رواية جوازة بدل كاملة جميع الفصول بقلم سعاد محمد سلامه

رواية جوازة بدل كاملة جميع الفصول بقلم سعاد محمد سلامه


رواية جوازة بدل كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة سعاد محمد سلامه رواية جوازة بدل كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية جوازة بدل كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية جوازة بدل كاملة جميع الفصول

رواية جوازة بدل بقلم سعاد محمد سلامه

رواية جوازة بدل كاملة جميع الفصول

بقريه صغيره قريبه  مدينة المنصوره 
بمنزل متوسط،متكون من ثلاث طوابق،بالطابق الثانى.
بغرفه شبابيه،أستيقظ ذالك الشاب على صوت رنين هاتفه
رد دون أن ينظر للهاتف، فهو يعلم من التى تتصل عليه بهذا الوقت، 
رد مبتسماً  يقول: صباح النور عالبنور، أحلى صباح،لما أسمع صوت أحلى.. غدير.
تبسمت الأخرى قائله: قولت أصبح عليك، بدرى، وأقولك أنى هنزل المنصوره النهارده، فى شوية طلبات، ماما قالتلى أروح أشتريهالها، أيه رأيك يا وائل نتقابل. 
نهض يجلس على الفراش، سعيداً  يقول: بتاخدى، رأيي، أكيد نتقابل أنا نفسى أشوفك ونقعد مع بعض، من يوم ما خلصتى الجامعه، وكل فين على ما بنلاقى فرصه نتقابل فيها، ياريتك ما خلصتى جامعه، كنا بنتقابل، كل يوم تقريباً، أنا خلاص مبقتش قادر على كده، لازم نشوف حل. 
ردت غدير: خلاص أما نتقابل النهارده، نبقى نتكلم، ماما بتنادى عليا، لازم أروح أشوف عاوزه منى أيه، الساعه إتنين  ، نتقابل، فى جزيرة الورد. 
رد وائل: قبل أتنين هكون هناك، سلام، ياقلبى. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بنفس المنزل
لكن بالدور الأسفل، فتحت باب الغرفه 
ودخلت تلك الرقيقه،تتسحب على أطراف أنامل قدمها،ثم فجأه فتحت هاتفها بأعلى صوت على أحد الأغانى الشعبيه المُزعجه.
لينهض ذالك النائم مفزوع،يتحدث،بتذمر:عقلك مش هيكبر أبداً،يا سهر،بالعكس كل ما تكبرى عقلك بيصغر،فى أخت بتصحى
أخوها الكبير،كده كل يوم مفزوع،ده كفايه عليا أشوف وشك أتفزع.
نظرت له بغيظ مصطنع وهى تمسك أحد وسادات الفراش تضربه بها بقوتها،قائله:
تتفزع من وشى ليه كنت بعبع،ولا أبو رجل مسلوخه،دا أنت مالى الاوضه،بالمساخيط،الى بتدرب عليها دا كل ما أدخل الاوضه بتاعتك أقرى الفاتحه،ونص القرآن الى حفظاه خايفه لمسخوط منهم يصحى،زى ما بنشوف فى أفلام الرعب. 
ضحك علاء قائلاً: والله أنا ربنا بلانى بأخت هبله،مش كان ربنا رزقنى بأخت،زى البت مياده كده،بت مخَلصه،ومدردحه.
ضحكت سهر قائله:قصدك صايعه،وسو زى أمها،وبعدين بلاش تجيب سيرتها دى بتيجى عالسيره.
ضحك علاء:مالها امها دى هتبقى حماتك ناسيه الوعد القديم.
زغرت له سهر،بشر قائله:أهو قولت الوعد القديم،أنما الجديد بقى،أن السلطانه هويام مرات عمك،مش بتحبنى،ونفسها،فى عروسه لأبنها بمواصفات خاصه،أنا مفيش فيا صفه منها،وكمان أقولك على سر،أنا شوفت الواد وائل فى جزيرة الورد قاعد مع بنت،بس معرفتش هى مين كانوا قاعدين جنب بعض،وضهرهم ليا،ومرضتش أقرب من مكانهم،ليعمل عليا راجل،قدامها،ويفكر نفسه شخصيه.
ضحك علاء يقول بمكر:أيه بتغيرى عليه،ولا إيه ومتحملتيش تشوفيه مع واحده غيرك.
نظرت سهر،له بشر،وضربته بالوساده،قائله:أنا أغير عالبأف ده،والله أنا نفسى يغور يتجوز،عشان تيتا،ترتاح،وتبطل كلمتها،سهر،ل وائل،من يوم ما أتولدت.
ضحك علاء يقول بمكر:طب أيه كنتى بتعملى أيه فى جزيرة الورد،لما شوفتى،وائل،أيه فى عريس فى السكه،ولا أيه؟
تبسمت له قائله:لأ أرتاح قاعده على قلبك مش بفكر أتجوز،قبل ما تم خمسه وعشرين سنه عالأقل،إحنا كان لينا زميله عيد ميلادها،وعملنا له مفاجأه،وأحتفال صغير على قدنا،فى جزيرة الورد،انا مش بفكر فى الجواز نهائى.
ضحك علاء يقول: لا بتفكرى فى الجواز،ولا بتفكري فى التعليم،نفسى أعرف بتفكرى فى أيه.
ضحكت تقول:عاوز تعرف بفكر فى أيه،بفكر فى حاجتين دلوقتي،الاولى أنى أغمض عينى وأفتحها ألاقى  نفسى  خلصت،دراسه وأشوفلى أى مدرسه دوليه فى المنصوره أدرس فيها وأقبض بالدولار،وأذلك
وهُب أفتح سنتر دروس خصوصيه،وهُب أبقى مليونيره،وهُب أتبرى منك أنت وماما.
ضحك علاء قائلاً:صحيح الفلوس بتغير النفوس، بس هقولك أحلمى،حلم الجعان عيش،طب و التانيه
،أيه بقى؟
نظرت له بمكر قائله:التانيه أنى أضربك،كده،علشان بتتريق عليا،وأنا ساكته.
قالت سهر هذا،وأمسكت الوساده،تضربه بها،وهو يمرح معها،ليقول،بكذب:
أيه ده سامع ماما بتنادى عليكى،يمكن عاوزاكى،تساعديها فى تحضير الفطور.
بسرعة البرق كانت سهر نائمه على الفراش،وسحبت الغطاء عليها بالكامِل قائله:قولها بتاكل رز مع الملايكه،كانت سهرانه،طول الليل بتذاكر.
ضحك قائلاً:دى أوضتى،وده سريرى،لو جت ولقيتك نايمه هنا هقولها أيه،بتمشى،وهى نايمه،علشان تلاقى حِجه تدخلك بها مستشفى المجانين،وتتخلص منك،وهى فى نفسها كده.
رفعت الغطاء عن وجهها قائله:بتقول فيها دى بتعاملنى على أنى ضرتها.
ضحك علاء قائلاً:ضرتك،دى بتخاف عليكى من الهوا،فاكره لما كنتى فى الثانويه العامه عملت أيه علشانك.
ضحكت قائله:ودى حاجه تتنسى،دا أنا عمرى ما أنسى عمايلها،أيام الامتحانات،ولا منظرها،وهى كل يوم من أيام الأمتحانات تدخل اللجنه،تقول للمراقب أيه،والنبى،يا أستاذ البنت دى بنتى،وعقلها على قده،وعاوزها بس تعدى الثانويه،ينوبك ثواب فيا،خلينى أدخل لها.
وهما يعينى كانوا بيسمحوا لها وصدقوا أنى عقلى صغير،وهى تدخل تقرى ورقة الأجابه بتاعتى،وتساعدنى على قد ما تقدر،ولو شافتنى غلطانه كانت تقرصنى،وتقولى ده الى ذاكرته ليكى يا غبيه،هتموتينى ناقصه عمر،وأهو الحمد لله نحجت بعدها،ودخلت تربيه،قسم جغرافيا،وهبقى مدرسه،فى نفس المدرسه الى بتشتغل فيها،وأنتقم منها،كل ما  تشوفنى فى أوضة المدرسين،وهى أداريه فى المدرسه،وهقبض أكتر منها .
ضحك علاء يقول:كل همك تقبضى أكتر منها،ووقتها مكنتيش بتبقى مكسوفه،وهى بتقول عليكى،مجنونه؟
ردت ببساطه:وكنت هضايق ليه،أولا اللجنه الى كانت بتراقب لجنه غريبه من محافظه،تانيه،وبعدين الى كان يهمنى إنى أنجح،والسلام،واعدى الثانويه العامه،وأدخل الجامعه،علشان أرتاح من زن ماما،أنتى فى ثانويه،يا متخلفه.
ضحك علاء يقول:تعرفى يا بت يا سهر،أحلى حاجه فيكى أنك مش أستغلاليه.
ضحكت قائله:أستغلاليه،معناها أيه الكلمه،دى،بقولك فُكك،الابتوب بتاعى،شكله كده،هيعمل الدنيئه،وبيهنج وممكن يضرب سيستم،ما تبدل الاب بتاعك،مع الآب بتاعى،أنت كده كده،بتشتغل عالجثث الى فى الأوضه دى.
نظر علاء لها بتفكير:مين قالك إنى مش بحتاج للآب بتاعى،ده بحمل عليه أبحاثى،غير مراسلة،زُملائى،نتبادل المعلومات،طب ما تقولى لبابا،يصلحه ليكى،فى شركة الكهربا الى بيشتغل فيها،ولا أقولك،خلى وائل ياخده يصلحه،وأهو تستغليه.
ردت سهر:هو بيهنج،لو وائل لمسه،هيجيله القاضيه،، وفرع الصيانه الى بيشتغل  فيه، لصيانه الأدوات الكهربائيه، غسالات  تلاجات وشركة الى بيشتغل فيها بابا،خاصه بالكهربا مش بالاليكترونيات 
انا أساساً فى المنصوره كل يوم،ممكن أشوف مكان بيصلح الابتوبات ،بس خايفه عالمعلومات والملفات الى عليه،أكيد بعد الفرمته،هضيع،وذاكرة الفون مش هتساع ده كله،أنا سهل أنزلهم على سيديهات،بس،فى بعض البرامج،صعبة،النسخ على سيديهات 
رد علاء:وأيه نوعية الملفات دى بقى،مفيش فى الملفات دى صور،لبنات حلوه،تبعتهالى.
ضحكت  سهر وفكرت لثوانى قائله:والله فكره،أنا أبعت  نسخه من الملفات،دى عالاب بتاعك،لحد بتاعى ما يتصلح،وأرجع أخدها تانى،ها أيه رأيك.
تبسم علاء:لو فى صور لموزز حلوه معنديش مانع.
ضحكت سهرقائله:لأ أطمن مش بكلم الموزز عالأب،بكلمهم عالفون.
ضحك علاء،وقبل ان يتحدث،رن هاتف،سهر،نظرت للشاشه،ثم ردت،
بعد السلام قالت:خير،يا حازم بتتصل عليا بدرى كده ليه؟
رد حازم:بتصل أقولك،أنى خلصت الخرايط الى كنتى قولتيلى عليها أمبارح.
ردت متعجبه تقول:خلصتهم بالسرعه دى،ليه،أوعى تكون شفيتهم من الكتاب.
رد حازم قائلاً:لأ رسمتهم،زى ما قولتى،سهرت عليهم طول الليل أمبارح لحد ما خلصتهم من شويه،قولت أتصل أشوفك هتجى الجامعه النهارده،لو هتيجى أجيبهم معايا تاخديهم.
ردت سهر:أيوا هاجى الجامعه،عندى محاضرة مراجعه خلاص أمتحانات نص السنه قربت،ودى المحاضرات النهائية،وبيبقى فيها مراجعات مهمه،أهو أستفاد منها،خلاص أقابلك النهارده فى الجامعه،وأخدهم منك،وتشكر،قوى أنك خلصتهم بالسرعه دى انا قولت فيها أسبوع.
تبسم حازم قائلاً:مفيش شكر بينا أنتى عارفه غلاوتك عندى،يلا أقابلك فى الجامعه،سلام.
أغلقت سهر الهاتف،ونظرت لأخيها،تبسمت حين غمز بعينه قائلاً:أيه سبب أتصال حازم بدرى كده،وأيه أخبار حازم معاكى.
ردت ببسمه: سبب أتصاله زى ما سمعت،انا كنت طلبت منه يرسملى كم خريطه،دكتور الماده طلبهم مننا،وأنت عارف أنى مش بعرف أرسم،فكرت أشفهم بورق كربون،بس ورقة الكربون بتعلم مكانها فى الورق،والدكتور،قالى قبل كده،ممنوع،لازم،يكون،رسم يدوى،فبقول قدامه،هو ندب نفسه،وأنا بصراحه ما صدقت،هو وفر عليا وقت،غير،وجع عنيا وانا برسم الخرايط.
ضحك علاء:أختى،يا ناس مش أستغلاليه،أبداً،زمايلها بيحبوها،وبيحبوا يساعدوها،بس مقولتليش أيه أخبار حازم،لسه مدخلش للحته الشمال.
تبسمت سهر:لا الحته الشمال ولا اليمين  سبق وقولتلك،أنه مش أكتر من صديق،ومتنساش أنه أكبر منى بسنه واحده،بس،أنا بفضل يكون فى فرق،سن بين الأزواج،عالأقل تلات سنين.
رد بأستفهام:وأشمعنا تلات سنين؟
ردت سهر وهى تدعى الذكاء على أخيها :فى دراسه علميه بتقول أن عقل المرأه بيفكر أكبر   من عقل الرجل الى فى نفس سنها بتلات سنين،يعنى انا دلوقتي،عقلى فى نفس سنك،وكمان هنتخرح أنا وأنت فى نفس السنه،علشان تتأكد من مقولتى.
ضحك علاء يقول:هنتخرج،فى نفس السنه لأنى بدرس طب مش تربيه،أنا كنت بطلع من الأوائل عالمدرسه،أنتى لو مش ماما كانت وراكى،كان زمانك لسه فى الأعداديه،أو مع البت مياده فى الثانويه.
ضحكت سهر قائله:بس متجبش سيرة البت مياده،دى بت فقر،وبتجى عالسيره،
أثناء حديثم سمعوا صوت من الخارج
فضحكوا الأثنان،وقال علاء:فعلاً بتيجى عالسيره،أنا معنديش محاضرات دلوقتي،هرجع أنام،شويه،يلا أنتى أطلعى استقبليها،دى بتحبك قوى،هى ومامتها،مش بيطقوا ليكى كلمه. 
.......
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل فخم،وكبير،يتكون من عدة طوابق،مُقسم لعدة شُقق
يحيطه من كل الجوانب حديقه كبيره تلف المنزل بأكمله،للحديقه أسوار عاليه 
بأحد الشُقق الموجوده بذالك المنزل
فتحت فريال،دولاب الملابس،وأخرجت مجموعة ملابس رجاليه،ثم جلست تنظر،خروج سليمان زوجها من الحمام،
بعد دقائق خرج من الحمام 
قائلاً:جهزتيلى،هدوم،علشان أنزل، أفطر وبعدها، عندى ميعاد مع التاجر،الى أشترى محصول البرتقان،ميعاد القسط،لازم أروح أجيبه منه،عمار مش فاضى،وقالى أروح أنا،بداله.
ردت فريال:وعمار،وراه أيه شغله قوى كده،لما يبعتك مكانه.
رد عليها:معرفش هو قالى،وأنا قولت له تمام.
تحدثت فريال:ما لازم تقوله تمام،ما هو،الكبير،بقولك أيه،هو عمار مش هيتجوز.
تعجب قائلاً:ناسيه عمار متجوز!
ردت فريال:جوازة أيه دى،أنت ناسى،أن مراته،أستئصلت الرحم، هى حكمت هترضى أبنها يعيش من غير خلف،وسمعت كده،أنها بتزن عليه يتجوز،بس هو رافض،معرفش ليه،بس أنا عندى عروسته الى مش هيقول عليها لأ،وموعود بها من وهى صغيره.
رد عليها:ومين بقى العروسه دى الى موعود بها؟
ردت فريال:،،،غدير،أنت ناسى،دى حماتى يوم ولدتها قالت غدير،ل عمار،وأهو هى خلصت تعليمها،وخدت جامعه،وبقالها أكتر من سنه مخلصه الجامعه،وبقى متقدم ليها أكتر من عريس،وأنا برفضهم من بره بره،عمار أولى،بها وهى أولى بيه،وأن كان على مراته التانيه،محدش هيدوس لها على طرف،أنا عاوزاك تلمح قدام مهدى أخوك.
نظر لها قائلاً:والله عندك حق،غدير أولى بعمار،ومش معقول عمار،هيعيش من غير،ولاد حرام الخير الى عنده ده كله فى الاخر يروح لمين؟ أنا هلمح قدامه هو و مهدى وأحنا بنفطر.
تبسمت قائله:على الأقل تبقى غدير حظها أحسن من أسماء،هى الى أختارت جوزها،قال أيه حبته،وأهو شايف،يادوب حتة محامى،والله لو مش شغله مع عمار،كان مكتب المحامى بتاعه ينش،وكمان موضوع الخلف هى كمان،تحمل،وقبل الجنين ما ينزل فيه الروح تجهض،وعالحال ده 
بقالها أربع سنين  ،روحنا  لكذا  دكتور،قال أنها سليمه،ومفيش سبب لأجهاضها،قولت لها تقول لجوزها،يكشف،ويشوف،يمكن يكون  السبب منه،قالتلي،راح هو كمان،والدكاتره أكدوا أن مفهوش أى عيب،،هى حاجه طبيعيه و مسألة وقت،ربنا لسه مأردش،وفلوس جوزها كلها بيصرفوها على  الدكاتره والعلاج الى الدكاتره بيكتبوه كل مره لهم،ربنا يرزقهم الذريه.
أمن سليمان على قولها،وقال:آمين،ويلا خلينا ننزل،زمان،حكمت،وخديجه حضروا الفطور،كان لازم تكونى معاهم.
ردت فريال:ما أنا أستنيت تطلع من الحمام علشان أقولك،على موضوع عمار،وغدير،آن الآوان بقى،ده كان وعد قديم من حماتى الله يرحمها،ولازم يتنفذ علشان ترتاح فى قبرها.
.....
بنفس المنزل،بعد قليل 
لكن بالدور الارضى
بغرفة السفره
جلس الجميع فى أماكنهم 
على رأس الطاوله،كان مهدى،وعلى يمينه،أخيه سليمان وجواره زوجته،وجوراها بنتاهم،على الناحيه الاخرى كانت تجلس،حكمت وجوارها خديجه،وبنتها وأبنها،وعلى رأس الطاوله من الناحيه الأخرى كان يجلس عمار،يتناول فطوره بصمت 
كان الجميع صامتاً،الى أن تحدث أحمد،وهو ينظر الى عمار قائلاً:عمار،أنت مسافر القاهره خدنى معاك،أنا خلاص قالوا لنا فى المدرسه معتوش تيجوا غير،عالامتحانات.
زغرت له خديجه قائله:أيه عمار،دى مش سبق وقولت نتحترم الأكبر مننا قوله،يا أبيه عمار.
على قولها تحدثت فريال قائله:فعلاً عمار أكبر منه بكتير،مش معنى أنه أبن عمه،يناديه بأسمه كده،لازم يكون فى أحترام للكبير،عمار،لو كان خلف،كان زمان معاه عيال يلاهفوا،أحمد فى السن.
ردت حكمت قائله:ربنا يسمعها منك،وأعيش وأشوف،ولاد عمار.
ردت فريال:أنشاله عن قريب،وكمان مريم بنتى،يارب.
ردت حكمت:يارب،وكمان نفرح،ب غدير،وعدلها.
ردت فريال:والله غدير كل يوم والتانى،يتقدم لها عريس،بس هى الى بترفضهم،وأنا مش راضيه أضغط عليها،وبقول لسه النصيب مجاش،ويمكن ربنا مخبى لها الأفضل.
نظرت حكمت بأتجاه عمار،قائله:أكيد ربنا شايل لها بختها،ويمكن قريب منها،ونفرح بها قريب.
فهمت فريال تلميح حكمت،وتمنت بداخلها أن يتم ما تخطط له،وينطق عمار،أنه يريد الزواج،من غدير،لكنه،أدعى عدم،الفهم،وظل يتناول،طعامه،بينما،غدير،شعرت أنها كالجاريه التى تُعرض فى مزاد،عل عمار يتنازل عن غروره ويطلبها للزواج،لكن الرد أمامها،عمار،لم يتفوه بكلمه،من الأفضل لها،هى فى الأساس لا تريدهُ.
نهض عمار عن الطعام بعد أن رن هاتفه،أخرجه من جيبه،ورأى من المتصل،وقال:أنا خلاص شبعت الحمد لله،لازم أمشى،ده يوسف،انا وهو،لازم نسافر للقاهره،يلا أشوفكم،المسا،وأنت يا أحمد مره تانيه هخدك معايا،أنت وأختك،فسحه،أنما انا النهارده،رايح لشغل مهم.
تبسم أحمد له قائلاً:وعد يا عمار.
تبسم عمار:وعد،سلام بقى علشان متأخرش على يوسف.
غادر عمار،الغرفه.
بدأ الجميع بالنهوض،أيضاً،ظل 
مهدى،وسليمان فقط
تحدث سليمان قائلاً:أيه يا مهدى،هو عمار هيفضل كده،ولا أيه،منفسكش،فى حفيد ولا اتنين،يملوا علينا البيت البنات،واحده،وراء التانيه هتتجوز،وبعدهم يفضى علينا البيت،ونستنى أحمد على ما يكبر بقى،نكون أحنا خلاص موتنا،لازم تتكلم معاه،وتقنعه أنه يتجوز،وأن كان على مراته الاولانيه،محدش قاله طلقها،الشرع حلل له الجواز بواحده تانيه،لما تكون الاولانيه عندها عله،ومفيش عله أكبر،أننا كلنا متأكدين أنها مش هتخلف نهائى.
تنهد مهدى بسأم:والله انا نفسى أشيل ولاد عمار،وأنه يكون عنده،مش ولد واحد،لأ عشره،وكل ما أحاول معاه،او أفتح السيره،دى يا بيقفل عليا فى الكلام،يا بيقولى،لو مكتوب له يكون عنده ولاد،أكيد ربنا،هيبعت له أشاره.
تعجب سليمان،يقول:وأيه الأشاره دى بقى،عمار بقى عنده،سته وتلاتين سنه،يعنى كم سنه،وهيدخل الاربعين هيخلف أمتى،أنت وأنا كنا قده معانا أربع عيال،لأ انت لازم تضغط عليه شويه،وكمان حكمت تضغط عليه،غدير،بيتقدم لها عرسان كتير،وبنرفضها،بصراحه،أنا مستخصر أنها تروح لحد غريب،وعمار أولى بها،والمثل بيقول أخطب لبنتك،وأنا مش هلاقى أفضل من عمار،لو مكنش عند مانع.
رد مهدى:عندى مانع،أنت بتستعبط،انا أتمنى تراب غدير،ونفسى تبقى من نصيب عمار،قبل منك،وأهو انا هحاول،وهخلى حكمت كمان تحاول،معاه،وربنا يقدم الى فيه الخير،للجميع.
كان مهدى،وسليمان يتحدثان غافلان عن تلك التى سمعت حديثم،وتأثرت بشده من ترخيص والداها لها،وطلبه من أخيه أن يجعل أبنه يتزوج بها،ألهذا الحد وصل،الطمع بوالداها،ماذا يفرق عمار عن غيره،لا شئ،بنظرها،بل هى أفضل منه،هو صاحب تعليم متوسط أما هى جامعيه،وليست قبيحه،لابد لهذا من نهايه،هى ليست قطعة أثاث تباع،لهذا عمار،التى لا تهفو بباله،إمرأة أخرى غير،زوجته.
.........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مر وقت،بنفس اليوم بعد  الظهر 
بمنزل سهر
دخلت نوال الى الشقه،جلست على مقعد قريب من الباب،ووضعت مجموعه من الاكياس جوار قدمها، جلست تستريح،
بينما هى جالسه،خرجت سهر من المطبخ بيدها كوباً من الشاى،نظرت لوالدتها وتبسمت قائله:أيه يا ماما مالك مفرهده كده ليه،خلاص عجزتى،ندور لبابا على موزه شابه،بقى،شكلها كده راحت عليكى.
نظرت لها نوال بغيظ قائله:ما الى عندها بنت غبيه وحيوانه،وخايبه زيك لازم تعجز بدرى،كل البنات بتساعد امهاتها،لكن أنتى،بتعلينى،بدل ما تقوليلى كده،تعالى شيلى الأكياس دى دخليها المطبخ،وهزى طولك،وأطبخى الغدا،زمان باباكى واخوكى،على وصول،وكمان جدتك،لازم تتغدى،وبعدين تعالى هنا مش كنتى غورتى الصبح روحتى الجامعه،أيه كانت وحشتك،روحتى زورتيها ورجعتى؟
تبسمت سهر قائله:انا كان عندى محاضرة واحده،وأتلغت،فقولت مالوش لازمه،أفضل فى الجامعه،فرجعت،من شويه،واهو عملت لنفسى كوباية شاى،يدفينى الجو النهارده برد،بره قوى،حتى كنت بفكر أعمل شاى معايا ل تيتا،بس هى قاعده مع مرات عمى،فى البراندا،يتشمسوا،مرضتش لمرات عمى تتريق عليا،فى لسه فى الكاتل ميه سُخنه تكفى لكوباية شاى تحبى أعملك شاى.
نظرت نوال لها بغيظ قائله:لا ليه تتعبى نفسك،غورى من وشى بدل ما أقوم أسلخك بكوباية الشاى الى فى ايدك،وأنتفك زى الفرخه،معندكيش دم،أبداً،بس قبل ما تغورى من وشى،تعالى شيلى الأكياس دى دخليها المطبخ.
تقدمت  سهر من والداتها مبتسمه وقالت،خدى أمسكى كوبايه الشاى دى على ما أدخلك الأكياس الى تعباكى دى،بس أوعى تشربيها.
ردت نوال:أشرب أيه،دى تلاقى طعمها أخت الجاز،وانا هتوه عن عمايلك،للشاى،أنتى لو أنا كنت فى البيت هتقوليلى اعمليلى شاى يا ماما،بس عقاب ليكى بقى أشربى الشاى عمايل إيدك الحلوه،هاتى الكوبايه،وشيلى الأكياس.
حملت سهر الأكياس وأدخلتها الى المطبخ وعادت الى مكان جلوس والداتها وتبسمت قائله:أنا هدخل أذاكر على ما تخلصى تحضير الغدا يكون بابا رجع من الشغل،وتيتا صدعت من مرات عمى،ودخلت للشقه مره تانيه،يلا بلاش أعطلك.
أخذت سهر كوب الشاى،وتوجهت الى غرفتها
تبتسم على قول فريال:أبقى قابلينى أن عمرتى فى بيت راجل هترجعيلى بالكحك سُخن.
تبسمت سهر،قائله:أهو أبقى رجعتلك بحاجه بدل ما أرجعلك فاضيه.
أغتاظت نوال منها وأنحنت تمسك حذائها وصوبته نحو سهر قائله:غورى من وشى،أنا لو كنت أتمنيت من ربنا يبعتلى بلوه،مكنش بعتك ليا.
ضحكت سهر قائله:عارفه انك بتحبينى،يا مامى،بس،أنا قدرك،يا روحى،وعلى فكره الشوز مجتش فيا.
تبسمت نوال بخفاء ولم ترد عليها.
...........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بجزيرة الورد بالمنصوره 
فى حوالى الثانيه ظهراً
تلفتت غدير حولها،بترقب عل أحد يكون بالمكان و يعرفها،تنهدت براحه وهى تسير الى أن وقع
نظرها على  أحد الطاولات بالمكان،ورأت وائل يجلس،أقتربت من مكان جلوسه،ووقفت خلفه قائله:خلينا نشوف مكان تاتى يكون بعيد عن الأنظار هنا المكان مفتوح وممكن اى حد يعرفنا يشوفنا.
نهض وائل،وسار خلفها الى أحد الطاولات البعيده عن النظر،وجلس مبتسماً يقول بشوق:وحشتيني،يا غدير،يا روح قلبى.
تبسمت غدير بحياء قائله: وأنت كمان،أنا لما ماما الصبح قالتلى،أخرج أشترى لها شوية طلبات من المنصوره أتصلت عليك،وقولت نتقابل،لأنى عاوزاك فى حاجه مهمه.
تبسم وائل يقول: أنتى وحشتينى،يا ريتك ما خلصتى دراسه كنا بنتقابل براحتنا مش زى دلوقتي،انا خلاص مبقتش متحمل الوضع ده،أن حبنا يفضل فى السر،أحنا بقينا بنتواصل رسايل عالتليفون،ولو صدف وكلمتينى،بيبقى لدقيقتين،وبعدها بتقفلى الفون فى وشى.
ردت غدير:ما هو ده السبب الى طلبت أقابلك علشانه،بس قولى،انت سبق وقولتيلى انك عامل جمعيه كبيره مع زمايلك الى بتشتغل معاهم فى مركز الصيانه،صح.
رد وائل:أيوا صح وكمان هقبضها الأسبوع الجاى،وانا أخر واحد هقبض الجمعيه،يعنى من الشهر الجاى،مش هيبقى عندى أقساط جمعيه،والمبلغ كبير،وأقدر بيه أجهز عفش شقتى الى فى تالت دور عندنا بالبيت،وكمان ممكن يفيض مبلغ صغير معايا.
تبسمت غدير قائله:طب كويس كده،أنا كنت هقولك،تتقدم ليا رسمى.
تعجب وائل قائلاً: بتقولى أيه!
ردت غدير:زى ما سمعت،ولا أنت من ناوى تتقدملى،ونيتك تقضيها معايا خروجات،لو دى نيتك،يبقى.....
قبل أن تُكمل الكلام،تحدث:
غدير،انتى عارفه أنك حلم حياتى،وحب عمرى،بس أنا خايف أهلك ميوافقوش عليا،ويفكرونى طمعان فى ثروة أهلك.
ردت غدير: لأ مش لازم تخاف انا عندى ثقه أنك مش طمعان فى ثروة أهلى،بس لازم تاخد خطوة انك تتقدملى،رسمى،مهما كان رد أهلى.
تحدث وائل يقول:وأفرضى،وده المتوقع انهم يرفضونى،هيحصل أيه بعد كده.
ردت غدير:لو رفضوك هيكون فى حل تانى وقتها المهم دلوقتي،تاخد خطوه،وتتقدم لخطوبتى ،مهما كان رد أهلى.

ما بين صلاة المغرب والعشاء
بمنزل سهر 
دخلت نوال الى غرفة، سهر، وجدتها، تنام على الفراش وتضع الكتاب على وجهها، 
تنهدت  نوال قائله: كنت متأكده أنك مش بتذاكرى، المهم دلوقتي  قومى خدى ودى الحاجات دى عند جدتك  يُسريه. 
رفعت سهر الكتاب عن وجهها قائله: و أيه الحاجات دى بقى؟ 
ردت نوال: مالكيش فيه، قومى غيرى بيجامة ميكى، دى، ألبسى حاجه  تانيه، يلا عشر دقايق  تكونى عندى فى المطبخ. 
نهضت سهر من على الفراش قائله: قبل عشر دقايق، وأغير بيجامة ميكى ليه أنا ألبس فوقها الايسدال، عادى الجو ساقعه. 
نظرت لها نوال، بغيظ قائله: والله أنتى الى ساقعه، بس مش مهم يلا تعالى ورايا المطبخ، بسرعه علشان صلاة العشا خلاص فاضل أقل من ساعه وتأذن، تاخدى الكيس ده توديه عند جدتك، وآدان العشا تكونى هنا متتأخريش، أحنا فى الشتا، وعلى بعد صلاة العشا، الرجل فى البلد بتكن، والكل بيلزم بيته ، وبلاش تتمسكنى لجدتك، علشان تاخدى منها فلوس. 
ضحكت  سهر وهى تسير خلف والداتها   قائله: أنا أساساً مسكينه، ويجوز عليا الصدقه، وأنتى السبب معيشانى فى حرمان.
استدارت نوال ونظرت لها  بذهول قائله:معيشاكى فى حرمان،ليه،حرمتك من أيه؟
ردت سهر بمسكنه مُصطنعه:الآبتوب بتاعى،هنج،وبيشتغل بالضالين،وهخده المنصوره لمتخصص بعد بكره علشان يتصلح،وعارفه لو طلبت منك حق تصليحه،مش هترضى تدينى،فلوس.
نظرت نوال لها قائله:فعلاً،فين مصروفك،أحنا لسه فى أول الشهر،لحقتى تصرفيه.
ردت سهر:للأسف:تقدرى تقولى،يادوب يقضينى،مواصلات أسبوع،كان زميله ليا عيد ميلادها،وجبت لها هديه،هفت المصروف.
فكرت نوال لدقيقه،ثم قالت:طب أشوف حكايه فلوس تصليح الآب دى بعدين،دلوقتي،خدى الحاجه دى،وديها عند جدتك،يسريه،علشان الوقت،وأما ترجعى،أكون قررت.
أبتسمت سهر قائله:بحبك يا أحلى ماما عارفه قلبك الطيب،يلا بقى هروح لتيتا،وأرجعلك.
ضحكت نوال قائله:لسه مقررتش أعطيك الفلوس أو لأ،وبعدين نزلى القطتين الى على راسك دول،ولمى شعرك،و أعدلى الطرحه،
قالت نوال هذا،وشدت شعر سهر،بالراحه،لينسدل على كتفيها.
أبتسمت سهر قائله:مش عارفه ليه القطتين دول بيضايقوكى،عالعموم،أهو لميت شعرى،وعدلت الطرحه،مسافة الطريق من هنا لبيت تيتا،وهتلاقينى،راجعالك.
تبسمت نوال،بحنان،قائله:خدى الشال ده حُطيه على كتافك،الجو بره برد
تبسمت سهر لها وغادرت
، تبسمت  أيضاً  نوال وهى تراها تُغادر.
بينما فتحت سهر باب الشقه لتفاجئ بمن أمامها
وأستغفرت بسرها حين رأتها.
بينما الأخرى تحدثت برخامه:سهر،رايحه فين أنا لقيت نفسى مضايقه من المذاكره،وكنت نازله أتسلى معاكى شويه. 
همست سهر لنفسها:على أساس إنى قرطاس لب،وهسليكى،بينما ردت سهر عليها:
أنا راحه عند تيتا يسريه،هودى لها الحاجه دى،ومش عارفه هرجع أمتى يا مياده.
نظرت مياده لها،قائله:طب كويس خدينى معاكى،أهو أفُك رجلى،شويه،من تكتيفة المذاكره.
ردت سهر:طب مش تطلعى الأول تقولى،لمرات عمى،وتاخدى منها الأذن،أنك هتيجى معايا عند تيتا.
ردت مياده:لأ مش لازم،أنا قولتلها أنى نازله أتسلى معاكى،وهى عارفه أنى معاكى ،فمش لازم.
ردت سهر:براحتك،يلا نمشى،لان ماما منبه عليا قبل آدان العشا أكون راجعه لهنا.
سارت مياده قائله:مش عارفه ليه طنط نوال،شديده فى تربيتها ليكى،أنتى وعلاء،وفيها أيه لما تتاخرى،عند جدتك.
ردت سهر:ماما مش شديده ولا حاجه،بس ده الصح،أحنا فى جو شتا،والناس فى البلد بتنام بعد العشا،والسكه بتبقى فاضيه،وممكن شاب صايع ولا  واحد متسكع،و مش كويس فى الطريق.
........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على الجانب الأخر
على الطريق،بالسياره
تحدث يوسف ل عمار قائلاً: مبروك وربنا عليك عرفت تلف صاحب الأرض،وباعها لك،وسجلها فى نفس اليوم كمان،أنت تاجر شاطر،الراجل مخدش فى أيدك غلوه،وخدتها منه بالسعر،الى قولت عليه،قبل ما نوصل لعنده.
تبسم عمار يقول:ده توفيق من عند ربنا،أولاً،ثم شطاره،أنا بقالى كام يوم بتواصل مع الراجل ده عالتليفون،بين شد وجذب،وكمان سألت،على سعر الأرض دى،شخص موثوق فيه،وأتحاورت  معاه لحد ما وصلت سعر المناسب ليا، وله هو كمان.
تحدث يوسف قائلاً:طب أيه الأرض دى هتبدأ تستصلحها،علطول،ولا  هتسيبها شويه.
رد عمار:لا ده ولا ده،الأرض دى،زبونها جاهز،ومكسبها مضمون،هيتعمل عليها مدينه سكنيه جديده.
تعجب يوسف قائلاً:أنت ناويت تدخل شغل العقارات.
رد عمار:لأ طبعاً،أنا مش بفهم فى شغل العقارات،أنا هبيعها،لشركه عقاريه،يعنى انا كنت زى،وسيط،أشتريت الارض،وهبيعها،وأخد مكسبى منها،وخلصت على كده.
تبسم يوسف قائلاً:ربنا يباركلك،بقولك أيه فى حاجه أنا مستغربها،خديجه أختى كانت قالتلى عليها.
رد عمار:وأيه هى الحاجه دى؟
رد يوسف:خديجه قالتلى،أن الحجه حكمت،بقالها فتره،عاوزاك تتجوز،أنت ليه مش بتوافقها،أنا عارف،أن أنت وخديجه،مش أزواج،صحيح فى شقه واحده،بس الى بينكم أخوه.
تبسم عمار قائلاً:أنت الوحيد الى تعرف ان خديجه مش مراتى غير عالورق،جوازى منها كان أمر من جدى الله يرحمه،لما عمى توفى،هو خاف،على ولاد عمى،وأن خديجه،لسه شابه صغيره،وممكن تاخد ولادها،وتروح تتجوز واحد تانى بعد عمى،ولما خديجه،رفضت،هو هددها هياخد،ولادها منها،وهى خافت منه،هو كان قلبه قاسى،وطلب منى أتجوزها وكان عندى تسعه وعشرين سنه وقتها،ووافقت علشان صداقتى،معاك،لأنى عارف طبع جدى كويس،مش بيحب الى  يعند معاه.
تحدث يوسف:عارف طباع جدك،لأنك مش بس ورثت أسمه،كمان طباعه،مش بتحب حد يعند معاك،ولا يفرض عليك حاجه،وده الاستغربته،لما وافقت تتجوز خديجه،أنا متأكد،أن جواك كنت رافض،بس معتقدش،سبب قبولك الجواز من خديجه،وقتها صداقتنا.
رد عمار:فعلاً صداقتنا مش السبب الوحيد،كمان وافقت علشان خديجه،أنها مش عاوزه،راجل تانى فى حياتها بعد عمى الله يرحمه،يعنى الجوازه من الأول،كانت لرضا جدى مش أكتر،وفضلت أنا وخديجه،زى الأخوات،وهنفضل كده،طول العمر،أنت عارف حقيقة مشاعرى،من ناحيتها،هى  زى بقية أخواتي البنات مش أكتر،وحكايه أن ماما عاوزه تجوزنى،واحده تانيه،دى عارف التانيه تبقى مين؟
مين؟،هكذا قال يوسف بأستخبار.
رد عمار:تبقى غدير،بنت عمى سليمان وأخت أسماءمراتك ،مرات عمى فريال،بترسم على كده من مده،وأنا عامل نفسى مش فاهم،وساكت.
رد يوسف:بس غدير،مُلائمه ليك،وكمان شخصيتها هاديه،أيه سبب اعتراضك عليها. 
رد عمار:أنا معنديش أى أعتراض على أخلاق،غدير،بس كمان مش قادر أتقبل أشوفها كزوجه ليا،هى فى نظرى زيها،زى بقية أخواتى،فكرت فعلاً،أشوفها بطريقة تانيه ومقدرتش أتقبلها،ولو أتجوزتها متأكد هنفشل،حتى ماما قالتها ليا صريحه من كام يوم،أنى أنا وغدير،موعودين لبعض،ومش جه وقت تنفيذ الوعد.
تحدث يوسف:وأيه كان ردك،على مامتك.
رد عمار:كان ممكن أرفض مباشر،بس ماما هتفضل تزن،وتفكر إنى ممكن أغير،رأيي،بس،راوغت،وقولت لها تدينى،شوية وقت بس عندى كم شُغله فى دماغى أخلصهم،وبعدها هقول لها الرد،بس طبعاً مرات عمى مكثفه جهودها،قوى الأيام دى.
تحدث يوسف:طب هتعمل أيه هتوافق ولا أيه؟
رد عمار:لأ طبعاً أنا قولتلك،سبب رفضى،أنا متأكد لو اتقدم ل غدير،واحد تانى غيرى مناسب لها هى هتوافق،وترحب بيه كمان،غدير،بتتضايق كتير،من تلميحات مرات عمى،انا لاحظت كده.
تحدث يوسف:طب وهتفضل من غير جواز لحد ما يتقدم لغدير،شخص مناسب بالنسبه لها،الله أعلم  هيتقدم أمتى.
رد عمار:أدعى من قلبك يتقدم لها الشخص ده قريب،وبعدها،ربنا يحل أمر جوازى،بغيرها.
تبسم يوسف بمكر:هو فى غيرها،ولا أيه؟
ضحك عمار:لأ مفيش غيرها،أنت صديقى الوحيد،وكمان مخزن أسرارى كنت هخبى عليك،لو فى،وتفتكر،لو فى واحده،تانيه فى حياتى كان هيهمنى،كان زمانى أتجوزتها.
بقولك أيه سيبك من حكاية الجواز،بقولك حماتى عامله أيه بقالى مده مشفتهاش،وخديجه كانت قالتلى أنها عيانه.
رد يوسف:فعلاً كانت تعبت شويه،والدكتور طلب شوية تحاليل،وفحوصات،والحمد لله،نتيجة الفحوصات كويسه،هو بس الصغط،والكوليسترول عاوزين تظبيط،والدكتور كتب لها على أدويه،وكمان حميه غذائيه،وأسماء،عامله عليها حصار،فى الأكل،وساعات بتعمل زى الأطفال،بس بترجع تانى.
تبسم عمار قائلاً:الوقت لسه بدرى،هوصلك لحد البيت،وأشوفها.
تبسم يوسف قائلاً: دى هتفرح قوى،كام مره سألتنى عليك،قولت لها أنك فى أرض الفيوم بتابع أستصلاحها.
رد عمار:أه والله أرض الفيوم دى،مشاكلها مش بتخلص،بس خلاص بدأت تنتج،وجايلى فيها،عرض بيع،وهشوف لو لقيته مربح ليا هبيعها،وأخلص من مشاكلها.
تبسم يوسف قائلاً:مكنش ده كلامك فى أول ما أشتريت حتة الأرض دى،كنت بتقول هتعمل عليها مزرعه،ومش هتبعها،وهتحتفظ بها،ولما بدأت خلاص تنتج،هتبيعها.
رد عمار:هى والله مش عاوز أبيعها،بس الجار،الى جنب الأرض دى،راجل مشاكله مع الحكومه كتير،وتقريباً كان زارع في أرضه خشخاش،والحكومه مركزه معاه،وكل ويوم والتانى،ألاقى علي أرضى تفتيش من الحكومه،وعرضت على جارى أشترى أرضه،رفض،وهو مصاحب،مطاريد من الجبل،وعامل مزرعته،زى وكر لهم،دا غير أن المطاريد دول أوقات بينزلوا أرضى،ويسرقوا من الخضار،والفاكهه الى فيها.
تحدث يوسف:طب ما تبلغ الحكومه بأفعاله،وأطلب منها حماية أرضك منه.
رد عمار:تفتكر معملتش كده،بس أنت عارف الحكومه مش بتحمى حد،أنا أقدر أخلص منهم،وأجيب أكتر من غفير،وأطلع لهم أسلحه مُرخصه،والى يقرب،يقتلوه،بس دول بقولك مطاريد وهاربين من أحكام عليهم،ومستبيعين،والدم عندهم زى الميه،وأخاف على أهلى منهم،فأنا هشوف الزبون الى جايلى فيها،لو قدم سعر مُربح ليا،حلال عليه.
رد يوسف:ربنا يقدملك الخير،خلاص،وصلنا، قدام البيت،يلا أنزل،دى أمى هتفرح قوى لما تشوفك،دى بتحبك زيي تمام.
تبسم عماروهو ينزل من السياره قائلاً:  وهى معزتها كبيره عندى،كفاية جابتلى صديق زيك،بقدر أحكى له أسرارى وأنا مطمن،بس أوعى أسماء،فى لحظة صفا معاه،تقر لها على أسرارى.
سار  يوسف الى جواره وضحك قائلاً:لأ متخافش أخوك حاويط،قال يوسف هذا،وزفر أنفاسه.
تحدث عمار:شكلك واقع مع أسماء،أيه الى حصل،موضوع الخلفه برضوا.
رد يوسف:أيوا هو،أسماء حاطه الموضوع فى رأسها،بطريقه رهيبه،يعنى الدكتوره من آخر مره أجهضت،قالت لها،تاخد وسيلة منع حمل لفتره،تريح الرحم،من تكرار الأجهاض،فى البدايه كانت رافضه،وقدرت أنا وخديجه،وماما،نقنعها أن الموضوع مش هياخد وقت طويل،فترة كم شهر مش أكتر،وبعدها،يمكن ربنا يكرمها،وتحمل وربنا يكملها على خير.
رد عمار بتمنى:يارب،يا يوسف،نفسى أشوفك أنت وأسماء عندكم ولاد كتير.
تبسم يوسف:وأنت كمان منفسكش يكون عندك ولاد،عالعموم،ربنا يرزقنا أحنا الأتنين الذريه،وتكون صالحه،يلا أنا فتحت الباب  أدخل.
دخل عمار الى المنزل،وخلفه يوسف الذى نادى على والداته
فخرجت من أحدى الغرف،حين رأت عمار،تبسمت بفرحه قائله:
عمار،حبيبى،بقالى مده مشوفتكش،وسألت عنك خديجه،وكمان يوسف،يخونك العيش والملح،كل دى غيبه تغيبها عنى،بقالى أكتر من شهرين مشوفتكش،متنساش أنى حماتك وأقدر ألعب فى دماغ بنتى أقلبها عليك. 
ضحك عمار،وأنحنى على يدها مُقبلاً يقول:والله كنت مشغول جداً،وخديجه ويوسف عارفين وقالولى،والنهارده،أنا جايلك مخصوص،وبعدين،خديجه مفيش أطيب منها،أنا متربى هنا معاها هى،ويوسف،من صغرنا،وهاقولك على سر،أنا جعان جداً،طول اليوم أنا ويوسف مأكلناش،حتى سندوتشات فى الطريق،سافرنا للقاهره صد رد.
تبسمت والدة يوسف قائله:دقايق هرن على أسماء جرس الشقه تنزل  ونحضرلكم الأكل بسرعه،والنبى،دى لسه طالعه.
تبسم عمار لها قائلاً:على ما تحضروا الأكل هقعد أنا ويوسف فى مكتبه،نتناقش شوية.
تبسمت له 
بينما دخل عمار ويوسف الى غرفه بشقة،والداته
جلس عمار على أحد المقاعد،وأخرج،علبة السجائر،وأشعل واحده.
نظر له يوسف قائلاً:هات سيجاره.
نظر له عمار بأستغراب،أنت مش قولت بطلت شرب سجاير،أيه رجعت تانى لها ولا أيه؟
رد يوسف:لأ مرجعتش لها،بس أنت أغرتنى،أنا بطلتها أساساً،بالأجبار،بسبب بنت عمك،كانت كل ما تشوف فى ايدى سيجاره تزعل منى،وتقولى الفلوس الى بتصرفها عالسجاير أحنا اولى بيها،وكمان صحتك.
رد عمار:والله كلامها صح،بس تقول أيه السجاير،دى لعنه،نفسى أبطلها مش عارف،بس مش خايف أسماء تشم ريحتك وتعرف أنك شربت سجاير من تانى؟
ضحك يوسف قائلاً:ما أنا هكدب عليها وأقولها مشربتش وانك أنت السبب فى ريحة السجاير،الى على هدومى ،وهى هتصدقنى،طبعاً.
ضحك عمار قائلاً:والله أسماء بنت عمى،غلبانه،معرفش ليه ماخدتش من صفات مرات عمى فريال،كانت سيطرت عليك زى مرات عمى ما هى الى مسيطره على عمى كده.
..........ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل.  
على صوت آذان العشاء
نهض عمار من على طاولة الطعام،قائلاً:الحمد لله،تسلم أيدك،يا حماتى،أنتى وأسماء،أنا ويوسف نسفنا الأكل من حلاوته.
أبتسمت أسماء له قائله:صحه،وهنا،أعملك شاى،ولا أجيبلك عصير.
رد عمار:لأ تسلم أيدك،العشا بتأذن،يادوب ألحق أنا ويوسف نروح الجامع نلحق صلاة الجماعه وبعدها أروح أنام.
تبسمت أسماء قائله:حرماً مقدماً،وأبقى سلملى،على بابا وماما ومرات عمى،وخديجه،وكل الى هناك.
ابتسم عمار،قائلاً: الله يسلمك،يلا سلاموا،عليكم.
تبسمت والدة يوسف قائله:وعليكم السلام،متغبش عنى تانى.
تبسم عمار:مش هغيب بس أنتى افتكرينى،فى دعائك،بالخير.
تبسمت له قائله:بدعيلك أنت ويوسف فى كل صلاه،ربنا يرزقكم من وسع ويوفقكم،يااارب.
أمن يوسف وعمار،على دعائها،وخرج الأثنان.
....
بينما فى منزل جدة سهر
حين سمعت سهر صوت الأذان،أنتفضت واقفه،تقول:العشا أذنت،ماما قايلالي،قبل صلاة العشا تكونى راجعه،يلا يا مياده ،همشى أنا و مياده بقى يا تيتا.
تبسمت جدتها،وقبل أن ترد تحدثت مياده قائله:أنا لسه مشربتش النسكافيه بتاعى،مش هتجى من خمس دقايق تأخير،أكيد مرات عمى مش هتزعقلك عليهم.
ردت جدة سهر:كلام مياده صح يا سهر مش هتيجى من خمس دقايق،وأنا هتصل على نوال،وكمان تعالى معايا عاوزاكى فى المطبخ.
ذهبت سهر،مع جدتها الى المطبخ،وتركت مياده وحدها.
تحدثت جدة سهر وهى تعطى لها بعض المال قائله: أنا قبضت النهارده،خدى،مصروفك بتاع كل شهر منى أهو.
تبسمت سهر وهى تاخذهم ثم حضنت جدتها قائله:والله أنا بنت حلال،وربنا هيسترنى،أنا مصروفى كله خلص تقريباً،والابتوب كمان ضرب،أهو ربنا،رزقنى بمصروف،عقبال ما يرزقنى بحق تصليح الآبتوب.
تبسمت لها جدتها قائله:ربنا يسترك،وميحوجك لحد،ويسعدك يارب،يلا أطلعى لبنت عمك زمانها شربت النسكافيه.
ردت سهر:يارب أطلع القاها شرقت من النسكافيه وماتت.
ضحكت جدتها قائله:صحيح انا مش بحب البت دى،ولا أمها،بس حرام عليك،خليها تموت فى مكان تانى غير بيتى.
ضحكت سهر،وهى تخرج خلف جدتها،وعادوا،الى مياده التى مازالت ترتشف النسكافيه بتأنى ،
تحدثت سهر قائله:يلا بينا يا مياده،العشا خلاص،فى اخر ركعه،وهيسلموا،خلينا نرجع قبل الرجاله ما تطلع من الجامع الى على أول الشارع.
نهضت ميادة بتأفف قائله:يلا،شكراً يا تيتا على النسكافيه،والبسكويت كان طعمه حلو،قوى سهر قالتلى أنك أنتى الى عملاه.
تبسمت جدة سهر لها قائله:أستنى يا حبيبتي هجيبلك شويه،خديهم معاكى.
نظرت لها سهر بضيق،ولم تتحدث الى أن عادت جدتها بعلبه صغيره،وأعطتها ل مياده.
تحدثت سهر قائله:يلا بينا بقى،خلاص كده،ولا لسه عاوزه حاجه تانيه؟
ردت  مياده ببرود:لأ مش عاوزه حاجه،شكراً يا تيتا
قالت مياده هذا،وقبلت جدة سهر،خرجت،ثم قبلت سهر،يد جدتها،ثم قبلت  خديها، وغادرت خلف مياده.
سارتا الأثنتان،كانت سهر تسير سريعاً،بينما مياده تسير على مهلها،نظرت لها سهر قائله:خفى رجلك شويك،أنتى ماشيه،زى السلحفه كده ليه؟
ردت مياده:أمشى أنتى بالراحه شويه،الوقت مطارش،يا دوب لسه أهم طالعين من صلاة العشا.
تحدثت سهر بضيق:قصدك حتى المُصلين روحوا،خفى رجلك شويه.
سارت مياده تحاول مُجراة سير سهر السريع لكن 
كانت هناك سياره جوار الجامع،كادت أن تخبط مياده،لولا شد سهر لها،لتبتعد عن السياره،وتتبدل أماكنهم لتصبح سهر هى من جوار باب السياره.
لاحظ عمار ذالك 
هو بهذا الوقت كان أنشغل بأشعال السيجاره،وأوقف السياره فجأه،حين كاد أن يخبط تلك الفتاه،
ظن أن من تسير جوارها هى من حاولت دفعها،وثم جذبتها للناحيه الاخرى،لتكون هى أمامه تلفت نظره،
بينما ما حدث عكس ذالك 
حين تحدثت سهر،لمياده بضيق قائله:أنتى أتجننتى،ماشيه كده،ومش شايفه العربيه جايه،بدل ما تميلى بجنب،ماشيه مقابلها،أفرضى كان الى سايقها خبطك غصب عنه،أو أنا مكنتش شديتك بعيد عن العربيه.
ردت مياده بتمنى: ياريتك ما بعدتينى عن العربيه،ياريته كان خبطنى،أنتى متعرفيش ده مين؟
ردت سهر بذهول من قول مياده،لأ معرفش،ومش عاوزه أعرف هو مين،وخفى،رجلك شويه فى المشى،أنا أتأخرت،وماما هتزعقلى،وكل ده بسببك.
ردت مياده:بقى متعرفيش من الى سايق العربيه،ده عمار زايد،وبعدين إحنا متأخرناش،يادوب أهم طالعين قدامنا من العشا.
بعد قليل،وصلتا،سهر،ومياده الى المنزل
تحدثت مياده قائله:هطلع علبه البسكويت وأنزلك نكمل رغى شويه.
ردت سهر:لأ متنزليش،أنا حاسه إنى بردانه،وشكلى داخله على دور،برد هدخل أنام حتى من غير ما أتعشى،تصبحي على خير.
قالت سهر هذا،وفتحت الشقه،ودخلت وأغلقت الباب خلفها قبل صعود مياده الى شقتة والداها.
رغم ضيق مياده من أغلاق سهر باب الشقه بوجهها لكن صرفت عن رأسها،وتبسمت وهى تتذكر،قبل دقائق حين توقف عمار،بالسياره،تتمنى أن تكون لفتت نظرهُ.
بينما دخلت سهر الى الشقه،وجدت نوال تنظر،لها بشر قائله:مش قايله قبل العشا متأذن تكونى هنا.
ردت سهر:والله ما انا السبب كله من الغلسه الى أسمها مياده،جت معايا عند تيتا،وكل ما أقول لها نقوم تتحجج، وأسالى تيتا،أنا مكنتش عاوزها تجى معايا من البدايه،بس هى زى الازقه،وجت معايا غصب.
ردت نوال،:طيب أدخلى أقلعى الٕايسدال ده وتعالى ساعدينى نحضر العشا،زمان بابا،وعلاء جاين،وشوفى تيتا آمنه كده خلصت صلاه ولا لسه،الأول.
أمائت سهر برأسها دون كلام،وذهبت الى غرفة جدتها،تبسمت وهى ترى جدتها،أنهت الصلاه،ثم رفعت يديها تدعو الله بالصحه والستر،لأبنيها،وأبنائهم 
فقالت سهربمزح:والنبى،يا تيتا أدعيلى،يحنن قلب نوال عليا،وكمان أنجح.
تبسمت لها آمنه قائله:بدعيلك،بالستر،والنجاح،وكمان يرزقك أبن الحلال،وبعدين هى نوال قاسيه،دى مفيش فى حنيتها.
تبسمت سهر قائله بهمس :هى حنينه مع الكل الى معايا،بتعاملنى معاملة مرات الأب.
ضحكت آمنه قائله: طب بتوطى صوتك ليه؟
ردت سهر قائله:خايفه تسمعنى،وتنادى عليا،تقولى تعالى معايا حطى العشا،وتشغلنى تحت أيديها،هى تغرف الأكل وأنا أرصه عالسفره،أنما،كده هتحجج بيكى،وأقول انى أستنيتك لحد ما تختمى الصلاه،علشان أقولك العشا جاهز.
ضحكت آمنه قائله:أنا مشوفتش بنت مش بتحب شغل البيت،أمال أما تتجوزى هتعملى أيه مع جوزك،مين الى هيحضرله أكله،وينضف المكان؟
ردت سهر بتسرع:أمه هى الى هتعمل كده،أو يجيبلى فلبنيه،وبعدين  أنا مش بفكر فى الجواز،قبل ما اتخرج وأشتغل كمان.
فى أثناء حديثهن نادت نوال،قائله:
يلا يا ماما تعالى انا حطيت العشا عالسفره،تعالى لوحدك،والى معاكى دى متجيش معملتش حسابها فى الأكل.
ضحكت سهر قائله:شوفتى مش بقولك معاملة مرات الأب أهى مستخسره فيا العشا.
ضحكت آمنه وهى تحاول النهوض من على سجادة الصلاه،قائله:تعالى هى بتهزر.
مدت سهر يدها،وساعدت جدتها على النهوض،وسندتها،الى أن وصلا الى السفره،وأجلستها مكانها،ثم جلست هى الأخرى،جوار والداها،تهمس معه بالحديث،الى أن أتت نوال ببعض الاطباق،ونظرت لها قائله:أنا معملتش حسابك فى الأكل.
نظرت لوالدها بتمثيل قائله:شايف يا بابا معاملة ماما ليا،أهى قدامك.
ضحك والداها قائلاً:متزعليش هأكلى من طبقى.
فرحت سهر ونظرت الى والداتها قائله: أنا بحبك قوى يا بابا،يارب يخليك ليا،دايماً وتُجبر بخاطرى.
..........
بنفس الوقت وبنفس المنزل،لكن بالشقه التى بالدور الثانى.
قبل قليل
جلس وائل جوار والداته هيام قائلاً:هو بابا فين؟
ردت عليه قائله:
بابا بيصلى هو وعمك فى الجامع وزمانهم على وصول،بتسأل ليه؟
رد: طب فين مياده،مش باينه؟
ردت عليه:قالتلى من شويه نازله تقعد شويه مع سهر،بتسأل ليه؟
رد وائل:فى موضوع عاوز أكلمك فيه،ومش عارف،رد بابا عليه هيكون أيه؟
قالت  هيام:وأيه هو الموضوع ده،أتكلم؟
رد وائل:أنا ناويت أخطب.
ردت هيام:وطبعاً هتخطب الست سهر.
رد وائل:لأ مش سهر،أنا عاوز أخطب واحده تانيه،سهر،بالنسبه ليا،زى أخواتى البنات،كلام جدتى الفارغ ده،أنا مش مسؤل عنه.
تبسمت هيام قائله:بجد طب مين الى عاوز تخطبها،دى؟
رد وائل:غدير،بنت سليمان زايد.
نظرت له هيام،بتعجب قائله:مين،ودى هترضى بيك،على أيه،أنت متعرفش هى بنت مين؟
رد وائل:لأ هترضى بيا،بصراحه كده أنا وهى بنحب بعض من كذا سنه،وأنا خلاص الحمد لله،شقتى خلصت تشطيب،وكمان هقبض جمعيه كبيره،هجيب بها عفش الشقه،وهيفيض معايا مبلغ،أعمل بيه الفرح،فى أى قاعه محترمه،كل الى عاوزه منك أنك تقنعى بابا،بجوازى من غدير،وكمان تروحى تطلبيها من أهلها .
تبسمت هيام بأنشراح قائله:  طالما واثق من البنت كده يبقى ده يوم المُنى،وده النسب الى يشرف،بس سيبنى يومين تلاته كده،أقنع فى أبوك،وكمان،أقول لجدتك تجى معايا،دار زايد.
تبسم لها وائل بترحيب.
غافلين عن تلك التى دخلت ولم يشعروا بها وتسمعت على حديثهم،وبدات برسم أوهام برأسها،أن هذه قد تكون أشاره لها،التقرب من عائلة زايد.
............................ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.
بعد يومين
عصراً
كان الجو مُمطراً بشده
كان عمار يسير،ذاهباً الى منزل صديقه،يوسف،وكان يسير،تحت شرُفات المنازل 
بنفس الوقت 
كانت سهر تسير،بالطريق عائده من جامعتها،ذاهبه الى منزلها،كانت تسير أسفل شُرفات المنازل أيضاً،لتتجنب المطر،لكن أثناء سيرها،أسفل الشُرفات،رفعت بصرها،تفاجئت بمن أمامها،حاولت التجنب،له ليُعدى،لكن كادت قدمها أن تنزلق،لولا أن أمسك عمار،يدها،قبل أن تنزلق.
سُرعان ما أعتدلت بوقفتها،وسحبت يدها من يدهُ قائله:أنا أسفه،شكراً،كان هذا فقط ما تحدثت به،ولم تقف وسارت تُكمل طريقها مره أخرى،حتى أنها لم تنظر لوجهه،بينما هو وقف ينظر بأثرها الى أن أختفت،بين الشوارع،وقال،شكلك بت مش سهله مره كنتى هترمى صاحبتك قدام عربيتى،والمره دى،عملتى نفسك كنتى هتقعى قدامى،بس للصراحه،أنتى حلوه
،بس للأسف مش عارف،أنتى بنت مين؟  
.........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً،كانت آمنه
نائمه تحلُم 
سهر تسير،تحت الأمطار الغزيره،أقدامها حافيه،فى ليله شتاء حالكة السواد 
تسير الى الأمام،وكلما أقتربت من النور،تعتم الظلام أكثر،الى أن وقفت بمنتصف طريق 
على كل جانب،كان يقف رجُلاً،
على يمينها كان يقف وائل،لكن ينظر لها بأستياء،حتى أنه أدار لها وجهه،وعلى يسارها،رجُل آخر،يقف بالظلام،حتى أنه يرتدى الأسود لم تستطيع رؤية ملامحه،بسبب الظلام،لكن فجأه أقترب من سهر،وشدها بعُنف من يدهاُ،لتسير خلفه،لكن سهر،قاومته،وكانت تمد يدها الأخرى،ل وائل لكى ينقذها من ذالك الرجُل،لكنه تركها،وذهب بعيداً،وهو يبتسم،بينما هى سارت مع الأخر تصرخ صرخات مكتومه.
صحوت آمنه فزعه،بسبب ذالك الحلم،حاولت النهوض من على فراشها،ولكبر سنها،كانت بطيئه،حركتها،لكن نهضت،وخرجت من غرفتها،وذهبت الى غرفة سهر،وفتحتها بهدوء،وأشعلت ضوء خافت،أقتربت من الفراش،ونظرت الى تلك صاحبة الوجه الملائكى تأملت بسمتها وهى نائمه،وتنهدت،قائله لنفسها: خايفه بسمتك دى تختفى، أناحاسه أن فى حاجه هتحصل هتدفعى أنتى تمنها، هيام وأبنها،مش بيهمهم غير مصلحتهم،خايفه عليكى يا بنت أبنى الصغير، والحنون.  

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

صباح اليوم
بمنزل سهر،بالدور الثانى،بشقة عمها.
دخل عبد الحميد الى غرفة النوم،وهو ينشف،وجهه،وشعره بمنشفه صغيره،
نهضت هيام التى كانت جالسه تنتظره،وتحدثت قائله:
عبدو،فى موضوع كده،كان وائل كلمنى فيه من يومين،وكنت عاوزه أقولك عليه،بس لازم تعرف أن الى يهمنى،سعادة أبننا قبل أى شئ تانى.
رد عبد الحميد:خير،أيه لازمتها المقدمه الطويله دى،أدخلى فى الموضوع مباشر.
ردت هيام:بصراحه كده،وائل عاوز يخطب.
أبتسم عبد الحميد قائلاً:طب وماله،ولازمتها أيه بقى المقدمه الى قولتيها،وائل عروسته موجوده،جمال،أدب،وأخلاق،مش هنلاقى،أحلى من،،،سهر.
ردت هيام بتأفف:سهر مين،الى بتقول عليها،وائل عاوز واحده تانيه،ومن الآخر كده بيحبها،أنما سهر،زى أخته،كلام حماتى،أن وائل ل سهر،ده كلام قديم،معدش النهارده شاب أهله الى بيختاروا له عروسته،وهو خلاص أختار له عروسه،حسب أيه ونسب أيه،أدعى أنها تكون من نصيبه.
تفاجئ عبد الحميد قائلاً:ومين دى كمان الى أختارها أبنك،وأحسن من سهر بنت أخويا فى أيه؟
ردت هيام:هى من جهة أحسن من سهر،فهى أحسن فى كل حاجه،دى مفيش مقارنه بينها،وبين سهر،عارف 
سليمان زايد عنده،بنت أسمها غدير،هى دى الى أختارها،وائل.
تبسم عبد الحميد بسخريه يقول:بتقولى بنت مين،سليمان زايد،ودى بقى الى هتوافق على أبنك،هو ميعرفش هى بنت مين،ولا مسطول،وأنتى طاوعتيه؟
ردت هيام:لأ أبنى مش مسطول،هو واثق،أنهم هيوافقوا،هو مطمن ومالى أيده،من البنت،هو أكدلى كده،وبعدين ماله أبنك أنت مستقل منه،وناسى انه خريج،هندسه،يعنى بشمهندس.
ضحك عبدالحميد بسخريه يقول:فى زمانا ده بيقولى،لسمكرى العربيات الجاهل،يا بشمهندس،وبعدين أبنك خريج الهندسه،بيشتغل أيه ما فى شركة صيانه،ولو مش عمه منير،هو الى كلم واحد صاحبه،وأتوسط ل وائل كان زمانه عاطل عن الشغل،زى بقية زملاؤه،أنصحى أبنك،يبص على قده،سليمان زايد  هيرضى بيه على أيه،عالشقه الى فى الدور التالت،الشقه دى بالنسبه لهم بس مدخل البيت الى هما عايشين فيه،بلاش تكسفى نفسك.
ردت هيام:أنت كده دايماً،تقطمنى،أحنا مش هنخسر حاجه،ويمكن تكون البنت نصيبه،ويعنى هو سليمان زايد،كانوا فى الغنى ده من أمتى،السبب فى غناهم ده،أبن أخوه،عمار،الى جازف،وباع كم قيراط أرض زراعيه هنا قريبه فى المنصوره ،وأشترى أرض،فى منطقه صحراويه،ميجيش بنص تمن الأرض الى باعها،وأستصلح الأرض بالنص التانى،وربنا فتحها عليهم،بعدها، بقوا بيتاجروا،فى الأراضى،غير الكم مزرعه الى بقت عندهم،وكمان ما بنت سليمان الكبيره،متجوزه،محامى على قده،وعايشه معاه فى بيت أمه،الى واخد أوضه من شقة أمه عاملها مكتب، أنتى بس أنوى الخير، وانا إحساسى، أنهم هيوافقوا، أنا عارفه أنك كان نفسك فى سهر، بس أبنك مش رايدها، يمكن كده أحسن لهم الأتنين، وربنا يرزق سهر بواحد غير إبنى، وبصراحه كده، أنا مش مياله ل سهر، دى دلوعه، ومبتعرفش تعمل حاجه من شغل البيت. 
رد عبد الحميد: والله براحتك أنتى  وأبنك، بس أفتكرى أنى حذرتك، خلينا ألبس علشان ألحق أروح شُغلى. 
أبتسمت هيام  قائله: لبسك عالسرير أهو، بعد  شويه، أبقى أنزل لحماتى أقولها علشان تجى معايا، عند بيت زايد، لازم تكون معايا قدام النسوان هناك. 
رد  عبد الحميد: أمى أكيد هتزعل، لما تعرف، دى أمنية حياتها، تشوف وائل بتجوز سهر، بس كل شئ نصيب، ربنا يسهل للجميع نصيبه. 
......... ــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زايد 
بشقة خديجه. 
خرج عمار، من الغرفه الخاصه، به وجد خديجه، تجلس جوار أبنها، أحمد بالصاله،تذاكر له 
تبسم  لهم قائلاً: صباح الخير، أيه، البطل عنده أمتحان، النهارده ولا أيه؟ 
ردت خديجه عليه الصباح، ثم قالت: أه النهارده أول يوم فى أمتحانات نص السنه، وبراجعله،قبل ما يروح الأمتحان،بس أياكش يركز فى الأمتحان،عقله كله فى اللعب،وبس.
تبسم عمار،ووضع يدهُ على كتف،أحمد قائلاً:
أيه يا بطل،ركز شويه،واللعب مش هيطير،وليك عندى مفاجأه لو جبت درجات حلوه فى أمتحانات نص السنه.
فرح أحمد كثيراً:بجد يا عمار،قولى أيه هى المفاجأة.
تبسم عمار،وقبل أن يرد،تحدثت  خديجه،بتعنيف قائله:قولتلك قبل كده بلاش تقوله،يا عمار،قوله يا أبيه عمار،هو أكبر منك،ولازم تحترمه.
تبسم عمار قائلاً:سبيه يا خديجه يقول الى هو عاوزه،  أنا وأحمد أصدقاء،صح يا بطل،يلا خلص مذاكره مش هعطلك، هنزل أفطر مع العيله تحت، ومره تانيه ركز، علشان المفاجأه  ها. 
أماء أحمد له رأسه بتصميم، بينما قالت خديجه: عمار كنت عاوزه أتكلم معاك فى موضوع كده. 
رد  عمار: خير، قولى لى أيه هو الموضوع ده.؟ 
ردت خديجه: لأ الموضوع  مش هينفع عالواقف كده، لازم نكون قاعدين مع بعض، ونتكلم على رواق وبتفاهم. 
رد عمار: تمام لما أرجع بالليل نتكلم على رواقه ، يلا سلام، أشوفك المسا. 
......... 
بشقة، سليمان. 
ردت غدير  على الهاتف ، قائله: يعنى،مامتك هتيجى النهارده علشان تطلب أيدى.
رد وائل ببسمه:أيوا،هى قالتلى كلمت بابا،ومعترضش،زى ما كانت متوقعه،وبعد شويه هتنزل تكلم جدتى،آمنه،وعلى بعد الضهر كده،هتيجى عندكم،أنا كلمتك علشان بقالك يومين،بتردى عليا،بضيق،ومفكره أنى،خايف أتقدملك،وعندك شك أنى بحبك.
ردت غدير:وائل،أنا لو عندى شك فيك،مكنتش قولتلك أتقدملى،وبعدين،دلوقتي أدعى،أن ماما بابا،وعمى، يوافقوا عليك،لأنى خايفه من رد فعل ماما قوى.
تحدث وائل بربكه قائلاً:قصدك أنهم ممكن يرفضونى.
ردت غدير:معرفش،أنا عارفه،ماما نفسها أنى أتجوز من عمار أبن عمى،وبصراحه،أنا مش عاوزاه،وكمان أنا مش فى دماغه.
ردوائل:يعنى لو كنتى فى دماغه،وأتقدملك كنتى هتوافقى عليه؟
رد غدير سريعاً:طبعاً لأ،عمار،شخصيه قويه أكتر من الازم،وصعب التفاهم معاه،أنا معرفش خديجه عايشه معاه ومستحمله،شخصيته دى أزاى،وكمان أنت عارف حقيقة مشاعرى ناحيتك 
أبتسم وائل قائلاً:وكمان تأكدي من مشاعرى أتجاهك،يا غدير،أنا بحبك،ومهمنيش غيرك،ومش عاوزك تفقدى الثقه فى حبى ليكى.
..........ــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل صلاة الظهر بقليل.
بمنزل سهر 
لم يكن أحد موجود بالمنزل كله سوى 
هيام،وآمنه،التى 
كانت تجلس على فراشها،تسبح،تنتظر أذان صلاة الظهر، حين سمعت جرس الشقه، نضهت من على الفراش، ذهبت تفتح الباب.
تبسمت بتلقائيه،وهى ترى أمامها هيام،ثم قالت:تعالى،أدخلى يا هيام،أنا كنت لسه هنادى عليكى،عاوزكى فى موضوع مهم.
دخلت هيام الى الشقه،وأغلقت خلفها الباب قائله:أما أقفل الباب الجو النهارده برد قوى،وشكلها كده،ناويه تمطر،يلا الشتا خير،أنا كمان كنت عاوزه أقولك،على خبر،هيفرحك.
بعد ثوانى،جلستا الأثنان بغرفة المعيشه،تحدثت هيام:قولى لى بقى الموضوع المهم،الى كنتى هتنادينى علشانه؟
ردت آمنه:لأ قوليلى أنتى الخير الى هيفرحنى،وبعدها أقولك عالموضوع الى عندى.
أبتسمت هيام قائله:وائل ناوى خلاص يُخطب.
للحظات أنشرح قلب آمنه وأبتسمت،لكن لم يدوم ذالك،حين قالت هيام:
أنتى عارفه شباب اليومين دول،محدش بيختار،لهم عرايسهم،هما الى بيختاروا لنفسهم،والله هو الى أختار عروسته،وأنا مقدرش أقوله لأ دى حياته،هو،وعروسته،بنت ناس محترمين ولهم سمعتهم فى البلد،توقفت هيام للحظه،ثم أكملت برياء:أنا كان نفسى تكون سهر هى الى من قسمته،وحتى حاولت معاه،بس هو قالى،دى الى قلبه أختارها،وبعدين سهر،،،،
قاطعتها آمنه،بعد أن فهمت أنها تقصد أخرى غير سهر،وقالت:
هو الى خسران سهر،مفيش منها،وربنا هيرزقها،بالأحسن منه،بس هى مين الى هو أختارها،من هنا من البلد.
ردت هيام برياء:طبعاً،هو الخسران هى سهر كانت تتفات،بس نقول أيه النصيب،وأه العروسه هنا من البلد،تبقى بنت سليمان،زايد.
نظرت آمنه لها بأندهاش قائله:سليمان زايد،وده هيرضى بأبنك،على أيه؟
تضايقت هيام قائله:وميرضاش ليه ابنى معاه شهاده عاليه،ومهندس،عيلة زايد دى كلها مفيهاش مهندس،حتى عمار،نفسه يادوب معاه دبلوم تجاره،ولا علشان الفلوس،الفلوس مش كل حاجه،عالعموم،أنا كنت جايه أقولك علشان تجى معايا،بعد صلاة الضهر،نروح لهم ونشوف،ردهم،الى أنا واثقه أنهم ما هيصدقوا،هتشوفى يا حماتى.
ردت آمنه:وماله هصلى الضهر،و هاجى معاكى،وأتمنى،ميكسفوناش.
ردت هيام:لأ أطمنى هطلع أنا أغير هدومى دى وألبس على ما تصلى،وبعدها نروح.
قالت هيام هءا ونهضت تاركه،آمنه،لا تعرف سبب،خفقان قلبها،على سهر،لكن سمعت آذان الظهر الى أن أنتهى،فقامت تؤدى الصلاه، وترفع يديها، بالدعاء، بالخير، لأبنائها، وأحفادها. 
............ ـــــــــــــــــــــ
بعد وقت 
بمنزل زايد
دخلن كل من آمنه، وهيام من تلك البوابه الكبيره،وساروا عبرذالك الفناء الكبير، المؤدى الى باب المنزل الداخلى، 
تبسمت هيام بأطمئنان حين رفعت وجهها،ورأت تلك الواقفه بأحد شُرفات المنزل الضخم والفخم،فيبدوا،أن حديث،ولدها صحيح،وأنه واثق من قبول،تلك الفتاه به
أثناء سيرهن 
كان هنالك بضع درجات لسُلم قبل الباب، صعدت هيام،وتركت آمنه 
، لكن تحدثت آمنه: 
أمسكى أيدى يا هيام   على ما أطلع السلم،
نزلت هيام بتأفف،فى نفسها،ولكن قبل أن تُمسك بيد آمنه،كانت يد أخرى تُمسك يدها،قائلاً:هاتى أيدك يا حجه.
نظرت آمنه لتلك اليد التى أمسكت يدها ثم نظرت الى وجه صاحبها،لا تعرف،سبب ذالك الأحساس التى شعرت به،أحاسيس متضاربه،بين ود ونفور،تمعنت بوجهه،ربما رأته كثيراً قبل ذالك،لكن لأول مره تتأمله،هو صاحب ملامح صارمه،للحظه تبسمت له قائله:شكراً كتر خيرك يا أبنى.
فى ذالك الحين نظرت هيام له دون حديث،وأمسكت يد آمنه الأخرى،الى أن صعدا،درجات السلم،ووقفن أمام الباب.
ترك يدها وفتح باب المنزل قائلاً: أتفضلى،يا حجه قال هذا وأدخلهن الى غرفة الضيوف ثم عاود حديثه قائلاً:،عاوزين مين؟
ردت هيام:أحنا جاين للحجه فريال عاوزنها فى طلب خاص،رغم أن هيام تعلم من هو لكن أستغرقت عليه قائله:بس أنت مين؟
رد عليها قائلاً:أنا عمار زايد،أتفضلوا،أرتاحوا هنادى لمرات عمى،عن أذنكم.
خرج عمار،وتركهن،يجلسن بالغرفة،تحدثت هيام بأنبهار، قائله: البيت من بره غير من جوه خالص، أنا كان نفسى أدخل البيت ده من زمان، وأهو، ربنا حققلى أمنيتى. 
نظرت لها آمنه بسخريه تقول: مش كل الى بيلمع بيبقى دهب، يا هيام، أستنى أما نشوف، مقابلة فريال، ونشوف كمان ردهم على طلبك، يمكن الى أنتى مبهوره بيه ده يكون هو سبب ويرفضوا أبنك. 
نظرت لها هيام بغضب قائله: ويرفضوه ليه، هتشوفى يا حماتى، مش بعيد تدينا الرد بالقبول، وكفايه  كلام بقى لأحسن فريال، ومعاها حكمت داخلين أهم. 
صمت الاثنتان، حين دخول حكمت وفريال
وقفت هيام، بينما آمنه، ظلت جالسه، وقالت بذوق: القومه لكم بس معليشى، سنى بقى. 
رحبت بهن حكمت قائله: نورتونا، أهلاً  وسهلاً، يا حاجه آمنه، أنا عارفاكى، من زمان كنتى صاحبة المرحومه أمى، ربنا يديكى الصحه.
ردت آمنه: تسلمى، يا بنتى. 
جلست الأربع نساء بعد الترحيب بينهم، 
نظرت هيام، لأمنه لتتحدث فقالت: 
أكيد مستغربين سبب مجيتنا النهارده، عندكم، بدون إذن، بس أحنا جاين فى طلب عندكم، أحنا سمعنا عن أدب، وأخلاق، بنتكم إسمها، إسمها؟ 
ردت هيام  سريعاً: غدير، معليشى حماتى نسيت الأسم، أحنا جاين نطلب  أيدها لابنى البشمهندس وائل. 
نظرت كل من حكمت وفريال لبعضهن، بتفاجؤ، صمتت حكمت 
بينما تحدثت فريال  قائله بعجرفه قليلاً: 
طلبك غالى عندى، بس بصراحه مفيش نصيب. 
أنصدمت هيام، وقبل أن تسأل عن السبب تحدثت حكمت: بصراحه، كنا نتمنى نسبكم، بس غدير فى حد تانى متكلم عليها، وخلاص هى وافقت عليه.  
تضايقت هيام  بشده، ونهضت واقفه  قائله: مبروك مفيش نصيب نستأذن أحنا، يلا حماتى، متشكرين على كرم الضيافه.
قالت هيام هذا،ومدت يدها ل آمنه،وأمسكت يدها،آمنه،التى،رغم فرحها برفض،طلبهن،لكن شعرت بالأحراج قليلاً.
...............................
بينما بمنزل سهر
دلفت نوال الى داخل الشقه،وبيدها بعض الأكياس،دخلت بها مباشرةً،الى المطبخ،أنصدمت مما رأته،به 
أطباق بها يقايا طعام،وأيضاً،بعض أوانى الطبخ غير مغطاه،وكذالك كاتل الشاى،بالكهرباء،وباب الثلاجه مفتوح،أغتاظت بشده،وعلمت من فعل هذا،لااابد أنها الحيوانه  سهر 
كما نادت عليها،لكن لم ترد،عليها مما ضايقها أكثر
تركت نوال المطبخ،وذهبت الئ غرفة سهر،وجدتها نائمه،كالملاك،أغتاظت أكتر،وقالت بعلو صوتها:
أصحى،يا حيوانه،أصحى،لأحط المخده على وشك أكتم نفسك وأرتاح منك.
صحوت سهر فزعه،تقول:ماما فى أيه،بتصحيني،بالطريقه دى ليه؟
ردت نوال بغيظ:وعاوزانى أصحكى ازاى،على صوت البيانو،ولا على زقزقة العصافير،أطلبى،وأتمنى،والخدامه الى جايبهالك باباكى تنفذ طلباتك.
شعرت سهر بسخرية والداتها فنزلت من على الفراش ،وقالت:فى أيه يا ماما،بتكلمينى كده ليه،أنا عملت أيه؟
أمسكت نوال،سهر من شعرها،بقوه قائله:قوليلى معملتيش أيه،الفوضى الى فى المطبخ دى مين سببها،وكاتل الشاى الى فى فيشة الكهربا، والميه نشفت منه وكمان شايفه الطقس مش مضمون وممكن الدنيا تمطر،مطلعتيش ليه تلمى الغسيل من عالبلكونه.
ردت سهر وهى تُسلك شعرها من يد نوال:أي،شعرى يا ماما هيتسلت فى أيدك،وبعدين،أنتى مقولتليش ألملك الغسيل،والمطبخ أنا لما جيت من المنصوره كنت جعانه،وجيت ملقتش تيتا،هنا فغرفت لنفسى،وأكلت،والكاتل،يمكن نسيت أحط فيه ميه،ودخلت لهنا،وسُهى عليا ونعست.
ردت نوال،بتكرار:سُهى عليكى،ونعستى،أفرض الكاتل فرقع،وولع فى البيت،قوليلى أمتى هتتعلمى،الى فى سنك فتحوا بيوت،وفى منهم بقوا أمهات،وأنتى لغاية دلوقتي معتمده على غيرك،أنا خلاص جبت أخرى منك،أقولك أنتى مش بنتى أنا لقياكى فى الشارع.
نظرت لها سهر،وقالت:أهو ده الكذب بعنيه بقى،أنا شبهك،أصلاً،لون عنيا بنى نفس لون عنيكى،وكمان شعرى بنى زى شعرك،بس أنتى،شعرك فى خُصلات بيضا،أنما أنا شعرى كله بنى محروق.
ردت نوال بضيق قائله:دا انا الى هحرقك،لو مغورتيش من وشى،الساعه دى.
نظرت لها سهر قائله:أنتى بتطردينى،لأ أنا كرامتى متسمحليش أسكت،أنا هسيبلك الشقه،وأبقى بقى لما بابا يسأل عنى قولى له،راحت فين،وعارفه هيجى يوم وتقولى لى أسف عالبعد الجارح،ويسامحك قلبى المجروح ما هو بيحب يسامح.
رغم ضيق نوال منها لكن أخفت بسمتها قائله:أنتى هتغنيلى،غورى من وشى،مش بتقولى هتسيبى الشقه،يلا بالسلامه.
نظرت سهر لها،دون حديث،وتوجهت الى دولاب ملابسها،ووضعت بعض الثياب،بحقيبه صغيره،ثم أخرجت أيسدال وارتدته،فوق منامتها،ونظرت لها قائله:أنا ماشيه أهو وأبقى بقى أتصرفى مع بابا وتيتا،لما يجوا،ويسألوا عنى،وأعملى حسابك،أنا مش راجعه هنا غير لما تجى بنفسك تصالحيني،مش هعمل زى كل مره وأجى لوحدى من عند تيتا يسريه.
أخفت نوال بسمتها، وقالت لها، نزلى قططك، الى على راسك الاول، والبسى الطرحه، وبراحتك، خالص، أنا  هرتاح منك. 
أنزلت سهر، شعرها، قائله: أنا عارفه ليه بتتغاظى من القطتين الى فى شعرى علشان انا شعرى مفيش فيه خصلات بيضا، زيك، أنا ماشيه. 
صمتت نوال
عادت سهر كلمتها: أنا ماشيه. 
مازالت نوال صامته تُخفى بسمتها. 
تضايقت سهر، وخرجت من الشقه. 
بينما أتصلت نوال على والداتها، بعد الترحيب بينهم، قالت لها: 
ماما، سهر غضبانه، وجايه لعندك. 
تبسمت  يسريه قائله: وغضبانه ليه المره  دى.؟ 
سردت لها نوال ما حدث قبل دقائق. 
ضحكت يسريه قائله: وعلشان كده سابت البيت ليه مصلحتهاش؟ 
ردت نوال: أنا زهقت يا ماما، دى مفيش حاجه  فى دماغها غير القاعده قدام الابتوب، والنوم، وبتذاكر بمزاجها، ومفيش شغلانه فى البيت بتعملها، أنا هصورلك شكل المطبخ، وابعتلك الصور، وأحكمى بنفسك. 
ضحكت  يسريه  قائله: طولى، بالك بكره تتعلم، أختك نشوى كانت كده، وأهى مع جوزها فى البحر الأحمر، بتشتغل هناك، غير، بقت ست بيت كمان، بس كويس أهى تجى تقعد معايا يومين تونسنى، مش هقولها أنك أتصلتى عليا. 
تبسمت  نوال قائله: مفيش وجه مقارنه بينها وبين  نشوى، على الأقل نشوى كانت بتحاول تتعلم دى مش فى دماغها حاجه،وزمنها فى السكه، هتفضل طول السكه، ساكته ولا فى دماغها، وتجى لحد قدام البيت عندك، وترسم دمعتين علشان تطيبى خاطرها، بكلمتين. 
ضحكت يسريه قائله:  علشان تعرفى سهر قلبها طيب، بس الدنيا بتمطر، يارب توصل قبل المطره تزيد. 
قالت نوال:أما توصل أبقى،رنى عليا يا ماما علشان أطمن عليها.
ردت يسريه:طيب بالسلامه 
أغلقت نوال الهاتف،تتنهد بزهق من أفعال سهر الغير مسؤله.
بينما سهر،بالطريق 
بدأت السماء تُمطر،فأجتنبت تحت الشُرفات،أحتمائاً من المطر،لكن 
كان هناك من يسير،تحت الشُرفات هو الأخر يحتمى من المطر،وبنفس الطريقه السابقه،كادت تنزلق قدمها،فأمسك يدها 
لكن هذه المره تلاقت عيناهم.
بسرعه أخفضت سهر وجهها،وسحبت يدها،من يده،وقالت نفس الكلمتين:أنا أسفه شكراً،ثم تركته وسارت بطريقها.
بينما تبسم عمار،رغم أنها كانت ترتدى،قفازات بيدها،لكن شعر،ببردوة الطقس
بجسده،حين سحبت يدها من يدهُ،لرابع مره يراها،وكل مره تحاول لفت نظره،من تكون،لن يترك هذه المره قبل أن يعرف من تكون،وبالفعل،بدل أن يسير،بطريقه،تتبعها.
بينما سهر،سارت بطريقها،الى أن وصلت أمام منزل جدتها،فنزلت بمنتصف الشارع،ووقفت تحت المطره لدقائق معدوده،ثم،ذهبت الى باب منزل جدتها،وطرقت عليه.
فتحت لها جدتها سريعاً،ونظرت لها تدعى أنها لا تعرف شئ،وقالت لها،سهر،حبيبتى،تعالى أدخلى بسرعه من البرد والمطر،أيه الى خرجك فى الطقس ده.؟
مثلت سهر الدموع قائله:يرضيكى،يا تيتا،ماما طردتني من الشقه والدنيا بتمطر،ومصعبتش عليها.
أخفت جدتها بسمتها قائله: لأ ملهاش حق،تعالى أدخلى،بسرعه،وأنا هتصل عليها،أقولها كلمتين،أزاى تعمل كده.
ردت سهر:لأ متتصليش عليها،يا تيتا،أنا مش عاوزها تعرف أنا فين،علشان تفصل تعذب ضميرها،ومستحيل،أرجع الشقه تانى قبل ما تجى هى بنفسها،وتصالحينى،مش زى كل مره.
تبسمت يسريه بحنان:أيوه يا حبيبتى،أقعدى معايا،ومتزعليش نفسك،بس يلا أدخلى،وأقلعى الهدوم المبلوله دى،لا تبردى.
دخلت سهر،وأغلقت خلفها الباب.
بينما عمار،تبسم،أخيراً عرف منزلها،أنه قريب من منزل صديقه يوسف.
.............ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل سهر
بشقة عمها مساءً
تحدثت هيام ل وائل بغيظ وضيق وتهجم،قائله:الوليه فريال،كسفتتى،كأنى كنت،رايحه أشحت منها،لأ والى يغيظ أكتر،كل ده حصل قدام جدتك،وفرحت قوى،صحيح مظهرش على وشها،وعملت نفسها زعلانه قدامى،بس أنا متأكده انها أنبسطت ما هى نفسها أنك تتجوز سهر بنت عمك،والرفض ده جه على هواها،دى الى قولتلى مالى أيدك من موافقتهم.
شعر وائل بالضيق قائلاً:فعلاً أنا كنت مالى أيدى من غدير،نفسها،بس هدى نفسك،شويه،وأحكى ليا على الى حصل بالتفصيل.
سردت هيام له ما حدث،ورفض فريال،قولها أن هناك أخر،متقدم ل غدير،وهى وافقت عليه.
تعجب قائلاً:أم غدير،قالتلك كده،غريبه،بس معليشى،متزعليش،يا ماما،عن أذنك.
تعجبت هيام قائله:مزعلشى أنا هطق من الغيظ،ربنا يرزقك بالأحسن منها هى أمها مفكره أن الى خلق بنتها مخلقش غيرها،بكره هى الى تندم،والله دى سهر أحلى من بنتها ألف مره.
رد وائل:مالوش لازمه الكلام ده عن أذنك يا ماما.
قال وائل هذا،وغادر الغرفه،وتركها،وذهب الى غرفته،وفتح هاتفه،وقام بالأتصال على غدير،التى،ردت عليه سريعاً:
تحدث وائل بتهجم:أكيد عرفتى،الى حصل،ورفض مامتك،المباشر،حتى من غير ما تقول زى الناس أدونا يومين ونفكر،وبعدها ترفض،لأ رفضت مباشر،وصغرت ماما قدام جدتى.
ردت غدير بدموع قائله:هى ماما كده طريقتها كده،بس أنا مش هسكت وهتشوف،وأعتذر من مامتك،بالنيابه عنى،وسيبنى يومين كده،وهرجع أتصل عليك،على ما أشوف طريقه نتقابل فيها.
سلام 
أغلقت غدير الهاتف ورمته على الفراش،بعصبيه كبيره وخرحت من غرفتها وذهبت الى غرفة والداتها،ودخلت دون أستئذان قائله:
ماما أنا أتقدملى عريس النهارده ليه رفضتيه قبل ما تسألوا عنه،مش يمكن أنسان محترم.
ردت فريال قائله:مين الى أنسان محترم،وعرفتى منين أن أتقدملك عريس أيه كنتى بتتصنتى،ولا خديجه الى قالتلك؟
ردت غدير.بتعلثم:لأ مش خديجه الى قالتلى،أساساً خديجه طول اليوم منزلتش من شقتها،بتذاكر لأبنها بيمتحن،أنا سمعت طراطيش كلام كده،وانا كنت قريبه من أوضة الضيوف،بس أنتى ليه رفضتى العريس،قبل ما نسأل عنه،وكمان تاخدى،رأيي.
ردت فريال بأستقلال قائله:نسأل على مين،وبعدين أنتى عريسك موجود،أنا مش ناويه أخيب فيكى أنتى كمان كفايه أختك الكبيره،وخبيتها،لما أتجوزت حتة محامى،والله لو مش صحوبيته ل عمار،عمرنا ما كنا وافقنا عليه.
ردت غدير:أسماء خايبه فى أيه كفايه أنها اتجوزت شخص محترم زى،يوسف،وبعدين ده، مش موضوعنا،أنا سمعتك بالصدفه بتقولى لهم أن متقدملى عريس ووافقت عليه تقدرى تقوليلى هو مين العريس ده؟
ردت فريال:عمار
تعجبت غدير قائله:هو عمار نطقها و أتقدملى؟
ردت فريال:لأ لسه،بس أكيد حكمت هتخليه يطلبك قريب،بالذات بعد عريس النهارده.
ردت غدير:ماما فوقى،عمار،انا مش فى دماغى،ولازم تتأكدى من كده،عمار أنا لو فى دماغه كان أيه هيمنعه أنه يتطلبنى من زمان،أنا متأكده،أن خديجه عمرها ما كانت هتمنعه،ماما كفايه ترخيص فيا أكتر من كده قدام عمار،وحتى لو عمار طلبنى أنا مش هوافق عليه،أنا مقبلش أتجوز على ضره.
ردت فريال قائله:وأنتى تطولى،عمار،بس هو ينطق،ووقتها مسمعش ليكى صوت فاهمه.
ردت غدير،:قوليلى ميزه واحده فى عمار،تخلينى أوافق عليه
أولا شهادتى الدراسيه اعلى من شهادته
وكمان متجوز،وكلنا عارفين أن مستحيل يطلق خديجه،أنا مقبلش على نفسى واحده تانيه تشاركنى فى جوزى.
ردت فريال بشده:أخفى من وشى،خلاص قفلى عالموضوع،انا مصدعه،وعاوزه أنام،وزمان أبوكى جاى لهنا،عاوزاه يسمع كلامك التافه ده،ويدفنك مكانك،الى يسمعك يقول كنتى عارفه العريس،وعاوزاه.
تعلثمت غدير،وقالت بأرتباك:وانا هعرفه منين،أنا رايحه أنام أنا كمان.
........
غادرت غدير الغرفه،وعادت لغرفتها،متضايقه بشده تشعر بيأس،لكن لابد لهذا من حل.
..............ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة خديجه 
كان عمار يجلس بغرفة المعيشه،يدخن سيجاره،كان شارد العقل،بتلك التى كلما قابلته،حاولت لف نظره،أخيراً،عرف بداية الطريق،كى يعلم من تكون،لكن عاد من شروده على صوت هاتفه،نظر للشاشه،ورد مبتسما يقول: سيادة اللواء من  فتره متصلتش عليا،خير
سمع لحديث الأخر ثم رد قائلاً:لأ أكيد هاجى للفيوم،بعد يومين عندى شوية أشغال هنا هخلصهم،وهاجى،للفيوم،مينفعش تطلبنى،وأتأخر عليك،،سلام  
أغلق عمار الهاتف،فى ذالك الوقت دخلت عليه خديجه،تحمل صنيه صغيره بيدها قائله:جيبتلك لبن دافى،أشربه يدفيك،ويساعدك عالنوم،بس أيه سمعتك بتقول هتسافر للفيوم،بعد يومين؟
رد عمار:أيوا.ده اللواء ثابت جارى فى مزرعة الفيوم،بيقول عاوزنى فى طلب خاص،هسافر،وكمان جايلى زبون فى المزرعه دى أشوف آخره أيه،بس سيبك من ده كله،الصبح قولتى عاوزه تتكلمى معايا فى موضوع خاص خير؟
ردت خديجه:خير،يا عمار،أنا هدخل فى الموضوع مباشر،بقى الحجه حكمت طلبت منى أكلمك،فى موضوع أنك تتجوز من غدير.
رد عمار بتأفف:كنت متوقع أن ده الموضوع المهم الى عاوزه تكلمينى فيه،ماما لما يأست منى قالتلك تدخلى،بس أنتى عارفه أن غدير،زيها،زيك زى بقية أخواتي البنات،مش قادر أشوفها غير،كده.
ردت خديجه:ليه،أنا بقول هى أولى بيك،ولا يمكن فى فى دماغك واحده تانيه،شغلاه؟
للحظه هفت سهر بباله،لكن رد على خديجه قائلاً:لو فى أنتى أول واحده هقول لها،دلوقتى أنا بصراحه هلكان طول اليوم،ولازم أقوم أنام حتى مش هشرب اللبن خلاص أتفطمت.
تبسمت له خديجه قائله:خد اللبن أشربه يا عمار متعملش زى أحمد،وكمان فكر فى كلامى،وحاول يمكن تقدر،تتقبل غدير،أو حتى تتجوز غيرها،علشان تريح قلب الحجه حكمت،ويكون عندك ولاد،زى ما هى بتتمنى لك.
تبسم عمار وأخذ من يدها  كوب اللبن قائلاً: 
هفكر،أتجوز،بس مش غدير،تصبحى على خير،يا خديجه.
..................
مر يومان 
بجزيرة الورد بالمنصوره 
جلست غدير،بمكان مختفى عن الانظار قليلاً،
تنتظر وائل
الذى أتى وجلس جوارها صامتاً،يبدوا على وجهه الوجوم.
تنحنحت غدير قائله:أزيك يا وائل،بقالك يومين مش بتكلمنى،ولا بترد على رسايلى،حتى لما بعت لك،رساله النهارده الصبح علشان أقابلك،رديت بأختصار.
رد وائل:وعاوزنى أعمل أيه يا غدير،بعد رفض مامتك ليا مباشرةً،حتى مقالتش أدونا وقت نفكر.
تدمعت عين غدير قائله:كنت مفكره أنك بتحبنى يا وائل،وهتحارب علشانى،بس شكلى طلعت غلطانه؟،بعتذر أن كنت ضايقتك،أنا همشى.
قالت غدير هذا وكانت ستقف
لكن مسك وائل يد غدير قائلاً:غدير،أنتى عارفه ومتأكده كويس،أنى بحبك،بس حطى نفسك مكانى الى أتهانوا،دول ماما وجدتي،وكمان برفض مامتك كده كل السكك أتقفلت ومبقاش فى حل.
ردت غدير،لأ  مش كل السكك أتقفلت،ولسه فى حلين مش حل واحد،لو صحيح باقى عليا،وعاوزنى أبقى من نصيبك.
تبسم وائل بفرحه قائلاً:أكيد باقى ومنايا تكونى من نصيبى،بس أيه هما الحلين دول؟
ردت غدير:
الحل الأول،أننا نتجوز من وراء اهلى ،ونحطهم  قدام الأمر الواقع
والحل التانى 
هو أنك تخطفنى،أو بمعنى أصح أننا نتفق،سوا على ميعاد ،وتنتقابل فيه،ونعمل تمثليه أنك خطفتنى ،وتساوم أهلى على الجواز منى،ووقتها هيوافقوا مغصوبين.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

باليوم التالى 
بجامعة سهر
على أرض مرصوفه،جلست سهر،وجوارها صديقتها صفيه،ليتفاجئ الأثنتين بمن أتى وجلس جوار،سهر لتصبح بالمنتصف،
فتح حازم حقيبه صغيره كانت معه،وأخرج منها حاسوب،ووجهه الى سهر قائلاً:الابتوب بتاعك أهو أتصلح.
أخذته من سهر،مبتسمه،تقول:أيه ده هو بجد،بس أزاى،دول فى مركز الصيانه،قالولى،مش قبل أسبوع،على ما يتصلح،لأنه له نظام خاص،بيه ومعقد.
تبسم حازم قائلاً:بس أنا ليا صديق فى المركز،ده،ووصيته،يصلحه بسرعه،وأتصل عليا من شويه،وروحت جيبته،أهو أفتحيه،وشوفيه،ليكون متصلحش.
فتحت سهر الابتوب،وبدأت تشغله،ليعمل معاها،فقالت:لأ أشتغل أهو،ده كان مهنج خالص،ومش بيشتغل،كويس أنه أتصلح بسرعه كده،أنا عندى حالة ملل من غيره،أما أروح البيت أوصله بالنت،وأرجع أحمل عليه،البرامج،والملفات الى كانت عليه قبل ما يهنج،بس قد أيه مصاريف تصليحهُ.
نظر حازم لها قائلاً: عيب تسألى ده مبلغ ميتذكرش.
ردت سهر:لأ مش عيب كتر خيرك أنك خليته صلحه بالسرعه دى،وكمان أنا مبقلش من حد غريب عنى،يدفعلى تمن تصليح حاجه خاصه بيا،فقول من الأخر،وبلاش مناهده.
تبسمت صفيه وهى تنظر،الى حازم قائله:
قولها وريح نفسك،فعلاً سهر،مش بتاخد حاجه،غير،ما بتعرف أنها هتقدر،ترد حقها أو لأ.
تبسم حازم قائلاً: بس أنا مش أى حد،أنا......؟
قبل أن يُكمل قوله،قالت سهر:أنت صديقى،ولو مقولتش ليا على تمن تصليح الابتوب،أعتبر صداقتنا أنتهت،وكمان متنساش أنهم فى مركز الصيانه،قالى،على مبلغ تقديرى،بس معرفش هو نفس المبلغ أو أكتر.
رد حازم:خلاص هو المبلغ التقديرى الى قالك عليه.
ردت سهر:لأ قول تمن تصليحه،قد أيه مش يمكن يكون أكتر ما أنت دفعت،أنا أولى بالفرق ده.
ضحكت صفيه،وكذالك حازم
وقالت صفيه:يا عم قولها،وخلصنا،وخد منها تمن تصليح الابتوب،وهاتلى،بيه هدية عيد ميلادى خلاص قرب،متنساش أنى بنت خالك،وأنا الى عرفتك على سهر،أستاهل عربيه أحدث موديل،بس أنا قنوعه،وراضيه بأى هديه،والسلام،وأنا أهو بفكركم،علشان متنسوش،متعملوش،زى خطيبى،الى عامل فيها يهودى وشكله ناسى،بس على مين؟
ضحك حازم قائلاً:والله خطيبك غلبان،وعمتى بتقول،أنتى بتسحبى منه المرتب أول بأول،يا عينى.
ضحكت صفيه:بحوشه له علشان نتجوز،فى أجازة أخر السنه،بقالنا سنتين مخطوبين ومكتوب كتابنا كفايه كده بقى،أنا صبرت كتير.
ضحكت سهر قائله:لأ واعيه على رأى المثل أنتف ريش طيرك،بس أنا مش عارفه أنتى مستعجله ليه عالجواز،كنتى خلصى الجامعه الأول.
ردت صفيه:هو بعد السنه دى هيبقى فاضل ايه،سنه كمان،بالطول وبالعرض هكملها،جوازى،مش هيفرق كتير،كده كده خطيبى بيسافر،السعوديه،مدرس هناك،يعنى مش هبقى مشغوله،مش هيختلف حاجه غير انى هبقى فى بيتى،وكمان حماتى ست طيبه،دى أحن من أمى عليا.
ضحك حازم قائلاً:قصدك عمتى،والله ما فى أحن منها،وأستنى منى هفتن لها لما أروح.
ضحكت سهر قائله:براحتك،أنا عن نفسى مش ناويه أتجوز قبل ما أخلص دراستى،وأشتغل كمان.
تبسمت صفيه قائله:يبقى مش هتتجوزى،أوائل الدفعات الى قبلنا لسه مش لاقين شُغل فى مدارس محترمه،يبقى أحنا الى بننجح،يادوب بمقبول هنلاقى شغل فى مدارس،يا بنتى الست فى الآخر ملهاش غير بيتها،وجوزها،وبعد منه ولادها يطيروا الجزء الى كان فاضل.
ضحك حازم،وكذالك سهر التى قالت:كلامك نسانى قولى بقى يا حازم،حق تصليح الابتوب كام.
رد عليها حازم،بالمبلغ،وأكمل قائلاً:طالما مصره قوى كده،قوليلى هتجيبى تمن التصليح منين،صفيه بتقولى أنك غضبانه من مامتك،وقاعده عند جدتك.
نظرت سهر لصفيه،نظرة عتاب أنها أخبرت حازم،بشئ هى قالت لها عليه،ثم تكلمت قائله:لأ أطمن معايا تمن التصليح وزياده كمان ربنا هيسترنى.
قالت سهر هذا وتبسمت،تتذكر صباحاً،قبل مجيئها الى الجامعه،تفاجئت بأخيها،يزور جدتهم،وأعطى لها بعض المال قائلاً:
المبلغ ده،تيتا آمنه،قالتلى،أعطيه ليكى،قبل ما أروح مستشفى الجامعه.
أخذت منه المبلغ مبتسمه وهى تعلم أن هذا المبلغ من والداتها،لكن أعطته لجدتها لتعطيه هى الأخرى،لأخيها،الذى اعطاه لها،فمن أين جدتها آمنه،ستأتى بالمال،ومعاشها الشهرى بالكاد،يكفى أدويتها،كما أنها تساعد عمها،فى معيشته،أذن هذا المبلغ من والداتها،وأتى بوقته المناسب.  
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمشفى الجامعه بالمنصوره،
أمام غرفة أحد الأطباء
وقف علاء، ورفع يدهُ ليطرق على الباب، لكن خبطت يدهُ على يد أخرى، سُرعان ما سحبت يدها من أسفل يدهُ، أعتذر علاء قائلاً: 
متأسف. 
ردت الأخرى: مفيش مشكله. 
تبسم علاء لثوانى، وهو ينظر، لتلك الفتاه، التى خجلت من نظره لها، وأخفضت وجهها، ثم رفعته، ومدت يدها تطرق على الباب، الى أن سمح لها من بالداخل، دخلت ودخل خلفها، علاء رامياً السلام،وكذالك فعلت تلك الفتاه
رد الطبيب عليهم السلام. 
تحدثت الفتاه قائله:لو سمحت يا دكتور،حضرتك،أنا من كلية التمريض،وقالولى،أجى لحضرتك هنا المستشفى،،خير.
تبسم الطبيب قائلاً:خير،أتفضلى،أقعدى،وأقعد أنت كمان يا علاء.
جلس الأثنان أمامه.
تحدث الطبيب:طبعاً،أنتى تعرفى معهد القلب،بأسوان،التابع لدكتور "مجدى يعقوب"
ردت عليه:أيوا حضرتك،سمعت عنه،ومفيش حد ميعرفوش.
رد الطبيب:بصى،معروف،على مستوى الجمهوريه كلها،أن طب وتمريض المنصوره،من أفضل كليات الطب،والتمريض،وكمان الصيدله،وعلشان كده،أحنا لنا منحه،سنويه،فى نص السنه لمدة تلات أسابيع،بيروح من جامعات الطب،والتمريض،والصيدليه،خمس طلاب من كل مرحله،وبيتم أختيار الطلاب دول بناءً على كفائتهم،وتم ترشيحك من أحد الدكاتره الى بيدرسوا ليكى.
شعرت بفرحه،كبيره قائله:بجد مش مصدقه،يعنى أنا هروح،لمعهد القلب،بأسوان،وهدرب تحت أيد دكتور، "مجدى يعقوب"،أنا كان حلم حياتى أقابله،بس مش أدرب فى المعهد الخاص بيه.
تبسم الطبيب قائلاً:ده ميعتبرش تدريب،ده زى محاضرات،هو بيعملها،لتنشيط الطلاب،وكمان يزيدوا خبره،وهى بتبقى فى أجازة نص السنه،بس أنتى معرفتنيش على نفسك.
ردت عليه:انا عليا سليمان زايد.
نظر علاء لها بأستغراب قائلاً:أنتى من من عيلة زايد الى بالمنطقه هنا،ولا تشابه أسماء.
ردت عليا:لأ أنا من عيلة زايد،هو حضرتك تعرفها.
رد علاء:يبقى أحنا من نفس البلد بقى،أنا أسمى،علاءمنير عطوه.
تبسمت عليا بحياء قائله:أهلاً وسهلاً،أتشرفت بحضرتك.
أماء لها علاء رأسه بأبتسامة ترحيب،بينما تحدث الطبيب قائلاً:
طب فرصه كويسه،أهو الدكتور علاء،سافر لمعهد القلب بأسوان أكتر من مره معانا،وهو يفهمك، نظام المحاضرات دى،بس أنا محتاج موافقه كتابيه من والدك،أو المسؤل عنك.
للحظه فكرت عليا،ثم تبسمت أكيد والداى هيوافق،و أكيد هجيب لحضرتك الموافقه،تحب أجيبها لحضرتك أمتى؟
رد الطبيب:قدامك لنهايه أمتحانات نص السنه،ودلوقتي،أتفضلى مع علاء،وهو هيفهمك،وبعدها أبقى أرجع لى محتاجك،يا علاء .
وقفت عليا تقول: أتمنى أكون عند حسن ظن الدكتور الى رشحنى وكمان متبقاش المره الوحيده،وأروح معاكم كل سنه،أنشاء الله.
رد الطبيب:بالتوفيق
خرجت عليا وخلفها،علاء 
ووقفوا بأحد ممرات المشفى.
تحدثت عليا قائله:واضح أن الدكتور عنده ثقه كبيره بيك بس أنا معرفتش أنت تخصص أيه؟
رد علاء:فعلاً،الدكتور بيثق فيا لأني بشتغل هنا معاه فى المستشفى،بس كممرض،لأنى للأسف لسه ليا سنه عالتخرج،وأبقى دكتور،رسمى،وناوى أتخصص دكتور قلب أنشاء الله،ممكن لو سمحتي تدينى رقم تليفونك،لو هيعملك مشكله بلاش.
أرتبكت عليا قليلاً ثم قالت:لأ مش هيعملى مشاكل،أتفضل رقمى. 
وقف علاء يُسجل الرقم خلفها الى أن أنتهت،فقام بالرن على هاتفها قائلاً:وده رقم موبايلى،ومتخافيش أنا عندى أخت وأخاف عليها،ومستحيل أتصل علشان أعاكس،ده بس لو أحتاجتى أى أستفسار،عن المنحه دى.
تبسمت عليا بحياء قائله:بصراحه أنا مش بثق بحد بسرعه،بس أنا مطمنه،بسبب شُكر الدكتور فيك،والدكتور ده سمعته معروفه فى جامعات طب وصيدله،وتمريض المنصوره،وله شهره كبيره كمان فى المنصوره،فأكيد أما يشكر فى طالب عنده،يبقى محترم،ودلوقتي أسمحلى،عندى محاضره كمان ساعه فى الجامعه،ويادوب على ما أوصل،سلاموا عليكم.
أماء علاء برأسه مبتسم،ثم رد عليها السلام،ونظر لها وهى تغادر، وتتركه ووقف مكانه يتنهد،ببسمه لا يعرف سببها،،ربما أعجاب. 
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل الظهر.
بالفيوم،بأحد المزارع الزراعيه،المملوكه،ل عمار
أعطى أحد العمال لديه حقيبه صغيره قائلاً:
أنا هبات هنا النهارده،ودلوقتي أنا رايح مزرعة اللواء ثابت.
أخذ منه العامل الحقيبه قائلاً:هقول للست أم رحمى تجهزلك الاوضه بتاعت سعادتك عن أذنك.
بعد قليل بمزرعه مجاوره لمزرعته 
دخل عمار،لتستقبله أحدى العاملات،وقبل أن يتحدث إليها،وجد من يرحب به بحفاوه قائلاً:
أهلاً يا عمار،الفيوم نورت،أيه يا راجل ناسى أن ليكى هنا حبايب تسأل عنهم.
تبسم عمار وهو يصافحه قائلاً:الفيوم منوره بأصاحبها،يا سيادة اللواء،بس حضرتك عارف مشاغلى،وأنا أهو مقدرش أتأخر عليك،ولبيت دعوتك،وجيت للفيوم،طب تعرف،أن أكتر مزرعه أنا بملكها،بحب هواها،وأتمنى أعيش هنا،هى المزرعه دى،بس بصراحه كمان أكتر مزرعه لها مشاكلها مبتخلصش،وحضرتك عارف السبب،ولو مش وجود حضرتك،كان زمانى بيعتها لأول مشترى أتقدم لها.
أبتسم ثابت قائلاً:لأ أطمن أنا طلبت من وحدات الجيش القريبه من المكان هنا،طلب حراسه خاصه،والمسئول وعدنى، أنه هيعين لنا  وحدة حراسه قريبه من مزارعنا، تتصدى، للمجرم صاحب المزرعه الى جنب مزرعتك، متقلقش، وبعدين مش ده الموضوع الى كنت محتاجك فيه، خلينا ندخل الصالون، نشرب قهوه، وأقولك عالموضوع الى أتصلت عليك بسببه 
دخل الأثنان  الى غرفة  الصالون، وجلسا معاً. 
فى البدايه تحدث عمار  قائلاً: خير، يا سيادة اللواء أيه هو الموضوع  المهم، الى عاوز تكلمنى فيه. 
رد ثابت:  خير،يا عمار،أكيد أنت سمعت عن المشروع الى الحكومه طرحاه،بشأن أستصلاح مليون فدان أرض صحراويه فى جميع أنحاء مصر.
رد عمار:أيوا سمعت،بس مش فاهم قصدك أيه؟
رد ثابت:بص يا عمار،أنت عارف أنى راجل عسكرى سابق،وأنى أخدت من الجيش أرض المزرعه دى،فى مقابل معاشى،وأنا ألى أستصلحتها،لحد الحمد لله ما بدأت تدى أنتاج،سواء أشجار الرمان،أو زراعة الخضروات،فى الصوبات،وبقى عندى،خبره لابأس بها فى مجال أستصلاح الأراضى الصحراويه،وأنت عارف أن الحكومه،عملت للمشروع ده شروط،زى أن مجموعة شباب يقدروا ياخدوا الأرض،والحكومه تدخل معاهم مناصفه،فى التمويل،وكمان لازم يكون فى شركه بتشتغل فى مجال الأستصلاح،وأنا عارف أن عندك شركه،بدير من خلالها أكتر من مزرعه على مستوى الجمهوريه،فكنت بطلب منك،أن ممكن أستفاد من شركتك،ومعداتك،وأشترى من الحكومه،قطعة أرض،وأستصلحها لحسابى،وهمضى لك عالضمانات الى أنت عاوزها،غير،كمان ممكن تدخل معايا شريك،مناصفه.
تبسم عمار بينه،وبين نفسه،فهو توقع سبب طلب اللواء ثابت،وصدق توقعه،هو كان يريد ذالك،لكن،لم يُفصح له قبل أن يطلب هو منه.
أظهر عمار بسمة تفكير،ثم قال:طلب حضرتك منى أمر،ومقدرش أرفضه،ويشرفنى طبعاً أنى أشاركك،ونشترى قطعة أرض نستصلحها،وشركتى ومُعداتى  كلها تحت أمرك. 
تبسم  ثابت قائلاً: لتانى مره بتثبت وجهة نظرى فيك، أنك شخص محترم، ويتوثق فيه. 
قبل أن يرد عمار على ثابت، دخلت تلك الفتاه اليافعه، مبتسمه تقول: 
أسفه أذا كنت قطعت عليكم حديثكم، أنا فكرت بابا لوحده. 
وقف عمار، وكذالك  ثابت الذى قال مبتسماً: 
تعالى يا هديل 
دخلت هديل مبتسمه.، قدمها ثابت لعمار  قائلاً: أعرفك المهندسه  هديل بنتى، درست هندسه زراعيه ومعاها ماجستير  كمان فى الهندسه الوراثيه، وبتحضر للدكتواره، والبحث بتاعها عن الأرض الصحراويه، وكيفية أستصلاحها، بطرق سهله وبسيطه، وهى الى هتستلم،وتبقى مسئوله عن المزرعه دى،الفتره الجايه. 
وأعرفك يا هديل: ده عمار زايد  صاحب المزرعه الى جارنا، وقريب يمكن يبقى شريكى. 
ردت  هديل أهلاً  وسهلآ، تشرفت بمعرفتك بصراحه بابا بيشكر فيك كتير. 
تبسم  عمار: سيادة اللواء، مجامل، وتشرفت بيكى يا بشمهندسه. 
............... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد الظهر
بمنزل سهر، بشقة عمها،
دخل وائل على والداته قائلاً:مساء الخير يا ماما.
ردت هيام قائله:مساء النور،أيه رجعك بدرى من مركز الصيانه،ثم أكملت بلهفه لتكون عيان ولا حاجه،قولى؟
رد وائل:لأ متخافيش أنا الحمد لله كويس،بس،مكنش فى شغل كتير،فى مركز الصيانه،فستأذنت،وجيت،وكمان ماليش مزاج أشتغل. 
ردت هيام: عارفه أنت من يوم ما قولتلك على رفض، فريال لجوازك من بنتها، وأنت متغير، بس بلاش  تشغل بالك وتزعل هما الخسرانين، وبكره، ربنا يرزقك ببنت الحلال.
رد وائل:أنا مش شاغل بالى،هروح أستريح شويه،على بابا ما يجى من الشغل وتحضرى الغدا.
ردت هيام:روح يا حبييى.
سار وائل خطوتين ثم توقف قائلاً:
ماما،فى ماسورة،صرف صحى فى الشارع الى فيه بيت خالى مكسوره،يظهر من الشتا،أنا خايف لتكون سربت جوا البيت.
ردت هيام:دى تبقى مصيبه،خالك من يوم،ما سافر،هو ومراته وعياله وهو  سايبلى مفاتيح البيت علشان أبقى أشقر عليه،وأنا بقالى مده،مروحتش للبيت،وحاسه بوجع فى رجلى،كل ده من السقعه حاسه،رجلى واقفه.
رد وائل:هاتى المفاتيح،وأنا هريح ساعه،وبعد الغدا أبقى أروح أشوف البيت،وأرجع أطمنك أنشاء الله.
أبتسمت هيام له قائله:ربنا يخليك ليا،يارب،بعد الغدا،أبقى خد المفاتيح،  وروح شوف البيت حرام ده شقى عمر خالك فى الغربه،يلا هروح أكمل تجهيز الغدا.
رد وائل:فين مياده،مش باينه،ولانزلت عند سهر.
ردت هيام:مياده عندها درس،وسهر مين،سهر بقالها أكتر من تلات أيام مش هنا قاعده عند جدتها يسريه،بسأل جدتك آمنه عليها قالتلى،أن جدتها عيانه،وهى قاعده معاها تراعيها كام يوم،بس جدتك،بتكدب طبعاً هى سهر،بتعرف تهتم بنفسها علشان تهتم بغيرها،تلاقى نوال،مضايقه من أفعال سهر الهبله، مياده كانت قالتلى انها سمعت،زعيق نوال،ل سهر،وبعدها سهر راحت عند يسريه 
سهر بت تافهه،ومدلعه،سيبك من سيرتها روح انت أرتاح لحد ما جهز الغدا،تكون مياده رجعت من الدرس،وأبوك جه من الشغل.
ترك  وائل هيام،وتوجه الى غرفته.
رمى جسده على الفراش،ووضع يده فوق رأسه يتنهد بحيره،ويتذكر قول غدير،له بالأمس.
فلاشــــــــــــــــــــــ باك*
بعد أن قالت له على الخيارين،
أنصدم وائل قائلاً: بتقولى أيه،عاوزه نتجوز من وراء أهلك، أو نهرب،دى أفكار،وحلول قديمه.
ردت غدير:عندك حل تالت غيرهم،لو عاوزنى،وبتحبنى صحيح هتوافق،أنما لو مش بتحبنى يبقى،كل واحد يروح لحاله،
قالت غدير هذا ووقفت،
لكن جذبها وائل لتجلس مره أخرى قائلاً:
غدير،أنتى عارفه مشاعرى أتجاهك،خلينا نفكر بعقل شويه.
ردت غدير:مفيهاش تفكير،يا وائل،صدقنى علشان نبقى لبعض لازم نجازف،ونختار حل من الأتنين،أنا لو مش واثقه أنك بتحبنى،زى ما أنا بحبك عمرى ما كنت أفكر،أنى أتجوز من وراء أهلى،أو حتى أهرب منهم،ها قولى أيه رأيك،فى حل من الإتنين.
رد وائل بتفكير:الحل الأول بتاع أننا نتجوز،ده صعب،جداً،لأن مينفعش أنتى بنت بكر،ولازم تتجوزى،بولى وهنجيب منين،ولى ليكى.
ردت غدير:يبقى نعمل تمثلية أنك خطفتنى،بس ده هنحتاج مكان،مش معقول هتخطفنى لبيتكم؟
فكر وائل،وتحدث قائلاً:فى بيت خالى هو مسافر هو ومراته،وعياله،ومفتاح البيت مع ماما،أنا ممكن بسهوله أجيبه منها،بس أنا خايف من التوابع،عمار،ووالدك،وعمك،مش ساهلين.
ردت غدير:قولتك لازم مجازفه،وانا حاسه أننا إحنا الى هنفوز،ووقتها مش هيعترضوا على جوازنا،بس لازم،ننفذ الخطه،فى أقرب وقت،ماما بقت بتمنعنى من الخروج بدون سبب ،أنا بكره بعد المغرب،هتحجج،وأخرج بحجة أنى رايحه أشترى،شويه طلبات خاصه ليا من الصيدليه،وماما وقتها هتسمحلى،أخرج،وبعدها نتقابل عند بيت خالك ده،تمام. 
رد وائل بتردد: تمام،وربنا يستر.
أبتسمت غدير:ربنا هيستر،أنشاء الله بس أنت تفائل.
رد وائل:هتفائل،انا منى حياتى أننا نتجوز.
ردت غدير:أنشاءالله هنتجوز،بعد تنفيذ فكرتى،وهتشوف،همست غدير لنفسها قائله:
هنتجوز،وأرتاح أنا أنى اكون جاريه من حريم سى عمار زايد،الى مش شايف غير نفسه.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عصراً
بمنزل يسريه 
دخلت يسريه الى غرفة سهر 
تبسمت وهى تراها تنام على بطنها،مُغطاه،وأمامها الحاسوب الخاص بها.
وقالت:مش هتتغدى يا سهر من وقت ما رجعتى من الجامعه،وأنتى نايمه على بطنك كده،وقدامك الابتوب.
نهضت سهر،جالسه تقول:تصدقى إنى نسيت أنى جعانه يا تيتا،بس أنتى فكرتينى.
تبسمت يسريه بحنان:طب يلا تعالى أنا حضرت الغدا،تعالى نتغدا سوا،أيه رأيك نطلع نتغدى عالسطوح زى أمبارح،الشمس ساطعه،النهارده.
ردت سهر:لا يا تيتا،أنا  يا دوب هتغدا،وأرجع تانى للابتوب،أنزل عليه الى البرامج،والملفات الى كانت عليه،وكمان علشان أبدأ مذاكره خلاص امتحانات نص السنه هو الأسبوع ده،ومن أول الأسبوع الجاى الامتحانات هتبدأ،هقعد أمتحن تلات أسابيع ،وبصراحه،أنا حتى مفتحتش كتاب،عاوزه ألحق ألم شويه فى المنهج.
ضحكت يسريه قائله:ليه تستنى لاخر الوقت،بس معليشى،ربنا ينجحك،يلا تعالى نتغدى فى المطبخ،وبعدها،أعملى الى عاوزاه.
تركت سهر الغرفه،وذهبت خلف يسريه 
جلسن الأثنتان بالمطبخ،وضعت يسريه امام سهر الطعام قائله:يلا كُلى قبل الاكل ما يبرد.
تبسمت سهر،ومدت يدها،لتأكل الى أن شعرت بالشبع فنهضت قائله:شبعت تسلم أيدك،يا تيتا.
ردت يسريه:أنتى مأكلتيش،أقعدى كملى أكلك.
ردت سهر بطفوله:أنا كلت كتير يا تيتا،بس أنتى عاوزنى أكل أكتر،شوفى الفرق بينك وبين ماما،حضرتك،بتدورى على أكلى،هى بقالى تلات أيام سايبه البيت ومسألتش عنى،ولا قالت أن لها بنت،متعرفش هى فين؟
تبسمت يسريه،لها،وفى تلك اللحظه،رن جرس البيت فقالت لها يسريه:
متزعليش نفسك،وروحى أفتحى الباب شوفى مين الى بيرن الجرس.
ردت سهر:أنا مش زعلانه يا تيتا،بس بقولك علشان تعرفى أنها قاسيه عليا،هروح أفتح الباب.
تبسمت يسريه،على تلك البريئه،وذهبت خلفها.
أثناء أتجاه سهر الى فتح الباب،رن الجرس مره أخرى،فقالت سهر بتذمر:طيب خلاص سمعت،هو أنا واقفه وراء الباب.
قالت هذا وفتحت الباب،لتسمع من تقول لها،ومتوقفيش ليه وراء الباب،أو تفتحى الباب بسرعه،لازم رخامه.
فرحت سهر وهى ترمى بنفسها بحضن نوال قائله:ماما،وحشتينى،كنت متأكده،أنك هتيجى وتصالحينى،يلا هدخل ألم هدومى وأجى معاكى .
ضمتها نوال لحضنها مبتسمه،لكن سُرعان ما قالت لها:بس أنا مش جايه علشانك،أنا جايه أزور أمى.
ضحكت عليهن،يسريه قائله:كفايه بقى يا نوال، أنا مسافره عند نشوى،هقعد فتره الجايه عندها فى البحر الأحمر.
تبسمت نوال قائله:علشان خاطرك بس أنتى يا ماما،يلا يا بلوة حياتى أدخلى البسى ايسدال،وهاتى هدومك،وتعالى معايا.
حضنت سهر والداتها بحب قائله:أنا بحبك قوى يا ماما،وكمان عارفه أنك أنتى الى أديتى الفلوس لتيتا،آمنه،علشان تبعتها ليا مع علاء.
تحدثت نوال قائله:هى تيتا،آمنه،بعتت ليكى فلوس مع علاء،مقالتليش،بس كويس،علشان أوفر أنا فلوسى،يلا أدخلى هاتى حاجتك،ونزلى القطتين.
وضعت سهر يدها على رأسها قائله: بحبك يا ماما،ثوانى،وأكون جاهزه،وهقتل القطتين الى على راسى ومضايقينك دول.
ضحكت كل من يسريه،ونوال،التى تحدثت قائله:مش عارفه البت دى هتكبر وتعقل أمتى.
تبسمت يسريه قائله:أحلى حاجه فى سهر طفولتها.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالفيوم بمزرعة عمار
بين ألأشجار
سار 
عمار وجوارهُ تلك المهندسه هديل 
نظرت الى النباتات بأنبهار قائله:بابا قالى أن مزرعتك،من أكتر مزراع المنطقه أنتاج،واضح أنك بتستخدم الأساليب الزراعيه الحديثه،وكمان شايفه مُعدات،وآلات زراعيه متطوره،يا ترى بقى بتستخدم الهرمونات والمواد الكيماويه .
رد عمار:أنا فعلاً بستخدم الأساليب الحديثه،بس مش بستخدم لا الهورمونات،ولا المواد الكيماويه الضاره،لسببين،
أولاً،الهرمونات دى،مضره بالنباتات،نفسها،بتقلل مدة أنتاجها،ممكن تكون،بتعطى أنتاج كبير،بس بيبقى لمده صغيره،والسبب التانى،علشان تربة الأرض هنا نفسها قويه،فالمواد الكيماويه ممكن تجيب أثر عكسى،وتحرق النباتات.
نظرت هديل له بأعجاب قائله: تعرف أنى معرفش أنت دارس أيه؟بس أعتقد دراستك مرتبطه بالزراعه،هندسه زراعيه مثلاً.
تبسم عمار قائلاً: للآسف تخمينك مش كله صح ،أنا دارس دبلوم زراعه.
ذُهلت هديل قائله:دبلوم زراعه،بس عرفت المعلومات دى منين؟
رد عمار:دى خبره،ورثتها من جدى الله يرحمه،هو كان بيحب الأرض،والزراعه،وأنا طلعت زيه،بس ميمنعش أنى بستعين بخبرات من مهندسين زراعين، عندهم خبره،فى الزراعات والأساليب الحديثه،فى هنا مهندس خاص للمزرعه،مسئول قدامى عنها.
تبسمت له هديل قائله: هسألك سؤال لو هتعتبره سؤال شخصى، ومش عاوز ترد براحتك، عرفت من بابا أنك متجوز،يا ترى مراتك،بتشتغل.
رد عمار:عادى هرد على سؤالك،أنا فعلاً متجوز،ومراتى بتشتغل،بس بتشتغل فى البيت بس،هى مش محتاجه للشغل.
ردت هديل:وهى الست متشتغلش الا اذا كانت محتاجه للشغل،وفين كيانها فى المجتمع.
رد عمار:دى وجة نظرى،طالما الست مش محتاجه للشغل،يبقى تشتغل ليه،وكيانها محفوظ،أكتر من الى بتشتغل،لانها مش هتتعرض لمضايقات،الشغل،سواء مع زمايلها أو المواطنين،فبالتالى بيتها أولى بيها.
نظرت له هديل متعجبه تقول:بس أنا مش مع وجة نظرك،بختلف معاك،أن الست الى بتشتغل،ولها كيان خاص،بتعرف توازن أمورها كويس ما بين بيتها،وعملها،وكمان،هتربى أولادها بشكل أفضل،بسبب أختلاطها،بين الناس هتكسب خبرات تنفعها،هى وولادها.
تحدت عمار: تقدرى تقولى عليا،مش متحضر،فى الحته دى،يعنى أنا عندى أختين بنات،خلصوا تعليمهم،وجامعات،بس لما أتجوزوا هما أختاروا بيوتهم،وكذالك بنت عمى.
ردت هديل:يعنى لو بنتك فى يوم جات وقالتلك عاوزه أشتغل يا بابا هتعارضها،لانها مش محتاجه تشتغل؟
رد عمار:أنا معنديش أولاد،وبصراحه مفكرتش،فى كده،بس وقتها لكل مقامٍ مقال.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد آذان المغرب بمنزل سهر.
أخذ وائل مفاتيح منزل خاله من والداته،وذهب.
بعد قليل كان يقف يفتح  باب المنزل،ودخل إليه،ليسمع،رنين هاتفه.
أغلق الهاتف سريعاً وتوجه الى باب المنزل،وفتحه،لتدخل غدير سريعاً،تُغلق الباب خلفها.
شعرت بالأرتعاش،والتوتر والخوف، لدقائق،ثم تمالكت نفسها،ونظرت ل وائل قائله:بصعوبه على ما عرفت أخرج من البيت ماما مكنتش عاوزانى أخرج،دلوقتي لازم ننفذ الحزء التانى من الخطه،وهو أنى أسيب تليفونى مفتوح،علشان لما ماما تستغيبنى أكيد هتطلبنى،عالموبايل،ووقتها مش هرد عليها الليله،بس أنت هتروح وتسيبنى هنا فى البيت ده لوحدى.
رد وائل:لأ هفضل هنا،وأنتى البيت فيه أوض كتير،تقدرى تقفلى على نفسك أى أوضه بالمفتاح وأطمنى،أنا عندى أختين بنات.
تبسمت غدير قائله:تفتكر لو مش مطمنه لك وعندى ثقه فيك كنت هقولك تخطفني،أنا بس كنت بسألك.
........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالفيوم
رغم أن الطقس شتوى،لكن كانت السماء لحد ما صافيه،وبها بعض النحوم،وهلال صغير،بالسماء 
كان عمار ينام على فراشه ينظر للسماء من خلف ذالك الشباك الزجاجى،وهنالك ضوء خافت بالغرفه،أغمض عينهُ لدقائق،ليرى وجه سهر،آتى الى مُخيلته،فتح عيناه سريعاً،ونهض من على الفراش،ووقف خلف الشباك،ينظر الى الظلام،أمامه،ثم رفع رأسه الى السماء رأى تلك النجوم التى تشُق عتمة السماء،ذالك الهلال الصغير أيضاً،جذب الستائر،لتختفى السماء،ثم عاد للفراش نائماً،وأتى بعلبة سجائرهُ،وأشعل أحداها،زفر دخانها، من فمه،لكن عادت سهر لخياله،،زفر دخان السيجاره مره أخرى،وتبسم وهو يتذكر،يوم أمس،حين رأها.
فلاشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باك.
قبل العصر بقليل 
دخل عمار الى منزل يوسف،وسأل والداته عليه،فأجابته أنه صعد الى شقته،لتبديل ملابسه،فقال لها أنه سيصعد له.
صعد عمار الى شقة يوسف 
فتحت له أسماء،مبتسمه،ترحب به 
لكن رأى خروج يوسف من غرفة النوم،وهو يُكمل أرتداء ملابسه،ويتحدث بتذمُر قائلاً:
أنا مش عارف،أنا شغال أيه فى البيت ده بالظبط،أى حاجه تبوز،صلحها،يا يوسف،أنا جاى من المحكمه هلكان،ومصدع،من المُرافعات.
ضحك عمار عليه قائلاً:يا عينى عالرجاله،مالك بتندب زى النسوان ليه؟
تحدث  يوسف قائلاً:أسأل بنت عمك؟
نظر عمار لأسماء قائلاً:فى أيه يا أسماء،ماله ده؟
ضحكت أسماء قائله:كل المندبه دى،بسبب بقوله الدش الأشاره فاصله،والقنوات ضايعه،وبقوله،أطلع أعدل الكامه،بتاع الدش عملى المندبه دى كلها.
ضحك عمار يقول:هو ده السبب،فى ضيقك.
رد يوسف:مش بس ده السبب،بنت عمك،معتبرانى،الهيرو الى يعرف فى كل حاجه،حنفيه أتكسرت صلحها،يا يوسف،دا حتى السجاد،تغسله،وتقولى خد طلعه عالسطح ينشف يا يوسف،أقولها،فى أختراع أسمه المغسله،ودى السجاد فيها هيتغسل،وهتريحى نفسك وتريحينى معاكى،تقولى المغسله مش بتنضف السجاد كويس زيي،وماما معاها عالخط،عندك أنا النهارده كان عندى تلات قواضى فى المحكمه،وراجع دماغى هيفرتك،يادوب داخل الشقه،لقيتها واقفه بأبتسامه حلوه،قولت يا سلام،ملحقتش،لقيتها بتقولى قنوات الدش فاصله،أكيد بسبب كامة الدش أتحركت،والأشاره راحت بسبب موجة الهوا،والشتا اليومين الى فاتوا أطلع أعدل الكامه.
ضحك عمار قائلاً:مش راجل البيت،ودى من مسؤلياتك،خلاص متزعلش خليك أنت وأنا هطلع عالسطح أعدل الكامه،وخليك أنت هنا،وقولى الأشاره جت ولا لأ.
تبسم يوسف قائلاً:كنت فين يا راجل من زمان تساعد أخوك،يلا أطلع وأنا هنا لما الاشاره تجى هقولك أثبت على كده،ولا أقولك،شوف تواجيه،الكامات عند الجيران،ووجه الكامه بنفس الأتجاه.
ضحك  عمار قائلاً:وأنت هتعمل أيه؟
رد يوسف:هستناك لحد ما تنزل.
تبسم عمار قائلاً:أنا طالع،وأما الأشاره تجى قولى.
أماء يوسف برأسه 
صعد عمار الى السطح،وبدأ بتعديل كامة الدش الى أن قال له يوسف أن الأشاره أتت عليه البقاء بنفس الأتجاه،فعل عمار ذالك،وكان سينزل من على السطح لكن لفت نظره 
تلك التى تحمل بين يديها صنية طعام،ورأى أخرى معها،سهم لدقائق ينظر لها،بتلك المنامه الطفوليه التى ترتديها،فهى ترتدى منامه من اللون الأصفر،بها بعض الرسوم الكرتونيه،كما أن المنامه،لها قُبعه،تغطى بها شعرها المرفوع،وفوق القبعه كانت تربط حجاباً،بطريقه عشوائيه 
وضعت صنية الطعام أرضاً،وجلست  جوار تلك السيده،جلسن يتناولن الطعام،،لكن آتت نسمة هواء قويه،فأطارت الطرحه من على رأسها،وقبعة المنامه عادت للخلف،قليلاً،لتطير بعض خُصلات شعرها،لكن هى نهضت سريعاً،وذهبت بأتجاه الطرحه،وأخذتها،وربطتها بأحكام على رأسها،وظلت واقفه بالمقابل له،لابد أنها رأته،ووقفت لتلفت نظره،لكن بعد دقيقه عادت تجلس،وهذه المره وجهها بالمقابل له،رغم أن هذا ليس سوى،تخيل منه،فهى بالأساس لم تراه 
فالحقيقه هى 
قبل دقايق
صعدت سهر بحذر وهى تحمل تلك الصنيه الموضوع عليها الطعام،قابلتها جدتها،بالقرب من السلم قائله بمزح،وهى تمسك بالصنيه:
كتر خيرك،أنك عرفتى توصلى بالصنيه لهنا،من غير ما تقع منك.
نظرت لها سهر بتذمر،مصطنع:حتى أنتى يا تيتا،مش كفايه ماما.
ضحكت يسريه قائله:لو مش وجع رجلى،وخوفت لا الصنيه تقع من ايدى،وأنا طالعه عالسلم مكنتش تعبتك،يلا أنا فرشت سجاده عالارض،ساعدت يسريه سهر بوضع الصنيه على السجاده،جلست سهر،لدقيقه،لتأتى نسمة هواء،تطير من على رأسها الطرحه،فنهضت سريعاً،تأتى بها،ووقفت تربطها وهى تستمع لحديث جدتها التى قالت 
الشمس النهارده،حلوه،ندفى شويه منها،تطلع الرطوبه من جسمنا.
تبسمت سهر قائله:دى ماما بتضايق منى قوى لما أقعد فى الشمس،تقولى بتسمرك غير ان شمس الشتا بتجيب صداع،مع ان مرات عمى السلطانه هويام،طول الشتا تنزل تقعد فى الشمس مع تيتا آمنه،وعمرها ماجالها صداع،دى هى تجيب للصداع،صداع،تعرفى أنى مرتاحه منها هى والبت مياده،ولا أما أسكت،البت دى بتجى عالسيره. 
قالت سهر هذا ووضعت يدها على فمها،لتصمت،ثم جلست بالمقابل لجدتها،تتحدث معها،بمرح ،دون أن ترفع وجهها،وترى ذالك الذى مازال واقفاً ينظر لها،ويعتقد أنها تتعمد لفت نظره 
لكن فى ذالك الأثناء،صعد له يوسف،سمعه عمار لينتبه،ويفتعل أنه يتحدث بالهاتف،ليغلقه بعد أن أقترب يوسف الذى قال له بتكلم مين،أيه الى موقفك هنا،يلا ننزل حماتك وأسماء،بعد أشارة الدش ما رجعت،رضيوا علينا وحضروا لنا غدا سوا،يلا تعالى ننزل قبل الأكل ما يبرد،وتقولى سبب الزياره الكريمه دلوقتى أيه.
نظر عمار بناحية سهر مره أخيره ورأها تشوح بيدها، فأعتقد أن جدتها،نزلت وتركتها،فتغاضى عن ذالك
ونزل،خلف يوسف،ودخل معه الى غرفة السفره،وجد الطعام موجود،فتحدث قائلاً:فين أسماء وحماتى مش هيتغدوا؟
رد يوسف:لا دول صايمين.
أبتسم عمار قائلاً:طب وانت مش صايم زيهم ليه؟
رد يوسف:أصوم أيه انا بصوم رمضان بالعافيه،دا لو زاد يوم عن الشهر مش هصومه،خلينا فى الغدا،وقولى سبب الزياره أيه.
ضحك عمار قائلاً:طبعاً قريت عن مشروع الحكومه،بتاع أستصلاح المليون فدان،عاوزك تسألى عنه،ناوى أستثمر فيه،وعلى ما أعتقد عندى شك يكاد يكون يقين،أن ده سبب طلب اللواء ثابت ليا،وانه يقابلنى،عاوز أعرف كل حاجه عن المشروع ده،أطلبى الموظف الى فى وزارة  الزراعه والاستصلاح 
ده معرفتك ولا أقولك بعد الغدا نروح له،،نفهم منه،أهو زيادة معرفه.
رد يوسف:ماشى،نتغدا ونروح له،بس قولى،أيه سبب ثقة اللواء ثابت فيك،علشان تتوقع أنه هيعرض عليك الموضوع  ده  ؟
رد عمار:اللواء ثابت عنده ولد كان عنده شركه للمضاربه فى البورصه،وكان تقريباً غلط،وخسر العملاء بتوعه،ووقتها أتعرض للسجن،وفى من العملاء كان ممكن يقتله،بس طبعاً،اللواء ثابت ده أبنه،فوقف جنبه،وطلب منى مبلغ كبير،وقالى انه ممكن يكتبلى جزء من مزرعته،قصاد المبلغ ده،ووقتها أنا رفضت،وقولت له قدامه فرصه يسدد المبلغ من أيراد أرضه،وأنا مش مستعجل،وهو من وقتها شايلها جميله،دا حتى رجالته،هما الى بيحموا،مزرعتى الى هناك،من الجار المجرم،مع الوقت سددلى المبلغ،وكذا مره ساعدنى،فى شراء أراضى من الحكومه،بتبقى عرضاها للبيع، وأكيد مشروع المليون فدان هو خد خبر عنه.
عودهــــــ
عاد عمار من شروده،وهو مازال يفكر فى سهر،لكن سُرعان ما لام نفسه قائلاً:
جرى أيه يا عمار،فيها أيه البت دى مختلف عن غيرها علشان تشغلك،وكمان دى شكلها عيله صغيره،و شكلها بتتسلى،علشان توقع لها عريس،فوق يا عمار،مش عمار زايد الى توقعه عيله صغيره بتتسلى.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

بمنزل عمار، أصبح الوقت يقترب من العاشره، ولم تعود غدير. 
كانت فريال تشعر،القلق والخوف،فتحت هاتفها تتصل على هاتف غدير،يُعطى،رنين للنهايه،ولا ترد، عادت فريال الإتصال لكن نفس الشئ، أنتباها القلق الشديد، من ذالك، فوجئت، بخديجه أمامها تقول: 
العشا جاهز، فين غدير، طلعت تنام. 
أرتبكت فريال قائله بتعلثم: ها لأ معرفش. 
ردت خديجه: هبعت لها أحمد يخبط عالشقه، ويقولها، تنزل تتعشى، هروح أقول لأحمد. 
تركت خديجه فريال التى يزداد شعورالقلق عندها، لما لم تعود غدير من الصيدليه، الى الآن، فبين الصيدليه والمنزل، عشر دقائق فقط، ماذا تفعل، ما سر رنين الهاتف، ولا ترد عليه غدير. 
جائت أليها حكمت قائله: فريال، العشا اتحط عالسفره، مش هتتعشى، ولا أيه؟ 
ردت فريال: لأ جايه وراكى أهو أسبقينى. 
وقفت فريال تُعيد الأتصال، لكن نفس الشئ، ماذا تفعل الآن، هنالك شئ حدث، لكن ما هو، وكيف ستخبر من بالمنزل، عن عدم وجود غدير، بالمنزل، حسمت أمرها، وذهبت الى غرفة الطعام، وجلست مكانها على السفره، بعد ثواني، عاد أحمد قائلاً: 
خبطت على شقة عمو سليمان كتير، ومحدش رد عليا، يمكن غدير نايمه. 
ردت عليا قائله: بس غدير مش فى شقتنا، أنا نازله مبقاليش خمس دقايق، ومكنتش فى أوضتها، فكرتها هنا. 
نظرت لها فريال، ودت أن تصمت، لكن 
تحدث سليمان قائلاً: طب طالما هى هنا مجتش ليه تتعشى، معانا. 
ردت خديجه: لأ غدير، مش هنا فى الشقه دى من بعد آدان المغرب مشفوتهاش قولت طلعت شقتكم. 
نهض سليمان من على الطعام قائلاً: قصدكم أيه، فين غدير؟ 
قال سليمان هذا وهو ينظر لفريال، التى أرتبكت، وحاولت الحديث، لكن لم تقول كلمه، مظبوطه،سوى:يمكن فى الجنينه.
ردت أبنة خديجه،قائله:لأ أنا كنت بلعب أنا وأحمد فى الجنينه بعد المغرب وسمعت غدير، بتتكلم فى التليفون،بتقول:عشر دقايق وأكون عندك يا وائل،وبعدها شوفتها طالعه من البيت،بس هى مشافتنيش علشان كنت مستخبيه من أحمد.
نهض سليمان قائلاً بزعيق:فين بنتك يا فريال،ومين وائل ده كمان؟
تعلثمت فريال،قائله:والله ما أعرف مين وائل،الى منى  بتقول سمعتها بتكلمه،هى طلبت منى تروح للصيدليه،تشترى،شويه حاجات خاصه للبنات،وأنا سمحت لها،وبعدها أتشغلت فى تحضير العشا.
نهض الجميع من على طاولة الطعام،وتحدث مهدى قائلاً:خلونا نهدى شويه،ونفكر،يمكن تكون،رجعت،وفى اى مكان فى البيت،البيت كبير،يلا الكل يدور.
ذهب كل منهم فى اتجاه يبحث عنها،بينما خديجه،زغدت بنتها قائله:أيه الى خلاكى تتكلمى يا حيوانه،مش قولت قبل كده،أى حاجه تسمعيها،أو تشوفيها،متقوليش لحد غيرى عليها،حسابك معايا بعدين،دلوقتي أقعدى كُلى أنتى وأخوكى،ومتتحركوش من مكانكم لحد ما أرجعلكم.
ذهبت خديجه هى الاخرى تبحث بأرجاء المنزل،ليعود الجميع الى غرفة المعيشه،والجميع أيقن أن غدير،ليست بالمنزل،
وقف سليمان،يتصل على هاتف غدير،الذى يرن،ولا رد،لاكثر من مره،أغلق،سليمان الهاتف،ونظر،الى فريال قائلاً:بنتك راحت فين يا هانم،وأزاى تسيبها تخرج،بعد المغرب.
لم ترد فريال،التى ترتجف،من ناحيه خوفاً،على أبنتها،أن يكون أصابها مكروه،ومن ناحيه أخرى من نظرات سليمان لها المرعبه.
حاولت خديجه تهدئة الوضع قليلاً قائله:أهدوا،يا جماعه،خلونا نفكر،مش يمكن راحت لعند جدتها،والتليفون بعيد عنها،أو عملاه صامت .
نظر سليمان ل خديجه قائلاً:هروح أشوفها عندها، حتى لو كانت عندها هتبقى ليلتها سوده.
قال سليمان هذا،ونظر،الى فريال قائلاً:أدعى أنى ألقاها عند جدتها،لأن لو ملقتهاش عندها،مش هيكون لها عندى غير موتها.
إرتعبت فريال، من قوله، جائت الى جوارها حكمت قائله: أنتى  قولت لها حاجه تزعلها؟ 
ردت فريال: لأ، هى من يوم ما اااا
تذكرت فريال، حديث غدير، لها منذ بضع أيام  بعض رفضها، لذالك العريس، لكن نفضت عن رأسها، وصمتت. 
تكلمت حكمت بأستفسار: من يوم أيه، وقفتى مكملتيش كلمتك ليه؟ 
ردت فريال: مفيش. 
......ــــــ
بينما بذالك البيت 
حين نظرت غدير،الى شاشة هاتفها،و رأت أسم والداها أرتجف جسدها بشده،فرمت الهاتف على الفراش،ويدها ترتعش.
بينما بالدورالأسفل فى ذالك المنزل، كان يتكئ وائل على أحد الأرائك، وفزع حين سمع صوت هاتف، يرن كثيراً، حسم قرارهُ، وصعد الى أعلى، وقام بالطرق على باب الغرفه، 
فتحت غدير. 
تحدث وائل  قائلاً: تليفونك مش مبطل رن، 
ردت غدير: أكيد زمانهم فى البيت عرفوا أنى مرجعتش من الصيدليه. 
رد  وائل  نادماً: كان غلط الى عملناه، أنا مش عارف رد فعلهم، هيبقى أزاى. 
نظرت له غدير قائله: من أولها كده ندمان، لو خايف، أنا أقدر أرجع لهم، وأتحمل غضبهم، وبالمره، وقتها يمكن عمار، يوافق يتجوزنى. 
نظر لها وائل  قائلاً: غدير، بلاش أستفزاز، أنا مش حكاية خايف، بس كان ممكن نلاقى  طريقه تانيه، غير، حكاية الخطف دى، بس احنا الى مفكرناش. 
ردت غدير: تفتكر أنى مفكرتش كفايه، بلاش كلمة ندمان دى، وأنا متأكده، أنهم هيرضخوا لطلبك بالجواز منى غصب عنهم. 
نظر لها وائل، يشعر بندم، وخوف يتسلل إليه، أن تكون نتيجة تلك الخطوه، صعبه وقويه. 
......ـــــــــــــــــــ 
بالعوده الى منزل زايد 
عاد سليمان ومهدى، معاً
تحدث سليمان  بهيجان وهو ينظر، الى فريال: فين بنتك، بنتك مش عند جدتها، قربنا على نص الليل، وبنتك منعرفش طريقها، قوليلى، لو تعرفى مكانها. 
ردت فريال  برجفه: وأنا هعرف مكانها منين أنا  قولتلكم أنها طلعت للصيدليه. 
نظر مهدى الى عليا قائلاً: عليا، غدير، مقالتش ليكى على حاجه، قبل اما تخرج أو كده؟ 
ردت عليا: لأ يا عمى، وحتى غدير، مش بتصراحنى بأى شئ عنها، وانا طول الوقت مشغوله  بدراستى، وهى من يوم ما خلصت دراستها، وأنزوت بعيد عنى. 
كان سليمان يشعر بنيران، يود أحراق، فريال، نظراته لها ناريه. 
تحدث مهدى قائلاً: هتصل على عمار، يرجع من الفيوم، يمكن يعرف يتصرف. 
رد سليمان: لأ بلاش خلينا للصبح، يمكن ترجع، أو يظهر، دليل يدلنا علي مكانها. 
قال سليمان  هذا، ونظر الى فريال، وأكمل حديثه قائلاً: أو تظهر جثتها، ونرتاح منها. 
.......... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع آذان الفجر الأول 
بمنزل سهر 
دخل الى الشقه، علاء عائداً، من المشفى. 
لفت نظره نور غرفة سهر المُضاء 
تبسم قائلاً: أكيد ماما، راحت، صالحت سهر، ورجعت، أما أدخل أشوف سبب لسهرها لحد دلوقتي. 
وقف علاء  أمام باب غرفة سهر، يطرق الباب. 
دخل بعد أن سمحت له سهر بالدخول
دخل مبتسماً  يقول: 
حمدلله عالسلامه، رجعتى هنا أمتى 
تبسمت  سهر  قائله: بعد العصر  ماما جت عند تيتا  يسريه، وصالحتنى، ورجعت معاها. 
تبسم  علاء: متأكده  أنها صالحتك، ولا أنت شوفتيها عند تيتا، جيتى معاها. 
نظرت له سهر، بتذمر قائله، بتأكيد: لأ هى صالحتنى، وبعدين أنت جاى من المستشفى، تكذبنى. 
ضحك  علاء: لأ أنا مش مكذبك أنا عارف قلب ماما، متقدرش على زعلك، بس أيه الكتب الى على السرير، دى كلها، وكمان الأبتوب بتاعى أيه الى جابه هنا،الابتوب بتاعك إتصلح بسرعه كده، مش كنتى بتقولى أن فى مركز الصيانه قالوك فيها أسبوع على ما يصلحوا الابتوب؟ 
ردت سهر: هما فعلاً  كانوا قالولى كده، بس الواد حازم له صديق بيشتغل فى المركز ده، ووصاه يصلحه بسرعه، وكويس جه فى وقته، خلاص  أمتحانات نص السنه من أول الاسبوع الجاى، وأنا سهرانه بذاكر، وكمان، بحول الملفات والبرامج الى كنت بعتها عالابتوب بتاعك، للابتوب بتاعى من تانى، خلاص تشكر، أجاملك أما الابتوب بتاعك  يهنج. 
ضحك  علاء  قائلاً: دى آخرتها، عاوزه الابتوب بتاعى يهنج، بس أيه الواد حازم ده جمايله كتير،يا بنتى فكرى،الواد حازم،أبوه،بيشتغل مقاول مع شركات إنشائيه كبيره،بيساعدهم فى التشطيبات،وميسورين الحال،ده حتى كلمنى،قبل كده.
ردت سهر:قولتلك لأ هو مش أكتر من صديق بالنسبه ليا، أنامش بفكر أتجوز دلوقتي،والله لو فضل عند موقفه،وقت ما تجى فكرة الجواز فى دماغى،أبقى أفكر فيه،أنما دلوقتي،لأ.
تبسم علاء قائلاً:خلى البت مياده تتجوز،قبلك بالك البت دى عاقله،ودماغها،أكبر من سنها،أتعلمى منها الدردحه،شويه.
تبسمت سهر قائله:قصدك أتعلم منها قلة الأدب،دى مش بتفكر غير فى الجواز،عاوزه تتجوز قبل أخوها ما يتجوز خايفه تجى مراته تتحكم فيه،وتقسيه عليها أكتر،بس هو مش محتاج حد يقسيه على إخواته،كفايه الى بتزرعه فيه السلطانه هويام،زى ما يكون مخلفتش غيره،وبناتها ملهمش قيمه عندها،والواد وائل،واخد قلم فى نفسه مفكر نفسه شخصيه،وهو تافهه،والله لو مش بابا الى أتوسطله فى شركة الصيانه،كان زمانه صايع عالقهاوى،لأ والى يغيظك هويام مفكره أنى ممكن أبص له،هبص له على أيه على لون عنيه الزرقه،ده من كتر آكل البرسيم،يعنى فى الآخر حمار.
ضحك علاء بشده قائلاً:أه لو هويام تسمع رأيك فى أبنها،كانت أكلتك برسيم عالريق.
ضحكت سهر قائله:تصدق أنى جعانه،وخايفه أدخل المطبخ،وأمك تصبح تزعقلى،وتطردنى تانى،وتيتايسريه هتسافر عند خالتك نشوى،ووقتها أروح فين؟
ضحك علاء قائلاً :الخوف بالعين،هقوم أجيب لنا،آكل،أنا وأنتى،أهو أكسب فيكى ثواب.
نظرت له سهر بإمتنان،وهو يتجه الى باب الغرفه،وترك الباب مفتوح. 
بعد قليل عاد علاء،يحمل صنيه،قائلاً:لقيت فى التلاجه،مجموعة جبن،ولانشون،وعيش عملت لنا كام سندوتش،وكوبيتين شاى،ومبهدلتش المطبخ،زى ما أنتى بتعملى،يا بنتى،أمتى هتتعلمى،مش هقول أفرضى أتجوزتى،هقولك أفرضى،سافرتى لأى مكان،وملقتيش حد يخدمك هتعملى أيه،هتعيشى عالديلڤرى.
نهضت سهر من على الفراش،وأخذت أحد السندوتشات،وقطمته قائله:جبتها من الآخر،يعنى بتوع الديلڤرى هياكلوا عيالهم،أهم يسترزقوا.
ضحك علاء قائلاً:أختى بتحب الخير للناس،قلبها،طيب،يا بنتى،أنا لما ببقى فى أسوان،بخدم نفسى،بنفسى،وده الى علمنى الاعتماد على خدمة نفسى.
ردت سهر:آه فكرتنى،بأسوان،والتمر،بتاع أسوان،هتروح السنه دى،ولا أيه؟
رد علاء:آكيد،بعد عشرين يوم كده،هكون خلصت أمتحانات نص السنه،وبعدها هسافر،أسوان،الدكتور محمد بلغنى النهارده،وقالى أستعد زى كل سنه،قال علاء هذا،وشرد قليلاً،فى تلك الفتاه التى ألتقى بها صباحاً،وتبسم بتلقائيه.
نظرت له سهر قائله:أيه سر البسمه الى على وشك دى، ما طبيعى الدكتور محمد يرشحك، أنت بتشتغل تحت أيده، فى أى مستشفى بيشتغل فيها، بتشتغل ممرض، معرفش ليه، مع إنك  فى كلية الطب؟ 
رد علاء: كتر خيره لو مش واسطته، مكنوش هيقبلونى، حتى ساعى فى أى مستشفى، أهو بزيد خبره، وبطلع بجزء من مصاريفى، بخف شويه عن بابا، وماما. 
تبسمت  سهر  قائله: على رأيك، عندك دم، وأنا كمان مش بصرف على حاجه مش محتاجاها،أو أقدر أستغنى عنها، وعاوزه أخلص الدراسه وأشتغل علشان أخف مصاريفى من عليهم، أنت مفكر الفلوس  الى جبتهالى الصبح، من تيتا، لأ متأكده، أن ماما هى الى أديتها، ل تيتا،  تيتا يادوب معاشها بيقضيها، غير، أنها بتدى فلوس لمرات عمك تسد حلقها، عن عمك، طب ما بابا موظف زى عمى،وكمان عمى مرتبه  أكبر من مرتب بابا، والحمدلله   مكفينا، هتقولى مرتب ماما بيساعد معاه، هقولك، مش طول الوقت، ماما بتساعد من مرتبها،لما تكون حاجه زايده ، بس ماما بتعرف، توازن إحتياجاتها مع إمكانياتها، إنما مرات عمى، عاوزه تعيش فى بريستيج خاص بها، وبعد كل الى تيتا بتعمله معاها، مفيش مره أعترفت بفضلها، ودايماً، تقول، ربنا يخليلى أخويا، هو اللى  بيساعدنى فى تربية عيالى، لو مش خيره عليا مكنتش عرفت أجهز بنتى، وأجوزها، تعرف أنا  نفسى تجى لها مرات إبن من نفس فصيلتها كده نكارة خير، وتعلمها الأدب، بعدين فُكك من السيره دى، وأنت راجع من أسوان، متنساش، تجيب ليا كام كيلو تمر من هناك، ومتنساش تجيب لماما بُهارات. 
ضحك  علاء  قائلاً: الى يسمعك بتقولى عالبُهارات، يفكر أنكِ بتعرفى فى أنواعها، ثم وقف وقال بتباهى: بذمتك شاب،طول وعرض زيي كده كلها سنه ويتخرج، ويبقى دكتور، يمشى فى السوق يشترى، تمر، وبُهارات. 
ضحكت  سهر، ونهضت واقفه ثم تعلقت على ظهره قائله بمرح: وتشلنى على ضهرك كمان، كده. 
ضحك  علاء  قائلا بمرح هو الآخرً: أنتى تقلتى كده ليه، أرحمى، نفسك شويه، روحى الچيم ألعبى رياضه، بعد كده مش هتدخلى من الباب. 
نزلت سهر من على كتفه، ووقفت على الفراش، تتباهى قائله: أنت الى بقيت خيش وقش، الچيم ده لأمثالك، أنما أنا الحمد لله، عودى مظبوط، لا تخينه، ولا رفيعه، أنا فى الوسط، وبزين أى لبس ألبسه. 
ضحك  علاء عليها، وقال: لأ بعترف، أنتى عود مظبوط، تضربى هيفا واليسا على عنيهم. 
ضحكت تقول، من دول جنب، عودى المظبوط على الاقل أنا كله طبيعى، مش زى الكاوتش، كله نفخ. 
ضحك  قائلاً: أستنى أصورلك ڤيديو، هتوحشينى وأنا فى أسوان. 
تبسمت  قائله: طب أستنى أهندم نفسى شويه. 
بعد ثوانى  قالت له: ها جاهز للتصوير، يلا 
بدأ علاء فى تصويرها، بوضعيات مختلفه ومُضحكه، يوجهها بها
ليقول لها: يلا بقى أدينى كتف هيفاء كده، وشوية أغراء 
فعلت سهر مثل ما قال، لتكشف كتفها،لتظهر ملابس أخرى. 
ليضحك علاء قائلاً: 
لابسه بيجامتين فوق بعض،وفوقهم كمان روب، أه لو ماما،،،
لم يُكمل علاء قوله، وهو يرى الباب يفتح عليهم، ليسمعوا من تقول له بضيق: 
ما هى لو أيدها بتحرقها، فى الغسيل مكنتش هتلبس بيجامتين، وروب كمان، كأننا فى الإسكيمو، وبعدين مين فيكم الى دخل المطبخ؟ 
صمتت سهر، وهى تُخفى بسمتها. 
رد علاء: أطمنى يا ماما أنا الى حضرت لنا سندوتشات، يعنى هتلاقى المطبخ مترتب، زى ما سيبتيه. 
تنهدت  نوال قائله: والله المثل بيقول: الى عندها بنيه، تعيش عيشه هنيه، أنا من يوم ما خلفت الحيوانه  دى مشوفتش الهنا بعنيا
ضحك  علاء، بينما غضبت سهر قائله: أهو بتغلطى فيا، وترجعى بنفسك تصالحينى تانى، بس أنا مش هسيبلك البيت تانى، هروح أشتيكيكى لتيتا آمنه، وأوقع فيكى لها، وهى تعمل عليكى حما قويه، وتجيبلى حقى منك. 
قالت سهر هذا، ونزلت من على الفراش، وتوجهت الى غرفة جدتها، بينما علاء ونوال أنفجروا بالضحك،على تلك الطفوليه،التى عادت لهم بعد لحظات قائله:
لقيت تيتا نايمه مرضتش أصحيها،بس من هنسى وهقولها،هى هتصحى بعد شويه،صغيرين،علشان تصلى الفجر وهقولها تدعى عليكى،وهى بتصلى،إن ربنا،يرزقك بمرات إبن  تعاملك بنيتك تخلص منك الى بتعمليه فيا. 
ضحكوا أكثر عليها،وقالت نوال: والله ربنا لو رزقنى بمرات إبن بنيتى،ومعاملتى معاكى، يبقى هيبعتلى ملاك. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد صلاة الفجر
بمنزل زايد 
لم ينام أحد بالمنزل، سوا ذالك الطفلان 
أحمد ومنى
الجميع على أعصابه المشدوده
تحدث سليمان قائلاً: بقينا بعد الفجر، والنهار قرب يطلع مفيش أى خبر عن غدير، والغريب بنطلبها تليفونها بيرن ومش بترد، أو أى حد تانى يرد علينا،يقول حتى خبرها. 
حاولت حكمت تهدئته قائله: أتفائل بالخير. 
رد سليمان: أى خير، المثل بيقول الخبر الرضى بيجى عند صاحبه ويوقف، أنا عقلى هيشت انا لو مش خايف من الفضايح، كنت   بلغت الشرطه،عن أختفائها.
رد مهدى قائلاً: الشرطه مش هتتحرك قبل أربعه وعشرين ساعه،خلينا نفكر،أفتكرى كده يا فريال،وكمان أنتى يا عليا،متعرفيش لها صحبات ممكن تكون راحت عندهم،بعدين رنين التليفون ده غريب، لو مخطوفه،على الأقل الى خاطفنها كانوا هيردوا،عليه،ويقولوا طلباتهم،ولو التليفون وقع أو ضاع منها كان الى لقاه رد برضوا،فى شئ غريب،خلينا نتصل بعمار،نقوله يجى،يمكن يعرف يتصرف،ويفكر،فى شئ أحنا منعرفوش،وكمان له أصدقاء فى الداخليه ممكن يفدونا.
صمت سليمان،وذهب خلف مهدى للخارج .
بينما
كانت فريال جالسه تبكى بشده،وترتجف،وتجلس لجوارها خديجه،تحاول التخفيف عنها،ثم تذكرت قول أبنتها حين قالت سابقاً أنها سمعت غدير،تتحدث على الهاتف،مع وائل.
فقالت ل فريال بتذكر:أنتى كنتى قولتيلى من كام يوم ،أن غدير،كان متقدم ليها عريس،تقريباً من عيلة "عطوه" 
وأنها بعد ما رفضتوه،كانت لامت عليكى،ودى أول مره تحصل وتلوم غدير عليكى،بعد ما ترفضى عريس،هو العريس ده كان أسمه أيه؟
ردت فريال ببكاء:مش فاكره،هو متقالش أسمه غير مره واحده بس قدامى.
راجعت حكمت التى تجلس جوارهن ذاكراتها وقالت:
أستنى أنا هفتكرلك أسمه،أيه،أيه؟
الست آمنه تقريباً قالت:المهندس وليد،لأ مش وليد،يمكن وحيد،مش فاكره بس هو على نفس الأسمين دول.
قالت خديجه:وائل 
ردت حكمت بتذكر:أه وائل.
أبتلعت خديجه ريقها،وصمتت.
تحدثت حكمت قائله:بس بتسألى ليه؟
ردت خديجه:ولا حاجه،بس بسأل.
فى ذالك الأثناء 
بحديقة المنزل،
وقف كل من سليمان،ومهدى،الذى يضع الهاتف على أذنه،يسمع رنين الهاتف،
لكن سُرعان ما رد عليه الطرف الآخر 
قائلاً:
خير،يا بابا بتتصل عليا بدرى قوى كده ليه؟
تنحنح مهدى قائلاً:معليشى صحيتك من النوم،بس فى حاجه حصلت ولازم تبقى موجود معانا،ضرورى.
رد عمار:لأ أنا كنت صاحى،بس خير،أيه الحاجه دى،يارب تكون خير.
رد مهدى:للآسف مش خير،غدير،خرجت من أمبارح المغرب،ولغاية دلوقتي مرجعتيش،والأغرب،بنطلب على تليفونها،بيرن ومفيش رد،وعمك عقله هيطير،منه،ومش عارفين نعمل،أيه،بفكر نبلغ البوليس.
رد عمار سريعاً:لأ أستنى،يا بابا،أنا هجهز،ومسافة السكه هكون عندكم عالضهر كده،بلاش أستعجال،فى التصرف،يمكن تكون عند واحده من صحابها،يلا سلام.
أغلق مهدى الهاتف،ونظر الى سليمان الواقف أصبحت عيناه من السهر،والترقب حمراء ناريه،وقال:عمار قال بلاش نبلغ البوليس،وهو جاى مسافة السكه،أطمن،لو حصلها حاجه كان زمان جالنا خبر عالأقل.
رد سليمان:أنا خايف،تكون أتخطفت،متنساش المنطقه حوالينا فى غيطان،وتكون،،،،،
قبل أن يكمل سليمان،تحدث مهدى:بلاش تخلى الشيطان يسيطر على تفكيرك،أدعى،ربنا،ترجع بخير.
......
بينما بداخل المنزل 
تركت خديجه،حكمت،وفريال،بحجة أنها ستذهب للأطمئنان على أبنائها،لكن الحقيقه عكس ذالك.
هى دخلت الى غرفتها،وقامت بالأتصال على أخيها.
الذى رد سريعاً هو الآخر بلهفه:
خديجه،خير،حد من العيال جراله حاجه؟
رد خديجه:لأ أطمن،أحنا بخير،بس عاوزاك فى حاجه،أبعد عن أسماء،مش عاوزاها تسمعنا.
نهض يوسف من على الفراش قائلاً:هطلع أكلم خديجه،من الصاله،الشبكه هنا بتقطع.
تعجبت أسماء قائله:خير،فى أيه؟
رد يوسف:خير،أطمنى كملى أنتى نومك.
خرج يوسف خارج الغرفه،وأغلق خلفه الباب،ورد على خديجه:قوليلى بقى،سبب أتصالك وليه مش عاوزه أسماء تسمعنا،عمار جراله حاجه؟
ردت  خديجه:لأ أطمن الموضوع خاص ب غدير،أنت سبق وقولتلى أن كان عندك ميعاد مع زبون عندك فى المكتب،بمكان قريب من جزيرة الورد،وشوفت،غدير،طالعه،وكان جنبها شاب،بيتكلموا،والشاب ده من حدانا هنا فى البلد.
رد يوسف قائلاً: أيوا شوفتها،بس مكلمتهاش،والشاب كمان أنا تقريباً عارفه،لأن حمات عمه، جنبا فى الشارع وأوقات كتير،بشوفه معدى،بس بتسألى ليه؟
ردت خديجه:يبقى أنا شكى صحيح،ويبقى هيحصل مصيبه هنا بسبب غدير،غدير من أمبارح المغربيه خرجت على أساس رايحه الصيدليه،ومرجعتش،ومنى كانت بتلعب فى الجنينه،وسمعتها بتقول،عشر دقايق وأبقى عندك،يا وائل.
أنذهل يوسف قائلاً:قصدك أيه،أنها تكون هربت معاه!
ردت خديجه:من كام يوم شاب من عيلة عطوه،جت والدته وجدته،يطلبوا أيد غدير،وفريال رفضتهم مباشر،وبعدها ولأول مره غدير،تروح وتتوقف لها،وأمبارح أختفت،أربط الاحداث ببعضها كده،عندك تفسير تانى.
رد يوسف قائلاً:لو زى ما بتقولى،يبقى هو ده التفسير الوحيد،بس ده يبقى مصيبه،ده عمى سليمان ممكن يقتل غدير،وميهموش.
ردت خديجه:يقتلها بس ده ممكن يقطع لحمها نسايل،وكمان زمان الحاج مهدى،أتصل على عمار،وأكيد هيرجع من الفيوم،قولى هنعمل أيه؟
رد يوسف:عمار صحيح عصبى،بس عاقل ومش متهور،بس فى دى،رد فعله مش متوقع،لان لو فعلاً ثبت أن غدير،مع الشاب ده،سواء برضاها،او غصب عنها،يبقى مصيبه كبيره.
فى أثناء حديث يوسف،مع خديجه،رن الهاتف،بوصول مكالمه أخرى،نظر الى الشاشه،ورأى أسم عمار.
فقال ل خديجه:عمار بيرن عليا،مش عارف أقوله أيه،أنا سبق،وقولت له على أنى شوفت غدير،مع شاب،أكيد بيتصل علشان كده،يلا أنتى مع السلامه،بس،قوليلى عالأخبار أول،بأول.
أغلق يوسف مع خديجه،ورد على عمار الذى اندفع بالسؤال قائلاً:
قولى مين الشاب الى سبق،وشوفته مع غدير،أنت قولت أنه من البلد حدانا.
أدعى  يوسف عدم معرفته بالأمر وقال:فى أيه صباح الخير الاول،وشاب مين الى بتسأل عنه؟
رد عمار بعصبيه:يوسف غدير،بنت عمى مختفيه،من أمبارح،المغربيه،أكيد خديجه،أتصلت عليك،وقالتلك؟
رد يوسف:لأ محدش أتصل عليا،وأهدى كده،وقولى،بالراحه علشان أفهم قصدك.
رد عمار:المحروسه غدير،من أمبارح المغرب محدش يعرف عنها حاجه،وبيقولوا تليفونها كان معاها،وبيرن ومفيش رد،أعقلها أنت كده،دى لو مخطوفه،كان الى خاطفينها،يا هيقفلوا تليفونها،أو يردوا منه،ويطلبوا الى هما عاوزينه،ولو كان التليفون ضاع منها،الى لقاه لو عنده ضمير كان هيرد على الى بيتصل يقوله أنه لقى التليفون ده،ولو معندوش ضمير،وطمع فى التليفون،أول شئ هيفكر فيه هيشيل شريحة التليفون منه،أنا نفسى،طلبت رقمها،فضل يرن لحد ما خلص المده،كذا مره.
حاول يوسف تهدئته قائلاً:طب أهدى،كده وخلينا نفكر،أنت فين دلوقتي؟
رد عمار:أنا عالطريق،وهدوء أيه الى بتطلبه منى،بقولك غدير،من أمبارح المغرب مختفيه،والنهار،خلاص طلع،قولى مين الشاب الى،سبق،وشوفته معاها؟
رد يوسف:أهدى،بس،وركز فى طريقك،وأما توصل،يمكن تكون رجعت،وكل التخمينات دى غلط،وتكون كانت عند واحده،صاحبتها،وعامله التليفون صامت.
نفث عمار،سيجارتهُ قائلاً:تمام،بتمنى ده الى يحصل،وأنها ترجع،قبل ما أوصل،لأن لو الى فى دماغى صح،هيبقى نهايتها،سلام.
وقف يوسف يشعر،بالقلق هو الأخر،خائف من  صدق قول كل من خديجه،وعمار،وخائف على غدير من رد فعل عمار.
..............ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما،بذالك المنزل،لم ينام وائل،من كثرة الرنين على هاتف،غدير،التى وقفت مخضوضه،حين رأت أسم عمار،على الهاتف،فكرت فى أغلاق الهاتف أثناء،رنينه،لكن تركته،وتذكرت،وقوفها بحديقة المنزل ،أمس وهى تتحدث مع وائل قبل أن تخرج من المنزل،هى تعمدت،أن تسمع "منى" التى كانت تختبئ من شقيقها،لابد أنها أخبرت خديجه،وبالتالى خديجه،ستخبر،عمار،هى تعمدت ذالك،لتُسهل الطريق أمامها.
سمعت طرق على باب الغرفه الموجوده،بها.
فتحت الباب،وجدت أمامها وائل،يبدوا عليه الأرهاق،بسبب سهره ليلة أمس،
تحدث وائل قائلاً:تليفونك مبطلش رن طول اللليل،ولحد دلوقتي،أنا حضرت لنا شاى،ومعاه شويه بسكوت.
أبتسمت غدير،قائله: متشكره يا وائل،أكيد دلوقتي،هندخل عالجزء التانى من أتفاقنا،لازم تكون جاهز لمواجهة،أهلى.
أرتعب وائل بداخله،لكن الآن لم يبقى مكان للتراجع،فقال:بس هما أكيد ميعرفوش أننا هنا فى البيت ده،ولا أنتى سايبه رساله لهم عن المكان.
ردت غدير:لأ،بس على  بعدالعصر كده، مع أتصالهم المستمر عليا،أنا ممكن أرد عليهم،وأقول،أنك أنت خطفتنى،وأنا هنا من أمبارح،وكان التليفون بعيد عنى،ولحد ما قدرت  أوصل له،ووقتها أنت تاخد من التليفون،وتطلب منهم،رجوعى قصاد أنهم يوافقوا على جوازنا.
رد وائل بخوف:وأفرضى،رفضوا،وحاولوا يأذونى،أو يأذوا حد من أهلى،أحنا أزاى مفكرناش،فى كده.
ردت غدير:لأ متخافش لو وصل الأمر لأذيتك،أو أذية حد من أهلك هقول لهم أنى جيت معاك بأرادتى.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل الظهر،بقليل دخل عمار الى المنزل.
وجد والدهُ،وعمه،ومعهم يوسف،بغرفة المعيشه.
وقفوا له 
تحدث قائلاً: ها مفيش جديد.
رد سليمان:لأ نفس الشئ نتصل على تليفونها وميردش.
تحدث عمار:فين مرات عمى.
ردت عليه وهى تدخل الى الغرفه،ومعها كل من حكمت،وخديجه قائله: أنا أهو.
تحدث عمار:قوليلى أزاى،خرجت من البيت،أمبارح.
ردت عليه:قالت هروح الصيدليه الى على أول الشارع،ومن وقتها مرجعتش،تانى.
زفر عمار دخان السيجاره قائلاً:طب حد سأل أذا كانت راحت للصيدليه،أو لأ.
صمت الجميع.
تنهد عمار،ثم قال:تمام،أنا هروح أسأل فى الصيدليه،وراجع.
خرج عمار،وخرج خلفه يوسف.
بعد دقائق معدوده،دخل عمار ويوسف للصيدليه،وقف عمار يتفحص جوانبها بتمعن،وجد عدة كاميرات للمراقبه،ويوجد أيضاً كاميرا خارجيه على باب الصيدليه.
تحدث مع الواقفه بالصيدليه قائلاً:هى الصيدليه دى بتشتغل أربعه وعشرين ساعه مظبوط.
ردت الواقفه:أيوا يا أفندم،بتشتغل ورديتن،أنا بستلم من تمانيه الصبح،لحد الساعه سته المغرب،وفى زميل ليا بيستلم منى من سته،لتمانيه الصبح،خير.
رد عمار: خير،والكاميرات الى فى الصيدليه،دى طبعاً طول الوقت شغاله،مش بتفصل.
ردت الفتاه:طبعاً شغاله طول الوقت،بس لما الكهربا بتقطع،بتفصل.
نظر عمار ل يوسف قائلاً:أمبارح الكهربا قطعت بعد المغرب.
رد يوسف:لأ.
قال عمار: طيب تمام كويس.
أنا عمار زايد،وكنت عاوز أشوف تسجيل الكاميرات بتاع الصيدليه.
ردت الواقفه: آسفه حضرتك،مقدرش أتصرف بدون أذن الدكتور صاحب الصيدليه.
رد يوسف:تمام ممكن تدينى رقمه،وأنا هتفاهم معاه.
ردت الفتاه: أتفضل حضرتك.
أخذ يوسف،رقم الطبيب،وقام بالاتصال عليه،وحين رد عليه،رحب به وقبل أن يكمل حديثه،أخذ عمار الهاتف من يد يوسف،وتحدث هو قائلاً:
معاك عمار زايد،كنت طالب منك خدمه،أنا محتاج،لتسجيل الكاميرات الخاصه،بالصيدليه،أمبارح المغرب،لسبب خاص.
رد الطبيب:غنى عن المعرفه يا عمار بيه،وأنا تحت أمرك،بس أعرف السبب.
رد عمار قائلاً:سبب شخصى،ممكن تعفينى عن الاجابه،وأبقى شاكر لك  لو نفذت طلبى.
رد الطبيب:تمام دقايق وأكون عندك بالصيدليه.
بعد دقائق كان طبيب الصيدليه،وعمار،ويوسف يقفون بغرفه صغيره جوار الصيدليه 
يُعيد الطبيب أمامهم سجل الكاميرات الداخليه للصيدليه.
لم يرى عمار،وجود غدير،بالصيدليه فى ذالك الوقت.
فقال للطبيب طب ممكن تعيدلى سجل الكاميرات الخارجيه الى قدام الصيدليه.
رد الطبيب الصيدلى: طبعاً،وكمان الكاميرات دى بتلقط،كل الى ماشين فى الشارع،ولمسافه طويله كمان،بس ممكن تقولى حضرتك بتدور على أيه يمكن أساعدك أكتر.
رد عمار:شخص معين عاوز أشوف عدى من الشارع أو لأ،أتفضل عيدلى تسجيل الكاميرات فى نفس الوقت الى سبق وقولتلك عليه.
أعاد الطبيب سجل الكاميرات،ليأتى نفس الوقت،رأى عمار،غدير تسير 
فقال للطبيب ممكن تبطئ حركة الكاميرا هنا شويه.
فعل الطيبب ما طلبه منه عمار 
ظهر بتسجيل الكاميرات،سير غدير،وتلفتها خلفها حين أقتربت من الصيدليه تنظر خلفها،ثم سارت ولم تدخل الى الصيدليه.
دخل يقين الى عمار وهو ينظر الى يوسف،أن غدير،قصدت الخروج من المنزل،وأنها تكون فعلت ذالك لهدف،برأسها.
تحدث عمار للطبيب قائلاً بشُكر: بشكر موافقتك على أننا نشوف تسجيل الكاميرات.
رد الطبيب قائلاً: مفيش شكر بينا،بتمنى تكون لقيت الهدف الى طلبت تسجيل الكاميرات علشانه.
رد عمار:متشكر فعلاً لقيته،وأتمنى مكونش أزعجتك.
رد الطبيب بابتسامه،أبداً،يا عمار بيه،شرفتنى.
خرج عمار ويوسف من الصيدليه.
أخرج عمار علبة سجائرهُ وأشعل إحداها بغضب قائلاً: أظن الصوره وضحت قدامك،غدير،مخططه بنفسها،بس هى فين،قولى بقى مين الشاب الى سبق وشوفته معاها.
رد يوسف بترقب: وائل،أبن عبد الحميد  عطوه.
وقف عمار: يقول بتقول مين!،أستنى أنا فاكر من كام يوم أنا ماما كانت قالتلى أن فى عريس أتقدم،ل غدير،وفريال رفضته،ولما سألتها هو مين قالتلى،نفس الأسم.
تحدث يوسف قائلاً:طب هتعمل أيه دلوقتي؟
رد عمار:مفيش غير عمل واحد،هنروح نشوف،وائل ده،أيه حكايته مع غدير.
تحدث يوسف:قصدك أيه،هتروح له بيته.
رد عمار:مفيش حل غير كده،يلا بينا.
بعد دقائق معدوده،
وقف عمار أمام منزل وائل،يضع يدهُ على جرس باب المنزل،
لكن كان هناك أكثر من جرس موضوعين حائط المنزل على أحد جوانب الباب
فرن عليهم كلهم،ولم يترك الرنين لمده طويله،ثم تركه وأدار،ظهره لباب المنزل.
كانت أول من فتحت باب المنزل،هى سهر 
التى وقفت خلف عمار بضيق من طريقة رنه لجرس الباب،بطريقه مُزعجه،فتحدثت قائله:
أيه فى أيه بترن جرس الباب،بالطريقه الهمجيه دى ليه،من الذوق ترن مره واحده،وتقف جنب الباب،تستنى صحاب البيت يفتحولك.
أستدار عمار حين سمع صوت فتح الباب،وحديث سهر الجاف،نظر لها،بسخريه،وقال:
وضح كده،كل شئ قدامى.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

أخفضت  سهر نظرها ل عمار وقالت بحِده:مين حضرتك،وعاوز مين،وكمان أيه الى وضح قدامك؟
نظر عمار لها بحِده هو الآخر،قائلاً:أنتى متعرفيش أنا مين،أكيد بتستهبلي؟
رفعت سهر نظرها له قائله:فعلاً أنا الى وضح قدامى،أنك شخصيه غير محترمه،ويتتفضل تقول عاوز مين،يا هقفل بوابة البيت،فى وشك.
أغتاظ عمار،كيف تدعى أنها لاتعرفه،كان سيرد بغلظه،لكن قبل أن يرد عمار
خرجت آمنه من باب الشقه الخاصه بوالد سهر،تحدثت من خلفها قائله:مين الى بيرن الجرس،يا سهر.
أدارت سهر وجهها لجدتها للرد عليها،فى نفس الوقت نزلت زوجة عمها من شقتهم،وتقف بمنتصف السلم قائله بأنزعاج:مين الى بيرن الجرس بالطريقه دى؟ 
حين أدارت سهر وجهها لجدتها،ظهر عمار من خلفها،تذكرت جدتها ذالك الحلم،وذالك الشاب الذى كان يجذب سهر للسير معه غصباً،شعرت بدوخه،ولم تتحملها ساقيها،و أختل توازنها، وكادت أن تقع،لكن سهر،ذهبت إليها مُسرعه،وأمسكت أحدى  يديها،وأجلستها على أحد درجات سُلم المنزل ،تعجبت سهر حين رأت من يسند جدتها معها،ويمسك يدها الأخرى، رفعت وجهها تنظر له،للحظه تلاقت عيناها البنيه الدافئه،مع عيني عمار الرماديه القاسيه،سُرعان ما أخفضت عيناها،ونظرت لجدتها،التى تُمعن نظرها لعمار،شعور متضارب،يجتاحها حين ترى هذا الشاب،لا تعرف السبب.
بينما عمار حين تنحت سهر من أمام الباب،ترد على جدتها،ورأى جدتها تكاد تقع،لم يُفكر،ودخل خلفها،وأمسك يدها الأخرى،وسندها الى أن جلست على السلم.
تحدثت سهر بقلق قائله:تيتا،مالك أيه الى جرالك فجأه،أتصل ب علاء يجى من المستشفى،يشوف مالك.
أطبقت آمنه يدها على يد سهر قائله:لأ يا روحى،أنا بخير،بس دوخت،شويه بسبب،أنى طلعت بسرعه أشوف مين الى بيرن الجرس بالطريقه دى.
نظرت سهر مره أخرى الى عمار،بضيق قائله:
هتقولى أيه يا تيتا،فى ناس كده،مش بتقدر قلق وخوف الناس ووو
قبل أن تُكمل سهر قولها،أتت هيام،برياء تدعى اللهفه قائله:حماتى أيه الى جرالك كنت كويسه من شويه،عملتى فيها أيه يا سهر؟
نظرت سهر لها متفاجئه،لكن ردت  آمنه:
أنا كويسه،وسهر،ربنا ينجحها هى الى سندتنى،هى والأستاذ....؟
قبل أن يرد عمار،سمعوا من قالت: عمار
،كانت تلك هى مياده التى نزلت هى الأخرى 
تحدث عمار قائلاً:أنا متأسف،لو كنت ضايقت حضرتك،بس انا مكنتش أقصد أزعاجك،أنا عمار زايد،أتقابلنا فى بيتى قبل كده.
نظرت له آمنه،وأبتسمت له بتكلُف،قائله:خير يا أبنى أيه سبب زيارتك لبيت ولادى.
سبقته سهر بالرد قائله:أكيد سبب الزياره هى الأزعاج.
نظر لها عمار،قائلاً: لأ مش الأزعاج،أنا كنت جاى علشان،وائل عطوه،مش ده بيته برضوا.
شعرت هيام برجفه فى قلبها،لا تعرف سببها،وردت قائله:أيوا،وائل أبنى،خير،عاوزه ليه؟
ترك عمار يد آمنه ووقف واثباً،ينظر ل هيام،حاول تمالك عصبيته،وقال بصوت هادئ:طب هو فين عاوزه فى أمر خاص.
سبقت مياده بالرد قائله:هو مش هنا،ممكن يكون فى مركز الصيانه الى بيشتغل فيه.
لم يرفع عمار عيناه،وينظر الى مياده،
التى تقف بمنامه بيتيه حريريه،ولا ترتدى حجاب،كانت عيناه مُنصبه،على تلك التى تُمسك يد جدتها تساعدها على الوقوف،كانت ترتدى،أسدالاً،ومحجبه.  
رد عمار:وفين مركز الصيانه ده.
ردت هذه المره هيام قائله:فى المنصوره،بس أنت عاوزه ليه؟
رد عمار:قولت عاوزه فى أمر خاص. 
كان فى تلك الاثناء،ساعدت سهر جدتها،التى وقفت،
فقالت سهر لها:
تعالى يا تيتا،أدخلك لأوضتك ترتاحى،أحنا ملناش،فى الى عاوزه البيه.
نظر عمار لها بغضب هو يعلم أنها سخرت منه حين قالت البيه.
وقفت جدتها،لكن عمار عاد يُمسك يد جدتها،فقامت سهر بدفع يدهُ  بقوه بعيداً عن جدتها،قائله بحده:أبعد أيدك عن تيتا،مش محتاجه مساعدتك،وعندك،مرات عمى أسألها،هى أم وائل،وأكتر واحده قريبه منه.
قالت سهر هذا،وسندت جدتها ثم دخلت بها الى الشقه،وأغلقت بوجه عمار الباب.
أغتاظ عمار من سهر بشده،ود لو كسر باب الشقه فوق رأسها،أغمض عينيه بقوه،ثم فتحها  ونظر ل هيام قائلاً:
ممكن عنوان مركز الصيانه ده بالظبط. 
قالت هيام:مش تقولى عاوزه فى أيه؟
رد عمار:عاوزه فى أمر خاص،لو سمحتى قولى أسم مركز الصيانه.
ردت عليه مياده،بأسم المركز ومكانه،لم يرفع عمار بصرهُ وينظر الى مياده التى حاولت أكثر من مره لفت أنتباهه،لكن هو لا حتى لم يرفع وجهه يراها.
تحدث قائلاً:تمام متشكر،سلاموا عليكم.
قال عمار هذا وغادر،مُسرعاً.
بينما قالت مياده لوالداتها:تفتكرى عمار عاوز وائل فى أيه؟
ردت هيام بعصبيه:معرفش سمعتى بنفسك،وبعدين،أنتى تعرفى عمار منين؟
تعلثمت مياده قائله:عادى،شوفته فى فرح من مده قصيره،وسمعت حد بينادى عليه،وسيرته فى البلد كلها معروفه.
نظرت لها هيام قائله:طب أوعى من وشى أطلعى قدامى،خلينى أتصل على أخوكي،وأشوف هو فين مرجعيش البيت من أمبارح بايت بره فين،ويمكن يكون عنده خبر،عمار،ده عاوزه ليه،وبعدين أزاى توقفى قدام عمار كده،بشعرك مكشوف،وكمان بيجامه بيتى.
أرتبكت مياده  وهى تضع يديها على شعره بأدعاءقائله:أيه ده تصدقى مخدتش بالى،أنا خرجت بسرعه بعد ما أتخضيت من رن الجرس.
نظرت لها هيام قائله:طب أوعى من وشى،أو أطلعى،قدامى.
ردت مياده:لأ أنا هروح أطمن على تيتا،ويمكن يكون سهر عندها فكره عمار ده كان عاوز وائل فى أيه،هى تيتا آمنه مش حماتك والمفروض تطمنى عليها.
نظرت هيام لها بسخريه قائله:كفايه أنتى روحى أطمنى عليها،وسعى من عالسلم عدينى.
أخذت مياده جنباً لتمر من جوارها هيام،ثم نزلت ورنت جرس شقة عمها .
بينما سهر حين دخلت وأغلقت الباب بوجه عمار،سارت بجدتها الى أن أدخلتها الى غرفتها،وأجلستها على الفراش قائله:شكلك تعيانه،يا تيتا،أنا هتصل على علاء،يجى،يكشف عليكى،وهو ماشى ما مبقلوش نص ساعه و زمانه لسه فى الطريق.
أمسكت آمنه يد سهر،وأبتسمت قائله:أنا كويسه هى بس الخضه،بسبب،رن جرس الباب، هاخد علاجى، وشويه وهبقى أحسن،بس مفيش هنا ميه،روحى هاتيلى ميه من المطبخ.
ردت سهر بضيق:كله من الحيوان الى رن الجرس،ميعرفش طريقة رنه الحلوفه دى ممكن تخُض الناس،هروح أجيبلك ميه من المطبخ مع أن ماما محرجه عليا مدخلش المطبخ،بس علشان خاطرك،يا تيتا هخترق القوانين.
ضحكت آمنه من قولها،ونظرت لخروجها،تدعى لها،براحة القلب،وأن يرزقها،على قد نيتها الطيبه، وقلبها البرئ.
بينما سهر تعود من المطبخ بكوب المياه بيدها،سمعت رنين جرس الباب،فقالت بضيق:لازم الحيوان المُتعالى المتغطرس الغبى ده هو الى رن الجرس من تانى،بس المره دى،أنا بقى هعرفه مقامه.
قالت سهر هذا،وفتحت باب الشقه،ودون أن ترى من أمامها،سكبت بوجهها كوب الماء الذى كان بيدها،دفعه واحده.
شهقت مياده قائله:سهر،أنتى أتجننتى،حد يرش حد ميه فى السقعه دى.
حاولت سهر كبت ضحكتها،وقالت:معليشى يا مياده،وقعت منى غصب عنى،أطلعى غيرى البيجامه،لأحسن يجيلك برد الجو ساقعه،وهدومك أتبلت.
ردت مياده:
لأ هاتيلى فوطه أنشف بها الميه من على وشى،هدومى متبلتش قوى،فين تيتا،كنت جايه أطمن عليها.
تبسمت سهر قائله:براحتك،تيتا فى أوضتها،هروح أجيبلك فوطه،وأجيب كوباية ميه تانيه لتيتا.
بعد ثوانى عادت سهر بيدها منشفه،وكوب مياه آخر،أعطته لجدتها قائله:الميه أهى يا تيتا،يلا خدى علاجك،معليشى أتأخرت عليكى،وأنتى يا مياده الفوطه أهى.
أخذت آمنه كوب الماء من يد سهر،ووضعت بعض حبات الدواء بفمها،ثم أرتشفت بعض قطرات المياه،ثم وضعت الكوب على طاوله جوار فراشها،ونظرت ل سهر،تدعو لها بمحبه.
بعد أن نشفت مياده وجهها،نظرت لجدتها قائله بغيره واضحه:وأنا كمان يا تيتا مش بتدعيلى ليه زى ما بتدعى لسهر كده،مع أن سهر،رشتنى،بالميه،والمثل بيقول،رش الميه عداوه،وأنا أهو خدها،بسعة صدر.
تبسمت سهر قائله:قولتلك كان غصب عنى.
تبسمت لهن آمنه بحنان قائله:بدعيلكم أنتم الاتنين ،ربنا ينولكم مقاصدكم،وبدعى كمان لبقية أحفادى،وولادى،ولكل الناس بدعيلها بالخير.
قالت آمنه هذا وتمددت على الفراش.
تبسمت سهر قائله: ربنا يتقبل دعائك يا تيتا،أنا بتفائل بيه،يلا يا مياده نسيب تيتا تستريح شويه.
نظرت لها آمنه بأمتنان.
خرجت سهر،ومياده من الغرفه
وقفت سهر بالصاله قائله:تيتا هتنام،وأنا هدخل أذاكر،خلاص أمتحاناتى الاسبوع الجاي.
ردت مياده قائله:مجتش من ربع ساعه راحه من المذاكره تعالى خلينا نقعد شويه مع بعض عاوزاكى فى موضوع مهم.
قالت مياده هذا،وجلست على أحد مقاعد الصاله.
تنهدت سهر بضيق،ثم ذهبت وجلست جوارها قائله: أيه هو الموضوع بتاعك المهم؟
ردت مياده:عمار.
قالت سهر مين عمار،،ثم تذكرت،قائله:آه قصدك الجلف،الى كان هنا من شويه،ماله بقى عمار ده،شكله إنسان مُتعالى،وبينظر للناس من فوق،و عديم الذوق.
ردت مياده:بالعكس ده شكله شخصيه قويه،كده،ومسيطره،وله جاذبيه طاغيه.
نظرت له سهر متعجبه تقول بأستهزاء:جاذبيه طاغيه،أنا مشوفتش كده،بس نفسى أعرف كونتى،فكرتك دى عنه بناءً على أيه،تعرفيه عن قُرب!
ردت مياده:شوفته كام مره صدفه،كده،و..
قاطعتها سهر قائله:بتنبنى،فكرتك عن شخص،لمجرد شوفتيه كام مره صدفه،ده يبقى هبل،أو حب مراهقه،وأنتى فعلاً مراهقه،وشوفتى فين عمار،ده كذا مره.
تضايقت مياده من نعتها لها بالمراهقه،وقالت:
أول مره شوفته كنت أنا وأنتى مع بعض،غريبه معظم المرات الى شوفته فيها،كنتى بتبقى موجوده،يعنى فاكره الفرح الى كنا فيه من حوالى شهر كده،الى كان العريس والعروسه جيران  جدتك يُسريه،الفرح الى،كنتى هتقعى فيه من عالسلم،وأحنا نازلين،بس عمار هو ليلتها هو الى مسك أيدك،لو مش مسكته لأيديكى بسرعه،كان زمانك،أتسحلتى عالسلم.
تذكرت سهر تلك الليله،هى فعلاً كادت أن تقع على السلم،ونظرت ل مياده قائله:ما كنت هقع بسببك،أنتى الى زقتينى،وقتها،علشان كنتى عاوزه تنزلى قبلى من عالسلم.
ردت مياده:مكنش قصدى على فكره.
تحدثت سهر قائله: كان قصدك ولا مكنش قصدك متفرقيش، بس أيه عرفك بعمار ده أصلاً من البدايه.
ردت  مياده:أنا كنت شوفته وهو نازل هو ومامته من العربيه،هو راح عند الرجاله،ومامته طلعت عند النسوان وبعد شويه لما ،دخلنا أنا وأنتى بعدها  وقعدنا فى وسط النسوان،تخيلى  سمعت أيه ؟
ردت سهر:أيه الى سمعتيه،فى وسط كلام النسوان،أنا مبركزش مع الكلام  الفارغ؟
ردت مياده: أحنا بالصدفه جت قعدتنا، وراء  ،مامت،عمار وسمعتها  ،وكانت بتتكلم،مع واحده،قريبتها تقريباً،وسألتها،هو ليه عمار ميتجوزش مره تانيه طالما مراته الى معاه دى مش هتخلف أبداً،وهو أبنها الوحيد،ولازم ييقى عنده ولاد،يورثوا،أملاك عيلة،زايد،ردت عليها،وقالتلها مراته الأولانيه مش ممانعه أنه يتجوز تانى،وأنها بتدور،له على عروسه مناسبه،له.
تعجبت سهر قائله:يعنى عمار ده متجوز،واحده مبتخلفش،ومامته،علشان يخلف،عاوزه تجوزه تانى،علشان يخلف لعيلة زايد وريث،وشكل مراته الأولانيه الى موافقه أنه يتجوز عليها دى أيه؟أكيد واحده،معندهاش شخصيه.
ردت مياده بتسرع:لأ الى فهمته،أنها صعب تخلف،لأنها مستئصله الرحم،وكمان كانت مرات عمه،وأتجوزها بعد وفاة عمه،فأكيد مش هيبقى فارق معاها،جوازهُ عليها،المهم،أنها تعيش فى خير،عيلة،زايد،والى هتتجوز،عمار ده وتخلف منه،هى الى هتسيطر،على كل الخير. 
ردت سهر قائله:خير أيه الى هتسيطر،عليه،دى هتبقى زى ماعون أنجابى مهمتها تخلف له عيال،وبس،بقولك أيه أنا عندى أمتحانات خلاص أول الأسبوع الجاى،ولازم أقوم أذاكر،وأنتى كمان قومى أطلعى،ذاكرلك كلمتين ينفعوكى،وسيبك من  التفكيرعمار زايد،مش هينفعك،غير،شهادتك،وبعدين عمار،ده شكله فرق كبير فى السن عنك بكتير،ده يجى ضعف عمرك.
ردت مياده:وماله،فرق السن،ميعبش الراجل،وميزه للبنت،تدلع عليه براحتها،أنها صغيره عنه،بكتير.
نظرت لها سهر بذهول،من طريقة تفكيرها.
.........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل بمدينةالمنصوره
أمام أحد مراكز الصيانه الكبيره.
نزل يوسف من السياره قائلاً:عمار خليك أنت هنا فى العربيه،وأنا هدخل مركز الصيانه أسأل على وائل.
نفث،عمار دخان سيجارته بغضب قائلاً: تمام،بس بلاش تغيب،شوفلى وائل ده،وهاته معاك،وأنا هستناك هنا فى العربيه.
رد يوسف:تمام بس خف شويه من السجاير،أنت قربت تخلص العلبه.
رد عمار:بس أنت أدخل شوفلى وائل ده،خلينا نخلص،يمكن نوصل لبداية خيط تدلنا على مكان،غدير.
دخل يوسف الى مركز الصيانه،وغاب لحوالى،عشر دقائق ثم عاد
فتح باب السياره،وصعد جوار عمار،الذى نظر له متعجباً يقول:فين وائل،الى قولت عليه!
رد يوسف:وائل مش جوه فى المركز،هو من أمبارح أشتغل نص الورديه بتاعته،وبعدين أخد أذن أنه عيان،وغادر،وكمان بلغ زمايله فى المركز ياخدوا،له النهارده أجازه. 
نظر له عمار قائلاً:لأ بقى مش كل دى صدف،شكل الموضوع متخطط له،من قبل كده.
رد يوسف:طب هتعمل أيه،هترجع لبيت وائل ده تانى، ولا  هتعمل أيه؟
جاء على بال عمار،منظر،سهر،وهى تُغلق باب الشقه بوجهه،فتعصب قائلاً: تفتكر لو رجعنا هنلاقى وائل ده فى البيت،أو حتى حد من البيت ممكن يقولنا على مكانه.
تحدث يوسف:طب هنعمل أيه دلوقتي؟
رد عمار:معرفش خلينا نرجع للبيت،ونفكر.
نظر يوسف لعمار،الذى يُشعل سيجاره،هو لاول مره يرى عمار،بتلك العصبيه،هو،ينفث،سيجاره  خلف أخرى،راجع عقله،نظرات عمار،لتلك الفتاه قبل قليل،هو كان يقف أمام بوابة المنزل،رأى نظرات عمار لها،وحديثها الغاضب معه،وعين عمار التى لم تنزل من على تلك الفتاه طوال وقوفها أمامه،ليأتى إليه خاطر،سُرعان من نفضه عن رأسه.
......
بمنزل زايد 
قام سليمان بالأتصال على هاتف عمار،لم يرد عمار،عاود الأتصال لكن هذه المره على هاتف يوسف،الذى رد عليه،بأختصار،أنهم لم يجدوا وائل،بمنزله،وذهبوا الى محل عمله،لم يجدوه أيضاً،وأنهم بالطريق عائدين،للمنزل.
أغلق سليمان الهاتف.
سأله مهدى:أيه الأخبار؟
رد سليمان:بتمنى،يجى خبرها،ومترجعش،مفيش،وائل ده كمان شكله مُختفى،لو الى فى دماغى،طلع صحيح،ملهاش عندى ديه.
تحدث مهدى قائلاً:  هدى نفسك وحد الله كده،وأنشاء الله خير.
رد سليمان:خير  هيجى منين الخير،أنا لو مش خايف من الفضايح كنت طلعت منادى ينادى عليها فى البلد.
رد مهدى:أهدى بس يا سليمان،بيقول الخبر السو مبيستناش،وبيروح لأهله،أطمن شويه،أنا هرجع أتصل بعمار،أن هو له أصدقاء فى الداخليه،ممكن يساعدونا فى البحث عنها.
زفر سليمان نفسه بغضب،بينما فتح مهدى هاتفه يتصل على عمار.
.....
فى تلك الأثناء،كان عمار هو ويوسف، أصبحا داخل الى البلده،بينما كان يقود عمار السياره بضيق،لفت نظره شئ بالطريق،فعاد للخلف بعد أن كان تخطاه 
تعجب يوسف،وقبل أن يتحدث،نزل عمار من السياره،وأتجه الى ذالك السوبر ماركت الكبير 
ودخل مباشرة يُلقى السلام 
رد عليه صاحب السوبر ماركت السلام ثم رحب به قائلاً:أهلاً عمار بيه السوبر ماركت نور،أؤمرنى،تحت أمرك.
رد عمار:متشكر،كنت عاوز أسألك الكاميرات الى محطوطه،على السوبر ماركت من بره دى شغاله؟
رد صاحب الماركت:أيوا،شغاله أربعه وعشرين ساعه،لأن أوقات بستلم بضاعه فى وقت متأخر من الليل،ومبلحقش أخزنها فى المخزن،بسيبها جنب الماركت،وكمان دول تلات كاميرات مش كاميرا واحده،وبيكشفوا،تلات شوارع رئيسيه فى البلد.
تنهد عمار قائلاً:طب أنا محتاج منك شئ خاص،وممكن متسألنيش السبب،وطلبى هو تسجيل الكاميرات دى أمبارح بعد المغرب
رد صاحب الماركت:أكيد أنا يشرفنى أخدمك،بدون ما أعرف السبب،أتفضل معايا.
دخل عمار،وصاحب الماركت،وخلفهم يوسف،
بدأ صاحب الماركت،فى تشغيل سجل الكاميرات،الى أن عاد بالوقت الذى طلبه منه عمار.
ظهرت غدير،بسجل الكاميرات،بوضوح،وهى تمشى من أمام الماركت،وكشفت أيضاً،احدى الكاميرات دخولها،بأحد الشوارع،الرئيسيه،الى أن توقفت أمام أحد المنازل،ثم أختفت بعدها من الكاميرات.
هب عمار واقفاً يقول لصاحب الماركت،متشكر لمساعدتك ليا،يلا يا يوسف.
قبل أن يرد صاحب الماركت،كان عمار يغادر،وخلفه يوسف.
خرج يوسف يقول لعمار:هتعمل أيه يا عمار؟
فى ذالك الاثناء رن هاتف عمار،فأخرجه من جيبه ونظر الى الشاشه،ورأى والدهُ هو من يهاتفه،فرد عليه:
تحدث مهدى قائلاً:عمار،أيه رأيك تتصل باى حد من معارفك،يخلى الشرطه تساعدنا نلاقى غدير.
رد عمار قائلاً:على ما أعتقد مش هنحتاح لحد يساعدنا،أنا تقريباً وصلت لمكان غدير.
تحدث مهدى قائلاً:يعنى عرفت مكانها،طب هى فين؟
قبل أن يرد عمار 
خطف سليمان الهاتف،من يد مهدى قائلاً:قولى عرفت مكان غدير،هى فين،طب هى بخير،ولا؟
رد عمار:لسه متأكدتش يا عمى،بس على ما أعتقد هى هنا فى البلد،وأنا قريب من المكان،وأدعى أنها تكون موجوده فيه،أو حتى يكون بدايه خيط نمشى وراه لحد ما نعرف مكانها.
تحدث سليمان:فين المكان ده،قولى،وأنا أجيلك.
رد عمار عليه بالمكان
فقال سليمان:المكان مش بعيد عشر دقايق،وأكون عندك.
أغلق عمار الهاتف.
تحدث يوسف:ليه قولت لعمك عالمكان،أحنا لسه مش متأكدين،أن كانت غدير،فيه أو لأ؟
رد عمار:خلينا نروح نتأكد مش هنخسر حاجه،ومعانا وقت قبل ما يوصل عمى لهنا.
ذهب يوسف وعمار،بداخل ذالك الشارع،ينظرون الى بيوته،الى أن توقفوا،أمام ذالك المنزل،المنزل،يبدوا مهجور،من طريقة إغلاق نوافذه،حتى هنالك بعض الاتربه العالقه على بوابة المنزل الحديديه،تحير عقل يوسف وعمار
قال يوسف:البيت ده شكله،مفيهوش سُكان.
رد عمار بحيره هو الآخر:واضح كده،بس كاميرات الماركت،جابت وقوف غدير هنا،وبعدها أختفت،مش عارف،ولو رنيت على جرس الباب مش هيرن آكيد صحاب البيت فاصلينه،قبل ما يسبو البيت،قولى أنا محتار،أنت بنفسك شوفت سجل الكاميرات،يمكن أنا مركزتش كويس.
رد يوسف:لأ نفس الى أنا شوفته،أستنى فى حد من  الجيران أهو واقف،هروح  أسأله مين صاحب البيت ده وهو فين؟
ذهب يوسف الى ذالك الجار،وقام بسؤاله:
هو البيت ده فين صحابه؟
رد عليه الجار:صاحب البيت ده مسافر السعوديه هو ومراته،وعياله،وبيجى كل كم سنه،بس بتسأل ليه؟
رد يوسف:أنا كنت عاوز أشترى بيت وفى ناس دلونى عالبيت ده.
رد الجار،بأستغراب:معرفش أول مره اسمع أن البيت ده معروض للبيع،بس تقدر تسأل أخت صاحب البيت،هى بتجى لهنا كل فتره والتانيه تشوف البيت،وأوقات بيجى إبنها بدالها،حتى شوفته أمبارح قبل المغرب داخل البيت. 
نظر يوسف للجار قائلاً:متأكد أنه دخل البيت ده أمبارح قبل المغرب،طب أسمها، طب ممكن تقولى أسم أخت صاحب البيت،او حتى أسم أبنها،أهو أتواصل معاهم.
رد الجار:هى أسمها الحاجه هيام،وأبنها اسمه وائل.
فى ذالك الوقت كان عمار أقترب من مكان وقوف،يوسف مع الجار،وأيضاً،أقترب سليمان من المكان. 
سمع عمار،قول الجار،ليوسف،فعاد بنظره الى المنزل،
أستأذن يوسف من الجار،وعاد لمكان وقوف عمار،قائلاً:أكيد سمعت كلام الجار،هتعمل أيه دلوقتي؟
رد عمار:معرفش،قولى انت أتصرف أزاى،وعمى أهو هو وبابا قربوا علينا.
رد يوسف:لازم نستعمل العقل،رن الجرس،ونشوف.
زفر عمار،نفسه بغضب،وذهب الى جرس الباب،والذى للصدفه،رن.
.......
بينما بداخل المنزل.
كانت يجلس وائل و غدير بغرفة الضيوف،صامتين،لكن كانت تمسك غدير،بهاتفها فى يدها،بين الحين والآخر تنظر ل وائل،الذى يجلس صامتاً،لكن رن هاتفه 
لينخض،للحظات،ثم نظر للشاشه
أنخضت غدير هى الأخرى،وقالت له:مين الى بيتصل عليك؟
رد وائل:دى ماما،قال هذا وأغلق الهاتف دون رد.
قالت غدير:طب ليه مردتش عليها؟
رد وائل:أكيد هتسألنى،أنا كنت بايت فين أمبارح،ومرجعتش للبيت،وأنا مش هقدر،أبرر لها،خليها،لما أرجع للبيت أبقى أقولها.
نظرت له غدير قائله:وأنت متعود بتبرر لمامتك،سبب غيابك،هو لازم تديها خط سيرك
شعر وائل بسخريه غدير وقال:لأ مش متعود،بس كمان مش متعود على البيات بره البيت بدون سبب.
تحدثت غدير:يعنى أيه تبات بره البيت بدون سبب قصدك أيه.
رد وائل:مقصديش،بلاش طريقتك دى،أنا رايح أعملى قهوه تحبى أعملك معايا.
ردت غدير:لأ،مش بحب أشرب قهوه،غير،مره واحده فى اليوم،بس،غير،كده بشرب عصاير،بس.
رد وائل:عملت حسابي،وجايب مجموعة عصاير،هروح أعمل ليا قهوه،وأجيبلك عصير.
ذهب وائل بأتجاه المطبخ لكن لم يصل آليه،بسبب رنين جرس المنزل.
للحظه أنخض،وكذالك غدير التى أتت إليه،تقول،برجفه،تفتكر مين الى بيرن جرس الباب.
تمالك وائل نفسه قائلاً:أكيد معرفش،بس ممكن تكون ماما،لأنى أخدت منها مفاتيح البيت أمبارح،يمكن لما مردتش عليها جايه تشوفنى كنت بايت هنا.
قالت غدير:طب هتعمل أيه دلوقتي،مش لازم مامتك تشوفنى معاك هنا.
رد وائل:تمام،أطلعى أنتى أدارى فى أى أوضه فى الدور التانى،وأنا هفتح لها،و هحاول أخليها تمشى بسرعه،بأى حجه. 
نظرت له غدير قائله:بس أوعى تمشى معاها وتسيبنى فى البيت ده لوحدى،أنا بخاف.
رد وائل:لأ أطمنى،ودلوقتي أطلعى،علشان،هروح أفتح لها.
صعدت غدير لأعلى،بينما توجه وائل الى  باب المنزل.
بعد لحظات فتح وائل الباب.
أنخض،بل أرتعب حين رأى من يقف أمامه،وحاول،أخراح صوته،قائلاً:عمار.
من نظرة عين وائل  المرتعبه فطن عمار،أن غدير،معه،هو تاجر،ويفهم فى نظرات العيون،جيداً.
دفع عمار وائل الى داخل المنزل قائلاً:مش تقول أتفضلوا أدخلوا،ولا معندكش ترحيب بالضيوف،قال عمار هذا،ودخل الى المنزل خلف وائل،ثم دخل يوسف،وسليمان،ومهدى اللذان وصلا هما الأخران الى المكان.
أغلق يوسف باب المنزل
إرتعب وائل بشده يكاد قلبه يخرح من صدره.
تجولت نظرات عين عمار،بداخل المنزل.
بينما سليمان ومهدى لم يتنظرا،وذهبا،يفتحان باب خلف آخر،ثم صعدا الى الدور الثانى،وبدئأ بفتح باب خلف آخر،ولسوء الحظ،وجدوا،غدير،بغرفة نوم.
بينما بالأسفل تحدث يوسف قائلاً: فين غدير.
صمت وائل المرتعب،من نظرات عمار الصامت،يقف يدخن،ولا يتحدث.
بينما بالاعلى
صرخت غدير،بعد أبرحها  سليمان بعض الضربات،على وجهها،لكن سُرعان  ما بعدهُ عنها مهدى،قائلاً:
أهدى يا سليمان،خلينا نفكر بالعقل.
رد سليمان:عقل أيه،بنتى فى بيت لوحدها مع شاب،وكمان،موجوده فى أوضة نوم،قولى أى عقل هيقول أيه دلوقتى.
عاود سليمان التهجم على غدير،وصفعها مرات أخرى.
بعدهُ مره أخرى مهدى،قائلاً: خلينا ننزل،نشوف الكلب الى تحت أكيد هو الى خطفها،وجابها لهنا.
رد سليمان،وهو ينظر ل غدير،التى تجنبت بعيد عنه،تبكى،وتضع يديها على وجنتيها:دى مش شكل مخطوفه،بس خلينا ننزل،علشان أخلص عالاتنين مره واحده،وأغسل عارى،بأيدى.
بالعوده للدور الارضى
وائل مازال الجُبن يتحكم بيه،ويقف صامتاً. 
أقترب عمار منه وأمسكه من تلابيب ثيابه قائلاً:أكيد سبب الصريخ الى فوق ده،الى بتصرخ هى غدير.
مازال وائل صامتاً،يترقب،رد فعل عمار،توقع أن يضربه،
لكن
فى ذالك الأثناء كان ينزل سليمان ساحباً خلفه غدير من يدها،يجرها بقوه رهيبه،ثم دفعها،بقوته،لتقع جاثيه،أمام ساق عمار.
نظر لها عمار بأشمئزاز.
لكن قلب الوضع حين أخرج سليمان سلاح من جيبه وصوبه ناحية وائل،وحاول قتله،لكن رفع يد سليمان،يوسف،لتخترق الطلقه،سقف المكان.
قال سليمان بغضب:بترفع أيدى ليه يا يوسف،كنت سيبنى أخلص عليه،قدامها،وبعدها كنت هخلص عليها،أكيد هو الى غاواها.
ذهب مهدى،وحاول أخذ السلاح من يد سليمان قائلاً:بلاش جنان،يا سليمان،خلينا نفكر،هنعمل أيه فى المصيبه دى،أكيد الجيران زمانهم سمعوا صوت الطلقه،والناس هتتلم دلوقتى،هنخرج أزاى من هنا.
رد سليمان:ميهمنيش لمة الناس،هقتل الكلب،ده،وهقول هو الى خطف بنتى غصب عنها،ومش هيكفينى في بنتى هقتل عيلته كلها،بس لازم أبدأ بيه الأول.
حاول يوسف تهدئة سليمان:أهدى يا عمى أكيد فى حل،أتكلم يا عمار.
نظر عمار الى وائل،ثم قام بلكمه بقوه،ليجثوا هو الآخر،أرضاً جوار،غدير،الباكيه.
تحدث عمار قائلاً: أنا مع عمى،لازم يموتوا الاتنين،بس فعلاً هو الأول.
هنا صرخت غدير قائله:وائل مغصبنيش، وأنا الى شورت عليه أننا نعمل تمثلية خطفى،وأنا الى جيت له بأرادتى،ولو هتموتونا،يبقى أبدأو بيا،لأنى،زهقت من تحكماتكم الفارغه،ومستحيل كنت أرضى أكون من حريم عمار زايد،زى ما بابا وماماكانوا بيرخصونى له  .
نظر لها عمار بغضب شديد
بينما،قال مهدى:محدش كان بيرخصك،أنتى الى رخصتى نفسك،بهروبك مع الجبان ده،الى،حتى منطقش كلمه،يدافع بها عنك قدامنا،بس أنا مع رأى،،،،
قبل أن يُكمل مهدى،قوله،تحدث عمار مقاطعاً يقول:
وعلشان تعرفى أكتر أنك رخصتى نفسك بتفكيرك الغبى،أنا موافق على جوازك،من الحيوان ده بس بشرط 
هتكون،،،،

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

بنفس اليوم، بعد وقت بمنزل سهر
كانت سهر جالسه على الفراش،مُنكبه تذاكر بأحد الكتب،الدراسيه،لكن سمعت صوت صرخه،من شقة عمها،تركت المذاكره،ونهضت مُسرعه تخرج من غرفتها.
حين خرجت من الغرفه،رأت جدتها تخرج هى الاخرى من غرفتها،ووالداتها تخرج من المطبخ،
قالت آمنه:الصرخه دى صرخة مياده.
نظرت لها سهر قائله:يمكن البوتجاز هب  ولع فى مرات عمى،هى ومياده،يلا ربنا يخلصنا منهم،ويا سلام لو الواد وائل معاهم،بس لا الولعه تنزل علينا الشقه هنا،أنا بقول نطلب المطافى،على ما توصل تكون شقة عمى أتفحمت بالى فيها،وشقتنا ميجرلهاش حاجه.
رغم شعور آمنه بالقلق،لكن تبسمت.
،بينما نظرت لها نوال،بغيظ قائله: واقفه بتهزرى،أنا هطلع أشوف فى أيه،يمكن هيام بتضرب مياده،زى العاده، والله أنا  نفسى أمسكك فى مره أرنك علقه، أعلم على جتتك. 
ضحكت  سهر  قائله: وأهون عليكى، طب دا أنا حتى  بنتك المُطيعه وأى حاجه  بضايقك مش بعملها، حتى القطتين الى كنت بعملهم  فى شعرى، بسببك، موتهم.  
تبسمت نوال هى الأخرى،وقالت:هطلع أشوف فى أيه؟
قالت سهر:هاجى معاكى،أهو أتشفى فى البت مياده شويه،البت دى عاوزه ضربه متينه على دماغها يمكن دماغها تتعدل
تبسمت نوال قائله:والله ما عاوز الضربه دى غيرك،يا قدرى الأسود.
ضحكت سهر
وصعدت نوال،تمسك يد آمنه،وخلفهما سهر الى شقة عمها،تعجبوا الثلاث،حين فتحت لهن،مياده،الباب،وتبدوا،بخير،تحدثت نوال قائله:خير،يا مياده،أيه سبب صرختك.
أبتعدت مياده عن الباب،ليدخلن الثلاث الى داخل الشقه،ليقع بصرهن،على
ذالك الجالس على أحد  مقاعد الصاله، ووجهه متورم وأثار ضربات على وجهه،كانت هيام تجلس لجواره،وبيدها قطن ومياه بارده،تضعهم على وجهه،ليخف التورم
تبسمت سهر  بتلقائيه قائله: أيه الى جرالك يا وائل، أنت دخلت فى قطر.
نظرت لها هيام بغيظ قائله فى سرها:قطر يدهسك أنشاله.
بينما أقتربت آمنه،ونوال،من مكان جلوسهم،أجلست نوال آمنه،على أحد المقاعد،ووقفت جوار وائل.
بينما وقفت سهر مع مياده،بعيد قليلاً،تقول:
مياده هو أيه الى نفخ وش وائل كده؟
ردت مياده:ولا أعرف،أنا كنت طالعه من أوضتى،لقيت وائل داخل من باب الشقه،بالشكل،ده،صرخت،ماما طلعت من أوضتها،وقعدت بيه هنا،وجبتلها ميه من التلاجه،وشوية قطن،بسأله مش بيرد.
تركت سهر مياده،وتوجهت الى وائل قائله:أنت أتخانقت مع حد،وضربك يا وائل،مش كنت تعقلها فى رأسك قبل ما تتخانق مع حد،أهو ضربك،وعلم على وشك.
حاولت نوال،أن تُخفى بسمتها،بينما قالت هيام،بحنق:
أمسكى لسان بنتك شويه يا نوال،ومن أمتى وائل كان بيتخانق مع حد،علشان يضربه،ده وقع على وشه وهو فى الشغل،والحمد لله جت بسيطه.
نظرت سهر لوجه وائل، المتورم الذى يظهر عليه بوضوح أثار،ضرب،باليد،أخفت بسمتها قائله:آه تصدقى،يا مرات عمى شكلها أصابة عمل بصحيح،المفروض،يطلب من مركز الصيانه تعويض عن ضرر وشه.
نظرت هيام ل سهر،بغل قائله:بتتريقى،وماله.
ردت سهر:لأ والله ما بتريق يا مرات عمى،هو كده الصح،أنا شاكه أن سبب ورم وشه ده،زبون كان بيصلحله،حاجه،ويمكن خربت،قام ضرب وائل أنشل فى إيده.
نظرت هيام لها تقول بتعسف:أنتى بتدعى على وائل تنشل أيده،أنشاله عدوينه.
ردت نوال قبل سهر قائله:لأ يا هيام أنتى فهمتى غلط،سهر قصدها الى ضرب وائل هو الى تنشل ايده،مش ده قصدك،يا سهر؟
قالت نوال هذا،ونظرت ل سهر،بتوعد،لو خالفت قولها،فردت باسمه:هو ده قصدى،بس انتى دايما كده يا مرات عمى تفهمينى غلط،عالعموم،أنا عندى أمتحانات أول الأسبوع هنزل علشان أكمل مذاكره،إدعيلى،يا مرات عمى،قالت سهر هذا ونظرت ل وائل قائله:أبقى بعد كده،ركز فى شغلك،علشان متنصابش إصابة عمل،المره دى جت سليمه،يا دوب وشك وارم،الله اعلم المره الجايه يمكن تكون كسر،ولا حرق.
نظرت نوال ل سهر،بزغر،فأبتسمت وهى تغادر،المكان،
قالت هيام بلوم:شايفك بنتك يا نوال،وطريقة كلامها،زى ما يكون شمتانه،فى إبن عمها،هو وائل ده،مش زى علاء أخوها برضو.
ردت آمنه قبل نوال:سهر،متعرفش تشمت فى حد مفيش أنضف من قلبها،هى قصدها ياخد حذرهُ،مش كل تجى سليمه،بس أيه الى حصل وعمل فى وشك كده يا وائل.
نهض وائل واقفاً،يقول:زى ماما ماقالت لكم،أصابة عمل،أنا تعبان شويه هدخل أوضتى أستريح عن أذنكم.
توجه وائل الى غرفته
نهضت آمنه،واقفه تقول:إحنا إتفزعنا لما سمعنا صرخة مياده،فكرانكى بتضربيها،بس متعرفيش سبب ورم وش وائل.
ردت هيام بضيق قائله:نفس الى قاله لكم هو الى قاله ليا،وائل مش بتاع مشاكل،بلاش تكبير للقصه،يا حماتى.
أبتلعت آمنه طريقة هيام الحاده،فى الحديث،وقالت:يلا يا نوال خدى أيدى ننزل لتحت،وسلامة وائل يا هيام.
أخذت نوال يد آمنه،وغادروا الشقه،أغلقت مياده خلفهن الباب،أقتربت هيام،من مياده،وقامت بصفعها على وجهها قائله:الفضيحه دى بسببك،شوفتى أخوكى،وشه كده،مكنش لازم تصرخى،ولا الصريخ طبع عندك،عاجبك المزغوده سهر،وتريقتها على أخوكى.
وضعت مياده يدها على خدها مكان صفعة،هيام لها،ونظرت لها بآسى،دون رد،ثم تركتها،وذهبت الى غرفتها،تنكفى على فراشها،تبكى من قسوة،هيام عليها.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ،،،،
بمنزل زايد قبل قليل.
دخل مهدى وخلفه سليمان،ثم دخلت خلفهم،غدير،التى أستقبلتها فريال،بالصفعات على وجهها،أبعدتها خديجه،عنها،وأخذتها من أمامها،وغادرت المكان
وقفت فريال تلهث، تنظر لهم قائله:كانت فين البت دى،قولولى،مش هيكفينى أخلص عليها النهارده.
رد يوسف الذى دخل قائلاً:أهدى يا حاجه فريال،المهم أننا لقيناها،وهى بخير.
أخرج عمار،صوت ضحكة أستهزاء،ثم تركهم،وذهب الى غرفة المكتب.
بينما قالت فريال:قولى يا يوسف،ليقتوها فين،قولى الحقيقه.
سرد لها يوسف،أين وجدوها،ومشورة عمار،عن زواج البدل.
تفاجئت فريال قائله:يعنى أيه عمار،وافق على جوازها من وائل ده،دى موتها أرحم،أنا هطلع أموتها،وأخلص،منها،عمار عقله فين،إزاى،أساساً يقول كده،كان الأسهل أنه هو الى يتجوزها،ويغور وائل ده.
رد مهدى قائلاً:ده كان ممكن يحصل قبل ما سيلمان يضرب، رصاصه، وطبعاً  سمعت، فى المكان، والخلق أتلم، وكان فى ناس كتير، واقفين، وإحنا  طالعين من البيت ومعانا غدير، وعقل أى  عيل صغير هيخمن سبب، الرصاصه، أيه، وبذات أن البيت يعتبر مهجور، دلوقتي  هو ده الحل الوحيد، وائل  دلوقتي، مُلزم بتنفيذ الى قال عليه عمار، وهو جواز البدل، وائل يتجوز غدير، وعمار يتجوز  من عيلة "عطوه " 
ردت فريال:كان سهل نكشف على بنتنا،ونخرس كل الألسنة،وعمار هو الى يتجوزها.
رد سليمان:الى قال عليه عمار،هو الى هيتنفذ،وبنتك تحمدى ربنا،أنى مخلصتش عليها.
إنصدمت فريال ولم ترد،وتركت الغرفه وغادرت.
بينما ذهب يوسف الى عمار يغرفة المكتب،
وجدهُ يجلس،يضع ساق فوق أخرى،ويدخن يبدوا أنه كان شارداً،لكن عاد من شروده،على دخول،يوسف،وأيضاً،رنين هاتفه،
نظر عمار للشاشه،
ورد على المتصل قائلاً:مساء الخير،يا سيادة اللواء ثابت.
رد عليه ثابت: أيه يا عمار،روحت لك المزرعه بتاعتك،على ميعادنا مع بعض،واحد من الشغالين فى البيت المرفق،بالمزرعه،قالى أنك مشيت من المزرعه بعد الفجر، خير. 
رد عمار:متآسف،كان فى المنصوره هنا مشكله حصلت  وكان لازم أكون موجود، بوعدك فى أقرب وقت هكون فى الفيوم، مره تانيه،والمهندسه هديل، تقدر  تعتبر المزرعه تحت أمرها،وأنا أديت أمر للمهندس المسؤل وكمان لعمال المزرعه،بمساعدتها بأى شئ تطلبه منهم.
رد ثابت: خير لو محتاج مساعده،منى أقدر أقدمها.
رد عمار: خير، متشكر لعرضك  ، والحمد لله المشكله أتحلت.
تبسم ثابت قائلاً: تمام أتمنالك كل الخير،أنا كان أتصالى بيك للأطمئنان،لانك عمرك ما خلفت ميعاد،قبل كده،وكمان،حكاية سفرك المفاجئه،قولت أكيد فى سبب مهم،وحبيت أطمن مش أكتر،فى سلام الله.
أغلق ثابت الهاتف،ونظر لابنته قائلاً:بيعتذر،وبيقول أن كان فى سبب مهم خلاه رجع المنصورة،بس قالى هو أعطى آمر،للمهندس المسؤل ،وللعمال بالمزرعه،بأنهم يكونوا تحت أمرك.
تبسمت هديل بفرحه قائله:واضح أن عمار،بيكن لك معزه خاصه،أنه يوافق،بالسرعه دى أن أستخدم المزرعه بتاعته،وأعمل عليها رسالة الدكتواره الخاصه بيا.
رد ثابت:عمار،شخصيه مميزه،ومش أول مره،يقدم ليا خدمه،سبق،وساعدنى،فى مشكلة أخوكى،والديون الى كانت عليه.
تبسمت هديل وتذكرت حديثها معه أمس قائله: بس،من طريقة حديثى معاه إمبارح،حسيت أنه مش مع عمل المرأه،حتى لما سألته مراته بتشتغل،قال بتشتغل شغل البيت بس،حتى لما حاصرته،وقولت  له لو بنته فى يوم طلبت منه تشتغل،رد عليا،وقالى،لكل مقامٍ مقال
فكرته متخلف وممكن يرفض أنى أستغل مزرعته فى رسالة الدكتوراه،بس واضح أنه وافق،بس علشان خاطر حضرتك،أنا عندى فضول أعرف شخصية مراته.
تبسم ثابت قائلاً:عمار،مش شخص متخلف،بالعكس ده تقدمى،وبيحب التقدم،بس فى أنواع كده،بتعتبر أن عمل المرأه  مش لازم طالما مش محتاجه،ومراته أنا شخصياً مشوفتهاش خالص،لانها تقريباً مجتش المزرعه دى،رغم أنه بيمتلك المزرعه دى من أكتر من سبع سنين،الى شوفته جه للمزرعه دى،والده،وعمه،وبيبقى معاهم طفل صغير،تقريباً،أبن عمه.
ردت هديل:فعلاً الشخصيات الى تفكيرها زى عمار،بقت قليله أو بالأصح مش موجوده،مع ذالك ممكن يقدر يقنع الى قدامه بوجة نظره بسهوله،واضح أنه شخصيه مثيره و تاجر،شاطر.
....
بينما أغلق عمار الهاتف،ونظر الى يوسف بصمت. 
قطع الصمت يوسف قائلاً: ده اللواء ثابت الى كان معاك عالتلفون؟ 
رد عمار: أيوا هو كان فى بينا ميعاد، وبسبب، رجعتى لهنا، متمش، ونسيت أعتذر منه، بس هو تفهم، موقفى. 
رد يوسف: وعرفت كان عاوزك ليه؟، نفس السبب الى سبق وتوقعته؟ 
رد عمار: أيوا هو، وكمان فى سبب تانى، بنته بتعمل رسالة دكتوراه، عن أساليب، أستصلاح و زراعة الأراضي  الصحراويه الحديثه، وطلب منى، أن تستخدم المزرعه تساعدها فى محتوى الرساله، وزى ما سمعت أنا وافقت. 
نظر يوسف لعمار، بتعجب قائلاً: غريبه أنك وافقت كده بسهوله، أنت مش بتفضل تتعامل مع بنات فى شغل الأراضى. 
رد عمار: مش غريبه ولا حاجه، بس هى دارسه  ماجستير، فى أستصلاح الأراضى، وبتعمل دكتوراه، أكيد عندها خبره، ليه مستغلهاش، ونستفيد أحنا الإتنين. 
تبسم يوسف قائلاً: طب وأيه إستفادتك من جوزاة البدل، الى عرضتها من شويه على وائل؟ 
رد عمار: أنا مش مستفاد حاجه، بالعكس هو الى مستفاد، كفايه أنه هيتجوز، بنت من عيلة زايد، وده مكسب كبير، ل وائل. 
نظر يوسف  له قائلاً: والبنت الى هتتجوزها من عيلة عطوه، يا ترى عارف هى مين؟ 
رد عمار: وأنا أعرفها منين، هى جوازه والسلام، هما هنا فى البيت بقالهم فتره، بيلحوا، أنى  أتجوز  من غدير، وأهى شوفت  بنفسك، هى مش رايده، زيي، بالتمام، وكمان فى شخص تانى، رايداه، يبقى هى حره، لو مكنتش حاولت الهرب  معاه، وجت ليا دوغرى، كنت ساعدتها، وتجنبنا الفضيحه الى حصلت، لكن هى أختارت الطريق  الى كان صح بالنسبه لها، وورطتنى، معاها.
نظر يوسف لعمار قائلاً:قصدك بأيه أنك أتورطت،الفكره بتاعتك من البدايه،كان ممكن توافق على جوازها هى ووائل بدون شرط البدل ده.
رد عمار: حبيت أعرف وائل ده له شخصيه وكلمه وسط عيلته،ولا لأ،لو له شخصيه،أكيد هيوافقوا،بسهوله،وكمان،كون أنى عمار زايد هتجوز،من عيلة عطوه،ممكن تخرس الألسنه،شويه،هيتقال،بينهم نسب متبادل،يعنى مش غصب من وائل على عيلة زايد،بسبب غباء بنت من عيلة زايد.
نظر يوسف له بأندهاش من رد عمار  قائلاً:طيب فى واحده معينه من عيلة عطوه،فى دماغك،ولا أى واحده والسلام.
تعجب عمار يقول:قصدك أيه بأى واحده،ليه هما كام بنت،فى عيلة عطوه؟
رد يوسف:أكيد عيلة عطوه فيها بنات كتير،بس الأقرب،ل وائل أخته،أو بنت عمه.
رد عمار:مش فاهم قصدك،أيه بأخته أو بنت عمه؟
رد يوسف:لما كنا فى بيت عطوه،كان فى بنتين،واحده شكلها صغير،ودى تقريباً أخته،لأنها كانت واقفه جنب مامة وائل،والتانيه بنت عمه،الى فتحت لك البوابه،والى كانت واقفه مع جدتها،ودخلت بعد شويه.
تعجب عمار قائلاً:بس انا مشوفتش غير الى كانت واقفه مع جدتها،التانيه دى مأخدتش بالى منها.
تعجب يوسف:غريبه،مع أنها وجهت كلامها أكتر من مره،لك،حتى هى الى قالت على مكان مركز الصيانه،الى بيشتغل وائل فيه،أنما التانيه دى،كان ردها عليك ناشف،وقفلت فى وشك الباب،أنا كنت واقف قدام البوابه،وشوفت كل ده،وأنت مشوفتش غير،البنت دى،ليه؟
نظر عمار ل يوسف قائلاً:قصدك،أيه،أنا بس كنت مضايق من طريقة كلامها الناشفه،وأنشغلت فى الست الكبيره،لما كانت هتقع،مأخدتش بالى من التانيه دى،وأنت شوفتها،قولى مين الأحلى فى الأتنين؟
تبسم يوسف بمكر،يقول:ليه هتتجوز الأحلى فيهم،هقولك،لكل واحده فيهم لها جمالها،يعنى مثلاً الى كلمتك وكانت ناشفه فى ردها،أنا تقريباً شوفتها كتير،عندنا فى الشارع،جدتها الست يسريه ساكنه فى نفس الشارع بتاعى،ودى ست فى حالها أرمله عندها بنتين،واحده الى تقريباً إداريه فى مدرسة الثانوى بتاع البلد،والتانيه مع جوزها بيشتغل فى البحر الأحمر مهندس بترول تقريباً،أنما هى بتشتغل أيه معرفش ،والبنت دى  محترمه،سواء فى لبسها،او حتى أخلاقها،دى بتمشى مش بتكلم أى حد بالطريق ،بس معرفش أتكلمت معاك بالطريقه دى إزاى،
إنما البنت التانيه،واضح أنها صغيره،وفرحانه أن رجليها شالتها،وجابت ملامح صبيه،وجميله جداً،أجمل من بنت عمها،بس،دى كمان أنا شوفتها مع بنت عمها كذا مره،بتحاول تلفت الانتباه لها وهى ماشيه،بكلامها وسلامها مع الناس،بس دى واضح أنها تقريباً كده صغيره قوى عليك.
تبسم عمار،للحظه،ثم قال:هشوف رد وائل أيه الأول وبعدها،نشوف هتجوز مين فى الأتنين.
فهم يوسف من التى أستحوذت على تفكير عمار من بسمته،لكنه يتهرب من الأجابه مباشرةً،فعمار،لم يلاحظ،سوا واحده منهن،والثانيه،رغم أنها حاولت لفت نظرهُ،لكن لم يراها،لا يوجد سوا تفسير واحد.
.....
بمنزل زايد أيضاً،بشقة خديجه
قالت خديجه ل غدير بلوم:الى عملتيه ده غلط من الأول،كان فين عقلك.
ردت غدير:عقلى كان فين، أكيد كان فى راسى،كنت مبسوطه وهما بيرخصونى،لعمار علشان يتجوزني.
ردت خديجه:محدش كان بيرخصك يا غدير،بس ده الى أترسم فى راسك،عاجبك الضرب الى أخدتيه من الحاج سليمان،وكمان الحجه فريال،لو مكنتش،حوشتك من تحت أيدها كانت ممكن تخنقك تموتك.
ردت غدير:يا ريتك سيبتها كنت موتت وأرتاحت،على الاقل.
ردت خديجه: وأيه الى كان تاعبك قوى كده.
ردت غدير:الى كان تاعبنى،ترخيص بابا وماما ليا،قدام سى عمار،وهو سايق التطنيش،أو الامبالاه،كانوا مستنين يحن،عليا ويضمنى لحريمه.
تعجبت خديجه قائله:قصدك أيه عمار يضمك لحريمه؟
ردت غدير:يعنى أبقى ضرتك،وانا مستحيل أقبل أتجوز على ضره،أنا عاوزه،راجل ليا لوحدى،متشاركنيش فيه واحده تانيه مهما كانت الأسباب..
رغم أن خديجه،تعرف مدى علاقتها بعمار،وأنه زواجهما على ورق فقط،ولا يفرق معها،لكن شعرت بغصه،وكانت سترد على غدير لولا دخول فريال بهوجاء،وقامت بشد  غدير من رأسها،وصفعها،لتأتى من خلفها حكمت وتحاول أبعاد فريال عنها،بمساعدة خديجه،الى أن أستطاعا السيطره عليها.
قالت فريال،وهى تلهث:سيبونى عليها أخلص منها.
ردت حكمت قائله:أهدى يا فريال،بلاش الى بتعمليه،خلاص،الموضوع تقريباً أنتهى،بخير.
ردت فريال:خير،أيه،أنا هاخد الحيوانه دى حالاً،ونروح للدكتوره تكشف عليها،مش هطمن قبل كده.
وقفت كل من خديجه،وحكمت مذهولتان،بينما قالت غدير،برعب:دكتورة أيه،الى تكشف عليا؟
ردت فريال:دكتورة النسا،يا روح أمك.
إنصدمت غدير،قائله:بس وائل والله ما لمسنى،ومستعده أحلفلك على كتاب ربنا.
ردت  فريال:قالوا للحرامى أحلف،أخفى من وشى روحى غيرى هدومك،وأغسلى وشك ده،وحطى أى حاجه تدارى أثار الضرب على وشك،وربع ساعه تكونى عندى تحت نروح للدكتوره،تأكدلى هى بنفسها.
...........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بمنزل عائلة عطوه.
أغلقت هيام الهاتف، ودخلت، بسرعه الى غرفة، وائل، وأزاحت من عليه الغطاءوبدأت  تُيقظهُ بعنفوان قائله: أصحى قولى، أيه الى سمعته ده، أيه الى حصل فى بيت خالك، الجيران سمعوا، صوت رصاصه، وبعدها، بشويه خرج، من البيت  تلات رجاله ومعاهم بنت،وبعدهم أنت خرجت من البيت مباشرةً، قولى كنت بايت فين إمبارح، وأيه سبب، أثار الضرب الى على وشك، وبلاش تكدب أو تحور، عليا، المخسوفه أختك، راحت الدرس، وقدامها مش أقل من ساعه على ما ترجع، وباباك مش هنا، مجاش من وقت ما خرج الصبح،وأتصل قال انه  مع عمك معرفش راحوا فين.
نهض وائل جالساً يقول: وعرفتى منين، أن كان فى صوت رصاصه فى بيت خالى. 
ردت هيام: واحده من الجيران، كانت معاها نمرتى،  ببقى أتصل عليها، من وقت للتانى، علشان بيت خالك، قايله لها تاخد بالها من البيت، ولسه قافله معايا كانت بتستفسر، بس هقولها أيه وانا نفسى معرفش أيه  الى حصل، قولى أيه الى حصل. 
نظر لها وائل، قائلاً: هقولك، لأنك  لازم تساعدينى. 
تعجبت هيام قائله: أساعدك فى أيه، بس قولى الاول سبب ضرب الرصاص، وبيت خالك بخير، ولا حصل فيه حاجه. 
رد وائل: أطمنى بيت خالى محصلش فيه حاجه، لأن الرصاصه جت، فى طى محطوط عالسقف فى أوضة الضيوف، يعنى مفيش فيه خساير، تذكر، والى حصل هو.... 
فلاشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باك.
بعد قول عمار، كلمته، جوازة بدل
نظر سليمان له بتعجب قائلاً: قصدك أيه بجوازة بدل. 
رد عمار: زى ما سمعت يا عمى، غدير، هانم الغاليه، عاوزه الأستاذ وائل، وهى الى دافعت عنه، وهو منطقش بكلمه، حتى، يدافع عنها، يبقى أحنا بقى، نريح قلب بنتنا، ونشوف غلاوتها عند حبيب القلب، الصامت، قدامه يوم بالضبط، ويتصل عليا، ويقول، تقدروا تتفضلوا تتقدموا، وتاخدوا من عندنا بنت فى مقابل أنى آخد من عندكم ربة الصون والعفاف، غدير زايد، عاوز أشوف غلاوتها تساوى أيه، وهو يوم واحد، بكره زى دلوقتى، لو تليفونى، مرنش برقمه، وأدانى الضوء الأخضر، هيكون ليا تصرف تانى، أنى هخلى غدير، بنفسها، تقدم فيه شكوى أنه هو الى أجبرها وخطفها، تحت التهديد، وهى خافت منه، وأنا قد كلمتى يا عمى. 
رد سليمان  قائلاً: مش فاهم، قصدك يا عمار، طب ما نخلى غدير، تقدم فيه البلاغ، ده من دلوقتى، وننقذ سمعتنا قدام الخلق، ومالوش لازمه جوازها منها أصلاً. 
نظر عمار ل وائل ثم ل غدير  قائلاً بأستهزاءً: وتكسر قلب الأحبه يا عمى، ميرضنيش، بس لازم وائل، يبرهن قد أيه حبهُ ل غدير،ونشوف،هيطلع،راجل قدامنا،ولا،ياريت ترد يا وائل؟
رد وائل بلجلجه:أكيد هنوافق على جواز البدل،أطمن.
ضحك عمار،بأستهزاء،بينما، تعصب سليمان، ليهجم مره أخرى  على وائل بالضرب، 
حاول يوسف أن يمنعه، لكن منعه عمار، وقال: سيب عمى يا يوسف، لازم يريح أعصابهُ. 
بعد عدة ضربات تلاقها وائل، تدخل مهدى، قائلاً: كفايه يا سليمان خلينا نمشى، زمان الى فى البيت عقلهم طار، لازم نطمنهم،أننا لقينا غدير.
أماء عمار رأسه بموافقه،ليجذب سليمان غدير بعنف  لتسير معه، لكن ألقت نظره على وائل المُلقى أرضاً قبل خروجها، ثم خرج خلفها مهدى، ويوسف، ونظر عمار،له قائلاً:قدامك لبكره،زى دلوقتي،والرد يكون عندى، رقم تليفونى أهو. 
قال عمار هذا،وألقى له كارت ورقى صغير،برقم هاتفه،ثم غادر هو الأخر خلفهم،ظل وائل بالمنزل لدقائق ثم تحامل على نفسه،وخرج هو الأخر من المنزل،وتوجه الى منزل والدهُ.
بالعوده للحاضر.
نظرت هيام ل وائل بتعجب شديد قائله:يعنى أنت مخطفتش غدير،وهى الى جت لحد عندك بارادتها،طب ليه عمار ده هددك أنه هيخلى غدير تقدم فيك شكوى انك الى خطفتها غصب،ولا هو عاوز يعمل فيها،راجل.
قالت هذا ثم تبسمت قائله:بس البت غدير،دى شكلها بتحبك بجد،بس مش فاهمه يعنى أيه جوازة بدل،دى.
رد وائل:يعنى عمار يتجوز واحده من عيلتنا،قصاد أنى أتحوز بنت عمه.
فرحت هيام قائله:يعنى يتجوز من مياده،ده يبقى يوم المنى،وهى مياده هترفض،جوازه زى دى،هو عمار ده يترفض،لأ أطمن،ولو عاوز تكلمه من دلوقتي تقوله موافقين،مفيش مانع،ولا أقولك خليها،لبكره،ليقول مدلوقين.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالرجوع لعائلة عمار.
لكن بعيادة أحدى طبيبات النساء بالبلده. 
دخلت كل من فريال، وحكمت، وخلفهن، كانت ترتجف غدير، رغم انها واثقه من عفتها إلا  أن تلك الأهانه، لها كبيره. 
ذهبت فريال الى الطبيبه مباشرةً قائله: 
قصداكى فى حاجه  سر. 
ردت الطبيبه: أنا كل المرضى الى عندى بحفظ أسرارهم، فأطمنى. 
ردت فريال: دى بنتى، وعاوزه اطمن عليها، أصلها هتتجوز قريب، وعندى أختها عندها مشكله فى الحمل، وخايفه تكون عند دى كمان. 
ردت الطبيبه قائله: كان ممكن تجى بعد ما تتجوز. 
ردت حكمت هذه المره: معليشى يا دكتوره، وأهو بالمره نطمن عليها، أنتى فاهمه، قصدى. 
فهمت الطبيبه مقصدهن وقالت وهى تشير الى غدير قائله: 
أتفضلى نامى عالسرير، خلينا نطمنهم عليكى. 
قامت الطبيبه بأجراء كشف خاص على غدير، التى تشعر بمهانه، ربما تستحقها. 
لتقول بعض قليل: 
هى بنت، وزى الفل. 
تبسمت لها كل من حكمت، وكذالك  فريال بأرتياح، بينما غدير حاولت تمالك دموعها، أمام الطبيبه من شدة المهانه التى تشعر بها. 
بعد قليل بمنزل زايد 
كان عمار يجلس بغرفة المكتب، دخلت عليه حكمت قائله: 
عاوزه أتكلم معاك فى موضوع غدير. 
تنهد عمار بسأم قائلاً: 
خير، هو الموضوع  مش أنفض خلاص. 
ردت حكمت: لا منفضش، أحنا أخدنا غدير لدكتورة النسا، وأكدت لنا أن غدير، لسه بنت بنوت، وأنها  متلمستش، يعنى مالوش لازمه جواز البدل ده، واتجوز  أنت غدير، أنت أولى بيها، من وائل ده. 
ضحك  عمار قائلاً: كنت متأكد  أن وائل ما لمسش غدير، مكنلوش لازمه تتأكدوا من الدكتوره، والله الى خايف منه أن وائل ده يطلع محسوب على صنف الرجاله، وهو معندوش أى رجوله، وميفرقش عن غدير، وأنا مش هتجوز غدير، هى أختارت بنفسها، وأنتى مش كان كل هدفك أنى أتجوز، علشان أخلفلك وريث، أهو أدينى هحققلك أمنيتك، وياريت كفايه كلام فى السيره دى، أنا هلكان طول اليوم وهطلع أنام  وأستريح،حتى مش هتعشى، تصبحى  على خير، يا ماما. 
تعجبت حكمت كثيراً من رد عمار،بهذا الهدوء والامبالاه.
........ ــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل عطوه
بشقة هيام
بعد العشاء
قالت هيام:فى موضوع مهم كنت عاوزه أكلمك فيه يا عبد الحميد،ولازم تكون مياده موجوده.
رد عبد الحميد:خير أيه هو الموضوع ده:
ردت هيام وهى تنظر الى وائل قائله:
مياده متقدم لها عريس.
تعجب عبدالحميد قائلاً،: بس مياده مكملتش 18 سنه مين العريس ده،لو ناوى يصبر،لحد ما تخلص على الاقل الثانويه العامه،وتكون كملت السن القانونى للجواز معنديش مانع.
بينما ردت مياده:لأ أنا مش هوافق أتجوز قبل ما أخلص تعليمى.
ردت هيام قائله:والتعليم كان عمل لغيرك أيه،أهى شهادات البنات بتاخدها،وتركنها عالحيط،
قالت هيام هذا ونظرت ل عبدالحميد قائله:وكمان وائل هيتجوز،الى بيحبها.
رد عبدالحميد:ومين دى بقى مش من كام يوم،روحتى أنتى وامى لبيت زايد،ورفضوه.
ردت هيام:لأ ما هو حصل موضوع كده،وخلاص وافقوا،بس أشترطوا،أنه يتم الجواز بدل.
رد عبد الحميد:موضوع أيه الى حصل،وايه جواز البدل ده!
سردت هيام له ما حكى لها وائل،وعن شرط عمار بزواج البدل.
نهض عبد الحميد،وقام بصفع وائل قائلاً:
عندك أخت بنت مخوفتش أنها تعمل كده فى يوم،كان فين عقلك.
أبعدت هيام عبد الحميد عن وائل قائله:خلاص الى حصل حصل،وأهو الفرصه جت لحد عندنا،ومياده هتتجوز من عمار زايد،عارف مين عمار زايد.
رد عبد الحميد:عارف هو مين،وكمان عارف،أنه عمرهُ قد عمر بنتك مرتين،وبنتك صعب تتجوز،مفيش مأذون هيرضى يكتب كتابها،وهى متمتش السن القانونى.
ردت هيام:ليه دا هما كم شهر وتكمل السن القانونى،وممكن نطول فترة الخطوبه لحد ما تكمل الكام شهر دول.
رد عبدالحميد:للأسف مفيش قدامى حل تاتى أبنك بغباؤه هيضيع أخته، معاه. 
قال عبد الحميد  هذا ونظر ل مياده قائلاً: لو مش موافقه مش هيهمنى حتى لو قتلوه، قولى رأيك ومتخافيش. 
إدعت مياده الحياء، وقالت: لأ موافقه يا بابا، وائل أخويا الوحيد وعلشان خاطره أنا موافقه  . 
كان عبدالحميد  سيعارض أبنته، لكن، قالت هيام: وهى تطول تتجوز عمار، وأهى خلاص وافقت، يبقى بكره وائل يبلغ عمار، أننا موافقين على طلبه، ويقدر يتقدم عمار، ل مياده، ووائل  لغدير. 
أدعت مياده الحياء،وتركت المكان وتوجهت الى غرفتها،ورمت بجسدها على الفراش ترسم السعاده.
........ ــــــــــــــــــ 
فى ظهر اليوم التالى.
كان عمار يجلس مع أحد زبائنه،حين رن هاتفه.
نظر للشاشه،وجد وائل هو من يتصل عليه.
تركه،يتصل لأكثر من مره،ثم رد عليه،كانت المكالمه مختصره 
حين قال وائل:أهلى وافقوا على البدل.
تبسم عمار بظفر قائلاً:تمام هجيب والدى وعمى الليله،علشان نتفق، ونتقدم،رسمى ،وسلام دلوقتي علشان عندى زبون مهم.
أغلق عمار الهاتف مبتسماً،ثم نظر للزبون قائلاً:لأن جالى خبر سعيد أنا موافق عالسعر الى قولت عليه،مع أن كان جايلى تمن أكبر،فى المزرعه،بس علشان البُشرى الى جاتلى،بوجودك.
بينما أغلق وائل الهاتف 
تحدث الى والداته التى تقف لجواره قائلاً:عمار بيقول هيجيب والده وعمه الليله علشان يتقدموا رسمى. 
هيام فرحة الدنيا لا تسعها، وقالت: 
وماله، بس الشقه هنا مش هتلائم طلبهم، ولا يهمك هنزل لمرات عمك انا شوفتها راجعه من المدرسه من شويه،وهى عندها المكان واسع عن هنا، وعندها أوضة ضيوف أوسع، كمان، حتى بالمره أقولهم، يارب تمم بخير.
نزلت هيام، ورنت جرس شقة سلفها. 
فتحت لها الباب سهر التى أستغفرت فى سرها، بينما قالت هيام:، عقبالك يا سهر، فين  نوال عاوزاها. 
تعجبت سهر قائله: عقبالى فى ايه، ماما فى المطبخ، هناديلك عليها. 
نادت  سهر ل نوال، التى أتت، ووقفت مع هيام، التى قالت لها: 
فى عريس متقدم، لمياده، وهيجى الليله بعد المغرب علشان يطلبها، وبصراحه كده، أنتى عارفه أن شقتنا ضيقه، وشقتك أوسع  انا بقول نستقبلهم هنا عندك فى الشقه. 
تبسمت سهر قائله: مبروك يا مرات عمى، والله فرحت لمياده. 
بينما تعجبت نوال، وهنئت هى الاخرى، وقالت،: أكيد الشقه كلها تحت أمرك، وربنا يتمم ل مياده بخير، بس مقولتليش مين العريس من هنا من البلد. 
ردت هيام: أومال، العريس هو عمار زايد. 
تعجبت سهر  حين سمعت أسم عمار، وهمست قائله: لأ طلعتى  ناصحه، يا مياده وعرفتى توقعيه، بت مدردحه بصحيح  على رأى علاء أخويا. 
بعد المغرب. 
فتح وائل باب شقة عمه 
ليقول بترحيب أتفضلوا. 
ليدخل مهدى وسليمان، وخلفهم عمار، الذى لمح سهر من قريب تقف أمام باب أحد الغرف بالشقه. 
كان فى أستقبالهم كل من عبد الحميد وأيضاً  منير، الذى رحب بهم، وكانت تجلس معهم أيضاً، آمنه، والتى رحبت بهم، ليجلسوا، 
تحدثوا فى البدايه، ببعض كلمات الترحيب، بين الطرفين. 
بينما سهر حين دخل عمار كانت تقف أمام المطبخ، تبتسم وهى تقول لوالداتها، يلا كويس أهو البت مياده هتغور، وارتاح من رزالتها. 
تحدثت نوال قائله: وطى صوتك، لا هيام تسمعك، جايه وراكى هى ومياده. 
صمتت سهر
لتقول نوال: أنا جهزت القهوه، يلا يا مياده خديها دخليها لهم أوضة الضيوف. 
نظرت مياده، للصنيه قائله: الصنيه كبيره قوى، وكمان عليها كوبيات كتير ممكن تقع منى، أنا بقول سهر تدخلها، وانا أدخل وراها، بصنية الحلويات، حتى دى الى عليها نواشف. 
تنهدت هيام قائله: المفروض العروسه هى الى بدخل صنية القهوه، بس معليشى يا سهر، بقى، عقبالك، أكيد مياده  ، مش على بعضها خدى الصنيه انتى ودخليها، وهى تدخل بعدك بصنية الحلويات. 
وافقت سهر على مضض، وحملت الصنيه بحذر.
بينما بغرفة الضيوف. 
تنحنح مهدى قائلاً: أحنا جاين الليله علشان نطلب أيد..... 
قبل أن يكمل مهدى قوله، نظر عمار أمامه، ليرى دخول سهر، فأكمل هو قائلاً 
جاين نطلب أيد الأنسه سهر، للجواز منى. 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

بمنزل زايد،بشقة سليمان.
دخلت فريال الى غرفة غدير،بهوجاء،وعصفت خلفها الباب بقوه.
نهضت غدير فزعه والتى كانت تتكئ على الفراش،وبيدها الهاتف.
أخذت فريال الهاتف من يدها بتعسف قائله:
كنتى بتكلمى مين عالتليفون،أكيد البأف الى كنتى هربانه،معاه،وجبرتينا، نطاطى،راسنا ونقبل بيه،غصب،هاتى التليفون ده ممنوعه منه،أكيد زمانه قالك أن باباكى وعمك ومعاهم عمار،راحوا لعند بيته،علشان يخطبوا،بنت من عندهم.
ردت غدير،بتأفف:ماما،من فضلك هاتى تليفونى،وكفايه الأهانه،الى حصلتى أمبارح بسببك،لما أخدتينى للدكتوره تكشف عليا،الأهانه دى أنا عمرى ما هنساها أبداً.
نظرت فريال لها بغيظ قائله:أهانه لما خدتك للدكتوره تكشف عليكى،ومكنتش إهانه لما بيتى مع واحد غريب عنك،فى بيت،أنتى الى هينتى نفسك،ولسه هتشوفى إهانات أكتر،مفكره أن الصايع الى كنتى هربانه معاه هيعيشك فى نغنغه زى الى عايشه فيها دلوقتي،غلطانه،بكره تقولى،أمى كان غرضها مصلحتى،عارفه،حرمتى نفسك من عز عيلة زايد،الى كان هيبقى كله تحت رجليكي،وهاتيجى بنت عيلة عطوه،تعيش وتمرع هى  فيه،ويا سلام لما تخلف الولد،هيبقى كل العز ده تحت رجلها،وهتبقى هى ست الكل هنا،غبائك صورلك أننا كنا بنرخصك لعمار،وربنا سلط عليكى،عقلك الغبى،أنك ترفصى النعمه برجلك،بكره هتندمى،خير كل عيلة زايد فى أيد عمار،لو كنتى طاوعتينى،كان هيبقى ليكى ولولادك منه،لكن مش عاوزه تبقى من حريم عمار،هو عمار عنده كم حُرمه فى حياته،قصدك على خديجه،كنتى تقدرى تنسيه حتى أسمها،لما تجيبى له الولد،الى يشيل أسمه وأسم العيله من بعده،لكن،أنا محبش يبقى ليا شريكه،فى جوزى،أشبعى بقى من الفقر الى هتعيشيه مع حبيب القلب،وائل عطوه،عيشى معاه بالكام ملطوش الى بيقبضهم من مركز الصيانه،الى بيشتغل فيه،وتجى لهنا بنت عيلة عطوه،تنام طول،وتصحى عرض.
ردت غدير قائله:أنا قابله،وهتحمل نتيجة إختيارى يا ماما،ولما أجى،على باب عيلة زايد،جعانه متبقيش،تأكلينى.
نظرت فريال لها بحنق قائله:أنا مش عارفه سبب لغباء بناتى،الكبيره تحب،محامى كحيان،وشغاله عند أمه خدامه،والتانيه،تحب،واد صايع وتهرب معاه علشان تغصبنا نوافق عليه،والله أعلم التالته دى كمان بكره تعمل أيه هى كمان،لو ربنا كان رايد ليا الخير،مكنش أبنى البكرى مات وهو إبن تلاتشر سنه،ياريت هو الى كان عاش،وأنتم التلاته الى كنتم موتوا،كان هيبقى هو راجل العيله،ويسند ضهرى،ويعلى مقامى.
نظرت لها غدير،بذهول،كيف لأم تتمنى الموت لبناتها،من أجل  أن تشعر بعلو مقامها.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بمنزل،عائلة عطوه.
وضعت سهر تلك الصنيه التى كانت بيدها على طاوله بمنتصف الغرفه،ظنت للحظات أنها سمعت خطأ،هو لم يقول أسمها،لكن حين رفعت بصرها،ونظرت الى وجوه،كل من عمها،ووالداها،وجدتها،وأيضاً،وائل،رأت وجوههم جميعاً مشدوهه،وزاد على هذا،سماعها لسقوط،شئ معدنى على الأرض،نظرت،خلفها،لتعرف السبب، والذى كان بسبب سقوط الصنيه التى كانت تحملها  مياده والتى تركت المكان مُسرعه.
إذن لم تسمع خطأ، عادت ببصرها نحو عمار، رأت بوجهه، نظرة تعالى، بالنسبه  لها، ولكنها كانت بالحقيقه نظرة ترقُب منه، يريد معرفة ردها، 
والذى كان مفاجئاً  له حين 
قالت: أنا مش موافقه، أنا مش  بفكر أتجوز  قبل ما أخلص دراستى.
كان هذا المختصر ما قالته،وغادرت الغرفه سريعاً.
نهض سليمان ونظر،ل وائل بشٍر  قائلاً:أنت مش أتصلت على عمار قولت له أنكم وافقتوا عالبدل،ولا هو كلام عيال،كنت متأكد أنك معندكش كلمه،كويس،كده يبقى مفيش بدل.
تحدث والد سهر بأستغراب قائلاً:أنا مش فاهم بدل،ده يعنى أيه؟
رد سليمان بعدم تصديق:مش فاهم،ولا بتستغبى،أبن أخوك غوى بنتى،وخطفها،وكان لازم أقتله وده الى هيحصل دلوقتي،وقدامكم.
قال سليمان هذا،وأخرج سلاحه، وقام بتعميرهُ وصوبه بأتجاه وائل.
نهض جميع من بالغرفه عدا عمار،ولكن آمنه،حين حاولت النهوض،لم تستطيع الوقوف على ساقيها،وظلت جالسه،لكن بكت،برجفه.
لكن كلمه من عمار،جعلت عمه يُنحى،سلاحه جانباً،حين قال:نزل سلاحك يا عمى،لسه كلامنا منتهاش،وياريت الكل يهدى،ومتأكد هنوصل لحل يرضى الجميع.
رد سليمان:حل أيه يا عمار،أنت سمعت رد البنت بنفسك،سيبنى أخلص عليه،لأ مش بس عليه لوحده،عالعيله دى كلها،همحيها،وملهمش عندى ديه.
تعصب عمار قائلاً:عمى،أقعدى،وبلاش تهور.
جلس سليمان مره أخرى،وكذالك كل الواقفين عدا وائل.
نظر عمار ل وائل قائلاً:أنت أتصلت عليا بعد الضهر،وقولت أنكم موافقين عالبدل الى قولت عليه،كنت بتكذب عليا.
رد وائل،بلجلجه:لأ لأن فعلاً،إحنا وافقنا عالبدل،بس بالنسبه لأختى،مش لبنت عمى.
رد عمار:أنا لما حكمت قولت،جوازة بدل
يعنى أنت زى ما هتتجوز،بنت عمى،أنا هتجوز،بنت عمك،تمام.
تفاجئ والد سهر،الذى لا يفهم من حديث عمار،سوا أنه يريد الزواج من سهر،لا من مياده،لكن قال:
الى أعرفه،أنكم جاين لطلب إيد مياده،مش سهر،حكاية البدل دى أنا معرفش عنها حاجه،وبنتى ملهاش دخل بموضوع البدل ده.
هنا عاد سليمان لعصبيته،ونهض يُشهر سلاحه مره أخرى قائلاً:قولتلك سيبنى من الأول،وأنا هخلص على الكلب ده،هو كداب،وبيلعب بينا.
رد والد وائل قائلاً:الموضوع حصل فيه لبس،وأتفهم غلط،وائل لما أتصل على عمار،كان غرضه على أخته،مش سهر،أحنا أتفاجئنا بطلب عمار،ل سهر.
تحدث عمار قائلاً: ليه هى مياده عندها كام سنه؟
رد وائل:بعد حوالى ست شهور هتكمل 18سنه.
رد عمار:ست شهور كتير،لأن الفرح هيتم قبل من شهر،وطبعاً عارفين أن القانون،مش بيسمح بكتب كتاب أى بنت قبل ما تتم السن ده.
قال عمار هذا،ونهض واقفاً،يقول بحسم:معاكم لحد بكره زى دلوقتي،تفكروا،لو أتوافق على طلبى،تقدروا تتفضلوا عندنا تطلبوا إيد غدير،بنت عمى،ويتم الأتفاق بينا على ميعاد الجواز،لأن معتقدش لها لازمه فترة  الخطوبه، ودلوقتي  نستأذن، ونسيكم تفكروا، براحتكم، يلا يا بابا، يلا يا عمى. 
... 
بينما حين خرجت سهر من غرفة الضيوف، رأت مياده تخرج من باب الشقه، وصفعت الباب خلفها، كانت ستذهب خلفها مباشرةً، لكن أوقفتها زوجة عمها قائله: فى أيه ايه الى حصل، خلى مياده، وقعت الصنيه من أيدها، وطلعت جرى على باب الشقه؟ 
ردت سهر: لأنهم طلبوا أيدى أنا مش إيد مياده، بس أنا خلاص، رفضت. 
ذُهلت هيام، وتصنمت للحظات ثم قالت: بتخرفى تقولى أيه؟ 
ردت سهر: حضرتك أنا مش بخرف، ده الى حصل، وتقدرى تتأكدى من الى جوه فى أوضة  الضيوف، خلينى أروح أقول لمياده، أنى ماليش دعوه، وأنى رفضت طلبه.
قالت سهر هذا وتوجهت تخرج من الشقه  
بينما وقفت هيام تُعيد قول سهر لها مذهوله، كيف حدث هذا، أليسوا هنا من أجل مياده، ما دخل سهر، بذالك الموضوع. 
فاقت هيام،من ذهولها، على خروج وائل وخلفه عمار ووالده وعمه، 
نظرت هيام  الى وجه وائل نظره خاطفه، وجهه، مسؤم، إذن قول سهر لم يكن تخاريف، توجهت هيام سريعاً، الى داخل غرفة الضيوف، لتعرف، ماذا حدث بالضبط. 
بينما سهر صعدت الى شقة عمها، وقفت على الباب ترن الجرس، أكثر من مره لم تفتح لها مياده. 
رنت سهر الجرس وقالت: أفتحى لى يا مياده، خلينا نتكلم بعقل. 
فتحت مياده  الباب ووقف على السلم أمام سهر، وقالت بعصبيه: نتكلم بعقل أيه،عاوزه تقوليلى أيه، عمار كان جاى يتقدم ليا، وطبعاً  بحركاتك لفتى نظرهُ، وبدل ما يطلب إيدى، طلب إيدك أنتى. 
ذُهلت سهر قائله:أكيد بتهزرى، وحركات  أيه  الى عملتها، قدام عمار ده، أنا مكنتش هدخل الأوضه أصلاً، مرات عمى هى الى قالتلى، أدخل بالقهوه، قبلك، خافت لتوقعى القهوه، يبقى حركات  أيه بقى الى عملتها، أعقلى كلامك شويه. 
ردت مياده: حركات  البراءه الى بترسميها، على كل الى فى البيت بس أنا فهماها كويس، وأكيد عمار أتغش فى برائتك لما شافك، وبدل ما يطلبنى، طلبك أنتى، بس أحب أقولك أن شخص زى عمار مش مغفل، وهيكتشف حقيقتك بسهوله، ووقتها هو الى هيندم، أنه صدق وش البراءه الى بترسميه، هى عادتك ولا هتشتريها. 
قالت سهر  بصدمه: عادة أيه دى كمان بقى! 
ردت مياده: أنك تبقى عاوزه الشئ وتجرى وراه ولما توصلى له تقولى مكنتش عاوزاه، علشان تزودى أهتمام الى قدامك، بهنيكى، مبروك عليكى عمار، بس عمار مش زى عمى، ولا جدتى، وهيفضل مصدق وش البراءه  بتاعك، هيكشفه بسهوله، ووقتها أنتى الى هتكونى خسرانه. 
مازالت سهر مصدومه، من تفكير مياده وقالت لها: فعلاً  أنا الى خسرانه، أنى طلعت وراكى، أبرء نفسى قدامك، بس غلطت، مكنش لازم أعبرك، لان الموضوع بالنسبه ليا منتهى، أنى رفضت عمار خلاص. 
قالت سهر هذا وتوجهت لنزول السلم مره أخرى 
لكن قالت  مياده: وش البراءه  ده ارسميه على حد غيرى يا سهر، أنا فهماكى، أنتى بتعززى نفسك، علشان عمار يتعلق بيكى، ومع شوية محايله هتوافقى عليه، بس سهر الدلوعه  لازم الاول تدلل،وتلعب بمشاعر غيرها الأول. 
لم ترد سهر عليها وأكملت نزول السلم 
لتفاجئ، وهى بمنتصف السلم 
بوقوف عمار، مع وائل الذى كان يودعه، 
رفع عمار وجهه لينظر لسهر، بتوعد فهو سمع حديثها مع إبنه عمه، لتزيد لديه تلك الفكره عن سهر، وأنها تهوى التلاعب. 
بينما نظرت  سهر لعمار، بنفور، وأكملت نزول السلم ودخلت الى شقة والداها مره أخرى، وتوجهت الى غرفة الضيوف، والتى كان بها صوتاً عالياً، وكان هذا الصوت لوالد سهر، الذى، يتحدث  بقوه قائلاً: أنا مش فاهم أزاى، واحد غبى، زى سليمان يرفع علي فرد فينا السلاح فى قلب بيتنا، وليه سكتت يا عبد الحميد، قولى أيه حكايه جوزاة البدل دى، وأيه سببها. 
تحدثت هيام قائله: أهدى بس يا منير، كل شئ له حل. 
دخلت سهر قائله: حل أيه بقى، أنا  مش فاهمه  حاجه: حضرتك الصبح جيتى قولتى ضيوف هيتقدموا، ل مياده، أدخل أسمع أنه بيتقدم ليا، ونظراته ليا كأننا تحت أمره وهنوافق على طلبه، وكمان أتهام مياده ليا بخطف عريسها. 
دخلت عليهم فى ذالك  الوقت نوال قائله: فى أيه، صوتكم عالى، أنا كنت فى المطبخ وسمعت الصوت العالى، أيه الى حصل. 
ردت سهر: الى حصل يا ماما، أن عمار ده بدل ما يطلب إيد مياده، طلب إيدى أنا، وكمان واضح أنه عنده ثقه أننا هنوافق على طلبه، بسبب المهندس وائل. 
تفاجئت  نوال قائله: وده سبب طلوع مياده من هنا وشكلها  كانت بتعيط، هو أيه أصل الحكايه دى، حد يفهمنا! 
أبتلع عبد الحميد  ريقه، ثم قال، أنا هحكى لكم كل حاجه، حصلت. 
سرد لهم عبد الحميد  عن قصة خطف وائل ل غدير، وعثور أهلها عليهم بمنزل خاله، وطلب عمار منه زواج البدل، لكن هم ظنوا، أنه كان يتحدث عن مياده، وتفاجئوا به يطلب سهر، وأنهم أمام آمر واحد الآن هو موافقة سهر، على طلب عمار. 
قالت سهر: طبعاً  مش موافقه، ووائل غلط من البدايه، وأنى ماليش دعوه، أنا مش هدفع تمن غلط غيرى، عندكم مياده، وموافقه عالجواز من عمار، أنما أنا مستحيل. 
تحدث عبد الحميد: للآسف، هو قال، أن زى ما وائل هيتجوز من بنت عمه، هو كمان يتجوز من بنت عم وائل، وكمان، الى أسمه سليمان ده هددنا، بالسلاح. 
تعجبت نوال وقالت: هددكم ليه، هى البلد مافيش فيها قانون، تقدروا تقدموا فيه بلاغ بعدم التعرض. 
رد وائل: بس هما هيضغطوا على غدير تقدم، بلاغ أنى خطفتها، وبمساعدة علاء معايا. 
ذُهلت سهر، وقالت بخفوت: وعلاء ماله بالقصه هو كمان، ولا هى تماحيك، أنت الى غلطت يبقى تتحمل غلطك لوحدك، بعيد عنى أنا وأخويا، وده أخر كلام عندى، أنا برفض عمار زايد. 
قالت سهر هذا وغادرت الغرفه 
بينما صُدم جميع من بالغرفه، بسقوط آمنه مغشياً عليها. 
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل يوسف 
بغرفة المعيشه بشقة والداته. 
كان يجلس مع 
خديجه، ووالداتهم، ومعهم أبناء  خديجه، وكذالك أسماء 
التى قالت بتعجب: يعنى عمار، وبابا وعمى دلوقتي، راحوا بيت عيلة عطوه، يطلبوا بنتهم لعمار، أبن عمى، مش كان المفروض يحصل العكس الأول، أنهم هما الى يجوا يطلبوا إيد غدير؟ 
رد يوسف: لأ كده الأفضل فى رأيي، لأن كده، بيضمن رد عيلة عطوه  قبل ما يروحوا هما يتقدموا، ل غدير، والى هيتم على ضوءه بعد كده سواء هيكون فى قبول، من الطرفين أو لأ. 
تعجبت أسماء قائله: مش عارفه غدير أختى زى ما تكون أتجننت، لما توافق تهرب مع واحد  غريب عنها، وتحط العيله  فى المواجهه دى، ومش مقتنعه  لسبب أقتراح عمار، بجواز البدل، لأن معظم الجوازات الى من النوع ده، بتفشل. 
رد يوسف: وفى جوازات كتير من نفس النوع ونجحت، كل شئ نصيب، أتكلمى يا ماما ساكته ليه قولى لينا، عن رأيك. 
ردت والدة يوسف، وهى تنظر لخديجه بآسى: هقول أيه، كل شئ  فعلاً  نصيب، بس أنا خايفه، البنت الى تتجوز  عمار، تأسيه على ولاد أختك، ومتنساش أنها كمان مراته، صحيح، كلنا عارفين زن حكمت على عمار أنه يتجوز، علشان يخلف له حتة عيل، وده حقه مفيش فيها كلام، بس أنا خايفه من الحته دى. 
ردت خديجه: إطمنى يا ماما، انا متأكده من عمار، عمرهُ ما يأسى على ولادى. 
تنهدت والده يوسف قائله: منها لله الى كانت السبب أنك تستئصلى الرحم، لو مكنش كده، كان زمانك جيبتى له عيل ولا أتنين شالوا أسمه،و سكتوا حكمت.
توترت خديجه،وقالت:مالوش لازمه نفتح فى القديم،يا ماما كل شئ قدر،والحمد لله،ربنا اكرمنى ببنت،وولد يبقى ليه أزعل،وأن كان على عمار،مش أول واحد يتجوز مره تانيه،فى كتير مخلفين عيل واتنين،وبرضوا جوزها أتجوز أكتر من مره،وأنا راضيه بقدرى.
نظر يوسف لخديجه،يرسم بسمه،فهو الوحيد الذى يعرف حقيقة زواج خديجه،وعمار،وانه ليس زواجاً،سوا،على ورق،بأتفاق بينهم،
ليتحدث:فعلاً يا ماما،خديجه عندها حق فى الى قالته،وأنا كمان متأكد أن عمار عمرهُ،ما هيغير معاملته،لولاد خديجه،أبداً،يبقى ليه نخاف،من جوازه،من واحده تانيه،حتى ده هيسكت أم عمار،وتبطل كل شويه،تضغط على خديجه،وتقولها،أنها تخلى عمار يتجوز علشان يخلف.
شعرت أسماء بغصه،بقلبها،هى حقاً،حملت لأكثر من مره،لكن قبل نزول الروح بجنينها تجهض،بدون سبب،ربما هى إرادة الله،للحظه،خشى قلبها،أن يأتى عليها يوم كهذا،وتسمح بزواج،يوسف بأخرى من أجل إنجابه لطفل،تدمعت عيناها،ونهضت،قبل أن تنزل دموعها،قائله بتبرير كاذب،الجو ساقعه هروح أعمل شاى مره تانيه يدفينا.
ذهبت أسماء مُسرعه،بأتجاه المطبخ،
لاحظ،يوسف تلك الدمعه،بعين أسماء،لكن هو ليس بظروف مثل عمار،هو لديه شبه يقين عمار،يكن،لتلك الفتاه مشاعر،لكن يُخفيها،هو كان مثلهُ يوماً،حين وقع بغرام أسماء،
نهض يوسف قائلاً: هروح أقول لأسماء تجيب لينا مع الشاى،كيك،او بسكوت،أصبر نفسى بهم على ما يجى وقت العشا.
تبسمت له كل من خديجه،ووالداته،التى فهمت هى الأخرى،ورأت الدموع بعين أسماء.
دخل يوسف الى المطبخ،ولف يديه حول خصر أسماء من الخلف،،للحظه أنخضت أسماء،ثم تبسمت قائله:خضيتنى،وأبعد عنى لحد يشوفنا،ولا ولاد أختك يدخلوا علينا.
تبسم يوسف قائلاً:على فكره أنا جعان.
تبسمت أسماء قائله:طب أبعد عنى،هعمل شاى أشربه دلوقتي،وفى هنا بسكوت خدلك بسكوتين تصبيره،على بعد صلاة العشا،نبقى نتعشى.
أدار يوسف وجه أسماء له،وقام بتقبيلها قبلتين،ثم وضع رأسها بين يديه،قائلاً:دى التصبيره الى متشبعش.
ضحكت أسماء قائله:طب أطلع وأنا هجيب الشاى خلاص ميه الشاى خلاص هتغلي،بلاش تخليهم يقولوا بنعمل أيه فى المطبخ.
تبسم يوسف قائلاً:والله أنا الى بغلى مش مية الشاى،بس هاخد طبق البسكوت ده أصبر بيه نفسى،مع ان شفايفك،مسكره أكتر من البسكوت ده. 
آخذ يوسف طبق البسكويت،وخرج،تنهدت أسماء،وتمنت أن يُحقق لها الله قريباً تلك الأمنيه من ذالك الحنون.
......... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ بمنزل عمار
بعد قليل
بغرفة المكتب 
وقف سليمان يقول بعتاب ل عمار
ليه مخلتيش أخلص على وائل ده،وكنا خلصنا،شايف البت بنت عمه،وقلة أدبها،لما قالت مش موافقه،بس هقول أيه كل ده بسبب بنتى الغبيه،لو كنت سيبتنى كنت خلصت عالاتنين،وتجنبت،الوضع الى إحنا فيه بسببها،فى بنت فى البلد دى ترفض عمار زايد.
نفث عمار،دخان سيجاره،قائلاً: ليه لأ ما سبق بنت عمى،وأتمنت الموت،وهربت مع واحد تانى علشان متبقاش من حريمى،بس إطمن يا عمى،الى حصل ده كان مجرد دلال منها مش أكتر،وبكره هتسمع قرار عيلة عطوه،بالموافقه،بنفسك،ودلوقتي أنا محتاج أبقى لوحدى، خديجه،والولاد هيتعشوا عند يوسف،وهو هيجيبهم،بس أنا عندى،شوية حسابات ومحتاج أراجعهم،على ما يحضروا العشا،ياريت تسيبونى،أراجعهم.
قال سليمان:أنا هطلع أغير هدومى،ومش عاوز اتعشى نفسى أنسدت.
خرج سليمان،وترك مهدى الذى قال بلوم:
كلام عمك صحيح،مكنش لازم من الاول تقول جوازة بدل،كنا وافقنا على جواز وائل وغدير،وخلاص،وتجنبنا الى حصل من شويه فى بيت عطوه،وكمان بستغرب هدوئك،ويظهر هما كانوا مفكرين أنك رايح تخطب،أخت وائل،بس ليه أنت طلبت بنت عمه؟
رد عمار:زى ما قولت البدل،هو هيتجوز بنت عمى وانا هتجوز بنت عمه،وكمان البنت التانيه أنت سمعت،بنفسك أنها تحت السن القانونى للجواز،أيه هنرشى المأذون،يكتب الكتاب.
رد مهدى:وفيها أيه،وممكن كمان كنا نعمل فترة خطوبه و نأجل الجواز لحد ما تتم السن القانونى.
رد عمار بقطع:بابا،انا مش صغير،وهفرح بدبلتين،وكام خروجه،عالنيل ،أنا هتمم الجوازه فوراً،زى ما قولت،يمكن قبل من شهر،كمان..
...
بشقة سليمان.
كانت فريال تجلس على الفراش،تحتضن بين يديها صوره لطفل،بعمر الثالثه عشر،تبكى،بحُرقه
حين دخل عليها سليمان،ونظر لها،وقال:
هتفضلى طول عمرك حاضنه الصوره،دى،وناسيه بناتك.
ردت فريال:دى آخر صوره أتصورها،أبنى قبل ما يموت مغدور،وكلكم والستوا على الى قتله.
رد سليمان بعصبيه:بدل ما تبكى عالى راح،كنت فوقتى،لبناتك،وربيتهم كويس،مكنتش واحده منهم،هربت وجابت لنا الفضيحه،لكن أنتى عايشه فى وهم،أنتى الى رسمتيه بنفسك،أنا خلاص مبقتش قادر أتحمل،طفح الكيل.
قالت فريال:هتفضل نار أبنى قايده فى قلبى عمرى كله،مش هتبرد،وبناتك،ما هم تربية حكمت،كبيرة البيت العاقله،ولا نسيت تفضيل حمايا وحماتى لها عليا،ولما جت خديجه،كمان أتفضلت عليا،مع أن أنا كنت أم أول حفيد لهم،والى راح قدامى،وصورته،وهو بينزف،مبتفاريقش خيالى،بلاش تلومنى على تربية بناتك،أنا حاولت معاهم كتير،أن كان أسماء،الى أختارت يوسف،والتانيه،الى ذليت نفسى،وانا بطلب من حكمت أنها تاخدها لابنها،وفى الآخر هى معجبهاش،يبقى أتحمل معايا أنت كمان.
نظر سليمان لها يهز رأسه قائلاً:بستغرب عقلى كان فين،لما زمان أتجوزتك،بس يا خساره مبقاش ينفع الندم.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده لمنزل عطوه.
إنخض الجميع،على آمنه،التى سقطت مغشياً عليها،لكن سرعان،ما أتصلت سهر على علاء،وأخبرته،بسقوط جدتهم مغشياً عليها،ليعود للمنزل برفقة أحد الأطباء.
خرج الطبيب من الغرفه،ومعه،علاء 
أقترب منير بلهفه قائلاً:خير،يا دكتور.
رد الطبيب:بصراحه،كده،أنا لو مش عارف كفاءة علاء،وأنه أحد تلاميذى كنت أمرت بتحويلها للمستشفى،فوراً،بس أنا هكتب مجموعه أدويه،غير،شوية محاليل،لازم تتعلق للحجه،وكمان ياريت تبعد عن أى ضغط نفسى،بتمنى لها الشفا،
قال الطبيب هذا وغادر برفقة علاء الذى وقف مع الطبيب أمام المنزل،ليقوم الطبيب بأعطاء بعض التعليمات الخاصه لها ليفعلها لها.
بينما دخلت سهر الى غرفة جدتها،ووقفت تنظر لها باكيه،كذالك نوال،ثم منير،وخلفه عبد الحميد الذى وقف يوطى برأسه متألم من منظر والداته الفاقده للوعى.
،أما هيام،ظلت بالخارج ،عقلها شارد فذالك المأزق،الذى وضعهم به عمار،وأختياره لتلك الغبيه سهر،لو كان وافق على مياده،لكان الآمر أنتهى،لكن الآن لابد من وجود حل،والحل الوحيد هو موافقة تلك الغبيه،لكن عقلها قال لها:مهلاً كيف توافق على هذا،سهر،تذهب للعيش بنعيم عائلة زايد،لا هى لا تستحق ذالك.
وهنالك صراع آخر برأسها،لو لم توافق سهر،سينفذ ذالك الأحمق سليمان تهدديه،وقد يقتل وائل،أو يتسبب بسجنه،بتهمة الخطف،
لكن جاء الى عقلها قول وائل،حين ذكر،أنهم هددوه أن يضعوا أسم علاء معه،هو لم يذكر لها ذالك سابقاً،ربما تكون نقطه رابحه،فنصف الخساره الآن أفضل من الخساره كلها ،قالت هذا ودخلت الى غرفة آمنه تدعى الرياء أمام الواقفين،بالغرفه.
بعد قليل
دخل علاء، بيده كيساً بلاستبكياً به بعض الأدويه،وأيضاً،زجاجات محلول طبى.
توجه الى غرفة جدته،وقال:الزحمه فى الاوضه مش كويسه علشان تيتا،ياريت الكل يطلع للصاله،وأطمنوا،أنشاء الله هتبقى كويسه،أنا ههتم بها،زى ما تكون فى المستشفى بالضبط.
تحدثت سهر الباكيه تقول:لأ أنا هفضل معاك.
رد علاء:تمام أنا وسهر هنهتم بها والكل يقدر يرتاح.
شدت هيام كل من زوجها وكذالك وائل:قائله:
فعلاً بلاش زحمه فى الاوضه،علشان النفس،خلينا نطلع لبره،وأنتى كمان يا نوال،يلا يا منير،سهر،وعلاء،هيفضلوا معاها،وأحنا مش هنبعد،دا يا دوب الباب بس،يلا بلاش الزحمه فى الاوضه.
خرجت نوال،ومنير،وكذالك عبد الحميد على مضض.
ظلت سهر،واقفه مع علاء الذى بدأ،بغرس بعض الأبر،بيد جدته،ووضع بعض المحاليل لها،الى أن أنتهى، بعد وقت  قصير.، نظر علاء الى سهر التى مازالت تبكى،ثم أقترب منها وقال بهمس أطمنى تيتا هتبقى بخير
تعالى نقعد،وأحكى لى  أيه الى جرالها فجأه أنها ماشى مع آدان المغرب كانت كويسه وبخير،حتى كانت مبسوطه،وقولت فرحانه ان البت مياده جالها عريس وهتغور من البيت وتريحنا من سماجتها. 
جلس علاء و سهر،على أحد مقاعد الغرفه لتقول سهر:ما ده السبب فى وقوع تيتا كده،الحكايه طلعت غير ما كنا مفكرين أنه عريس،ل مياده،
لتسرد سهر له ما حدث،من وائل وخطفه ل غدير،وقول عمار أنه يريد الزواج منها هى لا من مياده.
تعجب علاء كثيراً يقول:طب وانتى مالك بغباوة وائل،عاوزين بدل ياخدوا مياده،وهى موافقه.
ردت سهر:قولت كده،حتى هى عملت فيها المظلومه،وجريت على شقة عمك،طلعت وراها،حاولت أفهمها لكن دماغها متركبه غلط،وأتهمتنى أنى رسمت البراءه قدام،عمار ده،خليته طلب إيدى أنا،وسيبتها قولت بكره تهدى،وتفهم،أنا عمار ده أصلاً ميهمنيش،دى داخلته علينا فقر،أهو شوفت تيتا،تعبت.
تبسم علاء،يقول:عمار زايد داخلته فقر،أصلك هبله ومتعرفيش هو مين،بس تيتا،عيانه من زمان ومش أول مره اللأزمه دى تجى لها،يعنى مش دخلته،بس أيه،ما توافقى،علشان مرات عمك،والبت مياده يموتوا من القهر،وأهو،أرتاح منك.
نظرت سهر له قائله بقمص:بتهزر،وماله.
ضم علاء كتف سهر قائلاً:بحاول أخليكى تفكى الحزن شويه،هروح أشوف ماما لو لسه صاحيه،تعملى  عشا وأرجعلك،لو كنتى بتعرفى تعملى العشا،كنت أنا فضلت هنا،وانتى الى عملتيه،لكن نقول أيه،أنا بقول توافقى على طلب عمار ده عالاقل هتلاقى هناك خدامين،يخدموكى،ويجبولك الاكل لحد عندك فى السرير .
نظرت له سهر بغضب،وقبل أن ترد 
ضحك علاء قائلاً بمزح :مش وش نعمه هقول أيه،خلى بالك ،لأن تيتا ممكن تفوق،فى أى وقت خلى بالك منها،على ما أكل لقمه.
ذهب علاء الى الخارح،وترك سهر مع جدتهم
وجد علاء والداته،تجلس ومعه والده،بصالة الشقه،تحدث علاء قائلاً:كويس أنك يا ماما لسه سهرانه،أنا جعان.
نهضت نوال قائله:هحضرلك كم سندوتش أنت ومنير،كمان متعشاش،كلنا أرتبكنا فى تعب جدتك،ونسينا العشا.
نظر علاء لوالدهُ قائلاً:فين عمى،وصاحب المشكله،وائل بيه؟
رد  منير: عمك، بالعافيه على ما طلع مع فريال هى ووائل، كان عاوز يفضل هنا، بس أنا طمنته، وهو طلع لشقته، أكيد سهر حكتلك الى حصل.
رد علاء:أيوا حكتلى،وطبعاً أنا مع قرارها،بالرفض،دى حياتها،وسهر قالتلى قبل كده مش بتفكر فى الجواز،أصلاً،دلوقتى.
رد منير،قائلاً:أنا عارف،مش جديده عليا،بس أحنا فى مشكله كبيره،بسبب أبن عمك،حط العيله كلها فى خطر،أنت مشوفتش وش الى أسمه سليمان ده،كان خلاص هيضربه بالنار،لو مش عمار،هو الى منعه بكلمه منه.
رد علاء:وائل طول عمره غبى،ومتسرع،كان لازم يفكر،فى توابع عملته دى قبل ما يعملها.
رد منير:أنا كنت بفكر أنك ممكن تقنع سهر،توافق على طلب عمار ده.
أستغرب علاء قائلاً:بتقول أيه يا بابا،أزاى أقنع سهر،بشئ أنا نفسى مش مقتنع،بيه،أيه هو جواز البدل ده،دى موضه،وقدمت خلاص.
رد منير:أنا مش عارف أفكر،وكمان وقوع جدتك،خلى دماغى وقفت عن التفكير،حيران،وكمان فى حاجه وائل قالها:أن سليمان ممكن يقتلك أنت كمان،لأنه مفكر أنك ساعدته فى خطف،بنته.
تعجب علاء قائلاً: ده يبقى غباء رسمى منه،أنا ووائل مفيش بينا أى توافق،وحضرتك عارف كده،ولاد عمى،واخدين مننا موقف بسبب غباء مرات عمى،حتى مياده،سهر،بتتجنبها،وهى الى بترمى نفسها عليها،عمى ومراته مبيعرفوناش غير وقت مصلحتهم.  
...
بداخل غرفة آمنه،بدأت تفيق،رويداً،أول ما نطقت به،هو أسم سهر،التى سمعت صوتها فهبت واقفه وأتجهت اليها،وجلست جوارها على الفراش،تقول بفرحه ومزح:
حمدلله على سلامتك،يا تيتا كده تخضينا عليكى،وأنا الى كنت بقول تيتا،صبيه حلوه،وبفكر أشوفلك عريس.
تبسمت آمنه لها بوهن قائله:علشان خاطرى يا سهر،وافقى على طلب  عمار.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

إنتصف الليل 
بمنزل زايد،بشقة خديجه.
كان عمار،نائم بظهره على الفراش يضع أحدى يديه أسفل رأسه فوق الوساده واليد الأخرى بها سيجاره،ينفث دخانها 
لا يعرف سبب لسهره الى هذا الوقت،رغم أنه حاول النوم،لكن لم يستطيع،فكرهُ شارد مع صاحبة نفس الأسم،وهى،سهر،أيعقل أنه ساهر،بسببها،لا! 
هكذا قال عقله،عاد يفكر فيما سمعه اليوم 
بدايتاً،من رفضها له أمام والدهُ وعمه،وسماعه لحديثها مع إبنة عمها، وقول إبنة عمها لها عن هوايتها،وهى تتلاعب،بمن أمامها،تمنى،لو كانت أمامهُ الآن،لسحقها،بين يديه،، أطفئ السيجاره أشعل أخرى ينفث،دخانها،ذاكراته تُعيد دخول سهر، عليهم بالغرفه وهى تحمل الصنيه،هى،تمتلك وجه ،ربما ليس فائق الجمال لكن تمتلك ملامح هادئه،وجه ملائكى،حتى أنها لم تكن تضع أى مستحضرات تجميل،وزيها محتشم مناسب لجسدها ،ومحجبه، بحق، ليست كالأخرى، التى كادت أن تدخل خلفها، هو رأها، كانت ترتدى، زياً لحد ما يصف جسدها الأنثوى، وبأمرة أنها ترتدى حجاباً، وأكثر من نصف شعرها، خارج منه، ومساحيق التجميل  الظاهره بوضوح على وجهها،وجه المقارنه بينهم معدوم،لكن سهر ربما تظهر،وجه خادع عكس حقيقتها أو.......
قبل أن يُخالف قلبهُ عقله،كان يسمع طرقاً على باب غرفته،تعجب كثيراً،وقال:
أدخل.
نهض متعجب أكثر يقول:أحمد أيه الى مسهرك لحد دلوقتي،مش عندك أمتحان بكره الصبح!
رد أحمد:لأ أنا خلصت أمتحانات النهارده.
تبسم عمار يقول:آه يعنى خلصت إمتحانات بقى،وهتسهر،للصبح،لأ،يا بطل  أجازة نص السنه ،كلها أيام وتخلص،وترجع تانى للمدرسه،مش لازم تتعود عالسهر.
تبسم أحمد يقول:أنا مش بحب السهر،أنا كنت نايم،بس حلمت أنك سيبتنا،ومشيت بعيد عنى أنا وماما،وأختى،فصحيت،وجيت أتأكد أنك هنا.
نظر عمار له بتعجب قائلاً:أهو أنت قولت حلم،يعنى مش حقيقه.
تبسم أحمد قائلاً:يعنى بجد،يا عمار،أنت مش هتسيبنا،بعد ما تتجوز،واحده تانيه غير ماما.
بنفس نظرة التعجب،قال عمار:ليه فكرت أنى هسيبكم لما أتجوز؟
رد أحمد:أنا سمعت تيتا بتقول لماما،أنها خايفه،أنك بعد ما تتجوز،تسيبنا أنا ومنى،وتبعد عننا.
تبسم عمار،هو يبعثر،شعر أحمد بمرح قائلاً:
لأ أطمن أنا عمرى ما أقدر أبعد عنك أو أسيبك أنت ومنى، أنتم غالين عندى،وبالذات أنت،أنا بعتبرك إبنى البكرى،حتى لما أتجوز هتجوز،فى الشقه المقابله للشقه دى،يعنى هتفتح باب الشقه تلاقينى فى وشك،فى أى وقت.
فرح أحمد بشده قائلاً:أنا بحبك قوى يا عمار،تعرف لو بابا كان عايش كنت هحبك أكتر منه،بس،أنت وعدتنى،تاخدنى معاك فى أجازة نص السنه ونروح مزرعة الفيوم.
تبسم عمار يقول:وأنا عند وعدى،بس سيبنى كده أرتب،مشاغلى وهخدك ونروح يوم لهناك.
تبسم أحمد وعانق عمار،بادله عمار العناق بود قائلاً: قولى بقى يا بطل،تحب تطلع أيه فى المستقبل.
عاوز أبقى مهندس،وأبنى بيوت كبيره،على الأراضي الى أنت بتشتريها.
.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل عطوه
بشقة عبد الحميد
دخلت هيام الى غرفة وائل،الذى نهض من على الفراش سريعاً،وقال:أيه الى مسهرك لدلوقتي يا ماما.
ردت هيام:نفس السبب الى مسهرك أنت كمان،بعد ما قولت إتحلت وخلاص،هتتجوز من بنت عيلة زايد،جه الى إسمه عمار،ده حط العقده فى المنشار،بطلبه،للغبيه سهر،لأ وكمان شكله مُصر عليها،الى يشوفه يقول،يعرفها قبل كده،وبيحبها،ويمكن هو ميعرفهاش أصلاً،أنا لو مش عارفه أن سهر غبيه كنت قولت زى مياده أنها هى فعلاً شغلته، بس طريقة كلامها معاه قبل كده، لما جه يسأل عنك، دى قفلت فى وشه باب شقتهم، وكمان رفضها له من شويه قدام الى كانوا فى أوضة الضيوف، كان يخليه هو بنفسه يرفضها، بس..... 
توقفت هيام فجأه  عن الحديث، تُفكر؟ 
نظر وائل لها يقول: بس، أيه، ليه سكتى مره واحده؟ 
ردت هيام: بفكر، فى شخصيه زى عمار،والى بنسمعه عنه أنه صارم، أزاى، فضل هادى، بعد ما سهر، رفضته بالشكل ده،مفيش غير سببين،الأول تفتكر، يكون يعرفها قبل كده، ومعجب بها، و السبب التانى يكون عاوز ينتقم منها، على عجرفتها، معاه فى المرتين الى جه فيهم لهنا. 
تعجب وائل قائلاً:وهو هيعرف سهر منين علشان يعجب بها أحنا عارفين أن سهر من الجامعه،للبيت هنا،دى أخرها،تروح عند جدتها يسريه،غير أنها بتمشى،ووشها تقريباً فى الأرض،معتقدش السبب ده،ممكن التانى،أنه متغاظ منها،وعاوز ينتقم منها،بس ده برضوا،مش سبب لتصميمه عليها،أنا بقول،أنه ممكن يكون بيتلكك،أنه يفشكل الجوازه من البدايه.
نظرت هيام له قائله: ممكن،طب والحل أيه دلوقتي؟
رد وائل:الحل موافقة سهر،وقتها كل السكك قدام عمار،تبقى سلكت.
ردت هيام:مع أن كان نفسى يختار مياده،كان بكده يبقى ضمنا،نسب عيلة زايد،من الناحيتين بس نص العمى،ولا العمى كله،فكر كده،فى طريقه نخلى بها الغبيه سهر توافق،لأن لو هى موافقتش،لا نوال ولا منير،هيجبروها.
رد وائل:بس علاء ممكن يجبرها توافق.
إستغربت هيام قائله:وده بقى إزاى،دا علاء، أكتر واحد بيدلعها.
رد وائل:وكمان سهر ممكن توافق،بسبب خوفها على علاء،أنا رميت وسط كلامى،أنهم ممكن ياخدوا علاء معايا فى القصه،فمش هيبقى بعيد عن،المشكله  
توقف وائل عن الحديث،ثم أكمل  يقول: أى نكان سبب عمار، فأحنا قدام مشكله كبيره، وهى موافقة سهر، على طلبه، والوقت محدود كمان، يوم واحد، بس، ومرض تيتا، طبعاً، ممكن يكون نقطة ضعف،لينا،لأننا محتاجين،أنها تساعدنا،تيتا،عندها أحفادها،لهم،أهميه كبيره،قوى،والنقطه دى ممكن نستغلها،لما نقول،أن رفض،سهر،لعمار،مش بس هيأذينى،لأ كمان هيأذى علاء،غير،أنه ممكن يأثر،على سمعة بنات عيلة عطوه،فيما بعد. 
تبسمت هيام له بمكر،تُجيد أستخدامه،قائله:
يظهر جدتك بقت بخير،ما هى زى القطط بسبع أرواح،أنا سامعه باب الشقه بيتفتح،أكيد ده هبد الحميد أطمن عليها وطلع تانى ،يلا تصبح على خير،ومتخافش كل شئ هيبقى تمام.
.........،،،،
بينما بشقة منير،دخلت نوال الى غرفة آمنه،وقامت،بإيقاظ،علاء،ثم سهر النائمان على مقاعد بالغرفه، قائله:
يلا قوموا، روحوا،ناموا،وأرتاحوا،فى أوضكم،جدتكم بقت كويسه،أنا هفضل جنبها.
صحوت سهر تنظر الى جدتها، وجدتها نائمه، بعدت عنها قليلاً تلك البطانيه التى كانت تلف بها جسدها، أحتمائاً من برودة الطقس، وقالت: هى تيتا من وقت ما نامت مصحيتش تانى، أنا معرفش أزاى  نعست. 
رد علاء الذى أزاح هو الأخر عنه، بطانيته، قائلاً: لأ صحيت لدقايق، وبعدها  نامت تانى، أنا مع كلام ماما، خلينا نروح لاوضنا نرتاح، أنا عندى إمتحان الصبح، وبعدها، هرجع على هنا، وأنتى خلاص، أمتحاناتك هتبدأ، ومذاكرتيش، يلا قومى، أرتاحى، فى أوضتك للصبح، علشان تصحى تذاكرى. 
تبسمت سهر  له بموده، ونهضت تلف البطانيه حول جسدها، وذهبت الى فراش جدتها، وقبلت رأسها، ثم خرجت من الغرفه، وخلفها علاء، الذى  قال لها: تصبحي  على خير. 
ردت سهر: وأنت من أهله، وربنا يوفقك  فى الأمتحان. 
تبسم لها وهو يدخل الى غرفته 
دخلت سهر الى غرفتها، وأتجهت مباشرةً، الى الفراش، وجلست عليه، ثم تركت جسدها، لتتمدد على الفراش، تشعر ببعض التيبُس، بعظامها، فردت يديها، تتمطئ، قليلاً، لكن، رغم تيبُس جسدها، شرد عقلها فى طلب جدتها منها، بأول الليل، حين فاقت... 
فلاشـــــــــــــــــــــــــــــــ *ــــــــــــباك  
سمعت سهر قول جدتها،وطلبها منها أن توافق على الزواج من عمار.
تعجبت سهر قائله:بتقولى،أيه يا تيتا،ده مستحيل يحصل،ده شكله إنسان متعالى،ومتغطرس،ومستفز،وعنده كِبر،غير،أنه متجوز،ست تانيه،يرضيكى،يا تيتا،أتجوز على ضره ليه،هو أنا راميه،أذا كانتش،مياده،معجبه،بيه وقولت هى حره تقبل على نفسها،وكمان قولت فرصه أتخلص من ترخيمها عليا،كنت قولت لها يغور.
تبسمت آمنه،بوهن قائله:علشان خاطرى،يا سهر،وأن كان على وجود ضره مش هتأثر عليكى،فى حاجه،أنا عارفه مراته دى كانت مرات عمه،وهو أتجوزها،بعد عمه علشان ولاد عمه،ميتربوش،بعيد عن العيله،يعنى،
شهامه منه،وكمان مش هتخلف،يعنى،ولاده هيكونوا منك أنتى،بس.
نظرت سهر لجدتها،بتعجب قائله:يعنى،أيه ولاده هيكونوا منى،توقفت سهر،للحظه،ثم أكملت قولها بحياء:يعنى أنا هبقى ماعون بقى يخلف له ولاد،وشهامة أيه الى بتقولى عليها،لو عمار،ده شهم بصحيح كان كمل شهامته،ومتجوزش على مراته دى،وجاب لها ضره. 
تحدثت آمنه: سهر حبيبتي، لو ليا عندك مَعزه، وافقى، على طلب عمار، وكمان علشان مستقبل علاء، أنتى مش سمعتى، وائل قال أنهم هيتهموه مع وائل، بخطف البنت. 
ردت سهر قائله: خطف، أيه يا تيتا الى بتقولى عليه، أنتى مصدقه، أن وائل، يقدر يخطف، بنت، أقطع لسانى، أن ما كانت هى الى مدلوقه عليه، وشارت عليه بكدا، بس فشلت خططتهم. 
رغم وهن آمنه، لكن ضحكت قائله: بس عيلة زايد، قواي، ويقدروا ينفذوا، تهديدهم، ووقتها هيضروا مستقبل وائل وعلاء، يبقى ليه نكسب عداوتهم، وأحنا فى إيدنا، نكسب ودهم.
ردت سهر، بذهول: ودهم!،،،،ود أيه يا تيتا الى نكسبه،عمار ده نظرة عينه تخوف،وكمان أنا عاوزه أكمل دراستى،وأتخرج من الجامعه،الأول قبل الجواز.
ردت آمنه:وفيها أيه أما تكملى دراستك،وأنتى متجوزه،بنات كتير،بتكمل دراستها،وممكن نشترط عليه بكده،وأكيد مش هيرفض.
ردت سهر:طب وليه ميتجوزش،من البت مياده،هى موافقه عليه،وقابلاه بكل عيوبه، دى حتى شيفاها مميزات بالنسبه لها،ليه يبلينى بيه،ويبلى نفسه بيا.
ضحكت آمنه بوهن قائله:قال علشان،مياده تحت السن القانونى،للجواز.
تعجبت سهر قائله:هو ده سبب برضوا يا تيتا،عادى،الجواز،أشهار،وقبول،وممكن يستنى لحد ما تتم السن القانونى،أو تتجوز من غير كتب كتاب،عند المأذون،زى ما بيحصل كتير،اليومين دول فى البلد،فى بنات،،بيتشهر،جوازها فى المسجد،بدون كتب كتاب لحد ما تتم السن القانونى،والحمد لله،نصهم قبل ما بتم السن القانونى بتكون أتطلقت،والحكومه متعرفش أنها أتجوزت،الا لو خلفت يدخلوا بقى فى قواضى نسب ووش كتير،فى المحاكم ،بس يارب ده ميحصلش مع مياده،ياخدها ميرجعاش تانى،نقوله،البضاعه،دى  مستحيل لا يمكن تسترد.
ضحكت آمنه قائله:أنا مش بهزر معاكى يا سهر،علشان تقلبى الموضوع هزار،أنا بتكلم بجد،توقفت آمنه تأخذ نفسها،وتبتلع ريقها ثم قالت برجاء:،علشان خاطرى يا سهر،لو بتحبينى،وافقى على الجواز من عمار، وعندى أحساس، أنك مش هتندمى أنك سمعتى كلامى. 
قالت سهر بأعتراض: بس يا تيتا... 
لم تكمل سهر أعتراضها حين قالت، آمنه: مفيش بس، دى أول مره أطلب منك حاجه  علشان خاطرى، لو موافقتيش، يبقى، ماليش خاطر، عندك. 
تحدثت سهر سريعاً:تيتا حضرتك عارفه معَزتك عندى،بس صدقينى......
قطاعتها آمنه قائله:لو صحيح ليا معَزه،يبقى توافقى،وبلاش تتعبى قلبى فى المناهده،وكفايه إعتراض،لأن موافقتك دليل لحبك ليا.
نظرت سهر لجدتها،قائله:هوافق على خطوبه بس يا تيتا،وأن فضل عندى نفس إحساس النفور من ناحية الى إسمه عمار ده،أنا هفسخ الخطوبه دى،وماليش صالح بوائل
تبسمت جدتها،براحه قائله بدعاء:ربنا يصلحلك حالك،ويسهل طريقك،ويريح قلبك،يا سهر،يا بنت نوال،زى ما ريحتى قلبى.
تبسمت سهر وقامت تُقبل يد جدتها،التى ملست على رأسها بحنان.
بينما قالت سهر:ربنا يخليكى لينا يا تيتا،وميحرمنيش من دعائك الجميل ده.
تبسمت آمنه قائله:ربنا يجعل دعائى ليكى من نصيبك يااااارب.
على قول آمنه ذالك دخل علاء باسماً يقول:أيه ده يعنى يا تيتا تدعى للبت سهر،كده وأنا لأ،لأ بقى أنا كده أزعل.
تبسمت آمنه قائله:بدعي ليكم يا ولاد نوال دايماً،بالخير،والستر،ويحبب فيكم خلقه،وما يحَكم عليكم عدو. 
على دعاء جدتها، عادت سهر  من شرودها، تنظر الى سقف الغرفه، لا تعرف لما وافقت جدتها، لديها شعور، بالخوف، لا تعرف له تفسير، سوى أن عليها الابتعاد عن ذالك الشخص،،،عمار، لأبعد مسافه، بداخلها، صممت بمجرد أن تشفى جدتها، وكذالك الى أن تنتهى من أمتحاناتها، ستضع نهايه لتلك الزيجه التى لن تتم، هى، وافقت فقط، إمتثالاً لرجاء جدتها. 
........ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى صباح اليوم التالى.
فتحت سهر باب الشقه لتدلف،زوجة عمها بلهفه مصطنعه قائله:
حماتى أزيها والله أنا ما نمت طول الليل فى دماغى،وقوعها قدامنا،بالشكل ده.
نظرت لها سهر بسخريه لكن قالت لها:تيتا بقت كويسه الحمدلله،وهى نايمه على سريرها صاحيه.
دخلت هيام لها سريعاً، وجدت آمنه تنام على الفراش تسند ظهرها ببضع وسائد لتقول برياء،وهى تدعى البكاء:حماتى ألف سلامه عليكى،والله لا أنا ولا عبد الحميد،نمنا طول الليل من القلق عليكى،حتى وائل كمان،كان نازل يقعد جنبك،بس عبد الحميد،قاله مالوش لازمه،أنتى نايمه،وبقيتى كويسه،تنذكر ومتتعادش،ويديكى الصحه،يارب،أحنا عايشين ببركتك.
نظرت سهر التى دخلت خلفها، مبتسمه بسخريه دون حديث،
لكن قالت آمنه،بسخريه هى الأخرى:كتر خيرك يا هيام،صادقه فيما قولتى،ربنا يباركلى فى عبد الحميد،نزل لهنا كذا مره بالليل يطمن عليا،حتى قبل ما يروح شغله،جالى، يطمن عليا، بس وائل ومياده، هما الى مجوش، يمكن لسه نايمين. 
ردت هيام: مياده من إمبارح قافله على نفسها أوضتها، ووائل، أتصلوا عليه من مركز الصيانه، لازم يروح لهم، عندهم شغل كتير. 
ردت آمنه: ربنا يعطيه الصحه، ومياده ليه تقفل على نفسها أوضتها، لسه ربنا شايل لها نصيبها. 
رغم حقد قلب هيام لكن قالت  برياء: ما ده الى قولته لها، بس تقولى أيه عيله، وعقلها صغير، كلها كم يوم وتنسى، بس الأهم، دلوقتي  سهر، فى إيدها سعادة وائل، ونجاة علاء. 
تعجبت سهر قائله: نجاة علاء من أيه؟ 
ردت هيام  بتمثيل الدموع: ما هو عمار مهدد وائل، أن جوازة البدل لو متمتش، زى ما هو قال، قبل كده، هيتهم علاء معاه، انا قولت له وهو علاء داخله أيه، قالى هو ده حكم عمار، ولازم يتنفذ، زى ما هو قال، ياريته كان وافق على مياده، أهى كانت موافقه، 
صمتت هيام، لثوانى، ثم أكملت حديثها بلؤم: 
يمكن عارفك، وداخله دماغه، وعلشان كده، صمم عليكى. 
ردت سهر بتريقه: وهيعرفنى منين يا مرات عمى، وأنا اول مره أشوفه من يومين، لما كان جاى يسأل على وائل. 
ردت هيام: طيب وأنتى ليه رافضه تتجوزى، عمار، شاب، وإبن عيله كبيره، وغنيه، وأى بنت مش بس من البلد، أى بنت فى مصر كلها تتمناه، شاب طول بعرض، مال، وجاه. 
ردت سهر بسخريه: وأى بنت هتتمناه على أيه، أن هيكون  لها ضره فيه، ولا أنه أكبر منى بحوالى 15سنه. 
ردت هيام: ضرة أيه الى بتتكلمى عنها، هو قادر يفتح أكتر من بيت، وشباب، يقدر، يعدل بين نسوانه. 
ردت سهر: قصدك جواريه. 
تدخلت آمنه قائله: مالوش لازمه كلامكم، ده، خلاص، أنا أتكلمت مع سهر بالليل، وهى أقتنعت خلاص، ووافقت، بس، بشرط، أنه يسيبها تكمل دراستها. 
مثلت هيام الفرحه وأقبلت على سهر تحتضنها قائله: مش تقولى من الأول، ألف مبروك، وهو الى زى عمار، هيرفض، أن مراته تكمل دراستها، ده ممكن يشترى ليكى  جامعه خاصه من الى بنسمع عنهم فى المسلسلات. 
نفس نظرة السخريه، قالت سهر: أنا خلاص عندى أمتحان بعد يومين، ولازم، أذاكر، هروح أذاكر، وحضرتك هتفضلى مع تيتا، تاخدى بالك منها لحد ماما ما ترجع  من المدرسه، هى قالت، لو المدرسه مكنش فيها إمتحانات مكنتش راحت، وقالت هتحاول تجى، بدرى. 
رغم ضيق هيام، لكن قالت: أكيد هقعد أرعاها، دى حماتى، يعنى فى مقام أمى الله يرحمها. 
ردت سهر: ربنا يرحم الجميع الرحمه تجوز عالميت والحى، عن إذنك، يا مرات عمى. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد المغرب، 
بمنزل زايد 
بغرفة الضيوف
كان يجلس عمار، ومعه كل من والدهُ، وعمه، وأيضاً، معهم يوسف، الذى كان يجلس جوار، عمار يتهامسان، فى بعض شئونهم، الخاصه، الى أن قال سليمان بضيق: 
أنت واثق من الى أسمه وائل ده، المره دى، إمبارح  قال لك أنهم موافقين عالبدل، ولما روحنا، البت أتمرعت قدامنا، وقالت لأ مش موافقه، أيه الى حصل كده، مسافة، يوم بليله وافقت وغيرت، رأيها، ليكون غصبوها. 
قبل أن يرد عمار، تحدث يوسف، بمرح قائلاً: 
يغصبوا مين يا عمى، هو فى بنت فى الزمن دى أهلها بيغصبوها عالجواز، ده كان زمان، وأنتهى، يمكن هى إتفاجئت، فده كان رد فعلها، فى لحظتها، وبعدها، لما فكرت، وافقت، عمار، عريس ميترفضش، بس هى المفاجأه  أثرت عليها، وإتسرعت. 
تبسم عمار، له بموافقه، لكن لديه شعور، أن سهر، كانت تتدلل،وتتلاعب بمن،أمامها، ليس، أكثر، وقال: 
والله وائل أتصل عليا نص عصر كده، وقالى، أنهم خلاص وافقوا عالبدل، زى ما أنا قولت، فرحبت بيه، وقولت له يتفضل يجى يطلب، غدير، زى ما إتفاقنا سابق، وزمانه، هو، ووالده وعمه، على وصول. 
........ 
بينما، بمنزل عطوه. 
بغرفة آمنه
رغم أن منير، لا يريد إجبار، سهر على شئ، لكن موافقتها أمامه عندما، سألها قبل قليل أمام جدتها، جعلته يمتثل للأمر، ربما مثلما قالت له والداته، أن النصيب ينادى صاحبه، والقدر، لا أحد يقدر على الوقوف أمامه. 
دلف وائل، ومعه عبد الحميد، قائلاً: لو جاهز، يلا بينا يا عمى، بلاش نتأخر، عالناس الى مستنيانا، نظر منير، لوالداته الجاثيه على الفراش، والتى تبسمت، وقال انا جاهز، 
ليخرج الثلاث متجهين الى منزل زايد
تنهدت آمنه، التى تشعر، بتضارب فى مشاعرها،من ناحية عمار، خائفه على أحفادها، تنهدت، تدعى، لهم جميعاً، بالسعاده،والسلام. 
بينما بغرفة سهر،قبل دقائق، دخلت نوال عليها قائله: 
سهر، الموضوع مش لعبه،ولا فيه دلع، لسه عندك وقت، فكرى كويس، تيتا، هى الى زنت عليكى، توافقى، صح، قولى، لا وأنا، وبابا معاكى هما لسه مطلعوش من الشقه. 
كانت سهر، سترفض، كما أرادت والداتها، لكن تذكرت، رجاء جدتها لها، وكذالك إلحاح زوجة عمها، وقبل أن تنطق، دخلت عليهن، زوجة عمها، تبتسم برياء، قائله: مبروك، يا سهر، حماتى سعادتها ملهاش وصف، من وقت ما وافقتى عالبدل،دى حتى مبطلتش ليكى دعاء، ياريته يبقى من بختك، وبعدين يا نوال، مش تفرحى كده لبنتك، وتفرحيها. 
نظرت نوال لسهر، تنتظر أن ترفض، لكن صمتت سهر، تفكر، لو رفضت الآن قد تنتكس صحة جدتها، ولن تمل هيام من الإلحاح، عليها تجنب هذا الآن، لوقت، قصير، ليس أكثر. 
صمت سهر، جعل نوال تستسلم هى الأخرى للأمر، وتخرج، وتترك الغرفه.، لتنظر هيام ل سهر ببسمة، رياء، فسعادة سهر، لا تهمها، لو بيدها،لأنهت تلك الزيجه،و لما تحايلت عليها، سابقاً، ولا الآن، لكن، عليها، التحايُل، لتصل الى ما تريده، حتى لو على حساب، تعاسة غيرها. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ، بمنزل زايد بعد قليل. 
بترحيب 
وقف عمار،ومعه يوسف،على باب المنزل،يستقبلان وائل ومعه والده،و عمه.
الذى سلم عليه عمار بترحيب أكثر،إهتماماً،مما أثار،أعجاب منير،به،للمره الأولى،وشعر أتجاهه،بألفه 
دخل بهم  عمار،ويوسف،الى داخل غرفة الضيوف
وقف مهدى،يُرحب بهم،وكذالك سليمان الذى رحب بهم على مضض،لو بوده،لما أستقبلهم لكن غصباً،جلس معهم.
تحدث،والد وائل قائلاً:طبعاً حضراتكم عارفين أننا جاين لطلب إيد الآنسه غدير،ل وائل.
رد مهدى،قائلاً:أكيد شرفتونا،بس،أكيد لازم نعرف،ردكم على طلب عمار أمبارح.
تنحنح،منير قائلاً:أنا ليا شرط،لو تم قبوله من جانب عمار،يبقى طلبه مُجاب.
رد عمار:وأيه هو الشرط ده؟
رد منير:سهر،لسه بتدرس،فى الجامعه،ولسه لها سنه،ونص،تقريباً،وهى شرطها تكمل دراستها الجامعيه.
كان سليمان سيرد بتعسف،لكن سبقه عمار قائلاً:وأنا موافق أن الآنسه سهر،تكمل دراستها،ولوحابه تعمل دراسات عليا،بعد ما تخلص جامعتها،معنديش مشكله.
تبسم منير،لعمار،بإعجاب،وقال:هو ده شرطنا،وطالما موافق عليه،يبقى مبروك 
تبسم عمار،له،قائلاً:طالما حصل موافقه من الطرفين خلونا نقرى الفاتحه. 
رفع جميعهم أيديهم بقراءة الفاتحه،
كان اول من قال،"آمين"هو سليمان.
ليتحدث بعدها،قائلاً:أظن بكده،نتفق بقى،على بقية أركان الجوازه،يعنى،الشقه والعفش،والشبكه،والمهر،والمؤخر.
تنحنح عبد الحميد قائلاً:شقة وائل جاهزه،وكمان معاه مبلغ يقضى يفرش عفش الشقه،ويفضل معاه مبلغ،مش كبير قوى،ممكن،يجيب بيه شبكه،مناسبه له.
نظر له سليمان،وكان سيسخر منه،لكن سبقه،يوسف قائلاً: الشبكه،والمهر،والمؤخر،دول آخر حاجه،نوقف عندها،أهم شئ،هو توافق العليتين ببعضهم.
آمن عمار على قول يوسف قائلاً:فعلاً ده،رأيي،ومش هنختلف،على شئ،وطالما وائل جاهز، للجواز، بقول ملوش لازمه نطول فترة الخطوبه وخلونا نحدد ميعاد للزفاف،فى أقرب وقت،قدامك وقت قد أيه يا وائل تجهز فيه شقتك،بالعفش؟
تفاجئ وائل قائلاً:مش محتاج،لوقت كبير،ممكن شهر،أو حتى أقل من شهر،العفش ممكن نشتريه جاهز من أى معرض موبليات.
تمم عمار على قوله قائلاً:تمام يبقى أتفقنا،قبل من شهر هيتم الزفاف.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور حوالى ثلاث أسابيع
بمنزل عطوه فجراً
بغرفة سهر،دخل علاء،مبتسماً،يقول:فكرتك هتبقى نايمه.
ردت سهر قائله:لأ كنت بذاكر،ولسه يادوب مخلصه،قولت أصلى الفجر،وأسلم عليك،وأنام بعدها.
تبسم علاء يقول،بمكر،كنتى بتذاكرى،ولا سهرانه تفكري فى عمار،الى المفروض أنه خطيبك،ومقابلتهوش مره من المرتين الى جاهم لهنا،كل مره،كانت ماما بتكذب عليه،أيه قوليلى،أيه آخرتها.
ردت سهر:آخرتها قربت،انا خلاص فاضلى إمتحان ماده واحده،بس،وده بعد يومين،وهفسخ الخطوبه دى،أنا وافقت بس علشان أتجنب،رجاء تيتا ليا،وكمان إلحاح مرات عمك،علشان أركز فى مذاكرتى،مش أكتر،وكدا خلاص بقى كفايه،أنشاله عيلة زايد يولعوا،فى وائل شئ ميخصنيش،طالما أنت هتبقى بعيد عن هنا.
قَبل علاء،رأس سهر،قائلاً:أى إختيار هكون مساندك فيه،طالما أنت عاوزه كده،وكان من الأول،وبلاش تستسلمى،بس هقول أيه،ده كان قرارك،وهكون معاكى،دايماً،على إتصال أعرف أيه الى حصل،ودلوقتي لازم أمشى علشان ألحق القطر،علشان كمان ألحق قطر،أسوان فى القاهره،هيغادر المحطه الساعه أتناشر الضهر،أدعيلى،ربنا يهون الطريق،اتناشر ساعه،من القاهره لأسوان،غير تلاكيع القطر فى السكه،ممكن يبقوا أكتر.
ردت سهر:والله ده شى مميز انك تستمتع بالطريق،مع زملائك،وركز مع البنات،الحلوه.
ضحك علاء،قائلاً:مفيش أحلى من سهر،الملاك،يلا سلام،يا قطتى.
ضحكت وهى تضع يديها على شعرها قائله:خلاص،القطتين موتهم بسبب ماما بتضايق منهم،بس عملت لها ديلين حصان.
رد علاء: سهرأحلى فرسه.
قال هذا وقبل رأسها مغادراً،المنصوره.
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد يومين
بمنزل عطوه
فى حوالى التاسعه ،خرجت سهر من غرفة جدتها،التى،دخلت لها إطمئنت عليها وتركتها، نائمه،ثم توجهت لغرفتها
ووضعت  بعض الملابس الخاصه،بها بشنطه جلديه صغيره،ووضعت،ظرف ورقى على فراشها،وحملت حقيبة يدها،وغادرت الشقه،متوجه الى جامعتها،لتؤدى آخر إمتحان لها،خرجت،دون أن تراها جدتها،
لكن كانت بالصدفه،مياده،واقفه بشرفة شقتهم،ورأت سهر،وهى تخرج،تحمل حقيبتها،وحقيبه ملابس أيضاً،أستغربت وساقها الفضول،لتنزل الى أسفل
رنت جرس الشقه أكثر من مره،فنهضت آمنه،وذهبت تفتح،لتعرف من.
تبسمت آمنه قائله:صباح الخير يا مياده.
ردت مياده:
صباح النور،يا تيتا،ثم أستغرقت قائله:أمال فين سهر.
ردت آمنه،مش عارفه هى راحت الجامعه،ولا لسه جوه،النهارده آخر يوم أمتحان لها،هنادى عليها،نادت آمنه،لكن لم يأتيها،رد من سهر.
أستغربت مياده،سهر،خرجت دون أن تقول لجدتها،إذن لم تراها،وهى تخرج،بتلك الحقيبه،الأخرى.
قالت مياده بمكر،ولؤم: هروح أشوفها يمكن لسه فى الأوضه ومشغوله،فى اللبس،ولا بتكلم حد من زمايلها،مسمعتكيش.
أتجهت مياده الى غرفة سهر،وفتحتها،ودخلت الى الغرفه،وجال نظرها،بداخل الغرفه،رأت ذالك الظرف الورقى الموضوع على فراش سهر،فتحته،وقرأت ما مكتوب به،وتبسمت بلؤم،وفكرت سريعاً،ربما تكون هذه فرصتها.
قامت بوضع الظرف،بين ملابسها،وخرجت من الغرفه،وأتجهت الى غرفة جدتها قائله:ملقتهاش،يظهر مشيت،هطلع أنا بقى لشقتنا،أذاكر،شويه،مش عاوزه منى حاجه،قبل ما أطلع.
ردت آمنه،عليها:لأ،ربنا ينجحك.
تبسمت مياده،وخرجت من الشقه،وصعدت الى أعلى.
.......
بينما سهر،حين وصلت الى الجامعه،دخلت الى عرفة آمن الجامعه،وقالت للحرس بأستئذان،ممكن أسيب الشنطه،دى هنا بس ساعتين،على ما أخلص الأمتحان.
رد فرد الآمن،الشنطه دى فيها أيه؟
مزحت معه قائله:فيها متفجرات،هفجر الجامعه،علشان انا مش ضامنه أنجح.
ضحك فرد الامن قائلاً:والله أختى معاكى فى الجامعه،يلا عالبركه
ضحكت قائله:متخافش،دى شنطة هدومى،أصلى مسافره،مباشرةً،بعد الامتحان.
رد عليها قائلاً:تمام،بالتوفيق.
فى حوالى،الثانيه عشر والثلث،
وقفت سهر مع صفيه قائله:خلينا نروح لأوضة الأمن انا سايبه شنتطتى هناك.
تعجبت صفيه قائله:شنطة أيه.
ردت سهر:دى شنطة هدوم،أنا مسافره،كم يوم،كده
قبل ان تسالها صفيه الى اين ستسافر،أتى اليهن حازم قائلاً:ها عملتوا أيه،فى الأمتحان.
ردت صفيه،انا الحمد لله جاوبت كويس هعدى،إنشاء الله.
بينما سهر قالت بأستعجال:أنا كمان جاوبت كويس،ولازم أروح أخد شنطتى من الأمن، وأمشى علشان متأخرش عالباص،هيطلع الساعه،واحده،خلاص الوقت قرب.
تعجب،حازم قائلاً:شنطة ايه أنت مسافره،ولا أيه،وباص أيه الى تلحقيه!
ردت سهر:أيوا انا هسافر،ا أقضى الأجازه  بعيد عن المنصوره،وكمان هقفل تليفونى،علشان الازعاج،يلا سلام،أشوفكم بعد الأجازه.
قالت سهر،هذا،وذهبت الى غرفة الأمن،واخذت حقيبتها،وغادرت تشاور الى أحد المواصلات،ركبتها،ثم نزلت بموقف الأتوبيسات،وتوجهت الى الباص الذى يقلها للمكان التى تريد الذهاب إليه.
غافله عن سير،سيارة عمار،جوار ذالك الباص.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

بأحد إشارات مرور مدينة المنصوره
توقفت سيارة عمار،جوار ذالك الباص،لو رفع وجهه لأعلى قليلاً،لوقع بصره على سهر،لكن هو أدار وجهه،و إبتسم وهو ينظر، الى ذالك الجالس جواره، يقول: أخيراً صحيت،يا بشمهندس أحمد،أنت واخد السكه من الفيوم لهنا نوم،أيه منمتش إمبارح طول الليل،كنت سهران عالنت مع حفيد اللواء ثابت،مكنش لازم أسيبك تبات معاه فى مزرعه جدهُ،بس أنت الى مصدقت،وشبطت فيه،ها يلا قولى كنت سهرانين تعملوا أيه؟
إبتسم أحمد،وهو يفرك،بيديه عيناه،ليصحوا قائلاً:بقينا فين؟
رد عمار:إحنا فى المنصوره،خلاص كلها نص ساعه،ونوصل للبيت،يلا قولى،كنت سهران،مع مازن،بتعملوا أيه؟
رد أحمد:وأيه عرفك أنى كنت سهران،كنت بتراقبنا.
ضحك عمار يقول:من شكل عنيك،واضح جداً أنك منمتش غير،زايده إحمرار،وده أكيد من الأيباد.
تبسم أحمد يقول:فعلاً أنا ومازن كنا سهرانين عالايباد،ودخلنا سباق،على لعبه،بس أنا غلبته،وعديته بمراحل،وكمان،أتبادلت معاه،بعض الألعاب،عالنت،وكمان،بقى من الأصدقاء عندى،على مواقع التواصل الاجتماعي كلها،فيسبوك،وأنستجرام،وكله،وأتواعدنا هنتراسل،مع بعض عن بُعد،لحد ما نتقابل تانى،قريب،هو فى نفس سنى،حتى بيدرس،فى فرع من المدرسه بتاعتى،وأهو بقينا أصحاب بسببك،هو كمان كان بيقضى أجازة نص السنه فى مزرعة جدهُ،وهو وحيد،زيي،بس معندوش أخوات غيرهُ،قالى أن مامته منفصله عن باباه من مده،وهو عايش مع باباه،فى القاهره،ومامته عايشه فى باريس،بس أوقات بيتواصل معاها عالنت،أنت ليه مدعتهمش على فرحك.
رد عمار:لأ دا يظهر بقيتوا أصدقاء عالغالى قوى،وحكالك على قصة حياته،تصدق نسيت أدعيهم،بس ملحوقه،أيه رأيك نبعت خالك يوسف،لهم بالدعوه.
إبتسم أحمد يقول:لأ ممكن نكلمهم عالواتس،وندعيهم،علشان خالى يوسف،مش بيحب،بيسافر،ويبعد عن مرات خالى،وجدتى. 
تبسم عمار،يقول:تمام،أنا هتصل عاللواء،ثابت،وأدعيه،وهشدد عليه حضور،مازن،باشا،علشان خاطر البشمهندس أحمد.
تبسم أحمد يقول:أيوا،انا نفسى أنا ومازن، فى المستقبل نكون أصحاب،زيك،أنت وخالى يوسف كده.
........
بينما سهر،لو نظرت خارج،شباك الحافله،لرأت عمار،لكن هى إنشغلت،بالحديث مع علاء، عبر الهاتف، لتنهى الأتصال معه وتقوم ،بأغلاق،هاتفها،ثم وضعته بحقيبتها،ورجعت،برأسها للخلف،تضجع برأسها على مسند  المقعد،وأغمضت عيناها،وحاولت نسيان،ما تهرب منه 
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بحوالى الرابعه عصراً
بدأ القلق،يدخل الى قلب،نوال،فدخلت الى غرفة آمنه تسألها قائله:هى سهر،قبل ما تروح الجامعه،الصبح،مقالتش ليكى،أنها هتتأخر،الساعه بقت أربعه ومرجعتش من الجامعه،والنهارده، كان آخر،يوم ليها،فى الأمتحانات.
ردت آمنه:لأ دى حتى خرجت،وأنا كنت نايمه،خير،يمكن زى ما قولتى آخر،يوم لها فى الأمتحانات،وقعدت هى،وصحابها،فى الجامعه،مع بعض،ما هما هيتحرموا،الفتره الجايه من بعض،أهم يفرفشوا شويه،من خنقة الأمتحانات.  
تنهدت نوال قائله:كانت قالتلى،الصبح قبل مااروح المدرسه،يلا هروح أحط الغدا،منير،من شويه قال أنه جعان مش لازم نستناها،أما تجى،تبقى تاكل لوحدها.
........ــــــــــــــــــــــــ
بنفس الوقت بمدينه الحضاره والجمال "أسوان"
بكافتيريا  خاص بالمشفى
تبسم علاء،وهو يرى عليا،تجلس،برفقة زميلاتها،ذهب،وجلس،هو الآخر برفقة زملائه،تلاقت عيناهم،معاً صدفه،أماء علاء،برآسه وأبتسم،بينما إبتسمت عليا ثم أخفضت وجهها بحياء،
أبتسم علاء،ثم عاد ببصره يتحدث مع زملائه بمرح،وهم يتناولون وجبة الغداء،بعد قليل،أنتهى الوقت المخصص،لهم لتناول الغداء،خرج جميع الموجدين بالكافيتريا،
أثناء خروج،عليا،كان يخرج،علاء،الذى تبسم لها قائلاً:فرحت قوى،لما شوفتك،فى قطر أسوان،بصراحه،لما الوقت إتأخر،وملقتكيش مع زمايلك،قولت أنك مش هتجى التدريب.
ردت عليا:أنا لحقت القطر على آخر الوقت،لظروف خاصه،بس حتى لو مكنتش لحقت القطر،ده كنت هاجى،فى القطر،الى بعدهّ،مش ممكن أفوت على نفسى فرصه عظيمه زى التدريب هنا فى مستشفى "مجدى يعقوب"،دا غير مناظر الجمال الى هنا،أنا شوفت جزء منها واحنا لسه فى القطر،غير الى قريته عنها قبل كده،وناويه أخد جوله سياحيه،هنا كمان،فى يوم الراحه الى هناخده.
تبسم علاء يقول:لو معندكيش مانع أنا ممكن أكون المرشد السياحى ليكى،فى اليوم ده تقدرى تقولى عليا عندى معرفه،ولو بسيطه،بأسوان لأن دى سادس سنه عالتوالى أجى التدريب،بس لو الموضوع فيه إحراج،أو تطفل منى،تقدرى ترفضى بكل سهوله.
تبسمت عليا بحياء،قائله:لأ أبداً مش تطفل منك ولا حاجه،إحنا فى الاول والأخر،زملاء،غير إننا،ولاد بلد واحده،دا غير النسب الى بين العلتين،يعنى نعتبر أهل.
تبسم علاء،وهو يتذكر،قول سهر انها ستفض تلك الخِطبه،بأقرب وقت ،قائلاً:فعلاً نعتبر،أهل،بأعتبار،ما سيكون،عن قريب.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل عطوه 
حل المساء،ولم تعود سهر،إرتابت نوال،فلأول مره سهر تتأخر،خارج المنزل لهذا الوقت،ولم تُعطى،لها خبر،بذالك مُسبقاً،قامت بالأتصال على هاتف،سهر،لكن يُعطى،خارج نطاق الخدمه،بدأ يساورها القلق،وبشده،صعدت الى أعلى،ورنت جرس شقة سلفها،فتحت لها الباب،هيام قائله:أهلاً يا نوال،واقفه عالباب ليه أدخلى.
ردت نوال: مالوش لازمه أدخل،كنت عاوزه مياده،فى حاجه كده.
ردت هيام:براحتك،هنادى لك على مياده.
نادت هيام على مياده التى،آتت،بمجرد أن رأت زوجة عمها أمام الباب،أيقنت أنها آتيه للسؤال عن سهر،تمالكت مياده،نفسها،وذهبت الى مكان وقوف والدتها،وزوجة عمها،قائله:
نعم يا ماما بتنادى عليا ليه،خير عاوزه أيه ؟
ردت هيام:، مش أنا الى عاوزاكى، دى مرات عمك.
نظرت مياده لزوجة عمها قائله:خير،يا مرات عمى،عاوزانى ليه؟
ردت نوال:سهر قربنا على صلاة العشا،ولسه مرجعتش من الجامعه،متعرفيش،السبب؟
ردت مياده:وأنا هعرف منين،إحنا بقالنا مده،مش ينعقد مع بعض،سهر مشغوله،بأمتحانتها،وأنا كمان بدروسى،بس صحيح دى عمرها معملتها،وإتاخرت بره البيت للوقت ده،أتصلى عليها.
ردت نوال بقلق:بتصل،بيقول خارج نطاق الخدمه،أنا جيتلك،أسالك يمكن،تكون قالتلك أنها هتتأخر؟
تلبكت مياده قائله:لأ أنا حتى مشوفتهاش النهارده خالص،حتى لما نزلت الصبح أسأل عنها،تيتا هى الى فتحتلى،الباب،ولما سألتها عن سهر،قالت متعرفش مشيت ولا لأ،روحت أشوفها فى أوضتها،يادوب فتحت الباب،ملقتهاش رجعت لتيتا،تانى،وبعدها طلعت لهنا منزلتش تانى،بس غريبه دى أول مره تتأخر بره البيت للوقت ده،خير،يمكن عند واحده من أصحابها،أن كنتى تعرف واحده منهم إتصلى عليها وأسأليها.
زفرت نوال نفسها قائله:فى فى دليل التليفونات نمره لصديقة سهر هنزل اتصل عليها،يمكن تعرف عنها حاجه،وتطمنى.
قالت مياده،بخبث:إستنى يا مرات عمى هنزل معاكى،أطمن أنا كمان عليها.
تعجبت هيام،وهى تنظر،لمياده،لكن لم تتحدث،وتركتهن ينزلن معا.
عادت نوال،للشقه،وخلفها،مياده البارده،
وتوجهت الى دولاب،زينه صغير،بالصاله،وفتحت أحد أدراجه،وأخرجت منه،دليل التليفون،وبسرعه،أتت بذالك الرقم،ووضعته على هاتفها،ووقفت تسمع رنين الهاتف،الى أن تم الرد عليها
حاولت نوال الهدوء،قائله بعد السلام:
مساء الخير يا صفيه،أزيك،أنا نوال،مامت،سهر.
ردت  صفيه:ظهر عندى عالفون،رقمك،يا طنط،إزى حضرتك،والله،وحشاني،من زمان متصلتيش عليا،وبعت ليكى السلام كتير،مع البت سهر،أوعى تكون مش بتقولك.
ردت نوال:لأ بتقولى،يا حبيبتي،تسلمى،يارب،
صمتت نوال،لا تعرف كيف تسأل صفيه،
تحدثت صفيه قائله:كنت عاوزه أشتكيلك من سهر،يا طنط،يرضيكى،النهارده،بعد ما خلصنا الإمتحان بقولها تعالى نتفسح شويه،مرضيتش،وراحت عند حرس الجامعه، وخدت شنطه صغيره، وقالتلى أنها مسافره،غير،بقالها مده من أول الأمتحانات تقريباً كانت متغيره،ولما كنت بسألها،كانت بتقولى،بسبب الأمتحانات وأنها عاوزه تركز،دى حتى مسلمتش عليا،ولا قالتلى هى مسافره فين،بت ندله.
أستغربت نوال من قول صفيه،وتعلثمت قائله:هى قالتلك أنها مسافره.
ردت صفيه:أيوا،بس الندله مقلتليش لفين،هو حضرتك كنتى متصله عليا ليه خير،معلش انا كده،رغايه.
ردت نوال بكذب:لأ ولا رغايه،ولا حاجه يا حبيبتى،أنا سهر قالتلى،إنك زعلتى أنها سابتك،وقالتلى أتصل عليكى أقولك،معليشي هى كانت مستعجله.
ردت صفيه:لا مزعلتش ولا حاجه،بس سهر سافرت فين،الندله.
صمتت نوال،لدقيقه،ثم قالت بكذب أيضاً:
معليشى هقفل يا حبيبتى،جرس الباب بيرن،يلا مع السلامه،فى أمان الله.
اغلقت نوال الهاتف،وسهمت تُفكر،فيما قالته لها،صفيه،سهر،سافرت لكن الى أين،وكيف لم تعطى،لأحد بالمنزل خبر.
تحدثت مياده:خير،يا مرات عمى،صديقة سهر قالتلك أيه وسفر أيه ؟
ردت نوال قائله:مقالتش حاجه،عاوزه،تطلعى لشقتكم،أطلعى.
ردت مياده،بتمثيل اللهفه والخوف:لأ انا هفضل هنا،لحد سهر،ما ترجع،لو مكنش،ده يضايقك.
ردت نوال:مالوش لازمه،وجودك،أطلعى ذاكرى أفضلك،وسهر،شويه وترجع،هروح أسخن العشا زمان عمك،راجع العشا،خلاص،زمانهم خلصوا صلاتها.
ردت برتابه:لأ أنا هفضل معاكى،معنديش مذاكره،هروح أقعد مع تيتا،زمانها هتخلص،صلاة العشا،أهو أقولها،تدعى ليا،ولسهر،شويه.
نظرت نوال لها قائله:براحتك،أنا رايحه المطبخ.
توجهت نوال الى ناحية المطبخ،بينما توجهت سهر الى غرفة جدتها،ترسم إبتسامه،واسعه،تهمس قائله:مش مفكره نفسها،صاحبة أهميه،خليها تشوف بقى،لما يعرفوا أنها شبه طفشت من البيت علشان متتجوزش من سى عمار،زايد،الى فضلها عليا،ويا سلام لو يعرف،هو كمان بكده،بس الصبر،يمكن ربنا هو الى يكشف هروبها،وأنا بعيد،ووقتها مش هينقذ الجوازه دى غيرى أنا.
بينما نوال بالمطبخ،عقلها يُعيد قول صفيه لها،أين ذهبت سهر،توقف عقل نوال عن التفكير،أخرجها من شرودها،صوت صفير،البوتجاز.
..........ــــــــــــــــــــــــــ
بينما فى حوالى الثامنه 
نزلت سهر من ذالك الباص،بعد حوالى أكثر من، سبع ساعات متواصله،من السير،بالطريق،فتحت هاتفها،
لكن تفاجئت به فتح،وفصل فى نفس الوقت.
تنهدت بسأم قائله:إزاى فات عليا أشحن التليفون أهو فصل،أما أروح السوبر ماركت الى هناك ده،وأطلب منه أعمل مكالمه.
دخلت سهر الى هذا السوبر،ماركت قائله:
مساء الخير،ممكن لو سمحت أستعمل التليفون أصل تليفونى شحنه،فصل،ولازم أتصل على خالتى تجى تاخدنى من هنا.
تبسم لها العامل قائلاً:أتفضلى حضرتك.
تبسمت سهر،واخذت منه الهاتف وطلبت خالتها،التى ردت بأستغراب،وأستغربت أكثر حين أخبرتها سهر أنها هنا بالبحر الأحمر.
قالت خالتها:خير،ليه متصلتيش عليا بدرى كنت لقيتينى أنا أو جوز خالتك مستنينك،فى موقف الأتوبيسات،وليه مش بتتصلى من تليفونك،الرقم ده غريب.
ردت سهر:حبيت أعملهالك مفاجأه،وللأسف تليفونى فصل شحن،يلا أنا هنا فى قدام السوبر ماركت،الى فى موقف الاتوبيسات متتأخريش عليا،علشان أنا،لما نزلت من الباص،لقيت الجو برد شويه.
تبسمت خالتها قائله:مسافة الطريق،وهتلاقى جوز خالتك،جايلك،بالعربيه. 
تبسمت سهر قائله بمزح:يظهر صحيح زى ما بنسمع أن الشغل فى البترول مربح،بقى عندكم عربيه،يلا ربنا يسهلكم.
تبسمت خالتها قائله:بطلى قر،بقى،أنتى مش أتخطبتى،لواحد من أغنياء المنصوره.
شعرت سهر بغصه،ولم ترد
فقالت خالتها،يلا بالسلامه أما توصلى لعندى نبقى نتكلم براحتنا.
أغلقت سهر الهاتف،وأعطت للعامل الهاتف،قائله متشكره حسابك قد أيه؟
رد العامل:ولا حاجه ده تليفونى الخاص.
تبسمت سهر له قائله:متشكره،بس خلينى بقى أنفعك هاتى باكو،لبان بالنعناع.
تبسم لها العامل قائلاً:والله نفعتينى جداً
......ـ
قبل أقل من ساعه 
دخلت سهر خلف،زوج خالتها الى السكن الذى يعيش به مع زوجته،وأبنائه،ومعهم أيضاً جدتها يسريه،التى أستقبلتها بحفاوه وترحاب،قائله:حفيدتى البنوته الوحيده،والغاليه،وحشانى،أوعى تقوليلى،جايه غضبانه من نوال.
أبتسمت سهر قائله:لأ جايه أتفسحلى يومين.
ردت خالتها التى دخلت قائله: تتفسحي فين يا عروسه،أيه هو عريسك بخيل ومش بيفسحك ولا أيه،الى أعرفه عيلة،زايد على قلبهم ملايين.
سئم وجه سهر،ولم ترد،أنقذها،زوج خالتها قائلاً:بلاش كلام كتير،أكيد سهر جعانه،يلا حضرى لينا العشا،وخلى الكلام ده لبعدين.
قالت شرين:تمام هروح احضر العشا،وبعد العشا،نتكلم براحتنا قاعدة نسوان مع بعض.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بمنزل عطوه.
نوال،وكذالك منير،الأثنان على لهب،يتطلعان للساعه،وكذالك آمنه،مازالت مياده،ترافقهم برياء،
ليقف منير قائلاً:يمكن سهر سافرت عند علاء أسوان،هى  كان نفسها تسافر أسوان من زمان.
ردت نوال قائله:لأ،علاء كلمنى من شويه،وسألنى عليها،وقالى،أنها كلمته الصبح،وكلمها بعد ما خرجت من الامتحان،ومرضتش أقلقه،معروف ان أخر قطر بيطلع من القاهره اسوان بالنهار،الساعه خمسه ونص العصر،ومستحيل سهر،تلحقه،أنا مش عارفه،دى أول مره تعمل كده.
ردت آمنه قائله:قلبى بيقولى أن سهر بخير،أطمنوا.
رد منير قائلاً:أطمن أيه يا ماما،الساعه قربت على تسعه ونص،وسهر منعرفش لها طريق،دى عمرها ما عملتها.
ردت مياده قائله:يمكن هربت،زى غدير.
نظر لها الثلاث بغضب،
فحاولت تمثيل النفاق،قائله:مش قصدى،حاجه يعنى بهروبها،أنا بس أتسرعت،من قلقى عليها.
ردت نوال قائله: مياده ياريت تسكتى،أو حتى تطلعى لشقتكم،أنا مش ناقصه كلامك،وبعدين أطلعى بدل ما هيام تنزل،تشوفك لسه هنا ليه،وتعرف السبب انا من ناقصه وش،ياريت تطلعى لشقتكم،وبلاش تقولى لهيام دلوقتي
قالت مياده برفض:لأ هفضل معاكم،يا مرات عمى،وفيها أيه أما بابا وماما يعرفوا عن إختفاء سهر،مش يمكن يساعدوكم توصلوا لها.
رد منير بحزم:مياده أطلعى،لشقتكم،زى مرات عمك ما قالتلك،وانا مش محتاج حد يساعدنى،وبالعجل بتقولى أختفاء سهر،ليه هى كانت،طفشت،متأكد أن فيه حاجه غلط،سهر عمرها،ما تعمل كده،وتسيب البيت بدون ما تقول هى رايحه فين.
أرتبكت مياده،وقالت بتوتر:قصدك أيه يا عمى.
قبل أن يرد منير،كان هاتف نوال،يرن،فى يدها،،نظرت للشاشه،تفاجئت بمن تتصل عليها بهذا الوقت،لكن قلقت فردت عليها سريعاً،قائله:مساء الخير،يا ماما.
ردت يسريه:مساء النور،يا حبيبتي،أنا بتصل عليكى أطمنك،أن سهر،وصلت لهنا من يجى،ساعه كده،أكيد هى متصلتش عليكى،علشان تليفونها كان فاصل،تلاقيها أستنت يشحن،بس هى يظهر،تعبت من الطريق،ونامت،قولت أنا أطمنك عليها قبل ما تتصلى أنتى.
تنهدت نوال براحه قائله:هى سهر عندكم فى البحر الأحمر،أزاى مجاش على بالى،طب هى بخير؟
تعجبت يسريه قائله:أيوا بخير،بس نامت،بس أنتى مكنتيش تعرفى أنها جايه لهنا،ولا أيه.
ردت نوال:لأ،مقالتليش،وكان خلاص عقلى هيطير،لولا أتصالك،بصى،يا ماما بلاش تقولى لها أنك أتصلتى عليا،وأنا هاجى أخدها،واعملها مفاجأه.
تبسمت يسريه قائله:طيب، مش هقولها، تلاقيكى مزعلاها زى عادتك، وهى جت لهنا علشان تجى تصالحيها، تصبحى على خير.
ردت نوال:وأنتى من أهله يا ماما.
أغلقت نوال الهاتف،ليتحدث،منير قائلاً:أيه حماتى كانت بتقول أيه على سهر.
ردت نوال:سهر سافرت البحر الأحمر،عند ماما وشرين أختى،ووصلت من شويه بس تليفونها فاصل شحن،وكمان نامت،وماما طمنتنى عليها.
تنهد منير،براحه،وكذالك آمنه،التى قالت:قولت لكم أنى حاسه انها بخير،أهو يسريه قالتلكم تليفونها كان فاصل،يلا الحمد لله هدخل أتوضى واصلى،ركعتين شكر لله أنه طمنا على،سهر.
نظرت نوال ل مياده قائله:أهو أديكى،سمعتى سهر،عند جدتها يسريه،يلا بقى أطلعى،لشقتكم،تصبحى على خير.
شعرت مياده،بطريقه حديث زوجة عمها،المستنفره،وقالت برياء:الحمد لله،أخيراً،أطمنت عليها،سهر،أختى،يلا تصبحوا على خير.
توجهت مياده الى مغادرة الشقه،تشعر بغيظ كم تمنت،أن يطول وقت إختفاء،سهر،ربما كان عرف،عمار،بطريقه أو بأخرى.
صعدت مياده،الى شقة والداها،لم تجد أحد،فدخلت الى غرفتها،وجلست على الفراش،تشعر،بالغيظ،نهضت،وأخرجت،ذالك الظرف،من أحد كُتبها الدراسيه،فتحت الظرف،وأخرجت منه الرساله،وقامت بقرائتها،
والتى نصها كالتالى.
ماما،بابا...
أنا آسفه،علشان،لأول مره فى حياتى،أعمل حاجه من وراكم،أنا هسافر،عند تيتا،يسريه عند خالتوا،فى البحر،الاحمر،مقولتش لكم قبل ما أسافر،علشان ممكن كنتم تمنعونى من السفر،بس أنا خلاص،مش قادره أتحمل،ولا أقبل،بخطوبة عمار،ماما حضرتك عارفه أن عمار زارنا مرتين،وكنت،برفض أقابله،وحضرتك كنتى بتعتذرى منه،بكدب،بس أنا كنت ساكته،علشان خاطر تيتا كانت عيانه،وخوفت عليها،وقولت لحد ما تخف،وكمان علشان أركز فى إمتحاناتى،مكنتش عاوزه ضغط شديد عليا،ولا زن تيتا،ومرات عمى،دلوقتى خلاص،تيتا،صحتها الحمد لله بقت كويسه،وكمان خلصت إمتحانات،مبقاش لها لازمه الخطوبه تفضل،قايمه.
أنا مستحيل أتجوز،واحد،زى عمار،بحس انه عنده،كِبر،وتعالى،ومنفوش كده،عندكم،مياده أهى،كانت قابله من البدايه بيه مبروك عليها،
ومره تانيه بعتذر منكم
بنتكم،،،سهر. 
رمت مياده الرساله على الفراش،تنظر لها بغضب،ثم كانت ستمزقها،لكن قبل أن تمزقها،سمعت طرقاً على،
فوضعت الرساله،بالمغلف،وأخفتها،تحت وسادة الفراش قائله:أدخل.
دخل وائل،مبتسماً،ثم جلس جوارها على الفراش، يقول:كنتى فين،جيت من الشغل من ساعه ملقتكيش فى الشقه وماما قالت أنها مشفتكيش من العصر،نزلتى،مع مرات عمى،لما جت تسألك على سهر.
ردت مياده:مفيش كنت قاعده مع مرات عمك،أصل سهر،سافرت للبحر الأحمر عند خالتها،وجدتها هناك.
تعجب وائل قائلاً:أيه سافرت إزاى،ده خلاص حددنا ميعاد كتب الكتاب بعد يومين بالضبط،وكمان دعوات الفرح،أنطبعت،وهجيبها،بكره،علشان تلحق تتوزع،قبل الفرح،الى آخر الأسبوع.
إنصدمت مياده قائله:يعنى خلاص الفرح آخر الأسبوع ده،حددتوه بسرعه كده ليه.
رد وائل:أنا خلاص الشقه،أتفرشت بالعفش،وبقت جاهزه،وكمان عمار،شقته جاهزه،وحددنا ميعاد الشوار،تانى يوم  كتب الكتاب مباشرةً،وبعدها بيومين هتكون الدخله،بس مالك متفاجئه كده،ليه،لسه نفسك فى عمار،بس هو للأسف ألى إختار،سهر،لو بأيدنا،كنا.....
قاطعته مياده قائله:لأ خلاص صرفت نظر عنه،كل شئ نصيب،وتصبح على خير،أنا عاوزه أنام،عندى، إمتحان فى الدرس الخصوصى بعد الفجر،ولازم أروحه،فايقه،علشان أعرف أجاوب،مع المستر.
نهض وائل،قائلاً: أكيد سهر،راحت تريح دماغها من دوشة الامتحان يومين،وهترجع،فريش علشان الفرح،يلا تصبحى على خير.
خرج وائل من الغرفه،أغلقت مياده خلفه الباب،رفعت يديها،تضعهم على راسها بغل هامسه تقول:أكيد مرات عمى هتروح تجيبها،وهتراضيها،يا سلام،لو طاوعتها،على الى مكتوب فى الرساله،تبقى إتحلت،مرات عمى،عمرها،بتخاف،على سهر،وبتساعدها،فى الى عاوزاه،نفسى،أشوف،وش عمار ده لما يتصدم،مره تانيه برفض،سهر،له فيها أيه مختلف عنى،علشان يختارها،هى،وأنا لأ،بالعكس أنا أحلى منها،بس فى نوعيه كده،بتحب الى يتحداها.
...ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى الثانيه من ظهر اليوم التالى
بالبحر الأحمر
فتحت يسريه باب السكن،لتجد أمامها،نوال،تبسما الأثنتان لبعضهن،وضممن بعضهن،بحب،ثم رحبت يسريه بنوال،وقالت:سهر،نايمه من إمبارح،يا دوب صحيتها صلت الضهر،ونامت من تانى،تلاقيها بتعوض أيام السهر الى فاتت،وهى بتذاكر،تعالى معايا،هى نايمه فى الاوضه الى بنام فيها،هتبقى مفاجأه لها.
دخلت نوال،خلف،والداتها الى الغرفه،رأت سهر،نائمه،بالفعل.
جلست يسريه على الفراش،وقامت بأيقاظ سهر،التى فاقت،بصعوبه قائله:سيبنى،يا تيتا،أكمل نوم،وصحينى بعد العصر،انا مش جعانه،أنا جعانه،نوم،بسبب سهر الأيام الى فاتت.
ردت نوال قائله بضيق:ومكنش ينفع تعوضى سهر الايام الى فاتت نوم فى بيتنا،لازم تجى لهنا علشان تنامى.
فزت سهر،من نومها،وقالت:ماما.
نظرت نوال،لوالداتها قائله:سيبنى مع سهر،شويه يا ماما.
تبسمت يسريه قائله:هروح،أحضر الغدا،زمان أختك،راجعه من شغلها،والولاد هيرجعوا من النادى،إنما جوزها مالوش مواعيد رجوع،وكمان زمانك جعانه،الطريق طويل من هنا للبلد.
رسمت نوال بسمه،قائله:تسلم إيدك يا ماما.
خرجت يسريه من الغرفه وأغلقت خلفها الباب. 
بينما سهر أزاحت الغطاء عنها،ونهضت متكئه على ساقيها،تبتسم،لكن فوجئت بصفعه،قويه على وجهها،بتلقائيه،وضعت يدها على وجنتها،وقبل أن ترفع وجهها،فوجئت،بصفعه،أقوى على الناحيه الاخرى من وجهها.
فرت دمعه من عين سهر،ونظرت،بذهول،وعتاب،لوالداتها،وقبل أن تتكلم،تحدثت نوال،بغضب شديد:
فعلاً أنا دلعتك،كتير،لحد ما إتمرعتى على نفسك،ومعرفتش أربيك،صح،بس أنا عرفت مين الى يعرف يربيكى،صح،ويخليكى تحطى عقلك فى رأسك،وتفكرى قبل ما تهربى،وتسيبى البيت وتجى،على هنا،بدون علمى أنا أو باباكى.
وضعت سهر يديها الأثنان على وجنتيها،تنزل دموع عيناها،تنظر،لنوال،بذهول وحاولت الحديث:ماما...أنا كنت سايبه...؟
قاطعتها نوال بتعسف قائله:كنتى سايبه أيه،مفكرتيش،فى خوفنا عليكى،وأحنا مش عارفين،أنتى فين؟أو جرالك أيه؟،قوليلى،ليه عملتى كده،وسيبتى البيت،وهربتى،ضيعتى ثقتى فيكى،فكرتى فى إحساسى،وأنا عقلى،مش مبطل تخيلات بالى حصلك،وفى الآخر،ماما تتصل عليا،تقولى،أنك وصلتى لهنا فى البحرالأحمر،ماشاء الله،كل مره كنتى بتسيبى البيت بتروحى عند تيتا،يسريه،بس كنا بنبقى،فى نفس المكان،قبل ما توصلى كنت ببقى عارفه،رايحه فين،بعدت تيتا،مفيش مانع أهرب عندها،ومش مهم،الى فى البيت،خليهم،يولعوا،وهما بيفكروا،انا فين؟
قوليلى ليه عملتى كده؟
ردت سهر بدموع:بسبب عمار،،أنا مش عاوزه أتجوزهُ.
ردت نوال:مش أنتى وافقتى عليه من الاول،أنا مغصبتكيش،وقولتلك،أنا وبابا معاكى،فى قرارك،ومهيهناش،مصلحة حد غيرك،لكن أنتى قولتى موافقه!
ردت سهر:وافقت غصب عنى،بسبب،رجاء تيتا ليا،وكانت مريضه،وخوفت عليها،وكمان بسبب زن مرات عمى،لما قالتلى أن عيلة زايد ممكن يتهموا علاء،إنه كان مشارك مع  وائل فى خطف،بنتهم،دلوقتى تيتا بقت صحتها كويسه،وكمان علاء فى أسوان بعيد عنهم،ميقدروش يأذوه.
نظرت نوال،لسهر،تهز،رأسها،بأستهزاء قائله:
مكنش لازم تستسلمى،لكلام حد من الأتنين،وقتها،بس النهارده،أنا بفرض عليكى الجواز من عمار،عارفه ليه،لأنك محتاجه،الى يربيكى،وتعرفى متتنازليش علشان خاطر،حد،وتقبلى بحاجه،أنتى مش عاوزها،أحب أبلغك،باباكى،وأنا جايه فى السكه،بلغنى،أن عمار إتصل عليه،وخلاص أتفق،مع شيخ الجامع والمأذون على كتب الكتاب،وإشهارهُ،بعد بكره،فى الجامع،والزفاف،بعد أربع أيام،ودعوات الفرح إنطبعت،وخلاص فى جزء منها إتوزع،على أصحابنا،وقرايبنا،ومبقاش فى مجال للتراجع.
إنصدمت سهر قائله:مستحيل أقبل أتجوز عمار ده،حتى لو موتت.
ردت نوال قائله:حتى الموت مش هطوليه،وهتتجوزى عمار،علشان تعرفى تبقى مسؤله عن كلمه قولتيها،ودلوقتي،قومى معايا هنرجع للمنصوره من تانى النهارده،أنا حجزت لنا تذكرتين عوده،أكيد ملحقتيش،تطلعى هدومك من الشنطه،زى ما أنا شايفه،لسه عليكى الطقم بتاع إمبارح،، مفيش غير الطرحه هى الى مش على راسك يلا عشر دقايق،تلبسى الطرحه وتكونى جاهزه قدامى فى الصاله بره،علشان نلحق الأتوبيس،وعلى ما أقول لتيتا إننا هنرجع،المنصوره تانى.
خرجت نوال،وتركت،سهر،بالغرفه،تبكى،لاول مره تقسوا عليها،والداتها،لكن عاد عقلها،قول والداتها،حين قالت:قلقى وأنا معرفشى أنتى فين ولا جرالك،أيه ماذا تقصد بذالك،هى تركت رساله تخبرهم أنها ستذهب الى جدتها،بالبحر الأحمر،ألم يجدوا الرساله،فكرت قليلاً،وتذكرت أنها تركت شباك الغرفه مفتوح،ربما دخل الهواء،وأطار الرساله من على الفراش،ولم يروها،لابد أن تخبرهم بتلك الرساله،جففت سهر،دموعها،ونهضت ترتدى،طرحتها،وتعدل هندامها،وخرجت،الى والداتها،وجدتها،بالصاله.
تبسمت يسريه بحنان وهى تضم سهر قائله:
بالسلامه يا روحى،مع أن كان نفسى تفضلى هنا معايا أجازة نص السنه كلها،بس نوال،عاوزكى جنبها هناك فى البلد.
تبسمت سهر بتحفظ،وضمتها،ثم تركتها،وتوجهت هى و نوال،الى الباب،عائدين الى البلده مره أخرى.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد يومان،عقب صلاة العصر
بأحد مساجد البلده.
هنالك إحتفال كبير،بالمسجد،بسبب عقد قران،إثنان من عائلة زايد،ومنهم عمار زايد،
بمُصلى الرجال
كان عمار،يرسم بسمه خفيفه،على وجهه،ويقف بجوارهُ يوسف،يتلقى التهانى،من أهل البلده،وبعض المدعوين من كبار شخصيات المحافظه كلها،وكذالك 
وائل الذى يقف بجوارهُ،كل من منير،وأيضاً والدهُ،كان الفرحه لا تفارق وجهه.
ذهب شيخ الجامع بإتجاه عمار،مهنئاً،ثم  قال له:المأذون وصل.
تبسم عمار،ونظر حوله،وجد والده،وعمه،يقفان مع أحد أعضاء مجلس الشعب،بالمنطقه،فنظر،ليوسف قائلاً:روح قول لعمى،يجى علشان كتب الكتاب.
ذهب يوسف دون كلام،،بينما عمار،توجه الى مكان وقوف،وائل وعمه،ووالده،وقال لهم،أن المأذون قد حضر،عليهم الدخول،لإحدى غرف الجامع،لاتمام عقد القران.
بينما بمُصلى النساء 
كانت غدير،تجلس بين النسوه،ترسم إبتسامه واسعه،فهدفها تحقق،وها هى ستتزوج من أرادته،كانت تجلس جوارها فريال،تنظر لها بتهكم،وجال نظرها بين النسوه ليقع نظرها،على سهر الجالسه وبجوارها،كل من نوال،وجدتها،وكذالك هيام،ومعهن،مياده،التى تُخرج عيناها شرارات الكُره لسهر،سهر الجالسه التائهه،لا تعرف،ماذا حدث،لتتغير حياتها بهذا الشكل المفاجئ،بالنسبة لها،كانت تضم شفتاها،لا تبتسم،مضموتان،فقط،عيناها تركز،على  والداتها،التى تتغاضى النظر إليها،وتتحدث مع جدتها،وهيام.
دخل الى مُصلى النساء،شيخ الجامع بعد أن تنحنح،لتقوم النساء بتعديل حجابهن،
ليدخل من بعده المأذون،ومعه كل من عبد الحميد،مهدى،ويوسف وسليمان.
ليقول المأذون بسؤال فين عرايسنا،ياريت يجوا لهنا قدامى.
نهضت سهر،وغدير،ووقفن أمامه.
ليقول المأذون بسؤال
مبروك مقدماً
ثانياً،حضراتكم موافقين،على الزواج من 
وائل عبد الحميد عطوه
وعمار مهدى زايد 
أمائت غدير،راسها بموافقه،وهى ترسم الخجل
بينما نظرت سهر لوالدتها،لتجدها،تومئ رأسها بموافقه
لتومئ سهر رأسها بموافقه 
ليقول المأذون: ثالثاً، بقى كل واحده تقول مين وكيلها فى عقد القران.
ردت فى البدايه غدير،قائله:وكيلى هو عمى مهدى.
بينما صمتت سهر،ونظرت بإتجاه جلوس والداتها،علها تساندها،،لكن إدعت  نوال عدم الانتباه لنظرها لها،لتعود سهر بخيبه،
ليُعيد المأذون،سؤاله لسهر قائلاً:والعروسه التانيه مين وكيلها؟
ردت سهر:وكيلى هو عمى عبد الحميد.
تبسم المأذون قائلاً:أظن بكده،خدنا من عرايسنا الموافقه،والقبول،وكمان عرفنا مين وكيلهم،قدام الشهود،الحاج سليمان،والأستاذ،يوسف.ألف مبروك،وبالرفاء والبنين.
قال المأذون هذا،وخرج هو من دخلوا معه
لتتعالى الزغاريط،بين النساء 
..........ـــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور ثلاث أيام 
وأنتهاء العُرس المهيب،
أخذ كل عريس عروسه الى مسكنها الجديد 
بمنزل زايد 
أمام باب المنزل الداخلى
وضعت حكمت إحدى يديها،بين إطاري الباب 
حين إقترب،عمار،وتضع سهر،يديها بين معصم يده،وكتفه،
توقف الأثنان
لتسلت سهر يدها،من يد عمار
تنظر بتعجب،لوقفة حكمت،لتأتى من خلفها،خديجه،مبتسمه تقول،مبروك،ثم أقتربت من سهر،وضمتها قائله بهمس،وطى،وأدخلى من تحت إيد الحاجه حكمت.
نظرت سهر،بتعجب لها،
لتبتسم خديجه،وتومئ لها ان تفعل ما قالته.
رغم عدم إقتناع سهر،لكن فعلت ما قالته لها خديجه،لتوطى،برأسها،وتدخل من أسفل يد حكمت،
بمجرد أن دخلت سهر بقدمها الى المنزل،إنطلقت زغاريط،بعض النسوه،ودخلت خلفها،حكمت مبتسمه،وكذالك عمار،
لتقوم نوال،برش الملح على الزوجان.
ليأخذ عمار،سهر،ويصعد بها الى شقتهم،تارك النساء.
وقف عمار أمام باب الشقه،وفتحها،قائلاً،بأختصار:إدخلى برجلك اليمين يا عروسه.
أمتثلت سهر،له،ودخلت بقدمها اليمين،دخل خلفها عمار،وأغلق،باب الشقه
إرتجف جسد سهر حين سمعت صوت إغلاق،باب الشقه،لكن للغرابه،أنها شعرت بدفئ  غريب فى جسدها،بعد أن كانت تشعر،بالبروده،ربما بسبب نظام تدفئه  خاص موجود بالشقه،هذا ما قاله عقلها.
قطع عمار  الصمت قائلاً:
طبعاً دى أول مره تدخلى الشقه،لأنك مجتيش مع النسوان هنا،يوم الشوار،أشار لها قائلاً:الشقه فيها،خمس أوض
أوضة نوم رئيسيه،وواحده،للأطفال،والتالته،للضيوف،
وبقية الشقه قدامك فرصه،تبقى تكتشفيها بعد كده،وبالنسبه لاوضة النوم الرئيسيه،هى الى هناك دى.
نظرت سهر له بصمت،وذهبت بإتجاه،تلك الغرفه التى أشار عليها،دخلت وأغلقت خلفها،باب الغرفه.
نظرت الى فخامة الغرفه 
هى غرفه واسعه،للغايه،لو قارنتها بالشقه التى كانت تعيش بها مع والدايها،فهذه الغرفه،بنصف شقتهم،كانت الغرفه تحتوى
دولاباً كبير،وكذالك فراش كبير وثير،وطاولتان جوار الفراش،وبعض المقاعد،من نفس لون غرفة النوم،وطاوله مستطيله متوسطه بين المقاعد،كما أن هنالك باب آخر،ذهبت سهر،بإتجاهه،لتفتحه،لتعلم أنه حمام مُصاحب،للغرفه.
عادت سهر مره أخرى بنظرها الى الفراش
وجدت عليه منامتان،أحداهما نسائيه،والأخرى،رجاليه
خلعت عن رأسها الحجاب،و
أمسكت المنامه النسائيه، لكن إشمئزت منها،فهى عباره عن منامه قصيره،بحملات رفيعه،و شبه عاريه،وهنالك مئزر من نفس لونها،بنصف كم،شفاف.
تركتها،وتوجهت الى الدولاب،فتحت أكثر،من ضلفه،الى أن وجدت،بعض الملابس لها،بحثت بها عن منامه،لها،إختارت بيجامه من القطيفه،لونها أخضر،بها بعض النقوش الصفراء،،أخذتها وتوجهت الى الحمام
قامت بخلع فستان الزفاف،عن جسدها،
وغسلت وجهها تُمحى بعض مساحيق التجميل الضيئله من على وجهها،ثم إرتدت تلك المنامه،وحملت فستان الزفاف،بيدها،وخرجت الى الغرفه،ووضعته على أحد المقاعد بالغرفه،
لكن سمعت صوت فتح مقبض الباب.
رفعت بصرها تنظر الى  دخول عمار، سُرعان ما أخفضت بصرها، وهى تراه شبه عارى، لا يرتدى، سوى، شورت أسود، بالكاد، يُغطى فخذيه، يقف أمامها بهالته  ورجولته الطاغيه
أصدر، صوت ضحكه، ساخره، قائلاً: 
أيه يا عروسه مكسوفه، منى، ولا يمكن شكلى مش عاجبك، مش الأستاذه كانت هتهرب، علشان متتجوزنيش، برضو، ولا الى، وصلنى، كان أشاعه. 
رفعت وجهها، ونظرت له مصدومه، كيف له أن يعرف بهذا.! 
أعاد ضحكة السخريه مره أخرى، يقول، بغلظه: مفكره أيه، مفيش حاجه  تحصل فى البلد، دى، ميعرفهاش"عمار زايد"
عيونى فى كل مكان حتى فى بيتكم، تعرفى، لو مكنتيش حاولتى تهربى، يمكن كنت أنا رفضت أتجوزك، وأحل المشكله بكل سهوله، لكن مش حتة، بت متسواش، فى سوق النسوان، مليمين، تقول على 
عمار زايد، لأ
عمار زايد، الى أى بنت تتمنى بس يشاور لها وتترمى تحت رجليه، وتقوله أمرك يا سيدى. 
نظرت له بكبرياء قائله: تقول أيه عليا بقى مش وش نعمه، ومش من النوع  الى ترمى نفسها تحت رجل عمار زايد، وتقدمله فروض الطاعه، ولسه عند رفضى بالجواز منك، وأنسى المهرجان الى حصل قدام الناس ده، كان شو حلو، وأنتهى، لكن الحقيقه، أنا مش قابله، أكون، من صف جوارى عمار زايد، الشقه واسعه يرمح فيها الخيل، وفيها أكتر من أوضة نوم، تقدر تنام فى أى أوضه تانيه، ولو عجباك الأوضه دى، أروح أنا أنام فى أوضه تانيه. 
مازالت ضحكة السخريه، هى تعبيره عن قولها، ولكن هذه المره، أقترب منها، وأخذ، يلف، ويدور حولهاقائلاً بوقاحه: 
والمنديل الدليل على عفتك، أما يجوا، يطلبوه الصبح هقولهم أيه، مفكره إنى  هعمل زى الأفلام وأشق أيدى، وأنزل، دمى فى المنديل، لأ غلطانه، مفيش قدامك 
غير حل واحد، هو الأستسلام، والرضا، أنك تكونى من ضمن جوارى عمار زايد
يأما، مش هيهمنى، سُمعة أى حد، وهقول على الأستاذه"سهر منير عطوه"
رفضت تسلمنى نفسها، أكيد فى سبب أنها تكون،،،،،، مش طاهره
نظرت له بغضب شديد، ودت لو قتلته، على بجحاتهُ 
رفعت يدها، كى تصفعه، لكن، لم تصل يدها، الى، وجهه، سمعت طقطقة  أصابع  يدها، بين يده القويه، ثم دفعها بيده، لتقع على الفراش، قبل أن تنهض كان يعتليها، يدهُ تُمزع الجزء العلوى، من تلك المنامه، التى ترتديها، يدهُ  تستيبح السير على جسدها، وقبولاته، تُدمى، شفتاها، وكل ما يقع تحتها، 
لينهض عنها بعد قليل، نائماً  على ظهره، يلهث، لكن مازالت عيناه عليها، تبسم بسخريه، وهو يراها، تشد غطاء الفراش، تستر، به نفسها، أمام عيناه
أكمل سُخريته، قائلاً: أهلاً  بيكى، بين صف جوارى،،،، عمار زايد.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

قبل قليل،، بمنزل عطوه
بالزغاريط،وبتلات الزهور،كان إستقبال،مميز،لأبنة عائلة،زايد 
صعد وائل وغدير مباشرةً،الى شقتهم،وكان خلفهم،فريال
آمنه، وهيام، وكذالك مياده، وأختها الأخرى
كانت تطأ أقدام غدير،على ورقات الزهور،الى أن توقفت جوار وائل أمام باب الشقه،ليخرج من جيبه مفاتيح الشقه،يدخلها،بكالون الباب،يفتحه،،
لتسمع، من خلفها، قول هيام: 
إدخلى برجلك اليمين، ربنا، يباركلكم، يارب
قالت هذا،وأعقبته،بالزغاريط،المُجلجه.
دخلت غدير،تحمل ذيل فستانها،وخلفها،وائل،ثم دخلت آمنه تلهث من صعود السلم،وكذالك فريال،التى دارت عيناها،بالشقه تنظر،لها بإشمئزاز،وإستقلال،لكن هذا إختيار،إبنتها الغبيه،لتشبع بهذا المستنقع الضئيل.
لم تكمل مياده،ولا أختها الصعود،توقفن،بالصعود أمام شقة والداهن،وتركوا الباقين 
كانت آمنه تلهث من صعود السلم،تصعب عليها نفسها،حين لم تجد من يحنو عليها،تذكرت سهر،وكذالك فريال،لو أى منهن واقفه،لكانتا سندنها،واعطانها كوباً من الماء،لكن هيام،مشغوله،بالترحيب،بزوجة إبنها،إبنة الحسب،والنسب،التى ظفر بها،ولدها
أقتحمت هيام الحديث،ومدت يدها،بكيساً،صغير،وتوجهه،ناحيه غدير،قائله:ربنا يحلى حياتكم.
مدت غدير،يدها،بتردد،وأخذت ذالك الكيس،وقالت:الكيس ده فيه إيه.
ردت آمنه:ده كيس،سكر،أنا عملت كده،مع نسوان ولادى الإتنين ليلة دخلتهم،ألف مبروك.
أخذت هيام دفة الحديث:ده كيس،سكر،علشان حياتكم مع بعض تكون حلوه،وزى،السكر
قالت هيام هذا،ونظرت الى فريال قائله:إطمنى،يا فريال،على غدير،دى معزتها من معزة بناتى،أنا كان عندى بنتين،بقوا تلاته،بغدير،دى حتى أغلى منهم فى قلبى،وربنا يشهد،وكمان من الليله وائل أخو،بناتك.
نظرت فريال بأستقلال قائله:بناتى ملهمش أخوات شباب،وربنا يهدى،أظن،لازم نسيب العرسان بقى،بلاش نطول أكتر من كده.
تبسمت هيام بحرج قائله:آه،يلا بينا ننزل،ونسيب العرسان،يلا يا حماتي ننزل.
توجه الثلاث نساء الى باب الشقه ليخرجن،ويتركن وائل وغدير،التى 
نظرت ل وائل بحياء.
تبسم وائل وهو يقترب من غدير،وقام بتقبيل جبينها،ثم قبل شفاها قُبله رقيقه ،قائلاً بعدها:مبروك يا غدير،أنا لحد دلوقتى مش مصدق،أنك بقيتى من نصيبى،كنت الحلم البعيد الى خايف،أنه ميتحققش.
تبسمت غدير،بحياء قائله:شوفت لما نفذت الى قولتلك عليه،بقيت من نصيبك،لو مكنتش،سمعت لكلامى،يمكن كان زمانى مكان سهر،مع عمار.
ضم وائل غدير،بين يديه يقول:فعلاً،لو مكنتش سمعت كلامى،كنت هخسر كتير،كنت هخسر حب عمرى،الى من يوم ما شوفتها،وهى ملكت قلبى،كانت زى النجمه،عاليه،وغاليه.
إبتسمت غدير،بحياء،وعادت الى الخلف،تبتعد عن محيط يدي،وائل،تهرب منه بخجل.
تبسم وائل،وهو يراها تركض،الى ناحية غرفة النوم،ليدخل خلفها راكضاً،بيتسم.
..... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زايد 
بالرجوع لشقة عمار. 
بالأخص، بغرفة النوم. 
ضمت سهر، غطاء الفراش، على جسدها،تشعر بتوهه حتى أنها لم  تستوعب سخرية عمار، حين قال أنها، أصبحت من ضمن جواريه، أغمضت عيناها، تعتصرها، بقوه، كانت تود البكاء، ربما خفف، عن ثُقل،ما تحملهُ فى قلبها، لكن، كآن عيناها، تحجرت، ونشفت منها المياه، ظلت مُغمضة الأعين، عقلها،يرفض ما حدث لها قبل قليل
حتى لم تشعر، بنهوض، عمار، من جوارها، ولا قوله بسخريه: واضح كده، أنكِ فعلاً، دلوعه، وضعيفه،ومش شاطره غير فى اللعب على مشاعر الى مش فاهمك ، ومش هتستحملى، جوله تانيه، وأنا هسيبك،تنامى، واروح أكمل مزاجى،بمكان تانى.  
قال عمار هذا،وغادر الغرفه،تاركاً،سهر،بالفراش والتى تشعر،بأنعدام جاذبية الأرض،هى تطير بالهواء وهى نائمه بالفراش،كما ترى،فى أفلام الخيال،الفراش،يطير،بها بملكوت خالى،ليس به،سوى سواد،قاتم،إختفت النجوم،بالليله،لتستسلم لتلك العتمه،تسحبها لظلام النوم،علها تكون بكابوس،تصحو،بعده تجد،أنه لم يحدث ما مرت به بتلك الليله،المُظلمه.
...
بينما عمار 
خرج وذهب الى غرفة المعيشه بالشقه،ورمى بجسده،على تلك الأريكه،الوثيره.
أخرج سيجاره من علبة سجائرهُ وأشعلها،ينفث دخانها، بغضب بسيط،هو كان يتمنى الأ يفعل بها،ذالك،لكن تحكمت عصبيته،به،مع ردها الجاف،عليه،هكذا،برر،له عقله،الخطأ الذى أرتكبه،لكن طنت برآسه جمله،يوماً،قالها له جدهُ الراحل"المرأه،كالأرض،والرجل،كالماء،المرأه تحتاج،للرجل،أكثر منه،الأرض بدون ماء،لن تُزهر ،تصبح أرضاً بور،كهذه هى المرأه بدون رجُل"،لكن هذا كذب فأشد الأرض قحوله بجوفها تحتوى الماء.
..................ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أتى نور  يوم شتوى جديد ملبد ببعض الأمطار.
بمنزل عطوه 
بشقة وائل.
أستيقظ وائل وكذالك
أستيفظت غدير،بتأفف بسبب رنين جرس باب الشقه.
وقالت:مين قليل الذوق الى بيرن علينا جرس،الشقه بدرى كده.
آتى  وائل بالهاتف من طاوله جوار الفراش  وهو ينهض من جوارها، يرتدى ملابسه،بعُجاله قائلاً:معرفشى مين،بس يمكن تكون ماما،طالعه،بالفطور،الساعه بقت تسعه.
ردت غدير،بتأفف:لو الساعه،واحده الضهر مش من الذوق،يرنوا،جرس الشقه،على عرسان،المفروض،يكون فى نوع من الخصوصيه،لهم،مش إزعاج من أولها كده.
صمت وائل وهو يخرج من الغرفه،بينما،نهضت غدير،ترتدى،مئزراً،فوق قميص النوم،ووقفت بالغرفه.
بينما فتح وائل باب الشقه،تبسم بتلقائيه،حين وجد والداته،هى من كانت ترن جرس الباب،ورأى من خلفها مياده  تقف بتذمر ملحوظ تحمل صنية،طعام،بين يديها.
دخلت هيام الى الشقه،بفرحه تقول:صباحية الهنا،وتغمز بعينها،لولداها قائله،بهمس:
نقول مبروك.
تبسم وائل،يقول:إتفضلى فى الصالون يا ماما،وانتى،يا مياده،حطى الصنيه الى بيم أيدك فى المطبح،هروح أقول،لغدير،أنكم جايبين لها فطور الصباحيه.
ذهب وائل،الى غرفة النوم،وجد غدير تقف تربط حزام،ذالك المئزر،تبسم قائلاً:دى ماما،ومعاها مياده،جايبين فطور الصباحيه،
نظرت غدير،له قائله:طب ومستعجلين ليه،هو الوقت كان طار،مش كانوا،يستنوا،شوية وقت،أحنا جايين من قاعة الزفاف،الساعه،واحده،بالليل،غير،وقت الطريق،غير،كمان الوقت الى فضلوا واقفينه معانا هنا فى الشقه،بعد ما جينا،ده مش ذوق من أولها،عالاقل كانوا يستنوا الضهر يآذن،بس واضح كده،أن الست مامتك،مستعجله،تشوف حاجه تانيه،علشان تصدق،أنك ملمستنيش قبل ليلة إمبارح.
رد وائل:بلاش سوء الظن،ده،ولو كان ده الى فى قصدها كانت هتجيب معاها مياده،وهى لسه بنت متجوزيتش،تفتح عنيها.
ردت غدير بسخريه:تفتح عنيها،،تفتح عنيها على أيه،أنت ناسى انك سبق وقولتلى انها كانت موافقه عالجواز من عمار،بس هو الى سبق وإختار،بنت عمك،الى زمانها فى سابع نومه،ومخدش،يستجرأ،بس،يهوب،ناحيه باب شقتها،لكن انا واضحه من أولها،ومش بعيد كمان الست الوالده تعمل عليا حما،وتخلينى،أشتغل تحت إيدها،لا بقولك من أولها أهو،أنا عشت ملكه فى بيت أهلى.
رد وائل:غدير،بلاش طريقتك دى،وماما،مش قصدها حاجه سيئه،هى فرحانه،أنى اتجوزت البنت الى كنت بحبها،وو
قاطعته غدير،قائله:قصدك أيه بالبنت الى كنت بتحبها،ليه،بعد ما طولتنى،راح حبك،ولا أيه.
تنهد وائل يقول:غدير،بلاش تقاطعينى،وتتسرعى قبل ما أكمل كلامى معاكى،طبعاً،كنت،ومازالت وهفضل عمرى كله أحبك،وياريت بلاش،طريقتك فى القمص دى،ودلوقتي غيرى هدومك،وحصلينى على الصالون نستقبل ماما،مش كويس نفضل هنا،وهى فى الصالون.
تبسمت غدير بتذمر قائله:كان لازم أخد شاور الأول،قبل ما أستقبل اى حد،بس طبعاً،الاوضه دى مفيهاش حمام،ولو طلعت أخد حمام هتأخر،خلينا نطلع لهم كده كده الروب ده تقيل مش بين حاجه من قميص النوم الى لبساه تحته. 
رد وائل:تمام براحتك يلا بينا.
بينما بغرفة الصالون،قالت مياده بضيق لوالداتها:أهو انا حطيت السم للعرايس فى المطبخ،وأبنك لاطعنا هنا،وقاعد مع مراته،قولتلك إتأخرى شويه،قولتلي،لأ لازم يصحو من النوم يلاقوا الفطور قدامهم.
نغزت هيام مياده،بكوع يدها قائله:طيب بلاش طريقتك دى،وأنكتمى،أخوكى ومراته أهم جايين،أفردى وشك،فى وش مرات أخوكى،بلاش تبوزى فى وشها من أولها. 
صمتت مياده،وهى تنظر،لدخول وائل وخلفه غدير،وتعجبت من ردائها،فهى عروس،وكان لابد أن ترتدي،زياً،مناسب أمام ضيوفها،لكن هى آتت بروب،حقاً ثقيل،لكن بالنهايه لا يستحب،أن تقابل به أحداً،يوم صباحيتها،ولكن هى حره.
وقفت هيام،وتوجهت تحتضن غدير،بلهفه،قائله:مبروك يا حبيبتي،ربنا يهنيكى انتى ووائل،ويرزقكم الذريه الصالحه.
ردت غدير،بتأفف وهى تحتضن هيام،قائله:شكراً،يا طنط.
رجعت هيام للخلف قائله:طنط أيه يا حبيبتى،تقدرى تقوليلى يا ماما،أنتى بقيتى فى مكانة بناتى،وأكتر،وربنا الى يعلم.
ردت غدير:معليشى،بس فى الاول على ما أتعود يا طنط.
تمم على قولها وائل قائلاً:سيبيها على راحتها يا ماما تنادى ليكى بطنط،على ما تتعود عليكى،وافقين ليه خلونا نقعد شويه.
ردت مياده التى توجهت تهنئ غدير،بسلام الايدي فقط قائله:معليشى أنا أعذرونى انا بس طلعت مع ماما علشان أشيل صنية الفطار،مبروك،ربنا يهنيكم ببعض،هنزل أنا عندى،درس كمان نص ساعه،ولازم أنزل،أغير،هدومى،علشان ألحق الدرس،يلا مبروك مره تانيه.
ردت غدير:آه براحتك،أنا عارفه،إنك ثانويه عامه،ودى صعبه قوى،وعاوزه تركيز،يلا ربنا يوفقك وتدخلى الجامعه الى عاوزاها.
تبسمت مياده،وأمائت رأسها،ثم غادرت بصمت.
بينما جلست هيام،ليجلس،وائل هو الأخر،وخلفهم جلست غدير،تضع ساق فوق أخرى.دون حديث،لوقت،لتقطع الصمت هيام قائله:ألف مبروك،أنا حبيت اكون اول من تهنيكم،بالصباحيه،ربنا يرزقكم الذريه الصالحه،عن قريب يارب،وتكمل فرحتنا.
ردت غدير:كل شئ،بأيد ربنا،وإحنا مش مستعجلين،يا طنط.
ردت هيام:بس انا مستعجله،ونفسى،فى حفيد صغير كده،أفرح بيه وانا لسه بصحتى.
تبسم وائل يقول:كل شي،بأيد ربنا،ها،ربنا يحققلك أملك.
ردت غدير: مع أنى بفضل عدم الاستعجال،فى الخلفه،بس،لو ربنا رايد هيكون،كل شئ قدر،كان مين يصدق أنى انا ووائل نتجوز،بعد الى حصل،بس اهو النصيب.
ردت هيام:أحلى،وأغلى نصيب،هقوم انا أنزل،أشوف حماتى،علشان نعرف،أمتى هنروح نصبح على سهر،اسيبكم تتهنوا ببعض.
نهضت غدير قائله:براحتك يا طنط،نورتى.
نهضت هيام،وأبتسمت،تُخفى،زعلها،بسبب طريقة حديث غدير،الغير مُحببه،لتقول:
خليك يا وائل أنا هقفل باب الشقه،ورايا،يلا،صباحيه مباركه.
قالت هيام هذا،وأعطت مبلغ مالى بيد غدير،وغادرت الشقه،وأغلقت خلفها،الباب.
بينما نظرت غدير،لذالك المبلغ التى اعطته لها هيام بأستقلال،ووضعته على طاوله،بغرفة الصابون،وقالت،هروح أكمل نومى،بتمنى محدش،يطلع لينا تانى قبل المغرب.
قالت غدير،هذا وذهبت الى غرفة النوم،ليلحقها وائل بلهفه.
.....ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما قبل نصف ساعه،، بمنزل زايد.
فتح عمار عيناه،ليجد نفسه نائم وهو جالس على تلك الأريكه،بغرفة المعيشه،شعر،بألم طفيف بعنقه،فقام بلف رقابته يميناً،ويسار،يفك التشنج،للحظات الى أن شعر،براحه،أمسك سيجاره،وقام بأشعالها،ونظر الى ساعه مُعلقه،بالغرفه،وجد الساعه الثامنه والنصف،وضع باقى السيجاره،بالمطفأه،ونهض،يعود الى غرفة النوم.
دخل الى غرفة النوم،مازالت مضاءه،وقع نظره على سهر النائمه بالفراش،تمعن بوجهها كثيراً،هى تحمل وجه ملائكى،وهى نائمه،رأى ذالك الخيط الدامى الرفيع بشفتيها،هو بسبب تقبيله لها بعنف،وأيضاً،تلك العلامات الداميه،بعنقها ومقدمة صدرها الظاهره من غطاء الفراش،كاد أن يذهب،لها يوقظها،لكن تراجع،بآخر،أنحنى يأخذ تلك المنامه الرجاليه،الواقعه على أرضية الغرفه،ثم خرج من الغرفه.
......
بعد دقائق،بدأت سهر،تستعيد وعيها،وتصحو،تشعر،بآلم فتاك بجسدها،
فتحت سهر عيناها،لترى،أنها ليست بغرفتها،بمنزل والداها،ومع شعورها،بآلم جسدها،إذن ما حدث،بالأمس ليس كابوس،بل هو واقع مرير،خاضته،دون إراده منها من البدايه،بتلك الزيجه التى فُرضت،عليها،لتشرد بالأيام الماضيه،وما حدث،بها،ليصل بها،لتعيش تلك الليله المريره 
فلاشــــــــــــــــ*باكـــــــ*
بعد عودة سهر بيوم من البحر الاحمر 
جلست مياده،على،بغرفتها،كانت تدعى المذاكره،لكنها،لم تكن كذالك،هى بداخلها الغضب،يشتد بعودة سهر،لن تنال هى عمار،
فتحت ذالك الخطاب،تقرئه للمره الكام،لا تعرف،لو قرأ عمار،هذا الخطاب،ماذا يفعل،ربما هو من يُنهى،تلك الزيجه،لكن كيف توصل له الجواب،دون أن تظهر،بالصوره،فربما لو أعطته له،مباشرة،لا يصدقها،ويكذبها  ،ووقتها تكون بنظر الجميع كاذبه.،ظلت تفكر،وتفكر،لتعود من تفكيرها،على طرق الباب.،أخفت الرساله،مره أخرى.
سمحت له بالدخول.
دخل وائل عليها مبتسماً،يقول:بتعملى أيه غريبه بتذاكري.
نظرت مياده له بضيق قائله:أيه فرحك بعد كم يوم،وجاى،تستهزئ بيا قبل الفرح أيه هوحشك.
ضحك وائل،يقول:لأ بستغرب،أصلك قليل لما بتذاكرى عالعموم،ربنا يعينك،ويوفقك،أنا كنت جاى علشان حاجه تانيه،أسالك فين ماما.
ردت مياده:ماما،راحت تلف تدعى،أهلها،علشان يحضروا الفرح،عاوزها ليه؟
رد وائل:كنت عاوزها علشان أديها،دعوات الزفاف،دى،عمار أتصل عليا إمبارح،وقالى أن الدعوات الى عنده خلصت،ولازمه،دعوات تانيه،والدعوات دى فايضه من عندنا،بس أنا عندى شغل مهم فى مركز الصيانه،لازم ألحق أخلصه،قبل الزفاف،وكمان هاخد كم دعوه،لزمايلى بالمركز،هتصل عليه أقوله يبعت حد ياخدهم،من هنا من البيت،وكنت هديهم لماما،لما يجى هو أو أى حد من طرفه،يديهمله.
ردت مياده:طب ما تديهم لمرات عمك،أو سهر،ولا تيتا،تحت،والى يجى،ياخدهم منهم.
رد وائل:فكرت فى كده،بس،مرات عمك،مش تحت،شوفتها من شويه،واخده،تيتا،ومعرفش رايحين فين،ولو أديتهم لسهر ممكن تقطعهم،دى،شكلها من وقت ما رجعت إمبارح مع مرات عمك من البحر الأحمر،وهى،شايطه،كلمتها،مردتش عليا،عالعموم الدعوات أهى،هتصل على عمار،أقوله أنها هنا معاكى،يقدر،يبعت حد ياخدها،من هنا.
فكرت مياده،سريعاً،وقالت:لأ بلاش تقولى أنها معايا،أنا هستنى على مرات عمك ما تجى،هى أكيد بتلف تدعى أهلها،وحبايب تيتا،ومش هيغيبوا،ولما ترجع ،هنزل لها الدعوات،قول لعمار،الى يبعته،ياخدها من مرات عمك.
رد وائل:تمام الدعوات أهى فى الظرف ده ،لما مرات عمك ترجع،أديهالها،سلام انا بقى،علشان ألحق ورديتي،بمركز الصيانه.
غادر،وائل،بعد أن أعطى، لميادة ذالك الظرف الكبير،الذى يحتوى على دعوات الزفاف.
وضعت مياده،ذالك الظرف أمامها،تنظر،له بظفر،فقد يكون الحظ حليفها،أخرجت تلك الرساله،من الكتاب،فكرت بمكر 
لما لا تزيد بعض الكلمات بالرساله،لكن قد يظهر،تغير الخط،إذن ما العمل،فكرت،ليتهتدى،شيطانها،لأن تكتب رساله أخرى،تزيد بها بضع الكلمات،وبالفعل فعلت ذالك،وذهبت الى شُرفة غرفتها،رغم برودة الطقس،لكن ظلت تراقب الى أن رأت زوجة عمها،وجدتها،داخلتان الى المنزل.
وضعت الرساله،بين دعوات الزفاف،ونزلت،الى أسفل.
قبل أن تفتح زوجة عمها،باب الشقه،نادت عليها مياده.
وقفت زوجة عمها،وكذالك جدتها.
أقتربت مياده منهن،وبيدها ذالك الظرف،وقالت:أنا كنت نازله ليكى،يا مرات عمى،كويس انى قابلتك،الظرف ده،وائل سابه ليا،هو فيه دعوات زفاف،وقالى،إن عمار،هيبعت حد من عنده ياخدهم،أبقى نزليهم لمرات عمك،تديهم له.
مدت نوال،يدها،وأخذت الظرف من مياده،ولسوء الحظ،رن جرس بوابة المنزل،فتحت البوابه مياده.
أبتسمت،فيبدوا القدر،يساعدها،من أمامها هو يوسف.
تنحنح يوسف قائلاً:مساء الخير،أنا جاى علشان اخد الدعوات من أستاذه نوال،زى،وائل ما قال لعمار.
تبسمت مياده:مساء النور،مرات عمى أهى إتفضل.
تنحت مياده من أمام البوابه،فدخل يوسف،يُلقى السلام.
لترحبا به كل من نوال،وآمنه،وتعطى،له نوال ظرف الدعوات،لكن للأسف الظرف،وقع من يد يوسف،ليتبعثر،منه بعض الدعوات،
أنحنى يوسف،ومياده،يلمان الدعوات،لكن الرساله،كانت بين الدعوات التى لمتها،مياده،أخفتها،وسط الدعوات مره أخرى،وقامت بأعطائها،ليوسف ليضعها بالظرف الكبير مره أخرى،دون أن يلاحظ ذالك أحداً.
...
بعد قليل
دخل يوسف الى منزل،زايد،توجه مباشرة الى غرفة المكتب،وجد عمار،يقوم بأتصال،أنتظر،الى أن أنتهى من الاتصال،ثم وضع أمامه الظرف على المكتب قائلاً:ظرف الدعوات أهو،جبته،من أستاذه نوال،زى ما قولتلى،على التليفون،بس أيه الدعوات الى كانت عندك دى كلها خلصت،القاعه،الى حجزنها هتاخد الناس دى كلها إزاى.
تبسم عمار يقول:متخافش القاعه واسعه،وكمان،الى بيحضر،بيبقى أقل من المدعوين،بس الدعوات دى مجرد  خواطر،وتعريف للناس،مش أكتر.
تبسم  يوسف يقول:عالعموم مبروك يا سيدى،والله انا كنت مُحرج،وأنا بوزع على زمايلنا،وأحبابنا الدعوات دى،والكل عارف أنك جوز أختى.
تبسم عمار يقول:دى بقت قصه قديمه،وبعدين،أنت أخويا،وصديقى الوحيد،وأكتر واحد بثق فيه.
تبسم يوسف قائلاً:طيب بقى يا أخويا هاتلى بتاع عشرين دعوه كده،عندى شويه حبايب وأصحاب،هوزعهم عليهم،ونتقابل بكره بقى فى كتب الكتاب،عندى قضيه مهمه،الساعه عشره الصبح،هرجع من المحكمه،عالجامع،علشان كتب الكتاب،بس إبقى اعمل حسابى فى وليمة بكره،شيلى كم كيلو لحمه،كده،على جنب.
ضحك عمار،يقول:متخافش هشيلك منابك،عارف إنك بتنكسف تاكل قدام حظ غريب.
ضحك يوسف يقول:تمام،يلا سلام بقى،ومبروك يا عريس،عشت وشوفتك،عريس بجد،عقبال ما أشوف عيالك كمان،عن قريب.
رد عمار:يارب،وأنت كمان،يارب،أشيل ولادك عن قريب،ومش بعيد ولادنا،يبقوا،زمايل وأصحاب كده،زينا.
آمن يوسف على أمنية عمار،وفرح من آجله،عمار،تبدوا،عليه الفرحه،بوضوح، أيقن يوسف أن عمار،لديه مشاعر،أتجاه تلك الفتاه،ليست بالنسبه له فقط جوازة بدل،كما يقول.
،فتح عمار ظرف الدعوات،لكن لسوء الحظ،وقع الظرف مره أخرى،لتبعثر،الدعوات مره أخرى.
ليقول يوسف بمزح:يظهر،وائل عينه،فى الدعوات دى،دى تانى مره توقع،وقعت من أيد الأستاذه نوال،وتانى مره من أيدك،
أنحنى يوسف،ولم بعض الدعوات،وكذالك فعل،عمار،ليأخذ يوسف الدعوات الذى قام بلمها قائلاً:هاخد أنا الدعوات دى،بقى وأمشى،سلام،يا عريس.
تبسم عمار،وهو يضع الدعوات فوق سطح المكتب 
لكن لفت نظره ذالك الظرف الغريب،الموجود بين الدعوات،فأخذه الفضول.
جلس على المكتب،وقام بفتح الظرف.
قرأ ما مكتوب به 
ونصهُ
بابا ماما
أنا هربت عند خالتى فى البحر الأحمر
أنا مش عاوزه اتجوز من الى إسمه عمار ده
شخص،متعالى،وعنده كِبر،وأنا مش هقدر أتأقلم معاه،أنا فى البدايه وافقت عليه لعبه منى،كنت بتسلى،شويه،بس لما لقيت الموضوع هيدخل،فى الجد،لا خلاص بقى،مش هقدر أتحمل أتجوزه،واحد،أنا أعلى منه فى الشهاده،وكمان عنده،زوجه تانيه،غيرى،أنا كنت عاوزه أطلب منها يطلقها،بس خوفت يرفض،عالعموم ميهمنيش انا بقول كفايه لعب لحد كده،بقى،أنا عند خالتى فى البحرالأحمر،ومش هرجع غير ما أطمن،أن المغرور،المتغطرس،عمار،فسخ خطوبته منى،عندكم،مياده،تاخده،هى أكتر واحده تليق بيه،أنما أنا مش عوزاه،دى كانت لعبه وتحدى منى انى أخطفه من مياده،بس خلاص،أنا مليت من اللعبه دى 
بنتكم،،سهر.
أغتاظ عمار بشده،وهو يفرك الورقه بيديه،أخرج سيجاره وأشعلها،ينفث،دخانها بغضب،ومسك الورقه،بيده كان سيضعها مره أخرى،بالظرف التى كانت موجوده به،لكن دخول عمه غاضب،جعله أشعل الورقه،دون انتباه منه.
ليسمع عمه يقول:مش عارف أيه أخرة جوازة الهباب الى بليتنا بيها دى،وأيه الورقه الى حرقتها دى .
نظر عمار للورقه التى تشتعل بالنار،لو سهر أمامه الآن،لأشعل بها النار،لكن رد على عمه  بضيق:خير،يا عمى فى أيه جديد؟
رد سليمان،:شوف مرات عمك،بعتت للصايغ يجى لهنا  ومعاه كذا طقم دهب علشان تختار،شبكه لبنتها،وسبق الى أسمه وائل ده،قال،أنه هيجيب شبكه على قده.
رد عمار قائلاً:وفيها أيه،يجيب هو الى يقدر عليه،وأحنا نقدم هديه لبنتنا ترفع بقيمتها،وقيمتنا وسط الناس،فى البلد.
رد سليمان:أنت شايف كده،براحتك،أنا لو سيبتونى من الاول كنت خلصت علي وائل،وغدير،وأرتاحنا من الجوازه دى من البدايه،بس معرفش سبب،لقولتك جوازة بدل،أنا خارج،وسايب البيت كله،تعملوا الى أنتم عاوزينه.
قال سليمان هذا،وغادر بغضب 
ليس أقل من غضب،عمار،لكن،عقد القران،بالغد،وأن لم تحضر،سهر،سيكون ماده للسخريه،والأستهزاء،بالبلده،هل هى بالفعل،ليست هنا بالبلده،عليه التأكد سريعاً،الوقت ضيق أمامه،كيف يتأكد،أنها هنا بالبلده،كيف....،أهتدى عقله أن يذهب الى منزل والداها،وأن لم يجدها،سيذهب،ويأتى بها من البحر الأحمر،ووقتها لن يشفق عليها من ناره
لكن،بعد هذا التفكير،عنه،ومسك هاتفه،وقام بالاتصال على هاتف منزل والد سهر الأرضى،
ليسمع من ترد عليه،قائله:السلاموا عليكم.
رد عمار السلام عليها،وصمت،هذا صوت سهر،الذى طن برأسه والرساله،الذى أحترقت.هل هى كاذبه. صمت لثوانى.
فقالت سهر،حضرتك مين الى بيتكلم.
رد عمار:أنا عمار زايد 
للحظه،أرتجف قلب سهر،وصمتت هى،لثوانى،ثم قالت بحده:طيب وبتتصل ليه؟
شعر عمار بحديتها،بالحديث،وقال:كنت عاوز أسأل لو عندكم لسه دعوات فرح،لأن الى عندى،خلصتها توزيع،ولسه محتاج،أكتر،فلو لسه عندكم دعوات ممكن أبعت حد  ياخدها.
ردت سهر:معتقدش عندنا دعوات ماما قالتلى من شويه،أن كل الدعوات الى كانت هنا،ادتها للاستاذ يوسف،من شويه.
رد عمار:طيب تمام أنا هتصرف،متشكر.
ردت سهر بحده:العفوا،عن أذنك هقفل التليفون.
قبل أن يرد عمار،كانت أعلقت بوجهه الهاتف،مما جعله بتضايق بشده من طريقتها الحاده،معه فى الحديث،لكن مهلاً،المهم الآن أنه تأكد أنها هنا بالبلده،ربما فيما بعد يُعيد تقويمها.
.....
فى اليوم التالى بالمسجد بعد  أتمام عقد القران،بالصدفه،رأى عمار،سهر،وهى تتجه للخروج من أحد غرف المسجد،تخفى،بمكان يسهل عليه رؤيته لها منه،دون أن تراه،لكن خرجت خلفها،مياده،والتى،نادت عليها،لتقف سهر لها.
أقتربت مياده من مكان وقوف سهر،وقالت لها: مبروك،خلاص بقيتى رسمى مرات عمار زايد،الى كنتى هربانه للبحر الأحمر،علشان متتجوزيش منه،بس،واضح،ان مرات عمى أقنعتك،بالرجوع،من تانى،ويمكن الطمع،والدلال،هما الى رجعوكى.
ردت سهر،بأستقلال قائله:طمع ودلال ايه الى بتتكلمى عنهم،لو بأيدى مكنتش رجعت،وكنت سيبتلك،عمار ده تشبعى بيه.
بس أزاى عرفتى أنى كنت فى البحر الأحمر.
ردت مياده بأرتباك:أنا كنت واقفه مع مرات عمى،وهى بتكلم تيتا يسريه.
ردت سهر قائله:أو يمكن الرساله الى كنت سيباها لماما وبابا وملقوهاش،أنتى الى أخدتيها من اوضتى.
أرتبكت مياده قائله:رسالة أيه،الى بتتكلمى عنها،أنا مشوفتش أى رسايل،بلاش تعملى الغلط وتعلقيه عليا،أنا ماشيه،خلاص كتب الكتاب،تم،وبقيتى مرات عمار زايد رسمى،مبروك عليكى،وشوفى هتعرفى تلعبى على عمار ده أزاى،هو مش زى،عمى،ولا تيتا،ومرات عمى،وعلاء،بتضحكى عليهم وبيصدقوا لعبك عليهم. 
قالت مياده هذا وغادرت،المسجد،دون ان ترى،وقوف عمار،بغرفه جوار مكان وقوفهن،
ليتأكد،أن الرساله، من كتبتها سهر،وأتت بين الدعوات بالخطأ،ليتوعد لها،بأعادة تقويمها،على يدهُ

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

خرج عمار،من ذالك المكان الذى كان يختبئ به فى المسجد،بعد ذهاب،سهر،وقف يفكر،للحظات،فى صاحبة الوجه الملائكى اللعبيه،لكن قطع تفكيرهُ،مجئ يوسف جواره،يربت على كتفه،قائلاً:أيه الى موقفك هنا،مرجعتش للرجاله،كل ده بتودع،عضو مجلس الشعب.
رد عمار:لأ مشى من وقت بس أنا كنت بشرب سيجاره.
تبسم يوسف يقول:والله ما حد محتاج يشرب سيجاره غيرى،بقولك أيه،بكره الشوار،وهنكتب قايمة المنقولات،بس مش عارف وائل ده هيمضى عالقايمه،بعد ما يشوف الرقم الى فيها،ولاهيكون رده أيه.
رد عمار:هيمضى،متقلقش،وبعدين هى القايمه،بتربط حد،يا عم سيبك دى حتة،ورق عود كبريت كفيل،ينهيها،وبعدين أنا مليت،من تكتيفة كتب الكتاب دى،هى الحفله دى مش هتخلص،بقى.
تبسم يوسف:لا خلاص،الحفله خلصت معظم الى لسه موجدين،من أهل البلد،الضيوف المهمين خلاص،إنسحبوا،وممكن كمان ننسحب أنا وأنت،هنا عمى مهدى،وكمان سليمان،الى ممكن لو حد إتكلم قدامه،دلوقتي،يفرغ فيه سلاحه.
ضحك عمار،يقول:بتتريق على عمى،متنساش أنه حماك،أبو مراتك.
تنهد يوسف،يفول:مش ناسى أنه أبو مراتى،ومش ناسى كمان فضلك عليا أنا وأسماء،لو مش وقوفك معايا،كان مستحيل،يوافق يجوزني أسماء،بس أنا لسه عند وعدى،وأول ولد هخلفه،هسميه عمار.
تبسم عمار،يقول:ربنا يرزقك بالذريه الصالحه
خلينا ندخل نسلم عالناس الى جوه،وأمام الجامع،وبعدها نمشي،كفايه كده
.....
فى اليوم التالى.
صباحاً
بمنزل زايد 
دخل وائل،ومنير،وعبد الحميد،الى غرفة الضيوف
أستقبلهم 
عمار،مهدى،يوسف،وكذالك سليمان.
جلسوا قليلاً،يتحدثون بود لحدٍ ما
ليخرج يوسف لدقائق،ثم يعود،وبيده بعض الأوراق،تنحنح قليلاً،يقول:
طبعاً النهارده،شوار العروسه،ومعروف فى عرفنا قبل شوار العروسه،ما بيدخل بيت العريس،بيكون فى قايمة منقولات،لازم بيمضى عليها العريس.
ومعايا قايمتين مكتوبين،بمفردات عفش العريسين،ومش ناقصين غير إمضة العريسين،والشاهدين 
أعطى يوسف،لوائل،قائمه،ثم أعطى ل عمار الاخرى.
مضى عمار،دون أن يقرأ ما هو مدون بالقائمه.
بينما وائل قرأ القائمه،قائلاً:
القايمه بربع مليون جنيه.
رد سليمان بتعجرف قائلاً:أيوا،دى قيمة العفش الى أنت أشتريته،وأحنا كمان،مستكتر،المبلغ ولا أيه،عمار مضى على قايمة،قميتها أكتر من ضعف الى مكتوب عندك،بدون حتى ما يقرى مكتوب أيه.
رغم أستغراب منير،لكن لطف الحديث قائلاً:وائل مش قصده أستكتار،هو بس بيتأكد من قيمة القايمه،وبعدين القايمه دى حتة ورقه بس لحفظ حق الزوجه،بس مش تمن،حفظه،وصونه لبنتك طول العمر.
أخذ وائل القلم وقام بالأمضاء على القائمه.
ليأخذ يوسف القايمه التى مضى عليها وائل،ويعطيها،ل سليمان،
تبسم سليمان بزهو.
بينما أخذ يوسف القائمه الاخرى التى مضى عليها عمار،وأعطها،ل منير.
أخذها منير،دون إعطاء أى رد فعل،فهى بنظره كما قال مجرد ورقه،لحفظ حق،لكن الأهم هو حفظ،وصون إبنته.  
....
بعد مرور يومان.
فى الصباح الباكر
بمنزل زايد 
طرق يوسف،باب غرفة النوم،القديمه الخاصه،بعمار،بمنزل زايد قبل أن يتزوج من خديجه.
ثم دخل،تبسم،حين وجد عمار مستيقظ،وأمامه،كوباً من القهوه،وبعض البسكويت.
وضع يوسف بسكويته،بفمه قائلاً:قولت هاجى ألقاك لسه نايم،بعد سهرة إمبارح،بس يظهر،كده،مفيش نوم جالك،ها قول لأخوك،بتفكر،فى العروسه،كلها كم ساعه وتكون معاك،وتشبع منها.
تبسم عمار،دون رد، لكن عقله شرد فى تلك الملاك التى،رأها صدفه ليلة أمس،وهى تخرج من القاعه التى تم بها الحناء،كانت ترتدى،زياً أبيض مزخرف،ببعض الاحجار الزرقاء،وحجاباً مناسب لذالك الزى،الذى أتى به لها سابقاً،لم تكن تضع مساحيق تجميل،على وجهها،عكس غدير،كانت متبرجه لحدٍ كبير،لكن غدير،لم تهمه،من شغلت باله هى سهر،تلك اللعبيه،صاحبة الوجه الملائكى.
لاحظ يوسف عدم إنتباه عمار لحديثه،فقال بمزح:يا عينى بفكر فى الى ناسينى،أيه يا أبنى،روحت فين بكلمك مش بترد عليا،لدرجه دى، سهر شاغله عقلك .
نظر عمار له قائلاً:كنت بتقول أيه.
ضحك يوسف قائلاً:لأ دا عمار زايد وقع،ولا حد سمى عليه.
رد عمار:بلاش سخافه،خلينا هنا،قولى كنت بتقول أيه؟
رد يوسف،وهو ينظر لعمار،الذى يبدوا عليه بوضوح،الأعجاب،بسهر،لكن،مازال،يُخفى الأمر،لكن،لن يضغط عليه:
كنت بقولك،السواق الى بعته للفيوم،أمبارح علشان يجيب اللواء ثابت وعيلته أتصل عليا من شويه وقالى،أنه،راح لهم المزرعه الخاصه،بيهم،وهيبقوا هنا عالضهر كده،مش عارف ليه أصريت تدعيه هو عيلته كلها كان كفايه حضوره هو وخلاص،عالأقل كان هيبقى أستقبال خفيف.
رد عمار:ده طلب أحمد بيه زايد،صاحب مازن حفيد اللواء ثابت،وهو الى أتصل عليه ودعاه،وطبعاً،كان لازم يبقى معاه باباه،فقولت أدعي العيله كلها،وأهو نستضيفه هنا فى المنصوره،يومين،وطبعاً،أنت الى هتكون فى إستقبالهم،ومسؤل كمان عنهم،اليومين الى هيفضلوا فيهم هنا.
رد يوسف:طبعاً،أنت تتهنى مع عروستك،وأنا أشتغل دليل سياحى لضيوفك،ماشى يا عم ربنا يتمملك بخير،متقلقش،هطول رقابتك قدامهم،بس أنت،أفصل ومتركزش غير،فى فرحك الليله،عاوزك أسد،والله أنا خايف تكون،كنت عايش مع خديجه أختى أخوات،بدل ما تفضح نفسك.
زغد عمار،يوسف قائلاً:أنا بقول،بلاش تستقبل الضيوف وتحضر الفرح،بوش مكدوم.
ضحك يوسف قائلاً:خلاص قلبك أبيض،والله أختى خديجه دى هتدخل الجنه،فى واحده،تبقى مبسوطه،أن جوزها،بيتجوز،واحده،تانيه،لأ وهى تقريباً،الى جهزت له شقة ضرتها.
تبسم عمار،يقول:مش ضرة،دى مرات أخوها،انا بالنسبه لخديجه،زيك بالظبط،بس مع أختلاف،أنها مكتوبه زوجه،مش أخت،وعموما،خلاص هترتاح منى،وهسيب لها الشقه،وأعيش فى شقتى التانيه،ومش هتبقى محتاجه تمثل قدام العيله،أنها مراتى،أكيد الجديده،هيبقى لها النصيب الأكبر،قدام العيله على الأقل فى الأول،وبعدين بطل رغى كتير،أنا محتاج وقت علشان أجهز،علشان الفرح،وأنت معطلنى،يلا قوم شوف طريقك،وروح الشقه الى فى المنصوره أستنى السواق،لما يوصل،باللواء ثابت وعيلته.
تبسم يوسف،وهو يمد يدهُ،يتناول،بضع بسكوتات قائلاً:طب خلينى أفطر،وأشرب معاك شاى الأول،انا جايلك على لحم بطنى.
أمسك عمار طبق البسكويت،قائلاً:خد طبق البسكويت كله أتسلى فيه بالطريق،وخلى خديجه تعملك شاى وخد الكوبايه معاك 
أخذ يوسف طبق البسكويت قائلاً:من يد ما اعدمها،مقبول منك،يلا سلام،أشوفك فى الفرح،وأعمل حسابك هنرقص،سوا،زى ما رقصنا قبل كده،فى فرحى.
أماء عمار له رأسه بموافقة،وتبسم وهو يخرج من الغرفه.
........
بشقه راقيه بمدينة المنصوره.
وقف يوسف يستقبل اللواء ثابت 
قائلاً:أهلاً بحضرتك يا سيادة اللواء،المنصوره،نورت.
رد اللواء ثابت:منوره بأصحابها،متشكر،على الاستقبال الراقى،ده،يا يوسف.
رد يوسف:حضور حضرتك،للمنصوره شرف لينا،وأنا هكون تحت أمر سيادتك،والعائله الكريمه.
رد حسام،إبن اللواء ثابت:بصراحه انا أعتبر لفيت مصر كلها،بس دى اول مره أجى للمنصوره،وبصراحه،شكلها مدينه،راقيه،متقلش عن القاهره،والمدن الجديده،دى مجرد نظره عامه،قبل ما أتجول فيها.
أخذت هديل الحديث من أخيها،قائله:لأ انا جيت قبل كده مره للمنصوره،فى تبادل للجامعات،وعجبتنى،وقتها،وكمان النهارده،شيفاها أجمل،كفايه إنهم بيقولوا،أحلى بنات مصر من المنصوره،غير،أنهم بيقولوا المنصوره باريس مصر.
تبسم يوسف قائلاً:والمنصوره أتشرفت بيكم،هسيبكم ترتاحوا من الطريق،والعربيه بالسواق هتكون تحت أمركم،ونتقابل،فى قاعة الزفاف،سلاموا عليكم.
قال يوسف هذا،وغادر،وتركهم بالشقه.
تحدث اللواء ثابت قائلاً:فعلاً الصديق،الوفى هو الى بيوقف جنب صديقه،يعنى،يوسف صديق عمار،والى أعرفه كمان،أنه أخو زوجته،الأولانيه،وهو الى جاى بنفسه يستقبلنا.
ردت هديل:معقول،طب،مش يراعى مشاعر أخته،شويه.
رد ثابت:أكيد أخته موافقة على جواز عمار،وإلا مكنش يوسف هيبقى موجود،بالشكل ده،وبعدين عمار،شاب،وقادر على الزواح من أتنين،وقادر يعدل بينهم،يبقى ليه،يوسف يخسر صديقهُ.
تعجب حسام قائلاً:والله أنا نفسى أشوف،زوجته الأولانيه دى الى سمحت له يتجوز،بواحده تانيه،عليها،يمكن تكون مش حلوه.
رد ثابت:بصراحه مشوفتهاش قبل كده،علشان أقولك،بس كلها ساعات،ونشوفها.
وبالفعل أنقضت الساعات..
بأحد أكبر أستديوهات المنصوره للتصوير الفتوغرافى،تم إلتقاط مجموعه من الصور،للعرسان والعرائس معاً،
ليتوجهوا،بعد ذالك،الى تلك القاعه،الكبيره،بمدينه المنصوره 
وقف وائل،وعمار،بمدخل القاعه،ينتظرون،دخول
كل من سهر،وغدير
دخلت أولاً غدير،ترفق يدها،بيد عمها مهدى،ليتوجه إليها وائل،ويأخذها منه كاشفاً عن وجهها حجاب العروس الأبيض مُقبلاً جبهتها،لتترك يد عمها،وترفق يدها بيد وائل.
آتى من خلفهم،عبد الحميد،ومعه سهر
أقترب،عمار منهم،سلم على عبد الحميد،ثم،توجه،ناحية سهر،رفع عن وجهها الحجاب الأبيض،كم ود أن يعود،يُغطى،وجهها مره،أخرى،ولا يرى أحد غيرهُ،وجهها،لم يقبل جبهتها،مثلما فعل وائل،بل مد يدهُ،فقط،لترفق،سهر،يدها بيدهُ،ليدخلوا،الى قاعة العُرس
إصطحب كل عريس منهم عروسه،الى الكوشه،لتجلس مكانها،
ساعد وائل غدير،بالجلوس،كذالك فعل عمار،لكن أنحنى عليها قائلاً،بأمر:ممنوع،تقومى،ترقصى،أو تقومى من مكانك. 
نظرت له سهر،وللحظه،إرتجف جسدها،ولم تعطى له رداً.
جلس عمار،جوارها،يرسم،بسمه هادئه،لبعض الوقت.
لينهض حين أتى له يوسف،ومال يهمس له،بشئ،لينهض معه،تاركاً،سهر،وحدها،تنظر الى وائل الذى نهض هو وغدير،يتشاركان الرقص على المسرح،حتى حين جذبت غدير سهر للتنهض،وترقص معها،رفضت،وظلت جالسه،
كان عقلها شارد فيما تراه من مظاهر،فارغه،كآن هذا،ليس عُرسها،كأنها تشاهد،حفلاً،لعروس أخرى،غيرها.
دارت بعيناها بين المدعوين بالزفاف،وقع بصرها،على والداتها التى تجلس جوار جدتها،من ناحيه،والناحيه الأخرى،تجلس مياده،يبدوا عليها بوضوح الغيره من سهر،فهى كانت تتمنى أن تكون مكانها،لكن،هل لم تقع الرساله،بيد عمار،أيقنت لنفسها،لو وقعت الرساله بيد عمار،لما كان بهذا الشكل،تبدوا،عليه السعاده،خطتها الأخيره فشلت عمار أصبح،لغيرها.
بينما هيام،التى لا تسعها الفرحه،فولدها الوحيد،آتى لها بنسب لعائله،غنيه،ومعروفه،ربما كانت تتطمع،بأكثر،لكن،يكفيها ما حصلت عليه،ربما هذا أفضل،من أن تخسر كل شئ.
آمنه،التى تمتزح أحاسيسها،لديها بقلبها،خوف على سهر،لا تعرف سببه،وكذالك لديها سعاده،لفرحة حفيدها،وزفاف حفيديها الاثنان،تتمنى لهم الحصول على السعاده.
نوال...
عيناها،على ملاكها،الصغيره،حقاً،كانت تتذمر،من أفعالها الامباليه،لكن تظل ملاكها،الصغيره،دمعت عيونها،لما لديها هاجس،بالخوف،عليها،هل أخطأت حين أجبرتها على تقبل تلك الزيجه،أم أصابت،وآن الآوان،أن تتحمل سهر،مسئوليه،لن تظل طفله طوال عمرها.
جابت سهر عيناها أيضاً،ليقع بصرها على عمار الذى تركها،ونزل يجلس بين بعض المدعوين،ويتحدث معهم،بلطف،وود،وكانت 
لجوارهُ،خديجه،التى تعرفت عليها،بالأمس،بالحناء،لم تشعر إتجاهها،بأى مشاعر،لا بحب،ولا بكره،مشاعر،فارغه،لكن لا تعلم لما تضايقت من جلوس عمار جوارها،وتركه لها وحدها،بالكوشه،رغم انه لا يتحدث معها،بل يتحدث،مع آخرون،يجلسون معها على نفس الطاوله.
بينما عمار،رغم أنه،يجلس،بالمنتصف،بين يوسف وخديجه،يرحب بمن يجلسون معهم على نفس الطاوله،وهم،عائلة اللواء،ثابت،كانت عيناه،مرتكزه،على سهر،لكن يؤدى،واجب الترحيب،فقط بهم
مالت عليه  خديجه قائله:أظن،رحبت كفايه بضيوفك،المفروض تطلع بقى جنب عروستك،بلاش تسيبها قاعده،لوحدها.
تبسم عمار،ونهض من جوارها،لكى يذهب،الى الكوشه،لكن مسك يوسف يده ونهض معه قائلاً:خلينا نرقص،شويه،ونفرح.
تبسم عمار له بود
ليقف الاثنان على المسرح،ويتجه،وائل وغدير،الى الجلوس،بمقاعدهم،يشاهدون،رقص،عمار،
ويوسف،معاً،اللذان حصلا على إعجاب المدعوين،والبعض المتعجب من يوسف،كيف يرقص،بزواج زوج أخته من أخرى،لكن،ربما المُجامله،ولكنها،بالأصل،صداقه،وأخوه.
بالطاوله التى تجلس عليها، خديجه
تخلى حسام عن مقعده،وأقترب يجلس على مقعد مجاور خديجه،التى لم يفارق،النظر لها،طوال الوقت متعجب،منها هى جميله،وشابه،كيف لها،أن ترضى بزواج زوجها من أخرى،بل وتجلس هادئه،،ومرحه،بهذا الشكل، ومُتقبله كأن الآمر لا يعنيها .
تحدث قائلاً: حضرتك،مامت أحمد.
ردت خديجه: أيوا أنا مامته،وكمان مامت منى،بنتى أكبر من أحمد،بسنتين.
رد حسام:ربنا يخليهم لك،ويباركلك فيهم،أنا ابقى والد مازن،الى أتعرف عليه أحمد من الفيوم.
ردت خديجه:أه مازن حفيد اللواء ثابت،ده بقى هو وأحمد أصدقاء،وكمان بقى صديقي بشوف مراسلته هو  أحمدلبعض على مواقع التواصل.
رد حسام:وهو حضرتك،تعرفى أصدقاء أحمد
،وكمان بتتواصلى معاهم.
ردت خديجه:بصراحه أنا لازم أعرف،ولادى بيصاحبوا مين،كنوع من المعرفه،والاطمئنان عليهم،الصاحب،ساحب.
زاد أعجاب حسام بخديجه،لكن نفر عنه هذا الشعور،فهى بالآخر متزوجه.
بينما كانت أسماء تجلس تنهشها الغيره من هديل،التى كانت تستحوذ على الحديث مع يوسف،وحتى حين نهض للرقص مع عمار،مازالت عينيها عليها،لكن الاخيره،ليس برأسها شئ،سوا مجرد المشاهده،لكن ربما شعور النقص،يصور للشخص،بعض التهيؤات.
أقتربت الحفله على الانتهاء
صعدت كل من 
حكمت،،التى توجهت الى مكان جلوس عمار،سهر،وقف عمار لها لتضمه،وتهنئه،وتتمنى منه الحفيد أن يأتى بسرعه.،ليبتسم لها بود
ثم توجهت الى سهر الجالسه،وانحنت عليها تضمها،بفتور،متمنيه لها السعاده
كذالك فعلت فريال معا،أبنتها،التى إنحنت،تضمها،قائله بهمس:،لو بأيدى كنت كفنتك قبل ما أجوزك،ل وائل،بس بكره تندمى.
تغيرت ملامح وجه غدير،لكن نفضت عن رأسها،هى وصلت لمبتغاها.
تركت فريال غدير،ومدت يدها تسلم على وائل،بأستعلاء.
كذالك فعلن،هيام ونوال،وآمنه،
ذهبت كل من 
آمنه،ونوال لتهنئة سهر التائه،والتى مازالت تجلس تشاهد ما يحدث،فقط،لا تشارك،سوا بجلوسها مكانها،طوال الوقت
لكن همست لها آمنه قائله:ربنا يحميكى، متأكده أنك هتملى قلب عمار.
نظرت لها سهر،ورسمت بسمه،فيبدوا أن جدتها أصابها الخرف،فماذا تقول كيف تملئ قلب عمار،وهو تركها،وذهب للجلوس جوار خديجه معظم الوقت،هى ليست آكثر من ماعون،ولن يطول عمار منها ذالك.
توافد الجميع للتهنئه،لينتهى،ذالك الزفاف.
ليأخد كل عريس منهم زوجته،الى عشهم الجديد 
عوده،للواقع ــــــــــــــ
هنا فاقت سهر، من شرودها، على دمعه شقت عيناها،جففتها بيدها، ولفت غطاء الفراش حول جسدها
حاولت النهوض من الفراش، كآن جسدها تخشب، تحاملت على آلم جسدها،ونهضت،حين أنزلت ساقيها على الأرض،حاولت الوقوف،لم تستطيع الوقوف،كأن ساقيها تخدرت،وضعت يديها، تستند بهم على ركبتيها،ثم حاولت الوقوف،لتقف،لكن كادت أن تسقط،فوضعت يديها تستند،على الفراش،لثوانى،إلتقطت عيناها،تلك البقعه،البارزه بالملأه،نظرت لها بغضب سحيق،عمار،لن ينتصر عليها،بتلك البقعه، فكرت، ليهتدى عقلها، لشئ، تُخبر نفسها، ليقول لهم ما يشاء،بعد تلك الليله،لن يهمها،أى أحد،وعمار،أول من سيرى سهر الجديده،التى،أرادها ولن تكون كما يريد.
شدت سهر،ملآة الفراش،ونزعت عن جسدها غطاء الفراش،ورمته على الفراش،ولفت الملآه،حول جسدها،وتوجهت،بخطوات بطيئه الى الحمام، 
توجهت، ناحية حوض الأستحمام، وقامت، بملئه، بمياه، بدرجه، دافئه، ليمتلئ، نصف الحوض ،نزعت عن جسدها تلك الملآه،ونزلت الى المياه الدافئه،شعرت بآلم عند إرتطام جسدها،بالماء،لكن سُرعان ما خف الآلم تدريجياً،وشعرت،براحه،بجسمها،ظلت بالمياه قليلاً،ثم خرجت من حوض الأستحمام،وتوجهت الى ذالك الصبور،وقفت أسفله،وفتحته،يُقطر،مياه دافئه،على جسدها،لدقائق،ثم أوصدت الصنبور،ونظرت حولها،بالحمام،تذكرت أنها لم تأتى بملابس معها،نظرت حولها،وجدت،بعض المناشف،وهناك مئزران،وأحدهم،رجالى،والأخر،نسائى،
لفت شعرها،بمنشفه،وأخذت ذالك المئزر النسائى،وأرتدته،نظرت الى تلك الملآه،المرميه بأرضية الحمام،،تبسمت بسخريه،أنحنت،وأخذت الملآه،وأمسكت مكان البقعه،بيدها،نظرت لها بإشمئزاز،أهتدى عقلها
أخذت إحدى،زجاجات صابون الأستحمام،ووضعت الكثير،على البقعه،وذهبت الى حوض الأستحمام،وبللتها،وفركت مكان البقعه،بيديها،لتتلاشى،أثار البقعه،تدريجياً،الى أن أصبحت شبه ممحيه،فقامت،بألقاء الملآه،كلها،بالماء الموجود،بحوض الأستحمام،
ثم تركتها،و خرجت من الحمام،وأغلقته.
فى أثناء،إدارتها لوجهها،بالغرفه،تفاجئت بعمار،يدخل الى الغرفه،هو الآخر  يرتدى تلك المنامه الرصاصية اللون،التى كانت على الفراش بالأمس،يفتح أزرار جزئها العلوى بعشوائيه،ويظهر معظم صدره عارى ،شعرهُ مشعث،ومبلل،بوضوح .
نظر،عمار لها،بإعجاب،لكن أخفاه،يقول بوقاحه:
لأ يظهر،هتتحملى،شكلك،أتحسنتى،عن ليلة إمبارح.
نظرت له سهر بصمت لثوانى، ثم أدارت بصرها،بلا مبالاه،وسارت بأتجاه،التسريحه،ونزعت عن شعرها،تلك المنشفه،إنسدل شعرها المتوسط الطول الرطب،على ظهرها 
أنحنت قليلاً تأخذ المشط،ثم إستقامت،وقامت بجمع خُصلات شعرها،بين يديها،على جانب،واحد من عنقها.
وقع بصر عمار،على تلك العلامات الداكنه،بعنقها،هى بسببه
أقترب من مكان وقوف،سهر،ليصبح قريب منها للغايه 
تلاقت عيناه مع عيني،سهر،بالمرآه،رأى تطلع سهر،له بالمرآه،تبسم بمكر،يقول:
حلوه علامات الحب،الى،على رقابتك،دى،لونها الداكن مع لون بشرتك الفاتح،عامله مزيج،رائع.
تجاهلته سهر، ولم ترد عليه،تُكمل تصفيف،شعرها،ثم لمته بكعكه،مُحكمه ووضعت المشط بمكانه،وأستدارت لتجد عمار،بوجهها،حاولت تفاديه والمرور من جواره،لكن هو لف يدهُ حول خصرها،وقربها منه بشده،تلاقت عيناهم معاً،رأت سهر،نظرات عمار،المتعاليه،بادلته النظرات،الأمباليه.
وضع عمار،رأسه بعنق،سهر،
للحظه إرتجفت سهر،ليقول عمار:
عطرك جميل،يا سهر.
لم ترد سهر عليه،أيضاًً،مازالت تتجاهل الرد عليه.
رفع عمار،رأسه من عنق سهر قائلاً:ليه مش بتردي عليا،لو متكلمتيش قدامى قبل كده كنت قولت خارسه.
مازالت سهر تتجاهل الرد عليه،وكانت ستسير،لكن،ضغط عمار بيدهُ بقوه على خصرها
شعرت سهر،بضغطة يدهُ،للحظه خافت أن يُعيد ما حدث،ليلة أمس،فوضعت يدها على يدهُ الذى يضغط بها على خصرها،وحاولت فك يدهُ من حول خصرها،لكن تشبث عمار،بها،وقال:متحاوليش يا سهر،تشيلى إيدى من على وسطك،ليه مش بتردى عليا،القطه أكلت لسانك.
نظرت له سهر،قائله:عاوزنى،أرد عليك،أقولك،أيه.....مُغتصب.
تبسم عمار يقول:بس أنا مش مُغتصب،أنتى مراتى،وجسمك حقى،والى حصل إمبارح كان بسبب تعصيبك ليا وردى ،ده كان درس منى ليكى،علشان بعد كده،تتجنبى تعصبينى.
ضحكة سخريه صغيره خرجت من فم سهر قائله:عصبتك!،ليه عملت أيه عصبك قوى كده،يكون ردك بأنك تغتصبنى!.
رد عمار:لما ترفضينى،مرتين،الأولى قدام أهلى وأهلك،والمره التانيه،لما سافرتى البحر الأحمر،هربانه علشان عاوزانى،أجرى،وراكى،وأجى بنفسى،أرجعك،طبعاً،بعد ما أستعطف،سيادتك،وأنول،رضاكى.
نظرت سهر،بتفاجؤ قائله:أيه الجنان الى بتقول عليه ده،ومنين عرفت أنى سافرت البحر الأحمر،مين الجاسوس،الى ليك فى بيت أهلى،وائل،ولا مرات عمى،ولا مياده.
ضحك عمار يقول: جاسوس،،، واضح أن محبينك فى بيت أهلك كتير،عالعموم مش هيفرق معاكى عرفت منين،المهم أنى عرفت.
ردت سهر:فعلاً مش مهم مين،بس مش هما الى غلطانين،الغلطان هو الى قبل على نفسه يتجوز،واحده،رفضته مرتين،زى ما بتقول.
رد عمار:مين قالك أنى غلطان،بالعكس،أنا كنت صح،من الأول،ونظرتى فيكى،مخيبتش،حتة،بنت دلوعه،بتتلاعب على الى قدامها،بمزاجها،وهما بيقبلوا،بده علشان قابلين دلعك ده،أنما أنا غيرهم،ومش بحب،لا الدلع،ولا التلاعُب،بحب،الدوغرى،ولو كنتى جيتى،دوغرى،يمكن مكناش وصلنا للحظه دى.
قالت سهر:قصدك أيه بدوغرى! 
رد عمار: يعنى، لما ترفضينى  قدام أهلك، علشان تعملى شو أنك تظهرى شخصيه قويه، وبعدها بأقل من أربعه وعشرين  ساعه، يجينى الرد أنك موافقه، يبقى، ده أيه غير، دلع، وتلاعب،عارفه لو كنتى فضلتى متمسكه،بالرفض،للنهايه كنت تممت جواز وائل وغدير،وغصبت على عمى،يتمم الجوازه،لكن رفضك،بالليل،وقبولك الصبح ده،مالوش عندى تفسير،غير الى قولتلك عليه،بتحبى تعملى لنفسك شخصيه،وتختبرى تعاطف الى قدامك،معاكى.   
نظرت سهر لعيناه،بذهول،فمن أين كون عنها هذا الرأى،وهو لا يعرفها،سوى من بضع أيام،ولم يكن بينهم تعامل مباشر ،و لكن لم ترد،فماذا ترد عليه،لتدافع عن نفسها،هو أصدر الحكم عليها،وليس،لديها خُلق،لتكذبه،أو تدافع عن نفسها،
حاولت التملُص من يدهُ لتسير،لكن لم يتركها،بل حاوطها،بذراعيه الأثنان،وإنحنى يُقبلها،شعرت برجفه،بجسدها،خشت ،أن يُعيد ليلة أمس،مازال جسدها،يؤلمها،لكن للمفاجأه كانت قُبلته رقيقه.
ترك شفاها،وإنحنى يحملها،
للحظه،إنخضت سهر،من فعلته الجريئه،
تبسم عمار،على وجهها الذى تخصب،باللون الأحمر،ليس من الخجل،،بل من الخضه،لم تلف سهر،يديها حول عنقه.
سار عمار،الى أن وضعها،بالفراش،ألقى نظره على الفراش،ليجد ليس عليه الملاءة،فقال بسؤال:فين ملايه السرير؟
إبتلعت سهر ريقها،قائله:
ملاية السرير عايمه فى البانيو جوه هتلاقيها،لو بعرف أشغل الغساله كنت غسلتها فيها،شوف،بقى هتعطى لهم أى دليل.
تبسم عمار،فيبدوا،أنه أخطأ،فى تقدير،أفعال،تلك المشاكسه،
نظر لعيناها،ورأى التحدى،فتبسم يقول:
مش محتاج الملايه للدليل،كلمتى دليل،يا سهر.
تعجبت سهر قائله:لما كلمتك دليل ليه،أغتصبتنى.
رد عمار:كان لازم أتأكد بنفسى،الأول
قال عمار هذا،وأعتلى جسدها مُقبلاً،ليس بعنف ليلة أمس،
فكر عقل سهر،لو رفضته الآن من الممكن،أن يتحول،الى ذالك الوحش الذى أغتصبها،ليلة أمس،لما لا تعطى،له السم بالعسل،تركته،دون أن تُمانع.
بينما عمار،بداخله تبسم،هى تعتقد أنها تُعطيه السم بالعسل،لكن هو لديه الترياق،لهذا السم.
لكن هو واهم،فبعض السموم قد لا تُميتك،قد تدمنها،ولا تجد لها ترياق،بالمستقبل.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأسوان 
وقف علاء يمسك هاتفه بغيظ قائلاً:أزاى يا ماما سهر قبلت بالجواز من عمار،أوعى يا ماما تكونى ضغطى عليها أنتى وجدتي.
صمتت نوال
ليقول علاء،يبقى أنا توقعى صح،بس أزاى معرفش غير لما تم الجواز،أنا كنت بكلم سهر كل يوم إزاى مقالتش ليا،ليه يا ماما عملتوا كده،فى سهر،عمار من الواضح،أنه شخصيه متعجرفه،ومستقويه ،ذنب سهر فى رقابتكم،ومش هقدر أقول أكتر من كده،لأنى لو كنت عندك كنت منعت الجوازه دى بأى شكل،أنا مش هقدر أكمل معاكى المكالمه،بالسلامه،يا ماما.
أغلق علاء الهاتف،يشعر بحزن على سهر
لكن سمع من تقول:
على فكره،فكرتك عن عمار،غلط،وأنا هنا فى أسوان،بفضل عمار،لو مش هو،الى خلى بابا يوافق مغصوب إنى أجى لأسوان،عمره ما كان هيوافق،أنت واخد فكره غلط عن عمار.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

بالدور الأرضى بمنزل زايد،وبالأخص بالمطبخ
دخلت فريال.
وجدت خديجه،تقف مع تلك الخادمه
ألقت فريال الصباح ثم جلست على أحد مقاعد المطبخ  قائله:
الواحد من سهرة إمبارح،مع الجو البرد،جسمه خشب،حاسه بعضمى كله راكب فوق بعضه.
تبسمت خديجه،قائله:ربنا يعطيكى الصحه والعافيه،أنتى لسه صغيره،وبعدين،دى الحفله كانت حلوه،قوى،والله أنا كنت مبسوطه،وما عايزه الحفله تخلص
نظرت لها فريال قائله،بأستغراب:أول مره أشوف واحده،تحضر فرح جوزها،على واحده تانيه وتبقى مبسوطه،زيك كده،دا حتى فى مسلسل الحاج متولى،كانت بتبقى الواحده منهم متغاظه،بس،غصب عنها،علشان بتحب متولى.
ردت خديجه:أهو أنت جاوبتى،وأنا كمان مبسوطه،علشان بحب،عمار،وكمان متنسيش،أن عمار،لازم يكون عنده،ولاد من صُلبه،وأنا مستحيل أخلف،بسبب الحادثه،القديمه،ولا نسيتيها.
توترت فريال،صامته،لدقائق،ثم لاحظت،وضع خديجه،لبعض الطعام على صنيه،فقالت،بسؤال: الفطور ده بتحضريه لمين؟
ردت خديجه:ده فطور العرايس،هو المفروض الحاجه حكمت هى الى كانت تطلع بيه،وتصبح عالعروسه،بس،قولت لها،من شويه قالتلي،أطلعى،أنتى بيه،وانا هبقى أصبح عالعروسه بعدين،فقولت كفايه تأخير،كده،خلاص الساعه قربت على عشره الصبح.
مصمصت فريال،شفتيها بسخريه،قائله:أه العرسان لازم يتغذوا،أما أقوم أنا كمان أكُلى لقمه، انا على أكلى فى الفرح من إمبارح،أمال الرجاله مين الى فطرهم.
ردت خديجه:أنا حطيت الفطور،للحاج مهدى،هو والحاج،سليمان،وفطرت معاهم،انا وولادى والحاجه حكمت،بس الحاجه حكمت،رجعت نامت تانى،عندها صداع من دوشة الفرح.
تشدقت فريال،قائله عكس ما بقلبها:ما هو الفرح ده هَلك الجميع،يلا ربنا يريح قلوبهم،ويرزق عمار،بالذريه.
رغم أن خديجه،لا تُصدق،أمنية فريال،لكن آمنت على دعوتها،ثم قالت:أنا خلاص،جهزت الفطور،هطلع بيه،عن أذنك.
رغم حقد فريال لكن تظاهرت قائله:
فطور الهنا،أبقى سلميلى على عمار،على ما جسمى يفك شويه،وهطلع أصبح عليه،مع أنى زعلانه علشانك،ممكن البت دى تاكل عقل عمار،صبيه وصغيره،وممكن تلفت نظرهُ لها،وبالذات أما تخلف له.
ردت خديجه:ربنا يهنى عمار،وأنا مش عاوزه منه غير،أنه يراعى،ربنا فى ولادى،وده أنا متأكده أنى عمار  عمره ما هتتغير معاملته لهم لأى سبب،لأنهم،غالين عنده،أنما من ناحيتى،أنا قابله،طالما سعادة عمار معاها،الى بيحب،بيتمنى الخير،دايماً،يلا هطلع الفطور ومش هتأخر،أعمليلى معاكى قهوه،على ما أنزل.
قالت خديجه هذا،وحملت الصنيه بين يديها،وغادرت المطبخ،تاركه،تلك الغلول،تهمس بسخريه:ياما نفسي تخطفه وتنسيكى له،ووقتها أشوف بسمتك دى،مفكرانى هبله،أنا عندى شبه يقين،أنك مش مراته،،آه يا انى لو كانت الغبيه بنتى سمعت كلامى،كان زمانها هى الى هتتنغنغ،فى الخير ده كله،لكن أعمل أيه ماليش حظ فى عيالى،الى كان هيبقى سندى،شربت ناره،وهو بينزف بين إيديا،وبناتى، كل واحده فيهم  تحبلى،واحد أقل من التاني،ومين عالم التالته كمان،نصيبها هيبقى إيه،نفسي واحده من التلاته تختار الى يرفع براسى،بين سلايفى.  
.........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالرجوع لأسوان
نظر علاء خلفه وجد عليا،تقف،قائله بحرج:أنا آسفه مكنش قصدى أتصنت على كلامك بالتلفون،بس هى صدفه،سمعتك.
تبسم علاء قائلاً:لأ مفيش حاجه،وعارف انى أنا الى مديكي الميعاد ده هنا،بس،أنا اتنرفزت.
ردت عليا:أتنزفزت ليه،علشان جواز عمار،وأختك،إمبارح.
نظر علاء لها قائلاً:أنتى كنت عارفه،من أمتى؟
ردت عليا:أنا كل يوم بتصل بخديجه،وهى قالتلي،يوم كتب كتابهم،وكمان إمبارح كلمتها،فى الزفاف،وهنيت عمار،وعروسته،الى هى تبقى أختك،واضح من طريقه كلامها،إنها رقيقه قوى.
تبسم علاء:فعلاً سهر،رقيقه،بس معرفش أيه الى خلاها،كملت جوازها من عمار،دى قبل ما أجى هنا اسوان،كانت بتقول،إنها مش هتكمل الجوازه،بس فوجئت بماما من شويه،هى الى بترد على تليفون سهر،ولما سألتها،قالتلى،إنها نسيت التليفون فى البيت،بسبب زفافها الى تم أمبارح،بس غريب،أنا كنت بكلم سهر،يومياً،إزاى،وليه أخفت عنى حاجه زى دى،أكيد ممكن تكون أتغصبت عالجوازه،زى ما آتغصبت علي الموافقه من البدايه،أنا خايف عليها قوى.
تبسمت عليا قائله:هو فيه بنت النهارده بتتغصب تجوز،اديك شايف أختى،وأبن عمك عملوا أيه علشان يتجوزوا،وبعدين أنا حاسه،أن سهر،مش هقول بتحب عمار،شكلها مُعجبه بيه،أنا شوفت صور لها،، من  كتب الكتاب،شكلها كانت مبسوطه،لو تحب تشوفها،هى معايا عالتليفون،وكمان فى صور للزفاف.
تبسم علاء:ياريت،والله كان نفسى،أبقى موجود وأشوف،سهر،بفستان الزفاف،بس مش عارف،سبب لتغيير،سهر،لرأيها،وقبولها بالجواز من عمار،أو حتى قبولها بفكرة الجواز نفسها،دى مكنتش وارده على دماغها نهائى.
تبسمت عليا:ممكن النصيب،هو الى خلاها توافق،وكمان عمار،مش شخصيه،سيئه،وممكن يكون هو الى غير لها،رأيها،هقولك على حاجه 
عمار،مش شخصيه صعبه،زى ما بيظهر،للى حواليه،عمار،شخصيه بتعتمد،على الأقناع،برأيك له،تعرف أنه هو الى أقنع بابا إنى أجى هنا فترة التدريب،بعد ما كان بابا رافض،بشكل قاطع.
قالت عليا هذا،وتذكرت ما حدث،قبل أيام
فلاشـــــــــــــ*باك*
وقفت عليا بدموع،تتحدث مع والداتها قائله:يعنى أيه بابا رفض،أنه،يمضى عالاقرار،الى قولتلك تقنعيه يمضى عليه ،لأ وكمان قطعه،التدريب ده مهم جداً وفرصه لأى دكتور أو ممرض،ده بس لو أتحط فى الملف الخاص بيا يخلينى أفتخر،أن بس كنت فى يوم من ضمن،المتدربين الى دخلوا،لمركز "مجدى يعقوب" ده مركز له سُمعه عالميه.
سخرت منها فريال قائله:على أيه عاوزانى أوافق،وأضغط على باباكى يوافق،علشان ترجعى تعملى،زى الغبيه الى قبلك وتهربي مع واحد مالوش لازمه،أنا خلاص شيلت ايدى مش هتحمل مسئولية واحده فيكم كفايه عليا،مفيش واحده فيكم،رفعت براسى،قدام سلايفى،ودلوقتي،غورى من وشى عندى صداع،وعاوزه أرتاح.
تدمعت عين عليا بحسره،وخرجت من الغرفه،وتركت الشقه بأكملها،عيناها تتساقط منها الدموع،التى غشيت عينيها،ومنعت عنها الرؤيه،وكادت تقع من على سلم المنزل،لولا،أمسكت سياج السلم،لتجلس على السلم تبكى،سمع صوت بكائها عمار،فذهب الى مكانها،وقال بدهشه:
عليا مالك بتبكى ليه؟
صمتت عليا،وأزداد،بُكائها.
جلس عمار الى جوارها على السلم قائلاً:
عليا فى أيه سبب دموعك دى،مرات عمى،زعلتك،قال عمار هذا،ومد يدهُ لها بمنديل قائلاً:خدى نشفى دموعك،وقوليلى أيه سبب بُكاكى،بالشكل ده،وبلاش تخبى عليا يمكن أقدر أساعدك.
أخذت عليا المنديل من يد عمار،وجففت دموعها،قائله،بتفكير،فى عرضه:
هقولك السبب،بصراحه أنا تم إختيارى،مع مجموعه من زملائى فى الكليه،إننا،نروح فترة تدريب،لمركز
"مجدى يعقوب"،بأسوان،ولما قولت لبابا،رفض،وقولت لماما تحاول تتحايل عليه،من شويه قالتلي،أنه مُصر على قرارهُ،بحجة أنه خايف أنى أعمل زى غدير،فى يوم من الأيام،بس أنا مش زيها،وكمان دى فرصه كويسه ليا،أنا مش بفكر غير فى تعليمى،وأنى كان نفسى أبقى،دكتوره بس للاسف فرقت معايا درجات على كلية الطب،فدخلت تمريض،وقولت لازم أحقق حلمى،وأبقى دكتوره فى الجامعه،عارفه أنى كان ممكن أدخل كلية طب خاص،بس دى بالفلوس،هبقى زى الى بيشترى شهاده،أنا عاوزه،يوم ما يتقالى يا دكتوره،أبقى بجد تعبت فى الكلمه دى.
نظر عمار،ل عليا بأعجاب،قائلاً:وعلشان الطموح الى فى دماغك،ده أحب أطمنك،هتروحى التدريب ده،وهاتى الأقرار ده وانا هخلى عمك يمضيلك عليه.
نظرت عليا له بسعاده بالغه قائله:بجد
ثم سُرعان ما اختفت بسمتها قائله:بس بابا قطع الأقرار،هعمل أيه دلوقتي.
رد عمار:دى بسيطه ممكن تجيبى من الجامعه،إقرار غيره،باى حجه،انه ضاع منك مثلاً،وأما تجيبى الأقرار ده هاتيه ليا،وأنا هخلى عمى يمضيلك عليه،يا "دكتوره عليا" 
تبسمت عليا له قائله بتوافق:فعلاً صح،أنا مكنش عندى محاضرات النهارده،بس هروح علشان أجيب الإقرار ده،بس ليا سؤال أنت ليه ساعدتنى،بانك تضغط على بابا،مع أنك مش مع عمل المرآه.
رد عمار بابتسامه:أنا بحب الشخص الطموح،والى يقاتل فى سبيل تحقيق هدفه،بدون إستسلام،ووقتها مبفرقش معايا ان كان مرأه،ولا رجل،والى شايفه فى عنيكى،يخلينى أضغط على عمى علشان ميقفش فى سبيل تحقيق طموحك،ده.
عودهــــــــــــــ*
عادت عليا من تفكيرها على قول علاء:فين الصور الى بتقولى عليها،عاوز أشوفها.
تبسمت عليا،وهى تفتح هاتفها،وتاتى له بالصور قائله،الصور أهى،وفى فيديو كمان،لنهاية الزفاف،والعرسان بيرقصوا الرقصه الاخيره.
أخذ علاء الهاتف منها،وبدأ فى رؤية الصور،واحده تلو أخرى،رغم بسمة سهر،لكن لديه شعور لا يعرف تفسيره،لكن عندما،رأى الفيديو،رأى سهر،بين يدي عمار،رفعت رأسها للحظه،وتبسمت،هو يعلم تلك البسمه،عن سهر حين تكون تنوى فعل شئ غير متوقع،
فأطمئن قليلاً.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بين دوامة العشق التى يسبح فيها مع سهر،سمع،صوت جرس باب الشقه.
نهض عنها،وسحب ملابسه الملقاه أرضاً،يرتديها،نظر نظره خاطفه لسهر،وتبسم،على خجلها من رؤيتها له شبه عارى
ليخرج من الغرفه 
لتتنفس سهر الصعداء،بعدها.
...
بينما فتح عمار باب الشقه
ليجد أمامه خديجه تبتسم وتقول:أزرغرط،ولا بلاش لتكون العروسه نايمه،وأزعجها.
رد عمار ببسمه:لأ مش نايمه،بس برضوا مش لازم إزعاج.
تبسمت خديجه قائله:ماشى،بلاش إزعاج،بس هفضل واقفه كتير كده بالصنيه عالباب.
تبسم عمار:لأ أدخلى.
تبسمت خديجه:هدخلها المطبخ،وأمشى فوراً علشان مبقاش عازول.
تبسم عمار
دخلت خديجه بالصنيه الى المطبخ،ووضعتها ثم عادت الى مكان وقوف عمار،مبتسمه،وقالت له:المفروض الحاجه حكمت،هى الى كانت تطلع بالصنيه،بس دى بتقول أنها عندها وش فى دماغها بسبب حفلة الزفاف،وبتسمع طنين فى ودانها،قالت يمكن أما تنام شويه ترتاح،فقولت أطلع أنا بها،وكمان علشان أقولك على موضوع كده.
تبسم عمار قائلاً:تسلم أيدك،موضوع أيه؟
ردت خديجه:يوسف أتصل عليا من شويه وقالي،أنه هيفسح ضيفكم الى إسمه اللواء ثابت ده هو وعيلته هنا بالمنصوره،وقالى هاتى الولاد،وتعالوا معانا،فقولت أقولك،من باب العلم بالشئ،مش أكتر.
تبسم عمار قائلاً:والله يوسف ده بيفكر فى كل الى حواليه إزاى يسعدهم،بتمنى لكم فسحه ممتعه،وكنت أتمنى أبقى معاكم.
تبسمت خديجه بمكر قائله:تبقى معانا وتسيب العروسه لوحدها يوم الصباحيه،يلا،ألف مبروك وعقبال ما أباركلك،بأولادك.
تبسم عمار يقول:الله يباركلك فى ولادك.
فى ذالك الأثناء،بغرفة النوم 
تنهدت سهر بأرتياح بعد خروج عمار من الغرفه،ثم نهضت ترتدى،مئزر الحمام مره أخرى قائله:أكيد الى جاى،الست مامته،جايه تتأكد من فحولة إبنها،يشوف بقى هيفرجها أيه،بعد الملايه ما إتغسلت،
ساق سهر الفضول،لتفتح باب الغرفه بمواربه 
لتنصدم حين رأت من تدخل بالصنيه،هى خديجه،زوجته الأخرى،رأت أيضاً،وقوفها وتحدثها مع عمار،بابتسامه
تعجبت كثيراً منها،فكيف لها أن تقبل هذا بتلك البساطه والرضا اللذان يبدوان على وجهها،لكن هنالك شعور أخر سيطر عليها لا تفهمه،لما تضايقت من ضحك عمار معها وحديثه معها بتلك الحميميه،وقالت لنفسها:
أكيد جايه تطمن عليه،أنا لو مكانها وإتجوز عليا كنت حطيت له سم فى الأكل،بس دى عادى خالص،أكيد واثقه منه،ما أنا مهمتى هى الخلفه وبس،
هنا شعرت سهر،بالقهر،لتغلق باب الغرفه وتعود تجلس على الفراش،متنهده بغضب.
لتفاجئ بدخول عمار عليها الغرفه،قائلاً:
دى خديجه،جايبه الفطور،أيه مش هتفطري.
ردت سهر بضيق:لأ مش جعانه،أنا مش متعوده أفطر أصلاً،الأ قليل.
رد عمار:وأيه السبب فى أنك مش بتفطرى الأقليل.
ردت سهر بتهكم:بسبب جامعتى،وأوقات محاضراتى،الى أوقات بتبقى بعد الضهر،فبفضل النوم عن الفطور.
تبسم عمار يقول:واضح جداً إنك كسوله.
وقفت  سهر وقالت بحده:مش بس كسوله،لأ وكمان تقدر تقول عويله،مش بعرف أعمل أى شئ من شغل البيت،ولا ليا لا فى الطبيخ،ولا الغسيل ولا التنضيف،قالت هذا وضربت كفيها ببعضهم قائله:يعنى زى ما قولتلك سابق عويله.
تبسم عمار بمكر وهو يقترب منها قائلاً:
وماله تتعلمى فى بالبيت ستات كتير من أولهم ماما وكمان خديجه،بسهوله يعلموكى،كل شغل البيت،ومتأكد مع الوقت هتبقى ست بيت شاطره. 
نظرت له  بغيظ مكبوت،وهمست لنفسها،قصدك جوارى،ثم قالت له :بس أنا مش عاوزه أتعلم،ولا عاوزه أبقى ست بيت فخليهم يريحوا نفسهم،ماما غُلبت معايا قبل كده،وفشلت.
نفس نظرة المكر وقال:لأ متأكد أنهم هينجحوا فى تعليمك،لأنهم مش هيدلعوكى ويستسلموا،زى مامتك،ودلوقتي،يلا تعالى نفطر،سوا.
أعتاظت سهر قائله:مش قولت مش جعانه خلاص،روح إفطر لوحدك،وأنا هنام.
تبسم عمار بمكر،وهو يقترب منها،وبمفاجأه لف أحدى يديه حول خصرها،وقربها منه بقوه،ووضع يدهُ الاخرى على أزرار منامته قائلاً،بأيحاء:على فكره أنا متعود أفطر مرتين،براحتك.
فهمت سهر إيحائه حين فتح أكثر من زرار من منامته،فأرتجفت قائله،سريعاً:
لأ خلاص هفطر أنا جعانه أصلاً من إمبارح الضهر مأكلتش.
شعر عمار برجفة سهر،وتبسم قائلاً:وليه مأكلتيش من إمبارح؟
ردت سهر:كانت نفسى مسدوده
قالت سهر هذا وحاولت التملُص من يد عمار،التى تحيط خصرها،ليفك عمار،يدهُ،
لتهرب سهر من أمامه
تبسم عمار،فيدوا أن حظه،أوقعه،فى طفله تهوى التلاعب.
وقفت سهر،بالصاله تتلفت حولها.
تحدث عمار:واقفه كده ليه.
ردت سهر:والله الشقه واسعه ومعرفش فين إتجاه المطبخ.
أمسك عمار يدها،لتسير خلفه،الى أن دخلا الى المطبخ
فى البدايه جلس عمار على مقعداً،لكن قبل أن تجلس سهر،جذبها من يدها ليختل توازنها،وتقع جالسه على ساقيه.
حاولت القيام سريعاً،لكن حاصرها عمار قائلاً:
هى دى أوضة المطبخ.
جالت سهر بعيناها بالغرفه،الواسعه، بالمطبخ ذو الطراز المودرن بكل ركن فيه،يضخ بالبذخ،وقالت بسخريه هامسه:والله مرات عمى السلطانه هويام لو شافت المطبخ ده لتضربه عين يولع بيك.
تبسم عمار على همسها الذى سمعه دون إنتباه منها وقال:هى مرات عمك حسوديه قوى كده،واضح أنك بتحبيها قوى.
تنحنحت سهر بحرج قائله:أنتى سمعتنى،أزاى،ولا تكون بتقرى أفكارى.
ضحك عمار بهستريا قائلاً:واضح أنى هتعب معاكى قوى،بس مش مهم،أنا مش بحب الحاجه السهله.
ردت سهر:لا سهله ولا صعبه،وسيبنى خلينى أقوم أقعد على كرسى علشان،أعرف أكل وأنت كمان تاكل.
تبسم عمار،وهو يضع إحدى اللُقيمات بفم سهر قائلاً:ومنين جالك أنى مش هعرف آكل وأنتى قاعده على رجلى،عادى،كتير بقعد آكل وأحمد قاعد على رجلى،باكل وبأكله هو كمان.
قال عمار هذا،ووقف بيدهُ أمام فمها قائلاً:يلا كُلى.
فتحت سهر فمها،ليضع عمار به اللقمه.
فنظرت له قائله:أحمد مين؟
رد عمار وهو يضع لُقمه بفمه:أحمد إبن عمى،ويبقى إبن خديجه،أكيد هتتعرفى على كل الى فى البيت،هى الجوازه جت بسرعه،ومكنش فيه وقت للتعارف،بين العلتين،أو بمعنى أصح،ود،بس مع الوقت،هيزيد التعارف والود،يلا كُلى،علشان تقدرى تتحملى الى جاى وتصلبى طولك.
أخذت سهر اللقمه من يد عمار،وقالت بعدم فهم:هو أيه الى جاى ولازم أتحمله.
قبل عمار جانب من رقبة سهر قائلاً:هقولك بعد ما نفطر بالدليل العملى.
فهمت سهر مغزى حديثه،وشرقت لتسعُل كثيراً
ربت عمار على ظهرها،بخفه،وأعطى لها كوباً من الماء
أخذته من سهر سريعاً،وشربت منه،كثيراً، ثم تشاهدت،وحاولت القيام من على ساق عمار قائله بضيق:أنا عاوزه أكل بأيدى كده،مش عارفه أكل،وكل شويه هشرق.
تبسم عمار،وتركها،لتقوم من على ساقه.
جلست سهر على مقعد جوارهُ،
ومدت يدها لتأكل،لكن شعرت بألم بأصابع يدها اليُمنى،بسبب ضغط عمار عليها بشده ليلة أمس،فقامت بمد يدها الأخرى،وبدأت تأكل بها.
لاحظ عمار ذالك فقال لها:مش بتاكلى بإيدك اليمين ليه؟
ردت سهر:بتوجعنى شويه.
تبسم عمار،لكن قاطعت سهر بسمته قائله:وبعدين متعوده آكل بالشمال عادى،أصلى،،، شوله.  
أخفى عمار بسمته،فهى تحاول أن تظهر أمامه قويه،هو يعلم أنه سبب وجع يدها اليُمنى.
ظلت سهر تأكل لمده طويله،حتى أنها شعرت أن معدتها تكاد تنفجر من كثرة الطعام.
تبسم عمار،قائلاً:واضح أنك كنتى جعانه قوى،تقريباً،الصنيه أتنسفت.
نظرت له سهر بصمت،
فأكمل عمار قائلاً:فيه هنا لسه صنية العشا بتاع أمبارح محدش لمسها،ولو لسه جعانه،كُلى منها..
شعرت سهر بسخريته فقامت من على طاولة الطعام قائله:لأ شبعت خلاص،يا دوب هاخد شاور،وأتوضى وأصلى،الضُحى.
نظر عمار لها مبتسماً:تصلى الضُحى.
ردت سهر:أنا متعوده أصلى كل فرض بوقته،وكمان بصلى الضُحى،الى علمتنى الصلاه هى تيتا آمنه،وكمان ماما عمرها ما ضربتنى على حاجه غير الصلاه،وووو
تعجب عمار من صمت سهر،فقال بفضول:
و أيه تانى الى ضربتك عليه.
نظرت له سهر،دون رد،فماذا تقول،أنه ضربتها،وأرغمتها على الزواج منه،لن يُصدق،وسيقول أنها فعلت ذالك لتدلل عليهم،فضلت الصمت.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عصراً
بنيل المنصوره الساحر
كانت يسير،مركب صغير الحجم،يحمل عائلة اللواء ثابت،ومعهم 
يوسف،وخديجه وأبنيها،وكذالك أسماء زوجة يوسف
التى تمتلكها الغيره،وهى ترى تلك الجالسه جوار يوسف تتحدث معه قائله:
مع أنى جيت هنا للمنصوره مره قبل كده،بس كان لقاء جامعات،متجولتش فيها،بس بصراحه المنصوره طلعت مدينة جميله،وكمان كبيره،دى تقارب عالقاهره.
رد يوسف علشان كده المنصوره:بيقولوا باريس مصر،وكمان المنصوره قلب دلتا مصر،ونيلها هنا له كورنيش شهير كمان زى كورنيش النيل فى القاهره،وفى أماكن خضره كتير جميله جداً،تريح النظر،ةتشعرى فيها بالهدوء.
تبسمت هديل له قائله: أنا لازم أجى مره تانيه للمنصوره،وأتجول فيها أكتر حاسه فى مناطق كتير،لسه مشوفتهاش بس ضيق الوقت،المره الجايه،هعمل حسابى،أجى فى الصيف،وتكون مده أطول،وتكون أنت دليلى السياحى فيها.
تبسم يوسف يقول:أكيد تنورى،ويشرفنى اكون دليلك السياحى.
تبسم يوسف غافل عن تلك التى تشق بسمة يوسف لتلك الفتاه قلبها،تشعر بالغيره منها،وترى إنسجام يوسف بالحديث معها منذ ليلة أمس،حتى أنه هو من أوصلها،بعد حفل الزفاف،لكن عينى يوسف لم ترى تلك الفتاه عيناه منصبه على من ملكت قلبه منذ صغره حين رأها،كانت ومازالت له نجمه عاليه،ليقف يترك مكانه مستئذناً من هديل،ليذهب،ويجلس جوار،أسماء،يضع يدهُ على كتفها قائلاً: فاكره يا أسماء،أول فسحه لينا بعد ما أتخطبنا  ركبنا سوا مركب فى النيل.
تبسمت أسماء قائله:هو ده يوم يتنسى العمر كله،ده كان يوم زى النهارده كده،بس النهارده مش عاصف زيه،فاكر المركبى وقتها قالنا بلاش الجو ممكن يتغير،بس انا أصريت،وأنت مرضتش تزعلنى،وقتها وأترجيت المركبى،ويادوب،مفيش خمسه متر،والطقس قلب،ومش بس كده دى كمان مطرت،والمركبى،رجعنا تاتى للشط،وروحت هدومى بتعصر ميه،وبعدها خدنا احنا الأتنين دور،برد كويس.
ضحك يوسف قائلاً:كنا حاسين ببعض،حتى لما مرضنا مرضنا مع بعض،بس أنا بعدها وعدتك أخدك فسحه تانيه فى النيل،بس الجو يصفى،بس الوقت سرقنا،والنهارده،لما الجو أتعدل قولت لازم أحقق،لأسماء حبيبتى وعدى الى طال تنفيذه،علشان متقولش عليا خلفت وعدى
نظرت أسماء ليوسف قائله: بس أنت عمرك ما خلفت وعد وعدتنى بيه يا يوسف.
تبسم يوسف قائلاً بهمس:تعرفى أنى سعقان قوى،ومحتاج لحضنك علشان أدفى،بس مكسوف،من الواد أحمد،وصاحبه،شكلهم مركزين ناحيتنا.
تبسمت أسماء بحياء،ثم رفعت عيناها تنظر،ليوسف بعشق تتمنى أن ترزق منه بطفل واحد مثل هذان الطفلان،طفل،واحد يُكمل قصة حبهم لبعض.
بينما على جانب آخر للمركب
تحدث، حسام وهو يجلس قائلاً:مين يصدق الجو،يصفى،بالشكل ده بعد ما كان الصبح بيمطر فجأه الشمس طلعت،والدفى رجع من تانى.
تبسمت خديجه قائله:فعلاً،لما الصبح يوسف أتصل عليا وقالى هاتى الولاد،نخرج نتفسح بيهم شويه،قولت له لأ الطقس ملبش،قالى تعالى بس أنا سمعت فى الارصاد الجو هيتعدل بعد الضهر،والعيال فى أجازه،أهم يغيروا جو،بعد خنقة الامتحانات،أستأذنت من عمار،وبعدها،روحت ليوسف،وأهو قربنا على المغرب،والولاد،أتفسحوا وإنبسطوا،وأنا كمان من مده،مخرجتش من البيت.
لا يعرف حسام سبب لغيرته حين ذكرت أسم عمار،ود أن يسألها،لما تركته،أن يتزوج بغيرها،لما تجلس الآن هنا،ويبدوا عليها عدم التأثر،بالأمر،هل تضحى بسعادتها من أجل غيرها،هو تعامل ذات مره مع عمار،كان جاد بعمله،لكن لم يعرف عنه الكثير،ليجعل إمرأه خديجه تقبل أن تشاركها أمرأه أخرى،فيه.
تبسمت خديجه،وهى ترى مجئ،إبنتها عليها،تجلس جوارها قائله:أحمد غلب مازن،فى لعبة فيفا،ومازن يا حرام مش عارف يعوض،خسارته،الحمد لله أنا مش بحب اللعبه دى.
تبسم حسام يقول:والله مفاجأه ليا،انا مفيش مره كسبت مازن فى اللعبه دى،حتى بيكسبنى بفرق كبير،بس كده،بقى فى الحريف عنه،وأنتى بتحبى تلعبى بأيه.
وصعت خديجه يدها على رأس منى وردت،بدل عنها:منى مش بتحب الموبيلات ولا اللعب الاليكترونيه،هى هوايتها المفضله التصميم،والرسم،هتبقى فى المستقبل،رسامه عظيمه،ومصممة،ديكور شاطره.
زادت نظرة إعجاب هشام،لخديجه،هى أماً حقيقيه،لأبنائها،تهتم بهم،وبتنمية مواهبهم،ليست كغيرها،تختار نجاح نفسها،بالمقام الاول،حتى لو على حساب هجرها،لولدها الوحيد،وتركها له يعيش في وحده،حاول أن يخرجه منها كثيراً،قدر إستطاعته ليأتى طفل  خديجه،ويتصاحب عليه،ليعطى له فرصه بصديق،قد يساعده على الخروج من وحدته.
........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بمنزل عطوه 
تصادف 
صعود فريال،ومعها سليمان، السلم،بخروج 
هيام من شقتها،وخلفها عبد الحميد 
وقفت هيام ترحب بهم ترحاب شديد،حتى أنها صعدت معهم الى شقة وائل وهى من رنت جرس الباب.
فتحت لها غدير الباب،حين رأتها نظرت لها لوهله بعبوس،الى أن رأت من خلفها،والداتها،
فأبتسمت مرحبه،بها،بحفاوه
لتدخل هى ووالداها،ومعهم هيام.
التى جلست قليلاً ثم وقفت قائله:
هستأذن أنا،كان نفسي نقعد مع بعض كمان شويه،بس  نوال،من شويه نادت عليا علشان نروح نصبح ونطمن على سهر.
تبسم سليمان لها،قائلاً:الجايات أكتر،والواجب،لازم يتعمل.
لم ترد كل من غدير،ولا فريال،رسمتا بسمه خفيفه على شفاهن.
خرجت هيام،وتركتهم 
وقفت فريال
تنحنحت  قائله:تعالى معايا،يا غدير عاوزاكى فى كلمتين،وخلى بابا مع وائل.
تبسم وائل،ل سليمان يرحب به
دخلت غدير وخلفها،فريال،وأغلقت خلفها باب غرفة النوم قائله بتهكم:عاجبك العشه الى عايشه فيه، الشقه،الى متعرفيش تتحركى فيها من ضيقها،تعالى شوفى شقة المحروسه سهر،ولا شوفتى بنفسك إمبارح الشبكه الى لبسهالها عمار،الى لو مش أنا الى أشتريتلك طقم دهب كنتى هتبانى جنبها زى الشحاتين،بالدبله والخاتم الى المحروس أشتراهم،بالملمين الى فاضوا منه بعد عفش الشقه،دا حتى حجز القاعه،والبوفيه كانوا من جيب عمار،وزمان حكمت هتطلع تصبح عليها،بطقم دهب،أشترته،يوم ما أشتريتلك أنتى الدهب،وقالت ده هتديه لمرات عمار فى الصباحيه،أنتى طلعت هيام صبحت عليكى بأيه.
ردت غدير:مبقاش له لازمه الكلام ده يا ماما دلوقتي،أنا راضيه بنصيبى.
سخرت فريال قائله:نصيب أسود،بكره نشوف،ودلوقتي فين بشارتك،هاتيها،أهو حاجه أتنصف بها قدام الى فى البيت.
ذهبت غدير،وأتت بملآه،واعطتها،لها قائله:الملايه أهى،مع أن مكنتيش محتجاها،كفايه الكشف الى كشفتيه عليا قبل كده،مكنش إنصاف ليكى.
أخذت فريال الملآه من غدير،بتعسف قائله:ما ده من كمالة الأنصاف.
...ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل بمنزل زايد 
بمدخل المنزل 
رحبت حكمت ب
آمنه،وكذالك نوال،ومعهن هيام،وصعدت برفقتهن الى شقة عمار.
فتح الباب لهن عمار مبتسماً،وأخذ يد آمنه،وأدخلها الى غرفة الضيوف،وساعدها الى أن جلست،ليأتى من خلفها الباقين،ويجلسوا بالغرفه،
كانت عين نوال،تبحث عن سهر،كانت ستسأل عليها،لولا حديث حكمت حين قالت:فين سهر،،معليشى،والله أنا بسبب سهرة إمبارح وتكتيفة القاعده فى القاعه،عضمى،زى المتخشب،وطول اليوم نايمه،هى فين ناديها تجى علشان أصبح عليها.
تبسم عمار قائلاً:هدخل أناديها،وهسيبكم مع بعض،وهنزل شويه،لبابا،عاوزه فى أمر مهم.
تركهن عمار،وذهب الى غرفة النوم،وجد سهر،قد،أرتدت إحدى العباءات وتقف تلف الطرحه على رأسها.
أنسحر بها،بتلك العباءه السوداء المطرزه باللون الذهبى ،المفتوحه من الامام،وأسفلها عباءه اخرى من اللون الذهبى،كبطانه لها.
أقترب منها قائلاً:مامتك،وجدتك،ومرات عمك،فى أوضة الضيوف،ومعاهم ماما.
نظرت له عبر المرآه قائله:خلاص أنا خلصت لبسى،وهطلع لهم أهو.
نظر عمار لها بتقيم قائلاً:بس لبسك ناقص،فين دهبك ليه مش لبساه،ولا حتى كمان الدبله فى صباعك.
ردت عليه:للأسف عندى حساسيه من الدهب.
رد عمار: والحلق كمان معندكيش حساسيه منه،ما أنت لبساه.
ردت سهر:الحلق ده فى ودانى من يوم ما أتولدت،لبسيته ليا تيتا آمنه،وماما،قالتلى فى البدايه عملى شوية إلتهابات خفت مع الوقت.
نظر لها عمار،وفتح تلك العلبه المخمليه،وأخرج منها دبلة الزواج،وشد يدها،وقام بوضع الدبله،بأصباعها قائلاً:
والدبله كمان مع الوقت هتاخدى عليها،وباقى الدهب تلبيسيه أو لأ براحتك،بس الدبله مهم تلبيسيها،ويلا بينا،زمانهم أستغيوبنا،هيقولوا أيه علينا.
نظرت له سهر قائله:أنا خلاص جاهزه،بس سيادتك الى عطلتنى،بسبب حتة دبله ملهاش أهميه.
ضيق عمار عينه قائلاً:هنشوف أهميتها بعدين،بعد الضيوف ما يمشوا،ودلوقتي،خلينا نطلع لهم.
بعد لحظات
دخلت سهر عليهن وحدها غرفة الضيوف.
تبسمت آمنه لها،بمحبه،قائله:حفيدتى الغاليه،
لم تستطيع الوقوف،فأقتربت سهر،سريعاً منها،وأنحنت عليها قائله:خليكى قاعده يا تيتا،متتعبيش نفسك.
ضمتها آمنه بحنان وهى تربت على ظهرها قائله:حبيبتى،رغم إنك مغبتيش عن عنييا غير كام ساعه،بس حسيت أنهم دهر بحاله.
تبسمت حكمت قائله:خلاص بقى سهر،بقت بتاعتنا،إحنا الإتنين،بكره مع الوقت،تبقى تزوركم،وتشبعى منها.
قالت حكمت هذا،وأخرجت تلك العلبه المخمليه،وأقتربت من سهر قائله:صباحيه مباركه،ربنا يجعل منك عمار دار زايد.
قالت حكمت هذا وحضنت سهر،ثم أعطتها تلك العلبه،التى 
خرجت خلفها عين هيام كم ودت،رؤية ما تحتويه تلك العلبه،فنهضت برياء قائله:والله زى حماتى ما قالت،مش عارفه ليه البنات أما بيفارقونا،بيقطعوا فينا،بس دى سنة الحياه،المثل بيقول،مكان البنات خالى،ربنا يرزقها بالذريه الصالحه،مش تفرجينا هدية حماتك يا سهر.
قالت هيام هذا،وأخذت العلبه من يد سهر وفتحتها،لتكاد تخرج عيناها خلف ذالك الطقم الذهبى،الموجود بالعلبه،لتحمل قطعه بين يديها،وتوجهها ناحيه نوال،التى تتفحص عيناها،سهر منذ أن دخلت،عليهن،تبسمت نوال،دون أن تنظر ليد هيام،ونهضت تقترب من سهر،لتجذبها سريعاً،وتحتضنها،قائله لها بهمس:ملاكى.
شعرت سهر،بهزه بقلبها حين نادتها بذالك الأسم،للحظه،لفت يديها حول نوال،لكن سُرعان ما فكت يديها،وعادت برأسها للخلف،لتلتقى عيناهم معاً،
تتحدث العيون
سهر،بعتاب،لما أجبرتها على تلك الزيجه
نوال،دامعه،بأمل أن تجد سهر السعاده.
تحدثت هيام المغلوله قائله:
جرى أيه،أنتى هتبكى،ولا أيه،يا نوال  دى سنه الحياه،انا كنت كده،لما جوزت بنتى الكبيره،لما روحت أصبح عليها كنت عاوزه أخدها وأنا راجعه،بس جوزها قالى،جرى أيه يا حماتى،دى بقت ملكيتى خلاص،يلا ربنا يسعدهم.
آمنت حكمت على قول هيام،وقالت:أنا كمان كنت كده مع بناتى بعد جوازهم،بس مع الوقت إتعودت،ربنا يسعد كل البنات 
صمت الجميع لدقائق،لتتحدث هيام قائله:
أمال فين بشارتك،يا سهر؟
إدعت سهر عدم الفهم،قائله:بشارة أيه؟
ردت هيام:دليل عفتك.
إبتلعت سهر ريقها وقالت:مفيش تقدروا تسألوا عمار،فى الموضوع ده.
تعجبت حكمت قائله:قصدك،عمار،بيه عله!
ردت سهر قائله:لأ أطمنى،يا طنط،عمار،معندوش عله،أنا الى معنديش دليل،بس عندى دليل على فحولة إبنك أطمنى.
قالت سهر هذا،وخلعت الحجاب،وفتحت مقدمة العباءه قائله:
أهى علامات إبنك وفى منها أكتر بجسمى،تحبى تتفرجى عليها،يا مرات عمى،علشان ضميرك،ينام مستريح بالليل،أبنك عامل مراته كده،وخدها،بالغصب.
تنرفزت حكمت،من وقاحة سهر،وصمتت
،بينما قالت هيام ببساطه:
وفيها أيه،العلامات دى،بتبقى أندفاع من الراجل فى الاول،شويه،وتلاقيكى أنتى الى أدلعتى عليه،وعصبتيه ،وكلنا مر علينا العلامات دى،وأسألى نوال نفسها.
سخرت سهر قائله:أدلعت عليه،وعصبته ،هقول أيه،أبقى فرحى بنتك،وقولى لها،ربنا رحمها.
بينما نوال نظرت الى تلك العلامات المشوهه،بعنق،وبداية صدر سهر،وجعت قلبها،هى،وآمنه،وتدمعت أعينهم.
لكن هناك من سمع حديث سهر معهن،ليتوعد لها،فهى،تظهر نفسها أمام الجميع أنها ضحيه،تتلاعب بهن،لتُظهر،أنه إفترى عليها،لتكسب تعاطفهن ،هذا كان سر بين الزوجين،وسهر أفشته،إذن هى تستحق ما فعله،معها،بل وأكثر.
بعد قليل
دخل عمار الى غرفة النوم،وجد سهر،تُنهى حديثها،بالهاتف،ثم وضعته،على طاوله جوار الفراش.
تنهد قائلاً:كنتى بتكلمى مين عالتليفون؟
ردت سهر:
ده علاء أخويا.
تحدث عمار بسخريه قائلاً:ويا ترى قولت له هو كمان أنى إغتصبتك علشان تكسبى تعاطفه معاكى هو كمان.
إرتبكت سهر وقالت قصدك أيه:أنا مش محتاجه أكسب تعاطف حد معايا،وبالذات علاء.  
أقترب عمار من سهر بشده،وضمها فجأه،يُقبلها بقوه،كادت يُزهق روحها،
ليتركها تتنفس،أو بالأصح تلهث،ليفتح سحاب العباءه،وينظر لمقدمة صدرها قائلاً:العلامات خفت شويه،المفروض أرسم علامات زيها تانى،علشان تكسبى تعاطف أكبر.
إرتجفت جسد سهر،وأيقنت أنه سيعيد ليلة أمس مره أخرى،لكن خاب ظنها،
فهو فى البدايه حاول التعامل معها بعنف،لكن لانت لمساته،مع الوقت.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

بعد مرور أكثر من أسبوعين 
أستيقظ عمار
نظر لجواره،رأى سهر،مازالت نائمه،بوجهها الملائكى،المنثور حوله شعرها،أزاح شعرها من على وجهها،وأقترب منها،عيناه على شفاها،التى شبه أدمنها،يشعر،بنسمات الحياه حين يُقبلها،لكن تلك العنيده،دائماً،ما تُخرج،أسوء ما فيه إتجاهها،سهر تمتلك جسد أنثى ناضجه،وعقل طفله تهوى الدلال و التلاعب.
أنحنى  عمار يُقبل ثغرها،قُبلاً هادئه،ليشعر،بأنتشاء، لكن تقلبت سهر،تزفر نفسها وهى نائمه،
فبعد عمار عن وجهها،ووضع يدهُ على كتفها،يقول:سهر،إصحى،الساعه بقت سبعه ونص الصبح.
تقلبت سهر بجسدها للناحيه الاخرى،ولم ترد عليه 
نهض عمار من جوارها، وتوجه،الى الناحيه الأخرى من الفراش،وأزاح من على سهر الغطاء،وأنحنى،يضع،يديه أسفل جسدها،وحملها.
صحوت سهر بفزع،قائله:عمار،أنت هتعمل أيه نزلنى.
صمت عمار
فعادت سهر سؤالها بفزع وهى تراه يسير بها:
عمار نزلنى،أنت هتعمل فيا أيه؟
توقف عمار لثوانى ونظر  لعين سهر،للحظه،إرتجف قلبه،هل تخاف منه سهر،أن يؤذيها.
صمت وهو يعود للسير،بها،لكن سهر حاولت التملُص منه،لكن أحكم جسدها بين يديه،الى أن دخل بها الى حمام الغرفه،أنزلها بحوض الأستحمام الفارغ من المياه
تنهدت سهر براحه حين أنزلها،لكن سُرعان ما شعرت بجريان الماء،أسفل قدميها،فكانت ستخرج من الحوض،لكن نزول عمار،وأمساكه ليديها،أربكها،فقالت بضيق:
مكنش لازم تصحينى بالطريقه دى،كنت،طسيت الميه متلجه فى وشى أفضل كنت هصحى،براحه عن كده.
ضحك عمار على قولها،بينما تذمرت سهر،من أمساكه ليديها قائله:لو سمحت سيبب أيدى،خلينى أخرج،وخدلك شاور براحتك.
تبسم عمار،وترك يدي سهر،لكن فتح صنبور المياه البارده لتسيل على رأس سهر،
إنخضت سهر بتلقائيه أقتربت منه،ليضم جسدها بين يديه،شعر برعشة يديها التى لفتهم حول خصره،دون وعى منها،ثم سارت بأحدى يديها،لتستقر،على موضع قلبه،شعر كأن يدها إخترقت ضلوعه،وتُمسك قلبهُ بيدها،
إنهمرت المياه على جسديهما،كآن شلال مياه،يسير،على أحجار عتيقه،بعد جفاف،يزيل الغُبار عنها،لتلمع من جديد.
كان عمار يشعر،بزلزلة قلبه،هى بين أحضانه مستكينه،تحتمى بجسده،،
بينما سهر
إرتعش جسدها،بالأكثر،ذالك الخافق،الذى بداخلها ينبض بشده،لاتعرف،أن كان نبضه،بسبب،المياه البارده المفاجأه لها،أم قُربها بهذا الشكل من عمار،بعفويه منها،لم يكن تقاربهم الأول من بعض بهذا الشكل ،لكن كان شعور وأحساس مختلف،ليس،له تفسير،بعقل كل منهما.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ،
بمنزل عطوه
صدفه، أو بالأصح، إنتظار من هيام 
إلتقت بوائل وهو ينزل على السلم أمام شقتها. 
ألقى وائل الصباح  قائلاً: صباح الخير، يا ماما. 
ردت هيام: صباح الورد والياسمين، أنا مجهزه الفطور لبابا، تعالى أفطر معانا. 
قبل أن يرد وائل، كانت ترد عنه، غدير، قائله: بس أنا ووائل فطرنا، يا طنط، هو معقول، أسيب وائل ينزل، يروح  شغله من غير فطور.
نظرت هيام الى غدير، التى تقف على بُعد درجات من السلم، وتبسمت قائله: أنا عارفه أنك مهتميه بوائل وصحته، ربنا، يخليكم لبعض، ويوعدكم بالذريه  الصالحه، عن قريب، يارب. 
ردت غدير: كل شئ بأمر، الله أنا كنت نازله بسرعه ألحق وائل، أصلى نسيت أقوله، أنى هروح عند ماما، عازمانى عالغدا، ودى أول مره أدخل بيت زايد بعد ما أتجوزت، كان لازم يكون وائل، معايا، بس، لما قولت لماما، أنه  عنده شغل فى مركز الصيانه، قالتلى، تعالى أنتى، وحشاني، ووائل، بيتنا مفتوح له فى أى وقت و أكيد أنا هفضل طول اليوم فى بيت أهلى يمكن  أتأخر عندهم، هبقى أتصل عليك،يا وائل، لو كنت، رجعت تبقى تجى تاخدينى من هناك. 
تبسم  وائل  يقول: تمام، سلام أنا بقى علشان متأخرش على شُغلى. 
قال وائل  هذا، وأكمل نزول السلم، بينما نظرت غدير، لهيام بأستعلاء قائله: 
هطلع  أغير هدومى، وأروح لبيت زايد، سلام يا حماتى. 
إشتعلت عين  هيام، حين أعطت غدير، لها ظهرها، وأكملت صعود السلم، حتى أنها سمعت صوت إغلاق، باب الشقه بعنف قليل 
فدخلت الى الشقه، بوجهها المشتعل من الغضب، وأغلقت الباب. 
وجدت بوجهها  مياده التى قالت: فين الفطور، يا ماما، أنتى لسه محضرتيش الفطور، أنا هتأخر عالدرس، كده. 
إنفجرت هيام بها قائله: عندك السم على طرابيزة المطبخ أدخلى أتسممى، محسسانى أنك فى الآخر هتجيبى مجموع، يدخلك طب .
تذمرت مياده،ولعنت حظها،بسبب تلك المعامله،من والداتها،هى كانت تقف،أمام باب الشقه تنتظر،أبنها،لتحدثه فقط،بينما هى تعاملها بقسوه وعدم مبالاه،تمنت لو كانت تزوجت،وغادرت هذا المنزل،علها تجد معامله أفضل.
بينما
قالت هيام هذا،ودخلت الى غرفة النوم 
وجدت عبد الحميد،أنتهى،من أرتداء،ثيابه،لاحظ تهجم وجهها،فقال لها:فى أيه عالصبح قالبه وشك كده ليه؟
ردت هيام:مفيش كنت مستنيه وائل،عالسلم،علشان نفطر،سوا،بس،المحروسه مراته،كانت وراه،وقالتلى،أنها مهتمه بفطوره،كنت سألتها،وقال أيه نازله وراه تقوله أنها،رايحه بيت،زايد،،زايد ولا ناقص،كنا شوفنا منهم أيه،يعنى،زايد عن الحد.
رد عبد الحميد بحنق:كنتى مفكره أيه، غدير هتغرف من بيت أهلها،وتعطى لأبنك،أحمدى ربنا،أنهم وافقوا عليه أصلاً،لو مكنش المغرز،الى حطونا فيه،مكنتش الجوازه دى هتم من أصله،والى دفعت التمن هى سهر،بنت أخويا.
نظرت هيام،بأستهزاء قائله:دفعت تمن أيه،يا عينى،ما هى عايشه فى شقه يرمح فيها الخيال،ولا الصيغه الى بقت عندها،غير،العز الى عايشه فيه،لو كان الى إسمه عمار،ده قبل بمياده،كان زمانها هى الى فى العز ده،بس معرفش ليه صمم،على المخسوفه سهر،وياريت عاجبها،يلا هى قسم ربنا هنقول أيه،لو واحده غير غدير،كانت تدور على راحة وائل خلاص بقى جوزها،فى أيدها تسعده وتريحهُ، لما تخلى أبوها،يفتح،محل أدوات كهربائيه،كبير،فى البلد هنا،وياخد توكيل من أى شركه خاصه،أنشاء الله فى أقرب وقت هفاتحها،فى الموضوع ده،أنا غرضى مصلحتها،وبعدين كده كده،أبوها معندوش غير،بنات،يعنى أخواته الاتنين هيورثوا فيه،يبقى ليه،ميساعدش،جوز،بنته،عالأقل هو أولى،وكله لمصلحة بنته فى الأخر.
نظر عبد الحميد لها نظرة ذهول،يعقُبها،نظره إستحقار،لتلك الطامعه 
.......ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيبت زايد
بمكتب الدور الأرضى,كان باب الغرفه مفتوح،،وبداخله
وقفت خديجه،مع عمار،وكذالك أحمد.
تحدثت خديجه قائله:خلاص أجازة نص السنه،خلصت بعد يومين،راجعين للمدرسه،اللعب خلاص،وقته أنتهى،إعمل حسابك أن ده آخر مشوار،لك مع عمار،لحد نهاية إمتحانات آخر السنه.
تبسم عمار وهو ينظر،الى أحمد قائلاً:
كلام خديجه،لازم يتنفذ،مفيش معارضه،يا بشمهندس أحمد،ولا أيه.
رد أحمد:أنا هسمع كلام ماما،بس بشرط هاجى معاك فى الأجازات،ونبقى نروح مزرعه الفيوم،علشان أقابل مازن هناك.
تبسمت خديجه قائله:أنت مش بتتواصل مع مازن،عالنت،وبعدين أجازات أيه بقى،كفايه كده،ونركز فى الدراسه.
شعر أحمد بغبطه،ثم نظر لعمار،قائلاً:
مرات عمى فريال،بتقولى،أنك بكره أما تخلف،هتنشغل بيهم وتنسانى،ومش هتفكر غير فى ولادك.
وضع عمار يدهُ يعبث،بشعر أحمد قائلاً:سبق وقولتلك،أنت إبنى البكرى،ومقدرش أنشغل عنك،أنت أتولدت على إيدى.
تبسم أحمد وضم نفسه الى عمار مبتسماً.
ضمه عمار يقول:يلا أطلع إلبس هدوم تقيله إسكندريه برد ومتنساش تجيب جاكيت تقيل معاك،وأنزل بسرعه علشان نفطر قبل ما نسافر.
تبسم أحمد وترك حضنه وغادر الغرفه،
بينما تبسمت خديجه لعمار قائله:
أنا بصراحه،يا عمار،بتمنى لك كل خير من قلبى،وبتمنى لك السعاده مع سهر،صدقنى لو مش وقوفك جنبى أنا وولادى من البدايه،يمكن كانوا ضاعوا منى.
وضع عمار يدهُ على كتف خديجه يقول:مالوش لازمه الكلام ده،أنتى عارفه معزتك عندى من البدايه،ومتنسيش أنى كنت السبب فى جوازك من عمى،لما كان بيجى للبيت عندكم يسأل عنى،وقع فى غرامك،وبصراحه عمى محمود مكنش عمى،ده كان أخ كبير ليا،وياما وجهنى،لطريق الصح،بس،هو الموت كده،دايماً،يختبرنا فى الناس الى بنحبهم.
تنهدت خديجه بإشتياق قائله:فعلاً كلامك صح،والأختبار،صعب،بس لازم نتحدى،ونكمل حياتنا،وروح محمود موجوده فى أحمد وكمان منى،بس أنت نسيت إنى زى أختك الكبيره،لأنى أكبر منك أنت ويوسف بسنتين.
تبسم عمار يقول بتذكر:يوسف،أنا نسيت أنا متصل علي يوسف،من شويه ،وزمانه على وصول،خلينا نطلع بسرعه،لو جه ولقانى مش جاهز،هيعمل فيها محامى مهم،ويقولى بقى أنا معطل قواضى مكتبى،علشانك،وأنت مش مقدر الوقت.
تبسمت خديجه تقول:ربنا يخليكم ليا،أنتم الاتنين متتخيروش عن بعض.
أخرج عمار،سيجاره لكن قبل أن يُشعلها،أخذتها خديجه من فمه قائله:ويتوب عليكم من السجاير،الى بتحرقها أنت ويوسف الى بيضحك على أسماء،أنه بطل شرب سجاير.
ضحك عمار قائلاً:،أنا بقوله كده،أسماء بنت عمى طيبه،وساذجه،وبتصدق كذبه،فى أنه بطل شرب سجاير.
تبسمت خديجه:والله أسماء،وعليا،الأتنين معرفش،ولاد فريال إزاى،الى بنتها بصحيح هى غدير،بقولك خفوا أنت ويوسف سجاير فى الطريق،أحمد هيبقى معاكم مش عاوزاه يرجع صدرهُ محروق.
تبسم عمار:لأ متقلقيش،مش هنشرب طول ما هو معانا.
ردت خديجه:تمام،يلا أحمد نسانى  أنى كنت جايه أقولك الفطور،زمانه جاهز عالسفره.
رأت سهر من بعيد قليلاً وقوف عمار مع خديجه،بعد  خروج أحمد من الغرفه وتحدثهم بحميميه،ورأت عمار وهو يضع السيجاره بفمه،وخديجه التى أخذتها من فمه،لا تعرف تفسير،لذالك شعورها بالضيق الذى أجتاح صدرها ، لكن همست لنفسها قائله:
يارب تولعوا أنتم الاتنين،ثم سرعان ما قالت:
لأ حرام خديجه أم لأيتام،ربنا يخليها علشانهم،أنما عمار،يتخنق،بالسيجاره الى فى إيدهُ،جوز الأتنين،القادر الفاجر.
إنخضت سهر حين تحدث من خلفها يوسف قائلاً:صباح الخير،يا سهر،فين عمار؟
أخفت سهر خضتها سريعاً،وقالت:عمار فى المكتب أنا كنت رايحه أقوله،أن خلاص الفطور جهز عالسفره.
تبسم يوسف لها قائلاً:واضح أن حماتى بتحبنى،أطلع من عند بنتها،من غير فطور،أجى هنا ألاقى الفطور مستنينى.
نظرت له سهر قائله بعفويه:حماتك بتحبك،معتقدش،دى مش بطيق نفسها.
ضحك يوسف قائلاً: أنا بفرض مش متأكد.
تبسمت له سهر قائله:ممكن يكون عندها،شوية حب فى قلبها،بس لسه مظهروش ليا،أنت عارف أنى مستجده هنا فى البيت ده،أنما أكيد حضرتك،عندك،خبره بأهل البيت.
تبسم يوسف يقول:لأ بكره تاخدى،خبره،وشهادة جوده كمان،أطمنى حماتى،صاحبة أخلاق عاليه،وأقولك سر كمان،حمايا،الله يكون فى عونه،أنا بعذر عصبيته السريعه،ماهو الى يعاشر حماتى،لازم ياخد نيشان الصبر.
تبسمت سهر،لا تعرف سبب لتألُفها مع يوسف  رغم أنها لم تتعرف عليه،سوى من بضع أيام،لكن تشعر معه،بالراحه،والود،رغم أنه أخو،ضرتها،وكذالك خديجه،تتعامل معها،بنُصح أحياناً،وأحيان أخرى،بود،ماذا يفعل لهم عمار،أيسحرهم،أم أنه يعاملها فقط،بتلك الطريقه المتملكه،والإنفعاليه كثيراً.
رد،يوسف ببسمه قائلاً:طب أيه مش هتدخلى،تقولى لعمار،أن الفطور جاهز.
ردت سهر: لأ هدخل أقوله.
رغم أن باب الغرفه مفتوح لكن طرقت سهر عليه،ثم دخلت قائله:الفطور جاهز عالسفره،طنط حكمت قالتلى أجى أقولكم.
تبسم عمار بود وهو يرى دخول يوسف خلف سهر،وقال:إبن الحلال،عند ذكره يبان،لسه أنا وخديجه كنا فى سيرتك.
تبسم يوسف يقول:مش عاوز أعرف كنتم بتقولوا عنى إيه،أنا خارج من بيتى من غير فطور،ولو مفطرتش،هشهد سهر،عليك،أنك بتستغل صداقتنا ،يرضيكى،يا سهر،يصحينى من النوم مفزوع،على صوته،بيزعق،يقولى أنت لسه نايم،أنا كان عندى قضيه مهمه،خليت المساعد بتاعى،يطلب تأجيلها،علشان أسافر،معاه إسكندريه،بذمتك حد يسافر إسكندريه،فى طقس بارد،زى الى إحنا فيه.
تعجبت سهر  وهى تنظر ناحية عمار:
إسكندريه،أنت مسافر،لأسكندريه. 
رد يوسف بمزح: هى الزوجه آخر من يعلم ولا أيه،أنا كمان أسماء معرفتش غير من شويه.
نظرت سهر لعمار،قائله:لأ أكيد مش كل الزوجات عالعموم،تروحوا،وترجعوا،بالسلامه.
قبل أن يتحدث أحد،دخلت منى قائله:ماما عمار،طنط حكمت بتقولكم أن الفطور عالسفره،ومش كل واحده تبعتها،مترجعش.
تبسم يوسف يقول:أنا جاى معاكى،يا بنت أختى الحلوه،الى بتنقل الكلام بالنص،يلا بينا،تبسمت خديجه وقالت هى الأخرى:قصدك فتانه،يلا بينا،أنا جايه معاك.
غادرت الغرفه خديجه،وخلفها يوسف،الذى غمز بعينيه ل عمار،أن يُلطف الجو بينه،وبين سهر،وأغلق خلفه الباب.
سهر التى قالت هى الأخرى:خلينا نحصلهم،علشان طنط،حكمت تستريح،ومش تقولى،أنى السبب فى عدم آكل البقيه علشان بيستنوك،عالسفره.
قالت سهر هذا،وكانت ستتجه نحو الباب،لكن عمار جذب،يدها،يُقربها منه بشده.
إنخضت سهر،قائله:عمار،سيبنى،لحد يشوفنا بالشكل ده.
تبسم عمار:وفيها إيه أما حد يشوفنا بالشكل ده أنتى مش مراتى.
ردت سهر وهى تنظر لعين عمار:خديجه،كمان مراتك،وبتثق فيها،هى مش دلوعه،ولا لعبيه زيي.
نظر عمار لعين سهر،رأى فيها عتاب له،لاول مره يرى تلك النظره بعيناها،هل تعاتبهُ،لأنه لم يخبرها،سابقاً،أم غيره منها،أنه أخبر خديجه قبلها. 
أخفض عمار عينيه،ينظر لفم سهر التى ذمته،بضيق،لم يدرى بنفسه،وهو يُقبلها،بهيام،لكن قطع اللحظه،فتح أحمد باب المكتب عليهم، متحدثاً،بسرعه يقول:
عمار،يلا أنا جاهز،وجبت معايا جاكيت تقيل زى ما قولتلى.
فك عمار يدهُ من حول سهر 
خجلت سهر وإبتعدت عن عمار قليلاً،
لكن شعر عمار،بالضيق،لكن رسم بسمه على شفاه.
رد عمار عليه قائلاً:إسبقنى على أوضة السفره،وأنا جاى وراك،مش هتأخر.
اماء أحمد برأسه،وذهب الى غرفة السفره
نظر عمار لوجه سهر،الأحمر وتبسم يقول:
أنا مسافر أسكندريه،فى شغل،هبات هناك الليله.
ردت سهر بسرعه قائله:الليله بس؟
رد عمار:أيوا الليله،بس،أيه عوزانى أفضل هناك أكتر،علشان تستريحى منى.
نظرت سهر له وقالت:براحتك خلينا نروح نفطر معاهم.
أشار عمار لها بيدهُ لتسير أمامه،صامته،لو لم يتعجل بالرد عليها،لقالت له لا تتأخر أكثر من الليله.
.......ــــــــــــــــــــــــــــــ
حل المساء
بغرفة نوم سهر
كآن أسمها لازم لها هذه الليله،ظلت ساهره 
بالفراش
تتقلب يمين ويسار
تُغمض عيناها،عل النوم يسحبها،لكن جافى النوم مرقدها،تشعر،بالضجر
نهضت من على الفراش،وذهبت تأخذ حماماً دافئاً عله يُذهب الضجر عنها،
لكن عادت للفراش مره آخرى،لازمها السهر،وليس هو فقط،معه رغبه أخرى لا تعرف تفسيرها،هذه هى الليله الأولى الذى لا يشاركها عمار،الفراش،منذ بداية زواجهم،هل تشعر،بالضجر من بعدهُ عنها لليله واحده،
لكن سُرعان ما ذكرها عقلها،عمار،هناك إمرأه أخرى تشاركها فيه،ربما لازم مخدعها،الأيام الماضيه،لكونها الزوجه الجديده،فقط،والليالى الآتيه تقتسم مع خديجه الليالى،
خديجه،من خلال ما رأت الأيام الماضيه،وصباحاً،لديها مكانه خاصه،لدى،عمار،هو يُحبها.
عند تلك الكلمه،وتوقفت سهر،،
عقلها،يشرد منها،لما إذا كان يحب خديجه،لما تزوج عليها أخرى
جاوب عقلها:ألاتدرين لما،من أجل الإنجاب،لابد أن يصبح لديه أبناءً،يحملون إسمه،وإسم عائلة زايد بالمستقبل،أكد لها عقلها،هى ليست سوى ماعون فقط،يأتى له بأطفال،والعشق خديجه تتكفل به،فكر عقلها،هل لو لم تنجب له سيتركها،ويبحث عن غيرها،أو يتزوج بالثالثه.
ظلت سهر ساهده طوال الليل تعتصر قلبها البرئ،الذى بدأ يتسرب إليه شعور،لا تعرف تفسير له،طالما عمار،يحب خديجه،ومتفاهم معها ولديه ثقه كبيره بها،لما صمم على إختيارها هى،لما لم يقبل بمياده،كما أعتقد الجميع من البدايه،لما صمم عليها هى،جاوب عقلها:من أجل الأنتقام،كيف لأنثى، أن ترفض عمار زايد صاحب الهاله الطاغيه بالبلده.
..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى حوالى السابعه من مساء اليوم التالى.
كانت سهر تجلس بشقتها،حاولت تجنب،من بالمنزل،كما تفعل،دائماً،فحكمت،وفريال،ذهبن لقضاء بعض المهام الخاصه بهن،وخديجه،أخذت إبنتها،وذهبت عند والداتها،وجدت نفسها وحيده بهذا المنزل الضخم،رجف جسدها،وهى تتخيل صعود أحد لشقتها،يؤذيها،
لكن أخرجها من هذا التفكير،رنين هاتفها
التى إرتعبت من صوته،لكن تمالكت نفسها،ونظرت الى شاشته
تبسمت بتلقائيه،كأن روحها عادت لها.
لترد سريعاً،وبلهفه:
علاء،،أزيك،وحشتنى،هى مدة التدريب مش هتخلص بقى،وحشتنى قوى.
تبسم علاء يقول:أنا الى وحشتك،ولا عاوزه التمر الى قولتيلى عليه
تبسمت سهر:لأ والله أنت وحشتنى قوى،بس كمان ميمنعش أنى عاوزه التمر 
تبسم علاء يقول:أنا رجعت من أسوان يا سهر،وداخل على بيت زايد،أنزلى أفتحيلى الباب. 
نهضت سهر بفرحه قائله:بجد،ثوانى هنزل بسرعه أهو.
فى ظرف دقيقه،فتحت سهر باب المنزل
وقفت ثانيه واحده تنظر الى من يقف أمامها مبتسماً،ليس هذا فقط،بل يفتح لها ذراعيه.  
بسرعه  كانت سهر، ترتمى بأحضان أخيها تُعانقُه،  عانقها علاء، بحنو، شديد.
تفاجئ عمار، حين دخوله الى بهو المنزل، بوقوف سهر تُعانق، أحداً، حين أقترب أكثر، علم أنه أخيها، إستشاط بشده، من ذالك العناق، وتنحنح.
سمعت سهر،صوت النحنحه،فرفعت، وجها عن كتف ، علاء، ونظرت أمامها، رأت عمار، يقف خلف علاء، نظرات عينهُ لها،جمره.
كم ود عمار، أن يختطفها من يدى علاء، ويُهشم وجهه، كيف أقترب منها، بهذا، الشكل، هو يعلم أنه أخيها، لكن لايريدهُ، أن يحتضنها، 
فكر عقل عمار، هل هذه غيره، لما لا يريد لأحد غيره أن يحتضن أو يقترب من سهر،، نفى، عقله سريعاً، تلك الفكره.
نظرت سهر لملامح وجه عمار،التى ينظر لها نظره تُخيفها، ففكت يديها من عناق أخيها،وعادت تتأرجح، نظراتها بين عمار، وعلاء، 
لكن سمعت صوت خلف عمار يقول: 
إزيك يا عمار، أمال فين بقية العيله، البيت ساكت كده ليه. 
نظر عمار خلفه، وجد عليا، فقال: حمدلله  عالسلامه يا عليا، أنا كمان كنت مسافر، ولسه راجع من إسكندريه، ومستغرب زيك بالظبط،، كل الى أعرفه أن خديجه  عند مامتها حتى أحمد كان معايا فى إسكندريه، وسابنى عند جدته، هيجى بعد شويه مع خديجه، إنما ماما ومرات عمى فين معرفش، نسأل سهر، هى الوحيده الى بالبيت. 
ردت سهر: أنا كمان معرفش هما راحوا فين، كل واحده فيهم قالت عندها مشوار مهم، وسابونى لوحدى بالبيت
همس علاء  بمرح جوار آذن سهر: طفشتيهم قبل ما تكملى تلات أسابيع جواز، والله ماما تستحق جايزه، أنها أتحملت المده الى فاتت معاكى. 
رسمت سهر بسمه، تشعر بغصه، بقلبها من والداتها. 
تحدث عمار يقول: إيه هنفضل طول الوقت واقفين فى مدخل البيت، أتفضل يا علاء، البيت بيتك، أظن دى أول مره تدخل  بيتنا ؟ 
رد علاء: فعلاً، أول مره. 
تبسم عمار، له بود وترحاب، ودخل به الى غرفة الضيوف، وجلسا سوياً، يقول: 
أكيد  جاى من سفر طويل، تحب تشرب أيه؟ 
نظر علاء لسهر،التى تقف جوار عليا، وتبسم قائلاً: ولا حاجه، أنا يادوب واصل من أسوان وجيت لهنا مباشر، علشان أطمن على سهر، أول واحده، وكمان أديها طلبها، الى طلبته منى قبل ما أسافر. 
نهض عمار يقول: هسيبك مع سهر شويه، تعالى معايا يا عليا. 
غادر عمار، وعليا الغرفه. 
نهض علاء من مجلسه، وعانق سهر مره أخرى، لم تستطيع سهر تمالك دموع عيناها، التى نزلت للمره الأولى منذ زواجها من عمار، تتحمل وتكتم بقلبها الوجع، لم تبوح به لأحد. 
شعر علاء بسهر، فعاد برأسه للخلف، رأى دموع عيناها التى تسيل على وجنتيها، 
إنذهل، ووجعت دموعها قلبه، فقال بلهفه: 
سهر بتبكى ليه، إيه الى مزعلك قوى كده، قوليلى؟! 
جففت سهر دموعها، وقالت بكذب: مفيش، حد مزعلنى، أنت بس كنت واحشنى قوى. 
نظر علاء  لسهر، رأى الكذب بعيناها هنالك ما يحزن سهر، لكن لن يضغط عليها، لأنها هنا، سينتهز أقرب فرصه، ويأخذها بعيداً  يعلم منها، سبب تلك الدموع، التى يراها على وجهها لأول مره، لكن حاول إخراجها من تلك الحاله ممازحاً: قولى أن الدموع دى، بسبب التمر، عارفك طفسه. 
تبسمت سهر له، فقام بضمها مره أخرى قائلاً: 
إطمنى جبت ليكى كميه كبيره، وقولت كويس أنك بعيده عن البيت علشان تاخديها، قبل البت مياده، هى والسلطانه، هويام يشوفها، ويضربوها عين، وتتسممى بالتمر، فاكره السنه الى فاتت، لما طلبوه من تيتا، وخدته لهم. 
تبسمت  سهر قائله: خدهم ربنا الأتنين، مياده، وهويام. 
تبسم  علاء  يقول: لأ كده، إطمنت أنك، سهر أختى رجعت من تانى، انا فكرت ماما بدلتك بواحده تانيه، وأنا غايب. 
تبسمت  سهر بغصه، فوالداتها هى من وضعتها بتلك الحياه، التى فُرضت عليها، وعليها تقبُلها، غصباً. 
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بعد قليل
صعدت سهر الى الشقه،
دخلت الى المطبخ،ووضعت ذالك الكيس الكبير،على طاوله بالمطبخ،ثم أتت بطبق،ووضعت به الكثير من التمر،وتوجهت الى غرفة النوم.
تفاجئت سهر،بعمار نائماً،يمدد جسدك على الفراش،يضع إحدى يديه على عينيه،فى البدايه ظنته نائماً،فذهبت تُطفئ الضوء،لكن سمعت عمار،يقول:أنا مش نايم.
أشعلت سهر الضوء مره أخرى.
نهض عمار جالساً على الفراش،يقول:علاء مشى،بسرعه كده ليه.
ردت سهر: جاى من سفر طويل، أكيد تعبان، بس أنا وعدته، أنى أروحله بيتنا، فى أقرب وقت. 
نظر لها عمار بتعجب يقول: بيتنا!،بيتكم ده فين؟
ردت سهر:بيتنا،بيت بابا وماما،وكمان تيتا،وحشتنى،قوى.
رد عمار بإمتلاك:مبقاش أسمه بيتنا،بقى إسمه بيت أهلى،أنتى بيتك هنا،وبعدين أيه الى فى الطبق الى معاكى ده؟
ردت سهر،وهى تميل الطبق أمامه:ده تمر علاء جابهولى من أسوان،هو عارف أنى بحب التمر الأسوانى طعمه حلو قوى،و كنت طلبته منه قبل ما يسافر.
نظر عمار،للطبق يبتلع لُعابه.
تبسمت سهر حين رأت تفاحة آدم بعنقه قد تحركت،فعلمت أنه يشتهى التمر هو الآخر فقالت له:
تحب تاخدلك واحده.
تبسم عمار قائلاً:مكنتش أعرف أنك بخيله،الى يعزم على حد بيعزم،بكذا واحده.
مدت سهر يدها،بالطبق له قائله:أتفضل خد الى عايزهُ
تبسم عمار بمكر،ومد يدهُ،لكن ليس،ليأخذ تمراً،بل جذبها من يدها،لتقع فوق جسده،ليلف يديه حول خصرها،وهى نائمه على جسده،وتبسم بمكر،وهو ينظر الى شفاها التى تمضغ التمر، وقال: 
أنا فعلاً، بحب التمر الأسوانى بيقى طعمه، يجنن. 
قال هذا، وأنقض على شفاها يُقبلها، بوله، وإشتياق، يطفئ، غيرته حين رأها بين يدي أخيها، هى ملك له فقط.  
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومان.
بمنزل،زايد بعد المغرب بقليل.
بالمطبخ 
دخلت فريال  تنظر حولها  قائله:أنتم تلاته بالمطبخ،ولسه مخلصتوش تحضير  العشا،
الضيوف،زمانهم على وصول.
ردت خديجه:خلاص يا حاجه فريال،خلصنا أهو،أطمنى، على ما غدير وجوزها  يوصلوا بالسلامه، و بعدين هى غدير غريبه  مننا،ولا ضيفه دى صاحبة مكان . 
جلست فريال، على أحد المقاعد، تنظر لسهر التى تمسك السكين، بيدها تقطع بعض خضروات السلطه، 
قالت بتريقه: صغرى التقطيع شويه، ليه مقطعه الخضار قطع كبيره كده، مش عارفه تعملى سلطه. 
وضعت سهر السكين على الطبق وقالت: 
فعلاً  مبعرفش أقطع الخضار، ولا أعمل سلطه، عويله زى ما بتقولى عليا فى سرك. 
ردت فريال قائله: وكانت فين مامتك، دلعتك قوى، مكنتش عارفه إنك هتتجوزى، وتفتحى بيت، علشان تعلمك. 
ردت سهر: لأ مكنتش مفكره إنى هتجوز بسرعه كده، ومش صعب ولا حاجه  أنى أتعلم بس أنا ماليش مزاج،. 
قالت سهر هذا وعادت تقطع الخضار مره أخرى فى صمت، بينما خديجه، والخادمه يعملان على الموقد، تبسمت خديجه  من رد سهر الجاف، على فريال، فى رأيها أن فريال تستحق هذا، فهى تعامل سهر، بطريقه غير مهذبه. 
بينما أغتاظت فريال من رد سهر، لياتى اليها فكره خبيثه. 
أوقعت بعض قطرات الزيت على الارض،قريبه من سهر، دون أنتباه من بالمطبخ. 
أنتهت سهر من تقطيع الخضار، فقالت: أنا خلصت السلطه. 
فردت خديجه قائله.: سيبها مكانها، وهاتى اللمون من التلاجه. 
نهضت سهر، وسارت خطوتين، لتنزلق، بعدها، متعثره، بالزيت الواقع على أرضية المطبخ الرخاميه، 
وقعت على بطنها، شعرت كأن شيئاً، بأحشائها تحرك من مكانه، وبألم، لم يكن قوياً، 
توجهت إليها خديجه، وساعدتها على النهوض، 
بينما نظرت لها فريال ساخره: أبقى خدى بالك وأنتى ماشيه، ولا كمان مامتك معلمتكيش المشى فى المطبخ يكون بحذر. 
وضعت سهر، يدها على بطنها التى تؤلمها قليلاً، وكذالك إحدى يديها، التى سندت عليها، وقالت: حاضر، بعد كده هاخد بالى. 
بعد قليل 
على طاولة السفره 
جلس الجميع  أماكنهم 
وجلس وائل، بالمقابل لسهر، نظرت له ساخره، هو يعتقد أن تلك العزومه، على شرفه، ولكنها رياء، من فريال، وإبنتها، همست بداخلها، نفسى أشوف وش السلطانه هويام، مش عارفه ليه حاسه أنها زمانها هتفرقع، وكان نفسها تكون معزومه فى العشا ده  ، هى أو البت مياده. 
نظر عمار لسهر التى لاتأكل وقال: مش بتكلى ليه يا سهر، وصلنى خبر أنك شاركتى فى الطبيخ النهارده، أكيد بسبب أبن عمك. 
رسمت سهر بسمه وهمست لنفسها: لو بأيدى كنت حطيت له سم فى الأكل، بس يظهر أنا الى هيجيلى تسمم، مش عارفه بطنى بتوجعنى ليه، يارب العشا ده يخلص، لاقوم اغوز وائل وارتاح من سماجته. 
وبالفعل أنتهى العشاء 
بعد قليل 
كانت سهر نائمه بالفراش، تشعر ببعض التقلصات ببطنها، لا تعرف لها سبباً. 
خرج عمار من حمام الغرفه، وأطفئ الضوء الا من لمبه خافته، ثم توجه الى الفراش وصعد عليه 
أقترب من سهر،وبدأ فى التودد إليها،كانت سهر،تود،أن تقول له أنها،تشعر ببعض التوعك،وعليه تركها،لكن ككل مره تخشى من قُربه،أن يعاملها،بعنف مثل ليلة الزفاف،تركته،يفعل ما يشاء،
رفع عمار وجهه من عنق سهر،ونظر الى وجه سهر،وجدها مغمضة العين 
فقال:
سهر،أفتحى عيونك.
فتحت سهر عيناها،ونظرت له
تبسم عمار لها،و قبل شفتيها، وعاد يتودد لها،بالعشق،
ليتنحى عنها بعد وقت،ينام الى جوارها،بالفراش،يتنهد بسأم ،هو كان يشعر،أن سهر،ليست معه.
نعس عمار،بينما سهر،لم تنم،هنالك آلم بدأ،يشتد عليها،، نهضت من جوار عمار، وتوجهت الى السراحه وأخذت أحد المُسكنات علها تشعرها براحه،لكن،لم تشعر براحه،وظلت  تتحمل  الآلم الى الصباح، الباكر. 
نهضت، وتوجهت الى حمام الغرفه 
تفاجئت، بتلك الدماء التى تسيل بين ساقيها، فى البدايه ظنت أنها البريود، لكن قال عقلها ليس هذا ميعادها، والآلم يشتد عليها، والدماء تندفع بغزاره منها. 
بينما  تقلب عمار بالفراش، ومد يدهُ  لم يجد سهر جواره، تعجب، لكن العجب الأكبر حين، شعر بشئ لزج تحت يدهُ، نهض، وأضاء نور الغرفه، بذالك الريموت، نظر الى الفراش، وجد بُقعة دماء كبيره، للحظه شعر، بتوجس، وكان سينزل من على الفراش، لولا، خروج سهر من الحمام، 
نظر لها وقبل أن يتحدث، 
رأى وجهها المتألم، تضع يدها على بطنها، تنظر لساقيها. 
نظر عمار لما تنظر له سهر، رأى دماء تسيل مندفعه بغزاره على ساقيها، 
فنهض سريعاً،يقول:خديجه
لكن سهر كان أخر ما سمعته هو نطقه،بأسم  خديجه،قبل أن تقع أرضاً أمامه،فاقده للوعى.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

أقوى،رابط،بالحياه،هو رابط الامومه،فهو لا ينقطع،بأنقطاع الحبل السُرى
رابط
الأم وإبنتها..
كانت نوال جالسه بالمطبخ،عقلها شارد
منذ الأمس وهى تشعر،بحدوث شئٍ ما سئ لسهر،حتى أنها، حين سمعت صوت دخول وائل وزوجته اللذان عادا الى المنزل،أمس متأخران،الى المنزل،إدعت بكذبه،أنها سمعت خبطاً على باب شقتها،وتحدثت مع وائل،لدقيقه،بأشياء أخرى،الى أن سألته عن سهر،فأجابها أنها بخير،لكن قلبها،لا يؤكد لها ذالك،سهر،ليست بخير،،
أمسكت هاتفها،الموضوع أمامها،وفتحته،بحثت عن صورة سهر،
نظرت لصورها،العفويه،التى كانت تصورها،لنفسها،وكذالك علاء،،وكانوا،يرسولنها،الى هاتفها،أحياناً،كانت تستهزق،بطفولتهم،وأحيان آخرى،كان تبتسم على عفويتهم،وودهم مع بعض،سهر كانت مُدللة الجميع،طفلتها الصغيره المشاغبه،التى تحن إليها،بكل لحظه،هى بعيده عنها،
نظرت الى إحدى صور سهر،كانت تبتسم بها،وهى تمسك خُصلات شعرها،التى فرقتهم على جانبى رأسها.
حنت نوال لذالك اليوم،تتذكره بشوق.
فلاشـــــــــــــــــــــ*باكـــــ*
كانت ليلة خميس
بعد أن إنتهوا من تناول العشاء معاً
دخلت سهر،وعلاء لغرفة المعيشه،يقومان بوضع أحد أفلام الكارتون الشهيره،ويعدلوا المكان لسهره عائليه،
بعد قليل دخلت نوال،بصنيه صغيره موضوع عليها،بعض الأطباق،بها فيشار
أخذ،كل فرد من العائله طبق من الفيشار،لتمد سهر يدها لتأخذ طبق،لها،لكن تنحت نوال،بالصنيه،بعيد عن يدها قائله:لأ أنتى معملتش حسابك معانا.
ذمت سهر شفتاها،بتمثيل البكاء،توجه حديثها لأبيها،ثم لجدتها،قائله لهم:شايف يا بابا،علشان أما أقولك دى بتعاملنى،بطريقه مش كويسه،تبقى تصدق،شوفتى،يا تيتا الست اللى أختارتيها تبقى مرات بابا بتعاملنى إزاى؟
ضحك منير،وكذالك آمنه،التى قالت: نوال دى أحلى إختيار،بس هى بتحب تعاندك.
تبسم علاء قائلاً:متزعليش تعالى نأكل من الطبق الى معايا،إحنا الأتنين.
تبسمت سهر قائله:هاكل معاك من الطبق،اللى معاك،وكمان هاخد طبق تانى،صح،يا ماما يا حلوه مش أنا بنوتك الكيوته،المطيعه.
نظرت لها نوال،بسخريه قائله:بنوتى،وكيوت ومطيعه،كنتى طاوعتنى فى أيه قبل كده،أنتى زى الشريك المخالف،معايا،تشوفى أيه بيضايقنى وتعمليه.
ردت سهر: لأ بقى ده كذب،أنتى مش كنتى بتضايق من القطتين الى كنت بعملهم فى شعرى أهو بطلت أعملهم،وموتهم،علشان خاطرك.
تبسم علاء يقول:طب بطلتى تعملى القطتين،بالنسبه للى فى شعرك دلوقتي ده أيه!
ردت سهر بعفويه:ما أنا قتلت القطتين،وعملت مكانهم،إتنين ديل حصان.
تعجب الجميع مرحاً،من رد سهر،بينما كتمت نوال ضحكتها قائله:قصدك ديلين كلب،ديلين حمار،أنما حصان ميلقش عليكى.
ردت سهر بقمص قائله:الله يسامحك،مش هرد عليكى،بس أهم شافو بعنيهم بمعاملتك ليا.
تبسم الجميع على نقارهم،
لتقول نوال:أكيد ربنا هيسامحنى علشان متحمله بلوه زيك،وبعدين بطلى رغى،خلاص الفيلم هيبدأ.
ردت سهر:ربنا هيسامحك،لو أدتينى جوافه من طبق الفاكهه،الى وراكى ده.
نظرت نوال لطبق الفاكهه قائله:وأنتى مشلوله،مدى إيدك خديها.
ردت سهر:إنت أقرب منى احدفيها،وأنا ألقفها منك.
مسكت نوال احدى ثمرات الجوافه وقامت بألقائها ناحيه سهر بقوه،
لتقول سهر بعند:هيه لقفتها قبل ما تخرم عينى،تشكرى،يا مامى،ربنا يخلينى ليكى.
تبسمت لها نوال بحنان،
ليجلسوا،ويشاهدوا الفيلم ويصحب الفيلم جلسة ود، ومُزاح بينهم.
عادت نوال،من تذكر تلك الليله هى كانت آخر ليلة،سهروا بها،ليدخل بعدها عمار،على حياتهم 
شعرت نوال،بغبطه،تشعر،بالندم،لم يكن عليها غصب سهر،على تلك الزيجه،لكن فات الوقت،غضبها من هروب،سهر أعمى عيناها.
نظرت للهاتف،فكرت قليلاً،لما لا تتصل على هاتف سهر،تعلم أن الوقت مازال باكراً،لكن،قد ترد سهر عليها،ويطمئن قلبها،قليلاً،هى ستذهب لزيارتها اليوم،ستدعى،أنها ضغطت على رقم  هاتف سهر،بالخطأ،حين ترد عليها،لا يهم أن تكذب،لكن تريد أن تطمئن عليها.
وبالفعل،رنت على هاتف،سهر،يرن ولا رد لاكثر من مره،وضعت الهاتف أمامها تنظر أليه،لما لم ترد سهر عليها،فكر عقلها،ربما يكون على خاصية الصمت وعدم الأزعاج،وهى نائمه،لكن قلب نوال يتآكل
حسمت أمرها،وقامت بالأتصال على هاتف عمار،الذى إنتهى مدة الرنين دون،رد
فقامت بالأتصال مره أخرى،رد عمار،قبل نهاية مدة الرنين 
لكن سمعت ما يؤكد شعورها،سهر مريضه.
أغلقت الهاتف،ونهضت تاركه المطبخ بسرعه،توجهت لغرفتها،فكرت أن توقظ منير،لكن لا داعى،عليها أن تعلم أولاً ما حدث،لسهر.
إرتدت ملابس أخرى،وجذبت حقيبتها،وخرجت من الغرفه،
تصتدم بعلاء.
ليقول بتعجب:خير،با ماما لابسه ،وراحه فين بدرى كده.
ردت نوال بلهوجه:سهر تعبانه،وفى المستشفى،سيبنى خليني أروح ليها،أطمن عليها.
رجف قلب علاء قائلاً:خير ياماما،مستشفى أيه،أستنينى أغير وأجى معاكى.
ردت نوال عليه  بأسم المشفى ثم قالت وهى تتجه نحو الباب:غير هدومك،وحصلنى،وبلاش تقول قدام تيتا،علشان ممكن تقول لمرات عمك،وتشمت فى سهر،هى وبنتها.
يارب تكون سهر بخير. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
ـ بمشفى خاص بالمنصوره 
فى ممر أمام أحد الغرف
وقف عمار،يغمض،عيناه،يستند على الحائط خلفه،تُعيد ذاكرته،ما حدث قبل قليل.
فلاشـــــــــــــــــــــ* باك 
هرع عمار،وهو يرى سهر،تهوى أرضاً،أمامه،مدرجة الدماء،ذُهل عقله،تخيل من أمامه هى خديجه،حين وقعت أمامه بنفس المنظر،ذات يوم،لكن وقتها،لم يشعر،سوى،بالشفقه عليها،أما الآن،يكاد قلبه يخرج من محله،بل بالفعل خرج،هو خاوى الجسد،والعقل،بسرعه حملها،ووضعها فوق الفراش،أرتدى ملابسه بسرعه،وآتى بإيسدال،لسهر،وألبساها إياه فوق مئزر الحمام التى كانت ترتديه،حملها،وخرج من الشقه سريعاً،يجرى على درجات السلم،كاد يصتدم،ب عليا،التى قالت له بلهفه عمار،فى إيه سهر مالها،لم يرد عليها،وأكمل السير،الى أن وصل الى سيارته،بالحديقه،توقف للحظه،قبل أن تفتح له عليا باب السياره،ليضع سهر،بالمقعد الخلفى،صعدت لجوارها عليا،قائله:خلينى أجى معاك.
صمت عمار،وتوجه،الى المقود سريعاً،يقطع الطريق،الى أن وصل الى أحد مشافى مدينه المنصوره الخاصه،حملها،ودخل بها الى المشفى يطلب المساعده، 
ليدخل  بسهر الى أحد الغرف،خلفه عليا،لتخرجهم من الغرفه  أحدى الطبيبات ، بعد لحظات آتى له أحداً  من الموظفين بأستقبال المشفى،
طالباً منه، الذهاب، لأخذ بيانات المريضه، ودفع جزء من حساب المشفى، فذهب معه، لكن قبل أن يتحرك، قال ل عليا: 
بلاش حد من العيله يعرف حاجه، قبل ما نعرف إيه الى جرى   سهر، وحالتها تتحسن، أو حتى بلاش يعرفوا خالص. 
أمائت عليا له بموافقه. 
ليذهب عمار مع موظف المشفى، وظلت عليا أمام باب الغرفه الموجود بداخلها، سهر، للحظه، فكرت بالأتصال على علاء، وإخبارهُ، لكن أزالت الفكره عن، رأسها، فماذا ستقول، له، هى لا تعرف سبب، لتلك الدماء التى كانت تنزفها سهر، حتى أن جزء من دمائها، لطخ ثيابها، وثياب عمار، مُلطخه أكثر. 
توجه عمار مع الموظف، الى قسم الأستقبال، يدون بيانات دخول سهر للمشفى، وقام بوضع جزء من المال، بخزينة المشفى، وأثناء، رجوعه الى مكان سهر، رن هاتفه، أخرجه من جيبه، نظر للشاشه، تعجب، حين رأى أسم من تتصل عليها، هل عرفت ماحدث لسهر، أو ربما إتصلت عليها سهر، قبل أن تخرج من الحمام، لكن نفى الأحتمال الثانى، ربما لديها  إحساس، فكر ألا يرد عليها
وتنهد حين أنتهى الرنين، لكن عاود الرنين، مره أخرى، بأستمراريه ،تنهد بآلم،وقام،بالرد بهدوء لحدٍ كبير.
بعد الترحيب بين الأثنين
تحدثت نوال قائله بمحاوره:سهر كنت كلمتها إمبارح،قالتلى أنها مشغوله بالعشا،وهتكلمنى الصبح، بس أنا كنت نسيت أقولها،أنى هروح للمدرسه من بدرى  علشان تجهيزات دخول التيرم التانى، عارفه الوقت لسه بدرى،وأنها ممكن متكنش صاحيه،طلبتها مردتش عليا،قولت أطلب تليفونك،يمكن أنت ترد عليا،أنا عارفه أنها قبل ما بتنام بتعمل تليفونها صامت.
إبتلع عمار حلقه المُر وكان سيطمئنها بالكذب،لكن للأسف هو كان قريب من أحد ميكروفونات الأستدعاء بالمشفى،ليصل صوت 
ذالك الأستدعاء بوضوح لأذن نوال،فأرتجف قلبها،وقالت:أنت فى مستشفى،خير،وقالت بتمنى،أن يُكذب ما تشعر،به:قولى إن سهر بخير.
أرتبك عمار، وقال:للأسف أنا بسهر فى المستشفى،ومحدش يعرف غير عليا معايا.
إرتعش جسد نوال،كاد أن يقع من يدها الهاتف،لكن تمسكت به بآخر لحظه قائله: بنتى أيه الى جرالها،كان قلبى حاسس،قولى إنت فى
مستشفى أيه؟
رد عمار عليها بأسم المشفى الموجود به.
فقالت نوال:قولى أيه الى جرالها؟
رد عمار:معرفش هى أغمى عليها،أطمنى.
ردت نوال:لأ  متأكده أن مش ده السبب أنا جايه دلوقتي،أطمن عليها،بنفسي.
أغلقت نوال الهاتف.
تنهد عمار،يزفر أنفاسه،يسير بالعوده الى مكان الغرفه الموجوده بها سهر،يشعر بخطواته كأنها،يتجه الى الجحيم،يخشى،كثيراً،لثالث مره،يرى أمامه أحداً من عائلته ينزف،لكن هذه المره غير المرتان السابقتان،،سهر،لها شعور،أخر،يشعر كأن كل  خلايا جسدهُ،تتألم،
عاد ليجد عليا تجلس على أحد المقاعد بالممر أمام الغرفه،فسألها:
محدش طلع من الأوضه؟
ردت عليا:لأ طلعت ممرضه ورجعت،بكيسين  دم،،ثم وقفت عليا عن الحديث،ثم قالت بسؤال:عمار هو ايه الى حصل خلى سهر،تنزف،بالشكل ده؟
رد عمار،الذى يشعر بضياع لاول مره بحياته:
معرفش،أنا فوجئت بها واقفه،قدامى،وبعدها أغمى عليها معرفش السبب.
حاولت عليا التخفيف عنه وقالت:خير،أنشاء الله هتبقى كويسه إطمن.
زفر عمار،نفسه،فمنظر،وقوع سهر أمام عيناه وحده كفيل أن يقسم قلبه لقطع،صغيره تتألم وتنزف،مثلما كانت سهر تنزف،بين يديه قبل قليل.
عاد من تفكيره،على صوت فتح باب الغرفه،ففتح عيناه ينظر لخروج الطبيبه 
باكــــــــــــــ*
ظل واقفاً مكانه يخشى حديث الطبيبه،بينما
سألت عليا الطبيبه،بلهفه:
خير،يا دكتوره،سهر عامله أيه؟
ردت الطبيبه بعمليه:
المدام للأسف أجهضت،من الواضح أنها كانت حامل لأيام،وممكن تكون إتعرضت لوقعه،أو شالت حاجه تقيله،فأثرت عالجنين،وللأسف،هو نزل،وعملت لها عمليه كحت وتنظيف للرحم،ودلوقتى هتطلع على أوضه عاديه،وقدمها ساعتين،وتفوق من البنج،وتخلص المحلول،والدم الى متعلقين ليها،وهرجع بنفسى أطمن عليها،ربنا يعوض عليكم.
شكرت عليا الطبيبه،لتغادر الطبيبه،المكان.
ببنما خرجت سهر الى غرفه عاديه بالمشفى.
.....
بعد قليل كانت تدخل نوال،الى تلك الغرفه التى نُقلت لها سهر،بعد أن علمت مكانها من عمار،حين هاتفته،وهى أمام المشفى.
تصنمت  نوال مكانها للحظات،وهى ترى وجه سهر الشاحب،ليس هذا فقط،وتلك الانابيب الموصوله بيديها،ولكن عادت ساقيها تسير،بإتجاه سهر،ووقفت أمامها،تفر،دموع عيناها دون وعى منها،ثم نظرت بأتجاه عمار،الذى كان جالساً جوار فراش سهر،ووقف حين دخول نوال،بلهفه قائله:مالها سهر،فيها أيه.
صمت عمار،الذى يشعر بأنهيار تام،كلمه واحده،قد تجعله ينهار،أمامها الآن.
لكن تحدثت عليا التى كانت جالسه بالغرفه أيضاً:خير،يا طنط أطمنى هتبقى كويسه وهتفوق قبل من ساعتين الدكتوره قالت لينا كده من شويه.
ردت نوال:خير أيه،قوليلى بنتى مالها،أيه الى جرالها،وصلها للحاله دى.
ردت عليا بخفوت:بصراحه،سهر كانت حامل وأجهضت.
ماذا سمعت،عقلها،يشرد، كانت حامل! 
أجهضت!،تعلثمت نوال قائله:وأيه سبب الأجهاض؟
ردت عليا:الدكتوره قالت يا وقعت،يا شالت حاجه تقيله،والحمل كان فى بدايته،ولسه مثبتش،أطمنى يا طنط هتبقى بخير.
جلست نوال جوار سهر على الفراش،تتنهد بمراره،ودموعها تسيل،صغيرتها،بعد أيام من زواجها تُجهض،جنينها،لما،عليها أن تشعر بهذه المراره،سهر صغيرتها،التى كانت تتقبل منها كل حماقتها،بلحظه،وضعتها،أمام أختيار حاسم،ما كان عليها،أن تجبرها،ربما تغير القدر،لكن القدر،مرسوم،وكلنا نمشى على خُطاه.
.......ــــــــــــــــــــــ
قبل مرور الساعتين 
وقفت عليا تقول:هروح الكافيه بتاع المستشفى،أجيب قهوه،تحبوا أجبلكم قهوه معايا 
هزت نوال رأسها بنفى،وكذالك فعل عمار،الواقف بالغرفه عقله يكاد يشرد.
لتتركهم عليا بالغرفه وتخرج،تغلق خلفها الباب.
تنهدت نوال،قائله:عليا مشيت،وسابتنا قولى بقى،إيه الى حصل لبنتى،بالظبط.
نظر عمار لوجه نوال،رأى منها نظرة إتهام له،أن يكون،سبب خلف أجهاض سهر،لم يتعجب من ذالك،فسهر أخبرتهم سابقاً بما
حدث ليلة زفافهم،لتنال تعاطفهم،لكن ماذا يدافع عن نفسه،هو مصدوم،ومكدوم،مثلها،وأكثر،فالجنين الذى أُجهض،كان منه،
رحمهُ من الرد دخول علاء وخلفه والدهُ متلهفان،يسألان ماذا حدث لسهر.
نظرت نوال لصمت عمار،وردت هى:
سهر كانت حامل والجنين نزل.
تعجب الأثنان،شعر منير،بدوار،وهو يرى إبنته الشاحبه الوجه،كذالك علاء،فسهر،ليست فقط أخته الصغيره،بل صديقته،ومدللته،يشعر بآلم منذ أن عاد من أسوان،يود الأنفراد بها بمكان بعيد عن الجميع،ويسألها،عن سبب إنطفائتها،لكن لابد أن يعرف،السبب فى ذالك،وقريباً جداً.
فى تلك الاثناء عادت عليا من كافيتريا المشفى تحمل صنيه عليها ثلاث أكواب من القهوه،دخلت الى الغرفه،تقول:أنا جبتلكم قهوه متأكده أنكم محتاجينها.
لكن تفاجئت بوجود علاء ووالدهُ
نظرت لعلاء،ليومئ برأسه لها.
وضعت عليا الصنيه،على أحد الطاولات،بسبب رنين هاتفها.
تحدث عمار،سريعاً،قبل أن ترد:مش عاوز حد من البيت يجى للمستشفى قبل سهر ما تفوق.
ردت عليا:تمام هطلع أكلم بابا بره الأوضه.
خرجت عليا ترد على الهاتف:
لتسمع حديث والداها الغاضب يقول:خفيتى فين بدرى كده.
شعرت عليا بغصه،وقالت:أنا فى المستشفى مع عمار،سهر تعبت وهو جابها،للمستشفى،وأنا شوفته وقتها وجيت معاه 
تلبك سليمان يقول:وسهر مالها،ومستشفى أيه،علشان نجى،نطمن عليها.
ردت عليا:مالوش لزوم،يا بابا،عمار قالى متخليش حد من البيت يجى.
تعصب سليمان يقول:أيه الكلام الفارغ ده،قوليلى اسم المستشفى بسرعه.
ردت عليا:مقدرش يا بابا،عاوز أسم المستشفى إتصل بعمار،وهو يقولك هقفل أنا بقى،لان تليفونى مكنش فيه شحن،وشكله هيفصل.
أغلقت عليا الهاتف.
بمنزل زايد 
حين أغلقت عليا الهاتف،فى وجهه،كان يقف فى غرفة السفره مع الجميع كى يتناولوا طعام الفطور
نظر له الجميع حين سمعوه،يسأل عليا عن إسم المشفى،بذالك الوقت كانت تدخل خديجه،الى غرفة السفره تقول:رنيت كتير على جرس شقة عمار وسهر،محدش رد عليا،يمكن لسه نايمين،يبقوا يفطروا لوحدهم بقى.
رد سليمان:بس عمار وسهر مش فى شقتهم،عليا بتقولى أن سهر كانت تعبانه،وعمار اخدها للمستشفى،بس قالتلى عمار قالها مش عاوز حد مننا،يروحله،وقفلت قبل ما تقولى على إسم المستشفى.
نهض الجميع من على طاولة السفره،يشعر بتوجس،يتهامسون فيما بينهم،للحظات ثم غادروا،غرفة السفره،لم يبقى غير فريال،التى ظلت جالسه،ومدت يديها تتناول الطعام هامسه:هتلاقى دور برد،وحبت تعمل لنفسها،سعر،فى سوق النسوان،وإتسهوكت على عمار، أبو قلب حنين.
..............
مرت الساعتين.
بدأت سهر تفيق رويداً.
شعرت بيد تمسك بيدها،تحركت أصابعها.
شعرت نوال،بحركة أصابع سهر،رفعت رأسها،وجدت،سهر،تفتح عيناها قليلاً،تبسمت بحنان قائله:
سهر أنتى فوقتى،فوقتى يا روحى.
نظرت سهر لنوال بوهن،للحظات تمنت أن ما مر عليها الأيام السابقه،بدئاً من رجوعها بصحبة نوال من البحر الأحمر ما هو الأ كابوس،وأنتهى،بفتح عيناها،تبسمت بوهن
لكن زالت بسمتها حين سمعت صوت عمار،يتحدث،بالهاتف،خلف،والداتها،إذن لم يكن كابوساً،وفاقت منه،إنها الحقيقه،التى إستسلمت سهر لها،و
قالت: أنا فين،أيه الى جرالى،آخر حاجة فكراها أنى كنت فى الحمام،وبنزف،بدون سبب.
مسكت نوال يد سهر بقوه وحاولت تخفيف ما حدث قائله:كنتى حامل،وربنا مش رايد للجنين يكمل،وأنتى لسه صغيره،ربنا يعوض عليكى بغيرهُ
رغم وهن سهر،لكن تعجبت قائله: كنت حامل! بالسرعه دى!
ردت نوال:آمر،ربنا،ربنا يعوض عليكم.
صمتت سهر،بداخلها،شعورين،
الأول غصه،فما فقدته بالنهايه هو جزء منها،كانت تتمنى أن يكتمل
وشعور آخر،إنتابها،تلوم نفسها،هل حقاً كانت تريد أن يكتمل هذا الجنين،وهو نتيجة ليلة إغتصاب،وأنتهاك،لها من عمار،عمار،لا يستحق،منها طفلاً،بعد تلك الليله،المؤلمه،التى عاشتها معه،وسوء ظنه الدائم بها،هنا أغمضت عيناها بأرتياح،قليلاً. 
تحدث منير قائلاً:بكره ربنا يعوض عليكم بغيره،وتشبعوا ولاد.
ردت سهر:الحمد لله يا بابا.
تبسم منير يقول:ربنا،يزيد فى قلبك الرضا يا بنتى.
بينما عمار،نظر لها متعجباً من هدوئها بهذا الشكل،هو داخله براكين تحترق،ليقول:
الدكتوره كانت قايله أما سهر تفوق،لازم نبلغها هطلع أكمل مكالمة التليفون بره وهروح للدكتوره  مكتبها أبلغها عن أذنكم. 
خرج عمار من الغرفه،وقف جوار باب الغرفه،يتنفس بشده،متعجب،من رد فعل سهر،لكن هل كان متوقع أن تثور سهر،سهر ليست تلك الشخصيه،لكن لفت نظرهُ،أقتراب علاء وعليا الأثنان عليه،يتحدثان وهما يسيران،يبدوا عليهم الأنسجام،لكن رجح ذالك للموقف الذى هم به.
بعد دقائق خرج جميع من بالغرفه عدا،نوال،والطبيبه التى تقوم بمعاينة سهر،لتسألها الطبيبه عن سبب لأجهاضها؟
ردت سهر:معرفش أنا فوجئت بالنزيف،وبعدها محستش بنفسى غير لما فوقت من شويه.
تبسمت لها الطبيبه:تمام،ربنا يعوض عليكى قريب،بتحصل لبنات كتير ، وبتحمل تانى بسرعه،وكمان أنا نضفت الرحم،فبسهوله ممكن تحملى،وحمدلله على سلامتك.
تبسمت نوال،بينما سهر لم تعطى أى تعبير
لتقول للطبيبه:هو أنا هفضل هنا كتير.
ردت الطبيبه:لأ أنا شايفه صحتك لحد ما كويسه،وممكن تخرجى،دلوقتي،بس لازم تلتزمى السرير،لكام يوم،وكمان تاخدى علاجك فى أوقات مظبوطه.
ردت سهر:يبقى أخرج،أكمل علاجى فى البيت،لأنى بكره ريحة المستشفيات.
تبسمت الطبيبه:غريبه،مع أن وصلنى أن أخوكى طالب طب،يعنى هيبقى زميل.
تبسمت نوال قائله:هى فعلاً من صغرها بتنفر،من ريحة المستشفيات،بس نقول ايه بقى،فى النصيب،أن أخوها،يبقى دكتور.
تبسمت الطبيبه:تمام هكتب لها على خروج،وكمان مجموعة أدويه،تاخدها  بأنتظام،وكمان تغذيه،وسوائل كتير،علشان تعوض نزيف الدم الى حصلها.
تبسمت نوال قائله:متقلقيش،يا دكتوره انا الى ههتم بها وبتغذيتها بنفسى.
بعد قليل
بحديقة منزل زايد.
وقف عمار سيارته
لتنزل نوال،وخلفها نزلت عليا،
لتمد نوال،يدها لسهر تساعدها،للنزول من السياره،لكن سهر،تغاضت عن يدها،ومسكت بأجزاء السياره،الى أن نزلت.
توجه لها عمار سريعاً،ليقول لها:أستنى 
وأنحنى ليحملها،لكن رفضت سهر قائله،بحزم:
لأ أنا هقدر أمشى على رجليا،وعليا هتساعدنى.
شعرت نوال بغصه،سهر،تبتعد عن مساعدتها لها،وطلبت من عليا أن تساعدها
تمثل عمار لها،وسبقهم بخطوات ليفتح باب المنزل
حين فتح باب المنزل،وجد أمامه 
والدهُ وعمه، اللذان أنخضا من تلك الدماء التى على ملابسه وقالا:ليه أمرت عليا متقولناش على اسم المستشفى،وأيه الى حصل لسهر،وأيه اثار الدم الى على هدومك دى. 
رد عمار:مش وقته هقولكم بعدين بس سهر لازم تطلع تستريح،
سار خطوات ليجد خديجه،وحكمت بوجهه،
لتقول حكمت،بلهفه وهى ترى،أثار دماء على ملابسه :خير،أيه الى حصل لسهر،وأزاى منعرفش غير،بالصدفه من عليا.
رد عمار:قولت بعدين،
وقف عمار أمام سهر وقال:بلاش عناد يا سهر،مش هتقدرى تطلعى السلالم،لحد الشقه فوق،خلينى أشيلك. 
رغم أنها تريد إبتعاد عمار عنها،لكن بالفعل هى لم تعد قادره على السير،فأمتثلت له،ليحملها،ويصعد الى الشقه،لكن لم يدخل الى غرفة النوم،بل توجه الى غرفة نوم أخرى بالشقه.
دخل خلفه كل من نوال،ووضعت ذالك الكيس الذى بيدها الموجود به أدويه من أجل سهر،
وضع عمار سهر بالفراش،وأستقام واقفاً،ينظر لسهر التى تبتعد بعيناها عنه،قصداً منها
بينما تحدثت  خديجه قائله:خير،يا جماعه،طمنونونى سهر مالها؟
رد عمار،بصوت يشوبه الألم:سهر أجهضت. 
أنخضت خديجه قائله بتسرع:ليكون سبب الاجهاض، وقوعها إمبارح فى المطبخ.
نظر عمار،ونوال،لها.
لتكمل خديجه قولها:إمبارح وإحنا بنحضر العشا فى المطبخ سهر إتزحلقت،يمكن ده سبب الأجهاض.
ردت نوال:يمكن،عالعموم الحمد لله قدر،ربنا،وأي نكان السبب،الأهم صحة سهر.
ردت خديجه وهى تنظر لسهر:فعلاً الأهم صحة سهر،وربنا يعوض عليها هى وعمار.
نظرت سهر لعمار،ثم لخديجه،أحقاً ترسم الرضا،أم كانت تتمنى أن تكمل سهر حملها،وتأتى لعمار،بطفل،يعيدهُ إليها سريعاً،لا تعرف لما تشعر بالبغص منهما الآن 
أبسبب سماعها لعمار،نطق إسم خديجه قبل أن تغيب عن الوعى
هل كان سبب نطقه لأسم خديجه،إستنجاداً بها،أم خديجه،هى ما تشغل كل تفكيره لدرجة أنه نطق إسمها،بدل من سهر،
أغمضت عيناها،تشعر،بألم نفسى يفتك بعقلها،وألم طفيف بجسدها،بسبب تلك المُسكنات.
تنحنحت نوال قائله: هروح أوضة النوم أجيب غيار لسهر غير الى عليها،علشان زمانه،ريحته بنج،وأدويه من المستشفى.
نطق عمار سريعاً:خليكى مرتاحه جنب سهر،خديجه هتجيبلك الغيار.
فتحت سهر عيناها ونظرت لعمار الذى خرج،وخلفه خديجه،لابد أن يُخبرها ما حدث،ويصبرها،لتنتظر وقتاً آخر.
لكن كانت الحقيقه غير،ذالك،
حين دخلت خديجه وخلفها عمار،لترى دماء سهر بأرضية الغرفه،وعلى الفراش،للحظه أنفزعت قائله:لأ كويس أن الأستاذه نوال مجتش وشافت منظر الدم الى فى الأوضه ده،عالعموم هاخد غيار،لسهر أوديه لها،وأنزل لواحده،من الشغالات أقولها تجى تنضف الأوضه.
تحدث عمار:أنتى قولتى ان سهر وقعت امبارح فى المطبخ،أيه السبب.
ردت خديجه:مفيش سبب،زى ما قولتلك كده،كان زيت واقع على أرضية المطبخ،ويظهر سهر،مخدتش بالها،فأتزحلقت،بسبب كده.
رد عمار بسؤال:وأيه الى كان موقع زيت عالأرضيه؟
ردت خديجه:عادى،أوقات كتير،وأحنا بنطبخ بيوقع زيت،وأوقات الاكل نفسه،مفيش سبب،حتى الحاجه،فريال،قالت لها مش تاخدى بالك.
نظر عمار لخديجه،يقول:هى مرات عمى كانت بتطبخ معاكم.
ردت سهر:طبعاً،لأ،دى كانت داخله،تنظر،على الى بالمطبخ،حتى شدت مع سهر،بس سهر فرستها،بردها.
تحدث عمار:تمام،الدولاب أهو خدى  غيار،ل سهر،وديه للأستاذه نوال،وأنا كمان هاخد غيار،وهدخل الحمام أغير الهدوم الى عليا دى.
أخذت خديجه بعض الملابس لسهر وغادرت الغرفه،وكذالك أخذ عمار،ملابس له،لكن حين دخل الى الحمام المرافق للغرفه لم يستطع الدخول إليه،بسبب دماء سهر الموجوده،بأرضية الحمام،فأخذ ملابسه،وتوجه لحمام آخر بالشقه 
وقف،يفتح أزرار قميصةُ الملوث بدم سهر،حتى أن آثار دمائها قد نشفت على جلد صدره،
نزل أسفل المياه،، يغمض عيناه تعود به الذكريات تعصف بعقله
حين رأى سهر تنزف،رأى خديجه،وأيضاً،عادل،أبن عمه
تذكر قول خديجه أن زوحة عمه،كانت بالمطبخ،وقت وقوع سهر
ليعود بذاكراته،لطفل صغير لم يُكمل الثانيه عشر من عمره،،ظل بأصلاحية الاحداث ،لمدة شهران كذباً،بأتهام باطل بالقتل.
سرعان ما فتح عيناه،وأوصد المياه،وأرتدى ملابسه،وخرج من الحمام،عله يخرج،من تلك الذكريات العاصفه.
....
بينما بالاسفل قبل قليل
جذبت فريال يد 
عليا قائله:
قوليلينا أيه الى حصل.
ردت عليا:سهر كانت حامل،وسقطت.
ذُهلت،حكمت،ووضعت يدها على صدرها وشعرت بدوار،كادت تقع،لكن سندتها عليا،قائله:مرات عمى.
تمالكت حكمت نفسها،تشعر،بآلم بصدرها،وتدمعت عيناها قائله:أنا بخير،بس الصدمه،يعنى كان هيكون عندى حفيد،بس ربنا مأردش.
شعرت عليا بحزن،زوجة عمها،وقالت:ربنا يعوض عليهم يا مرات عمى،تعالى معايا أقيسلك الضغط.
آمنت حكمت على قولها،وسارت معها.
بينما رسمت فريال پسمة شماته،وفرح،وهى تتخيل مدى حزن عمار،لفقدان أول نبته له.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمساء
دخل عمار الى غرفة النوم الموجوده بها سهر بعد أن أستأذن،
نظر الى الفراش،رأى سهر مازالت نائمه،ونوال تجلس على أحد مقاعد الغرفه،تقرأ القرآن 
صدقت حين دخل.
تحدث عمار بهمس قائلاً:هى سهر لسه نايمه من وقت ما وصلنا.
ردت نوال: لأ صحيتها مره أخدت أدويتها ورجعت نامت تانى،وشويه كده،هصحيها،تاكل وتاخد أدويتها.
رد عمار:أنا موجود هنا،بالشقه أن أحتاجتى لأى شئ،تقدرى تنادينى.
تبسمت له نوال
لكن قبل أن ترد،رن جرس الباب.
نهضت نوال،
فقال عمار
خليكى وأنا هفتح.
ذهب عمار الى باب الشقه وفتح 
ليرى تهجم وجه يوسف،الذى قال:ربنا يعوض عليكم.
رد عمار:متشكر.
تخدث يوسف:فين سهر،وأزيها دلوقتى؟
رد عمار: كويسه، نايمه تقريباً،من وقت ما وصلنا،من المستشفى.
شعر يوسف بمدى حزن عمار،فهو جرب نفس الشعور،مرات سابقه،وكان من يخرجه من حزنه،ويعطيه الأمل هو عمار.
تنهد يوسف يقول:أنا مصدع أيه رأيك أعمل لينا قهوه نشربها،ونقعد ندردش سوا.
أماء عمار رأسه بموافقه،قائلاً:المطبخ عندك أهو.
ذهب يوسف للمطبخ،وقام بعمل القهوه،وحمل الصنيه،وقف ينظر بأستغراب،حين رأى باب شرفه كبيره بالشقه مفتوح.
توجه أليها.
وجد عمار،يقف يدخن.
وضع صنية القهوه،وأقترب من عمار،ووضع يده على كتفه،قائلاً:
حاسس بيك،إدعى ربنا يعوض عليكم،بالخير.
نفث عمار دخان سيجارته،يقول:
هتصدقنى،يا يوسف لو قولتلك،إنى مش مش زعلان إن سهر أجهضت الجنين ده.
تعجب يوسف!
ليكمل عمار قوله:لأنه كان هيبقى إبن إغتصاب،ودايماً كان هيفكرنى،أنى إغتصبت سهر،ليلة زفافنا،ومتأكد،أن سهر جواها نفس الأحساس ده.
تعجب،يوسف،يشعر،بقلب صديقه الذى وقع بالغرام لأول مره.
بينما هناك من سمع قول عمار،ليوسف،ليشعر،بالآسى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقتباس،أستفانيا روستى 
💐
كان عمار يجلس لجوارها، يقرأ بعد العقود، يُدقق ما بها، لاحظ نفخها، لأكثر، من مره، وهى تُقلب، بريموت الكنترول، بين القنوات، الى أن. أستقرت على أحد القنوات، وما هى الأ قناة، رقص شعبى، أشمئزت سهر، وسألت عقلها لما توقفت على تلك القناه، فعادت تُقلب، بالقنوات، لتجد فيلم لنجمه، إغراء شهيره، تقوم بالرقص، أيضاً، كانت ستعود للتقليب بالقنوات، لكن أمسك عمار، يدها قائلاً: خليكى عالفيلم ده،  فيلم مُسلى. 
نظرت له قائله: أنت شوفت الفيلم ده قبل كده؟ 
رد عمار  ببسمه: لأ، بس عندى فكره عن أفلام النجمه، دى، مميزه. 
سخرت منه قائله: مميزه، مميزه، بأيه، نفسى أعرف دى بتعجبكم وتجذبكم على أيه، شويه الدلع، والرقص، دى كل أفلامها تافهه، وبتعمد على جسمها، وياريت جسمها، مُغرى، ده كله نفخ، وعمليات تجميل، أكيد الى بيعجب الرجاله، هو،لبسها و رقصها، الخليع. 
أقترب عمار، منها، يلاصقها  بمكرقائلاً: طب، أيه رأيك ترقصيلى، وأنا أعرفك بعدها، أيه الى بيجذب  الرجاله ليها. 
نهضت سهر من جواره، قائله: وماله. 
ثم سارت 
ليتعجب عمار قائلاً: على فين يا سهر، مش هترقصيلى. 
ردت سهر  بسخريه: رايحه أتحزم، وأجيلك.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

بعد مرور عشرون يوماً.
مساءً
بمكتب يوسف الخاص،بالمحاماه.
رمى عمار بجسده على أحد مقاعد الغرفه،يشعر بإنهاك.
تبسم يوسف بمكر قائلاً:أيه أقول سلام يا رجوله
أستقام عمار بجلسته بالمقعد قائلاً:لأ أطمن،لسه الرجوله،موجوده،بس هلكان من الشغل الى مش بيخلص،غير أنى مسافر الصبح الفيوم،ورجعت فى نفس اليوم.
تبسم يوسف بمكر قائلاً:وأيه الى رجعك فى نفس اليوم كنت بات هناك فى المزرعه،وتعالى بكره،حتى الجو فى الفيوم دفا عن هنا فى المنصوره.
علم عمار،أن يوسف يتخابث عليه،ليقول ببسمه،:سيبك من رجوعى،عندى الاهم دلوقتى والى جيتلك مخصوص علشانه،قبل ما أرجع البيت.
تبسم يوسف يقول:وأيه المهم ده،الى يخليك تجيلى بدل ما تروح البيت تطمن على الناس الى فيه؟
رد عمار:بص بقى أنا وأنا فى الفيوم قابلت،حسام إبن اللواء ثابت هناك،وعرض عليا أشاركه،فى مشروع شركه لأستصلاح الاراضى.
رد يوسف:مش ده العرض الى سبق وعرضه عليك اللواء ثابت وقولت وافقت عليه مبدئياً
رد عمار:هو بس اللواء ثابت هيسلم كل شُغله لابنه،وهيرتاح هو،بيقول كبر،وكمان إبنه عنده فكر إقتصادى عنه،وكمان الحكومه،شارطه المشروع يكون بين عدد من الافراد،وانا فكرت أنك تدخل معانا شريك.
رد يوسف بعدم فهم: أدخل معاكم شريك ازاى،ومنين ما انت عارف البير وغطاه،أخوك 
المكتب نص قضاياه ل حقوق أهل البلد الغلابه،والقواضى التانيه اهى ممشيه الحال،أنا لو مش أنت،كان زمان مكتبى اتقفل ورجعت اشتغل مع المحامى الى كنت بدرب عنده قبل ما أفتح مكتبى ده فى شقة ماما،وكمان مصاريف علاج أسماء بعد كل مره بتجهض،غير أنها لو عرفت ان واحده اتاخرت فى الخلف وخلفت تجرى هى وأمى يسألوها عن الدكتور،وتروح له،على امل والمصاريف، مُكلفه جداً.
تبسم عمار يقول:ربنا يرزقك بالذريه الصالحه،وليه قاطعتنى قبل ما أخلص كلامى،
بص يا يوسف،الشركه أكيد هتبقى محتاجه مستشار قانونى خاص بيها،وانا واثق فى خبرتك،يعنى مفيش لا عقد بيع،ولا شراء انا بمضى عليه من غير ما تكون،أنت فاحصه،ومدققه كمان،،أنت دى هتبقى نسبتك فى الشركه،  لانك هتستلم الشئون القانونيه بدءً من إجراءات إنشاء الشركه نفسها.
فكر يوسف،لدقيقه،وتبسم.
تحدث عمار:وأيه سر البسمه دى بقى؟
رد يوسف:أصل لو عندى أخ من دمى مكنش هيفكر فيا كده،طول عمرك،كنت بتوقف جنبى،أنا وخديجه،لما جيت على نفسك وإتجوزتها وإنت شاب،صغير،وحميتها هى وولادها،تعرف،أنا أوقات كنت بتمنى،إن جوازك إنت وخديجه يتحول من جواز على ورق،لجواز فعلى،بس للأسف المشاعر بينكم مازادتش عن أخوه،وأنا أكتر واحد عارفك،يا عمار.
تبسم عمار،وهو ينظر له،تذكر حين كان تائه منذ أيام 
فلاشــــــــــــــــــــــ* باك
أحياناً كل ما تحتاج،إليه هو شخص،يسمعك فقط،حتى لو إنتقدك،ولامك على خطأ لم تكن لتعترف به 
هذا ما حدث،بالضبط 
نظر يوسف لعمار مذهولاً يقول: مش فاهم، يعنى إيه، إبن أغتصاب، وأغتصبت، سهر، ليلة زفافكم، فهمنى. 
جلس عمار على أحد المقاعد، يطفئ، سيجاره ويشعل أخرى، نفث، دخانها، بغضب شديد، قائلاً:سهر مكنتش موافقه على جوازها منى، وعندى يقين أنها فى كل مره بتسلمنى نفسها،خوف،لأغتصبها،مره تانيه.
تعجب يوسف قائلاً:بتقول إيه،ولما هى مكنتش موافقه على جوازها منها إزاى إتجوزتك.
رد عمار:معرفش إزاى،سبق وقولتلك إنها رفضتنى قدام بابا وعمى،بس تانى يوم وائل قال أنها وافقت،ومش بس ده الى حصل،
صمت عمار،ينفث دخان السيجاره
تعجب يوسف يقول:إيه تانى الى حصل!
سرد عمار ليوسف عن ذالك الخطاب الذى وقع بيده بين دعوات الزفاف، ومحتواه الذى أغاظه وقتها،وإحتراق الخطاب،دون قصد منه،وسماعه، لحديثها مع إبنة عمها بالمسجد يوم عقد القران،كل سبب فى معاملته لسهر بعنف ليلة زواجهم.
تعجب يوسف قائلاً  :  مش حتة جواب لقيته بين دعوات الزفاف، هو السبب، فى إنك، تغتصب سهر، بالطريقه، الى قولت عليها، كان فين عقلك، يا عمار، مش يمكن الجواب مكنتش هى الى كتباه،،لو مكنش الجواب إتحرق كان بسهوله تواجها  بالمحتوى الى قولت عليه، حتى لو سمعتها بتكلم بنت عمها، فى المسجد يوم كتب الكتاب مش يمكن فهمت غلط وقتها، واضح إن بنت عمها، كان عندها علم بالجواب ده، لأنك قولت إرتبكت لما سهر سألتها، وكمان قالت إن بنت عمها، كانت موافقه عالجوازه من الأول. 
رد عمار: معرفش أنا مفكرتش، حتى سهر، عصبتنى، ليلتها، بطريقة ردها عليا، كنت عاوز أكسرها قدامى، وأمتلكها بأى طريقه، كنت بنفس عن غضبى. 
تعجب يوسف قائلاً: أى غضب، 
صمت يوسف لثوانى ثم قال بمفاجئه: 
عمار إنت شوفت سهر، قبل ما نروح نسأل على وائل يوم أختفاء غدير؟ 
رد عمار: أيوا شوفتها كذا مره بالصدفه مرتين فى الطريق، ومره كنت فى فرح جنب، بيتكم،بس مكنتش أعرف هى بنت مين غير لما إتفاجئت بها يومها،قدامى،وطريقتها فى الرد عصبتنى. 
تبسم يوسف: وطبعاً  عجبتك ودخلت مزاجك، بس طبعاً  عمار زايد لازم ينكر ده. 
نظر عمار ليوسف بعدم فهم قائلاً: قصدك أيه؟ 
رد يوسف: أنت وقعت فى حب سهر  يا عمار
من أول ما شوفتها. 
تعجب عمار يقول: بتقول إيه، أكيد.... 
قاطعه يوسف قائلاً: 
أيوا حبيت سهر، بس غاظك أنها مبادلتكش نفس الشعور، فاكر لما قولتلى أنك مش ممانع تجوز، ظهور سهر، هو الى خلاك تاخد الخطوه دى، والأ ليه متجوزتش من سنين، كان قدامك البنات أشكال كتيره ،بس ظهور سهر كان دافع أنك تاخد الخطوه دى،بس فوجئت بسهر مكنتش عاوزاك،غرورك إتحكم فيك،وطبعاً،إزاى عمار زايد،واحده ترفضه،أنا وإنت عارفين،أن غدير،لو كنت إتقدمت لها كانت هتوافق، بس هى كانت عاوزاك إنت الى تطلبها مش،يفرضوها عليك،وكمان إقتراح البدل كان فرصه جاتلك،حسبتها فى دماغك كده،بس إنت كنت عاوز سهر،بالذات،وناوى عليها،لأن لو مكنتش سهر،فى الموضوع مكنتش هتتجوز،بنت عمها،لانها مش فى دماغك،أصلاً،بس سهر كانت،شغلت عقلك،وكمان فى سبب تانى،حكاية فرق السن بينك وبين سهر خمستاشر سنه،مش شويه،إنت مفكر إن عقلها صغير،بالنسبه لك،
نفث عمار،دخان سيجارته،بنظر ل يوسف،بتفهم ،يوسف أظهر الحقيقه أمام عيناه،واضحه،حقيقة مشاعرهُ،هو حقاً،أحب سهر،دون عن باقى النساء الآتى قابلهن بحياته.
تبسم يوسف قائلاً: تعرف أنى صدقت كلمة السعيد فى المال تعيس فى الحب، الحب مش حسبة، مكسب وخساره  يا عمار،الحب إحساس بيدخل للقلب،بيلغى كل الحسابات 
إنت تاجر شاطر،بس فى المشاعر لسه تلميذ بيدأ  يتعلم أول حروف العشق 
عاد عمار،من تذكره لتلك الليله،التى كشف يوسف له حقيقة مشاعره لسهر أمامه.
باكـــــــــــــــــ*
نهض عمار واقفاً يقول: فكر فى عرضى،ومستنى موافقتك،سلام انا بقى،إبقى سلملى على أسماء،وكمان حماتى.
نهض يوسف قائلاً:خلاص بقى مبقتش حماتك،الأستاذه نوال هى حماتك،دلوقتي،إكسب،رضاها،بس انا شايف أنك كسبانه من زمان،يلا،ربنا يهنيك،وسلملى على سهر،وخديجه وولادها،قال يوسف هذا ونظر لساعة يدهُ قائلاً بس معتقدش خديجه وولادها هيبقوا صاحين لدلوقتي،الساعه قربت على حداشر وربع،وولادها عندهم مدارس،بس ممكن تروح تلاقى سهر منتظراك،لو كنت بلغتها أنك على وصول،وأنت جاى فى السكه.
تبسم عمار وتهرب كن الرد يقول: تصبح على خير.
قال عمار هذا وغادر 
نظر يوسف فى أثرهُ مبتسماً،يتمنى له السعاده.
........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل عطوه بشقة وائل.
كانت غدير،تجلس على فراش غرفة النوم 
تاره تقلب،بقنوات التلفاز،وتاره أخرى بين مواقع النت على الهاتف،
بسأم وضجر 
الى أن سمعت صوت فتح باب الشقه.
نهضت سريعاً،وتوجهة الى الخارج،رأت دخول وائل منهكاً من العمل،وقالت بسخط:
أيه الى آخرك كده،أكيد كنت عند مامتك،لازم تمضى عندها حضور قبل ما تطلع هنا.
رد وائل،بإنهاك:أنا مشوفتش ماما من إمبارح،وأكيد زمانها نايمه دلوقتي،أنا يادوب راجع من مركز الصيانه،كان عندنا صيانه،لأجهزه كتير،و لازم تتسلم  الأجهزه دى فى ميعادها علشان سمعة ومصداقيه المركز،من فضلك سيبينى أخد حمام يفُك جسمى كله حاسس أنه متشنج،وياريت تحضرى لى عشا لانى متغديتش،على فطورى من الصبح.
ردت غدير:ليه هو الشغل فى المركز،كتير كده دايماً،نفس الموال كل يوم تقريباً.
رد وائل:مش مركز صيانه تابع لشركه أجهزه كهربائيه كبيره وليها سمعتها فى البلد،فلازم تحافظ على،خدمة العملاء بتوعها.
نظرت له غدير قائله:طب على ما تاخد حمام،هكون حضرتلك عشا.
بعد قليل إنتهى وائل من العشاء،وذهب الى غرفة النوم،وتسطح على الفراش،يشعر،بالأجهاد 
بينما ذهبت غدير،للمطبخ تعيد بقايا العشاء،ثم دخلت الى غرفة النوم،رأت وائل متسطح على الفراش، يُغمض عيناه
فقالت له:وائل إنت نمت،ولا أيه .
رد وائل:لأ ليه.
ردت غدير:كنت عاوزه أتكلم معاك شويه.
رد وائل:بعدين أنا مش قادر محتاج أنام وأريح جسمى،أنا هلكان طول اليوم من مركز الصيانه،لبيوت بعض العملا،بصلح لهم فى أجهزتهم .
ردت غدير:ما الموضوع الى عاوزك أكلمك فيه،يخص كده وكمان فى مفاجئه عاوزه أقولك عليها.
نهض وائل،يقول،بإجهاد:خير،يا غدير.
ردت غدير:خير،هقولك أنا عارفه أن مامتك وارثه قراطين مبانى قريبين من السكه الرئيسيه بالبلد،مظبوط.
رد وائل مظبوط،بانيه بيت على قيراط من تلات أدوار،خلاف الدور الارضى جراچات،ومأجراه،شقق،لكذا دكتور،والدور الارضى،فيه كذا محل،بس بتسألى ليه؟ 
ردت غدير: وطبعاً،أنت لوحدك ليك قيراط من الاتنين دول ميراثك منها فلازم تخليها تكتب القيراط ده بأسمك .
نظر وائل،متعجباً يقول:بتقولى أيه،ماما لسه عايشه ربنا يديها طولة العمر،عاوزانى أورثها وهى على قيد الحياه.
ردت غدير سريعاً،بكذب:مش قصدى،ربنا يديها العمر و يديم عليها الصحه،فهمتنى غلط،وأنا بدور على راحتك ومصلحتك،بس هوضحلك،
بص بقى 
أنا شيفاك كده هلكان فى شغل مركز الصيانه،وفى الاخر المرتب الى بتاخده،لو بتشرب سجاير مش هيقضيك،وإحنا داخلين على مسؤليات،وهنحتاج مصاريف كتير،ولازم نفكر فى المسؤليات دى،وأنا فكرت،وعقلى أرشدنى،أحنا ليه منفتحش معرض بيع أجهزه كهربائيه،هنا فى البلد تقريباً مفيش أى حد بيبعها،الكل بينزل يشترى من المحلات سواء فى المنصوره،او المراكز الى حوالينا،وكمان معظم القرى الى حوالينا نفس الشئ،فأحنا لو فتحنا المعرض ده،هنكسب الزباين دول.
تعجب وائل يقول:برضوا مش فاهم قصدك،ومعرض أيه الى هنفتحه،إنتى عارفه تكاليف المعرض ده قد أيه،هو محل كشرى،ده محل أدوات كهربائيه،يعنى الجهاز لوحده بالسعر الفلانى.
ردت غدير:إنت الى مش فاهمنى بس هبسطهالك،بص بقى 
أحنا محتاجين مكان للمعرض  ده يكون على مورد، وقدامه سكه واسعه وقريب من الطريق، و أرض مامتك، فيها المميزات دى،إنما الأجهزه،أمرها محلول بسهوله.
رد وائل:طيب هنجيب تمن الاجهزه الى محلول أمرها بسهوله دى منين،أنا القرشين الى كانوا معايا إتصرفوا عالعفش،والجواز.
ردت غدير:من بابا،أكيد مش هيمانع،لو طلبت منه،بس لازم يكون عنده ضمان،قبل ما يوافق.
نظر لها وائل قائلاً،بأستعلام:وأيه بقى الضمان ده؟
ردت غدير:الارض الى هيكون عليها المعرض ده،تكون بأسمك،ما هو مقدرش أطلب منه،يدينى الفلوس،وانا مش ضامنه،أن أرضية المعرض مش بأسمك.
تعجب وائل يقول:قصدك،،،،
ردت غدير سريعاً:آه زى ما فهمت قصدى،أن مامتك تكتبلك القيراط التانى،بأسمك وقتها أنا أكلم بابا،وأخد منه الفلوس،ونبقى شركاء،أنت بأرض المعرض،وأنا بتمن الأجهزه،ووقتها مش هتبقى محتاج،تشتغل فى مركز الصيانه من تانى،وهتبقى شريك فى معرض أجهزه كهربائيه،وتبقى واحد من  الموزعين  للشركه الى تابع لها مركز الصيانه.
لمعت الفكره فى عقل وائل،كذالك تخيل نفسه،وهو يقف بذالك المعرض، يبيع ويشترى،لحسابه الخاص،تبسم بتلقائيه،
لاحظت غدير بسمته،لتبتسم بمكر هى الأخرى،فالفكره ليست فكرتها فهى فكرت هيام التى قالتها لها،لكن ليس،بهذا الشكل،هى عرضت ألاوض فقط،دون ذكر تسجيلها بأسم وائل،لكن غدير،فكرت لما لا تكون أكثر ضماناً.
نظر وائل ل غدير يقول:من بكره هقول لماما،على الأرض وهطلب منها تسجيلها بأسمى،متأكد ماما مش 
هتمانع،طالما المعرض فيه راحتى.
تبسمت غدير بخبث قائله:وأنا اول ما حماتى تسجلك الارض هكلم ماما تقول لبابا فوراً،لازم 
يكون فى إيدينا ضمان قدام بابا.
تبسم  وائل بموافقه،يقول،بتذكر،أنتى قولتيلى عندك مفاجاه أيه هى،ولا تكون فكرة المعرض هى المفاجأة؟
ردت غدير:لأ مش هى،بصراحه فى مفاجأة،انا أتأكدت منها النهارده بعد ما روحت الشغل،بصراحه كده أنا كان بقالى كام يوم متلخبطه ومزاجى بيتغير،بسرعه،وكمان نفسى مسدوده عن الآكل وأن آكلت الأكل مش بيستنى فى معدتى،وجالى شك فى ده،وقطعت الشك باليقين وروحت للصيدليه،وجبت إختبار حمل وعملته،وطلع إيجابي،وكمان زيادة تأكيد روحت لدكتورة النسا،وأكدتلى أنى حامل فى حوالى اربعين يوم.
فرح وائل كثيراً وأحتضنها يقول بسعاده:  مبروك يا حبيبتي،أنا الصبح هقول لماما وكمان باقى العيله هيفرحوا قوى،بالذات تيتا.
تحدثت غدير قائله:لأ مش لازم حد يعرف،بالخبر ده دلوقتى،متنساش،أن سهر مبقلهاش وقت سقطانه،وممكن يزعلوا،وأنا كمان مش هقول لحد من عيلتى،بالذات أسماء،علشان بتحمل وتسقط ممكن تزعل،لو عرفت أنى حامل،وهخلف قبلها.
حضنها وائل،يقول:براحتك يا حبيبتي، بس انا سعيد قوى،وواضح أن الحمل ده هيبقى وش الخير علينا..
تبسمت غدير،تفكر فهى حصلت على وائل بمبادلة زواج،وبدأت تجنى،السعاده،فقريباً،سيصبح وائل مثل عمار،بعد أن يصير صاحب معرض أجهزه كهربائيه،كبير،وأيضاً،ستصبح أماً، قبل أن ينجب هو ً،أما هو لم يكن يريدها،ليقع بسهر التى أُجهض حملها فى مهده.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زايد 
بشقة سهر،
بغرفة النوم
كانت سهر نائمه على ظهرها  
جفاها النوم وهى تنظر عمار،الذى هاتفها قبل ساعتين،يخبرها أنه على مشارف البلده عائداً من الفيوم،لكن،لما تأخر الوقت أصبح منتصف الليل،شرد ذهنها،أيكون حدث له شئ سئ بالطريق،نهضت تنفض عن رأسها تفكيرها السئ،وأتت بهاتفها من على طاوله جوار الفراش،فتحت الهاتف،وفكرت أن تهاتفه تعلم لما تأخر،لكن تراجعت،بدون سبب،عادت تفكر تهاتفه،لكن تراجعت حين سمعت صوت سيارته،دخلت الى فناء المنزل.
نهضت من على الفراش سريعاً،وتوجهت الى باب شرفة الغرفه،أزاحت الستائر قليلاً،تنظر من خلف الزجاج،الى دخول عمار الى المنزل،تنهدت بأطمئنان،لكن خشيت أن يكون رأها،فتركت الستائر،وعادت سريعاً الى الفراش تتسطح عليه،
أغلقت هاتفها،ووضعته محله،ثم أظلمت الغرفه،الأ من ضوء خافت،جذبت غطاء الفراش عليها وأغمضت عيناها،لاتريدهُ،أن يعرف،أنها كانت مستيقظه،لهذا الوقت تنتظر عودته.
بينما عمار،رف قلبه حين نزل من السياره ورفع رأسه،لشرفة الشقه،رأى تسرب بعض الضوء من الباب الزجاجى،ربما لم يرى سهر،لكن تسريب الضوء كان واضح،وسرعان ما تعتمت الشرفه،مره أخرى،
تبسم بشوق،كان يقطع درجات السلم بتلهف،لرؤيتها،كى يضمها بين يديه،لكن 
حين فتح باب الشقه تفاجئ بعتمتها،إلا من  أحد الأنوار المصحوبه بباب الشقه التى تضئ  تلقائيًا،وقت فتح باب الشقه 
توجه مباشرةً،الى غرفة النوم،وجد إضاءه خافته،وسهر نائمه على الفراش،عليها الغطاء،لاحظ،إرتفاع وإنخفاض أنفاسها،من تحت الغطاء،كم ود أن يُوقظها،لكن،لن يُزعجها،توجه الى الحمام،
ليخرج بعد قليل،توجه الى الفراش،أزاح الغطاء قليلاً،وتسطح على الفراش،وجهه،ينظر ناحية،سهر التى،لاحظ أنها تبربش بأهدابها،وضع يدهُ على وجنة سهر،يتلمس نعومتها،وأقرب منها،يستنشق من أنفاسها منتشياً،يُغمض عيناه،للحظات 
فتحت سهر عيناها،فى لحظه،نظرت لوجهه،وتبسمت،ثم أغمضت عيناها،لتذهب الى سُبات هانئ،وهو الى جوارها،وهو لم يكن أقل منها،شعر بهناء،وهو ينام الى جوارها،كان  يتأمل ملامحها،الى أن غلبه النُعاس.
...............ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ، بمنزل يوسف 
أحياناً،عله تشعرك بسوء الظن 
هذا ما حدث،بالفعل
حين نهض يوسف من جوار،أسماء،وتركها وحدها بالفراش،
وخرج الى خارج الغرفه،متوجهاً،الى المطبخ 
يقوم بعمل قهوه،له،ثم جلس على طاولة المطبخ يحتسيها،برويه يفكر،فى عرض عمار عليه أن يصبح الشريك الثالث،بتلك الشركه،فرصه كبيره له، ستدفع بأسمه للأمام،وعائد مادى كبير،بالمستقبل،
تنهد يوسف بصوت مسموع.
ليسمع من خلفه:أيه الى مسهرك كده،وأيه سبب التنهيده الكبيره دى؟ 
نظر خلفه،رأى أسماء تزم طرفى،ذالك المئزر الثقيل عليها.
تبسم بود يقول: مفيش أيه الى صحاكى،دلوقتى.
ردت أسماء:أبداً بتقلب،حطيت ايدى لقيت مكانك خالى،وبارد إستغربت،بس أيه الى مسهرك قوى كده وخلاك تسيب السرير،وتجى لهنا تشرب قهوه،بعد نص الليل.
تبسم يوسف وهو ينهض،تاركاً القهوه،وتوجه الى مكان وقوف أسماء،أمام باب المطبخ،وضمها بين يديه، ينحنى يُقبل  عنقها بشوق قائلاً:كنت مشتاقلك،ولما طلعت ولقيتك نايمه،مرضتش أصحيكى.
رفعت وجهها لتتلاقى عيناها مع عيني يوسف،رأت نظرة العشق الذى دائماً يخصها،بها،ليأخدها الى الغرفه يغدقها،بعشقه لبعض الوقت،يتنحنى عنها،ويجذبها لتبقى براسها على صدره،
تنهدت أسماء قائله:أنا بحبك يا يوسف،لو فى يوم من الأيام،ربنا مأرادش يكون عندنا ولاد بلاش تعمل زى عمار،وتجيبلى ضره،قولى وقتها وأنا هنسحب من حياتك بهدوء.
رفع عمار وجه أسماء،ينظر لها بذهول قائلاً:بتقولى أيه يا أسماء،أكيد مش فى وعيك.
نزلت دمعة أسماء قائله:لأ فى وعيي،يا يوسف،ده حقك،عمار،أتجوز علشان يكون عنده ولاد يشيلوا أسمه،وأنت كمان ممكن فى يوم تعمل،زيه،وألا أيه سبب الحيره الى مسهراك لدلوقتي؟
بعد يوسف أسماء عنه،ونهض من على الفراش،وأرتدى ملابسه،بصمت،وكاد أن يخرج من الغرفه،لكن وقف على صوت بكاء أسماء الذى يخلع قلبه من محله،عاد مره أخرى،وجلس جوارها على الفراش،يقول:وأيه سبب الدموع دى بقى دلوقتي.
ردت أسماء: مفيش 
تعجب يوسف وهو يقترب منها،وجفف دموعها بيديه قائلاً:أقولك انا سبب الدموع دى،سببها عكننة،ستات مصريه أصيله،أسماء،أنتى عارفه أنى بحبك من زمان،وحاربت علشان أفوز بيكى،يبقى مش علشان موضوع الخلف ده هضحى بيكى،أسماء،أنتى رفيقة حياتى الوحيده،وأنا مش عمار ولا أنا فى نفس ظروفه،عمار متحوزش على خديجه،علشان يخلف،ويبقى أب،زى الكل ما مفكر كده،فى سببين خلوا عمار يتجوز،تانى.
ردت أسماء:وأيه هما السببين دول.
رد يوسف:أولا،عمار،حب سهر،بالصدفه،والسبب التانى،عمار،وخديجه عمرهم ما كانوا،أزواج،ولا هيكونوا فى المستقبل.
تعجبت أسماء قائله:مش فاهمه،قصدك أيه؟
رد يوسف:مش فاهمه،ولا مش مستوعبه،عالعموم هفسرلك الموضوع،ببساطه،خديجه،وعمار أتفقوا،يكون جوازهم على ورق من البدايه،إرضاءً لجد عمار،وقتها،وفضل الوضع بينهم،كده،حتى عمار،كان بينام فى أوضه،لوحده،بشقة خديجه،وعمره ما دخل أوضة نومها،كنت مفكر أن ده ممكن يحصل فى البدايه ومع الوقت بندمجوا،بس،القلوب محدش يقدر،يسيطر،عليها،فضل نفس الأحساس ملازم الاتنين،ولما ظهرت سهر،فى حياة عمار،بدأت تحتل تفكيره،وأتجوزها،مشاعره كلها إتحركت ل سهر مع الوقت،تقدرى تقوليلى سبب أن مشاعر عمار طول السنين الى فاتت متحركتش إتجاه خديجه،وأول ما اتجوز سهر،إستحوذت على مشاعره،عارفه ليه؟
صمتت أسماء بذهول من ما تسمعه من يوسف.
تبسم يوسف،على نظرة الذهول التى رأها بعين،أسماء.
فأجاب وهو يشير نحو قلب أسماء قائلاً:  
بسبب ده،ده شاف خديجه طول الوقت مش أكتر من أخت،بس سهر،العشق الى إتسرسب لقلبه بدون غصب أو مجامله لصديق عمره.
ردت أسماء:دلوقتي فهمت ليه خديجه عمرها ما مامنعت أن عمار يتجوز غيرها،بس أزاى قدروا يخدعوا العيله الوقت ده كله،وأزاى متحولتش مشاعرهم،مع الوقت بسبب قربهم،ووجودهم فى مكان واحد.
رد يوسف:دى حاجه إسمها تألُف القلوب،القلب،دايماً بيبحث،عن وليفه،وده الى حصل مع عمار،وخديجه،بس أنا ليا عندك رجاء يا أسماء،بلاش حد غيرنا يعرف بالكلام ده، لأن عمار أأتمنى على سرهُ هو خديجه،من زمان،وعلى ما أعتقد،أن قريب جداً عمار بنفسه هيفشى السر ده  وينهيه   قدام العيله.
ردت أسماء:قصدك أيه،أن عمار ممكن يطلق خديجه!
رد يوسف:وارد جداً.
تعجبت أسماء قائله:بس ده ممكن يسبب مشاكل،فى العيله،بابا وعمى ممكن يعترضوا.
رد يوسف:دى حياة عمار،وهو الوحيد الى لازم يقرر يعيشها إزاى،زمان إستسلم لقرار جدهُ وقبل بالجواز من خديجه،وكلنا كنا عارفين إن عمار،لازم هيكون له زوجه تانيه فى يوم من الأيام،وعمى،والحاج مهدى،مش هيقدروا يجبروا عمار،على شئ،وهيرضخوا للأمر الواقع،وكده كده خديجه،كل همها،ولادها ميتحرموش من خير،أبوهم كان سبب،رئيسى فيه،وكمان يتربوا فى حضن أهلهم.
تبسمت أسماء قائله:متخافش يا يوسف،أنت قولتلى سر،عمرى ما أبوح بيه،بس مش هتقولى سبب لسهرك لحد دلوقتي حاسه فى سبب تانى؟
رد يوسف: فعلاً فى سبب تانى،هقولك حتى علشان يمكن تساعدينى أخد قرار،
سرد لها يوسف طلب عمار منه مشاركته،فى شركته الجديده 
نظرت أسماء له حائره وخائفه بنفس الوقت،ولكن قالت:العرض مغرى جداً،وكمان تستحقه،رأيي انك توافق،وبلاش تفكير كتير، وتجى تنام،وبلاش سهر،لان عندك محكمه الصبح،وقضايا لازم تكون مركز فيها.
تبسم يوسف لأسماء،فهى اراحت عقله من تفكير كان من الممكن أن يجعله ساهداً طوال الليل
أحتضنها يوسف بود وقبل عنقها،قائلاً:زى ما عكننتى عليا،لازم تدفعى تمن العكننه دى  قال هذا،وبدأ فى تقبيلها،بنعومه،لتذهب معه للعشق،لكن قلبها خائف،فهناك بعض الرجال يفسدهم كثرة المال،وهى لديها نقطة ضعف..
........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصباح اليوم التالى.
دخلت خديجه الى غرفة أحمد،وجدته يجلس يتحدث عبر،الابتوب مع مازن،فأبتسمت قائله:زى كل يوم لازم أدخل القاك بتكلم مازن،قبل ما تروحوا،للمدرسه،وافضل أقول الوقت،بعد كده أبقوا اتكلموا،بوقت تانى،يكون فاضى،خلينى أصبح على مازن،وبعدها، تنزل بسرعه تفطر علشان تلحق باص المدرسه 
تنحى أحمد قليلا من أمام الابتوب،لتقف خديجه قائله:صباح الخير،يا مازن،قولى أخبارك أيه؟
رد مازن بود 
صباح النور،يا طنط خديجه،أنا الحمد لله كويس.
نطق مازن لأسم خديجه،لفت مسمع،ذالك الذى دخل الى الغرفه،فأسرع وتوجه الى مكان جلوس طفله،وتحدث،سريعاً:أزيك يا مدام خديجه،أخبار،ولادك أيه؟
ردت خديجه:الحمد لله،وحضرتك تمام؟
رد حسام:الحمد لله،عمار كان هنا أمبارح.
ردت خديجه:أه قالى.
رد حسام:إحتمال كبير عمار الفتره الجايه يجى لهنا،ونتقابل كتير،لان هيبقى بينا مشروع،مشترك،أتمنى أقابلك.
شعر حسام انه تسرع بقوله هذا،فقال بمهادنه،قصدى أتمنى مازن،وأحمد يتقابلوا هما نفسهم،يتقابلوا تانى،ويقعدوا مع بعض مع من خلال شاشات تليفون او لابتوب.
شعرت خديجه،بهزه فى قلبها،حين سمعت قوله،لكن بعدت هذا الشعور مستحيل،وقالت،فى الأجازه،يتقابلوا،دلوقتي،لازم يلتزموا الاتنين بمذاكرتهم،ودروسهم،مش مركز فى دروسك يا مازن.
رد حسام:تعرفى إن مازن،رجع من تانى،يخب الدراسه،ويذاكر،دروسه لما أتعرف على أحمد،من الواضح أن أحمد الى شجعه.
ردت خديجه:نفس الى حصل مع أحمد،يعنى الدراسه مبقلهاش شهر،راجعه من تانى،ودرجات أحمد عليت،واضح أنهم بيشجعوا بعض،ربنا يوفقهم الاتنين،هستأذن انا لازم أنزل أحضر الفطور، ولانش بوكس،لاحمد وكمان لمنى،وكفايه كده بقى،علشان وقت الباص يلا يا مازن سلام،فى رعاية الله .
تبسم حسام، يتنهد بسعاده،لكن تذكر أن خديجه،على ذمة رجل أخر،وهذا الشعور،ليس من حقه.
بينما خديجه:خرجت من الغرفه،ووقفت أمام باب الغرفه،هناك شعور،قديم يصحوا بداخلها،ظنت أنه دُفن مع الماضى،لكن لا،لن يصحو من جديد،فسارت مره أخرى تنزل لأسفل،تقوم بواجبها الاول كأم.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
وضعت سهر تلك الصنيه،على طاوله أمام عمار،قائله:
الشغاله الى تحت قالت أنك طلبت منها قهوه،عملتها وأنا طلعت بها،أتفضل،بس الوقت بدأ يتأخر القهوه مش هتنيمك.
رد عمار قائلاً:لأ مش هنام دلوقتي،عندى شوية عقود براجعها.
جلست سهر،بالقرب منه على أريكه،بغرفة المعيشه،تشعر بسام،فقامت بفتح التلفاز
تنظر بين الحين والأخر لعمار.
الذى يجلس لجوارها، يقرأ بعد العقود، يُدقق ما بها، لاحظ نفخها، لأكثر، من مره، وهى تُقلب، بريموت الكنترول، بين القنوات، الى أن. أستقرت على أحد القنوات، وما هى الأ قناة، رقص شعبى، أشمئزت سهر، وسألت عقلها لما توقفت على تلك القناه، فعادت تُقلب، بالقنوات، لتجد فيلم لنجمه، إغراء شهيره، تقوم بالرقص، أيضاً، كانت ستعود للتقليب بالقنوات، لكن أمسك عمار، يدها قائلاً: خليكى عالفيلم ده،  فيلم مُسلى. 
نظرت له قائله: أنت شوفت الفيلم ده قبل كده؟ 
رد عمار  ببسمه: لأ، بس عندى فكره عن أفلام النجمه، دى، مميزه. 
سخرت منه قائله: مميزه، مميزه، بأيه، نفسى أعرف دى بتعجبكم وتجذبكم على أيه، شويه الدلع، والرقص، دى كل أفلامها تافهه، وبتعمد على جسمها، وياريت جسمها، مُغرى، ده كله نفخ، وعمليات تجميل، أكيد الى بيعجب الرجاله، هو،لبسها و رقصها، الخليع. 
أقترب عمار، منها، يلاصقها  بمكرقائلاً: طب، أيه رأيك ترقصيلى، وأنا أعرفك بعدها، أيه الى بيجذب  الرجاله ليها. 
نهضت سهر من جواره، قائله: وماله. 
ثم سارت 
ليتعجب عمار قائلاً: على فين يا سهر، مش هترقصيلى. 
ردت سهر  بسخريه: رايحه أتحزم، وأجيلك.
ضحك عمار،وترك الأوراق التى كانت بين يديه،ونهض سريعاً خلف سهر،وحملها من الخلف،يرفع قدميها عن الأرض،
قالت سهر بخضه،سيبنى يا عمار.
رد عمار:مش هسيبك قبل ما ترقصيلى،
ردت سهر:مش بعرف أرقص،سيبنى أنا مصدعه،وهدخل أنام وكمل أنت شغلك.
تحدث عمار:وأيه سبب الصداع ده،عاوز أعرف 
حاولت سهر فك يديه من حولها،تتملص من بين يديه،لكن كان عمار دخل بها الى غرفة النوم،وضعها بالفراش،وقبل أن ترد عليه،فاجئها بقبله متشوقه،للحظه حاولت سهر المعارضه،لكن أندمجت معه،ليترك شفاها 
وهو يعتليها على الفراش،
لتنظر له سهر قائله:عمار، التيرم التانى فى الدراسه بدأ،بقاله كذا أسبوع،وأنا مروحتش الجامعه،لازم أروح علشان أحجز الكتب،وكمان بشعر بملل طول اليوم،فى البيت.
رد عمار قائلاً:تمام،روحى.
تبسمت سهر له 
وضع عمار،يدهُ يملس على وجنتي،سهر قائلاً:
أنتى حلوه قوى يا سهر،
قال هذا وختم قوله،يضع شفاها على شفتيها،يأخذ من رحيق أنفاسها،عسلاً،
شاركته سهر قطف هذا العسل،عقلها يفكر،كان أستسلامها له سابقاً،خوفاً،أما الآن فهو مكافأه،له على قبوله،ذهابها الى الجامعه. 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

إتكئت سهر على بعض وسائد الفراش،وتمددت نصف نائمه ثم
وضعت سهر الهاتف على أذنها،تستمع الى تلك التى تمزح معها بالحديث قائله:
ندله يا سهر،بقالى مده كنت بتصل وببعتلك رسايل مش بتردى عليا غير بإختصار عاارسايل ومفكرتيش مره تردى على إتصالاتى،إيه البحر الأحمر نساكى ليا،أنا والله لما لقيت مكالمه منك فكرت مردش عليكى،بس قلبى بقى،وكمان علشان أعرف إيه فى البحر الأحمر،نساكى ليا أنا والواد حازم،كمان مكنتيش بتردى عليه،لا رسايل ولا إتصالات،قوليلى،البحر الأحمر،حلو قوى كده،بينسى الواحد أصحابه،علشان أفكر أقضى الهانى مون فى البحر الأحمر،أهو أنسى لخطيبى سنين الشقى،الراجل شقيان فى السعوديه،بيدرس وبيدى دروس خصوصيه،هلكان يا عين أمه،علشان نتأهل بقى. 
تبسمت سهر قائله:بطلى هزارك ده بقى وخلينا نتكلم جد أنا جايه الجامعه بكره،وسبق وكنت قولتلك أحجزلى الكتب،معاكى،يا ترى حجزتى ولا نسيتى زى العاده.
قالت صفيه بفرحه:أيه ده بجد خلاص،زهقتى من القاعده فى البحر الأحمر وهترجعى للمنصوره انا قولت هتفصلى هناك لحد الإمتحانات،بس متقلقيش،حجزتلك ودفعت كمان،عربون،تجبيه معاكى بكره،أه دى فلوس الراجل الشقيان فى السعودية،والمثل بيقول جامل صاحبك فى كل حاجه الأ الفلوس .
تبسمت سهر قائله:عارفه إنك ماديه،متخافيش،هجيبهملك،معايا،ومتنسيش تجبيلى معاكى محاضرات الأسابيع الى فاتت. 
تبسمت صفيه قائلهاستنى معايا جرس الباب بيرن هشوف مين وارجعلك،
بعد لحظات عادت صفيه تتحدث قائله :أيه ده الواد حازم، جه عندنا،يظهر قلبه حاسس،أنك هتكلمينى،الواد ده،مُرزق،خدى كلميه.
توترت سهر وكانت ستنهى حديثها،لكن قول حازم،جعلها ترد حين قال بلهفه:
سهر إزيك،أخبارك إيه،بطلبك ليه مش بتردى عليا.
ردت سهر بإقتضاب:أنا كويسه الحمد لله أخبارك إنت إيه،يا حازم ؟
رد حازم:انا الحمد لله،بس أنتى وحشتينى،قصدى يعنى،إنك طولتى فى الغيبه فى البحر الأحمر هترجعى إمتى؟
قبل أن ترد سهر،فوجئت بدخول عمار الى غرفة النوم،فأعتدلت فى جلستها،وإرتبكت قائله:أنا جايه بكره الجامعه،نتقابل هناك،وسلملى على صفيه،وقولها متنساش تجيب معاها المحاضرات الى فاتتنى،سلام.
أغلقت سهر الهاتف،قبل أن يرد حازم عليها،
ثم نهضت من على الفراش،ووضعت الهاتف،على طاوله جوار الفراش،بصمت.
تحدث عمار يقول:هتروحى بكره للجامعه؟
ردت سهر:أيوا،أنا سبق وقولتلك،وقولتلى روحى،ولا غيرت رأيك؟
رد عمار:لأ مغيرتش رأيى بس بسأل مش أكتر،لأنى لاحظتك وانا داخل بتتكلمى،مع شاب.
ردت سهر:ده حازم زميلى فى الجامعه،وأنا مكنتش بتكلم معاه،كنت بتكلم مع صفيه،صاحبتى،تبقى بنت عمته،وهو كان عندها،وقال يسلم عليا.
رد عمار بغيره مستتره:إنتى بتكلمي شباب فى الجامعه؟
ردت سهر:أكيد بكلم شباب،زمايلى فى الجامعه،فى حدود الزماله مش أكتر،من كده،يا ترى لسه فى أسئله تانيه؟
شعر  عمار بالغيره،لكن سهم لثوانى يتطلع لوجهها،ثم قال:على فكره أنا مسافر،بكره للفيوم،أنا ويوسف   ويمكن أفضل هناك كم يوم .
لا تعرف لما شعرت سهر بهزه فى قلبها،وهو يخبرها أنه سيغيب عنها،لكذا يوم،
لا تعرف لما حشرج صوتها،وهى تقول:
كم يوم وليه؟
رد عمار: معرفش هفضل كام يوم عندى هناك مشكله فى المزرعه دى،وكمان عندى،شغل تانى لازم يخلص،وهياخد كذا يوم .
ردت سهر:ربنا يوفقك،فى شغلك،وتتحل المشكله
كانت عيناهم منصبه على بعضهم بشوق،
شعرت سهر بقشعريره من نظرات عمار لها،خجلت من نظرة عيناها فقالت هاربه:
أنا حضرتلك الحمام من شويه.
مازالت عيناه عليها،رأى تنحى عيناها عن النظر إليه،قال:متشكر،أنا فعلاً محتاج أخد دُش،يريح جسمى.
رفعت عيناها تنظر له دون رد،
تتلاقى العيون،يُصدر العقل،إشارات للقلب،تمهل،نبضك قليلاً،تكاد تخرج من بين أضلُعى،قطع النظرات،صوت رساله لهاتف عمار.
عادت سهر لوعيهها خجله،من نظرات عمار،توجهت الى الفراش،
عاد عمار هو الأخر،يرى شاشة الهاتف،وفتحه،وكانت الرساله من يوسف يؤكد عليه موعد الرحيل صباحاً،
قرأ عمار محتوى الرساله،وتوجه يضع الهاتف على طاوله جوار الفراش،ثم توجه الى الحمام 
وقف أسفل المياه مُغمض العينان،طيف سهر،بخياله،شعور،لا بدايه له ولا يعلم له نهايه،أيعترف لها بمكنون قلبه،وحقيقة زواجه من خديجه،ويزيح تلك العقبه بينهم،أم يظل محتفظ بالسر،خشيه تكذيب سهر له،فعقل كعقل سهر،لن تصدق،لو قال لها أنها الوحيده التى إستحوذت على قلبه ومشاعره،يطوقها قلبه،وعيناه تتمنى أن تظل أمامه،يعشق ملامحها الملائكيه،يريد نسيان تلك الرساله التى جعلت منه مفترس،وجعلها تخشى قُربهُ منها.
فتح عيناه يزيل المياه عن عيناه،ثم أوصد الصنور ولف خصره بمنشفه،وأخذ منشفه أخرى ينشف بها،خصلات شعره 
نظر لنفسه بمرآه بالحمام،يُزيح بخار المياه،يتآمل نفسه بالمرآه،رأى سهر خلفه،
تنهد وأغمض عيناه يقول سهر،لكن لارد فتح عيناه،ونظر للمرآه وجد نفسه فقط،سهر أصبحت ترافق خياله.
بينما 
سهر،أزاحت غطاء السرير،وتسطحت على الفراش،تتنهد تسحب أنفاسها المنقطعه،كانت تخشى أن تخرج منها أمامه،قلبها يسأل ما هذا الشعور الجديد،الذى بدأ يتسلل لقلبها،بسرعه،لكن،عقلها قال 
مهلا،فى ماذا تفكر أيها الأحمق النابض،أليس هذا من زرع بداخلك خوف من رفض قُربهُ،خشية أن يؤذي جسدى،وتُعيد  معه،عذاب تلك الليله،التى كسرت بداخلى إحساس الآمان فى قُربهُ،
عادت سهر لعقلها على صوت فتح باب الحمام،أغمضت عيناها.
بينما اغلق عمار  خلفه باب الحمام،ووتوجه يطفئ،ضوء الغرفه،ثم ذهب الى جهة الفراش الأخرى،و أزاح الغطاء،وتستطح على الفراش نائماً على ظهره لبضع ثوانى،ثم أقترب من سهر التى تنام على إحدى  جانبيها ظهرها له،
لف يدهُ يحتضن جسدها،وهمس جوار أذنها،،،سهر.
شعرت سهر بذبذة بكيانها،وخفقان شديد بقلبها،لكن عاود نطق إسمها مره أخرى،بنغمه سحرت وجدانها،خانها جسدها،لتستدير،له ويُصبح وجهها بوجهه.
حين إستدارت سهر،ورأى وجهها أمامه،زلزلت قلبه،بتلقائيه منه كان يطوقُها بقوه بين يديه،لدقائق،ثم فك إحدى يديه،وملس بها على وجنتها قائلاً:هتوحشينى يا سهر،أدمنت خلاص،أنى أصحى ألقاكى جانبى فى السرير،أول شئ بشوفه أما بفتح عنيا .
قال هذا وأنهى حديثه بقبله،أذابت كل الفراغ بينهم،ربما يبدأ بعد هذه الليله طريق آخر،لا يُعلم نهايته.
بصباح باكر.
فتح عمار عيناها،رأى سهر مازالت غافيه،بملامح ملائكيه،أقترب منها،قبل شفاها،ظل يتطلع لوجهها،كأنه يحفر ملامحها بذاكراته،بداخله لو بقى لدهر من الزمن يتطلع لوجهها لن يسأم
لكن 
صوت رسالة الهاتف،أخرجه من تطلُعه بوجهها،نهض،سريعاً،وذهب للحمام،وعاد بعد دقائق،يرتدى ملابسه،نظر خلفه،سهر مازالت غارقه بالنوم،أنهى أرتداء ثيابه،وذهب الى جوار الفراش،وأخذ هاتفه،وقام بوضع ظرف مكان هاتفه ، ثم إنحنى،يُقبل سهر،ثم غادر الغرفه،بهدوء،ثم غادر الشقه.
شعرت سهر،بعمار،حين قبلها أول مره،كانت ستصحو،لكن إدعت النوم،الى أن دخل للحمام،وعاد يرتدى ملابسه،شعرت بقبلتهُ الثانيه،لو لم يخرج بعدها مباشرةً،لرأها تفتح عيناها،
تنهدت سهر،تشعر،باللخبطه،والتخبُط،شعورين بداخلها يتصارعان،شعور يُعطى للقلب،طريق لبدايه جديده،وشعور للعقل،تمهل،لن يفيدك التسرع،عليك التأنى،فالبدايه لها ذكرى سيئه،كما أن هناك خديجه أيضاً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.
صباحاً
بعد وقت 
بمنزل زايد 
نزلت سهر ترتدى ثياب خروج،تصادمت مع فريال،التى قالت لها بأستعلاء:لابسه ومتشيكه كده رايحه فين عالصبح.
ثم نظرت الى زيها الغالى الثمن التى ترتديه فقد كانت ترتدى طقماً رسمياً،شتوى باللون الرمادى،وعليه جاكيت فرو  بنفس اللون الرمادى،يُظهرها كملكة الشتاء،تعلم فريال أن من قام بشراء هذا الزى الغالى الثمن عمار،فهو كان ضمن مجموعه من الألبسه تم شرائها عن طريق التسوق الاليكترونى من أحد الماركات العاليه،فعمار،هو من دفع ثمن  حقيبة الملابس الخاصه بسهر،ودفعت هى ثمن حقيبة زواج تلك الغبيه  غدير.
لاحظت سهر نظرات فريال،لتعلم أنها تتفحصها فردت :رايحه الجامعه،ناسيه أنى،لسالى سنه ونص،على ما أخلص الدراسه.
ردت فريال بتهكم:تخلصى دراسه، لأ مش ناسيه يا نوغه،بس يا ترى عمار،يعرف إنك هتروحى الجامعه،ولا مصدقتى إنه مش موجود،وقولتى أتصرمح براحتى،ما هو إن غاب القط،إلعبى يا فاره.
تضايقت سهر من تشبيهها لها بالفاره وقالت:
لأ إطمنى،يا طنط عمار عنده خبر،وقالى روحى،لأنى مش فاره،عن إذنك بقى،علشان ألحق محاضراتى،إبقى قولى لطنط حكمت،أنا كنت  هأقولها،بس الشغاله قالتلى أنها فطرت ودخلت لأوضتها ترتاح علشان تعبانه شويه،قولت أسيبها ترتاح ، سلام. 
ذهبت سهر، وتركت فريال لغلولها، تقول: 
حكمت، نايمه، وسيباكى من يوم ما سقطى، بعد ما كانت ماسكه جامد عليكى، قلبها رق، معرفش السبب، يمكن عمار، السبب، شيفاه قلبه ميال ناحيتك، وخديجه خلاص، راحت عليها كله من غدير بنتى الغبيه، سبق وقولت لها الى هتتجوز عمار،هتبقى هى الملكه،بس قال إيه متجوزش على ضره،تعالى شوفى،أهى سهر ملكت،وبكره لما تجيب الوريث،مش هيبقى حد قدامها،
صمتت فريال لدقيقه، ثم أكملت بفحيح ووعيد: بس أنا مش هستنى كتير،وكفايه هنا على عمار،صبرت كتير،لازم أخد تار الى غدر بيه.
بينما يملئ الشر قلب وعقل فريال،سمعت رنين هاتفها الذى بيدها،نظرت له،وقالت ساخره:
بنت حلال قوى،وجات عالسيره،ردت فريال،قائله:خير،عالصبح،متصله عليا ليه،يا غدير؟
رغم شعور غدير،بالغبطه من طريقة رد والداتها لكن إبتلعت طريقتها الجافه فى الرد قائله: فى أيه يا ماما،أيه الى مضايقك كده عالصبح.
بنفس السخريه ردت فريال:هيكون أيه الى مضايقنى،خلفتى السوده،ياما قولتلك الى هتتجوز عمار،هتمتلك زمام البيت،وأهو،بكلم السنيوره،ردت عليا ببجاحه،غير،معاملة حكمت الى إتغيرت،من يوم ما سقطت،وخديجه،ولا بقى ليها أى لازمه،عند عمار،بس حظى أنا بنتى غبيه،جريت وراء واحد ما يسواش فى سوق الرجاله،بختى كده،لو كان يتغير بأيدى كنت غيرته من زمان،عاوزه ايه بتتصلى عليا ليه؟
للمره الثانيه إبتلعت غدير،طريقة الرد وقالت:
كنت عاوزه أقولك إنى هاجى الليله  عندكم،وكمان عاوزه بابا فى أمر خاص.
بتهكم قالت فريال:وإيه هو الأمر الخاص،ده،الى هخليكى تشرفى بيتنا المتواضع.
شعرت غدير،بعدم تحمل حديث والداتها،وقالت بإختصار،لما أجى أكيد هقولك مينفعش الكلام عالتليفون،يلا سلام يا ماما،وائل صحى من النوم،هروح أحضرله الفطور.
اغلقت فريال الهاتف قائله:تحضرى له الفطور،عد أنه يوقف فى حلقهُ يجيب آجلهُ
قالت هذا،وفتحت هاتفها على أحد أرقام الهاتف،وقامت بإتصال،وحين رد عليها الطرف الأخر قالت بإختصار:عاوزه ميعاد فى أقرب وقت،ولو النهارده يكون أفضل، 
سمعت رد الطرف الأخر، ثم قالت وماله هستنى الميعاد ده، بالسلامه، أغلقت الهاتف، عيناها تتقد شراراً، وهى ترى خديجه، تضع لطفلها طعامه بحقيبتهُ المدرسيه تودعه بسعاده، عاد لخيالها منظر قديم لها، يقتسم قلبها الآن هذا المنظر، وهى ترى غيرها تفعله. 
... 
بينما غدير أغلقت مع فريال الهاتف،تشعر بغصه من طريقة حديث والداتها،الجاف معها،وكذالك،ربما بعض الغيره من سهر،فيبدوا أن حديث والداتها القديم كان صحيحاً وأن من سيتزوجها عمار هذه المره ستكون صاحبة كلمه وشأن كبير بالعائله ليس كما أعتقدت،سابقاً،أنها ستكون ماعوناً فقط. 
فاقت غدير،على صوت نداء وائل لها 
نظرت أمامها رأت وائل يخرج من الحمام. 
تبسم لها قائلاً: أيه بكلمك مش بتردى عليا، سرحانه فى إيه، وكنتى بتكلمي  مين فى التليفون. 
ردت غدير: مش سرحانه ولا حاجه  مأخدتش بالى إنك بتكلمنى، وعرفت منين أنى كنت بكلم حد فى التليفون، إيه بتتصنت عليا. 
رد وائل  بتعجب: أتصنت عليكى، ليه، وعرفت لأن التليفون فى إيدك وواقفه سرحانه،ولما سألتك سرحانه أنكرتى.
شعرت غدير،بالكسوف وقالت بعصبيه قليله:قولت مش سرحانه،وكنت بكلم ماما أقولها أنها هروح دار زايد المسا،علشان أكلم بابا موضوع معرض الادوات الكهربائيه،مش خلاص حماتى سجلت قيراط الأرض الفاضى بأسمك فى الشهر العقارى،يبقى خلينا نستعجل،فى فتح المعرض،مش لازم تضيع وقت،نفسى قبل ما أولد يكون المعرض إتفتح وإشتغل كمان،متنساش،أن لسه هنبدأ من اول خطوه،نبنى المكان،وتجهيزات المعرض،وده هياخد وقت.
رد وائل بتفهم:طيب،تمام بس بلاش عصبيتك دى،مش قصدى حاجه،وفعلا لازم نستعجل شويه،لأنى خلاص مبقتش قادر اتحمل الشغل فى مركز الصيانه أكتر من كده،زهقت من اللف على بيوت عملاء الشركه،بس  مضطر  ألبس هدومى علشان أنزل أروح مركز الصيانه،لحد ما نبدأ فى تجهيزات المعرض،وقتها أبقى أقدم إستقالتى منه.
ردت غدير:خلاص بعد ما بقى معانا عقد تسجيل الارض وبأسمك متأكده بابا مش هيعارض،وانشاء الله هى مسألة كام يوم ونبدأ بالتجهيزات الخاصه بيه ودلوقتي خلينى أروح أحضر الفطور على ما تلبس هدومك.
خرجت غدير،من الغرفه،بينما وائل يرسم صورته وهو يقف مع زُملائه،يخبرهم أنه،أصبح صاحب معرض كبير.
بينما ذهبت غدير،للمطبخ وقفت تشعر بضجر،أثناء تحضيرها للفطور،فمنذ متى كانت هى المسؤله عن تحضير الفطور،لنفسها،كان هناك من يحضرهُ وهى تتناوله،أحياناً دون كلمة شكر لمن أحضرهُ لها.
...ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بجامعة سهر
وقفت سهر خارج الجامعه تبتلع حلقها،ثم حسمت أمرها ودخلت 
ذهبت مباشرةً الى المكان التى دائماً ما تجلس به مع صديقتها،
تبسمت من بعيد حين رأتها تجلس،ومعها حازم 
أقتربت منهم،وقالت:صباح الخير.
وقف حازم يبتسم 
ثم وقفت صفيه،تنظر بتعجب،وقامت باللف حول سهر متعجبه،ثم قالت: أنتى مين، أنتى سهر صاحبتى صح، أنتى جايه الجامعه بهدوم العيد،ولا عمو منير إختلس من شركة الكهربا.
تبسمت سهر:بتخرفى تقولى أيه؟
ردت صفيه مش بخرف،أنت مش شايف يا واد يا حازم ليكون بقيت زى حسن يوسف مريضه بالتهيؤات،أنتى عارفه تمن الطقم الى عليكى ده قد أيه،وكمان جاكيت الفرو ده فرو أرانب وتعالب،أصلى،ولا مضروب.
تبسمت سهر قائله:دايماً،بتهزرى ماله الطقم والجاكيت الفرو،عادى جداً.
ردت صفيه:عادى أيه،يا بنتى أنا شوفت طقم أخو الى عليكى كان معروض فى شوبينج عالنت،أخاف اقول سعره،قوليلى ورثتى مين فى العيله،وجيبتى  الطقم ده،متقوليليش أنه تقليد للطقم الأصلى.
ردت سهر بكذب:أهو انتى قولتيها بنفسك،تقليد للطقم الأصلى،يعنى إنبهارك مش فى محله،ومورثتش حد،ولا بابا أختلس،زى ما بتقولى،وبعدين دى مقابله تقابلينى بها بعد المده  الطويله دى مشوفناش بعض فيها.
تبسمت صفيه وإقتربت من سهر وضمتها قائله:وحشتينى،يا سهوره،يا ندله كل دى غيبه فى البحر الاحمر،بس يظهر الجو هناك جه على هواكى،شيفاكى فيكى حاجه متغيره أيه هى مش عارفه غير الطقم ده،أنا خلاص أخدت القرار الهانى مون بتاعى فى البحر الأحمر،بس إبقى إدينى عنوان خالتك،هناك أبقى انزل ضيفه عليها،أهو نوفر حق مصاريف السكن هناك،ومتخافيش مش هعاكس جوز خالتك،هيبقى جوزى معايا وهو واخد عنى فكره إنى محترمه.
ضحكت سهر بغصه،بينما 
حازم  الذى يحدثهُ قلبه أن هناك شىء بالفعل تغير فى سهر فهى منذ أن ألقت عليهم الصباح،وعيناه تتفحصها،بشوق  
وقال باسماً:
أزيك يا سهر،ليه قفلتى على كلامى معاكى فى التليفون أمبارح؟
إرتبكت سهر وقالت:مفيش بس تيتا كانت بتنادى عليا،وهى تعبانه شويه،وروحت أشوفها عاوزه أيه،
قالت سهر هذا وأرادت التهرب من أسئلة صفيه وحازم، قائله: وبعدين خلينا هنا أوعى تكونى نسيتى تجيبى المحاضرات السابقه،وكمان أنا  شوفت جدول المحاضرات  الى بعتيه  ليا عالتليفون، يعنى المحاضره بعد عشر دقايق  يعنى خلاص يادوب نلحق ندخل مدرج المحاضره،وبعدين أبقى كملى أسئلة،يلا بينا،عن إذنك يا حازم.
قالت سهر هذا وجذبت صفيه متوجهين الى قاعة المحاضرات،بينما حازم،لديه،شبه شعور مؤكد،سهر تريد إخفاء شئ،وتتهرب،فطريقة هندامها،لم تكن بهذه الطريقه سابقاً،كانت ترتدى ملابس مهندمه،وعصريه،لكن ليست بهذا الشكل المبالغ،فيه،كما أن حديثها معهم مختصر،لم تكن تمزح كعادتها معهم،لكن جاء  لتفكيره،فربما،طريقتها هذه بسبب غيابها الطويل عنهم،وأيضاً ليلحقوا المحاضره.
بينما دخلن سهر وصفيه الى قاعة المحاضرات،جلسن بأماكنهن،بمنتصف قاعة المحاضرات. 
تحدثت صفيه قائله:لسه يجى نص ساعه على المحاضره ما تبدأ،يلا قوليلى،بقى عملتى أيه فى البحر الأحمر،بالتفصيل،أنا حسيت إنك بتتهربى من عنين الواد حازم،لما قولتى أن المحاضره بعد عشر دقايق،يلا إقرى واعترفى،وشك مختلف عليا،حاسه انك مخبيه عليا حاجه،وكمان الطقم الحلو ده دليل على كلامى.
توترت سهر قائله:هخبى أيه،صدقينى مفيش حاجه،انا بس يمكن البحر تعبنى شويه الجو برد،بس نسيتي أنا جيبت لك العربون الى دفعتيه للكتب معايا،نسيت أعطيه ليكى بسبب هزارك.
لاحظت صفيه تهرب سهر،فقالت:عربون إيه يا بنتى،انتى عارفه إنى كنت بهزر معاكي،لكن عادى براحتك،أحنا أخر الشهر،وممكن باباكى ومامتك مرتبهم خلص،خليه لأول الشهر،
وضعت سهر المال أمام صفيه قائله:لأ الحمد لله خدى الفلوس اهى،وكتر خيرك أنكِ حجزتيلى الكتب،لو مش أنتى يمكن كانت النسخ تخلص،والدكاتره،يقولولى الطبعات خلصت،خدى من زمايلك،وإنتى عارفه فى كم دكتور غلسين بيعاملوا،بشراء الكتاب بتاعهم،وممكن يشيلينى الماده بتاعته.
ردت صفيه:طالما مُصره براحتك،هاخد الفلوس،بس برضوا عندى أحساس إنك فيكى شئ متغير،بس مش هضغط عليكى،وادى يا سيتى المحاضرات الى فاتتك،خديها إنسخيها،واللى مش فهماه،أو هيوقف معاكى قوليلى أبقى اشرحه ليكي،أو الواد حازم يتمنى،هو بينجح،بتقدير عالى كل سنه ومش بعيد يبقى معيد عالدفعه الى بعدنا،أو يلحقنا،أبوه أكيد هيجيب له واسطه تعينه معيد،ما هو مقاول كبير،وعاوز يفتخر بابنه بقى.
تبسمت سهر قائله:يا بنتى ده إبن خالك،يعنى زى اخوكى أتمنى له الخير مش تقُرى عليه هو وابوه.
ضحكت صفيه،قبل أن ترد قالت سهر:خلاص بطلى،رغى ومترديش،الدكتور دخل المحاضره.
صمتت صفيه،لكن 
شرد عقل سهر بعمار،طوال مدة المحاضره،تفكر،حين فتحت ذالك الظرف الذى تركه عمار،على طاوله جوار الفراش،وجدت به مبلغ مالى كبير،ورساله ورقيه مختصره،هذا المال من أجلك،يا سهر،لا تنسى أخذه.
وبالفعل أخذت المال،هى لديها بعض المال،من نقوطها،بعد الزواج،وكانت ستاخذ منه وتعطى لصفيه مالها،لكن فرحت بذالك الظرف،وتركت المال الأخر،وأخذت هذا،لا تعلم السبب،لسعادتها،بتلك اللفته من عمار.
زغدتها صفيه قائله بهمس:مالك يا بنتى بكلمك مش بتردى عليا،روحتى فين؟
ردت سهربهمس أيضاً:فى أيه عاوزه ايه احنا فى المحاضره بطلى همس،وركزى مع الدكتور،شويه.
ردت صفيه بهمس:وهو الدكتور ده شرحه بيتفهم،سيبك منه،طالما أشتريتى الكتاب بتاعه تبقى ضمنتى النجاح فى الماده بتاعته،بقولك أيه؟ ايه رأيك بعد المحاضره نغرم الواد حازم فى غدوه وتحليه،ونرغى سوا،وحشانى،وعاوزه أحكيلك واخد رأيك،فى كذا حاجه عاوزه اشتريها من عالنت،هفرجكك عليها،أنتى ذوقك حلو،والطقم الى عليكى ده يشهد،عاوزه كمان اشتري شويه هدوم من الى بالك فيها أدلع كده،وادلع الجدع كمان،شقيان.
تبسمت سهر قائله:مش هينفع أنا همشى بعد المحاضره مباشرةً،سبق وقولتلك تيتا تعبانه شويه،ولازم أرجع خليها لمره تانيه.
ردت صفيه:براحتك،أنا الى قولت أخد رأيك،واهو بالمره تاخدى خبره،للزمن.
تبسمت سهر،بسخريه،فعن اى خبره تتحدث،فهى،لديها خبير،أشترى لها كل ما هوت نفسه له،وهى ما عليها سوى الأنصياع،وارتداء تلك الملابس،تذكرت حين وضع بيدها قميصاً للنوم زهرى اللون يصف،ويشف الجسد،وحين أعترضت هاجمها،أنها لم تعد تلك الفتاه التى تردتدى بيجامة ميكى،وبعض الشخصيات الكارتونيه،أصبحت زوجه،وعليها إرتداء ما يشتهيه أى،رجل بزوجته،كان من الممكن أن تُصر على إعتراضها،لكن تلك الليله لجمت اعتراضها،ووافقته وإرتدت ما يرد،رؤيته عليها،كانت تشعر بذالك الرداء أنها عاريه،والبروده تغزو جسدها،لكن هو كان مُحنك حين إحتواها،بين يديه،وجعلها تشعر بالدفء
زغدتها صفيه مره اخرى قائله:مالك طول الوقت سرحانه كده ليه،لأ أنا اتأكدت فى حاجه حصلت المده الى فاتت ومخبياها عنى،يلا إقرى،ومتخافيش سرك فى بير،أيه قابلتى واد حليوه فى البحر الأحمر وخد مكانه خاصه ولا أيه،يلا قوليلى،كده كده الدكتور خلاص قفل الابتوب بتاعه،يبقى المحاضره خلصت.
نهضت سهر قائله:بعدين هقولك،ودلوقتى،زمايلنا بدأو يطلعوا من المدرج خلينا كمان نطلع،لازم أكون فى البيت بدرى مش لازم اتأخر.
تعجبت صفيه لكن إمتثلت لسهر،وخرجوا من قاعة المحاضرات.
ليجدوا حازم يقف بمكان قريب من القاعه،ينتظرهن،
وحين رأهن،ذهب إليهن مبتسماً.
لكن تهربت سهر قائله:أنا ماشيه،وأشوفكم بكره بقى،هيبقى فى محاضرتين،أهو اروح بدرى يمكن أقدر أنقل شويه من المحاضرات الى فاتتنى،سلام 
قالت سهر هذا وفرت هاربه من أمام صفيه،وحازم المتعجب،فكلما إقترب من الحديث مع سهر تهربت منه،دون سبب.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بمنزل زايد 
بعد أن تناولت غدير العشاء بصحبة العائله،طلبت من والداها الجلوس معه لأمر هام يخصها.
صعد معها للشقه الخاصه بهم،وكانت معهم فريال.
جلس سليمان يقول:خير أيه الموضوع المهم الى عاوزانى فيه على إنفراد؟
تعلثمت غدير،ولم تقول كلمه مفهومه،
نهض سليمان بعصبيه يقول:مش فاهم كلمه منك،قولى عاوزه أيه من الأخر بدون تهته،ولف ودوران.
نظرت غدير،لوالداتها علها تنجدها،وتساعدها فى الوصول لهدفها،لكن كالعاده لم تساندها 
فتحدثت غدير:
بابا حضرتك أنا محتاجه منك مبلغ مالى.
نظر لها سليمان ساخرا،يقول:هو المحروس وائل مش بيشتغل ولا الكام ملطوش،مش مكفينكم مصاريف،
قال سليمان هذا 
وضع سليمان يده فى جيبه وأخرج دفتر 
شيكاته،وقال لها عاوزه كم ألف؟
أزدرت غدير ريقها وقالت:أنا محتاجه رقم كبير يا بابا.
رد سليمان:هيكون كم يعنى،قولى من الأخر،بلاش اللجلجه دى،وخلصينى،عاوز أنزل فى موضوع مهم أنا وعمك هنتكلم فيه.
ردت غدير بلجلجه،وقالت له على المبلغ التى تريدهُ
نظر لها سليمان بذهول قائلاً:وهتعملى ايه بالمبلغ ده كله؟
ردت غدير:أنا بفكر نفتح معرض أدوات كهربائيه هنا فى البلد.
رد سليمان بتعجب:بتفكرى أنتى ومين؟
ردت غدير:أنا ووائل حضرتك عارف انه بيشتغل فى مركز صيانه،وعنده خبره،بالأدوات دى،فا ليه،منستغلش الخبره دى ونفتح هنا فى البلد معرض،ويكون ملكنا،وحضرتك تساعدنا فى البدايه.
نظر لها ساخراً: يقول أساعدكم،بأى صفه،هو وائل كان أبنى،وبعدين،هتفتحوا المعرض فين فى البلد،معرض زى ده محتاج مكان واسع،ومورد قدامه،إيه هيطلع عمه من شقته المره دى ويعملها معرض،ولا هتفتحوا المعرض فى البيت الى كنتم هربانين فيه سوا.
إبتلعت غدير،مرارة سخرية والداها ونظرت لوالداتها لكنها كالعاده صامته.
فقال سليمان:ردى عليا مش كل كلمه تبصى على مامتك،هى مش هتتكلم فهاتى من الأخر.
ردت غدير:وائل مامته كان عندها قيراطين مبانى،واحده بانبيه عليه بيت،والقيراط التانى فاضى،،ووائل طلب منها تسجل القيراط الفاضى بأسمه فى الشهر العقارى وهى وافقت وسجلته خلاص،ومكان القيراط ده يعتبر فى سكه رئيسيه فى البلد،وممكن نبنى عليه معرض،ونجهزه فى مده قصيره،لو معانا التمويل.
رد سليمان:وطبعاً،أنا التمويل،وائل،ظهر،طمعه بسرعه قوى،ولو قولت مش موافق ممكن طبعاً،يقلب عليكى،ويهددك بالطلاق.
ردت غدير،سريعاً:لأ يا بابا،مش وائل الى اقترح عليا فكرة المعرض أنا الى أقترحتها،عليه،وقولت له حضرتك هتساعدنا،ووائل عمره مهيهددنى بالطلاق لو حضرتك رفضت.
فكر سليمان قليلاً ثم قال:
أنتى بتقولى إن مامت وائل كتبت القيراط بأسمه،صح 
اومائت غدير،راسها بنعم 
ليقول سليمان:أنا موافق،بس فى شرط؟
تبسمت غدير بفرحه قائله:وأيه هو الشرط ده يا بابا؟
رد سليمان:المعرض هيتقسم لحصتين التلت والتلتين،وائل بالأرض،وطالما انا الى هدخل بالتمويل،يبقى الحصه الكبيره هتكون بأسمى أنا،أنا معنديش ثقه فى الى إسمه وائل ده،ولا فيكى،ممكن بسهوله لو كتبت الحصه بأسمك تحوليها له،بسذاجه منك،لو وافق على كده،انا هخلى يوسف يحضر العقود ونمضيها قبل ما اطلع مليم واحد.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومان 
رغم أنها نهاية أيام الشتاء لكن كان الطقس،ربيعياً لحد ما والشمس ساطعه،لكن،ذالك المكان كان مُظلم،الأ من ضوء خافت،
فهو مكان من الخارج يشبه المنازال العاديه القديمه،والرثه،لكن بداخله،يشبه مغارات الجبال،
جلست فريال
لتسمع من خلفها من تقول بصوت يرتج صداه،بالمكان،رغم صوتها المنخفض:
خير،يا فريال،جايه ليه المره دى،عاوزه تعملى سحر لمين،زمان طلبتى منى سحر،يمنع سليمان من الجواز عليكى،لما كانت واحده من الأنفار الأُجريه بتلوف عليه ومنعته عنها،ورجعلك،المره دى جايه ليه.
تلبش جسد فريال،قالت لها:
عمار
ردت المرأه:عمار زايد،إبن سلفك،الى زمان إتهمتيه بقتل إبنك،عاوزه منه أيه،مش ظهرت برائتهُ،ولا الحقد فى قلبك له منتهاش،رغم أن كان نفسك تجوزيه بنتك،بس القدر لعب لعبته،والنصيب كان مع ورده صغيره،عاوزه من عمار أيه؟
ردت فريال:تار أبنى،مش عاوزه عمار يتهنى مع واحده ولا يكون له ذريه منها.
تعجبت المرأه قائله:مش فى أيدى امنع ذريته،لكن فى أيدى أخلي النسوان الاتنين يكرهوه فى صنف الحريم ،لو عملتى الى هقولك عليه،وكل شئ له تمن طبعاً.
ردت فريال:زمان عطيتك الى طلبتيه وزياده والنهارده نفس الشئ،بس عاوزه نسوان عمار الاتنين،يكرهوه فى دنيته.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بشقة سهر 
لا تعرف،سبباً،للسأم والبروده  اللذان  يرافقنها منذ ان سافر عمار،رغم انه يتصل عليها لأكثر من مره يومياً،لكن اليوم لم يتصل عليها أبداً،
جلست بغرفة المعيشه،وبيدها الهاتف،فكرت بالأتصال عليه،لكن أعرضت عن الفكره،سريعاً،ووضعت الهاتف،على طاوله ونهضت،وعادت بعد قليل،ببطانيه صغيره،وكذالك أحد كتبها الدراسيه،وقامت بعمل مشروب دافئ لها،
تمددت على أريكه متوسطة الحجم تناسب جسدها،وتدثرت بالغطاء عليها،وبدأت تقرأ فى ذالك الكتاب،علهُ يصرف عن ذهنها التفكير،فيما لما لم يتصل عليها عمار اليوم،وتنسى السأم،وتدفأ
لكن سحبها النوم دون أن تدرى 
لتصحوا حين شعرت بيدين أسفل جسدها،
فتحت عيناها،سريعاً 
تبسمت بتلقائيه وهى ترى عمار،يحملها،لفت يديها حول عنقهُ باسمه تقول بهمس:عمار.
تبسم عمار لها،ثم سار بها ودخل لغرفة النوم  وضعها على الفراش 
وأزاح بعض خُصلات شعرها،وأنحنى يُقبلها
وترك شفاها،بعد قليل قائلاً:
وحشتينى،يا سهر.
لم ترد سهر وخجلت من نظراته،عاد عمار،يُقبلها مره أخرى،بهيام وإشتياق،لتتجاوب معه سهر،بالغرام،ناسيه السأم والبروده  اللذان رافقنها فى الليالى الماضيه،تتنعم بدفئ أحضانه.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

قبل قليل بمنزل عطوه.
بشقة هيام 
كانت تجلس كل من هيام،ومياده 
رغم عدم شعورها بالراحه وهى تجلس بينهم 
بأنزاحه،تضع ساق فوق أخرى
قربت هيام طبق فاكهه،منها قائله:والله متعرفيش قد أيه مبسوطه أنك نزلتى تقعدى معايا الليله،قومى يا مياده شغلنا فيلم كوميدى نسهر سوا نسمعه.
قبل أن تنهض مياده،قالت غدير:مالوش لزوم أنا ماليش مزاج أسهر،أنا مستنيه وائل على ما يجى،ونطلع سوا،معرفش ليه اليومين دول بحس بزهق،وملل كتير.
سخرت مياده فى سرها 
بينما قالت هيام:وليه يا حبيبتي تقعدى لوحدك فى شقتك،أبقى إنزلى إقعدى مهايا أهو نسلى بعض،أنا كمان بقعد معظم الوقت لوحدى مياده بتروح المدرسه والدروس،وعمك عبد الحميد بينزل الصبح الشغل مش بيرجع غير المسا،وكمان بنزل أقعد مع حماتى،آه دى رضاها عليا بالدنيا،أصل زى ما بيقولوا داين تدان.
ضحكت مياده على قول والداتها،فوالداتها تستعطف غدير،بكذب.
نظرت هيام لمياده بشر 
فقالت بتبرير كاذب:أصلى أفتكرت واحده زميلتى قالتلى نكته بايخه،النهاردة فى الدرس.
قالت غدير:طب ما تقوليها طالما افتكرتيها وضحكتك.
ردت  مياده:ما قولت بايخه،بلاش،أنا هنزل أشوف بابا،جه عند تيتا ولا لسه،وبالمره أطمن على صحتها،ما هو داين تدان،حتى علشان أبقى ألاقى الى يسأل عنى لما أبقى فى سنها.
نظرت هيام بشر،لو لم تكن غدير جالسه،لصفعت مياده،لكن قالت:
آه مش عارفه حماتى من يوم جوازك إنتى ووائل وصحتها كده فى النازل،وعلاء لما جه من أسوان جابلها الدكتور،وكشف عليها وطلب شوية فحوصات،خدها عمك منير وعبد الحميد وكان معاهم وائل وعملوها لها،وكتب الدكتور لها على علاج،وبرضوا صحتها مش بتتحسن،وزاد تعبها بعد ما عرفت إن سهر كانت حبلى وسقطت،حتى كانت عاوزه تزورها،بس انا قولتلها صحتك أهم،وبعدين يعنى هى سهر لما تسقط مُعضله ولا عوقت فى الحمل ،لسه صغيره،وقدامها الوقت تعوض.
ردت مياده:تعرفى إن سمعت تيتا بتكلم سهر،من كام يوم تطلب منها تجى تزورها.
تحدثت هيام قائله:وسهر ردت قالت لها،إيه؟
ردت مياده:معرفش،انا سمعت تيتا بتقول لها أنك من يوم ما أتجوزتى،ومجتيش لهنا،هو عمار منعك،بس برضوا معرفش ردت عليها بأيه،بس سمعت آخر المكالمه،تيتا قالت لها،هستناكى،تزوريني،فى أقرب وقت،عاوزه اصالحك على نوال.
تعجبت غدير قائله:وأيه سبب خصام طنط نوال وسهر،دى  باتت معاها كذا ليله لما سقطت، وكمان عمار مش مانعها من المجى لهنا،يبقى ليه مش عاوزه تجى لهنا!
ردت مياده:معرفشي عندى شك أن سهر إتجوزت عمار بغصب من طنط نوال،لأن سهر كانت سابت البيت،وسافرت البحر الأحمر،بدون علمها،وتانى يوم مرات عمى جابتها وجت،وسهر شكلها كانت مغصوبه،سهر كانت قالتلى إنها مش بتفكر فى الجواز قبل ما تخلص دراستها، بس يمكن حكاية البدل، هى السبب أنها قبلت بالغصب،لما عمار طلبها هى،هو حر هو الى إختار ، معرفش يمكن إحساسى ده غلط،بس من اليوم ده،وسهر مبقتش مع مرات عمى زى الأول،حتى أنا زورتها وقت ما سقطت حسيت بالتغير ده،بس مجاش فى بالى غير لما سمعت تيتا بتقول لسهر إنها عاوزه تصالحها على نوال،وكمان تقريباً مخبين على سهر إن تيتا صحتها فى النازل،معرفش ليه؟ 
تعجبت غدير من قول مياده،وهمست لنفسها بشمت:فيبدوا مثلما كان عمار يرفضها،بطريقه مهذبه وقع ب سهر التى رفضته هى أيضاً ذات يوم.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحوت سهر على صوت رنين الهاتف،الذى إنتهى،ثم سرعان ما رن مره أخرى
فتحت عيناها،نظرت لجهة صوت الرنين، وجدت نفسها مازالت بغرفة المعيشه،إذن ذالك كان حلماً،عمار،لم يعُد بعد،مدت يدها،
جذبت الهاتف،نظرت لمن يتصل وكذالك للساعه،به،إنها حوالى العاشره، عمار هو من يتصل عليها، ردت سريعاً،ربما يخبرها أنه عاد، او بالطريق 
تحدث عمار،بشوق قائلاً:كنتى نايمه علشان كده مردتيش عليا من أول مره.
صمتت سهر كأنها تريد سماع صوته مره أخرى،وبالفعل تحدث عمار:
آسف إن كنت صحيتك من النوم،بس،كنت عاوز أسمع صوتك،طول اليوم متكلمناش.
ردت سهر بتسرع:لأ أنا مكنتش نايمه،وأنا كمان كنت لسه هتصل عليك،قصدى كنت....
أرتبكت سهر وتوقفت عن تكملة الجمله تلوم نفسها ،لما تسرعت وقالت هذا.
بينما شعر عمار،بفرحه بقلبه،هى قالت أنها كانت ستهاتفه،لو لم يسبق هو بالأتصال،ليته إنتظر،قليلاً،ربما صدقت وهاتفته،وشعر أنها تهتم لأمره،لكن لا يهم،الأن.
قطع الصمت عمار قائلاً:أنا خلاص خلصت شُغلى الى كنت جاى لهنا علشانه،وهرجع للبلد بكره،المسا.
شعرت سهر بفرحه،دون رد.
لكن قال عمار:يمكن مكونتيش عاوزانى أرجع،ساكته ليه مش بتردى.
قالت سهر:لأ أبداً تجى بالسلامه،كنت ساكته بسمعك.
تحدث عمار:وأنا كمان عاوز أسمع صوتك،ولا صوتك مش بيطلع غير وأنا عندك،فى وقت الخناق،وبس.
ردت سهر:قصدك إنى نكديه؟
ضحك عمار قائلاً:لأ مش قصدى نكديه،بس دايماً،بتهاجمينى،فى الكلام،بالذات من ناحية مرات عمى فريال.
ردت سهر:إنت الى مش بتصدقنى،هى عالدوام بتتهضدنى،وعامله نقرها من نقرى كأنها حماتى،وبتفكرنى بماري منيب.
ضحك عمار على تشبيه سهر لزوجة عمه،بأشهر حموات السينما،وقال بضحك:
فى إيديكى تتجنبيها زى خديجه ما بتعمل معاها،بس أقول أيه،عقلك صغير،وبتتوقفى لها الهايفه.
ردت سهر بغيظ:غلطان مش أنا الى بتوقف لها،وكمان انا مش زى  خديجه،خديجه بقالها سنين معاها،ويمكن فهمت طبعها وإتكيفت معاها،فى البدايه كانت سلفه زيها زيها فى البيت،وبعد كده،بقت مراتك،فمعاملتها لها مفرقتش كتير،إنما أنا مش بس هى،الى أوقات بتهاجمنى،بس يمكن هى الأقوى،وحتى طنط حكمت أوقات بتسمع لكلامها،بس عادى،أكيد مع الوقت هتعود وأتأقلم معاهم زى خديجه كده،أنا لازم أنام دلوقتي،عندى بكره محاضرتين،لازم أحضرهم.
تعجب عمار،من طريقة حديث سهر،معه فى البدايه كانت لطيفه،ولكن حين دخل أسم خديجه،وزوجة عمه الحديث بينهم  تبدلت طريقتها حتى أنها،أرادت إنهاء المكالمه معه 
شعر بغصه فى قلبه،يبدوا أن الطريق،بينه وبين الوصول لبدايه مع سهر غير ممهد،كما يظن. 
اغلقت سهر الهاتف،ووضعته مره أخرى أمامها،رغم بروده الجو،شعرت بحراره فى جسدها،
سالت نفسها،كان حديث عمار دافئ،ومحبب،الى حين ذكر أسم فريال،ميز خديجه،بالعقل عليها،لطالما كانت خديجه لديه لها تفكير أنها عقلانيه غير تفكيرهُا،الصبيانى  المُهاجم دائماً،
خديجه صاحبة مكانه كبيره بحياته،وستظل كذالك حتى لو أنجبت له أكثر من طفل،ستظل هى الأفضل لديه،فهى لا تفتعل مع أحداً المشاكل،مثلى،بل قادره على الضحك على عقول من أمامها،لكن هى،سمعت خديجه،تتمرد على فريال لأكثر من مره،وكذالك حكمت تعاملها ليست مثلها ككنه،بل كسلفه،لها نفس الحقوق مثلها،وأحياناً تقسو عليها بحجة أنها زوجة إبنها وعليها أن تنطاع لأمرها،لما لاتفعل ذالك مع خديجه،أو بالأصح خديجه تقدر على معاملة الجميع بطريقه تجعلهم،يشعرون معها بالهدوء،حتى أننى أحياناً،أشعر مثلهم إتجاهها،لكن لما لديا بعض الأوقات شعور بالغيره منها،وبالأخص،أذا مدح عمار،بها أمامى.
...
بينما بالفيوم 
أغلق عمار الهاتف،ووضعه بجيبه وأخرج سيجاره وأشعلها،ينفث دخانها،لما سهر تغيرت،بالحديث معه،كانت متلهفه  ولطيفه بأول المكالمه،لكن حين،ذكر زوجة عمه،وبعدها مدح فى طريقة خديجه فى التعامل معها،تبدلت فى الحديث،هو يعرف سُم زوجة عمه،سبق،وأن حاولت التصادم مع خديجه حين أصبحت زوجته،وقبل ذالك حين كانت زوجة عمه،لكن خديجه،لديها عقل مرن،ولا تتوقف أمامها،تتركها تقول ما تشاء،وتفعل ما تريدهُ هي،لما لا تتعامل معها  سهر بتلك الطريقه،بدل من التصادم معها،وإثارة غضبها،وحقدها القديم.
أثناء تفكير عمار،بذالك شعر بيد توضع على كتفهُ
نظر لصاحب ذالك اليد،الذى رأى التجهم على وجه عمار،فقال مازحاً:
بقى فى محامى جهبذ فى القانون،زيي كده،يقابل زباينه،وهو وشه مشلفط،وكمان رجله متجبسه،يقولوا محامى بيدافع عن الناس بالقانون ولا بلطجى.
تبسم عمار،غصباً،ثم قال مازحاً أيضاً:
أه لما المحامى يخسر قضيه لموكله،وموكله يتحرق منه،يقوم مدى له بقية أتعابه ضرب.
ضحك يوسف يقول:تعالى نقعد،رجلى مش قادر اقف عليها،ذنبى فى رقابتك،كنت هقولك أسندنى،بس إنت عاوز الى يسندك،بالرصاصه الى أخدتها فى دراعك،غير،الغرزتين الى فى جبينك،دول لما يشوفوك فى البلد هينخضوا،وانا كمان متوقع أسماء وأمى ممكن يغمى عليهم،ولما يعرفوا السبب هيقولولى،يا خبيتك أنت وعمار،شويه بلطجيه،وقطاعين طرق يعلموا عليكم.
ضحك عمار،وهو يسير لجواره 
ليجلس الاثنين،ليقول عمار:
وهما دول بلطجيه،دول مطاريد الجبل عُتاد إجرام،وكانوا نازلين ياخدوا أرضى بالغصب،والقوه والسلب،بس كتر خيرهُ اللواء ثابت قالى قبل ما ينفذوا خطتهم،ويستولوا عالأرض عارف،لو مكناش جينا،لهنا،قبلها،يمكن كانوا إستولوا عليها بوضع اليد زى ما كان بيخطط جارى المجرم، اللواء ثابت قالى أن فى غفير مزروع وسط المطاريد دول من الحكومه،بيبلغ
أخبارهم من غير ما يعرفوا،وطبعاً هو له معارفه الى حذروه،لانهم كانوا بيخططوا،يستولوا على مزرعتى وبعدها هيستولوا على مزرعته،فأتصل عليا وقالى،أجى لهنا،وانا معنديش أخ يوقف جانبى مش معقول هجيب بابا،ولا عمى،اللى كان ممكن يبدأ هو،ويهاجمهم،فمكنش قدامى غير صديق عمرى،واللى دخل كلية الحقوق مخصوص علشان كان نفسه يدافع عنى لما دخلت لأصلاحية الأحداث.
تبسم يوسف،ووضع يدهُ على كتف عمار قائلاً:
إنت كمان مش صديقى أنت أخويا،يا أما ساعدتنى،فاكر لما كنت فى الجامعه،وماما معاش بابا،يادوب كان بيقضينا،بالعافيه،وكنت بدرب عند محامى،ومكنش حتى بيدينى مصاريف المواصلات،ومكنتش عارف أشتغل جنب التدريب ،كنت بميل عليك،وأخد منك،وانا مش مكسوف،لأنى متأكد انك نفسك تشوفنى،محامى ناجح،بس ده ميمنعش إنك،تقدر برستيجي بين زملائى المحامين والقضاه.
ضحك عمار،يقول:سلامات يا برستبچ،بقولك بس حسام إبن اللواء ثابت،طلع جدع قوى،ده خد معانا شوية ضرب،غير سكينه فى كتفهُ،ولو مش تدخل البوليس فى الوقت المناسب كان زمانهم بيقروا علينا الفاتحه.
ضحك يوسف يقول:هى كده الشرطه،بتدخل فى آخر الفيلم تلم المجرمين،بس صحيح حسام ده علي فى نظرى،طلع جدع بجد،أنا بعد ما كنت موافق عالشراكه،بضمان أن ابوه اللواء ثابت،بصراحه غيرت،رأيي،هو يستحق،بغض النظر أنك سبق وقولتلى أنه إتعرض لخساره  كبيره قبل كده،يمكن كان ده السبب الى مقلقنى منه،بس يمكن زى سبق ما قولتلى،ما يوقع الا الشاطر،
بس طبعاً عندك فى البيت محدش يعرف بالى حصل،هيتفاجؤ،لما يشفوك قدامهم كده،وبالأخص سهر.
تنهد عمار يزفر أنفاسهُ
تعجب يوسف يقول:إيه التنهيده دى كلها،خلاص يا عم كلها كم ساعه،وتشوف خضتها مباشر
رد عمار:تفتكر هتنخض،لما تشوفنى كده.
رد يوسف:أنا متأكد هتنخض جداً كمان،إيه هو حصل بينكم مشكله تانى!
رد عمار:لأ،بس سهر دايماً بتتسرع فى رد فعلها ويمكن ده عامل حاجز بينا.
تحدث يوسف:مش يمكن إنت الى حاطط الحاجز ده بينكم،قولها على حقيقة مشاعرك،وكمان حقيقة جوازك من خديجه الى إنتهى من قبل ما يبدأ،وأنتهى،بطلاقك لخديجه من قبل ما تكتب كتابك عليها.
تبسم عمار بتفهم 
رد يوسف له البسمه قائلاً:طب هات سيجاره أشربها،أطلع فيها،وجع جسمى،الى بسبب العلقه الى أخدناها من المطاريد.  
...ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمساء اليوم التالى 
بمنزل يوسف 
فتح باب المنزل،ودخل الى شقة والداته يتگئ على عصى طبيه،
أثناء دخوله الى المنزل  كانت أسماء بالمطبخ تعد الشاى لها ولحماتها،سمعت صوت فتح باب الشقه،فخرجت من المطبخ لترى من فتح الباب،رأت أمامها،يوسف،يدخل،يستند على عصى طبيه،غير،وجهه المكدوم،بشده 
صرخت صرخه قويه وغابت عن الوعى.
جاءت على صرختها والدة يوسف برجفه،ونظرت بأتجاه أسماء الواقعه على الأرض،لكن نظرت بأتجاه يوسف،ونظرت له ثم صرخت،وفقدت وعيها هى الأخرى.
جال يوسف بنظره بين الأثنتين،يقول:ده المتوقع برضوا الحمد لله عملت حسابى فى إزازة برفان وأنا جاى،بس بقى أفوق مين فيهم الأول،فكر يوسف،ثم ذهب بأتجاه والداته،وقام برش البرفان على يدهّ ثم قربها من أنفها،بدأت تفوق،تدريجياً،،نهضت بسرعه تحضنه قائله:يوسف ضنايا ايه الى حصلك مين الى تنشل ايديه الاتنين قبل ما كان يمدها عليك.
تبسم يوسف يقول:هقولك بس بعدين،بس دلوقتي لازم نفوق أسماء،كمان.
نظرت والداته بأتجاه أسماء وقالت ساخره:إيه النسوان الدلوعه دى،إزاى تشوفك جاى متخرشم  كده،وبدل ما تهتم بيك يغمى عليه هات البرفان ده أنا هفوقها،بطريقتى.
تبسم يوسف،على قول والداته،أليس هى من فقدت الوعى هى الأخرى 
وتبسم أكثر،حين رائها،ترش البرفان على وجه أسماء تضرب بخفه على وجهها قائله :أصحى،يا أسماء فوقى،فتحت أسماء عيناها تدمعت،تقول بتقطع:ي.و.س.ف.
ردت  والدة يوسف:فوقى كده،خلينا نعرف منه مين الى ضربه وعلم عليه كده،وبعدها هروح بنفسى،أمسك الى ضربه ده وأقطعه بسنانى.
تبسم يوسف على قول والداته،بينما نهضت أسماء،بوهن وبتلقائيه حضنت يوسف الواقف جوارهم، بقوه،ودمعت عيناها.
ضمها يوسف قائلاً:أنا كويس والله ده كم بوكس فى وشى،ويادوب جزع فى رجلى،بس الدكتور،قال يتجبس لمده أسبوعين،عادى اهو ما أنا ماشى عليها.
ردت  أسماء بسؤال:مين الى عمل فيك كده قولى،إنت كنت مع عمار فى الفيوم،كان فين ومدفعيش عنك.
ضحك يوسف يقول:ما هو كمان خد الى فيه القسمه،رصاصه بدراعه،وكم غرزه فى جبينه وكم بوكس فى أماكن متفرقه من جسمه،زيي كده تمام،وأنا خلاص تعبت من الوقفه،أرحمونى هقولكم بعدين دلوقتي انا محتاج أرتاح.
مسكت أسماء يد يوسف قائله:إسند عليا وتعالى أقعد أرتاح 
جلس يوسف بالمنتصف وسطهن،تحدثت أسماء قائله:قول لينا ايه سبب حالتك دى!
سرد لهم يوسف ما حدث حول مهاجمة بعض المطاريد لمزرعة عمار،ومحاولة السطو عليها بالقوه وتصديهم لها بمساعدة حسام.
تبسمت والدة يوسف قائله:عمار ابن حلال،والمال الحلال له صاحب يدافع عنه،وربنا وقف لكم حسام ده نجده من عند ربنا،انا مشفتوش غير،مره واحده،بس حسيت أنه ميفرقش عنك أنت وعمار،فى الجدعنه،ربنا يبارك له،بس كفايه قاعده كده،لازم تقوم تنام وترتاح،هروح،احضرلك العشا،أكيد جعان.
نظر يوسف،لوجه اسماء وقال:جعان جداً،ونفسى آكل من صنع أيديكى الحلوين،وكمان زمان عمار،وصل لبيته،وهتلاقى خديجه بتخبط بعد شويه،أعملى حسابها معانا فى العشا،وانا هدخل لأوضتى القديمه ارتاح شويه،يلا يا أسماء أسندينى .
تبسمت والداة يوسف بمكر قائله:تسنديه وبس لحد السرير،بلاش تجهديه،أهو انتى شيفاه مدشدش،مش ناقص دشدشه،أظن فهمانى.
تبسمت أسماء بحياء،بينما قال يوسف:مدشدش عالأخر،والله يا أم يوسف،محتاج،أترمم من جديد،أيد ناعمه كده تعملى مساچ،ترد كل عظمه مكانها تانى ،ومحدش يقدر،يرممنى غير أيد أسماء.
خجلت أسماء اكثر  
بينما 
ضحكت والدة يوسف قائله:إتحشم يا واد البت وشها خلاص بقى شبه الطمطمايه،يلا إسنديه يا اسماء دخليه الأوضه،وتعاليلى نجهز العشا.
ردت أسماء بخفوت:حاضر.
وقف يوسف يسند على كتف اسماء قائلاً:حاضر أيه والمساچ،مين الى هيعملهولى،يبقى كده،سُكى عالعشا،يا أم يوسف،المساچ،أولاً.
ضحكت والداته قائله:طب،يلا بلاش أدخل أرتاح توقف كتير على رجلك،وانا هحضر العشا لوحدى وخلى أسماء جنبك تمسچك.
رد يوسف:تعيشى يا ام يوسف وخليكى ليا طول عمرك حنينه وبدورى على راحتى.
تبسمت له وتوجهت الى المطبخ،بينما،ساعدت أسماء،يوسف،بالدخول الى غرفته القديمه بشقة والداته،الى ان جلس على الفراش،وساعدته بتمديد ساقيه على الفراش.
نظر لها يوسف قائلاً:أعرف بقى سبب الدمعه الى فى عنيكى دى أيه؟
ردت أسماء:مش بدمع ولا حاجه.
رد يوسف:يمكن انا مش واخد بالى قربى كده خلينى أتأكد بنفسى.
قربت أسماء،من يوسف ووضعت عيناها بعينيه،تبسم وجذبها أليه يُقبلها بشغف.
تفاجئت أسماء،ووضعت يدها على صدرهُ تبعدهُ عنها قائله: مكار يا حضرة الافوكاتو،وكمان متنساش طنط،بره إحنا مش فى شقتنا.
تبسم يوسف يقول:ما هى دى الميزه الحاجه ام يوسف بره لو الباب خبط هى هتفتح،انما لو فى شقتنا انا الى هفتح،يبقى،أستغل الفرصه،وادلع شويه على حسها.
تبسمت أسماء قائله:لأ انا هروح اساعدها فى العشا وانت أرتاحلك شويه،مش بتقول جسمك بيوجعك.
رد يوسف:إه يا عضمك يا يوسف،مراتك مستخسره فيك مساچ،تفُك عضمك.
ضحكت أسماء قائله:بطل طريقتك دى بتكسفنى،والله  بقيت بنكسف من حماتى.
رد يوسف يقول:تنكسفى منها ليه،دى تدعيلك لما تعملى لى مساچ،يفك عضمى،تعالى انت بس وهتشوفى أمى هتدعيلك دعا،ياريته يبقى من حظك ونصيبك. 
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بمنزل زايد
فتح عمار باب المنزل ودخل قابل إحدى الخادمات،التى إنخضت من منظره،تحدث عمار وهو يعطى لها حقيبة ملابس صغيره قائلاً:
فين سهر،وماما.
ردت الخادمه: حمدلله على سلامتك، والحاجه حكمت والست سهر،فى الصالون،ومعاهم الست خديجه والحاجه فريال،والحاج مهدى والحاج سليمان،فى أوضة المكتب .
تحدث عمار:تمام،متشكر روحى إنتى كملى شغلك.
ترك عمار الخادمه،وسار،بإتجاه غرفة الصالون،وهو يتمنى معرفة،رد فعل سهر حين تراه بهذا المنظر،
بينما سهر كانت تجلس بينهن شاردة العقل،لا تعرف لما تأخر عمار،هو قال لها أنه سيعود المسا،وهاهم أصبحوا بعد صلاة العشاء،ولم يأتى،حتى أنه لم يتصل عليها،ويقول إن كان بالطريق أو سيبيت هذه الليله أيضاً.
أخرجها من هذا الشرود،صوت عمار حين قال:
مساء الخير.
نظرت سهر بإتجاهه،بلهفه وخضه، ثم وقفت بتلقائيه،وتوجهت إليه بخضه قائله:عمار،أيه الى حصلك! ثم قالت بأستفسار:أيه الى حصلك،رابط إيدك بحامل طبى ليه،وكمان اللزق الطبى الى على جبينك والكدمات الى فى وشك غير،بتعرج برجلك شويه.
تبسم عمار،ينظر لسهر،كيف لاحظت كل هذا بتلك السرعه،ود لو إحتضنها،بين يديه ينسى،وجع جسده الذى يشعر،به،
لكن قطع نظراته لسهر،
خديجه حين قالت بلهفه:حاجه حكمت،حد يجيب برفان علشان أفوقها.
نظر عمار،لهن،وجد والداته،جالسه بالمقعد مغشى عليها. 
توجهت سهر،وعمار إليها سريعاً، يقول:ماما.
تحدثت فريال بغلظه:بلاش الزحمه دى جنبها،علشان نفسها ميضقش،هاتوا كولونيا،ولا برفان نفوقها،بيه بدل الوقفه الفاضيه دى جنبها.
وقفت سهر تقول:هروح أجيب،برفان،بسرعه.
ذهبت سهر تحضر البرفان،بينما قالت فريال فى سرها:يارب مترجعى غير مكسره،وأنتى يا حكمت تدوقى الى دوقته زمان.
بعد دقائق معدوده عادت سهر  بالبرفان،وجدتهم وضعوا حكمت تنام على أريكه كبيره بالغرفه يقفون جوارها بالغرفه،حتى مهدى وسليمان.
،وخديجه تحاول إفاقتها  ،وأعطت البرفان لخديجه قائله:أنا أتصلت على علاء أخويا قولت له يجيب دكتور،لطنط حكمت.
تعصب عمار  قائلاً:مكنش لازم،أنا كنت مستنى تفوق،وهتصل عالدكتور،يجى لها،كانت مهمتك تجيبى البرفان مش تتصرفى من دماغك.
نظرت له سهر،وقالت:آسفه إنى إتصرفت من دماغى،هتصل عليه أقوله  ملوش لازمه.
قالت خديجه:لأ ليه،كتر خيرك،عمار ميقصدش حاجه،بس هو قال كده من خضته،عالعموم الحاجه حكمت،أهى قربت تفوق.
صمت عمار ونظر لوالداته التى بدأت تفيق،رويداً الى أن فاقت، يقول:ماما،حاسه بأيه.
رفعت حكمت راسها قليلاً،تنظر له قائله بوهن:عمار،أيه الى جرالك،ومين  الى أتجرأ يعمل فيك كده.
رد عمار:أنا كويس يا ماما،ده قُطاع طرق طلعوا عليا انا ويوسف فى الطريق واتعاملنا معاهم.
إنخضت خديجه قائله:ويوسف جراله إيه،انا لازم أروح أشوفه وأطمن عليه،أنتم مع الحاجه حكمت،يلا يا سهر ساعدينى نسندها،ندخلها لأوضتها،وبعدها هروح أطمن على يوسف.
ساعدت سهر وخديجه حكمت وأدخلوها لغرفتها،ثم أستأذنت خديجه،وتركت سهر مع حكمت،قالت سهر:هروح أجيب لحضرتك ميه بسكر،وكمان أقولهم فى المطبخ يعملولك شعريه،بسكر،تيتا،لما بتتعب،تقول لماما تعملها شعريه بلبن وسكر، بتقول بتريح قلبها.
تبسمت لها حكمت،
أثناء خروج سهر كادت  تتصادم مع عمار، لكن تجنبت منه وتجنبت النظر إليه وذهبت.
بينما نظر عمار لها،أراد أن يتآسف عن رده بعصبيه عليها،بينما هى تجنبت حتى النظر إليه،وغادرت بصمت،
تحدثت حكمت قائله:تعالى يا عمار،جنبى هنا،قولى الحقيقه،والى حصل انا كان قلبى حاسس من إمبارح،حتى سألت سهر،عليك أكتر من مره قالتلى انك متصلتش عليها خالص إمبارح.
جلس عمار جوار والداته وأنحنى يُقبل يدها قائلاً:صدقينى ده الى حصل،وأنا أهو قدامك بخير،شويه خرابيش فى وشى،وأيدى كلها كم يوم وترجع أقوى،المهم صحتك،شايفك من فتره كده،شكلك تعبانه ومداريه.
ردت  حكمت وهى تضع يدها فوق راس عمار بحنان قائله:أنا بخير،متخافش مش هموت قبل ما أشيل حفيدى منك زى ما شيلت أحفادى من أخواتك البنات.
تبسم عمار وقبل يدها مره أخرى قائلاً:ربنا يديكى الصحه وطولت العمر،وتشيلى أحفادى كمان،بس لازم ناخد بالاسباب،الدكتور جاى دلوقتي،ونشوف هيقول أيه.
تبسمت  حكمت له بحنان 
بينما هناك ما سمعت حديثهم ليتحسر قلبها أكثر،على ما فقدته ذات يوم،لو كان مازال يعيش لربما كان سند لها،لكن الموت،يختار،من نحبهم ويترك،ما نكره،
حاولت التغلب على حقد قلبها ودخلت برياء قائله:مش عارفه بس مالك يا حكمت، فجأه كده بقت صحتك  فى النازل،زى الى محسوده،انا عاوزه أجيب شيخ يقرى فى البيت قرآن يمكن نفس شريره دخلت البيت،ما هو المثل بيقول الخير على قدوم الواردين،أنا كمان فى الفتره الأخيره بحس بشوية تعب  وزهق كده من غير سبب.
ردت حكمت قائله:لا نفس شريره ولا حاجه،هما شوية تعب صغيرين،وكمان لما شوفت عمار،داخل عليا بالمنظر ده قلبى متحملش،بس هما شوية راحه،وهبقى بخير،متحطيش فى بالك أنتى السوء.
نظرت فريال لها،ولجلوس عمار جوارها بحقد دفين،وهمست قائله:أغمى عليكى،لما شوفتي إيده مربوطه على صدرهُ وانا الى دم إبنى ساح على هدومى،وطلعت روحه وهو بين إيديا،شربتها حسره فى قلبى،بسنين عُمر طويله،وهو نفد من العقاب،ورجع لحضنك من تانى،،و،،،
أثناء ذالك دخلت سهر،تحمل صنيه صغيره،عليها طبق وكوبان ماء،قائله:
الشعريه أهى،خلتهم عملوها بسرعه،وكمان جبت ليكى ميه بسكر،وميه عاديه.
تبسمت حكمت قائله:بالسرعه دى،بس أنا مش بحب الميه بسكر بتجزع نفسى،إنما بحب الشعريه بلبن وسكر،وكمان عمار،بيحبها،كان نفسى تعمليها بأيدك.
تبسمت سهر بمزح قائله:يبقى هتكرهيها،بعد كده.
تبسمت حكمت،قبل ان ترد كانت الخادمه تدخل الى الغرفه قائله:الدكتور علاء ومعاه دكتور تانى وصلوا.
تبسمت سهر قائله:خليهم يدخلوا لهنا.
نظر عمار ل سهر،رأى بعيناها لمعة سعاده،لا يعرف لما شعر بالغيره.
دخل علاء ومعه الطبيب،يلقيان السلام.
تنحى عمار من الجلوس جوار والداته،
تحدث  علاء يقول بود:ألف سلامه عليكى،يا طنط، سهر لما إتصلت عليا كنت فى عيادة الدكتور،ولما قولتله حضرتك حمات أختى،آجل ميعاد العياده،وجينا فوراً نطمن عليكى.
ردت حكمت:كتر خيرك 
تحدث الطبيب:ياريت كل الى فى الاوضه يتفضلوا يطلعوا لبره،ما عدا علاء.
رد عمار:دى والداتى وأنا هفضل معاها.
أماء الطبيب رأسه بموافقة،بينما خرجت سهر وكذالك فريال،الذى يتآكل قلبها الغلول.
عاين الطبيب،حالة حكمت،
سأل عمار الطبيب عنها
  فقال الطبيب:لأ متقلقش قوى كده،الحاجه يظهر حبت تشوف أهميتها عندك،وهى بخير،
تحدث وائل:أنا بقول نتكلم بره ونسيب طنط حكمت تستريح،وكمان تاكل طبق الشعريه ده،بس لو سهر الى عملاه بأيدها،بلاش تاكليه.
ضحكت حكمت،رغُم عنها.
خرج الطبيب وعلاء ومعهم عمار،
لخارج الغرفه وساروا قليلاً.
تحدث عمار للطبيب قائلاً:خير يا دكتور؟
رد الطبيب:خير،أنا كتب كذا نوع من الادويه فى منهم حقن،وكمان هكتب لها على شوية تحاليل وفحوصات وكمان رسم قلب كامل.
تلهف عمار قائلاً:رسم قلب، ليه حضرتك عند شك بحاجه؟
رد الطبيب:مش شك تقدر تقول،زيادة إطمئنان،وممكن تعمل الفحوصات ورسم القلب ده،وتدى النتايج لعلاء،وأنا هعاينها،ومش لازم الحاجه،تجهد نفسها،ومره تانيه حمدالله على سلامتها.
أماء له عمار،براسه قائلاً:متشكر،وأخرج مبلغ مالى من جيبه،ومد يدهُ به للطبيب،لكن الطبيب قال:
عيب أما آخد من قرايب تلاميذى مبلغ مالى قصاد إستشاره،ربنا يتمم شفاها.
قال الطبيب هذا وتبسم ل عليا التى آتت بالقرب من مكان وقوفهم مع الطبيب.
أماء لها الطبيب مبتسماً،فتبسمت له.
نظر علاء للمكان الذى ينظر له الطبيب،فرأى عليا تقف،تبسم هو الآخر بتلقائيه .
لم يلاحظ عمار نظراتهم،شكر الطبيب وترك علاء معه يوصله الى باب المنزل،وعاد مره أخرى لغرفة والداته.
بينما علاء ودع الطبيب،واثناء عودته للداخل تقابل مع عليا،وقف معها.
رحبت عليا به.
تحدث علاء:من يوم ما كنت هنا بعد سهر ما أجهضت متقبلناش،مفيش غير كم مره إتكلمنا عالتليفون،صحيح أنها فرصه مش لطيفه،بس انا سعيد إنى قابلتك النهارده.
تبسمت عليا قائله:ربنا يشفى مرات عمى هو الدكتور قال أيه،السبب فى تعبها،انا كنت فوق،لسه نازله والشغاله قالتلى،وكنت رايحه أطمن عليها،لقيتك واقف مع الدكتور وعمار..
رد علاء:يمكن دى فرصه من القدر إننا نتقابل النهارده،بصراحه،سهر لما إتصلت عليا،حسيت أنى هقابلك،وأحساسى طلع فى محلهُ،إزيك أخبارك إيه؟
ردت عليا:أنا بخير الحمدلله،بس مقولتليش مالها مرات عمى.
سرد علاء لها ما قاله الطبيب. 
حزنت عليا قائله:هو الدكتور عنده شك فى حاجه.
رد علاء:بصراحه مقاليش،بس لما أروحله هسأله.
ردت عليا:طيب ابقى قولى،والله مرات عمى طيبه متستاهل،بس مفيش حد كبير عالمرض.
تبسم علاء يقول:بس ليه حسيت من سهر،أنها ممكن تكون بتشد عليها،بصراحه سهر،مقالتليش على حاجه خالص،بس ده إحساسى،يمكن مش فى محله 
قبل أن ترد عليا عليه،كان صوت جهور ينادى عليا.
نظرت نحو الصوت التى علمت صاحبه،إرتبكت،فتركت علاء وسارت نحوه.
وقفت أمام والداها،بربكه حاولت إخفائها 
قال لها بصوت جهور:وافقه مع أخو سهر ده ليه؟
ردت  عليا:أبداً يا بابا كنت بساله إن كان الدكتور قاله حاجه على تعب مرات عمى.
رد سليمان بغضب:طيب خلاص،روحى لمرات عمك أوضتها إطمنى عليها،وبلاش وقفتك دى.
رغم شعورها بالحزن من طريقة حديث والداها الجافه،لكن ذهبت الى غرفة زوجة عمها.
وجدت
عمار واقف،وسهر تجلس جوار حكمت،تحمل صنية صغيره على ساقيها،بينما والداتها تجلس على احد المقاعد عيناها تقدح ناراً،لو أطال جميعهم لأحرقهم فى الحال.
سالت زوجة عمها عن حالها وردت عليها انها أصبحت بخير،
جلست جوار والداتها على أحد المقاعد 
تنظر لسهر،وهى تجلس جوار،زوجة عمها،تمنت لهم الوفاق،معاً دائماً،وعين عمار السعيده برؤيته لسهر تهتم بوالداته،كانت ستسأل عن سبب عدم وجود خديجه،لكن دخول علاء جعلها تصمت 
تحدث علاء قائلاً:أنا جبت العلاج الى الدكتور كتبه لطنط حكمت،وفيه نوع منه حقن وريد،ففكرت إنى اركب لها كلونه،تسهل عليها بعد كده 
تبسمت عليا قائله:فعلاً فكره ممتازه،انا بصراحه،رغم مدة دراستى الصغيره للتمريض،صحيح عندى فكره عن أنى إزاى أجيب الوريد  لكن لسه برضو أوقات بفشل.
تبسم علاء يقول:مع الوقت هتعرفى تجيبى الوريد بسهوله،وممكن تجى جنبى وانا بجيب الوريد لطنط.
نهضت عليا باسمه ووقفت جوار علاء،لترى كيفية الإتيان بالوريد،غرس علاء الكلونه،بوريد حكمت،وقال كده بس سهله جداً،
تبسمت عليا له قائله:فعلاً سهله جداً،
لاحظت فريال،منظر لمتهم حول حكمت فأنزعجت ونهضت قائله:معدتش قادره اقعد الخضه على حكمت سيبت اعصابى هروح استريح،تصبحوا على خير.
ردت سهر:مالك يا طنط،تحبى اجيبلك طبق شعريه إنتى كمان شايفه طنط حكمت لما كلت الطبق صحتها إتحسنت.
ردت فريال بضيق:لأ مش بحب الشعريه بسكر عندى السكر والدكتور مانع عنى السكريات 
ردت سهر:لأ يا طنط متقلقيش،دى معموله بسكر محروق،قصدى يعنى سكر دايت،سُعراته قليله.
نظرت فريال لها بغضب ساحق،وهمست لنفسها:يارب تتحرقى فى نار ما تلاقى الى يطفيكى انتى وكل الى فى الاوضه،ولا كل الى فى البيت ده كله،شكلى كده لازم أستعجل الوليه تشوفلى حل معاكى قبل ما تلمى الكل تحت جناحك،والمخسوفه خديجه،بتسيب ليكى الطريق مفتوح،بس مش هيحصل أبداً،قلب عمار مش هيرتاح.
همست لنفسها بهذا وحاولت التحكم فى غضبها قائله:
لأ شكراً،هرتاح لما أنام تصبحو على خير
رد الجميع عليها،بينما هى تمنت الا تستطع عليهم شمس.
تحدث علاء قائلاً:أنا كمان لازم أمشى بقى علشان تيتا لازم تاخد الحقنه فى ميعادها،هبقى هنا الصبح أطمن على طنط.
إنزعجت سهر قائله:هى تيتا مالها،هى تعبت تانى من زمان مشوفتهاش بتطمن عليها بالتليفون وبس.
رد علاء:ما أنا عارف هى بتقولى،بس كانت الازمه رجعت لها بس بقت الحمد لله كويسه.
ردت سهر:طب ليه محدش قالى؟
رد علاء:لا دى بسيطه وتيتا قالت بلاش نزعجك،بس الحمد لله بقت كويسه.
رد عمار: الحمد لله،أنا وسهر هنجى بكره نشوفها ونطمن عليها. 
نظرت سهر لعمار،بتفاجؤ،ثم تبسمت،ولكن سريعاً،غيرت نظرها ناحية علاء و قالت: خلينى اودى الصنيه دى المطبخ و أوصلك لعند الباب.
تبسم علاء،ووضع يدهُ على كتف سهر،وسار الأثنان معاً،شعر عمار بالغيره،وسهر تسير لجواره.
تحدثت عليا قائله:عمار إنت شكلك تعبان ولازم ترتاح،إطلع إنت إرتاح،وأنا هفضل جنب طنط حكمت ومتقلقش عليها.
تحدثت حكمت هى الأخرى:كلام عليا صح،روح إرتاح،أنا بقيت كويسه الحمد لله.
رد عمار:تمام،ربنا يكمل شفاكى،أنا هطلع لشقتى أرتاح،قال هذا ونظر لعليا قائلاً:،بس فى اى وقت لو ماما تعبت متتردديش ترنى عليا وهنزل فوراً.
تحدثت حكمت:إطمن خلاص بقيت كويسه،يلا تصبح على خير.
قبل ان يرد عمار،دخلت سهر،فتحدثت حكمت قائله:خد سهر معاك كفايه معايا عليا،يلا تصبحوا على خير.
رد عمار وهو يجذب يد سهر لتسير معه قائلاً:وأنت من أهله يا ماما.
...
بعد قليل 
بشقة عمار 
حاولت سهر تجنبهُ،لاحظ عمار ذالك،علم أنها تتجنبه عن قصد بسبب تعصبه عليها.
أقترب منها وفجأه،جذبها،لتبقى بحضنه،وقبل جانب عنقها قائلاً:وحشتينى،يا سهر.
إبتعدت سهر عنه قائله:خلينى أساعدك تغير هدومك علشان تنام وترتاح 
نظر عمار لسهر،وبمفاجأه أيضاً،جذب رأسها،وقبلها قبولات متشوقه،مانعت سهر فى البدايه لكن إستسلمت لقبولاته،وجارته فى القبولات،ثم وضعت راسها على صدره للحظات ثم قالت،خلينى أساعدك 
بدات بفك ازرار قميصه واحد يلو الأخر،وأصبح نصف عارى امامها،رات الضماد الذى بذراعه ينقع دماً،إنخضت قائله:دراعك بينزف،ياريت كنت خليت علاء وهو هنا،غيرلك عالجرح،بس فى هنا شنطة إسعافات،رأيي تدخل تاخد شاور وبعدها أغيرلك انا عالجرح.
تبسم عمار يقول:وأنتى بتعرفى تغيرى عالجرح.
ردت سهر:.مش مُعضله،بس،يلا،بدل دراعك مينزف اكتر من كده.
تبسم عمار يقول:بس ممكن الشاش يتبل ميه وانا باخد دُش،والميه للجرح مش كويسه 
فكرت سهر لثوانى ثم قالت له:ثوانى ورجعالك.
عادت سهر بعد ثوانى،وبيدها رول بلاستيكى،رقيق،يستعمل لحفظ الطعام،وقالت له:الرول ده هلف منه جزء حوالين الأصابه مش هيسرب ميه وانت بتاخد شاور.
تبسم عمار،لها وظل ينظر لها وهى تلف الرول حول ذراعه،الى ان إنتهت،وقالت:
خلاص كده،مش هيسرب ميه.
تبسم عمار،وذهب الى الحمام وخرج بعد قليل،يرتدى مئزر حمام قصير،مغلق بعشوائيه،يظهر صدره بالمقدمه 
تحدثت سهر قائله:علبة الأسعافات أهى،يلا أقعد خلينى اغيرلك الضماد ده بواحد تانى نضيف.
جلس عمار امامها وخلع المئزر،وبدأت سهر بمحاولة تغير الضماد،حقاً غيرته بعدم خبره،لكن حين كانت تراه يتالم تخف يدها،الى أن إنتهت.
تبسم عمار يقول:يظهر كان لازم أنتى كمان تدخلى طب،زى علاء،
ضحكت قائله:أنا أدخل طب،انا اول مره أمسك شاش وقطن ومطهر فى إيديا،غير كمان انا كنت بنجح فى الثانويه،بالزق،لو تعرف ماما كانت بتعمل أيه علشان انجح وأعدى الثانويه مش هتصدق.
تبسم يقول:كانت بتعمل أيه؟
كانت سهر ستحكى له لكن تلجمت،بعد ان تذكرت صفعها لها،وإجبارها على الزواج من عمار،توقف قائله:مفيش،أنت محتاج لراحه، وأنا كمان، هروح أغير هدومى
قالت سهر هذا وتوجهت الى الحمام 
بينما... ذهب عمار نام و على الفراش،
يستغرب من تبدل سهر حين أراد معرفة ماذا فعلت والداتها،لما لديه شعور،بوجود فتور بعلاقة سهر مع عائلتها،وبالأخص والداتها،هو لاحظ ذالك أثناء جلوسها معها وقت إجهاضها،لكن علاقتها جيده بعلاء فقط.
بعد دقائق إنضمت سهر لعمار بالفراش،ظنت أنه نائم،فأغمضت عيناها،لكن فوجئت به يقترب منها،وقبل جانب عنقها قائلاً:أنا عارف إنك مقموصه،أنى إتعصبت عليكى أنا آسف. 
فتحت سهر عيناها:دون رد،إقترب عمار منها أكثر،وقال:سهر أنا آسف،بس إتحكمت فيا عصبيتى.
ردت سهر عليه:، أنا أساساً كنت نسيت، بس إنت بتقدر تتحكم فى عصبيتك مع الكل معدايا،تصبح على خير يا عمار.
ضمها عمار أكثر قائلاً:وحشتينى،يا سهر.
فهمت سهر ما يريدهُ منها،فأعطته له بطيب خاطر منها،لكن عقلها شارد منها، بخديجه،كلمه منها جعلته يهدأ من عصبيته،بينما كلمه منها له تجعله يثور عليها.
لما تشعر بالغيره من خديجه،هى من آتت عليها ليس العكس،ربما هى من آتت عليها لكن خديجه صاحبة مكانه لديه،أكبر وأقوى.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومان 
بشقة سهر وعمار 
دخلت فريال الى الشقه خلسه دون أن يراها أحداً
توجهت الى غرفة النوم،ومنها الى الحمام المصاحب لها
نظرت بسلة الغسيل الغير نظيف  
وجدت بعض ملابس،بحثت بها،الى أن أمسكت قميصاً للنوم بنفسجى اللون،قصير وشفاف،،نظرت له قائله:صبيه وبتلبس قدامه  قمصان نوم  بالمنظر ده ومش عاوزاه يهجر جديجه،شكلها مش سهله البت دى فى البدايه كنت مفكره القطه تاكل عشاها،بس مع الوقت بدأت،تتدحلب لهم  وتضحك على عقولهم ببرائتها الكدابه،بس مش عليا،بحثت مره اخرى بالسله 
وجدت ضالتها الاخرى،وضعت الاثنين بكيس بلاستيكى اسود وخرجت من الشقه تتسحب كما دخلت.
...
بعد وقت  قليل 
بذالك المكان المظلم،المدنس بأفعال الشيطان 
جلست فريال 
تعطى ظهرها 
تحدثت المراه قائله:جيبتى الفلوس الى طلبتها منك .
فتحت فريال حقيبتها ووضعت مبلغ مالى كبير أمامها.
تبسمت المرأه وقال: جيبتى  الى قولتلك عليه 
جبتى لى قطر من التلاته.
ردت  فريال:ايوا الكيس ده فيه قميص نوم لسهر،مرات عمار التانيه،وفانله داخليه لعمار،كمان عبايه لخديجه.
ردت المرأه!متأكده،انهم كانوا مش نضاف،وفيهم عرقهم.
ردت فريال:أيوا انا جيباهم من سلة الغسيل.
ردت المرأه:طب كويس 
قدامك إزازه بلاستك خديها،ده عمل سايل،هيمهد لنا الطريق 
ترشى الميه الى فى الازازه دى فى مكان تكونى متاكده ان نسوان عمار لازم يدوسوا عليه،وترشيه قبل الفجر الاولانى ميآذن فى الضلمه،وتتاكدى انهم لازم يدوسوا عليه،وسيبلى الهدوم دى أنا محتجاها،وتجيلى بعد أسبوع من النهارده.
اخدت فريال الزجاجه ونهضت،تغادر دون ان تنظر خلفها 
بينما دخلت مساعدة تلك المرأه عليها تضحك تقول:فريال خارجه تجرى من هنا،بس هتعملى ليها العمل الى طلبته منك 
ردت المرأه:أكيد هعمله،دى غاليه عندى،بس بدل ما هخلى عمار ومراته التانيه،يكرهوا بعض،ويطلقها،انا هخليهم يعشقوا،بعض ويطلق مراته الاولانيه،ده دين علي فريال ليا ولازم تسدده.
ردت المساعده:طب والازازه الى اخدتها معاها؟
ردت المرأه:دى ميه معفرته شويه مدتها مش طويله،بس تخلى فريال تثق فيا،أخرها اسبوعين بالكتير،ولو أتقرى شوية قرآن هتفسد.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بظلام ليلة شتاء ممطره 
وقفت فريال تقوم برش مياه تلك الزجاجه البلاستيكيه  امام باب شقتى كل من خديجه وسهر 
لكن لسوء حظها،سمعت صرير باب معدنى،فأنخضت،فرت هاربه 
لكن لسوء حظها اثناء نزولها تعرقلت قدمها وأنزلقت على السلم 
لتصرخ بقوه،وتقع من الزجاجه بعيداً عنها
لتتذكر تحذير تلك المراه لها قبل ان تغادر 
إحذري،يمكن قبل ما تضرى غيرك تنضرى إنتى أولاً.
......

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

على صوت صريخ فريال. 
إستيقظ عمار، بفزع، وكذالك سهر. 
تحدثت سهر:، الصريخ ده عندنا  هنافى البيت.
رد عمار وهو  
ينهض سريعاً، يرتدى ملابسه:واضح كده،ربنا يستر،قال عمار هذا وغادر الغرفه يُغلق سحاب بيجامتهُ،وخرج من الشقه لكن لاحظ نُقرة مياة تلمع على أرضية المكان،فتفداها وسار من جوارها.
بينما لمت سهر غطاء الفراش ورمت بجسدها تنام مره اخرى تقول:يا سلام لو الى فى بالى تكون فلسعت،الله يرحمك يا فريال.
نهضت سهر من على الفراش تحدث نفسها  وهى ترتدى ملابسها :ها اما اقوم  ألبس هدوم تانيه عليا وأروح وأعرف بنفسى سبب الصريخ ده يمكن أمنيتى تتحقق،يارب أنت،شايف معاملتها ليا من يوم ما دخلت البيت ده بالغصب،أنا كنت بقول مفيش أسوء من مرات عمى هويام لكن دى شرها فاقها بمراحل،دى عالدوام كلمتى بتقف فى زورها،ومفيش مره قالتلى كلمه حلوه،كأنى عدوتها،ونظراتها ليا الى كلها غِل غير أوقات بتقوم طنط حكمت عليا،صحيح هى حماتى،بس شديده،أو كانت شديده وبدأت تلين معايا شويه ،إنما فريال دى جواها حقد مش بينتهى،وواضح كمان إنها مش بتحب عمار معرفش ليه،حتى مع بناتها،مفيش غير غدير الى زيها بس الواد وائل يستاهل، إنما عليا وأسماء مش زيها،حتى عليا من يوم ما رجعت من أسوان،وبحس أنها طيبه مش زيها،حتى بدافع عنى لما تكون موجوده،وأسماء معرفش سبب،دى قليل لما بتجى لهنا،حتى يوسف،معظم الوقت يا بيجى لعمار،أو خديجه،متهيألى كده كمان أن فريال بتكرهه هو كمان،مش عارفه سبب للكُره الى فى قلبها لأقرب الناس حواليها،ربنا يهديها،أو الأفضل ياخدها ويكون الصريخ ده عليها.
إنتهت سهر من أرتداء ملابسه لتلحق بعمار،لتعرف سبب الصريخ،
فتحت باب الشقه دون إنتباه منها خطت قدمها بنُقرة المياه القريبه من باب الشقه
بينما بشقه خديجه 
صحوت فزعه هى الاخرى كذالك أبنيها
حين خرجت من غرفتها وجدتهما يقفان أمام غرفهم  
حيث قالت منى:ماما مين الى بيصرخ كده.
ردت خديجه:معرفش هدخل ألبس ايسدال وأنزل أشوف فى أيه 
قالت منى،وانا كمان هنزل أعرف 
قبل أن تمنعها خديجه كانت قد خرجت من باب الشقه،وخطت هى الأخرى بنُقرة المياه،بينما خديجه رأت النُقره،رأت نزول بعض مياه المطر على السلم،تجنبت المياه،ونزلت خلف،منى.
..
تفاجئ عمار،بوقوع  زوجة عمه على السلم.
ذهب بأتجاها مُسرع،قائلاً بلهفه:مرات عمى،خير،أيه الى حصلك.
صرخت بتألُم:وقعت،وضهرى طقطق،ورجليا مش قادره أقف عليها.
فى ذالك الأثناء،خرج الجميع من غرفهم،على صوت الصريخ،وآتوا الى مكان وقوع،فريال.
تحدث سليمان بعصبيه:كان أيه الى مطلعك عالسلم فى وقت زى ده،قولى؟
صمتت فريال،تبكى من شدة الألم،
تحدث عمار قائلاً:مالوش لازمه عصبيتك دى يا عمى،خلينا ناخد مرات عمى للمستشفى 
قال عمار هذا وإنحنى يحملها 
لكن قبل أن يضع عمار،يدهُ
جذبت سهر يد عمار قائله: عمار هتعمل أيه.
رد عمار:هشيل مرات عمى،علشان أوديها للمستشفى،مش شيفاها مش قادره تقف على رجلها،وبتصوت من ضهرها كمان.
مسكت سهر يد عمار تكتم بسمتها قائله:إنت ناسى الأصابه الى فى دراعك،لسه الجرح بتاعها ملتئمش،وطنط تقيله،وممكن الجرح يفتح من تانى،وتبقى مشكله،أنا بقول أنا وخديجه وعليا نسندها لحد العربيه.
نظرت لها فريال المتألمه نظره،لو كانت تقدر على الوقوف على ساقيها،لكانت قذفتها من فوق سطح المنزل،وتألمت،بشده.
تحدثت خديجه أيضاً:كلام سهر صحيح،أنا وعليا،وسهر هنسندها،بس وسعوا أنتم من على السلم.
ردت سهر:بس أنا المفروض مشلش حاجه تقيله إفرضوا،أنى حامل مثلاً،أسقط مره تانيه،بسبب تُقل طنط فريال.
كتم عمار ضحكته بصعوبه،فعن أى حمل تتحدث،وهى بأيام عادتها الشهريه،يبدوا أن ل فريال مَعَزه خاصه لدى سهر 
بينما فريال تتألم بشده،صرخت قائله:سيبونى عالسلم لحد ما أموت من وجع رجلى وضهرى وأنتم بتتشاوروا مين يسندنى.
تحدثت عليا التى تبكى قائله: بعيد الشر عنك يا ماما خلاص،يلا يا خديجه،إسنديها معايا من الناحيه التانيه،
أقتربت سهر،وقالت:خلونا نساعد طنط، ربنا  يخفف وجعها 
بالفعل ساندت،كل من سهر،وخديجه وعاليه،فريال،ووضوعها بالسياره،وغادر عمار،ومع والدهُ وعمه،وذهبا بها الى أحد المشافى الخاصه بالمنصوره.
بينما دخلت  سهر،وخديخه،وعاليه التى قالت:هطلع أغير هدومى،وأتصل على عمار أعرف،راح بها أى مستشفى وأروح أطمن على ماما.
تبسمت لها حكمت قائله:ربنا يرآف بيها و يطمنا عليها،والله لو بصحتى كنت روحت معاكى،
ردت خديجه أيضًا:أنا بعد ما الولاد يرحوا للمدرسه هروح لها المستشفى.
تنحنحت سهر بخجل قائله:وأنا كمان،هفضل مع طنط حكمت،وعندى محاضره عالساعه عشره الصبح،هبقى أتصل على عمار أطمن عليها منه،وربنا يقومها بالسلامه.
ردت عاليه:شكراً ليكم،أنا هطلع اغير هدومى عن أذنكم،وأخلى السواق يوصلنى للمستشفى.
غادرت عاليه وتركتهم،لتأتى منى،وبيدها زجاجه بلاستيك قائله:ماما أنا لقيت الأزازه دى واقعه عالسلم يمكن هى الى وقعت طنط فريال.
أخذت خديجه الزجاجه،تنظر إليها،بأستغراب،لكن قالت:ومين الى رمى الأزازه دى عالسلم يمكن إنتى والا أخوكى،عالعموم،خدى،إرميها فى سلة الزباله،وإطلعى،نامى لك شويه لسه بدرى على ميعاد المدرسه أنا هاجى أصحيكى.
بينما قالت حكمت:الفجر خلاص قرب يآذن هدخل أتوضى ،وأدعى شويه ليها،على ما يأذن وأصلى ،وأنتى يا سهر،إطلعى شقتك أنا مش محتاجه ليكى،ربنا ينجحك.
تبسمت سهر قائله:شكراً يا طنط،عن أذنكم.
تركت سهر حكمت وخديجه معاً،تحدثت خديجه بسؤال:هى الحاجه فريال،كانت بتعمل أيه عالسلم فى وقت زى،ده،أكيد الى زحلقها،الميه الى عالسلم،نازله من عالسطح،يظهر حد ساب باب السلم مفتوح،وسرب ميه من الشتا،هروح أشوفه،كده وأقفله،وأنزل أتوضى،ونصلى سوا .
ردت حكمت قائله: خدى حذرك وانتى طالعه،لا الميه الى عالسلم،تزحلقك إنتى كمان،عيالك محتاجينك،مين يقدر لهم،ربنا يخليكي لهم.
تبسمت خديجه،وذهبت.
بينما بالمشفى 
بعد وقت   
بعد وقت،خرج أحد الأطباء،فى نفس الوقت كانت قد لحقت  عاليه بهم للمشفى ،ذهبت الي الطبيب بلهفه تقول: خير،يا دكتور ماما مالها.
رد الطبيب: الأشعه الى أتعملت للمريضه بتوضح فى كسر فى تلات فقرات فى العمود الفقرى،كمان شرخ بسيط فى الحوض،وكمان كسر فى رجلها اليمين،ولازم تتجبس،
وبالنسبه لفقرات ضهرها هنعمل  لها عمليه،وبعدها هيبقى فى فترة علاج طبيعى،بس بالنسبه للمشى طبعاً هيتأثر،خصوصاً،ورجلها متجبسه هستأذن دلوقتي علشان زمانهم جهزوها للعمليه.
أستأذن الطبيب وتركهم،راى مهدى،عاليه تبكى،توجه إليها وربت على كتفها،دخلت الى حضنهُ مباشرةً تبكى،فربت على ظهرها بحنان،بينما سليمان،لم يكن يشعر بشئ،كأنها بالنسبه له أحداً غير مهم.
........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرت خمس أيام
بالمنصوره
بعد أن أنهت سهر محاضرتها، دخلت متردده الى تلك العياده،الخاصه بأحدى طبيبات النساء،كانت تشعر كأنها تسرق،تنظر لوجوه النساء الجالسات بالعياده،تخشى أن تتعرف عليها إحداهن،
جلست تنتظر دورها،بأرتباك،وخشيه لا تعرف سببها.
حين نادت بأسمها المساعده الخاصه بالطبيبه،نهضت سريعاً،
وتوجهت لها.
نظرت لها المساعده بتفحص،فيبدوا عليها صغيره بالسن،تحيرت المساعده ان تسألها سبب وجودها هنا،بسبب القلق الواضح على وجهها منذ أن دخلت للعياده  ،لكن قالت لنفسها،لا يعنيها 
ألامر،قالت لسهر : إتفضلى إدخلى للدكتوره دورك يا مدام.
ردت سهر وهى تتوجه ناحية غرفة الطبيبه:شكراً.
دخلت سهر للغرفه وأغلقت خلفها الباب،ووقفت خلفه بعيد قليلاً عن الطبيبه.
إستغربت الطبيبه وقالت لها:واقفه عندك كده ليه،قربى لهنا.
قربت سهر منها.
تحدثت الطبيبه قائله:شكلك صغيره،قوليلى مشكلتك،زى مشكلة بعض البنات الى بتتأخر البريود عن ميعاد نزولها،وجايه تشوفى لها حل.
أماءت سهر راسها ب لا 
سألت الطبيبه قائله:طب أيه مشكلتك؟
ردت سهر سريعاً:مش عاوزه أخلف،ثم إبتلعت ريقها الجاف قائله:قصدى مش عاوزه أخلف دلوقتي.
تعجبت الطبيبه قائله:إنتى متجوزه.
أماءت سهر راسها،بنعم 
رسمت الطبيبه بسمة،راحه قائله:طب تعالى أقعدى،أول مره أشوف،واحده،مش عاوزه تخلف،قوليلى السبب،ولا تكونى مش متجوزه وبتكذبى عليا.
ردت سهر بفزع: لأ والله العظيم متجوزه،وكمان معايا قسيمة الجواز فى الشنطه،تحبى تشوفيها علشان تصدقى؟!
ردت الطبيبه:ياريت أشوف قسيمة الجواز.
أخرجت سهر تلك القسيمه من حقيبتها وأعطتها للطبيبه قرأتها،وأعادتها لها مبتسمه تقول:طيب طالما متجوزه،ليه مش عاوزه تخلفى،الأمومه حلم كل بنت!
ردت سهر: طبعاً،بس أنتى فهمتينى غلط،أنا مش عاوزه مخلفش خالص،أنا بس عاوزه آآجل الخلفه شويه،يعنى لمده،وبعدها أبقى أخلف.
تبسمت الطبيبه قائله:وقد أيه المده دى،شكلك لسه طالبه،إنتى بتدرسي،فى الجامعه.
ردت سهر:أيوا،أنا فى سنه تالته جامعه،ولسالى سنه كمان غير التيرم ده،وخايفه الدراسه تشغلنى عن مراعية الى هخلفه،أو العكس هو الى يأثر على دراستى،فقررت آآجل الخلفه شويه.
ردت الطبيبه:وجوزك موافق عالقرار ده؟
تلبكت سهر ثم قالت:آه طبعاً موافق.
ردت الطبيبه:طب هو مجاش معاكى ليه؟
ردت سهر:أصله بينكسف،وقالى روحى لوحدك،لأنه مش عاوز حد يعرف من العيله إننا مأجلين موضوع الخلفه ده،بيت عيله أرياف،بقى وحضرتك عارفه،بيبقوا مستنين أول بيبى بعد تسع شهور من يوم الفرح.
تبسمت الطبيبه قائله:هسألك سؤال وجاوبينى عليه؟
ردت سهر:أتفضلى.
سألت الطبيبه:أنت متجوزه،بقالك مده قد إيه؟
ردت سهر:قربت على شهرين كده.
سألت الطبيبه مره أخرى:وكنتى بتاخدى فيهم أى وسيلة منع حمل قبل كده.
ردت سهر:لأ مأخدتش أى وسيله  قبل كده.
تعجبت الطبيبه قائله:مخدتيش أى وسيله،ومحملتيش قبل كده.
بلعت سهر حلقها قائله:لأ حملت حوالى تلات أسابيع قبل كده،وأجهضت.
سألت الطبيبه:وكان أيه سبب الأجهاض؟
ردت سهر:كنت وقعت من غير ما أخد بالى،ومكنتش أعرف أنى حامل،غير لما أجهضت.
قالت الطبيبه:وأيه سبب وقوعك.
ردت سهر:إتزحلقت وأنا ماشيه بدون قصد.
قالت الطبيبه:طب وبعد الأجهاض،كنتى إزاى مع جوزك ومحملتيش مره تانيه،وأنتى مش بتاخدى مانع حامل.
ردت سهر:
معرفش أكيد النصيب،ودلوقتي عاوزه آخد وسيله مضمونه لفتره بعدها أقدر أحمل تانى،وأخلف بعد ما أسيبها.
تبسمت الطبيبه قائله:أتفضلى ادخلى وراء الستاره دى وأطلعى عالشيزلونج،أكشف عليكى وأقررلك أى وسيله تنفعك.
أزاحت سهر الستاره وصعدت على فراش الطبيبه،وبدأت الطبيبه الكشف عليها،لاحظت الطبيبه خجلها،وربكتها أيضاً،ربما لانها لأول مره تخضع لكشف من هذا النوع.
أنتهت الطبيبه من الكشف على سهر قائله:تقدرى تعدلى هدومك،وتحصلينى عالمكتب.
عدلت سهر ملابسها،وذهبت الى المكتب،وجلست.
تحدثت الطبيبه قائله:واضح أن البريود،يا دوب لسه خلاصنه من عندك،وده كويس،جداً،بصى بقى 
فى أكتر من وسيله،هرشحهم ليكى وانتى تختارى،طالما التأجيل لمده،وأعتقد انها مش هتكون طويله،فاللولب ده مستبعد تماماً،
فى حبوب،ودى بتتاخد يومياً
تسرعت سهر قائله:لأ بلاش الحبوب،ممكن أنساها،أنا عاوزه وسيله مضمونه،وتفضل لفتره.
تبسمت الطبيبه:تمام،يبقى الحقن،ودى نوعين،نوع بيفضل تلات شهور،ونوع،مدته شهر واحد.
ردت سهر:وأى نوع فيهم مضمون أكتر.
ردت الطبيبه:أنا كطبيبة أمراض نسا،وياما ورد عليا،أقدر أكدلك مفيش أى وسيله مضمونه ميه فى الميه،ستات كتير حملت وهى بتاخد وسيله منع،كل شئ قدر،بس حُقنة الشهر ممكن تناسب حالتك،بحيث لو قررتى أنتى وجوزك الخلفه فى أى وقت،تقدرى متاخدهاش،تانى،وربنا يكرمك،بالحمل بعدها.
ردت سهر:تمام خلاص أخد الحقنه كل شهر،ودى ليها مواعيد ثابته.
ردت الطبيبه:ايوا،بعد أنتهاء البريود مباشرةً.
ردت سهر:تمام،وأنا البريود إنتهت عندى من يومين،،وكمان إطهرت منها،وجوزى لسه مقربش منى ،ينفع آخد الحقنه دلوقتي.
تبسمت الطبيبه:أكيد،هستدعى المساعده،تجيبلك الحقنه،وهعطيهالك بنفسى،وتقدرى تجى للعياده كل شهر فى نفس المواعيد تاخدى الحقنه.
بعدما اعطت الطبيبه الحقنه لسهر،غادرت العياده،وهى تنظر حولها بترقب،الى أن إبتعدت عن مكان العياده،فشعرت براحه،وقررت العوده للمنزل.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زايد 
أقترب المساء 
بغرفه مخصصه بالدور الأرضى 
كانت تجلس بها فريال،منذ ان عادت من بالأمس من المشفى.
كانت تنام على مرتبه طبيه،كانت معها بالغرفه،كل من غدير،وأسماء أيضاً.
دخلت عليهن حكمت قائله:أزيك،النهارده،يا فريال،معليشى والله العلاج الى باخده،زى ما يكون منوم،باخده،ومبدراش بنفسي،بس سألت خديجه عنك الصبح،قالتلى نايمه،مرضتش أجى اصحيكى ربنا يتمم شفاكى،يارب.
ردت أسماء:ربنا يشفيكى أنتى كمان يا مرات عمى.
بينما ردت غدير:أمال فين سهر مش باينه من وقت ما جيت الصبح.
ردت خديجه التى دخلت:فى جامعتها هى كمان،ربنا ينجحها هى وعاليه،وكل  الطلبه،وزمانها جايه.
همست غدير قائله:واضح أن سهر مدلعه هنا،بالقوى،حتى أنتى يا خديجه،بتقدمى ليها أعذار،واضح كده،أنها مش سهله،زى ما مياده قالت عليها قدامى،وقدرت تلعب بكل الى فى البيت هنا،آه،لو يعرفوا أنها كانت هربت علشان ممتجوزش من عمار،ونفسى أعرف رد فعل عمار نفسه،لما يعرف،بكده،بس الصبر.
على حديثهم  معاً،دخلت سهر للغرفه،ألقت السلام،رد عليها الجميع عدا  غدير،وفريال،التى إغمضت عيناه،بتمثيل الألم ،وهمست لنفسها،شكل العمل الى الوليه عملته طلع فشنك،واقفه قدامى،أنتى والمخسوفه خديجه أهو،لأ  وهى الى بتقدملك أعذار،لأ وحكمت  كمان بتبتسملك،مفيش إتأذى غيرى ظهرى ورجلى إنكسروا،وياعالم هقف تانى على رجلى ولا لأ،بس أقف على رجلى هروح للوليه دى،أشوف معاها حل نهائى يخفيكى أنتى والمخسوفه التانيه من وشى.
تحدثت سهر:إزيك،يا طنط فريال،عامله أيه النهارده،معليشى الصبح كان ورايا محاضره بدرى،مرصتش أجى أزعجك،قولت أما ارجع أبقى أطمن عليكي.
ردت أسماء ببسمه:الحمد لله،اتصلنا عالدكتور،وكتب لها مخدر،يسكن الألم،وعاليه ركبت لها كلونه،لما بتحس بوجع،أنا بعطيها المخدر،وأرتاحت عليه،وربنا ينجحك أنتى وعاليه،وكمان ولاد خديجه..
تبسمت لها سهر قائله:ربنا يتم شفاها على خير،هطلع أغير هدومى،وأنزل تانى أطمن عليها،ومره تانيه،ربنا يشفيكى،يا طنط.
بجميع لعنات فريال غادرت سهر الغرفه.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً 
بعد أنتهاء العشاء مع العائله،صعد الجميع لأماكنهم،عدا عمار ووالده،وعمه،ظلوا قليلاً يتحدثون حول أعمالهم،الى ان إنتهوا،
نهض عمار يقول:أنا هطلع لشقتى،يلا تصبحوا على خير.
تحدث عمه قائلاً:هتطلع أى شقه.
رد عمار دون إنتباه:أكيد شقتى،أنا وسهر مراتى.
رد سليمان:وكمان خديجه مراتك،ولا ناسى،وليها عليك حقوق،وشايفك من يوم ما إتجوزت سهر،وأنت معشش عندها وناسى خديجه،ولا علشان مش بتتكلم،هادم حقها،راعى ربنا هى كمان مراتك وليها حقوق عليك،ولا نسيت الشرع بيقول العدل بين الحريم،ولا تكون الصبيه سحرتلك بصباها،ومبقتش شايف غيرها،راعى العدل،علشان ربنا يكرمك بالذريه الصالحه.
رد عمار دون مجادله لعمه:حاضر،ياعمى هعدل،تصبح على خير.
غادر عمار وترك بالغرفه والده وعمه، الذى قال:وعى إبنك يا مهدى،أنا شايفه هادم حق خديجه،وهى بنت أصول ومش بتتكلم،خليه يعدل بين حريمه.
رد مهدى:خلاص بقى يا سليمان،يمكن فتره،على ما سهر تحمل وبعدها يبقى يعدل بينهم،متشغلش بالك بهم هما أحرار هما التلاته،الى يهمنى،سهر تحمل وتجيبلى الحفيد.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقه سهر 
أوصدت صنبور المياه،ولفت حول جسدها منشفه قصيره قليلاً،لا تعرف سبب لشعور الخوف الذى يتملكها فى الأيام الاخيره،تشعر أن أحداً،معها بالشقه،كأنه يراقبها،دون أن تراه،تتخيل رؤيته أحياناً،على حوائط الشقه.
جائها هذا الشعور الآن،وهى بالحمام،فخافت وأرتجفت،وخرجت من الحمام،بتلك المنشفه فقط.
تفاجئت حين خرجت من الحمام،بوجود عمار،بغرفة النوم،إرتبكت وخجلت،لكن سألته:
عمار،أنت هنا فى الشقه من إمتى؟!
رد عمار،وهو ينظر لها:يادوب لسه طالع من تحت ودخلت الاوضه علطول،ليه بتسألى 
ردت سهر،وهى تنظر حولها بالغرفه،قائله:لأ مفيش،بس بسأل.
تبسم عمار وهو يقترب من مكان وقوف،سهر،عيناه تنظر لها بإفتتان،وهى أمامه بتلك المنشفه الملفوفه حول جيدها،وشعرها الذى يُقطر ماءً حول عنقها،ومقدمة صدرها.
لاحظت سهر نظرات عمار،لها،شعرت بالخجل،وقالت: نسيت أخد معايا غيار،هاخد غيار وأدخل أكمل حمامى.
قبل أن تستدير 
ضمها عمار بين يديه،هامساً:وحشتينى يا سهر الكام يوم الى فاتت مش خلاص المده خلصت.
صمت سهر،وهى تشعر بيديه تُمسك مقدمة المنشقه،فمسكت يدهُ،وقبل ان تتحدث،إنقض عمار على شفاها،بالقبولات الشغوفه المتشوقه،وسيطر على مشاعرها،تشاركه،وقت حميمي،بعد وقت،قبل عمار سهر،وإبتعد عنها نائماً بظهره على الفراش،سعيداً،سهر مع الوقت بدأت تتجاوب معه،فكر عقله،لما لا يعترف لها الآن عن حقيقة مشاعرهُ إتجاهها،وأنها،ليست معه من أجل أن تكون ماعون إنجابى كما تظن،بل هو يريدها أن تكمل معه الباقى من مشوار،حياته،ويروزقا،بأبناء تقوى علاقتهم معاً.
بينما سهر عقلها شارد بكذا إتجاه،شعورها بإحساس ال،وهى تخفى عنه أنها،لاتريد الأنجاب منه،لا تريد ان تكون له ماعون،تحمل بأحشائها جنيناً منه،تنتهى مهمتها بمجرد أن يولد هذا الجنين،ويعود مره أخرى،لأحضان خديجه.
وهناك سبب آخر هو تلك التخيلات التى أصبحت تراها،هناك ما يرافقها بالشقه،،
أغمضت عيناها بقوه تعتصرها،
فى،تلك اللحظه،نظر لها  عمار وكان سيخبرها،لكن،رائها تعتصر عيناها،ظن منه،أن ما شعر به معها من تجاوب منذ قليل،لم يكن سوى،إمتثال منها لحدوث ذالك الأمر بينهما،فأغمض عيناه هو الأخر،ينظر لها بصمت.
بينما حين إعتصرت سهر عيناها،رافقاها الخيال مره أخرى،ففتحت عيناها،وبتلقائيه،تشبثت بعمار،قائله:عمار،فى واحد ماشى الحيطه.
نهض عمار جالساً يقول بتعجب:بتقولى أيه،أيه الجنان ده.
دون شعور من سهر نزلت دموعها قائله:صدقنى يا عمار،فى واحد ماشى عالحيطه،ومش أول مره أشوفه،ده بقاله كام يوم،وانا كنت خايفه أقولك،لا متصدقنيش،وتقول إتجننت. 
تبسم عمار،وهو سعيد،بألتصاقها به،وقال بمرح :  والواحد ده أحلى منى؟
ردت سهر وهى تبتعد عنه بتذمر قائله:أنا بتكلم جد،وأنت بتهزر،عالعموم براحتك،تصبح على خير،بس بلاش تطفى نور الأوضه،لو سمحت.
تبسم عمار على تذمرها وذمها لشفتيها مثل الأطفال،وجفف دموعها بيديه،وجذبها لحضنه،يربت على ظهرها العاري أسفل يدهُ،
شعر برجفتها بين يديه،فضمها أكثر له وقبل جانب عنقها قائلاً:متخافيش يا سهر،يمكن دى تهيؤات مش أكتر،أنا جنبك.
شعرت سهر بالأمان،ولفت يديها حول ظهر عمار،
شعر عمار،بيديها المرتعشه والبارده على ظهره،فضمها بقوه لجسده،ونام على الفراش،يحتويها،بين يديه،،لتنام،بين يديه،بعد جولة عشق بينهم، بعد أن شعرت،بالدفء،والامان بين يدي،عمار.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بشقة  خديجه 
صحوت خديجه بفزع،حين سمعت صرخه صغيره،أعقبها بُكاء 
توجهت بتلقائيه لغرفة منى،وأشعلت ضوء الغرفه 
رأت منى تجلس على الفراش  تضم ساقيها،ورأسها بالمنتصف بيهم،وتبكى برعشه
أقتربت وصعدت جوارها،للفراش تضمها بين يديها بحنان،وتقرأ بعض أيات القرآن،قالت منى برعشه ورعب:
ماما فى حرامى فى البلكونه،أنا شوفت خياله،هو عاوز يدخل،بس مش عارف،ماما متسبينيش أنا خايفه،خلينا ننزل لتحت للحرامى ده يأذينا،أنا بقالى أكتر من ليله بشوفه،يجى وبعدها يمشى ،وبخاف أقولك.
تعجبت خديجه وهى تنظر بأتجاه الشرفه قائله: بلكونتك جنب بلكونتى،أكيد بيتهيألك،حرامى أيه الى هيدخل منها ناسيه فى حارس بره عالباب غير فى كاميرات على باب البيت،وفى المدخل كمان يعنى محدش
يعرف يطلع للبلكونه،تلاقى كابوس،أبقى أقرى قرآن قبل ما تنامى،ونامى متوضيه.
بكت منى بحضن خديجه وتشبثت بها قائله:نامى معايا يا ماما أنا خايفه.
أعتدلت خديجه نائمه على الفراش،وأخذت منى بين يديها قائله:نامى،يا روحى متخافيش أنا هنام معاكى علشان تطمنى.   
.........ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أكثر من ليله  
ليلاً
ًصحوت،سهر،بصرخه خافته،فزعه، أقتربت من عمار تضم جسدها إليه، قائله: عمار أصحى. 
تحدث عمار  قائلاً: نامى، يا سهر الله يرضى عليكى. 
كلبشت سهر بجسد عمار، قائله، بخوف: 
عمار، أصحى. 
نهض عمار، قائلاً: صحيت فى أيه بقى الليله دى. 
لم ترد  سهر  ومازالت تكلبش، فى جسد عمار
تبسم عمار، وشعر، بفرحه، وهى تضم نفسها، تتمسك، به، فقال: خير، بقى، فى أيه الليله دى كمان، شوفتى أيه ماشى عالحيط! 
ردت سهر: ليه مش عاوز تصدقنى، أنا شوفت فعلاً، واحد ماشى عالحيطه، بس الليله، شوفت حاجه  تانيه. 
تعجب عمار، يقول بسخريه: وأيه بقى الى شوفتيه الليله، يا ترى! 
ردت سهر: أنا شوفت واحد ماشى على سقف الأوضه، وكمان وقع عالسرير، وأنا حسيت بوقوعه، صدقنى. 
نظر عمار  بذهول وأنار، ضوء الغرفة  قائلاً: 
لأ ده بقى، خارج التوقعات، السرير، قدامك أهو، مفيش غيرنا، إحنا الأتنين عليه، راح فين بقى الى وقع من السقف،والأوضه قدامك أهى،لحق،يطلع منها. 
نظرت سهر للفراش، بأستغراب، هى شعرت بسقوط أحد على الفراش، عقلها يكاد يذهب. 
لكن تحدث عمار بخبث، وهو يرى تمسكها، به، بشده، فضمها، بقوه لجسده، وقرب من وجهها، لثم شفاها بقبولات، ناعمه، يحاول، صرف عقلها عن ما تقوله له منذ أيام عن رؤيتها، لأحد يسير على حوائط  الغرفه. 
لكن كان هناك صراخ، عالى، قطع اللحظه
نهض عمار،يخرج من الشقه، يتجه الى مكان الصراخ. 
فتح له أحمد الباب
دخل مباشرةً، الى غرفة منى، وجدها، بين يدى خديجه، ترتعش. 
فقال بذهول: فيه أيه، منى بتصرخ ليه؟ 
رد أحمد: دى مش اول مره، دى بقالها كذا ليله، تصحى  مفزوعه، وماما تروح تنام معاها، بس معرفش ايه الى خلاها تصرخ قوى كده، الليله 
ردت منى وهى ترتعش: أنا شوفت واحد فتح باب البلكونه، ودخل، وكان واقف جنب السرير.  
قال عمار، بذهول: نعم، أنتى كمان، هو البيت سكنه العفاريت ولا أيه!
أتت سهر بعد أن أرتدت إيسدال على منامتها،كما صعد أيضاً،مهدى،وسليمان،وفتحوا باب شقة خديجه،ودخلوا،يسألوا عن سبب صريخ منى،بهذا الشكل.
سردت لهم خديجه،أن منى ترى أحداً،يقف خلف شُرفة غرفتها كل ليله،وتهلوس،بمنامها،وتصحو فزعه تبكى،
ذُهل عمار،فتقريباً سهر نفس الشئ تتخيل أحداً،يسير على حوائط الغرفه،وهذه الليله قالت انها شعرت بسقوطه على الفراش،ماذا يربط خيال سهر ومنى معاً 
لاحظ مهدى وسليمان،صمت عمار،وذهوله.
ليقول مهدى:
فى أيه يا عمار 
تحدث عمار،وهو ينظر لسهر:سهر كمان بقالها كذا يوم بتشوف خيال عالحيطه،مش عارف أيه الرابط بينهم 
تحدثت خديجه:أنا لما حكيت لماما على صُحيان منى وبكاها بالشكل ده قالتلى،على شيخ،بيقرى قرآن وقالتلى خدى منى ورحى له،بس أنا قولت دى كوابيس،وهتروح لحالها،بس إنت كمان،بتقول سهر نفس الشئ.
رد مهدى يقول:قصدك يكون حد عمل لهم حاجه! بس مين،دى أول مره تحصل،الحكايه دى فى البيت ده.
رد سليمان وهو ينظر،بإتجاه سهر:الخير على قدوم الواردين،ياما قولت لك أعدل بين نسوانك،بس يظهر فى واحده منهم،شاغلاك،ومنسياك التانيه،وأخرها سحر كمان.
ردت  سهر بتسرع:قصدك،يا عمى،يعنى انا بسحر للى فى البيت،طب أنا كمان هسحر لنفسى،واشوف خيال واحد ماشى عالحيطه،ولا أكون بمثل علشان، محدش يشك فيا.
ردت حكمت التى دخلت تلهث قائله:
عمك مش قصدهُ يا سهر وهو بس مضايق من صويت منى،وخايف عليها،وزى خديجه ما قالت كده نجيب الشيخ ده يقرى قرآن فى البيت،يمكن دى تهيؤات،وتروح.
ردت سهر بغضب :تمام براحتكم،أعملوا الى أنتم عاوزينه عن إذنكم،هروح شقتى،تصبحوا على خير.
غادرت سهر الشقه،بغضب شديد 
نظر عمار لعمه قائلاً: سهر بريئه من تفكيرك ده،ماهو مش معقول،هضر نفسها كمان،سهر فعلاً بقالها كام يوم بتقولى أنها بتشوف خيالات،وبتصحى مرعوبه وبترتعش  كمان،
وأنتى يا خديجه،هاتيلى رقم الشيخ الى أم يوسف قالتلك عليه،أنا هبعت اجيبه بكره،يقرى قرآن فى البيت كله.
ويلا أعتقد كده خلاص لقينا بداية حل للحكايه دى، أنا رايح شقتى،وأنتى يا خديجه،سيبى النور  منور،وشغلى قرآن فى الأوضه. 
رد سليمان قائلاً:ودى شقتك كمان ولا ناسى يا عمار.
رد عمار:لأ إنت الى ناسى يا عمى،دى شقة عمى محمود الله يرحمه،ومن بعده شقة خديجه وولادها،تصبح على خير.
غادر عمار الشقه بغضب 
بينما قال سليمان:شايف طريقة إبنك،واضح أن البت دى قدرت تلعب عليه.
ردت حكمت:سهر بريئه،يا سليمان،اللعبه دى أتعملت زمان،من قبل سهر ما تجى هنا،وكانت بين أسماء وخديجه،بيشوفوا تهيؤات سوا،ووقتها الشيخ قال ده عمل معمول لعروسه جديده  ،وأسماء خطت عليه بالغلط،
نفس الى بيحصل مع سهر،ومنى.
تعصب سليمان يقول:قصدك أيه يا حكمت.
ردت حكمت:مش قصدى حاجه،ياسليمان،بس أنا بوضح شئ سهر بريئه منه،وحرام نتهمها بيه بدون دليل،تصبح على خير،أنا هنام مع خديجه وعيالها مش هقدر انزل السلم مره تانيه،تصبح على خير يا مهدى.
شد مهدى سليمان قائلاً:خلينا ننزل،ونسيبهم يرتاحوا،وبلاش عصبيتك،الزايده دى،والشيخ عمار هيجيبه بكره،ويكشف لنا الى حصل ده،ويمكن يعرف سببه.
غادر سليمان مع مهدى،تاركاً حكمت،وخديجه التى نظرت لحكمت نظرات فهمت مغزاها.
........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما 
عاد عمار لشقته،ودخل مباشرة لغرفة النوم،وجد نورها مُضئ وسهر تجلس على الفراش تبكى،
أقترب منها،وحضنها من الخلف مازحاً:
أيه العفريت الى ساكن فى الشقه ده نكدى، ولا أيه. 
ردت سهر قائله: بتهزر ما يحوقلك، أنا انتهمت من عمك، أنا أساساً  بصلى فرض بفرضه، وكمان حافظه أجزاء من القرآن، وعارفه جزاء الى بيأذى الناس بأى طريقه، وعمرى ما أذيت حد فى حياتى، بالعكس أنا الى تأذيت من أول ما ليله، دخلت فيها للبيت ده. 
شعر عمار بغصه من قول سهر، ضمها بقوه لجسدهُ يقول: سهر مالوش لازمه طريقتك دى، خلاص، عمى مكنش يقصد. 
إستدارت سهر لوجه عمار قائله: ولا يقصد متفرقش كتير، مجتش عليه هو كمان يظن السوء بيا. 
نظر عمار  لوجه سهر  وعيناها وأنفها الأحمران:  بآلم وكاد أن يعترف لها، بمكنون قلبه، لكن جمله قالتها، لجمت لسانه حين قالت:
أنا عارفه مكانتى هنا فى البيت ده أيه بالظبط مش أكتر من ماعون،يجيبلك،أولاد وبس.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

بعد مرور عشرون يوماً 
بدأ الربيع يُرسل نسماته 
بجامعه سهر 
خرجت سهر بصحبة صفيه من مُدرج المحاضرات،تسيران وهن تتوجهان للخروج من مبنى الجامعه،تحدثت صفيه قائله:
يا باى أخيراً خلصنا محاضرات النهارده،أنا دماغى بتوش،إمتى التيرم ده كمان يخلص بقى،التيرم ده المواد عندنا أكتر من مواد التيرم الأول بمادتين،أنا خلاص،زهقت من المحاضرات أيه رأيك بيقولوا فى رحله فى الجامعه،لأسكندريه،قريب،أيه رأيك نروح،هى يوم صد رد،أهو نفصل شويه.
ردت سهر:لأ ماليش مزاج.
نظرت صفيه لسهر قائله:طبعاً مااللى تفضل يقرب على شهر فى البحر الأحمر والمناظر الطبيعيه إلى هناك،إسكندريه مش هتعجبها،إسكندريه دى خلاص بقت للناس الغلابه،بقولك أنا جعانه تعالى نروح المطعم الى على اول شارع الجامعه،هنشوف أى حاجه ناكلها تصبيره على ما أروح.
ضحكت سهر قائله:طب بدال،ما تاخدى تصبيره،روحى كلى فى بيتكم،وأنا كمان لازم قبل أروح أفوت على تيتا آمنه من زمان مشوفتهاش.
ردت صفيه بتعجب: تفوتى على تيتا آمنه هى مش عايشه معاكم فى نفس الشقه،ولا أيه.
إرتبكت سهر قائله:أيوا طبعاً،أنا كان قصدى على تيتا،يسريه بس لسانى غلط،يلا أشوفك بعد الأجازه القصيره الايام الجايه،أهو هترتاحى لكِ كم يوم هدنه،يلا أنا بقى سلام.
تركت سهر صفيه،وسارت وحدها،
لتفاجئ بمن أمسك ذراعها،وجدبها،تسير معه
الى أن وقف جوار حائط يقول:
بتتهربى منى ليه،يا سهر ؟ 
إنخضت سهر،لكن سرعان ما تمالكت نفسها،ونفضت،يدهُ سريعاً عنها تقول بغضب ساحق:
إنت إزاى،تتجرأ وتمسك إيدى بالشكل ده،وبينى وبينك أيه علشان إتهرب منك.
إعتذر حازم قائلاً: آسف يا سهر،مكنتش أقصد أخضك،بس من يوم ما رجعتى من الاجازه  للجامعه،حاسس إنك بتقصدى،تتجنبينى،ومش زى عادتك قبل كده،يمكن أكون غلطت فى حاجه بدون ما أقصد هى اللى خليتك تتجنبينى بالشكل ده.
ردت سهر:غلطان ولأ مغلطش فى حاجه تخلينى أتجنبك،وأنا مش بتجنبك أصلاً
ممكن يكون ده شعور زايد منك،وأنا لازم أمشى،وقفتنا فى الشارع كده مش لطيفه،عن إذنك.
تركت سهر حازم،وغادرت،ينظر لخُطاها،لديه شعور مؤكد هنالك شئ تُخفيه سهر،وقيامها كلما،رأته،إما أن تتجنب الحديث معه،أو تتهرب منه،دخل لقلبه خوف أن يكون سبب غيابها،الفتره الماضيه وبقائها بالبحر الاحمر لتلك المده الطويله تكون وقعت بحب أحدهم،، لكن نفض قلبه هذا  قائلاً: لا ليس هذا السبب،لن أقدر أن أراها تبادل غيرى مشاعر أتمناها معها.
بينما سهر 
ركبت أحدى وسائل المواصلات 
جلست جوار،الشباك،رغم ان الطقس ربيعى،لكن شعرت بحراره زائده بجسدها،فتحت الشباك المجاور لها إندفع بعض الهواء البارد قليلاً،أنعش جسدها،لكن سرعان ما تذمر من يجلس جوارها،طالباً منها إغلاق الشباك،بسبب إندفاع برودة الهواء
أغلقت سهر الشباك،ونظرت الى الأسفلت أسفل عجلات السياره،شردت،فى مسك حازم لها قبل قليل،لما لم تقول له أنها تزوجت،بأخر،وتنهى أمله أن تبادله مشاعره،وأنها لم. تَكِن له مشاعر أصلا،ذات يوم،مجرد صديق لاأكثر ،لما لم تخبر صفيه أنها تزوجت، جاوب عقلها 
بماذا تخبريهم،أنكِ،تزوجتى من رجل ثرى،بينك وبينه عُمر من السنوات ،تشاركك فيه إمرأه أخرى،وأنكِ،لست سوى ماعون إنجابى له،حين واجهتيه بحقيقتك بحياته،صمت ولم يتفوه بكلمه حتى لو كاذبه، وقال أن لها جزء خاص بقلبه،حتى لو ضئيل،لو قالها بالكذب،ربما كانت صدقتهُ ،ماذا تقولين؟!،لو قولتى لهم الحقيقه أنكِ أُجبرتى على تلك الزيجه،هل سيصدقون؟، عمار لم يصدقكِ،وقال أنك تهوين الدلال و التلاعب بمشاعر الآخرين، 
أغمضت سهر عيناها،تشعر بحرقه بقلبها،ليتها تقدر أن تطفئ نارها وترتاح،من ذالك الآلم بقلبها،وعقلها الذى بدأ يفور من كثرة التفكير،فيما حدث لحياتها التى إنقلبت فجأه.
ـــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل 
وصلت سهر لأمام منزل والدايها.
فتحت بوابة المنزل ودخلت،وقف أمام باب شقة والدايها،
للحظه عادت للخلف،لما هذا الأحاسيس تتضارب بداخلها
الشوق والنفور،هى خرجت من هذا المنزل عروس تُزف بالغصب،رغم انها ليست المره، التى تدخل لمنزل والدايها بعد زفافها المره السابقه كان يرافقها عمار مثلت أمامه الهدوء وتعجبت من معاملته مع ببساطه مع والدايها،وجدتها،حتى مع علاء،كذالك طريقة علاء فى معاملته،بود ولطف وكذالك معاملة عمار له يبدوا أن عمار لا يُظهر جانبه السئ سوى لها فقط، 
قرر عقلها،ألا تدخل الى شقة والدايها ،وبالفعل،عادت بوجهها ناحية بوابة المنزل،لكن تصادف ذالك مع دخول ميادة من بوابة المنزل.
نظرت لها مياده بغِل  حاولت إخفائه،تتفحص ملابس سهر الراقيه الغالية الثمن،بغيره،كانت هى أحق بذالك منها.
تحدثت مياده بنزك قائله:سهر مشوفتكيش،من يوم ما أتجوزتى عمار تقريباً
أزيك،دى أول مره تجى لهنا،بعد ما أتجوزتى.
ردت سهر:لأ جيت مره مع عمار قبل كده،بس الحمدلله متقبلناش معاكى،وأنتى جايه من منين دلوقتي.
تضايقت مياده من ذكر سهر لعمار،وردت قائله:كنت فى درس خصوصى،بس أيه أنتى جايه من الجامعه على هنا.
ردت:أيوه،مش شايفه الكتب على إيدى.
وقع نظر مياده على أصابع يد سهر اليسرى لاحظت خلو يدها من خاتم الزواج فقالت بأستفسار:مش لابسه ليه دبلة جوازك.
ردت سهر: أكيد إنتى عارفه أنه بيجيلى حساسيه من الدهب،خلصتى أسئلتك،وإستفسارك عن إذن هدخل علشان الحق أقعد شويه مع تيتا قبل عمار،ما يجى ياخدنى.
قالت سهر هذا وفتحت حقيبة يدها وأخرجت مفاتيح شقة والدايها ووضعتها بكالون الباب،وفتحته،ودخلت وأغلقت الباب بوجه مياده دون إستئذان،
مما جعل مياده تغتاظ بشده.  
بينما سهر دخلت الى شقة والدايها وقفت خلف الباب،تأخذ نفسها كأنها كانت تركض، الى أن
شعرت بالهدوء،
لكن خروج نوال على صوت إغلاق سهر للباب،جعلها ترتبك.
إقتربت نوال بتلقائيه مبتسمه تقول: سهر،روحى.
حضنت نوال سهر بين يديها،وقبلت وجنتيها.
للحظه لفت سهر يديها حول ظهر نوال،أرادت أن تشكى لها وجع قلبها وتشتُت عقلها علها تجد لها دواء يُشفيها،ويُهدأ من نفسيتها ،لكن بعدت يديها،قائله:
أنا جايه أشوف تيتا وأطمن عليها.
شعرت نوال بغصه بقلبها،وقالت بعتاب:وأنا وبابا مش عاوزه تطمنى علينا.
نظرت سهر ونوال لأعين بعضهن،لثوانى،قالت سهر:جايه أطمن عليكم كلكم.
تبسمت نوال:أنت جايه من الجامعه على هنا.
أماءت سهر رأسها بنعم
قالت نوال:أجيبلك تتغدى أكيد مأكلتيش عارفه عادتك مش بتحبى أكل بره،وأكيد على فطورك من الصبح،ده إن كنتى فطرتى أصلاً،ومكسلتيش زى عوايدك.
قالت سهر بكذب:لأ فطرت قبل ما أروح الجامعه،ومش جعانه.
ردت نوال:حتى لو مش جعانه هتاكلى معايا،أنا كمان متغديتش،باباكى مجاش عالغدا،ولا علاء،وتيتا اتغدت وخدت دواها قبل ما أجى أنا من المدرسه،فملقيتش حد آكل معاه مأكلتش،بس طالما جيتى نتغدى،سوا نفتح نفس بعض،ونتكلم شويه.
صمتت سهر.
تبسمت نوال قائله:على ما تدخلى تشوفى جدتك أكون حضرت الغدا فى المطبخ،ناكل سوا،يلا إدخلى لها،وتعاليلى المطبخ بسرعه ومتخافيش مش هخليكى تغسلى الأطباق.
تبسمت سهر،وتوجهت لغرفة جدتها 
وجدتها تجلس على الفراش تُقرأ بعض الأذكار وتسبح على مسبحتها ،ألقت عليها السلام 
تبسمت آمنه،وهى تفتح ذراعيها قائله:
حبيبة قلبى
ذهبت سهر إليها،وأرتمت بحضنها،ربتت آمنه على ظهرها بحنان قائله:قلبى كان حاسس إنك هتيجى النهارده،حتى إسألى نوال قولتلها،تعملى غدا حلو لسهر،بالأكلات الى بتحبها،وأهو قلبى مكدبش عليا،بس إتأخرتى شويه.
تبسمت سهر قائله:كان عندى أكتر من محاضره خلصتهم وجيت على هنا.
تبسمت آمنه قائله:ربنا ينجحك،ويوفقك،ويسعد قلبك،على قد نيتك الصافيه،هتفضلى هنا للعشا و عمار هيجى ياخدك.
ردت سهر:لأ عمار ميعرفش أنى هاجى لهنا،خرج الصبح بدرى،ونسيت أقوله،هعقد شويه وابقى أروح بعدها.
شعرت آمنه بنبرة حزن بصوت سهر،وكذالك ملامح وجهها،تبدلت حين ذكرت إسم عمار.
قالت آمنه تعرفى عمار بيفكرنى بمين؟
سألت سهر:بمين.
ردت آمنه،بجدك الله يرحمه،وأنتى كمان بتفكرينى بنفسى،فى بداية جوازى منه،
أنا مكونتش عاوزه أتجوزه.
تعجبت سهر قائله:أيه،بس الى بابا وعمى بيحكوا عليه عكس كده،وأنك كنتى بتحبيه قوى،حتى بتحبى المخفى وائل علشان هو أقرب واحد للشبه له.
تبسمت آمنه قائله:فعلاً الحاجه الوحيده الى بحب وائل علشانها إنه شبه جدك الله يرحمه،غير كده،لا ينطاق لا هو ولا هيام،يلا ربنا يسهلهم،أهى غدير من نفس فصيلتها،على نيتكم ترزقون،المهم عندى أنتى حبيبة قلبى،بصى،يا روحى،طبعاً عارفه إن جدك كان كبير عنى بأكتر من خمستاشر سنه،وأنا كنت صغيره كده،وحلوه،ووحيده،على تلات صبيان ومدلعه،مكنش بيعحبنى حد،لحد ما بقى عندى  واحدعشرين سنه وقتها،وبقيت عانس.
ضحكت سهر قائله: واحدعشرين سنه وبقيتى عانس،ده دلوقتى تبقى لسه صغيره.
ردت آمنه:المثل بيقول كل وقت وله أدان،خلينى أكملك حكايتى،طبعاً،أمى بقى،ربطت دماغها،وبقت فى الطالعه والداخله تقولى،قعدتى تتكبرى عالعرسان أهو سوقك وقف،البنت بيبقى لها زهوه،فى فتره متبقاش ملاحقه عرسان كتير،وبعد كده،زى ما يكون بيتبخروا،المهم بقى فضلت مده محدش بيتقدملى، فواحده، صاحبة أمى قالت لها عندى عريس أرمل لبنتك،هو معندوش ولاد،أتجوز من عشر سنين،وربنا مرزقوش بالذريه،وبيقولوا العيب كان من مراته،
طبعاً أمى قالت لها بنتى تتجوز واحد أرمل 
ردت صاحبتها عليها،بنتك لو ملكة جمال مش هينفعها،سنها بيكبر،وماله الارمل،عنده بيت ملك،وكمان وظيفه حكوميه،ومش هيبقى على إيدها حما تقرف فيها.
طبعاً أقنعت أمى،ووافقت،أنا كنت رافضه،فى البدايه،بس لما شاورت عقلى قولت هى قالت إن العيب فى الخلفه كان من مراته،وهو صبر عليها عشر سنين،ويمكن لو مكنتش ماتت كان هيفضل صابر العمر كله،طب ما أشوف شكله أيه ده مش خسرانه حاجه،المهم حددوا ميعاد علشان يجوا يطلبونى،مكناش زى دلوقتي،البنت والشاب يشوفوا بعض،ويتكلموا كمان،لأ أمى قالتلى،تدخلى القهوه،وفى لمح البصر تطلعى من الاوضه،عملت كده،بالظبط،بس تقلت رجلى فى المشى،وأنا داخله بالقهوه،وقعت عينى على شاب،الى يشوفه ميدلوش أكتر من عشرين سنه،ولابس عالموضه،ومسرح شعرهُ،على جنب زى محمود ياسين كده،هو كمان بصلى وإبتسم،حسيت أنى عاوزه أقعد وأتكلم معاه لوحدنا،بس طبعاً ده ممنوع،المهم،بقى حددوا ميعاد لكتب الكتاب،والجواز مع بعض،وكان فى خلال شهرين دخلت للبيت ده،بس كان مبنى دور واحد،وبتصميم قديم،قبل ما باباكى وعمك،ما يهدوه،ويبنوه بأساسات تانيه من جديد 
المهم أتجوزته،فى ليلة الدخله قولت له متقربش منى ولا تلمسنى،أنا مكنتش موافقه عليك،قام قالى ليه يا بنت الحلال،قولت له أنت أكبر منى بكتير،وكنت متجوز قبلى.
ضحك وقالى لو بتفكرى صح هتعرفى أن دى نقط لصالحك مش ضدك،قولت له إزاى 
قالى،السن هتفضلى طول عمرك صغيره فى نظرى مبتكبريش،هبقى عديت الستين،وأنتى لسه فى أواخر الاربعين،هتقوليلى،يا راجل يا عجوز،وأنتى لسه صبيه،أما حكاية أنى كنت متجوز دى،هبقى عندى خبره،سابقه،فى الجواز،وعارف،النكد والفرفشه،فمش هاخد وقت معاكى وهتعود عالنكد،ضحكت على كلامه،ومن الليله دى،بدأ يغزى قلبى،وعشنا فى هنا،وخلفت منه باباكى،وعمك،بس الفراق،أمر ربنا،وعشت من بعده فى ستر ربنا الأول،وستره الى سابه ليا،ساب ليا حيطان بيت تسترنى من عيون الناس،ومعاش،محوجنيش لحد،حتى ولادى،ربنا يرحمه. 
تبسمت سهر لجدتها قائله:أول مره أعرف الحكايه دى،بس حكايتك مع جدو دى حلوه قوى،وجدو كمان واضح أنه كان طيب قوى.
تبسمت آمنه قائله:مفيش راجل طيب،فى ست بتقدر تشكل مع  الراجل حياه طيبه وهاديه،كان ممكن هو يبقى طيب وأنا شعنونه،وانكد عليه،أو انا طيبه هو قاسى،أحنا الاتنين قابلنا بعض،بالموده،فربنا،رزقنا بالحب فى قلبنا،ودى نصيحتى ليكى،يا سهر،عمار،مش قاسى،بس قوى فى فرق بين القسوه والقوه،بينهم شعره،الى بيحب بيعرف يحافظ عالشعره دى ،ومتأكده،إن عمار بيحبك،إفتحى قلبك له،وهتلاقى الرد على حيرتك.
نظرت سهر لها بتعجب فكيف عرفت بحيرتها كانت ستكمل معها الحديث،لكن دخلت نوال عليهن قائله:يلا يا سهر أنا حضرت الغدا،ثم نظرت لآمنه قائله:وأنتى يا ماما أعملك كوباية نعناع دافى.
ردت آمنه:لأ أنا هقرى شوية قرآن،صحه وهنا على قلبكم.
نهضت سهر،وخرجت خلف والداتها،ودخلن الى المطبخ.
تبسمت سهر حين رأت أطباق الطعام مرصوصه على الطاوله،تذكرت وقت أن كانت تفعل ذالك وتأكل ثم تترك بقايا الطعام والأطباق على الطاوله،دون ضبها بأماكنها،وكانت تتضايق منها نوال،كثيراً بسبب ذالك.
ربتت نوال على ظهر سهر قائله:يلا أقعدى ناكل وندردش سوا 
جلست سهر على مقعد قريب من نوال،
لم تمد يديها للطعام،لاحظت نوال ذالك،فقربت الطعام منها قائله:مش بتاكلى،ليه،ده أنواع الأكل الى بتحبيها،جدتك كان قلبها حاسس،أنك هتيجى،ومن وقت ما رجعت من المدرسه قالتلى أعملك الأكل الى بتحبيه،وهقولك على سر،أنا كمان قلبى كان حاسس،أنك هتجى،وأحساسى صدق،يلا مدى أيدك وكُلى.
نظرت سهر لنوال قائله:وأنتى كمان قلبك حس بيا.
ردت نوال وهى تنظر لعيني سهر:قلبى طول الوقت حاسس بيكى،يا سهر،إنت بنتى الصغيره،والوحيده،ومش أول مره أحس بيكى.
نظرت سهر لنوال،بصمت،بينما كانت تود أن تقول لها لو حقاً تشعرين بى لما كنتى أجبرتينى على الزواج من عمار.
كذالك نوال نظرت لعين سهر قائله لنفسها:غلطت،فى لحظة غضب أتحكمت فيا،خوفى عليكى طلع بشكل عكسى،كنت مفكره إنى بكده بعيد تربيتك،وأعرفك معنى المسئولية.
عقل سهر يرد: تعيدى تربيتى، بأنك تعرفنى معنى  المسئوليّة، بجوازى من عمار،على ضره.
قطع حديث العيون دخول منير قال بتفاجئ:سهر حبيبتى هنا.
قال هذا وإنحنى يقبل رأسها،يضع يديه على كتفيها،ثم نظر للطعام أمامهن قائلاً بمرح: أيه الطبيخ ده كله من زمان نوال مطبختش كل ده،أكيد طابخه كل ده علشان سهر،جلس منير على مقعد جوار سهر يكمل حديثهُ:
قولى لمامتك يا سهر تاخد بالها منى أنا وعلاء شويه،دى من فتره معيشانا عالنواشف،وكل ما نطلب منها أكله تقول ماليش مزاج أطبخ،بس النهادره مزاجها،عالى وطبخت لينا أكيد أنتى السبب،إبقى تعالى كل يوم.
تبسمت سهر تقول:صحه وهنا يا بابا.
ربت منير على كتف سهر قائلاً:طب يلا كُلى قبل الأكل ما يبرد،وكويس أنا كمان جعان،خلينا ننسف الأكل ده،والواد علاء مش بتفرق معاه متعود على أكل العيانين فى المستشفيات.
تبسمت سهر،تشعر براحه منذ مده لم تشعر بها،وذالك النقار الذى كان دائما يدور بين والداها والداتها والتى كانت ما تشارك والداها فيه،لكن اليوم تبتسم فقط،تشعر ما هى الأ دقائق من الوقت وستعود لمنزل عمار،وتشعر بفقد تلك الأوقات،وها هو إنقضى وقت الطعام  بالفعل،نهض والدها يقول:
والنبى،يا نوال،أعملى كوباية شاى بعد الغدوه الحلوه دى،على ما أروح أغير هدومى دى،حاسس أنها ضاقت عليا من كتر الأكل.
تبسمت سهر قائله:ألف هنا يا بابا.
قبل منير،رأس سهر،قائلاً بحنان:ربنا يهنيكى،يا روح بابا،أبقى تعالى كل يوم علشان مامتك ترضى عننا وتطبخ لينا.
تبسمت سهر له،وهو يغادر 
نهضت هى الأخرى تحمل بعض الأطباق،تعجبت نوال قائله:سيبهم مكانهم يا سهر أنا هبقى ألمهم بعدين،أقعدى عاوزه أتكلم معاكى شويه.
جلست سهر.
تحدثت نوال قائله:قوليلى أخبار،دراستك أيه؟
ردت سهر،مفيش حضرتك عارفه أنى الحمدلله نجحت  التيرم الاولانى،والتيرم التانى أهو قربنا على نصه،بحاول أحضر معظم المحاضرات،والى المحاضرات الى بتفوتنى باخدها من صفيه.
تبسمت نوال قائله:ربنا ينجحك،طب وأحوالك فى بيت زايد،لسه فريال بتعامله بسوء.
ردت سهر:وأيه الى هيغيرها من ناحيتى،بس بقيت بفوت لها،بس بنتها عامله ايه مع مرات عمى.
ردت نوال:رغم إننا فى بيت واحد بس أنتى عارفه إن علاقتنا محدوده،بس سمعت عمك بيقول لمنير،أن وائل هيفتح معرض أدوات كهربائية،شركه هو وحماه،ربنا يوفقه،بعيد عننا،وكمان واضح أن غدير مسيطره على وائل هيام هطق من الغيظ،بس كاتمه فى نفسها،غدير،شكلها متكبره ومتأنزحه كده،يلا ربنا يهدى.
ردت سهر:تعرفى أن غدير،دى المفروض الفتره الى فاتت كانت مامتها ملازمه السرير،مكنتش بيهون عليها تمسك ايدها،وأسماء وعاليه هما الى كانوا بيناوبوا بعض على خدمتها.
تعجبت نوال قائله:ليه،مع إنى كنت بشوفها كل يوم وهى خارجه من صباحية ربنا وترجع بعد صلاة العشا.
ردت سهر:بتجى تقعد جنبها تتأمر عالشغالين هناك،زى أمها،مش شيفاها ثمنت وربت كرش.
تبسمت نوال وقالت بتلقائيه:يمكن كرشها ده  حامل،وده السبب أنها مش بتجهد نفسها،معرفش،ومش بسأل هيام،هيام كاتومه معايا من ناحية مرات إبنها بالذات،بتخاف من الحسد،سيبنا من الكلام على هيام ومرات ابنها هما احرار،أخبارك أنت وعمار أيه.
ردت سهر بأختصار:الحمد لله كويسه
ثم وقفت قائله: همشى  أنا بقى،أنا خارجه من البيت الساعه تمانيه،وخلاص المغرب قرب يأذن،هدخل أسلم مره تانيه على تيتا وأمشى .
شعرت نوال بغصه،ليست تلك سهر السابقه،التى كانت تجلس معها دون أن تسألها كانت تحكى لها عن كل شئ،لكن سهر هذه متحفظه حتى بردها.
وقفت نوال هى الأخرى،تتنهد بألم،ثم تركت المطبخ،وسارت خلفها.
دخلت سهر،وأنحنت تُقبل وجنة جدتها قائله:همشى أنا بقى يا تيتا،أطمنت عليكى،
صدقت  آمنه،ووضعت المصحف بعيد قليلاً قائله:ليه يا روحى خليكى،كمان شويه.
ردت سهر:هبقى أجى مره تانيه،سلام،بقى،أدعيلى يا تيتا.
ردت آمنه:بدعيلك،يسعدك ويحفظك،ويرزقك الذريه الصالحه يارب.
لاحظت نوال سأم وجه سهر،
لكن تبسمت سهر،وقبلت يد جدتها،وخرجت من الغرفه متوجه الى باب الشقه.
تحدثت نوال لها قبل ان تفتح الباب قائله:مش هتسلمى عليا أنا وبابا زى ما سلمتى على جدتك.
وقفت سهر،أقتربت نوال منها وضمتها بحنان قائله:بتوحشيني،بلاش تغيبى كتير.
صمتت سهر،
مسكت نوال يد سهر قائله:لما أتصل عليكى أبقى ردى عليا،ولا مش بتردى غير على مكالمات علاء،زى ما بيقولى أنكم بتكلموا بعض كتير عالتليفون،ووو
وقع نظر هيام على يد سهر فقالت،لها:فين دبلة جوازك.
ردت سهر:فى البيت نسيتها،أصل قليل لما بلبسها. 
تبسمت نوال:أكيد بتسببلك حساسيه،بس كنتى البسيها  شويه، وأقلعيها شويه لحد مع  الوقت  هتتعودى عليها،زى الحلق،كده.
ردت سهر:هبقى ألبسها سلام أبقى سلميلى على بابا شكله دخل يغير هدومه نام زى عادته،بلاش أزعجه.
تبسمت نوال بحنان 
خرجت سهر وأغلقت خلفها الباب،وقفت نوال خلف الباب،تشعر بعدم الراحه،من كانت أمامها ليست إبنتها التى كانت تفتعل الأخطاء من أجل أن تشاغبها فقط،شعرت بحسره فى قلبها.  
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل دخلت سهر لمنزل زايد 
وقفت على السلم المؤدى لصعود الى لشقتها،تتنهد نظرت بداخل المنزل،شعرت بالصمت،فقالت:أما أطلع الشقه أغير هدومى وبعدها أبقى أنزل اشوف سر الصمت ده أيه فين أحمد ومنى،يمكن تكون فريال كلتهم غوريلا حلوفه وتعملها،وقعت إنكسر ضهرها،ووقفت  من تانى على رجلها،قبل من شهر،صدق المثل الى بيقول،الشر بيقوى صاحبه 
ها أما أطلع قبل ما بنت الغوريلا غدير تشوفنى،تتمايص قدامى 
صعدت سهر الى  الشقه تشعر، بالارهاق دخلت  مباشرةً الى غرفة النوم 
تفاجئت بعمار يضع هاتفه على الشاحن، ثم أمسك  كوب بيده، بيدوا أن به شىء  ساخن يشربه، بسبب البُخار الذى يخرج من الكوب
قبل أن تتحدث، تحدث  عمار وهو ينظر لساعة يدهُ قائلاً: خرجتى، من الساعه تمانيه الصبح، والساعه دلوقتي  سته المغرب كنتى فين لدوقتى.؟ 
ردت: أنا كنت فى الجامعه، وراجعه الساعه أربعه، ونص العصر، فوتت على ماما، شويه،
ولا ممنوع أروح لماما. 
نظر لها قائلاً: لأ مش ممنوع بس لازم يكون عندى خبر بأى مكان بتروحى ليه، وبعد كده، هيبقى معاكى عربيه بسواق، شايفك مرهقه من المواصلات. 
ردت: لأ مش مرهقه، انا متعوده عالموصلات، شكراً  مالوش لازمه العربيه بالسواق. 
تحدث يقول: قولت قبل كده، بلاش تعارضينى، ودلوقتي  أنا متغديتش لدلوقتي، ياريت تحضرى ليا غدا. 
إبتلعت ريقها قائله: ومروحتش  لخديجه ليه تحضرلك الغدا، أنت عارف أنى مش بعرف أطبخ. 
رد بعنجهيه: قولت أنولك الشرف، وبلاش كلام كتير، حضرلى غدا، أكيد التلاجه، والمطبخ فيهم أكل،توقف عن الحديث ثم
نظر لها بتفحُص، ثم أكمل  بإيحاء: ولا تحبى أنى أتغدى بحاجه تانيه معنديش أى مانع. 
فهمت مقصده، قائله: لأ التلاجه فيها أكل هدخل أسخنه عن أذنك. 
هربت من أمامه، أما هو فتبسم فأين ستهرب منه.
بعد دقائق  فوجئت به خلفها بالمطبخ 
يحاصرها من الخلف بين يديه التى تحاوط جسدها،يدفس رأسه بعنقها،ثم رفع أحدى يديه،وأزال الحجاب من على رأسها،وأسدل شعرها بيده،ودفس وجهه بين خُصلات شعرها،ثم  أطفى موقد النار،بيده الأخرى،وأدار وجهها له،نظر لوجههاالذى رفعه بسبابته،لتتلاقى عيناهم معاً
أخفضت سهر عيناها،وقبل أن تتحدث شفاها،كان عمار،يُقبلها،بشغف،بينما سهر، حاولت أبعاده بيديها،حين شعرت بالأختناق،ترك عمار،شفاها،لكن مازال يُقبل وجنتيها،عاد مره أخرى لشفاها،ثم أبتعد،وجذبها من يدها،قائلاً: تعالى معايا،يا سهر،
تحدثت سهر بخفوت:مش هتتغدى؟
رد عمار،وهو يميل مره أخرى يُقبلها: لأ هستنى نتعشى مع العيله،دلوقتي خليكى معايا،كان بهذا الوقت دخلا الى غرفة النوم،تسللت يد عمار،الى جسد سهر من أسفل ملابسها، شعرت بيدهُ، التى أخترقت ملابسها، تسير، على جسدها، أمسكت يدهُ بيدها، وحاولت تمالك نفسها، وقالت، عمار، أنا........ 
لم تكمل حديثها، حين همس، عمار امام شفاها قائلاً: ششششش، خليكى معايا يا سهر،لتندمج مع براعتهُّ،فى جعلها تمتثل مع مشاعرهُ 
بعد قليل،  
سمعوا رنين جرس الشقه، قالت سهر: عمار، جرس الشقه بيرن، 
قول سهر، لعمار، جعله، يفيق من سكرته بها، رفع، رأسه من بين عنقها، ونظر، لعيناها، 
حاولت سهر تمالك نفسها، وقالت: جرس الشقه بيرن مره تانيه. 
نظر عمار، لوجه سهر، للحظات، ثم أنحنى، وقبل جبينها، ونهض، من عليها، يرتدى، ثيابه، ومازال عيناه عليها، يراها، تضم غطاء الفراش، بيديها على جسدها. 
تحدث قائلاً: خليكى أنتى، وأنا الى هشوف مين؟
خرج عمار من باب الغرفه،متوجه لباب الشقه،فتح الباب،أندفع أحمد الى الداخل قائلاً:  أيه ده يا عمار أنت مش هتيجى معانا نستقبل أونكل حسام،هو ومازن،دول جايين يقضوا الويك أيند هنا معانا فى المنصوره،شعرك منعكش مبلول ليه كنت بتاخد شاور. 
لم خُصلات شعره وتجاهل قول أحمد لكن رد قائلاً: لأ خالك يوسف هو الى هيستقبلهم على الطريق،ويجيبهم لهنا،بعدها،أنا هستقبلهم هنا فى البيت،فى المضيفه الى فى الجنينه وهما خلاص،زمانهم على وصول .
شد أحمد شعره قائلاً:ياريتنى كنت عرفت من بدرى كنت روحت معاه، مازن واحشنى، من يوم فرحك مشفتوش. 
تبسم عمار  يقول: قولى أمتى لحقت تتصاحب على مازن بالشكل ده. 
رد أحمد: أحنا فريندس على السوشيال ميديا وبنتبادل المعلومات والالعاب مع بعض، ما قولتلك قبل كده، هنزل أنا بقى أستنى مجيهم لهنا، بس فين سهر، علشان  أعرفها على مازن، هى كلمته معايا كذا مره عالفون  ،وبقت كمان من الفريندس معايا،سهر،شكلها طيبه قوى،زى عاليه،وطنط أسماء مرات خالى،مش زى غدير،بنت الغوريلا.
ضحك عمار قائلاً:عيب أما تقول على مرات عمك غوريلا.
ردت منى التى آتت،: مش أحمد الى بيقول عليها كده،دى سهر،وأنا كمان بس من وراها نخاف نقول قدامها ممكن تاكلنا،رغم أنها كانت مشلوله،بس لسانها متشلش،ومش بتطبل فينا شخط وزعيق،حتى ماما طلعتنا لشقتنا علشان منزعجهاش.
تبسم عمار يقول:بس غريبه،أزاى مفتنتيش على سهر وقولتى لمرات عمك أنها بتقول عليها غوريلا.
شعرت منى بخذو قائله:أنا مش فتانه،وسهر بقت صاحبتى،وعيب لما أنقل كلامها لحد تانى.
ذهل عمار قائلاً:ومن أمتى الكلام ده،دى خديجه ناقص تقطع لسانك علشان متنقليش كل كلمه بتسمعيها.
صمتت منى بخذو،بينما قال أحمد:
أحنا بنقعد نلعب مع سهر،وكمان طلعت بتعرف ألمانى،وأوقات بتشرح  لينا،أحسن من المدرسين الى بيجوا يدونا دروس،حتى بتقول لينا،بلاشهم وأديكم أنا الدروس،وأدونى أنا الشهريه، سهر بتقول لما تتخرج من الجامعه،هتشتغل مدرسه،فى المدرسه بتاعتنا علشان مدرسه خاصه وبتدى مرتبات كبيره للمدرسين.
رغم ضيق عمار عن ذكر أحمد عن نية سهر العمل بعد إنتهاء دراستها،لكن تبسم لهم وهمس لنفسه  قائلاً:
واضح أن سهر بقى لها تأثير فعال عليكم،ومشاء الله مش بتفكر غير فى الفلوس،وعاوزه تشتغل علشان الفلوس،والله كويس.
تحدثت منى بأستغراب من صمت عمار،وقالت:هى فين سهر،أنا شوفتها من البلكونه وهى داخله البيت.
رد عمار قائلاً: وأنتى مبقتيش خلاص تخافى ولا تحسى بحد واقف فى البلكونه.
ردت منى:لأ من يوم الشيخ ما جه،وقرى قرآن فى البيت بقيت بنام مرتاحه،وكمان سهر قالتلى أنها معدتش بتشوف حد ماشى عالحيطه،أكيد كانت روح شريره،زى الى  أفلام الرعب الى كانت بتسمعها غدير قبل ما تغور تتجوز،بس دى من يوم مرات عمى ما وقعت مبلطه هنا.
تعجب عمار يقول بمرح :مب...م ب أيه،جيبتى اللفظ ده منين،أوعى تقوليلى من سهر.
اماءت منها رأسها،بأيجاب.
هز عمار رأسه  دون رد وقال لهم:
سهر،شويه وهتنزل لتحت أنزلوا أنتم علشان تكونوا فى إستقبال صديقكم مازن،وأنا هجيب سهر وننزل بعد شويه.
خرج أحمد وخلفه منى،التى عادت برأسها قائله:متتأخروش،علشان قولتلها  هنعمل تحدى أنا وهى ضد مازن وأحمد،ونلعب بلياردو،وأنشاء الله إحنا الى هنفوز.
رد عمار بذهول وهى سهر كمان بتعرف تلعب بيلياردو.
رد أحمد دى حريفه وغلبتنى مرتين بس ناوى أعوض أنا ومازن وهنعمل فريق.
همس عمار،يقول:مشاء الله سهر حازت على أعجاب الصغيرين،والكبار مش بتبطل معاهم تصادم.
أغلقت منى خلفها الباب. 
عاد عمار مره أخرى لغرفة النوم 
وجد سهر، قد إرتدت تلك الفانله ذات النصف كم الخاصه به، بالكاد تُغطى فخذيها و تظهر جزء كبير من صدرها تنسدل على جسدها تُظهر معالمه الأنثويه، وتتوجه ناحية دولاب الملابس.
تحدثت حين دخل:أحمد ومنى كانوا عاوزين أيه.
رد عمار:أيه عرفك بوجود أحمد ومنى.
ردت سهر:سمعت صوتهم،وكنت  هلبس واطلع لهم،بس مشيوا.
أقترب عمار عيناه تنظر لجسدها، وقال: مفيش كانوا جاين يقولوا مش هتستقبل الضيوف. 
تعجبت سهر قائله:ومين الضيوف دول.
رد عمار:مازن وباباه،جاين يقضوا الويك إيند هنا فى البلد، بعد الضهر أتصل حسام والد مازن وقال أنه جاى هو وابنه هيقضوا يومين هنا، وأنا قولت لاحمد ومن وقتها وهو فى إنتظارهم. 
تبسمت  سهر قائله: أحمد متعلق بمازن، رغم بعد المسافات بس دول، بيفضلوا بالساعات عاالأيباد يتكلموا فى كل حاجه  خاصه  بحياتهم، وكمان مازن بعتلى طلب صداقه وقبلته، هو ولد لطيف. 
تحدث عمار:واضح أنك بتحبى تلعبى مع العيال،مالكيش فى لعب الكبار،بس أنا هعلمك.
لم تفهم سهر مغزى حديثه،الأ حين،فاجئها،يحملها،ووضعها بالفراش،معتلياً،يُقبلها 
فى البدايه تفاجئت لكن تجاوبت معه دون شعور منها أندمجت معه بالغرام 
بعد وقت. 
تنحى عمار عنها وجذبها ليبقى جسدها بين يديه، ينظر لوجهها، قائلاً: 
سهر، شكلك بتحبى الأطفال  ، متأكد أنك هتكوني بالنسبه ليا  مع ولادنا طفله زيهم. 
أبتلعت سهر ريقها،وشعرت برجفه فى قلبها،دون رد.
تبسم عمار يقول:تعرفى لو مكنتيش ظهرتى فى حياتى يمكن عمرى ما كنت فكرت أتجوز
وأبنـــــــ..
لم يكمل عمار حديثه بسبب رنين هاتفه المستمر 
تحدث عمار يقول:أكيد ده يوسف،بيرن من تحت يقولى الضيوف وصلوا.
فك عمار يديه من حول سهر،ونهض من جوارها،ونظر للهاتف ثم أغلقه دون رد ،قائلاً:هروح أخد دُش،وأنزل أستقبلهم.
بينما سهر ظلت بالفراش عقلها شارد،تُفكر لو أكمل عمار حديثه ماذا كان سيقول. 
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل 
نزل عمار، يستقبل حسام وأبنه بترحاب شديد 
ضحك وهو يرى أحمد ومنى، يستقبلان مازن، وأخذاه معهم لغرفة الألعاب الخاصه بهم. 
بينما دخل عمار ويوسف، بحسام لغرفة الضيوف،  
ليجدوا مهدى وسليمان،رحبا بحسام أيضًا.
جلسوا يتحدثوا بينهم بود،الى أن 
دخلت خديجه تخبرهم أن العشاء جاهز.
لمعت عيون حسام،ونهض باسماً،دون حديث،
ونهض الجميع من خلفه،وذهبوا الى غرفة السفره،
تعجب عمار من عدم وجود سهر،سأل قائلاً:فين سهر.
ردت خديجه:سهر قالت مش جعانه وراحت مع الولاد أوضة الألعاب،بس انا وديت لهم العشا هناك،وهيتعشوا ويكملوا لعب.
تبسم عمار 
جلس بمكانه،يُفكر بشوق فى رؤية سهر،وهى بين الأطفال 
جلست خديجه بمكانها على طاولة الطعام،كان حسام بالمقابل لها يختلس النظر لها أحياناً،تلاقت عيناهم،لعدة مرات كان حسام يبتسم،بينما خديجه،تشعر بالخجل،ودت أن ينتهى هذا العشاء،بداخلها لا تعرف السبب.
،بالفعل،بعد وقت إنتهى العشاء،وجلسة الود بينهم  
صاحب عمار حسام،لمضيفه خارجيه مُلحقه بحديقه المنزل،قائلاً:
مازن بيلعب مع أحمد ومنى،ولو،روحت لهم،هيقولوا بكره أجازه سيبونا نلعب شويه .
رد حسام ببسمه:خليهم يلعبوا،أنا مُجهد سايق طول الطريق هرتاح،وأنا مطمن عليه.
تبسم عمار يقول: هسيبك ترتاح.
غادر عمار وترك حسام بالمضيفه،
جلس على أريكه،يتنهد بشعور،يغزوا قلبه غير قادر على السيطره عليه،لام نفسه كيف له يُفكر فى إمرأة متزوجه،نفض عن تفكيرهُ،وأغمض عيناه،رافقت خديجه خياله،فتح عيناه سريعاً،لما ترافق خديجه خياله،هى بعيده عنه ولا يحق له حتى التفكير بها ولا تهفوا بخياله،نهض ودخل للحمام وأخذ حماما دافئاً،وخرج واتجه للفراش،نافضاً عن عقله ذالك الشعور.
......
بينما 
أثناء عودة عمار لداخل المنزل تقابل مع خديجه
التى كانت تتحدث بتذمر مصطنع:أقولهم النوم يقولولى بكره وبعده أجازه سيبنا نلعب،شويه 
تبسم عمار يقول:فى أيه ماشيه تكلمى نفسك ليه.
ردت خديجه:كله من الولاد،مصدقوا مازن جه لهنا،ودخلوا أوضة الألعاب،حتى وديت لهم الأكل فيها كلوا بسرعه ورجعوا،يلعبوا،لأ ومعاهم سهر،وعاملين فرق بيتحدوا بعض،أنا مصدعه هطلع أنام،وهما أما يزهقوا من اللعب هيطلعوا يناموا لوحدهم.
تبسم عمار،يقول:أنا هروح أشوفهم تصبحى على خير.
ردت خديجه ببسمه وأنت من أهله،ثم سارت من أمامه،تبتسم،فهى تعلم سبب ذهاب عمار إليهم،هو وجود سهر معهم 
...
صعدت خديجه لشقتها،اغلقت خلفها الباب،ونزعت عن رأسها الحجاب،وأسدلت شعرها المتوسط الطول حول وجهها،نظرت بمرآه قريبه من باب الشقه،تتأمل قسمات وجهها،مازالت ملامح وجهها،شبابيه،هى لم تكمل الأربعين من عمرها بعد حقاً هى أرمله على ما يقارب  عِقداٍ من الزمن،،تشعر الآن  بمشاعر صبيه العشرين،،تستذكر نظرات حسام لها كلما تلاقت عيناهم،تشعر بخجل العذراء،ما هذه المشاعر المفقوده التى تشعر بها،لم تقابل حسام سوا مرات قليله،لديها له إنجذاب خاص،سرعان ما نفضت عن رأسها،تلومها قائله: 
فوقى يا خديجه  أيه الى بتعمليه ده، المشاعر دى غلط،، بس ليه حسيت بيها دلوقتي، بقالى  سنين كنت متجوزه عمار، عمر قلبى ما إنجذب له، 
قَست على  نفسها قائله: إنسى يا خديجه،المشاعر دى إندفنت مع محمود حياتك لولادك وبس.
... 
بينما بغرفة الألعاب 
كانت سهر تقف تلعب معهم،كأنها طفله مثلهم،تُهلهل وقت الفوز 
غافله عن ذالك الذى 
دخل عليهم بالغرفه قائلاً:أيه يا شباب،الوقت بدأ يتأخر.
رد أحمد:بكره وبعده أجازه،يعنى ننام براحتنا،وبعدين سيبنا علشان نعوض خسارتنا،فريق سهر ومنى غالبنا.
ضحك عمار يقول:إخص عالرجاله،كسفتونى والله.
رد مازن:كله من سهر متمكنه فى اللعبه دى قوى دى مفيش كوره بتفلت منها،بتعرف تنشن صح.
تبسمت سهر،بينما همس عمار قائلاً:فعلاً بتعرف تنشن صح.
أقترب عمار من طاولة البيلياردو،وأمسك أحد العصيان قائلاً:اللعبه دى كلها تركيز،تركز عالكوره الى تعرف أنها هتكسبك أكتر عدد من النقط،زى كده.
قام عمار بضرب إحدى الكور،لتبدأ مجموعه كبيره من الكور النزول نحو الحُفر الموجوده،بالطاوله.
هلل مازن وأحمد معاً بنصر 
بينما تذمرت منى وسهر التى قالت:ده غش،أولاً عمار مش من ضمن أى فريق،يعنى مش محسوبه.
إقترب عمار منها قائلاً:أيه رأيك تلعبى جيم  ضدى،ونشوف مين هيفوز 
هلل الأطفال بموافقه،
تبسمت سهر بثقه فى الفوز ووافقت
تحدث عمار وهو ينظر لهم قائلاً:بس قبل ما نلعب أنا وسهر جيم،فى شرط،سواء كسبت أنا أو سهر،بعد الجيم هتطلعوا تناموا.
نظر الأطفال لبعضهم،ليبتسموا بتوافق،وقالوا موافقين،
قال أحمد ومازن وكذالك منى ،يارب،سهر هى الى تفوز.
تبسم لهم عمار،وقال:طب يلا بدل ما أنتم  واقفين هاتوا الكور وحطوها من تانى عالطاوله.
تسابق الثلاث،ووضعوا الكور على الطاوله.
تبسم لهم عمار،وقال:الضربه الأولى هتكون لسهر.
تبسمت سهر له وقامت بالضربه الأولى،ليدخل عدد لا بأس من الكورات،بحُفر الطاوله.
تبسم عمار لها بأعجاب،فيبدوا انها حقاً تُجيد اللعبه.
تبادل عمار وسهر ضرب الكورات،الى أن إنتهى الجيم.
تبسم الاطفال،وهم يعدون عدد كورات كل منهم،وللمصادفه فازت سهر.
هلل الأطفال،قائلين:سهر هى الى فازت.
تبسم عمار وقبل الخساره بصدر رحب،قائلاً:تمام بقى كفايه لعب لحد كده،بكره جاى أبقوا كملوا لعب،يلا على شقة خديجه،علشان النوم،مازن هينام معاك فى نفس الاوضه يا أحمد 
تبسم الثلاث،قائلين،تمام نكمل بكره لعب،وأنتم كمان مش هتطلعوا تناموا.
رد عمار:طالعين معاكم أهو يلا قدامى.
تبسمت له سهر،وهو يعامل الأطفال بتلك الموده  والآلفه.
لف عمار يدهُ حول خصر سهر قائلاً:مش يلا نطلع إحنا كمان،بس نفسى أعرف أتعلمتى لعب البلياردو فين؟
ردت سهر:على سطوح بيتنا،بابا وعمى بيحبوا يلعبوا بلياردوا،وعندنا طاولة بلياردو عالسطح،بيبقوا يطلعوا يلعبوا عليها،وأنا بابا علمنى أنا وعلاء،أنما الغبى وائل فاشل كنا بنكسبه من أول ضربة عصايه.
تبسم عمار وهو يسير جوار سهر وأمامه هؤلاء الأطفال،يتشاورون فيما سيفعلوه بعطلة الغد،كم تمنى أن يُرزق بأطفال مثلهم من سهر،ويكمل معها عائله صغيره.
تبسمت  سهر لهم وهم يقفون أمام باب الشقه،ليقول  أحمد:على وعدك يا سهر هنلعب بكره،أنا وانتى فريق ضد مازن ومنى.
تبسمت له.
ردت منى:لو لعبنا بالنهار طنط غوريلا هتزعق لينا.
ضحك عمار قائلاً:عيب،يلا ادخلوا،تصبحوا على خير.
فتحت منى باب الشقه ودخلت ثم دخل خلفها مازن وأحمد،وأغلقوا الباب خلفهم 
فتح عمار باب شقتهم 
دخلت سهر  ثم هو خلفها،
دخلا مباشرة الى غرفة النوم 
تثائبت سهر قائله:هلكانه طول اليوم محاضرات والمسا لعبت مع الولاد،عاوزه أنام لحد بكره العصر،ومحدش يصحينى.
تبسم عمار وهو يقترب منها ولف يدهُ حول خصرها مبتسما يقول:
سهر نفسى يكون عندنا ولاد زيهم.
إرتبكت سهر وقبل أن ترد،جذبها عمار لصدره يُقبلها بهيام،يسحبها معه،لعشقه،متمنياً أن تأتى له بأطفال.
بينما سهر ليست معه سوا جسداً فقط،عقلها شارد،يعذبها ضميرها،وهى تشعر أنها تخدعه،فهى أخذت مانع للحمل،دون علمهُ.
............ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع نسمات فجريه،شبه دافئه بيوم شبه ربيعى.
قبل قليل،بشقة خديجه
شعرت ،بالسأم والضجر،نهضت من على فراشها،وأرتدت ملابسها،وذهبت لغرف أبنائها،تبسمت بحنان وهى تجد منى ،نائمه بفراشها،براحه،وكذالك ذهبت للغرفه الاخرى تبسمت وهى تنظر ل مازن الذى ينام جوار أحمد،
أغلقت باب الغرفه بهدوء،ثم أرتدت حجابها،وعباءه أخرى،ونزلت الى أسفل،سارت تتجول،بين الحديقه قليلاً،لم تشعر بذالك الذى شعر هو الأخر بالضجر أثناء نومه فنهض وخرج من تلك المضيفه يتجول،يستنشق هواء البدريه العليل،
إنخضت خديجه،حين سمعت من خلفها من يقول:صباح الخير،يا مدام خديجه.
أستدارت له،دون وعى منها إبتسمت له،ببراءه،ثم ذهب الأثنان للجلوس أسفل مظله موجوده بالحديقه.
،غير منتبهان لعين 
حقوده،قد تُفسر الأمر على هواها 
حين قالت:
ماشاء الله ربة الصون والعفاف،بتحب على جوزها الى غرقان فى العسل مع حته عيله لعبيه.  

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

أثناء وقوفها خلف،زجاج شُرفة تلك الغرفه المُطله على الحديقه،بباب زجاجى كبير  ،،بينما هى تنظر بحقد ناحية جلوس خديجه مع ذالك الضيف،رن هاتفها،لم تتحير كثيراً فمن يتصل عليها لابد أنه،،وائل،لم يستطع على فراقها لليله غابتها بعيد عنه فهى تعمدت البيات أمس مع والداتها من أجل الضغط عليه لتنال ما تُريد، لم ترد عليه وتركت الهاتف يُنهى رنينهّ، لأ كثر من مره مما أزعج  فريال وجعلها تصحو بتهجم،
نظرت مكان وقوف غدير خلف الشُرفه تمسك الستاره بيدها،قالت بضيق:
لما إنتى صاحيه ليه مش بتردى عالمحروق الى فى إيدك، ومين الى بيتصل عليكى بدرى كده، أكيد حبيب القلب، سى وائل،متحملش غيابك عنه لليله تقعدى فيها معايا تراعينى. 
وجهت  غدير وجهها لوالداتها قائله: صباح  الخير  يا ماما، فعلاً  وائل هو الى بيتصل، بس أنا مش عاوزه أرد عليه. 
تعجبت فريال  قائله: وليه مش عاوزه تردى عليه، مش ده حبيب القلب الى هربتى معاه لما رفضناه، وغصبتينا نوافق عليه، وهو السبب فى دخول الغبيه سهر لهنا، أيه الى حصل يخليكى مترديش عليه، لأ وكمان تباتى معايا ليلة إمبارح، قبل كده كنتى بتتحججى بحجج فارغه، وتروحى تباتى فى حضنهُ. 
ردت غدير  ببرود: محصلش حاجه 
قالت غدير هذا وأستدارت بوجهها تنظر للجالسين بحديقة  المنزل، تبسمت بسخريه، تتكلم بصوت مُنخفض قائله: فين عمار زايد يجى يشوف قصة العشق الممنوع، ربة الصون  والعفاف، الى مشرفها عالبيت كله، نازله من بعد الفجر تتريض فى الجنينه، أكيد نايم  غرقان  فى العسل مع سهر الى هربت فى يوم علشان متتجوزش منك، معرفش إزاى، رجعت ووافقت عليه.  
لاحظت فريال نهايه حديث غدير  بصوت منخفض غير مُفسر، لكن فسرت كلمة سهر، فقالت لها: بتهمسى أيه على سهر، الى جت لهنا بسبب غبائك، ياما قولتلك، ركزى مع عمار،حاولى تشغلى قلبهُ، بس إنتى، عملتيلى فيها حُره، ومقبلش أتجوزه على ضره لو  عاوزنى  أتجوزهُ يطلق خديجه  الأول، قولتلك  خديجه  على ذمته زى عدمها فى إيدك تشغلى عقله عنها، زى ما بتعمل المخسوفه سهر، ده من يوم ما أتجوزها، مهوبش ناحية شقة خديجه، عيله صغيره  عنك بس عرفت تضحك عليه بأيه، وتشغل عقلهُ بها.
عادت  غدير تنظر لوالداتها  بغيظ قائله: وأيه الى العيله الصُغيره عرفت تشغل بيه عقل عمار زايد الكبير؟ 
ردت فريال: الدلع،أن كان فى الكلام ولا اللبس الى بتلبسه له ، وكمان السهوكه،والبراءه الى بترسمها قدام الكل، دى حكمت الى كانت بتشد عليها لو قالت كلمه  مش عجباها، بقت تلين معاها، وبذات بعد ما تعبت الفتره الى فاتت، كانت بتمثل الأهتمام بها، يمكن أزيد من بناتها، الى مفيش واحده فيهم باتت معاها ليله، كانت عاليه، وسهر بيتناوبوا على رعايتها،ياريت عادل أبنى كان عاش، مراته كانت هتخدمنى ، وتغنينى عن  بناتى الى زى كيف عدمهم. 
نظرت  غدير لها  بسخريه قائله: دلعها، ممكن هقول لاحظتيه، بس شوفتى ازاى لبسها،ولا مركبه لهم كاميرات فى الشقه.
أرتبكت فريال،وقالت:شوف بقول ايه وتمسكى فى التفاهه،بناتى زى كيف عدمهم.
ردت غدير:
ليه زى كيف عدمنا؟  أسماء الى  بتفضل هنا طول النهار جنب رجلك، ولا عاليه، الى طول اليوم فى جامعتها، وأخر الليل تسهر تحت رجلك. 
ردت فريال: وأنتى فين، إنت بتجى لهنا تقعدى طول اليوم تتأمرى عالخدامين، وعنيكى زى الصقر،وودانك سماعات  على كل الى فى البيت.
ضحكت غدير  بتهكم قائله: أنا النسخه التانيه منك، تعرفى ساعات بفكر أنك مخلفتيش غيرى، أنا وأنتى تقريياً، طباعنا زى بعض، أهم طبع فينا هو البطر، مش بنرضى باللى، فى أيدينا، وعاوزين الى فى إيد غيرنا، يعنى أنتى عمرك ما حبيتى عمار، ومع ذالك كانت أمنية حياتك أتجوزه، مش علشان سعادتى، لأ علشان تبقى صاحبة الكلمه هنا، وتضمنى كل أملاك وسطوة عيلة زايد تحت أمرك،غير إنك عارفه إنى كنت هنغص على عمار عشته،عمار،الى بتكرهيه ومع ذالك كان أملك يتجوز من بنتك  . 
نظرت فريال لها بتفاجؤ قائله: منين جبتى التخاريف الى بتقوليها، دى، أكيد عقلك جن! 
بنفس ضحكة التهكم جاوبت غدير: التخاريف، هى حقيقتك، تعرفى ليه أنا فضلت وائل، على عمار، لأن عمار عمره ما كان هيعاملنى، زى سهر،ولا عنيه هتلمع زى ما بتلمع لما بس بيسمع صوت سهر قبل حتى ما بيشوف وشها ، عمار  كان هيفضل شايفنى، بنت عمه، الى إتجوزها علشان تجيب وريث، لعيلة زايد  ، مكنش هيشوفنى أكتر من كده، مكنتش هشوف فى عنينه النظره الى بينظر لسهر بها، نظرة حب، تعرفى لو سهر، مخلفتش عمار مش هيهمهُ، مش هتفرق معاه، لكن معايا يمكن كان إتجوز التالته بعد سنه لو مبقتش حامل، بس سخرية القدر، هو مراته تحمل وتسقط قبل حتى ما هى نفسها تعرف إنها حامل، وأنا حامل من ليلة الدخله، وهخلف قبله. 
نظرت فريال  ل غدير قائله: إنتى حامل من ليلة الدخله، ومخبيه عليا ليه، خايفه أحسدك، على إبن وائل. 
ردت غدير: فعلاً  خايفه من الحسد، كنتى عاوزانى أقول  إنى حامل، بعد إجهاض سهر، بمده قصيره، ولا أقول قدام أسماء، الى فتره نتفاجئ، إنها كانت حامل وأجهضت، أكيد لازم أخبى. 
ضحكت فريال ساخره تقول: وأنتى مفكره أن إبن وائل هيبقي  صاحب أهميه، زى إبن عمار، موهومه! 
رغم غيظ غدير، لكن تبسمت وهى تملس على بطنها، تقول: هيبقى أهم منه، وقبل ما يجى للدنيا، وائل مش هيكون أقل من عمار، هيكون معرض الأدوات الكهربائيه، أشتغل، ووائل مبقاش مجرد مهندس صيانه، هيبقى، صاحب ومدير معرض الغدير. 
تبسمت  فريال بصمت ، تسخر أوهام غدير، بمساواة وائل و عمار. 
نظرت غدير،لفريال،ثم أدارت وجهها،نحو خارج الشُرفه مره أخرى،عيناها شيطانيه،فأصحاب تلك العيون،يفسرون ما يرون على هواهم،لأنهم لامحون  وأعينهم ثاقبه أكثر من الازم.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما حقيقة الأمر غير ذالك  
تبسمت خديجه بتلقائيه،وهى تنظر خلفها، ردت الصباح عليه.
نظر حسام لها،عقلهُ يخبره،أن هذا أجمل صباح مر عليه منذ سنوات،لا بل بعمرهُ كله،صباح ممزوج،برائحة زهور الربيع،ومعها أجمل زهره تراها عيناه،أغمض عينه سريعاً،لائماً،أنت ضيف بهذا المنزل،وعليك إحترام من به،فالنظره خطأ كبير.
فتح عيناه وقال:مازن مجاش للمضيفه،بالليل.
ردت خديجه:مازن نام مع أحمد فى اوضتة،يظهر فضلوا يلعبوا لوقت متأخر،وطلع مع أحمد،وأنا شوفته نايم جنبه قبل ما أنزل.
اشار حسام لخديجه،كى تجلس على أحد مقاعد الحديقه فجلست ثم جلس خلفها.
تبسم حسام قائلاً:
بصراحه أنا مش فاهم الصداقه بين أحمد ومازن إزاى أتطورت بالسرعه دى،يعنى مرات معدوده الى إتقابلوا فيها وش لوش،وباقى كلامهم وحديثهم مع بعض،عالنت،من خلال الابتوب،والتليفون.
ببسمه رقيقه ردت خديجه:إحنا فى عصر السرعه وكمان التكنولوجيا،لها تأثير كبير،وأنا كمان إستغربت فى البدايه لما أحمد كلمنى على مازن،وأنه فى نفس سنه،وأتلاقى بيه لما كان فى مزرعة عمار،و اتوافقوا سوا،
حتى فى البدايه إستغربت أحمد مش بياخد عالناس بسرعه وكمان شبه مالوش أصدقاء هنا،مجرد زمالة مدرسه مش أكتر،لكن مع مازن أتعدى الأمر بينهم لصداقه،رغم بُعد المسافات واللى قربها بينهم هو التواصل عن طريق النت،أنا بشوفهم بيذاكروا سوا ويبادلوا المعلومات بينهم،رغم سنهم الصغير،بس هما طلعلوا لقوا تكنولوجيا متطوره،ساعدتهم عالتعارف والتقارب،وكمان الخبره هتصدقنى لو قولتلك أنى أوقات فى حاجات بتوقف قدامى فى موبايلي،وأحمد أو منى هما الى بيحلوها لى.
تبسم حسام يقول:فعلاً هما رغم حداثة سنهم بس عندهم خبره فى التكنولوجيا،كبيره بالنسبه لهم سهله،بس أنا كمان بالنسبه ليا سهله،لأنى كنت أخدت بعض القُرصات،أستفاد منها فى شغلى،فى البورصه.
تبسمت خديجه بتعجب قائله:إنت بتشتغل فى البورصه،غريبه حد معرفتى أن بينك وبين عمار،وكمان يوسف أخويا شراكه.
رد حسام:فعلاً معلوماتك صح،أنا سيبت شغل البورصه من فتره مش كبيره،قوى كنت إتعرضت لخساره،وبعدها كرهت الشغل فيها.
ردت خديجه:فعلاً الشغل فى البورصه يعتبر نوع من المقامره والمغامره كمان،وأقل غلط ممكن يخسر كتير.
رد حسام:أقل غلط ممكن يودى للأفلاس،والسجن كمان،بس مش شرط يكون  الغلط ده غير مقصود،ممكن يكون مقصود،من أقرب الناس ليك،وعندك فيهم ثقه عمياء ،برضو.
لم تفهم خديجه قوله،فقالت:يعنى أيه؟
صمت حسام لثوانى يفكر كيف يرد علي سؤالها،أيقول لها أنه تعرض،للخيانه،والطعن فى الظهر،ومن من؟،من زوجته التى كانت تُشاركه،والتى فضلت المال على عشرته،بل فضلته على طفلها!
رد حسام:قصدى،أن البورصه،ملهاش كبير،وبصراحه،أنا حسيت براحه لما سيبت الشغل فيها،وفعلاً أنا ويوسف وعمار،عملنا،شركه خاصه،بأستصلاح الأراضى،الصحراويه،والفعل بدئنانفعل الشغل فيها.
ردت خديجه:ربنا يوفقكم،،أنا شايفه يوسف متحمس للشراكه دى وكمان عمار.
أخذ حسام أخر كلمه لها وقال،لها بسؤال:
عمار،تعرفى إنى بستغربك بسببه إزاى قادره تقبلى إن تشاركك فيه زوجه أخرى،بلبساطه،دى،واحده غيرك كانت ممكن تمانع،أوتطلب إنفصال ،خاصةً،إنك شابه،ومتعلمه وبالذات أنى شوفت طريقة معاملتك لزوجة عمار التانيه،بود كأن الأمر مش فارق معاكى.
ردت خديجه بتسرع:فعلاً جواز عمار من سهر مش فارق معايا،لأنى عمرى ما كنت مراتهُ،
شعرت خديجه أنها تسرعت،بالقول،فحاولت إصلاح قولها،قائله: قصدى عادى جداً أنا مش أول ست تقبل،جوزها يتجوز ست تانيه،
قالت هذا ونهضت متحججه تقول:عن إذنك لازم أروح أشوف الشغالين،علشان يحضروا الفطور.
قالت خديجه هذا وغادرت من أمام حسام،ولم تنتظر رده.
بينما حسام،شعر بفرحه بداخله،لا يعرف سببها، وحيره،ما معنى قولها أنها لم تكن زوجه لعمار أبداً.
بينما دخلت الى داخل  المنزل،وأثناء سيرها ضربت على رأسها بخفه قائله:غبيه يا خديجه،كنتى هتقولى على سرك مع عمار،ولمين؟،حسام،ليه أصلاً قعدت معاه،مكنش يصح،
أثناء لوم خديجه لنفسها، سمعت من تقول:
خديجه أيه اللى مصحيكى بدرى كده،وكنتى فين؟
ردت خديجه:الوقت مش بدرى ولا حاجه يا غدير،وبعدين أنا متعوده أصحى فى الوقت ده،وهكون فين،أنا فى البيت أهو،طالما صحيتى تعالي ساعدنى نحضر الفطور للى فى البيت،سوا
تحججت غدير قائله:معليشى مش هقدر،خلى الشغالين يشتغلوا بلقمتهم،شويه،أنا سهرانه طول الليل جنب ماما،أمتى تفُك جبس رجلها،أنتى عارفه أنها أوقات بتحتاجنا جنبها،خصوصاً بالليل ،نساعدها،لو حبت تدخل الحمام أو نناولها ميه تشرب ،وكنت جايه أخد لها ميه،الميه الى كانت فى الاوضه خلصت،عن إذنك هدخل المطبخ آخد ميه وأروح لها تانى.
توجهت غدير  الى المطبخ،  وخلفها خديجه،التى همست قائله:مش عارفه وائل إزاى متحمل غطرستك دى،بس الواضح كلمتك أنتى الى ماشيه عليه من البدايه. 
 ....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد الظهر 
بغرفة الالعاب 
جلست سهر بالمنتصف بين مازن وأحمد،تشرح لهم أحد المواد،ببساطه،
تحدث أحمد وهو ينظر لمازن قائلاً :قولتلك،سهر بتشرح أحسن من المدرسين الى بيجوا لنا هنا البيت،وبفهم منها عنهم،أهو أنت كمان فهمت زيي،منها.
نظر مازن لها قائلاً:بصراحه المدرسين الى بيجوا يدونى دروس مش بفهم منهم،زى ما فهمت منك يا سهر ،أنا هقول لبابا،يبطل يجيب المدرسين دول،ونتواصل أنا وأنتى عالأبتوب،تشرحيلي المواد دى.
تبسمت سهر وهى تبعثر شعر مازن بمرح قائله:
موافقه طبعاً،بس مش كله كده هيبقى ببلاش،لازم يكون فى تقدير معنوى،برضو،كلك نظر،شوف باباك بيدفع قد أيه للمدرسين دول،وأنا راضيه بنص المبلغ،أو هديه حلوه كده.
فوجئت سهر بمن يقول:وأنا موافق،على الى تطلبيه طالما هيجيب نفس الدرجات الى جابها الشهر الى فات.
خجلت سهر وتنحنحت بحرج،قائله: شكراً، حضرتك أنا بهزر معاه مش أكتر. 
تبسم حسام يقول:واضح أن عندك هواية التدريس،وبتعرفى توصلى المعلومه بشكل سهل،بصراحه لما مازن جاب درجات الشهر الى فات مكنتش متوقع مستواه يرتفع كده فجأه،بس لاحظت أن هو وأحمد بيذاكروا مع بعض عالنت،وأكيد حضرتك بتساعدى أحمد،فبالتالى ليكى فضل فى إرتفاع مستواهم،فلازم نقدرك.
قبل أن ترد سهر،أقترب عمار من مكان جلوسها،ووضع يدهُ على كتفها قائلاً:
سهر بتدرس فى كلية التربيه،والتدريس عندها مش أكتر من هوايه بتساعد أحمد ومنى لما بتقف معاهم حاجه مش فاهمنها،مش أكتر من كده.
صمتت سهر بضيق ولم ترد على قول عمار،وما معنى قوله أن التدريس وموهبه لديها لأكثر،لكن فيما بعد ستعرف الأجابه منه.
تبسم حسام،وهو يرى نبرة الغيره،بحديث عمار عن سهر،لم يلاحظ تلك النبره أثناء حديثه مع خديجه،وتحير عقله فى قول خديجه،حين أخطأت وقالت أنها لم تكون يوماً زوجه لعمار،ليتها فسرت باقى حديثها.
كأن القدر يرسلها له،أثناء تفكيره بها دخلت خديجه،للغرفه قائله:عمار الغدا جاهز عالسفره،وكمان يوسف جه،يلا ياولاد علشان تتغدوا.
ردت منى قائله:لأ إحنا فطرنا متأخر مش هنتغدى دلوقتي،سهر خلصت شرح لأحمد ومازن وخلاص هنبدأ لعب.
نظرت خديجه لسهر قائله:وأنتى يا سهر مش هتتغدى.؟
نظرت لهم سهر ثم قالت:لأ مش جعانه،أنا كمان فطرت متأخر مع طنط حكمت.
تبسمت خديجه قائله:تمام براحتكم،يلا يا عمار،بدل ما نلاقى يوسف داخل علينا بهُليله يقول جعان،
وبالفعل دخل يوسف قائلاً:
فعلاً أنا جعان،ولو مستعجلتوش وأكلتونى انا هعمل فضيحه وأقول بيت زايد،الى هما نسايبى بخلاء مش بيأكلونى عندهم،وواخدين مراتى عندهم،وأمى ست كبيره مش قد وقفة المطبخ،ومش لاقى حد يعطف عليا ويأكلنى.
ضحك الجميع على مزح يوسف.
نظر يوسف لسهر قائلاً:أيه ده،دى سهر هنا كمان طب والله وأنتى قاعده وسط أحمد وحسام فكرتك زميلة الواد أحمد  فى المدرسه،وجايه تقضى معاه الويك إيند.
تبسمت سهر، بحياء 
بينما شعر عمار بالغيره وقام بجذب يوسف من تلابيب ثيابه قائلاً:أنا بقول نروح نتغدى،وبلاش هُليلتك دى،يلا بينا يا حسام،يلا يا خديجه،وسيبهم هما أما يجوعوا بيبقوا ياكلوا،البيت الحمد لله عمران  بالخير.
تبسم يوسف وهو يرى نظرة الغيره بعين عمار  ،وسار معه هو وحسام  الى غرفة السفره بينما خديجه توجهت الى المطبخ مره أخرى.
... 
بعد قليل كان عمار،ومعه كل من حسام ويوسف يجلسون بغرفة المكتب،يتدالون بينهم ويتشاورون فى أمور شركتهم الجديده،
لكن صوت صُراخ عالى،أتى الى مسمعهم 
هب عمار،واثباً،وخرج سريعاً من الغرفه،وتوجه الى مكان صوت الصُراخ 
بينما بغرفة الألعاب 
كان أحمد و مازن يلعبان بأحد الألعاب الاليكترونيه على شاشه كبيره بالحائط
وكانت منى تلعب مع سهر على طاولة تنس الطاوله 
فلتت الكوره من مضرب سهر أثناء صدها،لرمية منى،فوقعت الكوره بعيداً،توجهت سهر لتأتى،بها،لتدخل الى مكان ضيق بالمكان،مدت سهر يدها لتأتى بالكوره غافله عن،زر الكهرباء الغير مُغطى  الموجود بذالك المكان،لتضع يدها على الزر دون علم منها لتُصعق،بالكهرباء،فتدفعها الكهرباء للخلف مصعوقه،لتخرج منها صرخه،وتقع برأسها على حائط خلفها مغشياً عليها.
توجه لمكانها منى وكذالك أحمد ومازن،
صرخت منى حين رأت بؤرة دماء أسفل رأس سهر،ظلت تصرخ،بينما أحمد ومازن،كانوا يتحدثون إلى سهر وهم يبكون 
كان أول من دخل هو عمار،وتوجه الى مكان تجمع الثلاث أطفال،ذُهل عقلهُ وهو يرى سهر لا تّحرك ساكن،وذُهل أكثر حين رأى بؤره دماء تندفع أسفل رأسها،بدون تفكير منه إنحنى،يقول بخوف شديد:سهر،سهر،
ربت على وجهها بخفه،ينادى إسمها،لم تُعطى له رداً،
وضع يديه أسفل جسد سهر،وحملها بين يديه بخوف شديد 
فى ذالك الاثناء دخل 
يوسف وحسام 
الذى أنخص حين راى مازن يبكى،فضمه بحنان،بينما يوسف توجهت إليه منى تبكى قائله:سهر ماتت،مش بترد علينا،تبقى ماتت،هى ماتت بسببى،كنا بنلعب تنس طاوله،والكوره دخلت فى الركن الصغير الى هناك ده،راحت تجيبها فصرخت ووقعت على راسها،بتنزف دم.
بينما دخلت خديجه بلهفه،بعد ان سمعت صُراخ منى،نظرت لولديها منى بحضن يوسف يطبطب على ظهرها،وأحمد يقف مرتعش يبكى بصمت،توجهت له وضمته بحنان،بكى أحمد قائلاً:سهر مش بترد ليه يا ماما؟
لم ترد خديجه وهى ترى عمار،يحمل سهر،يتوجه بها مسرعاً يخرج من الغرفه،
قابلته عاليه،وقبل أن تسأل عن سبب الصُراح،رأت وجه سهر الشاحب،ورأسها التى تنزف،بتلقائيه منها وضعت يدها على عُنق سهر،لتجث العرق النابض،وجدته ينبض بطريقه شبه طبيعيه،فقالت:
أطمن يا عمار،هى مُغمى عليها،خلينا نفوقها،ونوقف نزف الدم ده،بسرعه.
رد عمار:هاخدها للمستشفى،أوعى وسعى من قدامى.
ردت عاليه:صدقنى الموضوع مش محتاج لمستشفى،نزف الدم مش كتير،وهى مُغمى عليها ممكن تطلب أى دكتور يجى لهنا يعاينها،ومالوش لازمه مستشفى. 
نظر عمار لوجه سهر الشاحب،والى الدماء التى تسيل من رأسها،فعلاً ليست غزيزه،لكن كان سيعترض،ويذهب بها الى المشفى لولا دخول حكمت التى نظرت لوجه سهر،وتمسكنت قائله:ياروحى أيه الى جرالها،بسرعه يا عمار،خلى عاليه تفوقها،وتكتم الدم الى بينزف من رأسها ده ،وإتصل بعلاء،يجيب لها دكتور هنا،بس بلاش تقوله أنه  لسهر.
إستجاب عمار،لهم رغم أنه غير مقتنع،ويود أخذها الى المشفى 
صعد الى شقته،ووضع سهر بغرفة النوم،
دخلت خلفه عاليه،تحمل بيديها حقيبة أسعاف،وذهبت الى التسريحه،آتت بزجاجة عطر،ووضعت منها على يدها تقربها من أنف سهر،لم تستجيب.
فقال عمار بقلق زائد:قولت خلينى أخدها للمستشفى.
ردت عاليه:إهدى بس دلوقتى هتفوق،رشت عاليه العطر على وجه سهر،مباشره،وقربته من أنفها أكثر،ثم وضعت بيدى سهر أيضاً من العطر ودلكت خلف كف يدها،قليلا،ثم قربت من يدها من أنف سهر،
بدأت سهر تمتثل لها وتعود من غيبوبتها،تدريجياً،الى أن فاقت،شبه واعيه،
نظر لها عمار،بلهفه قائلاً:سهر،سهر إنتى سمعانى.
أمائت سهر تشعر،بألم برأسها،ثم قالت:راسى بتوجعنى قوى.
تعصب عمار قائلاً:قوليلى أيه الى حصل وخلاكى أغمى عليكى،ورأسك تنزف بالشكل ده.
ردت سهر:معرفش أنا الكوره دخلت كورنر جانبى مديت أيدى أجيبها حسيت بحاجه صعقتنى،وبعدها محستش بحاجه تانى.
نظر لها عمار بتعصب قائلاً:بتمدى أيدك فى مكان ضيق،وكمان متعرفيش فيه أيه،ليه فين عقلك،ووو
كان سيكمل عمار عصبيته لكن تحدثت عاليه مُلطفه قائله:خير،الحمد لله سهر فاقت وهتبقى بخير،ربنا لطف،أنا هكتم نزيف الدم ده،الجرح،أنا شوفت مكانه مش كبير،بس يمكن أندفاع سهر هو السبب فى غزارة الدم.
ردت سهر قائله:علاء،أتصلى بعلاء خليه يجى،يشوفلى حاجه لوجع راسى ده،مش قادره أتحمله.
نهضت عاليه قائله:هتصلك عليه يجى،هو عنده خبره أكتر منى.
مسكت عاليه هاتفها،لكن قبل أن تطلب علاء
تحدث عمار قائلاً:إنتى معاكى رقم  تليفون علاء.
إرتبكت عاليه قائله:آه،لأ،قصدى لأ،كنت هاخده الرقم من سهر،وبعدها أطلبه.
رد عمار قائلاً:خليكى مع سهر وأنا هطلب علاء وأقوله يجى،يشوف دماغ المدام،الى مش بتفكر  تشوف بتمد ايدها فين؟
شعرت سهر بالألم ليس فقط من وجع رأسها،لكن من طريقة حديث عمار الموبخه لها،كم تمنت أن ترى لهفته عليها لكن يبدوا أنها واهمه صمتت بتأويه  حين وضعت عاليه يدها،بقطن وأحد المُطهرات على المكان الذى ينزف برأسها.
لم تقدر،على كتمان الآلم وتأوهت،قائله:براحه شويه،وأيه الى حطتيه على راسى،ده وجعنى أكتر.
تبسمت عاليه قائله:ده مُطهر،يعقم مكان الجرح علشان ميتلوثش،ومش بيسبب ألم،الآلم بسبب الجرح نفسه،دلوقتى المطهر ده هيسكن الألم شويه،وكمان لازم أنضف مكان الجرح،وأكتم الدم ده،فاستحملى شويه.
تحاملت سهر الألم،وصمتت بتأويه بسيط من حين لأخر،إنتهت عاليه من تنظيف الجرح،وقامت بربط رأس سهر،بشاش اسفله قطن يكتم مكان الجرح كى لا يعاود النزف،مره أخرى،فى ذالك الأثناء 
كانت قد صعدت حكمت،ودخلت الى الغرفه تلهث قائله:سهر،فاقت.
ردت عاليه:أيوا الحمد لله يا مرات عمى.
ردت حكمت براحه،وهى تلتقط أنفاسها قائله:
الحمد لله.
نظرت لها سهر ببسمه قائله:تعبتى نفسك ليه يا طنط،طلوع السلم بيتعبك،أنا كويسه متخافيش أنا مش هموت دلوقتي،انا لسه صغيره .
ضحكت حكمت قائله:ومن أمتى الموت بالصغير ولا بالكبير،ربنا يشفيكى يارب ويطول بعمرك،وتعيشى لحد ما تجوزى أحفادك كمان.
شعرت سهر بغصه،وصمتت.
بينما دخلت خلف حكمت خديجه وأسماء قائلتين  بلهفه:سهر فاقت.
ردت سهر عليهن قائله:والله فوقت مش مُعضله هى،بس شكراً لأهتمامك ده.
تبسمن لها.
دخل الغرفه عليهن عمار،ينظر لسهر التى إستعادة جزء بسيط من نضارة وجهها الذى مازال شاحب،لكن تبدوا أفضل عن قبل قليل
متحدثاً:إتصلت بعلاء،وقال جاى،بس مقولتش له أنه ليكى،بلاش أخضه،هو هيجى يشوف بنفسه،الموضوع إن كان محتاج لدكتور،أو لأ يمكن شئ يقدر هو يتصرف فيه،لما وصفت له الى حصل.
ردت سهر:حتى لو حكيت له وقولت له أنه أنا مكنش هيتخض عادى جداً،هو متعود.
برغم القلق المرسوم على وجوه 
حكمت وأسماء وخديجة وعاليه،لكن تبسمن،لتقول أسماء:طب هو متعود على أيه،أنك تتعورى،بالشكل ده.
ردت سهر:أيوا،أنا كتير بتعور،مش جديده،بش المره دى،الى زاد أن إتكهربت،وأتعورت الأتنين مع بعض مش كل واحده لوحدها.
تبسمن رغماً عنهن،وكذالك أيضاً عمار،لم يستطع إخفاء بسمته،رغم قلقه الذى مازال يشعر به،لكن معنى قولها أنها ليست المره الاولى.
بعد قليل 
دخل علاء الى غرفة نوم سهر ومعه عمار 
تبسم قائلاً:خير،أيه الى حصلك المره دى بقى،برابطة دماغك دى،والله لما عمار كلمنى،توقعت تكونى إنتى،أو تقدرى تقولى كنت متأكد. 
تبسم كل من بالغرفه،كذالك عمار.
ردت سهر،بألم:إتكهربت وإتعورت.
رد علاء:يعنى الأصابه دوبل،يلا أتكلنا عالشقى،بالله،والنبى،يا جماعه،بلاش زحمه فى الاوضه وكمان علشان خايف على مشاعركم الرقيقه الكل يستنى فى الصالون،ربع ساعه أخيط لها الجرح،وبعدها ابقوا أدخلوا من تانى.
تبسمن على قول علاء وبدأن بالخروج من الغرفه،عدا،عمار،لكن تحدث علاء قائلاً:خليكي أنتى،يا أنسه عاليه أهو تساعدينى شويه.
تبسمت عاليه،وظلت بالغرفه وأقتربت من سهر 
تحدث علاء يقول:مطلعتش معاهم ليه يا عمار.
رد عمار:أنا هفضل يمكن تحتاج لحاجه.
رد علاء:تمام خليك 
قال علاء هذا وتوجه،وفك،ذالك الرباط الشاشى من على رأس سهر،ونظر الى مكان الجرح،قائلاً:لأ واضح الى إتعامل مع الجرح،فاهم،أكيد أنتى يا أنسه عاليه،
واضح أنك هتبقى ممرضه شاطره.
تبسمت عاليه بحياء،
لفت نظر سهر،بعض نظراتهم لبعض،فنحنحت قائله:
يعنى راسى مش محتاجه لتخيط خلاص،وكفايه ألفها بشاش وقطن.
رد علاء:للأسف لازمك كم غُرزه،بس متخافيش مش هتحسى بحاجه أنتى عارفه أن إيدى خفيفه.
ردت سهر:ما انا عارفه كان نفسك تبقى نشال،بس للأسف فشلت وهتبقى،دكتور،بعد سنه وشهور،ومفيش قدامك حقل تجارب غيرى.
تبسم علاء يقول:ربنا يخليكى ليا،هلاقى حقل تجارب أحلى ولا أطعم منك،ده مش بعيد أخد  الماستر والماجستير و الدكتوراه،بتطبيق عملى عليكى.،بطلى رغى خلينى أركز فى الكام غُرزه الى فى إيدى،
صمتت سهر،وبدأ علاء بتقطيب رأس سهر،التى قالت له،أيه كل ده ولسه مخلصتش تخيط،رقابتى وجعتنى.
رد علاء قائلاً:الله مش  الغرزه التامنه  وبخيط بالغرزه الضيقه،وبعدين هوأنا بخيط فى رأسك ولا فى رقابتك.
ردت سهر:أنا مش حاسه بوجع راسى،بس رقابتى،وجعتنى من ضغط أيدك على راسى.
رد علاء ضاحكاً:شويه والبنج مفعوله يخلص،ووقتها،هتتشقلبى وتضربى دماغك فى الحيطه من الوجع،يا سُكرتى .
ردت سهر:لأ أطمن هاخد مسكن  وأنام،زى العاده،يلا خلصنى مكنوش كم غرزه.
تبسم علاء يقول:خلاص بقفل أهو أخر غرزه،وهحط القطن والبلاستر،والفلك العمه على راسك،بس تصدقى نسيت حاجه.
ردت سهر وأيه هى الحاجه دى لتكون خيط  ونسيت المقص فى دماغى؟
رد علاء:لأ مش للدرجادى،أنا نسيت وخيطت،رأسك بخيط أبيض،كان المفروض أجيب خيط بنى زى لون شعرك،كده الخياطه هتبان فى راسك.
ردت سهر قائله:أهو ده عيب فى الخياطه،منتش صنايعى،ومتعرفش توفق فى الألوان،شوهت،راسى.
لم يستطع عمار،وعاليه تمالك أنفسهم  من الضحك على طريقة حديث الأثتين المرح،فكر عقل عمار،أليست تلك سهر التى كانت شاحبة الوجه منذ قليل،وشعر بالغيره،سهر لا تتحدث معه بتلك الطريقه المازحه،إطلاقاً.
........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً بشقة عمار.
أستيقظ عمار،أو بالأصح نهض من جوار سهر من الفراش،لا يعرف لما جفاه النوم،عقلهُ،يستعيد منظر وجه سهر الشاحب،يذكرهُ،بذكرى مضى عليها أكثر من عشرون عامٍ 
أرتدى مئزر ثقيل وأخذ علبة سجائرهُ والولاعه،وخرج من الغرفه،يشعر،بحراره فى جسدهُ،رغم أن الطقس يُعتبر،ربيعياً.
توجه الى شُرفه بالشقه،وفتحها،وخرج يقف وضع أحدى السجائر بفمه،وأشعلها،يُنفث دخانها،رأى بهالة الدخان أمامه ماضى ظن أنه نسيهُ،او بالأصح،يود أن ينساه،لكن ذكراه،دائماً ما تمر أمام عيناه،بين الحين والآخر،
عاد بذاكرته،لطفل عمره الثانيه عشر  وبضع أشهر.
فلاش باك 
بأجازة منتصف العام 
بليالى الشتاء البارده 
خرج عمار،من المنزل،عقب صلاة المغرب،متوجه الى منزل صديقه،يوسف،ليلعبان سوياً،لبعض الوقت،فهو أثناء النهار،يرافق،جدهُ،بالتجول،بين حقول الفاكهه،التى يتاجر بها،جوار،زراعته لأرضه الذى يملوكها،وكذالك يفعل يوسف،يذهب مع عمار وجدهُ لكن بمقابل مادى،صغير،كذالك عمار كان يأخذ  مبلغ صغير مثل يوسف من جده،الذى يشجعهما على العمل،لا الجرى والذهاب للصُحبه الفاسده،ويقوى من عزيمتهم،
ذهب الى منزل يوسف،ليلعبا الأثنان أمام المنزل من بعض الصبيه،فى الشارع،بعض العاب الاطفال،فى ذالك الوقت،سمعا نداء العشاء،فذهبا الى الجامع،وأدى فرضهما،ثم عادا الى منزل،يوسف،وضعت والدة يوسف لهم العشاء فتناولهُ بسعاده ورضا،نهض عمار قائلاً:هقوم أروح انام، وانت كمان نام بقى جدى هيصحينا من قبل الفجر،علشان نروح معاه مزرعة البرتقال،من بكره خلاص،العمال هيبدؤا بقى تقطيعها من عالشجر علشان يوردها،لمصانع الفاكهه،ولازم نبقى فايقين،يلا سلام،يا خالتى ام يوسف.
خرج عمار من منزل يوسف يسير،بالطريق،
للعوده،الى المنزل،لكن تفاجئ،ب عادل إبن عمه،يتشاجر مع بعض الصبيه الاكبر منه،قوه،وكذالك عمراً،ذهب إليه،
سمع عادل يسب هؤلاء الصبيه بألفاظ نابيه،وزادت أكثر حين رأى أمامه عمار،كأنه إستقوى به أمام هؤلاء الصبية،لكن 
للأسف أثار غيظهم بقوه،بسبب طول لسانه وقذفه لهم بألفاظ خارجه وقذره وسب بالأم والأب،كان من بين هؤلاء الصبيه،صبياً يافع الجسد،ليس هذا فقط،بل لديه سكين حاده بجيبه،بلحظة طيش وعصبيه،ومن كثرة سب عادل لهم ببذاءه تهور،وقام برشق السكين،ببطن عادل،شقها أمامه،
صُعق عمار،وتوجه لأبن عمه،الذى ينازع الألم،بينما الصبيه الأخرون،حين،رأو ذالك المنظر المفجع،فروا هاربين وكذالك الصبى الذى قام بطعنه.
كان عادل ينازع الألم،كالذبيحه،صرخ عمار،عل أحد يساعدهُ،بأنقاذ إبن عمه،ولسوء حظه،أو عدم خبرته سلت السكين من جسد عادل بيدهُ، على صراخ عمار تجمع بعض الماره،وساكنى المكان،وأرسل أحدهم خبراً الى منزل زايد 
بذالك الوقت جلس عمار بجسد إبن عمهُ النازف،وخلع قميصه،ووضعه على مكان السكين يكتم نزف الدماء،المندفعه من جسد عادل.
كان أول من وصلت من منزل زايد هى فريال،التى،ذهب عقلها،فوحيدها،أمامها مدمى،يفارق الحياه،
جلست أرضاً جوارهُ و جذبته بحده من على ساق عمار،تحدثهُ،بأستجداء،لكن كان جسد ولدها يرتجف بشده،وروحهُ تنتزع من جسدهُ الى أن فارق الحياه،،صرخت،فريال بصوتها الذى إنشرخ وضاع وسط صرخاتها القويه،ولكن ليس هذا فقط،قامت بإتهام عمار بقتله،غيرةً منه،
كان ذالك بوقت وصول الشرطه،لتقوم بالقبض على عمار،ووضعه بأحداثية الأطفال،لمدة شهران،بتهمه كاذبه من زوجة عمهُ، بعد تحريز سلاح القتل الذى عليه بصمات عمار 
لم تكن عائلة زايد وقتها بذالك الثراء الذى هم عليه الآن،لكن كان لجده،كلمه مسموعه،وقويه بين أهل البلده،ولحسن حظ عمار 
كان هنالك رجُل صديق لوالد عمار،ورأى وقتها شجار هؤلاء الصبيه مع عادل،لكن لم يتدخل،وتركهم،وكان موظفاً بأحد المؤسسات الحكوميه خارج البلده،وهذا وقت أجازته،سمع عن القبض عن عمار،وانه وضع بأصلاحية الأحداث، ذهب الى منزل زايد وحكى لوالد وجد وعم عمار عما،رأه فى تلك الليله،وأن عمار كان يدافع عن إبن عمه،ورأى تجمع الصبيه،وتعرف على أحدهم،لكن لم يرى قتل عادل،كان قد رحل من المكان.
تبسم الجد بانتصار،ببراءة عمار،وقام ذالك الرجل بالشهاده فى المحكمه،ودل على ذالك الفتى الأخر الذى أمرت المحكمه،بأحضارهُ فقام بادلاء الحقيقه،ليتم تبرئة عمار ويخرج بعدها عمار من إصلاحيّة الاحداث،لكن ظل إتهام ،زوجة عمه ملازم له،ونعتها له بالقاتل يطن برأسه.
عاد من شرود الماضى على صوت من خلفه 
تقول:
على فكره الجو لسه برد برغم إننا بقينا فى بداية الربيع بس لسه برضوا بتبرد،ووقوفك كده فى البلكونه ممكن تاخد برد،وبعدها تعدينى،وأنا مش ناقصه كفايه التمن غُرز الى فى دماغى،رغم أن الربيع بدأ،بس لسه القمر مخنوق وسط الغيوم .
إستدار،ينظر لها باسماً،يقول: فعلاً  القمر لسه مخنوق وسط الغيوم، بس مع الوقت هيسطع من بينها، وينور، بس أنتى أيه الى صحاكى،مش كنتى نايمه.
ردت سهر:للأسف:مفعول المسكن واضح أنه خلص،وبدأت احس بألم فقولت أخد العلاج يسكن الالم شويه،بس ملقتش ميه فى الاوضه،وسيادتك مش جنبى فى الاوضه،فقولت أجيب من المطبخ،شوفت باب البلكونه مفتوح،قولت اكيد أنت واقف فيها.
إقترب عمار من مكان وقوف سهر،وزم طرفى ذالك المئزر عليها،وشد غطاء الرأس المصاحب له على رأسها،قائلاً: أقفلى الروب الأول كويس،ومتخافيش متعود عالبرد،
وعالعموم خلينا ندخل،وإرجعى أنتى لأوضه تانى وأنا هحيبلك الميه لحد عندك.
تبسمت سهر وعادت الى غرفة النوم،تنتظر عودة عمار ومعه الماء،
هى كذبت،هى لا تشعر بألم،هى تقلبت ولم تشعر بوجود عمار،جوارها نظرت للساعه،وجدتها تخطت منتصف الليل،أين عمار قبل أن تنعس لم يكن قد عاد للشقه من كانتا معها هن عاليه ونوال التى أتت لتطمئن عليها ،وبالتأكيد تركنها بعد أن نامت،
شغل عقلها الشيطان أيكون عمار،ذهب لقضاء الليله عند خديجه،أو مثلما كان يحدث،وقت إجهاضها،حين كانت تبيت معها،والداتها كان ينام بغرفه أخرى بنفس الشقه معهن ،نهضت من على الفراش،برغم شعورها بألم،لكن ودت التأكد إن كان عمار بالشقه او لا،فرحت كثيراً حين رأته يقف بأحدى شُرفات الشقه،وكذبت عليه مدعيه الشعور بالألم.
تبسمت  سهر وهى ترى عمار يدخل ومعه،دورقاً من المياه،وكوب صغير،وتوجه،الى تلك الطاوله الموضوع عليها أنواع العلاج،وقرأ ما هو مدون على العلب،وأخذ منهم وأعطى  لسهر  بعض الحبوب،التى أخذتها وتناولتها،من يدهُ ثم شربت الماء وأبتلعتهم بجوفها.
أخذ عمار كوب الماء ووضعه،على طاوله جوار الفراش،ثم توجه،الى الفراش نائماً،وجوار سهر،على الفراش،لكن سهر تقلبت لأكثر من مره،بالفراش،شعر بها عمار فأشعل ضوء الغرفه ونظر لسهر،وقال بلهفه:
لسه حاسه بوجع يا سهر!
أماءت سهر رأسها ب لا،ثم قالت:يظهر مفعول العلاج الى أخدته مش بينيم.
تبسم عمار يقول:طب ما انتى أخدتيه الضهر وبعدها نمتى.
ردت سهر:مش العلاج ده الى نيمني،تلاقى البنج الموضعى الى حطه علاء،أنما العلاح ده مش بينيم صدقنى،أنا أخدته كتير قبل كده ومكنتش بنام.
تبسم عمار يقول:يعنى متعوده عالحوادث،الى من النوع ده،وأنا الى إتخضيت عالفاضى.
نظرت سهر لعمار قائله:بجد إتخضيت عليا يا عمار.
نظر عمار لعين سهر قائلا بمزحً:مش قوى.
رغم أن سهر لا تعرف أن عمار يمزح لكن فرحت قائله: خديجه قالتلى أن منى خافت وقالت عليا إنى موتت،ومش مصدقه انى فوقت،ومصدقتش غير لما شافتنى قبل ما أنام،وكلمتها،عمار أنت ليه من يوم ما أتجوزنا،مروحتش ولا ليله تبات عند خديجه؟.      

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

زفر أنفاسهُ،بقوه فهو بعد أن أخذ قسط قليل  من النوم إستيفظ،ونظر جواره،لم يجدها،هى مازالت تُعاقبه،كى يمتثل لطلبها،ليلة آمس،باتت جوار والداتها بعيداً عنه،وها هى الليله بعيده عنه،لكن أين؟
نهض من الفراش،وذهب الى غرفة نوم الأطفال،وجدها تتمدد على أحد  الفراشين الموجودين بالغرفه 
لم تكن نائمه لكن حين شعرت بفتح باب الغرفه وإشعال الضوء إدعت النوم  
دخل وائل الى الغرفه ونام خلفها على الفراش يضم جسدها بحميميه قائلاً:
لتانى ليله بتسيبنى وتنامى بعيد عنى من يوم ما إتجوزنا،مش أسلوب مناقشه بينا ده،يا غدير،عارف إنك صاحيه،ليه مقموصه؟.
أستدارت غدير له قائله:فعلاً صاحيه،يا وائل،ومش علشان مقموصه زى ما بتقول،انا مش شايفه الأمر صعب عليك بالدرجه دى،فيها أيه لما أنزل أشتغل معاك فى المعرض،لما يبدأ يشتغل،وكمان أنى أخد نصيب التلت فى المعرض بعد ما أقنعت،بابا بصعوبه،أنه المشاركه تبقى  النص بالنص،سهل جدا لو كنت وافقت أخلى بابا يدينى جزء من النص بتاعه،بس إنت مش عارفه ليه ممانع أنى أخد التلت،وكمان اشتغل معاك ناسى،إنى دارسه تجاره محاسبه،خلينى أمسك حسابات المعرض،معاك.
رد وائل:غدير،أنتى حامل،والمعرض لسه تحت الأنشاء وعلى ما ينتهى التجهيزات،هيكون خلاص جه ميعاد ولادتك،ده أن مكنتيش ولدتى أصلاً،وقتها هتعملى ايه فى البيبى،وهو لسه عمره صغير،ومين الى هيعتنى بيه.
ردت غدير:حماتى هى تعتنى بيه فى غيابى،هى مش بتشتغل،ووقتها فاضى،وأكيد هنقدرها قصاد إهتمامها بالبيبى،وهوفرلك مرتب المحاسب،وهيبقى قلبى عالمعرض أكتر من مجرد محاسب عادى،والتلت ده لو فكرت لمصلحتك 
أنا لما تبقى بملك التلت وقتها بابا هيبقى نصيبه التلت بس،فا سهل مع الوقت من أرباح المعرض نعطى لبابا قيمة نصيبه،وناخد المعرض كله لحسابنا وقتها،يعنى لو وافقت،بابا هيوافق هو كمان،لأنه وقتها هيتأكد إنك بتحبنى،زيي تمام ومش هتستغل حبى ليك.
فكر عقل وائل لثوانى،، ثم إدعت غدير الأمتثال،للضغط عليه،وقالت:براحتك،تصبح على خير أنا هنام هنا تقدر ترجع لأوضة النوم وتسيبنى كمان أنام،أنا هلكانه من السهر مع ماما ليله إمبارح.
رد وائل:بلاش قمصتك دى مش أسلوب حوار،أنا كنت بفكر فى كلامك،وكنت هقولك أنى موافق،فى حكاية أن يبقى نصيبك التلت فى المعرض،إنما حكاية انك تشغلي محاسبه فى المعرض دى لأ إحنا محتاجين لمحاسب مُخضرم،على الأقل فى البدايه يكون عارف فى طريقة المحاسبه،المحاسبه الى دراستها،فى الجامعه  غير  التطبيق العملى فى الدفاتر،ممكن تبقى تجى تتدربى معاه،وأنا إتفقت مع محاسب من محاسبين مركز الصيانه،وهو محاسب شاطر،ممكن يبقى معانا لفتره،لحد ما تتعلمى منه،طريقه مراجعه الحسابات.
فكر عقل غدير،لو أصرت على وائل أن تبقى هى المحاسبه الخاصه بالمعرض،قد يعند،لكن الأهم هو حصولها على حصة ثلث المعرض تكفى الآن.
فقامت بحضنه قائله:أنا موافقه على عرضك ده يا وائل،علشان تعرف أنا قد ايه بحبك.
ضمها وائل ببسمه قائلاً:وانا كمان بحبك يا غدير،مش يلا نرجع لأوضة نومنا السرير ده صغير ومش هياخدنا أحنا الاتنين.
تبسمت غدير،بمكر،قائله:يلا بينا،يا حبيبى.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة يوسف.
بغرفة النوم 
جافى النوم عيون أسماء،شرد عقلها،فى  قول غدير،حين طلبت منها الصعود للأطمئنان على سهر،فهى إبنة عم زوجها،وزوجة إبن عمها،فقالت لها أن الطبيبه أمرتها بالراحه التامه،وعدم صعود السلالم بكثره حفاظاً على سلامتها.
فسألتها أسماء،عن السبب،فى البدايه حاولت غدير التهرب من الأجابه،الى أن قالت لها بصراحه أنا حامل،ومكنتش عاوزه أزعلك، وده السبب الى كان بيمنعنى من البيات وخدمة ماما الأيام الى فاتت،الدكتوره قالتلى حافظى على نفسك،وأنتى أكتر واحده عارفه،إن الحمل سهل ينزل بأقل مجهود،يلا ربنا يسهل ببقية الشهور،ويرزق كل محتاج،إنتى وسهر عن قريب.
شعرت أسماء بوجع بقلبها،أختها تخفى عنها حملها خشية زعلها،لما تزعل إن كانت أختها حامل،هى حقاً تشتهى الأنجاب،لكنها لا تحقد،ولا تمِن عليها،تريد لها كل الخير،حتى إن حُرمت هى منه،لم يحزنها حمل أختها مثلما أحزنها طريقة قول غدير،وإخفائها للأمر،أثناء تفكيرها نزلت دمعه من عيونها،
قبل أن تمد أناملها تُجففها كانت أنامل يوسف هى من تُجفف تلك الدمعه.
شعرت أسماء بأنامل يد يوسف على وجنتها 
قائلاً:ممكن أعرف سبب دموع آخر الليل دى أيه؟
رفعت أسماء وجهها نظرت لوجه يوسف قائله:مفيش سبب،عينى بس إنطرفت،وبعدين عرفت إنى بدمع منين؟
رد يوسف وهو يضع وجه أسماء بين يديه:
ناسيه إنك نايمه فى حضنى،وراسك على صدرى المكشوف،فالدمعه نزلت،وطبيعى أحس بها،حتى لو مكنتش راسك على صدرى،كنت هحس بدموعك،قولى لى سبب الدمعه دى،بدون كذب.
نظرت أسماء لعين يوسف قائله:صدقنى مفيــــــــ
قبل أن تكمل حديثها،وضع يوسف سبابتهُ على فمها قائلاً:قولت بدون كذب،أنا ملاحظ،من بعد ما نزلتى من عند سهر ووقفتى مع غدير بعدها إن وشك إتغير،غدير قالتلك أيه،إتسبب فى دمعتك دى؟
فرت دمعه أخرى من عين أسماء،دون رد.
فقال يوسف:غدير حامل صح،وطبعاً،قالتلك بس زودت التاتش بتاعها،أسماء،كل شئ نصيب،يمكن إحنا،ربنا شايل لينا نصيب أفضل،وخير أكتر،أنا مش مستجعل،ومتأكد ربنا هيعوضنا قصاد صبرنا،على إبتلاؤه لينا،كل الدكاتره أجمعوا إن مفيش فيكى عيب،يسبب الأجهاض،زى كل مره،يبقى ده نصيب وعلينا أننا نرضى بيه وندعى ربنا،ونتأمل خير،مع الأيام،طب هقولك على حاجه ماما  قالتهالى لما رجعت من المحكمه،قبل ما أجى لدار زايد بعد الضهر،بقولها أيه رأيك نتغدا أنا وأنتى لوحدنا،زى زمان قبل ما أسماء تجى تشاركنا البيت قالتلى،
أنها محستش بطعم للأكل غير لما جت أسماء البيت وشاركنا الأكل سوا،عمرها ما إتبطرت على أكله،وقالت مبحبهاش،غير أنها ونست البيت،كنت بقعد لوحدى،أوقات بخاف،إنما لما بتكون فى البيت،بنقعد نرغى،حتى بقينا بنسمع مسلسلات تركى وهندى،حتى ربنا زود رزقك إنت قبلها مكنتش لاقى تاكل،طب تعرف بقى أنا حلمت،حلم وصحيت على آدان الفجر،
حلمت إن البيت ده فيه سبوع عيل صغير،وأنا الى شايله العيل ده،وبقولهم،ده عمار إبن يوسف،وصحيت عالفجر زى ما قولتلك،الحلم ده كان تنبيه من ربنا ليا،أن أصحى أأدى فرض ربنا،وبكره تشوف،البيت ده هيعمر،قبل من سنه،وقول أمى الست الكبيره قالتلى،مش هتجيب عمار،بس،هيبقوا كتير،بس اوعى،يا ولا لما تجيب بنت،تقول أسم أمى قديم ومتسمهاش على أسمى، "آشجان" 
زى أنا زمان مكنتش عاوزه أسمى أختك خديجه على اسم جدتك الله يرحمها،كنت عاوزه،أسميها يارا،بس أبوك بقى هو الى قال إسم أمى،بس أنا وافقت مش علشان أسم أمه،لأ علشان إسم" السيده خديجه  رضى الله عنها" وعنا كمان،يلا قوم روح إتغدى معاها هناك،أنا أصلاً صايمه،وهى متعرفش،عاوزه تصوم،زيي،بس انا قولتهلها،لأ،أنا ست كبيره،وكمان علشان يوسف أفرضى كان عاوزك،تقولى له صايمه،لأ،رضا يوسف عليكى هيدخلك الجنه،بس بلاش تتقل فى الغدا،وإبقى هاتها وتعالى عالمغرب،أفطر معاكم.
تبسمت أسماء قائله:والله انا بحب أسم  حماتى،قوى،وبحبها هى أكتر  دى لاقيت معاها حنان  ملقتوش مع أمى نفسها،وياترى بقى إنت راضى عنى.
تبسم يوسف قائلاً:راضى عنك طول ما أنتى مؤمنه بقدرنا ونصيبنا.
تبسمت أسماء وهى تضع رأسها على صدر يوسف قائله:أنا راضيه،بأى شئ،طالما أنا فى حضنك،يا يوسف،أنا زمان حبيتك وإتمنيتك من ربنا وربنا جبرنى بحبك ليا،وحاسه أن حلم حماتى أم يوسف هيتحقق،زى ربنا ما حقق حلم سيدنا يوسف.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زايد 
نظر عمار  ل سهر قائلاً:
قصدك أيه بأنى مش ببات فى شقة خديجه؟
أطرقت سهر وجهها لأسفل قائله بخجل:
يعنى إنت من ليلة ما إتجوزنا مشوفتكش ليلة روحت تبات عند خديجه،حتى قليل لما بتدخل لشقتها،وبيبقى وقت قليل،دقايق تقريباً.
رفع عمار وجه سهر،ونظر لعيناها قائلاً: ويفرق معاكى،إنى أبات عندها؟
تعلثمت سهر قائله:براحتك،ومتنساش ،هى كمان مراتك،ولها حق عليك.
رأى عمار بعيون سهر حديث مخالف لما يقوله لسانها،تمنى أن تقول له أنه تريدهُ لها وحدها،ربما كان أخلف رجاء خديجه التى طلبته منه منذ أيام،أن يؤجل فتش سرهما أنهما لم يكونا يوماً زوجان،وأنه طلقها قبل عقد قرانه على سهر،بسبب خوفها من تأثر إبنيها،بهذا الخبر،وبالأخص أحمد الذى لديه خوف أن يكرهه عمار،إذا إنجب من سهر، طلبت خديجه منه تأجيل الأمر الى بعد نهاية إمتحانات العام الدراسي،حتى لا يتأثر بهذا الخبر ويعتقد أن سهر تريد إبعاد عمار عنه هو وأخته،وبداية الطريق،أن تجعله يطلق خديجه،كما،وشت لهم فريال منذ أيام ولعبت بعقول أطفالها،فربما مع طول الوقت قبل إفشاء هذا السر،يكون أحمد ومنى إقتربا أكثر  من سهر وأصبحوا أصدقاء أكثر،ووقتها لن يصدقوا أن سهر تريد إبعادهم عن عمار،وتستحوذ عليه وحدها،كما أن سهر قد يزلف لسانها مثلما فعلت ثانى يوم لزواجهم وقالت أنه إمتلكها  غصباً. 
تبسم عمار وهو ينظر لوجه سهر الذى أطرقته لأسفل قائلاً:المثل بيقول كل واحد بنام عالجنب الى يريحهُ وأنا مرتاح هنا.
رفعت سهر وجهها ونظرت له بتعجب قائله:
مرتاح هنا،أكيد غلـــــــــــــــ
لم تُكمل سهر كلمتها حين وضع عمار وجهها بين يديه وقبلها بعشق ذائب 
ترك شفاها بعد لحظات،وتركها عقلها مُشتت ليته جاوب بحسم،وقال أى شئ حتى لو قال أنها مسألة وقت ويعود يقتسم الليالى بينهم،لكن إجابته المُبهمه وقُبلته المفاجئه،شتت بين عقلها وقلبها،حين رفعت عيناها تنظر لعيناه التى رأتها بشكل آخر،هى صافيه دافئه،أم عين راغبه مشتهيه لها فقط.
شعرت بآلم طفيف برأسها،فتركت النظر لعينيه 
وقالت:يظهر مفعول العلاج أشتغل أنا هنام تصبح على خير،قالت هذا وتمددت على الفراش،على أحدى جانبيها  والتى كان مواجه لوجه عمار،أغمضت عيناه حتى تهرب من عيناه التى تنظر لها.
لكن عمار،مد يدهّ يُملس على وجنتها قائلاً:وأنتى من أهل الخير،يا سهري.
نُطقه لأسمها بتلك الصيغه المتملكه،شتت عقلها،أكثر،عمار تاجر ذكى يعرف كيف يتلاعب بمن أمامه،ليصل الى ما يريد  هكذا أخبرها عقلها.
بينما نظر عمار لوجه سهر التى أغمضت عيناها،بعشق،ود أن يُخبرها أنه لم يعرف العشق ولا سهر الليل الأ بسبب تفكيرهُ بها لليالى،حتى قبل أن يعرف من تكون.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مر أكثر من أسبوع 
ظهراً
بأحد المستشفيات التابعه لجامعة طب المنصوره.
على باب الخروج من المشفى تقابل علاء صدفه مع عاليه التى كانت تسير مع زميلاتها،تبسمت حين وقع بصرها على علاء الذى وقف حين رأها،إستأذنت من زميلاتها،وذهبت بأتجاه وقوف علاء الذى،قطع هو أيضاً المسافه بينهم  وتقابل الأثنان،تحدث علاء أولا:
مسا الخير،بتعملى أيه هنا فى المستشفى؟
ردت عاليا:مسا النور،كان عندى محاضره تطبيق عملى هنا فى المستشفى،وإنت كان عندك محاضره ولا كنت بتساعد الدكتور محمد؟
رد علاء:لأ محاضرة تطبيق عملى،على بعض المرضى،وخلاص خلصت وكنت هفوت على سهر أحل لها الغرز الى فى دماغها،مأكده عليا من الصبح،يعنى،رايح بيتكم،وأنتى خلصتى ولا لسه؟
ردت عاليه:لأ خلصت وكنت مروحه للبيت. 
رد علاء:يبقى طريقنا واحد لو معندكيش مانع أننا نروح سوا.
ببسمة خجل قالت عاليه:لأ أبداً،يلا بينا علشان متتاخرش على سهر.
تبسم علاء قائلاً:أنا بقول كده،علشان لو إتاخرت مش هسلم من لسانها الزالف.
تبسمت عاليه قائله:سهر فعلاً لسانها زالف،أو تقدر تقول الى فى قلبها على لسانها،مش خبيثه، بصراحه علاقتكم ببعض مميزه،بحس أنك الوحيد الى هى بترتاح معاه،وبتقدر تحتويها.
تبسم علاء يقول:سهر تلقائيه وساعات تلقائيتها بتتفهم غلط،بس إحنا أكيد مش هنقضى الطريق،نتكلم عن سهر أختى،أحكى لى عنك يا عاليه.
إرتبكت عاليه قائله: قصدك أحكيلك أيه؟!
رد علاء:عن دراستك للتمريض،عرفت إن كان نفسك تدرسى طب،ليه مدخلتيش  كلية طب خاصه،عيلة زايد تقدر على إنشاء مستشفى خاص بمعداتها مش هتقدر تصرف على طالبه فى كلية طب خاص.
تبسمت عاليه قائله:أنا مش محتاجه لفلوس عيلة زايد،علشان أبقى دكتوره،لأنى بالفعل هبقى دكتوره فى الجامعه،وده هدفى الى بسعى ليه من يوم ما جالى جواب تنسيق الجامعه،ولقيت أنه  كليةتمريض المنصوره، مش معنى إنى مدخلتش كلية الطب إن أملى أنتهى،أنا بذاكر،وبحاول أكتسب خبرات،وناويه إنشاء الله،على إمتياز،وهبقى دكتوره فى الجامعه،وأدرس لطلبه غيرى،ومش بعيد يكون منهم من ولاد عيلة زايد نفسها.
تبسم علاء بأعجاب قائلاً:متأكد فى يوم،هناديكى،بدكتوره عاليه....؟
قال هذا وصمت،يُفكر قليلاً،ثم قال:دكتوره عاليه زايد.
رفعت عاليه نظرها لعلاء وشعرت بالخجل من نظرة عيناه،اخفضت نظرها،وقالت:متشكره يا دكتور علاء.
بعد قليل بمنزل زايد 
دخلت عاليه وخلفها علاء تُرحب به،بالمنزل
ألقى علاء السلام على هؤلاء النساء  الجلسات،فقد كانت تجلس اسماء وحكمت ومعهن فريال،
فريال التى نظرت بأشمئزاز،ل علاء،وردت بتأفف،بينما رحبت به كل من اسماء،وحكمت التى مدت يدها له وهى جالسه قائله:أهلاً يا علاء نورت يا حبيبى،أكيد جاى علشان سهر،هى بعد  إتغدينا،قالت دماغها بيوجعها شويه طلعت  شقتها ترتاح، خد بأيدى نطلع لها سوا.
مسك علاء يد حكمت،وساعدها على النهوض قائلاً:خليكى مرتاحه،وأنا هطلع لها.
ردت حكمت:طب خد بأيدى لحد أوضتى وكمان عاوزاك فى حاجه كده.
مسك علاء يد حكمت وسار لجوارها،الى أن دخلت الى غرفتها،وفاجئته قائله:قولى بقى الفحوصات والتحاليل الطبيه الى عمار عملهالى لما الدكتور طلبها منه كانت نتيجتها أيه،عندى شبه يقين إن عمار مخبى عليا نتيجتها.
رد علاء:وهو عمار قالك أيه:مش شوية تعب فى قلبك الرقيق  ولازمك راحه تامه وتاخدى ادويتك بمواعيد مظبوطه،وتبعدى عن أى زعل أو إجهاد نفسى،وكمان شويه كوليسترول زياده ،يعنى أكل السمين،والسكريات كتير،نخففه شويه،لفتره وبعدها هترجعى تانى،شابه،وأحلى وأصبى من البت سهر الى كل يوم تعمل حادثه،وتقول إلحقنى يا علاء.
تبسمت حكمت قائله:ربنا يخليكم لبعض،ويرزق سهر وعمار،بالذريه الصالحه الى من نوعيتك،ريحت قلبى،ربنا يريح قلبك،يلا إطلع لها،شقتها.
تبسم علاء يقول:متشكر يا طنط،عن إذنك.
أمائت له حكمت رأسها مبتسمه.
صعد علاء،وقبل أن يضع يدهُ على جرس الباب،فتحت سهر له الباب قائله:إتأخرت ليه قربنا عالعصر،ده هجيله بعد ما اخلص المحاضره،محاضره من الساعه عشره الصبح لقرب العصر.
تبسم علاء يقول:مش محاضره مفتوحه،وكمان فى المستشفى،وهى جات من ساعه يعنى،خلاص.
ردت سهر قائله:لأ مش قصدى تاخير المحاضره،أنا قصدى،على عاليه،أنا شوفتك وانت داخل معاها البيت وكمان شكلكم جاين مع بعض.
رد علاء:وفيها أيه إحنا فعلاً جاين مع بعض هى كانت فى نفس المستشفى وإتقابلنا صدفه،عادى جداً.
ردت سهر:لأ مش عادى،يا علاء،أنا شايفه نظراتك،ل عاليه،شكلك مُعجب بها،هقولك بلاش من أولها.
تسأل علاء قائلاً:بلاش أيه،ومالها عاليه؟
ردت سهر:بلاش تحول الاعجاب.ده لشئ تانى،عاليه محترمه،وطيبه جداً هى وأسماء مش زى غدير،غتوته ومش بتحب غير نفسها،بس كمان متنساش،أن فريال،مامت عاليه نسخه،أسوأ من مرات عمك هويام،
فريال مش بطيقنى،وقالتهالى مباشر مش هرتاح غير لما أخلى عمار،يطلقك،أنتى مش هتعمرى هنا فى دار زايد.
ضحك علاء قائلاً:وطبعاً مسلمتش من لسانك،العسل ده.
ردت سهر:والله قولت لها مكنتيش حماتى علشان تقولى لى كده، بس والله كنت عاوزه أرد عليها واقولها،ياريت يبقى كتر خيرك.
ضحك علاءقائلاً:يا بت بقى عاوزه تفهمينى أن عمار مش شاغلك.  
تهربت سهر من الحديث قائله:علاء بلاش عاليه مش زى غدير صحيح،بس فى الاخر مامتها فريال،وأنا حذرتك،ودلوقتي،يلا فُكلى الغرز الى فى دماغى دى،عاوزه أروح الجامعه بكره أجيب المحاضرات الى فاتتنى من  صفيه.
رد علاء:طب وصفيه ليه متجبهمش ليكى هنا،بسهوله لو سألت أى حد هيجيبها لهنا،أو حتى كانت جابتهم عند ماما،سبق وجت مره معاكى.
توترت سهر قائله: لأ انا عاوزه أروح الجامعه،طول ما أنا بعيده عن البيت مرتاحه من وش فريال والغتوته غدير،معرفش سبب كل يوم تجى لهنا،ما خلاص مامتها فكت الجبس من رجلها،ورجعت تمشى من تانى ،ولا كأنها كانت مكسوره وعندها كم فقره فى ضهرها مكسرين،بتمشى على عكازين،زى الحمار المعروج. 
ضحك علاء بهستريا قائلاً:آه لو سمعتك دى هتخلى عمو سليمان،يطلقك بالنار فورى.
ردت سهر:والله أنا بقيت بعذر عمو سليمان على عصبيته دى،بس هو كمان غبى،أقل كلمه يشيط،وكم مره شوفته طلع سلاح قدامى،علشان كده بقولك،بلاش عاليه،مش سكتك.
تبسم علاء يقول:وعمار،كان سكتك.
ردت سهر،بيأس قائله:مش كل ما أكلمك تجيبلى سيرة عمار،خلاص براحتك،أنت،حر،بس أنا حذرتك،يلا خلصنى من الغرز الى فى راسى دى،بتشد وجع لما جاحه تلمسها،وبعدين قولى بصراحه طنط حكمت أيه الى عندها،مش داخل عليا أنه شوية تعب ومع الوقت هيروحوا،دى بتنهج لو طلعت سلمتين،غير الفحوصات الى عملتها،أكيد الدكتور مش هيطلبها كده من مفيش،أنا بشوف عليها أعراض،زى الى عند تيتا،وقت ما عملت عملية قلب مفتوح.
رد علاء:هى فعلاً عندها نفس المرض،بس على أخف،شويه،إنسداد فى شريان رئيسى بالقلب،بس مش محتاج تدخل جراحى ،وربنا ستر،أن مجلهاش جلطه،بس لازم المحافظه،وكمان تهتم بعلاجها.
حزنت سهر قائله:ربنا يشفيها هى صحيح فى بداية جوازى من عمار كانت شديده،بس مع الوقت عقلت ورجعت لعقلها،وبقت بتعاملنى كويس.
تبسم علاء يقول:أنتى تتحبى،يا سهورتى.
تبسمت سهر قائله:دى كلمة تيتا،إزيها،بقالى أكتر من اسبوعين مشوفتهاش،بس بتصل عليها دايماً،وتقولى إنها كويسه،بس أنا مش عارفه ليه حاسه أنها بتطمنى،مش أكتر؟
رد علاء بحزن:فعلاً مش عارف مالها صحتها بقت فى النازل،من يوم ما إتجوزتى،حتى مش بتتحسن عالعلاج،برغم ماما بتعطيه لها بوقته،بس فى حاجه غلط،حتى بقالها كم يوم كده،لما ماما تدخل لها،بالاكل تقولها أنها مش جعانه،هى شبعت خلاص،وبتاكل بعد محايله من ماما وبابا،حتى لما عرفت بالحادثه بتاعتك كانت عاوزه تجى،بس مقدرتش،ومطمنتش غير لما كلمتيها فيديو،يظهر وجودك فى البيت كان بيعطيها صحه.
حزنت سهر قائله:لأ ده قدم غدير الفقر،قدمها نحس،
ربنا يشفى تيتا،أنا هاجى بكره أزورها،بعد ما أرجع من الجامعه ،وأطمن عليها،أبقى بوسهالى،من إيديها.
تبسم علاء يقول:وأنتى مش قدم النحس على عيلة زايد 
حماتك،شكلها هيجيلها القلب،ومرات عم جوزك،أدشدشت عالسلم،غير إنك إتكهربتى،ودماغك إتفتحت.
ضحكت سهر قائله:تصدق عندك حق،طب ربنا ميكملش قدمى النحس والوليه فريال،تموت،او عالأقل تنشل فى لسانها.
ضحك علاء يقول:ربنا يستجاب منك،وبلاش رغى بقى خلينى أفكلك الغرز،واروح البيت هلكان مطبق من إمبارح فى المستشفى،نفسى السرير،يقابلنى فى السكه.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنهت سهر المكالمه مع صفيه بعد أن أخبرتها أنها ستاتى الى الجامعه بالغد،وضعت الهاتف أمامها،ثم جلست على طاولة السفره 
وفتحت جهاز الحاسوب الخاص،بها 
لتفاجئ،بعد قليل،بانه أغلق من تلقاء نفسه،تعجبت قائله:
هو أيه ده،هو أنا وديته يتصلح،فى مركز الصيانه،خرب اكتر ولا أيه،
حاولت فتح الحاسوب أكثر من مره يفتح وسُرعان ما يفصل مره أخرى.
تنهدت بضيق قائله:حار ونار الفلوس الى دفعتها فى تصليح الابتوب،شكله كده عاوز يتصلح تانى،ولا أما أشوف حاجه كده.
نهضت ودخلت الى غرفة النوم،آتت بشاحن الابتوب.
تفاجئت بعمار،أثناء خروجها من الغرفه تحدث نفسها،بضيق.
تبسم عمار يقول: أيه الى مضايقك قوى كده،ومخليكى ماشيه تكلمى نفسك.
للحظه إنخضت ثم قالت:مفيش،باين الابتوب بتاعى هنج تانى ومش راضى يشتغل،أنا أخدت الشاحن أهو،أما أطلع اشوف فيه حل،إن كان كده أبقى اخده معايا بكره المنصوره،للمركز الى سبق وصلحته فيه.
قالت سهر هذا وتنحت بعيد عن عمار وذهبت الى مكان الابتوب على طاولة السفره،وصلت الشاحن بالكهرباء ثم وصلته بالحاسوب،وقامت بفتحه،ففتح معها،تنهدت براحه قائله:يبقى من البطاريه كويس دى سهله.
تبسم عمار يقول:غريبه الابتوب فتح.
ردت سهر:شكله عيب بطاريه،أبقى أشترى له بطاريه دى بسيطه،ومش غاليه،زى فلوس تصليحهّ.
تبسم عمار الذى جلس لجوارها على أحد مقاعد السفره قائلاً:واضح إن الفلوس مشكله فى حياتك.
تعجبت سهر قائله:قصدك أيه؟
رد عمار:واضح إنك بتحبى الفلوس.
ردت سهر قائله:ومين مش بيحب الفلوس،بس أنا مش بحب الفلوس علشان أبقى غنيه وصاحبة سلطه فى البلد أو فى المكان الى أنا موجوده فيه.
نظر عمار لها قائلاً: بس أنا ملاحظ إنك طلبتى قبل كده فلوس من مازن،أو هديه،وكمان أحمد ومنى قالولي،إنك قولتى لهم بعد كده هديكم الدروس مقابل فلوس،ده مش إستغلال.
نظرت سهر لعمار قائله:ده كان هزار  بينا مش أكتر،شوفتنى أخدت منهم فلوس،أنا عمرى ما أخدت فلوس غير من بابا وماما،وأحياناً تيتا،يسريه،هى الى بتعطينى من غير ما أطلب،وأوقات علاء كمان،وده لما أكون محتاجه ضرورى ومصروفى خلص،وأعتقد من يوم ما أتجوزتك مطلبتش منك فلوس،رغم أنى مراتك ومسؤله منك.
رد عمار:بس أنا سبق وسيبت ليكى مبلغ كبير فى ظرف قبل ما أسافر للفيوم.
ردت سهر،لو كنت فتحت درج التسريحه كنت هتلاقى الظرف لسه فيه فلوس،لأنى مأخدتش منه،غير بس حق الكتب بتاعتى،وبصرف من فلوس نقوطى،عمار أنا عمر الفلوس ما كانت تفرق معايا وجودها من عدمها،وإتعودت أعيش على قد الى فى أيدى،بابا وماما كانوا موظفين،وعايشين على مرتباتهم، عاوز تصدق أو لأ،أنى كنت بهزر معاهم مش أكتر،و بما إن،الابتوب،فاصل شحن بسبب ضعف البطاريه،فأنا هسيبه،بكره أبقى أشترى بطاريه وأنا جايه من الجامعه،وبعد كده مش ههزر،وأقول عاوزه مقابل لشئ بقدمه لغيرى،حتى لو بهزار،علشان مظهرش أنى إستغلاليه قدامك،أو قدام غيرم ،تصبح على خير،يا عمار.
نهضت سهر وتركت عمار،يُزفر أنفاسه بغضب،لا يعرف لما تحدث بهذا الشكل وأظهرها أنها إستغلاليه.
بعد قليل إنضم عمار،ل سهر بالفراش،تقلبت سهر للناحيه الأخرى،وأعطت ظهرها لعمار،
شعرت بألم برأسها وآنت بخفوت حين نامت على جرح رأسها،لكن تحملت هذا الألم فهو لاشئ بالآلم التى يستعر بقلبها،بسبب ظنون عمار.
بينما عمار،شعر بالندم،لكن آتى إليه هاجس،سيفعله،ويرضيها بيه،بالغد. 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

باليوم التالى.
قبل الظهر بقليل.
تسحبت فريال دون ان يلاحظها أحد بالمنزل،وأمرت السائق أن يُقلها،الى ذالك الطبيب التى تتابع معه حالة ظهرها،بالمنصوره،
إستجاب السائق لها،وذهب بها الى مكان عيادة الطبيب،
بعد قليل 
نزلت فريال،تستند على هذان العكازين،قائله للسائق بأمر:أنا هطلع للدكتور،وأنت أستنانى مش هغيب،وحتى لو غبت شويه،متتحركش من مكانك.
أماء لها السائق بموافقه،وهو يقول:تحت امرك تحبى أساعدك تطلعى لعيادة الدكتور.
ردت فريال برفض قاطع قائله:لأ العماره فيها أسانسير،هطلع فيه إنت بس إستنانى،هنا،مهما غبت.
قال السائق:تحت أمرك.
سارت فريال تستند على العكازين،الى أن دخلت الى بهو العماره وأقتربت من المصعد،نظرت خلفها للسائق،تأكدت أنه لا ينظر باتجاهها،رغم حركتها البطيئه لكن أسرعت،واختفت من المكان وذهبت الى الباب الخلفى للعماره،لتخرج على طريق آخر،أشارت لأحد التاكسيات،الذى توقف لها،وركبته سريعاً،واعطته عنوان يأخدها آليه.
بعد دقائق نزلت أمام ذالك المنزل القديم وقالت لسائق التاكسى،أستنانى مش هغيب.
رد سائق التاكسى:حضرتك كده الاجره هتزيد وياريت تدينى جزء من أجرتى،علشان أطمن أنك هترجعى تانى.
أخرجت فريال مبلغ أكبر من اجرة التاكسى وقالت له:أستنانى لحد ما إرجع وهديك قدمهم.
رد السائق بفرحه:هستنى حضرتك لو اليوم كله،وربنا يشفيكى.
تبسمت فريال بزهو ودخلت ترتجف الى ذالك المنزل المدنس،بالشياطين 
دخلت مباشرةً الى غرفة تلك المرأه المشعوذه.
تحدثت المرأه من خلفها قائله:وقعتى وضهرك إنكسر ولسه الشر جواكى،أنا عرفت بالصدفه،لما مجتيش تاخدى طلبك فى الميعاد،وكمان توقعت يكون ربنا هداكى.
ردت فريال:هيهدينى لما اوصل للى عاوزاه،يا ترى طلبى جاهز.
ردت المشعوذه:جاهز،يا فريال.
نادت المرأه على مساعدتها،التى لا تعرف فريال كيف دخلت الى الغرفه،هى فوجئت بها أمامها.
قالت المرأه لها فين ألى أمرت بيه الست فريال.
أخرجت المساعده،حجابين من بين يديها،بخفه أخافت وجعلت فريال ترتجف،ثم مدت يدها بهم لفريال،التى أخذتهم سريعاً،وبخوف دون أن تلمس يد المساعده لها.
ووقفت سريعاً،لا تعرف كيف،رغم شعورها،بألام بظهرها،وساقها.
سارت خطوه،ووقفت ثابته ترتجف حين سمعت قول المشعوذه تقول لها:
أستنى مش تعرفى هتعملى أيه بالحجابين.
فى واحد أسود،والتانى بنى.
الأسود ده الخاص،بالعروسه الجديده،لازم تحطيه فى مكان تكونى مخفى عن عنيها،وقريب منها،والتانى البنى  تدفنيه فى أرضية البيت،فى مكان يكون قريب من مراته الاولانيه،الا بالحق قوليلى العمل الاولانى،عملتى فيه أيه؟
ردت فريال بارتجاف:رشيته زى ما قولتلي،وهو السبب فى كسر رجلى وضهرى،وجابوا شيخ قرى قرآن فى البيت،بس أكيد المره دى،هيجيب مفعول،وأتخلص من الزفته الجديده قبل ما تحبل.
تبسمت المشعوذه قائله:متخافيش مش هتحبل،يلا شوفى طريقك علشان تعرفى ترجعى للبيت قبل ما يحسوا بغيابك.
تعجبت فريال،وسارت على العكازين تقزح،وهى تخرج من ذالك المنزل القديم.
وقفت مساعدة المشعوذه تقول:
واضح أن فريال دى غبيه قوى وغلها زايد،واحده غيرها بعد الى جرالها مكنتش،رجعت تانى.
ردت  المشعوذه:قلبها الأسود هيسوقها لهلاكها.
قالت المساعده:نفسى اعرف سبب لكرهك،لها ومع ذالك ساعدتيها.
ردت المشعوذه:تعالى معايا.
ذهبت المساعده مع المشعوذه الى أحد الغرف،فتحتها بمفتاح خاص ثم دخلت و 
دخلت خلفها المساعده،وجدت إمرأه نائمه بالفراش،لا تتحرك ولا تتحدث،فقط عيناها مفتوحه،إرتعشت المساعده.
تبسمت المشعوذه قائله:دى أختى الوحيده،أنا الى ربيتها بعد موت أمى وجواز أبويا،كانت زى النسمه،لحد ما راحت تشتغل أُجريه فى جنينه كانت للحاج عمار زايد الكبير الله يرحمه،شافها سليمان وقع فى غرامها،سأل عنها،ودلوه مين أهلها،وعلشان كنا على قد حالنا،وبنتين لوحدهم مين الى هبيص لينا،الحاج عمار مرضاش بها،وغصب على سليمان يتجوز فريال بنت الحسب والنسب،بس بعد مده من جوازه من فريال،شاف أختى مره تانيه وكان هيتجوزها، وفريال كانت خلفت إبنها الاول،عرفت بالصدفه،كنت لسه متعلمه أمور الدجل جديد،مع ست مغربيه كانت عايشه هنا فى نفس البيت ده،فريال جاتلها،وأنا الى عملت لها طلبها،مكنتش أعرف هو لمين،غير بعدها،لما بدات الزهره تدبل،وأنشلت كل أطراف جسمها،كانت بتموت،،لما عرفت ان أختى هى الى كانت مقصوده،جريت عالعرافه المغرببه وطلبت منها حل،يفك السحر ده،بس كان فات الأوان،مش بقولك فريال،بتروح ناحية هلاكها برجلها.
....
بعدقليل 
عادت فريال الى عمارة الطبيب ولم تدخل عند الطبيب توجهت الى السائق الذى كان نائم بالسياره،خبطت على زجاج السياره،فنهض مستيقظاً سريعاً
زل فتح لها الباب وساعدها على الدخول للسياره.وعاد بها مره أخرى الى المنزل.
فوجئت حين دخلت الى المنزل،بهرولة أسماء عليها،قائله:ماما كنتى فين انا يادوب،روحت حطيت ليوسف الغدا ورجعت ملقتكيش،قلقت عليكى.
ردت فريال بغضب:حسيت بشوية وجع،وأتصلت عالدكتور قبل ما أروح له قالى تعالى،خدت نفسى والسواق،وروحت له،كتبلى مُسكن جبته وأنا جايه فى الطريق،مش قضيه أنا لسه مكسحتش،علشان معرفش اتحرك بدون واحده منكم،وأنتم زى كيف عدمكم،ساعدينى خلاص معدتش قادره عاوزه أدخل أوضتى أرتاح شويه.
رغم شعور أسماء بالألم لكن ساعدت والداتها ودخلت معها تسندها الى غرفتها،وساعدتها،بالأستلقاء على الفراش.
قالت فريال لها:مفيش مايه هنا روحى هاتيلى ميه علشان آخد المسكن الى الدكتور كتبه ليا.
ردت أسماء:حاضر،يا ماما.
بعد أن خرجت أسماء واغلقت خلفها الباب،نهضت فريال،بحركه بطيئه،وتوجهت الى دولابها،وفتحت ذالك الدرج بالمفتاح،ووضعت به الحجابين،واغلقته سريعاً،وعادت للفراش عقلها يُفكر أين وكيف تضع هذان الحجابان كما قالت لها المشعوذه بمكان  قريب من سهر فقط،فخديجه لا تُعنيها بشئ.   
........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
فى حوالى الثالثه عصراً
دخل عمار الى المنزل،لكن تقابل بسيارته مع سيارة السائق،وقف أمامه قائلاً:
رايح فين؟
رد السائق:رايح أجيب الست سهر من الجامعه هى قالتلى أروحلها عالساعه تلاته ونص كده،تكون خلصت محاضراتها.
نظر عمار الى تلك الكرتونه الصغيره جواره بالسياره،ثم قال للسائق:خليك إنت وأنا الى هروح اجيبها من الجامعه،وخد الكرتونه دى إديها للست خديجه تطلعها فوق لشقة سهر وقولها تحطها على طرابيزة السفره.
أخذ السائق الكرتونه من يد عمار.
بينما عمار إستدار بسيارته وخرج من المنزل،
لكن نادى السائق عليه،يخبره أن ينتظر سهر بأحد الشوارع الجانبيه القريبه من الجامعه كما يفعل هو دائماً،بناءً على أمرها،لكن عمار كان قد إبتعد ولم يسمع لندائه.
.....
بعد قليل 
إنتهت المحاضره 
تبسمت صفيه قائله:خلصت محاضراتنا النهارده الحمد لله،كشكول محاضرات الاسبوع الى فاتك أهو،وبعد كده أما تغيبى عن المحاضرات أبقى عرفينى قبلها،يعنى لو مكنتش إتصلت عليكى،مكنتش عرفت أنك مش جايه المحاضرات الأسبوع الى فات بس زعلانه منك إزاى متقوليش أنك كنتى واقعه وراسك مفتوحه عالعموم حمدلله على سلامتك.،يلا بينا نخرج من الباب التانى  للمدرج،الباب ده هيطلعنا بمكان قريب من باب الجامعه،بدل ما نلف،وأنتى دماغك لافه من غير شئ.
ضحكت سهر،لكن قبل خروجهن من قاعة المحاضره،سمعن هاتف سهر يُعلن،رساله 
أخرجت سهر الهاتف من حقيبتها وفتحته،وجدت الرساله من عمار،فتحتها سريعاً،وقرات نصها (أنا أنتظرك أمام باب الجامعه)
تعجبت وأرتبكت بنفس الوقت،لكن قالت صفيه التى لقطت إسم عمار على شاشه الهاتف:مين عمار ده،قوليلي.
تمالكت سهر نفسها قائله:أنا ماشيه هبقى أقولك بعدين،يلا سلام.
إستغربت صفيه وقالت لها:تقوليلى أيه،أستنى نخرج سوا.
لكن لم تنتظر سهر،وخرجت مُسرعه من القاعه،لكن أثناء سيرها 
وقف أمامها حازم قائلاً:سهر.
قبل أن يتحدث حازم قالت سهر بشهقه:أيه الى وقع القهوه على هدومك بالشكل ده.
رد حازم:ده واحد غبى،كان هيدهسنى بعربيته بس ربنا ستر،وبعدت عن العربيه بس كان معايا كوبايه قهوه وأدلقت على هدومى.
تبسمت سهر قائله:يلا دلق القهوه،خير،صفيه هتلاقيها طالعه حالاً،عن أذنك اصلى مستعجله.
غادرت سهر،سريعاً من أمامهُ،تعجب حازم،مما جعله يسير خلفها ببعض الخطوات 
ليُفاجئ،بسهر التى ركبت تلك السياره التى كادت تدهسه قبل قليل،لم ينتظر،وأشار لاحد التاكسيات الذى توقف له فأمره بتتبع تلك السياره.
بينما قبل قليل،رأى عمار،وقوف أحداً مع سهر،شعر بالغيره،رغم أنه يعرف أنه بالتأكيد أحد زملائها،لكن رسم بسمه على وجهه،حين فتحت سهر باب السياره،وصعدت لجواره.
إندهشت سهر قائله:أمال فين السواق.
رد عمار:أنا كنت بمكان قريب هنا من الجامعه،بخلص شُغل إتصلت عالسواق،وقولت له ميجيش،وانى هفوت أجيبك معايا،أيه كنتى عاوزه السواق.
ردت سهر:لأ،انا كنت بسأل بس.
تبسم عمار يقول:أنا لحد دلوقتي،لسه متغدتيش أيه رأيك نتغدى سوا فى أى مطعم هنا فى المنصوره.
تبسمت سهر قائله:مفيش مانع،طالما إنت الى هتحاسب عالغدا،تقدر تقول إستغلاليه.
علم عمار مقصد سهر،لكن تغاضى عنه،هو لن يجعل شئ يُعكر،صفوهم هذا اليوم.
بعد قليل جلس عمار وسهر،پأحد مطاعم مدينة المنصوره المُطله على النيل،كانا يتجاذب الحديث مع سهر،وترد عليه براحه وهدوء،كأن صفاء الطقس،والمكان أدخلوا الى قلبها الهدوء،ربما كانت تحتاج لنزهه كهذه،بصُحبة عمار.
لكن كان حازم يراهما من بعيد تتأكل الغيره قلبه،أشار عليه عقله أن يذهب الى مكان جلوسهما ومعرفة من يكون هذا الذى يبدوا عليه الثراء بوضوح،لكن رنين هاتفه،جعله يتراجع حين رأى رساله تخبرهُ أن والدهُ مرض فجأه وهو بالعمل وعليه العوده للمنزل، قبل ان يُغلق حازم الهاتف،سلط كاميرا الهاتف،وقام بأتخاذ بعض الصور،لسهر وهى تجلس جوار عمار،يتناولان الطعام مبتسمان،من يراهم يتأكد أنهما عاشقان،سيواجهها بتلك الصور فيما بعد ويعرف من يكون هذا الذى تجلس معه،ألتقط الصور سريعاً وغادر.  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بعد أن أنتهى عمار وسهر من الغداء،تجولا قليلاً،بمدينة المنصوره،ثم عادا الى المنزل بعد المغرب بقليل.
دخل الاثنين معاً 
تبسمت لهم حكمت قائله:كنت لسه بسأل سهر،رجعت من الجامعه وطلعت شقتها منزلتش،بس خديجه قالت إنها مشافتكيش رجعتى ولا لأ ولما سألت السواق قالى إن عمار قاله إنه هيجيبك من الجامعه،قولت اكيد مع بعص،حمدلله عالسلامه،يلا إطلعوا غيروا هدومكم دى،على ما شويه ومهدى،وسليمان يجوا هما كمان،وبعد العشا نتعشا سوا.
تبسم عمار قائلاً: تمام هطلع أغير هدومى،وأنزل،يلا يا سهر تعالى معايا.
مد عمار يدهُ،وجذب سهر للصعود معه،،صعدت سهر معه الى شقتهم 
تبسمت حكمت بتنهدة،راحه.
بينما  فريال تلك الخبيثه،رأتهم من بعيد قليلاً  ليزاد بقلبها الحقد،لهم وهى ترى السعاده على وجه عمار،شار عقلها عليها التصرف سريعاً،وأنهاء تلك السعاده.
صعد عمار وسهر،
فتح عمار باب الشقه،دخلت سهر أولاً،ثم عمار خلفها وأغلق الباب،
وضعت سهر كُتبها وحقيبة يدها على طاوله بجوار مدخل الشقه.
تبسم عمار وهو يقترب من سهر بحميميه قائلاً:
على فكره أنا جبت ليكى هديه.
تفاجئت سهر بفرحه قائله:بجد،وأيه هى الهديه دى بقى.
وضع عمار يدهُ على عين سهر قائلاً:دلوقتي هتشوفيها،بس مشى معايا.
سارت معه سهر الى أن توقف،وأزاح يدهُ عن عيناها،
نظرت أمامها،على طاولة السفره،وجدت كرتونه صغيره مُغلفه،بلفة هديه مميزه.
تبسمت قائله:وأيه بقى الى فى الكرتونه دى.
تبسم عمار قائلاً:إفتحيها وشوفى بنفسك.
تبسمت بمزح قائله:أوعى تكون قنبله وتتفجر فيا.
ضحك عمار قائلاً:لأ إطمنى مش قنبله مش مستغنى عنك.
تبسمت سهر،وأتت بمقص،صغير،من أحد الادراج،وقصت تلك اللفه،من حول الكرتونه،ثم فتحت الكرتونه،وقالت بأندهاش:
ده لابتوب،حديث وكمان ماركه،عاليه،ده هديه ليا!
إقترب عمار منها قائلاً:أيوا هديه ليكى،بدل الابتوب بتاعك الى بيهنج،وعاوز بطاريه.
فرحت كالطفله بالهديه،للحظات،قبل أن يقترب عمار منها بحميميه ويضم خصرها قائلاً:مفيش شُكر للى جاب الهديه.
تبسمت سهر له قائله:شكراً،يا عمار هديه مقبوله.
أدار عمار وجهها ليصبح بوجهه،وقال:شكراً كده بس،مفيش حاجه تانيه عاوزه تقوليها
تعحبت سهر قائله: أقول ايه!
وضع عمار أحدى يديه على خصر سهر واليد الاخرى قربها من عنقها،يُقبلها،بشوق،ولهفه،للحظات حتى شعر بقرب أنقطاع نفس سهر،ترك شفاها،وحذبها من يدها،الى داخل غرفة النوم،ووقف جوار الفراش،وجذبها مره أخرى يُقبلها،بهيام،ولهفه،ويدهُ تسير على منحنيات جسدها،وقال بهمس،عجبك الابتوب.
لم ترد سهر.
عاود عمار يهمس قائلاً:أنا طلبته مخصوص علشانك من شركه معروفه،وأصريت عليهم إنهم يوصلوه النهارده لحد عندى،وكنت منتظر منك رد تانى على هديتى.
تعجبت سهر قائله:كنت عاوزنى أقولك أيه؟
رد عمار:تردى عليا مثلاً بكده 
مال عمار يُقبل سهر بشوق،حاولت سهر التملُق منه،لكن قال عمار:أش أش خليكى معايا يا سهر،
ليغوص معها بين نغمات العشق،بالنسبه له لكن بالنسبه لها كانت تشعر انها تدفع ثمن تلك الهديه 
بعد قليل 
فكت سهر حصار يدي عمار من حول جسدها، وجذبت ذالك المئزر الحريرى، وأرتدته، ونزلت وتركته بالفراش، نهض عمار نصف جالس، وجذب معه غطاء الفراش قائلاً  بتعجب:  رايحه فين يا سهر. 
ردت سهر وهى تزم طرفى المئزر على جسدها: 
رايحه إستمتع بالهديه الى جبتها، أنت مش إستمتعت بمقابل الهديه، ده دورى بقى أنا كمان إستمتع بالهديه الى دفعت مقابل لها. 
قالت سهر هذا ولم تنظر لعمار وتركت الغرفه، توجهت الى غرفة المعيشه، رأت تلك الهديه، نظرت لها بمقت، كادت أن تسحقها، لكن تراجعت، ورمت بجسدها على تلك الأريكه
وضعت وجهها بين يديها، تشعر بالأنعدام، أزاحت خصلات شعرها  بيدها للخلف، تزفر أنفاسها بغضب، هى ملت تلك الحياه
الزواج ليس للأستمتاع بالفراش فقط، لم ترى ذالك بمنزل والدايها، حقاً  ذالك الجزء مخفى بين والدايها، لكن الزواج مشاركة حياه كامله، كما تربت بين والداين، متفاهمين، أوقات  غير متفقين، لكن يجمعهم حوار، يُقنع الأخر برأيه، أو يقتنع هو برأى الآخر، كما كان يحصل أمامها، كذالك المشاوره فيما بينهم، كانت ترى والداتها تشاور والدها، ببعض الأمور الخاصه بحياتهم وحياة أبنائهم وكذالك هو يفعل، يُعطيها مساحتها الخاصه تختار، ليس مثل عمار، ما يريده هو ما يتنفذ دون نقاش،حتى حين آتى لها بهديه كان لها مقابل،
قارنت حياتها مع تلك الحياه التى كانت تعيشها بين والدايها،ذالك الجزء الحميمى كان مخفى عنها،بداخل غرفتهم الخاصه،لكن كان هناك حياه مشتركه،حين يجلسون معها،هى واخيهايمرحون يتداولون بعض المشاورات بينهم،
إهتدى عقلها،كانت دائماً ما تشعر،بالذنب والندم،بسبب تأجيلها للحمل والأنجاب،لوقت لتعرف الى أين يقودها هذا الزواج،
لكن تسرب إليها شعور بالراحه،فالطريق بينها وبين عمار،يؤدى الى وئد المشاعر،
فى ذالك الحين،رن هاتف سهر،نظرت للشاشه،رأت رقم أخيها،فحاولت الرد بهدوءثم إنتفضت سريعاً،تدخل الى غرفة النوم .
بينما عمار بالغرفه،جذب علبة سجائره وأشعل إحداها،يتنفث دخانها بغضب،سهر فسرت الأمر على هواها،هو لم يقصد أن يأخذ جسدها مقابل لهديته،هو كان يتمنى أن يعتذر لها عن قوله لها أنها إستغلاليه،لكن 
سهر تسرعت كعادتها.
فوجئ عمار بدخول سهر وفتحها للدولاب وأخراج ملابس خروج لها،وكذالك وجه سهر المسئوم،كما انها بدات فى أرتداء ملابسها بسرعه. 
لدقيقه ظن عمار أن سهر،ستتركه،وتنزل الى أسفل،لكن هى ترتدى ملابس خروج 
نهض عمار يُمسك يد سهر يمنعها من أرتداء الملابس   قائلاً: فى ايه بتلبسى هدوم خروج ليه،سهر أنا مكنتش أقصد الى فكرتى فيه،و.....
تدمعت عين  سهر وقالت:علاء إتصل عليا وقالى إن تيتا عيانه،وطلبت تشوفنى دلوقتى.
ترك عمار يد سهر قائلاً:طب متخافيش،أنا كمان هلبس وهاجى معاكى،أنشاء هتبقى كويسه،وبخير.
تنهدت سهر بدموع قائله:يارب تبقى بخير،علاء قالى إمبارح أنها بقالها مده مريضه،وكنت ناويه أزورها وأطمن عليها،بعد ما أرجع من الجامعه،بس نسيت.
رد عمار محاولاً أن يُلهيها عن التفكير السئ قائلاً:كلها دقايق،وهتشوفى بنفسك أنها بقت بخير.  
 ....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتحت نوال،باب الشقه،
لسهر 
رأت سهر الدموع بعينيها فقالت لها،تيتا مالها؟
ردت نوال:تيتا طلبت تشوفك،ومعاها جوه الدكتور وعلاء،
لم تنتظر سهر،ودخلت مباشرة الى الغرفه،قائله،بلهفه:تيتا 
فتحت آمنه عيونها،وقالت:سهر،أنا كنت مستنياكى،تعالى جنبى،يا روحى،عاوزاكى فى كلمتين.
نظرت آمنه الى دخول عمار خلف سهر فقالت:،وأنت كمان يا عمار،تعالى،ياريت تسيبونى مع سهر وعمار،لدقيقتين.
أمتثل علاء والطبيب،وخرجا من الغرفه.
رفعت آمنه  كف يدها،قائله:تعالى أقعدى جانبى عالسرير،يا سهر 
جلست سهر جوارها،وأنحنت تُقبل يدها قائله:بلاش تتكلمى كتير،يا تيتا،وهتبقى كويسه.
ردت آمنه قائله:أنا خلاص،يا سهر،آخر أمنيه ليا إنى كنت أشوفك،والحمد لله أتحققت ووصلتى قبل ما السر الألهى،يطلع من جسمى،أنا كنت عاوزاكى تسامحينى،أنى فى يوم طلبت منك توافقى على جواز  البدل من عمار،سامحينى،يا سهر،أنا والله خوفت عليكم كلكم،وائل وغدير،إتهنوا،وأنتى الى دفعتى التمن،بجوازه مكنتيش عوازاها من الاول،ووافقتى وقتها بس بعد إلحاحى عليكى،وخوفتى عليا علشان وقتها جاتلى كريزة القلب،قولتى توافقي لحد ما أسترد صحتى ،وكمان لما سافرتى للبحر الأحمر،علشان متتحوزيش من عمار،يومها مياده دخلت أوضتك،تدور عليكى،ولما رجعت من أوضتك شوفتها خبت حاجه تحت هدومها،بس معرفش هو أيه،
سامحينى يا سهر.
إنحنت سهر على يد جدتها،تبكى قائله:إنتى مش محتاجه تطلبى منى السماح يا تيتا،أهم حاجه عندى صحتك،بلاش تتكلمى،أنتى فضلك عليا كبير،فاكره لما ماما كانت تتضايق منى وكنت أجيلك أقولك،إدعى عليها تجى لها مرات إبن تخلص منها الى بتعمله فيا،كنتى بتاخدينى فى حضنك،أنا كنت بحب حضنك قوى يا تيتا،حتى لما كنت بخاف،بالليل كنت بسيب أوضتى وأجى انام جنبك،وكمان فاكره لما ماما كانت تضربنى علشان الصلاه،وكنتى تاخدينى،تعلمينى بالراحه،تيتا،انا.....
سقطت يد آمنه،من يد سهر.
توقفت سهر عن التحدث،باكيه،لكن خرج منها نداء عالى بتوسل،قائله:تيتا،أرجوكى فوقى
دخل علاء وخلفه الطبيب سريعاً 
شد علاء يد سهر لتنهض معه
بينما أقترب الطبيب من آمنه،يجث عنقها،ثم قام بغطاء وجهها 
بكت سهر بحرقه قائله:الدكتور غطى وش تيتا ليه يا علاء خليه يكشفه علشان تتنفس،
قالت سهر هذا وتوجهت الى جدتها كى تزيح الغطاء
لكن 
جذب علاء سهر له 
نظرت سهر لعين علاء الدامعه 
بسرعه كان علاء يضمها وهى تبكى بحرقه  
بينما نظر عمار،لسهر،وهى تشد فى إحتضان علاء،الذى يربت على ظهرها  بمواساه 
تحدث عقل عمار
إنها الحقيقه، سهر وافقت على الزواج فى البدايه إرضاءً فقط لجدتها التى مرضت بيوم طلبه للزواج منها 
سهر لم تكُن تتلاعب أو تتدلل، كما ظن بها، شعر بألم يأن قلبهُ، ليتهُ ما عرف الحقيقه، وبقي على هذا الظن... لكن هناك ما يؤلم قلبهُ أكثر رؤيته لسهر تعانق أخيها تبكى على كتفه، بحُرقه، لما لا يجذبها من بين يديه، يُسكنها بين ضلوعه، يُمحى، ذكرى تلك الليله الأولى بينهم 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

بعد مرور أسبوع.
صباحاً
بمنزل زايد
تحت مظله بالحديقه 
نهضت  حكمت،وخلفها خديجه،قائله:أسماء جت أهى، خلونا نروح بيت عطوه.
تعجبت فريال قائله:وهتروحوا بيت عطوه ليه،دى الميته بقالها أسبوع،،هو العزا مش بيقى تلات أيام،خلاص بقى لازمته أيه كل يوم تروحوا لبيت عطوه،وكمان أيه الى مقعد سهر هناك المده دى هى ناسيه إن ده بيت جوزها.
ردت حكمت قائله:سهر كانت متعلقه بجدتها،والفراق فى بدايته صعب،وكمان النهارده أول خميس للحجه آمنه.
إستهزأت فريال قائله:
ما كلنا كنا متعلقين بأهلنا،والفراق،كاس وداير،أنا لما أمى ماتت كانت  أثارحنة فرحى على  إيديا،حضرت أيام العزا،كنت بروح بالنهار،وأرجع لبيت جوزى بالليل  ،بس،هى لاقيه دلع بزياده، متدلعش ليه.، وكمان أنا حاسه بوجع فى ضهرى ورجلى،وبنكسف لما تسندونى قدام حد غريب.
ردت أسماء وهى تنظر لزوجة عمها:يلا بينا إحنا يا مرات عمى،ماما بتقول،أنها عندها شويه وجع،عالعموم إحنا مش هنغيب هناك.
ردت خديجه موافقه أسماء:يلا بينا يا حجه حكمت،زى ماقالت أسماء،إحنا مش هنغيب،وخلى الحجه فريال مرتاحه،ربنا يشفيها.
توافق الثلاث وغادرن المنزل،وبقيت فريال وحدها.
فكر عقلها هى فرصتها المنزل خالى من الجميع،
نهضت تستند على عكازيها،ودخلت الى المنزل منه صاعده،الى شقة سهر،فتحت بذالك المفتاح الموجود دائماً بمقبض الباب،دخلت الى الشقه،منها الى غرفة النوم مباشرةً،
جلست تلتقط انفاسها على الفراش،تشعر،بألم بساقها وظهرها،لكن تحاملت على آلمها،ونهضت،أزاحت مرتبة الفراش لأعلى قليلاً،، ثم وضعت،ذالك الحجاب الأسود،بجزء مخفى من المرتبه
نهجت قليلاً وجلست تستريح،ثم وقفت تغادر الشقه،ونزلت مره أخرى لأسفل لكن تقابلت مع إحدى الخدمات،التى تفاجئت بها على آخر،درجات السلم. 
فقالت بخضه:حجه فريال!
نظرت لها فريال بتهكم قائله:مالك شوفتى عفريت،أيوا الحجه فريال،ستك،وست البيت ده كله،غورى من وشى أعمليلى قهوه ساده أشربها على روحك .
ذهبت الخادمه وتركتها
بينما فريال خرجت مره أخرى لحديقة المنزل،وذهبت أسفل شُرفه بشقة سهر،جلست أرضا،ومددت ساقيها،وقامت بحفر  حُفره صغيره بعُمق كبير، وقامت بدفن الحجاب الأخر،ثم وضعت عليه التراب مره أخرى،ونهضت واقفه،ثم أتت ببعض الماء وسكبتها فوق الحفره،تنظر حولها كاللصه.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل عطوه 
بعد الظهر بوقت 
دخل عمار برفقة منير الى داخل شقته،تقابلا مع نوال.
تحدث عمار:فين سهر؟
ردت نوال:سهر دخلت من شويه لأوضتها إدخل لها إنت مش غريب.
أماء عمار برأسه لها وتوجه الى غرفة سهر.
بينما تحدث منير قائلاً:عمار،كِبر فى نظرى قوى الكام يوم الى فاتوا،شايفه واقفته معانا فى عزى أمى غير أنه سايب سهر على راحتها بقالها أسبوع بتبات هنا،لو واحد تانى غيرهُ زى وائل كان قال مراتى تبات فى بيتى،وتيجى بالنهار،وائل الى سابنا فى أيان العزا،وراح يتابع تجهيزات المعرض بتاعه،كآن أمى مكنتش جدتهُ،ده كان له قيمه كبيره عندها،بس هقول أيه الخواطر مش بتنشرى. 
ردت نوال:عمار مش زى وائل،وائل أنانى مش بيفكر غير فى نفسه تربية هيام عودته على كده نفسه أولاً.،عمار إتربى على تحمُل مسئوليّة الى حواليه مش زى تربية هيام ل وائل الأنانيه وحُب الذات...
....
دخل عمار الى غرفة سهر دون طرق للباب
وجدها مُمده على الفراش،تثنى ساقيها قليلاً،كانت تُغطى وجهها بطرحة ردائها الأسود،أشعل الضوء،وذهب بأتجاه ذالك الشباك وأغلقه، ثم جثى،بجسده جوارها على الفراش،مادداً يدهُ يسحب تلك الطرحه السوداء من على وجه سهر،ظهر وجهها الشاحب وتلك الهالات السوداء أسفل عيناها،وأنفها الأحمر ووجنتيها الحمرتان أيضاً،شعر بغصه كبيره فى قلبه،تنهد يُزفر أنفاسه،قائلاً:سهر.
فتحت سهر عيناها 
تعذب عمار،حين فتحت سهر عيناها المدمعه اللتان إختفى لونهما البنى خلف تلك الشعيرات الدمويه بعينيها،مد يدهُ يمسد على وجنتي سهر قائلاً:سهر،هتفضلى كده كتير،الدوام لله وحده وأكيد جدتك مكنتش تحب تشوفك بالشكل ده،المفروض تترحمى عليها وتقرى لها قرآن وتدعى لها بالرحمه،ده هينفعها أكتر من أنك تحبسى نفسك وتفضلى تبكى.
دمعه فرت من عيني سهر،جذبها عمار لتبقى على صدره قائلاً:صدقينى،دموعك غاليه،وبتعذب الى حواليكى،كفايه دموع يا سهر علشان خاطر جدتك.
جففت سهر دموعها بيدها،قائله:فعلاً تيته مكنتش بتحب تشوفنى ببكى،بس غصب عنى،أول مره أحس الأحساس ده،حاسه بوجع هيفرتك قلبى.
ضمها عمار ووضع يدهُ على موضع قلبها قائلاً:سهر كل شئ بيبدأ صغير ومع الوقت بيكبر ما عدا فاجعة الموت،بتبدأ كبيره ومع الوقت مش هقول بتصغر،لأ بتهون.
ضمت سهر عمار صامته،كأن كلماته هدأت من نار قلبها قليلاً.
شعر عمار بيد سهر التى ضمته،ضمها أقوى قائلاً:أظن كده كفايه بقى لازم ترجعى لبيتك.
إبتعدت سهر قليلاً عن عمار ونظرت لوجهه قائله،بأستغراب:أرجع لبيتى فين ده !
رد عمار:بيت زايد هو بيتك يا سهر،ناسيه إنك مراتى،وبيتى هو بيتك.
قالت سهر:لأ مش ناسيه إنى مراتك،وكمان مش ناسيه إنى مراتك التانيه،بس هرجع لبيت زايد.
كاد عمار أن يقول لها،أنها زوجته الوحيده،لكن قطع ذالك رنين هاتفهُ،
أخرج عمار الهاتف كى يغلقه،لكن تعجب حين،رأى خديجه هى من تهاتفهُ،نظر للهاتف،ثم نظر ل سهر،التى نظرت بتلقائيه للهاتف،فرأت إسم خديجه،إبتعدت عن عمار قائله:رد عليها،يا عمار.
للحظه كاد عمار يُغلق الخط،لكن رد مع نهاية الرنين.
إنفزع واقفاً يقول مسافة السكه هكون عندك.
قال هذا ثم أغلق الهاتف.
تحدثت سهر :فى أيه الى حصل؟
رد عمار: خديجه  بتقول أحمد أثناء خروجه من المدرسه وقع من على سلم المدرسه، والمشرفه إتصلت عليها مقالتش لها أكتر من كده.
تعجبت سهر من لهفة عمار.
لكن إحنى عمار جزعه وقبل وجنة سهر قائلاً:لازم أروح أشوف أحمد حصله أيه،وهرجع بالليل علشان أخدك لبيتنا.
قال عمار هذا وغادر الغرفه تاركاً سهر لتفكيرها الذى للحظه،قالت مش عارفه أيه سر حبهُ الزايد لأحمد ده،يكونش إبنه من خديجه،لكن سُرعان ما أستغفرت قائله:حرام يا سهر تفكيرك ده،داخل على إتناشر سنه،وعمار إتجوز خديجه من تسع سنين بس،أستغفر الله،يارب إرحمنى،على تفكيرها هذا سمعت طرقاً على الباب،فقالت إدخل.
بينما عمار خرج من الغرفه،وتوجه الى باب الشقه،ثم الى بوابة المنزل،وكاد يصتدم بأحداهن فعاد للخلف بضع خطوات حتى دخلت هى،وقبل أن يخرج من بوابة المنزل،
نادت عليه مياده قائله:عمار 
فتوقف ينظر لها،وهى تنزل بعض السلالم.
جذب إسم عمار تلك التى دخلت قبل قليل،نظرت له للحظات ثم دخلت الى شقة والد سهر.
بينما عمار إنتظر نزول مياده الى أصبحت بجواره وقالت له:سهر صاحيه ولا نايمه؟
رد عمار بأستعجال:لأ سهر صاحيه فى أوضتها.
مثلت مياده الصعبانيه قائله:تيتا آمنه قطعت بينا كلنا والله،بس سهر مزوداها قوى عن الازم،بس يُحقلها،تيتا آمنه كانت بدلعها،زياده عن اللزوم،ودارى علي أخطائها قدام طنط نوال.
تعجب عمار قائلاً: تقصدى أيه أنها كانت بتدارى على  أخطاء سهر.
إدعت مياده عدم الانتباه لما قالت له،وتعلثمت قائله:مش قصدى حاجه،خالص،بس بصراحه سهر كانت مدلعه زياده عن الأزم من تيتا،يعنى لما سافرت للبحر الأحمر ومقالتش لحد حتى تيتا،بس تيتا وقتها هى الى هدت طنط نوال،هى سهر كده متعوده عالدلع حتى لما طنط نوال تضغط عليها كانت بتسيب البيت وتروح عند جدتها يسريه،بس دى سافرت للبحر الأحمر قبل أجازة نص السنه،وحتى محضرتش زفافك على سهر،بس عرفت إنها راجعه قريب لهنا،وسهر متعوده أما تزهق،تروح تقعد عندها فى بيتها،لحد طنط نوال ما تروح تصالحها،زى ما عملت قبل الزفاف،راحت لهناك ومسبتش أى خبر،وفضلنا كلنا قلقانين يكون جرالها حتى طنط نوال عقلها كان هيشت لحد ما تيتا يسريه طلبتها عالتليفون،وقالت لها أن سهر وصلت،راحت لها طنط نوال تانى يوم صالحتها وجات معها،هى دى عادة سهر  دايماً،بتضغط على إلى بيحوبوها،دلع يعنى.
تحدث عمار قائلاً:وهى سهر لما كانت سافرت البحر الأحمر مكنتش سابت أى خبر عن أنها مسافره.
ردت مياده بغباء:لأ مكنتش سابت أى خبر،وطنط نوال عقلها كان هيشت وقتها،هى سهر كده،عديمة المسؤليه،وأنا كتير بخاف عليها دى أختى الثانيه،إحنا متربين سوا،حتى فى الأيام الأخيره إتصلت عليها أكتر من مره علشان أقولها لها تيتا عيانه،بس
مكنتش بترد لا على مكالماتى،ولا رسايلى.
رد عمار قائلاً:طب ليه مكنتش بترد عليكى؟
تلعثمت مياده قائله:هى مفكره أنى بغير منها علشان إتجوزت قبلى  ،بس سبق وقولت لها ده النصيب والنصيب بينادى صاحبهُ،وكمان أنا لسه صغيره عنها.
تعجب عمار،لكن أخفى ذالك قائلاً:أنا لازم أمشى عندى أمر ضرورى ومستعجل.
شعرت مياده بالخذو قائله:أنا آسفه إن كنت عطلتك مش قصدى حاجه،كنت بطمن على سهر أما أدخل لها،أواسيها،مع إنى محتاجه الى يواسينى،تيتا كانت غاليه عندى قوى.
أماء عمار راسه لها ثم خرج من بوابة المنزل.
تبسمت مياده بلؤم،ثم دخلت الى شقة عمها.
بينما عمار،ذهب الى سيارته،وصعد بها،
يُفكر فى قول تلك اللئيمه الغبيه،
التى حاولت إظهار سهر أمامه،بصورتها القديمه،التى نعتها بها يوماً،لو لم يسمع لقول جدة سهر لكان صدق قول تلك الخبيثه،فكر عقلهُ هى أخطأت وأخبرته أن سهر لم تخبر أحداً بذهابها الى البحر الأحمر،لكن تلك الرساله التى سبق وقرئها،وأتت بين دعوات الزفاف،كيف وصلت بين الدعوات إن لم تكتبها سهر،لكن هو سمع سهر وميادة يوم عقد القران بالمسجد تتحدثان حول،رساله،شت عقلهُ هنالك حلقه مفقوده،
فكر عقلهُ،أتكون سهر تركت رساله تخبر والداتها بشئ،وبُدلت الرساله،أو أختفت عن قصد،لتأتى بين دعوات الزفاف،تذكر،يوم طلب من وائل بعض الدعوات الزائده لديه،قال له أنه يوجد بالمنزل مجموعه كبيره من الدعوات،إن كان يريدها فليرسل من يأخذها من منزله،وبعد وقت هاتفه أنه ترك الدعوات لزوجة عمه،كما أن يوسف أخبره بوجود مياده فى نفس الوقت تقف جوار زوجة عمها،وأن الدعوات وقعت منه أرضاً وساعدته مياده بجمعها من على الأرض،فكر عقل عمار بذهول،مياده تلك التى لم تبلغ الثامنه عشر،كيف لها أن تكون بكل هذا الخبث،شعر بالندم الشديد،سهر ظُلمت منه ليلة،زفافهم،بعلاقه عنيفه،سببت لها جرح كبير،لم يلتئم الى الآن أحياناً كثيره يشعر بعدم وجودها معه،تكون مستلمه له  جسداً فقط،وأحياناً أخرى،يشعر بها تبادلهُ لحظات عشق،أين كان عقلهُ ليلة زفافهم التى  تركت بداخل سهر إحساس بالخوف منه،ربما وقتها تلذذ منه لكن مع الوقت سأم ذالك الاحساس المقيت،أصبح قلبهُ يريدها بأرادتها،لا تأدية فرض  ولا صعف منها،يريد سهر،بقلبها وعقلها،وليس بجسدها فقط كما تظن.
.........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً بمنزل زايد 
دخلت سهر برفقة عمار،أتى أليها الخادمات يستقبلنها،ويقدمن لها العزاء،تقبلته منهم بود 
دخلت الى تلك الغرفه
وجدت حكمت تجلس مع فريال،وكذالك معهن سليمان ومهدى،لكن بعيد قليلاً كأنهم يتحدثان بالعمل 
وقف كل من مهدى وسليمان،وأقتربا من سهر وقدما لها العزاء مره أخرى،كذالك فعلت حكمت وهى جالسه،بينما سخرت فريال لنفسها،قائله:
محسسنى أن الى ماتت ملكة إنجلترا،أيه مش عزتوها قبل كده ولا هى شغلانه،بس لازم أعمل زيهم،على الأقل قدامهم،وبالفعل 
قدمت فريال لها العزاء.
تحدثت حكمت قائله:سهر أكيد تعبانه،خدها وأطلع شقتكم يا عمار،تصبحوا على خير وأنا كمان هقوم أخد علاجى وأنام 
قالت حكمت هذا ونظرت الى فريال قائله:وأنتى يا فريال مش هتنامى.
نهضت فريال ببطئ قائله:لأ أنا كنت عاوزه أنام من بدرى بس لما قولتى أن عمار راح يجيب سهر من بيت أهلها قولت أقعد آخد بخاطرها،وكمان خضتنا على أحمد،يلا الحمد لله خير.
رد مهدى:الحمد لله جت بسيطه،يادوب أيد أحمد إلى إنكسرت قدر ولطف،ربنا يحميه،يلا يا حكمت،أنا عندى شغل بكره الصبح لازم اصحى بدرى فايق،يلا تصبحوا على خير.
كذالك قال سليمان وأخذ فريال وغادر 
لف عمار يدهُ حول خصر سهر قائلاً:وأحنا كمان مش نطلع شقتنا.
نظرت سهر حولها،وخجلت من لف عمار يدهُ حول خصرها،أن يكون أحد رأهم،وقالت بخجل:خلينا نطلع عاوزه أطمن على أحمد،خديجه الأيام الى فاتت كانت كل يوم بتجى وتقعد جنبى فى عزا تيتا،وكمان أنا  وأحمد أصدقاء،بغض النظر إنى إستغلاليه.
نظر عمار لسهر،ود أن يقول لها أنه لابد من فتح صفحه جديده بينهم،لكن سهر تسرعت،وأزاحت يدهُ من حول خصرها،وسبقته للصعود الى شقة خديجه،
فتحت لها منى الباب،التى تبسمت بتلقائية طفله،وضمت سهر،مرحبه بها قائله:أنا كنت طلبت من ماما تاخدنى معاها وهى جايه لعندك،بس قالتلي ممنوع للعيال الصغيره،بس أنتى وحشتينى قوى يا سهر.
رد سهر عليها بود قائله:خديجه كانت قالتلى،وانا أهو،رجعت من تانى،فين أحمد.
ردت منى:نايم على سرير أوضة عمار،من وقت ما رجع من عند الدكتور،ومرضاش ينام فى أوضته،تعالى معايا.
ذهبت سهر خلف منى،ودخلت الى تلك الغرفه.
حاول أحمد النهوض،حين رأى سهر،لكن قالت له،خليك نايم مرتاح يا أحمد،أنا هاجى أقعد جنبك عالسرير،
جلست سهر جوار أحمد على الفراش قائله: حمدالله على سلامتك.
رد أحمد: الله يسلمك  وحشتيني يا سهر،انا حضرت عزا جدتك مع عمو مهدى،وعمو،سليمان مشفنيش كان زعقلى.
ردت سهر:شكراً ليك يا أحمد،ها بقى قولى أيه الى حصلك،بالتفصيل.
ردت خديجه التى آتت تحمل صنيه عليها كوب من اللبن،وقالت:هيقولك أيه على شقاوته،الى إتسببت فى كسر إيده غير،بعض الجروح فى جسمه،ربنا ستر المره دى،يرضيكى يا سهر،يتنطط وهو نازل عالسلم،إفرضى كان وقع على دماغه،ولا زمايله داسوا عليه وهما نازلين بدون قصد؟
رغم حزن قلب سهر لكن تبسمت قائله:لأ ميرضنيش يا أحمد بعد كده خد بالك وانزل السلم بدون تنطيط.
صمت أحمد،فى ذالك الوقت كان دخل عمار،ونظر لجلوس سهر جوار أحمد وحديثها معه  هو ومنى بود.
هلل أحمد حين دخل عمار قائلاً:عمار شالنى من تحت طلعنى لهنا،وأنا طلبت منه أنى انام فى أوضته،اللى كان بينام فيها هنا وأنا كنت بنام معاه فيها كتير،مع أنه كان بيقولى أنه بيحب ينام عالسرير لوحده بس أنا أستثناء ،وأكيد هينام جنبى فيها الليله.
نهضت سهر من جوار أحمد قائله:تمام  أنا أطمنت عليك،هروح بقى أنام علشان كمان أسيبك تستريح،والصبح هاجى أطمن عليك تصبح على خير.
رد أحمد:وأنتى من أهله،هستناكى الصبح،نقعد سوا علشان فى حاجات كتير مش فاهمها وعاوزك تفهمهالى،علشان لما إرجع لزمايلى فى المدرسه أبقى متفوق عليهم.
عادت سهر قولها:تصبحوا على خير.
مرت سهر من جوار عمار،ثم غادرت الغرفه والشقه كلها،وذهبت الى شقتها.
فتحت الباب ودخلت مباشرة الى غرفة النوم 
ألقت بجسدها على الفراش،إستعاد  عقلها قول أحمد،إن عمار كان بينام فى أوضه لوحده،ومش بيحب ينام جنب حد،كيف ألم يكن ينام بفراش خديجه،مثلما ينام جوارها منذ ليلة زواجهم المشؤمه،هو كان له غرفه خاصه بشقة خديجه،لماذا؟
فكرت ليهتدى عقلها لجوابين 
الأول،أنه ربما غرفة خديجه كانت لها مع عمهِ زوجها الأول ولها معه بعض الذكريات ،والثانى،ربما كانت تشاركه الغرفه بعض الليالى،وهنا لا تعرف سهر سبب لذالك الشعور الذى ينهش قلبها وعقلها كلما فكرت وتخيلت عمار يشاطر خديجه الغرام كما يفعل معها،ما سبب هذا الشعور،هى تعلم منذ البدايه أنها زوجه ثانيه وهنالك أخرى تشاركها فيه،ولديها حقوق عليه.
نهضت سهر من على الفراش تنفض عن رأسها وقلبها تلك الاحاسيس،توجهت الى دولاب الملابس،أخرجت منامه لها،وأخذتها وتوجهت الى الحمام،لأخذ حمام دافئ،
بعد قليل خرجت،لم تجد عمار عاد،إذن لابد أنه سينام بشقة خديجه،
نامت على الفراش،مازال عقلها يشرد،أين كان ينام عمار الليالى الماضيه التى غابتها بمنزل والدايها،بالتأكيد كان ينام بشقة خديجه،
بسبب شرود عقلها،لم تشعر بدخول عمار الى الغرفه الى أن تحدث قائلاً:لسه منمتيش؟
نظرت سهر له قائله:كنت خلاص هنام،أنت مش كنت هتنام فى شقة خديجه بسبب أحمد.
رد عمار:أحمد شرب اللبن وبعدها خد علاجه ونام،مش هيحس بحاجه،بسبب المسكن الى أخده،هينيمه للصبح،هروح أخد دُش.
بعد دقائق أنضم عمار الى سهر بالفراش،أقترب منها ووضع إحدى يديه على جسدها يقربها منه ووضع رأسه على كتفها،وهمس جوار أذنها قائلاً:وحشتيني يا سهر.
أصبحت سهر تفهم قليلاً نبرات صوت عمار،وضعت يدها على أزرار منامتها،فتحت زرين،وضع عمار يدهُ على يدها يوقفها قائلاً:تصبحى على خير يا سهر.
تعجبت سهر لأول مره عمار يفعل ذالك الشئ،ربما يراعى حزنها على جدتها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عدة أيام 
بمنزل زايد.
مساءً
طلبت فريال من إحدى الخادمات عمل كوباً من الشاى الأخضر بالنعناع لها  تأخرت الخادمه فى عمله بسبب إنشغالها،
فنادت عليها فريال،وقامت بتوبيخها،فبكت الخادمه،وهى تغادر من الغرفه 
فى ذالك تقابلت الخادمه مع سهر التى رأت ما حدث،ولم يُعجبها طريقة حديث فريال مع الخادمه،فدخلت الى الغرفه قائله:على فكره غلط الطريقه الى كلمتى بها الشغاله دى،هى مش عبده أو جاريه عندك كتر خيرها إنها بتخدمك،وبتنفذ أوامرك.
ردت فريال:وأنتى مالك كانت الخدامه عينتك محامى دفاع عنها،ولا أيه؟
ردت سهر:لا معبنتنيش محامى دفاع عنها،بس أنا بنبهك أنها خدامة لقمة عيشها مش جاريه عندك،تهنيها.
ردت فريال بحده وعلت صوتها قائله:معدش الأ أنتى الى تنبهينى،إزاى أعامل الخدمات،نسيتى نفسك ولا أيه،إنت هنا مش أكتر من ماعون تشيلى فى بطنك نسل عيلة زايد،دى مكانتك مش أكتر.
إغتاظت سهر من قول فريال،وردت عليها قائله:أنا هنا زيك بالظبط،وأنتى كمان كنتى فى يوم ماعون،وشيلتى فى بطنك نسل عيلة زايد.
إغتاظت فريال منها بشده قائله:أوعى لكلامك كويس مفكره أنى معرفش إنك هربتى من بيت أهلك للبحر الأحمر علشان.....
سبقت سهر قائله:على الأقل أنا أما هربت من بيت أهلى كنت هربانه لوحدى،مش مع واحد مفيش بينى وبينه أى صله،ويا عالم حصل بينهم أيه فى الليله دى.
لم تفكر فريال،وقامت بصفع سهر بقوه،وصرخت وأدعت سقوطها أرضاً،بسبب دفع سهر لها.
وضعت سهر يدها مكان صفعة فريال،بذهول من تلك الكاذبه كيف لأمرأه بعمرها أن تكذب تلك الكذبه الرخيصه،وقبل أن ترد عليها،كان يدخل عمار،الذى لسوء الحظ قد عاد للمنزل باكراً،وجاءت من خلفه كل من حكمت،وخديجه.
إدعت فريال الدموع قائله:تعالوا شوفوا كنة البيت وهى بتطاول على اللى أكبر منها ليه وليه زعقت للخدامه علشان إتاخرت فى طلبى،إنتهزتها فرصه،وحبت ترسم نفسها عليا،وقبل ما أرد عليها كانت زقانى ووقعت عالأرض.
ذُهلت سهر من كذب فريال،ولا تعرف كيف تلجم لسانها،ولم تشعر سوا بيد عمار،تسحبها بقوه الى أن صعدا الى شقتهما  
دخل عمار خلفها ، وصفع باب الشقه بقوه، للحظه أرتجف قلبها، تخبر نفسها، لما صمت ولكن الأجابه وصلتها حين قال: 
أنا قبل ما أتجوزك كنت عايش فى راحة بال
وو...
قبل أن يوصل حديثه 
تكلمت سهر:أنا مغلطتش فيها صدقنى أو لأ،هى بتعاملنى،على أنى دون المستوى،ومستكتره عليا أزاى أنى أبقى حرم عمار زايد،وبتعاملنى بأستعلاء،ومش بس هى،ولهم الحق،عمار زايد مفيش واحده على قد مقامه غير بنتها،الى أتجوزت ببدل،تروح تشوف بنتها بتتعامل أزاى فى بيت عمى،بتتعامل على أنها ملكه،مش زيي،جاريه من ضمن الجوارى،،
تضايق عمار من قولها،حاول يتمالك عصبيته عليها،كان أمامه زهرية ورد كريستاليه، أمسكها وألقاها بالحائط ثم أعطى لها ظهره 
تهشمت الزهريه، لم يرى هو تلك الشظيه التى تناثرت فأصابت ذراع سهر،
سهر التى صمتت بآهه خافته ووضعت يدها على الجرح تكتم دمائها التى تسيل.
تعجب عمار من صمت سهر المفاجئ،فأدار وجهه لها،وقع نظره على يدها التى تُمسك بها مكان الجرح،رأى بعض الدماء،أنخض وأقترب منها سريعاً،ورفع يدها،رأى الدماء تندفع أسفل كم عبائتها،الذى شُق،علم أن شظيه من تلك الزهريه التى ألقاها بالحائط أصابتها،
رفع الكُم عن يدها،وقال لها: هدخل أجيب شنطة الأسعافات،بعد ثوانى 
عاد ملهوف،وفتح شنطة الأسعافات 
وأخرج قطن ومطهر،ثم لاصق طبى،وألصقه على الجرح 
ثم قال: أيدك هتوجعك شويه بس...
قاطعته بسخريه قائله:مش بس إيدى الى بتوجعنى،ومن أمتى السيد بيهمه وجع الجاريه.
قالت سهر هذا وتركت عمار،وذهبت الى غرفة النوم 
شد عمار شعر رأسه وزفر أنفاسه،بغضب ساحق،وذهب هو الآخر الى غرفة النوم
وجد سهر،تقف بملابسها الداخليه،وتقف بالقرب من الدولاب.
حاول تمالك غضبه قائلاً:سبق وقولت ليكى بلاش تتوقفى قصاد مرات عمى إعملى زى خديجه كده،بتتجنبها قد ما بتقدر.
نظرت له سهر قائله:أنا مش زى خديجه،يا عمار،أنا هنا مجرد ماعون،زى هى ما قالتلى،ماعون يشيل نسل عيلة زايد،وكمان رغبات عمار زايد.
تعصب عمار،لو ترك لجام غضبهُ الأن سيحرقهما الأثنان.
ترك الغرفه،وترك الشقه كلها بل المنزل بأكمله. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عدة أيام 
كان الصمت هو سيد الموقف بين سهر وعمار،
كانت سهر تتجنب المكوث فى مجلس فريال،تقضى وقتها بين جامعتها،وبين المكوث مع أحمد ومنى،أو بشقتها.
فوجئت بعد الظهربدخول عمار،الى شقتهم  وقام بطلب منها تجهيز حقيبة ملابس له ولها.
فقالت بأستغراب:ليه عاوزنى أجهز شنطة هدوم ليك وليا!
إقترب عمار منها قائلاً:هنسافر سوا لمزرعة الفيوم،أنا عندى شغل هناك ضرورى وفكرت إنها فرصه،تغيرى جو بعيد عن جو هنا المكهرب.
تبسمت إبتسامه خفيفه وقالت:وهنقعد كم يوم هناك.
رد عمار: تلات أو أربع أيام بالكتير،أو على حسب الجو هناك يمكن يعجبك،وإنتى الى تطلبى منى نطول هناك.
تبسمت له سهر وقالت،هحضر الشنطه بسرعه،علشان نلحق السفر قبل الليل.
رد عمار:أنا هنزل أستناكى تحت،هكلم بابا فى موضوع مهم على ما تغيرى هدومك و تخلصى توضيب الشنطه براحتك.
أماءت سهر له رأسها 
بعد قليل 
نزلت سهر تحمل حقيبة ملابس صغيره،وأعطتها للخادمه التى أخذتها لتضعها بالسياره،
ثم توجهت الى غرفة المكتب وقامت بطرق الباب،ثم دخلت بعد أن سمحوا لها بالدخول،نظرت لعمار قائله:الشغاله خدت الشنطه للعربيه وانا جاهزه .
تبسم مهدى يقول:تروحوا وترجعوا بالسلامه،كذالك قال لهم سليمان وأكمل لعمار قائلاً:إطمن هتفذ كل اللى قولت عليه،ولو حاجه وقفت قدامى هتصل عليك.
رد عمار:تمام،سلام أنا بقى.
قال عمار هذا وجذب يد سهر للسير معه الى السياره.
بالطريق أثناء قيادة عمار للسياره تجاذبت سهر معه الحديث قليلاً،ثم إستسلمت للنوم دون شعور منها،الى أن وصلا الى تلك المزرعه.
كان الليل قد حل عليهم 
أيقظ عمار سهر الى أن فتحت عيناها فقال:
يلا إنزلى وصلنا للمزرعه.
تبسمت سهر وفتحت الباب المجاور لها،دخلت الى أنفها،رائحه ربيعيه  مُنعشه،مع نسمات هواء بارده قليلاً
مسك عمار يد سهر ودخل الى ذالك المنزل الكبير المرافق لتلك المزرعه،كان بأستقابلهم حارس خاص حمل الحقيبه من عمار ،وهنالك أيضاً خادمه،بالمنزل،أستقبلتهم،أمرها عمار بتجهيز طعام لهم.
بعد أن تناولوا الطعام سوياً،أتى لعمار ضيف،وهو حسام 
ترك سهر وذهب معه الى غرفة المكتب 
بينما سهر جذبتها رائحة الزهور الأتيه من تلك الحديقه التى أمام المنزل،فذهبت تتجول،بها،الى أن وجدت تلك الأؤرجوحه،فجلست عليها،مستمتعه،بذالك الهواء الربيعى،تتطلع الى تلك النجوم المضيئه،بالسماء 
بينما عمار،ودع حسام،وأثناء صعوده  راى جلوس سهر بالحديقه من الشباك الموجود على السلم،فقرر الذهاب إليها  
كانت ليله ربيعيه هادئه، بنسمات بارده 
جلست سهر على تلك الأؤرجوحه الموجوده بحديقة تلك المزرعه 
كانت تجلس تتطلع لنجوم السماء، المتلألأه وجوارها القمر، كأنهم يرسموا لوحه  مُضيئه بالسماء، 
غفلت عيناها، رغم شعور البرد الذى بدأ يتسرب الى جسدها 
لكن فتحت عيناها  بخضه رقيقه، حين شعرت بذالك الدثار، يوضع على كتفيها. 
تبسم وهو ينحنى من خلفها، يُقبل إحدى وجنتيها  قائلاً: أيه الهوا البارد سطلك،و نعستى؟ 
قال هذا ولف يجلس جوارها على الأؤرجوحه مبتسماً يضع يدهُ حول كتفيها يضمها لجسدهُ
تبسمت بتلقائيه قائله:يظهر كده الهوا البارد خلانى أنعس، بس أيه عرفك إنى هنا. 
تبسم  عمار، وهو يجذب جسدها ليصبح بكامله بين يديه قائلاً بهمس جوار أذنها: 
شوفتك من شباك السلم وأنا طالع، قولت أكيد الجو بارد، جبت ليكى المفرش الخفيف ده. 
رفعت سهر وجهها نحو السماء تقول: 
شايف القمر والنجوم حواليه، تحسه فى وسطهم، زى الملك فى عرشه،والنجوم الى حواليه تحسها عاشقه ضيهُ. 
تطلع عمار الى السماء يقول: بس مفيش غير نجمه واحده قريبه من القمر،وباقى النجوم صحيح جنب بعضها بس بعيده عنه،هى نجمه واحده الى قريبه منه، تحسى أنها خلاص داخلت لمدارهُ. 
تطلعت سهر، نحو النجوم، وقالت: 
لأ فى نجمه تانيه ماشيه  أهى مقربه من القمر، ويمكن تسبق النجمه التانيه وتقرب أكتر منه. 
رد عمار: لأ مش هتقرب، لأنها هتوقف، وسط النجمات التانيه، والنجمه دى هتقرب أكتر من القمر، تراهنينى. 
نظرت له مبتسمه موافقه أراهنك النجمه دى هتقرب أكتر  من القمر. 
رد عمار: وأنا على رهانى معاكى، بس لو كسبت هتنفذى الطلب الى هطلبه منك 
فكرت قمر وتطلعت الى السماء، رأت النجمه مازالت تسير 
ليطمئن قلبها، وقالت موافقه، بس كمان وقتها هتوافق على طلبى منك. 
تبسم  عمار يقول بأختصار،: تمام. 
ظلا الأثنان يراقبان حركة النجوم، لدقائق 
ليتحقق ما قاله عمار، توقفت النجمه وسط النجمات، والنجمه الوحيده إقتربت بالفعل أكثر من مدار القمر. 
رفع عمار وجه سهر مبتسماً  يقول: أنا الى فوزت.  
تبسمت سهر تقول:
تمام أتفضل أطلب طلبك،بس يكون طلب أقدر أنفذهُ.
فكر عمار،قليلاً ثم قال:سبق وطلبت منك ترقصيلى،وقولتى مبعرفش أرقص،بس أكيد بتعرفى تغنى.
ضحكت سهر قائله:طبعاً بعرف أغنى،أحلى نشاز ممكن تسمعه فى حياتك،بس لو ده طلبك،موافقه طبعاً،وأتحمل أنت بقى صوت النشاز.
تبسم عمار يقول:مش يمكن نشازك يكون أحلى صوت سمعته،عالعموم،ده طلبى،ولازم تنفيذيه.
تبسمت سهر تقول:براحتك،بس أنا خايفه على طبلة ودانك،بس بدال مُصر،هغنيلك أغنيه بتليق عالقمر والنجمه الى إتراهنا عليهم.
...بتمون 
عاضحكى انا بيتمون 
بتمون عالدمعه وأليك بتمون 
بتمون يا قلبى عينك على قلبى،ما كان يمكن لو ما انت تكون،معذور لو چن القلب معذور بعيون عم تغزل حلا معذور،مين الى ما بيحبك،يا ويلى من قلبك مغرور  قلبك، يا حلو مغرور 
بتمون عالدقه ولولا القلب شو بيقى، حبيبي ان غبت راح بشقى،راح بشقى،عينك على 
ياقلبى،قلبى  شوى شوى واتوقى، قلبى حنون ما بييلقى،ما بيلقى ،بتمون  
....مبخون لو حبك اللى بتخون،
بجنون شو بحبك،انا بجنون،بتمون يا عمرى قلبى مشى بأمرى،صفا بامرك هالقلب مرهون 
معذور لو چن القلب معذور،
بعيون عم تغزل حلا معذور،مين الى ما بيحبك،يا ويلى من قلبك مغرور قلبك يا حلو مغرور 
بتمون عالدقه ولولا القلب شو بيقى،حبيبي ان غبت،راح بشقى،راح بشقى،عينك على قلبى شوى شوى واتوقى،قلبى حنون ما بيلقى،
بتمون.
أنهت الأغنيه،رغم أنها قالتها  بصوت هادئ،وصلت معانى الكلمات لقلبه،
تبسم وهو ينظر لعيناها،بتآمل،وبرد فعل تلاقى كان يجذبها نحوه،يُقبلها،بشوق،وعشق،وأمل أن تكون كلمات الاغنيه خارجه من قلبها كما 
أخترقت قلبهُ،نظر عمار،لعيني سهر قائلاً:
أنا بحبك يا سهر،إنتى نجمه نورت حياتى.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

بمنزل زايد 
عبر  كاميرات جهاز الأبتوب الخاص به كان أحمد،يتواصل مع مازن،يتحدثان حول دراستهم ويتبادلان المعلومات،وكذالك يترفهان معاً بأحد الرسايل المضحكه،دخلت خديجه الى غرفة أحمد تحمل كوباً من اللبن نظرت لجلوسه على الفراش وعلى ساقه الابتوب،تبسمت قائله:مش جه ميعاد النوم،من بكره،راجع للمدرسه من تانى خلاص ايام الأجازه الى سمحت بيها المدرسه لك خلصت،لازم تشرب اللبن ده و تنام بعد كده علشان تصحى فايق لمدرستك و لدروسك.
تبسم احمد يقول:أنا هتكلم مع مازن شويه وأنا بشرب اللبن وبعدها هنام. 
تبسمت خديجه قائله:خلينى أسلم على مازن
تبسم احمد
جلست خديجه جوار أحمد على الفراش،عدل أحمد كاميرا الابتوب،لتظهر خديجه بجوارهُ
تبسمت قائله:ها إزيك يا مازن،أخبارك فى الدراسه أيه؟
رد مازن:الحمدلله بخير يا طنط،إزى حضرتك،والله كل يوم وأنا بكلم أحمد بسأله على حضرتك،أنتى وسهر.
تبسمت خديجه وهى تنظر لأحمد بحنان،وتبعثر خصلات شعره بمرح قائله:أحمد بيقولى،وكمان بيقول،ل سهر،بس سهر بتتواصل معاك علشان اوقات بتشرحلك إنت وأحمد سوا لما تكون فى حاجه مش فاهمنها.
نظر مازن لجلوس خديجه جوار أحمد،وبعثرتها لشعره،وتلك النظره الحنونه فى عيناها له،كم شعر بغصه،كم تمنى أن تكون والداته،سأل عقله،لما إختلفت والداته عن والدة أحمد،لما إختارت البُعد عنه،هى لا تسأل عنه،الأقليل،حتى أنه تكاد لا تحدثه،حتى عبر شاشات الهواتف والحاسوبات الذكيه،تركته هو وأبيه مع أول إمتحان للحياه،تخلت عنهم مقابل نجاحها التى سعت إليه،وحتى إن كان ثمن نجاحها هو تخليها عن جزء منها لا يهم،الأهم النجاح الزائف.
دمعه كادت تفر من عين مازن،لولا سماعه لصوت فتح مقبض الباب،ودخول والدهُ مازحاً يقول:زى ما توقعت لسه منمتش أكيد زى كل يوم بتكلم أحمد.
أغمض مازن عيناه زالت الدمعه من عينيه وقال مبتسماً:أيوا بكلم احمد وكمان طنط خديجه معاه.
بتلقائيه تبسم حسام،وشعر بهزه بقلبه،وبدون إرده منه،إقترب من جلوس مازن،على مكتبه وجلس لجوارهُ ونظر الى شاشة الأبتوب،قائلاً:مساء الخير،يا مدام خديجه.
أرتبكت خديجه وشعرت بهزه بقلبها هى الأخرى لكن دارت ذالك قائله:  الحمد لله بخير،شكراً لسؤالك.
تبسم حسام يقول:من شويه كنت مع عمار فى مزرعته،برحب بيه هو ومدام سهر،كنت هسأله ليه مجبش أحمد ومنى وحضرتك معاه كنتم غيرتوا جو،بس إنشغلنا شويه بالكلام عن شُغل بينا.
رد أحمد بأستغراب قائلاً:هو عمار عندك فى الفيوم ومعاه سهر طب ليه مأخدنيش معاهم،كنت إتقابلت أنا ومازن.
ردت خديجه:كنت هتروح الفيوم،والمدرسه الى بقالك كم يوم مروحتهاش،والأجازه الى سمحت بها المدرسه إنتهت المفروض من النهارده،بس سيبتك وقولت مجتش من يوم أظن كده كفايه بقى،لازم ترجع تحضر بالمدرسه لان بعد كده الغياب هيتحسب عليك.
تذمر أحمد يقول:يعنى هى جت من يوم كمان ولا إتنين.
تبسم حسام وهو يرى تذمر أحمد،وقال:لازم تسمع كلام ماما،وكمان دراستك دلوقتي أهم،وقدامك أجازة آخر السنه طويله تقضوها مع بعض هنا فى الفيوم او عندك فى المنصوره أو بين الأتنين.
تبسمت خديجه قائله:بالظبط زى أونكل حسام ما قال كده،وإنت كمان يا مازن ركز فى دراستك،عاوزه أسمع عنك إنك من الاوائل.
تبسم مازن يقول:إنشاء الله ياطنط هجيب درجات أكبر من درجات أحمد وهبقى مهندس أشطر منه كمان 
ضحكت خديجه قائله:وإنت كمان نفسك تبقى مهندس،ربنا يحقق حلمكم،وتوصلوا لهدفكم.
تبسم مازن يقول:أنا كان نفسى أبقى بيزنيس مان زى بابا،بس بصراحه الهندسه عجبتنى أكتر غير كمان بحب ارسم أشكال هندسيه وأونكل عمار شافها وقالى إن لو ركزت لهدف فى دماغى هبقى مهندس ناجح فى المستقبل.
ردت خديجه:عمار عنده نظره ثاقبه هو كمان الى لفت نظر أحمد للهندسه لما شافه بيرسم كويس،يلا ربنا يوفقكم.
نظرات إعجاب حسام،ل خديجه وهى تُجادل مازن وأحمد برفق وتفهم تزداد،تحدث عقلهُ وقلبه يتمنى،لما لم يُقابل تلك المرأه منذ زمن سابق،قبل إرتباطها بعمار،لا قبل إرتباطها بزوجها الاول،لكانت حياته إختلفت عن الآن،لما لا تترك عمار،سيكون سعيد وقتها،ولن يدعها بعيده عنه.
فاق حسام من شرود عقله على صوت خديجه التى أنهت الحديث مع مازن،قائله:
يلا كفايه سهر لحد كده،عندكم مدارس الصبح،تصبح على خير يا مازن،قالت خديجه هذا وأرسلت قُبله فى الهواء ل مازن،وبعدها إنتهى الأتصال.
نظر مازن ل حسام قائلاً،بسؤال طفل:
بابا هى ليه ماما مش زى طنط خديجه وحنيتها،دى قليل لما بتسأل عنى،وحتى لما بتسأل بيبقى الوقت قصير جداً،حتى جدو وناناه نفس طبعها  بيعملونى زى ما يكونوا مكنوش عاوزنى
رد حسام:الحنيه طبع وتعود فى أى إنسان،بس فى نوعيه قليله تبقى معندهاش الطبع ده أو شحيح بالنسبه لها،ومنين جت فكرة إنهم مكنوش عاوزينك،لأ طبعاً،بس زى ما قولت،ده شُح فى طباعهم،وبعدين هو جدو ثابت ولا عمتو هديل أثروا معاك. 
حضن مازن حسام قائلاً:وأنت كمان يا بابا،أنا بحبك قوى.
حضن حسام مازن مربتاً على ظهره قائلاً:وأنا بحبك أكتر،وهحبك أكتر لما تسمع كلام طنط خديجه وتهتم بصحتك وبدروسك.
تبسم مازن 
بينما حسام بداخله نار تتقد كلما رأى خديجه أمامه،كيف له ان يفكر بأمرأه متزوجه،هذا مخالف،للمبادئ وبالأخص مبادئه،لكن قلبه يوهمه بحلم قد يتحقق فى يوم وهو يرى عمار،يُعطى لزوجته الأخرى كل الأهتمام،ويبدوا بوضوح عاشق لها،بينما خديجه مُهمشه بحياته،عقله حائر،بمعنى قولها،أنها لم تكن يوماً زوجه لعمار،ما معنى تلك الجُمله،لما لم تعطى له تفسيراً وقتها وهربت من الاجابه عليه،نهر حسام نفسه،أتعطى لنفسك الحق بالتطفل على حياة إمرأه لمجرد أنها أعجبتك،هذا الاحساس لابد أن يُؤد لا مكان له،خديجه زوجه حتى إن كانت لرجل لا يعطيها قدرها،بالنهايه هما حُران بحياتهم،طالما كل طرف منهم يقبل ذالك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمزرعة عمار،بالفيوم 
ترك عمار شفاه سهر،ونظر لوجهها،وجدها تفتح عيناها،تنظر له هى الأخرى،لكن كان يظهر بوضوح ملامحها المُستغرِبه لقول عمار،ثم لتلك القُبله التى أتبعت قوله،أنه يُحبها
تبسم عمار،ونهض من خلفها،وإنحنى يحملها،بين يديه.
للحظه تعجبت سهر،لكن بسمة عمار،جعلتها بدون إراده منها لفت يديها حول عُنقه،وسندت برأسها فوق قلپ عمار الذى يخفُق بشده،رفعت سهر وجهها ونظرت لعمار،قبل أن تتحدث،كان يُقبلها برويه،
ظل يُقبلها الى أن دخلا الى غرفة النوم،بالقرب من الفراش ترك شفاها،ثم وضعها على الفراش  وجلس لجوارها مبتسماً ينظر لوجهها،ثم جذبها مره أخرى يُقبلها 
شعر بيدي سهر التى وضعتهما حول عُنقه،تُقربهُ منها،إزدادت قُبولاته لها عشق وشغف شعر بسهر تشاركه نفس الشغف وبل يديها تجذبهُ إليها أكثر،تاه الأثنان بقُبولاتهم  عن الزمن،والوجود
لكن ذالك الصوت المتكرر،جعلهما يعودان الى الزمن،ترك عمار شفاه سهر ووضع وجهها بين كفيه،وجبينهُ على جبينها،يتنفس الأثنان من أنفاس بعضهما المتلاحقه،
لكن مازال ذالك الصوت المستمر لم ينتهى،
فك عمار يديه من حول وجه سهر،ونهض
أخرج هاتفه من جيب قميصهُ،
وعاد ينظر لوجه سهر مبتسماً يقول: زى ما توقعت دى ماما أكيد زى عادتها لما أكون هبات فى مكان غير البيت  لازم  تتصل عليا قبل ما تنام  
رد عمار:مساء الخير يا ماما.
ردت حكمت:يسعد مساك،يا حبيبى،ها وصلت أنت وسهر،للمزرعه ولا لسه بالطريق.
تبسم عمار وهو ينظر لسهر قائلاً:وصلنا المزرعه بقالنا أكتر من ساعتين،وكنت خلاص هنام.
تبسمت حكمت قائله:طيب يا حبيبي نوم العوافى،تصبح على خير.
وأنتى من أهله يا ماما 
كانت جملة عمار الأخيره قبل أن يُغلق الهاتف،ووضعه على طاوله جوار الفراش،ثم نظر لسهر التى مازالت بالفراش،قائلاً:هدخل أخد حمام عالسريع.
أماءت سهر،برأسها له ببسمه،
بمجرد أن دخل عمار لغرفة الحمام
القت سهر بجسدها على الفراش براحه،ثم وضعت يدها على شفاها،تتذكر قول عمار أنه يحبها،طنت تلك الجُلمه برأسها،"إنتِ نجمه نورت حياتى يا سهر"
شعور بداخلها لا يوصف،سعيده وصافية الذهن،لاتريد أن يُعكر صفو هذه الليله أى تفكير،نفضت عن رأسها تلك الأيام الماضيه،نهضت من على الفراش،وفتحت الدولاب،وجدت ملابسها التى كانت بالحقيبه مرتبه بداخله بمكان مخصص لها،جذبت أحدى المنامات،ونظرت بأتجاه باب الحمام،تبسمت،وقامت بخلع ملابسها،وإرتداء،تلك المنامه الحريريه،ذات اللون الأحمر وبعض القلوب الصغيره البيضاء
إقتربت من التسريحه وقامت بإسدال شعرها،وأنحنت وأخذت المشط،وقفت تُمشط خُصلات شعرها،سابحه فى خيالها السعيد،عمار قال لها أنه يُحبها،لما تلك الكلمه تُشغل بالها،قاربت مدة  زواجهم  على أربع أشهر بين مُشاحنات بينهم،ولحظات رومانسيه لم تشعر بها مثلما شعرت بقُبولات عمار قبل قليل،شعور مختلف يختلج بكل مشاعرها،لم تكن تريد أن يترك عمار شفاها،وتظل تستنشق من أنفاسهُ،لما شعرت بالخواء بعد أن ترك شفاها،أرادت أن يعود يُقبلها مره أخرى،لا بل مرات.
أثناء شرود سهر فتح عمار باب الحمام،نظر فى البدايه الى الفراش لم يجدها،تبسم وهو يراها تقف أمام المرآه،تُمشط خُصلات شعرها،إقترب منها،ووقف خلفها يحاوط خصرها بيديه ويميل برأسه على إحدى كتفيها، قائلاً: خضيتك،كنتى شارده فى أيه.
يا سهر.
إنخضت سهر مبتسمه تقول:مش شارده ولا حاجه.
تبسم عمار،وقبل جانب عُنقها،قائلاً: جميل قوى عطر الياسمين الابيض الى فى شعرك.
وضعت سهر المشط مكانه،وإستدارت،لوجه عمار قائله:بس عطر الياسمين ده مش من شعرى،ده من شجرة الياسمين الى مزروعه تحت البلكونه،وفروعها قريبه من الأوضه،وده سبب  إن عطر الياسمين معبئ الأوضه.
حاوط عمار خصر سهر بيديه وإنحنى،يُقبلها،لثوانى،ثم ترك شفاها،وقال:
تعرفى إن باجى هنا للمزرعه دى كتير،وأول مره آشعر بعطر الياسمين مع إنى بنام فى الأوضه دى لما بكون هنا،وأول مره أعرف إن فى شجرة ياسمين قريبه من الأوضه.
تعجبت سهر،وبدون إنتباه منها،وضعت يديها حول رقبة عمار،قائله:غريبه،إزاى،لأول مره بتعرف،بوجود شجرة الياسمين،وأنا أول مره آجى لهنا وشوفتها،وكمان وشذا عطرها،منتشر جداً فى الأوضه. 
تبسم عمار يقول:لأن لأول مره بحس بوجود روح فى بيت المزرعه دى،لما باجى هنا بيبقى علشان شغل،بس المره دى أنا مش جاى علشان شغل.
تعجبت سهر قائله:قصدك أيه،طب وأستاذ حسام كان هنا ليه؟
رد عمار:كان بيرحب بينا هنا فى الفيوم،مش أكتر.
تبسمت سهر قائله:طب طالما مفيش شغل ليه جيت وجبتنى معاك هنا.
رد عمار:علشان محتاج أبعد عن أى شئ يعكر صفو حياتى معاكى، حتى لو كان لأيام، سهر ممكن متفكريش،الليله دى فى أى شئ أو أى حد غير وجودنا مع بعض لوحدنا.
تبسمت سهر
بسمتها كانت جواب صريح بالقبول. 
قبلها عمار،قُبله شغوفه،بادلته سهر نفس الشعف لثوانى ،ثم ترك شفاها،وإنحنى،يحملها،
تبسمت بقبول
وضعها عمار بالفراش مبتسما ًينظر لذالك الشغف بعيناها الذى يراه لأول مره منذ ليلة زواجهم المقيته،إعتلى عمار جسدها،يقتطف من شفاها قُبولات دافئه تنعش روحهِ،ليسبح معها فى حقول منعشه برائحة الياسمين الابيض.
.......
  لتشرق شمس يوم دافئ مُحمله نسامته برائحة الياسمين
أستيقظ عمار،من النوم نظر الى جواره،رأى سهر مازالت نائمه،تبسم،هو ينظر لها، لأول مره منذ بداية زواجهم،يشعر،بتلك الراحه
بعد ليلة أمس الهادئه بينهم، أزاح خُصلات شعرها المتناثره عن وجهها، ونظر لوجهها بتمعن، سهر، تمتلك وجه ملائكى،وكانت ملاكاً،بالنسبه ليلة أمس،كانت ملاكاً حققت له كل ما يتمنى،أن يجدهُ معاها منذ بداية زواجهم،وهو،،،، التوافق
لكن عقله شرد فى الأيام السابقه، كم تمنى أن تُنحى سهر، عنادها، وتمردها الدائم 
مال يُقبل جبينها ثم نهض من جوارها،مغادراً الغرفه. 
بعد قليل، تمطئت سهر بيديها، بالفراش، لم تشعر، بوجود عمار، فتحت عيناها، وأستغربت، هو أستيقظ قبلها، وتركها لم يوقظها، كما كان يفعل سابقاً، لكن لديها شعور، بالراحه، منذ مده لم تحصل على هذا الشعور، نحت الغطاء، ونهضت من على الفراش، توجهت الى الحمام، خرجت بعد قليل أبدلت ثيابها، وخرجت من الغرفه  وتجولت بهذا المنزل الكبير، الى أن وصلت الى المطبخ الخاص، به، نظرت بداخله، وتعجبت كثيراً، قائله: 
على فكره غلط، تشرب سجاير، عالريق، كمان قدامك غاز، والع. 
تبسم  لها قائلاً: صباح الخير. 
ردت: صباح النور، بس راحت فين الشغاله الى هنا، مش معقول، عمار  زايد،واقف فى المطبخ، بيحضر لنفسه الفطور! 
تبسم  عمار قائلاً: يمكن حبيت أفاجئك، يلا تعالى نفطر سوا. 
تعجبت سهر أكثر قائله بذهول: وكمان حضرتيلى فطور معاك، لأ مش مصدقه، يمكن حاططلى فى الفطور، سم علشان تتخلص منى! 
ضحك  عمار، كثيراً،  وأقترب منها وقبل خدهاثم قال: ومين قالك أنى عاوز أتخلص منك، بلاش  كلام كتير، وتعالى نفطر سوا. 
شعرت سهر برجفه فى قلبها،وجلست على أحد المقاعد بالمطبخ قائله : وماله نفطر، سوا ميضرش، حتى يمكن ألاقى سبب للتغير المفاجئ، ولا يمكن المكان، هو سبب التغيير ده. 
جلس  عمار على مقعد جوارها قائلاً: وماله المكان؟ 
ردت سهر: هنا هدوء، والمكان يحسسك بالسَكينه والهدوء النفسى، عكس بيت زايد،تحسه زى بيت الأعداء،والأشباح،ولا نسيت   . 
ضحك عمار  وهو ينظر لعين سهر قائلاً: تحبى تعيشى هنا؟ 
ردت سهر: ياريت. 
تبسم  عمار قائلاً: بس للأسف  أنا ناويت أبيع المزرعه دى. 
ردت سهر: ليه تبيعها، خساره تبيعها، بس براحتك، أنت أدرى بمصلحتك. 
تبسم  عمار يقول: تعرفى أن دى أكتر مزرعه، فكرت كتير، فى بيعها، وبرجع على آخر لحظه، معرفش السبب أيه، شئ عجيب، بيمنعنى، وأنتى الوحيده الى من عيلة زايد باتت معايا فيها. 
نظرت سهر لعيناه: قصدك أنى أستثناء، وبعدين أنا مش من عيلة، زايد، أنا أسمى، 
سهر منير عطوه. 
نظر عمار لعيناها قائلاً  بنبرة تملُك،: أنتى من يوم ما أتجوزتك بقيتى مدام  سهر عمار زايد. 
تبسمت سهر بسخريه قائله: أحنا مش فى أوربا، علشان آخد كنيتك بعد الجواز، أحنا هنا فى مصر، بنفضل محتفظين بكنية أهلنا لحد موتنا، وأنا حابه كنيتى، 
سهر منير عطوه.  
تبسم عمار وهو يوجه الطعام ناحية فم سهر قائلاً: هنا فى مصر،أو فى أروبا فى أى مكان إنتى مراتى ومش بس كده،كمان حبيبتي
سهر،اللى عامله زى الشريك المخالف،بس وقعت فى عشقها،لما كانت هتقع فى حضنى،إتمنيت إنى بس أبوسها،وأحس بأنفاسها العطره،زى كده .
أنهى عمار قوله،وهو يُقبل سهر،المشدوهه من تغيُر عمار،عقلها حائر بالسبب أهو المكان السبب فى ذالك التغيُر أم أنها تحلُم بذالك،
أغمضت عيناها،وفتحتها مره أخرى،
جاوب عقلها،لأ ليس حلُم،أنه حقيقه عمار يُقبلها،تشعر بشعور آخر عن سابق تقبيلهُ لها،شعور مُميز يجعلها تريدهُ ألا يترك شفاها ليس كالسابق،أحياناً كثيره كانت تشعر بنفور من قُبولاته.
ترك عمار شفاه سهر،ليتنفس الأثنان 
رأى عمار وجه سهر الذى إصطبغ باللون الأحمر،سهر،رغم مدة زواجهم لكن مازالت تخجل بوضوح،خجلها،يجعلهُ يُجن بها،أقترب مره أخرى وكاد يُقبلها،لولا صوت رساله  لهاتفه الموضوع على طاولة الطعام.
نظر الأثنان لشاشة الهاتف.
قرأت سهر  الأسم على شاشة الهاتف قائله:مين هديل دى الى بتبعتلك رساله بدرى كده.
رد عمار:دى بنت اللواء ثابت وتبقى أخت حسام.
شعرت سهر بالغيره قائله:طب وبتبعتلك رساله  دلوقتى ليه؟
تلاعب عمار بسهر:أكيد علشان تأكد عليا الميعاد الى بينا.
ميعاد،ميعاد أيه هكذا قالت سهر،بغيره شبه واضحه. 
تبسم عمار يقول:هديل بتعمل دكتوراه عن أستصلاح الاراضى الصحراويه وواخده مزرعتى تعمل عليها أبحاثها.
قالت سهر:طب ليه مأخدتش مزرعة باباها كماده للبحث والدكتوراه.
رد عمار:هى واخده الاتنين،لأن المزرعتين أنا الى إستصلحتهم من البدايه،بس مزرعتى أكبر من مزرعة باباها،غير عندى المعدات الأزمه للأستصلاح.
تحدثت سهر:وهديل على كده حلوه.
تبسم عمار يقول:دى حضرت فرحنا على فكره وباركتلك وقتها.
ردت سهر:مأخدتش بالى،منها مكنتش مركزه،بس لو فيها شبه من حسام تبقى مقبوله.
رد عمار مازحاً:لأ هى أحلى من حسام طبعاً.
شعرت سهر بالغيره قائله:بجد طب كويس،أهو تاخد لقب صائد الجميلات.
ضحك عمار قوياً يقول:صائد الجميلات،وهما فين الجميلات الى إصطادتهم دول.
ردت سهر:خديجه جميله،وزى ما بتقول،كمان هديل جميله.
تبسم عمار:وأنتى أجمل بنت،قصدى ست شوفتها فى حياتى،يا سهرى،بتمنى كنت قابلتك بدرى شويه،صدقينى مكنش هيبقى فى حياتى غيرك،وبالفعل مفيش فى حياتى غيرك يا سهر،أنا  وخديجه.........؟..
إنقطع حديث عمار،بسبب رنين هاتفهُ
نظرا الأثنان  للشاشه الهاتف،تبسم عمار وكذالك سهر،حين قال عمار:
ده أحمد أكيد دلوقتي هيقولى ليه مقولتلوش إنى جاى للمزرعه هنا.
تبسمت سهر قائله:طب ما ترد عليه ولا هتسيبه يرن.
نظر عمار لها ثم قال:لأ هرد عليه،بس هختصر معاه فى الكلام وأنتى إفطرى علشان بعد الفطور هنخرج.
قبل ان تسأله سهر أين سنخرج كان قد خرج من باب المطبخ المُطل على حديقة المزرعه،
تنهدت سهر،وأكلت بعض اللقيمات البسيطه،وبالفعل عاد عمار،سريعاً.
وضع يدهُ على كتف سهر قائلاً:مأكلتيش ليه
تبسمت قائله: أكلت،زى ما متعوده مش باكل كتير عالفطور.
تبسم عمار وقال:تمام،هاخد سندوتش صغير،ويلا بينا.
نهضت سهر قائله:هنروح فين؟
رد عمار،هديل منتظره فى الأرض هنتقابل هناك،وبالمره تشوفى أرض المزرعه.
رغم غيرة سهر،لكن سارت معه،تعجبت حين مسك يدها وهما يسيران داخل المزرعه،
الى أن وصلا لمكان 
رأت هديل تقف مع شخص آخر،أقتربا منها.
تبسم عمار يقول:صباح الخير.
رد فى البدايه الشخص الاخر مبتسماً:صباح النور،يا عمار بيه،المزرعه نورت،بالست هانم.
تبسمت سهر له بإمأه،بينما قالت هديل:
صباح النور،يا عمار،نورتى المزرعه يا مدام.
تبسمت لها سهر،وهى تتفحصها جيداً،هى حقاً ذات جمال عادى،لكن تبدوا صاحبة حضور طاغى،شعرت سهر بالغيره،فأطبقت يدها بقوه على يد عمار.
شعر عمار،بذالك فتبسم،وقال:
أعرفكم 
عم مجدى،المسؤل عن عمال المزرعه،والمهندسه هديل ثابت،
ومدام سهر مراتى
تبسمت هديل قائله:سبق وحضرت فرحكم أهلاً،يا مدام،كذالك مجدى رحب بها 
تحدثت هديل قائله:أنا بقول نستغل الوقت فى كذا أمر مهم خاص،بإنتاج المزرعه،كنت محتاجه أخد رأيك فيه 
تبسم عمار:عم مجدى قالى،على الى طلبتيه منه،وفعلاً خلونا نستغل الوقت،قبل الشمس ما تقوى،وأنتى يا سهر،تعالى معانا . 
ترك عمار،يد سهر،و سار أمامها مع  مجدى وهديل.
بين أشجار التفاح 
سارت سهرخلف عمار الذى يسير يتحدث مع تلك المهندسه،ومعهم مجدى 
إبتعد عمار،هو تلك المهندسه ومجدى  بعيداً،لكن مازلا،بمحيط رؤيتها،شعور بالهدوء،رغم حفيف فروع الشجر،تلك الرائحه الربيعيه،تتوغل لٕانفها تُشعرها بالصفاء،
لا تعرف لما إشتهت،من ثمار الشجر،سارت قليلاً تنظر الى فروع الشجر المثمره علها تجد فرع تستطيع القطف منه،
لكن كل الأشجار،عاليه بالنسبه لطولها،
توقفت أمام إحدى الشجرات وشَبت على أطراف أصابع قدميها،كى تطول،ذالك الفرع،وبالفعل طالته وقطفت بعض حبات التفاح،لكن إختل توازنها،وقع التفاح،من بين يديها،وكادت تسقُط هى الأخرى،لكن،قبل أن يصل جسدها،للأرض،يد أمسكت يدها،وظلت مُمسكه بيدها الى أن أعتدلت واقفه،
نظرت سهر،لمن مازال يُمسك يدها يبدوا عليه القلق. 
تحدث بلهفه: مش تاخدى بالك يا سهر. 
تبسمت دون رد. 
عاود عمار الحديث: عاوزه تفاح كنتى طلبتى من أى حد من عمال المزرعه، أو قولتلى وكنت قطفت ليكى.
تبسمت سهر قائله: أنا كنت قطفت بس إختل توازنى، عالعموم شكراً، بس فين المهندسه  الى كانت معاك، وإزاى رجعت لهنا، بسرعه المسافه كانت بينا بعيده. 
رد عمار: ناسيه إن دى أرضى وحافظ كل شبر فيها،رجعت من طريق مختصر، والمهندسه راحت تكمل شغلها بالمزرعه. 
تبسمت سهر وتركت يد عمار، وذهبت الى مكان تلك التفاحات التى سقطت من يديها، وقبل أن تنحنى تأتى بها، فوجئت بنفسها، تُرفع من خصرها  لم تشعر بساقيها فى الهواء، للحظه إنخضت 
لكن صوت عمار، هدئها حين قال: 
أقطفى غير الى وقعوا عالأرض،. 
تبمست سهر، وبالفعل إقتطفت بعض التفاحات، ووضعتها بداخل تجويف، بطرحة رأسها،نظرت لعمار قائله: بقول دول كفايه ونزلنى لحد من عمال المزرعه يشوفنا. 
تبسم  عمار يقول: هو أحنا بنسرق، المزرعه كلها بتاعتى. 
تبسمت  سهر  قائله: مش قصدى، إننا بنسرق، بس الموقف مش لطيف. 
تبسم عمار وهو ينزلها الى الأرض مره أخرى 
مسكت سهر إحدى التفاحات قائله: 
خدى كُل دى، التفاح فيه ماده طبيعيه، بتساعد على الأقلاع عن التدخين، ماده مضاده للنكوتين. 
أخذ عمار التفاحه من يدها مبتسماً  ، يقول: 
مكنتش أعرف إنك بتحبى التفاح قبل كده. 
ردت سهر: أنا بحب التفاح المصرى بس، الى بيبقى شكله أخضر مشبح بإحمرار، أنما التفاح الأخضر، والأحمر الامريكانى مش بحبهم مالهمش طعم، تحس طعمهم ماسخ، إنما التفاح المصرى فيه مزازه حلوه. 
تبسم عمار، ووجه التفاحه ناحية فمه لكن قبل أن يقطمها قالت له سهر: 
بس خد بالك آدم خرج من الجنه بسبب تفاحه.
 تبسم عمار واقترب من سهر ولف يدهُ حول خصرها قائلاً: 
وكمان الأميره النائمه لما أكلت التفاحه المسمومه، مفاقتش غير لما جه الأمير وباسها. 
أنهى عمار قوله،يجذب سهر من خصرها،لتصبح قريبه منه،
تبسم على حياؤها،الذى وضح على ملامح وجهها.
......
بعد الظهيره.
عاد عمار،بسهر للمنزل المرفق بالمزرعه.
تبسم عمار لتلك المرأه التى قالت له بترحيب:
الغدا جاهز يا عمار بيه تحب أحضره فى السفره ولا تحت المظله الى فى الجنينه.
نظر عمار ل سهر قائلاً:تحبى فين يا سهر؟
ردت سهر:براحتك مش هتفرق فى أى مكان،لأنى جعانه جداً بسبب المشى فى المزرعه مكنتش أعرف أنها كبيره كده،بس أفضل المظله.
تبسم عمار للخادمه قائلاً:حضرى الغدا،تحت المظله،على ما نغسل إيدينا.
بعد قليل
تحت مظله من الخوص والغاب تشبه، غرفة كبيره لحدٍ ما، نظيفه كما أن شجرتى فُل وياسمين،تتسلق فروعها تغطى العشه تُعطيها منظر جميل و  موجود بأرضيتها سجاد  بعض الوسائد،كما أن هناك ستاره بمنتصف العشه،لا تعرف ماذا يوجد خلفها،العشه ،تشبه غرفة جلوس أرضيه   جلس عمار أرضاً،وجوارهُ سهر،أقترب منها وأصبحت بين يديه.
خجلت سهر قائله:على فكره،دى مش مظله دى تعتبر عشه وكمان بابها مفتوح،وممكن الشغاله تدخل علينا،فأقعد محترم.
ضحك عمار،وهمس جوار أذن سهر قائلاً: الشغاله خلاص حطت الغدا كده مهمتها أنتهت،ومفيش حد هيهوب من هنا،وبعدين مش قولتى من شويه جعانه،أيه التفاح الى أكلتيه مشبعكيش؟
ردت سهر بتذمر قائله:قصدك الى أكلته انت كله،انا يدوب أكلت أتنين والباقى إنت اكلته.
تبسم عمار،يقول:أنتى الى مقطفتيش غير حبه صغيرين،عالعموم،بعد العصر نرجع تانى لهناك تقطفى غيرهم،بس تعملى حسابك فى كميه أكبر المره دى،ودلوقتي خلينا نتغدى.
ردت سهر ببسمه:طب وليه مش نرجع لمكان التفاح بعد الغدا،ونستنى لبعد العصر.
رد عمار: المكان قريب من الجبل،والشمس عموديه وقريبه هنا بسبب خلو المكان،فبتبقى درجة الحرارة زايده مش زى المنصوره فى الوقت ده،وكمان علشان نرتاح شويه.
تبسمت سهر قائله:تمام،خلينا نتغدى،بس ياريت تبعد عنى علشان تعرف تاكل،إنت تقريباً الصبح مفطرتش،كنت مستعجل على ميعاد المهندسه.
تبسم عمار وهو يشعر بغيرة سهر، وقال لها سبق وقولتلك يوم الصباحيه،أن متعود أن أكل أحمد وأكل انا كمان  ،متقلقيش عليا ودلوقتي كلى بقى،وبلاش كلام كتير.
بالفعل طاوعت سهر عمار،الذى كان يطعمها،ويأكل بنفس الوقت،الى أن قالت سهر:
كفايه خلاص مبقتش قادره،أكل اكتر من كده،لو لسه عاوز كُل أنت إنما انا الحمد لله شبعت.
تبسم عمار قائلاً:أنا كمان شبعت الحمد لله،هرن عالشغاله تجى تاخد باقي الأكل تحبى تشربى عصير،أو تطلبى منها حاجه تجبها وهى جايه تاخد باقى الاكل.
هزت سهر رأسها بنفى قائله:لأ أنا خلاص معدتى أتملت أكل،لو عندها فوار خليها تجيبهُ معاها.
تبسم عمار،وقال:متخافيش دلوقتى هتهضمى الى أكلتيه ومش بعيد تجوعى تاتى.
لم تفهم سهر لما يُلمح عمار،الأ بعد ان أخذت الخادمه،باقى الطعام وغادرت المكان،
نهض عمار،واقفاً وجذب معه يد سهر لتنهض هى الأخرى،وسارت معه،الى أن ازاح تلك الستاره،ليظهر فراش صغير،موجود،بالمظله،ولكن ما أدهشها،هو أوراق الياسمين المنثوره على الفراش .
نظرت لعمار قائله:
أنت كنت أمر الشغاله  ترتب المكان هنا علشان نتغدى فيه،ومع ذالك خيرتنى،أفرض كنت أختارت نتغدى فى أوضة السفره.
همس عمار،من خلفها وهو يحاوط جسدها بيديه ووضع رأسه على كتفها قائلاً: كنت متأكد أنك هتختارى هنا.
ردت سهر:ده غرور،ولا ثقه زايده.
تبسم عمار:لأ ده إحساس،وأنا كنت متأكد من إحساسى،خلينا نروح ننام عالسرير،نستريح شويه،لجولة بعد  العصر.
تبسمت سهر وهى تسير أمامه،قائله: بس تعرف إنى بحب الياسمين والفل،وبحب النباتات العطريه،بحس عطرها الطبيعى بيدى صفاء كبير،للنفس،وهدوء.
تبسم عمار:وأنا كمان كده،بحب العطور الطبيعيه مش المُصنعه،ولما ببقى عاوز أصفى ذهنى باجى لهنا.
جلست سهر على الفراش قائله:
يمكن ده السبب الى بيخليك كل مره تفكر تبيع المزرعه دى تتراجع،الهدوء والجمال الطبيعى الى فيها.
رد عمار وهو يجلس جوار سهر قائلاً:وفيه سبب تانى متأكد هيخليني عمرى ما أفرط فيها.
نظرت له سهر وقالت بسؤال:وأيه السبب التانى ده بقى.
رد عمار،وهو يهمس أمام شفاه سهر قائلاً:إنتى السبب يا سهر،هنا لأول مره من يوم ما أتجوزنا،أحس بالراحه  والأحساس الدافى،وكمان هنا الأمير لقى  اميرته،الى كانت نايمه منتظره ظهوره.ُ
قال عمار هذا  وقبل سهر،التى رحبت بقبولاته،تطير معه كالفراشه بين الزهور،
بعد وقت 
نام عمار على ظهره جاذباً معه سهر تنام على صدره ،سحبت سهر غطاء الفراش معها،،ونامت على صدر عمار،تشعر،براحه غريبه عليها،ظل الصمت قليلاً لا يخرج سوى صوت أنفاسهم،الى أن تحدثت سهر،قائله عمار إنت ليه مكملتش تعليمك،بعد الدبلوم.
رد عمار قائلاً:بتسألى ليه؟
ردت سهر:مجرد سؤال،يعنى الى أعرفه أن جدك صحيح مكنش بنفس الثراء الى أنتم عليه دلوقتي،بس كان ميسور الحال،وكان ممكن تدخل أى جامعه خاصه،بعد دبلوم الزراعه،الفلوس مكنتش هتاثر معاكم.
ضحك عمار قائلاً:فعلاً الفلوس مكنتش هتأثر،بس أنا كملت دراسه جامعيه بعد دبلوم الزراعه،وكمان معايا دبلومه فى كيفية أستصلاح الأراضى الصحراويه من كلية الزراعه بالمنصوره.
نهضت سهر من على صدر عمار،تسحب الغطاء عليها ونظرت له بذهول قائله:بتقول أيه دبلومه من كلية الزراعه،طب إزاى،وليه محدش يعرف!
ضحك عمار على ذهول سهر قائلاً:محدش كان يعرف غير،أمى،وكمان يوسف،ودلوقتي أنتى كمان،بس يفرق معاكى أنى أكون معايا تعليم عالى.
هزت سهر رأسها قائله:لأ ميفرقش معايا،إن كان تعليمك عالى أو متوسط أو حتى جاهل،فى متعلمين كتير،ومعاهم شهادات عاليه،وخساره فيهم التعليم،عندك أقرب مثال،وائل إبن عمى،متلاقيش أغبى،وأتفه منه،ومع ذالك بيتقال له يا بشمهندس،وهو ميفرقش عن  الحمار،وتلاقيه دخل كلية الهندسه بالغش.
ضحك عمار يقول:واضح حبك الشديد لولاد عمك.
ردت سهر:قصدك بُغضى لهم هما وأمهم،يلا ربنا يسهلهم،بس ليه محدش يعرف بأنك كملت تعليمك غير طنط حكمت،ويوسف،دى حاجه تشرف.
رد عمار:جدى الله يرحمه،مكنش من النوعيه الى بتعتقد أن التعليم بينور العقول،كان بيقول الدنيا أكبر مدرسه،والى يمشى فى الدنيا يتعلم أكتر،كل ما يتعرف على ناس،وياخد من خبرتهم وتجاربهم،هو كان عنده حق،بس كمان فى رأيي التعليم،بينور العقل،وبيوسع الأدراك والمعرفه،بجانب الخبره الى فى طبيعة البشر.
نظرت سهر لعمار،بأعجاب،دون حديث.
تبسم عمار وجذبها لتعود نائمه على صدره،يسود الصمت،وتتحدث المشاعر،بلغة عشق.
......ــــــــــــــــ
فى المساء 
دخل عمار لغرفة النوم،لم يجد سهر،بالغرفه،ذهب بأتجاه باب الحمام،طرق أكثر من مره لكن لارد،فتح الباب،ووجد الحمام،خالياً،تعجب،وكان سيذهب ليعلم أين هى،لكن،تقابل مع سهر على باب الغرفه،ورأى بيدها كيساً بلاستيكياً،
تبسم يقول:كنتى فين؟
ردت سهر:روحت مشوار قريب من هنا أنا والشغاله،هروح أخد شاور وأغير هدومى.
بعد قليل خرجت سهر من الحمام،وجدت عمار،ينهى إتصاله،علمت مع من كان يتحدث،حين قال:
وأنتى من أهل الخير،يا ماما،ثم وضع هاتفه،وذهب الى الحمام 
وخرج بعد قليل،خفض أضاءة الغرفه،ثم توجه للفراش،وأقترب من سهر ونظر لها قائلاً:أحمد زعلان أنى جبتك لهنا،وهو لأ.
تبسمت سهر قائله:ك بصراحه  كويس أن جينا لهنا لوحدنا،مكنش ينفع يكون معانا حد تالت.
تبسم عمار،يقول هو الآخر:فعلاً مكنش ينفع معانا تالت،أقترب عمار أكثر من سهر،وقبلها،ليترك شفاها،ويعتليها،يضع رأسه بين حنايا عنقها هامساً:
أنا بحبك يا سهر،عشقك سكن قلبى،مش هيطلع منه غير بوقف نبضه.
لفت سهر يديها بقوه حول جسد عمار تضمهُ لجسدها قائله بلهفه:بعيد الشر.
رفع عمار وجهه ونظر لعين سهر قائلاً برجاء:
حِبينى يا سهر.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

داين تُدان هكذا هى الحقيقه 
كانت هيام تجلس على مقعد خلف  باب الشقه، تتسمع من خلفهُ
رأتها مياده التى خرجت من المطبخ تحمل صنيه صغيره عليها بعض السندوتشات و كوباً من القهوه،إقتربت من مكان جلوس هيام  قائله:
ماما قاعده وراء الباب كده ليه؟
ردت هيام بتعسف:وأنت مالك،وأيه الى فى إيدك ده،مش متعشيه معايا أنا وباباكى،ولا الفجعه جاتلك،كملى طريقك روحى أوضتك.
بلعت مياده حديث هيام الجاف قائله:
قاعده وراء الباب علشان تسمعى،سى وائل وهو طالع لشقته،بعض ما أقضى سهراته فى دار زايد،نفس الى كانت تيتا بتعمله زمان لما خالى يكون موجود فى مصر،كنتى تاخدينا طول الوقت نقعد هناك عنده فى البيت،وبالرغم أن مرات خالى مكنتش بتبقى طيقانا،بس طبعاً،لازم نتحمل سخافتها،الليله أنتى مستنيه وائل،والسنيوره غدير،عالعموم،أنا ميهمنيش،هروح أكل السندوتشات،وأشرب القهوه،وأذاكر شويه خلاص كلها شهر ونص والامتحانات تشتغل،سلام يا ماما،وأسمعى كويس كده متهيألى،فى صوت رجلين طالعه عالسلم.
نظرت هيام لمياده نظرة حقد  ولا مبالاه بقولها.
بالفعل كما قالت مياده،سمعت هيام
أقدام صاعده على السلم  
فتحت الباب ووقفت أمامه،ترسم بسمه قائله بتفاجؤ مصطنع:أيه ده أنتم لسه جاين من بره،دا أنا كنت نازله أتأكد أن بوابة البيت مقفوله كويس وكنت هتربس البوابه ،معرفش ليه بقيت بحس بخوف من يوم وفاة المرحومه حماتى.
ردت غدير بأستهزاء:وهتربسى البوابه ليه هو البيت سرايا وفيه الطمع للحراميه،ولا الحاجه آمنه كانت شغاله بادى جارد للبيت،دى مكنتش بتطلع من أوضتها من يوم ما دخلت للبيت ده.
همست هيام لنفسها:كعبك محنى،من يوم ما دخلتى للبيت مشوفتش من وراكى خير،ياريتني ما كنت وافقت وائل،مشوفتش من عز عيلة زايد الهوا حتى،دا حتى أنا الى كتبت له قيراط من أرضى،فى لحظة غفله منى،وفى الآخر،بستناه عالسلم علشان أكلمه،زى الأغراب،بس أرجع و أقول بخت بيروح للى ميستهلوش،سهر تروح تعيش فى عِز،وأنا هنا بستنى وراء الأبواب،وحيدى،اللى كنت مفكراه هيغرف ويدينى،ضيعت من أرضى،وياريت فى الآخر أخدت حاجه،صحيح الطمع يقل ما جمع بس مش هفضل كده كتير،وهتشوفى،يا بنت زايد .  
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمزرعة الفيوم. 
ذُهلت سهر من قول  عمار لها"حِبينى ياسهر" 
شعرت بيداه اللتان تسيران على جسدها يُقربها منه.
إبتلعت سهر ريقها قائله:عمار أنااااا،أنااااا
رفع عمار رأسه ونظر لوجه سهر قائلاً: أنا بحبك يا سهر،وصدقينى،لو رجع الزمن مكنتش هغصبك ليلة فرحنا،كانت سوء فهم،
أناااا
قبل أن يُكمل عمار إعتذارهُ،رفعت سهر رأسها وبمفاجأه،قبلت عمار،قُبله رقيقه خجوله.
تفاجئ عمار  فى البدايه متعجباً من تلك القُبله،ثم تبسم وهو ينظر لوجه سهر الأحمر 
لم يكن عمار فقط المتفاجئ،بل سهر نفسها تفاجئت من فعلتها.
جذبها بحميميه إليه أكثر.
تعلثمت سهر قائله بخجل:عمار،مش مش هينفع،أناااجالى عذر مُفاجئ.
تبسم عمار على خجلها الواضح،وقال:عارف يا سهر،أنا لمحت محتوى الكيس الى كان فى إيدك من شويه،أثناء كلامنا،سهر أنا كل الى عاوزه،إنك متبعديش عن حضنى.
قال عمار هذا،وتنحى عن سهر نائماً جوارها،وجذبها ليكون جسدها محاوط بين يديه.
نظر لها مبتسماً،وهى تُغمض عيناها ثم شبك أصابع يدهُ بأصابع يدها،وجذب يدها يُقبلها،وأغمض عيناه هو الأخر،يشعر،براحه كبيره،وسرعان ما غاص فى بحر النوم الهنئ.
لكن سهر فتحت عيناها بعد قليل،حاولت سحب يدها من يد عمار،لكن عمار أطبق أصابعهُ بقوه يزيد من تشابك يدهُ بيدها،للحظه طن بأذُنها صوت طقطقة أصابع يدها بين يدهُ ليلة زفافهم،حقاً اليوم تشابك أيديهم  مختلف  
لكن فكرت أيضاً كيف تجرأت وقبلت عمار،بالتأكيد للحظه تنحى عقلها وتحكم قلبها،تشعر،بالتشتُت،ضائعه بين عقلها الذى يُطالب،بالتروى،فالبدايه كانت سيئه بينهم،وكذالك طوال الوقت،سوء الظن من عمار بها الدائم،والأهم من ذالك كلهُ
خديجه....،
إذا كان يُحبنى كما يقول،فماذا تعنى له خديجه،رأت بعينيها تودودهما بالحديث،والتفهُم بينهم،حتى أنه  كثيراً ما يمدح فى حكمتها وتفهُمها لطباع من حولها،لأول مره تشعر،بالتشتُت لابد لهذا من قرار حاسم.
.....ــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور خمس أيام 
مع خيوط الشمش الأولى.
إستيقظت سهر،ونظرت لعمار النائم جوارها،شردت بملامحهُ الوسيمه والرجوليه،أيقن عقلها،لو قابلت عمار بظروف أخرى،لكانت وقعت بعشقه من الوهله الأولى،لكن دائمًا للبدايه تأثير،بقرار القلب،تنهدت وتسحبت من بين يدي،عمار،وأرتدت مئزر فوق منامتها، وتوجهت نحو باب شُرفة الغرفه، فتحته بهدوء، وذمته خلفها، وقفت تنظر أمامها تستنشق رائحة الهواء المُختلطه بشذى الفُل الياسمين وتلك النباتات العطريه،المزروعه،حول الإستراحه،أغمضت عيناها تسحب رئتيها  الهواء،يُنعش فؤادها ،تنظر أمامها لذالك المنظر الربانى البديع بزوغ الشمس من بعيد تُبدد الظلام،تُظهر ألوان الطبيعه الخلابه،هنالك قمة جبل يظهر من بعيد خلف تلك الأرض المزروعه،بأشجار متنوعه الثمر،والألوان،منظر يُهدئ ويصفى النفس العليله، أغمضت عيناها تحتفظ بخيالها بهذا المنظر البديع، لكن فتحت عيناها حين سمعت صوت فتح باب الشُرفه، 
إستدارت بتلقائيه تستند بظهرها على سياج حديدى بالشُرفه ونظرت أمامها، تبسمت على بسمته، قبل أن تتحدث تحدث عمار قائلاً: 
صباح الخير. 
ردت بصوت يُغلفهُ الدلال قائله: صباح معطر بالياسمين والفل، أنا النهارده  صحيت قبلك. 
تبسم عمار  وهو يقترب من مكان وقوفها، وحاصر جسدها بين يديه وسياج الشرفه، قائلاً:  مين الى قالك كده، أنا كنت صاحى، من زمان ،بس حبيت أعطيكِ فرصه إنك تصحى قبلى.
تبسمت بدلال وهى تستدير تضع يديها فوق يدى عمار  تستنشق رائحة الهواء قائله:  
شوف قرص الشمس تحس إنه جزء من الجبل، والخضره القريبه ومنظر خضار عروش الشجر، يسحر العين جمال رباني. 
همس عمار خلفها يقول: تحبى تعيشى هنا يا سهر؟ 
ردت سهر بسرعه: ياريت. 
تبسم عمار يقول: إنتِ جيتى لهنا فى أفضل وقت فى السنه بالنسبه  للمكان ده، الربيع 
بس المكان هنا له طبيعه قاسيه فى الصيف، الفيوم، صحيح تعتبر من  أول خط محافظات الصعيد، بس كمان فيها أماكن بتحمل  نفس طبيعة الطقس القاسى للصعيد، ده الظهير الصحراوى للمحافظه، صحيح المزرعه مُستصلحه، بس كمان مواسم الطقس لها تأثير، كلها شهور وتبقى المزرعه دى عباره عن أشجار شبه  خاليه،من اوراقها. 
تنهدت سهر  قائله: قولت شبه خاليه، يعنى مش جرداء، ووقتها متأكده برضوا  أن لها سحر خاص،  يعنى يمكن اقل من شهر ونص ويبدأ موسم قطف التفاح، وبعدها بشهور، موسم قطف الرومان، وبين الموسمين بيفضل الشجر محتفظ ببعض أوراق قديمه بضلل على الورقات الصغيره الى بتنبت فى الفروع والجذوع تحميها لحد ما تكبر، وتزهر هى كمان، يعنى دوره متكامله، ولا قولت أيه يا بشمهندس  الزراعه.
تبسم عمار يقول:صحيح إن السر خرج من بين إتنين مبقاش سر.
لفت سهر وجهها لعمار،قائله:طب وليه مخلى دراستك دى،سر،دا حتى حاجةتزود من شآنك بين الناس،يا بشمهندز.
تبسم عمار على نُطق سهر لكلمة بشمهندز،قائلاً:شآن الأنسان هو الى بيعمله بأيده مش بشهادات ولا بفلوسه،جدى الله يرحمه مكنش من أغنياء البلد وكان راجل جاهل،بس كانت له شوره و كلمه مسموعه بين أغنى أغنياء البلد،حتى لما إتساوى،بهم بل بقى أغنى منهم،مكنش بيتعالى فضل زى ما هو،الراجل الشُجاع .
تبسمت سهر قائله:واضح تأثير جدك ده عليك قوى،بس ليه بحس أن جدك ده كان قاسى،  حتى سمعت مره طنط حكمت وخديجه بيتكلموا عنه،وقالوا أنهم كانوا بيخافوا منه،أكتر من جدتك،حتى الغوريلا فريال كانت بتترعب منه؟
ضحك عمار يقول:فعلاً جدى كان قاسى،وصارم،ومبحبش حد يخالفه،بس كان بسهوله تكسبيه،لو نفذتى طلبه أو اللى  أمر،بيه،كان بيهدى،إنما تخالفيه تندمى،هو كان عنده نظره ثاقبه فى الى قدامك،ويعرف يتعامل مع شخصيته،زى مرات عمى فريال كده،تعرفى أنه مكنش موافق على جوازها من عمى،بس جدتى هى اللى خطبتها من وراه،حتى فاكر جدتى مره قالتلى،أنه قالها،إنتى روحتى لفريال على غنى عليتها، دى تغور، لو هتورث ملايين، حكمت رغم أنه بنت ناس على قد حالهم بس أهلها طيبين ومش طماعين، بكره تندمى، أنا كان فى دامغى واحده، تانيه بس طالما روحتى لهم ووافقوا وأبنك موافق، إشربى إنت وهو،وأهو عمى،شارب منها،لحد ما جاله العصبى.
ضحكت سهر قائله:آه والله بعذرهُ أنه متحملها،بس تعرف مين الى كان جدك عاوزه لعمو سليمان.
رد عمار:أيوا،كان عاوز خالتى أخت أمى،ودى بقى بصراحه كده زى البلسم.
تبسمت سهر قائله:فعلاً هى ست طيبه جداً،وكمان متنساش أنه تبقى حمات أخواتك البنات فلازم تشكر فيها،بس تعرف دلوقتي عرفت سبب كره فريال لخالتك،ومعاملتها لها بتعالى،أكيد عرفت أن جدك كان نفسه يجوزها لعمك.
تبسم عمار يقول:لأ وفى سبب تانى كمان،عُقدة النقص الى عند مرات عمى،خالتى خلفت تلات ولاد وراء بعض فى الأول،وبعدهم بنتين،فالغيره زادت بقلبها.
تعجبت سهر قائله:قصدك علشان هى خلفها بنات يعنى بس،ده مش عُقدة نقص ده تخلف،واضح أنها زى مرات عمى هيام،عندها تمييز بين بناتها والمخسوف وائل إبنها عملتلهم عُقدة نفسيه.
ضحك عمار يقول:لأ أنا بنات عمى مش فى دماغهم أصلاً،كل واحده فيهم شارده فى طريق،زى ما شوفتى كده.
تبسمت سهر قائله:يعنى سبب كُرهها ليك،نفس العُقده،وإنك كنت الولد الأول و الوحيد فى العيله لحد ما جه أحمد.
رد عمار دون إنتباه:بس أنا مكنتش الولد الوحيد ولا الأول.
تعجبت سهر قائله:قصدك أيه!؟
إنتبه عمار قائلاً:كان ليا إبن عم أكبر منى،بسنه،بس توفى،وهو صبى.
تعجبت سهر قائله:يعنى فريال كان عندها ولد أكبر منك،طب إزاى،وإنت أكبر أخواتك!
رد عمار:ماما أول ما خلفت،خلفت بنت وماتت بعد شهور من ولادتها،وبعدها فضلت مده على ما حملت تانى،فى الوقت ده عمى كان إتجوز ومرات عمى خلفت بعد تسع شهور،وبعدها بسنه ماما خلفتنى،وبعدين كفايه كلام عن  غيرنا،النهارده آخر يوم لينا هنا وهنرجع المسا لبيت زايد بالبلد من تانى خليني نستمتع،بالخُضره والوجه الحسن. 
كان لدى سهر فضول معرفة أكثر حول عائلة عمار، ربما  وصلت لعلاقته بخديجه، لكن هو كعادته مراوغ، يستطيع قلب الحديث لمجرى آخر. 
تحدثت سهر قائله: بس دى الخُضره، فين بقى الوجه الحسن. 
تبسم عمار  يقول: وهو فى وجه أحسن منك يا ملاكى. 
تبسمت سهر بغصه من نعته لها بملاكى، فهذه  الكلمه من كانت تناديها بها جدتها، وأحياناً  والداتها، وردت :
 هو فى ملاك أسود، أنا بقيت سوده جربت الصن بلوك، كان زى كيف عدمه، زى ما يكون سودنى أكتر. 
تبسم عمار قائلاً: مش سوده، بقيتى برونزيه، وبصراحه أحلى، إنت أحلى فى كل الأوقات، بس خايف لما نرجع ويسألونى مين دى وفين سهر هقولهم أيه. 
ضحكت سهر قائله: قولهم دى مراتى التالته، وسهر نسيتها فى الفيوم. 
ضحك  عمار يقول: لأ خلاص توبنا الى الله، مفيش تالته، مفيش غير سهر وبس، ويلا بطلى رغى وخلينا نتمشى فى الأرض شويه، نفسى أكل تفاح من المزرعه قبل ما نرجع  من تانى للبلد، بس تنقى التفاحه الناضجه الناعمه، مش الى لسه مخشبه. 
تبسمت  سهر تقول: ليه كبرت وعجزت سنانك بقت توجعك من أكل التفاح. 
تبسم عمار  يقول: لأ الحمد لله لسه شباب و سنانى قويه وكويسه، بس التفاح المخشب ده بيقى لسه من جواه  خضار  مالوش طعم. 
تبسمت سهر قائله: خلاص طالما الى أنا بقطفه مخشب ومالوش طعم، أقطف إنت، أو خلى حد من عمالك يقطفلك. 
تبسم عمار  قائلاً: مينفعشي حد غيرك يقطفلى التفاح الى هاكله، بصراحه، بيبقى ألذ، لأنى بتعب فيه، متنسيش أنى ببقى شايلك وإنتى بتقطفيه من عالشجر، كمان متنسيش أن التفاح ده قرص من العلاج بتاعى. 
تعجبت تقول: علاج أيه؟؟! 
رد عمار: مش سبق وقولتى التفاح فيه ماده مضاده للتدخين، يظهر كلامك صح، أنا فعلاً  قللت كتير من التدخين الأيام  الى فاتت، بفضل  أكل التفاح. 
تبسمت سهر قائله:عقبال ما تقلع عنها نهائياً،حتى علشان صحتك.
إقترب عمار من سهر لم يعُد يفصل بينهم شئ،قائلاً:وتهمك صحتى،يعنى بتخافى عليا،يعنى بتحبينى؟
إرتبكت سهر،ونظرت لعين عمار،ولم تستطع النطق،لكن فاجئها عمار يُقبلها برقه وشغف.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بمنزل
دخل عمار ممسكاً بيد سهر،أعطى للخادمه حقيبة الملابس،ثم دخل الى غرفة السفره مباسرةً،بعد أن قالت له الخادمه أن الجميع بغرفة السفره يتناولون العشاء. 
تبسم قائلاً:مساء الخير.
رد الجميع عليه ببسمه،،مساء النور 
عدا فريال،التى وقعت عيناها على يدي عمار وسهر المُمسكان ببعضهم،تأكلتها النيران،وهمست لنفسها قائله:
يظهر الوليه المشعوذه كبرت وخرفت،وبدل ما تعمل لهم سحر،بالفراق،قربتهم أكتر،لازم أتصرف فى أقرب وقت،وأروحلها من تانى،أو أشوف واحده غيرها.
بينما ترك أحمد مكان جلوسه ونهض وتوجه سريعاً لعمار وقام بحضنه قائلاً:وخشتنى يا عمار،المره الجايه هتاخدنى أنا معاك لمزرعة الفيوم.
تبسم عمار بود قائلاً: بعد ما تخلص إمتحاناتك،وتكون إيدك بقت كويسه،ويلا تعالى خلينا نتعشى،واضح إن حماتى بتحبنى،أنا فعلاً جعان أنا وسهر  على غدانا.
ردت غدير الجالسه:وليه ما دخلتوش أى مطعم عالطريق أكلتوا،أو كنتوا أخدتوا معاكم من المزرعه أكل.
ردت سهر وهى تجلس على مقعد بالسفره  مقابل ل غدير: مش بحب آكل المطاعم و
نسينا المره الجايه هنبقى نفتكر ناخد معانا أكل،منور يا وائل،إزى طنط هيام ومياده،وعمى.
رد وائل:كويسين وبخير،إزيك إنتى؟
ردت سهر:أنا كويسه وبألف خير،زى ما أنت شايف،أسمريت بس شويه من الشمس هناك،بس كلها كام يوم ويرجع لونى لطبيعته،بس أمانه عليك إبقى سلملى على طنط هيام ومياده،ولا مبتشوفهمش،مش معقول  دا أنتم عايشين فى بيت واحد،بس طبعاً لازم كل ليله تجى تتعشى وتاخد مراتك من هنا.
شعرت غدير بأستهزاء سهر وقالت:ويضايقك أنه يجى ياخدنى من هنا،أنا بفضل هنا علشان ماما،براعيها،رغم إنى محتاجه اللى يرعانى.
تعجبت سهر قائله:ليه محتاجه للى يرعاكى شيفاكى بخير.
ردت غدير بأغاظه:علشان حامل،عقبالك،مش ناويه تفرحينا قريب،بخبر حملك.
شرقت سهر قليلاً،ناولها عمار كوب الماء،فأرتشفت بعض القطرات ثم وضعت الكوب أمامها،ولم تستطع الرد. 
فعادت غدير تتحدث: أنا حامل من ليلة الدخله،يعنى من أول ليلة جواز،مع أن وائل كان نفسه نأجل الخلفه شويه،بس النصيب بقى،وبصراحه أنا كنت خايفه لمحملش بسرعه او أسقط زيك،وكمان زى أسماء،بس الحمدلله الدكتوره الى متابعه معاها الحمل قالتلى،إن كل حاجه تمام،بس لسه نوع الجنين منعرفوش أصل الجنين،لافف على نفسه،بس هى عنده شبه يقين إنه ولد،بس أنا ووائل مش فارق معانا،المهم صحة الجنين،وصحتى أنا كمان،ما هو أنا مش ماعون.
شعرت سهر بضيق من قول غدير،ونهضت من على الطعام قائله:نفسى إنسدت،وكمان تعبانه من الطريق،هطلع شقتى أستريح،بالهناوالشفا.
تركت سهر غرفة السفره،نهض عمار هو الأخر خلف سهر.
تحدثت حكمت قائله:على فين يا عمار مش هتكمل عشاگ
رد عمار وهو ينظر ل غدير،بضيق شديد قائلاً:
لأ شبعت،عن أذنكم،هطلع أغير هدومى،ونازل تانى،تكونوا خلصتوا عشاكم.
تبسمت غدير بإنتصار،فهى عكرت صفو عمار  الذى كان واضحاً،عليه منذ دخوله مُمسك بيد سهر.،كذالك فريال،
بينما قالت خديجه بعتاب ل غدير:مكنش لازم تقولى كده،معناها أيه كلمة ماعون دى،سهر بالنسبه لعمار مش ماعون،يا غدير.
ردت غدير بتعسف:أمال هى بالنسبه له أيه؟
ردت خديجه:تبقى مراته.
نظرت غدير لها قائله:وأنتى كمان مراته ولا عاوزه تفهمينى،وتخدعى الكل أنك قابله بضره،عادى كده.
كانت خديجه ستبوح بسرها مع عمار،لكن نظرت لأبنها الذى تضايق،بعد مغادرة عمار للسفره خلف سهر،فردت قائله:أنا مش بخدع حد،ودى حياتى أنا وعمار،وأنا قابله،يبقى ياريت تحتفظى،بفهمك الغلط لنفسك،وأنا كمان نفسى إنسدت،وهقوم من عالعشا.
نهضت خديجه هى الأخرى،تاركه للطعام،بينما 
غدير شعرت بزهو،وكذالك فريال التى فرحت بما حدث وقل هناء وصفو عمار،وتلك الغبيه سهر،رغم غيظها،من نهوضه خلفها،لكن بخت سُمها وهى تنظر الى أحمد ومنى،ومثلت الشفقه قائله:
يظهر سهر ضحكت على عقل عمار خلاص،وقريب جداً مش بعيد تخليه يطلق خديجه،ويبقى لها لوحدها،وبالذات لما تخلف له،لكم ربنا يا حبايبى.
تدمعت عين أحمد وكذالك منى اللذان نهضا هما الأخران حزينان،أن يصدق قول،فريال.
بينما نهض مهدى وخلفه سليمان قائلين:شبعنا هاتولنا الشاى فى اوضة المكتب،عندنا شوية أشغال على عمار ما ينزل.
نظرت حكمت لفريال قائله:إرتاحتى يا فريال إنتى وبنتك، أنا بحمد ربنا،أن سهر هى الى بقت من نصيب عمار،وبتمنى يكون منها ولاده،ومش من غدير،كانوا هيورثوا،سواد قلوبكم،بالصحه على قلبكم.
نهضت حكمت هى الأخرى،وخلفها عاليه التى نظرت لهم بشفقه ونفور،لم يبقى بالغرفه سوا وائل وغدير فريال.
شعر وائل بالخذو،فنهض قائلاً:خلينا أحنا كمان نمشى يا غدير،بكره عندى ميعاد فى الأداره الهندسيه،علشان،أخد براءة أرض المعرض،وأنها فى كاردون المبانى مش فى أرض مخالفه.
نهضت غدير مبتسمه تقول:يلا بينا،أنا اساساً ماليش نفس للأكل،كنت نقنقت شويه فى المطبخ،سلام يا ماما هبقى أجيلك بكره لو قدرت،ولو مجتش هبقى أتصل أطمن عليكى.
ردت فريال:بالسلامه،متقلقيش عليا،.
غادر وائل وغدير،
تبسمت فريال قائله:لأ شكل الوليه المشعوذه خرفت،بس كده كويس،الكل طفش على الخُن بتاعهُ،بس الى يغيظ عمار،أكيد طلع وراء سهر علشان يطيب خاطرها،وهتلعب عليه،والخوف لتحمل وتجيب له الولد،وقتها محدش هيبقى عالحجر غيرها،الوليه دى لازم تشوفلى حل،يخليها تطفش من البيت فى أقرب وقت قبل ده ما يحصل.
.........
بشقة سهر 
دخلت سهر،تشعر بنيران حارقه،غدير ذكرت سهر،بما نسيته الأيام الماضيه بالفيوم،كانت تشعر بهدوء وصفو،وكذالك بحب وأحتواء عمار،الأيام الماضيه،لم يكن بينهم علاقه حميميه،رغم ذالك كانت تشتاق له،وتسعد بقبولاته،ناسيه كل خلافاتهم السابقه،لكن كلمة غدير لها أنها ماعون،ذكرتها بذالك الوجع النفسى،الذى تشعر به،
أثناء تفكيرها،دخل عمار للشقه هو الآخر،ورأى وجه سهر الذى يبدوا عليه الغيظ.
بينما تعجبت سهر من صعود عمار خلفها،وتبسمت حين رأته.
رد عمار عليها البسمه قائلاً:والله العشا ده حسيته زى إجتماع الأمم المتحده،مالوش لازمه،أساساً مكنتش عاوز آكل بعد التفاح الى أكلناه فى الطريق كويس إنى كنت سيبت الكرتونه فى العربيه،جبتها أهو ناكلها سوا. 
تبسمت سهر قائله:كويس أنك جبتها لهنا 
خساره غدير  تسمم منها.
وضع عمار الكرتونه،على طاوله  وأقترب من سهر وضمها قائلاً: التفاح لأميرتى،قال هذا وقبلها.
تجاوبت سهر معه،ليترك شفاها لتتنفس،رأت سهر بعينيه اللهفه،فقالت،أنا هدخل آخد شاور.
تبسم عمار قائلاً:براحتك أنا هنزل،لبابا وعمى،هنتكلم شويه عن الشغل،وهرجعلك تانى أوعى تنامى،أو تاكلى التفاح لوحدك.
تبسمت سهر له وتوجهت الى الحمام،بعد قليل خرجت من الحمام،ترتدى مئزر الحمام،فكرت فى قول غدير أنها ماعون،تذكرت أن ميعاد الحُقنه الشهريه كان اليوم ،جلست على الفراش عقلها يُفكر،بين التردد وترك تلك الوسيله،عمار بالأيام الماضيه،قال لها أنه يحبها أكثر من مره،شعرت منه بصدق مشاعرهُ،حتى أنه صعد خلفها،بعد تلقيح غدير عليها،
هى  ستنام قبل أن يصعد عمار مره أخرى،حتى تأخذ تلك الحقنه بالغد،بالفعل،بدلت المئزر،بمنامه قطنيه،وتسطحت على الفراش،لكن جفاها النوم،تتقلب يمين ويسار،الى أن سمعت صوت فتح باب الشقه و دخول عمار الى الغرفه،فأغلقت عيناها 
بينمانظر الى الفراش،وجد سهر نائمه،
تبسم وهو يتجه الى الحمام،خرج بعد قليل، تسطح الى جوار سهر،ما هى الأ ثوانى،وشعر بحركة سهر بالفراش فعلم أنها ليست نائمه.
تقرب منها ولمس جسدها قائلاً:سهر. 
بحة صوت عمار جعلت سهر فتحت عيناها،تلاقت عيناها مع عينى عمار،العاشقه،ذابت معه،بالشوق 
بعد قليل،ضم عمار جسد سهر قائلاً:
سهر أيه رأيك تروحى لدكتورة النسا.
إرتبكت سهر قائله:قصدك أيه بأنى أروح لدكتورة النسا.
رد عمار:تروحى تشوفى سبب لتأخير الحمل،بعد ما أجهضتى،محصلش حمل مره تانيه مش غريبه دى.
ردت سهر:لأ مش غريبه،فى ستات كتير بنتأخر فى الحمل مش شرط يعنى،كل شيء بأيد ربنا.
رد عمار:ونعم بالله،بس إنتى حملتى مره قبل كده،وبعدها محصلش حمل تانى،ممكن يكون الأجهاض،أثر عليكى،رأيى أننا كل ما بكرنا بالكشف،يبقى أفضل،ولو مكسوفه ممكن تاخدى خديجه معاكى،أو مامتك.
ردت سهر لتنهى الحديث:هنتظر لأخر الشهر وإن البريود جاتلى هقول لماما تجى معايا،ودلوقتي تصبح على خير،أنا مُجهده من الطريق وعاوزه أنام.
رد عمار:وأنتى من أهل الخير.
حاولت سهر الابتعاد عن عمار بجسدها،لكن هو ضمها له، رغم أنه شعر بتغيرها.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عدة أيام 
بجامعة سهر
إنتهت من المحاضرات،وخرجت هى وصفيه تسيران معاً،تقابلا مع حازم
الذى تبسم لهن قائلاً:والله بنات حلال،أنى أشوفكم النهارده انا بقالى مده مش باجى للجامعه.
تبسمت سهر قائله:سلامة باباك،صفيه قالتلى أنه بقى كويس،وبقى بيقف على رجله مره تانيه.
تبسم حازم قائلاً:الحمد لله،الدكتور قال إن إصابته هتاخد وقت،بس كنا فين أنا مكنتش مصدق إن بابا يتحرك مره تانيه بعد ما وقع من عالسقاله بتاع العمال إيده ورجله إنكسروا،قدر ولطف،وأدينى أهو بحاول أتابع شغله بتوجيه منه،بقيت قليل لما باجى للجامعه،بس من حظى إنى جيت النهارده
ردت سهر:ربنا يتمم شفاه على خير،أنا لازم أمشى.
ردت صفيه،فى محاضره إتلغت النهارده خلينا نستغل الوقت ونقعد شويه مع بعض أيه رأيك نطلع بره الجامعه تعزمينى على نسكافيه،ولا أقولك عصير فريش الجو حر النهارده.
تبسم حازم قائلاً:أنا موافق أعزمك،وطبعاً سهر مش هترضى وهتدفع هى تمن طلبها،تمام كده،يلا بينا.
إمتثلت لهم سهر وخرجوا الثلاث من مبنى الجامعه،يسيرون بشارع الجامعه
فى ذالك الأثناء كان عمار قريب من مكان الجامعه،فكر بسهر،فتوجه الى شارع الجامعه بسيارته،وفتح هاتفه ليقوم بالاتصال عليها،
فى أثناء إنشغاله بفتح الهاتف،كاد أن يصتطدم،پأحد عماويد الاناره بالشارع،فتفاده،ولكن أثناء تفاديه للعمود،كاد أن يصدم حازم،الذى إبتعد قليلاً،فترنح،جسده،وكانت تسير لجواره سهر،التى حاولت تفادى إصتطدام جسد حازم بها فأختل توازنها،وسقطت جالسه على رسغيها 
سب حازم عمار،الذى نزل من السياره على سُباب حازم له،لكن لم يغيظه سُبابه مثلما أغاظه،مد يدهُ ل سهر كى يساعدها على النهوض،
لكن قال عمار بحده وتعُسف :إبعد إيدك عنها لأكسرهالك.
نظر له حازم قائلاً:صحيح شخص معندكش ريحة الذوق، وبدل ما تعتذر بتقل فى أدبك،ورينى كده هتكسر إيدى إزاى،
قال حازم هذا ومد يدهُ ل سهر،لكن سهر تجنبت بعيد عن يد حازم،ومسكت بيد صفيه التى ساعدتها على النهوض،
إغتاظ عمار وأقترب من حازم،ودون مقدمات قام بلكمه،بوجهه قائلاً:قولتلك إبعد إيدك عنها.
قام حازم برد اللكمه لعمار،لكن عمار تفادها،وقام بلكمه لاكثر من مره،
حتى سقط حازم أرضاً،
إنحنى عمار،وكان سيُكمل لكم حازم،لولا،جذب سهر لعمار قائله:كفايه يا عمار الناس إتلمت بالشارع.
أستقام عمار،وجذب سهر من يدها 
لكن سمع قول حازم:أنتى تعرفى الحيوان ده منين يا سهر.
لم ترد سهر،بسبب جذب عمار لها من يدها حتى عاد للسياره وفتح لها الباب،وقام بدفعها،حتى صعدت للسياره،ثم توجه لناحية المقود،وقاد السياره سريعاً،مخلفاً خلفه غبار من الطريق،دخل منه جزء بعين حازم المسجى،وجهه بالدماء،جاءت له صفيه قائله:حازم إنت كويس؟
رد حازم قائلاً:مين الحيوان ده وإزاى سهر مشيت معاه بالسهوله دى!
ردت صفيه قائله:خلينى أساعدك وشك بينزف.
تحدث حازم:بقولك مين الحيوان ده؟
ردت صفيه:ده عمار زايد.
رد حازم بأستقلال:ومين بيكون عمار زايد؟
ردت صفيه:ده بيكون جوز سهر،يا حازم.
شعر حازم أنه لم يسمع جيداً،  وقال،بتقولى مين؟
أكدت صفيه قولها قائله:عمار زايد يبقى جوز سهر،سهر إتجوزت فى أجازة نص السنه،مكنتش فى البحر الأحمر زى ما كنا فاكرين،يا حازم،قوم خلينى أساعدك.
فقد حازم الأدراك،يصرخ قلبه وعقله غير مستوعب،كاد يصرخ يكذب صفيه،لكن الحقيقه واضحه،أمامهُ،سهر ذهبت مع ذالك الحيوان الذى أختطفها منه 
.......
بينما جلست سهر جوار عمار،بالسياره لم تتحدث،الى أن تحدث عمار:
مين الحقير الى أنا ضربته ده؟
ردت سهر:ده حازم زميلى فى الجامعه.
رد عمار:زميلك بس؟
أكدت سهر قائله:أيوا زميلى بس.
رد عمار:وأنتى متعوده تمشى مع زمايلك الشباب فى الشارع خارج الجامعه عادى كده.
ردت سهر قائله:قصدك أيه؟
رد عمار قائلاً:هتعرفى قصدى لما نوصل للبيت دلوقتي لازم أركز فى الطريق.
بعد وقت قليل 
دخلت سهر الى الشقه وخلفها عمار الذى صفع باب الشقه بقوه.
متحدثاً وهو يُمسك يد سهر اليسرى قائلاً:فين دبلة الجواز؟
ردت سهر قائله:ما أنت عارف عندى حساسيه من الدهب ومش بلبسها.
رد عمار:عندك حساسيه من الدهب ولا عندك حساسيه من جوازنا،علشان كده،زميلك ميعرفش أنا مين،ويمكن ميعرفش أصلاً إنك متجوزه،وأنتى ماشيه بمزاجك معاه فى الشارع خارج الجامعه.
ردت سهر قائله:أوعى لكلامك يا عمار قصدك أيه،وأنا مش همشى وأقول لكل زملائى أنى متجوزه من عمار زايد.
أغتاظ عمار قائلاً:تمام وأنا هسهلها عليكى.
قالت سهر:قصدك أيه؟
رد عمار بحسم: يعنى من النهارده مفيش مرواح للجامعه غير عالأمتحانات وأحمدى ربنا أنى كنت وعدت والدك إنى أسيبك تكملى دراستك،ولو مش وعدى ده،كنت منعتك من الدراسه نهائى.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

لم تكن سهر متعجبه من منع عمار لها الذهاب الى الجامعه،فا هو كعادته السابقه،يسئ الظن بها،ويتعجل  تنفيذالقرار،عمار عاد كالسابق لم يتغير،مازال يحكُم عليها قبل أن تدافع عن نفسها.
ردت سهر ببرود عكس النار التى بداخلها:
متفرقش كتير يا عمار منعك إنى أحضر المحاضرات،أو حتى إنك تمنعنى أكمل دراستى،الأتنين زى بعض،وقبل ما تقول إنا مكنتش ماشيه مع زميلى لوحدى،كان معايا بنت خالهُ وهى صديقتى،وعارفه أنى متجوزه من عمار زايد،بس مقولتلهاش إنى إتجوزت بالغصب،،وحتى لو كنت ماشيه لوحدى معاه مشوفتنيش ماشيه ماسكه إيدى بأيدهُ ولا بتمايص ولازقه فيه،كان بينا مسافه كبيره ،و كمان الشارع الى كنا ماشين فيه مش مقطوع،ده شارع عام ومعروف أنه شارع جامعه ومن الطبيعى أكون ماشيه وزميل ليا لا يعرفنى ولا أعرفه و ماشى هو كمان فى الشارع جانبى  ،وتمام بعد كده هكتب إسمك على جبينى، علشان الكل يعرف أنى مرات عمار زايد. 
قالت سهر هذا وتركت عمار وتوجهت الى غرفة النوم
جلست على الفراش،أزالت حجابها عن رأسها،وضعت رأسها بين يدها تتنفس بغضب شديد،لا تعرف،سبباً لتحجُر الدموع بعيناها،ربما لو بكت كانت شعرت براحه.
بينما عمار توجه الى شُرفه بالشقه،وأشعل سيجاره نفث دخانها بغضب شديد،لا يعرف لما تحكم فيه الغضب، لا ليس الغضب هى الغيره،حين رأى ذالك الشاب يمد يدهُ لسهر،إنفلت غضبهُ،لا يريد لأى ذكر أن يقترب من سهر،هو يغار عليها حتى من مزاحها مع أخيها،ألقى عُقب السيجاره ثم دلف الى الشقه ودخل  إلى غرفة النوم
رأى سهر تجلس على الفراش بملابسها الداخليه وجوارها حقيبة الأسعافات،وتقوم بتطهير تلك الجروج التى برسغيها وكذالك بكوع إحدى يديها،شعر بآلم بجسده كأن الجروح بجسده هو.
حين لاحظت سهر وجود عمار مع بالغرفه جذبت الملابس تُغطى رُسغيها،ثم وأغلقت حقيبة الأسعافات ووقفت تأخذ تلك العباءه المنزليه من جوارها وحملت حقيبة الأسعافات تُعيدها الى الحمام مره أخرى
شعرت ببعض الألم،لكن ليس أقوى من ذالك الألم الذى ينهش بقلبها،عمار مازال يُظهر عدم ثقته بها .
بينما عمار لام نفسهُ لما تصرع،ومنعها من
الذهاب الى الجامعه،كالعاده تسرع،فكر عقله،لما لا تعتذر عن سوء فهمك لهذا الوضع سهر مُحقه فيما قالت،هى كانت تسير بشارع عام ومن الطبيعى سير أى شخص جوارها،وعاد الى ذاكرته،حين مد زميلها يدهُ لها هى إجتنبت منه ومدت يدها لصديقتها التى ساعدتها على النهوض، لكن رد ذالك الوقح هو ما عصبهُ أكثر.
خرج من شروده على صوت فتح باب الحمام،وعودة سهر للغرفه،
نظرت له دون حديث،وإقتربت من الفراش وأخذت تلك الطرحه الموضوعه على الفراش وقامت بلفها حول رأسها بصمت،توجهت للخروج من باب الغرفه،لولا قول عمار:
رايحه فين؟
لم تستدير له وقالت:نازله تحت ليه بتسأل عاوز منى حاجه.
كان عمار سيقول لها لا تنزل وتبقى معه،لكن أكملت سهر قولها بمراره:طالما مش هروح للجامعه غير عالأمتحانات،يبقى أنزل أضيع وقتى فى وسط حكى الشغالين،وحريم البيت،يمكن أتعلم منهم حاجه تنفعنى للمستقبل.
قالت سهر هذا ولم تنتظر رد عمار،وغادرت الشقه.
بينما عمار،جلس على مقعد بالغرفه،يزفر أنفاسه بغضب،يبدوا أنه عاد مره أخرى لنقطة الصفر،سهر لم تنُظر له وتحدثت معه وهى تعطى له ظهرها. 
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل قليل 
بشارع الجامعه
عقل وقلب عاشق يصرخان بآلم جم،فليس هنالك ألم أقوى من آلم فُقدان الأمل فيمن يهواها القلب،،حازم
لم تستطع ساقيه تحمُل جسده فجلس أرضاً،
يشعر بألم ينهش كل جسده،ليس من ضرب ذالك الحيوان لكن مما سمعه من صفيه،
توجست صفيه بخوف قائله:حازم  مالك مش قادر توقف ليه أطلبك دكتور أو ممرضه من الجامعه.
هز حازم رأسه،ب لا وحاول النهوض مع أحد زملاؤه الذين  آتوا  إليه،يقول أحدهم:مين الهمجى الحيوان الى ضربك كده قدام الجامعه،كان لازم حد طلب من أمن الجامعه يدخل،ده أكيد واحد بلطجى شوارع،لو تعرف إسمه خلينا نروح لأمن الجامعه نقدم فيه بلاغ،والشرطه تعلمه الأدب.
نظر حازم لصفيه التى تهز رأسها بنهى قائلاً:
مش لازم بلاغ،هو خدنى على خوانه،وخلاص الموضوع إنتهى،بشكركم أنا لازم أروح،يلا يا صفيه،أوصلك فى سكتى،أنا معايا عربية بابا.
ردت صفيه:ووشك مش تروح حتى لأى صيدليه،يعطيك مرهم للكدمات.
سخر حازم قائلاً:شويه ميه ساقعه هطيب الكدمات لكن فى كدمات تانيه بتموت،قولت يلا بينا.
ساند حازم أصدقائه الى أن صعد الى السياره،وبدأ يقودها،لكن فرمل السياره فجأه لتتوقف.
إنخضت صفيه،ونظرت ل حازم قائله:حازم فى أيه وقفت العربيه مره واحده بالشكل ده ليه!
نظر حازم لها قائلاً:قولتي إن سهر إتجوزت فى أجازة نص السنه،طب ليه مقولتليش قبل كده.
ردت صفيه بخذو وآلم:بصراحه كنت عاوزه أقولك وكل مره أجى أقولك يحصل حاجه تمنعنى،بس سهر مش نصيبك يا حازم،هى عمرها ما وعدتك ولا حتى قالتلك هحاول أتقبل القصه،إنت الى علقت نفسك من البدايه بوهم ،وكتير أنا قولتلك سهر مش بتفكر فيك ولا فى الجواز أصلاً.
تعجب حازم ساخرا يقول:ولما هى مكنتش بتفكر فى الجواز،ليه إتجوزت وخبت عليا،خايفه عليا لما أعرف،أموت من الصدمه،وأكيد وافقت عالحيوان ده علشان فلوسه،ما هى عربيته الى كان هيدوسنى بها،تطمع أى واحدة،غير إن سمعت قبل كده عن تقريباً عمار زايد ده،من بابا،بس معرفش هو بيشتغل أيه،بس واضح أنه متغطرس،بدل ما يعتذر،قَل أدبهُ.
ردت صفيه:سهر مش زى ما انت بتفكر،وأنت اكتر واحد عارف كده،قبل كده رفضت كتير حتى إنك تدفع لها تمن كوباية شاى،جبتهالها،يبقى،بلاش التفكير ده،كل ما فى الحكايه القسمه والنصيب،وسهر مش من قسمتك ولا نصيبك،يبقى،بلاش تعذب نفسك،قدامك لسه الحياه،بكره تفتكر،سهر وإنت بتضحك،وتقول كان هبل منى.
نظر حازم لها قائلاً بتكرار:
هبل منى،بس مقولتليش إمتى عرفتى إن سهر إتجوزت؟
ردت صفيه:من فتره قبل جدتها ما تموت بأيام،شوفتها نازله من نفس العربيه مع عمار،ولما سالتها بعدها هى قالتلى إن العربيه بتاعة جوزها،قالت صفيه هذا فقط لكن تذكرت
فلاشـــــــــــــ*باك
بمدرج المحاضرات،دخلت سهر تبسمت حين رأت صفيه تجلس بمكانها ذهبت وجلست لجوارها،بعد ان ألقت عليها الصباح.
تبسمت صفيه وردت الصباح كان عقلها يفكر أتسأل سهر من التى نزلت من سيارته،بالقُرب من الجامعه،نهرت نفسها،ربما هذا فضول وتطفل منها على سهر،حقاً هن أصدقاء،لكن سهر،ربما لاتريد إخبارها،لكن تحكم الفضول بصفيه  فقالت مباشرةً:سهر مين الشاب الى نزلتى من عربيه بالقرب من الجامعه ده.
تبسمت سهر قائله:من وقت ما أقعدت جانبك وأنا مستنيه سؤالك ده،وعارفه إنك شوفتينى،وأنا نازله من عربية عمار.
تحدثت صفيه قائله:ومين عمار ده بقى،الى عنده عربيه تشتري شارع الجامعه كله.
تبسمت سهر قائله:عمار،عمار زايد،يبقى جوزى.
صدمه غير متوقعه،غرت صفيه فاها كأنها غير مُصدقه.
تبسمت سهر قائله:الدكتور دخل للمدرج،بعد المحاضره هكملك القصه،بس أقفلى بقك ده لدبان يدخله،وكمان ركزى فى المحاضره .
لم تستطع صفيه التركيز بالمحاضره،وكان الوقت يمر ببطئ يكاد يقتلها الفضول،لو لم ينهى المُحاضر المحاضره لكانت أخذت سهر وخرجت قبل أن تنتهى،لكن ربما،أعتذار الدكتور عن تكملة المحاضره،بعد أن آتاه إتصال هاتفى أنهى المحاضره وغادر،بدأ زملائهم فى الخروج من القاعه،حتى سهر وقفت قائله:إنتى لزقتى مكانك ولا أيه،خلاص الدكتور مش هيكمل المحاضره خلينا نخرج إحنا كمان.
جذبت صفيه سهر لتجلس مره أخرى قائله:قولى لى حكاية جوازك دى،وأزاى تمت أصلاً وإزاى متدعتنيش ولا خايفه أحسدك.
تبسمت سهر بأستهزاء قائله:تحسدينى،تحسدينى على أيه،إنى متجوزه على ضُره،تصدقى إن نفسى أحكيلك من زمان بس،خايفه من رد فعلك.
تعجبت صفيه قائله:وخايفه ليه من رد فعلى،إنت متجوزه فى السر ولا أيه؟
رد سهر:طبعاً لأ،انا اتجوزت فى العلن،وأتعملى فرح فى أكبر قاعه فى المنصوره كلها.
ردت صفيه:علشان كده معزمتنيش يا ندله،خوفتى لاعرك قدام العريس.
تبسمت سهر قائله:بطلى هبل،أنا هحكيلك الجوازه من البدايه أساساً مكنتش موافقه عليها،لأنها جوازة بدل.
تعجبت صفيه قائله:يعنى ايه جوازة بدل؟
سردت سهر لها قصة خطف وائل لغدير،وقرارعمار زواج البدل،وسوء الفهم الذى حدث فى البدايه أنهم أعتقدوا انه سيتزوج من مياده،لكن عمار أصر على الزواج منها هى.
تبسمت صفيه بخبث قائله:بس يظهر إن عمار ده كان عينهُ عليكى من الأول،وإلا ليه 
موافقش على البت الصفره بنت عمك،البت دى انا مشوفتهاش غير مره بس مرتحتلهاش،بس بتقولى إن ليكى ضره،وهى وافقت إنه يتجوز عليها بالبساطه دى،إزاى،ولا عمار مسيطر.
كانت سهر ستقول لها أنها موافقه،بل مُرحبه جداً ولا يفرق معاها  زواج عمار من غيرها،كأنه لا يعنيها،أو لأنها تعلم أن لها شآن كبير عنده،صعب أن تحتلهُ غيرها،وأنها ليست سوى ماعون إنجابى لعمار،بسبب عدم قدرت زوجته الأولى على الإنجاب فمن حقه الزواج بأخرى،دون إعتراضها،لكن منعها لسانها،وقالت:هى طيبه،ومتقبله الموضوع.
ردت صفيه:ما لازم تتقبل الموضوع وبسهوله كمان،زى ما قولتى الجواز كان بدل،يعنى كان بسبب الغبى وائل إبن عمك،بس إزاى وافقتى،بعد ما كنتى رافضه.
ردت سهر:بسبب تيتا آمنه تعبت جامد وخوفت عليها.
غمزت صفيه بعيناها قائله:طب أيه وأنتى معندكيش مشاعر إتجاه عمار ده.
إرتبكت سهر قائله:معرفش هى جوازه والسلام وتمت،مبقاش فيه مكان للمشاعر،عادى،كتير إتجوزوا،بدون مشاعر وإستمروا مع بعض.
ردت صفيه:سهر،إنتى بتكذبى،أنا شايفه فى عينك كلام تانى خلاف الى قولتيه،إنتى عندك مشاعر،ويمكن مشاعر قويه كمان،بس مش معترفه بها،يمكن جوازك فى البدايه كان بدل،بس مع الوقت واضح عمار،إستحوذ على تفكيرك،فاكره من كام يوم لما تليفونك جاله،رساله وقريت انا الأسم،شوفت لمعه فى عينك،لاول مره،بس هقولك براحتك،بس زعلانه منك،كنتى دعتينى حتى كنت هاجى الصباحيه أنقطك وآخد هديه محترمه قد النقوط مرتين،ما هو عمار زايد برضوا،تلاقيه جايبلك هدايا قيمه،والعينه اللبس النضيف الى بقيتى بتلبسيه،وانا أقول ماركات أصليه،تقوليلى تقليد بس،نضيف،ماشى بقولك كان جايبلك فستان زفاف،ولا مأجراه؟
ردت سهر:لا متخافيش،جابلى واحد،ومتخافيش محتفظه بيه،لما تجى تتجوزى،أبقى خديه.
ضحكت صفيه قائله:تسلميلي،ويزيد خير عمار زايد.
تبسمت سهر قائله:تعرفى يا صفيه إنى إرتاحت لما قولتلك إنى إتجوزت،وكمان إرتاحت اكتر أنك فهمتى طبيعة جوازى من عمار،واحده غيرك،كانت قالت إنى أتجوزته على ضره طمع.
ردت صفيه:سهر لو كان جوازك من عمار طمع كنتى هتقولى من زمان ليه هتخبى خصوصاً أنك قولتى الزفاف كان فى قاعه،يعنى علنى قدام الناس،مش فى الدرى،أنتى كنتى خايفه لاحسدك.
ضحكت سهر قائله:تحسدينى برضوا،بس غريبه فكرت ممكن تزعلى لما تعرفى،بسبب حازم.
ردت صفيه:سهر انا اكتر واحده عارفه مشاعرك من إتجاه حازم،وأنا كنت أول واحده نبهتك لكده حتى قبل حازم ما يقولك،سهر،الجواز والحب قسمه ونصيب،وأنتى عمرك حتى ما أديتى أمل لحازم،وكمان لمعة عنيكى وأنتى بتتكلمى عن عمار مختلفه عن لما بتقعدى وتتكلمى معايا أنا وحازم،،بس بصراحه خايفه من صدمته لما يعرف بجوازك ده،بس ده النصيب،وأنتى مش من نصيب حازم،بس فى رأيي متقوليش له خليها بظروفها مع الوقت.
تبسمت سهر لها بقبول وموافقه.
عودهـــــــــــــــ*
عادت صفيه من تفكيرها،قائله:
الحكايه خلاص خلصت يا حازم،وسهر مكنتش من نصيبك،يبقى ليه تتعب قلب نفسك،فكر فى مستقبلك وإنسى سهر،وصدقنى الأيام بداوى وبتنسى.
رد حازم:يمكن صحيح الأيام بداوى،بس أكيد مش بتنسى. 
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى المساء 
أثناء جلوس سهر مع حكمت وفريال،وأيضاً كانوا يتحدثون بعدة مواضيع،لكن سهر لم تكن تصغى لحديثهن،الى أن رن هاتفها، نظرت لشاشة الهاتف،ثم لهن قائله:
عن إذنكم هطلع أرد عالتليفون.
تحدثت فريال بحنق قائله:طب ما تردى هنا ولا المكالمه خاصه.
ردت سهر قائله:لأ المكالمه مش خاصه،بس هنا الخط بيقطع هطلع أرد فى الجنينه حتى أشم شوية هوا طبيعى 
إستهزأت فريال بنظرة سخريه.
خرجت سهر الى حديقة المنزل وردت على الهاتف قائله:
صفيه حازم عامل أيه؟
ردت صفيه:متقلقيش شوية كدمات،بس هو عرف إنك إتجوزتى أنا قولت له فى البدايه إنصدم،بس بعد كده هدي،وعرف إن كل شى نصيب،بس طبعاً مقلتلوش أن جوازك كان بدل بسبب الغبى وائل إبن عمك،حتى لو كان جوازك فى البدايه بسببه غباؤه لما خطف بنت عم عمار،فدلوقتى جوازك من عمار برغبتك،بس قوليلى،صحيح انا شوفت عمار،يوم ما جيتلك أعزى فى جدتك،بس أيه الهيبه دى،وتقوليلى جواز بدل،وبسبب رجاء جدتك الله يرحمها،يا بنتى انا لو مش مكتوب كتابى كنت خطفته منك.
رغم أن سهر تعلم ان صفيه تمزح،لكن شعرت بالغيره قائله:وماله أسجل كلامك ده وأبعته لخطيبك فى رساله من فاعل خير.
ضحكت صفيه قائله:على إيه قلبك ابيض،عصفور فى اليد،بس مقولتليش عمار عمل إيه معاكى،أنا خوفت من شرار عنيه للواد حازم وبالذات لما شد إيدك وراه.
ردت سهر:مفيش مانعنى من المجي للجامعه،غير عالأمتحانات،وكويس أنك إتصلتى عليا،كنت هتصل عليك،وأقولك أبقى سجلى المحاضرات على ريكوردر،وأبقى اخدها منك.
ذهلت صفيه قائله: طب ومنعك ليه،لأ واضح الحب والغيره ولعوا،يارب أوعدنى،تمام هسجلك المحاضرات،بس إزاى هتاخدى الريكوردر.
رأت سهر سيارة عمار تدخل الى المنزل فقطبت على حديث صفيه قائله:هبقى اتصل عليكى ونتفق نتقابل فى مكان بعيد عن الجامعه آخد منك ريكوردر المحاضرات،أو اقولك نتقابل عند ماما فى البيت ، يلابالسلامه دلوقتي هرجع أتصل عليكى ونتفق.
تبسمت صفيه بمكر قائله:  أيه عمورى دخل على غفله ماشى بالسلامه.
أغلقت صفيه الهاتف،وهى لم تشعر بحازم الذى سمع حديثها مع سهر منذ بدايته،وعلم ان سهر تزوجت ببدل بسبب إبن عمها،لم يكن برغبتها من البدايه.
إنخضت صفيه بوجود  حازم وقالت له:حازم إيه الى جابك دلوقتي لعندنا؟
رد حازم:أيه مش بيت عمتى ولا إيه،ثم سأل صفيه:كنتى بتكلمى مين؟
ردت صفيه:ولا حد أنا كنت واقفه فى البلكونه ألقط شبكه للتليفون،بس للاسف ملقطش،تلاقى بسبب تغير الطقس مأثر عالشبكه،أو الشبكه نفسها واقعه، مش مهم خلاص،هروح أجيبلك حاجه تشربها.
صمت حازم،صفيه كذبت عليه،سهر لم تتزوج  بأرادتها بل بسبب،ذالك الحقير أبن عمها.
....
بينما بحديقةمنزل زايد أغلقت سهر الهاتف،توجهت لدخول المنزل مره أخرى،تقابلت مع عمار الذى يدخل هو الأخر،.
نظر لها قائلاً:
كنتى بتكلمى مين عالتليفون؟
ردت سهر:كنت بكلم صفيه زميلتى.
غضب عمار قائلاً:كنتى بتكلميها تطمنى على الغبى الى ضربته؟
نظرت له سهر بأستغراب قائله:لأ الغبى الى ضربته ميهمنيش الى يهمنى مستقبلى،وقولت لها تسجلها،على ريكوردر،وتبقى تجبهالى عند ماما،لو مكنش ده يضايقك.
نظر لها عمار  ولم يتحدث،وأشار لها بالدخول الى المنزل قبله.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مُضى شهر تقريباً.
بمنزل زايد 
قبل الظهر بقليل
دخلت سهر الى غرفة الجلوس،كانت تجلس حكمت وفريال وحدهما.
إستهزات فريال قائله:لابسه كده ورايحه فين مش عمار منعك من المرواح للجامعه.
ردت سهر قائله:بس ممنعنيش أنى اروح عند ماما،وأنا رايحه عند ماما،وكنت جايه أقول،لطنط حكمت،وهفضل هناك شويه،يمكن للمغرب كده.
قبل أن ترد فريال،سبقت حكمت بالرد:
روحى،براحتك بس أرجعى قبل رجوع عمار،وسلميلى على نوال،وكمان سلام مخصوص لعلاء.
تبسمت سهر لها،
فى،ذالك الوقت كانت تدخل عاليه مبتسمه بعد أن القت عليهم السلام،نظرت لسهر قائله:إنتى خارجه.
ردت سهر قائله:أيوا،رايحه عند ماما.
فكرت فريال قائله:
كويس إنك جيتى يا عاليه،باباكى كان ساب شيك لغدير،وهى إتصلت من شويه قالت الحمل تاعبها ومش هتقدر تجى النهارده، روحى مع سهر وخدى الشيك أعطيه لها،بالمره،أستنى أهو فى جيبى خديه لها.
شعرت عاليه بالحرج قائله:بس أنا عندى محاضره فى الجامعه بعد ساعه ونص.
ردت فريال:لسه وقت طويل،خديه لها وأطلعى من هناك على جامعتك،كده كده هيبقى  معاكى العربيه.
أخذت عاليه الشيك من والداتها،وغادرت هى وسهر سيراً على الأقدام،كانتا تتحدثان بود الى أن وصلا الى منزل  والدا سهر،دخلتا خلف بعضهن،فتحت سهر باب شقة والدها،وعزمت على عاليه بالدخول،لكن عليا تبسمت لها قائله:الوقت يا دوب على ما أطلع اعطى الشيك لغدير وأنزل،أتصل بالسواق يجى ياخدنى للجامعه،سلميلي على طنط نوال وعمى منير.
تبسمت لها سهر ودخلت الى الشقه،بينما صعدت عاليه،لشقة غدير.
فتحت لها غدير بعد أكثر من رنين بتذمر قائله:فكرتك حماتى،الى بترن الجرس،لو مكنتيش بعتى رساله أنه إنتى مكنتش هفتح،وليه رذله.
نظرت لها عاليه قائله:عيب تقولى على حماتك كده،عالعموم ماليش دعوه،الشيك أهو أظن ماما إتصلت عليكى وقالتلك،.
تبسمت غدير وهى تاخذ الشيك من يد عاليه قائله:تعالى نقعد شويه مع بعض نتسلى،أهو نضيع وقت شويه.
ردت عاليه:عاوزه تضيعى وقت عندك حماتك الرذله زى ما بتقولى عليها إنما أنا مش فاصيه عندى محاضره،يا دوب الحق الوقت،إدخلى كملى نوم،او إتكلمى مع ماما عالتليفون،سلام أنا،وصلت الأمانه.  
قالت عاليه هذا ونزلت على السلم 
للصدفه تقابلت مع علاء وهو يدخل من بوابة المنزل،وقف علاء مبتسماً يرحب،بها،وسألها عن سبب وجودها بالمنزل،أخبرته السبب،ظل الاثنان يتحدثان لوقت،معاً بأُلفه،غافلين عن تلك الحقوده التى تنظر لهم من أعلى السلم،
تنحنحت عاليه بعد قليل وغادرت مبتسمه،كذالك علاء دخل الى شقة والدايه
بينما غدير تنهدت بمكر قائله:رميو وجوليت واقفين فى مدخل البيت يتودودوا سوا،لأ وتقولى مش فاضيه عندى محاضره،يظهر المحاضره كانت فى الحب،يلا أما نشوف نهايه القصه الحب الى عالسلالم ده .
........
بشقة والد سهر 
دخل علاء مبتسماً حين رأى سهر قائلاً:أيه اليوم الحلو ده،أجى من المستشفى بعد سهر،وتعب الاقى وجه حسن فى إنتظارى.
تبسمت سهر قائله:بقالك مده مش بتزورنى قولت أقفشك النهارده،وكمان زمان البت صفيه جايه بالمحاضرات لهنا،أنا متصله على ماما من إمبارح وقولت لها،انى هاجى،علشان صفيه.
ردت نوال بعتب قائله:يعنى لو مش صفيه جايه لهنا مكنتيش هتيجى،أنا مروحتش المدرسه مخصوص علشانك.
قبل ان ترد سهر كان جرس الباب،يرن.
قال علاء خليكم أنا اقرب للباب هفتح.
فتح علاء الباب.
تبسمت له صفيه قائله:دكتور علاء الى رفض يتجوزنى بنفسه بيفتح لى الباب.
تبسم علاء يقول:أنا الى رفضت ولا انتى الى عملتى زى بقية البنات وعاوزه العريس الجاهز،بشقه وعربيه.
ضحكت صفيه قائله:هو عنده الشقه لسه العربيه إدعى لى.
تبسم علاء قائلاً:هدعيلك على حطام قلبى.
تبسمت من خلفهم سهر قائله:خلى حطام قلبك لبعدين،أدخلى يا أختى وبطلى هزار،لأحسن أصور لقاء الأحبه بعد غياب،وأبعته للى بالك فيه.
تبسمت صفيه وهى تنظر ل علاء قائله:خلاص يا دكتور علاء من فضلك انا شخصيه مسؤله وعند خطيب خلاص وسع بقى،أروح أسلم على طنط نوال،وأسألها عملت كيكة البرتقال الى بحبها،ولا نسيت.
تبسمت نوال قائله:عملتهالك لما سهر قالتلى بالليل إنك جايه النهارده،وكمان عملت كب كيك الفانليا اللى بتحبه سهر،يلا أدخلوا،لأوضة سهر،على ما اجبيها لكم،وإنت يا علاء،روح أستريح من السهر.
.....
بعد العصر،وقفت صفيه قائله:خلاص الوقت سرقنا،وقربنا عالمغرب،لازم أروح قبل الدنيا ما تضلم،أهو شرحت لك النقط الى مش فهماها،ومعاكى،ريكوردر المحاضرات،وخلاص الأمتحانات فاضل عليها عشرين يوم،وهبقى أجيبلك ريكوردر محاضرات المراجعه،هو لسه عمار برضو متربس دماغه،قولى له إن المحاضرات دى بتبقى مهمه،يمكن يرضى 
صمتت سهر.
قالت صفيه:براحتك،هبقى أتصل عليكى،باباى،هطلع أسلم على طنط نوال وأمشى انا بقى،هاتى بوسه من خدك،علشان سى عمار ميغرش.
تبسمت سهر لها.
...
بعد قليل 
دخلت نوال لغرفة سهر 
وجدتها تستعد للذهاب.،فقالت لها:صفيه بنت حلال.
ردت سهر قائله:فعلاً بتجيبلى المحاضرات ريكوردر،والنقط الى مش ببقى فهمهاها بتراجعها معايا،يلا هانت،خلاص الامتحانات عالابواب.
تبسمت نوال قائله:ربنا ينحجك،وأنتى عامله أيه مع عمار.
ردت سهر:هكون عامله معاه أيه عادى،بس كويس أنك جبتى سيرة عمار،ليا عندك طلب.
تبسمت نوال قائله:وأيه الطلب ده.
ردت سهر:عمار كان طلب منى أنى أروح للدكتوره.
إرتعبت نوال قائله:أنتى تعبانه،طب ايه الى بيوجعك،قوليلى.
ردت سهر قائله:أنا كويسه جداً،الموضوع أنه كان طلب منى اروح لدكتورة نسا 
تنهدت نوال براحه قائله:خوفتني،بس ليه.
ردت سهر:مش عارفه ليه علشان حكاية الخلفه الى أتاخرت،الست غدير،قربت تدخل الشهر الخامس .
قالت نوال:وأنتى كمان سبق وكنتى حامل،صحيح أجهضتى،بس أكيد الحكايه ممكن تكون مسألة ووووو
توقفت نوال تنظر ل سهر ثم قالت:سهر إنتى كنتى بتاخدى مانع حمل؟
صمت سهر كان الجواب.
تعجبت نوال قائله:وطبعاً عمار ميعرفش،طب ليه عملتى كده.
ردت سهر قائله:وكنتى عاوزانى أخلف من واحد إغتصبنى ليلة جوازنا،واحد أقرب حل عنده يسئ الظن بيا،ويصدقه بدون دليل،أبسط شئ مانعه ليا إنى أروح للجامعه لمجرد شاف زميلى ماشى جانبى فى الشارع،واحد متجوز من واحده تانيه هى فى نظره العقل والراحه،وأنا بس ماعون ،ماما مش عاوزه تجى معايا براحتك،ممكن آخد خديجه،زى ما هو طلب منى قبل كده.
حضنت سهر نوال قائله:مش يمكن كل الى قولتى عليه أوهام فى عقلك إنتى بس،فكرى يا سهر.
ردت سهر بتذمر:ماما لو مش عاوزه....
ردت نوال:لأ هاجى معاكى يا سهر.
خرجت سهر من حضن نوال قائله:تمام هاجى بكره نروح للدكتوره سوا،همشى أنا بقى وأبقى سلميلى على علاء لما يصحى.
ردت نوال:فى أمان الله.
خرجت سهر من الشقه.
تنهدت نوال بألم صغيرتها فى بضع أشهر كبرت ضعف عمرها.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مضى حوالى أربعين يوم
كان اليوم النهائى لأمتحانات سهر 
بمنزل زايد.
تعجبت سهر حين دخلت للمنزل ووجدت علاء يجلس مع حكمت،وعاليه وكذالك فريال،ومعهن غدير وأسماء أيضاً.
نهض مبتسماً،يستقبلها قائلاً: ها أقول مبروك.
تبسمت سهر قائله:أكيد  الحمد لله خلصت إمتحانات،عقبالك.
تبسم علاء يقول:لأ الدكاتره مش بيبطلوا مذاكره طول عمرهم،لا هما ولا التمريض.
تبسمت عاليه له.
لاحظت تلك الخبيثه غدير البسمه،وحوار العيون بين علاء وعاليه،تبسمت بخبث ودهاء.
صعد علاء برفقة سهر الى شقتها،جلسوا قليلاً معاً يتحدثون بمزح ومحبه،وأخويه.
الى أن دخل عمار.
نهض علاء واقفاً يقول: أنا عندى ميعاد مع دكتور محمد همشى أنا بقى،أنا كنت جاى أطمن على سهر عملت أيه فى الأمتحان.
تبسم عمار يقول:نورت،وبصراحه كويس أنك جيت كنت عاوز أتكلم معاك فى حالة ماما.
رد علاء:أنا شايف طنط حكمت كويسه،بس مش لازم تتعرض لا للضغط نفسى ولا بدنى،والحمد لله العلاج محجم الألم لحد دلوقتي،ومالوش لازمه التدخل الجراحى،ده الى الدكتور محمد قاله ليا بعد آخر متابعه لطنط حكمت .
تبسم عمار بأطمئنان.
حضن علاء سهر قائلاً:يلا ربنا ينجحك،أنا راضى بمقبول المهم تنجحى.
تبسمت سهر قائله:رضا عالستر،وهو مقبول وحش بس قول يارب أنجح.
تبسم علاء وقبل رأسها قائلاً:يارب،همشى انا بقى،سلام.
شعر عمار بالغيره،لكن تحكم بنفسه وسار خلف علاء الى باب الشقه.
تبسم له علاء قائلاً:خليك أنا مش غريب،يلا سلام.
تبسم عمار وعاد للداخل،لم يجد سهر بغرفة الجلوس،ذهب الى غرفة النوم.
تبسم وهو يجد سهر تبدل ملابسها،إقترب من مكان وقوفها،
قائلاً: سهر فى موضوع عاوز أتكلم معاكى فيه،بس ياريت تفهمينى.
ردت سهر قائله:أكيد موضوع الخلفه،أظن خديجه كانت معايا أنا وماما عند الدكتوره وقالتلك أن الدكتوره قالت لها إن الحكايه ممكن تكون مسألة وقت.
إقترب عمار من سهر ووضع يدهّ حول جسد سهر قائلاً: لأ فهمتى غلط موضوع تانى،خالص،هدخل أخد دش وبعدها هنقعد سوا وهقولك عالموضوع ده.
إحتارت سهر عن أى موضوع سيتحدث معها
أبدلت ثيابها،وجلست تنتظر خروجه من الحمام.
كان عمار،يقف أسفل المياه،يتخيل شكل سهر بعدما يخبرها بحقيقة زواجه الكاذب من خديجه،لم يتوقع شئ،هل ستصدقه سهر،أم تكذبه،عقلية سهر صعب توقع ردود أفعالها.
خرج عمار من الحمام،يرتدى مئزر حمام 
تبسم لسهر الجالسه  على أحد مقاعد الغرفه،ونظر على الفراش وجد له منامه رياضيه.
تبسمت سهر قائله:حضرت لك غيار عالسرير،مستعجله عندى فضول و عاوزه أعرف الموضوع المهم الى عندك.
تبسم عمار قائلاً: بعد ما تعرفى الموضوع ده متأكد مش هيكون بينا أى حواجز.
نهضت سهر قائله:لأ دا الفضول عندى زاد أنى أعرف الموضوع المهم ده،ياريت تدخل مباشرةً فيه.
قال عمار وهو يرتدى ملابسه هدخل مباشرة فى الموضوع،الموضوع يخص علاقتى بخديجه.......
قبل أن يكمل عمار قوله،كان هناك صوت عالى،بالمنزل،وصرخه أيضاً.
نظر عمار لسهر التى قالت،الصرخه دى من هنا،أيه الى حصل يمكن فريال المره دى ماتت.
تبسم عمار وخرج سريعاً،كذالك سهر.
.....
بينما قبل دقائق
حين نزل علاء من شقة سهر،رأى عاليه تقف بحديفة المنزل،توجه أليها وتحدثا قليلاً ثم ودعته الى بوابة المنزل وعادت،تدخل الى داخل المنزل،لكن تقابلت مع غدير،التى،رأت دخول  والداها وعمها من بوابة المنزل،وقربهما من باب المنزل
وقفت امام عاليه قائله: أيه الى بينك وبين علاء مش أول مره أشوفك واقفه معاه،سبق وشوفتكم واقفين  فى بير السلم فى بيت عطوه،وكل ما يجى هنا لازم أنت الى تودعيه.
تعلثمت عاليه قائله:قصدك إيه،وحسنى الفاظك يعنى ايه واقفين فى بير السلم دى ؟
علت غدير صوتها،حين رأت والداها وعمها،خلف عاليه هى مجرد خطوات بينهم،قائله:أيه سر العلاقه الى بينك وبين علاء عطوه،يا عاليه،متخافيش أنا أختك وستر عليك .
سمع سليمان قول غدير  فأقترب بتعصب قائلاً:تقصدى أيه بعلاقة عاليه بعلاء.
أدعت غدير الفزع قائله:بابا،مفيش حضرتك سمعت غلط.
رد سليمان:سمعت أيه غلط جاوبونى،ما أهو أنا بقيت 
طرطور خلاص وبناتى كل واحده فيهم ماشيه بمزاجها لكن لأ،
قال هذا وصفع عاليه بقوه،كادت أن تقع لكن مسك يدها وجذبها خلفه بقوه،حاول مهدى أن يفصل بينهم لكن فشل،وغدير عادت للخلف،تُخفى بسمتها،تضع يدها على بطنها،ولكن صرخت صرخه واحده وقويه بتمثيل الخوف على عاليه 
وقف سليمان ببهو المنزل،وكان سيصفع عاليه مره أخرى،لكن أمسك يده مهدى حاول تهدئته،
فى ذالك الوقت أتت حكمت وكذالك خديجه وخلفهن فريال.
تحدث سليمان وهو يعود يجذب عاليه من يد مهدى قائلاً:سيبها يا مهدى،خلينا نعرف ايه سر علاقتها ب علاء ده كمان،ما هو مش ناقص غيرها.
ردت غدير:أهدى يا بابا حضرتك فهمت غلط،أناااا
أقترب سليمان من غدير قائلاً:إنت ايه قولى،بدارى إيه على أختك مش كفايه فضحيتك مع الزفت وائل،ورضينا بجوازة البدل،ردى قولى؟
إدعت غدير الخوف وقالت:بصراحه يا بابا،أنا شوفت علاء وعاليه فى بير سلم بيت عطوه ولاحظت نظرات عاليه وعلاء وكل مره بيجى هنا بيقفوا مع بعض فى الجنينه،وساعات سهر بتكون معاهم.
نظر سليمان ل عاليه قائلاً:الكلام ده صحيح،رودى.
ردت عاليه قائله:صح بس حضرتك فاهم غلط 
تعصب سليمان وأخرج سلاحه من جيبه 
فى ذالك الاثناء كان قد نزل عمار،وخلفه سهر.
تحدث عمار حين راى عمه يقوم بتعمير سلاحه قائلاً:نزل سلاحك يا عمى،خلينا نتفاهم قولى أيه الموضوع.
نظر سليمان  ل سهر قائلاً:إسأل مراتك سهر،اللى بتسهل دخول أخوها للبيت علشان يشغل بنتى،طبعاً بتخطيط منها.
ردت سهر قائله:أيه الجنان الى حضرتك بتقول عليه ده،علاء أخويا محترم وعمره ما يرخص نفسه بالطريقه دى زى وائل،وأنا هخطط لكده ليه مصلحتى أيه؟
ردت فريال قائله:علشان تكوشوا على عيلة زايد.
سخرت سهر قائله:بس أنا عيلة زايد متفرقش معايا،واتجوزت من البدايه بالغصب.،ومشوفتش أسوأ معامله غير فى البيت ده،من ليلة ما دخلته.
تعصب سليمان قائلاً:وأيه الى غصبك تفضلى فى البيت ده،الباب أهو واسع.
رد عمار قائلاً بصوت عالى:عمى لاحظ الى بتكلمها دى مراتى،والبيت ده بيتها ومحدش يقدر يطلعها منه.
رد سليمان:حيه وقدرت تسيطر عليك من البدايه،بوشها البرئ،بس مدخلش عليا،وعاليه قبل ما تفكر أنى أحط أيدى فى أيد حد تانى من عيلة عطوه هكون مخلص عليها.
قال سليمان هذا وصوب سلاحهُ أتجاه عاليه ،
لكن أندفعت خديجه تدفع يده،لكن كانت الرصاصه قد خرجت،
لتستقر بجسد سهر  
أندفعت سهر للخلف لتقع  على ذالك المقعد خلفها، وضعت يدها، بتلقائيه على  بطنها، تكتم دمائها، لكن أتجه إليها  سريعاً  عمار، مخضوض، وهو يرى الدماء تنزف من بطنها، وقال بلهفه: سهر حبيبتى. 
نظرت له سهر، وهى تشعر كأن روحها تُسلب من جسدها وقالت: طلقنى، يا عمار. 
رغم صدمة عمار من قولها، لكن تغاضى عن ذالك  وحاول حملها،. 
لكن رغم ضعف جسدها الى أنها تشبثت بيد المقعد التى تجلس عليه، وقالت بآلم: أنا 
قولت لنفسى هخليك  فى يوم تعترف أنك بتحبنى قدام الجميع  وأنا  كسبت التحدى، وأنت قولت قدام الجميع أنى حبيبتك، بس أنا بقولك قدام الجميع، طلقنى، يا عمار، مش عاوزه أموت، وأنا على ذمتك. 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

رغم ألمها المُبرح، تكاد لا تستطيع التكلم لكن تحاملت على نفسها وعادت كلمتها  ، طلقني يا عمار،  إبعد عنى أنا بكرهك، وبكره كل عيلة زايد كفايه كده، وصلنا للنهايه،..... 
رد عمار:سهر إنتى مش وعيك،بلاش أرجوكى تتكلمى،كل شئ هيتصلح،أنا مش مصدق كدب غدير،
فى ذالك الأثناء دخل علاء  الى المنزل ورأى تجمُع الجميع، إنخض بشده،حين رأى سهر تجلس على مقعد تضع يديها على بطنها تنزف،وعمار،جوارها،يحاول حملها لكن هى ترفض وتتشبث، بالمقعد بقوتها الواهنه، يبدوا أنها كانت تنتظر مجيئهُ 
نظرت له كأنها تعلم أنه سيعود من أجلها قائله بتهدُج: علاء 
بلهفه أقترب علاء منها وإنحنى يقول:سيبها يا عمار
تركت سهر يديها المتشبثه بمسندي المقعد،وغابت عن الوعى،حملها علاء سريعاً، سبقهُ عمار الذى ينزف قلبهُ بآلم ساحق،لكن كل ما يريدهُ الآن هو أن تفتح سهر عيناها مره أخرى
فتح عمار باب السياره ل علاء وضع سهر ودخل لجوارها،وتوجه عمار للمقود بسرعة البرق كانت تسير السياره،تحدث علاء قائلاً:
قولى مين الى ضرب سهر بالرصاص،لازم يتعاقب على جريمته.
رد عمار:متخافش هيتعاقب،بس الى المهم دلوقتي هى سهر،بس أيه الى رجعك؟
رد علاء:نسيت تليفونى وكنت جاى أخده،بس قولى مين الى ضرب سهر بالرصاص.
رد عمار:سوء تفاهم هحكيلك عنه بعدين بس سهر.
نظر علاء لمكان نزف سهر قائلاً:واضح جداً إن الرصاصه مخترقتش الأمعاء،وأكيد سهر أغمى عليها من النزف،سرع العربيه،وناولنى شنطة الأسعافات الى معاك فى العربيه،هحاول أوقف النزيف.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زايد 
وضعت حكمت يديها على موضع قلبها،تشعر بآلم بدأ يشتد،لاحظت خديجه تغير لون وجهها،فقالت:حاجه حكمت  أطلبلك الدكتور،وشك أصفر كده ليه سهر هتبقى كويسه،إدعى لها،وقومى معايا  ادخلك أوضتك ترتاحى.
نظرت حكمت بأتجاه غدير التى تجلس جوار فريال الأثنان يبدوا على وجوههن الشمت،يتمنيان عدم عودة سهر،فريال تعتقد أن سحر المشعوذه أتى بثمارهُ،سهر طلبت الطلاق أمام الجميع وقالت أنها تكره الجميع ليتها تفارق الحياه وتكسر قلب عمار ، وغدير هى الأخرى، عمار يوماً  رفضها  ها هى من إختارها وأعلن حبهُ لها  تُعلن كرهها له، ليتها لا تعود للمنزل مره أخرى. 
بينما عاليه تجلس بحضن أسماء اللتان تبكيان، كيف لأختهن أن تفتعل تلك الكذبه الوضيعه، حتى إن لم تكن كذبه، وكانت صادقه، كانت واجهتها، بالخفاء بينهم ونصحتها، أو حتى صمتت وتركتها تُخطئ كما فعلت هى سابقاً، غدير التى هربت بصحبة وائل كى تجبر والداها على الموافقه بزواجها منه، تفتعل الفضيله الكاذبه اليوم، 
دخل يوسف عليهن الغرفه، قائلاً: خير يا جماعه فى أيه الى حصل ماما قالتلى، أنا بكلم أسماء أقولها على شوية طلبات تجبها معاها وهى جايه، ردت عليا وهى بتعيط، ولما سالتها مفهمتش منها حاجه، وكانت هاتيجى بس أنا قولتها خليكى وانا هروح أشوف فى أيه.
لم ترد إحداهن، فعاد قوله: قولولى فى أيه فين عمار، 
ردت حكمت: تعالى يا يوسف خد بأيدى وديني  أوضتى. 
ذهب يوسف لمكان حكمت وأمسك يدها وسار لجوارها قائلاً: أيه الى حصل؟ 
ردت حكمت عليه: كله بسبب غدير وعمايلها السوده مش عارفه  كان فين عقلى فى يوم لما طلبت من عمار أنه يتجوزها، لكن الحمد لله ربنا لطف بعد النصيب بينهم. 
رد يوسف: مش فاهم قصدك، أيه الى حصل وفين عمار، وكمان سهر مش باينه، وفين عمى مهدى هو وعمى سليمان. 
ردت حكمت: سليمان!  سليمان خلاص مبقاس فيه عقل، بسبب فريال وغدير أم قلب أسود،
عمك مهدى فى المكتب مع سليمان، الى طول الوقت من أقل كلمه يطلع السلاح ويهدد بيه، بس المره دى مهددتش بس لأ كمان ضرب سهر بالرصاص. 
ذُهل يوسف  قائلاً: وجرالها أيه؟ 
ردت حكمت: الرصاصه جت فى بطنها وعمار وعلاء خدوها للمستشفى من شويه، أتصل على عمار، وشوف أيه الى جرى لسهر، أنا وخديجه بنطلبه مش بيرد. 
ساعد يوسف  حكمت الى أن جلست على الفراش، وقام بترك يدها وأخرج هاتفهُ يطلب عمار، لكن رنين لا رد لأكثر من مره، أغلق يوسف الهاتف قائلاً: بيرن ومبيردش برضوا  ، يمكن نسى الموبايل فى العربيه، هروح أشوف عم مهدى، واسيبك ترتاحى. 
ردت حكمت: ومنين الراحه هاتجى، سهر من يوم ما دخلت البيت ده وفريال مضهداها، وكملت غدير الليله، خلتها تطلب من عمار الطلاق قدمنا كلنا. 
تعجب يوسف يقول: بتقولى أيه! 
سردت له حكمت ما حدث  وأكملت قائله: يحُق لها أنا نفسى كنت فى الأول بشد عليها وبقول عيله و دلوعه، بس والله دى مفيش أطيب من قلبها وبتنسى الآسيه، من يوم مرضت كانت تحت رجلى وهى الى كانت بتحافظ على مواعيد علاجى، حتى لو بعيد كانت تتصل عليا تفكرنى، بس كنت ساعات بتغاظ منها لما تقولى إنتِ زى تيتا آمنه. 
رغم قلق يوسف  لكن بسمه شقت شفتيه، وقال: إنشاء الله  سهر هترجع مع عمار،يمكن قالت كده هلوسه منها،و أطمنى الخبر الرضى مش بيستنى وبيوصل لصاحبه، إرتاحى إنتى، وأنا هروح أشوف عمى مهدى. 
ردت حكمت: لو عمار رد عليك، أبقى طمنى انا مش هنام، هقوم أتوضى، وأقرى شوية قرآن وأدعى لسهر، بالشفا والهدايه. 
تبسم يوسف: وإدعيلى كمان، يلا تصبحى على خير. 
خرج يوسف وذهب الى غرفة المكتب، ذُهل وهو يرى سليمان جالساً يهذى يبدوا كمن عقله زهد 
، بينما مهدى، يجلس هو الأخر، لكن يبدو عليه بوضوح  الوجوم، تحدث مهدى، بلهفه: 
كويس إنك جيت يا يوسف، قولى عمار رد عليك وقالك هو فى أى  مستشفى. 
رد يوسف: لأ مردش عليا ،يمكن نسى تليفونه فى العربيه.
نظر مهدى ل سليمان قائلاً:كم مره قولتلك بطل كل ما تتعصب،تشهر سلاحك،بس أقول أيه،قدر،ربنا يُلطف.
تحدث يوسف بتهدئه:خلاص يا عمى،مالوش لازمه ده قدر،إدعى ل سهر،وكمان ربنا يستر والمستشفى متبلغش الشرطه،وقتها منعرفش سهر ممكن تقول أيه؟
رد سليمان بهذيان:كله من غدير طول عمرها غلاويه وارثه الغل من فريال،أنا لازم أخلص عليهم الأتنين وأريح الدنيا من شرهم.
هب سليمان واقفاً يقول: فين سلاحى،يا مهدى هاته خلينى أخلص عليهم.
نظر له يوسف قائلاً:إهدى يا عمى،أحنا مش ناقصين مصايب،هطلع الجنينه أطلب عمار،يمكن يرد عليا،وهقول لواحده من الشغالين تعملك لمون يهديك شويه.
نظر  سليمان ل مهدى نظرة آسف.
....
بينما خرج يوسف الى حديقة المنزل وأعاد الأتصال على عمار،لكن لا رد أيضاً.
زفر يوسف أنفاسه وهو يرفع،رأسه يتأمل نجوم السماء الصافيه،لم يشعر بمن آتت خلفه الى عندما وضعت يدها على كتفه،إستدار لها،ورسم بسمه،بينما هى ضمت نفسها له،رفع يوسف يدهُ وأحتواها تحت كتفه،وقبل جبهتها.
تنهدت أسماء قائله:غدير أختى طلعت غلاويه قوى،مش عارفه أيه سبب الحقد الى فى قلبها ل سهر،وكمان إزاى،تقول كده على عاليه،عاليه دى أختها وعمرنا لا أنا ولا عاليه زعلناها بحاجه،حتى كنا عارفين بقصتها هى وائل وساكتين  رغم أنى حذرتها،بس هى مترجعتش عن الى فى دماغها غير لما أتجوزته،طب ليه بتعمل كده دلوقتي بدل ما تحمد ربنا إنها إتجوزت الشخص الى حبته بسبب عمار.
قبل يوسف جبين أسماء قائلاً:فى نوعيه كده هدفها فى الحياه تنكد على غيرها،وقلبها الأسود فى يوم هيدفعها التمن،وعاليه فين دلوقتي؟
ردت أسماء:عاليه حاسه إنها مصدومه،سواء من بابا  او من غدير،وكمان خوفها على سهر،مش مبطله بُكا إديتها حباية منوم تفصل عقلها شويه ليجرى لعقلها حاجه
تبسم يوسف قائلاً:كويس أهو ترتاح شويه على ما تصحى،يكون جانا خبر من ناحية سهر،أنا كمان أمرت واحده من الشغالين تعمل لمون وتحط فيه منوم وتوديه لعمى سليمان هو كمان محتاج يهدى ونومه أفضل،ليرتكب جنايه تانى،ويقتل غدير وحماتى.
قال يوسف هذا ونظر لأسماء بتأمل قائلاً:أسماء أنتى متأكده إنك إنت وعاليه ولاد فريال وسليمان،ليكونوا لاقوا جنب الجامع،وقالوا يكسبوا فى تربيتكم ثواب.
ضحكت أسماء قائله:بتهزر،فى المصيبه الى أحنا فيها،
تبسم يوسف يقول:المثل بيقول،شر البلية ما يُضحك،وانا حاسس أن حالة سهر مش خطيره،بس الخطير،فعلاً لو أصرت عالطلاق،هيبقى بالنسبه لعمار كارثه فى ذالك الاثناء شعرت أسماء بغثيان،فوضعت يدها على فمها،ثم تركت يوسف ودخلت الى المنزل مُسرعه.
تعجب يوسف،لكن فكر،ليست اول مره تشعر غدير بنفس الشئ،أيكون تفسير هذا،هو 
هل أسماء حامل!،للحظه خشي أن تكون حامل وتجهض بعد مده،وتبدأ معناتها مره أخرى.
.........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأحد مشافى المنصوره الخاصه 
كانا عمار وعلاء يقفان  بالممر أمام غرفة العمليات،كان علاء لحدٍ ما هادئ،لكن كانت النيران والقلق يشتعلان بعمار،رغم أن تأكيد علاء،بأن حالة سهر ليست خطيره،لكن مازال القلق يستعر به،أغمض عمار عينه،ليأتى لخياله،صورة سهر وهى ترفض مساعدته لها،طلبها للطلاق،وقولها أنها تكرهه،الأفكار عاصفه،تكاد تقتلع ليس عقلهُ فقط،بل قلبهّ المسحوب الذى لا يشعر به،كانه توقف عن النبض،سهر ظُلمت بكذبه،لم تنتظر أن تسمع دفاع عمار عنها،غباء عمهُ ربما كان سيُضيعها،لولا أن خفف الله القدر،فكر عقلهُ،ماذا لو كانت الطلقه أصابت قلب سهر وفقدها
عاد كلمة..فقدها،هل بالفعل فقدها،...لاااا،مستحيل،سينفذ كل ما تطلبه سهر،سيأخذها بعيداً عن منزل زايد،يشترى منزل آخر،ويبقى فيه معها وحدهما فقط،سيبتعد عن ذكريات هذا 
المنزل.
فى ذالك الأثناء فُتح باب غرفة العمليات،خرج الطبيب يرسم بسمه أقترب عمار منه سريعاً،كذالك علاء 
تبسم الطبيب لهم قائلاً:الحمد لله،التعامل المبدئى مع الطلقه،ومحاولة وقف النزيف،سهلوا علينا العمليه،والمريضه هتخرج لاوضه عاديه بس مش هتفوق غير عالصبح،والفضل فى سهولة العمليه طبعاً علاء الى إتعامل بحرفيه مع الأصابه،بس أنا مضطر ابلغ أمن المستشفى وهو يتصرف،حتى لو كانت الأصابه مش خطيره فهى فى الآخر،بسبب رصاصه.
ردعمار قائلاً:اللى يهمنى سلامة سهر،وإن كان عالرصاصه فأنا عارف مين الى ضربها وعقابهُ أللى هيكون على إيدى أقوى،بس لو حضرتك عاوز تبلغ معنديش مانع،بس ممكن تستنى لما سهر تفوق وهى اللى تقرر،وصدقنى قرارها وقتها مش همانع فيه.
نظر الطبيب لعمار،ثم ل علاء الذى أماء رأسهُ بموافقة لقرار عمار.
تنهد الطبيب قائلاً:تمام هستنى لحد المدام ما تفوق،وهى صاحبة القرار،وده بس علشان خاطر علاء،لأنه متدرب معانا هنا بالمستشفى وعندى ثقه بيه.
رد علاء:متشكر يا دكتور،وإطمن أنا بمجرد سهر ما تفوق وتقرر هعرفك.
تبسم الطبيب قائلاً:تمام أنا عندى ثقه فيك ومره تانيه الحمد لله على سلامة المدام.
غادر الطبيب وترك عمار وعلاء اللذان وقفا أثناء خروج سهر من غرفة العمليات.
بعد دقائق.
جلس علاء وعمار بالغرفه الموجود بها سهر،تحدث علاء قائلاً:أظن الدكتور طمنا على حالة سهر،ياريت بقى تقولى مين الى ضرب سهر بالرصاص.
رد عمار قائلاً:قولتلك سوء فهم.
رد علاء:ما أنا عارف أنه سوء فهم،بس معرفتش من مين.
شاور عقل عمار الأ يخبر علاء،لكن بالنهايه إمتثل لألحاح علاء،وسرد له ما حدث،عدا طلب سهر الطلاق أمام العائله.
تعصب علاء قائلاً:وطبعاً إنت زى عادتك صدقت الكذبه ولومت سهر.
لم يتعجب عمار،فربما سهر فضفضت لأخيها،سابقاً.
عاود علاء الحديث:تعرف إن مفيش مره سهر إتشكتلى منك رغم إنى حاسس إنها محتاجه تفضفض،أنا سمعتك يا عمار ليلة إجهاض سهر وإنت بتتكلم مع يوسف،وعرفت إنك خدت سهر بالغصب،عارف أيه الى سكتنى،الندم الى حسيته فى صوتك لما كنت بتحكى ليوسف،انا مكنش قصدى أتصنت على حديثكم،كان بالصدفه،وكمان عرفت بالصدفه من صفيه زميلة سهر إنك منعتها من المرواح للجامعه،بسبب غيرتك من حازم،بس سهر مفهمتهاش غيره،فهمتها أنها تحكُم وسوء ظن منك،عمار أنا سهر بالنسبه ليا مش أختى الصغيره،لأ دى صديقتى وأختى واوقات بحسها زى بنتى،وملاحظ من يوم ما رجعت من أسوان،سهر لما بقعد معاها بتحاول تتهرب من إجابات على أسئلتى لها،وبالذات عنك.
تعجب عمار،وشعر بالندم،أنه لم يُخبر سهر  مبكراً عن علاقته بخديجه خشية أن تزلف بلسانها،وتخبر أحداً بطريقه غير مُلائمه،هنالك عواصف برأسه وأقوى منها بقلبه،ينتظر أن تفيق سهر بشوق ولهفه،وهناك إحساس آخر خائف بعد أن تفيق تطلب الرحيل.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى الصباح الباكر 
إستيقظت نوال بعد نوم متقطع،يشوبه بعض الهلاوس،نهضت من الفراش،وذهبت الى غرفة علاء لم تجدهُ أيقنت أنه لم يعُد من المشفى،ربما إنشغل بالمشفى،ذهبت وتوضات ثم أدت فرضها،وذهبت للمطبخ تعد الفطور 
بعد وقت خرجت من الشقه وأثناء خروجها من باب الشقه تصادمت مع غدير،
ألقت نوال عليها الصباح.
ردت غدير:صباح النور،يا طنط،سهر إزيها طمنينى عليها بقت بخير.
إنخضت نوال قائله: ليه هى سهر مالها.
ردت غدير: هو علاء مقالش لحضرتك ولا أيه،ده خدها للمستشفى هو وعمار،أمبارح بالليل،ومنعرفش فى أى مستشفى وكنت جايه أسأل حضرتك.
فتحت نوال حقيبة يدها،وقامت بطلب علاء،رنين دون رد،أغلقت الرنين،وطلبت عمار.
رد عمار عليها 
قالت نوال برجفه:سهر!
رد عمار:سهر بخير وأحنا فى المستشفى أنا وعلاء معاها إطمنى وهى مفيش قدامها وقت وتفوق.
قالت نوال بسؤال:مالها أيه الى حصلها،طب قولى أنتم فى مستشفى أيه.
أخبرها عمار بأسم المشفى مطمئناً يقول:سهر أهى بتفوق،أطمنى حضرتك.
ردت نوال:مسافة الطريق.
أغلقت نوال الهاتف،وقامت بأتصال آخر،ل منير،الذى يبدوا أن هاتفه بمكان ليس به شبكة هاتف،أغلقت الهاتف،ووضعته فى حقيبتها،وكانت ستغادر.
لكن اوقفتها غدير قائله:خير يا طنط،إزى سهر.
لا تعرف نوال لما لا تشعر بالراحه ولا الأُلفه مع غدير،منذ بداية دخولها لمنزل عطوه.فقالت لها:زى ما سمعتى عمار قال إنها كويسه وقربت تفوق،عن إذنك.
غادرت نوال،رغم أنها سمعت سؤال غدير عن إسم المشفى الموجوده به سهر،لكن تجاهلت الرد عليها.
همست غذير قائله:شكلك وليه حربايه،وبنتك بسبع أرواح مش عارفه ليه الرصاصه مجتش فى نص راسها،كنا خلصنا،روحى شوفى حصلها أيه،وياترى هتطلب الطلاق تانى ولا هترجع مع سى عمار ويضحك عليها بكلمتين،لأ ويقول سهر حبيبتى.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفى 
لاحظ علاء علامات الإفاقه على سهر،تبسم قائلاً:سهر بدأت تفوق. 
نهض عمار من مقعدهُ ووقف جوار الفراش،يلاحظ بربشة عين سهر،وحركة رأسها.
رغم أن لديه شعور سئ،لكن يتمنى أن تفتح عيناها.
بعد دقائق،،فاقت سهر كلياًّ،
تبسمت لعلاء المُمسك بيدها 
تبسم علاء قائلاً:حمدلله على سلامتك يا سُكرتى. 
تبسمت له،رغم شعور الآلم البسيط،لكن زالت بسمتها حين سمعت صوت عمار يقول:حمدلله على سلامتك يا سهر.
أغمضت سهر عينيها ثم فتحتهما قائله:سيبنى لوحدى  مع عمار دقايق يا علاء.
إمتثل علاء ل سهر وخرج من الغرفه.
تبسم عمار رُغم عنه وجلس لجوار سهر على الفراش وأمسك بيدها،وإنحنى يُقبلها قائلاً:
حمد......
لم يُكمل عمار قوله،حين قاطعته سهر قائله:
أنا فاكره إنى قبل ما أغيب عن الوعى طلبت منك الطلاق.
رد عمار قائلاً:مالوش لازمه الكلام ده يا سهر كان سوء فهم،وخلاص إنتهى.
ردت سهر:لأ منتهاش يا عمار،أنا لسه عند طلبى، وهقولهالك مره تانيه،،طلقنى، وكفايه لحد كده،أنا مبقتش قادره أستحمل  الى بيحصل،وسوء ظنك،وأخيراً سوء فهم،الرصاصه الى أخدتها كانت بالنسبه ليا رصاصة الرحمه،لنهاية مشوارنا مع بعض.
قبل عمار يد سهر مره أخرى قائلاً:سهر أنا آسف ومستعد أعمل أى شئ عاوزاه، حتى لو قولتيلى، نسيب بيت زايد وننفصل ببيت خاص بينا لوحدنا بعيد عنهم. 
سخرت سهر قائله: بيت لوحدنا بعيد عنهم، عمار أنا مش مشكلتى مع الى فى البيت،  عادى كان سهل أتحملهم، زى ما تحملت شدة طنط حكمت فى بداية جوازنا، لحد هى ما لانت  من نفسها، عمار أنا مشكلتى معاك من البدايه، وأنت عارف السبب، طول الوقت أوامر وتحكمات بدون مناقشه، غير سوء الظن، متأكده إنك للحظات صدقت كذب غدير، وأنى الى بسهل العلاقه بين علاء وعاليه، العلاقه الى مش موجوده بالشكل القذر  ده غير فى خيال غدير، واضح إن غدير كانت ريداك، بس وائل الشخصيه الى تحبها،وتعرف تسيطر، لانه مالوش شخصيه، "شورة مره" 
فى الأول أمه وبعدين مراته. 
شعرت سهر ببوادر ألم يزداد، يبدوا أن المُسكن بدأ مفعوله ينتهى، أو ربما روحها هى من تتآلم. 
إنخض عمار حين همست سهر بألم قائلاً: سهر بلاش كلام كتير، علشان صحتك. 
شدت سهر يدها من يد عمار قائله: عمار من فضلك بلاش تغير الموضوع، الآلم عادى، ودلوقتي  لازم تنفذ طلبى، ولو عاوز إنى أتنازلك عن مستحقاتى سواء نفقه أو مؤخر او حتى قايمة العفش أنا موافقه، أنا مش عاوزه أى حاجه  منك. 
إنصدم عمار، سهر تبرئهُ مقابل أن يوافق على طلاقها، لهذه الدرجه لا يعنى لها شئ.
قال عمار:سهر بلاش أرجوكى الكلام ده خلينا نتفاهم،يمكن نوصل لبدايه جديده صدقينى أنا..... 
قاطعته سهر قائله: هتقولى بحبك، وبعدها بكم يوم ترجع تانى تسئ الظن بيا، كفايه يا عمار، مبقتش قادره أستحمل  خلاص، جوازنا من البدايه كان بسبب غلط غيرنا، ومحدش دفع تمن الغلط ده غيرى، وأنا مبقتش قادره أتحمل،فى بداية جوازنا رغم أنك أغتصبتنى،وكنت حاد معايا فى التعامل،بس مكنش بيفرق معايا،بس مع الوقت،بقيت بحس بوجع من تقلباتك كل شويه بشكل،أوقات،بحس أنك بتحبنى،وأوقات بحس أنى زى ما فريال وغدير بيقولوا إنى مش أكتر ماعون لك،بعوض الناقص عند خديجه،أنا عمرى ما كرهتها،بالعكس كنت بشفق عليها،إزاى قابله بحياتها معاك بالشكل ده،والاهم قابله أن واحده تانيه بتشاركها فيك،أنا أوقات بغير منها،وبحقد عليها،بسبب مكانتها عندك.
رد عمار:سهر إنت مكانتك عندى أعلى وأغلى من أى حد تانى حتى من خديجه نفسها، خديجه ملهاش أى..... 
قاطعته سهر قائله: لو كنت غاليه عندك، ريحنى يا عمار، وإنهى القصه دى بقى كفايه كده. 
رد عمار  بتصميم: لأ يا سهر مش هطلقك وقصتنا مش هتنتهى. 
تعصبت سهر قائله: هتنتهى يا عمار، لأن لو مطلقتنيش خديجه هتدخل السجن 
نظر عمار لها بذهول:وأيه الى هيدخل خديجه السجن.
ردت سهر قائله:لأنى هتهمها هى الى ضربتنى بالرصاص،وحاولت تقتلنى،وتبقى قضية غيرة ضراير.
تعجب عمار من مساومة سهر،له،وقبل أن يتحدث تألمت سهر بوجع قائله: عارفه خديجه غاليه عليك،وبتخاف عليها فهتوافق عالطلاق.
رد عمار قائلاً:وأنتى كمان غاليه وأغلى يا سهر،وبلاش طريقة المساومه دى.
بدأت سهر تشعر بزوال مفعول المسكن،والآلم يشتد،فقالت:المساومه،خِصله جديده إكتشفتها فيا،خليها تنضم لبقية خِصالى السيئه،طلقنى يا عمار،خلاص مبقتش قادره أتحمل،لو مش عاوزنى أتهم خديجه،وأدخلها السجن،يبقى تطلقنى،وهتنازلك عن كل مستحقاتى مش عاوزه منك حاجه،كل الى عاوزاه إنى أخلص من الجوازه،دى،ومنك ومن كل عيلة زايد وأنسى وأمحى الفتره الى فاتت من حياتى، وأنسى أنى فى يوم قابلتك. 
أقترب عمار من سهر وإنحنى يقُبل جبينها ،يستنشق من أنفاسها.
للحظه ضعفت سهر،لكن سُرعان ما إشتد وجع جسدها وكزت على أسنانها من الآلم قائله:قولتلك بكرهك يا عمار،طلقنى.
قبل عمار جبين سهر قائلاً:إنت طالق يا سهر.
نهض عمار بعدها سريعاً يغادر الغرفه.
شعرت سهر بفراغ قاتل،مُصاحب لآلم جسدها،شقت الدموع عيناها،عمار إختار خديجه.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور حوالى شهر ونصف.
بعيادة إحدى طبيبات النساء.
عدلت غدير من هندامها،ونهضت من على فراش الكشف،وتوجهت لمكتب الطبيبه،
تحدثت الطبيبه قائله:
حضرتك حامل فى ولد.
فرحت غدير،بشده منتشيه 
لكن عاودت الطبيبه القول قائله:بس فى مشكله ظهرت.
قالت غدير برجفه:خير ايه المشكله.
ردت الطبيبه:وأنا بكشف عليكى المره الى فاتت لاحظت شئ حجم دماغ الجنين.
قالت غدير: وأيه هو الشى ده؟
ردت الطبيبه:دماغ الجنين بتنمو بشكل غير طبيعى لحجمه وحجم جسم الجنين .
تعجبت غدير قائله:وده معناه أيه؟. 
ردت الطبيبه:أعتقد فى ميه بتجمع فى مخ الجنين،لازم إشاعات معينه هكتبلك عليها،لأن لو توقعى صحيح،يبقى الجنين ده وقت الولاده هيلزمك تدخل جراحى  ،لان الولاده الطبيعيه هتكون مستحيله،وكمان فى شئ تانى،إن الطفل ده بشكل كبير هيكون من ذوى الأحتياجات الخاصه،بسبب تأثير الميه الزياده على مخه وقت النمو وهو فى رحمك.
ردت غدير:قصدك أيه من ذوى الأحتياجات الخاصه،قصدك عقله متخلف،لأ أنا مش هقدر أتقبل طفل بالشكل ده،شوفيلى حل،حتى لو هتنزليه.
ردت الطبيبه بصدمه:إنا بقول توقع مش تأكيد،وحتى لو كان توقعى صح  ،ومسموش تخلف عقلى، ده رحمه من ربنا بعتها ليكى تدخلى بها الجنه.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالفيوم 
فرحه عارمه من حسام،بعد أن سمع ذالك الخبر،عمار،قام بتطليق خديجه،
رغم أنه كان يشعر دائماً،بالنفور من ذاته،إذا فكر فى خديجه،فهى إمرأه متزوجه،بآخر،لكن الآن أصبح الطريق أمامه مفتوح،أو ربما موارب،وسيستغل الفرصه بأقرب وقت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالبحر الأحمر
بليله صيفيه هادئه 
كانت سهر تجلس  تضجع بظهرها،وتمدد ساقيها أمامها، تسمع صوت أمواج البحر، وترفع عيناها، تنظر للنجوم المتلألأه فى السماء 
سمعت صوت من خلفها يقول: سهر
أعتدلت فى جلستها، ورسمت بسمه على وجهها. 
، وضع  علاء يدهُ على كتفها،ثم جلس جوارها، يقول بمزح: أيه قاعده تعدى النجوم، خدينى جنبك نعدهم سوا. 
تبسمت  قائله: مبقيتش أعد النجوم  خلاص بطلت العاده، دى، كنت صغيره، دلوقتي  كبرت. 
نظر لها  علاء بتفاجؤ، قائلاً: سهر تكبر مصدقش. 
ردت سهر: لأ صدق، سهر كبرت، بقت مطلقه، وهى لسه مكملتش أتنين وعشرين سنه، حتى قبل ما تخلص دارستها. 
نظر علاء  لسهر، التى تلمع عيناها  بدموع، متألماً، وقال: لسه قدامك فرص كتير، يا سهر بالحياه، خلصى دراستك، وأفتحى سنتر الدروس الى كنتى بتقوليلى عليه، فاكره، لما كنتى بتقوليلى، هبقى مليونيره، وأتبرى منك أنت وماما. 
تبسمت  ساخره تقول: تعرف الحاجه  الوحيده الى أستفادها من جوازى من عمار هى أنى فعلاً، بقيت مليونيره، دفعلى، كل مستحقاتى وأكتر، بطيب خاطر،رغم أن أنا الى أصريت عالطلاق.
نظر علاء بحزن وقال لها:سهر،أنتى حبيتى عمار،زى هو ما حبك بالظبط،أنا متأكد،بس الى خلاكى متقبلتيش الحب ده،هو طباع عمار،الصعبه،وكمان أنه أغتصبك فى ليلة زفافكم.
تعجبت سهر قائله:وعرفت ده منين ماما قالتلك.
رد علاء:لأ،أنا عرفت بطريقه تانيه،بس مش المهم عرفت إزاى،المهم إنى عرفت إن عمار طلق خديجه،كمان.
نظرت سهر له مذهوله تقول:بتقول أيه عمار طلق خديجه،،مستحيل.
رد علاء:وليه مستحيل،أتنين وإطلقوا،النصيب إنتهى لحد كده.
ردت سهر:طب والسبب أيه،دول كان بينهم وفاق كبير.
رد علاء:بصراحه معرفش ليه،بس البلد كلها ملهاش سيره غير إن عمار طلق حريمهُ الإتنين فى وقت قصير،حتى فى كلام مش لطيف كده،سمعته فى حق عمار،متأكد  إنه مش صح..
استغربت سهر قائله:وأيه هو الكلام ده بقى؟،هيتجوز التالته علشان تخلف له.
ضحك علاء قائلاً:معتقدش فى واحده ترضى تتجوز عمار لو سمعت الأشاعه دى.
أستغربت سهر قائله:وإشاعة أيه دى بقى!
ضحك علاء،دون رد لم يستطع الرد بسبب هيستريا ضحك تمالكت منه.
قالت سهر بغيظ:بطل ضحك وقولى أيه هى الاشاعه دى؟
رد علاء وهو يحاول تمالك ضحكه:أصلهم بيقولوا عمار طلق حريمهُ الأتنين،بسبب عِله فيه.
ردت سهر بعدم فهم:عِلة أيه؟
مازال علاء يضحك وقال: من الآخر بيقولوا مالوش فى الحريم.
ردت سهر بدون وعى:مالوش فى الحريم وله فى أيه....؟،توقفت سهر ثم قالت:قصدك أنه!.
أماء علاء رأسه بموافقه ضاحكاً  يقولً:على رأى هاني رمزى مبيعرفش.
للحظه ضحكت سهر وقالت:ومين الى طلع عليه  الاشاعه دى،أكيد الغوريلا وبنتها،وإزاى الناس تصدق اشاعه زى دى،وبعدين أنا كنت حملت من عمار،طب إزاى بقى.
ضحك علاء يقول:مش بقولك إشاعه،بس انا كمان ممكن أصدقها.
ضربت سهر بيدها على صدر علاء قائله:تصدق أيه دى تخاريف طبعاً،وأنا أكتر واحده عارفه عمار،وبعدين مش من شويه كنت بتقول عرفت انه أغتصبنى،طب مصدق إزاى بقى.
قالت سهر هذا وشعرت بالخجل وأخفضت وجهها بخجل.
تبسم علاء يقول:انت أدرى أنا مالى،ناقل الكفر ليس بكافر،انا بقولك الكلام الى داير فى البلد،إنتى بعد ما خرجتى من المستشفى فضلتى يومين فى بيت تيتا يسريه،وبعدها جيتى لهنا عالبحر الأحمر،وأتقطعت صلتك بالبلد.
تبسمت سهر بتفكير قائله:بس تصدق الإشاعه دى جت فى صالحى.
تعجب علاء يقول:قصدك أيه!
ردت سهر قائله:كده مفيش أى واحده ست هتقرب من عمار،هيبقى جواها شك فيه،أهو يتوقف حاله،لحد ما أريح أعصابى هنا،شويه وأرجع له البلد من تانى.
ضحك علاء يقول:إن كيدهن عظيم،صحيح حتى سهر البريئه،إتعلمت الكيد.
ضحكت سهر وهى تضرب بيدها صدر علاء.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

من شباك ذالك الشاليه القريب من البحر،رمى عمار عُقب سيجارته وأشعل أخرى،رغم تلك السعاده الذى يشعر بها،سهر تبتسم وتمرح لكن ،يشعر بالغيره وهو يرى،لهو سهر مع علاء بمياه البحر،لثوانى فكر،أن يذهب إليهما يختطف سهر،ويذهب معها بجوله فى تلك المياه،ويترك العالم خلفه،لكن 
جاوب عقلهُ، ربما لو أقتربت منها الآن صدتك،ربما لم يآن الآوان،زادت غيرة عمار وهو يرى سهرخرجت من المياه وملابسها المبتله تحد معالم جسدها،لكن هدأت الغيره قليلاً حين لم يرى أحد قريب من الشاطئ،وتلك العباءه الفضفاضه التى إرتدتها فوق ملابسها لكن عادت الغيره مره أخرى وهو يراها  تقفز على ظهر علاء،وعلاء يبتسم ويدور بها،لم يعُد يتحكم بغيرته،سيذهب،وليكن ما يكن.
خرج من الشاليه،ونظر الى المكان التى كانت به سهر برفقة علاء لم يجدهما،هدأ قليلاً،فربما هذا أفضل من أن يلكِم علاء أمام سهر،ووقتها تكون ردة فعلها قويه تفسد الآمر بينهم أكثر.
.....
بينما قبل دقائق
كانت سهر وعلاء يلهوان بمياه البحر،سوياً،بموده وطفوله بينهم،كانت أول من قامت برش المياه،سهر،ليقوم علاء بالرد عليها ، ثم  بدئا الاثنين يرشان المياه،على بعضهم،وكل منهم يحاول إغراق الآخر بأكبر كميه من المياه،ظلا هكذا لبعض الوقت،ثم شعرت سهر،بالتعب قائله:كفايه كده لعب فى الميه خلاص،إنت كسبت ومعدتش هرشك بالميه.
تبسم علاء قائلاً:قولتلك رش الميه عداوه،بس أقول أيه،يلا عفوت عنك،خلينا نطلع الدنيا ضلمه،لا قرش يطلع من الميه ياكلك،ولا قنديل البحر يلدعك.
ضربته،سهر بخفه على ظهره قائله،ناقصه أنا لدعة قنديل البحر كفايه ده مكان الرصاصه الى أخدتها بسببها بطنى لسه بتوجعنى ساعات،والقرش ملقاش غيرى يطلع ياكله،طب ها،شيلنى بقى،علشان القرش أما يطلع ياكلنا إحنا الأتنين 
قالت سهر هذا وقفزت على ظهر علاء،تلف يديها حول رقبته.
تبسم علاء قائلاً: بت يا سهر أنتى بقيتى خفيفه كده ليه،معاكى الفلوس دى كلها ومستخسره تغذى نفسك،أنا لما شيلتك وأنتى مضروبه بالرصاص،كنتى أتقل من كده،لازم فى دار،زايد كانوا بيغذوكى حلو.
شدت سهر شعر علاء بغيظ قائله:قصدك كرهونى فى الاكل انا كنت خلاص كرهت الأكل،كانت السفره زى،مفاوضات السلام،بتنتهى بكارثه،وبالذات وجود الغوريلا وبنتها غدير كنت بحس أنهم،بيبصولوا فى اللقمه وبيقولولى،بالسم مطرح ما يسرى يهرى،يلا ربنا ريحنى منهم الأتنين عقبال ما الدنيا كلها ترتاح منهم.
ضحك علاء يقول:تعرفى أن مرات عمك هويام،كتير بحس إنها مبقتش تحب غدير،،بسبب الواد وائل سمعت إنه هيبنى له شقه فوق المعرض الى بيجهزه،وهيتنقل فيها،ودى صدمه لمرات عمك،بس لو هياخدها معاه ممكن ترق ل غدير.
ردت سهر:ياريت وائل  ياخد هويام والسلعوه مياده،إنما يسيب عمك يرتاح منهم،والله تبقى تيتا آمنه كانت بتدعى له بالخير،وأرجع من هنا ملقهومش فى البيت،يا سلام،ده يبقى يوم المنى.
ضحك علاء يقول:لأ إطمنى هترجعى تلاقيهم فى البيت ده لسه فكره مش أكتر،يلا إنزلى،إلبسى العبايه دى،وخلينا نرجع من تانى،لبيت خالتك.
.......ــــــــــــ
ـــجروب روايات الماسيات سعادمحمدسلامه  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالى بالبحر الاحمر
مساءً
بكافتيريا أحد المولات.
جلست سهر بأنهاك قائله:من قبل العصر بنلف،بين المولات،نشترى هديه ومفيش شئ عجبانى،يا علاء،كفايه كده،خلينا نرجع من تانى البيت خلاص،رجليا إتنفخوا،دا لو مش المولات  فيها تكييف كنت إتخنقت،خلينا نرجع،مش عاوزه منك هديه خلاص.
نظر  علاء لساعة يدهُ،ثم لها  قائلاً: عجزتى يا سهر خلاص،بس طالما مش عجبك حاجه،خلينا نرجع،وخدى حق هدية عيد ميلادك ناشف زى ما كنتى بتقوليلى قبل كده،مش عاوزه منك هديه هات حقها ناشف،وأجيب اللى انا عاوزاه.
تبسمت سهر قائله:ده لما كنت فقيره وكحيانه،لكن خلاص أنا عديت ليڤل الفقر،بس لما أرجع البلد من تانى هقولك،على هديه انا عاوزه أجيبها.
رد علاء،بأستفسار:وأيه الهديه دى،بقى،قوليلى وأنا أجيبهالك.
ردت سهر:لأ لما أرجع البلد هقولك ودلوقتي خلاص الدنيا ضلمت ورجليا خلاص،الشوز نفخ صوابعى.
تبسم علاء قائلاً:تمام هستنى أعرف الهديه الى عاوزاه لما نرجع البلد ودلوقتي خلينا نرجع لبيت خالتك.
.....
بعد قليل 
رن علاء جرس منزل خالته 
فتحت لهم الباب قائله:مش قولت بعد كده  وأنتم طالعين إبقوا خدوا معاكم مفتاح،عالعموم،يلا إدخلوا.
دخل علاء خلف خالته ثم دخلت سهر خلفه،لكن فجأه إنقطعت الكهرباء وعادت سريعاً.
نظرت سهر للزينه أمامها بأنبساط،وسمعت من يقولون 
كل سنه وانتى طيبه يا سهر.
تبسمت بفرحه قائله:ماما،بابا،جيتوا أمتى لهنا.
رد منير الذى إتجه يحتضن سهر قائلاً:إحنا جينا هنا من إمبارح مع علاء.
تعجبت سهر قائله:طب وكنتوا فين من إمبارح وإزاى علاء مقاليش.
ضمت نوال سهر قائله:كنا هنا فى أوتيل،وكنا عاملنها ليكى مفاجأة علشان كده علاء مقالش ليكى،وبعدين هنقضيها كلام،ومين الى هيطفى الشمع،ولا هتكسلى تقولى هُف زى كل سنه وتسيبى الشمع والع.
تبسمت يسريه التى إقتربت من سهر وضمتها قائله: أنا هطفى الشمع بس يلا الجو حر والتورته هتسيح، شرين خلاص ولعت الشمع.
تبسمت لها سهر،وتوجهت الى تلك المائده الصغيره،ووقفت بالمنتصف بين،والدايها،تبتسم لكن شعرت بغصه كبيره فى قلبها حزناً على جدتها آمنه،هى كانت تقف معهم أثناء الأحتفال،للحظه،تدمعت عيناها حزناً،لكن إبتلعت،ريقها وأخفت تلك الدمعه،وأرادت الأستمتاع،بوقتها مع عائلتها 
إطفئ علاء نور الغرفه،بدؤوا يرددوا أغانى أعياد الميلاد،الى أن قالت يسريه:
كفايه الشمعه خلاص قربت تنطفى،يلا يا سهر إطفى الشموع،وإتمنى أمنيه سعيد تحقق.
تبسمت سهر،لكن قبل أن تنحنى لتطفئ الشموع،سمعت صوت يهمس بأذنها قائلاً:
إتمنى إننا نرجع لبعض من تانى،يا سهر لياليا.
أغمضت سهر عيناها،ثم فتحتها وإنحنت،تطفئ الشموع،
تأخر علاء لثوانى،ثم أشعل ضوء المكان،
لفت سهر وجهها تنظر خلفها،لم تجد عمار،
إحتار عقلها يسأل،كيف،أختفى هى سمعت صوتهُ فى أذنيها،
لاحظ علاء حيرة سهر،وقال،بدورى على أيه يا سهر،يلا قطعى التورته،ولا ماما الى تقطعها،بدل ما تبوظيها.
للحظه كانت سهر ستزلف،وتقول أين عمار،هى سمعت صوته،بأذنيها،لكن خشيت أن يفتضح أمرها أنها مازالت تُفكر بعمار،فردت:
خلى ماما تقطعها،زى كل سنه.
تبسمت لها نوال قائله:واضح،إنك مش هتتعلمى تعتمدى على نفسك،ماشى هقطعها أنا.
تبسمت سهر،ردت نوال لها البسمه وهى تتذكر.
فلاشـــــــــــــ* باكـــــــــــــــ
دخلت نوال بلهفه الى المشفى التى دلها عليها عمار،وتوجهت الى الغرفه الموجود بها سهر،فتحت الباب سريعاً.
لتسمع عمار،يُطلق سهر،ثم غادر الغرفة،سريعاً،نزلت دموع سهر،توجهت لها نوال سريعاً،قائله بحنو:
سهر،ليه بتعيطى،مش أنتى الى أصريتى عالطلاق.
دمعت سهر 
جففت نوال دموع سهر،وقالت لها:طب طالما بتحبيه ليه طلبتى الطلاق وأصريتى عليه كمان،أنا سمعت عمار،مكنش عاوز يطلقك.
ردت سهر بدموع وآلم قائله:ماما أنا تعبانه،ومش قادره الوجع بيزيد عليا.
تنبهت نوال قائله:أكيد مسكن الألم بدأ،ينتهى أو إنتهى،هتصل على الأستقبال،يجيبوا ليكى ممرضه بمسكن،بس فين علاء.
ردت سهر بآلم:معرفش هو خرج من شويه،إتصلى عالأستقبال يبعتوا ممرضه بمسكن خلاص مبقتش متحمله الآلم.
قامت نوال بطلب ممرضه من الاستقبال.
بعد قليل،شعرت سهر براحه.
قالت نوال لها:الآلم،إختفى ولا لسه،وفين علاء ده كله؟
ردت سهر:الحمد لله الألم بقى بسيط،ودلوقتي علاء يرجع،عاوزاه ليه عاوزه تعرفى أيه الى حصلى المره دى،وخلانى أطلب الطلاق من عمار،ويوافق يطلقني بالسهوله دى،أنا أحكيلك.
ردت نوال: لأ يا سهر مش عاوزه أعرف أى سبب،أنا عاوزه أعرف ليه متصلش عليا،من بدرى،وعرفنى.
ردت سهر:يعنى حضرتك مش زعلانه إنى أطلقت من عمار.
ردت نوال:أبقى كدابه لو قولت مش زعلانه،بس ده إختيارك يا سهر.
ردت سهر:بس جوازى من عمار مكنش إختيارى.
جلست نوال جوار،سهر على الفراش ومسكت يدها قائله:كان غلطه منى فى وقت غضب،سامحينى،يا سهر،أنا قولتها لك قبل كده،الى يهمنى إنتى وبس،بس خوفى وغضبى  عموا عنيا وقتها.
تعجبت سهر قائله:يعنى أيه،يعنى دلوقتى مش عاوزه عمار يعيد تربيتى.
نهضت نوال،وجلست جوار سهر وضمتها لحضنها قائله:لأ أنا عاجبنى،تربيتى ليكى،بحب غباوتك،ووحشتنى،يا ملاكى.
وضعت سهر يدها على صدر نوال قائله:وأنا كمان بحبك يا ماما،بس كنت زعلانه منك،كان نفسى تاخدينى فى حضنك وتقوليلى يا ملاكى.
تدمعت عين نوال،متحسره،كيف لها يوماً،ضغطت على سهر،بزواجها،كيف سمحت لغضبها أن يجعلها تقسوا عليها،لكن لم يفوت الآوان،ستحتوى ذالك الآلم التى بنبرة صوت سهر،مع الوقت سهر ستعود لطبيعتها،رغم حزنها أن سهر تطلقت،لكن الأهم أنها إطمئنت أنها شبه بخير.
تبسم علاء الذى دخل قائلاً:أيه ده،سهر وماما حاضنين بعض،لأ،فين موبايلى كنت صورت اللحظه دى،اللحظه دى كان لازم تتخلد فى التاريخ.
تبسمن له الأثنتين.
....
بعد مرورعدة أيام 
خرجت سهر من المشفى،لكن لم تعود،لمنزل عطوه،أصرت على الذهاب لمنزل جدتها يسريه،كانت تجلس نوال،برفقتها طوال الوقت.
رن جرس المنزل،فتحت نوال الباب،تغابن وجهها حين رأت هيام،ومعها مياده.
تحدثت هيام قائله:إنتى عارفه إنى مش بطيق ريحة المستشفيات،وإستنيت سهر تطلع من المستشفى،بس لما طلعت جت على هنا،،أيه هتسيبنا عالباب كده،مش هتقولى إتفصلوا.
رد نوال برغم عدم إرادتها دخولهن:
لأ إزاى أتفضلوا.
دخلن هيام ومياده 
تحدثت مياده قائله:
هى فين سهر؟
أشارت نوال لهن،بالغرفه الموجوده بها سهر،
دخلن الى الغرفه،كانت سهر نائمه على الفراش،رغم ضيقها منهن،لكن حاولت الجلوس.
قالت نوال:خليكى نايمه،يا سهر،جرحك لسه ملتئمش مياده ومرات عمك مش غُرب.
ردت هيام:ألف سلامه ليكى،أيه الى حصل،واللى سمعناه ده صحيح؟
ردت نوال قبل سهر:الله يسلمك بس أيه الى سمعتوه؟
ردت مياده:بيقولوا عمار،طلق،سهر.
صمتت سهر.
نظرت نوال،ل وجه سهر الذى سُئم،وردت عنها:
أيوا صحيح  ،عمار وسهر إطلقوا.
ردت هيام بتمثيل:ها ليه،أيه الى حصل؟
ردت نوال:قدر ربنا كده.
ردت مياده:والطلاق تم بالسرعه دى،ليه،و عمار طلق......
ردت نوال بحسم :قولت النصيب كده،وأنتم جاين تزروا مريض ولازم الزياره تكون خفيفه،والدكتور،قال بلاش إجهاد ل سهر،لسه جرحها جديد ولازم ترتاح،وأنا إديتها العلاج من شويا،ولازم نسيبها تنام ترتاح خلونا نطلع نقعد فى الصالون.
شعرن مياده وهيام،بالحرج،فقالت هيام:
عندك حق زيارة المريض لازم تكون خفيفه،إحنا إطمنا على سهر،بس كان لازم ترجع لبيت باباها طالما إتطلقت،مش تجى على هنا بيت جدتها.
ردت نوال قائله:هنا زى بيت باباها،المهم مكان ترتاح فيه وتتحسن صحتها،بعيد عن نوعية غدير مرات إبنك.
ردت  هيام قائله: عندك حق،طب تصدقى بالله،أنا طلبت من وائل،وقولت له زى عمار ما طلق،بنت عمك،طلقلهم،بنتهم،غدير مش أحسن من بنت عمك.
ردت سهر قائله:والجنين الى فى بطنها،أنا خارج الموضوع،مالوش لازمه خلاص انا كده إرتاحت،يمكن عمار يكون،له نصيب مع واحده تانيه من عيلة عطوه.
قالت سهر هذا ونظرت بإتجاه مياده وأكملت: تكون بتفهم فى الخبث والملاوعه.
شعرت مياده بالخذو من نظرات سهر وظلت صامته،بينما ردت هيام:
لا تانيه ولا تالته،ياريت كل عيلة زايد تطلع من حياتنا كان يوم أسود،يوم ما فاتوا عليها،بس أقول أيه على رأى نوال النصيب.
تحدثت نوال قائله:قولت خلينا نطلع نقعد بره ونسيب سهر ترتاح.
خرجن هيام ومياده،
تبسمت نوال بحنان،ل سهر وهى تخرج خلفهن،تبسمت لها سهر أيضاً.
.....
باليوم التالى 
دخلت  نوال الى غرفة سهر قائله:
يوسف بره وعايز،يطمن عليكى الطرحه أهى خلينى  ألفهالك على رأسك.
لفت نوال الطرحه على رأس سهر،شعرت برعشة يدها وهى تمسك الطرحه،جوار يدها،شعرت بأسى فى قلبها،سهر تُحب عمار 
عمار الذى إختفى منذ أن طلقها بالمشفى.
بينما سهر،شعرت برجفه فى قلبها،لا تعرف سببها أو ربما بسبب شعورها،بنهاية حكايتها مع عمار.
دخل يوسف للغرفه حاول رسم بسمه قائلاً:
إزيك يا سهر،حمدلله عالسلامه.
ردت سهر:الحمد لله الله يسلمك.
تحدث الثلاث لدقائق،ثم قال يوسف  مستئذناً من نوال:
أستاذة نوال ممكن تسيبنى مع سهر لخمس دقايق على إنفراد.
نظرت نوال،لسهر التى أماءت برأسها لنوال بموافقه،إمتثلت نوال وخرجت خارج الغرفه،وتركت الباب مفتوح عليهم.
تنحنح يوسف قائلاً:بصراحه،أنا عمرى ما توقعت أنى أتحط فى موقف زى ده،بالذات معاكى،إنتى وعمار،أنا معرفش أيه الى حصل بينكم وصل الأمور لكده،أنا عمار،أتصل عليا،وطلب منى مُخالصه وديه،بينك وبينه،وهو هيعطيكى كل حقوقك الشرعيه اللى فى ذمته ليكى.
غصت سهر،وشعرت بدوران الكون،إحتبست دمعتها وقالت:أنا قولت له أنى متنازله عن كافة حقوقى  و......
قاطعها يوسف قائلاً: أنا عملت الى هو طلبه منى،والمخالصه  أهى،كل الى مطلوب منك أنك تمضى عليها،زى عمار ما مضى،قبلك.
تعجبت سهر قائله:عمار مضى على المخالصه!
رد يوسف:أيوا أنا عملت المخالصه وسيبتها مع طنط حكمت،وهو مضى عليها وبعتها ليا المكتب..
ترددت سهر قائله:تمام هات الملف و قولى أمضى فين؟
أعطى يوسف لسهر الملف،وأشار،لها على مكان إمضائها،الى أن إنتهت،ثم أعطت الملف مره أخرى ل يوسف بصمت.
أخرج يوسف من الملف،شيك بنكى قائلاً:
الشيك ده بكل مستحقاتك.
أخذت سهر الشيك بيد مرتعشه،لاحظ يوسف رعشة يد سهر فتبسم مستأذناً للمغادره.
دخلا نوال ومنير الذى أتى  عقب خروج  يوسف الى الغرفه.
دون شعور من سهر أدمعت عيناها.
جلس منير،لجوارها،وقام بضمها لحضنه،يمسد على ظهرها،بصمت،بينما تبكى سهر،
جلست نوال على الفراش ومسدت هى الأخرى على ظهر سهر،القابعه بحضن والداها.
......
مساءً بنفس اليوم 
ببرج سكنى فخم بالمنصوره 
دخل يوسف الى تلك الشقه،وأشعل ضوء الغرفه متحدثاً وهو يسعُل:أيه الدخان ده،إزاى قادر تفضل فى المدخنه دى،قوم أطلع معايا من الاوضة دى نقعد  نتكلم شويه.
رد عمار وهو ينفث دخان السيجاره: نتكلم فى أيه أنا ماليش نفس للكلام،وعاوز أبقى لوحدى،عرفت منين مكانى،وإزاى عرفت تدخل للشقه.
تبسم يوسف يقول:أنا حافظك أكتر من نفسك،وناسى إن معايا مفتاح الشقه دى سبق وإستقبلت اللواء ثابت وعيلته فيها قبل كده.
يلا قوم  تعالى خلينا نتكلم فى موضوع يخصك.
أطفئ عمار السيجاره بالمطفأه ونهض مع يوسف 
جلس الأثنان بغرفة الصالون.
تحدث يوسف:أنا كنت عند سهر النهارده.
سأل عمار:وهى بقت كويسه؟
رد يوسف:هى بقت صحياً كويسه لكن نفسياً مش كويسه،زيك كده،بس بتكابر هى كمان،عالعموم أنا أخدت توقيعها على المُخالصه الوديه بينكم وإديتها الشيك الى بعته مع الملف الى كنت سيبته مع الحاجه حكمت.
رد عمار بأسى:وسهر مضت عالملف بسهوله كده،طبعاً ما صدقت تخلص منى يُحق لها.
رد يوسف:سهر مضت عالمخالصه وإيدها بتترعش. 
عالعموم إنت ليه سيبت بيت زايد وقاعد هنا لوحدك.
رد عمار:أنا هفضل هنا مش راجع بيت زايد مش طايق البيت ولا الى فيه،أنا بتصل أطمن على ماما وبابا،دول الى يهمونى غير كده مبقاش حد تانى منهم يهمنى،وبالذات عمى،اللى كان فى لحظه هيموت سهر،تعرف سهر لو كانت بلغت أنه هو الى ضربها بالرصاص،مكنتش هأثر عليها،أنا زهقت من عصبيته وكل ما يتعصب يطلع السلاح،وعملت زى ما قولتلك عالتليفون.
رد يوسف:أنا بلغت عمك سليمان،بنيتك فصل أملاكك إنت وولاد خديجه و عمى مهدى كمان،وهو مش موافق. 
تبسم عمار ساخراً:هو مش موافق بس هتلاقى فريال موافقه،دى كان نفسها فى كده من زمان،ياخد أملاكه،وهو حر فيها،يوزعها على بناته،معدش يهمنى خلى سِحر فريال ينفعها ويكبر لها أملاكه.
ضحك يوسف قائلاً:هتعمل أيه المره دى وهتسحر لمين،سهر الى كانت بتسحر لها خلاص،هى فى دماغها إنها نجحت،متعرفش إنه سِحرها فاسد،وإن سهر عندى إحساس كبير هترجع تانى،بس هى محتاجه شوية وقت،بس كويس الشغاله اللى فى البيت شافتها وهى نازله كذا مره من شقتك إنت وسهر،وكمان شقة خديجه،والله حماتى دى مش عارف إزاى كده،مش عارفه إن أعمال السحر والشعوذه كُفر بالله،لو مش مراقبتك لتحركاتها مكناش عرفنا الى بتعمله،ومرواحها للدجاله،لو واحده غيرها كانت إتعظت بقدرة الله،لما الميه الى رشتها وبعدها هى وقعت إتكسرت،بس تقول أيه،حتى الحجابين الى وقعوا تحت إيدينا وخدناهم للشيخ الى قرى قرآن فى البيت قبل كده،وفسد سحرهم.
رد عمار:مرات عمى من يوم ما وعيت عالدنيا،وبحس إنها بتكرهنى،بدون سبب ناسى إنها إتسببت فى سجنى قبل كده،يلا أهو إتحقق هدفها إنى أختفى من قدامها أنا وسهر كمان،زمانها مبسوطه إننا إطلقنا وغدير كمان أكيد مبسوطه.
رد يوسف: وإنت ناوى على أيه مع سهر،هتسيبها بالساهل كده،مش هتحاول ترجعها من تانى.
تنهد عمار يقول:صعب،صعب جداً،تفتكر إنى محاولتش أخليها تشيل فكرة الطلاق،بس هى أصرت عليه،مش عارف بداية طريق أمشى فيه يوصلنى لها.
تبسم يوسف يقول:طب واللى يعطيك بداية طريق  تمشى فيه،وتبدأ من جديد مع سهر.
نظر له عمار ساخراً يقول:وأيه هو الطريق ده،أروح أستعطف سهر،لو هترضى مستعد أروح لها.
تبسم يوسف يقول:لأ مش هتستعطفها،بس لما تكونوا شركاء،أكيد هيكون فى بينكم حلقة وصل.
تعجب عمار يقول:قصدك!
أماء يوسف له مبتسماً.
تبسم عمار هو الآخر قائلاً:وهى سهر وافقت بسهوله كده!
ضحك يوسف قائلاً:مش بقولك إيدها كانت بترتعش وهى بتمضى،سهر متعرفش هى مضت على أيه بين أوراق المخالصه،وأنكم بقيتوا،شركاء مناصفه،ها هتعمل أيه دلوقتي.
رد عمار:هتشوف،سهر هترجع لى تانى،بس المره دى بإرادتها.
تبسم يوسف يقول:يااارب.
......
ظلت سهر بالبلده لمدة يومين،الى أن تحسنت قليلاً،ثم سافرت الى البحر الأحمر 
عودهــــــــــــــــ*
عادت نوال من تذكرها لما حدث،وتبسمت وهى تقترب من سهر تضع  يدها على كتفها،تبسمت لها سهر،وعقلها  وعينيها شاردين هى سمعت همس عمار،لكن أين هو ليس موجود،هو بخيالها فقط،لكن هى سمعت صوت عمار بأذنيها، لما لا تسأل أحداً من من حولها،وتتأكد،لكن خشيت أن يكون ما سمعته ليس سوى خيال،أو ربما هكذا هى تمنت.
.......
بعد سهره طويله كان يسودها المرح،قامت نوال بجمع الهدايا التى قدمت لسهر،بأحد الأكياس قائله:الهدايا بتاعتك أهى،أنا خلاص عاوزه أنام كفايه سهر لحد كده،بشكرك يا شيرين إنتى وجوزك على مساعدتى للتحضير للحفله دى.
تبسمت شيرين وهى تنظر الى سهر قائله:سهر زى أختى الصغيره،وإنبسطت جداً وأنا بجهز معاكى للحفله وكمان من السهره دى من زمان متجمعناش كده.
حضنت شيرين سهر وقبلت وجنتها.
تبسمت سهر قائله:بقى مكسوفه تقولى زى بنتى خايفه تكبرى نفسك قدام عمو،دا الى بينى وبين أبنك الكبير هما تلات سنين ،ماشى لما أقولك ،يا شيرى متزعليش بقى،وتقوليلى بطلى إستقلال بيا أنا خالتك مش عيله بتلعب معاكى فى الحضانه.
تبسمت شيرين قائله:قولى الى عاوزاه بس عاوزه أشوف البسمه الى على وشك دى ومتفارقش وشك من تانى،وحشتنى بسمتك..
...
وضعت نوال،بعض الهدايا على فراش سهر قائله:
كل سنه وأنتي طيبه ياريت الهدايا اللى جاتلك تعجبك،هسيبك بقى لوحدك تشوفيها،تصبحِ على خير،وعقبال ميت سنه.
قالت نوال هذا وقبلت وجنتي،سهر وغادرت الغرفه وأغلقت خلفها الباب.
جلست سهر على الفراش تتنهد براحه،لكن مازال عقلها يسأل،هى سمعت صوت عمار،نظرت نحو الهدايا الموضوعه على الفراش،وتبسمت، جذبتها وبدأت تفتحها لتعرف ما موجود بها،لكن كان هناك علبه مُخمليه صغيره حمراء اللون،لفتت نظرها،جذبتها وقامت بفتحها.
أخرجت ذالك السلسال من الذهب الأبيض موصول بنجمه تُعطى ضى الألماس،،كان هناك ورقه صغيره مثنيه أسفل السلسال بالعلبه،
أخذت الورقه وقرأت ما هو مكتوب فيها،قائله:
"كل سنه وأنتِ طيبه،يا نجمه صاحبت سهر لياليا"
وضعت سهر الورقه،بالعلبه ونظرت مره أخرى للسلسال تشعر بسعاده غامره،لم تكن تتخيل عمار كان هنا،وهمس لها،لكن أين إختفى،وضعت السلسال بعنقها،ونهضت من على الفراش وفتحت،باب الشُرفه،وخرجت تنظر لنجوم السماء الساطعه،تمسك بيدها ذالك السلسال،تتنهد وتُغمض بأنتشاء من رائحة اليود بالجو،ثم تركت يدها من على السلسال،ليلمع ضى النجمه الماسيه.
كان عمار يراقب سهر،تحققت أمنيتهُ تمنى أن تخرج الى شُرفة غرفتها،ها هى تقف ويراها،لكن هى لا تراه لكن الأهم أنها أمام عيناه،رأى ضى ذالك السلسال،هى إرتدته 
تبسم،بأمل،فالطريق،ليس بعيد للعوده.
..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.ـــــــــــــــجروبروايات الماسيات سعادمحمدسلامه   
ـــــــــــــــــــ
شارف الصيف الحارق أن ينتهى،هنالك رياح خريفيه تُبشر بنسمات مُهدئه للحراره،رياح خريفيه تُوقع أوراق الشجر الذابله،تكشف عن أوراق جديده ونمو فروع مكان الأوراق المتساقطه.
.....
مساءً،بالبلده
بمنزل عطوه
خرجت سهر من المنزل تسير وحدها،الى أن وصلت الى تلك السياره التى كانت تنتظرها،وصعدت بها،
لكن رأها عمار صدفه،تحير عقلهُ الى أين تذهب سهر الآن،وبهذاء الرداء الأزرق الراقى،لم يُفكر تتبع السياره،التى توقفت أمام أحد قاعات الافراح،بالمنصوره،
ترجلت سهر من السياره،ودخلت الى تلك القاعه،
ترجل عمار هو الأخر يسوقهُ الفضول،الى أن دخل الى القاعه التى دخلتها سهر،وقف على الباب،ينظر لها،وجدها تتوجه الى مكان جلوس العروس،وقامت بحضنها،ثم أمائت براسها للعريس،وتحدثت بأختصار إليه،ثم تحدثت مع العروس لدقائق،وذهبت الى طاوله وسلمت على من يجلسون عليها،وجلست جوارهم،لبعض الوقت الى أن آتى ذالك السخيف عرفهُ سريعاً،فهو ضربهُ سابقاً،كم أراد أن يدخل ويقوم بضربه،وخلع عيناه اللتان ينظر بهم ل سهر،
بينما سهر حين دخلت،توجهت الى مكان جلوس العروس،تبسمت لها صفيه قائله:
كنت هزعل لو مجتيش بس أيه الفستان الأزرق ده،طبعاً،لبساه خايفه من الحسد.
،تبسمت سهر قائله: بطلى هزار،وألف مبروك وربنايسعدك،أنتى والعريس،الى نفضتى جيوبه.
ضحكت صفيه قائله:نفضت جيوبه بس،جيوبه وقلبه وعقله،خلاص كلهم بقوا ملكى،بس كويس إنك رجعتى من البحر الأحمر على فرحى،لينا قاعده مع بعض أعرف تفاصيل الأخبار الى وصلتنى،ولو مش بالصدفه وأنا رايحه أدعى طنط نوال،مكنتش عرفت،وزعلت جداً،بس خير،لسه قدامك الدنيا،وإنتى لسه صغيره.
تبسمت سهر بغصه قائله:داء الطفاسه فيكى،ركزى مع الى نفضتى جيوبه وقلبه وعقله،يلا هنزل أبارك لطنط،وأقعد شويه،ماما قالتلى متأخرش.
تبسمت صفيه قائله:مجتش معاكى ليه.
ردت سهر:حظك،المخفيه غدير مرات الغبى وائل،راحت المستشفى وشكلها هتولد وطنط هويام قالت لماما تعالى معايا،يلا ربنا يسهلها.
أمائت سهر برأسها للعريس وهنئته،ثم توجهت الى طاوله،وقامت بتهنئه من يجلسون عليها،طلبت والدة صفيه منها الجلوس لجوارها،جلست سهر ترسم بسمه،
لكن تبدلت بسمتها حين جلس حازم لجوارها قائلاً: إزيك يا سهر،أخبارك إيه،من بعد الامتحانات متكلمناش مع بعض،بصراحه كنت هتصل عليكى أهنيكى بالنجاح،بس مرضتش لجوزك يعمل مشاكل.
صمتت سهر ولم ترد.
عاود حازم الحديث قائلاً:ليه جوزك مجاش معاكى،ولا عمار زايد مقامه عالى بالنسبه لقاعه بسيطه زى دى.
إدعت سهر عدم سماعه بسبب الصوت العالى،بالقاعه.
نهضت سهر قائله:لازم أمشى عن إذنك يا حازم،هسلم على طنط،وبعدها همشى مش لازم أتأخر.
سارت سهر بالقاعه،ونظرات حازم تصحبها،لكن قبل أن تخرج منها نهض حازم سريعاً، يلحقها،وليته ما لحقها،ليرى ما يحرق قلبهُ.
خرجت سهر من القاعه،كادت أن تتعثر فى ذيل فستانها،لكن إنتبهت سريعاً،ومالت على الحائط،ورفعت الذيل قليلاً،ثم نظرت أمامها تفاجئت بمن يقف قريباً منها.
إدعت الامبالاه وسارت مره أخرى،لكن مسك عمار يدها،وذهب الى خارج المكان،وفتح لها باب السياره،قائلاً: إركبى.
وقفت سهر بعناد تقول:هركب معاك العربيه بصفتك أيه وإزاى تمسك إيدى وتجرنى وراك بالشكل ده،أنا سكتت بس علشان مش عاوزه فضايح،خلاص علاقتنا إنتهت،عن إذنك.
قبل أن تسير سهر،جذب عمار يدها قائلاً:بقول أركبى العربيه بالذوق أفضلك،بدل ما تركبيها بالغصب أركبى  ووفرى الفضايح.
نفضت سهر يد عمار،لكن هو مازال مطبق يدهُ حول ساعدها.
نظرت سهر حولها،وجدت بعض الماره،ينظرون لهم،إستحت قائله:ماشى هركب معاك بس علشان مش عاوزه فضايح،بس هركب فى الكرسى الورانى مش هركب جنبك.
فتحت سهر الباب الخلفى للسياره وصعدت،ثم أغلقت الباب خلفها بقوه
،بينما تبسم عمار،وذهب الى عجلة القياده،واغلقةمسوجر السياره ،وبدأ يقود السياره.
كان ينظر الى تلك المرآه الجانبيه،التى تعكس جلوس سهر،بالسياره.
ظلت سهر صامته تنظر خارج زجاج السياره.
تنحنح عمار قائلاً:حمدلله على سلامتك أخيراً رجعتى للبلد.
لم ترد سهر عليه.
تبسم عمار يقول بخبث: حلوه قوى السلسله  الى على صدرك دى، مش كان عندك حساسيه من الدهب. 
وضعت سهر يدها على السلسه وأخفتها بين ملابسها ولم ترد أيضًا.
تبسم عمار  قائلاً: مش بتردى عليا ليه،البحر الأحمر كال لسانك.
نظرت له سهر دون،رد.
تبسم عمار وأوقف السياره فجأه،وعاد بنظره الى سهر .
تحدثت سهر قائله:وقفت العربيه ليه.
رد عمار:طب لسانك لسه موجود أهو مش بتردى عليا ليه.؟
ردت سهر بغيظ:أنا حره وانا مش عاوزه أرد ومن فضلك سوق العربيه،عاوزه أرجع للبيت ماما مأكده عليا متأخرش.
تبسم عمار يقول:لو عاوزانى أرجع أسوق العربيه تعالى إقعدى هنا قدام جانبى،قاعدتك مكانك كده خيلانى ومش عارف أركز فى الطريق.
تعصبت سهر قائله:كده طب حاضر،أفتح مسوجر العربيه الى قفلته لما ركبت العربيه.
فتح عمار مسوجر السياره،ظناً منه أن سهر،ستأتى لتجلس لجواره.
لكن سهر خدعته،حين نزلت من السياره،أشارت لأحد التاكسيات،الذى توقف لها،ركبته سريعاً قائله:إطلع بسرعه يا أسطى.
نفذ السائق لها ما قالت وسار بالتاكسى،بينما إنصدم عمار،غير مستوعب فعلة سهر،لكن تبسم،وسار خلف التاكسى،الى أن نزلت،سهر منه أمام منزل والداها،أشار لها بيده،وقام بألقاء قُبله لها فى الهواء،تجاهلته سهر ودخلت الى المنزل وأغلقت البوابه فى وجهه.
رغم غصة قلب عمار،لكن تنهد مبتسماً،كانت مياده تقف هناك بالأعلى  ورأت عمار،وهو يشاور لسهر،وأغتاظت.
بينما دخلت سهر الى الشقه،وضعت يدها على صدرها،تهدأ قلبها،تشعر انها كانت تركض لأميال،لحسن الحظ الشقه خاليه،توجهت الى غرفتها،وألقت حقيبتها،ثم ألقت بجسدها على الفراش تتنهد تشعر،بسعاده،هى لم ترى عمار منذ أن طلقها بالمشفى،أخرجت ذالك السلسال من بين ملابسها،تتنهد بسعاده لكن ،فكرت قليلاً،ماالذى أتى بعمار الى تلك القاعه؟
جاوب عقلها:ربما كان هناك بالصدفه،فالمكان به عدة قاعات وبعض الكافيهات.
أغمضت عيناها تتنهد بسعاده،لكن أخرجها من ذالك الشعور،صوت،رنين جرس الشقه.
نهضت سهر وذهبت لفتح الباب.
وجدت أمامها مياده ترسم بسمه،وحضنت سهر قائله:
وحشتينى أخيراً،رجعتى من البحر الأحمر،أنا فكرتك مش هتجى من هناك غير على إمتحانات نص السنه.
ردت سهر قائله ببرود: لأ أنا جايه علشان الدراسه خلاص فاضل عليها أيام،بس ليه مروحتيش المستشفى مع طنط هيام،غدير مرات اخوكى الغالى.
ردت مياده،بسخريه:أخويا الغالى،لأ أنا وغدير معاملتنا مع بعض سلام من بعيد،بس كنت عاوزه أقوله،إنتى أكيد عرفتى إن جواب التنسيق بتاعى،جالى،كلية تربيه المنصوره قسم جغرافيا،يعنى زيك بالظبط،وطبعاً،إنتى تعرفى الكليه اكتر منى،أيه رايك نروح سوا أول يوم،أهو تساعدينى وتعرفينى الاماكن.
ردت سهر قائله:آه عاوزنى أبقى المرشد السياحى بتاعك فى الجامعه،تمام،ودلوقتي عن إذنك جايه من البحر الأحمر مريحتش وروحت لفرح واحده زميلتى،تصبحى على خير.
قالت سهر هذا وأغلقت الباب فى وجه مياده،التى إغتاظت قائله:
الفلوس الى أخدتيها من عمار قوتك،لأ والغبى كمان لسه بيجرى وراكى.
......ــــــــــــــ
ـجروب روايات الماسيات سعادمحمدسلامه.
...ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور اسبوع.
نزلت مياده بسرعه على سلم المنزل،قائله:
كويس لحقتك يا سهر مش كنت قايله ليكى،نروح الجامعه اول يوم سوا مع بعض.
ردت سهر بضيق:نسيت،عالعموم انا رايحه الجامعه،خلينا نروح سوا.
بعد قليل.
دخلن سهر ومياده الى الجامعه،قالت سهر:
هناك كده هتلاقى شئون الطلبه،روحى إدفعى المصاريف و قدمى بيانتك لهم علشان يطلعوا ليكى كارنيه الجامعه.
ردت مياده:طب ما تجى معايا.
ردت سهر:لأ أنا هروح اقابل زميله ليا،وبعدها هبقى أروح لشئون الطلبه ادفع المصاريف،واعمل كارنيه جديد ليا،يلا سلام،أشوفك بعدين.
تركتها سهر وأبتعدت عنها.
بعد قليل،رأت مياده سهر تقف بالحديقه المصاحبه للجامعه ومعها شاب.
توجهت الى المكان.
وقالت:سهر انا دفعت المصاريف قدمت بياناتى وقالولى الكارنيه هيطلع بعد بكره،وسألت عن المحاضرات قالوا الجدول لسه منزلش،وتقريباً كده هروح.
ردت سهر قائله:طب كويس انا كمان جدول المحاضرات منزلش،وخلصت الى كنت جايه علشانه،خلينا نروح.
نظرت سهر لذالك الشاب الذى كان يقف مع سهر بأعجاب،فهو أنيق،ويبدوا عليه الثراء،ثم قالت:طب مش تعرفينى على زميلك.
ردت سهر قائله:ده مش زميلى،ده إتخرج خلاص،بس إحتمال السنه الجايه يبقى معيد عليكى،وأعرفك،حازم صديق
مياده بنت عمى،وكمان طالبه هنا فى سنه أولى.
رسم حازم بسمه خفيفه،لكن لا يعرف أن تلك البسمه،أترسمت بقلب مياده.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى المساء 
هنالك حفل لمناسبتين 
المناسبه الاولى هو إفتتاح،معرض غدير الادوات الكهربائيه.
والمناسبه الأخرى عقيقه لذالك الملاك الصغير الذى آتى للحياه 
كان الأحتفال أمام منزل عطوه بخيمه كبيره،كان من ضمن المدعوين عمار،والذى أتى خصيصاً من اجل من تُسهر لياليه،شعر بسأم لم يعد يقدر على الانتظار،سيدخل ويراها الآن.
بالفعل تسرب دون ملاحظة أحد،ودخل الى المنزل وقام بالرن على شقة والد سهر أكثر من مره،بأستعجال.     
ـــــ
سمعت سهر جرس الباب للمره الثانيه، قبل أن تفتح الباب، قالت: طيب، خلاص هفتح أهو. 
فتحت سهر الباب، وتفاجئت، وقبل أن تتحدث 
دفعها للداخل، وأغلق خلفه الباب، يثبتها على حائط جوار الباب، يلتهم شفاها، بقُبولات متشوقه، ليترك شفاها مرغماً، ليتنفسا
وقبل أن تسترد سهر، تمالكها، جذبها من يدها، ودخل الى غرفتها، وأغلق بابها، وعاود إلتهام شفاها، ليس هذا فقط، بل سقط الأثنان على الفراش،،ليبقى فوقها ظل يُقبلها، 
لكن تمالكت سهر جأشها،ودفعته بيديها قائله: عمار، إبعد عنى، الى بتعمله ده، حرام، إحنا مطلقين. 
مسك  عمار يديها قائلاً: تحلى لى يا سهر، لأخر، يوم عدتك، الى فاضل فيها يومين، بكلمه منك نرجع، من تانى،قوليها يا سهر. 
قال هذا، وعاود التلهف، بالقبولات، لكن قطع الشوق، صوت يأتى من خارج الغرفه ينادى، قائلاً: سهر. 
تركت سهر يدي عمار،ثم دفعته عنها بيديها تنهت قائله بهمس: عمار، قوم من فوقى، بابا بينادى، عليا،ولو مردتيش عليه ممكن يجى لهنا فى الاوضه ويشوفك معايا. 
رفع عمار، رأسه من عنق سهر،ينهت، ينظر، لعيناها، بشوق، قائلاً بهمس أيضاً: خليه يجى، ويشوفنا، سهر، أنا بحبك، خلينا نرجع من تانى. 
إبتلعت سهر، ريقها تنهت  قائله: لو بابا دخل وشافك هنا، إنسى أنى أفكر نرجع من تانى. 
نهض عمار من عليها، وقال: قصدك أيه؟ 
نهضت سهر من على الفراش هى الاخرى قائله : قصدى، أن مش لازم بابا يشوفك هنا، من أصله، وأتفضل أطلع من الشباك ده. 
نظر عمار، الى ما أشارت له سهر، قائلاً بتعجب: عاوزانى أنط من الشباك عالشارع، علشان باباكى، ميشوفنيش معاكى، لأ، أنسى، يا سهر، أنا هطلع، وأقوله أنك موافقه أننا نرجع. 
عاندت سهر قائله: وقتها هقول لبابا،أنك أتهجمت عليا،و إنى مش موافقه،أرجعلك، ومفيش حد هيجبرنى تانى، أنى أتجوزك.
نظر عمار لعيني، سهر، رأى فيهم التحدى. 
فقال: بس، أنا داخل من الباب. 
تبسمت سهر  قائله بعناد: بس هتطلع من الشباك، وده آخر، كلام عندى. 
نظر لها عمار  بأستجداء قائلاً: سهر بلاش عنادك، أنا هطلع أقول، لعمى منير، إنك وافقتى إننا نرجع تانى. 
جلست سهر على مقعد بالغرفه، ووضعت ساق فوق أخرى قائله: وأنا هقول محصلش، وإنك كداب، ودخلت من شباك أوضتى وكنت لسه هصرخ، كتمت صوتى، مفيش قدامك غير الشباك تنط منه ومتخافش  الشباك ده عالشارع الورانى، وهو ضيق، يعنى مش هتلاقى حد ماشى فيه. 
نظر عمار لتصميم سهر وقال: 
ماشى يا سهر، هطلع من الشباك، بس قبل ما أطلع لازم. 
صمت عمار، وجذب سهر من يدها  لتقف متفاجئه، وقبل أن تتحدث كان يُقبلها عاشقاً، شغوف، 
شعرت سهر بأستحواذ عمار عليها لو بقى لدقائق  ، قد تطلب منه هى العوده، لكن لأ 
أبعدته بيديها، وقالت، بابا بينادى  عليا، يلا إطلع من الشباك 
نظر لها عمار، ثم شد ذالك المقعد ووضعه أسفل الشباك، وقام بالخروج من الشباك، لكن قبل ان يخرج نظر لها و قال لها: 
أنا عارف تفكيرك يا سهر، أنتى مش هترجعى لى قبل نهاية عدتك، بس بوعدك إنتى الى هتطلبى منى إننا نرجع لبعض من تانى. 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

بعد مرور عشر أيام
،بمكتب يوسف مساءً،
نهض يوسف من خلف المكتب حين دخل عليه عمار،تبسم مرحباً،ثم جلس الأثنان جوار بعضهم على أريكه بالغرفه.
تحدث عمار قائلاً:معطلك عن الشغل.
تبسم يوسف قائلاً:لأ  إنت ناسى بكره الجمعه أجازة المحكمه،والنهارده قليل الزباين الى بتجى،وبعدين من إمتى بتسأل السؤال ده،شكلك مضايق،هدخل أقول لأسماء تعمل لينا إتنين قهوه، ونقعد أشوفك مضايق ليه، مع أنى  متوقع  السبب.  
أماء عمار بموافقه.
بعد دقيقتين عاد يوسف وجلس لجوارهُ وقال:
ها بقى على ما القهوه تجى،قولى أخبار طنط حكمت أيه؟
رد عمار:مش عارف ليه حاسس إنها تعبانه ومخبيه عنى،وغُلبت فيها تجى تعيش معايا فى شقة المنصوره هى،وبابا،بس مرضيتش بتحجج،بأخواتى البنات بتقول هنا المكان واسع علشان عيال أخواتى لما يزروها يلاقوا مكان واسع يلعبوا فيه،أنا مش بروح بيت زايد غير علشان أطمن عليها،مش طايق البيت باللى فيه،خلى فريال تمرع فيه براحتها،مش بتكره تشوف وشى أهو أنا ريحتها ،حتى عمى أنا مجتنب الكلام معاه مش اكتر عن الشغل،وكمان إطمنت على  خديجه،وأحمد  ومنى.
تبسم يوسف قائلاً:وأحمد سابك تمشى بسهوله كده.
زفر عمار نفسهُ قائلاً:لأ كان زعلان وقالى،أنه زعلان من نفسه علشان كان بقى بيعامل سهر،بطريقه سيئه وعاوز يشوفها ويعتذر منها.
تعجب يوسف قائلاً:مش فاهم!
زفر عمار أنفاسهُ قائلاً: يعنى يُحق لسهر كانت تطلب الطلاق،حتى أحمد ومنى بعد ما كانوا،أصدقاء وبيحبوها،فجأه إتغيروا فى معاملتهم معاها وكل ده بسبب فريال،زرعت فى دماغهم أن سهر هتبعدنى عنهم وأنها هتزرع فى قلبى الكُره لهم.
تحدث يوسف غير مندهش قائلاً:والله مش فاهم،حماتى دى غرصها من ده كله أيه الى بتوصله،يلا ربنا يهديها،بس مش ده الى مضايقك.
رد عمار بندم:فعلاً مش ده الى مضايقنى،مكنش لازم أطاوع سهر عالطلاق،أو حتى كنت طلقتها طلاق بائن كنت عرفت أردها،أهى العده خلصت بقالها كام يوم،وبطلبها عالموبايل مش بترد عليا ولا على الرسايل الى ببعتها لها.
ضحك يوسف قائلاً:صحيح الحب الحاجه الوحيده،الى بتجبر الأنسان أنه يتغير،يعنى أنت مثلاً،قبل ما تقابل سهر وتشغل عقلك كان كل تركيزك فى الشغل وبس،يعنى بغض النظر عن الخلافات الى كانت بينك وبين سهر،بس كنت بتبقى عاوز تخلص شغلك بسرعه وترجع البيت علشانها البيت الى أنت مش طايق دخوله النهارده  مش علشان وجود فريال فيه،لأ علشان سهر مش موجوده،متأكد لو سهر لسه فى البيت كنت هترجع علشانها،حتى فى وجود فريال،رجعت تانى تهرب أكتر وقت بعيد عن البيت،كنت بتدخل يا دوب عالنوم،بس سهر لما جت للبيت،كنت بتسابق الوقت علشان ترجع علشانها،بس الى زاد بقى،إنك سيبت البيت مش قادر تتحمل تفضل فيه وهى مش موجوده كان عندك أمل إنها ترجع قبل نهاية العِده،بذات لما رجعت من البحر الأحمر قبل نهاية العِده فكرت إن الطريق سهل،بس سهر كمان مش سهله،وإحذر من مكر بنات حوا.
هنا دخلت عليهم والدة يوسف،تحمل صنيه بين يديها،قالت ساخره:ماله مكر بنات حوا،ومن أمتى إحنا مكارين،إتفضلوا الشاى.
تبسم عمار ووقف أخذ منها الصنيه ووضعها على طاوله قريبه.
تبسم يوسف هو الآخر قائلاً: فين أسماء  أنا طلبت منها تعمل لينا قهوه،مش شاى.
ردت والدة يوسف: الوقت إتأخر على شُرب القهوه،وأنا الى عملت لكم الشاى ده وهتشربوه من غير سكر.
تذمر يوسف قائلاً:ليه السكر الى عندنا خلص،أنتى عارفه أنى بشرب الشاى سكر زياده،وعمار بيشربه بسكر مظبوط.
جلست والدة يوسف على مقعد قائله بتصميم:أنا قولت هتشربوه كده،من غير سكر،وهعقد لحد ما تشربوه وأخد الكوبيات.
تبسم كل من عمار ويوسف بخباثه،فقال عمار بتهُرب:أنا ماليش نفس للشاى،هقوم أمشى،بقى تصبحوا على خير.
قال عمار هذا ونهض واقفا،
قالت أشجان بأمر:إقعد يا عمار،مش هتهرب منى،بكفايه كنت مُغفله طول السنين الى فاتت،ومعرفش إنك،وخديجه مش متجوزين غير عالورق،طب كنتوا قولولى،وإشركونى معاكم،تصدق،يا عمار،يا إبن حكمت،إنت الاشاعه الى كانت طلعت عليك دى شويه عليك،طب والحمار،يوسف هقول باقى على سر صاحبه،وخديجه خايفه أضغط عليها،أنها تقبل بالأمر الواقع وتبقى مراتك،قول وفعل،إنت كانت حِجتك أيه قلة ثقه فيا،إنى هفضح أمركم مثلاً.
تبسم عمار قائلاً:أنا عندى ثقه كبيره فيكى وحضرتك عارفه مقامك عندى،بس هى الظروف وأهو خلاص علاقتى بخديجه،بقت واضحه قدامك وقدام الجميع.
تنهدت أشجان قائله:رغم إنى زعلانه،بالحقيقه الى ظهرت،بس زعلت أكتر لما عرفت إن الوحيده الى  بتحبها هى سهر،فرحت فيك دوق بقى لوعة الحب، البنت كانت غلبانه،أنا أعرفها من وهى صغيره لما كانت بتيجى لجدتها الحاجه يسريه،ربنا يرجعها بالسلامه،كانت هاديه ومش وش مشاكل،إنت مكنش ينفعك غير غدير،بنت فريال،تسحرلك بالحنجل والمنجل.
ضحك يوسف قائلاً:أهى سهر سحرته،باللى أقوى من الحنجل والمنجل،سحرته بعشق السهر.
........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بنفس الليله،لكن إقترب الليل على الانتصاف.
بشقة والد سهر
شعرت سهر،بالضجر،وهى تجلس أرضاً،وجوارها،علاء،وكذالك منير ونوال يجلسان معهم لكن على أريكه خلفهم، يشاهدون أحد قنوات الأفلام الأجنبيه
قالت سهر،بإدعاء،أنا خلاص كبس عليا النوم،والفيلم ده أنا شوفته كتير قبل كده،هقوم أنام. 
تحدث علاء قائلاً بمكر:تصدقى أنا كمان كبس عليا النوم،مع إنى كنت ظابط التليفون بتاعى،مش عارف ليه مرنش يفكرنى،يمكن فصل شحن،من كتر الرسايل الى بتجى عليه.
ردت سهر بعدم فهم:وبيجيلك رسايل من مين بقى،أوعى تكون بتعشم البنات،وتخليهم يبعتولك رصيد.
ضحك الجميع وقال علاء:لأ الحمد لله مش بعشم حد أنا عندى أخت،زيهم محبش حد يلعب بيها،أنا كمان مش بعشم اى بنت،بس بصراحه حاسس إن أختى،هى اللى بتحب تلعب،فى الموبايل قبل ما تنام.
تبسمت سهر قائله:شكلك بتتريق عليا،بس هقولك تصبح على خير.
تبسم علاء،وقال:متنسيش تقفلى الشباك كويس قبل ما تنامى.
إندهشت سهر قائله:الشباك مقفول من العصر.
ردت نوال:أهو زيادة تأكيد قربنا عالشتا وفى رياح قويه بتجى اليومين دول،ممكن تنط لك من الشباك.
كتم علاء ضحكه،قائلاً:كلام ماما صحيح مش هتخسرى حاجه لما تتأكدى من قفل الشباك،لا الهوا،يفتحه بالليل وإنتى نايمه وتتفزعى.
ردت سهر بحُسن نيه:طيب هتأكد أول ما أدخل الاوضه،بلا تصبحوا على خير،هات بوسه،يا بابا،بالعند فى ماما.
تبسمت نوال،كذالك علاء،وقال منير،وهو يُقبل وجنتها،حبيبة بابا،أحلام سعيده،وتصبحى على جنه.
تبسمت سهر قائله:وانت من أهلها،يا بابا،ويلا كمان يا ماما،تصبحى على خير.
ردت نوال:وإنتى من اهل الخير،بس إتأكدى من قفل الشباك.
ردت سهر:حاضر اول ما ادخل الاوضه هشوف الشباك مقفول كويس ولا لأ،تصبحوا على خير.
دخلت سهر لغرفتها،تبسم منير،قائلاً:فى أيه فى شباك سهر  إنتم الأتنين بتأكدوا عليها تقفله كويس.
ضحك علاء،وكذالك نوال.
إندهش منير قائلاً:بتضحكوا على أيه،مش فاهم.!
رد علاء وهو يضحك:أصلى شوفت عمار،بينط من شباك أوضة سهر،يوم إفتتاح معرض وائل،وأنا جاى فى الشارع،بس هو مشفنيش.
ضحكت نوال قائله:وأنا كمان كنت ببص،بالصدفه من بلكونة شقة هيام،وشوفته،وهو بيطلع من الشباك.
تعجب منير قائلاً: وأنا كنت فين،ومشوفتش الى حصل ده.
رد علاء ضاحكاً:هتشوف عمار إزاى وهو بينط من الشباك وحضرتك كنت معاهم فى الشقه،ويمكن حضرتك السبب أنه ينط من الشباك علشان متشوفوش مع سهر،وتسألها،أو عمار يستغل الفرصه ويطلب رجوعها من تانى له.
ضحك منير قائلاً:صحيح الحب بهدله،عمار زايد ينط من الشباك.
ضحك ثلاثتهم،لكن سمعوا صوت بُكاء طفل رضيع.
قال منير:مش عارف ليه الولد ده مش بيبطل بُكا،وفين أمه،إزاى،تسيبه يبكى،بالشكل ده،إحنا فى الدور الأرضى وسامعين،وهى الى جنبه مش سامعه.
ردت نوال قائله:فى أطفال بتبقى كده،فى بداية ولادتها ومع الوقت البُكى،بيقل،وكمان غدير أم لاول مره ويمكن لسه مش عارفه تتعامل معاه متعرفش هو جعان،أو عاوز يغير أو ممغوص،مع الوقت هتعرف الى هو محتاجه.
رد علاء:أنا عندى بكره عمليه مع دكتور محمد،ولازم أبقى فايق،تصبحوا على خير.
تبسما منير ونوال وردا عليه،ثم قال منير:،خلينا ندخل ننام،ربنا يهدي أبن وائل ويبطل بكاء.        
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة وائل 
بكاء الطفل المستمر جعل وائل يصحوا  من النوم
مد يدهُ جواره على جسد غدير،قائلاً:غدير،إصحى،الولد بيعيط،قومى سكتيه.
نهضت غدير بتذمر قائله:حاضر هقوم أسكته،وأنت مالكش لازمه،كفايه عليا طول اليوم،رايحه جايه بيه،مش عارفه هو عاوز إيه،إذا كان عاوز يغير،أو يرضع،أنا مشوفتش قبل كده عيل مش بيبطل عياط،هقوم أحضرله ببيرونه،وأشوفه يمكن عاوز يغير.
تعجب وائل قائلاً:هتحضرى له بيبرونه ليه،ما ترضعيه من صدرك.
ردت غدير وهى تضع يديها على صدرها قائله:اللبن الى فى صدرى مش مكفيه،وأنا مش هنشف علشانه،أهو بساعد باللبن الصناعى. 
ذهبت غدير من العرفه دون أن تتجه الى مهد الصغير،وتحملهُ،تركته يبكى.
نهض وائل وذهب الى مهد الصغير وحمله،وحاول إسكاته،لكن لم يصمت،لكن لاحظ،حجم رأس الطفل،الذى يكُبر أسرع من باقى جسده.
مع حمل وائل للصغير،صمت وهدأ بُكائه قليلاً.
دخلت غدير ترج زجاجة اللبن،حين رأت وائل يحمل الصغير،أيقنت أنه هدأ قليلاً بسبب حمل وائل،همست لنفسها قائله:وأنا الى فكرت الكتمه جاتلك،زفرت أنفاسها،وقالت،هاته،البيبرونه أهى جاهزه.
أعطى وائل الطفل لها،جلست غدير به على الفراش تحاول،إرضاعهُ لكن الصغير كان يرفض،وعاد يبكى مره أخرى،تعصبت غدير قائله له:عاوز أيه  بتعيط ليه،الحفاضه ناشفه،ومش عاوز ترضع يبقى بتبكى ليه،ولا هو إزعاج وخلاص.
رد وائل قائلاً:هاتيه يا غدير،وهاتى البيبرونه.
أعطته له غدير،تُزيحه كأنها تُزيح الهم عنها.
أخذ وائل الصغير،وحاول إرضاعه بالبيبرونه،الى أن قبل بها،وبدأ يرضع بنهم.
تعجب وائل قائلاً:هو مرضعش من إمتى.
ردت غدير:مش فاكره،هو زى ما شوفت كده،بتحايل عليه ومش بيرضي يرضع.
تحدث وائل:غدير مش ملاحظه حاجه عالولد.
تعلثمت غدير قائله:أيه الحاجه دى؟
رد وائل:دماغه،من أول ولادته وانا ملاحظ،أنها بتكبر بسرعه أكتر من جسمه. 
تعلثمت غدير بضيق قائله:أكيد متهيألك،عادى أنا مش ملاحظه كده ليه،وخلاص هاته أما أنيمهُ فى سريره،هو رضع ونام.
تعجب وائل قائلاً:أنا قولت أيه يعصبك كده،وبعدين،أنا بقول مفيهاش حاجه لو أخدناه لدكتور،يطمنا عليه،مش هنخسر حاجه.
ردت غدير بضيق قائله:ناسى أنه بعد الولاده،إتعمل له كشف شامل على كل أعضاء جسمه،والدكتور،قال إن صحته كويسه،وبعدين ده مكملش عشرين يوم،عادى الأطفال بتتغير فى الفتره دى بسرعه،ودلوقتي خلينى أنام أنا حاسه إنى تعبانه شويه.
رد وائل:وإنتى كمان المفروض تروحى لدكتور،أعصابك تعبانه،من فتره قبل الولاده،ممكن يكون إكتئاب،الى بنسمع عنه بيصيب بعض الستات قبل وبعد الولاده.
نظرت له قائله بعجرفه:قصدك أيه إنى إتجننت،لأ طمن نفسك،انا بخير،وتصبح على خير.
تعجب وائل،غدير من قبل أن تلِد وأصبحت عصبيه،بدرجه كبيره، لكن أرجح ذالك،الى ما قاله لها،أنه ربما إكتئاب،يستمر لفتره ثم ينتهى مع الوقت.
...ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده الى غرفة سهر،توجهت الى شباك الغرفه،وتأكدت أنه مغلق،قالت لنفسها:
ما أهو الشباك مقفول ومُحكم،أمال ليه عمالين،يوصونى أقفله،الجو صحيح بدأ يبرد شويه بس مش البرد الشديد ولا فيه رياح قويه زى ما بيقولوا
فى ذالك الأثناء ،سمعت صوت رساله على هاتفها.
تبسمت وهى تتجه تأخذ الهاتف من فوق تلك الطاوله، هى تعلم من يُرسلها  بهذا الوقت.
فتحت الرساله،تبسمت فالرساله،كانت تحتوى على تلك الأغنية التى غنتها،لعمار،يوم أن كانوا،بمزرعة الفيوم.
ظلت تستمع لها الى أن إنتهت،وجدت،رساله مُرسله"بحبك يا سهر،لياليا،مع إنى عارف إنك مش هتردى عليا،بس،تصبحى على خير،يا سهرى.
أغلقت الهاتف متنهده،ثم وضعته بمكانه،وتسطحت فوق الفراش تتنهد،تشعر،بسعاده،رغم ضيقها من أفعال عمار،فهو يضيق عليها الطريق،لعودته،لكنها تشعر،بسعاده من أفعاله،رغم أن بها بعد الأفعال الصبيانيه،لكن تُغزو كيانها،بشده.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور خمس أيام.
مساء ًدخلت سهر الى مكتب يوسف 
نهض يوسف مبتسماً يرحب بها،
قالت سهر:متشكره لذوقك،حضرتك إتصلت عليا النهارده وأنا كنت فى الجامعه،ومقدرتش أكمل كلام معاك وقولتلى عاوزنى عندك فى المكتب،خير؟
رد يوسف قائلاً:مش تقعدى نشرب حاجه الأول،دى أول مره تدخلى بيتى،صحيح ده مكتبى،بس فى قلب بيتى،صحيح مجتش ظروف تدخلى بيتى قبل كده،بس أنا بعرف أرحب كويس،بالضيوف،وإنتى مش ضيفه،إنتى عزيزه عندى،قيمتك من قيمة أهل البيت.
تبسمت سهر قائله:  متشكره لذوقك،وأكيد يشرفنى دخول،بيتك،بس بصراحه العشاء خلاص قربت تأذن وماما منبه عليا متأخرش،فياريت تدخل فى الموضوع الى طلبتنى علشانه.
تبسم يوسف قائلاً:على فكره أسماء لما قولت لها أنك جايه،فرحت جداً وقالتلى أما توصلى أبقى أديها خبر.
تبسمت سهر قائله:فعلاً أسماء وحشانى أحنا بنكلم بعض من وقت للتانى عالتليفون،بس مجتش فرصه إننا نتقابل قبل كده،ولما تقولى عالموضوع اللى عاوزنى فيه،أكيد  هشوفها.
تبسم يوسف قائلاً:طب الموضوع مش هينفع عالواقف كده،إتفضلي أقعدى،ونتكلم فى الموضوع،الى طلبتك علشانه.
جلست سهر،تنحنح يوسف قائلاً:الموضوع،الى كنت عاوزك فيه،يخُص مزرعة الفيوم،بتاعة عمار.
تعجبت سهر قائله:وأيه دخلى  بمزرعة الفيوم دى؟
رد يوسف:الأسبوع الجاى،هيبدأ،جنى شجر الرمان،ولازم تكونى موجوده بالمزرعه،وقت الجني.
بنفس التعجب وأكثر قالت سهر:طب وانا مالى،بجنى شجر الرمان،ولازمتى أيه أكون موجوده،بالمزرعه.
رد الذى دخل قائلاً:  لازم تكونى موجوده،بصفتك،شريكه، بنص المزرعه.  
شعرت سهر برجفه بقلبها،وخشيت أن تقف فتقع،فضلت الجلوس عن الوقوف.
حاولت تمالك ذاتها وقالت:مش فاهمه،يعنى أيه شريكه بنص المزرعه دى.
نظر عمار،ل يوسف،ثم نظر ل سهر يتأمل ملامحها الذى إشتاق إليها قائلاً:فهمها،يا يوسف.
رد يوسف قائلاً:إنتى شريكه مع عمار فى مزرعة الفيوم بالمناصفه بينكم.
ذُهلت سهر قائله:مش فاهمه يعنى أيه شريكه بالمناصفه مع عمار!
تبسم يوسف وأخرج ذالك العقد ووجهه ناحية سهر،قائلاً:إتفضلى إقرى العقد ده وهتفهمى.
مدت سهر يدها وأخذت العقد،وبدأت بقراءته فحواه،بيع عمار،لنصف المزرعه،لسهر،بعقد رسمى ومسجل بالسجلات الحكوميه،وعليه إمضاء سهر.
تعجبت سهر حين رأت إمضائها قائله:بس أنا مش فاكره إنى مضيت على العقد ده.
رد عمار،مش دى إمضتك وده خطك.
تعجبت سهر قائله:عادى ممكن تتزور.
تبسم يوسف قائلاً:بس ده مش عقد مزور،ولا إمضتك مزوره،العقد ده كان من ضمن مُخالصه الطلاق الى كانت بينك وبين عمار.
ردت سهر قائله:بس انا مكنتش اعرف،ليه مقولتليش؟
رد يوسف:أنا فكرتك قريتيه مع أوراق الطلاق التانيه.
خجلت سهر أن تقول أنها لم تقرأ أى ورقه،هى مضت،وقتها كانت تريد إنهاء تلك المرحله من حياتها،صمتت.
تحدث عمار:دلوقتي حضرتك لازم تسافرى للفيوم علشان تتابعى جني الرمان.
نظرت سهر لعمار قائله:وأنا مش بفهم فى الزراعه،إنت مش معاك دبلومه،خلاص كفايه إنت.
نظر عمار،ل يوسف،نظره فهم مغزاها،
فتنحنح قائلاً: عندى تليفون مهم مع عميل،هطلع أكلمه بره هنا مفيش شبكه
أستأذن يوسف،وبدل أن يخرج خارج المكتب دخل الى داخل منزله من ذالك الباب الذى دخل من عمار قبل قليل .
تعجبت سهر قائله: ده مطلعش لبره،ده دخل لجوه.
ضحك عمار،ونهض من مكانه،وجلس على طاوله،أمام مقعد سهر،أصبح بينه وبين سهر فاصل خطوه واحده.  
عادت سهر بظهرها للخلف على المقعد،وأرتبكت من إقترابه منها،حاولت التحدث أكثر من مره لكن فشلت،فصممت.
تبسم عمار،من إرتباكها،وقال:بصى بقى،يا سهرى.
أوقفته قائله:أسمى سهر لو سمحت.
تبسم عمار،يقول: تمام بصى بقى يا سهر حضرتك شريكه معايا فى مزرعة الفيوم وإحنا فى موسم جني الرمان،ولازم تكونى هناك واقفه مع العمال،تراعى نصيبك فى المزرعه.
ردت سهر بتوتر من أقتراب عمار منها قائله:بس أنا مش بفهم فى الزراعه،وكل الى أعرفه عن الرمان هو أكله وبس حتى مش بعرف أقشره ماما هى الى بتقشره،وأنا باكل عالجاهز.
تبسم عمار يقول:كنت متوقع بس ماليش فيه،ده نصيبك ولازم تكونى موجوده هناك،قال عمار هذا وقال بمعاكسه لسهر:
حتى الرمان هناك طعمه أحلى من أى رمان أكلتيه فى حياتك،ومتخافيش هقشره أنا ليكى.
توترت سهر،قائله:طيب،روح أنت هناك لوحدك،وباشر مع العمال،وأبقى هاتلى معاك صندوق،أنا عندى ثقه فيك،يا عمار.
أقترب عمار قليلاً وضيق الخطوه بينه وبين سهر قائلاً:طالما عندك ثقه فيا يبقى،ليه خايفه تجى معايا للمزرعه،تباشرى نصيبك بنفسك.
قُرب عمار،ونبرة صوته،تُربك سهر أكثر،بدأ يسيطر عليها.
عادت بظهرها،فى المقعد ونظفت حلقها قائله:أنا عندى دراسه.
رد عمار:دول يومين،بالكتير تلاته مش هيأثروا عليكى،ولسه قدامك شوية وقت  على إمتحانات نص السنه.
توترت سهر أكثر،عمار،يضيق عليها القرار،تنحنحت سهر،ثم عادت بالمقعد للخلف،ووقفت قائله:هقول لبابا،هو يجى معاك.
تبسم عمار يقول:لازم تكونى إنتى الى حاضره،مش خلاص عديتى السن القانونى للوصايه عليكى،وميمنعش يكون باباكى معاكى.
فكرت سهر قائله:تمام هقول لبابا،قولى الميعاد أمتى.
رد عمار:هنسافر،يوم الجمعه بعد العصر.
إستغبت سهر قائله:هتسافر أنت ومين؟
رد عمار:أنا وإنتى وباباكى،ولا تحبى نسافر لوحدنا.
ردت سهر قائله:لأ بابا هيكون معايا،همشى أنا بقى.
تبسم عمار يقول:هبقى أبعتلك رساله عالتليفون،بالوقت مظبوط،ياريت تبقى تردى عليها.
توجهت سهر قائله:إنشاءالله،همشى أنا بقى.
قالت سهر هذا،وتوجهت للباب،
تحدث عمار بأمر قائلاً:إستنى،يا سهر.
وقفت سهر،ونظرت إليه قائله:فى أيه تانى؟
رد عمار بتلاعب:أيه مش هتسلمى على أسماء.
إرتبكت سهر قائله:أه،لأ،أه،لأ 
لأ العشاء بتآذن وماما قايله لى متتأخريش مره تانيه أبقى سلملى عليها.
غادرت سهر مُسرعه،ربما لو وقفت أمامه لدقيقه كانت طلبت منه الرجوع،لكن لم يحن الوقت بعد.
بينما زفر عمار أنفاسه،يتنهد بشوق لتلك الرقيقه،التى أضاعها،بتحكمه،وسوء ظنه،لكن لم يَفت الوقت،ستعود،برضاها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوم الجمعه عقب صلاة العصر.
صعدت سهر بسيارة عمار،بالمقعد الخلفى،جلس لجوار عمار منير،سارت السياره بهم 
كان منير وعمار،يتحذبان الحديث سوياً،لم تشارك سهر بالحديث،معهم،بل إستسلمت لذالك النُعاس،لم تشعر بالطريق،ولا بوصولهم،الأ حين،ربت منير على كتفها بحنان قائلاً:سهر إصحى خلاص وصلنا للمزرعه.
تثائبت سهر تتمطئ بيديها،قائله: خلاص صحيت يا بابا.
تبسم لها بحنان وتجنب قليلاً،لتنزل سهر من السياره.
نادى عمار على أحد الخدم،أخذ حقيبة ملابس،سهر ووالداها،وحقيبة عمار أيضاً،
ثم دخلوا الى البيت المرفق بالمزرعه.
تفاجئ عمار بأحمد الذى،آتى إليه مُسرعاً يحتضنه،قائلاً:إتأخرت ليه يا عمار.
تبسم عمار قائلاً:متأخرتش،فين منى،وخديجه.
رد أحمد:ماما ومنى فى الجنينه.
نظر أحمد خلف عمار،ورأى سهر،تبسم بخذو،ثم ترك عمار وأقترب منها قائلاً:أنا آسف.
تعجبت سهر قائله:بتتآسفلى على أيه!
رد أحمد:بتآسف لأنى غلطت،لما عاملتك بطريقه مش كويسه،أنا كنت مفكر أنك هتكرهى عمار،فيا أنا ومنى ومنى كمان عاوزه تتأسفلك بس مكسوفه.
تبسمت سهر،وهى تبعثر،لأحمد شعرهُ قائله:هو فى أخ صغير،بيعتذر لأخته،الكبيره،أنا مش زعلانه منك.
تبسم أحمد بفرحه قائلاً:بجد مش زعلانه منى،هروح أقول لمنى تجى تسلم عليكى،هى كانت مكسوفه،منك.
تبسمت سهر قائله:طب ما تاخدنى أنا لمكان منى.
تبسم أحمد وشد سهر من يدها،تسير خلفه.
تبسم عمار،يلوم نفسه،سهر تمتلك قلب رقيق وهش.
تبسم منير قائلاً:هتفضل طول عمرها جواها طفله،بتسامح بسرعه.
تبسم عمار،قائلاً:طب ليه مش بتسامحنى،وتقصر الطريق بينا.
ضحك منير قائلاً:مش عارف السبب،بصراحه،أنا لو مش عارف نوياك الطيبه وكمان عندى يقين بمشاعر،سهر ناحيتك،صدقنى عمرى ما كنت فكرت أساعدك،ربنا يسهل.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بحديقة المزرعه.ليلة خريفيه صافيه بارده بعض الشئ،فهذا المكان يمتلك طقس خاص،بهذا الوقت، نهاراً،يميل للحراره وليلاً يميل للبروده 
بعد أن إنتهوا من العشاء،وبضيافتة اللواء ثابت،وأبنه وحفيدهُ مازن .
جلس منير مع ثابت يتعرفان على بعضهم،وكذالك أحمد ومنى دخل مع مازن الى الداخل يشاركوا،بعض ألعاب الهاتف،
عمار ويوسف جلسا معاً يتحدثان،
تحدثت سهر قليلاً مع خديجه،قم تحججت سهر بالارهاق وذهبت لتنام.
بينما سارت خديجه قليلاً،بحديقة المزرعه.
جلست على أحد المقاعد،سمعت حسام يقول:
الفيوم نورت يا خديجه.
نظرت له متعجبه لاول مره ينطق إسمها دون لقب مدام،شعرت براحه،كأن ندائهُ لها باسمها بدون ألقاب سابقه،كان يقيدها ،نطقة لاسمها دون ألقاب أزال القيد. 
تبسمت خديجه قائله:الفيوم منوره بأهلها،يا أستاذ حسام.
تحدث حسام قائلاً:أنا لغيت اللقب وناديتك بأسمك،ليه إنتى كمان مش تلغى كلمة أستاذ دى وتقولى حسام بدون ألقاب،تسمحيلى أقعد .
خجلت خديجه،كالبكر قائله:إتفضل.
جلس حسام على نفس المقعد لكن بعيد قليلاً عن مكان جلوس،خديجه،ظل الأثنان يتحدثان معاً حول،أبنائهم،ومواضيع أخرى،الى أن زلف حسام قائلاً:تعرفى أنا لما عرفت إن عمار طلقك فرحت جداً.
أستغربت خديجه قائله:ليه؟
رد حسام:لأن من حقك تعيشى حياتك مع زوج تكونى إنت بس الى على فى حياته،مش تشاركك،فيه واحده تانيه،لسبب أنها تخلف له،حتى لو مش هتخلفى له مكنش لازم يظلمك الظلم ده،بس كويس الظلم إتحل عنك .
تعجبت خديجه قائله:عرفت منين إن عمار ظلمنى،مش يمكن انا الى ظلمته بأنانيتى؟
إندهش حسام.
تبسمت خديجه على دهشة حسام قائله:الوقت بدأ يتأخر،ومش صح قعدتنا دى مع بعض،عن إذنك،تصبح على خير.
ظل حسام مندهش من رد خديجه،لكن لا داعى لأضاعة وقت فى التعجب والإندهاش،عليه إتخاذ قرار حاسم وتحمل نتائجه.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً
فتحت  سهرغرفة عمار المجاوره لغرفته،وأشعلت الضوء 
نهض عمار نص نائم على الفراش قائلاً:
كنت عارف إنك هترجعيلى،يا سهر.
تبسمت سهر وهى تقترب من فراشه،بصمت،ثم صعدت على الفراش.
تبسم عمار،وأقترب منها أكثر،وضمها لحضنه،يدفس رأسه بعنقها،يقبلهُ بشوق،قائلاً:
وحشتنى،يا سهر.....
عادت سهر برأسها للخلف،ووضعت،سبابتها على شفاه بصمت.
قبل عمار،إصبعها،ثم جذبها يُقبلها،بشغف،وشوق،وتمني،نزع ذالك المعطف من على جسدها،تجاوبت معه وتاهت بين قُبولاته ولمساته،هو الآخر،فقد الإدراك لم يعد يشعر،بغيرها،بين يديه،
بعد وقت،نامت سهر على صدر عمار،تتنهد،تشعر بضربات قلبه،
لكن هنالك صوت يأتى من بعيد لكنه قريب،أنه نقر،على شباك الغرفه الزجاجى.
إستيقظت سهر،وجدت الغرفه قد ملئها ضوء الشمس الأتى من زجاج باب تلك الشُرفه،يبدوا أنها لم تسدل السائر،بالأمس،مسكت هاتفها ونظرت للساعه،رغم سطوع الشمس لكن الوقت باكراً.
فكرت فى ذالك الحلم الذى راوضها قبل قليل،وضعت يداها على شفاها،وتتذوق طعم شفاها،لما تشعر،كآن الحلم كان حقيقياً هى شعرت بقبولات  ولمسات عمار لها.
نهرت نفسها وأستغفرت قائله:شكلك إتجننتى يا سهر،مش عارفه،وجود عمار جنبى ليه رابكنى قوى كده،يارب عدى اليومين دول على خير.،نهضت من الفراش تنظر خارج الغرفه من خلف ذالك الزجاج،رأت تلك الزهور البريه بأرضيه الحديقه،فتحت الباب،وأستنشقت الهواء المحمل بعطر تلك الزهور،تبسمت،ثم،عادت لداخل الغرفه،أبدلت ملابسها،بفستان،صيفى،يحمل زهور حمراء،ونزلت من الغرفه،وذهبت الى تلك الحديقه،بين الزهور جلست أرضاً.
بينما عمار فى أول الليل جافى النوم عيناه،لكن خطفه لوقت قليل،إستيقظ يشعر براحه،رغم بُعد سهر عن مخدعه،لكن الفاصل بينهم هو حائط فقط،كم أراد هدمه،والدخول لها،يهيم بها عشقاً،خرج من أفكاره،على صوت ذالك العصفور الذى ينقر بزجاج الشرفه،نهض من على الفراش،وتوجه الى زجاج الشرفه،لفت نظره،تلك الزهره التى تجلس بين الزهور،تغمض عيناها،تستنشق الهواء،
فكر عقله..هذه فرصته عليه أن يستغلها،بالفعل أرتدى ملابسه وغادر الغرفه سريعاً،وذهب الى مكان جلوس سهر،لكن إنتهت الفرصه،والد سهر يقف أمامها يتحدث معها،وهى جالسه ترد عليه وتبتسم.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل،بين أشجار الرمان،سار عمار ووالد سهر ومعه ذالك العامل بالمزرعه،
كانت سهر تسير لجوارهم،لكن،توقفت تقطف ثمرة رمان،فسبقوها،وتاهوا عن عيناها،فوقفت أسفل أحدى الشجرات،وقطعت تلك الرمانه،وبدأت تتناول حباتها،بأستمتاع قائله:عمار كان عنده حق،الرمان ده طعمه حلو قوى،ومسكر،بس أنا كده توهت منهم عالعموم مش مهم الأرض فيها عمال،لو مشيت شويه هلاقيهم وأسألهم عن الطريق لبيت المزرعه،أرتاح شويه هنا،ظلت سهر واقفه،أسفل الشجره،تأكل حبات الرمان ببطئ وإستمتاع.
نظرت أمامها وجدت عمار يقترب منها قائلاً:
أيه الى خلاكى،وقفتى هنا؟
ردت سهر،إنتم سبقتونى وأنا توهت منكم،وتعبت من المشى قولت أرتاح شويه،وبعدها أبقى أسأل حد من العمال هنا عن بيت المزرعه.
تبسم عمار قائلاً:شايف فى إيدك رمانه،مين قطفهالك.
ردت سهر قائله:أنا قطفتها لنفسى.
تبسم عمار يقول:بس خدى بالك شجر الرمان مش زى شجر التفاح،الرمان فيه بعض شوك،وبيجرح،بس أيه رايك فى طعم الرمان هنا.
لاحظت  سهر أقتراب عمار منها كثيراً،فردت بكذب:عادى،زى طعم الرمان،الى باكله فى أى مكان،وبعدين أنا زهقت من الوقفه هنا،،هكمل مشى فى المزرعه.
تبسم عمار بتلاعب وهو يحاصر سهر،لتعود الى أسفل الشجره،وهو يقترب منها،قائلاً:مش من شويه كنتى بتقولى رجلك وجعتك من المشى.
ردت سهر:فعلاً قولت كده،بس خلاص إرتاحت شويه وهكمل مشى وأشوف بابا فين.
نظر عمار،نظره خاطفه،لتلك القبعه الخوصيه التى ترتديها سهر فوق حجابها،وقال بخيفه:
سهر أوعى تتحركي من مكانك،فى حاجه،واقفه على فرع الشجره،وفوق راسك مباشرةً،لو أتحركتى ممكن تأذيكى.
إرتجفت سهر قائله: قصدك أيه الحاجه دى،تعبان صح!
هز عمار رأسه قائلاً:بلاش تتحركى من مكانك،يا سهر لا تتأذى.
...ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.    
بنفس الوقت بالمنصوره.
أمام الجامعه 
تعمد حازم،أن يمر من أمامها،وأدعى،عدم الانتباه لها،ووضع هاتفه على أذنهُ
رأته مياده،التى كانت تسير مع إحدى صديقاتها،فتركتها،
نادت  قائله:... حازم 
سمعها حازم، فى البدايه تجاهلها،،يدعى عدم الانتباه  لكى تناديه مره أخرى، وبالفعل نادت عليه، أكثر من مره حتى أنها، ركضت خلفه 
توقف، وأدار، وجهه، لها، وقام بخلع نظارته، وتبسم لها
تحدثت مياده بنهجان قليل:بنادى عليك ليه مش بتوقف؟ 
رد حازم بخبث،وادعى عدم معرفته،بها: 
متأسف، صدقينى مخدتش بالى كنت بتكلم عالموبايل،بس حضرتك مين  
ردت مياده بتعجب،ومدت يدها للسلام:أنا مياده بنت عم سهر،سبق وعرفتنا على بعض من كام يوم لحقت تنسى.
إدعى حازم التذكر:آه متاسف،أفتكرتك،معليشى،توهتى عن بالى.
تبسمت مياده بدلال قائله: أنا قولت كده، بس أنت هنا فى الجامعه ليه؟ 
رد حازم  بكذب: كان صديق ليا هنا، وأتواعدنا نتقابل هنا، بس إعتذر. 
تبسمت مياده  قائله: وأنا كمان محاضراتى خلصت، وكنت هروح، بس الوقت لسه بدرى، أيه، رأيك، نروح الكافيتريا، الى على أول الشارع، بصراحه، سهر، كانت قالتلى، أنك شاطر، فى رسم الخرايط، والدكتور، طالب مننا رسم مجموعة خرايط، وانا معدوم عندى موهبة الرسم، لو ممكن تساعدنى، زى ما كنت بتساعد سهر. 
نظر حازم لها، ووضع نظارته الشمسيه مره أخرى، يُخفى تلك النظره الخبيثه لها، فهى تسهل عليه، إنتقامه، أخيها، كان السبب فى ضياع سهر منه، لتدفع أخته، الثمن، كما، دفعت سهر، الثمن سابقاً.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

بمشفى تابع لطب المنصوره. 
رأى علاء  عاليه تسير مع بعض من زميلاتها،رغم أنه تلاقت أعينهم ولكن عاليه،أزاحت بصرها بعيداً وسارت مع زميلاتها تتجنب النظر ناحية علاء الواقف مع احد زملاؤه،إستأذن علاء من زميله،وسار مُسرعاً،قبل أن تخرج عاليه من مبنى المشفى،نادى عليها قائلاً:
آنسه عاليه.
إرتجف قلب عاليه،وإدعت عدم السماع،لولا قول زميلتها لها أن هناك من ينادى عليها،
إزدرت عاليه ريقها قائله:مخدتش بالى.
وقفت عاليه بينما سارت زميلاتها وتركنها 
وقف علاء أمامها قائلاً: إزيك يا عاليه،ممكن نقعد شويه فى جنينة المستشفى.
إرتبكت عاليه وكانت سترفض،لولا قول علاء:
هما خمس دقايق مش أكتر وأظن أننا فى مستشفى عام،يعنى لا فى كافيتريا ولا مكان مغلق،أحنا فى مستشفى ومن الطبيعى أننا ممكن نكون زملاء،ونقعد مع بعض. 
وافقت عاليه،
جلسوا الأثنين على احد المقاعد الموجوده بحديقة المشفى 
تحدث علاء بمفاجأه قائلاً:بتتهربى منى ليه يا عاليه،مش أول مره أشوفك وتعملى نفسك مش شيفانى.
شعرت عاليه بخذو وصمتت.
عاد علاء حديثهُ قائلاً:عاليه لو عالكلام الاهبل الى قالته غدير،يوم ما سهر إنضربت بالرصاص،فانا متأكد وانتى كمان عارفه إن مالوش اساس من الصحه،يبقى ليه نسلم نفسنا لاكاذيب ونخاف منها.
قالت عاليه بخذو:بابا كان ممكن فى لحظه يموت سهر لو الرصاصه كانت صابت قلبها،وكمان كنت السبب فى طلاق سهر وعمار.
رد علاء:ربنا ستر بس فى رأيي زى سهر ما قالتلى،أن الرصاصه كانت بالنسبه لها رصاصة الرحمه،ويمكن تكون بدايه جديده لهم،أو تصحيح مسار،إنتى متعرفيش كان ايه بين سهر وعمار،أظن شوفتيها كانت بتنزف،ورفضت مساعدته أنه ينقذها،وأنا القدر رجعني علشانها،أنا مش من النوع الى بياخد حد بذنب حد تانى،كل شخص مسئول بس عن نفسه،أنا لو باخد بالمنظر،كنت بعدت عنك او حتى مكنتش قربت ليكى،بعد ما شوفت جزء من أخلاق غدير،وطريقة تعاملها مع اللى حواليها بتعالى حتى مع وائل نفسه،بس أنا كمان شوفت أسماء وطريقتها البسيطه والمُحبه،قولت أكيد انتم الاتنين تربية طنط حكمت،طنط حكمت تبان قاسيه وشديده زى البت سهر ما قالتلى عليها،بس قسوه وشده بعقل مش بجهل،قسوه وشده تعلم الصح من الغلط.
تبسمت عاليه قائله:بصراحه انا أعتبر تربية أسماء،واللى،ربت أسماء كانت جدتى الله يرحمها،وهى كانت تقريباً بنفس طباع مرات عمى حكمت.
تبسم علاء قائلاً:بقالى كتير مشوفتش طنط حكمت بسأل عليها بالتليفون،بتقولى إنها كويسه وماشيه على علاج الدكتور.
تنهدت عاليه قائله:انا حاسه إن مرات عمى،تعبانه ومخبيه،هى زعلانه من بُعد عمار عن البيت هو.وحيدها رغم أنه يومياً لازم يزورها،بس النهارده الصبح حسيتها كده زعلانه وهى بتكلمه،وللأسف كل ده بسبب غدير وكذبهاـ معرفش سبب للى عملته كسبت أيه طلاق عمار،وسهر،هى اللى إختارت وائل وحطت العيله تحت الأمر الواقع.
تنهد علاء يقول:فى نوعيه كده،دايماً تغِل لو شافت إتنين مع بعض،وبعدين إحنا مش هنقضى الخمس دقايق فى كلام عن غدير واللى حصل،طمنينى عنك،عرفت إنك نجحتى وبتقدير عالى كمان،ومعنى كده،إنك هتكونى من المرشحين لتدريب"مجدى يعقوب" فى نص السنه،لازم تجهزى من دلوقتي.
تبسمت عاليه قائله:أنا جاهزه،ويارب يختارونى مع الطلبه الى هتروح،بس الخوف لو بابا وقتها موافقش،السنه الى فاتت عمار هو اللى اقنعه،أنما دلوقتي معتقدش عمار ممكن يدخل،هو وبابا بقوا مع بعض على الحياد،بابا حاول مع عمار،وعمار هو اللى واخد منه موقف.
تبسم علاء قائلاً:لسه بدرى ووقتها أكيد باباكى وعمار ممكن يكون رجع بينهم التوافق تانى.
تبسمت عاليه قائله:يارب،بابا بسبب بُعد عمار حاسه إنه زى الجندى المهزوم،مكنتش أعرف إن بابا بيحب عمار،بالشكل ده،بتمنى يتصالحوا تانى.
تبسم علاء قائلاً:كل شئ مع الوقت بيتنسى،وبيرجع الود من تانى.
ردت عاليه: بس الود مش بيرجع زى ما كان،بيبقى،زى شئ هش،ممكن ينكسر تانى بسهوله،بابا عصبيته قلت كتير،حسيت أن عمار قسى قوى عليه،هو عارف قيمته عند بابا.
ضحك علاء يقول:عمار وعم سليمان هيرجعوا تانى،بس لما ترجع سهر من تانى لعمار.
تبسمت عاليه قائله:بتمنى أغمض عين وافتحها الاقيهم رجعوا من تانى لبعض،انا عمرى ما توقعت عمار إبن عمى يوقع فى الحب،كنت بشوفه زى الترس فى مكنه كل حياته شُغل وبس،رغم أنه كان متجوز من خديجه،بس مكنش بيفضل كتير فى البيت كان مقضى حياته سفر من هنا لهنا،كنت بستغرب أزاى خديجه قابله بكده،،حتى خديجه حسيت أن بعد طلاقها هى وعمار بقت أفضل،حسيت إنها إتحررت من كذبه كانت مقيده حريتها،وكل ده بسبب ضغط جدى عليها زمان،خافت على ولادها من بطشهُ هو كان قاسى قوى،أنا فاكره أنى شوفته خيرها بين الجواز من عمار وفُراقها لولادها،هى يومها بكت ووافقت غصب عنها،بس أهو جدى كان غلط فى غصبه عليها هى وعمار،عمار أول ما قلبه دق،لغى كل شئ وجرى وراء الى قلبهُ إختارها.
نظر علاء ل عاليه مُعجباً برجاحة عقلها وقال بمغزى:
القلب وقت ما بيختار كل شئ بيتنحى،حتى العقل مش بيشوف غير الى قلبهُ شايفه،حتى لو كان مستحيل،يوصلُه،وهنا بيظهر مين  قد التحدى.
.....ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بكافتريا قريبه من الجامعه
تلفتت مياده حولها،توزع عيناها بالمكان.
لفت إنتباه  حازم تلفتها حولها،وقال:فى أيه بتتلفتى حوالين المكان كده ليه؟
ردت مياده:بصراحه أول مره أقعد فى كافيتريا مع حد،حتى أول مره أقعد فى كافيتريا أصلاً.
تبسم حازم قائلاً: ً عادى جداً بكره تتعودى،تقعدى مع زميلاتك وزمايلك.
تبسمت مياده قائله: أنا كان نفسى أدخل الجامعه علشان أحس بحريه،الجامعه فيها حريه عن المدرسه،حتى لو مفيش حضور فى المدرسه ،بس برضوا فى تقييد للبنت،الجامعه حريه اكتر مع إنى كنت بستغرب على سهر بنت عمى لما كنت أسألها عن زمايلها الولاد،كانت تقولى هى مش مُختلطه معاهم قوى لا هما ولا زميلاتها البنات هى صديقه واحده والباقى زملاء عادين،وأهو بسبب عدم إختلاطها مع اللى حواليها معرفتش تتعامل مع أهل البيت الى كانت متجوزه فيه،مش المثل بيقول الى يعيش مع الناس يتعلم أكتر.
إعتدل حازم فى مقعده قائلاً:قصدك أيه بمعرفتش تتعامل مع أهل البيت الى كانت متجوزه فيه!
ردت مياده ببساطه:كانت بتتعمد تعمل معاهم مشاكل كتير،ومع الوقت المشاكل دى أدت للطلاق.
تعجب حازم قائلاً:هى سهر إطلقت!
ردت مياده:أيوا إطلقت من كذا شهر،دى حتى عدتها خلصت من مده صغيره،هى الجوازه من الأول كانت غلط،هى طمعت فى عمار زايد،هو مكنش متقدملها من البدايه بس هى الى لفتت نظرهُ ليها،بأدعائها الرفض قدامه.
تعجب حازم قائلاً:يعنى سهر كانت رافضه عمار،طب ليه إتجوزته من البدايه!
ردت مياده:لأ مكنتش رفضاه دى كانت بتدلع قدامه علشان تلفت نظرهُ هو كان جاى علشانى،وهى طبعها كده تحب تلعب،وأهى مقدرتش تلعب على عمار،بس مع ذالك ووصلت للى كانت عاوزاه،شوية أموال،أخدتهم منه،بس فى رأيي هى اللى خسرت،مش كل حاجه الفلوس.
تعجب حازم من حديث مياده عن سهر،بهذا الشكل أمامهُ،سهر لم تكن بتلك الصفه،هى ليست طامعه لأكثر من مره رفضت منه دفع ثمن كوب من القهوه تناولته،حتى أنها لم تحدُث أبداً،والعجب الاكبر كان من تلك الفتاه التى تجلس أمامهُ،فأى نوع من البنات هى،لم يتعرف عليها سوا من أيام قليله،ومعرفه سطحيه،واليوم كان ثانى لقاء لهم وجلست معه  ،حقاً بمكان مفتوح وعام لكن وحدهما،فسهر لم تفعلها أبداً،كانت دائمًا صفيه ثالثهم،وكانت مرات تعد على أصابع اليد الواحده،لا تتعدى ذالك،كانت معظم جلساتهم بفناء الجامعه،كما أنها تحدثت عن أمور عائليه، سهر لم تتحدث سابقاً  أمامه عن أى أمور عائليه تخصها،كان يكتشف عنها بعض الامور،بالصدفه،حتى انه تعرف على أخيها بالصدفه، تلك الفتاه ربما إبنة عم سهر،لكن بوضوح يبدوا الفرق بينهم،لكن لا تهمه تلك الفتاه فالفرحه التى بقلبه كافيه،سهر تحررت من ذالك المقيت زوجها،عاد الطريق أمامهُ مفتوح مره أخرى،لن يدعها تضيع من يدهُ ثانياً
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده للفيوم
نظرت سهر لوجه عمار،مرسوم عليه الخوف،إبتلعت ريقها قائله:
مش تعبان يبقى حربايه
هز عمار رأسه بنفى
الخوف يغزو جسد قائله: طريشه، المكان قريب من الصحرا،وكمان قريب من محمية وادى الريان.
هز عمار  رأسه بنفى أيضاً. 
قالت سهر بضيق!: قولى أيه الى على الفرع الى فوق راسى، وإصدمنى، هى موته ولا أكتر. 
تبسم عمار  وهو يقترب أكتر يرفع يده نحو تلك القُبعه التى على رأس سهر قائلاً: سهر متتحركيش الشئ الى كان عالفرع، بقى عالبورنيطه
، قال عمار هذا وأزاح القُبعه من على راس سهر. 
تلهفت سهر قائله: حاسب يا عمار ليأذ........ 
نظرت الى بسمته والى ذالك الشئ الذى إبتعد عن القُبعه، وتمالكت نفسها قائله: 
فراشه، يا كذاب، وأنا اللى خوفت لما شيلت البورنيطه  من على راسى لتتأذى، ياريتها كانت عقرب ولدغك، بتسرح بعقلى، وفى الآخر، تطلع فراشه هى الى على فرع الشجره، كذااب، هات بورنيطى وإبعد عنى. 
تبسم عمار،  بمكر وهو يقترب أكثر من سهر التى تعود للخلف، الى أن إلتصقت بالشجره خلفها قائلاً: خوفتى عليا لتأذى، وده معناه أيه؟
إرتبكت سهر من قرب عمار،وتعلثمت قائله:عادى أى حد مكانك كنت هخاف عليه،إنت متفرقش عن غيــــــــــــــ..
لم تُكمل سهر كلمتها
تفاجئت بعمار يلف يدهُ حول خصرها لتصبح إحدى يديها وجسدها مُحاصران بينه وبين الشجره،
وبمفاجأه،قبل وجنتها ثم قبل شفاها بشوق 
للحظه تفاجئت سهر من فعلته لكن عادت وكانت ستصفعه،بيدها الأخرى،لكن عمار أمسك معصمها وظل يُقبلها،  الى أن شعر بحاجتهما للهواء، ترك شفاها مُرغم، لكن مازال يُحاصر جسدها .
شعرت سهر بتوهه،وهى تستنشق الهواء،عيناها كانت مُسلطه على وجه عمار،الذى ينظر لها ببسمه وإنتشاء،
هبت نسمة هواء قويه مُحمله ببعض الغُبار، أرغمتها تُغلق عيناها، لثوانى ثم عادت تفتحهم، كان عمار هو الآخر يفتح عيناه تلاقت عيناهم، 
أخفضت سهر عيناها، ثم رفعتها، وإنتبهت على وقفتهما أسفل الشجره، كذالك فاقت من سكرة قُبلة عمار، تذكرت  أن  هذه القُبله مُحرمه، وإقتراب عمار منها بهذا الشكل خطأ، لااا بل مُحرم أيضاً. 
تملصت بين يديه، تقول له بعصبيه: 
إبعد عنى، يا حقير،يا قليل الأدب الى عملته ده حرام، وربنا هيجازينا إحنا الأتنين بالغلط ده. 
إبتسم عمار وإبتعد عنها قليلاً، يقول ببسمه: وهيجازينى، بأيه أكتر من بُعدك، عنى وطالما حرام أيه رأيك نخليه حلال، عمى منير هنا فى المزرعه، خلينا نرجع لبعض من تانى. 
إبتعدت سهر عنه قائله: ده بُعدك إنى أرجعلك من تانى، إنسى، مستحيل أرجع لواحد قليل الأدب وحقير وعنده سوء ظن بيا، ودلوقتي  خلينا نرجع لبيت المزرعه أنا تعبت من الوقفه هنا.  
شعر عمار بغصه فى قلبهُ وظل واقفاً مكانه.
بينما سهر سارت أمامهُ،إبتعدت عنه بضع خطوات،ثم نظرت خلفها وجدت عمار مازال واقفاً فى مكانه فقالت له:
هتفضل واقف مكانك بقولك عاوزه ارجع للاستراحه ومعرفش الطريق بين الشجر. 
رسم عمار بسمة مكر قائلاً: لأ إزاى أنا كمان محتاج أرجع  للأستراحه،محتاج أرتاح أنا بين العمال من بدرى و الجو كمان  بدأ يحرر 
يلا بينا.
سارت سهر أمامهُ يوجهها الى الطريق،الخاطئ،ظلا الأثنان يسيران بين أشجار الرومان بالمزرعه،كان عمار يشاغب سهر،أحياناً،ترد بضيق وأحياناً تصمت 
الى أن وقفت تثنى ظهرها تضع يديها فوق ركبتيها قائله بتعب:
خلاص مبقتش قادره أكمل مشى،إحنا لفينا المزرعه كلها وبنرجع لنفس المكان،مش سبق وقولت إنك عارف مزرعتك وكل طرُقها،فين ده بقالنا أكتر من ساعه وربع بنمشى فى المزرعه وموصلناش حتى لمكان نشوف منه الأستراحه من بعيد، حتى مفيش عامل قابلنا بالمزرعه واضح إن ده وقت راحتهم، والتليفون بتاعى نسيته فى المزرعه، كنت شغلت GPS وعرفت بداية الطريق للأستراحه. 
أخفى عمار بسمته قائلاً: قولتك من شويه أشيلك مرضتيش، وبعدين  GPS
ايه اللى يشتغل هنا، المكان بعيد عن الشبكه، حتى تليفونى مش بيلقط شبكه. 
نظرت له قائله: قصدك أيه هنرجع نلف فى المزرعه  من تانى، لأ أنا خلاص مبقتش قادره  أقف على رجليا، أنا هفضل هنا لحد ما العمال يرجعوا تانى العصر يكملوا قطف الرومان. 
قالت سهر هذا، وجلست أرضاً  تحت ظلال، أحد الأشجار، وربعت ساقيها. 
تبسم  عمار قائلاً: طب ايه مش جعانه. 
رفعت سهر القُبعه، عن وجهها قليلا قائله: 
حضرتك شايف إيه، أنا لو فطرت بخروف، المشى الى مشيته فى المزرعه يهضمه.
تبسم عمار يقول:والرومان الى أكلتيه مشبعكيش.
نظرت له بسخط قائله:الرومان الى أكلته وهو انا كنت  أكلت كام قفص، دى هى واحده بس،ودلوقتي إتصرف انا جعانه،إنت السبب إننا توهنا فى المزرعه بين الشجر،وتقولى مزرعتى وعارف كل سككها بدايتها ونهايتها،وكمان زمان بابا قلقان عليا،كله بسببك.
تبسم عمار قائلاً:وأنا مالى كنت انا اللى توهتك من الأول،خليكى هنا متتحركيش،هشوف كده فى المزرعه حوالينا 
يمكن يكون العمال نسيوا أو فاض منهم أكل هنا.  
نظرت له بسخريه قائله:ماشاء الله هتأكلنى الى فاض من العمال بس مش مهم المهم أكل لأنى جعانه جداً،غير إنى مفطرتش الصبح وخلاص قربنا عالعصر،كل الى نزل جوفى من الصبح،هى الرومانه الى إنت حسبتها عليا وليمه. 
تحدث عمار: طب وايه اللى خلاكى مفطرتييش كان حد منعك من الفطور الصبح، أهو لو كنتى فطرتى كنتِ قدرتى تكملى مشي فى المزرعه  يمكن كنا وصلنا للأستراحه.  
رفعت سهر،رأسها  لكن أخفت عيناها  بيدها من آشعة الشمس وقالت له بغيظ : مكنتش أعرف إنك هتوهينى فى المزرعه،وهنلف وهندور،وبلاش اسئلة كتير،مش قولت هتشوف يمكن تلاقى أكل فايض من حد من العمال،إتفضل شوف،وأنا هنا،هستناك،غير إنى عطشانه،شوف لنا ميه معاك كمان.
تعامُد آشعة الشمس على عيني سهر البنيه جعلها تشبه حبات اللوز الشهيه،فكر عمار،لما لا يُقبل سهر مره أخرى الآن،يرتوى من شفاها هو بالفعل يشعر بالظمأ،لكن سهر  ستكون ردة فعلها كالسابق.
أغمض عيناه قائلاً:تمام متتحركيش من هنا، وأدعى إنى ألاقى أكل،والعموم إن ملقيتش آكل الرمان كتير أهو منه أكل وميه. 
ردت عليه بغيظ: متخافش  مش هقدر أتحرك من مكانى بس إياكش إنت متوهش عن مكانى، وأفضل أنا هنا لوحدى لحد العمال  ما يرجعوا بعد العصر. 
بعد دقائق  قليله عاد عمار، الى ذالك المكان الذى ترك به سهر، تبسم وهو يراها نِعست وهى جالسه أسفل الشجره، ظل يتأمل ملامح وجهها التى تميل للحُمره قليلاً  من آشعة الشمس، ظل يتآملها قليلاً، يتمنى أن تتخلى عن عنادها وتقبل بالرجوع إليه. 
وضع تلك السله الصغيره أرضاً،وجلس أمام سهر ووضع يدهُ على وجنتها  برفق قائلاً:سهر.
فتحت سهر عيناها،للحظه تنهدت قائله:عمار ثم اغمضت عيناها مره أخرى.
تبسم عمار،وعاد يوقظها قائلاً:سهر إصحى أنا لقيت آكل وميه. 
فتحت سهر عيناها: ونظرت ليد عمار التى على وجهها، وأبعدت وجهها وأعتدلت فى جلستها. 
تبسم عمار  يقول: لحقتى تنعسى، أنا يادوب مبقاليش ربع ساعه، سايبك. 
فركت سهر عيناها قائله: معرفش أنا نِعست إزاى اصلاً المهم لقيت آكل ولا هاكل رومان، وكويس إنك متهوتش عن مكانى. 
رد عمار وهو ينظر لوجه سهر بعشق: أنا مستحيل أتوه عن مكانك يا سهر. 
نظرت سهر، لعمار، الذى تبسم لها، أخفضت عيناها و رأت تلك السله الصغيره،فقالت:
كويس إنك لقيت آكل، والسله دى فيها أيه. 
وضع عمار، تلك سله الصغيره ، أمام سهر قائلاً: أهى اللى لقيتها ، بس ده عيش وجبنه، وكام طمطمايه وخيار، وفى إزازة ميه نصها، حتى سُخنه شويه. 
تبسمت  سهر قائله: ناقص الحلاوه، علشان نبقى زى زيارة الى فى السجن، بس السجن هنا مفتوح فى الهواء  الطلق، أو بالاصح تحت الشمس، الطقس هنا غريب قوى، رغم إننا خلاص داخلين عالشتا، بس فيه حراره صحيح مش قويه زى الصيف، بس بالنسبه لجو المنصوره  يعتبر حار. 
رد عمار: الطقس هنا له طبيعته الخاصه، وبعدين مش بتقولى جعانه، ليه بقى بتتريقى عالأكل اللى أنا لقيته هنا فى المكان. 
تبسمت  سهر قائله: لأ الحمد لله إنك لقيت حاجه  ناكلها أهو تسد جوع والسلام أحسن من أكل الرومان، بس مش غريبه أن العمال، يكونوا جايبين أكلهم فى سله نضيفه زى، دى، دى تشبه الانش بوكس، بس دى كبيره شويه، وكمان دى إزازة ميه معدنيه، نضيفه. 
تنهد عمار قائلاً:هتاكلى ولا هتفضلى تسألى.
ردت سهر:لأ هاكل أنا جعانه.
فتح عمار تلك السله الصغيره ووضعها أمام  ،سهر وامسك بعض الطعام يُقربه من فم سهر.
نظرت له قائله:أكل نفسك أنا مش طفله وكمان عندى إيدين بعرف أكل بهم كويس .
تبسم عمار،وعاد اللقمه لفمه،وبدأ يمضُغها،ويتناول الطعام مع سهر،
الى أن قالت سهر:
الحمد لله شبعت،هو العصر مش قرب على الأدان،هما العمال هيرجعوا يكملوا شغلهم أمتى.
تنهد عمار قائلاً:معرفش،غير إن ممكن يكونوا هيكملوا قطف الرومان اللى فى الناحيه التانيه.
قالت سهر بشهقه:أيه يعنى أيه،طب والرومان الى هنا.
رد عمار ببساطه: أكيد هيكملوا قطفه  بكره. 
شهقت سهر قائله:نعم وأحنا هنفضل هنا لحد بكره،وبتقول المكان مفيش فيه شبكة تليفون كمان،لأ أنا مقدرش أبات هنا وسط الشجر أخاف.
تبسم عمار يقول:وتخافى من أيه مش المزرعه قبل كده قولتى إنها عجباكى وتتمنى تعيشى هنا.
ردت سهر:أه عجبانى،بس مش اعيش وسط أحراش الشجر،مفكرنى طرزان ولا إيه.
تبسم عمار يقول بمعاكسه:وهو طرزان كان حلو ووشه أحمر من الشمس كده،وبقى شبه التفاحه،فاكره التفاح اللى كنتى بتقطفيه،وإحنا هنا المره الى فاتت،ياريتنا كنا توهنا بين شجر التفاح،على الأقل كنت قريبه منى مش زي دلوقتي،قريبه وبعيده فى نفس الوقت..
خجلت سهر من عمار وأخفضت وجهها بصمت وإصطبغ وجهها بأحمرار اكثر،ثم قالت:إزاى هنرجع واضح إن العمال مش هيرجعوا للناحيه دى تانى النهارده.
تبسم عمار قائلاً:إدينا قاعدين مستنين فرج ربنا،يمكن باباكى يقلق عليكى،فيدور علينا وواحد من عمال المزرعه الى عارفين مداخلها ومخارجها أكتر منى يعطر فينا.
نظرت سهر له بذهول قائله:وأفرض الدنيا ضلمت علينا،لأ أنا خلاص،إرتاحت شويه،وكمان أكلت خلينا نرجع نحاول يمكن نوصل لمكان إستراحة المزرعه.
قالت سهر هذا ووقفت.
نظرت لجلوس عمار قائله:ليه قاعد يلا قوم خلينا نمشى من طريق تانى يمكن الأستراحه تظهر قدامنا.
نهض عمار،رُغم عنه قائلاً:براحتك بس مترجعيش تقولى تعبت تانى،لو فضلنا تايهين.
ردت سهر: متخافش بس هات إزازة الميه وكمان باقى الأكل ده،يمكن نرجع ونحتاج له الله أعلم هنخلص من المتاهه دى إمتى.
تبسم عمار،وسار خلفها،بين الأشجار،كادت سهر أن تتعرقل لأكثر من مره لكن كان عمار،يمسك يدها،وسط تذمرها بعض الأحيان.
ولحسن الحظ هذه المره ظهر أمامهم من بعيد مبنى الأستراحه.
تنفست سهر الصعداء قائله:أخيراً الاستراحه ظهرت أحمدك يارب أنا فكرت هنفضل نلف طول الوقت ونرجع لنفس المكان.
تبسم عمار،بصمت هو كان يود أن يطول بهم الطريق لكن لاحظ الأرهاق الشديد على سهر،فدخل من طريق يعلم أن نهايته،تؤدى الى إستراحة المزرعه.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما عقب العصر مباشرة،باستراحة المزرعه.
وقف منير مع يوسف 
  بينما  حسام ومازن إبنه،يودعون 
خديجه ومنى وأحمد الذى قال:هننتظرك يا مازن إنت وآنكل حسام المره الجايه تيجوا عندنا البلد تقضوا أجازه الويك إند.
تبسم حسام قائلاً:أتمنى طبعاً،أكيد هنعرفك قبلها،فى أمان الله طريق السلامه.
تحدثت خديجه ل يوسف الواقف بعيد قليلاً يتهامس مع منير حول عدم رجوع سهر وعمار من المزرعه لهذا الوقت 
قائله:مش يلا يا يوسف  الطريق طويل،ومكفش كلام مع الأستاذ منير.
تبسم يوسف قائلاً: جاى يلا بينا،سلام يا حسام،ويا بشمهندس مازن هستنى زيارتك لبلدنا.
نظر حسام بأتجاه خديجه قائلاً:أتمنى تكون الزياره قريبه جداً،مع السلامه يا خديجه،مع السلامه يا ولاد.
أمائت خديجه راسها بصمت،لا تعرف ذالك الشعور الذى يعتريه حين يناديها باسمها دون لقب.
بعد قليل،بالسياره 
تحدث يوسف قائلاً:خديجه إنتى نمتى ولا إيه؟
فتحت خديجه عيناها قائله:بتقول أيه يا يوسف؟
رد يوسف:بحسبك نايمه.
ردت خديجه:لا مش نايمه بس مغمضه عينى.
رد يوسف:محترم قوى حسام ده،وكمان مضياف،يعنى اليومين الى فضلناهم هنا كان أحمد شبه مقيم فى مزرعة والده،مع مازن،حتى كان بيبعت حارس ياخد منى والمسا يرجعها هو بنفسه للمزرعه.
دارت خديجه بسمتها قائله:أكيد بيعمل كده علشان الشراكه اللى بينكم،هو كمان لما كان فى المنصوره أيام زفاف عمار،كنا مهتمين بيه وبعيلته كلها.
رد يوسف:يمكن ده السبب،بس أيه رأيك فى شخصية حسام،بحسه شخصيه واضحه وصريحه،مش من النوع اللى بيلف ويدور،وكمان شوفته وهو قاعد معاكى إمبارح بالجنينه.
تعلثمت خديجه قائله:مقدرش أحكم على شخصيته من كام مره شوفته فيهم،وكمان أنا كنت قاعده وهو قعد إتحرجت أقوم بس مقعدتش كتير وإستأذنت منه،عادى.
أخفى يوسف بسمته قائلاً:فعلاً عادى.
شعرت خديجه بالحرج فنظرت خلفها بالسياره قائله:بتعملوا ايه يا ولاد.
رد أحمد:بنلعب لعبه سوا عالأيباد.
تبسم يوسف وهو ينظر لهم من مرأة السياره قائلاً:ريحوا عنيكم  من الايباد شويه،طول الوقت قاعدين قدامه يا هو يالابتوب،أنا لما بفصل شويه قدام الابتوب بحس عينى بتزغلل لكن أنتم مشاء الله جيل الموبايل لازق فى ايده ليل نهار،الله يمسيكى بالخير،يا أم يوسف اول مره شافت الموبايل فى آيدى فكرته شيكولاته.
تبسمت خديجه قائله:خاف على نفسك لوكالة رويتر تنقلها الكلام تطردك من البيت.
ضحك يوسف قائلاً:منى حبيبة خالوا مكنتش مركزه معايا،صح،يا مُنمُن.
ردت منى بعدم إنتباه:كنت بتقول ايه يا خالو.
رد يوسف بضحك هو خديجه،:
بقول منى بنت أختى أحلى بنوته فى الدنيا كلها.
تبسمت منى قائله:وأنت اخلى خال.
...........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باستراحة المزرعه 
دخلت سهر وخلفها عمار
وجدت والداها يقترب منها قائلاً:سهر كنتى فين أنا قلقت عليكى لما رجعت للأستراحه ومقلقتكيش هنا.
ردت سهر:أنا بخير،يا بابا،بس توهت فى المزرعه وعمار لاقنى وبعدها توهنا إحنا الإتنين بس الحمد لله،رجعنا أهو بخير.
تبسم منير لها بحنان.
قالت سهر:أنا هروح اقول للشغاله تجيبلى طبق كبير فيه ميه بملح أنقع رجليا فيه، بعد ما اخد شاور حاسه جسمى كله تراب وخلاص مبقتش قادره أقف،عن إذنك يا بابا.
غادرت سهر وتركت عمار مع والداها،تبسم لعمار قائلاً:
ها قدرت تقنعها بالرجوع،أنا رجعت مع رئيس العمال،الى سحب العمال،للناحيه التانيه من المزرعه،وفضى المكان عليكم.
تنهد عمار قائلاً: لسه شويه،سهر بتلين وترجع تانى تعند،هااا ربنا يسهل.
تبسم منير قائلاً: سهر فى العاده بتلين بسرعه بس مش عارف معاك ليه بتعند،بس أنا لما جيت لهنا فى المزرعه إتأكدت إنك بتحب سهر،ماهو مفيش واحد عاقل هيبيع نص مزرعه زى دى تساوى ملايين لطليقته،برضاه..الإ إذا كان عاشق ل سهر.
............ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالبلده، بمنزل يوسف ـ 
فتح يوسف باب شقة والداته ودخل ،ينادى عليها،لم ترد عليه،نادى على أسماء،هى الأخرى لم ترد عليه.
تعجب قائلاً:هما راحوا فين،ليكون ما صدقوا إنى سافرت يومين،وطفشوا.
ردت من خلفه قائله:مين الى طفشوا،على قلبك قاعدين إحنا كنا فى مشوار مهم ولسه راجعين.
إنخض يوسف ونظر خلفه،مبتسماً يقول:
مش تحكى،يا أم يوسف كده تخضينى،يلا هاتى طاسة الخضه بقى.
ضحكت أسماء،وقالت أم يوسف:مش هتبطل هزار طول عمرك،خلاص بقى إعقل كبرت وقربت تبقى أب لازم يكون عندك عقل شويه.
رد يوسف بعدم إنتباه:والله يأم يوسف أنا فعلاً كبرت وبقى عندى شعرتين بيض،وقربت أبقى.........
توقف يوسف عن الكلام يقول:قولتى أيه قبل شويه يا ماما.
ضحكت  والداته قائله:زى ما سمعت،قربت تبقى أب،ولازم تعقل شويه.
تحدث يوسف قائلاً:إنتم كنتم فين؟
ردت أسماء قائله:كنا عند دكتورة النسا.
سئم وجه يوسف خائفاً فبعد أيام قد يتبدل ذالك الفرح الذى على وجه أسماء بعد خسارتها للجنين.
شعرت والداته به وقالت برأفه:
أسماء حامل أربع شهور وقريب هتدخل الخامس  والجنين الحمد لله بخير.
تعجب يوسف قائلاً:بتقولى حامل خمس شهور،وإزاى أنا معرفش!
ردت والدة يوسف:علشان تعرف إنك حمار.
ضحكت أسماء
تهكم يوسف قائلاً:عجبك قوى إنها بتقول عليا حمار،ماشى أضحكى،وانا الى قولت اسماء وظوظت وربربت،وبقت موزه،أتاريكى حامل وانا آخر من يعلم.
تبسمت اسماء بحياء،بينما قالت والدة يوسف:
أنا وأسماء عارفين انها حامل من كذا شهر وانا الى قولت لها متقولكش،غير لما نتأكد أن الحمل المره دى ثبت بس تعرف يا واد يا يوسف أسماء حامل من إمتى،من يوم ما أغمى عليها،لما شافتك داخل البيت مكسر،يظهر لما ردتلك عضمك،ربنا رضاها وحبلت من الخضه،وربنا ثبت الحمل المره دى.
ضحك يوسف قائلاً:ياريتنى كنت خضيتها من زمان،وكمان ليكى عندى خصه تانيه،يا أم يوسف،
خديجه بنتك متقدم لها عريس،حسام شريكى أنا وعمار،كلمنى وطلب منى إيد خديجه،إفرحى،يا أم يوسف،الفرح أما بيجى بيجى مره واحده
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور حوالى عشر ايام 
بجامعة سهر.
إنتهت سهر من محاضراتها،وخرجت من الجامعه لتفاجئ،ب حازم،يقف مع أحد افراد أمن الجامعه
ترك حازم ذالك الفرد حين رأى سهر،وتوجه اليها مبتسماً يقول:
ازيك يا سهر أخبارك إيه.
ردت سهر:الحمد لله بخير،بس صفيه لسه مجتش للجامعه،عامله عروسه بقى،وإنت كنت هنا فى الجامعه ليه؟.
تبسم حازم قائلاً:أنا كنت جاى أقدم عالدرسات العليا،وكمان قدمت أنى اشتغل مُعيد فى الجامعه،إنت عارفه إنى من العشره الاوائل،وعرفت إن الجامعه هتاخد السنه دى معيدين،للسنه الجايه.
تبسمت سهر قائله:ربنا يوفقك،عن إذنك أنا مصدعه من المحاضرات ومحتاجه أروح أرتاح.
رد حازم:أيه رأيك نتمشى سوا لحد ما تلاقى تاكسى.
كانت سهر سترفض عرضه،لكن قال لها:
أظن ده شارع عام وواسع.
صمتت سهر،ليسير الاثنان بالشارع متباعدين.
تنحنح حازم وقبل ان يتحدث كانت تقف تلك السياره،وكادت أن تصدمهُ،لكن إبتعد،ونظر للسياره بحقد كبير،إزداد حين نزل عمار من السياره  ونظر له بغضب،ثم نظر لسهر بلوم،وقبل أن يتحدث،تحدث حازم بتعسف قائلاً:
مش تاخد بالك من الطريق وإنت سايق،ولا هى هوايه عندك تدهس الناس.
رد عمار وهو ينظر لسهر قائلاً:إنت تسكت مسمعش صوتك وياريت تغور من قدامى أفضلك.
رد حازم قائلاً:هذب ألفاظك شويه،وبدل ما تعتذر بتقل فى ادبك صحيح إنسان وقح.
إقترب عمار من حازم وأمسكه من تلابيب ثيابه قائلاً:سبق وضربتك قبل كده،يظهر متعرفش انا مين؟
قال عمار هذا ورفع يدهُ كى يلكم حازم،لكن،يد أخرى صدته قبل أن تصل لوجه حازم.
تعجب عمار.
نظرت له سهر قائله:بطل همجيتك دى يا عمار،وحازم مغلطش فيك،الى قاله صحيح،إنت الغلطان من البدايه،وكنت هتدهسه،وبدل ما تنزل وتعتذر نازل علشان تضربه،تعرف لو حازم قدم فيك بلاغ أنا هشهد معاه،إنت الى غلطت من البدايه،ودلوقتي إمشى من هنا بسلام،وبلاش فضايح فى الشارع .
صُدم عمار من قول سهر،ومن مسكتها ليدهُ،نفض يدها  عنه قوياً، نظر لها بغضب ساحق، كان يود أن يسحبها من يدها معه لكن للحظه خشي أن يعود مع سهر لنقطة البدايه مره أخرى، فقرر التحلى بالهدوء وعاد لسيارته وغادر مُسرعاً،يكاد يحترق من الغيره،كيف لها أن تمنعه عن تلقين هذا الحقير،درس لن ينساه،لكن عليه  بالصبر. 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

بعد مرور  عشرون يوماً
..
بمنزل عطوه،فى حوالى العاشره صباحاً.
فتحت سهر باب الشقه وخرجت منها،وتوجهت الى بوابة المنزل،لكن قبل أن تصل الى البوابه تصادمت مع غدير التى ما إن رأتها جذبت الغطاء على وجه إبنها التى تحمله تُخفيه عن مرأى عين سهر، إستهزأت، سهر من فعلتها،فهى لا تضعها برأسها ،وتجنبت منها وعدت من جوارها،دون حتى النظر لها،
بينما أغتاظت غدير من ذالك،هى لم تُخبى وجه طفلها من سهر بسبب،كبر حجم رأسه الذى أصبح يلاحظ بسهوله. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على طاوله بكافيه شهير بمدينة المنصوره 
جلست مياده بالمقابل لحازم، الذى يجلس يضع النظاره الشمسيه حول عيناه، لم يكن ينظر لمياده عيناه شارده بمياه النيل أمامه، كانت مياده تثرثر بأشياء كثيره  ، لم يلاحظ شئ  من حديثها، يفكر ب سهر التى أنهت كل شئ حتى صداقتها معه، 
تذكر قبل أيام قليله
فلاشــــــــــــــ*باكـــ*
طلب حازم من سهر الجلوس بمفردهم بأحد الكافيهات القريبه من الجامعه،فرفضت وقالت له: ،إن كنت قعدت  معاك قبل كده  بكافيه كانت  صفيه بتبقى قاعده معانا ،وكمان كان بيقعد  معانا  بعض زميلنا سواء بنات أو شباب،يعنى مكناش بنبقى بمفردنا،كانت بتبقى قاعدة زمايل،إنما لما أقعد معاك فى كافيه لوحدنا،متبقاش قاعدة زماله،غير إن كمان وضعى دلوقتي ميسمحليش إنه أقعد معاك فى كافيه لوحدنا قدام زمايلنا،هيقولوا عليا أيه متنساش إنى مُطلقه،وكل زمايلى عرفوا بده،وأنا محبش حد ياخد عنى فكره مش فيا،تقدر تقولى الى عاوزه هنا فى الجامعه كذا مكان نقعد فيه،ومحدش وقتها هيفسر قعدتنا على هواه.
تنحنح حازم قائلاً:سهر الموضوع الى هكلمه فيه خاص،وأنا ميهمنيش كلام حد عنك،أنا عارف أخلاقك كويس وووو....
قاطعته سهر قائله:حازم عارف اخلاقى او مش عارف،ميهمنيش،والكلام الى هتقوله فى الكافيه سهل تقوله هنا خلينا نقعد على الأرض  هنا فى الجامعه زى ما كنت بتقعد معايا أنا وصفيه قبل كده.
إمتثل حازم لطلبها وجلسا الاثنان على أرض جانبيه جوار بعض الزروع بالجامعه.
ظل حازم صامتاً لبعض الدقائق،تحدثت سهر:
قولى عالموضوع الى عاوزنى فيه،الوقت خلاص المحاضره التانيه قربت تبدا فاضل عليها تلت ساعه.
تحدث حازم بهدوء:سهر سبق وإعترفتلك بمشاعري،وإنها مش مشاعر صداقه زى ما سبق وقولتى لى،وكمان إن أنا كنت لسه طالب فى الجامعه،أنا الحمد لله إتخرجت،وقبل من سنه هشتغل مُعيد فى الجامعه،غير إنى أنا تقريباً الى ماسك كل شغل بابا من يوم تعب،وأقدر أتحمل مسئوليّة فتح بيت ، سهر أنتِ بالنسبه ليا فتاة أحلامى،والبنت الوحيده الى نفسى أكمل معاها بقية حياتى،لو موافقه أنا مستعد أتقدملك من الصبح.
ردت سهر:حازم أولاً،أنا مبقتش بنت انا ليا تجربه سابقه فى الجواز،ثانياً مشاعرك  سبق وقولتلك،إنك بالنسبه ليا مش أكتر من صديق.
رد حازم:سهر أنا مشاعرى مش صداقه،وحكايه تجربتك السابقه فى الجواز متهمنيش ولا تفرق معايا،أنا عارف إنك إتجوزتى من عمار بسبب طلب جدتك منك،بسبب وائل،ومقدرتيش تكملى مع عمار بالسبب ده.
إستغربت سهر قائله:مين الى قالك إنى إتجوزت عمار،بسبب طلب جدتى،صفيه الى قالتلك صح؟
تعلثم حازم قائلاً:بلاش تظلمى صفيه،أنا سألت وعرفت.
نظرت له سهر قائله:وسألت مين بقى،واللى سألته ده جاب الأسرار دى منين،مياده بنت عمى،صح،أنا شوفتك واقف معاها مره،بس ميهمنيش،
بس هقولك حكاية إنفصالى عن عمار هى مسألة وقت وهنرجع من تانى لبعض.
غضب حازم قائلاً  :هترجعى لعمار اللى متجوز واحده تانيه غيرك،ومش إنتِ الزوجه الوحيده له.
ردت سهر بضيق:أولاً عمار طلق مراته التانيه ميهمنيش أكون زوجه تانيه،بس يهمنى أكون الأخيره،وده اللى هيحصل.
تعصب حازم قائلاً:هترضى ترجعى لواحد طلقك قبل كده،سهر عمار ده واضح إنه شخص همجى،شوفتى طريقته فى التعامل،سهر،أنااااا
لم يُكمل حازم بقيه هجاؤه لعمار بعد ان قالت سهر بحده:مسمحلش تقول على عمار همجى،ودى حياتى،وعمار مش هو اللى طلقنى من نفسه كان بأصرار منى،لانى كنت محتاجه لوقت أراجع نفسى فيه،واعرف حقيقة مشاعرى إتجاه عمار.
رد حازم بتهكم:ولما راجعتي نفسك إكتشفتى إنك بتحبى عمار  فجأه،سهر أنتى مش بتحبى عمار،كل هدفك أنى أبعد عنك بس أنا مش هيأس ومتأكد هيجى اليوم وتعرفى إن محدش حبك قدى و....
قاطعته سهر قائله: موهوم يا حازم،وبقولك فوق من وهمك،وعلشان تفوق أكتر انا بقطع حتى صداقتى معاك.
قالت سهر هذا ونهضت من مكانها وغادرت مُسرعه.
عاد حازم من تذكرهُ على قول مياده:
حازم روحت فين بكلمك مش بترد عليا.
إنتبه حازم لها قائلاً: آسف بس شردت شويه.
تبسمت مياده بدلال:اللى واخد عقلك،كنت بقولك الجو النهارده كان كويس بس بعد الضهر قلب،وشكلها كده ناويه تمطر،لو الجو كان فضل حلو زى الصبح كنا ركبنا مركب فى النيل.
رسم حازم بسمه رياء قائلاً:مره تانيه،بس قولتيلى إنتى خلصتى محاضراتك النهارده.
ردت مياده:لأ كان فيه محاضره تانيه،،بس مش مهم أحضرها إنت اهم منها،كده كده،اللى الدكتور هيقوله فى المحاضره موجود فى الكتاب،وكمان هاخد ريكوردر المحاضره من زميلى،إنت عارف البنات بيغيروا من بعض ومش بيساعدوا بعض علشان كده سهل أطلب من ولد طلب وينفذه ليا .
نظر حازم ل مياده قارن عقلهُ بينها وبين سهر المقارنه محسومه،سهر بها كل المزايا،
متدينه،تضع حدود لها فى التعامل مع من حولها،ليست كتلك الطائشه،التى تفكر أن التحرر هو بالتبرج الشكلى والعقلى،التبرج الشكلى بتلك خُصلات شعرها التى تظهر من الحجاب،والمكياج الواضح على وجهها،والتبرج العقلى بالتباهى بصداقة الشباب،و الجلوس مع  أحدهم بمفردها،دون مراعاة إنها فقط زماله.
نظر حازم الى وجه مياده المنسجمه معه بالحديث براحه وسهوله،ليتملك منه شيطانه،إذا كانت سهر أختارت البُعد عنه،فهو سيقترب منها،أكثر،عن طريق إبنة عمها،ولن ينتظر لوقت طويل.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عصراً
فجأه تغير الطقس،لتهب أولى عواصف الشتاء المُمطره 
بالبلده 
بمجرد ان نزلت سهر من سيارة الاجره،سارت بعض الخطوات،لتبدأ الأمطار فى الهطول،وكأنها كانت تنتظر  سيرها،بالطريق،
سارعت سهر بسيرها،تحت شُرفات المنازل 
كعادتها كادت سهر قدم أن تنزلق،لولا إمساك أحدهم بيدها.
رفعت وجهها تنظر أمامها،لمن يُمسك بيدها،
وقفت صامته تنظر له،لا تشعر،بالأمطار التى تهطل على وجهها،تشعر فقط بدفئ يدهُ،نطقت برجفه،لا تعرف إن كان سببها برودة الطقس،أم من من يُمسك يدها: عمار!
بينما قبل لحظات كان يسير عمار بالطريق المقابل،لها،حين وقع بصرهُ علي سهر  من قريب تبسم،تبطائت خطواته،يريد الاستمتاع برؤياها لأكثر وقت قبل أن تغيب عن عيناه،لكن،سهر التى تسير،تنظر للأرض دائمًا لم تنتبه له،لو رفعت وجهها لتلاقت عيناهم،قبل أن تتلاقى أيديهم،حين أمسك عمار يدها،قبل أن تنزلق.
رفعت سهر وجهها تلاقت عيناهم،تحدثت بشوق،وعشق،كأنها كانت تنتظر هذا اللقاء أسفل المطر،
كأن الطريق إختفى من الماره هو بالفعل لا يسير أحد الجميع إلتزم منزله بسبب هطول الأمطار الغزيره.
كان عمار ينظر لهطول الأمطار التى تلمع  فوق شفاه سهر،كم ود أن يُقبلها،يروى ظمأ قلبه،من تلك الشفاه العذبه كعذوبة مياه المطر.
أيضًا سهر كم ودت الأرتماء بحُضن عمار تأخذ من صدره الدفئ التى تشعر به بيدها التى يمسك بها 
توقف الزمان للحظات لكن صوت الرعد الذى شق سرجهُ السماء،للحظه إرتجفت سهر وأمسكت يد عمار بقوه،،تمسك عمار هو الأخر بيدها قوياً،لكن عادت السماء تسرج بضياء،ينذر بزيادة هطول الأمطار.
إنتبهت سهر،حاولت سلت يدها من يد عمار،
تبسم عمار قائلاً:إرفعى رأسك وإنتى ماشيه،يا سهر مش كل مره هتلاقينى بمسك إيدك،أخاف حد غيرى يمسكها،ويحس ببرودتها،تسرى لهب فى قلبهُ.
تبسمت سهر بخجل صامته،وسلتت يدها،أو بالأصح تركها عمار. 
سارت من جواره بصمت،شعرا الاثنان بخواء،بروده قاسيه
تمنى الاثنان،العوده للخلف،ليتعانقا معاً،يقفان أسفل المطر تهدئ نار الشوق.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل عطوه.
بشقة عم سهر.
بغرفة مياده
كانت تنام على فراشها،تتحدث مع حازم،تتدلل،تحاول ملئ وقته بالأنشغال والتفكير بها هى مؤمنه بمقوله "الدى على الأذان أمر من السحر"تحاصره لينشغل بها،دوماً،تقطع عليه التفكير بشئ غير بها،هكذا عقلها يخبرها،من أجل الفوز عليها التخلى عن الحياء والدلال المصطنع أحياناً.
بينما حازم لا يشعر ولا تشغل حتى باله،كل ما يريدهُ هو التقرب من سهر،حتى لو كانت الخطوه التى تقودها إليه هى تلك الحمقاء اللعبيه،ليس لديه مانع.
تحدث حازم  بكذب قائلاً:مياده،بصراحه كده إنتى عاجبنى شخصيتك اللطيفه،وكمان كلمت ماما عنك.
فرحه غامره شعرت بها مياده قائله:بجد كلمت مامتك عنى طب قولتلها أيه،عنى!
رد حازم:قولت لها فى بنت داخله مزاجى وعجبانى ومحتاج إنك تقولى لبابا،علشان نروح نتقدم لها رسمى.
ماذا قال،هى صدمه،لا هى أمنيه تحققت،كادت تطير فى الهواء،لكن مثلت قائله:ومامتك،سألتك،عرفتنى منين و ردها كان أيه؟
رد حازم:ماما كل اللى يهمها سعادتى وبس،وهى قالتلى طالما إنك مقتنع بأختيارك،يبقى ربنا يسعدك،وبابا مش هيمانع حدد إنت الميعاد المناسب لك،وإحنا هنيجى معاك .
ردت مياده بدلع:طب وإنت مقتنع بأختيارك،وأمتى الميعاد المناسب لك .
رد حازم بخدعه:مقتنع جداً،ومتأكد إن ده أفضل إختيار فى حياتى.
بنفس الدلع قالت مياده:طيب هتجى أمتى مع مامتك وباباك تطلبونى من بابا وماما.
رد حازم:فى أقرب وقت،بس طبعاً هتبقى خطوبه لحد ما أستلم وظيفتى مُعيد فى الجامعه،الجواز مش هيتم قبل كده.
تبسمت مياده بدلال:تمام،حتى يبقى فى فترة خطوبه،نخرج مع بعض ونتعرف أكتر على بعض.
رد حازم:تمام،شوفى ميعاد مناسب ليكى ماما تجى تكلم مامتك علشان تمهد للخطوبه  فيه.
ردت مياده:الميعاد الى يناسبها حتى لو بكره،قصدى يعنى قولى ميعاد وأنا هقول لماما،تنتظرها فيه.
تبسم حازم بمكر:زى ما قولتى بكره،هقفل معاكى وأقول لماما،تجى لبيتكم بكره.
ردت مياده:تمام،هبعتلك تفاصيل الطريق  بيتنا فى رساله.
تبسم حازم على تلك المتسرعه،التى لا تعرف أنها ليست سوا سِلمه لنيل ما يريدها قلبهُ.
.....ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جافى العُشاق النوم،كلا منهم ساهر بمخدعه،يتقلب يمينا،ويساراً،يتمنيا أن يجمعهما مخدعاً واحداً يبث كلا منهم شوقهُ للأخر.
نفث عمار دخان سيجارتهُ ثم وضع العقب،بتلك المطفئه التى على ساقهُ،تذكر بمقابلته اليوم ل سهر،صدفه بالطريق،هو لقائهم الأول بعد مشادتها معه،يوم أن كاد يضرب،زميلها،تكرر نفس اللقاء سابقاً،ما الذى تغير،سابقاً كان يعتقد أنها تتعمد لفت إنتباههُ لها،كان مُخطئ،اليوم تمنى أن تكون بالفعل تريد لفت إنتباههُ،لشئ واحد،هو ل صدفه تجمعه بها، أيقن أن سوء الظن القديم هو السبب فى  بُعدها عن مخدعه الليله،جذب هاتفه وفتحه على بعض صور إلتقطها خلثه لسهر وهم  بالمزرعه ،فكر أن يهاتفها،يحكى لها عن عشقه لملاك أبدلت حياته القاحله،زرعت بها زهره،لكن تركتها ظمئه تريد لمسة ندى من شفتاها  .
بينما سهر فتحت هاتفها،تقرأ تلك الرسائل التى كان يرسلها لها،هو لم يعُد يرسل لها رسائل منذ ذالك اليوم،يوم منعته من المشاجره مع حازم أمام الجامعه تقرأ كل رساله حرفاً حرفاً،ثم فتحت ملف خاص على هاتفها،يحتوى،صوراً لعمار،منها ما إلتقطته له قبل طلاقهم أثناء نومه،وقتها لم تكن تعرف سبباً لألتقاطها تلك الصور،الليله علمت السبب،هى كانت تنتظر ظهوره بحياتها،إحتفظت بقلبها من أجل أن يأتى هو،ويستحوذ عليه،حقاً كانت تتمنى بدايه أخرى لقصة حبها له،لكن شاء القدر بتلك البدايه،التى سببت لها النفور،فى البدايه،لكن مع الوقت تحول النفور لعشق،كانت تعتقد أنها تُسلم جسدها لعمار خوفاً،لا لم يكن خوفاً،كانت تريد عمار،تستمع بلماسته لها،تذكرت أول مره دخلت الى شقة عمار،كانت قبلها تشعر ببروده قاسيه،بمجرد أن خطت الى الشقه تبدلت تلك البروده لدفئ،شعرت به،عمار أخطأ فى حقها فى البدايه،لكن هى الأخرى،لم تُعطى له فرصه،أن يبدل تلك الأكاذيب عنها،وأيضاً وجود خديجه بالمنتصف بينهم،لما طلقها،هى الأخرى،سؤال يُلح على عقلها،كم ودت أن تسأله له تريد إجابه منه،هى رأت الأنسجام بينهم،ربما لم تلاحظ نظرات عمار لخديجه، بها شئ من الشغف،كانت نظرات متفهمه فقط،ليس بها اى نوع من الشغف فقط نظرات عاديه،لاحظت ذالك أثناء وجودهم معاً بالمزرعه المره الأخيره،كان شبه مرافق لها،هناك لغز بين عمار وخديجه،لم يتزوجنى من أجل الإنجاب فقط،لو كان لهذا السبب لتلهف الإنجاب،لم يكن لينتظر،حقاً طلب منها مره الذهاب للطبيبه،لكن لم يلح عليها.
أيقن  الأثنان  أنه كان لابد لهذا ألانفصال أن يحدث،ليقيم كل منهم حياتهُ مع الأخر،كان هناك أخطاء لكليهما.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالى.
بمنزل يوسف 
كانت أسماء وخديجه تجلسان معاً تمرحان سوياً 
سألت أسماء خديجه قائله:طمينينى على ماما وبابا.
تبسمت خديجه قائله:الحاجه فريال كويسه وكمان الحاج سليمان بس مأثر معاه بُعد عمار عن البيت،وأنه مش بيجى غير فى الوقت الى يكون هو مش فى البيت فيه،وبيجى بس علشان يطمن على  الحجه حكمت ويقعد شويه معاها،ويمشى يرجع شقة المنصوره،حتى مش بيطلع لشقة سهر،حتى كام مره طلبت منه يبات كان بيرفض بطريقه لطيفه،حاسه لو سهر رجعت للبيت هو هيرجع معاها،ربنا يسهل ويرجعوا لبعض،وعلى ما أعتقد ده هيبقى قريب جداً،تعرفى أنا عمرى ما توقعت عمار،يحب ويعشق بالطريقه اللى بيعشق بها سهر،كتير كنت بقوله يسمع لكلام الحجه حكمت ويتجوز،علشان يبقى عنده اولاد،كان بيتهرب،بأى أجابه،بس لما ظهرت قدامه سهر،أخد الخطوه،أنا متأكده،أن جوازهُ من سهر مكنش جواز بدل مبنى عالعقل،ولا أن واحده قصاد واحده،سهر قصاد غدير،هو كان عاوز سهر وبس 
تبسمت اسماء 
فى ذالك الأثناء دخلت عليهن أشجان تحمل صنيه على بعض المشروبات الساخنه،وأخذت الكلمه من فم خديجه وقالت:عمار كان عاوز سهر وبس،وإنتى حياتك فين،من ده كلهُ.
ردت خديجه:أنا حياتى مع ولادى هما كل الى عاوزاه من الدنيا أشوفهم مبسوطين وناجحين.
ردت أشجان:وحياتك أنتى فين من ده كله،إسمعينى يا بنتى،إنتى مفكرتيش بطلاقك من عمار،جوازك من عمار رغم انه كان صورى،لكن كان حافظ ليكى مكانه ومكان بين الناس،مكانه أنك مرات عمار زايد،ومكان زوج محدش يقدر يتقدم علشان ياخد المكان ده،ويفوز بيكى،
طلاقك من عمار فتح العيون الطمعانه عليكى،إنتى لسه صغيره،وكمان حلوه،ومعاكى أكتر حاجه ممكن الناس تطمع فيها،وهى الفلوس والسُلطه،حتى لو مكنوش بتوعك،وبتوع ولادك،بس تحت أيدك السيطره عليهم،أنا زمان لما أترملت بيكى إنتى يوسف أخوكى،كنت على قد حالى مفيش فيا الطمع،محدش بيطمع فى الفقير يا بنتى،حتى لما كان بيتقدم ليا حد كان كل طمعه إنى اربى له ولاده،زى داده يعنى،بس قدام الناس زوجه،أنا مكنش فى دماغى جواز تانى،بصراحه كده،أبوكى كان نكدى،وكرهنى فى الرجاله،كان شبه الواد يوسف كده.
ضحكن أسماء وخديجه،التى قالت،مش فاهمه قصدك يا ماما.
ردت أشجان:لأ فاهمه بس بتتلأمى عليا،بس هجيبهالك على بلاطه كده حسام ،مش اول واحد يتقدملك ،فى قبل حسام كذا حد طلب منى انه يتجوزك،بس كنت برفض من بره بره،بس لما يوسف قالى على طلب حسام،بصراحه مشفتوش غير مرتين بس،بس دخل قلبى،وهو يعتبر فى نفس ظروفك غير إنه مش جاى طمعان فيكى زى الى سبقوه،وكمان،إبنه وولادك بينهم توافق كبير بالاخص أحمد 
تدمعت عين خديجه قائله:يعنى أنتى عاوزانى اوافق على الجواز من حسام،علشان أتجنب الطماعين اللى بيتقدمولى،طب وهبص فى وش الناس إزاى،حتى لو كانت جوازتى من عمار على ورق بس،بس الناس متعرفش كده،لو صبحت إتجوزت الناس هيقولوا الفاجره إتجوزت،للمره التالته،ويقولوا عليا من حضن راجل،ل راجل تانى،أنا مش عاوزه غير ولادى،وزى زمان ما قبلت بجوازى من عمار،وهو قبل شرطى معاه،أنا هفضل زى ما أنا مع ولادى فى بيت زايد.
تحدثت اسماء قائله:غلطانه فى تفكيرك يا خديجه،إنتى قدامك فرصه،يوسف حكالى كتير عن حسام وقد ايه هو شخصيه محترمه،ومتفهمه كمان،وكمان مش جاى طمع،لا تربى له إبنه،ولا فى أموال ولادك،حسام فرصه مضيعهاش من إيدك علشان خايفه من كلام الناس،الناس كده كدن،لسانها مش هيسكت عنك،تعرفى أن واحنا كنا فى عيادة الدكتوره فى المتابعه الاخيره،واحده من جيرانا قعدت جانبى،وقالتلى،هى خديجه قاعده ليه فى دار زايد بعد عمار ما طلقها،قعدتها دى ملهاش غير تفسير واحد أنه عوزاه يردها له،وأن يمكن سبب طلاق مراته التانيه هى،ولو أتجوز مره تالته مش هيعمر فى جوازه طول ما هى قاعده فى دار زايد،ما هو مين الى هطيق طليقة جوزها قدامها طول الوقت،
يعنى كده او كده الناس مش هتبطل كلام عنك،غير إنها فرصه،إنك لما هتتجوزى من حسام هتبعدى عن هنا،والناس مش هتشغل بالها بيكى،وأحمد ومازن أصحاب وفى سن واحد،حتى منى كمان مصاحبه مازن،وبتعز حسام،يوسف سألهم من وراكى،هما مش ممانعين،بالعكس أحمد فرح قوى،حتى منى الفتانه مقالتش لأ.
تبسمت خديجه قائله:بس غريبه منى مقالتليش!
ردت أشجان:أصلى نبهت عليها متقولش ليكى ولا للحد تانى لحد ما نشوف الموضوع هيرسى على ايه،إفرضى مفيش نصيب تبقى شهرت بالموضوع وخلاص،
حتى يوسف لمح لعمار،بطلب حسام،وقاله ياريت حسام يتقدم شخصيه حبابه،ومش طماع،وكمان فدائى زيهم فاكره العلقه الى عمار ويوسف أخدوها من الهجامين فى الفيوم هو كمان أخد نصيبه معاهم يومها،ووقف وياهم،جدع،إحنا مش بنضغط عليكى علشان توافقى،دى فى النهايه حياتك،بس يا بنتى هقولك تربية الولاد لوحدك صعبه قوى،أنا مكنتش بنام الليل،بسببك إنتى وأخوكى،كنت ليالى كتير،بصحى،أفكر أقول،يا ترى هعرف اربيهم صح،ولا هيضيعوا منى،وكان وقتها التربيه سهله عن دلوقتي،مكنش لا فى فضائيات ولا نت،بلمسه تلاقى العالم مفتوح قدامك،كنت قادره أحجمكم،لكن دلوقتي،العالم مفتوح،وولادك عندهم كل الامكانيات سهله قدامهم،وعمار مع الوقت هيرجع لسهر وهينشغل بولاده غصب عنه،مش هقولك هيستغنى عن ولادك،بس كمان بيته وولاده هيبقوا اصحاب الأهميه عنده،حسام عارف إنك إحتمال كبير متخلفيش،وقابل مش معترض،هو عندهُ إبن،ومش عاوزك لا طمع،ولا داده لأبنه.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومان.
تفاجئ عمار بأتصال هاتفى من المنزل،من خديجه،رد عليها سريعاً.
إنتفض واقفاً وهو يسمع لها،ثم قال لها:أنا جاى حالاً وهتصل عالدكتور،بس خلى بالك منها.
بعد وقت قليل.
سار عمار مع الطبيب بعد أن قام بمعاينة حكمت.
تحدث عمار قائلاً:خير يا دكتور 
رد الطبيب: هو مش خير بصراحه، قبل كده كانت حالة الحجه حكمت شبه بسيطه كنا قادرين نسيطر على الوجع،بالعلاج،لكن واضح،إنها أهملت علاجها الفتره الأخيره،ودلوقتى،بقى لازمها تدخل جراحى،ده رأيي مبدئياً،بس الآشعه والفحوصات هى الى هتقرر،إن كنا محتاجين تدخل سريع،ولا ممكن نستنى لبعض الوقت،علشان نظبط،لها الضغط والسكر قبل العمليه.
شعر عمار بآلم كبير،قائلاً: تمام،أكتبلى عالأشعات والفحوصات المطلوبه ومن بكره هنعملها.
رد الطبيب:تمام،هكتبلك عليها ومن الأفضل أننا نسرع فى الفحوصات دى،لأن واضح جداً تدهور حالة الحجه حكمت،وبصراحه،دن تدهور مفاجئ ليا،عن أخر فحص عملته لها،كنا قادرين نسيطر على حالة القلب،بالأدويه،بس ده بالتأكيد أهمال فى علاجها،أو ممكن يكون حصل شئ،زعجها،أو أجهدت نفسها فى شئ،مريض القلب مالوش الحاجات دى.
رد عمار:تمام بشكر حضورك بالسرعه دى يا دكتور.
أماء له الطبيب،رأسه ثم صعد لسيارته مغادراً.
وقف عمار امام باب المنزل يتنفس الهواء،يشعر أن هو سبب رئيسى فى تدهور حالة والداته الصحيه،بُعدهُ عن المنزل طوال الوقت،ربما أثر عليها
عاد الى داخل غرفة والداته،وجدها نائمه  و معها بالغرفع كل من خديجه،وعاليه،.
نظر لهن قائلاً: متشكر ليكم،تقدروا تروحوا تشوفوا مصالحكم وانا هفضل جنب ماما.
رددن عليه بموافقه،ليغادرن الغرفه.
قرب عمار أحد المقاعد من فراش والداته،وجلس عليه جوارها،أمسك يدها مُقبلاً يقول بهمس:ماما.
فتحت حكمت عيناها ورسمت إبتسامة واهنه قائله بوهن أيضاً:عمار روحى.
قبل عمار يدها مره أخرى قائلاً:إنتى الى روحى،ليه أهملتى علاجك يا ماما،كل وجعك ده بسببى،مكنش لازم أسيبك هنا كان لازم أصر أخدك تعيشى معايا فى شقة المنصوره مكنتش شوفتك فى الرقده دى.
تحدثت حكمت قائله: لو كنت جيت وعشت معاك فى شقة المنصوره مكنتش هترجع لهنا تانى،عمار،دى دار زايد يعنى بيتك،وأنت الى هتعمره بولادك من سهر،سهر هى الى كانت بتهتم بيا،قطعت فيا قوى،كتير بفكر أتصل عليها بس بخاف متردش عليا،يحق لها،متفكرش فينا،مشفتش يوم عدل من يوم ما دخلت للبيت هنا حتى انا كنت فى البدايه قاسيه معاها.
تبسم عمار بغصه قائلاً:عارفه لو كنتى طلبتيها كانت هترد عليكى،وكانت هتفكرك بمواعيد أدويتك،سهر أطيب قلب،بس عيبنا أننا كنا فاهمنها غلط.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومان.
مساءً 
بمنزل عطوه 
بعد العشاء 
تفاجئت سهر بزراغيط،بالمنزل،تعجبت فى البدايه،خرجت من غرفتها،وجدت والداتها تخرج من المطبخ،تحدثت:
الزراغيط دى هنا فى البيت،أوعى تقوليلى عمى إتجوز على السلطانه هويام،يبقى،ربنا بيحبه.
تبسمت نوال قائله:لأ دول بيقروا فاتحة مياده.
تعجبت سهر قائله:بجد،ومين الفدائى ده.
ردت نوال:مش من البلد إتعرفت عليه فى الجامعه،وومامته جت من كام يوم،وطلبتها،وعمك عبد الحميد سأل عنه، وعن أهلهُ،وأهو ربنا جعل النصيب،مش هتطلعى تباركى،لها.
فكرت سهر قائله:أنا بقول بلاش،للست مياده تفكر أنه هخطفهُ منها.
تبسمت نوال قائله:تخطفى مين،بلاش كلامك ده،يلا إدخلى غيرى بيجامتك دى وتعالى نطلع نبارك لها،لتفكر بصحيح أنك غيرانه منها،وهى متتحطش أساسا فى الراس،بس تقولى إيه غباء بعيد عنك.
بعد دقائق صعدت سهر برفقة نوال ل شقة عمها،
تقابلت مع زوجة عمها التى تزغرط 
قالت لها:مبروك يا مرات عمى،ربنا يتمم بخير،
ردت  هيام قائله:عقبالك قريب إنشاء الله بس اللى زيك عذبه مينفعش تتخطب،بتتجوز مباشرةً،أدخلى باركى لبنت عمك،هى والعريس فى أوضة الضيوف.
تضايقت نوال من قول هيام لسهر التى تغبن وجهها،رغم ذالك إبتسمت،وتركتهن،
دخلت مباشرةً الى غرفة الضيوف،
وقفت مذهوله تقول:
حازم العريس! 
وقف حازم،ينظر لسهر مبتسماً،
بينما بادلته سهر بأبتسامه بارده وهنئتهم وخرجت مباشرةً دون حديث كثير.
مازال حازم واقف،بعد خروج سهر من الغرفه،لاحظت مياده شرود حازم،وشعرت بالغيره،وقبل أن تتحدث معه،دخلت والدة حازم قائله بأستفسار:
مين البنت اللى خرجت من الاوضه دلوقتي دى؟
رد حازم قبل مياده قائلاً:دى سهر،تبقى بنت عم مياده.
تبسمت والدة حازم قائله:دى شكلها حلوه قوى وكمان متدينه.
رد حازم:فعلاً سهر متدينه.
شعرت مياده،بغيره قائله: وكمان متنساش سهر مُطلقه.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عدة أيام 
بمشفى خاص بالمنصوره 
أمام غرفة العمليات 
كان يقف عمار،ومعه كل من 
والدهُ وعمه،ومعهم عاليه فقط
كان الوقت لا يمر عليه،يشعر بضياع،من بداخل غرفة العمليات هى والداته،تصارع الموت،العمليه بالقلب جسدها بالكامل مفتوح بين يدي الأطباء، مازال يلوم نفسه،ما كان عليه ترك والداته،كان من الواجب عليه أخذها معه
كان يسير بالممر،يود أن ينتهى الوقت،كل تفكيره بوالدته،يدعو لها بالنجاه،كان يشتاق لسماع صوت سهر لعلها، تخفف عنه وتعطيه الآمل.
وبالفعل،سمع صوت سهر،أغمض عيناه هو يتوهم،ولكن حين فتح عيناه وإستدار خلفه،وجدها بالفعل تقف أمامهُ،هى سهر.
تأكد أكثر حين،وقفت سهر مع عاليه،وسألتها،فردت قائله:
مرات عمى لسه فى العمليات.
ردت سهر وهى تنظر لعمار:طنط حكمت قويه،وهتشوفوا وهتبقى بخير.
تبسم عمار ل سهر،يأخذ من نظرات عيناها ما كان يريده الآن هو التفاؤل والأمل والبشرى السعيده.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

بعياده طبيب متخصص، بالمخ والأعصاب. 
حَمل وائل طفله،من على فراش الطبيب ثم نظر للطبيب، 
تحدث الطبيب قائلاً:بصراحه كده 
حالة الطفل ده يلزمها تدخل جراحى، واضح إنكم إتأخرتوا على ما فكرتوا تعرضوه، على طبيب، لأن الطفل ده مولود بميه زايده فى دماغُه،إزاى معرفتوش من متابعات الحمل،بالأشعه،أو حتى بالفحص الى إتعمل له بعد الولاده .
نظر وائل ل غدير، التى تعلثمت قائله:الدكتوره الى كنت متابعه معاها مقالتش ليا حاجه زى كده،حتى لما كان مولود مكنش راسه كبير بالشكل ده،ودكتور الأطفال الى فحصه بعد الولاده قالنا أن صحتك كويسه. 
تعجب  الطبيب قائلاً: تمام، الطفل ده محتاج قسطره هتتركب فى دماغه،  علشان تصرف الميه الزايده  عن المخ تخرج من جسمه عن طريق معدتهُ، وكمان فى حاجه  تانيه لاحظتها، أعصاب ومفاصل  الطفل ده شبه سايبه من بعضها، وده ممكن يأخرهُ فى تكوين عضلات جسمه، ويخلى جسمه مرخى بشكل كبير، وهيأخرهُ فى النمو، زى بقية الأطفال الطبيعيه اللى فى عمرهُ، وكل ده بسبب التأخير كان لازم يبدأ علاجه من يوم ما إتولد، بس مش عارف إزاى عدى الأمر سواء عالدكتوره الى ولدت المدام،أو حتى طبيب الأطفال الى فحصُه بعدالولاده.
ترغرغت الدموع بعين وائل،وهو يحمِل صغيرهُ،بينما صاحبة القلب القاسى،تشعر بعدم إهتمام،فبتفكيرها أنها ستنجُب،آخر أفضل منه بالوقت القريب.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفى 
كآن وجود سهر بالمشفى أعطى قوه وصبر لعمار،لكن طول الوقت،قد يجعل العقل فى حالة شرود بالسئ غصباً  
كانت سهر تجلس جوار عاليه،تتحدثان أحياناً،وأحياناً الصمت هو السائد 
كانت عيني عمار على سهر،لم تنزاح،يتمنى أن تجذبهُ لحضنها،تهدأ تلك الثوره بقلبه،بلمسة يدها،حقاً كما يقولون من لديه مريض فهو مريض مثله وربما أكثر منه،لاحظ إقتراب عمهُ وجلس لجوار،سهر ورسم بسمه طفيفه،وتحدث معها،أراد معرفة ماذا قال لها،لكن سهر قابلته ببسمه طفيفه هى الأخرى،وردت عليه بهدوء،كانت هى الأخرى عيناها مُسلطه على عمار،تشفق عليه،لأول مره ترى تلك النظرات بعيناه هى نظرات إحتياج،بالتأكيد إحتياج للأطمئنان على والداته،
مع طول الوقت أصبح الجميع متوتر الى أن خرج الطبيب.
تلهف عمار بالتوجه اليه،
تبسم الطبيب قائلاً:الحمد لله العمليه تمت بسلام ،بس لسه طبعاً،مقدرش أقول نجحت أو لأ،غير بعد الحجه ما تفوق،ونشوف مؤشرات إستجابة جسمها للدُعامه اللى زرعناها بالقلب،هى هتخرج دلوقتي لاوضة العنايه،هتفضل فيها لحد ما تفوق،ربنا يتمم شفاها على خير.
خرج من غرفة العمليات بعض الاطباء  أيضاً علاء كان من ضمن اللذين خرجوا 
توجهت سهر له وسارت معه،فى ذالك الاثناء كانت تخرج حكمت من غرفة العمليات لم ينتبه عمار،لسيرها مع علاء 
سارت سهر مع علاء تبسم علاء يقول:كنت متأكد إنك هتيجى للمستشفى،ماما الى قالتلك ولا بابا.
ردت سهر:اللى قالتلى عاليه،إتصلت عليا،وأنا كنت لسه هدخل للمحاضره،فسيبتها وجيت على هنا،بس إنت ليه مقولتليش إن حالة طنط حكمت إدهورت،بالشكل ده،وكمان طمنى،العمليه نجحت.
رد علاء:أنا قولت لماما وبابا،أنا معرفتش غير إمبارح،وفوجئت من الدكتور محمد،وبعدها إتصلت على عمار،بس للامانه مقاليش أقولك او لأ،وكمان لما رجعت للبيت كنا متأخر وإنتى نايمه قولت ماما هتقولك الصبح،بس يظهر نسيت،والعمليه تعتبر خمسين فى الميه ناجحه،زى ما قال الدكتور،الباقى فى إيدين ربنا وكمان إمتثال قلب طنط حكمت للدُعامه،والعلاج،بس مكنتش أعرف إنك مع عاليه على تواصل.
ردت سهر:عاليه شخصيه محترمه،وهى اللى بدأت بالتواصل معايا،وكمان إعتذرتلى على سوء الفهم اللى حصل،وواضح كمان أنها يمكن تكون نفسها،نبقى أصحاب تمهيد لحاجه تانيه فى بالها الله اعلم.
تبسم علاء يقول:تمهيد لأيه؟
ردت سهر بخباثه:أنا قولت الله أعلم،وأنت هتروح أمتى علشان نروح سوا.
رد علاء:لأ أنا هبات هنا،الليله،دكتور محمد طلب منى أتابع حالة طنط حكمت،وأكون معاه على تواصل،دى عملية قلب مفتوح،مش الزايده،بس الوقت قربنا عالساعه تسعه،المفروض تروحى بقى.
ردت سهر:هروح أشوف عاليه أسلم عليها واروح بعدها.
تبسم علاء يقول:عاليه برضوا،وماله،أبقى سلميلى على عاليه.
تبسمت سهر قائله:حاضر يوصل من عنيا.
تبسم علاء،لها وهى تتركه.
بعد لحظات 
بممر أمام غرفة العنايه المركزه.
رأت عمار يقف مع إحدى الممرضات،إقتربت منهم،وتسمعت على بعض الكلمات،شعرت بأن تلك الممرضه تحاول لفت نظر عمار،ذهبت مُسرعه،ووقفت لجوارهم قائله:أمال فين عاليه.
رد عمار:عاليه خدت بابا وعمى، ومشيوا،يوسف راح يطمن على اسماء فى التليفون،وراجع تانى،بس هو كمان هيمشى، وجوده مالوش لازمه،وماما كده كده،قدامها وقت على ما تفوق ،الدكتور قال بلاش زحمه قدام العنايه.
نظرت سهر للممرضه  قائله بأستهزاء:قال بلاش زحمه،طب ووقفتكم دى،أيه،ومين النيرس.
ردت الممرضه:أنا فاتن،ممرضه هنا فى المستشفى غير إنى من بلد عمار،بيه.
سخرت سهر قائله:بجد إنتى من بلدنا،مكنتش أعرف إن فى ممرضات من بلدنا بيشتغلوا فى مستشفى خاصة وكبيره،زى دى.
ردت الممرضه:هو حضرتك من بلدنا، أنا اول مره اشوفك،بتشتغلى هنا فى المستشفى.
ردت سهر:لأ مش بشتغل هنا،بس أخويا أوقات بيجى مع الدكتور محمد،يعملوا عمليات هنا.
ردت الممرضه بسؤال:ومين أخوكى،ده؟
ردت سهر:علاء منير عطوه،يبقى أخويا.
تعجبت الممرضه قائله:أنا أعرف علاء،بس مكنتش أعرف إن له أخوات بنات.
ردت سهر:لا انا أخته،واهو إنتى عرفتينى،ممكن أخد منك عمار بيه لثوانى،ولسه عاوزه تكملى تعريف نفسك له.
ردت الممرضه بحرج:أنا كنت بقول له،أنا هنا من ضمن الممرضات لو إحتاج حاجه أنا تحت أمره،عن أذنكم.
ردت سهر:أذنك معاكى.
غادرت الممرضه،تتبعها نظرات سهر الحارقه.
تبسم عمارفى الخفاء،لكن فلتت بسمه على وجهه،لاحظتها سهر،وقالت بغيره:
عجباك قوى الممرضه دى،هى بتشتغل فى مستشفى تراعى العيانين ولا جايه كباريه،دى على وشها إتنين كليو بويه،ومشلفطه خلقتها،ولا شعرها اللى نصه باصص من الحجاب،وضرباه أوكسجين.
رغم حالة والداته الصحيه التى تشعرهُ بالألم لكن ضحك قائلاً: عادى،واحده بتعرض خدماتها،أرفضها،ومتنسيش إنها من بلدنا،وعرفت علاء،بس أنا فكرتك مشيتى،بعد ما ماما طلعت من العمليات مشفتكيش.
رد سهر:كنت مع علاء،أيه كان نفسك إنى أمشى.
نظر عمار،لعين سهر قائلاً:شكراً،يا سهر إنك جيتى،وجودك قدامى،كان زى المرهم على الجرح،مش هسألك عرفتى منين،بس كنت مرتاح ومطمن وأنتى جنبى،ونفسى تفضلى طول الوقت قدام عنيا.
شعرت سهر،بالخجل،أنقذها،مجئ يوسف،ومعه كيساً وتنحنح قائلاً:أنا عارف أنك طول اليوم مأكلتش يا عمار،وكان أمر منك،إن محدش من إخواتك ولا رجالتهم،يجى للمستشفى،قبل الحاجه حكمت ما تفوق،علشان الزحمه ملهاش لازمه،بس أنا خارج عن التحذير،ده،مفيش غير عاليه،وهى جت لهنا من وراك وكمان إنها بتدرس تمريض،فسكت ومرضتش تخليها ترجع للبيت،والحمد لله،الدكتور،صحيح قال لسه وقت على ما يقول العمليه نحجت،بس الحمد لله مجرد خروجها من أوضة العمليات أمل كبير.
تبسمت سهر قائله:فعلاً ده اللى قاله ليا علاء من شويه.
أخذ عمار كيس الطعام من يوسف 
تبسم وهو ينظر ل سهر قائلاً: وأنتى كمان هنا من وقت طويل مجوعتيش؟
شعر يوسف بالحرج قائلاً:أنا بصراحه مكنتش عامل حساب،سهر،فى الأكل،لأنى شوفتها وهى ماشيه مع علاء قولت أكيد مشيت.
تبسمت سهر قائله:ولا يهمك أنا أصلاً مش جعانه،وكمان الوقت بدأ يتأخر،ولازم أروح،هشوف علاء يطلبلى تاكسى.
إنزعج عمار قائلاً:هتروحى فى وقت زى ده بتاكسى،أنا مأمنش عليكى مع حد غريب،يوسف هيوصلك فى طريقهُ،كده كده محدش هيبات هنا غيرى،والباقين مشيوا،وهيجوا الصبح.
نظر عمار،ل،يوسف الذى تبسم،بموافقه قائلاً:
تمام يلا يا سهر،تعالى أوصلك وكمان أنا مُجهد من الوقفه الصبح فى المحكمه،وحتى لما جيت لهنا القلق،مسيطر علينا،يلا الحمد لله،عقبال الدكتور،ما يأكد نجاح العمليه.
تبسمت سهر قائله:آمين،تمام خلينى أرجع للبلد معاك،هتصل على علاء أقوله،أنى هروح معاك.
أماء يوسف لها،
إبتعدت سهر قليلاً عنهم تحدث علاء على الهاتف.
نظر يوسف،لنظرات عمار التى لا تفارق سهر،قائلاً: والله مع الوقت بتأكد أنك ظلمت  سهر،لو واحده غيرها كان أيه الى هيخليها تجى،وكمان باين على وشها إنها زعلانه على مامتك.
تنهد عمار قائلاً:فعلاً أنا ظلمت سهر،بسبب حتة ورقه قريتها،الله أعلم هى الى كتبتها أو لأ،وسلمت لغرورى،إزاى إنها ترفضنى.
ربت يوسف على كتفهُ قائلاً:كل اللى حصل كان قدر ومكتوب،ولسه الوقت مفاتش،هطلع أنا أستنى،سهر،بره،ومن بدرى هكون هنا،بكره فاضى معنديش أى قواضى.
تبسم عمار،بأمتنان.
عادت سهر لمكان وقوف عمار قائله:فين يوسف؟
رد عمار:طلع يسبقك للعربيه بره المستشفى.
ردت سهر:تمام،أنا كلمت علاء وقولت له إنى همشى مع يوسف،حتى كمان ماما إتصلت عليا،وقولت لها انى هروح مع يوسف،ربنا يشفى طنط إنشاء الله،تصبح على خير.
رد عمار:يارب،ومتشكر مره تانيه،وجودك فى المستشفى هنا فرق معايا كتير.
ردت سهر: ربنا يطمنك  على طنط حكمت،وإبقى خلى الممرضه تهتم بها،وبلاش تتمايع معاك،، سلام.
غادرت سهر،وتركت عمار،رغم أنه يشعر بفجوه،لكن تبسم على غيرة سهر الظاهره 
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومين.
يوم شتوى،غير ممطر،لكن بطقس بارد 
إستيقظت فريال من النوم،وذهبت الى مطبخ المنزل،طلبت من الخادمات تحضير الفطور،بغطرستها المعهوده،ثم عادت الى غرفتها،وجدت سليمان يقف يهندم ثيابه،فتغطرست قائله: لابس ورايح على فين عالصبح بدرى كده.
رد عليها:عندى شغل، بس هروح المستشفى الاول ،ولا ناسيه حكمت.
ردت بسخريه:لأ إزاى،بس مش المحروس إبنها منع اى حد يروح لها،خايف من الزحمه،حتى أخواته البنات منعهم،طالما هو عايز كده،يبقى ننفذ له أمرهُ
رد سليمان:ده كان يوم العمليه بس،وكان علشان العمليه هتاخد وقت ومش ومكنش عاوز،زحمه وتوتر فى المستشفى،بس خلاص حكمت الحمد.لله فاقت ، حتى أخواته البنات بيروحوا  يقعدوا طول اليوم مع  مامتهم،مش بيمشوا غير بالليل،عمار هو اللى بيفضل معاها، حتى امبارح مكنوش عاوزين يروحوا وسيبوا حكمت  ،حتى  عمار إتزهق عليهم،بس لما جت سهر هدى شويه.
تعجبت فريال قائله:هى سهر كانت فى المستشفى إمبارح،غريبه،وأيه اللى جابها.
رد سليمان:علشان هى أصيله، رغم إنها معاشرتش حكمت غير لشهور،بس كل يوم بتروح المستشفى علشان تطمن عليها،حتى يوم العمليه كانت موجوده وفضلت لحد ما طلعت من أوضة العمليات،الدور والباقى على اللى معاشره حكمت فوق السبعه وتلاتين سنه،حتى متصلتش مره تطمن عليها.
ردت فريال:قصدك أيه،وسهر بمجيها للمستشفى أصيله ،دى واحده فاجره،هى طليقة عمار،مجيها مالوش تفسير غير إنها بتحوم عليه وعاوزاه يرجعها لعصمته،طب حتى تعزز نفسها شويه.
هز سليمان رأسهُ قائلاً: لو فاكره سهر هى اللى أصرت عالطلاق،وعمار طلقها غصب،لو واحده غيرها كانت هددت أو قدمت شكوى،فيا،بس فضلت الصمت.
ردت فريال: ومؤخرها ونفقتها وقايمة عفشها  اللى بمبلغ  قد كده وعمار دفعهم لها من سُكات،كانوا إيه، مش تمن سكوتها،وكفايه إنها كانت بتستغفلنا،هى وأخوها اللى كنا مأمنين له،وهو داخل علشان يصتاد بنتك،الصغيره،بس ربنا كشفهم بدرى،قبل ما نوقع فيه هو كمان.
رد سليمان وهو يهز رأسه بعدم تصديق:تعرفى إنى،نفسى علاء فعلاً يطلب عاليه،ووقتها هوافق،لانه مش من فصيلة وائل،إنتهازى،أنا شوفت  نظرته الخاطفه،ل عاليه،وبعدها حتى مكلمهاش حتى ،علاء وسهر،صحيح ولاد عم وائل،بس فرق كبير فى التربيه،تعرفى إنى أعتذرت ل سهر،عارفه،ردت عليا وقالت أيه،قالتلى،أنى أكبر من أنى أعتذر ،إنها،صغيره انى اعتذر لها،مفيش عم بيعتذر لبنت أخوه،حتى لو غلط فيها.
لوت فريال شفاها بسخريه قائله:فجأه كده العقل جالها،عالعموم ماليش فيه،وإنت بتقول حكمت هطول فى المستشفى،وإنت عارف،أنى كنت واقعه من كام شهر،وكان عندى كسر فى فقرتين فى ضهرى غير إيدى ،يظهر من السقعه رجعوا يوجعوني من تانى.
نظر لها سليمان بتهكم قائلاً:سلامتك،أنا عندى شغل،هنزل أفطر وأتوكل على الله.
تحدثت فريال بغيظ قائله:بالسلامه والقلب داعى لك، ثم فكرت، قليلاً  وقالت: بس أيه،سهر،لو رجعت لعمار هيرجع للبيت من تانى،وأنا ببقى مرتاحه فى بُعدهُ عن وشى ،غير كمان ممكن....،ممكن تخلف،ووقتها عمار ذُريته تعمر البيت ده 
فجأه شعرت بإنفصال بصرها وكأن الارض تدور بها وأختل توازنها لم تتحملها ساقيها،وقعت جاسيه أرضاً،أغلقت عيناها بقوه ثم فتحتها،نظرت ليديها التى ترتعش وكذالك ساقيها ترتعش،حاولت النهوض،لكن كأنها فقدت السيطره على جسدها كما أن هنالك وجع قوى برأسها،ليست أول مره تشعر به لكن مع كل  مره يزداد هذا الوجع  يكاد الآن أن يُفرتك رأسها،بصعوبه رفعت يديها ووضعتهم على رأسها،تمسدها بأصابعها عل هذا الوجع يختفى.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عقب المغرب.
بمعرض الادوات الكهربائيه الخاص ب وائل
كان يقف مع بعض الزبائن وكان منهم بعض النسوه وفتاه 
كانوا يتحدثون بفصال،وهو يجادلهم ويُعطى لهم،نصائح بأفضل الماركات،وأقل الاسعار،لكن الفتاه لم يكن شىء يعجبها،وتدلل على تلك النسوه،وهم يرحبون بدلالها،والطلب منه أن يأتى لها،بما تريد،
ذهب معها الى أحد اركان المعرض،ليُريها بعض الأدوات،كانت تتحدث بقليل من الأعجاب،وتريد الأفضل،وهو يرحب ويعطيها مزايا هذه الأدوات.
لاحظت هذا الموقف غدير،التى فسرت الموقف على هواها،أن تلك الفتاه ترسم عليه،من أجل أن توقعه،أقتربت من مكان وقوفه مع تلك الفتاه،التى تطلب منه شرح لمزايا كل ماركه،لتختار الأفضل،فهو كما تقول،جهاز العمر كله،وعليها شراء الأنفع الذى يستمر معها لوقت دون الحاجه لتغيره بأقرب وقت،تريد الحصول على الأفضل سعراً ومزايا،وخدمات ما بعد الشراء
لم يعجب غدير،هذا الوضع وتدخلت بالحديث بعجرفه قائله:أيه فرجك على كل أجهزة المعرض،مفيش أى حاجه عجباكى،ولا مبسوطه وهو بيلف معاكى فى المعرض،تتكلموا سوا.
شعرت الفتاه،بالضيق من طريقة حديث غدير وقالت لها:ويضايقك فى أيه أنى اتفرج على أجهزة المعرض،أنا زبونه ومن حقى قبل ما أشترى،أعرف مزايا وعيوب اللى هشتريه،ده جهازى،ومقدرتى أنا وخطيبى على قدنا،ولازم يكون الجهاز،نوعيه كويسه ولها ضمانات،علشان أضمن،تفضل أكبر وقت كويسه،وبعدين أنا مش بتكلم مع الأستاذ،فى حاجه غير كده،وبطريقتك دى هطفشى الزباين،وأنا اولهم،أنا هروح أشترى من معرض تانى،يكون فيه ذوق،مش واحده عندها كِبر،متعرفش تتعامل مع زبونه ومفكره أنها بتلف فى المعرض،عياقه.
غادرت الزبونه وتوجهت الى مكان وقوف اهلها،وتحدثت لهن،ثم نظرن الى غدير،بشفقه،وغادروا المعرض.
نظر وائل لمغادرتهن،ثم نظر ل غدير بضيق قائلاً: غدير ده كتير،أيه اللى جابك للمعرض   دلوقتي،وكمان فين الولد.
ردت غدير:إيه مكنتش عاوزنى أجى علشان مشوفش اللى حصل قدامى. 
تعجب وائل قائلاً:ايه اللى حصل قدامك،زبونه وبفرجها على البضاعه،وحضرتك إتسرعتى فى ردة فعلك،وطيرتيها،دى كانت خلاص قربت تقتنع،وكانت هتشترى كل الأجهزه الكهربائيه اللى لازمها،بس سيادتك بغيرتك اللى ملهاش لازمه وكلامك الغبى،طفشيتها خلاص،غدير،المعرض معظم شغله مع الستات،ولازم اجاملهم.
ردت غدير بضيق:تجاملهم بابتسامه،مش بأنك تسمح لها تزيد عن حدها.
قاطعها وائل:والزبونه كانت زادت فى ايه عن حدها،غدير المعرض مفتوح بقاله اكتر من شهر ونص،وتقريباً نعتبر مبعناش حاجه كم شاشه على كم غساله،قطاعى،والسبب غيرة حضرتك،لو شوفتى ست فى المعرض.
ردت غدير بخذو:أنا مش بحب المياصه،وكمان سبق وقولتلك أنى هشتغل معاك على الاقل اتعامل مع مياصة الستات دى.
تعجب وائل قائلاً:مياصه،انا مش بشوف مياصه،وكمان تشتعلى فين،والولد،مين اللى هيرعاه،وهو فين ليه مش بتردى.
ردت غدير:نايم فوق فى الشقه اللى فوق المعرض،وبعدين إحنا مش هنجيب بقية عفشنا من بيت أهلك لهنا،ونستقر هنا،ولا ايه رأيك نسيب عفشنا هناك زى ما هو ونجهز الشقه دى بعفش جديد.
نظر لها وائل قائلاً:وهنجهز الشقه دى منين،باباكى منع التمويل بعد إفتتاح المعرض،وقال كفايه كده،رأيي لو عاوزه نعيش هنا فى الشقه اللى فوق المعرض،نجيب عفشنا من بيت أهلى،وياريت تخفى حدتك شويه،وتهتمى بالولد أنا حددت مع الدكتور بعد بكره هيعمل له القسطره اللى قال عليها،أنا مش عارف،إزاى فات عالدكاتره حالة،رتسه ومگتشفوهاش،قبل فوات الأوان،بس يهمنى دلوقتي إن حالته تتحسن،سبق وقولتلك إن ملاحظ كبر حجم راسه،بس مصدقتنيش،كنا لحقناه قبل ما دماغه تتضخم بالشكل ده. 
جادلته غدير قائله:انا فكرتها حاجه طبيعيه وأنه زى بقية الأطفال بينمو جسمهم بسرعه،والعموم الدكتور،قال فى حالات كتير،زيه،وبيعملوا القسطره دى وبيبقوا طبعيين.
رد وائل:بس للأسف إبنك مش هيبقى طبيعى،هى من ذوى الأحتياجات الخاصه وهيعوز رعايه خاصه،وده اللى بطلبه منك،بلاش تدخلى فى شغلى وإهتمى،بالولد،هو محتاجك أكتر.
ردت غدير بضيق قائله:تمام ههتم بيه شايفنى مقصره معاه،ولا علشان جيتلك المعرض قطعت عليك مع الزباين هتقطمنى،
هز  وائل رأسه بقلة حيله،قائلاً:
غدير،بلاش الغيره الزايده دى،نهاية طريقها،مش كويسه،وبعد كده ممنوع تجى للمعرض.
نظرت له غدير متفاجئه،ساخره،فهذا المعرض هى السبب فى وجوده  ولن تحرم من المجئ له بأى وقت،تريد. 
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفى 
كانت سهر،تجلس تتسامر مع أخوات عمار،بغرفة حكمت،التى بدأت تستعيد جزء من صحتها،كانوا يجلسون،بأحد اركان تلك الغرفة الكبيره،بعيد قليلاً عن فراش حكمت،النائمه،بفعل العقاقير،التى تناولتها وأخرى،بذالك المحلول الطبى المُعلق لها  كان الحديث بينهم ودى،كآنها مازالت زوجة أخيهم،دخلت عليهن تلك الممرضه،قائله:
مساء الخير الحجه حكمت نامت ولا أيه؟
ردت إحداهن:أيوا ماما من شويه غمضت عنيها،نامت،خير؟
ردت الممرضه:خير أنا كنت جايه أطمن عليها،وكمان أعرف عمار بيه إنى نبطشيه الليله بالمستشفى،علشان لو الحجه حكمت إحتاجت لحاجه أنا تحت أمرها.
نهضت سهر من جوارهن ونظرت لها نظرات لو طالتها لألهبتها،لكن حاولت تمالك ردها وقالت:كتر خيرك،فى واحده مننا إحنا التلاته اللى هتبات مع طنط حكمت،ولو إحتاجت لحاجه،هنطلب من الاستقبال متشكرين لخدماتك مش عاوزين نتعبك معانا.
ردت الممرضه:لا تعب ولا حاجه،دى مهنتى،وكمان الحجه حكمت غاليه عندى،دى صاحبة ماما،وماما موصيانى عليها.
ردت سهر:آه مامتك موصياكى عالحجه حكمت،تمام،شوفى شغلك ومتقلقيش،أنتى،وزى ما أنتى شايفه الحجه حكمت نايمه،وحالتها كويسه،الحمد لله،إدعى إنتى،ربنا يتم شفاها،ووالدكتور يكتب لها على خروج من المستشفى دى،وتكمل بقية علاجها فى البيت.،ووقتها مش هنتعبك معانا.
ردت الممرضه:لا تعب ولا حاجه،عن إذنكم،رقمى الخاص  مع عمار بيه، لو الحجه حكمت إحتاجت لحاجه،يقدر يتصل بيا فى أى وقت،أنا سهرانه هنا فى المستشفى.
قالت الممرضه هذا وغادرت العرفه تصحبها نيران غيرة سهر.
غمزا أُختي عمار لبعضهن،وتبسمن،من غيرة سهر من تلك الممرضه.
نظرت سهر لهن تقول:بتغمزوا لبعض على أيه،دى ممرضه بارده،أنا هروح أشوف علاء فين،علشان ياخدنى معاه وهو راجع للبيت.
حين خرجت سهر من الغرفه لم تمتلكن الأثنتين،ضحكتهما،وشاركتهن حكمت الضحكه،لكن بخفوت،قائله:البت دى بارده،انا مش تايه عنها،كم مره عطتنى حقنه من زمان،قبل ما عاليه تدخل تمريض،دى إيدها تقيله،بس معرفش ليه عمار زى ما يكون ملقاش غيرها،وسهر كمان مش طيقاها.
تبسمن لها وقالت إحداهن:قصدك بتغير منها،سهر بتحب عمار،مش عارفه ليه مش بيرجعوا لبعض،واضح جداً الاتنين بيحبوا بعض.
تبسمت حكمت بوهن قائله:هيرجعوا،بس كل شئ بأوان.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور حوالى عشر أيام 
..  
قد تعطى الحياه  فرص ً للسعاده، علينا إستغلال  تلك الفُرص، ونبدأ حياه جديده  تسودها السعاده، هذا بالفعل ما يحدث.
عقب المغرب
بمنزل يوسف 
جلست خديجه، بالمقابل، لحسام، يجلس بينهم ذالك المأذون يعقد قرانهم،الى أن إنتهى،قائلاً جملتهُ الشهيره
بارك الله لهم وجمع بينهم فى خير. 
آمن كل من 
يوسف،وعلاء،واللواء ثابت  وأيضاً عمار.
وقامت أشجان تزرغط،كذالك منى الصغيره تُقلدها.
قالت خديجه بحياء:بس بلاش فضايح الناس تقول أيه.
ردت أسماء:الناس هتقول أيه،ناس فراحنين إن بنتهم ربنا كرمها واتجوزت.
قالت منى:مبروك يا ماما،أنا مبسوطه،إننا هنروح نعيش مع أنكل حسام فى الفيوم،وهيبقى ليا أخ تانى غير أحمد،وكمان جدو ثابت وطنط هديل،انا بحبها قوى،بتاخدنى معاها الأرض، أنا بحب الأرض، وكمان جيران لمزرعة عمار. 
تبسم اللواء ثابت، وفتح يديه ل منى قائلاً: تعالى، يا حلوه إنتى فى حضن جدو، هتنورى المزرعه أنتى وأخوكى، وكمان هلاقى حد يلعب معايا، بدل مازن اللى طول الوقت مع احمد عالنت، هيفضوا شويه بقى، بس مش  هلعب معاهم،هلعب معاكى،إنتى انا بحب البنات الحلوين،وإنتى ومامتك هتنوروا حياتنا،الناشفه،وبكده هديل مش هتبقى  البنوته الوحيده فى المزرعه،بقوا تلاته،ومنهم بونبونايه جميله إسمها... منى 
تبسمت منى، وذهبت إليه، بينما قال كل من مازن وأحمد بنفس الوقت: وإحنا يا جدو مش هتاخدنا فى حضنك زى منى. 
تبسم لهم ثابت قائلاً: تعالوا، يا رجاله. 
تبسم حسام قائلاً: مبروك عليك، يا بابا، أهو بقيت جد لتلات أحفاد، هيشغلوك، مع أنى كنت بفكر أجوزك، بس مفيش فدائيه هترضى تتجوزك، بسبب التلاته المشاغبين دول غير هديل هتعمل عليها دراسات عليا وطفشها. 
ضحك الجميع، ساد الجو الدفئ رغم برودة الشتاء. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل  بمشفى المنصوره. 
دخلت تلك الممرضه الى غرفة حكمت التى كانت تجلس معها سهر بمفردهما، 
تبسمت قائله: ميعاد الحقنه. 
إستغفرت سهر قائله: مشاء الله  عندك ذاكره كويسه، ياترى بقى مع كل المرضى، ولا الحجه حكمت إستثناء؟ 
ردت الممرضه: الحجه حكمت غاليه عندى، وكمان عمار، بيه موصينى على الحجه ه. 
سخرت سهر قائله: أه وأنتى خير من يعمل بالوصيه.  
بعد قليل خرجت الممرضه.
تنحنحت سهر قائله:طنط حكمت،هستأذن بس خمس دقايق،هشوف علاء،لسه فى كتب الكتاب،ولا رجع للمستشفى ،علشان اقوله إنى لسه هنا فى المستشفى،يجى  ياخدنى من هنا الوقت بدأ يتأخر ،ويكون عمار،رجع معاه من كتب كتاب خديجه.
تبسمت حكمت،وأماءت براسها،هى لديها إحساس أن سهر خرجت خلف تلك الممرضه..
بالفعل هذا ما حدث،ذهبت سهر خلف تلك الممرضه،ونادت عليها 
توقفت الممرضه لها.
رسمت سهر بسمة مكر قائله:ممكن نتكلم شويه،عاوزه أستفسر منك على كذا معلومه خاصه،بالحجه حكمت.
ردت الممرضه بحُسن نيه: أه أتفضلى معايا، أوضة الممرضات فاضيه، دلوقتي. 
ذهبن الى غرفة الممرضات، دخلت الممرضه وخلفها سهر، التى اغلقت خلفها الباب بالمفتاح. 
تعجبت الممرضه  وقبل ان تتحدث، تحدثت سهر بوعيد: 
بصى بقى، يا حلوه، أنا واخده بالى من حركاتك دى كويس قوى، كل اللى على لسانك عمار بيه قالى، عمار بيه طلب منى، الحجه حكمت غاليه، معرفش ايه، بصى بقى، ياحلوه، أحب أقولك تنسى اللى بتفكرى فيه وتشليه من دماغك، إنتى مش اكتر من نيرس، ممرضه يعنى، وعمار ده تشليه من دماغك، هقولك ليه أنا غرضى مصلحتك، أنتى طبعاً  عارفه إنى طليقته، وكمان كان متجوز واحده تانيه قبلى، هى كمان إطلقت، مش عاوزه تعرفى سبب انه طلقنا أحنا الاتنين  فى وقت واحد، هقولك السبب، عمار مبيعرفش يتعامل مع الستات، آه، فاكره  فيلم هانى رمزى، بتاع محامى خلع، أهو ده سبب طلاقهُ، لينا، احنا الاتنين، واهو، ربنا عوض خديجه  وهتتجوز، راجل يعوضها، واكيد بيعرف يتعامل مع ستات إزاى، فهمتي قصدى طبعاً. 
ردت الممرضه بذهول: مش معقول، بقى كل الرجوله  دى وفى الآخر، يطلع مبيعرفش مش يمكن حد عامل له سحر يربطهُ، او ممكن يتعالج. 
نظرت سهر للمرضه بذهول قائله: أنا حاولت انصحك، بالراحه، بس يظهر مش عاوزه تفهمى، بصى بقى يا حلوه، عمار ده تنسيه ليه بقى، عمار، ده مفيش واحده هتتجوزه غيرى، وأى واحده هتبص له، هفقع عنيها، تمام. 
قالت سهر هذا ووجدت، سرنجه، موضوعه على منضده بالغرفه أمسكتها، وملئتها بالهواء  وأقتربت من الممرضه  قائله: لو مستغنيه عن عيونك الحلوه دى، إبقى قربى من عمار. 
قالت سهر هذا، وغرست السرنجه، بالحائط خلف الممرضه  التى إرتعبت من سهر.  
تبسمت سهر وتوجهت  الى الباب، وفتحته وغادرت الغرفه، بينما الممرضه، وقفت مكانها ترتعش. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد دقائق. 
دخل عمار الى غرفة حكمت،مبتسماً وأقترب من حكمت وقبل يدها
تبسمت له حكمت قائله:إتأخرت ليه،لو مش سهر فضلت معايا كان زمانى لوحدى.
تبسم عمار وهو ينظر لسهر،بأمتنان قائلاً:
والله ما بأيدى، بس كتر خير سهر،فضلت معاكى.
تبسمت سهر قائله:علاء فين دلوقتي؟
رد عمار:عاوزه علاء ليه؟
ردت سهر:علشان الوقت إتأخر،وأنا لازم ارجع البيت،انا بعت له رساله يجى،ياخدنى من هنا.
رد عمار:علاء مجاش من البلد،وأنا قولت له إنى أنا هرجعك للبيت،لو جاهزه،يلا بينا.
ردت سهر:طب مين اللى هيفضل مع طنط حكمت،لأ خليك هطلب تاكسى.
نظر لها عمار قائلاً: أنا مش هغيب يا دوب هوصلك،وارجع تانى،وفى هنا ممرضات ودكاتره،هطلب من  الممرضه تهتم بها لحد ما أرجع.
إرتبكت سهر،قائله:طب ليه ممرضه،خلاص،هتصل على علاء يجى ياخدنى،وخليك إنت بات معاها زى كل ليله.
تبسم عمار قائلاً:يلا يا سهر،خلينى اوصلك وبلاش تضيع وقت،عالفاضى،السكه يا دوب ساعه رايح جاى.
تحدثت حكمت:إسمعى كلام عمار،يا سهر،وخليه يوصلك،وإطمنى،انا الحمد لله كويسه،و  لما أفضل ساعه لوحدى مش مشكله.
إمتثلت سهر لها قائله:تمام تصبحي على خير ، يا طنط، وبكره أما أخلص محاضراتى هفوت عليكى. 
تبسمت  حكمت لها، وكذالك تبسمت لعمار. 
بعد قليل، بسيارة عمار. 
جلست سهر لجواره. 
تنحنحت قائله: مش غريبه إن خديجه توافق تتجوز لمره تالته، وإنت كده مش هامك لأ وكمان تحضر كتب كتابها. 
رد عمار ببساطه: غريبه ليه، خديجه  زى أختى وأتمنى لها السعاده، بس انا عاوز اسألك نفس السؤال، مش المفروض  إنك طليقتى، طب ليه جيتى، يوم عملية ماما، غير كل يوم بتزوريها، وتفضلى معاها لوقت طويل  والنهارده فضلت معاها لحد ما رجعت من كتب الكتاب. 
ردت سهر: تقدر تقول إنسانيه مش أكتر. 
تبسم عمار، قائلاً: تسلم إنسانيتك 
خلاص قربنا عالبيت. 
وقف عمار السياره، ونظر ل سهر قائلاً: 
سهر أنا وأنتى لازم نقعد مع بعض لوحدنا فى حاجات  كتير لازم نتكلم فيها، ونوضع النقط فوق الحروف. 
تعجبت سهر قائله: مش فاهمه قصدك أيه، بس تمام، نقعد بس مش دلوقتي، عارف أنى خلاص فاضل تلات أسابيع على إمتحانات نص السنه ولازم أركز بقى، وبعدها نقعد نحط النقط عالحروف. 
تبسم عمار، فى تلك اللحظه أغلق القفل الاليكترونى لأبواب السياره، دون إنتباه سهر. 
توجهت سهر، لتفتح الباب لتنزل، لكن الباب لايفتح، 
عادت بنظرها لعمار قائله: الباب مش بيفتح ليه ليه قفلت الباب، بالسنتر لوك وووو... 
تبسم عمار وجذب سهر إليه، وبتلقائيه 
كان يُقبلها، بشغف، يقربها منه، يشعر بأنفاسها الدافئه، ظل يُقبلها الى أن شعر بحاجتها للهواء، ترك شفاها، وضم رأسها على صدره 
يشعر،بأنفاسها تخترق ملابسه تصل الى جسده تعطيه دفئاً
بينما سهر فقدت الادراك،كليا،حين باغتها عمار وقبلها،تاهت فى قبولاته،حتى حين ترك شفاها،وجذبها لصدره،ضربات قلبه العاليه أصمت عقلها،تركت الزمام لقلبها،الذى تصل إليه دقات قلب عمار،تُنعشه.
رفع عمار وجه سهر بين يديه ينظر لعيناها الخجله قائلاً:
متشكر،يا سهر لوجودك جنبى الايام اللى فاتت،لو مش وجودك مكنتش عارف الأيام دى هتعدى عليا إزاى.
تبسمت سهر،وأخفضت عيناها،ثم رفعتها تنظر لعين عمار،فاقت على حالها حين شعرت به يعود مره ثانيه  يُقبلها بهيام،كادت أن تتوه،لولا اضاءة النور،أمام بوابة منزل والداها،ضرب الضوء نوره على السياره.
بعدته سهر،عن شفتاها ونظرت له قائله:قليل الأدب قبل كده قولتلك حرام أما تبوسنى.
تبسم عمار يقول:وقولتلك قبل كده خلينى ابوسك فى الحلال،إنتى الى منفضه ليا عالعموم براحتك،أنا متفرقش معايا البوسه حلال ولا حرام طالما ببوسك،يا سهرى
إغتاظت منه قائله:إفتح السنتر لوك بتاع العربيه خلينى أنزل،خلاص إتخنفت منك.
تبسم عمار قائلاً:براحتك،بس إفتكرى ده آخر عرض ليا،بطلب منك نرجع لبعض،وإنتى اللى بتدلعى،خلاص متلوميش غير نفسك.
نظرت سهر له بتحدى قائله:إعمل الى عايزه،بس بعد كده ممنوع تقرب منى وتبوسنى.
تبسم عمار باستفزاز،دون رد.
فتح عمار القفل الاليكترونى للسياره،نزلت سهر من السياره،وهى تنظر له بغصب،بينما عمار يبتسم.
كادت  سهر أن تدخل من البوابه الى المنزل،لكن  تصادمت،مع آخر شخص تتوقع وجوده بمنزل عطوه الآن 
قالت بخضه:حازم.
تبسم حازم لها،بنظر لوجهها،كم تمنى أن يقابلها الليله،،وها هى أمامه.
بينما سمع حازم،ذالك الصوت البغيض من خلفه.
حين قالت:
جايه منين دلوقتي،ياسهر.
ردت سهر:وإنتى مالك،كنتى مامتى،بتسألى ليه.
قالت هذا وتجنبت من حازم،ودخلت الى المنزل،دون حتى إلقاء السلام عليهم،توجهت مباشرةً،الى باب،شقة والدايها،وأخرجت المفاتيح وفتحت الباب،واغلقت الباب خلفها بقوه فى وجههم.
إغتاظت مياده قائله:هتفضل طول عمرها تغِل منى،وكمان قليلة الذوق،وده السبب فى طلاقها،بعد شهور من جوازها.
لم يستدير حازم لها،وغادر،لكن توقف،وهو يرى تلك السياره،هو يعرفها جيداً،هى سيارة عمار،إذن سهر كانت مع عمار،لهذا الوقت،بينما هو يتحمل غلاظة مياده ووالداتها اللتان أصرا عليه بالبقاء معهم،بعض الوقت،لابد لهذا من نهايه،لم يعُد يتحمل أكثر من طاقته،هل أخطأ،وأورط حاله،بالخطوبه من مياده.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بظهيرة اليوم التالى.
بشقه مازالت تحت التشطيب بالمنصوره.
دخلت مياده ومعها حازم.
جالت عيناها بالشقه،وقالت مبتسمه،أهى الشقه دى،واسعه،وكمان فى منطقه كويسه بالمنصوره،هى العماره دى،ملك لباباك.
رد حازم:أيوا
تبسمت مياده بطمع وأقتربت من حازم ووضعت يديها حول عنقه بدلال 
  قائله: طب أيه رأيك،تطلب منه يديك شقه فيها،ونتجوز هنا فى المنصوره.
شعر حازم،بالأشمئزاز،وحاول العوده للخلف،لكن،مياده أحكمت يديها حول عنقه،
رفع حازم يديه كى يزيل يد مياده من على رقابته،لكن مياده فجأته،بقُبله.
رغم نفور حازم،لكن تملك منه الشيطان فى تلك اللحظه،وجاوب معها قُبلتها،ليس هذا فقط،بل إزداد الأمر بينهم،
لا يعلم أى منهم دنس الآخر.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

بعد مرور أربعين يوماً. 
.. 
بالفيوم 
وقفت خديجه بالحمام
تنظر الى ذالك الأختبار،بيدها ثم تقرأ ما هو مدون بإرشادات الأستعمال،وقفت مذهوله،فصلت عن كل ما حولها،نتيجة هذا الأختبار مستحيله،فاقت من ذهولها من صوت طرق على باب الحمام،يصحبه صوت حسام قائلاً:خديجه،بتعملى ايه كل ده،الوقت خلاص الولاد والمدرسه،وعندهم إمتحانات.
تبرجلت خديجه وتلفتت حولها،اخذت علبة الاختبار الورقيه،ووضعت بها الأختبار،ثم نظرت ألى مكان تضع به هذا الأختبار،ربما يكون نتيجتهُ كاذبه،لاداعى لأخبار أحد قبل التأكد،وضعت تلك العلبه بأحد أدراج الحمام،وأغلقتها،ثم غسلت وجهها وخرجت من الحمام.
حين رأها حسام إقترب منها قائلاً:مالك يا خديجه بقالك كام يوم كده،متغيره،وكمان وشك أصفر،أيه رأيك تعملى إتشك آب.
تبرجلت خديجه قائله:أنا كويسه مالوش لازمه،هو بس إجهاد بسبب مذاكرة الولاد الايام اللى فاتت يلا هانت كلها  كم يوم،والامتحانات تخلص،وأرتاح.
ضم حسام خديجه لصدرهُ قائلاً:عارف إنه إجهاد،بس مفيش مانع نطمن على صحتك،حتى بفكر انا والولاد كلنا نعمل أتشيك آب ده.
تبسمت خديجه قائله:لأ الولاد الحمدلله عاملين حسابهم أجازة نص السنه هيقضوها فى المزرعه بين الزرع،تقول أيه عاملين فيها مهندسين،حتى منى اللى لغاية دلوقتي محتاره ومش عارفه هى عاوزه أيه،كمان عاوزه تبقى مرافقة ل هديل،وإتفقت معاها طول أجازة نص السنه تاخدها معاها للمزرعه.
تبسم حسام وهو يضم خديجه: المزرعه دى ليها مَعَزه خاصه عندى،كفايه إنها كانت السبب إننا نتعرف،وتدخلى قلبى،فى وقت كنت خلاص فقدت إيمانى،بالحب،وقولت هكمل حياتى مع إبنى وبس،ظهرتلى جميله من جميلات المنصوره،كانت بعيده،كنت بلوم نفسى،لمجرد ما أفكر فيكى،إزاى يوصل بيا الجنون،إنى أعُجب،بست متجوزه،مجرد نظرى لها حرام،بس قلبي كان بيسحبنى،وبتوجع،لحد يوم ما قعدنا فى جنينة علية زايد وقتها أنت غلطتى،وقولتى جواز عمار،بالنسبه لك مش فارق لانك عمرك ما كنتى مراته،فضلت محتار فى الكلمه،كتير،لحد ما عرفت إن عمار طلقك،بالصدفه،من أوراق كان لازم تمضى عليها بصفتك الحاضنه لولادك،بعد عمار،ما تخلى عن حضانه ولادك ليكى،بعد ما طلقك قبل ما يتجوز من سهر كنت مستغرب ليه مخلين الأمر سر بينكم،لحد يوم ما كنا هنا فى مزرعة عمار،لما سيبتينى جه يوسف وقعد معايا،بصراحه مقدرتش أمنع فضولى،وسألت يوسف،مباشر،وقتها قالى أنه ملاحظ أهتمامى ونظراتى ليكى،ولو عنده شك واحد فى الميه من سوء نيتى كان هيبقى له تصرف تانى،وقالى إن إنتى وعمار،إتغصبتوا على الجوازه،دى والجوازه دى كانت فقط برڤان قدام الناس والعيله،وخديجه وعمار عمر مشاعرهم ما إتحركت أكتر من أخوه،رغم طول مدة الجواز،وإن الوحيده اللى إمتلكت قلب عمار هى سهر،وخديجه مش بتفكر غير فى ولادها،وقتها طلبتك منه،قالى إنه يتمنى ان خديجه توافق على طلبى،وقولت له أي نكان ردها أنا مش هيأس وهحاول مره وإتنين وألف،خديجه تستاهل،وطبعاً وصلنى رفضك،بس لما جيت المنصوره علشان أزور الحاجه حكمت فى المستشفى،إتقابلت معاكى،فاكره،إنتى حاولتى تتهربى منى يومها.
تبسمت خديجه قائله:بصراحه آه،حسام انا مش صغيره،صحيح جوازى من عمار كان قدام الناس،بس الناس متعرفش الخفايا اللى كانت بينا،وخوفت من كلام الناس،هيقولوا عليا ايه،عندها ولد و بنت كلها كم سنه وتبقى عروسه ورايحه تتجوز للمره التالته بدل ما تحوط على ولادها،كان تفكيرى وخوفى كمان على ولادى،خوفت عليهم منك،قولت معرفش لو وافقت على الجواز منك هتكون معاملتك لهم إزاى،عمار مهما كان،كانوا ولاد عمهُ،يعنى زى أخواته،وكمان احمد متعلق بعمار،حتى كان بيغير عليه من سهر،لو إهتم بها قدامهُ،لكن إنت قعدت معاه،معرفش إزاى أقنعته هو ومنى،وهما اللى أجبرونى أوافق بصراحه،وبصراحه كان عندهم حق،لما قالولى إن عمو حسام،زى عمار،بيحبنا،وده اللى برهنت عليه الأيام اللى فاتت يا حسام،قدرت تحتوى أحمد ومنى زى عمار،وكمان عمى ثابت،بيعاملنى كأنى بنته،واقولك سر،اوقات كتير بيعاملنى أحسن من هديل،وكفايه إننا بنشغل وقت بعض،طول اليوم.
تبسم حسام يقول:إنتى هديه ربنا عوضنى بها،يا خديجه،أنا كنت زى التايه،اللى بيدور على شط،لحد ما ظهرت قدامه جزيره من بعيد خضره،ولما قربت منها لقيت الأمل الجديد. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمام جامعة سهر
كانت تسير برفقة صفيه تتحدثان وتتناقشان حول إجابتهن لأسئلة الإمتحان،
لكن قدامهُ،توقفت سيارة بمكان قريب منهن،لم تنتبه سهر لها
تبسمت صفيه بمكر قائله: شوفتى حلاوة العربيه اللى هناك دى؟
نظرت سهر لمكان إشارة يد صفيه، خفق قلبها ورسمت بسمه،لذالك الجالس بالسياره ويفتح الشباك المجاور له،لكن سُرعان ما خجلت وعادت ببصرها ناحية صفيه،لكن قبل أن تتحدث مع صفيه،رن هاتفها برساله.
فتحت حقيبة يدها وأخرجت الهاتف،كما توقعت الرساله من عمار،كانت ستُعيد الهاتف لحقيبتها دون قراءة الرساله،لكن تحدثت صفيه قائله:طب إقرى الرساله،يمكن يكون فيها حاجه مهمه.
تبسمت سهر قائله:مع إن متأكده إن مفيهاش حاجه بس هقراها علشان ترتاحى.
قرأت سهر الرساله قائله:
سهر ممكن نتكلم شويه محتاجك فى موضوع مهم.
بعد ما قرأت سهر الرساله،نظرت لمكان وقوف سيارة عمار،ثم لصفيه التى قالت لها بمكر:طب أيه مش هتردى عليه،وتعرفى أيه الموضوع المهم ده،شكله مهم قوى،والأ مكنش عمار،جه بنفسه لهنا قدام الجامعه أنا بقول تروحى تشوفى الموضوع ده أيه،ونتقابل بعد بكره هنا فى الجامعه،وهتصل عليكى بالليل،نذاكر سوا عالابتوب،أهو نشجع بعض عالمذاكره.
تبسمت سهر قائله نشجع بعض،قصدك نشجع بعض عالفشل،وهو إحنا لما بندخل عالابتوب بنذاكر،دا هما كلمتين وبعدها نشوف أي موضوع تانى نتكلم فيه،إنتى من يوم ما جوزك خلص الأجازه وسافر وعقلك مشغول بيه،إنتى كان غلط عليكي الجواز قبل ما تخلصى دراسه،أهو شاغل عقلك طول الوقت،وبطلعى كبتك فيا.
تبسمت صفيه،وقبل أن تتحدث،رن الهاتف برساله أخرى.
فقالت بخبث:أنا بقول ملهاش لازمه وقفة العربيه دى كتير قدام الجامعه،البنات عينيها هتطلع عليها،وعلى حلاوتها،أخاف يخربشوا العربيه.
تبسمت سهر قائله:وانا بقول هرمونات الحمل نقحت عليكى،وملهاش لازمه وقفتك هنا،يلا،شوفى طريقك،وانا هروح اشوف العربيه دى واقفه هنا ليه.
تبسمت صفيه قائله:أجى معاكى،أنا كمان نفسى أعرف العربيه واقفه هنا ليه،ولا أقولك اقول للسواق،يوصلنى،وينوبه ثواب،فيا وأنا وليه وحامل،أدعى له دعوه ترشق فى اللى جاى علشانها،وأشوفها منفوخه زيي كده.
ضحكت سهر قائله:فين اللى منفوخه دى،إنتى معندوكوش مرايات،يا بنتى انتى مكملتيش شهرين حامل،ومحسسانى إنك قربتى تولدى،بقول تتمشى،لحد موقف العربيات حتى المشى حلو للحوامل تولدى بسرعه،يلا طريقك زراعى.
ضحكت صفيه قائله:يا عينى عالغيره عالعموم،ربنا يسهل لسواق العربيه،وترضى بنت الحلال،عنه.
تبسمت سهر قائله: إطمنى راضيه دعاكى مستجاب. 
تخابث صفيه قائله:أيه ده إنتى تعرفى الموزه اللى بيحبها الحليوه ده،يابختها.
تبسمت سهر قائله:أنا بقول تروحى تشوفى  طريقك بدل ما أسجل كلامك ده  رساله صوتيه وأبعتها للمستر فى السعوديه،يسمع مراته وهى بتعاكس الحليوه.
تبسمت صفيه:وعلى أيه خلي المستر هناك،لسه علينا أقساط،غير مصاريف القنبله اللى فى بطنى،بس ميمنعش أنى أقولك متنسيش تخلى بينك وبينه مسافه،الشيطان شاطر وهو حلو قوى  ويغوى.
تبسمت سهر قائله:يلا هبقى أكلمك بالليل،سلام.
وقفت سهر جوار السياره قائله:خير يا عمار،جاى لهنا ليه،وكمان باعتلى رساله.
تبسم عمار يقول:عاوزك فى موضوع مهم،مش هينفع عالواقف كده،إركبى العربيه نروح أى مكان نتكلم فيه.
ردت سهر قائله:مينفعش نروح أى مكان علشان مقولتش لماما إنى هتأخر، وكمان عندى إمتحان بعد بكره ولازم أذاكر.
تبسم عمارقائلاً:تمام،بلاش نروح  أى مكان بس ممكن أوصلك للبيت فى السكه نتكلم فى الموضوع اللى عاوزك فيه.
وقفت سهر قليلاً،
تنهد عمار قائلاً: بلاش وقفتك دى،وأركبى،ومتخافيش مش هبوسك.
زمت سهر شفتاها بضيق قائله:بطل وقاحتك،عارف لو مش منظر وقفتك بالعربيه كده  قدام زمايلى مكنتش هركب معاك العربيه.
تبسم عمار،لسهر وهى تتجه للناحيه الاخرى من السياره وصعدت الى جوارهُ،قاد السياره مبتسماً،سار قليلاً دون حديث.
تحدثت،سهر:أيه مش هتقول الموضوع المهم اللى كنت عاوزنى فيه.
نظر عمار لها وضيق عيناه قائلاً:مش فاكر نسيت،فكرينى.
تهكمت سهر قائله:أفكرك بأيه،وهو أنا كنت أعرف الموضوع ده منين،خلاص نزلنى،وأما تفتكر،أبقى أطلبنى وقولى عالموبايل.
رد عمار:لأ خلاص إفتكرت،الموضوع،هو يخص مزرعة الفيوم.
زفرت سهر نفسها وقالت:وأيه هو الموضوع ده؟
رد عمار:بصراحه أنا محتاج أخد قرض من البنك،وبفكر أخد القرض ده بضمان المزرعه دى وإنتى عارفه إننا شركاء فيها فلازم كمان موافقتك.
ردت سهر ساخره:بقى عمار زايد ممعهوش فلوس وعاوز ياخد قرض من البنك،وهتعمل أيه بالقرض ده.
رد عمار:عادى أنا فلوسى فى السوق،وعاوز القرض هشترى مزرعه قريبه من هنا فى بلطيم.
ردت سهر:طيب ملقتش غير مزرعة الفيوم اللى تاخد القرض بضمانها،عندك مزارع وأراضى تانيه،مخدتش القرض بضمانها ليه.
نظر عمار لسهر قائلاً بغمز:أصلهم فى البنك قالولى عاوزين ضمان أغلى حاجه عندك،ومعنديش أغلى من المزرعه دى.
نظرت سهر لعمار بغيظ قائله:عمار بطل اسلوب الغمز،وبعدين أنا مش موافقة،شوفلك ضمان تانى تقدمه للبنك.
تبسم عمار قائلاً:طب أيه رأيك تشاركينى فى مزرعة بلطيم دى،دى فيها جزء كبير مزوع جوافه،ومعروف أحلى جوافه هى جوافة بلطيم،أنا عرفت إنك بتحبى الجوافه،دول بيقولوا علي جوافة  بلطيم عسل أبيض،زى شفايفك كده.
أنهى عمار قوله،ووضع إبهامهُ على شفاه،سهر التى إرتجفت.
تبسم عمار،بينما إرتبكت سهر وبتلقائيه عادت برأسها للخلف،بعيداً عن يد عمار،وقالت له بعصبيه:قولتلك بطل حركاتك دى ومتلمسنيش تانى،وبعدين خلاص وصلنا البلد،كفايه كده ونزلنى.
ضحك عمار قائلاً:هنزلك قدام بوابة البيت،يمكن تقتنعى،وتوافقى،تشاركينى.
صمتت سهر تكبت غيظها من وقاحة عمار،بينما هو يبتسم.
الى أن وصلا الى أمام منزل والد سهر،تبسم عمار وهو ينظر لها قائلاً:فكرى فى عرضى كويس ده مكسب لينا إحنا الأتنين بدل ما نكون شركاء فى مزرعه واحده،أهو يبقوا إتنين،وربنا يزود  الخير.
ردت عليه سهر وهى تنزل من السياره  بعصبيه:مش محتاجه تفكير عرضك مرفوض،وشوفلك شريك غيرى.
تبسم عمار بمكر قائلاً:أنا فعلاً قدامى شريكه تانيه،ولابسه أزرق زى السما الصافيه،وهى اللى بتعرض عليا أشاركها.
فهمت سهر مقصد عمار انه يلمح لتلك الممرضه،فقالت له:بس حاسب لتقوم عاصفه وتخلى السما دى سوده كُحل وتفصل ألوان.
ضحك عمار دون رد 
تركته سهر ودخلت الى المنزل وأغلقت البوابه بوجهه بغيظ.
مما جعله يضحك بهستريا،على تلك الرقيقه العنيده.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 بينما بمنزل عطوه.
أثناء وقوفها بشُرفة الشقه،رأت مجئ سهر من الجامعه،بسيارة عمار،ورأت ضحك عمار مما أغاظها،وقالت:
ماشيه على كيفها،مش عارفه نوال إزاى سيباها كده،دى لما كانت مراته مكنتش بشوف وشه قد دلوقتي،بتدلع وهو عاجبهُ.
زفرت أنفاسها قوياً بأستهجان،ثم دخلت واغلقت خلفها باب الشرفه،توجهت مباشرةً الى غرفة مياده.
كانت مياده تجلس مُنكبه على أحد كتبها الدراسيه،تذاكر بتمعن.
دخلت عليها ،دون أن تطرق باب الغرفه،نظرت لجلوس مياده قائله بسخريه:
غريبه بتذاكري،بقالك مده كده متغيره،لأ وكمان بقيتى بتذاكري،مش عارفه ليه من وقت ما فسختى خطوبتك من المخسوف حازم،وإنتى إتغيرتى كتير،،وكمان معظم وقتك بتقضيه فى مذاكره،وقراية كتب الجامعه.
ردت مياده باستهجان:ناسيه أنى بمتحن ومن الطبيعي إنى أذاكر علشان أنجح،ولا ميهمكيش إن أنجح،طبعاً،ما كل إهتمامك كان مُنصب على ديك البرابر بتاعك،سى وائل اللى خرج من تحت طوعك،وهجر شقته اللى كانت هنا،وراح يعيش فى الشقه اللى فوق المعرض اللى بناها له حماه،من يوم ما سابلك البيت،وإنتى يا عينى متنكده،ومش لاقيه حد تطلعى فيه غيظك،وحرقة قلبك،ومش مبطله مراقبه ل سهر.
نظرت لها هيام وقالت بتهجم:ومن أمتى سهر كانت على قلبك،طول الوقت كنتى بتحضى منها،بس من يوم ما فسختى خطوبتك من سى حازم وإتغيرتى فجأه.
رغم شعور مياده بغصه،لكن قالت:أنا بحمد ربنا إنى فوقت قبل فوات الأوان وبتمنى أنتى كمان يا ماما تفوقى،وفكرى،إن ربنا بيرد السلف،أنا كنت بشوفك عاوزه تبعدينا إحنا وبابا عن تيتا آمنه،وعمرك ما شكرتيها على مساعده قدمتها لك،جت غدير مرات إبنك نفس النمط وأسوأ،بحس إنك بتشحتى من وائل إنه يسأل عليكى،إفتكرى إن كل شئ سلف ودين.
نظرت هيام بسخط وغادرت الغرفه بضيق.
رفرت مياده نفسها،وهزت رأسها بقلة حيله،وتذكرت،رحمة الله بها،لو الأنذار الذى أرسلهُ لها بالوقت المناسب،لكانت إرتكبت إثم كبير،ووقعت فى الخطيئه التى لم تكن تعرف نتائجها،تذكرت بعين دامعه ذالك اليوم.
فلاشــــــــــــــــــــــــ باك*
للحظه تحكم الشيطان بعقل كل من مياده وحازم،إندمجا بالقبُولات المُحرمه،شعر حازم،پأنامل يد مياده تتوغل من بين أزرار قميصه،الى صدره،لكن غضب من السماء 
إشتد،بعاصفه قويه،فتحت أبواب الشقه الغير مُحكمه،فأصدرت صرير قوى،أعقبه،رياح قويه الى داخل الشقه.
فافت مياده،وعادت للخلف خطوات بعيداً عن حازم،الذى إبتعد هو الآخر خطوات،وقفت مياده ترتعش،دون إراده منها نزلت دموعها،لا تعرف سبب تلك الدموع أهى دموع ندم،أم بسبب إندفاع الهواء الى عينيها،أخفضت رأسها تخجل ان تنظر الى حازم،
كذالك حازم،شعر بنيران مُلهبه بصدره،كيف تحكم به شيطانه،وفكر،بالأنتقام،هذا الانتقام،كاد أن يقوده لخطيئه ليس لها غفران،رفع وجهه ونظر الى  مياده التى ترتعش،وتضع يديها حول كتفيها كانها تستمد منهم الدفى كما أنها تبكى،أهتز كيانه،وحاول التحدث أكثر من مره،الى ان خرج صوته وقال:
مياده إحنا مش هينفع نكمل مع بعض،لازم نفسخ خطوبتنا دى.
رفعت مياده رأسها ونظرت ل حازم،وقالت:
أنا عارفه أن اللى حصل ده غلطى بس صدقنى معرفش إزاى ده حصل،أرجوك أنا.
قاطعها حازم قائلاً:مش اللى حصل من شويه هو سبب إنى بطلب منك إننا نحل الارتباط ده،بصراحه من البدايه انا كنت متردد أنا لسه يا دوب متخرج،ومعرفش مستقبلى هيمشى إزاى كان لازم أتأنى شويه،قبل خطوة الخطوبه دى،بس معرفش ليه إتسرعت،بس كويس،إنى راجعت نفسى قبل ما تتطور علاقتنا وكنا ممكن نتجوز ونفشل.
نظرت له مياده بوجع قائله:ليه متدنيش فرصه،وأنا أوعدك هتغير،وليه حاسس إنك أتسرعت فى خطوبتنا،حازم،إنت فى واحده تانيه فى حياتك.
صمت حازم،وهو ينظر لدموع مياده التى لا يعرف سبب لتأثرهُ بها.
صمت حازم أعطى مياده الجواب،فقالت بحسره ودموع:فى واحده تانيه،بس هى مين،هقولك هى مين،سهر بنت عمى،صح،انا لاحظت نظراتك لها فى الكام مره اللى إتقابلت معانا فيهم،طب ليه قربت منى،كنت عاوزنى سلمه توصل لها،بس هى إنت مش فى بالها،سهر بتحب عمار،ومحبتش غيرهُ،وهو كمان بيحبها،والأ ليه لغاية دلوقتى،متجوزش،وكمان طلق مراته التانيه،وكمان بيحوم حواليها طول الوقت،
نظرت بدموع وقالت بصراخ:
قولى فيها ايه سهر بيجذبكم ليها،فى الاول عمار،كنا معتقدين إنه جاى علشان يتقدملى،بس طلبها هى،وإنت كمان كنت بتلعب بمشاعري علشان توصلها،بس للأسف إتأكدت إنك مش فى بالها،فقولت كفايه وأكسر اللعبه اللى فى إيدى مبقاش لها لازمه.
إهتز حازم من داخله على منظر مياده التى جلست جاسيه،تستند على الارض بيديها،إقترب منها وجلس الى جوارها، وضع يدهُ على إحدى يديها،وكاد ان يتحدث،لكن مياده قطاعته بحسم قائله:
متقربش منى متلمسنيش تانى،الذنب مش ذنب سهر،الذنب ذنبى أنا،أنا اللى كنت برخص نفسى،بس كفايه كده،خلاص،أنا هبدأ طريقى،وخلاص عرفت بدايته.
قالت مياده هذا وحاولت الوقوف أكثر من مره الى أن إستطاعت الوقوف،سارت بأقدام خاويه،نحو باب الشقه،الى أن خرجت منها وصفعت خلفها الباب،
نظر حازم،الى الباب،نادماً كيف سمح لنفسه،برؤية منظر مياده بهذا السوء مياده ليست كما يظن أنها سهله ووصوليه،مياده كانت تبحث عن بدايه  طريق تسير به مع أحداً يأخذ بيديها،ينقذها من عتمه تشعر بها،لكن ماذا يفعل الندم الآن.
بعد قليل وصلت مياده الى منزلها،وتوجهت الى غرفتها مباشرةً،حمدت الله أنها لم تجد والداتها بالشقه،لاتريد الجدال معها الآن.
دخلت لغرفتها وأغلقت خلفها الباب،تركت لنفسها تعود مره اخرى للانهيار،وجلست جاسيه على،رُسغيها،لم تكتم فى قلبها،بكت بكت بحُرقه،كانت الدموع تنزف من قلبها ليس من عينيها،يصرخ عقلها،هذه المره،لا تلوم سهر
سهر لا ذنب لها،الذنب كله على تفكيرها الغبى،أن السعاده ستجدها خارج حيطان هذا المنزل،السعاده مع رجُل ينتشلها بعيداً عن بؤرة والداتها التى تهمشها،تعطى كل إهتمامها لأبنها فقط كأنها لم تنجب غيرهُ،كانت الصغيره،وكانت تتمنى الدلال من والداتها لا ليس الدلال،بل الحنان،لم تجده منها لمره واحده،كأنها لم تكن تريد إنجابها وانها أخطات حين أنجبتها،يصرخ عقلها
لا لن أكون وضيعه بعد الآن يكفى ماذا أخذت كدت أخُطئ خطيئه فادحه،بداية الطريق ليست رجُل،بل هدف،سأسعى إليه،وسأصبح ذات شآن كبير،دون رجُل،ينتشلنى من تلك العتمه،بداية النور،هو دراستى،وسأتفوق،ووقتها سأصبح ذات شآن كبير،بنفسى،لا بمساعدة أحد.
بالعودهــــــــــ الى الحاضر.
نظرت مياده لذالك الكتاب بيدها،وتبسمت بهدف ستصل إليه وحدها.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عدة أيام.  
صباحاً بمشفى الجامعه.
تقابل علاء مع عاليه،لم تكن صدفه،بل كان ميعاداً مسبقاً بينهم،سار الأثنان الى أن جلسا،بأحد الاماكن،بحديقة المشفى.
تبسم علاء قائلاً:أنا مش هلف وأدور وهدخل فى الموضوع مباشرةً يا عاليه،
أنا بصراحه من أول ما شوفتك لافتى نظرى،كنت مع الوقت بيدخل لقلبى مشاعر مكنتش عارف تفسيرها،بصراحه،إن كانت إعجاب أو بداية حب،مع الوقت كان بيظهرلى تفسير لمشاعرى دى،كانت أعجاب وأتحول لحب،أنا عارف المشاكل اللى حصلت بين العلتين قبل كده،وكمان إتهام باباكى لسهر،أنها بتسهل العلاقه بينا،وده كان كذبه من غدير،وكمان طلاق سهر عمل فجوه كبيره بينا،بس أحب أكدلك إن رجوع عمار وسهر هيكون خلال أيام،أنا كان ممكن متكلمش عن مشاعرى دى ليكى،قبل رجوعهم،بس أنا بصراحه كده،عرفت أنك هتسافرى لتدريب مستشفى«مجدى يعقوب» الفتره الجايه،وانا كمان هسافر،وكنت عاوز يكون بينا إرتباط رسمى،خطوبه،لو عندك ليا مشاعر و معندكيش مانع أنا ممكن أكلم عمار فى موضوع خطوبتنا.
شعرت عاليه كان قلبها يتقاذف بداخلها،تلجلجت قائله بخجل:بصراحه،أنا مش عارفه أقول أيه،بس إنت عارف إن مامتى سبب رئيسى فى طلاق عمار وسهر،ومعاملتها لسهر الحاده،مش خايف اكون زيها هى وغدير،وبنفس الخصال.
رد علاء:عاليه أنا ميهمنيش اللى حصل قبل كده،مامتك هتفضل مامتك،أنا اللى يهمنى هو إنتى،وأنا واثق إنك معندكيش نفس خصال غدير ولا مامتك،أنا عاوز رد مباشر منك.
تبسمت عاليه بحياء قائله:وأنا موافقة يا علاء،وبشكر عقلك وتفهمك شخص تانى كان ممكن ياخدنى بأخطاء  غيرى مش موجوده فيا .
تبسم علاء يقول:كل واحد مسؤول عن نفسه وبس،مش عن اخطاء غيره.
..........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بشقة والد سهر.
دخل علاء الى غرفة سهر مبتسماً يقول:
سُكرتى بتعمل أيه؟
تبسمت سهر قائله:مسحوله،أمتى الامتحانات دى تخلص،وارتاح.
تبسم علاء وهو يجلس جوارها قائلاً:
هانت خلاص،عندى ليكى خبر حلو.
تبسمت سهر قائله:طب قول بسرعه.
تبسم علاء يقول:عارفه آخر الاسبوع الجاى،انا هسافر لأسوان علشان التدريب زى كل سنه.
تبسمت سهر قائله:أه متنساش التمر بتاعى.
تبسم علاء يقول:مش هنسي متخافيش يا طفسه،بس معرفتيش أيه الخبر الحلو.
تبسمت سهر قائله: أيه هو بقى،قول وبلاش لف ودوران.
تبسم علاء يقول:دايماً متسرعه،الخبر،يا سُكرتى،أنا صارحت عاليه بمشاعرى،ولقيت عندها تجاوب،ووافقت وخلاص ناويت أفتح الموضوع مع عمار وهو يفتح الطريق مع عمه،ونحول الموضوع الى إرتباط رسمى بينا
فرحت سهر قائله:بجد أحلى خبر،عاليه شخصيه محترمه ومش انانيه،بس تفتكر عمار،هيرضى يساعدك،ويفتح الموضوع مع عمهُ،خاصتاً الفتره الاخيره عمار بعد عنه كتير،وحتى ساب البيت وعايش فى شقة المنصوره.
تبسم علاء بخبث قائلاً:لأ ما عمار،بقى بيفضل كتير هنا،علشان يطمن على صحة طنط حكمت،وشوفته كذا مره كنت ببقى مع الدكتور محمد وهو بعاين صحة طنط حكمت حتى قابلت البت فاتن الممرضه هناك،وشوفتها كانت هناك.
نظرت له سهر قائله:بتعمل ايه فاتن دى هناك عندهم.
تبسم علاء:أكيد بتراعى طنط حكمت،وبعدين أحنا مالنا بها،أنا هقوم أغير هدومى،واروح المستشفى،سلام أشوفك بكره،وأدعى عمار يفتحها فى وشى لما أكلمه وميرفضش طلبى منه،من غير واسطه،تصبحى على خير.
خرج علاء وترك سهر للفكر يجول براسها.
ماذا لو نجحت تلك الممرضه المتسلقه وجذبت عمار لها،لا ستقتُلها لو فعلت ذالك،وماذا إذا رفض عمار مساعدة علاء،فى فتح موضوع خطبته من عاليه،
عليها التحرك ومساعدة اخيها،وفرصه لتسمع صوت عمار التى إشتاقت له.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بعد قليل بأحد كافيهات المنصوره 
كان يجلس عمار ومعه كل من علاء ويوسف.
كانت جلسة رجال يتسامرون فيما بينهم، بمواضيع  شتى، سمع عمار، رنين هاتفهّ، أخرجه من جيبه ونظر الى الشاشه، رسم بسمه على وجه، ونظر للجالسون معه ببسمه، ثم نهض وترك المكان ، وقام بالرد 
سمع صوت أنفاس فقط. 
تبسم قائلاً: أكيد مش متصله علشان تسمعى صوتى، إزيك يا سهر. 
تمالكت سهر إرتباكها قائله: أنا الحمد لله، وإنت إزيك. 
تنهد عمار قائلاً: مش كويس طول ما أنتى بعيده عن حضنى، مش آن الآوان بقى. 
كم ودت سهر أن تقول له يكفى لنعود،
لكن منعها الحياء ولم ترد
حين غابت سهر فى الرد 
زفر عمار نفسهُ قائلاً: أنا عارف إنتى متصله ليه يا سهر، ومتخافيش،مش هطلب اللى فى بالك،مش هطلب البدل،زى ما حصل قبل كده،مع إنى بفكر بصراحه،فرصه وجاتلى. 
تبسمت  سهر قائله: بس علاء مش زى وائل وهيختار سعادته  حتى  لوعلى حساب غيرهُ، علاء مش أنانى. 
رد عمار: إطمنى يا سهر، وأنا مش هعيد نفس الغلطه تانى،بس عندى،شرط تحضرى الخطوبه.
تبسمت سهر قائله:  مقدرش أوعدك، وكمان عندى إمتحانات، لازم أذاكر. 
تبسم  عمار: ده أمر هتحضرى الخطوبه، يا سهر ،  أنا سايبك براحتك، بس مش هصبر كتير، لأنى متأكد هترجعيلى بأردتك.  
خجلت سهر قائله: أنا لازم أكمل مذاكره عندى إمتحان بكره. 
تبسم عمار، هو يعرف أنها تتهرب منه، 
قائلاً  بخباثه: ربنا يوفقك  يا سهرى، ركزى كويس فى المذاكره. 
حديث عمار بتلك الطريقه الهادئه زلزل كيان
فأنهت الاتصال قائله: تصبح على خير  يا عمار. 
رد عمار: وإنتى من أهل الخير، يا سهرى. 
أغلق عمار الهاتف، وزفر انفاسه، وعاد للداخل  مره أخرى،  حين رأوه تبسموا، رد عليهم ببسمه وهو يجلس معهم قائلاً: 
عنيده، بس على مين، خلاص قربت تخلص إمتحانات، ووقتها مفيش مفر تانى.
تبسم علاء يقول:أنا بستغرب سهر،بتلين بسرعه مع الكل معداك،بس بصراحه زى ما قولتلك سابق،مش هيخليها تلين غير الغيره وأهو ظهرت الرؤيه.
تبسم عمار يقول:عنيده تقول أيه ومن حقها تدلع،بس هتدفع تمن الدلع ده،وقريب قوى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عدة أيام.
أمام جامعة سهر،خرجت من الجامعه،مع صفيه،التى مازحتها لوقت،ثم تركتها 
أشارت سهر لأحد سيارات الأجره،التى توقفت لها،فصعدت سهر،ودلت السائق على الطريق،لكن بعد قليل إستدار لها السائق،وقام برش بنج عليها،سُرعان ما غابت عن الوعى،ليتوقف السائق،بمنتصف الطريق،لتلك السياره التى كانت تتبعه،
تبسم عمار وهو يرى سهر نائمه،فأخرج بعض النقود وأعطاها للسائق قائلاً:متشكر مهمتك خلصت.
تبسم السائق،بينما حمل عمار سهر من سيارة الاجره ووضعها بسيارته،ثم قادها نحو مقصدهُ
بعد وقت 
بدأت سهر تفيق رويداً رويداً 
تشعر بخمول وهى تفتح عيناها، حاولت إن تتمطئ لكن شعرت بقيد بأحدى يديها وكذالك إحدى ساقيها، 
نظرت حولها هى بفراش وغرفة نوم، بها رائحة سجائر 
لا تتذكر كيف أتت لهنا، آخر ما تتذكرهُ هو ركوبها لتلك السياره، سيارة الأجره  التى ركبتها من أمام  جامعتها،،كيف أتت لهنا إرتجفت أوصالها، وهى تتخيل ما كانت تسمعه عن خطف البنات، لابد أن من  خطفها، يريد لها الأذى، كانت ستصرخ، لكن صمتت، ربما من خدرها و خطفها مازال يعتقد أنها مازالت نائمه، عليها الدعاء والأبتهال الى الله، أن يُنجيها 
لكن كيف هنالك شئ غريب  الغرفه بها شباك كبير،والغرفة وثيره،فأى خاطف هذا،الذى خطفها ولماذا؟
حاولت سهر النهوض من على الفراش، لكن ذالك القيد الحديدى الذى يُقيد يدها بالفراش، وجع يدها، حاولت خلعه من يدها، وبالفعل نحجت فى ذالك بعد محاولات مسبباً لها بعض الآلم ، نهضت من على الفراش غير منتبه لذالك القيد الآخر الذى بأحد ساقيها، سارت لبضع خطوات، لكن كادت تتعرقل قبل أن تصل الى ذالك الشباك. 
شعرت سهر بفتح باب الغرفه 
نظرت أمامها بذهول  قائله: 
عماااااااااار
إنت اللى خطفتنى، كان لازم أتوقع كده، خد بالك  أنا لو إتأخرت فى الرجوع للبيت ممكن بابا يبلغ عن إختفائى. خلينى أمشى من هنا،  وأوعدك أنى مش هبلغ فيك إنك خطفتنى. 
ضحك  عمار بشده قائلاً: تعرفى أنى مع الوقت بتأكد إن عقلك عقل طفله، هو فى حد عاقل بيخطف مراته، يا سهرى. 
نظرت له سهر بذهول قائله: أكيد بتخرف، ودلوقتي  فُك الجنزير ده من رجلي وجعاني  منه.
تبسم عمار وهو يقترب من مكان وقوفها، قائلاً: زى ما فكيتى الكلبش من على إيدك فُكيه من رجِلكِ. 
إغتاظت سهر قائله: عمار مش بتقول محدش بيخطف مراته، طب  إنت ليه مقيدنى، ده يبقى إسمه خطف، علشان تعرف إنك كداب وإنى مش مراتك،أنا طليقتك،
وبعدين مش كنت هتتجوز من غيرى،روح لها
بس فُكنى الأول.
تبسم عمار قائلاً:هو بعد الى قولتيه لها فى واحده عاقله هترضى تتجوزنى وتبقى إنتى ضرتها.
أخفت سهر بسمتها قائله:وأنا كنت قولت أيه انا مالى ومالها،أنا يادوب شوفتها كام مره،فُكنى يا عمار لصرخ وألم عليك الجيران،وأقول عاوز يغتصبنى تانى.
تبسم عمار يقول:سبق وقولتلك مفيش راجل بيغتصب مراته،وعلشان تتأكدى إتفضلى إقرى القسيمه دى،وإنتى تتأكدى.
مد عمار يدهُ  لها بالقسيمه.
خطفت سهر القسيمه وقرأت ما بها بالفعل هى قسيمة زواجها من عمار،والأغرب هو إمضائها على القسيمه.
نظرت لعمار بذهول قائله:القسيمه دى مزوره انا ممضتش عليها،ده تزوير،يلا خلى القواضى تزيد 
خطف وإغتصاب وتزوير.
تبسم عمار،وإنحنى أمام سهر،وقام بفك ذالك القيد من ساقها،ثم وقف مره أخرى،ينظر لها مبتسماً،فاجئها يضمها لصدره وقام بتقبيلها.
تفاجئت سهر فى البدايه،لكن إندهش عمار،حين،شعر بيديها حول عُنقه
ترك شفاها مُرغماً،ثم إنحنى وحملها بين يديه.
لفت سهر يديها حول عُنقه قائله بدلال: عمار
تبسم عمار يقول:إنت مراتى قول،لسه فعل،بس لازم نبدئها صح،بدون غصب أو مانع حمل.
نظرت له سهر متعجبه.
تبسم عمار لها،دون تفسير 
سار بها وتوجه يخرج من الغرفه،وذهب الى حمام موجود،بالشقه،قَبل سهر،ثم أنزلها قائلاً:إتوضى يا سهر،وأنا هروح أتوضى فى حمام أوضة النوم، ورجعلك تانى. 
بعد دقائق 
خرجت سهر من الحمام، وجدت عمار  ينتظرها وبيدهُ مصليه كبيره، فرشها على الأرض، ووقف باتجاه القبلهَ، تبسمت سهر وذهبت للوقوف خلفه ليؤديان ركعتان سوياً، الى أن ختم عمار الصلاه، إستدار لسهر ووضع يدهُ على راسها مرددً دعاء الزواج. 
تبسمت سهر بحياء كأنها تتزوج منه لأول مره. 
تبسم عمار وقبل رأس سهر قائلاً: زى النهارده من سنه كان كتب كتابنا، حبيت المره دى نبدأ حياتنا، بالطريقه  اللى كان المفروض تبدأ بيها من الأول. 
تبسمت سهر، دون رد 
حياء سهر جعل عمار  يهيم بها، فنهض واقفا، وأنحنى يحملها بين يديه. 
تبسمت سهر ولفت يديها  حول عنقه. 
تبسم عمار يقول: فى أسرار كتير 
كان لازم تنكشف وجه وقتها  اللى إتأخر كتير، وأول سر إنى محبتش ولا إيدى  لمست ست غيرك يا سهرى. 
تبسمت  سهر رغم تعجبها، وقالت: 
وأنا كمان يا عمار معرفتش الحب غير معاك،قلبى كان مستنيك، أنا بعشقك يا عمار. 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

تبسم  عمار ونظر لوجه سهر الذى إختمر، بأحمرار، توقف ينظر لها بعشق، أخذاً شفتيها  بين شفتيه  يُقبلها هائماً بها،  يُقبلها بانتشاء، 
ترك شفاه ليتنفسا،
دفع عمار باب الغرفة بقدمه،ودلف الى تلك الغرفه الأخرى،بالشقه،جالت عين سهر،بالغرفه بأنبهار،وهى  ترى، زهور وشموع وعبق الورود يملئ الغرفه،فراش مُزين بأوراق زهور الفُل والياسمين و أوراق الريحان الخضراء ،وباقة زهور ملونه موضوعه على الفراش.
عادت سهر بنظرها تنظر لعمار وقالت بأنبهار:
إحنا فين.
تبسم عمار يقول:إحنا مع بعض فى الجنة.
ردت سهر قائله:خلينا هنا طول العمر ،وبلاش نطلع من الجنه. 
أنهت سهر قولها، وقامت بحضن عمار، وقبلت جانب وجهه هامسه: قولى إنى مش فى حلم، وإن اللى إحنا فيه حقيقه، حتى لو حلم مش عاوزه أصحى منه خالص، وأفضل فى حضنك كده لأخر لحظه بعمرى. 
ضمها عمار قوياً وقبل جانب عُنقها يهمس هو الأخر:
بعشقك،يا سهرى،ممنوع تبعدى عنى تانى.
تبسمت سهر قائله:بس أنا مكنتش بعيده عنك يا عمار،إنت كنت محاوطنى طول الوقت،بألاعيبك،وأخرها قسيمة الجواز اللى مضتنى عليها من غير ما أعرف مضيت على ايه .
ضحك عمار وهو يضع سهر على الفراش قائلاً:  طب عرفتى مضيتى عليها إمتى.
تبسمت سهر وهى ترى عمار يصعد جوارها على الفراش وجذبها لتبقى بين يديه،رأسها على صدره،أخذت باقة الورد تشم عطرها قائله:عرفت يا عمار أمتى مضيتها مضيتها وإحنا فى الفيوم، بس إزاى المأذون أصلاً كتبها بدون ما ياخد،موافقتى؟
تبسم عمار يقول: ومين اللى قال أنه مأخدش موافقتك،راجعى نفسك كده.
ضيقت سهر عيناها بتذكر،قائله:أفتكرت،بس بابا كان بيكلمنى على حاجه تانيه وقتها.
تبسم عمار،لتبتسم سهر بتذكر،ذالك اليوم.
فلاشـــــــــــــــــــ*باكــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
حين كانوا بمزرعة الفيوم،قبل أن يتوهوا بالمزرعه.،صباحاً
دخلت سهر لغرفة الصالون  الخاصه بأستراحة المزرعه،وجدت والداها يجلس ومعه عمار ويوسف وشخص آخر يبدوا عليه الوقار،تبسمت قائله:
صباح الخير.
رد الجميع عليها،ثم نهض والداها قائلاً:
تعالى معايا دقيقه،عاوزك يا سهر.
تعجبت سهر فهو من جعل الخادمه تقول لها أنه ينتظرها بغرفة الصالون،لكن خرجت معه وقفوا بمكان قريب من الغرفه،تبسم والداها قائلاً:
بصى،يا سهر،بقى الشخص اللى قاعد مع عمار ويوسف فى أوضة الصالون ده تاجر كبير،وهيشترى محصول الرومان من عمار،بس لما عرف إن فى شريك تانى  لعمار فى المزرعه طلب ياخد موافقتك إنتى كمان،زيادة إطمئنان منه،مش أكتر،ها إيه رأيك،موافقه.
تعجبت سهر قائله:غريبه،إزاى عمار سمح له بكده،دى تعتبر قلة ثقه،خلاص مش لازم يشوف تاجر غيره،كلمة عمار نفسها ثقه له.
تبسم منير قائلاً:هو فعلاً واثق فى عمار،بس دول تجار ولهم تعاملاتهم مع بعض ها،موافقه.
ردت سهر:تمام طالما عمار موافق أنا كمان موافقه.
تنهد منير،بارتياح قائلاً:تمام،هتدخلى دلوقتي قدام التاجر ده وتقولى موافقه على طلب عمار اللى طلبه منى ،وكمان هتمضى على العقد اللى بين عمار والتاجر أنا قريته.
ردت سهر ببساطه:تمام يا بابا،طالما قريت العقد خلاص. 
بعد لحظات دخل منير،أولاً مبتسماً وأومأ برأسه بأيجاب.
تبسم عمار 
قالت سهر:أنا موافقه على طلب عمار اللى طلبه من بابا.
تبسم المأذون قائلاً:تمام الف مبروك،تقدرى تجى تمضى عالعقد،وتبصمى عليه.
تعجبت سهر حين قال لها انها ستبصم أيضاً لكن،فعلت ذالك دون إنتباه منها لقراءة هذا العقد،ظناً منها أنه عقد مُحاسبه. 
بمجرد أن مضت سهر،نهض عمار واقفاً هو الآخر،وقام بالأمضاء على القسيمه،ثم نظر ل سهر وتبسم بنصر قائلاً: بعد شويه هروح أنا وعمى منير نشرف على العمال فى المزرعه،أيه،رأيك تجى معانا.
تبسمت سهر قائله:تمام هطلع أجيب البورنيطه تحمى،راسى من الشمس.
غادرت سهر الغرفه،نهض يوسف وحضن عمار قائلاً:مبروك،ربنا يرزقك الذريه الصالحه.
تبسم عمار قائلاً: يارب،بس لسه شويه،على ما دماغها تلين.
تبسم منير قائلاً:هتلين،سهر قلبها طيب،همس منير جوار أذن عمار:ومش عارف،رد فعلها معاك هيبقى ايه لما تعرف،بالكدبه دى،أنا بنتى وعارف ردها معايا،يومين وهتيجى هي تقولى بحبك يا بابا،لكن إنت الله أعلم،إتحمل بقى.
تنهد عمار بثقه قائلاً:متأكد بعد اللى هعمله،هتقولى بحبك يا عمار أكتر من بابا.
تبسم ثلاثتهم،وقال يوسف:بلاش الوقفه دى خلونا نخلص المأذون اللى قاعد من بدرى،تعالى يا عم منير،نمضى كشهود عالقسيمه دى،حد يكتب كتابه كده عالريق،عالعموم،ربنا يباركلك.
بالفعل توجه الثلاث لمكان جلوس المأذون وقاموا،بانهاء التوقيعات.
بعد قليل نزلت سهر،تقابلت مع المأذون وهو يخرج،الذى تبسم لها قائلاً:مبروك،بالرفاء والبنين.
تعجبت سهر من قول ذالك التاجر ماذا يقول،لكن نفضت عن رأسها،حين رأت والداها يأتى ومعه عمار،قائلاً:لو جاهزه يلا بينا،علشان العمال فى الأرض من بدرى.
ردت سهر:تمام،أنا جاهزه.
عودهـــــــــــــــــــ**
عادت سهر تنظر لعمار،الذى يبتسم،فقالت بدلال:
على فكره أنا لما وافقت كان على حاجه تانيه،يعنى لازم موافقتى علشان أرجعلك،وانا مش موافقه.
تبسم عمار يقول:طب طالما مش موافقه،ليه قاعده فى حضنى،بالشكل ده.
خجلت سهر وكانت ستبتعد عنه،لكن كان عمار الأسرع حين،أنقض على شفتيها،بالقُبولات هامساً،بس أنا هخليكى،توافقى،بطريقتي هقنعك.
قال هذا وعاود يُقبلها بشوق وشغف
كانت سهر مُرحبه،بقبولاته،بل وقالت:
موافقه أرجعلك يا عمار.
كلمتها كانت بدايه جديده، بالنسبه لهم توقفت  كل عقارب الساعات،فوقت العشق لا يُحسب من الزمن .
بعد وقت 
جذب عمار سهر نحوه،قائلاً: بكده،رجعتى مراتى قولاً وفعلاً.
دفست سهر وجهها بصدر عمار،دون رد.
تبسم عمار بمزح قائلاً:على فكره دى مش أول مره نكون مع بعض بالشكل ده،يبقى لازمته أيه الخجل،ده.
ضربت،سهر،يدها بخفه على صدر عمار قائله:
بطل بقى وقاحه.
ضحك عمار يقول:دى مش وقاحه،يا قلبى،دى عشق،
قال هذا وأعتلاها مره أخرى قائلاً: أنا بعشقك، يانجمه ظهرت علمتنى أسهر أفكر فيها .  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالى. ظُهراً
..بالفيوم.
هنالك أُناس البجاحه مبدأها،وهذه أكبر مثال لذالك 
بمزرعة اللواء ثابت.
بغرفة المكتب،تعجب حسام،حين دخل و رأى طليقتهُ أمامه ترسم إبتسامه خادعه،هو يعلمها جيداً،إن كان خُدع بالماضى،بها فالآن لن يُخدع،لكن تحدث بهدوء،أهلاً بحضرتك. 
تبسمت ببشاشه خادعه:أهلاً بيك يا حسام،من زمان متقبلناش،أخبارك أيه.
رد حسام:أنا زى ما أنتى شايفه الحمد لله قدرت اقف على رجليا من تانى،وبقى عندى شركه لأستصلاح الأراضى،ومعايا إتنين،شركاء،بس أنا اللى مسؤول عن الجانب الأقتصادى.
تبسمت بغصه أو بالاصح ندم قائله:مبروك ربنا يوفقك.
تبسم حسام:متشكر،بس أنا متأكد إنك مش جايه النهارده وقاطعه السكه من القاهره للمزرعه هنا علشان تطمنى عليا،ياريت تدخلى مباشر فى الموضوع،اللى خلاكى تتنازلى وتيجي للمزرعه اللى قبل كده كان نفسك بابا يبيعها ويدخل بتمنها شريك معانا فى مكتب المضاربه،فى البورصة،واللى بحمد ربنا انه رفض وقتها،يمكن لو مش وجود المزرعه دى كان زمانى فى السجن،أو مقتول،بسبب،الديون اللى كانت عالمكتب،بسبب خداعك ليا وخيانتك للأمانه،وتَخليكى عن الوقوف جنبى وإختارتى الطلاق،حتى إبنك مفكرتيش فى مستقبله،هاتى من الآخر.
إرتبكت طليقته قائله:من الآخر،أنا جايه وعاوزه إبنى!
نظر حسام ساخراً يقول:إبنــــــ،،إبن أيه،إبنك!
إبنك اللى رمتيه،ومدورتيش عليه،طول عمرم انانيتك بتتحكم فيكى،أنتى إتقطعت علاقتك بابنك من بعد الولاده،مباشرةً من أول الداده اللى كانت بتهتم بيه علشان المدام مش فاضيه واخده منصب مهم فى شركه باباها الاستثماريه،هتجيب منين وقت،حتى لما حبيتى تثبتى لباباكي إنك تقدرى تكبرى وتبقى،بيزنس ومان ناجحه كان بخيانتى،لما أخدتى منى بعض الصفقات من تحت الطرابيزه،مفكرتيش إنى ابو أبنك،جايه ليه النهارده،وأزاى،سايبه فرع باريس اللى شغاله فيه،مش خايفه لحد تانى ياخد مكانك.
ردت بجباحه:مازن يبقى إبنى وانا مقبلش إنه يتربى مع مرات أب.
تحدث حسام:قولى كده من البدايه زى ما توقعت سبب مجيك لهنا متقبليش  يتربى مع مرات أب لكن تقبلى إنه يتربى مع جوز أم فرنسى،لا مله ولا دين،واالله اعلم هو فعلاً زوجك ولا رَفق بدون جواز.
تعصبت طليقته وعَلت صوتها وبدأت بالتهجم بالالفاظ والوعيد،مما جعل خديجه،تدخل دون قصد منها،هى دخلت من أجل أن تهدأ الموقف،حتى لا يتأثر مازن،بالخلاف بينهم.
لكن صُعقت حين قالت عنها تلك البجحه:
هى دى الحثاله مراتك الجديده،صحيح طول عمرك ذوقك متدنى.
رد حسام:فعلاً كان ذوقى متدنى لما أختارتك فى يوم،ودلوقتي،بقولك،ارتاحى،شريكى التالت محامى كبير وبيفهم فى القانون،ومازن،دلوقتى لا فى حضانتى ولا حضانتك،فى حضانة بابا،الراجل العسكرى المحترم،مش الراجل المقامر،ويظهر قدام الناس،راجل أعمال،أظن عارفه باب المزرعه منين.
ردت تلك البجحه:هتشوف يا حسام،انا هعمل أيه،مش هخلي إبنى،تربيه الحثاله دى.
قالت هذا،وسارت حين إقتربت من خديجه،ضربتها بكتفها،ضربه قويه،تألمت خديجه،لكن بصوت خافت،ووضعت يدها على بطنها،لا تعرف لما شعرت بغصه،هى كانت تنوى إخبار حسام بذالك الخبر بعد أن تأكدت من طبيبه مختصه،لكن تلك المرأه أفسدت فرحتها.
أقترب حسام بتلهف من خديجه قائلاً:
خديجه أنتى كويسه،البجحه دى عملتلك أيه قولولى.
حاولت  خديجه رسم بسمه قائله:أنا كويسه.
تحدث حسام،بلهفه:طب ليه حاطه ايدك على بطنك.
ردت خديجه:مفيش،عادى،سيبك منى انا سمعت اللى قالته كويس إن مازن مكنش هنا،وسمع اللى حصل،هتعمل ايه،لو فكرت تاخد مازن؟
تبسم  حسام:هى مش جايه علشان مازن،يا خديجه،هى كانت جايه علشانى،مفكره إنى لسه زى زمان وهصدق وشها الخادع،بس أنا مبقتش حسام،اللى المظاهر بتخدعه،خلاص،مازن مش فى دماغها،انا كنت متوقع مجيها لهنا،وعلشان كده،طلبت من يوسف تخليص أوراق تثبت حضانة،بابا ل مازن،قبل هى متجى،بعد ما مازن قالى انها كلمته من كام يوم،وقالها إنى إتجوزت،هى كانت مغروره ومفكره،إنى مع الوقت هرجع تانى ليها،زى زمان. 
قال حسام هذا وحاوط خديجه بذراعيه قائلاً:إنتى هديه،ربنا بعتها ليا،معدن أصيل،يبقى ليه أبص لمعدن فلصوا،وعلى رأى بابا،الصفيح،من بعيد بيلمع زى الدهب بس مع الوقت بيصدى،ويظهر على أصلهُ،لكن الدهب حتى لو كان ملوث بالتراب،بمجرد ما بتنفخ التراب من عليه،بيظهر معدنه الأصيل والغالي من تانى،وإنتى الدهب،يا خديجه.
تبسمت خديجه،ولفت يديها تختضن حسام،كانت ستخبرهُ،بتلك النبته التى بأحشائها منه،لكن رنين هاتفه جعلها تنتظر.
إبتعدت،خديجه قليلاً، عن حسام الذى أخرج هاتفه ونظر للشاشه مبتسماً يقول:
ده يوسف.
تبسمت خديجه.
رد  حسام عليه،بعد السلام،قال يوسف:
بكره كتب كتاب علاء وعاليه،كنت بدعيكم علشان أعرفكم،تجوا تحضروا  هنعمل حفله عائليه كده صغيره.
تبسم حسام يقول:بكره،وبتتصل فى الوقت الضايع،كده،عالعموم هشوف كده،رأى الولاد،وهرد عليك المسا،بس كنت عاوز،اخد رأيك فى موضوع كنا اتكلمنا فيه قبل كده.
سمع يوسف لسرد حسام لما حدث له مع طليقته قبل دقائق.
رد يوسف:لأ إطمن،مازن،دلوقتي فى حضانه اللواء ثابت،وهو أجدر واحد بحضانته،وصعب جداً تقدر تاخد من المحكمه حضانته،وبالذات إن معاك نسخه إنها كانت متزوجه من رجل اجنبي حتى لو أشهر إسلامه،فهى عايشه فى بلد بطباع غير طباع إسلاميه،سيبك كل ده تهديد عالفاضى،بس أبقى أتصل عليا،وقولى،هتيجوا ولا لأ،دلوقتي هسيبك انا مشغول لوحدى فى ترتيبات كتب الكتاب.
تبسم حسام قائلاً:وفين عمار؟
رد يوسف:عمار فى العسل،إتصالح هو وسهر إمبارح.
تبسم حسام قائلاً:مبروك مش كنت تقول كنا قومت معاه بالواجب،وأتصلت اهنيه.
ضحك يوسف قائلاً:متقلقش انا قومت بالواجب،وصبحت عليه من شويه،بس صعب عليا،فمرضتش أطول فى المكالمه،يلا ربنا يسعدهُ،ويرزقه الذريه الصالحه. 
تبسم حسام،مُأمناً على أمنيه يوسف،وأغلق الهاتف.ثم نظر ل خديجه قائلاً:
سهر وعمار إتصالحوا إمبارح.
فرحت خديجه بشده،قائله:أحلى خبر سمعته،ربنا يهنيهم ببعض،ويرزقهم الذريه الصالحه،يارب.
تبسم حسام قائلاً:إنتى هديه من ربنا ليا يا خديجه،ياريتنا إتقابلنا من زمان،بس لكل شئ ميعاد.
تبسمت خديجه قائله:لسه قدامنا العمر نعيشهُ سوا،يبقى لينا نتمنى ماضى،خلينا نتمنى مستقبل يجمعنا مع ولادنا،ونكون سعداء،وأحنا بنشوفهم بيكبروا ويحققوا أمانيهم.
ضم حسام خديجه:فعلاً قدامنا مستقبل هنعيشه مع ولادنا.
شعرت خديجه بالخجل وقالت:حسام كان فى حاجه كده عاوزه أقولك عليها،مش عارفه،ردة فعلك هتكون أيه.
تعجب حسام قائلاً:وأيه هى الجاحه دى،واللى مكسوفه كده بسببها.
خجلت خديجه قائله بهمس يكاد يكون مسموع:أنا حامل.
أعتقد حسام أنه سمع خطأ وقال بأستفسار:
بتقولى أيه.
تحشرجت خديجه قائله:أنا حامل.
ذُهل حسام قائلاً: حاااا حااا حااا أيه 
حامل ولا انا سمعت غلط.
أخفضت خديجه وجهها قائله:أيوا أنت سمعت صح أنا حامل أنا نفسى مكنتش مصدقه،بس قدر ربنا بقى.
تبسم حسام،متعجباً يقول:طب إزاى،حامل مش إنتى إستئصلتى الرحم بعد ولاده أحمد إبنك.
ردت خديجه بخجل:لأ،الحقيقه،أنا كنت وقعت من على سلم بيت زايد كنت وقتها حامل وكنت داخله عالشهر التاسع،ووقتها حصلى نزيف جامد،وعمار هو اللى أنقذنى أنا وأبنى وقتها،وخدنى عالمستشفى،بس النزيف كان زاد والدكاتره ولدونى فوراً،علشان النزيف وكمان علشان حياة أحمد،بس كنت نزفت تانى يوم بعد الولاده،ودخلت العمليات،وكان فى جزء من الرحم متهتك،مش الرحم كله،وتم إستئصال الجزء ده،بس،مش الرحم كله،وكنت باخد علاج وعملت عمليه ترقيع للرحم بعد ولادة أحمد يجى بسنه كده،وكنت مواظبه عالعلاج،بس بعد ما محمود إتوفى،أنا بطلت أخد علاج،وقولت أنا خلاص ميلزمنيش ولاد تانى،بس ده كله مكنش يعرفه،غير عمار،ويوسف والمرحوم محمود،وهو اللى كان وقتها قال إنى إستئصلت الرحم بدون قصد منه،بس ربنا زى ما يكون كانت فرصه ليا أنا وعمار بعدها،الكل كان متأكد إنى مش هخلف تانى،فابالتالى قدرنا نعيش قدام الجميع زوجين،وإحنا مفيش بينا غير،صداقه وأخوه.
لا يعرف حسام أى شعور يطغى عليه الآن،السعاده أم الذهول،بتلك الحقيقه،معنى،ذالك أن مشاعر خديجه لم تتحرك ناحية عمار،ولم تتخطى كما قالت الاخوه والصداقه،إذن لو لم تكون تكن له مشاعر حقيقيه لما تزوجت منه.
برد فعل تلقائي،جذب حسام خديجه لحضنهُ مقبلاً يقول:هتبقى أحلى ماما،بس أنا عاوز بنت،مش عاوز منى تبقى وحيده وملهاش أخت،علشان تبقى قسمة العدل،ولدين وبنتين.
تبسمت خديجه بحياء قائله:أنا مكسوفه قوى،أنا خلاص كلها كم سنه وهكمل الاربعين،ومنى قربت تكبر الناس هيقولوا عليا أيه.
تبسم حسام يقول:يقولوا اللى يقولوه شاغله نفسك بالناس ليه،دى حياتنا إحنا ومحدش له الحق يدخل فيها.
عاد حسام يُقبلها،لكن قطع الأنسجام،دخول،أبنائهم واحد يلو الآخر،يصرخوا بجوع فهم أتوا الأن من المزرعه،بعد جوله بها.
تبسم حسام يقول:بعد كده لازم نريح ماما،وبلاش نتعبها،اللى عاوز حاجه يقول للداده تعملها له.
إستغرب الاولاد قائلين:ليه،هى ماما هتسافر.
رد حسام بفرحه:لأ مش هتسافر،ماما هتجيب بيبى بعد حوالى سبع شهور كده وشويه،وهيكون لكم أخ أو أخت رابعه.
فرح الأولاد هم أيضاً،وتوجوا يحتضنوا خديجه بفرحه وتلهف،
نطقت منى:ماما انا عاوزه أخت،ماليش دعوه.
تبسم حسام وهو يضع يدهُ على كتف منى قائلاً:لسه قايل لها كده،أدعى معايا يا منى،أنا نفسى فى بنوته تانيه،حلوه زيك أنتى وماما كده.
تبسمت خديجه،وشعرت بسعادة الكون قد عوضها بها الله،فيوماً هُددت،بالبُعد عن أطفالها،وتحملت زيجه وهميه أمام الناس فقط من أجلهم،نست،بل دفنت قلبها،الى أن أتى حسام،ونبش عن قلبها،وازاح الرمال من عليه،وسقاه بالحب،لينبض من جديد ويطرح سعاده.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة المنصوره.
تبسم عمار وهو يعود للغرفه،مازالت سهر غارقه،بالنوم،توجه الى الفراش ونام جوارها،يداعبها،بالقبولات على وجهها بأكمله ثم يُقبل شفتيها،تضايقت،سهر قائله:كفايه يا عمار سيبنى أنام شويه،حرام عليك أنا من إمبارح منمتش ساعتين على بعض.
تبسم عمار بمكر يقول:وأيه اللى مطير النوم من عنيكى،بتفكري فيا صح،أعترفى.
تقلبت سهر الى الناحيه الأخرى،وأبتعدت عن عمار،
تبسم وأقترب منها،وضمها من الخلف،يُقبل عنقها،بوله قائلاً:إصحى،يا كسوله،عندى ليكى خبر حلو.
ردت سهر بنعاس:مش عاوزه اعرف سيبنى أنام،أنا عاوزه أنام حرام عليك،أنا سهرانه طول الليل.
تبسم عمار وأدار جسدها لوجهه،قائلاً: ولا حتى لو كان الخبر،عن خطوبة علاء وعاليه.
فتحت سهر عيناها قائله:قصدك أيه؟
تبسم عمار بمكر قائلاً:مفيش كملى نوم.
جلست سهر بالفراش بعد أن لمت غطاء الفراش عليها وقالت بتذمر:يعنى صحيتنى من النوم و دلوقتى  مش عاوز تقولى.
تبسم عمار على تذمرها،قائلاً:لازم أخد مكافأة قبل ما أقول.
نهى عمار كلمته،يُقبل سهر،يسبح معها فى وادى عشقهما،
بعد وقت:نامت سهر على صدر عمار قائله:ضحكت عليا،قولى بقى أمتى خطوبة علاء وعاليه.
ضم عمار سهر قائلاً:مفيش خطوبه.
رفعت سهر رأسها عن صدر عمار،وقبل أن تتحدث تبسم عمار على ملامحها التى تغيرت وقال:
مفيش خطوبه،فى كتب كتاب،وبكره،لأنهم مسافرين أسوان بعد يومين.
تغيرت ملامح سهر من الضيق الى الفرح،وقالت:بس أزاى،علاء كان بيقول خطوبه.
تبسم عمار:ده طلب عمى،علشان يوافق،يظهر عاوز يورط أخوكى.
تبسمت سهر قائله:لأ ده طمع عمك طمعان فى أخويا،ما هو هيبقى دكتور قد الدنيا،ومحترم مش زى.....؟
تبسم عمار يقول:بلاش السيره دى،بصراحه أنا زيك مش برتاح للشخص ده،ولا هو ولا بنت عمى،يلا ربنا يسهلهم،خلينا فى عشقنا ها يا ملاكى مش جعانه.
تبسمت سهر قائله:بصراحه جعانه جداً جداً كمان.
تبسم عمار بمكر يقول:ما لازم تجوعى،يا ملاكى،أنتى مصدقتى إنى رجعتك ومش قادره تبعدى عنى.
نظرت سهر لعمار،بضيق قائله:أنا اللى مش قادره أبعد عنك،خلاص انا هبعد أهو،وشوفلنا حاجه فى الشقه دى تتاكل من أمبارح عليا كام سندوتش أكلتهم فى الجامعه،وخلاص قربت يجيلى هبوط منك،دا لو ماما كان زمانها.....
توقفت سهر عن الحديث لثوانى ثم قالت بتذكر:
ماما وبابا،ميعرفوش أنا فين،زمانهم قلقانين عليا فين تليفوني لازم أكلمهم.
تبسم عمار قائلاً بثقه:متخافيش هما عارفين إنك معايا،ومش قلقانين
نظرت له سهر قائله:
هما كانوا يعرفوا أنك هتخطفنى،طبعاً،بابا وماما كانوا عارفين إنك رجعتنى لعصمتك،ومش بعيد علاء وأنا كنت مُغفله،لأ وأنا اللى كنت بستغرب ماما،لما كنت بتأخر عند طنط حكمت فى المستشفى مكنتش بتبقى قلقانه عليا،ولا حتى كانت بتمنعنى أنى أقابلك،وكمان إنت حضرت عيد ميلادى وأنا فى البحر الأحمر،مكنش تهيؤات.
تبسم عمار وهو يضم وجه سهر بين يديه قائلاً:إنتى مغبتيش عن عنيا يا سهر،رغم إنك البُعد كان إختيارك،بس أنا كنت وقتها خلاص هقولك على حقيقة جوازى المزيف من خديجه،واللى عمرها ما كانت مراتى غير بالاسم،فقط قدام الناس،لكن بينى وبينها كنا زى الأخوات،أنتى أول ست فى حياتى.
تبسمت سهر قائله بثقه:والاخيره كمان.
تبسم عمار:الاولى والاخيره وشريكة عمرى،واللى مكنتش بالنسبه ليا،لا جاريه ولا ماعون،زى ما كانت بتقول على نفسها.
خجلت سهر،وأخفضت وجهها.
تبسم عمار ورفع وجهها،ونظر لعيناها قائلاً:
أنا يوم ما أتجوزتك يا سهر مكنش فى بالى تخلفى أو لأ منكرش أتمنيت يبقى عندى ولاد منك،بس مكنش ده السبب فى جوازى منك،زى ما كنتى مفكره،ويمكن ده السبب اللى خلاكى،تاخدى مانع حمل.
نظرت سهر لوجه عمار غير متفاجئه تقول:أكيد خديجه اللى قالتلك،هى كانت معايا أنا وماما عند الدكتوره.
تبسم عمار يهز رأسهُ بنفى قائلاً:ظلمتى خديجه.
نظرت له قائله:لو مش خديجه،يبقى مين ما هو مش معقول ماما اللى هتكون قالتلك.
هز عمار رأسه بنفى وقال:أنا عرفت منك إنتى،يا سهر.
تعجبت سهر قائله:إزاى،إتكلمت وأنا نايمه.
تبسم عمار قائلاً:لأ إتكلمتى وإنتى صاحيه وواعيه،بس انا عرفت بالصدفه،سمعتك بتكلمى مامتك وبتطلبى منها تجى معاكى للدكتوره علشان تشوفي سبب تأخير الحمل،ولما سألتك ان كنتى بتاخدى مانع  أنتى قولتى  لها.
تعجبت سهر قائله:بس اليوم ده انا كنت مع ماما فى البيت لوحدنا،يبقى عرفت إزاى!
رد عمار:من تليفونك،يظهر بالغلط رن عليا،ولما رديت،مأخدتيش بالك وفضل الخط مفتوح،وسمعت،كلامك معاها،يومها.
اخفضت سهر وجهها وقالت:وده طبعاً أكدلك إنى مش قد المسؤليه،وطبعاً كنت مضايق منى.
رفع عمار وجه سهر وتلاقت عيناهم،قائلاً:
منكرش أول ما سمعت كلامك مع مامتك،أضايقت،بس لما قعدت مع نفسى،عذرتك يا سهر،اللى حصل بينا فى البدايه،كان يديكى الحق فى ظنك دايماً اللى كنتى بتقوليه،إنك مش أكتر من ماعون،وكمان لخبطة حقيقة جوازى من خديجه،كان غلط،مكنش لازم نخبى أكتر من كده،على الاقل كان لأزم إنتى تعرفى الحقيقه دى.
توقف عمار.
اكملت سهر:بس أنت خوفت تقولى،قولت عيله ومهتصدق وهتقول للكل،وتعمل نفسها عليا شخصيه.
تبسم عمار يقول:لأ مكنش ده السبب،كان طلب خديجه،هى كانت خايفه ولادها يتأثروا بالموضوع،كان لازم تمهيد،وكمان كنت محتاج أتأكد أنك بتحبينى.
تبسمت سهر قائله:وأتأكدت أنى بحبك دلوقتي.
تبسم عمار يقول:مش متأكد قوى،بصراحه....
قبل أن يكمل عمار قوله،تفاجئ بسهر 
وضعت يديها حول وجهه،وقامت بتقبيلهُ،قُبله خاطفه قائله:بحبك يا عمار.
قالت هذا  وسحبت يديها من حول وجهه،وشعرت بخجل.
تبسم عمار على خجلها يقول:وأنا كمان بعشقك،يا سهرى.
تبسمت سهر وهى ترفع عيناها تنظر لعمار قائله:عمار،عندى إستفهام وكنت عاوزه منك اجابه عليه.
تبسم عمار يقول:وأيه هو؟
ردت سهر وهى تشعر بغصه:
يوم ما أجهضت،أنا فاكره آخر حاجة سمعتها،أنت نطقت أسم ،خديجه،ليه؟
شعر عمار بغصه هو الأخر قائلاً:
هتصدقيني لو قولتلك معرفش،بس أنا شوفت خديجه بنفس المنظر ده،بتحاول توقف قدامى وهى بتنزف،ومش قادره وفجأة أغمى عليها،يومها،خوفت عليكى،وإتشوشت،مش أكتر.
تبسمت سهرقائله:عمار إنت ليه لما أجهضت أنا حسيت أن مش فارق معاك أنى أجهضت الجنين ده،مع أنى شوفت الحزن الشديد فى عين طنط حكمت،حتى بعدها،بدأت تتعامل معايا برفق.
شعر عمار بغصه قائلاً:علشان كان الأجهاض ده رحمه من ربنا لينا أحنا الإتنين،كان نتيجة أغتصا....
لم يكمل عمار كلمته وضعت سهر،يدها،حول فمه،وقالت:سبق وقولتلى محدش بيغتصب مراته،فاكر.
تبسم عمار بغصه،وقبل أنامل سهر،قائلاً:
سهر أنا قريت الجواب اللى سيبتيه لمامتك وبتقولى لها فيه،إنك مش عاوزه تتجوزينى،وانى كنت لعبه،خطفتيها من مياده.
تعجبت سهر قائله:بتقول أيه أنا مكتبتش الكلام ده،فعلاً كنت سايبه رساله لماما،بس إزاى وصلتك،وماما مشفتهاش أصلاً.
سرد عمار لها عن عثوره على الرساله بين دعوات الفرخ،وفحواها المكتوب.
تعجبت سهر،قائله:حتى لو كان المكتوب صحيح وأنا اللى كتباه مكنش لازم ده يبقى رد فعلك،بس كل شئ قدر.
تبسم عمار قائلاً:فعلاً كل شئ قدر،وأنتى كنتى أحلى قدر،يا سهرى،كنت مستنيكى تظهرى،تعرفى لو مش ظهورك قدامى،يمكن كنت كملت حياتى،من غير ما أفكر فى ست تشاركنى حياتى،كنت قبل ظهورك،مشغول،بالشغل،وقتى كله كان شغل وبس مفيش أى متعه،المتعه الوحيده كان إنى أكبر أسم وأملاك عيلة زايد وخلاص،بس ظهورك سرسب لقلبى متعه تانيه،كانت غايبه عنى،معرفتش طعمها غير لما بقيتى مراتى،كنت ببقى مش عاوز أبعد عنك،مبقتش بفكر غير فيكى،فاكره لما سألتينى ليه مش بروح أبات عند خديجه،كان نفسى تقوليلى،أنك مش عاوزانى أروح لها،وكنت هعترفلك،إن مشغلش بالى ولا واحده إمتلكت مشاعرى كلها غيرك يا سهر،قلبى وعقلى متمنوش ست غيرك،كنت أوقات بتمنى تقوليلى إبعد عنى متلمسنيش،بس كنتى بتسلمى وتدبحينى،كان نفسى يكون تسليمك ليا حب،ورضا منك.
تبسمت سهر،قائله:وأنا كمان يا عمار،قد ما كنت كرهاك فى البدايه وبتهرب منك،كنت بحس بخوف من لمسك ليا ،،بس إنت كنت زى المغناطيس وجذبتنى ليك،قد ما كنت بخاف تلمسنى،بعد ليلة جوازنا، نفس الوقت كنت بشتاق للمساتك وأنت بعيد،لما كنت بتسافر تخلص أشغالك،وتسيبتى،مكنتش بعرف أنام،حتى لو نمت كنت بحلم بيك،وعازاك ترجع،تاخدنى فى حضنك. 
تبسم عمار قائلاً:حتى لو كان الجواب إنتى اللى كنتى كتباه مكنش لازم أتسرع،ليلة جوازنا،لو مكنش الجواب إتحرق كنت هواجهك بيه.
تبسمت سهر قائله:كويس أنه إتحرق،يمكن وقتها مكنتش هتصدق تكديبى للجواب ده،الغلط كان منى من البدايه زى ماما ماقالتلى وقتها،طالما كنت رافضه مكنش لازم أوافق،علشان خاطر تيتا آمنه،
تيتا آمنه ضغطت عليا،بس  أنا بدعى ليها بالرحمه عادوام من قلبى أنا عمرى ما كرهتها،رغم اللى حصل، يمكن هى كان عندها إحساس أنى  مع الوقت هحبك يا عمار،أنا بحبك يا عمار.
تبسم عمار وضم سهر لحضنه،هامساً،وأنا بعشقك،يا سهر.
تبسمت سهر قائله:على فكره أنا جعانه،فين الأكل اللى قولت عليه،يظهر الكلام والمصارحه  نسونا الجوع.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمساء اليوم التالى.
دخل عمار الى الغرفه،وجد سهر إنتهت من إرتداء ذالك الرداء الأبيض،البسيط الذى يشبه فستان العروس،تبسمت له وهى تنظر لانعكاسه فى المرآه.
أقترب منها،ووضع يديه حول خصرها،ورأسهُ على كتفها،وقبل عنقها قائلاً: أحلى ملاك،هو ينفع ما نروحش كتب الكتاب ده ونتصل نهنيهم ونفضل هنا فى الشقه.
تبسمت سهر وهى تنظر لأنعكاس وجهه فى المرآه قائله: ينفع منروحش،أنا موافقه،بصراحه،حاسه برجفه،معرفش ليه،كأنى هدخل بيت زايد لاول مره.
أستدار عمار وأصبح وجهه،بوجه سهر قائلاً: بيت زايد ده  بيتك،يا سهرى،وهناك عشنا،أنا بقول تكملى وتلبسى طرحتك،بدل ما أستغل الفرصه.
أنهى قوله يُقبل وجنتيها.
تبسمت سهر له 
.....
بعد قليل من الوقت 
نزلت سهر من سيارة عمار،بمدخل منزل زايد،رجفت يديها،
وقفت تنتظر عمار الى ان مسك يدها بقوه،ودخل الى المنزل.
تبسم وهو يرى الزينه البسيطه،وكذالك ذالك التجمع بين العائلتين.
كذالك سهر،برغم رجفة يدها،تبسمت براحه،
كانت الفرحه مزدوجه،
بعقد قران علاء وعاليه، وها هى سهر تعود مره أخرى، لعُشها مع عمار، إنكشفت كل الأسرار 
كان إستقبال لها كأنها عروس لأول مره 
فرحة حكمت لا توصف، فبعودة سهر، عاد طائرها مره أخرى لعُشه مع وليفتهُ. 
كذالك مهدى، إستقبلها بود كأنها إبنته،هى بالفعل أصبحت إبنته، وقبل جبينها، متمنياً لهما السعاده، وأيضاً  مهدى إستقبلها بترحاب، وإستقبال فاتر، من فريال، التى تشعر بهزيمه كبيره، ليس هذا فقط، بل زاد ذالك الآلم التى تشعر به ينخر بجسدها مؤخراً. 
جذبت نوال سهر وحضنتها،تبسمت بسعاده،كذالك منير،عمار وعد أن يُعد سهر له،سعيده،وها هى تُشع سعاده،بل تشبه العروس بردائها الابيض البسيط،
كذالك يوسف الذى اقترب من عمار ووقف لجواره هامساً،بقولك ايه،ما تجيب مفتاح شقة المنصوره دى،أما آخد أسماء ونروح نروق الشقه.
تبسم عمار قائلاً:معنديش مانع،بس لو أم يوسف سألتنى عليك أقولها فين.
تبسم  يوسف يقول:متقولهاش هى مش محتاجه حد يقولها،دى زى ما يكون مركبه جهاز إنذار فى بطن أسماء كل ما اقرب منها،الاقيها طابه علينا مبقتش عارف حتى ابوس أسماء،إمتى تولد،وبعدها هسيب الولد لها واخطف أسماء.
تبسم عمار يقول:ربنا يقومها بالسلامه،بس زى ما قولت قبل كده،الولد هيبقى اسمه عمار.
تبسم يوسف قائلاً بود:عقبالك إنت وسهر،خلينا نقرب،خلاص كتب الكتاب،وعلاء طلب منى ابقى شاهد.
رغم السعاده كانت هنالك تلك الحقوده 
تقربت غدير من أسماء التى تجلس جوارها سهر،إدعت الارهاق قائله:
مش عارفه أيه اللى حصلى فجأه،حسيت بدوخه كده،وهبوط.
ردت أسماء:غريبه اقعدى ارتاحى.
ردت غدير،مش غريبه ولا حاجه كل ده بسبب الحمل.
تعحبت أسماء قائله:إنتى حامل،بس إبنك لسه صغير قوى مكملش شهور،هو فين 
ردت  غدير: الولد سيبته مع المربيه اللى جبتها تراعيه ومعرفش إزاى حملت، بسرعه كده، نصيب،يلا عقبال كل المشتاقين،ويكملك بالسلامه.
نهضت سهر من جوارهن  بصمت،وتوجهت للجلوس بين حكمت والداتها،اللتان تبسما لها،
أغتاظت غدير،من عدم مبالاة سهر لها،وضعت يدها على بطنها تُمنى نفسها،ستنجب هذه المره طفلاً سليماً،لكن لا تعلم أن النِقم قد تُذهب النِعم.
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد نهاية  الحفله. 
صعدت سهر بيد عمار الى شقتهم 
فتح عمار لها الباب، ووضع يدهُ على عينيها، وهمس قائلاً: 
هنا من سنه، رجلك خطت داخل الشقه، وقتها كان كل هدفى إنى أكسرك قدامى، بس كان جوايا أحاسيس متضاربه مش فاهمها، بتدخل لحياتى لأول مره،كانت مشاعر، حب أو تُملك مش عارف لها تفسير، بس الليله، عارف تفسيرها كويس، أنا عاشق ل سهر. 
قال عمار هذا، وأزاح يدهُ عن عين سهر، لتفتح عينيها تبتسم بأنبهار. وهى تنظر أمامها،ترى ترى أضويه بلون أحمر تُضئ بحروف إسمها،والأرض مفروشه،بالزهور،تُخطى بقدمها عليها،إستدارت فجأه لعمار،وقامت بحضنه.
ضمها عمار بقوه لصدره قائلاً:أهلاً برجوع الملكه لعرش مملكتها.
ضيفت سهر عيناها ببسمة مكر قائله:من جاريه بقيت ملكه مره واحده.
تبسم عمار يقول: شكلك مكنتيش  شاطره فى التاريخ ياما جوارى زلزلوا عروش ملوك وحكموا هما إمبراطوريات
تبسمت سهر بدلال قائله وأنا وأيه؟
تبسم عمار يقول بتملُك: إنتى مليكتى الوحيده وأغلى ما أمتلكت. 
قال عمار هذا ومال يمتلك شفاها بقبولات عاشقه.
ثم مسك يدها يسيران،الى أن توقف،رات سهر تلك العلبه المخمليه الصغيره،فقالت،أيه العلبه دى.
تبسم عمار يقول:افتحيها وشوفى.
فتحت سهر العلبه،ونظرت لعمار مبتسمه.
تبسم عمار يقول:الدبلتين دول جدتى،جابتهم ليا من الحجاز آخر مره راحت تحج فيها،وأديتهم ليا،وقالتلى،دول هديه من عند النبى،لك،أنا كتبت على الدبله الدهب أسمك،لسه الدبله الفضه،لما تلاقى شريكة حياتك،ابقى أكتب عليها أسمها.
تبسمت سهر،ومسكت الدبلتين وقرات ما هو مدون على الدبله الفضه،وجدت اسمها،
أخذ عمار الدبله الذهب من يدها وقال:
دبلة الشبكه،مكنتيش بتلبسيها،دى هتلبيسيها،بالأمر زى السلسله اللى فى رقابتك.
تبسمت سهر قائله:هلبسها،يا عمار كفايه إنها زى جدتك ماقالت إنها هديه من عند الرسول،
وإنت كمان هتلبس الدبله التانيه،بالفعل لبست سهر الدبله،وكذالك عمار  
فجأه
عانقت سهر عمار قائله: الا صحيح يا عمار،هى خديجه ليه مجتش تحضر،كتب كتاب،علاء وعاليه دى كانت علاقتها كويسه،بعاليه.
تبسم عمار يقول:خديجه السفر الطويل عليها مش كويس دلوقتي،لسه فى بداية حمل.
نظرت سهر لعمار بذهول فتبسم لها.
لكن عادت من ذهولها تقول: بتقول مين اللى حامل، خديجه مين! 
ضحك عمار على نظرة عين  سهر المذهوله قائلاً: هيكون خديجه  مين يعنى؟ بالتأكيد خديجه. 
مازالت سهر تنظر له بذهول،وقالت:
هى خديجه مش إستئصلت الرحم بعد ما خلفت إبنها أحمد،طب إنت ليه إتجوزتنى أصلاً من البدايه!
تبسم عمار يقول:إتجوزتك علشان الوحيده الى قلبى دق لها من أول مره شوفتها وكانت هتوقع من عالسلم،لما مسكت إيدك ملكتى قلبى. 
أنهى قوله يقبلها بعشق ولهفة تلك الأشهر التى كانت بعيده،وكانت تؤرق مخدعههُ، بل كانت تفاحه مُحرم عليه تذوقها،هو لم يشبع من تذوقها مازال يشعر،بالظمأ يتمنى أن يشرب أكثر . 
تبسمت سهر قائله:
خديجه حامل،واسماء حامل،وغدير كمان حامل وأنا أيه.
عمار أنا عاوزه،بيبى انا كمان.
تبسم عمار يقول:وانا معنديش أى مانع،وجاهز،قال هذا وغمز عينهُ بمكر،
خجلت  سهر.
تبسم عمار،يقول:لأ بلاش الخجل ده،دلوقتي،أنتى اللى طلبتى وعاوزه بيبى.
قال عمار هذا،وجذب سهر،يُقبلها هائمًا،بعودتهم لعشهم القديم.
.....ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بالاسفل 
أثناء حديث فريال مع سليمان بتهجم كعادتها،وقعت أرضاً،لا تتحرك.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

قبل قليل،بالمعرض الخاص،ب وائل.
دخلتا كل من،غدير ومعها هيام التى جائت معها بعد إنتهاء عقد القران
تيسمت هيام وقالت بموده:أزيك يا وائل واحشنى قوى.
رد وائل بپسمه:إنتى كمان وحشانى يا ماما وبابا أخباركم أيه؟
ردت هيام بعتب:أحنا كويسين،المهم إنت بقالك يجى شهر وأكتر مجتش تطمن علينا،يا دوب بتسأل بالتليفون،ده إن أفتكرت .
رد وائل باعتذار:حضرتك شايفه أهو مشغول،حتى كتب كتاب علاء وعاليه محضرتوش،كان عندى،زباين غير كنت بستلم بضاعه.
تبسمت هيام قائله:ربنا يرزقك من وسع وكمان مبروك على حمل غدير مره تانيه،مع إنى بعتب عليك لو مش الصدفه مكنتش عرفت النهارده،دى حاجه تفرحنى. 
ردت غدير برياء وكذب:أنا نفسى فوجئت بالحمل ده،أنا كنت عاوزه أخد وقت على ما أخلف مره تانى ،بس هعمل أيه،نصيب.
تبسمت هيام قائله:بتحصل كتير،ربنا يتمملك بخير،بس فين الولد عاوزه أشوفه بقالى فتره مشوفتوش؟
رد وائل:هقفل المعرض،ونطلع سوا،وباتى عندنا الليله.
تبسمت، هيام بأمتنان،قائله:مع أنى مش برتاح غير فى فرشتى،بس،عاوزه أشبع من حفيدى.
تضايقت غدير من قول وائل ،، لكن رسمت بسمةرياء.
بعد قليل.
بالشقه التى فوق المعرض.
بغرفة النوم.
وقفت غدير تقول ل وائل بضيق:مكنش لازم تقول لمامتك تبات هنا معانا، الليله.
رد وائل:إحنا فى ليالى الشتا،والجو برد،والوقت بدأ يتأخر،وهى طلبت تشوف حفيدها،عاوزانى أمنعها،غدير عدى الليله وبلاش نكد،كفايه.
تنهدت غدير بسأم،وقالت:وماله يا وائل مجتش من ليله هتباتها مامتك معانا فى الشقه.
بالخارج تسمعت هيام على حديث غدير مع وائل الغير مُرحبه بوجودها لكن جعلت أنها لم تسمع شئ،آتت لها المربيه الخاصه،بالطفل الولد 
حملته هيام،وجلست به فى غرفة الصالون،الى أن عادا غدير ووائل إليها،
تحدثت هيام برياء وبدأت تُقبل يدي الصغير بلهفه،ثم قبلت رأسه،لكن لفت إنتباهها،ذالك الخرطوم الرفيع الذى بمؤخرة رأسه وينزل من عنقهُ،فقالت بخضه:أيه الخرطوم الرفيع  اللى فى دماغ الولد ده.
تضايقت غدير ونهضت وأخذت منها الولد بتعسف.نادت على المربيه التى آتت سريعاً وأخذته وعادت به الى غرفته.
نظرت هيام لوائل قائله:جاوب يا وائل قولى أيه اللى فى دماغ الولد،ده غير كمان جسمه مرخى كأنه لسه مولود مش طفل داخل على أربع شهور.
قبل أن يرد وائل،ردت غدير:وأنتى مالك باللى فيه،عاوزه تشمتى وتتشفى فيه.
تعجبت هيام على صمت وائل،وقالت:
أنا هتشفى وأتشمت فى إبن إبنى،غلطانه،أنا كل سؤالى إن اطمن عليه.
ردت غدير:أطمنى،يا حماتى هو كويس.
نظرت هيام ل وائل قائله:رد يا وائل قولى أيه اللى فى دماغ إبنك وو...
لم تكمل هيام قولها،حين قالت غدير:اللى فى دماغه قسطره بتصرف الميه من دماغهُ،ودى حاجه  عاديه بتحصل لأطفال كتير، هو مش حاله نادره، يعنى ومع الوقت،هتغرس فى جسمهُ ومش هتبقى ظاهره، عرفتى أيه اللى فى دماغه،ولسه عاوزه تعرفى ايه تانى.
وقفت هيام قائله:مش عاوزه أعرف حاجه،أنا قايمه ماشيه،بيتى مش بعيد،مع إن بيت ده بيت إبنى ومبنى على أرضى،يعنى بيتى،بس طالما مفيش قبول ليا،يبقى بناقص،وإحذرى غضب قلبى عليكى.
تنهدت غدير بسخريه،بينما وائل حاول مُراضات هيام لكن لم تقبل منه،وغادرت المنزل،بغضب ساحق.
نظر وائل ل غدير قائلاً: ماما مغلطتش فى حاجه،وإبنك مش موضوع للشمت ولا للتشفى،كان لازم تتعاملى معاها بذوق أفضل.
سخرت غدير قائله:بذوق ،بذوق أيه،دى عماله تتفحص فى الولد وتقول مرخى ومعرفش إيه،وأنا مالى،هو انا اللى خلقته بأيدى،وعالعموم،أهو عوض ربنا عليا،وإنشاء الله اللى فى بطنى هيبقى سليم وصحته،وعقلهُ كويسين.
زفر وائل نفسه بغضب قائلاً:اللى فى بطنك إبنك،وده مش إبنك،غدير،إحمدى ربنا،وأقبلى بوضع إبنك،علشان ربنا يبارك لينا فى الجنين اللى فى بطنك،أنا خايف عليكى من البطر.
تعلثمت غدير قائله:ومين قالك أنى بتبطر،شوفتنى أهملت فيه،ما أنا جبت له مربيه خاصه، بتاخد الشئ الفلانى علشان بس تهتم بيه.
هز وائل رأسه بقلة حيله وترك غدير وتوجه الى 
غرفة النوم بصمت.
بينما غدير زفرت أنفاسها قائله:كانت ناقصه كمان حارقة دم على المسا مش كفايه،الست سهر اللى رجعت لأ ورجوع ملكه.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بمنزل عطوه،بشقه هيام.
دخل عبد الحميد،تبسم حين وجد مياده كانت تجلس بغرفة المعيشه،تشاهد أحد الأفلام،وقفت مياده حين رأته وتبسمت،
قال عبد الحميد:مساء الخير،يا مياده،لسه صاحيه. 
ردت مياده:يظهر،لسه متعوده عالسهر،بسبب الايام اللى فاتت كنت بسهر أذاكر 
جلس عبد الحميد جوار مياده ووضع يدهُ على رأسها بحنان قائلاً:
ربنا ينجحك ويكافئك على مجهودك اللى عملتيه،بس ليه مجيتيش معانا كتب الكتاب.
تبسمت مياده قائله:مفيش سبب،بس مبقتش بحب التجمعات،وكمان مش بحس براحه من غدير مرات وائل.
تبسم عبد الحميد:والله ولا أنا،بس تعرفى لو كنتى جيتى،كنتى شوفتى سهر وعمار،رجعوا لبعض.
فرحت مياده قائله:بجد،أحلى خبر،يا بابا كنت متوقعه كده من زمان،عمار بيحب سهر من البدايه لما طلبها هى مع إننا كنا متوقعين أنه جاى علشانى،وكمان الفتره اللى فاتت،شوفته كتير بيوصلها بعربيته للبيت،ربنا يسعدهم ويهنيهم.
تبسم عبد الحميد،قائلاً:ويهنيكى يا بنتى،ويرزقك بأبن الحلال،اللى يصونك،ويعوضك عن حازم،والله هو الخسران.
تبسمت مياده بغصه قائله:لا خسران ولا كسبان أنا خلاص حطيت هدف فى راسى وهوصله،ومش بفكر فى أى إرتباط دلوقتي خالص،دراستى أولاً،وبعدها أى حاجه تانيه مش مهمه.
قبل عبد الحميد جبهة مياده قائلاً:ربنا يوصلك لهدفك،ويوفقك يارب،أنا مبسوط بتغيرك ده للأحسن.
تبسمت مياده وهى تنظر لوالداها بأمتنان،فى ذالك الاثناء دخلت عليهم هيام تشيط غيظاً،نظرت لهم قائله:بتبصولى كده ليه.
رد عبد الحميد:واحنا ليه هنصبلك،إنتى اللى داخله علينا،حتى مقولتيش مساء الخير،أيه مش كنتي،روحتى مع غدير،تشوفى وائل وإبنه!
ردت هيام بضيق قائله:روحت ورجعت عادى،أنا مصدعه هدخل أنام.
صمت الأثنان ولم يردان عليها،وجلس عبد الحميد ومياده معاً جلسة ود بين أب وإبنتهُ،تحدثا بأشياء كثيره،ومواضيع مختلفه،شعرت مياده لأول مره بهدوء نفسى،وهى تنام على ساق والداها،الذى داعب خُصلات شعرها،قائلاً:
شعرك وعيونك،بيشبهوا شعر وعيون أمى آمنه،ربنا يرحمها،حتى فيكى شبه كبير منها.
تبسمت مياده بغصه قائله:أنا كنت بعيده عن تيتا آمنه،سهر كانت الأقرب لها عنى،بس والله كنت بحبها وزعلت جداً على فُراقها،
قالت مياده هذا ونهضت،تنظر لوالدها قائله:
بابا،هو لو الواحد غلط فى حياته وكدب كذبه على غيره،لو طلب من اللى كذب عليه ده يسامحه،ممكن ياخدها فرصه عليه،ويبيع ويشترى فيه.
رد عبدالحميد:بصى،يا بنتى الاعتراف بالغلط مش عيب،إنما التمادى فى الغلط هو العيب،والأعتذار مش ضعف،ولا وسيله للضغط على المعتذر وكلنا بغلط،ومش ضعف إننا نعتذر،زى ما قولتلك العيب هو التمادى فى الغلط.
تبسمت مياده براحه،وقالت:كان نفسى نقعد القعده دى مع بعض من زمان يا بابا،انا بحبك،يا بابا،وأوعدك إنك فى يوم هتفتخر بيا.
قبل عبدالحميد،وجنتها قائلاً:أنا إنبسطت كتير من القعده معاكى،ومش هتكون آخر قاعده لينا مع بعض،وبوعدك أعزمك،فى أقرب وقت على فسحه طول اليوم نقضيها سوا،بعيد عن البيت،بس الجو يتحسن شويه.
تبسمت مياده وهى تشعر بيد والداها تضمها،ضمته هى الأخرى،تشعر،بأمان غريب،فحقاً كما يقولون،لاشى يُشعرك  بالأمان والسند أكثر حضن الأب.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده،لمنزل زايد 
بشقة عماروسهر
كانا غافيان بأحضان بعضهما،إستيقظا على رنين جرس باب الشقه،المتواصل
أستيقظت سهر بخضه تقول: خير فى أيه. 
نهض عمار سريعاً من على الفراش قائلاً: خير، يارب،إرتدى مئزر قُطنى وتوجه الى باب الشقه،فتح الباب،وجد إحدى الخادمات أمامه،أخفضت وجهها قائله:
عمار بيه الحجه فريال وقعت من طولها ومش بتتحرك، وبيحاولوا يفوقوها مفاقتش وطلبوا لها الأسعاف، وهى فى الطريق، والحاج مهدى قالى أطلع أقول لحضرتك. 
عبس عمار قائلاً: تمام، هغير هدومي  وأنزل فوراً.
إنصرفت الخادمه،وأغلق عمار باب الشقه،وعاد للغرفه مره أخرى،وجد سهرمازالت جالسه على الفراش بمجرد أن رأته أمامها قالت:خير فى أيه.
خلع  عمار  المئزر وهو يتوجه ناحية الدولاب يخرج بعض ملابس له قائلاً:
الشغاله بتقول إن مرات عمى فريال،وقعت وبيحاولوا يفوقوها مش بتفوق،وطلبوا الاسعاف.
ردت سهر بتلقائيه:يعنى ماتت!،كانت مستنيه أرجع علشان تموت.
تبسم عمار قائلاً:لأ أطمنى،أكيد مماتتش يمكن غيبوبه سكر ولا حاجه،وهتفوق،هلبس وأنزلهم.
نهضت سهر هى الأخرى من على الفراش وقالت:تمام أنا كمان هنزل معاك،أهو أطمن على حمات أخويا،اللى واضح وشه عليها عنب،الوليه جالها غيبوبه،ليلة كتب كتابه،دى كانت قاعده،الغرور نافخها،فجأه كده،ربنا قادر،يلطف بيها،  هنزل معاك،أشوف جرالها أيه؟
تبسم عمار بعد أن إنتهى من إرتداء ملابسه،ووضع وجه سهر بين يديه وقبلها ثم ترك شفاها قائلاً:هنزل أنا وإنتى إلبسى هدومك وحصلينى،ولا هتنزلى،بقميص النوم الجميل ده. 
إنتبهت سهر على زيها العارى أكثر مما يستُر وخجلت دون رد 
تبسم عمار على تلك التى مازالت تخجل منه وترك الغرفه.
سهَمت سهرقليلاً، ثم تنهدت و ذهبت للدولاب،وأخرجت ملابس لها وأرتدتها.
...
بينما بالأسفل.
كانت عاليه،تبكى بدموع،وهى بحضن حكمت الجالسه.
حين دخل عمار الى الغرفه قائلاً:خير مرات عمى مالها،أيه اللى حصلها فجأه كده!
رد سليمان قائلاً:فجأه وقعت من طولها،حاولت أفوقها مفيش إستجابه،ناديت لعاليه تفوقها،مافقتش،إتصلنا عالمستشفى،يبعتوا لينا  عربيةأسعاف،وأهو زمانها على وصول.
بالفعل قبل أن يتحدث عمار سمعوا صوت دخول سيارة الأسعاف الى المنزل.
بعد قليل بمشفى خاص بالمنصوره.
كانت تجلس عاليه تقف بحضن عمها مهدى،تبكى وهو يحاول تهدئتها،وكان يجلس سليمان على أحد المقاعد،تائه تلك المتجبره كيف سقطت بهذه الطريقه السهله،قبلها بدقيقه واحده  كانت تتهجم وتسخر من خطوبة وعقد قران إبنتها الصغرى،تذكر قولها،بناتى التلاته كانوا أغبى من بعض مفيش فيهم واحده جابتلى نسب يشرف،دايماً يرمرموا،هقول إيه بختى وأنا عارفاه من زمان،لو كان ربنا رايد لى البخت السعيد  كان إبني عاش،كان هيجبلى نسب يشرف أتباهى بيه بين الخلق،وتذكر أيضاً،ردهُ عليها بكل حزم:
منين جالك مش يمكن رحمة  ربنا عليكى إنه إتوفى صغير،يمكن كان حب واحده دون المستوى وجباهالك تقرف فيكى،وماله إختيارات بناتك،عاليه وأسماء إختاروا رجاله بصحيح،إنما غدير إختارت اللى شبهها،شخص عديم الشخصيه.
هنا  وضعت فريال،يديها على رأسها،ثم سقطت بعدها،لا تعطى أى مؤشر للحياه،سوا التنفس فقط،حتى هذا مع الوقت بدأ يثقُل 
وها هو عمار أكثر شخص كانت تكرههُ وتحقد عليه يقف ينتظر،أن يخرج الطبيب،مُطمئناً.
...
بينما بالبيت 
حين نزلت سهر كان الاسعاف أخذ فريال،دخلت الى غرفة حكمت،قاله:
خير،يا طنط أيه اللى حصل لطنط فريال.
ردت حكمت،والله ما أعرف،يا بنتى،فجأه كده عمك سليمان سمعناه بينادى على عاليه علشان تفوق مامتها ومفيش منها إستجابه،وعمك مهدى طلب المستشفى اللى كنت بتعالج فيها وطلب منها يبعتوا عربية إسعاف،وجت من شويه خدتها،وراحت معاهم عاليه،والله قطع قلبى بُكاها،ربنا يلطف،بفريال.
ردت سهر:ربنا يلطف بها،هطلع أتصل على علاء،المفروض يكون جنب عاليه،وكمان هو له علاقه بدكاترة المستشفى،أهو يمكن يعرف أيه اللى حصل لطنط فريال،هرجعلك تانى.
خرجت سهر،وقامت بالاتصال على أخيها الذى،رد:أيه على ما أفتكرتى أنى اخوكى متصله عليا تهنينى،عينك طول الوقت كانت على عمار وبس
تبسمت قائله: لأ أنا متصله أبشرك،كنت بتقول عليا قدم النحس على عيلة زايد،بص لنفسك،شكلك محظوظ،حماتك وقعت من طولها وعاليه حاولت تفوقها مفاقتش وخدوها للمستشفى اللى كانت فيها طنط حكمت.
إنخض علاء قائلاً:ده من إمتى دى كانت فى كتب الكتاب قاعده،قويه،والكِبر هيفسخها إتنين دى سلمت عليا بالعافيه،عالعموم،كويس إنك إتصلتى عليا قبل ما أنام،هروح المستشفى أشوف أيه إللى حصلها،مهما كان حماتى.
تبسمت سهر قائله:شكلك هتعدم حماتك،ولا أقولك السو اللى،زيها،بيعيش كتير،لما توصل أبقى قولى أيه اللى جرالها.
...
بعد وقت بالمشفى.
خرج الطبيب من الغرفه 
توجهت عاليه،وكذالك علاء الذى أتى الى المشفى  وقالت بأستفسار:
ماما يا دكتور.
رد الطبيب بهدوء:
الجحه اللى جوه شكلها إتعرضت لضغط شديد،أو من الواضح فى الفحوصات الأولية،أنها بقالها مده بتعانى من صداع  قوى،والأهمال أدى،لجلطه دماغيه،إحنا إتعاملنا معاها،وعطينا لها أدويه  تدوب الجلطه،بس لسه منعرفش مضاعفات الجلطه دى وتأثيرها عالمريضه،مش هنقدر نحدد نتايج الجلطه دى قبل ما تفوق من الغيبوبه.
شعر علاء بحزن قائلاً:متشكر يا دكتور.
بينما عاليه إنصدمت،وشعرت بدوخه شديده،لولا إمساك علاء لها لوقعت أرضاً.
...ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بظهر اليوم التالى.
حاول يوسف إخبار أسماء ما حدث لوالداتها،دون أن يُخيفها،حفاظاً على سلامتها،نجح بالفعل فى التهوين عليها،لكن حين ذهبت الى المشفى،وعلمت بحقيقة حالتها الصحيه،أغمي عليها. 
لحسن الحظ أنهم كانوا بالمشفى 
أدخلها يوسف لأحد الغرف،وطلب لها طبيبه مختصه،
بعد أن فاقت،ظلت تبكى،جلس يوسف لجوارها مواسياً يقول:
لازم تكونى أقوى من كده يا أسماء،حماتى قويه وبكره تشوفى هتقوم،بخير،كمان إفتكرى الروح اللى فى بطنك ليها عليكى حق،بلاش دموعك دى مش عاوز الولد يطلع نكدى،عاوزه فرفوش كده،زى إم يوسف.
تلفت يوسف حوله ونظر بأتجاه الباب.
تعجبت أسماء قائله: بتتلفت حوالين نفسك كده ليه؟
تبسم يوسف قائلاً:كنت بشوف باب الأوضه مقفول ولا لأ،لا ألاقى أم يوسف داخله علينا،وهى بتجى عالسيره كفايه الضبط اللى عملاه ليا فى البيت،ممنوع تقرب من أسماء،لحد ما تولد 
تبسمت أسماء على قوله،رغم عنها ،قبل أن يرفع يوسف وجهها،ويبدأ بتقبيلها قُبولات شغوفه،الى أن إنتبه الى صوت نحنحه.
ترك شفاه أسماء،مزعوجً وهو يعلم من صاحب النحنحه،بينما خجلت أسماء.
نظر يوسف قائلاً بعبس:خير أيه جابك هنا،ومش فى باب مخبطش عليه ليه،ياعمار،يا زايد ؟
تبسم عمار قائلاً:لاحظ إننا فى مستشفى
وأنى خبطت عالباب،بس يظهر سمعك تقل شويه،وكنت جاى أطمن على بنت عمى.
رد يوسف بتهكم:لأ لسه سمعى الحمدلله بخير،بس طالما مرتديش يبقى مالوش لازمه تدخل،وبنت عمك بخير،يلا شوف طريقك،شوف مين اللى بترن عليك ورد عليها بره.
تبسم عمار يقول:ماشى هطلع أرد على سهر بره،بس إنت،إبقى أقفل الباب،بالمفتاح إحتياطى،لأحسن إم بوسف إتصلت عليا وقالتلى إنها يمكن تجى لهنا،بنفسها،قولت أنبهك قبلها.
رد يوسف:مشكور،يلا إطلع وخد الباب فى إيدك إم يوسف لو جت هتقولى المستشفى دى حلوه قوى،ودفى عن البيت إحجزلى،سويت لمدة أسبوع أغير فيه جو.
ضحك عمار قائلاً:هتقولك إحجزلى سويت تعمل بيه أيه،ربنا يعافيها دايماً.
رد يوسف:يارب،يديها الصحه،دى هتحجزه لأسماء وتقعد مرافق لها،وتقولى صحتها أهم،يلا روح رد عالتليفون،لا اللى بتطلبك تزهق من الرن،وتقفل فى وشك الخط.
تبسم عمار وترك الغرفه.
شعرت أسماء بالحرج قائله:عجبك كده،أهو عمار إتريق علينا.
تبسم يوسف قائلاً:اللى يتريق يتريق،خلاص مبقاش يهمنى،كفايه كده حرمان،فى البيت أمى عامله زى الناضورجى،كل ما أقرب منك ألقاها فوق راسي تقولى ممنوع تجهد أسماء فى حاجه فارغه زى دى،وطب قوليلى،هو أما أحب فى مراتى،تبقى حاجه فارغه،بصى يا أسماء انا بقولك أهو إنتى تولدى وبعدها هخطفك ونروح مكان محدش يعرف يوصلنا فيه.
تبسمت أسماء،تفكر،لو سمعت لوالداتها يوماً،وكانت لم تتزوج بيوسف الشاب الفقير وقتها،والذى لا يمتلك سوى منزل صغير سيتزوج مع والداته فى شقه واحده ، فى بداية طريقهُ،يبدأ من الصفر،لا من تحت الصفر،جازفت ووافقت ورضيت،أن تعيش مع والداته بشقه واحده،مع الوقت،علمت أنها إكتسبت الرضا،حين عاشت مع والداته،وجدت منها الحنان والأحتواء التى لم تجدهم يوماً مع والداتها،كانت ترى الحزن بعين والدة يوسف حين تعلم أنها كانت حامل وأجهضت لسبب غير معلوم،سوى أنها إرادة الله،حتى حين شعرت بالحمل المره الاخيره،خافت أن تخبر يوسف،ويحدث الاجهاض،ككل مره،أخفت الأثنين الأمر بينهم،الى أن مَن الله عليها وعدت المده التى كانت تجهض بعدها،بل وثبت الحمل بأحشائها،وجدت بيوسف زوج طيب المعشر،ضحوك،يتحمل ويصبر،بل ويواسيها،حين كانت تيأس،وها هى مكافأة الصبر،هى الجبر.
....
بينما غدير 
التى آتت للمشفى،تمثل الدموع،لديها جحود كآن قلبها إنتُزع ووضع مكانه حجراً لا تشعر سوى بحقد وهى ترى نوال تجلس جوار عاليه التى تبكى بحضنها،والأخرى تواسيها،سخرت من هذا الموقف،بنظرها أن هذا ما هو الأ سخافه. 
...ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بمنزل زايد 
عاد عمار،ودخل الى غرفة والداته،التى كانت تجلس برفقة سهر.
تبسما له الأثنتان.
بينما هو قال:مساء الخير.
ردتا عليه الاثنتان،وقالت حكمت:أكيد جاى هلكان خد مراتك وأطلعوا شقتكم.
رد عمار:فعلاً هلكان،من إمبارح منمتش،يلا تصبحى على خير يا ماما.
تبسمت حكمت بود وهى ترى عمار،يمد يدهُ يمسك يد سهر،قائله:وإنتم من أهل الخير،يا حبيبى.
بمجرد أن دخل عمار وسهر الى شقتهم،جذب عمار سهر عليه،لتصبح بحضنه،وقام بتقبيلها،بشوق،ثم ترك شفاه،قائلاً:وحشتينى.
تبسمت سهر قائله:إنت أكتر،بس إنت شكلك هلكان،وأكيد مأكلتش.
تبسم عمار،يقول:فعلاً جعان.
تبسمت سهر قائله:على ما تاخدلك شاور هكون حضرت لك عشا خفيف.
نظر لها متعجباً يقول:إنتى اللى هتحضرى لى العشا.
تبسمت سهر قائله:دا انا هبهرك،بس يلا روح خد شاور،وأنا هحضرلك عشا فى أوضة الجلوس.
تبسم عمار يقول بغمز:طب ما تجيبي العشا فى أوضة النوم.
ردت سهر ببسمه: أوضة النوم للنوم بس،إنما أوضة الجلوس،للأكل وكله،ويلا بلاش كلام كتير،عاوزه أعرف ايه اللى حصل،لطنط فريال فجأه كده.
بعد دقائق.
وضعت سهر صنية طعام متوسطه على طاوله صغيره بغرفة المعيشه، 
فوجئت بعمار،يضمها من الخلف لاففاً يديه حول خصرها،ووضع رأسهُ على كتفها،ينظر الى تلك الصنيه وقال بهمس:
مش مصدق أن إنتى اللى حضرتي العشا ده،إعترفى،أكيد  واحده من الشغالات اللى حضرته وجابته.
إستدارت سهر وأصبحت وجهها بوجهه وقالت:غلطان أنا اللى حضرت العشا ده،بس بلاش تتغر،العشا،كله نواشف، شوية جبن بأنواع مختلفه،وسلطه وعيش،وميه،نفس الغدا اللى جبتهُ ليا فى المزرعه يوم ما كنا تايهين،أو بالأصح إنت اللى توهتنى بالقصد يومها.
تبسم عمار قائلاً:يعنى بترديها ليا،بس يومها لو كنت جيبتلك غدا تانى كنتى هتصدقى إننا تايهين،أنا كنت تايه وأنتى بعيده عنى يا سهري.
أنهى عمار قوله،وضم سهر،له وتنشق من رحيق أنفاسها قُبولات عاشقه،لم يترك شفاها،الأ حين شعر پانهما يريدان لبعض الهواء،ترك شفاها،ووضع وجنتهُ،جوار وجنتها يضمها بقوه،تنفست سهر،قائله:
أنا كمان بحبك،عمار إنت اللى عمرت بقلبى العشق،قبلك عمرى ما فكرت ولا توقعت إن حد ياخد مكان كبير فى قلبى،زيك كده،عمرت قلبى بعشقك يا عمار.
حين سمع عمار حديث سهر،ضمها أكثر،له وقبل وجنتها.
تبسمت سهر قائله:مش كنت بتقول جعان،يلا خلينا نتعشى سوا،عيش وجبنه.
تبسم عمار وفك حصار،يديه من حول جسدها،وجلس أرضاً  ،لكن قبل أن تجلس سهر لجوارهُ،جذبها،ليختل توازنها،وتقع بين يديه،رغم خضتها لكن تبسمت له،قائله:
خلينى أقوم علشان تعرف تاكل براحتك.
تبسم عمار قائلاً:أظن عارفه إنى أقدر آكل براحتى وإنت بين إيديا وأكلك معايا كمان وده اللى هيحصل.
تبسمت سهر قائله:لأ أنا اللى هأكلك بأيديا المره دى يا عمار.
تبسم عمار،وترك لها الأمر،بدأت تضع له الطعام بفمه،لكن لم تكن تأكل هي، فقال عمار:
إنتى بتأكلينى ومش عارفه تاكلى.
تبسمت سهر قائله:بصراحه أنا أتعشيت قبلك مع طنط حكمت،ومش حاسه بجوع قوى ،أنا حبيت نتشارك الأكل و أكلك بأيدي.
تبسم عمار قائلاً: يعنى عاوزانى أكلك بأيدى أنا كمان.
تبسمت سهر قائله:كلك نظر،يا عماري.
تبسم عمار وبدأ يُطعمها،أكلت بعض اللقيمات فقط،وقالت:
خلاص أنا شبعت.
تبسم عمار قائلاً:وأنا كمان شبعت،بس عطشان، من ندى شفايفك. 
تبسمت سهر بخجل قائله:هقوم أودى الصنيه المطبخ وأرجعلك،خليك هنا.
تبسم عمار وترك سهر،
بعد لحظات عادت سهر،تحمل بيديها غطاء ثقيل.
تبسم عمار،ونهض من الجلوس أرضاً،وتمدد على تلك الأريكه العريضه 
تمددت  سهر لجوارهُ وقامت بفرد الغطاء عليهم. 
حاوط عمار جسدها بيديه،
تبسمت سهر ووضعت إحدى يديها على وجه عمار،قائله:إحكى لى بقى أيه اللى حصل لطنط فريال بالظبط،مفهمتش منك حاجه عالتليفون.
وضع عمار يدهُ على وجه سهر قائلاً:زى ما قولتلك جلطه دماغيه،بس ربنا ستر،بس الدكتور،قال مش هيعرفوا مضاعافتها قبل ما تفوق من الغيبوبه،هتفضل فى الغيبوبه قد أيه الله أعلم.
ردت سهر:ربنا يشفيها،والله علاء قالى على حالة عاليه وأسماء الاتنين مش مبطلين بُكى علشانها،وكمان عمو سليمان حاسه إنه مصدوم،ربنا يشفيها علشانهم.
تبسم عمار قائلاً:رغم أن عمرها ما حبتنى،وكتير أذتنى بدون سبب،بس والله أنا زعلان عليها،ونفسى تفوق فى أسرع وقت.
تنهدت سهر قائله:علاء مسافر،بكره أسوان،عاليه مش هتسافر معاه قالى قالت له مستحيل تسافر وتسيب مامتها فى الحاله دى،مع إنها كانت مبسوطه إنها هتسافر مع علاء المره دى وهما مخطوبين،أو شبه متجوزين،بس تصدق كويس،كانت ممكن تضعف وهى هناك،علاء أخويا سحرهُ ميتقاومش.
ضحك عمار  من قول سهر.
تبسمت سهر هى الاخرى قائله:
وكمان كان ممكن ينشغل بها وينسى يجيبلى التمر اللى بحبه من هناك.
تبسم عمار وهو يضم سهر قائلاً:طب واللى يجبلك التمر ده دلوقتي تعملى أيه.
تبسمت سهر دون فهم.
نهض عمار من جوارها،وغاب لدقائق،وعاد معه طبقاً،وكيس بلاستيكى،وقام بوضعهم أمام سهر.
نظرت سهر لمحتوى الطبق،قائله:ده تمر زى اللى علاء بيجبهُ ليا من أسوان،وأيه اللى فى الكيس ده كمان،
فتحت الكيس،وقالت:كمان  نفس  التمر،وكميه كبيره،جبتها إزاى.
تبسم عمار قائلاً: أنا فاكر أن علاء كان جابهُ ليكى السنه اللى فاتت من أسوان،وقولتلي إنك بتحبيه،وسمعتك وأنت بتوصى علاء يبقى يجبلك معاه،وبصراحه أنا ليا صديق عنده مزارع نخل فى أسوان،وطلبت منه،وهو متأخرش،وبعت ليا الكميه دى،والنهارده وصلت لى.
تبسمت سهر قائله بتعجب،بس وإنت داخل مكنش فى فى إيدك حاجه.
رد عمار:أنا أديتها للشغاله وقولت لها تطلعها شقتنا،كنت عاملها ليكى مفاجأه.
تبسمت سهر قائله:مع إنى شوفت الكيس ده من شويه فى المطبخ،بس متوقعتش يكون فيه تمر أسوانى.
تبسم عمار يقول:طب ايه مش هتأكلينى معاكى من التمر ده.
وضعت سهر،تمره امام شفاه عمار،بعد أن نزعت منها النوى،تبسم عمار وأكلها من يدها،وتمدد لجوارها،يتحدثان بكل المواضيع دون أسرار أو حدود.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور شهر ونصف 
قبل العصر بقليل
بمنزل عطوه،
تقابلت سهر صدفه أثناء دخولها من بوابة المنزل مع مياده.
تبسمن لبعضهن،تحدثت مياده الاول قائله:
إزيك يا سهر،جايه من الجامعه.
ردت سهر:أيوا وأنتى جايه منين؟
ردت مياده:انا كنت بشترى شوية طلبات للبيت،النهارده مكنش عندى محاضرات.
تبسمت سهر 
تنحنحت مياده قائله:سهر فى حاجه كنت عاوزه أطلبها منك.
ردت سهر:أيه هى،لو شرح حاجه مش فهماها فى المنهج،أحب أقولك،شوفى غيرى،أنا مش فاكره درست أيه فى التيرم الاولانى.
تبسمت مياده قائله:لأ مش موضوع خاص بالدراسه،بصراحه أنا بعتذر منك يا سهر،على معاملتى ليكى السابقه،وإتهامى ليكى،إنك إنتى اللى لفتى نظر عمار ليكى،وكمان فى حاجه تانيه.
تبسمت سهر قائله:وأيه هى الحاجه التانيه دى.
خجلت مياده قائله:بصراحه الرساله اللى كنتى سيبتيها لمرات عمى قبل ما تسافرى للبحر الأحمر قبل ما تتجوزى من عمار،أنا لقيتها،وخفيتها،مش بس كده،كمان كتبت رساله تانيه وحطيتها بين دعاوى الزفاف،اللى راحت لعمار،صدقيني أنا ندمانه،ولو مقبلتيش أعتذارى حقك.
تبسمت سهر قائله:تعرفى يا مياده إنك كل مره كنتى بتجى تضرينى بعدها بحس إنك بتنفعينى،صحيح فى البدايه مكنتش عاوزه أتجوز من عمار،بس مع الوقت أنا وقعت فى غرام عمار،والفضل يرجع ليكى 
تبسمت مياده براحه
بينما قالت سهر:أنا عرفت من ماما إنك فسختى خطوبتك من حازم،والله زعلت،وبصراحه هو الخسران.
تبسمت مياده قائله:بس انا مش زعلانه،انا خلاص مبقتش بفكر فى الجواز،انا بقيت بفكر فى دراستى وبس،تعرفى إنى جبت تقديرات عاليه جداً فى التيرم الاولانى،وناويه أحافظ على كده وأبقى من المتفوقين،وبقى عندى هدف،أنى أكون مدرسه فى الجامعه.
فرحت سهر كثيراً وقالت:ربنا يحققلك أملك،أنا صحيح مش بنجح بتقديرات،بس الحمد لله بنجح،وناويه بعد ما أخلص دراسه أشتغل مدرسه فى أى مدرسه خاصه.
تبسمت مياده قائله:وعمار هيرضى يخليكي تشتغلى؟
ردت سهر:معرفش بصراحه مسألتوش قبل كده،بس وقتها أكيد هقوله المهم،إنى مبسوطه علشانك،وبتمنى ربنا يحققلك أملك.
تبسمت مياده وقالت:أكيد جايه هلكانه من المحاضرات،هطلع انا بقى،وسلميلى على مرات عمى،إحنا بقينا أصحاب انا وهى،دى طلعت طيبه قوى مش زى ما كنتى بتقولى عليها شديده.
تبسمت سهر قائله:هى شديده وطيبه فى نفس الوقت.
.....ـ
دخلت سهر الى شقة والدايها،نادت على نوال.
ردت نوال عليها انها بالمطبخ 
ذهبت سهر إليها،قائله:مساء الخير يا ماما،بتعملى أيه فى المطبخ دلوقتي.
ردت نوال:هكون بعمل أيه،ناسيه إنى عازمه عمار عالعشا،وكمان عاليه،بجهز العشا.
تبسمت سهر قائله:أه يعنى ده عشا عائلى،طب مش عاوزه أى مساعده منى،أُأمرى.
تبسمت نوال قائله: تعالى أقفى معايا وانا بطبخ لعل وعسى تتعلمى تتطبخى،
تبسمت سهر قائله:كده بس أقف عنيا ليكى.
جلستا الاثنتين بالمطبخ،يتسامران ويُعدان العشاء،رغم شعور سهر ببعض التقلصات بمعدتها،التى لا تعرف لها سبب.
....
مساءً بعد العشاء مباشرةً 
على طاولة العشاء 
جلس الجميع يتحدثون بود فيما بينهم،
لاحظت نوال،ضعف أكل سهر، فقالت لها:
ليه مش بتاكلى،يا سهر،ده الآكل اللى بتحبيه.
رد عمار بدل عنها قائلاً:
سهر بقالها كام يوم كده،أكلها ضعيف.
تبسم منير قائلاً: وأيه السبب.
ردت سهر:بدون سبب انا ماليش نفس لأى أكل،باكل بس سد جوع مش أكتر.
تبسمت نوال وهى تنظر لعمار،الذى فهمها هو الأخر.
إنتهى العشاء 
دخل عمار ومنير وكذالك علاء الى غرفة الصالون،بينما سهر وعاليه ساعدتا نوال بفض السفره،وجلي الأطباق،وعمل بعض المشروبات.
وهن يتحدثن معاً فى ذالك الاثناء.
بعد قليل دخل عليهن علاء قائلاً:الدكتور محمد  إتصل عليا عنده عمليه وقالى لازم أحضر أنا رايح للمستشفى،لو جاهزه،يا عاليه خلينى أوصلك فى طريقى.
ردت سهر:خليها تبقى تروح معايا أنا وعمار.
بينما تحدثت عاليه:لأ خليكم أنتم براحتكم،وعلاء يوصلنى للبيت.
نغزت نوال سهر،حتى لا تتحدث فصمتت.
خرج علاء وعاليه معاً 
أثناء سيرهما بالطريق يتحدثان سوياً.
تحدث علاء:نسيت أسألك على طنط فريال النهارده مفيش أى تحسن على حالتها.
ردت عاليه بآلم:للأسف من يوم ما فاقت من الغيبوبه،وعرفنا إن الجلطه،سببت لها شلل فى رجليها،وإيد واحده،غير،رعشة عنيها الشمال ولسانها تقل فى الكلام،التحسن ببطئ جداً،يا دوب بقت بتفسر بعض الكلمات و بتحرك إيدها بالعافيه،بس إنا مستمره معاها بالعلاج الطبيعى،وبتمنى ربنا يشفيها.
رد علاء:النوع ده من الجلطات بياخد فتره طويله على ما المريض يشفى من مضاعافتهُ 
بتمنى ربنا يشفيها،وأكيد إنتى هلكانه ما بين خدمة طنط وكمان الجامعه.
ردت عاليه:والله لو مش سهر وكمان مساعدة طنط حكمت،يمكن كان زمانى سيبت الجامعه،إنت عارف،غدير حامل وبتقول مش قد خدمة ماما،وأسماء إحنا ما صدقنا،ربنا كرمها وكمان خلاص فى  الشهور الأخيره،ربنا يجبرها وتقوم بالسلامه.
تبسم علاء قائلاً:أى حاجه تقف قدامك أنا جاهز،متنسيش أنى بشتغل ممرض فى المستشفى تحت أيد أكتر من دكتور،أهو بتعلم منهم وأزيد خبره.
تبسمت عاليه قائله: أكيد اللى هيوقف قدامى هسألك فيه مش بس علشان عندك علم بالتمريض،لأ متنساش أنى خطيبى.
تبسم علاء يقول:قصدك جوزك مع وقف التنفيذ،التنفيذ إنشاء الله بعد كام سنه كده،قدامك لسه وقت،إسألى براحتك،لأن اللى أعرفه الدكاتره بعد الجواز،بينسوا اللى درسوه.
تبسمت عاليه قائله:طب بيعالجوا الناس وقتها إزاى.
تبسم علاء قائلاً:بيعالجوهم بالحب.  
....
بينما بشقة نوال
جلسن سهر ونوال معا تتحدثان سوياً،سألت نوال سهر قائله:
بقالك قد أيه ملكيش نفس للأكل.
ردت سهر:بقالى يقرب على عشر أيام،حتى بقرف من الاكل كله ساعات،يمكن على رأى تيتا الله يرحمها،لما كانت تقول:البطن خلاص شبعت.
تبسمت نوال لها،وكانت ستسألها سؤال آخر،لكن نادى عليها منير.
ذهبن الى غرفة الصالون.
تحدث منير قائلاً: الدنيا برد أيه،يا نوال،ما تعملى لينا دور شاي.
تبسمت نوال قائله:تمام تعالى معايا يا سهر نعمله لهم.
ذهبت نوال وسهر للمطبخ مره أخرى،كان عقل نوال شارد بشئ ولابد أن تتأكد وهناك طريقه.
نظرت نوال ل سهر قائله:أعملى،إنت الشاى،يا سهر،وانا هخرج خمس.دقايق وراجعه.
رغم إستغراب سهر لكن قامت بعمل الشاى وذهبت به الى الغرفه،ووضعتهم أمامهم،وجلست معهم،تحدث منير قائلاً:فين نوال.
ردت نوال التى دخلت:أنا أهو.
جلسوا مع بعضهم يتحدثون،الى أن سحبهم الوقت وأصبح منتصف الليل.
قام عمار قائلاً:الوقت سحبنا والساعه بقت إتناشر مش يلا يا سهر.
قالت نوال:
الجو بره برد خليكم باتوا الليله هنا،خلاص النهار كم ساعه ويطلع،أوضة سهر أنا برتب فرشها باستمرار،باتوا هنا الليله.
نظر عمار،ل سهر التى أماءت رأسها بموافقه.
فقال:مفيش مانع.
تبسمت سهر،كذالك منير،ونوال التى تريد بقاء سهر لتتأكد من شكوكها.
بعد قليل بغرفة سهر 
تقلب عمار بالفراش كثيراً،تذمرت سهر قائله:فى أيه يا عمار مالك،لاحظ إن السرير ده مش كبير،وحركتك الكتير مش عارفه أنام منها.
رد عمار مبتسماً: فعلاً السرير صغير ومش عارف أخد راحتى فى النوم عليه.
نهضت سهر قائله:لازم يكون صغير أنا كنت بنام عليه لوحدى،وكمان الاوضه نفسها مش واسعه فالسرير على قد المكان ونام بقى إتحمل كلها كم ساعه.
تبسم عمار بمكر قائلاً:طب عندى فكره أحسن تخلينى أحس براحه عالسرير.
زفرت سهر نفسها قائله،وأيه هى الفكره دى بقى،هتنام على الأرض.
تبسم عمار بمكر وأعتلاها قائلاً:لا طبعاً،فرأيك عمار زايد ينام عالأرض،كفايه نط مره من شباك الاوضه دى.
تبسمت سهر قائله:طب بلاش قلة أدبك دى هنا،ماما وبابا نايمين فى الأوضه اللى جنبنا،وبلاش اللى فى دماغك ده مش وقته.
تبسم عمار يقول:ده أعز  وقته والسرير ضيق يعنى مفيش مفر.
تبسمت سهر وهى تهز رأسها بقلة حيله
...... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى الصباح 
بعد الفطور
غادر عمار وكذالك منير تبقى بالشقه،سهر ونوال.
قالت سهر:هقوم  انا كمان أروح.
ردت نوال:مش معندكيش محاضرات النهارده،أقعدى عاوزاكى فى موضوع،خليكى هنا دقيقه ورجعالك .
رغم تعجب سهر،لكن جلست تنتظر نوال،التى عادت وبيدها،علبه ورقيه صغيره،أعطتها ل سهر قائله:
خدى ده إختبار حمل،أدخلى الحمام،وطريقة أستعماله فى الارشادات.
نظرت سهر لها بتعجب قائله:قصدك إن وجع بطنى،ممكن يكون؟
ردت نوال:عندى شك يكاد يكون يقين،يلا خلينا  نتأكد من الشك ده.
تبسمت سهر وأخذت العلبه ودخلت الى الحمام وخرجت بعد دقائق،وبيدها الأختبار،قائله:
لسه النتيجه مظهرتش،جلس الاثنين ينظرن الى الأختبار،بتركيز،الى أن ظهرت النتيجه،فرحت نوال قائله:زى ما توقعت مبروك،يا سهر.
تبسمت سهر وهى تنظر للأختبار بفرحه قائله:يعنى نتيجة أنا حامل،كررتها سهر أنا حامل.
......ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل غدير
دخلت على مربية طفلها الغرفه،قائله بانزعاج!
فى ايه،الولد مش مبطل عياط ليه مش عارفه أنام منه.
ردت المربيه: معرفشي السبب بقاله كام يوم ،رافض يرضع وبحاول معاه حتى إنى حاولت أرضعه،بالحقنه،بيرد اللبن.
تعجبت غدير قائله:
مش كنتى بيه عند الدكتور إمبارح مقولتليش له،يقولك على حل معاه.
ردت المربيه:قولت له وهو اللى قالى،أرضعه،بالحقنه،بس برضوا،مش بيرضع،حتى بيرجع ماده لونها أخضر من بقه،شكلها عُصارة بطنه،ومعرفشى سببها.
ردت غدير:تمام خلينا نروح بيه للدكتور،نسأله.
بعد قليل بعيادة الطبيب
فجأه صمت بكاء الطفل،وكذالك حركته،
تعجبت المربيه من ذالك وأخبرت غدير الجالسه جوارها.
نهضت سريعاً ودخلت به الى غرفة الطبيب دون إنتظار 
بمجرد ان وضعت الطفل امام الطبيب،كانت كلمته مختصره:البقاء لله.
...ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد وقت بنفس اليوم 
دخلت سهر الى عرفة فريال،مبتسمه تقول:مساء الخير،يا طنط،عاليه إتصلت عليا وقالتلى،إن ده ميعاد الدوا،بتاع حضرتك.
أماءت فريال برأسها
فتحت سهر علبة الدواء وأخذت حبه ووضعتها بفم فريال،ثم أرتشفت من ذالك الكوب الذى بيدها بعض الرشفات.
تبسمت سهر لها قائله:بالشفا يا طنط.
رمشت فريال بعينيها،تشعر بآلم كبير،او بالأصح بحسره،فتلك اليد التى أعطتها الدواء،كانت تتمنى لها شديد الأذى،يالها من حسره كبيره.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

أين ذهب الجحود الذى كان بقلبها،تبكى،يالها من  سخريه،على ماذا تبكى،منذ ولادته لم تهتم به كوليدها،هكذا عقل وائل يتحدث،يشعر هو الآخر،بذنب إتجاه هذا الملاك الصغير الذى ترك آلماً بصدرهِ،هو الآخر يحمل ذنب،كان عليه الضغط على غدير،حتى تهتم بوليدهما،الذى كان يحتاج لرعايه خاصه منذ ولادته لم يجد منهما سوا بعض الأهتمام القليل،ها هو رحل مبرأ من كل الذنوب،هو لم يرى يوماً أفضل من الآخر،منذ ولادته،تجاهلتهُ غدير،كأنها لم تحمل به لتسع أشهر،يتكون بأحشائها،سريعاً حَمِلت مره أخرى بعدهُ.
بينما غدير تبكى دموعها ليست كاذبه وليست صادقه،هل حقاً حزن قلبها عليه،هكذا تُظهر،للعلن،ربما قلبها حزين،لكن ليس بدرجة أم فقدت وليدها بعد بضع أشهر
رفعت نظرها،رأت دخول هيام،التى جلست جوار وائل،ووضعت يدها على فخده بمواساه،حقاً تواسيه إم أنها آتت تشمت.
بالحقيقه هيام آتت تواسى لا تتشمت،فمن يتشمت بموت ملاك صغير،الاشيطان.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زايد 
كانت سهر تجلس برفقة حكمت التى تلاحظ سهر من حين لأخر تنظر لهاتفها.
تبسمت حكمت قائله:إطلبيه،وشوفيه هيرجع إمتى.
تعجبت سهر قائله:أطلب مين؟
ردت حكمت بتنمر:إطلبى عمار،مش كل شويه تبصى عالتليفون 
تبسمت سهر،
لكن قبل أن تتصل على عمار،وجدت هاتفها،يرن برقم والداتها
تعجبت سهر،وردت عليها.
تحدثت نوال: سهر عمار،رجع للبيت.
ردت سهر قائله:لأ لسه ومش عارفه إذا كان هيتأخر أو لأ.
تبسمت نوال،وكانت ستتحدث،لولا دخول منير عليها وجهه يبدوا حزين.
فقالت نوال:خليكى معايا دقيقه كده يا سهر.
سألت نوال منير:فى أيه،وشك باين عليه الحزن خير.
رد منير:الولد إبن وائل إتوفى،من شويه،وعبد الحميد طلب منى ندفنه مع إمى فى قبرها،أهو رحمه ليها معاها فى القبر.
ردت نوال:لا حول الله،الدوام لله،ربنا يعوضهم.
تحدثت سهر قائله:خير ياماما فى ايه،أنا سمعت طراطيش كلام من بابا مين الى توفى؟
ردت نوال:إبن وائل هو اللى إتوفى،ملاك مبرأ من الذنوب،ربنا يجعله رحمه لوالديه،يلا بقى إنت مع السلامه،وزى الدكتوره ماقالتلك تنفذى مطاوعيش نفسك على قلة الأكل،وتاخدى ڤيتاميناتك بمواعيدها،وإبقى إتصلى عليا قوليلى عمار عمل أيه أما عرف إنك حامل.
رغم شعور سهر بالحزن،قالت:البقاء لله حاضر ياماما هعمل اللى قولتى عليه،بالسلامه وسلميلى على بابا.
أغلقت نوال الهاتف.
تحدث منير بخضه:هى سهر تعبانه عندها ايه؟
تبسمت نوال قائله:مبروك يا أبو علاء هتبقى جد بعد سبع شهور ونص.
فرح  منير قائلاً:ربنا يكملها وتقوم،بالسلامه،وربنا يعوض على وائل.
ــــــــــــــ
بينما بمنزل زايد 
إرتجفت حكمت من قول سهر حين قالت البقاء لله،وحين أغلقت الهاتف قالت بأستفسار:خير،يا سهر،نوال قالتلك أيه قولتى ليها البقاء لله.
ردت سهر:ماما قالتلى إن إبن وائل توفى.
ردت حكمت قائله:الدوام لله،رايح لربه بدون ذنوب،ربنا رايدهُ يكون من الأبرار.
ردت سهر:هو فعلاً من الأبرار.
..........
بعد وقت آتى عمار ومعه والدهُ وعمهُ ودخلوا الى غرفة المعيشه،وجدوا سهر ومعها حكمت ،يتحدثن بأنسجام،كأنهن أم وإبنتها،ليست ككنه وحماه،فرح عمار من أعماقه،سابقاً كان يرى سهر تجلس مع نساء المنزل لكن كان يرى عدم إنسجامها معهم،ومعظم الوقت كانت تظل صامته،أو تتناقر مع زوجة عمه
تبسمت سهر،بسمه طفيفه،لعمار،بينما قالت فريال:
جايين منين مع بعض كده.
رد مهدى،بعد دفنه إبن غدير،روحنا قعدنا عندها،شويه،وبعد المغرب،إتصلت على عمار،وقولتله،وكان يوسف هناك،قعدنا شويه وجينا.
ردت حكمت:ربنا يعوض عليهم،والله زعلت لما سهر قالتلى،بكره هاخد سهر ونروح نعزى غدير،وكمان إتصلت عالبنات يروحوا يعزو بنت عمهم،واجب،أهم يواسوها،ربنا يقومها بالسلامه ويعوض عليها.
نهضت سهر قائله:هروح أقول للشغاله تحضر العشا وكمان ميعاد علاج طنط فريال عاليه جت من الجامعه على  هناك عند غدير،هروح أنا أديه لها.
أماء عمار براسه لها مع بسمه لم يلاحظها غيرها.
خرجت سهر تحدث سليمان قائلاً:سهر بنت ناس طيبين،ربنا كرمك بها يا عمار، 
تبسم عمار
بعد قليل.
صعد عمار وسهر الى شقتهم
دخلوا مباشرةً الى غرفة النوم 
جلس عمار على الفراش يتثائب قائلاً:أخيراً رجعت لأوضتنا،كان يوم طويل،طول اليوم من مكان لمكان،وأخر اليوم روحت أعزى.
جلست سهر جوار عمار وتبسمت قائله:أيه عمار زايد عجز ولا أيه،لأ لسه بدرى على ما تعجز،أمال مين اللى هيربى اللى جاى فى السكه ده.
للحظه لم ينتبه عمار،وكان سيتحدث،لكن صمت ونظر لسهر متفاجئً،يقول:قصدك أيه باللى جاى فى السكه،قصدك!!
تبسمت سهر بأماءه 
نظر لها عمار قائلاً:يعنى إتأكدتى.
تبسمت تقول:أيوا إتأكدت،والدكتوره قالتلى،قولى لجوزك عمار زايد 
يحترم نفسه وممنوع اللمس  أو الاقتراب لحوالى،سبع شهور ونص كده.
نهض عمار واقفاً ثم جذبها،يقوم بحضنها بين يديه وقبل جانب عنقها قائلاً:
هتبقى أرق ماما،بس أنا بقول نغير الدكتوره دى من أولها،ونشوف دكتوره تقول نعم للمس والأقتراب،والعشق.
أنهى عمار قوله،يلثم شفاها بقُبلات ممزوجه بعشقهم،
ترك عمار شفاه سهر ونظر لوجهها قائلاً: مين تانى عرف غيرى.
تبسمت قائله:ماما هى اللى شكت،وجابت الأختبار،وكمان خدتنى للدكتوره علشان نتأكد منها ،وأكيد زمانها قالت ل بابا،وعلاء.
تبسم عمار يقول بمزح:يعنى انا آخر من يعلم بقى.
نظرت سهر لعمار،بدلال،قائله:الزوج آخر من يعلم.
تبسم عمار يقول بثقه:بس المفروض الزواج هو اول من يعلم،وده فعلاً اللى حصل،لأنى كان عندى شك،وانا اللى قولت لمامتك عليه .
تبسمت سهر وضيقت عينياها قائله:أهاا،يعنى كنتوا بتتهامسوا على كده الصبح،وأنا اللى قولت هفاجئك،طلعت متواطئ مع ماما،شايفه العلاقه كده بينكم مع الوقت بتدخل،لمنعطف أصدقاء،بس بلاش تتفقوا عليا،أنا وليه حبله وغلبانه.
ضحك عمار قائلاً: حبلى وغلبانه،إنتى،ناسيه غلبتينى قد أيه على ما رضيتى ترجعيلى،ولا ناسيه لما نطيت من شباك أوضتك زى الحراميه.
تبسمت سهر قائله:اللى يتعب ينول،يا عمارى وأهو فى الاخر،سهر رجعتلك،وبعد ماكانت،كارهه تقرب منها،بقت عاشقه قُربك،وكمان هتخلفلك ولى العهد،اللى كان نفسك فيه.
ضحك عمار قائلاً:ولى العهد،ومنين جالك أنه ولد أنا عاوز بنوته،رقيقه زى مامتها،وأدلعها كده،وأما تكبر مش هجوزها،هخليها جنبى،حبيبة قلبى.
تبسمت سهر قائله:طب علشان كده بقى أنا نفسى فى ولد،مش عاوزاك تدلع ولا تحب واحده  غيرى.
تبسم عمار يقول:طب ما انا محبتش واحده غيرك،كنت فى إنتظار نجمه تظهرلى،وأعشقها.
تبسمت سهر قائله:يعنى عاوز تفهمنى إنك إتجوزت تسع سنين من خديجه،مفكرتش مره تحول جوازكم الصورى ده،لجواز حقيقى وكامل.
رد عمار:تؤتؤ عمرى ما فكرت لا انا ولا خديجه،وحتى مكنتش بفكر أتجوز،أصلاً،حتى قبل ما أتجوز من خديجه،مكنتش الفكره وارده فى دماغى،لحد ما ظهرتى،فى البدايه مكنتش عارف إنتى مين،لحد فى مره شوفتك مشيت وراكى،لحد بيت جدتك يسريه،بس أول مره أعرف إنتى مين،يوم ما جيت أسأل على وائل،وبصراحه مقابلتك ليا يومها غاظتنى.
تبسمت سهر تقول:بصراحه انا اللى كنت متغاظه من طريقة،رنك لجرس البيت،دى تيتا آمنه الله يرحمها إتسرعت يومها.
تبسم عمار يقول:الله يرحمها:فاكر لما جيت مرتين لبيت باباكى فى فتره الخطوبه،كانت بتستقبلنى بترحيب،أكتر من اللى كنت ببقى،رايح علشان أشوفها،وتنكر نفسها منى.
تبسمت سهر تقول:مين اللى قالك إنى كنت بنكر نفسى منك.
نظر عمار لعين سهر قائلاً:أمال ليه مكنتيش بتستقبلينى،زى أى خطيب،بيزور خطيبته.
تبسمت سهر قائله:بصراحه،انا كنت بشوفك من وراء باب اوضتى،كنت بحس إنك مغرور ومنفوخ كده،وواخد مقلب فى نفسك.
ضحك عمار قائلاً:طب ما أنا كده فعلاً،ليه بقى عشقتينى.
تبسمت سهر قائله:هتصدقنى لو قولتلك،العشق ده غريب ومش مفهوم،إزاى عشقتك معرفش،أنا مكنش فى بالى إن أرتبط قبل ما أخلص دراستى وأشتغل كمان،يعنى مش قبل ما أكمل خمسه وعشرين سنه عالأقل،فجأه كل حياتى إتغيرت جذرياً،لقيتنى بتجوز بواحد معرفوش،ولا هو يعرفنى،جوازه إتفرضت علينا إحنا الاتنين،وسببها إبن عمى،اللى عمرى ما حسيت من ناحيته بأى أُلفه،كنا مفكرين إنك جاى علشان تخطب مياده،لكن إنت قلبت الترابيزه،وإختارتنى،علشان عصبتك،يوم ما جيت تسأل عالغبى وائل.
تبسم عمار يقول:مين اللى قال إنى إتفرض عليا أتجوزك،أنا فعلاً أختارتك مش علشان عصبتينى،من قبلها وأنا كنت بسهر أفكر ونفسى أعرف إنتى مين،وكنت هاجى أتقدملك،بس للأسف القدر كان له رأى تانى،بطريقه تانيه،يمكن كانت غلط،بس أتعلمنا أحنا الأتنين من الغلط ده،إن اللى يحب مش لازم يكابر،الكِبر عدو الحب الأول.
تبسمت سهر قائله:فعلاً،الكِبر عدو الحب،بس عاوز تفهمنى إن مفيش مره واحده حتى فكرت فى خديجه،ولا هى محاولتش تعمل حركات الاغراء،إنها مثلاً تشمر ديل العبايه،وتكشف سيقانها الناعمه.
ضحك عمار قائلاً:لأ لا سيقان ناعمه ولا خشنه،انا حتى مشوفتش شعرها،أنا كنت ضيف معاها فى الشقه،حتى ساعات كتير كنت ببات فى أوضتى الخاصه قبل ما أتجوز منها،بأى حِجه،كنت مستنى ظهور الملكه سهر،طب وأنتى مفيش مره فكرتى فى وائل أو غيره؟
أستغربت سهر قائله: لا وائل ولا غيره!،دا لو كان الرجاله خلصوا،ومفضلش غير وائل،ده عمرى ما كنت أفكر فيه،ده عديم الشخصيه وإبن أمه،تربية ست،والنوعيه دى،دايماً،يمشى وراء الست اللى تخطط له، أمه فى الاول وبعدين مراته، زى غدير كده،قدرت تستحوذ عليه بسهوله جداً،أنا أحب الراجل يكون شخصيه قويه،وقوته تحسسنى  معاه بالأمان،وائل سهل يحب على غدير فى يوم من الأيام،لأنه سفيه،وتافه واخد الحياه بسطحيه،وكان يستاهل واحده بغباوة غدير،حتى مرات عمى كمان تستاهل،ياما  ،كنت بشوف الحزن فى عيون تيتا بسببها،كنت بحس انها مش عاوزه عيالها يعرفونا ولا يختلطوا بينا،وفى نفس الوقت طماعه،عاوزه تاخد ومتديش،عكس ماما،وشوف سبحان الله،علاء ووائل نصيبهم إتنين أخوات فرق السما والأرض بينهم،زى ماما ومرات عمى،يعنى ماما كانت هى وبابا موظفين،عايشين بمرتابتهم  ،وهى كانت واخده ميراثها من أهلها كبير،بس كانت دايماً،مش تحمد ربنا على اللى معاها،أنا لاحظت نظرات علاء،ل عاليه من بدرى وحظرته،كنت خايفه عليه وعاليه تبقى،زى غدير،بس عاليه،إنسانه طيبه وجواها حنيه،هى وأسماء،يعنى بعد إنفصالنا فوجئت بعاليه بتتصل عليا وتعتذر منى،على سوء الفهم،وكمان أسماء إتصلت عليا،حتى عمو سليمان يوم ما طنط حكمت كانت فى العمليات،إعتذر منى،بس غدير،زى مامتها،تصور لما كانت تشوفنى،وهى شايله إبنها كانت تغطيه منى كأنى هحسده،سبحان من له الدوام،يوم ما أعرف إنى حامل،إبنها يموت،بتمنى،ربنا يصبر قلبها ويعوضها بأفضل منه.
ضم عمار سهر قائلاً:خلينا فى نفسنا بلاش نفكر فى غيرنا،أنا بعشقك،يا سهري،وأسعد إنسان وأنا عارف إن جواكى نطفه منى،مع الوقت هتبقى طفل او طفله تقوى رباط العشق بينا.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرت أيام ومعها أشهر،تبدلت المواسم،إقترب الصيف 
بمنزل يوسف فجراً
على صرخه متألمه،إستيقظت والدة يوسف أشعلت نور أباچوره 
ونظرت لتلك النائمه جوارها،وجدتها تتصبب عرقاً،نهضت سريعاً قائله:إهدى يا أسماء،ربنا يلطف بيكى،فى نفس اللحظه دخل عليهن يوسف،مفزوعاً يقول فى أيه.
ردت والداته:خير إدعى لاسماء شكلها خلاص هتولد،يلا بسرعه روح غير هدومك وهات العربيه قدام باب البيت،على ما لبس أسماء إيسدال،ومتنساش تاخد معاك الشنطه الصغيره اللى جنب الباب دى،دى فيها هدوم نضيفه لأسماء وكمان هدوم للولد،يلا بسرعه،لتولد هنا وانا معرفش أولدها.
رغم خوف يوسف،لكن إمتثل لقول والداته سريعاً.
بعد وقت بأحد المشافى.
كان يوسف ووالداته يفقان أمام باب غرفة الولاده،قال يوسف:
إقعدى،يا ماما علشان رجعلك متوجعكيش من الوقفه.
ردت عليه:أقعد أيه هى الدكتوره غابت جوه كده ليه أنا خايفه على أسماء دى كانت بتتوجع قوى،وبالذات فى أخر ايام الحمل وكمان الدكتوره كانت قايله لينا إنها إحتمال كبير تولد قيصرى.
نظر يوسف لساعة يدهّ قائلاً:دى لسه يا دوب داخله أوضة الولاده مبقلهاش غير تلت ساعه.
تعجبت أشجان قائله:تلت ساعه أيه دى بقالها جوه يجى خمس ساعات أنا هدخل أطمن على بنتى.
تبسم يوسف وضم والداته قائلاً:إدعى لها يا ماما.
دعت أشجان بدموع تغرغر فى عينيها قائله:ربنا يلطف بها.
بعد دقائق،خرجت الدكتوره مبتسمه تقول:الحمد لله إطمنوا يا جماعه كل شئ تمام أسماء ولدت وهى والولد بخير،بصراحه،دى ربنا وقف معاها آخر مره فى الكشف الدورى،كان البيبى نازل فى الحوض وكان مقلوب،وكنت خايفه جداً تولد قبل ميعادها وأهو الحمد لله ربنا قادر فى آخر الوقت الجنين عدل وضعه،وبدل ما كنت متوقعه تولد قيصرى،ولدت طبيعي،بس هى مُجهده،دلوقتي هتطلع على غرفة عاديه،ومبروك ما جالكم يتربى فى عزكم.
بعد دقائق،بغرفه عاديه.
تبسم يوسف وهو يرى والداته تحمل طفله،وهو يجلس لجوار أسماء همس جوار أذنها قائلاً:حمدالله على سلامتك.
تبسمت أسماء له دون رد هى مازالت مُجهده،بينما لاحظت أشجان همس يوسف فقالت له: إنت لازق ليها كده ليه البنت والده ومش عاتق،أيه خلاص،يلا قوم من جنبها،وإنزل حاسب المستشفى.
ضحك عمار الذى دخل بعد طرق الباب قائلاً:لأ خلاص حساب المستشفى إندفع،نقوط لعمار الصغير.
قال عمار هذا واتجه نحو أشجان،تبسم وهى تُعطى له الطفل قائله:سمى ربنا وعقبال ما تشيل إبنك قريب يارب.
تبسم عمار وآمن على دعائها وسمى الله وأخذ منها الطفل. 
تبسمت  أسماء واشجان،بينما تحدث يوسف قائلاً: ببساطة كده بتدى الواد لعمار،دا انا بقالى ساعه بتحايل عليكى بس ألمس آيديه تقوليلى صوابع الواد طريه وإنت إيدك ناشفه على فكره الواد ده إبنى،وليا فيه النص،ولو عاملتينى بالطريقة دى هتطر آسفاً أخلف غيره،قبل من سنه.
تبسمت أشجان قائله:تبقى راجل بصحيح لو عملتها.
رد يوسف:طب بس إنتى سيبلى أسماء بعد الأربعين وهتشوفى،قبل السنه هجيللك كمان حفيدين ولد وبنت،شبه أسماء أموره زيها كده
تبسمت أسماء بحياء
بينما قال عمار:ربنا يزيدك ويرزقك بره،سهر كانت جانبى وإنت بتتصل عليا وكانت هتيجى،بس للأسف عندها إمتحان النهارده،أدعو لها،الحمل مع المذاكره تاعبها.
تبسمت أشجان قائله:ربنا ينجحها ويكملها وتقوم  بالسلامه،كمان خديجه بتقول الحمل تاعبها شويه،خلاص إطمنت على أسماء،عقبال خديجه وكل الحبالى،ربنا يكملهم ويقوموا بالسلامه،بعيالهم فى حجرهم.
......
بعد أسبوع 
بمنزل يوسف 
مظاهر السبوع تعم المكان 
كان سبوع لفرحه تأخرت سنوات سبقها أملاً كان يموت بعد أيام من العلم به،لكن العوض آتى بهذا الصغير النائم بمهد صغير،تداعبه الملائكه يبتسم،كأنه يشعر بفرحة من حوله بقدومه،كان العوض الجميل 
بحضور عائلى تلقى الصغير الهدايا والنقوط،وبعض الامانى السعيده   
كانت سهر تجلس حين وضعت والدة يوسف الطفل على ساقها  تبسمت سهر لذالك الملاك،لكن للحظه خشيت من حمله،فهى لم تحمل مولود قبل ذالك 
تبسمت أشجان قائله:متخافيش،حطى إيدك تحت ضهره،وأتعودى،كلها كم شهر وتشيلى إبن عمار.
قالت أشجان  هذا ثم غمزت بعينها قائله: وبعدين خايفه من ايه ده عمار الصغير مش شقى، زى عمار الكبير.
تبسمت سهر بخجل من مغزى حديث أشحان.
بينما تلك الجحود،غدير،كانت تنظر لمشاعر الود بين الحضور بسخريه،بتلقائيه وضعت يدها على بطنها تتحسسها  ،همست لنفسها.
الحمد لله ربنا عوضنى الدكتوره فى آخر متابعه،قالتلى إن كل شئ تمام،والبيبى ولد ومفهوش أى إعاقه.
بينما بداخل مطبخ شقة يوسف 
تحجج علاء أنه ذاهب ليشرب،لكن فى الحقيقه هو كان ذاهب خلف تلك العاليه الرقيقه.
تبسمت حين رفعت وجهها ورأت علاء يدخل المطبخ.
تبسم علاء يقول:حمدالله على سلامة أسماء،وكمان فى تحسن فى حالة مامتك.
تبسمت عاليه قائله:أنا كنت خايفه على اسماء قوى،بصراحه كانت بتتألم جامد فى الايام الأخيره،وماما بتتحسن صحيح بس ببطئ شديد.
رد علاء:أنا كلها شهر وهتخرج من كلية الطب،وأكيد التكليف بتاعى،هيجى فى مكان بعيد،بصراحه إتعودت خلاص،إنى أشوفك كل يوم.
تبسمت عاليه له قائله:ربنا يوفقك.
تبسم علاء:أنا بفكر بعد سنة التكليف دى نتجوز،وتكملى دراستك وأنتى فى بيتي،أنا الحمدلله الدكتور محمد اللى بشتغل تحت إيدهُ قالى مكانى محجوز بين أطباء المستشفى بعد سنة التكليف،وأنا عرضت على وائل إنى أخد شقته اللى فى البيت،وهدفعله تمن تكاليفها،من مرتبى وبابا بيقولى،إنه خلاص هيساوى معاشهُ وهيقبض مكافأة نهاية الخدمه،مبلغ كويس،أقدر أدفعه مقدمه للعفش،والشبكه،بوعدك لما يتعدل حالى،ليكى عندى أغلى شبكه تطلبيها.
تبسمت عاليه قائله:شبكة أيه يا علاء،أنت شبكتى وأغلى حاجه عندى،وأنا موافقه بعد سنة التكليف نتجوز،وأكمل دراستى فى بيتك،ومتأكده إنى هتفوق،لأنك هتساعدينى على التميز.
تبسم علاء لم يدرى بحاله وهو يضم عاليه بين يديه بحضنه،
إستكانت عاليه بين يديه لبعض الوقت لكن فاق الأثنان على صوت نحنحة يوسف.
إبتعد الأثنين عن بعضهما.
خجلت عاليه وتلجلجت فى الحديث،رآف يوسف بها قائلاً: كنت بتسحب من وراء أم يوسف وداخل المطبخ علشان أشربلى كوباية موغات،بس ماليش حظ،شكله خلص.
تبسمت عاليه قائله لأ مش خلص،طنط أشجان خفياه قالت خليه على قد اسماء تتغذى بيه وكمان يساعدها فى الرضاعه،شوفتها وهى واخداه لاوضتها.
تبسم يوسف يقول:أنا دلوقتي عرفت البت منى بنت أختى ليه خباصه،سبق وخديجه قالتلي إنها قريبه منك،وطول الوقت تقريباً معاكي.
نظرت له عاليه بغيظ قائله:غلطانه إنى قولتلك،هروح اشوف طنط أشحان وأقولها انك عرفت مكان الموغات.
غادرت عاليه المطبخ سريعاً ولم تقف حين قال يوسف:بس هقولك مش قصدى.
تبسم علاء يقول:يعنى حظى هوقعنى فى خباصه.
تبسم يوسف يقول:لأ يا عم بهزر حبيت أفك التنشنه،بس مش لاقى غير المطبخ إفرض كانت غدير اللى لمحتك،كانت عملتها قصه،كنت خدها وادخل أى اوضه مفقوله فى الشقه،يا عم حاسس بيك،كاتب كتابك ولسه قدامك وقت على ما تكمل جوازك،وحتى لو كملت جوازك عندك انا أهو بقالى حوالى أربع شهور،زى الفازه فى البيت مجرد ديكور،مفيش فينا متهنى غير عمار،سهر شكلها مدلعاه عالأخر.
تبسم عمار الذى دخل قائلاً:تعالى شوف الدلع اللى أنا فيه،كل يوم بتتوحم على حاجه شكل أن مجبتهاش تعيط بدون سبب وتقولى بستخسر فيها،أنا وإبنى،وإن جبتها تقولى إتاخرت وخلاص مبقتش عاوزاها،ده غير هورمونات الحمل نفسها،تسمع فيلم رومانسى قديم ابيض وأسود تقولى إنت ليه
مش رومانسى زيهم 
طب دول ناس كان زمانهم كده،إحنا فى زمن السرعه لأ والوحم الغريب بقى،ببتوحم على مانجه،إحنا فين وموسم المانجه فين،جبتلها مانجه،قالتلى لأ عاوزاه فريش مش تلاجات،اديني عقلك بقى،أنا بعد سهر ما تولد مش هخليها تخلف تانى قبل عشر سنين.
تبسم علاء على تذمرهم قائلاً:
بصراحه إنتم مثال جيد للزوج المسحول.
......ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرت عدة أيام 
فى اليوم الأخير لامتحانات سهر 
فوجئت بعمار بنتظرها بالسياره،أمام الجامعه.
نظرت لهاصفيه قائله:يا عينى عالحب،النهارده آخر يوم بقى وقال يستغله 
تبسمت سهر،وقالت: تعالى معانا خلى عمار،يوصلك بدل بهدلة المواصلات يلا هشفق عليكى حامل بقى.
تبسمت صفيه قائله:ربنا يسترك أخدتيها من على لسانى،يلا،حتى علشان أبقى مِحرم.
تبسمت سهر ساخره:
مِحرم،خلاص بلاش،دا حتى هورمونات الحمل جايه على عمار يا عينى وهو مستحمل.
تبسمت صفيه قائله:طب بلاش رغينا ده وخلينا،نروح نركب الجو حر أكيد العربيه فيها تكييف.
أثناء سير عمار بالسياره وهو يوصل صفيه 
تحدثت قائله:
الحمدلله لله بكده خلصنا الدراسه،فاضل بقى السنه التربوى،على ما تبدأ الدراسه أكون إتفجرت بقالى مده،لكن إنتى لسه مشوارك طويل،إنتى لسه يادوب حامل أربع شهور،يعنى مخلصتيش نص المده.
تبسمت سهر قائله:وفيها ايه،برضوا هاخد السنه التربوى،السنه دى مهمه،لأى خريج علشان يقدر يقدم على شغل فى أى مدرسه خاصه تقبله.
نظرت  صفيه لعمار قائله:أيه رأيك يا عمار،هتقبل سهر تاخد السنه التربوى دى،وهى فى نهاية شهور حملها.
رد عمار:طبعاً لأ،صحتها هى والبيبى أهم عندى،تتأجل السنه دى،أو بلاشها خالص،هى مش محتاجه لشغل.
تبسمت صفيه قائله:والله جوزى قالى نفس الكلام ده،وقالى إبنك ورعايته أهم،دلوقتى،وأنا بفكر فعلاً آجل السنه التربوى دى.
تحدثت سهر قائله:بس أنا لأ مش هأجل السنه دى،وناويه كمان أشتغل بعدها فى أى مدرسه.
ردت صفيه قائله:براحتك.
بينما صمت عمار،باقى الطريق الى أن نزلت،صفيه وخلفها سهر التى نزلت تودعها وقفن الاثنين يتحدثن لدقائق بمرح،
ثم صعدت سهر الى السياره مره أخرة،وجلست جوار عمار.
لكن عين حازم رأت سهر بالصدفه،هو منذ أشهر  من بعد فسخ خطبته هو ومياده لم يراها،تبدوا بوضوح سعيده،كما لاحظ إنتفاخ بطنها  قليلاً،كل أمل لديه إنتهى،لما يُعلق نفسه بأمل واهى،سهر وجدت فارس أحلامها،أصبحت بعيده،لما رأها اليوم بشكل آخر ليس مثل سابق،لما رأى بوجهها مياده،هل يشتاق إليها،إم هو عذاب الضمير الذى يعيش به منذ فسخ خطبته من مياده،وذالك اليوم الذى رأى فيه إنهيار مياده،مياده ليست بالسوء الذى كان يظنه،فكر عقله لما لا تعطى لقلبك فرصه الأخرى ربما تصل الى أن تقول أن سهر لم تكن حبً،بل كانت سراب الحب الأول.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زايد
دخل عمار بالسياره،
بعد أن إحتد الحديث بينه وبين سهر حول أنها تريد أن تعمل بعد التخرج،نفذ عمار من ذالك الموقف حين قال انه سابق لأوانه،وتقبلت سهر هذا مؤقتاً لبعض الوقت،ولكل مقامٍ مقال وقتها.
نزلت من السياره،ترسم بسمه،وإنتظرت عمار الذى ذهب إليها،وأمسك بيدها مبتسماً 
قبل دقائق بداخل المنزل.
شعرت غدير،بالغيظ وهى ترى أسماء تجلس مع حكمت وعاليه بغرفة المعيشه،وكانت معهن فريال التى تجلس على مقعد متحرك تستمع وتنظر لهن فقط،تشارك ببعض الكلمات المتقطعه.
كانت  غديرتغتاظ من حمل أسماء لطفلها الذى يصدر بعض أصوات الغنچ الطفولى،حين تداعبه هى او عاليه،وكذالك حكمت،
لما لم يرزقها الله بطفل مُعافى من اول مره،ما كانت شعرت بهذا الغيظ،
نهضت قائله:همشى انا بقى علشان وائل كان قالى متأخرش.
تبسمن لها 
خرجت للخارج لترى منظر آخر يزيد من غيظها،عمار يدخل الى المنزل،ومعه سهر التى نزلت من السياره ووقفت تنتظر إقترابه منها كى يدخلا للمنزل،يدً،بيد 
غلت الدماء فى أوردتها،
سارت بالقرب من الدرج المؤدى للنزول 
رفعت يدها كى تضعها على السياج الحديدى للسلم،لكن لم تنتبه أن يدها مازالت بالفضا،
مالت على يدها،لكن للأسف،مالت الى الهاويه،حين إختل توازنها ولم تقدر على الثبات لتتعثر وتنزلق على درج السلم تتقلب عليه الى أن وصلت الى آخر درجات السلم.
رأت سهر هذا،تركت يد عمار،وتوجهت إليها بسرعه،وكذالك عمار 
جلست سهر لجوارها قائله:غدير،
وضعت غدير،يدها أسفلها ثم رفعتها بوجه سهر،قائله بإلم:إبعدى عنى إنتى عاوزه تموتى إبنى إنتى بتكرهينى.
ردت سهر:مش وقت كلامك ده،يا غدير إنتى بتنزفى.
صرخت غدير بوجه سهر،
سمعن من بالداخل،صراخها.
جائت عاليه،وأسماء التى تركت طفلها مع حكمت 
للحظه وقفن الأثنين مذهولتان،قبل ان ينزلن ويحاولن مساعدتها.
بينما عمار،تذكر نفس الموقف حدث مع خديجه،سابقاً وكانت غدير السبب به.فهل يتلطف بها الله كما تلطف سابقاً،بخديجه.  

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

بالمشفى.
كان عمار مع عاليه يجلسان  بالمقابل لتلك الغرفه الموجوده بها غدير.
آتى إلي مكانهم بالمشفى وائل متلهفاً،يقول:
أيه اللى حصل،أسماء إتصلت عليا وقالتلى إن غدير،إتزحلقت عالسلم وإن عمار وعاليه خدوها للمستشفى،فين غدير.
رد عمار:غدير فى أوضة العمليات ومفيش حد طلع من الأوضه،لحد دلوقتي. 
تحدث وائل:طب ايه اللى حصل،اسماء قالتلى إنها وقعت،وقعت منين.
رد عمار:وقت من على السلم اللى فى مدخل البيت.
إنخض وائل وجلس على مقعد جوارهم ينتظر هو الآخر،خروج الطبيب.
بعد وقت.
خرج الطبيب من الغرفه.
نهض وائل وعاليه بأتجاهه،سأل وائل:
طمينى يا دكتور.
تحدث الطبيب:للأسف المدام كانت حامل أكتر من ست شهو، والجنين،كان يعتبر حجمه كبير،المدام لما دخلت العمليات كان الجنين ميت،ومش ميت بسبب النزيف،الجنين بقاله تلات أيام ميت فى رحم المدام،يمكن النزيف ده جه رحمه لها هى،كان هيكل الجنين خلاص بدأ يتعفن فى بطنها،وكمان حاولنا السيطره عالنزيف،بس للاسف فى تهتك كبير فى الرحم،ولو النزيف رجع من تانى،هنضطر للأسف نستئصل جزء من الرحم،او الرحم كله،دلوقتى هى هتدخل العنايه المركزه لحد بكره الصبح،أطلبوا الدعاء من ربنا،يعنى مالوش لازمه وجود أشخاص هنا كتير،مسموح بس،بشخص  يرافق المدام.
تركهم الطبيب وغادر،لم يتحمل وائل  قول الطبيب،وجلس على المقعد خلفه،مذهول من قول الطبيب.
بينما عاليه بكت 
وتأثر عمار.
تحدث وائل:تقدروا تمشوا وانا هفضل مع غدير.
ردت عاليه:لأ انا اللى هفضل،
للحظه صمت وائل 
لكن قال عمار:خلى وائل يبات مع مراته،متنسيش مرات عمى،بتحتاج لراعيتك ليها،وهنا فى المستشفى الممرضات والدكاتره،لو حصل حاجه،وائل هيبلغنى،بالتلفون.
إمتثلت عاليه لقول عمار،وقالت:لما أتصل عليك إبقى،رد عليا،ولو حصل حاجه،أبقى بلغنى. 
تركوا وائل وحده،جلس يشعر بتوهان،عقلة يفكر أموت ذالك الجنين الذى كان بأحشاء غدير،هو عقاب من الله على أهمالهم بحق طفلهم الاول،فالأثنان كانا مُخطئان بحقه.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عقب العشاء
بمنزل عطوه 
كانت سهر تجلس مع نوال يتسامران،معاً 
الى ان دخل،منير،ومعه علاء 
تبسم منير يقول:كان قلبى حاسس إن سهر هنا حتى إسألى علاء قولت طالما صلينا العشاء خلينا نروح للبيت سوا سهر هناك.
تبسمت سهر ونهضت تحتضن والداها،ثم جلس وهى بجواره،يضمها أسفل يدهُ،
تحدث علاء: بصراحه متوقعتش تجى النهارده كان آخر يوم لامتحاناتك،وقولت مهتصدق وتأنتخ.
تبسمت سهر:والله كان نفسى أأنتخ بس للأسف،اللى حصل،طير النوم من عينى.
غدير وقعت من على سلم البيت وكانت بتنزف وعمار وعاليه،روحوا معاها للمستشفى،وأتصلت  على عمار من شويه قالى لسه الدكتور مطلعش من أوضة العمليات،ربنا يلطف بها،هى وإبنها،يا عينى،فقدت إبنها الكبير من كام شهر،والتانى الله أعلم،ايه اللى حصله،منظر الدم كان مُخيف.
ردت نوال:ربنا يتولاها برحمته،وبعدين إنتى مش جايه علشان تتكلمى على غدير،يلا قومى معايا نجهز العشا،ونتعشى مع بعض.
تبسمت سهر ونهضت مع نوال،حضرن سفرة العشا،وجلسوا جميعاً يتناولوه،بجو من المرح.
تحدثت سهر قائله:ليه يا بابا أخدت قرار تساوى معاشك،إنت لسه كذا سنه على ما تتم سن الستين.
رد منير:أنا مليت من شغل الحكومه،والورديات خلاص كبرت عليها،قررت اساوى معاشى وأخد مكافأة نهائية الخدمه،هدى لاخوكى جزء كبير وبجزء صغير هدخل شريك مع زميل ليا هنفتح دكان صغير كده على قدنا،نبيع مستلزمات كهربا،لمبات وكاشفات وسلوك ومواسير كهربا،حتى إبنه بيشتغل كهربائى،أهو يمشى الدكان جنب الزباين التانيه،وأهو اللى يطلع من الدكان مع المرتب،رضا من ربنا،باباكى كبر،يا سهر خلاص وكلها كم شهر هبقى جِد.
تبسمت سهر قائله:ربنا يديك الصحه،يابابا،وتشوف أحفادى كمان.
بعد وقت قضوه بجو أسرى صافى.
نظرت سهر لهاتفها تقرأ تلك الرساله،بعدها نهضت قائله:الرساله من عمار بيقول إنه رجع للبيت،هقوم أمشى أنا بقى.
تبسم منير قائلاً:سلميلى على عمار،كذالك قالت نوال.
تبسمت سهر لها قائله:لأ أنت مش محتاجه تسلمى على عمار مفكرينى مش واخده بالى من غمزاتكم لبعض عليا،ولا تليفونك له كل يوم عالصبح.
تبسمت نوال،ونهض علاء قائلاً:خلينى أوصلك.
تبسمت له قائله بمكر:توصلنى ولا عاوز تشوف الموزه وبتتحجج بيا،يلا تعالى،وعد الجمايل.
خرجت سهر ومعها علاء
تبسم منير لنوال قائلاً:
سهر إتغيرت كتير،عقلها نضج،بس لسه روحها خفيفه زى ما كانت،لما عمار طلب منى يرجعها واحنا فى الفيوم، بصراحه كنت خايف،تعند معاه،وبعدها وتقاطعيتى لما تعرف،إنى ضحكت عليها.
تبسمت نوال قائله:كان ممكن تعمل كده،فعلاَ فى بداية جوازها من عمار،يمكن جوازهم بدأ بطريقه غلط من الأتنين،بس بذرة الحب اللى كانت فى قلوبهم،نبتت مع الوقت،قد ما كنت زعلانه وقت ما إطلقت من عمار،بس بعدها أيقنت أن الطلاق كان تصحيح مسار،لهم الأتنين،كل واحد فيهم قيم حياته مع التانى،وعرف أخطاؤه اللى خلته مع الطرف التانى على خلاف طول الوقت،يمكن لو كان الطلاق ده محصلش كان الحب اللى بقلوبهم مع الوقت هيتخنق،إنفصالهم،عطى لحبهم مساحه يتنفس،ويجددوا في حياتهم،أوقات لما تكون جوا الدايره مبتبقاش عارف تفكر،لكن لما تطلع براها،وتشوفها من الخارج بتعرف أخطائك وتصححها.
.........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أوصل علاء،سهر الى المنزل 
تبسم عمار وأستقبله،كذالك عاليه.
لاحظت سهر نظرات علاء وعاليه لبعضهم،تنحنحت قائله:أنا خلاص مبقتش قادره هاخد عمار وأطلع انام،تصبحوا على خير.
تبسم علاء يقول بمزح:بتطردينى بالذوق مكنش العشم خليك شاهد يا عمار.
تبسم عمار قائلاً:إنتم أخوات متدخلونيش بينكم،وفعلاً انا مُجهد وهطلع مع سهر،تصبحوا على خير.
خرج عمار وسهر وترك علاء وعاليه،
التى لا تعرف لما إنسابت دموعها.
نهض علاء من مكانه وجلس جوار عاليه،يضم يديها بين يديه قائلاً:
بتبكى ليه يا عاليه.
ردت عاليه ودموعها تزداد:أنا مخنوقه مش عارفه القاه منين ولا منين 
من ماما اللى بقالها شهور مشلوله،ويادوب بنفسر كلامها بالعافيه،ولا غدير،اللى وقعت وسقطت،وإحتمال يستئصلوا لها الرحم،مش عارفه ذنب مين اللى بيخلص مننا.
جفف علاء بيده دموع،عاليه قائلاً: ده مش ذنب حد وبيخلص،ده إبتلاء وإختبار  من ربنا وعلينا بالصبر،وربنا قد ما بيدى المصيبه بيصبر قلوبنا،وبيكافئ صبرنا،بصى كده،لاسماء ويوسف،قد ما صبروا ربنا عوضهم،بطفل يكمل سعادتهم.
نظرت عاليه لعلاء قائله:، أنا كنت بحسد علاقتك القريبه من سهر، وإحتوائك ليها،كان نفسي فى أخ زيك، بجد متشكره ليك يا علاء إنك جانبى،كلامك ده ريحنى وهدى نفسيتى،خليك جنبى دايماً وقت ضعفى،قوينى بيك .
تبسم علاء ولف يدهُ حول كتفها يضمها،وقبل رأسها قائلاً:أنا جنبك يا عاليه،بس مش بصفة أخ،،بصفة حبيب،وزوج مستقبلي،بس بلاش تتطمعى كتير،ممكن اقلب،قى اى وقت زوج نكدى مصرى أصيل،وألبس الفانله والشورت واقولك الغدا ياهانم طول اليوم قاعده بتعملى أيه،شغلانتك أيه غير الرغى والقاعده عالنت.
تبسمت عاليه قائله:وقتها هقولك،كنت قاعده بفكر اطبخ ايه لحبيبى،على ما يرجع من المستشفى،والتفكير والولاد أخدونى ونسيت.
فجاه تبسم الأثنان وقال علاء: واضح إن مستقبلنا مع بعض مُشرق.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة عمار وسهر.
إنخضت سهر وبتلقائيه منها وضعت يدها على بطنها،بعد أن اخبرها عمار عن ما حدث،ل غدير،وقالت:ربنا يستر،والنزيف ميرجعش ده كتير قوى عليها،رغم أنها عمرها ما حبتنى،بس أنا بتمنى ربنا يشفيها ويعوضها.
ضم عمار سهر قائلاً:يارب فعلاً غدير،أفعالها وأطباعها سيئه بس بتمنى متتحطش فى الاختبار ده،رغم إنه مش إختبار،قد ما هو تسديد سلف قديم.
تعجبت سهر قائله:قصدك أيه؟
سرد عمار،لسهر ما حدث،بالماضى وان خديجه كادت تستئصل الرحم بسبب غدير.
قالت سهر:فعلاً ممكن يكون رد السلف،أقصى من اللى حصل قبل كده،بتمنى،ربنا يكون رحيم بيها زى ما رحَم خديجه وعوضها.
آمَن عمار على دعاء سهر وقال:
خلينا هنا فى نفسنا،إنسى الدنيا كلها،متفكريش غير فيا أنا وبس،خلاص الأمتحانات خلصت،وإرتاحنا منها،أيه رأيك نسافر كام يوم فى أى مكان هادى نغير فيه جو.
وضعت سهر يديها على كتفي عمار قائله:موافقه،بس متنساش إنى حامل،بس مش مشكله قولى  هتودينى فين.
تبسم عمار يقول:المكان اللى ملكتى تقول عليه.
تبسمت سهر قائله:عاوزه أروح مالديڤ مصر،وأشوف شاطئ الغرام اللى غنت فيه ليلى مراد.
تبسم عمار يقول:إنتى تؤمرى يا نجمتى،نروح مرسى مطروح،خلاص بقينا فى بداية الصيف،حتى تغنيلى هناك 
تبسمت سهر قائله:هغنيلك،بحب إتنين سوا،يا هنايا فى حبك،عمار وإبنه اللى فى بطنى.
ضمها عمار يقول:بس أنا بحبك أكتر يا سهر لياليا..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالى
صباحاً 
بالفيوم 
تعجبت خديجه،حين أخبرتها والداتها هاتفياً ما حدث،ل غدير،
تنهدت بحزن،هى كانت بنفس الموقف يوماً ما،وكانت غدير السبب به 
حين كانت تتذمر من  لعب وشقاوة منى،ذات العامين فقط جوارها،وكانت ستضربها، كما أن منى كانت ستقع من على السلم بسبب غدير، حين كانت تُعنفها وقتها، منى كانت تتراجع للخلف خوفاً منها، لكن رأتها خديجه يومها،وذهبت مسرعه وجذبت منى من أمامها،لكن غدير لم تستحى وقتها وهاجمت خديجه،حتى أنها،مسكتها من يدها قائله لها بعنف:لمى بنتك بعيد عنى،مش ناقصه قرف 
قالت غدير هذا ودفعت خديجه،لتقع من على السلم وقتها كانت حامل بنهاية الشهر الثامن،لولا عمار حملها وذهب بها للمشفى،ربما كانت ماتت هى وطفلها وقتها لكن كان الله بها،رحيم،هى لا تتشمت بغدير اليوم ،بل دخلت وتوضأت،وقامت بالصلاه،تدعوا لغدير،أن يترآف بها الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عصراً
بالمشفى 
خرج الطبيب من غرفه العمليات،قائلاً: للأسف المدام النزيف اللى حصلها مره تانى  خلانا نستئصل جزء  من الرحم كان متهتك،وهو اللى سبب عودة النزيف،بس فى أمل إنها ممكن مع  المواظبه والخصوع للعلاج،ربنا يكرمها وتحمل مع الوقت، مع تطورالعلم مبقاش فيه شئ مستحيل،وكله بقدرة ربنا 
تحسَر وائل بصمت،وإنتظر الأسوء حين تفيق غدير.
وبالفعل فى اليوم التالى 
فاقت غدير،من التخدير.
وضعت يدها على بطنها شعرت بخلوها،فصرخت،قائله:فين إبنى،
نظرت ل وائل الذى يجلس بالغرفه ومعه،هيام.
وقالت له:أكيد فى الحاضنه،خدنى ليه،
حين حاولت النهوض تألمت بشده،فظلت نائمه.
وعادت قولها: هو بخير صح قولى،شبه مين.
خفض وائل وجهه لاسفل كما أن هنالك دمعه من عينه إندفعت.
رأتها غدير،فقالت:فين إبنى،يا وائل.
خفض وائل وجههُ وصمته، هو الرد.
صرخت غدير عليه بسؤال مره أخرى.
لكن ردت هيام قائله: قادر ربنا يحقق المعجزه وتخلفى تانى،ربنا إختاره يكون ملاك مع  أخوه.
صرخت غدير عليها قائله:بتخرفى تقولى أيه،إبنى فين؟
هنا تحدث وائل:للأسف الولد كان ميت فى بطنك من تلات أيام،يا غدير،ولو مش النزيف كان ممكن تموتى إنتى كمان بتسمم حمل.
صرخت غدير إنشق صوتها ليس فقط صوتها بل قلبها أيضاً.
دخل الطبيب التى ذهبت هيام وأستدعته،وقال لها:أهدى،يا مدام صريخك ده،وحركتك هيضروكى ممكن النزيف يرجع من تانى والمره دى هنستئصل الجزء اللى فاضل من  الرحم.
ماذا سمعت،هى بكابوس،موحش،ما معنى قول الطبيب،هل فقدت قدرتها على الأنجاب،لااه 
صرخه قويه أعقبها إنتحاب،بُكاء من  غدير. 
مما جعل الطبيب  يعطى لها  أحد الأبر المهدئه،جعلها تستلم للهروب من ذالك الواقع المر كالعلقم،وما هو الأ جزاء رفس النعمه التى أعطاها الله لها يوماً ونقمِت عليها،فكما قال الله 
"فأما بنعمة ربك فحدث"
وهى لم تُحدث،بل نقمت،وجزاء النقمه زوال النعمه.
.....ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور ما يقرب من خمسة أشهر
بشقة عمار وسهر.
ظُهراً
رغم شعور سهر،بآلام المخاض لكنها تتحمل،ذالك،لكن آنت بأه قويه،
سُرعان ما آتت لها نوال التى كانت معها بالشقه،
إنخضت حين وجدت سهر،تجلس على الفراش تتألم وقالت:
عمار فى الشقه اللى تحت،هنادى عليه،شكلك هتولدى النهارده.
رغم الآلم،لكن كذبت سهر قائله:لأ مش هولد النهارده،لسه قدامى كمان أسبوع وبعدها هولد،تلاقى ده،طلق كاذب وبعد شويه الوجع هيخف.
تنهدت نوال قائله:وشك بيقول عكس كده،سهر،بلاش عند،ده مش بمزاجك،فيها أيه لما تولدى آخر أسبوع فى رمضان،إنتى المفروض مكنتيش تصومى أصلاً من أول رمضان،ربنا مديكى رُخصه،يبقى ليه تتحاملى عالوجع.
قالت سهر بآلم:صدقيني،يا ماما ده وجع بســـــــــــــــــ
لم تستطيع سهر تحمل الآلم،وصرخت،لكن ليس بقوه،
فى ذالك الوقت كان عمار،يدخل الى الشقه،
دخل الى غرفة النوم متلهفاً،وجد سهر تتألم،إرتجف قلبه قائلاً:فى أيه،سهر هتولد النهارده.
ردت سهر بآلم:لأ مش هولد قبل أسبوع.
رغم خوف نوال،لكن تبسمت قائله:كأنه بمزاجك إياك،إنتى هتولدى النهارده خلاص،مش حاسه بالميه اللى نازله على رجليكى، يلا عمار بسرعه،خلينا ناخدها للمستشفى.
نظرت سهر على ساقيها،بالفعل رأت بعض المياه تسيل منها،وإنتهى،تحمُلها وصرخت.
بعد قليل 
بخارج غرفة الولاده، وقف عمار يُغمض عيناه، شريط ذكرياتهُ مع سهر، يمر أمام عيناه، كل لحظه سواء كانت بسمه أو حزن، قُرب، أو فراق، دلال سهر عليه فى الفتره الأخيره، حتى تذمرها أحياناً  من أوجاع فترة الحمل، وكتمانها للألم فى كثير من الأحيان، حتى قبل دقائق  حين قالت لهم أنها لا تشعر بألم المخاض، الى أن صرخت، بألم، حين غلب الألم عنادها. 
فتح عينهُ حين فُتح باب غرفة الولاده، وخرجت نوال مبتسمه تقول: 
تعالى، يا عمار خلاص ولدت متخافش، وهى  والبيبى الحمد لله بخير. 
دخل خلف نوال متلهفاً ليس على طفله، بل على ملاكهُ العنيده والقويه عكس ما تظهر عليه، فهى تحملت آلم المخاض الى نهايته. 
تبسم حين وقع نظرهُ عليه، تبدوا ملامحها  مُجهده للغايه، بالكاد تبتسم. 
هى الأخرى  حين حَملت صغيرها، نست كل الالم التى تحملته، بُكاء ذالك الصغير أطرب ما سمعته، 
جلس عمار لجوارها، وقبل رأسها قائلاً: 
حمدلله  على سلامتك،يا ملاكى. 
تبسمت بوهن قائله:خلاص بقى عندك ملاك تانى،صغير،شبهك يا عمار.
همس جوار أذنها قائلاً: علشان تعرفى إنى عشقتك من البدايه يا ملاكى،إنتِ  وأهلاً  بالملاك الصغير.
تكلمت نوال بفرحه قائله:هتسموه أيه؟
تبسم عمار قائلاً: مهدى عمار مهدى زايد.
تبسمت سهر قائله:حلو أسم مهدى ربنا بعته هديه لينا،نورت يا مهدى جونيور.
تبسم علاء الذى دخل قائلاً:يا فاسقه،مكنتيش حتى قادره تكملى صيام اليوم.
تبسمت نوال قائله:بس بلاش تفكرنا،بقالها أسبوع تعبانى جنبها بتتوجع وتكذب وعاوزه تكمل صيام رمضان،مع إن ربنا عاطيها رُخصه بس تقول أيه،متبقاش سهر،لو معندتش  وتعبتنى معاها.
......ـــــــــــــــ
بعد مرور أسبوع 
كان العيد عيدان 
فها هو سبوع أول حفيد لعائلة،زايد،الذى أتى،بعد شوق كبير.
بالسبوع، بالأصح كان السبوع مع العقيقه
كان الفرح والمرح،
،سهركانت  تجلس بين النساء  وجوارها نوال
يبتسمان من أفعال حكمت
التى تجلس تحمل الصغير،تُخفى وجهه،عن العيون،كانه كنز ثمين لا تريد لأحد ان يراه.
**
بينما عمار يقف بين الرجال بذالك  الصوان،كصوان عُرسٍ،يستقبل تهنئات العيد والتبريكات بمولوده الأول، 
و كان بجواره والدهُ وعمه،وكذالك يوسف،الذى ربت على كتفه قائلاً: يتربى فى عزك،يا ابو مهدى،المره الجايه هتسمى الواد يوسف،نسيت أقولك على خبر هيفرحك،أسماء حامل مره تانيه،وأمى هاين عليها تضربنى،بس من جواها سعيده،وبتقولى إزاى ده حصل فى غيابى،إستفردت بأسماء فى غيابى وأنا عند خديجه أيام ما ولدت إبنها جسار.
تبسم عمار يقول:ربنا يكملها وتقوم بالسلامه،لو جت بنت بحجزها،لابنى.
تبسم يوسف قائلاً:بنتى هيبقى مهرها غالى،يا عمار،يا زايد 
تبسم عمار يقول:وأبنى جاهز يدفع مهرها،بالدهب،يا حضرة الافوكاتو.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد حوالى ثلاث شهر 
بجامعة مياده 
إصطدمت أثناء دخولها الى قاعة المحاضرات،بذالك الشاب،رفعت رأسها،ونظرت له.
نظرت له بنظره لا تعرف معنى،لها،أهى،حنين،أم بُغض ،
جاوب عقلها،إنها نظرة بُغض من نفسها،رؤيته ذكرتها،بذالك اليوم التى كادت أن تقع بالخطيئه،لكن بعث لها الله تنبيه،لتعود لرُشدها قبل أن تفقد آخر فرصه لها للعوده.
إنتبهت مياده،لوقوفها،فابتعدت،عن حازم،ودخلت الى قاعة المحاضره،وجلست جوار إحدى زميلاتها.
إنتبه حازم هو الآخر،ووقف على منصة القاعه،وبدأ بتعريف نفسه للطلبه،وقام بشرح الماده لهم،الى أن إنتهى وقت المحاضره،
ظل حازم،بمكانه،منتظراً أن تأتى مياده وتقترب منه،وكان سيناديها،لكن تفاجئ حين رأها تخرج من باب المدرج الخلفى.
جلس حازم على أحد المدرجات،يستعيد رؤيته لها اليوم،كانت فتاه أخرى،كانت صاحبة وجه جميل،وبرئ،دون مساحيق التجميل الصارخه التى،كانت تضعها،،على وجهها،وأيضاً تحجبت عن حق،لم تكن تُظهر بعض خُصلات شعرها،كالسابق،كما أنه عِلم أنها حصلت على تقديرات عاليه،العام الماضى،فرح قلبهُ كثيراً حين رأى هذا التغير عليها.
بينما مياده،كانت تنتظر إنتهاء المحاضره بفروغ الصبر،كى تخرج،أو بالأصح تهرب ،وهذا ما حدث حين إنتهى حازم من المحاضره،خرجت مُسرعه من الباب الخلفى،للقاعه،ذهبت الى مُصلى الفتيات بالجامعه،وقفت كانت ترتعش، حقاً الطقس بارد،لكن ليس هو السبب،هى تعرف السبب،خفقان قلبها،لامت نفسها على تلك المستهتره التى كانت بالماضى والتى كانت لديها معتقدات خطأ،وضعت يدها على خافقها وقالت بتحدى:
هدفى قدامى وهوصله،وهبقى،زيك فى يوم،يا حازم،مش هضعف،وهواجه حياتى مش هستسلم من تانى،وأعيش أكاذيب،الطريق قدامى لسه طويل،وبدايته معروفه،هى إنى أنجح فى دراستى،وأحقق،ذاتى،أخلق مياده الناجحه،بعيد عن اى كذب وتخلى عن المبادئ الصح.
،،،،،،ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
خرجت سهر من الحمام،تنظر لذالك الأختبار بيدها بذهول،كيف حدث هذا،هى حامل مره أخرى،بهذه السرعه.
فى نفس الوقت،كان يدخل عمار 
يبتسم لها.
لكن حين رأى وجهها عليه علامات الذهول،وبيدها ذالك الاختبار قال لها:
فى ايه،وأيه اللى فى إيدك ده؟
ردت سهر:ده إختبار،حمل ونتيجته إيجابيه.
ذُهل عمار هو الآخر قائلاً:حامل!
حامل بالسرعه دى، ليه مكنتيش بتاخدى مانع حمل؟
ردت سهر قائله:أنا أخدت حبوب لمدة أسبوع بس،وبعدها كنت تعبت،ولما قولت لطنط حكمت قالتلى أن تعبى ده من الحبوب،بلاشها،وممكن محملش بسرعه عادى،جداً،هى مكنتش بتاخد موانع حمل بينك وبين أخواتك البنات ومع ذالك مكنتش بتخلف غير كل سنتين.
هز عمار ،رأسه بتفكير قائلاً:يعنى ماما هى اللى قالتلك بلاش مانع حمل،وإنتى سمعتى كلامها،ودلوقتى،إنتى حامل،أحب أقولك كسبتى رضا حماتك يا سهر،مبروك يا روحى.
قال عمار هذا،قبل وجنتي سهر قائلاً:ماما هتنبسط قوى،يا نجمتى.
تبسمت سهر قائله:كله رزق من عند ربنا خلينا ننزل زمان مهدى مغلب طنط حكمت وكمان أنا جعانه.
بعد قليل 
على طاولة العشاء.
نهضت سهر تشعر بغثيان.
تعجب الجميع 
تحدثت حكمت قائله:مش عارفه مالها سهر بقالها كم كده متغيره،وشكلها خاسس يمكن مُجهده من الرضاعه.
تبسم عمار قائلاً:لأ مش مُجهده من الرضاعه،ده بسبب إنها سمعت كلامك،ومنعت وسيلة منع الحمل،وبقت حامل.
تعجب الجميع،بينما عمار ضحك،
لم تقدر حكمت على إخفاء فرحتها،بذالك الخبر.
بينما قال عمار:سهر صدقت ماما إنها لو سابت وسيلة الحمل مش هتحمل بسرعه،والنتيجه،أهى سهر حامل.
تبسمت حكمت قائله:وماله وفيها أيه أما سهر تبقى حامل مره تانيه،عقبال التالته،والرابعه،وربنا يزيد كمان، هى تخلف ومتحملش هم وانا موجوده أشيل معاها.
نظر عمار لوالداته بأندهاش،فيبدوا أن والداته تريد حِفنه من الأحفاد،وسهر أيضاً لديها ترحيب بذالك. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرت سنوات من العمر
بعد مرور عشر سنوات.
بمنزل وائل.
جلست غدير مع وائل،قائله:
مامتك كانت هنا إمبارح ولمحت لحكاية الخلفه،ياريت تقولها تبطل التلميحات دى،أظن أنا إتبهدلت بما فيه الكفايه،عمليات ترقيع رحم وبعدها عمليات حقن مجهرى،وللأسف النطفه بتموت،بعد فتره معينه من الحمل،وبقالى أكتر من سنتين،أهو،مواظبه على العلاج ومحصلش حمل مره تانيه.
تنهد وائل بسأم قائلاً:حاضر هقولها،ممكن تسيبينى أقوم أنزل للمعرض،أنا مبقتش بفكر فى الموضوع ده خالص،وسايب الامر لربنا.
ردت غدير:إنت مش بتفكر لانك واثق من نفسك مفيش منك عيب لكن انا المعيوبه دلوقتى.
رد وائل بزهق:غدير،بلاش عكننه عالصبح ،أنا عندى شغل طول اليوم فى المعرض ولازم أكون فايق للزباين.
هدئت غدير وأقتربت من مكان جلوس وائل ورسمت بسمه قائله:
وائل انا عندى حل لمشكلة الخلفه دى والحب سهل وبسيط؟
رد ووائل:وأيه هو الحل ده؟
ردت غدير:سمعت عن تأجير الأرحام،أحنا نشوف واحده تانيه نعطيها مبلغ مالى  وياخدوا نطفه منك وبويضه منى ويخصبوهم ببعض،ويزرعوهم،فى رحم الواحده،تانيه دى ،ها أيه رأيك.
نظر وائل لها مصدوماً فها هو شيطانها يُعطى حلاً سافراً وفاجراً. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالجامعه
وقفت مياده تناقش لجنة الأشراف على رسالة الدكتوراه الخاصه بها 
كانت تناقش اللجنه،بثقه وثبات،تتحاور معهم فى أدق فروع الرساله،كان معها بقاعة المناقشه،
كل من 
نوال،وعبد الحميد وكذالك منير،يساندوها 
إنتهت من المناقشه،مع اللجنه،كانت تنتظر 
قرارهم،
الذى اعطوه لها بالأجماع 
حين قال أكبر أعضاء اللجنه،
بأسم جامعات التربيه بالمنصوره،بنعطى،للطالبه:مياده عبد الحميد عطوه،شهادة إجتيار الدكتوراه بمادة الجغرافيا،بدرجة إمتياز.
قال هذا ونظر الى مياده قائلاً:مبروك يا دكتوره،وكمان بصفتى من،هيئة التدريس بالجامعه،بهنيكى كزميله لينا بالجامعه.
تبسمت غدير،وشكرته،وشكرت ايضاً،لجنة المناقشه،وأخذت منه صك حصولها على الدكتوراه،ونزلت الى مكان جلوس 
نوال وعبد الحميد ومنير.
فتحت لها نوال يديها،بإبتسامه،مُهنئه 
إرتمت مياده بين يديها،تحتضنها قائله:شكراً ليكى،يا مرات عمى،إنتى صاحبة الفضل فى اللى وصلت ليه النهارده،لسه فاكره كلامك ليا لما كنت مُحبطه بعد ما فسخت خطوبتى من وائل،حطى هدف صح قدامك يا مياده وهتوصلى له،وأهو انا وصلت لهدفى النهارده،بقيت زميله،لدكاتره كانوا فى يوم بيدرسولى.
تبسمت نوال لها قائله:مش انا صاحبة الفضل يا مياده،ربنا هو اللى هداكى لبدايه طريق تاني غير اللى كنتى ماشيه فيه،كان عقلك صغير،وقفلاه،لما فتحتى عقلك،لقيتى بداية طريق تانى،فيه شعاع نور،مشيتى وراه لحد ما وصلتى لهدفك.
تبسمت مياده،وتركت نوال،وحضنها منير قائلاً:فرحتى بيكى النهارده متقلش عن فرحتى لما حضرت رسالة دكتواره علاء وعاليه،يمكن فرحتى اكتر كمان،مبروك يا بنتى.
حضنته مياده،بود قائله:متشكره يا عمى،أنا متأكده من صدق مشاعرك.
بينما هناك من تلمع عيناه بدموع الفرح،
إتجهت إليه مياده،وحضنته قائله:شكراً لدعمك يا بابا ليا،وإحتوائك ليا،كنت السند الداعم القوى،مش ناسيه سهرك جانبى فى ليالى الشتا،وانا بذاكر،ولاكوباية الهوت شوكيلت اللى كنت بتعملها ليا علشان تدفينى من السقعه.
نزلت دمعه من عين عبد الحميد قائلاً:انا فخور بيكى،يا مياده،وبفتخر بين الناس وبقول بنتى مدرسه فى الجامعه،البنت الناحجه فخر لأبوها.
رغم غصة قلب مياده من عدم حضور والداتها التى مازالت تصب كل إهتمامها بولدها الوحيد، لكن لن تجعل شئ يُعكر صفو شعورها بالنجاح التى حصلت عليه اليوم،وتبسمت لوالداها،الذى أكمل حديثه لها قائلاً:
فى ضيف موجود هنا مستنى خارج القاعه،طلب منى طلب،وأنا بصراحه وافقت عليه،بس لو معترضه قولى وميهمكيش،
قال عبد الحميد هذا وعلى صوته،قائلاً:إتفضل إدخل.
نظرت مياده ناحيه باب القاعه،
تبسمت بتلقائيه حين رأت من يدخل.
تحدث عبد الحميد:حازم طلب إيدك منى وأنا وافقت،رأيك أيه،لو مش موافقه قولى.
خجلت مياده وصمتت.
رد عبدالحميد بمكر،لو مش موااا
لم يكمل عبد الحميد كلمته حين تحدثت نوال قائله:مش موافقه أيه،لا طبعاً موافقه،علشان تبقى الفرحه فرحتين النهارده.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زايد.
بعد العصر
كانت سهر تسير بحديقة المنزل تحمل صنيه كبيره عليها مجموعة أكواب من العصائر لكن فجأه
شعرت سهر بوخزه قويه فى ظهرها،أستدارت،ترفع،رأسها تنظر الى أحد فروع تلك الشجره،وقالت بتوعد،ماشى يا مهدى أما تنزل من عالشجره دى،أنا هلسعك،بالنشابه اللى معاك دى،وأعمل حسابك محروم من المصروف،علشان تبقى تنشن عليا،كفايه إمبارح كنت هطير عين عمتك غدير،وجبتلى وش معاها وتقولى مش عارفه بتخلفى ليه بدال مش عارفه ترابيهم صح،إنت خليت الكل يبطل يزورنا،بسبب النشابه،دى،حتى العصافير طفشوا من الجنينه بسببك.
ضحكت حكمت التى كانت تجلس بالحديقة قائله: فى أيه يا سهر،بتكلمى مهدى الصغير بالطريقة دى ليه،سيبى الولد يلعب.
ردت سهر:كله من دلعك له يا طنط،اللى جاى على هواه،ده قاعد طول الوقت من يوم ما أخد الاجازه على فرع الشجره،وبنشن على اى حد ماشى فى الجنينه،بس ليكى الحق تدلعيه إنتى وعمو مهدى وعمو سليمان مش بينشن عليكم،معرفش ليه.
تبسمت حكمت بخفاء.
وضعت سهر الصنيه التى كانت بيديها على الطاوله، ونادت على أطفالها اللذين يلعبون،بالحديقة حول حكمت السعيده بهم.
وقالت:يلا تعالوا إشربوا العصير الفريش  ده،الجو حار، ثم نظرت لذالك الصغير الذى يجلس على ساق حكمت وقالت له:
وأنت جيبتلك البيبرونه فيها حليب علشان تحل عنى شويه،صدرى نشف بسببك.
ضحكت حكمت،وقبلت الصغير الذى زام، ثم مدت يدها واخذت زجاجة الحليب،
وقالت له بموده:بس يا روحى ماما بتهزر خد سلى نفسك. 
أخذ الصغير زجاجه الحليب،وبدأ يشرب منها.
نظرت له سهر وقالت: عيل مفجوع.
لم يستجيب لها أطفالها وظلوا يلهون بالحديقه ،لكن سمعت طفلها الأكبر مهدى يقول:
ماما هاتيلى كوباية العصير بتاعتى أشربها وأنا هنا فوق الشجره.
أدارت وجهها وقالت له:إنزل من عالشجره وخد كوبايتك،زى ما بتعمل معايا،لما بقولك ناولنى الكوبايه أشرب مش بتقولى،هاتى لنفسك أهو زى ما بتقولى،إنزل خدها بنفسك،المعامله بالمثل.
رد طفلها:خلاص يا ماما بعد كده هبقى أجيبلك تشربى،وعد.
تبسمت سهر ساخره تقول:كل مره بتقولى كده،وبتكذب.
رد مهدى:لأ وعد ياماما،صدقينى،هبقى أجيبلك تشربى،وعد.
نظرت سهر لحكمت التى تبسمت،
وقالت:خلاص بقى،يا سهر،ناوليه كوباية العصير،بتاعته قالك وعد.
نهضت سهر واخذت كوب العصير قائله:أهو أنتى شاهده،علشان لو خلف وعده بعد كده.
تبسمت حكمت قائله:أيوه أنا شاهده عليه.
ذهبت سهر الى مكان تلك الشجره،ووقفت على مقعد أسفلها ومدت يدها بكوب العصير،قائله بتحذير:حاسب متطرفش عن فرع الشجره لتوقع،أنا هقرب إيدى منك.
فعل مهدى مثلما قالت له: وأخذ الكوب من يدها،وقربها من شفاه قائلاً:
شكراً يا ماما أنا كنت عطشان قوى.
تبسمت سهر له بحنان،قائله:عطشان من قاعدتك فوق الشجره،إنزل،إلعب مع إخواتك هنا عالأرض،لازمتها أيه الشعلقه دى.
إنتهى مهدى من إحتساء كوب العصير،ومد يده لسهر،بالكوب الفارغ قائلاً:لأ أنا بحب ألعب،وأنا قاعد عالشجره،وخلاص مش هلعب،بالنشابه هلعب عالأيباد بتاعى شويه.
اخذت سهر الكوب من يدهُ قائله:إعمل حسابك لو الايباد وقع منه وإنكسر مفيش جديد.
رد مهدى:عادى وقتها هقول لبابا وهو هيجيبلى،يا سهري.
ردت سهر:ماشى هنشوف بابا،هيسمع كلام مين..
ذهبت سهر مره أخرى الى تلك الطاوله التى تجلس عليها حكمت ووضعت الكوب الفارغ،ثم جلست معها،تبتسم على صغيرها الجالس،على ساق حكمت،وقالت:عِشت نسفت البيبرونه.
تبسمت حكمت قائله:أيه يا سهر هتحسدى الواد،صحه وهنا على قلبه.
تبسمت سهر قائله:والله ما مدلع العيال دول غيرك يا طنط.
تبسمت حكمت:وماله ما يدلعوا براحتهم،معنديش أغلى منهم،ربنا يبارك فيهم،
قالت حكمت هذا ثم أكملت بمكر قائله:مع إن كان نفسى فى بنوته وسطهم،بس رضا عالسبع فرسان.
نظرت سهر لحكمت بتفكير.
فتبسمت حكمت.
لكن آتى طفل آخر من أطفال،سهر،يحمل بين يديه،إسكتش رسم وعلبة ألوان خشبيه قائلاً:
ماما شوفى أنا رسمتك وإنت جايبه لينا العصير،وكمان رسمت ناناه،وهى قاعده شايله أخويا الصغير.
تبسمت وأخذت منه ذالك الأسكتش ونظرت الى تلك الرسمه وقالت بسخريه:
طب هى الرسمه حلوه وكل حاجه،بس ليه حاطط فوق راسى قرنين كده،يعنى راسم ناناه حلوه قوى،وأنا ليه بقرنين.
رد طفلها:أنا رسمتك زى ما بشوفك فوق،فى الشقه،بتبقى عامله شعرك كده.
نظرت له سهر قائله:بس دول قطتين،هنا قرنين جاموسه،بس براڤو عليك فنان،يلا أقعد أشرب العصير بتاعك وبعدها كمل رسم.
تبسم طفلها وجلس لجوارها يحتسى العصير،وأتى بقية أطفالها،يشاغبون فيها،وتبتسم حكمت على أفعالهم مع سهر.
فى ذالك الوقت،جاء عمار الى مكان جلوسهم بالحديقة،إنحنى يُقبل،وجنة صغيرهُ التى تحمله حكمت،قائلاً: مساء الخير يا ماما.
تبسمت حكمت وردت عليه،لكن الصغير،رفع يديه له كى يحملهُ.
بالفعل حمله عمار،وهو يبتسم،ليأتى بقية أطفاله يلتفون حوله،كذالك مهدى الذى نزل من على الشجره،وألتفوا حول عمار كل منهم يحدثه عن ماذا يفعل،تبسم عمار وهو يخفى نظرهُ لسهر،سهر طوعت حياتها مع أطفالها،تقوم بتربيتهم بطريقه صحيحه،تعلم كل منهم ماذا يريد وتنمى بداخله موهبته،لكن لا ينكر أنه،رغم ذالك مازال يشعر أنها أحياناً طفله مثلهم،حين تشاغب معهم. 
نظرت سهرلإلتفاف أطفالها حول عمار  بغيظ مصطنع وقالت:دلوقتي كلكم إتجمعتوا،بقالى ساعه،بقول تعالوا،إشربوا العصير،محدش إتحرك من مكانه،لكن لما بابا جه كلكم لفيتوا حواليه،وماله.
تبسمت حكمت قائله:هو كده خلف الصبيان دايما مهما تعملى لهم،يلفوا على ابوهم وقت ما يشوفوه،إنما البنت حبيبة أمها .
تبسم عمار قائلاً:هطلع اخد دوش وانزل،خدى الولد يا ماما.
أخذت حكمت منه الولد،وغادر عمار  
لكن
بمجرد أن توجه عمار يصعد الى الشقه، تركت سهر أطفالها قائله: خلى بالك من الولاد يا طنط حكمت، نسيت حاجه فى الشقه هطلع أجيبها وأنزل علطول مش هغيب. 
تبسمت حكمت بخبث قائله: متقلقيش عليهم يا حبيبتى، براحتك، حتى زمان عمك مهدى جاى، وبحب يلعب معاهم، خدى وقتك بلاش إستعجال، ربنا يكرمك المره دى. 
ردت سهر بعدم فهم قائله: يكرمنى بأيه يا طنط. 
بنفس الخبث ردت حكمت: يكرمك ومعدتيش تنسى حاجه، وتركزى. 
ردت سهر على نيتها قائله: آه يا طنط مش عارفه ليه بقيت بنسى كتير، كله من الأغبياء السبعه دول، يلا هطلع ومش هتأخر. 
تبسمت حكمت بعد مغادرة سهر قائله: دول مش أغبياء، دول الامراء السبعه لمملكة زايد ربنا يبارك ويزيد، حسب نيتك، يا سهر. 
...... 
صعدت سهر الى الشقه وتوجهت مباشرةً الى غرفة النوم، وجدت عمار يُعطيها ظهره يفتح أزار قميصه، تبسمت بمكر، وأغلقت باب الغرفه بالمفتاح. 
سمع عمار، صوت تكات المفتاح، فادار وجهه، ونظر لها قائلاً: بتقفلى باب الأوضه بالمفتاح ليه؟ 
ردت سهر وهى تخلع المفتاح من كالون الباب، ثم وضعته بصدرها بين ملابسها: 
قفلت الباب بالمفتاح، علشان محدش يقاطعنا من الولاد، وكمان علشان أضمنك. 
تبسم قائلاً: تضمنينى، تضمنينى فى أيه!؟ 
أقتربت سهر، وهى تفتح سحاب عبائتها، ثم خلعتها قائله: 
بتتهرب منى ليه يا عمار، مفكر إنى مش واخده بالى؟ 
أخفى عمار بسمته قائلاً: وهتهرب منك ليه يا سهر، ليا ليكى دين وخايف تطلبيه؟ 
ردت سهر: لأ بس من يوم ما قولتلك إنى هبطل وسيلة منع الحمل، وأنت بتتهرب منى، وشكلك مش عاوزنى أخلف. 
رد عمار: سهر حبيبتي، أنا خايف على صحتك، إنتِ عندك سبع ولاد، خلفتيهم فى عشر سنين، أصغرهم عنده سنه وشهور، گفايه كده، ليه عاوز التامن. 
ردت سهر: السبعه أغبياء وفشلت فى تربيتهم، تصور، بقول للواد مهدى إبنك الكبير ناولنى كوباية ميه أشرب قالى قومى خديها بنفسك إنتِ صغيره، والمخفى التانى الى وراه شرقانه قدامه وروحى بتطلع مهنش عليه يناولنى كوباية ميه أو حتى يطبطب على ضهرى،، ويقولى سلامتك، يا ماما، وكلهم كوم والصغير ده لوحده كوم تانى، كل ما يشوف وشى، يقولى 
إضع (ارضع) تقولش البقره الى باباه شاريهاله، أنا عاوزه بنت، البنت حبيبة أمها، وأربيها على أيدى. 
تبسم عمار يقول: طب ما أنتِ هتربيها زى بقية اخواتها وهتعمل زيهم. 
ردت سهر: لأ أنا هربيها بطريقه تانيه انا خلاص خدت خبره ومش هكرر أخطائى، وبعدين إنت معترض على أيه، هو إنت الى هتتعب وتحمل تسع شهور ولا أنا، أنت مهمتك بتقضيها فى دقايق وبتكون مبسوط كمان. 
نظر لها عمار هامسا لنفسه: 
بقضى مهمتى فى دقايق وببقى مبسوط، ما هما الدقايق دى بنبسط فيها صحيح، بس بعدها بدفع التمن، إكتئاب ومُعناه طول مدة الحمل وحتى بعد الولاده إكتئاب. 
نظرت له سهر قائله: إنت لسه هتفكر، خلينا نخلص دلوقتى العيال هيزهقوا طنط حكمت وتطردهم، ونلاقيهم طالعين لهنا،عيالى ومش تايه عن شقاوتهم،دول يزهقوا بلد بحالها. 
تفاجئ عمار بدفع سهر له، ليختل توازنه، ويسقط على الفراش خلفه، وقبل أن ينهض
تسطحت فوقه سهر تبتسم بظفر.
تبسم عمار وإستدار بهم على الفراش، ليبقى جسد سهر أسفله، نظر لعيناها قائلاً: 
سهر  إنتى عاوزه أيه.؟
ردت ببراءه:عاوزه بيبى،يا عمار.
تبسم عمار قائلاً:طب وإبنك الصغير اللى مكملش سنه ونص ده أيه،مش بيبى.
ردت سهر قائله:لأ أنا عاوزه بيبى بنت.
تبسم  عمار  قائلاً:  سهر أنا عارف إنك ميهمكيش تخلفى ولد أو بنت المهم إنك تخلفى، بتعقبينى علشان مرضتش زمان أسيبك تشتغلى مُدرسه، فقررتى تجيبلى مدرسه فى البيت، وبصراحه أنا بحب المدرسه  دى، قوى بسببك، وبقول سبع أطفال كفايه،وبعدين مش يمكن لو خلفنا بنت أحبها أكتر منك وأدلعها.
فكرت سهر بقول عمار وقالت:خلاص بلاش نخلف بنت،بس بلاش تتهرب منى، زى ما بتعمل فى الفتره الاخيره.
قالت  سهر ثم نظرت لعمار بمكر قائله: ولا قول بقى إن عمار زايد عجز وكبر خلاص، عليه العوض، أنا راضيه، برضوا عِشرة السنين. 
تبسم عمار لها وهو يعلم أنها تحاول إستفزازهُ، لكن لم يقع فى فخ إستفزازها،
ورد بطريقه أوهمتها أنه وقع بفخها. 
إنحنى يُقبلها، بهيام وعشق، لكن توقف عن تقبيلها فجأه ونهض عنها، مبتسماً، يقول: 
أيه رأيك عمار زايد عجز  وكبر. 
قال عمار هذا وهو يشير لها بمفتاح الغرفة التى سبق ووضعته بين ملابسها. 
نظرت له سهر التى مازالت مُستلقيه على الفراش وقالت: ماشى يا عمار يا زايد، طب طالما كده بقى، عندك ولادك السبعه، هسيبهملك وهروح أقعد فى مزرعة الفيوم أخد أجازه وأرتاح منهم. 
ضحك عمار يقول: هاجيبهم وأجيلك هناك يا روح عمار، ناسيه بعد بكره خطوبه منى وكلنا  هنروح الفيوم. 
قال عمار هذا وألقى لها قبله فى الهواء ثم تحدث: أنا رايح أخد دوش، والله لو طلعت لقيتك لسه نايمه زى ما أنتى كده عالسرير، إحتمال، أفكر نجيب التامن،يمكن تبقى بنت وحبيبة باباها ،  أنا بقول إحتمال مش أكيد.
قال عمار هذا  وأنحنى جوارها على الفراش وقبلها قُبله خاطفه ثم وضع مفتاح الغرفه جوارها ونهض سريعاً يتوجه الى الحمام. 
أغتاظت سهر من فعلته وقالت: وماله يا عمار  مش قايمه من عالسرير، وهتشوف مين فينا اللى قراره هيمشى،وهيبقى ولد مش بنت وشوف هدلع مين غيرى . 
بعد دقائق، خرج عمار من الحمام، يرتدى مئزر الحمام، نظر نحو الفراش، وتبسم بأفتتان حين وقع بصرهُ على سهر التى كانت  مستلقيه على الفراش، والتى أبدلت ملابسها، وأرتدت أحد قُمصان النوم العاريه باللون الأحمر حاول إبعاد نظرهُ من عليها  حتى لا يفتتن بها، لكن سهر قالت: 
أيه مش هتنفذ وعدك. 
تبسم عمار  وهو يُزيح خصلات شعرهُ  للخلف عن جبينه وقال:انا مقولتش وعد قولت إحتمال،بس القميص الحلو ده كان إختيار موفق بصراحه.
بعد وقت،وضعت سهر،رأسها على صدر عمار قائله:
عمار عاوزه أسألك عن حاجه محيراني.
رد عمار:وأيه هى الحاجه دى؟
ردت سهر:خطوبة منى،أنا عرفت أن عريسها،من عيله بسيطه ومهندس لسه بيبتدى طريقهُ،وإن لما حسام قالك عليه،وافقت بسهوله
رد عمار:وفيها أيه طالما  سألت عنه ولقيته شخص محترم وعندهُ مسؤولية،يبقى ليه أبص للماديات،مش فاكره علاء لما إتقدم ل عاليه،كان لسه طالب فى كلية الطب،وكمان كان فى بداية طريقهُ،وأهو بقى من أشهر جراحين المنصوره، أنا إتعاملت مع  صادق وهو أسم على مُسمى،يبقى ليه أرفضه لمجرظ شوية ماديات وكمان منى مرحبه وموافقه عليه،وده إختيارها.
ضمت سهر نفسها بقوه لعمار،وقبلت،وجنته قائله:أنا بحبك قوى،يا عمار،وبتمنى أجيب منك دستة عيال،ويكونوا كلهم شبهك كده،فى كل حاجه،أنا بعشق كل إنش فيك يا عماري.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد يومان 
بمزرعة الفيوم،
كان حفل بسيط عائلى
كان المرح والود يسودان الحفل،  الى أن دخل،ذالك الضيف 
أقترب حسام وعمار وكذالك يوسف ورحبوا به 
تحدث حسام قائلاً: نورت يا "حمدين بيه الغمراوي " 
تبسم حمدين يقول: رغم إن مزارعنا جيران، وكمان  إنك مدعتنيش عالحفله، بس واجب الجيره، قولت أجى أبارك.
تبسم حسام بمجامله قائلاً: أعذرينى،يا حمدين بيه،الحفله عالضيق كده،برغبة العروسين،وإنشاء الله  فى الزفاف هتكون أول المدعيين.
تبسم حمدين وقال:إنشاء الله،نسيت أعرفكم على ولادى 
هند بنتى خريجة الجامعه الامريكيه،إدارة أعمال،وخلاص إستلمت إدارة مصنع الكيماويات الخاص بيا هنا فى الفيوم،وكمان 
حاتم إبنى الكبير وده دراعى اليمين.
رحب عمار وحسام ويوسف بهم،لكن كانت عين  "هند" ثاقبه وقعت على هدف،سحرها.
كذالك حاتم هو الأخر إنبهر بالعروس الحسناء.
....
بعد  إنتهاء حفل الخطوبه.
بغرفة عمار وسهر.
تبسم عمار وهو يلف يديه حول خصر سهر قائلاً:كنتى ملكة الحفله،بصراحه كنت غيران لما مامت العريس فكرتك أختى الصغيره.
تبسمت سهر قائله بدلال:طب ما أنا لسه صغيره،أنا عندى تلاته وتلاتين سنه بس شوف بقى،صغيره ولاااا،زى ناس بدأت بعض الشعرات البيضه فى شعرهم تظهر.
قالت سهر هذا ثم،
وضعت سهر،يدها تعبث بفروة رأسه.
تبسم عمار يقول:خدى بالك متعرفيش الشعر الأبيض ده بيعمل شغل مع البنات قد أيه.
نظرت له سهر قائله:
طب تبقى واحده كده مستغنيه عن عمرها وتقرب منك.
تبسم عمار وإنحنى يُقبلها هائماً،بقلب يزداد مع السنوات حراره وعشق.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مُضى عام 
بسبوع تلك الصغيره التى مع قدومها،عادت الطيور الى عُشها وإرتسمت  السعاده مره اخرى 
إنها "سهر" الصغيره،(إبنة علاء وعاليه.)  
وقفت سهر تحملها،أتى الى مكان وقوف سهر عمار الذى نظر للصغيره قائلاً:فيها شبه كبير منك.
تبسمت سهر قائله:ماما بتقول نسخه منى،وأنا مولوده.
لكن آتى اليهم،ذالك الصغير "عمار"إبن يوسف قائلاً:الله دى حلوه قوى انا هتجوزها لما تكبر شويه.
ضمت سهر الصغيره لحضنها قائله:
لأ دى أنا اللى هربيها وهجوزها،لمهدى إبنى.
رد الصغير،لأ انا اللى هتجوزها،
سهر علاء ل عماريوسف 
تبسم عمار قائلاً:أنا بقول توافقى وتسبي عمار يوسف براحته،لأن عين إبنك مهدى،رايحه لناحيه تانيه بصى كده 
نظرت سهر الى مهدى طفلها وجدته،يتهامس بطفوله مع إبنة يوسف الصغيره.
تبسمت لعمار الذى قال
واضح كده،فى المستقبل بداية تانيه 
ل.. جوازة بدل 
تمت بحمدلله

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-