بأحد إشارات مرور مدينة المنصوره
توقفت سيارة عمار،جوار ذالك الباص،لو رفع وجهه لأعلى قليلاً،لوقع بصره على سهر،لكن هو أدار وجهه،و إبتسم وهو ينظر، الى ذالك الجالس جواره، يقول: أخيراً صحيت،يا بشمهندس أحمد،أنت واخد السكه من الفيوم لهنا نوم،أيه منمتش إمبارح طول الليل،كنت سهران عالنت مع حفيد اللواء ثابت،مكنش لازم أسيبك تبات معاه فى مزرعه جدهُ،بس أنت الى مصدقت،وشبطت فيه،ها يلا قولى كنت سهرانين تعملوا أيه؟
إبتسم أحمد،وهو يفرك،بيديه عيناه،ليصحوا قائلاً:بقينا فين؟
رد عمار:إحنا فى المنصوره،خلاص كلها نص ساعه،ونوصل للبيت،يلا قولى،كنت سهران،مع مازن،بتعملوا أيه؟
رد أحمد:وأيه عرفك أنى كنت سهران،كنت بتراقبنا.
ضحك عمار يقول:من شكل عنيك،واضح جداً أنك منمتش غير،زايده إحمرار،وده أكيد من الأيباد.
تبسم أحمد يقول:فعلاً أنا ومازن كنا سهرانين عالايباد،ودخلنا سباق،على لعبه،بس أنا غلبته،وعديته بمراحل،وكمان،أتبادلت معاه،بعض الألعاب،عالنت،وكمان،بقى من الأصدقاء عندى،على مواقع التواصل الاجتماعي كلها،فيسبوك،وأنستجرام،وكله،وأتواعدنا هنتراسل،مع بعض عن بُعد،لحد ما نتقابل تانى،قريب،هو فى نفس سنى،حتى بيدرس،فى فرع من المدرسه بتاعتى،وأهو بقينا أصحاب بسببك،هو كمان كان بيقضى أجازة نص السنه فى مزرعة جدهُ،وهو وحيد،زيي،بس معندوش أخوات غيرهُ،قالى أن مامته منفصله عن باباه من مده،وهو عايش مع باباه،فى القاهره،ومامته عايشه فى باريس،بس أوقات بيتواصل معاها عالنت،أنت ليه مدعتهمش على فرحك.
رد عمار:لأ دا يظهر بقيتوا أصدقاء عالغالى قوى،وحكالك على قصة حياته،تصدق نسيت أدعيهم،بس ملحوقه،أيه رأيك نبعت خالك يوسف،لهم بالدعوه.
إبتسم أحمد يقول:لأ ممكن نكلمهم عالواتس،وندعيهم،علشان خالى يوسف،مش بيحب،بيسافر،ويبعد عن مرات خالى،وجدتى.
تبسم عمار،يقول:تمام،أنا هتصل عاللواء،ثابت،وأدعيه،وهشدد عليه حضور،مازن،باشا،علشان خاطر البشمهندس أحمد.
تبسم أحمد يقول:أيوا،انا نفسى أنا ومازن، فى المستقبل نكون أصحاب،زيك،أنت وخالى يوسف كده.
........
بينما سهر،لو نظرت خارج،شباك الحافله،لرأت عمار،لكن هى إنشغلت،بالحديث مع علاء، عبر الهاتف، لتنهى الأتصال معه وتقوم ،بأغلاق،هاتفها،ثم وضعته بحقيبتها،ورجعت،برأسها للخلف،تضجع برأسها على مسند المقعد،وأغمضت عيناها،وحاولت نسيان،ما تهرب منه
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بحوالى الرابعه عصراً
بدأ القلق،يدخل الى قلب،نوال،فدخلت الى غرفة آمنه تسألها قائله:هى سهر،قبل ما تروح الجامعه،الصبح،مقالتش ليكى،أنها هتتأخر،الساعه بقت أربعه ومرجعتش من الجامعه،والنهارده، كان آخر،يوم ليها،فى الأمتحانات.
ردت آمنه:لأ دى حتى خرجت،وأنا كنت نايمه،خير،يمكن زى ما قولتى آخر،يوم لها فى الأمتحانات،وقعدت هى،وصحابها،فى الجامعه،مع بعض،ما هما هيتحرموا،الفتره الجايه من بعض،أهم يفرفشوا شويه،من خنقة الأمتحانات.
تنهدت نوال قائله:كانت قالتلى،الصبح قبل مااروح المدرسه،يلا هروح أحط الغدا،منير،من شويه قال أنه جعان مش لازم نستناها،أما تجى،تبقى تاكل لوحدها.
........ــــــــــــــــــــــــ
بنفس الوقت بمدينه الحضاره والجمال "أسوان"
بكافتيريا خاص بالمشفى
تبسم علاء،وهو يرى عليا،تجلس،برفقة زميلاتها،ذهب،وجلس،هو الآخر برفقة زملائه،تلاقت عيناهم،معاً صدفه،أماء علاء،برآسه وأبتسم،بينما إبتسمت عليا ثم أخفضت وجهها بحياء،
أبتسم علاء،ثم عاد ببصره يتحدث مع زملائه بمرح،وهم يتناولون وجبة الغداء،بعد قليل،أنتهى الوقت المخصص،لهم لتناول الغداء،خرج جميع الموجدين بالكافيتريا،
أثناء خروج،عليا،كان يخرج،علاء،الذى تبسم لها قائلاً:فرحت قوى،لما شوفتك،فى قطر أسوان،بصراحه،لما الوقت إتأخر،وملقتكيش مع زمايلك،قولت أنك مش هتجى التدريب.
ردت عليا:أنا لحقت القطر على آخر الوقت،لظروف خاصه،بس حتى لو مكنتش لحقت القطر،ده كنت هاجى،فى القطر،الى بعدهّ،مش ممكن أفوت على نفسى فرصه عظيمه زى التدريب هنا فى مستشفى "مجدى يعقوب"،دا غير مناظر الجمال الى هنا،أنا شوفت جزء منها واحنا لسه فى القطر،غير الى قريته عنها قبل كده،وناويه أخد جوله سياحيه،هنا كمان،فى يوم الراحه الى هناخده.
↚
تبسم علاء يقول:لو معندكيش مانع أنا ممكن أكون المرشد السياحى ليكى،فى اليوم ده تقدرى تقولى عليا عندى معرفه،ولو بسيطه،بأسوان لأن دى سادس سنه عالتوالى أجى التدريب،بس لو الموضوع فيه إحراج،أو تطفل منى،تقدرى ترفضى بكل سهوله.
تبسمت عليا بحياء،قائله:لأ أبداً مش تطفل منك ولا حاجه،إحنا فى الاول والأخر،زملاء،غير إننا،ولاد بلد واحده،دا غير النسب الى بين العلتين،يعنى نعتبر أهل.
تبسم علاء،وهو يتذكر،قول سهر انها ستفض تلك الخِطبه،بأقرب وقت ،قائلاً:فعلاً نعتبر،أهل،بأعتبار،ما سيكون،عن قريب.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل عطوه
حل المساء،ولم تعود سهر،إرتابت نوال،فلأول مره سهر تتأخر،خارج المنزل لهذا الوقت،ولم تُعطى،لها خبر،بذالك مُسبقاً،قامت بالأتصال على هاتف،سهر،لكن يُعطى،خارج نطاق الخدمه،بدأ يساورها القلق،وبشده،صعدت الى أعلى،ورنت جرس شقة سلفها،فتحت لها الباب،هيام قائله:أهلاً يا نوال،واقفه عالباب ليه أدخلى.
ردت نوال: مالوش لازمه أدخل،كنت عاوزه مياده،فى حاجه كده.
ردت هيام:براحتك،هنادى لك على مياده.
نادت هيام على مياده التى،آتت،بمجرد أن رأت زوجة عمها أمام الباب،أيقنت أنها آتيه للسؤال عن سهر،تمالكت مياده،نفسها،وذهبت الى مكان وقوف والدتها،وزوجة عمها،قائله:
نعم يا ماما بتنادى عليا ليه،خير عاوزه أيه ؟
ردت هيام:، مش أنا الى عاوزاكى، دى مرات عمك.
نظرت مياده لزوجة عمها قائله:خير،يا مرات عمى،عاوزانى ليه؟
ردت نوال:سهر قربنا على صلاة العشا،ولسه مرجعتش من الجامعه،متعرفيش،السبب؟
ردت مياده:وأنا هعرف منين،إحنا بقالنا مده،مش ينعقد مع بعض،سهر مشغوله،بأمتحانتها،وأنا كمان بدروسى،بس صحيح دى عمرها معملتها،وإتاخرت بره البيت للوقت ده،أتصلى عليها.
ردت نوال بقلق:بتصل،بيقول خارج نطاق الخدمه،أنا جيتلك،أسالك يمكن،تكون قالتلك أنها هتتأخر؟
تلبكت مياده قائله:لأ أنا حتى مشوفتهاش النهارده خالص،حتى لما نزلت الصبح أسأل عنها،تيتا هى الى فتحتلى،الباب،ولما سألتها عن سهر،قالت متعرفش مشيت ولا لأ،روحت أشوفها فى أوضتها،يادوب فتحت الباب،ملقتهاش رجعت لتيتا،تانى،وبعدها طلعت لهنا منزلتش تانى،بس غريبه دى أول مره تتأخر بره البيت للوقت ده،خير،يمكن عند واحده من أصحابها،أن كنتى تعرف واحده منهم إتصلى عليها وأسأليها.
زفرت نوال نفسها قائله:فى فى دليل التليفونات نمره لصديقة سهر هنزل اتصل عليها،يمكن تعرف عنها حاجه،وتطمنى.
قالت مياده،بخبث:إستنى يا مرات عمى هنزل معاكى،أطمن أنا كمان عليها.
تعجبت هيام،وهى تنظر،لمياده،لكن لم تتحدث،وتركتهن ينزلن معا.
عادت نوال،للشقه،وخلفها،مياده البارده،
وتوجهت الى دولاب،زينه صغير،بالصاله،وفتحت أحد أدراجه،وأخرجت منه،دليل التليفون،وبسرعه،أتت بذالك الرقم،ووضعته على هاتفها،ووقفت تسمع رنين الهاتف،الى أن تم الرد عليها
حاولت نوال الهدوء،قائله بعد السلام:
مساء الخير يا صفيه،أزيك،أنا نوال،مامت،سهر.
ردت صفيه:ظهر عندى عالفون،رقمك،يا طنط،إزى حضرتك،والله،وحشاني،من زمان متصلتيش عليا،وبعت ليكى السلام كتير،مع البت سهر،أوعى تكون مش بتقولك.
ردت نوال:لأ بتقولى،يا حبيبتي،تسلمى،يارب،
صمتت نوال،لا تعرف كيف تسأل صفيه،
تحدثت صفيه قائله:كنت عاوزه أشتكيلك من سهر،يا طنط،يرضيكى،النهارده،بعد ما خلصنا الإمتحان بقولها تعالى نتفسح شويه،مرضيتش،وراحت عند حرس الجامعه، وخدت شنطه صغيره، وقالتلى أنها مسافره،غير،بقالها مده من أول الأمتحانات تقريباً كانت متغيره،ولما كنت بسألها،كانت بتقولى،بسبب الأمتحانات وأنها عاوزه تركز،دى حتى مسلمتش عليا،ولا قالتلى هى مسافره فين،بت ندله.
أستغربت نوال من قول صفيه،وتعلثمت قائله:هى قالتلك أنها مسافره.
ردت صفيه:أيوا،بس الندله مقلتليش لفين،هو حضرتك كنتى متصله عليا ليه خير،معلش انا كده،رغايه.
ردت نوال بكذب:لأ ولا رغايه،ولا حاجه يا حبيبتى،أنا سهر قالتلى،إنك زعلتى أنها سابتك،وقالتلى أتصل عليكى أقولك،معليشي هى كانت مستعجله.
↚
ردت صفيه:لا مزعلتش ولا حاجه،بس سهر سافرت فين،الندله.
صمتت نوال،لدقيقه،ثم قالت بكذب أيضاً:
معليشى هقفل يا حبيبتى،جرس الباب بيرن،يلا مع السلامه،فى أمان الله.
اغلقت نوال الهاتف،وسهمت تُفكر،فيما قالته لها،صفيه،سهر،سافرت لكن الى أين،وكيف لم تعطى،لأحد بالمنزل خبر.
تحدثت مياده:خير،يا مرات عمى،صديقة سهر قالتلك أيه وسفر أيه ؟
ردت نوال قائله:مقالتش حاجه،عاوزه،تطلعى لشقتكم،أطلعى.
ردت مياده،بتمثيل اللهفه والخوف:لأ انا هفضل هنا،لحد سهر،ما ترجع،لو مكنش،ده يضايقك.
ردت نوال:مالوش لازمه،وجودك،أطلعى ذاكرى أفضلك،وسهر،شويه وترجع،هروح أسخن العشا زمان عمك،راجع العشا،خلاص،زمانهم خلصوا صلاتها.
ردت برتابه:لأ أنا هفضل معاكى،معنديش مذاكره،هروح أقعد مع تيتا،زمانها هتخلص،صلاة العشا،أهو أقولها،تدعى ليا،ولسهر،شويه.
نظرت نوال لها قائله:براحتك،أنا رايحه المطبخ.
توجهت نوال الى ناحية المطبخ،بينما توجهت سهر الى غرفة جدتها،ترسم إبتسامه،واسعه،تهمس قائله:مش مفكره نفسها،صاحبة أهميه،خليها تشوف بقى،لما يعرفوا أنها شبه طفشت من البيت علشان متتجوزش من سى عمار،زايد،الى فضلها عليا،ويا سلام لو يعرف،هو كمان بكده،بس الصبر،يمكن ربنا هو الى يكشف هروبها،وأنا بعيد،ووقتها مش هينقذ الجوازه دى غيرى أنا.
بينما نوال بالمطبخ،عقلها يُعيد قول صفيه لها،أين ذهبت سهر،توقف عقل نوال عن التفكير،أخرجها من شرودها،صوت صفير،البوتجاز.
..........ــــــــــــــــــــــــــ
بينما فى حوالى الثامنه
نزلت سهر من ذالك الباص،بعد حوالى أكثر من، سبع ساعات متواصله،من السير،بالطريق،فتحت هاتفها،
لكن تفاجئت به فتح،وفصل فى نفس الوقت.
تنهدت بسأم قائله:إزاى فات عليا أشحن التليفون أهو فصل،أما أروح السوبر ماركت الى هناك ده،وأطلب منه أعمل مكالمه.
دخلت سهر الى هذا السوبر،ماركت قائله:
مساء الخير،ممكن لو سمحت أستعمل التليفون أصل تليفونى شحنه،فصل،ولازم أتصل على خالتى تجى تاخدنى من هنا.
تبسم لها العامل قائلاً:أتفضلى حضرتك.
تبسمت سهر،واخذت منه الهاتف وطلبت خالتها،التى ردت بأستغراب،وأستغربت أكثر حين أخبرتها سهر أنها هنا بالبحر الأحمر.
قالت خالتها:خير،ليه متصلتيش عليا بدرى كنت لقيتينى أنا أو جوز خالتك مستنينك،فى موقف الأتوبيسات،وليه مش بتتصلى من تليفونك،الرقم ده غريب.
ردت سهر:حبيت أعملهالك مفاجأه،وللأسف تليفونى فصل شحن،يلا أنا هنا فى قدام السوبر ماركت،الى فى موقف الاتوبيسات متتأخريش عليا،علشان أنا،لما نزلت من الباص،لقيت الجو برد شويه.
تبسمت خالتها قائله:مسافة الطريق،وهتلاقى جوز خالتك،جايلك،بالعربيه.
تبسمت سهر قائله بمزح:يظهر صحيح زى ما بنسمع أن الشغل فى البترول مربح،بقى عندكم عربيه،يلا ربنا يسهلكم.
تبسمت خالتها قائله:بطلى قر،بقى،أنتى مش أتخطبتى،لواحد من أغنياء المنصوره.
شعرت سهر بغصه،ولم ترد
فقالت خالتها،يلا بالسلامه أما توصلى لعندى نبقى نتكلم براحتنا.
أغلقت سهر الهاتف،وأعطت للعامل الهاتف،قائله متشكره حسابك قد أيه؟
رد العامل:ولا حاجه ده تليفونى الخاص.
تبسمت سهر له قائله:متشكره،بس خلينى بقى أنفعك هاتى باكو،لبان بالنعناع.
تبسم لها العامل قائلاً:والله نفعتينى جداً
......ـ
قبل أقل من ساعه
دخلت سهر خلف،زوج خالتها الى السكن الذى يعيش به مع زوجته،وأبنائه،ومعهم أيضاً جدتها يسريه،التى أستقبلتها بحفاوه وترحاب،قائله:حفيدتى البنوته الوحيده،والغاليه،وحشانى،أوعى تقوليلى،جايه غضبانه من نوال.
أبتسمت سهر قائله:لأ جايه أتفسحلى يومين.
↚
ردت خالتها التى دخلت قائله: تتفسحي فين يا عروسه،أيه هو عريسك بخيل ومش بيفسحك ولا أيه،الى أعرفه عيلة،زايد على قلبهم ملايين.
سئم وجه سهر،ولم ترد،أنقذها،زوج خالتها قائلاً:بلاش كلام كتير،أكيد سهر جعانه،يلا حضرى لينا العشا،وخلى الكلام ده لبعدين.
قالت شرين:تمام هروح احضر العشا،وبعد العشا،نتكلم براحتنا قاعدة نسوان مع بعض.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بمنزل عطوه.
نوال،وكذالك منير،الأثنان على لهب،يتطلعان للساعه،وكذالك آمنه،مازالت مياده،ترافقهم برياء،
ليقف منير قائلاً:يمكن سهر سافرت عند علاء أسوان،هى كان نفسها تسافر أسوان من زمان.
ردت نوال قائله:لأ،علاء كلمنى من شويه،وسألنى عليها،وقالى،أنها كلمته الصبح،وكلمها بعد ما خرجت من الامتحان،ومرضتش أقلقه،معروف ان أخر قطر بيطلع من القاهره اسوان بالنهار،الساعه خمسه ونص العصر،ومستحيل سهر،تلحقه،أنا مش عارفه،دى أول مره تعمل كده.
ردت آمنه قائله:قلبى بيقولى أن سهر بخير،أطمنوا.
رد منير قائلاً:أطمن أيه يا ماما،الساعه قربت على تسعه ونص،وسهر منعرفش لها طريق،دى عمرها ما عملتها.
ردت مياده قائله:يمكن هربت،زى غدير.
نظر لها الثلاث بغضب،
فحاولت تمثيل النفاق،قائله:مش قصدى،حاجه يعنى بهروبها،أنا بس أتسرعت،من قلقى عليها.
ردت نوال قائله: مياده ياريت تسكتى،أو حتى تطلعى لشقتكم،أنا مش ناقصه كلامك،وبعدين أطلعى بدل ما هيام تنزل،تشوفك لسه هنا ليه،وتعرف السبب انا من ناقصه وش،ياريت تطلعى لشقتكم،وبلاش تقولى لهيام دلوقتي
قالت مياده برفض:لأ هفضل معاكم،يا مرات عمى،وفيها أيه أما بابا وماما يعرفوا عن إختفاء سهر،مش يمكن يساعدوكم توصلوا لها.
رد منير بحزم:مياده أطلعى،لشقتكم،زى مرات عمك ما قالتلك،وانا مش محتاج حد يساعدنى،وبالعجل بتقولى أختفاء سهر،ليه هى كانت،طفشت،متأكد أن فيه حاجه غلط،سهر عمرها،ما تعمل كده،وتسيب البيت بدون ما تقول هى رايحه فين.
أرتبكت مياده،وقالت بتوتر:قصدك أيه يا عمى.
قبل أن يرد منير،كان هاتف نوال،يرن،فى يدها،،نظرت للشاشه،تفاجئت بمن تتصل عليها بهذا الوقت،لكن قلقت فردت عليها سريعاً،قائله:مساء الخير،يا ماما.
ردت يسريه:مساء النور،يا حبيبتي،أنا بتصل عليكى أطمنك،أن سهر،وصلت لهنا من يجى،ساعه كده،أكيد هى متصلتش عليكى،علشان تليفونها كان فاصل،تلاقيها أستنت يشحن،بس هى يظهر،تعبت من الطريق،ونامت،قولت أنا أطمنك عليها قبل ما تتصلى أنتى.
تنهدت نوال براحه قائله:هى سهر عندكم فى البحر الأحمر،أزاى مجاش على بالى،طب هى بخير؟
تعجبت يسريه قائله:أيوا بخير،بس نامت،بس أنتى مكنتيش تعرفى أنها جايه لهنا،ولا أيه.
ردت نوال:لأ،مقالتليش،وكان خلاص عقلى هيطير،لولا أتصالك،بصى،يا ماما بلاش تقولى لها أنك أتصلتى عليا،وأنا هاجى أخدها،واعملها مفاجأه.
تبسمت يسريه قائله:طيب، مش هقولها، تلاقيكى مزعلاها زى عادتك، وهى جت لهنا علشان تجى تصالحيها، تصبحى على خير.
ردت نوال:وأنتى من أهله يا ماما.
أغلقت نوال الهاتف،ليتحدث،منير قائلاً:أيه حماتى كانت بتقول أيه على سهر.
ردت نوال:سهر سافرت البحر الأحمر،عند ماما وشرين أختى،ووصلت من شويه بس تليفونها فاصل شحن،وكمان نامت،وماما طمنتنى عليها.
تنهد منير،براحه،وكذالك آمنه،التى قالت:قولت لكم أنى حاسه انها بخير،أهو يسريه قالتلكم تليفونها كان فاصل،يلا الحمد لله هدخل أتوضى واصلى،ركعتين شكر لله أنه طمنا على،سهر.
نظرت نوال ل مياده قائله:أهو أديكى،سمعتى سهر،عند جدتها يسريه،يلا بقى أطلعى،لشقتكم،تصبحى على خير.
شعرت مياده،بطريقه حديث زوجة عمها،المستنفره،وقالت برياء:الحمد لله،أخيراً،أطمنت عليها،سهر،أختى،يلا تصبحوا على خير.
توجهت مياده الى مغادرة الشقه،تشعر بغيظ كم تمنت،أن يطول وقت إختفاء،سهر،ربما كان عرف،عمار،بطريقه أو بأخرى.
صعدت مياده،الى شقة والداها،لم تجد أحد،فدخلت الى غرفتها،وجلست على الفراش،تشعر،بالغيظ،نهضت،وأخرجت،ذالك الظرف،من أحد كُتبها الدراسيه،فتحت الظرف،وأخرجت منه الرساله،وقامت بقرائتها،
والتى نصها كالتالى.
ماما،بابا...
↚
أنا آسفه،علشان،لأول مره فى حياتى،أعمل حاجه من وراكم،أنا هسافر،عند تيتا،يسريه عند خالتوا،فى البحر،الاحمر،مقولتش لكم قبل ما أسافر،علشان ممكن كنتم تمنعونى من السفر،بس أنا خلاص،مش قادره أتحمل،ولا أقبل،بخطوبة عمار،ماما حضرتك عارفه أن عمار زارنا مرتين،وكنت،برفض أقابله،وحضرتك كنتى بتعتذرى منه،بكدب،بس أنا كنت ساكته،علشان خاطر تيتا كانت عيانه،وخوفت عليها،وقولت لحد ما تخف،وكمان علشان أركز فى إمتحاناتى،مكنتش عاوزه ضغط شديد عليا،ولا زن تيتا،ومرات عمى،دلوقتى خلاص،تيتا،صحتها الحمد لله بقت كويسه،وكمان خلصت إمتحانات،مبقاش لها لازمه الخطوبه تفضل،قايمه.
أنا مستحيل أتجوز،واحد،زى عمار،بحس انه عنده،كِبر،وتعالى،ومنفوش كده،عندكم،مياده أهى،كانت قابله من البدايه بيه مبروك عليها،
ومره تانيه بعتذر منكم
بنتكم،،،سهر.
رمت مياده الرساله على الفراش،تنظر لها بغضب،ثم كانت ستمزقها،لكن قبل أن تمزقها،سمعت طرقاً على،
فوضعت الرساله،بالمغلف،وأخفتها،تحت وسادة الفراش قائله:أدخل.
دخل وائل،مبتسماً،ثم جلس جوارها على الفراش، يقول:كنتى فين،جيت من الشغل من ساعه ملقتكيش فى الشقه وماما قالت أنها مشفتكيش من العصر،نزلتى،مع مرات عمى،لما جت تسألك على سهر.
ردت مياده:مفيش كنت قاعده مع مرات عمك،أصل سهر،سافرت للبحر الأحمر عند خالتها،وجدتها هناك.
تعجب وائل قائلاً:أيه سافرت إزاى،ده خلاص حددنا ميعاد كتب الكتاب بعد يومين بالضبط،وكمان دعوات الفرح،أنطبعت،وهجيبها،بكره،علشان تلحق تتوزع،قبل الفرح،الى آخر الأسبوع.
إنصدمت مياده قائله:يعنى خلاص الفرح آخر الأسبوع ده،حددتوه بسرعه كده ليه.
رد وائل:أنا خلاص الشقه،أتفرشت بالعفش،وبقت جاهزه،وكمان عمار،شقته جاهزه،وحددنا ميعاد الشوار،تانى يوم كتب الكتاب مباشرةً،وبعدها بيومين هتكون الدخله،بس مالك متفاجئه كده،ليه،لسه نفسك فى عمار،بس هو للأسف ألى إختار،سهر،لو بأيدنا،كنا.....
قاطعته مياده قائله:لأ خلاص صرفت نظر عنه،كل شئ نصيب،وتصبح على خير،أنا عاوزه أنام،عندى، إمتحان فى الدرس الخصوصى بعد الفجر،ولازم أروحه،فايقه،علشان أعرف أجاوب،مع المستر.
نهض وائل،قائلاً: أكيد سهر،راحت تريح دماغها من دوشة الامتحان يومين،وهترجع،فريش علشان الفرح،يلا تصبحى على خير.
خرج وائل من الغرفه،أغلقت مياده خلفه الباب،رفعت يديها،تضعهم على راسها بغل هامسه تقول:أكيد مرات عمى هتروح تجيبها،وهتراضيها،يا سلام،لو طاوعتها،على الى مكتوب فى الرساله،تبقى إتحلت،مرات عمى،عمرها،بتخاف،على سهر،وبتساعدها،فى الى عاوزاه،نفسى،أشوف،وش عمار ده لما يتصدم،مره تانيه برفض،سهر،له فيها أيه مختلف عنى،علشان يختارها،هى،وأنا لأ،بالعكس أنا أحلى منها،بس فى نوعيه كده،بتحب الى يتحداها.
...ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى الثانيه من ظهر اليوم التالى
بالبحر الأحمر
فتحت يسريه باب السكن،لتجد أمامها،نوال،تبسما الأثنتان لبعضهن،وضممن بعضهن،بحب،ثم رحبت يسريه بنوال،وقالت:سهر،نايمه من إمبارح،يا دوب صحيتها صلت الضهر،ونامت من تانى،تلاقيها بتعوض أيام السهر الى فاتت،وهى بتذاكر،تعالى معايا،هى نايمه فى الاوضه الى بنام فيها،هتبقى مفاجأه لها.
دخلت نوال،خلف،والداتها الى الغرفه،رأت سهر،نائمه،بالفعل.
جلست يسريه على الفراش،وقامت بأيقاظ سهر،التى فاقت،بصعوبه قائله:سيبنى،يا تيتا،أكمل نوم،وصحينى بعد العصر،انا مش جعانه،أنا جعانه،نوم،بسبب سهر الأيام الى فاتت.
ردت نوال قائله بضيق:ومكنش ينفع تعوضى سهر الايام الى فاتت نوم فى بيتنا،لازم تجى لهنا علشان تنامى.
فزت سهر،من نومها،وقالت:ماما.
نظرت نوال،لوالداتها قائله:سيبنى مع سهر،شويه يا ماما.
تبسمت يسريه قائله:هروح،أحضر الغدا،زمان أختك،راجعه من شغلها،والولاد هيرجعوا من النادى،إنما جوزها مالوش مواعيد رجوع،وكمان زمانك جعانه،الطريق طويل من هنا للبلد.
رسمت نوال بسمه،قائله:تسلم إيدك يا ماما.
خرجت يسريه من الغرفه وأغلقت خلفها الباب.
بينما سهر أزاحت الغطاء عنها،ونهضت متكئه على ساقيها،تبتسم،لكن فوجئت بصفعه،قويه على وجهها،بتلقائيه،وضعت يدها على وجنتها،وقبل أن ترفع وجهها،فوجئت،بصفعه،أقوى على الناحيه الاخرى من وجهها.
فرت دمعه من عين سهر،ونظرت،بذهول،وعتاب،لوالداتها،وقبل أن تتكلم،تحدثت نوال،بغضب شديد:
فعلاً أنا دلعتك،كتير،لحد ما إتمرعتى على نفسك،ومعرفتش أربيك،صح،بس أنا عرفت مين الى يعرف يربيكى،صح،ويخليكى تحطى عقلك فى رأسك،وتفكرى قبل ما تهربى،وتسيبى البيت وتجى،على هنا،بدون علمى أنا أو باباكى.
وضعت سهر يديها الأثنان على وجنتيها،تنزل دموع عيناها،تنظر،لنوال،بذهول وحاولت الحديث:ماما...أنا كنت سايبه...؟
قاطعتها نوال بتعسف قائله:كنتى سايبه أيه،مفكرتيش،فى خوفنا عليكى،وأحنا مش عارفين،أنتى فين؟أو جرالك أيه؟،قوليلى،ليه عملتى كده،وسيبتى البيت،وهربتى،ضيعتى ثقتى فيكى،فكرتى فى إحساسى،وأنا عقلى،مش مبطل تخيلات بالى حصلك،وفى الآخر،ماما تتصل عليا،تقولى،أنك وصلتى لهنا فى البحرالأحمر،ماشاء الله،كل مره كنتى بتسيبى البيت بتروحى عند تيتا،يسريه،بس كنا بنبقى،فى نفس المكان،قبل ما توصلى كنت ببقى عارفه،رايحه فين،بعدت تيتا،مفيش مانع أهرب عندها،ومش مهم،الى فى البيت،خليهم،يولعوا،وهما بيفكروا،انا فين؟
قوليلى ليه عملتى كده؟
↚
ردت سهر بدموع:بسبب عمار،،أنا مش عاوزه أتجوزهُ.
ردت نوال:مش أنتى وافقتى عليه من الاول،أنا مغصبتكيش،وقولتلك،أنا وبابا معاكى،فى قرارك،ومهيهناش،مصلحة حد غيرك،لكن أنتى قولتى موافقه!
ردت سهر:وافقت غصب عنى،بسبب،رجاء تيتا ليا،وكانت مريضه،وخوفت عليها،وكمان بسبب زن مرات عمى،لما قالتلى أن عيلة زايد ممكن يتهموا علاء،إنه كان مشارك مع وائل فى خطف،بنتهم،دلوقتى تيتا بقت صحتها كويسه،وكمان علاء فى أسوان بعيد عنهم،ميقدروش يأذوه.
نظرت نوال،لسهر،تهز،رأسها،بأستهزاء قائله:
مكنش لازم تستسلمى،لكلام حد من الأتنين،وقتها،بس النهارده،أنا بفرض عليكى الجواز من عمار،عارفه ليه،لأنك محتاجه،الى يربيكى،وتعرفى متتنازليش علشان خاطر،حد،وتقبلى بحاجه،أنتى مش عاوزها،أحب أبلغك،باباكى،وأنا جايه فى السكه،بلغنى،أن عمار إتصل عليه،وخلاص أتفق،مع شيخ الجامع والمأذون على كتب الكتاب،وإشهارهُ،بعد بكره،فى الجامع،والزفاف،بعد أربع أيام،ودعوات الفرح إنطبعت،وخلاص فى جزء منها إتوزع،على أصحابنا،وقرايبنا،ومبقاش فى مجال للتراجع.
إنصدمت سهر قائله:مستحيل أقبل أتجوز عمار ده،حتى لو موتت.
ردت نوال قائله:حتى الموت مش هطوليه،وهتتجوزى عمار،علشان تعرفى تبقى مسؤله عن كلمه قولتيها،ودلوقتي،قومى معايا هنرجع للمنصوره من تانى النهارده،أنا حجزت لنا تذكرتين عوده،أكيد ملحقتيش،تطلعى هدومك من الشنطه،زى ما أنا شايفه،لسه عليكى الطقم بتاع إمبارح،، مفيش غير الطرحه هى الى مش على راسك يلا عشر دقايق،تلبسى الطرحه وتكونى جاهزه قدامى فى الصاله بره،علشان نلحق الأتوبيس،وعلى ما أقول لتيتا إننا هنرجع،المنصوره تانى.
خرجت نوال،وتركت،سهر،بالغرفه،تبكى،لاول مره تقسوا عليها،والداتها،لكن عاد عقلها،قول والداتها،حين قالت:قلقى وأنا معرفشى أنتى فين ولا جرالك،أيه ماذا تقصد بذالك،هى تركت رساله تخبرهم أنها ستذهب الى جدتها،بالبحر الأحمر،ألم يجدوا الرساله،فكرت قليلاً،وتذكرت أنها تركت شباك الغرفه مفتوح،ربما دخل الهواء،وأطار الرساله من على الفراش،ولم يروها،لابد أن تخبرهم بتلك الرساله،جففت سهر،دموعها،ونهضت ترتدى،طرحتها،وتعدل هندامها،وخرجت،الى والداتها،وجدتها،بالصاله.
تبسمت يسريه بحنان وهى تضم سهر قائله:
بالسلامه يا روحى،مع أن كان نفسى تفضلى هنا معايا أجازة نص السنه كلها،بس نوال،عاوزكى جنبها هناك فى البلد.
تبسمت سهر بتحفظ،وضمتها،ثم تركتها،وتوجهت هى و نوال،الى الباب،عائدين الى البلده مره أخرى.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد يومان،عقب صلاة العصر
بأحد مساجد البلده.
هنالك إحتفال كبير،بالمسجد،بسبب عقد قران،إثنان من عائلة زايد،ومنهم عمار زايد،
بمُصلى الرجال
كان عمار،يرسم بسمه خفيفه،على وجهه،ويقف بجوارهُ يوسف،يتلقى التهانى،من أهل البلده،وبعض المدعوين من كبار شخصيات المحافظه كلها،وكذالك
وائل الذى يقف بجوارهُ،كل من منير،وأيضاً والدهُ،كان الفرحه لا تفارق وجهه.
ذهب شيخ الجامع بإتجاه عمار،مهنئاً،ثم قال له:المأذون وصل.
تبسم عمار،ونظر حوله،وجد والده،وعمه،يقفان مع أحد أعضاء مجلس الشعب،بالمنطقه،فنظر،ليوسف قائلاً:روح قول لعمى،يجى علشان كتب الكتاب.
ذهب يوسف دون كلام،،بينما عمار،توجه الى مكان وقوف،وائل وعمه،ووالده،وقال لهم،أن المأذون قد حضر،عليهم الدخول،لإحدى غرف الجامع،لاتمام عقد القران.
بينما بمُصلى النساء
كانت غدير،تجلس بين النسوه،ترسم إبتسامه واسعه،فهدفها تحقق،وها هى ستتزوج من أرادته،كانت تجلس جوارها فريال،تنظر لها بتهكم،وجال نظرها بين النسوه ليقع نظرها،على سهر الجالسه وبجوارها،كل من نوال،وجدتها،وكذالك هيام،ومعهن،مياده،التى تُخرج عيناها شرارات الكُره لسهر،سهر الجالسه التائهه،لا تعرف،ماذا حدث،لتتغير حياتها بهذا الشكل المفاجئ،بالنسبة لها،كانت تضم شفتاها،لا تبتسم،مضموتان،فقط،عيناها تركز،على والداتها،التى تتغاضى النظر إليها،وتتحدث مع جدتها،وهيام.
دخل الى مُصلى النساء،شيخ الجامع بعد أن تنحنح،لتقوم النساء بتعديل حجابهن،
ليدخل من بعده المأذون،ومعه كل من عبد الحميد،مهدى،ويوسف وسليمان.
ليقول المأذون بسؤال فين عرايسنا،ياريت يجوا لهنا قدامى.
نهضت سهر،وغدير،ووقفن أمامه.
ليقول المأذون بسؤال
مبروك مقدماً
ثانياً،حضراتكم موافقين،على الزواج من
وائل عبد الحميد عطوه
وعمار مهدى زايد
↚
أمائت غدير،راسها بموافقه،وهى ترسم الخجل
بينما نظرت سهر لوالدتها،لتجدها،تومئ رأسها بموافقه
لتومئ سهر رأسها بموافقه
ليقول المأذون: ثالثاً، بقى كل واحده تقول مين وكيلها فى عقد القران.
ردت فى البدايه غدير،قائله:وكيلى هو عمى مهدى.
بينما صمتت سهر،ونظرت بإتجاه جلوس والداتها،علها تساندها،،لكن إدعت نوال عدم الانتباه لنظرها لها،لتعود سهر بخيبه،
ليُعيد المأذون،سؤاله لسهر قائلاً:والعروسه التانيه مين وكيلها؟
ردت سهر:وكيلى هو عمى عبد الحميد.
تبسم المأذون قائلاً:أظن بكده،خدنا من عرايسنا الموافقه،والقبول،وكمان عرفنا مين وكيلهم،قدام الشهود،الحاج سليمان،والأستاذ،يوسف.ألف مبروك،وبالرفاء والبنين.
قال المأذون هذا،وخرج هو من دخلوا معه
لتتعالى الزغاريط،بين النساء
..........ـــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور ثلاث أيام
وأنتهاء العُرس المهيب،
أخذ كل عريس عروسه الى مسكنها الجديد
بمنزل زايد
أمام باب المنزل الداخلى
وضعت حكمت إحدى يديها،بين إطاري الباب
حين إقترب،عمار،وتضع سهر،يديها بين معصم يده،وكتفه،
توقف الأثنان
لتسلت سهر يدها،من يد عمار
تنظر بتعجب،لوقفة حكمت،لتأتى من خلفها،خديجه،مبتسمه تقول،مبروك،ثم أقتربت من سهر،وضمتها قائله بهمس،وطى،وأدخلى من تحت إيد الحاجه حكمت.
نظرت سهر،بتعجب لها،
لتبتسم خديجه،وتومئ لها ان تفعل ما قالته.
رغم عدم إقتناع سهر،لكن فعلت ما قالته لها خديجه،لتوطى،برأسها،وتدخل من أسفل يد حكمت،
بمجرد أن دخلت سهر بقدمها الى المنزل،إنطلقت زغاريط،بعض النسوه،ودخلت خلفها،حكمت مبتسمه،وكذالك عمار،
لتقوم نوال،برش الملح على الزوجان.
ليأخذ عمار،سهر،ويصعد بها الى شقتهم،تارك النساء.
وقف عمار أمام باب الشقه،وفتحها،قائلاً،بأختصار:إدخلى برجلك اليمين يا عروسه.
أمتثلت سهر،له،ودخلت بقدمها اليمين،دخل خلفها عمار،وأغلق،باب الشقه
إرتجف جسد سهر حين سمعت صوت إغلاق،باب الشقه،لكن للغرابه،أنها شعرت بدفئ غريب فى جسدها،بعد أن كانت تشعر،بالبروده،ربما بسبب نظام تدفئه خاص موجود بالشقه،هذا ما قاله عقلها.
قطع عمار الصمت قائلاً:
طبعاً دى أول مره تدخلى الشقه،لأنك مجتيش مع النسوان هنا،يوم الشوار،أشار لها قائلاً:الشقه فيها،خمس أوض
أوضة نوم رئيسيه،وواحده،للأطفال،والتالته،للضيوف،
وبقية الشقه قدامك فرصه،تبقى تكتشفيها بعد كده،وبالنسبه لاوضة النوم الرئيسيه،هى الى هناك دى.
نظرت سهر له بصمت،وذهبت بإتجاه،تلك الغرفه التى أشار عليها،دخلت وأغلقت خلفها،باب الغرفه.
نظرت الى فخامة الغرفه
هى غرفه واسعه،للغايه،لو قارنتها بالشقه التى كانت تعيش بها مع والدايها،فهذه الغرفه،بنصف شقتهم،كانت الغرفه تحتوى
دولاباً كبير،وكذالك فراش كبير وثير،وطاولتان جوار الفراش،وبعض المقاعد،من نفس لون غرفة النوم،وطاوله مستطيله متوسطه بين المقاعد،كما أن هنالك باب آخر،ذهبت سهر،بإتجاهه،لتفتحه،لتعلم أنه حمام مُصاحب،للغرفه.
عادت سهر مره أخرى بنظرها الى الفراش
وجدت عليه منامتان،أحداهما نسائيه،والأخرى،رجاليه
خلعت عن رأسها الحجاب،و
أمسكت المنامه النسائيه، لكن إشمئزت منها،فهى عباره عن منامه قصيره،بحملات رفيعه،و شبه عاريه،وهنالك مئزر من نفس لونها،بنصف كم،شفاف.
تركتها،وتوجهت الى الدولاب،فتحت أكثر،من ضلفه،الى أن وجدت،بعض الملابس لها،بحثت بها عن منامه،لها،إختارت بيجامه من القطيفه،لونها أخضر،بها بعض النقوش الصفراء،،أخذتها وتوجهت الى الحمام
قامت بخلع فستان الزفاف،عن جسدها،
وغسلت وجهها تُمحى بعض مساحيق التجميل الضيئله من على وجهها،ثم إرتدت تلك المنامه،وحملت فستان الزفاف،بيدها،وخرجت الى الغرفه،ووضعته على أحد المقاعد بالغرفه،
لكن سمعت صوت فتح مقبض الباب.
رفعت بصرها تنظر الى دخول عمار، سُرعان ما أخفضت بصرها، وهى تراه شبه عارى، لا يرتدى، سوى، شورت أسود، بالكاد، يُغطى فخذيه، يقف أمامها بهالته ورجولته الطاغيه
أصدر، صوت ضحكه، ساخره، قائلاً:
أيه يا عروسه مكسوفه، منى، ولا يمكن شكلى مش عاجبك، مش الأستاذه كانت هتهرب، علشان متتجوزنيش، برضو، ولا الى، وصلنى، كان أشاعه.
رفعت وجهها، ونظرت له مصدومه، كيف له أن يعرف بهذا.!
أعاد ضحكة السخريه مره أخرى، يقول، بغلظه: مفكره أيه، مفيش حاجه تحصل فى البلد، دى، ميعرفهاش"عمار زايد"
عيونى فى كل مكان حتى فى بيتكم، تعرفى، لو مكنتيش حاولتى تهربى، يمكن كنت أنا رفضت أتجوزك، وأحل المشكله بكل سهوله، لكن مش حتة، بت متسواش، فى سوق النسوان، مليمين، تقول على
عمار زايد، لأ
عمار زايد، الى أى بنت تتمنى بس يشاور لها وتترمى تحت رجليه، وتقوله أمرك يا سيدى.
نظرت له بكبرياء قائله: تقول أيه عليا بقى مش وش نعمه، ومش من النوع الى ترمى نفسها تحت رجل عمار زايد، وتقدمله فروض الطاعه، ولسه عند رفضى بالجواز منك، وأنسى المهرجان الى حصل قدام الناس ده، كان شو حلو، وأنتهى، لكن الحقيقه، أنا مش قابله، أكون، من صف جوارى عمار زايد، الشقه واسعه يرمح فيها الخيل، وفيها أكتر من أوضة نوم، تقدر تنام فى أى أوضه تانيه، ولو عجباك الأوضه دى، أروح أنا أنام فى أوضه تانيه.
مازالت ضحكة السخريه، هى تعبيره عن قولها، ولكن هذه المره، أقترب منها، وأخذ، يلف، ويدور حولهاقائلاً بوقاحه:
والمنديل الدليل على عفتك، أما يجوا، يطلبوه الصبح هقولهم أيه، مفكره إنى هعمل زى الأفلام وأشق أيدى، وأنزل، دمى فى المنديل، لأ غلطانه، مفيش قدامك
غير حل واحد، هو الأستسلام، والرضا، أنك تكونى من ضمن جوارى عمار زايد
يأما، مش هيهمنى، سُمعة أى حد، وهقول على الأستاذه"سهر منير عطوه"
رفضت تسلمنى نفسها، أكيد فى سبب أنها تكون،،،،،، مش طاهره
نظرت له بغضب شديد، ودت لو قتلته، على بجحاتهُ
رفعت يدها، كى تصفعه، لكن، لم تصل يدها، الى، وجهه، سمعت طقطقة أصابع يدها، بين يده القويه، ثم دفعها بيده، لتقع على الفراش، قبل أن تنهض كان يعتليها، يدهُ تُمزع الجزء العلوى، من تلك المنامه، التى ترتديها، يدهُ تستيبح السير على جسدها، وقبولاته، تُدمى، شفتاها، وكل ما يقع تحتها،
لينهض عنها بعد قليل، نائماً على ظهره، يلهث، لكن مازالت عيناه عليها، تبسم بسخريه، وهو يراها، تشد غطاء الفراش، تستر، به نفسها، أمام عيناه
أكمل سُخريته، قائلاً: أهلاً بيكى، بين صف جوارى،،،، عمار زايد.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
قبل قليل،، بمنزل عطوه
بالزغاريط،وبتلات الزهور،كان إستقبال،مميز،لأبنة عائلة،زايد
صعد وائل وغدير مباشرةً،الى شقتهم،وكان خلفهم،فريال
آمنه، وهيام، وكذالك مياده، وأختها الأخرى
كانت تطأ أقدام غدير،على ورقات الزهور،الى أن توقفت جوار وائل أمام باب الشقه،ليخرج من جيبه مفاتيح الشقه،يدخلها،بكالون الباب،يفتحه،،
لتسمع، من خلفها، قول هيام:
إدخلى برجلك اليمين، ربنا، يباركلكم، يارب
قالت هذا،وأعقبته،بالزغاريط،المُجلجه.
دخلت غدير،تحمل ذيل فستانها،وخلفها،وائل،ثم دخلت آمنه تلهث من صعود السلم،وكذالك فريال،التى دارت عيناها،بالشقه تنظر،لها بإشمئزاز،وإستقلال،لكن هذا إختيار،إبنتها الغبيه،لتشبع بهذا المستنقع الضئيل.
لم تكمل مياده،ولا أختها الصعود،توقفن،بالصعود أمام شقة والداهن،وتركوا الباقين
كانت آمنه تلهث من صعود السلم،تصعب عليها نفسها،حين لم تجد من يحنو عليها،تذكرت سهر،وكذالك فريال،لو أى منهن واقفه،لكانتا سندنها،واعطانها كوباً من الماء،لكن هيام،مشغوله،بالترحيب،بزوجة إبنها،إبنة الحسب،والنسب،التى ظفر بها،ولدها
أقتحمت هيام الحديث،ومدت يدها،بكيساً،صغير،وتوجهه،ناحيه غدير،قائله:ربنا يحلى حياتكم.
مدت غدير،يدها،بتردد،وأخذت ذالك الكيس،وقالت:الكيس ده فيه إيه.
ردت آمنه:ده كيس،سكر،أنا عملت كده،مع نسوان ولادى الإتنين ليلة دخلتهم،ألف مبروك.
أخذت هيام دفة الحديث:ده كيس،سكر،علشان حياتكم مع بعض تكون حلوه،وزى،السكر
قالت هيام هذا،ونظرت الى فريال قائله:إطمنى،يا فريال،على غدير،دى معزتها من معزة بناتى،أنا كان عندى بنتين،بقوا تلاته،بغدير،دى حتى أغلى منهم فى قلبى،وربنا يشهد،وكمان من الليله وائل أخو،بناتك.
نظرت فريال بأستقلال قائله:بناتى ملهمش أخوات شباب،وربنا يهدى،أظن،لازم نسيب العرسان بقى،بلاش نطول أكتر من كده.
تبسمت هيام بحرج قائله:آه،يلا بينا ننزل،ونسيب العرسان،يلا يا حماتي ننزل.
توجه الثلاث نساء الى باب الشقه ليخرجن،ويتركن وائل وغدير،التى
نظرت ل وائل بحياء.
تبسم وائل وهو يقترب من غدير،وقام بتقبيل جبينها،ثم قبل شفاها قُبله رقيقه ،قائلاً بعدها:مبروك يا غدير،أنا لحد دلوقتى مش مصدق،أنك بقيتى من نصيبى،كنت الحلم البعيد الى خايف،أنه ميتحققش.
تبسمت غدير،بحياء قائله:شوفت لما نفذت الى قولتلك عليه،بقيت من نصيبك،لو مكنتش،سمعت لكلامى،يمكن كان زمانى مكان سهر،مع عمار.
ضم وائل غدير،بين يديه يقول:فعلاً،لو مكنتش سمعت كلامى،كنت هخسر كتير،كنت هخسر حب عمرى،الى من يوم ما شوفتها،وهى ملكت قلبى،كانت زى النجمه،عاليه،وغاليه.
إبتسمت غدير،بحياء،وعادت الى الخلف،تبتعد عن محيط يدي،وائل،تهرب منه بخجل.
تبسم وائل،وهو يراها تركض،الى ناحية غرفة النوم،ليدخل خلفها راكضاً،بيتسم.
..... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زايد
بالرجوع لشقة عمار.
بالأخص، بغرفة النوم.
ضمت سهر، غطاء الفراش، على جسدها،تشعر بتوهه حتى أنها لم تستوعب سخرية عمار، حين قال أنها، أصبحت من ضمن جواريه، أغمضت عيناها، تعتصرها، بقوه، كانت تود البكاء، ربما خفف، عن ثُقل،ما تحملهُ فى قلبها، لكن، كآن عيناها، تحجرت، ونشفت منها المياه، ظلت مُغمضة الأعين، عقلها،يرفض ما حدث لها قبل قليل
حتى لم تشعر، بنهوض، عمار، من جوارها، ولا قوله بسخريه: واضح كده، أنكِ فعلاً، دلوعه، وضعيفه،ومش شاطره غير فى اللعب على مشاعر الى مش فاهمك ، ومش هتستحملى، جوله تانيه، وأنا هسيبك،تنامى، واروح أكمل مزاجى،بمكان تانى.
↚
قال عمار هذا،وغادر الغرفه،تاركاً،سهر،بالفراش والتى تشعر،بأنعدام جاذبية الأرض،هى تطير بالهواء وهى نائمه بالفراش،كما ترى،فى أفلام الخيال،الفراش،يطير،بها بملكوت خالى،ليس به،سوى سواد،قاتم،إختفت النجوم،بالليله،لتستسلم لتلك العتمه،تسحبها لظلام النوم،علها تكون بكابوس،تصحو،بعده تجد،أنه لم يحدث ما مرت به بتلك الليله،المُظلمه.
...
بينما عمار
خرج وذهب الى غرفة المعيشه بالشقه،ورمى بجسده،على تلك الأريكه،الوثيره.
أخرج سيجاره من علبة سجائرهُ وأشعلها،ينفث دخانها، بغضب بسيط،هو كان يتمنى الأ يفعل بها،ذالك،لكن تحكمت عصبيته،به،مع ردها الجاف،عليه،هكذا،برر،له عقله،الخطأ الذى أرتكبه،لكن طنت برآسه جمله،يوماً،قالها له جدهُ الراحل"المرأه،كالأرض،والرجل،كالماء،المرأه تحتاج،للرجل،أكثر منه،الأرض بدون ماء،لن تُزهر ،تصبح أرضاً بور،كهذه هى المرأه بدون رجُل"،لكن هذا كذب فأشد الأرض قحوله بجوفها تحتوى الماء.
..................ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أتى نور يوم شتوى جديد ملبد ببعض الأمطار.
بمنزل عطوه
بشقة وائل.
أستيقظ وائل وكذالك
أستيفظت غدير،بتأفف بسبب رنين جرس باب الشقه.
وقالت:مين قليل الذوق الى بيرن علينا جرس،الشقه بدرى كده.
آتى وائل بالهاتف من طاوله جوار الفراش وهو ينهض من جوارها، يرتدى ملابسه،بعُجاله قائلاً:معرفشى مين،بس يمكن تكون ماما،طالعه،بالفطور،الساعه بقت تسعه.
ردت غدير،بتأفف:لو الساعه،واحده الضهر مش من الذوق،يرنوا،جرس الشقه،على عرسان،المفروض،يكون فى نوع من الخصوصيه،لهم،مش إزعاج من أولها كده.
صمت وائل وهو يخرج من الغرفه،بينما،نهضت غدير،ترتدى،مئزراً،فوق قميص النوم،ووقفت بالغرفه.
بينما فتح وائل باب الشقه،تبسم بتلقائيه،حين وجد والداته،هى من كانت ترن جرس الباب،ورأى من خلفها مياده تقف بتذمر ملحوظ تحمل صنية،طعام،بين يديها.
دخلت هيام الى الشقه،بفرحه تقول:صباحية الهنا،وتغمز بعينها،لولداها قائله،بهمس:
نقول مبروك.
تبسم وائل،يقول:إتفضلى فى الصالون يا ماما،وانتى،يا مياده،حطى الصنيه الى بيم أيدك فى المطبح،هروح أقول،لغدير،أنكم جايبين لها فطور الصباحيه.
ذهب وائل،الى غرفة النوم،وجد غدير تقف تربط حزام،ذالك المئزر،تبسم قائلاً:دى ماما،ومعاها مياده،جايبين فطور الصباحيه،
نظرت غدير،له قائله:طب ومستعجلين ليه،هو الوقت كان طار،مش كانوا،يستنوا،شوية وقت،أحنا جايين من قاعة الزفاف،الساعه،واحده،بالليل،غير،وقت الطريق،غير،كمان الوقت الى فضلوا واقفينه معانا هنا فى الشقه،بعد ما جينا،ده مش ذوق من أولها،عالاقل كانوا يستنوا الضهر يآذن،بس واضح كده،أن الست مامتك،مستعجله،تشوف حاجه تانيه،علشان تصدق،أنك ملمستنيش قبل ليلة إمبارح.
رد وائل:بلاش سوء الظن،ده،ولو كان ده الى فى قصدها كانت هتجيب معاها مياده،وهى لسه بنت متجوزيتش،تفتح عنيها.
ردت غدير بسخريه:تفتح عنيها،،تفتح عنيها على أيه،أنت ناسى انك سبق وقولتلى انها كانت موافقه عالجواز من عمار،بس هو الى سبق وإختار،بنت عمك،الى زمانها فى سابع نومه،ومخدش،يستجرأ،بس،يهوب،ناحيه باب شقتها،لكن انا واضحه من أولها،ومش بعيد كمان الست الوالده تعمل عليا حما،وتخلينى،أشتغل تحت إيدها،لا بقولك من أولها أهو،أنا عشت ملكه فى بيت أهلى.
رد وائل:غدير،بلاش طريقتك دى،وماما،مش قصدها حاجه سيئه،هى فرحانه،أنى اتجوزت البنت الى كنت بحبها،وو
قاطعته غدير،قائله:قصدك أيه بالبنت الى كنت بتحبها،ليه،بعد ما طولتنى،راح حبك،ولا أيه.
تنهد وائل يقول:غدير،بلاش تقاطعينى،وتتسرعى قبل ما أكمل كلامى معاكى،طبعاً،كنت،ومازالت وهفضل عمرى كله أحبك،وياريت بلاش،طريقتك فى القمص دى،ودلوقتي غيرى هدومك،وحصلينى على الصالون نستقبل ماما،مش كويس نفضل هنا،وهى فى الصالون.
↚
تبسمت غدير بتذمر قائله:كان لازم أخد شاور الأول،قبل ما أستقبل اى حد،بس طبعاً،الاوضه دى مفيهاش حمام،ولو طلعت أخد حمام هتأخر،خلينا نطلع لهم كده كده الروب ده تقيل مش بين حاجه من قميص النوم الى لبساه تحته.
رد وائل:تمام براحتك يلا بينا.
بينما بغرفة الصالون،قالت مياده بضيق لوالداتها:أهو انا حطيت السم للعرايس فى المطبخ،وأبنك لاطعنا هنا،وقاعد مع مراته،قولتلك إتأخرى شويه،قولتلي،لأ لازم يصحو من النوم يلاقوا الفطور قدامهم.
نغزت هيام مياده،بكوع يدها قائله:طيب بلاش طريقتك دى،وأنكتمى،أخوكى ومراته أهم جايين،أفردى وشك،فى وش مرات أخوكى،بلاش تبوزى فى وشها من أولها.
صمتت مياده،وهى تنظر،لدخول وائل وخلفه غدير،وتعجبت من ردائها،فهى عروس،وكان لابد أن ترتدي،زياً،مناسب أمام ضيوفها،لكن هى آتت بروب،حقاً ثقيل،لكن بالنهايه لا يستحب،أن تقابل به أحداً،يوم صباحيتها،ولكن هى حره.
وقفت هيام،وتوجهت تحتضن غدير،بلهفه،قائله:مبروك يا حبيبتي،ربنا يهنيكى انتى ووائل،ويرزقكم الذريه الصالحه.
ردت غدير،بتأفف وهى تحتضن هيام،قائله:شكراً،يا طنط.
رجعت هيام للخلف قائله:طنط أيه يا حبيبتى،تقدرى تقوليلى يا ماما،أنتى بقيتى فى مكانة بناتى،وأكتر،وربنا الى يعلم.
ردت غدير:معليشى،بس فى الاول على ما أتعود يا طنط.
تمم على قولها وائل قائلاً:سيبيها على راحتها يا ماما تنادى ليكى بطنط،على ما تتعود عليكى،وافقين ليه خلونا نقعد شويه.
ردت مياده التى توجهت تهنئ غدير،بسلام الايدي فقط قائله:معليشى أنا أعذرونى انا بس طلعت مع ماما علشان أشيل صنية الفطار،مبروك،ربنا يهنيكم ببعض،هنزل أنا عندى،درس كمان نص ساعه،ولازم أنزل،أغير،هدومى،علشان ألحق الدرس،يلا مبروك مره تانيه.
ردت غدير:آه براحتك،أنا عارفه،إنك ثانويه عامه،ودى صعبه قوى،وعاوزه تركيز،يلا ربنا يوفقك وتدخلى الجامعه الى عاوزاها.
تبسمت مياده،وأمائت رأسها،ثم غادرت بصمت.
بينما جلست هيام،ليجلس،وائل هو الأخر،وخلفهم جلست غدير،تضع ساق فوق أخرى.دون حديث،لوقت،لتقطع الصمت هيام قائله:ألف مبروك،أنا حبيت اكون اول من تهنيكم،بالصباحيه،ربنا يرزقكم الذريه الصالحه،عن قريب يارب،وتكمل فرحتنا.
ردت غدير:كل شئ،بأيد ربنا،وإحنا مش مستعجلين،يا طنط.
ردت هيام:بس انا مستعجله،ونفسى،فى حفيد صغير كده،أفرح بيه وانا لسه بصحتى.
تبسم وائل يقول:كل شي،بأيد ربنا،ها،ربنا يحققلك أملك.
ردت غدير: مع أنى بفضل عدم الاستعجال،فى الخلفه،بس،لو ربنا رايد هيكون،كل شئ قدر،كان مين يصدق أنى انا ووائل نتجوز،بعد الى حصل،بس اهو النصيب.
ردت هيام:أحلى،وأغلى نصيب،هقوم انا أنزل،أشوف حماتى،علشان نعرف،أمتى هنروح نصبح على سهر،اسيبكم تتهنوا ببعض.
↚
نهضت غدير قائله:براحتك يا طنط،نورتى.
نهضت هيام،وأبتسمت،تُخفى،زعلها،بسبب طريقة حديث غدير،الغير مُحببه،لتقول:
خليك يا وائل أنا هقفل باب الشقه،ورايا،يلا،صباحيه مباركه.
قالت هيام هذا،وأعطت مبلغ مالى بيد غدير،وغادرت الشقه،وأغلقت خلفها،الباب.
بينما نظرت غدير،لذالك المبلغ التى اعطته لها هيام بأستقلال،ووضعته على طاوله،بغرفة الصابون،وقالت،هروح أكمل نومى،بتمنى محدش،يطلع لينا تانى قبل المغرب.
قالت غدير،هذا وذهبت الى غرفة النوم،ليلحقها وائل بلهفه.
.....ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما قبل نصف ساعه،، بمنزل زايد.
فتح عمار عيناه،ليجد نفسه نائم وهو جالس على تلك الأريكه،بغرفة المعيشه،شعر،بألم طفيف بعنقه،فقام بلف رقابته يميناً،ويسار،يفك التشنج،للحظات الى أن شعر،براحه،أمسك سيجاره،وقام بأشعالها،ونظر الى ساعه مُعلقه،بالغرفه،وجد الساعه الثامنه والنصف،وضع باقى السيجاره،بالمطفأه،ونهض،يعود الى غرفة النوم.
دخل الى غرفة النوم،مازالت مضاءه،وقع نظره على سهر النائمه بالفراش،تمعن بوجهها كثيراً،هى تحمل وجه ملائكى،وهى نائمه،رأى ذالك الخيط الدامى الرفيع بشفتيها،هو بسبب تقبيله لها بعنف،وأيضاً،تلك العلامات الداميه،بعنقها ومقدمة صدرها الظاهره من غطاء الفراش،كاد أن يذهب،لها يوقظها،لكن تراجع،بآخر،أنحنى يأخذ تلك المنامه الرجاليه،الواقعه على أرضية الغرفه،ثم خرج من الغرفه.
......
بعد دقائق،بدأت سهر،تستعيد وعيها،وتصحو،تشعر،بآلم فتاك بجسدها،
فتحت سهر عيناها،لترى،أنها ليست بغرفتها،بمنزل والداها،ومع شعورها،بآلم جسدها،إذن ما حدث،بالأمس ليس كابوس،بل هو واقع مرير،خاضته،دون إراده منها من البدايه،بتلك الزيجه التى فُرضت،عليها،لتشرد بالأيام الماضيه،وما حدث،بها،ليصل بها،لتعيش تلك الليله المريره
فلاشــــــــــــــــ*باكـــــــ*
بعد عودة سهر بيوم من البحر الاحمر
جلست مياده،على،بغرفتها،كانت تدعى المذاكره،لكنها،لم تكن كذالك،هى بداخلها الغضب،يشتد بعودة سهر،لن تنال هى عمار،
فتحت ذالك الخطاب،تقرئه للمره الكام،لا تعرف،لو قرأ عمار،هذا الخطاب،ماذا يفعل،ربما هو من يُنهى،تلك الزيجه،لكن كيف توصل له الجواب،دون أن تظهر،بالصوره،فربما لو أعطته له،مباشرة،لا يصدقها،ويكذبها ،ووقتها تكون بنظر الجميع كاذبه.،ظلت تفكر،وتفكر،لتعود من تفكيرها،على طرق الباب.،أخفت الرساله،مره أخرى.
سمحت له بالدخول.
دخل وائل عليها مبتسماً،يقول:بتعملى أيه غريبه بتذاكري.
نظرت مياده له بضيق قائله:أيه فرحك بعد كم يوم،وجاى،تستهزئ بيا قبل الفرح أيه هوحشك.
ضحك وائل،يقول:لأ بستغرب،أصلك قليل لما بتذاكرى عالعموم،ربنا يعينك،ويوفقك،أنا كنت جاى علشان حاجه تانيه،أسالك فين ماما.
ردت مياده:ماما،راحت تلف تدعى،أهلها،علشان يحضروا الفرح،عاوزها ليه؟
رد وائل:كنت عاوزها علشان أديها،دعوات الزفاف،دى،عمار أتصل عليا إمبارح،وقالى أن الدعوات الى عنده خلصت،ولازمه،دعوات تانيه،والدعوات دى فايضه من عندنا،بس أنا عندى شغل مهم فى مركز الصيانه،لازم ألحق أخلصه،قبل الزفاف،وكمان هاخد كم دعوه،لزمايلى بالمركز،هتصل عليه أقوله يبعت حد ياخدهم،من هنا من البيت،وكنت هديهم لماما،لما يجى هو أو أى حد من طرفه،يديهمله.
ردت مياده:طب ما تديهم لمرات عمك،أو سهر،ولا تيتا،تحت،والى يجى،ياخدهم منهم.
رد وائل:فكرت فى كده،بس،مرات عمك،مش تحت،شوفتها من شويه،واخده،تيتا،ومعرفش رايحين فين،ولو أديتهم لسهر ممكن تقطعهم،دى،شكلها من وقت ما رجعت إمبارح مع مرات عمك من البحر الأحمر،وهى،شايطه،كلمتها،مردتش عليا،عالعموم الدعوات أهى،هتصل على عمار،أقوله أنها هنا معاكى،يقدر،يبعت حد ياخدها،من هنا.
فكرت مياده،سريعاً،وقالت:لأ بلاش تقولى أنها معايا،أنا هستنى على مرات عمك ما تجى،هى أكيد بتلف تدعى أهلها،وحبايب تيتا،ومش هيغيبوا،ولما ترجع ،هنزل لها الدعوات،قول لعمار،الى يبعته،ياخدها من مرات عمك.
رد وائل:تمام الدعوات أهى فى الظرف ده ،لما مرات عمك ترجع،أديهالها،سلام انا بقى،علشان ألحق ورديتي،بمركز الصيانه.
↚
غادر،وائل،بعد أن أعطى، لميادة ذالك الظرف الكبير،الذى يحتوى على دعوات الزفاف.
وضعت مياده،ذالك الظرف أمامها،تنظر،له بظفر،فقد يكون الحظ حليفها،أخرجت تلك الرساله،من الكتاب،فكرت بمكر
لما لا تزيد بعض الكلمات بالرساله،لكن قد يظهر،تغير الخط،إذن ما العمل،فكرت،ليتهتدى،شيطانها،لأن تكتب رساله أخرى،تزيد بها بضع الكلمات،وبالفعل فعلت ذالك،وذهبت الى شُرفة غرفتها،رغم برودة الطقس،لكن ظلت تراقب الى أن رأت زوجة عمها،وجدتها،داخلتان الى المنزل.
وضعت الرساله،بين دعوات الزفاف،ونزلت،الى أسفل.
قبل أن تفتح زوجة عمها،باب الشقه،نادت عليها مياده.
وقفت زوجة عمها،وكذالك جدتها.
أقتربت مياده منهن،وبيدها ذالك الظرف،وقالت:أنا كنت نازله ليكى،يا مرات عمى،كويس انى قابلتك،الظرف ده،وائل سابه ليا،هو فيه دعوات زفاف،وقالى،إن عمار،هيبعت حد من عنده ياخدهم،أبقى نزليهم لمرات عمك،تديهم له.
مدت نوال،يدها،وأخذت الظرف من مياده،ولسوء الحظ،رن جرس بوابة المنزل،فتحت البوابه مياده.
أبتسمت،فيبدوا القدر،يساعدها،من أمامها هو يوسف.
تنحنح يوسف قائلاً:مساء الخير،أنا جاى علشان اخد الدعوات من أستاذه نوال،زى،وائل ما قال لعمار.
تبسمت مياده:مساء النور،مرات عمى أهى إتفضل.
تنحت مياده من أمام البوابه،فدخل يوسف،يُلقى السلام.
لترحبا به كل من نوال،وآمنه،وتعطى،له نوال ظرف الدعوات،لكن للأسف الظرف،وقع من يد يوسف،ليتبعثر،منه بعض الدعوات،
أنحنى يوسف،ومياده،يلمان الدعوات،لكن الرساله،كانت بين الدعوات التى لمتها،مياده،أخفتها،وسط الدعوات مره أخرى،وقامت بأعطائها،ليوسف ليضعها بالظرف الكبير مره أخرى،دون أن يلاحظ ذالك أحداً.
...
بعد قليل
دخل يوسف الى منزل،زايد،توجه مباشرة الى غرفة المكتب،وجد عمار،يقوم بأتصال،أنتظر،الى أن أنتهى من الاتصال،ثم وضع أمامه الظرف على المكتب قائلاً:ظرف الدعوات أهو،جبته،من أستاذه نوال،زى ما قولتلى،على التليفون،بس أيه الدعوات الى كانت عندك دى كلها خلصت،القاعه،الى حجزنها هتاخد الناس دى كلها إزاى.
تبسم عمار يقول:متخافش القاعه واسعه،وكمان،الى بيحضر،بيبقى أقل من المدعوين،بس الدعوات دى مجرد خواطر،وتعريف للناس،مش أكتر.
تبسم يوسف يقول:عالعموم مبروك يا سيدى،والله انا كنت مُحرج،وأنا بوزع على زمايلنا،وأحبابنا الدعوات دى،والكل عارف أنك جوز أختى.
تبسم عمار يقول:دى بقت قصه قديمه،وبعدين،أنت أخويا،وصديقى الوحيد،وأكتر واحد بثق فيه.
تبسم يوسف قائلاً:طيب بقى يا أخويا هاتلى بتاع عشرين دعوه كده،عندى شويه حبايب وأصحاب،هوزعهم عليهم،ونتقابل بكره بقى فى كتب الكتاب،عندى قضيه مهمه،الساعه عشره الصبح،هرجع من المحكمه،عالجامع،علشان كتب الكتاب،بس إبقى اعمل حسابى فى وليمة بكره،شيلى كم كيلو لحمه،كده،على جنب.
ضحك عمار،يقول:متخافش هشيلك منابك،عارف إنك بتنكسف تاكل قدام حظ غريب.
ضحك يوسف يقول:تمام،يلا سلام بقى،ومبروك يا عريس،عشت وشوفتك،عريس بجد،عقبال ما أشوف عيالك كمان،عن قريب.
رد عمار:يارب،وأنت كمان،يارب،أشيل ولادك عن قريب،ومش بعيد ولادنا،يبقوا،زمايل وأصحاب كده،زينا.
آمن يوسف على أمنية عمار،وفرح من آجله،عمار،تبدوا،عليه الفرحه،بوضوح، أيقن يوسف أن عمار،لديه مشاعر،أتجاه تلك الفتاه،ليست بالنسبه له فقط جوازة بدل،كما يقول.
،فتح عمار ظرف الدعوات،لكن لسوء الحظ،وقع الظرف مره أخرى،لتبعثر،الدعوات مره أخرى.
ليقول يوسف بمزح:يظهر،وائل عينه،فى الدعوات دى،دى تانى مره توقع،وقعت من أيد الأستاذه نوال،وتانى مره من أيدك،
↚
أنحنى يوسف،ولم بعض الدعوات،وكذالك فعل،عمار،ليأخذ يوسف الدعوات الذى قام بلمها قائلاً:هاخد أنا الدعوات دى،بقى وأمشى،سلام،يا عريس.
تبسم عمار،وهو يضع الدعوات فوق سطح المكتب
لكن لفت نظره ذالك الظرف الغريب،الموجود بين الدعوات،فأخذه الفضول.
جلس على المكتب،وقام بفتح الظرف.
قرأ ما مكتوب به
ونصهُ
بابا ماما
أنا هربت عند خالتى فى البحر الأحمر
أنا مش عاوزه اتجوز من الى إسمه عمار ده
شخص،متعالى،وعنده كِبر،وأنا مش هقدر أتأقلم معاه،أنا فى البدايه وافقت عليه لعبه منى،كنت بتسلى،شويه،بس لما لقيت الموضوع هيدخل،فى الجد،لا خلاص بقى،مش هقدر أتحمل أتجوزه،واحد،أنا أعلى منه فى الشهاده،وكمان عنده،زوجه تانيه،غيرى،أنا كنت عاوزه أطلب منها يطلقها،بس خوفت يرفض،عالعموم ميهمنيش انا بقول كفايه لعب لحد كده،بقى،أنا عند خالتى فى البحرالأحمر،ومش هرجع غير ما أطمن،أن المغرور،المتغطرس،عمار،فسخ خطوبته منى،عندكم،مياده،تاخده،هى أكتر واحده تليق بيه،أنما أنا مش عوزاه،دى كانت لعبه وتحدى منى انى أخطفه من مياده،بس خلاص،أنا مليت من اللعبه دى
بنتكم،،سهر.
أغتاظ عمار بشده،وهو يفرك الورقه بيديه،أخرج سيجاره وأشعلها،ينفث،دخانها بغضب،ومسك الورقه،بيده كان سيضعها مره أخرى،بالظرف التى كانت موجوده به،لكن دخول عمه غاضب،جعله أشعل الورقه،دون انتباه منه.
ليسمع عمه يقول:مش عارف أيه أخرة جوازة الهباب الى بليتنا بيها دى،وأيه الورقه الى حرقتها دى .
نظر عمار للورقه التى تشتعل بالنار،لو سهر أمامه الآن،لأشعل بها النار،لكن رد على عمه بضيق:خير،يا عمى فى أيه جديد؟
رد سليمان،:شوف مرات عمك،بعتت للصايغ يجى لهنا ومعاه كذا طقم دهب علشان تختار،شبكه لبنتها،وسبق الى أسمه وائل ده،قال،أنه هيجيب شبكه على قده.
رد عمار قائلاً:وفيها أيه،يجيب هو الى يقدر عليه،وأحنا نقدم هديه لبنتنا ترفع بقيمتها،وقيمتنا وسط الناس،فى البلد.
رد سليمان:أنت شايف كده،براحتك،أنا لو سيبتونى من الاول كنت خلصت علي وائل،وغدير،وأرتاحنا من الجوازه دى من البدايه،بس معرفش سبب،لقولتك جوازة بدل،أنا خارج،وسايب البيت كله،تعملوا الى أنتم عاوزينه.
قال سليمان هذا،وغادر بغضب
↚
ليس أقل من غضب،عمار،لكن،عقد القران،بالغد،وأن لم تحضر،سهر،سيكون ماده للسخريه،والأستهزاء،بالبلده،هل هى بالفعل،ليست هنا بالبلده،عليه التأكد سريعاً،الوقت ضيق أمامه،كيف يتأكد،أنها هنا بالبلده،كيف....،أهتدى عقله أن يذهب الى منزل والداها،وأن لم يجدها،سيذهب،ويأتى بها من البحر الأحمر،ووقتها لن يشفق عليها من ناره
لكن،بعد هذا التفكير،عنه،ومسك هاتفه،وقام بالاتصال على هاتف منزل والد سهر الأرضى،
ليسمع من ترد عليه،قائله:السلاموا عليكم.
رد عمار السلام عليها،وصمت،هذا صوت سهر،الذى طن برأسه والرساله،الذى أحترقت.هل هى كاذبه. صمت لثوانى.
فقالت سهر،حضرتك مين الى بيتكلم.
رد عمار:أنا عمار زايد
للحظه،أرتجف قلب سهر،وصمتت هى،لثوانى،ثم قالت بحده:طيب وبتتصل ليه؟
شعر عمار بحديتها،بالحديث،وقال:كنت عاوز أسأل لو عندكم لسه دعوات فرح،لأن الى عندى،خلصتها توزيع،ولسه محتاج،أكتر،فلو لسه عندكم دعوات ممكن أبعت حد ياخدها.
ردت سهر:معتقدش عندنا دعوات ماما قالتلى من شويه،أن كل الدعوات الى كانت هنا،ادتها للاستاذ يوسف،من شويه.
رد عمار:طيب تمام أنا هتصرف،متشكر.
ردت سهر بحده:العفوا،عن أذنك هقفل التليفون.
قبل أن يرد عمار،كانت أعلقت بوجهه الهاتف،مما جعله بتضايق بشده من طريقتها الحاده،معه فى الحديث،لكن مهلاً،المهم الآن أنه تأكد أنها هنا بالبلده،ربما فيما بعد يُعيد تقويمها.
.....
فى اليوم التالى بالمسجد بعد أتمام عقد القران،بالصدفه،رأى عمار،سهر،وهى تتجه للخروج من أحد غرف المسجد،تخفى،بمكان يسهل عليه رؤيته لها منه،دون أن تراه،لكن خرجت خلفها،مياده،والتى،نادت عليها،لتقف سهر لها.
أقتربت مياده من مكان وقوف سهر،وقالت لها: مبروك،خلاص بقيتى رسمى مرات عمار زايد،الى كنتى هربانه للبحر الأحمر،علشان متتجوزيش منه،بس،واضح،ان مرات عمى أقنعتك،بالرجوع،من تانى،ويمكن الطمع،والدلال،هما الى رجعوكى.
ردت سهر،بأستقلال قائله:طمع ودلال ايه الى بتتكلمى عنهم،لو بأيدى مكنتش رجعت،وكنت سيبتلك،عمار ده تشبعى بيه.
بس أزاى عرفتى أنى كنت فى البحر الأحمر.
ردت مياده بأرتباك:أنا كنت واقفه مع مرات عمى،وهى بتكلم تيتا يسريه.
ردت سهر قائله:أو يمكن الرساله الى كنت سيباها لماما وبابا وملقوهاش،أنتى الى أخدتيها من اوضتى.
أرتبكت مياده قائله:رسالة أيه،الى بتتكلمى عنها،أنا مشوفتش أى رسايل،بلاش تعملى الغلط وتعلقيه عليا،أنا ماشيه،خلاص كتب الكتاب،تم،وبقيتى مرات عمار زايد رسمى،مبروك عليكى،وشوفى هتعرفى تلعبى على عمار ده أزاى،هو مش زى،عمى،ولا تيتا،ومرات عمى،وعلاء،بتضحكى عليهم وبيصدقوا لعبك عليهم.
قالت مياده هذا وغادرت،المسجد،دون ان ترى،وقوف عمار،بغرفه جوار مكان وقوفهن،
ليتأكد،أن الرساله، من كتبتها سهر،وأتت بين الدعوات بالخطأ،ليتوعد لها،بأعادة تقويمها،على يدهُ
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
خرج عمار،من ذالك المكان الذى كان يختبئ به فى المسجد،بعد ذهاب،سهر،وقف يفكر،للحظات،فى صاحبة الوجه الملائكى اللعبيه،لكن قطع تفكيرهُ،مجئ يوسف جواره،يربت على كتفه،قائلاً:أيه الى موقفك هنا،مرجعتش للرجاله،كل ده بتودع،عضو مجلس الشعب.
رد عمار:لأ مشى من وقت بس أنا كنت بشرب سيجاره.
تبسم يوسف يقول:والله ما حد محتاج يشرب سيجاره غيرى،بقولك أيه،بكره الشوار،وهنكتب قايمة المنقولات،بس مش عارف وائل ده هيمضى عالقايمه،بعد ما يشوف الرقم الى فيها،ولاهيكون رده أيه.
رد عمار:هيمضى،متقلقش،وبعدين هى القايمه،بتربط حد،يا عم سيبك دى حتة،ورق عود كبريت كفيل،ينهيها،وبعدين أنا مليت،من تكتيفة كتب الكتاب دى،هى الحفله دى مش هتخلص،بقى.
تبسم يوسف:لا خلاص،الحفله خلصت معظم الى لسه موجدين،من أهل البلد،الضيوف المهمين خلاص،إنسحبوا،وممكن كمان ننسحب أنا وأنت،هنا عمى مهدى،وكمان سليمان،الى ممكن لو حد إتكلم قدامه،دلوقتي،يفرغ فيه سلاحه.
ضحك عمار،يقول:بتتريق على عمى،متنساش أنه حماك،أبو مراتك.
تنهد يوسف،يفول:مش ناسى أنه أبو مراتى،ومش ناسى كمان فضلك عليا أنا وأسماء،لو مش وقوفك معايا،كان مستحيل،يوافق يجوزني أسماء،بس أنا لسه عند وعدى،وأول ولد هخلفه،هسميه عمار.
تبسم عمار،يقول:ربنا يرزقك بالذريه الصالحه
خلينا ندخل نسلم عالناس الى جوه،وأمام الجامع،وبعدها نمشي،كفايه كده
.....
فى اليوم التالى.
صباحاً
بمنزل زايد
دخل وائل،ومنير،وعبد الحميد،الى غرفة الضيوف
أستقبلهم
عمار،مهدى،يوسف،وكذالك سليمان.
جلسوا قليلاً،يتحدثون بود لحدٍ ما
ليخرج يوسف لدقائق،ثم يعود،وبيده بعض الأوراق،تنحنح قليلاً،يقول:
طبعاً النهارده،شوار العروسه،ومعروف فى عرفنا قبل شوار العروسه،ما بيدخل بيت العريس،بيكون فى قايمة منقولات،لازم بيمضى عليها العريس.
ومعايا قايمتين مكتوبين،بمفردات عفش العريسين،ومش ناقصين غير إمضة العريسين،والشاهدين
أعطى يوسف،لوائل،قائمه،ثم أعطى ل عمار الاخرى.
مضى عمار،دون أن يقرأ ما هو مدون بالقائمه.
بينما وائل قرأ القائمه،قائلاً:
القايمه بربع مليون جنيه.
رد سليمان بتعجرف قائلاً:أيوا،دى قيمة العفش الى أنت أشتريته،وأحنا كمان،مستكتر،المبلغ ولا أيه،عمار مضى على قايمة،قميتها أكتر من ضعف الى مكتوب عندك،بدون حتى ما يقرى مكتوب أيه.
رغم أستغراب منير،لكن لطف الحديث قائلاً:وائل مش قصده أستكتار،هو بس بيتأكد من قيمة القايمه،وبعدين القايمه دى حتة ورقه بس لحفظ حق الزوجه،بس مش تمن،حفظه،وصونه لبنتك طول العمر.
أخذ وائل القلم وقام بالأمضاء على القائمه.
ليأخذ يوسف القايمه التى مضى عليها وائل،ويعطيها،ل سليمان،
تبسم سليمان بزهو.
بينما أخذ يوسف القائمه الاخرى التى مضى عليها عمار،وأعطها،ل منير.
أخذها منير،دون إعطاء أى رد فعل،فهى بنظره كما قال مجرد ورقه،لحفظ حق،لكن الأهم هو حفظ،وصون إبنته.
....
بعد مرور يومان.
فى الصباح الباكر
بمنزل زايد
طرق يوسف،باب غرفة النوم،القديمه الخاصه،بعمار،بمنزل زايد قبل أن يتزوج من خديجه.
ثم دخل،تبسم،حين وجد عمار مستيقظ،وأمامه،كوباً من القهوه،وبعض البسكويت.
وضع يوسف بسكويته،بفمه قائلاً:قولت هاجى ألقاك لسه نايم،بعد سهرة إمبارح،بس يظهر،كده،مفيش نوم جالك،ها قول لأخوك،بتفكر،فى العروسه،كلها كم ساعه وتكون معاك،وتشبع منها.
↚
تبسم عمار،دون رد، لكن عقله شرد فى تلك الملاك التى،رأها صدفه ليلة أمس،وهى تخرج من القاعه التى تم بها الحناء،كانت ترتدى،زياً أبيض مزخرف،ببعض الاحجار الزرقاء،وحجاباً مناسب لذالك الزى،الذى أتى به لها سابقاً،لم تكن تضع مساحيق تجميل،على وجهها،عكس غدير،كانت متبرجه لحدٍ كبير،لكن غدير،لم تهمه،من شغلت باله هى سهر،تلك اللعبيه،صاحبة الوجه الملائكى.
لاحظ يوسف عدم إنتباه عمار لحديثه،فقال بمزح:يا عينى بفكر فى الى ناسينى،أيه يا أبنى،روحت فين بكلمك مش بترد عليا،لدرجه دى، سهر شاغله عقلك .
نظر عمار له قائلاً:كنت بتقول أيه.
ضحك يوسف قائلاً:لأ دا عمار زايد وقع،ولا حد سمى عليه.
رد عمار:بلاش سخافه،خلينا هنا،قولى كنت بتقول أيه؟
رد يوسف،وهو ينظر لعمار،الذى يبدوا عليه بوضوح،الأعجاب،بسهر،لكن،مازال،يُخفى الأمر،لكن،لن يضغط عليه:
كنت بقولك،السواق الى بعته للفيوم،أمبارح علشان يجيب اللواء ثابت وعيلته أتصل عليا من شويه وقالى،أنه،راح لهم المزرعه الخاصه،بيهم،وهيبقوا هنا عالضهر كده،مش عارف ليه أصريت تدعيه هو عيلته كلها كان كفايه حضوره هو وخلاص،عالأقل كان هيبقى أستقبال خفيف.
رد عمار:ده طلب أحمد بيه زايد،صاحب مازن حفيد اللواء ثابت،وهو الى أتصل عليه ودعاه،وطبعاً،كان لازم يبقى معاه باباه،فقولت أدعي العيله كلها،وأهو نستضيفه هنا فى المنصوره،يومين،وطبعاً،أنت الى هتكون فى إستقبالهم،ومسؤل كمان عنهم،اليومين الى هيفضلوا فيهم هنا.
رد يوسف:طبعاً،أنت تتهنى مع عروستك،وأنا أشتغل دليل سياحى لضيوفك،ماشى يا عم ربنا يتمملك بخير،متقلقش،هطول رقابتك قدامهم،بس أنت،أفصل ومتركزش غير،فى فرحك الليله،عاوزك أسد،والله أنا خايف تكون،كنت عايش مع خديجه أختى أخوات،بدل ما تفضح نفسك.
زغد عمار،يوسف قائلاً:أنا بقول،بلاش تستقبل الضيوف وتحضر الفرح،بوش مكدوم.
ضحك يوسف قائلاً:خلاص قلبك أبيض،والله أختى خديجه دى هتدخل الجنه،فى واحده،تبقى مبسوطه،أن جوزها،بيتجوز،واحده،تانيه،لأ وهى تقريباً،الى جهزت له شقة ضرتها.
تبسم عمار،يقول:مش ضرة،دى مرات أخوها،انا بالنسبه لخديجه،زيك بالظبط،بس مع أختلاف،أنها مكتوبه زوجه،مش أخت،وعموما،خلاص هترتاح منى،وهسيب لها الشقه،وأعيش فى شقتى التانيه،ومش هتبقى محتاجه تمثل قدام العيله،أنها مراتى،أكيد الجديده،هيبقى لها النصيب الأكبر،قدام العيله على الأقل فى الأول،وبعدين بطل رغى كتير،أنا محتاج وقت علشان أجهز،علشان الفرح،وأنت معطلنى،يلا قوم شوف طريقك،وروح الشقه الى فى المنصوره أستنى السواق،لما يوصل،باللواء ثابت وعيلته.
تبسم يوسف،وهو يمد يدهُ،يتناول،بضع بسكوتات قائلاً:طب خلينى أفطر،وأشرب معاك شاى الأول،انا جايلك على لحم بطنى.
أمسك عمار طبق البسكويت،قائلاً:خد طبق البسكويت كله أتسلى فيه بالطريق،وخلى خديجه تعملك شاى وخد الكوبايه معاك
أخذ يوسف طبق البسكويت قائلاً:من يد ما اعدمها،مقبول منك،يلا سلام،أشوفك فى الفرح،وأعمل حسابك هنرقص،سوا،زى ما رقصنا قبل كده،فى فرحى.
أماء عمار له رأسه بموافقة،وتبسم وهو يخرج من الغرفه.
........
بشقه راقيه بمدينة المنصوره.
وقف يوسف يستقبل اللواء ثابت
قائلاً:أهلاً بحضرتك يا سيادة اللواء،المنصوره،نورت.
رد اللواء ثابت:منوره بأصحابها،متشكر،على الاستقبال الراقى،ده،يا يوسف.
رد يوسف:حضور حضرتك،للمنصوره شرف لينا،وأنا هكون تحت أمر سيادتك،والعائله الكريمه.
رد حسام،إبن اللواء ثابت:بصراحه انا أعتبر لفيت مصر كلها،بس دى اول مره أجى للمنصوره،وبصراحه،شكلها مدينه،راقيه،متقلش عن القاهره،والمدن الجديده،دى مجرد نظره عامه،قبل ما أتجول فيها.
أخذت هديل الحديث من أخيها،قائله:لأ انا جيت قبل كده مره للمنصوره،فى تبادل للجامعات،وعجبتنى،وقتها،وكمان النهارده،شيفاها أجمل،كفايه إنهم بيقولوا،أحلى بنات مصر من المنصوره،غير،أنهم بيقولوا المنصوره باريس مصر.
تبسم يوسف قائلاً:والمنصوره أتشرفت بيكم،هسيبكم ترتاحوا من الطريق،والعربيه بالسواق هتكون تحت أمركم،ونتقابل،فى قاعة الزفاف،سلاموا عليكم.
قال يوسف هذا،وغادر،وتركهم بالشقه.
↚
تحدث اللواء ثابت قائلاً:فعلاً الصديق،الوفى هو الى بيوقف جنب صديقه،يعنى،يوسف صديق عمار،والى أعرفه كمان،أنه أخو زوجته،الأولانيه،وهو الى جاى بنفسه يستقبلنا.
ردت هديل:معقول،طب،مش يراعى مشاعر أخته،شويه.
رد ثابت:أكيد أخته موافقة على جواز عمار،وإلا مكنش يوسف هيبقى موجود،بالشكل ده،وبعدين عمار،شاب،وقادر على الزواح من أتنين،وقادر يعدل بينهم،يبقى ليه،يوسف يخسر صديقهُ.
تعجب حسام قائلاً:والله أنا نفسى أشوف،زوجته الأولانيه دى الى سمحت له يتجوز،بواحده تانيه،عليها،يمكن تكون مش حلوه.
رد ثابت:بصراحه مشوفتهاش قبل كده،علشان أقولك،بس كلها ساعات،ونشوفها.
وبالفعل أنقضت الساعات..
بأحد أكبر أستديوهات المنصوره للتصوير الفتوغرافى،تم إلتقاط مجموعه من الصور،للعرسان والعرائس معاً،
ليتوجهوا،بعد ذالك،الى تلك القاعه،الكبيره،بمدينه المنصوره
وقف وائل،وعمار،بمدخل القاعه،ينتظرون،دخول
كل من سهر،وغدير
دخلت أولاً غدير،ترفق يدها،بيد عمها مهدى،ليتوجه إليها وائل،ويأخذها منه كاشفاً عن وجهها حجاب العروس الأبيض مُقبلاً جبهتها،لتترك يد عمها،وترفق يدها بيد وائل.
آتى من خلفهم،عبد الحميد،ومعه سهر
أقترب،عمار منهم،سلم على عبد الحميد،ثم،توجه،ناحية سهر،رفع عن وجهها الحجاب الأبيض،كم ود أن يعود،يُغطى،وجهها مره،أخرى،ولا يرى أحد غيرهُ،وجهها،لم يقبل جبهتها،مثلما فعل وائل،بل مد يدهُ،فقط،لترفق،سهر،يدها بيدهُ،ليدخلوا،الى قاعة العُرس
إصطحب كل عريس منهم عروسه،الى الكوشه،لتجلس مكانها،
ساعد وائل غدير،بالجلوس،كذالك فعل عمار،لكن أنحنى عليها قائلاً،بأمر:ممنوع،تقومى،ترقصى،أو تقومى من مكانك.
نظرت له سهر،وللحظه،إرتجف جسدها،ولم تعطى له رداً.
جلس عمار،جوارها،يرسم،بسمه هادئه،لبعض الوقت.
لينهض حين أتى له يوسف،ومال يهمس له،بشئ،لينهض معه،تاركاً،سهر،وحدها،تنظر الى وائل الذى نهض هو وغدير،يتشاركان الرقص على المسرح،حتى حين جذبت غدير سهر للتنهض،وترقص معها،رفضت،وظلت جالسه،
كان عقلها شارد فيما تراه من مظاهر،فارغه،كآن هذا،ليس عُرسها،كأنها تشاهد،حفلاً،لعروس أخرى،غيرها.
دارت بعيناها بين المدعوين بالزفاف،وقع بصرها،على والداتها التى تجلس جوار جدتها،من ناحيه،والناحيه الأخرى،تجلس مياده،يبدوا عليها بوضوح الغيره من سهر،فهى كانت تتمنى أن تكون مكانها،لكن،هل لم تقع الرساله،بيد عمار،أيقنت لنفسها،لو وقعت الرساله بيد عمار،لما كان بهذا الشكل،تبدوا،عليه السعاده،خطتها الأخيره فشلت عمار أصبح،لغيرها.
بينما هيام،التى لا تسعها الفرحه،فولدها الوحيد،آتى لها بنسب لعائله،غنيه،ومعروفه،ربما كانت تتطمع،بأكثر،لكن،يكفيها ما حصلت عليه،ربما هذا أفضل،من أن تخسر كل شئ.
آمنه،التى تمتزح أحاسيسها،لديها بقلبها،خوف على سهر،لا تعرف سببه،وكذالك لديها سعاده،لفرحة حفيدها،وزفاف حفيديها الاثنان،تتمنى لهم الحصول على السعاده.
نوال...
عيناها،على ملاكها،الصغيره،حقاً،كانت تتذمر،من أفعالها الامباليه،لكن تظل ملاكها،الصغيره،دمعت عيونها،لما لديها هاجس،بالخوف،عليها،هل أخطأت حين أجبرتها على تقبل تلك الزيجه،أم أصابت،وآن الآوان،أن تتحمل سهر،مسئوليه،لن تظل طفله طوال عمرها.
جابت سهر عيناها أيضاً،ليقع بصرها على عمار الذى تركها،ونزل يجلس بين بعض المدعوين،ويتحدث معهم،بلطف،وود،وكانت
لجوارهُ،خديجه،التى تعرفت عليها،بالأمس،بالحناء،لم تشعر إتجاهها،بأى مشاعر،لا بحب،ولا بكره،مشاعر،فارغه،لكن لا تعلم لما تضايقت من جلوس عمار جوارها،وتركه لها وحدها،بالكوشه،رغم انه لا يتحدث معها،بل يتحدث،مع آخرون،يجلسون معها على نفس الطاوله.
بينما عمار،رغم أنه،يجلس،بالمنتصف،بين يوسف وخديجه،يرحب بمن يجلسون معهم على نفس الطاوله،وهم،عائلة اللواء،ثابت،كانت عيناه،مرتكزه،على سهر،لكن يؤدى،واجب الترحيب،فقط بهم
مالت عليه خديجه قائله:أظن،رحبت كفايه بضيوفك،المفروض تطلع بقى جنب عروستك،بلاش تسيبها قاعده،لوحدها.
تبسم عمار،ونهض من جوارها،لكى يذهب،الى الكوشه،لكن مسك يوسف يده ونهض معه قائلاً:خلينا نرقص،شويه،ونفرح.
تبسم عمار له بود
ليقف الاثنان على المسرح،ويتجه،وائل وغدير،الى الجلوس،بمقاعدهم،يشاهدون،رقص،عمار،
ويوسف،معاً،اللذان حصلا على إعجاب المدعوين،والبعض المتعجب من يوسف،كيف يرقص،بزواج زوج أخته من أخرى،لكن،ربما المُجامله،ولكنها،بالأصل،صداقه،وأخوه.
بالطاوله التى تجلس عليها، خديجه
تخلى حسام عن مقعده،وأقترب يجلس على مقعد مجاور خديجه،التى لم يفارق،النظر لها،طوال الوقت متعجب،منها هى جميله،وشابه،كيف لها،أن ترضى بزواج زوجها من أخرى،بل وتجلس هادئه،،ومرحه،بهذا الشكل، ومُتقبله كأن الآمر لا يعنيها .
تحدث قائلاً: حضرتك،مامت أحمد.
ردت خديجه: أيوا أنا مامته،وكمان مامت منى،بنتى أكبر من أحمد،بسنتين.
رد حسام:ربنا يخليهم لك،ويباركلك فيهم،أنا ابقى والد مازن،الى أتعرف عليه أحمد من الفيوم.
ردت خديجه:أه مازن حفيد اللواء ثابت،ده بقى هو وأحمد أصدقاء،وكمان بقى صديقي بشوف مراسلته هو أحمدلبعض على مواقع التواصل.
رد حسام:وهو حضرتك،تعرفى أصدقاء أحمد
،وكمان بتتواصلى معاهم.
ردت خديجه:بصراحه أنا لازم أعرف،ولادى بيصاحبوا مين،كنوع من المعرفه،والاطمئنان عليهم،الصاحب،ساحب.
زاد أعجاب حسام بخديجه،لكن نفر عنه هذا الشعور،فهى بالآخر متزوجه.
بينما كانت أسماء تجلس تنهشها الغيره من هديل،التى كانت تستحوذ على الحديث مع يوسف،وحتى حين نهض للرقص مع عمار،مازالت عينيها عليها،لكن الاخيره،ليس برأسها شئ،سوا مجرد المشاهده،لكن ربما شعور النقص،يصور للشخص،بعض التهيؤات.
أقتربت الحفله على الانتهاء
صعدت كل من
حكمت،،التى توجهت الى مكان جلوس عمار،سهر،وقف عمار لها لتضمه،وتهنئه،وتتمنى منه الحفيد أن يأتى بسرعه.،ليبتسم لها بود
ثم توجهت الى سهر الجالسه،وانحنت عليها تضمها،بفتور،متمنيه لها السعاده
كذالك فعلت فريال معا،أبنتها،التى إنحنت،تضمها،قائله بهمس:،لو بأيدى كنت كفنتك قبل ما أجوزك،ل وائل،بس بكره تندمى.
تغيرت ملامح وجه غدير،لكن نفضت عن رأسها،هى وصلت لمبتغاها.
تركت فريال غدير،ومدت يدها تسلم على وائل،بأستعلاء.
كذالك فعلن،هيام ونوال،وآمنه،
ذهبت كل من
آمنه،ونوال لتهنئة سهر التائه،والتى مازالت تجلس تشاهد ما يحدث،فقط،لا تشارك،سوا بجلوسها مكانها،طوال الوقت
لكن همست لها آمنه قائله:ربنا يحميكى، متأكده أنك هتملى قلب عمار.
نظرت لها سهر،ورسمت بسمه،فيبدوا أن جدتها أصابها الخرف،فماذا تقول كيف تملئ قلب عمار،وهو تركها،وذهب للجلوس جوار خديجه معظم الوقت،هى ليست آكثر من ماعون،ولن يطول عمار منها ذالك.
توافد الجميع للتهنئه،لينتهى،ذالك الزفاف.
ليأخد كل عريس منهم زوجته،الى عشهم الجديد
عوده،للواقع ــــــــــــــ
↚
هنا فاقت سهر، من شرودها، على دمعه شقت عيناها،جففتها بيدها، ولفت غطاء الفراش حول جسدها
حاولت النهوض من الفراش، كآن جسدها تخشب، تحاملت على آلم جسدها،ونهضت،حين أنزلت ساقيها على الأرض،حاولت الوقوف،لم تستطيع الوقوف،كأن ساقيها تخدرت،وضعت يديها، تستند بهم على ركبتيها،ثم حاولت الوقوف،لتقف،لكن كادت أن تسقط،فوضعت يديها تستند،على الفراش،لثوانى،إلتقطت عيناها،تلك البقعه،البارزه بالملأه،نظرت لها بغضب سحيق،عمار،لن ينتصر عليها،بتلك البقعه، فكرت، ليهتدى عقلها، لشئ، تُخبر نفسها، ليقول لهم ما يشاء،بعد تلك الليله،لن يهمها،أى أحد،وعمار،أول من سيرى سهر الجديده،التى،أرادها ولن تكون كما يريد.
شدت سهر،ملآة الفراش،ونزعت عن جسدها غطاء الفراش،ورمته على الفراش،ولفت الملآه،حول جسدها،وتوجهت،بخطوات بطيئه الى الحمام،
توجهت، ناحية حوض الأستحمام، وقامت، بملئه، بمياه، بدرجه، دافئه، ليمتلئ، نصف الحوض ،نزعت عن جسدها تلك الملآه،ونزلت الى المياه الدافئه،شعرت بآلم عند إرتطام جسدها،بالماء،لكن سُرعان ما خف الآلم تدريجياً،وشعرت،براحه،بجسمها،ظلت بالمياه قليلاً،ثم خرجت من حوض الأستحمام،وتوجهت الى ذالك الصبور،وقفت أسفله،وفتحته،يُقطر،مياه دافئه،على جسدها،لدقائق،ثم أوصدت الصنبور،ونظرت حولها،بالحمام،تذكرت أنها لم تأتى بملابس معها،نظرت حولها،وجدت،بعض المناشف،وهناك مئزران،وأحدهم،رجالى،والأخر،نسائى،
لفت شعرها،بمنشفه،وأخذت ذالك المئزر النسائى،وأرتدته،نظرت الى تلك الملآه،المرميه بأرضية الحمام،،تبسمت بسخريه،أنحنت،وأخذت الملآه،وأمسكت مكان البقعه،بيدها،نظرت لها بإشمئزاز،أهتدى عقلها
أخذت إحدى،زجاجات صابون الأستحمام،ووضعت الكثير،على البقعه،وذهبت الى حوض الأستحمام،وبللتها،وفركت مكان البقعه،بيديها،لتتلاشى،أثار البقعه،تدريجياً،الى أن أصبحت شبه ممحيه،فقامت،بألقاء الملآه،كلها،بالماء الموجود،بحوض الأستحمام،
ثم تركتها،و خرجت من الحمام،وأغلقته.
فى أثناء،إدارتها لوجهها،بالغرفه،تفاجئت بعمار،يدخل الى الغرفه،هو الآخر يرتدى تلك المنامه الرصاصية اللون،التى كانت على الفراش بالأمس،يفتح أزرار جزئها العلوى بعشوائيه،ويظهر معظم صدره عارى ،شعرهُ مشعث،ومبلل،بوضوح .
نظر،عمار لها،بإعجاب،لكن أخفاه،يقول بوقاحه:
لأ يظهر،هتتحملى،شكلك،أتحسنتى،عن ليلة إمبارح.
نظرت له سهر بصمت لثوانى، ثم أدارت بصرها،بلا مبالاه،وسارت بأتجاه،التسريحه،ونزعت عن شعرها،تلك المنشفه،إنسدل شعرها المتوسط الطول الرطب،على ظهرها
أنحنت قليلاً تأخذ المشط،ثم إستقامت،وقامت بجمع خُصلات شعرها،بين يديها،على جانب،واحد من عنقها.
وقع بصر عمار،على تلك العلامات الداكنه،بعنقها،هى بسببه
أقترب من مكان وقوف،سهر،ليصبح قريب منها للغايه
تلاقت عيناه مع عيني،سهر،بالمرآه،رأى تطلع سهر،له بالمرآه،تبسم بمكر،يقول:
حلوه علامات الحب،الى،على رقابتك،دى،لونها الداكن مع لون بشرتك الفاتح،عامله مزيج،رائع.
تجاهلته سهر، ولم ترد عليه،تُكمل تصفيف،شعرها،ثم لمته بكعكه،مُحكمه ووضعت المشط بمكانه،وأستدارت لتجد عمار،بوجهها،حاولت تفاديه والمرور من جواره،لكن هو لف يدهُ حول خصرها،وقربها منه بشده،تلاقت عيناهم معاً،رأت سهر،نظرات عمار،المتعاليه،بادلته النظرات،الأمباليه.
وضع عمار،رأسه بعنق،سهر،
للحظه إرتجفت سهر،ليقول عمار:
عطرك جميل،يا سهر.
لم ترد سهر عليه،أيضاًً،مازالت تتجاهل الرد عليه.
رفع عمار،رأسه من عنق سهر قائلاً:ليه مش بتردي عليا،لو متكلمتيش قدامى قبل كده كنت قولت خارسه.
مازالت سهر تتجاهل الرد عليه،وكانت ستسير،لكن،ضغط عمار بيدهُ بقوه على خصرها
شعرت سهر،بضغطة يدهُ،للحظه خافت أن يُعيد ما حدث،ليلة أمس،فوضعت يدها على يدهُ الذى يضغط بها على خصرها،وحاولت فك يدهُ من حول خصرها،لكن تشبث عمار،بها،وقال:متحاوليش يا سهر،تشيلى إيدى من على وسطك،ليه مش بتردى عليا،القطه أكلت لسانك.
نظرت له سهر،قائله:عاوزنى،أرد عليك،أقولك،أيه.....مُغتصب.
تبسم عمار يقول:بس أنا مش مُغتصب،أنتى مراتى،وجسمك حقى،والى حصل إمبارح كان بسبب تعصيبك ليا وردى ،ده كان درس منى ليكى،علشان بعد كده،تتجنبى تعصبينى.
↚
ضحكة سخريه صغيره خرجت من فم سهر قائله:عصبتك!،ليه عملت أيه عصبك قوى كده،يكون ردك بأنك تغتصبنى!.
رد عمار:لما ترفضينى،مرتين،الأولى قدام أهلى وأهلك،والمره التانيه،لما سافرتى البحر الأحمر،هربانه علشان عاوزانى،أجرى،وراكى،وأجى بنفسى،أرجعك،طبعاً،بعد ما أستعطف،سيادتك،وأنول،رضاكى.
نظرت سهر،بتفاجؤ قائله:أيه الجنان الى بتقول عليه ده،ومنين عرفت أنى سافرت البحر الأحمر،مين الجاسوس،الى ليك فى بيت أهلى،وائل،ولا مرات عمى،ولا مياده.
ضحك عمار يقول: جاسوس،،، واضح أن محبينك فى بيت أهلك كتير،عالعموم مش هيفرق معاكى عرفت منين،المهم أنى عرفت.
ردت سهر:فعلاً مش مهم مين،بس مش هما الى غلطانين،الغلطان هو الى قبل على نفسه يتجوز،واحده،رفضته مرتين،زى ما بتقول.
رد عمار:مين قالك أنى غلطان،بالعكس،أنا كنت صح،من الأول،ونظرتى فيكى،مخيبتش،حتة،بنت دلوعه،بتتلاعب على الى قدامها،بمزاجها،وهما بيقبلوا،بده علشان قابلين دلعك ده،أنما أنا غيرهم،ومش بحب،لا الدلع،ولا التلاعُب،بحب،الدوغرى،ولو كنتى جيتى،دوغرى،يمكن مكناش وصلنا للحظه دى.
قالت سهر:قصدك أيه بدوغرى!
رد عمار: يعنى، لما ترفضينى قدام أهلك، علشان تعملى شو أنك تظهرى شخصيه قويه، وبعدها بأقل من أربعه وعشرين ساعه، يجينى الرد أنك موافقه، يبقى، ده أيه غير، دلع، وتلاعب،عارفه لو كنتى فضلتى متمسكه،بالرفض،للنهايه كنت تممت جواز وائل وغدير،وغصبت على عمى،يتمم الجوازه،لكن رفضك،بالليل،وقبولك الصبح ده،مالوش عندى تفسير،غير الى قولتلك عليه،بتحبى تعملى لنفسك شخصيه،وتختبرى تعاطف الى قدامك،معاكى.
نظرت سهر لعيناه،بذهول،فمن أين كون عنها هذا الرأى،وهو لا يعرفها،سوى من بضع أيام،ولم يكن بينهم تعامل مباشر ،و لكن لم ترد،فماذا ترد عليه،لتدافع عن نفسها،هو أصدر الحكم عليها،وليس،لديها خُلق،لتكذبه،أو تدافع عن نفسها،
حاولت التملُص من يدهُ لتسير،لكن لم يتركها،بل حاوطها،بذراعيه الأثنان،وإنحنى يُقبلها،شعرت برجفه،بجسدها،خشت ،أن يُعيد ليلة أمس،مازال جسدها،يؤلمها،لكن للمفاجأه كانت قُبلته رقيقه.
ترك شفاها،وإنحنى يحملها،
للحظه،إنخضت سهر،من فعلته الجريئه،
تبسم عمار،على وجهها الذى تخصب،باللون الأحمر،ليس من الخجل،،بل من الخضه،لم تلف سهر،يديها حول عنقه.
سار عمار،الى أن وضعها،بالفراش،ألقى نظره على الفراش،ليجد ليس عليه الملاءة،فقال بسؤال:فين ملايه السرير؟
إبتلعت سهر ريقها،قائله:
ملاية السرير عايمه فى البانيو جوه هتلاقيها،لو بعرف أشغل الغساله كنت غسلتها فيها،شوف،بقى هتعطى لهم أى دليل.
تبسم عمار،فيبدوا،أنه أخطأ،فى تقدير،أفعال،تلك المشاكسه،
نظر لعيناها،ورأى التحدى،فتبسم يقول:
مش محتاج الملايه للدليل،كلمتى دليل،يا سهر.
تعجبت سهر قائله:لما كلمتك دليل ليه،أغتصبتنى.
رد عمار:كان لازم أتأكد بنفسى،الأول
قال عمار هذا،وأعتلى جسدها مُقبلاً،ليس بعنف ليلة أمس،
فكر عقل سهر،لو رفضته الآن من الممكن،أن يتحول،الى ذالك الوحش الذى أغتصبها،ليلة أمس،لما لا تعطى،له السم بالعسل،تركته،دون أن تُمانع.
بينما عمار،بداخله تبسم،هى تعتقد أنها تُعطيه السم بالعسل،لكن هو لديه الترياق،لهذا السم.
لكن هو واهم،فبعض السموم قد لا تُميتك،قد تدمنها،ولا تجد لها ترياق،بالمستقبل.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأسوان
وقف علاء يمسك هاتفه بغيظ قائلاً:أزاى يا ماما سهر قبلت بالجواز من عمار،أوعى يا ماما تكونى ضغطى عليها أنتى وجدتي.
صمتت نوال
ليقول علاء،يبقى أنا توقعى صح،بس أزاى معرفش غير لما تم الجواز،أنا كنت بكلم سهر كل يوم إزاى مقالتش ليا،ليه يا ماما عملتوا كده،فى سهر،عمار من الواضح،أنه شخصيه متعجرفه،ومستقويه ،ذنب سهر فى رقابتكم،ومش هقدر أقول أكتر من كده،لأنى لو كنت عندك كنت منعت الجوازه دى بأى شكل،أنا مش هقدر أكمل معاكى المكالمه،بالسلامه،يا ماما.
أغلق علاء الهاتف،يشعر بحزن على سهر
لكن سمع من تقول:
على فكره،فكرتك عن عمار،غلط،وأنا هنا فى أسوان،بفضل عمار،لو مش هو،الى خلى بابا يوافق مغصوب إنى أجى لأسوان،عمره ما كان هيوافق،أنت واخد فكره غلط عن عمار.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
بالدور الأرضى بمنزل زايد،وبالأخص بالمطبخ
دخلت فريال.
وجدت خديجه،تقف مع تلك الخادمه
ألقت فريال الصباح ثم جلست على أحد مقاعد المطبخ قائله:
الواحد من سهرة إمبارح،مع الجو البرد،جسمه خشب،حاسه بعضمى كله راكب فوق بعضه.
تبسمت خديجه،قائله:ربنا يعطيكى الصحه والعافيه،أنتى لسه صغيره،وبعدين،دى الحفله كانت حلوه،قوى،والله أنا كنت مبسوطه،وما عايزه الحفله تخلص
نظرت لها فريال قائله،بأستغراب:أول مره أشوف واحده،تحضر فرح جوزها،على واحده تانيه وتبقى مبسوطه،زيك كده،دا حتى فى مسلسل الحاج متولى،كانت بتبقى الواحده منهم متغاظه،بس،غصب عنها،علشان بتحب متولى.
ردت خديجه:أهو أنت جاوبتى،وأنا كمان مبسوطه،علشان بحب،عمار،وكمان متنسيش،أن عمار،لازم يكون عنده،ولاد من صُلبه،وأنا مستحيل أخلف،بسبب الحادثه،القديمه،ولا نسيتيها.
توترت فريال،صامته،لدقائق،ثم لاحظت،وضع خديجه،لبعض الطعام على صنيه،فقالت،بسؤال: الفطور ده بتحضريه لمين؟
ردت خديجه:ده فطور العرايس،هو المفروض الحاجه حكمت هى الى كانت تطلع بيه،وتصبح عالعروسه،بس،قولت لها،من شويه قالتلي،أطلعى،أنتى بيه،وانا هبقى أصبح عالعروسه بعدين،فقولت كفايه تأخير،كده،خلاص الساعه قربت على عشره الصبح.
مصمصت فريال،شفتيها بسخريه،قائله:أه العرسان لازم يتغذوا،أما أقوم أنا كمان أكُلى لقمه، انا على أكلى فى الفرح من إمبارح،أمال الرجاله مين الى فطرهم.
ردت خديجه:أنا حطيت الفطور،للحاج مهدى،هو والحاج،سليمان،وفطرت معاهم،انا وولادى والحاجه حكمت،بس الحاجه حكمت،رجعت نامت تانى،عندها صداع من دوشة الفرح.
تشدقت فريال،قائله عكس ما بقلبها:ما هو الفرح ده هَلك الجميع،يلا ربنا يريح قلوبهم،ويرزق عمار،بالذريه.
رغم أن خديجه،لا تُصدق،أمنية فريال،لكن آمنت على دعوتها،ثم قالت:أنا خلاص،جهزت الفطور،هطلع بيه،عن أذنك.
رغم حقد فريال لكن تظاهرت قائله:
فطور الهنا،أبقى سلميلى على عمار،على ما جسمى يفك شويه،وهطلع أصبح عليه،مع أنى زعلانه علشانك،ممكن البت دى تاكل عقل عمار،صبيه وصغيره،وممكن تلفت نظرهُ لها،وبالذات أما تخلف له.
ردت خديجه:ربنا يهنى عمار،وأنا مش عاوزه منه غير،أنه يراعى،ربنا فى ولادى،وده أنا متأكده أنى عمار عمره ما هتتغير معاملته لهم لأى سبب،لأنهم،غالين عنده،أنما من ناحيتى،أنا قابله،طالما سعادة عمار معاها،الى بيحب،بيتمنى الخير،دايماً،يلا هطلع الفطور ومش هتأخر،أعمليلى معاكى قهوه،على ما أنزل.
قالت خديجه هذا،وحملت الصنيه بين يديها،وغادرت المطبخ،تاركه،تلك الغلول،تهمس بسخريه:ياما نفسي تخطفه وتنسيكى له،ووقتها أشوف بسمتك دى،مفكرانى هبله،أنا عندى شبه يقين،أنك مش مراته،،آه يا انى لو كانت الغبيه بنتى سمعت كلامى،كان زمانها هى الى هتتنغنغ،فى الخير ده كله،لكن أعمل أيه ماليش حظ فى عيالى،الى كان هيبقى سندى،شربت ناره،وهو بينزف بين إيديا،وبناتى، كل واحده فيهم تحبلى،واحد أقل من التاني،ومين عالم التالته كمان،نصيبها هيبقى إيه،نفسي واحده من التلاته تختار الى يرفع براسى،بين سلايفى.
.........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالرجوع لأسوان
نظر علاء خلفه وجد عليا،تقف،قائله بحرج:أنا آسفه مكنش قصدى أتصنت على كلامك بالتلفون،بس هى صدفه،سمعتك.
تبسم علاء قائلاً:لأ مفيش حاجه،وعارف انى أنا الى مديكي الميعاد ده هنا،بس،أنا اتنرفزت.
ردت عليا:أتنزفزت ليه،علشان جواز عمار،وأختك،إمبارح.
نظر علاء لها قائلاً:أنتى كنت عارفه،من أمتى؟
ردت عليا:أنا كل يوم بتصل بخديجه،وهى قالتلي،يوم كتب كتابهم،وكمان إمبارح كلمتها،فى الزفاف،وهنيت عمار،وعروسته،الى هى تبقى أختك،واضح من طريقه كلامها،إنها رقيقه قوى.
تبسم علاء:فعلاً سهر،رقيقه،بس معرفش أيه الى خلاها،كملت جوازها من عمار،دى قبل ما أجى هنا اسوان،كانت بتقول،إنها مش هتكمل الجوازه،بس فوجئت بماما من شويه،هى الى بترد على تليفون سهر،ولما سألتها،قالتلى،إنها نسيت التليفون فى البيت،بسبب زفافها الى تم أمبارح،بس غريب،أنا كنت بكلم سهر،يومياً،إزاى،وليه أخفت عنى حاجه زى دى،أكيد ممكن تكون أتغصبت عالجوازه،زى ما آتغصبت علي الموافقه من البدايه،أنا خايف عليها قوى.
تبسمت عليا قائله:هو فيه بنت النهارده بتتغصب تجوز،اديك شايف أختى،وأبن عمك عملوا أيه علشان يتجوزوا،وبعدين أنا حاسه،أن سهر،مش هقول بتحب عمار،شكلها مُعجبه بيه،أنا شوفت صور لها،، من كتب الكتاب،شكلها كانت مبسوطه،لو تحب تشوفها،هى معايا عالتليفون،وكمان فى صور للزفاف.
تبسم علاء:ياريت،والله كان نفسى،أبقى موجود وأشوف،سهر،بفستان الزفاف،بس مش عارف،سبب لتغيير،سهر،لرأيها،وقبولها بالجواز من عمار،أو حتى قبولها بفكرة الجواز نفسها،دى مكنتش وارده على دماغها نهائى.
تبسمت عليا:ممكن النصيب،هو الى خلاها توافق،وكمان عمار،مش شخصيه،سيئه،وممكن يكون هو الى غير لها،رأيها،هقولك على حاجه
عمار،مش شخصيه صعبه،زى ما بيظهر،للى حواليه،عمار،شخصيه بتعتمد،على الأقناع،برأيك له،تعرف أنه هو الى أقنع بابا إنى أجى هنا فترة التدريب،بعد ما كان بابا رافض،بشكل قاطع.
قالت عليا هذا،وتذكرت ما حدث،قبل أيام
فلاشـــــــــــــ*باك*
وقفت عليا بدموع،تتحدث مع والداتها قائله:يعنى أيه بابا رفض،أنه،يمضى عالاقرار،الى قولتلك تقنعيه يمضى عليه ،لأ وكمان قطعه،التدريب ده مهم جداً وفرصه لأى دكتور أو ممرض،ده بس لو أتحط فى الملف الخاص بيا يخلينى أفتخر،أن بس كنت فى يوم من ضمن،المتدربين الى دخلوا،لمركز "مجدى يعقوب" ده مركز له سُمعه عالميه.
سخرت منها فريال قائله:على أيه عاوزانى أوافق،وأضغط على باباكى يوافق،علشان ترجعى تعملى،زى الغبيه الى قبلك وتهربي مع واحد مالوش لازمه،أنا خلاص شيلت ايدى مش هتحمل مسئولية واحده فيكم كفايه عليا،مفيش واحده فيكم،رفعت براسى،قدام سلايفى،ودلوقتي،غورى من وشى عندى صداع،وعاوزه أرتاح.
تدمعت عين عليا بحسره،وخرجت من الغرفه،وتركت الشقه بأكملها،عيناها تتساقط منها الدموع،التى غشيت عينيها،ومنعت عنها الرؤيه،وكادت تقع من على سلم المنزل،لولا،أمسكت سياج السلم،لتجلس على السلم تبكى،سمع صوت بكائها عمار،فذهب الى مكانها،وقال بدهشه:
عليا مالك بتبكى ليه؟
صمتت عليا،وأزداد،بُكائها.
جلس عمار الى جوارها على السلم قائلاً:
عليا فى أيه سبب دموعك دى،مرات عمى،زعلتك،قال عمار هذا،ومد يدهُ لها بمنديل قائلاً:خدى نشفى دموعك،وقوليلى أيه سبب بُكاكى،بالشكل ده،وبلاش تخبى عليا يمكن أقدر أساعدك.
أخذت عليا المنديل من يد عمار،وجففت دموعها،قائله،بتفكير،فى عرضه:
هقولك السبب،بصراحه أنا تم إختيارى،مع مجموعه من زملائى فى الكليه،إننا،نروح فترة تدريب،لمركز
"مجدى يعقوب"،بأسوان،ولما قولت لبابا،رفض،وقولت لماما تحاول تتحايل عليه،من شويه قالتلي،أنه مُصر على قرارهُ،بحجة أنه خايف أنى أعمل زى غدير،فى يوم من الأيام،بس أنا مش زيها،وكمان دى فرصه كويسه ليا،أنا مش بفكر غير فى تعليمى،وأنى كان نفسى أبقى،دكتوره بس للاسف فرقت معايا درجات على كلية الطب،فدخلت تمريض،وقولت لازم أحقق حلمى،وأبقى دكتوره فى الجامعه،عارفه أنى كان ممكن أدخل كلية طب خاص،بس دى بالفلوس،هبقى زى الى بيشترى شهاده،أنا عاوزه،يوم ما يتقالى يا دكتوره،أبقى بجد تعبت فى الكلمه دى.
نظر عمار،ل عليا بأعجاب،قائلاً:وعلشان الطموح الى فى دماغك،ده أحب أطمنك،هتروحى التدريب ده،وهاتى الأقرار ده وانا هخلى عمك يمضيلك عليه.
نظرت عليا له بسعاده بالغه قائله:بجد
ثم سُرعان ما اختفت بسمتها قائله:بس بابا قطع الأقرار،هعمل أيه دلوقتي.
رد عمار:دى بسيطه ممكن تجيبى من الجامعه،إقرار غيره،باى حجه،انه ضاع منك مثلاً،وأما تجيبى الأقرار ده هاتيه ليا،وأنا هخلى عمى يمضيلك عليه،يا "دكتوره عليا"
تبسمت عليا له قائله بتوافق:فعلاً صح،أنا مكنش عندى محاضرات النهارده،بس هروح علشان أجيب الإقرار ده،بس ليا سؤال أنت ليه ساعدتنى،بانك تضغط على بابا،مع أنك مش مع عمل المرآه.
رد عمار بابتسامه:أنا بحب الشخص الطموح،والى يقاتل فى سبيل تحقيق هدفه،بدون إستسلام،ووقتها مبفرقش معايا ان كان مرأه،ولا رجل،والى شايفه فى عنيكى،يخلينى أضغط على عمى علشان ميقفش فى سبيل تحقيق طموحك،ده.
عودهــــــــــــــ*
عادت عليا من تفكيرها على قول علاء:فين الصور الى بتقولى عليها،عاوز أشوفها.
تبسمت عليا،وهى تفتح هاتفها،وتاتى له بالصور قائله،الصور أهى،وفى فيديو كمان،لنهاية الزفاف،والعرسان بيرقصوا الرقصه الاخيره.
أخذ علاء الهاتف منها،وبدأ فى رؤية الصور،واحده تلو أخرى،رغم بسمة سهر،لكن لديه شعور لا يعرف تفسيره،لكن عندما،رأى الفيديو،رأى سهر،بين يدي عمار،رفعت رأسها للحظه،وتبسمت،هو يعلم تلك البسمه،عن سهر حين تكون تنوى فعل شئ غير متوقع،
فأطمئن قليلاً.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بين دوامة العشق التى يسبح فيها مع سهر،سمع،صوت جرس باب الشقه.
نهض عنها،وسحب ملابسه الملقاه أرضاً،يرتديها،نظر نظره خاطفه لسهر،وتبسم،على خجلها من رؤيتها له شبه عارى
ليخرج من الغرفه
لتتنفس سهر الصعداء،بعدها.
...
بينما فتح عمار باب الشقه
ليجد أمامه خديجه تبتسم وتقول:أزرغرط،ولا بلاش لتكون العروسه نايمه،وأزعجها.
رد عمار ببسمه:لأ مش نايمه،بس برضوا مش لازم إزعاج.
تبسمت خديجه قائله:ماشى،بلاش إزعاج،بس هفضل واقفه كتير كده بالصنيه عالباب.
تبسم عمار:لأ أدخلى.
تبسمت خديجه:هدخلها المطبخ،وأمشى فوراً علشان مبقاش عازول.
تبسم عمار
دخلت خديجه بالصنيه الى المطبخ،ووضعتها ثم عادت الى مكان وقوف عمار،مبتسمه،وقالت له:المفروض الحاجه حكمت،هى الى كانت تطلع بالصنيه،بس دى بتقول أنها عندها وش فى دماغها بسبب حفلة الزفاف،وبتسمع طنين فى ودانها،قالت يمكن أما تنام شويه ترتاح،فقولت أطلع أنا بها،وكمان علشان أقولك على موضوع كده.
تبسم عمار قائلاً:تسلم أيدك،موضوع أيه؟
ردت خديجه:يوسف أتصل عليا من شويه وقالي،أنه هيفسح ضيفكم الى إسمه اللواء ثابت ده هو وعيلته هنا بالمنصوره،وقالى هاتى الولاد،وتعالوا معانا،فقولت أقولك،من باب العلم بالشئ،مش أكتر.
تبسم عمار قائلاً:والله يوسف ده بيفكر فى كل الى حواليه إزاى يسعدهم،بتمنى لكم فسحه ممتعه،وكنت أتمنى أبقى معاكم.
تبسمت خديجه بمكر قائله:تبقى معانا وتسيب العروسه لوحدها يوم الصباحيه،يلا،ألف مبروك وعقبال ما أباركلك،بأولادك.
تبسم عمار يقول:الله يباركلك فى ولادك.
فى ذالك الأثناء،بغرفة النوم
تنهدت سهر بأرتياح بعد خروج عمار من الغرفه،ثم نهضت ترتدى،مئزر الحمام مره أخرى قائله:أكيد الى جاى،الست مامته،جايه تتأكد من فحولة إبنها،يشوف بقى هيفرجها أيه،بعد الملايه ما إتغسلت،
ساق سهر الفضول،لتفتح باب الغرفه بمواربه
لتنصدم حين رأت من تدخل بالصنيه،هى خديجه،زوجته الأخرى،رأت أيضاً،وقوفها وتحدثها مع عمار،بابتسامه
تعجبت كثيراً منها،فكيف لها أن تقبل هذا بتلك البساطه والرضا اللذان يبدوان على وجهها،لكن هنالك شعور أخر سيطر عليها لا تفهمه،لما تضايقت من ضحك عمار معها وحديثه معها بتلك الحميميه،وقالت لنفسها:
أكيد جايه تطمن عليه،أنا لو مكانها وإتجوز عليا كنت حطيت له سم فى الأكل،بس دى عادى خالص،أكيد واثقه منه،ما أنا مهمتى هى الخلفه وبس،
هنا شعرت سهر،بالقهر،لتغلق باب الغرفه وتعود تجلس على الفراش،متنهده بغضب.
لتفاجئ بدخول عمار عليها الغرفه،قائلاً:
دى خديجه،جايبه الفطور،أيه مش هتفطري.
ردت سهر بضيق:لأ مش جعانه،أنا مش متعوده أفطر أصلاً،الأ قليل.
رد عمار:وأيه السبب فى أنك مش بتفطرى الأقليل.
ردت سهر بتهكم:بسبب جامعتى،وأوقات محاضراتى،الى أوقات بتبقى بعد الضهر،فبفضل النوم عن الفطور.
تبسم عمار يقول:واضح جداً إنك كسوله.
وقفت سهر وقالت بحده:مش بس كسوله،لأ وكمان تقدر تقول عويله،مش بعرف أعمل أى شئ من شغل البيت،ولا ليا لا فى الطبيخ،ولا الغسيل ولا التنضيف،قالت هذا وضربت كفيها ببعضهم قائله:يعنى زى ما قولتلك سابق عويله.
تبسم عمار بمكر وهو يقترب منها قائلاً:
وماله تتعلمى فى بالبيت ستات كتير من أولهم ماما وكمان خديجه،بسهوله يعلموكى،كل شغل البيت،ومتأكد مع الوقت هتبقى ست بيت شاطره.
نظرت له بغيظ مكبوت،وهمست لنفسها،قصدك جوارى،ثم قالت له :بس أنا مش عاوزه أتعلم،ولا عاوزه أبقى ست بيت فخليهم يريحوا نفسهم،ماما غُلبت معايا قبل كده،وفشلت.
نفس نظرة المكر وقال:لأ متأكد أنهم هينجحوا فى تعليمك،لأنهم مش هيدلعوكى ويستسلموا،زى مامتك،ودلوقتي،يلا تعالى نفطر،سوا.
أعتاظت سهر قائله:مش قولت مش جعانه خلاص،روح إفطر لوحدك،وأنا هنام.
تبسم عمار بمكر،وهو يقترب منها،وبمفاجأه لف أحدى يديه حول خصرها،وقربها منه بقوه،ووضع يدهُ الاخرى على أزرار منامته قائلاً،بأيحاء:على فكره أنا متعود أفطر مرتين،براحتك.
فهمت سهر إيحائه حين فتح أكثر من زرار من منامته،فأرتجفت قائله،سريعاً:
لأ خلاص هفطر أنا جعانه أصلاً من إمبارح الضهر مأكلتش.
شعر عمار برجفة سهر،وتبسم قائلاً:وليه مأكلتيش من إمبارح؟
ردت سهر:كانت نفسى مسدوده
قالت سهر هذا وحاولت التملُص من يد عمار،التى تحيط خصرها،ليفك عمار،يدهُ،
لتهرب سهر من أمامه
تبسم عمار،فيدوا أن حظه،أوقعه،فى طفله تهوى التلاعب.
وقفت سهر،بالصاله تتلفت حولها.
تحدث عمار:واقفه كده ليه.
ردت سهر:والله الشقه واسعه ومعرفش فين إتجاه المطبخ.
أمسك عمار يدها،لتسير خلفه،الى أن دخلا الى المطبخ
فى البدايه جلس عمار على مقعداً،لكن قبل أن تجلس سهر،جذبها من يدها ليختل توازنها،وتقع جالسه على ساقيه.
حاولت القيام سريعاً،لكن حاصرها عمار قائلاً:
هى دى أوضة المطبخ.
جالت سهر بعيناها بالغرفه،الواسعه، بالمطبخ ذو الطراز المودرن بكل ركن فيه،يضخ بالبذخ،وقالت بسخريه هامسه:والله مرات عمى السلطانه هويام لو شافت المطبخ ده لتضربه عين يولع بيك.
تبسم عمار على همسها الذى سمعه دون إنتباه منها وقال:هى مرات عمك حسوديه قوى كده،واضح أنك بتحبيها قوى.
تنحنحت سهر بحرج قائله:أنتى سمعتنى،أزاى،ولا تكون بتقرى أفكارى.
ضحك عمار بهستريا قائلاً:واضح أنى هتعب معاكى قوى،بس مش مهم،أنا مش بحب الحاجه السهله.
ردت سهر:لا سهله ولا صعبه،وسيبنى خلينى أقوم أقعد على كرسى علشان،أعرف أكل وأنت كمان تاكل.
تبسم عمار،وهو يضع إحدى اللُقيمات بفم سهر قائلاً:ومنين جالك أنى مش هعرف آكل وأنتى قاعده على رجلى،عادى،كتير بقعد آكل وأحمد قاعد على رجلى،باكل وبأكله هو كمان.
قال عمار هذا،ووقف بيدهُ أمام فمها قائلاً:يلا كُلى.
فتحت سهر فمها،ليضع عمار به اللقمه.
فنظرت له قائله:أحمد مين؟
رد عمار وهو يضع لُقمه بفمه:أحمد إبن عمى،ويبقى إبن خديجه،أكيد هتتعرفى على كل الى فى البيت،هى الجوازه جت بسرعه،ومكنش فيه وقت للتعارف،بين العلتين،أو بمعنى أصح،ود،بس مع الوقت،هيزيد التعارف والود،يلا كُلى،علشان تقدرى تتحملى الى جاى وتصلبى طولك.
أخذت سهر اللقمه من يد عمار،وقالت بعدم فهم:هو أيه الى جاى ولازم أتحمله.
قبل عمار جانب من رقبة سهر قائلاً:هقولك بعد ما نفطر بالدليل العملى.
فهمت سهر مغزى حديثه،وشرقت لتسعُل كثيراً
ربت عمار على ظهرها،بخفه،وأعطى لها كوباً من الماء
أخذته من سهر سريعاً،وشربت منه،كثيراً، ثم تشاهدت،وحاولت القيام من على ساق عمار قائله بضيق:أنا عاوزه أكل بأيدى كده،مش عارفه أكل،وكل شويه هشرق.
تبسم عمار،وتركها،لتقوم من على ساقه.
جلست سهر على مقعد جوارهُ،
ومدت يدها لتأكل،لكن شعرت بألم بأصابع يدها اليُمنى،بسبب ضغط عمار عليها بشده ليلة أمس،فقامت بمد يدها الأخرى،وبدأت تأكل بها.
لاحظ عمار ذالك فقال لها:مش بتاكلى بإيدك اليمين ليه؟
ردت سهر:بتوجعنى شويه.
تبسم عمار،لكن قاطعت سهر بسمته قائله:وبعدين متعوده آكل بالشمال عادى،أصلى،،، شوله.
أخفى عمار بسمته،فهى تحاول أن تظهر أمامه قويه،هو يعلم أنه سبب وجع يدها اليُمنى.
ظلت سهر تأكل لمده طويله،حتى أنها شعرت أن معدتها تكاد تنفجر من كثرة الطعام.
تبسم عمار،قائلاً:واضح أنك كنتى جعانه قوى،تقريباً،الصنيه أتنسفت.
نظرت له سهر بصمت،
فأكمل عمار قائلاً:فيه هنا لسه صنية العشا بتاع أمبارح محدش لمسها،ولو لسه جعانه،كُلى منها..
شعرت سهر بسخريته فقامت من على طاولة الطعام قائله:لأ شبعت خلاص،يا دوب هاخد شاور،وأتوضى وأصلى،الضُحى.
نظر عمار لها مبتسماً:تصلى الضُحى.
ردت سهر:أنا متعوده أصلى كل فرض بوقته،وكمان بصلى الضُحى،الى علمتنى الصلاه هى تيتا آمنه،وكمان ماما عمرها ما ضربتنى على حاجه غير الصلاه،وووو
تعجب عمار من صمت سهر،فقال بفضول:
و أيه تانى الى ضربتك عليه.
نظرت له سهر،دون رد،فماذا تقول،أنه ضربتها،وأرغمتها على الزواج منه،لن يُصدق،وسيقول أنها فعلت ذالك لتدلل عليهم،فضلت الصمت.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عصراً
بنيل المنصوره الساحر
كانت يسير،مركب صغير الحجم،يحمل عائلة اللواء ثابت،ومعهم
يوسف،وخديجه وأبنيها،وكذالك أسماء زوجة يوسف
التى تمتلكها الغيره،وهى ترى تلك الجالسه جوار يوسف تتحدث معه قائله:
مع أنى جيت هنا للمنصوره مره قبل كده،بس كان لقاء جامعات،متجولتش فيها،بس بصراحه المنصوره طلعت مدينة جميله،وكمان كبيره،دى تقارب عالقاهره.
رد يوسف علشان كده المنصوره:بيقولوا باريس مصر،وكمان المنصوره قلب دلتا مصر،ونيلها هنا له كورنيش شهير كمان زى كورنيش النيل فى القاهره،وفى أماكن خضره كتير جميله جداً،تريح النظر،ةتشعرى فيها بالهدوء.
تبسمت هديل له قائله: أنا لازم أجى مره تانيه للمنصوره،وأتجول فيها أكتر حاسه فى مناطق كتير،لسه مشوفتهاش بس ضيق الوقت،المره الجايه،هعمل حسابى،أجى فى الصيف،وتكون مده أطول،وتكون أنت دليلى السياحى فيها.
تبسم يوسف يقول:أكيد تنورى،ويشرفنى اكون دليلك السياحى.
تبسم يوسف غافل عن تلك التى تشق بسمة يوسف لتلك الفتاه قلبها،تشعر بالغيره منها،وترى إنسجام يوسف بالحديث معها منذ ليلة أمس،حتى أنه هو من أوصلها،بعد حفل الزفاف،لكن عينى يوسف لم ترى تلك الفتاه عيناه منصبه على من ملكت قلبه منذ صغره حين رأها،كانت ومازالت له نجمه عاليه،ليقف يترك مكانه مستئذناً من هديل،ليذهب،ويجلس جوار،أسماء،يضع يدهُ على كتفها قائلاً: فاكره يا أسماء،أول فسحه لينا بعد ما أتخطبنا ركبنا سوا مركب فى النيل.
تبسمت أسماء قائله:هو ده يوم يتنسى العمر كله،ده كان يوم زى النهارده كده،بس النهارده مش عاصف زيه،فاكر المركبى وقتها قالنا بلاش الجو ممكن يتغير،بس انا أصريت،وأنت مرضتش تزعلنى،وقتها وأترجيت المركبى،ويادوب،مفيش خمسه متر،والطقس قلب،ومش بس كده دى كمان مطرت،والمركبى،رجعنا تاتى للشط،وروحت هدومى بتعصر ميه،وبعدها خدنا احنا الأتنين دور،برد كويس.
ضحك يوسف قائلاً:كنا حاسين ببعض،حتى لما مرضنا مرضنا مع بعض،بس أنا بعدها وعدتك أخدك فسحه تانيه فى النيل،بس الجو يصفى،بس الوقت سرقنا،والنهارده،لما الجو أتعدل قولت لازم أحقق،لأسماء حبيبتى وعدى الى طال تنفيذه،علشان متقولش عليا خلفت وعدى
نظرت أسماء ليوسف قائله: بس أنت عمرك ما خلفت وعد وعدتنى بيه يا يوسف.
تبسم يوسف قائلاً بهمس:تعرفى أنى سعقان قوى،ومحتاج لحضنك علشان أدفى،بس مكسوف،من الواد أحمد،وصاحبه،شكلهم مركزين ناحيتنا.
تبسمت أسماء بحياء،ثم رفعت عيناها تنظر،ليوسف بعشق تتمنى أن ترزق منه بطفل واحد مثل هذان الطفلان،طفل،واحد يُكمل قصة حبهم لبعض.
بينما على جانب آخر للمركب
تحدث، حسام وهو يجلس قائلاً:مين يصدق الجو،يصفى،بالشكل ده بعد ما كان الصبح بيمطر فجأه الشمس طلعت،والدفى رجع من تانى.
تبسمت خديجه قائله:فعلاً،لما الصبح يوسف أتصل عليا وقالى هاتى الولاد،نخرج نتفسح بيهم شويه،قولت له لأ الطقس ملبش،قالى تعالى بس أنا سمعت فى الارصاد الجو هيتعدل بعد الضهر،والعيال فى أجازه،أهم يغيروا جو،بعد خنقة الامتحانات،أستأذنت من عمار،وبعدها،روحت ليوسف،وأهو قربنا على المغرب،والولاد،أتفسحوا وإنبسطوا،وأنا كمان من مده،مخرجتش من البيت.
لا يعرف حسام سبب لغيرته حين ذكرت أسم عمار،ود أن يسألها،لما تركته،أن يتزوج بغيرها،لما تجلس الآن هنا،ويبدوا عليها عدم التأثر،بالأمر،هل تضحى بسعادتها من أجل غيرها،هو تعامل ذات مره مع عمار،كان جاد بعمله،لكن لم يعرف عنه الكثير،ليجعل إمرأه خديجه تقبل أن تشاركها أمرأه أخرى،فيه.
تبسمت خديجه،وهى ترى مجئ،إبنتها عليها،تجلس جوارها قائله:أحمد غلب مازن،فى لعبة فيفا،ومازن يا حرام مش عارف يعوض،خسارته،الحمد لله أنا مش بحب اللعبه دى.
تبسم حسام يقول:والله مفاجأه ليا،انا مفيش مره كسبت مازن فى اللعبه دى،حتى بيكسبنى بفرق كبير،بس كده،بقى فى الحريف عنه،وأنتى بتحبى تلعبى بأيه.
وصعت خديجه يدها على رأس منى وردت،بدل عنها:منى مش بتحب الموبيلات ولا اللعب الاليكترونيه،هى هوايتها المفضله التصميم،والرسم،هتبقى فى المستقبل،رسامه عظيمه،ومصممة،ديكور شاطره.
زادت نظرة إعجاب هشام،لخديجه،هى أماً حقيقيه،لأبنائها،تهتم بهم،وبتنمية مواهبهم،ليست كغيرها،تختار نجاح نفسها،بالمقام الاول،حتى لو على حساب هجرها،لولدها الوحيد،وتركها له يعيش في وحده،حاول أن يخرجه منها كثيراً،قدر إستطاعته ليأتى طفل خديجه،ويتصاحب عليه،ليعطى له فرصه بصديق،قد يساعده على الخروج من وحدته.
........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بمنزل عطوه
تصادف
صعود فريال،ومعها سليمان، السلم،بخروج
هيام من شقتها،وخلفها عبد الحميد
وقفت هيام ترحب بهم ترحاب شديد،حتى أنها صعدت معهم الى شقة وائل وهى من رنت جرس الباب.
فتحت لها غدير الباب،حين رأتها نظرت لها لوهله بعبوس،الى أن رأت من خلفها،والداتها،
فأبتسمت مرحبه،بها،بحفاوه
لتدخل هى ووالداها،ومعهم هيام.
التى جلست قليلاً ثم وقفت قائله:
هستأذن أنا،كان نفسي نقعد مع بعض كمان شويه،بس نوال،من شويه نادت عليا علشان نروح نصبح ونطمن على سهر.
تبسم سليمان لها،قائلاً:الجايات أكتر،والواجب،لازم يتعمل.
لم ترد كل من غدير،ولا فريال،رسمتا بسمه خفيفه على شفاهن.
خرجت هيام،وتركتهم
وقفت فريال
تنحنحت قائله:تعالى معايا،يا غدير عاوزاكى فى كلمتين،وخلى بابا مع وائل.
تبسم وائل،ل سليمان يرحب به
دخلت غدير وخلفها،فريال،وأغلقت خلفها باب غرفة النوم قائله بتهكم:عاجبك العشه الى عايشه فيه، الشقه،الى متعرفيش تتحركى فيها من ضيقها،تعالى شوفى شقة المحروسه سهر،ولا شوفتى بنفسك إمبارح الشبكه الى لبسهالها عمار،الى لو مش أنا الى أشتريتلك طقم دهب كنتى هتبانى جنبها زى الشحاتين،بالدبله والخاتم الى المحروس أشتراهم،بالملمين الى فاضوا منه بعد عفش الشقه،دا حتى حجز القاعه،والبوفيه كانوا من جيب عمار،وزمان حكمت هتطلع تصبح عليها،بطقم دهب،أشترته،يوم ما أشتريتلك أنتى الدهب،وقالت ده هتديه لمرات عمار فى الصباحيه،أنتى طلعت هيام صبحت عليكى بأيه.
ردت غدير:مبقاش له لازمه الكلام ده يا ماما دلوقتي،أنا راضيه بنصيبى.
سخرت فريال قائله:نصيب أسود،بكره نشوف،ودلوقتي فين بشارتك،هاتيها،أهو حاجه أتنصف بها قدام الى فى البيت.
ذهبت غدير،وأتت بملآه،واعطتها،لها قائله:الملايه أهى،مع أن مكنتيش محتجاها،كفايه الكشف الى كشفتيه عليا قبل كده،مكنش إنصاف ليكى.
أخذت فريال الملآه من غدير،بتعسف قائله:ما ده من كمالة الأنصاف.
...ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل بمنزل زايد
بمدخل المنزل
رحبت حكمت ب
آمنه،وكذالك نوال،ومعهن هيام،وصعدت برفقتهن الى شقة عمار.
فتح الباب لهن عمار مبتسماً،وأخذ يد آمنه،وأدخلها الى غرفة الضيوف،وساعدها الى أن جلست،ليأتى من خلفها الباقين،ويجلسوا بالغرفه،
كانت عين نوال،تبحث عن سهر،كانت ستسأل عليها،لولا حديث حكمت حين قالت:فين سهر،،معليشى،والله أنا بسبب سهرة إمبارح وتكتيفة القاعده فى القاعه،عضمى،زى المتخشب،وطول اليوم نايمه،هى فين ناديها تجى علشان أصبح عليها.
تبسم عمار قائلاً:هدخل أناديها،وهسيبكم مع بعض،وهنزل شويه،لبابا،عاوزه فى أمر مهم.
تركهن عمار،وذهب الى غرفة النوم،وجد سهر،قد،أرتدت إحدى العباءات وتقف تلف الطرحه على رأسها.
أنسحر بها،بتلك العباءه السوداء المطرزه باللون الذهبى ،المفتوحه من الامام،وأسفلها عباءه اخرى من اللون الذهبى،كبطانه لها.
أقترب منها قائلاً:مامتك،وجدتك،ومرات عمك،فى أوضة الضيوف،ومعاهم ماما.
نظرت له عبر المرآه قائله:خلاص أنا خلصت لبسى،وهطلع لهم أهو.
نظر عمار لها بتقيم قائلاً:بس لبسك ناقص،فين دهبك ليه مش لبساه،ولا حتى كمان الدبله فى صباعك.
ردت عليه:للأسف عندى حساسيه من الدهب.
رد عمار: والحلق كمان معندكيش حساسيه منه،ما أنت لبساه.
ردت سهر:الحلق ده فى ودانى من يوم ما أتولدت،لبسيته ليا تيتا آمنه،وماما،قالتلى فى البدايه عملى شوية إلتهابات خفت مع الوقت.
نظر لها عمار،وفتح تلك العلبه المخمليه،وأخرج منها دبلة الزواج،وشد يدها،وقام بوضع الدبله،بأصباعها قائلاً:
والدبله كمان مع الوقت هتاخدى عليها،وباقى الدهب تلبيسيه أو لأ براحتك،بس الدبله مهم تلبيسيها،ويلا بينا،زمانهم أستغيوبنا،هيقولوا أيه علينا.
نظرت له سهر قائله:أنا خلاص جاهزه،بس سيادتك الى عطلتنى،بسبب حتة دبله ملهاش أهميه.
ضيق عمار عينه قائلاً:هنشوف أهميتها بعدين،بعد الضيوف ما يمشوا،ودلوقتي،خلينا نطلع لهم.
بعد لحظات
دخلت سهر عليهن وحدها غرفة الضيوف.
تبسمت آمنه لها،بمحبه،قائله:حفيدتى الغاليه،
لم تستطيع الوقوف،فأقتربت سهر،سريعاً منها،وأنحنت عليها قائله:خليكى قاعده يا تيتا،متتعبيش نفسك.
ضمتها آمنه بحنان وهى تربت على ظهرها قائله:حبيبتى،رغم إنك مغبتيش عن عنييا غير كام ساعه،بس حسيت أنهم دهر بحاله.
تبسمت حكمت قائله:خلاص بقى سهر،بقت بتاعتنا،إحنا الإتنين،بكره مع الوقت،تبقى تزوركم،وتشبعى منها.
قالت حكمت هذا،وأخرجت تلك العلبه المخمليه،وأقتربت من سهر قائله:صباحيه مباركه،ربنا يجعل منك عمار دار زايد.
قالت حكمت هذا وحضنت سهر،ثم أعطتها تلك العلبه،التى
خرجت خلفها عين هيام كم ودت،رؤية ما تحتويه تلك العلبه،فنهضت برياء قائله:والله زى حماتى ما قالت،مش عارفه ليه البنات أما بيفارقونا،بيقطعوا فينا،بس دى سنة الحياه،المثل بيقول،مكان البنات خالى،ربنا يرزقها بالذريه الصالحه،مش تفرجينا هدية حماتك يا سهر.
قالت هيام هذا،وأخذت العلبه من يد سهر وفتحتها،لتكاد تخرج عيناها خلف ذالك الطقم الذهبى،الموجود بالعلبه،لتحمل قطعه بين يديها،وتوجهها ناحيه نوال،التى تتفحص عيناها،سهر منذ أن دخلت،عليهن،تبسمت نوال،دون أن تنظر ليد هيام،ونهضت تقترب من سهر،لتجذبها سريعاً،وتحتضنها،قائله لها بهمس:ملاكى.
شعرت سهر،بهزه بقلبها حين نادتها بذالك الأسم،للحظه،لفت يديها حول نوال،لكن سُرعان ما فكت يديها،وعادت برأسها للخلف،لتلتقى عيناهم معاً،
تتحدث العيون
سهر،بعتاب،لما أجبرتها على تلك الزيجه
نوال،دامعه،بأمل أن تجد سهر السعاده.
تحدثت هيام المغلوله قائله:
جرى أيه،أنتى هتبكى،ولا أيه،يا نوال دى سنه الحياه،انا كنت كده،لما جوزت بنتى الكبيره،لما روحت أصبح عليها كنت عاوزه أخدها وأنا راجعه،بس جوزها قالى،جرى أيه يا حماتى،دى بقت ملكيتى خلاص،يلا ربنا يسعدهم.
آمنت حكمت على قول هيام،وقالت:أنا كمان كنت كده مع بناتى بعد جوازهم،بس مع الوقت إتعودت،ربنا يسعد كل البنات
صمت الجميع لدقائق،لتتحدث هيام قائله:
أمال فين بشارتك،يا سهر؟
إدعت سهر عدم الفهم،قائله:بشارة أيه؟
ردت هيام:دليل عفتك.
إبتلعت سهر ريقها وقالت:مفيش تقدروا تسألوا عمار،فى الموضوع ده.
تعجبت حكمت قائله:قصدك،عمار،بيه عله!
ردت سهر قائله:لأ أطمنى،يا طنط،عمار،معندوش عله،أنا الى معنديش دليل،بس عندى دليل على فحولة إبنك أطمنى.
قالت سهر هذا،وخلعت الحجاب،وفتحت مقدمة العباءه قائله:
أهى علامات إبنك وفى منها أكتر بجسمى،تحبى تتفرجى عليها،يا مرات عمى،علشان ضميرك،ينام مستريح بالليل،أبنك عامل مراته كده،وخدها،بالغصب.
تنرفزت حكمت،من وقاحة سهر،وصمتت
،بينما قالت هيام ببساطه:
وفيها أيه،العلامات دى،بتبقى أندفاع من الراجل فى الاول،شويه،وتلاقيكى أنتى الى أدلعتى عليه،وعصبتيه ،وكلنا مر علينا العلامات دى،وأسألى نوال نفسها.
سخرت سهر قائله:أدلعت عليه،وعصبته ،هقول أيه،أبقى فرحى بنتك،وقولى لها،ربنا رحمها.
بينما نوال نظرت الى تلك العلامات المشوهه،بعنق،وبداية صدر سهر،وجعت قلبها،هى،وآمنه،وتدمعت أعينهم.
لكن هناك من سمع حديث سهر معهن،ليتوعد لها،فهى،تظهر نفسها أمام الجميع أنها ضحيه،تتلاعب بهن،لتُظهر،أنه إفترى عليها،لتكسب تعاطفهن ،هذا كان سر بين الزوجين،وسهر أفشته،إذن هى تستحق ما فعله،معها،بل وأكثر.
بعد قليل
دخل عمار الى غرفة النوم،وجد سهر،تُنهى حديثها،بالهاتف،ثم وضعته،على طاوله جوار الفراش.
تنهد قائلاً:كنتى بتكلمى مين عالتليفون؟
ردت سهر:
ده علاء أخويا.
تحدث عمار بسخريه قائلاً:ويا ترى قولت له هو كمان أنى إغتصبتك علشان تكسبى تعاطفه معاكى هو كمان.
إرتبكت سهر وقالت قصدك أيه:أنا مش محتاجه أكسب تعاطف حد معايا،وبالذات علاء.
أقترب عمار من سهر بشده،وضمها فجأه،يُقبلها بقوه،كادت يُزهق روحها،
ليتركها تتنفس،أو بالأصح تلهث،ليفتح سحاب العباءه،وينظر لمقدمة صدرها قائلاً:العلامات خفت شويه،المفروض أرسم علامات زيها تانى،علشان تكسبى تعاطف أكبر.
إرتجفت جسد سهر،وأيقنت أنه سيعيد ليلة أمس مره أخرى،لكن خاب ظنها،
فهو فى البدايه حاول التعامل معها بعنف،لكن لانت لمساته،مع الوقت.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
بعد مرور أكثر من أسبوعين
أستيقظ عمار
نظر لجواره،رأى سهر،مازالت نائمه،بوجهها الملائكى،المنثور حوله شعرها،أزاح شعرها من على وجهها،وأقترب منها،عيناه على شفاها،التى شبه أدمنها،يشعر،بنسمات الحياه حين يُقبلها،لكن تلك العنيده،دائماً،ما تُخرج،أسوء ما فيه إتجاهها،سهر تمتلك جسد أنثى ناضجه،وعقل طفله تهوى الدلال و التلاعب.
أنحنى عمار يُقبل ثغرها،قُبلاً هادئه،ليشعر،بأنتشاء، لكن تقلبت سهر،تزفر نفسها وهى نائمه،
فبعد عمار عن وجهها،ووضع يدهُ على كتفها،يقول:سهر،إصحى،الساعه بقت سبعه ونص الصبح.
تقلبت سهر بجسدها للناحيه الاخرى،ولم ترد عليه
نهض عمار من جوارها، وتوجه،الى الناحيه الأخرى من الفراش،وأزاح من على سهر الغطاء،وأنحنى،يضع،يديه أسفل جسدها،وحملها.
صحوت سهر بفزع،قائله:عمار،أنت هتعمل أيه نزلنى.
صمت عمار
فعادت سهر سؤالها بفزع وهى تراه يسير بها:
عمار نزلنى،أنت هتعمل فيا أيه؟
توقف عمار لثوانى ونظر لعين سهر،للحظه،إرتجف قلبه،هل تخاف منه سهر،أن يؤذيها.
صمت وهو يعود للسير،بها،لكن سهر حاولت التملُص منه،لكن أحكم جسدها بين يديه،الى أن دخل بها الى حمام الغرفه،أنزلها بحوض الأستحمام الفارغ من المياه
تنهدت سهر براحه حين أنزلها،لكن سُرعان ما شعرت بجريان الماء،أسفل قدميها،فكانت ستخرج من الحوض،لكن نزول عمار،وأمساكه ليديها،أربكها،فقالت بضيق:
مكنش لازم تصحينى بالطريقه دى،كنت،طسيت الميه متلجه فى وشى أفضل كنت هصحى،براحه عن كده.
ضحك عمار على قولها،بينما تذمرت سهر،من أمساكه ليديها قائله:لو سمحت سيبب أيدى،خلينى أخرج،وخدلك شاور براحتك.
تبسم عمار،وترك يدي سهر،لكن فتح صنبور المياه البارده لتسيل على رأس سهر،
إنخضت سهر بتلقائيه أقتربت منه،ليضم جسدها بين يديه،شعر برعشة يديها التى لفتهم حول خصره،دون وعى منها،ثم سارت بأحدى يديها،لتستقر،على موضع قلبه،شعر كأن يدها إخترقت ضلوعه،وتُمسك قلبهُ بيدها،
إنهمرت المياه على جسديهما،كآن شلال مياه،يسير،على أحجار عتيقه،بعد جفاف،يزيل الغُبار عنها،لتلمع من جديد.
كان عمار يشعر،بزلزلة قلبه،هى بين أحضانه مستكينه،تحتمى بجسده،،
بينما سهر
إرتعش جسدها،بالأكثر،ذالك الخافق،الذى بداخلها ينبض بشده،لاتعرف،أن كان نبضه،بسبب،المياه البارده المفاجأه لها،أم قُربها بهذا الشكل من عمار،بعفويه منها،لم يكن تقاربهم الأول من بعض بهذا الشكل ،لكن كان شعور وأحساس مختلف،ليس،له تفسير،بعقل كل منهما.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ،
بمنزل عطوه
صدفه، أو بالأصح، إنتظار من هيام
إلتقت بوائل وهو ينزل على السلم أمام شقتها.
ألقى وائل الصباح قائلاً: صباح الخير، يا ماما.
ردت هيام: صباح الورد والياسمين، أنا مجهزه الفطور لبابا، تعالى أفطر معانا.
قبل أن يرد وائل، كانت ترد عنه، غدير، قائله: بس أنا ووائل فطرنا، يا طنط، هو معقول، أسيب وائل ينزل، يروح شغله من غير فطور.
نظرت هيام الى غدير، التى تقف على بُعد درجات من السلم، وتبسمت قائله: أنا عارفه أنك مهتميه بوائل وصحته، ربنا، يخليكم لبعض، ويوعدكم بالذريه الصالحه، عن قريب، يارب.
ردت غدير: كل شئ بأمر، الله أنا كنت نازله بسرعه ألحق وائل، أصلى نسيت أقوله، أنى هروح عند ماما، عازمانى عالغدا، ودى أول مره أدخل بيت زايد بعد ما أتجوزت، كان لازم يكون وائل، معايا، بس، لما قولت لماما، أنه عنده شغل فى مركز الصيانه، قالتلى، تعالى أنتى، وحشاني، ووائل، بيتنا مفتوح له فى أى وقت و أكيد أنا هفضل طول اليوم فى بيت أهلى يمكن أتأخر عندهم، هبقى أتصل عليك،يا وائل، لو كنت، رجعت تبقى تجى تاخدينى من هناك.
تبسم وائل يقول: تمام، سلام أنا بقى علشان متأخرش على شُغلى.
قال وائل هذا، وأكمل نزول السلم، بينما نظرت غدير، لهيام بأستعلاء قائله:
هطلع أغير هدومى، وأروح لبيت زايد، سلام يا حماتى.
إشتعلت عين هيام، حين أعطت غدير، لها ظهرها، وأكملت صعود السلم، حتى أنها سمعت صوت إغلاق، باب الشقه بعنف قليل
فدخلت الى الشقه، بوجهها المشتعل من الغضب، وأغلقت الباب.
وجدت بوجهها مياده التى قالت: فين الفطور، يا ماما، أنتى لسه محضرتيش الفطور، أنا هتأخر عالدرس، كده.
إنفجرت هيام بها قائله: عندك السم على طرابيزة المطبخ أدخلى أتسممى، محسسانى أنك فى الآخر هتجيبى مجموع، يدخلك طب .
تذمرت مياده،ولعنت حظها،بسبب تلك المعامله،من والداتها،هى كانت تقف،أمام باب الشقه تنتظر،أبنها،لتحدثه فقط،بينما هى تعاملها بقسوه وعدم مبالاه،تمنت لو كانت تزوجت،وغادرت هذا المنزل،علها تجد معامله أفضل.
بينما
قالت هيام هذا،ودخلت الى غرفة النوم
وجدت عبد الحميد،أنتهى،من أرتداء،ثيابه،لاحظ تهجم وجهها،فقال لها:فى أيه عالصبح قالبه وشك كده ليه؟
ردت هيام:مفيش كنت مستنيه وائل،عالسلم،علشان نفطر،سوا،بس،المحروسه مراته،كانت وراه،وقالتلى،أنها مهتمه بفطوره،كنت سألتها،وقال أيه نازله وراه تقوله أنها،رايحه بيت،زايد،،زايد ولا ناقص،كنا شوفنا منهم أيه،يعنى،زايد عن الحد.
رد عبد الحميد بحنق:كنتى مفكره أيه، غدير هتغرف من بيت أهلها،وتعطى لأبنك،أحمدى ربنا،أنهم وافقوا عليه أصلاً،لو مكنش المغرز،الى حطونا فيه،مكنتش الجوازه دى هتم من أصله،والى دفعت التمن هى سهر،بنت أخويا.
نظرت هيام،بأستهزاء قائله:دفعت تمن أيه،يا عينى،ما هى عايشه فى شقه يرمح فيها الخيال،ولا الصيغه الى بقت عندها،غير،العز الى عايشه فيه،لو كان الى إسمه عمار،ده قبل بمياده،كان زمانها هى الى فى العز ده،بس معرفش ليه صمم،على المخسوفه سهر،وياريت عاجبها،يلا هى قسم ربنا هنقول أيه،لو واحده غير غدير،كانت تدور على راحة وائل خلاص بقى جوزها،فى أيدها تسعده وتريحهُ، لما تخلى أبوها،يفتح،محل أدوات كهربائيه،كبير،فى البلد هنا،وياخد توكيل من أى شركه خاصه،أنشاء الله فى أقرب وقت هفاتحها،فى الموضوع ده،أنا غرضى مصلحتها،وبعدين كده كده،أبوها معندوش غير،بنات،يعنى أخواته الاتنين هيورثوا فيه،يبقى ليه،ميساعدش،جوز،بنته،عالأقل هو أولى،وكله لمصلحة بنته فى الأخر.
نظر عبد الحميد لها نظرة ذهول،يعقُبها،نظره إستحقار،لتلك الطامعه
.......ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيبت زايد
بمكتب الدور الأرضى,كان باب الغرفه مفتوح،،وبداخله
وقفت خديجه،مع عمار،وكذالك أحمد.
تحدثت خديجه قائله:خلاص أجازة نص السنه،خلصت بعد يومين،راجعين للمدرسه،اللعب خلاص،وقته أنتهى،إعمل حسابك أن ده آخر مشوار،لك مع عمار،لحد نهاية إمتحانات آخر السنه.
تبسم عمار وهو ينظر،الى أحمد قائلاً:
كلام خديجه،لازم يتنفذ،مفيش معارضه،يا بشمهندس أحمد،ولا أيه.
رد أحمد:أنا هسمع كلام ماما،بس بشرط هاجى معاك فى الأجازات،ونبقى نروح مزرعه الفيوم،علشان أقابل مازن هناك.
تبسمت خديجه قائله:أنت مش بتتواصل مع مازن،عالنت،وبعدين أجازات أيه بقى،كفايه كده،ونركز فى الدراسه.
شعر أحمد بغبطه،ثم نظر لعمار،قائلاً:
مرات عمى فريال،بتقولى،أنك بكره أما تخلف،هتنشغل بيهم وتنسانى،ومش هتفكر غير فى ولادك.
وضع عمار يدهُ يعبث،بشعر أحمد قائلاً:سبق وقولتلك،أنت إبنى البكرى،ومقدرش أنشغل عنك،أنت أتولدت على إيدى.
تبسم أحمد وضم نفسه الى عمار مبتسماً.
ضمه عمار يقول:يلا أطلع إلبس هدوم تقيله إسكندريه برد ومتنساش تجيب جاكيت تقيل معاك،وأنزل بسرعه علشان نفطر قبل ما نسافر.
تبسم أحمد وترك حضنه وغادر الغرفه،
بينما تبسمت خديجه لعمار قائله:
أنا بصراحه،يا عمار،بتمنى لك كل خير من قلبى،وبتمنى لك السعاده مع سهر،صدقنى لو مش وقوفك جنبى أنا وولادى من البدايه،يمكن كانوا ضاعوا منى.
وضع عمار يدهُ على كتف خديجه يقول:مالوش لازمه الكلام ده،أنتى عارفه معزتك عندى من البدايه،ومتنسيش أنى كنت السبب فى جوازك من عمى،لما كان بيجى للبيت عندكم يسأل عنى،وقع فى غرامك،وبصراحه عمى محمود مكنش عمى،ده كان أخ كبير ليا،وياما وجهنى،لطريق الصح،بس،هو الموت كده،دايماً،يختبرنا فى الناس الى بنحبهم.
تنهدت خديجه بإشتياق قائله:فعلاً كلامك صح،والأختبار،صعب،بس لازم نتحدى،ونكمل حياتنا،وروح محمود موجوده فى أحمد وكمان منى،بس أنت نسيت إنى زى أختك الكبيره،لأنى أكبر منك أنت ويوسف بسنتين.
تبسم عمار يقول بتذكر:يوسف،أنا نسيت أنا متصل علي يوسف،من شويه ،وزمانه على وصول،خلينا نطلع بسرعه،لو جه ولقانى مش جاهز،هيعمل فيها محامى مهم،ويقولى بقى أنا معطل قواضى مكتبى،علشانك،وأنت مش مقدر الوقت.
تبسمت خديجه تقول:ربنا يخليكم ليا،أنتم الاتنين متتخيروش عن بعض.
أخرج عمار،سيجاره لكن قبل أن يُشعلها،أخذتها خديجه من فمه قائله:ويتوب عليكم من السجاير،الى بتحرقها أنت ويوسف الى بيضحك على أسماء،أنه بطل شرب سجاير.
ضحك عمار قائلاً:،أنا بقوله كده،أسماء بنت عمى طيبه،وساذجه،وبتصدق كذبه،فى أنه بطل شرب سجاير.
تبسمت خديجه:والله أسماء،وعليا،الأتنين معرفش،ولاد فريال إزاى،الى بنتها بصحيح هى غدير،بقولك خفوا أنت ويوسف سجاير فى الطريق،أحمد هيبقى معاكم مش عاوزاه يرجع صدرهُ محروق.
تبسم عمار:لأ متقلقيش،مش هنشرب طول ما هو معانا.
ردت خديجه:تمام،يلا أحمد نسانى أنى كنت جايه أقولك الفطور،زمانه جاهز عالسفره.
رأت سهر من بعيد قليلاً وقوف عمار مع خديجه،بعد خروج أحمد من الغرفه وتحدثهم بحميميه،ورأت عمار وهو يضع السيجاره بفمه،وخديجه التى أخذتها من فمه،لا تعرف تفسير،لذالك شعورها بالضيق الذى أجتاح صدرها ، لكن همست لنفسها قائله:
يارب تولعوا أنتم الاتنين،ثم سرعان ما قالت:
لأ حرام خديجه أم لأيتام،ربنا يخليها علشانهم،أنما عمار،يتخنق،بالسيجاره الى فى إيدهُ،جوز الأتنين،القادر الفاجر.
إنخضت سهر حين تحدث من خلفها يوسف قائلاً:صباح الخير،يا سهر،فين عمار؟
أخفت سهر خضتها سريعاً،وقالت:عمار فى المكتب أنا كنت رايحه أقوله،أن خلاص الفطور جهز عالسفره.
تبسم يوسف لها قائلاً:واضح أن حماتى بتحبنى،أطلع من عند بنتها،من غير فطور،أجى هنا ألاقى الفطور مستنينى.
نظرت له سهر قائله بعفويه:حماتك بتحبك،معتقدش،دى مش بطيق نفسها.
ضحك يوسف قائلاً: أنا بفرض مش متأكد.
تبسمت له سهر قائله:ممكن يكون عندها،شوية حب فى قلبها،بس لسه مظهروش ليا،أنت عارف أنى مستجده هنا فى البيت ده،أنما أكيد حضرتك،عندك،خبره بأهل البيت.
تبسم يوسف يقول:لأ بكره تاخدى،خبره،وشهادة جوده كمان،أطمنى حماتى،صاحبة أخلاق عاليه،وأقولك سر كمان،حمايا،الله يكون فى عونه،أنا بعذر عصبيته السريعه،ماهو الى يعاشر حماتى،لازم ياخد نيشان الصبر.
تبسمت سهر،لا تعرف سبب لتألُفها مع يوسف رغم أنها لم تتعرف عليه،سوى من بضع أيام،لكن تشعر معه،بالراحه،والود،رغم أنه أخو،ضرتها،وكذالك خديجه،تتعامل معها،بنُصح أحياناً،وأحيان أخرى،بود،ماذا يفعل لهم عمار،أيسحرهم،أم أنه يعاملها فقط،بتلك الطريقه المتملكه،والإنفعاليه كثيراً.
رد،يوسف ببسمه قائلاً:طب أيه مش هتدخلى،تقولى لعمار،أن الفطور جاهز.
ردت سهر: لأ هدخل أقوله.
رغم أن باب الغرفه مفتوح لكن طرقت سهر عليه،ثم دخلت قائله:الفطور جاهز عالسفره،طنط حكمت قالتلى أجى أقولكم.
تبسم عمار بود وهو يرى دخول يوسف خلف سهر،وقال:إبن الحلال،عند ذكره يبان،لسه أنا وخديجه كنا فى سيرتك.
تبسم يوسف يقول:مش عاوز أعرف كنتم بتقولوا عنى إيه،أنا خارج من بيتى من غير فطور،ولو مفطرتش،هشهد سهر،عليك،أنك بتستغل صداقتنا ،يرضيكى،يا سهر،يصحينى من النوم مفزوع،على صوته،بيزعق،يقولى أنت لسه نايم،أنا كان عندى قضيه مهمه،خليت المساعد بتاعى،يطلب تأجيلها،علشان أسافر،معاه إسكندريه،بذمتك حد يسافر إسكندريه،فى طقس بارد،زى الى إحنا فيه.
تعجبت سهر وهى تنظر ناحية عمار:
إسكندريه،أنت مسافر،لأسكندريه.
رد يوسف بمزح: هى الزوجه آخر من يعلم ولا أيه،أنا كمان أسماء معرفتش غير من شويه.
نظرت سهر لعمار،قائله:لأ أكيد مش كل الزوجات عالعموم،تروحوا،وترجعوا،بالسلامه.
قبل أن يتحدث أحد،دخلت منى قائله:ماما عمار،طنط حكمت بتقولكم أن الفطور عالسفره،ومش كل واحده تبعتها،مترجعش.
تبسم يوسف يقول:أنا جاى معاكى،يا بنت أختى الحلوه،الى بتنقل الكلام بالنص،يلا بينا،تبسمت خديجه وقالت هى الأخرى:قصدك فتانه،يلا بينا،أنا جايه معاك.
غادرت الغرفه خديجه،وخلفها يوسف،الذى غمز بعينيه ل عمار،أن يُلطف الجو بينه،وبين سهر،وأغلق خلفه الباب.
سهر التى قالت هى الأخرى:خلينا نحصلهم،علشان طنط،حكمت تستريح،ومش تقولى،أنى السبب فى عدم آكل البقيه علشان بيستنوك،عالسفره.
قالت سهر هذا،وكانت ستتجه نحو الباب،لكن عمار جذب،يدها،يُقربها منه بشده.
إنخضت سهر،قائله:عمار،سيبنى،لحد يشوفنا بالشكل ده.
تبسم عمار:وفيها إيه أما حد يشوفنا بالشكل ده أنتى مش مراتى.
ردت سهر وهى تنظر لعين عمار:خديجه،كمان مراتك،وبتثق فيها،هى مش دلوعه،ولا لعبيه زيي.
نظر عمار لعين سهر،رأى فيها عتاب له،لاول مره يرى تلك النظره بعيناها،هل تعاتبهُ،لأنه لم يخبرها،سابقاً،أم غيره منها،أنه أخبر خديجه قبلها.
أخفض عمار عينيه،ينظر لفم سهر التى ذمته،بضيق،لم يدرى بنفسه،وهو يُقبلها،بهيام،لكن قطع اللحظه،فتح أحمد باب المكتب عليهم، متحدثاً،بسرعه يقول:
عمار،يلا أنا جاهز،وجبت معايا جاكيت تقيل زى ما قولتلى.
فك عمار يدهُ من حول سهر
خجلت سهر وإبتعدت عن عمار قليلاً،
لكن شعر عمار،بالضيق،لكن رسم بسمه على شفاه.
رد عمار عليه قائلاً:إسبقنى على أوضة السفره،وأنا جاى وراك،مش هتأخر.
اماء أحمد برأسه،وذهب الى غرفة السفره
نظر عمار لوجه سهر،الأحمر وتبسم يقول:
أنا مسافر أسكندريه،فى شغل،هبات هناك الليله.
ردت سهر بسرعه قائله:الليله بس؟
رد عمار:أيوا الليله،بس،أيه عوزانى أفضل هناك أكتر،علشان تستريحى منى.
نظرت سهر له وقالت:براحتك خلينا نروح نفطر معاهم.
أشار عمار لها بيدهُ لتسير أمامه،صامته،لو لم يتعجل بالرد عليها،لقالت له لا تتأخر أكثر من الليله.
.......ــــــــــــــــــــــــــــــ
حل المساء
بغرفة نوم سهر
كآن أسمها لازم لها هذه الليله،ظلت ساهره
بالفراش
تتقلب يمين ويسار
تُغمض عيناها،عل النوم يسحبها،لكن جافى النوم مرقدها،تشعر،بالضجر
نهضت من على الفراش،وذهبت تأخذ حماماً دافئاً عله يُذهب الضجر عنها،
لكن عادت للفراش مره آخرى،لازمها السهر،وليس هو فقط،معه رغبه أخرى لا تعرف تفسيرها،هذه هى الليله الأولى الذى لا يشاركها عمار،الفراش،منذ بداية زواجهم،هل تشعر،بالضجر من بعدهُ عنها لليله واحده،
لكن سُرعان ما ذكرها عقلها،عمار،هناك إمرأه أخرى تشاركها فيه،ربما لازم مخدعها،الأيام الماضيه،لكونها الزوجه الجديده،فقط،والليالى الآتيه تقتسم مع خديجه الليالى،
خديجه،من خلال ما رأت الأيام الماضيه،وصباحاً،لديها مكانه خاصه،لدى،عمار،هو يُحبها.
عند تلك الكلمه،وتوقفت سهر،،
عقلها،يشرد منها،لما إذا كان يحب خديجه،لما تزوج عليها أخرى
جاوب عقلها:ألاتدرين لما،من أجل الإنجاب،لابد أن يصبح لديه أبناءً،يحملون إسمه،وإسم عائلة زايد بالمستقبل،أكد لها عقلها،هى ليست سوى ماعون فقط،يأتى له بأطفال،والعشق خديجه تتكفل به،فكر عقلها،هل لو لم تنجب له سيتركها،ويبحث عن غيرها،أو يتزوج بالثالثه.
ظلت سهر ساهده طوال الليل تعتصر قلبها البرئ،الذى بدأ يتسرب إليه شعور،لا تعرف تفسير له،طالما عمار،يحب خديجه،ومتفاهم معها ولديه ثقه كبيره بها،لما صمم على إختيارها هى،لما لم يقبل بمياده،كما أعتقد الجميع من البدايه،لما صمم عليها هى،جاوب عقلها:من أجل الأنتقام،كيف لأنثى، أن ترفض عمار زايد صاحب الهاله الطاغيه بالبلده.
..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى حوالى السابعه من مساء اليوم التالى.
كانت سهر تجلس بشقتها،حاولت تجنب،من بالمنزل،كما تفعل،دائماً،فحكمت،وفريال،ذهبن لقضاء بعض المهام الخاصه بهن،وخديجه،أخذت إبنتها،وذهبت عند والداتها،وجدت نفسها وحيده بهذا المنزل الضخم،رجف جسدها،وهى تتخيل صعود أحد لشقتها،يؤذيها،
لكن أخرجها من هذا التفكير،رنين هاتفها
التى إرتعبت من صوته،لكن تمالكت نفسها،ونظرت الى شاشته
تبسمت بتلقائيه،كأن روحها عادت لها.
لترد سريعاً،وبلهفه:
علاء،،أزيك،وحشتنى،هى مدة التدريب مش هتخلص بقى،وحشتنى قوى.
تبسم علاء يقول:أنا الى وحشتك،ولا عاوزه التمر الى قولتيلى عليه
تبسمت سهر:لأ والله أنت وحشتنى قوى،بس كمان ميمنعش أنى عاوزه التمر
تبسم علاء يقول:أنا رجعت من أسوان يا سهر،وداخل على بيت زايد،أنزلى أفتحيلى الباب.
نهضت سهر بفرحه قائله:بجد،ثوانى هنزل بسرعه أهو.
فى ظرف دقيقه،فتحت سهر باب المنزل
وقفت ثانيه واحده تنظر الى من يقف أمامها مبتسماً،ليس هذا فقط،بل يفتح لها ذراعيه.
بسرعه كانت سهر، ترتمى بأحضان أخيها تُعانقُه، عانقها علاء، بحنو، شديد.
تفاجئ عمار، حين دخوله الى بهو المنزل، بوقوف سهر تُعانق، أحداً، حين أقترب أكثر، علم أنه أخيها، إستشاط بشده، من ذالك العناق، وتنحنح.
سمعت سهر،صوت النحنحه،فرفعت، وجها عن كتف ، علاء، ونظرت أمامها، رأت عمار، يقف خلف علاء، نظرات عينهُ لها،جمره.
كم ود عمار، أن يختطفها من يدى علاء، ويُهشم وجهه، كيف أقترب منها، بهذا، الشكل، هو يعلم أنه أخيها، لكن لايريدهُ، أن يحتضنها،
فكر عقل عمار، هل هذه غيره، لما لا يريد لأحد غيره أن يحتضن أو يقترب من سهر،، نفى، عقله سريعاً، تلك الفكره.
نظرت سهر لملامح وجه عمار،التى ينظر لها نظره تُخيفها، ففكت يديها من عناق أخيها،وعادت تتأرجح، نظراتها بين عمار، وعلاء،
لكن سمعت صوت خلف عمار يقول:
إزيك يا عمار، أمال فين بقية العيله، البيت ساكت كده ليه.
نظر عمار خلفه، وجد عليا، فقال: حمدلله عالسلامه يا عليا، أنا كمان كنت مسافر، ولسه راجع من إسكندريه، ومستغرب زيك بالظبط،، كل الى أعرفه أن خديجه عند مامتها حتى أحمد كان معايا فى إسكندريه، وسابنى عند جدته، هيجى بعد شويه مع خديجه، إنما ماما ومرات عمى فين معرفش، نسأل سهر، هى الوحيده الى بالبيت.
ردت سهر: أنا كمان معرفش هما راحوا فين، كل واحده فيهم قالت عندها مشوار مهم، وسابونى لوحدى بالبيت
همس علاء بمرح جوار آذن سهر: طفشتيهم قبل ما تكملى تلات أسابيع جواز، والله ماما تستحق جايزه، أنها أتحملت المده الى فاتت معاكى.
رسمت سهر بسمه، تشعر بغصه، بقلبها من والداتها.
تحدث عمار يقول: إيه هنفضل طول الوقت واقفين فى مدخل البيت، أتفضل يا علاء، البيت بيتك، أظن دى أول مره تدخل بيتنا ؟
رد علاء: فعلاً، أول مره.
تبسم عمار، له بود وترحاب، ودخل به الى غرفة الضيوف، وجلسا سوياً، يقول:
أكيد جاى من سفر طويل، تحب تشرب أيه؟
نظر علاء لسهر،التى تقف جوار عليا، وتبسم قائلاً: ولا حاجه، أنا يادوب واصل من أسوان وجيت لهنا مباشر، علشان أطمن على سهر، أول واحده، وكمان أديها طلبها، الى طلبته منى قبل ما أسافر.
نهض عمار يقول: هسيبك مع سهر شويه، تعالى معايا يا عليا.
غادر عمار، وعليا الغرفه.
نهض علاء من مجلسه، وعانق سهر مره أخرى، لم تستطيع سهر تمالك دموع عيناها، التى نزلت للمره الأولى منذ زواجها من عمار، تتحمل وتكتم بقلبها الوجع، لم تبوح به لأحد.
شعر علاء بسهر، فعاد برأسه للخلف، رأى دموع عيناها التى تسيل على وجنتيها،
إنذهل، ووجعت دموعها قلبه، فقال بلهفه:
سهر بتبكى ليه، إيه الى مزعلك قوى كده، قوليلى؟!
جففت سهر دموعها، وقالت بكذب: مفيش، حد مزعلنى، أنت بس كنت واحشنى قوى.
نظر علاء لسهر، رأى الكذب بعيناها هنالك ما يحزن سهر، لكن لن يضغط عليها، لأنها هنا، سينتهز أقرب فرصه، ويأخذها بعيداً يعلم منها، سبب تلك الدموع، التى يراها على وجهها لأول مره، لكن حاول إخراجها من تلك الحاله ممازحاً: قولى أن الدموع دى، بسبب التمر، عارفك طفسه.
تبسمت سهر له، فقام بضمها مره أخرى قائلاً:
إطمنى جبت ليكى كميه كبيره، وقولت كويس أنك بعيده عن البيت علشان تاخديها، قبل البت مياده، هى والسلطانه، هويام يشوفها، ويضربوها عين، وتتسممى بالتمر، فاكره السنه الى فاتت، لما طلبوه من تيتا، وخدته لهم.
تبسمت سهر قائله: خدهم ربنا الأتنين، مياده، وهويام.
تبسم علاء يقول: لأ كده، إطمنت أنك، سهر أختى رجعت من تانى، انا فكرت ماما بدلتك بواحده تانيه، وأنا غايب.
تبسمت سهر بغصه، فوالداتها هى من وضعتها بتلك الحياه، التى فُرضت عليها، وعليها تقبُلها، غصباً.
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل
صعدت سهر الى الشقه،
دخلت الى المطبخ،ووضعت ذالك الكيس الكبير،على طاوله بالمطبخ،ثم أتت بطبق،ووضعت به الكثير من التمر،وتوجهت الى غرفة النوم.
تفاجئت سهر،بعمار نائماً،يمدد جسدك على الفراش،يضع إحدى يديه على عينيه،فى البدايه ظنته نائماً،فذهبت تُطفئ الضوء،لكن سمعت عمار،يقول:أنا مش نايم.
أشعلت سهر الضوء مره أخرى.
نهض عمار جالساً على الفراش،يقول:علاء مشى،بسرعه كده ليه.
ردت سهر: جاى من سفر طويل، أكيد تعبان، بس أنا وعدته، أنى أروحله بيتنا، فى أقرب وقت.
نظر لها عمار بتعجب يقول: بيتنا!،بيتكم ده فين؟
ردت سهر:بيتنا،بيت بابا وماما،وكمان تيتا،وحشتنى،قوى.
رد عمار بإمتلاك:مبقاش أسمه بيتنا،بقى إسمه بيت أهلى،أنتى بيتك هنا،وبعدين أيه الى فى الطبق الى معاكى ده؟
ردت سهر،وهى تميل الطبق أمامه:ده تمر علاء جابهولى من أسوان،هو عارف أنى بحب التمر الأسوانى طعمه حلو قوى،و كنت طلبته منه قبل ما يسافر.
نظر عمار،للطبق يبتلع لُعابه.
تبسمت سهر حين رأت تفاحة آدم بعنقه قد تحركت،فعلمت أنه يشتهى التمر هو الآخر فقالت له:
تحب تاخدلك واحده.
تبسم عمار قائلاً:مكنتش أعرف أنك بخيله،الى يعزم على حد بيعزم،بكذا واحده.
مدت سهر يدها،بالطبق له قائله:أتفضل خد الى عايزهُ
تبسم عمار بمكر،ومد يدهُ،لكن ليس،ليأخذ تمراً،بل جذبها من يدها،لتقع فوق جسده،ليلف يديه حول خصرها،وهى نائمه على جسده،وتبسم بمكر،وهو ينظر الى شفاها التى تمضغ التمر، وقال:
أنا فعلاً، بحب التمر الأسوانى بيقى طعمه، يجنن.
قال هذا، وأنقض على شفاها يُقبلها، بوله، وإشتياق، يطفئ، غيرته حين رأها بين يدي أخيها، هى ملك له فقط.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومان.
بمنزل،زايد بعد المغرب بقليل.
بالمطبخ
دخلت فريال تنظر حولها قائله:أنتم تلاته بالمطبخ،ولسه مخلصتوش تحضير العشا،
الضيوف،زمانهم على وصول.
ردت خديجه:خلاص يا حاجه فريال،خلصنا أهو،أطمنى، على ما غدير وجوزها يوصلوا بالسلامه، و بعدين هى غدير غريبه مننا،ولا ضيفه دى صاحبة مكان .
جلست فريال، على أحد المقاعد، تنظر لسهر التى تمسك السكين، بيدها تقطع بعض خضروات السلطه،
قالت بتريقه: صغرى التقطيع شويه، ليه مقطعه الخضار قطع كبيره كده، مش عارفه تعملى سلطه.
وضعت سهر السكين على الطبق وقالت:
فعلاً مبعرفش أقطع الخضار، ولا أعمل سلطه، عويله زى ما بتقولى عليا فى سرك.
ردت فريال قائله: وكانت فين مامتك، دلعتك قوى، مكنتش عارفه إنك هتتجوزى، وتفتحى بيت، علشان تعلمك.
ردت سهر: لأ مكنتش مفكره إنى هتجوز بسرعه كده، ومش صعب ولا حاجه أنى أتعلم بس أنا ماليش مزاج،.
قالت سهر هذا وعادت تقطع الخضار مره أخرى فى صمت، بينما خديجه، والخادمه يعملان على الموقد، تبسمت خديجه من رد سهر الجاف، على فريال، فى رأيها أن فريال تستحق هذا، فهى تعامل سهر، بطريقه غير مهذبه.
بينما أغتاظت فريال من رد سهر، لياتى اليها فكره خبيثه.
أوقعت بعض قطرات الزيت على الارض،قريبه من سهر، دون أنتباه من بالمطبخ.
أنتهت سهر من تقطيع الخضار، فقالت: أنا خلصت السلطه.
فردت خديجه قائله.: سيبها مكانها، وهاتى اللمون من التلاجه.
نهضت سهر، وسارت خطوتين، لتنزلق، بعدها، متعثره، بالزيت الواقع على أرضية المطبخ الرخاميه،
وقعت على بطنها، شعرت كأن شيئاً، بأحشائها تحرك من مكانه، وبألم، لم يكن قوياً،
توجهت إليها خديجه، وساعدتها على النهوض،
بينما نظرت لها فريال ساخره: أبقى خدى بالك وأنتى ماشيه، ولا كمان مامتك معلمتكيش المشى فى المطبخ يكون بحذر.
وضعت سهر، يدها على بطنها التى تؤلمها قليلاً، وكذالك إحدى يديها، التى سندت عليها، وقالت: حاضر، بعد كده هاخد بالى.
بعد قليل
على طاولة السفره
جلس الجميع أماكنهم
وجلس وائل، بالمقابل لسهر، نظرت له ساخره، هو يعتقد أن تلك العزومه، على شرفه، ولكنها رياء، من فريال، وإبنتها، همست بداخلها، نفسى أشوف وش السلطانه هويام، مش عارفه ليه حاسه أنها زمانها هتفرقع، وكان نفسها تكون معزومه فى العشا ده ، هى أو البت مياده.
نظر عمار لسهر التى لاتأكل وقال: مش بتكلى ليه يا سهر، وصلنى خبر أنك شاركتى فى الطبيخ النهارده، أكيد بسبب أبن عمك.
رسمت سهر بسمه وهمست لنفسها: لو بأيدى كنت حطيت له سم فى الأكل، بس يظهر أنا الى هيجيلى تسمم، مش عارفه بطنى بتوجعنى ليه، يارب العشا ده يخلص، لاقوم اغوز وائل وارتاح من سماجته.
وبالفعل أنتهى العشاء
بعد قليل
كانت سهر نائمه بالفراش، تشعر ببعض التقلصات ببطنها، لا تعرف لها سبباً.
خرج عمار من حمام الغرفه، وأطفئ الضوء الا من لمبه خافته، ثم توجه الى الفراش وصعد عليه
أقترب من سهر،وبدأ فى التودد إليها،كانت سهر،تود،أن تقول له أنها،تشعر ببعض التوعك،وعليه تركها،لكن ككل مره تخشى من قُربه،أن يعاملها،بعنف مثل ليلة الزفاف،تركته،يفعل ما يشاء،
رفع عمار وجهه من عنق سهر،ونظر الى وجه سهر،وجدها مغمضة العين
فقال:
سهر،أفتحى عيونك.
فتحت سهر عيناها،ونظرت له
تبسم عمار لها،و قبل شفتيها، وعاد يتودد لها،بالعشق،
ليتنحى عنها بعد وقت،ينام الى جوارها،بالفراش،يتنهد بسأم ،هو كان يشعر،أن سهر،ليست معه.
نعس عمار،بينما سهر،لم تنم،هنالك آلم بدأ،يشتد عليها،، نهضت من جوار عمار، وتوجهت الى السراحه وأخذت أحد المُسكنات علها تشعرها براحه،لكن،لم تشعر براحه،وظلت تتحمل الآلم الى الصباح، الباكر.
نهضت، وتوجهت الى حمام الغرفه
تفاجئت، بتلك الدماء التى تسيل بين ساقيها، فى البدايه ظنت أنها البريود، لكن قال عقلها ليس هذا ميعادها، والآلم يشتد عليها، والدماء تندفع بغزاره منها.
بينما تقلب عمار بالفراش، ومد يدهُ لم يجد سهر جواره، تعجب، لكن العجب الأكبر حين، شعر بشئ لزج تحت يدهُ، نهض، وأضاء نور الغرفه، بذالك الريموت، نظر الى الفراش، وجد بُقعة دماء كبيره، للحظه شعر، بتوجس، وكان سينزل من على الفراش، لولا، خروج سهر من الحمام،
نظر لها وقبل أن يتحدث،
رأى وجهها المتألم، تضع يدها على بطنها، تنظر لساقيها.
نظر عمار لما تنظر له سهر، رأى دماء تسيل مندفعه بغزاره على ساقيها،
فنهض سريعاً،يقول:خديجه
لكن سهر كان أخر ما سمعته هو نطقه،بأسم خديجه،قبل أن تقع أرضاً أمامه،فاقده للوعى.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
أقوى،رابط،بالحياه،هو رابط الامومه،فهو لا ينقطع،بأنقطاع الحبل السُرى
رابط
الأم وإبنتها..
كانت نوال جالسه بالمطبخ،عقلها شارد
منذ الأمس وهى تشعر،بحدوث شئٍ ما سئ لسهر،حتى أنها، حين سمعت صوت دخول وائل وزوجته اللذان عادا الى المنزل،أمس متأخران،الى المنزل،إدعت بكذبه،أنها سمعت خبطاً على باب شقتها،وتحدثت مع وائل،لدقيقه،بأشياء أخرى،الى أن سألته عن سهر،فأجابها أنها بخير،لكن قلبها،لا يؤكد لها ذالك،سهر،ليست بخير،،
أمسكت هاتفها،الموضوع أمامها،وفتحته،بحثت عن صورة سهر،
نظرت لصورها،العفويه،التى كانت تصورها،لنفسها،وكذالك علاء،،وكانوا،يرسولنها،الى هاتفها،أحياناً،كانت تستهزق،بطفولتهم،وأحيان آخرى،كان تبتسم على عفويتهم،وودهم مع بعض،سهر كانت مُدللة الجميع،طفلتها الصغيره المشاغبه،التى تحن إليها،بكل لحظه،هى بعيده عنها،
نظرت الى إحدى صور سهر،كانت تبتسم بها،وهى تمسك خُصلات شعرها،التى فرقتهم على جانبى رأسها.
حنت نوال لذالك اليوم،تتذكره بشوق.
فلاشـــــــــــــــــــــ*باكـــــ*
كانت ليلة خميس
بعد أن إنتهوا من تناول العشاء معاً
دخلت سهر،وعلاء لغرفة المعيشه،يقومان بوضع أحد أفلام الكارتون الشهيره،ويعدلوا المكان لسهره عائليه،
بعد قليل دخلت نوال،بصنيه صغيره موضوع عليها،بعض الأطباق،بها فيشار
أخذ،كل فرد من العائله طبق من الفيشار،لتمد سهر يدها لتأخذ طبق،لها،لكن تنحت نوال،بالصنيه،بعيد عن يدها قائله:لأ أنتى معملتش حسابك معانا.
ذمت سهر شفتاها،بتمثيل البكاء،توجه حديثها لأبيها،ثم لجدتها،قائله لهم:شايف يا بابا،علشان أما أقولك دى بتعاملنى،بطريقه مش كويسه،تبقى تصدق،شوفتى،يا تيتا الست اللى أختارتيها تبقى مرات بابا بتعاملنى إزاى؟
ضحك منير،وكذالك آمنه،التى قالت: نوال دى أحلى إختيار،بس هى بتحب تعاندك.
تبسم علاء قائلاً:متزعليش تعالى نأكل من الطبق الى معايا،إحنا الأتنين.
تبسمت سهر قائله:هاكل معاك من الطبق،اللى معاك،وكمان هاخد طبق تانى،صح،يا ماما يا حلوه مش أنا بنوتك الكيوته،المطيعه.
نظرت لها نوال،بسخريه قائله:بنوتى،وكيوت ومطيعه،كنتى طاوعتنى فى أيه قبل كده،أنتى زى الشريك المخالف،معايا،تشوفى أيه بيضايقنى وتعمليه.
ردت سهر: لأ بقى ده كذب،أنتى مش كنتى بتضايق من القطتين الى كنت بعملهم فى شعرى أهو بطلت أعملهم،وموتهم،علشان خاطرك.
تبسم علاء يقول:طب بطلتى تعملى القطتين،بالنسبه للى فى شعرك دلوقتي ده أيه!
ردت سهر بعفويه:ما أنا قتلت القطتين،وعملت مكانهم،إتنين ديل حصان.
تعجب الجميع مرحاً،من رد سهر،بينما كتمت نوال ضحكتها قائله:قصدك ديلين كلب،ديلين حمار،أنما حصان ميلقش عليكى.
ردت سهر بقمص قائله:الله يسامحك،مش هرد عليكى،بس أهم شافو بعنيهم بمعاملتك ليا.
تبسم الجميع على نقارهم،
لتقول نوال:أكيد ربنا هيسامحنى علشان متحمله بلوه زيك،وبعدين بطلى رغى،خلاص الفيلم هيبدأ.
ردت سهر:ربنا هيسامحك،لو أدتينى جوافه من طبق الفاكهه،الى وراكى ده.
نظرت نوال لطبق الفاكهه قائله:وأنتى مشلوله،مدى إيدك خديها.
ردت سهر:إنت أقرب منى احدفيها،وأنا ألقفها منك.
مسكت نوال احدى ثمرات الجوافه وقامت بألقائها ناحيه سهر بقوه،
لتقول سهر بعند:هيه لقفتها قبل ما تخرم عينى،تشكرى،يا مامى،ربنا يخلينى ليكى.
تبسمت لها نوال بحنان،
ليجلسوا،ويشاهدوا الفيلم ويصحب الفيلم جلسة ود، ومُزاح بينهم.
عادت نوال،من تذكر تلك الليله هى كانت آخر ليلة،سهروا بها،ليدخل بعدها عمار،على حياتهم
شعرت نوال،بغبطه،تشعر،بالندم،لم يكن عليها غصب سهر،على تلك الزيجه،لكن فات الوقت،غضبها من هروب،سهر أعمى عيناها.
نظرت للهاتف،فكرت قليلاً،لما لا تتصل على هاتف سهر،تعلم أن الوقت مازال باكراً،لكن،قد ترد سهر عليها،ويطمئن قلبها،قليلاً،هى ستذهب لزيارتها اليوم،ستدعى،أنها ضغطت على رقم هاتف سهر،بالخطأ،حين ترد عليها،لا يهم أن تكذب،لكن تريد أن تطمئن عليها.
وبالفعل،رنت على هاتف،سهر،يرن ولا رد لاكثر من مره،وضعت الهاتف أمامها تنظر أليه،لما لم ترد سهر عليها،فكر عقلها،ربما يكون على خاصية الصمت وعدم الأزعاج،وهى نائمه،لكن قلب نوال يتآكل
حسمت أمرها،وقامت بالأتصال على هاتف عمار،الذى إنتهى مدة الرنين دون،رد
فقامت بالأتصال مره أخرى،رد عمار،قبل نهاية مدة الرنين
لكن سمعت ما يؤكد شعورها،سهر مريضه.
أغلقت الهاتف،ونهضت تاركه المطبخ بسرعه،توجهت لغرفتها،فكرت أن توقظ منير،لكن لا داعى،عليها أن تعلم أولاً ما حدث،لسهر.
إرتدت ملابس أخرى،وجذبت حقيبتها،وخرجت من الغرفه،
تصتدم بعلاء.
ليقول بتعجب:خير،با ماما لابسه ،وراحه فين بدرى كده.
ردت نوال بلهوجه:سهر تعبانه،وفى المستشفى،سيبنى خليني أروح ليها،أطمن عليها.
رجف قلب علاء قائلاً:خير ياماما،مستشفى أيه،أستنينى أغير وأجى معاكى.
ردت نوال عليه بأسم المشفى ثم قالت وهى تتجه نحو الباب:غير هدومك،وحصلنى،وبلاش تقول قدام تيتا،علشان ممكن تقول لمرات عمك،وتشمت فى سهر،هى وبنتها.
يارب تكون سهر بخير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ بمشفى خاص بالمنصوره
فى ممر أمام أحد الغرف
وقف عمار،يغمض،عيناه،يستند على الحائط خلفه،تُعيد ذاكرته،ما حدث قبل قليل.
فلاشـــــــــــــــــــــ* باك
هرع عمار،وهو يرى سهر،تهوى أرضاً،أمامه،مدرجة الدماء،ذُهل عقله،تخيل من أمامه هى خديجه،حين وقعت أمامه بنفس المنظر،ذات يوم،لكن وقتها،لم يشعر،سوى،بالشفقه عليها،أما الآن،يكاد قلبه يخرج من محله،بل بالفعل خرج،هو خاوى الجسد،والعقل،بسرعه حملها،ووضعها فوق الفراش،أرتدى ملابسه بسرعه،وآتى بإيسدال،لسهر،وألبساها إياه فوق مئزر الحمام التى كانت ترتديه،حملها،وخرج من الشقه سريعاً،يجرى على درجات السلم،كاد يصتدم،ب عليا،التى قالت له بلهفه عمار،فى إيه سهر مالها،لم يرد عليها،وأكمل السير،الى أن وصل الى سيارته،بالحديقه،توقف للحظه،قبل أن تفتح له عليا باب السياره،ليضع سهر،بالمقعد الخلفى،صعدت لجوارها عليا،قائله:خلينى أجى معاك.
صمت عمار،وتوجه،الى المقود سريعاً،يقطع الطريق،الى أن وصل الى أحد مشافى مدينه المنصوره الخاصه،حملها،ودخل بها الى المشفى يطلب المساعده،
ليدخل بسهر الى أحد الغرف،خلفه عليا،لتخرجهم من الغرفه أحدى الطبيبات ، بعد لحظات آتى له أحداً من الموظفين بأستقبال المشفى،
طالباً منه، الذهاب، لأخذ بيانات المريضه، ودفع جزء من حساب المشفى، فذهب معه، لكن قبل أن يتحرك، قال ل عليا:
بلاش حد من العيله يعرف حاجه، قبل ما نعرف إيه الى جرى سهر، وحالتها تتحسن، أو حتى بلاش يعرفوا خالص.
أمائت عليا له بموافقه.
ليذهب عمار مع موظف المشفى، وظلت عليا أمام باب الغرفه الموجود بداخلها، سهر، للحظه، فكرت بالأتصال على علاء، وإخبارهُ، لكن أزالت الفكره عن، رأسها، فماذا ستقول، له، هى لا تعرف سبب، لتلك الدماء التى كانت تنزفها سهر، حتى أن جزء من دمائها، لطخ ثيابها، وثياب عمار، مُلطخه أكثر.
توجه عمار مع الموظف، الى قسم الأستقبال، يدون بيانات دخول سهر للمشفى، وقام بوضع جزء من المال، بخزينة المشفى، وأثناء، رجوعه الى مكان سهر، رن هاتفه، أخرجه من جيبه، نظر للشاشه، تعجب، حين رأى أسم من تتصل عليها، هل عرفت ماحدث لسهر، أو ربما إتصلت عليها سهر، قبل أن تخرج من الحمام، لكن نفى الأحتمال الثانى، ربما لديها إحساس، فكر ألا يرد عليها
وتنهد حين أنتهى الرنين، لكن عاود الرنين، مره أخرى، بأستمراريه ،تنهد بآلم،وقام،بالرد بهدوء لحدٍ كبير.
بعد الترحيب بين الأثنين
تحدثت نوال قائله بمحاوره:سهر كنت كلمتها إمبارح،قالتلى أنها مشغوله بالعشا،وهتكلمنى الصبح، بس أنا كنت نسيت أقولها،أنى هروح للمدرسه من بدرى علشان تجهيزات دخول التيرم التانى، عارفه الوقت لسه بدرى،وأنها ممكن متكنش صاحيه،طلبتها مردتش عليا،قولت أطلب تليفونك،يمكن أنت ترد عليا،أنا عارفه أنها قبل ما بتنام بتعمل تليفونها صامت.
إبتلع عمار حلقه المُر وكان سيطمئنها بالكذب،لكن للأسف هو كان قريب من أحد ميكروفونات الأستدعاء بالمشفى،ليصل صوت
ذالك الأستدعاء بوضوح لأذن نوال،فأرتجف قلبها،وقالت:أنت فى مستشفى،خير،وقالت بتمنى،أن يُكذب ما تشعر،به:قولى إن سهر بخير.
أرتبك عمار، وقال:للأسف أنا بسهر فى المستشفى،ومحدش يعرف غير عليا معايا.
إرتعش جسد نوال،كاد أن يقع من يدها الهاتف،لكن تمسكت به بآخر لحظه قائله: بنتى أيه الى جرالها،كان قلبى حاسس،قولى إنت فى
مستشفى أيه؟
رد عمار عليها بأسم المشفى الموجود به.
فقالت نوال:قولى أيه الى جرالها؟
رد عمار:معرفش هى أغمى عليها،أطمنى.
ردت نوال:لأ متأكده أن مش ده السبب أنا جايه دلوقتي،أطمن عليها،بنفسي.
أغلقت نوال الهاتف.
تنهد عمار،يزفر أنفاسه،يسير بالعوده الى مكان الغرفه الموجوده بها سهر،يشعر بخطواته كأنها،يتجه الى الجحيم،يخشى،كثيراً،لثالث مره،يرى أمامه أحداً من عائلته ينزف،لكن هذه المره غير المرتان السابقتان،،سهر،لها شعور،أخر،يشعر كأن كل خلايا جسدهُ،تتألم،
عاد ليجد عليا تجلس على أحد المقاعد بالممر أمام الغرفه،فسألها:
محدش طلع من الأوضه؟
ردت عليا:لأ طلعت ممرضه ورجعت،بكيسين دم،،ثم وقفت عليا عن الحديث،ثم قالت بسؤال:عمار هو ايه الى حصل خلى سهر،تنزف،بالشكل ده؟
رد عمار،الذى يشعر بضياع لاول مره بحياته:
معرفش،أنا فوجئت بها واقفه،قدامى،وبعدها أغمى عليها معرفش السبب.
حاولت عليا التخفيف عنه وقالت:خير،أنشاء الله هتبقى كويسه إطمن.
زفر عمار،نفسه،فمنظر،وقوع سهر أمام عيناه وحده كفيل أن يقسم قلبه لقطع،صغيره تتألم وتنزف،مثلما كانت سهر تنزف،بين يديه قبل قليل.
عاد من تفكيره،على صوت فتح باب الغرفه،ففتح عيناه ينظر لخروج الطبيبه
باكــــــــــــــ*
ظل واقفاً مكانه يخشى حديث الطبيبه،بينما
سألت عليا الطبيبه،بلهفه:
خير،يا دكتوره،سهر عامله أيه؟
ردت الطبيبه بعمليه:
المدام للأسف أجهضت،من الواضح أنها كانت حامل لأيام،وممكن تكون إتعرضت لوقعه،أو شالت حاجه تقيله،فأثرت عالجنين،وللأسف،هو نزل،وعملت لها عمليه كحت وتنظيف للرحم،ودلوقتى هتطلع على أوضه عاديه،وقدمها ساعتين،وتفوق من البنج،وتخلص المحلول،والدم الى متعلقين ليها،وهرجع بنفسى أطمن عليها،ربنا يعوض عليكم.
شكرت عليا الطبيبه،لتغادر الطبيبه،المكان.
ببنما خرجت سهر الى غرفه عاديه بالمشفى.
.....
بعد قليل كانت تدخل نوال،الى تلك الغرفه التى نُقلت لها سهر،بعد أن علمت مكانها من عمار،حين هاتفته،وهى أمام المشفى.
تصنمت نوال مكانها للحظات،وهى ترى وجه سهر الشاحب،ليس هذا فقط،وتلك الانابيب الموصوله بيديها،ولكن عادت ساقيها تسير،بإتجاه سهر،ووقفت أمامها،تفر،دموع عيناها دون وعى منها،ثم نظرت بأتجاه عمار،الذى كان جالساً جوار فراش سهر،ووقف حين دخول نوال،بلهفه قائله:مالها سهر،فيها أيه.
صمت عمار،الذى يشعر بأنهيار تام،كلمه واحده،قد تجعله ينهار،أمامها الآن.
لكن تحدثت عليا التى كانت جالسه بالغرفه أيضاً:خير،يا طنط أطمنى هتبقى كويسه وهتفوق قبل من ساعتين الدكتوره قالت لينا كده من شويه.
ردت نوال:خير أيه،قوليلى بنتى مالها،أيه الى جرالها،وصلها للحاله دى.
ردت عليا بخفوت:بصراحه،سهر كانت حامل وأجهضت.
ماذا سمعت،عقلها،يشرد، كانت حامل!
أجهضت!،تعلثمت نوال قائله:وأيه سبب الأجهاض؟
ردت عليا:الدكتوره قالت يا وقعت،يا شالت حاجه تقيله،والحمل كان فى بدايته،ولسه مثبتش،أطمنى يا طنط هتبقى بخير.
جلست نوال جوار سهر على الفراش،تتنهد بمراره،ودموعها تسيل،صغيرتها،بعد أيام من زواجها تُجهض،جنينها،لما،عليها أن تشعر بهذه المراره،سهر صغيرتها،التى كانت تتقبل منها كل حماقتها،بلحظه،وضعتها،أمام أختيار حاسم،ما كان عليها،أن تجبرها،ربما تغير القدر،لكن القدر،مرسوم،وكلنا نمشى على خُطاه.
.......ــــــــــــــــــــــ
قبل مرور الساعتين
وقفت عليا تقول:هروح الكافيه بتاع المستشفى،أجيب قهوه،تحبوا أجبلكم قهوه معايا
هزت نوال رأسها بنفى،وكذالك فعل عمار،الواقف بالغرفه عقله يكاد يشرد.
لتتركهم عليا بالغرفه وتخرج،تغلق خلفها الباب.
تنهدت نوال،قائله:عليا مشيت،وسابتنا قولى بقى،إيه الى حصل لبنتى،بالظبط.
نظر عمار لوجه نوال،رأى منها نظرة إتهام له،أن يكون،سبب خلف أجهاض سهر،لم يتعجب من ذالك،فسهر أخبرتهم سابقاً بما
حدث ليلة زفافهم،لتنال تعاطفهم،لكن ماذا يدافع عن نفسه،هو مصدوم،ومكدوم،مثلها،وأكثر،فالجنين الذى أُجهض،كان منه،
رحمهُ من الرد دخول علاء وخلفه والدهُ متلهفان،يسألان ماذا حدث لسهر.
نظرت نوال لصمت عمار،وردت هى:
سهر كانت حامل والجنين نزل.
تعجب الأثنان،شعر منير،بدوار،وهو يرى إبنته الشاحبه الوجه،كذالك علاء،فسهر،ليست فقط أخته الصغيره،بل صديقته،ومدللته،يشعر بآلم منذ أن عاد من أسوان،يود الأنفراد بها بمكان بعيد عن الجميع،ويسألها،عن سبب إنطفائتها،لكن لابد أن يعرف،السبب فى ذالك،وقريباً جداً.
فى تلك الاثناء عادت عليا من كافيتريا المشفى تحمل صنيه عليها ثلاث أكواب من القهوه،دخلت الى الغرفه،تقول:أنا جبتلكم قهوه متأكده أنكم محتاجينها.
لكن تفاجئت بوجود علاء ووالدهُ
نظرت لعلاء،ليومئ برأسه لها.
وضعت عليا الصنيه،على أحد الطاولات،بسبب رنين هاتفها.
تحدث عمار،سريعاً،قبل أن ترد:مش عاوز حد من البيت يجى للمستشفى قبل سهر ما تفوق.
ردت عليا:تمام هطلع أكلم بابا بره الأوضه.
خرجت عليا ترد على الهاتف:
لتسمع حديث والداها الغاضب يقول:خفيتى فين بدرى كده.
شعرت عليا بغصه،وقالت:أنا فى المستشفى مع عمار،سهر تعبت وهو جابها،للمستشفى،وأنا شوفته وقتها وجيت معاه
تلبك سليمان يقول:وسهر مالها،ومستشفى أيه،علشان نجى،نطمن عليها.
ردت عليا:مالوش لزوم،يا بابا،عمار قالى متخليش حد من البيت يجى.
تعصب سليمان يقول:أيه الكلام الفارغ ده،قوليلى اسم المستشفى بسرعه.
ردت عليا:مقدرش يا بابا،عاوز أسم المستشفى إتصل بعمار،وهو يقولك هقفل أنا بقى،لان تليفونى مكنش فيه شحن،وشكله هيفصل.
أغلقت عليا الهاتف.
بمنزل زايد
حين أغلقت عليا الهاتف،فى وجهه،كان يقف فى غرفة السفره مع الجميع كى يتناولوا طعام الفطور
نظر له الجميع حين سمعوه،يسأل عليا عن إسم المشفى،بذالك الوقت كانت تدخل خديجه،الى غرفة السفره تقول:رنيت كتير على جرس شقة عمار وسهر،محدش رد عليا،يمكن لسه نايمين،يبقوا يفطروا لوحدهم بقى.
رد سليمان:بس عمار وسهر مش فى شقتهم،عليا بتقولى أن سهر كانت تعبانه،وعمار اخدها للمستشفى،بس قالتلى عمار قالها مش عاوز حد مننا،يروحله،وقفلت قبل ما تقولى على إسم المستشفى.
نهض الجميع من على طاولة السفره،يشعر بتوجس،يتهامسون فيما بينهم،للحظات ثم غادروا،غرفة السفره،لم يبقى غير فريال،التى ظلت جالسه،ومدت يديها تتناول الطعام هامسه:هتلاقى دور برد،وحبت تعمل لنفسها،سعر،فى سوق النسوان،وإتسهوكت على عمار، أبو قلب حنين.
..............
مرت الساعتين.
بدأت سهر تفيق رويداً.
شعرت بيد تمسك بيدها،تحركت أصابعها.
شعرت نوال،بحركة أصابع سهر،رفعت رأسها،وجدت،سهر،تفتح عيناها قليلاً،تبسمت بحنان قائله:
سهر أنتى فوقتى،فوقتى يا روحى.
نظرت سهر لنوال بوهن،للحظات تمنت أن ما مر عليها الأيام السابقه،بدئاً من رجوعها بصحبة نوال من البحر الأحمر ما هو الأ كابوس،وأنتهى،بفتح عيناها،تبسمت بوهن
لكن زالت بسمتها حين سمعت صوت عمار،يتحدث،بالهاتف،خلف،والداتها،إذن لم يكن كابوساً،وفاقت منه،إنها الحقيقه،التى إستسلمت سهر لها،و
قالت: أنا فين،أيه الى جرالى،آخر حاجة فكراها أنى كنت فى الحمام،وبنزف،بدون سبب.
مسكت نوال يد سهر بقوه وحاولت تخفيف ما حدث قائله:كنتى حامل،وربنا مش رايد للجنين يكمل،وأنتى لسه صغيره،ربنا يعوض عليكى بغيرهُ
رغم وهن سهر،لكن تعجبت قائله: كنت حامل! بالسرعه دى!
ردت نوال:آمر،ربنا،ربنا يعوض عليكم.
صمتت سهر،بداخلها،شعورين،
الأول غصه،فما فقدته بالنهايه هو جزء منها،كانت تتمنى أن يكتمل
وشعور آخر،إنتابها،تلوم نفسها،هل حقاً كانت تريد أن يكتمل هذا الجنين،وهو نتيجة ليلة إغتصاب،وأنتهاك،لها من عمار،عمار،لا يستحق،منها طفلاً،بعد تلك الليله،المؤلمه،التى عاشتها معه،وسوء ظنه الدائم بها،هنا أغمضت عيناها بأرتياح،قليلاً.
تحدث منير قائلاً:بكره ربنا يعوض عليكم بغيره،وتشبعوا ولاد.
ردت سهر:الحمد لله يا بابا.
تبسم منير يقول:ربنا،يزيد فى قلبك الرضا يا بنتى.
بينما عمار،نظر لها متعجباً من هدوئها بهذا الشكل،هو داخله براكين تحترق،ليقول:
الدكتوره كانت قايله أما سهر تفوق،لازم نبلغها هطلع أكمل مكالمة التليفون بره وهروح للدكتوره مكتبها أبلغها عن أذنكم.
خرج عمار من الغرفه،وقف جوار باب الغرفه،يتنفس بشده،متعجب،من رد فعل سهر،لكن هل كان متوقع أن تثور سهر،سهر ليست تلك الشخصيه،لكن لفت نظرهُ،أقتراب علاء وعليا الأثنان عليه،يتحدثان وهما يسيران،يبدوا عليهم الأنسجام،لكن رجح ذالك للموقف الذى هم به.
بعد دقائق خرج جميع من بالغرفه عدا،نوال،والطبيبه التى تقوم بمعاينة سهر،لتسألها الطبيبه عن سبب لأجهاضها؟
ردت سهر:معرفش أنا فوجئت بالنزيف،وبعدها محستش بنفسى غير لما فوقت من شويه.
تبسمت لها الطبيبه:تمام،ربنا يعوض عليكى قريب،بتحصل لبنات كتير ، وبتحمل تانى بسرعه،وكمان أنا نضفت الرحم،فبسهوله ممكن تحملى،وحمدلله على سلامتك.
تبسمت نوال،بينما سهر لم تعطى أى تعبير
لتقول للطبيبه:هو أنا هفضل هنا كتير.
ردت الطبيبه:لأ أنا شايفه صحتك لحد ما كويسه،وممكن تخرجى،دلوقتي،بس لازم تلتزمى السرير،لكام يوم،وكمان تاخدى علاجك فى أوقات مظبوطه.
ردت سهر:يبقى أخرج،أكمل علاجى فى البيت،لأنى بكره ريحة المستشفيات.
تبسمت الطبيبه:غريبه،مع أن وصلنى أن أخوكى طالب طب،يعنى هيبقى زميل.
تبسمت نوال قائله:هى فعلاً من صغرها بتنفر،من ريحة المستشفيات،بس نقول ايه بقى،فى النصيب،أن أخوها،يبقى دكتور.
تبسمت الطبيبه:تمام هكتب لها على خروج،وكمان مجموعة أدويه،تاخدها بأنتظام،وكمان تغذيه،وسوائل كتير،علشان تعوض نزيف الدم الى حصلها.
تبسمت نوال قائله:متقلقيش،يا دكتوره انا الى ههتم بها وبتغذيتها بنفسى.
بعد قليل
بحديقة منزل زايد.
وقف عمار سيارته
لتنزل نوال،وخلفها نزلت عليا،
لتمد نوال،يدها لسهر تساعدها،للنزول من السياره،لكن سهر،تغاضت عن يدها،ومسكت بأجزاء السياره،الى أن نزلت.
توجه لها عمار سريعاً،ليقول لها:أستنى
وأنحنى ليحملها،لكن رفضت سهر قائله،بحزم:
لأ أنا هقدر أمشى على رجليا،وعليا هتساعدنى.
شعرت نوال بغصه،سهر،تبتعد عن مساعدتها لها،وطلبت من عليا أن تساعدها
تمثل عمار لها،وسبقهم بخطوات ليفتح باب المنزل
حين فتح باب المنزل،وجد أمامه
والدهُ وعمه، اللذان أنخضا من تلك الدماء التى على ملابسه وقالا:ليه أمرت عليا متقولناش على اسم المستشفى،وأيه الى حصل لسهر،وأيه اثار الدم الى على هدومك دى.
رد عمار:مش وقته هقولكم بعدين بس سهر لازم تطلع تستريح،
سار خطوات ليجد خديجه،وحكمت بوجهه،
لتقول حكمت،بلهفه وهى ترى،أثار دماء على ملابسه :خير،أيه الى حصل لسهر،وأزاى منعرفش غير،بالصدفه من عليا.
رد عمار:قولت بعدين،
وقف عمار أمام سهر وقال:بلاش عناد يا سهر،مش هتقدرى تطلعى السلالم،لحد الشقه فوق،خلينى أشيلك.
رغم أنها تريد إبتعاد عمار عنها،لكن بالفعل هى لم تعد قادره على السير،فأمتثلت له،ليحملها،ويصعد الى الشقه،لكن لم يدخل الى غرفة النوم،بل توجه الى غرفة نوم أخرى بالشقه.
دخل خلفه كل من نوال،ووضعت ذالك الكيس الذى بيدها الموجود به أدويه من أجل سهر،
وضع عمار سهر بالفراش،وأستقام واقفاً،ينظر لسهر التى تبتعد بعيناها عنه،قصداً منها
بينما تحدثت خديجه قائله:خير،يا جماعه،طمنونونى سهر مالها؟
رد عمار،بصوت يشوبه الألم:سهر أجهضت.
أنخضت خديجه قائله بتسرع:ليكون سبب الاجهاض، وقوعها إمبارح فى المطبخ.
نظر عمار،ونوال،لها.
لتكمل خديجه قولها:إمبارح وإحنا بنحضر العشا فى المطبخ سهر إتزحلقت،يمكن ده سبب الأجهاض.
ردت نوال:يمكن،عالعموم الحمد لله قدر،ربنا،وأي نكان السبب،الأهم صحة سهر.
ردت خديجه وهى تنظر لسهر:فعلاً الأهم صحة سهر،وربنا يعوض عليها هى وعمار.
نظرت سهر لعمار،ثم لخديجه،أحقاً ترسم الرضا،أم كانت تتمنى أن تكمل سهر حملها،وتأتى لعمار،بطفل،يعيدهُ إليها سريعاً،لا تعرف لما تشعر بالبغص منهما الآن
أبسبب سماعها لعمار،نطق إسم خديجه قبل أن تغيب عن الوعى
هل كان سبب نطقه لأسم خديجه،إستنجاداً بها،أم خديجه،هى ما تشغل كل تفكيره لدرجة أنه نطق إسمها،بدل من سهر،
أغمضت عيناها،تشعر،بألم نفسى يفتك بعقلها،وألم طفيف بجسدها،بسبب تلك المُسكنات.
تنحنحت نوال قائله: هروح أوضة النوم أجيب غيار لسهر غير الى عليها،علشان زمانه،ريحته بنج،وأدويه من المستشفى.
نطق عمار سريعاً:خليكى مرتاحه جنب سهر،خديجه هتجيبلك الغيار.
فتحت سهر عيناها ونظرت لعمار الذى خرج،وخلفه خديجه،لابد أن يُخبرها ما حدث،ويصبرها،لتنتظر وقتاً آخر.
لكن كانت الحقيقه غير،ذالك،
حين دخلت خديجه وخلفها عمار،لترى دماء سهر بأرضية الغرفه،وعلى الفراش،للحظه أنفزعت قائله:لأ كويس أن الأستاذه نوال مجتش وشافت منظر الدم الى فى الأوضه ده،عالعموم هاخد غيار،لسهر أوديه لها،وأنزل لواحده،من الشغالات أقولها تجى تنضف الأوضه.
تحدث عمار:أنتى قولتى ان سهر وقعت امبارح فى المطبخ،أيه السبب.
ردت خديجه:مفيش سبب،زى ما قولتلك كده،كان زيت واقع على أرضية المطبخ،ويظهر سهر،مخدتش بالها،فأتزحلقت،بسبب كده.
رد عمار بسؤال:وأيه الى كان موقع زيت عالأرضيه؟
ردت خديجه:عادى،أوقات كتير،وأحنا بنطبخ بيوقع زيت،وأوقات الاكل نفسه،مفيش سبب،حتى الحاجه،فريال،قالت لها مش تاخدى بالك.
نظر عمار لخديجه،يقول:هى مرات عمى كانت بتطبخ معاكم.
ردت سهر:طبعاً،لأ،دى كانت داخله،تنظر،على الى بالمطبخ،حتى شدت مع سهر،بس سهر فرستها،بردها.
تحدث عمار:تمام،الدولاب أهو خدى غيار،ل سهر،وديه للأستاذه نوال،وأنا كمان هاخد غيار،وهدخل الحمام أغير الهدوم الى عليا دى.
أخذت خديجه بعض الملابس لسهر وغادرت الغرفه،وكذالك أخذ عمار،ملابس له،لكن حين دخل الى الحمام المرافق للغرفه لم يستطع الدخول إليه،بسبب دماء سهر الموجوده،بأرضية الحمام،فأخذ ملابسه،وتوجه لحمام آخر بالشقه
وقف،يفتح أزرار قميصةُ الملوث بدم سهر،حتى أن آثار دمائها قد نشفت على جلد صدره،
نزل أسفل المياه،، يغمض عيناه تعود به الذكريات تعصف بعقله
حين رأى سهر تنزف،رأى خديجه،وأيضاً،عادل،أبن عمه
تذكر قول خديجه أن زوحة عمه،كانت بالمطبخ،وقت وقوع سهر
ليعود بذاكراته،لطفل صغير لم يُكمل الثانيه عشر من عمره،،ظل بأصلاحية الاحداث ،لمدة شهران كذباً،بأتهام باطل بالقتل.
سرعان ما فتح عيناه،وأوصد المياه،وأرتدى ملابسه،وخرج من الحمام،عله يخرج،من تلك الذكريات العاصفه.
....
بينما بالاسفل قبل قليل
جذبت فريال يد
عليا قائله:
قوليلينا أيه الى حصل.
ردت عليا:سهر كانت حامل،وسقطت.
ذُهلت،حكمت،ووضعت يدها على صدرها وشعرت بدوار،كادت تقع،لكن سندتها عليا،قائله:مرات عمى.
تمالكت حكمت نفسها،تشعر،بآلم بصدرها،وتدمعت عيناها قائله:أنا بخير،بس الصدمه،يعنى كان هيكون عندى حفيد،بس ربنا مأردش.
شعرت عليا بحزن،زوجة عمها،وقالت:ربنا يعوض عليهم يا مرات عمى،تعالى معايا أقيسلك الضغط.
آمنت حكمت على قولها،وسارت معها.
بينما رسمت فريال پسمة شماته،وفرح،وهى تتخيل مدى حزن عمار،لفقدان أول نبته له.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمساء
دخل عمار الى غرفة النوم الموجوده بها سهر بعد أن أستأذن،
نظر الى الفراش،رأى سهر مازالت نائمه،ونوال تجلس على أحد مقاعد الغرفه،تقرأ القرآن
صدقت حين دخل.
تحدث عمار بهمس قائلاً:هى سهر لسه نايمه من وقت ما وصلنا.
ردت نوال: لأ صحيتها مره أخدت أدويتها ورجعت نامت تانى،وشويه كده،هصحيها،تاكل وتاخد أدويتها.
رد عمار:أنا موجود هنا،بالشقه أن أحتاجتى لأى شئ،تقدرى تنادينى.
تبسمت له نوال
لكن قبل أن ترد،رن جرس الباب.
نهضت نوال،
فقال عمار
خليكى وأنا هفتح.
ذهب عمار الى باب الشقه وفتح
ليرى تهجم وجه يوسف،الذى قال:ربنا يعوض عليكم.
رد عمار:متشكر.
تخدث يوسف:فين سهر،وأزيها دلوقتى؟
رد عمار: كويسه، نايمه تقريباً،من وقت ما وصلنا،من المستشفى.
شعر يوسف بمدى حزن عمار،فهو جرب نفس الشعور،مرات سابقه،وكان من يخرجه من حزنه،ويعطيه الأمل هو عمار.
تنهد يوسف يقول:أنا مصدع أيه رأيك أعمل لينا قهوه نشربها،ونقعد ندردش سوا.
أماء عمار رأسه بموافقه،قائلاً:المطبخ عندك أهو.
ذهب يوسف للمطبخ،وقام بعمل القهوه،وحمل الصنيه،وقف ينظر بأستغراب،حين رأى باب شرفه كبيره بالشقه مفتوح.
توجه أليها.
وجد عمار،يقف يدخن.
وضع صنية القهوه،وأقترب من عمار،ووضع يده على كتفه،قائلاً:
حاسس بيك،إدعى ربنا يعوض عليكم،بالخير.
نفث عمار دخان سيجارته،يقول:
هتصدقنى،يا يوسف لو قولتلك،إنى مش مش زعلان إن سهر أجهضت الجنين ده.
تعجب يوسف!
ليكمل عمار قوله:لأنه كان هيبقى إبن إغتصاب،ودايماً كان هيفكرنى،أنى إغتصبت سهر،ليلة زفافنا،ومتأكد،أن سهر جواها نفس الأحساس ده.
تعجب،يوسف،يشعر،بقلب صديقه الذى وقع بالغرام لأول مره.
بينما هناك من سمع قول عمار،ليوسف،ليشعر،بالآسى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقتباس،أستفانيا روستى
💐
كان عمار يجلس لجوارها، يقرأ بعد العقود، يُدقق ما بها، لاحظ نفخها، لأكثر، من مره، وهى تُقلب، بريموت الكنترول، بين القنوات، الى أن. أستقرت على أحد القنوات، وما هى الأ قناة، رقص شعبى، أشمئزت سهر، وسألت عقلها لما توقفت على تلك القناه، فعادت تُقلب، بالقنوات، لتجد فيلم لنجمه، إغراء شهيره، تقوم بالرقص، أيضاً، كانت ستعود للتقليب بالقنوات، لكن أمسك عمار، يدها قائلاً: خليكى عالفيلم ده، فيلم مُسلى.
نظرت له قائله: أنت شوفت الفيلم ده قبل كده؟
رد عمار ببسمه: لأ، بس عندى فكره عن أفلام النجمه، دى، مميزه.
سخرت منه قائله: مميزه، مميزه، بأيه، نفسى أعرف دى بتعجبكم وتجذبكم على أيه، شويه الدلع، والرقص، دى كل أفلامها تافهه، وبتعمد على جسمها، وياريت جسمها، مُغرى، ده كله نفخ، وعمليات تجميل، أكيد الى بيعجب الرجاله، هو،لبسها و رقصها، الخليع.
أقترب عمار، منها، يلاصقها بمكرقائلاً: طب، أيه رأيك ترقصيلى، وأنا أعرفك بعدها، أيه الى بيجذب الرجاله ليها.
نهضت سهر من جواره، قائله: وماله.
ثم سارت
ليتعجب عمار قائلاً: على فين يا سهر، مش هترقصيلى.
ردت سهر بسخريه: رايحه أتحزم، وأجيلك.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
بعد مرور عشرون يوماً.
مساءً
بمكتب يوسف الخاص،بالمحاماه.
رمى عمار بجسده على أحد مقاعد الغرفه،يشعر بإنهاك.
تبسم يوسف بمكر قائلاً:أيه أقول سلام يا رجوله
أستقام عمار بجلسته بالمقعد قائلاً:لأ أطمن،لسه الرجوله،موجوده،بس هلكان من الشغل الى مش بيخلص،غير أنى مسافر الصبح الفيوم،ورجعت فى نفس اليوم.
تبسم يوسف بمكر قائلاً:وأيه الى رجعك فى نفس اليوم كنت بات هناك فى المزرعه،وتعالى بكره،حتى الجو فى الفيوم دفا عن هنا فى المنصوره.
علم عمار،أن يوسف يتخابث عليه،ليقول ببسمه،:سيبك من رجوعى،عندى الاهم دلوقتى والى جيتلك مخصوص علشانه،قبل ما أرجع البيت.
تبسم يوسف يقول:وأيه المهم ده،الى يخليك تجيلى بدل ما تروح البيت تطمن على الناس الى فيه؟
رد عمار:بص بقى أنا وأنا فى الفيوم قابلت،حسام إبن اللواء ثابت هناك،وعرض عليا أشاركه،فى مشروع شركه لأستصلاح الاراضى.
رد يوسف:مش ده العرض الى سبق وعرضه عليك اللواء ثابت وقولت وافقت عليه مبدئياً
رد عمار:هو بس اللواء ثابت هيسلم كل شُغله لابنه،وهيرتاح هو،بيقول كبر،وكمان إبنه عنده فكر إقتصادى عنه،وكمان الحكومه،شارطه المشروع يكون بين عدد من الافراد،وانا فكرت أنك تدخل معانا شريك.
رد يوسف بعدم فهم: أدخل معاكم شريك ازاى،ومنين ما انت عارف البير وغطاه،أخوك
المكتب نص قضاياه ل حقوق أهل البلد الغلابه،والقواضى التانيه اهى ممشيه الحال،أنا لو مش أنت،كان زمان مكتبى اتقفل ورجعت اشتغل مع المحامى الى كنت بدرب عنده قبل ما أفتح مكتبى ده فى شقة ماما،وكمان مصاريف علاج أسماء بعد كل مره بتجهض،غير أنها لو عرفت ان واحده اتاخرت فى الخلف وخلفت تجرى هى وأمى يسألوها عن الدكتور،وتروح له،على امل والمصاريف، مُكلفه جداً.
تبسم عمار يقول:ربنا يرزقك بالذريه الصالحه،وليه قاطعتنى قبل ما أخلص كلامى،
بص يا يوسف،الشركه أكيد هتبقى محتاجه مستشار قانونى خاص بيها،وانا واثق فى خبرتك،يعنى مفيش لا عقد بيع،ولا شراء انا بمضى عليه من غير ما تكون،أنت فاحصه،ومدققه كمان،،أنت دى هتبقى نسبتك فى الشركه، لانك هتستلم الشئون القانونيه بدءً من إجراءات إنشاء الشركه نفسها.
فكر يوسف،لدقيقه،وتبسم.
تحدث عمار:وأيه سر البسمه دى بقى؟
رد يوسف:أصل لو عندى أخ من دمى مكنش هيفكر فيا كده،طول عمرك،كنت بتوقف جنبى،أنا وخديجه،لما جيت على نفسك وإتجوزتها وإنت شاب،صغير،وحميتها هى وولادها،تعرف،أنا أوقات كنت بتمنى،إن جوازك إنت وخديجه يتحول من جواز على ورق،لجواز فعلى،بس للأسف المشاعر بينكم مازادتش عن أخوه،وأنا أكتر واحد عارفك،يا عمار.
تبسم عمار،وهو ينظر له،تذكر حين كان تائه منذ أيام
فلاشــــــــــــــــــــــ* باك
أحياناً كل ما تحتاج،إليه هو شخص،يسمعك فقط،حتى لو إنتقدك،ولامك على خطأ لم تكن لتعترف به
هذا ما حدث،بالضبط
نظر يوسف لعمار مذهولاً يقول: مش فاهم، يعنى إيه، إبن أغتصاب، وأغتصبت، سهر، ليلة زفافكم، فهمنى.
جلس عمار على أحد المقاعد، يطفئ، سيجاره ويشعل أخرى، نفث، دخانها، بغضب شديد، قائلاً:سهر مكنتش موافقه على جوازها منى، وعندى يقين أنها فى كل مره بتسلمنى نفسها،خوف،لأغتصبها،مره تانيه.
تعجب يوسف قائلاً:بتقول إيه،ولما هى مكنتش موافقه على جوازها منها إزاى إتجوزتك.
رد عمار:معرفش إزاى،سبق وقولتلك إنها رفضتنى قدام بابا وعمى،بس تانى يوم وائل قال أنها وافقت،ومش بس ده الى حصل،
صمت عمار،ينفث دخان السيجاره
تعجب يوسف يقول:إيه تانى الى حصل!
سرد عمار ليوسف عن ذالك الخطاب الذى وقع بيده بين دعوات الزفاف، ومحتواه الذى أغاظه وقتها،وإحتراق الخطاب،دون قصد منه،وسماعه، لحديثها مع إبنة عمها بالمسجد يوم عقد القران،كل سبب فى معاملته لسهر بعنف ليلة زواجهم.
تعجب يوسف قائلاً : مش حتة جواب لقيته بين دعوات الزفاف، هو السبب، فى إنك، تغتصب سهر، بالطريقه، الى قولت عليها، كان فين عقلك، يا عمار، مش يمكن الجواب مكنتش هى الى كتباه،،لو مكنش الجواب إتحرق كان بسهوله تواجها بالمحتوى الى قولت عليه، حتى لو سمعتها بتكلم بنت عمها، فى المسجد يوم كتب الكتاب مش يمكن فهمت غلط وقتها، واضح إن بنت عمها، كان عندها علم بالجواب ده، لأنك قولت إرتبكت لما سهر سألتها، وكمان قالت إن بنت عمها، كانت موافقه عالجوازه من الأول.
رد عمار: معرفش أنا مفكرتش، حتى سهر، عصبتنى، ليلتها، بطريقة ردها عليا، كنت عاوز أكسرها قدامى، وأمتلكها بأى طريقه، كنت بنفس عن غضبى.
تعجب يوسف قائلاً: أى غضب،
صمت يوسف لثوانى ثم قال بمفاجئه:
عمار إنت شوفت سهر، قبل ما نروح نسأل على وائل يوم أختفاء غدير؟
رد عمار: أيوا شوفتها كذا مره بالصدفه مرتين فى الطريق، ومره كنت فى فرح جنب، بيتكم،بس مكنتش أعرف هى بنت مين غير لما إتفاجئت بها يومها،قدامى،وطريقتها فى الرد عصبتنى.
تبسم يوسف: وطبعاً عجبتك ودخلت مزاجك، بس طبعاً عمار زايد لازم ينكر ده.
نظر عمار ليوسف بعدم فهم قائلاً: قصدك أيه؟
رد يوسف: أنت وقعت فى حب سهر يا عمار
من أول ما شوفتها.
تعجب عمار يقول: بتقول إيه، أكيد....
قاطعه يوسف قائلاً:
أيوا حبيت سهر، بس غاظك أنها مبادلتكش نفس الشعور، فاكر لما قولتلى أنك مش ممانع تجوز، ظهور سهر، هو الى خلاك تاخد الخطوه دى، والأ ليه متجوزتش من سنين، كان قدامك البنات أشكال كتيره ،بس ظهور سهر كان دافع أنك تاخد الخطوه دى،بس فوجئت بسهر مكنتش عاوزاك،غرورك إتحكم فيك،وطبعاً،إزاى عمار زايد،واحده ترفضه،أنا وإنت عارفين،أن غدير،لو كنت إتقدمت لها كانت هتوافق، بس هى كانت عاوزاك إنت الى تطلبها مش،يفرضوها عليك،وكمان إقتراح البدل كان فرصه جاتلك،حسبتها فى دماغك كده،بس إنت كنت عاوز سهر،بالذات،وناوى عليها،لأن لو مكنتش سهر،فى الموضوع مكنتش هتتجوز،بنت عمها،لانها مش فى دماغك،أصلاً،بس سهر كانت،شغلت عقلك،وكمان فى سبب تانى،حكاية فرق السن بينك وبين سهر خمستاشر سنه،مش شويه،إنت مفكر إن عقلها صغير،بالنسبه لك،
نفث عمار،دخان سيجارته،بنظر ل يوسف،بتفهم ،يوسف أظهر الحقيقه أمام عيناه،واضحه،حقيقة مشاعرهُ،هو حقاً،أحب سهر،دون عن باقى النساء الآتى قابلهن بحياته.
تبسم يوسف قائلاً: تعرف أنى صدقت كلمة السعيد فى المال تعيس فى الحب، الحب مش حسبة، مكسب وخساره يا عمار،الحب إحساس بيدخل للقلب،بيلغى كل الحسابات
إنت تاجر شاطر،بس فى المشاعر لسه تلميذ بيدأ يتعلم أول حروف العشق
عاد عمار،من تذكره لتلك الليله،التى كشف يوسف له حقيقة مشاعره لسهر أمامه.
باكـــــــــــــــــ*
نهض عمار واقفاً يقول: فكر فى عرضى،ومستنى موافقتك،سلام انا بقى،إبقى سلملى على أسماء،وكمان حماتى.
نهض يوسف قائلاً:خلاص بقى مبقتش حماتك،الأستاذه نوال هى حماتك،دلوقتي،إكسب،رضاها،بس انا شايف أنك كسبانه من زمان،يلا،ربنا يهنيك،وسلملى على سهر،وخديجه وولادها،قال يوسف هذا ونظر لساعة يدهُ قائلاً بس معتقدش خديجه وولادها هيبقوا صاحين لدلوقتي،الساعه قربت على حداشر وربع،وولادها عندهم مدارس،بس ممكن تروح تلاقى سهر منتظراك،لو كنت بلغتها أنك على وصول،وأنت جاى فى السكه.
تبسم عمار وتهرب كن الرد يقول: تصبح على خير.
قال عمار هذا وغادر
نظر يوسف فى أثرهُ مبتسماً،يتمنى له السعاده.
........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل عطوه بشقة وائل.
كانت غدير،تجلس على فراش غرفة النوم
تاره تقلب،بقنوات التلفاز،وتاره أخرى بين مواقع النت على الهاتف،
بسأم وضجر
الى أن سمعت صوت فتح باب الشقه.
نهضت سريعاً،وتوجهة الى الخارج،رأت دخول وائل منهكاً من العمل،وقالت بسخط:
أيه الى آخرك كده،أكيد كنت عند مامتك،لازم تمضى عندها حضور قبل ما تطلع هنا.
رد وائل،بإنهاك:أنا مشوفتش ماما من إمبارح،وأكيد زمانها نايمه دلوقتي،أنا يادوب راجع من مركز الصيانه،كان عندنا صيانه،لأجهزه كتير،و لازم تتسلم الأجهزه دى فى ميعادها علشان سمعة ومصداقيه المركز،من فضلك سيبينى أخد حمام يفُك جسمى كله حاسس أنه متشنج،وياريت تحضرى لى عشا لانى متغديتش،على فطورى من الصبح.
ردت غدير:ليه هو الشغل فى المركز،كتير كده دايماً،نفس الموال كل يوم تقريباً.
رد وائل:مش مركز صيانه تابع لشركه أجهزه كهربائيه كبيره وليها سمعتها فى البلد،فلازم تحافظ على،خدمة العملاء بتوعها.
نظرت له غدير قائله:طب على ما تاخد حمام،هكون حضرتلك عشا.
بعد قليل إنتهى وائل من العشاء،وذهب الى غرفة النوم،وتسطح على الفراش،يشعر،بالأجهاد
بينما ذهبت غدير،للمطبخ تعيد بقايا العشاء،ثم دخلت الى غرفة النوم،رأت وائل متسطح على الفراش، يُغمض عيناه
فقالت له:وائل إنت نمت،ولا أيه .
رد وائل:لأ ليه.
ردت غدير:كنت عاوزه أتكلم معاك شويه.
رد وائل:بعدين أنا مش قادر محتاج أنام وأريح جسمى،أنا هلكان طول اليوم من مركز الصيانه،لبيوت بعض العملا،بصلح لهم فى أجهزتهم .
ردت غدير:ما الموضوع الى عاوزك أكلمك فيه،يخص كده وكمان فى مفاجئه عاوزه أقولك عليها.
نهض وائل،يقول،بإجهاد:خير،يا غدير.
ردت غدير:خير،هقولك أنا عارفه أن مامتك وارثه قراطين مبانى قريبين من السكه الرئيسيه بالبلد،مظبوط.
رد وائل مظبوط،بانيه بيت على قيراط من تلات أدوار،خلاف الدور الارضى جراچات،ومأجراه،شقق،لكذا دكتور،والدور الارضى،فيه كذا محل،بس بتسألى ليه؟
ردت غدير: وطبعاً،أنت لوحدك ليك قيراط من الاتنين دول ميراثك منها فلازم تخليها تكتب القيراط ده بأسمك .
نظر وائل،متعجباً يقول:بتقولى أيه،ماما لسه عايشه ربنا يديها طولة العمر،عاوزانى أورثها وهى على قيد الحياه.
ردت غدير سريعاً،بكذب:مش قصدى،ربنا يديها العمر و يديم عليها الصحه،فهمتنى غلط،وأنا بدور على راحتك ومصلحتك،بس هوضحلك،
بص بقى
أنا شيفاك كده هلكان فى شغل مركز الصيانه،وفى الاخر المرتب الى بتاخده،لو بتشرب سجاير مش هيقضيك،وإحنا داخلين على مسؤليات،وهنحتاج مصاريف كتير،ولازم نفكر فى المسؤليات دى،وأنا فكرت،وعقلى أرشدنى،أحنا ليه منفتحش معرض بيع أجهزه كهربائيه،هنا فى البلد تقريباً مفيش أى حد بيبعها،الكل بينزل يشترى من المحلات سواء فى المنصوره،او المراكز الى حوالينا،وكمان معظم القرى الى حوالينا نفس الشئ،فأحنا لو فتحنا المعرض ده،هنكسب الزباين دول.
تعجب وائل يقول:برضوا مش فاهم قصدك،ومعرض أيه الى هنفتحه،إنتى عارفه تكاليف المعرض ده قد أيه،هو محل كشرى،ده محل أدوات كهربائيه،يعنى الجهاز لوحده بالسعر الفلانى.
ردت غدير:إنت الى مش فاهمنى بس هبسطهالك،بص بقى
أحنا محتاجين مكان للمعرض ده يكون على مورد، وقدامه سكه واسعه وقريب من الطريق، و أرض مامتك، فيها المميزات دى،إنما الأجهزه،أمرها محلول بسهوله.
رد وائل:طيب هنجيب تمن الاجهزه الى محلول أمرها بسهوله دى منين،أنا القرشين الى كانوا معايا إتصرفوا عالعفش،والجواز.
ردت غدير:من بابا،أكيد مش هيمانع،لو طلبت منه،بس لازم يكون عنده ضمان،قبل ما يوافق.
نظر لها وائل قائلاً،بأستعلام:وأيه بقى الضمان ده؟
ردت غدير:الارض الى هيكون عليها المعرض ده،تكون بأسمك،ما هو مقدرش أطلب منه،يدينى الفلوس،وانا مش ضامنه،أن أرضية المعرض مش بأسمك.
تعجب وائل يقول:قصدك،،،،
ردت غدير سريعاً:آه زى ما فهمت قصدى،أن مامتك تكتبلك القيراط التانى،بأسمك وقتها أنا أكلم بابا،وأخد منه الفلوس،ونبقى شركاء،أنت بأرض المعرض،وأنا بتمن الأجهزه،ووقتها مش هتبقى محتاج،تشتغل فى مركز الصيانه من تانى،وهتبقى شريك فى معرض أجهزه كهربائيه،وتبقى واحد من الموزعين للشركه الى تابع لها مركز الصيانه.
لمعت الفكره فى عقل وائل،كذالك تخيل نفسه،وهو يقف بذالك المعرض، يبيع ويشترى،لحسابه الخاص،تبسم بتلقائيه،
لاحظت غدير بسمته،لتبتسم بمكر هى الأخرى،فالفكره ليست فكرتها فهى فكرت هيام التى قالتها لها،لكن ليس،بهذا الشكل،هى عرضت ألاوض فقط،دون ذكر تسجيلها بأسم وائل،لكن غدير،فكرت لما لا تكون أكثر ضماناً.
نظر وائل ل غدير يقول:من بكره هقول لماما،على الأرض وهطلب منها تسجيلها بأسمى،متأكد ماما مش
هتمانع،طالما المعرض فيه راحتى.
تبسمت غدير بخبث قائله:وأنا اول ما حماتى تسجلك الارض هكلم ماما تقول لبابا فوراً،لازم
يكون فى إيدينا ضمان قدام بابا.
تبسم وائل بموافقه،يقول،بتذكر،أنتى قولتيلى عندك مفاجاه أيه هى،ولا تكون فكرة المعرض هى المفاجأة؟
ردت غدير:لأ مش هى،بصراحه فى مفاجأة،انا أتأكدت منها النهارده بعد ما روحت الشغل،بصراحه كده أنا كان بقالى كام يوم متلخبطه ومزاجى بيتغير،بسرعه،وكمان نفسى مسدوده عن الآكل وأن آكلت الأكل مش بيستنى فى معدتى،وجالى شك فى ده،وقطعت الشك باليقين وروحت للصيدليه،وجبت إختبار حمل وعملته،وطلع إيجابي،وكمان زيادة تأكيد روحت لدكتورة النسا،وأكدتلى أنى حامل فى حوالى اربعين يوم.
فرح وائل كثيراً وأحتضنها يقول بسعاده: مبروك يا حبيبتي،أنا الصبح هقول لماما وكمان باقى العيله هيفرحوا قوى،بالذات تيتا.
تحدثت غدير قائله:لأ مش لازم حد يعرف،بالخبر ده دلوقتى،متنساش،أن سهر مبقلهاش وقت سقطانه،وممكن يزعلوا،وأنا كمان مش هقول لحد من عيلتى،بالذات أسماء،علشان بتحمل وتسقط ممكن تزعل،لو عرفت أنى حامل،وهخلف قبلها.
حضنها وائل،يقول:براحتك يا حبيبتي، بس انا سعيد قوى،وواضح أن الحمل ده هيبقى وش الخير علينا..
تبسمت غدير،تفكر فهى حصلت على وائل بمبادلة زواج،وبدأت تجنى،السعاده،فقريباً،سيصبح وائل مثل عمار،بعد أن يصير صاحب معرض أجهزه كهربائيه،كبير،وأيضاً،ستصبح أماً، قبل أن ينجب هو ً،أما هو لم يكن يريدها،ليقع بسهر التى أُجهض حملها فى مهده.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زايد
بشقة سهر،
بغرفة النوم
كانت سهر نائمه على ظهرها
جفاها النوم وهى تنظر عمار،الذى هاتفها قبل ساعتين،يخبرها أنه على مشارف البلده عائداً من الفيوم،لكن،لما تأخر الوقت أصبح منتصف الليل،شرد ذهنها،أيكون حدث له شئ سئ بالطريق،نهضت تنفض عن رأسها تفكيرها السئ،وأتت بهاتفها من على طاوله جوار الفراش،فتحت الهاتف،وفكرت أن تهاتفه تعلم لما تأخر،لكن تراجعت،بدون سبب،عادت تفكر تهاتفه،لكن تراجعت حين سمعت صوت سيارته،دخلت الى فناء المنزل.
نهضت من على الفراش سريعاً،وتوجهت الى باب شرفة الغرفه،أزاحت الستائر قليلاً،تنظر من خلف الزجاج،الى دخول عمار الى المنزل،تنهدت بأطمئنان،لكن خشيت أن يكون رأها،فتركت الستائر،وعادت سريعاً الى الفراش تتسطح عليه،
أغلقت هاتفها،ووضعته محله،ثم أظلمت الغرفه،الأ من ضوء خافت،جذبت غطاء الفراش عليها وأغمضت عيناها،لاتريدهُ،أن يعرف،أنها كانت مستيقظه،لهذا الوقت تنتظر عودته.
بينما عمار،رف قلبه حين نزل من السياره ورفع رأسه،لشرفة الشقه،رأى تسرب بعض الضوء من الباب الزجاجى،ربما لم يرى سهر،لكن تسريب الضوء كان واضح،وسرعان ما تعتمت الشرفه،مره أخرى،
تبسم بشوق،كان يقطع درجات السلم بتلهف،لرؤيتها،كى يضمها بين يديه،لكن
حين فتح باب الشقه تفاجئ بعتمتها،إلا من أحد الأنوار المصحوبه بباب الشقه التى تضئ تلقائيًا،وقت فتح باب الشقه
توجه مباشرةً،الى غرفة النوم،وجد إضاءه خافته،وسهر نائمه على الفراش،عليها الغطاء،لاحظ،إرتفاع وإنخفاض أنفاسها،من تحت الغطاء،كم ود أن يُوقظها،لكن،لن يُزعجها،توجه الى الحمام،
ليخرج بعد قليل،توجه الى الفراش،أزاح الغطاء قليلاً،وتسطح على الفراش،وجهه،ينظر ناحية،سهر التى،لاحظ أنها تبربش بأهدابها،وضع يدهُ على وجنة سهر،يتلمس نعومتها،وأقرب منها،يستنشق من أنفاسها منتشياً،يُغمض عيناه،للحظات
فتحت سهر عيناها،فى لحظه،نظرت لوجهه،وتبسمت،ثم أغمضت عيناها،لتذهب الى سُبات هانئ،وهو الى جوارها،وهو لم يكن أقل منها،شعر بهناء،وهو ينام الى جوارها،كان يتأمل ملامحها،الى أن غلبه النُعاس.
...............ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ، بمنزل يوسف
أحياناً،عله تشعرك بسوء الظن
هذا ما حدث،بالفعل
حين نهض يوسف من جوار،أسماء،وتركها وحدها بالفراش،
وخرج الى خارج الغرفه،متوجهاً،الى المطبخ
يقوم بعمل قهوه،له،ثم جلس على طاولة المطبخ يحتسيها،برويه يفكر،فى عرض عمار عليه أن يصبح الشريك الثالث،بتلك الشركه،فرصه كبيره له، ستدفع بأسمه للأمام،وعائد مادى كبير،بالمستقبل،
تنهد يوسف بصوت مسموع.
ليسمع من خلفه:أيه الى مسهرك كده،وأيه سبب التنهيده الكبيره دى؟
نظر خلفه،رأى أسماء تزم طرفى،ذالك المئزر الثقيل عليها.
تبسم بود يقول: مفيش أيه الى صحاكى،دلوقتى.
ردت أسماء:أبداً بتقلب،حطيت ايدى لقيت مكانك خالى،وبارد إستغربت،بس أيه الى مسهرك قوى كده وخلاك تسيب السرير،وتجى لهنا تشرب قهوه،بعد نص الليل.
تبسم يوسف وهو ينهض،تاركاً القهوه،وتوجه الى مكان وقوف أسماء،أمام باب المطبخ،وضمها بين يديه، ينحنى يُقبل عنقها بشوق قائلاً:كنت مشتاقلك،ولما طلعت ولقيتك نايمه،مرضتش أصحيكى.
رفعت وجهها لتتلاقى عيناها مع عيني يوسف،رأت نظرة العشق الذى دائماً يخصها،بها،ليأخدها الى الغرفه يغدقها،بعشقه لبعض الوقت،يتنحنى عنها،ويجذبها لتبقى براسها على صدره،
تنهدت أسماء قائله:أنا بحبك يا يوسف،لو فى يوم من الأيام،ربنا مأرادش يكون عندنا ولاد بلاش تعمل زى عمار،وتجيبلى ضره،قولى وقتها وأنا هنسحب من حياتك بهدوء.
رفع عمار وجه أسماء،ينظر لها بذهول قائلاً:بتقولى أيه يا أسماء،أكيد مش فى وعيك.
نزلت دمعة أسماء قائله:لأ فى وعيي،يا يوسف،ده حقك،عمار،أتجوز علشان يكون عنده ولاد يشيلوا أسمه،وأنت كمان ممكن فى يوم تعمل،زيه،وألا أيه سبب الحيره الى مسهراك لدلوقتي؟
بعد يوسف أسماء عنه،ونهض من على الفراش،وأرتدى ملابسه،بصمت،وكاد أن يخرج من الغرفه،لكن وقف على صوت بكاء أسماء الذى يخلع قلبه من محله،عاد مره أخرى،وجلس جوارها على الفراش،يقول:وأيه سبب الدموع دى بقى دلوقتي.
ردت أسماء: مفيش
تعجب يوسف وهو يقترب منها،وجفف دموعها بيديه قائلاً:أقولك انا سبب الدموع دى،سببها عكننة،ستات مصريه أصيله،أسماء،أنتى عارفه أنى بحبك من زمان،وحاربت علشان أفوز بيكى،يبقى مش علشان موضوع الخلف ده هضحى بيكى،أسماء،أنتى رفيقة حياتى الوحيده،وأنا مش عمار ولا أنا فى نفس ظروفه،عمار متحوزش على خديجه،علشان يخلف،ويبقى أب،زى الكل ما مفكر كده،فى سببين خلوا عمار يتجوز،تانى.
ردت أسماء:وأيه هما السببين دول.
رد يوسف:أولا،عمار،حب سهر،بالصدفه،والسبب التانى،عمار،وخديجه عمرهم ما كانوا،أزواج،ولا هيكونوا فى المستقبل.
تعجبت أسماء قائله:مش فاهمه،قصدك أيه؟
رد يوسف:مش فاهمه،ولا مش مستوعبه،عالعموم هفسرلك الموضوع،ببساطه،خديجه،وعمار أتفقوا،يكون جوازهم على ورق من البدايه،إرضاءً لجد عمار،وقتها،وفضل الوضع بينهم،كده،حتى عمار،كان بينام فى أوضه،لوحده،بشقة خديجه،وعمره ما دخل أوضة نومها،كنت مفكر أن ده ممكن يحصل فى البدايه ومع الوقت بندمجوا،بس،القلوب محدش يقدر،يسيطر،عليها،فضل نفس الأحساس ملازم الاتنين،ولما ظهرت سهر،فى حياة عمار،بدأت تحتل تفكيره،وأتجوزها،مشاعره كلها إتحركت ل سهر مع الوقت،تقدرى تقوليلى سبب أن مشاعر عمار طول السنين الى فاتت متحركتش إتجاه خديجه،وأول ما اتجوز سهر،إستحوذت على مشاعره،عارفه ليه؟
صمتت أسماء بذهول من ما تسمعه من يوسف.
تبسم يوسف،على نظرة الذهول التى رأها بعين،أسماء.
فأجاب وهو يشير نحو قلب أسماء قائلاً:
بسبب ده،ده شاف خديجه طول الوقت مش أكتر من أخت،بس سهر،العشق الى إتسرسب لقلبه بدون غصب أو مجامله لصديق عمره.
ردت أسماء:دلوقتي فهمت ليه خديجه عمرها ما مامنعت أن عمار يتجوز غيرها،بس أزاى قدروا يخدعوا العيله الوقت ده كله،وأزاى متحولتش مشاعرهم،مع الوقت بسبب قربهم،ووجودهم فى مكان واحد.
رد يوسف:دى حاجه إسمها تألُف القلوب،القلب،دايماً بيبحث،عن وليفه،وده الى حصل مع عمار،وخديجه،بس أنا ليا عندك رجاء يا أسماء،بلاش حد غيرنا يعرف بالكلام ده، لأن عمار أأتمنى على سرهُ هو خديجه،من زمان،وعلى ما أعتقد،أن قريب جداً عمار بنفسه هيفشى السر ده وينهيه قدام العيله.
ردت أسماء:قصدك أيه،أن عمار ممكن يطلق خديجه!
رد يوسف:وارد جداً.
تعجبت أسماء قائله:بس ده ممكن يسبب مشاكل،فى العيله،بابا وعمى ممكن يعترضوا.
رد يوسف:دى حياة عمار،وهو الوحيد الى لازم يقرر يعيشها إزاى،زمان إستسلم لقرار جدهُ وقبل بالجواز من خديجه،وكلنا كنا عارفين إن عمار،لازم هيكون له زوجه تانيه فى يوم من الأيام،وعمى،والحاج مهدى،مش هيقدروا يجبروا عمار،على شئ،وهيرضخوا للأمر الواقع،وكده كده خديجه،كل همها،ولادها ميتحرموش من خير،أبوهم كان سبب،رئيسى فيه،وكمان يتربوا فى حضن أهلهم.
تبسمت أسماء قائله:متخافش يا يوسف،أنت قولتلى سر،عمرى ما أبوح بيه،بس مش هتقولى سبب لسهرك لحد دلوقتي حاسه فى سبب تانى؟
رد يوسف: فعلاً فى سبب تانى،هقولك حتى علشان يمكن تساعدينى أخد قرار،
سرد لها يوسف طلب عمار منه مشاركته،فى شركته الجديده
نظرت أسماء له حائره وخائفه بنفس الوقت،ولكن قالت:العرض مغرى جداً،وكمان تستحقه،رأيي انك توافق،وبلاش تفكير كتير، وتجى تنام،وبلاش سهر،لان عندك محكمه الصبح،وقضايا لازم تكون مركز فيها.
تبسم يوسف لأسماء،فهى اراحت عقله من تفكير كان من الممكن أن يجعله ساهداً طوال الليل
أحتضنها يوسف بود وقبل عنقها،قائلاً:زى ما عكننتى عليا،لازم تدفعى تمن العكننه دى قال هذا،وبدأ فى تقبيلها،بنعومه،لتذهب معه للعشق،لكن قلبها خائف،فهناك بعض الرجال يفسدهم كثرة المال،وهى لديها نقطة ضعف..
........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصباح اليوم التالى.
دخلت خديجه الى غرفة أحمد،وجدته يجلس يتحدث عبر،الابتوب مع مازن،فأبتسمت قائله:زى كل يوم لازم أدخل القاك بتكلم مازن،قبل ما تروحوا،للمدرسه،وافضل أقول الوقت،بعد كده أبقوا اتكلموا،بوقت تانى،يكون فاضى،خلينى أصبح على مازن،وبعدها، تنزل بسرعه تفطر علشان تلحق باص المدرسه
تنحى أحمد قليلا من أمام الابتوب،لتقف خديجه قائله:صباح الخير،يا مازن،قولى أخبارك أيه؟
رد مازن بود
صباح النور،يا طنط خديجه،أنا الحمد لله كويس.
نطق مازن لأسم خديجه،لفت مسمع،ذالك الذى دخل الى الغرفه،فأسرع وتوجه الى مكان جلوس طفله،وتحدث،سريعاً:أزيك يا مدام خديجه،أخبار،ولادك أيه؟
ردت خديجه:الحمد لله،وحضرتك تمام؟
رد حسام:الحمد لله،عمار كان هنا أمبارح.
ردت خديجه:أه قالى.
رد حسام:إحتمال كبير عمار الفتره الجايه يجى لهنا،ونتقابل كتير،لان هيبقى بينا مشروع،مشترك،أتمنى أقابلك.
شعر حسام انه تسرع بقوله هذا،فقال بمهادنه،قصدى أتمنى مازن،وأحمد يتقابلوا هما نفسهم،يتقابلوا تانى،ويقعدوا مع بعض مع من خلال شاشات تليفون او لابتوب.
شعرت خديجه،بهزه فى قلبها،حين سمعت قوله،لكن بعدت هذا الشعور مستحيل،وقالت،فى الأجازه،يتقابلوا،دلوقتي،لازم يلتزموا الاتنين بمذاكرتهم،ودروسهم،مش مركز فى دروسك يا مازن.
رد حسام:تعرفى إن مازن،رجع من تانى،يخب الدراسه،ويذاكر،دروسه لما أتعرف على أحمد،من الواضح أن أحمد الى شجعه.
ردت خديجه:نفس الى حصل مع أحمد،يعنى الدراسه مبقلهاش شهر،راجعه من تانى،ودرجات أحمد عليت،واضح أنهم بيشجعوا بعض،ربنا يوفقهم الاتنين،هستأذن انا لازم أنزل أحضر الفطور، ولانش بوكس،لاحمد وكمان لمنى،وكفايه كده بقى،علشان وقت الباص يلا يا مازن سلام،فى رعاية الله .
تبسم حسام، يتنهد بسعاده،لكن تذكر أن خديجه،على ذمة رجل أخر،وهذا الشعور،ليس من حقه.
بينما خديجه:خرجت من الغرفه،ووقفت أمام باب الغرفه،هناك شعور،قديم يصحوا بداخلها،ظنت أنه دُفن مع الماضى،لكن لا،لن يصحو من جديد،فسارت مره أخرى تنزل لأسفل،تقوم بواجبها الاول كأم.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
وضعت سهر تلك الصنيه،على طاوله أمام عمار،قائله:
الشغاله الى تحت قالت أنك طلبت منها قهوه،عملتها وأنا طلعت بها،أتفضل،بس الوقت بدأ يتأخر القهوه مش هتنيمك.
رد عمار قائلاً:لأ مش هنام دلوقتي،عندى شوية عقود براجعها.
جلست سهر،بالقرب منه على أريكه،بغرفة المعيشه،تشعر بسام،فقامت بفتح التلفاز
تنظر بين الحين والأخر لعمار.
الذى يجلس لجوارها، يقرأ بعد العقود، يُدقق ما بها، لاحظ نفخها، لأكثر، من مره، وهى تُقلب، بريموت الكنترول، بين القنوات، الى أن. أستقرت على أحد القنوات، وما هى الأ قناة، رقص شعبى، أشمئزت سهر، وسألت عقلها لما توقفت على تلك القناه، فعادت تُقلب، بالقنوات، لتجد فيلم لنجمه، إغراء شهيره، تقوم بالرقص، أيضاً، كانت ستعود للتقليب بالقنوات، لكن أمسك عمار، يدها قائلاً: خليكى عالفيلم ده، فيلم مُسلى.
نظرت له قائله: أنت شوفت الفيلم ده قبل كده؟
رد عمار ببسمه: لأ، بس عندى فكره عن أفلام النجمه، دى، مميزه.
سخرت منه قائله: مميزه، مميزه، بأيه، نفسى أعرف دى بتعجبكم وتجذبكم على أيه، شويه الدلع، والرقص، دى كل أفلامها تافهه، وبتعمد على جسمها، وياريت جسمها، مُغرى، ده كله نفخ، وعمليات تجميل، أكيد الى بيعجب الرجاله، هو،لبسها و رقصها، الخليع.
أقترب عمار، منها، يلاصقها بمكرقائلاً: طب، أيه رأيك ترقصيلى، وأنا أعرفك بعدها، أيه الى بيجذب الرجاله ليها.
نهضت سهر من جواره، قائله: وماله.
ثم سارت
ليتعجب عمار قائلاً: على فين يا سهر، مش هترقصيلى.
ردت سهر بسخريه: رايحه أتحزم، وأجيلك.
ضحك عمار،وترك الأوراق التى كانت بين يديه،ونهض سريعاً خلف سهر،وحملها من الخلف،يرفع قدميها عن الأرض،
قالت سهر بخضه،سيبنى يا عمار.
رد عمار:مش هسيبك قبل ما ترقصيلى،
ردت سهر:مش بعرف أرقص،سيبنى أنا مصدعه،وهدخل أنام وكمل أنت شغلك.
تحدث عمار:وأيه سبب الصداع ده،عاوز أعرف
حاولت سهر فك يديه من حولها،تتملص من بين يديه،لكن كان عمار دخل بها الى غرفة النوم،وضعها بالفراش،وقبل أن ترد عليه،فاجئها بقبله متشوقه،للحظه حاولت سهر المعارضه،لكن أندمجت معه،ليترك شفاها
وهو يعتليها على الفراش،
لتنظر له سهر قائله:عمار، التيرم التانى فى الدراسه بدأ،بقاله كذا أسبوع،وأنا مروحتش الجامعه،لازم أروح علشان أحجز الكتب،وكمان بشعر بملل طول اليوم،فى البيت.
رد عمار قائلاً:تمام،روحى.
تبسمت سهر له
وضع عمار،يدهُ يملس على وجنتي،سهر قائلاً:
أنتى حلوه قوى يا سهر،
قال هذا وختم قوله،يضع شفاها على شفتيها،يأخذ من رحيق أنفاسها،عسلاً،
شاركته سهر قطف هذا العسل،عقلها يفكر،كان أستسلامها له سابقاً،خوفاً،أما الآن فهو مكافأه،له على قبوله،ذهابها الى الجامعه.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
إتكئت سهر على بعض وسائد الفراش،وتمددت نصف نائمه ثم
وضعت سهر الهاتف على أذنها،تستمع الى تلك التى تمزح معها بالحديث قائله:
ندله يا سهر،بقالى مده كنت بتصل وببعتلك رسايل مش بتردى عليا غير بإختصار عاارسايل ومفكرتيش مره تردى على إتصالاتى،إيه البحر الأحمر نساكى ليا،أنا والله لما لقيت مكالمه منك فكرت مردش عليكى،بس قلبى بقى،وكمان علشان أعرف إيه فى البحر الأحمر،نساكى ليا أنا والواد حازم،كمان مكنتيش بتردى عليه،لا رسايل ولا إتصالات،قوليلى،البحر الأحمر،حلو قوى كده،بينسى الواحد أصحابه،علشان أفكر أقضى الهانى مون فى البحر الأحمر،أهو أنسى لخطيبى سنين الشقى،الراجل شقيان فى السعوديه،بيدرس وبيدى دروس خصوصيه،هلكان يا عين أمه،علشان نتأهل بقى.
تبسمت سهر قائله:بطلى هزارك ده بقى وخلينا نتكلم جد أنا جايه الجامعه بكره،وسبق وكنت قولتلك أحجزلى الكتب،معاكى،يا ترى حجزتى ولا نسيتى زى العاده.
قالت صفيه بفرحه:أيه ده بجد خلاص،زهقتى من القاعده فى البحر الأحمر وهترجعى للمنصوره انا قولت هتفصلى هناك لحد الإمتحانات،بس متقلقيش،حجزتلك ودفعت كمان،عربون،تجبيه معاكى بكره،أه دى فلوس الراجل الشقيان فى السعودية،والمثل بيقول جامل صاحبك فى كل حاجه الأ الفلوس .
تبسمت سهر قائله:عارفه إنك ماديه،متخافيش،هجيبهملك،معايا،ومتنسيش تجبيلى معاكى محاضرات الأسابيع الى فاتت.
تبسمت صفيه قائلهاستنى معايا جرس الباب بيرن هشوف مين وارجعلك،
بعد لحظات عادت صفيه تتحدث قائله :أيه ده الواد حازم، جه عندنا،يظهر قلبه حاسس،أنك هتكلمينى،الواد ده،مُرزق،خدى كلميه.
توترت سهر وكانت ستنهى حديثها،لكن قول حازم،جعلها ترد حين قال بلهفه:
سهر إزيك،أخبارك إيه،بطلبك ليه مش بتردى عليا.
ردت سهر بإقتضاب:أنا كويسه الحمد لله أخبارك إنت إيه،يا حازم ؟
رد حازم:انا الحمد لله،بس أنتى وحشتينى،قصدى يعنى،إنك طولتى فى الغيبه فى البحر الأحمر هترجعى إمتى؟
قبل أن ترد سهر،فوجئت بدخول عمار الى غرفة النوم،فأعتدلت فى جلستها،وإرتبكت قائله:أنا جايه بكره الجامعه،نتقابل هناك،وسلملى على صفيه،وقولها متنساش تجيب معاها المحاضرات الى فاتتنى،سلام.
أغلقت سهر الهاتف،قبل أن يرد حازم عليها،
ثم نهضت من على الفراش،ووضعت الهاتف،على طاوله جوار الفراش،بصمت.
تحدث عمار يقول:هتروحى بكره للجامعه؟
ردت سهر:أيوا،أنا سبق وقولتلك،وقولتلى روحى،ولا غيرت رأيك؟
رد عمار:لأ مغيرتش رأيى بس بسأل مش أكتر،لأنى لاحظتك وانا داخل بتتكلمى،مع شاب.
ردت سهر:ده حازم زميلى فى الجامعه،وأنا مكنتش بتكلم معاه،كنت بتكلم مع صفيه،صاحبتى،تبقى بنت عمته،وهو كان عندها،وقال يسلم عليا.
رد عمار بغيره مستتره:إنتى بتكلمي شباب فى الجامعه؟
ردت سهر:أكيد بكلم شباب،زمايلى فى الجامعه،فى حدود الزماله مش أكتر،من كده،يا ترى لسه فى أسئله تانيه؟
شعر عمار بالغيره،لكن سهم لثوانى يتطلع لوجهها،ثم قال:على فكره أنا مسافر،بكره للفيوم،أنا ويوسف ويمكن أفضل هناك كم يوم .
لا تعرف لما شعرت سهر بهزه فى قلبها،وهو يخبرها أنه سيغيب عنها،لكذا يوم،
لا تعرف لما حشرج صوتها،وهى تقول:
كم يوم وليه؟
رد عمار: معرفش هفضل كام يوم عندى هناك مشكله فى المزرعه دى،وكمان عندى،شغل تانى لازم يخلص،وهياخد كذا يوم .
ردت سهر:ربنا يوفقك،فى شغلك،وتتحل المشكله
كانت عيناهم منصبه على بعضهم بشوق،
شعرت سهر بقشعريره من نظرات عمار لها،خجلت من نظرة عيناها فقالت هاربه:
أنا حضرتلك الحمام من شويه.
مازالت عيناه عليها،رأى تنحى عيناها عن النظر إليه،قال:متشكر،أنا فعلاً محتاج أخد دُش،يريح جسمى.
رفعت عيناها تنظر له دون رد،
تتلاقى العيون،يُصدر العقل،إشارات للقلب،تمهل،نبضك قليلاً،تكاد تخرج من بين أضلُعى،قطع النظرات،صوت رساله لهاتف عمار.
عادت سهر لوعيهها خجله،من نظرات عمار،توجهت الى الفراش،
عاد عمار هو الأخر،يرى شاشة الهاتف،وفتحه،وكانت الرساله من يوسف يؤكد عليه موعد الرحيل صباحاً،
قرأ عمار محتوى الرساله،وتوجه يضع الهاتف على طاوله جوار الفراش،ثم توجه الى الحمام
وقف أسفل المياه مُغمض العينان،طيف سهر،بخياله،شعور،لا بدايه له ولا يعلم له نهايه،أيعترف لها بمكنون قلبه،وحقيقة زواجه من خديجه،ويزيح تلك العقبه بينهم،أم يظل محتفظ بالسر،خشيه تكذيب سهر له،فعقل كعقل سهر،لن تصدق،لو قال لها أنها الوحيده التى إستحوذت على قلبه ومشاعره،يطوقها قلبه،وعيناه تتمنى أن تظل أمامه،يعشق ملامحها الملائكيه،يريد نسيان تلك الرساله التى جعلت منه مفترس،وجعلها تخشى قُربهُ منها.
فتح عيناه يزيل المياه عن عيناه،ثم أوصد الصنور ولف خصره بمنشفه،وأخذ منشفه أخرى ينشف بها،خصلات شعره
نظر لنفسه بمرآه بالحمام،يُزيح بخار المياه،يتآمل نفسه بالمرآه،رأى سهر خلفه،
تنهد وأغمض عيناه يقول سهر،لكن لارد فتح عيناه،ونظر للمرآه وجد نفسه فقط،سهر أصبحت ترافق خياله.
بينما
سهر،أزاحت غطاء السرير،وتسطحت على الفراش،تتنهد تسحب أنفاسها المنقطعه،كانت تخشى أن تخرج منها أمامه،قلبها يسأل ما هذا الشعور الجديد،الذى بدأ يتسلل لقلبها،بسرعه،لكن،عقلها قال
مهلا،فى ماذا تفكر أيها الأحمق النابض،أليس هذا من زرع بداخلك خوف من رفض قُربهُ،خشية أن يؤذي جسدى،وتُعيد معه،عذاب تلك الليله،التى كسرت بداخلى إحساس الآمان فى قُربهُ،
عادت سهر لعقلها على صوت فتح باب الحمام،أغمضت عيناها.
بينما اغلق عمار خلفه باب الحمام،ووتوجه يطفئ،ضوء الغرفه،ثم ذهب الى جهة الفراش الأخرى،و أزاح الغطاء،وتستطح على الفراش نائماً على ظهره لبضع ثوانى،ثم أقترب من سهر التى تنام على إحدى جانبيها ظهرها له،
لف يدهُ يحتضن جسدها،وهمس جوار أذنها،،،سهر.
شعرت سهر بذبذة بكيانها،وخفقان شديد بقلبها،لكن عاود نطق إسمها مره أخرى،بنغمه سحرت وجدانها،خانها جسدها،لتستدير،له ويُصبح وجهها بوجهه.
حين إستدارت سهر،ورأى وجهها أمامه،زلزلت قلبه،بتلقائيه منه كان يطوقُها بقوه بين يديه،لدقائق،ثم فك إحدى يديه،وملس بها على وجنتها قائلاً:هتوحشينى يا سهر،أدمنت خلاص،أنى أصحى ألقاكى جانبى فى السرير،أول شئ بشوفه أما بفتح عنيا .
قال هذا وأنهى حديثه بقبله،أذابت كل الفراغ بينهم،ربما يبدأ بعد هذه الليله طريق آخر،لا يُعلم نهايته.
بصباح باكر.
فتح عمار عيناها،رأى سهر مازالت غافيه،بملامح ملائكيه،أقترب منها،قبل شفاها،ظل يتطلع لوجهها،كأنه يحفر ملامحها بذاكراته،بداخله لو بقى لدهر من الزمن يتطلع لوجهها لن يسأم
لكن
صوت رسالة الهاتف،أخرجه من تطلُعه بوجهها،نهض،سريعاً،وذهب للحمام،وعاد بعد دقائق،يرتدى ملابسه،نظر خلفه،سهر مازالت غارقه بالنوم،أنهى أرتداء ثيابه،وذهب الى جوار الفراش،وأخذ هاتفه،وقام بوضع ظرف مكان هاتفه ، ثم إنحنى،يُقبل سهر،ثم غادر الغرفه،بهدوء،ثم غادر الشقه.
شعرت سهر،بعمار،حين قبلها أول مره،كانت ستصحو،لكن إدعت النوم،الى أن دخل للحمام،وعاد يرتدى ملابسه،شعرت بقبلتهُ الثانيه،لو لم يخرج بعدها مباشرةً،لرأها تفتح عيناها،
تنهدت سهر،تشعر،باللخبطه،والتخبُط،شعورين بداخلها يتصارعان،شعور يُعطى للقلب،طريق لبدايه جديده،وشعور للعقل،تمهل،لن يفيدك التسرع،عليك التأنى،فالبدايه لها ذكرى سيئه،كما أن هناك خديجه أيضاً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.
صباحاً
بعد وقت
بمنزل زايد
نزلت سهر ترتدى ثياب خروج،تصادمت مع فريال،التى قالت لها بأستعلاء:لابسه ومتشيكه كده رايحه فين عالصبح.
ثم نظرت الى زيها الغالى الثمن التى ترتديه فقد كانت ترتدى طقماً رسمياً،شتوى باللون الرمادى،وعليه جاكيت فرو بنفس اللون الرمادى،يُظهرها كملكة الشتاء،تعلم فريال أن من قام بشراء هذا الزى الغالى الثمن عمار،فهو كان ضمن مجموعه من الألبسه تم شرائها عن طريق التسوق الاليكترونى من أحد الماركات العاليه،فعمار،هو من دفع ثمن حقيبة الملابس الخاصه بسهر،ودفعت هى ثمن حقيبة زواج تلك الغبيه غدير.
لاحظت سهر نظرات فريال،لتعلم أنها تتفحصها فردت :رايحه الجامعه،ناسيه أنى،لسالى سنه ونص،على ما أخلص الدراسه.
ردت فريال بتهكم:تخلصى دراسه، لأ مش ناسيه يا نوغه،بس يا ترى عمار،يعرف إنك هتروحى الجامعه،ولا مصدقتى إنه مش موجود،وقولتى أتصرمح براحتى،ما هو إن غاب القط،إلعبى يا فاره.
تضايقت سهر من تشبيهها لها بالفاره وقالت:
لأ إطمنى،يا طنط عمار عنده خبر،وقالى روحى،لأنى مش فاره،عن إذنك بقى،علشان ألحق محاضراتى،إبقى قولى لطنط حكمت،أنا كنت هأقولها،بس الشغاله قالتلى أنها فطرت ودخلت لأوضتها ترتاح علشان تعبانه شويه،قولت أسيبها ترتاح ، سلام.
ذهبت سهر، وتركت فريال لغلولها، تقول:
حكمت، نايمه، وسيباكى من يوم ما سقطى، بعد ما كانت ماسكه جامد عليكى، قلبها رق، معرفش السبب، يمكن عمار، السبب، شيفاه قلبه ميال ناحيتك، وخديجه خلاص، راحت عليها كله من غدير بنتى الغبيه، سبق وقولت لها الى هتتجوز عمار،هتبقى هى الملكه،بس قال إيه متجوزش على ضره،تعالى شوفى،أهى سهر ملكت،وبكره لما تجيب الوريث،مش هيبقى حد قدامها،
صمتت فريال لدقيقه، ثم أكملت بفحيح ووعيد: بس أنا مش هستنى كتير،وكفايه هنا على عمار،صبرت كتير،لازم أخد تار الى غدر بيه.
بينما يملئ الشر قلب وعقل فريال،سمعت رنين هاتفها الذى بيدها،نظرت له،وقالت ساخره:
بنت حلال قوى،وجات عالسيره،ردت فريال،قائله:خير،عالصبح،متصله عليا ليه،يا غدير؟
رغم شعور غدير،بالغبطه من طريقة رد والداتها لكن إبتلعت طريقتها الجافه فى الرد قائله: فى أيه يا ماما،أيه الى مضايقك كده عالصبح.
بنفس السخريه ردت فريال:هيكون أيه الى مضايقنى،خلفتى السوده،ياما قولتلك الى هتتجوز عمار،هتمتلك زمام البيت،وأهو،بكلم السنيوره،ردت عليا ببجاحه،غير،معاملة حكمت الى إتغيرت،من يوم ما سقطت،وخديجه،ولا بقى ليها أى لازمه،عند عمار،بس حظى أنا بنتى غبيه،جريت وراء واحد ما يسواش فى سوق الرجاله،بختى كده،لو كان يتغير بأيدى كنت غيرته من زمان،عاوزه ايه بتتصلى عليا ليه؟
للمره الثانيه إبتلعت غدير،طريقة الرد وقالت:
كنت عاوزه أقولك إنى هاجى الليله عندكم،وكمان عاوزه بابا فى أمر خاص.
بتهكم قالت فريال:وإيه هو الأمر الخاص،ده،الى هخليكى تشرفى بيتنا المتواضع.
شعرت غدير،بعدم تحمل حديث والداتها،وقالت بإختصار،لما أجى أكيد هقولك مينفعش الكلام عالتليفون،يلا سلام يا ماما،وائل صحى من النوم،هروح أحضرله الفطور.
اغلقت فريال الهاتف قائله:تحضرى له الفطور،عد أنه يوقف فى حلقهُ يجيب آجلهُ
قالت هذا،وفتحت هاتفها على أحد أرقام الهاتف،وقامت بإتصال،وحين رد عليها الطرف الأخر قالت بإختصار:عاوزه ميعاد فى أقرب وقت،ولو النهارده يكون أفضل،
سمعت رد الطرف الأخر، ثم قالت وماله هستنى الميعاد ده، بالسلامه، أغلقت الهاتف، عيناها تتقد شراراً، وهى ترى خديجه، تضع لطفلها طعامه بحقيبتهُ المدرسيه تودعه بسعاده، عاد لخيالها منظر قديم لها، يقتسم قلبها الآن هذا المنظر، وهى ترى غيرها تفعله.
...
بينما غدير أغلقت مع فريال الهاتف،تشعر بغصه من طريقة حديث والداتها،الجاف معها،وكذالك،ربما بعض الغيره من سهر،فيبدوا أن حديث والداتها القديم كان صحيحاً وأن من سيتزوجها عمار هذه المره ستكون صاحبة كلمه وشأن كبير بالعائله ليس كما أعتقدت،سابقاً،أنها ستكون ماعوناً فقط.
فاقت غدير،على صوت نداء وائل لها
نظرت أمامها رأت وائل يخرج من الحمام.
تبسم لها قائلاً: أيه بكلمك مش بتردى عليا، سرحانه فى إيه، وكنتى بتكلمي مين فى التليفون.
ردت غدير: مش سرحانه ولا حاجه مأخدتش بالى إنك بتكلمنى، وعرفت منين أنى كنت بكلم حد فى التليفون، إيه بتتصنت عليا.
رد وائل بتعجب: أتصنت عليكى، ليه، وعرفت لأن التليفون فى إيدك وواقفه سرحانه،ولما سألتك سرحانه أنكرتى.
شعرت غدير،بالكسوف وقالت بعصبيه قليله:قولت مش سرحانه،وكنت بكلم ماما أقولها أنها هروح دار زايد المسا،علشان أكلم بابا موضوع معرض الادوات الكهربائيه،مش خلاص حماتى سجلت قيراط الأرض الفاضى بأسمك فى الشهر العقارى،يبقى خلينا نستعجل،فى فتح المعرض،مش لازم تضيع وقت،نفسى قبل ما أولد يكون المعرض إتفتح وإشتغل كمان،متنساش،أن لسه هنبدأ من اول خطوه،نبنى المكان،وتجهيزات المعرض،وده هياخد وقت.
رد وائل بتفهم:طيب،تمام بس بلاش عصبيتك دى،مش قصدى حاجه،وفعلا لازم نستعجل شويه،لأنى خلاص مبقتش قادر اتحمل الشغل فى مركز الصيانه أكتر من كده،زهقت من اللف على بيوت عملاء الشركه،بس مضطر ألبس هدومى علشان أنزل أروح مركز الصيانه،لحد ما نبدأ فى تجهيزات المعرض،وقتها أبقى أقدم إستقالتى منه.
ردت غدير:خلاص بعد ما بقى معانا عقد تسجيل الارض وبأسمك متأكده بابا مش هيعارض،وانشاء الله هى مسألة كام يوم ونبدأ بالتجهيزات الخاصه بيه ودلوقتي خلينى أروح أحضر الفطور على ما تلبس هدومك.
خرجت غدير،من الغرفه،بينما وائل يرسم صورته وهو يقف مع زُملائه،يخبرهم أنه،أصبح صاحب معرض كبير.
بينما ذهبت غدير،للمطبخ وقفت تشعر بضجر،أثناء تحضيرها للفطور،فمنذ متى كانت هى المسؤله عن تحضير الفطور،لنفسها،كان هناك من يحضرهُ وهى تتناوله،أحياناً دون كلمة شكر لمن أحضرهُ لها.
...ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بجامعة سهر
وقفت سهر خارج الجامعه تبتلع حلقها،ثم حسمت أمرها ودخلت
ذهبت مباشرةً الى المكان التى دائماً ما تجلس به مع صديقتها،
تبسمت من بعيد حين رأتها تجلس،ومعها حازم
أقتربت منهم،وقالت:صباح الخير.
وقف حازم يبتسم
ثم وقفت صفيه،تنظر بتعجب،وقامت باللف حول سهر متعجبه،ثم قالت: أنتى مين، أنتى سهر صاحبتى صح، أنتى جايه الجامعه بهدوم العيد،ولا عمو منير إختلس من شركة الكهربا.
تبسمت سهر:بتخرفى تقولى أيه؟
ردت صفيه مش بخرف،أنت مش شايف يا واد يا حازم ليكون بقيت زى حسن يوسف مريضه بالتهيؤات،أنتى عارفه تمن الطقم الى عليكى ده قد أيه،وكمان جاكيت الفرو ده فرو أرانب وتعالب،أصلى،ولا مضروب.
تبسمت سهر قائله:دايماً،بتهزرى ماله الطقم والجاكيت الفرو،عادى جداً.
ردت صفيه:عادى أيه،يا بنتى أنا شوفت طقم أخو الى عليكى كان معروض فى شوبينج عالنت،أخاف اقول سعره،قوليلى ورثتى مين فى العيله،وجيبتى الطقم ده،متقوليليش أنه تقليد للطقم الأصلى.
ردت سهر بكذب:أهو انتى قولتيها بنفسك،تقليد للطقم الأصلى،يعنى إنبهارك مش فى محله،ومورثتش حد،ولا بابا أختلس،زى ما بتقولى،وبعدين دى مقابله تقابلينى بها بعد المده الطويله دى مشوفناش بعض فيها.
تبسمت صفيه وإقتربت من سهر وضمتها قائله:وحشتينى،يا سهوره،يا ندله كل دى غيبه فى البحر الاحمر،بس يظهر الجو هناك جه على هواكى،شيفاكى فيكى حاجه متغيره أيه هى مش عارفه غير الطقم ده،أنا خلاص أخدت القرار الهانى مون بتاعى فى البحر الأحمر،بس إبقى إدينى عنوان خالتك،هناك أبقى انزل ضيفه عليها،أهو نوفر حق مصاريف السكن هناك،ومتخافيش مش هعاكس جوز خالتك،هيبقى جوزى معايا وهو واخد عنى فكره إنى محترمه.
ضحكت سهر بغصه،بينما
حازم الذى يحدثهُ قلبه أن هناك شىء بالفعل تغير فى سهر فهى منذ أن ألقت عليهم الصباح،وعيناه تتفحصها،بشوق
وقال باسماً:
أزيك يا سهر،ليه قفلتى على كلامى معاكى فى التليفون أمبارح؟
إرتبكت سهر وقالت:مفيش بس تيتا كانت بتنادى عليا،وهى تعبانه شويه،وروحت أشوفها عاوزه أيه،
قالت سهر هذا وأرادت التهرب من أسئلة صفيه وحازم، قائله: وبعدين خلينا هنا أوعى تكونى نسيتى تجيبى المحاضرات السابقه،وكمان أنا شوفت جدول المحاضرات الى بعتيه ليا عالتليفون، يعنى المحاضره بعد عشر دقايق يعنى خلاص يادوب نلحق ندخل مدرج المحاضره،وبعدين أبقى كملى أسئلة،يلا بينا،عن إذنك يا حازم.
قالت سهر هذا وجذبت صفيه متوجهين الى قاعة المحاضرات،بينما حازم،لديه،شبه شعور مؤكد،سهر تريد إخفاء شئ،وتتهرب،فطريقة هندامها،لم تكن بهذه الطريقه سابقاً،كانت ترتدى ملابس مهندمه،وعصريه،لكن ليست بهذا الشكل المبالغ،فيه،كما أن حديثها معهم مختصر،لم تكن تمزح كعادتها معهم،لكن جاء لتفكيره،فربما،طريقتها هذه بسبب غيابها الطويل عنهم،وأيضاً ليلحقوا المحاضره.
بينما دخلن سهر وصفيه الى قاعة المحاضرات،جلسن بأماكنهن،بمنتصف قاعة المحاضرات.
تحدثت صفيه قائله:لسه يجى نص ساعه على المحاضره ما تبدأ،يلا قوليلى،بقى عملتى أيه فى البحر الأحمر،بالتفصيل،أنا حسيت إنك بتتهربى من عنين الواد حازم،لما قولتى أن المحاضره بعد عشر دقايق،يلا إقرى واعترفى،وشك مختلف عليا،حاسه انك مخبيه عليا حاجه،وكمان الطقم الحلو ده دليل على كلامى.
توترت سهر قائله:هخبى أيه،صدقينى مفيش حاجه،انا بس يمكن البحر تعبنى شويه الجو برد،بس نسيتي أنا جيبت لك العربون الى دفعتيه للكتب معايا،نسيت أعطيه ليكى بسبب هزارك.
لاحظت صفيه تهرب سهر،فقالت:عربون إيه يا بنتى،انتى عارفه إنى كنت بهزر معاكي،لكن عادى براحتك،أحنا أخر الشهر،وممكن باباكى ومامتك مرتبهم خلص،خليه لأول الشهر،
وضعت سهر المال أمام صفيه قائله:لأ الحمد لله خدى الفلوس اهى،وكتر خيرك أنكِ حجزتيلى الكتب،لو مش أنتى يمكن كانت النسخ تخلص،والدكاتره،يقولولى الطبعات خلصت،خدى من زمايلك،وإنتى عارفه فى كم دكتور غلسين بيعاملوا،بشراء الكتاب بتاعهم،وممكن يشيلينى الماده بتاعته.
ردت صفيه:طالما مُصره براحتك،هاخد الفلوس،بس برضوا عندى أحساس إنك فيكى شئ متغير،بس مش هضغط عليكى،وادى يا سيتى المحاضرات الى فاتتك،خديها إنسخيها،واللى مش فهماه،أو هيوقف معاكى قوليلى أبقى اشرحه ليكي،أو الواد حازم يتمنى،هو بينجح،بتقدير عالى كل سنه ومش بعيد يبقى معيد عالدفعه الى بعدنا،أو يلحقنا،أبوه أكيد هيجيب له واسطه تعينه معيد،ما هو مقاول كبير،وعاوز يفتخر بابنه بقى.
تبسمت سهر قائله:يا بنتى ده إبن خالك،يعنى زى اخوكى أتمنى له الخير مش تقُرى عليه هو وابوه.
ضحكت صفيه،قبل أن ترد قالت سهر:خلاص بطلى،رغى ومترديش،الدكتور دخل المحاضره.
صمتت صفيه،لكن
شرد عقل سهر بعمار،طوال مدة المحاضره،تفكر،حين فتحت ذالك الظرف الذى تركه عمار،على طاوله جوار الفراش،وجدت به مبلغ مالى كبير،ورساله ورقيه مختصره،هذا المال من أجلك،يا سهر،لا تنسى أخذه.
وبالفعل أخذت المال،هى لديها بعض المال،من نقوطها،بعد الزواج،وكانت ستاخذ منه وتعطى لصفيه مالها،لكن فرحت بذالك الظرف،وتركت المال الأخر،وأخذت هذا،لا تعلم السبب،لسعادتها،بتلك اللفته من عمار.
زغدتها صفيه قائله بهمس:مالك يا بنتى بكلمك مش بتردى عليا،روحتى فين؟
ردت سهربهمس أيضاً:فى أيه عاوزه ايه احنا فى المحاضره بطلى همس،وركزى مع الدكتور،شويه.
ردت صفيه بهمس:وهو الدكتور ده شرحه بيتفهم،سيبك منه،طالما أشتريتى الكتاب بتاعه تبقى ضمنتى النجاح فى الماده بتاعته،بقولك أيه؟ ايه رأيك بعد المحاضره نغرم الواد حازم فى غدوه وتحليه،ونرغى سوا،وحشانى،وعاوزه أحكيلك واخد رأيك،فى كذا حاجه عاوزه اشتريها من عالنت،هفرجكك عليها،أنتى ذوقك حلو،والطقم الى عليكى ده يشهد،عاوزه كمان اشتري شويه هدوم من الى بالك فيها أدلع كده،وادلع الجدع كمان،شقيان.
تبسمت سهر قائله:مش هينفع أنا همشى بعد المحاضره مباشرةً،سبق وقولتلك تيتا تعبانه شويه،ولازم أرجع خليها لمره تانيه.
ردت صفيه:براحتك،أنا الى قولت أخد رأيك،واهو بالمره تاخدى خبره،للزمن.
تبسمت سهر،بسخريه،فعن اى خبره تتحدث،فهى،لديها خبير،أشترى لها كل ما هوت نفسه له،وهى ما عليها سوى الأنصياع،وارتداء تلك الملابس،تذكرت حين وضع بيدها قميصاً للنوم زهرى اللون يصف،ويشف الجسد،وحين أعترضت هاجمها،أنها لم تعد تلك الفتاه التى تردتدى بيجامة ميكى،وبعض الشخصيات الكارتونيه،أصبحت زوجه،وعليها إرتداء ما يشتهيه أى،رجل بزوجته،كان من الممكن أن تُصر على إعتراضها،لكن تلك الليله لجمت اعتراضها،ووافقته وإرتدت ما يرد،رؤيته عليها،كانت تشعر بذالك الرداء أنها عاريه،والبروده تغزو جسدها،لكن هو كان مُحنك حين إحتواها،بين يديه،وجعلها تشعر بالدفء
زغدتها صفيه مره اخرى قائله:مالك طول الوقت سرحانه كده ليه،لأ أنا اتأكدت فى حاجه حصلت المده الى فاتت ومخبياها عنى،يلا إقرى،ومتخافيش سرك فى بير،أيه قابلتى واد حليوه فى البحر الأحمر وخد مكانه خاصه ولا أيه،يلا قوليلى،كده كده الدكتور خلاص قفل الابتوب بتاعه،يبقى المحاضره خلصت.
نهضت سهر قائله:بعدين هقولك،ودلوقتى،زمايلنا بدأو يطلعوا من المدرج خلينا كمان نطلع،لازم أكون فى البيت بدرى مش لازم اتأخر.
تعجبت صفيه لكن إمتثلت لسهر،وخرجوا من قاعة المحاضرات.
ليجدوا حازم يقف بمكان قريب من القاعه،ينتظرهن،
وحين رأهن،ذهب إليهن مبتسماً.
لكن تهربت سهر قائله:أنا ماشيه،وأشوفكم بكره بقى،هيبقى فى محاضرتين،أهو اروح بدرى يمكن أقدر أنقل شويه من المحاضرات الى فاتتنى،سلام
قالت سهر هذا وفرت هاربه من أمام صفيه،وحازم المتعجب،فكلما إقترب من الحديث مع سهر تهربت منه،دون سبب.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بمنزل زايد
بعد أن تناولت غدير العشاء بصحبة العائله،طلبت من والداها الجلوس معه لأمر هام يخصها.
صعد معها للشقه الخاصه بهم،وكانت معهم فريال.