رواية اسيرة الشيطان جاسر ورؤي الجزء الاول 1 بقلم دينا جمال

رواية اسيرة الشيطان جاسر ورؤي الجزء الاول 1 بقلم دينا جمال


رواية اسيرة الشيطان جاسر ورؤي الجزء الاول 1 هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة دينا جمال رواية اسيرة الشيطان جاسر ورؤي الجزء الاول 1 صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية اسيرة الشيطان جاسر ورؤي الجزء الاول 1 حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية اسيرة الشيطان جاسر ورؤي الجزء الاول 1

رواية اسيرة الشيطان جاسر ورؤي بقلم دينا جمال

رواية اسيرة الشيطان جاسر ورؤي الجزء الاول 1

ارتفعت أصوات مكبرات الجوامع المحيطة بمنزل الأستاذ ( حسين عبد الوهاب ) فاستيقظت رؤى
( الابنة الكبري للأستاذ حسين، فتاة عادية جدا بسيطة عادية الجمال لا تمتلك بشرة ناصعة البياض، ولا عيون زرقاء، ولا شعر كخيوط الذهب، إنما هي فتاة عادية جدا ولكن جمالها يكمن في التزامها في علاقتها القوية بربها، في حسن خلقها وعفة لسانها، أنهت دراستها في كلية التجارة وبعدها تفرغت لمساعدة والدتها في أعمال المنزل ).

تعودت رؤى إن تستيقظ يوميا عند سماعها أذان الفجر، لتأدية صلاتها ومن ثم تقوم بإعداد الإفطار وإيقاظ والدها والدتها واخيها عاصم ( في السنة الثالثة، كلية الهندسة )
واختها فاطمة الصغيرة
( في الصف الثاني الابتدائي )
انتهت رؤى من إعداد الإفطار فذهبت لتوقظ والدها ووالدتها
حسين مبتسما: صباح الخير يا رؤى
رؤى بابتسامة صافية: صباح الفل يا أبو الاحسان، علي فكرة بقي أنا زعلانة منك.

حسين: عارف، عارف عشان ما صحتش أصلي الفجر، بس أعمل ايه يا بنتي برجع من الشغل مهدود الله يخربيته جاسر مهران، بيعاملنا كأننا عبيد عنده
رؤى: يا بابا ما تدعيش علي حد، ادعيله أن ربنا يهديه
حسين: يا رب يا بنتي
رؤى: يلا افطر أنت علي ما احضرلك الحمام، صحيح فين ماما
حسين: بتصحي عاصم وطمطم
هزت رأسها إيجابا، وذهبت لتجهيز الحمام لوالدها، وعندما عادت وجدت وجدت الجميع يجلسون علي طاولة الإفطار.

رؤى مبتسمة: صباح الخير يا طمطم، صباح الخير يا عاصم
عاصم/ طمطم: صباح النور يا رؤى
مجيدة: ما فيش صباح الخير يا ماما خلاص يا رؤى أنا زعلانة منك
رؤى بابتسامة وهي تقبل يدها: وأنا اقدر بردوا صباح النور علي اجمل واحن ماما قي الدنيا
مجيدة: ماشي يا بكاشة اقعدي يلا كلي
جلست رؤى معهم وبدأت في المزاح كعادتها
بعدها بقليل قام حسين حتى يذهب لعمله
حسين: الحمد لله، اقوم أنا بقي عشان اروح الشغل.

ومن بعده عاصم: يا خبر دا أنا كدة هتأخر علي الجامعة
رؤى: يلا يا طمطم خلصي يلا فطارك عشان اروح اوديكي المدرسة
نزل حسين إلى عمله ومن بعده عاصم إلى جامعته وبعدها بقليل نزلت رؤى بصحبة فاطمة لتوصلها إلى مدرستها، ومن بعدها اشترت بعض احتياجات للمنزل وعادت سريعا لتساعد والدتها في تنظيف المنزل واعداد الغداء
في مكان آخر تحديدا
( أمام شركة مهران جروب للمقاولات ).

وقفت سيارة دفع رباعي سوداء اللون نزل منها شابين احدهما هو
( جاسر مهران، شاب طويل القامة، عريض المنكبين، ذو جسد رياضي متناسق، لحية خفيفة، شعر بني طويل، ملامح رجولية خالصة عينان يشع منها الخبث والقسوة
لقب بالشيطان فهو معروف عنه القسوة والعند
لا يرحم من يسقط تحت يده، متعدد العلاقات النسائية ).

الشاب الاخر ( علي صادق، شاب نحيف طويل القامة ولكنه اقصر من جاسر قليلا، ملامحه هادئة مريحة، شعره بني غامق، عيناه زرقاء، ولكن أهم ما يتميز به أخلاقه وتدينه، صديق جاسر منذ الطفولة علي الرغم من اختلاف طباعهما فهما كالمشرق والمغرب في طباعهم )
دلف جاسر وعلي إلى الشركة، جاسر بخطواته الواثقة ونظراته الجريئة التي تتفحص أجساد الموظفات بشهوانية، علي بخطواته الهادئة ونظر الذي عفه عن النظر إلى اي فتاة.

دلف جاسر إلى مكتبه فتبعه علي
جاسر ساخرا: ايه يا شيخ علي مش هتروح مكتبك ولا ايه
علي: لاء رايح أهو بس هات ملف الصفقة الجديدة
جاسر: آه صحيح كنت ناسي خد أهو
ناوله جاسر الملف، عندها سمعوا صوت دقات علي باب المكتب
جاسر: ادخل
دخل رجل في أواخر الثلاثينات من عمره ( فتحي ) جاسوس جاسر لكل من يريد أن يعرف عنه اي شئ
فتحي: صباح الفل يا باشا
جاسر: صباح الزفت علي دماغك كل دا بتجيب شوية معلومات عن حتة بت.

فتحي: يا باشا دول هما 3 ايام
جاسر بضيق: اخلص يا فتحي وهات إلى عندك
اعطاه فتحي ملف ازرق اللون
فتحي: الملف دا في كل حاجة حضرتك عايز تعرفها عنها جتي لمؤخذة يعني مقاسات هدومها
جاسر مبتسما بخبث: حلو أوي يا فتحي، انزل علي الحسابات هتلاقي الشيك بتاعك هناك ومش عايز اشوف خلقتك تاني لحد ما اطلبك، مفهوم
فتحي: مفهوم، يا باشا، ربنا يعمر بيتك ويخليك لينا
خرج فتحي من الغرفة واغلق الباب خلفه.

علي: في ايه الملف دا يا جاسر
جاسر بسعادة: اخيرا بنت صبري الدمنهوري رجعت من السفر
اتسعت عيني علي بفزع: مش كفاية كدة يا جاسر، أنت لسه ما وصلتش لنهاية انتقامك
تعالت ضحكات جاسر بخبث: نهاية انتقامي، دا أنا لسه بقول يا هادي
علي بحدة: وآخرتها يا جاسر
جاسر بخبث: آخرتها فل أن شاء الله
قاطع علي قبل أن يرد، صوت أذان الظهر يصدح في الجامع القريب من الشركة.

فسكت علي عن الكلام ولكنه ظل يردد مع الأذان بصوت منخفض إلى أن انتهي
علي: ما فيش فايدة فيك، أنا نازل اصلي الضهر، يلا قوم عشان تصلي
جاسر ساخرا: عمرك شوفت شيطان بيصلي دا حتى الدنيا يبقي اتقلب ميزانها
علي: اغلب شيطانك يا جاسر وقوم صلي
جاسر: بقولك ايه يا شيخ علي فكك مني وقوم شوف انت رايح
علي: ربنا يهديك يا جاسر.

ذهب علي ليؤدي صلاة الظهر، بينما امسك جاسر الملف بين يديه، يقلب صفحاته ببطئ، يلتهم الكلام برغبة الانتقام المشتعلة بين ثنايا روحه
جاسر في نفسه: أهلا بيكي في جحيم جاسر مهران يا بنت صبري الدمنهوري
بينما في المسجد القريب من الشركة وقف علي يؤدي صلاته بخشوع، ومع كل سجدة يدعو فيها إلى جاسر فهو صديق طفولته ورفيق دربه واخيه الذي لم تلده أمه
أما في مكتب جاسر.

فكان منشغلا بمعرفة كافة المعلومات عن هذه الحسناء الفاتنة، ذات الشعر الأصفر الطويل والعيون الخضراء والبشرة البياض ناصعة البياض، والشفاة المكتنزة وردية اللون، والقد الممشوق كعارضات الأزياء
ابتسم بخبث وهو يضع احدي مخططاته لايقاعها في شباكه
أما في ادارة حسابات الشركة
يجلس مجموعة من الموظفين منكبين علي عملهم، يعملون كالعبيد خوفا من بطش مديرهم المتجبر، من بينهم الأستاذ حسين.

طلب حسين من العاملين في البوفية كوبا من الشاي، أحضر العامل الشاي ووضعه أمام حسين
رفع حسين نظره مبتسما ليشكر العامل
حسين مبتسما: عم إسماعيل عاش من شافك يا راجل كنت فين طول المدة دي
لاحظ حسين نظرة الانكسار والذل في عيني إسماعيل فاكمل بقلق: مالك يا عم إسماعيل
إسماعيل: ما فيش يا إبني
حسين: اديك قولت أهو ابنك، مالك أول مرة أشوف النظرة دي عينيك.

فرت دمعه هاربة من عيني إسماعيل صدمت حسين وادهشته: عم حسين أنت بتعيط، دا الموضوع كبير علي كدة وأنا مش هسيبك غير لما اعرف فيه ايه
إسماعيل باكيا: جاسر مهران يا إبني، جاسر مهران كسرني وذلني أنا وبنتي
حسين: تهاني؟ ايه إلى حصلها، صحيح دا عاصم قالي ان بقالها مدة كبيرة ما بتجيش الكلية.

إسماعيل: هقولك يا إبني، من حوالي شهر طلبت من تهاني بعد ما تخلص كليتها تعدي عليا و نروح سوا نجيب شوية طلبات للبيت عشان مراتي ربنا يشفيها عندها تعب في رجلها، ويا رتني ما قولتلها تيجي، لما جت هنا شافها جاسر، سلم عليها واتكلم معاها بأدب، استعربت جدا من طريقته بس ما حطتش في دماغي وخدتها ورحنا الطلبات وبعد كدة روحنا علي البيت، لحد بليل.

Flash back
في بيت إسماعيل دسوقي، في حارة شعبية متواضعة جدا
رن جرس المنزل
إسماعيل: افتحي يا تهاني شوفي مين
تهاني: حاضر يا بابا
فتحت تهاني الباب للتفاجئ بجاسر في ابهي صوره يرتدي بدلة سوداء وقميص أبيض مفتوح أول ازراره، يحمل بين يديه باقة ورد كبيرة والعديد من علب الهدايا
تهاني بصدمة: أنت، قصدي جاسر بيه، اتفضل يا افندم.

دخل جاسر إلى المنزل، ينظر حوله بازدراء إلى حالة المنزل المتدنية ولكن استطاع ببراعة اخفاء ضيقة تحت ابتسامته الخادعة
اسماعيل: مين يا تهاني
تهاني: دا جاسر بيه يا بابا
هرول إسماعيل ناحيتهم بصدمة
اسماعيل بخوف: جاسر باشا، خير يا باشا، ايه إلى حصل
جاسر بابتسامة زائفة: مالك يا عم إسماعيل، اهدي كدة دا أنا جاي أشرب معاك كوباية شاي ولا أنت بخيل ولا ايه يا عم إسماعيل.

إسماعيل سريعا: يا خبر يا باشا هو أنا أطول اتفضل، اتفضل يا باشا
جلس جاسر بتواضع مزيف: باختصار كدة يا عم إسماعيل أنا طالب أيد تهاني
إسماعيل بصدمة: تتتهاني بنتي
جاسر ضاحكا: آه تهاني بنتك، قولت ايه يا عم إسماعيل: دا شي يشرفني يا باشا بس العين ما تعلاش عن الحاجب، احنا فين وسيادتك فين.

جاسر بود زائف: ايه الكلام القديم دا يا عم إسماعيل، كلنا ولاد تسعة ما يغركش الوش الخشب إلى في الشركة أنا بعمل كدة عشان المواظفين يخافوا مني، قولت ايه يا عم إسماعيل نقرأ الفاتحة
هز إسماعيل رأسه إيجابا سريعا فهو إلى الآن لا يصدق أن جاسر بيه يريد الزواج من ابنه الساعي.

جاسر: أمين، اخرج جاسر علبة زرقاء للمجوهرات، دي شبكة تهاني، هدفع 100 ألف مهر، و 100 مرخر صداق، دا بعد الشر يعني لو لقدر الله حصل واتطلقنا، قولت ايه يا عم إسماعيل
إسماعيل: هو في كلام يتقال بعد كلام سيادتك موافق طبعا
جاسر: احم، بس انا عندي طلب
إسماعيل: اؤمر ياباشا
جاسر: أنا عايز الجواز يتم في خلال أسبوع بالكتير
إسماعيل بتردد: ايوة بس تهاني لسه بتدرس.

جاسر مبتسما: وماله تكمل عندي في بيتي، أنا مستحيل امنعها من التعليم، بس سامحني أنا مش هقدر أعمل فرح
تهدج صوته ببكاء مصطنع، أصل عمتي لسه متوفية من 10 أيام
إسماعيل بحزن: الله يرحمها يا إبني، خلاص بلاش فرح عشان ظروفك
جاسر: حيث كدة بقي انا هاجي بكرة ومعايا المأذون
إسماعيل: بالسرعة دي، كدة مش هنلحق نجهزها.

جاسر: أنا عايزها بشنطة هدومها، الحمد لله الشقة عندي جاهزة من مجاميعه، مش ناقصها غير عروستنا تنورها، قول موافق بقي يا عم إسماعيل
إسماعيل: موافق طبعا.
رحل جاسر، وبقيت تهاني طوال الليل شاردة في حياتها القادمة لاتنكر إعجابها بعاصم زميلها في الجامعة ولكنها لا تعرف إن كان يبادلها نفس الشعور هو حتى لا ينظر إليها ولا يتكلم معها ابدا
لذلك قررت أن تنحني شعورها بذلك الحب جابنا وتفكر في حياتها القادمة مع هذا الثري الوسيم.

في اليوم التالي في نفس الميعاد حضر جاسر ومعه المأذون والشهود وتم عقد القران وأصبحت تهاني زوجة جاسر رسميا
جاسر مبتسما: مبروك يا توتة
تهاني بخجل: الله يبارك فيك
جاسر: يلا بقي يا حبيبتي عشنا السعيد مستنينا
هزت رأسها إيجابا بخجل، تقدم جاسر وحمل حقيبتها واخذها ليذهب إلى منزلها.

ولكن بعد مرور أسبوع واحد وجد إسماعيل ابنته ملقاة أمام باب المنزل بجانبها حقيبة ثيابها ووثيقة طلاقها، نقلها سريعا إلى احدي المستشفيات الحكومية، بعد أن فحصها الطبيب أخبرهم أنها تعرضت لاعتداءات جسدية وجنسية سببت له صدمة عصبية حادة، ونصحهم بإديعها في مصحة نفسية
Back.

إسماعيل باكيا: صرفت كل إلى اديهولي وكل إلى حيلتي علي المصحة والادوية وبردوا ما فيش فايدة، بنتي ما اتحسنتش ولا واحد في المية حتى، الدكتور قالي أنها اتعرضت لتعذيب شديد خلي عقلها يرفض أنه يرجع للواقع تاني، في الآخر يا ابني الفلوس خلصت، فاضطريت ارجعها تاني البيت.

حسين بصدمة مما سمعه: معقولة الكلام دا
إسماعيل باكيا: من ساعتها يا إبني لو حد غلط وقال اسم جاسر ولو بالصدفة تفضل تصرخ وتترعش وتعيط.

حسين بصدمة: أنا مش لاقي كلام اقوله، أنا مش فاهم ازاي في إنسان جواه الشر دا كله، طب أنت عملت ايه معاه.

إسماعيل: روحتله اقوله أنت عملت ايه في البنت
رد عليا بجملة: أنت بعت وقبضت وأنا اشتريت ودفعت مالكش دعوة بالي حصل وكل عيش
وطردني من مكتبه
حسين بصدمة: دا مريض نفسي، مستحيل يكون طبيعي ابدا
اسماعيل باكيا: ربنا علي الظالم والمفتري، حسبي الله ونعم الوكيل فيه
اخرج حسين بعض النقود من جيبه واعطاها لإسماعيل، رغم ضيق حاله ولكن لن يتواني عن مساعدة هذا الرجل المسكين وابنته.

حسين: أرجوك يا عم إسماعيل لو عوزت اي حاجة قولي علي طول، وأدعي يا عم إسماعيل ربنا ما بيردش دعوة المظلوم ابدا
إسماعيل: حاضر يا إبني عن اذنك
رحل إسماعيل، وعاد حسين لمباشرة عمله ولكن بنصف عقل، بينما النصف الآخر يكاد يبكي مما حدث لهذا المسكين وابنته.

أنتهي دوام العمل فعاد حسين إلى منزله لتقابله رؤى بابتسامته المرحة
رؤى مبتسمة: ابو الإحسان وحشتني يا راجل، اوعي تكون ما صلتش الضهر والعصر أزعل منك.

حسين مبتسما: لاء ما تقلقيش صلتهم وأنا في الشغل
رؤى مبتسمة: أيوة كدة يا أبو الاحسان يلا الغدا جاهز عملهولك بايديا
مجيدة: يا سلام علي اساس ان أنا ما كنتش بعمل معاكي
عاصم غامزا: أيوة يا عم ماشية معاك حلاوة متجوز اتنين بيتخانقوا عليك
وضعت رؤى يدها على ظهرها كالحوامل: خد بايدي يا ابو حزومبل، ابنك حزومبل تاعبني اوي يا اخويا.

عاصم: تعالي يا ام حزومبل ادئلجي هنا
ضحك الجميع علي مزاح عاصم ورؤي
مجيدة: يلا يا حسين تعالا يا اخويا كل وسيبهم يكملوا عروض مسرح مصر بتاعتهم
جلسوا جميعا علي طاولتهم الصغيرة المتواضعة، يتناولون الغدا وسط مزاح عاصم ورؤي
حسين مبتسما: ربنا يديم عليكوا ضحكتوا يا اولاد، قولي يا عاصم اخبار الجامعة ايه.

عاصم: الحمد لله يا بابا، صحيح فكرتني لسه ما شوفتش عم إسماعيل أصل تهاني بقالها مدة كبيرة اوي ما بتجيش الكلية، احسن يكون حصلهم حاجة لقدر الله.

تجمد الكلام علي شفتي حسين، هو يعلم أن عاصم يحمل مشاعر لتهاني وقد صارحه بها ولكنه يحتفظ بها لحين أن يجمعهم الله في حلاله، ولكنه لن يستطيع أن يخبره، يعرف عاصم جيدا عصبي ومندفع وقد يفعل شئ اخرق يؤدي بمستقبله او الاسوء بحياته فجاسر هذا ابعد ما يكون عن الضمير والانسانية
فاق من شروده علي صوت مجيدة
مجيدة: حسين، حسين مالك يا اخويا
حسين: هاا، ما فيش، أنا الحمد لله كلت، هقوم أريح شوية.

ذهب حسين إلى غرفته فتبعته مجيدة
مجيدة: مالك يا حسين شكلك مهموم ليه كدة
شرد امامه بصمت ولم يجب
مجيدة: طب ما ردتش علي عاصم ليه، قابلت عم إسماعيل
فرت دمعه هاربة من عيني حسين، مسحها سريعا قبل أن تراها زوجته، ولكنه لم ينجح فشريكة حياته تعرف أصغر حركاته وسكناته
مجيدة بصدمة: حسين أنت بتعيط، في ايه يا حسين، ايه إلى حصل، فضفضلي يا اخويا
تنهد بحزن ثم بدأ يقص علي مجيدة تفاصيل لقائه مع إسماعيل.

شهقت مجيدة بفزع: معقول الكلام دا
حسين بحزن: عشان كدة ما معرفتش أرد علي عاصم اقوله ايه
مجيدة: طب وتهاني عاملة ايه
حسين بحزن: عم إسماعيل بيقول أن حالتها وحشة اوي، لا بتاكل ولا بتشرب وطول الوقت بتعيط وتصرخ.

مجيدة: طب أنا عايزة اروح ازورها
حسين: لاء يا مجيدة ما ينفعش البنت حالتها وحشة أوي مش هتستحمل اي حد يروحلها، أهم حاجة ما تجبيش سيرة لعاصم عن إلى حصل، انتي عارفة عاصم عصبي وجاسر أبعد ما يكون عن الضمير والانسانية
مجيدة سريعا: لاء طبعا يا اخويا مش هقوله هو أنا مستغنية عن إبني
أما في الخارج
كانت رؤى تساعد طمطم في مذاكرة دروسها، أما عاصك فكان شارد في حبيبته الغائبة يشعر بالقلق الشديد عليها.

رؤى: عاصم يا عاصم
عاصم: هااا، عايز ايه يا رؤى
رؤى: يمكن مسافرين ولا حاجة يا عاصم
هز رأسه إيجابا: طب أنا هدخل أنام عشان عندي محاضرات بدري
هزت رأسها إيجابا بابتسامة: ماشي يا حبيبي تصبح على جنة
عاصم مبتسما: وانتي من اهلها يا حبيبتي
انتهي اليوم في منزل الأستاذ حسين.

أما في مكان آخر يعتبر منتصف الليل هو بداية اليوم عند بعضهم، في مكان يعم بالفواحش والمجون يمارس اصحابه كل ما حرم الله من خمر وقمار وزنا، حيث ترتدي الفتيات ملابس فاضحة تعري اكثر من كونها تستر وتنساب إيدي الرجال إلى اجسادهن بحرية
أحد الديسكوهات الشهيرة
دلف جاسر إلى الديسكو يرتدي قميص أسود وبنطال جينز اسود وساعته الفضية، ويضع عطره المفضل بغزارة.

جلس علي كرسي علي البار مباشرة، عيناه تبحثان عنها، فقد علم من الملف الذي اعطاه اليه فتحي أنها ترداد هذا المكان منذ وصولها، إلى ان وجدها تدلف ومعه احدي صديقاتها، جلسان علي البار قريبا منه.

ابتسم بخبث فها هي خطته علي وشك البدء، عطر جاسر النفاذ هو أول شباكه للايقاع بالضحية، لذلك قد تعمد أن يضع منه بكثرة، وحدث ما توقع اعجبت الفتاتين كثيرا براحة عطره الجذاب، نظرت ناحية ذلك الرائحة الطاغية وتلقائيا وجدت نفسها تبتسم بهيام لهذا الشخص الوسيم، أما جاسر فقد استقبل ابتسامتها بجفاء شديد واشاح بوجهه بعيدا عنها، لتبتسم ابتسامة انتصار صغيرة علي شفتيه.

اما شاهندا فقد عقدت حاجبيها بدهشة من ذا الذي ينظر إلى شاهندا الدكنهوري ولا يعجب بل يتيم بها فهي فتاة رائعة الجمال، طاغية الفتنة.

قامت شاهندا من مكانها واتجهت إلى جاسر
شاهندا مبتسمة بدلال: can you dance with me, please
جاسر بجفاء: No
شاهندا بدهشة: Why!
جاسر ببرود: you are not my type
فغرت فاهها بدهشة، رمقها جاسر بسخرية ثم تركها وذهب ناحية صديقتها
جاسر مبتسما: تسمحيلي بالرقصة دي
نهي مبتسمة بدلال: sure.

امسك جاسر يدها وجذبها برفق إلى ساحة الرقص وبدأ يرقص معها، أما شاهندا فقد تستشيط غضبا من هو ليسمح لنفسه بإهانة شاهندا الدمنهوري، قاطع شرودها صوت احدهم
الشاب مبتسما بخبث: ممكن ارقص مع احلي واحدة في المكان كله
شاهندا في نفسها: قول الكلام دا للاعمي إلى هناك دا
شاهندا مبتسمة: sure
ذهبت شاهندا مع الشاب إلى ساحة الرقص وبدأوا يرقصون على الأغاني الأجنبية الصاخبة.

وشاهندا تتعمد الاصطدام بجاسر دون أن تعتذر له، أما جاسر فكان يبتسم بسخرية، فهذه الحمقاء تشير علي خطته التي وضعها بالحرف
انتهت الرقصة فاخذ جاسر نهي وجلسا علي احدي الطاولات يحتسون الخمر، وجاسر يمازح صديقتها ويعاملها برقة متعمدا اثارة غضب تلك التي تراقبه من بعيد.

بعد عدة ساعات عاد إلى منزله مع أذان الفجر وهو يترنح من كثرة السموم التي شربها القي بجسده على الفراش ليغط في نوم عميق دون أن يستمع حتى لنداء الله لعبادة لاداء ركعتي الفجر
( عن عائشة رضي لله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ).

ولكن جاسر وامثاله من الذين غرتهم الحياة الدنيا بزينتها
علي صعيد آخر استيقظت رؤى وأدت صلاتها، وظلت تدعو الله أن يريح قلب اخيها ويجمعه مع من يحب في حلاله، بعد أن انتهت من الصلاة وقرأه وردها بدأت روتينها اليومي من تحضير الافطار، وايقاظ الجميع، إلى آخره
ولكنها اليوم تريد أن تفاتح والدها في موضوع نزولها إلى العمل حتى تساعده ولو قليلا في مصاريف المنزل، انتظرت إلى أن تناول افطاره وقبل أن يغادر.

رؤى: بابا لو سمحت كنت عايزة اطلب من حضرتك طلب
حسين: قولي يا حبيبتي بس علي طول عشان مستعجل
رؤى: بابا أنا كنت عايزة انزل اشتغل
حسين: تاني يا رؤى مش كنا خلصنا من الموضع دا وقولنا ما فيش شغل، بتفتحيه تاني ليه
رؤى: يا بابا أنا هبقي معاك في البيت وفي الشغل
قطب حاجبيه باستفهام: بمعني
رؤى بحماس: أنا عايزة اشتغل في شركة آل مهران جروب.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
اتسعت عيني حسين بصدمة، هدر بغضب سريعا
حسين غاضبا: لاء يا رؤى أوعي تيجي شركة جاسر ما فيش شغل يعني ما فيش شغل وبالذات في الشركة دي، انتي فاهمة
هزت رأسها إيجابا بحزن وهي تكبح دموع عينيها: حاضر يا بابا
خرج حسين غاضبا وصفع الباب خلفه
جلست رؤى علي الاريكة تحاول منع دموعها من الهبوط، فجاء عاصم وجلس بجانبها وربت علي كتفها بحنان.

عاصم: معلش يا رورو ما تزعليش من بابا هو اكيد كان مضايق شوية، ثم اردف بمرح: يلا بقي اضحكي عشان اجبلك البليلة إلى بتحبيها وأنا جاي
ابتسمت ابتسامة صغيرة لأخيها
عاصم مبتسما: ايوة كدة خلي الشمس تطلع، أنا هاخد البت طمطم معايا وأنا نازل
هزت رأسها إيجابا، ذهب عاصم وطمطم إلى باب المنزل
رؤى سريعا: عاصم ما تنساش البليلة
عاصم ضاحكا: غوري يا بت وأنا إلى كنت فكرك زعلانة
مطت شفتيها بضيق طفولي.

عاصم ضاحكا: خلاص، خلاص هجبلك دا انتي طلعتي اعيل من طمطم
رحل عاصم ومعه طمطم، فسمحت رؤى لدموعها بالهطول، فهي لم ترد أن تبكي أمام عاصم، تعرفه جيدا أن أحس أنها حزينة لن يذهب إلى جامعته وسيظل بجانبها وعلي الرغم من أنها أكبر منه سنا ولكنه يعاملها كابنته الصغيرة.

جاءت مجيدة وجلست بجانبها وربتت علي شعرها بحنان
مجيدة بحنان: خلاص بقي يا رورو بطلي عياط
رؤى باكية: يا ماما أنا معملتش حاجة عشان بابا يزعقلي كدة
مجيدة: حبيبتي باباكي خايف عليكي من جاسر
رؤى: وأنا مالي ومال جاسر دا، أنا لو كنت اتقبلت في الوظيفة كنت هاخد وظيفة صغيرة جدا في الحسابات، يعني مش هشوف صاحب الشركة دا خالص.

مجيدة: بصي يا رؤى أنا هقولك عشان ما تظلميش باباكي بس وعد ما تجبيش سيرة لعاصم
هزت رأسها إيجابا فقصت لها مجيدة ما قاله لها حسين بالأمس
اتسعت عيني رؤى من الفزع: ايه يا ماما الكلام دا، يا حبيبتي يا تهاني، دا عاصم هيتدمر لو عرف
مجيدة سريعا: رؤى اوعي تجيبي سيرة لعاصم
رؤى: حاضر، حاضر طب هي عاملة ايه دلوقتي
مجيدة بحزن: ربنا يعينها على إلى شافته يا بنتي ويشفيها من إلى هي فيه.

رؤى باكية: أمين يارب، منه لله إلى عمل فيها كدة
مجيدة بحزن: ادعيلها يا رؤي، ادعيلها يا حبيبتي
هزت رأسها إيجابا وهي تحاول التوقف عن البكاء: حاضر يا ماما، أنا هقوم اصلي الضهر واحضر لبابا الغدا عشان لما يجي اعتذرله.

مجيدة بابتسامة: ماشي يا حبيبتي
أما في منزل جاسر مهران
استيقظ جاسر بعد الظهر علي صوت رنين هاتفه المتواصل، امسك جاسر الهاتف بضيق
جاسر بضيق: أيوة يا علي عايز ايه علي الصبح
علي: وعليكم السلام يا أستاذ جاسر، أنت لسه نايم يا جاسر أنت ناسي أن عندنا اجتماع مهم بكرة
ولازم نجهز الأوراق بتاعته
جاسر بضيق: خلاص يا ساعتين ولا تلاثة وابقي عندك
علي: بالله عليك يا جاسر ما تتأخرش الاجتماع بتاع بكرة مهم.

جاسر متأففا: قولت جاي يا علي جاي
اغلق جاسر الخط وقام يترنح في خطواته إلى أن وصل إلى الحمام فاغتسل وبدل ملابسه إلى بدلة زرقاء غامقة بقميص ابيض اللون وجرافت زرقاء ووضع عطره الساحر، والتقط هاتفه ومفاتيحه متجها إلى النادي، فهو يعلم أنها تكون هناك في ذلك الوقت
دخل إلى النادي بخطي واثقة مغترة يبحث عنها من أسفل نظراته الشمسية السوداء
إلى أن وجدها جالسة علي احدي الطاولات تتناول افطارها.

ذهب وجلس علي طاولة قريبة منها، دون ان يعيرها انتباها
كانت تتناول افطارها ولكن ذهنها شارد بهذا الوسيم الفظ هي حتى لا تعرف اسمه ولكنه أثار فضولها برفضه وتجاهله لها، ظلت تفكر فيه إلى ان اجتاح انفها رائحة عطره المميز
نظرت حولها سريعا فوجدته يجلس على احدي الطاولات بغرور شديد واضعا قدما فوق اخري، ينظر في ساعته ببرود
شاهندا بصوت عالي حتى تلفت انتباهه: waiter , my orange juice, please.

نظر لها جاسر بطرف عينيه من تحت نظراته ثم ابتسم بسخرية واشاح بوجهه بعيدا
هنا أخذ منها الغضب مبلغه كانت علي وشك أن تنقض عليه وتخلع عيونه من مكانها، عندما أتي النادل واحضر لشاهندا العصير واحضر لجاسر فنجان من القهوة
ظل يرتشف منه ببطئ وهو يدور بعينيه في ارجاء المكان دون ان يعيرها انتباها، ثم قام ورحل بمنتهي الهدوء
ركب سيارته وانطلق إلى عمله وعلي شفتيه ابتسامة خبيثة فها هي خطته تسير كما رسمها بالظبط.

وصل إلى شركته وسريعا صعد إلى مكتبه فوجد علي يلحق به
علي: اخيرا جيت يلا ورانا شغل
جاسر: يلا يا استاذ علي
علي: استعنا علي الشقي بالله
قضوا عدة ساعات بمراجعة الاوراق و الصفقات الجديدة
جاسر: كدة ما فضلش غير ملف حسابات المناقصات، عايزك يا علي تديه لاشطر موظف حسابات عندنا يخلصوا ويرجعوا ويجيبوا معاه بكرة
علي: علي ما اتذكر أستاذ حسين عبد الوهاب من اشطر موظفين الحسابات عندنا
جاسر: تمام يلا بينا
علي: علي فين.

جاسر: هروح اديله الملف بنفسي عشان اكدله أن الملف اهم منه هو شخصيا
علي: طب أنا رايح أصلي العصر، بردوا مش هتيجي معايا
ازدرق جاسر ريقه بتوتر: لاء عندي شغل كتير وبطل تجادلني في الموضوع دا اتفضل يلا
تنهد علي بحزن: ربنا يهديك يا جاسر
ذهب علي للصلاة ونزل جاسر إلى إدارة الحسابات في شركته، بمجرد دخوله هب كل الموظفين واقفين
جاسر بصوت اجش: من فيكوا حسين عبد الوهاب.

ازدرق حسين ريقه بخوف وأردف بصوت متردد: أنا يا افندم
اتجه ناحيته بخطوات ثابتة ووضع علي مكتبه ملف ورقي: الملف دا في حسابات أهم صفقة في الشركة، لازم تخلصوا وترجعوا النهاردة مش عايزة فيه غلطة واحدة، الغلطة فيه قصادها حياتك، لازم يبقي معاك بكرة من غير ولا غلطة فاهم
هز حسين رأسه إيجابا سريعا بخوف: فاهم، يا افندم فاهم.

رمقه جاسر بتحذير ثم خرج من حيث أتي عائدا إلى مكتبه مرة اخري لمراجعة باقي الاوراق اتبعه علي بعدما انتهي من صلاته.

انتهي دوام العمل فعاد حسين سريعا إلى المنزل، تناول القليل من الطعام وظل منكب علي ذلك الملف يراجعه مرارا وتكرارا
حتى اشفقت عليه زوجته
مجيدة بحنان: حسين قوم يا اخويا ريحلك ساعتين من ساعة ما جيت وانت مكفي علي البتاع دا
حسين بتعب: خلاص يا مجيدة قربت اخلص بس لازم الملف يخلص قبل بكرة
مجيدة: صحيح يا حسين انا لقيت الملف دا وانا بنضف النهاردة
كان ملف ورقي رمادي اللون نفس شكل الملف الذي يراجعه حسين.

حسين: دا ملف قديم فيه ورق بتاع رؤى وعاصم، شهادات ميلادهم كنت عامله عشان التموين حطيه علي جنب عشان ما يتلغبطش مع الملف إلى معايا
مجيدة: طيب يا حسين
وضعت مجيدة الملف علي مكتب حسين بجانب بعض الكتب القديمة، وذهبت لتعد له كوب من الشاي.

بعد عدة ساعات انتهي حسين من مراجعة الملف للمرة العاشرة حتى يضمن عدم وجود اخطاء به، ثم وضعه علي المكتب واتجه إلى فراشه ونام سريعا من التعب.

أما جاسر فقد قرر تنفيد خطوته التالية وهو أن يختفي لبضع ايام ويراقب ردة فعلها ويستطيع التصرف من خلالها.

مجيدة: حسين، حسين قوم يا حسين الساعة بقت ثمانية
قام حسين بفزع: يا نهار أبيض 8، هي رؤى ما صحتنيش ليه
مجيدة: مش عارفة يمكن راحت عليها نومه
قام حسين سريعا وارتدي ملابسه واخذ الملف الرمادي من علي مكتبه وأسرع إلى عمله
ذهبت مجيدة إلى غرفة رؤى فوجدتها لا تزال نائمة، جلست بجانبها توقظها: رؤي، بت يا رؤي، رؤي، يخربيت نومك التقيل، قومي يا رؤى.

قامت رؤى تصرخ بفزع: ، باااابااااا
مجيدة: بسم الله الرحمن الرحيم مالك يا رؤى
رؤى بانهاك: كابوس، كابوس يا ماما، هو بابا فين
مجيدة: راح شغله يا بنتي
رؤى: ليه هي الساعة كام
مجيدة: الساعة 8
اتسعت عينيها بدهشة: 8 اول مرة ما اصحاش علي الفجر، استغفر الله العظيم يا رب
مجيدة: معلش يا حبيبتي، قومي صلي الصبح وتعالي معلش هاتيلي حاجات من السوق
هزت رأسها إيجابا: حاضر يا ماما.

خرجت مجيدة من الغرفة، فجلست رؤى شاردة في ذلك الكابوس المفزع، هزت رأسها نفيا عندما تذكرته وقامت ناحية المرحاض وتوضاءت وأدت صلاة الصبح ثم ارتدت ملحفتها السوداء واخذت النقود من والدتها وذهبت إلى السوق لتشتري بعض الطلبات.

في شركة جاسر
وصل حسين بعد عناء مع المواصلات، دخل سريعا إلى مكتبه ليراجع الملف للمرة الاخيرة قبل أن يسلمه لجاسر، فتح الملف لتجحظ عينيه بفزع.

حسين بفزع: يا ادي المصيبة، يا ادي المصيبة، انا اخدت الملف التاني، هعمل ايه دلوقتي يا ربي هعمل ايه
التقط هاتفه سريعا واتصل بزوجته
حسين سريعا: بقولك يا مجيدة
مجيدة مقاطعة بقلق: خير يا حسين
حسين: بصي علي المكتب في ملف رمادي عليه
مجيدة: لحظة يا حسين، آه أهو يا حسين مش دا الملف إلى كنت بتراجعه امبارح
حسين: آه هو
مجيدة بصدمة: يا نهار أبيض أنت نسيته
حسين: هو عاصم عندك.

مجيدة: لاء عاصم لسه نازل عنده محاضرات لحد بليل
حسين: طب اقفلي يا مجيدة علي ما اشوف هتصرف ازاي
مجيدة: بقولك يا حسين ابعتهولك مع رؤى
حسين غاضبا: لاء رؤى لاء، سلام دلوقتي أنا هتصرف
في هذه الاثناء دلفت رؤى وسمعت الجزء الاخير من المكالمة
رؤى: خير يا ماما في ايه
قصت مجيدة عليها ما حدث
رؤى: أنا هروح ادي الملف لبابا
مجيدة: بس يا بنتي....

رؤى مقاطعة باصرار: من غير بس يا ماما، ما يرضكيش واحد زي إلى اسمه جاسر دا يهين بابا، هاتي يا ماما الملف
اخذت رؤى الملف من والدتها ونزلت متوجهه إلى شركة جاسر بعد عناء كبير مع المواصلات
رؤى في نفسها: الله يكون في عونك يا بابا دا المشوار صعب أوي
دلفت إلى الشركة تنظر حولهت بانبهار من فخامة المكان وروعته، سألت علي مكتب الحسابات فدلها الساعي عليه.

كان حسين يجلس شاردا يفكر في المصيبة التي حلت عليه إلى ان وجد رؤى تقف امامه وفي يدها الملف
حسين بصدمة: رؤي، انتي ايه إلى جابك هنا
رؤى: جيت ادي لحضرتك الملف
في الخارج نزل جاسر من سيارته وبينما هو يدخل الشركة استوقفه احد رجال الأمن
الشاب: جاسر باشا
جاسر بضيق: عايز ايه يا زفت علي الصبح
الشاب: احم في بنت جت من شوية
ضيق جاسر عينيه باستفهام: بنت مين وجاية ليه.

الشاب: ما اعرفش يا باشا أول مرة اشوفها، بس إلى اعرفه انها سألت علي مكتب الحسابات ودخلت هناك من شوية بس شكلها غلبانة كدة وطبعا لولا أن حضرتك منعتنا من اننا نرفض دخول اي بنت الشركة ما كناش دخلناها يا باشا.

هز رأسه إيجابا وعلي شفتيه ابتسامة خبيثة، ترك الحارس واتجه إلى مكتب الحسابات وعينيه تلمع بشر.

في داخل المكتب
حسين: طب اتفضلي امشي وأنا ليا حساب معاكي انتي ومجيدة لما ارجع
رؤى: حاضر يا بابا عن اذنك
حسين سريعا: بسرعة
هزت رأسها إيجابا سريعا واتجهت ناحية الباب لتفتحه ولكنها وجدته يفتح بالفعل من الخارج ويظهر رجل طويل القامة لم تنظر رؤى لوجهه بل وضعت عينيها ارضا سريعا ورجعت للخلف، بينما شحب وجه حسين عندما وجد جاسر يقف يتفحص رؤى بنظراته.

جاسر: انتي مين وبتعملي ايه هنا.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
ازدرقت ريقها بتوتر، لا تعرف لما شعرت بأن الكلام علق داخل جوفها، وجدت نفسها تلقائيا تعود للخلف إلى أن وقفت خلف ظهر حسين
لتحتمي به من ذلك الرجل المخيف تشعر بأن نظراته الحادة تجردها من ملابسها عطره القوي هذا يشعرها بالاختناق.

جاسر غاضبا: ما تنطقي انتي مين وبتعملي ايه هنا
حسين سريعا: جاسر باشا، دي، دي دي دي رؤى بنتي
جاسر في نفسه: عادية، بس أهي حاجة اسلي بيها نفسي اصل الواحد زهق من المومس إلى بيشوفهم، اتسلي بيها علي ما اوقع بنت صبري.

لانت ملامح وجهه ومد يده ليصافحها
جاسر مبتسما: جاسر مهران
رؤى: آسفة ما بسلمش
جاسر غاضبا: ليه يا اختي حد قالك أن أنا جربان
رؤى: لاء أبدا، بس الرسول صلى الله عليه وسلم قال ليطعن أحدكم بمخيط من حديد، خير له من أن يمس امرأة لا تحل له.

جاسر في نفسه: اممم، عاملة فيها ست الشيخة، حلو
جاسر بأدب مصطنع: هي حضرتك خريجة ايه
رؤى: تجارة
جاسر: ومش عايزة تشتغلي
حسين: لاء يا باشا مش عايزة
جاسر بغيظ: لما أكون بتكلم ما تتحشرش احسنلك
تلك المرة رفعت رؤى نظرها، تنظر إلى جاسر بغيظ: ما اسمحلكش تكلم والدي بالطريقة دي.

تعالت ضحكات جاسر الساخرة: انتي مين يا بتاعة تاني عشان تسمحيلي و لا ما تسمحليش انتي عارفة أنا مين
رؤى ببرود: طاوس مغرور نافش ريشه
نظر لها بصدمة: انتي ازاي تتكلمي معايا بالطريقة دي
حسين غاضبا: اسكتي يا رؤي، أنا آسف يا باشا امسحها فيا
رؤى: يا بابا أنا
حسين مقاطعا بغضب: اسكتي يا رؤى
اخفضت رأسها ارضا وهزت رأسها إيجابا: حاضر يا بابا، عن اذنك
اتجهت إلى باب الغرفة وخرجت فسمعت جاسر ينادي عليها.

جاسر: استني يا بتاعة انتي
لم تعره انتباها وأكملت طريقها إلى باب الشركة ولكنها فجاءة وجدت مقبض حديدي يقبض علي يده
جاسر غاضبا: أنا مش بكلمك
التفت اليه بأعين حادة غاضبة وبدون سابق إنذار صفعته علي وجهه أمام جميع موظفي الشركة ثم جذبت يدها بعنف من يده.

رؤى غاضبة: إياك، تفكر تلمسني تاني
تركته وخرجت سريعا من الشركة، بينما وضع جاسر يده على خده وقد اسودت عينيه بغضب أعمي.

صعد إلى مكتبه يلتف حول نفسه كالليث الحبيس
جاسر غاضبا: ماشي يا رؤى انتي إلى جبتيه لنفسك استعدي بقي لجحيم جاسر مهران
دلف على فوجده في هذه الحالة
علي: مالك يا جاسر في ايه يا ابني انت بتكلم نفسك
جاسر غاضبا: بقولك ايه يا شيخ علي حل عن سمايا دلوقتي أنا مش طايق حد
علي: طب والاجتماع
جاسر غاضبا: يتنيل يتلغي، أنا هوريها مين هو جاسر مهران
علي: مين دي
جاسر غاضبا: واحدة من عينتك عملالي فيها شيخة.

علي: واحدة مين وشيخة ايه ما تفهمني يا جاسر
فص جاسر لعلي ما حدث
علي: ودا إلى مضايقك اوي، إنها بتحاول تلتزم وتقرب من ربنا وتحافظ على نفسها
جاسر غاضبا: أنت محسسني انها ملكة جمال أوربا، دي عادية جدا
علي: ربنا ما خلقش حد وحش يا جاسر، بس احنا يا بشر إلى حطينا مقاييس للجمال ونسينا أن كلنا خلقة ربنا، قولي هنبدا الاجتماع أمتي.

جاسر: لاء الغي الاجتماع أنا ورايا حاجات اهم
علي: حاجات ايه دي
جاسر مبتسما بخبث: رايح اخطب
علي غاضبا: لاء يا جاسر حرام عليك كفاية بقي أنت ايه يا اخي شيطان
تعالت ضحكات جاسر الساخرة: دا علي اساس انك لسه عارفني إمبارح
علي: حرام عليك ذنبها ايه تدمرلها حياتها
جاسر غاضبا: هي إلى بدأت لما فكرت ترفع ايدها على جاسر مهران
ثم تركه وخرج من المكتب، انتهي دوام العمل في الشركة فعاد حسين سريعا إلى منزله.

دخل إلى المنزل غاضبا
حسين غاضبا: أنا مش قولت رؤى ما تجيش الشركة
مجيدة: اهدا بس يا حسين رؤى خافت لحسن إلى اسمه جاسر دا يضايقك أو يرفدك بسبب الملف عشان كدة راحت تدهولك ما كنتش تعرف انها هتقابل جاسر دا ولا هتشوفه.

حسين غاضبا: أهو شافها، لاء وكمان ضربته بالقلم قدام الشركة كلها ربنا يستر بقي
مجيدة: إن شاء الله هيستر، ما تشلش هم أنت، يلا يا عشان تأكل هتلاقيك علي لحم بطنك
جلس حسين علي طاولة الطعام الصغيرة معه مجيدة وطمطم
حسين: فين رؤى وعاصم
مجيدة: عاصم لسه في الجامعة، ورؤي بتقول إنها مش جعانة
طمطم: بابا رؤى عمالة تعيط وبتقول عمو إلى في إلى في الشركة خوفها.

قرصتها مجيدة من اذنها برفق: يا سوسه مش أنا قولتلك عيب تنقلي الكلام
بينما نظر حسين امامه بقلق واردف في نفسه: استر يا رب
(في منزل علي )
سماح ( والدة علي ): حمد لله على السلامة يا علي
ابتسم لها علي وذهب وقبل يدها: الله يسلمك يا أمي
سماح: يلا يا حبيبي، الغدا جاهز
علي مبتسما: تسلم إيدك يا ست الكل
ذهب علي مع والدته وجلسا علي طاولة الطعام.

جلس علي شاردا، يفكر في وفيما يفعل ونتيجة تلك الافعال، إلى إن ربتت والدته علي يده
سماح: مالك يا حبيبي
علي: ما فيش حاجة يا أمي، ما تشغليش بالك
سماح: لاء فيه، مالك يا حبيبي احكيلي دا أنا أمك
علي: جاسر يا أمي، جاسر مش عارف آخرة عميله دي ايه
بدأ يقص عليها ما اخبره به جاسر عن رؤى واصراره علي الزواج بها
سماح بأسي: أنا مش عارفة مالوا يا إبني، اتغير 180 درجة من ساعة إلى حصل لنرمين، هو صحيح لسه مانع اي حد يزورها.

هز علي رأسه إيجابا: المهم قوليلي أعمل ايه، اتصرف ازاي
سماح بعد تفكير: اتجوزها يا علي
اتسعت عيني علي بصدمة: اتجوزها ايه يا أمي
سماح: اسمع مني يا علي، اتجوزها عشان تحميها من جاسر لحد ما يطلعها من دماغه وبعدين ابقي طلقها، ولو تعرف تتجوز اي واحدة قبل ما جاسر يأذيها عشان تحميها أعمل كدة، زهق شيطان جاسر لحد ما يسيبه.

علي بعد تفكير: عندك حق يا أمي، أنا هفضل ورا جاسر لحد ما يزهق ويبطل العادة الزفت دي، أنا هقوم أغير هدومي بسرعة واروح عند أستاذ حسين
سماح: ربنا يوفقك يا إبني
في هذه الأثناء كان جاسر قد انتهي من ارتداء ملابسه المكونة من قميص رمادي وبنطال اسود واحدي ساعاته الثمنية، ووضع عطره الساحر، ثم ذهب إلى احد محالات الورود واشتري بوكية ورد كبير وبعض الهدايا
وهو الآن أمام منزل الأستاذ حسين عبد الوهاب.

صعد جاسر سلالم المنزل المتواضعة إلى أن وصا إلى الشقة المطلوبة ودق الباب
فاسرعت طمطم الصغيرة لتفتح الباب
طمطم: أنت مين
جاسر مبتسما: بابا موجود
طمطم: ايوة، أنت مين
جاسر مبتسما: طب ممكن تروحي تناديه وأنا هقوله أنا مين
طمطم بصوت مرتفع: بابا في واحد طويل واقف ومش عارف اسمه
خرج حسين علي صوت طمطم، فشحب لونه من الخوف عندما وجد جاسر يقف يضحك مع ابنته الصغيرة
حسين بقلق: جاسر باشا خير يا افندم في ايه.

جاسر مبتسما بود مصطنع: ايه يا عم حسين مش هتخليني ادخل ولا ايه، علي فكرة بنتك دمها زي العسل.

حسين بقلق: اتفضل يا جاسر بيه، اتفضل
كانت رؤى انتهي لتوها من صلاة العشاء عندما سمعت والدها يرحب بجاسر فارتجف جسدها بخوف.

رؤى: يا رب، ما يكونش جاي عشان إلى في بالي
في الخارج
جلس جاسر علي أحد الكراسي في الصالة الصغيرة واضعا قدما فوق اخري
حسين بتوتر: خير يا جاسر باشا
جاسر مبتسما: كل خير إن شاء الله، بص يا أستاذ حسين أنا راجل دغري ودخلت البيت من بابه وطالب منك ايد بنتك رؤى.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
حسين ساخرا: ويا تري بقي عايز تكتب الكتاب بكرة او بعده بالكثير، ومش محتاج جهاز أنت عايزها بشنطة هدومها ويا حرام مش هتعرف تعمل فرح عشان عمتك الله يرحمها ميته بقالها 10 ايام مش كدة.

جاسر ضاحكا: واضح كدة أن إسماعيل ما اعرفش يمسك لسانه
حسين: واكيد حضرتك دلوقتي عرفت ردي علي عرضك الكريم ايه
تجاهل جاسر كلامه وأكمل: حيث بقي أن كل الاوراق بقت مكشوفة، تحب أجيب المأذون أمتي
حسين: مأذون ايه، أنت فاكر ان أنا هسمحلك تدمر حياة بنتي
جاسر ساخرا: هايل يا فنان، تراني اتأثرت لحظة أبكي، ما قولتليش بردوا ما جبتليش المأذون أمتي
حسين غاضبا: هو أنت ما بتفهش ما فيش مأذون، وما فيش جواز.

جاسر ببرود: تؤتؤتؤ، بتغلط في جوز بنتك يا حمايا لاء كدة أزعل وأنا زعلي وحش
حسين بحدة: أعلي ما في حيلك اركبه، وأن كان علي الوظيفة الله الغني.

جاسر: ومين بس جاب سيرة الوظيفة، واضح أنك فهمتني غلط، أنا قصدي مثلا، مثلا وابنك عاصم بيعدي الشارع فجاءة سواق متهور يخبطه ويجري، ولا يا حرام طمطم الصغيرة واحد ابن حرام يخطفها ويقتلها تؤتؤتؤ، الدنيا دي بقت وحشة اوي يا أستاذ، يعني انت عارف ممكن الباب يخبط تروح السن مجيدة بحسن نية تفتح الباب فكراك راجع من الشغل يهجم عليها حراميه يضربوها ويخطفوا رؤى ويحرقوا الشقة، وفي كل الحالات هتجوز رؤى.

اشتعلت عيني رؤى بغضب من تهديداته فخرجت تصرخ فيه بغضب: حرام عليك أنت عايز مننا ايه سبنا في حالنا، أنا مستحيل اتجوزك فاهم، لو فكرت تاذي عيلتي هقتلك يا جاسر.

جاسر ببرود: تؤتؤتؤ، دي طريقة تكلمي بيها جوزك، لسانك طويل يا حلوة، بس مش مهم أنا هقصهولك.

رؤى غاضبة: أنت ايه يا أخي ما بتفهمش، مش هتجوزك علي جثتي اني اتجوز واحد زيك
جاسر ببرود: للأسف ما عندكيش حلول تانية
رؤى: حتى لو كان الحل الوحيدي هو موتي يا جاسر مش هتجوزك.

جاسر: خدي بالك انك بتضحي بماما وبابا وطمطم الصغيرة وب، تطلع إلى جسدها بنظرات جريئة شهوانية وأكمل بوقاحة، علي فكرة أنا ممكن اخلي انتي وابوكي تيجوا تبوسوا رجلي عشان ارضي اتجوزتك بس أنا مؤدب علي الحركات دي، قدامك يومين عايز اسمع كلمة موافقة بمزاجك بدل ما اخليها غصب عنك، سلام يا زوجتي المستقبلية.

تركهم ورحل بهدوء، فهوت رؤى علي الاريكة تبكي في حضن والدتها، أما حسين فكان في عالم آخر كره فقره وضعفه، لكونه عاجزا عن حماية ابنته
دقائق مرت كساعات قبل أن يسمعوا جرس الباب يصدح مرة أخري، ذهب حسين ليفتح فوجد تلك المرة ( علي ) صديق جاسر.

حسين ساخرا: خير يا أستاذ علي عايز تتجوز رؤى أنت كمان
علي باستغراب: افندم
حسين: اتفضل يا علي بيه نورت
دخل علي ينظر أرضا بأدب، جلس علي نفس الكرسي الذي كان يجلس عليه جاسر
حسين: خير يا علي بيه
علي: أنا عارف أن جاسر كان عند حضرتك من شوية وطلب ايد بنت حضرتك، أنا برجوك ما توافقش
حسين: أنا فعلا ما وافقتش، ثم بدأ يقص عليه ما حدث منذ قدوم جاسر اليه
علي: أنا عندي حل للمشكلة دي.

حسين بلهفة: الحقني بيه يا إبني أبوس ايدك
علي: احم، اتجوز بنت حضرتك
حسين بحدة: هو دا الحل بتنقلها بينك انت وصاحبك
علي بهدوء: استاذ حسين اهدي وافهمني، أنا مش هتجوز رؤى بجد، كل الحكاية أن انا بس هكتب كتابي عليها وهتفضل عايشة معاكوا عادي، بس الفرق بقي ساعتها انها هتبقي مراتي وانا إلى هقف لجاسر لحد ما يشليها من دماغه، ساعتها هطلقها ويا دار ما دخلك شر، قولت ايه يا استاذ حسين.

رؤى: أنا موافقة
علي: حيث بقي كدة بقي، بكرة هجيب المأذون ونكتب الكتاب، أنا عايز حضرتك تثق فيا أنا بعمل كدة عشانكوا
حسين: مش عارف اقولك ايه يا إبني ربنا يخليك ويبارك فيك
ابتسم علي له وتركه وخرج من منزله واستقل سيارته عائدا إلى منزله كان كل شئ علي ما يرام إلى أن رن هاتفه برقم جاسر
علي: السلام عليكم
جاسر بلهفة: وعليكم من السلام، علي عايزك تجيلي دلوقتي حالا، في مصيبة في أوراق الصفقة.

علي بقلق: مصيبة ايه يا جاسر
جاسر سريعا: لما تيجي يا علي، بسرعة ما تتأخرش
علي سريعا: حاضر، حاضر مسافة السكة وابقي عندك
اغلق جاسر الخط لتتسع ابتسامته الخبيثة ويزداد بريق الشر توهجا في عينيه
بعد مرور عشر دقائق وصل علي إلى منزل جاسر
علي سريعا: خير يا جاسر ايه المصيبة إلى في ورق الصفقة
جاسر بهدوء: اقعد يا علي خد نفسك واهدا.

علي بضيق: أنت يا إبني مجنون تكلمني من شوية وأنت بتصرخ وبسرعة يا علي ومصيبة يا علي ودلوقتي اقعد واهدا.

جاسر ببرود: أنا ممكن أبقي مجنون بس مش خاين يا صاحبي
علي بحدة: خاين أنا خاين، وخونتك أمتي بقي وأنا ما اعرفش
جاسر بهدوء وهو يعبث بهاتفه: اسمع يا صاحب عمري
شغل جاسر التسجيل الصوتي الذي سجله جهاز التسجيل الذي زرعه في ذلك الكرسي الذي كان جالسا عليه قبل ان يرحل من بيت حسين.

شحب وجه علي من الصدمة
جاسر ببرود: ها يا صاحبي ايه رأيك في إلى سمعته بس تصدق خطه حلوة تتجوزها أنت عشان ما اعرفش اتجوزها أنا، ما هو ما ينفعش واحدة تتجوز اتنين، ليه يا صاحبي.

علي: عشان ما تأذيهاش يا جاسر، وهعمل كدة مع كل واحدة تفكر تأذيها
جاسر: أنت فاكر أن أنا هسيبك تتجوزها
علي بتصميم: هتجوزها يا جاسر بكرة هجيب المأذون، وهكتب عليها
جاسر ضاحكا: دا في حالة انك خرجت من هنا سليم يا صاحبي
علي بصدمة: تقصد ايه يا صاحبي.

ذهب جاسر ناحية علي بثبات، ظل ينظر له ببرود وفجاءة سقط علي أرضا من لكمة قوية سددها جاسر له، اظلمت عيني جاسر بغضب، بدأ جاسر يفرغ شحنه غصبه فيه إلى أن فقد علي الوعي من شدة الضرب.

جثي جاسر علي ركبتيه بجانب علي
جاسر: أنا آسف يا صاحبي، آسف
اخذ جاسر علي في سيارته وذهب به إلى احدي المستشفيات الكبري وخصص له طاقم طبي كامل لمعالجته
ذهب ناحية احد الأطباء واطبق بيده علي عنقه: لو حصله حاجة هطلع روحك في ايدي
هز الطبيب رأسه إيجابا سريعا بخوف
دخل جاسر إلى غرفة علي بالمستشفي، وجلس بجانب فراشه
جاسر: أنا آسف يا صاحبي
اشاح علي بوجهه بعيدا.

جاسر: أنا عارف أنك زعلان مني، معلش كلها يومين وهترجع زي الاول وأحسن، اعتبرها اجازة مفتوحة لحد ما تخف خالص، ما تزعلش مني يا صاحبي.

قام جاسر وغادر المستشفي، عائدا إلى منزله، بعدما وضع حراسه مشددة علي باب غرفة علي.

في منزل حسين
دخل عاصم فوجد رؤى تبكي في حضن والدتها، وطمطم الصغيرة تجلس على الاريكة تضم ركبتيها لصدرها، اما حسين فجالس علي احد الكراسي يحملق في الفراغ بقلق
عصام: سلام عليكم، مالكوا يا جماعة في ايه
طمطم: عمو الشرير هيتجوز رؤى ويقتل ماما وطمطم وبابا وعاصم
عاصم: ايه الكلام الغريب إلى طمطم بتقوله دا، مالك يا رؤى بتعيطي ليه
ذهب وجلس بجانبها واخرج من حضن والدتها
رؤى باكية: احميني منه يا عاصم.

قالت تلك الكلمات من بين شهقاتها ورمت نفسها في حضن عاصم
عاصم: في ايه يا رؤى بتعيطي ليه يا حبيبتي، أنت زعقتلها تاني يا بابا
صرخ بحدة عندما لم يجد رد من الجميع: ما تفهموني في ايه
حسين: صاحب الشركة عايز يتجوز رؤى
عاصم: طب فين المشكلة مش فاهم، لو موافقة عليه اهلا وسهلا يتفضل ونتكلم ولو مش موافقة يبقي مع ألف سلامة.

قص عليه حسين ما حصل وبالطبع لم يخبره بالجزء الخاص بتهاني
عاصم بحدة: يا سلام عشان نحميها من واحد نجوزها للتاني، لاء يا ولدي أنا اعرف أحمي اختي كويس
حسين بضعف: واحنا في ايدنا ايه بس يا إبني نعمله غير كدة
عاصم: في ايدنا كتير، أقل حاجة نبلغ البوليس
حسين: جاسر اقوي مما تتخيل
عاصم غاضبا: يعني خلاص دا الحل الوحيد.

حسين: أنا واثق في الباشمهندس علي، دا راجل محترم ويعرف ربنا، وبعدين دا هيبقي بس كتب كتاب وهتفضل معانا هنا.

عاصم: أما نشوف، ربت على شعر اخته برفق وأكمل بحنان، رورو ما تخافيش يا حبيبتي مش هسمح لأي حد أنه ياذيكي، يلا قومي نامي وما تخافيش.

ابتعدت عن صدره ومسحت دموعها بطرف كمها كالاطفال: بجد يا عاصم
عاصم بحنان: بجد يا حبيبتي، يلا بقي قومي نامي
رؤى: شيلني زي طمطم
عاصم ضاحكا: حاضر يا طفلة
حملها عاصم بين ذراعيه وذهب إلى غرفتها فوضعها علي فراشها ودثرها بالغطاء، قبل جبينها بحنان أبوي
عاصم مبتسما بحنان: ما تخافيش يا رؤى
رؤى: حاضر
تركها وذهب إلى غرفته يفكر، علي الرغم من أنه يرفض حل زواجها من علي، ولكنه يراه الأمثل في مثل هذه الازمة.

في اليوم التالي في المستشفى
سماح: حمد لله على السلامة يا ابني كدة تقلقني عليك، لولا جاسر الله يستره اتصل بيا وقالي أنك عملت حادثة بالعربية وأنه نقلك علي المستشفي هنا.

ابتسم علي ساخرا علي تلك الكذبة: الله يسلمك يا أمي
دق باب الغرفة، فدخلت فتاة في أوائل العشرينات ترتدي جيب سوداء واسعة وقنيص بني طويل ترتدي عليهم بالطو التمريض الابيض وحجاب أبيض
الممرضة: السلام عليكم
سماح / علي: عليكم السلام
الممرضة: ميعاد الدوا بتاع الاستاذ
سماح بود ؛ اتفضلي يا بنتي
دخلت الممرضة وأعطت الدواء لعلي، وعيني سماح تراقبها إلى ان انتهت
الممرضة: بالشفا
علي: متشكر
خرجت الممرضة سريعا من الغرفة.

سماح: شوفت البنت دي
علي: من أمتي وأنا ببص لبنات يا أمي
سماح: مش قصدي، أصلها يعني شكلها مؤدبة، ما شوفتهاش وهي بتديك الدوا، كانت بصة في الأرض
علي: أمي، أنا هنا عشان اتعالج مش عشان أخطب
سماح: طب والله خسارة اسمع مني بس
علي: انتي ناسية ان انا هكتب كتابي النهاردة.

سماح: هتروح ازاي يا إبني وأنت مش قادر تقف علي رجليك
علي: لازم اروح يا أمي، ما ينفعش ما اروحش أنا اديت كلمة للأستاذ حسين
سماح: طب أجلها يا إبني شوية
علي: لو أنا أجلت جاسر مش هيأجل، مش هيرحمها وخصوصا أنها ضربته بالقلم
سماح: صحيح، أنت تعرف أن في حراسه كتير أوي برة
قطب علي حاجبيه بدهشة: حراسه
حاول القيام ولكنه لم يستطع من التعب: ساعديني يا أمي.

ذهبت سماح ناحيته وامسكت يده إلى أن قام من علي الفراش متجها إلى باب الغرفة
فتح الباب فوجد سبعة رجال ضخام الجثة يقفون امام الغرفة وفي طرقة المستشفي
تحدث أحدهم: علي باشا، ايه إلى قومك يا باشا سيادتك لسه تعبان
علي: مالكش دعوة، اوعي خليني اخرج
رد الرجل: احنا آسفين يا باشا، أوامر جاسر باشا ان حضرتك ما تخرجش من الأوضة ولا حد يدخلك غير والدة سيادتك والدكتور وممرضة واحدة
علي غاضبا: ليه محبوس أنا.

رد الرجل: أنا آسف يا باشا، أنا عبد المأمور، دي أوامر جاسر باشا
دخل علي إلى الغرفة غاضبا وصفع الباب مرة بعنف
علي غاضبا: مش عايزيني أخرج عشان ما اتجوزهاش، زي ما عمل فيا كدة بردوا عشان ما اتجوزهاش
اتسعت عيني سماح بذعر: هو إلى عمل فيك كدة
علي: جاسر خلاص اتجنن، كان بيضربني بغل وكان عمال يقول هقتلك يا صبري هاخد حق اهلي منك، جاسر خلاص الانتقام عمي قلبه.

سماح: طب والعمل
علي: العمل، عمل ربنا الحاجة الوحيدة إلى انا واثق منها أن المسكينة دي هتشوف اسوء أيام في حياتها.

في شقة حسين
كان التوتر هو المسيطر على الجميع، لم يذهب حسين إلى عمله وكذلك عاصم لم يذهب إلى جامعته حتى طمطم الصغيرة لم تذهب إلى مدرستها، اما رؤى فكانت شاردة في عالم آخر ما زالت تتذكر ذلك الحلم الذي حلمته بالأمس
رأت نفسها تقف علي حرف بركة سوداء من الوحل، تري أمامها جاسر وهو يغرق في تلك البركة ويصرخ: رؤي، رؤى ارجوك ساعديني، ساعديني يا رؤى اخرج من إلى أنا فيه.

استيقظت من ذلك الحلم الغريب علي أذان الفجر، استغفرت الله عدة مرات ثم قامت وتوضاءت وأدت صلاة الفجر.

مرت الساعات ثقيلة بطيئة تحرق إعصابهم من الخوف والقلق، إلى أن أتت الساعة السابعة مساء، الموعد المتفق عليه مع علي، ولم يأتي
مر ساعة، اثنين، ثلاثة
وحسين يحاول الاتصال بعلي عدة مرات دون مجيب
تململ جاسر في نومه بضيق بسبب ذلك الصوت المزعج المتكرر، نهض في جلسته يتأفف بضيق من ذلك الصوت المزعج نظر حوله فوجد الصوت آتي من هاتف علي
نظر إلى إسم المتصل فوجد إسم حسين يضئ الشاشة.

ابتسم بسخرية وامسك الهاتف واغلقه، ثم أمسك هاتفه يسمتع إلى ما يحدث في بيت حسين.

مجيدة: ها يا حسين لسه ما بيردش
حسين: موبيله اتقفل
مجيدة بقلق: طب هنعمل ايه دلوقتي
حسين: هنسافر.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
مجيدة بصدمة: هنسافر فين
حسين: بيت أبويا في قنا
رؤى: ما ينفعش يا بابا، هنعمل ايه في كلية عاصم ومدرسة فاطمة، دا عاصم عنده امتحان بكرة
حسين: مش مهم، مش مهم اي حاجة، أهم حاجة اني ابعدك عنه، يلا بسرعة اجهزوا عايزين قبل ما النهار يطلع نكون سبنا المكان بسرعة.

انتفض جاسر من مكانه عندما سمعهم يخططون للسفر، بدأ يرتدي ملابسه سريعا ثم أخذ مفاتيحه وهاتفه وأسرع يركب سيارته وانطلق إلى منزل حسين.

في منزل حسين
حسين بصوت عالي: يلا يا جماعة خلصوا
خرجت رؤى من غرفتها ترتدي ملحفتها السوداء، وتمسك في يدها حقيبة سفر صغيرة
رؤى: أنا خلصت يا بابا
حسين: طب تعالي نستناهم تحت علي ما يخلصوا عشان نمشي علي طول
هزت رأسها إيجابا تقدمت ناحية باب المنزل لتفتحه، فاتسعت عينيها بفزع، تجمدت مكانها من شدة الرعب وسقطت حقيبتها من يدها.

حسين: مالك يا رؤى واقفة متنحة كدة ليه
ظلت علي وقفتها تلك تنظر امامها برعب، نظر حسين إلى حيث تنظر لتصيبه نفس الحالة عندما وجد جاسر يقف امامه مستندا بكتفه علي حافة الباب يعقد ذراعيه أمام صدره ينظر لهما ببرود مرعب.

جاسر ساخرا: علي فين العزم يا حمايا
شعر حسين أنه قد فقد النطق من الصدمة، أما رؤى فردت بتلعثم: عن، عند عممم، متي عشان عيانة
حسين سريعا: اه، آه، هنروح نزور عمتها
ابتسم جاسر بسخرية علي تلك العائلة الساذجة.

جاسر ساخرا: تؤتؤتؤ، بتكذبي يا شيخة رؤى انتي مش عارفة أن الكذب حرام
ضيقت عينيها بحدة: علي فكرة أنا مش بكذب
جاسر ساخرا: بجد، طب اسمعي كدة
شغل جاسر تسجيل الصوت الذي سجله جهاز التصنت إلى هاتفه، شحب وجه رؤي، فرت الدماء من جسدها من شدة خوفها، نظرت إلى والدها لتجد حالته مشابهه لحالتها.

جاسر ساخرا: ايه مالكوا اتخضيتوا كدة لما سمعتوا صوتكوا
رؤى بصدمة: اااا، أنت بتتتجسس علينا
تجاوزهم جاسر ودخل إلى المنزل بهدوء جلس علي احد الكراسي واضعا قدما فوق أخري بغروره المعتاد.

التفت رؤى تنظر له بحدة: أنت ازاي تسمح لنفسك تعمل حاجة زي دي
جاسر ببرود: أنا أعمل إلى انا عايزة، ها يا حلوة فكرتي ولا لسه
رؤى غاضبة: لاء عارف يعني ايه لاء
جاسر ببرود: عارف، بس في قاموس جاسر مهران ما فيش وجود لكلمة لاء، لاه بمزاجك يا اماااا هزعل منك وأنا زعلي وحش أوي.

خرج عاصم غاضبا عندما سمع صوت رؤى وهي تتعارك مع احد، ما أن رأي جاسر حتى امسكه من ملابسه ليقف امامه وسدد له لكمة قوية.

عاصم غاضبا: قسما بربي لهقتلك لو فكرت تأذي أختي
جاسر ضاحكا بسخرية: بتهددني يا نسيبي العزيز، تعرف لولا رؤى كنت قطعت ايدك بس يلا المسامح كريم وعلي رأي كريم عبد العزيز، وأنا بقي مش كريم
ختم جاسر كلامه بلكمة قوية أوقعت عاصم ارضا تحت قدمي رؤي، هبطت رؤى سريعا بجانب عاصم
رؤى بلهفة: عاصم، عاصم أنت كويس، ثم صاحت في وجه جاسر، حرام عليك يا اخي، أنت ايه شيطان.

جاسر غاضبا: ما تخلنيش اوريكي شيطان جاسر مهران عامل ايه، اتقي شري يا حلوة واسمعي الكلام.

جاسر باشا
نظر الجميع إلى مصدر الصوت فوجدوا رجل
متوسط الطول في نهاية الثلاثينات تقريبا، ذو شعر خفيف ومظهر قاسي حاد
فتحي: الرجالة وصلوا يا باشا
جاسر: كويس، اثنين يوقفوا على باب الشقة واتنين علي العمارة من تحت ومهما حصل ما تخرجش من باب الشقة، ثم نظر ناحية عاصم نظرات غامضة وما تنساش إلى قولتلك عليه.

فتحي: طبعا يا باشا، أنت تؤمر
اتجه جاسر ناحية باب المنزل وقبل أن يخرج منه التفت إلى حسين وهتف بسخرية: صحيح ما تزعلش من علي يا أستاذ، اصله عمل حادثة وهو دلوقتي في المستشفى.

رؤى غاضبة: كدة صح، أستاذ علي بني محترم، كان لازم نعرف أن الموضوع فيه شيطان زيك.

جاسر ضاحكا: ماشي يا ستي مقبولة منك، أنا هاجي النهاردة بليل ومعايا المأذون، وبالمرة اطمن على عاصم سلام.

خرج جاسر بعد ما فجر قنابل الخوف والقلق داخل نفوسهم
بعد خروج جاسر مباشرة صدح أذان الفجر في الجامع القريب من منزل حسين
عاصم: ما تخافيش يا رؤي، ما تخافيش يا حبيبتي ما فيش مأذون هيرضي يكتب الكتاب طالما العروسة ووكيلها مش موافقين.

دب بعض الأمل في أورده رؤى فهتفت بحماس: بجد، بجد يا عاصم
عاصم: بجد يا حبيبتي، ما تخافيش أنا هروح اصلي الفحر واطلع علي الامتحان مش عايزك تخافي هخلص واجي علي طول، بابا أنت هتروح الشغل.

حسين: لاء يا ابني
عاصم: تمام، أنا هخلص واجي علي طول بإذن الله
قام عاصم إلى غرفته وبدل ملابسه وتؤضاء ونزل إلى الجامع القريب ليؤدي صلاة الفجر ثم يذهب إلى امتحانه.

اما رؤى فذهبت وتؤضاءت وأدت صلاة الفجر، كانت تبكي طوال صلاته تدعو الله أن يبعد عنها هذا البلاء وينجيها منه، بعد أن انتهت، سقطت في النوم من التعب والخوف لتري نفس الحلم مرة اخري، ما زال يصرخ ويستنجد بها وهي تقف تشاهده ولكن تلك المرو وجدت نفسها تمد يدها ناحيته.

في جامعة عاصم، انتهي عاصم من أداء الامتحان وخرج ليستقل الحافلة للعودة للمنزل ولكن وبينما هو يعبر الطريق، اتسعت ابتسامة السائق الخبيثة ضغط علي دواسة البنزين بعنف فانطلق السيارة تشق الغبار بسرعة رهيبة، إلى أن وصلت لهدفها المطلوب وارتطمت بجسد هذا الشاب ثم فرت مسرعة.

تجمع المارة حول الشاب الملقي علي الارض غارقا في دمائه واخذوه إلى أقرب مستشفي
في منزل حسين
رن هاتف برقم عاصم
حسين: السلام عليكم، ها يا عاصم عملت ايه
المتصل: وعليكم السلام، حضرتك والد الشاب صاحب الموبايل دا
حسين بقلق: آه، فين عاصم
المتصل: أنا آسف يا افندم ابن حضرتك عمل حادثة وهو دلوقتي في مستشفى...
صاح حسين بذعر: عاااصم
خرجت مجيدة ورؤي علي صوته
مجيدة بقلق: في ايه يا حسين، ماله عاصم.

حسين بضياع: عاصم، عاصم عمل حادثة وهو دلوقتي في المستشفى
صرخت رؤى بفزع، بينما لطمت مجيدة بيدها علي صدرها
رؤى باكية: أنا السبب، أنا السبب
مجيدة باكية: أنا عايزة ابني هاتلي إبني
ذهب حسين سريعا ليبدل ملابسه وكذلك رؤى ومجيدة
فتح حسين الباب وخرج من الشقة ومن خلفه مجيده ولكن عندما حاولت رؤى الخروج سد الحارسين عليها الطريق
رد احدهم: ممنوع يا افندم، أوامر جاسر باشا انك ما تخرجيش من البيت.

رؤى غاضبة: اوعي مالكش دعوة أنا هخرج يعني هخرج
رد الحارس مرة اخري: ارجوكي يا هانم ادخلي جوة ما تخليناش نستخدم معاكي القوة
حسين: خليكي مع رؤى يا مجيدة
مجيدة باكية: أنا عايزة اشوف ابني
حسين غاضبا: هطمنك عليه بس ما ينفعش نسيب رؤى لوحدها
هزت مجيدة رأسها إيجابا وعادت إلى الشقة مرة اخري ورؤي تصرخ وهي تدعي على جاسر.

رؤى باكية: منك لله يا جاسر، حسبي الله ونعم الوكيل فيك، يا رب خليك مع عاصم واشفيه يا رب، يا رب.

ربتت مجيدة علي كتفها برفق
مجيدة باكية: هيبقي كويس يا رؤي، هيبقي كويس، قلبي حاسس بكدة، روحي يا بنتي صلي وادعيله
هزت رأسها إيجابا سريعا ودخلت إلى حجرتها ووقفت تصلي وهي تبكي، وتدعو في كل سجدة إلى اخيها.

في تلك المستشفي
دخل حسين مهرولا إلى المستشفي وذهب ناحية مكتب الاستقبال
حسين سريعا: والنبي يا إبني، في شاب جه من شوية في حادثة عربية
العامل: ايوة يا افندم، في اوضة...
حسين: شكرا
هرول حسين يسأل عن الغرفة إلى أن وجدها فوجد عاصم راقدا علي فراش المستشفى الأبيض الصغير حول رأسه شاش ابيض وقدمه اليمني موضوعة في جبيرة كبيرة
حسين بلهفة: عاصم أنت كويس يا إبني ايه إلى حصل.

عاصم بابتسامة شاحبة: أنا كويس يا بابا، الحمد لله
حسين بعتاب: مش تاخد بالك يا إبني
عاصم: الحادثة دي مقصودة العربية قاصدة تخبطني
اتسعت عيني حسين بذعر: أنت بتقول ايه
عاصم: بقولك الحقيقة أنا لمحت الراجل إلى كان سايق كان نفس الراجل إلى كان مع إلى اسمه جاسر دا الصبح
ما كاد عاصم ينهي جملته حتى وجودوا باب الغرفة يفتح ويدخل منه فتحي وهو يحمل بوكية ورد كبير.

فتحي مبتسما بشماتة: حمد لله على سلامتك يا عاصم بيه، مش تبقي تاخد بالك، علي العموم دي هدية من جاسر باشا، بيقولك دي قرصة ودن صغيرة عشان ما تقفش في طريقه تاني، وبيقولك أن اللعب مع الكبار اخرة الحرق بالنار.

ثم تركهم وخرج بهدوء
عاصم: صدقتني يا بابا
حسين: احنا ما ينفعش نسيب رؤى ومجيدة لوحدهم
عاصم: دا إلى كنت لسه هقوله لحضرتك، لازم نرجع البيت بسرعة
هز حسين رأسه إيجابا وذهب سريعا وانهي حساب المستشفى وساعده بعض الممرضين إلى ان وضعوه في سيارة أجري.

في منزل حسين
انتهت رؤى من صلاتها وجلست علي الارض تدعي، فوجدت هاتفها يرن برقم غريب، ظنت انه والدها ويتصل بهم من المستشفى، التقطت الهاتف بلهفة وفتحت الخط
رؤى: السلام عليكم
جاسر ساخرا: وعليكم السلام يا زوجتي العزيزة
رؤى بفزع: ج. ججاسر
ارتجف جسدها عندما سمعت صوته فهو جلادها الذي يسعي بكل الطرق إلى أسرها وتمزيق نقاء روحها.

جاسر ساخرا: كنت واثق انك هتعرفي صوتي
رؤى برجاء: أنت عايز مني ايه ارجوك سبني في حالي
جاسر؛ بتحلمي يا حلوة، هدفعك تمت القلم إلى ضربتهولي غالي اوي
رؤى: أنا مستعدة اقف الشركة كلها وتردلي القلم، بس أرجوك أبعد عني وعن اهلي
جاسر: هو عرض حلو، بس أنا بصراحة فاضي وزهقان ومحتاج حاجة تسليني، ومش لاقي قدامي غيرك.

رؤى باكية: أنت مش طبيعي
جاسر ضاحكا: انتي لسه شوفتي حاجه، دا أنا هوريكي جهنم علي الارض، بصي بقي يا حلوة لما أجي النهاردة أنا والماذون لازم تقولي موافقة، والا الدور الجاي هيبقي علي ماما، لالا طمطم، لالا بابا، فكري كويس سلام يا حلوة.

اغلق الخط في وجهها بينما سقط الهاتف من يدها، ظلت تبكي وتجهش في البكاء
رؤى باكية: يا رب يا رب أنا ماليش غيرك احميني منه يا رب
تذكرت الأحلام التي حلمتها به فطرقت في رأسها فكرة غريبة، مسحت دموعها سريعا والتقطت هاتفها بأصابع مرتجفة تتصل بآخر رقم اتصل بها
جاسر ساخرا: لحقت اوحشك
رؤى بثبات مصطنع: أنا موافقة اتجوزك
جاسر: هايل كنت واثق انك عاقلة وعارفة مصلحتك كويس
رؤى: بس عندي طلبين.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
جاسر: امممم، وأنا ايه إلى يخليني انفذ طلباتك
رؤى: ارجوك يا جاسر بيه، اعتبرني محكوم عليا بالموت ودول آخر طلبين ليا
جاسر: ماشي، ايه هما
رؤى: مالكش دعوة باهلي وما تأذيش حد فيهم
جاسر بملل: موافق، التاني
رؤى بتلعثم: ييي، يفضل جوازنا علي الورق بس لمدة شهر واحد
جاسر بحدة: لاء طبعا مش موافق
رؤى باكية: ارجوك أبوس ايدك شهر واحد بس، اعتبرني فيه خدامتك، شهر واحد بس وحياة اغلي حاجة عندك.

جاسر بضيق: ماشي موافق، بس شهر واحد بس، شهر ويوم هتبقي مراتي شرعي فاهمة
رؤى باكية: حاضر، حاضر ربنا يخليك
جاسر بشر: ما تفرحيش أوي كدة، دا هيبقي أسود يوم في حياتك، ممكن نسميه يوم اعدامك، اد ايه هبقي مبسوط وانا بكسرك وبَذلّك، سلام يا حلوة.

ضمت ركبتيها لصدرها، تفكر ماذا سيحدث إذا مر ذلك الشهر، ترجو أن يحدث معجزة قبل نهاية هذا الشهر والا ستكون نهايتها مثل تلك المسكينة تهاني.

ظلت علي حالتها تلك إلى أن سمعت أصوات ضجيج بالخارج، ولأنها كانت ترتدي اسدالها الاسود الواسع، خرجت من غرفتها سريعا فوجدت بعض الشباب من حارتهم يحملون عاصم ويدخلونه إلى غرفته.

عاصم مبتسما: متشكر يا جماعة
رد الجميع الجميع بالدعاء بالشفاء العاجل، فعاصم شخصية محبوبة متواضعة يحبه الجميع.

خرج الجميع من المنزل، فأسرعت رؤى تدخل غرفة اخيها، وضعت يدها على فمها من هول ما رأت، جرت الدموع تشق طريقها علي وجنتيها.

رؤى باكية: أنا السبب، أنا آسفة، أنا السبب
عاصم مازحا: ليه انتي بتعرفي تسوقي وأنا ما اعرفش دا انتي ما بتعرفيش تسوقي عجلة.

اندفعت ناحيته تعانقه بقوة وهي تبكي: أنا آسفة، سامحني أنا آسفة
عاصم: اسامحك علي ايه يا هبلة انتي، هي انتي إلى خبطتيني
رؤى باكية: أنا السبب، جاسر هو إلى خبطك
عاصم بحنان: قدر الله وما شاء فعل، هنعترض علي قضاء ربنا يا رؤى
هزت رأسها نفيا داخل صدره فاكمل، الحمد لله إنها جت علي قد كدة، وأن النهاردة كمان آخر يوم في الامتحانات.

رؤى باكية: سامحني يا عاصم، أنا عملت كدة عشانك
عاصم بشك: عملتي ايه يا رؤى
هزت رأسها نفيا: ما عملتش حاجة، أنا قصدي يعني عشان رفضت جاسر
عاصم: وهتفضلي رفضاه أنا مش هسمح للمجنون دا يتجوزك
رؤى: حاضر، بس سامحني واوعي تزعل مني
عاصم: أزعل من ايه يا مجنونة انتي
ظل الجميع في غرفة عاصم يهتمون به، ويلقون النكات وسط جو أسري دافئ جميل.

إلى أن حل المساء فبدأ خوف رؤى يتزايد، ظلت تنظر إلى عائلتها وهم يضحكون تحفر ملامحهم داخل عقلها، إلى ان رن جرس المنزل
انتفض جسدها برعب
عاصم: اهدي يا حبيبتي، اهدي ما تخافيش
ذهبت طمطم الصغيرة لتفتح الباب ليدخل جاسر ومن خلفه المأذون ورجلين
خرج حسين ومن خلفه رؤى تساعد عاصم، الذي استند علي عكاز خشبي ليستطيع القيام
جاسر بخبث: حمد لله على سلامتك يا عصومة، مش تاخد بالك يا راجل وانت بتعدي.

رمقه عاصم بغضب واشاح بوجهه بعيدا
جلس المأذون على الكنبة الصغيرة ووضع الدفتر علي الطاولة امامه، ثم نظر ناحية رؤى ووجه كلامه لها
المأذون: هل تقبلين الزواج من جاسر مراد مهران
رؤى: موافقة
اتسعت عيني حسين وعاصم من الصدمة
عاصم غاضبا: يعني ايه موافقة انتي اتجننتي
حسين: ما تضحيش يا رؤى دا هيدمرك
رؤى: دا اختياري أنا، وأنا إلى هتحمل نتيجته
عاصم غاضبا: علي جثتي يا رؤي، أن اسمحلك تعملي كدة.

رؤى: ارجوك يا عاصم، أنا عارفة أنا بعمل ايه
حسين غاضبا: انتي مش عارفة حاجة خالص.

جاسر بملل: مش هنخلص بقي من الفيلم العربي الخمضان دا، أنا زهقت والماذون زهق
رؤى باكية: أرجوك يا بابا أنا موافقة والله موافقة
حسين: يا بنتي...
جاسر مقاطعا بغضب: ما تخلصونا بقي، هتكتب رسمي ولاااااا، أنت عارف أنا ممكن اعمل ايه.

عاصم غاضبا: لاء يا رؤى
جاسر غاضبا: بلاش أنت، بدل ما هي رجل واحدة تبقي الاتنين
رؤى سريعا وهي تبكي: لالالا، اسكت يا عاصم مالكش دعوة بيا، بابا عشان خاطري أنا موافقة.

تنهد حسين بقلة حيلة: يا بنتي...
رؤى مقاطعة: موافقة
هز حسين رأسه إيجابا وذهب ناحية المأذون جلس ووضع يده في يد جاسر، وبدأت اجراءات عقد القرآن، لتنتهي بجملة جاسر ( قبلت زواجها )
مضي جاسر علي القسيمة، وعندما جاء دورها وقع القلم من يدها عدة مرات من شدة ارتجاف يدها من الخوف
جاسر بضيق: وبعدين بقي مش عارفة تمسكي القلم، خلصي وامضي
رؤى بخوف: حاضر، حاضر
خطت اسمها بحروف مرتجفة علي وثيقة اعدامها.

لململ المأذون اشيائه سريعا ورحل
جاسر ساخرا: مبروك يا عروسة، مش يلا بقي ولا ايه، عش الزوجية مستنيكي
رؤى بخوف: ممكن، تخليها بكرة الصبح
جاسر غاضبا: لاء بكرة ولا بعده هتيجي معايا دلوقتي
رؤى سريعا: حاضر، هجيب هدومي
جاسر بضيق: اخلصي
دخلت إلى غرفتها سريعا ووضعت معظم ملابسها في حقيبة صغيرة وجدت والدتها امامها في الغرفة تبكي.

مجيدة باكية: ليه يا بنتي
رؤى باكية: كان عايز يقتلكوا، لو ما كنتش وافقت كان هيقتلكوا، سامحيني يا ماما
مجيدة باكية: مسماحكي يا بنتي أنا عارفة انه غصب عنك
احتضنت رؤى مجيدة وظلتا تبكيان
رؤى باكية: ادعيلي يا ماما
تركتها رؤى وخرجت فوجدت عاصم جالسا علي احد الكراسي واضعا وجهه بين كفيه، ذهبت ناحيته وجثت علي الارض بجانبه.

رؤى باكية: عاصم، عاصم أنا عارفة أنك زعلان مني، عاصم أنا مستعدة اضحي بالدنيا كلها عشانك مش بس بنفسي، سامحني يا عاصم.

رفع نظره لها يرمقها بعتاب وقد امتلئت عينيه بالدموع: ليه
مدت يدها ومسحت دموع عينيه بحنان: عشان احافظ عليك، ما تنسانيش
جذب راسها لصدره يضمها بقوة: خلي بالك من نفسك، ولو احتجتيني في اي وقت اتصلي بيا
او قولي جزر هتلاقيني قدامك في ثانية
ضحكت ضحكة صغيرة من بين دموعها: حاضر، نظرت حولها فلم تجد والدها
رؤى: هو بابا فين
عاصم: دخل اوضته
رؤى باكية: مش عايز يودعني.

جاسر بضيق: هو مسلسل الرحايا دا مش هيخلص يلا مستعجل وورايا شغل
هزت رأسها إيجابا سريعا واحتضنت عاصم مرة اخري ومن بعده طمطم ووالدتها
رؤى باكية: قولي لبابا يسامحني يا ماما
مجيدة باكية: حاضر يا حبيبتي، خلي بالك من نفسك
جذبها جاسر خلفه بعنف إلى أن نزلا من المنزل فادخلها سيارته، واستقل مقعد القيادة وانطلق سريعا.

في منزل حسين
دخلت مجيدة غرفتها هي وحسين بعدما ساعدت عاصم إلى الدخول إلى غرفته، فوجدت حسين ينظر إلى صورة رؤى وهو يبكي
مجيدة باكية: حسين
حسين بصوت مختنق: هيدمرها دا مريض، خلاص رؤى ضاعت، أنا مش هستحمل أشوفها زي ما إسماعيل شاف بنته، الموت عندي أهون.

احتضنت مجيدة حسين وظلت تبكي علي حالة ابنتها وما سيحدث لها
في سيارة جاسر، انكمشت رؤى علي نفسها تضم حقيبتها لجسدها، تفكر هل ما زال جاسر علي وعده، وترتعد كلما جال في بالها انه قد كان فقط يضحك عليها.

فاقت من شرودها عندما وقفت سيارة جاسر امام عمارة سكنية ضخمة، حديثة الطراز
جاسر ساخرا: ما تنزلي ولا هنبات هنا
فتحت باب السيارة ونزلت تمشي خلفه بخوف ناحية المجهول
مرت لحظات كالدهور وهي تقف معه في المصعد، ولكنه كان هادئ تماما ولم يعيرها انتباها وصل المصعد إلى الطابق المطلوب
فخرج من المصعد وجذبها خلفه إلى أن وصلت إلى ان وصلا إلى باب شقة كبير مطلي باللون الأسود.

جاسر ساخرا وهو يفتح باب الشقة: حشي برجلك اليمين يا عروسة.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
ازدرقت ريقها بخوف تقدمت بخطي مرتجفة، لكن ما أن خطت خطوة واحدة داخل المنزل
شعرت بذراعي تلتف حول خصرها، شهقت بفزع، سمعت فجاءة صوت اغلاق باب المنزل بعنف، لتدفعها ذلك اليد إلى ان ارتطم جسدها بالباب المغلق بقوة، تسارعت دقات قلبها بشدة وهي تري تلك الابتسامة الشيطانية المرتسمة علي شفتيه
رؤى باكية: أنت وعدتني
جاسر مبتسما بخبث: وعدتك بايه
رؤى باكية: انك، اااننك، ااانك.

مد يده ونزع طرحة اسدالها بعنف، ليظهر شعرها المعقود علي هيئة ( كحكة ) بمشبك شعر صغير نزعه بقوة حتى خرجت بعض الخصلات فيه، فتأوهت من شدة الألم، واسندل شعرها الاسود الطويل الذي يصل إلى منتصف ظهرها، فامسك خصلة منه يلفها حول اصابعه
جاسر بخبث: تعرفي ان شعرك حلو اوي، ما كنتش أعرف انه طويل اوي كدة، دي مش بروكة مش كدة.

جذب الخصلة التي في يده بقوة فصرخت من الألم
جاسر ساخرا: هششش، بتصرخي ليه دا أنا بتأكد أنه طبيعي
رؤى باكية: أبوس ايدك أنت وعدتني
تجاهلها مرة اخري ودس وجهه بين ثنايا شعرها، يشم عبير برائتها
انتفض جسدها بذعر تهتف بذعر
رؤى بذعر: بلاش والنبي، أنت وعدتني وحياة اغلي حاجة عندك بلاش.

ابتعد عنها ينظر لها للذعر المرتسم علي قسمات وجهها إلى الدموع التي حفرت طرقها علي وجنتيها إلى ان ارتجاف جسدها بتشفي تعالت ضحكاته الساخرة عليها: انتي بتعيطي من دلوقتي، تؤتؤتؤ أنتي مش عارفة أن دموعك دي غالية عليا اوي.

ظلت تبكي وتعلو شهقاتها من الرعب فصرخ غاضبا: بطلي عياط
هزت رأسها إيجابا بفزع، حاولت السيطرة على دموع عينيها لكن دون فائدة
جاسر بضيق: أنا هسيبك شهر زي ما وعدتك، خلال الشهر دا انتي مش اكتر من خدامة تكنسي وتمسحي وتطبخي وتغسلي، اشار بيده ناحية احدي الغرف المغلقة
جاسر: دي اوضتك، ثم اشار الى غرفة اخري ودي اوضتي، هخليه عليكي يوم اسود لو فكرتي تدخليها وأنا مش موجود فاااهمة.

هزت رأسها إيجابا سريعا، فاكمل فين موبيلك
رؤى بصوت مبحوح من البكاء: في الشنطة
نزع منها حقيبتها وظل يفتش فيها إلى أن وجد هاتفها، فاخذه والقي الحقيبة في وجهها.

جاسر بحدة: علي أوضتك مش عايز اشوف وشك تاني النهاردة
ركضت سريعا ناحية غرفتها ودخلتها واغلقت الباب بالمفتاح وانهارت خلفه علي الارض تضم ركبتيها لصدرها تبكي بحرقة.

رؤى باكية: يا ماما تعالي خديني، أنا خايفة اوي
قضت ساعات بين بكاء ونحيب إلى أن نامت في مكانها من شدة التعب، أما جاسر فذهب إلى غرفته بهدوء واغتسل وبدل ملابسه ونام بهدوء كأنه لم يفعل
( صحيح الاحساس نعمة كاتك الأرف، سوري يا جماعة اصله بني آدم تنح )
علي الجانب الآخر في المستشفى
امام غرفة علي
مال احد الحراس علي إذن زميله يهمس له بخبث: ايه رايك في البت إلى لسه داخلة دلوقتي اوضة علي بيه.

زميله سريعا: بلاش يا عم ما تجبلناش مصيبة
رد عليه سيد ضاحكا بسخرية: يا إبني احنا حرس جاسر باشا مهران صاحب المستشفي، وانت عارف جاسر باشا مش هيستخسر فينا حاجة حلوة زي دي.

حامد ؛ اشمعني يعني البت دي
سيد بغل ؛ عملالي فيها محترمة، جيت اجر معاها ناعم، راحت ضرباني بالقلم، وأنا بصراحة عايز اخد بتاري منها واكسر عينيها.

حامد بخبث: معاك
في غرفة علي
سناء للمرضة: انتي اسمك ايه يا حبيبتي
الممرضة بأدب: إسمي إيمان يا افندم
سناء مبتسمة بود: انتي مرتبطة يا حبيبتي
علي مقاطعا بضيق: ماما وبعدين
ايمان: احم، عن اذنكوا الف سلامة علي حضرتك
تركتهم وخرجت من الغرفة
علي بعتاب: وبعدين يا أمي
سناء: مالك بس يا علي، أنا كنت بسألها فضول مش أكتر
شردت عيني علي بحزن فربتت والدته علي يده: ما تشيلش نفسك فوق طاقتها.

علي بحزن: أنا صعبان عليا البنت دي أوي جاسر مش هيرحمها، وصعبان عليا صاحبي جاسر ما كنش كدة.

سناء بحزن: أنت هتقولي يا إبني دا أنا إلى مربياه، منه لله إلى كان السبب، إلى جاسر شافه بردوا مش قليل.

علي بحزن: جاسر يبدمر نفسه، ما بينتقمش من حد غير نفسه، يا ريته ما كان قابل إلى اسمه سليمان دا.

قام علي من علي الفراش متجها للخارج
سناء: رايح فين يا إبني
علي: خارج اشم شوية هوا
سناء: طب والحرس إلى برة
ابتسم علي ساخرا: ما تقلقيش زمان جاسر اتجوزها خلاص
لملمت إيمان اشيائها فوجدت اتصال من اخيها
عمرو: السلام عليكم
ايمان: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عمرو بضيق: انتي فين يا إيمان
ايمان: بلم حاجتي وماشية
عمرو بضيق: انتي لسه في المستشفى، أنا مش قولتلك اخرك الساعة 5.

ايمان: معلش يا عمرو كان في حادثة جامدة وجه مصابين كتير المستشفي، بص مسافة السكة وهبقي قدامك.

عمرو: أنا لسه في الشغل
ايمان بعتاب: بردوا يا عمرو عملت إلى في دماغك وبتشتغل ورديتين
عمرو: انتي عارفة اني بحبها وعايز اجهز نفسي بسرعة قبل ما تضيع مني
إيمان: ما تقلقش رؤى ما بتفكرش في الجواز دلوقتي خالص
عمرو: انتي لسه هترغي، يلا يا بت طيران علي البيت، خلي بالك من نفسك
ايمان مبتسمة: وأنت كمان يا حبيبي، مع السلامة
عمرو: مع الف سلامة
اغلقت إيمان الخط ولمت اشيائها سريعا وخرجت من المستشفى لتعود لمنزلها.

ولكن وبينما هي تسير في الحديقة وجدت احدهم يهرع اليها مسرعا
الرجل بلهفة: يا استاذة، يا ابلة
ايمان: خير حضرتك
الرجل بلهفة: الحقينا ابوس ايدك، اختي واقعة هناك مغمي عليها الحقيني والنبي يا ابلة.

هرعت إيمان خلف الرجل لتؤدي نداء الواجب
وصل الرجل بها إلى منطقة متطرفة في حديقة المستشفى
ايمان مستفهمة: اومال فين اختك دي
سيد مبتسما بخبث: ازيك يا، يا ابلة
إيمان غاضبة: أنت تاني، مش مكفيك قلم واحد، نفسك تضرب تاني
تعالت ضحكات الرجلين الشيطانية
حامد بخبث: اظن كدة دوري انتهي، اخلع أنا بقي
رحل حامد ليعود إلى مكانه
همت إيمان بالمغادرة فامسك سيد برسغ يدها: علي مهلك بس يا ابلة رايحة فين.

إيمان غاضبة: أنت اتجننت سيب ايدي يا حيوان
سيد بابتسامة شيطانية خبيثة: وماله، حيوان، حيوان، تعالي بقي اوريكي الحيوانات بتعمل ايه.

ايمان بخوف: أنت عايز مني
سيد بخبث: هردلك القلم بس بطريقتي انا
دفع سيد ايمان فاسقطاها ارضا، زحفت بقدميها للخلف بخوف حاولت أن تصرخ، فاسرع سيد بوضع يده على فمها: تؤتؤتؤ، خليكي حلوة
عضت ايمان كف يده بقوة، وصرخت عاليا: الحقونيييييييييي، حد يلحقنييييييي، الحقونييييييي
صفعها سيد علي وجنتها بغضب: اخرسي يا بنت ال××××××.

في الجانب الآخر من الحديقة، كان يمشي بغير هدي، يركل بقدميه الحصوات الصغيرة وهو يستعيد أيام طفولته هو وصديقه المقرب
رفع نظره للسماء اللامعة، ينظر للبدر المكتمل بحزن
علي بحزن داخل نفسه: امتي بس هتفوق يا جاسر، يا ريت ما يكونش بعد فوات الأوان
شق هالة السكون المحيطة به تلك الصرخات الانثوية المستنجدة، هرع خلف الصوت يحاول إيجاد صاحبته.

إلى أن رأي سيد وهو يحاول تمزيق ملابس تلك الفتاة وهي تقاومه وتحاول الصراخ
علي غاضبا: أنت بتعمل ايه يا حيوان
انتفض سيد بفزع: علي بيه
اقترب علي منه وبدأ يكيل له باللكمات: علي بيه يا كلب، بتحاول تغتصبها يا حيوان
بينما زحفت ايمان بعيدا وتكورت حول نفسها تضم ركبتيها لصدرها تبكي وهي تحاول اخفاء ما يظهر من جسدها بيديها.

وقع سيد ارضا غارقا في دمائه فذهب علي ناحية ايمان
علي: انتي كويسة يا آنسة
هزت رأسها إيجابا بخوف وهي تبكي بقوة
علي: ، الحمد لله انك بخير، ما تخافيش
اخرج علي هاتفه واتصل بوالدته
سناء: أيوة يا علي أنت فين يا إبني
علي: أنا في جنينة المستشفى، معلش يا ماما، تعالالي وهاتي معاكي عباية سودا من بتوعك.

سناء: ليه يا إبني
علي سريعا: لما تيجي هتعرفي
سناء؛ حاضر جاية أهو
وقف علي ينظر للملقي ارضا بغضب، وهو يقسم بداخله أن يجعله يدفع الثمن غاليا
حانت منه التفاته خاطفة ناحية تلك المذعورة فوجدها تنظر لهذا الحيوان برعب وتزيد من احتضان يديها لجسدها.

خرجت سناء من المستشفى، فذهب لها علي واخذها إلى مكان إيمان
لطمت سناء بيدها على صدرها عندما رأت منظر إيمان
سناء: يا مصيبتي ايه إلى عمل فيكي كدة يا بنتي
علي: مش وقته يا أمي، الحمد لله مالحقش يعملها حاجة، لبسيها العباية، علي ما أروح اشوف البيه مدير المستشفى.

ذهب علي ناحية سيد وجذبه من تلابيب ملابسه وظل يجره إلى أن وصل به مكتب المدير فالقاه ارضا.

مختار بصدمة: ايه دا يا علي بيه
علي غاضبا: أمن المستشفى فين
مختار بخوف: علي البوابات إلى برة
علي غاضبا: يبقي أنت معين شوية طرش، ما بيسمعوش الصريخ إلى جوة المستشفى
المدير: يا افندم الأمن مسؤول عن حراسة المستشفى من برة بس، مالوش دعوة باي حاجة بتحصل جوة دي أوامر جاسر باشا.

علي غاضبا: يا سلام، يعني يسيبوه كلب زي دا يحاول يعتدي على ممرضة من المستشفى ويقولوا مالناش دعوة.

المدير بهدوء مستفز: الممرضة هي إلى غلطانة معظم الدكاترة والممرضين مشيوا، الساعة عدت 12، كل الموجودين في نبطشية بليل رجالة هي بقي بتعمل ايه.

علي: صح عندك حق، هو دا المجتمع إلى احنا عايشين، هي الغلطانة، مش الحيوان إلى حاول يعتدي عليها لاء خالص هي الغلطانة، بس قسما بربي ما هسيب حقها حتى لو قتلته.

المدير: المطلوب يا علي بيه
علي بحدة: الكلب دا يترمي في اي داهية لحد ما اشوف البيه صاحب المستشفى هيعمل ايه
المدير ؛ حاضر
خرج علي من المكتب غاضبا وذهب إلى غرفته دق الباب ودخل فوجد والدته تجلس بجانب تلك الفتاة تهدئ من روعها
علي بضيق: انتي كنتي بتعملي ايه لحد دلوقتي في المستشفى
ايمان بصوت مرتجف: كااان في حادثة وحالات صعبة كتير
علي بضيق: انتي عارفة انك في نظر الكل دلوقتي انتي إلى غلطانة.

عمرو: اختي مش غلطانة
التفت علي خلفه فوجد شاب يبدو في منتصف العشرينات نحيف متوسط الطول
هرع عمرو إلى اخته التي اتصلت به من هاتف سناء
عمرو بقلق: ايمان، حبيبتي انتي كويسة
دفنت رأسها في صدر اخيها تحتمي به، هزت رأسها إيجابا
عمرو بقلق: عملك حاجة
هزت رأسها نفيا: لاء الحمد لله ربنا بعتلي إلى انقذني
نظر عمرو ناحية علي بامتنان: متشكر
علي: أنا ماعملتش غير الواجب، بس انت لازم تعمل محضر بالي حصل.

هز عمرو رأسه نفيا: لاء مش هعمل مش هنستفاد حاجة غير الفضيحة، والحمد لله انك لحقتها وما عملهاش حاجة.

علي بضيق: أنت كدة بتضيع حق اختك
عمرو: لو كنا في مجتمع تاني كنت اكيد هعمل غير كدة، في الاول وفي الآخر هيجيبوا الغلط عليها.

اخذ عمرو اخته وخرج بها من غرفة علي
عمرو بحنان: خلاص يا حبيبتي، الحمد لله عدت، بس ما فيش شغل تاني كفاية لحد كدة.

هزت إيمان رأسها إيجابا فاخذها عمرو وعادا للمنزل
في غرفة علي
علي بضيق: بس أنا بقي مش هسيب حقها
امسك علي هاتفه وحاول الاتصال بجاسر عدة مرات ولكن دون فائدة
علي بضيق: ما بيردش
سناء: يمكن مش سامع الموبايل
علي بضيق: أنا مش فاهم ايه السلبية دي ازاي يتنازل عن حق اخته بالسهولة دي.

سناء: دي مش سلبية يا إبني دا الواقع إلى احنا عايشين فيه، انت بنفسك جيت زعقت وقولتلها ايه إلى مخليكي في المستشفى لحد دلوقتي، كل الناس هيلوموا عليها، أنت عملت ايه مع الحيوان دا.

علي: أهو مرمي في أوضة ومقفول عليه لحد ما اشوف جاسر هيتصرف ازاي
سناء: وتفتكر جاسر هيجبلها حقها
علي بثقة: أنا واثق أن جاسر هيجبلها حقها
في منزل جاسر
في غرفة رؤى بعد عدة ساعات، بدأت تأن بصوت منخفض وهي تحاول فتح عينيها ألم شديد ينخر في جسدها كله، فتحت عينيها تنظر حولها بدهشة
رؤى بألم: اااه، جسمي واجعني أوي، أنا فين صحيح دا انا في بيته.

نظرت بامعان إلى غرفتها، كانت غرفة كبيرة، سرير عريض ومرآه كبيرة للزينة، ودولاب متوسط الحجم ونافذة كبيرة، وباب عرفت بعد ذلك أنه حمام ملحق بالغرفة وجدت ساعة حائط سوداء عرفت منها أن الساعة الثالثة وقد اقترب أذان الفجر.

تحاملت علي نفسها وذهبت إلى حمام الغرفة وتوضاءت وأدت قيام الليل إلى أن رفع لاذان الفجر، فقامت تؤدي صلاتها بخشوع، بعد الصلاة جلست تفكر، ستلقب باحمق امراءة في العالم أن ظلت هذا الشهر دون أن تفعل شيئا.

جلست علي سجادة الصلاة تفكر، كيف يمكنهت التغلب على شيطان جاسر، وهل هي في الأساس تملك الشجاعة لذلك، هي ترتعد منه وبشدة
نظرت ناحية الساعة فوجدتها السادسة، قررت استكشاف المنزل فهو بالتأكيد ما زال نائما، خرجت من غرفتها تتلفت حولها، نظرت ناحية باب غرفته فوجدته مغلق.

رؤى في نفسها: أكيد لسه نايم، أحسن نوم الظالم عبادة، ربنا يهديك يا جاسر.

مشت بهدوء حتى لا يستيقظ، تستكشف تلك الشقة الكبيرة، وجدت غرفتين للنوم بجانب غرفتها وغرفة جاسر وصالة واسعة تكاد تقسم انها أكبر من شقتها باكمالها وممر طويل يؤدي إلى عدة غرف منهم المطبخ وحمام كبير، وصالة العاب رياضية، كانت الشقة واسعة جدا وفخمة بطريقة رائعة ولكنها متسخة جدا فكل الغرف تقريبا مليئة بالملابس وبقايا الطعام وبعض الزجاجات التي لا تعرف هويتها.

رؤى: استعنا علي الشقي بالله دي مش شقة دي خرابة
ارتدت جلباب قديم رفعته عند خصرها وربطته بأحد مشابك الغسيل، وربط شعرها بطرحة صغيرة ( قمطة )
وذهبت ناحية المرحاض واحضرت أدوات التنظيف وبدأت تجمع الملابس وتكنس النفايات وتمسح الارض وتعطر الغرف، فقد وجدت.

وسط محتويات المطبخ أعواد بخور، فكانت تنتهي من تنظيف الغرفة وقبل أن تخرج تشعل بها عود أو اثنين من البخور ليعطرها
ظلت علي هذا الوضع إلى أن انهت الشقة بأكملها
في غرفة جاسر
تتململ بضيق بسبب صوت رنين هاتفه المتكرر
فتح عينيه بضيق ينظر لاسم المتصل، فهب بقلق عندما وجد اسم علي ينير الشاشة
جاسر بقلق: في ايه يا علي أنت كويس
علي ساخرا: معلش يا جاسر بيه ازعجتك بس في موضوع مهم ولازم تيجي حالا.

جاسر: مسافة السكة وابقي عندك
اغلق جاسر الخط وذهب ناحية مرحاضه واغتسل وبدل ملابسه وخرج من الغرفة فوجدها تتهاوي علي احد الكراسي يبدو عليها اقترب منها فسمعها تقول.

رؤى بتعب: آه يا اني وأنا إلى كنت فاكرة شغل شقتنا متعب، مش قادرة دا عايش في هايبر دا ولا ايه.

بتقري عليا يا شيخة رؤى
اتسعت عينيها بذعر عندما سمعت صوته، التفت برأسها ببطئ فوجدته واقف خلف الكرسي عاقدا ذراعيه أمام صدره ينظر لها بسخريته المعتادة.

ازدرقت ريقها بتوتر حاولت ايجاد صوتها ولكن يبدو أنه فر من الخوف
جاسر ساخرا: ما تنطقي ولا القطة كلت لسانك
رؤى بخوف: أنا مممم، ممممم
جاسر ساخرا: انتي بتمأمأي، ايه إلى انتي عملاه في نفسك دا، شبه الخدامين بالظبط، وايه الغريب ما ابوكي خدام عندي.

غلت الدماء في عروقها يمكنها تحمل اي شئ الا إهانة عائلتها
رؤى بحدة: ما اسمحلكش تهين والدي، أنا رضيت بالوضع المقرف دا عشان خاطرهم، عشان تبعدهم عن اذاك.

اتقدت عيني جاسر من الغضب: وضع يا مقرف يا بنت ال....
رفع يده عاليا وصفعها علي وجهها
رؤى غاضبة وهي تبكي: ما اسمحكلش تهين عيلتي دول انضف وأشرف منك مليون منك
جاسر غاضبا وهو يصفعها: اخرسي
ظل يصفعها بغضب وحقد
رؤى بحدة: اضرب، اضرب كمان خلي شيطانك يجيب آخره
جاسر ضاحكا: عايزة تشوفي شيطاني بجد
رؤى بحدة: أنت شيطان نفسك، أنت إلى هترمي نفسك بايدك في النار
جاسر غاضبا: اخرسي.

رؤى غاضبة: لاء مش هخرص، أنت خايف، خايف من الحقيقة عشان كدة مش عايز تسمع
جاسر بتوعد: أنا هوريكي جرائتك دي هتوديكي لحد فين.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
سحبها من يدها متجها إلى غرفتها، بدأت تحاول تثبيت قدميها في الارض ان تفلت من قبضة يده التي تعصر يدها
رؤى باكية: لاء يا جاسر، ابعد عني، سبني سبني حرام عليك
دخل إلى غرفتها واغلق الباب بالمفتاح وبدأ يقترب منها ينظر لها بشر
رؤى بفزع: أنت هتعمل ايه، أنت وعدتني
جاسر ضاحكا بشر: أنا شيطان يا حلوة، في شيطان بيوفي بوعده
رؤى بخوف: أنا آسفة مش هقول حاجة تاني، بس أبوس إيدك سبني
جاسر بشر: عيزاني اسامحك.

هزت رأسها إيجابا سريعا وهي تحاول الابتعاد عن مرمي يديه
جاسر: بوسي رجلي
اتسعت عينيها بصدمة مما سمعت تلقائيا هزت رأسها نفيا: مستحيل
جاسر ساخرا: أنا عارف أنك نفسك فيا بس مكسوفة تقولي، عشان كدة بتستفزيني عشان أكسر وعدي صح.

هزت رأسها نفيا سريعا ودموعها تتساقط بقوة من عينيها: لاء والله، أنا آسفة مش هقول كدة تاني والله آسفة، آسفة
اقترب منها وبريق الشر يلمع في عينيها وتلك الابتسامة الشيطانية تعزف انغامها علي شفتيه فاعطته منظر مرعب.

انقذها في تلك اللحظة صوت رنين هاتفه، التقطه من جيب سترته وفتح الخط
جاسر: ايوة يا فتوح
فتوح: يا باشا العروسة قربت تزهق
جاسر: طب أنا هتصرف
اغلق الخط ونظر ناحية تلك المذعورة بحدة
جاسر بفحيح كالثعابين: المرة دي هسيبك، لكن لو فكرتي مجرد تفكير انك ترجعي تقولي الكلام دا تاني
هخليكي تتمني الموت تشتهيه من إلى هعمله فيكي، مفهوم يا حلوة
هزت رأسها إيجابا عدة مرات سريعا من شدة خوفها.

جاسر: خمس دقايق والاقي الأكل علي السفرة
رمقها بسخريته المعتادة ثم تركها وخرج من الغرفة
رؤى باكية: الحمد لله، الحمد لله، دا ما ينفعش معاه العند خالص لازم اشوف طريقة تانية.

خرجت سريعا من غرفتها واتجهت ناحية المطبخ وبدأ تخرج كل ما تجده في الثلاجة يصلح لأن يقدم للفطور.

ومن ثم وضعته في اطباق ونقلته سريعا إلى طاولة الطعام الكبيرة
كانت تهرول حتى تستطيع ان تضع الطعام سريعا
رؤى بتذمر: وبعدين في سباق الجري دا، كل دي مسافة من المطبخ للسفرة ما ياكل في المطبخ وخلاص، يا اختي اسكتي يا رؤى ليسمعك دا مجنون.

وضعت الاطباق علي طاولة الطعام، نظرت إلى ساعة الحائط لقد مر اكثر من ربع ساعة ولم يخرج من غرفته
رؤى: هو ما خرجش ليه دا قالي خمس دقايق، عنه ما خرج، يا نهار أبيض ليكون مستنيني أروح أنادي عليه دا هيطين، يا رب ارحمني من الرعب دا.

ذهبت ناحية عرين الأسد بخطوات مرتجفة تقدم قدم وتؤخر الاخري إلى أن وقفت أمام باب غرفته فرفعت يدها ودقت الباب عدة مرات.

رؤى في نفسها: هو ما بيردش ليه، يكون خرج، مات، ولع وخلصت منه، طب ادخل، لالالا، طب أعمل ايه، أنا هدخل وخلاص.

فتحت باب الغرفة بهدوء تقدمت بداخلها خطوة واحدة، وجدت تلك اليد تقبض على عنقها لتدفع جسدها ليرتطم بالحائط.

جاسر غاضبا: هو انا مش قولتلك ما تدخليش الاوضة دي ابدا
رؤى بخوف: هو، يعني، مش، انت انا، انا انا، الاكل
جاسر بهمس يشبه فحيح الأفاعي وهو يشير إلى فراشه الكبير: شايفة السرير دا، هنفذ عليه حكم اعدامك، هخليكي تتمني عليه الموت ومش هتلقيه، هدبح عليه روحه ببطي
ظل صدرها يعلو ويهبط بشدة من خوفها ونزلت الدموع تتسابق علي وجنتيها
جاسر: تؤتؤتؤ، وفري دموعك عشان هتحتاجيها قريب، نضفي الاوضة كويس.

ثم نظر اليها بسخرية وخرج من الغرفة، لتتهاوي علي الارض تبكي بخوف
رؤى في نفسها: يا رب يا رب انا ماليش غيرك يا رب احميني منه يا رب
قامت تنظف غرفته عندما صوته الغاضب يناديها
جاسر غاضبا: رؤى
ذهبت اليه مسرعة ووقفت بعيدة عنه بمسافة كافية لتحمي نفسها من براثة
اشار بيده امامه مباشرة
جاسر غاضبا: تعالي هنا
اقتربت بعض الخطوات مترددة
رؤى بصوت مرتعش وخائف: نعم
جاسر بغرور: امسحي جزمتي
جحظت عينيها بصدمة: نعم!

جاسر غاضبا: انزلي تحت رجلي وامسحي جزمتي، يلا والاااا
رؤى سريعا بخوف: حاضر حاضر
شعرت بالذل وهي تهبط تحت قدميه لتمسح حذائه شعرت بضائلتها امام هذا الصرح الشامخ، تذكرت ايامها الجميلة في منزل والدها
رؤى: الجذمة اهي يا بابا، انا لمعتها وخلتها ايه، احلي من وش عاصم
عاصم غاضبا: اه يا جزمة طب تعالي بقي
جري عاصم خلف رؤى وعندما امسك بها ظل يدغدغها وهي تضحك بسعادة
فاقت من ذكراها السعيدة علي صوته الغاضب.

جاسر غاضبا: اخلصي
مسحت حذائه سريعا وقامت وقفت امامه منكسة الرأس بذل
قبض على خصلات شعرها بعنف
جاسر: بصي بقي يا حلوة، اي حركة كدة ولا كدة هتعمليها وانا برة، هوريكي جهنم علي الارض، لو حاولتي تستنجدي بجد او تكلمي حد، هخليكي تتمني الموت، فاهمة
ترك شعرها بعنف لتسقط على الأرض تبكي وتتعالي شهقاتها، نظر اليها بسخرية ثم خرج من المنزل واغلق الباب خلفه بالمفتاح.

ركب سيارته وقادها منطلقا إلى المستشفى التي بها علي دق الباب ودخل الغرفة
جاسر: صباح الخير يا علي
نظرت له والدة علي بغضب وتركهتم وخرجت من الغرفة
بينما نظر اليه علي بضيق واشاح بوجهه بعيدا
جاسر: انا عارف يا علي ان انت زعلان مني بس انت إلى غلطت الاول
علي غاضبا: غلطت، عشان عايز انقذ واحدة مالهاش اي ذنب من واحد مريض زيك ابقي غلطان، فعلا ما احنا في زمن العجايب، قولي بقي يا جاسر باشا دبحتها ولا لسه.

هز جاسر رأسه نفيا
علي ساخرا: معقولة يا راجل، ومستني ايه
كاد جاسر ان يرد
علي: لاء لاء استني انا عرفت اكيد عايز تذلها الاول صح
جاسر: سيبك من كل دا، ايه الموضوع المهم إلى كنت عايزني فيه
علي: أنا مش عايزك بصفتك جاسر صاحبي لأن صحوبيتنا خلاص انتهت أنا عايزك بصفتك جاسر باشا صاحب المستشفى
عقد جاسر حاجبيه باستفهام: مش فاهم منك حاجة يا علي في ايه.

علي: هفهمك يا باشا، ثم بدأ يقص له ما حاول حارسه فعله مع تلك الممرضة المسكينة
علي ساخرا: بس عارف أنا مش متفاجئ ما هم حرس جاسر باشا مهران يعني اكيد لازم يكونوا زيه
جاسر بجمود: هو فين
علي: مرمي في الأوضة...
قام جاسر من مكانه دون أن ينطق كلمة اخري وذهب ناحية تلك الغرفة بخطوات جامدة
يتردد في عقله صوت تلك الصرخات
( خلاص ضيعني أنا ضعت، لييييه أنا عملت ايه، ليه جاسر، أنا عملت ايه عشان يحصلي كدة ).

هز رأسه نفيا بعنف ليبعد تلك الذكريات عن رأسه، وصل إلى الغرفة المطلوبة فوجد احد حراسه يقف أمامها
جاسر بجمود: افتح الباب
فتح الحارس الباب سريعا وتنحي سريعا بخوف
تقدم جاسر بهدوء إلى أن دخل إلى تلك الغرفة فوجد ذلك الرجل متكوم في احد أركان الغرفة
نهض سيد سريعا عندما وجده امامه في الغرفة
نظر سيد له بفزع وازدرق ريقه عدة مرات من شدة خوفه
سيد بفزع: ججج. جاسر باشا.

اشار جاسر بيده للحارس الآخر فاغلق الباب علي جاسر وسيد معا
وقف جاسر يرمق سيد ببرود نظراته كسهام من السقيع حاد البرودة
جاسر بجمود: ليه
سيد سريعا: كدب يا باشا أنا ما عملتش حاجة صدقني
حك جاسر ذقنه باطراف اصابعه
جاسر ببرود: كدب، بس إلى قالي مستحيل يكدب، ليه واحسنلك تقول الحقيقة
سيد بخوف: كنت عايز اشفي غليلي منها جيت أجر معاها ناعم راحت ضرباني بالقلم.

تردد في عقله تلك المرة ( ليه عمل فيا كدة، كل دا عشان صديته عشان قولتله إن مستحيل أعمل كدة، حرررررام، ليييه، ليييه ).

فجاءة تحول هذا الجليد البارد أن بركان منصهر تدافعت حممه بدأ المرضي في المستشفي يستمعون إلى صرخات واستغاثات
قادمة من تلك الغرفة المغلقة
في داخل الغرفة، وقف جاسر يعدل من سترة بدلته الفخمة، وهو يرمق الملقي ارضا غارقا بدمائه بغضب كفيل بإحراقه.

ذهب ناحية باب الغرفة وخرج من الغرفة، وقف أمام الحارس الاخر الذي كان يرتجف خوفا من سماعه لصرخات زميله، وضع جاسر يده في جيبه واخرج بعض الاموال واعطاها لهذا الحارس
جاسر: ترموه قدام اعفن مستشفي وتسيبوا معاه الفلوس دي يتعالج بيها
الحارس سريعا: حاضر يا باشا، حاضر
خرج جاسر من المستشفى باكملها وركب سيارته
وذهب إلى شركته ومنها إلى مكتبه، دقائق ودخلت السكرتيرة الخاصة به.

سهي: جاسر بيه، الاستاذ حسين عبد الوهاب من الحسابات عايز يقابل حضرتك ضروري
ابتسم بسخرية: دخليه
خرجت السكرتيره من الغرفة ودخل حسين
جاسر ساخرا: عايز ايه يا حمايا العزيز
حسين غاضبا: عايز بنتي يا جاسر
دوت ضحكاته الساخرة في ارجاء الغرفة
جاسر ساخرا: بقي عايز تاخد مني العروسة يوم الصباحية يا عمي، دا انا حتى لسه ما شبعتش منها
حسين غاضبا: رجعلي بنتي يا جاسر، لإما هبلغ عنك واقول انك خاطفها.

جاسر ضاحكا: هو في حد بيخطف مراته بردوا يا عمي
حسين برجاء: ابوس ايدك يا ابني رجعلي بنتي
مد جاسر يده له: بوس
تقدم حسين منه وهو يشعر بالذل والمهانة
وقبل يد جاسر
نزع جاسر يده واخرج دفتر الشيكات من جيبه وكتب عليه مبلغ مليون جنية
ومد يده به إلى حسين
حسين: ايه دا
جاسر ساخرا: بنتك، قصدي تمن بنتك
حسين غاضبا: انا مش عايز فلوسك انا عايز بنتي
جاسر: بنتك ماتت، قصدي اعتبرها ماتت.

حسين غاضبا: حرام عليك يا اخي انت شيطان مش بني آدم
جاسر: امممم، انا سمعت الجملة دي فين قبل كدة، اه اه افتكرت، كانت بتقولها بنتك المصونة رؤى قبل ما اكسر عينيها واذلها واخليها تنزل تحت رجلي
حسين غاضبا: هقتلك يا جاسر
دوت ضحكاته الساخرة في ارجاء الغرفة: وترمل بنتك يا حمايا العزيز
عاد وجهه إلى الجمود مرة أخرى: علي مكتبك، واياك تيجي هنا تاني، عشان ما اخليش الدور الجاي علي طمطم ماشي يا حمايا العزيز.

خرج حسين من المكتب فرفع جاسر قدميه ووضعهما علي مكتبه واسند جهاز اللاب توب علي قدميه وشعله
جاسر: اما نشوف يا شيخة رؤى بتعملي ايه
ظل يبحث عنها، بكميرات المراقبة إلى ان وجدها متكورة علي نفسها امام باب المنزل من الداخل تبكي بصمت
جاسر بشر: ولسه يا رؤي، هتشوفي العذاب ألوان عشان حظك الأسود وقعك في طريقي
ثم امسك هاتفه واتصل بفتوح
جاسر: عملت إلى قولتلك عليه
فتوح: ايوة يا باشا
جاسر: والنتيجة.

فتوح: زي ما حضرتك توقعت بالظبط
جاسر: طب ابقي عدي الحسابات هتلاقيني سيبلك مبلغ كويس
فتوح: متشكرين اوي يا باشا، احنا خدامينك في اي وقت
اغلق جاسر الخط وابتسم بشر
جاسر: اخيرا، هنتقم منك يا صبري
في مكان اخر تحديدا في احدي المستشفيات النفسية الشهيرة.

في احدي الغرف سيدة في منتصف الثلاثنيات(جميلة ذات شعر بني طويل وعيون رمادية وجسد ممشوق ولكن ملامح الحزن والخوف مرسومة بدقة علي وجهها ) تجلس علي فراش كبير في غرفة فاخرة جدا تضم ركبتيها لصدرها وتحاوطهما بذراعيها وتتظر امامها بشرود.

يجلس علي الكرسي المجاور لسريرها طبيب في أوائل الأربعينات ولكنه يبدو في الثلاثينات لانه يتمتع بجسد رياضي منتاسق وطول فارهه وملامح رجولة اصيلة من حيث البشرة البرونزية والشعر الاسود الكثيف الذي اختلط فيه بعض الشعيرات البيضاء فزادته وسامه ولحيه خفيفه وعيون بلون غابات الزيتون تبعث الدفئ لكل من ينظر اليهما )
ياسر: نرمين، نرمين، طب اديني اي اشارة انك سمعاني وحاسة بيا، نرمين ردي عليا.

امسك رسغ يدها ليقيس نبضها، فارتجف جسدها بشده وارتسم الذعر علي وجهها بدقة
راقب ردة فعلها بأعين طبيب خبير، ظل قابضا علي رسغ يدها، نظرت له بذعر ثم ارتخي جسدها وفقدت الوعي
قام من مكانه واخذ حقنه مهدئه وحقنها في وريد يدها ودثرها جيدا بالغطاء
ياسر: وبعدين معاكي يا نرمين، يا تري ايه إلى وصلك للحالة دي حتى اخوكي مش راضي يقولي حاجة، علي العموم راجعلك تاني.

ثم خرج من الغرفة وذهب إلى مكتبه وفتح ملفها للمرة العاشرة منذ استلم الوظيفة في هذه المستشفي منذ اسبوعين وقد سلمه الاطباء هذه الحالة الميئوس منها.

في منزل جاسر
ظلت متكورة مكانها تبكي بصمت وشعور الذل والخوف استحوذا عليها، إلى ان رفع اذان العصر في الجوامع القريبة من البيت قامت وذهبت إلى الحمام وتوضاءت، ووقفت بين يدي بارئها تدعوه وتشكو اليه، يفيض لسانها بالدعاء عند كل سجده والدموع تتسابق في الهطول من عينيها
انتهت من صلاتها وقامت لتعد طعام الغداء
في احد النوادي
سوزي: come down شاهندا، انتي ليه متعصبه كده.

شاهندا: انا شاهندا الدمنهوري، حته بتاع زي دا يقولي you are note my type
سوزي: so what طظ فيه يا شاهندا ايه بقي إلى معصبك
شاهند غاضبة: سوزي بليز shut up انتي مش فاهمة حاجة
في شركة جاسر، التقط جاسر مفاتيحه وهاتفه وركب سيارته وانطلق إلى النادي
دخله بخطي واثقة مغترة بحث عنها بعينيه فوجدها تجلس مع صديقتها
جلس علي الطاولة القريبة منهم
سوزي: اهو يا شاهندا
نظرت له شاهندا بغيظ ثم لمعت في رأسها فكرة.

قامت شاهندا واتجهت إلى المسبح ووضعت يدها علي رأسها ومثلت انها اختلت توازنها وسقطت في المسبح.

نظر لها جاسر بسخرية
( كم انتي حمقاء يا حواء تقعين فريسة شباك آدم حتى دون ان ينصب شباكه )
قام جاسر سريعا وخلع چاكت بدلته وقفز إلى المسبح واخرج شاهندا منه ووضعها جانبا
بدأ يحاول ايفاقتها، فتحت عينيها ببطي وابتسمت
شاهندا: ميرسي
جاسر بابتسامة خبيثة: العفو
ساعدها علي النهوض مدت يدها لتصافحه
شاهندا: شاهندا الدمنهوري
جاسر: شادي سليمان.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
جاسر بابتسامة خبيثة: شادي سليمان
شاهندا بدلال: thank you شادي
جاسر مبتسما: you are welcome شاهندا، عن اذنك
ما كاد يبتعد عنها بضع خطوات حتى سمعها تنادي عليه، اتسعت ابتسامته الخبيثة، سرعان ما اخفاءها ونظر لها بهدوء
شاهندا: شادي استني
جاسر: نعم
شاهندا بدلال زائد: اصحابي عمليلني حفلة النهاردة بمناسبة عيد ميلادي في (، . ) إيه رأيك تيجي
جاسر: هحاول بس ما اوعدكيش.

شاهندا برجاء: please شادي l will be so happy لو انت جيت
نظر في ساعته متصنعا الانشغال
جاسر سريعا: هحاول عن اذنك عشان ورايا مواعيد مهمة
ثم تركها ورحل وتلك الابتسامة الخبيثة تزين شفتيه
استقل سيارته واتجه إلى احد محلات المجوهرات قابله صاحب المحل بترحاب شديد
جورج: اهلا اهلا جاسر باشا، نورت محلك يا باشا
جاسر: شكرا يا جورج، انا كنت عايز خاتم سوليتير
جورج: اوامرك يا باشا، المحل كله تحت أمرك.

احضر جورج الكثير من العلب بها خواتم بأشكال مختلفة ورائعة، اختار جاسر واحد منهم
جورج: ذوق حضرتك دايما رائع
جاسر: انا عايز دبلة دهب بس يكون مقاسها صغير
جورج: حاضر يا باشا
احضر جورج علبة بها العديد من علب
اختار جاسر واحدة منها وحرص ان تكون ذات مقاس صغير ثم دفع الحساب وخرج من المحل واستقل سيارته وعاد إلى منزله
كانت في المطبخ تعد الطعام بمهارة وسرعة وقفت عند لوح التقطيع تقطع الخضروات للسلطة.

دخل جاسر البيت بهدوء، سمع صوت قادم من ناحية المطبخ دخل فوجد رؤى تعطيه ظهرها ومنهمكة في اعداد الطعام، ارتسمت ابتسامة خبيثة علي شفتيه، تقدم منها بهدوء وهو يعزم في نفسه إثارة الرعب في نفس تلك المسكينة
التي ذنبها الوحيد انها اول من وقف في طريقه وعارضه
وفي لمحة حاوط خصرها بذراعيه من الخلف فشهقت بفزع وجرحت يدها بالسكين
جاسر ساخرا: وحشتيني يا شيخة رؤى.

ارتجف جسدها بشدة من قربه شعرت بالاختناق من رائحة عطره القوي
رؤى بخوف: لو سمحت ابعد
ضحك جاسر عاليا بسخرية ثم بدأ يحرك يده بحرية تجوب جسدها
فبدأت تبكي وترتجف: ارجوك انت وعدتني
لم يعرها انتباها أراد أن يشبع رغباته المريضة بخوفها وبكائها مد يده ومزق ظهر عبائتها
رؤى باكية: ابوس ايدك مااا تعملش كدة
لفها اليه وابتسم عندما وجد الذعر حفر خطوطه بدقه علي وجهها ودموعها تتسابق في الهطول من عينيها.

مسح دموعها بابهاميه فتقززت من لمسته كثيرا واشاحت بوجهها
جاسر ساخرا: تؤتؤتؤ، بتعيطي ليه يا شيخه رؤى انتي مش عارفة ان دموعك غاليه عليا اوي، بالامارة انا جايبلك هدية
اخرج الدبلة الذهبية من جيبه وامسك كف يدها المرتجف والبسها الدبلة قصرا لانها كانت ضيقة
جاسر ساخرا: شكلها ضيقة شوية
ثم جذب شعرها بقسوة، لو فكرتي تقلعيها هقطعلك ايدك
هزت رأسها إيجابا عدة مرات من شدة خوفها
فابتعد عنها وذهب ناحية باب المطبخ.

جاسر: انا جعان خمس دقايق والاقي الاكل علي السفرة
رؤى بخوف: ممكن اغير هدومي
جاسر غاضبا: لاء، هتفضلي زي ما انتي كدة
والا انتي عارفة
هزت رأسها إيجابا سريعا
خرج من المطبخ ودخل غرفته
فبدأت تضع الاطباق سريعا علي طاولة الطعام
وهي تمسك بيدها فستانها المنزلي حتى لا يسقط.

وبينما هي تضع الطبق الأخير خرج جاسر من الغرفة وهو يرتدي بنطال قطني اسود وتيشيرت رمادي غامق ذهب وجلس على طاولة الطعام، فوضعت رؤى الطبق الأخير وكادت أن تذهب
جاسر غاضبا: رايحة فين، انتي هتفضلي واقفة هنا لحد ما اخلص اكل
هزت رأسها إيجابا بخوف
جاسر غاضبا: تعالي هنا
تقدمت منه بخطي مترددة وارجل ترتجف من الخوف
فمد جاسر معلقة بها بعض الطعام، نظرت له مستفهمة
جاسر: وانا اضمن منين انك مش حطالي سم في الاكل.

نظرت له بصدمة لم يخطر ببالها من الأساس تلك الفكرة فهي لن تقتل ابدا
تناولت ما في المعلقة بصمت وقبل ان تذهب شعرت بيده تقبض على رسغ يدها، جذبها بعنف واجلسها تحت قدميه
جاسر ساخرا: دا مكانك تحت رجليا
رد بثقة عكس الخوف والغضب اللذان يشتعلان في ثنايا روحها: وماله دايما ماما بتقولي أن الست مكانها جنب جوزها حتى لو في حالتك أنت بقت تحت رجليه
نظر لها بغضب كفيل باحراقها في مكانها.

اراد اغاظتها بأي شئ فامسك قطعه من الطعام ودثها في فمها بعنف
جاسر ساخرا: حلوة مش كدة
نظرت له بكره وهي تتحسس فمها الذي جرحته تلك المعلقة
رد بثقة وقد ارتسمت على شفتيها ابتسامة صغيرة: طبعا حلو، كفاية إلى أنا إلى عملاه
تلك المرة أحمر وجهه من شدة الغضب امسك طبق الارز والقاه علي وجهها
جاسر غاضبا: كليه بقي طالما انتي إلى عملاه
ثم قام ودفعها ارضا وذهب ناحية غرفته بخطي غاضبة وذهب إلى غرفته واغلق الباب بعنف.

بكت، بكت بحرقة الذل والخوف والضعف من جبروت هذا الظالم
رؤى باكية: ليه يا رب انا عمري في حياتي ما اذيت حد، ليه بيحصلي كدة، استغفر الله العظيم ايه إلى انا بقوله دا استغفر الله العظيم
قامت من مكانها وجمعت الاطباق من علي الطاولة وذهبت إلى المطبخ لتغسلهم وقفت علي حوض الغسيل وبصرها متجه ناحية الباب خائفة ان يعود مرة اخري، انتهت مع اذان العشاء.

فذهبت إلى غرفتها واغتسلت وبدلت ملابسها وارتدت اسدالها ووقفت بين يدي بارئها تبكي وتشكو له ما تلاقي وتدعوه ان يرفع عنها البلاء
وعندما انتهت من صلاتها، امسكت مصحفها الصغيرة وفتحت عشوائيا لتقع عينيها علي ايه
( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إن لله وإن اليه راجعون ).

انهمرت دموعها وهي تشعر بتلك الآيات تعالج ألم روحها المتعبة من جبروت هذا الظالم بدأت تقرأ، لا تعرف ما المدة التي مرت عليها ولكنها فجأة وجدت باب غرفتها يفتح ودخل جاسر يرتدي قميص كحلي اللون وبنطال اسود من خامة الجينز ويضع عطره القوي الذي يشعرها دائما بالاختناق
فصدقت واغلقت المصحف
ازدرق جاسر ريقه بخوف عندما وجدها تقرأ في المصحف.

جاسر بحدة: انا نازل، و زي ما قولتلك لو فكرتي تعملي اي حركة وانا برة هخليكي تتمني الموت ومش هتلاقيه
هزت رأسها إيجابا بهدوء، فاغتاظ من هدوءها ذلك
جاسر ساخرا: مش عايزة تعرفي انا رايح فين، انا رايح اقابل واحدة حلو اوي جمالها صاروخي، بصراحة انتي جمبها راجل
ابتسمت ابتسامة هادئة وقامت ناحية احواض الزهور الصغيرة التي في غرفتها وقبضت في يدها حفنة من الطين ثم ذهبت ناحيته ومدت يدها له
رؤى بهدوء: خد أخلق نملة.

اتسعت عينيه بصدمة هدر سريعا: مستحيل طبعا ما اقدرش
رد بقوة: يبقي ما تعبش علي خلقه ربنا
نظر لها بصدمة وازدرق ريقه بخوف ثم خرج من الغرفة غاضبا وصفع الباب خلفه
فرت دموعها من عينها لشعورها بانجراح كرامتها وشرخ انوثتها
استغفرت الله سريعا وامسكت مصحفها مرة اخري تقرأ فيه
بينما قاد جاسر سيارته بغضب وكلمات رؤى ترن في اذنه مشدها وهي تصلي او تقرأ القرآن يشعره بالذعر.

جاسر غاضبا: لا يا رؤى مش انا اللي هخاف من حتة عيلة زيك، انا كسرت قبلك كتير وهكسرك واذلك يا رؤى
بعد مدة ليست بالقصيرة وصل جاسر امام الملهي الليلي ودخله
بحث بعينيه عنها فوجدها تجلس علي احدي الطاولات تبحث بعينيها عنه، فابتسم بسخرية
ما ان رآته شاهندا ذهبت اليه مسرعة
شاهندا بدلال: شادي اتأخرت ليه كدة، كنت هزعل منك خالص لو ما جتش
جاسر مبتسما: انا اقدر برضوا ما اجيش في عيد ميلادك، كل سنة وانت طيبة.

شاهندا: وانت طيب انا بجد فرحانة جدا انك جيت
ابتسم ثم جثي علي احدي ركبتيه واخرج علبه الخاتم من جيبه وفتحها امامها
جاسر مبتسما: تتجوزيني يا شاهندا
جحظت عينيها في صدمة، ذلك المغرور الغامض الوسيم يطلب منها الزواج، لا تنكر اعجابها الشديد به، رفضه المستمر لها جعلها تتعلق به بشدة نظرة عينيه الجريئة تشعرها بأنوثتها، عطره القوي يثير رغبتها به
هي حاليا بين ذراعيه ترقص.

جاسر مبتسما: انا مش مصدق نفسي ان انتي فعلا وافقتي، انا اسعد انسان في الدنيا
شاهندا: شادي، ممكن اسألك
جاسر مبتسما: طبعا يا حبيبتي
شاهندا: انت ليه كنت بتعاملني كدة
جاسر: عشان حبيتك يا شاهندا، حبيتك من اول مرة شوفتك فيها، كنت بحافظ عليكي مني
نظرت له بانبهار وحب ودفنت وجهها في صدره
فارتسمت ابتسامة انتصار خبيثة علي شفتيه
جاسر: شاهندا
شاهندا: نعم يا حبيبي.

جاسر: حدديلي ميعاد مع والدك، بس يا ربت بسرعة يا شاهندا عشان انا لازم ارجع دبي علي طول، انا واخد اجازة اسبوعين بس عدي منهم اسبوع
شاهندا: حاضر يا حبيبي
ظل يغمرها ببحور من عشقه الكاذب إلى ان غرقت فيه بملئ إرادتها
اخذها جاسر في سيارته واوصلها إلى منزلها
جاسر مبتسما: هتوحشيني اوي
شاهندا: وانت كمان
رفع كف يدها وقبل باطنه بحنان
جاسر مبتسما: بحبك
ابتسمت شاهندا بخجل مصطنع ثم تركته ونزلت من السيارة.

اختفت الابتسامة من علي شفتيه ليحل محلها شرارات الغضب
جاسر: نهايتك قربت اوي يا صبري.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
قاد سيارته وانطلق إلى منزله
دخل المنزل فسمع صوت التلفاز، ذهب خلف الصوت فوجدها جالسة على الأريكة تربع قدميها امامها طبق من الفشار لا يعرف من أين أتت به وكوب من العصير، تشاهد فيلم كرتون باستمتاع شديد.

لا يعرف سر تلك الابتسامة التي ارتسمت على شفتيه فهي بدت في تلك الحالة كطفلة صغيرة وخاصة مع شعرها الذي تعقده علي هيئة ضفيرتين
هز رأسه نفيا بعنف ليمحو تلك الابتسامة، ذهب ناحية جهاز التلفاز وشد المقبس من الكهرباء
رؤى بتذمر طفولي: يا رخم أنا كنت بتفرج على الكرتون
ذهب ناحيتها يطوي الأرض تحت قدميه من الغضب، دفع طبق الفشار فسقط ارضا وامسك كأس العصير والقاه علي الأرض فتهشم
رؤى صارخة: ايه الجنان دا.

قبض علي خصلات شعرها بين اصابعها
جاسر غاضبا: انتي لسه شوفتي جنان، دا أنا هوريكي الجنان علي أصوله
رؤى بحدة وهي تحاول تخليص شعرها من يده: سيب شعري، أنا عملت ايه لكل دا
شد شعرها بعنف اكبر فصرخت من الألم: دا مش بيت ابوكي يا اختي تروحي وتيجي فيه علي مزاجك انتي هنا مش أكتر من خدامة فاهمة.

رؤى بهدوء: صح أنت عندك حق، في دي أنا غلطانة، أنا آسفة
تهدجت انفاسه من شدة الغضب دفعها بعيدا علي الاريكة بعنف ثم تركها ودخل إلى غرفته.

فسمحت لدموعها بالانهيار، جثت علي ركبتيها تنظف الأرض قامت واحضرت ورقة من احدي المجلات وبدأت تجمع عليها قطع الزجاج.

( ملحوظة: يا بنات لما تنكسر كوباية أو اي حاجة ازاز او حادة لموها إن شاء الله في ورق جرايد عشان عمال النظافة، رفقا بيهم ).

انتهت رؤى من تنظيف الأرض ودخلت ناحية غرفتها واستعدت للنوم، جلست علي فراشها تكتب كل ما حدث لها وتفكر ماذا ستفعل للتغلب على هذا الشيطان، قضت عدة ساعات متخبطة بين امواج افكارها العاتية، وذكرياتها في بيت أهلها.

مر في عقلها تلك الجملة التي دائما تقولها امها متذمرة
مجيدة بضيق: عايشة مع أربع اطفال يا ربي حتى أنت يا حسين بترمي الغطا وأنت نايم كل شوية اصحي اشوفكوا متغطين ولا لاء.

رؤى في نفسها: يا تري جاسر هو كان بيرمي الغطا وهو نايم، طب وأنا مالي، مجرد فضول مش أكتر، عايزة تدخلي عرين الأسد يا رؤى انتي هبلة، آه هبلة.

قامت من علي الفراش وخرجت من غرفتها واتجهت ناحية غرفته، وفتحت الباب بهدوء
فاستطاعت أن تري محتويات الغرفة بسبب الضوء المنبعث من غرفة الصالون
دخلت إلى الغرفة، فاقشعر بدنها من برودة الغرفة
رؤى بصوت منخفض: ازاي نايم في التلج دا
ذهبت ناحية شباك الغرفة واغلقته بهدوء، ثم اتجهت ناحية فراش جاسر تتأمل ملامحه وهو نائم
رؤى في نفسها: ملاك نايم، نفسي اعرف ازاي الملامح الهادية والبريئة بتتحول لشيطان لما تصحي.

أمسكت غطائه الملقي بعيدا ووضعته عليه برفق
جثت علي ركبتيها بجانب فراشه تنظر له باستغراب.

رؤى بصوت منخفض: أنا بجد نفسي أعرف، أنت ليه بقيت كدة، ايه إلى حصل في حياتك خلاك قاسي كدة، ليه بتعمل كدة، طب أنا وتهاني ذنبنا ايه، ليه عملت فيها كدة، ليه عملت فيا كدة، تعرف أنا ما اقدرش اقولك الكلام دا طبعا وأنت صاحي، أنا كان نفسي أتجوز واحد، يتقي ربنا فيا مش مهم شكله و لا مركزه ولا غني ولا فقير والله ما تفرق معايا، أنا بس كنت عايز واحد يتقي ربنا فيا، واحد يكون حافظ القرآن يحفظهولي ويجبلي شوكولاتة إن شاء تكون صغيرة خالص لما احفظ السورة صح، ربنا يهديك يا جاسر ويحنن قلبك عليا بقي.

قامت بهدوء وخرجت من الغرفة وأغلقت الباب بهدوء
ففتح عينيه وجلس على الفراش، مد يده واضاء نور الابجورة المجاورة لفراشه
تذكرها وهي تقول ( واحد يكون حافظ القرآن ويحفظهولي )
لتمر في عقله تلك الذكري ( وجائزة حفظ القرآن الكريم كاملا بالتجويد، تذهب للطالب جاسر عبدالله ).

قبض علي خصيلات شعره بعنف، هز رأسه نفيا بقوة، قام سريعا وذهب ناحية المرحاض ووضع رأسه تحت الماء البارد، رفع وجهه ينظر للمراءة وهو ينهج بعنف
جاسر بألم: لازم اخرجك من حياتي يا رؤي، انتي خطر عليا
في صباح اليوم التالي في منزل حسين والد رؤى
لم ينم حسين طوال الليل، قلبه يتمزق علي ابنته، ومجيدة لا تتوقف عن البكاء.

تبدل حال البيت السعيد، بسبب ذئب شهواني لا يعرف الرحمة، قام عاصم صباحا وبدل ملابسه بصعوبة واستند علي عكازه الحديدي
مجيدة: رايح فين يا عاصم بحالتك دي
عاصم: مشوار مهم اوي يا ماما
خرج من البيت بخطي بطيئة يستند على عكازه، ركب سيارة اجري وذهب إلى احد الأحياء الشعبية البيسطة، توجه نحو احد البيوت المتهالكة ودخله.

وقف امام احدي المنازل ودق الباب
دقائق مرت إلى ان انقتح الباب
اسماعيل مصدوما: عاصم، خير يا ابني ايه إلى حصل، اتفضل اتفضل
دخل عاصم إلى البيت وجلس على احد الكراسي القديمة
اسماعيل: خير يا ابني
عاصم: جاسر مهران، عمل ايه في تهاني
اسماعيل مصدوما: انت عرفت ازاي، حسين إلى قالك
تذكر وقتها تلك الجملة التي سمعها مصادفة من ابيه بالامس.

حسين باكيا: خلاص يا مجيدة، جاسر مهران كسر رؤى عمل فيها نفس إلى عمله في تهاني حسبي الله ونعم الوكيل.

عاصم: انا عايز اعرف بقي هو عمل ايه
اسماعيل: والله العظيم يا ابني ما اعرف، من ساعة ما لقينها مرمية قدام البيت وهي علي طول ساكتة وبتعيط.

عاصم غاضبا: يعني ايه، بقولك عمل فيها ايه
إسماعيل باكيا: ما اعرفش، ما اعرفش، أنا السبب، أنا السبب بنتي راحت بذنبي
عاصم: أنا مش فاهم منك حاجة انطق، فهمني
إسماعيل باكيا: اصل جاسر...
لم يكمل اسماعيل كلامه حين وجد صوت صراخ ابنته يندفع من غرفتها هرول سريعا ناحية الغرفة ومن خلفه عاصم.

احتضن اسماعيل ابنته ليهدئها، اما عاصم فوقف يراقب تلك الفتاة التي طالما احبها كيف وصل بها الحال
تلك الابتسامة التي طالما زينت شفتيها تحولت إلى دموع، وجه شاحب كالموتي عيون خائفة مرعوبة شفتان ترتجفان من الرعب، أصبحت نحيفة جدا جدا، تصرخ وتهذي بكلام غير مفهوم، تضم ملابسها لجسدها برعب
عندما لمحت عاصم يقف عند باب الغرفة ظنت انه جاسر، فبدأت ترجع بظهرها بخوف وهي تهز يديها نفيا بخوف.

تهاني برعب وهي تبكي: لا لا لا، ابوس ايدك ابعد عني، كفاية كفاية ابوس ايدك مش عايزة.

إسماعيل باكيا: اهدي يا تهاني اهدي يا بنتي
دفعت تهاني والدها بعيدا وبدأت تصرخ فيه: ابعد عني انت السبب، أنت السبب هو قالي، قالي دا ذنب ابوكي، حرررام عليك
عاصم بحزن: تهاني، اهدي
زاد صرخاها أكتر: لالا والنبي أنا ماليش دعوة أنا ما اعرفش هو عمل ايه، أبوس إيدك يا جاسر ارحمني.

عاصم سريعا: اهدي يا تهاني انا عاصم مش جاسر
تهاني صارخة: لاء انت جاسر وجاي تدبحني، ابوس ايدك يا جاسر بيه ارحمني والنبي والله أنا ماليش دعوة.

ظلت تصرخ وتبكي إلى ان فقدت الوعي
خرج عاصم من منزل اسماعيل وهو لا يري امامه، يتخيل رؤى مكان تهاني، لن يتحمل ان يري شقيقته في هذه الحالة الموت اهون عنده
ذهب إلى احد اصدقائه القدامى، الذي كان قد قطع علاقته به بسبب اعمال البلطجة التي يقوم بها
عاصم ؛ انا عايز منك خدمة يا وليد، وهديك كل إلى تطلبه
وليد: اؤمر يا عاصم، رقبتي سدادة
عاصم: جاسر مهران.

اتسعت عيني وليد بصدمة: جاسر مهران صاحب شركات مهران جروب للمقاولات لا، يا صاحبي أنا مش قده دا.

عاصم: هديك إلى تطلبه
وليد: مش حكاية فلوس يا عاصم دا أنا اخدمك برقبتي، بس أنت ما تعرفش الراجل دا مسميونه في السوق الشيطان
عاصم بحدة: قدها ولا اشوف غيرك
وليد: بص اديني مهلة اقلبها في دماغي
عاصم: ماشي يا وليد وانا مستني منك تليفون
في فيلا رائعة الجمال فخمة التصميم، ذات اساس كلاسيكي فرنسي.

يجلس رجل ( تجاوز سنه الخمسون عاما طويل القامة ذو ملامح قاسية حليق اللحية ذو شارب عريض، اصلع، بدين بعض الشىء) علي طاولة الطعام الكبيرة في يده الجريدة وفي يده الاخري فنجان من القهوة
نزلت شاهندا من غرفتها وذهبت اليه
شاهندا وهي تقبل وجنته: صباح الخير يا بابي
صبري متعجبا: صباح النور يا شاهي، صاحية بدري يعني مش بعادتك
شاهندا بتوتر: اصلي كنت عايزة الحق حضرتك قبل ما تروح الشركة
صبري: ليه يعني.

شاهندا: اصلي بصراحة يا بابي عايزة حضرتك في موضوع مهم
صبري بضيق: اخلصي يا شاهندا عشان مستعجل
شاهندا: اصلي بصراحة يا بابي متقدملي عريس، وعايز يقابل حضرتك في اسرع وقت
صبري: اسمه ايه وبيشتغل ايه
شاهندا بلهفة: شادي، شادي سليمان، عند شركات سياحة في دبي، هو اصلا عايش في دبي وبيجي هنا في اجازات سريعة وهيرجع دبي الأسبوع الجاي عشان كدة عايز يقابل حضرتك في اسرع وقت.

صبري: ماشي خليه يجي النهاردة الساعة 9
شاهندا بفرحة: بجد ميرسي يا بابي
ثم تركته وخرجت مسرعة لتكلم شادي
فأخرج صبري هاتفه واتصل بذراعه الايمن
صبري: ايوة يا أيمن عايزك تجبلي كل المعلومات عن شادي سليمان، كل حاجة عنه من يوم ما اتولد
ايمن ( ذراع صبري اليمين ): اوامرك يا باشا
تململ جاسر في نومته متأففا بسبب صوت رنين هاتفه، امسكه ونظر إلى اسم المتصل ليجد شاهندا، ارتسمت ابتسامة خبيثة علي شفتيه
فتح الخط.

جاسر بصوت حنون: صباح الورد يا حبيبتي
شاهندا: صباح الخير يا حبيبي
جاسر: ، كلمتي باباكي
شاهندا: اااه وبيقولك تيجي النهاردة الساعة 9
جاسر بسعادة زائفة: بجد يا حبيبتي، انا سعيد جدا بالخبر دا تسعة بالدقيقة هبقي عنده
شاهندا: ماشي يا حبيبي، هقفل انا بقي عشان الحق اجهز نفسي
جاسر: شاهندا
شاهندا: نعم يا حبيبي
جاسر: بحبك
شاهندا: وانا كمان.

اغلق جاسر الخط وهو يبتسم بسعادة، لا لا هو لم يقع في حبها، بل هو سعيد انه اقترب من تحقيق انتقامه
امسك هاتفه واتصل بفتحي
جاسر: كل حاجة تمام
فتوح: تمام يا باشا، ايمن بيه بيقولك ما تقلقش خالص هو مظبط كل حاجة
صحيح عاصم اخو مدام حضرتك، راح عند إسماعيل وبعد كده راح عند واحد بلطجي اسمه وليد
جاسر: وبعدين
فتوح: احنا خطفنا إلى اسمه وليد دا ومرمي في المخزن
جاسر: روقوه علي ما اجيله
فتوح: اوامرك يا باشا.

اغلق جاسر الخط وضحك بسخرية
قام من علي الفراش واغتسل وبدل ملابسه
خرج من الغرفة فوجد المنزل نظيف ومعطر ورائحة الفطور الشهية تملئ المكان، ووجد باب غرفة رؤى مقفول فيها شعر بالراحة لا يعرف أهو الذي يثير خوفها ام هي التي تثير ذعره
التقط ميدليته وهاتفه وخرج من المنزل
وركب سيارته وانطلق إلى تلك المستشفي النفسية، ودخل إلى تلك الغرفة، فوجدها كالعادة جالسة تضم ركبتيها لصدرها، نظرة الذعر لا تفارق عينيها.

اقترب منها وجثي علي الارض بجانب فراشها
جاسر بصوت حنون: نرمين، نرمين بردوا مش عايزة تردي عليا، عارفة انا جايبلك خبر حلو اوي، خلاص يا نرمين هانت فاضل حاجة بسيطة واحقق انتقامي واخدلك حقك
، ظلت نظارتها جامدة مرتعدة
قام جاسر وقبل جبينها
جاسر: ، وحياتك عندي لهدفعه التمن غالي اوي
قام وذهب إلى غرفة الطبيب الخاص بمتابعة حالتها
جاسر: جاسر مهران، اخو نرمين
ياسر: اه، اهلا وسهلا يا افندم اتفضل
جاسر: في تقدم في حالتها.

ياسر: للاسف لاء يا افندم، انا محتاج اعرف من حضرتك ايه إلى وصلها للحالة دي، عشان اقدر اعالجها
جاسر بحدة: مالكش دعوة المطلوب منك تعالجها وبس
ياسر: حضرتك انا دكتور مش ساحر، فلازم اعرف سبب المرض عشان احدد العلاج
نظر له جاسر شرزا وامسكه من تلابيب معطفه الطبي
جاسر غاضبا: خليك في حالك يا شاطر المطلوب منك تعالجها وبس.

خرج جاسر من المستشفى
وذهب إلى شركته قضي فيها بعض الوقت، ثم عاد إلى منزله وارتدي بدلة زرقاء غامقة وقميص ابيض وخرج من المنزل واتجه إلى احد محلات الورود الفاخرة واشتري بوكية ورد رائع وبعض الهدايا وهو الآن امام فيلا صبري الدمنهوري.

في منزل حسين
اتصل عاصم بوليد عدة مرات ولكن دون فائدة، فهاتفه مغلق منذ ان قابله عاصم آخر مرة
عاصم غاضبا: ما بيردش ليه دا
حسين: مالك يا عاصم
عاصم بحزن: مش عارف مالي، مش عارف اختي عاملة ايه ولا ايه إلى بيحصلها، انا شوفت تهاني وعرفت إلى جاسر مهران عمله فيها، تفتكر هيعمل في رؤى كدة هي كمان، انا الموت عندي اهون من اني اشوف اختي في الحالة دي، ليه يا بابا بيحصلنا كدة احنا عمرنا ما أذينا حد.

حسين: قدر الله وما شاء فعل، كله مقدر ومكتوب يا ابني، ورؤي اختك قوية مش ضعيفة زي ما جاسر فاكر، رؤى قوية بإيمانه وباعتمادها علي ربنا، وان شاء الله ربنا هيقويها وهينصرها عليه
ماجيدة باكية: وحشتني اوي، نفسي اشوفها يا تري عاملة ايه يا بنتي
في منزل جاسر.

انتهت رؤى من صلاة العشاء وقراءة وردها اليومي، استغربت كثيرا من هدوء البيت اليوم فجاسر لم يرعبها كعادته، خرج في الصباح حتى دون ان يفطر، ثم عاد بعد عدة ساعات وبدل ملابسه وخرج مرة أخرى في هدوء تام.

رؤى: يا خوفي ليكون دا الهدوء الذي يسبق العاصفة
قامت رؤى وخرجت من غرفتها تتلفت حولها كاللصوص، بالرغم من انها واثقة ان جاسر ليس في المنزل ولكنها خافت ان يكون عاد دون ان تشعر وعندما لم تجده دخلت إلى غرفته، ظلت تفتش بين اغراضه لعلها تجد هاتفها، فهي مشتاقة بشدة لسماع صوت والديها تريد أن تطمئن عليهم مهما كلفها الثمن
فبدأت تبحث عن الهاتف
امام فيلا صبري الدمنهوري.

نزل جاسر من سيارته ودق باب البيت وانتظر بضع دقائق إلى ان فتحت له الخادمة وادخلته
واصحبته إلى غرفة الصالون
دخل الغرفة وجلس علي الأريكة
دقائق مرت قبل ان يدخل صبري
قام جاسر احتراما له وصافحه بأدب ولكن في داخله ود لو ينزع قلبه من مكانه
صبري: اتفضل استريح يا استاذ...
جاسر مبتسما: شادي، شادي سليمان، شكرا يا عمي
جلس جاسر يمثل انه متوتر ولا يستطيع تجميع الكلام
صبري: احم، خير يا استاذ شادي.

جاسر متوترا؛ بصراحة يا عمي اصل انا يعني
صبري: مالك يا ابني متوتر كدة ليه
جاسر مبتسما: هااا لا ابدا انا بس يعني اول مرة اتحط في الموقف دا، بصراحة يا عمي ومن غير مقدمات كتير انا طالب ايد الانسة شاهندا بنت حضرتك
صبري: بص يا ابني شاهندا دي بنتي الوحيدة
وانا لازم ابقي مطمن عليها مع الإنسان إلى هتتجوزه
جاسر: انا مستعد لكل طلبات حضرتك
صبري: انا عارف انك عندك شركات سياحة كتير في دبي.

جاسر: أيوة يا افندم، انا اصلا عايش هناك وما بنزلش هنا غير اجازات سريعة وبرجع تاني
صبري: وايه إلى بيخيلك تنزل مصر، بتزور اهلك
جاسر: لا يا افندم انا اهلي متوفيين من زمان، انا بنزل هنا عشان بحاول اتفق علي مشروع جديد
صبري: وهو
جاسر: منتجع سياحي ضحم، انا لقيت المكان المناسب ليه، بس لسه بدبر اموري اصله هيحتاج مبلغ كبير جدا جدا كمان
صبري: في حدود كام يعني
جاسر: مش اقل من 100 مليون جنية.

صبري: وانت معالك منهم كام
جاسر: للاسف مش معايا حاليا غير النص بس
صبري: طب وهتعمل ايه
جاسر: هدور علي شريك، انا ليا اصدقاء كتير بيشتغلوا في السياحة
صبري: طب ايه رايك لو شاركتك انا
جاسر مندهشا: حضرتك، ااااا يعني حضرتك بنفسك
صبري: آه انا بنفسي، مش المشروع دا نجاحه مضمون
جاسر سريعا: مليون في المية يا افندم
صبري: خلاص هنبقي شركا ونسايب، جهز اوراقك وانا هكلم المحامي بتاعي يجهزلنا ورق الشراكة قولت ايه.

جاسر: دا شئ يشرفني طبعا يا افندم
صبري: يبقي نقرا الفاتحة
جاسر: والخطوبة
صبري: ما احنا هنقرا الفاتحة اهو
ابتسم جاسر ورفع كفيه وقرأ الفاتحة مع صبري
جاسر: آمين، حضرتك انا لازم ارجع دبي في اسرع وقت، المحامي بتاعي هيتابع مع حضرتك عشان الشغل هناك وافق
صبري: مافيش مشكله
جاسر: بالنسبة بقي للجواز انا طبعا هاخد شاهندا معايا، صدقني حضرتك المكان هناك هيعحبها جدا، بس بعد اذن حضرتك طبعا نعمل الفرح قبل نهاية الأسبوع.

صبري: أيوة بس...
جاسر مقاطعا: انا اسف طبعا لمقاطعه حضرتك، لو علي الخطوبة انا مستعد اجبلها الشبكة إلى هي عيزاها والمهر إلى حضرتك تطلبه وهعملها الفرح في اكبر قاعة في مصر، بس انا بنزل مصر كل 3 سنين اسبوعين بس عدي منهم اكتر من اسبوع ما اقدرش اقعد هنا اكتر من كدة عشان شغلي، وما اقدرش استني 3 سنين بحالهم علي ما انزل تاني واتجوز شاهندا كتير اوي
صبري: اهم حاجه شاهندا توافق.

دخلت شاهندا التي كانت تسترق السمع منذ دخول شادي او بمعني اصح جاسر
شاهندا بلهفة: انا موافقة يا بابي
صبري ضاحكا: علي بركة الله، الفرح يوم الخميس الجاي
ابتسم جاسر بسعادة
جاسر مبتسما: انا متشكر جدا يا عمي وصدقني شاهندا هتشوف معايا ايام عمرها ما شافت زيها ابدا.

خرج جاسر من منزل صبري وابتسامة انتصار سعيدة تزين شفتيه
استقل سيارته واتجه إلى منزله
كانت رؤى في هذه الاثناء مازالت تبحث عن هاتفها في غرفة جاسر، دون فائدة ظلت تبعثر اغراضه لتبحث عن هاتفها ثم تعيد ترتيبها من جديد
رؤى: هيكون وداه فين يعني
وفجاءة جحظت عينيها وهربت الدماء من عروقها وشحب لونها كالاموات وتجمدت جميع أطرافها برعب عندما
جاسر: انتي بتعملي ايه عندك.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
تلك الكلمات أتت من خلفها مباشرة لتقضي علي ما بقي من ثباتها، تقسم انها ستفقد الوعي من شدة خوفها تيبست حتى عضلات رقبتها فلم تستطع ان تلتفت إليه
جاسر ساخرا: ايه يا حلوة القطة كلت لسانك، ردي بتعملي ايه عندك
رؤى متلعثمة من شدة خوفها: ااااااناا، ككككك
جاسر غاضبا: انتي هتكاكي ما تخلصي
رؤى برعب: كنت بنضف الاوضة
ذهب جاسر وجلس على حافة فراشه وأشار لها ان تذهب وتجلس بجانبه.

ذهبت بخطي مرتجفة من الرعب تقدم قدم وتؤخر أخري إلى ان وقفت امامه فجذب يدها وجعلها تجلس بجانبه
ظل صدرها يعلو ويهبط بشدة من خوفها
جاسر ساخرا: مالك خايفة ليه كدة
نظرت له برعب ولم تنبث ببنت شفة
جاسر: كنتي بتعملي ايه هنا ومن غير كذب
رؤى بصوت متحشرج من الرعب: اهلي وحشوني نفسي حتى اسمع صوتهم، ارجوك
جاسر: عارفة، حظك ان مزاجي حلو دلوقتي
اخرج هاتفه وطلب رقم حسين وفتح مكبر الصوت.

رن الهاتف بعض الوقت قبل ان تسمع صوت والدها
حسين: السلام عليكم
فبدأت الدموع تهرب من مقلتيها ولكنها تظاهرت بالثبات ورسمت على شفتيها ابتسامة مرحة
رؤى: وعليكم السلام يا ابو الاحسان يا اخويا
نظر لها جاسر بدهشة فكيف تستطيع الابتسام علي الرغم من خوفها وبكاءها
حسين بلهفة: رؤي، رؤى حبيبتي انتي كويسة
رؤى: الحمد لله يا بابا انا كويسة، اخبارك ايه انت وماما وطمطم وعاصم، عاصم عامل ايه دلوقتي.

حسين: بخير يا بنتي اهم حاجه انتي، انتي فين يا رؤى وانا اجيلك
نظر لها نظرة تحذيرية غاضبة من ان تنطق
رؤى: انا كويسة يا بابا ما تقلقش
جذب عاصم الهاتف من والده
عاصم: رؤى قولي انتي فين يا رؤى وما تخافيش منه، انا هحميكوا منوا يا حبيبتي
ابتسم جاسر بسخرية
عاصم: ولو هو عنده رجالة تحميه، فانا كمان عندي رجالة يحموكي ويحمونا
ضحك جاسر ساخرا: قصدك وليد عوض الله
شحب لون عاصم بعد سماعه صوت جاسر.

جاسر ساخرا: كدة يا نسيبي العزيز رايح تأجر بلطجية عشان يقتلوا جوز اختك
نظرت له رؤى بفزع
عاصم غاضبا: سيب رؤى يا جاسر والا والله هقتلك
جاسر ساخرا: تؤ تؤ، اهدا يا عصومة مش كدة، ما تقلقش هسيبها بس بعد ما تبقي زي تهاني حبيبة القلب
ثم اغلق الخط، رأي الذعر يرسم خطوطه بحرفيه علي وجهها والفزع احتل مكانه في مقلتيها، شفتيها ترتجفان رعبا
جاسر ساخرا: اطمنتي يا ستي علي اهلك
ولكنه تفاجأ كثيرا عندما.

رؤى: انت ليه بتعمل كدة
جاسر: انتوا ما تستاهلوش غير كدة
رؤى: ليه، دا حتى الرسول صلى الله عليه وسلم قال رفقا بالقوارير
جاسر غاضبا: اطلعي برة والاقسما بالله هلغي الاتفاق إلى بينا
خرجت تهرول من غرفته ودخلت غرفتها واوصدت الباب بالمفتاح
اما هو فظل يجوب غرفته غاضبا
جاسر غاضبا: يا رتني ما اتجوزتها، انا لازم ابعدها عني في اسرع وقت اخلص بس من بنت صبري الدمنهوري وهفضالك يا رؤى ويا انا يا انتي.

مرت الايام سريعا وجاسر يتجنب الالتقاء برؤي بقدر الإمكان ومازالت رؤى تتسلل إلى غرفته ليلا لتتحدث معه في ذكرياتها وهي طفلة واحلامها وأيام دراستها أما جاسر فكان طوال ذلك الاسبوع يتعامل مع شاهندا بعطف وحنان لا مثيل لهما، وعندما يعود إلى رؤى يذهب للنوم مبكرا حتى يسمعها، وخرج علي من المستشفى وعاد إلى منزله، ووقع شادي اقصد جاسر عقود الشراكة مع صبري الدمنهوري وشربت شاهندا حد الثمالة من بحور عشق جاسر الكاذبة واصبحت تحبه بل تعشقه بجنون، أما نرمين فحالتها كما هي دون جديد وياسر يحاول معها جاهدا ولكن لا حياة لقلب مذبوح منذ عشرات السنين لروح تعذبت وهي في ريعانها، لنبته حضراء سقيت العذاب الوان حتى اصفرت وذبل عودها.

إلى ان جاء يوم الخميس
( فرح جاسر وشاهندا )
قرابة الثامنة مساءا خرج جاسر من غرفته
نادي جاسر بصوت عالي: رؤى
فخرجت رؤى من غرفتها سريعا، فشمت رائحة عطره القوي، رفعت نظرها إليه قرأته وهو يرتدي حلة سوداء كلاسيك وقميص ابيض وجرافت سوداء، يضع عطره الساحر بغزارة ويرتدي ساعته الفضية الغالية وحذائه الاسود اللامع مع تسريحة شعر جذابة ولحية خفيفة زادته وسامة )
جاسر ساخرا: هتفضلي مبحلقة فيا كدة كتير.

خفضت نظرها ارضا وعضت علي شفتيها بإحراج
رؤى بصوت منخفض: انا اسفة
ضحك جاسر ساخرا: علي ايه انتي مراتي ودا حقك عادي يعني، وأنا كمان ليا حق بس لسه وقته ما جاش بس هانت اوي، اول اسبوع عدي
ازدرقت ريقها بخوف وهي تقبض بيديها علي عباءتها المنزلية الواسعة
جاسر: بصي بقي يا حلوة انتي هتدخلي اوضتك وتقفلي الباب بالمفتاح ومش هتخرجي منها لو سمعتي حتى ضرب نار برة وإلا انتي عارفة انا هعمل ايه
هزت رأسها إيجابا عدة مرات.

جاسر غاضبا: علي اوضتك
دخلت غرفتها سريعا واغلقت الباب بالمفتاح
نزل جاسر وركب سيارته وانطلق إلى حيث مركز التجميل الفخم لاصطحاب شاهندا
ارتدت شاهندا فستان ابيض ( كب) ومفتوح من الظهر ووضعت مساحيق التجميل الغالية فبدت حورية جميلة
ابتسم جاسر بسخرية عندما رآها اخذ يدها وركب معها في سيارته وذهب إلى القاعة الكلاسكية الفخمة، اذاقها عسل عشقه الكاذب فلم تنتبه إلى السم الذي فيه.

انتهي الفرح واخذ جاسر شاهندا ومعهم صبري الذي اوصلهم إلى ذلك الفندق الضخم الذين سيقضون اول ليله لهم فيه، ثم سيسافرون غدا
صبري: خلي بالك من شاهندا يا شادي
جاسر: ما تقلقش يا عمي دي في عنيا
رحل صبري وصعد جاسر وشاهندا إلى غرفتهم
بدأت شاهندا في خلع طرحة رأسها
جاسر: انتي هتعملي ايه
شاهندا: هشيل الطرحة عشان زهقتني
جاسر: لاء استني انا محضرلك مفاجأة
اخذ يدها وخرج بها من الغرفة ومن الفندق بأكمله واركبها سيارته.

شاهندا: شادي، احنا رايحين فين
جاسر بنبرة غامضة: مفاجأة
ظل يزيد السرعة إلى ان وصل إلى منزله
جاسر: يلا انزلي
نزلا من السيارة فأخذ يدها وصعد بها إلى منزله
جاسر: خشي برجلك اليمين يا عروسة
شاهندا: شقة مين دي يا شادي
جاسر: شقتي يا حبيبتي، عشنا الجميل إلى هنقضي فيه اول ليلة في حياتنا
اخذ يدها ودخل إلى غرفته وصفع الباب خلفه بقوة فانتفض جسدها بخضة
شاهندا بدلال: كدة يا شادي، خضتني
تعالت ضحكاته الساخرة.

جاسر ساخرا: سلامتك من الخضة يا قلب جاسر
شاهندا: جاسر مين
جاسر: أنا
شاهندا: بطل هزار يا شادي
ومرة أخرى ظل يضحك بسخرية
جاسر: شاهندا صبري الدمنهوري، اخيرا وقعتي تحت رحمة جاسر مهران، اخيرا هاخد حق اختي من إلى عمله ابوكي فيها.

شاهندا مصدومه: اختك مين وبابا علاقته ايه
قص عليها جاسر ما حدث قديما
فاتسعت عينيها في صدمة
شاهندا غاضبة: مستحيل بابي يعمل كدة انت اكيد كداب
قام جاسر غاضبا وامسك شعر شاهندا بعنف وصفعها علي وجهها
شاهندا باكية: انت حيوان، حيوان
جاسر غاضبا: انا هوريكي الحيوان دا هيعمل فيكي ايه، والي عمله ابوكي زمان في اختي هعمله فيكي دلوقتي
رماها على الفراش وخلع حزام بنطاله وبدأ يهوي بحزامه علي جسدها.

شاهندا باكية: ارجوك يا شادي ارحمني، أنا ماليش دعوة
ضحك جاسر عاليا: ارحمك، دا انا هخليكي تتمني الموت، انتي ما تعرفيش أنا استنيت اليوم دا قد ايه
شاهندا باكية: أنا ذنبي ايه.

جاسر صارخا بغضب: واختي ذنبها ايه، وابويا وأمي ذنبهم ايه، عمرهم ما اذوا حد بسبب ابوكي ابويا انتحر، ابويا ما استحملش إلى ابوكي عمله فينا فانتحر، وجاية تقوليلي أنا ذنبي ايه لاء يا حلوة انتي ضعفة صبري و، انتي خاتم سليمان إلى بيه هجيب ابوكي راكع تحت رجليا، أنا كنت اقدر اخلص عليه من زمان، بس لاء لازم اشوفه مذلول ومكسور زي ما ذل ابويا وكسره.

شاهندا باكية: انا مالي، أنا ذنبي ايه
جاسر ضاحكا: هنعيده تاني، ما أنا لسه قيالك إلى فيها
شاهندا صارخة: أنت مريض مستحيل تكون إنسان طبيعي
جاسر ضاحكا بشر: صح، عندك حق والي هعمله فيكي دلوقتي هيأكدلك أن أنا مش طبيعي
في الخارج تحديدا في غرفة رؤي، كانت جالسة على فراشها تقرأ وردها اليومي عندما صم اذنيها صوت صراخه الغاضب.

خرجت من غرفتها بتردد متجه ناحية مصدر الصوت فوجدته يأتي من ناحية غرفته تقدمت من الغرف بخوف، وفجاءة تجمدت مكانها عندما سمعت صرخات انثوية
( حررررام عليك أنت مش بني آدم، ابعد عن، يا بابي، الحقني يا بابي )
ثم سمعت صوته وهو يزئر بغضب ( اخرسي يا بنت ال×0000).

فانتفض جسدها برعب، اتسعت عينيها بذعر من تلك التي تصرخ وماذا يحدث لها، ظلت ترتجف من الخوف مكانها، حاولت أن تهرب عائدة لغرفتها ولكن شعرت ان جسدها قد شل كليا، ظلت مكانها إلى أن فتح جاسر باب غرفته وخرج منها، انطلقت شرارات الجحيم من عينيه عندما رآها تقف امامه اسرع وقبض على خصلات شعرها.

جاسر غاضبا: انا مش قولتلك ما تخرجيش من اوضتك
رؤى بضياع: هي مين اللي بتصرخ جوة، انت بتعمل فيها ايه
جاسر غاضبا: نفس إلى هعمله فيكي بالظبط لو ما غورتيش علي اوضتك
فرت سريعا إلى غرفتها وجلست على سريرها وضمت ركبتيها لصدرها، وفجاءة اقتحم جاسر الغرفة.

انتفضت من علي فراشها عندما رائته يقتحم الغرفة عاري الصدر يرتدي بنطال قطني اسود فقط
لا تعلم من أين اتتها تلك الشجاعة: انت جاي هنا ليه
قهقه جاسر عاليا حتى ادمعت عينيه من شدة الضحك، ثم توقف فجاءة عن الضحك ونظر لها بأعين ذئب يتربص بفريسته
جاسر ساخرا: معلش انا مضطر انام هنا النهاردة اصل الاوضة التانية فيها ضيفة ثم اكمل بهمس يشبه فحيح الأفاعي، قريب هتكوني مكانها.

اتجه ناحية الفراش ومدد جسده عليه، ذهبت رؤى تجاه الاريكة لتنام عليها
جاسر: انتي بتعملي ايه
رؤى: هنام
جاسر: قدامك دقيقة واحدة وتبقي علي السرير
ازدرقت ريقها برعب، تقدمت من الفراش تقدم قدم وتؤخر أخري إلى ان وصلت اليه وتمددت علي طرفه البعيد عن جاسر واعطت ظهرها اليه
اغمضت عينيها تحاول النوم، وهي تشعر بأنه يقترب منها، حاولت ان تقنع نفسها بأنه وهم من شدة خوفها ليس الا.

ولكنه قطع الشك باليقين عندما التفت ذراعه حول خصرها وجذبها بعنف اليه إلى ان ارتطم ظهرها بصدره، احست بأنفاسه الحارة تلفح عنقها من الخلف، حاولت ان تتماسك ان لا تظهر اي ردة فعل تدل على خوفها، ولكنه انهارت في النهاية فبدأ جسدها يرتجف بشدة
ولكن العجيب
عندما سمعته يهمس بصوت حنون لم تسمعه منه من قبل: ما تخافيش يا رؤى
مفعول تلك الكلمات كان كالسحر، دوا جرحها واستكان جسدها فجأة.

ولكن جاسر اكمل جملته، ؛ لسه الشهر ما خلصش
لماذا يا جلادي
لماذا تمنحني الداء والدواء
لماذا تفتح جراحي
ثم تعود لتداويها
فاذا شفيت عدت لتصنع غيرها
رفقا بي يا جلادي،
فأنا قارورة مسكينة
خلقت من ضلعك
واخذت عنها القوامة لتحميها
لا لتذلها وتشقيها
فسحقا لك يا آدم
وسحقا لقلب حواء الغبي
الذي تربي، علي عشقك
تربي علي طاعتك.

وتربيت انت علي ذلها
جعلتها جاريتك بإرادتها
ووقفت بارداتها
تمزق ما بقي منها
في صباح اليوم التالي
لم يغمض لها جفنا طوال الليل.

انفاسه الحارقة تحرق روحها ببطئ، ذلك المقبض الحديدي المسمي خطاء ذراعه يقيدها طوال الليل، ولكن ما أرقها فعلا، تلك الصرخات الانثاوية، تلك المسكينة القابعة، خلف باب غرفة الوحش، ينفطر قلبها عليها حتى دون ان تلاقها، تتسال مع نفسها تري اي نوع من العذاب لاقت تلك المسكينة، فضحكت بسخرية علي حالها وهي تردد نفس النوع الذي ستلاقينه بعد ثلاثة اسابيع فقط.

فاقت من شرودها عندما طرقع باصبعيه امام وجهها
جاسر ساخرا: ايه يا شيخه رؤى سرحانة في ايه ولا في مين
رؤى: ها، لا ابدا
ابتسم ساخرا ولم يعلق
انتهي من ارتداء ملابسه واستعد للرحيل.

جاسر بنبرة تحذيرية شديدة اللهجة: بصي بقي يا رؤي، انا محترم وعدي معاكي جدا، وبدأت اعاملك كويس، اهو شفقة مني لحد ما الشهر يخلص، ثم اشار بيده ناحية غرفته، بس لو فكرتي تدخلي الاوضة دي، حتى لو سمعتي ايه جاي من جواها، هوريكي جحيم جاسر مهران الحقيقي، ماشي
هزت رأسها إيجابا
فضربها برفق علي وجنتها: شاطرة
خرج من منزله وركب سيارته وانطلق إلى عمله
اما هي فحاولت ان تلهي نفسها بأعمال المنزل.

ولكن صدق من قال ان الفضول قاتل
وجدت نفسها علي غير العادة تنتهي من تنظيف المنزل وصنع الغداء باكرا
رؤى في نفسها: بلاش يا رؤي، بلاش يا رؤي، بلاش يا رؤي، جاسر لو عرف هتبقي مكانها، انا بس عايزة اطمن عليها لتكون بعد الشر ماتت و لا حاجة، ااه هروح اطمن عليها بسرعة وأخرج.

ذهبت رؤى ناحية غرفة جاسر بخطي سريعة متلهفة وجدت المفتاح قابع مكانه في قفل الباب من الخارج، فادارته وفتحت الباب.

ودخلت وجدت الغرفة تغرق في بحر من الظلام، مدت يدها واضاءات الانارة لتشهق بفزع وتتراجع للخلف من بشاعة ما رأت
صاح فيها عقلها غاضبا: يلا يا رؤى اخرجي بسرعة واقفلي الباب قبل ما جاسر يجي
فهدر قلبها يرد علي عقلها: لاء يا رؤي، مستحيل تسيبها في الحالة دي، دي بتموت ساعديها يا رؤى
هزت رأسها إيجابا تنفيذا لأوامر قلبها وضربت بحسابات عقها عرض الحائط.

تقدمت من فراش جاسر بخطي سريعة ناحية تلك المسكينة الملقاة على فراشه تبدو كالجثة الهامدة.

بكت رؤى علي حال تلك المسكينة، وحالها هي أيضا فقريبا ستصبح مثلها
جلست رؤى بجانبها تحاول افاقتها
امسكت زجاجة عطر جاسر وقربتها من انفها فلاحظت انقباض عضلات وجهه الفتاة بذعر
بدأت شاهندا تفتح عينيها ببطء وهي تأن من شدة الألم
شاهندا بصوت ضعيف: ماية عطشانة، ماية
هزت رؤى راسها إيجابا سريعا وإحضرت لها كوب من الماء وساعتدها بصعوبة علي تناوله
شاهندا باكية: ارجوكي، ارجوكي انقذني منه، ابوس ايدك خرجيني من هنا.

رؤى: يا ريت اقدر جاسر قافل الباب
بالمفتاح من برة، قومي يلا معايا
شاهندا بفزع: فين
رؤى: اهدي ما تخافيش جاسر مش هنا
أسندت رؤى شاهندا وادخلتها المرحاض ووضعتها في المغطس في المياة الدافئة
واحضرت لها ملابس من عندها، كل هذا تم في غرفة رؤى
ارتدت شاهندا الملابس البسيطة، وساعتدها رؤى علي الجلوس على الفراش الصغير
شاهندا باكية: انا متشكرة أوي علي مساعدتك، بس ابوس ايدك خرجيني من هنا قبل ما يجي.

رؤى بحزن: صدقيني البيت دا سجن ما فيش فايدة ما فيش طريق للهروب
شاهندا باكية: انا لازم اخرح من هنا، ارجوكي هيعذبني تاني، هيدبحني تاني ارجوكي خرجيني من هنا
انهمرت دموع رؤى: يا ريتني اقدر
خرجت من الغرفة وذهبت ناحية المطبخ ووضعت الطعام لتلك المسكينة علي صينية ثم اخذتها وعادت إلى غرفتها
رؤى: يلا عشان تاكلي
وضعت الطعام أمامها.

وربتت علي كتفها، تحاول طمئنتها وقلبها هي يرفرف كالطير الذبيح الذي يلفظ انفاسه الاخيرة من شدة رعبها
جلست بجانبها تطعمها وتهون عليها وتحكي لها الطرائف والمواقف المضحكة
شاهندا: انتي مين
رؤى: انا رؤى واحدة من ضحايا جاسر مهران.

في هذه الاثناء كان جاسر يتوعد لشاهندا في نفسه بجرعة من العذاب المكثفة وهو يستقل المصعد عائدا إلى شقته، دخل شقته ورمي الحقيبة بإهمال علي احد الكراسي، كالعادة وجد المنزل هادئ
وذهب ناحية غرفته وفتحها، ليقطب حاجبيه بغضب ويصيح بصوت هادر كالرعد: رؤؤؤؤي
انتفضت الفتاتين عندما سمعا صوته، تتمسك كل بالاخري في فزع.

وفجاءة اقتحم جاسر الغرفة كالاعصار وقف ينظر إلى حالة الذعر البادية عليهما بنظرات حادة ثابتة، وفجاءة ارتخت معالم وجهه وعادت للسخرية مرة أخرى
جاسر ساخرا: بردوا يا رؤى ما سمعتيش كلامي
اممممممم، اعمل فيكي ايه بس يا رؤي، ااه خلاص لقيتها
ثم اشار بيده ناحيتهم وابتسم
جاسر مبتسما بسخرية: واحدة فيكوا هتيجي معايا اوضتي، اختاروا يا حلووين، من فيكوا هضحي عشان التانية وتدخل عنبر اعدام جاسر مهران الليلة دي.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
شاهندا سريعا وهي تشير ناحية رؤى: هي، هي خدها هي
جاسر ضاحكا: شوفتي إلى بتكسري كلامي عشانها، باعتك ليا في ثانية
شحب وجه رؤى بخوف ونظرت إلى شاهندا بصدمة
جاسر: بس انا لسه عند وعدي وعشان كدة هاخذك انتي ثم اشار ناحية شاهندا
تقدم من الفراش فبدأت شاهندا تتراجع بخوف وهي تبكي
وقبل ان يصل اليها وجد رؤى تقف امامه ثم دفعته بيدها في صدره فارتد خطوة للخلف.

رؤى بصوت عالي: كفاية بقي انت ايه يا اخي، شيطان، انت مستحيل تكون بني آدم بتخيرنا مين فيكوا إلى هتاخدها عشان تعذبها
انت حيوان سادي ماعندوش ضمير ما يعرفش يعني ايه رحمة، وانا واثقة ان ربنا هياخدلنا حقنا وهينتقم منك علي إلى بتعملوا فينا.

اسودت عيني جاسر بغضب بعد ما فعلته
كان كفه الأسرع حين هوي علي وجهها صفعة دامية، اسقطتها علي الفراش
فذهب إلى الاخري وحملها بين ذراعيه وهي تصرخ وتركل بقدميها في الهواء
فبدأت رؤى تسمع صوت صرخات تلك المسكينة من جديد صرخات تمزق نياط القلوب، وضعت رؤى يديها علي اذنها حتى لا تسمع لصرخات تلك المسكينة، وبدأت دموعها تنزل بهستريا، تكورت علي الفراش واضعة يديها علي اذنيها تبكي.

القي جاسر شاهندا في غرفته واغلق عليها الباب بالمفتاح
إلى أن وجدت جاسر يدخل الغرفة كالاعصار يلف جزامه الجلدي حول يده، عينيه حمراء من الغضب عروق رقبته نافرة مقطب الجبين، بطريقة دبت الذعر في اوصال تلك المسكينة.

جاسر مبتسما بشر: انا دلوقتي هوريكي شيطان جاسر مهران عامل ازاي يا شيخة رؤى
ارتجفت اوصالها وبدأ جسدها يرتجف بشدة
هبت من علي الفراش، حاولت ان تصل الى باب الغرفة ولكن كان الاسرع منها حين لف ذراعه حول خصرها وابعدها عن الباب
، بدأت تتلوي بين ذراعيه بهستريا حتى يتركها، بدأت تضربه بقبضتيها علي صدره وتخدش وجهه وعنقه باظافرها
فما كان منه الا انه امسك رسغي يدها وجمعها خلف ظهرها وكبلهما بقبضة حديدية.

رؤى صارخة: سبني يا حيوان
جاسر غاضبا: انا هوريكي الحيوان هيعمل فيكي ايه صفعها عدة مرات علي وجهها حتى سالت الدماء من فمها وانفها، ثم امسك شعرها حاولت الصراخ، ولكن علق صوتها داخل حلقها، ملمس شفتيه يحرقها ببطء يمزق روحها النقية، ابتعد عن شفتيها يلتقط انفاسه ينظر لها بشر وهي تهز رأسها نفيا بعنف حتى يبتعد عنها
استجمعت شجاعتها وركلته بركبتها في معدته
فابعدها عنه بعنف وامسك معدته بألم.

فركضت خارج الغرفة، وهو خلفها
دخلت إلى المطبخ والتقطت سكينة كبيرة ووضعتها علي رسغ يدها
رؤى صارخة وهي تبكي: لو قربت مني هموت نفسي
جاسر ساخرا: وتموتي كافرة يا شيخه رؤى
رؤى باكية: ربنا عارف ان مضطرة، ربنا هيرحمني
اقترب جاسر خطوتين
رؤى صارخة: ابعد، لو قربت مني هموت نفسي
جاسر بصوت حنون: طب خلاص خلاص والله ما هاجي جنبك، بس ارمي السكينة من ايدك
هزت رأسها نفيا بخوف وهي تبكي.

رؤى باكية: لاء انا عايزة اموت عايزة اخلص من الرعب إلى انا عايشة فيه علي طول، هخلص منك ومن ذُلك وتعذيبك واهانتك.

لا تعرف ماذا حدث، اوقع جاسر بعض الأطباق دون ان تشعر فنظرت ناحيتهم نظرة خاطفة وعندما عادت تنظر اليه وجدت كف يده ممسكا بنصل السكينة الحاد، حتى انجرح باطن يده وبدأ الدم ينزل منها بغزارة
سحب جاسر السكينة من يدها ورماها بعيدا
جحظت عينيها بصدمة بعض ثواني، ثم فجاءة اغمضت عينيها وارتخي جسدها وقبل ان تصدم رأسها بالأرض، التقطها جاسر وحملها بين ذراعيه
وذهب بها إلى غرفتها ووضعها علي الفراش.

ثم تركها وذهب ناحية الغرفه الاخري ليأخذ هاتفه ليتصل بالطبيب
فوجد شاهندا ملقاه علي الارض مغشي عليها جسدها بارد شفتيها زرقاء فحملها ووضعها على الفراش
امسك هاتفه واتصل بالطبيب
وجلس هو علي احد الكراسي ينتظر الطبيب وكلام رؤى يتردد كالايقاع الثابت في اذنيه
لا يعرف لما شعر بالخوف بل الذعر عندما، احس ان رؤى من الممكن أن تضيع منه
تنهد بتعب واغمض عينيه
جاء الطبيب وفحص رؤى اولا، ومن بعد ذلك شاهندا
جاسر: خير.

الطبيب: الأستاذة إلى في الأوضة دي، ثم اشار ناحية غرفة رؤي، عندها انهيار عصبي انا ادتها حقنة مهدئة، بس انا شاكك ان هي عندها مشكلة في القلب، فياريت تعملها الإشاعات دي
هز جاسر رأسه إيجابا وهو يأخذ الورقة من الطبيب
جاسر: طب والتانية
الطبيب: حضرتك احنا لازم نبلغ البوليس، واضح انها اتعرضت لتعذيب شديد دا فجالها انهيار عصبي حاد ولازم ننقلها لمستشفي نفسية في أسرع وقت.

وضع جاسر يده على كتف الطبيب ونظر له نظرة تحذيرية غاضبة
جاسر: ت، ايه سمعني تاني كدة
ازدرق الطبيب ريقه بخوف: تاخد الادوية في ميعادها يا افندم
جاسر مبتسما: ايوة كدة شاطر، والبوليس
الطبيب: بوليس مين يا افندم انا مش حافظ نمرته اساسا
ضحك جاسر ساخرا ثم اعطي للطبيب مبلغا كبيرا من المال، فاخذه ورحل وهو يتمتم مع نفسه: منك لله يا بعيد، شيطان صحيح زي ما بيقولوا عنك.

ذهب جاسر ناحية غرفة رؤي، وجلس على الكرسي المجاور لفراشها ينظر لملامحها الهادئة.

جاسر: انا ما حبتكيش يا رؤي، ما حبتكيش انا ممكن اكون اتعودت علي وجودك، اتعودت علي البيت الدافي النضيف المترتب، اتعودت.

علي اكلك الجميل اتعودت اني انام اصوتك
بس دا مش معناه اني حبيتك، ايوة انا ما حبتكيش، لاء ما حبتكيش، ما ينفعش، ما ينفعش الشيطان يحب، انا اسف يا رؤي، بس لازم اكسرك زيهم، عشان آكد لنفسي ان انا ما حبتكيش
بس بردوا مش هسيبك يا رؤي، هتفضلي اسيرتي، (اسيرة الشيطان) للأبد، للأبد يا رؤى.

رن هاتف جاسر برقم صبري، فخرج من الغرفة
وفتح الخط واجاب
صبري: ازيك يا شادي، اخبارك ايه
جاسر: شادي مين
صبري: هو دا مش رقم شادي سليمان
جاسر: لاء النمرة غلط
صبري: انا اسف، واضح ان انا اتصلت بنمرة غلط
جاسر ضاحكا: كدة يا حمايا مش عارف صوت جوز بنتك
صبري: بتهزر يا شادي
جاسر: قولتلك يا حمايا دا مش رقم شادي سليمان
صبري ساخرا: اومال رقم مين بقي ان شاء الله
جاسر: رقم جاسر مهران، جوز بنتك يا حمايا العزيز.

صبري بفزغ: جاااسر ثم اكمل غاضبا، لو اذيت بنتي يا جاسر هقتلك
تعالت ضحكات جاسر الساخرة: انا لسه هأذي يا حمايا العزيز، الموضوع خلص خلاص
صاح صبري غاضبا: هقتلك يا جاسر
جاسر ساخرا: تؤتؤتؤ، اهدي يا حمايا العزيز ليجيلك ذبحة
صبري غاضبا: رجعلي بنتي يا جاسر
جاسر: مش قبل ما نتفق الاول، تتنزلي عن كل املاكك ارجعلك بنتك
صبري غاضبا: بتحلم يا جاسر.

جاسر ضاحكا: والحلم مع جاسر مهران حقيقة يا حمايا العزيز، والااااا هرجعلك بنتك المصونة بس في كفن ابيض.

ضحك ضحكة عالية ثم اغلق الخط
جاسر: لسه يا صبري، دي بس قرصة ودن لسه المفاجاءة الجاية هتقضي عليك خالص.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
امسك جاسر هاتفه واتصل بعلي
جاسر: حمد لله على سلامتك يا ابو علي
علي بجمود: الله يسلمك خير
جاسر: ايه يا عم انت هتفضل زعلان كتير، هترجع الشركة امتي
علي: قولتلك يا جاسر انا مش راجع شركتك تاني
جاسر: هستناك بكرة يا صاحبي الساعة 10 ما تتأخرش، المعركة هتبدا بكرة
ثم اغلق الخط واتصل برقم اخر
جاسر: ايوة يا فتحي، جهزت كل حاجة
فتحي: أيوة يا باشا كله تمام
جاسر: المكان أمان أنا مش عايز الجن الازرق يلاقيها.

فتحي: ما تقلقش يا باشا، لو قلب الدنيا مش هيلقيها
جاسر: تمام مستنيك بعد ساعة تيجي تاخد الأمانة
فتحي: حاضر يا باشا
اغلق الخط واخذ مفاتيحه وخرج من المنزل وذهب إلى احد محلات ملابس السيدات، اشتري عدة اشياؤ ثم عاد إلى منزله، جاء فتحي اليه
فتحي: مساء الخير يا باشا
جاسر: اهلا، مش محتاج اقولك يا فتحي أن أنا مش عايز غلطة
فتحي: طبعا يا باشا، كل حاجة هتم زي ما سيادتك خططت بالظبط.

ذهب جاسر ناحية غرفة شاهندا وحملها من الفراش، ثم خرج بها من الغرفة واعطاها لفتحي
جاسر ساخرا: خلي بالك منها، دي كارت الحظ إلى معانا
فتحي: ما تقلقش يا باشا
اخذ فتحي شاهندا ورحل إلى مكان ما
جلس جاسر علي الاريكة يفكر في القادم إلى أن شعر بالجوع
جاسر بتذمر: انا جعان
ذهب إلى المطبخ ولكنه لم يجد طعام الغداء معد كالعادة
جاسر متذمرا كالأطفال: يووه دا ما فيش اكل
فتح الثلاجة واخرج منها بعض البيض.

ووقف يعده علي البوتجاز، وعندما انتهي كان قد أحدث اعصار خراب في المطبخ
اخذ الطعام وذهب إلى طاولة الطعام وتناول طعامه بعدما أحدث فوضي كبيرة في غرفة الطعام.

ثم ذهب واغتسل وبدل ملابسه وذهب إلى غرفة رؤى تمدد بجانبها ظل ينظر لها باستغراب.

جاسر في نفسه: اشمعني انتي، أنا شوفت ملكات جمال ما هزوش شعره فيا، بالعكس كنت بتقرف منهم، ليه دايما عايز اشوفك، عايز اخليكي متعصبة عشان خدودك تحمر، عايزك تتعصبي، انتي عارفة أنا نفسي اشوف ايه بجد ضحكتك، اكيد هتبقي احلي ضحكة لاطيب قلب في الدنيا، قلبك الطيب ممكن يبقي تعبان، بس ما تخافيش أنا معايا فلوس كتير اوي مستعد ادفعها كلها بس انتي تتعالجي
شكلي كدة حبيتك
في صباح اليوم التالي.

قام جاسر باكرا وجد رؤى مازالت نائمة بفعل
المهدئ الموجود في محلولها الوريدي، زم شفتيه بضيق فقام ونزع عن يدها المحلول برفق، لاحظ وجود شعره متمردة تغطي وجهها فازاحها برفق وظل ينظر إلى رؤى النائمة بهدوء كالأطفال وعلي شفتيه ابتسامة صغيرة، اقترب بوجهه منها حتى كاد يقبلها ولكنه هب فجاءة
جاسر غاضبا: لاء يا جاسر
قام واغتسل وبدل ملابسه
وعندما خرج من الحمام وجدها تحاول فتح عينيها بصعوبة.

رؤى بألم: ااااه، انا فين، ايه إلى حصل
ضحك جاسر ساخرا: انتي في اوضتك يا شيخه رؤي، كدة تقلقينا عليكي
نظرت له مستفهمة بعض الوقت إلى ان هاجمت الذكريات رأسها مرة واحدة، توقع منها الصراخ، البكاء أو حتى الانهيار، ولكن ما فاجاءة
رؤى: ايدك عاملة ايه دلوقتي
اتسعت عينيه في دهشة
جاسر في نفسه: مجنونة دي ولا ايه هي فقدت الذاكرة
قامت رؤى بخطي مترنحة وذهبت تجاهه وامسكت كف يده
رؤى بحزن: واجعاك، معلش أنا آسفة.

صدمة تليها صدمة يقسو انه سيجن منها شعر ان دقات قلبه تقرع عاليا كالنقوص
جاسر في نفسه: اثبت يا جاسر، اثبت
وحتى ينقذ نفسه من هذا الموقف، لف ذراعه حول حضرها وجذبها لصدره بعنف، ثم ادارها بحيث التصق ظهرها بصدره
جاسر ساخرا: ايه يا شيخه رؤي، عجبك حضن جاسر مش كدة
رؤى برجاء: جاسر لو سمحتي سبني
اول مرة تنطق اسمه بتلك الطريقة لم تكن خائفة بل راجية، تعالت دقات قلبه بشدة
لفها اليه برفق، فوجدها تغمض عينيها بخوف.

رغبة قوية تدفعه لتقبيلها
مال بوجهه حتى لفحت انفاسه الحارة وجهها
مال ناحية جبينها، بقبلة رقيقة، فتحت عينيها علي اتساعهما، بعدما شعرت بشفتيه علي جبينها يقبلها بحنو ليست احدي قبلاته العنيفة، بل شعور جديد، جعلها كالمغيبة في حالة جديدة لم تعشها من قبل.

صدح صوت بداخله، فوق يا جاسر
فدفعها عنه بعنف
جاسر ساخرا: عرفتي بقي ان انا اقدر اخليكي تديني إلى انا عايزة وبمزاجك كمان
نظرت له بحزن وتسابقت دموعها علي وجنتيها
جاسر ساخرا: وفري دموعك لسه هتحتاجيهم بعد 3 أسابيع، انا لسه عند وعدي يا شيخه رؤى
ثم اشار ناحية كيس بلاستيكي كبير
جاسر: البسي دا وحصليني علي برة، قدامك 10 دقايق
ثم تركها وخرج من الغرفة
دخلت إلى حمام غرفتها واغتسلت وتوضاءت.

ثم خرجت وفتحت الحقية لتجحظ عينيها بدهشة وتتسع ابتسامتها
رؤى مندهشة: نقااااااااب
احتضنته وظلت تدور به حول نفسها، فلم تلحظ جاسر الذي يقف بعيدا يراقبها وعلي شفتيه ابتسامة صغيرة.

بدأت ترتدي النقاب الأسود الذي احضره لها، ولانها اول مرة ترتديه اخذت وقت طويل لترتديه
جاسر متذمرا: حتى لو جبتلهم لبس بيتلبس لوحده، برضوا هيتأخروا، اساتذة تأخير
ذهب ناحية الغرفة ودخلها دون اسئذان، لتتجمد جميع حواسه وتثبت عينيه عليها وهي تقف امام المرأه تنظر إلى نقابها
رؤى مبتسمة: ايه رأيك
استطاع ان يري ابتسامتها العريضة من تحت النقاب، كاد أن يقول انها اروع ما رأت عينيه ولكن عادت ملامحه إلى الجمود.

جاسر: كويس، يلا عشان متأخر
هزت رأسها إيجابا وخرجت من غرفتها، فاخذها وكاد أن يخرج من البيت
رؤى: استني يا جاسر
جاسر بحدة: نعم عايزة ايه
رؤى: احنا هنسيب شاهندا لوحدها، حرام
جاسر ساخرا: انتي اول واحدة اقابلها بتحب ضرتها، شاهندا اصلا مش هنا
رؤى بحدة: اومال وديتها فين، قتلتها صح حرام عليك يا اخي انت بتعمل كدة ليه
صاح جاسر غاضبا: اخرسي
انتفض جسدها خوفا من صوته الغاضب
امسك ذراعها وثناه خلف ظهرها.

جاسر غاضبا: ما تتعديش حدودك معايا يا رؤي، والا قسما بالله هخليكي تتمني الموت من إلى هعمله فيكي فاهمة
هز رأسه إيجابا
رؤى باكية: فاهمة، فاهمة بس ارجوك سيب دراعي هيتكسر
افلت ذراعها ثم جذب يدها بعنف وخرج من المنزل وركبا الاسانسير ونزلا إلى سيارته وركب فيها، وقبل ان تركب نظرت إلى ذلك الشارع الرئيسي البعيد، وتخيلت نفسها تركض اليه وتبتعد عن هذا الجحيم، فابتسمت ابتسامة امل
جاسر ساخرا: ما تحاوليش يا رؤى.

نظرت له بضيق، ثم فتحت باب سيارته وركبت بجانبه وهي تشيح بنظرها بعيدا عنه
إلى ان رن هاتف جاسر
علي: الحق يا جاسر، صبري الدمنهوري هنا ومعاه رجالة كتير وبيقول انه هيقتلك
ضحك جاسر ساخرا: طب اقفل يا علي وانا هتصرف
ثم اغلق الهاتف واتصل بفتحي
خالد: ها يا فتحي عملت ايه
فتحي: كله تمام يا باشا
خالد: ما تتأخرش
ثم اغلق هاتفه، اقترب من شركتها، فانحرف بالسيارة ودخل من شارع جانبي صغير واوقف سيارته واخذ رؤى.

ودخلا الشركة من باب الطوارئ، وجد امامه فجاءة واحد من رجال صبري المسلحين
اوقف جاسر رؤى خلفه ورفع كفيه كعلامة استسلامه، وفي لحظة قبض بيده علي المسدس الذي يمسكه الرجل واداره إلى صدر الاخير واطلق النار فسقط الرجل صريعا
شهقت رؤى بفزع ووضعت يدها علي فمها
امسك جاسر يدها وجذبها خلفه
جاسر غاضبا: يلا انتي لسه هتنحي
سار بها في بعض الممرات الضيقة إلى ان وقف امام باب كبير فاخرج جاسر مسدسه واعده في وضع الإطلاق.

ثم فتح الباب بهدوء ودخل إلى مكتبه، فوجد صبري يجلس على كرسي مكتبه واضعا قدما فوق اخري وبجانبه العديد من الرجال المسلحين وبعضهم يكبلون (علي)
جاسر ساخرا: اهلا اهلا صبري باشا نورت مكتبي المتواضع
صبري غاضبا: بنتي فين يا جاسر
جاسر مبتسما بسخرية: ما قولتليش تشرب ايه
صبري غاضبا: انطق يا جاسر بنتي فين
حك جاسر ذقنه بيده واردف ببرود مستفز: بنتك فين بنتك فين، ما اعرفش
صبري غاضبا: هقتلك يا جاسر.

ضحك جاسر عاليا، قبل ان يقتحم المكتب الكثير والكثير من الرجال المسلحين، وقف بعض منهم امام جاسر ورؤي لحمايتهم واشهر الباقين اسلحتهم في وجه رجال صبري
صبري ساخرا: انت فاكر انك كدة في امان انا معايا جيش كامل برة مستني بس اشارتي
ختم جملته عندما سمع صوت هاتفه، فتح الخط ليأتيه صوت احد رجاله
الرجل بألم: الحقنا يا صبري بيه رجاله جاسر مهران، قضوا علي الرجالة إلى معانا.

صبري غاضبا: ايه إلى انت بتقوله دا، بهايم انا مشغل عندي شوية بهايم
ثم اغلق الخط
صبري غاضبا: ماشي يا جاسر، هنشوف يا انا يا انت في الدنيا دي
جاسر ساخرا: شرفت يا حمايا
خرج صبري غاضبا خلفه رجاله فهو يعلم ان اي مواجهه حاليا ستكون نتيجتها المحتومة هي نهاية حياته
جاسر: برافو يا رجالة، انزلوا لفتحي وهو هيظبكوا
خرج الرجال المسلحين من الغرفة وبقي جاسر وعلي ورؤي
جاسر: انت كويس يا علي
هز علي رأسه إيجابا.

جلس جاسر علي كرسي مكتبه
علي: واخرتها يا جاسر
جاسر: اخرتها فل ان شاء الله، المهم بقي نشوف شغلنا
ثم وجه حديثه لرؤي التي تقف بعيدا ترتجف خوفا
جاسر: تعالي اقعدي هنا، ثم اشار الى الكرسي الذي امامه
هزت رأسها إيجابا وذهب ناحية الكرسي وجلست عليه
نظر علي إلى جاسر مستفهما
فحرك جاسر شفتيه دون ان يصدر منه صوت وقال ببطئ: رؤى
فهم علي اشارة جاسر فاتسعت عينيه في دهشة.

جاسر لعلي: اتفضل بقي علي مكتبك ورانا شغل كتير وانا ماشي بعد ساعة، وابعتلي استاذ حسين من الحسابات
هز علي رأسه إيجابا وخرج من المكتب
تجمعت الدموع في عينيها اشتياقا لوالدها، اخيرا ستراه، سترتمي بين ذراعيه وتشعر بالامان والدفئ من جديد، ولكن وأد جاسر احلامها في مهدها
جاسر: لو اتكلمتي ولا كلمة او اتحركتي من مكانك هقتله قصاد عنيكي
هزت رأسها إيجابا بخوف علي والدها، يكفيها فقط ان تراه، ان تشبع عينيها منه.

دقائق مرت إلى ان سمعوا دقات علي باب المكتب
جاسر: ادخل
دخلت السكرتيرة: جاسر باشا، استاذ حسين من الحسابات برة
جاسر: دخليه
السكرتيرة: حاضر يا افندم
تعالت دقات قلبها اكتر، تنظر إلى الباب بلهفة إلى ان رأته يدخل من الباب، اتسعت ابتسامتها تحت نقابها، نظرت له باشتياق، كم رغبت أن تضرب بكلام جاسر عرض الحائط وتذهب وتلقي نفسها بين ذراعي والدها
حسين: خير يا افندم
اتفضل يا أستاذ حسين اقعد.

جلس حسين علي الكرسي المقابل لرؤي، تلاقت عينيه مع ما يظهر من عينيها من تحت نقابها، تعالت دقات قلبه بشدة، اتسعت ابتسامته كاد أن يقوم ويحتضنها
جاسر: مكانك ما تتحركش، لو مش عايزها تتأذي
عاد إلى مكانه يقبض على يده بشده
جاسر: اتفضل دا فايل فيه كل مرتبات وحوافز الشهر دا عايزك تراجع عليه وتحسبلي القيمة الإجمالية ليه
هز حسين رأسه إيجابا واخذ منه الملف
جاسر: اتفضل ارجع لشغلك.

قام حسين بخطوات بطيئة وهو ينظر إلى ابنته
لا يريد أن يتركها، وصل إلى باب الغرفة فابتسم لها بحزن وخرج
رؤى باكية: ليه يا جاسر حرام عليك، دا وحشني اوي، ليه ما سبتنيش احضنه، ليه ما خلتنيش اتكلم معاه ليه ليه حرام عليك
لم يعرها انتباها وصب تركيزه في الورق امامه
جاسر: مش عايز اسمع صوتك لحد ما اخلص
ثم هدر غاضبا فااااااااهمة
انكمشت علي نفسها بذعر من صوته العالي وهزت راسها ايجابا عدة مرات من شدة خوفها.

وجه نظره للأوراق من المفترض انه يراجعها ولكن بنصف عقل، والنصف الآخر مشغول بكلمة رؤى ( حرام عليك)، حرام كلمة هو غارق فيها، لكن لما وقعها الآن مختلف لما شعر بالخوف عندما نطقتها.

نفض تلك الأفكار عن رأسه، وقام من علي مكتبه
جاسر: يلا قومي
ذهب ناحيتها وجذب يدها وخرج بها من الشركة بأكملها، فرأت رؤى الكثير من الحراس يحاوطون سيارته
فتح له احدهم باب السيارة فركب علي المقعد الخلفي فركبت رؤى بجواره، وركب الحراس سيارات جيب سواد وانطلقت امامه سيارتين للحراسه وخلفه بالمثل، اضافة إلى الحارس الذي يستقل المقعد الامامي بجانب السائق.

رؤى: هو انت بقيت رئيس الجمهورية
ضحك جاسر عاليا: هههههههههههه ليه يعني
رؤى: عشان الحراسة دي كلها
جاسر بجمود: دي للأمان
كادت ان تتكلم عندما قاطعها صوت الحارس
الحارس: حضرتك هتروح فين يا باشا
جاسر: اطلع علي مستشفي....
الحارس: حاضر يا باشا
اعطي الحارس الامر لجميع السيارات من خلال جهاز اللاسلكي بأن يتوجهوا إلى مستشفى...

ظلت شاردة تتسأل مع نفسها عن سبب ذهابهم للمستشفي، قاطع شرودها توقف السيارة امام مستشفي فخمة جدا جدا، لم تكن تتصور انها ستعبر يوما من امامها
جاسر: يلا انزلي
رؤى: ليه
جاسر بحدة: بقولك انزلي
نزلت من السيارة معه تبعهم الحرس، ازدرقت ريقها بخوف وهي تدخل تلك المستشفي فبرغم من فخامتها وروعة تصميمها الا انها تبقي مستشفي وهي تخاف بشدة من المستشفيات، فبحركة لا ارادية قبضت بكف يدها علي كف يد جاسر بقوة.

فنظر لها مستعجبا ما فعلت، فسحبت يدها سريعا من يده
رؤى بصوت منخفض: انا اسفة، بس انا اصلي بخاف من المستشفيات، ممكن استناك في العربية
جاسر: لاء
ثم امسك كف يدها وسار بها إلى ان وقف امام حجرة كبيرة للاشاعة، فاخرج هاتفه واتصل برقم ما
جاسر: انا برة
ثم اغلق الخط، ليفتح باب الغرفة ويخرج منها طبيب في نهاية الثلاثينات متوسط الطول، ذو ملامح هادئة
مختار مبتسما: اهلا اهلا جاسر باشا، نورت يا باشا
جاسر: كل حاجة جاهزة.

مختار: ايوة يا افندم كل حاجة جاهزة زي ما حضرت أمرت بالظبط
هز جاسر رأسه إيجابا
جاسر: خدها.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
ثم ترك يد رؤى ودفعها برفق ناحية الطبيب
مختار: اتفضلي معانا يا افندم
رؤى بخوف: علي فين
مختار: هنعمل بس إشاعة بسيطة، خمس دقايق بالكتير
هزت رأسها إيجابا وهي تنظر لجاسر برجاء الا يتركها، ولكن كالعادة وجدت نظرة عينيه جامده
دخلت مع الطبيب إلى داخل الغرفة، فتلاشت نظرة الجمود من عيني جاسر وحل محلها القلق
مرت دقائق ثقيلة عليه، قبل ان يسمع صراختها العالية من الداخل، سمعها تصرخ باسمه.

رؤى صارخة: جاسر الحقني يا جاسر
دخل الغرفة مسرعا، بلهفة لم يستطع إخفائها
مختار: اهدي حضرتك، ما فيش داعي لكل دا
جاسر بلهفة: في ايه، ايه إلى حصل
رؤى باكية: الحيوان دا عايز يشيل النقاب من علي وشي وعايزني اقلع هدومي
مختار مبررا: يا باشا انت عارف الاشعة دي لازم....
جاسر مقاطعا بجمود: اطلعوا برة كلكوا وسيبوا الممرضة
هز مختار رأسه إيجابا وخرج وهو وطبيب اخر كان في الغرفة واغلقا الباب خلفهما.

ذهب جاسر ناحيتها بخطوات ثابتة إلى ان وقف امامها، ففجائته عندما القت بنفسها داخل صدره تبكي، كم ود لو يبادلها العناق ويضمها اكثر إليه ولكنه لا يريدها ان تحبه، لا يريدها ان تحب الشيطان
ابعدها عنه بجفاء
جاسر: شيلي النقاب، ما فيش غيري انا والممرضة
هزت رأسها إيجابا وخلعت النقاب عن وجهها، فابتسم ابتسامة صغيرة، سرعان ما اخفاها
جاسر للممرضة: ساعديها
ساعدتع الممرضة في اجراء الأشعة لها ليأخذها ويخرج من الغرفة.

فقابل دكتور مختار
جاسر: الاشعة جوه
مختار: تمام يا افندم وزي ما حضرتك طلبت هعرضها علي طول علي دكتور ألفرد في لندن
وان شاء النتيجة بعد اسبوعين او تلاتة بالكتير
هز جاسر رأسه إيجابا، ثم تركه وخرج من المستشفي وركب سيارته بجانبه رؤى وانطلقت السيارة إلى البيت
في مكان آخر تحديدا في احد البيوت الريفية في احدي محافظات مصر
سعدية: مين الضيفة دي يا ولدي
فتحي: دي أمانة يا اما
سعدية: وهتفضل قد ايه.

فتحي: ما اعرفش يا اما ما اعرفش، أهم حاجة يا اما خلي بالك منيها، لو حصلها حاجة الباشا هيسوي بينا الأرض
سعدية سريعا: لالا كف الله الشر دا أنا هحطها في عينيا ما تشلش أنت هم واصل
فتحي: ماشي يا إما، أنا لازم امشي دلوقت وهعدي عليكوا كمان يومين
هم فتحي للصعود لأعلي
سعدية: علي فين يا ولدي
فتحي: هشوفها قبل ما امشي لتكون محتاجة حاجة
سعدية: واااه من ميتا يا ولدي بتدخل على حرمة غريبة.

ابتسم فتحي بسخرية علي حاله فامه لا تعرف أنه فعل اسوء من ذلك بكثير، فقط تظن انه يعمل مساعد لرجل أعمال كبير
فتحي: ماشي يا اما، عن اذنك
عودة لجاسر ورؤي
لاحظ شرودها منذ ان خرجوا من المستشفى، ولكنه لم يعقب إلى ان وصلوا إلى المنزل دخلت المنزل، فتركته ودخلت إلى غرفتها سريعا واغلقت الباب بالمفتاح
جاسر: مالها دي.

رفع كتفيه باستسلام ثم تركها وذهب إلى غرفته واغتسل وبدل ملابسه وذهب اليها، سمع صوت بكائها العالي من خلف باب الغرفة
فانقبض قلبه بخوف دق الباب بقوة
جاسر بصوت عالي: افتحي يا رؤى
ردت من بين شهقاتها وبكائها: لو سمحت سبني لوحدي
جاسر غاضبا: افتحي يا رؤى والا قسما بالله هكسر الباب
فتحت الباب وعينيها حمراء من كثرة البكاء
رؤى: نعم
جاسر: بتعيطي ليه
رؤى غاضبة: مالكش دعوة
امسك ذراعها بقسوة وثناه خلف ظهرها.

جاسر غاضبا: رؤى اتعدلي معايا، بدل ما اعدلك
رؤى باكية: هو دا بس إلى انت بتعرف تعمله، انك تستمع بعذاب الناس وآلمهم مش كدة
انت ازاي تسمح لناس غريبة انهم يشوفوا جسم مراتك، هي دي الرجولة يا جاسر باشا
ولو انا ما كنتش رفضت كنت انت موافق عادي.

كأني جارية عندك مش مراتك وشايلة اسمك، حتى كمان حرمتني من حضن والدي دمرت حياتي وحياة بنات كتير غيري بس عشان رغباتك المريضة انا بكرهك يا جاسر بكرهك وهفضل اكرهك لحد ما اموت.

جاحظ العينين تنزل كلماتها عليه كالصواعق المتتالية تعصف بكيانه كله، رعشة قوية سرت بجسده كله
ترك ذراعها فضمته لجسدها تدلكه برفق وهي ترمق بجاسر بنظرات شرسة غاضبة
كان في العادي سيقطع لسان من تقول ربع هذا الكلام ولكنه يشعر وهو يقف امامها بأنه طفل مذنب يلاقي العقاب من والدته
تركها وذهب إلى غرفته وظل يجوبها كالليث الثائر
دقائق ودخلت رؤى كالعاصفة مرة اخري.

رؤى غاضبة: ايه إلى انت عملتوا في المطبخ وفي اوضة السفرة دا
انتي فاكرني الفلبينية إلى انت شاريها
ابتسامة ماكرة تلاعبت علي شفتيه، وهو يراها تقف امامه تقعد شعرها للخلف وخصلة متمردة تتدلي علي جبينها، ترتدي بيجامة سوداء اللون بربع كم وبنطلون برمودا يصل إلى ركبتيها فقط، أخرجه من شرودها صوتها منفعلا
رؤى غاضبة: انت يا ابني انا بكلمك
رفع حاجبيه مندهشا: ابنك.

تقدم منها بخطوات سريعة، كادت ان تخرج من الغرفة ولكنه كان الأسرع حين اغلق الباب وحبسها بين ذراعيه والباب المغلق
ثم أزاح بيده تلك الشعرة المتمردة من علي جبينها ووضعها خلف اذنها
جاسر مبتسما بمكر: مش ملاحظة يا شيخه رؤى ان لسانك بقي بيطول عليا كتير، اوعي تنسي ان انا جوزك يعني حقي عليكي انك تحترميني ولا ايه.

تخضبت وجنتيها بتلك الحمرة القاتمة من الخجل، اغتاظت من نفسها كثيرا فهي قد عاهدت نفسها ان تعامل زوجها بمنتهي الاحترام والأدب كما تفعل والدتها مع والدها
رؤى بصوت منخفض: انا اسفة، بس انت مش جوزي، انت عارف ان جوازنا مؤقت وانك بعد ما الشهر يخلص وتعمل إلى انت عايزة فيا هتطلقني
مال بوجهه منها حتى لفحت انفاسه الحارة وجهها، وهمس بجانب اذنها
جاسر: مين قالك ان انا هطلقك.

جحظت عينيها من الصدمة والدهشة والعجب: اومال هتعمل ايه
جاسر: هتفضلي معايا علي طول، هتفضلي اسيرتي للأبد
رؤى غاضبة: ومين قالك ان انا هوافق علي كدة، دا انا بعد الأيام عشان اخلص من السجن دا حتى لو كانت نهايته (دبحي ) بس هكون خلصت منك ومن الرعب إلى معيشني فيه وهرجع لاهلي تاني
جاسر بصوت هامس كفحيح الافاعي: مش هيحصل يا رؤى ابدا، هتفضلي اسيرتي للأبد بمزاجك او غصب عنك
رؤى غاضبة: عشان تعرف تعذب فيا براحتك صح.

جاسر مؤكدا: صح، تعرف انك بتبقي حلوة اوي لما بتتعصبي خدودك وبتحمر وكمان مناخيرك بتبقي شبه الورد الچوري
رؤى ببلاهه: هااا
اقترب بوجهه اكثر منها، ظنت انه سيقبلها فاغمضت عينيها، ولكنها فتحتهما علي اتساعهما عندما
جاسر: انا جعان عملتي الاكل ولا لسه
رؤى غاضبة: ما فيش اكل، عايز تاكل روح اعمل لنفسك
جاسر ببراءة: ماشي، بس ما ترجعيش تزعلي لما المطبخ يتبهدل
رؤى بسرعة: لا لا لا خلاص هروح اعملك الأكل
لو سمحت ابعد بقي.

ابتعد جاسر بعض خطوات
رؤى: اتفضل لو سمحت روح نضف اوضة السفرة عليما انضف المطبخ وأعمل الاكل
جاسر: وانا مالي ما تنضفيها انتي
رؤى غاضبة: هو انا إلى وسختها، انت إلى وسختها يبقي انت إلى تنضفها
جاسر غاضبا: رؤى ما تنسيش نفسك، عشان ما اقلبكش عليكي ماشي يا حلوة.

تركته وخرجت من الغرفة قضي بعض ساعات يدبر المكيدة التي ستصيح بصبري إلى الابد، إلى ان اصدرت معدته اصواتا لتنبه بأنه لم يأكل شئ منذ الصباح، خرج من الغرفة وذهب إلى المطبخ فوجده نظيف ومرتب ولا اثر لرؤي، دخل إلى غرفة الطعام فوجده نفس الشي نظيفة ومرتبة وبدون رؤى
ذهبت ناخية غرفتها ودخل، كانت جالسة تقرأ وردها اليومي من القرآن،
جاسر: فين الغدا
رؤى: ما عملتوش، تعبت من التنضيف فما عملتش غدا.

جاسر: بقي كدة، ماشي يا رؤى
خرج من غرفتها وطلب اوردر طعام جاهز من محل قريب منهم
دقائق ووصل الطلب، بدأ جاسر يفرغ محتويات الطعام، فكست رائحة الطعام الذكية المكان، حتى وصلت لرؤي لتذكرها انها لم تأكل شئ منذ الصباح ايضا
قامت وخرجت من غرفتها تتبع الرائحة حتى وصلت إلى الغرفة الطعام فوجدت جاسر يجلس على طاولة الطعام يأكل باستمتاع شديد وهو يشاهد احد الافلام الغربية الكوميدية التفت ونظر اليها وابتسم بخبث.

جاسر: خير يا رؤى عايزة حاجة
رؤى: هااااا، لا قصدي لا خلاص مش عايزة
جاسر: براحتك
نظرت اليه بغيظ، فاكمل هو طعامه باستمتاع وعلي شفتيه ابتسامة انتصار سعيدة، إلى ان انتهي من الاكل فقام وحمل باقي الطعام والقاه في القمامة
رؤى: علي فكرة حرام ترمي الاكل في الزبالة
جاسر: مالكيش دعوة انا إلى هتحاسب مش انتي، بس كان تحفة الاكل الواحد كان جعان اوي، يلا تصبحي علي خير
ثم تركها يأكلها الغيظ وذهب إلى غرفته.

رؤى: كان لازم يعني اعند معاه وما اعملش اكل اهو راح جاب اكل وكل وعاش حياته وأنا في الاخر إلى ما كلتش
كانت رؤى تتكلم بصوت عالي، سمعها جاسر من خلف باب غرفته فوضع يده على فمه يكتم ضحكاته حتى لا تسمعه
رؤى: يوووه بقي انا جعانة اوي انا لسه هعمل
اكل، لا بلاش انا هروح انام وخلاص
تلك الكلمات اشعرته بالحزن عليها
دخلت إلى غرفتها وتمددت علي الفراش.

فخرج جاسر من غرفته وذهب إلى المطبخ واخرج الوجبة الذي احضرلها لها ولكنه خبائها عندا فيها كما فعلت معه ووضعها علي طاولة الطعام
وذهب ناحيته غرفتها ودخلها دون استئذان كعادته، ثم ذهب ناحيتها وجذب يدها وخرج بها من الغرفة وذهب إلى طاولة الطعام، فترك يدها وتركها وعاد إلى غرفته واغلق الباب
نظرت إلى الطعام الموضوع علي الطاولة بابتسامة صغيرة.

وعقدت العزم داخل نفسها: هتتغير يا جاسر، هتهزم شيطانك، هفضل معاك لحد ما تتغير مهما عملت فيا.

جلست علي طاولة الطعام وبدأت تأكل بنهم لانها كانت جائعة جدا ولم تلاحظه وهو يقف يراقبها مبتسما
انهت طعامها فاخذت المتبقي منها ووضعته في التلاجة ثم غسلت يديها ثم ذهبت إلى غرفته ودقت الباب فسمعت صوته يأذن لها بالدخول
دخلت الغرفة فوجدته نائما على الفراش واضعا يديه خلف رأسه، عاري الصدر
ارتكبت رؤى واحمرت وجنتيها خجلا ونظرت إلى الارض
جاسر مبتسما بمكر: خير يا رؤى عايزة ايه.

رؤى مرتبكة: هااا، انا انا انا، شكرا
جاسر ببرود مستفز: انتي شكرا ازاي يعني
رؤى: قصدي شكرا علي الأكل
جاسر: العفو يا ستي علي ايه، انا عايزك بصحة كويسة عشان تستحملي إلى هيحصل بعد اقل من تلات أسابيع
ازدرقت ريقها بخوف
جاسر: لو خلصتي إلى عندك اتفضلي عشان عايز انام
رؤى: لسه عندي سؤال
جاسر: هاااا
رؤى: انا ليه عملت اشاعة
جاسر: مش شغلك
رؤى: من حقي اعرف
جاسر: تؤ تؤ مش من حقك، تعرفي اي حاجة الا لما انا اعوذك تعرفي.

نظرت له بغضب ثم تركته
وعادت إلى غرفتها
وجلست على فراشها تفكر وتفكر كيف تفك الشيطان من أسر ذنوبه، وضعت بعض الخطوات المحددة وعزمت علي تنفيذها بدأ من الغد.

في صباح اليوم التالي
ذهب جاسر إلى عمله بعدما ترك حراسه مشددة حول منزله
وبينما رؤى تنظف المنزل كالعادة، عثرت على كاميرات المراقبة فخطرت ببالها فكرة وعزمت علي تنفذيها، حركت بيدها موضع الكاميرات إلى موضع معين وانتظرت الوقت المناسب لتنفيذ خطتها.

يجلس في مكتبه كالعاده يتحدث في هاتفه
جاسر: ايوة يا فتوح، فهمت هتعمل ايه
فتوح: ايوة يا باشا
جاسر: لازم تنفذ في اسرع وقت لازم نتغدي بيه قبل ما يتعشي بينا، ومش عايز ولا غلطة
فتوح: ما تقلقش يا باشا يومين بالكتير وكله حاجة هتخلص
جاسر: اما نشوف
ثم اغلق الخط ورمي الهاتف علي مكتبه
جاسر: نهايتك قربت يا صبري، قربت اوي
ثم فتح اللاب توب الخاص به
جاسر: اما اشوف يا رؤى بتعملي ايه.

تعجب كثيرا عندما وجد ان كاميرا المراقبة مسلطة علي جزء معين من غرفة المعيشة، ذلك الجزء كانت رؤى تقف تصلي فيه بخشوع
تصلبت جميع ذرات جسده وهو يراها تصلي لم يستطع ان يبعد عينيه عنها ولو لحظة، تعالت دقات قلبه بشدة ازدرق ريقه بخوف اكثر من مرة، إلى ان انتهت فسمع دعائها الذي جعل جسده كله يرتجف بشدة كأن اعصار كهربائي سري في جسده، فكانت رؤى تدعي له.

رؤى: ياااارب، اهديه يا رب وابعد عنه شيطانه، ياااا رب هو بني آدم كويس بس محتاج بس يخرج من ذنوبه يا رب ساعده يتوب من ذنوبه يا رب، يارب أهديه للصراط المستقيم يا رب، يارب ارحمه واغفرله، يارب اغفرله يا رب يا رب يا جاسر تفوق قبل فوات الأوان
ادمعت عينيه وهو يستمع إلى دعائها له، يكاد قلبه يخرج من مكانه، تجمدت جميع اطرافه
رآها بعد ذلك تفتح مصحفها الصغير وبدأت تقرأ بصوت عالي
بسم الله الرحمن الرحيم.

(قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله )
صدق الله العظيم
ثم قامت وهي تردد الاذكار واغلقت مصفحها وضبت سجادة الصلاة وكانت تتعمد ان يعلو صوتها قليلا وهي تقول ( لا إله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين).

قالها بشفتين ترتجفان بشده وقلب يرفرف من الخوف ودموع تنهمر من عينيه
قالها بصوت منخفض ( لا إله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين).
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
وكانت إشارة هطول الدموع كالسيول من عينيه
مسح دموعه براحة يده سريعا عندما سمع صوت دق علي باب الغرفة
جاسر: ادخل
دخل علي مبتسما كعادته: السلام عليكم
جاسر مبتسما: وعليكم السلام، تعالا يا علي
جلس علي أمامه ينظر اليه بشك: مالك يا جاسر انت كنت بتعيط
جاسر: ها، لا ابدا، انا بس ما نمتش كويس إمبارح
المهم فين اوراق الصفقة الجديدة
علي: اهه، جاهزة مش فاضل غير توقيعك
اخد جاسر الاوراق ووقعها.

جاسر: انا اسف يا علي، علي إلى حصل
علي بود: علي ايه، انا متعود على ايدك الطارشة، انا بس صعبان عليا صاحبي إلى بيغرق في بحر ذنوبه وصعبان عليا البنت إلى ملهاش ذنب في اي حاجة
حاول كبح دموع عينيه ولكن فرت دموع هاربة من عينيه: ما أذتهاش يا علي ما قدرتش
علي مصدوما: جاسر انت بتعيط
جاسر باكيا: انا تعبت يا علي تعبت اوي، هو السبب هو إلى خلاني ابقي كدة، إلى شوفته مش قليل يا علي.

قام علي واحتضن صديقه وبدأ بربت علي ظهره، فانفجر جاسر باكيا
جاسر باكيا: عارف إلى انا بعمله غلط بس مش عارف اعمل ايه يا علي، هي بدأت تصحي ضميري تاني يا ريتني ما اقابلتها ويا رتني قابلتها من زمان
جلس( علي) بجانب جاسر علي اريكة في الغرفة وبدأ جاسر يقص عليه بعض من افعال رؤى وانتهي بدعائها له
جاسر باكيا: بعد كل إلى عملتوا فيها، بتدعيلي يا علي.

ابتسم علي ابتسامة واسعة: تعرف انا كنت هبقي اغبي انسان في الدنيا لو كنت اتجوزتها، اخيرا يا جاسر، صدقني شيطانك خايف منها، ساعدها يا جاسر واتغير ساعدها وهي هتسامحك.

جاسر: انا غلطت كتير اوي يا علي اوي
علي: ربنا غفور رحيم يا جاسر، توب وهو هيغفرلك ذنوبك توب وابدأ من جديد يا جاسر
جاسر بحسرة: يا ريت اقدر
علي مبتسما: هتقدر، طول ما رؤى جنبك هتقدر
ابتسم جاسر ابتسامة حزينة
علي مازحا: يلا يا عم قوم اغسل وشك، شكلك ايه قدام الموظفين بتوعك والمدير بيعيط
جاسر غاضبا: غور يا علي من وشي لضربك
علي: خلاص يا عم خارج، انت ماشي ولا قاعد
جاسر: لاء ماشي.

خرج جاسر من مكتبه وركب سيارته وانطلق إلى تلك المستشفي النفسية
ودخل قاصدا تلك الغرفة، وجد الطبيب يقف خارج الغرفة ينظر إلى نرمين من خلال الزجاج
ياسر: اهلا يا جاسر باشا
جاسر: في اي تحسن في حالتها
ياسر: للاسف لاء
هز جاسر رأسه إيجابا بحزن ودخل إلى الغرفة.

فوجدها مازالت علي نفس الحالة منذ عدة سنوات، صامتة جامدة نظرة الرعب لا تفارق عينيها ابدا، تجلس ضامة ركبتيها لصدرها وتحيطهما بذراعيها، ذهب وجثي بجانبها علي الارض وامسك احد يديها وقبلها.

جاسر: نرمين، وحشتيني اوي يا نرمين، نفسي اسمع صوتك تاني، انا تعبان اوي، فاكرة يا نرمين لما كنت بنام علي رجلك وتفضلي تلعبي في شعري وانا افضل احكيلك تفاصيل يومي التفاهه ومع ذلك عمرك ما زهقتي او اشتكيتي مني، ااه صحيح انا اتجوزت مش عارف دي المرة الكام الحقيقة بس ممكن تعتبريها المرة الاولي، رؤى اسمها رؤى مجنونة زيك يا نرمين
عارفة لما بشوفها بحس ان انتي قدامي ثم بدأ يقص لها كل شئ منذ ان تزوج رؤى.

وبعد كل إلى عملته دا بتدعيلي، نرمين ردي عليا بقي يا نرمين
جحظت عينيه في دهشة عندما
نرمين: عايزة اشوف رؤى
جاسر مبتسما: نرمين انتي اتكلمتي، صح اتكلمتي انا سمعتك، حاضر حاضر، من النجمة هتكون عندك، ثم بدأ ينادي على الدكتور، يا دكتور يا دكتور
دخل ياسر مسرعا: خير يا افندم في ايه
جاسر مبتسما: اتكلمت، اتكلمت والله
ياسر مبتسما: بجد دا تقدم هايل يا افندم، طب هي قالت ايه
جاسر: عايزة تشوف مراتي.

ياسر: يا ريت يا افندم تنفذلها طلبها
جاسر: اكيد اكيد، ثم وجه كلامه لنرمين من النجمة يا حبيبتي هتبقي قدامك ثم قبل جبينها وخرج من الغرفة
ياسر مبتسما: يا مسهل يا رب، اخيرا
خرج جاسر من المستشفى سعيدا وركب سيارته وانطلق إلى منزله وخلفه حرسه الخاص
وصل إلى منزله وصعد إلى شقته، فسمع صوتها قادما من المطبخ، ذهب باتجاه المطبخ ولكن قبل ان يصل سمعها.

رؤى بألم: اااااه صباعي واجعني اوي من الدبلة دي، نفسي اقلعها بس اعمل ايه حكم القوي، ربنا يهديك يا جاسر يا رب.

عض على شفتيه بندم تذكر تلك الدبلة التي اشتراها ضيقة عمدا، تذكر ملامح الالم التي ارتسمت علي وجهها وهو يلبسها إياها قصرا وتحذيره لها انها ان خلعتها سيقطع يدها
اقترب من المطبخ بهدوء
كانت تعد الطعام وهي توجه نظرها ناحية باب المطبخ فهي تخشي بشدة ان يدخل ويفعل مثلما فعل من قبل، شهقت بخوف عندما وجدته يقف علي باب المطبخ مستندا علي الحائط يكتف ذراعيه امام صدره.

جاسر ساخرا: مالك خوفتي ليه كدة زي ما تكوني شوفتي عفريت
رؤى بخوف: هااا، لا ابدا خمس دقائق والاكل هيجهز
ارادت ان تحضر طبق من خلفها ولكنها خافت ان تلفت وتعطيه ظهرها فيفعل مثلما فعل من قبل فبدات ترجع للخلف وهي تنظر اليه فتعثرت في طرف السجادة الصغيرة وكادت أن تسقط لولا تلك الذراع القوية التي التفت حول حضرها
جاسر بلهفة: حاسبي يا رؤى.

قبضت علي احد طرفي قميصه بينما التفت ذراعه حول خصرها رفعت نظرها، فرأت في عينيه نظرة لهفة وخوف لم تراهما من قبل في عينيه ابدا
اما هو فسبح في بحر عينيها الواسعتين دقائق من الصمت قطعها صوت صفارة ساعة الفرن لتخبرها بأن الكيكة قد نضجت
فابتعدت عنه بخجل وقد توردت وجنتيها بالدماء
ذهبت ناحية الفرن وفتحت بابه لتكسي المطبخ رائحة الكيكة الشهية، شمها جاسر باستمتاع لتعيده إلى ذكري قديمة مضت
Flash back.

دخل جاسر المنزل ووضع كتبه ومعطفه الطبي الأبيض علي احد الكراسي بإهمال كعادته
جاسر: نرمين، نيرو انتي فين
ليأتيه صوتها من الداخل: انا هنا يا جاسر تعالا
ذهب ناحية المطبخ الصغير في تلك الشقة البسيطة، ليجد اخته تقف تعد كيكة الشوكولاته المفضلة عنده
جاسر مبتسما: يا سلام عليكي يا نيرو، كيكة بالشوكولاتة مرة واحدة
نرمين ضاحكة: شوفت بقي يا سيدي عد الجمايل، اخبار الكلية ايه
جاسر مبتسما: جثث وميتين ومشرحة و...

نرمين باشمئزاز: بس بس بس، روح غير هدومك علي ما احضرلك الغدا
جاسر: والكيكة
نرمين: والكيكة ياسيدي يلا روح بقي
قبل جبينها وخرج من المطبخ ليدخل إلى غرفته الصغيرة ويبدل ملابسه ويخرج ليجدها وضعت له الطعام علي الطاولة الصغيرة وبحانبه قطعة كبيرة من الكيكة فيجلس علي الطاولة ويبدأ في اكل الكيكة بنهم ويترك الطعام كما هو
نرمين: يا ابني كل الاول
جاسر: ما انا باكل اهو
فاق من شروده علي صوتها تناديه.

رؤى: جاسر، جاسر، يا جاسر
جاسر: هااا، عايزة ايه
رؤى: ممكن معلش تخرجلي الكيكة من الفرن عشان ما بعرفش اخرجها
هز رأسه إيجابا واخذ قطعة القماش من يدها واخرج لها الكيكة ووضعها علي الطاولة في المطبخ، فصفقت رؤى بيدها بسعادة: هيييييه، تعرف انا كل مرة بحاول اخرجها بتلسع من الفرن ثم اكملت بحزن، فكان عاصم بيفضل يتريق عليا وبعدين يخرجهالي هو، وحشني اوي، انا انا انا اسفة عن اذنك الاكل هيبقي جاهز حالا.

نظر لها بحزن ثم تركها وذهب إلى غرفته وبدل ملابسه وخرج من الغرفة، فوجدها تضع الاطباق علي الطاولة، ما ان جلس عليها، امسكت معلقه واكلت من الاكل الذي أمامه
رؤى: ما فيهوش سم
ثم ذهبت ووقفت قريبة منه
تلاطمت امواج من المشاعر بداخله، مشاعر ندم وحزن، قسوة وخوف، حب وكره، كره من نفسه الذي فعلت ذلك بتلك المسكينة، يعرف كم ان شعور الذل قاسي، فهو ذاقه من قبل ويعرف مرارته جيدا.

جاسر: تعالي يا رؤى
ازدرقت ريقها بخوف، وتقدمت منه بخطوات بطيئة خائفة، تعلم بداخلها ما سيفعل سيجلها تحت قدميه ويزج الطعام في فمها بعنف، فذهبت من تلقاء نفسها وجلست الأرض تحت قدميه، اتسعت عينيه بصدمة
فهدر سريعا: قومي يا رؤى انتي مكانك مش تحت رجلي
قطبت حاجبيها بدهشة، امسك يدها وجذبها برفق إلى أن قامت ووقفت امامه وهي ترتجف خوفا، فازاح الكرسي الذي بجانبه قليلا
جاسر: قعدي كلي.

هزت رأسها إيجابا بخوف من تغيره المفاجئ، ثم ذهبت وجلست على الكرسي، كان الطبق القريب منها هو طبق الارز فبدأت تأكل منه علي الرغم من انه يسبب لها مشاكل في الهضم، ولكنها خافت ان تحرك ذراعها اكثر.

نظر اليها جاسر بحزن علي خوفها، لاحظ انها تبتلع الطعام رغما عنها
جاسر: هو انتي بتحبي الرز
رؤى بخوف: آه اه بحبه
جاسر غاضبا: كدابه قولي الحقيقة
انتفض جسدها من صوته الغاضب وهزت راسها نفيا بخوف
رؤى بصوت منخفض: نعمة ربنا كلها حلوة بس أنا الرز بيوجع بطني
جاسر غاضبا: طالما ما بيتعبك بتاكلي منه ليه
بدل جاسر طبق الرز بطبق المكرونة
جاسر: بتحبي المكرونة صح
هزت رأسها إيجابا
جاسر: ردي عليا لما اكلمك.

رؤى بصوت منخفض: آه بحبها
غمز لها بطرف عينيه وتلاعبت ابتسامة مشاكسة علي شفتيه: يا بختها.

احمرت وجنتيها خجلا فاشاحت بوجهه وركزت نظرها علي الطعام امامها، كانت تأكل بيدها اليمني ويدها اليسري موضوعه علي الطاولة، ركز جاسر مع اصبعها الذي يوجد فيه الدبلة فلاحظ العلامات الزرقاء الموجودة في اخره بسبب ضيق الدبلة، امسك كف يدها فانتفض جسدها برعب، نظرت له فوجدته يحاول برفق غير معهود منه ان يخلع الدبلة من اصبعها، إلى ان اخرجها بالفعل، رأت الحزن في عينيه وهو ينظر إلى العلامات الحمراء والزرقاء التي احدثتها علي اصبعها.

رؤى في نفسها: هو مالوا، اليومين دول متغير، معقول يكون سمعني وانا في المطبخ، يا رب أهديه يا رب وما يرجعش زي الاول تاني
جاسر: سرحانة في ايه
رؤى: لا ولا حاجة، الحمد لله انا شبعت
جاسر: وانا كمان شبعت
رؤى: طب قول الحمد لله
جاسر: الحمد لله
رؤى: تشرب شاي
جاسر مبتسما: ااه يا ريت بالنعناع
شردت في ابتسامته الصافيه ليست تلك الابتسامة الخبيثة التي تراها دائما، ولكن ابتسامة نقية مشرقة زادته وسامة.

فاقت من شرودها علي صوته وقد تبدلت ابتسامته باخري مشاكسة: أمور مش كدة
رؤى بخجل: ها، لا ابدا عن اذنك هعمل الشاي
تركته واتجهت إلى المطبخ واعدت الشاي ووضعت له قطعة من الكيك وذهبت اليه فوجدته دخل إلى غرفته
فذهبت ناحية باب الغرفة ودقت الباب
جاسر: ادخلي يا رؤى
دخلت ووضعت الصينية علي طاولة صغيرة في الغرفة، كادت ان تخرج
جاسر: رؤى استني عايزك، تعالي
اشار لها ان تذهب وتجلس بجانبه، ففعلت كما طلب.

جاسر: بصي يا رؤى انتي طبعا لاحظتي ان معاملتي ليكي بدأت تتغير، بس اوعدك انها ممكن ترجع أسوء من الاول لو غلطتي ولو غلطة واحدة في المشوار بتاع بكرة
هزت رأسها إيجابا: طب ممكن اعرف احنا رايحين فين
جاسر: رايحين نزور اختي
رؤى مبتسمة: حماتي يعني، ولا يكون عندك فكرة
جاسر: اختي في مستشفي نفسية بس دا مش معناه انها مجنونة لو فكرتي تزعليها بنص كلمة حتى...

رؤى مقاطعة: ومين قال لحضرتك ان إلى بيدخلوا المستشفي النفسية بيكونوا مجنانين، بالعكس دول اعقل من الناس إلى برة
هز رأسه إيجابا برضا
رؤى: عن اذنك
خرجت من الغرفة وذهبت ناحية المطبخ وبدأت تعد كيكة أخري لتأخذها هدية معها لأخته، خبطت جبينها براحة يدها
رؤى: نسيت اسأله اسمها ايه
نرمين اسمها نرمين
التفت فوجدته يقف علي باب المطبخ
جاسر: بتعملي ايه عندك
رؤى: بعمل كيكة عشان ناخدها معانا لأختك.

وضع جاسر علبة كريم صغيرة علي الطاولة في المطبخ
جاسر: ادهني من دا علي صباعك والوجع هيروح
رؤى: صحيح هو انت خريج ايه
جاسر ساخرا: هندسة حلوان
ثم تركها ودخل إلى غرفته مرة اخري واغلق الباب، اخذ قطعة الكيكة
جاسر: اكيد مش هتبقي زيها
آكل قطعة صغيرة منها لتتسع عينيه في دهشة
فكان طعم الكيكة مطابق تماما للكيكة التي كانت تعدها له نرمين، امسك الطبق وبدأ يأكل باستمتاع شديد.

في منزل ياسر
دلف ياسر إلى المنزل لتجري عليه ابنته الصغيرة سما وتحتضنه
سما بسعادة: بااابي
حملها ياسر بين ذراعيه: حبيبة بابي وحشتيني
سما: وانت كمان وحشتني اوي يا بابي، انا زعلانة منك
ياسر: ليه يا حبيبتي
سما: عشان بتسيب سما طول النهاي لوحدها
ياسر: اومال فين دادة سناء
سما: بتعملي جيلي بالموز
ياسر مبتسما: دلوقتي يا مفترية، تخليها تعملك جيلي الساعة 10 بليل
سما: ايوة هي بتحب سما وبتعمل لسما إلى هي عيزاه.

في هذه الاثناء خرجت من المطبخ سيدة في اواخر العقد الرابع من عمرها بشوشة، هادئة الطباع والملامح
سناء: حمد لله على السلامة يا دكتور
ياسر مبتسما: الله يسلمك يا دادة
سناء: احضر لحضرتك العشا
ياسر: لا شكرا ماليش نفس
سما: دادي هو انا مش هيوح عند مامي بقي اصلها واحشتني اوي
ضمها ياسر إلى صدره بشدة: بعد الشر عليكي يا حبيبتي
سما: بابي هي مامي لسه مسافية
ياسر: اااه يا حبيبتي
سما: هتيجي امتي بقي دي وحشتني اوي.

ياسر مغيرا مجري الحديث: ايه رايك اخدك معايابكرة شغلي تتفرجي عليه
سما: بجد، هيه هيه هيه هيوح شعل بابي
ياسر ضاحكا: انا لازم اشوف حل في موضع اللدغة دا قبل ما تدخل المدرسة، لحسن هتقول اسمها سما ياسي شييف ياضي( سما ياسر شريف راضي )
ضحكت سناء على مزاح ياسر
في شقة جاسر، انتظر جاسر حتى دخلت رؤى إلى غرفتها وخرج بهدوء ودخل إلى المطبخ يبحث عن الكيكة إلى ان وجدها في الثلاجة
في غرفة رؤى
رؤى: يوووه نسيت اجيب ماية.

خرجت رؤى من غرفتها وذهبت لتحضر الماء فوجدت جاسر يقف في المطبخ ياكل من الكيكة كالطفل الصغير، فابتسمت وذهبت إلى غرفتها بهدوء حتى لا يراها.

في صباح اليوم التالي
ارتدت رؤى نقابها وارتدي جاسر ملابسه واخذت رؤى الكيكة وركبا سيارة جاسر وانطلقت السيارة والحرس يحاوطونها
رؤى بخبث: صحيح يا جاسر، ما تعرفش باقي الكيكة إلى في التلاجة راحت فين، اصل دورت عليها الصبح وما لقتهاش
جاسر بحرج: احم، وانا هعرف منين اصلا ما كنتش حلوة
رؤى بحزن مصطنع: ، ايه دا بجد، خلاص مش هعملها تاني خالص
جاسر: احم، لا عادي اعمليها كانت كويسة.

اتسعت ابتسامتها الخبيثة من تحت نقابها
دقائق ووصلت السيارات إلى المستشفى
دخل جاسر بصحبة رؤى إلى غرفة ياسر اولا الذي كان يداعب ابنته
جاسر: احم، السلام عليكم
قام ياسر وصافحه
ياسر: وعليكم السلام يا جاسر باشا اتفضل
دخل جاسر ومن بعده رؤي، فمد ياسر يده ليصافحها فبادر جاسر وصافحه مرة اخري
جاسر: معلش اصلها ما بتسلمش
ياسر: لا ابدا يا افندم ولا يهمك اتفضلوا.

جلس جاسر وعلي الكرسي المقابل له رؤي، فبدأ جاسر يتناقش مع ياسر حالة نرمين
اما رؤى فكان بصرها معلق بتلك الطفلة الصغيرة ذات الجدائل السوداء، تذكرت طمطم اختها الصغيرة فادمعت عينيها اشتياقا لها
قاطع حديثهم
سما: بابي الضفيية فكت
ياسر: حبيبي انا بتكلم مع عمو مش قولت ما ينفعش نقاطع الكبار وهما بيتكلموا
سما: اسفة
رؤى: ايه رأيك اعملهالك أنا
سما: ماشي.

ثم ذهبت ناحية رؤى ووقفت امامها فبدأت رؤى تجدل شعرها برفق حتى لا تؤلمها
رؤى: اسمك ايه
سما: سما
رؤى: الله اسمك جميل اوي، تسمحيلي بقي اقولك يا سمسم ولا يا سوسو
سما: سمسم
رؤى مبتسمة: ماشي يا سمسم
سما: انتي اسمك ايه
رؤى: رؤى
سما: يؤي
ياسر مبتسما: معلش اصلها لدغة في حرف الراء
رؤى: لا ابدا ولا يهمك ربنا يخليهالك
شعر بالنيران تضرم في جسده عندما وجدها تتكلم مع ياسر يري ابتسامتها الواسعة المختفية خلف بيشة نقابها.

جاسر في نفسه: ماشي يا رؤى لما نروح صبرك عليا
جاسر: مش يلا بقي ولا ايه
ياسر: آه طبعا يا افندم اتفضل
سما: بابي انا هاجي معاكوا
ياسر: ما ينفعش يا سما، خليكي هنا وانا جاي علي طول
سما: بليز يا بابي بليز بليز هسمع الكلام وهفضل ساكتة بليز بقي
رؤى: خلاص خليها تيجي معانا عشان ما تزعلش
سما: هيه هيه حبيبتي يا يؤي، عايفة انتي طيبة زي مامي، بس مامي سابتني وسافيت
عند يبنا.

نظرت لها رؤى بحزن، لم تشعر بنفسها والا وهي تضمها بقوة
اغمضت الصغيرة عينيها تستمع بهذا الحضن الدافئ الذي بشبه حضن والدتها
اما ياسر فقد ادمعت عينيه علي حال ابنته
ربت جاسر علي كتفه
جاسر: شد حيلك
هز ياسر رأسه إيجابا
جاسر: يلا يا رؤي، هاتي سما وتعالي
قامت رؤى وامسكت يد سما وذهبا إلى غرفة نرمين
ياسر: يلا يا سما
تشبثت سما بيد رؤى: لا انا هفضل مع يؤي
جاسر: خلاص سيبها
هز ياسر رأسه إيجابا.

دخل جاسر الغرفة وخلفه رؤى ممسكة بيد سما
جاسر: صباح الخير يا نرمين، انا جبتلك رؤى زي ما طلبتي مني امبارح
حركت نرمين عينيها ناحية رؤى وعقدت حاجبيها باستغراب عندما رأت تلك الطفلة الصغيرة في يدها
رؤى مبتسمة: خلاص يا عم عرفتنا علي بعض اتفضل يلا من هنا
رفع جاسر حاجبيه مندهشا: انتي بتطرديني
ضحكة خافتة خرجت من نرمين، جعلت ابتسامة جاسر تتسع بشدة: خلاص خلاص خارج، عالم غريبة.

خرج جاسر فاغلقت رؤى الباب، وخلعت النقاب عن وجهها المبتسم
وذهبت واحتضنت نرمين
وجلست امامها هي وسما
رؤى مبتسمة: ازيك يا نرمين، انتي متأكدة بجد انك اخت جاسر
نظرت لها نرمين مستفهمة
رؤى مبتسمة: اصلك احلي منه بكتير، انتوا اكيد اخوات بس مش من نفس الاب والام
ضحكت نرمين بخفوت
رؤى مبتسمة: ايوة كدة خلي الشمس تطلع يا شيخة، لما القمر دا يكشر ويزعل احنا نعمل ايه
نرمين بصوت منخفض: دي بنتكوا.

نظرت رؤى لسما ثم قالت مازحة: بنتنا ازاي دا انا واخوكي متجوزين بقالنا اسبوع واحد، دي يا ستي سمسم صاحبتي، سلمي علي طنط نرمين يا سمسم
سما مبتسمة: ازيك يا طنط نييمين
رؤى ضاحكة: معلش اصلها لادغة في الراء
نرمين مبتسمة: عارفة جاسر وهو صغير كان الدغ في السين بيقولها كاف
رؤى ضاحكة: احلفي.

نرمين مبتسمة: آه والله في المدرسة ما كنش بيعرف يقول يا مستر ولا يا استاذ، كان عنده مدرس رياضيات فكان بيسأله اسمك ايه فقاله جاكر، فصحابه فهموا الاستاذ انه الدغ في السين، انتي مش متخيلة رد فعل المدرس قاله يعني انت دلوقتي مش هتعرف تقولي يا مستر ولا يا استاذ خلاص ناديلي باسمي والمشكلة أن المدرس اسمه اسلام، فجاسر كان بيقوله يا اكلام، لحد ما المدرس قاله انت الوحيد إلى تقولي يالا.

انفجرت رؤى ضاحكة من كلام نرمين حتى ادمعت عينيها من الضحك
رؤى ضاحكة: اااااه مش قادرة ابطل ضحك
كان جاسر مستندا على الباب من الخارج يعض علي شفتيه بغيظ: فضحتيني يا نرمين يعني يوم ما ربنا يكرمك وتتكلمي تفضحي اخوكي.

في الداخل
رؤى: بصي انا جبتلك معايا ايه
ثم فتحت الحقيبة واخرجت الكيكة التي صنعتها لها
نرمين مبتسمة: تعرفي ان جاسر بيحب الكيكة بالشكولاتة اوي، كان بيتسحب بليل بعد ما نام ويدخل المطبخ ويفضل يدور عليها لحد ما يلاقيها وياكلها ويسبلنا الطبق فاضي، ولما تسأليه يقولك ما اعرفش هي اصلا ما كنتش حلوة
رؤى ضاحكة: تصدقي لسه قايلي الجملة دي الصبح
بدأ الثلاثة يأكلون ورؤي ونرمين يطعمون سما ويمزحون معها.

إلى ان دق جاسر الباب ودخل
جاسر مبتسما: حمد لله على سلامتك يا نرمين
انزلت رؤى النقاب علي وجهها: طب انا هروح اجيب عصير انا وسما، حد عايز حاجة، لاء طب سلام
خرجت رؤى من الغرفة مع سما وأغلقت الباب
فتحت نرمين ذراعيها فالقي جاسر بنفسه داخل حضنها يضمها بقوة ودموعه تهرب من عينيه
جاسر باكيا: وحشتيني اوي يا نرمين، اخيرا يا نرمين اخيرا رجعتيلي تاني
ثم رفع كف يدها وظل يقبله.

نرمين: وحشتني اوي يا حبيبي، انت عارف انه غضب عني إلى شوفته...
وضع جاسر إصبعه على فمها
جاسر: انسي يا نرمين انسي كل حاجة فاتت، انا خلاص خدتلك حقك منه وكلها كام يوم وهيشرف في القناطر للأبد
نرمين: عملت ايه يا جاسر
جاسر مبتسما: مش مهم، مش مهم اي حاجة المهم انك رجعتيلي يا نرمين
نرمين مبتسمة: رؤى مراتك دي لطيفة اوي ربنا يخليها لك، عارف ايه اكتر حاجة هتفرحني بجد.

جاسر مبتسما: قولي يا حبيبتي وانا مستعد اعملها مهما كانت
نرمين مبتسمة: اشوف ولادك واشيلهم علي ايدي
اختفت ابتسامته تدريجيا: إن شاء الله يا حبيبتي
نرمين مبتسمة: يارب يا جاسر نفسي تخلف تؤام ولد وبنت هسمي الولد رعد والبنت جوري وانتوا مالكوش دعوة خالص بيهم انا إلى هربيهم حبيبي دول والله، ولو فكرت تزعلهم يا جاسر هشدك من ودانك.

جاسر مبتسما: لاء خلاص خلاص مش هزعلهم
نرمين ضاحكة: ايوة كدة عايز تزعل ولادي حبايبي هي رؤى اتأخرت ليه
جاسر: هروح اشوفها أهو
قام جاسر يبحث عنها عندما وجدها تتكلم مع ياسر، اظلمت عينيه بغضب ذهب ناحيتها يطوي الارض يكاد يحترق من الغضب
جاسر بغيظ: رؤي، نرمين عايزاكي
هزت رأسها إيجابا: عن اذن حضرتك يا دكتور ياسر
ياسر مبتسما: اتفضلي.

عادت رؤى إلى غرفة نرمين وقضت بعض ساعات معها ثم قامت وسلمت عليها وذهبت سما إلى والدها، اما رؤى ركبت بجانب جاسر في سيارته
ما ان دخلت البيت، حتى وجدت جاسر يقبض على رسغ يدها
رؤى بألم: ااااااه، ايدي يا جاسر
جاسر غاضبا: كنتي بتعملي ايه مع إلى اسمه ياسر دا
رؤى: ياسر مين، ااااه قصدك الدكتور، ابدا والله كان بيسألني عن حالة نرمين
جاسر غاضبا: والبيه ما جاش سألني انا ليه ولا هو ما بيتكلمش غير مع الستات.

رؤى بألم: ما اعرفش يا جاسر ابقي اسأله سيب ايدي بقي بتوجعني
ترك جاسر يدها: ماشي يا رؤى بصي بقي نرمين نفسها تشوف ولادي
رؤى مستفهمة: ولادك، ازاي يعني هو انت مخلف
جاسر: لاء يا حلوة انا لسه هخلف
رؤى: يعني ايه
جاسر مبتسما بخبث: يعني جهزي نفسك واستعدي كويس دخلتنا اخر الاسبوع.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
شعرت بأن دلو من الماء البارد سكب فوق رأسها، اسبلت عينيها تحاول ان تفهم تلك الكلمات التي خرجت من فمه توا، وفجأة صاحت غاضبة
رؤى غاضبة: لاء طبعا مستحيل، احنا بينا اتفاق
جاسر مبتسما بسخرية: لغيته
رؤى غاضبة: يعني ايه لغيته هو لعب عيال
جاسر ساخرا: آه لعب عيال
رؤى: بس انا مش موافقة
جاسر ببرود مستفز: ما طلبتش موافقتك، انا بقولك عشان تبقي عارفة
رؤى غاضبة: علي جثتي مش هيحصل.

جاسر بهدوء: هيحصل يا رؤي، وقصري في الكلام بدل ما اخليه يحصل دلوقتي
رؤى غاضبة: أنت عمرك ما هتتغير هتفضل طول عمرك شيطان
القت ما القت ثم تركته ودخلت غرفتها وصفعت الباب بغضب
تلك الجملة عصفت بكياته ظلت تتردد في اذنه بسرعة كبيرة ( هتفضل طول عمرك شيطان هتفضل طول عمرك شيطان هتفضل طول عمرك شيطان هتفضل طول عمرك شيطان هتفضل طول عمرك شيطان هتفضل طول عمرك شيطان هتفضل طول عمرك شيطان هتفضل طول عمرك شيطان ).

وضع كلتا يديه علي اذنه وظل يصرخ: بس بس كفاية
اظلمت عينيه بغضب ثم حدث نفسه بغضب حارق: ماشي يا رؤى من بكرة هيرجع شيطان جاسر مهران تاني.

ثم دخل غرفته وصفع بابها بغضب يشعر بالنيران تضرم في جسده، خلع ملابسه ووقف تحت الدش تتساقط عليه المياة الباردة، لعلها تطفئ النيران المشتعلة فيه، انهي حمامه و ارتدي بنطال رمادي قطني وظل عاري الصدر، وفتح نافذه غرفته علي مصرعيها وعلي رغم من بروده الهواء هذه الليلة، الا انه شعر ان الجو حار وخانق، ظل علي هذه الحالة حتى غلبه النعاس
في غرفة رؤى.

جلست علي الفراش تضم ركبتيها لصدرها تنساب دموعها بغزارة من عينيها، كانت تأمل أن تحرر جاسر من شيطان ذنوبه ولكنه انتصر عليها في النهاية، وها هو جاسر حدد ميعاد تنفيذ حكم اعدامها، مر امام عينيها مشاهد متتالية لما فعله جاسر بشاهندا، فازداد بكائها أكتر.

في تلك الغرفة، بدأت تلك الفتاة تحاول تحريك جفنيها بصعوبة فبدأت تتأوه من الألم اخيرا وبصعوبة استطاعت أن تطل بزرقتيها علي الدنيا من جديد، دققت النظر في معالم الغرفة حولها فوجدت نفسها في مكان غريب لم تراه من قبل سرير من اعمدة الشمعدان القديمة ودولاب صغير انتصفت علي الفراش بصعوبة فرأت المحلول الوريدي المعلق بيدها
نزعته من يدها وقامت من علي الفراش بخطي مترنحة.

ذهبت ناحية الباب وفتحته فوجدت سلم خشبي، نظرت حولها بريبة، آخر ما تذكرته أنها اغشي عليها في منزل ذلك الوحش الذي استغلها وخدعها بحبه الزائف ولكن أين هي الآن، نزلت سلالم المنزل بسرعة رغم تعبها تنظر حولها بخوف اقتربت من الباب لتفتحه فسمعت صوت قادم من خلفها
سعدية: واااه راحة السعادي يا أجندة يا بتي
اتسعت عينيها بصدمة التفت خلفها فوجدت سيدة ترتدي ملابس فلاحي تشبه التي تراهم في المسلسلات العربية القديمة.

شاهندا بخوف: انتي مين وأنا بعمل ايه هنا
سعدية بود: أنا خالتك سعدية يا أجندة يا بتي
شاهندا بضيق: اسمي شاهندا مش أجندة، مين إلى جابني هنا
أنا
نظرت لمصدر الصوت فوجدت رجل يبدو في منتصف الثلاثينات يرتدي جلباب فلاحي
شاهندا غاضبة: أنت مين وازاي تجبني مكان زي دا
فتحي بهدوء: دي أوامر جاسر باشا
انتفض جسدها بفزع عندما سمعت اسمه
شاهندا بذعر: جججاااسر، هههو هنا.

فتحي: ما تخافيش جاسر باشا أنك هنا، هو طلب مني اني اخبيكي في مكان امين، ما يعرفش حتى المكان دا فين
شاهندا باكية: ارجوك رجعني لبابي، ما ترجعنيش ليه عشان خاطري
فتحي: ما اقدرش، الأوامر انك تفضلي هنا لحد ما والدك يجي ياخدك
شاهندا بلهفة: بابي، بابي هيجي ياخدني
هز فتحي رأسه إيجابا: اتفضلي يا هانم علي اوضتك، اطلعي معاها يا اما
سعدية بود: يلا يا أجندة يا بتي.

شاهندا بضيق طفولي وهي تصعد لاعلي: والله اسمي شاهندا مش أجندة
ضحكة خفيفة داعبت شفاه فتحي سرعان ما اخفاها، ظل يتطلع إلى فراغها بشرود، فهز رأسه نفيا بعنف وذهب إلى غرفته.

في شقة ياسر
عاد ياسر وهو يحمل أمل جديد بشفاء تلك الحالة التي ظن أنها بلا أمل
قاطع شروده صوت ابنته الصغيرة
سما: بابي، بابي، طنط يؤي دي طيبة اوي، وبتحب سما زي مامي بالظبط وبتعمل كيكة حلوة اوي، انا بحبها اوي اوي
ياسر مبتسما بحزن علي حال ابنته: طب وطنط نرمين
سما مبتسمة: وطنط نييمن كمان حلوة اوي، بس انا بحب طنط يؤي أكتر عشان حضنها زي حضن مامي.

ياسر: طب يلا يا لمضة روحي لدادة سناء وغيري هدومك عشان تتعشي وتنامي
سما: حاضي
ركضت الصغيرة للداخل، فتنهد ياسر بحزن
ياسر في نفسه: الله يرحمك يا هدى
في صباح اليوم التالي
استيفظت متأخرة علي غير العادة فها هي الساعة قد تجاوزت الثانية عشر ظهرا
رؤى بألم: ااااه، معقول انا نمت كل دا، اااه جسمي واجعني اوي.

قامت وتؤضت وصلت فرضها، ثم خرجت من الغرفة فمن المؤكد ان جاسر ذهب إلى شركته الآن، ولكن الغريب انها وجدت باب غرفة جاسر ما زال مغلق وصوت هاتفه يرن من الداخل، عقدت حاجبيها باستغراب وتقدمت من الغرفة وفتحت الباب، وجدت جاسر ممدا علي الفراش وجهه بتصبب عرقا وجنتيه محمرتين من شدة ارتفاع درجة حرارة جسده، اقتربت منه بخطي بطيئة ووضعت راحة يدها علي جبينه لتنتفض بفزغ وتبعد يدها سريعا.

رؤى بخوف: دا جسمه مولع، طب اعمل ايه دلوقتي
رن هاتفه مرة اخري، فالتقطته سريعا فوجدت أن المتصل هو علي، ففتحت الخط سريعا
علي: ايه يا ابني بقالي ساعة بتصل بيك
رؤى: احم، باشمهندس علي انا رؤى
علي مندهشا: رؤي، اومال فين جاسر
رؤى: جاسر تعبان وسخن اوي
علي سريعا: ايييه، امتي دا حصل، انا جياله حالا، مسافة السكة هجيب دكتور معايا واجي
رؤى: بسرعة ارجوك
علي: ما تقلقيش مش هتأخر مع السلامة
اغلقت رؤى الخط.

وذهبت سريعا تجاه المطبخ واحضرت اناء كبير وافرغت فيه زجاجات مياه باردة ووضعت فيه قماشة نظيفة ثم عادت إلى جاسر وبدأت تضع الكمادات علي رأسه، فيرتجف جسده بسبب برودة الماء
وبعد مدة قصيرة سمعت دقات علي باب المنزل
فذهبت سريعا وارتدت نقابها وحاولت فتح الباب لكن دون فائدة فالباب مغلق بالمفتاح
علي: افتحي يا استاذة رؤى انا علي ومعايا الدكتور
رؤى: الباب مقفول بالمفتاح
علي: احم، طب حضرتك لابسه نقابك.

استغربت رؤى من سؤاله: ايوة
اخرج علي ميدالية المفاتيح من جيبه واخرج المفتاح الذي اعطاه له جاسر عندما اشتري تلك الشقة، وفتح الباب ودخل وهو ينظر ارضا
علي: جاسر فين
اشارت رؤى إلى احدي الغرف
فتقدم علي ومن بعده الطبيب ودخلا غرفة جاسر، كادت رؤى ان تدخل
علي: خليكي هنا، أحسن
هزت رأسها إيجابا فدخل على واغلق الباب
وجلست هي بالخارج يأكلها القلق عليه.

رؤى في نفسها: هو انا قلقانة ليه كدة، لا لا مستحيل اكون حبيته، طب وايه يعني فيها ايه، لا طبعا فيها كتير دا ذلني واتجوزني غصب عني ومعيشيني في رعب عمري ما كنت أتخيل انه يحصلي، هو ممكن يكون صعبان عليا مش اكتر صح، كفاية إلى هو عايز يعملوا فيا اخر الاسبوع ما يخيلهوش حتى يصعب عليا، انا هعمل واجبي وبس، ايوة كدة
قاطع شرودها خروج علي والطبيب من الغرفة
علي: خير يا دكتور.

الطبيب: عنده حمي شديدة اوي، ياريت تجيبولوا الدوا دا بسرعة، ويأكل مسلوق بس وكتروا من السوائل الدافية
اخذ علي الروشتة من الدكتور: متشكر يا دكتور، اتفضل حضرتك
خرج الطبيب اولا
علي: انا هجيب الدوا وراجع، ما تفتحيش لحد
هزت رؤى رأسها إيجابا
فخرج علي واغلق الباب خلفه ولكنه لم يغلقه بالمفتاح.

وقفت رؤى تنظر إلى باب المنزل، حركت المقبض وفتحته فانفتح بسهولة، اتسعت ابتسامتها وهي تتخيل انها تركض من هذا الجحيم، نعم ستهرب هو الآن مريض وغير قادر على الحراك، وعند تلك الجملة اختفت ابتسامته فهو بالفعل مريض لن تتركه وتذهب وهو في هذه الحالة، اغلقت الباب مرة اخري وهي تتنهد بضيق فقد ضاعت فرصتها الوحيدة للنجاه من براثنه ولكنها فضلت ان تبقي في عرينه، استندت ظهرها على الباب تفكر، سيعود علي ويهتم به إلى ان يشفي، نعم سترحل ستهرب، استدارت لتفتح باب الشقة لتخرج فوجدته يفتح من الخارج ودخل علي وهو يحمل الدواء.

علي: الدوا
رؤى: شكرا
علي: لو حصل اي حاجة كلميني
رؤى: حاضر
علي: السلام عليكم
رؤى: وعليكم السلام
رحل علي مرة أخرى، تنهدت رؤى بضيق فها هي خطتها قد فشلت
خلعت نقابها ودخلت إلى المطبخ وبدأت تعد له
( شوربة الخضار) واخذتها وذهبت إلى غرفته، تحسست حرارته فوجدتها قد انخفضت بشكل كبير
رؤى: الحمد لله الحرارة راحت
فبدأت توقظه: جاسر، جاسر، جاسر اصحي
تململ في نومته وبدأ يفتح عينيه بصعوبة: اااااه، انا فين.

رؤى بضيق: هتكون فين يعني في بيتك
فتح عينيه وابتسم لها: رؤي، خليكي جنبي، انا مش شيطان يا رؤي، هو، هو السبب، هو السبب، ماتوا بسببه، سبيوني كلهم بسببه
ثم اغمض عينيه مرة اخري
عقدت حاجبيها باستفهام وكلمات جاسر تتردد داخل عقلها
رؤى في نفسها: يا تري مين دا إلى بيقول عليه السبب ومين دول إلى ماتوا
نفضت تلك الافكار عن رأسها مؤقتا وبدأت توقظه مرة اخري فبدأت توكزه في كتفه
رؤى: جاسر، جاسر، قوم يا جاسر.

فتح عينيه تلك المرة ثم قال بضيق: عايزة ايه
رؤى: عايزاك تأكل عشان تاخد الدوا
جاسر مستفهما: دوا ايه، هو ايه إلى حصل
قصت عليه رؤى ما حدث منذ ان دخلت غرفته ووجدته في حالة لا يرثي لها
جاسر غاضبا: يعني انتي كنتي واقفة قدام علي كدة
رؤى: لا والله ابدا كنت لابسه النقاب وخلعته لما مشي
جاسر غاضبا: طبعا سيداتك كنتي واقفة هنا والدكتور موجود هو وعلي
رؤى: لا بردوا باشمهندس علي ما رضيش، ففضلت مستنية برة.

جاسر: ومين إلى جاب الدوا
رؤى: باشمهندس علي، مشي مع الدكتور وبعدين جاب الدوا وادهاولي ومشي
جاسر غاضبا: وطبعا كنتي واقفة تتكلمي انتي وعلي لوحدكوا ما انا طيشة نايم جوة
رؤى غاضبة: يا عم اهمد بقي، علي فكرة باشمهندس بني آدم مؤدب ومحترم جدا، ما رفعش حتى عينه فيا، واداني الدوا من علي الباب ومشي.

جاسر غاضبا: يا سلام عاجبك اوي يا شيخه رؤي، ثم اكمل ساخرا
ااااه صحيح ما هو كان العريس إلى هيخلصك مني، بس انسي يا رؤى انتي هتفضلي معايا للأبد، ولو جبتي سيرة جنس راجل علي لسانك هقطعهولك فاااهمة.

رؤى في نفسها: وها هو جاسر مهران يعود من جديد
رؤى: حاضر، ممكن بقي تاكل عشان تاخد الدوا
نظر جاسر إلى الأكل بسخط: ايه القرف دا انت ما بحبش شوربة الخضار
رؤى: علي فكرة حرام تقول علي نعمة ربنا قرف، غيرك مش لاقيها
ابتسم بحنين عندما تذكر نرمين اخته كانت تقول له نفس الكلمات عندما يتذمر علي الطعام.

جاسر: ايوة بس انا ما بحبش شوربة الخضار
رؤى: معلش تعالا علي نفسك
جاسر: طب اكليني
رؤى بضيق: ليه ان شاء الله وانت اتشليت
صاح غاضبا: رؤؤؤي
امسكت المعلقة سريعا وبدأت تطعمه
جاسر: بسم الله ما شاء، طبيخك يقرف
نظرت له بغيظ ولم ترد
واكملت اطعامه إلى ان انتهت
رؤى: قول الحمد لله
جاسر ساخرا: الحمد لله يا ماما رؤي، بتتعاملي معايا علي اني ابن اختك
رؤى: اتفضل خد الدوا
جاسر: كملي جميلك بقي وادهولي.

رؤى غاضبة: ما احميك كمان بالمرة
تلاعبت ابتسامة خبيثة علي شفتي جاسر: تصدقي فكرة، انا فعلا محتاج اخد دش
رؤى بارتباك: لا لا انا مش قصدي خالص، انت فهمت غلط
جاسر: والله ما يحصل، يلا روحي جهزي الحمام علي ما أخد الدوا
رؤى بسرعة: لا لا لا مستحيل علي جثتي.

جاسر بجدية: خلاص يا ستي روحي جهزيلي الحمام واخرجي علي طول، تمام كدة
رؤى: ماشي تمام.

دلفت رؤى إلى حمام جاسر، انبهرت بشدة عندما رأته فهو حمام كبير جدا تصميمه من الداخل في منتهي الفخامه، تذكرت في تلك اللحظه فيلم ( خالتي فرنسا، والله لو خالتي شافت الحمام دا لتحلف تدفن فيه )، فضحكت بصوت منخفض، ثم ذهبت ناحية المغطس الرخامي الكبير وملئته بالمياة الدافئة ووضعت فيه سوائل الاستحمام والتفت لتخرج فوجدت جاسر يقف امامها علي شفتيه ابتسامة خبيثة
رؤى متلعثمة: انا انا، ححححضرتلك الحمام، عن اذنك.

تركها تعبر من جواره ذهبت إلى باب الحمام لتفتحه ولكنها وجدته مغلق ولا أثر للمفتاح، التفت تنظر اليه بخوف، فرأت ابتسامته الخبيثة التي اتسعت بشدة وهو يمسك في يده مفتاح الباب
رؤى بخوف: لو سمحت افتح الباب
جاسر مبتسما بخبث: لما تخلصي
رؤى بخوف: اخلص ايه بالظبط
جاسر ساخرا: مش انتي قولتي طب ما احميك بالمرة وأنا وافقت يلا تعالي حميني
رؤى: لا لا طبعا مستحيل، ما ينفعش.

بدأ يقترب بخطوات ثابتة وهي ملتصقة بشدة في باب الحمام، إلى ان وصل اليها وحبسها بين ذراعيه والباب
جاسر: ليه يا رؤى ما ينفعش انتي ناسية ان انا جوزك ولا ايه
ظل صدرها يعلو ويهبط بسرعة من شدة خوفها وخجلها، تقبض بيديها علي طرف ثوبها
رؤى بخوف: لو سمحت ابعد
فاقترب خطوة أخري
رؤى بخوف: أنا بقولك ابعد
فاقترب خطوة أخري
رؤى غاضبة: انت بتفهم بالمتشقلوب.

تعالت ضحكاته العالية، ثم توقف وفجاءة ونظر اليها نظرات قوية وأكمل بهمس.

جاسر: لا انا بفهم بالمعدول يا رؤى بس في قاموس جاسر مهران ما فيش وجود لكلمة ابعد
ماشي يا رؤى
هزت رأسها إيجابا بخوف
جاسر: شاطرة يلا بقي عشان تحميني
ابتعد جاسر عنها وذهب ناحية المغطش وخلع سرواله، فشهقت بخجل ووضعت يديها علي وجهها، نزل جاسر في المياة الدافئة
جاسر: يلا يا رؤى تعالي، بدل ما اطلعلك انا
اقتربت بخطي مرتجفة إلى ان وصلت إلى حافة المغطس عند رأس جاسر
رؤى: ممكن تجيب المفتاح.

جاسر: لاء، واخلصي بقي عشان ضهري قافش
نظرت له بذهول: اعمل ايه يعني
جاسر: دلكيهولي
رؤى: ابدا مستحيل
جاسر: هتدلكيهولي والا اخرجلك
رؤى بسرعة: لا لا خلاص خليك
وضعت يدها علي كتفه العاري، فسرت كهرباء قوية في جسدها، امسكت الليفة وغمرتها بسائل الاستحمام وبدأت تحركها علي ظهره بخفة
جاسر: انشفي شوية
عضت على شفتيها بغيظ، وبدات تحركها علي ظهره بعنف
جاسر: اااه، هو لكدة، لكدة ما عندكيش وسط.

رؤى: احم، هو انت لسه مصر علي إلى قولته
جاسر: قولت ايه
رؤى: يعني علي آخر الأسبوع
جاسر: آه يا رؤي، اخر الاسبوع هتبقي مرات جاسر مهران شرعا زي ما انتي مراتي قانونا
رؤى غاضبة: بس انا مش موافقة
جاسر ساخرا: ما طلبتش موافقتك
رؤى برجاء: ارجوك يا جاسر بلاش
جاسر بجمود: إلى عندي قولته
رؤى باكية: ليه يا جاسر، حرام عليك
جاسر ساخرا: العياط حرام في الحمام يا شيخه رؤي، عايزة تتلبسي
رؤى غاضبة: انت مش بني آدم
جاسر ساخرا: عارف.

أكملت رؤى ما تفعل بصمت فهي تعلم ان الجدال لن يأتي بنتيجة معه
تضايق جاسر من صمتها المفاجئ فهو يحب جدالها وعنادها، ثم ابتسم بمكر
جاسر: رؤى لو سمحت ممكن تيجي تشوفي ايه علي رقبتي دا
ثم رفع رأسه لاعلي، زمت شفتيها بضيق واستدارت وهي تنظر إلى رقبته
رؤى: ما فيش حاج. هاااااااا
شهقت بخوف عندما جذبها جاسر فسقطت في المغطس هي الأخرى واصطدمت رأسها بصدره العريض
حاولت ان تقوم سريعا ولكن جاسر قيد حركتها.

فبدأت تتحرك بهستريا بين ذراعيه لتحرر نفسها
رؤى: سبني، سبني، ابعد عني، سبني
قيد يديها باحدي يديه ثم ثبت راسها بيده الاخري، ودني برأسه منها، حتى لفحت انفاسه الحارة وجهها، فبدأ صدرها يعلو ويهبط بشدة من الرعب، تفجرت الحمرة القانية في وجنتيها.

رؤى راجية: سبني ارجوك
نظر إلى عينيها مباشرة رأي الرعب يتجسد فيهما في اقصي صوره، هو الذي يتلذذ بنظرات الرعب في عيون ضحاياه، كره تلك النظرة في عينيها
مرت دقائق من الصمت لا يشقها سوي صوت انفاس رؤى العالية، ما زال ينظر إلى عينيها يبحر في بحر ذلك الؤلؤ الاسود
اقترب بوجهه اكثر حتى كاد يقبلها ولكن فجاءة عطست رؤى رغما عنها في وجهه
جاسر غاضبا: ايه القرف دا
رؤى: اسفة شكلي اتعديت.

تركها جاسر ولوي شفتيه بضيق، فخرجت من المغطس سريعا
جاسر: طب روحي غيري هدومك عشان ما تبرديش
رؤى: المفتاح
جاسر: خديه من جيب البلطون
ذهبت سريعا إلى بنطاله واخذت منه المفتاح وهرولت ناحية الباب وفتحته وخرجت من الحمام ومن غرفته بأكملها واسرعت إلى غرفتها ودخلتها سريعا وارتمت علي سريرها
تضم ركبتيها لصدرها، تشعر بالتعب الشديد.

فتلك المناعة الضغيفة التي تمتلكها تجعلها تلتقط الامراض بسهولة، اغمضت عينيها واستسلمت للنوم من التعب.

خرج من حمامه وبدل ملابسه واستلقي علي سريره واخذ الدواء واستسلم للنوم
في الجانب الآخر
ذهب فتحي إلى غرفة شاهندا فوجدها فارغة اتسعت عينيه بفزع
فتحي: يا نهار أسود هربت دا جاسر باشا هيموتني
هرول لأسفل سريعا فسمع ضحكات اتيه من الجزء الخلفي للبيت ذهب خلف الصوت فوجد شاهندا جالسة علي الأرض أمام طاولة خشبية صغيرة ( طبلية ) عليها قطع من العجين بجانب والدته
سعدية: مش اكدة يا أجندة، اكدة العجين هيقطع.

شاهندا بضيق طفولي: يا طنط والله اسمي شاهندا
اختبئ فتحي خلف احد الابواب وظل ينظر لها وعلي شفتيه ابتسامة صغيرة
فتحي في نفسه: وبعدهالك يا فتحي أنت هتنسي نفسك ولا ايه دي مرات الباشا
عودة لجاسر ورؤي
مرت عدة ساعات، كان جسدها فيها يرتجف بشدة من ارتفاع درجة حرارتها
فاق جاسر من غفوته الطويلة وهو يشعر بتحسن كبير، قام من علي فراشه، وخرج من الغرفة، فوجد البيت هادئ جدا.

ذهب ناحية التلفاز في الصالة الكبيرة وشغله وجلس على الاريكة المقابلة له
جاسر بصوت عالي: رؤي، اعمليلي شاي
انتظر بعض الوقت ولم تخرج رؤى من غرفتها
فنادي بصوت عالي: رؤي، تعالي هنا
انتظر ان تخرج من غرفتها ولكن دون فائدة
جاسر: معقول تكون نامت، لاء لسه العشا ما أذنتش وهي ما بتنمش قبل ما تصلي العشا
يعني هي متعمدة ما تردش عليا، ماشي يا رؤى ليلتك سودا.

قام من مكانه واتجه إلى غرفتها وفتح الباب فوجدها علي حالتها تلك تضم ركبتيها لصدرها، يرتجف جسدها بشدة، حبيبات العرق تغزو جبينها، اتجه ناحيتها
جاسر: رؤي، انتي هتعملي نفسك نايمة قومي
سمع بعض الكلمات تصدر منها بطريقة عشوائية: بابا، طمطم، سمسم، بابا، جاسر، ماما، رؤى تعبانة.

عقد حاجبيه باستفهام مما يحدث، وضع راحة يده فوق جبينها لتتسع عينيه بفزع
جاسر: نهاااار ابيض هي سخنة ليه كدة، كمان لسه بالهدوم المبلولة ما غيرتيهاش، اكيد اتعدت مني
ذهب سريعا ناحية غرفته واخرج حقيبته الطبية وعاد اليها، فرد جسدها لتنام مستقيمة امامه ولكن تبقي مشكلة ملابسها المبتلة
اخرج لها بعض الملابس من دولابها
وعاد اليها: رؤي، رؤي، رؤى سمعاني
فتحت عينيها بصعوبة وهزت راسها ايجابا
جاسر: قومي غيري هدومك.

هزت رأسها إيجابا، حاولت القيام اكثر من مرة لكن دون فائدة، فكانت تشعر بخدر والم شديد في جسدها كله
رؤى بصوت منخفض متعب: مش قادرة اقوم
امسك بيدها وجذبها برفق حتى انتصفت في جلستها وهي شبه واعية
جاسر: يلا يا رؤى
رؤى بصوت منخفض متعب: ساعديني يا ماما
ابتسم فهي تظن ان والدتها هي التي امامها ولو تعلم انه هو لصرخت في وجهه علي الفور.

بدأ يساعدها في تبديل ملابسها وهو يحاول تجنب النظر إلى جسدها قدر الإمكان حتى لا تتلاعب تلك الافكار الدنيئة في رأسه، حتى انتهي
فمدد جسدها برفق علي الفراش واخرج سماعته الطبية وبدأ يفحصها وهي غير واعية بما يحدث
جاسر: زي ما توقعت اتعديتي مني وجالك التهاب في اللوز وحمي بس بسيطة الحمد لله، انا بقول لمين دي نايمة اساسا.

ذهب ناحية الصيدلية في غرفته واخرج منها سرنجة ومحلول لابرة خافضة للحرارة ومحلول وريدي وعاد اليها، ملئ السنرجة بالكمية المطلوبة من المحلول وحقنها في عرق يدها، ثم ركب لها المحلول الوريدي وظل بجانبها طوال الليل يضع الكمادات علي رأسها
حتى نام وهو جالس علي الكرسي بجانبها
في صباح اليوم التالي
بدأت تفتح عينيها بصعوبة وهي تشعر بألم شديد ينخر في جسدها كله.

اخيرا استاطعت فتح عينيها وضعت راحة يدها امام عينيها لتحجب عنها اشاعة الشمس، ولكنها تفاجأت بوجود المحلول الوريدي في يدها
رؤى بألم: اااه، هو ايه إلى حصل، مين اللي ركبلي المحلول دا
نظرت حولها باستغراب وفجاءة ثبتت عينيها ورفضت التحرك ظلت تغلق وتفتح في عينيها لتتاكد انها لا تحلم، ولكنه لم يكن حلم، جاسر بنفسه نائم على الكرسي المجاور لسريرها، بجانبه اناء به ماء وكمادات.

اعتدلت في جلستها بصعوبة، فرأت ما ترتدي
فما كان منها الا انها صرخت بصوت عالي
انتفض جاسر من علي الكرسي مذعورا
جاسر: ايه في ايه، بتصرخي ليه
رؤى باكية: ابعد عني انا بكرهك، بكرهك
جاسر: انتي اتجننتي يا رؤى ولا حرارتك عليت تاني، ثم وضع راحة يده علي جبينها، طب ما انتي حرارتك كويسة اهو، ايه بقي إلى حصل
رؤى غاضبة: انت ازاي تغيرلي هدومي
جاسر ساخرا: وفيها ايه يعني انا جوزك.

رؤى غاضبة: انا بكره الكلمة دي بكرها، بطل تقولي انا جوزك
جاسر ساخرا: كرهك ليها مش هيمنع كوني جوزك، انا جوزك برضاكي او غصب عنك، انا ليا الحق اعمل كل إلى انا عايزة فيكي
رؤى غاضبة: انت ايه يا اخي ش....
جاسر مقاطعا بسخرية: قبل ما تكمليها شيطان عارف، دا بدل ما تشكريني، دا انتي كنتي بتفرفري من السخونية طول الليل
رؤى: ما سبتنيش ليه اموت وارتاح.

انقبض قلبه بشدة من فكرة موتها، هز رأسه نفيا ليبعد تلك الفكرة عن رأسه، ثم رسم ابتسامة ساخرة علي شفتيه: ما ينفعش تموتي دلوقتي يا شيخة رؤى انا لسه ما خدتش منك إلى انا عايزة
نظرت له بكره وتشنجت قسمات وجهها بغضب
رؤى: مين إلى كشف عليا، اوعي يكون دكتور مش دكتورة
جاسر ساخرا: هتفرق
رؤى: آه، معايا انا هتفرق
جاسر: دكتور.

رؤى غاضبة: لتاني مرة بتسمح لراجل غريب انه يشوف جسم مراتك بس المرة دي انا غايبة عن الوعي، فمعرفتش امنعه، ياااارب انت عارف انه غصب عني يارب وانتي كنت تعبانة ومش في وعيي يارب سامحني
جاسر: والله انتي مجنونة، يعني واحدة عندها حمي وبتموت وفارق معاها مين اللي كشف عليها، علي العموم انا إلى كشفت عليكي.

اتسعت عينيها في دهشة: انت! انت ازاي يعني
هو انت دكتور.

جاسر ساخرا: لا خريج هندسة حلوان زي ما قولتلك، لو ما كنتش دكتور يا ذكية كنت عملتلك الإشاعة في المستشفى ازاي.

رؤى بهدوء: يعني انت دكتور مهمتك ووظيفتك إلى اتخلقت عشانها انك تساعد الناس وتخفف عنهم ألمهم صح، بس إلى انا شيفاه انك بتفنن في تعذيبهم عشان ترضي رغباتك المريضة.

كلامها كالسوط ينزل علي جسده فيجلده بلا رحمة، اغمض عينيه محاولة منه السيطرة علي غضبه وقبض علي كف يده بشده.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
رؤى في نفسها: لازم تفوق يا جاسر، عارفة اني كلامي قاسي عليك بس لازم تفوق يا جاسر قبل فوات الأوان
حاولت القيام من علي فراشها ولكنها شعرت بدوار شديد وارتدت للخلف كادت ان تصدم بظهر السرير الخشبي ولكن كانت يد جاسر هي الاسرع فجذبها اليه وضمها إلى صدره
ابتعدت عنه سريعا بخجل
رؤى بخجل: شكرا
جاسر بجمود: خليكي مكانك عشان ما تدوخيش انتي ما كلتيش حاجة من امبارح
ثم قام وخرج من الغرفة وتوجه ناحية المطبخ.

، فتح الثلاجة فوجد شوربة الخضار التي اعدتها رؤي، فاخرجها وقام بتسخين البعض ووضعها في طبق وعاد اليها
جاسر: كلي
امسكت بالمعلقة بدون ان تتلكم وبدأت في الأكل بصمت وهو جالس امامها يتابعها بصمت وشرود، فاق منه
رؤى: الحمد لله
وضع الطعام جانبا علي الطاولة المحاورة لسريرها ثم ذهب وجلس امامها ووضع راحة يده علي جبينها
جاسر: حرارتك بدأت تعلي تاني
ذهب ناحية صدليته مرة اخري واعد حقنه خافضة للحرارة وعاد اليها.

جاسر: شمري دراعك
نظرت له بخوف وفعلت ما طلب منها
فجلس جاسر بجانبها: شكلك بتخافي من الحقن
رؤى بخوف: هااا، لا ابدا
غرز سن الحقنة في وريدها فصرخت بصوت مكتوم وتشنجت عضلات يدها
جاسر: اهدي وما تشنجيش ايدك عشان ما توجعكيش، بس خلاص، بالشفا يا شيخة رؤى
رؤى باكية: ايدك تقيلة
شعر برغبة جارفة في ضم تلك الصغيرة الباكية
فجذبها إلى صدره يمسد علي شعرها بحنان
رؤى باكية: انتي وجعتني، من ساعة ما قبلتك وانت بتوجعني، ليه جاسر.

جاسر بحنان ؛ بس يا رؤى اهدي، غصب عني يا رؤى إلى شوفته مش قليل
ثم ابعدها عنه برفق واحتضن وجهها بين كفيه برفق: بصي هنتفق اتفاق تاني
نظرت له باهتمام فاكمل حديثه: بصي يا ستي نرمين نفسها تشوف ولادي، وانا ما اقدرش ارفضلها طلب
رؤى بحذر: والمطلوب
جاسر: المطلوب منك انك تجبيلي طفل وبعد كدة هحررك من اسري إلى الأبد بس هاخد ابني معايا، وانتي لو عايزة تفضلي معايا وما تطلقيش انا ما عنديش مانع.

ابتعدت رؤى غاضبة: انا بقي عندي مانع اني اعيش مع واحد حيوان زيك وانسي يا جاسر مستحيل هخليك تلمسني، لو عايزني يبقي هتاخدني جثة
جاسر بهدوء: يبقي انا كدة لسه عند وعدي واخر الأسبوع دخلتنا يا رؤى
ثم قام وخرج من الغرفة
في المستشفى
دق ياسر باب الغرفة ثم دخل
ياسر مبتسما: صباح الخير
نرمين بحدة: انت مين وازاي تدخل أوضتي
لاحظ ياسر ارتجاف صوتها بخوف علي الرغم من نبرة الغضب التي تعتريه.

ياسر مبتسما: اهدي يا أستاذة نرمين، ثم سحب كرسي وجلس بجوار سريرها فلاحظ انكماشها علي نفسها بخوف
فاكمل بابتسامة هادئة: انا يا ستي دكتور ياسر، الدكتور المسؤول عن حالة حضرتك بتكليف من جاسر باشا شخصيا
نرمين مستفهمة: جاسر باشا، ازاي يعني، جاسر بقي باشا ازاي.

ياسر مبتسما: اااه طبعا جاسر باشا، اخو حضرتك يملك اكبر شركة للمقاولات في البلد دا غير شركات سياحة كتير في دبي ويملك المستشفي دي ومستشفي كمان ويعتبر من اثري اثرياء العالم
نرمين بدهشة: جاسر بقي عنده الحاجات دي كلها امتي
ياسر: ما اعرفش والله يا افندم من حوالي تلات سنين، غزت شركات آل مهران جروب، السوق، إلى اعرفه ان الشركات دي في الاصل ملك رجل الأعمال حازم سليمان بس فجأة بقت بتاعت اخو حضرتك.

نرمين: طب انا عايزة اشوف جاسر
ياسر: حاضر يا افندم، هتصل بيه وابلغه، المهم انا كنت جاي اطمن علي صحة حضرتك
لاحظ شرود عينيها، فاكمل بحذر: حضرتك عندك استعداد تحكيلي ايه إلى حصلك عشان توصلي للحالة دي
مرت مشاهد سريعة امام عينيها، اصوات متداخله يعلوها صوت صراخها، فبدأت تصرخ وهي تضع يديها علي اذنها: بس بس كفاية لا لا ابعد عني، ابعد عني
تقدم ياسر منها بحذر: اهدي يا نرمين، اهدي.

نرمين صارخة: ابعد عني، ابعد عني، حرم عليك
تدارك ياسر الموقف سريعا وحقنها بحقنة مهدئة فارتخي جسدها ونامت
ياسر: وبعدين معاكي يا نرمين كنت فاكر انك خلاص علاجك وصل لاخره، بس طلعنا لسه في أوله
في اليوم التالي
اخبر ياسر، جاسر برغبة نرمين في رؤيته
في شقة جاسر
دخل غرفتها كالعادة دون اسئتذان فوجدها تجلس علي الفراش تضم ركبتيها لصدرها تنظر امامها بشرود
جاسر: انا رايح لنرمين، تحبي تيجي معايا.

هزت رأسها إيجابا، وقامت وارتدت نقابها وخرجت معه من المنزل، وركبت في سيارته ظل نظرها معلق بالطريق تشاهد الناس والمحلات، وقفت السيارة في إشارة فجذب انتباهها، طفلة صغيرة ممسكة بيد والدها ويعبر بها الطريق
ابتسمت وهي تتذكر كيف كانت تقبض علي يد والدها، وهو يعبر بها الطريق وكيف كان يضحك معها حتى ينسيها خوفها
، جذب انتباهها ايضا سيدة عجوز تقف حائرة، تري في عينيها ان بحاجة لمساعده احد لتعبر الطريق.

فبدون سابق إنذار فتحت رؤى باب السيارة ونزلت منه
جاسر غاضبا: رؤى تعالي هنا
لم تعره انتباها، فنزل خلفها مسرعا ومن خلفه حرسه ظننا منه انها ستهرب ولكنه وجدها تذهب إلى تلك السيدة وتمسك يدها وعبرا الطريق ببطئ
السيدة مبتسمة: روحي يا بنتي الهي ربنا يسعدك ويوقفلك ولاد الحلال
ابتسمت لها ثم عادت اليه ووقفت امامه، فكان نصيبها صفعة قوية هوت علي وجنتها من يد جاسر، ثم جذب يدها وادخلها إلى السيارة.

وصاح في السائق غاضبا: اقفل lock العربية
انتفض السائق من صوته العالي وفعل ما طلب
وانطلقت السيارة إلى المستشفي
ظل يخطف النظرات اليها فوجد نظرة عينيها جامدة خالية من الحياة
كور قبضته بغضب، ليس منها بل من نفسه، فها هي علاقتهم ترجع لنقطة الصفر، لن يستطيع أن يكتسب ثقتها ابدا، ولكن قلبه كاد أن يخرج من مكانه عندما نزلت من السيارة وتركته، ظن انها ستهرب، انه لن يراها مرة أخري وهذا شئ لن يتحمله ابدا.

وصلت السيارات إلى المستشفي، نزل جاسر وهو ممسك بيد رؤى وخلفه حراسته، وقف امام غرفة نرمين
جاسر للحرس: خليكوا هنا
ثم دخل الغرفة
جاسر مبتسما: صباح الخير يا نيرو
نرمين مبتسمة: صباح الفل يا جاسر ويا رؤى
توقع ان تظل علي نفس حالتها الجامدة، ولكنه وجدها خلعت بيشة نقابها فراي تحتها تلك الابتسامة العريضة التي عرف انها مصطنعة وذهبت واحتضنت نرمين
رؤى مبتسمة: وحشتيني يا نيرو.

نرمين: وانتي كمان يا حبيبتي، ثم وضعت يدها برفق علي بطن رؤي، ها ما فيش حاجة جاية في السكة
تلاشت ابتسامة رؤى وهي تنظر لجاسر
جاسر مبتسما: ان شاء الله يا حبيبتي قريب، ثم شدد على الكلمة الاخيرة، قريب اوي
ازدرقت ريقها بذعر، وعادت ترسم تلك الابتسامة المرحة علي شفتيها
نرمين: صحيح يا جاسر، انا كلمتك عشان عيزاك في موضوع مهم
رؤى: طب انا هروح اجيب عصير، حد عايز حاجة
جاسر: شاي
رؤى: وانتي يا نيرو.

نرمين مبتسمة: عصير زيك
ابتسمت لها رؤى وخرجت من الغرفة لتترك لهم المساحة ليتحدثوا بحرية، وجدتها فرصة ذهبية، لن تعوض لتهرب من ذلك الجحيم
ولم تكن تعرف ان جاسر عين حرس مخصوص لمراقبتها، خرجت من باب المستشفي بحذر وبخطوات سريعة وانفاسه متلهفة وركبت سيارة اجري ورحلت
في غرفة نرمين
جاسر: خير يا حبيبتي
نرمين: عايزة اعرف انت ازاي بقيت جاسر باشا وازاي بقيت من اثري اثرياء العالم.

جاسر: مع اني حكتلك يا نرمين بس هحكيلك تاني، ثم بدأ يقص عليها ما حدث
إلى ان قاطعه صوت رنين هاتفه
جاسر: الو
المتصل: ...
جاسر: كنت عارف انها هتعمل كدة، هي فين
المتصل: ...
جاسر: طب خليك عندك انا جاي
ثم اغلق الخط
جاسر: معلش يا حبيبتي لازم امشي دلوقتي في حاجة ضروريةلازم اعملها
نرمين: ماشي يا حبيبي خلي بالك من نفسك
قبل جبينها وخرج من الغرفة وركب سيارته وانطلق
في شقة حسين والد رؤي،.

تسير الحياة كئيبة حزينة، دموع مجيدة لا تتوقف حزنا على ابنتها تدعو لها ليل ونهارا، حسين يكاد يموت قهرا عليها ولكن ما يصبره انه رآها بصحة جيدة لم يحدث لها شئ، وعاصم يتمزق من الداخل، علي اخته التي لا يعلم عنها شء وحبيبته التي قتلها جاسر
اقسم بداخله انه سينتقم منه، سينتقم لنفسه ولاخته ولحبيبته
حتى طمطم الصغيرة اصبحت حزينة معظم الوقت، تشتاق لاختها بشدة.

دق الباب فذهب عاصم واتكا علي عصاه وفتحه فوجد فتاة منتقبة تقف امامه
عاصم: مين حضرتك
رؤى: كدة يا عاصم مش عارفني
عاصم مندهشا: رؤى
، القت رؤى بنفسها داخل صدره، فرمي عصاه واخذ يضمها اليه بشدة
عاصم: وحشتيني اوي اوي يا حبيبتي، انتي كويسة
هزت رأسها إيجابا
خرجت مجيدة من المطبخ، فرأت عاصم يحتضن تلك الفتاة
مجيدة غاضبة: مين دي يا عاصم بقي دي اخرة تربيتي جايبلي واحدة البيت ونازل احضان وبوس فيها.

عاصم: يا ست الكل اهدي عشان تعرفي مين دي
مجيدة غاضبة: وكمان لابسه نقاب بتسوئي سمعة المنتقبات
ثم سبحت بيشة النقاب من علي وجهها، لتجحظ عينيها في دهشة: رؤى
جذبتها سريعا لصدرها تضمها بقوة: رؤي، حبيبتي يا بنتي، وحشتيني اوي اوي اوي اوي
اغمضت عينيها تستمع بالحنان المنبعث من حضن امها، افتقدته وبشدة
ابعدتها مجيدة عنها برفق.

وشقهت ولطمت بيدها علي صدرها عندما وجدت اصابع كف حمراء مطبوعة على وجهها مسدت علي وجهها برفق وهي تبكي
مجيدة باكية: منه لله البعيد، حسبي الله ونعم الوكيل فيه
نظر عاصم لما تشير امه ليقطب حاجبيه بغضب
رؤى: خلاص يا ماما انا لازم امشي دلوقتي
انا هربت منه بس هو اكيد هيجي علي هنا، كان لازم اشوفكوا لانكوا وحشتوني اوي
مجيدة باكية: هتروحي فين بس يا بنتي.

رؤى: اي حتة بعيد عنه، المهم سلميلي علي باب وبوسيلي طمطم كتير، انا لازم امشي دلوقتي.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
ارتجف جسدها بفزع عندما سمعت صوته
وقف عاصم امامها ليحميها
جاسر ساخرا: في واحدة محترمة تسيب جوزها وتهرب
عاصم غاضبا: اختي محترمة غصبا عن عين اهلك
جاسر ساخرا: تؤتؤتؤ، ليه كدة يا عصومه، كفاية رجل واحدة متجبسة مش لازم الاتنين
ثم وجه كلامه للحرس
جاسر بجمود: علي تحت
نزل الحرس فاغلق جاسر باب المنزل
ثم ذهب وجلس على احد الكراسي واضعا قدم فوق اخري
جاسر: ايه يا حماتي مش هتعزمي علي جوز بنتك بحاجة يشربها ولا ايه.

مجيدة غاضبة: شربت المر لحد كيعانك يا بعيد
ضحك جاسر عاليا ثم اخرج هاتفه واتصل بعلي
جاسر: ايوة يا علي، ادي الموظفين إلى في الشركة باقي اليوم أجازة
ثم اغلق الخط
واتصل بمحل لبيع الاطعمة الجاهزة وطلب طلبية كبيرة من الطعام وأعطاهم العنوان
واتصل بمحل ملابس وطلب العديد من الملابس له وأعطاهم نفس العنوان
وقفوا ينظرون له مندهشين مما يفعل.

جاسر ساخرا: ما تقعدوا واقفين ليه، اتفضلوا اتفضلوا البيت بيتكوا، ثم اشار إلى الكرسي المجاور له، تعالا يا رؤى اقعدي جنبي، ذهبت بخطي مرتجفة تزدرق ريقها بخوف وجلست بجانبه، فمال علي اذنها وهمس بتوعد: حسابنا لما نرجع البيت.

دق الباب ففتحت مجيدة، دخلت طمطم الصغيرة، ابتسمت بشدة عندما رأت رؤى وجرت عليه وارتمت في حضنها
طمطم بسعادة: رؤى وحشتيني كدة مش تسألي على طمطم
ضمتها رؤى بشدة: معلش يا طمطم
طمطم: لاء انا زعلانة منك، عايزاني اصالحك
رؤى مبتسمة: اكيد
طمطم: تفضلي معايا، وانام في حضنك وتجبيلي شكولاتة
نظرت لها بحزن: يا ريت اقدر
اخرج جاسر شكولاتة كبيرة من جيبه، ومد يده للصغيرة بها
جاسر مبتسما: اتفضلي يا ستي.

نظرت له طمطم بغضب: لاء انت عمو وحش وشرير
رؤى بعتاب: عيب يا طمطم، اعتذري لعمو
طمطم: انا اسفة
جاسر بحزن مصطنع: لاء انا زعلان منك، ثم اخذها من بين ذراعي رؤى واجلسها علي قدميه
جاسر مبتسما: عايزاني اصالحك خدي دي
ثم اشار ناحية جيب سترته الداخلي، بصي هنا كدة يمكن تلاقي تاني.

وضعت طمطم يدها في جيبه واخرجت شكولاتة اخري، اشار الى جيبه الاخر وقال نفس الكلام فوضعت يدها واخرجت ثلاثة قطع اخري، ثم اشار إلى جيوب جاكته الخارجيه، فوجدت طمطم فيها الكثير
جاسر مبتسما: ها يا ستي عايزة تاني ولا كفاية
طمطم منبهرة: عارف انا عايزة ايه
جاسر: ايه
طمطم: جاكت زي دا
جاسر: اشمعنا
طمطم: عشان بيولد شكولاتة كتير
انفجر جاسر ضاحكا حتى ادمعت عينيه.

جاسر ضاحكا: ماشي يا ستي هجبلك واحد زيه عشان يولد شوكولاتة كتير
عاصم غاضبا: طمطم تعالي هنا، وارمي الشوكولاتة دي
خلع جاسر سترته واخرج منه محفظته ومفاتيحه ثم وضع فيه كل قطع الشكولاتة والبسه لطمطم
كانت مجيدة تراقب في صمت هذا الرجل الغريب، تكره ولكن بداخلها شعور انه غريب ناحيته، رأت حنانه وهو يعامل ابنتها الصغيرة.

دق الباب فجرت طمطم مسرعة تفتحة وهي ترتدي سترة جاسر
طمطم بسعادة: بابا، شوفت عمو الحلو ادا لطمطم ايه
دخل حسين فوجد جاسر ورؤي، لم يعطي جاسر انتباها بل أسرع ناحية ابنته واحتضنها
حسين: وحشتيني يا حبيبتي وحشتيني اوي
رؤى باكية: وانت كمان يا بابا وحشتني اوي
حسين لجاسر: وجودك غير مرحب بيه، وروقة بنتي توصلي
جاسر ساخرا: تؤتؤتؤ، بتطردني يا حمايا، لاء انا كدة ازعل ولما ازعل رؤى هي كمان بتزعل ولا ايه يا حبيبتي.

حسين بحدة: انت فاكر انها هتخرج من بيتي تاني تبقي بتحلم يا جاسر
جاسر: والحلم مع جاسر مهران حقيقة، وبعدين مين قالك ان رؤى هتخرج من بيتك، انا وهي هنقعد معاكوا يومين، ايه رايك يا حبيبتي في المفاجأة دي، هنمشي اخر الاسبوع، عشان المفاجأة التانية
ظل صدرها يعلو ويهبط بسرعة من شدة الخوف.

دق الباب مرة اخري، فذهب جاسر وفتح الباب واخذ من العامل الملابس، كاد أن يغلق الباب عندما جاء عامل توصيل الطعام فاخذ منه الطعام وحاسبه ثم دخل واغلق الباب
وهم ينظرون اليه بدهشة
وضع جاسر الطعام علي الطاولة الصغيرة
جاسر: الغدا، اتفضلوا يلا عشان يبقي بنا عيش وملح
حسين: قولتلك وجودك غير مرحب بيه
جاسر: لنفضل احنا الاتنين لاخدها وامشي، قولت ايه يا حمايا
طال صمتهم ينظرن إلى بعضهم باستغراب واندهاش.

جاسر: السكوت علامة الرضا رؤى أوضتك فين عشان اغير هدومي
سارت امامه إلى ان وصلت إلى غرفتها، ظلت تتطلع اليها بلهفة وشوق، فاقت منه علي صوت اغلاق الباب بالمفتاح
رؤى بخوف: انت قفلت الباب ليه
جاسر غاضبا: عشان نتحاسب، في واحدة محترمة تسيب جوزها وتهرب
رؤى غاضبة: اااااه يا جاسر عشان تخلص من الجحيم إلى هي عايشة فيه
امسك ذراعها وثناه خلف ظهرها وصاح غاضبا: جحيم، انا هوريكي الجحيم فعلا بعد عملتك السودا دي.

رؤى باكية: ااااه دراعي يا جاسر حرام عليك
سمعوا في الخارج صوته الغاضب وصوتها وهي تتألم، ذهب عاصم إلى غرفة رؤى
حاول فتح الباب لكن دون فائدة
دق الباب بعنف وصاح غاضبا: افتح يا جاسر
ذهب جاسر ناحية الباب وفتحه: خير يا نسيبي العزيز
تجاوزه عاصم ودخل إلى اخته
عاصم بلهفة: رؤى انتي كويسة
هزت رأسها إيجابا، فامسك عاصم يدها
عاصم: تعالي يا حبيبتي معايا وسيبي جاسر باشا يغير هدومه.

جاسر: لاء انا بحب مراتي تساعدني ولا ايه يا رؤى
قبضت رؤى على كف عاصم بقوة ونظرت له برجاء الا يتركها، نظر لها جاسر نظرة تحذيرية غاضبة، فهمتها سريعا فتركت يد عاصم
وابتعدت عنه
رؤى: روح يا عاصم، وانا هاجي وراك
نظر لها عاصم بحزن، ونظر لجاسر بغضب وخرج من الغرفة غاضبا يتكأ علي عكازه الحديدي، فاغلق جاسر الباب
وبدأ يتقدم منها وهي ترجع إلى الخلف
رؤى باكية: ابوس ايدك خليني اخرج.

اعتصر قبضته بغضب، اصبحت دموعها تحرق قلبه بشدة
وقف امامها وهي ترتجف خوفا، وضمها إلى صدره بحنان
جاسر بحنان: هششششش، اهدي
في الخارج
مجيدة بحدة: أنا هروح اشوف بنتي ليكون عمل فيها حاجة
ذهبت سريعا ناحية غرفة رؤى وفتحت الباب لتتسع عينيها من الدهشة من ذلك المشهد العجيب للغاية، رؤى بين ذراعي جاسر والاخير يمسد علي حجابها بحنان ويضمها بشده اليه
مجيدة: احم، احم.

ابتعدت رؤى عن جاسر سريعا وقد تخضبت وجنتيها بالدماء من الخجل
جاسر مبتسما: خير يا حماتي
مجيدة: تعالي يا رؤى ساعديني في تحضير الغدا
رؤى: حاضر، هغير هدومي واحصل حضرتك
هزت مجيدة راسها ايجابا وخرجت من الغرفة وبداخلها الف سؤال
في داخل الغرفة، فتحت رؤى دولابها واخرجت ترنج بيتي ازرق اللون وذهبت ناحية باب الغرفة
جاسر: رايحة فين
رؤى: هغير هدومي في الحمام.

هز رأسه إيجابا، فخرجت من الغرفة ودخلت إلى الحمام وبدلت ملابسها وعادت إلى غرفتها لتضع فيها نقابها
فوجدت جاسر يجلس على الفراش ينتظرها واضعا راحة يده اسفل ذقنه
جاسر بملل: ساعة بتغيري
رؤى: عاوز حاجة
جاسر: عطشان
رؤى: ثانية واحدة
ذهبت رؤى ناحية المطبخ واخرجت زجاجة مياة من الثلاجة
مجيدة: انا مش فاهمة حاجة، جوزك دا طيب ولا شرير ومريض ولا ايه بالظبط.

رؤى: ولا انا يا ماما، هبقي احكيلك كل حاجة يمكن تفهمي انتي، عن اذنك اديله الماية.

عادت إلى غرفتها واعطته زجاجة المياة وهمت بالمغادرة
جاسر: استني راحة فين
رؤى: راحة اساعد ماما في الأكل
ثم تركته وذهبت، اعدت السفرة ووضعت الطعام التي طبخته والدتها والطعام الفخم الذي اشتراه جاسر، ثم عادت اليه
رؤى: الغدا جاهز
قام وامسك يدها وشبكها في يده وخرج من الغرفة
وذهبا إلى الطاولة، فجلس عليها وبجانبه رؤى من ناحية وطمطم من الناحية الاخري ومقابل لهم مجيدة وعاصم وعلي رأس الطاولة والدها.

حسين بصوت عالي نسبيا: بسم الله الرحمن الرحيم
حتى يذكر من نسي
سمي جاسر في سره وقبل ان يبدأ الاكل تذكر دواء رؤى الذي يجب أن تاخذه قبل الأكل، فقام من علي الطاولة سريعا وسط نظراتهم المتعجبة وذهب ناحيه غرفتها واخرج عبوة الدواء من جيب سرواله وعاد اليهم واعطاها عبوة الدواء
جاسر بصوت هادئ: الدوا
عاصم غاضبا: دوا ايه انت بتدي اختي ايه
اختطف عاصم العبوة من يد رؤى وقرأ اسم الدواء
عاصم مندهشا: دا مضاد حيوي.

رؤى: اصل انا كان عندي نازلة برد وحمي
نظر عاصم إلى جاسر متعجبا
مجيدة لجاسر: اقعد يا ابني كل
جلس جاسر بجوار رؤى واخذ العبوة من عاصم واعطاها لرؤي فاخذت قرص منها
وبدأت في الأكل
مال علي اذنها وهمس: نسيتي تسمي يا شيخه رؤى
رؤى بصوت منخفض: سميت في سري
جاسر هامسا: شطورة
فاحمرت وجنتيها خجلا، وبدأت في الأكل حتى تخفي خجلها ولكن لاحظتهم مجيدة فابتسمت، بينما نظر له حسين بتعجب واندهاش
طمطم مبتسمة: عمو جاسر.

جاسر مبتسما: نعم يا حبيبتي
طمطم مبتسمة: انت هتخلي رؤى تفضل مع طمطم علي طول
جاسر مبتسما: هخليها تيجي تزورك كتير ماشي
هزت طمطم رأسها إيجابا بفرحة
اكملوا طعامهم بصمت كل يدور بداخله آلاف الأسئلة حول ذلك الرجل الغريب
قام جاسر ومن بعده رؤى لتريه طريق الحمام
غسل يديه واعطته رؤى المنشفة، فجفف يديه
دخلت رؤى إلى الحمام وتوضئت وذهبت إلى غرفتها وفرشت سجادة الصلاة وبدأت تصلي
في الخارج.

شعرت مجيدة ببعض الدوخة وكادت ان تسقط لولا ذراع جاسر الذي استندت عليه سريعا
مجيدة: شكرا
ساعدها جاسر علي الجلوس
جاسر: ضعطك شكله عالي، هخلي رؤى تعملك حاجة مسكرة ثم تركها وذهب إلى غرفتها، فنظرت مجيدة إلى زوجها الذي شاهد المشهد كله، باستغراب فبادلها بنظرات متعجبة
في غرفة رؤى
دخل إلى الغرفة فوجدها تنهي صلاتها
جاسر: حرما يا شيخة رؤى
رؤى: مش هينفع اقولك جامعا عشان انت قولت قبل كدة ان ما فيش شيطان بيصلي.

نظر لها بغضب وغيظ
جاسر بجمود: مامتك ضغطها عالي وتعبانة،
خرجت مسرعة من الغرفة وذهبت إلى والدتها وجثت علي ركبتيها امامها
رؤى بلهفة: سلامتك يا ماما انتي كويسة، ايه إلى حصل
مجيدة مبتسمة: ما تقلقيش يا حبيبتي انا كويسة
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
رؤى: ثواني هعملك كوباية كركدية
ذهبت سريعا إلى المطبخ وبينما تمر من امام غرفتها، تسمرت مكانها وجحظت عينيها في دهشة، عندما رأت جاسر يقف يصلي.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
وبينما تمر من امام غرفتها، تسمرت مكانها وجحظت عينيها في دهشة، عندما رأت جاسر يقف يصلي، رمشت عدة مرات للتأكد أن ما تراه حقيقة وليس حلما.

رآها عاصم علي هذه الحالة فذهب اليها
عاصم: مالك يا رؤى متنحة ليه كدة
رؤى مندهشة: جاسر بيصلي
عاصم بضيق: وهو دا ينفعله صلاة
نظرت له رؤى بغيظ: ليه يعني كنت ربنا، استغفر الله العظيم يا رب، عشان تحكم تنفع صلاته ولا لاء
نظر لها عاصم مندهشا: رؤى انتي بتدافعي عنه بجد، اوعي تكوني حبتيه يا رؤى
رؤى متلعثمة: هاااا، حبيته لاء طبعا، بس دا جوزي يعني لازم تحترمه
هز عاصم رأسه بيأس وتركها ورحل.

، نظرت له وهو ساجد يبكي علي سجادة الصلاة فاتسعت ابتسامتها
رؤى في نفسها: يااارب اقبل توبته يااا رب
ثم ذهبت ناحية المطبخ واعدت العصير لوالدتها واعطته لها
مجيدة: شكرا يا حبيبتي، يلا بقي روحي شوفي جوزك
هزت رأسها إيجابا ودخلت إلى الغرفة
فوجدته جالس علي السرير الصغير
رؤى: ، حرما
جاسر ببرود: ، جمعا ان شاء الله، مامتك عاملة ايه
رؤى: كويسة
كتب اسم دواء علي ورقة واعطاها لها
جاسر: الدوا دا هيبقي كويس ليها.

اخذت منه الورقة: شكرا
ثم خرجت من الغرفة
فاغمض عينيه، نعم لقد تحدته واستفزته بتلك الكلمات فقام وتوضاء ولكن عندما اقترب من سجادة الصلاة، شعر ببرودة في أطرافه
حاول لملمة شتات نفسه ووقف علي سجادة الصلاة، وما ان قال ( الله أكبر)، انهار كالطفل الصغير وبدأ يبكي وهو يدعو ان يغفر الله له.

ظل يبكي ويبكي وهو يدعو، إلى ان انتهي من الصلاة، احساس جميل احتل خلاياه جميعا وسكن قلبه، احساس بالراحة والاطمئنان لم يشعر به وهو يملك الملايين، بل المليارات
جلس علي فراشها الصغير يعيد ترتيب حساباته من جديد
فاق من شروده علي صوت الباب ودخول رؤى الغرفة
رؤى: تحب اعملك حاجه تشربها
جاسر: لاء شكرا
اخذت رؤى وسادة صغيرة
جاسر: هتعملي ايه
رؤى: هنام على الأرض
جاسر: رؤي، وانا هادي اهو ولذيذ اطلعي نامي علي السرير.

رؤى: السرير صغير ومش هيكفيني انا وانت
جاسر: تعالي وانا اوريكي ان هو هيكفي
ذهبت ناحية الفراش وتمددت بعيدا عنه
في جزء صغير من الفراش
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
فمد جاسر ذراعيه حول جسدها وضمها إلى صدره وجعل رأسها تتوسد صدره
جاسر: شوفتي بقي اهو مكفينا وزيادة
احمرت وجنتيها من شدة الخجل
رؤى بخجل: لو سمحت ابعد شوية
جاسر: نامي يا رؤى وما تخافيش
رؤى بحزن: كمل، كمل لسه الاسبوع ما خلصش
جاسر: بالظبط.

رؤى: جاسر ممكن اطلب منك طلب
جاسر بنعاس: امممممممم
رؤى: ممكن تطلقني
جاسر ساخرا: حاضر الصبح هطقلك انا وبابا وناهد وكلنا ( بصوت احمد حلمي في ميدو مشاكل )
نظرت له بدهشة سرعان ما انفجرت ضاحكة علي كلماته تلك
جاسر: بس بقي عايز انام
رؤى في نفسها: زي ما بقوله كلام قاسي عشان يفوق، لازم اتلكم معاه بطريقة كويسة، واهو خد خطوة كويسة وصلي
رؤى برقة: جاسوره
فتح عينيه ينظر إليها مندهشا
جاسر بدهشة: انت بتكلميني.

رؤى: هو في غيرك
جاسر: سبحان مغير الأحوال، عايزة ايه
رؤى: بص انا تعبانة وهموت وانام، ولسه العشاء ما اذنتش فممكن تفضل صاحي لحد ما العشاء تأذن وتصحيني
جاسر: والمقابل
رؤى بغيظ: مااااادي
ضحك جاسر عاليا
رؤى: عايز ايه
جاسر بشرود: بطلي تقوليلي أنت شيطان ما بحبش اسمعها منك
هزت رأسها إيجابا: بس كدة دا انت ملاك وطيب خالص وامور وحليوة
جاسر ضاحكا: بس بس كفاية كذب.

رؤى: علي فكرة انا مش بكذب، انت ماعندكش مرايات في بيتكوا، دا انت مززززز اوي
جاسر ضاحكا: انتي كويسة يا رؤى لتكوني سخنتي تاني
رؤى بضيق طفولي: اسكت بقي عشان انا مخصماك
جاسر مبتسما: النهاردة يوم العجايب، رؤى بنفسها بتتكلم معايا كدة، ومخصماني ليه ان شاء الله يا ست رؤى
رؤى: عشان ادتني حقنة وانا بخاف من الحقن وما جبتليش بعدها مصاصة
جاسر مندهشا: مصاصة، انتي مين يا بت فين رؤى مراتي، اعترفي.

رؤى بضيق: يا رخم، بس بقي عايزة انام شوية
ظلت تخبط برأسها على صدره
جاسر بألم: ايه يا اما انتي بتطبلي
رؤى: صدرك ناشف اوي مش عارفة انام عليه
، بص افرد دراعك
جاسر: عليا النعمة انتي مش رؤى
رؤى: ما ينفعش تحلف بغير الله، قول لا إله الا الله
جاسر: لا إله الا الله
رؤى مبتسمة وهي تغمض عينيها: ايوة كدة شاطر يا جاسوره الصبح هعملك كيكة بالشوكولاتة
فرد ذراعه فنامت عليه، ظل يتأمل فيها وهي نائمة وابتسامة صغيرة علي شفتيه.

دق الباب
جاسر بصوت منخفض: ادخل
دخلت مجيدة: مساء الخير، ايه دا هي رؤى نامت، دي لسه ما صلتش العشا
جاسر: ما هي قالتلي اصحيها عشان تصلي
مجيدة مبتسمة: ربنا يكون في عونك، اصل انت ما تعرفش دي نومها تقيل اد ايه
جاسر: غريبة انا دايما بصحي القيها صاحية
مجيدة: ما هي بتحب تصحي لوحدها ما حدش يصحيها
هز جاسر رأسه إيجابا
مجيدة: انا كنت عايزة اتكلم معاك شوية
جاسر: اتفضلي وانا جاي ورا حضرتك.

هزت مجيدة راسها ايجابا وخرجت من الغرفة
فسحب جاسر ذراعه برفق من تحت رأس رؤى وقبل جبينها وخرج من الغرفة
وجد مجيدة تجلس علي كرسي في الصالة
فجلس امامها
جاسر: احم، خير
مجيدة: مش عارفة المفروض ابقي كارهك ومش طايقة اشوف وشك ومع ذلك مش عارفة اعمل كدة، حساك انت كمان مظلوم وضحية، ليه يا ابني بتعمل كدة انت شكلك طيب والله وحنين، ليه بتعمل كدة.

تنهد جاسر بحزن: إلى شوفته مش قليل
مجيدة: مهما كان إلى حصل دا ماضي انساه
جاسر: انسي ان اهلي ماتوا قدام عنيا، انسي ان ابويا انتحر، عشان حاسس بالعجز وامي ماتت بحسرتها، انسي ان اختي اتكسرت واتطلقت واتفضحت وكل دا بسببه.

ربتت مجيدة على كتفه بحنان ودموعها تنساب من عينيها
مجيدة: ياااه يا ابني دا انت طلع جواك جرح كبير اوي.

جاسر بألم: اووي الدنيا دي اذتني كتير وجه دوري انا عشان أذي، عارفه كل حاجه في بدايتها صعبة حتى الاذية، بس لما بتتعودي عليها بيبقي ليها لذة خاصة، اتعودت علي الاذية لحد ما بقت منهج حياتي، لحد ما جت بنتك وقلبت حياتي كلها، كنت فاكر ان اذيتها حاجة سهلة بس طلعت أصعب مما أتخيل، بقت انا إلى بتأذي لما بحاول أذيها
مجيدة: واخرتها يا ابني
جاسر: مش عارف.

مجيدة: بص يا ابني، سامح وتوب، ما تخليش نار الانتقام تعميك فتخسر دنيا واخرة، انا ليا رجاء عندك يا ابني.

جاسر: اتفضلي
مجيدة: بالله عليك يا ابني ما تأذيش رؤي، دي طيبة اوي والله، لما تتعامل معاها هتحس انك بتتعامل مع طفلة، بالله عليك يا ابني اعتبرني زي والدتك وما ترفضش طلبي.

هز جاسر رأسه إيجابا: حاضر يا أمي
مجيدة مبتسمة: ربنا يسعدك يا ابني ويريح قلبك
ارتفع اذان العشاء في الجوامع، فذهب جاسر لايقاظ رؤى
جاسر: رؤي، رؤي، اصحي يا رؤى العشا اذنت
و لا حياة لمن ينادي
جاسر: طنط عندها حق دا انتي نومك تقيل اوي
ثم بدأ يهز جسدها برفق: رؤي، يا رؤي، يابنتي قومي
رؤى بنعاس: خمس دقايق
جاسر مبتسما: قومي يا رؤى العشا اذنت
رؤى بنعاس: الصبح الصبح
جاسر ضاحكا: صبح ايه يا بنتي قومي، يا رؤى.

تنهد جاسر بضيق: بقي كدة ماشي
وضع احد ذراعيه أسفل ركبتيها والاخر اسفل ظهرها وحملها وخرج بها من الغرفة، متوجها إلى الحمام
قابله حسين الذي كان يتوضأ عند باب الحمام
حسين بقلق: مالها رؤى
جاسر: ما تقلقش يا عمي
جاءت اليهم مجيدة ضاحكة: اكيد مش راضية تصحي
مجيدة: رؤي، رورو، رؤى حبيبتي اصحي، شوفت انا عارفة بنتي كويس ولا الطبل البلدي هيصحيها.

دخل جاسر إلى الحمام ووقف امام الحوض وانزل رؤى واسندها بذراعه، ثم فتح صنبور الماء، وبدأ يرش الماء برفق علي وجهها
استيقظت مذعورة: بغرق، بغرق
ضحك كل من كان واقفا عليها.

جاسر: اخيرا صحيتي العشا اذنت بقالها ساعة، يلا عشان تصلي
ثم تركها وخرج من الحمام
فوجد حسين يفرش سجادة الصلاة، ومجيدة ترتدي اسدالها، منتظرين رؤى
مجيدة مبتسمة: اتوضيت ولا لسه
جاسر بتوتر: هااا، انا انا اصلا متوضي
مجيدة: طب يلا اقف جنب عمك حسين، علي ما رؤى تيجي
ازدرق ريقه بتوتر، ثم ذهب ووقف بجانب حسين الذي يرمقه بنظرات متعجبة
إلى ان جاءت رؤى وهي ترتدي اسدالها
رؤى مبتسمة: انا جيت، معلش اتأخرت عليكوا.

حسين: يلا يا حبيبتي، اتفضل يا جاسر عشان تأمنا في الصلاة
اتسعت عيني جاسر: انا، لالالا طبعا ما ينفعش، اتفضل
رؤى مبتسمة: يلا بقي يا جاسر عشان خاطري
ازدرق ريقه بتوتر وهز رأسه إيجابا
ووقف يأمهم في الصلاة، اندهشت رؤى والبقية وهم يسمعون جاسر يتلو القرآن، فكان يتلوه بطريقة رائعه يبدو انه ملم بأحكام التجويد كاملة
انتهت الصلاة
مجيدة مبتسمة: يلا يا ست رؤي، نقوم نحضر العشا
رؤى: حاضر يا ماما.

مجيدة لجاسر: روح يا ابني اقعد مع عمك حسين، هتلاقيه في البلكونة
جاسر: لاء انا هروح انام، تصبحوا علي خير
مجيدة: ودي تيجي بردوا تنام من غير عشا
جرت طمطم مسرعة إلى رؤى: رؤي، رؤى ساعديني في الواجب
رؤى مبتسمة بمكر: خلي عمو جاسر يساعدك علي ما احضر العشا مع ماما
ذهبت طمطم ناحية جاسر: عمو جاسر عمو جاسر ممكن تساعد طمطم في الواجب
جاسر مبتسما: ماشي يا طمطم
امسكت طمطم بيد جاسر وجلسوا علي طاولة الطعام.

وبدأ جاسر يساعد طمطم في حل واجبها
في المطبخ
رؤى: انا ملاحظة ان بقيتي راضية اوي علي جاسر
مجيدة: يا عيني يا بنتي إلى شافه، لو كان جبل كان اتهد
رؤى مندهشة: شاف ايه، هو حكالك ايه
مجيدة: خليه هو إلى يحكيلك بنفسه احسن
اعدت رؤى ومجيدة العشاء
وتجمعوا علي مائدة العشاء
وتناولوا العشاء بصمت، ثم ذهب كل إلى
غرفته
تمدد جاسر علي الفراش
رؤى: انت هتنام
جاسر ساخرا: لاء هلعب تنس
رؤى: اصل انا مش جايلي نوم
جاسر: اعمل ايه يعني.

رؤى: خلاص نام، انا هروح اتفرج على التلفزيون
ثم تركته وخرجت من الغرفة
جلست علي الاريكة الصغيرة امام التلفاز
في غرفة حسين
حسين: انا مش فاهم حاجة
مجيدة: ايه بس إلى مش فاهمه
حسين: جاسر الواد دا عنده انفصام اكيد دا بيتحول شوية يبقي قمة في الادب والاخلاق وشوية تانية يبقي العكس تماما
قصت له مجيدة ما قاله لها جاسر
حسين: لا حول ولا قوة الا بالله، عيلته كلها ماتت قدام عينيه، طب من هو إلى قالك ان هو السبب.

مجيدة: العلم عند الله، جاسر في الاصل شكله ولد مؤدب وابن ناس، بس إلى شافه عمل فيه كدة، خلينا نساعده يرجع زي الاول، الحمد لله هو ما اذاش رؤي، ولا انت ايه رايك
هز حسين رأسه إيجابا بتفهم: ماشي اما نشوف
في ذلك القصر الفخم يصيح ذلك الرجل بصوت رج جدران القصر
صبري غاضبا: يعني ايه يا أيمن، بنتي اختفت والزفت إلى اسمه جاسر دا راح فين.

أيمن: يا صبري باشا اسمعني، أنا مش ساكت أنا قالب الدنيا علي شاهندا هانم بس مالهاش أثر
صبري غاضبا: وجاسر اختفي
أيمن: يا باشا أنا قلبت الدنيا مالوش أثر زي ما يكون فص ملح وداب
صبري غاضبا: ابن ال×××× وحياة بنتي لهدفعه التمن غالي
أيمن بحذر: هتعمل ايه يا باشا
صبري بشر: نرمين، اخت البيه مش هو عمل كل دا عشان خاطر اخته، أنا بقي هفكر السنيورة بالماضي
أيمن بحذر: هو سيداتك تعرف مكان اخته فين.

صبري بشر: طبعا دا أنا صبري الدمنهوري
ثم نظر لايمن بغضب: قدامك 48 ساعة لو ما عرفتش جاسر فين بالظبط، قول علي نفسك يا رحمن يا رحيم.

ازدرق أيمن ريقه بتوتر: حاضر يا باشا، عن اذنك
صبري غاضبا: غور
خرج ايمن من فيلا صبري وركب سيارته تأكد أنه ابتعد بالقدر الكافي عن محيط حراسه، فاخرج هاتفه سريعا.

ايمن سريعا: جاسر باشا، مصيبة
في منزل حسين
هب جاسر فزعا من فراش رؤى أسرع يرتدي ملابسه وخرج يهرول من الغرفة متجها إلى باب المنزل، رأته رؤى التي كانت تشاهد التلفاز.

رؤى باستغراب: جاسر، أنت رايح فين دلوقتي
صاح في وجهها بغضب: مالكيش دعوة غوري من وشي
ترقرقت الدموع في عينيها، فازاحها هو بعنف من طريقه ونزل يركض إلى سيارته
صاح في الحرس: ورايا بسرعة
انطلقت سيارة جاسر ومن خلفه حرسه تشق غبار الطريق.

تجلس على الفراش ضامة ركبتيها لصدرها شاردة فيما حدث في الماضي فتلقائيا عرفت الدموع طريقها إلى عينيها، كانت تنظر ارضا تتصارع بين أمواج ذكرياتها السيئة عندما شعرت بحركة بجانبها في الغرفة، رفعت عينيها تنظر حولها
فاتسعت عينيها بفزع عندما وجدته واقفا امامها تلك الابتسامة الشيطانية التي تعرفها جيدا تعزف ألحان الفزع علي شفتيه
تجمدت اطرافها من شدة الفزع
نرمين برعب: صصصصص.

صبري ضاحكا بسخرية: ايه يا نيرو بتصوصي يا حبيبتي
زحفت بظهرها للخلف تلهث أنفاسها من الرعب
تقدم منها ببطئ مرعب، وأردف بابتسامة ساخرة: وحشتيني يا نيرو، ايه يا بيبي، مستحيل تكوني نستيني
في لمحة وجدته يقبض علي فكها بقبضته وصاح غاضبا: قسما بربي يا نرمين، لو اخوكي ما رجعليش بنتي لخليكي تتمني الموت انتي وأخوكي.

صبررررررري
التف صبري خلفه ببطئ تعلو شفتيه ابتسامة ساخرة فوجد مسدس جاسر إمام جبهته
جاسر غاضبا: هقتلك يا صبري
نرمين باكية: لا يا جاسر، عشان خاطري ما تضيعش نفسك أنت الوحيد إلى فاضلي في الدنيا، عشان خاطري يا جاسر، عشان خاطري
تقابلت النظرات، نظرات ساخرة شيطانية مقابل نظرات مشتعلة انتقامية غاضبة
أخفض جاسر مسدسه يبطئ وهتف بتوعد: أنا مش هقتلك أنا هخليك تتمني الموت من إلى هعمله فيك.

صبري غاضبا: أنا إلى هقتلك يا جاسر لو ما قولتليش بنتي فين
جاسر ساخرا: سبعة بيدوروا والماية حوليهم
صبري بحدة: ايه إلى أنت بتقولوا دا بقولك بنتي فين
جاسر ضاحكا بسخرية: والله أنا قولتلك بنتك فين، هعد لحد 3 لو شفتك قصداي هبلغ مسدسي كله فيك وهيبقي دفاع عن النفس مش هاخد فيك يوم سجن
خرج صبري وهو يتوعد لجاسر بالويل والانتقام
بينما أسرع جاسر بضم اخته التي كانت ترتجف خوفا.

جاسر بحنان: هشششش، خلاص مشي، مش هسمحله يأذيكي تاني يا نرمين لو وصلت لموتي يا حبيبتي.

دخل ياسر سريعا ومعه ابنته الصغيرة
هتفت سما بسعادة: طنط نييمن
ابتعدت نرمين عن حضن جاسر ورسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها: سمسم وحشتيني اوي، تعالي
فتحت نرمين ذراعيها فارتمت الصغيرة في حضنها
سما بسعادة: أنا بحبك اوي يا طنط نييمن أنتي وطنط يؤي
نرمين ضاحكة: واحنا كمان بنحبك أوي.

كان جاسر يراقب ضحكتها بسعادة بالغة، ليس وحده بل كان هناك من يراقب الموقف بسعادة مضاعفة، سعادة ابنته الصغيرة، وتلك الضحكات الصافية التي تخرج من تلك الجنية التي سحرته بغموضها من أول يوم رآها فيه.

جاسر: أنا عايز أخد نرمين معايا
ياسر سريعا: لاء طبعا ما ينفعش، احم قصدي يعني أن لسه علاجها ما خلصش ولو خرجت دلوقتي هيحصلها مضاعفات
هز جاسر رأسه إيجابا بتفهم: نيرو، احسن دلوقتي
نرمين بابتسامة صافية: آه وطي صوتك عشان سمسم نامت
نظر ياسر إلى ابنته فوجدها متشبثة في حضن نرمين بقوة، ملامحها ترتسم عليها السعادة الطفولية البريئة حتى في نومها
نرمين باحراج لياسر: ينفع تسيبها تنام في حضني النهاردة.

هز ياسر رأسه إيجابا: آه طبعا
قام جاسر وقبل جبين اخته واخذ ياسر وخرج من الغرفة وضاعف عدد الحراسة عليها
ثم ركب سيارته وعاد إلى منزل حسين
في الطريق هاتف أيمن: نفذ في أسرع وقت
أيمن: حاضر يا باشا
عاد جاسر إلى ذلك المنزل المتواضع، دق الباب بخفوت، فوجده يفتح بلهفة
رؤى بلهفة: جاسر، الحمد لله يا رب كنت هتجنن من القلق عليك
نظر لها بدهشة فتداركت نفسها سريعا: قصدي يعني انك خرجت متأخر والجو شتا دلوقتي.

جاسر بخبث: خوفتي عليا مش كدة
رؤى سريعا: هااا، لالا ابدا، أنت هتفضل واقف علي الباب ادخل
دخل جاسر واغلق الباب خلفه
جاسر بخبث: ولو مش خايفة عليا ايه إلى مصحيكي لحد دلوقتي
رؤى بتوتر: بتتفرج علي التليفزيون
جاسر: بتكذبي يا شيخة رؤى
انكمشت ملامحها بضيق طفولي: يووه بقي روح نام يا جاسر
جاسر: حاضر يا ماما رؤي، تصبحي على خير
رؤى مبتسمة: وأنت من أهله
دخل جاسر إلى غرفتها وبدل ملابسه وغط في النوم
في الخارج.

نامت رؤى علي الأريكة وهي تشاهد التلفاز
ظل الوضع علي ما هو عليه إلى ان اذن لصلاة الفجر
قلم حسين وخرج من غرفته فوجد رؤى تتململ في نومتها وتفتح عينيها
رؤى: صباح الخير يا بابا
حسين: صباح النور يا رؤي، ايه إلى منيمك هنا
رؤى: كنت بتفرج على التلفزيون والظاهر اني نمت
حسين: طب يلا روحي صحي جوزك عشان يصلي الفجر
هزت رؤى رأسها إيجابا وذهبت ناحية غرفتها.

ووقفت امام جاسر ثم ابتسمت بشر وامسكت كوب الماء الموضوع بجانبه علي الطاولة ورشته علي وجه جاسر فقام مفزوعا
جاسر مفزوعا: بغرق، الحقوني بغرق
فانفجرت رؤى ضاحكة عليه
جاسر بغيظ: آه يا بنت ال، طب تعالي بقي
ركضت رؤى لخارج الغرفة وجاسر خلفها
جاسر: والله ما سايبك
وقفت رؤى خلف والدها
رؤى ضاحكة: ابعده عني يا بابا
حسين: في ايه، ايه إلى بيحصل
جاسر: المجنونة بنتك غرقتني بالماية وانا نايم
رؤى ببراءة: مش كنت بصحيك.

جاسر ساخرا: يا سلام علي البراءة
حسين: رؤى اعتذري لجوزك حالا
رؤى: أسفة
جاسر: ماشي خلاص
حسين: اتوضي يلا عشان هنصلي الفجر في الجامع
هز جاسر رأسه إيجابا وذهب وتوضأ سريعا وبدل ملابسه وذهب مع حسين إلى الجامع القريب من البيت، ثم ذهبا ليحضرا الإفطار
من احد المطاعم الشعبية
حسين: معقول جاسر باشا بنفسه، رايح يجيب فول وطعمية
جاسر ساخرا: جاسر باشا زمان ماكنش معاه فلوس حتى عشان يجيب فول وطعمية.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
نظر له حسين بدهشة ولم يعقب
حسين: انت ليه مش عايز تطلق رؤى
جاسر: هتبقي مبسوط لما ترجع بنتك بلقب مطلقة
حسين: لقب مطلقة، احسن ما تعمل فيها زي ما عملت في تهاني وغيرها، هو ضميرك مش بيأنبك علي إلى عملته وبتعمله
جاسر: الله يرحمه، ابقي اقراله الفتحة
حسين: هو مين دا
جاسر ساخرا: ضميري
حسين: ترضي حد يعمل في بنتك او في اختك كدة.

جاسر ساخرا: انا ما عنديش بنات ولو علي اختي فاتعمل فيها اكتر من كدة، صدقني انا ما عنديش حاجة اخسرها.

حسين: واخرتك إلى هتخسرها بعميلك دي
جاسر ساخرا: الشيطان عارف ان مكانه النار
حسين: هو انت عندك انفصام
جاسر: اشمعنا
حسين: ماعرفش اصلك بحالات ساعات بتبقي كويس وساعات بتقلب زي دلوقتي، وبعدين ما فيش شيطان بيصلي، ولا بيختار سور تقول انه حافظ المصحف كله ولا بيقرا القرآن بالتجويد ولا ايه
ازدرق جاسر ريقه بتوتر، وهي يلعن بداخله تلك العائلة التي تسكته دائما بكلامها
جاسر في نفسه بضيق: ما هو رؤى مش جيباه من برة.

اشتري حسين الطعام واصر جاسر علي دفع الحساب
حسين مبتسما: تعرف رؤى بتحب الطعمية في الفينو اوي
جاسر مبتسما: انا كمان بحب الطعمية في الفينو، يلا بقي نجيب فينو
وقف جاسر وحسين امام فرن مخبوزات واشتري جاسر الكثير من الفينو والمعجنات المختلفة
ثم اصبح يقف امام الكثير من المحلات ويشتري الكثير من الأشياء
حسين: حيلك حيلك ايه يا ابني كل إلى بتشتريه دا
جاسر مبتسما: انت لسه قايل ابني، سيب ابنك بقي يا حج يشتري براحته.

حسين: طب احنا هنشيل كل دا ازاي
اشار جاسر إلى حرسه: وجوز الخيل إلى ماشيين ورايا دول لزمتهم ايه
اشتري جاسر كل السوق تقريبا ثم عاد وهو يحمل الكثير من الحقائب هو وحسين والحارسين، وصعدا إلى اعلي
ووضعوا الحقائب علي الطاولة حتى امتلئت ثم وضعوا الباقي علي الارض
جاءت رؤى من الداخل
رؤى: ايه كل الحاجات دي
حسين: اسألي جوزك، كان فاضله شوية وهيحط السوق نفسه في كيس ويجيبه
رؤى: فين الفطار.

جاسر: دوري عليه، والله ما فاكر هو فين
رؤى: ماشي، اتفضل بقي ساعدني ودخل معايا الحاجات جوة
جاسر بابتسامة مشاكسة: انت تؤمر يا قمر
رؤى بخجل وبصوت منخفض: قليل الادب
أخذا بعض الحقائب ودخلا إلى المطبخ
ثم خرجا واخذا البعض الآخر ودخلا إلى المطبخ، واستمر الوضع علي ما هو عليه إلى ان وضعا جميع الحقائب في المطبخ
جاسر لهاثا: بوق ماية الهي يسترك
رؤى بتعب: حد قالك تجيب السوق كله
أعطته الماء، فشرب
جاسر: عن اذنك
رؤى: استني.

جاسر: نعم
رؤى: ممكن بعد اذنك يعني
جاسر: اممم عايزة ايه يا رؤى
رؤى: فضي معايا الاكياس ورتبها في امكانها
جاسر مبتسما بمكر: والمقابل
رؤى مبتسمة، فهي اعتقدت انه سيخبرها ان لا تقول له شئ يضايقه: إلى انت عايزة كله
جاسر مبتسما بخبث: ديل
بدأ يساعدها في ضب الاعراض، إلى ان انتهوا
رؤى: اخيرا خلصنا
وقفت تلتقط انفاسها مستندة علي حافة المطبخ، فذهب ناحيتها واستند بيديه علي الحافة وحبسها بين ذراعيه.

رؤى بتوتر: نعم، عايز ايه
جاسر مبتسما بخبث: مش في بينا اتفاق، اساعدك في ترتيب الحاجة وتعميليلي إلى انا عايزة كله
رؤى ببراءة: حاضر يا سيدي مش هقولك انت شيطان تاني
ضحك عاليا بخبث: لاء انتي فاهمة غلط انا عايز حاجة تانية
رؤى بخوف: حاجة تانية زي ايه يعني
جاسر بخبث: زي دي
اقترب ليقبلها فراتهم طمطم الصغيرة فركضت إلى والدها
طمطم: بابا، بابا
حسين: خير يا حبيبتي
طمطم: عمو جاسر بيبوس رؤى في المطبخ بوسة عيب.

حسين لمجيدة: نهااار ابيض، روحي قولي لجوز بنتك يتلم، فضحنا
ذهبت مجيدة ناحية المطبخ وهي تنظر ارضا
مجيدة: احم احم
ابتعد جاسر عن رؤى سريعا وعدل هندامه باحراج
جاسر مبتسما: خير يا حماتي
نظرت مجيدة: عمك بيقولوك اتلم، طمطم شافتكوا
لكزته رؤى بكوعها في كتفه
رؤى بصوت منخفض: شايف اخرة قلة ادبك
مجيدة مبتسمة: يلا يا ابني روح غير هدومك علي ما نحضر الفطار
خرج جاسر من المطبخ وذهب إلى غرفة رؤى.

رفعت مجيدة حاجبيها بمكر ولوت شفتيها بابتسامة ماكرة
رؤى مدافعة: ايه، مش انا علي فكرة دا هو والله هو
مجيدة مبتسمة بخبث: ماشي يا بريئة يلا عشان نحضر الفطار
بدل ملابسه وخرج من الغرفة، فوجد الجميع ينتظرونهم علي طاولة الطعام ماعدا رؤى
جاسر: اومال فين رؤى
مجيدة: في المطبخ ما اعرفش بتعمل ايه
ذهب ناحية المطبخ فوجدها تقف تنظر إلى الحائط بشرود
جاسر: رؤي، يا رؤى
رؤى: هاا
جاسر: واقفة هنا ليه.

رؤى بخجل: بصراحة مكسوفة أوري وشي لبابا بعد إلى طمطم قالتهوله
جاسر بدهشة: يا بنتي هو انا شاقطك دا انتي مراتي
رؤى بغيظ: مش قلة ادبك هي السبب
اقترب جاسر ببطئ وعلي شفتيه ابتسامة خبيثة
رؤى بخوف: ايه في ايه انت بتقرب ليه
جاسر ببراءة مصطنعة: هقولك سر ومش عايز حد يسمعه
رؤى بفضول وبراءة: بجد ايه
ما كاد يقترب منها حتى صوت مجيدة تنادي عليهم
مجيدة: يا جاسر يا رؤي، يلا يا أولاد.

فابتعدت عنه بخجل وسبقته للخارج وهو خلفها، جلسا علي طاولة الطعام
مجيدة: ايه إلى اخركوا كل دا
جاسر مبتسما: ابدا، كنت بتناقش انا ورؤي في موضوع مهم، صح يا رؤى
نظرت له بخجل ولم ترد
مجيدة: طب ابقي ناقش مواضيعك المهمة والباب مقفول
جاسر مبتسما: حاضر يا حماتي
صنعت رؤى لنفسها ساندويتش طعمية في العيش الفينو، همت ان تأكلها عندما اخذه جاسر منها
جاسر باسفزاز: شكرا يا رؤى
رؤى بغيظ: دا بتاعي
جاسر: اعملي لنفسك غيره.

نظرت له بغيظ وصنعت واحد آخر وقبل ان تأكله فعلها جاسر مرة اخري
رؤى بغيظ: يوووه بقي ما تعمل لنفسك
جاسر لمجيدة: يرضيكي يعني يا حماتي اعمل لنفسي ومراتي قاعدة
مجيدة مبتسمة: لاء طبعا ما ينفعش
رؤى بغيظ: ليه ان شاء الله كنت خدامتك يا سي جاسر
جاسر ببرود: من واجبك تخدميني
رؤى بغيظ: لاء طبعا مش واجبي اخدمك، حواء ما اتخلقتش عشان تخدم آدم
جاسر ساخرا: اومال اتخلقت ليه يا فلحوسة.

رؤى: اتخلقت لما آدم استوحش الجنة، تخيل استوحش الجنة، فربنا خلقها من ضلعه وهو نايم عشان تبقي ونيس ليه مش عشان تخدمه.

جاسر: حوا السبب في نزول آدم على الارض
هي إلى شجعته ياكل من التفاحة
رؤى: لا عندك بقي، في القرآن الكريم ربنا تبارك وتعالى قال( فوسوس لهما الشيطان ) وبعدين حوا كانت زي ضل آدم ما بتعملش حاجة غير لما هو يعملها الاول كانت بتقلده في كل حاجة يعني هي كلت من التفاحة لما آدم كل منها
جاسر: يا ماما آدم بيعيش ملك من غير حوا انتوا كمليات في الحياة.

رؤى بغيظ: لاء بقي، لما حوا وآدم نزلوا الارض، آدم نزل في الهند وحواء في مكة واتجمعوا علي جبل عرفات يعني هو إلى فضل يلف الارض عشان يلقيها، عشان ما عرفش يعيش من غيرها
وبعدين من غير الستات ما كنتوش انتوا اتواجدتوا اصلا
جاسر مبتسما بخبث: وهي حوا بتخلف لوحدها، حوا محتاجة آدم اكتر ما آدم محتاج حوا
تخضبت وجنتيها بالدماء عقب عبارته.

رؤى بغيظ: حوا تقدر تعيش من غير آدم، حوا دلوقتي وزيرة وسفيرة ورئيسة جمهورية كمان
جاسر: بتفضل بردوا محتاجة آدم
رؤى: محتاجاه في ايه بقي يغيرلها الانبوبة
جاسر مبتسما: ايه اكتر حاجة بتخافي منها
رؤى: الضلمة
جاسر: ولما النور بتعملي ايه
رؤى: بدور علي بابا او عاصم
جاسر مبتسما بانتصار: بتدوري على مين معلش عيدي تاني
رؤى: بدور علي بابا اوعاصم فيها ايه دي.

جاسر مبتسما: وما بتدوريش علي ماما ليه، شوفتي بقي اول ما حوا بتحس بالخوف بتدور علي آدم عشان تستخبي في حضنه.

رؤى متلعثمة: لا مش شرط علي فكرة
قام جاسر: عمي حسين، طنط محيدة ممكن تقفوا لو سمحتوا
وقف حسين ومجيدة
جاسر: رؤى اقلعي هدومك
رؤى بصدمة: نعم لاء طبعا
جاسر بحدة: أنجزي يا رؤي، روحي اقفي ورا مامتك او باباكي واقلعي هدومك، يلا
ذهبت رؤى بخطي مترددة ووقفت خلف حسين.

جاسر مبتسما بانتصار: بس زي ما انتي ما تقلعيش حاجة، انا قولتلك اقفي ورا مامتك او باباكي، ليه سبتي مامتك ورحتي وقفتي ورا باباكي مع ان مامتك واقفة بعيد يعني ما حدش هيشوفك لو وقفتي وراها، شوفتي بقي ان حوا دايما محتاجة آدم
رؤى بغيظ: مش صحيح
جاسر مبتسما: انتي عارفة من جواكي ان كلامي صح بس بتجادلي وخلاص، آدم ليه القوامة على حوا، ادم الاصل وحوا الضل آدم الرأس وحوا العنق.

رؤى بتحدي: والعنق هي من تحرك الرأس يا آدم
جاسر بتحدي: والرأس هو من يخبر العنق بالتحرك يا حواء
حسين: بس خلاص، خلاص كفاية من الآخر عشان تسكتوا انتوا الاتنين، آدم وحوا بيكملوا بعض ماحدش فيهم يقدر يعيش من غير التاني
آدم محتاج لحنان حوا وحبها، وحوا محتاج لقوة آدم واحساسها بالأمان وهي معاه
مجيدة مبتسمة: اقعدوا بقي كلوا ما كنش ساندوتش طعمية إلى فتح المحاضرة دي
كلها
جلس جاسر ورؤي يرمقان بعضهما بنظرات متحدية.

انتهوا من الطعام فحملت رؤى الاطباق ووضعتها في المطبخ وصنعت لهم الشاي
رؤى بغيظ: الشاي يا آدم
جاسر مبتسما باستفزاز: من يد ما نعدمهاش يا حوا
حسين: انا قايم البس عشان الحق الشغل، حد عايز حاجة وانا جاي
جاسر: لاء خليك، اعتبر نفسك في اجازة مدفوعة الأجر
رؤى بحزن مصطنع: يا ريت ينفع
جاسر بدهشة: ليه ما ينفعش
رؤى مبتسمة بمكر: اصل صاحب الشركة راجل رخم وتنح، ياباااي راجل غتيت اوي
شمر جاسر عن ساعديه
جاسر: آه وايه كمان.

رؤى بابتسامة بلهاء: ومؤدب وابن ناس ومحترم ومتربي
جاسر ضاحكا: وايه كمان
رؤى: وقليل الادب
ثم تركتهم وركضت إلى الداخل، ليضحكوا عليها
رن هاتف جاسر
علي: السلام عليكم
جاسر: وعليكم السلام، خير يا علي
علي: ما جتش لحد دلوقتي ليه يا ابني
جاسر: لاء انا أجازة لآخر الاسبوع
علي: طب وورق الصفقة إلى عايز يتمضي
خبط جاسر جبينه براحة يده: اوبااا دا انا نسيته خالص
على: وملف حسابات الصفقة مع استاذ حسين واستاذ حسين لسه ماجاش.

جاسر: ثانية يا علي
جاسر لحسين: ملف حسابات الصفقة خلص
حسين: ايوة يا افندم خلصان من امبارح فاضل توقيع حضرتك بس
علي: انت بتكلم استاذ حسين ازاي
جاسر: أصل انا عنده في البيت
علي مندهشا: بتعمل ايه عنده
جاسر: انت مالك يا رخم، هو حمايا ولا حماك
علي: ماشي يا عم الله يسهله، المهم الصفقة
جاسر: بقولك مش انت عارف عنوان استاذ حسين
علي مرتبكا: هاااا، لا مش عارفه
جاسر ساخرا: ما تصعش يا علي، اخلص، هات ورق الصفقة وتعالا.

علي: خلاص ماشي، مسافة السكة
جاسر لحسين: معلش يا عمي، علي هيجي بس يجيبلي اوراق الصفقة ويمشي على طول
حسين مبتسما: مافيهاش حاجة يا ابني باشمهندس علي يشرف في اي وقت
في المطبخ
رؤى: صحيح يا ماما إيمان عاملة ايه
مجيدة: اسكتي صحيح علي إلى حصلها
قصت مجيدة لرؤي ما حدث لايمان في المستشفي
مجيدة: ومن ساعتها وعمرو رافض أنها تنزل تشتغل تاني، وكل يوم بتيجي تسأل عليكي أنا قولتلها انك مسافرة عند ناس قرايبنا في البلد.

رؤى: طب أنا عايزة اطلعلها
مجيدة: استأذني من جوزك الأول
هزت رأسها إيجابا وخرجت هي ومجيدة من المطبخ
وجلسوا معهم يتحدثون إلى رن هاتف جاسر مرة اخري
جاسر: ايوة يا فتحي، عملت إلى قولتلك عليه
فتحي: تمام يا باشا ايمن باشا بيقولك الامانة وصلت، اقل من 24 ساعة وصاحبك هيشرف في ابو زعبل.

جاسر: تمام اوي، عدي علي ( علي ) في الشركة
فتحي: توشكر يا باشا، احنا في الخدمة
جاسر: اخبار الأمانة التانية ايه
فتحي بتوتر: تمام يا باشا كويسة ما تقلقش عليها
جاسر: خلي بالك منها كويس كلها يومين وترجع لابوها واخلصك منها
فتحي بحزن: حاضر يا باشا
جاسر: سلام
فتحي: مع السلامة يا باشا
اغلق جاسر الخط فوجد رؤى تنظر له بارتباك وخوف، فهي تكره ذلك الرجل ( فتحي) منذ ما فلعه بعاصم.

دق الباب، قامت رؤى لتفتح
جاسر غاضبا: استني عندك، رايحة فين
رؤى: هفتح الباب
اشار جاسر إلى ملابسها: كدة، هتفتحي الباب كدة
رؤى: ما انا لبسه عباية اهو، وادي الطرحة علي رأسي
جاسر بحدة: خشي جوة يا رؤى عشان ما اتغاباش عليكي
دبت الأرض بقدميها بضيق وذهبت إلى الداخل
دخلت رؤي، فقام حسين وفتح الباب
حسين مبتسما: اتفضلي يا إيمان يا بنتي.

دخلت فتاة في نفس عمر رؤى ذات ملامح هادئة، ترتدي اسدال اسود، تنظر إلى الارض بخجل
ايمان: ازيك يا عمي حسين
حسين مبتسما: الحمد لله بخير يا بنتي اتفضلي
دخلت إيمان، فخرجت رؤى مسرعة واحتضنتها بسعادة
رؤى بسعادة: ايمان وحشتيني اوي اوي، كدة ما تسأليش عليا كل دا
استووووووووب تعريف متأخر شوية.

( إيمان سامح نورالدين، جارة رؤى وصديقتها منذ الطفولة، يتشابهان في الشخصية كثيرا وفي الطباع ايضا، التؤام المتامثل، كما اطلقت عليهم مجيدة، لديها اخ اكبر منها(عمرو) خريج كلية تجارة، يعمل محاسب في بنك، يحب رؤى كثيرا ويرغب في الزواج منها )
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال.

إيمان: بس يا رؤى لضربك، انا اتصلت بيكي خمس تلاف مرة ولامرة رديتي عليا، واختفيتي فجاءة كل يوم كنت بنزل اسأل عليكي طنط مجيدة تقولي مسافرة، ثم اكملت بصوت منخفض انطقي بقي كنتي مختفية فين
نظرت رؤى إلى جاسر
رؤى: تعالي معايا يا إيمان
اخذت صديقتها ودخلت إلى غرفتها وأغلقت الباب بالمفتاح
وجلسا علي فراش رؤى
إيمان: مالك يا رؤى
رؤى: انا اتجوزت يا ايمان
إيمان بصدمة: اييييه اتجوزتي، ازاي وامتي.

قصت رؤى لصديقتها ما حدث منذ ذهبت إلى والدها في الشركة حتى هروبها من جاسر
إيمان بصدمة: انا مش مصدقة، دا حيوان ازاي يعمل كدة
رؤى باكية: لو سمحتي يا إيمان ما تشتمهوش دا جوزي دلوقتي
إيمان: طب هو هيطلقك ولا لاء
رؤى باكية: قال في الاول انه هيطلقني وبعد كدة، قالي لاء مش هطلقك غير لما تخلفيلي طفل وبعدين ياخده مني ويطلقني.

إيمان غاضبة: كان عندي حق لما قولت حيوان، طب وهو فين دلوقتي
رؤى: قاعد برة انتي ما شوفتهوش لما دخلتي
إيمان: لاء كنت مركزة معاكي وماخدتش بالي
طب انتي هتعملي ايه دلوقتي
رؤى باكية: مش عارفة، دا مصر انه يدبحني ومحدد الميعاد آخر الأسبوع
احتضنتها إيمان وظلت تربت على ظهرها بحنان
إيمان: بس اهدي يا رؤى خلاص.

رؤى باكية: عارفة ساعات بحس ان هو كويس بس محتاج فرصة، بحاول اساعده علي قد ما اقدر، بس مش عارفة هو ليه مصر يدبحني
إيمان غاضبة: عشان حيوان وان شاء الله ربنا هينتقم منه
رؤى باكية: ما تدعيش عليه
إيمان بصدمة: انتي حبتيه يا رؤى انتي مجنونة دا شيطان
رؤى باكية: بس بيحاول يتوب، بيحاول يبقي كويس
إيمان بتهكم: ولما هو بيحاول يبقي كويس مصر يعمل فيكي كدة ليه
رؤى باكية: مش عارفة
رن هاتف ايمان برقم اخيها عمرو.

إيمان: سلام عليكم
عمرو بلهفة: وعليكم من السلام، ها يا ايمان رؤى موجودة
إيمان: ايوة موجودة، بس استني يا عمرو...
عمرو مقاطعا: لاء مش هستني انا استنيت كتير اوي، انا نازل دلوقتي، سلام يا إيمان
إيمان: يا عمرو استني الو
ولكن قد فات الأوان وسبق السيف العزل اغلق عمرو الخط واستعد ونزل إلى الأسفل ودق باب منزل حسين، فقام جاسر هذه المرة وفتح الباب
جاسر: مين حضرتك
عمرو: انت إلى مين، مش دا بيت استاذ حسين.

حسين من الداخل: ادخل يا عمرو يا ابني
افسح له جاسر الطريق فدخل وسلم على حسين
عمرو: ازاي حضرتك يا عم حسين
حسين: بخير يا ابني الحمد لله
عمرو: واخبار عاصم ايه
تنهد حسين بحزن: حابس نفسه في اوضته وما بيخرجش منها ابدا
عمرو: معلش يا عمي، شدة وتزول، منه لله إلى كان السبب
نظر له جاسر بغضب.

عمرو بتوتر: بصراحة يا عمي انا كنت جاي اكلم حضرتك النهاردة في موضوع مهم، كان المفروض افاتح حضرتك فيه من زمان بس انا كنت مستني لحد ما اكون نفسي واقدر افتح بين
حسين: اتفضل يا ابني
عمرو وهو ينظر ارضا: بصراحة يا عمي انا طالب ايد الانسة رؤى.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
صاح جاسر غاضبا: طالب ايد مين يا روح امك
عمرو مندهشا: في ايه يا استاذ انت ازاي تتكلم معايا بالطريقة دي، انت مين اصلا
جاسر ساخرا: انا جوز الانسة رؤى إلى انت جاي تخطبها
عمرو بصدمة سرعان ما تحولت لغضب: جوزها، ازاي يعني، رؤى اتجوزت امتي، انت اكيد كداب.

انقض عليه جاسر بلكمة قاسية اطاحته أرضا
خرجت رؤى من الغرفة مسرعة هي وإيمان عندما سمعوا صوت الشجار بالخارج
امسك جاسر، عمرو من تلابيب ثيابه
توالت اللكمات الغاضبة من جاسر إلى عمرو الذي يحاول الدفاع عن نفسه
جاسر غاضبا: جاي تخطب مراتي يا ابن ال...
حاول حسين تخليص عمرو من يد جاسر لكن دون فائدة
حسين: سيبوه يا جاسر، يا ابني سيبوه
اسرعت رؤى تحاول تخليص عمرو من يد جاسر.

رؤى باكية: كفاية بقي، ابعد عنه، سيبوا يا جاسر
نظر لها جاسر بغضب
دخل علي مسرعا عندما سمع صوت الشجار ووقف بجسده حائلا بين عمرو وجاسر
علي: صلوا على النبي يا جماعة، فيه ايه
عمرو غاضبا: انت حيوان مش بني آدم، انا مش فاهم ازاي رؤى تتجوز حيوان زيك
جاسر غاضبا: سبني يا علي، ورحمة امي لأقتله
علي: خلاص بقي يا جاسر، وانت يا استاذ انت ايه دا هو أنت
جاسر غاضبا: أنت تعرفه.

علي بتوتر: دا اخو الممرضة إلى الحارس بتاعك حاول يعتدي عليها
عمرو غاضبا: ما هو لازم يبقي ×××× زي إلى مشغلة
اشتعلت عيني جاسر من الغضب فصاح في علي الذي يحاول تقييد حركته: سيبني يا علي هقتله يعني هقتله.

رؤى باكية: عشان خاطري يا جاسر كفاية
جاسر غاضبا: انتي لسه حسابك معايا
علي سريعا: اتفضل بقي يا استاذ انت اتفضل
دفع علي عمرو سريعا إلى خارج الشقة قبل أن يفتك به جاسر، لحقته ايمان اخته
، فامسك جاسر يد رؤى وجرها خلفه حتى دخل غرفتها واغلق الباب بالمفتاح والقاها علي الارض
جاسر غاضبا: بقي دا حبيب القلب، إلى مش راضية تخليني المسك عشانه صح
رؤى باكية: غلط والله غلط انت فاهم غلط.

جاسر غاضبا: لا انا فاهم صح وصح جدا، عارفة يا رؤى انا كنت لغيت موضوع اخر الاسبوع دا خالص بما ان علاقتنا بدأت تتحسن، بس بالي حصل النهاردة، هخليه يوم اسود عليكي وعلى إلى خلفوكي، هكرهك في اليوم إلى اتولدتي فيه.

رؤى باكية: جاسر ابوس ايدك والله انت فاهم غلط، انا ما كنتش اعرف والله انه عايز يتقدملي
جاسر ساخرا: وانا المفروض بقي اصدق، ثم قال مقلدا عمرو كان المفروض افاتح حضرتك في الموضوع دا من زمان، دا الموضوع طلع قديم بقي
رؤى باكية: والله ما كنت اعرف والله عمري ما اتكلمت معاه، غير في حدود الأدب وبس، والله ما بحبه، والله العظيم دايما بعتبره عاصم اخويا
اعملك ايه عشان تصدقني، طب يا رب اموت لو بكدب.

جاسر سريعا: بعد الشر
هدأت العاصفة التي في داخل الغرفة ولكن العاصفة الخارجية لم تهدأ بعد فمنذ أن اخذ جاسر رؤى في الغرفة واغلق الباب، بدأ الجميع يدقون عليه الباب كي يفتح لهم
علي: افتح يا جاسر، بطل جنان
عاصم غاضبا: افتح يا جاسر، رؤى رؤى سمعاني
ردت رؤى من الداخل بصوت حاولت جعله طبيعيا: انا كويسة يا عاصم ما تقلقش
مجيدة باكية: افتح يا ابني انت وعدتني انك مش هتأذيها، افتح بقي.

رؤى: يا ماما ما تخافيش والله انا كويسة، اتفضلوا واحنا هنحصلكوا
رحل الجميع من امام الغرفة
اعتدلت جالسة على الارض وهي ترمق جاسر بنظرات حزن وخوف
جاسر في نفسه: ايه إلى انا نيلته ادينا رجعنا لنقطة الصفر تاني، هي ذنبها ايه ان الحيوان دا كان عايز يخطبها، هي حلفتلي انها ما كنتش تعرف وانها ما بتحبوش وهي عمرها ابدا ما هتحلف كدب.

جثي علي ركبتيه بجانبها، فابتعدت للخلف بخوف ولكنه كان الاسرع حين ضمها بين ذراعيه بحنان، شعر بتيبس جسدها من الخوف ودموعها التي تتسابق في الهروب من عينيها فبدأ يربت علي ظهرها بحنان
جاسر بصوت هادئ: اهدي يا رؤي، خلاص انا مصدقك والله مصدقك، انا عارف ان عمرك ما هتحلفي كدب، اهدي خلاص، انا انا انا اسف يا رؤي، آسف.

ظل ضاما إياها إلى صدره، حتى هدأت تماما، فابتعدت عنه، وقامت وخرجت من الغرفة وذهبت إلى الحمام في صمت اقلقه.

خرج جاسر من الغرفة اليهم، فاسرع عاصم وامسكه من تلابيب ثيابه
عاصم غاضبا: عملت ايه في اختي، عارف لو اذتها هقتلك يا جاسر
حسين راجيا: يا ابني طلقها بقي ابوس ايدك، هتموتها، حرام عليك خلي في قلبك شوية رحمة
في هذه الاثناء خرجت رؤى من الحمام وهي مرتدية نقابها لوجود علي
رؤى بمرح: في ايه يا جماعة مالكوا عاملين زي اللي ادلق طبيخهم ليه كدة.

ضحك الجميع علي مزاحها، اما عاصم فاسرع واحتضنها: رؤى حبيبتي انتي كويسة، عملك حاجة الحيوان دا.

رؤى بهدوء انا كويسة اهو يا عاصم، أنا وجاسر كنا بنتناقش مش اكتر، بس هو كان غضبان شوية
نظر لها الجميع بدهشة على رأسهم جاسر
رؤى: تشرب ايه يا باشمهندس
علي: لا ابدا ولا حاجة
رؤى: ازاي يعني، لازم تشرب حاجه
علي: شاي
رؤى: وانت يا جاسر
جاسر: شاي بردوا
رؤى: وانت يا عاصم
عاصم: انا هشرب قهوة سادة علي روح اختي إلى اتجنت
رؤى: وانت يا بابا
حسين مندهشا: رؤى حبيبتي مالك
رؤى: مالي يا جماعة في ايه، ها يا بابا هتشرب ايه.

حسين: شاي يا رؤى
تركتهم ودخلت إلى المطبخ وبدأت تعد المشروبات
في الخارج، نظر عاصم لجاسر بكرة ثم دخل غرفته وصفع الباب خلفه
جلس علي وجاسر وحسين صامتين بعض الوقت
علي: احم، ورق الصفقة
اخذ جاسر الورق وقلم من علي ثم مضي الورق
جاسر لحسين: حسابات الصفقة فين يا استاذ حسين
دخل حسين غرفته واحضر له الملف، فراجعه جاسر ثم مضاه
في المطبخ
وقفت مجيدة بجانب رؤى وربتت علي كتفها بحنان
رؤى مبتسمة: ماما، هو ليه الانتحار حرام.

شهقت مجيدة بفزع ووضعت يدها علي فمها: اوعي يا رؤي، اوعي يا بنتي تعملي كدة، اصبري واحتسبي وان شاء الله ربنا هيعوضك، إلى بينتحر يا حبيبتي، بيموت كافر، لأنه مش هو اللي خلق نفسه فملوش الحق انه ينهيها، اوعي يا رؤى تعملي كدة
هزت رؤى رأسها إيجابا واكملت ما تفعل
رؤى: بس ربنا رحيم بينا، وعارف ان إلى بيعمل كدة بيبقى مضطر ولا ايه
امسكت مجيدة رؤى من مرفقيها وهزتها بعنف.

مجيدة: فوقي يا رؤي، اوعي تعملي كدة، فاهمة، اوعي
امسك بصينية المشروبات وخرجت اليهم، تبعتها مجيدة فهي خائفة ان تفعل في نفسها شئ
ووضعت المشروبات امامهم
حسين: كنتوا بتزعقوا ليه
رؤى: ما فيش يا بابا
مجيدة: لاء فيه
رؤى: خلاص يا ماما
جاسر: في ايه
مجيدة: رؤى عايزة...
رؤى مقاطعة: خلاص يا ماما
جاسر: لاء مش خلاص، رؤى عايزة ايه يا حماتي
مجيدة: رؤى عايزة تنتحر يا جاسر باشا
جحظت اعينهم في صدمة.

جاسر غاضبا: انتي اتجننتي يا رؤى
ظلت تستمع اليهم كلا منهم يخبرها ان الانتحار حرام وكفر، كل منهم يشدو كما يريد كأنها لا تعرف ذلك ظلت تتابعهم بنظرات خاوية جامدة.

فاقت من شرودها عندما امسك جاسر بذراعيها وهزها بعنف: فوقي يا رؤى
نظرت له بخواء وابعدت يده عنها وتركته ودخلت إلى المطبخ لتعد الغداء
علي: جاسر خلي بالك منها، واضح ان حالتها النفسية سيئة جدا، خد بالك لتعمل حاجة في نفسها
هز رأسه إيجابا، فرحل علي
حسين غاضبا: لو بنتي جرالها حاجة هقتلك يا جاسر
لم يعره انتباها دخل سريعا إلى المطبخ فوجدها تمسك سكينة كبيرة
جاسر بخوف: رؤى سيبي السكينة.

التفت اليه رؤى وهي تقطع الخضروات
رؤى ببراءة: ، اومال هقطع الخضار بايه يا جاسر
جاسر: سيبيه انا هقطعه
ثم ذهب ناحيتها واخذ السكينة وبدأ يقطع الخضروات بدلا عنها
دخلت مجيدة المطبخ: معقول يا جاسر يا ابني، انت إلى واقف بتعمل الأكل، كدة ينفع يا رؤى
رؤى: هو إلى اصر ياخد السكينة
جاسر: ما فيهاش حاجة يا حماتي، اتفضلي حضرتك وانا هاخد بالي من رؤى قصدي من الأكل
فهمت مجيدة ما يفعل جاسر فهزت رأسها إيجابا وخرجت من المطبخ.

بدأ جاسر يساعد رؤى في اعداد الطعام ونظره مسلط عليها كلما وجدها تمسك بشئ حاد يأخذه منها
رؤى: يوووه بقي يا جاسر، هات السكينة
جاسر: لاء، قولتلك سبيها انا هعملها
رؤى بعند: لاء انا إلى هعملها
جاسر: بس يا بت
رؤى بغيظ: انت مستفز علي فكرة
جاسر ضاحكا: عارف
رفع أذان العصر في الجوامع
رؤى: العصر أذن روح صلي
جاسر بقلق: وانتي مش هتيجي تصلي
رؤى: لما اخلص الأكل
جاسر بحدة: ما يولع الاكل نجيب من برة
رؤى: روح انت وانا هحصلك.

جاسر: طب ما تيجي معايا
رؤى ساخرة: ليه هتوه
نظر لها جاسر بغضب ثم تركها
رؤى في نفسها بخبث: اصبر عليا، دا انا هجننك زي ما كنت بتموتني من الرعب، بحبك يا جاسوره.

ذهب جاسر وتوضأ وصلي العصر، وعاد إلى المطبخ مسرعا، فوجدها تجلس علي الارض تبكي وفي يدها سكينة صغيرة عليها قطرات من الدماء
هرع اليها مسرعا: انتي عملتي ايه يا مجنونة
رؤى باكية: كنت بقشر الجزر واتعورت
جاسر: اتعورتي عند معصم ايدك وانتي بتقشري الجزر، انتي بتكذبي عليا يا رؤى
فحص جاسر الجرح فوجده جرح سطحي غير خطير
تنهد بارتياح: الحمد لله جرح سطحي، قومي معايا يلا
قامت معه فدخل إلى الغرفة.

جاسر: عندكوا علبة إسعافات
رؤى: في الحمام
خرج من الغرفة مسرعا، لتبتسم بشر، فهي من جرحت نفسها ذلك الجرح البسبط عندما رأته قد انتهي من الصلاة، كل ما في الأمر أنها قررت تغير الخطة التي تستخدمها لتغلب علي شيطانه بطريقة مكر حواء.

دخل جاسر مسرعا لتختفي ابتسامتها وتحل مكانها سيل من الدموع
جاسر: اهدي خلاص بطلي عياط
رؤى باكية: جاسر، هو انا هموت
جاسر سريعا: بعد الشر عليكي، ما تخافيش دا جرح سطحي من تقشير الجزر ولا ايه
نظف جاسر الجرح وربطه
جاسر: عارفه يا رؤى لو عملتي كدة تاني هاديكي عشر حقن
رؤى بخوف كالأطفال: لا لا خلاص مش هعمل كدة تاني
جاسر: شطورة
رؤى: جاسر
جاسر: نعم
رؤى: هو انت لسه مصر علي موضوع آخر الأسبوع دا.

جاسر: أجلي الكلام في الموضوع دا، لما يجي وقته
هزت رأسها إيجابا بخوف
رؤى: عن اذنك، هروح اكمل الغدا
تركته وخرجت من الغرفة فخرج وراءها، فوجدها تمسك السكينة تقطع خضروات السلطة
جاسر في نفسه: ماشي انا هحرمك تمسكي سكاكين خالص
اقترب منها بهدوء إلى ان وقف خلفها وامسك يديها الممسكة بالسكين وبدا يقطع الخضروات وهو ممسكا بها، فشهقت بخوف.

رؤى بخوف: لو سمحت ابعد، عشان خاطري يا جاسر ما تعملش كدة
جاسر مستفهما: اعمل ايه
رؤى بخوف: بابا لو شافني بالمنظر إلى انت عملته قبل كدة، هيحصله حاجة والله
تذكر جاسر عندما مزق ظهر عبائتها ومنعها من ارتداء غيرها، وظلت ممسكة بها بيديها حتى لا تسقط، فنظر لها بحزن
جاسر: ما تخافيش مش هعملك حاجه
رؤى بخوف: بجد
جاسر: بجد
رؤى: طب ممكن تسبني
ابتعد بعض خطوات وتركها، فذهبت من امامه وبدأت في صنع الكيكة التي يحبها.

جاسر: بتعملي ايه
رؤى مبتسمة: كيكة بالشوكولاتة، مش انا قولتلك امبارح هعملك واحدة الصبح، نرمين قالتلي انك بتحبها اوي
ترك ما في يده وتقدم منها حتى اصبح امامها مباشرة
جاسر مبتسما: وانتي هتعمليها عشان انا بحبها
رؤى بارتباك: اااه، قصدي لا، يعني قصدي انها حلوة يعني
مال جاسر بوجهه وقبلها من وجنتها، فاشتعلت وجنتها بحمرة الخجل
وهمس في اذنها
جاسر مبتسما: بعشق الورد الچوري
رؤى بخجل: لو سمحت عايزة اكمل الكيكة.

ابتعد خطوة واحدة ثم مال بوجهه وقبل وجنتها الاخري
جاسر، : عشان التانية ما تزعلش
تصنعت انشغالها في عمل الكيكة حتى تداري خجلها
وأكمل جاسر السلطة
جاسر: رؤي، هو إلى اسمه عمرو دا...
رؤى وهي علي وشك البكاء: والله ما بحبه
جاسر: عارف، انا مش قصدي كدة، عمره ما لمحلك انه بيحبك، بعتلك رسالة مثلا، خلي اخته تقولك كدة يعني
هزت رأسها نفيا
جاسر: خلاص ماشي
رؤى: يعني انت مصدقني
هز جاسر رأسه إيجابا: لو ما كنتش مصدقك كنت قتلتك.

ازذرقت ريقها بخوف
رؤى: هو احنا مش هنروح لنرمين تاني
جاسر: هنرحلها يوم الخميس قبل ما نروح
رؤى: طب ممكن تسبني هنا اسبوع واحد بس، وانت حاطط حرس في كل حتة اكيد مش هعرف اهرب
جاسر: لا يا رؤى انتي هترجعي معايا
رؤى: بس يعني...
جاسر مقاطعا بحدة: خلاص يا رؤى إلى عندي قولته
رؤى بصوت منخفض: بكرهك
سمعها وانفطر قلبه لتلك الكلمة، كور قبضته بغضب
في الشقة التي تعلو شقة حسين
جلست ايمان بجانب اخيها تمض جراحه النازفة.

عمرو ساخرا: فضلت 5 سنين احبها وفي الآخر اتجوزت واحد تاني
إيمان بحزن: ما تظلمهاش يا عمرو رؤى اتجوزت إلى اسمه جاسر دا غصب عنها
نظر عمرو بها بانتباه: غصب عنها ازاي يعني
تنهدت إيمان بحزن: هقولك
ثم بدأت تقص عليه كل ما قالته لها رؤى منذ مقابلتها جاسر أول مرة في الشركة
عمرو غاضبا: دا مستحيل يكون بني آدم دا شيطان، شيطان وأنا إلى هخلصها منه
أسرع عمرو بالنزول لاسفل وايمان تهرول خلفه.

ايمان سريعا: عمرو استني بس يا عمرو
دقات شديدة علي باب المنزل
جعلت رؤى تقبض علي ذراع جاسر بخوف
رؤى بخوف: في ايه
جاسر مبتسما من فعلتها: ما تخافيش خليكي هنا وأنا هشوف في ايه
خرج من المطبخ مسرعا فوجد حسين قد فتح الباب ليدخل عمرو كالاعصار، وما ان يري جاسر حتى امسكه من تلابيب ملابسه.

عمرو غاضبا: آه يا كلب يا قذر يا، متجوزها غصب عنها عشان رغباتك المريضة يا حيوان وبتساومها بعد ما تخلف وتاخد ابنها تطلقها وترميها
جحظت عيني جاسر بصدمة كيف عرف، بالتأكيد أخبرت رؤى شقيقته، فاخبرته الاخيرة
نفض جاسر يد عمرو بغضب ولكمه بقوة اسقطه ارضا
فقام عمرو غاضبا وسدد له لكمة قوية، وبدأ العراك يشتعل، حتى تجمع الجيران، محاولين الفض بينهما.

عمرو غاضبا: هقتلك يا حيوان، وهتجوزها وانسيها إلى انت عملته فيها يا قذر
فارت الدماء في رأس جاسر وانقض علي عمرو يفتك به
جاسر غاضبا: وحياة امك، لقتلك يا، يا ابن ال...
رؤى صارخة: كفاية يا جاسر حرام عليك كفاية
وكان نصيبها صفعة قوية نزلت علي وجنتها
جاسر غاضبا: اخرسي حسابك معايا بعدين
عمرو غاضبا: بتمد ايدك عليها يا كلب
صعد حرس جاسر مسرعين وابعدوا جاسر عن عمرو قبل ان يقتله.

جاسر للحرس: خليكوا هنا وقول للباقي يجهزوا العربيات
ثم جذب يد رؤى ودخل إلى غرفتها ورمي النقاب بوجهها
جاسر غاضبا: البسي دا، يلااااا
هزت رأسها إيجابا بفزع وهي تبكي وارتدت النقاب سريعا
فجذبها من يدها إلى خارج البيت
ومنع الحرس حسين ومجيدة وعاصم من الوصول لها
حسين باكيا، : سيبها يا باشا ابوس رجلك
مجيدة: يا ابني حرام عليك طلقها بقي وسيبها
عاصم غاضبا: هقتلك يا جاسر.

لم يعرهم انتباها ظل يجذبها إلى ان ادخلها سيارته قصرا وركب بجانبها وانطلق السائق بالسيارة
ظل جسدها ينتفض من البكاء والخوف
رؤى باكية: والله ما...
جاسر مقاطعا بغضب، : ولا كلمة فااااهمة
رؤى باكية: حاااضر.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
مسح وجهه بكف يده بعنف اخذ نفسا عميقا وزفره ببطئ محاولا السيطرة على نوبة غضبه قبل ان يفعل شئ لا يحمد عقباه.

جاسر للسائق: اطلع علي مستشفي...
السائق: اوامرك يا باشا
ادار السائق المقود إلى الوجهه المطلوبة
علي الجانب الآخر
كان بجلس في مكتبه، يضع تلك الخطة التي ستقضي علي جاسر نهائيا عندما دخلت احدي الخادمات بفزع
الخادمة سريعا: صبري باشا البوليس عايز سيادتك برة
صبري بدهشة: بوليس
خرج صبري من مكتبه فوجد مجموعة من العساكر ومعه ظابط شرطة
صبري: خير يا حضرة الظابط.

الظابط بلهجة رسمية: صبري باشا، جالنا بلاغ إن سيداتك بتجار في المتجار
صبري ساخرا: مخدرات، أنا صبري الدمنهوري ازاي تصدقوا الهبل دا
الظابط: والله العساكر هيفتشوا و هنشوف إن كان البلاغ صحيح ولا كيدي، تسمحلنا
صبري بثقة: طبعا
الظابط للعساكر: شوفوا شغلكوا
تفرق العساكر سريعا يبحثون، استمر البحث مدة نصف ساعة
إلى أن خرج احد العساكر في يده حقيبة سوداء
العسكري للظابط: تمام يا افندم، لقينا الشنطة دي في اوضة المكتب.

صبري غاضبا: ايه التهريج دا الشنطة دي مش بتاعتي
الظابط: يا ريت تتفضل معانا بهدوء وفي القسم هنعرف إن كانت الشنطة دي بتاعتك ولا لاء
خرج صبري مع العساكر فوجد حشد كبير من رجال الصفحة يصلطون عداساتهم عليه
وبدأ يسمع كلام من قبيل.

( صبري باشا حضرتك راجل إعمال معروف وليك سمعتك ايه إلى يخليك تتاجر في المخدرات، صبري باشا كلمتين للصحافة، ها هو رجل الأعمال المعروف قد انكشف عن وجهه العناق الزائف لنري حقيقته البشعة فهو ليس الا مجرم يهدف لتدمير شباب البلد )
ادخل العساكر صبري إلى بوكس الشرطة
بينما اتسعت ابتسامة المراقب من بعيد بشدة، ادار المقود
علي الجانب الآخر
وصلت سيارات جاسر إلى المستشفي
نزل جاسر من السيارة وجذب رؤى لتنزل معه.

جاسر للحرس: خليكوا هنا
ثم دخل إلى المستشفى ووقف امام غرفة نرمين وفتح الباب ودخل
نرمين مبتسمة: جاسر، رؤى وحشتوني اوي كنتوا فين بقالكوا يومين ما بتسألوش عني
القي جاسر رؤى امام نرمين بعنف وصاح بحدة
جاسر لنرمين: خليها معاكي دلوقتي عشان انا مش طايق نفسي ولو شوفتها قدامي هقتلها، ثم تركهم وخرج من الغرفة.

احتضنت نرمين رؤى التي ظلت تبكي وتنتفض من الخوف
نرمين بقلق: مالك يا رؤي، ايه إلى حصل يا حبيبتي
رؤى باكية: والله ما عملت حاجة والله يا نرمين ما عملت حاجة، انا تعبت، جاسر جاسر جاسر
ثم وضعت يدها على قلبها وصرخت عاليا وفقدت الوعي، فصاحت نرمين صارخة
نرمين صارخة: جاسر، جاسر الحقني يا جاسر
دخل جاسر مسرعا فهو كان جالسا امام الغرفة: ايه في ايه
نرمين بحدة: انت عملت فيها ايه، أغمي عليها.

تقدم منها بلهفة يربت علي وجهها بقلق: رؤي، رؤى فوقي يا رؤى والله ما هعملك حاجة، فوقي يا حبيبتي، رؤى اصحي ياىرؤي.

حملها وخرج من الغرفة
جاسر للمرضة: فين اوضة الكشف
مشت الممرضة امامه إلى ان وصلت إلى غرفة، دخلها فوجد فيها طبيبن
جاسر صارخا: برة، اطلعوا برة
خرج الطبيبن من الغرفة مسرعين
احدهم: مين دا يا عم إلى بيطردنا
الاخر: اسكت الله يخربيتك، دا جاسر باشا صاحب المستشفى
وضع جاسر رؤى علي سرير الكشف ونزع عن وجهها النقاب، وبدأ يفحصها ودموعه لا تتوقف عن الهطول.

، اعطاها حقنة مهدئة وركب لها محلول وريدي
وجلس بجانبها ممسكا بيدها وهو يبكي
جاسر باكيا: انا اسف يا رؤي، انتي شوفتي مني كتير اوي، اذيتك كتير، بس هعوضك والله هعوضك، بس انتي خليكي جنبي ما تسبنيش يا حبيبتي، رؤى انا بحبك اوي اوي والله بحبك اوي.

علي صعيد آخر
كانت جالسة بجانب والدته، تساعدها في ( تنقية الرز )، تشكر بداخلها تلك السيدة التي عوضتها عن حنان والدتها لولاها لكانت الآن في اسوء حالتها، احبت ذلك المكان كثيرا احبت بساطته ونقائه شعرت بداخلها بالاشمئزاز علي ما كانت فيه
سعدية: واااه مالك يا أجندة سرحانةفي ايه يا بتي
شاهندا مبتسمة: ما فيش يا ماما
سعدية بود: كلمة ماما بتطلع من خشمك كيف الشهد المكرر
شاهندا: قوليلي يا ماما اومال فتحي فين.

سعدية بخبث: وااه بتسالي عليه ليه
شاهندا بتوتر: لاء ابدا اصلي ما شوفتوش النهاردة
لا تعرف ما أصابها، فهي دائما ما تري فتحي وهو يختبئ ويراقبها كانت في البداية تعتقد أنه يراقبها حتى لا تهرب ولكن بعد ذلك بدأت تري في عينيه نظرة غريبة للغاية، نظرة دفئ وحنان وحب، وعندما تنظر له لتعلمه انها تراه تري وجهه الذي يحمر من الخجل فيسرع بالهرب سريعا.

فاقت علي صوت سعدية: وبعدهالك في السرحان النهاردة يا أجندة يا بتي
شاهندا مبتسمة: ما فيش والله، تترفجي علي التلفزيون
شغلت شاهندا التلفاز وامسكت جهاز التحكم تقلب بين قنواته بملل
سعدية: هاتي تمثلية ذئاب الجبل
شاهندا بضيق: يا ماما احنا بنسمع ذئاب الجبل دا كل يوم 3 مرات
سعدية: يا بتي عايزة اعرف بدري هيلاقي وردة ولا لع.

شاهندا: والله العظيم هيلقيها في حلقة في المسلسل، بالامارة هيكون مقبوض عليه زهي هتروح عشان تخرجه وهتكون مسمية ابنها علي اسمه
سعدية: صوح، صوح هاتيه بقي من أول تاني
هزت شاهندا رأسها نفيا بيأس وبدأت تبحث عن ذلك المسلسل بين القنوات إلى أن وقفت عند قناة معينة لتحجظ عينيها بصدمة
شاهندا بصراخ وبكاء: بابي، بابي اتقبض عليه بابي مستحيل يتاجر في الحاجات دي أنا عايزة بابي والنبي يا ماما سعدية وديني عنده.

سعدية بحزن: اهدي يا بتي
قامت شاهندا من جانب سعدية ناحية الباب لتفتحه
هتفت سعدية بقلق: رايحة فين يا بتي
شاهندا باكية: هروح لبابي
ما إن فتحت شاهندا الباب حتى وجدته يقف أمامها بطوله المهيب
شاهندا باكية: ابعد عني أنا عايزة بابي وديني عند بابي
فتحي: شاهندا اهدي باباكي كويس
شاهندا صارخة: أنت كداب بابي اتقبض عليه، سبني اروحله والنبي يا فتحي
فتحي بحزن: ما ينفعش.

دفعته شاهندا في صدره وذهبت ناحية الباب حاولت فتحه، فلحقها فتحي سريعا وامسك يديها بقبضة يده
شاهندا صارخة: أنا عايزة بابي، سبني يا حيوان يا بابي
بدأت تغمض جفونها إلى أن فقدت الوعي
فتحي بفزع: شاهندا
حملها سريعا وصعد إلى غرفتها وخلفه والدته، وضعها علي الفراش برفق
فتحي سريعا: خليكي جنبها يا اما واني هروح اجيب الحكيم
سعدية بقلق: بسرعة يا ولدي دي قاطعة النفس
خرج فتحي يهرول من المنزل ليحضر الطبيب لشاهندا.

عوده لجاسر ورؤي
تركها جاسر نائمة بفعل المهدئ التي حقنها به فتركها وذهب إلى ليطمئن على اخته
نرمين بلهفة: رؤي، رؤى عاملة ايه
جاسر: الحمد لله كويسة
نرمين بحدة: عملت في البت ايه يا جاسر دي كانت بتتنفض من الخوف
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
جاسر بتعب: بعدين يا نرمين
نرمين: طب هي فين
جاسر: في أوضة تانية
نرمين: طب هاتها هنا، عشان اخد بالي منها
جاسر: بس يا نرمين
نرمين مقاطعة بصرامة: إلى اقوله يتسمع يا جاسر.

جاسر: حاضر يا نرمين
خرج جاسر ثم عاد ومعه بعض الممرضين يحملون سرير آخر لرؤي، ووضعوه بجانب سرير نرمين
ثم خرج جاسر وعاد وهو يحمل رؤى ووضعها علي الفراش وركب لها المحلول الوريدي
، جلست نرمين بجانبها، تمسد علي شعرها بحنان، بعدما منع جاسر دخول اي رجل الغرفة
بدأت عضلات وجه رؤى تنقبض بشدة وهي نائمة وبدأت تصرخ ( لا يا جاسر والله ما عملت حاجة، لا والنبي، سبني، سبني يا جاسر ابوس ايدك).

نرمين بقلق: اهدي يا رؤي، اهدي يا حبيبتي دا كابوس
زاد جاسر جرعة المهدئ قليلا فارتخت عضلات وجهها وعادت للنوم
نرمين بحدة: عملت فيها ايه يا جاسر
جاسر: ارجوكي يا نرمين مش عايز اتكلم دلوقتي
نرمين غاضبة: بقيت نسخة من صبري صح.

قام جاسر وصاح غاضبا: ايوة يا نرمين نسخة من صبري بقيت حيوان مريض نفسيا، كفاية اوي إلى حصلنا ابوكي انتحر وامك ماتت بحسرتها بعد الحيوان إلى اسمه حاتم طلقك وفضحنا ومن ساعتها وانتي في ملكوت تاني ما تعرفيش انا شوفت ايه ولا ايه إلى جرالي عشان ابقي جاسر بيه مهران، عشان اشتري مستشفى كبيرة زي دي عشان تبقي محجوزة في أوضة فخمة زي دي، وجاية في الاخر بتلومي عليا وبتقولي عليا حيوان، لا يا نرمين انا مش حيوان انا شيطان، اذيت وبأذي كل إلى حوليا.

ثم اشار إلى رؤى النائمة، حتى هي بأذيها وهي مالهاش اي ذنب، تهدج صوته بالبكاء وهو يكمل، الوحيدة اللي حبيتها وبردوا بأذيها، هتقوليلي ذنبها ايه، هقولك وانا ذنبي ايه وانتي ذنبك ايه
تفجرت بحار الدموع في عيني نرمين فبدأت تبكي وتجهش في البكاء، احتضنها جاسر
جاسر باكيا: انا تعبت يا نرمين، تعبت انا عارف ان انا غلطان، حاولت تتغلب على شيطاني وبردوا اتأذت انا بحبها يا نرمين، والله بحبها، اااااااااه يارب.

ضمته نرمين بشده وهي تبكي
نرمين باكية: انا اسفة يا جاسر غصب عني بس إلى حصلي
جاسر مقاطعا: انا عارف ان إلى حصلك صعب يا نرمين، انا ما بلومش عليكي انا....
قاطعه صوت رنين هاتفه
فابتعد عنها وفتح الخط
ايمن: حصل يا باشا وحبيبك شرف النهاردة في ابو زعبل
جاسر: طب انا جايله
اغلق جاسر الخط
جاسر: انا ورايا مشوار مهم، خلي بالك من رؤى علي ما أجي
خرج من الغرفة واغلق الباب بالمفتاح من الخارج، وركب سيارته وذهب إلى القسم.

وقابل الظابط
جاسر: جاسر مهران
الظابط: غني عن التعريف، يا افندم اتفضل
جاسر: لو سمحت انا معايا اذن بمقابلة صبري الدمنهوري
الظابط: اتفضل حضرتك اشرب قهوتك على ما نجيبه من الحجز
خرج الظابط من الغرفة، ارجع جاسر ظهره في الكرسي واضعا قدما فوق اخري، تعلو شفتيه ابتسامة انتصار
دقائق ودخل العسكري ومعه صبري وخلفهم الظابط
الظابط: طب انا هسيبك معاه شوية يا باشا، ورايا يا عسكري
خرج الظابط والعسكري واغلقا باب المكتب.

جاسر مبتسما: اهلا اهلا، صبري باشا
صبري بغل: انت عايز مني ايه يا جاسر مش كفاية إلى عملته
جاسر ضاحكا بسخرية: ، انا لسه ما عملتش حاجة، عمايلك هي إلى وصلتك لهنا، بس انا اقدر اطلعك.

صبري ساخرا: وهطلعني ازاي بقي، دي قضية مخدرات يعني 25 سنة، لعبتها صح يا جاسر
جاسر مبتسما: تلميذك يا باشا، بس انا بردوا اقدر اطلعك، والطب الشرعي لو اتحط جنب اسمه ( جاسر مهران، و2 مليون جنية ) هيتلقب الهيروين، سكر بودرة ومش بس كدة هتعرف مكان بنتك فين
صبري: والمقابل
جاسر مبتسما: كل أملاكك
صبري غاضبا: تبقي بتحلم يا جاسر
ضحك جاسر ساخرا: خلاص خليك، عن اذنك عشان مستعجل
قام جاسر متجها إلى الباب.

صبري سريعا: انا مستعد اتنازلك عن النص
جاسر: تؤ، كل املاكك دا اخر كلام عندي، سلام يا صبري باشا، واتمنالك خمسة وعشرين سنة سعادة ورا القضبان
امسك جاسر مقبض الباب وفتحه
صبري سريعا: موافق
اتسعت ابتسامته الخبيثة، فاغلق الباب مرة اخري
وعاد وجلس امامه
جاسر مبتسما: متفقين، تتنازلي عن كل املاكك اخرجك من هنا
صبري: وبنتي
جاسر: وبنتك
اخرج جاسر هاتفه
جاسر: هات الورق وتعالا
دق الباب ودخل ايمن.

جاسر: ها يا ابو الايمان جبت الورق
ايمن مبتسما بخبث: طبعا يا باشا
صبري بصدمة: ايمن، حتى انت يا ايمن
أيمن: معلش بقي يا صبري باشا، جاسر باشا بيدفع حلو اوي
اخرج ايمن الورق من حقيبته واعطاه لصبري
جاسر: امضي
صبري: وانا اضمن منين اني بعد ما امضي انك هتخرجني من هنا
جاسر ساخرا: ما فيش ضمانات، ما قدامكش غير انك تمضي
اخذ صبري الورق ومضي علي الاوراق
ايمن: مبروك يا جاسر باشا
جاسر: الله يبارك فيك يا ايمن.

صبري: هتخرجني امتي
جاسر: قريب، قريب اوي
دخل الظابط: معلش يا جاسر باشا، وقت الزيارة المسموح بيه انتهي
جاسر مبتسما: متشكر اوي يا حضرة الظابط عن اذنك
الظابط: مع السلامة يا باشا
خرج جاسر من القسم وهو يشعر بنشوة انتصار ليس لها مثيل، فها قد محي صبري إلى الأبد
رن هاتفه فوجده ياسر
جاسر: خير يا دكتور
ياسر بلهفة: الحق يا باشا، رؤى هانم فاقت وعماله تصرخ.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
ياسر بلهفة: الحق يا باشا، رؤى هانم فاقت وعماله تصرخ وتخبط علي الباب
جاسر سريعا: انا جاي حالا
ركب جاسر سيارته خلف المقود وساق بسرعة جنونية إلى ان وصل إلى المستشفى فدخل راكضا، إلى ان وصل إلى غرفة نرمين، فوجد امامهر ياسر والعديد من الاطباء والممرضين
صاح جاسر فيهم بغضب: بتنيلوا ايه عندكوا، كل واحد علي شغله
فر الجميع من امامه قبل أن يفتك بهم ماعادا ياسر
جاسر غاضبا: وانت واقف عندك بتعمل ايه.

ياسر: انا المسؤل عن حالة نرمين وما ينفعش اسيبها
لم يعره جاسر انتباها، بل دخل الغرفة واغلق الباب خلفه بالمفتاح وتركه يقف بالخارج.

دخل فوجد رؤى تتحرك بهستريا في انحاء الغرفة وهي تصرخ وتبكي وتقول كلام غير مفهوم ونرمين تحاول تهدئتها لكن دون فائدة
جاسر بحذر: رؤى
التفت اليه، فشهقت بفزع وظلت تتراجع للخلف بخوف
رفع كفيه لاعلي كعلامة استسلامه
جاسر بحذر؛ اهدي يا رؤى انا بعيد اهو مش هعملك حاجه، اهدي عشان ارجعك لبابا وطمطم وماما وعاصم، مش انتي عايزة ترجعيلهم.

هزت رأسها إيجابا بخوف وهي تضم يديها إلى صدرها عينيها حمراء من كثرة البكاء وبشرتها اصبحت شاحبة بشدة من الخوف
جاسر بهدوء: اهدي خلاص
تقدم خطوة واحدة، فشهقت بخوف
رؤى باكية: خلاص مش عاوزة مش عاوزة
ثبت مكانه يرمقها بحزن
نرمين: اهدي يا حبيبتي، صدقيني جاسر مش هيأذيكي، دا بيحبك اوي
تقدم جاسر بحذر إلى ان اصبح امامها، فضمها اليه بحنان.

جاسر بصوت هادئ: هششششششش، اهدي خلاص، اهدي، ثم اكمل مازحا اهدي عشان اجبلك مصاصات كتير اوي، واحبلك جاكت بيولد شوكولاتة زي بتاع طمطم
ضحكت ضحكة خافتة بين ذراعيه، احس بها فابتسم
نرمين مازحة: احم احم نحن هنا
جاسر مازحا: خلاص اطلعي برة
نرمين: ماشي يا سي جاسر ما هو من لقي احبابه نسي اصحابه، ماشي ماشي
ابعدها برفق عن حضنه
جاسر: مش كنتي تقولي انك عايزة حضن، كنت جيت حضنتك علي طول بدل ما تصوتي وتسرعيني.

ضربته بيدها علي صدره
رؤى بصوت منخفض: رخم
جاسر ضاحكا: سمعتك على فكرة
نرمين: يلا يا بابا بيتك بيتك انت وهي، انا عايزة استريح
رؤى بخوف: لاء خليني معاكي يا نرمين
جاسر مازحا: خلاص انا كمان هفضل معاكوا، ووسعوا بقي عشان انا هلكان وعايز انام.

ثم ذهب ناحية سرير رؤى والقي بجسده عليه
رؤى: دا السرير بتاعي
جاسر بغيظ طفولي: روحي نامي جنب نرمين حبيبتك
ثم اولاها ظهره
ساد الصمت بعض الوقت حتى شعروا بانفاس جاسر المنتظمة دليل انه غط في النوم
نرمين: قوليلي بقي يا ستي كل حاجة
رؤى: كل حاجة زي ايه
نرمين: كل حاجة من ساعة ما جاسر اجبرك تتجوزيه
رؤى بصدمة: انتي عارفه
نرمين: انا عايزة اعرف منك
رؤى بخوف: بلاش يا نرمين، جاسر لو عرف...

نرمين مقاطعة: جاسر ما يقدرش يعملك حاجة لو قولتيلي، صدقيني مش هيعملك حاجه احكيلي يا حبيبتي
بدأت رؤى تقص علي نرمين كل شئ منذ ان ذهبت إلى والدها في الشركة إلى ان جاؤا اليها المستشفى اليوم واقتصت منه مافعله جاسر بشاهندا، احتلت نبرة الألم والخوف صوتها طول المدة التي تحكي فيها لنرمين لم تكف دموعها عن الانهمار
احتضنتها نرمين وبدأ تربت على ظهرها بحنان.

، اما هو فكان يضع يده على فمه حتى يمنع شهقاته من الخروج، هو من تصنع النوم، ليسمع تلك المأساة التي هو الجاني فيها، فلما يبكي الآن، هل احب الاسد فريسته، بل عشق الجلاد اسيرته
مسح دموعه، وتصنع انه يتململ في نومته، فابتعدت رؤى عن نرمين ومسحت دموعها قبل ان يراها
نرمين: مالحقتش تنام يعني
لم يعرف ماذا يقول، فقال: جعان، هطلب اكل، تحبوا تاكلوا ايه
نرمين: اي حاجة.

جاسر: اي حاجة إلى هي ايه يعني هكلم المطعم اقوله هاتلي اي حاجة
نرمين: خلاص هاكل زيك
جاسر: وانتي يا رؤى
رؤى: شكرا مش عايزة حاجة
جاسر: يعني انتي كمان عايزة زيي
امسك جاسر هاتفه وطلب الطعام، وتركهم ودخل إلى حمام الغرفة وغسل وجهه
رؤى لنرمين: هي الساعة كام
نرمين: الساعة 11
رؤى بصدمة: كام، دا انا ما صلتش لا العصر ولا المغرب ولا العشا.

نرمين: حبيبتي ما انتي كنتي تعبانة، غصب عنك، علي العموم عندك الحمام اهو خشي اتوضي وتعالي صلى
خرج جاسر من الحمام، فدخلت رؤي، وتوضأت
رؤى: هي القبلة منين
اشار لها جاسر إلى موضوع القبلة
جاسر: كدة
رؤى: شكرا
فرشت سجادة الصلاة وشرعت في صلاة ما فاتها وجاسر يراقبها وعلي شفتيه ابتسامة صغيرة، ونرمين تنظر له بحزن
دق الباب، فذهب جاسر وفتح فتحة صغيرة ووقف امامها
جاسر: نعم
ياسر: انا كنت جاي اطمن علي حالة استاذة نرمين.

جاسر: كويسة
ياسر: حضرتك ما ينفعش تمنعني عن تأديه واجبي
جاسر: انا صاحب المستشفى اعمل إلى انا عايزة، اتفضل علي مكتبك
ثم اغلق الباب بوجهه كاد أن يعود مكانه عندما دق الباب مرة اخري
جاسر غاضبا: بتعاندني يا ياسر الكلب
ذهب وفتح الباب فوجده عامل توصيل الطلبات
اخذ جاسر منه الطعام وحاسبه، وعاد اليهم
جاسر: هي رؤى لسه ما خلصتش
نرمين: لاء لسه
ظل حوالي ربع ساعة ينتظرها
جاسر بملل: وبعدين بقي هي بتصلي التراويح ولا ايه.

نرمين بصرامة: بس يا جاسر
جاسر بتذمر طفولي: حاضر
انتهت رؤى من الصلاة
جاسر: حرما يا رؤى
رؤى: جمعا ان شاء الله
جاسر: يلا بقي عشان انا عصافير بطني بتصوت مش بتصوصو
ضحكوا على مزاجه جهزت الفتاتين الطعام علي الطاولة وجاسر جالس علي الفراش واضعا قدما فوق اخري
جاسر بغرور: الله عليا وانا الحج متولي كدة في نفسي
نرمين محذرة: جاسر، ما تخلنيش افضحك واقول كنت بتقول ايه وانت صغير
جاسر سريعا: حبيبة قلبي انتي صدقتي.

رؤى بفضول: بس انا عايزة اعرف
جاسر: بس يا بت
نرمين ضاحكة: بصي هو جاسر وهو صغير كان بيتكلم اغريقي باين، يعني مثلا ابسط حاجة كان بيقول علي دبوس الفرخة
جاسر: نرمين، قلبك ابيض خلاص
رؤى: كان بيقول ايه يا نرمين
نرمين ضاحكة: بلبوص الفرخة
انفجرت رؤى ضاحكة عليه وشاركتها نرمين في الضحك
نرمين ضاحكة: انتي مش متخيلة منظره وهو صغير وبيقول لماما، انا عايزة البلبوص بتاعي.

ادمعت عيني رؤى من كثرة الضحك
رؤى ضاحكة: ااااه مش قادرة بطني وجعتني من كتر الضحك
جاسر بضيق: ضحكتك اوي يا اختي
رؤى ضاحكة: بصراحة ااه
جاسر متذمرا: ما خلاص انتي وهي
كبحت نرمين ضحكاتها بصعوبة: خلاص خلاص مش هنضحك، خلاص يا رؤى عشان ما يزعلش، يلا عشان تاكل
جاسر: مش واكل
نرمين: خلاص بقي يا جاسر تعالا كل
جاسر: لاء
رؤى: احنا آسفين
جاسر: بردوا لاء، صالحوني
نرمين: نصالحك ازاي يعني
اشار جاسر إلى خده.

فذهبت نرمين وقبلته علي خده
جاسر: يلا يا رؤى
رؤى بخجل: لاء طبعا
نرمين: انا هروح اغسل ايدي
تركتهم نرمين ودخلت الحمام واغلقت الباب
جاسر: علي فكرة بقي انا جعان، وذنبي في رقبتك
رؤى: انا مالي انت إلى مش راضي تاكل
جاسر: بردوا ذنبي في رقبتك
تقدمت منه بخطي مترددة، وانحنت برأسها وقبلته سريعا علي خده
جاسر بضيق: انتي بتبوسي ابن اختك
رؤى بتوتر: هااا
قام جاسر من علي الفراش وبدأ يقترب منها
رؤى بتوتر: أنت بتقرب ليه.

جاسر بخبث: هقولك كلمة سر
وما كدا يصل اليها حتى فتحت نرمين باب الحمام وخرجت من منه
نرمين بشك: مالكوا في ايه
جاسر بغيظ: ما فيش يلا عشان ناكل
جلسوا على الطاولة المستديرة وبدأوا في الأكل
رؤى: احم، جاسر ممكن معلش طلب
جاسر: اتفضلي
رؤى: عايزة اكلم بابا زمانه قلقان اوووي عليا
اخرج جاسر هاتفه من جيبه و طلب رقم حسين
وفتح مكبر الصوت
حسين سريعا: فين رؤى يا جاسر
رؤى: انا هو يا بابا.

حسين: رؤى حبيبتي انتي كويسة عملك ايه الحيوان دا
رؤى: ما عمليش حاجة يا بابا صدقني انا كويسة خالص
حسين: طب انتي فين
جاسر: معايا يا عمي، ما تقلقش رؤى كويسة وبخير، تصبح على خير يا عمي
ثم اغلق الخط
جاسر: تمام كده
رؤى: شكرا
نرمين: انتوا بتعاملوا مع بعض برسمية اوي كدة ليه، يعني ممكن اطلب منك طلب، اتفضلي، تمام وشكرا، علي فكرة انتوا متجوزين والله
رؤى: مؤقتا
جاسر بحدة: انسي يا رؤى ما فيش طلاق.

رؤى برجاء: نرمين ارجوكي خليه يطلقني
نرمين: انا اسفة يا رؤي، بس انا ما اقدرش اتدخل في حاجة زي دي
رؤى باكية: يعني كلكوا معاه، عليا
جاسر: انا عند وعدي يا رؤى اول ما تخلفي هطلقك لو انتي عايزة تتطلقي
رؤى باكية: وهتحرمني من ابني.

جاسر: انا قولتلك لو عايزة تطلقي، لو مش عايزة هتفضلي عايشة معانا عادي زي اي زوج وزوجة، بس انتي إلى مصرة تطلقي ثم اكمل ساخرا صحيح دا هو مستنيكي لما تطلقي عشان يتجوزك ويعوضك عن إلى شوفتيه مع الحيوان إلى زيي، صح ولا غلط.

قامت رؤى من علي الطاولة ودخلت الحمام واغلقت الباب بعنف
نرمين بضيق: ليه كدة يا جاسر
جاسر: انتي مش شايفة هي بتعمل ايه كل شوية طلقني طلقني
نرمين: وهي شافت ايه حلو منك عشان تتمسك بيك
تذكر جاسر شئ فهب من مكانه وذهب ناحية الحمام وبدأ يدق الباب بعنف
جاسر صارخا: رؤى افتحي يا رؤي، رؤى اوعي تعملي في نفسك، افتحي يا رؤى والا قسما بالله هكسر الباب
انفتح الباب وخرجت رؤى
رؤى: في ايه.

امسك جاسر يديها ليتأكد من عدم وجوج جروح بها، فوجدها سليمة فتنهد براحة
جاسر: وقعتي قلبي يلا عشان ننام
نامت رؤى بجانب نرمين ونام جاسر وحيدا على الفراش الاخر
علي الجانب الآخر
فحص الطبيب شاهندا واخبرهم أنها تعاني من صدمة عصبية حادة وكتب لها العلاج اللازم ورحل
سعدية بحزن: ما كنش يومك يا بتي، مين إلى عمل اكدة في ابوها بس
فتحي بكذب: علمي علمك يا اما
سعدية: طب ما تكلم الباشا إلى انت شغال عنده يتصرف.

فتحي: حاضر يا اما
سعدية: والله هتوحشها قوي لما تمشي من اهنه، تعرف لو ما كنتش متجوزة كنت خليتك تتجوزها
اغمض عينيه بألم، فهو كان قادما ليزف اليها خبر طلاقها من جاسر ويصارحها بحبه
سعدية: مالك يا ولدي
فتحي: ما فيش يا إما إني هروح اشم هوا شوية خلي بالك منيها
هزت سعدية رأسها إيجابا فخرج فتحي من الغرفة وظل هائما علي وجهه
عوده لجاسر ورؤي.

انتظرت رؤى حتى شعرت بانتظام انفاسهم وتعمقهم في النوم، فقامت تتسلسل علي اطراف اصابعها متوجهه إلى باب الغرفة
ولحسن حظها فقد ترك جاسر المفتاح في الباب
فتحت الباب برفق حتى لا يصدر صوت وكادت أن تخطو لخارج عندما وجدت صوته قادما من خلفها
جاسر: علي فين
تجمدت مكانها بخوف، فها قد تبخر حلم هروبها
جاسر: لتاني مرة يا رؤى بتحاولي تهربي
التفت إليه وفي عينيها نظرة تحدي: وهفضل اهرب لحد ما اخلص من سجنك دا.

وضع يده على فمها، عندما وجد نرمين بدأت تتململ في نومتها، واغلق الباب
جاسر بصوت منخفض: وطي صوتك عشان نرمين نايمة، دلوقتي عايزة تخلصي من سجني عشان خاطر حبيب القلب مش كدة.

هزت رأسها نفيا، حاولت ازاحة يده من علي فمها فامسك بمعصميها وضمهما في قبضة يده
واليد الاخري ما زالت تكمم فمها
رؤى: اممممممم
ظلت تتلوي حتى تخلص نفسها من اسره
رؤى: اممممم، اممممممم، اممممممم
ازاح يده من علي فمها، فبدأ تأخذ نفسها مرة اخري فقد كادت تختنق من ضغط يده علي فمها
رؤى: حرام عليك كنت هتموتني
لم ينطق بكلمة واحدة بل ظل ينظر إليها نظرات ثابتة
رؤى: ممكن تسبني.

لم ينطق ولم يتحرك بل ظلت نظراته ثابتة جامدة
رؤى: جاسر، اوعي سبني
وكأنها تتحدث إلى جماد لم يتحرك قيد أنملة حتى
رؤى: سيب ايدي يا جا
ابتلعت باقي جملتها عندما لف يده حول رقبتها
فبدأت تختنق
رؤى بصوت متخشرج: جاسر، هموت يا جاسر
جاسر بتوعد: لو فكرتي تهربي مرة تانية هدفنك يا رؤى
رؤى بصوت متخشرج مختنق: حاضر حاضر
ترك رقبتها وابتعد، فبدأت تدلك رقبتها وتحاول التقاط نفسها.

ذهبت ناحية فراش نرمين واستلقت عليه وهي ترتجف من الخوف
رؤى في نفسها: كان هيموتني، كان هيموتني، يااارب ساعدني يارب
بقيت علي هذه الحالة إلى ان شعرت بالتعب فاغمضت عينيها ولكن ما بين الاستيقاظ والنوم رأت جاسر يقترب من الفراش، وفي يده شئ لم تستطع أن تراه، اغمضت عينيها ثم فتحتهما بصعوبة تحاول التغلب على ذلك الشعور الذي يدفعها للاستسلام للنوم.

وجدت جاسر جالس امامها مباشرة، ولكنه لا ينظر إليها، ثواني وشعرت بألم قوي في ذراعها
، حاولت ان تصرخ، ان تقوم ولكن دون فائدة، فاستسلمت للنوم
في صباح اليوم التالي
بدأت تفتح عينيها بصعوبة، صداع قوي يجتاح رأسها، فتحت عينيها وأخذت ترمش عدة مرات لتعداد علي الاضاءة
رؤى بألم: اااااه انا فين
وجدت جاسر يدخل إلى الغرفة مبتسما يحمل صينية طعام
جاسر مبتسما بحنان: صباح الفل كل دا نوم.

نظرت له باستغراب وانتصفت في جلستها تنظر حولها بحيرة
جاسر مبتسما: بتدوري على ايه
رؤى ببلاهة: علي إلى انت بتكمله
جاسر ضاحكا: انا بكلمك انتي
رؤى: انا جيت هنا ازاي
جاسر: إبرة مهدئة
ثم خرج من درج الكومدينو العديد من المصاصات
جاسر: وادي يا ستي المصاصة
رؤى بتعجب: جاسر انت كويس
جاسر مبتسما: جدا، كويس جدا يلا عشان تفطري
وضع امامها الطعام فنظرت للطعام بحذر ثم عادت تنظر لجاسر مرة اخري باستغراب.

جاسر: ما تخافيش ما فيهوش سم
رؤى: انا مش فاهمة حاجة، وخايفة في نفس الوقت
جاسر مبتسما: اوعي تخافي ابدا، انا عمري ما هاذيكي، انا لغيت موضوع اخر الاسبوع ولغيت كمان الاتفاق إلى بينا بتاع الشهر وعمري ابدا ما هلمسك غير برضاكي.

اتسعت عينيها بدهشة: انا اكيد بحلم صح
جاسر بحنان: لاء يا حبيبتي دي حقيقة
اتسعت عينيها بدهشة فمفاجآت اليوم ستصيبها بالجنون: حبيبتك
جاسر بحنان: آه حبيبتي وروحي واغلي من عندي من عمري يلا بقي عشان تاكلي
رؤى: جاسر بجد ايه إلى حصل غيرك كدة
جاسر مبتسما: ولا حاجه، انت بس وحشتيني بقالك يومين نايمة وما....
رؤى مقاطعة: يومين، انا نايمة بقالي يومين
جاسر: آه.

نظرت رؤى إلى ملابسها ونظرت له بحذر: وايه إلى حصل وانا نايمة ومين إلى غيرلي هدومي.

جاسر ضاحكا: ما تخافيش القهوة ما فرتش ولا الرعد خبط في الشيش ولا الديك ادن، يخربيت الافلام العربي القديمة إلى انتي عايشة فيها.

رؤى بغيظ: انت بتتريق عليا
ثم لكزته بكوعها في كتفه بغيظ
جاسر بلهجة صعيدي: اوعاكي يا بت الناس تمدي يدك على راجلك، يلا عشان الوكل
رؤى ضاحكة: شكلك مسخرة وانت بتتكلم صعيدي
جاسر مبتسما: بس ايه رايك
رؤى ضاحكة: هايل يا فنان الشوت إلى بعده
جاسر: احم، لع يا بوي ما تقتلش هنادي انا عحبها يا ابوي، عحبها
ثم بدل صوته لصوت رجل اخر: عتجب الغازية يا ولدي انا زلامن اقتلها وتتجوز رؤى بنت عمك
صفقت رؤى بحرارة له: هايل.

جاسر: لا داعي للتصفيق ودعوني اعمل في صمت، يلا بقي كلي
رؤى: حاضر
بدأت رؤى في الاكل فشرد جاسر في احداث اليومين الماضيين.

بعدما اعطي رؤى الابرة المهدئة ونامت حملها وذهب بها إلى المنزل ووضعها علي الفراش وهو ينوي بداخله ان يجعلها ملكه، ان تصبح زوجته الآن، عندما اقترب منها وكاد أن يفعل بها ما يريد رن هاتفه، تجاهله في المرة الأولى ولكنه عاود الرن عدة مرات اخري ابتعد عنها وزفر بضيق وامسك هاتفه فوجده على صديقه.

جاسر بضيق: عايز ايه يا علي دلوقتي
علي بحزن: جاسر، انا عندي ليك اخبار مش كويسة
جاسر بقلق: خير يا علي
علي: انا كنت النهاردة في المستشفي بتاعتك انا وامي بنعمل تحاليل، فقابلت دكتور مختار بالصدفة وقالي علي نتيجة تحليل رؤى
جاسر بقلق: ها وبعدين
علي: رؤى عندها مريض خطير في القلب قدامها بالكتير سنة وتموت
جاسر غاضبا: انت بتقول ايه انت اكيد كداب.

علي: اهدا يا جاسر، انا عارف انها صدمة بس صدقني هي دي الحقيقة، عشان تتأكد هصورلك الاشاعات وابعتهالك دلوقتي علي الموبيل، سلام
اغلق جاسر الخط وهي لا يشعر بشئ فقط دوار يجتاح رأسه، نظر اليها وهي ممدة علي الفراش فاقدة للوعي بصدمة.

جاسر بضياع: مش حقيقي مش حقيقي
صوت وصول رسالة لهاتفه، فتحها سريعا ليجد صورة الاشاعات، جرت عينيه علي الكلام وهو يتمني بداخله ان يكون ما قاله علي كذبا، ولكنه حقيقة، والحقيقة الاكبر ان الموت ينتظر حبيبته بين يوم وآخر، سقط علي ركبتيه علي الارض يبكي.

جاسر باكيا: يااااارب، ياااااارب انا عارف ان انا غلطت كتير، بس بلاش هي يارب، هي الحاجة الوحيده الحلوة في حياتي ما تحرمنيش منها يااارب، ما تخدهاش مني ياااارب، ياااااارب خليهالي يااااارب، اااااااااه يااااااااااارب
ظل يبكي ويدعو لمدة كبيرة، قام من مكانه وذهب ناحيتها بخطئ مرتجفة بطيئة، جلس بجانبها
جاسر باكيا: ما تسبنيش يا رؤي، والله ما هزعلك تاني، ارجوكي خليكي معايا وانا هعملك كل إلى انتي عيزاة.

ثم احتضن جسدها بشدة
جاسر باكيا: ما تسبنيش يا رؤي، مش عايز احس اني يتيم تاني، ما تسبنيش يا حبيبتي بالله عليكي يا رؤى خليكي معايا مش هقدر اعيش من غيرك، هتخليكي معايا صح يا حبيبتي مش كدة.

اراح جسدها على الفراش ونام بجانبها محتضنا اياها، وفي اليوم التالي ركب لها محلول وريدي وحقنه بمادة مهدئة حتى تظل نائمة بين ذراعيه لم يتحرك من مكانه ظل محتضتنا اياها يهمس بكلمات العشق والاعتذار في اذنيها
عاهد نفسه ان يعوضها
عن كل ما فعله بها ان يسعدها بقدر ما يستطيع سيدفع كل ما يملك حتى يخلصها من مرضها وتبقي معه
فاق من شروده علي صوتها
رؤى: جاسر، جاسر يا جاسر
جاسر: هااا، خير يا حبيبتي.

رؤى بخجل: بطل تقولي يا حبيبتي بتكسفني
جاسر مشاكسا: وانا هفضل اكسفك عشان الورد الچوري إلى في خدودك
رؤى بخجل: يوووه بقي يا جاسر
جاسر ضاحكا: خلاص خلاص كملي اكلك
رؤى: الحمد لله شبعت
جاسر مبتسما: بالهنا والشفا يا حبيبتي
رؤى: نفسي اعرف ايه إلى غيرك كدة
جاسر: حُبك يا رؤى هو إلى غيرني، انا بعشقك يا رؤى بعشقك
احمرت وجنتيها بشدة من كلامه، تسارعت دقات قلبها
جاسر: انا محضرلك مفاجأة حلوة، يلا قومي البسي.

رؤى بسعادة: بجد مفاجأة ايه
قرصها من خدها برفق: وهتبقي مفاجأة ازاي يا ذكية لو قولتلك عليها يلا قومي البسي
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
قامت سريعا ودخلت إلى حمامها واغتسلت وتوضأت ثم خرجت وفتحت دولابها لتتفاجئ بالكثير والكثير من الملابس من كافة الانواع، وركن مخصص به العديد من النقابات وفستان مخصص لكل نقاب
اتسعت ابتسامتها وهي تتلمس تلك الملابس الجميلة
جاء صوته من خلفها
جاسر مبتسما: عجبوكي.

التفت اليه وقد رسمت السعادة خطوطها في وجهها والتمعت في عينيها
رؤى بسعادة: اوي، شكرا اوي ليك
جاسر مبتسما: انا هستناكي برة ما تتأخريش
هزت رأسها إيجابا بسعادة، خرج جاسر من الغرفة لتختفي ابتسامته ويحل مكانها الحزن والخوف، خوف من فقدها
جاسر في نفسه: ياااارب انا مش هقدر اعيش من غيرها، يااارب خليهالي يااااارب
في غرفة رؤى ظلت تدور حول نفسها وهي محتضنة احد فساتينها
رؤى: الحمد لله يا رب الحمد لله.

قامت وارتدت ملابسها وأدت فرضها
ثم خرجت من الغرفة فراته جالس علي احد الكراسي في غرفة الصالون واضعا وجهه بين كفيه
رؤى: جاسر، انت كويس
رفع وجهه وابتسم: ايه القمر دا
ابتسمت بخجل: شكرا
قام ووقف امامها ودني برأسه وقبل جبينها
جاسر مبتسما: كان نفسي اعمل كدة من اول شوفتك فيها لابسة النقاب، اااه صحيح وكان نفسي اقولك انك احلي حاجه شافتها عنيا في عمري كله.

تسارعت دقات قلبها بشدة، بدأ صدرها يعلو ويهبط بسرعة من شدة خجلها
جاسر مبتسما: يلا بينا
امسك يدها وجذبها خلفه برفق، حتى خرجا من المنزل ونزلا إلى اسفل، ففتح له حارسه باب سيارته فركب بالخلف بجانبها، ظل طوال الطريق محتفظا بيدها، تحتضن اصابعه اصابعه برفق
إلى ان وصلوا إلى وجهتهم المطلوبة ووقفت السيارات امام احدي الملاهي الشهيرة جدا
جاسر: يلا انزلي
نزلت من السيارة تنظر إلى الملاهي بسعادة طفلة صغيرة.

امسك جاسر يدها ودخلا، فوجدت المكان فارغ تماما
رؤى: هو المكان فاضي ليه كدة
جاسر مبتسما: المكان دا كله بتاعك، انا حجزته كله ليكي عشان تعرفي تلعبي على راحتك
رمشت بعينيها عدة مرات حتى تستوعب ما يقول
رؤى مندهشة: حجزته كله عشاني
جاسر مبتسما: ومستعد اشتريته كمان عشانك، يلا مش عايزين نضيع وقت، كفاية إلى ضاع
وبدأ المرح، تعلقت بيده كالطفلة الصغيرة، يتنقلات من لعبة لاخري، يضحكان بسعادة
جاسر مبتسما: مبسوطة.

رؤى بسعادة: اوي اوي، عارف نفسي في ايه
جاسر مبتسما: ايه
رؤى: اجري
جاسر: وايه إلى مانعك
رؤى بسعادة: بجد ينفع
هز رأسه إيجابا
فبدأت تركض وهي تضحك وهو يركض خلفها
جاسر: تيجي نتسابق
رؤى: موافقة
جاسر: إلى يوصل لحد اللعبة إلى هناك دي الاول يكسب، والي يكسب يطلب من التاني طلب
رؤى: ديل
وقفا متجاورين
جاسر: واحد، اتنين، وقبل ان ينطق تلاثة انطلقت رؤى تجري
جاسر وهو يركض خلفها: علي فكرة انتي بتغشي
رؤى ضاحكة: عارفة.

وقف جاسر ووضع يده على صدره: اه يا رؤى الحقيني
انقبض وجهها بخوف، عادت اليه مسرعة
رؤى بقلق: مالك يا جاسر، في ايه
انطلق راكضا وهو يضحك
رؤى بغيظ: علي فكرة انت بتغش
جاسر ضاحكا: اشمعني انتي
وصل جاسر اولا إلى خط النهاية
جاسر: انا إلى كسبت
رؤى متذمرة كالاطفال: عش، انت غشيت
جاسر مبتسما: خلاص ما تزعليش انتي إلى كسبتي، وليكي انك تطلبي اي طلب وانا انفذه ماشي
رؤى: ماشي، يلا بقي نكمل لعب.

وساعات اخري وصلت ضحكاتهم فيها لعنان السماء سعادة ليس لها مثيل اجتاحت قلبيهما
ولم ينسا طبعا تأدية فرضهما، فعند اذان العصر ذهبا وصليا الفريضة وبالمثل المغرب والعشاء
جاسر مبتسما: كفاية بقي ما تعبتيش، الساعة عشرة
رؤى مبتسمة: فعلا كفاية، تعبت خالص ورجليا مش شيلاني
اقترب منها وحملها بين ذراعيه
فشهقت بخجل: نزلني يا جاسر
جاسر مبتسما: مش قولتي رجليا مش شيلاني، رجليا انا تشيلك يا حياتي
رؤى بخجل: يوووه بقي يا جاسر.

جاسر مبتسما: بعشق اسمي وهو طالع من بين شفايفك
رؤى بصوت منخفض: قليل الادب
جاسر ضاحكا: سمعتك على فكرة
حملها إلى ان وصلا إلى السيارة فوضعها فيها برفق
وركب بجانبها
جاسر للسائق: اطلع علي الفيلا بتاعتي
السائق: اوامرك يا باشا.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
رؤى: انت عندك فيلا
جاسر: اومال انتي فاكرة ان جاسر مهران بجلاله قدره عنده الشقة دي بس، هتعجبك الفيلا اوي
رؤى: ايوة بس انا هدومي كلها في الشقة
جاسر: بصراحة مش فاكر في هدوم في الفيلا ولا لاء علي العموم بكرة هبعت اجيبلك هدومك من الشقة او اشتريلك غيرها أسهل.

انطلقت السيارة إلى ان وصلت امام بوابة كبيرة امامها العديد من الحرس المسلحين فتحوا البوابة سريعا عندما رأوا السيارة
دخلت السيارة إلى حديقة واسعة جدا نظرت لها رؤى بانبهار فهي ذات مساحة شاسعة مزوعة بمختلف انواع الازهار والكثير والكثير من الاشجار وحمام سباحة كبير، وفي المنتصف يوجد بيت كبير جدا فخم جدا من الخارج.

نزلت من السيارة، تتطلع حولها بانبهار، إلى ان دخلا المنزل، لم تختفي نظرة الانبهار من عينيها بل زادت اضعاف مضاعفة وهي تري فخامة المنزل من الداخل
رؤى منبهرة: دا قصر مش فيلا
جاسر: يا رب يكون عجبك
رؤى منبهرة: اوي اوي، دا تحفة، عامل زي إلى بيجي في الأفلام
جاءت سيدة بشوشة في أواخر الاربعينات
نعمة: حمد لله على سلامتك يا باشا.

جاسر: الله يسلمك يا نعمة، ثم وجه كلامه لرؤي، دي يا ستي نعمة، كبيرة الخدم هنا، نعمة دي رؤى مراتي
نعمة بود: اهلا و سهلا يا هانم البيت نور
رؤى مبتسمة: منور بحضرتك
جاسر: نعمة، حضريلنا العشا
نعمة بإيجاز: حاضر يا باشا
ثم انصرفت من امامه بهدوء
رؤى بضيق: مش عيب تقول لست كبيرة كدا، اسمها من غير لقب، يعني مثلا حجة او طنط او خالتي او دادة حتى
جاسر ضاحكا: يا حبيبتي دي شغالة عندي
رؤى: بردوا ما ينفعش.

جاسر مبتسما: انتي طيبة اوي يا رؤي، تعالي يلا اما اوريكي اوضتنا
صعدت معه إلى الطابق الثاني فوجدت الكثير من الغرف علي جانبي المرر الرخامي الفخم
رؤى منبهرة: كل دي اوض
جذب يدها برفق إلى ان وصلا امام باب كبير، فتح جاسر الباب وانحني بحركة مسرحية، فابتسمت رؤى ودخلت إلى الغرفة.

انبهرت من ذوقها فهي غرفة كبيرة جدا، بها سرير ضخم، ومرآه كبيرة للزينة ودولاب ضخم يأخذ حائط بأكمله وفي المنتصف طاولة مستديرة بجانبها كرسيين من الجلد و( وشيزلونج ) كبير بجانب البلكونة واريكتان فخمتان في احد الجوانب
جاسر مبتسما: واضح انها عجبتك
رؤى منبهرة: اوي، ذوقك حلو اوي
جاسر مبتسما: شكرا، يلا بقي غيري هدومك عشان نتعشي
ذهب جاسر وفتح دولابه واخرج له بعض الملابس وذهب ناحية الحمام الملحق بالغرفة.

خلعت رؤى النقاب عن وجهها وذهبت ناحية الدولاب وفتحته، فوجدته ممتلئ بالكامل بملابس جاسر
رؤى بضيق: دا ما فيهوش هدوم ينفع البسها خالص طب اعمل ايه انا دلوقتي
ظلت تقلب بين الملابس بيديها إلى ان اختارت بيجامة سواد من القطن
خلعت ملابسها وارتدت البيجامة، نظرت إلى نفسها في المراءة، لتجد نفسها بالكاد تصل إلى نصف طول بنطاله والنص الاخر يتدلي علي.

الارض اما بالنسبة للجاكت فكانت تغرق فيه
سمعت ضحكات تأتي من خلفها فوجدت جاسر قد خرج من الحمام وما ان رآها حتى انهار في الضحك
جاسر ضاحكا: ايه يا رؤى إلى انتي عملاه دا شكلك مسخرة
رؤى بغيظ: اعمل ايه يعني ما لقتش هدوم خالص غير هدومك، بطل ضحك
جاسر ضاحكا: مش قادر شكلك يفطس من الضحك
اعطته ظهرها وعقدت ذراعيها امام صدرها بغيظ
رؤى بغيظ: يوووه بقي
حاول كبح ضحكاته بصعوبة واردف بجدية مصطنعة: خلاص خلاص مش هضحك.

التفت اليه ليسقط على الارض ضاحكا
رؤى بغيظ: علي فكرة انت رخم
تحركت لتخرج من الغرفة فتعثرت في رجل البنطال الطويلة وسقطت على الارض لتزداد ضحكات جاسر
جاسر ضاحكا بقوة: اااه انا عمري ما ضحكت كدا قبل كدة
توقف عن الضحك بصعوبة وقام من علي الارض وهو ينهج من كثرة الضحك
ووقف امامها فاولته ظهرها بغيظ
جاسر مبتسما: خلاص بقي يا رؤتي ما تزعليش مش هضحك تاني
التفت اليه وهي تشهر سبابتها في وجهه: علي الله تضحك.

كتم ضحكاته بصعوبة: اهو ما ضحكتش
رؤى: اتفضل بقي اتصرف وهاتلي حاجة البسها
جاسر: حاليا ما فيش هدومي انا بس، ما فيش هنا هدوم حريمي
رؤى: ليه يعني انت عايش في الفيلا دي لوحدك
هز جاسر رأسه إيجابا
رؤى: ليه يعني مش انت كنت متجوز قبل كدة، ليه ما جبتهومش يعيشوا هنا
جاسر: انتي اول وآخر واحدة هتدخل الفيلا دي يا رؤى
رؤى: اشمعني انا
رفع كف يدها وقبلها بحنان: عشان انتي الوحيدة إلى دخلت قلبي، بحبك يا رؤى.

رؤى بتلعثم: اااا، ننناااا
احاط احد وجنتيها بأحد كفيه
جاسر: بحبك يا رؤتي، بحبك، ما تزعليش مني يا رؤى انا عارف انى اذيتك كتير، بس هعوضك عن كل إلى فات، مش هخليكي عنيكي الحلوة دي تعيط تاني الا من كتر الضحك، والله بحبك
ضمها إلى صدره يشدد على عناقها
اما بالنسبة لها فكانت تشعر انها في حلم جميل انها
تطير في سماء عشقه ويهبط عليها مطر كلامته فتنبت السعادة في قلبها
ابتعدت عنه بخجل وهي تنظر ارضا من شدة خجلها.

دقت الخادمة على باب الغرفة
نعمة: جاسر باشا العشا جاهز
جاسر: طيب يا نعمة، ثم وجه كلامه لرؤي، يلا بينا
رؤى: هنزل كدة
نظر جاسر إلى ملابسها، فوجدت ان جاكت بيجامته يصل إلى ما بعد ركبتيها
جاسر: اقلعي البنطلون
رؤى غاضبة: نعممممممم يا اخويا
جاسر بدهشة: ايه في ايه انتي بتتحولي ولا ايه
رؤى غاضبة: قال اقلع البنطلون قال.

جاسر ضاحكا: يا هبلة مش قصدي، انا قصدي ان جاكت الترنج طويل واصل لبعد ركبتك، فبدل ما تفضلي تتكعبلي في البلطلون اقلعيه
رؤى بضيق: لاء بردوا عيب
جاسر: خلاص يا رؤى انتي حرة اعملي إلى تعمليه، انا نازل اتعشي
ثم تركها ونزل
رؤى بتفكير: طب اعمل ايه انا في الورطة دي، اعمل ايه، اعمل ايه بس لقيتها
ظلت تبحث في الأدراج إلى ان وجدت ما تبحث عنه وبدأت في العمل
رؤى برضا: بس كدة، كدة تمام.

فتحت باب الغرفة ونزلت لأسفل، فوجدت نعمة في طريقها
رؤى: احم، لو سمحتي
نعمة: اؤمري يا هانم
رؤى مبتسمة: رؤي، اسمي رؤى بلاش هانم دي عشان ما بحبهاش، قوليلي رؤى بس
نعمة مبتسمة: شكلك طيبة اوي يا بنتي
رؤى: ربنا يخليكي يا خالتي نعمة
نعمة: اسمي نعمة بس يا بنتي
رؤى: بصراحة لساني مش مطاوعني اقولك اسمك كدة من غير لقب وحضرتك اكبر مني
نعمة مبتسمة: يسلموا إلى ربوكي يا بنتي
رؤى: شكرا يا خالتي، صحيح فين جاسر.

أشارت نعمة إلى احدي الغرف
نعمة: في أوضة السفرة مستنيكي
رؤى: شكرا يا خالتي، عن اذنك
تركتها وذهبت ناحية الغرفة، فوجدت طاولة كبيرة في المنتصف عليها الكثير من الطعام الشهي وجاسر يجلس على رأس الطاولة، مندمجا في هاتفه
ذهبت رؤى اليه
رؤى: احم، مساء الخير
جاسر وهو ينظر إليها: مساء النووو، انتي عملتي ايه
رؤى وهي تجلس علي الطاولة: ابدا لقيت البطلون طويل اوي فجبت مقص وقصيته، وعملته غرزتين عشان يضيق شوية.

جاسر وهو ينظر إلى البنطال بحسرة: اااه يا بنطلوني، انتي عارفة الترنج دا بكام
رؤى: كام يعني
جاسر: ليه هتدفعي تمنه
رؤى باستخفاف: اااه طبعا
جاسر: 6500 جنية
فغرت فاهها بصدمة واسبلت جفنيها بعض الوقت لتستوعب الرقم
رؤى: كاااااااام
جاسر: اتفضلي بقي ادفعي تمنه
رؤى بصدمة: 6500 جنية ليييييييييييييييه، بيتغسل لوحده ولا بيكبر معاك
جاسر ضاحكا: دا قطن اصلي يا ماما.

رؤى: علي فكرة انت اتنصب عليك، دا 250 جنية في كل حتة، حتى انزل العتبة اسأل
جاسر بدهشة: العتبة، حاضر هنزل العتبة اسأل، بس انا دلوقتي عايز 6500 جنية بتوعي
رؤى: لا يا بابا انت ليك عندي 3250، الجاكت سليم
جاسر: وانا هلبس الجاكت لوحده
رؤى: وفقلك عليه بنطلون اي بيجامة تانية
رفع حاجبيه مندهشا: اوفقلي
رؤى: اه وفقلك، بس لو عندك بيجامة كحلي هيبقوا ليقين علي بعض.

جاسر: ولو عوزت البس الجاكت بتاع البيجامة الكحلي، اوفق عليه بنطلون اخضر، بصي يا رؤى حلال عليكي الترنج كله وهاتي 6500 جنية بتوعي
رؤى بضيق: طب انا ماعيش فلوس اعمل ايه يعني
ابتسم جاسر بخبث وحك ذقنه باطراف اصابعه
جاسر: خلاص تنفذيلي 6500 طلب
رؤى: نعمممممم، ليه حد قالك اني مصباح علاء الدين
جاسر: خلاص نخليهم 3 طلبات شوفتي انا كريم ازاي
رؤى: ماشي موافقة، بس ما تنساش ان انا ليا عندك طلب.

جاسر: انتي تؤمري مش تطلبي، هيا يا مولاتي اخبريني ما هو أمرك
رؤى بحذر: تهاني بنت عم اسماعيل
اغمض جاسر عينيه بألم وحبس انفاسه واكمل بنبرة محايدة: مالها
رؤى: مش حاسس انك غلطت في حقها، دبحتها ودمرت حياتها
اخذ نفس عميقا ليسيطر علي نوبة انفعاله ويخرس صوت شيطانه، واردف بصوت حاد نسبيا: المطلوب يا رؤى
رؤى: تعالجها زي ما اذيتها، يمكن ترجع تعيش حياتها تاني بعد إلى عملته في المسكينة إلى مالهاش اي ذنب.

جاسر بهدوء: انتي عيزاني اعالجها وانا موافق، وخلص الكلام عن الموضوع دا وما يتفتحش تاني، اعتبريه اول طلب من التلت طلبات.

هزت رأسها إيجابا بهدوء واكملت تناول طعامها
إلى ان انتهت
رؤي؛ الحمد لله، عن اذنك
جاسر: رايحة فين
رؤى: طالعة انام
جاسر مبتسما: طب خديني في اديك احسن انا هلكان
مد يده والتقط يدها وصعد إلى اعلي ودخلا الغرفة
تمددت علي احد جانبي الفراش ووجهت سبابتها في وجهه
رؤى: السرير كبير ما تلزقش فيا
جاسر بابتسامة مستفزة: انتي تطولي يا بيرة دا انا البنات بيترموا تحت رجلي، عشان ابتسامة بس مني.

رؤى ساخرة: ليه كنت توم كروز وانا ما اعرفش
جاسر بثقة: انا احلي طبعا
رؤى بغيظ: مغرور اوي
ثم اولته ظهرها
تمدد جاسر بجانبها واضعا ذراعيه خلف رأسه
جاسر: رؤى
رؤى: اممممم
جاسر: انتي نمتي
رؤى: ااااه
جاسر: بتردي عليا ازاي وانتي نايمة
رؤى: دي رسالة مسجلة
جاسر ضاحكا: والله انتي مسخرة
مرت عدة دقائق استسلمت فيهم للنوم، قبل ان تقوم مفزوعة من نومها
جاسر بلفهة: رؤي، رؤى اصحي يا رؤى
قامت مفزوعة: في ايه، ايه إلى حصل.

جاسر: ابدا بصحيكي عشان تنامي
نظرت له بغيظ بينما انفجر هو ضاحكا عليها
تركها تغط في النوم مرة اخري
جاسر بلهفة: رؤي، رؤى اصحي يا رؤى في حرامي، اصحي يا رؤى حرامي
قامت مفزوعة: ايه حرامي، بلغ البوليس بسرعة، فين هو فين
اشار جاسر اليها: اهو الحرامي
رؤى بغيظ: يا سلام وسرقت منك ايه ان شاء
جاسر مبتسما: سرقتي قلبي
نظرت له بغيظ وعادت للنوم
جاسر: رؤي، يا رؤي، يا رؤى
رؤى بغيظ: عايز ايه يا جاسر.

جاسر مبتسما باستفزاز: ابدا بجرب اسمك
رؤى: انت عايز يا جاسر من الاخر
جاسر ببراءة: تنامي في حضني
جزت على أسنانها بغيظ
رؤى: ماشي بس سبني انام
فتح جاسر ذراعيه وأردف بمرح: خش في لحم اخوك يا فواز
ضحكت علي مزاحه ووضعت رأسها علي ذراعه فضمها اليه برفق
جاسر مبتسما: تصبحي على جنة يا رؤتي
رؤى بخجل: وانت من اهلها.

مضت عدة ساعات ثم ارتفع أذان الفجر في الجوامع، تملمت في نومتها عندما سمعت صوت الاذان، وانسلت من بين ذراعيه برفق
وبدأ في إيقاظه
رؤى: جاسر، جاسر، قوم يا جاسر قوم يا جاسر الفجر بيأذن
اعتدل جاسر في نومته ثم اولاها ظهره واكمل نومه
رؤى بغيظ: بقي مش عايز تقوم، ماشي يا جاسر.

امسكت كوب الماء الموضوع بجانب الفراش واستدارات إلى ان وقفت امامه من الناحية الاخري تتأمله وهو نائم، فارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها وسيم، نعم هو بالفعل وسيم، بشرة برونزية لامعة شعر بني طويل انف شامخ بكبرياء وشموخ، لحية خفيفة تزيد ملامحه وسامة ورجولة
تذكرت جملته، دا انا البنات بيترموا تحت رجليا فضيقت عينيها بغيظ ورمت المياة في وجهه، فانتفض فزعا من نومه
جاسر غاضبا: ايه الجنان دا.

رؤى ببراءة: الفجر اذن وانت مش عايز تصحي
جاسر غاضبا: تقومي تعملي كدة، عيل صغير انا بلعب معاكي
رؤى بحزن: اسفة، انا بس كنت عيزاك تصحي تصلي الفجر
جاسر بضيق: في مليون طريقة غير دي، تصحي بيها بني آدم
تجمعت الدموع في مقلتيها اطرقت رأسها بخزي: انا اسفة مش هعمل كدة تاني
ثم تركته وذهبت إلى الحمام لتتوضأ
جاسر: استغفر الله العظيم، انا ايه بس إلى خلاني اتعصبت عليها كدة
خرجت رؤى من الحمام، فدخل جاسر وتوضأ
ثم خرج.

وفرش المصليات
جاسر: مش هتصلي
رؤى: عايزة عباية اصلي فيها
فتح دولابه واخرج لها عبائه بيضاء
جاسر: خدي دي صلي فيها
ارتدت العباءة او بمعني اصح غاصت فيها ولفت حجابها حول رأسها
جاسر: يلا ولا هنصليه ضحي
رؤى: خلاص انا خلصت، ما تتساش ركعتين السنة قبل الفجر.

هز رأسه إيجابا ووقف وامّها في الصلاة، صليا السنة ثم اديا صلاة الفجر ولم يتوقف لسانه عن الدعاء لها ان تبقي معه، ان يشفيها من مرضها، اما هي فتحمد ربها كثيرا علي هذا التغير الذي طرأ عليه
انتيها من الصلاة
جاسر: حرما
رؤى: جمعا ان شاء الله
جاسر: معلش يا رؤى ما تزعليش لو اتعصبت عليكي.

رؤى مقاطعة بحزن: انا إلى اسفة عشان عملت كدة، اصل دايما كنت بعمل كدة في عاصم ودايما كان بيزعقلي وبيقولي اوعي تعملي كدة لما تتجوزي انتي مش طفلة بس أنا كنت دايما بعنده وبقوله لاء جوزي هيبقي عارف جناني ومش هيزعل مني
ثم رفعت عينيها المليئة بالدموع تنظر له بحزن: بس واضح انه كان عنده حق، أنا آسفة مش هعمل كدة تاني
قامت من امامه واتجهت ناحية الفراش وتمددت عليه.

ظل يتطلع اليها بحزن وندم قام من مكانه وتمدد علي الفراش ينظر لها.

اغمض عينيه متصنعا النوم وداخله نيران تستعر حزنا علي حزنها وفارس احلامها الذي لم تلاقي منه سوي الإهانة والخوف والتعذيب والقليل فقط من السعادة، حدث نفسه أنها لم تحبه وماذا فعل لتحبه لم اؤذيها، علي من تكذب فهي مازالت ترتعد منك، أحبها وبشدة، اخشي ضياعها مني، اذا عوضها اغرقها في بحور عشقك كما اغرقتها في سيول قسوتك، نعم ساعوضها ساجعل عشقي يتخلل كل خلية في جسدها، ساصبح في دمها كالادمان لا تستطيع الاستغناء عنه، هكذا عاهد نفسه وهو مدد علي فراشه يتصنع النوم.

شعر بها تنطلع اليه وهو نائم تعمد الاندماج في تمثيل دور النائم ليترك لها الحرية لتنظر له كما تريد بدون خجل ولكنها بدأت تمرر يدها علي شعره برفق وهي تقرأ بعض آيات القرآن بصوت منخفض هادئ جميل
جاسر في نفسه: بحبك يا رؤى
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
في صباح اليوم التالي
تململت في نومتها وتمطعت بذراعيها في الهواء، نظرت بجانبها فلم تجد جاسر
رؤى: ايه دا هو راح فين
جاسر: بتدوري عليا.

التفت إلى مصدر الصوت قرأته يقف امام مراءة الزينة يصفف شعره
جاسر مبتسما: صباح الفل
رؤى مبتسمة بخجل: صباح الخير
جاسر: نمتي كويس
رؤى: اااه
جاسر: انا جبتلك هدوم في الدولاب
رؤى مبتسمة: بجد، شكرا
جاسر: هستناكي علي الفطار متتاخريش.

هزت رأسها إيجابا، قامت من مكانها واغتسلت وتوضأت فتحت الدولاب فوجدت العديد من الملابس الرائعة، ظلت تقلب بينهم إلى ان اختارت ترنج وردي اللون به ورود بيضاء، وعقدت شعرها ديل حصان ونزلت إلى اسفل
ودخلت غرفة الطعام فوجدت نعمة تضع الطعام علي الطاولة
رؤى مبتسمة: صباح الخير يا خالتي
عقد جاسر حاجبيه باستفهام
نعمة مبتسمة: صباح النور يا هانم
رؤى مبتسمة: مش قولنا بلاش هانم دي، اسمي رؤي، رؤى وبس.

أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
جاسر: رؤى تعالي هنا روحي انتي يا نعمة
نعمة: حاضر يا باشا
خرجت نعمة من الغرفة وذهبت رؤى وجلست على الطاولة
جاسر: ممكن افهم انتي بتقولي لنعمة يا خالتي ليه
رؤى: قولتلك دي ست كبيرة وانا ما اقدرش اناديها باسمها كدة بس
جاسر: عارفك عنيدة، اعملي إلى يعجبك
رؤى مبتسمة: شكرا
جاسر: انا رايح شغلي
ثم اخرج من جيبه هاتفا واعطاه لها
جاسر: لو عوزتي حاجة كلميني
رؤى: احم، انا يعني كنت عايزة.

جاسر: قولي علي طول من غير كسوف
رؤى: كنت عايزة اكلم اهلي اطمن عليهم
جاسر: هتلاقي علي الموبيل رقم باباكي ومامتك وعاصم اخوكي، ورقمي طبعا، تقدري تكلميهم زي ما انتي عايزة، ثم اكمل مازحا وابقي رني عليا عشان ما عيش رصيد
ضحكت بشدة علي كلامه، تأمل ضحكتها السعيدة بابتسامة صغيرة، وقسم داخل نفسه ان يجعل تلك الضحكة تدوم.

رؤى مبتسمة: انا متشكرة أوي يا جاسر
جاسر مبتسما: شكرك ليا هو اني اشوف دايما ضحكتك منورة وشك
ابتسمت بخجل وقد تصاعدت الدماء إلى وجنتيها وانفها
قام جاسر من مكانه ووقف بجانبها وانثني بجذعه قليلا ودني برأسه منها فتسارعت دقات قلبها تقرع كالناقوس وبدأ صدرها يعلو ويهبط بخجل عندما قبل وجنتها وهمس بجانب اذنها بجملته المعتادة
جاسر بصوت هامس: بعشق الورد الچوري.

قم اعتدل وتحرك خطوة مبتعدا عنها ثم عاد اليها وقبل وجنتها الاخري وهو يقول نفس الجملة: عشان التانية ما تزعلش
التقط سترته ومفاتيحه وخرج متوجها إلى سيارته
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
جاسر للسائق: اطلع علي مستشفي، ...
السائق: حاضر يا باشا
انطلقت السيارات إلى المستشفى
في قسم الشرطة.

وقف صبري أمام الظابط الذي يخبره بالآتي: صبري باشا احنا اسفين واضح أن حصل سوء تفاهم، عينه المعمل الجنائي اثبتت أن إلى اتمسك عند حضرتك دقيق ابيض مش هيروين
صبري ساخرا: بعد ايه بقي ما خلاص كل حاجة راحت
الظابط: تقدر حضرتك تروح
صبري بجد: أنا عايز اقدم بلاغ
الظابط بدهشة: بلاغ في مين
صبري: جاسر مهران، بتهمة الرشوة والاتجار في المخدرات.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
الظابط: لاء مش فاهم يا ريت توضحلي اكتر
صبري: جاسر مهران هو إلى حطلي المخدرات في الفيلا، وهو إلى رشي مسؤول معمل الجنائي عشان يخلي الهيروين دقيق.

الظابط: وايه إلى يثبت صحة كلامك
صبري: حققوا مع مسؤول المعمل الجنائي
اصدر الظابط أمر التحقيق مع مسؤول المعمل الجنائي
في فيلا جاسر
حملت رؤى الأطباق وذهبت بها إلى المطبخ،
نعمة سريعا: ليه كدة يا هانم
رؤى مبتسمة: بردوا هانم والله اسمي رؤى لو ماما كانت سمتني هانم كنت هقولك
نعمة ضاحكة: دمك عسل يا بنتي
رؤى مبتسمة: الله يخليكي يا خالتي
تركتها وذهبت ناحية حوض الغسيل
نعمة بدهشة ؛ انتي هتعملي ايه يا بنتي.

رؤى: هغسل الاطباق
نعمة سريعا: لا يا بنتي بالله عليكي جاسر باشا لو عرف انك مديتي ايدك في حاجة هيطين عيشتنا، انتي ما تعرفيش جاسر باشا.

رؤى في نفسها بسخرية: أنا ما عرفش جاسر باشا دا محدش شاف الويل علي ايد جاسر زيي.

رؤى: حاضر يا خالتي عن اذنك
نعمة: اتفضلي يا بنتي
خرجت رؤى من المطبخ فنظرت احدي الخادمات التي كانت تتابع الموقف باهتمام إلى نعمة ؛ بقي الشيطان إلى اسمه جاسر يتجوز، يتجوز البنت الغلبانة دي.

نعمة بضيق: عارفة لو سمعك هيعمل فيكي ايه
الخادمة بخوف: لاء وعلي ايه انا هسكت خالص
اخذت رؤى هاتفها الجديد ودخلت إلى غرفتها واتصلت على هاتف والدتها، انتظرت بعض دقائق إلى أن أتاها صوت والدتها.

مجيدة: السلام عليكم
رؤى: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مجيدة: رؤى يا حبيبتي يا بنتي، أنتي عاملة ايه، عملك ايه الحيوان دا اوعي يكون ضربك
رؤى ضاحكة: كل دي اسئلة
مجيدة: انا عرفاكي يا بنت بطني، بتبقي زعلانة وشايلة هم الدنيا وتضحكي وتهزري عشان ما حدش يشيل همك، انطقي يا رؤى ضربك صح.

رؤى: لاء والله ما ضربني بالعكس، دا خرجني وفسحني عارفة وداني الملاهي وحجز المكان كله لينا عشان ما حدش يضايقنا، ووداني الفيلا بتاعته، وجابلي موبايل جديد وعليه ارقامكوا، بقي بيتعامل معايا كويس أوي.

مجيدة مبتسمة: طب الحمد لله، بقولك يا رؤى هسالك سؤال بس جاوبي بصراحة
رؤى: اسألي يا ماما
مجيدة: هو جاسر اتجوزك ولا لسه
رؤى: آه يا ماما مش كتبنا الكتاب قدامكوا
مجيدة: مش قصدي كدة قصدي يعني لمسك
رؤى: ما هو دايما بيلمسني لما بيتكلم معايا واحنا خارجين وكدة
مجيدة بضيق؛ يالهوي علي الغباء الله يكون في عون الراجل، يا بنتي افهميني الله يكون في عونك يا جاسر، خلاص يا رؤى مش عايزة اعرف حاجة.

أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
رؤى: لاء يا ماما ما لمسنيش
مجيدة: ليه
تنهدت بتعب: هقولك، ثم بدأت تقص علي والدتها ما حدث منذ أن كلمته في الهاتف واشترطت عليه ان يكون زواجهم على الورق لمدة شهر
رؤى: بس، لحد امبارح جالي وقالي انه مش هيلمسني غير برضايا
مجيدة: شكله ربنا هداه
رؤى: يا رب يا ماما، صحيح اخبار بابا وعاصم ايه
مجيدة: صحيح دا عاصم هيتجنن من القلق عليكي، استني اديكي تكلميه
ذهبت مجيدة ناحية غرفة عاصم.

مجيدة: عصوم، عندي ليك مفاجاءة حلوة
عاصم بحزن: مفاجأة، ايه بس يا ماما، أنا هموت من القلق علي رؤى
مجيدة: طب خد كلم
أخذ عاصم الهاتف من يدها: السلام عليكم
رؤى مبتسمة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، علي فكرة بقي أنا زعلانة منك عشان ضحكت عليا وما جبتليش بليلة.

هتف عاصم بلهفة: رؤي، حبيبتي انتي كويسة
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
رؤى: أنا تمام زي الفل الحمد لله
عاصم: قوليلي ضربك، عملك حاجة
رؤى: عملي حاجات مش حاجة واحدة
عاصم غاضبا: عملك ايه
بدأت رؤى تقص عليه كل ما فعله جاسر لها منذ أن اخذها إلى الملاهي حتى أعطاها الهاتف الجديد
جحظت عيني عاصم من الدهشة: بتهزري
رؤى: والله زي ما بقولك كدة، جاسر اتغير يا عاصم، وعارف وعدني أنه هيعالج تهاني.

عاصم غاضبا: بعد ما دبحها وعذبها، هيعالجها صحيح يقتل القتيل ويمشي في جنازته.

رؤى: صدقني يا عاصم جاسر اتغير
عاصم بألم: عمري ما هقدر اسامحه، ليه عمل فيها كدة انتي ما شوفتهاش يا رؤى دا دمرها بقت شبه بني ادمه، علي طول بتصرخ وتعيط.

رؤى: أنت لسه متمسك بيها يا عاصم
عاصم منفعلا: طبعا، مش عشان البيه جوزك دبحها وسابها، هسيبها أنا كمان، أنت هتجوزها وهعوضها عن إلى حصلها.

رؤى: سريعا أنا مش قصدي حاجة والله، أنا بس بسأل ما تزعلش مني
عاصم بحنان: في حد يزعل من بنته، انتي بنتي، خلي بالك من نفسك كويس
رؤى: حاضر يا بابا.

عاصم: سلام يا حبيبتي
رؤى: مع ألف سلامة يا حبيبي خلي بالك من نفسك
عاصم: حاضر يا حبيبتي
اغلقت رؤى الخط، تربعت علي السرير تفكر كيف يمكنها أن تصلح العلاقة بين جاسر وعاصم
وصل جاسر إلى المستشفي، ذهب إلى مكتب الطبيب
جاسر غاضبا: إلى في الاشعة دي صح
ازدرق الطبيب ريقه بخوف: يا باشا حضرتك طلبت منا اننا نعرض الاشعة دي علي اكبر دكتور في لندن واحنا فعلا عملنا كدة ودي النتيجة
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال.

جاسر غاضبا: يعني ايه هتموت
الطبيب بخوف: يا باشا ما فيش حاجة مالهاش علاج، حضرتك دكتور وعارف، في الحالة دي احنا بنلجاء لعملية تبديل القلب نفسه.

جاسر غاضبا: تقب وتغطس وتجبلي قلب مناسب لحالتها، هديك بدل المليون عشرة
الطبيب بخوف: حاضر يا باشا، بس المشكلة أن فصيلة الدم بتاعتها نادرة
خبط جاسر علي المكتب بيديه بعنف وصاح غاضبا: مش شغلي تقلب الدنيا لحد ما تلاقي قلب مناسب ليها، فاااااهم.

هزت الطبيب رأسه إيجابا سريعا: حااااضر، يا باشا حااضر
خرج جاسر من المستشفى وركب سيارته وانطلق إلى الشركة
في قسم الشرطة
تم التحقيق مع مسؤول المعمل الجنائي ولك يثبت اطلاقا تبديل العينة الاساسية التي خضعت للفحص
الظابط لصبري: التقرير قدامي، اثبت أن العينة هي هي ما اتغيرتش ولا حاجة وإن مسؤول المعمل الجنائي ما شفش جاسر مهران اساسا ولا يعرفه
صبري بصدمة: أنت بتقول ايه مستحيل مستحيل.

الظابط: والله دا إلى موجود قدامي تقدر حضرتك تتفضل دلوقتي وجودك مالوش لازمة
خرج صبري من قسم الشرطة وهو يشعر بالضياع، الصدمة تكاد تشل رأسه
وجد هاتفه يرن فامسكه ورد
صبري: الو
جاسر ساخرا: صبري باشا، كفاره يا راجل
صبري غاضبا: ازاي
جاسر ضاحكا: انت فاكرني اهبل ولا ايه، الشنطة إلى اتمسكت عندك في الفيلا فيها دقيق ابيض من أفخر الانواع بتاع الفينو دا.

كل ما في الأمر أن أنا أخرت تقرير المعمل الجنائي شوية، وعلي رأي الأستاذ أحمد السقا في فيلم ابن القنصل، زي ما ظبطهالك انك تلبسها بالسنتي، ظبطهالك اني اخرجك منها بالملي
صبري غاضبا: مش هسيبك يا جاسر مش هسيبك
جاسر ضاحكا: أعلي ما في خيلك اركبه
صبري غاضبا: بنتي فين
جاسر: هوديك ليها، أنا وعدتك وجاسر مهران ما يرجعش في كلمته ابدا، سلام يا صبري باشا سابقا.

اغلق جاسر الخط وهو مبتسم بسعادة لا مثيل لها
وصل إلى شركته مع أذان العصر فاوقف سيارته أمام المسجد القريب من الشركة ونزل منها متوجها إلى الجامع، خلع حذائه ودخل إلى الجامع، فنظر له الموظفون بدهشة.

جاسر: مالكوا بتبصولي كدة ليه
علي بسعادة: اخيرا يا جاسر، والله ما حد هيأمنا غيرك
هز جاسر رأسه إيجابا بهدوء، ذهب وأسبغ وضوئه وعاد إليهم ليصلي بهم، كان يوجد معظم موظفي الشركة ومن بينهم حسين
صلي جاسر بهم، بعد انتهاء الصلاة جلس جاسر مكانه بعد خروج الجميع، يفكر، أخطأ كثيرا يعرف ذلك، سيقبل اي عقاب الا خسارتها
سيدفع كل ما يملك من أجل علاجها حتى لو باع كل ما يملك
فاق من شروده علي تلك اليد تربت على كتفه.

نظر إلى الفاعل فوجده حسين والد رؤى
رفع نظره له، فوجد صفعة قوية تنزل علي وجهه، وضع يده على وجهه بينما اتسعت عينيه بصدمة
حسين: بنتي ما عملتش حاجة عشان تضربها بالقلم
ظلت عيني جاسر جاحظة من الصدمة.

حسين: حط نفسك مكاني وبنتك جوزها ضربها بالقلم قدام عينيك، حط نفسك مكاني عايش عاجز عن انك تدافع عن بنتك ومش عارف جوزها بيعمل فيها ايه وأنت واثق أنه بني آدم مش طبيعي، حط نفسك مكاني وبنتك عايزة تنتحر عشان تخلص من إلى جوزها بيعمله فيها، حرام عليك يا أخي، وجاي بمنتهي الهدوء تصلي، انت ايه يا أخي دا أنت غلبت الشيطان.

غامت عيني جاسر بالدموع صاح فجاءة: عارف أنت إحساس أنت بنتك ترجع مدبوحة، مغتصبة عشان واحد حيوان ما عندوش ضمير ولا رحمة، عمل فيها كدة، عارف يعني ايه أبويا انتحر من حسرته علي بنته، وأمي ماتت وراه من زعلها عليهم، عارف يعني ايه تمسح جزم شوية عيال في الراحة والجاية يذلوا فيك.

أغمض جاسر عينيه واجهش في بكاء مرير وهو يتذكر ماضيه واخذ يكرر: ما حدش اتعذب واتذل زيي.

حسين: وبنتي ذنبها ايه
جاسر بحدة: وأنا ذنبي ايه، بنتك النجدة إلى اتباعتلي عشان تخرجني من الوحل إلى أنا فيه.

حسين: أنا عايز بنتي، سيبها في حالها طلقها ورجعهالي
جاسر: لو رجعتهالك هتموت بنتك محتاجاني أكتر من أن أنا محتاجها
حسين بدهشة: يعني ايه مش فاهم
جاسر: مش لازم تفهم
حسين بحدة: لاء لازم دي بنتي، انطف بنتي مالها
جاسر صارخا بحدة: بنتك عندها مرض نادر في القلب قدامها بالكتير سنة وتموت.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
حسين بصدمة: أنت كداب، بنتي بخير عمرها ما اشتكت من قلبها
جاسر بحزن: يا ريت ابقي كداب فعلا
حسين بصدمة: والعمل بنتي، لا مش ممكن
جاسر: ما تقلقش أنا مش ساكت إن شاء الله اصرف كل فلوسي بس رؤى تخف
حسين بدموع: أنا عايز اشوف بنتي
جاسر: حاضر، بس خد بالك رؤى ما تعرفش حاجة ومش لازم تعرف، أنا مش ناوي اقولها غير يوم العملية
حسين سريعا: حاضر، حاضر بس اطمن عليها.

خرج جاسر من الجامع ومن خلفه حسين، ركب سيارته مع حسين وانطلق إلى فيلته
وصل جاسر إلى الفيلا
حسين بدهشة وهو ينظر إلى فيلا جاسر الفخمة: هي رؤى هنا
لم يتلقي رد من جاسر تقدم جاسر ناحية الفيلا وقتح الباب بالمفتاح
جاسر بصوت عالي: نعمة، يا نعمة
جاءت الخادمة مسرعة ؛ اوامرك يا باشا
جاسر: رؤى هانم فين
نعمة: في اوضتها يا باشا
جاسر: هاتي للباشا حاجة يشربها.

هزت الخادمة رأسها إيجابا ورحلت مسرعة، فترك جاسر حسين وصعد إلى غرفته وجد رؤى تجلس على سجادة الصلاة تنهي صلاتها
جاسر مبتسما: حرما
التفت له وعلي شفتيها ابتسامة واسعة: جمعا إن شاء الله، صليت العصر
جاسر مبتسما: الحمد لله
ذهبت ناحيته وقبلته علي وجنته واردفت بابتسامة واسعة: شطور يا جاسر
جاسر ضاحكا: في ناس بقت جريئة وبتبوس أهي
رؤى بحزن: أنا آسفة مش هعمل كدة تاني
جاسر بضيق: في ايه يا رؤى كل كلمة بتزعلي عليها ليه.

رؤى بدموع: أنا بس مش عيزاك تزعل، مش عايزاك ترجع زي الأول تاني، مش عايزة أعيش في الرعب دا تاني
جذب يدها برفق واجلسها بجانبه ومسح دموعها
جاسر بحنان: أوعدك أني عمري ما هرجع زي الاول تاني
رؤى بابتسامة من بين دموعها: بجد
جاسر بحنان: بجد يا رؤتي
رؤى بمرح: قولي بقي عملت ايه النهاردة
جاسر ضاحكا: ايه دا هو أنا هاجي كل يوم احكيلك كل إلى أنا عملته
رؤى بحذر: دا لو ما يضايقش.

هز رأسه نفيا بابتسامة صغيرة: طبعا ما يضايقنيش، بصي يا ستي...
قاطعه صوت دقات علي باب الغرفة
جاسر بضيق: ادخلي يا نعمة
دخلت الخادمة تنظر أرضا باحترام: جاسر باشا حسين باشا مستني حضرتك بقالوا ساعة تحت
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
جاسر: يا نهااار أبيض دا أنا نسيته، شوفيه يشرب ايه وأنا نازل وراكي علي طول
نعمة: حاضر يا باشا
خرجت نعمة من الغرفة
جاسر مبتسما: أنت بتنسيني الدنيا والي فيها، والدك تحت.

هتفت رؤى بسعادة: بابا، بجد بابا تحت
هز رأسه إيجابا بتأكيد، فتركته رؤى مسرعة وركضت إلى أسفل وجاسر خلفها بخطواته الهادئة الرزينة
وصلت إلى غرفة الصالون، فوجدت والدها جالسا على احد الكراسي واضعا وجهه بين كفيه
رؤى بسعادة: بابا
رفع حسين وجهه عندما سمع صوتها، فارتسمت ابتسامة تلقائية على شفتيه عندما رأي ابتسامة ابنته الواسعة، ارتمت رؤى بين ذراعيه تحتضنه بقوة
رؤى باكية: وحشتني اوي يا بابا، وحشتني أوي.

حسين بحنان: وانتي كمان يا حبيبتي، طمنيني عليكي عاملة ايه
رؤى: الحمد لله
جاسر: هسيبكوا مع بعض شوية
خرج جاسر من الغرفة واغلق الباب خلفه، فاخذ حسين يد ابنته واجلسها بجانبها
حسين باسف: أنا آسف يا بنتي، ما عرفتش احميكي منه
رؤى: ما تقولش كدة يا بابا، أنت عمرك ما قصرت في حقي، ولو علي إلى جاسر عمله من يومين دا، معلش هو كان متعصب شوية بسبب الكلام إلى قاله عمرو.

حسين: يعني هو ما ضربكيش تاني بعد ما مشيتوا من عندي
رؤى مبتسمة: لا والله يا بابا، دا أنا حتى أغمي عليا وهو كان قلقان عليا خالص، ووداني الملاهي وفضلنا نلعب كتير وبص جابلي الموبايل دا وعليه رقمك ورقم ماما وعاصم.

حسين مبتسما: ربنا يسعدك يا بنتي، ويهنيكي مع إني كان نفسي أوي اشوفك بالفستان الأبيض، بس يلا كل شئ نصيب.

غامت عيني رؤى بسحابة الحزن، حاولت إخفائها بابتسامة مصطنعة: عادي يعني يا بابا، الحمد لله على كل حال
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
دق باب الغرفة ودخل جاسر مبتسما بمرح: جاء هادم اللذات ومفرق الجماعات
حسين: لا ابدا، أنا اصلا كنت ماشي
رؤى بحزن: بالسرعة دي، أنت ما حلقتش تقعد معايا
حسين: معلش يا حبيبتي، هبقي اجيلك مرة تانية، دا بعد إذن جاسر باشا طبعا.

جاسر بود: بيت رؤى هو بيتك ومرحب بيك وبالست مجيدة وعاصم في اي وقت تحبوه
حسين: متشكر يا جاسر يا إبني، وحقك عليا بس أنت لما تبقي أب هتعرف إحساسي كويس
وضع جاسر يده علي وجنته واردف بابتسامة: لا ولا يهمك دا أنت حتى ايدك خفيفة خالص.

اتسعت عيني رؤى بدهشة هل بالفعل صفع والدها جاسر
فاقت علي صوت والدها وهو يودعهم
حسين: طب استأذن انا بقي
جاسر: لاء طبعا ما ينفعش تمشي من غير ما تتغدا معانا
حسين: مرة تانية
رؤى: عشان خاطري يا بابا خليك معانا
حسين مبتسما: معلش يا حبيبتي مرة تانية، خلي بالك من نفسك و من جوزك
رؤى مبتسمة: حاضر يا بابا
عانق حسين ابنته وتركهم ورحل وبقيت رؤى مع جاسر
ذهبا إلى طاولة الطعام، وتناولا الطعام بصمت
جاسر: ساكتة يعني.

رؤى: عادي
جاسر: مالك
رؤى: متلخبطة
جاسر بقلق: ليه يا حبيبتي
رؤى: عشان كدة أنا متلخبطة، أنا عايزة أفهم ايه إلى حصل غيرك، أنا خايفة يا جاسر خايفة اوي، خايفة لتكون بتضحك عليا وترجع زي الأول.

نظر لها جاسر بهدوء ثم عاد ببصره مرة أخري إلى طبقه: بكرة الأيام هتثبتلك إني ما بضحكش عليكي
رؤى: أنت ليه مانع الشغالين أنهم يدخلوني المطبخ
جاسر: مش عايزك تتعبي
رؤى: بس أنا عايزة اطبخ علي الأقل الاقي حاجة اعملها، بدل ما قاعدة فاضية طول النهار.

جاسر اعملي إلى يعجبك
رؤى: طب أنا عايزة اروح لنرمين
جاسر: يومين كدة عشان ورايا شغل كتير اليومين دول
زمت شفتيها بضيق: ماشي
في تلك الغرفة تجلس ضامة ركبتيها لصدرها
تتطلع امامها بشرود تنساب دموعها في صمت
شاهندا
التفت بجمود إلى مصدر الصوت فوجدت فتحي يقف أمامها يحفر القلق خطوطه علي ثنايا وجهه
فتحي بقلق: وبعدين يا شاهندا هتفضلي من غير أكل لحد أمتي
ردت بجمود: لحد ما أموت.

فتحي سريعا وبلفهة: بعد الشر عليكي ليه بتقولي كدة.

نظرت له بألم وأردفت ببكاء: هي ليه الدنيا بتعمل فيا كدة، مامتي ماتت وهي بتولدني، بابا سفرني برة قضيت طفولتي كلها في مدرسة داخلية، ولما خرجت منها ما لقتش حد يقولي ايه الصح وايه الغلط، بابا مشغول في شغله ومامتي ماتت، ويوم ما حسيت أن في حد بيحبني، طلع بيضحك عليا عشان ينتقم من بابا فيا، أنا ذنبي ايه في كل دا، ثم بدأت تصرخ فيه أنا ذنبي ايييه حرام عليكوا، يا ماما ليه ما خدتنيش معاكي، أنا تعبت من الدنيا.

فتحي بقلق؛ شاهندا اهدي يا حبي، قطم شفتيه قبل أن يكمل الكلمة
شاهندا صارخة: أنا عايزة بابي، هاتلي بابي
فتحي سريعا: والله العظيم باباكي خرج من السجن، هجبهولك لحد عندك بس اهدي
شاهندا بصراخ وبكاء: أنت كداب، خطفتني ويتضحك عليا، كنت فكراك بتحبني
اتسعت عيني فتحي من الصدمة فهتف سريعا: أنا فعلا بحبك، بحبك أوي ما عرفتش حبيتك امتي ولا ازاي، بس كل إلى اعرفه أن أنا بحبك
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال.

شاهندا ساخرة: أنت ناسي أن أنا متجوزة ولا ايه
فتحي: جاسر طلقك
شاهندا صارخة: أنت ازاي ما تقوليش حاجة زي دي
فتحي: كنت جاي اقولك بس حصل إلى حصل واغمي عليكي
سعدية: صوتكوا جايب آخر البلد
ظلا ينظران لبعضهما دون كلام
سعدية: واااه اتخرستوا دلوقيت
شاهندا بجمود: أنا عايزة بابا
فتحي: حاضر
تركها فتحي وخرج من الغرفة ومن المنزل باكمله وذهب إلى حيث يوجد والدها
في منزل فتحي.

سعدية بحنان: هجبلك تاكلي، بقالك يومين ما كلتيش لقمة
شاهندا بحزن: مش عايزة حاجة، أنا خلاص همشي واريحكوا مني
سعدية: ليه بتقولي اكدة يا بتي، ربك وحده عالم معذتك في قلبي قد ايه
شاهندا باكية: أنا عارفة أن ما فيش حد في الدنيا دي بيحبني، يا رب أموت بقي عشان ارتاح
سعدية بحزن: بعيد الشر عنك يا بتي
شاهندا باكية: ممكن اطلب منك طلب.

هزت سعدية رأسها إيجابا فاكملت شاهندا ببكاء: ممكن انام في حضنك نفسي طول عمري أنام في حضن ماما
سعدية بحزن: يا حبيبتي يا بتي، تعالي يا بتي
نامت شاهندا في حضن سعدية فاخذت سعدية تمسد علي شعرها وهي تقرأ بعض آيات القرآن حتى هدأت تماما ونامت.

علي صعيد آخر وصل فتحي إلى احد الفنادق بسيطة الحال، علم أن صبري يسكن فيه
سأل علي غرفته وصعد اليه
صبري: أنت مين، وعايز ايه
فتحي: مش لازم تعرف أنا مين، أما أنا عايز ايه فأنا إلى هوديك لبنتك
صبري بلفهة: بنتي، بنتي كويسة
فتحي: اتفضل معايا
هز صبري رأسه إيجابا سريعا وذهب مع فتحي إلى حيث توجد ابنته
بعد تناول الغداء جلس جاسر إمام الحاسوب المحمول لينهي عليه بعض أعماله أما رؤى فظلت تتحرك حول نفسها بملل.

جاسر: ما تقعدي في حتة خيلتيني
رؤى: مش لاقية حاجة اعملها
جاسر: طب ما تشغلي التلفزيون
رؤى: ينفع
تنهد جاسر بحزن: طبعا ينفع دا بيتك، اعملي فيه إلى أنتي عيزاه
رؤى مبتسمة: شكرا
جلست علي الفراش تشاهد فيلم كرتون ( frozen )
رفع جاسر نظره يري ما تشاهد، فبدأ يندمج مع أحداث الفيلم ويسألها عنه
جاسر: يعني البنت دي لما بتمسك حاجة بتتجمد
رؤى: ايوة، وايديها بتطلع تلج لما بتخاف أو تتوتر
جاسر: طب مين البنت أم شعر أصفر دي.

رؤى: دي أختها
بعد مدة من الاندماج، قاطعها جاسر مرة اخري
جاسر: طب ليه البنت ام شعر أبيض دي ما بتلعبش مع أختها ليه
رؤى بضيق من مقاطعته الكثيرة: شايف الخصلة البيضا إلى في شعر اختها.

هز جاسر رأسه إيجابا فاكملت: وهما صغيرين البنت إلى بتطلع تلج من ايديها كانوا بيلعبوا مع بعض ومن غير ما تقصد ضربتها بالتلج دا في دماغها، فالقزم العراف إلى عالجها في الفيلم مسح كل ذكريتها عن قدرات اختها، عشان كدة اختها ما بترضاش تلعب معاها بتخاف لتأذيها.

جاسر: يا رتني أنا كمان اقدر، امسح كل الذكريات الوحشة إلى شوفتيها معايا
اشاحت ببصرها إلى التلفاز حتى لا يري دموع عينيها، فاغلق حاسوبه الشخصي وقام من مكانه وذهب ناحية الفراش وجلس بجابنها
لاحظ ابتعادها عنه لتترك مسافة بينهما
فاصطنع انشغاله بالفيلم، ليعود مقاطعتها مرة اخري
جاسر: يعني دلوقتي البنت دي بقت الملكة
رؤى: آه يا جاسر، أبوها مات وبما انها الكبيرة فبقت هي الملكة
جاسر: طب فين الملك
رؤى: ما فيش.

جاسر بضيق: ايه الهبل دا ازاي ما فيش ملك، ماليش دعوة أنا عاوز ملك
رؤى ساخرة: ملك ولا كتابة
نظر لها جاسر باشمئزاز: قومي يا رؤى من جنبي
رؤى: أنت إلى جيت قعدت جنبي، واسكت بقي مش عارفة اتفرج على الفيلم
تمتم جاسر بصوت منخفض: رخمة
عاد لمتابعة الفيلم مرة اخري، اندمج مع أحداث الفيلم، ثم فجاءة وجدته ينظر لها وعلي شفتيه ابتسامة خبيثة
رؤى بخوف: بتبصلي كدة ليه
جاسر مبتسما بخبث: True love kiss.

تدرجت وجنتيها بحمرة الخجل
جاسر ساخرا: فعلا فيلم أطفال
ضيقت عينيها بغيظ وامسكت جهاز التحكم واغلقت الفيلم
جاسر بضيق: انتي جاية عند الحتة المهمة وتقفلي التلفزيون، هاتي يا بت الريموت
رؤى بغيظ: لاء، وريح نفسك، هانز مش هيبوسها
جاسر ساخرا: عشان فقري
رؤى: لاء عشان ما بيحبهاش وكان بيضحك عليها عشان يوصل لحكم المملكة
جاسر: ايه دا يعني ما فيش بوس في الفيلم دا
رؤى بغيظ: أنت قليل الادب علي فكرة.

جاسر ضاحكا: عارف علي فكرة
رؤى: صحيح، عملت ايه في موضوع تهاني
خبط جبينه براحة يده: اووبس تصدقي نسيت.

صاحت رؤى بحدة: يعني ايه نسيت، أنت إلى اذيتها، دا أنت دمرتها، دمرت حياتها هي وعاصم زي ما اذيتها تعالجها فااااهم.

احتقتنت عينيه بالدماء من شدة الغضب فصاااح بصوت كالرعد شق جدران البيت: رؤؤؤؤؤي
انتفض جسدها بقوة من صوته الغاضب، قبض بيده علي خصلات شعرها حتى كاد يقتلعها من مكانها، فصرخت من الألم
جاسر صائحا بغضب: قسما بربي يا رؤى لو اتكلمتي بالطريقة دي تاني لهوريك جحيم جهنم علي الأرض فااااهمة
انسابت دموعها من الألم علي وجنتيها: ش، عري، ش، عري يااا جاسر
جاسر غاضبا: اعتذري
رؤى باكية: أنا آسفة، سيب شعري بيوجعني أوي.

ترك شعرها بعنف فسقط وجهها علي الوسادة
دفنت وجهها في وسادتها تبكي، وقد تكورت حول نفسها ضامة ركبتيها لصدرها
نظر لها جاسر بحزن، استغفر ربه عدة مرات ليطرد ذلك الشيطان الذي عاد يحتل رأسه مرة اخري
جاسر بهدوء: رؤى أنا آسف
رؤى باكية: أنا عمري ما هصدقك تاني
جاسر: يا رؤى انتي إلى استفزتيني
جذب يدها برفق إلى أن جلست بجانبه، فمد يده يمسد علي شعرها بحنان.

جاسر بهدوء: خلاص بقي ما تزعليش، ولو علي تهاني هتصل دلوقتي بأكبر مصحة نفسية في البلد وارتب معاهم كل حاجة وهدفعلها بدل المليون عشرة عشان تتعالج مبسوطة كدة يا ستي.

نظرت له بعتاب وقد تلقلقت الدموع في عينيها
رؤى باكية: المفروض تعمل كدة عشان تصلح غلطتك، كفاية انها مالهاش ذنب عشان تعمل فيها كدة
جاسر بشرود: داين تدان، ودا دين أبوها
رؤى مستفهمة: يعني ايه
جاسر: مش لازم تعرفي.

رؤى بعند: لاء لازم، لازم افهم ايه إلى يخليك تدمر حياة واحدة بالطريقة دي، تعذيب واغتصاب عملتلك ايه عشان تعمل فيها كدة، وحتى لو أبوها غلط في حقك هي ذنبها ايه، عاصم بيقولي أنها اتدمرت بسببك علي طول بتصرخ وتعيط، ما تنطق عملتلك ايه عشان تدبحها بالطريقة البشعة دي.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
اتسعت عينيها بصدمة، تجمدت مكانها كأن دلو من الماء البارد سكب فوق رأسها في فصل الشتاء
رؤى بصدمة: ااااننت، ازززاي ازاي
جاسر بقلق: رؤى انتي كويسة
امسك يدها ليصعق من برودتها هتف بقلق: ايديكي متلجة ليه كدة
سحبت يدها من يده: ازاي، أنا مش فاهمة حاجة
جاسر: مش لازم تفهمي
رؤى: لاء طبعا لازم افهم، أنت ازاي بتقول أنك ما لمستهاش وعاصم بيقول انها مدمرة نفسيا
انت كذاب
جاسر بحدة: رؤى ما تخلنيش أقلب عليكي.

رؤى برجاء: عشان خاطري فهمني
تنهد جاسر بتعب واردف بجمود: إلى عملوا أبوها، كان كفيل أنه يخليني ادمرله مستقبلها ومن غير جواز كمان، ويشوف مين هيرضي بيها، ثم ضحك بألم: بس أعمل ايه بقي شوية ضمير فاضلين عندي منعوني إني أعمل كدة، فاتجوزتها، وادتها حبوب هلوسة، عشان تفتكر إن أنا اغتصبتها
رؤى بدهشة: ازاي طب والدكتور، الدكتور قالهم انها.

جاسر مقاطعا بسخرية: تعرضت لتعذيب جسدي واغتصاب فجالها صدمة عصبية، انتي فاكرة انها صعبة إني اشتري الدكتور الفلوس تعمل كل حاجة يا رؤى
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
رؤى بحيرة: أنا بردوا مش فاهمة حاجة طب هي لسه بتصرخ وتعيط ومدمرة كدة طالما أنت ما عملتلهاش حاجة
جاسر: تأثير الحبوب هيفضل مأثر عليها 3 شهور، الحبوب دي مستوردة تأثيرها عالي جدا
( عشان كدة تهاني افتكرت أن عاصم هو جاسر).

جاسر مكملا: عشان كدة المصحة النفسية مالهاش لازمة لما 3 شهور يخلصوا، هتنسي كل إلى حصل فيهم، أنا هوديها مصحة نفسية بس عشان ينهوا تأثير الحبوب علي طول
رؤى: طب أنت ليه عملت كدة طالما ما كنتش ناوي تأذيها
جاسر بغل: عشان أحرق قلب أبوها عليها، أنت عارفة أنا ليه سايبة شغال لحد دلوقتي عندي في الشركة، عشان اشوفه وهو مذلول
رؤى بضيق: ارحموا عزيز قوم ذل
جاسر غاضبا: وهو ما رحمهاش ليه، ليه أنا أرحم وهو لاء، هو السبب.

رؤى غاضبة: سبب في ايه، عملك ايه عشان تعمل فيه كدة
قبض جاسر علي خصلات شعرها بعنف: آخر مرة تعلي صوتك، ما فيش صوت بيعلي فوق صوتي في البيت دا انتي فاهمة
رؤى بحزن: كان عندي حق أنا عمري ما هثق فيك
رمقها جاسر بغضب حارق، ترك شعرها وبدأ يصيح بغضب: عنك ما اتنيلتي وثقتي فيا
بدأ جسدها ينتفض من الخوف ومن بكاءها الشديد، شعرت في تلك اللحظة بألم قوي ناحية قلبها
فوضعت يدها ناحية قلبها واغمضت عينيها بألم.

جاسر بقلق: رؤى مالك يا رؤى
رؤى باكية: أنا عايزة ماما، وديني عند ماما خلاص مش هقدر استحمل أكتر من كده، مش هقدر اغلب شيطانك والنبي يا جاسر لو ليا غلاوة عندك سبني في حالي، أنا تعبت من الرعب إلى أنا عايشة فيه، تعبت يا جاسر
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
جاسر باكيا: أنا آسف، أنا آسف آخر مرة مش هزعقلك تاني أنا بس عايزك تثقي فيا مش عايزك تخافي من اي حاجة وانتي معايا
نظرت له بدهشة عندما سمعت صوته الباكي.

رؤى بدهشة: أنت بتعيط
جاسر: عيب إن أنا اعيط ولا ايه
رؤى بدهشة: لاء طبعا، بس يعني ما تخيلتش ان عندك دموع زينا بصراحة
انفجر جاسر ضاحكا حتى ادمعت عينيه: عارفة يا رؤى احلي حاجة فيكي خفة دمك
رؤى بثقة: كلهم بيقولولي كدة
جاسر ضاحكا: يا واد يا واثق أنت
رؤى: هتوديني عند نرمين امتي
جاسر: بكرة الصبح
رؤى بسعادة: هيييه، أنت ما تعرفش نرمين وحشتني قد ايه
جاسر بحنان: انتي بتحبي نرمين قوي كدة.

هزت رأسها إيجابا سريعا: أوي أوي، نرمين طيبة وعسولة ودمها خفيف وحنينة عليا زي ماما بالظبط
جاسر مشاكسا: طب واخو نرمين
رؤى بخجل: مالوا
جاسر بخبث: مالوش في الحب جانب
اصبطع وجهها بحمرة الخجل القانية
جاسر بخبث: ايه دا الورد الجوري فتح أهو
رؤى بخجل: لللللو سسمحت بببس
رفع كف يدها وقبله: بحبك
انتفض جسدها من شدة الخجل سحبت يدها سريعا من يده وخرجت تهرول من الغرفة
جاسر ضاحكا: رايحة فين يا مجنونة.

أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
علي الجانب الآخر
وصل فتحي ومعه صبري والد شاهندا إلى منزل فتحي
صبري: فين بنتي
نزلت شاهندا ومن خلفها سعدية
عانقت سعدية شاهندا بحزن: هتوحشك قوي يا بتي
شاهندا: وأنتي كمان يا ماما هتوحشيني أوي
سعدية: ابقي طلي عليا
شاهندا: حاضر
ذهبت شاهندا ناحية صبري فضمه لصدره بلهفة: يا حبيبتي يا بنتي، انتي كويسة عملوا فيكي ايه
شاهندا بجمود: بعدين يا بابا نتكلم
صبري: طب يلا يا حبيبتي هنمشي من هنا.

نظرت له بطرف عينيها فوجدته يقف بجمود وكأن الأمر لا يعنيه
فاقت علي يد صبري التي تسحبها معه، ظلت تنظر له علها تجد نظرة حب واحدة كان ستجعلها تترك والدها وتركض عائدة اليه ولكنه بقي كالتمثال بدون اي تعبيرات
اخذ صبري شاهندا في سيارة اجري
نظرت من الزجاج الخلفي للسيارة فوجدته يقف ينظر إليهم رأت دمعتين تحررتا من أسر ذلك القناع البارد ليخبراها بعشقه
شاهندا: وقف العربية.

صبري بدهشة: يوقف العربية ليه انتي اتجننتي يا شاهندا
شاهندا: أنا مش عايزة امشي من هنا، أنا عايزة افضل معاهم، ارجوك يا بابا أول مرة في حياتي اعرف يعني ايه عيلة في البيت دا، أعرف يعني ايه حنان الأم
صبري بجمود للسائق: أطلع بلا هبل
انطلق السائق مرة أخري بالسيارة
شاهندا باكية: ليه يا بابي
لم يعرها صبري اهتماما واشاح بوجهه إلى النافذة بعيدا عنها
بينما عاد هو إلى منزله فوجد والدته تجلس على الاريكة بحزن.

سعدية بحزن: والله هتوحشها قوي يا ولدي
فتحي بجمود: دي ضيفة يا أمي، يعني مصيرها أنها تمشي
تركها وصعد إلى أعلي وبدل من أن يذهب إلى غرفته دخل إلى غرفتها، جلس على فراشها
وجد طرف ورقة صغير يظهر من تحت الوسادة
سحب الورقة سريعا فوجد مكتوب فيها
( بحبك يا فتحي )
اتسعت عينيه بصدمة، اخذ الورقة سريعا ونزل يركض لأسفل
سعدية بدهشة: رايح فين يا ولدي
فتحي سريعا وهو يركض: هرجع شاهندا
في صباح اليوم التالي.

جاسر بضيق: مش هتكلم معاكي تاني يا رؤى
رؤى بدهشة: ليه كدة
جاسر بضيق: عشان انتي بتحبي نرمين أكتر مني
رؤى ضاحكة: ليه طيب
جاسر بضيق: عشان عملتلها الكيكة إلى بتحبها وأنا لاء
رؤى ضاحكة: خلاص ما تزعلش لما نرجع هعلمك اتنين مش واحدة
جاسر بجد: نتكلم بجد، أنا طالب منك خدمة
رؤى: خير
جاسر: عايزك تقنعني نرمين تيجي تعيش معانا هنا
رؤى بثقة: سيبها عليا ما تشلش هم يا كبير
جاسر ضاحكا: تعيش يا معلم، متجوز سواق توكتك.

اخذ جاسر رؤى وذهبا إلى نرمين
رؤى ضاحكة: وحشتوني وحشتوني وحشتوني
نرمين ضاحكة: اهلا، اهلا اهلا بأعز الحبابيب
جاسر ضاحكا: ليه يا ربي، مش كفاية اختي هبلة كمان مراتي عبيطة
رؤى ونرمين معا: جاسر
جاسر بفزع مصطنع: سلاما قولا من رب رحيم، هو الواد ابراهيم فين يا ابرااااااهيم
خرج جاسر من الغرفة سريعا وبقيت رؤى مع نرمين يمزحان واستطاعت رؤى إن تقنع نرمين بالذهاب للعيش معهم
نرمين: ناديلي جاسر عايزاه في حاجة مهمة.

رؤى: حاضر
خرجت رؤى من الغرفة واخبرت جاسر بطلب نرمين
فدخل جاسر إليها وبقيت رؤى في الخارج لاعتقادها أنه شي خاص بين الاخوة ولا بجب التدخل فيه
في غرفة نرمين
جاسر: خير يا نيرو
نرمين: أنت إلى لبست صبري القضية مش كدة
جاسر: ايوة أنا
نرمين: ليه يا جاسر
جاسر بدهشة: انتي إلى بتسألي
نرمين: وبعدهالك يا جاسر، يعني اتجوزت بنته وبهدلتها وهو لبسته قضية هتعمل ايه تاني.

جاسر بتوعد: هعمل كتير، أنا بس سايبهم يومين لسه حجيم جهنم هجيبها هي وابوها راكعين تحت رجلي أنا بس سايبها يومين تعيش حياتها
في الخارج
رؤى: هو موبايلي فين، فين، اااه صحيح دا كان معايا عند نرمين.

امسكت مقبض الباب لتدخل ولكنه ما ان فتحته سمعت جاسر وهو يقول جاسر بتوعد: هعمل كتير، أنا بس سايبهم يومين لسه حجيم جهنم هجيبها هي وابوها راكعين تحت رجلي أنا بس سايبها يومين تعيش حياتها، بعد كدة هوريها إلى عمرها ما شافته.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
تجمدت يدها على مقبض الباب، كادت عينيها تخرج من مكانهما من هول ما سمعت، بروة قارصة عصفت بكاينها
تركت مقبض الباب عادت بظهرها إلى الخلف تهز رأسها نفيا بقوة
رؤى بصدمة: لالا، مستحيل
كادت أن تسقط ارضا ولكنها أسرعت تستند إلى الحائط المجاور لها
قدميها لم يقويا علي حملها فجلست علي كرسي بجانب الغرفة
رؤى في نفسها بضياع: لالالا، يعني كان بيضحك عليا، كل دا كان كذب، عمل كل دا عشان يذلني أنا وأبويا.

تذكرت بالأمس كم لامت نفسها علي عدم ثقتها فيه، كانت تتطلع إلى ملامحه الهادئة وهو نائم وتنهر نفسها علي عدم ثقتها به.

في الغرفة
نرمين: لاء يا جاسر، كفاية إلى أنت عملتوا فيهم، سيبهم في حالهم
جاسر: يا نرمين....
نرمين مقاطعة بصرامة: خلاص يا جاسر إلى اقوله يتسمع كفاية لحد كدة، اوعدني أنك هتسيبهم في حالهم
جاسر بقلة حيلة: حاضر يا نرمين إلى تشوفيه
نرمين: يلا بقي روح ناديلي رؤى عشان وحشتني وعشان تساعدني عشان نمشي
جاسر مبتسما: حاضر يا حبيبتي
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
في خارج الغرفة.

رؤى في نفسها: لاء مش هسمحله، مش هسمحله يذل ابويا، لازم اهرب
قامت سريعا ما كادت تتحرك خطوتين حتى سمعته ينادي عليها فتجمدت مكانها بخوف
جاسر: رؤي، رايحة فين يا حبيبتي
تقدم إلى أن وقف أمامها
جاسر: رايحة فين
رؤى بتلعثم: ككككنت، رايحة الكافتيريا اجيب عصير.

جاسر مبتسما: لاء روحي انتي لنرمين عشان عايزاكي وأنا هجبلك عصير وايس كريم وشوكولاتة وكل إلى انتي عايزة، انتي مش عارفة أنا فرحان قد ايه اخيرا نرمين هتخرج من المستشفي
ثم رفع يدها وقبلها بحنان: ربنا يخليكي ليا يا وش السعد
كانت تنظر له بدهشة كيف يستطيع التمثيل بهذا الشكل، تكاد تصدق إنه فعلا يحبها وكأنها لم تسمعه منذ قليل يريد أن يخضعها لجبروته، أن يذلها هي ووالدها.

جاسر: رؤي، مالك يا حبيبتي سرحانة في ايه
هزت رأسها نفيا وسحبت يدها من يده
رؤى بشرود: مش سرحانة في حاجة، هروح اشوف نرمين
تحركت من امامه بجمود ودخلت إلى غرفته
علي صعيد آخر
وصل فتحي إلى الفندق الذي يسكن فيه صبري
فوجده قد ترك الفندق
فتحي في نفسه: يعني ايه هيكون راح فين، مش هسيبك يا شاهندا
في مكان آخر تحديدا في فيلا صغيرة تتكون من طابقين وحديقة صغيرة في منطقة شبه صحراوية.

شاهندا بتعجب: ايه المكان دا أنا عمري ما شوفت البيت دا قبل كدة
صبري ضاحكا: جاسر فاكر نفسه ذكي، بس وربي لهدفعه التمن غالي
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
ذهب ناحية غرفة مكتب صغيرة، فتح خزنتها فكانت تعج بالأموال
شاهندا: أنا مش فاهمة حاجة احنا ليه ما رحناش بيتنا وايه المكان دا، وايه الفلوس دي.

صبري بغيظ: جاسر زفت، خلاني اتنزلته عن كل املاكي عشان يخرجني من القضية إلى لبسهالي، بس علي مين دا أنا صبري الدمنهوري، كنت عامل حسابي عشان لو حصلي اي أزمة البيت دا ولا الجن الأزرق ممكن يلاقيه، أما جاسر فوللي خلق الخلق، لهجيبه راكع تحت رجلي.

في المستشفى
ساعدت رؤى نرمين علي تبديل ملابسها
دق ياسر الباب ودخل إلى الغرفة
ياسر بحزن حاول إخفاءه: حمد لله على السلامة يا أستاذة نرمين
نرمين: الله يسلم حضرتك
ياسر بارتباك: هتوحشيني اوي قصدي يعني هتوحشي طمطم أوي
نرمين بخجل: وهي كمان هتوحشني اوي، ممكن تبقي تجبهالي اشوفها
ياسر مبتسما: إن شاء الله، احم عن إذنك وحمد لله على سلامتك مرة تانية
نرمين مبتسمة بخجل: الله يسلمك.

خرج ياسر من الغرفة، لاحظت نرمين شرود رؤى منذ دخولها الغرفة
نرمين بود: مالك يا رورو
رؤى: ها، لاء مفيش
خرجت رؤى ونرمين وركبتا بجانب جاسر في السيارة
جاسر بسعادة: أنا النهاردة أسعد واحد في الدنيا
نرمين مبتسمة: ربنا يسعدك دايما يا حبيبي
جاسر: أنا لازم أعمل حفلة كبيرة، نحتفل بيها برجوعك يا نرمين وبالمرة تتعرفي علي حمايا وحماتي، ناس طيبين أوي يا نرمين ما بتفرقوش عن رؤى.

نرمين مبتسمة: طبعا، تربيه رورو واخلاقها تقول إن أهلها ناس طيبين وأخلاقهم عالية.

كانت تسمع إلى مديحهم بأعين متحجرة جامدة، تنظر إلى ابتسامة جاسر السعيدة بألم كيف يمكنه أن يكون بهذه السعادة ويسبب لها كل هذا الألم.

جاسر: رؤي، رؤي، يا رؤى
نرمين: رؤى روحتي فين يا بنتي
رؤى: هااا، أنا معاكوا أهو
نرمين بمشاكسة: إلى واخد عقلك
جاسر بثقة: أنا طبعا
نرمين ضاحكة: ايوة يا عم
وصل جاسر إلى منزله، فاعطي نرمين هاتف لها
جاسر: بصي يا نيرو الموبايل دا عليه رقمي ورقم رؤي، اتصلي بيا في اي وقت انتي عايزاه
هزت نرمين رأسها إيجابيا بابتسامة
جاسر مكملا: هجيب الحاجات لزوم الحفلة وأنا جاي
نرمين: ما فيش داعي يا حبيبي تكلف نفسك.

جاسر مبتسما: النهاردة عيد، كفاية انك رجعتيلي
قبل جبينها، وقبل جبين رؤى
جاسر بدهشة: مالك يا رؤى
رؤى بشرود: ما فيش
تركته وصعدت لاعلي
جاسر: مالها في ايه
نرمين بحيرة: مش عارفة والله من ساعة ما دخلت عندي الاوضة وهي عاملة كدة
جاسر: طب ابقي شوفيها يا نرمين
نرمين بود: حاضر يا حبيبي روح أنت شعلك وما تشلش هم
في الأعلي
كانت تمسك ذلك الشئ في يدها تنظر إلى السماء.

رؤى في نفسها: يا رب، أنا عارفة إلى انا هعمله دا حرام، بس مش هقدر أعيش في الرعب دا تاني، مش هقدر أشوفه وهو بيذل والدي، يا رب سامحني يا رب
انهت تلك الكلمات لتحرك تلك الآلة الحادة علي رسغ يدها لتنفجر الدماء منه
ظلت تنظر إلى دماءها المهراقة بضع دقائق وهي تبكي بصوت عالي
رؤى باكية: يا رب سامحني يا رب، بس شم هستحمل
بدأت تشعر بدوار طفيف ثم بدأ يشتد إلى أن سقطت ارضا فاقدة للوعي وسط دمائها.

صعدت نرمين لتطمئن عليها، دلتها احد الخدم علي غرفة سيدها فذهبت نرمين لها
نرمين بود: رؤي، رورو حبيبتي انتي صاحية، رؤى ادخل يا حبيبتي، هي ما بتردش ليه
فتحت الباب وهي تهتف باسمها: رؤي، رؤؤؤ
صرخت بفزع وركضت ناحيتها
نرمين صارخة: رؤي، رؤى يا نهار أسود قومي يا رؤى
لحسن حظها كانت نرمين لازالت تمسك الهاتف الذي أعطاه لها جاسر، فتحته سريعا وطلبت رقمه
جاسر: خير يا نيرو
نرمين بصراخ وبكاء: الحقني يا جاسر رؤى ماتت.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
نرمين صارخة: رؤي، رؤى يا نهار أسود قومي يا رؤى
لحسن حظها كانت نرمين لازالت تمسك الهاتف الذي أعطاه لها جاسر، فتحته سريعا وطلبت رقمه
جاسر: خير يا نيرو
نرمين بصراخ وبكاء: الحقني يا جاسر رؤى ماتت
سقط الهاتف من يده ومعه قلبه، صرخ في السائق بغضب
جاسر صارخا بغضب: ارجع الفيلا بسرعة
انتفض السائق من مكانه وهز رأسه عدة مرات وادار المقود عائدا إلى فيلا جاسر
في دقائق كان قد وصل.

نزل يركض باقصي ما يملك من سرعة، إلى أن وصل إلى غرفتها، تجمد مكانه اتسعت عينيه حتى كادت تملئ وجهه
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
صرخت نرمين فيه عندما وجدته في تلك الحالة: أنت واقف عندك ليه بسرعة تعالي الحقها
كانت كلماتها شرارة ايقاظه اندفع ناحية جسد رؤى الملقي ارضا.

وامسك كتفيها وبدأ يهزها بعنف وهو يصيح ويبكي: رؤؤؤؤؤي، لييييه، ليييه عملتي كدة ليه، ليه عايزاني ابقي يتيم تاني، ليه عايزة تخليني أعيش في عذاب، ليه مش مصدقاني، أنا عارف إني قسيت عليكي كتير بس اتغيرت والله اتغيرت، قومي يا رؤي، قومي يا حبيبتي مش هقدر أعيش من غيرك، ليييه عملتي كدة ليه، ليه حرام عليكي ليه.

حملها سريعا ونزل يركض لأسفل ومن خلفه نرمين وضعها في السيارة فركبت نرمين بجانبها واستقل هو مقعد القيادة، كان يقود بجنون
نرمين بقلق: جاسر، براحة يا جاسر هتقلبنا
لم يستمع حقا ستظن انه يهمه حياته للآن، فحياته حقا تحتضر علي الكرسي خلفه
وصل إلى أقرب مستشفي فاوقف سيارته
ونزل منها سريعا وحمل رؤى ودخل راكضا إلى المستشفى
جاسر صارخا: انتوا يا بهايم، بسرعة بتموت.

اخذها منه الممرضات سريعا وذهب خلفم احد الأطباء، امسك جاسر الطبيب من تلابيب ملابسه وصرخ فيه بعنف: حياتها قصاد حياتك لو حصلها حاجة هقتلك
ازدرق الطبيب ريقه بخوف وهز رأسه ايجابا سريعا فتركه جاسر ليسرع إلى غرفة رؤى
بينما ظل يجوب هو الممر امام الغرفة ذهابا وايابا يتحدث مع نفسه.

جاسر في نفسه؛ ليه، ليه عملت كدة، أنا مش فاهم حاجة يعني لما كنت قاسي عليها عمرها ما فكرت تعمل كدة دلوقتي لما اتغيرت وحبتها بجد تعمل كدة، يا تري ايه إلى حصل، كانت كل حاجة كويسة أنا ما زعلتهاش، طب ليييه أنا هتجنن مش هسامحك مش هسامحك
لا لا هسامحك بس انتي قومي، ما تسبنيش، يارب ما تعاقبنيش فيها يا رب
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
فاق من شروده عندما شعر بحركة باب تلك الغرفة يفتح، هرع ناحية الطبيب مسرعا.

جاسر بلهفة: هي كويسة صح، صح
الطبيب بابتسامة هادئة: الحمد لله الجرح كان سطحي ما وصلش للوريد، احنا خيطنا الجرح ونقلنلها دم، وكلها شوية وهتفوق
نرمين براحة: الحمد لله اللهم لك الحمد، جاسر أنت لازم تخرج حاجة للفقرا
جاسر بجمود: أنا لازم أعرف هي عملت كدة ليه
نرمين: جاسر براحة عليها، ما تنساش انها دلوقتي تعبانة
هز رأسه إيجابا بشرود.

دخل إلى غرفتها ومن خلفه نرمين فوجدها ساكنة علي الفراش شاحبة العديد من الأجهزة متصلة بها
سحب كرسي وجلس بجانب فراشها يراقبها بصمت وعيون حادة تريد أن تخترق ذلك العقل لتعرف فيما كانت تفكر وهي تفعل ذلك الفعل الأحمق، بعد مدة بدأت تفتح عينيها بصعوبة فوجدت تلك العينين ينظران لها بغضب
فانتصفت في جلستها سريعا تنظر له بذعر
في مكان آخر
فتحي بحزن: مالقيهاش يا اما كأن الأرض اتشقت وبعلتها.

سعدية: وبعدهالك يا واد بطني هتضل علي حالتك دي لحد ميتا، اوعي تكون حبتها
فتحي بحزن: ايوه يا اما حبتها
سعدية بصدمة: يا مرك يا سعدية بتخون الأمانة يا ولدي، مش دي مرت الباشا إلى أنت شغال عنده، كيف يعني تحبها
فتحي: هو خلاص طلقها هو اصلا ما كنش بيحبها، كان متجوزها عشان ينتقم من أبوها فيها
سعدية: وأنت كيف عرفت كل دا
تهرب فتحي من نظرات والدته فصاحا فيه بحدة: ما تنطق يا ابن بطني عرفت كيف كل دا.

أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
فتحي صارخا: اومال انتي فكراني شغال ايه محاسب، فاكرة الفلوس والعز إلى احنا بقينا فيه فجأة دا من ايه، انتي عارفة أنا شغال ايه بصاص، جاسوس عند جاسر باشا، أي حد عايز يعرف عنه اي حاجة، بجبله قراره، أنا إلى سلمتها ليه، أنا إلى عرفته كل حاجة عنها انا إلى اديته مفتاح ازاي يضحك عليها ويوهمها بحبه عشان يتجوزها وينتقم منها ومن أبوها.

سعدية بصدمة: لا لا مستحيل تكون فتحي ولدي، كيف تعمل اكدة
فتحي صارخا: اومال كنا هنعيش ازاي بعد ما عمامي سرقوا ورث ابويا، كنت هجوز اخواتي البنات ازاي كنت هفتح البيت دا ازاي.

سعدية باكية: قلبي وربي غضبانين عليك ليوم الدين، يحرم عليا اللقمة إلى اكلها من مالك إن شاء الله أموت من الجوع.

فتحي سريعا: لا يا اما لا
سعدية باكية: ما تقولش اما، انا إبني مات إلى قدامي دا شيطان، ابني مات
تركته وصعدت لغرفتها وهي تبكي وتنوح
بينما وقف هو ناظرا للسماء
صرخ لأول مرة منذ سنوات: ياااااارب
طوال تلك السنوات الفائتة كان يخشي من قولها فيكفي ما يفعله
عودة لجاسر ورؤي
جاسر ساخرا: حمد لله على سلامتك يا شيخة رؤي، شيخة ايه بقي هو في شيخة تعمل كدة
انسابت دموعها علي الفور من عينيها.

جاسر ساخرا: تؤتؤتؤ دموع التمسايح دي مش هتأثر فيا
نرمين بضيق: جاسر كفاية
ذهبت ناحية رؤى فاسرعت الاخيرة بالاختباء داخل حضنها
نرمين بحنان: بس يا حبيبتي اهدي، ليه يا رؤي، ليه يا حبيبتي تعملي كدة، تنتحري يا رؤى دا احلي حاجة فيكي التزامك معقولة تعملي كدة
جاسر ساخرا: التزام ايه بقي، دا قناع لابساه
رؤى باكية: هو هو السبب.

جاسر صارخا بغضب: أنا السبب، أنا إلى قولتلك انتحري، أنا إلى قولتلك تعملي العملة المهببة دي، انطقي عملتي كدة ليه.

ظل جسدها ينتفض في حضن نرمين بقوة
نرمين بحدة: جاسر كفاية بقي
جاسر غاضبا: نرمين لتسكتي لتطلعي برة، انطقي عملتي كدة ليه
رؤى باكية: عشان مش هسمحلك تذل بابا
جاسر باستغراب: اذل ابوكي مين إلى قالك التخلف دا
رؤى باكية: أنا سمعتك، سمعتك لما كنت عند نرمين وبتقولها أنك هتذلني أنا وبابا
نرمين: يا حبيبتي والله ما كنا بيتكلم عليكي انتي، دا كان قصده علي حد تاني.

جاسر صارخا بغضب: انتي ما فكيش مخ تفكري بيه لو كنت عايز اذلك واكسرك كنت عملت كدة من أول يوم شوفتك فيه، كنت هستني كل دا ليه، ما تنطقييييي.

رؤى باكية: اومال قصدك علي مين
جاسر غاضبا: هترتاحي لما تعرفي، كان قصدي علي شاهندا وأبوها
رؤى باكية: حرام عليك كفاية إلى عملتوا فيها عايز منها ايه تاني
جاسر بجمود: حسبانا مش دلوقتي، لما نرجع البيت ونبقي لوحدنا
في ذلك البيت المنعزل
صبري بسعادة: واخيرا لقيت الشخص إلى ممكن يسعادني عشان أقضي عليك يا جاسر.

خرج صبري من المنزل سريعا وركب سيارة أجري متجها إلى احد الأحياء الشعبية الفقيرة وصلت السيارة بعد مدة طويلة
نزل منها صبري وحاسب السائق واتجه إلى احد العمائر المتهالكة قاصدا طابق معين
وقف أمام الشقة المطلوبة ودق الباب، دقائق وفتح له احدهم
الرجل: أنت مين يا بيه
صبري مبتسما بشر: أنا إلى هخليك تشفي غليلك من جاسر مهران.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
الرجل بغل: يا ريت، بس بردوا لازم أعرف أنت مين
صبري: تقدر تقول إن أنا العدو الأول لجاسر مهران، وانت التاني
الرجل: مش فاهم منك حاجة
صبري: مش هتخليني ادخل ولا هنتكلم علي الباب
الرجل: اتفضل يا بيه
دخل صبري إلى ذلك المنزل الصغير فهو بالكاد غرفة وحمام يسع لشخص واحد
الرجل: معلش يا بيه البيت مش قد المقام
صبري: بكرة هيبقي فيلا، لا قصر، هيبقي معاك ملايين، لو ساعدتني.

سال لعاب ذلك الرجل فهتف فورا: أنا من ايدك دي لايدك دي
صبري: ركز معايا يا...
الرجل: سيد محسوبك سيد
(دا سيد الحارس إلى كان شغال عند جاسر وجاسر ضربه وطرده، مش أبو تهاني???? )
صبري: ركز معايا يا سيد
عودة لجاسر ورؤي
ذهب جاسر إلى غرفة الطبيب وترك نرمين مع رؤى
الطبيب بارتباك: خير يا باشا
جلس جاسر امام مكتب الطبيب ووضع قدم فوق اخري بعنجهيته المعتادة وبدأ يشؤح للطبيب حالة رؤى
جاسر بجمود: اتمني ما يأثرش علي حالتها.

الطبيب بجدية: لاء يا افندم ما أثرش، لعدة أسباب، السبب الأول زي ما قولت لحضرتك أن الجرح كان سطحي واحنا عالجنا الموضع علي طول ونقلنلها الدم اللازم وخيطنا الجرح
السبب التاني: إن المرض إلى عند مرات حضرتك، مرض نادر بمعني أن قلبها حاليا صحته كويسة جدا بس يعني بعد مدة حسب الأشعة إلى بتقول عليها، هيبدا قلبها يهاجم نفسه زي ما بيحصل في الخلايا السرطانية، بتهاجم خلايا الجسم
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال.

جاسر: بس هي ساعات قلبها بيوجعها
الطبيب: اغلب الاحتمالات انه ضغط نفسي والضغط النفسي بيأثر علي كل خلية في جسم الإنسان وبيسرع عملية مهاجمة القلب لنفسه
يا ريت تبعدها عن أي ضعط نفسي
هز جاسر رأسه إيجابا وخرج من غرفة الطبيب، فأخرج هاتفه يحادث ( مختار ) الطبيب المسؤول عن إيجاد قلب مناسب لحالة رؤى
مختار بارتباك: جاسر باشا
جاسر غاضبا: اخلص لقيت ولا لاء.

مختار بارتباك: والله العظيم يا باشا أنا مش ساكت ليل نهار بدور علي القلب المناسب
جاسر غاضبا: يعني ايه هسيبها تموت
مختار بارتباك: هو في حل بس مش عارف حضرتك هتوافق عليه ولا لاء
جاسر باهتمام: حل ايه
مختار: مافيا الأعضاء، لو اديتهم التحاليل في خلال 24 ساعة هيبجبولك إلى أنت عايزه
جاسر بشرود: مافيا الأعضاء
مختار بتأكيد: ايوة يا باشا، ايه رأي سيادتك
جاسر: هفكر واكلمك
مختار: ماشي يا باشا مستني سيادتك.

اغلق جاسر الخط وذهب ناحية غرفة رؤي، دق الباب ودخل
جاسر بجمود: خلصتوا
نرمين: آه خلصنا
خرج ثلاثتهم من المستشفى، ركبت رؤى ونرمين على الكنبة الخلفية، بينما ركب جاسر علي كرسي القيادة وانطلق بسرعة معتدلة
في الخلف كانت رؤى تستند برأسها على كتف نرمين
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
نرمين بمكر: دلوقتي سايق براحة، انتي ما شوفتيش كان سايق ازاي لما كنتي تعبانة العربية كان فضلها تكة وتطير.

كان ينظر لها من مرآه السيارة، رفعت نظرها فتلاقت عينيها بعينيه، رأت نظرة ألم وعتاب تتجسد في عينيه قبل أن يحيد بنظره عنها ويركز اهتمامه ظاهريا علي الطريق امامه
وصلت السيارة إلى منزل جاسر، كان قد انزل الليل استاره
دخلوا إلى المنزل
نرمين بحنان: يلا يا حبيبتي عشان ترتاحي شوية
جاسر مقاطعا: انتي إلى محتاجة ترتاحي، اطلعي أوضتك وأنا هخلي نعمة تطلعلك العشا
نرمين باعتراض: بس اصل...

جاسر مقاطعا: نرمين ارجوكي كفاية أوي إلى حصل النهاردة اتفضلي لو سمحتي علي أوضتك
نرمين: حاضر، بس أمانة عليك ما تزعلها
جاسر بجمود: يلا يا نرمين
تركتهم نرمين وصعدت إلى أعلي ومنها إلى غرفتها، فأخبر جاسر نعمة بأن تحضر لها العشاء وتذهب به إلى غرفتها
جاسر بصوت عالي جعل جسد رؤى ينتفض خوفا: نعممممة
جاءت الخادمة تهرول من الداخل
نعمة: افندم يا باشا
جاسر: حضري العشا لنرمين هانم وطلعيه اوضتها
نعمة: حاضر يا باشا.

ذهبت الخادمة سريعا إلى المطبخ، فالتفت جاسر إلى رؤى يطالعها ببرود مميت
تقدم ناحيتها خطوة فعادت مثلها للخلف بخوف، كلما تقدم تبتعد هي
جاسر بضيق؛ اثبتي مكانك
وكأنه أحضر غراء والصق قدميها بالأرض، شعرت إن قدميها قد شلتا عن الحركة
تقدم جاسر منها وانحني بجذعه قليلا وحملها بين ذراعيه، شهقت بفزع ولكنه ظل جامدا يتحرك كالانسان الآلي، اخذها وصعد إلى غرفته.

القاها بعنف علي الفراش، فقامت سريعا تنظر له بفزع خاصة عندما ذهب واغلق باب الغرفة بالمفتاح وشمر عن ساعديه وخلع حزام بنطاله ولفه حول يده
رؤى بخوف: انت هتعمل ايه، والنبي ما تضربنيش
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
جاسر صارخا بغضب: اديني سبب واحد يمنعني إني أكسر عضمك دلوقتي، ما تنطقي
رؤى باكية: عشان عشان عشان، انت أنت بتحبني
جاسر ساخرا: مين قالك أن أنا بحبك أنا ما بحبكيش، أنا بحب الشيخة رؤى أنتي بقي مين.

رؤى باكية: ااا. ااانا، ااااناا
جاسر ضاحكا بسخرية: هتهتي كتير
اقترب من الفراش ونزع بيشة نقابها بعنف
جاسر غاضبا: دا مش بتاعك دا بتاع الشيخة رؤى
ثم بدأ يفك حجابها: ولا دا بتاعك، دا بتاع الشيخة رؤى عشان الشيخة رؤى عارفة كويس أن النقاب مش حتة قماشة بتحطها علي وشها ولا حتة قماشة بتداري بيها شعرها
جذب بيدها بعنف إلى أن قامت من الفراش تطلع إلى ملابسها بسخرية: تؤتؤتؤ، فستان واسع وطويل ومقفول.

رؤى باكية: جاسر أنا...
جاسر مقاطعا بغضب: اسمي ما يجيش علي لسانك انتي فاهمة ثم اكمل ساخرا وصلنا لحد فين آه، إلى انتي لابساه دا ما ينفعش خالص اصله مش بتاعك دا بتاع واحدة ملتزمة تعرف ربنا ما بتفوتش فرض انما انتي مين ما تردي جذب يدها خلفه إلى ان وصل إلى دولاب الملابس الخاص بها، ففتحه علي مصرعيه وظل يقلب بين الملابس إلى أن اخرج بنطال جينز أزرق.

جاسر ساخرا: بالظبط هو دا المطلوب، لا لا لسه عايز شوية تعديلات
امسك جاسر بالبنطال وبدأ يمزق قدميه بعنف
جاسر ساخرا: كدة تمام
رؤى باكية: كفاية بقي حرام عليك
جاسر صارخا بغضب: حررررام، والي الخاتم عملته مش حرام
رؤى ببكاء وصراخ: أنت السبب
جاسر غاضبا: أنا السبب، ثم اكمل ساخرا، صح أنا السبب، أنا إلى غيرت معاملتي انا إلى بقيت بعاملك بحب واحترام وطيبة وانتي ما ينفعش معاكي غير معاملة البهايم.

رؤى صارخة: كفاية بقي كفاية، ما سألتش نفسك ليه الشيخة رؤى زي ما انت ما بتتريق دايما عملت كدة، ايه إلى خلاها تعمل عملة بشعة زي دي، أنت، أنت السبب أنت وصلتني لمرحلة أن الانتحار عندي أهون من اني أعيش في الرعب إلى عيشته معاك قبل كدة، تعرف ايه أنت عن إلى جوايا، أنا لسه لحد دلوقتي بقوم مفزوعة من النوم خايفة لأكون بحلم واصحي القيك زي ما كنت، من ساعة ما قبلتك وأنا ما بقدرش اغمض عيني وأنام وأنا مطمنة، قبل ما تلوم وتعمل إلى بتعمله دا، اسأل نفسك، حاسب نفسك أنت الأول قبل ما تعملي المحكمة دي وتبقي فيها القاضي والسجان وانا المتهمة، حط نفسك مكاني، أنا عارفة إن غلطت بس عارف غلطت أمتي يوم ما غبائي وداني عندك الشركة.

القت كل ما يجيش بصدرها لتنهار ارضا تبكي وضعت يديها علي وجهها وبدأت بالبكاء
ظل صامتا لا يعرف كم مر عليه وهو يقف كالتمثال فبعد ما سمعه منها أدرك أنها لم تكن المخطئة ابدا بل ما فعله بها هو ما اوصلها لذلك فضلت الموت منتحرة علي أن تبقي في ذلك الرعب الذي كان يغرقها فيه، اخيرا نطق بعد مدة صمت طويلة.

جاسر بألم: ياااه يا رؤى ما كنتش اعرف انك بتعاني بسببي أوي كدة، كنت فاكر لما اقولك أن أنا اتغيرت وتحسي بدا انك هتسامحيني بس واضح إني اذيتك كتير أوي، فبقي صعب أوي انك تسامحيني.

هبط على الأرض بجانبها، ابعد يدها عن وجهها ليقابل وجهها الباكي الشاحب مسح دموعها بحنان
جاسر بألم: هطلقك بس لازم تعرفي ماضي جاسر مهران كله
اعتدل في جلسته علي الأرض واسند رأسه إلى طرف السرير.

جاسر مبتسما بألم: من سنين فاتت، كنا أسرة عادية جدا زي أسرتك كدة، أبويا وامي وأنا ونرمين، والدي كان عامل نظافة في شركة ودا شئ ما يعيبوش وأنا عمري ما استعريت منه، بالعكس أنا كنت دايما فخور بيه، حبنا نفرحه أنا ونرمين فدخلت نرمين كلية إدارة أعمال وأنا دخلت كلية طب، كلية صعبة ومصاريفها كتير بس أنا كنت بشتغل في الاجازة واحوش عشان ما اشيلش والدي هم زيادة عليه، وزي ما حصل لتهاني حصل لنرمين، نرمين كانت معدية علي ولدي في يوم كانت بتشوف شوية حاجات لجهزها، آه صحيح نسيت اقولك نرمين كان مكتوب كتابها، كان محاسب اسمه حاتم جارنا، قصة حب ابن الجيران زي ما بيقولوا، المهم نرمين لما راحت لبابا في الشغل، ضحك ضحكة مريرة وأكمل بالصدفة البحتة صبري الدمنهوري صاحب الشركة إلى ولدي كان شغال فيها شافها، تخيلي عرض عليها أنها تشتغل عنده في الشركة بمرتب 5 الالف جنية، ههههههه مرتب مغري هههههه، طبعا بدون تفكير نرمين وافقت منها تساعد بابا وتجهز نفسها.

كانت كل حاجة تمام، كنت ساعات بحس إن نرمين راجعة من الشغل مضايقة ولما اسألها السبب تقولي ضعط الشغل
كان ابويا وراث حتة أرض من جدي وكان عليها خناق ومشاكل، لما الخناقات زادت، ما اقدرش أبويا يسافر، فتطوعت إن أسافر، ويا رتني ما سافرت قعدت هناك 3 أيام، أنا فاكر اليوم إلى رجعت فيه كويس، كانت الناس بتبصلي نظرات غريبة وأنا ماشي في الشارع ما فهمتش هما بيبصولي كدة ليه غير لما طلعت البيت.

Flash back
دخل جاسر من باب الشقة الصغيرة بمرحه المعتاد: يا أهل المنزل، عاد هادم اللذات ومفرق الجماعات.

اندثرت ابتسامته عندما رأي حالة المنزل، نرمين جالسة على اريكة ضامة ركبتيها لصدرها تتسارع الدموع في الهبوط من عينيها
أما والده فجالس واضعا يديه علي رأسه
ووالدته تجلس على الأرض تنكس رأسها لأسفل
جاسر باستغراب: مالكوا في ايه، مين إلى مات
رفع والده عينيه المليئة بالدموع واردف بحسرة: شرف أختك
اتسعت عيني جاسر من الصدمة: أنت بتقولوا، ايه إلى حصل.

نرمين باكية: دبحني يا جاسر، دبحني عشان رفضته، وحاتم طلقني، ليه عمل فيا كدة ليه يا جاسر
جاسر صارخا بغضب: ما تفهموني في ايه، مين دا إلى بتتكلم عنه
عبد الله: صبري الدمنهوري، صاحب الشركة، من يومين صبري قرر أن كل الشركة هتشتغل نص يوم بس، افتكرت نرمين هتروح معايا لقيت صبري بيه بيقولي انهم لسه عندهم شغل كتير وأنها مش هينفع تمشي دلوقتي
في الشركة
عبدالله: يلا يا نرمين عشان نروح.

في ذلك الوقت خرج صبري من مكتبه وعلي شفتيه ابتسامة غامضة
صبري مبتسما: يلا فين يا عم عبد الله اتفضل أنت لسه نرمين عندها شغل كتير
عبد الله بقلق: بس يعني...
صبري مقاطعا بابتسامة: بس ايه ما تقلقش عليها دي زي بنتي ما تقلقش هاخد بالي منها كويس
عبد الله بقلة حيلة: أمري لله، خلي بالك من نفسك يا نرمين
نرمين بقلق: حاضر يا بابا، خد بالك من نفسك
عاد عبدالله ينظر إلى ابنه وقد سمح لتلك الدموع بالفرار من عينيه.

عبد الله باكيا: يا ريتني ما سيبتها، يا ريتني
بعد عدة ساعات وجد عبدالله باب منزله يقرع بعنف
هناء زوجته: خير اللهم اجعله خير
عبدالله مبتسما: هتلاقيه الواد جاسر بيرخم كالعادة
فتح عبد الله ليقف شاحب الوجه كالموتي عندما رأي ابنته تقف امامه مشعثة الشعر وجهها ملئ بالكدمات ملابسها ممزقة بطرقة وحشية تلوثها دماء عذريتها، وعلي حين غرة سقطت أرضا فاقدة للوعي.

عبد الله لجاسر: ودنيها المستشفى بسرعة الدكتور قال أنها اتعرضت لاغتصاب، كنت حاسس إن الدنيا اسودت قدام وشي لحد ما جه إسماعيل زميلي الساعي إلى في الشركة وقالي أنه شاف صبري وهو بيعتدي علي نرمين بس خاف يتدخل
جاسر غاضبا: وما بغلتش ليه
عبد الله باكيا: ومين قالك إني ما عملتش كدة، روحت القسم أنا وإسماعيل وعملنا محضر
الظابط عمل استعدا لصبري.

بس صبري كان مسافر عشان كدة أجل المحضر لتاني يوم، روحت يا إبني الظابط لما سأل إسماعيل عن إلى شافه
الظابط: ها يا إسماعيل احكيلي بالظبط أنت شوفت ايه
إسماعيل: يا بيه أنا ما شفوتش حاجة
عبدالله بصدمة: ايه إلى أنت بتقوله دا يا مجنون أنت، انت م قولتيلي انك شوفت صبري وهو بيعتدي علي بنتي.

إسماعيل بصدمة: أنا، طب وكتاب الله ما حصل دا بنتك هي إلى لمؤخذة كانت رامية نفسها عليه وهو بيحاول يصدها، كم مرة اشوفها وانا بودي القهوة وهي بتتلزق فيه بطريقة زبالة لكن البيه راجل محترم كان بيبعدها عنه
عبدالله باكيا: والي زاد الطينة بلة يا إبني إن إلى اسمه حاتم جه طلق اختك وفضحها في كل حتة وقال عليها كلام بطال.

Back.

فاق جاسر من أمواج ذكرياته العاتية عندما شعر بذلك السائل الساخن يجري علي وجنتيه مسح دموعه بعنف واردف بألم: بقيت واقف زي المشلول مش عارف أعمل ايه، وخصوصا أن صبري ساب البلد وسافر واسماعيل وحاتم اختفوا، إلى عرفته بعد كدة إن صبري دفع فلوس لحاتم عشان يشهر باختي ويبعد التهمة عنه، بعدها بيومن والدي انتحر شنق نفسه ما استحملش الظلم والعار فقرر يخلص من هم الدنيا دي تصدقي ماحدش حضر جنازته صحيح ازاي هيحضروا جنازة واحد بنته من وجهه نظرهم عاهرة، أمي ما استحملتش كل إلى بيحصلنا ماتت بحسرتها، بين يوم وليلة لقيت نفسي لوحدي نرمين بعد إلى حصلنا دا كله فقدت النطق كانت عايشة في دنيا غير الدنيا، خدتها ومشينا من المكان كله، روحنا سكنا في اوضة فوق سطوح، بقي علي كتفي حمل اختي المريضة أكل وعلاج وسكن دا غير كليتي، كنت بشتغل ليل ونهار، والله ساعات كنت بنام وأنا واقف من التعب، اشتغلت كل حاجة، كل حاجة ممكن تتخيليها آخرهم كنت بمسح جزم كان زمايلي في الجامعة بيجيوا مخصوص عشان يذلوني عشان يحط رجلوا في وشي، لحد ما ربنا بعتلي الفرج.

كنت قاعد في الشارع بعد نص الليل لقيت جماعة بلطجية نازلين ضرب في واحد عشان يسرقوه، رد فعل شاب مصري شهم جريت ناحيتهم ضربت واضربت بس في الآخر البلطجية هربوا.

Flash back
الرجل بتعب: أنا متشكر أوي يا...
جاسر بألم: جاسر عبدالله
الرجل: حازم سليمان، انت ايه إلى مقعدك في الشارع لحد دلوقتي
جاسر بحرج: اصل أنا قاعد بشوف أكل عيشي
حازم: مش فاهمك
جاسر باحراج: أنا بمسح جزم يعني
حازم بتعجب: بس شكلك ابن ناس ومثقف
جاسر بألم: الناس ماتوا، روح في حالك وسبني في حالي
اثار جاسر فضول حازم وأصر على معرفة حكايته حكي له جاسر كل شئ
Back.

جاسر: بصراحة الراجل دا كان نجدة ليا من السما، بعد ما عرف حكايتي، اصر أنه يساعدني، دخل نرمين مصحة نفسية
اتبناني وكان بيصرف علي تعليمي في المقابب أنا كنت برعاه كان راجل كبير ومريض، عرفت أن عنده إبن واحد اسمه شادي مات وهو صغير
كانت صدمة ليا لما الراجل دا مات والصدمة الأكبر لما لقيته كاتب كل املاكه بإسمي.

وهنا بدأ الانتقام كل واحد غلط دخل دايرة انتقامي ثم أكمل بغل الوحيد إلى فلت من انتقامي حاتم، عرفت انه مات في حادثة من سنتين ازاي، ازاي يموت قبل ما اوريلوا العذاب ألوان
امسك يدها بحنان واردف بندم: الا انتي يا رؤي، انتي الوحيدة اللي دخلتي الدايرة دي من غير ذنب، انتي دلوقتي عرفتي كل حاجة عن جاسر مهران، ودلوقتي هقدر احررك من أسر الشيطان رؤى انتي...

قاطعته عندما وضعت يدها علي فمه واردفت بخجل وهي تنظر لعينيه بحنان: أنا بحبك.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
جاسر: رؤى انتي...
قاطعته عندما وضعت يدها علي فمه واردفت بخجل وهي تنظر لعينيه بحنان: أنا بحبك
تجمدت انفاسه من الصدمة، اتسعت عينيه حتى كادت تملئ وجهه
جاسر بصدمة: أنتي قولتي إيه
رؤى بخجل: ما قولتش حاجة
احتضن وجهها سريعا بين كفيه وأردف وهو مازال تحت تأثير تلك الصدمة السعيدة؛ لاء قولتي، قوليها تاني، عشان خاطري قوليها تاني
رؤى بخجل وبصوت منخفض؛ بحبك، ومسمحاك علي كل إلى فات.

ترقرقت الدموع في عينيه ولكن تلك المرة دموع فرحته
جاسر بسعادة: أنا مش بحلم صح
هزت رأسها نفيا بابتسامة واسعة: لاء يا حبيبي
رفع جاسر حاجبيه بدهشة: حبيبك
هزت رأسها إيجابا بتأكيد، ضحكت ضحكة خافتة واردفت: ايوة، مالك، جاااااسر يا مجنون
صرخت فيه عندما وجدت نفسها فجاءة مرفوعة بين ذراعيه بدأ يدور بها حول نفسه وهو يصرخ بسعادة
جاسر صارخا: بتحبنيييييييييي
رؤى ضاحكة: يا مجنون نزلني.

جاسر ضاحكا بسعادة: اخيرا أبو الهول نطق
ضربته في كتفه بدلال: اخس عليك بقي أنا أبو الهول
لاعب جاسر حاجبيه بمكر: دا انتي مزة المزز
رؤى بخجل: قليل الادب، نزلني بقي
جاسر: يلا روحي اتوضي، أنا عايز اصلي ركعتين لله
رؤى مبتسمة: حاضر
ذهبت وتؤضاءت وفعل ذلك هو أيضا
صلي ركعتين
رؤى بحزن: أنا متضايقة من نفسي أوي عشان إلى عملته، تفتكر ربنا هيسامحني
جاسر بحنان: انتي عندك شك أن ربنا غفور رحيم
رؤى سريعا: لاء طبعا.

جاسر بحنان: خلاص استغفري ربنا ثم اكمل بحزم، بس لو فكرتي تعملي العملة المهببة دي تاني هنفخك
هزت رأسها إيجابا سريعا بابتسامة بلهاء
جاسر: يلا بقي عشان نصلي تاني
رؤى مبتسمة: حاضر
وقف امامها وصليا ركعتين وبعد انتهاء الصلاة التفت جاسر إليها ووضع يده على رأسها، وقرأ دعاء الازواج، جحظت عيني رؤى بصدمة عندما فعل ذلك ظلت تتطالعه برعب إلى أن أنتهي فنظر لها بحنان، امسك كف يدها اليمني وقبلها برفق.

جاسر مبتسما بحنان: بتحبيني
هزت رأسها إيجابا باضطراب، فامسك كف يدها الآخر وقبله
جاسر بحنان: بتثقي فيا
ازدرقت ريقها بتوتر وهزت رأسها إيجابا، فقام جاسر من مكانه وحملها بين ذراعيه متجها ناحية الفراش
( لتسكت شهرزاد عن الكلام الغير مباح )
علي صعيد آخر.

صعد فتحي إلى غرفة والدته فها قد مر يومين دون أن تأكل لقمة واحدة تحبس نفسها في غرفتها لا تريد أن تتحدث، فتح باب غرفتها بهدوء فوجدها جالسة على سجادة الصلاة تدعو له
فتحي بحزن: اما
سعدية بجفاء: ايه إلى جابك اهنه
هبط على الأرض بجوارها امسك يدها لقيبلها فنزعت يدها من يده بعنف
فتحي بندم وهو يقبل يد والدته: سامحيني يا اما
نزعت سعدية يدها بعنف: إني مش أمك، فتحي ولدي مات.

فتحي سريعا: لاء يا اما احب علي يدك، أحب علي رجلك، أنا عملت اكدة عشانكوا، عشان اعرف اجوز اخواتي، عشان ما ينقصكمش حاجة
سعدية بجفاء: عايزني اسامحك
فتحي سريعا: أيوة يا اما، أنا معنديش في الدنيا غيرك
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
سعدية: سيب الراجل دا وتبطل الشغلانة دي
فتحي بقلة حيلة: ونعيش منين يا اما
سعدية: أرض ابوك إلى سيابها للعمال يسرقوها، أرض ابوك إلى خدناها من بوق اعمامك بعد طلوع الروح.

فتحي: بس يا اما...
سعدية مقاطعة بصرامة: دا إلى عندي يا واد بطني، يا تسيب الشغل مع الراجل دا، يا لا تبقي إبني ولا اعرفك
فتحي بطاعة: حاضر يا اما
وضع رأسه علي قدم والدته وتمدد بجسده على الارض
فتحي بحزن: اتوحشتها قوي يا اما
سعدية: لساتك ما اعترتش فيها يا ولدي
هزت فتحي رأسه نفيا: لع، قلبت عليها الدنيا، هتجنن عليها يا اما، ما اكنتش اعرف اني عحبها قوي اكدة
سعدية: إن شاء الله، ربنا هيمعجك بيها عن قريب.

فتحي: يا رب يا اما يا رب
في مكان آخر في فيلا صبري المنعزلة
كان صبري جالسا في مكتبه ومعه سيد، حينما دخلت شاهندا إلى مكتبه غاضبة
شاهندا: دادي بلييز أنا عايزة اتكلم معاك
صبري بضيق: بعدين يا شاهندا
شاهندا: لاء دلوقتي
صبري غاضبا: شاهندا اطلعي برة
شاهندا صارخة: أنا فعلا هطلع برة بس برة المكان دا كله.

خرجت شاهندا بخطئ سريعة ناحية باب الفيلا حاولت فتح الباب ادارت المقبض عدة مرات، ولكن دون فائدة الباب موصد، بدأت تجذب مقبض الباب بعنف
صبري: ما تحاوليش يا شاهندا
التفت تطالعه بغضب: خرجني من هنا
صبري ببرود: عشان تروحي لفتحي، مش مستواكي يا شاهندا انتي احسن من كدة بكتير.

شاهندا بصراخ وبكاء: احسن، احسن في ايه، في والدي إلى اغتصب بنت غلبانة مالهاش ذنب بس عشان يرضي نفسه وشيطانه، عاارف أنا مش بلوم علي جاسر رغم إلى عمله فيا، هو كان بياخد حق اخته، حق اخته إلى أن انت اغتصبته حق والده إلى انتحر بسببك أنت ضميرك ما بيأنبكش علي إلى انت عملتوا فيهم، أحسن في ايه في الديسكوهات وال Night clubs إلى كنت مقضية فيهم حياتي.

قولي أنا أحسن في ايه، أنا ما اعرفتش يعني ايه حنان الأم غير عنده، ما اعرفتش يعني ايه تبقي بني آدم صافي غير لما عشت مع والدته نا ضحكتش من قلبي بجد غير عندهم، أبوس ايدك يا بابي رجعني ليهم، أنا مش عايزة فلوس، أنا عايزة ابقي بني آدمه كتير عليا.

صبري بجمود: أنا ما حرمتكيش من حاجة، وتبقي غبية لو عايزة تسيبي كل الفلوس والعز إلى انتي عايشة فيه عشان تروحي هناك تحلبي الجاموسة وأنا بنتي مش غبية مش هسمحلك تعملي كدة يا شاهندا حتى لو حبستك زي الكلبة طالما اتجننتي يبقي تتعملي زي المجانين اعقلي كدة عشان ما اقلبش عليكي
تركها وعاد إلى مكتبه فانهارت أرضا تضم ركبتيها لصدرها تبكي
شاهندا في نفسها: يا رب، يارب ساعدني يا رب.

صعدت الى غرفتها وتؤضاءت كما عملتها سعدية ووقفت بين يدي بارئها تدعوه وتشكو له حالها
في الأسفل
صبري غاضبا: يعني ايه مالوش نقطة ضعف مش هعرف ارجع فلوسي ما تفتح معايا شوية يا سيد
سيد: يا باشا أعمل ايه طيب، جاسر مهران ازكي مما تتخيل ما فيش ثغرة في شغله ينفع نستغلها
صبري غاضبا: ومراته والزفتة اخته، اخطف حد منهم.

سيد: اخطف مين يا باشا جاسر ما بيخرجش واحدة فيهم غير معاه، ومستحيل أعرف اخطفهم من البيت دا حاطط فرقة حراسة بتقتل الأول وبعد كدة تفكر تسألك أنت مين
صبري غاضبا: يعني ايه
سيد: يعني صبرك عليا يا صبري باشا.

رؤي، رؤي، اصحي يا حبيبتي الفجر بيأذن
رؤى بضيق وهي نائمة: بس بقي يا ماما عايزة أنام
جاسر بحنان: يا حبيبتي قومي أنا مش ماما أنا جاسر
فتحت عينيها سريعا فقابلت ابتسامته الحنونة
جاسر مبتسما: صباحية مباركة يا حبيبتي
اصطبغ وجهها باللون الاحمر القاني من شدة خجلها
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال.

جاسر بحب: جميلة انتي بحيث يخجل لساني عن وصف جمالك، جميلة انتي بحيث يخجل القمر من الظهور امامك، جميلة انتي بروحك وقلبك ووجدانك، جميلة أنتي كأن الجمال خلق ليكون عنوانك
اتسعت ابتسامتها الخجولة وازدادت حمرة وجهها
جاسر ضاحكا: يا نهار أبيض طماطم يا أخواتي، يلا يا حبيبتي قومي اتوضي الفجر أذن
قامت من علي الفراش تهرول ناحية المرحاض من الخجل، سمعها تصيح قبل أن تغلق الباب: صحي نرمين عشان تصلي معانا.

خرج جاسر من غرفته واتجه إلى غرفة نرمين فتح الباب بهدوء واتجه ناحية اخته وبدأ يوقظها برفق
جاسر بهدوء: نرمين، نيرو قومي يا حبيبتي عشان تصلي
فتحت نرمين عينيها ببطئ: في ايه يا جاسر
جاسر بحنان: قومي يا حبيبتي عشان تصلي الفجر اذن
نرمين مبتسمة: حاضر يا حبيبي انا صحيت آهو
هز جاسر رأسه إيجابا بابتسامة كاد أن يقوم عندما سمعها تقول
نرمين: جاسر
جاسر: ايوة يا حبيبتي
نرمين: رؤى عاملة ايه
جاسر مبتسما: ما تقلقيش هي كويسة.

نرمين: ما تقساش عليها يا جاسر عشان خاطري
جاسر مبتسما: حاضر يا حبيبتي، ثم أكمل مشاكسا وبعدين خدي هنا المفروض توصيها هي عليا مش توصيني أنا عليها انتي اختي ولا اختها
نرمين بألم: أنا أكتر واحدة عارفة هي حاسة بايه
جاسر: انسي بقي يا نرمين
نرمين: يا رتني اقدر، تعرف أن الحالة إلى جالتلي دي من رحمة ربنا بيا، لولا كدة كنت انتحرت من زمان
جاسر سريعا: بعد الشر عليكي يا نرمين، كدة يا نرمين كنتي عايزة تسبيني لوحدي.

نرمين بألم: ما أنت لوحدك يا جاسر هو أنا كنت عايشة اصلا
جاسر: خلاص بقي يا نرمين ننسي، إلى فات مات، واديكي أهو الحمد لله خفيتي وبقيتي زي الفل، اكمل بخبث ربنا يباركله دكتور ياسر
لاحظ احمرار وجنتي نرمين بشدة فاكمل بمكر: تصدقي بفكر اعزمه علي الحفلة إلى هنعملها
نرمين سريعا بابتسامة: بجد، قصدي يعني إن سمسم وحشتني اوي
جاسر ضاحكا: سمسم بردوا عليا أنا يا نرمين حبيتيه صح.

هزت رأسها إيجابا بخجل واردفت بحزن: بس ايه الفايدة اكيد لما يعرف إلى حصلي مش هيرضي حتى يبص في وشي
جاسر بجد: بطلي هبل ايه إلى حصل دا مالكيش ذنب فيه ولو هو فعلا عمل زي ما بتقولي يبقي ما يستهالكيش
نرمين: ربنا يخليك ليا يا جاسر
ضمها جاسر إلى صدره وقبل جبينها بحنان: ويخليكي ليا يا حبيبتي
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
خيااااااانة، لا مش مصدقة أنت يا جاسر تخوني وفين في الأوضة إلى جنبي، يالا هول الصاعقة.

جاسر ضاحكا: أهي فرقة مسرح مصر وصلت
نرمين ضاحكة: عارف يا جاسر احلي حاجة في رؤى خفة دمها
رؤى بثقة: كلهم بيقولولي كدة
تؤضاءت نرمين ووقف ثلاثتهم يؤدون صلاة الفجر
في غرفة جاسر
انتهي من ارتداء ملابسه ووضع عطره المفضل ومشط شعره بطريقته الجذابة
رؤى: جرجر
التفت جاسر لها بدهشة: جرجر
رؤى ببراءة: ايوة مش أنت اسمك جاسر يبقي دلعك جرجر
جاسر: لا يا حبيبتي أنا ما بدلعش، فانجزي قولي عايزة ايه
رؤى: عايزة اروح لماما.

جاسر بحزم: لاء
رؤى بحزن: كدة يا جاسر
جاسر: ايوة، وبعدين مش هينفع تروحيلها عشان هي اصلا جاية، عايزك تظبطي الدنيا انتي ونرمين عشان هنعمل حفلة عائلية هنا، آه وابقي البسي نقابك عشان علي جاي
رؤى: حاضر، طب ممكن اطلب منك طلب طلب
جاسر: اؤمري يا حبيبتي
رؤى بتوتر: ممكن اعزم ايمان وعمرو.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
رؤى: أنا عايزة اعزم إيمان وعمرو
التفت اليها وقد أصبحت عينيه كتلتين من اللهب المشتعل هتف من بين اسنانه: تعزمي مين
رؤى باضطراب: ااايمااااان، اصصصصل انننت ممممش فاااهم
جاسر غاضبا: بطلي تهته اتكلمي عدل، ايه بقي إلى أنا مش فاهمة، عايزة تعزمي صاحبتك علي عيني وعلي رأسي لازمته ايه بقي البيه أخوها.

رؤى بخوف: اصل اايمان ما بتخرجش لوحدها خالص، لازم عمرو يبقي معاها، حتى لما كنا بنخرج أنا وهي كان عمرو بيجي معانا.

جاسر بعصبية: كان عمرو ب، ايه يا أختي
رؤى سريعا: قصدي يعني انه كان بيروح مع اخته مالوش دعوة بيا والله
اغمض جاسر عينيه واردف بغيظ: اخرسي يا رؤي، اخرسي عشان ما اتغاباش عليكي
رؤى: يعني هتعمل ايه
جاسر بحدة: صاحبتك آه الزفت أخوها دا لاء
رؤى: عمرو مش هيرضي يخلي إيمان تيجي لوحدها
جاسر: هوديلها عربية لحد البيت
رؤى بحزن: علي فكرة أنت مش بتثق فيا.

جاسر بغيظ: يا مصبر الوحش على الجحش ايه علاقة دا بالثقة انتي عايزة خناقة وخلاص
رؤى بضيق: أنا إلى عايزة خناقة ولا أنت إلى عصبي
جاسر بجمود: والله دا بيتي وأجيب فيه إلى أنا عايزه
رؤى بانكسار: صح في دي عندك حق أنا آسفة
كادت أن ترحل من امامه عندما امسك برسغ يدها.

جاسر بضيق: استني عندك، وبعدين يا رؤى العيشة كدة مش هتنفع أنا بحب عندك آه بس ما تزودهوش، مالك يا رؤى ليه مصرة إن إلى اسمه عمرو دا يجي بعد إلى حصل اكيد عندك سبب وأحب اعرفه
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
رؤى بدموع: عشان هو قال عليك مريض ومجنون، فأنا كنت عايزاه يحضر الحفلة عشان والله ايمان وحشتني وعشان يعرف أنك مش مريض ولا مجنون وأنك اعقل واحن إنسان في الدنيا.

تلاشي غضبه كله وكأنه لم يكن موجود بالأساس، عزفت ابتسامته الحنونة الصافية انغامها العذبة علي اوتار شفتيه.

جاسر بمكر: ما اكنتش أعرف أني أعقل واحن إنسان في الدنيا
رؤى بخجل: ااانت، انت، أنت رخم على فكرة سيب ايدي عشان أروح لنرمين
جاسر مبتسما بخبث: ولو ما سبتهاش
رؤى بخجل: هعيط والله هعيط
جذب جاسر يدها إلى أن اصطدمت بصدره: اهو سيبتها
تقسم أنها سيغشي عليها من شدة الخجل: جاااسر عيب كدة
جاسر ضاحكا: دا علي اساس أن أنا شاقطك
رؤى بغيظ: أنت قليل الأدب ورخم، يا رب أهو يا رب، قليل الادب وبيعمل حاجات قليلة الادب.

انفجر جاسر في الضحك حتى ادمعت عينيه: مش بقولك انتي عسل
رؤى بضيق: طب سبني يا طحينة
جاسر بخبث: ما تيجي نحط العسل علي الطحينة وندوبهم في بعض
رؤى بخجل: أنت
جاسر بشعف: أنا ايه
رؤى بخجل: أنت
اقترب بوجهه حتى لفحت انفاسه وجهها واردف هامسا: أنا بحبك
كاد أن يقبلها عندما سمع فجاءه صوت اخته تنادي عليهم: يا جاسر يا رؤي، انتوا نمتوا
فرت رؤى سريعا من امام جاسر وذهبت ناحية الباب وفتحته
رؤى سريعا: لاء يا نيرو صاحيين.

نرمين بضيق: طب يلا مش عايزة افطر لوحدي
رؤى: حاضر، جاين وراكي
تركتها نرمين ونزلت لأسفل
جاسر بضيق: علي النعمة الجوازة دي منظورة
رؤى ضاحكة: أنت إلى قليل الأدب
جاسر بخبث: اضحكي، اضحكي، راجعلك بليل
رؤى مغيرة مجري الحديث: ممكن اطلب منك طلب
جاسر ببرود وهو يعقد جرافت بدلته: لاء، عشان انتي طلباتك رخمة زيك
رؤى بغيظ: أنا رخمة، الله يسامحك
جاسر: اخلصي يا رؤى عايزة ايه.

عقدت ذراعيها أمام صدرها وانكمشت ملامحها بضيق طفولي: خلاص مش عايزة حاجة
ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيه فتلك الصغيرة تثير فيه مشاعر كثيرة ومنها مشاعر الابوة
تحرك نحوها إلى أن وقف أمامها مباشرة، فامسك كتفيها بحنان: خلاص ما تزعليش، حقك عليا يااحلي لمضة شوفتها في عمري كله، ها بقي يا ستي كنتي عايزة ايه.

رؤى بخوف: هتعزم إيمان وعمرو
جاسر مبتسما: هعزم إيمان وعمرو حاضر، ايه تاني
رفعت عينيها تنظر لعينيه برجاء: نفسي تحفظني القرآن
اتسعت ابتسامته الحنونة اردف بصدق: بس كدة من عينيا، شوفي عايزة تبداي من أمتي وأنا معاكي
رؤى بحماس ؛ من النهاردة
جاسر مبتسما: من النهاردة يا شيخة رؤي، مبسوطة كدة يا ستي
رؤى بسعادة: أوي أوي، ربنا يخليك ليا يا رب
جاسر بحنان: ويخليكي ليا يا احلي رؤى في الدنيا.

رؤى بمرح لتداري خجلها: علي فكرة نرمين هتطلع تشتمنا بقالها ساعة مستنيانا
جاسر ضاحكا: قدامي يا لمضة
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
نزل جاسر ورؤي لأسفل
نرمين بضيق: اخيرا البهوات نزلوا
جاسر ضاحكا: معلش يا ستي سماح المرادي، نظر في ساعته لتتسع عينيه بصدمة فأردف سريعا: يا نهار أبيض دا أنت اتأخرت اوي، يلا سلام عليكم
رؤى / نرمين: وعليكم السلام
ذهب جاسر إلى شركته ومنها إلى مكتبه
جاسر للسكرتيرة: شوفيلي علي فين.

السكرتيرة: حاضر يا افندم
خرجت السكرتيرة من الغرفة فأخرج جاسر هاتفه وطلب ذلك الرقم
جاسر: ايه يا فتحي بقالي كام يوم بتصل بيك
فتحي: خير يا باشا
جاسر: صبري الدمنهوري أراضيه فين
فتحي: ما اعرفش
جاسر بحدة: يعني ايه ما تعرفش احنا هنهزر يا فتحي
فتحي: لا يا باشا أنا مش بهزر أنا فعلا ما اعرفش هو فين قلبت عليه الدنيا مش لاقيه، وعلي فكرة يا باشا أنا مستقيل
جاسر بحدة: م وايه يا اخويا ودا من ايه إن شاء الله.

فتحي: دا إلى عندي يا باشا أنا مش هرجع للشغلانة دي تاني، بس أنا ليا رجاء عند سيادتك، بالله عليك ما تأذيش شاهندا تاني.

جاسر ساخرا: دا أنت حبيتها بقي
فتحي: للأسف آه، وللأسف ضاعت مني ومش لاقيها، سلام يا باشا
اغلق فتحي الخط، فابعد جاسر الهاتف عن أذنه يبظر له بدهشة: يا ابن المجنونة، هو أنا كل ما أتجوز واحدة الاقي واحد تاني بيحبها
تهاني عاصم بيحبها شاهندا فتحي بيحبها ثم اكمل بغل حتى رؤى الزفت لو لسه بيحبها همحيه من وعلي وش الدنيا.

علي: أنت بتكلم نفسك
جاسر: ها، لا ابدا
علي: خير يا سيدي عايزني في ايه
جاسر: آه، أنت معزوم عندي النهاردة أنت ووالدتك عامل حفلة عائلية لينا، بمناسبة خروج نرمين من المصحة
علي بسعادة: بجد ألف حمد لله على سلامتها، طبعا هنكون أول الموجودين
جاسر: تسلم يا صاحبي
دقت السكرتيرة الباب ودخلت: جاسر باشا أستاذ حسين من الحسابات عايز يقابل حضرتك
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال.

جاسر: دخليه ولما يجي في اي وقت خليه يدخل على طول
عقدت السكرتيرة حاجبيها بدهشة: حاضر يا باشا
خرجت السكرتيرة فدخل حسين
حسين: صباح الخير يا افندم
جاسر مبتسما: افندم ايه بس يا حمايا، اتفضل اقعد
جلس حسين علي الكرسي المقابل لعلي
حسين بلهفة: طمني يا ابني رؤي، رؤى عاملة ايه لقيت القلب
جاسر بحزن: للأسف لسه بس أنا مش ساكت أنا قالب الدنيا
حسين: يا رب الفرج من عندك
جاسر: صحيح هو في حل بس مش عارف هو ينفع ولا لاء.

حسين بلهفة: ايه هو
قص عليه جاسر ما قاله له الطبيب من امكانيتهم من الحصول علي القلب المطلوب من خلال مافيا الأعضاء
حسين: لاء
جاسر بدهشة: أنت إلى بتقول كدة
حسين: أنا عارف إن بنتي هتموت لو مالقيناش القلب، بس مش هعيش بنتي علي حساب حد تاني، مالوش ذنب.

علي: أستاذ حسين عنده حق يا جاسر مافيا الأعضاء كل شغلهم خطف وقتل
هز جاسر رأسه إيجابا: طيب، ربنا يفرجها ونلاقي القلب بقي، صحيح في حفلة عندي النهاردة بمناسبة خروج اختي من المستشفى، طب من غير عزومة مستني حضرتك انت وحماتي وطمطم وعاصم، زمان رؤى قالت لمدام مجيدة.

حسين: بإذن الله يا إبني، عن اذنك
جاسر: اتفضل
علي: طب اقوم أنا اشوف شغلي
جاسر: ماشي ما تتأخرش
علي: بإذن الله
خرج علي وحسين من المكتب، فامسك هاتفه مرة اخري
جاسر: السلام عليكم
ياسر بلهفة: وعليكم السلام، خير يا باشا هي استاذة نرمين كويسة
التوت شفتيه بابتسامة خبيثة: مش أوي بصراحة
ياسر بلهفة: مالها تعبانة، لو تحب حضرتك حضرتك أنا ممكن اجيلها دلوقتي حالا.

جاسر ضاحكا: اتقل يا دكتور، انت هتيجي بس مش دلوقتي حالا علي الساعة 9 ما تنساش تجيب معاك سمسم عشان وحشت نرمين، مستنينك
ياسر: حاضر، مع السلامة
جاسر: سلام.

في فيلا جاسر
أمسكت رؤى هاتفها تتصل بوالدتها
رؤى: السلام عليكم
مجيدة: وعليكم السلامة يا حبيبتي عاملة ايه
رؤى: بخير يا ماما الحمد لله
مجيدة: يا رب دايما، جاسر عامل ايه
رؤى: الحمد لله كويس، علي فكرة جاسر عامل حفلة النهاردة وهتيجي يعني هتيجوا ما فيش أعذار
مجيدة: حاضر يا حبيبتي، هنيجي كلنا بس ما اوعدكيش إن عاصم هيجي
رؤى: طب اديلوا التيلفون وأنا هقعنه
مجيدة ضاحكة: ماشي يا ست المقنعة.

مجيدة: عاصم، رؤى علي التليفون
رؤى: السلام عليكم
عاصم مبتسما: وعليكم السلام عاملة ايه يا حبيبتي
رؤى: الحمد لله بخير، ثم اكملت برجاء عاصم جاسر عامل حفلة النهاردة هتيجي مش كدة
عاصم بحدة: لاء طبعا، أنا مستحيل اخش بيت الراجل دا
رؤى برجاء: عشان خاطري يا عاصم وحياة رؤى عندك، أنا محضرلالك مفاجاءة هتفرحك أوي بس أنت تعالا
عاصم: لاء يا رؤى
رؤى: عشان خاطري عشان خاطري عشان خاطري عشان خاطري
عاصم ضاحكا: بس بس افصلي.

رؤى: هتيجي صح
عاصم: حاضر يا ستي
رؤى بسعادة: هييييه حبيبي يا عاصم ما تتأخرش
عاصم: حاضر يا حبيبتي يلا سلام
رؤى: مع السلامة
اغلقت مع عاصم واتصلت برقم ايمان
رؤى: كلبة وحيوانة وندلة
إيمان ضاحكة: طب قولي سلام عليكم الأول
داخلة فيا شمال ليه كدة
رؤى غاضبة: عشان ما فكرتيش تتصلي بيا ولا مرة
إيمان: رؤى حبيبتي انتي برأسين اتصلي بيكي ازاي وخطك القديم مقفول ودا رقم جديد، أول مرة يظهر عندي.

رؤى ببلاهة: ايه دا صحيح، ما علينا، عارفة لو ما جتيش النهاردة الحفلة هعمل فيكي ايه
إيمان: حفلة ايه
رؤى: جاسر عامل حفلة النهاردة
إيمان: انتي غبية يا رؤي، انتي عارفة اني ما بخرجش من غير عمرو، تفتكري عمرو هيروح عند جوزك بعد إلى جوزك عمله فيه.

رؤى: عشان خاطري يا إيمان انتي وحشتيني اوي، حاولي تقنعي عمرو
إيمان: حاضر هحاول بس ما اوعدكيش أنه هيوافق
رؤى: إن شاء الله هيوافق خدي العنوان أهو....
اعطت رؤى لصديقتها العنوان وودعتا بعضهما البعض
وبدأت هي ونرمين يجهزان الفيلا للحفلة.

في شقة عمرو
إيمان برجاء: عشان خاطري يا عمرو، رؤى وحشتني اوي
عمرو بضيق: انتي عبيطي يا ايمان عيزاني اروح بيت الراجل دا
إيمان بمكر انثوي: علي فكرة لو ما روحتش هيتأكد انك خايف منه ومش قد مواجهته
عمرو: تفتكري
ايمان بخبث: طبعا، عشان كدة لازم تروح عشان رؤى وحشتني قصدي عشان تثبتله أنك مش خايف منه
عمرو: خلاص ماشي موافق
إيمان بسعادة: ميرسي يا عمرو، هروح البس بقي.

مساءا
جاء حسين وعائلته وايمان وعمرو وعلي ووالدته وياسر والصغيرة سمسم
كانت نرمين متألقة بفستان من اللون الكشميري وحجاب موف غامق والعكس رؤى فستان من اللون الموف الغامق ونقاب كشميري
أما جاسر فكان يرتدي قميص رمادي وبنطال أسود
بدأت الحفلة وساد جو من المزاح والضحك، ظل جاسر محتضن يد رؤى في يده يرمق عمرو بنظرات غاضبة فيرد عليه الاخير بنظرات متحدية.

مجيدة ضاحكة: في ايه يا جاسر ما تسيبها يا إبني ما تخافش مش هنخطفها
رؤى: قوليله يا ماما
مجيدة: خدي هنا انتي لابسة النقاب ليه
جاسر: عشان فيه رجالة غريبة، زي علي ودكتور ياسر وعمرو
مجيدة: يا إبني عمرو مش غريب دول يعتبروا متربيين مع بعض، ويا اما كانوا بيلعبوا مع بعض فاكرة يا رؤى
رؤى سريعا: مش فاكرة، كنا اطفال يا ماما، اطفال فطبيعي ما افتكرش
مال جاسر علي اذنها وهمس بغيظ: وحياة أمك لانفخك.

رؤى بدهشة: الله وأنا مالي أنا بقولك كنا اطفال
ربنا يسامحك يا ماما، جاسر هيعمل بنتك شاورما
مجيدة ضاحكة: يلا يا بنتي ربنا يكون في عونك أنا عملت إلى عليا، حسين أنت فين يا حسين
تركتهم وذهبت إلى حيث زوجها
رؤى ضاحكة: عسل ماما عسل أنت عارف اكيد انها بتهزر ولا ايه
جاسر بغيظ: طبعا زي ما أنا ههزر كدة بعد ما الحفلة
رؤى: طب ممكن تسيب ايدي عايزة اروح لعاصم
جاسر: ليه
رؤى: عايزة اقوله حاجة.

ترك جاسر يدها: اتفضلي ما تتأخريش
رؤى: حاضر
ذهبت رؤى حيث اخيها، بينما ذهب ياسر ناحية جاسر
جاسر مبتسما: اهلا وسهلا يا دكتور نورت الحفلة
ياسر مبتسما: بنورك يا افندم، احم أنا كنت عايز اتكلم مع حضرتك في موضوع مهم
جاسر مبتسما: آه طبعا اتفضل
ياسر: أنا طالب أيد الانسة نرمين
جاسر بجمود: طلبك مرفوض.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
ياسر: أنا طالب أيد الانسة نرمين
جاسر بجمود: طلبك مرفوض
ياسر بصدمة: مرفوض، ليه، أنا صدر مني فعل
مش كويس عرفت عني حاجة مش كويسة
جاسر: لا ابدا لسمح الله
ياسر بحدة: اومال مرفوض
جاسر بهدوء: اهدي يا دكتور واديني فرصة اكمل كلامي
ياسر بضيق: اتفضل اتكلم
جاسر: تعالا معايا المكتب
اصطبح جاسر ياسر إلى مكتبه.

عند رؤى وعاصم
رؤى مبتسمة: عصومي وحشتني اوي يا حبيبي
عاصم مبتسما: وأنتي كمان يا حبيبتي، بس ايه الجمال دا عسل يا ناس في النقاب
رؤى بثقة: يا ابني أنا طول عمري عسل
عاصم ضاحكا: أسود
رؤى بضيق: يا رخم والله هعضك، مش هقولك علي المفاجاءة
عاصم باهتمام: مفاجأة ايه
رؤى بحذر: تهاني
غامت عيني عاصم بعاصفة من الحزن: مالها
رؤى: هقولك
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال.

عند إيمان وعمرو
عمرو ساخرا: رؤى وحشاني يا عمرو، واهي رؤى مش معبراكي حتى
إيمان بضيق: حرام عليك الحفلة مليانة ناس واكيد مشغولة
سمعوا صوت يأتي من خلفهم: ايه دا معقولة إيمان
نظرت إيمان خلفها فابتسمت تلقائيا: ازيك حضرتك يا طنط
سناء مبتسمة بود: الحمد لله يا حبيبتي، انتي عاملة ايه
إيمان مبتسمة: الحمد لله علي كل حال، عمرو أخويا، طنط سناء مامت باشمهندس علي إلى انقذني في اليوم اياه.

عمرو مبتسما بأدب: ازي حضرتك يا افندم، طبعا فاكراها، اومال فين باشمهندس علي
علي بمرح: ، وأنا اقول شرقت ليه اتاريكوا جايبين في سيرتي
تسارعت دقات قلبها بشدة عندما سمعت صوته، نظرت ناحية الصوت بلهفة واضحة لتري لمعة عينيه الدافئة، فاستغفرت ربهت سريعا ووضعت نظرها أرضا
عمرو مبتسما: اهلا اهلا ازيك يا باشمهندس علي
صافحه علي بود: بخير الحمد لله، ازيك أنت، احم ازيك يا استاذة إيمان.

بصعوبة استطاعت إخراج صوتها من فمها من شدة توترها: الحمد لله
سناء: عن اذنكوا دقيقة واحدة وراجعين، عايزاك يا علي
عمرو مبتسما: آه طبعا اتفضلوا
اخذت سناء علي وابتعدت قليلا
علي بقلق: خير يا أمي انتي كويسة
سناء بعتاب: لاء مش كويسة ومش هبقي كويسة غير ما تسمع كلامي وتتجوز
علي: وايه إلى فتح سيرة الجواز دلوقتي بس
سناء: إيمان
علي بدهشة: إيمان
سناء: آه علي فكرة البت دي بتحبك
علي ساخرا: يا سلام وحضرتك عرفتي منين.

سناء: مالكش دعوة، احنا ستات زي بعض نفهم بعض
علي: يعني انتي عايزة ايه دلوقتي
سناء: تسمع كلامي ونروح نتقدم لايمان، هتفضل عازب لحد امتي دا انت عندك 31 سنة
علي: طب سبيني افكر
سناء: لاء دلوقتي
علي بدهشة: دلوقتي
سناء: ايوة أنت ما ينفعش معاك غير كدة، تعالا
امسكت سناء يد علي وجذبته خلفها بقوة وذهبت ناحية ايمان واخيها
سناء مبتسمة: معلش اتأخرنا عليكوا
عمرو: لا ابدا ولا يهم حضرتك.

سناء مبتسمة: بص يا إبني من الآخر أنا طالبة منك أيد اختك العسل دي لعلي إبني، قولت ايه يا إبني.

دلو من الماء البارد القي على رأسها في عز الشتاء كادت عينيها إن تخرج من مكانها من الصدمة والفرحة
عمرو مبتسما: أنا عن نفسي طبعا موافق، أنا مش هلاقي لأختي احسن من الباشمهندس علي، بس طبعا لازم نعرف رأي العروسة.

سناء مبتسمة: ها ايه يا عروسة ايه رأيك
ظل ايمان صامتة تنظر لهم بدهشة
سناء سريعا بابتسامة: السكوت علامة الرضا، نقرأ الفاتحة
( ايه يا طنط المستعجلة مالك )
علي في نفسه: والله يا ماما انتي عليكي حاجات غريبة، بس جاية في مصلحتي بصراحة، أنا فعلا معجب بيها بس الظروف ما كنتش سامحة إني اروح اتقدملها، صحيح كيدهن عظيم يا سوسو
عمرو مبتسما: طب أنا هروح انادي عمي حسين وعاصم
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال.

علي: وأنا هروح اشوف جاسر ونرمين.

في مكتب جاسر
دخل جاسر ومن خلفه ياسر
ياسر بضيق: أنا عايز افهم أنا ليه طلبي مرفوض وايه إلى حضرتك عايز تقولهولي
جاسر بهدوء: اهدي يا دكتور، وهتفهم كل حاجة، بس قسما بربي من كلمة من إلى اتقالت هنا طلعت برة، ديتك معايا رصاصة
هز ياسر رأسه إيجابا، فبدأ جاسر يحكي له كل ما جري لنرمين دون ذكر الجزء المتعلق بعائلته.

جاسر: اظن أنت دلوقتي عرفت كل حاجة، ودلوقتي بقي ليك حرية الاختيار تكمل ولا تبعد، بس خد لو قررت تكمل كان أو تبعد أعرف لو فكرت بس ان ضايقتها في الموضوع دا ولو بربع كلمة هيتم سمسم الصغيرة، هتبقي يتيمة الأم والأب.

ياسر بعد صمت: حضرتك ما رضتش عليا أنا طالب ايد أخت حضرتك آه ولا لاء
جاسر: والي حصل زمان
ياسر: ماليش دعوة بيه، مالهاش ذنب في حاجة
جاسر: ولو فكرت تضايقها
ياسر: اقتلني
جاسر مبتسما: تمام يا دكتور، كدة أنا موافق
ياسر: نقرا الفاتحة
جاسر: طب مش أخد رأي العروسة
كاد ياسر أن يرد عندما قاطعه صوت طرقات علي باب مكتب
جاسر: أدخل
فتح علي الباب ودخل
جاسر مبتسما: تعالا يا علي
علي: ايه يا إبني، اختفيت فجأة.

جاسر مبتسما: دكتور ياسر طالب أيد نرمين
علي ضاحكا: دا النهاردة يوم الجواز العالمي
جاسر مستفهما: ليه مين تاني هيتجوز
علي مبتسما: أنا
جاسر بدهشة: أنت، ثم اكمل بخبث البت الممرضة صح
علي بضيق: ما تقولش عليها كدة، ايه البت الممرضة دي
جاسر ضاحكا: دا واضح إن الشيخ علي وقع
علي بمكر: الله طب ما جاسر باشا كمان وقع هي يعني جت عليا
ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتي جاسر عندما مرت صوره رؤى امام عينيه.

جاسر بصوت منخفض: ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي
علي: أنت يا عم روحت فين
جاسر: ها، أنا هنا هو
علي: طب يلا قوم أمي مصممة نقرأ الفاتحة دلوقتي
ياسر: حلو، نقرأ فتحتي أنا ونرمين احنا كمان
جاسر مبتسما: يلا بينا.

عاصم بصدمة: مستحيل إلى انتي بتقوليه دا
رؤى: لاء حقيقي إسماعيل اذي جاسر وعيلته ومع ذلك جاسر ما آذاش تهاني، هو أداها حبوب هلوسة وبعد ما مفعولها يخلص مش هتفتكر اصلا إلى حصل
عاصم بشرود: أنا حاسس إن تايه فرحان ومتلغبط ومذهول
رؤى: جاسر شاف كتير اوى يا عاصم، الناس جم عليه واذوه هو وعيلته، أنا بس ليا عندك طلب
عاصم: ايه هو.

رؤى: سامحه عشان خاطري هو ما آذهاش ولا آذاني جاسر طيب اوي، والله ساعات بحس إن جواه طفل برئ تايه عايز يحس بالأمان والحنان
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
عاصم مبتسما بحنان: انتي حبتيه
هزت رأسها إيجابا بخجل: ايوة حبيته، جاسر اطيب واحن إنسان في الدنيا
عاصم مبتسما: ربنا يهنيكوا يا حبيبتي
رؤى برجاء: هتسامحه
عاصم: أنا اساسا سامحته
رؤى بسعادة: هييه يا حبيبي يا عاصم
قفزت تحتضنه بسعادة في لحظة دخول جاسر.

جاسر: ليلة ابوكي سودا
رؤى: جاسوره حبيبي جيت أمتي
جاسر: من أول العشق الممنوع
ذهب ناحية رؤى وجذبها إلى حضنه: انتي تحضنيني أنا بس فاهمة
عاصم ضاحكا: الحقي يا رؤى جوزك بيغير مني
خد بالك أنا حبيبها الاولاني، صح يا رورو
نظر جاسر بغيظ إلى رؤى: ما تنطقي
احتضنت رؤى ذراع جاسر: لاء أنت وحش جاسر بس إلى حبيبي
ثم اخرجت له طرف لسانها بمرح
عاصم ضاحكا: اه يا واطية خانك البليلة يا رؤى.

كانت تمزح مع اخيها غافلة علي أن تلك الحركة التلقائية الذي الكلام الذي خرج ببراءة من شفتيها، عزف انغامه علي اوتار قلبه ليزيده عشقا
جاسر مبتسما: يلا عشان هنقروا فتحة نرمين وياسر وعلي وايمان
رؤى بصدمة: إيمان مين
جاسر: إيمان صاحبتك
رؤى: آه يا ندهلة يا جزمة يا حيوانة والله لوريكي، أنا آخر من يعلم ماشي يا ايمان، اوعوا من وشي
رمقها جاسر بدهشة وافسح لها الطريق لتذهب إلى الخارج بخطوات غاضبة
عاصم ضاحكا: هتاكلها.

جاسر ضاحكا: اختك دي مجنونة والله
تجمع كل من في المنزل في ساحة المنزل الواسعة
رؤى بغيظ: ماشي يا ايمان أنا آخر من يعلم والله لوريكي
جاسر ضاحكا: رؤى تعالي يا هبلة هنا
ذهب ناحيتها وجذب يدها واوقفها بجانبه
جاسر: طبعا، أنا مش عارف اشكركوا ازاي علي تشريفنا النهاردة، حمد علي سلامتك يا نيرو يا قلب اخوكي
نظرت له نرمين بابتسامة واسعة، بينما اكمل هو.

جاسر مبتسما: بما أن علي طلب أيد الآنسة إيمان، ودكتور ياسر طلب ايد نرمين، فأنا بقول نقرأ الفاتحتين مع بعض
اتسعت عيني نرمين بصدمة نقلت نظرها بين جاسر وياسر وسمسم الصغيرة التي لم تغب عنها منذ أن جاءت إلى الحفلة
فهم جاسر نظراتها فرد عليها بنظرات هادئة مطمئنة
جاسر مبتسما: يلا بسم الله الرحمن الرحيم.

رفع الجميع أيديهم لقراءة الفاتحة، انتهت من قراءة قراءة الفاتحة نظرت لهم بسعادة، ولكن رغما عنها انقبضت غصة في قلبها، تمنت مثل اي فتاة أن ترتدي ذلك الفستان الأبيض، أن يقام لها حفل زفاف حتى وإن كان بسيطا
فاقت من شرودها علي يده تلوح أمام وجهها
جاسر؛ مالك يا رؤتي
رؤى بنفي: ما فيش صدعت شوية
جاسر: تحبي تطلعي ترتاحي
رؤى: لاء أنا كويسة
جاسر: طب لو حسيتي بتعب قوليلي
رؤى: حاضر
حسين مبتسما: طب نستأذن احنا بقي.

جاسر: ما بدري يا عمي
حسين: لاء معلش كفاية كدة، طمطم نامت وعندها مدرسة الصبح
جاسر: خلاص خليكوا بايتين هنا
حسين: تعيش يا إبني بس أنت عارف إن الواحد ما بيرتحش غير في بيته
جاسر: علي راحتك
حسين لرؤي: عايزة حاجة يا حبيبتي
رؤى: لاء يا بابا عايزة سلامتك
ودعت رؤى عائلتها، رحل من بعدهم عمرو وايمان فذهب علي مع والدته ليوصلهم، كان آخر الراحلين ياسر مع ابنته الصغيرة
نرمين: عايزة اتكلم معاك يا جاسر.

رؤى: طب أنا هطلع اغير هدومي عن اذنكوا
صعدت رؤى لأعلي
جاسر: خير يا نيرو
نرمين: أنت ازاي تعمل كدة، أنا ما ارضتش اعترض عشان شكلك قدام الناس
جاسر: أعمل ايه مش فاهم
نرمين بدموع: ليه وافقت، أنا اه بحبه بس هو لما يعرف إلى حص...
وضع جاسر اصبعه علي شفتيها: هششش، ياسر عارف كل حاجة
نرمين بصدمة: عارف أنت إلى قولتله.

هز جاسر رأسه إيجابا: أيوة ومع ذلك صمم أنه يتجوزك، أنا قولتلك إلى حصل دا مالكيش ذنب فيه، وادي ربنا عوضك بواحد احسن من الزفت إلى اسمه حاتم
نرمين: ااا....
جاسر بضيق: بس بقي بطلي رغي أنا هلكان وعايز انام، تصبحي على خير يا حبيبتي
نرمين: وانت من اهله
صعد جاسر إلى غرفته فوجدها تجلس على الفراش تضع امامها مصحف
رؤى: أنا جاهزة
جاسر: جاهزة لايه بالظبط
رؤى: أنك تحفظني القرآن
جاسر مبتسما: حاضر يا ستي هغير هدومي واجي.

ذهب جاسر وبدل ملابسه وعاد وجلس امامها علي الفراش سمي بسم الله وفتح المصحف وبدأ يقرأ في آيات سورة البقرة.

( الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) ).

ظلت تتابعه باهتمام شديد، توقفت أصوات العالم كلها وبقي صوته وهو يقرأ القرآن بصوت عذب رزين
جاسر: صدق الله العظيم، أنا هقرأ آيه بآيه وانتي تقولي ورايا
هزت رأسها إيجابا بحماس، فبدأ يقرأ وهي خلفه، يرشدها علي مواضع التجويد في كل آيه
رؤى: دول 15 آيه بس
جاسر مبتسما بحنان: ما تشقيش علي نفسك، النهاردة 15 بكرة 20، بعده 25 وهكذا
رؤى مبتسمة: ماشي حاضر
جاسر: هسمعلك بكرة لما أجي من الشغل عارفة لو ما حفظتيش هعلقك.

رؤى مبتسمة ببراءة: رؤى تلميذة شاطرة وهتسمع الكلام
جاسر بحنان: وجاسر هيحب رؤى الشاطرة وهيجبلها كل إلى نفسها فيه
رؤى مبتسمة: أنت طيب أوي يا جاسر
جاسر مبتسما بخبث: ما أنا عارف، بقولك ايه ما تيجي اقولك حاجة سر
مد يده واغلق اضاءة الغرفة
( لتسكت شهرزاد عن الكلام الغير مباح )
مر أسبوعين سارت الحياة فيهم بشكل طبيعي وهادئ، إلى إن جاء ذلك اليوم
نرمين بقلق: مالك يا رؤى وشك أصفر ليه كدة.

رؤى بتعب: مش عارفة يا نرمين حاسة ان روحي بتتسحب مني مش قادرة اقوم ودايخة اوي
نرمين بقلق: طب أنا هتصل بجاسر
رؤى سريعا: لالا ما تقلقهوش أنا شوية وهبقي كويسة
نرمين بحنان: طب يا حبيبتي اطلعي ارتاحي شوية
صعدت رؤى لاعلي بخطوات بطيئة، ما أن دخلت غرفتها لحقتها نعمة الخادمة
رؤى بتعب: جبتي إلى قولتلك عليه
نعمة: ايوة يا هانم اتفضلي
رؤى بابتسامة شاحبة: شكرا يا خالتي
نعمة: العفو يا بنتي هروح اعمل حاجة دافية.

خرجت نعمة من الغرفة، فاخذت رؤى تلك الحقيبة الصغيرة وذهبت إلى المرحاض
ببنما في الأسفل
امسكت نرمين هاتفها واتصلت بجاسر
جاسر: السلام عليكم خير يا نيرو
نرمين: جاسر أنت فين
جاسر: جاي آهو، خلصت النهاردة بدري
نرمين: طب تعالا علي طول ما تتأخرش
جاسر: في ايه يا نرمين
نرمين بقلق ؛ اصل رؤى شكلها تعبان أوي
جاسر بفزع: تعبانة أنا جاي حالا
صرخ جاسر في السائق ليزيد من سرعة السيارة
بينما في غرفة رؤى.

خرجت من الحمام تمسك في يدها تلك العصاة البلاستيكية، لم تفارق الدهشة وجهها، لا تصدق أنها بالفعل
قطع شرودها انفتاح الباب بقوة، ودخول جاسر بلهفة
جاسر بقلق: رؤى مالك يا حبيبتي نرمين قالتلي انك تعبانة
رؤى بصدمة: أنا حامل.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
رؤى بصدمة: أنا حامل
جاسر بصدمة: اييييه
رؤى صارخة بسعادة: أنا حامل، أنا حامل، أنا حامل يا جاسر
صعدت نرمين لتطمئن عليها
نرمين: ها يا رورو عاملة ايه يا حبيبتي دلوقتي
رؤى صارخة بسعادة: أنا حامل
نرمين بسعادة: بجد ألف ألف مبروك
رؤى بسعادة: أنا فرحانة أوي، فرحانة ومتلغبطة، لازم نروح نجيب حاجات للبيبي
نرمين: لاء لازم نروح لدكتور عشان نتابع معاه الحمل.

رؤى بسعادة: صح، لاء أنا لازم اكلم ماما اكيد هتفرح أوي، وعاصم دايما بيقولي أنه هيبقي أسعد واحد في الدنيا لما يشوف ولادي.

كانتا تصيحان يخططان ما عليهما فعله، أما هو فيقف وقد تجمد مكانه من الصدمة، يقسم انه لو كان في موقف آخر سيكون أسعد شخص في العالم، ولكن الآن كيف يحدث ذلك الآن هو مازال يبحث عن ذلك القلب ماذا سيكون مصير ذلك الطفل الذي تحمله في احشائها
فاق من شروده علي صوتها تقول
رؤى بحذر: مالك يا جاسر أنت مش فرحان ولا ايه
بصعوبة اغتصب ابتسامة صغيرة ليرسمها علي شفتيه: لاء يا حبيبتي طبعا فرحان بس متلغبط شوية.

رؤى بابتسامة واسعة: اومال أنا أعمل ايه انا لحد دلوقتي مش مصدقة
نرمين مبتسمة: احنا لازم نروح نشتري حاجات للبيبي
رؤى بلهفة: ايوة، ايوة ولا ايه رأيك يا جاسر
جاسر بابتسامة صغيرة: إلى انتوا عايزينه
نرمين سريعا: أنا هروح اغير هدومي حالا
رؤى: وأنا كمان
تفرقتا بسرعة، السعادة تملئ وجهيهم أما هو
جاسر في نفسه: ما ينفعش يعيش ما ينفعش
فرت دمعه هاربة من عينيه مسحها سريعا.

بعد قليل كانت نرمين ورؤي يستقلان علي الكنبة الخلفية في سيارة جاسر بينما يستقل هو مقعد القيادة
نرمين: بصي بقي لو طلع ولد هنسميه رعد ولو بنت هنسميها جوري
رؤى مبتسمة: الله جميلة أوي الاسامي دي ولا ايه رأيك يا جاسر، جاسر، جاسر
جاسر بعصبية: بطلوا رغي بقي مش عارف اركز في الزفت الطريق
رؤى بدموع: أنا آسفة
نرمين بضيق: مالك يا جاسر ما حصلش حاجة للعصبية دي كلها.

ماذا يقول يشعر بأنه مقيد بين فرحة حبيبته بطفلهم الأول ومرضها الذي سيقضي عليها هو وطفله.

وصلت السيارة امام احد المولات الكبري
جاسر: وصلنا
نرمين: يلا يا رؤى ننزل
رؤى باكية: لاء مش هنزل، أنا عايزة اروح لماما
جاسر بضيق: اهي هرمونات الحمل هتطلع علي دماغنا، هتعيط علي اي حاجة
نرمين بضيق: ما هو أنت إلى زعقتلها، ما تكسرش فرحتها يا جاسر
جاسر: طيب خلاص يلا انزلوا
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال.

نزلوا من السيارة فوضعت رؤى يدها على بطنها وحدثت جنينها في خاطرها: ما تزعلش يا حبيبي بابا بس عصبي شوية بس هو بيحبك أوي، أنت مش هتزعل وأنا كمان مش هزعل منه، ماشي يا حبيبي أو يا حبيبتي مش عارفة.

دخلا إلى احد محلات ملابس الاطفال
اخذت نرمين يد رؤى وبدأتا ينتقيان الكثير من الملابس
بينما يقف هو يراقب سعادتها يري ابتسامتها السعيدة التي تكاد تشق وجهها مختفية تحت بيشة نقابها.

تركتها نرمين وذهبت إلى ناحية أخري تختار منها فاقترب منها وجدها تذهب ناحية احد الألعاب علي هيئة طفل رضيع، امسكتها وضمتها بقوة لصدرها
رؤى بصوت منخفض: امتي بقي هتيجي، جاسر ما يعرفش أنا فرحانة قد ايه، أنت عارف أنا هفضل الأيام يوم يوم لحد ما توصل.

جاسر في نفسه: اااااه يا رؤي، ما ينفعش يجي ما ينفعش، مش عارف انا المفروض أعمل ايه مش عايز أموت فرحتك بس ما ينفعش تموتي انتي
ظل يراقبها وهي تنتقل من مكان لآخر تختار من بين الملابس بسعادة، كلما اختارت قطعة وضعت يدها علي بطنها تأخذ رأي طفلها فيها.

رؤى مبتسمة: ايه رأيك يا حبيبي، لونها حلو صح، بص دي كمان، لاء لونها مش عاجبني بردوا.

أما عند نرمين
سمعت صوت مألوف يتذمر: يا بابي أنا فستان احمي مش ازيق
ذهبت خلف الصوت فوجدت سمسم الصغيرة ومعها ياسر، لمحتها سمسم فركضت ناحيتها واحتضنها بسعادة
سمسم بسعادة؛ نييمن
نرمين: سمسم عاملة ايه يا حبيبتي
سمسم: سمسم كويسة، أنت وحشتيني اوي
نرمين: وانتي كمان يا حبيبتي
ياسر مبتسما: يعني سمسم بس إلى وحشتك
تخضبت وجنتيها بالدماء من الخجل
ياسر مبتسما: ازيك يا نرمين
نرمين بخجل: الحمد لله، ازي حضرتك.

ياسر ضاحكا: في واحدة تقول لخطيبها حضرتك
نرمين بخجل: هاااا، أنا آسفة
ياسر بحنان ؛ تعرفي يا نرمين احلي حاجة فيكي كسوفك وخدودك إلى بتقلب فراولة
سمسم: بابي أنا عايزة فلاولة
ياسر: حاضر يا حبيبتي، صحيح يا نرمين انتب بتعملي ايه هنا
نرمين بخجل: رؤى حامل، وكنا بنشتري هدوم للبيبي
ياسر: بجد ألف مبروك اومال فين جاسر باشا عشان اباركله
نرمين: واقف هناك
ياسر: يلا يا سمسم.

سمسم: لاء أنا هفضل مع نييمن، وهنيوح ليؤي عشان نشوف النونة الصغنن صح يا نييمن.

نرمين مبتسمة بحنان: صح يا حبيبتي، تعالي يلا نروح ليؤي، عن اذن حضرتك
ياسر ضاحكا: تاني حضرتك
رحلت نرمين سريعا من امامه بعد أن كادت تنصهر من الخجل، بينما ذهب هو لجاسر
عند رؤى
سمسم بسعادة: يؤي
رؤى: سمسم وحشتيني اوي يا حبيبتي
سمسم ببراءة: فين النونة الصغنن
رؤى ضاحكة: النونة الصغنن هنا
اشارت رؤى ناحية بطنها فنظرت لها سمسم بدهشة
سمسم بدهشة: انتي كلتيه
لم تستطع رؤى او نرمين إن يتوقفا عن الضحك.

قبل أن تنكمش ملامح رؤى بألم لم تلحظه نرمين الا عندما
رؤى بألم: اااااه، الحقيني يا نرمين بطني بتقطع
نرمين صارخة بخوف: رؤؤؤؤي
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
عند جاسر
ذهب ياسر اليه وصافحه بابتسامته المعهودة: اهلا وسهلا يا باشا
جاسر بشرود: هااا، اهلا
ياسر مبتسما: مبروك
جاسر بشرود: علي ايه
ياسر: احم، مش مدام رؤى حامل
جاسر: آه آه ربنا يبارك فيك
ياسر: مالك يا باشا أنت كويس
جاسر: آه أنا تمام.

ياسر: طب انت مش ناوي توافق بقي واكتب كتابي علي نرمين
جاسر بشرود: بعدين مش دلوقتي
ياسر: اصل...
قاطع ياسر صوت نرمين وهي تصرخ باسم رؤي، ركض جاسر سريعا ناحية الصوت يتبعه ياسر
جاسر بقلق: في ايه
نرمين باكية: ما اعرفش كانت بتضحك وفجاءة صرخت وبتقول بطنها بتقطع الحقها يا جاسر ليحصلها حاجة هي ولا الجنين.

حملها سريعا بين ذراعيه وخرج يركض من المول وضعها علي الكنبة الخلفية ةركبت بجانبها نرمين، فانطلقت السيارة تشق غبار الطريق من سرعتها
ارتمت رؤى في حضن نرمين تبكي بألم: مش عايزاه يموت والنبي دا أنا ملحقتش أفرح بيه هو ليه ما فيش فرحة ليا بتكمل ابدا.

نرمين: يا حبيبتي ما تقوليش كدة إن شاء الله هيبقي بخير
رؤى باكية: يا رب، يا رب ما تخدوش مني
كانت تبكي بعينيها وهو يبكي بقلبه على حالها وصل سريعا إلى المستشفى الخاصة به، فنزل من مكانه وحملها ودخل يركض إلى المستشفى
جاسر صارخا بغضب: انتوا يا بهايم بسرعة
اسرعت الممرضات يضعن رؤى علي السرير النقال وذهبوا بها إلى غرفة الطوارئ ولحقت بهم احدي الطبيبات من قسم النساء.

في الغرفة
رؤى باكية: أنا عايزة جاسر
الطبيبة بود: حاضر يا حبيبتي بطلي عياط ما تخافيش الجنين كويس والله
رؤى مبتسمة من بين دموعها: بجد
الطبيبة: والله بجد، هناديلك جوزك
اخبرت الممرضة جاسر برغبة رؤى في رؤيته فدخل إلى الغرفة مسرعا
رؤى مبتسمة: جاسر الجنين كويس
قبل جبينها بحنان: الحمد لله يا حبيبتي، ثم وجه كلامه للطبيبة، هي تعبت ليه.

الطبيبة: الحمل لسه في أوله يا افندم واضح انها حركتها كانت زيادة أوي محتاجة الفترة الجاية راحة تامه وأنا هكتبلها علي فيتامينات عشان واضح أن الانيميا عندها عالية
جاسر: تمام
نظر لرؤي: هطلع اطمن نرمين
هزت رأسها إيجابا فخرج من الغرفة
نرمين بلهفة: ها يا جاسر ايه الاخبار
جاسر: ما تقلقيش هي كويسة
نرمين بقلق: والطفل
جاسر: بخير.

تنهدت نرمين بارتياح: الحمد لله يا رب انه بخير دي رؤى ممكن يحلصلها حاجة لو الجنين حصله حاجة
جاسر بشرود: خليكي جنبها أنا عندي حاجة مهمة هعملها مش هتأخر
ذهب جاسر إلى مكتب مختار دق الباب ودخل
مختار بتوتر: جاسر باشا يا اهلا وسهلا يا افندم
جاسر بجمود: رؤى حامل.

مختار سريعا: ما ينفعش، ما ينفعش، ما ينفعش نعملها العملية وهي حامل، ممكن قلبها الجديد ما يستحملش فيوقف، دا غير أن ممكن الجنين يموت اصلا واحنا بنعمل العملية هيبقي الموضوع معقد جدا هنزل الجنين إلى مات ولا هنعملهت العملية جسمها مش هيستحمل
جاسر بجمود: أنا عارف كل دا كنت مستني اسمع إن في أمل ولو حتى 1% أن هي والجنين يعيشوا
مختار ؛ للأسف يا افندم ما ينفعش.

جاسر بألم: مش هقدر اقولها تنزله، دا بقي كل حياتها وهي لسه عارفة النهاردة
مختار: يبقي ينزل من غير ما تعرف
فتح مختار باب الصيدلية الصغيرة في غرفته واخرج زجاجة صغيرة بها مصل شفاف واعطاه لجاسر
مختار: المصل دا أمن جدا ما تقلقش عليها، بس خد بالك ما ينفعش الجنين يكبر، كدة هيبقى صعب نزوله ومتعب بالنسبة ليها.

رفع جاسر الزجاجة امام عينيها وأردف في نفسه بحسرة: هقتل إبني بايدي، هقتل فرحتك يا رؤى سامحيني يا حبيبتي.

قام جاسر وخرج من غرفة الطبيب بدون إضافة حرف آخر، ذهب إلى غرفة رؤى فوجد ياسر يقف امامها
جاسر: خير يا دكتور ياسر
ياسر: احم أنا كنت جاي اطمن علي مدام رؤى هي عاملة ايه دلوقتي
جاسر: كويسة، اومال فين بنتك
ياسر: جريت عند نرمين ورؤي جوا
في داخل الغرفة
نرمين مبتسمة لسمسم: فهمتي بقي يا ستي
سمسم: ايوة هي مش كلت النونة هي خدتها عندها عشان يكبي جوا بطنها
نرمين ضاحكة: شطورة يا سمسم.

سمسم باستفهام: طب والنونة هيخيج ( هيخرج ) ازاي
نرمين ضاحكة: الدكتور هيفتح بطنها ويخرجه
سمسم ببراءة: بس كدة هيوجعها وهتعيط
نرمين ضاحكة: لاء ما هي نايمة هيخرجه وهي نايمة عشان مش تعيط
سمسم بسعادة: هتخليني اشيله
رؤى مبتسمة: طبعا يا حبيبتي هتشيليه وتلعبي معاه
سمسم بسعادة: هييييييييييه
دق جاسر الباب ودخل
رؤى مبتسمة: كنت فين يا جاسر
جاسر: كان في حاجة مهمة بخلصها يلا عشان نمشي
رؤى: أنا كنت عايزة اكلم ماما.

جاسر: لما نروح ابقي كلميها يلا بينا
حمل جاسر رؤى ووضعها في السيارة وركبت نرمين بجانبها كالعادة، بينما اخذ ياسر ابنته ورحل
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
عندما وصلوا للمنزل
نرمين: بصي بقي انتي محتاجة تغذية، انتي دلوقتي بتاكلي لاتنين، جاسر هيطلعك اوضتك وأنا هجبلك العشا لحد عندك.

رؤى مبتسمة: هاخد علي الدلع دا علي فكرة
نرمين مبتسمة: يا حبيبتي انتي تستاهلي كل الدلع إلى في الدنيا ولا ايه يا جاسر
جاسر: هااا، اكيد طبعا إلى انتوا عايزينه
نرمين ضاحكة: دا أنت مش معانا خالص، حاسب للفرحة تجننك
جاسر: أنا طالع انام يلا يا رؤى
اسندها إلى أن صعدت لاعلي، دخلا إلى غرفتهم واغلق الباب خلفه
رؤى بحزن: أنت مش فرحان صح
جاسر بابتسامة شاحبة: لاء طبعا فرحان، بس معلش ضغط الشغل تاعبني شوية.

رؤى مبتسمة: ربنا يقويك
جاسر: أنا هروح اغير هدومي
رؤى مبتسمة: وأنا هكلم ماما افرحها
نظر لها باسي ثم اخذ ملابسه ودخل إلى المرحاض وضع رأسه تحت المياه الباردة علها تطفئ تلك النيران المستعرة بين ثنايا روحه.

في الخارج اتصلت رؤى بوالدتها واخبرتها بحملها فكان رد فعلها ( رد فعل ست مصرية مصرية أصيلة): لولولولولولولولولولولوللي
مجيدة بسعادة: مبروك يا حبيبتي، ربنا يتمللك علي خير وتقومي بالسلامة يا رب، بصي بقي أنا عيزاكي تتهدي شوية وتبطلي تنطيط وفرك أحسن أنا عرفاكي يا بنت بطني ما بتقعديش في حتة
رؤى: حاضر يا ماما اي أوامر تانية
مجيدة: عيزاكي ترتاحي خالص وما تشليش حاجة تقيلة وتتغذي كويس
رؤى: حاضر يا ماما.

مجيدة مبتسمة: حضرلك الخير يا حبيبتي، خلي بالك من نفسك وأنا بكرة بإذن الله هكون عندك، يلا يا حبيبتي مع السلامة
رؤى مبتسمة: مع السلامة.

في بيت حسين
عاصم: خير يا ماما كنتي بتزغرطي ليه
مجيدة بسعادة: رؤى حامل
عاصم بسعادة: بجد ألف مبروك، ايه دا يعني أنا هبقي خالوا يا حلاوة يا ولا
طمطم: هييييه، رؤى هتجيب نونا
بينما وقف حسين بصدمة لا تقل عن صدمة جاسر
مجيدة: مالك يا حسين زي ما تكون مش فرحان، ولا تخاف لتعجز لما تبقي جدو
تركهم حسين ودخل إلى غرفته
عاصم باستغراب: هو بابا ماله.

مجيدة: سيبك منه، انت عارف ابوك بيفرح لجوه، المهم دلوقتي قولي أخد ايه لأختك وأنا رايحالها بكرة
عاصم: وأنا اعرف منين خديلها إلى انتي عيزاه
مجيدة: أنا عرفاها بنت بطني انفة واكلتها ضعيفة أنا هخدلها معايا كام جوز فراخ بلدي وايه تاني يا مجيدة، ما تقول معايا يا إبني.

عاصم ببلاهة: ما اعرفش.

مجيدة: آه آه عرفت هخدلها معايا حلاوة طحينة حد قالي انها مفيدة للحوامل مش فاكرة مين إلى قالي بس مش مهم، اخدلها ايه تاني يا مجيدة، آه كبدة بلدي الدكتورة قالتلها إن عندها انيميا، وسبانخ السبانخ حلوة فيها حديد، اخدلها ايه تاني، آه تفاح وموز رؤى بتحب الموز، بلاش مانجا عشان موالح لتكون غلط علي العيل، اخدلها ايه تاني اللهم صلي على النبي اخدلها كام جوز حمام وجوز ارانب، تتقوت بيهم آه البت ضعيفة والحمل بياكل منها، بقولك ايه يا عاصم أنا بفكر اعملها صينية رز معمر وصينية مكرونة بالشاميل وصينية روقاق وحلة محشي، انت عارف المحشي بتاع أمك طب انا عندي فكرة.

قامت مجيدة واحضرت ورقة وقلم وبدأت تكتب فيهم
مجيدة: كدة كفاية
نظر عاصم إلى القائمة الطويلة بدهشة
عاصم بدهشة: كل دا زيت وسكر ورز وعدس وشعرية ولسان عصفور و20 جوز فراخ يا ماما هتجيبي فلوس منين لكل دا.

مجيدة: ما انا وأبوك كنا محوشين فلوس لجهاز اختك علي جنب هاخد منهم وأجيب
عاصم: انتي حرة أنا قيام أنام
في غرفة حسين
حسين بصدمة: مستحيل، ازاي طب وقلبها أنا مش فاهم حاجه
امسك هاتفه يتصل بجاسر عدة مرات فوجد هاتفه مغلق
حسين بضيق: قافل موبيله ليه، يا رب ارحمنا يا رب.

في فيلا جاسر
طرقت نرمين الباب ففتحت رؤى لها الباب
رؤى مبتسمة: تعبتي نفسك ليه يا نيرو
نرمين: بس يا بت بطلي هبل، بصي بقي يا ستي تاكلي كويس وترتاحي ماشي يا حبيبتي
رؤى: حاضر يا نيرو
نرمين: شاطرة يا حبيبتي، يلا تصبحي علي خير
رؤى مبتسمة: وانتي من اهله
اغلقت رؤى الباب وبدأت في تبديل ملابسها ارتدت بيجامة قطنية برتقالية اللون.

وقفت امام المراءة بعدما أمسكت بتلك الوسادة الصغيرة وضعتها علي بطنها أسفل سترة بيجامتها ومن ثم وضعت يدها علي ظهرها وانحنت بظهرها للخلف قليلا.

خرج من المرحاض يخبئ وجهه تحت تلك المنشفة التي يجفف بها شعره ووجه، ابعد تبك المنشفة عن وجهها لتقع عينيه عليها بهيئتها تلك وهي تقف امام المراءة
لاحظت وجوده فنظرت له وعلي شفتيها ابتسامة واسعة: ايه رأيك
تجاهل سؤالها واردف بهدوء: ايه إلى قومك من علي السرير
رؤى مبتسمة: كنت بغير هدومي، تفتكر هيبقي شكلي حلو لما بطني تكبر
تجاهلها مرة أخري: يلا عشان تاكلي وتنامي.

امسك يدها وجذبها خلفه برفق إلى أن جلست علي الفراش
جاسر: كلي يلا
رؤى: مش جعانة
جاسر: ليه يا حبيبتي
رؤى: أنا تعبانة وعايزة أنام
جاسر: بس الدكتورة قالت...
رؤى: ما اعتقدش أنه يفرق معاك الدكتورة قالت ايه
جاسر: ليه بتقولي كدة
رؤى بدموع: عشان أنت مضايق من الحمل دا صح
جاسر مبتسما: لاء يا حبيبتي ابدا أنا قولتلك عندي مشاكل كتير في الشغل فمضايق بسببها.

امسكت رؤى كف يده ووضعتها علي بطنها
رؤى مبتسمة: شوفت طلعت غلطان، انتي قولتلي إن بابا زعلان، وبابا طلعان فرحان آهو.

كادت دموعه أن تفر من عينه، اغمض عينيه ليكبح دموعه
جاسر مبتسما: يلا بقي كلي
رؤى مبتسمة: اكلني بايدك
هز رأسه إيجابا بابتسامة صغيرة، وبدأ يطعهما إلى أن انتهوا
رؤى: هتسمعلي
جاسر: معلش خليها بكرة أنا اوي النهاردة
رؤى مبتسمة: ماشي يا حبيبي
تمدد علي الفراش وجذبها لحضنه
جاسر بألم: أنا آسف
رؤى: علي ايه، لو علي إلى فات فأنا والله مسمحاك
جاسر: أوعي تزعلي مني في يوم، صدقيني دا غصب عني.

رؤى مستفهمة: هو ايه دا إلى غصب عنك
جاسر: قصدي يعني علي إلى حصل قبل كدة
رؤى: والله مسمحاك ومش زعلانة منك، ممكن اطلب منك طلب
جاسر: اؤمري يا حبيبتي
رؤى مبتسمة ببراءة: احكيلي حدوتة
جاسر: بس كدة عيوني
بدأ يقص لها احدي حكايات الاطفال إلى أن نامت
وضع يده برفق علي بطنها الصغير.

جاسر في نفسه بألم: ما كنتش اعرف إن العقاب هيبقي صعب أوي، ما كنتش اتخيل إن هيجي اليوم إلى اموت فيه ابني، نظر لوجهها وهي نائمة سامحيني يا رؤي، سامحيني يا حبيبتي
لالالا بلاش دلوقتي هي تعبانة دلوقتي يومين كدة علي ما صحتها تتحسن شوية.

في صباح اليوم التالي كانت عائلة حسين باكملها تحمل الكثير من المشتريات حتى طمطم الكثيرة لم تسلم من حمل بعض من تلك المشتريات
نرمين مبتسمة: يا اهلا وسهلا يا ست مجيدة ليه التعب دا كله
مجيدة مبتسمة: ولا تعب ولا حاجة دي حاجة مش قد المقام
جاسر: مقامكوا عالي دايما يا ست مجيدة، بس برضوا مالوش لزوم لكل دا
مجيدة: دا بعض من خيرك يا جوز بنتي، اومال فين رؤى
جاسر: نايمة فوق الدكتورة قالت ما تتحركش كتير.

مجيدة: طب عن اذنكوا أنا طالعلها
جاسر: طبعا اتفضلي البيت بيتك
صعدت مجيدة إلى غرفة رؤى
حسين: عايزك يا جاسر في كلمتين
جاسر: طبعا يا حمايا، نيرو شوفي عاصم وطمطم كرم الضيافة بقي يا نيرو
نرمين مبتسمة: حاضر يا حبيبي من عينيا
دخل حسين وجاسر إلى مكتب جاسر
حسين: هتعمل ايه
اخبر جاسر حسين بكل ما قاله له الطبيب
جاسر بحسرة: أنا مش عايز اكسر فرحتها مش عايز أموت إبني، بس دا الحل الوحيد.

حسين بحزم عكس قلبه الذي يتفتت حزنا علي ابنته: يبقي تنفذه علي طول قبل ما تتعلق بالطفل اكتر من كدة.

جاسر بألم: صعب أوي ه...
قاطعه صوت طرقات علي باب الغرفة، دخل علي
علي مبتسما: الف الف مبروك يا صاحبي
جاسر: أنت عرفت ازاي
علي بمرح: طنط مجيدة قالت لايمان، فايمان كانت عايزة تيجي رؤى وعمرو مش فاضي فأنا إلى جبتها.

جاسر: يعني إيمان دلوقتي عند رؤى
علي: آه، مالك يا جاسر شكلك حزين ليه كدة
المفروض تبقي فرحان
جاسر ساخرا: والمرض إلى عندها
علي سريعا: صح يا نهار أبيض طب هتعمل ايه
حسين: الجنين لازم ينزل
علي بصدمة: لله الأمر من قبل ومن بعد، ربنا يقويك، إن شاء الله ربنا هيعوضك
امسك جاسر هاتفه واتصل برقم مختار
جاسر: جهز اوضة العمليات
مختار: ما تقلقش يا افندم كل حاجة هتبقي جاهزة في انتظار سيادتك.

اغلق جاسر الخط وقام متجها إلى خارج الغرفة بعدما اخذ تلك الزجاجة الصغيرة
في غرفة رؤى
رؤى بسعادة: بصي يا ماما السلوبتة دي
مجيدة مبتسمة: يا خلاثي دي عسل خالص
إيمان مبتسمة: بجد أنا مش مصدقة أنا هبقي خالتوا يا حلاوة يا ولا
دق جاسر باب الغرفة
رؤى مبتسمة: دا اكيد جاسر، ادخل
دخل جاسر إلى الغرفة ينظر إلى تلك الملابس واللعب التي تملئ الفراش بألم
رؤى مبتسمة: كويس أنك ما روحتش الشغل اصل انا...

جاسر مقاطعا: بطلي رغي وشمري دراعك
رؤى بضيق طفولي: يووه أنا مش بحب الحقن
جلس امامها علي الفراش امسك يدها وقبلها
جاسر بحنان: معلش يا حبيبتي آخر حقنة
رؤى مبتسمة: ماشي أنا مستعدة أخد 100 حقنة عشان خاطر جاسر الصغير
ملئ جاسر السرنجة بذلك المصل
ايمان بدهشة: هي دي مش حقنة...
قاطعها حسين الذي دخل إلى الغرفة توا: إيمان علي عايزك
ايمان: يا عمي اسمعني...
حسين بضيق: إيمان اسمعي الكلام.

خرجت إيمان من الغرفة وهي تنظر لهم بصدمة
نزلت سريعا لعلي
ايمان بلهفة: الحق يا علي جاسر...
علي مقاطعا: هينزل الجنين
في الاعلي
غرز جاسر سن السرنجة برفق في عرق يدها، كانت عينيه تراقب ذلك المحلول وهو يندفع إلى اوردتها
مجيدة: بالشفا يا حبيبتي
جاسر: أنا آسف
رؤى: كل شوية تقولي أنا آسف والله سامحتك
جلس على كرسي قريب منها يراقبها وهي تتحدث مع والدتها، يعرف بين دقيقة واخري ماذا سيحدث.

كانت جالسة تتحدث مع والدتها عن ما عليها فعله طوال مدة حملها قبل أن تشعر فجاءة بألم يعصف بها وضعت يدها على بطنها وصرخت من الألم
رؤى بألم: ااااااااه
مجيدة بفزع: مالك يا رؤى
رؤى بألم: بطني، بطني بتقطع
شعرت بجريان شئ دافئ علي قدميها رفعت الغطاء عنها لتجد نفسها جالسة في بحر من الدماء
رؤى بصراخ وبكاء: جاسر جاسر الحقني يا جاسر اببنا
قام من مكانه وجلس على الفراش امامه
جاسر: ما ينفعش يعيش.

جحظت عينيها بصدمة هتفت سريعا: لالالا، لا والنبي يا جاسر والنبي سيبهولي عشان خاطري ما تموتش والنبي
هز رأسه نفيا وهو يحاول كبح دموع عينيه: ما ينفعش
رؤى باكية: حررررام عليك، ليييه بتعمل فيا كدة لييييه، والنبي انقذه والنبي أنا مش عايزة فلوسك مش عايزة اي حاجة غيره سيبهولي والنبي، يا بابا قوله ما يموتوش، ااااااه حرام عليكوا ليه بتعملوا فيا كدة
ظلت تصرخ إلى أن فقدت الوعي.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
مجيدة باكية: حررررام انتي ايه شيطان ازاي تموت أبنك
حسين غاضبا: اسكتي يا مجيدة إلى عمله دا هو الصح
مجيدة بصدمة: الصح، انتوا مجانين صح ايه يا حبيبتي يا بنتي، أنت يا حسين حرام عليك دي بنتك
بدأت تصرخ وتبكي وهي تردد يا حبيبتي يا بنتي حرام عليكوا دي كانت فرحانة بالعيل، يالي ما فيش بتكملك ابدا يا حبيبتي.

ذلك الهراء الذي يحدث حوله لا يعني له شئ فقط تلك الساكنة بين ذراعيه
جاسر باكيا: أنا آسف يا رؤى والله غصب عني، أنا كان نفسي أوي في طفل منك غصب عني يا حبيبتي.

حملها بين ذراعيه ونزل لأسفل
ايمان صارخة في علي: انت ازاي تسيبه يعمل فيها كدة، انتوا شياطين حرام عليكوا
ركضت تهرول خلف رؤى الذي يحملها جاسر
علي سريعا؛ استني يا ايمان
لحقها علي واخذها في سيارته وانطلقا خلف جاسر
نزلت مجيدة لتلحق بابنتها، ولكن قد غادر جاسر بالفعل، فالتفت لحسين ترمقه بنظرات أم خائفة على ابنتها: طلقني يا حسين
عاصم بقلق: في ايه
مجيدة بصراخ وبكاء: أنت كنت فين، اختك بتموت.

عاصم بدهشة: كنت مع طمطم في الجنينة إلى ورا كانت بتلعب، مالها رؤى
مجيدة باكية: جاسر سقطها وأبوك ساعده
عاصم بصدمة: ايه الكلام دا، الكلام دا صحيح يا بابا
حسين بجمود: مش وقته الكلام دا، لازم نروح لرؤي دلوقتي
عاصم بحدة: يعني ماما كلامها صح، أنت قتلت حفيدك قتلت روح بريئة مالهاش، أنا مش مصدق أنت ازاي تعمل كدة في بنتك اززززاي ما تنطق يا ولدي يا مثلي الأعلي.

حسين غاضبا: أيوة أنا قتلت حفيدي، كان لازم يموت ما هو يا إيما هو يموت لاما اختك تموت، رؤى عندها مرض خطير في القلب.

اتسعت عيني عاصم ومجيدة
عاصم بصدمة: مش حقيقي مش حقيقي
مجيدة بحدة: أنت كداب بنتي عمرها ما اشتكت من قلبها
حسين غاضبا: أنا مش محتاج اكذب، بنتك فعلا مريضة ومحتاجة عملية ما ينفعش تعمل العملية وهي حامل، إلى في بطنها هيموت وهيموتها، اقعدوا انتوا اندبوا أنا رايح لبنتي.

خرج حسين بخطوات سريعة من المنزل هرولت خلفه مجيدة وعاصم وطمطم
أما نرمين فكانت فغرفتها فلم تسمع شيئا لأن أبواب الغرف في فيلا جاسر عازلة للصوت.

في المستشفى
اخذها منه الممرضات وقام طبيب التخدير بتخديرها، ثم ذهبوا بها إلى غرفة العمليات
مختار بدهشة: جاسر باشا هو حضرتك إلى...
كان جاسر يرتدي ثياب المستشفي الزرقاء ويضع علي فمه كمامه طبية
جاسر مقاطعا: أنا إلى هعملها العملية
هز مختار رأسه إيجابا بأسي علي حالته هو وزوجته.

دخل جاسر إلى الغرفة واقترب من الفراش الطبي ببطئ ينظر لها بدموع حبيسة اقترب من فراشه ودني برأسه ليطبع قبلة حزينة نادمة علي جبينها ولكن ما أن ما مست شفتيه جبينها حتى سالت دموع عينيه بسبب تلك المشاهد التي مرت سريعا أمام عينيه.

( أنا حامل يا جاسر، أنا فرحانة اوي، لازم نجيب حاجات للبيبي، الله جميلة أوي الاسامي دي ولا ايه رأيك يا جاسر، جاسر الجنين كويس، أنت مضايق من الحمل دا صح، لالالا والنبي يا جاسر والنبي سيبهولي )
زاد بكاءه إلى ان وصل إلى شهقات
جاسر باكيا: يا رب ليه العقاب صعب أوي كدة، يااااااااااااارب
ابتعد عنها ومسح دموع عينيه وبدأ في إجراء العملية لها.

في فيلا صبري المعزولة
اخيرا بعد اسبوعين من البحث استطاعت شاهندا أن تجد باب خشبي قصير في بدروم الفيلا يمكنها أن تهرب منه
مرت بهدوء من جانب مكتب أبيها المغلق وهي تحمل حقيبة صغيرة فيها بعض الملابس والقليل من النقود، سمعت صوت ابيها يصدح بغضب من داخل الغرفة
صبري غاضبا: وبعدين يا زفت بقالي أكتر من اسبوعين قاعد حاطط ايدي على خدي وانت كل إلى عليك الصبر يا باشا يا باشا لحد أمتي.

سيد مبتسما بخبث: حلمك عليا يا باشا دا أنا جيالك النهاردة بخبر لوز اللوز
صبري بلهفة: خبر ايه
سيد: جاسر ومراته في المستشفى
صبري بسعادة: مات
سيد: للأسف لاء يا باشا، مراته كانت حامل وسقطت
صبري: وأنت عرفت منين
سيد: واحد من الحرس إلى شعالين عنده حبيبي أوي بيجبلي اخباره اول بأول
صبري غاضبا: أنا بقي استفدت ايه من المعلومة دي اروح اجيبله بوكية ورد واقوله ربنا يعوض عليك.

سيد: صبرك عليا يا صبري يا باشا، الواد دا قالي ايه أن من ساعة ما جاسر اتجوز مراته الاخيرة دي وهو حاله اتقلب ببقي بيتمنلها الرضا ترضي، مستعد يعمل عشانها اي حاجة
يعني لو خطفناها هيبقي صباعه تحت ضرسنا
صبري: وانت هتعرف تخطفها من المستشفى
سيد بثقة: سيبها دي عليها، جهز أنت المكان واقل من 24 ساعة هتشرفنا حرم جاسر مهران.

في الخارج اتسعت عيني شاهندا بفزع وضعت يدها علي فمها لتمنع شهقة فزعة من الخروج، وبدل من أن تهرب سريعا عادت ادراجها إلى غرفتها مرة أخري.

في تلك الغرفة علي سرير طبي فخم، كانت مازالت نائمة بفعل المخدر، بينما يجلس هو علي كرسي مجاور لها يمسح حبات العرق عن وجهها، يعيد خصلاتها المتردة خلف اذنيها.

بدأت تأن بألم وهي تحاول فتح عينيها
بدأ يصدر بعض الهمهات ( ابني، ابني، سيبهولي، لا لالا، ابني )
فتحت عينيها فجاءة وصرخت بكلمة ( ابني )
تحركت بعينها في الغرفة إلى أن وقعت على وجهه المبتسم بحنان: حمد لله على السلامة
ابتسمت ابتسامة ضعيفة وضعت يدها على بطنها لتهاجمها ذكري ما حدث قبل أن تفقد وعيها
رؤى بصدمة: إبني يا جاسر
نظرت له فوجدته يرمقها بحزن
رؤى صارخة: ابني، أنت موت إبني.

جاسر سريعا: اهدي يا رؤي، كل حاجة هتبقي تمام بي اهدي يا حبيبتي
رؤى بصراخ وبكاء: ما تقولش حبيبتي، الشيطان ما بيحبش الشيطان بيأذي وبس، انت شيطاااااااان، منك لله ليه دبحتني وموت فرحتي، كنت بتعمل كل دا عشان تأذيني، أنا بكرهك بكرهك من كل قلبي يا رب خدني بقي أنا تعبت من الدنيا دي، أنا عملت ايه عشان يحصلي كل دا
دخلت مجيدة سريعا علي صوت صراخ ابنتها
اسرعت بضمها إلى حضنها
مجيدة باكية: بس يا بنتي اهدي يا حبيبتي.

رؤى باكية: خليه يمشي أنا بكرهه، موته يا ماما مالحقتش افرح بيه
جاسر باكيا: رؤى أنا...
انتفضت رؤى من حضن والدتها وبدأت تضربه بقبضتيها الصغيرتين على صدره وهي تصرخ: أنت شيطاااااان، شيطااااااان، موتوه ليه، لييييييييه رجعهولي رجعهولي والنبي يا جاسر أنا عايزة إبني
رمت رأسها علي صدره تبكي وتشهق في البكاء
أنا عايزة إبني موتوه ليه، ليه
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال.

جاسر باكيا: غصب عني يا رؤى والله يا حبيبتي غصب عني، بس يا حبيبتي اهدي، هشششش خلاص يا حبيبتي.

رؤى باكية: هترجعلي ابني
جاسر: حاضر يا حبيبتي إلى انتي عيزاه كله أنا هعملهولك
ظل يمسد علي شعرها إلى أن سقطت في بئر النوم من شدة بكائها
مجيدة بحزن: ربنا يصبرك يا بنتي
رن هاتف جاسر برقم نرمين
جاسر: ايوة يا نرمين
نرمين بقلق: أنت فين يا جاسر أنا فجاءة لقيت الفيلا فاضية وفي دم علي سرير رؤي، هي رؤى كويسة
جاسر بألم: رؤى سقطت
نرمين بفزع: ايه سقطت طب ليه
جاسر: مش وقته يا نرمين
نرمين: أنا جيالكوا.

جاسر غاضبا: تيجي فين الحرس كلهم معايا هنا
انتي ناسية ان الزفت إلى اسمه صبري ما اعرفش متنيل مختفي فين، خليكي مكانك
انا مش ناقص كفاية إلى أنا فيه
نرمين: حاضر بس بالله عليك ابقي طمني عليها
جاسر: حاضر
نرمين صارخة: جاسر الحقني في صوت ضرب نار برة
جاسر فزعا: ضرب نار أنا جيلك حالا
قام جاسر يركض خارج الغرفة
صرخ في احد حراسه: تقف علي باب أوضة الهانم الجن الازرق ما يعتبهاش
الحارس سريعا: حاضر يا باشا.

قفز جاسر في سيارته سريعا يقودها بجنون وخلفه حرسه وصل إلى الفيلا في وقت قياسي
وجد بعض الحرس مصابين بطلق ناري
جاسر غاضبا: ايه إلى حصل
احد الحراس: ما نعرفش والله يا باشا فجاءة لقينا عربية سودا وقفت فجاءة قدام الفيلا في دقيقة خرج من شباك منها مسدس وضربوا علينا نار والعربية جريت علي طول.

جاسر: خد إلى اتصابوا المستشفي
الحارس: اوامرك يا باشا
دخل جاسر إلى منزله فوجد نرمين متكومة في ركن صغير ترتجف خوفا، اسرعت ناحيته ما أن رأته
نرمين باكية: جاسر في ايه، ايه إلى بيحصل
جاسر: ما تقلقيش يا حبيبتي دا تهويش
نرمين باكية: من مين
جاسر: من صبري، عند تلك النقطة اتسعت عينيه بذعر كانوا يريدون فقط تشتيه يريدون إبعاده عن المستشفي
جاسر سريعا: أنا لازم ارجع المستشفي حالا.

نرمين باكية: خدني معاك والنبي يا جاسر ما تسبنيش لوحدي
هز رأسه إيجابا وخرج يهرول سريعا ناحية سيارته وخلفه نرمين.

في المستشفى
عاصم: طب أنا هروح اجبلكوا اي حاجه من الكافتريا انتوا ما كلتوش حاجة من الصبح
طمطم: عاصم خدني معاك
عاصم: يلا يا ست طمطم
خرج عاصم وطمطم من الغرفة
حسين: أنا رايح للدكتور إلى بيتابع حالة رؤى خلي بالك لو حصل حاجة اتصلي بيا
هزت مجيدة رأسها إيجابا فخرج حسين من الغرفة أيضا
مجيدة بحزن: عيني عليكي يا بنتي
في خارج الغرفة
تقدم ذلك الشخص من الحارس وعلي شفتيه ابتسامة خبيثة
سيد: حامد ازيك يا راجل.

حامد: اهلا اهلا يا سيد عاش من شافك
سيد: اديكوا هتشوفوني جديد من هنا وجاي
حامد: اشمعني
سيد: جاسر باشا الله يباركله رجعني الشغل تاني، دا حتى باعتني اقف مكانك
حامد: تصدق أنت جايلي نجدة من السما دا أنا هموت واروح الحمام
سيد: خد راحتك أنا مش هتحرك من مكاني
ذهب حامد، راقبه سيد إلى ان اختفي من امام نظره فدخل إلى غرفة رؤى
مجيدة: أنت مين وعايز ايه
اخرج سيد مسدسه واخفاه خلف ظهره واقترب من مجيدة.

مجيدة بحدة: أنت مين وازاي تدخل هنا اخرج برة بقولك اطلع برة.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
باغتها سيد بضربه من كعب مسدسه علي رأسه فزاعت عينيها بألم وفقدت الوعي، اتجه سريعا ناحية رؤى واخرج المنديل المخدر من جيبه وجعلها تنستشقه، فحملها سريعا وخرج من باب المستشفى الخلفي حيث ينتظره صبري.

علي صعيد آخر كاد صوت صراخه الغاضب أن يشق جدران المستشفي، عندما دخل غرفتها ولم يجدها ووجد مجيدة فاقدة للوعي
جاسر غاضبا للحرس ؛ هاتولي الكلب إلى كان واقف بيحرس الغرفة
تفرق الحرس يبحثون عن الحارس في حين عاد حسين وعاصم ومعه طمطم
حسين بقلق: في ايه
جاسر: رؤى اتخطفت
سقط ما كان في يد عاصم من الصدمة: أنت بتقول ايه
وجد جاسر هاتفه يرن برقم غريب
صبري: طبعا مش لقيها
جاسر غاضبا: هقتلك يا صبري.

صبري ساخرا: تؤتؤتؤ اهدي علي نفسك يا جاسوره لحسن يطقلك عرق
جاسر غاضبا: فين رؤى
صبري ساخرا: ما تقلقش رؤى في الحفظ والصون ترجعلي املاكي بالفوايد ارجعلك رؤيتك حبيبتك
جاسر: فوايد ايه
صبري: املاك حازم سليمان إلى بين يوم وليلة بقت بتاعتك وترجع تاني تمسح جزم هو دا مقامك
جاسر: موافق
صبري: تمام جهز عقود التنازل واستني مني تليفون وطبعا مش محتاج زي كل الافلام العربي انك لو بغلت البوليس هرجعهالك قطع يا جاسر.

اغلق جاسر الخط واتصل بعلي الذي اخذ ايمان إلى احد المطاعم ليفهمها ما يحدث
علي: فهمتي بقي يا بنتي
ايمان باكية: يا حبيبتي يا رؤي، عمرك ما فرحتي ابدا
علي: حرام تقولي كدة وبعدين جاسر مش ساكت جاسر قالب الدنيا
رن هاتف علي برقم جاسر
علي: خير يا جاسر
جاسر: رؤى اتخطفت
علي بصدمة: ايييه
جاسر: جهزلي الاوراق أنا هتنزل عن كل املاكي لصبري
علي: أنت اتجنت يا جاسر
جاسر غاضبا: مالكش دعوة إلى اقوله يتسمع فاهم.

علي: طيب خلاص إلى تشوفه
اغلق علي الخط
ايمان بقلق: في ايه
علي: رؤى اتخطفت.

في تلك الغرفة وقف صبري بجانبه سيد يراقب تلك النائمة
صبري: مش حلوة يعني، بنتي احلي منها بكتير
سيد في نفسه: بنتك دي صاروخ ااااه، اصبر عليا لما اخد منك الفلوس وأنا هبعتك رحلة للآخرة وهاخد الفلوس كلها ومعاهم الصاروخ بنتك
فتحت رؤى عينيها تنظر لهم بخواء
صبري ساخرا: صح النوم يا حلوة، ما تخافيش
رؤى ساخرة: ما بقتش تفرف معايا صدقني أنا مش خايفة منك
صبري بتعجب: مش خايفة اني اموتك.

رؤى بخواء: يا ريت أنا خلاص تعبت من الدنيا دي
صبري ساخرا: دا واضح أن جاسر معلم عليكي جامد
تلقلقت الدموع في عينيها فاخفت وجهها بين كفيها وبدأت في البكاء
صبري ساخرا: لاء صعبتي عليا، يلا يا سيد سيبها تبكي علي الاطلال
اخذ صبري سيد وخرجا من الغرفة وذهبا إلى مكتبه
صبري بسعادة: كلها كام ساعة وكل حاجة هترجعلي ومعاهم روح جاسر مهران.

جاسر غاضبا: انطق يا روح امك مراتي فين
رد عليه حامد بضعف من كثرة الضرب: والله العظيم يا باشا ما اعرف أنا جالي سيد الحارس إلى أنت طردته وقالي انك رجعته وان سيادتك إلى باعته يقف مكاني
جاسر غاضبا: روقوه عشان يبقي يخالف أوامري تاني
جاء علي معه بعض الاوراق
علي: الورق، أنت متأكد من إلى هتعمله دا
جاسر: اومال عايزني اعمل ايه اسيبها تموت
علي: ايوة بس صبري دا تعبان انت فاكر انه هيرجعهالك بسهولة.

جاسر: عشان كدة عايزك تسمعني كويس
علي: قول
جاسر: ...

صبري ساخرا: اعتقد كدة كفاية سيبناه ساعة ونص بحالهم
امسك صبري هاتفه واتصل بجاسر
صبري: جهزت الورق
جاسر: جاهز
صبري: تمام هتركب عربيتك وتقف في الطريق الصحراوي عند الكيلو، والباقي علينا، وطبعا مش محتاج اقولك ان اي حركة غدر منك هي رصاصة واحدة
جاسر: ما تقلقش
اغلق صبري الخط وضحك بشر ضحكة سمع صداها في أرجاء البيت.

في غرفة رؤى
كانت جالسة بجانب النافذة في تلك الشرفة تهبط دموعها في صمت، دخلت شاهندا بخدر إلى غرفتها
شاهندا بحذر: رؤى
التفت ترمقها بخواء: انتي
شاهندا سريعا: يلا يا رؤى بسرعة لازم نهرب من هنا
رؤى بخواء: مش فارقة خلاص
شاهندا غاضبة: قومي يا رؤى صبري هيقتلك
رؤى: مش فارقة معايا
شاهندا غاضبة: ايه الاستسلام إلى انتي فيه دا
رؤى: قتله خلاص قتله
شاهندا: هو مين دا
رؤى بألم: جاسر قتل إبني
شاهندا: ليه، ايه السبب.

رؤى ساخرة: ما اعرفش، تفتكري ليه
شاهندا: اسألي نفسك ايه إلى يخلي أب يقتل ابنه ابنه حتى لو كان الاب دا معدوم المشاعر اكيد في سبب أكبر
رؤى: يعني ايه
شاهندا: ما اعرفش بس إلى سمعته ان جاسر اتغير 180 بعد ما أتجوزك، اكيد ليه سبب قوي يخليه يعمل كدة
مر ببالها صوته وهو يبكي ويردد ( غصب عني والله غصب عني )
كان يجب أن يريها احد الحقيقة من خارج الدائرة
رؤى: صح صح
شاهندا: غبية، يلا بسرعة نهرب.

خرجت شاهندا بحذر وخلفها رؤى من الغرفة
علي صعيد آخر وصل جاسر إلى الطريق الصحراوي
فامسك هاتفه واتصل بصبري: أنا وصلت
ما إن قال تلك الكلمة حتى وجد سيارة سوداء تقف امامه خرج منها رجلين قيدا حركته ووضعا علي وجهه طاقية سوداء وانطلقت السيارة، لم يكن خائفا بل متلهفا، ليصل إلى حبيبته ويطمئن عليها، بعد مدة قصيرة
شعر بتوقف السيارة جذبه الرجلين بعنف خارج السيارة، وبدآ يدفعانه ليسير معهما.

صبري ساخرا: تؤتؤتؤ هو دا بردوا كرم الضيافة
شيلوا البتاع
نزع احد الرجلين الطاقية من علي وجه جاسر
اراد صبري أن يري ولو نظرة خوف واحدة في عينيه ولكن علي العكس كانت نظراته ساخرة مستهزئة
جاسر ساخرا: صدقني لازم تعلمهم واجب الضيافة شعري كويس حسيته اتنعكش
صبري ضاحكا: دمك خفيف
جاسر ساخرا: مش هيبقي أخف من دمك إلى هسيحه ولو ما رجعتليش مراتي
صبري: مش لما اشوف الورق الأول.

اعطي جاسر الورق لصبري، فتح صبري الملف بلهفة فوجد مكتوب فيه
( اقر أنا جاسر مهران أن صبري الدمنهوري طظظظظظظظظظظظ )
صبري غاضبا: ايه التهريج دا، أنت عارف إن أنا ممكن ادفنك مكانك
جاسر ساخرا: بجد، لا يا شيخ، حقيقي دا انت طلعت شبح
صبري غاضبا، : انت مجنون يلا، صبري لحرسه بغضب كسروه
جاسر ساخرا: ثانية واحدة اقلع الساعة عشان غالية والله وجايبها من ألمانيا
خلع جاسر الساعة ووضعها علي مكتب صبري.

عند رؤى وشاهندا
رؤى: دا صوت جاسر
شاهندا: لازم تهربي بسرعة صبري ممكن يقتله ويجي يخلص عليكي
رؤى غاضبة: انتي مجنونة أنا مش هسيبه طبعا
تقدمت رؤى ناحية الصوت بحذر
في غرفة المكتب كان الصراع علي اشده بين جاسر وحرس صبري
رأت رؤى من فتحة الباب ذلك الحرس الذي يقترب بسكينة صغيرة ليطعن جاسر نظرت حولها بلهفة فوجدت فازة كبيرة امسكتها سريعا ودخلت إلى المكتب وبحركة اندافيعة كانت تكسر الفازة فوق رأس الحارس.

رؤى: خد يا مجرم يا ابن المجرم
نظر سريعا إلى الصوت لتتسع ابتسامته: رؤى حبيبتي انتي كويسة
رؤى سريعا: حاسب يا جاسر
تفادي جاسر لكمة ذلك الحارس سريعا اسرعت رؤى تعض يد ذلك الحارس بقوة
الحارس صارخا بألم: اااااااه ايدي الحقوني حد يخوشها عني
جاسر ضاحكا: يا بنتي مش عارف اركز هنتضرب
وفي دقائق اقتحم علي الفيلا ومعه قوة كبيرة من الداخلية كانت تسير خلف جهاز التتبع المتصل بساعة جاسر
والقوا القبض علي كل من الموجودين.

صبري غاضبا: هقتلك يا جاسر مش هسببك
جاسر ساخرا: حاضر اول ما تخرج من السجن دا لو خرجت ما تسبنيش
علي: انت كويس يا جاسر
جاسر بألم؛ آه يا إني يا متشلفط، بقولك يا علي الحتة دي متعورة أوي
اشار جاسر إلى حزء صغير في ذقنه
علي ضاحكا: لاء خالص
جاسر: طب تمام طمنتني، استني اشوف عبده موته إلى أنا متجوزها عاملة ايه
علي: هستناك في العربية
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال.

رؤى غاضبة: أنا عبده موته دا جزاتي إني انقذتك صحيح خير...
ابتلع جاسر باقي كلامتها في فمه حين جذبها يضمها لصدره يقبلها بحنان
رؤى بخجل: علي فكرة انت قليل الادب
جاسر بشوق: وحشتيني أوي، ما تعرفيش الكام ساعة دول عدوا عليا ازاي
رؤى بدموع: موتوه ليه
جاسر: عشان انتي تعيشي
رؤى: مش فاهمة
جاسر: هقولك
بدأ يقص لها كل شئ منذ معرفته بمرض قلبها.

جاسر: صدقتيني لما قولتلك انه كان غصب عني، ثم اكمل غامزا بوقاحة وبعدين يا ستي اعملي انتي العملية وانا اجبلك عشرة لو عايزة
يلا بقي نخرج من المكان دا
رؤى: شيلني زي احمد السقا
جاسر: وانتي أحمد السقا شالك قبل كدة
رؤى بغيظ: يا رخم يا عدو الرومانسية
جاسر: أنا عدو الرومانسية دا أنا لسه مديكي واحدة مشبك ولا بتوع السيما، شكلك حابة تجربي
رؤى وهي تركض للخارج: يا قليل الأدب
جاسر ضاحكا: يا بت يا مجنونة خدي هنا.

عاد جاسر ورؤي إلى منزل جاسر
فوجدت الجميع بالمعني الحرفي في الجميع ينتظروهم في ساحة المنزل
جاسر ضاحكا: ايه كل الناس دي
رؤى ضاحكة: أنا عارفة يا اخويا
رفع جاسر حاجبه بضيق: اخوكي والله عيب علينا
هلل الجميع فرحا بعودتهم
جاسر: بمناسبة ان كلنا متجمعين فأنا هعلن قرار مهم جدا، بكرة بليل فرح ياسر ونرمين
ياسر بسعادة: ايوة كدة يا عم بقي
جاسر مكملا: وعلي وايمان وأنا ورؤي
رؤى بدهشة: احنا هنعمل فرح.

جاسر: وانتي اقل من إلى اتعملهم فرح، دا انتي حرم جاسر مهران
دق جرس الباب ففتح جاسر
جاسر بدهشة: دكتور ماهر
ماهر: دوختني عليك السبع دوخات
جاسر: خير
ماهر ؛ بقالي عشر سنين عايز اديك التقرير دا
جاسر: تقرير ايه
ماهر: خد اقرا
امسك جاسر التقرير جرت عينيه علي الكلام لتتسع عينيه بدهشة
جاسر بدهشة: الكلام دا حقيقي.

ماهر: ايوة والدك ما انتحرش والدك لما لف الحبل حوالين رقبته السر الالهي طلع لوحده كان لسه الكرسي تحت رجله ولما الجثة اتخشبت زقت الكرسي فوقع
جاسر بسعادة: انا مش عارف اشكرك ازاي
ماهر: أنا عملت إلى عليا
جاسر بسعادة: بابا ما انتحرش، بابا ما انتحرش.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
ذهب ناحية رؤى وحملها من خصرها وظل يدور بها وهو يصرخ بسعادة بابا ما انتحرش يا رؤى ما انتحرش.

اما عن شاهندا فبعد خروجها من بيت صبري اسرعت تركب احدي سيارات الاجري لتذهب بها إلى منزل فتحي.

في ساعة متأخرة من الليل وجد فتحي الباب يدق
سعدية: يا ستار يا رب مين إلى هيجلنا السعادة دي
فتحي: هشوف اهه يا اما
فتح الباب لتتسع عينيه بدهشة: شاهندا
شاهندا مبتسمة: بحبك
في لحظة كانت في صدره يضمها بقوة
سعدية بغضب: اتحشم يا ولدي
فتحي: يلا نكتب الكتاب دلوقتي
شاهندا: ما ينفعش لسه فاضل اسبوعين علي العدة ما تخلص
فتحي: ربنا يصبرني علي الأسبوعين
سعدية: تعالي يا بتي ارتاحي
شاهندا بسعادة: هنام في حضنك.

سعدية بحنان: ايوة طبعا.

في مساء اليوم التالي ثلاث حوريات يزينهن فساتينهن البيضاء ويتوجهن طرحهن البيضاء وفي المقابل يقف ثلاث فرسان ببدلهم السوداء
التي تعطي لكل منهم جاذبية خاصة
اخذ كل منهم يد عروسه وذهب إلى كوشته
جاسر مبتسما: مبروووك يا رؤتي
رؤى بخجل: الله يبارك فيك
علي مبتسما: مبروك يا ايمي
ايمان بخجل: شكرا
ياسر غامزا: يا مسهل والفرح دا يخلص
نرمين بخجل: انت قليل الادب علي فكرة
دخل مختار سريعا إلى الحفل متجها ناحية جاسر.

جاسر: خير يا مختار
مختار مبتسما: لقينا القلب
جاسر بغيظ: وما تلقهوش غير يوم فرحي
مختار: في أسرع وقت لازم يبقي مكانه
جاسر بصوت عالي: كرسي في الكلوب يا جماعة
اخذ جاسر رؤى وذهب إلى المستشفى
رؤى بخوف؛ جاسر انا خايفة أوي
جاسر: خايفة من ايه يا عبيطة كلها ساعة زمن وهتخرجي وهتبقي زي الفل
رؤى: لو مت ما تنسانيش
جاسر: بطلي هبل لو موتي هروح اموت عاصم وتهاني
رؤى ضاحكة: صحيح شوفت عاصم الندل.

جاسر ضاحكا: ما صدق البت فاقت وكتب الكتاب وطار علي الشقة ابن المحظوظة، ااه بقر عليه والله.

مختار: دكتور الفرد جاهز للعملية
جاسر: ماشي
رؤى بخوف: ممكن تدخل معايا
جاسر: مين قالك أن انا هسيبك اصلا، انتي ما تعرفيش مش أنا ناوي ابقي دكتور التخدير النهاردة نهييهييهيي( ضحكة شريرة )
رؤى مبتسمة: بعشقك
جاسر بخبث: بعشق أمك
في داخل غرفة العمليات
رؤى: جاسر لو عاكست الممرضات لما انام هعضك
جاسر ضاحكا: انتي في ايه ولا في ايه
رؤى بنعاس: جاسر
جاسر: أيوة
رؤى: عايزة سحلب
جاسر ضاحكا: نامي يا رؤى
رؤى بنعاس: جاسر.

جاسر: نعم
رؤى: عايزة ورق عنب وبط محمر وحمام محشي ومكرونة بشاميل
جاسر ضاحكا: تحبي حاجة تانية مع الاوردر
رؤى: ايوة بيبسي دايت عشان ما اتخنتش
ظلت تهلوس إلى أن نامت بفعل المخدر
وقام ذلك الطبيب بإجراء العملية
بعد مرور ثلاث سنوات.

انجبت شاهندا وفتحي رؤية وهدي، وانجبت نرمين جاسر ورؤي ومع ذلك لم تفرق بينهم وبين سما الصغيرة فكانت لسما مكانة خاصة في قلبها، وأخبر عاصم تهاني بما فعله والدها مع أسرة جاسر بينما اعتذر اسماعيل واعتذر لجاسر عما حدث قديما وسامحه بواسطه من رؤى وتولي عاصم مع جاسر إدارة شركة جاسر الخاصة، بينما انجب جاسر رعد وجوري تؤام.

كان جالسا علي الفراش عندما شعر بألم قوي في يديه فوجد الصغيرين كل واحد منهما يمسك احد يديه ويعضها
جاسر صارخا: يا رؤى تعالي خدي ولادك نزلين عض فيا
دخلت رؤى وهي تقطم جزرة في يدها: بيسننوا يا دكتور
جاسر: انا كان مالي ومال الجواز ما كنت عايش شيطان بمزاجي آه يا اني يا إما
رؤى بدلال: بتقول حاجة يا جوجو
جاسر بخبث: بعشق امك
جلست رؤى علي قدميه ولفت ذراعيها حول عنقه بدلال: من قلبك.

جاسر: قلبي ملك ايديكي وروحي تحت امرك وعقلي بيفكر بس فيكي، ابقي ايه
رؤى بحنان: تبقي وقعت في حبي يا جاسوره
جاسر ضاحكا: ووقع الشيطان في أسر حب اسيرته
وانتهت الحكاية بأن سقط الشيطان في أسر اسيرته.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
وقفت تعد الإفطار بتجهم وبرود علي عكس عاداتها فهي دائما ما تكون متحمسة وهي تعد له الإفطار حتى تسمع اطرائه الرائع الذي يداعب خلجات قلبها بحنان، بدأت بنقل الأطباق إلى طاولة الطعام الكبيرة.

اخذت الطبق الأخير لتضعه فوجدته ينزل بهدوء علي سلم البيت يرتدي بدلة سوداء بقميص أسود، لحيته التي نمت اكثر زادته هيبة جعلته له منظر رائع يخطف الأنفاس
حملقت فيه بعض الوقت بوله ولكنه سرعان ما هزت رأسها نفيا وعادت ملامحها للتجهم مرة اخري وتركته وذهبت ناحية طاولة الطعام ووضعت الطبق عليها، فسمعت تلك الضحكات الصاخبة تقترب من الغرفة.

فابتسمت تلقائيا لتجد جاسر يدخل الغرفة يحمل الصغير رعد علي احد ذراعيه والصغيرة چوري علي الذراع الآخر ويداعبهما بوجهه.

جاسر مبتسما: صباح الخير يا رؤتي
رؤى بابتسامة صفراء لم تصل لعينيها: صباح النور، رعد جوري يلا علي السفرة عشان تفطروا
أنزل الصغيرين برفق، فاسرعا بتسابقان من منها سيجلس بجانب والدهم جلس جاسر علي رأس الطاولة ورؤي عن يساره فسبق رعد جوري وجلس علي يمين والده
اخرج رعد لسانه ليغيظ اخته: هيه قعدت جنب بابي وانتي لاء
انكمشت ملامح الصغيرة بضيق، فنظر لها جاسر بحنان فكم كانت تشبه والدتها عندما تفعل ذلك.

رؤى: رعد أنت قعدت امبارح جنب بابا النهاردة دور جوري
رعد بعند: لاء ماليش دعوة أنا إلى سبقتها
جاسر ضاحكا: بقي كدة يا لمض ماشي
حمل جاسر الصغيرة ووضعها علي قدميه
فصفقت الصغيرة بسعادة وأخرجت لاخيها لسانها لتغيظه: قعدت علي رجل بابي
جاسر: احم، احم
رعد، جوري، رؤى في صوت واحد: بسم الله الرحمن الرحيم
جاسر: بسم الله الرحمن الرحيم
شرعوا في الأكل بينما يختلس جاسر النظرات لرؤي ليراها تأكل بشرود.

يعرف أنها غاضبة منه لأنها تظن أنه نسي ذكري زواجهم الخامسة، وكيف يفعل ذلك وهو طوال الخمس سنوات الماضية لم يفعلها ولا مرة ولكنه يحضر لهذة السنه مفاجاءة كبيرة.

فاق من شروده علي يد الصغيرة تمتد ناحية فمه بلقمة صغيرة تريد اطعامه
فابتسم لها ابتسامة واسعة وتناولها من يدها
جوري بسعادة: حلوة يا بابي
جاسر مبتسما: طبعا يا روح بابي عارفة حلو ليه
جوري ببراءة: ليه يا بابي
جاسر مبتسما وهو يقبل وجنتها الممتلئة: عشان من ايد جوري العسل
رؤى بغيظ: يا سلام علي اساس أن جوري هي إلى طبخاها
لاعب جاسر حاجبيه بمشاكسه: ايه دا يا رورو معقولة بتغيري من جوري.

ضيقت رؤى عينيها ترمقه بغيظ، فقابلها بنظرات مشاكسة عابثة
رعد: أنا شبعت
جوري: وأنا كمان
جاسر: احنا قولنا ايه
رعد وجوري معا: الحمد لله
امسك رعد يد اخته وركضا إلى غرفتهما ليلعبان
جاسر: آه أنا عازم العيلة عندنا النهاردة علي العشا
رؤى بذعر: وأنت ازاي ما تقوليش أنا كدة مش هلحق أعمل العشا ولا اعمل الحلو ولا أنضف البيت ولا...

جاسر مقاطعا: اهدي يا ماما اهدي اومال الشغالين لزمتهم ايه أنا قايلهم من امبارح و كل حاجة هتبقي تمام إن شاء الله.

رؤى بضيق: وما قولتليش ليه
رفع كتفيه بلا مبلاة: نسيت
رؤى غاضبة: اظاهر انك بقيت بتنسي كتير اليومين دول
التوي جانب فمه بابتسامة صغيرة: ما افتكرش
جاسر ورؤي
نظرا إلى مصدر الصوت فوجدا نرمين وسما والصغيرين (جاسر ورؤي )
فقام جاسر ناحيتها وعلي شفتيه ابتسامة واسعة: حبيبة قلب اخوكي اتأخرتي
عانقته نرمين بحنان: معلش والله علي ما صحيت سمسم وجاسر ورؤي ولبستهم وجيت
جاسر: ماشي يا ستي سماح
ثم صاح بصوت عالي: تيييينا.

جاءت تلك المربية التي تساعد رؤى في رعاية الاطفال
تينا: yes sir
جاسر: Take the kids to the room and take care of them
تينا: As you say sir
اخذت الخادمة الاطفال إلى غرفة رعد وجوري
نرمين بضيق وهي تعقد ذراعيها امام صدرها: وانتي يا ست رؤى مش هتيجي تسلمي عليا
هو أنا كنت بايتة في حضنك
اسرعت رؤى تعانق نرمين بود: وحشتني اوي يا نيرو
نرمين بضيق مصطنع: ايوة يا اختي كلي بعقلي حلاوة، واضح أن أنا وحشتك خالص.

رؤى مبتسمة: طب والله وحشتيني خالص خالص، انتي عارفة أنا بحبك قد ايه
نرمين بحنان: وانتي كمان يا حبيبتي، ربنا يعلم أنا بحبك زي ما تكوني بنتي
جاسر بمرح: حبوني معاكوا طيب
نظرت رؤى له بضيق ثم اشاحت بوجهها بعيدا
نرمين: واد يا جاسر أنت مزعل رؤتي ليه.

جاسر ببراءة وهو يشير ناحية صدره: أنا والله ما عملت حاجة حتى اسأليها
نرمين: طب ايه رأيك بقي أنا هاخدها واخرج وخليك قاعد هنا مع العيال
جاسر صائحا بضيق: اييييييييه هو مين دا إلى يقعد مع العيال
نرمين بتوعد: أنت عندك اعتراض
ابتسم جاسر ابتسامة صفراء: لاء طبعا، منكوا لله ربنا علي الظالم والمفتري كشفت شعر صدري ودعيت عليكوا.

رؤى: هنروح فين
نرمين بابتسامة خبيثة: مفاجأة
اخذت نرمين رؤى وغادروا الفيلا وتركا جاسر مع الاطفال بعدما اعطاياها الوصايا العشر
نرمين: جاسر خلي بالك من العيال
جاسر بملل: حاضر
نرمين: ما تقعدش تتفرج علي التلفزيون وتنساهم
جاسر بملل: حاضر
نرمين: خد بالك جاسر الصغير بيعمل كوارث
جاسر بملل: حاضر
رؤى: ابقي خلي تينا تجبلهم عصير وسندوتشات وبلاش بيض عشان ما يجيلهمش برد.

جاسر بضيق: ما خلاص بقي، فاضلكوا شوية وهتقولوا ما تنساش ترضعهم
نرمين بتحذير: عارف يا جاسر لو العيال جرالهم حاجة
تركهم جاسر يتكلمون مع أنفسهم وذهب ناحية التلفاز وشغله ثم اتجه ناحية الاريكة الوثيرة وجلس عليها باريحيه يقلب بين قنوات التلفاز.

فاخذت نرمين رؤى وخرجا يستقلان سيارة جاسر مع السائق
نرمين: مالك بقي يا ستي
رؤى: ما فيش يا نرمين
نرمين: عليا أنا بردوا، قوليلي الواد جاسر عملك ايه
رؤى بحزن: جاسر نسي عيد جوازنا أول مرة يعملها ولا مرة نسي عملها ونسي
نرمين: معلش يا حبيبتي يمكن مشغول في الشغل والمستشفي ربنا يعينه
رؤى: آمين يا رب
نرمين: خلاص بقي فكي ما تزعليش
ابتسمت رؤى ابتسامة صغيرة من تحت نقابها: صحيح احنا رايحين فين.

نرمين: هنروح المول بقالنا كتييييير ما عملناش شوبينج
رؤى: بس أنا مش هقيس في المحل جاسر مش بيرضي
نرمين: وهو جاسر هيعرف منين يا فالحة طالما مش معانا
رؤى: حتى لو مش معانا يا نرمين أنا ما اقدرش أعمل حاجة من وراه وخصوصا حاجة هو رافضها.

نرمين بشك: انتي لسه بتخافي منه
رؤى بنفي: لاء خالص جاسر أحن وأطيب إنسان في الدنيا أنا بحترمه وبقدره عشان كدة مستحيل أعمل حاجة من وراه.

نرمين مبتسمة بإعجاب: كل يوم بتكبري في نزري أكتر يا رؤى
ابتسمت لها ثم استندت رأسها علي شرفة السيارة شاردة في ذكريات قديمة سعيدة
Flash back
كانت نائمة على الفراش عندما شعرت بحركة مستفزة علي وجهها فتحت عينيها بضيق لتجده جالسا بجانبها يداعب وجهها بخصلة من شعرها وعلي شفتيه ابتسامة دافئة
جاسر مبتسما: ، صباح الفل يا بلونة
رؤى بضيق: يا رخم مش البلونة دي فيها عيالك
جاسر ضاحكا: ماشي يا ستي.

وجدته بلتقط قماشة بيضاء وبدأ يلفها حول عينيها
رؤى: أنت بتعمل ايه
جاسر: مفاجأة يا بلونتي
رؤى بضيق: بطل تقولي الإسم دا
امسك يدها وخرج بها من باب غرفتهم وتحرك بها بعض خطوات ثم وقف
جاسر: ما تشليش القماشة من علي عينيك غير لما اقولك
رؤى مبتسمة: حاضر
شعرت به يتحرك من جوارها وبدأت صوت خطواته تبتعد وبعدها سمعته يصيح: تعالي يا رؤى
ازاحت قطعة القماش من علي عينيها وبدأ تفتح عينيها ببطئ، لتتسع عينيها بدهشة مما رأت.

وكانت تقف في الممر الطويل الذي يحوي غرف النوم، حوائط الممر علي الجانبين مليئة بالكثير من صورها
ينطبق علي أرضية الممر المثل الشعبي ( فراشلها الأرض ورد )
كان الممر مفروش بالورود والرمال الملونة التي تتجه ناحية غرفة مفتوحة.

ترقرقت الدموع في عينيها من الفرحة كانت تسير لا اراديا في الممر متجه ناحية الغرفه تنظر حولها بسعادة تصرخ من ملامح وجهها إلى أن وصلت إلى تلك الغرفة فوجدتها ملئية بلعب الأطفال والرسومات الكرتونية تزين حوائطها
وفي منتصف الغرفة مهديين صغيرين تلتف الورود حولهما والأهم من ذلك كله وجدته يقف ينظر لها بحنان
رؤى باكية: هو أنا قولتلك اني بحبك أوي
جاسر مبتسما: طب هو أنا قولتلك اني بعشقك.

هزت رأسها إيجابا عدة مرات سريعا وهي تبتسم بسعادة
رؤى بسعادة: ربنا يخليك ليا يا رب دي احلي مفاجأة اتعملتلي في حياتي
اخرج جاسر قلادة ذهبية من جيبه والبسها اياها
نظرت رؤى إلى قلب القلادة التي نقش عليه اسمه
رؤى بمكر: دا عشان الناس كلها تعرفي اني ملكك
جاسر بحنان: تؤ عشان الناس كلها تعرف أن قلبي ملكك
رؤى باكية: بحبك أوي
Back
فاقت من شرودها علي توقف السيارة امام المول التجاري.

نرمين بحماس: يلا بينا دا احنا هنخربها
رؤى بضحكة صغيرة: يلا
وبدأت رحلة طويلة من اللف والاختيار وعدم الاقتناع ثم الاختيار مرة اخري وعدم الاقتناع
نرمين: بجد حلو
تنهدت رؤى بتعب: والله العظيم حلو دا تاسع واحد تقيسيه وما تقتنعيش بيه
اختارت نرمين لرؤي فستان من اللون الوردي الفاتح ونقاب أبيض
نرمين: ايه رأيك
رؤى مبتسمة: حلوين اوي
دفعا الحساب ثم ذهبا إلى ( بيوتي ستنر ) للسيدات فقط.

رؤى: لاء يعني لاء لا هحط ميكب ولا هعمل شعري ولا هخلع النقاب حتى يا نرمين ريحي نفسك
نرمين بضيق: طب والله لاتصل بجاسر اقوله
اتصلت نرمين بجاسر ثم اعطت الهاتف لرؤي
جاسر: رؤى أنا ورايا شغل ومش فاضي اسمعي كلام نرمين
رؤى: بس يا جاسر
جاسر مقاطعا بضيق: يوووه يا رؤى مش لازم تعاندي في كل حاجة قولتلك اسمعي كلام سلام بقي عشان ورايا شغل.

اغلق الخط فنظرت رؤى لنرمين
رؤى: بردوا مش هحط ميكب
نرمين: ماشي ما تحطيش روحي بقي غيري والبسي الفستان دا والنقاب دا يا ستي حلو كدة
رؤى: بس يا نرمين...
نرمين مقاطعة بضيق: بقولك ايه جاسر قالك اسمعي كلام نرمين يلا اتفضلي
اخذت رؤى الملابس باستسلام واتجهت ناحية تلك غرفة القياس الصغيرة
وبدأت في تبديل ملابسها سريعا وهي تنظر حولها بحذر
إلى أن انتهت فخرجت من غرفة القياس.

نرمين بابتسامة واسعة: مزة المزز مع إن مش باين منك حاجة
رؤى ضاحكة: ماشي يا ستي، يلا بقي نروح
نرمين: لاء نروح فين أنا لسه ما خلصتش شرا
خرجت رؤى ونرمين إلى احد المحلات وقبل أن يدخلاه جاءت رسالة لهاتف نرمين
نرمين: بقولك ايه يا رؤى كفاية كدة أنا تعبت يلا نروح
رؤى: زي ما تحبي يلا
عادتا إلى السيارة التي انطلقت عائدة إلى الفيلا
رؤى: يا تري الولاد عاملين ايه
نرمين مبتسمة: ما تقلقيش سمسم كبيرة وهتاخد بالها منهم.

رؤى بحذر: أنا هسألك سؤال بس مش قصدي منه حاجة والله
نرمين: قولي يا حبيبتي
رؤى بحذر: هو يعني انتي يعني بتفرقي في المعاملة بينها وبين جاسر ورؤي
نرمين: دا علي اساس أن أنا بقي مرات باباها وهي مش بنتي والهبل دا، انتي عارفة قسما بالله سمسم معزتها في قلبي زي جاسر ورؤي ويمكن أكتر.

رؤى مبتسمة: ربنا يخليها ليكي ويخليكي ليها
وصلت السيارة إلى الفيلا فنزلا منها
رؤى باستفهام: ايه دا باب الفيلا مفتوح ليه
خطت خطوتين داخل الفيلا لتجد المكان يغرق في بحر من الظلام
رؤى: هي الدنيا ضلمة ليه كدة، جاسر يا جاسر رعد جوري يا ولاد انتوا فين
انفتحت الأنوار فجاءة لتسمع أصوات كثيرة تصيح بسعادة: مفاااااااااااجأة
كانت الفيلا رائعة الجمال بتلك الزينة التي ملئت أرجائها.

رؤى بصدمة: ازاي وامتي ومين إلى عمل كدة
نرمين ضاحكة: هيكون مين يعني يا ذكية، جاسر طلب مني اني اجيلك واقولك نخرج واشغلك برة لحد ما يكون خلص المفاجأة الحلوة دي
رؤى وهي تنظر حولها: اومال جاسر فين
سمعت يهتف من خلفها: في قلبك
التفت له تطالعه بحب وسعادة وحنان
بينما جذب هو يدها برفق خلفه
إلى أن وصلا إلى غرفة مكتبه
جاسر مبتسما: تسمحيلي بالرقصة دي
رؤى: بس أنا ما بعرفش أرقص.

جاسر بضيق مصطنع: فصيلة، يعني أنا عملك جو رومانسي وشموع وفي الآخر ما بعرفش ارقص
رؤى بضحكة مرحة: طب اعمل يعني أنت ما بعرفش ارقص
جذبها ناحيته برفق وبدأ يرقص معها
جاسر: شوفتي اديكي بتعرفي أهو
رؤى مبتسمة: بحبك
جاسر بغرور: طب ما أنا عارف
رؤى بغيظ: يا رخم، علي فكرة أنا زعلانة منك عشان زعقتلي في التليفون وخلتني اقيس في المحل
جاسر: ما تقلقيش أنا كنت مأمن المكان كويس
رؤى: انت احلي حاجة حصلتلي في حياتي كلها.

جاسر: اومال أنا اقول ايه لولاكي يا رؤى كان زماني لسه غرقان في بحر مالوش قرار، انتي عارفة أنا عمري ما هسامح نفسي علي إلى كنت بعمله فيكي.

رؤى: بس أنا بقي مسمحاك من كل قلبي ومش فاكرة اي حاجة من إلى أنت عملتها، عارف ليه.

هز رأسه نفيا فاكملت: عشان انا شوفت معاك سعادة عمري في حياتي ما كنت اتخيل اني اعيشها ولا حتى في أحلامي، بحبك أوي.

جاسر بحنان: مش قدي، بس ايه رأيك في المفاجأة
رؤى بثقة: هي حلوة أوي بس مفاجأتي أنا احلي
جاسر: دا ايه الثقة دي وايه هي يا ستي مفاجئتك
شبت قليلا لتهمس له بصوت منخفض: أنا حامل
اتسعت عينيه بدهشة وصدمة وسعادة
جاسر بسعادة: حححامل، بجد حامل
هزت رأسها إيجابا بابتسامة واسعة فحملها وظل يدور بها وهو يصرخ بسعادة: دي احلي مفاجأة بحبك بحبك اوي.

رؤى: بجد فرحان
جاسر بسعادة: فرحان بس دا أنا طاير من الفرحة، وهاخدك وهنطير
رؤى باستفهام: علي فين
اخرج من جيبه تذاكر طيران واردف وهو يعطيهم لها: علي احلي مكان علي وجه الارض
مكه، هنعمل عمرة
احتضنته بسعادة: بحبك أوي أوي أوي
جاسر بحنان: وأنا بعشقك يا اسيرة قلبي.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
فتح باب المنزل بإرهاق يوم طويل شاق متعب تنقل فيه من بين الشركة والمستشفى
دخل بخطوات بطيئة منهكة سمع صوت التلفاز يصدح بصوت منخفض من ناحية غرفة المعيشة فذهب باتجاه الغرفة.

وجدها تجلس علي الأريكة تربع ساقيها تبسط كف يدها أسفل ذقنها بملل
السلام عليكم قالها وهو يتهاوي علي الاريكة بتعب
ردت باقتضاب: وعليكم السلام
استشف أنها غاضبة ولكن لما
هو لا يتذكر أنه فعل شئ يضايقها
جاسر: مالك
زمت شفتيها بضيق: مافيش
تنهد بتعب: رؤى حبيبتي أنا جاي تعبان وبجد مش قادر اناهد عشان اعرف ايه إلى مضايقك.

اشاحت بوجهها بعيدا: وهو أنا قولتلك إن أنا مضايقة أنا كويسة
قام من مكانه متجها إلى الخارج: علي راحتك يا رؤى أنا طالع انام
رؤى سريعا: مش هتتعشي
رد بعتاب: انتي لسه فاكرة علي العموم شكرا مش جعان
راقبته وهو يصعد لأعلي بحزن فقد رأت ملامحه المجهدة وبالتأكيد هو لم يأكل منذ مدة فقامت سريعا تجاه المطبخ تضع صحون الطعام علي صينية خشبية مستديرة لتحملهم سريعا متجهه إلى أعلي.

ذهبت ناحية غرفتهم فتحت الباب بهدوء فوجدته واقفا في ذلك الجزء الصغير للصلاة الذي عملا معا أن يكون جزء مخصص للعبادة في غرفتهما.

وضعت الطعام علي طاولة صغيرة في منتصف الغرفة ثم ذهبت ناحية الفراش جلست علي حافته تراقبه وهو يصلي بخشوع بات ملتزما في صلاته لا يضيع فرضا أصبح هو من يوقظها لصلاة الفجر يوميا.

انتهي من صلاته فذهبت تجلس بجانبه
تهمس برفق: حرما
ابتسم لها ابتسامة صغيرة: جمعا إن شاء الله
رؤى: مش هتأكل
هز رأسه نفيا: مش جعان
امسك بذراعه تهتف بإلحاح: عشان خاطري يا جاسر أنت طول النهار بتشتغل أنا ما كنتش اقصد اضايقك أنا بس...

اشاحت بوجهها بضيق من نفسها وليس منه
أدار وجهها ناحيته برفق: انتي ايه مش اتفقنا ما نخبيش حاجة علي بعض ابدا مالك بقي.

رؤى: الفلانتين بكرة
جاسر مبتسما: ايه الفلانتين دا دوا حكة
خرجت منها ضحكة صغيرة رغما عنها ليكمل هو: وبعدين يعني كملي
اخذت نفسا عميقا تزفره بضيق: مش عارفة أنا طول عمري اسمع أن الفلانتين دا حرام الاحتفال بيه والهدايا والحاجات دي مش بتاعتنا بس عارف ساعات كدة كان بيبقي نفسي يجيلي هدية بص أنا مش عارفة
اعبرلك عن إلى أنا عيزاه فاهمني
امسك كف يدها برفق مبتسما بحنان: فاهمك
اقعدي انتي بقي افهمك.

جلست امامه تربع ساقيها ففعل مثلها
جاسر برفق: صلي على النبي
رؤى: عليه أفضل الصلاة والسلام
جاسر: زيدي النبي صلي
رؤى: عليه أفضل الصلاة وازكي السلام
جاسر برفق: بصي يا حبيبتي بغض النظر عن أن الفلانتين حرام ومش عيدنا والدبابيب والاحمر والورد والحاجات الغريبة إلى بتظهر دي هما بيقولوا إن دا عيد الحب تمام.

هزت رأسها إيجابا ليكمل هو بنفس النبرة الهادئة: طيب هو أنا محتاج يوم في السنة عشان اقولك بحبك دا حتى تحسي فيها نفاق أوي أنا بحبك عشان النهاردة بتاع الحب دا.

الحب ارقي واسمي من إلى بيحصل فيه بكتير
الرسول صلي الله عليه وسلم
قال ما رأيت للمتحابين مثل النكاح
إلى هو الجواز يعني لكن جو اصل احنا بنحب بعض تحت مسمي الحب دا اسمه قلة أدب
رؤى: طيب يا جاسر مش لازم يكونوا متصاحبين يعني ما ممكن يكونوا مخطوبين أو متجوزين.

جاسر: بصي يا حبيبتي هما 3 انواع
متصاحبين وعايشين في وهم هيصحوا منه علي قلم محترم لأن غالبا العلاقات دي بتفشل
رؤى: ليه بتفشل ما يمكن هو نيته سليمة وبيحبها فعلا
جاسر: لو بيحبها فعلا مش هيخليها تخون ثقة اهلها وتعرفه من وراهم لو بيحبها فعلا هيبقي شايفها غالية اوي في نظره لو بيحبها فعلا هيدوس علي نفسه هيشتغل ولو بيدرس هيموت نفسه في الشغل وفي الدراسة هيقفل علي قلبه
هيعقلها ويتوكل علي الله.

النوع التاني المخطوبين أنا كراجل خاطب ماليش غير حقين بس، واحد ما تتخطبش لواحد غيري، أتنين اروح ازوها في وجود أهلها ومحارمها الكلام بينا يبقي تعارف مش أكتر.

لكن إلى بيحصل اليومين دول هي تتخطب من هنا هوبا اسم البروفايل يتغير لحبيبه مش عارف مين كدا وفجاءة بقت ملامحه كلها منها يادوب الاسم متغير وهو بيبدأ يتعامل من منطق يا بت انتي مراتي ما فيش شهرين جواز وصوت خناقهم بيبقي جايب آخر الشارع الأقنعة إلى كل طرف منهم كان بيجمل بيها نفسه وقعت وبانت الحقيقة.

اما المتجوزين فدول ربنا يعينهم مصاريف ومشاغل البيت والعيال والمدارس والدروس ليلة كبيرة أوي بس بردوا لو أنا بزرع نبته لازم ارويها صح، أنت بقيت أب مسؤل زي ما هي كمان بقت مسؤلة ما ينفعش البنت تلاقي مامتها بتتخانق مع باباها عشان ما جبلاهاش هدية في الفلانتين هتبدأ تقلد ماما عايزة هدية هي كمان طب مين إلى بيجيب الهدايا زي ما تشوف في التلفزيون حبيبي فهيبقي عندها استعداد تام انها تصاحب وتحب وتدخل في متاهات ربنا وحده العالم بيها.

ابتسم لها باتساع: توهتي مني مش كدة أنا بس عايز اوصلك أن مش كل حاجة شائعة وعليها إقبال كبير تبقي حاجة كويسة عارفة عيب مجتمعنا ايه أنه بقي بيقول عيب أكتر ما بيقول حرام، مش عيب أن الزوج يجيب هدية لزوجته في الفلانتين هو جوزها بس حرام
دي حدود، خطوط حمرا ما ينفعش نعديها.

(تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ? وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ? وَذَ?لِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).

جاسر مبتسما: بذمتك الدبدوب دا مهما يكون سعره هيبقي اجمل من الجنة
هزت رأسها نفيا بابتسامة واسعة: أنا بحبك أوي يا جاسر
دنئ برأسه يقبل جبينها بحنان: أنا كمان بحبك ويا محلا الحب الحلال معاكي يا رؤى


لقراءة الجزء الثاني من رواية اسيرة الشيطان جاسر ورؤي 💜👇



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-