... يمكن تتغير مشاعرك تجاهي.. انا....".

وضعت رنا يدها على فمه لتقاطع كلماته التي لامست أوتار قلبها لتشعر و لأول مرة بانكساره الذي لا طالما تجاهلته بكل أنانية و قسوة، لتهمس بصوت خافت

:" انا آسفة مكانش قصدي أجرحك بس انا دلوقتي بعترفلك اني كنت غبية و أنانية عشان محستش بيك... انا مستاهلش حبك يا زاهر... عارف كلهم كانوا شايفين اني اكتر بنت محظوظة في العالم عشان كانوا متأكدين من حبك و اهتمامك بيا الا انا كنت عنيدة و مش راضية...مكنتش حاسة بقيمة النعمة اللي في إيديا.... انا ندمانة اوي على كل لحظة ضيعتها و انا ببعد نفسي عنك... ندمانة عشان افتكرت نفسي بكرهك و كنت بضايقك بتصرفاتي... انا مش عارفة ازاي و امتى حصل داه بس كل اللي اعرفه اني بقيت بحبك اوي و عاوزاك دايما جنبي.... و دلوقتي سبني عشان اكمل ترتيب الشنط و الهدايا اللي احنا اشتريناهم.. ".

وضعت يداها لتبعد يديه اللتين اشتدتا حول وجهها من جديد و هي تلاحظ ملامح وجهه المنصدمة من كلامها... ضحكت في داخلها و هي تستغرب بشدة من أين اتتها الشجاعة حتى تتفوه بمثل هذا الكلام...لكنها تشعر بالسعادة تغمر قلبها فهي لأول مرة تعترف له بأنها تحبه و يبدو أنه هو متعجب اكثر منها...

آفاق زاهر من صدمته بكلامها الغير متوقع ليشعر بها تفك يديه ليصرخ فجأة:"إيه.... انت قلتي ايه من شوية.. اصل انا مكنتش سامع كويس... انت قلتي انك بتحبيني صح؟؟".

أومأت بإيجاب ليكمل:"و عاوزاني ابعد و اسيبك ترتبي الشنط".

حركت رأسها مرة أخرى بإيجاب و هي تكتم ضحكاتها على ردة فعله الغريبة ثم قالت :"ايوا عشان معاد السفر بكرة...... انت بتعمل إيه يا مجنون نزلي".

صرخت عندما حملها زاهر بخفة و يدور بها في أنحاء الغرفة و هو يصرخ فرحا كطفل صغير.... توقف فجأة ثم أوقفها أمامه و انحنى لمستواها ليهمس أمام وجهها بأنفاس متقطعة:"رنا.. هو انت متأكدة... انك بتحبيني؟ ".

حدقت رنا بعينيه الزرقاوتين اللتين تلمعان بشدة و وجهه المحمر من شدة انفعاله.

لتبتسم قائلة:"بحبك اوي اوي... بس خلي بالك انت زي ماحتتقبل حبي ليك لازم تتقبل جناني..... آه و كمان عندي شرط...".

قطب جبينه بعدم فهم لتكمل:"تبطل قلة أدبك شوية".

قهقه زاهر بصخب ثم انحنى ليمسك خصرها بكلتا يديه و يرفعها قليلا حتى باتت قدميها تتأرجحان في الهواء...عض وجنتيها بخفة لتتعالى ضحكتها السعيدة ليقول :" اطلبي أي حاجة إلا دي.. خصوصا انك بقيتي بتحبيني...غمزها و هو يكمل بنبرة خبيثة

:" دلوقتي بس حتبتدي قلة الأدب اللي بجد".

ضربته على صدره و هي تمط شفتيها بغيض من وقاحته التي لاتنتهي،ليتنهد زاهر بارتياح ليشعر و كان حملا ثقيلا انزاح من على قلبه ليهمس و قد طغت الجدية علي ملامح وجهه:"عارفة يا رنا بكلماتك دي انت خليتيني اسعد راجل في الدنيا... انا مافيش حاجة غلبتني في حياتي قدك.. دراستي و شغلي بالرغم من صعوبتهم بس حسيت انك انت التحدي الأصعب.. انا جربت كل حاجة معاكي هدايا و خروجات و فسح و دلع بس انت فضلت عنيدة و متمردة كنت يوم بعد يوم بفقد الأمل انك تبادليني نفس المشاعر، مالقيتش اي حل معاكي غير اني اغصبك على الجواز مني... كنت اناني و مفكرتش غير انك تكوني معايا و ليا بأي شكل...بس عذري الوحيد هو اني بحبك و بعشقك لدرجة الجنون و الهوس و مستعد اعمل اي حاجة في الدنيا عشان تفضلي جنبي...انت حياتي يا رنا....

ختم كلماته ثم مد يديه ليمسح دموعها التي نزلت على وجنتيها دون أن تشعر... الان فقط أحست رنا بمدى استعدادها لتخليها عن عنادها و تمردها لتبدأ حياة جديدة هادئة.

.......................................

رفعت ياسمين اناملها الرقيقة لتمررها على ملامح وجه آدم الذي كان يغط في نوم عميق بجانبها، لامس كفها خصلات شعره الفاحمة المبعثرة على جبينه، مرورا بأنفه الارستقراطي الشامخ وصولا الى شفتيه الغليضتين لتقترب بهدوء و تطبع قبلة رقيقة عليهما،ارجعت رأسها الى الخلف لتتفاجئ بعينيه الفيروزيتين تطالعانها بشغف لتحمر وجنتيها بخجل ثم تهمس :"انت صاحي؟".

قربها آدم منه و هو يضع رأسها على صدره العاري ليشتم شعرها بعمق كمدمن يبحث عن علاجه لبجيبها بصوت أجش:"مقدرتش انام... خفت ليطلع حلم و لما أصحى الاقي نفسي لوحدي".

رفعت وجهها لتنظر الى ملامحه التي اشتاقت إليها بشدة رغم تألمها منه و تقول:"مش حتحكيلي

بقى؟".

طال صمته و هو يبادلها نظراتها الحائرة المنتظرة بأخرى مترددة...مال الى وجهها ليطبع عليه عدة قبلات طويلة و متفرقة تحت دهشتها و خوفها... ليبتعد عنها و يبدأ في ارتداء بنطاله و هو يقول:"انا حدخل آخذ شاور و بعدين حنده لكريمة تجيبلنا الفطار المتأخر داه عشان حنروح المزرعة و هناك ححكيلك كل حاجة... مال إليها مرة ليسرق قبلة من ثغرها ثم يكمل بنبرة ماكرة:" و بالمرة نكمل شهر العسل بتاعنا".

اتجه الى الحمام بهدوء ليترك ياسمين تتمتم باستغراب:" هو عنده مزرعة؟ اقصد انا....ان انا و اخيرا حخرج من القصر؟ طب هي فيها احصنة واو انا نفسي في حياتي اشوف حصان بجد... طب هو حيحكيلي و الا بيتهرب مني كالعادة... يوووه انا باين اني تهبلت انا أحسن حاجة استنى و بعدين اشوف حيحصل إيه.... يا لهوي نسيت... ماما حتقول عليا إيه زمانها بتدور عليا انا حلبس هدومي و اروح حمام الأوضة الثانية آخذ شاور عشان افوق كدة.... ".

ارتدت قميصه مرة أخرى و رتبت السرير ثم التقطت ملابس آدم التي رماها البارحة باهمال على الاريكة.. قربت الجاكيت لتشتم رائحته الرجوليه المميزة التي مازالت تغمر جسدها

لتتفاجئ بيدين قويتين تحاوطان خصرها :" بتعملي إيه؟ همس آدم قرب أذنها و هو يقبل كل ماتصل اليه شفتيه من عنقها و كتفها و فكها....

ضحكت ياسمين بقوة و هي تستشعر برودة قطرات الماء المنهمرة من خصلات شعره على بشرتها.

لتقول من بين ضحكاتها:" انا كنت بوظب الأوضة و بعدين كنت حطلع آخر شاور في الاوضة اللي جنب و بعدين اروح لماما عشان اقلها اننا...".



آدم من بين قبلاته:"أولا دي آخر مرة اشوفك بتعملي حاجة خلي كريمة تبعث اي واحدة من اللي بيشتغلوا هنا عشان تنظف الأوضة.. ثانيا انا كنت عاوز ادخلك معايا عشان نعمل شاور سوى زي أيام شهر العسل فاكرة.... ثالثا انا اللي حنزل علشان اتكلم مع مامتك عشان عارف انك مكسوفة منها..ابعدها عنه بصعوبه ثم دفعها برفق ناحية الحمام قائلا بغيض:" و دلوقتي يلا امشي من قدامي احسن اغير رأيي و احجزك معايا في الاوضة اسبوع بس هانت احنا نوصل المزرعة الاولو بعد كده حتصرف".

أسرعت ياسمين الى الحمام تتمتم بكلمات ساخطة و هي تعلم في قرارة نفسها انه يستطيع تنفيذ تهديده و لن يردعه شيئ".

بعد دقائق عديدة ينزل آدم الدرج بخطوات واثقة و رائحة عطره النفاذة تسبقه معلنة على وجوده... اتجه الى مكتبه بعد أن أخبر كريمة مدبرة القصر ان تستدعي له والدة ياسمين للتحدث معها.

جلس وراء مكتبه الفخم يدقق النظر في بعض الملفات المستعجلة التي تحتاج لاامضائه...نفخ بضيق و هو يرتب أفكاره و خططه التي يتوجب عليه تنفيذها لانجاز اعماله المستعجلة قبل التوجه إلى المزرعه.. اخذ هاتفه ثم عبث ببعض الازرار قبل أن يرفعه الى اذنه... بعد لحظات اتاه صوت رئيس حرسه الوفي ناجي ليتحدث آدم بنبرة جدية آمرة

:"ناجي حضرلي العربيات عشان نروح المزرعة انا حقضي كام يوم هناك...أمن القصر كويس و ابعثلي حد ياخذ ملفات للشركة و سلوى هانم تخلي السواق يوصلها للمكان اللي هي عاوزاه.. فتح عينيك كويس الايام دي مش عاوز أخطاء... سلام".

رمى الهاتف جانبا بعد أن انهى مكالمته ثم التفت الى الباب الذي كان يدق...أذن للطارق بالدخول لتدلف السيدة سلوى و هي ترمقه بنظرات غير مرتاحة...

ابتسم آدم قليلا و هو يشير اليهابالجلوس قائلا:" سلوى هانم انا عارف انك لسه زعلانه من اللي حصل و انا مش بلومك او بعاتبك بالعكس داه حقك.. كام انك تخافي على بنتك... بس انا و ياسمين تصالحنا و كنا عاوزين نقضي كام يوم في المزرعة بتاعتي عشان في كلام مهم لازم نقوله لبعض... طبعا حضرتك لو عاوزة تيجي معانا انت و رامي اهلا و سهلا... بس انا بطلب منك انك متزعليش من ياسمين او تعاتبيها... و انت اكيد مش عاوزة تخربي بيت بنتك و كمان عارفة و متأكدة اني بحبها و مستحيل اتخلى عنها...المهم انا أديت خبر للسواق انه يوصلك لأي مكان انت عاوزاه بالرغم من إني طلبت من حضرتك لو تيجي تسكني معانا انا و ياسمين في القصر... اكمل بنبرة هادئة :"انت عارفة ان انا معنديش عيلة... الاب دايما مسافر و الام ملهاش غير في الجمعيات و النوادي و الشوبينغ...فلو حضرتك تقبلي انك تيجي تعيشي معانا انت و رامي اهو نبقى عيلة و انت كمان تبقى جنب بنتك... حضرتك فكري و انا ححترم اي قرار انت عاوزاه".

سلوى بنبرة جادة:"انا طبعا بشكرك على كرمك معانا بس انا مقدرش اسيب بيتي اللي في الحارة...

اما بالنسبة لبنتي فأنا اكيد زي ما قلت مش عاوزة اكون السبب في خراب بيتها بالعكس انا نصحتها و طلبت منها انكوا تتكلموا مع بعض عشان تلاقوا حل لمشاكلهم...بس كمان ميرضينيش ان بنتي الوحيدة تعاني بالشكل داه و هي لسه عروسه... انا مش راضيه على اللي حصل و مقدرش اديك اي عذر للي انت عملته.. و تأكد انه لو اتكرر ثاني فأنا حاخذ بنتي و متحلمش انها ترجعلك تاني...

صمتت لتكمل بنبرة حزينة تدل على ندمها:"

انا منكرش ان انا كمان مذنبة في حقها انت اللي خليتها توافق عليك لما تقدمتلها....بس انا و الله مكنتش طمعانة لا في فلوس و لا حاجة انا مكنتش عاوزاها تعيش متمرمطة في الفقر زي... كنت فاكره انها حتكون مرتاحة لو اتجوزت واحد غني بس طلعت غلطانه... المفروض كنت اصريت عليها انها تطول فترة الخطوبة عشان تتعرفوا على بعض اكثر...ياسمين بنتي طيبة و على نيتها و بتثق في آراء اللي حواليها بسرعة.. اول ما قلنالها توافق عليك قبلت على طول علشان كده اي قرار هي حتاخذة انا حدعمها على طول حتى لو عاوزة تتطلق منك و دلوقتي عن اذنك ".

شعر آدم بالغضب يتصاعد الى رأسه من كلماتها المتحدية له...تراجع بظهره على المقعد الجلدي و هو يراقب خروجها ليزم فمه متمتما باستخفاف:" تتطلق ؟؟ دا يبقى آخر يوم في عمرها... قال تتطلق قال".

.....................................

في شقه اوس

جلس صفوان على الاريكة يترشف كأسه ببطء و هو يشاهد غادة التي كانت ترقص أمامه و تحرك جسدها باغراء... متعمدة تمرير يدها على مفاتنها بغية إثارته....

زمت شفتيها بعدم رضا و هي ترتمي على الاريكة بتعب غير غافلة على نظرات صفوان الشاردة و كأنه في عالم آخر... مدت يدها لتوقف الموسيقى الصادرة من جهاز الابتوب أمامها ثم اقتربت منه متسائلة:"إيه يا حبيبي مالك...من ساعة ماجيت و انت مركز معايا خالص".

أشار لها لتملئ كاسه الفارغ من جديد قائلا بعدم اهتمام:"مفيش يا غادة...كنت بفكر في المشاكل اللي حصلت مؤخرا و بس".

وضعت الزجاجة على المنضدة و هي تهتف بخبث مخفي:"اااه فهمت بس انت اكيد قادر تتصرف و ترجع كل اللي راح منك و تنتقم من اللي عمل فيك كدة".

صفوان بانزعاج:"صعب جدا... الخسارة المادية للمجموعة كانت كبيرة جدا... ابن الحديدي الكلب خلى كل شركائنا يسحبوا اسهمهم في شركاتنا و كمان عطل جميع الصفقات و داه خلانا نلجأ نتدين مبالغ كبيرة من البنك و طبعا بعض البنوك ابتدت تحجز على الأملاك و مش فاضل تقريبا غير الشقة دي و الفيلا الكبيرة و شويه عربيات و محلات صغيرة قديمة كانت ملك جدي الله يرحمه....دا عامل زي الجن بيعرف كل حاجة بيحسب حساب اي خطوة قبل ما يعملها... انا اعرفه من زمان دماغه سم و مبيأمنش لحد...

طب انت عارفة انه عامل كاميرات في كل انحاء القصر و الفيلا و اي مكان على ملكه حتى لو كان خرابة... دي طبيعته من زمان بيحب يعرف كل حاجة حواليه ".

انتفضت غادة بفزع من مكانها و هي تردد بخوف:" نعم كاميرات في كل القصر..... انت قصدك انه عارف ان انا رحت لياسمين و قلتلها على الحكاية المتلفقة اللي قالتهالي سهى ".

ابتسم الاخر باستهزاء:" اكيد عارف و اكيد هو سايبك انت و سهى على مزاجه بس احذري منه.... آدم مبيسبش حقه ابدا".

غادة بقلق:"طب و لما هو كده انت بتحاربه ليه... داه في خلال يومين دمرك انت و عيلتك.... ".

صفوان بصراخ:" اخرسي... انت نسيتي نفسك و الا ايه مين دا اللي دمرني... انت فاكراني عيل و الا حخاف منه اذا كان هو آدم الحديدي فانا صفوان الجندي.... يمكن انت لسه متعرفنيش كويس بس حتشوفي... و ديني لدفعه ثمن كل حاجة عملها حتى لو اضطريت اني اقتله".

ابتلعت ريقها بخوف و هي تنظر إلى هيأته المرعبة خاصة مع وجود تلك الوشوم الغريبة التي تغطي ذراعيه و بعضا من رقبته.. استجمعت شجاعتها لتقترب منه و تتمسح على صدره باغراء هامسة بصوت انثوي رقيق:" طب اهدى يا حبيبي... روق كدة عشان تقدر تفكر براحتك و انا حدخل اجيبلك قزازة جديدة بدل اللي فرغت دي...و الا اقلك تعالى ندخل جوا و انا حبسطك و حخليك تنسى الدنيا كلها".

أبعد صفوان يديها عنه بعنف ثم تحدث بلهجة حادة:"مليش مزاج دلوقتي... تقدري تروحي و انا لما اعوزك حكلمك".



نظرت اليه للحظات تحاول ابتلاع اهانته لها التي لم تكن بجديدة عليه فهذه طبيعة صفوان الجندي...يمل بسرعة و يغير نسائه كما يغير أحذيته و خاصة اللواتي يقعن بسهولة مثل غادة...

انحنت لتأخذ حقيبتها اليدوية ثم غادرت بهدوء عكس النيران المشتعلة داخل قلبها... ركبت سيارتها ثم أغلقت الباب بعنف لتطلق العنان للسانها بالشتم و السباب بكلمات بذيئة موجهة ذالك المتعجرف الذي تركته في الأعلى...لكنها سرعان ما هدأت و هي تتذكر افلاسه لتحدث نفسها بخبث:"دا انا اللي ارتحت منك يا صفوان الكلب فاكرني حفضل اجري وراك او ابصلك بعد ما فلست... انا لازم ادور على حد ثاني اغنى منه... دا كارت و اتحرق معادش منه أي فايدة...فكري يا غادة كده و شوفي واحد راسي كده و عاقل قادر يحافظ على فلوسه مش زي المجنون داه...انا لازم الاقي حد يمول المشروع بتاعي اللي بحلم بيه طول عمري.. مركز تجميل يكون افخم حاجة و خاص بس بالناس الاغنياء... يا سلام يا بت يا غادة دا انت كده تقولي للفقر باي باي forever ..".

حركت سيارتها متجهة الى إحدى النوادي الراقية التي اشتركت بها مؤخرا بحثا عن فريسة جديدة من الطبقة الغنيه....

...................................



الساعة الرابعة عصرا

دخلت سيارة آدم إحدى المزارع الشاسعة متبوعة بأربعة سيارات حراسة....صاحت ياسمين بتحمس و هي تشاهد البساط العشبي الأخضر الممتد على مئات الكيلومترات و الأنواع الغريبة من الأشجار و النباتات التي تراها لأول مرة :"آدم هي المزرعة دي بتاعتك؟؟

ضحك آدم بخفة على منظرها الطفولي قائلا:" لا دي المزرعة بتاعتنا... انا و انت يا روحي ".

ابتسمت ياسمين باتساع و هي تضم كفيها بسعادة بالغة هاتفة بتحمس:"طيب هو في احصنة... انا نفسي اشوف حصان حقيقي ".

امسك آدم يديها يقبلهما بشغف قائلا بحنو:" أوامركmy princesse انت بس احلمي و انا أنفذ يلا ننزل نتغدى و نغير هدومنا و نرتاح و المساء افرجك على المزرعة و حاخذك للاسطبل تختاري الحصان اللي انت عاوزاه... المزرعة حلوة اوي حتتبسطي جدا".

اومأت ياسمين ثم قالت بخيبة أمل :"كان نفسي ماما و رامي يشوفوا مكان زي داه... ".

قاطعها آدم مطمئنا:" متقلقيش انا متفق مع زاهر انه حيجيب مراته و ييجوا هنا و انا قلتله انه حيجيب اخوكي و مامتك معاه.. انا بس كنت عاوزة الليلة ابقى انا و انت لوحدنا ".

نزلا من السيارة ثم اتجها الى الفيلا الفخمة لتجدا في انتظارهما سيدة في الخمسين من عمرها بشوشة الملامح ترتسم على وجهها ابتسامة عريضة، ترتدي ملابس بسيطة، بالإضافة إلى سيدتين تبدوان أصغر سنا منها بقليل

آدم بنبرة فخر:" اعرفكم دي ياسمين هانم مراتي... ياسمين دي ام هاني المسؤولة عن المزرعة في غيابنا هي و جوزها و دول حياة و هنية بيساعدوها.

ياسمين بابتسامة بريئة:" اهلا و سهلا.. تشرفنا".

ام هاني :"خطوة عزيزة يا باشا... اهلا بيكي يا هانم المزرعة نورت ".

آدم بصوت واثق :" ميرسي يا ام هاني...حضري الغداء بسرعة و احنا حنطلع نرتاح شوية و لما يجهز الغداء اندهيلنا".

ام هاني بطاعة:"الغداء جاهز يا باشا عشرة دقايق و السفرة تكون جاهزة انا حضرت كل الأكلات اللي بتحبها ".

إحتضن آدم ياسمين بذراعة ليصعد بها الدرج باتجاه غرفتهما.... فتح الباب لتدلف ياسمين و هي تطالع الغرفة باعجاب


" واو دي الأوضة حلوة اوي ". صرخت ياسمين بحماس و هي تتجه الى الحائط الزجاجي الذي يطل على المزرعة

عانقها آدم من الخلف و هو يقبل راسها قائلا:"انا غيرتها علشانك... ألوانها كانت غامقة بس انا اخترت الألوان الفاتحة و الهادية اللي انت بتحبيها".



وضعت يدها على يده الموضوع على خصرها لتهتف بسعادة:"ذوقك حلو اوي.. كل حاجة هنا حلوة و مريحة و الهواء نقي انا حبيت المكان جدا.... انت ليه مجبتناش هنا قبل كده... هو ينفع نقعد هنا على طول".

قهقه آدم بصخب و هو يشاهد حماسها المفرط ليقول بمرح:" اهدي يا قلبي بالراحة انا حعمل اللي انت عاوزاه.. احنا انشاء الله حنبقى نيجي هنا دايما لكن منقدرش نقعد على طول علشان شغلي... ".

زمت شفتيها بضيق:" مليش دعوة.. المكان هنا يجنن و انا... ".

قاطعهما طرق خفيف على الباب و صوت انثوي يقول :"الغداء جاهز يا باشا".

آدم بصوت عال :" دقايق و نازلين". التفت لياسمين ثم أشار الى احد الأبواب متحدثا بنبرة هادئة:حبيبتي الحمام هناك... البسي اي حاجة مريحة بدل الفستان الحلو داه عشان مش حينفع نركب بيه الحصان".




اتجهت ياسمين الى الخزانة الكبيرة لتتفاجئ بوجود ملابس كثيرة متنوعة اختارت قميصا طويلا باللون الأزرق السماوي و بنطال قماشي مريح باللون الاسود ثم اتجهت الي الحمام.

بعد تناول الغداء المكون من عدة اكلات فلاحي و الذي أعجب ياسمين بشدة، قاما بالتجول لعدة ساعات في أنحاء المزرعة، حيث استمتعا كثيرا بمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة و الحيوانات و الطيور المتنوعة... بالإضافة إلى العديد من الأشجار و النباتات النادرة التي تتميز يها المزرعة...و أيضا اصرار ياسمين على ركوب احد الاحصنة رغم خوفها

تمددت ياسمين بتعب على البساط العشبي الأخضر قائلة:"انا مش مصدقة اني في مكان زي دا... دي قطعة من الجنة بس على الأرض..".

ا

بتسم آدم في داخله و هو يتذكر جلوسه وحيدا ليلة البارحة في نفس المكان... لم يكن يتوقع انه سيعود الى هنا بهذه السرعة لكن برفقة صغيرته... اقترب ليتمدد بجانبها ثم يجذبها لتتوسد ذراعه قائلا بحنو:"مبسوط اوي عشان عجبتك يا روحي".

قبل رأسها ثم اكمل:"انت من وقت الغداء مكلتيش حاجة....ايه رأيك ندخل الفيلا عشان تتعشى؟".

نفت برأسها مهمهمة:"لا مش عاوزة احنا تغدينا متأخر و انا أكلت كثير... بس لو انت عاوز نروح معنديش مانع".

آدم مغمغما:"انا مش عاوز حاجة غيرك ... عاوزك على طول جنبي و في حضني".

التفت ياسمين بجسدها لترتكز بذراعيها على الأرض لتصبح مقابلة لآدم هاتفة بصوت متردد :" آدم هو انت ينفع تحكيلي... انت وعدتني نيجي هنا عشان تقلي كل حاجة و نهدم الجدار اللي مابينا... انا عارفة انه صعب عليك بس حاول عشان خاطري و علشانك كمان... صدقني حترتاح جدا لما تفضفض بكل اللي جواك".

تأمل لثوان ملامح وجهها البريئة ثم مد يده ليمسك بكفها و كأنه يستمد منها قوته لتقابله هي بنظرات مشجعه على البوح بمكنونات قلبه، تنهد بصوت مسموع قبل أن يبدأ حديثه بنبرة حزينة :" عاوزة تعرفي إيه؟ عاوزة تتأكدي ان اللي قالتهولك البنت اللي اسمها غادة صح و الا كذب؟ عاوزة تعرفي ليه انا طباعي صعبة و بتقلب لشخص عصبي في ثواني؟ عاوزة تعرفي انا ليه انسان مهوس بيكي و متملك من ناحيتك و مش عاوز حد يشاركني فيكي حتى مامتك و اخوكي و بتجنن لما بتنطقي بكلمة بعد أو أنك تسيبيني ؟ عاوزة تعرفي ليه انا اخترتك انت من كل البنات اللي انا قابلتهم في حياتي رغم انهم كلهم كانوا يتمنوا إشارة مني؟ و أسئلة ثانيه كثير بتدور في دماغك الحلو داه....

طبعت ياسمين قبلة رقيقة على وجنته ثم همست بتأكيد:"انا عاوزة اعرف كل حاجة و مهما كانت إجاباتك انا عمري ما حفكر اني اسيبك او ابعد عنك... اصلا انت مستحيل تخليني اعمل كده".

ابتسم بمرارة و طوفان من الذكريات المريرة يجتاح مخيلته بعنف ليجيبها بصوت مرتعش:"طبعا مستحيل اسيبك انت الحاجة الوحيدة اللي حفضل متمسك بيها لآخر نفس فيا...

انا كنت صغير جدا لما فقدت عيلتي حادثة كان عمري وقتها خمس سنين، كنت عيل معرفش اي حاجة و لا فاهم اللي بيحصل حواليا... حتى اهلي، أعمامي و اخوالي رفضوا انهم يقبلوني.... فأخذوني لدار أيتام و هناك بدأت معاناتي أشكال و الوان...شخط و ضرب و اهانة و حرمان من الاكل و كمان كانوا بيحطوني في اوضة ظلمة لوحدي.... كل داه عشان كنت بصرخ و بنادي اني عاوز ماما و بابا...و كنت رافض اني اعيش في الملجأ.. انا كنت طفل صغير مكنتش فاهم اصلا انا ليه فجأة بقيت هناك....انا كنت كل ليلة بنام و عندي امل اني اصحى الاقي نفسي في كابوس و ان انا رجعت لبيت و لحضن عيلتي... انا فاكر شوية من ملامح امي... كانت حنينة اوي و بابا كمان هي كان اسمها سمية و بابا اسمه مدحت... كان بيدلعها بيقولها يا سمسم كان عندنا بيت صغير بس فيه جنينة كبيرة كنت بلعب فيها و كان مرجيحة كانت أمي بتقعد فيها و بتبصلي و انا بلعب...

المهم انا لما عملت الحادثة حصلي شوية تشوهات في ظهري فالاطفال كانوا بيتنمروا عليا و بيعايروني بالمشوة و كنت بتشاجر معاهم و بضربهم...

صمت قليلا ليضحك بتألم ثم يكمل:"رغم اني كنت صغير بس ما كنتش بسيب حقي... و كنت بتعاقب... و كنت بضربهم اكثر و بردوا مديرة الدار بتعاقبني اكثر.... و فضلت كده سبع سنين و بقى عندي اثناشر سنه.بقيت بنقم على كل الناس... اهلي اللي سلموا فيا و اللي بيشتغلوا في الدار و الأطفال اللي معايا... كانوا كلهم بالنسبة ليا وحوش معندهمش رحمة و لا ضمير.بقيت طفل عصبي جدا و مش بتقبل اتكلم او اتناقش مع أي حد بقيت بستعمل ايدي قبل لساني... عشان كده انا بقيت لحد دلوقتي بكره ان اي حد يعلي صوته قدامي او يناقشني في حاجة انا بقولها".

تأملت ياسمين ملامحه المتعبة و المنكسرة بحزن لتقرر بصعوبة ان تتغلب على فضولها و تأجل بقية الحديث الى يوم آخر لتهمس بشفقة:" حبيبي كفاية لحد كدة خلينا نطلع اوضتنا نرتاح و بكره نكمل ".

لمعت عينا آدم بسعادة انبثقت فجأة من بين أطياف الحزن المحيطة به ليجذبها بقوة اليه و يدفن رأسه بصدرها كطفل صغير قائلا :" عارفة دي اول مرة تقوليلي يا حبيبي... المهم يا ستي لما بقى عمري اثناشر سنة قابلت ماجد الحديدي اللي قرر يتبناني هو و مراته دولت هانم... اختاروني انا عشان كنت ذكي جدا... تقريبا كنت بحصل على الدرجات النهائية في أغلب المواد في المدرسة و هو كمان كان عاوز ولد عمره يكون فوق العشر سنين عشان، انا وقتها كنت مبسوط جدا قلت ياااه و اخيرا حتبقى عندي عيلة تهتم بيا و تخاف عليا.... ام حنينة تعوضني العذاب اللي شفته في طفولتي و اب يكون سندي و اماني بس بعد كده انصدمت...

زاد من احتضانه لها لتشعر ياسمين بارتجاف جسده و كأنه يحتمي بها من تلك الذكريات التي لازالت تألمه بشدة رغم مرور سنوات طويلة...ليصلها صوته المختنق :"انا عشت معاهم اقل من شهر و بعد كده سفروني أمريكا عشان اكمل دراستي... هما مكانوش عاوزيني انا... كانوا بس عاوزين طفل ذكي عشان لما يكبر يقدر يدير املاكهم حتى اسمي غيروه...مكانش همهم مشاعري او رأيي خلوني اقطع آخر امل اني اكون طفل عادي زي بقية الأطفال... قسوا قلبي بزياده و خلوه زي الحجر و زودوا غربتي بقيت لوحدي في بلد ثانيه، على الاقل لما كنت في الملجأ كان عندي امل و لو صغير ان حد من عيلتي يفتكرني او قلبه يحن و ييجي ياخذني او حتى يزورني....

عارفة ايه احساس طفل صغير منبوذ الكل بيكرهه و مش عاوزه و بينظروله و كأنه مرض او حاجة زيادة عاوزين يخلصوا منها في أقرب وقت.... عارفة ايه احساس طفل لما مفيش حد يهتم بيه او يطبطب عليه حتى بكلمة حلوه أو بحضن دافي، مفيش حد يستناه لما يرجع من المدرسه

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

بعد يومين

تجلس ياسمين مع رنا على إحدى الارجوحات تتحدثان

رنا بضيق :"آدي يا ستي كل اللي حصل".

ياسمين بضحك :"يعني آخر يوم في شهر العسل كنتي حتبوزي كل حاجة... و الله و بقينا بنحب و نغير.. اكملت و هي تقلد بسخرية صوت رنا... مش عاوزة اتجوز يا ياسمين عاوزة اكمل دراستي برا و...".

رنا بصياح و هي ترمي عليها إحدى الوسائد:"خلاص بقى اسكتي فضحتيني...بس انا زعلانة منك يعني المصايب اللي حصلت معاكي كلها و متقوليليش و كمان الكلبة غادة ناكرة الجميل...دا انا كنت بعاملها زي اختي بالضبط و كنت مستحملة طباعها الزفت كنت بعدي عليها كل يوم بعربيتي و آخدها معانا للكلية عشان متتمرمطش في المواصلات و دخلتها لمطاعم و محلات مكنتش تحلم تعدي من ادامها... الجربوعة الواطية دا لولايا انا مكانتش حتقدر تعتب باب شركة الاستاذ آدم بس نقول ايه كلبة و لاتسوى خليني بس اشوفها اقسم بالله لكون محرجراها من شعرها في الشارع بقى تتفق هي و الحية سهى عليكي .. ".

ياسمين بهدوء:" اللي فات مات يا رنا انا نسيت كل حاجة و قررنا انا و آدم اننا نبدأ صفحة جديدة.. ".

رنا بابتسامة :" انا مبسوطة عشانك جدا يا ياسمين

يا رب تفضلي دايما انت طيبة اوي و تستاهلي تكوني سعيدة".

اشرق وجه ياسمين بابتسامة عذبة لتقول :"و انت كمان يا روني...طيب حنعمل ايه في الملل داه... جوزي و جوزك أخذوا الاستاذ رامي عشان يركبوا الخيل و احنا قاعدين نتمرجح هنا".

انفجرت رنا بالضحك و هي تهتف:" حلوة جوزي و جوزك دي... بصراحة لسه متعودتش عليها ".

ياسمين بتهكم :"متعودتيش... بقى بعد كل اللي حصل ما بينكم قي شهر العسل و لسه متعودتيش... اشحال لو مكنتوش قاعدين شهر و نص بحالهم في ايطاليا... ".

رنا مقاطعة:" بسسسس ايه داه انت بقيتي قليلة الادب على فكرة مالك يا ختي و مال اللي حصل بيني انا و جوزي الله... و بعدين ما انت كمان كنتي مقضياها في السانتوريني و لحد زعجكم لو كانت واحدة غيرك كان زمانها حامل في توأم... ".

ضربتها ياسمين بنفس الوسادة التي رمتها عليها سابقا قائلة بغضب مصطنع :" بقى انا اللي قليلة الادب و مقضياها و حامل .. يا كلبة يا زباله تعالي هنا... دا انا مجيش تلميذة جنبك في قلة الأدب ".

التفت تبحث عن وسادة أخرى لتقفز رنا من مكانها و تهرب من أمامها راكضة الى داخل الفيلا...توقفت عندما وجدت زاهر و آدم و رامي يجلسون سويا في الصالة...

زاهر بقلق و هو يرى رنا تلهث بشدة ووجها احمر:" مالك يا حبيبتي... في حد بيجري وراكي".

رنا و هي تومئ برأسها:"دي...ياسمين".

هب آدم واقفا هو الاخر واقترب من رنا ليصيح بنبرة غاضبة :"ياسمين... مالها انطقي".

انكمشت رنا على نفسها و هي ترى ملامح آدم المخفية لتحتمي بأحضان زاهر الذي احتضنها قبل أن يتحدث محاولا تهدئة الوضع :"اهدي يا آدم حيكون في إيه يعني". ثم التفت الى رنا يشجعها على التكلم لتنظر له ببرائة قبل أن تتمتم بصوت منخفض:"ياسمين كويسة مفيهاش حاجة.. هي اللي كانت بتجري ورايا".

تركهم آدم و خرج للبحث عن زوجته... التفت يمينا و يسارا قبل أن يصله صوتها و هي تتحدث في الهاتف بانسجام :" خلاص يا حبيبي متزعلش و الله و انت كمان واحشني جدا انا بقالي كتير مشفتكش...كانت عندي ظروف كدة...يا بكاش يعني وحشتك انا اكثر منها... ".

تصلب جسده ليغمض عيناه بشدة و يضغط على قبضة يده بشدة حتى ابيضت مفاصله...هل هو يحلم ام ان هناك شيئا خاطئا...زوجته واقفة امامة و تتحدث مع أحدهم... بل و تتغزل به و تتبادل معه كلمات رومنسية..

فتح عيناه لتظهر تلك الشعيرات الحمراء المتجمعة من شدة غضبه و شيطانه يدعوه الى الفتك بها...

شهقت بفزع عندما جذب أحدهم الهاتف من يدها... التفتت ورائها و هي تضع يدها على قلبها لتجد آدم...هدأت قليلا و هي تمتم :"بسم الله الرحمان الرحيم... ايه يا آدم حرام عليك خضتني هات التلفون".

نظرت الى هيأته المرعبة لتشعر ببرودة فضيعة تكتسح عظامها.. انها نفس النظرة التي ترتسم على ملامحه عندما يكون غاضبا... تراجعت الى الخلف و هي تراقب نظراته الغامضة و المبهمة لتتذكر تلك الليلة...ابتلعت ريقها بصعوبة و تعالت دقات قلبها عندما رفع هو الهاتف الى أذنه و يستمع الى صوت طفل صغير...

حدق ببلاهة في الاسم المدون على شاشة الهاتف ليقرأه بصوت عال:"طنط رجاء..رفع عينيه التي لا تزال محمرة قائلا بتعجب:"مين داه؟؟.

ياسمين بتوتر :"دا دودي اخو رنا..".

اقترب منها بخطوات بطيئة وَيقول بهدوء:"و بتقوليه حبيبي ليه... ووحشتني و مش عارف ايه؟ ليه هااا".

ياسمين. هي تتراجع:"دا ولد صغير يا آدم و انا مشفتوش بقالي اكثر من شهر طنط رجاء جابته مرة معاها لما جات القصر ".

آدم بانزعاج:"مليش دعوة متقوليش حبيبي لغيري".

قفز خطوتين الي الامام حتى وصل إليها ليمسكها من ذراعها و يجذبها الى احضانه و يضمها بقوة بكلتا يديه مقبلا أعلى رأسها قبلات عديدة ليشعر بارتعاش جسدها ثم يهمس باعتذار:" انا آسف... عارف انك خفتي مني بس أعمل إيه غصب عني مش عاوزك تكلمي حد او تنشغلي بأي حد غيري انا بقيت حاسس نفسي اني طفلك المدلل و انت بتهتمي بيا طول اليومين اللي فاتوا مش لاقي كلام اعبر بيه عن سعادتي..مش قادر اقلك غير اني بحبك اوي اوي".

ياسمين بصوت مرتجف:"انا عارفة انه مش بإيدك بس انت لما بتتعصب بتخوفني منك اوي.. انا حسيت نفسي اني بعمل حاجة غلط و اني... ".



قاطعها بلهجة صارمة تحمل بعض اللين :" خلاص يا حبيبتي حقك عليا يلا ندخل عشان زمانهم مستنينا عالغدا... اصل بنت خالتك الغبيه.....".

لم يستطع ان يسمع بقية كلامها الذي يفسر بدقة سبب غضبه الغريب منذ قليل فهو فعقله السخيف صور له انها تكلم رجلا غريبا...وبخ نفسه في داخله على شكوكه التي تولدت في لحظة جنون... بالرغم من ثقته التامة بها... حاوط كتفيها بذراعه ليسير بها متجها الى الداخل و هو يسرد لها ما حصل مع رنا... في محاولة منه لتبديد خوفها و جعلها تنسى تصرفه الاهوج معها....

............ ...... ......

في فيلا سعد الحديدي

طرقت سهى غرفة نوم والدتها لتأذن لها الأخرى بالدخول...

دلفت لتجد صفية تقف أمام خزانة ملابسها

تنتقي بعض الملابس استعدادا للخروج.

سهى بتسائل :"هو انت خارجة يا مامي؟".

رفعت صفيه حواجبها باستنكار فليس من عادة ابنتها ان تسألها مثل هذه الاسئلة

:"ايوا رايحة الجمعية عند دولت".

سهى و هي تلوي فمها بتهكم:" اااآ قصدك جمعية العواجيز بتاعت طنط دولت...".

صفية بنبرة متضايقة:"عاوزة ايه يا سهى قبل ما ادخل اغير هدومي".

سهى بابتسامة متودده:"و لا حاجة يا مامي.. زهقت بس قلت آجي اشوفك على العموم انا حسيبك براحتي... حروح اكلم راندا عشان وعدتها نتغدى سوى في النادي".

نظرت لها صفية بلا مبالاة ثم اخذت ملابسها و دخلت الحمام...قلبت سهى عيناها في كامل أنحاء الغرفة بحثا عن هاتف والدتها... رفعت الغطاء و الوسائد دون جدوى... زفرت بحنق قائلة بصوت منخفض:" هو راح فين الزفت داه مش معقول أخذته معاها جوا... ".

لمعت عيناها فجأة عندما لمحته فوق التسريحة لتندفع مسرعة نحوه...تعلم أن والدتها لا تضع رقمت سريا لهاتفها مما سهل عليها مهمتها... تمتمت بحنق أثر فتحتها صفحة المحادثات التي احتوت عدة أرقام هواتف بدون اسماء:" هو اي رقم فيهم انا سمعتها بتكلمها امبارح الساعه 4 و شوية مش فاكرة بالضبط... انا احسن حاجة اصور الأرقام دي بموبايلي و بعدين اتأكد اي رقم فيهم براحتي احسن تخرج مامي و تشك فيا..".

و بالفعل استلت هاتفها من جيب بنطالها ثم قامت بتصوير كل الارقام... انتهت و أطفأت الهاتف ثم إعادته لمكانه و تسللت خارج الغرفة قبل خروج والدتها من الحمام...

خرجت سهى الى الحديقة الخلفية للفيلا...جلست على احد الكراسي و هي تقلب أرقام الهواتف التي نقلتها من هاتف صفية منذ قليل...

دونت رقمين كانت قد اتصلت بهما صفية يوم الامس الساعة الرابعة. ضغطت على الرقم الأول ليتضح انه عامل بشركة لصيانة الكهرباء... يبدو أن والدتها اتصلت به من أجل الجمعية.

ثم ضغطت زر اتصال الرقم الثاني ليأتيها صوت انثوي غريب.

سهى بود مزيف :"اهلا يا مدام... حضرتك ممكن اعرف انت مين؟ ".

الأخرى :"انت اللي متصلة المفروض انا اللي اعرف انت مين؟".

شتمتها سهى في سرها قبل أن ترد:"انا اسمي سهى بنت صفية هانم اللي كلمتك امبارح... انا عاوزة اعرف انت مين عشان عاوزاكي في شغل مهم اوي حتكسبي من وراه فلوس كتير مكنتيش بتحلمي بيها ".

الأخرى بتوتر:" حضرتك بتتكلمي على ايه انا معرفش حد بالاسم داه اكيد انت غلطانه في الرقم".

سهى بخبث و قد شعرت بارتباكها:" مش انت اللي اسمك زينب و بتشتغلي في قصر آدم الحديدي... انا عارفاكي كويس و عارفة كمان اتفاقك مع مامي... بقلك ايه،من الاخر حبعثلك رساله على رقمك داه فيها الزمان و المكان اللي حنتقابل فيه و إياكي تجيبي سيره لصفية هانم على اتفاقنا و متقلقيش من ناحية الفلوس انا حديكي أضعاف اللي كانت بتديهولك... ".

زينب:" حاضر يا هانم اللي تأمري بيه حضرتك... بس انا دلوقتي في الشغل مقدرش اكلمك اكثر من كده".

سهى بانتصار:" و انا مش حعطلك اكثر من كده روحي شوفي شغلك و متنسيش اتفاقنا ".

أغلقت سهى هاتفها و قد ارتسمت على شفتيها ابتسامة شريرة لتهمس باصرار:" قريب اوي حخلص منك يا ياسمين و آدم حيبقى ليا لوحدي،

انا لازم اتصرف بنفسي لو قعدت استنى مامي مش حتعمل حاجة و كل خططها فشلت...

بس الاول محتاجة مبلغ كبير عشان اديه اللي البنت دي انا تقريبا مفلسة...".

هبت واقفة ثم استادرت متجهة الى غرفتها و هي تفكر في كيفية حصولها على المال...

...................................

في المزرعة

تسللت رنا بخفية وراء ياسمين التي كانت تنظر بتركيز الى نقطة ما...

رنا بصوت عال و هي تضربها بخفة على ظهرها :" الجميل شارد في ايه...".



انتفضت ياسمين من مكانها لتصرخ بفزع :"حرام عليكي يا رنا قلبي كان حيقف... انت مش حتبطلي حركاتك دي... اوف منك".

لدغتها رنا من خدها قائلة بطفولية:"اتخضيتي يا بيضة ياختي على الخدود الحلوة دي تتاكل...".

ياسمين و هي تزيح يديها ثم تفرك خدها بتألم:" ابعدي بقى... مفيش فايدة فيكي حتفضلي مجنونة طول عمرك َ انا اللي قلت ان الجواز عقلها ".

لفت رنا حول الكرسي الخشبي الطويل لتجلس بجانبها قائلة بلامبالاة :" انا حلوة كده و مش عاوزه اتغير.... ثم إنت كنت سارحة بتفكري في مين".

ياسمين و هي تنظر أمامها من جديد :" و انت مالك يا زنانة هانم حاجة متخصكيش".

رنا و هي تنظر إلى حيث كانت تنظر ياسمين...



كان تنظر إلى آدم الذي كان يظهر من خلال الحائط الزجاجي، كان منشغلا بالتمرن بعنف على الأجهزة الرياضية و العرق يتصبب على من جبينه و صدره... .

تطلعت رنا بفزع الي جسده الضخم الشبيه بالمصارعين قائلة بنبرة مرتجفه:" يا لهوي دا شبه جون سينا...... لالالا جون سينا قصير...... دا شبه الحيط الثاني هو كان اسمه ايه؟ آآه...ايه يا ياسمين دي بتوجع و الله".

ياسمين بتشفي بعد أن قرصت ذراعها بقوة:"تستاهلي عشان يبقى تلمي لسانك بقى بتقولي على جوزي حبيبي حيطة..".

رنا بحنق و هي تفرك ذراعها مكان القرصة:" و انا كذبت في حاجة ماهو قدامك اهو قد أربع رجالة في بعض مشاء الله... لا و لسه بيتدرب حيبقى أضخم من كده... ".

ياسمين بهيام:"بسم الله مشاء الله حبيبي زي القمر في كل حالاته".

رنا باستهزاء:" زي القمر... قصدك زي الثور... و بعدين تعالي هنا انت ازاي بتتحملي.... قصدي علاقتكم مع بعض في السرير يعني...؟؟ "

ياسمين بغضب مصطنع :" نهارك اسود يا رنا هو أنت بقيتي قليلة الادب كده عشان تسأليني في حاجات زي دي.... "

رنا و هي تكتم ضحكتها:" ما انا عاوزة اطمن عليكي ياحبيبتي...".

ياسمين و هي تحدجها بنظرات نارية :" لا يا اختي اطمني.. آدم حنين اوي معايا و بعدين مش تتطمني على نفسك الأول و الا ناسية جوزك يا ختي ماهو شبه الحيط هو الاخر...".

تجمد وجه رنا باحراج عندنا تذكرت زاهر ووقاحته التي ظلت تعاني منها ليالي طويلة و اضطرارها لتناول حبوب مسكنة...

سعلت بخفة ثم تكلمت بصوت جدي محاولة تغيير الموضوع :" بقلك ايه يا ياسمين عملتي ايه في موضوع الامتحانات... لسه فاضل اسبوعين و نبدأ ".

تنهدت ياسمين بألم قبل أن ترد:"مش عارفة... انا تكلمت مع آدم كذا مرة بس هو مردش عليا و بعدين حصلت كم مشكلة كده و انا نسيت...".

رنا مشجعة:"انا شايفة انه وقت مناسب جدا عشان تفاتحيه... يعني هو باين عليه عاوز يتغير و يكسب ثقتك و دي فرصة هايلة عشان تتأكدي من داه... يلا تشجعي كده و ادخلي... شويه دلع على شويه حنية حتحققي للي انت عاوزاه".

الأخرى بيأس:" الا آدم....مش بيمشي غير بمزاجه".

رنا و هي تدفعها :" جربي مش حتخسري حاجة... الامتحانات يا دوب اسبوع واحد و ترتاحي من الدراسة للأبد مش أحسن ما تعيدي السنة كلها...".

ياسمين بقلق:" معاكي حق... انا ححاول معاه بالرغم من اني خايفة جدا من ردة فعله".

انهت كلامها ثم تقدمت باتجاه باب الصاله التي كان يتدرب فيها آدم... ألتفتت لتلقي نظرة أخيرة على رنا لتجدها تشير الها بيدها تشجغها على الدخول....أكملت طريقها بتردد و هي تشعر بدقات قلبها تتسارع داخل صدرها...



ابتسم آدم بسعادة عندما شعر بوجودها... تنفس بعمق الهواء الذي تشبع برائحة عطرها الهادئ الذي تسلل الى أنفه... ساعات متتالية قضاها بين هذه الآلات و هو ينفث عن غضبه من نفسه بعد ما حصل بينهما في الصباح.. مازال يشعر بالذنب على شكه بها يحمد الله انها لم تنتبه لذلك و الا كان سيعود معها الى نقطة الصفر من جديد...

التفت إليها و هو يضع الأوزان من يده...ثم مد يده اليها لتقترب منه أكثر...

وقفت بجانبه ليلتقط يدها و يرفعها الي ثغره و يقبلها برقة قائلا بحنو:"وحشتيني اوي...".

ياسمين بابتسامة :"وحشتك ازاي و احنا طول النهار مع بعض؟".

آدم و هو ينظر إلى عينيها:"مع بعض؟؟ قصدك مع بنت خالتك الغبية اللي مش بتسيبك طول النهار"



ياسمين بضحك :"حرام عليك أنت لي بتقلها غبية دايما؟".

آدم بغيظ :"مش عارف يمكن على عمايلها زمان في زاهر ".

ياسمين:"بس هي تغيرت و بقت بتحبه اوي ".

ضغط آدم بأصابعه على كيفها قبل أن يضيف بخبث:"يا بختهم شهر و نص غارفين في العسل طبيعي تحبه و تموت فيه كمان..".

ياسمين بدلال و هي تمسح على وجهه المتعرق:" طب ما احنا كمان بنحب بعض و يمكن اكثر منهم كمان ".

أغمض عينيه ليستمتع بنعومة اناملها التي كانت تتحرك برقه على جبينه و وجنتيه... فتحهما بعد أن سمع صوتها العذب يناديه :" آدم... حبيبي... ".

دفعها برفق الى الخلف ليبتعد عن الآلة الرياضية التي كان يجلس فوقها...قربها منه ليحتضنها بقوة و هو يغرس رأسه بين تجويف عنقها ليهمس :"مش قادر اشوفك قدامي و محضنكيش... عاوزك دايما في حضني متبعديش عني ابدا يا ياسمينتي..".

هزت برأسها موافقة و هي تتنهد ييأس فكلامه هذا دليل على صعوبة مهمتها في اقناعه بطلبها....

ابتعدت عنه بصعوبه و قد قررت في نفسها انها لن تتراجع...

رفعت يدها لتداعب صدره العاري لتشعر بتشنح جسدها تحت لمساتها... ابتسمت في داخلها و هي تتأكد من نجاحها في التأثير عليه... لتهتف بدلال

:"حبيبي.. انا كنت عاوزة منك طلب صغنن اد كده".

ضيقت عينيها و هي ترسم بسبابتها دائرة وهمية صغيرة على صدره قبل أن تتابع :"مش انت وعدتني اني اروح الامتحانات مع رنا".

آدم بتعجب :"انا؟؟ ووعدتك؟؟ امتى".

ياسمين بعبوس :"مليش دعوة انت وعدتني في الحلم و خلاص...".

آدم و هو يكتم ضحكته:" حلم ايه يا حبيبتي داه؟ تعالي نقعد كده و نرتاح علشان تحكيلي حكاية الحلم داه".

انحني ليحملها بخفة و تتعلق ياسمين برقبته داعية في سرها ان تنجح خطتها البلهاء التي ارتسمت في عقلها الطفولي فجأة..

جلس آدم على المقعد الجلدي بأريحية و نظره مازال متعلق بهذه الصغيرة التي تجلس على قدميه و تقضم شفتيها بتوتر و خجل .... مد يده ليخلص شفتيها من بين أسنانها قائلا بهمس:"قوليلي بقى ايه حكاية الحلم دي؟".

رفعت عيناها لتلتقي بنظراته التي تطالعها بعشق و افتتان لتهتف بانفاس متقطعة :"انا امبارح حلمت بيك كنا ف... في... آآه في القاعة دي تقريبا نفس المكان و انا قلتلك اني كنت عاوزة اروح الجامعة عشان الامتحانات و انت وافقت".

آدم بضحك:" هنا في نفس المكان؟ يا دي الصدفة الحلوة... طب و لو وافقت حيكون ايه المقابل؟".

ياسمين و هي تنظر له برجاء:" اللي انت عاوزه... بس توافق دا بقى بالنسبالي حلم... ارجوك يا آدم انا عاوزة اروح الامتحانات زي رنا هي حتمتحن و حتنجح و تخلص دراستها و انا لا... مش كفاية مرحتش طول المدة و في حاجات كتيرة فاتتني... انا يمكن أسقط بس على الاقل اكون جربت و النبي يا آدم عشان خاطري وافق المرة دي بس ".

شعر بالضيق لنبرة التوسل و الألم التي كانت تغلف صوتها الرقيق... هي ترجوه ان يوافق على طلب بسيط من حقها... الا يكفي انه حرمها طوال الاشهر الفارطة من الذهاب إلى جامعتها...هي مجتهدة و ذكية و متفوقة جدا في دراستها و رغم ذلك يحرمها من تحقيق حلمها في نيل شهادتها بعد أن أمضت سنوات طويلة في الدراسة....

مسح على وجنتيها المحمرتين برفق قبل أن يردد بصوت هادئ:" خلاص يا حبيبتي انا اصلا كنت حطلب منك بنفسي انك تروحي الامتحانات عشان انا عارف ان فاضل بس اسبوعين... انا كلفت حد يجمعلك كل المحاضرات اللي ناقصاكي و بكرة انشاء الله حيبقوا عندك و كمان حشوف لو في اي امتحان فاتك طول المدة دي... انت بس ارتاحي و متفكرنيش في حاجة انا عارف اني غلطت لما منعتك انك تحضري محاضراتك طول المدة دي بس انا هعوضك.. و حذاكرلك بنفسي و انا متأكد ان طفلتي الحلوة شاطرة و حتطلع الأولى على الدفعة زي كل مرة ".

ياسمين و قد توسعت عينيها بغير تصديق:" يعني انت كده وافقت خلاص ".

هز رأسه بإيجاب لتضيف هي :" آدم هو انا قلتلك النهاردة اني بحبك ".

هز رأسه بنفي هذه المرة و قد تصنع العبوس بملامح وجهه قائلا :" تؤتؤ ".

صاحت ياسمين بفرح و هي تحتضنه بشدة :" بحبك أوي أوي.. انا مش مصدقة انك وافقت بالسرعة دي و كمان حتساعدني في المذاكرة انت ابتديت تتغير فعلا زي ما وعدتني".

اقترب بفمه من اذنها ليهمس بمكر :" بس انا عاوز المقابل.. متنسيش اتفاقنا".

ياسمين بحماس :"انا حعمل كل اللي تطلبه مني كفاية انك وافقت".

ابعدها آدم برفق و يغمغم بتأكيد :" اي حاجة اي حاجة؟؟ ".

اومأت بإيجاب برأسها و ابتسامتها المشرقة مازالت تزين شفتيها الكرزيتين.... ليهمس آدم مجددا في اذنها بكلمات خافتة....

اندثرت ابتسامتها تدريجيا و يتحول وجهها الى كتلة حمراء من شدة الخجل......

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

 كانت تجلس فوق الفراش، مربعة القدمين و الكتب و الأوراق تحيط بها من كل الجوانب...زفرت بضيق للمرة الالف بسبب خصلات شعرها المنسدلة على وجهها و التي كانت تشتت تركيزها...جمعتها بفوضوية إلى الأعلى ثم احكمت شدها بأحد الأقلام ثم عادت تقلب كتبها و مراجعها بتركيز تام و كأنها في عالم آخر...

بعد مدة قصيرة دلف آدم الى الغرفة بعد أن انتهى من بعض الأعمال في مكتبه...حرر أزرار قميصه لتظهر عضلات صدره الحديدية بسخاء... قلب عينيه بملل ما أن وقعت عيناه على ياسمين التي كانت غارقة حتى اذنيها بين أوراقها و لم تشعر حتى بدخوله...

دلف الى المرحاض لينعم بحمام بارد يزيل عنه تعب الشغل..خرج بعد دقائق و هو يرتدي بنطالا فقط و ينشف رأسه بفوطة بيضاء...اتجه الى التسريحة ليلتقط زجاجة عطره الفاخرة و يرش منها على جسده بسخاء...ضيق عينيه بانزعاج و هو يلاحظ عدم اهتمامها او تحدثها معه منذ دخوله... وضع الزجاجة بعنف على الطاولة لتصدر صوتا مزعجا...

ر

فعت ياسمين رأسها لتحدق به عدة ثوان ثم عادت الى كتبها من جديد...

اتجه آدم الى السرير ليتمدد الى جانبها...قبلته ياسمين علي خده قبلة خفيفة ثم قالت :" أهلا يا حبيبي انت جيت امتى؟

آدم بنبرة حانقة:" جيت من حوالي ساعتين... كان عندي شوية شغل في المكتب ".

ياسمين دون أن ترفع عينيها عن الكتب :" تغديت و الا اقلهم يحضرولك الغداء؟ ".

آدم بضيق:" مش عاوز اتغدى.. تعبان و عاوز انام".

ياسمين بعدم اهتمام:" طيب يا حبيبي على راحتك".

تأفف بصوت عال ثم استادر الى الجهة الأخرى و أغلق عينيه محاولا النوم...

مرت دقيقة، اثنتان...عشر دقائق و هو يتقلب يمينا و يسارا دون جدوى...فرك عينيه بتعب ثم اعتدل بجسده ليستند على حافة السرير يرمق تلك التي كانت تجلس بجانبه بنظرات حانقة...

فجأة و بدون إنذار مال أمامها ليسحب جميع الكتب و الأوراق من بين يديها ثم رماها على حافة السرير و بيده الأخرى قام بنفض الغطاء لتطير بقية كتبها و اقلامها على و تقع على الأرضية...

صاحت ياسمين مؤنبة آدم على تصرفه الغريب:"ايه اللي عملته داه يا آدم....".

و دون أن يتكلم مددها على الفراش ثم القى برأسه على صدرها و احكم امساك خصرها بذراعه... ابتسمت ياسمين على فعلته ثم مررت أناملها على خصلات شعره قالت:" حبيبي زعلان ليه؟؟".

آدم بغيرة طفولية :"عشان حضنك داه بتاعي انا لوحدي .. و الكتب الغبية دي اخذت مكاني النهاردة..".

ضحكت ياسمين بمرح على كلامه قبل أن تهتف:"بس انت كنت عاوز تنام فأنا قلت أكمل مذاكرة و الا عاوزني أسقط".

آدم بتذمر:"مليش دعوة انا سايبك طول النهار بتذاكري على راحتك... و بعدين ما انت عارفة بقيت مبعرفش انام غير في حضنك ".

ياسمين و هي تعبث بشعره :"انت من لما رجعنا من المزرعة من اسبوع و انت بقيت زي الطفل الصغير ".

آدم و قد بدأت جفونه تتثاقل:"زهقتي؟".

ياسمين بشهقة:"إيه اللي بتقوله داه؟ طبعا لا و لا عمري حزهق منك بالعكس دا على قلبي احلى من العسل...انت ابني و حبيبي و جوزي و كل حاجة في حياتي.. و انت عارف كده كويس فبلاش تقول التخاريف دي ثاني".

ضغط آدم بيده على خصرها قائلا بنعاس:"ربنا يخليكي ليا يا قلبي..".

بعد دقائق قليلة سمعت يا سمين صوت أنفاسه المنتظمة لتعلم انه قد غط في النوم..

اتسعت ابتسامتها عندما وقعت عيناها على أغراضها المرميه باهمال في أنحاء الغرفة..

لتتمتم بداخلها:" و الله مجنون... دا بقى بيغير من شوية كتب، انا كده مش حعرف اذاكر ابدا... بس انا اللي وعدته اني اهتم بيه و أعوضه على سنين الحرمان اللي عاشها زمان و حعمل كده بكل جهدي و لو على حساب نفسي و مش حتراجع ابدا... انا صحيح عشت حياة متوسطة و اتحرمت من حاجات كثير بس على الاقل كان عندي عيلة تخاف عليا و تهتم بيا ماما و رامي و كمان طنط رجاء و رنا و باقي العيلة... بس هو مكانش عنده حد... كان طفل صغير و لوحده انا مش عارفة هو قدر يستحمل كال الوجع و المعاناة اللي مر بيها دي ازاي.. انا لو كنت مكانه مكنتش حقدر اقاوم و يمكن كنت مت من زمان او اتجننت او مش عارفة كان حيحصلي ايه.. ".

مالت الى الامام لتقبل فروة رأسه قبلة طويلة قبل أن تغلق عينيها و تغط هي الأخرى في نوم عميق...

مر اكثر من أسبوعان و ياسمين تحاول التوفيق بين مذاكرتهاو امتحاناتها و الاعتناء بآدم الذي تحول حرفيا الي طفل صغير مدلل.... فياسمين أصبحت هي المسؤولة عن اكله و اختيار ملابسه و كل ما يتعلق به

بعد أن أصبح يرفض وجود الخدم حوله...

اليوم هو آخر يوم في الامتحانات...تقف رنا و ياسمين في ساحة الجامعة تتحدثان..

رنا بتأفف:"انا حاسة اني حسقط السنة دي...امتحان النهاردة كان صعب جدا و في أسئلة كثيرة معرفتش احلها...".

ياسمين بضحك :"بالعكس دا كان سهل جدا و الأسئلة كلها موجودة في البوكلت اللي نزلها الدكتور سميح آخر مرة..".



رنا بضيق:"اهو دا اللي حصل بقى كله بسبب زاهر لو مكانش قدم موعد جوازنا كنت قدرت أحضر كل محاضراتي براحتي و قدرت احل الأسئلة الغبية اللي جات في الامتحان النهاردة".

ياسمين مشجعة :" متخافيش يا روني كل حاجة حتبقى تمام انشاء الله و حننجح احنا الاثنين و بامتياز كمان".

رنا بضحكة ساخرة:"امتياز ايه انت كمان لا يا حبيبتي انا عاوزة أنجح و اعدي السنة دي على خير و بس..انت تستاهلي امتياز عشان اللي كان بيدرسلك آدم الحديدي بذات نفسه.. ملك الاقتصاد، يعني الأولى على الدفعة كالعادة".

ياسمين بضحك :"انشاء الله... بس لو شفتي آدم كان بيذاكرلي ازاي بصراحة دماغه موسوعة في كل حاجة.. دا مفتحش و لا كتاب من بتوعي انا كنت لما بسأله سؤال يجاوبني من دماغه داه حتى شرحه أسهل و ابسط من أحسن دكتور عندنا... انا استفدت منه جدا و لو أخذت الامتياز فدا حيبقى بفضله هو".

رنا بنبرة عابثة:" يا عيني يا عيني على الكلام الحلو...عاشقة و مسكينة و النبي...".

لكزتها ياسمين بخفة :" اتلمي يا بت احنا في الجامعة..بقولك ايه خلينا نروح عندي البيت نتغدا مع بعض احنا بقالنا كتير مقعدناش مع بعض.. ".

رنا بأسف:" معلش يا ياسو خليها مرة ثانية، اصلا زاهر زمانه برا و بيستناني عشان النهاردة معزومين عند ماما... بقالها اسبوع مستنياني اكمل الامتحانات عشان نجتمع سوى... ايه رأيك تيجي معايا دي حتفرح اوي لما تشوفك؟ ".

ياسمين برفض:" لا يا روني انا كمان آدم زمانه مستنيني زي العادة ".

رنا:" هو مش فك عليكي الحصار شوية و بقيتي بتخرجي؟ ".

ياسمين :" اه بس معاه هو مش لوحدي...يلا روحي متتاخريش على جوزك زمانه زهق من الانتظار ".

اومأت رنا برأسها ثم قبلتها على عجل و غادرت...

لتتجه ياسمين أيضا الى سيارة آدم...

توقفت فجأة عندما سمعت صوتا مألوفا يناديها...التفتت لتتفاجأ بالدكتور جاسر (دا المعيد اللي أعجبت به غادة بس هو كان بيحب ياسمين)

جاسر و هو يمد يده مصافحا:" إزيك يا ياسمين... عاملة إيه؟".

مدت ياسمين يدها مجيبة:"انا كويسة ميرسي لحضرتك يا دكتور...".

جاسر بنبرة حزينة:"مبروك على الجواز و لو انها متأخرة شوية".

ياسمين بخجل :"الله يبارك فيك متشكرة جدا".

جاسر :"عملتي إيه في الامتحانات انت مكنتيش بتحضري طول المدة اللي فاتت ليه؟ ".

ياسمين :"انا كنت مشغولة شوية بالفرح فمقدرتش احضر... انا باستأذن من حضرتك عشان جوزي مستنيني برا فلازم امشي... عن إذنك".

ابتعدت عنه بخطوات مسرعة و هي تدعو في سرها ان لا يكون آدم قد رآها فآخر ما تريده هو مشكلة جديدة تأرق صفو حياتها التي بدأت تنعم بها مؤخرا..

وصلت لتجد آدم يستند على باب السيارة و ينظر إلى ساعته بضيق... ما أن رآها حتى اعتدل في وقفته قائلا :" اتأخرتي كده ليه؟ حتى رنا طلعت قبلك من شوية؟".

قبلته من خده و هي تجيب:"معلش يا حبيبي في زميلة رخمه هي اللي أخرتني قعدت تباركلي و بتسألني على الامتحانات انا آسفة على التأخير".

فتح باب السيارة لتصعد ثم ركب الى جانبها آمرا السائق بالتحرك و التوجه إلى القصر...

بعد دقائق التفتت له فوجدته مسترخي على المقعد ويحاول نزع ربطة عنقه...وضعت أغراضها جانبا ثم مدت اناملها لتفكها و تفتح الازرار الأولى من قميصه ليأخذ آدم يدها و يقبلها بامتنان...

ياسمين بابتسامة :"باين عليك تعبان اوي".

آدم :"عندي شغل كتير الايام دي".

ياسمين بمرح:"طب ايه رايك اساعدك؟".

نظر لها من جانب عينيه ثم ابتسم قبل أن يردف:"ما انت بتساعديني فعلا..و مريحاني جدا كمان".

ياسمين بنظرة غاضبة:"بطل غلاسة بقى انا أقصد في الشغل...و الا انت مستقل بيا و بقدراتي.. بكرة تطلع النتيجة و انجح بامتياز و ساعتها حتندم".

آدم بضحك:" و اندم على إيه بقى؟".

ياسمين بخبث :"عشان انا اديتك فرصة انك توظفني عندك.. متنساش ان انا الأولى على دفعتي و كمان متدربة في شركات الحديدي و الأهم من كل داه ان الدكتور اللي كان بيذاكرلي قالي اني ذكية و شاطرة جدا و مستقبل سيدة أعمال ناجحة جدا".



آدم و قد ارتسمت على ملامحه الجدية:"دكتور مين داه؟ ".

ياسمين بضحك :" و هو في غيرك كان بيذاكرلي... مش انت اللي قلتلي اني ذكية جدا و أحيانا بلاقي حلول لصفقات كثيرة بتعتبر صعبة حتى بالنسبة لناس عندهم خبرة في مجال الأعمال.. مش دا كلامك يا بيبي.. ".

آدم و هو يغمزها:"اكيد مرات آدم الحديدي لازم تكون ذكية زيه... بس انت لسه بتراجعي بالكتب و الأوراق و دا ما ينفعش لازم تكون كل حاجة هنا".

قال كلماته و يشير الي رأسها لتنظر له ياسمين بضيق ثم تعقد ذراعيها أمام صدرها و تلتفت الى الجهة الأخرى من السيارة...ليقهقه آدم بقوة على مظهرها الشبيه بطفلة غاضبة..

جذبها آدم اليه رغم أعتراضها و محاولة تملصها من بين ذراعيه ليهمس آدم بجانب اذنها:" خلاص بقى يا حبيبتي... و الا انت عاوزة ابوسك قدام السواق؟".

نظرت له بهلع لمعرفتها انه قد يفعل ذلك دون خجل او خوف لتهدأ حركاتها المعترض.

آدم و هو يقبل عنقها:"خلاص بقى متزعليش يا قمر و انا حعمل كل اللي انت عاوزاه".

نظرت له بعدم تصديق قائلة:"حتخليني أشتغل".

آدم بنفي قاطع :"تؤ حنروح لمامتك بكرة نتغدا عندها مش انت بقالك اسبوع بتزني عاوزة تروحي بيت اهلك؟".

ياسمين و هي تزم شفتيها:"يا سلام و دلوقتي افتكرت لا انا عاوزة حاجة ثانية...".

آدم بنبرة صارمة و هو يبتعد عنها:"اطلبي اي حاجة انت عاوزاها.... الا خروج من القصر لوحدك أو الشغل... الحاجتين دول خط أحمر يا ياسمين و احنا تكلمنا فيهم قبل كده كثير و اتفقنا... مش عارف انت ليه غيرتي رأيك؟ ".

وصلا الى القصر ليفتح لهما السائق الباب.. ترجلت ياسمين بخطى سريعة متجهة الى الداخل متجاهلة نداءات آدم المتكررة... صعدت عدة درجات ليلحقها آدم.

آدم بنبرة غاضبة و هو يمسك ذراعها:" مش بتردي ليه؟.. مالك حصل ايه في الجامعة خلاكي بالشكل داه؟ ".

ياسمين بصوت يوشك على البكاء:" محصلش حاجة و هو انا مش من حقي ازعل و الا الحاجة دي كمان ممنوعة".

زفر بضيق بعد أن رأى دموعها و ارتجاف جسدها... انحنى ليحملها بين ذراعيه متوجها الى الأعلى.

وضعها على الاريكة برفق ثم جذب بعض المناديل الورقية و قدمها لها قائلا بهدوء:"هو انت بتعيطي ليه دلوقتي؟ ".

اخذت المناديل من يده ثم قامت بمسح دموعها بشكل عشوائي و هي تجيب:" انا عاوزة نروح نتعشى عند ماما النهاردة بالليل عشان رنا كمان راحت لمامتها".

كتم ضحكته بصعوبة ثم اردف بتلاعب :"قولي بقى انك غيرانة من بنت خالتك... ماشي يا ستي اي أوامر ثانية".

ياسمين و هي تناظره بغضب:"انا مش غيرانة على فكرة و كمان عاوزة ابات هناك مع ماما".

آدم بنبرة هادئة:" حنروح عند مامتك و حنسهر زي ما انت عاوزة بس مفيش نوم هناك و دا قرار نهائي".

صاحت ياسمين بغضب على نبرته الآمرة:" ليه بقى؟ هو انا حبات في الشارع دا بيت اهلي و انا ليا الحق اقعد هناك زي ما أنا عاوزة".

آدم هو يحاوط كتفيها بحنان:" اهدي يا حبيبتي انت بقيتي ليه عصبية فجأة كده؟ و بعدين اهون عليكي انام في القصر الكئيب دا لوحدي بعد ما عودتيني بدفا حضنك؟".

ياسمين بتوتر من نبرته المترجية:" طب.. ما انت.. ممكن تنام معايا هناك انا طبعا مكنتش حبقى من غيرك ".

آدم و هو يقبلها من جبينها:"اذا كان كده ماشي بس الاول خلينا ناخذ شاور و نتغدا و بعدين نرتاح شوية عشان بالليل نقدر نسهر براحتنا ".

اومأت برأسها و قد ارتسمت على ثغرها ابتسامة عذبة زادتها فتنة مع احمرار وجنتيها و انفها من البكاء ليفقد آدم سيطرته على نفسه و يميل على شفتيها يأخذهما في قبلة رقيقة متمهلة متذوقا شهد ثغرها و الذي يشعر في كل مرة و كأنها اول مرة...وليخبرها انها خلقت له لوحده.

بادلته قبلته باستحياء و قلبها يكاد يتوقف من شدة خفقانه.. تشعر بسعادة كبيرة و هي تلاحظ هدوءه الغير معتاد في تعامله معها و عدم عصبيته رغم تعمدها لاستفزازه، لتعلم انه قد بدأ فعلا في الاستجابة لأول مراحل علاجه.

ابتعد عنها و أنفاسه اللاهثة تتسابق داخل صدره ليقول بصوت متهدج و هو يكمل فتح ازرار قميصه على عجل:"الظاهر كده ان في تغيير في الخطة".

.....................

صعدت غادة درج العمارة بتأفف كعادتها... قلبت عيناها بملل عندما لمحت جارتها الفضولية فاطمة سيكة تطل من باب منزلها.

فاطمة بصوت عال :"ازيك يا بت يا غادة؟ ايه أخبار الامتحانات... انا طلعت صدفة كنت رايحة لشقة ام زيزي فلقيتك قدامي".

غادة بصوت منخفض:"طلعتي صدفة و الا كنتي حاطة راسك ورا الباب و بتراقبي الي رايح و اللي جاي زي المخربين".

فاطمة بتعحب:"بتقولي ايه غادة؟".

غادة :"كنت بقول كل حاجة تمام تشكري يا خالتي"

اتجهت لتكمل طريقها لكن الجارة الفضولية اعترضتها مجددا قائلة:" و ايه اخبار الشغل يا حبيبتي بقالي كثير بشوفك بتنزلي متأخر يعني ".

غادة بضيق:" انا في أجازة الايام دي عشان الامتحانات... يلا فتك بعافية يا ام صفاء انا تعبانة و محتاجة ارتاح ".

تركتها تتمتم كعادتها و صعدت الى شقتها لتقابل والدتها.

الام:"مالك يا بت.. جاية من برا بتتبرطمي بتقولي ايه؟ اكيد بسبب الامتحان ".

غادة بغضب و هي تخلع حذائها بعنف :" دي الولية جارتنا اللي اسمها فاطمة بقت بتتعرضلي في الرايحة و الجاية و بتدخل نفسها في حاجات ملهاش فيها... بقلك ايه يا ماما انت تروحي تنبهي عليها ملهاش دعوة بيا احسن معملها فضيحة في الحارة".

الام بدهشة:" ليه هي كانت بتسألك على تعالي اقعدي و اهدي و فهميني ايه اللي حصل؟ ".

غادة بكذب :"انا تعبانة و مصدعة و عاوزة انام... اعملي اللي قلتلك عليه و بس... قوقليلها ملهاش دعوة بيا خالص اشتغل و الا ادرس و الا اتنيل حتى... دي بقت بتراقبني بخرج امتى و آجي إمتى..

و انت عارفاها ولية بومة و لسانها طويل بكرة تطلع عليا اشاعات في الحارة عشان الهدوم الغالية اللي بقيت بلبسها و العربية اللي ادتهالي الشركة اللي بشتغل فيها عشان المسافة بين الشغل و بيتنا بعيدة... روحي قوليلها اني مستلفاها و في اي وقت الشركة تقدر تاخدها مني، خلي بالها يرتاح و تحل عني بقى ".

الام بلا مبالاة :" سيبك منها ام صفاء دايما كده تحب تعرف كل حاجة بتحصل في الحارة و على العموم انا بكرة حتكلم معاها و افهمها... الا قوليلي عملتي ايه في امتحان النهاردة".

غادة بتوتر :" تمام يا ماما... متتقلقيش.. السنة حنجح و بتقدير كمان متتقلقيش ".

الام :"انشاء الله يا حبيبتي انت تعبتي اوي في المذاكرة و اكيد ربنا مش حيضيع تعبك اما اقوم احضرلك حاجة تاكليها".

اومأت غادة براسها و هي تتذكر ذلك الدكتور المعروف بسمعته السيئة في كامل الجامعة و الذي سعت الى التقرب منه منذ اسابيع طويلة و قد اتفقت معه على منحها علامات عالية تضمن نجاحها مقابل إقامة علاقة معه.

خرجت من شرودها على رنين هاتفها و الذي لم يكن سوى صفوان والذي تكررت اتصالاته في الأيام الأخيرة و تجاهلها له.

جن جنون صفوان بعد أن أصبحت غادة تتعمد تجاهله.

ليصرخ بصوت عال تردد صداه داخل ارجاء شقته:"بقى حتة كلبة زيها تتجرأ و تقفل التلفون في وشي انا ...العاهرة الوسخة هي نسيت نفسها و الا ايه...دي كانت بتبوس رجلي عشان ارضى عنها طبعا كل داه كان عشان الفلوس...ماشي يا غادة اما عرفتك ازاي تتصرفي مع اسيادك مكونش انا صفوان الجندي".

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

صباح احد الايام، استيقظت ياسمين على نداءات آدم باسمها

"ياسمين اصحي يا حبيبتي انا كده حتأخر على الشغل؟".

ياسمين بنعاس:"طيب بتصحيني ليه يا آدم هو انا اللي حسوق بيك العربية؟".

آدم بضحك:"لا ياحبيبتي بس انت اللي بتختاريلي هدومي".

قفزت ياسمين من مكانها لتركض إلى داخل غرفة الملابس ثم خرجت بعد دقائق و في يدها بدلة كحلية اللون و قميص ابيض.. وضعت الجاكيت على حافة السرير ثم مدت البنطال لآدم و هي تقول:" انا آسفة يا حبيبي مش عارفة ازاي نسيت، اصلي امبارح قعدت ارغي انا و رنا في الواتس اب لوقت متأخر".

ارتدى آدم البنطال و القميص ثم جلس بجانب ياسمين ليقبل جبينها قائلا:"مش مستاهلة يا قلبي اكيد فرحانين بالتخرج".

ياسمين بحماس و هي تغلق ازرار قميصه:"انا فرحانة جدا اكثر عشان رنا نجحت اصل هي كانت متوقعة انها حتسقط".

آدم بمزاح:" طب هي تأكدت كويس انها نجحت؟ يمكن في غلطة او تشابه أسماء؟".

ياسمين بلوم :"حرام عليك انت ليه بتكرهها كده؟ ".

آدم و هو يقبل ارنبة انفها:"انا مبحبش حد في الدنيا دي غيرك انت".

ياسمين بخجل :" و انا كمان بموت فيك ".

آدم :" طاوعني و بلاش الكلام الحلو داه عالصبح لحسن الخطط تتغير كالعادة ".

ياسمين و هي تدفعه:" ما انت اللي ابتديت الأول و بعدين انا كنت عاوزة اطلب منك طلب".

آدم و هو يعدل من ثيابه :" طلب إيه؟ ".

ياسمين و هي تفرك يديها بتوتر:"بس انت حتزعل مني و تتعصب؟".

رمقها بنظرة خاطفة قبل أن يتحدث:" ليه هو انت عملتي حاجة تخليني اتعصب؟".

ياسمين بنفي:"لالا انا معملتش حاجة بس امبارح رنا قالتلي ان النهاردة بالليل زاهر حيعملها حفلة كبيرة عشان نجحت و كانت عاوزانا نروح".

آدم ببرود :"طيب انت عاوزة ايه؟ عاوزة تعملي حفلة زيها و الا تروحي لحفلتها هي؟".

ياسمين باندفاع:" لا انا عاوزة نروح انا و انت لحفلة رنا".

آدم بتلميح:" و الله برافو مرات زاهر دي شاطرة اوي عشان طلبت من جوزها يعملها حفلة تخرج بالرغم من انها ناجحة بالعافية".

ياسمين بتعجب:" قصدك ايه؟ ".

آدم بهدوء:" و لا حاجة يا حبيبتي.. جهزي نفسك عشان المساء نروح الحفلة".

ياسمين باصرار:" لا قلي الأول انت قصدك ايه بكلامك؟؟ ".

آدم و هو يقبل جبينها برقة :" قصدي ان هي مبتدرددش تطلب من جوزها اللي هي عاوزاه... حفلة، عربية، فلوس، مجوهرات...عشان عارفة ان داه من حقها... بس انت لا... مش بتطلبي حاجة غير اللي انا بجيبهولك لسه حاطة حواجز بينا و كانك لو طلبتي حاجة حعترض او اقول ان انت بجد طمعانة في ثروتي، لسه نفس الفكرة دي مسيطرة عليكي زي ايام الخطوبة.. ياسمين هو انت عمرك طلبتي مني حاجة؟ او قلتلي انك عاوزة تغيري حاجة من ديكور القصر؟.. لا محصلش... لا مرة...دا انت كنتي رافضة اني اجيب حتة عربية لرامي اخوكي؟ حتى الكارت بتاعك لسه زي ماهو منقصش منه و لامليم...

انت لسه معتبراني حد غريب عنك و دا بيوجعني اوي يا ياسمينتي ".

توقف عن عتابهاعندما لاحظ تغير تعابير وجهها الى الحزن ليواصل:" انا مش عارف كان لازمته ايه الكلام داه عالصبح بقلك ايه تعالي ننزل نفطر مع بعض قبل ما اروح الشغل، و الا انت عاوزة تكملي نومك؟؟ ".

ياسمين بصوت ضعيف:"لا انزل انت و انا حغسل وشي و الحقك".

دلفت الى الحمام لتنظر الى ملامحها المنعكسة في المرآة لتهمس بحزن:"معاه حق.. كل اللي قاله صح... انا لسه خايفة اطلب منه حاجة نفسي فيها زي ما بعمل مع ماما زمان، بس انا كنت براعي ظروفها و ان مكانش معانا فلوس بس دلوقتي كل حاجة تغيرت و آدم معاه فلوس كثيرة اوي و ممكن يحققلي كل طلباتي.. امبارح رنا لما قالتلي انها طلبت من زاهر يعملها حفلة و هو وافق كنت بتمنى اني اكون مكانها...يوووه انا متلخبطة و مش عارفة اتصرف معاه ازاي انا كل ما اقول اني بقيت بقرب منه بكتشف اني لسه بعيدة اوي.. انا بقيت بهتم بلبسه و اكله و كل حاجة بس في حاجات كثير لسه مش واخدة بالي منها...

بعد دقائق نزلت ياسمين لتجد آدم منشغلا بتصفح هاتفه.

ياسمين متسائلة:"انت لسه مفطرتش؟"...

هز آدم رأسه لينظر إليها قائلا بابتسامة :"لا كنت مستنيكي".

اقتربت منه ياسمين لتعانقه من الخلف و تقبل وجنته ثم تهمس بصوت متأسف:"انا آسفة يا حبيبي... انا مكنتش واخذة بالي من تصرفاتي انا بس مكنتش عاوزة ازعجك بطلباتي...و انت كنت بتيجلي كل حاجة من غير ما اطلب و زوقك بيعجبني اوي".

ابتسم آدم ثم جذبها بسرعة من خلفه ليجلسها في حضنه لتردف ياسمين بلوم:"انت بتعمل ايه؟ حد يشوفنا كده؟".

آدم بمشاغبة:" و مالوا خلي كل الناس تشوفنا.. راجل و مراته و بيحبه في بعض هما مالهم"...

ياسمين بضحك:"انت دايما كده بتعمل اللي في دماغك و لا يهمك في حد".



آدم و هو يقبل عنقها :"ما انا قلتلك قبل كده مافيش حد بيهمني غيرك.. انت و بس ".

ياسمين بلؤم:" طيب انا كنت عاوزة اقلك حاجة ".

آدم باستغراب:" حاجة إيه؟ في حفلة ثانية؟ ".

ياسمين و هي تداعب وجهه :"لا انا عاوزة فلوس عشان اشتري فستان جديد للحفلة و متخافش انا مش حخرج من القصر حطلب اونلاين، انا عاوزة فلوس كثيرة عشان ناوية أفلسك و اخليك تندم على الكلام اللي انت من شوية".

آدم بخبث :" فستان للحفلة بس ؟ طب ما تتوصي بيا شوية و تجيبلنا حاجات من اللي بحبها".

ياسمين :" حاجات ايه؟ ".

همس في أذنها ببعض الكلمات لتشهق بخجل ثم تضربه على كتفه بقوة و هي تصرخ:" انت قليل الادب على فكرة و مش حتتغير ابدا ".

آدم بقهقة:" ما انت اللي مش عاوزة تنفذي وعدك ليا لما كنا في المزرعة فاكرة؟ ".

ياسمين ببكاء مزيف:" اهاااا بس انا مقدرش اعمل كده وكمان القميص اللي انت اخترته فاضح جدا و مش مغطي حاجة".

آدم ببراءة:"و انا كمان قلت كده على فكره... من غير قميص حتبقى أحلى ".

ياسمين باندفاع :" نعم عاوزني ارقصلك عر..... ؟".

صوت قهقهة آدم الصاخبة جعلتها تدرك ما تلفظت به لتصيح باعتراض و هي تدفن وجهها في صدره متجنبة نظراته العابثة التي تجعلها تموت خجلا...

.............................

في فيلا زاهر مجدي



استيقظت رنا متأخرا كعادتها...تأوهت بألم و هي تعتدل في جلستها على السرير، لمحت قميص نومها الممزق و المرمي على الأرضية باهمال لتتمتم ببكاء:"منك لله يا زاهر يا ابن ام زاهر...حعيش على المسكنات بقية عمري بسببه و انا اللي كنت فاكرة انه حيتهد و يحل عني لما يرجع الشغل..".

قاطعها صوته الضاحك و هو يخرج من الحمام:" رنوشتي حبيبة قلبي...قاعدة بتشتم مين عالصبح؟".

رنا بذهول:"انت لسه مرحتش الشغل... الساعة بقت تسعة و نص".

زاهر و هو ينشف خصلات شعره المبللة:" اخذت اجازة النهاردة عشان ابقى معاكي.... اصلك وحشاني".

انهي كلامه بغمزه عابثة لتشتعل رنا من الغضب:"و ليك عين تتكلم بعد اللي عملته امبارح...يا سافل يا قليل الادب".

زاهر و علت قهقته المرحة:" بنحتفل بنجاحك يا حبيبتي..".

قذفته رنا بالوساده التي تفاداها بخفة قبل أن تردف :" بقى بنحتفل؟ طب ححضر الحفلة ازاي و انا كده مش قادرة اقوم من السرير و حاسة ان كل جسمي مكسر بسبب قلة أدبك ".

زاهر و هو يحملها رغم اعتراضها:" كل دا بسبب حلاوتك اللي عمالة بتزيد يوم بعد يوم يا قلبي...

انزلها أمام باب الحمام لتحكم رنا شد الملاءة حول جسدها و هي تستمع لزاهر الذي تابع:"ادخلي اعملي شاور و تعالي نفطر عشان نخرج نجيب فستان حلو للحفلة بتاعتك".

اومأت رنا بإيجاب ثم ارتسمت على ثغرها ابتسامة كبيرة و قد نست كل المها و عتابها ليضحك زاهر عليها فهي مثلها مثل أي انثى مستعدة لنسيان كل شيئ في لحظة اذا حدثتها عن الخروج للتسوق.

...........................

ليلا في الحفل



دلفت ياسمين تتأبط ذراع آدم و هي ترتدي

فستانا رقيقا من اللون الأخضر



جالت بعينيها لتتأمل

مظاهر الزينة الفخمة من طاولات و اضواء وورود لتهمس لآدم:"انا مكنتش عارفة ان الحفلة حتكون كبيرة كده...دي مستدعية كمان زمايلنا اللي في الجامعة".

آدم بضيق:"زاهر قالي انها حفلة عائلية وبس مكنتش فاكر انها حتكون كبيرة بالشكل داه و الا مكنتش خليتك تلبسي الفستان داه".

ياسمين :"و مالو الفستان يا آدم باشا ماهو طويل و بكم كمان".

آدم باستهزاء:" بكم بس قماشه مخرم و كمان عريان من تحت و مش عاجبني خالص من لما لبستيه".

ياسمين و هي ترى رنا متجهة نحوهما:" طيب نأجل الحديث داه لوقت ثاني...".



اقبلت رنا لترحب بياسمين قائلة:" أهلا يا حبيبتي ازيك". قبلتها ثم التفتت الى آدم قائلة:" اهلا وسهلا بحضرتك اتفضل".

ياسمين بحماس:"الحفلة حلوة اوي يا رنا كل حاجة طالعه perfect".

رنا بابتسامة:"ميرسي يا حبيبتي تعالوا اتفضلوا دي حتى طنط سلوى و رامي جوا من بدري".

اتجه آدم الى حيث يجلس زاهر و رفعت بعد أن اوصاها بعدم التحرك من جانب والدتها

اما ياسمين فقد اتجهت هي ورنا الى عائلتها سلمت عليهم ثم مالت الى رنا هاتفة:"فستانك حلو اوي يا رنا انت جايباه منين؟".



رنا بضحك :"النهاردة رحت انا و زاهر عملنا shopping و اشتريت فساتين كثيره...حبقى ابعثلك اسم المحلات على الواتساب بس انت كمان فستانك كيوت".

ياسمين بضيق :"هو حلو بس آدم قالي انه عريان كم تحت و مش عاجبه و انا لبسته غصب عنه".

رنا بضحك:" انت بتهزري صح و هو في حد يغصب آدم باشا على حاجة ".

ياسمين و هي تشاركها الضحك:" يا بنتي انت لسه بتقوليله حضرتك و باشا ".

رنا بخوف مصطنع:" ايوا يا ختي انا لسه بخاف منه انت ناسية شكله كان عامل ازاي في الشركة ".

ياسمين :" لا ياختي مش ناسية دي كانت ايام حلوة و الله واحشاني مدام فريدة".

رنا :" حلوة إيه دي كانت ايام سودة... بقلك ايه هو رامي مزعلك في حاجة اصل حاسه ان علاقتكم مش مضبوطة".

ياسمين بلامبالاة:"هو متغير معايا و مع آدم عشان مكانش عاوزني ارجع بعد اللي حصل ".

رنا:" بجد؟ داه كان أكثر واحد متحمس لجوازك ".

ياسمين :" ايوا بس هو تغير بعد ما انا دخلت المستشفى و حتى الهدايا اللي جابهمله آدم رجعهم و كمان رفض العربية ".

رنا:" يا حبيبي يا رامي... انا عارفة انه بيحبك بس مكنتش عارفة انه حيعمل كل داه".

ياسمين :" سيبك منه انا حعرف ازاي أراضيه...هاتيلنا حاجة نشربها دا ريقي نشف و انت عمالة تستجوبيني من وقت ماجيت".

رنا بسخريةو هي تلكزها بخفة:"طب استنيني هنا يا ام فستان اخضر".



........................

جلست ياسمين بجانب والدتها التي احتضنتها بحب قائلة:" اخبارك ايه يا حبيبتي؟ طمنيني عليكي انت كويسة ".

ياسمين :" الحمد لله يا ماما كويسة، طمنيني عليكي انت اخبار صحتك إيه".

سلوى بحنان:" انا بخير طول ما انت و اخوكي كويسين و مبسوطين".

ياسمين :" احناالحمد لله مش ناقصنا حاجة متشغليش بالك بينا".

عادت رنا و معها إحدى العاملات تحمل عدة مشروبات وضعتهم على الطاولة ثم انصرفت.

أمسكت رنا ياسمين من يدها لتحثها على الوقوف قائلة :"هو انت جاية هنا عشان تقعدي مع طنط سلوى و ماما تعالي نروح هناك، سالي و ملك كانوا بيسألوا عنك".

(ملك و سالي هما زميلتي ياسمين ورنا و هما من أسرة غنية، متكبرتان و متعجرفتان و ملك هي اخت شاهي صديقة سهى)

جذبتها ورائها لتتجه نحو فتاتين جميلتين ترتديان فساتين أنيقة بنفس اللون مع اختلاف تصاميمهما

فستان ملك



فستان سالي



شعرت ياسمين بالانزعاج عندما بدأت الفتيات الحديث عن فساتينهم الجميلة.

سالي:" بصراحة فستانك تحفة يا رنا يهوس.. انت لقيتيه فين؟".

رنا بغرور:"زاهر وصاهولي مخصوص من باريس حبقى اسأله و أقلك".

ملك بلؤم و هي تنظر إلى ياسمين التي كانت صامتة طوال الوقت:"و انت يا ياسمين جبتي الفستان داه منين؟ اصل تقريبا ماما عندها واحد زيه بس لونه ازرق او اسود... بصراحة مش فاكرة".

رنا بانزعاج :" قصدك ايه يا ملك، هي ماماتك بتلبس فساتين بنات و هي في السن داه؟.

ملك ببراءة مزيفة:" متزعليش مني بس الفستان اللي لابساه ياسمين شبه فساتين الستات الكبيرة بصي للحفلة و شوفي البنات لابسة ازاي؟".



أيدتها سالي قائلة:"ملك معاها حق الظاهر ياسمين ذوقها لسه متغيرش بالرغم من انها اتجوزت واحد من أغني العائلات في البلد".

ملك بسخرية:"تصوري يا سوسو لو حد من الصحفيين صورها و نشر صورتها في جرايد الموضة وهي بالفستان داه.. ".

ياسمين بعصبية:" و هو مين اللي أخذ رأيك انت و هي، كل واحد حر في اختياراته...و على فكرة آدم هو اللي اختارلي الفستان ".

اكملت كلماتها ثم تركتهما و ذهبت لتلحقها رنا

تبادلت الفتاتان بعض النظرات الخبيثة قبل أن تنفجرا بالضحك لتقول ملك:" و الله سهى كان عندها حق البنت دي شرشوحة و حتفضل طول عمرها كده.. شفتي الفستان اللي هي لابساه ".

سالي بتقزز:" omg مش عارفة ذوقها زباله كده ليه و خاصة لونه هو في حد لسه بيلبس اللون داه".

ملك بحسد :"لا و بتكذب و بتقول ان آدم الحديدي هو اللي اختاره.. راجل في وسامته و شياكته مستحيل يكون ذوقه قديم كده...".

سالي بلامبالاة:" كفاية بقى يا ملك احنا نفذنا الي قالت عليه سهى و خلاص هي قالتلنا نتريق على فستانها ". ثم اكملت بصوت منخفض:" بالرغم من انه مش وحش اوي بالعكس حلو و طالع عليها يجنن مش عارفة ليه صاحبة اختك عاوزة تنكد عليها الحفلة ليه".



...... ..........

صعدت ياسمين مع رنا إلى الطابق العلوي للفيلا



ياسمين ببكاء:"شايفة يا رنا العقربتين اللي اسمهم سالي و ملك بيتريقوا عليا ازاي.. انت دعيتيهم للحفلة ليه ما انت عارفة انهم بيكرهوني ".

رنا محاولة تهدئتها:" و الله هما اللي جو لوحدهم انا مقلتلهمش يمكن عرفوا من رحاب صاحبتنا... و بعدين انت من امتى بتتأثري بكلامهم... دول بيقولوا كده من غيرتهم و حقدهم عليكي"...

ياسمين:" لا يا رنا هو فعلا الفستان مش مناسب للحفلة انا عارفة انت مشفتيش فساتينهم كانت حلوة ازاي".

رنا :" يا حبيبتي و الله انت احلى منهم بمليون مرة و اي حاجة بتليق عليكي ".

ياسمين و هي تتذكر كلام ملك الساخر :" رنا هو انت مش قلتي انك اشتريتي فساتين كثير".

رنا بدهشة :" ايوا بس ليه؟ ".

ياسمين بتصميم :" عاوزة أغير الفستان داه".

رنا :" انت ليه مش عاوزة تقتنعي بكلامي اووف يارتني ماكنت اخذتك ليهم ".

ياسمين بغضب :" هو انت مش عاوزة تديني فستان ليه يا رنا؟ متخافيش حبقى أديكي ثمنه".

رنا بيأس من عنادها :" انت دايما كده لما بتتعصبي بتقولي كلام دبش.. تعالي معايا جوا لأوضة اللبس و نقي براحتك".

مسحت ياسمين دموعها و هي تتبع رنا الى الداخل، تشعر بالإهانة و الألم من كلام زميليتيها خاصة و هي تتذكر مدح رنا و إعجابها بفساتينهما الأنيقة و ألوانهما الجذابة.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

تجول آدم بعينيه في أرجاء الحفل بحثا عن ياسمين لكنه لم يجدها، مال نحو زاهر ليسأله:"مشفتش ياسمين راحت فين؟".

زاهر و هو يومئ بترحيب لأحد الحاضرين من بعيد :"من شوية شفتها طالعة هي رنا فوق انت عارف بقى حديث البنات بيقعدوا بالساعات ...

انت مقتليش يا آدم انت عملت ليه مع احمد الجندي ،الدكتور المسؤول عن حالته كتبله على خروج بعد يومين، بصراحة مراته حالتها صعبة جدا مساباتوش من يوم ما دخل المستشفى الراجل ميستاهلش اللي حصلله...".

آدم بصرامة:" بالعكس داه يعتبر محظوظ، عشان انا حذرته اكثر من مرة و قلتله يبعد ابنه عن طريقي و انت عارفني لما أنوي ادمر حد مبحذروش.. هو اللي غبي حد قاله يسيب فلوسه و املاكه في ايد واحد صايع زي صفوان داه حتى و هو مفلس لسه بيبعزق فلوسه على الستات.. بقلك ايه غير الموضوع، انا اصلا زهقان من الشغل و من رجال الأعمال كلهم مش كفاية ماليلي الحفلة بيهم كنت فاكرها حفلة عائلية صغيرة اتاري مصر كلها جات عندك الليلة".

زاهر بضحك :" دي رنا يا سيدي هي اللي أصرت على أنها تعمل حفلة كبيرة قال ايه عشان هي بتتخرج مره واحدة في العمر ".

آدم بشرود :" عندها حق خليها تحتفل... انا بقالي نص ساعة باتصل بياسمين مش بترد عليا.. ".

زاهر:"انت قلقان على ياسمين في بيتي؟ ".

نفخ آدم أوداجه بملل و لم يجبه،ربما هو يبالغ و لكنه يشعر بقلق غير مبرر،

فبالرغم من فستانها المحتشم الا انها بدت رائعة الجمال كعادتها و هذا سبب غيرته و ازعاجه منذ دخول الحفل الذي كان يعج بالرجال، لقد

ندم حقا على تركها مع عائلتها رغم انه اوصاها بعدم التحرك بعيدا إضافة إلى عدم إجابتها على هاتفها أثارت حيرته اكثر...

أحس بيد زاهر تربت على كتفه، التفت اليه بطرف عينيه،ليجده يشير إلى نقطة ما الى الامام لينظر آدم لبرهة ثم يبتسم بسخرية قائلا :"مش ناقص الحفلة غير الأشكال دي، انا مش عارف مراتك عزماهم ليه؟ هي حفلة تخرج المفروض تقتصر على حضور العيلة و بعض الزملاء بس".

كانت سهى ترتدي فستانا قصيرا اسود اللون بأكمام واسعة شفافة و فتحة صدر منخفضة قليلا



كانت تتأبط ذراع صفوان الذي تألق ببدلة سوداء فاخرة فبدا في غاية الوسامة بجسده الرياضي الضخم و منكبيه العرضين و وشومه التي غطت أجزاء قليلة من رقبته و يديه.

اتجها نحو ملك و سالي لتعانقهما عناقا طويلا مزيفا و كأنها لم ترهما منذ فترة طويلة.

ردت ملك بمجاملة و هي تركز بنظراتها المعجبة على صفوان :" انت مش معقولة ياسهى دايما شيك ، بجد واو... فستانك تحفة".

سهى بغرور:"ميرسي يا قلبي انت كمان طالعة قمر".

ثم مالت إليها لتقول بصوت منخفض:"ايه الاخبار، عملتي اللي قلتلك عليه؟".

ملك و هي تترشف كأسها :"ايوا... بالحرف و دلوقتي راحت مع الغبية رنا فوق".

سهى بابتسامة شريرة :"برافوا عليكي يا لوكة... خلينا بقى نستنى و نشوف ال princesse الصغيرة حتعمل إيه؟ ياريت بس تعمل اللي في دماغي، ساعتها حخلص منها للأبد؟ ".

ملك بعدم فهم:" انت تقصدي ايه ؟ ياسمين طلعت فوق مع رنا عشان كانت زعلانه من كلامنا انا و سالي، يمكن طلعت تصلح مكياجها او حاجة؟ ".



سهى بتوتر:" اه طبعا يا حبيبتي.. حيكون ايه غير كده..".

سالي متدخلة:" عارفة يا سهى ياسمين قالت إن الفستان اللي هي لابساه الاستاذ آدم هو اللي اختارهولها بنفسه؟ هو معقول راجل زيه يكون ذوقه مقفل كده.. هو الفستان حلو بس .... ".

سهى مقاطعة :" دي كذابة آدم طول عمره ذوقه شيك و ستايل بس هي اللي ذوقها زباله زيها ، انا لما شفت الصور اللي بعثتوهالي مصدقتش بصراحة، هو في حد لسه بيلبس الألوان دي.. أخضر؟ قالتها بتقزز

ليقلب صفوان عينيه بملل من حديث الفتيات.. كذب، نفاق، مجاملات ثم نظر بحقد ناحية آدم عدوه اللدود الذي ينتظر بفارغ الصبر القضاء عليه.. لكن لابأس بالقليل من التسلية.

...................

في الأعلى

انتهت ياسمين من رسم عينيها بخط ايلاينر و كثفت رموشها بالماسكارا ثم وضعت أحمر شفاه بلون نبيتي قاتم الذي ابرز جمال شفتيها المكتنزتين و أضاف بعض الانوثة الي ملامح وجهها الطفولية، صرخت رنا باعجاب و هي تشاهد ابنة خالتها بجمالها الفريدو هي ترتدي فستانا ذهبي اللون قصيرا ضيقا يلتف حول خصرها الرقيق ليصل إلى ماقبل ركبتيها بقليل ليبين جمال ساقيها البيضاء

رنا باعجاب:"مش معقول... واو ،بجد مفيش احلى من كده، الفستان كأنه مصمم خصيصا ليكي يا ياسمين".

ياسمين بحماس:"بجد يا رنا، الفستان لايق عليا؟".

رنا بصدمة:"لايق عليكي؟ بقلك روعة، مكنتش عارفة انه حيطلع حلو عليكي كده... بس".

ظهر على ملامحها الارتباك لتسألها ياسمين :"بس ايه يا رنا في ايه؟ ".

رنا بخوف :" انت متأكده انك حتنزلي بيه كده؟ قصدي هو الفستان تحفة بس قصير انا اشتريته عشان عاجبني بس مكنتش حلبسه عشان زاهر مش حيسمحلي.. و أظن أن آدم باشا كمان مش حيعجبه".

ياسمين و هي ترتب خصلات شعرها :"انا عاوزة انتقم من ملك و سالي اللي اتريقوا على فستاني و قالوا ان ذوقي زباله ".

رنا بقلق:" طيب و جوزك حتقوليله إيه؟ انت ناسية طبعه داه مش بعيد يطربق الحفلة فوق دماغك ".

ياسمين بضحك:" اه صحيح عارفة بس داه كان زمان آدم معادش عصبي زي الاول".

رنا بحيرة:"بس انت قلتي انه هو اللي اختار فستانك وكمان مش عاجبه عشان شايف انه عريان شوية من تحت... فما بالك لو شاف الفستان القصير اللي لابساه دلوقتي و ناوية تنزلي بيه تحت قدام كل الناس، اعقلي يا ياسمين و بلاش جنان... و اذا كان على ملك و سالي تجاهليهم زي ما كنتي بتعملي".

ياسمين بتحدي:" لا يا رنا هما كلامهم صحيح انا و آدم كنا فاكرين انها حفلة صغيرة عشان كده انا لبست فستان عادي.. انا يمكن دي آخر مره اشوفهم فيها في حياتي ممكن ما نتقابلش ثاني عشان كده عاوزه اردلهم الإهانة و لو مره...و بعدين هو آدم يمكن يزعقلي شوية بس بعدين حيهدا هو تغير معادش زي الاول و كمان مش حنطول نص ساعة بالكثير و نروح ".

رنا باستسلام:" انت حرة يا ياسمين... بس انا عملت اللي عليا و حذرتك".

ياسمين بمزاح:" يا بنتي فكك و خلينا ننزل عاوزة اشوف ردة فعل العقربتين لما يشوفوني كده".



يقف أدم بملل ينظر بلامبالاة الي بعض رجال الأعمال الذين أحاطوا به طمعا بالفوز بإحدى الصفقات معه،

فرك وجهه بعصبية شديدة، كم يشعر بالغضب بسبب تجاهلها لمكالماته او هذا ما كان يظنه، رفع رأسه فجأة ليتجمد في مكانه عندما وقعت عيناه على تلك الفاتنة التي كانت تنزل درج الفيلا بهيئتها المهلكة غير مبالية بعيون الحاضرين التي كانت تتفرس جسدها باعجاب...



نظر زاهر الى صديقه بتوجس و هو يلاحظ تشنج جسده و نظرات عيناه المميتة التي كان يرمق بها ياسمين.... وضع يده على كتفه ليتمتم في أذنه بخفوت

:"آدم ، اهدى و بلاش عصبية...".

أغمض آدم عيناه بشدة و هو يضم قبضة يده محاولا التحكم بجماح غضبه، تقدم بخطوات هادئة عكس ذلك البركان الذي كان على وشك الانفجار داخله،يقسم انه على استعداد لقلب هذه الحفلة الي جنازة في اي لحظة.

وصل إلى حيث تقف ياسمين مع رنا و بقية صديقاتها، احتضنها من الخلف فجأة و همس في أذنها بعدة كلمات جعلتها تتسمر مكانها... التفتت اليه لترى تلك الابتسامة الصفراء تحتل شفتيه و هو ينظر إليها بنظرات غامضة غير مفهومة...

كتمت تأوهها و هي تحس بأصابعه تشتد حول خصرها تكاد تخترق جلدها، لتضع يدها تلقائيا محاولة تخفيف قبضته التي بدأت تشتد تدريجيا...

اما آدم فقد كان في عالم آخر، يشعر بغضب حارق عندما رآها بتلك الملابس المغرية، كم ود ان يقتلع كل العيون التي تسلطت عليها منذ نزولها درج الفيلا...

زوجته المجنونه كيف تجرأت و ارتدت هذا الفستان، الم يحذرها من قبل و يمنعها من ارتداء مثل هذه الملابس العارية، هي بلا شك جنت فجأة جتى تفعل ذالك.

لاح على ثغره شبح ابتسامة مزيفة و هو يخبرها بضرورة الرحيل

:"يلا يا حبيبتي انت أكيد تعبتي و لازم نمشي دلوقتي ... رنا من فضلك سلمي على سلوى هانم و قوليلها ان احنا روحنا..".

اومأت له رنا بايجاب و لم يخفى عنه نظراتها القلقة و الخائفة على ابنة خالتها و كأنها فهمت مايدور بينهما...

رفع يده من خصرها لتستقر على كتفها و يتحرك بها مقررا الرحيل لتتلاقى عيناه بعيني صفوان الذي اتجه نحوهما صحبة تلك الافعى سهى.

ذلك الكائن اللزج كما اسماه لازال مصرا على استفزازه خاصة بتلك النظرات الخبيثة التي كان يرمقه بها منذ بداية الحفلة..

رمق آدم سهى ببرود عندما قالت :"مبروك التخرج يا ياسمين و لو انه كان لازم تعملي حفلة انت كمان زي صاحبتك".

ياسمين و هي تبتسم بمجاملة:"الله يبارك فيكي".

سهى بخبث:"فستانك حلو اوي، طالعه very sexy...

ثم نظرت لآدم و هي تكمل بنبرة استهزاء :" ما انت مخلي مراتك تلبس فساتين عريانة اهو... امال ليه لما بتشوفني وشك بيتقلب".

ابتسمت في داخلها و هي مظاهر الغضب التي ظهرت جليا على ملامح وجهه ليتجاهلها ببرود و يكمل طريقه الى خارج الفيلا...

وصل إلى سيارته التي كانت متوقفه في مكان ما في حديقة الفيلا، يجر تلك المسكينة وراءه غير مبال بتعثرها او سقوطها بسبب كعبها العالي الذي منعها من مجاراة خطواته الواسعة...رماها بعنف على باب السيارة المغلق و هو يشير للسائق و الحرس بالابتعاد..

تنفس بعمق عدة مرات قبل أن يتجه نحوها من جديد لترمقه بنظرات المذعورة و هي تتلمس كتفها بتألم، ضحك بغضب قبل أن يصيح بها:"خايفة... دلوقتي افتكرتي تخافي عقلك فين لما كنت فوق بتلبسي الزفت داه...".

انكمشت مكانها برعب و هي ترى هيئته المخيفة، نعم لقد توقعت غضبه و لكن ليس بهذه الطريقة...هتفت بصوت ضيف محاولة تهدئته:"اهدى يا آدم... حفهمك...".



قاطعها و هو يهدر بعنف بعد أن ضرب باي السيارة بجانب رأسها لتصرخ بفزع

:" اخرسي مش عاوز اسمع صوتك خالص...غير لما أسمحلك..لأحسن و ديني اكون دافنك هنا،

بقى داه اتفاقنا يا ياسمين بقيتي بتستغفلني و تعملي حاجات من ورايا عشان تحطيني قدام الأمر الواقع، خليتي اللي يسوا و اللي مايسواش يبص لجسمك... حتى الع... اللي اسمها سهى تجرأت ووقفت قدامي بتتكلم ببجاحة بسببك... ".

:" لما انا ابقى عاهرة مراتك دي تبقي إيه.. على الاقل انا طول عمري بتصرف على طبيعتي و مش لابسة قناع البراءة زي ناس كتير اول مجريت الفلوس في اديهم غيروا جلدهم و ياعالم بكره يغيروا ايه و كمان انا سينغل يعني معنديش زوج لازم احترمه و احترم مكانته قدام الناس ".

تحدثت سهى بصوت واثق من ورائه و هي تشير بعينيها الى ياسمين ثم اكملت:" و الا إيه رأيك ياصفوان.

صفوان و هو يدعي البراءة :"بلاش مشاكل ياسهى و يلا خلينا نمشي انا جيت عشان ابارك للدكتور زاهر على نجاح مراته ردا للجميل على اللي عمله مع بابا و بس".

سهى :"ماهو لازم آدم يعرف حقيقة مراته.. انا مش حسيبه على عماه كده؟ ".

صفوان بتمثيل و هو يجذبها من ذراعها :"و انت مالك؟هو اكيد عارف ماهو مش معقول آدم باشا الحديدي و حتفوته حاجة زي دي؟ ".

نظر لهما آدم باحتقار قبل أن يقطع حديثهما:" انت بتتكلمي عن إيه يا زبالة منك ليه؟

حرر صفوان ذراع سهى ثم حدق بآدم بأعين حمراء من شدة الغضب الذي كان يكتمه طوال الوقت.... اقترب منه حتى صارا لا يفصل بينهما سوي خطوات قليلة،ليتحرك ناجي هو و بعض الحرس مقتربين من آدم الذي أشار لهم بالانسحاب.

صفوان بصوت منخفض و هو ينظر إلى الحرس الذين يقفون مترقبين أشارة من رئيسهم :"اوعى تفتكر انك بشوية العيال اللي انت امشيهم جنبك حتخليني أخاف منك ... تؤتؤ تبقى غلطان، انا ساكتلك طول المدة دي بس بمزاجي و انت عارفني كويس مش بسيب حقي و اللي انت عملته مع بابا حرجعهولك ثاني و مثلث بس الحساب يجمع اصل انا بحب لما ارد الدين الي عليا ارده مرة واحدة.. يا سيف باشا،". حك ذقنه قليلا ثم حدق بأدم مرة أخرى قبل أن يضيف:" هي العروسة مش عارفة بردو ان انت اسمك الحقيقي سيف".

آدم باستهزاء و هو يضع يديه في جيب سرواله:" بقالك سنين و انت بتقول نفس الكلام.. بتهدد و بتتوعد و لسه مشفتش منك حاجة غير خطط تافهة و فاشلة زيك... لامم شوية عاهرات حواليك زي سهى و غادة و عاملي شغل مؤامرات فاكر نفسك حتوصل لحاجة،

مش لو كنت شغلت دماغك الفارغة دي في شغل ابوك كان أحسنلك... عاملي فيها راجل دي أروى اختك ارجل منك ".

صرخ صفوان بغضب و هو يمسك بياقة قميص آدم :"أنا راجل غصب عنك و عن أهلك كلهم و اذا كنت انت آدم الحديدي فأنا صفوان الجندي و اسم عيلتي معروف ابا عن جد مش زيك انت مش عارفين اصلك منين ".

ابتسم آدم ببرود و هو ينزع يبعد يد صفوان بهدوء قائلا:"اولا صوتك المزعج داه ميعلاش قدامي انا لو لا اني مقدر اني في بيت صاحبي و مش عاوز أبوز الحفلة بتاعت مراته كنت عرفتك ازاي تتكلم قدامي و ثانيا اسم عيلتك و تاريخك اللي انت فرحان بيه...هووب باشارة صغيرة مني محيته...مبقاش عندك غير الاسم و حتة الشقة اللي انت ساكن فيها... و لو لا اني شفقت على والدك و دخلته اكبر مصحة خاصة كان زمانه ميت او مرمي في اي مستشفى عمومي مستني دوره... آخر نصيحة مني ليك بلاش تتحدى اللي اكبر منك لأحسن تكون نهايتك ".

صفوان و هو يتوعده بنبرة بغل :" انت اللي نهايتك حتكون على إيدي و قريب اوي...حدمرلك حياتك زي ما دمرتني من سنين و ححرمك منك أعز انسان على قلبك زي ماحرمتني من نرمين زمان.. ".

هتف بصوت عال و هو يلتف ليصبح ظهره مقابل لادم :" ابقى خلي بالك من مراتك و متبقاش قاسي عليها لحسن تطفش منك و تسيبك ".

علت ضحكته المستفز هو هو يغادر من أمامه.. مما جعل الدماء تغلي في عروق آدم الذي اتجه الي ناحية سيارته ليركب بجانب ياسمين التي كانت تجلس بصمت تنتظر انتهاء حديثهما.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

علت أنفاسه الثائرة لتعبر عن غضبه الجحيمي، استرخى بجلسته على مقعد السيارة و أغلق عينيه محاولا استيعاب كل ما حصل منذ قليل... كلمات ذلك الحقير مازالت ترن في أذنه :"مراتك تطفش منك و تسيبك". عبارات سهى التي تجرأت لأول مرة في حياتها لتقف أمامه و تتكلم معه بجرأة:"قناع البراءة، استغفلتك، مراتك عريانة... حقيقة مراتك ....".

قطع صمتهما رنين هاتفها ينبئ بوصول رسالة،التفت إليها فجأة و كأنه تذكر شيئا.. جذب حقيبتها التي كانت تضعها فوق ساقيها ثم فتحها و افرغ محتوياتها حتى وقع نظره على الهاتف الذي كان يضيئ...

توسعت عينيه بذهول و زادت قبضته على الهاتف حتى كاد يكسره و هو يقرأ محتوى الرسالة :"كنتي قمر الحفلة الليلة...كل يوم بيزيد إعجابي بيكي قريب اوي حخلصك من المجنون جوزك بس خوذي بالك و متنسيش تاخذي الحبوب /صفوان".

توقفت السيارة امام القصر ليسرع السائق و يفتح لهما الباب، قفز آدم خارج السيارة و هو يمسك بمعصم ياسمين بقوة، اتجه بها إلى رئيس الحرس الذي كان يقف بجانب إحدى سيارات الحراسة منتظرا أوامر رئيسه.

آدم بنبرة آمرة:" خلال خمس دقايق مش عاوز حد يبقى جوا القصر، ادي للخدم إجازة يومين..".

ناجي بطاعة:"اوامرك يا باشا".

جرها ورائه ليدلف بها القصر غير آبه بصراخها و كلماتها المتوسلة له بتركها.. صعد بها إلى الأعلى وما ان وصل أمام باب جناحهما حتى ركله بقدمه بقوة ثم ألقاها على الاريكة يعنف ليصتدم ذراعها بحافة الاريكة الصلبة، صاحت ياسمين بألم و هي تحاول الوقوف و الهرب بعيدا عن براثن هذا الوحش الذي يتربص بها.

اتكأت بيدها السليمة لترفع جسدها قليلا حتى صفعها بقوة لتسقط مجددا،وضعت يدها على خدها ثم رفعت رأسها لتجده يقف أمامها بطوله الفارع و ملامح وجهه المخيفة لترتجف برعب و يزداد نحيبها...

و كأن الماضي يعيد نفسه من جديد، و آدم يعود كما كان من قبل، ذالك المتوحش العصبي الذي يتحول إلى شيطان لا يرى و لايسمع شيئا سوى

صوت غضبه.

همست ياسمين بنحيب :"ارجوك يا آدم اسمعني...".

نظر لها بشر قبل أن يهتف بشراسة أعماها الغضب :"ما انا فعلا حسمعك بس يا ترى حتقولي إيه... اكمل و هو يخلع ساعته الفاخرة و يرميها على الأرضية بقوة افزعتها ثم فتح أزرار أكمام قميصه مشمرا عن ساعديه لتظهر عروق يديه المنتفخة بسبب غضبه...



"مراتي اللي استأمنتها على اسمي و سمعتي و شرفي استغفلتني و لبست فستان من بتوع بنات الليل عشان توري جسمها للرجالة اللي في الحفلة... مراتي اللي عارفة اني بغير عليها بجنون و مستحملش ان حد يشوف وشها او ايديها تقوم هي مورياهم جسمها،.. عجبك الحقير و هو بيتغزل بيكي و بجمالك ".

ياسمين ببكاء :" و الله مش قصدي كده انا.. ".

آدم بصراخ:"لا قاصده.. قاصدة تجننيتي و تطلعي شياطيني عليكي... بقى انت يا ياسمين تعملي فيا كده خليتي اللي يسوا و اللي مايسواش يتفرج عليكي، يشوف حاجة ملكي انا لوحدي...".

جذبها من خصلاتها بقسوة لتتلوى بألم من قبضته التي تزداد على شعرها ليرفعها لتصل الى مستواه، ويقربها من وجهه ليهمس في اذنها بفحيح:" انت مش حاسة بالنار اللي جوايا كل اما افتكر نظراتهم القذرة ليكي... عارفة ايه أسوأ من احساس الراجل لما يلاقي رجالة ثانية بتبص على مراته بشهوة.. انه يكتشف ان مراته هي اللي سمحتلهم بكده... بنات كثير كانوا لابسين فساتين عريانة اكثر منك بس مكانوش في نص جمالك... انت عارفة انك حلوة جدا و مثيرة و بما ان زوجك المتخلف مانعك انك تعيشي حياتك و تلبسي زي ما انت عاوزة فقلتي ليه لا ما استغلش فرصة حفلة صاحبتي و استغفله و احطه قدام الأمر الواقع... تصدقي أن انا اللي غلطان

انا اللي تساهلت معاكي دلعتك و عاملتك على انك أميرة كنت عارف و متأكد من أن حيجي يوم و تغدريني بالشكل داه... عشان الستات كلكم طينه واحدة في الأول عاوزة تكملي دراسة و تتخرجي.. ساعدتك بكل جهدي و وفرتلك كل الكتب و الملازم اللي انت محتاجاها و كنت بدرسك بالساعات رغم تعبي من الشغل و كنت بوصلك و بجيبك كل يوم بنفسي و اطمن عليكي ...و بعدين بقيتي عاوزه تروحي لمامتك قلت ماشي بردو حقها نروح و نبات كمان مكفاكيش كل داه قلتي خليني ادوس كمان ...تغيرت علشانك و بقيت بواضب على جلسات الدكتور النفسي بتاعي علشان عاوز اعيش معاكي حياة طبيعية كنت خايف عليكي أكثر من نفسي.. خايف أئذيكي في لحظة غضب زي ما عملت المرة اللي فاتت... انا حكيتلك كل حاجة عني و انت يقيتي عارفة كل ظروفي اللي يفرحني و ايه اللي يضايقني و عارفة كمان انك اغلى حاجة عندي في حياتي كلها و ان انا مليش غيرك و قلتلك من قبل انك لو عملتي حاجة تضرني حتوجع منك جامد و يمكن ارجع لنقطة الصفر دا انا وصلت بكيت في حضنك زي الطفل ..".

صرخت ياسمين ببكاء و هي تشعر بأن شعرها سينقلع في اي لحظة في يده :" انا آسفة و الله آسفة دا كام مجرد فستان... سالي و ملك هما اللي... تريقوا على فستاني فأنا طلعت اغيره... و الله.. و الله مقصدتش حاجة غير دي...

آدم و هو يهدر بصوت عال:"سالي و ملك مين دول اللي يتجرأوا يتكلموا على مرات آدم الحديدي.. كنتي قلتيلي و انا كنت محيتهملك من على وش الأرض زي ما حعمل ما سهى و صفوان الكلب ...تؤتؤ حجتك ضعيفة، انت المرة الماضية متعاقبتيش كويس عشان كده لازم تتعاقبي عشان متفكريش تعملي حاجة ثانية".

تلوت ياسمين بين يديه ليدفعها آدم باشمئزاز ثم يتجه الى باب الجناح يوصده بالمفتاح...ثم امتدت يداه الى حزام سرواله ينتزعه بعنف و هو يطالع هيئتها المرتعبة بابتسامة شبيهة بابتسامة شخص مجنون.

أتجه نحوها ليمسك ذراعها لتنتفض ياسمين قائلة :" آدم و النبي.. الموضوع بسيط و انا اعتذرت و وعدتك اني مش حكرر غلطي ثاني ارجوك سامحني".



تجاهلها و هو يجرها الى غرفة النوم غير عابئ بتوسلاتها و كأن قلبه الذي كان ينبض بحبها تحول إلى كتلة حجرية لتعلم ياسمين بأنه لا فائدة من الاعتذار لانه لم يسامحهاو لن يتراجع عن فعل مايريد

لتهتف من جديد بصراخ:" اوعى سيب إيدي انت عاوز إيه، يا رتني ماكنت وافقت اتزوجك، انا بلعن الساعة اللي دخلت فيها شركتك".

آدم بجمود:"يعني غلطانة و بتقلي أدبك... انا حخليكي تندمي أكثر بعد اللي حعمله في جسمك الي فرحانة و انت بتعريه قدام الرجالة ".

ارتجفت برعب من كلامه لتتوسله بضعف :"لا يا آدم متعملش كده و الله حموت مش حستحمل ".

آدم و هو يدفعها على السرير :" شكلك نسيتي و انا عاوز افكرك... حخليكي تشوفي وشي الحقيقي عشان تبقى مرة ثانية تفكري الف مرة قبل ما تعصي اوامري".

قالت و هي تنفي برأسها بهستيريا :" انت مريض".

زاد جنونه من كلماتها لاتعلم انها قد ايقضت الوحش النائم بداخله، هجم عليها ممسكا بخصلات شعرها الأشقر قائلا بهمس مرعب :" مجنون بيكي يا ياسمين انت لازم تعرفي انك ملكي انا.. جسمك و عقلك و حتى نفسك ملكي انا، يلا قولي انا ملكك يا آدم".

حاولت التملص من قبضته قائلة برجاء:"ارجوك يا آدم سيب....".

آدم و قد ازداد جنونه:"إجابة غلط يا حبيبتي و عشان كده لازم تتعاقبي".

صاحت ياسمين بأعلى صوتها بعد أن نجحت في دفعه:" انت مجنون و مريض و استحالة تتعالج.. طلقني انا مش ممكن اعيش معاك لحظة بعد كده..".

هنا فقد أدم آخر ذرة من عقله ليحك بسبابته جانب شفته السفلى ثم أغلق عينيه بقوة محاولا استنشاق اكبر قدر من الهواء قبل أن يهوي على جسدها بحزامه الجلدي الذي لفه باحكام حول يده.

صرخت بقوة حتى كادت احبالها الصوتية تنقطع واضعة كفيها حول وجهها لتحميه من ضربات الحزام المؤلمة حتى الموت التي هبطت على بشرتها الرقيقة.



تابع ضربها بوحشية وقد اعماه الغضب على صراخها الذي هز كامل أرجاء القصر...

توقف عن ضربها ثم رمى الحزام بجانبها و هو يحاول السيطرة على أنفاسه الثائرة التي كانت تعلو و تنخفض بسرعة كبيرة، مرر يده ليمسح جبينه المتعرق و هو يراقب تلك اللي تكومت على السرير تنتحب بخفوت... فستانها متمزق بسبب قوة الضربات و جسدها امتلئ بالجروح و الدماء

انحنى ليجلس بجانبها ليمسح بيده على شعرها لتعلو شهقاتها و يزداد بكائها ليهتف بهدوء لا يتناسب مع غضبه :"ششش بلاش تبكي دلوقتي وفري دموعك لبعدين...عشان عقابك الحقيقي لسه مبدأش..دي بس قرصة وذن عشان سمحتي لحدلغيري يشوف حاجة تخصني...

خلل اصابعه داخل خصلات شعرها قبل أن يمسكه باحكام و يرفع رأسها حتى أصبح وجهها مقابلا لوجهه..

تفرس ملامح وجهها الغارقة بالدموع، وجنتاها ملطخة ببقايا الماسكرا،و شفتاها مدميتان من أثر صفعاته اما شعرها مبعثر بفوضوية على وجهها و عنقها الذي امتلأ بالجروح... فستانها الذي تمزق من قوة الجلدات....

آدم بسخرية :"بقى عاوزة تتطلقي و ياترى داه حيحصل ازاي مستنية وعد الكلب اللي اسمه صفوان عشان ينقذك مني خليه ينقذ نفسه مني الأول..صدقيني حخليه يتمنى الموت و مايطولوش".

جلس على حافة السرير ثم رماها على الأرضية بحيث أصبحت تحت قدميه، لتتأوه ياسمين من شدة آلالام التي تكاد تفتك بجسدها.ثم صاح بها:"مكانك هنا خدامة تحت رجلي لغاية متتربي و تبطلي تعصي اوامري، مفيش خروج من الاوضة دي نهائي و التلفون كمان ممنوع و دلوقتي خلينا نشوف موضوع الحبوب داه".

رفعت عيناها الدامعتان لتجده ينظر لها بجمود... نظراته باردة، خالية من اي مشاعر، عيناه التي تحول بياضها الى الاحمرار الشديد، خصلات شعره التي التصقت بجبينه المتعرق ازرار قميصة المفتوحة لمنتصف صدره..



كلماته التي اشعرتها بالإهانة و الظلم،تعلم انها أخطأت و لكنها لم تتوقع أن يعاقبها بهذه القسوة.. ظنت انها حبه سيشفع لها عنده.. توقعت صراخه، لومه و عتابه... عدم التحدث لها ليومين او ثلاثة... لكن ان يضربها و يهينها و كأنها ليست هي نفسها حبيبته و زوجته التي كان ينام في أحضانها كأنه طفل وديع...

راقبت خطواته و هو يتجول في أنحاء الغرفة.. فتح ادراج التسريحة واحدا تلو الاخر ثم اتجه الى غرفة الملابس ليغيب عدة دقائق و يخرج منتقلا الى الحمام... لحظات ثم ظهر من جديد يحمل في يده علبة دواء لم تعرف ماهيتها....

انحني على ركبتيه امامها ليضع العلبة داخل يديها و يضغط عليها بشدة.. تجاهل تألمها وهو يسألها بهدوء مخيف:"ممكن اعرف إيه دي؟".

حركت برأسها نفيا و هي تهمس بعجز:"معرفش..و الله معرف... صدقني يا آدم.. آه.. ".

صرخت عندما قبض على فكها بأصابع قائلا:"مش قلتلك عقابك الحقيقي لسه ما بدأش...بتستغفليني ثاني يا ياسمين... بتاخذي حبوب منع حمل... مش عاوزة تخلفي مني، ياترى مخبية عليا إيه ثاني...".

صرخ في آخر حديثه لتنتفض ياسمين و هي تصرخ بهستيريا :" كذب و الله كذب... ارجوك سيبني و الله معملت حاجة ارحمني..".

امسكها من شعرها بقوة ليرفعها الى أعلى ليصرخ بأعلى صوته:" انت اللي كذابة ..خنتي ثقتي فيكي و استغفليتي... ياترى بتحبيني بجد و الا بردو كان تمثيل اصل اللي زيك قادر يعمل كل حاجة بس ملحوقة حخليكي تفكري الف مرة قبل ماتعملي ...".

دفعها أمامه ثم ألقاها على السرير و ارتمى فوقها ليكبل تحركاتها...امسك راسها بين يديه :"عاوزك تصرخي بكل قوتك عشان ليلتك حتكون طويلة جدا.. حخليكي تحملي بابني الليله ".

استجمعت باقي قواها لتدفعه عنها دون فائدة و هي ترى اصراره على أخذها غصبا مرتسما في نظرات عينيه..

فاجأها بصفعة قوية شعرت بعدها انها فقدت حاسة السمع قبل أن يبتعد و يبدأ في نزع ثيابه العلوية ثم يحكم ربط معصميها معا بطرف قميصه و يثبت الطرف الآخر بمسند السرير...

صرخت بأعلى صوتها، توسلته بجميع عبارات الرجاء ان يتركها،شعور العجز و الضعف زادامن من آلامها لتشعر و كأنها قطة ضعيفة تحت رحمة وحش يستعد لالتهامها و التلذذ بمذاقها....

ظل يأخذها لساعات مرارا و تكرار دون رحمة بجسدها الذي أصبح كخرقة بالية يحركه كما يشاء بعد أن استسلمت أمامه تنتظر فقط متى ينتهي هذا العذاب..

ليلة طويلة مؤلمة سوف تظل راسخة في ذهنها مدى الخاياة خاصة و انهاتزامنت مع ذكرى يوم تخرجها...

ابتعد عنها أخيرا تاركا اياها كجثة هامدة.. ساكنة في مكانها لاتصدر منها اي حركة سوى أنفاسها التي تدل على بقائها على قيد الحياة..تشعر بألام رهيبة تكاد تفتك بها لم تستطيع حتى تحريك يدها لتغطي جسدها العاري عن انظاره...

انتهى من ارتداء بنطاله ثم رمى الغطاء فوقها باهمال قبل أن يتجه الى الخارج....

صفع الباب وراءه بقوة لتنكمش مكانها ثم تنفجر بالبكاء...

وقف آدم أمام المسبح الكبير الذي يتوسط الحديقة الخلفية القصر.. استنشق بعض الهواء البارد قبل أن يرفع هاتفه و يضغط بعض الارقام :"ناجي في خلال ساعتين عاوزك تلاقيلي الكلب اللي اسمه صفوان الجندي و ترميه في اي مخزن من بتوعنا لحد ما اجيلك.. مش عاوز تأخير".

أغلق سماعة الهاتف ثم رماه جانبا قبل أن يلقي بنفسه داخل المياه الباردة علها تطفئ نار الغضب و الانتقام التي نشبت بداخله.

....................

في فيلا زاهر

جلست رنا على طرف السرير بعد أن غيرت ملابس الحفلة إلى أخرى بيتية مريحة... نظرت لزاهر الذي خرج لتوه من الحمام ينشف شعره و هو يدندن لحن اغنية مصرية قديمة...توقف عن الغناء عندما شاهد علامات القلق بادية على وجهها بوضوح...

زاهر بتعجب:"مالك ياحبيبتي.. ايه اللي مضايقك؟".

رنا بقلق:"خايفة على ياسمين اوي.. خايفة جوزها يعمل فيها حاجة زي المرة اللي فاتت".

رمى المنشفة بعيدا ثم جلس بجانبها و حاوط كتفيها بذراعها متأملا وجهها الفاتن الخالي من مساحيق التجميل و هو يقول بحنو:"متقلقيش آدم بيحبها و مستحيل يؤذيها....و بعدين لما انت خايفة عليها كده ادتيها فستانك ليه؟ داه انت اشتريتيه عشان تلبسيه في البيت ".

رنا بتبرير:"و الله انا قلتلها انه قصير ومينفعش تلبسه في الحفلة قدام الناس بس بس اللي عندتت و أصرت انها تلبسه عشان تستفز بيه ملك و سالي".

زاهر بسخرية:" تقوم تلبس فستان عريان؟".

رنا برجاء:" و النبي كلمه يا زاهر قله ان رنا عاوزة تقول لياسمين حاجة مهمة متتأجلش للصبح".

زاهر :" يا بنتي ما انا كلمته من شوية مردش فأكيد مشغولين... اكمل بخبث و هو يميل عليها:"تعالي بقى عشان أنا اللي عاوز اقلك حاجات مينفعش تتأجل ثانية ".

دفعته عنها و هي تقول بغيظ:"مفيش في دماغك غير قلة الأدب.. عديم الاحساس على الاقل قدر ان انا قلقانة على بنت خالتي لأحسن الوحش صاحبك يكون عمل فيها حاجة".

زاهر بضحك :"ما انا مقدر و فاهم و عارف... الدور و الباقي عليكي انت يلا تعالي بقى مش حعملك حاجة انا تعبان و عاوز انام بس".

رنا و هي تقف أمامه:" يا سلام ،ما انت كل مرة بتقول نفس الكلام و بعدين... ".

جذبها فجأة من يدها دون أن تنتبه له لتسقط فوقه، حاوط خصرها بيديه ليمنع هروبها و هو يهمس اما وجهها :" و بعدين إيه كملي ".

عضت شفتها السفلى بأسنانها لإخفاء توترها بسبب تأثير لمساته عليها قبل أن تردد بخفوت:" مفيش ".

وضع كفه خلف رأسها ليقربها منه أكثر حتى بات يتنفس أنفاسها قبل أن يقول بنبرة عاشقة :"بحبك.... بعشقك".

تخدرت رنا كليا و هي تدقق النظر داخل عينيه الزرقاء بتوهان

و كأنها تستمع لكلماته لأول مرة لتهمس دون وعي :"و أنا كمان..".

ابتسم داخله برضى و هو يلاحظ تأثيره عليها، قلبها بحركة سريعة لتصبح هي اسفله استعدادا لبدء ليلة جديدة من ألف ليلة و ليلة خاصة بزاهر و رنا فقط....

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

"يعني ايه مقدرتوش تلاقوه.. ايه يا ناجي انت حتهزر حتة كلب قدر يفلت من إديكم.. بقلك ايه انت و الاغبياء اللي معاك مش عاوز المح خلقة حد فيكم غير و ابن الجندي معاكم.. مفهوم".

هدر آدم بعنف بعد أن اخبره رئيس حرسه بعدم قدرتهم على إيجاد صفوان.

رمى هاتفه جانبا ثم مال بجسده الى الامام ساندا ذراعيه على فخذيه مطأطََأ برأسه الى الاسفل... منذ ساعات و هو يجلس في مكتبه بعد أن خرج من المسبح و غير ثيابه الي أخرى نظيفة،يفكر في تلك التي تركها بالأعلى منذ ساعات...

رفع رأسه لينظر الى الساعة الكبيرة المعلقة بالجدار ليجدها تشير الى الخامسة صباحا...

زفر بضيق ثم جذب جهازه المحمول الذي كان قد فتحه منذ ساعة ليراقب ياسمين التي كانت لاتزال غارقة في النوم....

لم يكن يتوقع ان الامور ستسوء لهذه الدرجة..الغضب و الشعور بالخذلان لم يتركا له ذرة تعقل...

دقق النظر في شاشة الحاسوب ليجد ياسمين قد استيقظت.

لا تعلم كم الوقت او كم ساعة ظلت نائمة كلما تعلمه انها تشعر بآلام رهيبة في كامل أنحاء جسدها و ثقل كبير في رأسها، تحاملت على نفسها حتى استطاعت بعد عدة محاولات الوصول إلى طرف السرير...

نظرت في أنحاء الغرفة لتجدها فارغة، تنهدت بحزن ثم استندت على الطاولة المجاورة للفراش ثم على الحائط الى ان وصلت إلى الحمام... دلفت لترمي الملائة التي كانت تستر بها جسدها...

وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها المتألمة عندما رأت انعكاس صورتها في المرآة... جسدها مدمر للغاية تملؤه الكدمات الحمراء و البنفسجية...

و آثار الحزام منتشرة على كامل فخذيها و ذراعيها....

جرت ساقيها بصعوبة لتقف تحت صنبور المياه البارد،احتضنت جسدها بذراعيها قبل أن تنخرط في موجة بكاء خافتة...

كيف طاوعه قلبه على ضربها و انتهاك جسدها بهذه الوحشية...كيف ستبرر له فعلته الشنيعة، هل يظن انها رخيصة لهذه الدرجة حتى يفعل بها ما يشاء و كأنها جارية او عبدة لديه اشتراها بنقوده....يكفيها ضعفا و استسلاما، لن تسامحه هذه المرة حتى لو مات ندما أمامها...

حتى لو كانت تحبه و تهيم به عشقا لن يشفع له حبه هذه المرة، فعلته تجاوزت كل الحدود.. ضرب، اهانة، اغتصاب، اتهامها بشيئ لم تفعله، لو انه سمعها، لو انه صدقها... يبدو أن زواجهما قد وصل لنهايته فعندما تنتهي الثقة يسقط الحب...

زواجها كان غلطة، رجل بارد و غامض مثله لن تستطيع التأقلم مع طباعه الصعبة التي تتغير كل لحظة كطقس فصل الشتاء،

تذكرت كلمات غادة عندما قالت لها:"حيطلع عقده عليكي". رغم أنها لم تكن تنصحها حبا الا انها في الاخير اكتشفت انها محقة...

هولم يتغير و لن يفعل... لن يصبح شخصا طبيعيا خاصة مع شخصيتها الضعيفة الخاضعة التي تغفر له أخطائه بمجرد ارتماءه في أحضانها...

سوف تتركه هذه المرة، سوف تمضي في طريقها و تتجاوز و كأنه لم يكن موجودا في حياتها...

مسحت دموعها التي امتزجت مع قطرات الماء قبل أن تضغط على مقبض الدش ليتوقف سيل المياه.

جذبت المنشفة و لفتها على جسدها ثم خرجت من الحمام متجهة الى غرفة الملابس....

اختارت فستانا من اللون البني الغامق طويل حتى قدميها و بأكمام كاملة، اخفى كامل جسدها ثم خرجت الى حيث غرفة النوم...

عضت على شفتيها بألم و هي تنحني لتندس تحت أغطية السرير من جديد... ثوان و سمعت طرقات خافتة على الباب تليها دخول دخول امرأة يبدو من هيئتها و انها طبيبة....

فتح زاهر باب المكتب بعنف ليجد آدم يجلس على الاريكة و يضع حاسوبه على فخذيه، و

علامات التعب و الإرهاق بادية على وجهه،يبدو من هيئته انه لم يغمض له جفن البارحة...

جلس أمامه قائلا بقلق :

" في ايه يا آدم، ايه اللي حصل جايبني على ملا وشي من الفجر... ياسمين مالها؟ ".

لم يجبه آدم بل ظل يحدق في شاشة الحاسوب بدقة.. ليعيد الاخر سواله من جديد:

"انت ضربتها؟".

آدم دون أن يحيد بعينيه :

"حاجة بيني و بين مراتي انت مالك و بعدين الدكتورة فوق حتكشف عليها".

قفز زاهر من مكانه و كأن عقربا لدغه...اتسعت عيناه

بدهشة قبل أن يهدر بغضب:

" انت تجننت يا آدم... عملت في البنت إيه انطق؟ اوعى يكون اللي في دماغي "

أشار له آدم برأسه موافق.

دار زاهر حول نفسه كالمجنون، يعلم قسوة صديقه و عنفه،لكنه لم يتوقع ان يفعل شيئا كهذا و خاصة مع زوجته التي يحبها...

آدم "متقلقش هي كويسة".

زاهر "يا برودك يا شيخ... انا عمري ما توقعت انك تعمل حاجة زي دي و خاصة مع مراتك... دي ياسمين

يا آدم عارف يعني إيه ياسمين... انا طالع اشوفها بنفسي".

رمى آدم الجهاز جانبا قبل أن يلتحق بزاهر الذي خرج مسرعا من المكتب متجها إلى الأعلى...

آدم مناديا" زاهر استنى رايح فين "

امسكه من ذراعه ليمنعه من مواصله الصعود لكن الاخر نفض يده بقوة قائلا بغضب:

" آدم مش وقت جنانك مراتك..... ".

قطع شجارهما صوت ياسمين التي كانت تصرخ بجنون:

اطلعي برا... مش عاوزة حد.......

نظرا الى بعضهما بقلق قبل أن ينطلقا ركضا الى الغرفة...



فتح آدم الباب بلهفة ليجد ياسمين تقف مستندة بيدها على الطاولة الصغيرة الموضوعه بجانب السرير، و تمسك في يدها الأخرى احد التحف الصغيرة تلوح بها أمامها استعدادا لرميها على الطبيبة التي كانت تقف أمامها بقلة حيلة...

التفتت الطبيبة الي زاهر الذي دلف إلى الغرفة بعد آدم...

الطبيبة بحيرة :"دكتور زاهر الحمد لله انك جيت... مدام ياسمين رافضة اني اكشف عليها او أقرب منها حتى".

ياسمين بانهيار و هي تنظر لزاهر غير مصدقة لوجوده و كأنه منقذها :

"و النبي يا دكتور زاهر خرجني من هنا... خذني لعند ماما، انا مش عاوزة اقعد هنا.."

زاهر باشفاق:

"اهدي يا ياسمين. وانا اوعدك حاخذك من هنا... بس خلي الدكتورة مي تكشف عليكي عشان نتأكد انك كويسة"

قاطعته ياسمين بصراخ:

"لا مش عاوزة حد يقرب مني...محدش يلمسني، عاوزة اروح بيتنا بس، ارجوك خذني لماما متسبنيش هنا ".

زاهر و هو يقترب منها ببطئ:

"خلاص يا ياسمين اهدي بس و انا حعمل كل اللي انت عاوزاه بس بعد ما الدكتورة مي تشوفك مينفعش مدام سلوى تشوفك كده"

ياسمين ببكاء:

" لا انا كويسة انا بس عاوزة اروح من السجن داه....مش ححكي لحد اي حاجة و الله بس سيبوني امشي...

نظرت لآدم فزع و كأنها أدركت الان وجوده ليزداد صراخها و تشنج جسدها و هي تنفي برأسها

بهستيريا... انكمشت على نفسها و هي ترمقه بنظرات مرتعبة، و كأنها لا ترى إنسانا أمامها، بل وحشا يستعد للانقضاض عليها في أي لحظة، حتى بوجود صديقة و الطبيبة..

تذكرت هيئتة المخيفة ليلة البارحة و هو يجلدها بحزامه دون رحمة او شفقة، لدرجة انها شعرت بآلام جروحها تتضاعف، كلماته المهينة مازالت ترن داخل رأسها دون توقف...

نظراته المتهمة، صفعاته، قسوته التي لم تكن تتخيلها حتى في أسوأ كوابيسها و هو ينتهك حرمة جسدها بلا تردد لن تنساها بسهولة...

ظلمه لها، رفضه سماعها او تصديقها.. و في الأخير يتركها غارقة في دمائها دون أن يهتم ان كانت ميتة او مازلت على قد الحياة....

نظر زاهر الى آدم الذي كان يستند على الحائط في مدخل الغرفة و ينظر إلى ياسمين بنظرات مبهمة،

متفحصة، و كأنه يتفقد آثار جريمته....

ياسمين ببكاء و هي تشير لآدم :

"دكتور زاهر... خليه يخرج من هنا..مش عاوزة اشوفه عشان هو امبارح.....

اشاحت بوجهها بعد أن عجزت عن النطق بكلمات تصف أحداث ليلة البارحة...

جففت دموعها و هي تعاود النظر الي زاهر قائلة بحذر:

" مصدقنيش رغم اني حلفتله اني مش باخذ حبوب ...انا معرفش حتى شكلها و كمان مش بطلع كثير و لو طلعت يبقى معاه فحجيبها منين...

انت دكتور و ممكن تعملي تحاليل و اكيد حتعرف ان انا ما بكذبش...بس الاول خرجني من هنا.... انا حاسة

اني بتخنق مش قادرة اقعد هنا... لو سمحت خذني لماما".

زاهر و هو يشير لأدم بعينيه بأن يغادر لكن الاخر رفض و ظل واقفا مكانه دون حراك..

زاهر بيأس:

" طيب يا ياسمين خلي الدكتورة تفحصك و انا و آدم حنطلع برا و بعدين حنتكلم و نعمل كل اللي انت عاوزاه".

ياسمين بهيجان و هي تقذف التحفة من يدها :

"محدش حيقرب مني ابعدوا عني مش عاوزة اقعد هنا دقيقة.. خذني على المستشفى بتاعك و كلم ماما عشان تجيني هي و رنا..."

زاهر باشفاق على حالتها:

" خلاص تعالي.. انا حاخذك على المستشفى و في الطريق حكلم رنا عشان تجيلك..."

آدم مقاطعا حديثة بعد طول صمت :

"مراتي مش حتخرج من بيتها، لو احتجت اي أجهزة انا ممكن اوفرهالك،خلي الدكتورة تكشف عليها بس هنا... مفيش خروج"

ياسمين و هي تنظر له بعدم تصديق :

"انت أكيد تجننت انا مستحيل اقعد هنا بعداللي عملته.... انا بكرهك و مش طايقة اشوف وشك و اقسم بالله لو مخليتنيش اخرج حقتل نفسي ".

زاهر :

" آدم انت مش شايف حالتها... لازم ناخذها المستشفى حالا... دي ممكن يجيلها انهيار عصبي في اي لحظة و دا حيشكل خطر على حياتها... بلاش تضغط عليها أكثر من كده "

خرج آدم من الغرفة دون أن يجيبه متجها إلى الخارج ليتبعه زاهر...

........................................

قبل الحفل بساعات

زفرت غادة بضيق من مكالمات صفوان التي لاتنتهي

غادة بزهق:" ايوا في حاجة، بتتصل كل شوية ليه؟.



صفوان:"كنت عاوز اقلك اني رايح حفلة صاحبتك"

غادة باهتمام:ياسمين؟"

صفوان بضحك :"انت مفيش في دماغك غير ياسمين... على العموم متقلقيش الليلة حتكون نهاية

زواجها السعيد مع آدم الحديدي..خسارة هي حلوة و متستهلش يا ريتني كنت قابلتها قبله مكنتش فلتها من إيدي... "

غادة بسخرية :" انت اللي مفيش في دماغك غير النسوان... على العموم اكيد الحفلة اللي انت رايحلها حتكون مليانة بنات... ابقى اختار براحتك "

صفوان بغرور:" اختار؟ ما انت عارفة ان البنات هي اللي بتجري ورايا و بتترمي تحت رجليا ".

غادة باستفزاز:" دا كان زمان يا حبيبي، لما كنت صفوان الجندي... إنما دلوقتي مبقاش حيلتك حاجة، متزعلش مني ياروحي بس انت عارفني بحب اقول الحقيقة حتى و لو كانت بتوجع... ها مقتليش حفلة مين اللي انت رايحها ".

صفوان و هو يكتم غضبه:" الدكتور زاهر "

غادة:" طيب enjoy و متنساش تسلملي على البنات الحلوة.. ".

صفوان و هو يمز على اسنانه بغضب من اهانتها له:" طيب مش عاوزة تيجي ماهي بردو صاحبتك".

غادة ببرود:" لا معدتش صاحبتي بعد اللي انتوا خليتوني اعمله في ياسمين... على العموم انا كمان عندي party لازم احضرها اهو بحاول احتفل بنجاحي انا كمان ".

صفوان بخبث " في ال moon light كالعادةطيب ما تيجي بعد الحفلة نحتفل سوى...داه لو كنتي فاضية يعني ".

غادة بتلعثم:" لا انا رايحة عند سلمى دي صاحبتي هي ساكنة قريب من بيتنا.... و مش حتأخر، الساعة تسعة لازم اكون في البيت... "

صفوان :" طيب يا دودي خوذي بالك من نفسك... و ابقى ردي على تليفونك لما اكلمك ".

غادة قبل أن تقفل الخط:"ماشي... سلام ".

وضعت يدها على صدرها بخوف قائلة بصوت منخفض :"يخرب بيته هو بيراقبني، عرف منين اني بروح النادي داه... اووف انا ايه اللي وقعني معاه دا وسخ و مش بعيد يعملي حاجة..

اكملت بسخرية :و انا حخسر ايه اكثر ملي خسرته....بس انا لازم اخلي فؤاد الدمنهوري يتجوزني مش معقول افضل كده.... هو صحيح

اكبر مني بشوية... اووف شوية ايه يا غادة انت الثانية داه عمره حوالي ستة و خمسين سنة يعني أكبر منك باثنين و ثلاثين سنه.... دا قد ابويا او اكبر حتى... بس هو معاه فلوس كثير و دا الأهم...و بعدين انا مين يحيقبل يتجوزني بعد اللي هببته مع الكلب صفوان..

اتسعت ابتسامتها بخبث قبل أن تكمل :"بسيطة عملية صغيرة و ارجع زي الاول... و بعدين العجوز اللي اسمه فؤاد يحمد ربنا انه حيتجوز واحدة صغيرة و حلوة زيي... انا لازم الاقي حل لكل داه و لازم آخد حذري من صفوان انا حاسة انه مش حيعدي تجاهلي ليه بالساهل".

.........................

اما صفوان فبعد خروجه من الحفل و تشاجره مع آدم.. ظل يجول بسيارته لساعات منتظرا الاخبار حتى رن هاتفه

سهى:ايوا انت فين بقالي ساعة بكلمك"

صفوان:"انا كمان كنت مستنيكي بس التليفون فصل شحن... المهم اتكلمي في ايه؟.

سهى بقلق:" مش عارفة الغبية زينب قالتلي ان آدم خرجهم كلهم من القصر و اداهم اجازة يومين بس هي قالت إنها قبل ما تخرج سمعت صريخ ياسمين.. داه كل اللي عرفته منها".

صفوان :"طيب هي حطت البرشام اللي انت اديتهولها في الجناح بتاعهم".

سهى:"ايوا طبعا هي حطته في الحمام عشان محدش يشك في حاجة ".

صفوان:" طيب اقفلي و خلي بالك آدم مش سهل هي مسألة وقت و حيكتشف كل حاجة احنا استغلينا عامل المفاجأة عشان ننفذ خطتنا.. هو اكيد زمانه بيدور عليا انا عارفه عشان كده لو سألك اديه إجابة مقنعة و انا اياكي تديه رقمي او اي معلومة و لو كانت بسيطة... انا حختفي الايام دي بس اكيد حتصل بيكي عشان تقوليلي الاخبار.. ".

قطع الخط قبل أن ينفجر في نوبة ضحك شديدة استمرت لدقائق... قطع قهقهاته و هو يقول :" يا لهوي على دماغ النسوان و أفكارهم التافهة... أما انت هبلة يا سوسو... برشام ايه و حمل ايه، المسكينه مش عارفة ان انا بجاريها في خطتها الغبية بس عشان اشغل آدم شوية على الهدف الحقيقي... انا حستفيد ايه لو ضرب مراته او طلقها او مش عارف ايه... انا عاوزه يخسر فلوسه و املاكه و دا المهم عندي... عاوزه يفلس و يخسر كل حاجة و يبقى زيي و يرجع لنقطة الصفر،هو صحيح لو خسر مراته حتكونله ضربة قاسية عليه عشان باين عليه بيحبها بجد بس المهم ثروته...و حنشوف بعدها اذا كانت سهى حتفضل عاوزاه و مصممة عليه كده....

اما الكلبة الثانية اللي اسمها غادة فجا وقتها خصوصا على كلامها المهين معايا... جا الوقت اللي اخليها تتربى و تعرف تتعامل مع مين..

اخذ يقلب هاتفه بحرص قبل أن يصل إلى أحد الأرقام المضافة حديثا الى القائمة.. أهي.. الست فاطمة سيكة.. أشهر راديو في الحارة الزبالة بتاعت غادة شوية معلومات على شوية صور بسيطة للست دودي و حتبقى فضيحتها على كل لسان.. عشان تتعلم تلعب على اسيادها".

انتهى من الحديث مع الجارة فاطمة التي استنكرت اتصاله في وقت متأخر لكنها بعد أن سمعت منه المعلومات التي كانت تشغل تفكيرها طوال المدة الماضية فرحت.. رغم أنها لن تستفيد شيئا لكن هذا

حال الاشخاص الفضوليين يريد معرفة كل الأخبار حتى و ان كانت لاتخصهم.

فتح درج سيارته ليأخذ هاتف قديم الطراز نوعا ما ثم فتحه و ضغط على الرقم الوحيد الموجود به.. جاءه الرد بعد محاولات قليلة.

علي:"أهلا... أهلا يا باشا منور كنت مستني مكالمتك:"



صفوان:"ها... عملت إيه طمني؟".

علي :"كل خير يا باشا نفذت اللي قلتلي عليه بالحرف و انا و الرجالة رهن اشارتك لو عاوز نروح دلوقتي ننفذ.."

صفوان مقاطعا:"لا مش دلوقتي... بكرة نفس الوقت داه عاوزك تحول المخازن اللي انا قلتلك عليهم رماد...انت عارف شغلك كويس و حتى لو ما اتصلتش بيك تنفذ... و بقية فلوسك حبعثهملك مع الواد سيد بعد ما تخلص كل حاجة".

علي:"طبعا ياشاكر بيه و انا تحت أمرك... "

صفوان:" يلا سلام"

(شاكر هو اسم صفوان اللي انتحله عشان علي ميعرفش هو مين بالضبط)

...........................

دلف آدم من جديد الى مكتبه و تبعه زاهر الذي كان ينادي عليه بإلحاح..

زاهر :" يا آدم استنى انت رايح فين...

آدم و هو يجلس على الكرسي و أمامه حاسوبه :عشان اكتشف الحقيقة...

زاهر باستهزاء:" حقيقة... و دلوقتي افتكرت الحقيقة بعد اللي انت هببته.. بقلك ايه مراتك حالتها صعبة و ممكن تتدهور اكثر من كده لازم ننقلها فورا للمستشفى.. "

آدم بصوت حاد:"ياسمين لو خرجت من هنا مش حترجعلي يا زاهر... افهم... هي مش حتسامحني على اللي انا عملته..."

زاهر بغضب:"انت ليه اناني كده... حتى في الوقت داه بتفكر في نفسك و بس، مفكرتش في صحتها، مفكرتش انها ممكن تنهار او تجيلها أزمة نفسية من اللي انت عملته فيها، مراتك دلوقتي صحتها اهم كم كل حاجة في دماغك... عالجها و بعدين ابقى فكر ازاي ترجعها ليك "

آدم و هو يركز في الشاشة :"لسه رافضه ان الدكتورة تكشف عليها.. ".

زاهر باستياء:" بصراحة عندها حق انت تصرفت بمنتهى الغباء.. انا عارف ان هي زودتها شوية بالفستان القصير اللي هي لابساه بس كنت تقدر تزعقلها شوية، تخاصمها يومين، أو حتى تديها قلمين يفوقوها بس انك تاخذ حقك منها بالقوة... دي صعبة الحقيقة خصوصا انك بتحبها... ".

آدم :" استفزتني و كانت بتصرخ عاوزة تتطلق و انت عارف ان انا بتجنن لما اتخيل انها ممكن تسيبني في يوم و كمان الواطي اللي اسمه صفوان بعث رساله على تليفونها بيقولها متنساش تاخذ الحبوب... ".

زاهر باستهزاء:" و انت بقى صدقت ان ياسمين ممكن تكون تعرفه؟ ".

آدم بجدية:"طبعا لا انا عارف الاعيبه الحقيرة، هو كان بيتصل بيها زمان بس هي مكنتش تعرفه او حتى كانت بتجاوبه، انا كنت بسمع كل مكالماتهم، انا بس تجننت لما هو تغزل بيها و بجمالها و كمان لما لقيت علية البرشام....مش عارف

بس مستحملتش و كمان هي غلطانة استغفلتني و راحت عملت حاجة من ورايا فمش بعيد تكون كمان

بتاخذ الحبوب.. "

زاهر بهدوء:" طيب نفترض انها كانت بتاخذ الحبوب دي... تفتكر جابتها منين؟ و كانت بتاخذها امتى و فين للدرجة دي انت مكتشفتش بالرغم من انك مركب كاميرات في كل القصر... "

آدم بملل :" يمكن امها هي اللي كانت بتجيبهولها، أو بعثت واحدة من الشغالين هنا... مش عارف يا زاهر انا لقيته و خلاص".

زاهر :" في حاجة مش طبيعية دي خطة جديدة زي اللي فاتت بس للاسف آدم الحديدي بكل ذكائه ووقع فيها من تاني... انا مش عارف ازاي تشك في مراتك كده للدرجة دي معندكش ثقة فيها؟ و بتصدق اي كلام يتقالك و من مين؟ من عدوك.. انا لو حد جالي و قلي ان رنا بتعمل حاجة من ورايا مكنتش حصدق ابدا عشان بحبها و بثق فيها و حتى لو جيت في يوم من الايام و شكيت فيها حبقى اتأكد الأول... دي ياسمين يا آدم، مراتك اللي انت اخترتها من كل بنات الدنيا، بلاش تغلط فيها أكثر من كده، هي استحملت معاك كثير و عندها حق في كل اللي ححتقرره بعد كده... سواء عاوزة تكمل معاك أو تسيبك و المرة دي انا مش حساندك عشان اللي انت عملته ميتغفرش و انا دلوقتي طالع عشان آخذها معايا "

آدم بحدة: زاهر انا مش غبي للدرجة دي عشان أصدق كلام شوية زي سهى و صفوان انا مشكيتش في مراتي و لو للحظة، انا كل حاجة شفتها قدامي... الفستان العريان اللي هي لبسته من ورايا انت لو كنت مكاني حتعمل ايه و انت شايف الرجالة بتبص على مراتك... انا لو كانت حفلتي كنت طربقتها على دماغهم، مكنتش حخلي واحد منهم يطلع سليم

و كمان البرشام اللي انا لقيته في الحمام، ساعتها مدريتش غير و انا بعاقبها... ضربتها جامد بالحزام و كملت اغتص.... ".

زاهر بغضب :" نهارك اسود كمان جلدتها، انت تجننت...

انا قلتلك انت عندك حق تزعل بس مكنتش اتوقع انك تعمل كده، انت كان ممكن تقتلها على فكرة،

انا رايح آخذها المستشفى و بعدين نكمل كلامنا و لو انه مش باقي كلام يتقال بعد اللي انت عملته يا صاحبي ".

راقب آدم باب المكتب و هو يغلق بعنف، ليزمجر بغضب كأسد جريح... لا يعلم ماذا يفعل، هل يتركها تذهب و يخسرها ربما للأبد، أو يجبر زاهر على معالجتها هنا و هو متأكد من استحالة شفائها خاصةو ان حالتها النفسية شبه مدمرة و بقائها في القصر معه لن يزيد وضعها الا سوءا...

تابعها من خلال الشاشة و هي تمشي بصعوبة مستندة على الطبيبة و علامات التألم بادية على وجهها... ألقت نظرة أخيرة ورائها قبل أن تركب سيارة زاهر لترحل بهدوء،

خرج آدم مهرولا من مكتبه و هو يصرخ باسمها، وصل إلى الحديقة ليرى ان السيارة قد ابتعدت، كم ود لو انه اتصل على الحارس ليأمره بمنع خروج السيارة لكنه لم يستطع حتى تحريك ساقيه، سقط أرضا على ركبتيه و هو يتابع خروج السيارة من بوابة القصر لتسقط دموعه كطفل صغير يبكي رحيل امه..

ليهمس بصوت ضعيف مرتعش:"متسيبنيش يا ياسمين... متسيبنيش لوحدي يا حبيبيتي و الله حموت من غيرك...".

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

ظل آدم في مكانه لدقائق طويلة او ربما لساعات.. ينظر إلى البوابة حيث اختفت سيارة زاهر و على متنها ياسمين....نظر خلفه الى مبنى القصر الذي بدا موحشا و فارغا كأنه قلعة أشباح....

مسح دموعه التي تسابقت على وجنتيه متمتما بهذيان :"راحت و سابتني لوحدي.... مش عاوز ارجع وحيد من تاني....ياسمين ارجوكي ارجعي.... انا مليش غيرك و الله... مليش غيرك.. ياسميييين...".

صرخ بأعلى صوته مناديا باسمها و هو يشعر و كأن سكينا حادا قد غرس في قلبه ،روحه غادرت جسده برحيلها، يشعر بالاختناق لمجرد تخيل عدم وجودها بجانبه في الأيام القادمة....تذكر أيامهما الجميلة التي امضياها سويا...كم كانت رقيقة و حنونة و صبورة، تحملت غضبه و عصبيته الزائدة و أوامره التي لا تنتهي... سجنها بالقصر و منعها من الخروج الى مكان.. ضربها و آذاها كثيرا و رغم ذلك إعادته الى أحضانها الدافئة... لكن هذه المرة يعلم انه تمادى كثيرا و لايستحق غفرانها.. و ربما لن تقبل بالعودة اليه مرة أخرى....

وقف من مكانه بصعوبة جارا قدميه بانهاك نحو مكتبه...اخذ هاتفه ليتصل بزاهر الذي أجاب بعد محاولات كثيرة....

زاهر :"ايوا يا آدم خير".

آدم بصوت متحشرج:"ياسمين.... ازيها ؟".

زاهر بنبرة عتاب :"عاوزني اقلك الحقيقة و الا اكذب عليك... مراتك نفسيتها مدمرة خالص و طول الطريق كانت بتهلوس و بتصرخ.. بقت خايفة من خيالها.. داه غير جسمها اللي تشوه، الدكتورة اللي كشفت عليها صممت تعمل تقرير عشان دي حالة اعتداء، بس انا أقنعتها انها تستنى لحد ما ياسمين تفوق و هي تقرر بنفسها...الدكتورة مش عارفة ان اللي عمل كده لا بيخاف من الناس و لا من الشرطة انا مش عارف انت ازاي عملت كده..؟ ".

آدم باختناق :" خليها بس تبقى كويسة و بعدين خليها تعمل اللي يريحها... ".

زاهر :" على فكرة انا أخذتها لمستشفى الأمل و دي قريبة جدا من القصر محبتش أخذها المشفى عندي عشان الشوشرة و كمان خالتها ما تكتشفش الموضوع.. خلي ياسمين هي اللي تقرر حتعمل إيه لما تفوق".

آدم بتنهيدة:" طيب و انا حبعثلك قاردز عشان يكونوا في حمايتها.. الكلب صفوان لسه هربان و معرفتش اوصوله.. و انا متوقع انه حيعمل اي حاجة...

زاهر بتأكيد :"تمام بس انت متجيش خليك بعيد الفترة دي، هي دلوقتي نايمة، الدكتورة ادتها مهدئ عشان تنام و ترتاح... حبقى اطمنك لما تصحى".

آدم :"تمام نص ساعة بالكثير و طقم الحراسة يكون عندك.. سلام".

اتصل بعد ذلك بناجي ليرسل بعض الرجال الى المستشفى و يرجع الخدم الى القصر....

بعد يومين

....... .......

يجلس آدم في حديقة القصر يفكر في ما حدث طوال الايام الفارطة و تحديدا منذ يوم الحفل....

رحيل ياسمين و مكوثها في المشفى ثم رجوعها الى منزل والديها، احتراق ثلاث مخازن تابعة لشركاته بشكل غريب في ليلة واحدة، عجزه الى حد الآن العثور على صفوان الجندي...

وضع كفيه على وجهه بتعب... يعجز عن التفكير او التصرف و كأن غيابها سبب شللا في خلايا دماغه...

خاصة بعد أن اخبره زاهر بأن التحاليل التي أصرت ياسمين على القيام بها تثبت انها لاتتناول تلك الحبوب مما جعل الأمور تزداد تعقيدا...

هو يصدقها، يصدق كل كلمة تفوهت بها تلك الليلة و يعلم انها مؤامرة و خطة جديدة من اعدائه و يعلم كذلك بوجود خائن في قصره و على الأرجح هو أحد العاملين هنا و قد راجع كل تسجيلات الكاميرا الا انه لم يجد اي شيئ غريب او غير عادي في تصرفات الخدم او الضيوف و الذين لم يكونوا سوى عائلتها...

لأول مرة يعترف بعجزه و وقوفه حائرا أمام مشكلة...

أخرجه من شروده قدوم ناجي و معه بعض الحرس....

ناجي :"كله تمام يا آدم باشا...احنا حطينا القاردز حوالين العمارة و كمان قدام الشقة بالرغم من أن سلوى هانم رفضت و طردتهم بس احنا فهمناها انه فترة مؤقته و يومين كده و حنمشيهم...

و كمان انا جبتلك ملف فيه تقرير عن كل الخساير اللي حصلت بسبب الحرائق و كمان الشرطة كانت عاوزة تاخذ أقوال حضرتك و اذا كانت بتتهم اي حد انه عمل كده، انا قلتلهم انك حتعدي عليهم في القسم لما حضرتك تقرر... و كمان... ".

توقف ناجي عن الحديث عندما رأى كريمة و هي رئيسة الخدم و تعمل بالقصر منذ سنوات عديدة، كانت تمسك يد إحدى الخادمات من ذراعها و تدفعها امامها بقسوة ...بينما الأخرى كانت تتلوى و تحاول الافلات من قبضتها و هي تستجدي عطفها و العفو عنها...

وصلت كريمة الى حيث يجلس آدم و ناجي...دفعت الخادمة بقوة حتى سقطت أرضا... لينظر لها آدم باستغراب..

آدم :"في إيه يا كريمة... مالها دي ضايقتك في حاجة؟".

كريمة بغضب :"لا يا آدم باشا البنت دي انا سمعتها كانت مستخبية في الجنينة الي ورا القصر و كانت بتتكلم مع واحدة... للأسف انا معرفتش هي مين، بس كانت بتقولها ان مدام ياسمين مبقتش موجوده و انها في المستشفى لحد دلوقتي و كمان كانت بتنقلها آخبارك و بتقول انها عاوزة بقيت حسابها او حاجة زي دي... دا الموبايل بتاعها ".

نظرت زينب الى آدم لتجده يرمقها بغضب شديد لتهرع ممسكة بيديه قائلة برجاء" ارجوك يا باشا ابوس إيدك... و الله هي.. هي اللي هددتني انا مليش دعوة انا غلبانة و في حالي.. ابوس إيدك سامحني.. "

آدم و هو يدفعها لتسقط على الأرض من جديد قائلا بهدوء مخيف:" احكي كل حاجة.. انا سامعك..".

زينب بخوف :"سهى هانم هي.. هي يا باشا..... اللي ادتني علبة دواء عشان أحطها في الحمام اللي في الجناح الرئيسي....و الله هددتني انا غلبانة و هي استغلت ضعفي.. ".

آدم مقاطعا:"و هي هددتك بإيه...".

زينب بتأتأة:"يا باشا.. ارجوك... انا مليش ذنب....... ااااه ".

صرخت زينب بألم عندما داس آدم بحذائه على يدها التي كانت تستند بها على الأرض...

لم يبال هو بصراخها بل زاد من ضغطه و هو يسألها من جديد:" قلتلك هددتك بإيه و إياكي تكذبي... اتكلمي و قولي اي حاجة و انا اوعدك اني مش حعملك حاجة ".

زينب ببكاء:" صفية هانم... انا كنت بنقلها اخبار القصر و بالتحديد اخبار ياسمين هانم... بس بنتها سهى هانم كانت كلمتني من فترة و هددتني اني لو مساعدتهاش حتقلك اني بتجسس عليك... و هي كانت طلبت مني اني... ".



نظرة واحدة من عينيه المخيفة كانت كفيلة ببث الرعب داخلها لتبتلع ريقها بصعوبة ثم تكمل

:" و الله انا رفضت و قلتلها مستحيل اني اعمل كده.... انا صحيح عملت حاجات سيئة كثير بس موصلتش لدرجة القتل.. ".

آدم بدهشة ممزوجة بالغضب :" قتل... ".

زينت بتأكيد :" كانت عاوزاني... اسمم ياسمين هانم بس انا رفضت بالرغم من انها ادتني مبلغ كبير اوي... ارجوك يا باشا سامحني و انا حمشي من هنا و مش حتشوف وشي ثاني... ابوس إيدك ".

لم يكن يستمع لباقي كلامها بل كان في عالم آخر... لم يتوقع ان تصل بها الجرأة تلك الحقيرة، هل جنت؟ و صغيرته كانت طوال الوقت قريبة من الخطر رغم أنها في بيته... ماذا لو أصابها مكروه، ماذا لو ان زينب قبلت او ان سهى استعانت بشخص آخر....

انحنى فجأة ليمسك زينب من طرحتها ثم صفعها بقوة شديدة لتصرخ زينب بألم..

" آآآآه يا حقيرة يا كلبة كل داه عشان الفلوس، ليه مجيتيش و قلتيلي كنت اديتك أضعاف اللي هي ادتهولك... ليه عملتي كده".

رماها أرضا بعد أن شعر بارتخاء جسدها من شدة الصفعات التي تلقتها ليرميها أرضا قائلا باشمئزاز

:"ناجي خده ارمي الزبالة في أي حتة لغاية ما أفضالها...".

شهق آدم و هو يستنشق الهواء بقوة عدة مرات....قبل أن يستدير متجها الى فيلا سعد الحديدي....

في منزل ياسمين بالحي الشعبي

استيقظت ياسمين متأخرة نومها بسبب المهدئات التي كانت تتناولها و تجعلها تنام لساعات طويلة... مطت ذراعيها بكسل قبل أن تنزل من سريرها الصغير و تخرج الى الصالة...

ابتسمت والدتها عندما رأتها ثم وقفت لتسندها و تجلسها بجانبها على الاريكة...

سلوى:"مشاء الله بقيتي كويسة يا حبيبتي... ووشك منور، الحمد لله.. ثواني و اجهزلك الاكل...".

ياسمين بتذمر:"لا يا ماما مش عاوزة اقعدي جنبي اصلك واحشاني جدا".

سلوى بحنو:"و انت كمان واحشاني ياقلبي بس خليني الاول احضرك حاجة تاكليها و بعدين نقعد نرغي مع بعض... ححكيلك أخبار الحارة كلها بالتفصيل ".

ابتسمت ياسمين لوالدتها التي توجهت بخفة إلى المطبخ لتحضير الطعام....

تنهدت بعمق ثم ارتخت بجسدها على الاريكة

و هي تتذكر آدم... لم يغب عن تفكيرها خاصة و علامات حزامه لاتزال تزين جسدها...لم تخبر والدتها سوى انها تشاجرت معه بسبب ذلك الفستان و انها امضت اليومين الماضيين بالقصر و لكن بغرفة أخرى قبل أن تأتي الليلة الماضية إلى هنا...

أقبلت سلوى و في يدها صينيه كبيرة رصت فوقها عدة اطباق و فناجين... و هي تقول بمرح:" انا عملتلك كل الاكل اللي بتحبيه...عاوزة الصحون كلها فاضية...".

ياسمين بضحك :"يا ماما هو انت فاكراني ايه فيل عشان آكل كل داه و بعدين هو انا كنت في صحراء و الا مكنتش باكل في بيت جوزي يعني..".

سلوى و هي تربت على شعرها بحنان :"لا يا حبيبتي بس انا عارفة اكل القصور و الناس الاغنياء شكل عالفاضي و مبيشبعش كتكوت دول ما بياكلوش غير السلطة... و بعدين مش يمكن تكوني حامل.... ".

ياسمين بانزعاج :" ماما انت ايه اللي بتقوليه داه..حمل ايه لسه بدري على الموضوع داه.... ".

سلوى باستغراب :" بدري؟؟ يا حبيبتي انت بقالك شهور متجوزة يعني مش بدري و لا حاجة و بعدين اهي بنت خالتك رنا اتجوزت بعدك و اهي حامل.. امبارح كلمتني خالتك رجاءو قالتلي.

ياسمين بدهشة :" رنا حامل... انت متأكدة يا ماما... طب انا حكملها حالا و اباركلها و بعدين هي ما قالتليش ليه... انا بجد مبسوطة اوي عشانها...ماما ممكن تليفونك عشان انا خالص شحن... .

سلوى و هي تمد لها بهاتفها:" انت اصلا مجبتيش تليفون معاكي... الظاهر نسيتي شنطتك في عربية جوزك".

ياسمين بكذب :"آآه يا ماما صح انا نسيتها حبقى اكلمه عشان يجبها...".

قاطعها صوت رنا الغاضب:"انت فين يا ياسمين الكلب...انا بقالي كام يوم بكلمك و تليفونك مبيردش...".

ياسمين بضحك :"لا بقى دي هرمونات الحمل و عاوزة اطلعيها عليا....مبروك يا روني انا لسه عارفة الخبر من ماما دلوقتي هي قالتلي...متتخيليش انا فرحت قد ايه.... ".

رنا و قد نسيت غضبها :"الله يبارك فيكي و عقبالك يا سوسو انت كمان...انت عند طنط سلوى صح ".

ياسمين :"ايوا اصل آدم عنده شغل كثير اليومين دول و بيبات في المكتب فقلت اجي اقعد عند ماما أصلها واحشاني هي و رامي... ".

رنا بحماس :" طيب انا حقول لزاهر و حجي عندك اصلك وحشاني و بالمرة اطمن عليكي ".

ياسمين محاولة تغيير الحوار :" طيب يا روني كلمي زاهر و تعالي و الا اقلك انا حجيلك... متنسيش انك حامل و الحركة الكثير مش كويسة على شانك... ".

رنا :" طيب انا مستنياكي متتاخريش... مع السلامة"



سلوى و هي تنهض من مكانها :" كملي اكلك يا ياسمين و انا داخلة اغير هدومي عشان اروح معاكي.... القردة رنا وحشاني اوي و بالمرة اباركلها ".

ياسمين بصوت منخفض:" يا نهار اسود دي رايحة معايا... انا مكنتش عاوزة رنا تيجي هنا عشان ماما متعرفش حاجة و دلوقتي هي رايحة معايا....رنت غبية و اكيد حتغلط قدامها بالكلام انا عارفة... و بعدين انا حروح ازاي دا انا حاسة ان جسمي لسة متكسر و مش قادرة امشي خطوتين...".

سلوى بتعجب :"بتقولي حاجة يا سمسم... ".

ياسمين بابتسامة مصطنعة :" لا يا ماما بقول حق م اغير هدومي عشان منتأخرش و حنبقى ناكل عند رنا...".

في فيلا زاهر مجدي

نظرت رنا الى زاهر الذي أصر على البقاء بجانبها منذ أن علم بحملها...

رنا بسخط:" زيزو... حبيبي و الله مينفعش كده انا حامل مش مريضة انت روح على شغلك و ياسمين و طنط سلوى جايين و حيفضلوا معايا... ".

زاهر و هو يحرك رأسه رافضا :" لا انت اتكلمنا كثير في الموضوع داه انا حاخذ إجازة مفتوحة و حعين مدير بدالي في المستشفى و حبقى اروح بس للضرورة... ".

رنا :" طيب ليه بتعمل كده؟ ".

زاهر و هو يداعب انفها بسبابته:" عشان عارفك مجنونة و مش حتلتزمي بتعليمات الدكتورة.. بتتنططي و بتجري زي العيال الصغيرة في الدرج و مش بتاكلي كويس فأنا حقعد معاكي هنا عشان آخد بالي منك فهمتي يا قمر ليه "

رنا بعبوس :" بتبالغ على فكرة.. ".

زاهر بضحك:" ببالغ انت ناسية اول مرجعنا من إيطاليا لما كنتي بتجري و تكعبلتي في الدرج و رجلك قعدت يومين مش قادرة تدوسي عليها... ".

رنا و هي تشاركه الضحك :" آه فاكرة و انت قعدت تضحك عليا.. يا شرير... ".

زاهر بغمزة:" الشرير حيبقى اب بعد ثمان شهور... انا لسه مش مصدق نفسي... انا كلمت ماما و أروى و قلتلهم و هما فرحوا جدا و حيحجزوا اول طيارة عشان ييجوا يباركولنا....".

رنا بابتسامة:" ييجوا بالسلامة انشاء الله...قلي بقى انت عاوز ولد و الا بنت ".

زاهر بتفكير :"لا انا عاوز الاثنين ... توأم يعني و حسميهم نورسين و ياسين، ايه رأيك في الاسامي انا امبارح طول الليل و انا بفكر في أسماء متشابهة فلقيت دول... ".

رنا بسخرية :" ايه الاسامي القديمة دي وحشين طبعا، انا حسميهم آسر و سيلين مودرن اكثر... ".

زاهر :"بقى نورسين و ياسين اسامي قديمة يا رنا؟؟

رنا بعناد :"ايوا دول ولادي و انا اللي حسميهم براحتي.. و بعدين مين قالك حيكونوا توأم.. لا انا عاوزة بنوتة بس ".

زاهر بخبث:" مممم ولادك لوحدك قلتيلي على اساس حتجيبيهم من السوبر ماركت... الظاهر انك عاوز تفتكري انهم ولادي انا كمان".

رنا و هي تبعد يده من على خصرها :"بقلك ايه بطل قلة أدب... الظاهر انت اللي مش عاوز تلتزم بتعليمات الدكتورة".

زاهر بضيق :" دكتورة بنت كلب... انا حخصم نص مرتبها لما ارجع المستشفى... ".

رنا بضحك :" و الله مجنون بس يا ترى لو هي سألتك ليه بتخصم من مرتبها حتقلها الحقيقة".

نظر لها بمكر و هو يقترب منها و يطبع قبلة خفيفة على شفتيها ثم قال :" طبعا حقلها...بقى بذمتك مش حرام اتحرم من القمر داه شهرين بحالهم بس كله يهون عشان ياسين و نورسين".

رنا و هي تدفعه :" بطل تقول الاسامي الوحشة دي و ابعد عني عشان عاوزة انزل تحت، ياسمين و طنط سلوى زمانهم وصلوا "

زاهر بمرح و هو يحملها بين ذراعيه :"تؤتؤ مش حسيبك تنزلي الدرج لوحدك... ولادي حيتعبوا و بالمرة اعملك حاجة تاكليها اكيد جعتي.. "

رنا بتذمر:" لا مش عاوزة آكل.. دي رابع مرة تخليني آكل النهاردة و لسة الساعة مكملتش احداشر الصبح.. على الحال داه آخر الشهر حبقى شبه الدب..".

زاهر و هو يضحك بضحك :"احلى دبدوبة في العالم و الله".

...............

في الحارة الشعبية

لطمت غادة خدها و هي تشاهد صورها الفاضحة و هي بين أحضان صفوان الذي أخفى وجهه، رمقتها جارتها فاطمه باشمئزاز ثم قالت:" هو دا بقى صاحب العربية الحلوة اللي انت عمالة تتمنظري بيها...و الا يكونش حد ثاني ".



غادة بانهيار:" و الله هو اللي ضحك عليا و عشمني بالجواز و انا صدقته... مكنتش عارفة انه حيطلع واطي كده، ارجوكي يا طنط استري عليا و امسحى الصور دي و متقوليش لامي على حاجة دي ممكن تروح فيها... ابوس ايدك متقوليش لحد ".

فاطمة :" لسه مصرة تكذبي... بقى عاوزة تقوليلي بنت زيك مثقفة و بتدرس في الجامعة حتوقع الوقعة دي...فاكراني عيلة و حتضحكي عليا بالكلمتين دول... دا انت من يومين مكنتيش طايقة تبصي في خلقتي و بتتاففي في الرايحة و الجاية دلوقتي بقيت طنط، بقلك ايه يا غادة انت عارفني كويس دا انا فاطمة سيكة اللي مفيش حاجة في الحارة دي بتستخبى عليا و انا عارفة كويس و متأكدة انك انت اللي بعتي نفسك و شرفك عشان الفلوس... ".

غادة ببكاء :" ارجوكي يا خالتي كفاية... انا لو كنت اقدر ارجع الزمن لورا مكنتش حعمل كده ابدا.. انا غلطت و اديني متحملة غلطي بس ماما لو عرفت مش حتستحمل ارجوكي متقوليش لحد... ".

فاطمة باستهزاء:" خايفة من الفضيحة، خايفة لأمك تعرف و مش خايفة من ربنا و انت بتعملي الحاجات القذرة دي... دا انت بعتي نفسك بالرخيص علشان شوية فلوس فوقي لنفسك عشان السكة اللي انت ماشية فيها اخرتها خراب... انا حمسح الصور و حعمل نفسي معرفتش حاجة، و دا اكيد مش علشانك عشان امك الغلبانة اللي متستهالش ان واحدة زيك توطي رأسها... بس روحي شوفي الكلب اللي انت ماشية معاه في الحرام زي ما دور عليا انا بالتحديد و بعثلي صورك اكيد بعث لواحد ثاني... و الأحسن انك تدوري على مكان ثاني تعيشي فيه علشان زي ما قلتي لو الجيران هنا عرفوا اكيد مش حيسكتوا...انا عندي بنات و بخاف ربنا و مش حفتح بقي بكلمة و دا وعد مني و دلوقتي اطلعي من بيتي و روحي حلي مشاكلك بعيد عني... ".

خرجت غادة من منزل جارتها و هي تمسح دموعها...كم تمنت في هذه اللحظة ان يكون صفوان أمامها لخنقته بيديها... تمتمت بتوعد :" اه يا واطي يا حقير و الله ما انا سيباك و لو آخر يوم في عمري... انا لازم اتجوز فؤاد بأسرع وقت و لو حتى في السر... انا خلاص ضعت و مفيش قدامي حل ثاني..".

وصل آدم لفيلا سعد الحديدي، رحبت به صفية بفتور فهي لم تنسى ذالك اليوم الذي طردها فيه هي و ابنتها من قصره...

آدم بنفاذ صبر:" سهى فين؟ ".

صفية و هي تجلس على الاريكة :" و انت عاوز منها إيه؟ ".

آدم و هو يعيد سؤاله بصراخ :" قلتلك بنتك فين؟ ".

صفية:" انت بتصرخ ليه متنساش انك في بيتي".

رمقها آدم باستهزاء قائلا :"احمدي ربك اني مش فايقلك بس متخافيش مش ناسيكي و حسابك جاي".

تركها و صعد الى الطابق العلوي... إتجه الى غرفة سهى ثم دفع الباب بقوة... لتصرخ سهى بفزع

:"ايه داه؟ انت تجننت حد يفتح الباب كده... آآه".

آدم بصراخ. هو يجذبها في شعرها :" و ليكي عين تتكلمي و تردي كمان بعد اللي انت عملتيه يا واطية...حاطة جواسيس في بيتي و كنتي عايزة تقتلي مراتي انا حوريكي حعمل فيكي إيه".

سهى بألم :"كذب و الله العظيم كذب انا معملتش حا... ".

قاطعها آدم بصفعة قوية جعلتها تسقط ارضا و قبل أن ترفع رأسها امسكها آدم مجددا من شعرها ثم هبط على خذها بصفعة أقوى و هو يقول بغضب :"انا ياما حذرتك و قلتلك اتقي شري احسنلك بس انت مصرة تضايقيني بخططك الحقيرة...فاكراني حبص لعاهرة زيك بتعرض جسمها للي يدفع اكثر زيه فاكراني اهبل و مش عارف بمغامراتك في باريس...دا انت بقيتي بتطلبي بالاسم هناك professional prostitude

سهى و هي تنظر له برعب :" و الله انا بطلت الحاجات دي من زمان و انت عارف بقالي شهور مرحتش باريس.. آدم ارجوك انا بحبك..".

دفعها باشمئزاز على الأرضية هاتفا بصوت حاد مرعب:" و هو اللي زيك يعرف يحب...طول عمرك أنانية و مبتفكريش غير في نفسك، متكبرة و بتبصي للناس من فوق و انت في الحقيقة واحدة زبالة ووسخة...و صدقيني حتى لو مكانتش ياسمين في حياتي عمري ما حفكر ابص لواحدة زيك... ".

سهى بجنون:"ليه... ليه هي أحلى مني في إيه؟ دي حتة بنت عادية من حارة شعبية فضلتها عليا و رحت اتجوزتها و سبتني انا... انا الوحيدة اللي تستاهل تبقى حرم آدم الحديدي.... ايوا كنت عاوزة اقتلها و اتخلص منها للأبد بس الخدامة الغبية اللي اسمها زينب رفضت تحطلها السم في العصير...كبابة واحدة كانت حتخليها تموت و ارتاح منها عشان تبقى ليا لوحدي.. انا عملت كده عشان حبي ليك انت ليه مش عاوز تحس بيا ياسمين متستاهلكش.. ".

آدم و هو يصفعها مرة اخرى:" انت بتقارني نفسك بمراتي...يا وسخة يا كلبة اياكي تنطقي اسمها مرة ثانية بلسانك القذر داه.... انت كل همك فلوسي و ثروتي انت مقدرتيش تحافظي على جسمك و شرفك ازاي كنتي حتحافظي على اسمي و سمعتي.. أخرج هاتفه من جيبه قبل أن يكمل.. انا سجلت اعترافك بمحاولة قتل مراتي و حقدمه للشرطة في أقرب وقت و ححرص انك تقضي بقية عمرك في السجن...

سهى و هي ترتجف بخوف :" لالا ارجوك يا آدم متعملش كده...إنا مقدرش ادخل السجن حموت... ".

انحنى آدم لمستواها ثم ربت على شعرها قبل أن يهمس في اذنها :" ايه رأيك نتفق.. انا حمسح الاعتراف و حعمل نفسي معرفتش حاجة بس في المقابل انت قوليلي على مكان الحقير صفوان".

سهى و هي تمسح دموعها :" بس انا معرفش... ".

آدم مقاطعا:" تؤتؤ... مش قلنا بلاش كذب يلا انطقي هو مستخبي فين؟ شوفي يا سهى انت عارفاني كويس لما احط حاجة في دماغي بوصلها و لو كلفتني حياتي.. و ابن الجندي انا حعرف ازاي اوصله سواء دلوقتي او بعدين.. و بمساعدتك او من غيرك حوصله فقوليلي هو فين عشان تنقذي نفسك و الا

انت عارفة الليلة حتباتي فين... في الحجز مع المجرمين اللي زيك".

سهى بخوف :" لالا بلاش السجن و انا حقلك هو كلمني امبارح... مستخبي عند واحد صاحبه في حي فقير منطقة..... "

برقت عينا آدم بنصر قبل أن يجذب هاتفه و يبعث رساله لناجي يخبره فيها بمكان صفوان....

اتجه الى الباب لتتنفس سهى بارتياح و هي تحمد الله على خلاصها من بين يديه...لكن ارتياحها لم يدم طويلا و هي تشاهده يغلق باب الغرفة بالمفتاح ثم يستدير و على وجهه ابتسامة شريرة...و مرعبة حد الموت..

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

زحفت سهى الى الخلف بجسدها و هي تنظر برعب الى آدم الذي كان يفك حزام سرواله ثم يثنيه بقبضته و هو يقول :" مش انت كنتي حاطة جاسوسة في القصر عشان تعرف اخباري انا و مراتي....طب ايه رأيك احكيلك انا بنفسي حصل إيه بعد ما رجعنا من الحفلة...".

سهى باستعطاف :"ارجوك منعملش كده... انا.. آآه".

صرخت بجنون عندما هوى آدم على جسدها بحزامه الجلدي "كفااااااية ،ارحمني ارجوك"

آدم بغل و هو يزيد من قوة ضرباته :" و انت مرحمتيش مراتي ليه لما كنتي بتخططي تقتليها...و الا انت مفتكرتيش الرحمة غير لنفسك و بس.. انا حذرتك و قلتلك قبل كده ابعدي عن طريقي بلاش تتحديني عشان لو حطيتك في دماغي مش حتاخذي من وقتي اكثر من نص ساعة بس انت اللي جبتيه لنفسك استحملي غضبي بقى ".

طرقات الباب العنيفة و صوت زوجة عمه الذي تصاعد و هي تصرخ بإسمه ترجوه ان يتوقف عما يفعله بابنتها لم يزده سوى قسوة و حقدا..

رمى الحزام من يده ثم انحنى ليمسكها بعنف من شعرها و يضرب رأسها عدة مرات على الأرضية...

و هو يهدر بغضب" من لما امك الحقير اتجوزت عمي و دخلتي عيلة الحديدي و انا مستحمل قرفك ووساختك و غرورك... مش كنتي بتقولي عليا ان انا لقيط و مليش لا أصل و لا فصل ها...عاوزة فلوس ليه... الرجالة الأجانب اللي كنتي بتنامي معاهم

مكانوش بيدفعولك كويس و الا انت مكنتيش بتشوفي شغلك كويس.. ".

تمكنت صفية من كسر باب الغرفة بمساعدة احد العاملين بالفيلا.... شهقت بقوة و هي ترى ابنتها مرمية على الأرض ثيابها ممزقة و ملوثة بالدماء...و آثار جلداته واضحة على ذراعيها و ساقيها..

اسرعت لتبعده عنها و هي تقول بصراخ :" يا مجنون.. انت عملت ايه... عاوز تموت بنتي في بيتي"

رمقها آدم باشمئزاز ثم ركل سهى مرة أخرى بقدمه قبل أن يبتعد قائلا :"متخافيش مش حوسخ إيدي باللي زيها... و بعدين الموت دا عقاب قليل على اللي هي عملته و انت أكيد عارفة بكل مخططات بنتك القذرة".

صفية بصراخ :" انا معرفش حاجة انت بتتكلم على إيه...انا كل اللي يهمني سهى انا لازم انقلها مستشفى حالا".

آدم و هو يجذبها من ذراعها بعنف :" مش حتخرج من هنا خليها زي الكلبة مرمية مكانها عشان تذوق الألم اللي عاشته ياسمين بسببها.... بنتك يا صفية هانم اتفقت مع زينب الشغالة اللي انت كنتي حاطاها جاسوسة في قصري عشان تقتل مراتي...و أنا حذرتكم قبل كده أن ياسمين خط أحمر و انت بعملتكم دي تجاوزتوا كل الحدود...و المرة دي انا مش حسكت و أعدي زي ماكنت بعمل قبل كده احتراما لعمي سعد...

جذب يدها ليضع فيها فلاشة و هو يكمل بسخرية :"الفلاشة دي فيها صور حلوة لبنتك اللي انت فرحانة بيها و هي في حضن رجالة فرنسا... اصل باين فيها مبتحبش المحلي...

تابع بتسلية و هو يراقب ملامح وجهها الشاحبة

:" كان عندي نسختين واحدة وديتها امبارح لبوليس الآداب و دي النسخة الثانية

هدية مني ليكي ابقي تفرجي عليها براحتك عشان لما تشوفيها صدفة في احد المواقع الاباحية متتصدميش اصل انا ناوي اشهرها...ما انت انت عارفاني بحب اشجع المواهب بكل أشكالها..".

صفية و هي تضع يدها على فمها و تنظر له بذهول:"

انت بتقول إيه؟ ".

ابتعد آدم عنها ثم نظر الى سهى التي كانت لا زالت في مكانها تئن بألم ليهتف ببرود :" لو كنتي اهتميتي

ببنتك و راقبتي تحركاتها و تصرفاتها بدل ما تراقبيني مكانش دا حصللها على العموم متنسيش تحضريلها هدوم كثير عشان حتشرف في السجن على الاقل خمستاشر سنة بتهمة محاولة قتل...للاسف انت عارفاني مستحيل اتسامح في حقي خصوصا لو تعلق الأمر بمراتي...".



نزل آدم الدرج تاركا صفية تهذي ب عدم تصديق لحقيقة ابنتها و الفضيحة التي ستلحقهما بسبب

تهورها...

استقبله احد حرسه أمام الباب ليعطيه آدم هاتف

قائلا بلهجة آمرة:" اسماعيل التلفون داه توصله للمحامي و تقله يخلص كل الاجراءات النهاردة قبل بكرة و أكد عليه و قله لو سهى اتحكم عليها اقل من

خمستاشر سنة سجن ينسى مهنته خالص..".

إسماعيل بطاعة:"امرك يا باشا انا حروحله دلوقتي عن إذنك".

أشار له آدم قبل أن يستقل سيارته متجها الى وجهته التالية....

بعد أكثر من ساعتين من القيادة المتواصلة وصل إلى المكان المقصود ليجد رجاله يطوقون المكان من جميع الجهات... ترجل من السيارة بعد أن فتح له أحد الحرس الباب،و ما أن رآه ناجي حتى استقبله قائلا

:" آدم باشا زي ما أمرت حضرتك محدش فينا لمسه..

قاطعه آدم ببرود :" هو فين؟ ".

ناجي:" جوا حضرتك.. ".

دخل الى داخل المبنى المهجور ليجد صفوان يجلس على أحد الكراسي و يدخن إحدى سجائره بارتياح و كأنه في منزله.

آدم بسخرية و هو ينزع جاكيت بدلته و ساعته البلاتينية الفاخرة و يضعهما أمامه على الطاولة

:"الظاهر عجبتك ضيافتنا.."

صفوان بسخرية مماثلة:"مش ناقصني غير وجودك يا سيف باشا"

رمقه باستهزاء قبل أن يجلس على الكرسي المقابل له لا يفصل بينهما سوى طاولة:"مممم... طيب يا.. صفوان لعبتك انت و الست سهى خلاص... انكشفت

و جا وقت الحساب".

صفوان بحقد :"لعبة إيه؟...خطط الغبية بنت عمك دي انا متاكلش معايا .. انا كنت عاوز اشفي غليلي منك و احرق قلبك على مراتك زي ما حرقت قلبي زمان على نرمين و أخسرك ثروتك و فلوسك كلها زي ما عملت مع بابا و مش حرتاح الا لما أعمل داه و لو كان آخر يوم في حياتي ".

آدم بقهقهة :" و هو انت فاكر انك لما حرقت الكام مخزن الفارغين دول تبقى حتخسرني فلوسي، عارف

انت مشكلتك إيه؟

تابع و هو يشير الى رأسه :"دماغك دا فارغ مليان بانتقام أعمى ملوش أساس من الصحة... نرمين االي بتتكلم عنها دي انا عمري ما اهتميت بيها و لا سعيت انها تكون معايا، هي لوحدها لما عرفت قد ايه انت انسان فاشل و مستهتر مفيش في دماغك غير الشرب و السهر و البنات زهقت منك و سابتك انا طول عمري عندي أعداء بسبب شغلي و ناس بتكرهني بس على الاقل السبب واضح،

و بعدين انت لما عاوز تنتقم كنت خليك راجل و تعالى واجهني مش تستخبى زي النسوان... ".

صفوان بصراخ و هو يقلب الطاولة من أمامه :" انا راجل غصب عنك يا ابن سمية و لو كنت استنيت

شوية كنت وريتك ازاي الرجولة لما ياسمين تتطلق منك و تبقى معايا...".

جن جنون آدم و هويستمع لتلميحاته القذرة ليعاجله بلكمة قوية على فكه جعلته يترنح الى الخلف ليجذبه آدم من ياقة قميصه بقسوة و يسدد له عدة لكمات متتالية على وجهه و بطنه ثم طرحه أرضا و هو لا يتوقف عن ركله بكل قوته...قائلا

:" متنطقش اسم مراتي على لسانك القذر يا كلب...

ياسمين انظف و اشرف من انها تعرف زبالة زيك

فاكرها غادة اللي باعت نفسها عشان شوية فلوس و في الاخر رمتك لما فلست و راحت اتجوزت واحد قد جدها بردو علشان الفلوس.. دي اللي العينة الوسخة

اللي تليق بيك، غادة و سهى و نرمين و اللي زيهم

... يلا قوم وريني رجولتك، مش قلت انك راجل

و حالف انك تواجهني و تنتقم مني و الا انت فاكر ان الرجولة بس مع الستات... يلا قوم انا مخلتش اي حد من البودي قاردز يجي جنبك علشان تبقى المواجهة عادلة بينا بس يا خسارة طلعت سوسو و مستحملتش خمس دقايق ضرب ".



ركله على معدته بساقه و هو يتفرس في جسده المرمي على الأرض قائلا باحتقار :" عارف انا كنت عاوز اقتلك و اخلص من قرفك للأبد بس مش عاوز اوسخ ايدي بواحد زيك كلب مايستاهلش فأنا حعمل زي ما عملت مع سهى، هي سلمتها للبوليس اما انت ففي حد انت وحشته اوي و كان بيدور عليك من زمان... فاكر روبرتو دي ماريو..".

سعل صفوان بشده و هو يمسح الدماء النازفة من أنفه و فمه ليقهقه آدم بقوة و هو يتابع :" ايه القطة أكلت لسانك، ساكت ليه.. الظاهر انك افتكرته مش هو نفسه متاع مافيا كوستاريكا اللي انت لعبت على بنته صوفيا و سبتها حامل و اختفيت...انا مش عارف انت ايه.. للدرجة دي اهبل و الا قذارتك غلبتك علشان تلعب مع ناس زي دي، لما انت مش قدهم

بتحكك عليهم ليه و الا هو عند و خلاص.. "

صفوان بصعوبة:" مكنتش... عار.. ف انها... بنته".

آدم و هو يركله على ساقه بقوة صارخا بجنون :"

يا كلب يا واطي.. و ياسمين كمان مكنتش عارف انها مراتي.. اقسم بالله لكون مسلمك للراجل داه بإيدي و ححرص على أنه ينهي حياتك بأبشع الطرق و لو

هو معملش كده حقتلك بإيدي...".

آدم بصوت عال:" ناجي تعالى سلم الزبالة دي للرجالة اللي برا انا تأخرت و لازم امشي عندي حاجات اهم لازم أخلصها... ".



خرج آدم من المبنى ليستقل سيارته من جديد متجها الى الفيلا الجديدة التي اشتراها لعدم قدرته على المكوث في القصر...

وصل إلى الفيلا ثم صعد الى غرفته لينعم بحمام هادئ بعد كل ما مر به من أحداث كثيرة هذا اليوم...



كانت الساعة تشير الى السادسة مساءََ عندما رن هاتفه

آدم بصوت هادئ:"اهلا يا زاهر".

زاهر :"إزيك يا آدم، اخبارك ايه انت كويس.."

آدم ببرود:"ما انت عارف....".



زاهر بتردد:"آدم انا كنت عاوز اقلك على حاجة مهمة تخص ياسمين".

قاطعه آدم بلهفة :"مالها ياسمين... جرالها حاجة، هي كويسة".



زاهر :"اهدى يا آدم مافيش حاجة هي بس كانت هنا مع مامتها جوا عشان يباركلوا لرنا... ".

آدم :" ما انا عارف انها كانت عندك يا زاهر، اخلص في ايه".

زاهر باندفاع :" كانت عاوزة تتطلق منك... و على فكرة مفيش حد من العيلة يعرف باللي حصل "

آدم محاولا تهدئة نفسه:"هي تكلمت معاك ؟

زاهر:"ايوا باين انها مصرة المرة دي و مش عاوزة تتراجع انا تكلمت معاها و فهمتها و قلتلها انكوا ممكن تبعدوا عن بعض فترة و لما تبقى هي كويسة

انت ممكن تتكلم معاها و تقنعها انكوا ترجعوا...

هي لسه بتحبك يا آدم بس مجروحة منك اوي انت لازم تلاقي طريقة تخليها تسامحك و ترجعلك"

آدم بتنهيدة عميقة:" انا عارف ياسمين كويس يا زاهر هي طيبة و قلبها ابيض و ممكن تسامحني بس المشكلة فيا انا... انا مستهلهاش ،و حرجع اغلط فيها ثاني و ثالث،.. "

زاهر بغضب:" انت اتجننت يا آدم عاوز تطلق مراتك و تسببها تتجوز راجل ثاني "

آدم باندفاع :" دا انا كنت اقتله و اقتلها"

زاهر :"اهو كده قربت أصدق انك حتسيبها "

آدم بتأكيد :" انا عمري ما حعمل كده.. ياسمين هي عيلتي الوحيدة،و انا مش حتخلى عنها بس كمان مش حرجع لها الا لما اتأكد اني استاهلها استاهل حبها.. "

زاهر:" اول مرة آدم الحديدي يعترف بأنه غلطان في حاجة و داه اكيد حاجة كويسة بس انت حتعمل إيه؟

آدم بغموض :"ححاول اتكلم معاها الأول و بعدين حقلك انا حعمل إيه"

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

بعد اسبوع في فيلا زاهر مجدي...

فتحت رنا عيناها لتجد نفسها مكبلة بين أحضان زاهر، نفخت بضيق ثم قلبت عيناها بملل في سقف الغرفة...جذبت يدها بصعوبة من تحت ذراعه التي كانت تطوق خصرها بقوة و هي تتمتم بحنق:"كل ليلة و انا متكلبشة كده زي الحرامي، امتى حتبطل العادة دي؟؟".

ابتسم زاهر قائلا دون أن يفتح عينيه :"أحلى حرامي في العالم.. معرفش انام غير و انت جوا حضني كده".

رنا و هي تحاول إبعاد ذراعه :"طيب حتعمل إيه لما بطني تكبر و تبقى زي البالون".

زاهر و هو يجذبها اليه :"بردو مش حتنامي غير في حضني ".

رنا باعتراض:" ابعد بقى خليني اقوم عاوز انزل تحت

ابنك جعان و عاوز ياكل ".

اقتنص زاهر قبلة خفيفة من وجنتها المكتنزة قائلا

:"و لا تتعبي نفسك يا حبيبي خمس دقايق و احلى فطار يكون عندك.. ".

رنا برفض :"لا انا عاوزة انزل زاهر ارجوك انا بقالي اسبوع في الاوضة دي زهقت و روحي قربت تطلع و النبي خليني انزل.. انا عاوزة اشم شوية هواء في الجنينة..

مالت لتمرر اناملها على صدره بدلال و هي تتابع

:"حتخنق يا زيزو من القعدة في الاوضة.. اهون عليك".

أغمض زاهر عينيه بقوة و هو يلعن في سره، هذه

المجنونة حتما تتعمد إثارة جنونه...

زفر بحنق قائلا من بين أسنانه :"روني حبيبتي... استهدي بالله كده و ابعدي عني لأحسن انا ماسك نفسي عليكي بالعافية...انا مش عارف الدكتورة الغبية ناوية تفك الحصار عليا امتى....

نظر لها بخبث و هو يتابع :" خلي بس الفترة دي تعدي و حتشوفي حعمل فيكي ايه... حطلع عليكي القديم و الجديد حعمل شهر عسل من ثاني، لا شهر ايه قولي شهرين ثلاثة... مليش دعوة عاوز اعوض كل دقيقة مرت عليا و انت قدامي كده زي القمر و مش قادر المسك"

رنا بتكبر زائف:" لا يا حبيبي اعمل حسابك انا لما اخلص الثلاث شهور حروح اقعد عند مامي..".

انتفض زاهر قائلا بصراخ:"نعم يا ختي.... قلتي ايه... سمعيني كده ثاني عشان الظاهر سمعتك غلط مامي ايه و بتاع ايه، بقلك ايه انت تنسي الفكرة دي تماما،

و لو عاوزة خلي مامتك هي اللي تيجي هنا".

رنا و هي تنظر له بوداعة كجرو لطيف:" حبيبي

ليه بتقول كده، مامي حتهتم بيا كويس و بعدين انت لازم تروح شغلك مش معقول حتقعد جنبي ثمان شهور..".

زاهر مستسلما أمام نظراتها:" يا حبيبتي انا اقعد جنبك العمر كله بس اللي انت بتطلبيه صعب جدا ازاي حقعد من غيرك طول المدة دي...

مش كفاية اني حتحرم منك الفترة الطويلة دي بس اللي مصبرني انك بتنامي في حضني طول الليل كمان عايزة تحرميني من دي.. لا يا رنا

انسى الكلام داه خروج من بيتك مفيش، و دا كلام نهائي".

رنا بضيق :" اوووف طيب خليني على الاقل انزل تحت انا زهقت و مش قادرة استحمل اكثر من كده".

زاهر و هو يجذب الغطاء استعدادا للنزول من على السرير " قولي بقى انك عاوزة تروحي لمامتك عشان تتنططي براحتك في البيت...انت ناسية كلام الدكتورة، حملك لسه مش مستقر يا رنا لازم تقللي حركة الشهرين دول و بعدين تحركي براحتك..متخافيش مش حقعد معاكي طول المدة دي انا بس خايف عليكي و على ابننا، اول مطمن عليكي حرجع شغلي.. ".

احست رنا بضيقه فجذبته من ذراعه ليصبح مقابل لها ثم احاطت وجهه بكفيها و هي ترمقه بنظرات عاشقة قائلة بدلع :"

طب متزعلش مني...انا بس زهقت من القعدة بس و الله مبسوطة اوي عشان انت معايا...

قبلت خده ثم تابعت :"انا بحبك اوي يا زاهر، بحب حنيتك عليا و اهتمامك بيا.. بحب حبك ليا اللي انا ندمانه اني مقدرتوش من اول خطوبتنا... انا كل ما

افتكر ازاي كنت غبية بخاف... بقول لو انت متمسكتش بيا و صبرت عليا كنت ححرم نفسي من السعادة و الفرحة اللي انا عيشاها معاك من اول يوم جوازنا...بالرغم من انك على طول قليل الادب و سافل بس بحبك...

قبلته على خده الاخر:"و بموت فيك و مش عايزة من الدنيا دي غيرك و مقدرش انام غير و انا في حضنك...هو انت لسه شاكك في حبي ليك...

إبتسم زاهر بفرح و هو ينظر لعينيها الزرقاء التي لطالما غرق في بحرها...لاينكر انها تغيرت كثيرا منذ زواجهما...اصبحت اكثر نضجا و تعقلا، لم تعد تلك المجنونه المتمردة التي تتصرف بتهور و عناد...

لايعلم من أين تأتيه القدرة على التحكم في رغبته

التي تحثه الان على سحق جسدها الناعم تحته و أخذها في احدي جولاته الغرامية الطويلة التي حرم منها منذ حملها...

تنهد بعمق قبل أن يطبع قبلة طويلة على جبينها قائلا بصوت أجش من فرط مشاعره:"حرام عليكي يا رنا يعني هو انا كنت ناقص.. انا طبعا مبسوط و فرحان بكلامك الحلو داه... بس انت لو تعرفي انا بفكر في إيه حتندمي... انا ماسك نفسي عليكي بالعافية، مش عاوز اتهور و أخليكي تكملي بقية اليوم في المستشفى....يلا يا قلبي قومي كده خذي شاور دافي كده و حننزل تحت نفطر في الجنينة و انا حروح الحمام الي في الاوضة الثانية..."

رمشت رنا بأهدابها عدة مرات ليكتسي وجهها ملامح البراءة لتردف بمكر:"يعني مش زعلان مني يا زيزو"

جذب زاهر خصلات شعره بقوة هاتفا بحنق:" يخرب بيت زيزو على سنين زيزو... انت يا بت عاوزة تجننيني طب و الله ما انا سايبك ".

مال اليها ليلتقط شفتيها الكرزيتين يقبلهما بشغف

لم يعد يستطيع كبت مشاعره اكثر...يريدها الان و بقوة و هي بدلالها و رقتها تتعمد اثارته أكثر لاتعلم انه لو ترك العنان لنفسه و لرغبته بها لسحقها حرفيا

ارتعاشة شفتيها المغويتين تحت هجومه الضاري و تأوهاتها الناعمة التي أشعلت طبول الحرب داخله...

زمجر بخشونة و هو يبعدها عنه بصعوبة هامسا بأنفاس متقطعه أمام شفتيها :"صدقيني... حانتقم منك على كل اللي بتعمليه فيا دلوقتي.. حخليكي ترجعي تاخذي مسكنات ثاني...".

دفعها برفق لينسل من جانبها رغما عنه فلو بقى اكثر فلن يستطيع التحكم بمشاعره اكثر...

اتجه الي الحمام ليضع جسده تحت الماء المثلج عله يستطيع إطفاء ناره و تهدئة ثورته التي اشعلتها صغيرته المتهورة...

..............................

في منزل ياسمين

استيقظت ياسمين باكرا فبعد تحسن حالتها و تخلصها من تناول المهدئات استعادت نشاطها و حياتها الطبيعيه، وقفت في المطبخ بجانب والدتها و قد أصرت على مساعدتها في تحضير طعام الإفطار.

سلوى :"و بكده خلصنا.. يلا هاتي كاسات العصير و الحقيني...".

جلستا على طاولة الفطور لتقول ياسمين بتعجب:"ماما هو رامي حيدرس ايه في الجامعة اصلي نسيت".

سلوى و هي تسكب الشاي:"محاسبة...قال انه عاوز يبقى محاسب، انا لسه مش عارفة ايه اللي غير رأيه

مش كان عاوز يدرس إدارة أعمال زيك ".

ياسمين و هي تخفي حزنها:" كله زي بعضه يا ماما إدارة أعمال و الا محاسبة... المهم يدرس كويس

و ينجح".

سلوى :" انشاء الله... الا قوليلي يا ياسمين...في حاجة حصلت بينك و بين جوزك؟ انا قلبي حاسس انها مش خناقة عادية بسبب الفستان ".

ياسمين بارتباك:" حيكون حصل إيه يا ماما.. ما انا قلتلك على كل حاجة احنا صحيح اتخانقنا بس عادي كل المتجوزين بيتخانقوا و يرجعوا هو مشغول و انا زهقت من القعدة وحدي في القصر... هو انت مليتي مني و من قعدتي جنبك"

سلوى باستنكار:" ازهق منك... انت هبلة يا بت.. دا انا

مش قادرة اوصف فرحتي بيكي و انت منوراني كده بس كمان عاوزة اطمن عليكي... انا لسة قلقانة من الي حصل قبل كده لما دخلتي المستشفى و خايفة يتكرر ثاني فعلشان كده بسألك "

ياسمين بابتسامة:" متخافيش يا ماما انا كويسة

متشغليش بالك كفاية مشاكل رامي حتتشغلي بيا انا كمان..."

سلوي بحنان:" و هو انا ليا من غيرك انت و اخوكي.. دا انتوا كل حياتي و انا مش طالبة من ربنا غير اني اطمن عليكوا قبل ما امو... "

ياسمين بقلق:" بعد الشر عليكي يا ماما ليه الكلام داه عالصبح...انت كده بتقلقيني عليكي و انا حظطر آخذك للمستشفى عشان اطمن "

سلوى و هي تربت على يديها:" لا يا حبيبتي متخافيش انا كويسة...ايه رأيك تعزمي جوزك النهاردة يتغدا معانا "

شهقت ياسمين بصوت مسموع مما آثار شكوك والدتها :" ايه مالك؟ للدرجة دي غريبة انك تعزمي جوزك عندنا... ".

ياسمين بتلعثم:" لا ياماما.. لا بس... هو اكيد مشغول فمش حيقدر ييجي "

سلوي بمكر و هي ترتشف كوب الشاي :"هو انت بتكلميه..اصلي مشفتكيش و لا مرة و انت ماسكة موبايلك من يوم ما جيتي".

ياسمين متجاهلة تلميح والدتها:" حاضر يا ماما حكلمه... اي أوامر ثانيه يا ست ماما

سلوى :"لا يا حبيبتي سلامتك... انا حشيل الصحون و انت روحي عشان تكلمي جوزك ".

توجهت ياسمين الى غرفتها..فتحت خزانتها لتخرج هاتفها الذي وضعته في احد الادراج..منذ أن بعثه آدم

لها مع الحارس..

أخذت نفسا عميقا قبل تفتح الهاتف الذي كان مغلقا منذ ايام...

بصعوبة بالغة ضغطت على رقمه ثم وضعت السماعة على اذنها ليأتيها صوته المتلهف:" ياسمين... انت كويسة...

ياسمين بصوت مرتعش:" ما فيش حاجة انا آسفة صحيتك.... بدري بس ماما... كانت عاوزة تعزمك على الغداء "

آدم باشتياق:" طبعا حاجي... بس طمنيني عليكي انت كويسة، عاملة ايه؟ ".

ياسمين بتردد:" انا كويسة...

آدم بلهفة:"ارجوكي يا ياسمين سامحيني.. انا آسف

و الله...

ياسمين :"مفيش داعي للكلام داه، ماما متعرفش حاجة يا ريت تبقى طبيعي قدامها و تقلها انك مشغول أو حتسافر... المهم متخليهاش تشك في حاجة عالاقل لحد ملاقي طريقة امهدلها للموضوع".

آدم بحيرة:" موضوع إيه؟ ".

ياسمين باختناق:"موضوع طلاقنا.... مع السلامة".

انهت المكالمة دون الاستماع إلى إجابته...وضعت يدها على صدرها مكان قلبها الذي تشعر بتسارع نبضاته فور استماعها الى صوته... انتبهت الى

إهتزاز هاتفها المتكررليعلن على وصول عشرات الرسائل...

رسائل كثيرة من آدم يعتذر فيها عن تصرفه و طلبه الإجابة عليه... و أخرى يخبرها بضرورة التحدث معها في موضوع مهم و رسايل أخرى من رنا... مهلا هناك رسالة طويلة من غادة..

ترى ماذا تريد تلك الافعى، هل تريد بث سمومها من جديد بغية تفرقتهما... او انها تريد معرفة أخبارها او ماذا تريد....

فتحت ياسمين الرسالة بتردد لتبدأ في قرائتها بصوت منخفض :

ياسمين... انا عارفة انك زعلانة مني و بتكرهيني بسبب اللي انا عملته...انا طبعا مش حطلب منك اننا نرجع صحاب زي ما كنا، عشان معنديش الجرأة او بالأحرى انا عارفة انه مش من حقي... انا غلطت في حقك كثير من اول مابقينا أصحاب انا و انت ورنا..

كنت دايما بغير منك و بحقد عليكي انت بالذات عشان كل الناس بتحبك، كلهم شايفينك ملاك نازل من السماء، ياسمين هي احلى و أذكى بنت في الكلية، كلهم عاوزين يتكلموا معاكي و يتقربوا منك..و خصوصا لما تجوزتي آدم الحديدي، انا قربت اتجنن،

ازاي انت بقيتي مرات صاحب الشركة و انا يتقدملي حتة محاسب..

انا عارفة ان انت ملكيش ذنب بس انا تولدت كده، شخصيتي كده...بس انا تغيرت و ندمانة على كل اللي عملته و لو رجع بيا الزمن كنت غيرت حاجات كثير.. انا بطلب منك انك تسامحيني عشان ربنا أخذلك بحقك مني أضعاف.. سامحيني يا ياسمين ارجوكي و انا وعد مني مش حتشوفي وشي او تسمعي باسمي طول عمرك..

رمت الهاتف على السرير و هي تتنهد بعمق..

الكل يعتذر، الكل يطلب الصفح و الغفران، لماذا...

هل تكفي مجرد كلمة سامحيني لنسيان آلامها و معاناتها التي عاشتها بسببهم.. يخطئون و ببساطة

يعودون للاعتذار كأن شيئا لم يكن... لماذا هل لأنها طيبة و بريئة ستتجاوز ما حدث و تبدأ من جديد..

ام انها هي المخطئة و هي التي عودتهم على

الصفح و الغفران مهما بلغت أخطائه..

تمتمت في داخلها و هي تتذكر كل ما حدث أمامها

و كأنه شريط ذكريات منذ اول يوم دخلت فيه الى الشركة...

:"انا الغلطانة، طول عمري شخصيتي ضعيفة و مسالمة، اي حد يغلط فيا بنسى و بسامح و بقول عادي هو أكيد مش قصده...

غادة انا عرفاها كويس بتكرهني من اول يوم شافتني فيه و انا كنت بشوف كرهها ليا في كل تصرفاتها بس كنت بقول عادي و لا يهمني..عشان كده استغلت طيبتي و غبائي و جات عشان تسمم وذاني بكلامها عشان متأكده اني حصدقها.. ما انا هبلة بصدق اي كلام و بدليل ملك و سالي..

و آدم كمان انا سامحته قبل كده.. عشان ظروفه و ماضيه الوحش الي هو مر بيه بس انا ذنبي إيه اني استحمل جنونه و عصبيته...

انا خلاص تعبت و فاض بيا و كفاية غباء و هبل و طيبة قلب... مش حسامح حد فيهم، حوريهم ان انا بطلت اكون ياسمين اللي قلبها طيب و بتسامح

خليهم يذوقوا اللي انا ذقته... أما لو كنت غلطت فيهم زي ماهما عملوا مستحيل كانوا يسامحوني

و آدم انا لو سامحته و رجعتله فأكيد حيغلط فيا ثاني و ثالث و عاشر حتى لو بحبه و بموت فيه، المرة دي كرامتي اهم من كل حاجة مش حسيبه يدوس عليا ثاني...

...يارب انا تعبت و زهقت

ساعدني...انا مش عارفة حتصرف ازاي مش عاوزة اهدم بيتي بإيدي بس معنديش حل ثاني و ماما...

هي كمان حتتعب بسببي مش كفاية شايلة همي من

زمان....

مسحت دموعها المنهمرة بغزارة على وجنتيها بكفيها

قبل أن تتوجه الى طاولة الزينة حتى تخفي آثار بكائها بمساحيق التجميل...

خرجت بعد قليل من الغرفة لتجد أخاها يجلس في الصالون مع والدتهما و في يده كوب قهوة كبير...

ياسمين و هي تجلس بجانبه:"صباح الخير..صاحي

بدري النهاردة، مش عوايدك يعني"

رامي بضيق :"كله عشان الاستاذ جوزك جاي النهاردة

و امك مصممة اني انزل من دلوقتي عشان اجيب طلبات للمطبخ".

ياسمين بضحك :"ليه كده يا ماما... كنتي قلتيلي و

انا انزل بداله"

سلوى بسخرية :"عاوزة جوزك يولعلنا في البيت

لا ياختي مستغنين عن خدماتك..

نظرت الي رامي قبل أن تتابع :"و انت مش حتبطل

زن في كل مرة اطلب منك انك تنزل تجيب طلبات البيت... شحط زيك طول بعرض يبقى نايم في البيت

و انا اللي انزل.."

رامي بضيق:"يا ماما ايه اللي بتقوليه دا انا

بس قلت انه لسه بدري على معاد الغداء"

سلوى بنفي:"الساعة بقت ثمانية و نص

و يادوب الحق...

رامي بعدم اهتمام:"كنتي طلبتي دلفري مدام

مهتمية بالباشا للدرجة دي"

وكزته سلوى على كتفه بقوة حتى صرخ بألم

لتقول بينما تقف من مكانها وتتجه الى غرفتها

حجيبلك الليستة المكتوب فيها الحاجات الي انا محتاجاها و يا ويلك لو جيت و لقيت حاجة ناقصة"

نظرت ياسمين الى والدتها و هي تغلق الباب

ورائها لتهمس :"انت مش حتقلي مالك.. تغيرت

فجأة كده مرة واحدة... مش دا الباشا اللي بفضله

بقيت ملك المدرسة و كل الناس بقت بتتقرب منك

و بتتمنى رضاك...دلوقتي بقى مش عاجبك

و بتتريق عليه... و كمان اخترت انك تدرس محاسبة

بدل إدارة الأعمال..."

رامي بانفعال:"يوووه هو انا ناقص زن عالصبح،

يا ستي انا حر ادرس محاسبة و الا إدارة أعمال

و الا حتى رقص و غناء انت مالك هااا، ريحي

نفسك انا مش حغير التوجيه بتاعي...

ياسمين بتعجب :"و مين اللي طلب منك انك

تغيره انا بس مش فاهمة انت عملت كده ليه

تصرفاتك بقت غريبة جدا على فكرة

و ماما كمان لاحظت داه"

رامي بعدم اهتمام:"مش أغرب منك يا ست سوسو

عاملة نفسك مبسوطة و بتعاملي معانا عادي و لا كأنك ناوية تتطلقي من جوزك بعد أيام"

ياسمين باندفاع:" ششش وطي صوتك، يخرب بيتك

انت جبت الكلام داه منين... "

رامي بهمس:" آخر مرة لما رحنا عند رنا... انا سمعتك بتتكلمي مع الدكتور زاهر.. على فكرة ياياسمين

انا بشجعك... جوزك داه واطي و حقير و انت استحملتيه كثير و داه حيخليه يدوس عليكي

بدون رحمة، هي صحيح الفلوس بقت مهمة

و تقدري تحققي بيها كل حاجة الا السعادة

يعني ايه لما تعيشي في قصر و حواليك خدم و حرس تحت أمرك، بس انت تعيسة عشان الاستاذ جوزك بيضربك و بيهينك كل ما بيخطرله... لو كان بيحبك بجد مكانش عمل كده.. كان دور على الحاجات اللي انت بتحبيها و يعملها و لو على حساب راحته... انا نصحتك و انت حرة.. اشتري كرامتك عشان لو ضيعتيها المرة دي عمرك ما تلاقيها ثاني "

ياسمين بصوت متحشرج :" عندك حق يا رامي بس انا خايفة من ردة فعل ماما"

رامي مطمئنا:" متخافيش اصلا ماما قلبها حاسس ان في حاجة مش طبيعية بينك و بين جوزك و هي عازماه النهاردة عشان تتأكد.. هو انت فاكرة الحاجة سلوى غبية زيك...و بعدين هي لو عرفت الحقيقة

هي بنفسها اللي حتطلقك منه".

اغمضت ياسمين عينيها بقوة و هس تحس بارتعاش جسدها رغم حرارة الطقس...كم هي ثقيلة كلمة

الطلاق...اثقل من الحجارة و امر من العلقم،

ان تصبح امرأة مطلقة قبل مرور اقل من سنة على زواجها...

ابنة خالتها رنا تزوجت بعدها و أصبحت حاملا قبلها، تعيش حياة اشبه بالاميرات مع زوج حنون، متفهم و يعشقها بجنون...

اما هي فحياتها اشبه بقصص الحب الحزينة التي

طالما شاهدتها في الأفلام...

لم تهنأ بزواجها سوى أيام قليلة بينما عانت الأمرين لاشهر طويلة...يبدو أن حظها في الزواج عاثر كحال والدتها التي ترملت و هي مازالت في عز شبابها...

افافت من خيالاتها على صوت والدتها و هي تحدثها

عن أصناف المؤكولات التي تنوي طبخها....

الساعة منتصف النهار و نصف..

دق جرس الباب

فتحت سلوى الباب ثم رحبت بآدم بابتسامة مشرقة

كعادتها...تناولت باقة الورود و علب الشوكولا و الحلويات التي أحضرها معه قائلة بمرح:"

دي أكيد ياسمين... انا مش عارفة البنت دي مبتشبعش من الحلويات و الشوكولاطة..."

آدم بابتسامة :"خليها تتدلع زي ماهي عاوزة... هو انا عندي اغلى منها..

سلوى :" ربنا يخليكوا لبعض و افرح بعيالك عن قريب يا رب... اتفضل الغداء جاهز و الولاد مستنينك "

مشى آدم بخطوات مترددة الي الداخل و هو يبحث عن صغيرته التي اشتاق الي رؤيتها بجنون...

رفعت ياسمين رأسها لتتلاقي عيناها بعيني آدم الذي

كان ينظر لها بشوق، كان يرتدي قميصا من اللون الزيتي أظهر عرض منكبيه و عضلات صدره و بطنه و بنطالا اسود.. كم بدا وسيما رغم التعب الواضح على قسمات وجهه و الظلال الداكنة أسفل عينيه...

أخفضت عينيها بسرعة و هي تشعر بغصة مؤلمة

في حنجرتها،

ابتسم بألم و هو يلاحظ ترحيب والدتها به و تجاهل رامي له ليعلم ان هذا الأخير على دراية بما حدث بينه و بين زوجته.

تناول الجميع الطعام الذي لم يخلوا من ثرثرة سلوى

و حديثها عن عائلة اختها رجاء و فرحتها بحمل رنا

و عدة مواضيع أخرى لم يفهم منها آدم شيئا لان

جل تركيزه كان مسلطا على ياسمين التي تعمدت التصرف بلامبالاة و كأنه غير موجود...

توجه الجميع الي الصالون لشرب الشاي بعد الطعام الدسم الذي تفننت سلوى في تحضيره..

رامي و هو يستلقي على الاريكة :"انا حاسس اني مش حاكل سنة قدام...تسلم إيدك يا ست الكل...".

آدم :"تسلم إيدك يا سلوى هانم أكلك تحفة كالعادة

ياسمين كمان أكلها حلو اوي طالعالك".

سلوى بفخر:"طبعا...انا علمت ياسمين الطبيخ زي ما ماما علمتني الله يرحمها...تقدر تقول بالوراثة.."

ياسمين بتردد و هي تقاطع حوارهما:" ماما.. انا كنت عاوزة اقلك على موضوع كدة... بما ان آدم جا النهاردة ".

سلوى :" موضوع إيه؟؟ ".

آدم باندفاع :" ياسمين كانت عاوزة تقلك انها عاوزاكوا تنقلوا تعيشوا في الفيلا بتاعتها عشان مظطر أسافر أمريكا مدة طويلة وهي مش حتقدر تروح معايا".

توسعت عيناها بدهشة و هي تستمع الي ماتفوه به

انتقال، فيلا، سفر..

سلوي بدهشة :" فيلا ايه ياابني و بعدين انت ازاي حتسافر و حتسيب مراتك فترة طويلة "

آدم و هو ينظر إلى ياسمين :" متقلقيش احنا اتكلمنا في الموضوع داه و هي اللي فضلت انها تبقى هنا معاكم عشان كده انا اشتريت فيلا جديدة و سجلتها باسم ياسمين.. يعني انتوا حتنتقلوا لمكان ملككم..

انا لو مكنتش مضطر اني اسافر مكنتش سبت مراتي

لوحدها بس... الظروف هي اللي حكمت بكده".

ياسمين بحدة:" آدم ممكن اتكلم معاك لوحدنا...انا في اوضتي "

أسرعت ياسمين الى غرفتها و هي تشعر بغضب عارم

يسيطر عليها..

جلست بقلق و هي تنتظر مجيئة، تشعر بالحيرة، بالقلق،.. لا تعلم ماذا تريد.. تكرهه و تحبه في نفس الوقت، غاضبة منه بشدة و لكنها تريد الارتماء بين أحضانه... اشتاقت له و لصوته و لرائحته المميزة بينما لا تريد رؤيته أمامها...

تريد الطلاق و تشعر بحزن شديد لمجرد سماع خبر سفره.. تعلم استحالة رجوعها اليه و ان الفراق افضل حل لمداواة جروحها التي لاتزال لم تلتئم بعد..

لحظات و دخل آدم الغرفة، أغلق الباب ورائه بهدوء ثم استند عليه بينما لا تزال هي جالسة على طرف السرير الصغير

ياسمين :"ممكن تفهمني ايه حكاية الفيلا و السفر اللي انت طلعتلي بيها... هو احنا مش اتفقنا على الطلاق و انت كنت قايل للدكتور زاهر انك حتنفذ كل اللي انا عاوزاه.. ايه رجعت في كلامك دلوقتي...

طيب انت ممكن تسافر زي ما انت عاوز بس بعد

ما تطلقني".

آدم بهدوء :"انا قلتلك قبل كده الف مرة مفيش طلاق حيحصل بينا نهائي.. "

ياسمين بغضب :" يعني إيه.. كنت بتكذب؟ انت فاكرني ممكن ارجعلك بعد اللي انت عملته فيا...

انسى نجوم السماء اقربلك.. ياسمين الهبلة الطيبة

اللي بتنسى و تسامح خلاص ماتت و انت اللي موتتها بإيدك... لما ذبحتها من غير رحمة و لاشفقة

انا دلوقتي حطلع لماما اقلها الحقيقة و انت تنزل من هنا حالا وتبعثلي ورقة طلاقي في أقرب وقت

انا خلاص كرهتك و مش طايقة اشوف وشك "

آدم بصوت متألم :" انا حسافر أمريكا و حقعد هناك فترة طويلة تكوني انت هديتي و نسيتي اللي حصل "

ياسمين مقاطعة:" انت ما بتفهمش قلتلك اللي بينا انتهى خلاص احنا معادش في بينا اي حاجة تربطنا ببعض... "

صمتت عندما رأته يقترب منها،انحني ليجلس على ركبتيه أمامها ثم أخرج علبة صغيرة وردية اللون

ووضعها على ساقيها



فتحها لتظهر لها عدة شرائط و أربطة أنيقة مخصصة للأطفال..

همس آدم و هو ينظر إلى العلبة بابتسامة حالمة

:" دي لبنتنا... انا كنت عاوز تجيبيلي بنوتة حلوة

و تكون حنونة و طيبة و حضنها دافي زيك،

امسك يديها ليضعهما على العلبة و هو يتابع...

انا عارف انك سامحتني كثير و انك فاكرة اني بستغل طيبتك و حبك ليا عشان أتمادى في تصرفاتي..

عارف انك مجروحة مني و اني اللي عملته مايغتفرش... و عارف كمان اني غلطت في حقك كثير و انك سامحتيني كثير...

رفع يديه ليمسح دموعها المنهمرة و هو يتابع

و عارف اني انا راجل حقير و زبالة و مستاهلش فرصة ثانية... بس غصب عني.... و الله غصب عني

بس انا عاقبتهم كلهم سهى و صفوان و الشغالة زينب اللي حطت علبة الحبوب جوا الحمام... ككلهم خذوا جزائهم.. و انا بردوا تعاقبت... انا أكثر واحد تعاقبت فيهم

بعدك عني هو أكبر عقاب و انا استاهل عشان كده قررت اسافر..

اكمل حديثه رغم تحشرج صوته :"انا حبعد بجسمي بس روحي و قلبي حيفضلوا ديما معاكي... مش عارف حتحمل بعدك إزاي... حبقى يتيم من ثاني يا ياسمين

حرجع وحيد مليش حد.. انا عارف اني بظلمك بس مش قادر و الله محقدر اطلق.... ك...

ارجوكي حبعد و الله حبعد سنة اثنين عشرة اللي انت عاوزاه بس بلاش طلاق.... ارجوكي "

تعالت شهقاته و هو يبكي كطفل صغير على وشك فقدان امه تمسك بيديها ثم دفن رأسه في حضنها ليدخل في نوبة بكاء هستيرية...

انهمرت دموعها هي الأخرى و هي تراه لأول مرة بهذا الضعف... لقد بكى من قبل بين أحضانها عندما كانا في المزرعة و لكن هذه المرة كان يبدوا اكثر ضعفا

كان يبكي اشتياق و ندما و فقدانا... بكى و هو يحس

بيتمه و غربته التي سيعود إليها من جديد...

بكى و هو يعلم أن الفراق و رغم مرارته الا انه

أفضل حل للبدء من جديد... 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

بعد ستة أشهر......

في مدينة نيويورك الأمريكية، رمى آدم هاتفه بعد أن انتهى من مكالمة سلوى للاطمئنان على ياسمين كعادته كل بضعة ايام خاصة بعد أن رفضت ترك منزل والدتها و الانتقال إلى الفيلا، لم يشأ ان يجبرها على ذلك بل تركها تفعل ماتشاء و قام باستئجار إحدى الشقق القريبة من منزلها للحرس و ذلك ليكونوا قريبين منها لحمايتها و خدمتها في نفس الوقت....

فتح حاسوبه ليتصفح صورها التي كانت تصله من الحرس المكلف بمراقبتها و اصطحابها كلما خرجت تفاجئ بوصول صور جديدة لها.. 

تفحص الصور باندهاش من هيئتها الجديدة، لم يصدق انها نفسها زوجته الصغيرة المولعة بلبس البناطيل الضيقة و الفساتين القصيرة...

بدت

مختلفة تماما بملابسها الأنيقة الواسعة و حجابها الذي زادها جمالا و كذلك اكتسابها لبعض الوزن الزائد الذي جعل جسدها اكثر تناسقا و روعة...



كانت ترتدي فستانا طويلا من اللون البنفسجي الغامق مع طرحة من اللون الأزرق البترولي....



أخذ آدم هاتفه ليتصل بناجي ليستفسر منه.. ثواني و أجابه الاخر مرحبا كعادته

ناجي:"اهلا ياباشا...

آدم باستعجال:" ناجي في صور جديدة للهانم وصلتني من حوالي نص ساعة..".

ناجي :ايوا يا باشا الهانم خرجت الصبح هي و والدتها و رجعوا البيت من حوالي ساعة كده انا أخذتهم و رجعتهم و بعد ما اطمنت عليهم

بعثتلك الصور زي كل مرة...".

آدم مقاطعا:"طيب هما راحوا فين..."

ناجي :" هما راحوا لمستشفى الدكتور زاهر ياباشا عشان موعد الهانم.. "

انتفض آدم من مكانه و قلبه يكاد يخرج من قفصه الصدري ليصرخ بقلق :" مستشفى ليه... مالها ياسمين... حصلها حاجة"

ناجي :" لا يا باشا هي كويسة بس سعادتك عارف هي بتروح هناك علشان تتابع حملها..".

أجابه ناجي بعفوية فهو لم يكن يدري عدم معرفة آدم بأن زوجته حامل...

أنهى آدم المكالمة ثم ارتمى بجسده على الاريكة و علامات الصدمة تعلو محياه...

تمتم بشرود غير مصدق:" ياسمين حامل... يعني انا... حبقى اب... طيب ليه محدش قالي... آه يا زاهر يا ابن ال... استنى عليا بس اما ارجع مصر انا آخر مرة سألته قلي ان والدتها عندها برد و جات عشان تكشف... طيب و الست سلوى ليه كمان مقالتليش دا انا تقريبا كل يومين بكلمها و بسألها عليها... اكيد هي منعتها انها تقلي.... للدرجة دي قلبك قاسي عليا يا ياسمين... لسه مسمحتنيش يا حبيبتي ...

أغلق عينيه ثم بدأ باستنشاق الهواء بحركات متتالية عند شعوره بالغضب كما علمه طبيبه النفسي.. مرت عدة دقائق استعاد فيها آدم هدوء ثم فتح حاسوبه من جديد ووضعه فوق ساقيه...

قام بتكبير إحدى صورها لتظهر له ملامحها بوضوح... وجنتيها المكتنزتين إزدادتا امتلاءََا... ابتسم بمرح و هو يتذكر كم كان يعشق عضهما و اللعب بهما، شفتيها

اللتين لطالما اشبعهما مصا و تقبيلا...

يديها الصغيرتين تضعهما بحركة عفوية على بطنها الذي برز بشكل ملفت.. كيف لم ينتبه لذلك منذ وصول الصور...

ازدادت ابتسامته اتساعا و هو يمرر انامله على

شاشة الحاسوب مكان بطنها متمتما بصوت هامس

:"بنتي... قلبي كان حاسس... مش قلتلك ياياسمين

.. آخر مرة لما رحتلك البيت قبل ما أخرج قلتلك.. خلي بالك من نفسك و من بنتنا... انا كنت متأكد... يارب...

صرخ آدم بفرح في آخر كلماته و هو يمسح دموعه التي انهمرت دون أن يشعر بها

منذ اول يوم اتى فيه الى أمريكا و هو يفكر... متى وكيف ستسامحه زوجته الغاضبة التي تركها

رغما عنه و اتى الى هذه البلاد الغريبة... لم يتوقع حدوث هذه المعجزة التي ستجعله يرتبط بها إلى الأبد.. دقق النظر الى صورها مرة اخيرة ليجدها مازالت ترتدي خاتم زواجهما،ليتخذ قراره الاخير.... بالعودة إليها فهو لم يعد يستطيع الإبتعاد أكثر... ستة أشهر كاملة و يومين... مرت عليه و كأنه في جحيم، كان يعد اليوم بالساعات و الدقائق، يرهق نفسه بالعمل نهارا حتى لا يفكر فيها ليلا...

تلاشت فرحته تدريجيا عندما تذكر قسوتها التي لم يكن يتوقعها.. فطوال هذه الاشهر الطويلة لم تتصل به و لا مرة واحدة، حرمته حتى من الاستماع لصوتها الذي اشتاق اليه كثيرا... يبدو أنها لم تنسى ما حدث، ومازالت غاضبة... هل مازالت مصرة على الانفصال، هل سترضى ان يعيش ابنهما محروما من والده و هو على قيد الحياة، هل سيعيش طفله نفس المعاناة التي عاشها في حياته...

:"مستحيل مش حخلي داه يحصل.. مش حخلي ابني يعيش من غير ابوه طول ما انا عايش على وش الارض... انا لازم اتصرف، لازم اتكلم معاها و افهمها

، لا يمكن اخلي ابني يعيش العذاب و الألم اللي انا عشته..."

هتف آدم بثقة قبل أن يلتقط هاتفه و يتصل بمراد كابتن طائرته الخاصة ليخبره بتجهيزها للعودة الى مصر يوم غد....

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

في فيلا فؤاد (زوج غادة)

تجلس غادة في حديقة الفيلا تترشف كوبا من القهوة و تتصفح هاتفها بانشغال، انتبهت لصوت والدتها و هي تناديها...

الام :"مالك يابت بقالي ساعة بندهلك.. و انت

مشغولة في البتاع داه مش بتسيبيه من ايدك ابدا...

غادة بضيق:" في حاجة يا ماما... حضرتك بتندهيلي ليه...عاوزة حاجة ".

الام و هي تجلس على الكرسي المقابل لها:" يا ختي حكون عاوزة إيه.. ما كل حاجة موجوده الحمد الله

انا بس كنت عاوزة اتكلم معاكي في حاجة مهمة"

غادة :"حاجة إيه؟".

الام :"عاوزة أسألك.. مفيش حاجة جاية في السكة اصل... "



غادة بملل:" يووه يا ماما هو نفس الموال بردو... مبتزهقيش ،قلتلك الف مرة مفيش و مش عاوزة.. "

الام :" يا بت اسمعي كلامي تكسبي، جيبيلك حتة عيل عشان تضمني حقك في العز داه كله...احسن تلاقي نفسك بعد كده مرمية بره و تطلعي من المولد بلا حمص و نرجع كلنا انا و انت و اخواتك للفقر من ثاني"

غادة :"متخافيش فؤاد عامل حساب كل حاجة و عارف ان أولاده مش حيسيبوني لو حصله حاجة، عشان كده كتبلي الفيلا و العربية و البوتيك كمان باسمي.. كثر خيره ضمنلي مستقبلي عاوزة ايه اكثر من كده.. "

الام بارتياح :" بجد يا بت...يعني الفيلا دي بتاعتك "

غادة باستهزاء و هي ترى لهفة والدتها:" ايه ياماما مش كنتي زمان بتعايريني و بتقولي أن انا طماعة و بحب الفلوس و ببص لحاجة غيري "

الام :" و لسه على رأيي لحد دلوقتي انا مش ببص على حاجة بتاعة غيري، دا حقك، و حق شبابك اللي بتضيعيه مع راجل عجوز قد ابوكي... انا صحيح مكنتش راضيه على جوازك منه بس انت اللي صممتي تتجوزيه علشان فلوسه... ماعلينا دلوقتي الي حصل حصل و مش حنقدر نرجع الزمن لورا...

انا كنت عاوزاكي تتجوزي شاب في سنك زي سامي ابن... "

غادة بانزعاج:" ماما.. من فضلك ملوش داعي الكلام داه ارجوكي انا ست متجوزة و بحترم جوزي في وجوده و في غيابه و ياريت انت كمان تحترميه و بلاش تتكلمي على حاجات فاتت و مالهاش لازمة".

الام :" و الله و تغيرتي يا غادة ما كنتيش كده زمان،بس الحمد لله بقيتي احسن "

غادة بالرغم من انها فهمت مقصدها:"قصدك ايه يا ماما "

الام :" و لا حاجة...يا حبيبتي انسي"

غادة بحزن:" قصدك زمان لما كنت حقودة و بحسد ياسمين و رنا على عيشتهم...خلاص ياماما اللي فات فات و انا تغيرت بس...

صمتت غادة لتكمل في داخلها : بعد ما دفعت الثمن غالي... غالي اوي".

عادت غادة بذاكرتها لعدة أشهر مضت عندما سعت بكل الطرق لاقناع فؤاد الذي تعرفت عليه في احد النوادي الفخمة للزواج منها،لازالت تشعر بالندم و تأنيب الضمير بعد أن خدعته و أخبرته انها كانت تحب احد زملائها في الجامعة و انها تزوجت به

عرفيا بعد أن وعدها بأن يتزوجا رسميا بعد التخرج لكن هذا الأخير خدعها و سافر الى احد البلدان الأجنبية و بهذا انقطعت اخباره...

رغم مرور عدة اشهر على زواجها الا انها لاتزال خائفة لحد الان من أن يكتشف فؤاد حقيقتها خاصة بعد أن فضحها صفوان و ارسل صورها لجارتها فاطمة.. رغم انقطاع أخباره الا انها لازالت قلقة و خائفة من أن يظهر فجأة و ينغص حياتها من جديد...

افاقت من خيالاتها على نداء والدتها...

:"يا بت مالك.. بقالي ساعة بكلمك و انت سرحانة...

غادة :" في إيه يا ماما... انا مش عارفة ليه كلامك مش بيخلص ابدا ".

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

في منزل سلوى

تسطحت ياسمين على الكنبة بمساعدة والدتها التي وضعت خلف ظهرها عدة وسائد لتستند عليها..

سلوى بتذمر:"يابنتي ليه العذاب داه بس...ادخلي ارتاحي في اوضتك السرير اريحلك من الكنبة دي ".

ياسمين برفض:" سيبيني يا ماما و النبي انا زهقت من كثر النوم و القعدة في أوضتي،حاسة نفسي في سجن".

سلوى و هي تجلس على الاريكة بجانبها:" ما احنا كنا برا الصبح"

ياسمين بضيق :"و انت بتسمي الساعتين اللي بخرجهم للمستشفى كل شهر دول خروجة، انا عاوزة اخرج و اتفسح و اشم شوية هوا".

سلوى بضحك:" كلها كام شهر و تولدي بالسلامة و ساعتها حتلاقي نفسك مشغولة ببنتك و حتنسي الفسح و الخروجات نهائي..."

ياسمين :" لسه بدري يا ماما انا في أول السابع يعني كمان ثلاث شهور.. مش عارفة حيخلصوا ازاي و انا مسجونة في البيت داه ".

سلوى بإيحاء:"عندك حق يا حبيبتي الشقة صغيرة و تزهق... يعني من الأوضة للصالون، مفيش جنينة تتمشي فيها و لا مسبح و لا.. "

ياسمين :" تقصدي ايه يا ماما بكلامك داه "

سلوى :" قصدي انك لسه هبلة و غبية زي عادتك.... علشان سايبة فيلا طويلة عريضة و جاية دافنة نفسك هنا و مستغربة ليه حاسة بالملل و الزهق ".

ياسمين :" ما انت عارفة ياماما انا مش عاوزة آدم يعرف اني حامل على الاقل مش دلوقتي، انا لو رحت هناك الخدم حينقلوله كل الأخبار و خاصة اللي اسمها كريمة دي مش بتخبي عليه حاجة و كمان هو اكيد عامل كاميرات في كل مكان زي مكان عامل في القصر بالضبط ".

سلوى باستهزاء:" مش قلتلك هبلة... هو انت فاكرة ان آدم جوزك في حاجة بتستخبى عليه و خاصة لو تعلقت بمراته، مش شايفة الحرس اللي هو حطه علشان يراقبك صبح و ليل، و متنسيش زاهر داه صاحبه زمانه قله من اول شهر عرفنا فيه انك حامل"

ياسمين بتأكيد :" لا زاهر مقلوش يا ماما و انا متأكدة من داه، هو وعدني انه مش حيقله ابدا"

سلوى:"طب و لإمتى حتفضلي مخبية عليه حاجة مهمة زي دي مصيره حيعرف يا بنتي... انا و الله قلبي بيوجعني كل ما بيكلمني و يسأل عليكي.. ببقى عاوزة اقله "

ياسمين :" اوعي يا ماما تعملي كده... انت ناسية

هو عمل فيا إيه؟ ".



سلوى بهدوء:" لا مش ناسية و علشان كده سايباكي تعملي اللي في دماغك.. هو صحيح غلط بس انت كمان غلطتي لما عملتي حاجة عارفة كويس انها حتزعله، و بعدين ماهو عاقب نفسه هو كمان و بقاله ستة شهور قاعد في بلد غريبة و سايبك هنا براحتك، و دا دليل انه ندم على اللي عمله و عاوز يتغير".

ياسمين :" مالوش لزوم الكلام دا يا ماما دلوقتي "

سلوى :" كل مرة بتكلم معاكي في الموضوع داه تتهربي... انت عاوزة توصلي لإيه بعنادك داه؟؟ ،هو انت فاكراني مش حاسة بيكي و انت كل ليلة بتنامي و دموعك على خدك،

حرام عليكي اللي انت بتعمليه داه، ليه تعيشي نفسك في عذاب لو مش خايفة على نفسك خافي على بنتك اللي لسة مشافتش النور ليه تحرميها من ابوها و هو عايش... انت لسه بتحبيه زي الاول و يمكن أكثر كمان بس بتعاندي على الفاضي ".

ياسمين ببكاء:" عارفة ياماما و الله عارفة... هو واحشني اوي و نفسي يرجعلي بس خايفة، انت مشفتيشه ازاي بيبقى واحد ثاني لما بيتعصب...

خايفة يفضل كده و ميتغيرش، ".

سلوى بحنان :" يا بنتي ما أنا قلتلك و فهمتك قبل كده، الست العاقلة لما بتشوف جوزها متعصب عليها تراضيه و تسايره لغاية متكسبه مش تستفزه بالكلام زي ما انت بتعملي،صدقيني آدم داه طيب بالرغم من كل الظلم و القسوة اللي هو عاشها في حياته و بيحبك بجد كفاية انه تجوزك انت بالرغم من انك مش مستواه،و بعدين انت عارفة ان هو مستحيل يسيبك فعشان كده لازم تعرفي كويس ازاي تتعاملي معاه بعد ما ترجعوا ".

ياسمين :" ماهو دا اللي مجنني، آدم مش حيقبل انه يسيبني خاصة وانا حامل ببنته، عارفة يا ماما هو كان قلبه حاسس اني حامل في بنت من قبل ما إحنا نعرف، كان بيوصيني عليها في آخر مرة جا على هنا...واحشتي اوي و مش عارفة حعمل إيه ؟".

سلوى :" طيب اهدي خلاص...ومتزعليش بكرة ربنا حيحلها من عنده انت اهتمي بس بنفسك و ببنتك و سيبي الباقي على ربنا.. انا حقوم اجيبلك شوية فاكهة تاكليهم لغاية ما أحضر الغداء".

ياسمين و هي تمسح دموعها:" انت كمان جاية تعبانة بلاش تتطبخي خلينا نطلب دلفري احسن. انا نفسي في بيتزا كبيرة و كمان آيس كريم بالفانيليا و معاهم... "

سلوى بضحك :" ايه يا بنتي انت لسه بتتوحمي و الا إيه و بعدين حتاكلي آيس كريم في البرد داه...".

ياسمين باصرار:"آيوا يا ماما هاتي التلفون، اهو هناك على الطربيزة أسيل جعانة و عاوزة آيس كريم و بيتزا... و بعدين ابوها سابلها فلوس كثير خليها تصرف براحتها... ".

سلوى :"خذي يا اختي التلفون خلينا نشوف آخرة دلعك داه إيه قال إيه بتتوحم و هي داخلة في السابع ...".

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

في فيلا زاهر

جلست رنا بصعوبة على إحدى الكراسي المتراصة بجانب المسبح و هي تتمتم بغيظ :" منك لله يازاهر يا ابن ام زاهر... كله بسبب قلة أدبك مبقتش قادرة اتحرك من مكاني او اقعد لوحدي.. ".

زاهر بضحك :" يا حبيبتي و فيها إيه ما أنا جنبك اهو و بساعدك".

رنا بغيظ:"يا سلام...يعني عاجبك منظري داه و انا منفوخة زي البالون لا بالون إيه قول منطاد، فيل كبير،... ".

زاهر و هو يقبل يدها برقة :" متقوليش كده و الله شكلك زي قمر و كل يوم بتحلوي أكثر.. هانت يا حبيبتي كلها شهرين و يشرفوا الباشوات و ساعتها حترجعي لوزنك الطبيعي...غمزها ثم اكمل بعبث بالرغم من انك كده احلى بكثير... "

رنا :" بطل قلة أدب يا سافل...انا بعد الايام بالساعة و الدقيقة امتى اولد و لعلمك دي اول و آخر مرة... "

زاهر :" يعني ايه ؟ مش ناوية تجيبي لأولادك اخت

رنا و هي ترمقه بغضب :"أخت...طب و انا إيش ضمني انها حتكون واحدة بس مش ثلاثة زي اللي في بطني دول".

زاهر و هو يمسد بطنها :"انت لسه زعلانة علشان حامل في ثلاث ولاد؟دي نعمة من عند ربنا يا حبيبتي و بعدين علشان ما تقوليش اني حارمك من حاجة يا بيبي".

رنا بغيظ:"كان نفسي اجيب بنت زي ياسمين...علشان البسها فساتين حلوة و اعملها شعرها تسريحات كثير

... كله من قلة أدبك الناس الطبيعية تجيب ولد او اثنين مش ثلاثة مرة واحدة ".

زاهر :" بطلي قر بقى انت حتحسدينا امال الناس الثانية تقول إيه و بعدين دي أقل حاجة عندي انت ناسية ليالينا الحلوة في إيطاليا لما كنتي تصحى الصبح مش قادرة تتحركي غير بالمسكنات دا انت كنتي ... ".

رنا بصراخ و هي تمد يدها بجانبها لتأخذ احد الوسائد

:" اه يا سافل... انت حتحكيلي بنعمل ايه و احنا مع بعض...".

زاهر و هو يقهقه بقوة :"ما انت اللي مش مقدرة مجهوداتي العظيمة معاكي... و مستغربة ازاي حامل بثلاث توائم فقلت افسرلك يعني...".

رنا ببكاء:" انا متضايقة اوي علشان شكلي بقى وحش كده".

اقترب منها زاهر ثم احتضنها قائلا برفق:"و الله شكلك زي القمر انت ليه مش مصدقاني...".

رنا :"بس انت امبارح لما كنا بنتفرج على التلفزيون كنت مركز اوي مع البنت اللي شعرها طويل و قلت ان شكلها حلو علشان جسمها مفهوش ديفوهات.. ".

زاهر بحيرة :" انا قلت كده، امتى داه حصل؟".

رنا و هي تبتعد عن أحضانه :" لا قلت.. لما كنا بنتفرج على المسلسل الهندي ".

زاهر بدهشة:" طب بذمتك بنت وحيدة في وسط مجموعة ستات كبيرة و انت سألتيني مين اكثر واحدة حلوة فيهم عاوزاني اقلك إيه؟ ان العجوز اللي كانت بتعملها الحنة هي احلى واحدة فيهم.....

و بعدين انا قلت انها حلوة و خلاص مركزتش معاها اصلا ما انت عارفاني مش بحب اشوف مسلسلات و لاأفلام، بس علشانك انت بقيت بتفرج على التلفزيون،...".

رنا و هي تنظر إلى عينيه التي كانت تطالعها بهيام :" يعني مكنتش مركز معاها..و مكانتش عجباك ".



زاهر :" و هو انا من يوم ماعرفتك بقيت بشوف ستات غيرك...".

رنا :"حتى و انا بالشكل داه؟ ".

زاهر بحب:"حتى و انت كده...شبه الباندا الصغير لسه بحبك و مش بشوف غيرك...علشان قلبي معاكي انت و بس".

رنا بابتسامة :"ربنا يخليك ليا يا حبيبي...انا كمان بحبك اوي.. ".

مال زاهر ليخطف قبلة رقيقة من شفتيها قائلا :" و يخليكي ليا يا باندتي... ".

ثم حملها بحرص متجها بها إلى الداخل لتنظر اليه رنا بمكر و هي تطوق رقبته بذراعيها هامسة بدلع :" ايه يا زيزو مش حتبطل بقى...".

زاهر بتلاعب و هو يخفي ابتسامته الماكرة:" ابطل إيه يا حبيبتي.. دا وقت الغدا يعني العيال زمانهم جعانين فقلت اشيلك لحد السفرة بنفسي، مش عاوزك تتعبي ".

رنا بغيظ :" نزلني يارخم انا بعرف امشي لوحدي على فكرة".

زاهر بغمزة:"انا قلت كده بردو اصلك بقيتي ثقيلة اوي يا رونا انت عديتي مية كيلو صح"

رنا بصراخ و هي تضربه على كتفه:" مية في عينك يا قليل الادب و الله لوريك يا زاهر و شوف الليلة حتنام فين ".

زاهر بقهقة :"حنام فين يعني... في حضن حبيبتي روح قلبي طبعا... "

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

بعد يوم

مساءََ حطت طائرة آدم الخاصة في مطار القاهرة الدولي... ترجل آدم متجها الي سيارته الفاخرة التي كانت تنتظر وصوله...رحب به اسماعيل و هو احد حراسه المخلصين ثم فتح له باب السيارة الخلفي

و يستقل هو مكان السائق...

اسماعيل بتساؤل:"نروح فين يا باشا... الفيلا و الا...

آدم مقاطعا :" لا.. بيت سلوى هانم اللي في الحارة..

اسماعيل بطاعة :"امرك ياباشا".

بعد ساعة من القيادة المتواصلة في شوارع القاهرة المزدحمة وصلت سيارة آدم الى الحارة الشعبية، كان في انتظاره بقية الحرس و من ضمنهم ناجي..

آدم بلهجة آمرة:" في شنط في العربية طلعوها فوق عند الهانم...".

اعطى اوامره ثم صعد درج العمارة بخطوات سريعة و طرق باب الشقة.....

نهضت ياسمين بتكاسل ثم اتجهت نحو الباب بعد أن سمعت الطرقات... هتفت بحنق :"انا مش عارفة ماما و طنط الهام بيتكلموا في إيه كل يوم رايحة عندها و سيباني، على الاقل كانت خدت المفتاح معاها ".

وضعت يدها على مقبض الباب لتفتحه ببطئ...

تسمرت مكانها و هي تشاهده يقف أمامها بقامته المديدة ووسامته المعتادة... كان يرتدي كنزة شتوية باللون الأسود و بنطال جينز من نفس اللون معطفا

باللون بالبيج، تاركا العنان للحيته التي استطالت بشكل جذاب لتزيده وسامة و هيبة....



تجمد آدم في مكانه و هو يطالع كل انش بجسدها، قبض على يديه بشدة حتى يمنع نفسه من أخذها في عناق حار يسحق فيه جميع عظامها ليبثها لوعته و اشتياقه

لفت انتباهه انتفاخ بطنها الظاهر بوضوح ليهمس بلهفة عندما لاحظ ان عيناها تطالعانه باشتياق لم يخفى عليه :"ازيك يا ياسمين... عاملة إيه؟".



ياسمين بأنفاس مضطربة و هي تنزاح جانبا :"كويسة... اتفضل".

آدم و هو يتقدم اللى الداخل :"سيبي الباب مفتوح.... عشان حيدخلوا الشنط..".

ياسمين و هي تضع الوشاح على رأسها :"شنط إيه؟؟؟

آدم بابتسامة مشتاقة و هو يقترب منها :" جبت هدوم كثير لبنتنا..".

ياسمين باضطراب :" و مين قالك انها بنت مش ولد؟ "

آدم بعتاب :"قلبي كان حاسس و تأكدت امبارح من الغبي زاهر اللي خبى عليا خبر حملك... كده ياياسمين هنت عليكي تخبي عني حاجة زي دي... للدرجة دي قلبك بقى قاسي عليا".

ياسمين بتلعثم :"انا... كنت حقلك بس.... ".

تنهد آدم طويلا قبل أن يقاطعها :" مفيش داعي للكلام داه... اللي حصل حصل، بس عاوز اقلك اني من اللحظة دي مش حبعد عن بنتي ثانية واحدة ". يتبعع

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

ليلا.....
تحلقت العائلة حول طاولة الطعام التي كانت تضم أصناف كثيرة و متنوعة أعدتها سلوى احتفالا برجوع زوج ابنتها...
نظرت له ياسمين بغيظ و هو يأكل متجاهلا غضبها منه فمنذ مجيئه و هو يتعمد التقرب منها بكل الطرق عندما كانت تنهره او تحاول الإبتعاد عنه يخبرها بأنه يريد الاقتراب من ابنته و ليس منها هي....و قد اتفق مع والدتها و أخيها على مساعدته و قد وافق الأخير بعد جهد كبير بذله آدم في اقناعه، فرامي مازال هو الاخر غاضبا مما فعله آدم مع شقيقته.....
التفت إليها آدم فجأة ليجدها تحدق به...غرس الشوكة في قطعة اللحم الصغيرة ثم قربها من فمها قائلا :"يلا حبيبة بابي حتاكل من إيده الحتة دي...يلا بسرعة افتحي بقك"
ياسمين بضيق :"مفيش داعي، بعرف آكل لوحدي..."
آدم و هو يطعمها غصبا عنها:" بس انا مش بقصدك انت... انا عاوز ااكل بنتي بنفسي...".
ياسمين :"بطل تغيظني بكلامك داه... لما تشرف بنتك للدنيا ابقى أكلها بنفسك "
آدم ببراءة مصطنعة :" هو انت متعرفيش ان ال babies اول ما بيتولدوا بيشربوا حليب مش بياكلوا أكل..يلا كلي الحتة دي كمان...".
نظرت ياسمين لوالدتها علها تساندها و لكن سلوى تجاهلتها قائلة :"كلي يا حبيبتي... انت بقالك ايام مش بتاكلي كويس و دا مش كويس علشان اللي في بطنك".
ياسمين بحنق و هي تغادر الطاولة:" دا كثير بقى... انت طلعتي متفقة معاه".
اتجهت نحو غرفتها لينفجر رامي و سلوى ضحكا عليها.. بينما ابتسم آدم فرحا...
رامي :"دي زعلت و مش بعيد تلاقيها بتعيط دلوقتي
آدم لسلوى:"ممكن حضرتك تديني كباية لبن و انا حدخل اتكلم معاها ".
سلوى :"ماشي بس هي مش بتحب اللبن و انا كل يوم بغلب معاها لغاية مترضى تشرب شوية من الكباية ".
بعد دقائق قليلة دخل آدم غرفة ياسمين ليجدها جالسة تتصفح هاتفها و يبدو أنها مشغولة بمحادثة أحدهم و التي لم تكن سوى رنا...
آدم :" انا جبتلك كباية اللبن علشان تشربينها قبل ما تنامي ".
ياسمين دون أن ترفع رأسها :" مش بحبه ".
وضع آدم الكوب فوق الطاولة ثم جلس بجانبها، تجاهل ارتباكها و ارتعاش يديها و هي تقبض على الهاتف بقوة...ليقول بصوت هادئ:"انا لاحظت انك مش بتهتمي بصحتك كويس و أكلك قليل،كأنك ناسية انك حامل و لازم تتغذي ".
ياسمين بضيق:"كلامك غلط على فكرة انا بعرف اهتم بنفسي و البيبي كمان و طول اليوم قاعدة و مش بعمل حاجة غير الاكل"
آدم :"بس انا شايف غير كده و مامتك كمان ...و الدلبل كباية اللبن اللي انت رافضة تشربيها.. ".
ياسمين بملل :" بس انا مش بحب اللبن و بعوضه بحاجات ثانية...و دلوقتي اتفضل برة لو سمحت عاوزة أنام.."
آدم :" طيب نامي و بعدين انا حخرج اروح فين ما انا حنام جنب بنتي هنا".
ياسمين بانزعاج :" نعم انت تقصد إيه؟ ".
آدم محتفظا بهدوئه:" حنام هنا جنبك اما عايزاني انام فين؟".
ياسمين :" ليه معندكش بيت تروحله؟ قاعد هنا بتعمل إيه؟ ".

آدم :" لا عندي بيت و عندي كمان زوجة و مكان الزوج الطبيعي جنب مراته و انا مش عاوز اضغط عليكي و أقلك يلا بينا نروح بيتنا... عاوزك تقعدي براحتك".
ياسمين باندفاع :" لا مش عاوزة اروح القصر.. ".
آدم :"بس انا مش بقصد القصر... على فكرة انا بعته بعد ما سافرت أمريكا على طول... انا كنت بقصد نروح الفيلا... فيلتك انت...انا عارف انك زهقانة هنا...و دا طبيعي عشان البيت صغير و مقفول، بس هناك الفيلا كبيرة و فيها جنينة يعني تقدري تتمشي و تشمي هواء نظيف بدل الكتمة اللي هنا و لو عاوزة قولي لمامتك و رامي ييجوا معانا ".
ياسمين :" لا انا حفضل هنا ".
آدم :" لغاية إمتى؟ مش كفاية بعد و عذاب؟ انت عارفة و متأكدة اني انا بحبك و استحالة ابعد عنك، و انت كمان بتحبيني رغم كل اللي حصل بينا، بس داه كان ماضي و خلاص فات خلينا نبدأ من جديد علشان بنتنا...طيب خلاص بلاش تعيطي... انا غبي ووحش واستاهل الموت علشان زعلتك مني.. ".
ياسمين ببكاء:" بعد الشر عليك.. انا بقيت دايما كده بعيط من غير سبب مش عارفة ليه ".
آدم و هو يحتضنها برفق :" يمكن علشان وحشك حضني".
ياسمين و هي تخفي لهفتها فهي اشتاقت له ايضا :" انا مش عارفة اعمل إيه... انا كنت مقررة اني مستحيل ارجعلك بعد اللي انت عملته فيا، بس لقيت نفسي حامل و دا خلاني اكرههك اكثر، عشان
عارفة انك مش حتسبني و حترجعني غصب عني "
آدم بنفي:" لا مستحيل انا مش حغصبك على حاجة لو مش عاوزة ترجعي خلاص براحتك...بس انا حعرض عليكي اتفاق صغير... احنا نرجع الفيلا دلوقتي و بعد ما تولدي بالسلامة اي قرار حتقولي عليه انا مش حعارضك و حوافق على طول.. ايه رأيك..".
ياسمين بتفكير :" موافقة.. بس متنساش وعدك ليا اي قرار حخذه انت حتوافق عليه ".
آدم في نفسه :" الا انك تبعدي عني "
اومأ لها موافقا و هو يخفي إبتسامته الماكرة، لتنهض هي فورا و تبدأ في جمع أغراضها الهامة استعدادا للمغادرة".
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،
بعد مرور اسابيع
تعودت فيهم ياسمين على وجود آدم و أصبحت العلاقة بينهما طبيعية و قد سعى آدم بكل جهده لإرضائها و مجاراتها في كل ما تطلبه منه
الساعة التاسعة صباحا، خرج آدم الى الحديقة يبحث عن ياسمين التي كانت تسقي بعض النباتات ، اقترب منها بهدوء قائلا :"صباح الورد...كده تسيبيني نايم لغاية دلوقتي".
ياسمين بابتسامة :" صباح النور لقيت تعبان قلت أخليك تشبع نوم..".
آدم و هو يحاوط بطنها برفق :"فطرتي...".
ياسمين بحرج:"ايوا اصل انا كنت جعانة جدا... آسفة عشان مستنيتكش".
آدم بضحك:"طيب و كباية اللبن اللي رفضتي امبارح تشربيها و وعدتيني انك حتشربيها الصبح".
ياسمين باشمئزاز:" مش بحب اللبن انتوا ليه مش عاوزين تفهموا ".
آدم:"يا حبيبتي دا مفيد علشان صحتك و صحة البيبي...".
ياسمين و هي تتصنع الحزن :" بردو مش عاوزة و الا انت عاوز تغصبني على حاجة مبحبهاش".
آدم :" تاني يا ياسمين هو انا عملتلك حاجة من وقت ما جينا هنا...غيرتي اوضتنا و حولتيها لاوضة بنات بألوان بامبي و روز و فوشيا و الجنينة اللي ورا عملتيها مدينة ملاهي والمنيو بتاع الاكل غيرتيه و نص الأسبوع بقينا بنقضيه في المزرعة حتى الاسم المايع اللي انت اخترتيه لبنتنا وافقتك عليه و معارضتكيش على حاجة....و دلوقتي بقيت بغصبك على حاجة مش عاوزاها كل داه علشان بطلب منك كباية لبن.. ".
ياسمين :" طيب خلاص متزعلش حشربه بعدين تعالى افطر الأول و انا كمان حاكل معاك اصلي جعانة و نفسي في بيتزا... ".

آدم :" بيتزا عالصبح؟؟؟؟و بعدين انت في السابع ولسه بتخلطي الاكل.. ياسمين مالك.... ".
صاح آدم بقلق عندما رأى تقلص ملامحها و التي ظهر عليها الألم...
ياسمين بصراخ :" الحقني يا آدم.... آآآه شكلي بولد...... آآه "
آدم بارتباك و هو لا يدري ما يفعله:" تولدي بس انت لسه في السابع ازاي... لسه بدري ".
ياسمين بصراخ :" مش وقته دلوقتي... وديني المستشفى آآه".
انحنى آدم بسرعة ليحملها و يتجه الى الخارج... صاح بصوت عال مناديا لاحد حراسه :" أسماعيل بسرعة يلا على المستشفى ".
هرع إسماعيل و بقية الحرس اليه ليفتح أحدهم باب السيارة ليتمكن آدم من وضع ياسمين على المقعد الخلفي و يجلس بجانبها...
ياسمين بصراخ :" حموت يا آدم الحقني آآه".
آدم و هو يمسح جبينها الذي تعرق.. :"حاولي تتنفسي كويس...و متخافيش شوية و حنوصل المستشفى ".
ياسمين و هي تحاول تنظيم أنفاسها :"كله منك انت السبب فلي انا فيه... طلقني...بكرهك آآه".
آدم :"حاضر يا حبيبتي حعملك كل اللي انت عاوزاه بس اهدي و حاولي تتنفسي...".
ياسمين :" طلب.. آآه طلقني دلوقتي بقلك حالا ".
آدم :" طيب ماشي لما تولدي بالسلامة حنتكلم...".
وصلا الى المستشفى ليحملها آدم بسرعة و يضعها على السرير الطبي بينما هرع اليه مجموعة من الأطباء الذين كانوا ينتظرون وصوله....
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
:"مشاء الله... بنوتة زي القمر تتربى في عزكم انشاء الله ". هتفت رجاء و هي تضع الطفلة بجانب ياسمين التي كانت تبتسم باعياء..
آدم و هو يقبل يد زوجته :"حمد الله عالسلامة يا حبيبتي...
ياسمين :" الله يسلمك... ثم التفت الى خالتها و هي تكمل :"هي ماما فين يا طنط... مجاتش ليه هي و رامي؟ ".
رجاء مطمئنة :" انا كلمتهم من شوية و هما جايين في الطريق.. انتوا حتسوما ايه القمر دي".
آدم باندفاع :"ياسمين... حسميها ياسمين مفيش احلى من الاسم داه ".
رجاء:" طيب استأذن انا حسيبكوا مع بعض،و هعدي عليكي كمان شوية....
ياسمين بعد أن خرجت رجاء :"يعني عاوز تسمي البنت ياسمين مش اتفقنا نسميها اسيل او آيلا؟".
آدم :"بردو مصرة على الاسم المايع داه... آيلا دا حتى ثقيل و مزعج... لا انا عاوز اسمي بنتي ياسمين انا حر ".
ياسمين :"قلتلك آيلا و بعدين دي بنتي انا اللي حملت و تعبت فيها سبع شهور يعني من حقي اسميها زي ما انا عاوزة ".

آدم بخبث :" ماهي بنتي انا كمان و الا انت جبتيها لوحدك...".
ياسمين :" قليل الاد.....
قاطعتها سلوى التي دخلت مسرعة :"ياسمين حمد الله على السلامة يا حبيبتي... عاملة إيه دلوقتي طمنيني و البنوتة...".
ياسمين :"كويسة يا ماما... متقلقيش عليا".
رامي و هو يحمل الطفلة :" حبيبة خالو... شوفي يا ماما دي صغننة خالص...".
سلوى :" بسم الله مشاء الله... زي القمر ربنا يحميها... شبه مامتها بالضبط بس واخذة لون عينين ابوها ".
ياسمين و هي تغيظ آدم :" شفت ماما قالت إنها شبهي يعني انا اللي اسميها ".
بعد أشهر قليلة....
دلفت ياسمين غرفة نوم الصغيرة لتجد آدم متسطحا بجانب الصغيرة

ضحكت بمرح و هي تتجه اليهما لتميل على آدم الذي كان يمتص مصاصة الصغيرة و هو يحكي لها قصة الأميرة و الأقزام السبعة للمرة المائة فهو طبعا لايعرف غيرها
ياسمين :"انت مش حتبطل العادة دي... كل يوم بتيجي من الشغل على هنا بتاخذ مصاصة البنت و بتبدأ تحكيلها على قصة الأميرة و الأقزام و ياريتك كنت بتحكيها صح..".
آدم و هو يشاركها الضحك :"عاجباني البتاعة دي بترتح الأعصاب و بعدين ست آيلا دايما بتفها و مش راضيه تحطها في بقها...
انهي كلماته و هو يجذب ياسمين لتسقط فوقه ليخطف قبله رقيقة من ثغرها قائلا بمكر :"صعبانة عليا البت لولو... وحيدة و معندهاش اخوات ليه رأيك نجيبها اخ او اخت نلعب معاهم لما تكبر..".
ياسمين و هي تحاول الهرب منه :"عيب يا آدم مش قدام البنت...
آدم :" دي صغيرة مش حاسة بحاجة تعالي بس... هي لو تعرف اننا حنجيبلها اخت حتفرح اوي ".
ياسمين بضحك :"اوعى يا قليل الادب... على فكرة انا عزمت الدكتور زاهر و رنا على العشاء :".
آدم بطفولية :"كملت... طول الوقت و انت بتهتمي بالبنت و كمان حتيجي صاحبتك الغبية دي و تأخذك مني خليها تهتم باولادها جاية ليه هنا ".
ياسمين بضحك :" يعني انت غيران من بنتك يا آدم باشا.. ".
آدم و هو يقبلها من وجنتها:" انا بغير من اي حد ياخذك مني.... انت ليا لوحدي و مش عاوز حد يشاركني فيكي ".
ياسمين بحب :" مفيش حد حياخذني منك ياسمين لآدم و بس ".
آدم بمشاغبة :" طب تعالي نخاوي البنت حرام تقعد لوحدها.. "

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

بعد سنوات.....
في مساء احد الايام عاد زاهر من عمله، دخل الفيلا ليستمع لصوت رنا الغاضب و هي تنادي ابنها المشاغب
:"ياسين تعالى هنا... بطل تتنطط على الكنبة حتبوزها دي ثالث صالون اغيره في سنة واحدة...
ياسين متجاهلا :" بابي قلي العب في اي مكان انا عاوزه....
رنا بغضب :"عندك أوضة اللعب بتاعتك انت و اخواتك روح العب فيها اما هنا ممنوع... اسمع الكلام و الا حتتعاقب....
ياسين بحماس عندما رأى والده :"هاااي بابي جا...
التقط زاهر ابنه الذي اندفع جريا الى أحضانه و هو يضحك قائلا :" حبيب بابي المشاغب... عامل ايه في مامي..
رنا بضيق :"حيكون عامل ايه.. مبهدلني زي العادة مش عارفة ليه مش هادي زي اخواته..
زاهر و هو يقبلها قائلا بخبث:" طالع شقي زي مامته زمان...
رنا و هي تبتعد عنه :" انا؟.. لا وانت الصادق، الولد دا بالذات طالعلك انت مغلبني و مش عارفة اعمل معاه ايه
زاهر بشقاوة و هو يضع الطفل أرضا :"دلعيه و بوسيه و هو شوفي حيتغير إزاي..
رنا باندفاع :" مش كفاية دلعك انت.... انت تقصد إيه
اكملت بعد أن فهمت مقصده...
زاهر و هو يجذبها من خصرها اليه :"اللي فهمتيه يا قلبي...
رنا بهمس:" زاهر.. عيب ياسين بيبص علينا... و متنساش اننا متخاصمين انا بس بكلمك علشان الولاد
زاهر و هو يلتفت الى طفله :"حبيب بابي... آسر و آدم بيندهوا عليك علشان تلعب معاهم...
ياسين و هو يلوي فمه بضيق :" مش بيندهوا انت بتزحلقلي علشان تقعد انت و المزة...
رنا بشهقة :"مزة.. انت سمعت الكلمة دي منين؟
زاهر بقهقة :" انت لسه بتسألي أكيد مني طبعا ".
رنا و هي تضرب زاهر على ذراعه و هي تصرخ بغيظ
:"و فرحان اوي عشان بتعلم ابنك قلة الأدب... انا ساعات بشك ان الولد داه عنده خمس سنين، حتى أخواته مش زيه دول زي الملايكة إنما داه ".
ياسين مقاطعا:"بابي... هي مامي ليه دايما بتزعقلي كده.. ".
جلس زاهر على الاريكة و أجلس ابنه على ساقه ثم همس في أذنه بخفوت:"مامتك زعلانه علشان عاوزة تجيب بنوتة زي آيلا بنت انكل آدم ".
ياسين ببراءة:"طب انت بكرة جيبلها بنوتة من المستشفى بتاعتك انا بحب آيلا اوي يا بابي ".
زاهر بقهقة:"الحقي يا روني ابنك عاوز يلبسني قضية خطف أطفال".
رنا بيأس من تصرفات زوجها و ابنها :"ياسين روح العب مع اخواتك و سيب بابي يطلع يغير هدومه عشان نتعشى كلنا سوى".
ياسين و هو يهز كتفيه برفض:" لا انا بقيت كبير وعاوز افضل مع بابي هنا مش عاوز العب".
نظرت رنا لزاهر بمعنى ان يتصرف فهي أصبحت تجد صعوبة في التعامل مع ابنها العنيد و المشاغب عكس إخوته الهادئين.
زاهر و هو يهمس في أذن الصغير:" حبيب بابي مش اتفقنا تسمع كلام مامي و تنفذ كل اللي تقلك عليه ".
ياسين بهمس مماثل و كأنه يحكي له سرا هاما:" يا بابي ماهو آدم و آسر بيسمعوا كلامها و انا حبقى أسمع كلامك إنت".
زاهر و هو يتظاهر بالتفكير :"ممم لا انت تسمع كلام مامي و تعمل كل اللي بتقلك عليه و الا حتزعل منك و تعاقبك و متبقاش تروح معانا النادي يوم الجمعة و كمان مش حتحرمك من اللعب مع لولو مش انت بتحبها؟ ".
ياسين باقتناع:" لا خلاص يا بابي انا حسمع كلام مامي عشان بحب العب مع آيلا...".
زاهر و هو يطبع قبلة على خده :" شاطر يا روح بابي يلا روح العب مع اخواتك و انا حطلع اغير هدومي عشان نتعشى سوى".
ياسين :" حاضر يا بابي... انا آسف يا مامي و حبقى اسمع كل كلامك مش تزعلي مني".

انحنت رنا لتقبل صغيرها الذي كان ينظر لها كحرو وديع ثم قالت ضاحكة:"ماشي و لو اني عارفة السبب...".
ضحك زاهر و هو ينظر لصغيره الذي اسرع الى الدخول لإحدى الغرف ليلتحق بشقيقيه ثم التفت الى رنا التي على وشك المغادرة، جذبها من ذراعها لتصبح أمامه مباشرة.
زاهر :"على فين... واخدة بالك ان انا لسه جاي من الشغل ؟".
رنا و هي تحاول الإبتعاد :"ما أنا عارفة عشان كده انا كنت رايحة أحضرلك العشاء".
زاهر بمشاكسة:"عشاء إيه بس... انا عاوز أحلي، اصلي بموت في الحلويات".
رنا بخجل :"زاهر إوعى و بطل قلة أدب والاولاد ممكن يطلعلو في أي لحظة و يشرفونا".
انحني زاهر ليحملها لتشهق رنا برفض:"يا مجنون نزلني بتعمل إيه؟ ".
زاهر ببراءة :" ما انا بسمع كلامك اهو و خايف الولاد يشوفونا عشان كده قلت نطلع أوضتنا أحسن".
رنا بغيظ:" زاهر نزلني أحسنلك"
زاهر ببرود و هويصعد الدرج:" تؤ، ".
رنا :" طيب خلينا نتعشى الأول".
هز زاهر رأسه برفض و أحكم بيديه على جسدها و هو يصعد باقي درجات السلم بخفة الى ان وصلا الى جناحهما ألقاها على الفراش لتسند رنا بيديها معاودة الوقوف قائلة :"زاهر بطل جنان... و سيبني أنزل".
زاهر و هو ينحني الى مستواها هامسا برقة:"وحشاني، أعمل إيه ".
زفرت رنا بغضب و هي تشعر بأنها ستنهار أمامه باي لحظة :"عاوزة انزل أطمن على الأولاد".
جلس بجانبا ثم رفعها لتجلس على ساقيه و هو يقول :"معاهم المربية متخافيش... انا اللي محتاج انك تطمني عليا".
رنا بنبرة منخفضة :" ما انت كويس اهو مالك؟".
زاهر بلوم:"وحشاني... هنت عليكي طول الاسبوع بتنامي في أوضة الولاد و سايباني لوحدي...".
ابتلعت رنا ريقها بصعوبة و هي تشعر بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها، لاتنكر انها اشتاقت له بل تكاد تموت شوقا لكنها تعمدت الإبتعاد عنه منذ أن تشاجرا آخر مرة بسبب رغبتها في العمل و رفضه هو بحجة انها يجب أن تهتم ببيتها و الاولاد و انها ليست بحاجة إلى العمل.
رنا بضيق:"يعني انت كنت بتسيبني حتى ازعل براحتي... ما انت كنت بتستناني لحد ما انام و بتجيبني لاوضتنا"
زاهر بضحك :"اعمل إيه مش بيجيني نوم غير و انا مكلبشك في حضني".
رنا بدلال :"طب اوعى كده انا لسه زعلانة منك و مخاصماك و مش حنام الليلة و حشوف ازاي حتنقلي الأوضة دي ابقى نيم المخدة في حضنك ".
زاهر و هو يحاول اقناعها:" لا ابوس إيدك كله الا داه مممم طب بقلك إيه مش انت نفسك تجيبي بنوتة... الاولاد خلاص كبروا و قريب حيدخلوا المدرسة... ايه رأيك نجبلهم اخت حلوة و بعنين زرقاء زي مامتها".
رنا :"يا سلام عاوزني اجيب بنت و اتلهى فيها عشان انسى موضوع الشغل... لا يا زاهر انا لسه مصممة على موقفي، انا زهقت من البيت و النادي و القعدة.... حاسة اني حتجنن قريب".
زاهر و هو يقبلها على خدها :" سلامة قلبك يا قلبي..
خلاص انا حكلم آدم و هو حيلاقيلك شغل عنده بس مش اكثر من أربع ساعات في اليوم عشان متتعبيش نفسك ".
رنا بغير تصديق:" انت بتتكلم جد ".
زاهر بابتسامة :" طبعا انا ميهونش عليا زعلك.... بس لعلمك ثاني مرة لما تزعلي مش حسمحلك تسيبي أوضتنا... مش بعرف انام من غيرك ".
تعلقت رنا بعنقه كطفلة صغيرة و هي تنثر قبلات متفرقة في أنحاء وجهه ليقهقه زاهر بصخب و هو يسمعها تقول من بين قبلاتها:" بحبك اوي... لا مش بحبك انا بعشقك... ربنا يخليك ليا... احلى زيزو في العالم... ".
زاهر بخبث و هو يبعدها عنه بلطف :" لالا مش حينفع انا عاوز مكافأة اكبر من كده...".
توقفت رنا تقبيله ثم نظرت اليه بتعجب قائلة:"مكافأة إيه؟".
زاهر و هو يمرر اصابعه على ظهرهها هامسا بهدوء:"احنا حنروح اسبوعين اجازة لايطاليا... نفس المكان اللي قضينا فيه شهر عسلنا، فاكرة...".
هزت رنا رأسها بإيجاب و هي تقضم شفتيها بخجل
ليهتف زاهر :" انت لسه بتتكسفي مني يا روني... لالا دي مشكلة و لازم نلاقيلها حل سريع...
أكمل هامسا بأذنها :" أوعدك بعد رحلة إيطاليا دي حتنسي الكسوف خالص".

ضربته على صدره بحنق مصطنع و هي تصيح:"قليل الادب و مش حتتغير... انا مستحيل ابقى زيك..... ".
تطلع زاهر الى وجهها الجميل الذي يحفظ تفاصيله داخل ثنايا قلبه هامسا بعشق جلي:"انت مبسوطة معايا يا رنا؟؟ ".
رنا بدهشة من تغير نبرته:" انت بجد بتسألني؟؟؟ "
زاهر بتأكيد :" ايوا عاوز أعرف"
رنا بدلال:"انت واخذ بالك انك سألتني السؤال داه مليون مرة قبل كده و انا بجاوبك نفس الإجابة..."
زاهر:"عاوز اتأكد و أطمن قلبي اني مظلمتكيش عشان أجبرتك انك تتجوزيني غصب عنك... ".
وضعت رنا يدها على فمه تمنعه من إكمال كلامه الذي لم يرق لها :" يا حبيبي انت إيه اللي بتقوله داه... مش احنا اتفقنا اننا ننسى الموضوع داه، أصلا دي احلى حاجة حصلتلي في حياتي اني تجوزتك و مش مهم الطريقة، المهم اني معاك و في حضنك و عندنا ثلاث ولاد زي القمر حعوز إيه ثاني، دي آخر مرة تسألني السؤال داه عشان مش حجاوبك....
مددها على التخت ثم مال على شفتيها يلتقطهما في قبلة طويلة مشتاقة مبتلعا باقي كلماتها في جوفه...لينهل من انهار عشقها التي لاتنضب فهي لاتزال سيدة قلبه الأولى التي جعلته يقع صريعا في هوى عشقها بلا رحمة.. و كلما مرت السنوات، ازداد جنونه و شغفه بها،
الساعة العاشرة مساء
توقفت سيارة آدم الحديدي أمام باب الفيلا، لتترجل ياسمين و تغلق الباب ورائها بعنف..
صعدت درجات الباب الخارجي بسرعة قبل أن تدلف الى الداخل غير آبهة بنداءات آدم المتكررة باسمها..
اسرع في خطواته ليصل إليها قبل أن تصعد الدرج المؤدي الى الطابق الأعلى... جذبها من ذراعها بقوة حتى تعثرت بفستانها الطويل لتسقط في أحضانه..
صرخت و هي تتلوى بعنف لتتخلص من قبضته التي اشتدت حول خصرها تمنعها من التحرك..
"انت تجننت سيبني مش عاوزة اتكلم انا حرة".
آدم و هو يجز على أسنانه محاولا التحلي بالهدوء :"الف مرة قلتلك صوتك ميعلاش يا ياسمين...تعالي نطلع اوضتنا فوق خلينا نتناقش بهدوء و نتكلم..
ياسمين برفض و هي تدفعه :" لا مش عاوزة اتكلم معاك...روح للست نيرفانا هانم خليها تنفعك.. داه حتى اسمها مقرف زيها".
آدم و هو يكتم ضحكاته حتى لايزيد غضبها:" يا حبيبتي انا مالي بيها.. دي بنت المدير الجديد اللي عينته يمسك فرع اسكندرية ما انت عارفة انا صفيت كل أعمالي برا و بحاول افتح فروع جديدة هنا...عشان افضل جنب عيلتي و مسافرش ثاني ".
ياسمين :" و هي إيه اللي جابها العشاء مش المفروض يجي المدير هو و مراته بس...دي بتتغزل بيك قدامي بكل وقاحة انا عمري ماشفت كده ".
آدم محاولا تهدئتها:" يا حبيبتي دي بنت صغيرة متحطيش عقلك بعقلها".
جن جنون ياسمين من هدوئه لتهدر بغضب:" آدم متجننيش انا كنت قدها لما تجوزتك... متجننيش ببرودك داه ،البنت عينها منك و بتحاول تقربلك و باين عليها مش سهلة دي حتعمل من شغل ابوها حجة و مش بعيد تبقى تتنططلك كل شوية في الشركة ".
عقد آدم حاحبيه باستغراب قائلا :"انت جبتي الأفكار دي منين، البنت حتسافر مع أهلها اسكندرية عشان شغل ابوها ".
ياسمين :" آدم انا بحذرك المرة دي انا دلقت عليها العصير و شتمتها بس... إنما المرة الجاية و الله لكون جايباها من شعرها اللي مش عارفينله لون داه و امسح بيها البلاط، بني آدمة مستفزة مبتستحيش و هي بتبص لراجل متجوز و عماله بتغازل فيه قدام امها و ابوها...".
قهقه آدم بصخب عندما تذكر كيف هبت من مكانها غاضبة قبل ان تمسك بكأس العصير الموجود أمامها و تسكبه على نيرفانا التي لم تكف عن التعبير عن إعجابها بوسامة آدم و شخصيته المسيطرة
مما أثار جنون و غيرة ياسمين و التي أصرت على ضربها لو لا منعها آدم من ذلك و حملها خارج المطعم و الذي لحسن الحظ كان فارغا... مما زاد من حنقها و غضبها.
نظرت ياسمين لزوجها الذي كان يضحك باستمتاع لتنفجر ببكاء شديد و تتعالى شهقاتها وهي تحاول التكلم و لكنها لم تستطع، نظر لها آدم بدهشة و قد احس بارتعاش جسدها و انها على وشك السقوط وضع يده على ضهرها مشددا من احتضانها بينما رفع بيده الأخرى وجهها لتقابله عيناها الرماديتين الممتلئتين بالدموع...
آدم بحنان :"حبيبتي إهدي مالك فيكي إيه؟ إيه اللي حصل بس".
واصلت ياسمين البكاء دون أن تتكلم ليحترق قلب آدم عليها فآخر ما يريده هو رؤية دموعها...
:"طب قوليلي عاوزة إيه و انا حعمله بس بلاش دموعك دي متنسيش انك حامل و دا غلط على البيبي".
ياسمين ببكاء :"انت كنت ساكت.... و مقلتش حاجة و لا حتى....منعتها...كلمة واحدة منك كانت حتوقفها عند حدها بس انت سكت... هي عاجباك صح مبقتش عاوزني...".
آدم بنبرة حازمة :"انت إيه اللي بتقوليه داه انا مبقتش عاوزك.... الظاهر هرمونات الحمل عاملة شغل جامد...يا حبيبتي انا كنت ساكت عشان اشوف ردة فعلك انت، و الله العظيم مكنت شايفها اصلا و لا فاكر ملامحها حتى... كتلة الالوان المتحركة... اهدي بس و الا حضطر اجيبلك الدكتورة...".
قاطع حديثه حضور ابنتهما آيلا التي أطلت من فوق الدرج و هي تجر دبها الأبيض المحشو الذي لا يفارقها خاصة أثناء نومها... فركت عينيها بلطف ليبتسم آدم رغما عنه على مظهرها الطفولي

آيلا بصوت ناعس:" بابي هي مامي بتبكي ليه؟ ".
خبأت ياسمين وجهها داخل صدر آدم حتى لاترى إبنتها دموعها...

آدم و هو يشدد من إحتضانها قائلا يحنو بالغ :"مفيش يا حبيبة بابي انت إيه اللي مصحيكي دلوقتي و الدادا فين؟".
آيلا و هي تتابع نزول الدرج :"نايمة في الأوضة انا صحيت علشان اشرب ميه و سمعت صوتكم فنزلت".
أبعد آدم ياسمين بلطف ثم انحنى ليحمل طفلته الصغيرة و يقبل وجنتيها و هو يقول بحنان :" ياسمين الصغيرة حبيبة بابي شربت اللبن و غسلت سنانها قبل ما تنام صح".
آيلا و هي تهز رأسها بإيجاب :"أيوا يا بابي انا شربت
الكباية كلها و غسلت سناني كويس ".
آدم و هو يتابع تقبيلها و استنشاق رائحتها بعمق كما يفعل دائما :"شطورة يا روح بابي يلا دلوقتي اطلعي على أوضتك تنامي عشان بكرة حنروح عند انكل زاهر و طنط رنا ".
الطفلة بفرح و هي تقبل خده:"هاي حنروح عند ياسين و العب معاه كثير.... حاضر يا بابي انا حطلع انام حالا.. تصبح على خير، تصبحي على خير يا مامي ..
ضحك آدم على صغيرته و هو يومئ لها بالايجاب، انزلها على الأرضية لتلتقط دبها و تحمله و تصعد الدرج و على ملامحها علامات السعادة...
التفت الى ياسمين التي كانت تقف قريبا منه و هي تمسح دموعها التي كانت تنهمر دون توقف، زفر بقلق و هو يقول :"بتعيطي ليه بس يا قلبي....طب استني شوية و انا حجبيلك مرفانا دي و ابقي اعملي فيها اللي انت عاوزاه...
أخذ يتصنع البحث في جيوب سترته عن هاتفه و هو يتمتم :" هو تليفوني فين... عشان اكلم اسماعيل يجيبها حالا ".
ياسمين وهي تبتسم رغما عنها على كلامه :" اسمها نيرفانا على فكرة...و بعدين انت عاوز تجيبها هنا ليه وحشتك".
جذبها آدم اليه مرة أخرى بلطف متمتما بهدوء:"ياسمين بلاش هبل و يلا نطلع أوضتنا فوق.. انت تعبانة و لازم ترتاحي شيلي الأوهام دي من دماغك عشان موجودة اصلا و انت عارفة كده كويس".
ياسمين برفض:" لا مش عارفة... عرفني انت ".
أمسك آدم وجهها بكفيه بقوة نتيجة نفاذ صبره من عنادها الغير مبرر قائلا بصرامة:"فيكي إيه مالك؟
احكيلي إيه اللي مغيرك و متقوليليش البنت دي ".
أومأت برأسها و هي تتحاشى النظر اليه ليحثها آدم على التكلم قائلا :" متجوز طفلة يا ناس... يلا اتكلمي علشان مش حسيبك غير لما تحكي الحقيقة و انت عارفاني لما امسك في حاجة فقصري و يلا احكي".
قضمت ياسمين شفتيها بتوتر قبل أن تتكلم بهمس:" اصل انا... كنت..... اوووف خلاص بقى مفيش حاجة".
آدم بمرح و هو يزيل بقية دموعها العالقة بابهامه ثم بدأ بفك حجابها ببطئ:" ها و بعدين كملي ايه اللي زعل أميرتي الحلوة... ".
ياسمين بخجل :" أصل انا غرت منها أوي.. هي حلوة و كمان ابوها غني و من عيلة كبيرة و درست في لندن مش زيي انا بنت حارة شعبية و فقيرة بتمنى لو كنت زيها علشان أليق بيك و بمكانتك... انت تستاهل واحدة....
آدم :"بس، بس... اسكتي إنت إيه اللي بتقوليه داه، بقى ياسمين الحلوة اللي كل الناس حاسدني علشان جمالها و رقتها تقارن نفسها بحتة بنت ملونة حاطة خمس كيلو ميكاب...
قرب وجهها و هو يلثم جبينها بحنان و عشق جارف و هو يتمتم بحب : دا أنا احطك في قفص و اسجنك جوا قلبي... انت ناسية زمان لما كنت بحبسك في القصر القديم و بمنعك حتى تزوري مامتك.. تفتكري عشان إيه... قبل خدها الأيمن و هو يكمل بنبرة تفيض عشقا.. عشان محدش يشرف جمالك اللي أسرني من اول نظرة، ياسمين انت مينفعش تقارني نفسك بأي حد عشان انا مش شايف غيرك.. لثم خدها الاخر و هو يتابع... انت خلاص سرقتي قلبي من زمان.. حرام عليكي ححبك أكثر من كده إزاي... إنت اللي ملكتي روحي و عمري و حياتي كلها ليكي انت و بنتنا ياسمين الصغيرة، دا انا مش قادر اناديلها آيلا و بسميها على إسمك انت... حبيبتي اللي خرجتني من الظلمة للنور و اللي علشانها تغيرت و بقيت انسان طبيعي و ليا عيلة تحبني و تهتم بيا...
في حضنك انت بس بقيت بحس بالأمان و الدفا و بيهون عليا تعب سنيني، انت امي و اختي و مراتي و حبيبتي و بنتي الكبيرة.. انت عيلتي كلها ".
أحاطت ياسمين جسده بذراعيها و دفنت وجهها داخل أحضانه تكتم شهقاتها التي انفلتت منها دون ارادتها، ابعدها بهدوء قائلا بمرح اكتسبه تلقائيا بعد ولادة آيلا :" خلاص بقى يا عيوطة... انا مش عارف جبتي منين كل الدموع دي حتغرقي الفيلا ".
رفعت عينيها و هي تبتسم رغم بكائها هامسة :" انا بحبك اوي و مش عاوزة اي ست تبصلك غيري، انت بتاعي انا و بس... انت حلو اوي خصوصا عيونك الخضراء دي بتخلي البنات تتهبل عليك... اعمل إيه بغير عليك و ساعات دماغي بتتقلب و بتيجي افكار غبية... ".
آدم بضحك :" افكار و أفعال كمان انا مش قادر أصدق انك نفسها ياسمين البنت الكيوت اللي متعود عليها.. الظاهر بنت خالتك سلفتك شوية جنان من عندها".
ياسمين و هي تشاركه الضحك :" لو كانت رنا مكاني كانت جابتها من شعرها... بنت قليلة الادب و تستاهل ".
آدم بحنان :"طيب سيبك منها و خلينا نطلع فوق بقالنا ساعة واقفين هنا و انت تعبتي ".
ياسمين و هي تتثائب :" عندك حق انا تعبت اوي و عاوزة انام... رفعت ذراعيها لتلف رقبته قائلة بدلال :" ابنك تعبني اوي يا دومي مش قادرة حتى اطلع الدرج".
آدم و هو يحملها بين ذراعيه بخفة:" بس كده... انت تأمري... دا انا كلي ليكي يا عشق آدم".
...................................
تمت بحمدلله
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-