في اليوم التالي
مساء داخل مسكن قاسم الدمنهوري
كان يجلس كل من
قاسم، أمال، سليم، ريم، بصحبة عائلة عزمي الشافعي
تحدث عزمي بإبتسامة سمجه أنا قولت نيجي إحنا نقضي معاكم اليوم ونشوف الباشمهندس سليم اللي ليه أكتر من أسبوعين في مصر وحتى مفكرش ييجي يسلم على خاله بعد غياب خمس سنين بحالهم!
نظر إليه سليم وتحدث بإحترام صدقني يا خالي غصب عني، أنا يعتبر مبدخلش البيت غير علشان النوم حتى إسأل ماما
تحدثث أمال بإبتسامة مجاملة لعدم تقبلها لشقيقها وزوجته اللذان ظلماها هي وشقيقتها ومنعوهما من ميراثهما الشرعي!
وأردفت قائلة بغرور الحقيقه سليم من وقت ما وصل مصر وكل يوم بيمر على الشركات ويقيمها، وفعلا مبيجيش غير وقت النوم!
وأكملت بكبرياء ما أنتوا عارفين منصب الباشمهندس كبير ومهم إزاي، الشركة بتثق فيه ثقة عمياء، ده كمان مسافر بعد كام يوم دبي علشان يقيم كام شركة هناك مقدمين طلبات دمج شركاتهم مع شركته!
إشتعل داخل سميرة من تلك المغرورة المتسلطه وكادت أن تقف وتمسك بتلك الفاز الكريستاليه الموضوعه جانبا، وتفتك برأس تلك الشمطاء المتكبرة!
حدثت حالها بغل، من يستمع إلى حديثك يظن أنها شركة العائلة التي أسسها له ذلك الأبله القاطن بجانبك والذي يدعي قاسم،.
يالك من شمطاء حمقاء، رحم الله تلك الأيام حينما كنتي لا تجدين ما تسدي به جوعك، أتتكبرين على سيدتك وسيدة عائلتك بالكامل أيتها الخنفساء، حقا عائلة رعاع، لا أدري ماذا فعلت بدنياي لأقع وسط ذلك المستنقع المسمي بعائله زوجي تلك.
ثم وعت على حالها وتحدثت بنفاق وهو فيه زي الباشمهندس سليم في الدنيا كلها، ربنا يعلي قدرة كمان وكمان
ثم تحدثت برياء مش عارفه يا أمال هتصدقيني ولا لاء، بس أنا فعلا بحب سليم وبتمني له كل الخير، ودايما بدعيله أكتر مبدعي لأولادي نفسهم.
كانت تنظر لها مستشفه كذبها وريائها
حدثت حالها بضيق، ماذا دهاك أيتها الساحرة، أتظنين أنني بذلك الغباء لأصدق مشعوذة شريرة مثلك؟
ثم عن أي دعاء تتحدثين أيتها الحرباء المتلونة، أكاد أجزم أنك حتى لا تتذكري أولادك بذلك الدعاء التي تتحدثين عنه، هذا وإن كنتي تركعين لربك من الأساس، أيتها الشيطانة بالعة السحت وأموال اليتامي داخل كرشك اللعين!
ثم تحدثت بإبتسامة مزيفه قائله بكبرياء أكيد طبعا، مهو بالنسبة لك زي حسام
ثم صاحت بصوتها لتستدعي العامله بكبرياء ليندا، ليندا
أتت العامله الفلبينيه.
التي وما إن رأتها سميرة حتى لوت فاهها
وحدثت حالها، فلبينيه يا إبنة عديلة، رحم الله ذلك الأيشارب الذي كنت تحبكين به رأسك وأنت تمسكين بتلك الخرقة المتهالكه وتنظفين بها أخشاب منزلك الحقير
تحدثت العامله بلغه ركيكه أفندم مدام؟
تحدثت أمال بغرور شوفي الضيوف يشربوا أيه!
وجه قاسم حديثه إلى أمال بإحراج ضيوف أيه بس يا أمال، الجماعه أصحاب بيت، وتحدث لحسها على التحرك قومي بلغي المطبخ علشان يجهزوا عشا يليق بأستاذ عزمي ومدام سميرة والأولاد!
إبتسمت ريم لحديث والدها وتحدثت بحماس أنا هقوم أبلغهم يا بابا
تحدثت سميرة ملوش لزوم يا قاسم بيه، هو أحنا أغراب للكلام ده!
أجابها سليم بإحترام إزاي يا طنط، حضراتكم مشرفينا إنهاردة وده أقل واجب يتقدم لكم
تحدثت أمال مرغمه تحبي أخلي الطباخ يعملكم أصناف معينه يا سميرة، ولا تاكلوا على ذوقي؟
أجابتها سميرة بنفاق أكيد على ذوقك، هو فيه زي ذوقك يا أمال
رد عليها عزمي بنفاق عندك حق طبعا يا سميرة، أمال طول عمرها ملكة الذوق.
إبتسمت أمال على ذلك الثنائي المنافق من الدرجه الأولي وأنسحبت إلى المطبخ
ثم نظرت سميرة إلى إبنتها نظرة ذات معني.
وقفت ندي وتحدثت بنبرة حماسيه ما تيجي يا سليم إنت وحسام نقعد في البلكون ونسيب الكبار يقعدوا براحتهم، أكيد فيه كلام كتير حابين يتكلموا فيه
تحدثت وياليتها لم تتحدث، ألقي سليم نظرة حارقه على حسام الجالس ينظر إليه يترقب لردة فعله،
فتحدث سليم بإحترام مفتعل أتفضلوا إنتم يا ندي وخدوا راحتكم، أنا للأسف مضطر أدخل أوضتي علشان عندي شغل مهم.
ثم نظر إلى عزمي وتحدث بعد إذن حضرتك يا خالي، وإن شاء الله لما العشا يجهز أكون خلصت شغل وأجي أتعشا معاكم.
تحدث عزمي براحتك يا حبيبي، ربنا يقويك
ثم نظر إلى سميرة التي إحتقن وجهها وتحدث بعد إذن حضرتك يا طنط.
هزت رأسها بإبتسامه كاذبه، أما حسام وندي فقد إستشاط داخلهما من عدم تقدير سليم لكل منهما، وتحركا إلى الشرفه وقفا بجانب بعضهما
حين نظر حسام إلى ندي وحدثها بنبرة ساخرة يا بنتي سيبك بقا من كلام ماما إللي هيقلل من كرامتك ده وسيبك من إللي إسمه سليم ده كمان،.
صدقيني سليم عمرة مهيفكر فيكي، وحتى لو حصلت المعجزة وفكر، عمتك عمرها ما هتسمح له بكدة،
واكمل بتأكيد إنت مش شايفه قذف الجبهات اللي بالعيون بينها وبين ماما، أنا متأكد إن الاتنين لو سنحت لهم الفرصه هيقطعوا بعض!
أجابته بتذمر وأنا قولت لك قبل كدة إن سليم مش هيكون لحد غيري أنا، وبكرة هفكرك!
أتت ريم إليهما وتحدثت لهما وهي تشير إلى العامله أتفضلو، أنا خليت داده رقيه تعمل لنا نسكافيه، هيعجبكم أوي على فكرة، أصل سليم جايبه معاه هو والقهوة من ألمانيا!
تحركت ندي وأخذت كوب النسكافيه الخاص بها وتحدثت بتخابث أسيبكم بقا علشان تقعدوا براحتكم!
غمز لها حسام بشكر حين إبتسمت ريم خجلا
وتحركت هي إلى بهو الشقه وأستغلت إنشغال الجميع بالحديث و وجود عمتها بالمطبخ لإشرافها على العشاء.
وتحركت للداخل حتى وقفت أمام غرفة سليم ثم دقت بابها بخفه وفتحته حتى قبل أن يأذن لها هو بالدخول،
وجدته يقف بالشرفه ينظر إلى السماء شاردا.
شعر بأقدام تتحرك خلفه فهو لم يستمع لخبطها نتيجة ضعفه، وأيضا لشرودة في من ملكت عقله ووجدانه وأثرته.
نظر خلفه وتساؤل مضيقا عيناه بإستغراب ندي، فيه حاجه؟!
ثم نظر لباب الغرفه وجده موصد، تحرك سريع كمن لدغه عقرب وأمسك المقبض وفتح الباب على مصرعيه.
أمالت هي رأسها بإستغراب ونظرت إليه وتحدثت بإستنكار فتحت الباب ليه يا سليم؟!
أجابها وهو مازال متسمرا بجانب الباب علشان ميصحش وجودك هنا والباب مقفول، وميصحش وجودك في أوضتي من الأساس يا ندي!
أجابته بدلال وإثارة هو فيه أيه يا سليم، إنت ليه مصر تتعامل معايا على إني غريبه عنك؟
أردف قائلا بهدوء بالعكس يا ندي، أنا بعتبرك زي ريم بالظبط وبخاف عليكي زيها، وعلشان كدة من واجبي إني أحافظ على شكلك وسمعتك قدام الناس!
زفرت وأردفت قائلة بتذمر وأعتراض أيه حكاية بعتبرك زي ريم إللي كل شويه تقولها لي دي، أولا أنا مش أختك، ولا عمري إعتبرتك زي حسام،
وأكملت بإستعطاف ودلال يا سليم أنا محتاجه فرصه أتكلم فيها معاك وأشرح لك كل اللي جوايا وبحس بيه من ناحيتك، هي فرصة واحده بس، وإنت في كل مرة بحاول أخلق الفرصة دي بتصدني و مش بتسمح لي بيها.
أجابها بإصرار من فضلك يا ندي أخرجي من الأوضه حالا لإن وجودك هنا مش مقبول، وممكن يتفسر غلط.
كادت أن تتحدث ولكن أسكتها دلوف أمال التي وقفت بجانب سليم ونظرت إليها بإستنكار وتسائلت بنبرة حادة متعجبه سايبه مامتك وبباكي برة وجايه تعملي أيه هنا يا ندي؟!
إرتبكت ندي وأردفت قائلة بكذب وهي تمسك هاتفها أنا كنت جايه أسأل سليم عن حاجه خاصه بحسابي على جوجل يا عمتو!
نظر لها بإستغراب وتعجب من كذبها وقدرتها على تلون وجهها رغم صغر سنها.
أجابتها أمال بنبره جاده ما أنت سامعه سليم وهو بيقول إن عنده شغل مهم هيعمله، ثم إن وجودك في أوضة شاب عازب غلط ومرفوض، وبيتهيئ لي وقفة سليم عند الباب وفتحه ليه أكبر دليل منه على إن وجودك هنا مش مقبول وغير مرغوب فيه بالنسبة له، ده غير إنه مش فاضي لجوجل والكلام التافه ده!
كان يستمع لحديث والدته بأريحيه لصحته، وأيضا لعلمه لأغراض ندي من التقرب إليه وهو ما يرفضه شكلا وموضوعا!
تحركت ندي بقلب يملئه الغضب من هذه العمه التي أفسدت عليها فرصتها في التقرب من سليم.
وتحدثت بنبرة هادئه عكس ما بداخلها تماما أنا أسفه يا عمتو، أكيد مقصدتش أعطل سليم عن شغله.
ثم تحركت ووقفت مقابله ل سليم وتحدثت بنبرة صوت رقيقه بعد إذنك يا سليم.
هز لها رأسه بجمود ووجه خالي من أي تعبير
وخرجت.
وزفر هو وتحرك للداخل وتحدث إلى والدته بعتاب هو إزاي خالي سايب ندي توصل للحالة دي يا ماما، إزاي توصل بيها الجرأة إنها تدخل لراجل أوضته وتقفل باباها من غير خجل ولا حياء؟
ده غير لبسها الضيق وشعرها، هو مستني أيه علشان يقول لها تلبس حجابها الشرعي وتلتزم بلبسها؟
تنهدت وأردفت قائلة وهو خالك ولا الهانم مراته فاضيين لها!
تحدث سليم بنبرة جاده ياريت يا ماما تخلي بالك من ريم ومتسمحيش لها تخرج وتخطلت معاها!
أجابته بجديه هو أنت مش عارف باباك وتشدده معاها يا سليم، ده مبيسمحلهاش تخرج برة البيت من بعد أذان المغرب، ودايما بيراقب لبسها بنفسه!
بعد مرور حوالي ساعه كان الجميع يلتفون حول سفرة الطعام.
نظرت سميرة إلى الطعام وتحدثت حلو أوي الأكل يا أمال، بس أكيد مش في طعامة ولذاذة أكلك.
وتسائلت هو أنت مبقتيش بتدخلي المطبخ خالص؟
إبتسمت أمال بمجاملة وأجابتها بصراحه لا بقا عندي وقت ولا صبر على وقفة المطبخ زي زمان،
ثم نظرت إلى سليم وتحدثت بحنان بس ده ميمنعش إن من وقت ما سليم رجع وأنا تقريبا بدخل المطبخ يوميا، إنت عارفه بقا أكل دول أوروبا إللي ملوش لا طعم ولا لون!
تحدث عزمي بحديث ذات معزي ومقصود ناظرا إلى سليم أنا شايف إن سليم لازم يستغل أجازته دي ويخطب ويتجوز وياخد مراته معاه تطبخ له هي بنفسها،
وأكمل بإبتسامه سمجة ولا أنت أيه رأيك يا باشمهندس؟
إبتسم إلى خاله وتحدث عن قصد لسه بدري على الخطوة دي حضرتك!
أجابته سميرة بإستماتة للتأكيد على حديث زوجها الموجه بدري من عمرك يا حبيبي، ده كل إللي من سنك معاهم أولاد، مفيش غيرك إنت وحسام، بس على الأقل حسام خاطب وعذرة إن ريم لسه بتكمل تعليمها، لكن إنت بقا عذرك أيه يا باشمهندس؟
ثم نظرت إلى قاسم وتحدثت جري أيه يا قاسم بيه، هو حضرتك مش حابب تشوف أحفادك وهما بيلعبوا حواليك ولا أيه؟
أجابها بعيون سعيدة من مجرد ذكر إسم أحفادة أكيد نفسي وجدا كمان، بس أنا في أيدي أيه أعمله إذا كان صاحب القرار نفسه شايف إن لسه شويه على الخطوة دي؟
نظرت إلى سليم وتحدثت بإستماتة ولا شويه ولا حاجه يا سليم، قرر إنت بس وسيب الباقي علينا، حتى علشان تفرح بابا وماما!
كانت ندي تستمع إليهم وهي تنظر إلى سليم بعيون سعيده وقلب يتراقص.
تحدثت أمال ناهيه الموضوع لمعرفة غرض أخيها وزوجته من فتح ذلك الموضوع الأن ياريت يا جماعه تقفلوا على الموضوع ده علشان سليم بيتضايق،
وأكملت بحديث ذات مغزي وبعدين خلينا نستمتع بطعم الأكل ونستمتع بلمتنا الحلوة إللي مبتتكررش كتير.
أجابها عزمي بسماجه متقلقيش يا حبيبتي، إن شاء الله زياراتنا هتتكرر كتير بعد كدة!
إبتسمت له بمجاملة وأكملا طعامهم.
تحت أنظار ندي الجريئة إلى سليم الذي يتلاشاها وينظر إلى صحن طعامه الموضوع أمامه.
ذهبت فريدة بصحبة هشام وموظف البنك الذي أرسله معهما مديره وذلك بناء على توصية مستر فايز.
إختارت فريدة ماركة سيارتها ولونها تحت سعادتها الهائلة، وخرجوا من المعرض ليستقلوا سيارتهم.
تحدثت فريدة إلى الموظف بإحترام وشكر حقيقي مش عارفه أشكر حضرتك إزاي يا أستاذ أمير، متشكرة جدا وياريت تبلغ شكري ل أحمد بيه مدير البنك!
أجابها أمير بوجه بشوش علي أيه الشكر بس يا باشمهندسه، أنا معملتش غير المطلوب مني، وبعيدا عن أي توصيه أنا تحت أمرك في أي حاجه تحتاجيها بعد كدة!
ثم نظر إلى هشام وتحدث بإحترام أستاذ هشام، أتشرفت بمعرفتك يا باشا، ويشرفني إنك تعتبرنا من إنهاردة أصحاب.
أجابه هشام ببشاشة وجه أكيد يا باشا دي مش محتاجه كلام!
تحدثت فريدة إلى أمير بتساؤل هو أنا كدة ممكن أستلم العربيه أمتي؟
أجابها بنبرة عمليه إن شاء الله إسبوع بالكتير وتستلميها.
وأكمل بتساؤل بالمناسبه يا باشمهندسه، حضرتك بتعرفي تسوقي؟
والسؤال الأهم، ياتري معاكي رخصه؟
أجابه هشام فريدة واخدة Course تدريب وبتعرف تسوق كويس جدا!
وأكملت فريدة وبالنسبه للرخصه فهي معايا من سنه تقريبا ولسه ساريه، متقلقش!
تحدث أمير بنبرة جادة كدة كويس جدا، أستني مني تليفون هبلغك فيه بميعاد الإستلام!
شكراه وإستقلت فريدة سيارة هشام وتحدث هو بسعادة أيه يا بنتي السعادة اللي على وشك دي كلها، ده أنا حاسس إنك فرحانه أكتر من يوم خطوبتنا؟
ضحكت وأردفت قائلة بدعابة أرجوك يا إتش متظلمنيش، هما تقريبا المناسبتين نفس الفرحة!
ضحك برجوله وتحدث برضا وأنا يا ستي موافق ومرحب كمان،
وأكمل بعشق أهم حاجة تكون حبيبتي سعيدة ومرتاحه،
وأكمل بتذكر فاكرة يا فريدة يوم ما إشتريت عربيتي؟
إبتسمت له بسعاده وتحدثت كنت فرحانه علشانك جدا لما شفت مدي سعادتك وإنت بتحقق أول حلم ليك!
أجابها بعيون شاكرة ممتنه لها ولفضلها عليه كله بفضلك يا فريدة، كل اللي أنا فيه ده واللي وصلت له كان بفضلك وبفضل وقفتك معايا.
نظرت له بعيون بها بعض عبرات الدموع لأجله وتحدثت كله بفضل الله أولا ثم مجهودك وتميزك يا هشام.
أجابها بإصرار ونعم بالله يا فريده، بس حقيقي الفضل كله يرجع لك بعد ربنا، يوم ما قابلتك أول مرة في مصلحة الضرايب، وأكمل بإبتسامة حانيه فاكرة يا فريدة؟
فلااااااش بااااك
قبل أقل من ثلاث سنوات.
كانت تقف أمام نافذة الموظف الموجود داخل مصلحة الضرائب المصريه ويليها صف من البشر كل ينتظر دوره، تحدثت إلى الموضف بتيهه يعني أختمه منين الورق ده حضرتك؟
أجابها الموظف بضيق ووجه عابس يا أستاذه قولت لك إطلعي الدور الرابع وإسالي على الاستاذ عبدالجواد وخليه يختمهولك،
وبعدها روحي شباك 9 اشتري ورقتين دمغة من أم 7 جنيه، وبعدها روحي شباك 11 للأستاذة خيريه وخليها تطبع لك ورقة الدمغه وتمضيهولك، وبعدها تعالي لي هنا علشان أختمهولك بختم النسر!
وقفت تنظر له فاتحه فاهها ببلاهه غير مستوعبه لما يتفوه به صاحب ذلك الوجه العابس وتحدثت بتيهه أنا مش فاهمه أي حاجه من اللي حضرتك قولتها لي دي، وبعدين أيه اللفه الطويله دي كلها، هيجري أيه يعني لو الموظف منكم يخلص الورق كله بدل شحططت الناس بالشكل ده؟
أجابها الموظف بسماجة وغرور ده روتين يا أستاذه، هو حضرتك جايه تعلمينا شغلنا وتعدلي علينا؟
وأكمل بنبرة حادة إتفضلي علشان سيادتك معطلة كل الناس اللي وراكي دي!
تحركت من أمامه وهي تزفر بضيق وتنظر إلى تلك الاوراق التي بيدها بتيهه.
تحرك إليها ذلك المراقب لها من بعيد وهو يري حيرتها بعدما إستمع لحديثها مع الموظف
وتحدث بإحترام صباح الخير يا أنسه.
نظرت له ببلاهه وأستغراب وتحدث هو شكلك كده لسه متخرجه جديد ومأخدتيش على شغل المحاسبه وبهدلته في وسط المصالح الحكوميه.
أجابته بوجه عابس أنا مهندسة إلكترنيات ومليش علاقه بالمحاسبه نهائي، كل الحكاية إن ليا صديقه محاسبه في الشركه وهي اللي مسؤله عن تخليص المعاملات دي من المصلحه،
وللأسف حصلت لها ظروف مفاجئة، وطلبت مني أجي هنا اخلص الورق مكانها، و الورق ده لو ما اتمضاش إنهاردة هتحصل لها مشكله وممكن تتأذي فيها،
وأكملت بقلة حيلة وأديني واقفه محتاسه ومش فاهمه أي حاجه من اللي قالها لي سيادة المبجل ده كمان!
تحدث بهدوء ولا يهمك، أنا بشتغل محاسب في مكتب محاسبه، وشغلتي تخليص المعاملات اللي من النوعيه دي،
وأشار بيده هاتي الورق وتعالي معايا وأنا إن شاء الله هخلصهولك بسرعه!
نظرت له بريبه، فضحك هو ببشاشة وجه، وأخرج من سترته بطاقة تعريفه والكارنيه الخاص بعمله وتحدث متقلقيش، مش هاخد الورق وأطلع أجري.
إبتسمت بإحراج وتحدثت بإحباط أنا أسفه، بس الحقيقه الزمن اللي إحنا عايشينه يتطلب مننا الحرص الزايد في تعاملاتنا مع كل الناس.
هز راسه بتفهم وتحدث مؤكدا على حديثها في دي بقا عندك حق.
وتحركت هي معه وبعد حوالي نصف ساعه كانت تخرج بجانبه من مبني مصلحة الضرائب وهي تتنفس بإنتشاء وتحدثت أخيرااااااا، أنا حقيقي مش عارفه أشكرك إزاي يا أستاذ هشام.
أجابها بهدوء علي أيه بس، دي حاجه بسيطه!
نظرت له بتمعن ثم أردفت قائلة خسارة إنك شغال في مكتب محاسبه صغير زي اللي قولت لي عليه، إنت بذكائك وشطارتك دي تستاهل تشتغل في أكبر الشركات.
أجابها بيقين ووجه محبط الحمدلله على كل حال يا باشمهندسه.
تحدثت هي بحماس بقول لك أيه، متديني رقم تليفونك، ولو إن شاء الله الشركة عندنا إحتاجت محاسبين هرشحك للمدير وأتصل بيك تيجي تعمل إنتر يو!
إبتسم لها بمرارة وأملي عليها رقم هاتفه، ولكن من داخله كان يتيقن انها لن تفعل له شيئ وكل حماسها هذا، مجرد ثرثرة ليس إلا.
عودة للحاضر!
إبتسم لها وتحدث بعيون ممتنه عمري منسيت اليوم ده ولا هقدر أنساه، لأنه بالنسبة لي كان يوم سعدي من كل النواحي، ده اليوم اللي شفتك فيه أول مرة، ومكنتش أعرف وقتها إنك هتكوني حبيبتي وعوض ربنا اللي كان شايلهولي علشان يكافئني بيه ويعوضني عن تجربتي المرة مع لبني.
أجابته بمرارة بصوتها محدش عارف مين فينا اللي كان العوض للتاني يا هشام!
إبتسم لها وتحدث تعرفي إني مكنتش مصدقك لما أخدتي رقم تليفوني وقولتي إنك هتساعديني؟
إبتسم وتحدث بتذكر قولت لنفسي دي واحده الجلاله وخداها علشان خدمتها وخلصت لها الأوراق.
وأكمل بضحك بعد يا حرام ما كانت واقفه محتاسه فيها ومش عارفه تروح فين وتيجي منين، قولت أكيد بتقول كده وخلاص علشان تجاملني بكلمتين،
وأكمل ومصدقتش نفسي لما لقيتك بتتصلي بيا بعد إسبوع وبتقولي لي إن شركتكم طالبه محاسب، وإنك رشحتيني والمدير علشان بيثق فيكي وافق حتى من غير إنتر يو!
إبتسمت لسعادته وتحدثت يااااه يا هشام، إنت لسه فاكر!
أجابها بعرفان وصوت حنون وأنسي إزاي يا فريده وإنت كنتي السبب في كل حاجه حلوة حصلت لي في حياتي،
إنت وقفتي جنبي وساعدتيني في الوقت اللي مكنش عندي ثقه في أي حد، ولا حتى في نفسي،.
وأكمل بعيون شاكرة إنت مكتفتيش بإنك خليتي المدير وظفني وبس يا فريدة، إنت كنتي بتساعديني وتجيبي لي شغل إضافي من شركات أصحابك بيشتغلوا فيها، المعاملات الحسابية اللي كنت بخلصهالهم من المصالح الحكومية وكنت باخد عليها فلوس حلوة جدا،
وأكمل بإبتسامه لدرجة إني إشتريت عربيتي في أقل من ست شهور، وكل ده قبل معترف لك بحبي اللي كان كل يوم بيزيد عن اليوم اللي قبله، إنت كنتي بتساعديني من غير أي غرض يا فريده!
وأكمل بنبرة صوت متأثره أنا قبل ما أقابلك كنت فاقد الأهليه ولقيت روحي بلقياك!
أجابته بعيون حنونه إنت إبن حلال وتستاهل كل خير يا هشام!
أستاهلك يا فريده، أنا أستاهلك، قالها بتأكيد وعيون عاشقه وصوت حنون صادق.
صرخ قلبها متألم مطالبا إياه بالرحمة!
ثم زفر ليخرج من داخله ما أصابه من حزن لتذكرة تلك الأيام الصعبه التي مر بها، وتحدث بصي بقا يا ستي، بالمناسبة السعيدة دي أنا عازمك على الغدا في أفخم مطعم على النيل فيكي يا قاهرة!
إبتسمت بسعادة وأردفت قائلة متشكرة يا هشام!
أجابها بنبرة ملامه وقلب يريد المزيد بس كدة يا فريدة، متشكرة يا هشام؟
وأكمل بحب مفيش ربنا يخليك ليا يا هشام، بحبك يا هشام، بعشقك وبحلم باليوم اللي هتضمني فيه لحضنك يا هشام!
إشتعل وجهها وتحول للون الوردي الداكن من شدة خجلها!
ضحك عاليا برجوله وأردف قائلا خلاص خلاص، إهدي يا قلبي، كدة هتنصهري مني وشويه ومش هلاقيكي!
ثم أردف قائلا بصوت هائم فريدة
نظرت له فتحدث هو بوله وعيون عاشقه بحبك.
إبتسمت وأردفت قائلة بنبرة خجله وبعدين معاك يا هشام.
ضحك هو وأردف قائلا بإنتشاء أحلا هشام بسمعها في حياتي كلها منك إنت يا فريدة!
وبعد مدة وصلا لمقصدهم ودلف إلى المطعم لتناول غدائهما.
بعد يومان كانت تجلس بمكتبها تعمل على جهاز الحاسوب الخاص بها، وجدت هاتفها يرن معلنا عن وصول مكالمة، نظرت به وأستغربت حين وجدت نقش إسم والدتها،
ردت على الفور
إرتعبت أوصالها حين إستمعت لصوت والدتها الباكي وهي تستنجد بها قائلة بصراخ إلحقيني يا فريدة، أبوكي اغمي عليه ومبيردش عليا!
وقفت مرتعبه وتحدثت أغمي عليه إزاي يا ماما، أيه اللي حصل، وأنتوا فين دالوقت؟
صرخت عايدة أنا في البيت والجيران طلبوا الإسعاف ولسه مجتش ومش عارفه أعمل أيه؟
أجابتها على الفور وهي تلتقط حقيبة يدها إهدي يا ماما وأنا هكلم عمو عزيز ييجي لكم حالا، هو جنبك وأكيد هيوصل أسرع، وإطلعي على مستشفي
هي أقرب ليكم وكمان مستواها كويس، وأنا هسبقك على هناك حالا.
حدثتها عايدة بسرعه يا فريدة، خلي هشام يجيبك بالعربيه علشان توصلي أسرع ويقف معانا.
أجابتها فريده بأسي هشام في مصلحة الضرايب بيخلص ورق ومش هييجي الوقت خالص،
أغلقت مع والدتها وهاتفت عزيز الذي طمئنها وأخبرها أنه قريب جدا من موقع مسكنهم.
وصلت إلى مكتب فايز وتحدثت إليه بعد إذن حضرتك يا باشمهندس أنا لازم أمشي حالا.
أجابها سريعا خير يا فريدة، فيه حاجه؟
أجابته سريع بابا تعبان شويه ولازم أروح له المستشفي!
أجابها وهو يتحرك ليحثها على الخروج تمام، تحبي أجي معاكي أوصلك؟
أجابته سريع متشكرة يا أفندم، أنا هاخد تاكسي من قدام الشركة!
وصلت للمصعد الذي كان يصعد إليها بالفعل وأنفتح بابه، وجدت سليم بوجهها وكأنها وجدت ضالتها، ودت لو أن لها الحق في أن ترتمي داخل أحضانه ليمتص عنها رعبها وهلعها الذي أصابها من ذلك الخبر المشؤم ويتولي هو أمرها.
تحدث فايز بإحترام أهلا باشمهندس سليم، في ميعادك مظبوط يا أفندم، وأشار بيده بإتجاه مكتبه إتفضل.
نظر سليم إلى فريدة المتخشبه بوقفتها وبعيناها هلع ورعب لم يرها عليه من قبل، وأيضا قرأ بعيناها إحتياجها الشديد له.
تحدث سريع مالك يا باشمهندسه؟
أجابه فايز باباها تعبان شويه!
فاقت على حالها وتحدثت وهي تدلف إلى المصعد لتحث سليم على الخروج منه حتى تضغط على زر الهبوط بعد إذنك يا باشمهندس!
أجابها بقوة وهو مازال يقبع داخل المصعد أنا جاي معاكي أوصلك!
نظرت له بذهول ولم تعترض وكأنها بالفعل تحتاجه معها ليطمئن قلبها.
حدث سليم فايز بعد إذنك يا باشمهندس، وبعد إذن حضرتك مضطر أجل ميعادنا لبكرة إن شاء الله!
أجابه فايز الذي أصابه الذهول من تصرف ذلك السليم المعروف بعدم إكتراثه لأي شيء خارج نطاق عمله ولا يهمك يا أفندم، أهم حاجه نطمن على الأستاذ فؤاد،
ثم أشار إلى فريده أبقي طمنيني يا فريدة، ما تنسيش!
ظغط سليم زر الهبوط ثم نظر إليها وتحدث بحنان إطمني يا فريدة، إن شاء الله هيبقي كويس.
أمائت برأسها بضعف وخرجا وأستقلت سيارته وأنطلق سريع إلى وجهتهم بعدما هاتفت والدتها وتأكدت أنهما إقتربا من المشفي.
وفجأة وبدون سابق إنذار إنفجرت دموعها التي إحتجزتها كثيرا ولكنها لم تعد تحتمل إدعاء القوة أكثر.
نظر لها ومازال يقود سيارته وتحدث بتألم إهدي يا حبيبي، صدقيني هيبقا كويس.
نظرت له من وسط دموعها وتحدثت بصوت متقطع بابا لو جراله حاجه أنا ممكن أموت يا سليم، عمري ما تخيلت إن ييجي عليا يوم وأشوفه ضعيف ومهزوم من المرض أو.
وصمتت وهزت رأسها بدموع وهي ترفض تلك الأفكار المتشائمة التي إجتاحت خيالها،
تنهد لأجل حالتها و تمنا لو أن له الحق ليأخذها داخل أحضانه ويمتص عنها ألامها وهمها.
تحدث بهدوء هو أيه اللي حصل؟
رفعت كتفيها بعدم معرفة وأردفت ماعنديش تفاصيل، كل إللي فهمته من ماما إنه أغمي عليه، محبيتش أضغط عليها لإنها منهارة ومضغوطه لوحدها!
أجابها ليطمئنها إن شاء الله خير يا فريدة.
ردت عليه بعيون متلهفه لدعائه يارب ياسليم، يارب.
وصلا للمشفي وصعدا معا إلى مكان والدها بعدما سأل سليم عن مكان تواجده في الإستعلامات.
تحركت فريدة بجوار سليم وهي تهرول داخل الممر المؤدي إلى غرفة العناية المشددة المتواجد بها فؤاد.
وجدت والدتها تجلس وهي تبكي بإنهيار تام وبجانبها عزيز وشابان من جيرانهم!
جرت عليها فريدة وأحتضنتها وتحدثت بإطمئنان رغم رعبها الساكن بداخلها إهدي يا حبيبتي، بابا هيبقا كويس ان شاء الله.
تحدثت عايدة من بين شهقاتها وهي تحتضن إبنتها فريدة، شفتي إللي حصل لبابا يا فريدة.
تحدث سليم إلى عايدة بإحترام ألف سلامة على أستاذ فؤاد يا أفندم.
أجابته بعدم إكتراث دون أن تنظر له الله يسلمك.
نظرت فريدة إلى الشابان الواقفان وتحدثت لهما متشكرة جدا يا مصطفي إنت ومحمد على وقفتكم مع ماما ومجيتكم معاها لحد هنا!
أجابها محمد بإحترام إنت بتقولي أيه يا باشمهندسه، إنتم أهلنا ولولا إن الوقت وقت شغل ورجالة الشارع كلهم في أشغالهم كان زمان المستشفي دي إتملت بالرجاله!
وأكمل مصطفي مؤكدا على حديث صديقه الأستاذ فؤاد خيرة على الكل يا باشمهندسه، وطنط عايدة أم لينا كلنا ونخدمها بعنينا.
تحدثت عايدة من بين شهقاتها ربنا يخليكم يا حبايبي ومايحرمنيش منكم أبدا.
نظر عزيز إلى فريدة وتحدث أنا هروح أكمل الإجراءات يا بنتي وأرجع لكم تاني.
وقفت فريدة وأجابته أنا جاية معاك يا عمو.
حدثها سليم برجوله خليكي إنت وأنا هنزل.
أجابته بتصميم متشكرة لحصرتك يا باشمهندس، أنا إللي هنزل!
أجابها بإصرار طب هاجي معاكي لتحتاجي فلوس.
أجابته بشكر متشكرة، أنا معايا كفاية، وبعدين بابا موظف حكومه والمستشفي دي تبع التأمين بتاعه، يعني إن شاء الله المبلغ المطلوب مش هيكون كبير.
وبالفعل نزلت للحسابات ودفعت مبلغا تحت الحساب من خلال بطاقة الكريدت كارد الخاصة بها!
ثم توجهت مرة أخري إلى الأعلي
جلست بجانب والدتها التي مازالت تبكي بحالة هيستيرية وسليم يجلس مقتربا منها إلى حد ما.
خرج الطبيب وأسرع الجميع إليه بتلهف حين تحدث هو إطمنوا يا جماعه، الحمدلله الحالة إستقرت وبقا كويس!
تحدث سليم بعمليه تشخيص الحالة أيه لو سمحت؟
أجابه الدكتور إرتفاع عالي في ضغط الدم أدي لإرتفاع نسبة السكر في الدم وده اللي سبب للمريض حالة الإغماء المفاجئة،
ونظرا لهما وتحدث بترقب أقلق فريده وإحنا بنعمل للمريض إشاعه علشان نتطمن إكتشفنا إن فيه إنسداد للشريان التاجي، وده محتاج عملية بأسرع وقت علشان ميأثرش على صحته وخصوصا في وجود مرض زي السكر.
شهقت عايدة ووضعت فريدة يدها على فمها وهبطت دموعها بشده.
فبادر سليم بالحديث لطمئنتهما إهدوا يا جماعه، العملية بسيطه جدا وبتتعمل تقريبا في أقل من ساعه والمريض بيروح بيته في نفس اليوم، بابا لسه عاملها من فترة وبقا كويس جدا الحمدلله!
أجابه الطبيب بتأكيد على حديثه كلامك صح جدا وفعلا الموضوع مش محتاج كل القلق ده، وياريت تهدوا ومتظهروش خوفكم قدام المريض علشان حالته النفسيه مهمه جدا الفترة دي.
وأكمل ياريت تقرروا هتعملوا العمليه أمتي علشان نستعد، بعد إذنكم.
أوقفته فريدة و تحدثت وهي تجفف دموعها لو سمحت يا دكتور، إحنا ممكن نشوف بابا أمتي؟
أجابها بعمليه بباكي محتاج يقعد في العنايه تحت الملاحظه حوالي ساعتين كمان، وبعدها هنخرجه لغرفة عاديه وهيضطر يبات معانا إنهاردة علشان نظبط له السكر والضغط، بعد ما يتنقل لغرفته تقدروا تدخلوا عنده، بس ياريت بلاش الزحمه والكلام الكتير!
وافقته فريده وأنصرف الطبيب وجلست فريدة ووالدتها تبكيان بحرقه أمام ذلك الذي يتقطع لأجل دموعها وكأنها تنزل على قلبه كحمم تكوي كل ما يقابلها،
بعد حوالي نصف الساعه تحرك سليم وجلب من كافيتيريا المشفي بعض زجاجات المياه والعصائر لهما وللحضور،
شكرته عايدة ورفضت تناول أي شيء حتى خروج شريك حياتها ورفيق دربها الغالي من داخل تلك الغرفه التي تحجب عنها رؤياه!
وأيضا فريدة التي شكرته ورفضت لكنه أصر عليها فتناولت بعض قطرات المياة من يدة.
نظرت فريدة إلى والدتها ثم تساءلت أيه إللي حصل ووصل بابا للحاله دي يا ماما؟
نظرت لها وتحدثت أمام سليم الجالس بجانبهما هو من الصبح وهو حاسس بنفسه تعبان زي ما سمعتيه كدة وإحنا على الفطار، أتصل بالشغل وأخد أجازة عارضه ودخل نام شويه وبعدها قام من النوم، دخلت أعمل له حاجه يشربها.
وهو دخل أوضة أسامة يتطمن عليه ويشوفه بيذاكر ولا أيه، لاقاه مولع سيجارة.
وبكت بحرقة وكأن توفي لها غالي شفتي المصيبه اللي إحنا فيها يا فريده، أسامة بيشرب سجاير وطول الوقت كان بيخدعنا.
شهقت فريدة وتحدثت بعدم تصديق أسامة، حضرتك متأكدة من الكلام ده يا ماما؟
تحدثت بتأكيد أيوة طبعا، أنا جريت من المطبخ على أصواتهم العاليه، دخلت لقيت بباكي بيزعق وضرب أسامة قلم على وشه وبعدها مسك صدرة وأتوجع و وقع على الأرض، قعد حوالي خمس دقايق وبعدها دخل في حالة الإغماء.
كانت تستمع لها وهي تبكي ثم أردفت قائلة وأسامه فين الوقت؟
أجابتها جه معايا على المستشفي بس ماعرفش راح فين.
تحدث سليم بهدوء أنا أسف لتدخلي، بس بعد إذن حضرتك لو تسمحي لي أنا ممكن أقول رأيي في الموضوع ده؟
نظرت له عايدة وكأنها وأخيرا إستفاقت ووعت على ذلك الجالس بجانبها منذ الكثير، تطلعت إليه بإستغراب وتساءلت مين حضرتك؟
تحمحمت فريدة وأجابتها وهي تشير إلى سليم ده الباشمهندس سليم يا ماما، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للشركة الألمانيه اللي كلمتك عنها قبل كدة!
نظرت له عايدة بعدم إستيعاب وتسائل داخلها عن ما الذي يجعل العضو المنتدب يصطحب إبنتها إلى هنا؟
ولكنها تلاشت تلك الأسئله فالأن ليس محلها ولا مجالها وتحدثت أه، أهلا وسهلا بحضرتك!
وأكملت فريدة لإستكمال شرح موقفها الباشمهندس كان داخل لمستر فايز مكتبه ولما لقا حالتي مش كويسه أصر يوصلني لحد هنا ويطلع يتطمن على بابا.
إبتسمت له عايدة بجانب فمها وأردفت بعرفان كتر خيرك يا باشمهندس، باين عليك إبن أصول يا أبني ومتربي كويس، ربنا ما يوقعك في ضيقه أبدا!
أجابها بإحترام علي أيه يا أفندم، أنا ما عملتش حاجه أستاهل عليها شكر حضرتك ده!
وأكمل بتمني ممكن بعد إذنك يا فريدة تتصلي ب أسامة وتطمنيه على بباه، وكمان علشان تطمني عليه، مين عارف حالته عامله أيه دالوقت،
ثم نظر إلى عايدة وأردف ليطمئن قلبها وبالنسبه لموضوع السجاير ده حضرتك تصرف طبيعي جدا ومتوقع من شاب في سنه، متنسيش إن أسامه مراهق وأكيد شيطانه بيحدثه إنه لازم يجرب كل حاجه، وللأسف أصحاب السوء ليهم دور كبير في السن ده.
حدثته عايدة بس متوصلش للسجاير يا باشمهندس، ده بباه عمرة ما حطها على بقه ولا حتى يعرف طعمها أيه!
أجابها سليم بهدوء يا أفندم أسامة في سن مراهقة، يعني طبيعي إنه يتمرد على كل حاجه في حياته، وللأسف أكيد عمرة ما هيبص ليباه ويقلدة، كمان هينظر على حضرتك وبباه،
وأكمل بخجل وأعتذار أنا أسف طبعا في اللفظ، هينظر لكم نظرة دونيه،.
واكمل شارح بمعني إنه هيبص لكم على إنكم مش من مستوي تفكيرة وإنه أذكي من حضراتكم، وإنه بيعرف في الدنيا والناس أحسن منكم، وأي نصيحه هتتقال له سواء من حضرتك أو حتى من بباه هيرفضها رفض قاطع ويبص لها على إنها هراء ليس إلا.
تنهدت عايدة وتحدثت مؤكدة على حديث سليم عندك حق يا باشمهندس، فعلا معظم الكلام إللي قولته بيعمله أسامة.
وأكملت وهي تنظر إليه بإهتمام طب والحل أيه بقا، نسيبه كده يعمل اللي هو عاوزة ونقف نتفرج عليه وهو بيضيع وبيدمر نفسه قدام عنينا؟
إبتسم لها بخفه وأجابها بهدوء لا طبعا يا أفندم، أنا بشرح لحضرتك حالة اسامه وطريقة تفكيرة وده مش معاناه أبدا إني بقول لحضرتك تسبيه كده،
وأكمل بهدوء أنا أسف في إللي هقوله لحضرتك، لكن للأسف أستاذ فؤاد غلط لما ضرب أسامه، عمر الضرب والعنف ما كانوا حل لأي مشكله، بالعكس ده بيزودها.
كانت فريدة تنظر إليه بإعجاب من طريقة حديثه وفكرة الناضج.
نظرت له عايدة وتسائلت أومال أيه التصرف اللي ينفع مع أسامه ويجيب معاه نتيجه؟
أجابها بثقه الحب والثقه والإحترام والصداقه، هما دول إللي هتقدري تعدي بيهم مع أسامه لبر الأمان،
صاحبي إبنك وأدي له قيمته قدام نفسه، حسسيه إنه كبر وخلاص بقا راجل يعتمد عليه، حمليه مسؤليه في البيت، دايما حسسيه انك واثقه فيه وفي تصرفاته،
وأكمل بس ده ميمنعش انك لازم تدوري وراه وتراقبي تصرفاته من بعيد لبعيد ومن غير ما ياخد باله وده علشان أمانه.
تنهدت عايدة وتحدثت تربية الولاد غير البنات خالص، دي فريدة ونهله عمرهم ما غلبوني، وخصوصا فريدة ربنا يبارك لها.
نظر هو إلى فريدة وتحدث بإطراء هو فيه حد في عقل وإحترام الباشمهندسه.
أجابته بخجل متشكرة لحضرتك.
وأردفت عايدة بإندماخ وكأنها تناست أمر زوجها القاطن بتلك الغرفة إلا قولي يا باشمهندش، هو حضرتك عرفت كل المعلومات دي إزاي؟
إللي يسمعك وإنت بتتكلم يقول عليك معدي الخمسين سنه من خبرتك.
أجابها أنا بحب أبحث وأعرف كل حاجه حواليا، وبعدين بثقف نفسي وبجهزها علشان لما أتجوز وأخلف إن شاء الله أقدر أتواصل مع أولادي كويس.
وهنا نظر إلى فريدة نظرة ذات معني، والتي بدورها إنتابتها قشعريرة سرت بجميع جسدها.
أردفت عايدة ربنا يا أبني يرزقك ببنت الحلال اللي تسعدك وتخلف لك الولد والبنت ان شاء الله!
نظر داخل عينان فريدة وأجاب بتمني ربنا يتقبل من حضرتك.
إرتبكت وأنتفض داخلها وسحبت عيناها عنه.
في تلك الأثناء دلفت نهلة بدموع وعيون متلهفه تبحث بكل مكان وهي تسرع ويجاورها عبدالله، نظرت فريدة لهما بإستغراب،
وصلا لمكان جلوسهم وأحتضنت عايدة صغيرتها وبعد إطمئنانها على والدها.
حدثتها فريدة بهمس جايه مع عبدالله منين يا أستاذة؟
أردفت لطمئنة شقيقتها روحت لقيته مستنيني هو وطنط إعتماد وطنط ساميه وجينا كلنا مع بعض، بس هما واقفين مع حد يعرفوة برة وهيدخلوا دالوقت.
هزت فريدة رأسها بتفهم.
وتحدث عبدالله هو أسامه قاعد تحت في الجنينة لوحدة ليه، أنا طلبت منه يطلع معانا لكن مرديش!
أجابته فريدة بتعقل أسامه مش حابب يشوف ماما وهي منهارة بالشكل ده، ففضل يقعد تحت لحد ما بابا يخرج من الرعاية.
أتت خالتها وزوجها وولدها الكبير وأمتلئت المشفي بالأهل والمعارف.
وفي تلك الأثناء وقفت فريده وتوجهت إلى سليم وتحدثت متشكرة جدا على وقفتك معانا يا باشمهندس، إتفصل حضرتك شوف شغلك ومتعطلش نفسك أكتر من كدة، إحنا خلاص إطمنا على بابا الحمدلله.
أجابها بهدوء لما يخرج من العناية وتتأكدوا إنه كويس هبقا أمشي،
وأكمل بنبرة حزينه وبعدين للدرجة دي مش طايقة وجودي معاكي في نفس المكان؟
نظرت له سريع وأجابته بنبرة متلهفه وعيون أفصحت عن ما بداخلها بالعكس، لو تعرف وجودك جنبي طمني أد أيه إنهاردة،
ثم وعت على حالها وتحدثت خجلا بإرتباك أقصد يعني كلامك مع ماما عن أسامة اللي طمنها، وكمان شغلها وخلاها تبطل عياط وتنسي شويه حالة بابا.
ثم نظرت له بعيون شاكرة وأيضا عاشقه شكرا يا سليم.
حدثها بهدوء فريدة، تعالي معايا نشوف أسامه تحت، الولد تلاقيه مرعوب.
هزت رأسها بتفهم وتحدثت إلى والدتها ماما أنا نازله أشوف أسامة ولما بابا يخرج أبقي رني عليا.
هزت عايدة رأسها بموافقه وتحركت هي بجانبه.
وبعد مدة كانا يجلسان بحديقة المشفي بجانب أسامة يتحدثان بهدوء.
تحدث أسامة بنبرة صوت خجلة صدقيني يا فريدة دي أول مرة أعمل كدة، وان شاء الله هتكون أخر مرة.
رد عليه سليم يا أسامة إنت كبرت وبقيت راجل، مش معقول بدل ما تريح قلب بابا وتشيل عنه هم اخواتك والبيت وتكون مسؤل معاه تبقا أنت سبب تعبه، بدل ما تشغل وقتك وتجرب حاجات ممكن تدمر لك حياتك أعمل حاجه تفيدك، ألعب رياضه مثلا، أو أتعلم سباحه.
وافقه أسامة وبدأ يتحدث معه بأريحيه متناسي حزنه وخوفه، وشعر وكأنهما أصدقاء منذ زمن بعيد.
وقف سليم وتحرك إلى الكافيتريا ليجلب إلى أسامة زجاجة مياة وأي شيئ ليتناوله، فقد مر وقت طويل ولم يتناول الفتي شيئ.
كانت تجلس بجانب شقيقها بالحديقه، وجدت من يتحرك بإتجاههما.
وهو يتحدث بلهفه فريدة، طمنيني عمو فؤاد عامل أيه؟
لا تدري لما إرتبك داخلها وأرتعبت أوصالها حين رأته يقف أمامها، وتسائلت هشام، إنت عرفت إزاي إننا هنا؟
أجابها مستر فايز إتصل بيا وقال لي، ثم أردف قائلا بنبرة ملامه هو أنت إزاي متكلمنيش وتقولي لي على إللي حصل ده؟
تنهدت بألم وتحدثت بحزن ظهر فوق ملامحها هو أنا كنت في أيه ولا في أيه بس يا هشام، ده أنا كنت هموت من الرعب لما ماما اتصلت بيا وقالت لي،
وبعدين ما أنا عارفه إنك في مصلحة الضرايب ومش هينفع تيجي وتسيب الورق اللي لما تخلصه وتمضيه.
أجابها ولو يا حبيبتي، كان لازم تديني خبر، طب يلا بينا علشان نطلع نتطمن على عمي.
لم يكمل حديثه ورأي من يتحرك إليهم بثقه عاليه ثم نظر إليه وتحدث بنبرة جاده السلام عليكم.
نظر له هشام بصدمه وعيون مشتعله، أما فريدة التي كادت أن تزهق روحها من شدة رعبها من نظرات هشام الناريه الموجهه إلى سليم.
مد سليم يدة إلى أسامة ببعض عبوات البسكوت مع العصائر متلاشيا ذلك المشتعل، أخذ منه أسامة البسكوت وبدأ بفتحه على الفور وتناوله، وذلك لشدة جوعه.
تحدث هشام بحده بالغه هو أنا ممكن أفهم حضرتك موجود هنا بأي صفه، ثم أنت إزاي عرفت إننا هنا؟
تجاهله وبدأ يناول أسامة قطعة أخري من البسكوت وتحدث ببرود كل دي كمان يا أسامة علشان تظبط لك مستوي السكر في جسمك.
إبتلعت فريدة لعابها برعب وتماسكت جاهدة، أخرجت صوتها بصعوبه متحدثه الباشمهندس سليم كان خارج من الأسانسير لما ماما كلمتني، ولما عرف اللي حصل لبابا من مستر فايز أصر ييجي يوصلني، وكتر خيرة فضل معانا ومرضيش يسيبنا لوحدنا!
نظر لها بنظرات مشتعله كطلقات ناريه، و لو كانت النظرات تقتل لأنتهي أمر الفتاه.
ثم وجه حديثه إلى سليم بحده بالغة متشكرين يا باشمهندس وياريت حضرتك تتفضل، بيتهيء لي وجود حضرتك مبقاش ليه لزوم بعد ما أنا جيت، مش عاوزين نعطلك أكتر من كده!
نظر له سليم وتحدث بإبتسامة ساخرة وحديث ذات مغزي في دي بقا معاك حق، أنا وإنت فعلا مينفعش نكون موجودين في نفس المكان!
وأكمل ليشعل داخله أنا كده كدة كنت ماشي بعد ما إطمنت على الباشمهندسه وأتأكدت إنها خلاص بقت أحسن بعد ما إطمنت على والدها.
وأكمل وهو ينظر إلى فريدة بعد إذنك يا باشمهندسه، وياريت توصلي سلامي لمدام عايدة وتتأسفي لها إني مشيت من غير ما أسلم عليها.
ونظر إلى أسامة وأردف قائلا بإبتسامه لو أحتاجت أي حاجه في أي وقت كلمني، رقمي هتلاقيه مع الباشمهندسه وهستني مكالمتك، تمام!
وقف أسامه ومد يدة ليصافحه وتحدث أكيد، بس ياريت ما تزهقش مني لاني خلاص من إنهاردة أعتبرتك صديقي!
أجابه سليم بإبتسامة خلي بالك على نفسك!
ونظر للجميع وتحدث وهو يتحرك للمغادرة بعد إذنكم.
كانت تتابع أنسحابه من المكان بقلب يكاد أن يصرخ ويحتضنه ويتشبث به ليمنعه من الرحيل، فبرغم من إرتباكها الذي أصابها من وجود هشام إلا أنها كانت تشعر بالأمان في وجوده وحضرته!
كاد هشام أن يتحدث لكن أوقفه رنين هاتف فريدة التي أسرعت بالرد وكانت والدتها تخبرها بخروج والدها وإفاقته.
تحركت سريعا للأعلي متناسيه العالم أجمع وأصبح كل ما يشغل تفكيرها هو الإطمئنان على عزيز عيناها وغاليها والدها الحبيب وفقط.
تحرك خلفها هو وأسامه الذي تشجع بعد حديث سليم له وحثه على ان يستدعي شجاعته ويصعد إلى والده ويطلب منه العفو والسماح!
كانت تجلس داخل غرفتها تضع طلاء الأظافر كي تذهب إلى منزل خالتها غادة.
إستمعت لرنين هاتفها أمسكته وتحدثت بعدما رأت ال private number
كنت مستنيه مكالمتك علشان أعرف الخطوة الجايه أيه؟
أجابها المتصل بهدوء وعمليه أول حاجه لازم نعملها هي إنك تحاولي تخلقي مواقف شبه اللي كانت بتحصل بينكم زمان، ولازم يشوفك كتير ويسمع صوتك في الفون أكتر، علشان يشتاق ويحن لماضيه.
تأفأفت لبني وأجابت بملل أيوا بس هشام مش مديني فرصه أقرب منه خالص، إمبارح مثلا رنيت عليه كذا مرة و مردش عليا، ولما لقيته أون لاين كلمته واتس وأتدللت عليه وقولت له أني زعلانه منه، تخيلي رد عليا وقالي أيه،
وأكملت بحزن قال لي معلش أصل كنت بكلم فريدة، زي ما يكون قاصد يقول لي إنه بيحبها وإني أخلي عندي دم وأبعد عنه!
أجابها المتصل بهدوء وتفهم كل ده طبيعي جدا، هو خايف يتكلم معاكي ويقرب منك علشان ما يحنش ليكي ولماضيه الجميل معاكي، هشام خايف على نفسه ليضعف في قربك يا لبني،
إنتي بقا خليكي أشطر منه وحاوطية من كل الإتجاهات، ما تديلوش فرصه يفكر ويبعد، لاحقيه في كل مكان ممكن يتواجد فيه، عند غادة، في بيته، حتى في خروجاته.
تسائلت بتعجب وأنا هعرف منين خروجاته وتحركاته؟!
أجابها دي بقا سبيها عليا، أنا عارف كل خطواته وهبلغك بيها أول بأول، بس إنت فرغي لي وقتك اليومين الجايين علشان هنبدأ الشغل الصح!
تسائت لبني بفضول بردوا مش ناويه تقولي لي إنت مين؟
رد عليها المتصل بإمتعاض مش شغلك، وخليكي في إللي مطلوب منك وبس، ولا أنت مش عاوزة هشام يسيب فريدة ويرجع لك؟
أجابتها سريع طبعا عوزاة يرجع لي، أنا أسفه، يلا قولي لي المطلوب مني بالظبط وأنا كلي أذان صاغيه!
رد المتصل بتأكيد أيوا كده خليكي شاطرة وأسمعي الكلام علشان ننجز مهمتنا ونخلص!
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
↚
دلفت فريدة إلى حيث والدها بمفردها وذلك حسب أرشادات الطبيب
وجدته يقبع بإستسلام فوق تخت المشفي وتجلس بجانبه عايدة ممسكه بيده بعناية وحب،.
نظر عليها وأبتسم بوهن، تحركت إليه، وبرغم إدعائها التماسك إلا أنها لم تستطع حينما وجدته يرقد بجسد ضعيف وعلى الفور نزلت دموعها رغم عنها، صرخ داخلها رافضا مكوثه بتلك الحالة الممزقه لقلبها الضعيف تجاهه، إنه والدها سندها وعزيز عيناها، بطلها ورجلها وفارسها الأول، كيف له أن يكون بهذا الوهن والضعف وهي التي دائما تستمد منه قوتها وثباتها.
وصلت إليه وأنحنت إلى مستوي كف يده وقبلته بعنايه ثم أردفت بإبتسامة خرجت حزينة عنوة عنها، وعيون متألمة رغم محاولاتها المستميته لمداراة وجعها الساكن روحها حمدالله على سلامتك يا حبيبي، وأكملت بدعابه كدة يا سي بابا تخضنا عليك بالشكل ده، أيه، حضرتك كنت عاوز تعرف مقدار غلاوتك عندنا؟
إبتسم بوهن وأخرج كلماته بصوت ضعيف متعب متألم بالظبط كدة!
تحدثت عايدة وهي تقبل جبهته وتتحسس شعر رأسه بحنان وهو أنت لسه محتاج تعرف غلاتك يا فؤاد، ده أنا والولاد كنا هنموت من الرعب عليك!
نظر إليها بعيون محبه وضل يتبادلان نظرات العشق وبعدها نظر إلى فريدة وتسائل أخوكي فين؟
تحدثت عايدة بنبرة قلقه قاعد برة مرعوب، خايف يدخل عندك بعد إللي حصل،
وأكملت لتهدئته وأمتصاص غضبه من ناحية صغيرها علشان خاطري متزعلش نفسك يا فؤاد، والله الواد من ساعة إللي حصل وهو دموعه ما نشفت!
أغمض فؤاد عيناه بألم ثم بادرت فريدة بالحديث بتعقل الحمدلله يا بابا، المفروض نحمد ربنا على كل إللي حصل ده،.
وأكملت بيقين لتهدئة والدها من إتجاه أخاها ده لولا إللي حصل من أسامة وأتسبب لحضرتك في التعب ده مكناش عرفنا إن حضرتك عندك مشاكل في الشريان التاجي ومحتاج تدخل جراحي فورا، سبحان الله، كلها أسباب ربنا بيسببها علشان نوصل للي ربنا سبحانه وتعالي عاوزه، واللي أكيد فيه نجاتنا!
هز فؤاد رأسه وأردف برضا ويقين ونعم بالله العلي العظيم!
أردفت عايدة قائله بترقب لوجه زوجها والله عندك حق يا بنتي!
تحدثت فريدة بهدوء بابا، بعد إذنك أنا هخرج أجيب أسامة علشان يطمن عليك وياريت حضرتك ما تضايقش، إتفقنا يا حبيبي؟
هز رأسه بموافقه وبعد قليل كان أسامه يقف أمامه بدموع ممسك بيده يقبلها قائلا بندم أنا أسف يا بابا أرجوك سامحني، صدقني عمري ما هعمل حاجه تزعلك مني تاني، والله يا بابا ما هحطها في بقي تاني!
نظر له فؤاد وتحدث بصوت ضعيف يكاد يسمع وعد؟
أجابه أسامة وعد يا بابا صدقني
هز فؤاد رأسه وتحدثت عايدة إلى فريدة خدي أخوكي وأطلعوا علشان بابا ميتعبش.
تحدثت وهي تقبل جبهة والدها هشام برة وحابب يطمن على حضرتك؟
هز رأسه بموافقه وتحدثت هي إلى والدتها هدخل هشام بس يا ماما ومحدش تاني هيدخل، الناس برة كتير جدا وإدارة المستشفي بدأت تضايق، تقريبا المنطقه كلها برة، ده غير أعمامي وولادهم اللي جايين في الطريق وزمانهم على وصول.
تحدثت عايدة الناس كلها بتحب أبوكي يا فريدة، دخلي هشام وأنا هقوله يقول لهم أيه
خرجت فريدة ودلف هشام لهما فعايدة وفؤاد يعتبراه إبنهما البكري ولديه غلاوة كبيرة بقلب كل منهما،
وبعد مده خرج هشام للجمع المتواجد بالمشفي وأخبرهم أن عليهم الرحيل حتى لا تنزعج إدارة المشفي من شدة الزحام، وذهبت نهلة وأسامه إلى منزلهم بصحبة عبدالله ووالدته وتبقت عايدة وفريدة وهشام.
في المساء خرجت فريدة إلى حديقة المشفي لإستنشاق بعض الهواء النقي بعيدا عن رائحة المستشفيات التي تكرهها منذ صغرها
تحرك خلفها هشام وتحدث بصوت عالي يطغي عليه الغضب بيتهيء لي خلاص إطمنتي على بباكي والوقت ممكن نتكلم؟
نظرت له بوجه مرهق وتسائلت بهدوء ونبرة متعبه هنتكلم في أيه يا هشام؟
أجابها بقوة نتكلم مثلا على البيه إللي كان سارح بينكم في المستشفي ولا كأنه واحد من العيله؟
وأكمل بنبرة غائرة مرة يتكلم مع مامتك إللي قاعدة جوة تقول فيه وفي تفكيرة شعر، ومرة مع أسامه اللي كان ناقص ياخده بالأحضان وهو ماشي، لا وكمان بكل وقاحه واقف قدامي يقول له أبقي خد رقمي من فريدة، وأكمل بغضب ونبرة حادة سؤالي بقا يا هانم، رقم البيه بيعمل أيه معاكي لحد دالوقت؟
كان حجته الشغل والمعلومات اللي كان عاوز يعرفها بخصوص إتفاقية الزفت دي، وأهي تمت وخلصنا، وأكمل بنبرة غاضبه رقمه بقا لسه بيعمل أيه مع سيادتك؟
وأكمل والسؤال الأهم يا أستاذه، إزاي واحده محترمه زيك تقبل تركب عربية مع راجل غريب عنها، ده أنت مطلعه عين أمي في الموضوع ده يا فريده، وأقدر بكل سهوله أعد لك المرات إللي ركبتي فيهم معايا عربيتي؟
وضعت كف يداها فوق وجهها وفركته بتعب وإرهاق ثم رفعت له عيناها وأردفت بإستنكار هو أنت فعلا شايف إن ده وقت ومكان الكلام اللي بتقوله ده؟
وأكملت بنبرة ملامه يعني بدل ما تقعد تطمني على أبويا إللي مرمي جوة على سرير وقلبه موصل بأسلاك وداخل على عمليه يا عالم هيقوم منها ولا لاء، جاي تحاسبني؟
واقف تحاسبني وتلومني على واحد وقف معايا وساعدني وقت شدتي وأحتياجي؟
وأكملت بعيون ضعيفه ده أنا كنت خارجه من الشركة منهارة وربنا وحده يعلم أيه إللي بيا وهوصل للمستشفي إزاي؟
وأكملت مبررة وجوده في اللحظه دي كان طوق النجاة بالنسبة لي، وصلني لبابا في وقت قياسي ووقف معانا وقعد يهدي في ماما إللي كانت منهارة، ولا أسامة العيل الصغير إللي كان هيموت من رعبه بعد اللي حصل قدام عيونه، جاي تلومني على أيه يا هشام؟
ده بدل ما تحمد ربنا وتفرح إن ربنا سخر لنا حد يقف معانا في شدتنا؟
أنا بجد مستغرباك ومش قادرة أستوعب تفكيرك ده.
وأكملت بنبرة لائمه إزاي قادر تكون أناني أوي كده في تفكيرك؟
إزاي مفكرتش فيا وفي حالتي وألمي ورعبي على أبويا اللي مليش سند غيرة في الدنيا بعد ربنا؟
إزاي مفرقش معاك خوف أسامه ورعبه اللي كان مالي قلبه ولا أمي اللي كانت هتموت من رعبها على رفيق عمرها وحبيبها، يا خسارة يا هشام، إفتكرتك أعقل من كدة بكتير.
صمت رهيب حل بهما وجلسا صامتان،
شعر بخزي عميق بعد حديثها الذي أحزنه وبين له كم هو حقا أناني وتفكيرة محدود داخل نطاق حاله فقط،
بعد مدة تحدث بنبرة هادئه ونظرات خزي أنا أسف يا فريدة، أنا بعترف لك إني فعلا كنت أناني في تفكيري، بس أنا حقيقي مقدرتش أشوف غير نار غيرتي عليكي وأنا متخيلك راكبه العربيه جنب إللي إسمه سليم ده.
تنهدت بقلة صبر وتحدثت بإستسلام أنا طالعه أشوف ماما لتكون محتاجه حاجه وبعدها هروح لأني بجد فقدت طاقتي ومش قادرة أقعد أكتر من كده.
حدثها هو بهدوء أنا جاي معاكي وهوصلك وأرجع هنا تاني.
صعدت لوالدها إطمئنت عليه وتحدث عمها الذي أتي من السويس هو وولديه حين علموا بما حدث لشقيقهم.
تحدث أحمد إلى عايدة يلا أنتي كمان يا أم أسامه روحي مع فريدة وأنا هبات مع فؤاد.
رفضت عايدة وتحدثت بعيون تكسوها غشاوة دموع أنا مش هسيب فؤاد ومش هروح البيت غير وإحنا مع بعض زي ما خرجنا!
حدثتها فريدة عمي بيتكلم صح يا ماما، حضرتك مش هتعرفي تتصرفي لو لا قدر الله بابا أحتاج لدكتور أو أي مساعدة، عمي الأنسب إنه يبات مع بابا.
وبالكاد أقنع فؤاد والجميع عايدة على مغادرة المشفي مع فريدة وهشام،
تحدث هشام إلى أبناء عم فريده طب إتفضلوا باتوا معايا في بيتي يا شباب، إحنا عندنا شقه فاضيه في البيت و إن شاء الله هتخدوا راحتكم فيها.
أجابه ذياد الإبن الأكبر بإحترام متشكرين يا أستاذ هشام على كرم أخلاقك، بس إحنا عندنا شقه هنا في القاهرة، شارينها للطواريء اللي زي دي!
وشكرة أحمد أيضا.
وصلت عايدة وفريده بصحبة هشام إلى مكان السيارة، بادرت فريده وتحركت نحو الباب الخلفي وصعدت بالكنبة الخلفيه،
نظرت لها والدتها بإستغراب ثم حولت بصرها إلى هشام الذي كسي الحزن وجهه، تحركت هي غير مواليه بهما فالأن ليس وقت هذه المهاترات بالنسبة لحالتها،
وفتحت الباب الامامي وجلست بجانب هشام الذي جلس خلف مقود القيادة وتحرك، ووجه المرأة وسلطها على ملامح فريدة الحزينه.
تحدث هشام بهدوء وهو ينظر إلى عايدة تحبوا تاكلوا أيه يا ماما؟
أجابته عايدة برفض قاطع ولا أي حاجه يا حبيبي، روحنا بس علشان محتاجه أغير هدومي وأريح جسمي شوية علشان أجي لعمك بدري ان شاء الله.
أجابها بإصرار ياحبيبتي مينفعش تقعدي طول اليوم من غير أكل، وكمان علشان فريده وأسامه ونهله ياكلوا أي حاجه معاكي.
ثم وجه حديثه لتلك الحزينه الشاردة في حالة والدها تحبي تاكلي حاجه معينه يا فريدة ولا أجيب لك على ذوقي؟
نظرت له وتنهدت بتعب متجيبش حاجه يا هشام، محدش ليه نفس للأكل، أنا عن نفسي تعبانه وكل إللي محتجاه هو إني أنام وبس.
تحدثت عايده يا أبني متتعبش نفسك، أنا كنت سالقه اللحمه وعامله خضار وسلطه وكنت بجهز للرز وحصل إللي حصل، يعني أكيد نهله كملت عمايل الرز وأكلت هي وأخوها.
لم يستمع لهما وصف سيارته وتوقف أمام مطعم للمأكولات المشوية وجلب بعض الأصناف المحببه لديهم مع بعض السلطات والمقبلات وأستقل السيارة من جديد.
أتتها رسالة بهاتفها نظرت بها تحت أنظار هشام المسلطه عليها، كانت من سليم يطمئن بها على حالة والدها ووالدتها المنهاررة، أجابته بإختصار أنهما بخير، ففهم هو أنها بوضع لم يسنح لها بفرصة الحديث،
أغمضت عيناها بتألم لحالة أبيها وألقت رأسها بإهمال مستندة على زجاج النافذة تحت بصر ذلك المستشاط.
ثم رن هاتفها مرة أخري نظرت بشاشته وجدته فايز
ردت بهدوء تحت أنظار هشام المترقبه أهلا يا باشمهندس!
إنزعج هشام بشدة ظنا منه أنه سليم.
فأكملت فريده بهدوء متشكره لحضرتك يا أفندم وبعدين حضرتك كلمتني كذا مرة برغم إنشغالك، يبقا فين التقصير إللي حضرتك بتقول عليه ده.
لاحظت فريده نظرات هشام فردت متعمدة ليطمئن قلبه ويستريح من تلك الشكوك التي إنتابته مؤخرا هيعملها بكره إن شاء الله، وبجد متشكره جدا لإهتمام حضرتك مستر فايز!
وأغلقت تحت إرتياح هشام.
وأخيرا وصلوا لمنزلهم صعدت فريده ووالدتها وتحرك هشام عائدا إلى منزله، أخذت فريده حماما دافئا وتناولت بعض اللقيمات القليله هي ووالدتها ونهله وأسامه.
وأتجهت إلى تختها وغفت بعمق لتعب عقلها وجسدها المنهكان.
في اليوم التالي
أجري فؤاد جراحته بنجاح وخرج بنفس اليوم من المشفي وأستقرت حالته كثيرا،
وبعد أربع أيام إستلمت فريده سيارتها تحت سعادتها أنها وأخيرا سيستريح بالها من ذهابها للعمل بهدوء نفسي وأيضا المال المهدر التي كانت تنفقه على السيارات المستأجرة.
إبتعد سليم ولم يتصل بها نهائيا من بعد اليوم الذي أجري والدها به الجراحه وحدثها ليطمئن عليه، تحت إستغرابها من إبتعاده
أحقا قرر نسيانها أو لم يكن يعشقها من الأساس؟
وصلت لبني إلى مسكن غادة بعدما أخبرها المتصل المجهول أن هشام سيذهب بعد قليل إلى غادة ليتناول غدائه بصحبتها.
إستقبلت غادة لبني التي أتت محمله بالحلوي الشرقيه التي يعشقها هشام بإستغراب فتحدثت لبني، مقولتيش إنك جايه يعني؟
أجابتها بتملل وأنزعاج أرجع تاني يعني ولا أيه؟
ضحكت غادة وتحدثت بدعابه أدخلي أدخلي يا قماصه، لسه زي ما أنت ومتغيرتيش، بتتأمصي من أقل كلمه،
ثم نظرت إلى العلبة التي بيدها وأردفت بسعادة وكمان جايبة لي الحلويات إللي بحبها.
وضعت العلبه بين يدي غاده، وفكت لبني شعرها من ربطته لينساب فوق ظهرها في مظهر مبهر ثم اجابتها بدعابه وهو أنا عندي أغلي منك يا دوده!
ثم أشتمت بأنفها وأغمضت عيناها بتلذذ وأردفت بتساؤل أيه ريحة الأكل إللي تجنن دي، إنت عازمه حد من ورايا ولا أيه يا دوده؟
نظرت لها بترقب وأردفت قائله مستنيه هشام على الغدا، إتصل من الشغل وقال لي إنه هيعدي عليا يتغدا ويقضي اليوم معايا.
تصنعت الإندهاش وتحدثت بلؤم طب أمشي أنا ولا أيه؟
أجابتها غادة بهدوء وتمشي ليه يا بنتي، هو أنت غريبه؟
وأكملت بحديث ذات مغزي وبعدين هشام خلاص بقا زي أخوكي، عادي يعني لما تقعدوا مع بعض تتغدوا.
حزن داخلها من إلقاء تلك الكلمة على مسامعها، هزت رأسها بإيماء وتحدثت بأسي عندك حق يا غادة.
إستمعا إلى جرس الباب تحركت غادة ووضعت وفتحت الباب ومازالت بيدها علبة الحلوي نظر لها هشام وتحدث يعني مكلفه نفسك وعزماني على الغدا وكمان جايبة لي الحلويات إللي بحبها؟
وأكمل بدعابه وهو يقبل وجنتيها بالتبادل كتير عليا كده والله يا غادة.
ثم دلف للداخل وفجأة تسمر مكانه حين وجدها أمامه تبتسم له بعيون متلهفه وكأنها كانت تنتظر قدومه بفارغ الصبر.
عاد به الزمان إلى ما قبل الأربع سنوات، حين كانت تنتظرة هنا، بنفس المكان ونفس الهيئة ونفس الإبتسامة الجذابة، ونفس لهفة العيون الهائمة بعشقه.
ولكن
ولكن ما تغير هو الزمان
فلا أصبح الزمان هو الزمان
ولا عاد هو يشعر بها كما كان
ولا بقي كيانه متيم بعيناها و ولهان
ولا أصبح قلبه يشعر في حضرتها بالأمان
مثل زمان.
نظرت له بإبتسامتها الرائعه وعيناها الولهه بطلتها عليه، تلك النظرات الولهه التي تختصه هو فقط.
نظر لها بعد لملمة كيانه من حضوره لذلك الموقف المهيب وتلك الذكري التي أرجعته للوراء سنوات وسنوات.
وأردف بهدوء بعدما تحدي حاله وأستقوي عليها أزيك يا لبني، أخبارك وأخبار خالتي أيه؟
أجابته بصوت أنثوي جذاب أنا كويسه يا هشام، إنت اللي عامل أيه، طمني عليك وعلى أخبارك.
أجابها بهدوء وهو يتجه إلى الأريكه ليجلس كله تمام الحمدلله.
ثم نظر إلى غادة الواقفه تتطلع على إبنة شقيقتها بألم وتحدث هو أيه يا دودو، طابخه لنا أيه إنهاردة؟
أجابته بهدوء كل الأكل إللي إنت بتحبه يا حبيبي، بس شكل لبني حماتها هتحبها ان شاء الله، علشان كدة جت وهتشاركنا.
تحدثت لبني بدلال أنثوي مقصود بس أنا عاوزة إبنها هو إللي يحبني يا دودو!
تجاهل هشام دلالها وأنوثتها المتعمدة وأردف ناظرا إلى غادة عن قصد ليلغي أي أفكار قد تطرأ بمخيلتها ومخيلته علي فكرة يا غادة، ديدا بتسلم عليكي كتير.
إستشاط داخلها وهبت نار الغيرة داخل قلبها المسكين.
أجابته غادة بهدوء الله يسلمها، باباها أخبارة أيه الوقت؟
أجابها بهدوء الحمد لله صحته إتحسنت كتير، ده حتى ماشاء الله بقا أحسن من قبل مايتعب، يظهر إن موضوع الشريان اللي كان مسدود ده كان مأثر على صحته.
تحدثت غادة وهي تتجه إلى المطبخ طب كويس، لما رحنا نزورة أنا ومامتك كان لسه تعبان.
وأردفت من داخل المطبخ قوم بدل هدومك يا إتش علشان تاكل براحتك، هتلاقي بيجامتك في أوضة الولاد على السرير،
ثم وجهت حديثها إلى لبني وإنت يا لولو تعالي ساعديني.
أبدل ثيابه وأستغل وجود لبني بجانب السفرة لتوضيبها، وتحرك هو إلى المطبخ ووقف أمام غادة ينظر لها بإمتعاض وضيق وعيون متسائله.
فهمت هي وأجابته والله ما قولت لها حاجه ولا كنت أعرف إنها جايه أصلا.
أردف قائلا بضيق طب ليه مكلمتنيش لما وصلت هي، مكنتش جيت؟
أجابته بنبرة مفسرة ملحقتش يا هشام، وبعدين مالك مكبر الموضوع كده ليه؟
زفر بضيق وأردف بتعجب هو إنتي شايفه الموضوع عادي يا غادة؟
يعني عادي أنا ولبني نرجع نجتمع هنا تاني بعد كل اللي كان بينا زمان؟
طب ولو فريدة عرفت ساعتها يبقا أيه موقفي؟
أجابته وفريدة هتعرف منين بس يا هشام؟
وأكملت وحتي يا سيدي لو عرفت، هي أصلا تعرف إللي كان بينك وبين لبني منين.
أجابها بتأكيد تعرف طبعا، أنا حكيت لها كل حاجه عن الموضوع قبل الخطوبه.
دلفت لبني فصمتا كلاهما وتحدثت هي بتساؤل فيه حاجه؟
أجابتها غادة مفيش حاجه يا حبيبتي، ده هشام كان بيسألني عامله أكل أيه، يلا يا هشام خد بولة السلطة خرجها على السفرة وإحنا هنجيب باقي الأكل ونحصلك.
تحرك هو وأجتمعوا حول مائدة الطعام وحاوطته لبني بنظراتها وأهتمامها به ووضع الطعام أمامه بإهتمام وحب.
مما جعل داخله مبعثر ولكنه تدارك حاله ولملم كيانه سريع حتى أنه أنهي طعامه وأبدل ثيابه وذهب سريع كي لا يعطي إليها ولحالة أية فرصة للضعف.
بعد رحيله وقفت غادة أمامها وربعت يديها فوق صدرها وأردفت بتساؤل وبعدين معاكي يا لبني، ناوية على أية يا بنت أختي؟
ضحكت وتحركت إلى الأريكة مكان جلوس هشام وأمسكت كوب الشاي الخاص به ومدت شفتاها مكان شفتاه وتلمستها بوله دون خجل وتحدثت ناوية أرجع حياتي إللي ضاعت مني تاني، ناويه أرجع هشام لحضني من جديد يا غادة.
أجابتها بصياح وهو كان مين إللي ضيع حياتك زي ما بتقولي يا لبني، مش إنت؟!
وأكملت لتحبطها وبعدين ريحي نفسك، هشام بيعشق فريدة وبيتمني لها الرضا ومستحيل يسيبها علشان أي حد.
تحدثت بإبتسامة وعيون عاشقه وهو أنا بالنسبة لهشام أي حد بردوا يا دودة، ثم أنا معرفش حاجه إسمها مستحيل في قاموس حياتي.
وأكملت بإصرار وعيون حزينه هشام حبيبي أنا، ومش هسمح لأي حد ياخده من حضني.
تنهدت غادة وضلت تحادثها وتحثها على التراجع عن خطتها التي ستبوء بالفشل بالتأكيد، ولكنها لن تبالي.
في اليوم التالي
كان يجلس بصحبة فايز بمكتبه.
تحدث فايز بهدوء كله تمام يا باشمهندس، الموضوع تم زي ما حضرتك رتبت له بالظبط، الموظف راح معاها وهي إختارت العربيه اللي عوزاها وأستلمتها خلاص، وإن شاء الله المبلغ الشهري اللي هتدفعه فريدة هيتحول في الحساب اللي إتفقنا عليه مع مدير البنك.
وأكمل مستغربا بس أنا مش فاهم ليه حضرتك أصريت إن الباشمهندسه فريدة متعرفش حاجة عن الموضوع ده؟!
أجابه سليم بهدوء الباشمهندسة فريدة عندها عزة نفس وإعتزاز عالي بكرامتها، وعمرها مكانت هتقبل مساعدتي ليها،
وأكمل بجديه الموضوع من ناحيتك إنت طبيعي أكتر ومقبول.
نظر له فايز بإستغراب وبدأ الشك يتسلل لقلبه بأن ذلك السليم يعشق تلك الفريدة من نوعها.
أما فريدة التي كانت تعمل داخل مكتبها حين أتاها إتصال من مكتب سكرتارية فايز يخبرها بأن عليها القدوم لأمر عاجل.
دلفت إلى المكتب تفاجأت بوجود سليم، إرتبك داخلها ولم تستطع التمالك من إظهار مشاعرها فتغلبت عليها مشاعر الأنثي التي بداخلها ونظرت إليه بعيون معاتبه لعدم تقديرة لها وإهمالها وعدم الإتصال بها بأي شكل من الأشكال طوال الفترة الماضيه.
تمالكت من حالها ولملمت روحها وتحدثت بكبرياء حاولت به تخبأت ما بداخلها مساء الخير.
أجابها بهدوء ونبرة باردة أحرقت روحها أهلا يا باشمهندسه.
تحدث فايز الذي بدأ يتأكد من عشق ذلك الثنائي وهو يشير إليها بالجلوس أتفضلي يا باشمهندسه أقعدي.
تحركت بهدوء وجلست بالمقعد المقابل ل سليم ونظرت عليه بإرتباك.
تحدث فايز الذي يجلس خلف مقعد مكتبه باشمهندس سليم عنده مفاجأه حلوة ليكي، أحب تسمعيها منه هو شخصيا.
نظرت إليه بتيهه وعيون متسائله قابلها هو ببرود ونبرة صوت عمليه موجه حديثه إلى فايز هي مش مفاجأه على أد ما هو حق واجب ومشروع للباشمهندسه،
ثم نظر إليها بنظرات مبهمه جافة تخلو من أي تعبيرات وأردف بنبرة جادة وعمليه أول حاجه الشركة خصصت لك مكافأة على تعبك و وقتك إللي مبخلتيش علينا بيه، وإن شاء الله المكافأة تكون مرضيه ليكي.
نظرت له وتنهدت من شدة ألمها الذي تملك من روحها من تلك المعامله الجافة وأردفت بهدوء أنا متشكرة جدا يا باشمهندس، بس أنا شايفه إني ما عملتش حاجه لشركة حضرتك أستاهل عليها مكافأة، أنا كل إللي عملته هو إني قومت بشغلي الخاص بشركتي، واللي بالفعل أخدت عليه مكافأتي إللي أستحقها من الشركة.
أجابها بنبرة جاده إزاي بقا يا باشمهندسه، حضرتك كرستي معظم وقتك وساعدتيني في حسم إختياري بوقت قياسي، وده ليه تقديرة عندنا، إحنا شركة عالميه وبنقدر وقت ومجهود الأشخاص جدا، وحضرتك إدتينا من وقتك ومجهودك ما يكفي لإستحقاق الكافأة،
وزي ما فيدتي شركتك كمان أفدتي شركتنا، مش بس شركتكم اللي ربحت من خلال إتفاقية الشراكه، كمان شركتنا أكيد كسبانه من ورا الموضوع،.
وأكمل بنبرة عمليه تاني حاجة ودي الأهم، هي إني رشحتك للشركه علشان تكوني عضو معانا في اللجنة الإستشارية للشركة الألمانيه،
والحقيقه هما رحبوا بالإختيار بعد شهادتي أنا والباشمهندس على في حق قدراتك، وإن شاء أخر الأسبوع وإحنا بنمضي عقود إتمام إتفاقية الشراكة بين الشركتين هنمضي معاكي عقد إنضمامك لينا.
سعد داخلها وطارت من شدة فرحها من ترشحها لذلك المنصب ذات الأهمية والشأن العظيمان، وسعدت لتلك الخطوة المهمه لبناء تاريخ إسمها في مجال عالم الإلكترونيات.
وتحدثت بإبتسامة سعيدة ووجه بشوش نست بهما ما أصابها من جفاء معاملته أنا بجد مش عارفه أشكر حضرتك إزاي يا باشمهندس.
تحدث بعمليه ووجه غامض يحاول خلفه تخبأة شدة سعادته وروحه الهائمه لأجل سعادة خليلته الموضوع مش مستدعي أي شكر يا باشمهندسه، ولولا أنك تستحقي المنصب ده عن جدارة عمري ما كنت هرشحك ليه لا أنا ولا الباشمهندس على غلاب.
أردف فايز بسعادة لأجل فريدة فهو دائما يراها متميزة ودئوبه بعملها وحقا تستحق الأفضل ألف ألف مبروك يا فريدة، حقيقي تستحقي المنصب وبجدارة.
وأكمل بإطراء وهو ينظر إلى سليم إختيار موفق يا باشمهندس، أحييك عليه.
إبتسمت له فريده وأردفت متشكرة جدا يا أفندم، كله بفضل توجيهات سعادتك.
وأكمل سليم متشكر يا فايز بيه، نيجي بقا لموضوع الحفلة الخاصة بتوقيع عقد الشراكة، ودي هتتم في نهاية الإسبوع علشان يكونوا مديرين الشركه وصلوا من ألمانيا،
وبالنسبه للحفله مش عايز حضرتك تشغل بالك بيها خالص، أنا أتفقت مع شركة تنظيم حفلات وهي أختارت المكان وهترتب كل حاجه على أعلي مستوي.
أردف فايز بنبرة متسائلة حرجه طب بالنسبه لنفقات الحفله ها.
ولم يكمل حديثه حين قاطعه سليم بجديه كل النفقات الخاصه بالحفلة هتتكفلها الشركه عندنا.
وقفت فريدة بإعتذار وأردفت أستأذن حضراتكم لو مش محتاجيني في حاجه تانيه علشان عندي شغل.
وقف سليم هو الأخر متحدثا إليها إحنا خلاص خلصنا كلامنا وأنا مضطر أستأذن لاني مرتبط بمواعيد مهمة.
تحدث إليه فايز شرفتنا يا باشمهندس وإن شاء الله هجهز لحضرتك المكتب لو حبيت في أي وقت تيجي تشوف شغلك منه.
خرجت وخرج هو خلفها وتحدث بجديه وهو يتحرك بجانبها أستاذ فؤاد أخباره أيه؟
أجابته بخيبة أمل وعيون حزينه لسؤاله بتلك الجديه الحمدلله، أحسن كتير.
أجابها وهو يتجه إلى المصعد الحمدلله، حمدالله على سلامته، بعد إذنك.
تركها وأنطلق وضغط زر المصعد وهبط تحت نظراتها وشرودها وذهولها من تغييره المفاجئ.
دلفت إلى مكتبها وصفقت خلفها الباب بشدة من أثر غضبها العارم وبدأت تتحرك داخل المكتب ذهابا وإيابا وهي تفرك يديها ببعضهما بغضب تام.
ثم توقفت فجأة وحدثت حالها، مابك أيتها الغاضبة؟
لما بركان الغضب الثائر بداخلك هذا؟
لما غضبتي من تلك المعامله، أولم يكن هذا بطلبك أنت؟
أولم تترجيه بأن يتركك وشأنك، أنت من بادرتي بطلب الإبتعاد، إذا لما العويل والغضب الأن؟
إستفيقي وعودي لوعيك فريدة، أتقي الله في هشام و نفسك، جاهدي نفسك وأدبيها يا فتاه،
وأكملت بيقين، إستعيذي بالله من شيطانك الرجيم، أرجميه بذكر الله والتحلي بالصبر والقرب من الله
ليس لديك طريقه للنجاة سوي القرب من الله عز وجل
تنهدت وأستعاذت بالله وجلست خلف مكتبها وبدأت بإشغال روحها ولهيها بالإنغماس بالعمل.
داخل شركة الحسيني.
كانت تقف داخل المعمل الخاص بصناعة الأدويه بجانب أصدقائها والكمييائي المختص التي تعمل تحت إشرافه.
دلف إليهم مراد بكل ثقه بعدما استدعاه الكميائي المختص بتدريبهم، وقف بجوارهم يتطلع على تلك التجربه الناجحه التي أبهرت الصيدلي المتخصص عن اكتشاف إحدي العقاقير الجديدة،
تحدث مراد بهدوء وأتزان هايل يادكتور، الإكتشاف ده ممكن يبقا نقلة كبيرة للشركة ويخلينا نتبوء مكانه عاليه ويجعل من شركتنا رائدة في مجال صناعة الأدوية!
ثم نظر إلى الكميائي وتحدث بجديه حقيقي برافوا دكتور حسين.
إبتسم ذلك الكميائي الذي تعدي عامه الخمسين وتحدث وهو يشير إلى ريم الواقفه تبتسم بسعادة لا يضاهيها شعور الحقيقه يا دكتور مراد اللي تستحق الشكر هي دكتور ريم صاحبة الفكرة، انا ما عليا غير إني شاركتها تنفيذ التجربه واللي الحمدلله أثبتت نجاحها الباهر.
نظر ليتطلع إلى التي يشير إليها الكميائي وإذ به فجأة تنقبض عضلات جسدة وتتيبس، وتكشعر ملامح وجهه ويظهر عليها الغضب،
ثم رمقها بنظرات ناريه وانسحب من المكان دون أن يتفوه بكلمه واحده، مما إستشاط غضبها وجعل الدموع تترقرق داخل مقلتيها البنيتان ذوات الرموش الكثيفه.
تحدث إليها الكميائي بهدوء بعدما لاحظ دموعها الأبيه معلش يا دكتور ريم، دكتور مراد يمكن مابيعرفش يعبر كويس بالكلام، بس يكفي إن التجربه عجبته وأكيد كمان هيعمل لك شهادة تضاف لك في مشروع التخرج.
هزت رأسها بإيجاب ولم تستطع إخراج صوتها من شدة خجلها وحزنها معا وأكملا من جديد ما كان يفعلاه.
وبعد قليل كانت تخرج من الشركة بصحبة صديقتها سارة، وقفت وتحدثت بنبرة غاضبه بني ادم مريض، المفروض يروح يتعالج.
ضحكت سارة وتحدثت يا بنتي انسي بقا، إنت هتفضلي طول اليوم تاكلي في نفسك كده، اللي حصل حصل كبري دماغك.
أجابتها ريم بضيق أنا مش فاهمه هو حاططني في دماغه وبيكرهني كدة ليه؟
ردت عليها سارة بإنتشاء طب اسمعي الجديد بقا.
نظرت لها ريم بترقب فأكملت سارة فاكرة اليوم اللي إتخانق معاكي فيه، لما روحت عملت عنه سيرش لقيت الجرايد الصفرا كاتبه بالبونط العريض، تفاصيل فضيحة إبن الحسيني، الفضول جنني ودخلت أشوف، لقيتهم كاتبين إن خطيبته سابته وهربت مع صديق عمره قبل فرحهم بتلات شهور.
شهقت ريم ووضعت يدها فوق فمها بذهول وتحدثت معقوله؟!
تحدثت ساره بتأكيد ايوة يا بنتي زي ما بقولك كده، وعرفت كمان إن من يومها وهو بقا معقد ستات ورافض الجواز، والدليل على كده معاملته ليكي يوم التليفون وكمان إنهاردة، الواد إتعقد يا حرام وكرة الصنف كله.
هزت ريم رأسها وتحدثت بنفي يا بنتي متصدقيش كلام الجرايد اللي من النوعيه دي، تلاقيهم كانوا قابضين من منافسين شركة بباه وبيشهروا بيه مش أكتر.
أكدت سارة ودي حاجه تفوتني بردوا، أنا بحثت عن البنت المذكور إسمها وفعلا الموضوع طلع حقيقي.
نظرا إثنتيهم لذلك المغرور الذي يخرج من باب الشركه متوجه إلى سيارته التي أتي بها العامل إليه بكل إحترام،
وتحرك هو يتخطاهم بكل غرور وكبرياء دون النظر إليهما وأستقل سيارته.
فتحدثت ريم وهي تنظر إليه والله مجنون، وكلامك ده أكد لي اكتر إنه فعلا مريض نفسي وان المفروض ياخدوه يعالجوه، مش يسيبوه كده يقرف في خلق الله ويعقدهم في حياتهم.
نظرت عليه سارة وتحدثت بإعجاب بس بصراحه الواد قمر، طول بعرض بعضلات، حاجه كده من الأخر.
ضحكت ريم وتحدثت وهي تتحرك بإتجاه سيارتها لتستقلها أهو قدامك، روحي فكي له عقدته وحلال عليكي.
ضحكت سارة التي إستقلت بجانبها وتحدثت يااااريت كان ينفع، بس للأسف مليش في الصعب، انا بتاعة التجارب السهله المستقرة، والحمدلله ده كله لقيته في احمد خطيبي، بس ربنا يبعد عني أمه ورزالتها.
ضحكت الفتاتان تحت أنظار ذلك الجالس بسيارته يدعي مهاتفتة لأحدهم، وهو يراقب تعبرات وجهها ويقرأ حركة شفاها من تحت نظارته الشمسيه الذي يحجب بها عيناه،
كان غاضب إلى حد كبير بعدما فهم من حركة شفاها ونظرات عيناها عليه أنها وصديقتها يسخران منه ووصفته هي بالجنون.
فتوعد لها وأنتوي على أن يضيق عليها الخناق بالشركة ويريها كيف يكون الجنون حتى تفر هاربه من الشركة ولا تعود إليها من جديد، و حتى لا يري وجهها الذي بات يؤرقه ويصيبه بالإشمئزاز والتشنج كلما نظر إليها ورأها أمامه.
في المساء.
جاء هشام إلى منزل فؤاد ليطمئن على حالتة الصحيه، جلست معه فريدة وقصت لهم ما حدث،
مما أشعل النار من جديد داخل صدر هشام ولكنه فضل الصمت مؤقتا.
هللت والدتها وسعدت كثيرا وأردفت بسعادة ألف مبروك يا فريدة، ربنا يا بنتي يكتب لك السعد والهنا كله.
علي عكس والدها الذي تحدث بقلق أيوا يا بنتي بس الكلام ده معناه إنك ممكن تسافري برة البلد في أي وقت؟
أجابته فريدة بهدوء موضوع السفر مش وارد في الوقت الحالي يا بابا، أنا معظم شغلي معاهم هيكون عبر مشاركتي ليهم أون لاين، وأحتمال السفر هيكون ضعيف جدا.
تحدثت نهله بسعادة قائلة حتي لو فيه سفر يا بابا أيه المشكله، حضرتك عارف النقله دي لفريدة معناها أيه وهي لسه في بداية مشوارها كده، ده غير إن أكيد المرتب هيكون مجزي جدا.
ثم نظرت إلى شقيقتها وتحدثت بدعابه شكلك كده عديتي خلاص يا فيري.
إبتسمت لشقيقتها وترقبت ردة فعل والدها وهشام على الموضوع.
تنهد فؤاد بإستسلام ثم نظر إلى هشام الصامت وأردف بتساؤل وإنت أيه رأيك في الموضوع ده يا هشام؟
إبتسم هشام بجانب فمه بطريقه ساخرة وأردف قائلا أيضا بنبرة ساخرة كتر خيرك والله يا عمي إن حضرتك أخدت بالك إني موجود.
نظر له الجميع خجلا فحقا هم تغافلوا وجوده أو على الأقل فريدة هي من تغافلت!
وأكمل هو معاتبا وبعدين أظن إن رأيي ملهوش أي أهمية بالنسبة للباشمهمدسه،
بدليل إنها أدت موافقتها للباشوات من غير حتى متقول لهم أدوني وقت أعرف البني أدم إللي أنا مخطوبة ليه، وأشوف رأيه أيه في موضوع السفر.
إبتلعت لعابها خجلا فحقا هي مخطئة وأردفت بتعقل ونبرة هادئة أنا حقيقي أسفه يا هشام، بس أكيد أنا مقصدتش أضايقك أو حتى أوصلك الإحساس اللي حسيته ده،
وأكملت مبررة أنا وافقت علشان عارفه إنك أكيد مش هتكره لي الخير، ثم إن سليم الدمنهوري زي ما أنت عارف، تفكيرة عملي ومعندوش حاجه إسمها لما أسأل خطيبي، كده كنت هخلي شكلي وحش جدا قدامه يا هشام.
أجابها وهو يهز رأسه ساخرا لا إزاي، أهم حاجه إن شكلك ميبقاش وحش قدام سليم الدمنهوري، لكن بالنسبة لهشام الغلبان يتفلق ويولع.
نظرت له بهدوء فأكمل والدها إنت أيه بس إللي مزعلك كدة يا هشام؟
أجابه بنبرة هادئة عكس ما يدور داخله من بركان لازم أزعل لما ألاقي نفسي أخر إهتمامات خطيبتي، لما فريدة تاخد قرارات مصيريه زي دي من غير ما ترجع لي يبقا أنا مليش أي قيمة ولا لازمه عندها يا عمي!
تحدثت عايدة بنفي قاطع متقولش كدة يا حبيبي، ده أنت على العين والراس ورأيك بالنسبة لفريدة أهم رأي، ده أنت هتبقا راجلها وسندها بعد ربنا يا هشام.
أجابها بجديه مش باين يا ماما، لو فعلا فريدة بتعتبرني إني هكون راجلها مكنتش تجاهلت وجودي ورأيي بالشكل المهين لرجولتي ده،
وأكمل بضيق ظهر بصوته يعني أيه ميكونليش رأي في موضوع يخصني من الدرجة الأولي بالشكل ده!
تحدثت فريدة بهدوء بس الموضوع ميخصش حد غيري يا هشام، ده شغلي ومستقبلي وأظن إنه ميزعلكش إن يبقالي كارير في شغلي.
أجابها بقوة ونبرة حادة لما مراتي إللي هتبقا في بيتي وأبقا مسؤل عنها تيجي في يوم وتقولي إنها مسافرة برة مصر في شغل ضروري، يبقا ساعتها الموضوع يخصني ولا لاء يا باشمهندسه؟
إنت مش هتعيشي حياتك لوحدك يا فريدة،
وأكمل بحدة ظهرت بصوته رغم محاولاته المستميته في السيطرة على غضبه أنا شريكك في الحياة دي، وبالتالي قراراتنا لازم ناخدها بتنسيق وموافقه مننا إحنا الإثنين، وإلا وقتها حياتنا هتتحول لفوضي.
تحدث فؤاد بهدوء أقعد مع فريدة يا أبني وأستقروا على رأي، وفي الأخر مش هيتم غير اللي يرضيك.
وقف وأشار إلى غرفة الضيافه وتحدث تمام يا عمي، وأنا بعد إذن حضرتك محتاج أقعد حالا مع فريدة لوحدنا.
وافق فؤاد ودلفت فريدة مع هشام داخل الغرفة وبقيا بابها مفتوحا.
وتحدثت عايدة بنبرة صوت ملامه ملكش حق تقول له مش هيحصل إلا اللي يرضيك، كدة طمعته في بنتك يا فؤاد.
أجابها بهدوء متقلقيش يا عايدة، فريدة هتعرف تقنعه وهيتفقوا من غير مشاكل إن شاء الله!
أما بالداخل تحدث ذلك المستشاط بعيون غاضبه ليعلن عن إخراج غضبه الذي كتمه بالخارج مضطرا هو ده وعدك ليا يا فريدة؟
إنت مش وعدتيني إنك هترفضي أي عرض ممكن يخليكي تشتغلي تاني مع إللي إسمه سليم ده؟
تحدثت بأسي وعيون حزينه لأجل ما أصابه من حزن عند إستماعه لذلك الخبر من فضلك يا هشام إهدي علشان نعرف نتفاهم كويس، طول ما أنت متنرفز بالشكل ده مش هنعرف نسمع بعض.
إبتسم ساخرا وأردف أديني هديت يا أستاذة، أتفضلي إتكلمي، أنا سامعك.
أخذت نفسا عميق وأردفت بهدوء هو أنت تكره لي الخير يا هشام؟
أجابها بهدوء أكيد لا، بس لو الخير ده هيكون سبب في خراب حياتنا وخلق مشاكل إحنا في غني عنها يبقا مش خير من الأساس.
أردفت بهدوء المشاكل دي ملهاش وجود غير في دماغك وبس يا هشام، ده خير وفرصة عمري اللي هثبت للكل إني أكبر غبية لو فرطت فيها وسيبتها،
ده مستوي وظيفي تاني، عارف يعني أيه أكون مستشارة لشركة عالمية زي دي في سني ده، طب إنت عارف مرتبي كام من الوظيفة دي؟
أجابها بضيق وإحنا مش محتاجين فلوس يا فريدة، إحنا مرتباتنا إتضاعفت وتقريبا خلصنا جهازنا،
وأكمل بحب وأنا بعد كده مش هخليكي محتاجه لأي حاجه خالص، حتى لو هضطر أشتغل شغل تاني بالليل هعمل كدة علشان أعيشك في المستوي إللي يليق بيكي وتستحقيه.
هزت رأسها بإعتراض وأردفت مفسرة يا هشام إنت ليه مش قادر تفهمني، أنا مش هاممني الفلوس على قد ما هاممني المستوي الوظيفي وتقدم مستوايا في شغلي بالشكل السريع ده.
وقف بغضب وتحدث بعناد وأنا مش موافق يا فريدة.
تنهدت بألم وتحدثت بنبرة حزينه وصوت مختنق يا خسارة يا هشام، كان نفسي توفي بوعدك ليا اللي قطعته على نفسك أول ما أرتبطنا،
وأكملت بتذكير لما قولت لي إنك هتقف دايما في ضهري وهتدعمني لحد ما أوصل لأعلي المناصب في وظيفتي.
أجابها بحده وأنا لسه عند وعدي ليكي، لكن بعيد عن سليم الدمنهوري، قولتي أيه؟
أجابته بنبرة جادة قاطعه وحزينه أنا مش هعتذر عن المنصب ده يا هشام.
نظر لها بعيون حادة وأردف قائلا ده أخر كلام عندك؟
صمتت ولم ترد ففهم هو وخرج كالإعصار من الغرفة بل ومن المنزل بأكمله.
خرجت إلى والدها الذي تحدث بإعتراض إنتي كدة ممكن تخسري هشام يا بنتي!
أجابت بقوة مش هتوصل للخسارة إن شاء الله يا بابا، هشام طيب، هما يومين وهيهدي ويراجع نفسه تاني.
أردفت عايدة ربنا يهديه.
دلفت إلى غرفتها فلحقتها نهله التي أردفت بحديث ذات مغزي أنا شايفه إن القدر بيخدمك وبيعمل معاكي أحلا واجب.
نظرت لها بإستغراب فأكملت نهله بدهاء الشغل اللي هيخليكي قريبه من سليم وممكن كمان تسافري معاه، وهشام وغضبه ورفضه للموضوع كله من الأساس،
وإنت وإصرارك اللي عكس رغبة هشام، واللي ممكن يخليه ينهي موضوع خطوبتكم بمنتهي السهوله،
وأكملت بذكاء وكده تبقا إتحلت من عند هشام نفسه وريح لك ضميرك اللي كان موقفك محلك سر.
نظرت لها بذهول وأردفت بقلب منتفض، لما تدري هل هو خوف وحزن لأجل هشام، أم أنه سعادة لا متناهيه من حديث نهله إنت بتقولي أيه يا نهله، إزاي تفكري بالطريقه دي؟
كادت نهله أن تكمل فأسكتها حديث فريدة من فضلك يا نهله، سيبيني لوحدي وأخرجي.
وبالفعل خرجت نهله وخرجت هي إلى الشرفه لتشتم بعض الهواء عله يهديء نبضات قلبها وروعها وحزنها على هشام وما أصابه من حزن لأجل ذلك الموضوع.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
↚
توالت الأيام والوضع يزداد سوء بين فريدة وهشام، وهناك من يراقب وضعهما من بعيد، وبدأت لبني برمي شباكها حول هشام وذلك حسب الخطة الموضوعة من قبل ذلك المجهول، ولكن هشام مازال يبتعد ويضع بينهما حدود، وذلك حفاظ على كرامته وكبريائه التي أهدرتهما لبني بالماضي وأيضا إحترام لفريدة
كانت سميحة تجلس بحديقة منزلها بصحبة زوجتي إبنيها بعدما قمن بالإنتهاء من أعمال المنزل.
تحدثت سميحة إلى دعاء التي أوشكت على وضع جنينها الثالث لسه الألم إللي كان عندك إمبارح موجود يا دعاء؟
أجابتها دعاء بألم ظهر على وجهها لسه والله يا طنط، ده أنا مدوقتش طعم النوم إمبارح من كتر الوجع.
أردفت سميحة قائلة بأسي معلش يا حبيبتي إتحملي شوية، هما كلهم يومين زي الدكتور ما حددلك وإن شاء الله يعدوا على خير!
أردفت رانيا بتساؤل لسه بردوا ما إستقرتوش على الأسم يا دعاء؟
أردفت دعاء قائلة بهدوء ووجه بشوش هادي أختارله إسم هشام إن شاء الله!
لوت فاهها وأردفت ساخرة كنت متأكدة إنه هيسمي هشام، طبعا، ماهو الأخ الأقرب لقلب هادي.
نظرت لها سميحة وتحدثت بعتاب أيه يا بنتي الكلام إللي بتقوليه ده، ولادي كلهم نفس الغلاوة عند بعض، ومش معني إن هادي إختار أسم أخوه لإبنه إنه بيفضلوا على باقي إخواته، كل الحكاية إن الإسم عجبه مش أكتر!
إنتبهن على صوت الجرس للباب الحديدي ونظرن وجدن لبني ووالدتها تقفان بالخارج بإنتظار فتح الباب، وبالفعل تحركت رانيا.
ودلفتا للداخل
كانت لبني تمسك ببعض العلب المعبئه بالحلوي وأيضا كيس مملوء ببعض الحلوي الخاصة بالأطفال.
نظرت لهما سميحه وتحدثت أيه إللي إنتم جايبينه معاكم ده، تعبتم نفسكم ليه بس!
أجابتها مني بهدوء يعني إحنا جايبين أيه، دول يدوب حبة بيتي فور على حبة حلويات شرقيه!
تحدثت إليها سميحة بإبتسامة شكر تسلم أيدك وتعيشي وتجيبي يا حبيبتي!
نظرت لبني إلى الأطفال وأردفت قائلة بإبتسامه حانيه، فهي تعشق الأطفال وتشعر في حضرتهم بالسعادة الحلويات دي بقا علشان الأبطال، إتفضلوا يا حلوين!
هلل الصغار وأخذوا منها الكيس وبدأوا بتفريغ ما به ليتناولوا بعضه
جلست مني فوق المقعد وتحدثت إلى دعاء عامله أيه يا دعاء في حملك؟
أجابتها بوجه بشوش الحمدلله يا طنط، هانت إن شاء الله!
ثم نظرت إلى رانيا وتحدثت أزيك يا رانيا وإزي حازم.
أجابتها بإبتسامة الحمدلله يا طنط كلنا كويسين!
تحدثت سميحه إلى شقيقتها وحشتيني أوي يا مني، طمنيني كمال أخبارة أيه؟
أجابتها بهدوء الحمدلله يا سميحه، كلنا بخير!
نظرت رانيا إلى لبني وأردفت قائلة بتخابث متيجي معايا يا لبني نعمل لهم شاي ونجيب معاه حبة بيتي فور،
وأكملت مفسرة طلبها أصل دعاء الحمل تاعبها زي ما أنت شايفه وأنا بصراحه مش بحب أدخل المطبخ لوحدي!
وبرغم عدم تقبل لبني إلى شخص رانيا التي يبدوا على وجهها علامات الخبث، إلا أنها وافقت ودلفت معها للداخل.
تبادلت سميحة مع دعاء نظرات الأسي لعلمهما بشخصية رانيا الثرثارة
وفي الداخل جلبت رانيا إلى لبني بعض الصحون ووضعتهم أمامها فوق المنضدة وتحدثت إقعدي إنت إرتاحي ورصي البيتي فور والحلويات على ما أعمل أنا الشاي.
أجابتها لبني بإبتسامة مجاملة أوك
تساءلت رانيا بفضول هو أنت هتشتغلي هنا زي ما كنتي بتشتغلي في دبي يا لبني؟
أجابتها لبني بتأكيد أكيد طبعا هتشغل، وقدمت كمان في كذا شركة لكن لسه مستنيه الرد
أردفت رانيا بتساؤل هو أنت كنتي بتشتغلي أيه في دبي؟
ردت لبني بإختصار كنت بشتغل في ال H R
ردت عليها رانيا بتخابث طب متخلي هشام يساعدك ويقدم لك في الشركة إللي بيشتغل فيها،
علي فكرة، هشام علاقتة كويسه جدا بالمدير بتاعة، ده حتى لسه معين إبن عمته مهندس عندهم، يعني لو عرف إنك بتدوري على شغل أكيد ما هيصدق علشان تكوني معاه
نظرت لبني إليها وضيقت عيناها بعدم إستيعاب وأردفت بتساؤل وأستغراب تقصدي أيه ب ماهيصدق علشان أكون معاه دي؟
إبتسمت وأردفت قائلة بنبرة خبيثة علي فكرة يا لبني، أنا عارفه قصة الحب القديمة إللي كانت بينك وبين هشام، وعارفه كمان ومتأكدة إن إنت مش مجرد قصة وعدت بالنسبة لهشام، بدليل نظراته اللي بتتحول أول مبيشوفك ولهفة عيونه وهو بيبص عليكي!
أنتبهت لها بكل حواسها وأردفت قائلة والسعادة تشع من داخل عيناها، فبرغم أنها ذكية إلا أنها عاشقة حتى النخاع بجد الكلام إللي بتقوليه ده يا رانيا؟
يعني إنت فعلا شايفه إن هشام لسه بيحبني، ولا بتقولي كدة علشان تفرحيني؟
إبتسمت بخباثة بعدما تأكدت من أن تلك ال لبني مازالت تحب هشام، بل أن الأمر قد وصل بها لدرجة العشق والهيام، وهذا ما كشفته عيناها وأخبرت عنه.
تحدثت رانيا بضحكة خبيثة صدقيني يا بنتي زي مبقولك كدة، أنا خبيرة في لغة العيون، وعيون هشام فضحته وقالت إللي جواه ومخبيه،
وأكملت لدغدغة مشاعرها طب إنت عارفه، أنا عمري مشفت نظرة الحب اللي بيبص لك بيها دي وهو بيبص على فريدة!
نظرت لبني لها وتساءلت بفضول هو هشام بيجيبها هنا كتير؟
أجابتها بوجة مكشعر وحياتك مجت هنا ولا مرة، أصل الهانم بتستكبر علينا، عاملالي فيها مهندسه وباصة لنا من فوق أوي،
وأكملك بغل ظهر على وجهها واللي هيجنني إن خالتك دايما معاها وبتحبها، أصلها واكله عقلها ولابسه لهم وش البرائة على طول، بس على مين، أنا الوحيدة إللي عارفة حقيقتها وكشفاها.
ضحكت لبني وأردفت ساخرة ده أنت شكلك بتحبيها أوي!
أجابتها رانيا بإقتضاب أحبها، ليه، حد قال لك عليا أني مغفلة!
ضحكت لبني وأردفت شكلنا هنبقي أصحاب أوي يا رانيا، مليني رقم تليفونك علشان أسيفه!
إنتهت من صنع الشاي وصبته داخل الأكواب وحملته بين يديها وتحركت بجانب لبني التي حملت بين يديها حامل الحلوي.
وخرجتا من المطبخ ثم أوقفتها رانيا وأردفت قائلة بتنبية أوعي تسيبي هشام يضيع من بين أديكي يا لبني، مش كل يوم هتلاقي راجل يحبك بالشكل ده، هشام فرصتك الأخيرة، أوعي تسبيه للي إسمها فريدة دي تتهني بيه!
أجابتها لبني بلؤم ودي أعملها إزاي وهو خاطب واحدة غيري؟
ردت عليها رانيا بغمزة من عيناها الراجل من دول زي الطفل الصغير، بيقع من أقل كلمة وضحكه من أي ست، ما بالك بقا لما تكون الحاجات دي كلها من البنت اللي كان بيحبها زمان وبيتمناها؟
إبتسما أثنتيهما وتحركتا للجالسين في الحديقه.
داخل مسكن قاسم الدمنهوري.
خرج سليم من غرفته وجد والدة يجلس فوق الأريكه يتابع نشرة الأخبار على شاشة جهاز التلفاز!
تحرك إليه وجلس بجانبه وتسائل عن والدته أخبره والده أنها دلفت إلى غرفتها لأخذ قسط من الراحة.
ونظر إليه والده وأردف بنبرة ملامه مزعل أمك منك ليه يا سليم؟
إبتسم وأردف قائلا هي لحقت تشتكي لحضرتك مني؟
ضحك قاسم وأردف قائلا هي الستات حيلتها غير الندب والشكيه يا أبني، دول لو في يوم بطلوا يشتكوا ميزان الكون يختل!
إبتسم سليم على دعابة والده وأكمل قاسم بنبرة جادة هي مش بردوا البنت اللي إنت مصر عليها دي مخطوبه يا سليم؟
نظر له سليم وتحدث قاصدا بتفاخر أيوا يا بابا، الباشمهندسه فريدة فعلا مخطوبه، لكن ده وضع مؤقت إن شاء الله وهينتهي قريب!
إبتسم قاسم على صغيره المشاكس وتحدث بنبرة ساخرة إلى حد ما هو مش المفروض يا باشمهندس إن المسلم حرام يبص لواحدة مخطوبه لراجل غيرة ويحاول يفرق بينهم، أومال بتصلي وبتقرأ قرأن إزاي بقا؟
نظر إلى والده وأردف بهدوء أكيد طبعا دي حاجه مكروهه في الدين، وأكيد كمان هأثم عليها من ربنا، لكن في الحقيقه هي هتمنع غلط أكبر هيحصل لو الجوازة كملت!
وأسترسل حديثه بكلام ذات مغزي ومعني بس تعرف أيه هو إللي حرام أكتر يا بابا؟
نظر له قاسم بإهتمام، فأكمل سليم بأسي لما تبقا عارف إن فيه قلبين حياتهم وسعادتهم متوقفه على إنهم يكونوا مع بعض، ومع ذلك تعمل المستحيل وتخطط علشان يتفرقوا، وبالفعل تفرق بينهم وينتج عن كدة إن الحلم يتهد والبنت تتخطب!
وأبتسم ساخرا وأكمل بصوت حزين وجاي حضرتك تقولي حرام، أنا إللي حرام عليا بردوا يا بابا، حرام عليا علشان بحاول أصلح غلطة هتدمر معاها ثلاث قلوب، طب إزاي؟
تنهد قاسم بألم ونكس رأسه خجلا من حديث ولده المحق بكل حرف نطق به، وصمتا كلاهما لعدم وجود أي مقال يقال!
وفي تلك الأثناء جاءت إليهما ريم وندي وتحدثت ندي بإستعطاف سليم، هو ممكن أجي معاك إنت وريم الحفلة بكرة؟
أجابها مفسرا دي حفلة تبع الشغل يا ندي، صدقيني مش هتكوني مرتاحه فيها، أنا واخد ريم علشان مدخلش لوحدي مش أكتر!
إجابته بحزن وإستماته بس أنا نفسي أحضر معاكم.
تحدث قاسم إلى سليم خدها معاك يا سليم علشان خاطري.
هز رأسه بإيماء بعدما فكر جيدا وأستشعر بأن ذهاب ندي بصحبته ستشعل غيرة فريدة وهذا هو المطلوب لإنجاز مهمته.
فتحدثت ندي إلى قاسم بسعادة ربنا يخليك ليا يا أنكل!
إبتسم لها قاسم وأردف يلا بقا روحي حضري الفستان إللي هتروحي بيه الحفلة.
إبتسمت وذهبت إلى منزلها متحمسه للغد المنتظر!
نظرت ريم إلى سليم وأردفت بنبرة توسليه طب ممكن يا سليم علشان خاطري توافق إن حسام هو كمان يحضر معانا الحفله؟
أجابها بضيق وبعدين معاكي يا ريم، مش إتكلمنا إمبارح في الموضوع ده كتير.
وأكمل حين رأي الحزن الذي سكن ملامحها من رفضه خلاص، هديكي دعوه ليه بس بشرط!
نظرت له بلهفه فأكمل هو ملوش دعوة بيا خالص ولا عاوز أحس إنه موجود أساسا.
أردفت بسعاده وهي تحتضنه وتقبل وجنتيه كطفله صغيرة إنت أحن وأحسن أخ في الدنيا دي كلها.
إبتسم لسعادة شقيقته الوحيدة.
كانت تقود سيارتها بحذر لعدم حرفيتها القيادة بعد، تجلس بجانبها شقيقتها نهلة ممسكه بيدها بعض الأكياس المتواجد بداخلها ثيابا عصرية محتشمه باهظة الثمن.
ويجلس بالأريكة الخلفيه للسيارة أسامه وهو يفتح بعض الأكياس كيسا يلو الأخر قائلا بسعادة أيوا بقا يا فريدة يا جامد، هو ده اللبس ولا بلاش، مش التي شيرتات إللي ماما كانت بتجيبهالي من أسواق الجيزة والموسكي!
أجابته فريدة بإعتراض وأمتعض وجهها أوعي تقول الكلام ده قدام بابا ولا ماما يا أسامة علشان متجرحهومش، وبعدين مالهم أسواق الجيزة والموسكي، ما معظم البلد بتلبس منهم والحمدلله مستواهم كويس،
وأكملت بيقين أحمد ربنا يا حبيبي علشان ربنا يذيدك خير ونعمه!
إعترضت نهله وأردفت بسعادة بصراحه بقا يا فيري الفرق بينهم وبين المحلات إللي أشترينا منها دي، فرق السما من الأرض،
وأكملت بذهول ده مستوي تاني وذوق تاني وأسعار تانيه خالص، دي حتى البنات إللي بتبيع مستواهم غير.
وأكملت بدعابه وهي تنظر للخلف على أسامة أوعا يا أسامة تقول لماما على أسعار اللبس ده، للمسكينه يا حرام تروح مننا.
ضحك ثلاثتهم وأكملت فريدة ماما لو عرفت تمن اللبس اللي أشتريناه ليها مش هتحطهم على جسمها.
تحدث أسامه بسعادة ربنا يخليكي لينا يا فريدة ويخلي لنا الشركة الألمانيه ومكافأتها الجامدة.
إبتسمت وسعد داخلها لسعادة أشقائها التي ملئت قلوبهم وعيونهم من مجرد إقتنائهما مجموعة ثياب عصريه وغالية الثمن.
تحدثت نهله بإطراء بس عاوزة أقولك إن الفستان إللي أشترتيه لحفلة بكرة رهيب، أنا متأكدة إنك هتبقي أشيك وأجمل وأرق بنوته في الحفلة كلها!
أردف أسامة قائلا بتذمر بردوا مش موافقة تاخديني معاكي الحفله يا فريدة برغم إن الباشمهندس سليم عزمني بنفسه؟
تنهدت وأردفت بضيق يا حبيبي قولت لك مينفعش، دي حفلة خاصة بالشركة وكل اللي معزوم فيها رجال أعمال وموظفين، هتروح تعمل أيه هناك؟
وبعدين إنت ناسي يا أستاذ إنك ثانوية عامة السنة دي ولازم تذاكر كويس!
أردفت نهلة متبقاش طماع يا أسامة وكفاية عليك اللبس الجامد ده.
أردف أسامه بنبرة طفوليه طب أنا عاوز أتعشي بيتزا وكمان عاوز تورتة أيس كريم نحلي بيها.
أبتسمت له وأردفت بسعادة ورضا بس كدة، أحلا بيتزا وأطعم تورتة أيس كريم للباشمهندس أسامه.
واكملت بتحذير بس بقولكم أيه، خلوا بالكم من كلامكم لما نروح علشان بابا ميزعلش، إحنا مصدقنا إنه وافق نخرج وأجبلكم لبس معايا، مش عوزاة يحس إنه كان نقصر معانا ولا كان ناقصنا حاجه، إتفقنا؟
أردف كلاهما تمام يا فيري!
صفت سيارتها أمام منزلها بعدما إبتاعت ما أشتهاه شقيقها وشقيقتها وصعدا إلى مسكنهم وأنقضا يومهم بخير.
وباتت هي تتجهز لحفلة الغد التي ستري بها سليم الذي بدأ بتجاهلها التام وتجاهل وجودها من الأساس،
وأيضا هشام الذي أخذ منها موقف مؤخرا ليحثها على التراجع في قرار قبول تلك الوظيفه التي ستقربها أكثر وأكثر من ذلك ال سليم الذي يكن له عداوة لا يعلم مصدرها.
جاء مساء اليوم التالي.
دلفت عايدة إلى غرفة إبنتها بعدما أرتدت ثوبها الذي إبتاعته خصيصا لإرتدائه خلال حفل التوقيع.
نظرت عايدة إلى إبنتها وأردفت بإنبهار وعيون متسعه غير مصدقه جمال إبنتها الفتان التي تخفيه طيلة الوقت خلف تلك الملابس العمليه الله أكبر ماشاء الله عليكي يا فريدة، ربنا يا بنتي يحميكي من العين.
إبتسمت لوالدتها بحب وأردفت بتساؤل عجبك الفستان يا ماما؟
أجابتها عايدة بعيون مبتسمه ووجه سعيد اللي أجمل من الفستان هي اللي لابسه الفستان وزادته جمال وحلا.
دلفت نهله من باب الغرفه وتحدثت بدعابه طبعا يا ست عايده، ومين هيشهد للعروسه غير أمها.
إبتسمت فريدة بهدوء فأكملت نهله مش كنتي روحتي الكوافير أحسن علشان الشياكة تكمل!
تحدثت عايدة وهي تنظر إلى فريدة وهي فريدة محتاجه كوافير، دي الله أكبر بدر منور ليلة تمامه!
أردفت فريدة بثقه ورضا أنا حطيت كحل وملمع شفايف وده كفايه جدا.
تسائلت عايدة مش كنتي كلمتي هشام ييجي ياخدك معاه؟
تنهدت بألم وأردفت قائلة بنبرة حزينه هو مين إللي المفروض يكلم مين يا ماما؟
المفروض لو مهتم وهامه شكلنا قدام رؤسائنا وزمايلنا في الشغل كان كلمني وعدي عليا أخدني ودخلنا الحفلة سوا، بدل ما أنا رايحه كدة لوحدي.
نظرت نهله إلى عايدة وأردفت بتأكيد فريدة معاها حق يا ماما، هشام زودها أوي وبين قد أيه هو أناني بتصرفه ده.
أردفت عايدة بإستسلام ربنا يا بنتي يهديه ويرجعه لصوابه، وإن شاء الله زوبعة فنجان وهتعدي على خير!
تنهدت فريدة ووضعت لمساتها الأخيرة وذهبت إلى الحفل لحالها.
توقفت فريدة بسيارتها أمام المكان المقيم به الحفل وترجلت من سيارتها بنفس اللحظه التي ترجل سليم من داخل سيارته بإصطحاب فتاه فائقة الجمال ترتدي ثيابا مثيرة وتضع ميك أب صارخ.
لا تدري لما تألم داخلها وأشتعلت به النيران عند رؤيته بإصطحاب تلك الجميله،
إنتبهت لهيئة الفتاه وتذكرت أنها هي من كانت بصحبته بتلك الصورة التي نشرها عبر حسابه من عدة أيام.
جاء إليها العامل الخاص بإصطحاب سيارات الحضور وصفها لداخل الجراج المختص بالحفل، أمائت له وأعتطه مفتاح السيارة.
أما سليم الذي ضل متسمرا ينظر إليها بإنبهار هائل، صرخ قلبه معنفا إياه يحثه على الركض إليها وأحتضانها وتخبأتها داخل ضلوع صدرة ليحجب عنها عيون البشر، حتى لا يراها غيرة وهي بتلك الهيئة وذاك السحر المبهر للعيون.
وبلحظه عاد لوعيه ونظر إلى ندي التي ترقص من شدة سعادتها لتواجدها معه، تحرك إليها وأخرج صوت جاد ليكمل مخطته مساء الخير يا باشمهندسه.
إبتلعت لعابها من هيئته وطلته بتلك الحلة السوداء التي تشبه نجوم السينما، وأجابت بنبرة هادئه أهلا يا باشمهندس.
أشار إلى ندي وأردف ناظرا إلى فريدة ببرود إصطنعه بإعجوبه باشمهندسه فريدة، ودي بقا ندي بنت خالي!
نظرت إلى ندي وأردفت بإبتسامة مجاملة عكس داخلها أهلا يا أفندم!
ردتها لها ندي بضيق لعلمها من حسام من هي فريدة وما هي بالنسبة إلى سليم أهلا.
وتحدث سليم بتساؤل خبيث أومال فين أستاذ هشام؟
تماسكت حالها وأردفت بهدوء هشام عنده مشوار ضروري هيخلصه وييجي على الحفله.
أردف هو ساخرا متعمدا هو فيه أهم من إنه يدخل معاكي الحفله في يوم زي ده، دي الليلة ليلتك والمفروض يكون ساندك وواقف معاكي في لحظه زي دي، ولا أيه يا باشمهندسه؟
نظرت إليه بضيق وتحركت أمامهم تاركه إياهم بإنتظار العامل ليصف لهما السيارة.
ودلفت هي للداخل تترقب المكان بحذر وبدأت بالنظر حولها لإستكشاف الحضور،
وجدت هشام يقف بجانب صديقه علاء، تجاهلت وجوده ودلفت للداخل ووقفت بجانب نورهان وبعض زميلات العمل.
نظر لها هشام بعيون متألمه وقلب حزين لأجل عدم تقديرها له، ثم تفاجأ بدلوف سليم بصحبة فتاه فاتنة، إرتاح داخله وأرتخت أعضاء جسدة المشدودة قليلا عندما وجد داخل أعين تلك الفتاه حب وأهتمام بسليم واضحين.
تحرك إلى فايز وقدم له ندي تحت إشتعال فريدة المراقبه له بعيناها ولكن بحذر تام حتى لا يشعر بها هشام.
تفاجأ سليم بوجود هشام داخل الحفل وطار قلبه فرحا عندما لاحظ تفرق الثنائي ويبدوا على وجهيهما الخلاف والضيق.
تحدثت نورهان بفضول هي أية الحكاية يافريدة، إنت داخله لوحدك وهشام داخل قبل منك بعشر دقايق، وكل واحد فيكم واقف على تربيزة لوحدة، هو أنتم متخانقين؟
أردفت فريدة بنبرة هادئه خلاف بسيط يا نور!
ردت نورهان بإستغراب خلاف يوم الحفلة، طب حتى لو فيه خلاف المفروض كنتم تجاوزتوة وحضرتم الحفله مع بعض علشان شكلكم قدام أصحابكم.
زفرت فريدة وردت بإقتضاب من تدخل تلك النورهان من فضلك يا نور، مش حابه أتكلم، ياريت تغيري الموضوع!
أجابتها نور بتصنع الحزن والخجل أنا أسفه يا فريدة، أنا كنت حابة أطمن عليكي مش أكتر، بس يظهر إنك زعلتي من إهتمامي!
تجاهلتها فريدة لعدم إستطاعتها لمجابهة تلك الثرثارة حاليا.
نظرت أمامها وجدت فايز يشير إليها لتذهب إليه تحركت بالفعل.
فأردف فايز قائلا أيه يا بنت الجمال والشياكة دي كلها؟
كنتي مخبيه الشياكة دي كلها فين يا أستاذة؟
إبتسمت له وتحدثت بإطراء مشيرة إلى زوجته صفاء وأنا هاجي أيه في جمال وأناقة دكتور صفاء، منورة المكان كله يا دكتور.
أردفت صفاء بإبتسامة بشوشه ده نورك يا باشمهندسه، وألف ألف مبروك على المنصب الجديد، الحقيقه تستاهليه وبجدارة.
إبتسمت فريدة وأردفت ميرسي يا دكتور، كلام حضرتك شهادة أعتز بيها.
دلفت أسما تتشابك الأيادي مع زوجها الحبيب، نظرت إلى علي وتحدثت حلو أوي الترتيب يا علي، ده أكيد تحت إشراف سليم الدمنهوري؟
أجابها بتأكيد أكيد طبعا، ما أنت عارفه سليم، مبيرضاش غير بالحاجه الكامله!
تحدثت بإنتشاء فريدة هناك واقفه أهي، تعالي يا حبيبي نسلم عليها.
وبالفعل إتجها إليها، أخذت أسما فريدة داخل أحضانها وأردفت بتودد قائلة فريدة، وحشتيني جدا.
أجابتها بإبتسامة بشوشه إنت كمان يا أسما وحشتيني.
مد على يده إلى فريدة وأردف أزيك يا باشمهندسه، أخبارك أيه؟
أجابته بإبتسامة الحمدلله، أنا تمام، أومال سليم مش معاكم ليه؟
أجابها علي بلؤم قاصدا وهو يشير إلى صديقه سليم واقف هناك مع مدير الشركة!
نظرت له بضيق وأجابته بنبرة ساخرة أنا بقصد سليم إبنكم على فكرة، وأخر همي هو الباشمهندس بتاعك، مش ناقص كمان غير إني أسأل عنه!
لم تكمل جملتها وأستمعت إلى من يتحدث من خلفها بنبرة مداعبه وياتري بقا هشام نور الدين هو أول همك يا باشمهندسه؟
إجابته هي بنبرة قوية بالتأكيد هشام أول وأخر إهتمامي، زي ما أنا بالنسبة له أول وأخر إهتماماته!
أجابها بنبرة ساخرة لا ما هو واضح فعلا، بدليل إنه بدل ما يدخل الحفلة وإيدة في إيدك، فضل إنه ييجي قبلك ومعملش حساب حتى لشكلك قدام الناس وإنت داخله لوحدك في يوم مهم زي ده!
أجابته بنبرة ساخرة وحديث ذات مغزي بيتهيء لي حضرتك أخر واحد بتفكر وتعمل حساب لشكل أي حد قدام الناس، وأكملت ساخرة فياريت تبطل تنظير لأن ببساطة فاقد الشيء لا يعطيه يا حضرت!
لم تستطع أسما تمالك حالها من قصف جبهة سليم على يد فريدة، فضحكت بصوت عالي.
ونظر لها سليم وأردف بتعجب يظهر إن ألش الأستاذة عليا عجب أسما هانم!
ضحكت أكثر وهزت رأسها بإيجاب!
وأردفت فريدة بنبرة جادة العفو يا أفندم، هو أنا أقدر حضرتك.
نظر لعيناها بعيون هائمة بجمالها، وأردف بحديث ذات مغزي هز داخلها إنت الوحيدة اللي قدرتي على إللي محدش قدر عليه قبلك ولا هيقدر يا فريدة يا فؤاد.
نظرت داخل عيناه وجدته ينظر لها بعيون مستعطفه مترجيه بأن ترحم قلبه من ما تفعله به.
سحبت عنه نظرها وكادت أن تتحرك من بينهم لولا صوت هشام الذي ثبت حركتها متحدثا بصوت جاد مساء الخير!
رد عليه الجميع ومد علي يده له وأردف بإحترام أستاذ هشام، أزيك.
وإكمل بتعارف وهو يشير إلى زوجته أقدم لك مدام أسما، مراتي!
أماء لها هشام برأسه بإحترام وأردف أهلا وسهلا يا أفندم، أتشرفت بمعرفة حضرتك!
ردت أسما عليه بإبتسامة مجاملة الشرف ليا يا أفندم!
نظر سليم إلى هشام وأردف بإبتسامة مستفزة وحديث ذات مغزي أراد به معرفة ما إذا كان هذا الخلاف الذي يراه بأم أعينه بسبب تلك الوظيفه أم لا ألف مبروك للباشمهندسه فريدة على المنصب الجديد يا أستاذ هشام، وإن شاء الله تبقا نقلة كبيرة ليها وخطوة مميزة في مستواها الوظيفي.
وأكمل بإبتسامة سمجه مستفزة وزي ما بيقولوا، وراء نجاح كل إمرأة عظيمه، رجل يدعي هشام نور الدين!
نظر له هشام بإبتسامة حاول خلفها تخبأة ما يدور بداخله من إشتعال لروحه وكيانه بالكامل
وأردف بهدوء وحديث ذات مقصد كله بفضل تخطيطك يا باشمهندس، ولا أيه؟
ضحك سليم وأردف بنبرة مستفزة متقولش كدة يا سيادة المحاسب، كله بشطارة ومجهود الباشمهندسه، أنا ما إلا سبب لتوجية بوصلتها لطريق نجاحها العالمي إن شاء الله!
إشتعل داخل هشام من حديث سليم المستفز بالنسبة له، فتجاهله،
ونظر إلى فريدة الحاضر الصامت وأردف قائلا بهدوء وهو يشير إليها بإحترام ويحثها على التحرك أمامه بعد إذنكم، مضطر أخد فريدة منكم.
تحركت هي وجاورها الخطوات وتحدث بفحيح يا تري عاجبك تلقيح البيه عليا ده يا أستاذة؟
أجابته بقوة ونبرة ملامه وهو مين إللي أدي الفرصة ليه ولغيرة أنه يتكلم يا أستاذ هشام؟
مش سيادتك لما دخلت للحفلة لوحدك و وقوفك بعيد عني لما وصلت ولا كأنك شفتني؟
تحدث بلهجة حازمة فريدة، مش وقت مين السبب ومين إللي غلطان، أنا بطلب منك ولأخر مرة إنك تعتذري عن المنصب ده!
نظرت له بإستغراب وأردفت بنبرة معاتبه يااااه على أنانيتك يا هشام، للدرجة دي مش شايف غير نفسك وغضبك؟
للدرجة دي أخر همك نجاحي وحصولي على منصب بالأهميه دي وأنا لسه في بداية مشواري؟
أجابها بتأكيد على حديثها أديكي إنت قولتيها بنفسك، منصب بالأهمية دي وإنتي لسه في بداية مشوارك العملي، يبقا إزاي بقا يا باشمهندسه؟
وأكمل بتأكيد سليم هو إللي قاصد يرشحك للمنصب ده علشان يخلق مشاكل بينا، فوقي يا فريدة قبل فوات الأوان.
نظرت له بذهول وأردفت بنبرة منكسرة حزينه هو أنا صغيرة أوي كدة في نظرك لدرجة إنك شايفني مش جديرة وما أستحقش المنصب، للدرجة دي مش مأمن بقدراتي وبعقليتي؟
كل إللي في دماغك إنك تضايق سليم الدمنهوري وتخليني أرفض المنصب لمجرد إن هو اللي رشحني ليه؟
وأكملت بنبرة معاتبه وحزينه أيه اللي جرالك يا هشام، إزاي إتحولت لإنسان أناني فجأة كده ومبقاش يهمك غير رغباتك وأرائك وبس، حتى لو كانت أرائك دي غلط ونتايجها سيئة بالنسبة للي حواليك.
صاح بها بقوة ولا مبالاة لحديثها وأردف أمرا لأخر مرة بقولك وبنبهك يا فريدة، لو فعلا عوزانا نكمل في هدوء يبقا لازم تعتذري عن المنصب ده!
نظرت له بكل شموخ وأردفت قائلة بقوة وأنا لأخر مرة بقولك أرجوك تراجع نفسك وقرارك ده يا هشام.
نظر داخل عيناها الحزينه مطولا، ثم أنسحب من جانبها بهدوء متجها إلى صديقيه علاء وأكرم المتواجدان على منضدة يحتسيان مشروبهما بهدوء!
أما أسما التي وما أن تحركا هشام وفريدة من جانبهم حتى نظرت إلى سليم وأردفت قائلة أيه يا أبني الجبروت اللي إنت بقيت فيه ده؟
أكمل علي حديثها قائلا بنبرة مستفزة جبروت أيه اللي بتتكلمي عنه يا أسما، ده الموضوع عدي معاه و وصل لدرجة البجاحه،
وأكمل بنبرة ملامه حرام عليك يا سليم، إنت كدة ولعت الدنيا أكتر ما هي والعة بينهم، وأكيد بعد كلامك المستفز ده هشام هيجبر فريدة على إنها تعتذر عن المنصب، وبكدة هتكون إتسببت في أذية فريدة.
ضحك ساخرا على حديث صديقة الساخر بالنسبة له وأردف قائلا تفكيرك عقيم ومحدود جدا يا باشمهندس، فريدة مين إللي هشام هيجبرها على الإعتذار عن المنصب؟
وأكمل بيقين فريدة لو أبوها نفسه طلب منها تعتذر وتنسحب مش هتعملها، فريدة عندها حلم ومش هتسمح لأي مخلوق إيا كان هو مين على إنه يعطلها ويوقفها عن تحقيقه!
نظرت له أسما وأردفت بيقين يبقا إنت قاصد تعمل كدة فعلا علشان فريدة ترفض وهشام يصر على موقفه، ولما فريدة تمضي العقد هشام يسيبها وينهي الخطوبة!
نظر لها مصدوما وأردف قائلا بإستهجان هي دي فكرتك عني يا أسما؟
إنتي متخيلة إني ممكن أخالف ضميري وأرشح فريدة لمنصب هي متستحقهوش لمجرد إني أحقق أغراض شخصيه في نفسي؟
وأكمل بإعتراف أنا منكرش إني فرحت لما لقيت إن الموضوع ممكن يخدمني في إنه يتسبب في مشكلة ما بينهم، لكن صدقيني أنا كانت نيتي كلها خير وأنا برشحها للمنصب، وفي نفس الوقت مجاش في تفكيري أبدا إن ممكن هشام يبقا بالأنانية دي ويقف قدام مستقبلها!
نظرت له أسما خجلا وأردفت بأسف أنا أسفه يا سليم لو كان كلامي ضايقك، بس بصراحه ومن غير ماأكذب عليك أنا شكيت إن الموضوع مترتب منك من كتر ما هو مظبوط أوي!
أجابها علي بهدوء ده بس لإنك ما تعرفيش مبادئ سليم الدمنهوري في شغله!
أما فريدة التي تسمرت بمكانها بعدما تركها هشام شاردة الذهن فيما تفعله، وبدأ عقلها يتسائل، هل هي على صواب أم أن هشام هو من على الصواب.
فاقت من شرودها على صوت هي تتذكره جيدا قائلا والله زمان يا باشمهندسه، شفتي الدنيا صغيرة إزاي؟
نظرت إليه نظرات مبهمه وتذكرته، إنه حسام، ذلك الذي أهانها وجرح كبريائها بحديثه ذاك اليوم المشؤم، عندما إستهان بوجع روحها وحزنها من ما حدث لها على يد صديقه وبمشاركته هو وصديقه علي.
نظرت إليه بكبرياء وأردفت بقوة فعلا يا باشمهندس، صغيرة لدرجة إنها تجمعني في مكان واحد بأكتر ثلاث أشخاص كنت بدعي من قلبي إن وشوشنا متتلاقاش غير في الأخرة، وإحنا بين أيادي رب العالمين!
نظر لها وضحك ساخرا وأردف إنها سخرية القدر عزيزتي!
وأكمل معترضا على حديثها بس الحقيقة ومن إللي أنا شايفه إن المفروض الموضوع ميزعلكيش خالص، بالعكس، أنا شايف إن رجوع سليم وظهورة في حياتك من جديد أفادك جدا مضركيش، بدليل المكافأت اللي نازلة ترف عليكي زي المطر من الشركتين،
وأكمل وهو يخمس بيداة بحركة دعابيه ده غير الله أكبر مرتبك إللي أتضاعف مرتين ونص.
إبتسمت ساخرة وأرادت حرق روحه أكثر بعدما رأت الغل يظهر من بين إبتسامته الماكرة ونسيت بالمرة تحسب لي مرتبي إللي هيتضاف لي من المنصب الجديد، يلا، علشان تكمل الحسبة بالمظبوط.
ضيق عيناة وتسائل بفضول منصب جديد؟
هو أنا شكلي فايتني معلومات ولا أيه؟
نظرت له وأجابت بتسلي هو قريبك مبلغكش إنه رشحني لمنصب إنضمامي للمجموعة الإستشاريه بالشركة ولا أيه؟
، لا وكمان اللجنة وافقت وإحتمال أمضي العقد كمان شوية!
أنصدم من حديثها هذا وخصوصا أن عمته كانت قد طلبت سابقا من سليم ترشيحه هو لهذا المنصب، ولكن كالعادة إختار غيرة وفضله عليه.
تمالك حاله وأردف قائلا بشرود مبروك يا باشمهندسه، الحقيقه قريبي مبلغنيش بحاجه.
وأنسحب معتذرا لعدم قدرته على الصمود أكثر!
أما هي فاستغربت حالته التي تحولت ووجه الذي لا يبشر بخير أبدا.
أما حسام فقد تحرك وهو مشتعل الكيان، ووقف بعيدا وأمسك هاتفه وأبلغ عمته بكل ما أخبرته به فريدة للتو!
تحركت ريم وندي بجانب سليم
إبتسم سليم لشقيقته وأحاطها بذراعه وأخذها بين أحضانه برعايه.
نظرت ندي إليهما وأشتعلت نار الغيرة بداخلها، كم كانت تتمني أن تدلف هي داخل أحضانه محلها وتنول شرف عشق وقرب سليم الدمنهوري الذي سينقل حياتها إلى حياة الطرف التي تريدها.
داخل فيلا صادق الحسيني.
كان يجلس هو وزوجته الجميلة هناء ووحيدهما مراد، يلتفون حول سفرة الطعام يتناولون عشائهم في هدوء
مدت هناء يدها لصحن صغيرها تضع داخله بعض شرائح الجبن!
نظر لها مراد وتحدث بهدوء تسلم إيدك يا حبيبتي!
إبتسمت له وتحدثت بحنان بألف هنا يا حبيبي.
نظر له والده وتحدث مقولتليش يعني عن تجربة ريم الدمنهوري اللي تمت في المعمل إمبارح؟
إمتعضت ملامح وجهه وتشنجت عندما إستمع لإسمها الذي بات يؤرقه ويصيبه بالتشنج، ثم تمالك من حاله وتحدث بهدوء ولامبالاة إفتعلهم لحاله مجتش فرصة!
ثم نظر إليه وتسائل حضرتك عرفت منين الموضوع ده؟
أجابه صادق بعتاب من دكتور حسين، هو مش المفروض إن حضرتك كنت تبلغني بموضوع مهم زي ده؟
نظر بصحنه وبدأ بتقطيع الطعام وتناوله بلامبالاة ثم تحدث أيه يعني المهم في موضوع زي ده، تجربه ونجحت زيها زي تجارب كتير غيرها، مش أول مرة تحصل يعني.
وأكمل بتشكك ثم أنا شاكك أصلا إن التجربه تكون بتاعت البنت دي، دي شكلها بنت مدلعه وفاشله، واللي يدور عليها يلاقيها سرقاها من طالب زميلها أهبل كانت راسمه عليه دور الحب وبتخدعه.
إستشاط داخل صادق وتحدث بحده مش هتبطل طريقتك السخيفه دي وإنت بتتكلم على الناس، وبعدين إحنا في أيه ولا في أيه يا حضرة المهني.
وأكمل بلوم بكلمك عن إختراع وتجربه ناجحه ممكن تنقل شركتنا وإسمنا لمكانه تانيه وإنت تكلمني عن حب وسرقه وخداع وكلام أهبل،
وبعدين ريح نفسك وبطل ترمي الناس بتهم باطلة، البنت محترمه وبنت ناس وكمان مخطوبه لمهندس قد الدنيا.
إنقبض داخله حينما إستمع من والده قصة إرتباطها، لما شعر بتلك الإنقباضه؟ هو لا يدري!
تحدثت هناء مستفهمه بنت مين دي اللي بتتكلم عنها يا صادق؟
تنفس بهدوء وأجابها بنت قاسم الدمنهوري، اللي كنا معزومين معاهم من إسبوع عند سيادة وزير الخارجيه.
تحدثت هناء بتذكر أه، بنت أمال الشافعي، ماشاء الله هي أمال عندها بنت في صيدلة؟
أجابها صادق بتفاخر عندها ريم في صيدله، و سليم مهندس إلكترونيات، شغال في أكبر شركة ألمانية في مجال الإلكترونيات، هو اللي ورد لي أخر طلبيه لتحديث أجهزة مجموعة الشركات.
ثم نظر لمراد وتحدث أمرا المهم يا مراد، بكرة تمضي لي معاها عقد تضمن لنا بيه الأحقية بخصوص براءة الإختراع، بما إن التجربة تمت في معاملنا وتحت إشرافنا يبقا لنا أحقية الإستفادة منها،
وأكمل وعلشان نضمن إنها تشتغل معانا بعد تخرجها إن شاء الله، وأنا بلغت دكتور حسين إنه يبتدي في إجراءات تسجيل براءة الإختراع بإسمها من بكرة، وبلغتها هي كمان بكده.
تملك الغضب داخله لكنه رد بهدوء إصطنعه بإعجوبه أوامرك يا دكتور.
داخل شقة قاسم الدمنهوري.
كانت تجوب البهو إيابا وذهابا و تفرك يديها ببعضهما من شدة غضبها.
تحدث قاسم الجالس فوق الأريكة بهدوء إهدي من فضلك يا أمال، إنت كدة ممكن يحصل لك حاجه!
دارت حول نفسها وتحدثت بغضب تام إنت لسه بتطلب مني أهدي بعد كل إللي حكيته لك ده؟
البيه إبنك راسم ومخطط لكل حاجة يا قاسم، وظف البنت في منصب مهم في الشركة علشان لو إتجوزها غصب عننا وأخدها معاه لألمانيا الهانم تبقا موظفه ومؤهلة للعيشة هناك،
وأكملت بصوت غاضب ولائم لحالها أنا إللي غلطانه إللي مسمعتش كلام أماني ورحت لأهلها عرفتهم مقامهم ووقفتهم عند حدهم!
أردف قاسم بإعتراض والبنت وأهلها ذنبهم أيه يا أمال علشان تروحي لهم، إبنك هو إللي بيخطط وبيعمل المستحيل علشان يوصل لها،
ولا نسيتي الكلام إللي وصل لحسام من قلب الشركة إللي البنت شغالة فيها، مش حسام قال لك إن العميلة بتاعته قالت له إن البنت مش مديه لإبنك أي أهميه وبتحترم خطيبها جدا وبتقدرة!
صاحت بنبرة غاضبة ومازالت تتحرك بجنون وإنت بقا بتخيل عليك حركات بنات الحواري دي؟
دي واحدة متربية في بيئة متدنية يا قاسم، يعني أكيد راسمة وش البرائة والإحترام قدام الكل وهي مش أكتر من حرباية،
وأكملت بغل بس على مين، إذا كانت هي حرباية وبتعرف تتلون وتخطط، أنا بقا هعرفها هي بتلعب مع مين؟
نظر لها قاسم بإرتياب وتساءل بترقب مش مرتاح لكلامك يا أمال، ياتري ناوية على أيه؟
أجابته بإبتسامة ساخرة ناويه أواجة العدو وأروح له لحد خندقه بنفسي، وكفايه عليا دور المدافع لحد كده!
داخل الحفل
تجهز الجميع لإمضاء عقد إتفاقية الشراكة بين الشركتين وإدماجهما معا، وقف سليم بجانب مدير الشركة الألمانية ويليه من الجانب الأخر فايز مدير الشركة المصريه
وبدأ بإمضاء العقود مع التصفيق الحار من جميع الحضور،
وجاء الدور على فريدة لإمضاء التعاقد مع الشركة لإستلام منصبها الجديد، تحت إستغراب زملائها بالعمل لعدم علمهم مسبقا بتلك الخطوة،.
وخصوصا نورهان التي كانت على وشك الإصابة بنوبة قلبية من شدة غضبها وحسرة قلبها على ما وصلت إليه غريمتها بالعمل من علو شأن!
أمسكت فريدة بقلمها وكادت أن تضع إمضائها فوق ذلك العقد، توقفت فجأة ورفعت بصرها إلى هشام الواقف بعيدا يترقب ما إذا كانت ستلقي بكلمته عرض الحائط وتمضي هذا العقد اللعين، أم ستشتري خاطرة ورضاه؟
نظرت له وجدت بعيناه تحذير وغضب ولأول مرة تراه، فتنهدت وأهتز قلمها.
نظر إليها سليم الواقف بجانبها وتنفس بهدوء مترقب قرارها الأخير!
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
↚
نظرت إلى هشام، وجدت بعيناه تحذير وغضب ولأول مرة تراه، فتنهدت وأهتز قلمها
كادت أن تتراجع لأجل إرضائة وإرضاء خاطره، لكنها وبلحظة حسمت أمرها، فيكفيها خسارتها لحلمها السابق على يد سليم، فلن تتنازل تلك المرة عن وصولها لذلك المنصب العريق لأجل هشام الذي لم يهتم سوي بحاله وغيرته وفقط!
أخذت نفس عميق وأخرجته بهدوء، وبكل قوة وثبات، أمسكت بقلمها من جديد و وضعت إمضتها على ذلك العقد تحت سعادة سليم التي تخطت عنان السماء!
إستشاط داخل هشام وشعر بطعنة داخل صدرة وخصوصا عندما لاحظ سعادة ذلك الواقف بجوارها،
تحرك لخارج المكان بأكملة تارك الحفل الذي لم يبدأ بعد، وأستقل سيارته وقادها بغضب تام!
أما سليم الذي إنتفض داخله بسعادة وتراقص قلبه فرحا.
ثم نظر إليها بعيون تشع سعادة لأجلها ولأجل وضع قدميها على أول درجة بسلم صعودها المهني،
وأردف بعيون سعيدة وصوت عاشق مبروك يا فريدة، ألف مبروك، الوقت بس إبتديتي أول خطوة في مشوار صعودك لسلم المجد في مجالك!
نظرت له بتيهه، مستغربة شدة سعادته ولمعة عيناه السعيدة لأجلها وأردفت بسعادة متشكرة يا باشمهندس، بجد ميرسي على وقوفك معايا!
أجابها بصوت حنون عمري مهسيبك يا فريدة، هفضل واقف جنبك طول الوقت حتى لو كان غصب عنك!
فاقت على صوت فايز الذي صافحها مهنئ بسعادة
وأيضا معظم زملائها حتى الحاقد منهم وأتت إليها أسما التي إحتضنتها وهنئتها تلاها علي وأيضا نورهان.
كانت تجلس فوق مقعدها داخل شرفتها، إستمعت لهاتفها فأردفت سريع وبلهفة إتأخرتي ليه، أنا مستنيه تليفونك ده من بدري؟
أجابها المتصل إسمعيني كويس وركزي علشان معنديش وقت، هشام خرج غضبان من الحفلة، هو حاليا عامل زي الطفل الغضبان إللي لعبته اللي متعود عليها ضاعت منه ومش عارف يوصل لها، علشان كده لازم نهديه ونشغلة بلعبه جديدة وتكون مختلفه، علشان ينشغل معاها و ينسي بيها لعبته اللي إتعود عليها!
أردفت لبني بإستغراب هو أنت ليه كل كلامك ألغاز كده، أنا مش فاهمه منك حاجه؟!
أجابها المتصل هشام حاليا وحيد وحزين وغضبان من فريدة لأنها فضلت شغلها عليه، حالا تتصلي بيه وبصوت كله حنان تحاولي تحتويه،
وأكمل بتحذير بس أوعي تجيبي له سيرة فريدة بأي شكل من الأشكال، خليكي دايما حريصة وذكية في التعامل معاه، إطلبي منه إنه يخرج معاك دالوقت وتسهروا
تسائلت لبني طب ولو رفض؟
أجابها المتصل بنبرة واثقه هيقبل، هو حاليا محتاج يثبت لنفسه إنه مرغوب، وأكمل بنبرة أمرة حالا تتصلي بيه!
وبالفعل أغلقت مع ذلك المجهول وهاتفت هشام الذي كان يقود بسرعه جنونيه، فاستمع هاتفه نظر به وجدها لبني.
رد بإقتضاب ونبرة حادة أهلا يا لبني!
ردت بصوت أنثوي مثير أزيك يا هشام، أسفه لو كنت أزعجتك، أصلي قاعدة متضايقه وقولت أتصل بيك لو فاضي نتكلم شوية، أو حتى لو حابب نخرج نقعد في مكان مفتوح نشم فيه شوية هوا!
أجابها بإقتضاب معلش يا لبني تعبان وبجد مش هينفع
ثم فكر قليلا وأردف قائلا بعناد خلاص يا لبني، إلبسي وأنا هعدي عليك حالا!
طار قلبها فرحا وأغلقت معه وقفزت من سعادتها لترتدي أجمل ما لديها من ثياب!
داخل الحفل!
إشتغلت الموسيقي للإعلان عن رقص كل ثنائي معا
تحرك فايز مع زوجته الجميله دكتورة صفاء، وأيضا مدير الشركة الألمانيه مع زوجته، وعلي مع أسما، وأيضا نورهان وزوجها وجميع موظفي الشركتان إلا سليم الواقف بجانب ندي.
وهو ينظر على تلك الفريدة الواقفه تنظر للأمام بشرود وحزن، نظرت ندي إلى ماينظر بحقد وغل وأردفت قائلة بتمني بليز يا سليم ممكن ترقص معايا؟
نظر لها ثم أجابها بهدوء معلش يا ندي، أنا مبرقصش مع حد!
ضيقت عيناها بإستغراب وأردفت قائلة بنبرة ساخرة لا والله، طب ده أنا ياما سمعت عنك حكايات مع بنات تملي مجلدات، حسام ياما حكالي إنكم كنتم بتخرجوا يوميا وبترقصوا مع بنات وكنتم كمان بتسهروا لوش الصبح!
أجابها بعيون حزينة ده كان قبل ما ربنا يهديني وأفهم ديني كويس يا ندي، لما سافرت تعمقت في دراسة ديني وبقيت أدخل على مواقع إسلامية وأبحث في أراء شيوخنا الأجلاء في إن إزاي نعيش حياتنا ونستمتع بيها وبنفس الوقت ما نغضبش ربنا مننا!
ضحكت ندي وأردفت بنبرة ساخرة يعني الناس بتسافر دول الغرب وتنفتح على ثقافات العالم المختلفه وتعيش حياتها بحرية، وإنت روحت هناك علشان تبحث في الدين؟
وأكملت بجهل وبعدين مال الدين بالرقص، إنت ليه محسسني إني واقفه قدام شيخ، مش لايق عليك الكلام ده يا سليم!
أجابها بهدوء أنا عارف إني موصلتش لحالة التدين إللي تسعدني كمسلم وتخليني أفتخر بنفسي، بس الحمدلله أنا واصل لدرجة راضياني وبحاول أوصل للأعلي،
ويكفيني إني مبقربش من الكبائر، ولا بقرب من حقوق الناس، لأن أكبر الذنوب هي حقوق الناس بكل أنواعها،.
وأكمل يوم البعث ربنا سبحانه وتعالى ممكن يغفرلنا أي ذنوب إلا المرتبطة بحقوق البشر، لازم هما بنفسهم يسامحوا في حقوقهم، وده طبعا نادرا لو حصل لأن معظمنا وقتها هيبقا بيفكر في المكانة الأعلي عند رب العالمين، وبالتالي محتاجين لكل حسنة وكل عمل صالح يقربنا من كدة، فهمتي يا ندي!
وأكمل والرقص حرام طبعا، رقص يعني راجل يقف قدام ست ويقرب منها، يلمس إديها وكمان كتفها وإحتمال وسطها،
ونظر لها بأسي وأكمل تفتكري ده يصح ولا يرضي ربنا؟
ونظر إلى شقيقته وأردف قائلا عمرك شفتي ريم رقصت مع حسام، طبعا لا، لأني أنا وبابا قعدنا معاها قبل كدة وشرحنالها كل الكلام ده!
وأكمل وعلي فكرة يا ندي، أنا مش راضي عن نفسي كل الرضا وأكيد فيه حاجات بعملها غلط،
لكن على الأقل بحاول، ما لا يدرك كله لا يترك كله،
بمعني إذا مكناش صالحين بما يكفي ونفذنا أوامر دينا بحذافيرة، منبقاش مفسدين ونهمل نفسنا وننسي تأديبها ونوصل نفسنا بأدينا للهلاك!
هزت رأسها بإيجاب حتى يصمت لعدم إرادتها الحديث معه بهذة المواضيع أكثر، فقد زين لها شيطانها دنيتها فقط وأنساها أخرتها.
في تلك الأثناء
كان حسام يقف بجانب ريم وتحدث إليها بغضب تام عرفتي وأتأكدتي إن سليم فعلا مبيحبنيش؟
أجابته بهدوء تحاول تهدأته متقولش كدة يا حسام، أكيد سليم شاف إن فريدة أحق بالمنصب ده منك وأنها هتحقق مكاسب للشركة من خلال وجودها معاهم، وإحتمال يكون هيرشحك في أقرب فرصة، وبعدين مش يمكن يكون بيحاول يعتذر لها عن إللي حصل منه زمان.
وأكملت وبصراحة كدة يا حسام فريدة دي شكلها متمكنه جدا في شغلها!
نظر لها بضيق وأردف قائلا بإستهجان شكلها متمكنة، هو بقا بالشكل كمان ولا أيه يا دكتورة ريم؟
أجابته بتأكيد أه طبعا، الإنسان الذكي بيبان من نظرة عيونه ومن خلال تعاملة بالمحيطين بيه!
في تلك الأثناء أشار إليها شقيقها فذهبت إلية، جذبها من يدها وتحرك بها إلى مكان وقوف فريدة التي بدورها إستغربت وبدأ هو بتعريفهما و أردف بإحترام وهو يشير بيده إلى فريدة أحب أعرفك بالباشمهندسة فريدة فؤاد، طالبتي النجيبة سابقا، صديقة العمل حاليا.
وأكمل التعارف وهو ينتقل بيده ليشير إلى شقيقته ودي بقا أختي وصديقتي ريم، طالبة صيدلة في الفرقة الرابعة!
نظرت لها فريدة بإبتسامة جذابة وأردفت بنبرة سعيدة أهلا يا ريم، إتشرفت جدا بمعرفتك.
بادلتها ريم إبتسامتها وأردفت قائلة بإحترام الشرف ليا يا باشمهندسه، كان نفسي أتعرف عليك من زمان من كتر مسمعت عنك!
نظرت فريدة إلى سليم بعيون متسائلة وأردفت بدعابة وياتري اللي سمعتيه عني شيء يحسب لي ولا.
ضحك سليم برجولة أثارت داخل فريدة، وأردف بإبتسامة ساحرة علي فكرة إنت دايما ظلمناني، أنا عمري ما أتكلمت عنك غير بكل خير، حتى إسألي ريم!
إبتسمت له برضا، وأردفت ريم ده حقيقي على فكرة يا باشمهندسه.
ردت فريدة بوجة بشوش خليها فريدة وبس، ولا عوزاني أقول لك يا دكتور؟
إبتسمت بوجة جميل وأردفت بسعادة ده شرف ليا إنك تشيلي الألقاب ما بينا، وياريت لو نبقا أصحاب.
إبتسمت فريدة بوجع وأجابتها بقلب حزين لعدم إستطاعتها لتحقيق تلك الرغبه إن شاء الله يا ريم.
ثم أنسحبت بهدوء تحت تألم سليم ووجع روحه، تنهد بأسي فحدثته ريم بصوت حزين أنا أسفه يا حبيبي، والله أسفه!
نظر لوجه شقيقته وقبل رأسها وأردف قائلا بهدوء متتأسفيش يا ريم، ده قدر ربنا، وإن شاء الله إللي جاي كله خير.
وقفت بجانب أسما التي حدثتها بأسي هو خطيبك مشي خلاص وساب الحفله؟
أخذت نفسا عميقا وأخرجته كي تهدأ، ثم أردفت بنبرة حزينه لم تستطع السيطرة عليها للأسف.
نظرت لها بأسي وأردفت بتردد فريدة، ممكن أتكلم معاكي بصراحة؟
نظرت لها فريدة وهزت رأسها بتأكيد فأكملت أسما حديثها بنبرة هادئه أنا عارفه إني مليش الحق في إني أتكلم في موضوعك مع خطيبك، بس بصراحه إنت وهو وكمان سليم صعبانين عليا أوي،
وأكملت بتيقن علي فكرة خطيبك حاسس بحب سليم ليكي، وممكن كمان يكون حاسس باللي في قلبك ناحية سليم واللي غصب عنك مقدرتيش تتخلصي منه وتنسيه!
نظرت إليها بأسي وأردفت بنيرة صوت يتألم ويكاد أن يصرخ وتفتكري أنا مبسوطه بكدة يا أسما، أنا قلبي جواه نار والعة مبتهداش، نار وجعي على حالي واللي وصلت له، ونار وجعي ووجع ضميري على هشام إللي بجد ميستاهلش مني كده، و.
وكادت أن تكمل ولكنها تراجعت وفضلت الصمت.
فأكملت أسما ونار وجعك على وجع سليم وتيهة حياته من بعدك، سيبي هشام وريحيه وريحي نفسك يا فريدة، صدقيني إنتوا التلاتة هترتاحوا لو الخطوبة دي أنتهت.
إبتسمت بجانب فمها بطريقه ساخرة ثم أردفت لإنهاء الحديث أيه رأيك في ترتيبات الحفلة، حلوة مش كده؟
تيقنت أسما من أنها تريد إنهاء المحادثة فأحترمت رغبتها وغيرت مجري الحديث.
وبعد مده قرر ذلك العاشق أن يهدي حبيبته غنوة علها تشرح ما يكنه داخل قلبه العاشق لها ويجعلها تفكر فيما عليها فعله لأجل إحياء قلبيهما معا.
وقف أمام الجميع وأمسك بالميكرفون وظبط صوته ببعض التكنيات الحديثة التي يجيدها بحكم مجاله، ليتلائم مع صوت الموسيقي.
مع إنتشاء جميع الحضور وإنتباه أذهانهم مع ذلك الوسيم،
عدل من وقوفه ليكون بإتجاه بوصلتها، ولكنه نظر للسماء لعدم جذب الإنتباه إليهما وذلك حفاظا على مظهرها العام أمام الجميع.
وبدأ بالغناء غنوة عارفة
ذات اللحن الرائع والرقيق
وتغني بصوته العاشق العذب.
عارفة، من يوم ماقابلتك إنت، وإحتل هواك مدينتي.
وبقيتي في لحظه أميرتي، أيوة أميرتي أميرتي وعارفة.
أنانفسي تكوني حلااااالي، وحبيبتي وأم عيالي.
ونعيش العمر أنا وإنت، بس أنا وإنت أنا وإنت وعارفة.
أنا هفضل طوووول العمر معاااك، معاااك
مهما الأياااام طالت وياك، طالت وياااك
هو انا مجنووون علشان أنساك، أنسااااك
أه يا أول فرحة تمسح دمعة عيني.
وأستغرب لييييه طولتي علياااا
لا متجاوبيش إستني شويه، شويه
أصل أنا برداااان دفي لي إيديا
وخديني في حضنك وبوسيني على جبيني.
كانت تستمع إلى صوته الهائم وكلماته الموجهه كسهام إلى ذلك القلب العاشق حتى النخاع، فما بيدها لتفعله؟
فدائما ما يخونها ذاك القلب العنيد
كان ينزف ويصرخ ألما، يريده، يريد قاتله وجارح نبضاته،.
يصرخ ويكاد يجذبها عنوة عنها ويومي بها داخل أحضانه الدافئة لتنعم بها، لكن عقلها يحثها على الرجوع ويصرخ بذلك القلب الساذج ويحدثه، إستفق أيها المغفل، فهذا ال سليم هو من جعلك تنزف خلال تلك السنوات الحزينه الماضيه، هو من جعلنا نعيش تلك الليالي الحالكة الخالية من النجوم، تلك الليالي قاسية البرودة
أفبعد كل ما عايشته من ألام تريد الإرتماء داخل أحضانه الخائنة تلك؟
إستفق وعد لرشدك أيها الأحمق.
تنهدت بألم لما أصبحت عليه، أمسكت حقيبتها وتحركت للمغادرة فأوقفها علي بتساؤل رايحه فين يا فريدة، الحفله لسه مخلصتش!
أجابته بصوت يكسوة الألم بالنسبة لي خلصت من بدري يا باشمهندس!
نظر بأسي لحالتها المزريه فأردف بهدوء طب تعالي كملي سهرتك معانا أنا وأسما وسليم وريم، هنخرج نقعد في أي مكان هادي، إنت أكيد محتاجه تهدي أعصابك وتغيري جو!
أجابته بإبتسامة شاكرة متشكرة يا علي، بس أنا للأسف تعبانه وكل إللي محتجاه حاليا هو إني أروح مش أكتر!
نظرت على ذلك الذي ينظر إليها بإهتمام يترقب قرارها، فأصابه الإحباط حين رأي تعبيرات وجهها الحزين،
وأكملت بعيون حزينه تنم عن مدي ألمها الداخلي الساكن روحها علي، أرجوك قول ل سليم يبعد عني لأني مش هقدر أتخلي عن هشام ولا أسيبة لأي سبب كان،
قوله يكمل حياته وينساني ويعتبرني ذكري حلوة، كل ما يفتكرها يبتسم، ويفتكر إن فيه واحدة حبته بكل ما فيها، لكن القدر كان ليه رأي تاني،.
قولة كمان إن فيه حاجات لما بيروح وقتها ويعدي، مينفعش ترجع تاني!
أجابها علي معترض على حديثها وليه توجعيه وتوجعي روحك بالبعد لما فيكم تكونوا مع بعض، إنتوا فعلا بتحبوا بعض وتستحقوا تعيشوا إحساس السعادة.
قاطعته بقوة وأعتراض حتي إحساس السعادة في حالتنا دي مرفوض لأنه هيتبني على أنقاض قلب كل ذنبة إنه حب وأخلص،
وأكملت بنبرة صوت ضعيف وحزين أرجوك يا علي، قول ل سليم فريدة بتقول لك وحياة حبك ليها لتنساني وتسيبني أكمل مع هشام في هدوء، وبلاش تتدخل تاني في حياتي،
وأكملت برجاء قوله إنه كدة بيوجع روحي ويحرقها وإني بجد ما أستاهلش منه كده!
ثم تنفست بتألم ونظرت إلى سليم بأسي ينم عن إحتراق روحها وتألمها الشديد وأستأذنت من علي
و تحركت بإتجاة فايز وزوجته وأستأذنت منهما.
وأتجهت من جديد إلى الباب الخارجي تاركة المكان بأكملة،
أستقلت سيارتها عائدة إلى منزلها بقلب محمل بالأثقال عكس ما كان يجب أن يكون علية، فكان من المفترض أن يكون اليوم هو أسعد أيامها، ولكن من أين تأتيها السعادة وهي حائرة ومكبلة ما بين سليم وهشام!
إنفطر داخلها ولم تستطع التمالك من حالها أكثر فأجهشت ببكاء مرير لقلب حزين لم يعد يستطيع التحمل بعد!
في مكان أخر من المدينه.
تجلس تلك العاشقة تستند بإحدي ساعديها فوق المنضدة، واضعة كف يدها فوق وجنتها، تنظر له بعيون هائمة تراقب كل كلمة تخرج من شفتاة بقلب عاشق وروح طائرة في سماء عشقه.
كان يخبرها عن كل ما حدث معه خلال فترة سفرها، وكأنه يحتاج من تلهيهه من غضبه وألمه من ما فعلته به فريدة أحلامه،
إنتهي من حديثه ومازالت هي على وضعيتها وهي تنظر له بعيونها المتلهفه للنظر لعيناه ولشفتاه ولكل إنش به.
إبتسم لها وأردف قائلا أيه يا بنتي، بتبصي لي كدة ليه؟
أجابته بعيون عاشقة وصوت هائم أقولك بصراحة، للحظة شفت قدامي هشام اللي كنت معاه قبل أربع سنين، وحشني كلامك ونبرة صوتك، وحشتني عيونك وإنت بتتكلم، وحشني سردك لتفاصيلك،
شفتك هشام بتاع زمان، هشام إللي كنت لما بغيب عنه يومين وبعدها نتقابل كان يجري عليا ويقعد يبص جوة عيوني ويبدأ في سرد تفاصيل يومه إللي قضاة بعيد عني!
إبتسم لها بمرارة وأردف قائلا بتوضيح يمكن الشكل فعلا شكلي، لكن لا أنا بقيت هشام بتاع زمان، ولا أنت فضلتي على حالك يا لبني،
ثم أبتسم بعيون ملئها العشق متذكرا معشوقة عيناه، نعم هي معشوقته ومعشوقة عيناه وقلبه، حتى ولو أغضبته ولم تستمع إليه إلا أنها مازالت ولا تزال معشوقته المفضلة التي أنسته ألام الماضي بقلبها البرئ.
أجابها بنبرة عاشقة كي يقطع عنها أي أمل ممكن أن يجعلها تبني أمالا وأوهاما داخلها هشام إللي قدامك قلبه بقا مليان بالغرام، قلبه بقا ملك لفريدة وبس يا لبني، أنا حبيتها أوي، حبيتها لدرجة إن قلبي مبقاش يدق غير علشانها!
نزلت كلماته عليها وكأنها سواط نزل على جسدها جلد كل إنش به بلا رحمة، وأردفت بنبرة حزينه أنا عارفه إنك بتحبها، وعارفه إنه مش بإيدك، لكن كمان مش بإيدي أبطل أحبك ولا أخرج حبك من قلبي، الحب قدر، وهو اللي بيختار قلوبنا مش هي إللي بتحتارة يا هشام، ياريت كان بأدينا نقدر نعشق ونقدر كمان بسهولة ننسا،
أكيد كنا هنبقا أحسن من كدة، لكن للأسف، لا بإيدك تبطل تحبها، ولا بإيدي أبطل أتنفس حبك!
نظر لها بتيهه وأردف متسائلا إنت لسه بتحبيني يا لبني، أقصد لسه بتحبيني بنفس درجة الحب بتاع زمان؟
هزت له رأسها نافيتا وأردفت قائلة بأسي وعيون شبه دامعة لا يا هسام، أنا مش بس بحبك زي زمان، أنا إتخطيط معاك درجة الحب و وصلت في حبك لدرجة عشق الهوس والجنون،
وأكملت بهيام مبقتش عاوزة ولا قادرة أتخيل نفسي مع راجل غيرك، أنا بقيت بتنفسك يا هشام!
شعر بإحساس متناقض غريب وصراع داخله، ما بين سعادته وشعورة بالفخر برجولتة لسماعه إعتراف لبني بعشقه، هو دون غيرة من الرجال، ومابين كرامته التي تأبي الخضوع لتلك المخادعة من جديد، وما بين رفضه لحديثها وشعورة بخيانته لفريدة التي لم تستحق منه مجرد شعوره بالسعادة من إعتراف غيرها بعشقه!
هل ستستسلم لبني بعد إعتراف هشام الصريح بعشقه الهائل لفريدة؟
أم أنها ستظل تحارب من أجل الوصول إلى مبتغاها وهو قلب هشام لا غيرة.
قضا الجميع ليلتهم
بقلوب حائرة تائهه وأرواح تملئها الجراح.
فريدة وسليم وهشام ولبني وحتى ريم التي حزنت لأجل حال شقيقها وما والته هي بأيديها إليه!
صباح اليوم التالي، يوم الجمعه!
تمللت فريدة فوق تختها تحاول أن تفتح عيناها بتثاقل لتصحو من غفوتها القصيرة التي كانت غير مريحة بالمرة، مدت يدها بجانبها لتلتقط هاتفها الموضوع فوق الكومود لتري به كم أصبح الوقت، وجدت الساعة قد تخطت العاشرة.
نهضت و إتجهت خارج الغرفه بإتجاة المرحاض، توضأت وصلت فريضة الضحي وتضرعت إلى الله لتدعوة أن يصلح شأنها ويوجهها للطريق المستقيم.
خرجت من جديد وجدت بهو المنزل خالي من الجميع، إستمعت لصوت والدتها وشقيقتها يخرج عليها من داخل المطبخ، إتجهت إليهما وأردفت قائلة بوخم وصوت متحشرج صباح الخير.
نظرت كلاهما إليها وردوا الصباح وأردفت والدتها بإبتسامة تعالي يا حبيبتي أقعدي علشان تفطري.
إتجهت إلى المنضدة الموضوعه بمنتصف المطبخ وسحبت مقعدا وجلست فوقه بتراخي وأردفت بإستفهام هو بابا فين؟
أجابتها والدتها بإيضاح راح مع عمك عزيز يزور واحد صاحبة في الشغل تعبان!
هزت فريدة رأسها بتفهم وتحركت نهله إليها وأردفت قائلة بتساؤل وهي تجلس بمقابلتها يلا بقا أحكي لي على كل إللي حصل في الحفلة، إمبارح قولتي لي إنك راجعة مرهقة ومش قادرة تحكي، أظن إنهاردة بقا ملكيش حجه!
أجابتها عايدة وهي تضع الطعام لصغيرتها يعني هيكون أيه اللي حصل فيها، أهي حفلة زي باقي الحفلات إللي كانت بتحضرها قبل كده.
أردفت نهلة قائلة بإعتراض لا طبعا يا ماما مش زي باقي الحفلات، أولا الحفلة فيها ناس مختلفه وأجانب من الشركة الجديدة، ثانيا بقا فريدة في الحفلة دي مضت عقد منصبها الجديد، يعني كانت محط الانظار كلها وملكة الليلة!
تنهدت عايدة بألم وأردفت متسائلة بأسي لعلمها الإجابه مسبقا وذلك من الحزن الظاهر على وجه إبنتها اللي أهم من ده كلة إن هشام يكون ربنا هداة وأتكلم معاكي ونهيتوا الزعل اللي ما بينكم.
صمتت ففهمت والدتها ألم إبنتها ونظرت إلى نهلة بحزن وصمتا.
فتحدثت فريدة بنبرة جادة ماما، المكافأة إللي أخدتها من الشركة الألمانية مش محتاجة فلوسها في حاجه، وكنت بفكر لو تقنعي بابا في إننا نغير فرش الشقه ونجدد ألوان الحيطان!
هللت نهلة قائلة بحماس ياريت يا فريدة، الشقة بجد محتاجه شوية تجديدات.
غمزت لها فريدة بعيناها وأردفت بمداعبة أيوة طبعا يا نانا، لازم حبة تجديدات علشان لو حد زارنا كدة ولا كدة الشقة تبقا فخامة وتشرف.
نظرت لها نهلة سريع بنظرات تحذيرية تحسها على إلتزام الصمت.
حين تنهدت عايدة بأسي وأجابت بصوت قلق أيوة يا بنات بس تفتكروا بابا هيوافق؟
ثم نظرت إلى فريدة وأكملت بنبرة حزينه ده أنت لو شفتي حالتة كانت عاملة إزاي لما أخدتي إخواتك ونزلتي تشتري ليهم لبس جديد!
تأفأفت نهلة وأردفت بتملل بصراحة يا ماما بابا مكبر الموضوع أوي، فيها أيه لما فريدة ربنا فرجها عليها و بقا معاها فلوس وحبت تفرحنا معاها؟
أجابتها عايدة بابا واخد الموضوع من ناحية إنه حاسس إنه قصر معاكم ومكانش الأب اللي عرف يسعد أولادة ويسد حاجتهم، مع إني إتكلمت معاه في الموضوع ده أكتر من مرة وفهمته إنه عمرة ما قصر معاكم في حاجه، بس تقولوا أيه بقا لدماغه اللي زي الحجر!
إستمعن لجرس الباب وقفت فريدة وأردفت بإبتسامة ده أكيد بابا، أنا هروح أفتح له!
تحركت إلى بهو الشقة وأخذت حجابها وضعته على شعرها بإهمال فهربت خصلة من شعرها لتزيدها جمالا وتجعل من هيئتها جذابة إلى حد كبيرا.
فتحت الباب ونظرت بإستغراب عندما وجدت أمامها سيدتان جميلتان ومنمقتان في هيئتهما ويبدوا عليهما الثراء.
نظرت أمال إليها وصدمت عندما رأت جمال عيناها الساحرة ووجها الذي ينم عن شخصية قويه، كانت ترتدي إحدي البيجامات البيتيه التي تجسد منحنيات جسدها بطريقة تجعله مثيرا ويشهي لكل من ينظر إليها.
بدأتا السيدتان بالنظر إليها بإشمئزاز وأردفت إحداهما بغرور وكبرياء وهي تشير إليها بسبابتها بإشمئزاز واضح إنت بقا إللي إسمك فريدة؟
إستغربت فريدة إلى طريقة هذه المتعجرفة التي لم تسني لها حتى معرفتها لكي تحادثها بتلك الطريقة المهينه فأردفت فريدة بإستنكار أيوة أنا فريدة، مين حضراتكم؟
أردفت أمال بكبرياء وهي تشير من جديد بسبابتها بوجه مكشعر ولكن هذه المرة تشير إلى داخل الشقة وأردفت قائله مش تقولي لنا إتفضلوا الأول وبعدين تسألينا.
أجابتها بقوة ومازالت تمسك بيدها الباب بحركة تعني عدم السماح بالدلوف مش لما أعرف الأول مين حضراتكم؟
تأفأفت أماني وأردفت قائلة بملل دي تبقا أمال هانم الشافعي، مامت الباشمهندس سليم الدمنهوري، أظن عارفاه كويس،
وأكملت بغرور وهي تشير على حالها بمنتهي الكبرياء وأنا أختها، أماني هانم الشافعي!
إبتلعت فريدة لعابها بتوتر من أثر تلك الزيارة الغريبة والغير متوقعة بالمرة.
تحركت من أمام الباب وأشارت لهما بالدخول وأردفت بإحترام أهلا وسهلا، إتفصلوا إدخلوا وأسفة لو ضايقتكم!
خطت أمال للداخل بخطوات بطيئة وهي تتناقل بصرها حولها يمينا ويسارا تتطلع إلى المكان بإشمئزاز.
وأردفت بكبرياء ووقاحة برغم جهدكم اللي باين في توضيب المكان وريحة النظافة اللي واضحة، إلا إني متأكدة إن شقة رقية اللي بتنظف لي الشقة أرقي وأحسن من كدة بكتير!
في تلك الحظة خرجتا عايدة ونهلة من المطبخ حينما إستمعتا لإصوات غريبه داخل منزلهما.
وأردفت عايدة بضيق عندما أستمعت لتلك التراهات التي خرجت من فم تلك المتعجرفة التي تقف وتنظر لكل ما حولها بإشمئزاز.
أردفت عايدة قائلة بنبرة حادة متسائلة إنت مين يا ست إنت؟
وشقة مين دي إللي شقة الست إللي بتنظف لك أحسن منها يا عنيا؟
نظرت أمال إليها بإشمئزاز ثم حولت بصرها لشقيقتها وإبتسمتا ساخرتان وأردفت أمال وهي تشير إلى فريدة إنت أكيد مامتها، صح؟
أجابتها عايدة بقوة وشموخ أيوة يا روحي، أنا مامت الباشمهندسه فريدة، ممكن بقا أعرف إنت مين وبأي حق داخلة بيتنا وبتكلمينا بالطريقة دي؟
أجابتها أماني بنبرة قوية دي تبقا أمال هانم الشافعي، مامت الباشمهندس سليم الدمنهوري اللي الهانم المحترمة إللي بتقولي عليها باشمهندسه دايرة تحوم حواليه ومشغلاه.
وأكملت بوقاحة فياريت بدل ما أنت واقفه تتفردي علينا كدة تربي بنتك وتعلميها متبصش لأسيادها وتخليها في خطيبها الكحيان، أهو على الأقل شبهها ومن مستواها، ولما تتجوزة مش هتحس بالنقص لا ليها ولا لأهلها،
وأكملت وهي تتناقل الإشارة بين عايدة وأمال قائلة بكبرياء وغرور موجهه حديثها إلى فريدة أظن إنت شايفة بعينك الفرق الشاسع بين أمال هانم الشافعي وبين.
وضحكت ساخرة وهي تنظر إلى عايدة نظرات تنم على الإستهجان والإشمئزاز.
هنا لم تتحمل فريدة إهانة والدتها بهذا الشكل المهين من تلك العقربة التي تبخ سمها بوجه البشر دون الإكتراس إلى مشاعرهم.
وقفت بكل شموخ ورأس مرفوعة وأردفت بنبرة حادة إعرفي حدودك كويس وياريت تراعي إنك موجودة في بيتنا، وللأسف ده الشئ الوحيد اللي هيمنعني إني أرد عليكي الرد المناسب إللي يليق بواحدة قليلة الذوق والأخلاق زيك،
وأحمدي ربنا إنك وقعتي في وسط ناس محترمين ومتربيين على إنهم يحترموا الضيف حتى لو كان هو مش محترم نفسه ولا محترم الناس إللي موجود في بيتهم، بس لحد كدة وكفاية أوي.
ثم نظرت إلى أمال وأردفت بنبرة حادة أنا بصراحة مستغربة إزاي جت لكم الجرأة تيجم لحد هنا وتتكلموا الكلام الفارغ دة برغم إنكم عارفين إني مخطوبة؟
إبتسمت أمال بطريقة ساخرة وأردفت و تفتكري إن ده سبب يمنعك في إنك تسعي وتحاولي تخطفي سليم علشان ينشلك من حالة العدم اللي إنت عيشاها إنت وأهلك دي؟
وأكملت بإطراء أنا منكرش إنك جميله وكمان ذكية، بس تفتكري ده كفاية علشان تنولي شرف لقب حرم سليم قاسم الدمنهوري؟
وأكملت بنبرة تهديدية فوقي لنفسك قبل متصحي على صدمة أكبر من صدمتك الأولي،
وأكملت بنبرة شامته فاكره، لما سابك ورماكي وسافر لألمانيا؟
صاحت نهلة بها وتحدثت بكبرياء وأهو راجع لها من تاني ندمان وعمال يلف حواليها ويترجاها إنها تسيب خطيبها ويتجوزها ويسفرها معاه ألمانيا، وهي اللي بتصدة ومش معبراه،
وأكملت نهلة بحده بدل ما أنت تاعبه نفسك وجاية لحد هنا تقولي الكلام الفارغ ده لفريدة، روحي قولي لإبنك اللي داير يتحايل عليها في كل مناسبه يحترم نفسه ويسيبها في حالها هي وخطيبها.
فتحت عايدة فاهها قائلة بعدم إستيعاب إبنك مين وسليم مين ده اللي بتتكلموا عنه؟
وتسائلت الست دي بتتكلم عن أيه يا فريدة، ومين ده اللي سابك وسافر؟
ضحكت أماني وأردفت قائلة بنبرة ساخرة يا حراااام، بنتك يا مدام شكلها إستغفلتك ومقالتلكيش على سليم إللي أداها قلم عمرها ورماها وسابها وسافر لألمانيا.
صرخت بهما فريدة وصاحت بنبرة غاضبة كفاية أوي لحد كدة وأتفضلوا من غير مطرود، وياريت تطمني على إبنك يا هانم، لإن ببساطة إبنك مكنش راجل معايا بالدرجة الكافيه إللي تخليني أفكر إني أسيب راجل بجد زي هشام، علشان أرجع لواحد عمرة ما كان راجل معايا،.
وأكملت بنبرة ساخرة وأطمني أوي حضرتك، حتى لو كان شيطاني بيوزني إني أحاول أصدق كلامه من جديد، فصدقيني بعد ما شفت حضراتكم أصبح مجرد التفكير في الموضوع مستحيل بالنسبة لي.
وأكملت وهي تشير إلى باب الخروج وياريت بقا تتفضلوا وكفاية أوي لحد كدة!
تحدثت أمال ياريت تبقي أد كلامك ده وتنفذية فعلا، ساعتها بس صدقيني هحترمك جدا وأبتدي أبص لك نظرة تانيه!
قاطعتها فريدة بحده وأنا مستغنية عن إحترام سيادتك الجليل وكل اللي محتجاه منكم إنكم تنسوني خالص وتخرجوني من تفكيركم.
وتحركت إلى الباب وفتحته بقوة ولكن إرتعبت حين وجدت والدها بوجهها.
دلف والدها ونظر إلى السيدتان وأردف بإحترام هو أحنا عندنا ضيوف؟
أجابته عايدة بقوة وهي تنظر إلى أمال بنظرة تحذيرية دول غلطانين في العنوان وكانوا خارجين حالا!
نظرت لها أمال بتفهم وأردفت أحنا أسفين للإزعاج يا مدام.
ونظرت إلى شقيقتها وأردفت بهدوء يلا بينا يا أماني.
أمائت لها أماني بطاعه وخرجا معا وأغلقت فريدة خلفهما الباب بهدوء،
ثم نظرت إلى والدتها بعيون متألمة ودلفت إلى غرفتها، تبعتها نهلة وأغلقت الباب خلفهما.
فتسائل فؤاد بناتك مالهم يا عايدة، ومين الناس دول؟
سحبت بصرها عنه ومالت على طبق الفاكهه الموضوع فوق المنضدة الصغيرة وأخذت ثمرة موز وبدأت بتقشيرها وتناولها لإلهائة.
وأردفت بلامبالاة مصطنعة أنا عارفة يا فؤاد، إحنا كنا قاعدين في أمان الله ولقينا دول بيخبطوا وبيسألوا عن واحدة،
وأكملت بإلهاء ده أنا حتى مش فاكرة قالوا إسمها أية، شكلهم كدة تايهين وغلطانين في العنوان.
نظر لها وتسائل بشك طب ولما هما غلطانين في العنوان مدخلاهم الشقة ليه يا أم البنات؟
تنهدت وأردفت بضيق طلبوا كباية ماية يشربوا، جري أيه يا فؤاد، هو تحقيق ولا أيه؟
وأكملت وهي تتحرك لداخل غرفة نومهما تعالي غير هدومك على ما أجهزلك الحمام علشان تجهز قبل الشيخ ما يبدأ في خطبة الجمعة وتفوتك!
نظرت نهلة إلى فريدة التي وما إن دلفت لداخل الغرفة حتى هبطت دموعها بغزارة وكأنها كانت مكبلة وفك الأن وثاقها.
أسرعت إليها وشددت من إحتضانها وحاولت تهدأتها قائلة إهدي يا فريدة ومتخليش كلام ستات تافهه وفاضية زي دول يأثر فيكي بالشكل ده، وعلى فكرة بقا وجودهم هنا إنهاردة أكبر دليل على رعبهم وخوفهم منك، وده طبعا مش من فراغ، أكيد مجوش غير لما حسوا بتمسك سليم بيكي وإصرارة على حبك!
جرجت من بين أحضان شقيقتها وصاحت كمن لدغها عقرب متجبليش سيرة البني ادم ده تاني، مش عاوزة أسمع أسمه ولا حتى طايقة أشوفة قدامي،
وأكملت بإنهيار أي إهانة حصلت لي في حياتي كلها كانت بسببة وبسبب وجودة في حياتي!
أردفت نهلة وهي تمسك كف يدها بحنان قائلة خلاص يا حبيبتي إهدي ومتعمليش في نفسك كدة.
ترجتها فريدة بدموع من فضلك يا نهلة عاوزة أبقا لوحدي شوية!
هزت رأسها بإيجاب وتفهم وخرجت من الغرفة وأغلقت بابها عليها وبخروجها إنفجرت فريدة وأخذت تبكي بشدة وضلت هكذا مدة حتى أستكانت وهدأت وشعرت ببعض الراحة.
أمسكت هاتفها ونظرت بإسمه، لم تعي لما جاء بخاطرها في ذلك الوقت بالتحديد، شعرت بالإحتياج إليه وإلي التحدث معه، كل ما شعرت به في هذا التوقيت أنها تحتاج إلى التقرب منه أكثر، فحقا كان قد إبتعدا كثيرا في الأونة الأخيرة ولكنها لن تسمح لذلك السليم بأن يبعدها عنه أكثر،
فكفا بأنه دمر لها حياتها السابقة، لن تعطي له الفرصه من جديد ليفسد عليها حياتها القادمة مع هشام.
لابد أن تستقوي بنفسها على حالها وتبدأ برفع راية العصيان على ذلك القلب العنيد الفاقد الوعي بكل ما يحدث من حوله، وكل ما يهمه ويشغل دقاته هو عشق سليم وفقط لا غير، ولا يبالي بأي كان.
وبلحظة حسمت أمرها و ضغطت زر الإتصال وأنتظرت الرد.
كان يجلس وسط عائلته داخل حديقة منزلهم يحتسون الشاي وسط أجواء يوم الجمعة المبهجه وضحكات أشقائة وأصوات أطفالهم وهم يلهون من حولهم لتضيف بهجه وسعادة للمكان،
وبالداخل توجد نساء العائلة ووالدة دعاء التي أنجبت طفلها الثالث منذ يومان، يجلسن بجانبها ليطمئنوا عليها.
إستمع لصوت هاتفه معلنا عن وصول مكالمه نظر بشاشة الهاتف بإهمال وفجأة أجحظت عيناه وتراقص داخلة وأنتفض قلبه فرحا عندما شاهد نقش إسمها.
نظر إليه حازم وأردف وهو يوشي له بجانب أذنه ويهمس يلا أجمد شويه مش كدة، البت كده هي اللي هتمسك الدفه وتسوق يا إتش.
إبتسم لأخيه بسعادة لم يستطع مداراتها وأردف بعيون هائمة متقلقش على إتش يا حزوم، أخوك مسيطر وماسك اللجام كويس.
ضحك حازم برجولة وأردف بفخر راجل يا إتش، تربية حسن نور الدين بجد.
وقف سريعا ولكن كان الإتصال قد إنتهي فبادر هو وأتصل من جديد وهو يتحرك إلى داخل غرفتة التي أوصد بابها خلفه وجلس فوق تخته،
كانت تتقوقع فوق تختها تبكي بشدة على عدم تفهم هشام لحالتها وعدم الإجابة على إتصالها، حتى أستمعت لرنين الهاتف.
فأمسكت الهاتف بلهفة وأردفت بدموع وتساؤل إنت فين يا هشام وليه سايبني لوحدي؟
إنفطر قلبه حين أستمع لصوتها الباكي وأردف سريعا بنبرة قلقة متناسيا غضبه منها فريدة، مالك يا قلبي بتعيطي ليه؟
أجابته بشهقات متقطعه لم تستطع السيطرة عليها أنا أسفه يا هشام والله ما كان قصدي أزعلك، أنا بس كان صعبان عليا منك وكان نفسي تفرح لي وتقف معايا، كنت محتاجة لك تكون واقف جنبي وانا بحقق أحلامي مش أكتر والله.
أجابها بصوت حنون أنا إللي أسف إني كنت أناني ومفكرتش غير في غيرتي العميا عليك، بس أنا كمان كان صعبان عليا منك لما حسيت إن زعلي مش فارق معاكي، ولا أنا نفسي كنت فارق معاكي يا فريدة.
أجابته بدموع متقولش كدة يا هشام، إنت غالي، وغالي أوي كمان،
وأكملت بدموع وترجي أنا محتاجة لك أوي يا هشام، أرجوك متبعدش عني وتسيبني لوحدي!
أردف هو قائلا بذهول يا حبيبتي، للدرجة دي فرق معاكي بعادي عنك اليومين اللي عدوا يا فريدة؟
وأكمل بحماس خلاص يا حبيبتي، إنسي كل إللي حصل وأعتبرية كأنه محصلش،
وأكمل بصوت عاشق أنا بحبك أوي يا فريدة، بحبك ومقدرش أبعد عنك أبدا.
أردفت وهي تجفف دموعها بصوت مترجي هشام هو أنا ممكن أطلب منك طلب؟
أجابها بلهفة أؤمريني يا فريدة.
تنهدت وأردفت بإنتشاء أنا عاوزة أخرج معاك إنهاردة، نفسي نخرج في مكان فيه ماية وخضرا وهوا نضيف، نفسي أتنفس، حاسه إني مخنوقه أوي يا هشام!
إنتفض داخله بسعادة وأردف بدعابة لو أعرف إن بعدي عنك هيغيرك لدرجة إنك تطلبي مني إننا نخرج مع بعض، كنت بعدت من زمان، على الأقل كنت عرفت إني غالي أوي كدة عندك!
إبتسمت لسعادتة وأردفت بصوت حنون إنت تستاهل كل حاجه حلوة يا هشام.
أجابها بهيام يبقا أنا فعلا أستاهلك يا فريدة، لأن مفيش أحلا منك، ولا أسعد مني بوجودي معاكي!
وأكمل بتفكر أيه رأيك أتصل دالوقت حالا وأحجزلك يخت في النيل لمدة 3 ساعات وأخليهم يجهزوا لنا غدا، بيتهيء لي النيل هو المكان إللي إنت فعلا محتاجه له!
أجابته بعيون دامعه وصوت حنون ربنا يخليك ليا يا هشام، هو ده فعلا المكان إللي أنا محتاجة أروحه معاك!
أردف هشام قائلا بحماس خلاص يا قلبي، أنا هقفل دالوقت علشان صلاة الجمعة وإن شاء الله هعدي عليكي بعد أذان العصر،
وتسائل هتيجي معايا بعربيتك؟
أردفت سريعا قائلة بنفي لا يا هشام، أنا حابة أروح معاك بعربيتك، محتاجة لك تكون جنبي!
إبتسم بسعادة وأردف قائلا بصوت مغروم أنا بحبك أوي يا فريدة، خليكي فاكرة كدة كويس أوي!
إستمعت لطرقات خفيفة فوق الباب فسمحت للطارق بالدخول و أنهت المكالمة مع هشام!
دلفت ووالدتها تنظر لها بملامح جادة وتسائلت بنبرة حادة بتكلمي مين؟
نظرت لها بأسي لهدم الثقة بينهما وأردفت ده هشام يا ماما!
تسائلت عايدة وهي مازالت واقفة متصلبة الجسد إنتي إللي كلمتيه ولا هو إللي كلمك؟
أجابتها بهدوء أنا اللي كلمته يا ماما، وهو أعتذرلي وطلب مني ننسي كل اللي حصل، وكمان عازمني على الغدا إنهاردة، ياريت تبلغي بابا إني خارجه معاه بعد أذان العصر!
أمائت برأسها بإيجاب ثم تحركت وسحبت مقعدا وجلست فوقة بجسد مشدود وتسائلت الست إللي كانت هنا دي مامت الباشمهندس سليم إللي جابك المستشفي بعربيته وقت ما كان بابا تعبان، صح يا فريدة؟
هزت رأسها بإيماء وصمت تام أصابها،
فأكملت والدتها بذهول ياااااه يا فريدة، تصدقي إني كنت فاكرة إني عارفه بناتي كويس ومصحباهم، بس طلعت مغفله بالظبط زي خالة البية المحترم ما قالت عليا!
لم تقوي فريدة على رفع عيناها في وجه والدتها وأكملت عايدة بتساؤل حاد عرفتية أمتي وإزاي؟
تطلعت لوجة والدتها وأردفت بهدوء كان المعيد بتاعي في أخر سنه في الكليه!
شهقت والدتها ونظرت لها وأردفت بعتاب علشان كده مجبتيش تقدير في السنة دي وضيعتي حلمك وحلم أبوكي اللي عاش عمره كله يحلم بيه.
وأكملت أمرة أتفضلي ياأستاذة أحكي لي الموضوع كله من أولة لأخرة!
أخذت فريدة نفسا طويلا وأخرجته وبدأت بقص الرواية لوالدتها إلا من بعض التفاصيل الخاصة جدا التي ستزعج والدتها.
وبعد مدة تنهدت عايدة بألم لأجل حال إبنتها ونصحتها بالإبتعاد عن ذلك السليم نهائيا والتمسك بخطيبها فهو يشبهها وأيضا يعشقها وهذا يظهر للعلن!
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
↚
وصلت أمال وأماني إلى منزل قاسم الدمنهوري وجلستا معا وتحدثت أمال بنبرة قلقه أنا قلقانة أوي للبنت تتصل بسليم وتقول له على إللي حصل
زفرت أماني بضيق وأردفت بتعقل وأيه المشكله لو حصل وقالت له، هيزعل له يومين وياخد موقف وبعدها يرجع يصفي لك من جديد زي عادته، مش أحسن ماكنا نقعد نتفرج لحد متلعب علية وتشوفي خيبة أملك في إبنك وهو مدخل عليكي بنت الحواري دي وفارضها عليكي زوجة إبن.
وأكملت بوجه مشمئز تقدي تقولي لي وقتها كنتي هتعملي أيه وتقدميها للناس هي وأهلها إزاي؟
تنهدت أمال براحة وأردفت بتأكيد عندك حق يا أماني، كدة أحسن، وعلى رأيك لو عرف هينسي ويسامحني زي كل مرة، سليم طيب ومحترم ومبيحبش يزعلني، وأكيد مش هيخسرني علشان واحدة زي دي.
أردفت أماني بحماس المهم دالوقت إننا إتأكدنا إن البنت مش هتسمح لسليم يقرب منها تاني بعد اللي عملناه فيها قدام مامتها، وكدة قفلنا الموضوع وصعبناه عليها خالص
وأكملت بتعقل المفروض بقا تحاولي تضغطي على سليم إنت وقاسم علشان يخطب قبل ميسافر، لازم سليم يخطب يا أمال علشان ينشغل بخطيبته وينسي البنت دي خالص!
أجابتها أمال ده إللي بحاول أعمله فعلا يا أماني!
في ذلك التوقيت إستمعا لصوت جرس الباب فتحت العاملة ودلف سليم ووالده حيث كانا يؤديان صلاة الجمعة داخل المسجد المتواجد في تلك المنطقة الراقية التي يقطنون بها.
ألقيا عليهما السلام وردوه
ثم إقترب سليم من خالته ومال عليها مقبلا وجنتيها بحنان وأردف قائلا بإحترام إزيك يا حبيبتي، عاملة أيه وعمو عاطف ورامي أخبارهم أيه؟
أجابته بحب بخير يا حبيبي الحمدلله، طمني عنك إنت؟
وأردفت وهي تغمز له بعينيها مفيش خبر سعيد كدة يفرحنا قريب؟
أجابها وهو يقبل جبين والدته بإحترام وأكمل إن شاء الله قريب جدا يا خالتو
أردف قاسم وهو ينظر إلى أماني الكلمة دي ليا سنين بسمعها، لما خلاص حاسس إنها بقت حلم بعيد المدي.
تحدثت أماني بإستماته لا، بعيد المدي أيه، إحنا عاوزين نفرح بالباشمهندس قبل ميرجع لألمانيا
وأكملت بتفاخر ليك عندي حتة عروسه، لما تشوفها هتقضي باقي عمرك كله تشكرني إني كنت السبب في جوازك منها.
سألتها أمال بكبرياء بنت مين دي يا أماني؟
كادت أن تتحدث ولكن قاطعها سليم منهيا الحديث يا حبيبتي أنا مش حابب أتعبكم معايا، على العموم قريب جدا هفرحكم زي ما أنتوا عاوزين.
تحدثت أمال بتخابث وعد يا سليم؟
أجابها بثقه وعد إن شاء الله يا أمي!
تحدث قاسم لإنهاء تلك المحادثه التي دائما ما تنتهي بالخلافات الحادة متتصلي بعاطف ورامي ييجوا وتقضوا اليوم معانا هنا يا أماني
أجابته متشكرة يا قاسم، بس الحقيقه مش هينفع خالص لإن عاطف عازمنا على العشا برة.
داخل النيل الساحر وبالتحديد فوق يخت صغير،
كانت تقف بجانبة يستندان على سور اليخت ويتطلعان بسحر إلى مياة النيل الساحرة وأمواجه العاليه المرتفعه للأعلي، وذلك من تأثير مداعبة هواء شهر أكتوبر لأمواجه، حيث كان الهواء يرتطم بالمياه بعنف ويرتفعان سويا ويتناثران في مظهر رائع يشد البصر والبصيرة.
أغمضت عيناها ورفعت وجهها للأعلي، وأخذت نفس عميق وأخرجته بهدوء، وكررت تلك العملية عدة مرات حتى حصلت على بعض الإستجمام، ثم أبتسمت بهدوء وهي مازالت مغمضة العينان!
كان كل هذا يحدث تحت أعين ذلك العاشق الذي ينظر عليها بعيون هائمة في سحر وجهها ومظهرها البديع.
أفتحت عيناها بهدوء وحولت بصرها إليه براحه وجدته ينظر إليها بعيون تشع سعادة وعلى ثغرة إبتسامة خفيفه
إبتسمت له خجلا وأردفت بنبرة صوت رقيقة بتبص لي كدة ليه؟
إبتسم لها وأردف قائلا بسعادة مبسوط وأنا شايفك مستجمه وأد أيه سعيدة
إنفرجت أساريرها وأجابته بإبتسامة سعيدة تعرف يا هشام، النيل ده ساحر، ليه تأثير السحر في إنه يغير مودي في لحظات!
نظر لها وتسائل بإهتمام بقيتي أحسن؟
أجابته بإبتسامة الحمدلله يا هشام، بقيت أحسن كتير.
أتي إليهم العامل وأردف بإحترام الأكل جاهز يا أفندم
أجابه هشام بوجة بشوش تمام، متشكر جدا
ونظر إلى فريدة وأشار لها بالتقدم وبالفعل تحركا إلى منتصف اليخت حيث المنضدة الموضوع عليها الطعام بعناية.
تقدم هشام وسحب لها المقعد نظرت له بإبتسامة وجلست وأردفت ميرسي!
إبتسم لها وتحرك وجلس بمقابلها وبدأ بتناول طعامهما المحبب الذي إختارة هشام بعناية من إحدي المحلات المشهورة.
نظرت له وهي تمضغ قطعة الأستيك الغارقة في صوص الدمجلاس المحبب لديها وأبتلعتها ثم أردفت بإعجاب الأستيك تحفة يا هشام، هما عاملينه هنا؟
أجابها وهو ينظر إليها بسعادة بألف هنا يا حبيبي، لا يا قلبي هنا مبيعملوش أكل، هما بس بيتعاملوا مع مطاعم معينه وبيطلبوا منهم اللي الزبون بيطلبه، وأنا إللي أختارت لك المنيو علشان عارفك بتحبي الأستيك وورق العنب.
إبتسمت له وأردفت بإمتنان متشكرة يا هشام، بجد متشكرة على كل حاجه عملتها علشاني إنهاردة!
أردف بدعابة إنت تؤمري يا قلبي، أول متحسي إنك متضايقة إديني رنة وأنا أظبط لك مودك في دقايق،
وأكمل بوقاحة وجرأة بس بعد الجواز بقا مش هنحتاج نخرج لو المود أتغير، هنظبطة بعون الله من غير منخرج من أوضتنا.
سعلت من شدة خجلها وتوقف الطعام داخل حلقها مما أستدعي هشام الإسراع في إعطائها لكوب الماء الموضوع أمامها وتناولت هي القليل منه حتى هدأت، تحت ضحكات هشام الساخرة من هيئتها التي أصبحت عليها من مجرد بضعة كلمات.
وأردف خلاص خلاص إهدي يا فيري، كل ده من كلمتين، أومال يوم الدخلة هتعملي فيا أيه، ولا.
أسكتته بحديثها التحذيري هشاااام، لو مبطلتش كلامك ده هخلي القبطان يلف ويرجعنا تاني للمرسا.
ضحك برجولة وأردف بمداعبه إنت تؤمر يا مالك القلب، الصبر يا إتش، هانت، كلها أربع شهور وتنوري لي حياتي، وساعتها هنقول أحلا كلام وبدون رقابه.
إبتسمت له بقلب مهموم من مجرد ذكره لموعد زفافهما
وأكملت طعامها ثم أردفت لتغيير مجري الحديث دعاء والبيبي عاملين أيه؟
علم أنها تريد تغيير الحديث فتفهم ذلك جيدا وأجابها كويسين الحمدلله، تعرفي إن هادي سمي البيبي هشام؟
إبتسمت بسعادة لسعادته قائلة ماما سميحة قالت لي لما كلمتها من يومين علشان أطمن عليهم.
نظر لها وأردف بتأكيد إنت جاية السبوع طبعا!
أجابته بتأكيد إن شاء الله يا هشام، هاجي علشان دعاء
وأكملت بدعابه وكمان علشان أشوف الأستاذ هشام الصغير.
أجابها بسعادة وتمني عقبالنا يا فريدة.
إبتسمت خجلا وأحالت بصرها عنه، وإبتسم هو لخجلها الذي يعشقه.
ثم أردف قائلا بجديه إن شاء الله هنعدي على أي جواهرجي وإحنا مروحين علشان ننقي الهدية بتاعة البيبي مع بعض.
ردت عليه بتأكيد بس بشرط، أنا اللي هحاسب على الهدية بتاعتي، وأرجوك متنشفش دماغك وتحجرها زي كل مرة!
نظر لها وتحدث بدعابة لا أصحي لي كدة وفوقي، هديتك أيه وهديتي أية، إنت عيزاهم يطمعوا فينا كدة من أولها، هي هدية واحدة بإسمنا إحنا الإتنين وإنت اللي هتقدميها، إحنا داخلين على جواز ومحتاجين مصاريف كتير يا ماما.
إبتسمت له وأكملا تناول طعامهما مع حديثهما الشيق معا.
أخر الليل كان يجلس فوق تخته ساندا برأسه بإهمال مغمض العينان، يتنفس بغضب ويحادث حاله
وماذا بعد فريدة؟
ألن تكتفي من العناد والغباء بعد، ألم يكفيك بعد ماتذوقناه من الألام والحرمان، ماذا تظنين نفسك فاعله أيتها الغبية؟
وأكمل بغل، أبكل جرأة ووقاحه تطلبين وده وقربه؟
ماذا دهاك يا فتاة، وإلي أين تظنين حالك ذاهبة؟
وأكمل بحنان، لو أنك تيقنتي أنك ملكيتي الخاصة لأرحتي حالك وأرحتني من ذلك العناء!
هل صور لك غبائك أنني سأتركك ترحلين لأحضان رجل غيري؟
إذا فحينها قد تثبتين لي أنه ليس لديك عقل من الأساس.
وأكمل بقلب يشتعل نارا، أنت لي بكل ما لديك فريدتي، قلبك، عقلك، روحك، وحتى جسدك لم يمتلكه غيري من البشر، وإن حكمت سأقتلك قبل أن يمتلكك غيري من الرجال،
نعم فريدة سأقتلك قبل أن أنهي حياتي معك،
فليس من العدل تحيي أنت وأزول أنا.
وأكمل بعشق، سأمتلكك فريدتي وقريبا جدا ستغفي داخل أحضاني الدافئة،
وهذا وعدي لكي غاليتي، فترقبيه في القريب العاجل،
ترقبي اللقاء بعد الفراق
الوصل بعد الهجران
السلام بعد الحرب
التسلم والتراخي بعد العصيان
نعم غاليتي ستوهبيني جسدك بكامل الرضا مثلما وهبتيني روحك وقلبك وكيانك
ستوهبيني أياه لنتنعم معا ولنلتقي في دروب العشق ولنقم بجولاتنا الممتعه سويا
أنتظرك حبيبتي حين تفوقين من غفلتك تلك.
سأنتظرك تأتين إلى وتعلنين عن رفع راية الإستسلام بعد العصيان الذي أدمي قلوبنا.
سأنتظرك حبيبتي بقلب صبور هادئ، حتى ثورة اللقاء.
داخل منزل فريدة مساء.
كان الجميع يجلسون بصحبة عائلة عامر التي أتت لخطبة نهلة لولدهم عبدالله، وأيضا هشام الذي دعته فريدة إلى جلسة الإتفاق.
حيث بدأت بتقريبه إليها حتى تحتمي به من تفكيرها الدائم بسليم.
تحدث الأستاذ عامر بإحترام طبعا يا فؤاد إحنا جيران وأخوات وأصحاب من زمان، وإنت عارفنا وعارف عبداللة كويس، وعلشان كده أنا يشرفني إني أطلب إيد نهلة لعبداللة إبني.
وأحنا تحت أمركم في أي طلبات تطلبوها!
إبتسم فؤاد وأردف قائلا طلبات أيه بس يا عامر إللي بتتكلم عنها، ده أنا أجهز بنتي وأجيبها لحد باب بيتك علشان خاطرك وخاطر عبدالله إللي يشرف أي بيت يدخلة!
أجابه عبدالله بإحترام ربنا يبارك في حضرتك يا عمي، وأوعدك إني إن شاء الله هحافظ على نهلة وأشيلها جوة عنيا!
إبتسمت فريدة وأمسكت كف شقيقتها التي نظرت إليها بحنان وأبتسمت بعيون سعيدة.
وأردف عامر قائلا ده من أصلك يا فؤاد، نتكلم بقا في تفاصيل الشبكة والمهر!
أجابه فؤاد بإبتسامة وتأكيد ما أنا قولت لك يا عامر مليش طلبات، الشبكة دي هدية عبداللة لنهلة وأي حاجه منه أكيد هتفرحها وتسعدها، أما بقا الشقه وفرشها هما إللي هيعيشوا فيها، وإللي يريحهم فيها يعملوة.
نظر هشام إلى فؤاد وأردف قائلا بإحترام ماشاء الله على بساطة حضرتك ومرونة تفكيرك يا عمي، لو كل أب فكر بطريقة حضرتك صدقني مش هيبقا فيه أزمة جواز في البلد أبدا!
إبتسم له فؤاد وأردف قائلا بتقدير يا أبني أنا لما وافقت عليكم لبناتي، وافقت وأنا متأكد إني هسلمهم لأولاد أصول ورجالة متربيين على طبلية أبوهم، إنت وعبدالله رجالة بجد ويعتمد عليكم، وكفاية إني هكون مطمن على بناتي وهما في بيوتكم،
وأكمل بتساؤل تفتكر يا هشام بعد كل ده، ممكن يكون فيه حاجة تستاهل إننا نتكلم فيها ولا نختلف عليها؟
أجابه هشام وعبدالله معا ربنا يكرم أصل حضرتك يا عمي!
تحدثت إعتماد وهي تنظر إلى نهلة بإبتسامة نهلة ست البنات وتستاهل أحلا حاجة في الدنيا كلها، وعبدالله هيجيب لها شبكة تليق بأدبها وتربيتها إللي تشرف!
ردت عليها عايدة بوجة سعيد ربنا يجبر بخاطرك يا أم عبداللة.
وضلوا يتسامرون ويتبادلون الأحاديث الممتعة لهم جميعا!
وبعد ذهاب الجميع كانت نهلة تجلس فوق تختها بسعادة مذهله،
أما فريدة كانت تقبع فوق سجادة الصلاة تقيم صلاة قيام الليل وتتضرع إلى الله داعيه بإصلاح أحوال جميع أحبائها.
أما داخل منزل كمال وبالتحديد داخل غرفة لبني.
كانت تجلس حزينة بجانب شقيقها الذي دلف إليها ليطمئن عليها بعدما رفضت خروجها من غرفتها لتناول عشائها.
تحدث ماجد متأثرا من حالة شقيقته أنا مش فاهم إنتي بتعملي في نفسك كدة ليه؟
إنسي هشام وحاولي تكملي حياتك مع حد تاني يا لبني، هشام بيعشق خطيبتة مش بس بيحبها، وده أنا شفته بنفسي اليوم اللي رحت له فيه الشغل علشان أقابلة، أخدني وعرفني عليها، وساعتها شفت في عيونه حب ولهفة عمري مشفته عليها قبل كدة!
وأكمل بتذكير وبعدين إنت إللي سبتيه زمان بمزاجك ومحدش أجبرك، كان فيكي تحكي له الحقيقه، راجعة تاني تبكي على اللبن المسكوب ليه؟
تمللت بجلستها وأكشعرت ملامح وجهها وأردفت قائلة بنبرة معاتبة إنت جاي تحاسبني وتلوم عليا يا ماجد؟
وأكملت بنبرة حزينة مستسلمة علي العموم وفر كلامك لأني فعلا خلاص، نويت أكمل حياتي بس لوحدي، من غير أي حد يا ماجد، لأني بجد مش هقدر أعيش وأكمل حياتي مع حد غير هشام!
نظر ماجد إلى شقيقته بحزن وكاد أن يتحدث، أسكته رنين هاتف شقيقته التي إرتبكت حين نظرت بشاشته ونظرت سريعا إلى شقيقها وأردفت ماجد من فضلك سيبني لوحدي علشان أكلم صاحبتي.
خرج ماجد وضغطت هي زر الإجابة على الفور وأردفت قائلة بإقتضاب أفندم!
رد المتصل المجهول الهوية بتساؤل فيه أيه، بتكلميني كدة ليه؟
أجابتها بنبرة ثائرة ولا تكلميني ولا أكلمك، أنا الحق عليا إللي صدقتك ومشيت ورا كلامك وأقتنعت إن هشام هيسيب خطيبته ويرجع لي من جديد، بس يظهر إني كنت مغفلة!
ضحك المتصل وأردفت بنبرة ساخرة مكنتش أعرف إنك شخصية إنهزامية وضعيفة أوي كدة، أيه، تعبتي وسلمتي كدة من أول جولة؟
صاحت به لبني وأردفت بنبرة غاضبة طبعا ما أنت مش خسرانة حاجه، أنا إللي حسيت بمنتهي الإهانة اليومين إللي فاتوا في كل مرة إتصلت علية وكنسل عليا ورفص المكالمة، أنا إللي كرامتي أتبعترت في الارض مش إنت!
أجابها المتصل بقوة في قانون الحب مفيش حاجة إسمها كرامة، فيه حاجة إسمها أحارب بكل السبل والطرق علشان أوصل لقلب حبيبي وأرجعة لحضني من تاني.
وأكمل بنبرة حادة شبه أمرة فوقي لي كدة علشان الموضوع دخل في الجد، هشام لو مش حاسس إن قلبه إبتدي يلين ويحن لك من تاني مكنش هرب من مكالماتك، هشام خايف يسمع صوتك لينهار ويسلم يا لبني!
إنفرجت أساريرها ودلف شعاع الأمل إلى قلبها من جديد وأردفت قائلة بنبرة متلهفة تفتكري يكون ده تفكير هشام فعلا، يعني ممكن فعلا يكون هشام إبتدي يرجع في حبي زي زمان؟
أجابها المتصل المجهول على عجل ده أكيد، هشام غضبان منك بسبب كرامته اللي فرمتيها تحت جزمتك زمان، علشان كده قافل على قلبه بميت مفتاح وواهم نفسه وبيحاول يوهم كل اللي حواليه بعشقه لفريدة، هشام كذب الكذبه وصدقها يا لبني.
وأكمل بإصرار وإحنا بقا لازم نفوقه ونرجعه لصوابه!
وأكمل بعملية خلينا في المهم، هشام رجع زي الأول مع فريدة وبدأ يرتاح من جديد، هو حاليا متطمن وضامن حب فريدة ليه وحاسس معاها بإستقرار، وهنا يبدأ دورك بمحاصرتة وبإحياء مشاعرة ورجوعها ليكي من جديد، خلية يحس إنه شهريار زمانة اللي الستات كلها هتموت علية،
ومن هنا هيبدأ غرورة يصورله ونفسة تحدثة إنه ليه لاء، ليه ميرجعش يعيش إحساس الحب إللي كان معاكي من جديد، وفي نفس الوقت هو مع فريدة وهيتجوزها!
ردت لبني بإعتراض بس هشام مش من النوع ده من الرجالة؟
أجابها المتصل المجهول بقوة وثقه صدقيني كل الرجالة كدة، الواحد منهم أول ميشوف نظرة الرغبه ليه في عيون الأنثي بيتغر وينساق ورا رغبتة الرجوليه ويرضي غرورة، ويحاول يثبت لنفسه إنه الدكر الوحيد اللي ملوش مثيل في الكون ده كلة!
تخيلي بقا لو النظرة دي كانت من أول حب في حياته، بل والوحيد، وده اللي هشام بيحاول ينكرة.
أردفت لبني بنبرة متحمسه وأنسياق تام تمام، قولي لي أيه المطلوب مني وانا هنفذة بالحرف الواحد!
داخل منزل حسن نور الدين.
كانت تصعد لسلم الطابق الرابع وجدت رانيا تفترش درجات السلم وتتحدث في هاتفها، أغلقت سريع حين وجدت سميحة بوجهها.
نظرت لها سميحة بريبة وأردفت متسائلة رانيا، أيه يا بنتي اللي مقعدك هنا، وبتكلمي مين في الوقت المتأخر ده؟
إرتبكت وأردفت قائلة كنت عاوزة أكلم ماما والشبكة ضعيفه تحت فقولت أطلع أكلمها هنا، منه الشبكة قوية ومنه كمان أكون بعيدة عن الدوشه إللي تحت دي كلها.
وأكملت بضيق بصراحة يا طنط أهل دعاء مزودينها أوي، كل يوم مامتها وأخواتها وولادهم هنا، لدرجة إني بقيت حاسه إننا قاعدين في شارع مش في بيت!
أجابتها سميحة وهي تضع مفتاح داخل باب الشقة الخالية وتدلف للداخل مش أهلها يا بنتي وبييجوا يطمنوا عليها.
أجابتها رانيا وهي تدلف خلفها داخل الشقة وتتطلع حولها بإستطلاع وفضول أنا مقولتش ميجوش يا طنط، بس يعني مش كل يوم ييجوا من بعد أذان الظهر وميمشوش غير أخر الليل، المفروض يراعوا إن البيت فيه ناس ومحتاجه ترتاح.
تنهدت سميحة وصمتت لصحة حديث رانيا.
فأردفت رانيا قائلة بتساؤل ساكته ليه يا طنط؟
تحدثت سميحة بهدوء هتكلم أقول أية بس يا رانيا، أدينا متحملين لحد السبوع ميعدي ودعاء تبقا أحسن، وأكيد بعد كدة مامتها بس هي اللي هتيجي تطمن عليها!
وأكملت تعالي شيلي معايا طقم الصيني ده ننزله علشان نستخدمة يوم السبوع.
أردفت رانيا قائلة بنبرة متسائلة هي فريدة جاية مع أهلها تحضر السبوع يا طنط؟
اجابتها بتأكيد إن شاء الله جاية.
أردفت بنبرة لئيمة مظنش إنها هتتنازل وتوافق تيجي عندنا هنا.
زفرت سميحة بضيق وأغمضت عيناها بإستسلام وأردفت قائلة أنا مش فاهمه إنت حاطة فريدة في دماغك ليه يا رانيا، ياريت تشيليها هي وهشام من دماغك وتعالي ننزل الحجات دي علشان نغسلها ونجهزها ليوم السبوع.
إغتاظت من دفاع والدة زوجها المستديم لتلك التي تدعي فريدة وحملت معها الاشياء وقامت بتنزيلها
للطابق الأرضي.
ثم صعدت من جديد ودلفت لداخل مسكنها الخاص وجدت الشقة هادئة، دلفت غرفة طفليها وجدتهما غافيين بسلام فوق تختهما مندثران تحت غطائهما، حيث إهتم بهما حازم.
قبلتهما وخرجت متجهه إلى غرفة نومها دلفت وجدت زوجها يقبع فوق التخت ساندا ظهرة براحه على ظهرة، واضعا جهاز اللاب توب فوق ساقيه وينظر به حيث يستمع إلى فيلم سينمائيا وهو مبتسم.
نظرت له بضيق وأردفت قائلة بتهكم خليك إنت قاعدلي كدة طول الوقت قدام اللاب توب وسايب الدنيا تضرب تقلب.
نفخ بضيق ونظر إليها بإشمئزاز وأردف ساخرا أهلا بخميرة عكننة حياتي.
نظرت إليه بوجة غاضب وأردفت قائلة بصياح حااازم، أتمسي ولم نفسك، وبدل متقعد تتمسخر عليا روح شوف إخواتك واللي بيعملوة.
نظر لها بضيق وأردف وعملو لك أيه بقا إخواتي هما كمان إن شاء الله؟
تحركت بعد أن أبدلت ثيابها، جلست بجانبة وتحدثت قصدي على هشام إللي بباك قرر يدي له الفلوس إللي كان شايلها في البنك، علشان البيه يجيب فرش يليق بالليدي فريدة فؤاد!
أجابها بهدوء طب وإنت أيه مشكلتك مش فاهم، واحد وهيساعد إبنه في جوازة وده الطبيعي، أيه بقا اللي مزعل جنابك؟
ردت عليه بإقتضاب ونبرة غاضبة يساعدة على حسابكم؟
هي الفلوس دي مش المفروض بتاعت شقة فيصل اللي عمي باعها السنه إللي فاتت، يعني المفروض كلكم ليكم نصيب فيها، إزاي بقا يديها كلها لهشام؟
أجابها بضيق أولا محدش ليه حاجه طول ما بابا موجود وعلى وش الدنيا، ثانيا بقا هو حر يدي فلوسه للي هو عاوزة، وبعدين ده حق هشام عليه، بابا ساعدنا كلنا في جوازنا وكل واحد فينا ليه شقه هنا حتى مصطفي إللي لسه بيدرس،
هشام الوحيد إللي إشتري شقه لنفسه، يبقا من الطبيعي إن بابا يساعدة في الفرش اللي هيفرش بيه شقته!
إغتاظت واجابته بغيرة واضحة كان ممكن يدي له جزء يساعدة بيه ويجيب أي فرش وخلاص، لكن إزاي، البيه أخوك عاوز يفرش شقته من أفخم محلات الموبيليا، على أساس إن فريدة هانم عايشه في جاردن سيتي مش في العمرانية!
زفر بضيق وأردف وهو يتحرك بغضب واضعا اللاب توب فوق الكومود خليكي إنت إهري كده مع نفسك وأنا نازل وسايب لك الشقه كلها تشبعي بيها.
وأرتدي ثيابه ونزل للأسفل يجلس بجانب والده ووالدته المتواجدان داخل حديقة المنزل.
بعد يومان كانت فريدة تعمل داخل مكتبها.
دلفت إليها نجوي تتحرك بدلال قائلة أنا قلت طالما أنت ما بتسأليش أسأل أنا وأجي أشرب معاكي مج نسكافية.
وأكملت بدلال هو أحنا مش أصحاب ولا أيه يا فريدة؟
تفاجأت فريدة بزيارتها الغير مرحب بها بالمرة
نظرت إليها وأردفت بهدوء وهي تشير بيدها أهلا يا باشمهندسه، أتفضلي.
ورفعت سماعة هاتف المكتب وطلبت من عامل البوفيه كوب من النسكافيه.
فأردفت نجوي بدلال مطلبتيش لنفسك نسكافية ليه؟
وأكملت بدعابه ولا مش حابه تشربي حاجه معايا؟
أجابتها فريدة بنبرة جادة مش قادرة أشرب حاجه يا باشمهندسه، وياريت تدخلي في الموضوع على طول علشان عندي شغل مهم لازم يخلص إنهاردة!
إشتعل داخلها من معاملة تلك الفريدة التي لا تتقبلها كصديقة أبدا.
وأردفت قائلة بإبتسامة سمجة تمام، أنا فعلا ليا عندك طلب وكنت حباكي تخدميني فيه!
نظرت لها فريدة وأردفت قائلة بترقب أتفضلي أنا سمعاكي، ولو في إيدي أساعدك أكيد مش هتأخر!
إنفرجت أسارير نجوي وتشجعت قائلة بصي يا فريدة، أنا شايفه إن علاقتك بالباشمهندس سليم بخصوص الشغل هايلة، فدة شجعني إني أجي وأطلب منك تتوسطي لي عنده بإنه يعيني معاه في الفرع الرئيسي لشركتهم في ألمانيا، نفسي أسافر أشتغل هناك أوي.
إبتسمت فريدة بجانب فمها بطريقة ساخرة وأردفت أولا أنا علاقتي بالباشمهندس سليم علاقة جافة جدا، ومش معني إنه رشحني للمنصب اللي أتعينت فيه إن جاملني، أو إني طلبت ده منه،
وأكملت نافية خالص يا نجوي.
صدقيني، الباشمهندس سليم عمرة ما دخل العلاقات الإنسانية في الشغل، هو مرشحنيش للمنصب ده غير لما أتأكد إني هفيد شركتة في الجزئية دي، ده غير إن علاقتي بيه متسمحليش إني أطلب منه طلب زي ده، لا ليكي ولا حتى ليا أنا شخصيا.
وأكملت بأسف أنا أسفه بجد لكن مش هقدر أفيدك،
وأكملت بلؤم طب متروحي له المكتب وتطلبي ده منه بنفسك!
زفرت نجوي بضيق وأردفت مكذبش عليك يا فريدة، أنا فعلا حاولت أعمل كدة بعد ما رجع لمكتبة بعد دمج الشركتين، بس مسمحليش بالدخول أساسا، الرخمة مديرة مكتبة إللي إسمها جينا كل ما أروح له تقولي الباشمهندس عنده شغل مهم، وحتى لما بيكون في ال Break بلاقية بيصدني، مش فاهمة أتغير كدة ليه معايا مرة واحدة، من أخر مرة روحت له المكتب لما كنت موجودة معانا وهو أتغير ومبقاش بيسمح لي حتى أحاول أقرب من مكان وجوده!
إنتفض داخل فريدة فرحا وشعرت بسعادة لا متناهية، وتنهدت بإرتياح وأردفت قائلة بإخلاص عاوزة نصيحتي يا نجوي، سليم الدمنهوري مش سكتك، هتضيعي وقتك معاه على الفاضي، سليم الدمنهوري راجل جد وملتزم جدا في شغله وعمرة ما بيقبل بالتهاون فيه!
ردت نجوي بوقاحة يا خسارة، كنا هنعمل أنا وهو أحلا دويتو.
ضحكت فريدة بنبرة ساخرة وأردفت قائلة بإستفهام إلا قولي لي يا نجوي، إنت إطلقتي من جوزك التاني ليه؟
رغم إني سمعت إنه كان بيحبك جدا، وكمان كان راجل غني وهيحقق لك كل أحلامك؟
ضحكت نجوي وأردفت قائلة هو فعلا حقق لي كتير من أحلامي وكنت عايشه معاه ملكة، وحتى بعد الطلاق أخدت لي منه شقة وعربية وقرشين حلوين في البنك، بس بيني وبينك كدة يا فيري أنا مش بتاعت جواز، جواز يعني خنقة وتحكمات وأنا مليش في الجو ده، أنا واحده عاملة زي الفراشه، عاوزة أطير وأفرح وأعيش حياتي زي ما أنا عاوزة وبالطريقه اللي تريحني!
تنهدت فريدة بأسي على تفكير تلك النجوي وأردفت بس الكلام إللي بتقوليه ده ضد الشرع والعرف وكمان الطبيعه يا نجوي، إنت محتاجه تقربي من ربنا أكتر من كدة وكمان محتاجه تفهمي دينك كويس، ومع فهمه هتعرفي وتفهمي طبيعة الحياة اللي بجد، الحياة إللي تستحق تعيشيها،
فكري في الإستقرار وإن يبقي عندك أطفال وتهتمي بيهم وبحياتهم، أكيد هتحسي بالفرق.
نظرت لها نجوي وأردفت بنبرة ساخرة أجيب ولاد وأربيهم، طب ما أنا كنت طفلة يا فريدة لما بابا وماما إتطلقوا وكل واحد راح عاش حياته وأتجوز ورموني عند جدتي أم بابا أواجه مصيري بنفسي.
ثم وقفت متهربة وأردفت قائلة أخدت من وقتك كتير يا فيري، وأسفه لو عطلتك عن شغلك.
وقفت فريدة ونظرت لها بوجه بشوش وأردفت قائلة بصدق بعدما تعاطفت معها وتفهمت ان أفعالها ماهي إلا نتيجة ظروف نشأتها ولا يهمك يا نجوي، لو حبيتي تيجي وتقعدي معايا، مكتبي مفتوح لك في أي وقت، نورتي يا نجوي!
نظرت لها نجوي بإستغراب من تحولها السريع وأردفت قائلة بوجة سعيد متشكرة أوي يا فريدة، أكيد هاجي لك تاني!
وتحركت للخارج في حين ضلت فريدة ناظره بشرود على أثرها بأسي وحزن على حال تلك الفتاة التي كانت ضحية أنانية أب وأم غير ناضجين فكريا، دمروا إبنتهم وشوهوها نفسيا إلى هذه الدرجه!
بعد خروج نجوي مباشرة إستمعت فريدة إلى رنين هاتفها.
أمسكته لتري من المتصل إبتسمت حين وجدت نقش إسم أسما زوجة علي.
ضغطت فوق زر الإجابة وأردفت قائلة بنبرة سعيدة الناس الرايقه إللي قاعدة تستجم في شرم الشيخ!
ضحكت أسما بسعادة وأردفت قائلة بتمني ياريتك كنتي معانا يا فريدة، بجد الجو هنا يجنن!
إبتسمت فريدة وأردفت قائلة أهم حاجه إنبسطي إنت والباشمهندس وسولي ومتفكريش في أي حاجه تانية!
أجابتها أسما فيري، أحنا نازلين القاهرة بكرة علشان عيد ميلاد سولي، وكنت حباكي تكوني معايا في اليوم ده علشان أفرحه، إنت عارفة في ألمانيا مفيش حد معانا غير سليم، والسنة دي أول سنه يحضر عيد ميلادة في مصر، فحابه أعملة عيد ميلاد كبير وأجمع فيه كل أهلنا وأصحابنا وحبايبنا.
إرتبكت فريدة من دعوة أسما لعلمها لوجود سليم المؤكد فأردفت بهدوء هو أنا لو أعتذرت ممكن تتفهمي موقفي وتعذريني يا أسما؟
أجابتها أسما بنبرة محب أكيد هزعل طبعا، وخصوصا إن رفضك غير مبرر بالنسبة لي، علشان سليم إللي مش حابة تحضري علشانه إنت كدة كدة بتشوفيه كل يوم في الشغل!
أردفت فريدة قائلة بنبرة مستسلمة أوك يا أسما، بس بعد إذنك أنا هاجي مع هشام.
أردفت أسما بالموافقة بترحاب رغم إرتباكها لإنتوائها من البداية عدم رغبتها بحضور هشام كي لا تزعج صديقها وصديق زوجها سليم، ولكنها وافقت مرغمة لأجل حضور فريدة التي إحتلت مكان ومعزة داخل قلبها بدون أستئذان!
جائت الساعة الثانية عشر لتعلن عن بدء موعد ال Break المخصص لموظفي الشركة