رواية مهووس بك يا صغيرة الجزء الثاني 2 بقلم رونا فؤاد

رواية مهووس بك يا صغيرة الجزء الثاني 2 بقلم رونا فؤاد


رواية مهووس بك يا صغيرة الجزء الثاني 2 هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة رونا فؤاد رواية مهووس بك يا صغيرة الجزء الثاني 2 صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية مهووس بك يا صغيرة الجزء الثاني 2 حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية مهووس بك يا صغيرة الجزء الثاني 2

رواية مهووس بك يا صغيرة الجزء الثاني 2 بقلم رونا فؤاد

رواية مهووس بك يا صغيرة الجزء الثاني 2

نظر اليها أدهم بعتاب ينافي ثوران مشاعره وهو يقول : مش شايفه ان أسهل كلمه بقت بالنسبالك الطلاق ياغزل 

اشاحت بعيناها بعيدا عن نظراته وهي تقول : انت اللي بتوصلني لكدة

قال بدفاع عن نفسه : بوصلك لكدة عشان بحبك وبغير عليكي 

التفتت له بحنق هاتفه بهجوم : اسمها بخنقك وبتحكم فيكي ياادهم مش بحبك وبغير عليكي 

ازداد سيل العتاب بنظراته من هجومها عليه بتلك الطريقه التي تنافي الواقع.... فهو يحبها حد الجنون ويغار عليها فقط 

ليقول بعتاب : انتي شايفه اني مش بحبك ياغزل

اهتزت نظراتها وسرعان ما ابعدتها عن عيناه فهي تعرف جيدا كم يحبها والا ما كانت تتجرأ و تقف امامه الان تتحداه بتلك الطريقه وهي تعرف انها المخطئه لتتابع بعناد : انا  شايفه اننا مينفعش نكمل مع بعض 

انصدمت ملامحه مما نطقت به بينما نظرت له غزل باصرار وعناد وتمسك بموقفها وليس وكأنها تطلب منه إنهاء حياتهما معا 

ليردد ببطء : يعني ايه.. ؟؟!! 

قالت وهي تضم قبضتها : يعني نتطلق ياادهم 

احتدت نظراته ليقول بعدم تصديق : بالبساطه دي

اولته ظهرها وهي تقول : وايه الصعب فيها.. ؟

لايصدق حقا ماتقوله....!! 

نعم بكل مشكله تواجههم تنطق بكلمه الطلاق ولكنه سرعان ماكان يراضيها وينتهي الأمر ولكن تلك المرة هي مصره عليها بل وتتحدث بهدوء وليس كأنها تنهي حياتهم 

امسك ذراعها وادارها اليه بقليل من الحده قائلا : غزل انتي واعيه للي بتقوليه..؟ 

زمت شفتيها قائلة : شايفني بخرف ياادهم.؟! 

نظر الي عيونها وقال بجديه : مبقتش قادر اشوف....

نظرت لعيناه التي فاضت بعتاب وهو يكمل : حبي ليكي مخليني زي الأعمى مش قادر اشوف حاجة .... غزل انتي مش ممكن تكوني قاصده كل مشكله بينا تطلبي الطلاق عشان عاوزة تتطلقي فعلا..... انتي بس بتهدديني مش كده 

حاولت نزع ذراعها منه لتقول باندفاع و عدم تفكير : انت فاكر اني بهددك.... بس انا المرة دي واخده قرار

انفلتت اعصابه ليهدر بغضب : قرار ايه اللي واخده... ؟!! متجننيش ياغزل .... مشكله بينا زي اي مشكله ليه بتكبريها 

نزعت ذراعها من يده وهتفت بغضب ;عشان  تعبت وزهقت من كتر المشاكل 

هتف بغضب مماثل : يبقي تحاولي نتجاوز المشاكل بينا مش تزوديها بالطريقه دي 

قالت بانفعال : انا معملتش حاجة ياادهم وبطل تتهمني

قال باتهام : مش بتهمك وانتي عارفه عملتي ايه كويس ياغزل......! ازدادت نبرته حده وهو يتابع :  قولتلك الف مرة بغير عليكي افهمي بقي....! تقومي بالرغم من انك عارفه غيرتي المجنونه تروحي تقدمي علي شغل لا وكمان من ورايا 

قالت بدفاع عن نفسها : انا مقدمتش انا كنت بجهز الc v بتاعي وبس اتكلمت مع الشركه وكنت هقولك لو كانوا وافقوا عليا مبدئيا 

احتدت نظراته ليقول بانفعال :  يعني رايي مجرد تحصيل حاصل ياغزل..... لا والله كتر خيرك انك كنتي هتقوليلي لو الشركة واقفت.....

قالت بعصبيه :  بطل تريقه عليا

زمجر بغضب : بتريق علي اني مش راجل مالي عينك 

نظرت له بغضب قائلة :انت بتقول ايه..... ؟مين قال كدة... انا قولت بدل ما ندخل في خلاف من غير داعي اتأكد أن الشركة موافقه اني اشتغل فيها 

: وتخبي عليا 

قالت باتهام : انت اللي بتخليني اخبي عليك عشان اكيد كنت هترفض وتتخانق

هتف بغضب : فقولتي تحطيني قدام الأمر الواقع.... نظر لها باتهام واكمل : كل مرة تخبي عليا حاجة  بتبرري لنفسك ان انا السبب 

ابعدت عيناها لاتجد كلام للدفاع عن نفسها فهو محق.... لا تواجهه بل تخفي عنه خوفا  من ردود أفعاله لذا بكل الاحوال تمسكت بموقفها وظلت صامته وهي مقتنعه انه السبب باخفاءها لأي شئ عنه..... 

قال أدهم بصرامه ; ساكته ليه.... عشان عرفتي انك غلطانه 

التفتت له بحدة ; مغلطتش

مال ناحيتها يتطلع الي عيونها بشراسه : لا غلطتي ياغزل..... غلطتي لما عملتي حاجة من ورايا.... وغلطتي لما صممتي انك مغلطتيش وكمان زودتي غلطك اكتر واكتر لما اخدتي الولاد وسبتي البيت 

وبعد كل ده بتقولي طلقني وأننا مينفعش نكمل مع بعض...... ازدادت نظراته حدة بينما ضغط علي حروفه وهو يسالها : ها ياغزل  غلطانه ولا لا..؟ 

ظلت صامته بينما عيناها تعلقت بعيناه التي لانت نظراتها كثيرا امام عيونها لتنفلت تنهيده حاره من صدره ويقترب خطوة منها ويمسك بذراعيها يديرها اليه ويقول بنبره لينه هادئه : غزل انتي اغلي حاجة عندي في الدنيا..... انا بحبك ومقدرش اعيش لحظة واحده من غيرك وانتي عارفه كدة كويس...وعشان كدة انا بعدي كل تصرفاتك وبقول صغيره وملهاش خبره في الدنيا ولا بتعرف تتصرف  اتحملها.... 

نفذ عتابه الي قلبها فهي تعرف انها تمادت كثيرا ولكن ماذا تفعل وهي لاتريد شئ إلا أن يكون لها كيان مستقل... تابع بعتاب :

كل مشكله بينا ياغزل تقولي ننفصل وكأنك مش بتحبيني وماهتصدقي تخلصي مني بس برجع اقول لنفسي لا انتي بتحبيني زي مابحبك واكيد متقصديش تقللي مني ولا تستغلي حبي ليكي وتضغطي عليا 

سرعان ماتهكمت وقد وجدت المهرب من حصار صحه كلامه لتقول : بستغلك...؟! 

ده طبعا كلام مها هانم 

عقد حاجبيه باستهجان : وايه دخل امي دلوقتي في الموضوع 

قالت بهجوم : مش ده كلامها دايما.... اني بستغلك

هتف بانفعال من محاولتها للمراوغه : غزل متغيريش الموضوع 

قالت بدفاع عن نفسها   : انا مش بتهمك..... انت ووالدتك اللي دايما بتتهموني 

زفر بضيق هاتفا : انا 

كدة بتهمك ولا بتفاهم معاكي عشان نحل مشاكلنا وبعدين طلعي امي برا الموضوع عشان ملهاش علاقه بيه..... اكبري بقي  واعقلي ياغزل  

: والله لو شايفني مجنونه طلقني 

هتف بحنق شديد : بطلي تقولي الكلمه دي عشان لو انطبقت السما علي الارض مش هطلقك

بادرت باندفاع : شفت بقي 

قال باستهجان : شفت ايه..... ؟! شفت اني متمسك بيكي ومقدرش اعيش من غيرك.... شفت اني عمال اتنازل عشان حياتنا وانتي مصممه تحسسيني انك مبقتش فارق معاكي ومش عاوزاني 

اشاحت بوجهها : انا مقولتش كدة 

قال بغضب ; امال قولتي ايه..؟ 

التفتت له ورفعت عيناها الي عيناه ليذوب كل غضبه بلحظة بينما قالت : قولت اني بحبك بس عاوزاك تغير من اسلوبك معايا.... مطلبتش المستحيل ياادهم 

اطفأت كل غضبه بنظره عيونها والهبت نيران حبه بكلماتها ليقول بخضوع : ... ولو طلبتي المستحيل ياغزل .... عشانك هعمله  

تقابلت نظراتهم لحظة ليحدث نفسه ويسأل.... يتنازل من أجلها..... ؟! نعم.. 

بل ويفعل المستحيل من أجلها..... تتدلل عليه نعم..... فلتفعل ماتريد به الا ان تبتعد عنه........انبهرت نظراتها بينما دغدغ غرورها 

للغايه بكلماته ولينه امام ثورتها بالرغم من انها المخطئه..... ولا تنكر انه مؤخرا اصبح ودوما يفعل وهي قد عرفت الطريق لاثناءه عن عناده معها ببعدها عنه والذي لا يحتمله .... طريقه ماكره منها ولكنها مشروعه فهي تدافع بها عن نفسها وتختبر حبه لها...

: طلباتك ياغزل 

نظرت له وقالت :  ابسط حقوقي 

ارتسمت ابتسامه علي طرف شفتيه حينما قالت ليس طلب بل حق.. تعلمت الصغيره ابجديات الكلام فلتطلب ماتشاء

:وايه بقي ابسط حقوقك ياغزل هانم ...؟ 

قالت بثبات :  حقي اني اشتغل ويكون ليا كيان مستقل وحياه مش مجرد تابع ليك 

قال بحب ; انتي حياتي كلها مش تابع ليا 

قالت بدلال : كلام

هز راسه وجذبها اليه ليحيط خصرها بذراعه قائلا  ;مش كلام.... من غيرك أدهم زهران ولاحاجة 

قالت بدلال وهي تتطلع لعيناه : كل وظيفتي في الحياه اني مرات أدهم زهران...... يبقي كلام والا اثبت ليا العكس

تنهد بتعب حقيقي ليقول باستسلام 

:حاضر ياغزل 

نظرت له بشك لوهله وهي تسأله :هتسيبني اشتغل

اومأ لها دون قول شئ لترتسم نظرات الانتصار بعيونها ولكنها سرعان مااخفتها وهي تكمل : وانا اضمن منين 

قال بعتاب : من امتي قولتلك كلمه ومنفذتهاش

حقا لم يفعل ليسود الصمت لحظة قبل ان يقول... يلا بقي نرجع البيت 

حقا ضغطت عليه حينما قالت ...لا... لما تنفذ كلامك الاول 

نظر لها بصدمه :  ايه..؟! 

قالت بتعلثم وخوف من نظراته التي احتقنت بالغضب من شكها به وخشيت ان تفقد ماوصلت اليه.... بينما نظر لها أدهم بعدم تصديق فقد تحولت الي امرأه اخري لا يعرفها لم تعد تلك الصغيره التي كان دوما يفهمها من نظره.... هو لا ينتوي ان يخدعها ابدا

ولكنها تعرف انه ربما يتحايل علي الوضع ماان تعود معه.... 

قطع حديث عيونهم وانقذ الموقف طرق يوسف علي الباب 

ليلتفت اليه أدهم بينما يقول لأخته بعتاب : ايه ياغزل عقلنا ولا لسه 

قالت وهي تهز راسها : انا مش مجنونه

ضحك يوسف بمشاكسه : لا طبعا مجنونه.... 

وادهم يستحق جايزة انه متحمل جنانك 

قالت بعتاب ; كدة برضه يايوسف 

ضحك قائلا لادهم لتلطيف الأجواء التي دوما ومؤخرا مااصبحت اخته تشعلها.... كل مشكله تترك المنزل والحق يقال ان أدهم دوما ما يعود لارضاءها

: اخدت مقلب عمرك فيها 

هز أدهم راسه وضمها اليه ليقول بحب : لا طبعا... اخدت احلي حاجة في حياتي 

ضحك يوسف بحب ليقول : يابختك ياستي.... بعد عمايلك بيدافع عنك..... 

نظر الي أدهم وتابع بجديه ; عموما انا عن نفسي مش عاجبني اللي بتعمله كل شويه بس مش حابب أتدخل بينكم 

اومأ له أدهم قائلا : متشكر يايوسف 

ابتسم يوسف قائلا : طيب يلا عشان نهي جهزت العشا 

هز أدهم راسه قائلا : لا احنا يادوب نتحرك عشان نرجع 

قال يوسف برفض : لا والله مايحصل هتمشوا الصبح وبعدين الولاد حرام ينزلوا بليل كدة 

قال أدهم بتهذيب : لا معلش يايوسف مرة تانيه 

: انا مصمم 

قال أدهم : يبقي هعدي الصبح اخد غزل والولاد 

قالت غزل : وانت 

: هنزل في اي أوتيل للصبح

: أوتيل وبيتي موجود ... لا طبعا 

: مش عاوز اتقل عليكم 

: فين التقل بس ياادهم ده انت تنور

قالت غزل : لا خلاص يايوسف  .... انا هجهز نفسي والولاد عشان نرجع البيت مع أدهم 

هل طار من الفرحه كطفل صغير بقطعه حلوي....نعم فقد أصبحت قادره علي التاثير عليه بمجرد كلمه او بسمه خلبت كيانه وعقله وأصبح أسير لها ....... وهاهو يفي بكلمته في اليوم التالي 

نظرت اليه بعدم تصديق : ايه ده..؟ 

ابتسم بحب لسعادتها قائلا : مكتب سيادتك 

نظرت الي هاتفه بينما يعرض تلك الصور عليها  

: انت بتتكلم جد 

اومأ لها قائلا : طبعا... ده مكتب المهندسة غزل 

هتفت بعدم تصديق وهي تقفز من الفرحه :بتهزر لا..... لا... بجد 

ارتمت في حضنه :  انا بحبك بحبك.... اوي اوي 

اغدقت وجهه بالقبلات وهي تردد بسعاده : بموت فيك انت احسن راجل في الدنيا 

ابتسم بسعه وضمها اليه ليميل تجاه شفتيها ويلتقطها بشفتيه ويقود قبلتهما التي ازدادت شغف بينما تتحرك يداها بين خصلات شعره الفاحم والذي تخللته بعض الشعرات البيضاء والتي زادته وسامه مع مرور السنوات 

بعد نوبه حب عاتيه توسدت صدره ليطبع قبله راضيه علي جبينها ويغمض عيناه فكم يحبها ويعشق قربها بكل حالاتها 

...... 

........... 

التفت أدهم الي مها قائلا :  وفيها ايه ياامي

قالت مها بعدم رضي وسخط... انت بتسألني اسأل نفسك.... مكتب ايه اللي جبته لها

قال أدهم بضيق : وفيها ايه ياماما لما اراضي مراتي 

قالت مها بسخط : وهي متحاولش ترضيك ليه 

قال بدفاع ; ومين قال إنها مش بتعمل كدة 

قالت مها بحدة : تصرفاتها..... 

التوت شفتيها وهي تكمل : ال وانا اللي فاكرة انك هتعاقبها علي انها كل شويه تسيب البيت الاقيك مرجعها لا وكمان فاتح ليها مكتب.... اهي عرفت ازاي تأثر عليك وانت ماشاء الله عليك مش بتاخد في ايدها غلوة.. جريت وراها ونفذت طلباتها 

احتقن وجهه أدهم بالغضب ليقول بانفعال :ماما لو سمحتي بلاش تلميحات 

ملهاش داعي... حقها تشتغل 

غزل بتحبني وبتحاول تسعدني وانا بحبها وحقها أسعدها ولو عاوزة تشتغل فده كمان حقها 

لوت مها شفتيها بعدم رضي : دلوقتي بقي حقها 

قام أدهم من مقعده قائلا بحزم ; اه حقها ياأمي .... واللي بتقوليه مفيش ،منه داعي

نظرت له مها باستنكار قائلة : براحتك    .... بس لو بتحبك زي مابتقول مش كل شويه تقولك طلقني 

احتقن وجهه بالغضب لينصرف بدون قول شئ بينما نظرت غزل بغيظ الي مها التي كانت توليها ظهرها وقد استمعت لحديثهم...... فتلك المرأه لا تتوقف عن أشعال الفتنه بينها وبين زوجها منذ أن أتت للعيش، معهم بعد اصرار أدهم علي ذلك  بعد وفاه ابيه... تنهدت وهي تتذكر سليم الذي كان دوما يساندها ويقف بصفها عكس مها تمام.....! 

أحبت دفاعه عنها وكرهت تدخل تلك المرأه بحياتهما....! لذا أخبرت اروي عن أفعال امها 



قالت مها بحدة لاروي التي انتفضت من نبره امها ;  هي اشتكت لك 

قالت اروي بدفاع : ولا اشتكت ولا حاجة ياماما..... انا بس بقول 

قاطعتها مها بغضب : متقوليش

قالت اروي بهدوء لامتصاص عصبيه امها :ليه بس ياماما 

قالت مها بغضب : عشان انتي دايما بتدافعي عنها ومش عارفه انها بتستغل اخوكي

قالت اروي باستنكار : بتستغله ايه بس ياماما ...... وبعدين اخويا جوزها وابو ولادها هتستغله في ايه بقي 

... ايه يعني فاتح ليها مكتب تشتغل فيه بدل ماتشتغل عند حد غريب 

....ولو زي مابتقولي بتستغله طيب ماتطلب منه فلوس ومجوهرات بدل شغل 

لوت مها شفتيها بسخط : وهو يعني مقصر ماهو كاتب ليها شئ وشويات..... كفايه فيلا الساحل والمعارض اللي كاتبها باسمها 

ده طبعا غير العيشه الي مكانتش تحلم بيها 

قالت اروي بعتاب : ليه بس ياماما اتغيرتي عليها ما كنتوا كويسين 

قالت مها بتأنيب : كنت فاكرها بتحبه

: ماهي بتحبه

هزت مها راسها ; لا طبعا.... دي دايما منكدة عليه بدل ما تحاول تسعده و تشكر ربنا علي اللي بيعمله معها

: ياماما ياحبيتي اي اتنين بتحصل بينهم مشاكل وبعدين أدهم عصبي وغيور بزياده 

قالت مها بدفاع : ماهو سابها تدرس زي ماكانت عاوزة..... يعمل ايه اكتر من كدة ماتاخد بالها من بيتها وأولادها طالما خلصت دراسه 

قالت اروي بدفاع : ماهي بتعمل كدة.... بس لو حابه تشتغل ايه المانع 

تنهدت مها بغيظ:  ولا مانع ولا زفت انا مالي اصلا بوجع الدماغ ده..... تعمل اللي تعمله مش اخوكي راضي براحته

انا مش هتدخل....! 

هل توقفت... ؟! ... ربما قليلا ولكن بين الحين والاخر تلقي بكلمه لادهم لاشعال غضبه وهو يدافع عنها وأحيانا يتشاجر معها ليمر عام علي تلك الأحداث ..... به يحاول أدهم ويجاهد الا تحدث مشكله اخري بينهما ويرضيها بكافة الطرق منذ ذلك الوقت.....! 

عام مضي وهي تحارب للاحتفاظ بحقوقها التي اقتنصتها من تملكه وغيرته الزائده...... بعد استسلام لهذا التملك الذي دام لسنوات من وجهه نظرها..... سنوات كان يري انه يحبها ولايريد اي شئ يشاركه بها... سنوات ازدهر حبه لها وازداد بينما تركز في فكرها انها سنوات سجنه لها بالرغم من حبه...! 

عوده للوقت الحالي....! 

ابتسمت بثقه وهي تدخل الي مكتبها الانيق بعدما اوصلت سليم الي مدرسته وسيلا الي حضانتها النهاريه واتجهت الي عملها الذي تجاهد لان تحفر اسمها به.... دخلت اليها سلمي صديقتها اليها بسعاده ;صباح الفل 

ابتسمت لها : صباح الخير 

: عندي خبر بمليون جنيه 

نظرت لها غزل بلهفه : ايه...؟ 

: الباشمهندس ايمن وصل لاتفاق بينا وبين شركة العيسوي عشان نصمم الكومباوند الجديد بتاعهم 

ايتعت عيناها بعدم تصديق ; بتتكلمي جد 

اومات سلمي بسعاده ; طبعا..... عجبهم جدا اخر تصميم لينا وعاوزين يشوفوا تخيل مبدئي ولو عجبهم هيمضوا العقود 

قالت غزل بلهمفه :  احنا نعمل اجتماع حالا ونبدأ نحط تصورات 

قالت سلمي : حاضر فورا 

دارت بمقعدها بسعاده فهاهي فرصه عمل لكونها مهندسة مجتهدة وليس لأنها زوجه أدهم زهران...!! 



........... 

رفع أدهم عيناه من امام شاشه حاسوبه حينما دخل اسامه الي مكتبه  قائلا بدهشه : انت لسه بتشتغل ياادهم... انت مش قولت هنرجع القاهرة النهارده 

اومأ أدهم قائلا : اه بس كنت براجع كام حاجة قبل ما نسافر  

: طيب ما تراجع بكرة الوقت اتأخر ولا حاجة مستعجله 

هز أدهم كتفه : لا مش مستعجله بس ماهو انا كدة كدة مستني شريف  

عقد اسامه حاجبيه بتساؤل : خير في حاجة.؟ 

ابتسم أدهم وهو يرجع ظهره للخلف : لا خير اطمن.. هو بس بيستلم عربيه غزل من الجمرك... عاوز اعملها مفاجأه لما ارجع 

اتسعت ابتسامه اسامه ليقول مشاكسا : مش بتنسي ابدا.... ست سنين ولسه احدث موديل في مصر من نصيب غزل 

ضحك أدهم وهز راسه قائلا : طول ماانا عايش مش هنسي اي حاجة بتفرحها.... 

وحتي لما اموت يااسامه تفضل احدث عربيه توصل البلد تكون بتاعتها

قال اسامه وهو يهز راسه : بعد الشر عليك ربنا يخليك ليها وتجيبلها انت كل سنه وتجيب لولادك ان شاء 

ابتسم أدهم برضي قائلا : ان شاء الله 

في تلك اللحظة طرق شريف الغازولي أحدي العاملين مع أدهم الباب ليدخل بابتسامه قائلا : مساء الخير ياادهم بيه

: مساء النور يا شريف... حمد الله علي السلامه 

قال وهو يخرج احد المفاتيح من جيبه : الله يسلمك.... اتفضل مفتاح العربيه .... والأوراق في التابلوة

اومأ أدهم وهو يأخذ المفتاح : متشكر ياشريف

انصرف شريف ليعتدل أدهم واقفا ويتناول سترته يرتديها قائلا : كدة الواحد يروح يفاجئ مراته 

ضحك اسامه قائلا وهو يتبعه الي الخارج  ; انا ممكن اضحك علي اختك بشيكولاته وهتطير من الفرحه 

غمز له أدهم : وماله... المهم تخليها تحس انك فاكرها 

ابتسم اسامه لادهم الذي اصبح يعطيه النصائح ليكمل أدهم وهو يركب سيارته ; ابقي خد معاك كمان ورد بيجيب معاهم من الاخر 

ضحك اسامه قائلا : بقينا خبره في الحب والمشاعر ياادهم 

: هو في احلي من كدة 

هز أسامه راسه واتجه الي سيارته قائلا : لا طبعا.... يلا اطلع وانا وراك 

قاد أدهم سيارته بطريق العوده من الاسكندريه حيث بقي بضعه ايام لمتابعه افتتاح احدي معارضه الجديده.... امسك بهاتفه والذي كانت خلفيته صوره جميله  لعائلته الصغيرة وقد جلست بحضنه نسخته الصغيرة سيلا ذات الثلاث سنوات والتي كانت ضحكتها الواسعه تنير وجهها الجميل بينما سليم ذو الخمس سنوات واقف بجواره بشموخ ابيه بينما كل ملامحه شابهت غزل التي  كانت بجواره يحيطها بذراعه وعيناه تتطلع اليها بشغف وحب لم يقل يوما منذ أن رأها حتي اليوم.... تنهد باشتياق وسرح بتلك الصورة فقد غاب عنهم اسبوع ولكنه بالنسبه له عام فكم اشتاق اليهم وخاصه بالتاكيد  غزالته..... ضغط علي رقمها بينما لمعت عيناه بالشغف ماان استمع لصوتها الناعس ...نمتي..؟ 

: اه.... انت لسه سهران لغايه دلوقتي ياادهم

قال بمكر : اه ياروحي عندي شغل كتير بس قولت اسمع صوتك 

ابتسمت قائلة بدلال  : وسمعته

:سمعته وياريتني ماسمعت

: ليه بقي.. ؟

: عشان اتجننت وخلاص مش قادر علي بعدك ... . وحشتيني اوي ياغزالتي ونفسي تكوني قدامي عشان اخدك في حضني 

: وانت كمان 

قال بعتاب : لو كنت واحشك كنتي جيتي معايا 

قالت برقه لتتجنب عتابه علي انشغالها عنه : ياحبيبي ماانت عارف انه غصب عني... الولاد والشغل صعب اسيبهم 

تنهد قائلا  : ماشي ياغزالتي بس اعملي حسابك دي اخر مرة هسافر ولا اروح اي مكان من غيرك 

ابتسمت قائلة : ماشي... انت راجع امتي. ؟

: كمان يومين 

: خد بالك من نفسك 

:ماشي ياروحي تصبحي علي خير... 

:وانت من اهله 

:خدي البوسه دي لغايه ماارجع اديهالك بنفسي 

ابتسمت وهي تستمع لصوت قبلته.... القي الهاتف بجواره وزاد من سرعته فكم اشتاق اليها ويريد ان يطير ليري تأثير مفاجأه عودته مبكرا عما قال... 

...... بينما وضعت غزل الهاتف بجوارها وتقلبت الي الجهه الاخري وهي تبتسم فكم تعشقه وهو بتلك الرومانسيه..... نعم ان تلك الرومانسيه والحب والدلال ليست بشئ جديد منه لها فهو دوما زوج محب لها وليس فقط محب عادي وإنما محب بجنون ولم يتغير بالرغم من مرور السنوات بل ازداد حبه لها ولكن طوال تلك السنوات وهذا الحب مقترن بقيود غيرته الهوجاء وهووسه بها...... انفلتت تنهيده من صدرها دون ارادتها حينما تذكرت مقدار تلك القيود التي كان يفرضها عليها ولم تتخلص منها الا حينما شعر انه سيفقدها.... نعم لقد وصلت لحافه الانهيار وبكثير من اللحظات كرهت حبه لها وشعرت بأنه يخنقها.... وحتي الان لا تصدق انه قد خفف من قيوده ومن نيران غيرته التي دوما ماكانت ماتحرق الأخضر واليابس بحياتهما...... وبعد تلك المشاجره الكبيرة التي وقعت بينهما منذ عام وهو حريص للغايه الا يعود لسابق عهده..... لقد فتح لها هذا المكتب هندسي الضخم وتركها تعمل  ... تخرج كما تحب مع أصدقاءها وتذهب لأي مكان برفقه أولادها... لقد حصلت علي حريتها وكأنها كانت بالفعل مسجونه......ولكن بالنسبه لأدهم فلم يكن يفهم ان تلك هي فكرتها فقط عن حبه لها...! 

.......... 

.. 

أوقف أدهم سيارته بمكانها ونزل متجه الي داخل المنزل الهاديء ليصعد الدرج ويتجه اولا الي غرفه امه التي تمكث معه بعد اصراره علي عدم بقاءها بمفردها بعد موت ابيه الذي زلزل حياته .... عقد حاجبيه بقلق حينما وجدها ماتزال مستيقظه : ماما انتي لسه صاحيه 

التفتت له مها بلهفه قائلة :  حمد الله على السلامة ياحبيبي 

اقترب منها قائلا بابتسامه : الله يسلمك

نظر في ساعته الانيقه قائلا : سهرانه ليه لغايه دلوقتي

هزت كتفها قائلة : ابدا مش جايلي نوم عشان صاحيه متأخر 

يعرف ان نومها لم يعد كالسابق وأنها تنام لوقت متأخر لذا قال بقلق :انتي تعبانه ولا حاجة ياأمي 

هزت راسها قائلة بابتسامه هادئه :  

لا ياحبيبي متقلقش.... وبعدين هو انا ورايا  ايه اصحي له بدري...بنام كتير عشان اليوم يخلص

نظر الي امه بحنان وتأثر لتكمل وهي تربت علي يده : متشغلش بالك بيا انت راجع تعبان روح ارتاح

: هي غزل والولاد ناموا.. ؟

تنهدت قائلة : اه من بدري زي كل يوم

اومأ لها وهو يشعر بالذنب لأنها تقضي يومها وحدها وهو مشغول بعمله وزوجته مشغوله باطفالهم وعملها ليقول : حقك عليا انا عارف اني مقصر معاكي 

هزت راسها بحنان : لا ياحبيبي ولا يهمك 

ابتسم قائلا : طيب ايه رايك اروح اغير هدومي واصحي غزل نتعشي ونقعد نسهر شويه مع بعض كلنا 

هزت مها راسها قائلة : لا ياحبيبي مفيش داعي....روح اوضتك نام انت اكيد تعبان طول اليوم

نظر اليها لتهز راسها : يلا تصبح علي خير

اومأ لها وقبل راسها قائلا بحنان ; وانتي من اهله 

........

فتحت غزل عيونها بمفاجئه حينما شعرت بجسدها بين ذراعي أدهم الذي حملها حيث كانت نائمه بجوار ابنتهم سيلا 

; أدهم بتعمل ايه يامجنون

خرج بها من الغرفه ومازال يحملها

: هكون بعمل ايه... هو انا مش قولتلك ياغزالتي مش بعرف انام من غيرك

ابتسمت بدلال وهي تقول : انت مش قولت راجع كمان يومين 

داعب أنفها بانفه قائلا : مقدرتش ابعد عنك اكتر من كدة 

ابتسمت برقه  قائلة : ياسلام 

اومأ لها : طبعا 

وضعها برفق علي طرف الفراش لتعتدل جالسه وهي تقول : حمد الله علي السلامه ياحبيبي 

قبل وجنتها قائلا : الله يسلمك.... مش،نايمه في اوضتنا ليه 

هزت كتفها قائلة : اعمل ايه.... سيلا عيطت وعاوزاني انام جنبها 

داعب ذقنها بيده قائلا : وبالنسبه لابو سيلا مش في حساباتك 

ابتسمت له بدلال ; ابو سيلا مش هيعقل 

هز راسه ومال ناحيتها هامسا امام شفتيها ; اعقل ازاي وانا مجنون بأم سيلا 

قبل طرف شفتيها وسرعان ماكانت شفتيها تزحف الي شفتيها يقبلها بشغف قبله حاره مشتاقه اليها... بعد قليل ترك  أسر شفتيها ليخرج لها مفتاح تلك السيارة من جيبه ويلوح لها به ليغمز لها ;احدث موديل..! 

نظرت بعدم تصديق ; أدهم انت مش بتنسي ابدا 

هز راسه لترتمي بحضنه قائلة بسعاده ; 

حبيبي ربنا يخليك ليا..... 

قبل راسها بحب : ويخليكي ليا 

قالت بسعاده :بس بجد مالوش داعي ياادهم.... اصلا عربيتي مش بتكمل كام شهر 

وبتغيرها ليا 

داعب وجنتها بظهر بجه : ياروحي ولو كام يوم المهم تبقى مبسوطة

قالت بسعاده : مبسوطة اوي.... ربنا يخليك ليا

قبل راسها : ويخليكي ليا

ابتسمت ليقول : طيب انا  هدخل اخذ شاور علي ما تخلي ام حسن تجهز العشا عشان نتعشي سوا 

قالت بتعلثم ; اصل ياحبيبي انا اتعشيت مع الولاد

اومأ لها برفق بينما لمع الاحباط بعيناه لتقول سريعا ;  هخليها تجهزلك العشا 

هز راسه : لا متشغليش بالك

خلع جاكيته ودخل الي الحمام لتبتسم غزل وهي تتراجع الي الفراش الذي سرعان ماتوسدته وغلبها النعاس

توقفت يداه بالمنشفه التي يفرك بها شعره المبلل حينما خرج ووجدها قد نامت ليزم شفتيه باحباط وهو يتطلع بارجاء الغرفه التي لم تعد تعج بوجودها كالسابق بينما تسلل ذلك الروتين لحياتهما...... 

سحب علبه سجائر جديده من احدي الإدراج بجوار الفراش وخرج الي الشرفه ليفتحها بايدي متزمرة من تركها له بينما هو اشتاق لها حد الجنون .... ليتحدث نفسه بتذكر انها لم تنتظره ولم تعد تفعلها كالسابق..... حتي لم تهتم ان كان قد تناول الطعام ام لا...... 

أخرجت اصابعه احدي السجائر ولكنه تنهد وسرعان ماسحق العلبه باكملها بين يديه القويه والقاها بعيدا وعاد للداخل ليجلس بجوارها يتأمل ملامحها المحفورة بداخله وهو يبتسم ويلتمس لها الأعذار... فهي لا تتعمد اهماله ولكنها فقط لاتستطيع التوفيق بين كل مسؤوليتها 

سرعان ماسيكبر أطفالهم وستعود طفلته اليه مجددا.....! مد ذراعه ليحمل رأسها برفق ويضعها فوق صدره بينما ارتشفت شفتاه قبله من جبينها الناعم قبل ان يغلق عيناه وينام....! 

نظرت اوركيد في ساعتها لمرة لم تعد تعرف عددها من كثرة مانظرت اليها بينما يتراقص القلق بين دقات قلبها المتسارعه.... فقد تجاوزت الساعه الثالثه فجرا وعمر لم يعد للمنزل وهاتفه مغلق ..... ضمت وشاحها الثقيل حول كتفها بعد ان اخذت قرارها فلن تمكث لأكثر من هذا تنتظر... ستذهب للمشفي او للشركة لعلها تعرف سبب تأخره بعد ان تراجعت عن الاتصال بأسامه حتي لا تقلقه  ..! 

ألقت نظرة الي طفلتها الصغيرة لينا النائمه بغرفتها ثم اتجهت لغرفه والدتها لتجدها غارقه هي أيضا بالنوم لتسحب مفاتيح سيارتها وتتجه للباب....! 

عقد عمر حاجبيه بدهشه حينما انفتح الباب بنفس لحظة وضعه للمفتاح بالجهه الاخري.... نظر اليها متسائلا : اوركيد....! انتي رايحه فين دلوقتي 

عادت روحها اليها ماان رأته لتقول وهي ترتمي بحضنه : عمر انت اتاخرت اوي كدة ليه... كنت هموت من القلق عليك 

ربت علي كتفها وتطلع اليها مرة اخري ليسالها : انتي كنتي رايحه فين..؟ 

قبل ان تجيب التفت الي شافعي حارسه الذي صعد خلفه يحمل حقيبته وبضع أكياس ليقول  له ; .. حط الحاجة اللي في ايدك وروح انت ياشافعي 

: اوامرك يادكتور 

انصرف شافعي ليلتفت عمر الي اوركيد ويدخل خلفها للمنزل ويلقي بالاشياء التي بيده علي احد المقاعد.... لتقول اوركيد بلهفه : قلقتني عليك اوي ياعمر اتاخرت ليه كدة وتليفونك مقفول

قال بارهاق وهو يحب ربطة عنقه  : كان في حادثه كبيرة واستدعوني للطواريء وحتي التليفون مش عارف سبته في الشركة ولا في المستشفي ولا العربيه 

تنهدت وهي تخلع وشاحها من حول كتفها قائلة : الحمد لله انك كويس.... انا كنت نازله رايحة اشوفك في الشركة 

عقد حاجبيه بينما وقعت عيناه علي ملابسها والتي تكونت من بنطال جينز ضيق وقميص قصير لتهدر الدماء بعروقه ويقول بغيره : رايحه تشوفيني بالمنظر ده   .... ؟! 

هزت كتفها وقالت بدفاع : والله ياحبيبي انا اصلا ماكنت شايفه انا لابسه ايه من القلق عليك.... يادوب اخدت الشال فوق هدومي اللي كنت لابساها

نظر لها بعيون محتده مزمجرا ; عيل صغير انا رايحة تدوري عليه.... ولا جنان وخلاص نازله باللبس ده في نص الليل

تنهدت واقصت رفضها لعصبيته لتقترب منه بضع خطوات وتقول : معلش ياعمر كنت قلقانه عليك وفعلا ماخدتش بالي من هدومي نظر لها بينما اخجلته وهي تقابل عصبيته بهذا الهدوء والاحتواء لتكمل برقتها المعهوده : حمد الله علي سلامتك ياحبيبي... اوعي تقلقني عليك تاني 

انطفيء جزء كبير من نيران غيرته بينما احتوت اوركيد الموقف بهدوءها وحكمتها والتي استطاعت بها حتي الآن العبور بحياتهم لبر الأمان بعد كل ما مر عليهما..... فلم تكن حياتهما سهله ابدا وكان عليها هي وعمر تجاوز الكثير وحقا هو التزم بتغييره علي مدار تلك السنوات واستحق غفرانها وهي كما عهدها شخصيه هادئه لطيفه مريحه بكل شئ... تعرف انه يغار فتتجنب نيران غيرته حتي لاتحرق حياتهما.... اقتربت منه وتوقفت خلفه لتخلع له جاكيته فتتحرك يداه ناحيتها يحيط خصرها بذراعه ويوقفها امامه وينظر لها باعتذار قائلا ... متزعليش اني زعقت بس انتي عارفه اني بحبك وبغير عليكي 

ابتسمت برقه : ولا يهمك ياحبيبي انت اكيد راجع مضغوط من الشغل

مرر يداه برقه علي وجنتها : مرهق شويه بس 

قالت بحنان ; طيب خد شاور وهجهز ليك حاجة خفيفه تأكلها 

هز رأسه قائلا ; لا ياحبيبتي متتعبيش نفسك.... تعالي ارتاحي انا كل اللي محتاجة انام في حضنك 

ابتسمت له ليقول : هشوف لينا واجي وراكي اومات له واتجهت الي غرفتهم ليوقفها قائلا ; حبيتي انا جبت لك انتي ولينا شويه حاجات 

ابتسمت لتتجه الي تلك الأكياس تتطلع الي مابداخلها قائلة : شكرا ياحبيييي 

............. 

.... 

نظرت غزل من خلال المرأه الي أدهم الذي بدأ يستيقظ لتترك تصفيف شعرها وتتجه اليه بابتسامتها الحلوة قائلة :  .. صباح الخير 

اعتدل جالسا وهو يقول بصوت ناعس ; صباح النور ياحبيتي

ابتسمت له قائلة : مرضتش اصحيك عشان كان شكلك مرهق

اومأ لها وهو يتمطيء : اه فعلا..... انا تقريبا منمتش من اول امبارح 

عادت لتقف امام المرأه تتابع تصفيف شعرها وهي تسأله : ليه ياحبيبي..؟ 

قال وهو يفرك وجهه : كنت بخلص شغل اسكندرية بسرعه عشان ارجعلك

التفتت له بابتسامه ; بجد 

: عندك شك 

هزت راسها ليمد يداه اليها لتقترب... اتجهت اليه ليجلسها بحضنه قائلا  : وحشتيني 

وضعت راسها بعنقه وهي تقول : وانت كمان ياادهم وحشتني أوي 

اشتم عبيرها بعمق ليتنهد باشتياق قبل ان يحيط وجهها بكلتا يديه ويرفعه ناحيته ويميل بشفتيه تجاه شفتيها.... اغمضت غزل عيونها باستسلام لقبلته المشتاقه لتذوب بين ذراعيه لدقائق طويله قبل ان تتمهل شفتاه قليلا وتخف وطأه قبلته ثم يترك اسر شفتيها..... اسند جبينه فوق جبينها يتطلع لعيونها وهو يقول : انتي غيرتي البرفيوم بتاعك ياغزالتي

اومات له بابتسامه لاهتمامه بادق تفاصيلها : اهه.... انت اخدت بالك 

داعب شعرها قائلا ; طبعا ياروحي... انا حافظ ريحتك 

ابتسمت وعادت لتتجه الي المرأه تكمل ارتداء ملابسها قائلة : دي احلي ولا اللي كنت بحطها علي طول

قال وهو يسند ظهره للخلف يتطلع اليها بينما تكمل ارتداء ملابسها : دي عبارة عن غزل الجديده... والاولي عبارة عن غزل القديمه 

التفتت له باستفهام : غزل قديمه وجديده 

اومأ لها قائلا ; طبعا ... البرفيوم الاولاني كان هاديء بس شقي حلو اوي ومسكر شبهك تحسي فيه فواكه مش عارف نوعها بس بتخليني ابقي عاوز أكلها.... كان طفولي بس يجنن شبهك . 

لمعت عيونها باعجاب بينما يصف بالتفاصيل رائحة عطرها لتساله بدلال : طيب والجديد

ابتسم قائلا :عبارة عن غزل سيده الأعمال 

انفلتت ضحكتها الناعمه : سيده أعمال مرة واحده 

اومأ لها ليجذبها اليه قائلا : اهه.... برفيوم قوي وجذاب... يجنن 

ضحكت حينما دغدغتها أنفاسه بينما يمرر أنفه علي عنقها ليقول بحب : وحشتني ضحكتك

قالت بدلال : علي اساس اني مكشرة طول اليوم 

هز راسه قائلا : علي اساس اني مش بشوفك طول اليوم 

مررت يدها علي عنقه بنعومه وهي تقول برقه : ماهو انت اللي مشغول طول اليوم ياحبيبي وعلي مابترجع بليل بكون انا في سابع نومه

رفع حاجبه يتطلع اليها بمكر : ده انتي بتسكتيني يعني علي اللي عملتيه امبارح

نظرت له ببراءه : عملت ايه..؟ 

هزت كتفه بضحكه عاليه : ابدا ياروحي سبتيني ونمتي وانا اللي سايق طيران عشان ارجعلك 

عضت علي شفتيها لتهدر الدماء بعروقه بينما تتلكأ نظراته فوق شفتيها.... غصب عني ياحبيبي بس كنت مرهقه جدا جدا ومتجاجة انام..... مالت عليه لتخلب أنفاسه برقتها بينما تتابع : عارف لو كنت قولتلي انك راجع كنت استنيتك

ازدادت دقات قلبه بينما تغلغلت السعاده بأوصاله وهو يستمع منها لتلك الكلمات ليقول بحب ; قولت اعملهالك مفاجأه... بس فاجاتيني ونمتي 

عضت علي شفتيها مجددا : سوري ياحبيبي بس كنت تعبانه جدا وعاوزة انام جدا جدا

مرر ظهر يداه برقه علي جانب وجهها وهو يقول بمكر : ده انا اللي تعبان جدا جدا 

نظرت له ببراءه : ليه ياحبيبي سلامتك ..؟ 

مال ناحيتها ليهمس امام شفتيها : بطلي تعضي شفايفك... 

نظرت له ببراءه ; ليه.. ؟

قال بوقاحه وهو يقربها اليه ليلتصق جسدها بصدره العريض ; انا بس اللي اعضهم 

ضحكت بخجل : أدهم 

همس بحميميه امام شفتيها : ادهم هيتجنن 

أحاط خصرها بذراعه وقربها اليه لتحاول التملص منه بينما أدركت نيته ... لا.. لا ياادهم هتأخر علي الشغل 

قال بولهه وهو يوزع قبلاته علي عنقها الناعم : مفيش شغل خدي اجازة

وضعت يدها علي صدره تحاول ابعاده .. وانت طيب..... شغلك

قال بهسام بينما ازدادت قبلاته شغف: يولع الشغل... تعالي في حضني ياغزالتي وحشتيني اوي 

مال براسه فوق عنقها الذي بدأت شفتاه بتذوق كل انش به ببطء واستمتاع بينما يضع عليه قبلاته المحمومه وهو يهمس بكلمات الحب والغزل والاشتياق لها تمتد انامله برقه يحررر ازار قميصها الحريري الواحد يلو الاخر ويبعده عن جسدها الفاتن... همست بإسمه بينما ذابت بين ذراعيه وهو يعزف سيمفونيه حب من نوع خاص علي كل انش بجسدها......

..........

.....

ودعت اروي ابنتيها الي المدرسة ثم صعدت الي غرفه ابنها الصغير أدهم لتحمله وتتجه به الي غرفتها.... وضعته بجوار اسامه الغارق بالنوم لتميل عليه برقه توقظة..... اصحي ياسمسم بقي بقالي ساعه بصحيك

تقلب اسامه بكسل : ساعه كمان يااروي وحياتك انا ملحقتش انام

: والشغل 

: مش مهم هروح متأخر 

: طيب ياحبيبي هاخد أدهم افطره واسيبك تنام 

....... 

احاطت غزل جسدها بالغطاء الحريري وهي تقوم من الفراش لتنحني تلتقط هاتفها من داخل حقيبتها الانيقه وترد بهمس بينما تتطلع الي باب الحمام حيث أدهم دخل ليستحم قبل دقائق... ايوة ياسلمي 

; ايه ياغزل اتاخرتي ليه كدة.... ؟ انتي ناسيه ان ميعاد اجتماعنا عشان مشروع شركه العيسوي النهارده

قالت بصوت خافت : لا مش ناسيه بس  ..قاطعتها سلمي باستفهام ; 

بس ايه طيب الناس مستنيه.؟ 

قالت غزل باحباط : مش هينفع اجي.. ادهم رجع من السفر 

: ممم طيب اعمل ايه..؟ 

قالت غزل بتفكير ; ابدأي انتي وأيمن الاجتماع وحطوا تصور مبدأي وابعتيلي هتوصلوا لأيه علي الايميل 

: طيب تمام.... والشركه هنجتمع معاهم امتي بكرة زي مااتفقنا .. ؟

: لا لسه مرتبتش حاجة..... بصي معلش خلي ايمن يكلمهم يدونا مهله كام يوم نرتب افكارنا

: تمام 

اغلقت الهاتف وتنهدت وهي تتطلع الي أدهم الذي خرج وهو يدندن احدي الألحان بنشوه ليبتسم لها قائلا :.. صحيتي ياروحي

اومات له : اه 

نظرت له وشردت لحظة فكم تحبه وتعشق قربه ولكن سعادتها بقربه تخللها القليل من الضيق لأنها فوتت عملها...واندلع صوت بداخلها يقول انه كعادته يصل دوما الي مايريد بينما هي من تتنازل عن ترتيباتها......!! 

خرجت من شرودها علي يده التي احاطت بخصرها ;سرحانه في ايه ياروحي.. ؟

هزت كتفها : ابدا 

طبع قبله علي كتفها العاري الظاهر من خلال الغطاء الذي تحيط به جسدها قائلا : مش هتاخدي شاور

اومات له قائلة: اه داخله اهو 

ابتيك قائلا : طيب يلا عشان لو فضلتي كدة قدامي مش هضمن ممكن اعمل ايه

ابتسمت بمجامله بينما مازالت فكره انه لم يداها تذهب للعمل تضايقها ليقول وهو يتجه ليخرج ملابسه :  هروح اشوف الولاد عشان وحشوني اوي علي ماتجهزي وبعدين نفطر  كلنا مع بعض..... 

اومات له لتدخل الي الحمام ومازال الضيق يسيطر عليها وقد امتزج بالخوف من الفشل.... لتتحدث من داخلها بضعه أصوات متناقضه... أحدهم صوت واثق.... ظفلماذا تفشل فهي لاتنتظر مشروع معين لتنجح...... فهي بالفعل اصبح لها وظيفه.... ؟!!! 

ليتحدث صوت اخر..... نعم ولكن هذا العمل يثبت انها مجتهدة.... تعالي صوت اخر وقد خرج من دوامه أفكارها ليلقي باللوم علي أدهم.... وهنا هرد صوت مناقض سريعا يدافع  عنه..... فأي ذنب اقترفه وهو بتلك المثاليه التي تحلم بها أي امرأه ان يكون زوجها عليها .... هنا دخل ثوتواخر علي استحياء ولكنه صوت خبيث...... رغباته..!! 

لا الي هنا واخرست هذا الصوت المحتد دوما عليه...... انه يحبها واشتاق اليها كما اشتاقت هي اليه وليس فقط مثلما صور لها هذا الصوت الخبيث ان رغبته بها جعلته يفرض عليها ان تبقي معه و تفوت موعد عملها......... نظرت الي انعاكس صورتها بالمرأه بينما تشوشت ملامحها بسبب بخار المياة كما هو مشوش عقلها وتفكيرها......لتتسائل ماذا حدث ويحدث لها تلك الأيام

....... فلا شئ إلا اصوات نسائيه اتيه من عهد قاسم امين تنادي بالتحرر. لتضحك سريعا علي هذا الوصف الذي دوما ما تقوله لها اوركيد التي تقف بصف أدهم وتري انها من تتحامل عليه ....! 

........ ابعدت كل هذا التفكير وخرجت بعدما ارتدت ملابسها فلن يحدث شئ من يوم تقضيه برفقه زوجها واطفالها 

...... ابتسمت غزل الي أدهم الذي نزل الدرج بخفه وهو يحمل سليم وسيلا علي ظهره وتعالت ضحكتهم بارجاء المنزل الذي غيرت ديكوره  ليصبح عصري وانيق ومناسب لذوقها... 

بدأت ام حسن بوضع الافطار علي طاوله السفرة الانيقه ليجلس أدهم وعلي ساقه سيلا بينما اجلس سليم بجواره... 

ليسأل ام حسن :  ماما لسه نايمه

اومات المرأه قائلة : اه مها هانم مش بتصحي دلوقتي 

اومأ لها ثم نادي غزل لتأتي.... غزل ياروحي يلا تعالي 

اومات واتجهت اليه لتجلس بجواره...

دقائق وتعالي صوت سيلا ;   تيتا..... ركضت سيلا من بين ذراعي أدهم تجاه مها التي كانت تنزل الدرج..... ابتسم أدهم لها قائلا 

صباح الخير ياماما 

التفتت غزل اليها بهدوء : صباح الخير ياطنط

قالت مها وهي تقبل سيلا : صباح النور

ابتسم أدهم لأنها نزلت لتفطر  معهم .. بينك قامت غزل الي المطبخ لتحضر الافطار لمها سألها أدهم ; رايحه فين..؟ 

: هجيب فطار لطنط 

قال أدهم بحب : ماشي ياحبيتي 

عادت غزل لتضع الأطباق هي وأم حسن امام مها التي قالت ; أدهم ياحبيبي ابقي احجز ليا عشان عاوزة اسافر لخالك

عقد أدهم حاجبيه : تسافري..؟ 

اومات ليسالها ; ليه ؟ 

هزت مها كتفها ; عادي زهقانه شويه....وكده كدة مفيش، ورايا حاجه ولا ليا لازمه يبقي اروح لخالك  

قال أدهم ياستنكار : لية بس كدة ياماما ماانا  وغزل والولاد معاكي

قالت مها بمكر ; ياابني انت مشغول.... ومراتك طول اليوم يابتكون في  شغلها يا اما مع الولاد وانا لوحدي 

احقن وجهه غزل من مغطي كلمات تلك المرأه  ليقول أدهم بهدوء :  لا ياأمي طلعي موصوع السفر ده من دماغك وانا هفضي نفسي ليكي وغزل كمان

لم تقل غزل شئ بل تابعت إطعام أطفالها ليعتدل أدهم واقفا وهو يقول : 

غزل حبيتي انا خارج عاوزة حاجة 

عقدت حاجبيها باستنكار ; انت مش قولت انك اجازة 

اومأ لها قائلا ; اه... انا بس هعدي علي معرض المعادي كان فيه مشكله وكلموني هشوفها وارجع عي طول 

زمت شفتيها بغضب واضح لتقول : طيب وانا كمان ممكن اعدي علي المكتب 

نظر لها بطرف عيناه فهاهي عقده عنادها بدأت ليقول : ليه انتي مش اجازة.. ؟

اومات له قائلة :  كنت هقعد بس طالما انت خارج خلاص مفيش داعي اقعد

قال بهدوء ; انا خارج ساعتين وراجع 

قالت بعناد : وانا كمان هخرج وارجع بسرعه

قال برفض : مفيش داعي ياغزل

قالت باصرار : لا... في عندي حاجات مهمه لازم اتابعها 

نطر الي أطفاله ثم الي امه التي كانت تتابع مايحدث بهدوء له مغزي وكأنها تخبره بأنها تعانده وهو سيرضخ ككل مرة 

ليحسم ادهم الجدال قبل ان يخرج ; تمام متتاخريش

اجتقن وجههها بالغيظ لتقول :  متنساش ياادهم تحجزلي

هز أدهم راسه قائلا بضيق : ماانا قولت ياماما مفيش داعي... انا وغزل هنفضي نفسنا ليك شويه....نظر الي زوجته قائلا ;  مش كدة ياغزل



نظرت غزل الي مها  بغيظ خبثها واندفعت قائلة ; أدهم قال لحضرتك  ياطنط ولا تحبي حضرتك اسيب شعلي واقعد معاكي

اغمض أدهم عيناه لحظة بعدم رضي عن شجارهم القادم والذي لن تتواني احداهما عن إشعال فتيله

لترد مها باحتدام ; لا وليه ياباشمهندسه انتي تسيبي شغلك..... انا هريحك مني خالص

قالت غزل بنزق : انا مقولتش اني تعبانه من حضرتك 

هتف أدهم بحدة : غزل...!! ... ماما...! 

نظرت اليه المرأتان ليتجاهل النظر إليهم وينظر الي أطفاله قائلا : سيلا وسليم يلا علي اوضتكم 

قام الأطفال ليزفر بحنق مرددا : دي مبقتش عيشه دي ابدا 

نظرت له غزل بانفعال ; طنط اللي بدأت 

قالت مها بحدة : انا اصلا ماشيه من البيت ده 

قال أدهم بغضب : قولت لا ياماما وانتي ياغزل بس كفايه 

نظرت له غزل بغضب ليأخذ مفاتيحه ويتجه الي الباب متجاهل تبرطم مها ونظرات غزل التي اسرعت تتبعه غزل بعتاب.... انت بتزعق وانا سمعت انها اللي حاولت تسخنك عليا

تنهد وهو يحاول التحكم في اعصابه ; وهتسخني عليكي ليه ياغزل ولا هو جر شكل وخلاص.... كلمه وقالتها خلاص بقي مش لازم تقفي عليها والف مرة طلبت منك تتحمليها

هتفت بانفعال : وانا عملت ايه انت مش شايف

هز راسه قائلا بعصبيه : مش شايف غير انها زهقانه واليوم طويل عليها و مش هيحصل حاجة ابدا لو فضيتي نفسك ساعه تتكلمي معاها او تخرجي او حتي مجرد تقعدوا مع بعض

نظرت له بعتاب من عصبيته عليها ليزفر بضيق قبل ان تلين نبرته ويقترب منها قائلا برفق ; معلش ياروحي تعالي علي نفسك واتحمليها عشان خاطري.... اعتبريها زي والدتك ومفيش داعي كل يوم تتخانقوا.. هي امي وانتي مراتي مش عاوز أقف بينكم 

زمت شفتيها لينظر لها برجاء : متزعليش

قبل وجنتها وانصرف قائلا ; مش هتأخر 

....... 

صعدت لتأخذ حقيبتها وتوصي ام حسن بسليم وتأخذ سيلا معها وتتجه الي مكتبها......تحدثت مع اوركيد أثناء الطريق لتفرغ شحنه غضبها لتقول اوركيد بهدوء : معلش ياغزل طالما قالك عشان خاطري اتحمليها شويه 

قالت غزل بغضب : اتحملها ايه اكتر من كدة وهي كل فرصه تحاول توقع بيني وبينه 

: ياستي ماهو عارف تصرفات امه يبقي متخافيش

وبعدين هو يعني مالوش خاطر عندك 

زفرت غزل بضيق ; معرفش بقي

قالت اوركيد ضاحكة : بقي متعرفيش

قالت غزل باستدراك : قصدي معرفش هقدر اتحملها ولا لا....هي دايما بتحاول تطلعني وحشه قدامه

قالت اوركيد بهدوء : ولا قدامه ولا وراه انتي بتعاملي ربنا ياغزل وزي ماقالك اعتبريها زي مامتك 

: ماشي يااوركيد هحاول 

:تمام ياحبيتي 

................. 

.... وبالفعل حاولت العمل بنصيحه اوركيد التي هدات كثيرا من غضبها وبالفعل حاولت أن تراعي ظروف حماتها والتي كبرت بالسن بالاضافه لموت زوجها ..... لذا بعد عودتها من مكتبها انتهزت فرصه وجود تمرين سباحة لسليم بالنادي واتجهت الي غرفه مها التي كانت تتطلع لاحد الكتب لتندهش لمجيئها 

قالت غزل ; ... انا رايحة النادي انا والولاد تحبي حضرتك تجيي معانا

قالت مها بهدوء : لا ياغزل بلاش اضايقك انتي واصحابك

زمت غزل شفتيها قائلة : وفين المضايقه بس.... وبعدين الموجودين ماهيتاب واروكيد واروي كمان يعنى حضرتك عارفاهم

ابتسمت مها بسعه لتلك المبادره من جانب زوجه ابنها..... انها لا تكرهها ولكنه طبعها الذي دوما حاد هو مايدفعها لتلك التصرفات معها 

.... 

تفاجأت غزل بمها تخرج بعد قليل من غرفتها بابتسامه واسعه وهي تقول بينما تشير الي ملابسها  : ايه رايك ياغزل حلو ولا اغير الايشارب

نظرت غزل بدهشه اليها بينما تتحدث بهذا الود تاخذ راسها بثيابها قائلة : لا شيك ياطنط

ابتسمت مها قائلة : شكرا

امسك سليم بيد جدته قائلة بسعاده : 

تيتا هتشجعيني في التمرين

قالت مها بحب ; طبعا ياسولوم

قادت غزل الي النادي بينما تفكر في ماحدث قبل قليل وتؤنب نفسها فهي كما قال أدهم فقط تشعر بالفراغ والضيق لذا تفتعل المشاكل.... حسنا فلتهتم بها كوالدتها لم يحدث شئ.... 

قالت اروي بعتاب لأمها ;  زعلانه منك اوي ياماما كدة عاوزة تسافري

قالت مها بضيق : زهقانه ياارواي

قالت اروي ; طيب ماانا بتحايل عليكى تجي تقعدي معايا

هزت مها راسها : بلاش اتقل علي حد

قالت اروي بعتاب ; أخص عليكي وهو انا وادهم ايه مش واحد

قالت مها بجديه : واحد بس اقعد في بيت ابني اه 

قالت اروي : واسامه مش ابنك

قالت مها وهي تربت علي يدها ; ابني بس انا برتاح اكتر  عند أدهم

انهت غزل مكالمتها مع اوركيد التي اعتذرت عن المجيء لتقول ة

اوركيد تعبانه ومش هتنزل لما اشوف ماهي اتاخرت ليه.... كلمتها من ساعه قالت جايه

لحظات ودخلت تلك الفتاه الرشيقه ذات خصلات الشعر البني المصفف بعنايه بينما ترتدي بدله نسائيه انيقه مع حذاء بكعب عالي لتقول بابتسامه واسعه ; طنط مها منورة النادي 

ابتسمت مها قائلة :ازيك ياماهيتاب

قالت ماهيتاب بمرح : ماهي بس ياطنط

قالت مها وهي تهز راسها : لا... اسم مايع

ضحكت ماهي ضحكتها الناعمه لتقول غزل ; اتاخرتي ليه...؟ 

قالت ماهي وهي تتنهد بتعب : اسألي أدهم بيه... ؟

نظرت لها مها بطرف عيناها لتتابع ماهيتاب : النهارده اخد اجازة وساب ليا مليون حاجة اعملها ويادوب خلصت  الشغل اللي مش بيخلص

قالت مها بنظرات متفحصه لماهيتاب : وانتي بقي بتشتغلي مع أدهم دلوقتي 

اومات ماهيتاب قائلة : اه ياطنط... حضرتك متعرفيش

هزت مها راسها لتشرح ماهيتاب ; اصل مراد اخويا دخل مع أدهم في شغل وبما ان مراد مش فاضي وانا بعد الطلاق فاضيه قولت انزل اضيع وقت..... ضحكت وتابعت : بس طبعا مع أدهم زهران لقيت ان الشغل شغل

ومفيش حاجة اسمها نازله أضيع وقت 

اومات مها وعادت لتنظر الي سليم بينما الفتيات يتحدثون ويضحكون

............. 

... في المساء 

فتحت غزل عيونها علي تلك القبلات التي توالت علي وجهها الناعم لتقابل عيونها عيون أدهم الذي كانت يتطلع لها بحب.... اعتدلت جالسه ليفتح امامها تلك العلبه الصغيره من القطيفه السوداء والتي لمع بداخلها خاتم ذهبي أنيق 

نظرت الي ذلك الخاتم ثم الي أدهم متسائلة : 

ايه ده...؟ 

قال بابتسامه : هديه 

: هديه... بمناسبه ايه 

هز كتفه قائلا ; من غير مناسبه

نظرت له لعدم فهم ليوميء لها قائلا ; ياستي بصراحه ده بمناسبه شكري ليكي... 

: تشكرني 

: اه....عشان اللي عملتيه مع ماما.... 

لما كلمتها لقيت صوتها مبسوط  وعرفت انك خرجتي معاها انتي والأولاد..... ربنا يخليكي ليا ياروحي

اومات له قائلة ; بس مكانش في داعي تكلف نفسك

داعب شعرها بخفه قائلا : غزول ياروحي..... انا واللي أملكه كله بتاعك... 

ابتسمت ليضع الخاتم باصبعها ثم يرفع بدها الي شفتيه يقبلها برقه قائلا :  انا عارف ان ماما ساعات بتكون عصبيه وبتضايقك.... بس غصب عنها موت بابا الله يرحمه مأثر عليها

انفلت لسان غزل قائلة ; مع انهم يعني... قاطعها أدهم باقرار ; كانوا منفصلين اغلب سنين عمرهم ومردعوش لبعض الا اخر كام شهر قبل مايموت..... بس ياغزل مش جايز ده الي مزعلها

نظرت اليه ليكمل بشجن ;  احساسها بالذنب انها ملحقتش تكون جنبه 

شردت غزل بنبره لحظة قبل ان تقول ; تعرف انك اتغيرت ياادهم 

نظر اليها بتساؤل : ازاي.. ؟

قالت وهي تتطلع اليه : بقيت حساس

داعب وجنتها قائلا ; ودي حاجة حلوة

اومات له وهي تتوسد حضنه : اه.. حلو انك اتغيرت 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

اغمضت غزل عيناها وسحبت نفس عميق بينما طبع أدهم قبله راضيه فوق جبينها لتضم نفسها الي جسده الدافيء وتضع راسها فوق صدره العريض وتغمض عيناها وابتسامه سعيده مرتسمه علي شفتيها بعد نوبه حبه التي غرقت في خضمها كما دوما تشعر وهي بين ذراعيه فهو رجل يجعلها تشعر انها اجمل انثي علي وجهه الارض ....!! 

مررت يدها علي صدره العاري بينما ظلت مغمضه عيونها تستمع لدقات قلبه ولكنها فتحت عيونها ماان شعرت بذلك الملمس الخشن أسفل اناملها الناعمه لترفع راسها قليلا من فوق صدره وتنظر الي تلك اللاصقه الموضوعه علي اعلي كتفه تسأله ... ادهم.. ايه دي ياحبيبي... ؟

نظر أدهم الي تلك اللاصقه ليقول وهو يجذبها الي صدره مجددا...ابدا ياحبيبتي دي حاجة كدة الدكتور قالي عليها عشان بطلت السجاير

اعتدلت جالسه ونظرت له بدهشه ممزوده بعدم التصديق : انت بطلت السجاير 

ضحك وهو يعتدل جالسا ليسند ظهره الي الوساده خلفه : انتي لسه واخده بالك ياغزالتي... انا بقالي شهور مبطل 

نظرت له وهي تهز كتفها فلا ليس لهذا الدرجه لم تعد تري تلك التفاصيل الخاصه به : لا ياحبيبي اكيد انت غلطان.... ازاي مش هاخد بالي من حاجة زي دي... انت اصلا مش بتدخن في البيت الا نادر اوي لما بتكون في الجنينه او البلكونه جايز عشان كدة مااخدتش،بالي 

قال بجبين مقطب كالاطفال ; ماانتي مبقتيش تاخدي بالك من حاجه تخصني

نظرت له بعيونها الجميله لتقول بعتاب : انا برضه يادومي

ضحك قائلا وهو يداعب طرف أنفها : علي اساس اني هنسي بعد دومي دي 

مالت عليه لتمرر يدها فوق شعيرات صدره قائلة برقه : تنسي ايه ياحبيبي...؟ 

مرر يداه علي شعرها الحريري قائلا : انسي انك بقيتي مشغوله عني

هزت راسها : بيتهيألك ياحبيبي

رفع حاجبه مرددا : غزل..! 

اومات وهي تبتسم كالطفله التي يحفظ ابيها كافه الاعيبها لتقول :طيب....يعنب اه... جايز اكون يعني مشغوله عنك.... بس حبه صغيرين قد كدة 

أحاط خصرها النحيل بذراعه ونظر الي عيونها قائلا بعتاب ; طيب ومش انتي عارفه اني مش بحبك تنشغلي بحد غيري 

قالت بدلال وهي تسند رأسها الي كتفه: ياحبيبي ماهو حبه صغيرين بس عشان الولاد والبيت والشغل 

هز راسه قائلا ; ياحياتي انا عاوزك ليا

قالت بنعومه وهي تمرر يدها علي صدره : ماانا ليك ياحبيبي ... وهو انا مع مين دلوقتي مش معاك 

مرر يداه برقه علي وجنتها ضاحكا ; بقيتي بتعرفي تأثري عليا 

ضحكت بنعومه ليميل ناحيتها ويقبل جانب شفتيها قبله ناعمه لتستدرك غزل وتضع يدها علي صدره : لحظة بقي تعالالي هنا ياادهم بيه 

نظر لها لتقول باستجواب : انت قولت الدكتور مش كدة.. ؟

اومأ لها لتضيق عيناها بقلق تتطلع اليه : انت تعبان ومقولتش ليا 

هز راسه قائلا : لا انا كويس جدا 

وضعت يدها علي قلبه بقلق ; امال روحت للدكتور ليه وامتي ومقولتليش ليه 

ابتسم بحنان لاهتمامها الواضح وقلقها ليجذبها اليه ويضع راسها فوق صدره ويكرر يداه علي خصلات شعرها ويبدأ قائلا : روحت للدكتور ليه وامتي... عادي بتابع معاه كل فتره بعد الازمه... 

مقولتش ليكي ليه عشان القلق الأوفر بتاعك ده.... واخر مرة كنت بدأت ابطل السجاير وقولت يديني حاجات تساعدني 

تنهدت قائلة بتشجيع : دي احلي حاجة عملتها... انت لازم تحافظ علي صحتك 

قبل راسها قائلا بحنان : عشانك وعشان الولاد ياحياتي 

ابتسمت له لتغمض عيناها تتنفس حنانه وحبه الذي لا تعرف كيف يتحول احيانا ويكون قيد يلتف حول عنقها لدرجه الاختناق والرغبه في كراهيه هذا الحب....!! 

رفع أدهم ذقنها برفق اليه ليميل يلتقط شفتيها بشفتيه يقبلها بنعومه سرعان ماازدادت شغفا لتغمض غزل عيناها وتذوب بين ذراعيه مستسلمه تماما لنوبه حبه لحظات مرت وهو يقبل شفتيها ثم عنقها ليصعد مجددا هامسا بجوار اذنها.... عاوز بيبي تاني ياغزالتي 

تجمدت غزل مكانها بينما عاد أدهم مجددا ليقبل عنقها بينما ازدادت أنفاسه تلاحقا و تحركت يداه تجاه جسدها يتلمسه برقه منسجنا تماما في تلك اللحظة بينما غزل انفصلت عن تلك السحابه الورديه ومهما حاولت أن تخفي ذلك الألم الذي راودها في معدتها فجأه بعد تلك الكلمات لم تستطيع ليشعر أدهم بتغيرها ويشك بأنه بسبب كلامه .....! 

ليست المرة الاولي التي يخبرها فيها برغبته بطفل اخر وليست اول مرة بشعر بتغيرها ماان تأتي تلك السيرة.....! ولكن تفكيره ضاع سريعا وسط دوامه عشقه الا متناهي لها... فطالما هي بين ذراعيه لايفكر ولا يري سواها...! 

حاولت ان تتجاوب مع لمساته وقبلاته حتي لايشعر بذلك الشعور الذي يتملكها ماان تتذكر ايام حملها والتي حملت ذكريات سيئه أثناء حملها بسليم وكذلك سيلا حتي وان كانت اقل ولكنها لم تخلو من تحكمات وخوف زائد وتقيد لحركتها تحت مسمي الخوف عليها وعلي الجنين...! 

........... 

ارتمي أدهم فوق صدرها بأنفاس لاهثه ليقبل جانب كتفها العاري بنشوه بينما اغمضت غزل عيناها ووضعت راسها فوق صدره متظاهرة بالنوم حتي لا يفتح معها هذا الحديث عن الطفل مرة اخري ... ماان شعرت انه استغرق بالنوم حتي قامت من جواره بهدوء حتي لايستيقظ لتدخل الي الحمام وتقف أسفل المياة الساخنه التي توازي سخونه أفكارها 

وضعت يدها علي بطنها وهي تتنهد بضياع فكيف تكره ان تحمل او ان تنجب أطفال من الرجل الذي تحبه ..... كيف كلما تذكرت الحمل تذكرت فقط الايام السيئه.... هزت راسها فكم هي مجحفه بحقه ان كانت فقط تتذكر تلك الذكريات....!! 

عضت علي شفتيها واغمضت عيناها مجددا وهي تفكر انها لم تحمل طوال تلك الفتره بقصد....!! 

ازدادت حدة أسنانها فوق شفتيها وهي تحدث نفسها بأنها نعم قصدت الا تحمل منه وهي تأخذ تلك الحبوب من وراء ظهره لعده أشهر ولكنها خشيت ان يعرف لذا اوقفها وهاهي تحاول أن تتجنبه في تلك الفتره التي تكون مهيأه بها للحمل كما سألت طبيبتها 

اهتزت يدها وهي تحيط جسدها بالمنشفه بينما تعترف انها تحولت لأمراه اخري لاتعرفها...... امرأه مشوشه تماما لاتعرف الصواب والخطأ.... او تعرفه ولكنها لا تسير وفق له...... تشعر بالذنب القاتل لأفعالها معه خاصه وهو بتلك المثاليه وايضا بنفس الوقت تلتمس الأعذار لنفسها بأنها تخشي ان يعود كما كان....! تتمسك بحقوقها حتي وان كان علي حسابه خوفا من ان تفقدها.... 

غص حلقها وهي تحدث نفسها .... ان وصل تفكيرها لهذا الحد فيجب ان تعرف انها ليست بخير اساسا وتريد مساعده..... تريد أن تتحدث معه بكل مايدور بعقلها لترتاح.... نعم هو وليس مع أصدقاءها او اروي.... هو الوحيد الذي يجب أن يفهم كل مايدور بداخلها..... فهي تعيش صراع.... كانت صغيره عشقته ومازالت تعشقه ولكن تلك المرأه التي بدأت تنضج بداخلها متمرده...! نعم متمرده علي اي شئ وعلي كل شئ وهي لا تعرف كيف تروضها...! تمزقت بين كونها عشقت ان تكون صغيرته المدلله والتي لا تتحرك خطوة بدونه وبين كونها امرأه ناضجه يجب أن تكون لها حياه مستقله...!! 

تخطيء وأخطأت وستخطيء... نعم تعترف بهذا ولكن أين السبيل.... هل سيفهمها ويستمتع اليها دون أن يكرهها...!! 

هل سيجنب رجولته ويستمتع لضياعها...... 

نعم انه تغير كثيرا وأصبح زوج مثالي ولكن كونه متملك ومسيطر مازال بداخله....!! 

تعرف هذا جيدا..! 

.... 

تنهد عمر وهو ينظر الي اوركيد التي جلست شارده في تلك الصورة المفتوحه امامها علي الحاسوب فهاهي تفكر مجددا في تكرار التجربه....! تلك التجربه المريرة التي عايشتها بعد ولاده طفلتهم لينا بعام حينما بدأت الشكوك تراودها في عدم حملها لمرة اخري لتعرف ان هناك صعوبه في حملها مرة اخري....! 

وقد طلبت منه اللجوء لتلك العمليه التي اقترحتها الطبيبه ولم يمانع ولكن لم يحدث حمل لتتأثر نفسيتها و مع تكرار التجربه لثالث مرة وعدم حدوث الحمل خيم ذاك الحزن علي قلبها بالرغم من انها لا تبديه له ابدا ودوما ما تخفيه بداخلها ولكنه يشعر بها... ،! 

..... حمحم عمر واصدر صوت لتنتبه اوركيد لمجئيه فتغلق الحاسوب سريعا وتلتفت اليه وهي تحاول إخفاء مشاعرها الحزينه التي سيطرت عليها وهي تقرأ عن احتمالات الحمل لها مرة اخري 

ابتسمت برقه قائلة : ... عمر انت جيت ياحبيبي 

حل ربطة عنقه دون قول شئ فلم يكن يوما بارع في إخفاء مشاعره كما تفعل....!

نظرت له ليتحدث بقليل من الحده مؤنبا : تاني يااوركيد..! 

اهتزت نظرات عيونها بينما تلك المشاعر التي اجتاحتها برغبتها بطفل اخر وبعجزها عن انجابه قد تملكت منها ولم تستطيع تجاوزها بعد نبرته المعاتبه بتلك الطريقه لتقول بعتاب مماثل : تاني ايه ياعمر..؟ 

رفع أصبعه بتحذير : انتي عارفه انا بتكلم عن ايه 

اومات بانكسار : عارفه.... بس مش عارفه انت ليه مش مقدر موقفي ومشاعري 

قال بعدم رضي : انتي اللي بتروحي للحاجة اللي بتضايقك 

انفلتت اعصابها لتقول بنبره منفعله : غصب عني ياعمر... التفت الي أنفعالها الذي امتزج بالدموع وهي تكمل : غصب عني عاوز طفل وحاسه اني عاجزة اجيبه ومتنكرش انك زيي بالظبط نفسك في طفل تاني 

اومأ قائلا : نفسي بس ده امر ربنا و انا راضي..... قولتلك الف مرة مش عاوز أطفال تاني يااوركيد خلاص طالما موضوع الحمل عامل ليكي ازمه 

خفضت عيناها وقد اخرستها كلماته لتحني راسها بانكسار وتسير بضع خطوات تجاه الباب عقد عمر حاجبيه وضغط علي يداه بقوة فكم هو احمق بشده لانه جرحها في موضوع حساس كهذا ليسرع تجاهها ويمسك سريعا بذراعيها يوقفها : اوركيد استني 

قالت بصوت مزق نياط قلبه من الانكسار والحزن : هروح اجهزلك العشا

جذبها الي صدره بدون مقدمات واغدق راسها بالقبلات : انا اسف حقك عليا.... انا حيوان 

هزت راسها وقد انهمرت دموعها : متقولش علي نفسك كدة 

ابتسم ومسح دموعها بيده قائلا : انا ستين حيوان مش حيوان واحد واصلا مش، عارف انتي متحملاني ازاي 

هزت راسها قائلة : عشان بحبك 

نظر لها بخزي من تصرفاته الطائشه معها ومن قدرتها علي تحمله ليقول : وانا بحبك والله بحبك..... اوركيد انا كل اللي قصدته اني مش عاوزك تتضايقي من موضوع الحمل ده.... دي اراده ربنا اللي هي فوق كل شئ

لو عاوزة تعملي العمليه تاني معنديش مانع بس قبلها توعديني ان ايا ان تكون النتيجه مش هتزعلي

......! 

........ 

............ 

سحبت غزل نفس عميق بينما وقفت بلا حيله امام بكاء طفلتها لتقول : قولت بابي نايم ياسيلا

عادت لتبكي مجددا لتنحني غزل تحملها وتربت علي ظهرها بحنان وهي لا تريد شئ بتلك اللحظة الا الغرق بالبكاء، مثل طفلتها فهي لم تنام منذ الامس بينما تفكيرها قض مضجعها....!! لماذا لا يستطيع احد فهم تقلبات النساء ولماذا لا يقدر أحد أن تلك التقلبات لا تكون بيدهم...! 

مسحت برفق دموع طفلتها وهي تقول بينما تهدهدها... تعالي ياروح مامي ننزل نشوف سليم وبعدين ساعه ونطلع نصحي بابي.... 

نزلت الدرج وهي تحمل طفلتها لتجد مها جالسه بالبهو الانيق. 

قالت بصوت متعب : صباح الخير ياطنط 

التفتت لها مها قائلة : صباح الخير ياغزل... نظرت الي صغيرتها التي تعلقت بعنقها قائلة

مالها سيلا.... بتعيط ليه.. ؟

هزت غزل كتفها بقله حيله : ابدا بس مصممه تصحي أدهم وزعلت لما قولت لا وفضلت تعيط فشيلتها عشان تهدي

مدت مها يدها الي حفيدتها قائلة بحنان: تعالي يا لولو لتيته

أنزلت غزل سيلا التي ركضت لحضن جدتها لتضعها مها فوق ساقها وتسأل غزل : وهو أدهم نايم ليه لغايه دلوقتي.. ؟

هزت كتفها قائلة : مش عارفه بس قالي انه مش نازل دلوقتي وعاوز يكمل نوم 

اومات مها لتنظر الي سيلا قائلة : كلها شويه صغيرين و هتلاقي بابي حالا صحي ونزل يلعب معانا.... 

اومات سيلا لتحملها مها قائلة : تعالي نقعد في الجنينه علي ما الفطار يجهز 

تلفتت غزل حولها لتسأل ام حسن بقلق : هو سليم فين....؟

قالت المرأه بتعلثم : كان بيلعب هنا من شويه 

اتسعت عيون غزل وهي تتلفت حولها ; اوعي يكون دخل مكتب أدهم 

اسرعت غزل الي غرفه مكتب أدهم ليصدق حدثها فهاهو ابنها افتعل كارثه....!! 

سليم...! 

صرخت به وهي تري أوراق ابيه مبعثره بكل مكان لتسرع هي وام حسن التي رددت : يانهار اسود ده البيه هينيل عيشتي

تنهدت غزل بضيق وهي تقول : قولتلك عينك عليه ياام حسن 

قالت المرأة بتعلثم ; والله ياغزل هانم انا بس روحت اجيب القهوة لمها هانم لما صحيت 

زمت غزل شفتيها قائلة : الله يسامحك ياام حسن..... هعمل ايه انا دلوقتى في الكارثه دي 

انحنت تجمع أوراق ادهم ولكن بلا جدوي فهي لا تعرف لها ترتيب لتنظر الي ابنها شرزا وتؤنبه ; انا كام مرة قولتلك كدة غلط..... بكي سليم من انفعالها عليه لتهدر بغضب ; مش عاوزة اسمع عياط ياسليم 

دخلت مها بجبين مقطب علي صوت غزل وبكاء سليم لتقول :في ايه مالك مزعله الولد ليه..؟ 

زفرت غزل بضيق وهي تحاول تجميع الأوراق : عشان ولد قليل الادب بهدل أوراق أدهم 

قالت مها بأنتقاد : لو هو قليل الادب يبقي انتي اللي قصرتي في تربيته

غلت الدماء بعروق غزل التي رفعت وجهها باستنكار تجاه تلك المرأه التي لا تتوقف عن انتقادها لتنفجر بانفعال : قصرت في ايه... ؟! هو حضرتك بتدوري علي اي حاجة تتهميني بيها وخلاص

انا بجد تعبت وزهقت من طريقتك دي 

ليدخل أدهم بتلك اللحظة وهاهي زوجته وأمه في مشاجرة جديده ... 

التفتت غزل للباب ماان دخل أدهم...وسرعان ما احتدت نظراتها بينما وقفت تنظر له بترقب لرد فعله لتري جليا الانزعاج علي وجهه وهو يتطلع الي أوراقه المبعثرة بكل مكان 

نظرت مها أيضا اليه بانتظار رد فعله علي انفعال زوجته عليها لتتجاهل غزل ما سيحدث وتقول : ... اسفه ياادهم بس سليم دخل وبهدل اوراقك ومش عارفه ارتبهم ... قاطع حديثها باشاره من يده قائلا بهدوء : ... خلاص ياغزل سيبيهم 



خرجت غزل وتجاهلت وقفه مها المتحفزة فهي لاتتحمل ان تتدخل بنقاش او خلاف فأعصابها حقا مستنزفة..... حملت سيلا وامسكت بيد سليم واخذتهم لغرفتها وهي تدرك ان مها لن تتواني عن شحنه عليها خاصه وان دخوله تزامن مع علو صوتها وانفعالها علي امه 

نظرت مها بعدم رضي قائلة : شفت ياادهم طريقه مراتك..... كل ده عشان قولتلها انها توجه الولد صح 

سحب أدهم نفس مطولا قبل ان يقول بهدوء : سليم شقي وهي عارفه ازاي تتصرف معاه 

; يعني تستني لما يعمل الكارثه وبعدين تزعق له

قال بهدوء مصطنع لينهي الجدال مع أمه : ماما غزل هي المسؤله عن تربيه الولاد 

وهي عارفه اية الصح ليهم 

نظرت له مها بغضب : يعني أخرس مش كدة

هز رأسه قائلا ; لا طبعا.... رأي حضرتك فوق دماغي بس هي امهم 

زفرت مها بعصبيه قائلة : ماشي ياادهم خليك انت دافع عنها 

زفر أدهم بضيق وقد انفلتت اعصابه ليقول : انا بجد تعبت وزهقت... مش عارف اعمل ايه اكتر من كدة 

جذب مفتاح سيارته وهاتفه وانصرف 



............ 

.... 

قال اسامه لادهم الذي كان يتحرك في مكتبه بعصبيه : معلش ياادهم روق دمك... الحموات دايما كدة وخصوصا وانت عارف انت طنط مها بتحبك اد ايه 

تنهد قائلا : جبت اخري يااسامه.... الشغل زي ماانت شايف كل يوم مشكله والبيت غزل وماما مش، بالعين لبعض كلمه 

: معلش هتروق ان شاء الله 

وضع أدهم يداه علي صدره وهو يطلق زفره مطوله ليقول اسامه بقلق : انت تعبان ياادهم

هز أدهم راسه قائلا : لا ابدا بس من وقت للتاني بحس بنغزه 

قال اسامه بقلق : طيب يلا نروح للدكتور 

هز راسه قائلا : لا مفيش داعي وبعدين انا كدة كدة عندي ميعاد معاه بكرة 

قال اسامه : نخلي الميعاد النهارده ويلا انا هاجي معاك 

هز أدهم راسه قائلا : لا مفيش داعي... انا كويس جدا 

هز اسامه رأسه قائلا بجديه : لا ياادهم

انت اكيد موضوع الشغل مأثر عليك 

جلس أدهم الي مقعده الجلدي الوثير قائلا ; هتصدقني لو قولتلك يولع الشغل

نظر له اسامه بعدم تصديق ليكمل أدهم بجديه : عارف ان السوق الفترة دي زي الزفت وعمال اخسر من وقت مااسعار الجمارك زادات بالطريقه دي بس مش فارق معايا.... . الحمد لله عندي ثروة كبيرة تكفيني انا وولادي 

قال اسامه : ربنا يباركلك... 

اومأ أدهم لينظر له اسامه بتساؤل : 

طيب ايه اللي مضايقك ياادهم 

شرد وهو يفكر بحال غزل وتلك الشكوك انها تغيرت والتي لم يستطيع طردها بينما يشعر بتغيرها تجاهه 

ليهز راسه سريعا وهو يقول : ابدا مفيش 

........ 

....... 

داعبت غزل أنف سليم الذي قطب جبينه لتقول بحنان : وعد ياحبيب مامي 

نظر لها بشك لتهز راسها : اللعبه اللي انت طلبتها واي حاجة تطلبها هجيبهالك في عيد ميلادك 

ابتسم سليم واخيرا لتضمه اليها وتقبل وجنته الممتلئة : يلا تعالي ننزل نلعب سوا

هز راسه قائلا : لا انا عاوز اروح العب مع أدهم 

نظرت له بشك : مش عارفه ياسولوم ينفع نروح لعمتو النهارده ولا لا 

عاد ليقطب جبينه مجددا لتقول : طيب انا هروح اشوف رأي بابي واقولك 

اومأ سليم وركض الي غرفته لتتجه غزل الي غرفتهم... ولكنها لم تجده لتسأل ام حسن ; أدهم فين.. ؟

قالت المراه وهي تتلفت حولها بصوت خافت : خرج بعد مااتخانق مع الست مها

رفعت حاجبيها : اتخانق 

اومات واخبرتها بما سمعته بالصدفه بين مها وادهم لتقول : طيب روحي شوفي وراكي ايه 

........ 

.. اذن دافع عنها امام والدته.. حتما مها ستعلن عليها الحرب.... وهاهي ذهبت لأروي لابد لتشتكي لها ولكنها تثق في ان اروي تعرف والدتها 

...! 

في المساء عاد أدهم للمنزل بعد ان مر علي منزل اخته ليراضي والدته الغاضبه وقد استطاعت اروي تلطيف الأجواء.... اعادها للمنزل وهو يتمني ان تهدأ واحده منهم وتتحمل الاخري فالوضع اصبح لا يحتمل....! 



تنفست غزل الصعداء بعد ان جعلت سيلا وسليم ينامون بعد هذا اليوم المرهق لتتجه الي غرفتها ..... 

خرجت للشرفه حيث كان أدهم يتحدث في الهاتف لتري تغيير ملامح وجهه... : ايه ياادهم مالك في حاجة..؟ 

هز كتفه قائلا وهو يطرق باصابعه علي السور الرخامي : ابدا مشكله صغيرة في الشغل 

نظرت له باهتمام : مشكله ايه..؟ 

زفر قائلا : المستخلصين مش عارفين يخلصوا إجراءات العربيات الجديده 

: طيب ياحبيبي متضايقش نفسك وان شاء الله تتحل

اومأ لها بهدوء اكتسبه خلال تلك السنوات ليحافظ علي صحته بعد ماحدث له بسبب انفعاله : ان شاء الله 

اومات له بابتسامه هادئه ليبادلها الابتسام قائلا ; انا كدة الصبح هضطر اروح اسكندريه اتابع الموضوع بنفسي 

اومات له قائلة ; ماشي ياحبيبي المهم متضايقش نفسك

ربت علي كتفها قائلا : طيب ياغزل... جهزي نفسك انتي والولاد هنتحرك الصبح 

تغيرت ملامح وجهها لتقول باستفهام : هو احنا هنسافر معاك..؟ 

التفت لها قائلا ; اهه.... اهو اخلص الشغل ونقضي يومين هناك بقالنا كتير مروحناش الساحل 

قالت بسرعه : اه ياحبيبي بس... بس يعني انا مش عامله حسابي 

هنا بدأ يفقد هدوءه ليقول بامتعاض : حسابك في ايه ياغزل.. ؟

قالت بتعلثم : ابدا ياحبيبي بس يعني فجأه كدة وبعدين انت ناسي حفله عيد ميلاد سليم اخر الاسبوع ولسه ورايا حاجات كتير اجهزها واصلا هو زعلان اني زعقت له النهارده.... وكمان انا عندي شغل متعطل و.... قاطعها وهو لا يحاول إخفاء امتعاضه ليوليها ظهره قائلا: براحتك

امسكت ذراعه قبل ان يغادر : استني ياادهم انا مش قصدي ازعلك

اطلق زفره قصيرة قائلا : خلاص ياغزل... جهزيلي شنطتي

زمت شفتيها ونظرت في اثره وهي تشعر بالضيق لأنها ضايقته ولكن فجأه تسافر برفقته.....انها فقط ارتبكت ولم تعرف ماذا تفعل وتوقعت منه أن يتفهمها ولكنه حقا لم يفهم شئ إلا انها لم تعد تحب البقاء معه كما كانت وكأنها تتذرع الحجج للاببتعاد.... خرج من شروده علي انوار السيارة خلفه والتي انعكست في مراه سيارته ليخرج هاتفه ويجيب.... : ادهم انت فوتت المدخل

انتبه ما ان قالت ماهيتاب تلك الكلمات والتي أتت برفقته لمساعدته في إنهاء تلك الأعمال بحكم عملها معه... رجع بسيارته للخلف بضع أمتار ليقود مجددا في الطريق الصحيح وهي خلفه حتي توقفوا أسفل مقر شركته بالإسكندرية ليرحب بالعمل الذي سيبعده عن تفكيره المضني بأنها تغيرت....!! 

وعلي الجانب الاخر لم يرحم التفكير غزل أيضا والتي اعترفت انها أخطأت ولكن دون ارادتها فهي لم تقصد شئ وإنما فقط ارتبكت خططها والتي تحمل الترتيب لعيد ميلاد ابنها بالاضافه لعملها المتراكم لأنها بقيت بالمنزل لعده ايام ...!! 

أجاب علي مكالمتها لياتيه علي الفور صوتها الناعم في محاوله منها لتلطيف الأجواء : وصلت ياحبيبي 

اومأ قائلا : اه من نص ساعه 

: طيب متصلتش تتطمني عليك ليه..؟ 

قال ببرود : عادي قولت اكيد مشغوله

قالت بعتاب : أدهم بلاش تحسسني بالذنب وبعدين انا قولتلك اجي معاك وانت قولت لا خلاص

: عشان كنتي هتجي وانتي مش عاوزة من جواكي 

: لا والله انا بس اتلخبطت وورايا حاجات كتير

: ماشي ياغزل خلاص 

: مش خلاص الا لما تقولي انك مش زعلان مني

: انتي عارفه اني مش بزعل منك

: طيب هتتأخر 

: لا يومين زي ماقولتلك 

: طيب ياحبيبي خد بالك من نفسك 

........... 

.... في مساء اليوم التالي 

ضغطت غزل علي البوق وهي تهدأ من سرعه سيارتها لتنفتح البوابه الحديديه للمنزل وتدلف بسيارتها الانيقه وتوقفها اسفل الدرج الحجري

اخذت حقيبتها الصغيرة وحقيبه حاسوبها المحمول من جوارها ونزلت من السيارة لتصعد الدرجات الحجريه بخطي مرهقه وتدخل المنزل الذي كان يعمه الهدوء..... التفتت ما ان شعرت بتلك العينان تتجه ناحيتها وهي تغلق الباب لتستمتع الي تلك الخطوات التي اقتربت منها ببطء.... نظرت الي مها وقالت بصوت هاديء : مساء الخير ياطنط

توقفت مها مكانها وتطلعت لغزل لحظة ثم إلى أنزلت عيناها الي ساعتها الذهبيه الانيقه قبل ان تجيب بمغزي : مساء النور ياحبيبه طنط.. الساعه كام.. ؟

ابتسمت غزل ببرود وقد فهمت المغزي من الكلمات والنظرات لتقول ; حضرتك لسه بصه في ساعتك فأكيد عافه الساعه كام لازمته ايه السؤال..؟ 

التوت شفاه مها بتهكم لتقول : لازمته انتي عارفها كويس ياباشمهندسة

احتقن وجهه غزل لتقول بحدة : لو قصدك اني اتاخرت فأنا كان عندي شغل ولما كلمت ام حسن اطمن علي سيلا وسليم قولتها اني هتأخر

رفعت مها حاجبيها بعدم رضي لتقول باستنكار : بتبلغي تحركاتك لام حسن

قالت غزل باحتدام ; حضرتك عاوزاني ابلغك

هزت مها كتفها ببرود قائلة : مع ان ده ابسط أصول الذوق.... بس اظن الاولي تبلغي جوزك

ازدادت دقات قلب غزل دون ارادتها وناقضت وقفتها بهذا الثبات امام مها وهي تقول 

: جوزي عارف اني في شغلي ومعندوش اي مانع 

ضحكت مها باستخفاف لتحمر وجنه غزل وتفقد سيطرتها قائلة بانفعال : ممكن اعرف ايه الي بيضحك حضرتك اوي كدة

قالت مها بقصد : كلامك

: ليه قولت نكته

قالت مها بمغزي : اكتر....! 

نظرت لها غزل بعدم فهم لتكمل مها : لما تقوليلي أدهم عارف ومش ممانع تتأخري برا لغايه دلوقتي بالنسبالي نكته

ازداد احتقان الدماء بوجهه غزل بينما اجهزت مها عليها وهي تكمل : بس بالنسبالك اكيد دي نكته بايخه 

قالت غزل بانفعال ; تقصدي ايه ياطنط لو سمحتي من غير لف ودوران

قالت مها ببرود ; مش بلف ولا ادور... بس انتي زي عادتك مندفعه مش بتفكري وبتهاجمي وخلاص.....

: افكر في ايه..؟ 

: في اللي بتقوليه..... أدهم اللي كان مش بيسمحلك بخطوة برا البيت من غيره بقي فجأه كدة سايبك داخله خارجه براحتك لا وكمان بتقوليلي عارف انك برا لغايه دلوقتي ومش ممانع يبقي مبقتيش فارقه معاه 

زمت غزل شفتيها : علي فكرة ياطنط مالوش لازمه اللي بتعمليه انتي عارفه كويس اني فارقه مع أدهم وبيحبني 

; انا معملتش حاجة بس انتي اللي عمايلك مش عجباني....وبعدين قولي لنفسك كدة... بيحبك ولا زهق من الخلاف معاكي 

انفعلت غزل لتقول بعصبيه : اغلب خلافتني مع أدهم بتكون بسببك 

احتدت نظرات مها : بسببي..؟! ولا بسبب تصرفاتك.... راجعه البيت في وقت زي ده وتقولي بسببي 

: ايوة بسببك لأنك هتجري تقوليلوا كلمتنين تسخنيه عليا 

زمت مها شفتيها بغضب : الزمي حدودك انا مش عيله صغيره هجري افتن عليكي.... وطالما واثقه في نفسك اوي كدة وبتقولي انه عارف خايفه من ايه 

نظرت لها غزل بحده ولكنها تراجعت عن قول شئ لتصعد الي غرفتها وتترك مها تغلي من الغيظ.... 

دخلت الي غرفتها لتلقي حقيبتها بغل

تلك المرأه تريد تعكير صفوها ليس إلا.....! 

تعبت كثيرا من كل شيء حولها فهي تحارب في أكثر من جبهه..... تحارب في يومها في عملها ومع والده زوجها ومع زوجها وفي تربيه أطفالها..... انها المسؤليه..!

نعم هذا ماجد عليها وجعلها بهذا الضياع..... كانت طفله مدلله لاخيها وزوجها أيضا والان ام مسؤله عن بيت وزوج واطفال وعمل وعائله.... لا تستطيع التوفيق وايضا لا تريد الاعتراف بهذا....! بقيت بالعمل طوال اليوم وقصرت بحق أطفالها وسمحت لمها بتسميها بالكلمات اللاذعه من أجل ان تثبت باعتها بالعمل.... في اليوم الماضي بقيت بالمنزل من أجل أطفالها ولكنها قصرت بحق زوجها حينما تركته يسافر وحده....! انها دوما تشعر بأنها مقصره..... تنهدت بضيق....!! 

انها بحاجه اليه لتتحدث معه فهو سيفهم انها ليست اكثر من طفله مشاغبه لاتعرف كيفيه القيام بكل واجباتها دون إهمال أحدهما...! 

تناولت هاتفها الذي اخرجها من شرودها :أدهم 

قال أدهم : عامله ايه ياحبيتي.... وحشتيني

قالت باشتياق واحتياج له : انت كمان

ابتسم بتعب مريح فبعد عناء يوم طويل ليس هناك اكثر راحه من سماع كلمه حب منها ليقول : طيب تعالي طالما وحشتك 

ضحكت قائلة : اجي فين يامجنون

شاكسها قائلا : فيلا حبنا

ضحكت مجددا وهي تقول : حلو الاسم

:مش دي المكان اللي بتحبيه

:طبعا

: طيب يلا خلي السواق يجيبك وانا هستناكي هناك

بعدما خرجوا للحظات من ضغوط الحياه جائت للواقع لتقول بتعلثم : لا ياحبيبي ماانا قولتلك مش هينفع

تنهد بتعب : انتي مش بتقولي وحشتني

قالت بتأكيد : طبعا

: طيب مش عاوزة تجي ليه..؟ 

قالت برجاء : طبعا عاوزة بس معلش ياحبيبي ورايا حاجات كتير وسليم بيه مش مبطل زن علي حفله عيد ميلاده وبعدين انت راجع بكرة مش كدة 

زفر باحباط قائلا ; تمام

.. الولاد كويسين.. ؟

: اه ياحبيبي

عادت تلك الفراشات تتراقص بمعدتها وتؤلمها وهي تفكر بأنها يجب أن تخبره انها تأخرت حتي لا يعرف من مها لتوقفه قبل ان يغلق الهاتف : أدهم

: نعم

قالت بتوتر : انا... انا يعني في خبر حلو

قال بلهفه : ايه ياروحي

: مش مجموعه العيسوي ادت مكتبي تصميم للكوماوند بتاعتهم

اخفي امتعاض ملامحه ليقول بدون تعبير : مبروك

قالت بتوتر : مالك ياادهم..؟ 

قال بتلميح : ابدا بس فكرت في خبر تاني

تجاوزت ما نطقه بقصد فهو يريد أطفال وظن الخبر الجيد هو حملها..... لتتابع الحديث مجبره حتي تصل الي هدفها بأقل الخسائر...... يجب أن يعرف انها تأخرت لتلك الساعه ولكن بطريقه غير مباشرة 

لتكمل بسعاده مصطنعه : انا مصدقتش نفسي لما سلمي قالتلي انهم عاوزين يتفقوا معانا ...... النهاردة فوق الست ساعات بنتكلم في التفاصيل طبعا اتاخرت شويه بس اتفقنا

صمتت بانتظار رد فعله والذي لم يحتاج ذكاء منه ليدرك ان كل حديثها ماهو الا مقدمه لتاخرها

ليقول بهدوء حذر : انتي لسه راجعه البيت..؟ 

أفلت السؤال من شفتيها لتباغت بالهجوم : وهي طنط مقالتش لك...؟ 

انفلتت اعصابه ليقول بحده ; وهي تقولي ليه متجوزك ولا متجوزها

قالت بتعلثم وقد شعرت بغباء اندفاعها : مش قصدي انا يعني افتكرت... قاطعها بسخط شديد ولم يعد باستطاعته السيطرة علي غضبه من تصرفاتها الطفوليه : 

افتكرتيها جريت قالتلي علشان توقع بينا مثلا

..... ازدادت نبرته حده بينما يزجرها : اعقلي ياغزل وبطلي تفكيرك ده.... وخدي بالك انا لو عاوز اعرف النفس اللي بتتنفسيه مش هستني امي تتجسس عليكي

القي الهاتف بعصبيه شديده بينما يتحرك بالغرفه ذهابا وايابا بغضب شديد.... ماذا يحدث له..... تحول الي رجل لايعرفه

فأين أدهم الذي كان سيهدم العالم ولن يكتفي بمجرد بضع كلمات..... نظر الي نفسه بالمرأه..... انه مازال موجود كما هو بداخله ولكنه يسيطر عليه ..... فهو سيغضب.... ويثور..... وتبتعد عنه وهو لايطيق بعدها ابدا....! 

لقد تغير من أجلها هي فقط.... 

يحاول ان يكون الرجل الذي يسعدها

فكلما حدث بينهم خلاف تخبره انها غير سعيده لذا قرر ان يسعدها لانه يحبها.... 

يدللها ويفعل ما تريد.... من أجل اساعدها ومن أجلها فقط..! 

.......... 

... 

لم يعد باليوم التالي في محاوله منه لتجنب جدال محتدم بينهما... انهمك بالعمل ولم يدرك كم تأخر الا حينما لاحظ كثره نظر ماهيتاب لساعتها ليقول : تمام ياصفوت اتفضل انت وبلغني بأي جديد 

خرج صفوت ليقول لماهيتاب : هكلم المعرض يبعت سواق ليكي عشان متسوقيش بليل 

نظرت له ماهيتاب باستفهام ; انت مش راجع...؟ 

هز راسه قائلا : لا لسه عندي شغل 

قالت وهي تتطلع له : شغل ايه... احنا خلصنا الحمد لله شغل الجمارك

اومأ قائلا : اه بس في حاجات في المعارض عاوز اخلصها 

زمت شفتيها قائلة بتفهم ; تمام... سوري انا بس كنت بسأل 

: لا مفيش حاجة.... هكلم المعرض حالا 

: مفيش داعي

نظر في ساعته : بس الوقت متأخر 

هزت كتفها وهي تأخذ حقيبتها : مش، هيحصل حاجة... حتي الطريق يكون احسن وفاضي 

اومأ لها لتنصرف فيرجع أدهم راسه للخلف شاردا بتفكيره 

............. 

... 

قادت ماهيتاب سيارتها بضعه أمتار قبل ان 

تعقد حاجبيها بانزعاج لتلك الانوار المنعكسه علي مرأه سيارتها الاماميه....! 

نظر أدهم الي ذلك الهاتف الذي لا يتوقف عن الرنين ليجده هاتف ماهيتاب قد نسته علي طرف مكتبه..... جذب سترته من علي ظهر المقعد واتجه للخارج فمؤكد انها لم تبتعد كثيرا...! 

........... 

.... صرخت ماهيتاب بفزع ماان توقفت تلك السيارة امامها بعرض الطريق المظلم والذي كان تقريبا خالي من السيارات بمثل هذا الوقت من ليل الشتاء..... 



ارتجفت دقات قلبها بخوف ماان رأت ذلك الذي ترجل من السيارة بنظرات شرسه..... لتردد بخوف حاولت أن تخفيه : شريف...! 

ايه اللي بتعمله ده.... انت مجنون...! 

هتف ذلك الرجل بغضب شديد وهو يقترب منها : اه مجنون.... ولا فاكرة اني هسيبك في حالك بعد اللي عملتيه 

دفعت يده بعيدا عنها : اوعي ايدك وابعد عني...... انا معملتش حاجة 

نظر لها بغضب : لا وحياه امك فاكرة هصدق الشويتين بتوعك..... ده انتي بلغتني عني....!!! وكنت هتسجن وابويا غضب عليا ورماني برا البيت من غير ولا مليم بسببك

هتفت بشراسه : بسبب عمايلك ياسرنجاتي يامدمن 

صفعها شريف بقوة لتصرخ وتتعثر قدماها فتقع للخلف بتلك البركة الكبيرة التي خلفتها مياه المطر التي تساقطت بغزاره..... 

احتدت نظرات أدهم الذي شهد هذا الموقف من خلال زجاج سيارته التي اوقفها سريعا ونزل منها تجاه ذلك الرجل.... بدون مقدمات كان يسدد له عدد لا متناهي من اللكمات بعد ان راه يصفعها ويوقعها بتلك الطريقه..... لم يقاوم شريف الذي ارتخت اطرافه بفعل المخدرات ليكتفي بالصراخ : انت مين وايه دخلك.... ؟

لكمه أدهم بقوة : انا اللي مين ولا انت اللي ازاي تتجرأ وتمد ايدك عليها ياابن ال .... 

صاح شريف وهو يحاول تخليص نفسه من قبضه أدهم : دي مراتي 

صرخت ماهيتاب وهو تحاول الوقوف ; كداب.... احنا متطلقين 

امسكه أدهم من تلابيبه مزمجرا : جوزها طليقها الجن الأزرق.... اوعي تفكر تمد ايدك عليها تاني بدل مااقطعهالك 

اطلق شريف سيل من الشتائم سددها لادهم الذي انقض عليه مجددا ..... لتعتدل ماهيتاب واقفه وهي تستند الي سيارتها وتقف لتحول بينهما.... سيبه ياادهم...ميستاهلش تضيع نفسك عشانه...! 

دفعه أدهم بغل ليسقط شريف ببركه المياه بينما يتوعده أدهم الذي قال : لو شفتك جنبها تاني هخلص عليك 

زمجر شريف مجددا وهو يتوعد أدهم بينما ينطلق بسيارته بسرعه...! 

قالت ماهيتاب بأسف : انا مش عارفه اشكرك ازاي ياادهم.... لولاك مكنتش عارفه كان ممكن يعمل فيا ايه

قال أدهم بضيق : مكنش ينفع اسيبك تمشي لوحدك في وقت زي ده 

هزت راسها قائلة : لا وانت ذنبك ايه هو اللي حيوان كان اكيد بيراقبني 

نظر لها أدهم لتندفع الدموع لعيونها بينما تكمل ; اكيد كان عاوز فلوس زي كل مرة يظهر قدامي عشان المخدرات اللي بياخدها 

ازداد بكاؤها بينما تابعت : انا بجد اسفه انك اتحطيت في موقف زي ده 

قال أدهم بتأثر وهو يربت علي ذراعها : محصلش حاجة.... اهدي بس 

أخذها الي سيارته بعد ان أغلق سيارتها المتوقفه علي جانب الطريق ليقول وهو يتطلع الي ملابسها المبتله من أثر سقوطها في المياه.... بيتي قريب من هنا... تعالي وانا هكلم مراد 

قاد لبضع دقائق ليوقف سيارته بعدها في باحه منزله لينزل ويشير لها أن تتبعه... لا يحب دخول هذا المنزل بالذات بدون غزل ولكنه أقرب مكان لتبقي به ماهيتاب حتي يأتي أخيها.... 

نظر الي ملابسها المبتله والي يدها المرتعشه 

ليقول وهو يشير الي الحمام الموجود بالطابق السفلي...... ادخلى اغسلي وشك ونشفي هدومك وانا هكلم مراد 

اومات له ودخلت الي الحمام الانيق لتنظر الي المرأه فتري وجهها متورم من أثر صفعه ذلك الحقير الذي لاتعرف ماذا كان سيفعل بها ان لم يأتي ادهم بالوقت المناسب..... تذكرت مافعله معها لتري كم هو شهم نبيل....

خلعت ملابسها ووضعتهم بالمجفف لتأخذ احدي أرواب الاستحمام المعلقه وترتديه فوق ملابسها الدخليه التي بقيت بها.... ترددت قبل ان تخرج بتلك الهيئه ولكنها خرجت اخيرا.... 

رفع أدهم عيناه اليها ما ان استمع لصوت خطواتها تقترب ليبعد عيناه سريعا ما ان رأها بتلك الهيئه.... قالت بارتباك وخجل :

انا مش عارفه اشكرك ازاي

قال بهدوء دون أن ينظر اليها : عادي معملتش حاجة 

.... فركت يدها وهي تجلس علي طرف الاريكة ونضم روب الاستحمام حول جسدها قائلة :سوري بس ملقتش حاجة البسها علي مالهدوم تنشف

قال بتهذيب : مفيش مشكله... انا هعملك حاجه تشربيها 

اسرعت تمسك ذراعه دون قصد : لا متتعبش نفسك

تركت ذراعه سريعا ماان ابتعد خطوة وهي تقول بتعلثم : كفايه اللي عملته معايا... انا تعبتك ودخلتلك في مشكله مالكش ذنب فيها 

عاد ليجلس مجددا قائلا : مفيش مشاكل...المهم انك كويسه 

تنهدت بأسي وهي تقول : كويسه اوي..... كويسه وانا في حياتي كابوس اسمه شريف صفوت 

نظر أدهم لها لتلمع الدموع بعيونها وهي تقول : انا الغطانه عشان اخترت غلط من الاول..... بني آدم مش مسؤل وعيل تافهه 

متدلع بفلوس ابوه...... 

يعرف صفوت البحيري احدي المحامين المشهورين بالبلد وسمع البعض عن طيش ابنه ولكنه لم يكن يعرف بتلك التفاصيل التي بدأت ماهيتاب بقولها.... بعد جوازنا بكام شهر اكتشفت انه مدمن مخدرات وطبعا مش محتاج اقولك كان بيعمل ايه لو ملقاش الجرعه... حاولت اعمل نفسي مش واخده بالي لغايه ما الوضع مبقاش محتمل لما بدا يمد ايده عليا كل مااقول يبطل وفي يوم ضربني جامد اوي..... مراد لما عرف كسر البيت عليه وسلمه للبوليس... طبعا ابوه بعلاقاته قدر يطلعه وعشان الشوشرة خلاه يطلقني وقولت انتهي الكابوس بس لما ابوه طرده برا البيت ومنع عنه الفلوس لما عرف انه مدمن رمي كل حاجة عليا وكل شويه يهرب من المصحه اللي ابوه حطه فيها ويطاردني 

تنهد أدهم بتاثر ليقول باحتدام :ومراد عارف انه لسه بيطاردك

هزت راسها قائلة : لا..... انا خوفت عليه عشان كدة كنت بسكت 

قال أدهم برفض :سكوتك غلط طبعا.. لازم تاخدي أجراء 

: اعمل ايه بس وانا لوحدي.... ؟

قال أدهم بحزم ; متقلقيش انا هشوف له صرفه 

ابتسمت وقالت بينما لمعت عيناها وهي تتطلع لشهامته معها : انا مش عارفه اقولك ايه ياادهم 

........... 

..... نظر شريف بغل بينما يمسح طرف فمه الذي سألت منه الدماء بيد بينما باليد الاخري كان يصور ذلك المشهد الواضح من خلال ذلك الحائط الزجاجي لمنزل أدهم وقد جلست ماهيتاب بتلك الهيئه...!! 

............ 

.... 

كور مراد الرماح قبضته بغضب وهو يتوعد شريف ما ان عرف بما حدث لاخته : ابن ال..... ورحمه ابويا ما هرحمه

قالت ماهيتاب : لا عشان خاطري يامراد بلاش تدخل نفسك في مشاكل معاه وبعدين أدهم ضربه واحد حقي 

التفت مراد لادهم قائلا بامتنان: انا مش عارف اشكرك ازاي ياادهم.... 

: علي ايه بس.... المهم دلوقتي مفيش تعامل بينك وبين الكلب ده.... انا هتكلم مع ابوه

: لا يادهم انت كتر خيرك سيب ليا الموضوع ده 

اومأ أدهم قائلا ; لو احتجت حاجة كلمني 

اخذ مراد اخته وغادر منزل أدهم الذي مكث به ليومان اخران تعذبت غزل بهما من ابتعاده ومعاقبته لها بهذا الشكل ...! 

ربتت اوركيد علي يد غزل قائلة : طيب ما تكلميه ياغزل 

تنهدت غزل بغصه حلق : كلمته كتير مش بيرد عليا..... لمعت الجموع بعيونها لتفيض بسيل مشاعرها المكبوته وهي تقول : انا مش عارفه هو بيعمل معايا كدة ليه..... لييه بيرفعتي سابع سما وبعدها ينزلني سابع ارض.... انا مش عارفه افكر ولا أفهم حاجة.... 

: اهدي بس ياغزل محصلش حاجة لكل ده..... خناقه بينك وبينه وهتعدي

هزت غزل راسها وهي تمسح دموعها : لا مش،مجرد خناقه 

نظرت لها اوركيد باهتمام : في حاجة حصلت تانيه.. ؟

قالت غزل بحيره : مش عارفه يااوركيد بس حاسه بالذنب في كل حاجة بعملها.... من اول ماقابلته وحبيته وهو واجع قلبي..... راجل بيعمل كل حاجة عشان يرضيني بس كل ده بيكون مربوط بخيط خفي موجود في ايده هو بس....

لو شد الخيط اتخنق ولو سابه بغبائي وتصرفاتي بلفه حوالين رقبتي...! 

: بس أدهم بيحبك واكيد استحاله يكون تفكيره كده 

هزت غزل رأسها : مش تفكيره... لا طبعه وشخصيته... متملك مسيطر وانا بالنسباله عروسه بيحركها لغايه مااتعود علي كدة 

عقدت اوركيد حاجبيها بدفاع : انتي بتظلميه ياغزل... ادهم بيحبك ومش،بيكون قاصد يتحكم فيكي 

: عارفه بس تحكمه وسيطرته طبع متأصل فيه 

: بس ماهو سابك تشتغلي وبصراحه بقاله فتره بيحاول يرضيكي والكلام ده بشهادتك انتي 

هزت راسها : بس الخوف اللي جوايا من ان كل ده الحبل اللي سايبه يلف جوالين رقبتي مخليني انانيه وبحاول بجنون ادافع عن نفسي من اني ارجع تاني تحت سيطرته 

نظرت لها اوركيد مليا وقد فهمت ان ما تعاني منه ليس إلا مرحله انتقاليه الي النضوج.... مشابهه لفتره المراهقه المليئه بتمرد علي واقع مزيف مليء بالقيود.... مراهقه اغلبنا مر بها في وقت ما ولكنها الان تعيشها ليس امام والديها ولكن امام زوجها....! لا تحتاج لشئ الا لاحد يستمع لتلك المخاوف ويطمئنها وهي متأكدة ان أدهم بكل هذا الحب بها سيفعل ان تحدثت معه لذا قالت وهي تربت علي يدها : غزل حبيتي انتي لازم تتكلمي مع أدهم عن كل اللي حاسه بيه..... كل دي مجرد مشاعر متلخبطة مش اكتر بسبب المسؤليه اللي انتي فجأه لقيتي نفسك فيها.... ادهم راجل كويس وحنين وبيحبك واكتر واحد بيخاف عليكي... اتكلمي معاه وهتلاقي ان كل التفكير والمشاعر السلبيه اللي جواكي مش اكتر من خوف وهمي عشان بس شويه المشاكل اللي عيشتوها مع بعض اول جوازكم....! 

: تفتكري هيسمعني 

اومات اوركيد : اكيد.... انتي بس جربي تتكلمي معاه...! 

: انا تعبتك بمشاكلي وانتي اصلا تعبانه

ابتسمت اوركيد بأخويه قائلة : بالعكس انا يعتبرك اختي الصغيره وبحبك جدا... وبعدين انتي بس ادعيلي المرة دي الحمل يحصل

ابتسمت غزل وتمنت لها : يارب ياحبيتي 

........... 

... 

كانت تفكر بكلام اوركيد الذي اراحها كثيرا فلم تلحظ وجود سيارته بالفناء فاصطدمت بوجوده واقفا بوسط الغرفه..... نظرت له لتري غضب شديد متوهج بعيناه بينما يسألها : 

كنتي فين...؟! 

ابتلع ريقها بتوتر من وقفته ونظرته لها لتقول :ابدا اوركيد كانت تعبانه وكنت بزورها

تزامن القاءها لتلك القنبله مع دخول ابنتها للغرفه والتي ظهرت كنجده لها من ببراثن نظراته لتسرع تنحني ناحيتها.... سيلا حبيتي ايه اللي خلاكي تصحي 

قالت الفتاه بنعاس : مامي تعالي نامي جنبي 

........... 

... 

علي حمر ملتهب كانت خطواته تسير ذهابا وايابا حتي تنتهي من اعاده طفلتها للنوم وغزل كم أرادت الا تنتهي مهمهتا ابدا..... 

وكأن هناك وحش بانتظار ان يأكلها..... فكم كانت طفله في خوفها منه بتلك اللحظة.... بالفعل تخاف منه..... تخاف من عوده تلك السحابه السواء الي حياتها.... لا تعرف لماذا لاتتوقف عن التذكر.... بينما يقولون انه بمرور السنوات تنتهي الذكريات وتندثر وتتبدل بأخري... وهو كل يوم يهبها ذكريات حلوة ولكنها لا تنسى ابدا الذكريات السيئه دون ارادتها..... ذكريات بدايه حياتها دوما اقض مضجعها..... وكل يوم تزداد مخاوفها وتصبح كالوحش الذي دوما يهدد سعادتها واستقرارها معه..... كلما رأت انها أصبحت تعيش حياه هادئه طبيعيه معه... تخرج وتدرس... وتعمل... تخشي ان تعود مجددا لان تكون محبوسه بهذا المنزل لشهور..... كلمت رأت سليم تتذكر كم الليالي التي اختنقت بها بغرفتها وهو يقيد حركتها تحت مسمي الخوف عليها.....مختلف في حملها بسيلا تغير وكان مراعي اكثر ولكن خوفه وغيرته الزائده بقيت فقيدها بقيود حديديه....... تعترف انه يقاوم مثلها من أجل حبها ولكنها تخاف ودوما ما تتحدث عن هذا الخوف مع نفسها وتفكر بالتحدث معه فهو الوحيد الذي سيفهمها كما قالت اوركيد....!! 



اول سيجاره له من إقلاع دام شهور طويله كانت تحترق بين شفتيه كما تحترق دماءه وهوو يريد أن يحرق اي شئ امامه بتلك اللحظة إلا هي...... بسبب غيرته التي لاتزال تستعر من عمر....!

يعرف ان اوركيد صديقتها وعلاقتهم قريبه ولا يمانع ولكنه يضع حدود....واول حد وقد تجاوزته هو الذهاب لمنزل عمر السيوفي حتي وان كان السبب زياره صديقتها 



دخلت الي الغرفه بخطي متباطأه ليلتفت لها وقد توقعت حرب وحاولت الاستعداد لها ليلقي أدهم بتلك السيكارة من يده ويسحبها أسفل حذاءه ويتجه ناحيتها

ويتحدث بكلمات مقتضبه لينهي الأمر بأقل الخسائر الممكنه فلو ترك العنان لغضبه ونيران غيرته سيحترق كلاهما..... انها امرأته ومن حقه ان يغار عليها وليس عليها ان تاخذ الموضوع لعقده قديمه ولدها لها ودوما ما تذكره بها... 

: انا مش بعترض علي علاقتك باوركيد بس انتي عارفه ان وجوك في بيتها هيضايقني.... ومع ذلك روحتي 

قالت بصوت ضعيف ; مكنتش،لوحدي.... اروي كانت معايا... مفيش داعي للي انت بتعمله ده ياادهم 

حسنا كعادتها لا تبذل ادني مجهود في امتصاص غضبه بل عليه وحده ان يمتصه

ليصيح بها بغضب شديد بعد ان انفلت عقال اعصابه وهي تبرر وجود اروي : اروي مرات اخووووه يعني مش هيبص لها..... إنما انتي لا

نظرت له بعيون متسعه لتقول بعصبيه شديده لاتصدق ان بعد هذا الصراع الذي ولده بداخلها مازال هذا تفكيره : مرات اخوه اييييه.... انت لسه عقلك بيفكر كدة 

ارحمني بقي يااخي انا تعبت من غيرتك وجنانك ده 

نظر لها وقد اشعلت فتيل الغضب الذي جاهد طويلا لكبحه ليلوح مارد غضبه في الانحناء وهاهو يهب من داخله .... ليمسك ذراعها بقوة ويزمجر بغضب : وبعدين انتي اصلا ازاي تخرجي من غير ماتستاذني مني ولا مش متجوزة راجل له كلمه عليكي ..... 

احتدت نظراته بينما تتعالي نبرته : 

اوعي تنسى للحظة مين هو أدهم زهران ياغزل واوعي تفكري تعدي خطوطك الحمرا معايا عشان دلعتك وسمعت كلامك الفتره دي.....ازدادت قبضته علي ذراعها بينما يكمل بتحذير شرس : الحريه اللي انا اديتهالك في لحظة اسحبها منك لما احس انك بتتجاوزيها 

انشق قلبها وانشطر بينما تتجسد اسوء مخاوفها امامها ولكنها لن تستسلم بلا حرب لتحاول نزع ذراعها من يده وهي تقول بعدائيه شديده ; ومين قال اني هسمحلك تعمل معايا كده......انا عملت ايه اصلا عشان تهددني بالطريقه دي 

صاح بغضب ; انتي عارفه كويس عملتي ايه 

.... احسنلك متستفزنيش اكتر منك كدة ياغزل واسمعي الكلام 

نظرت له بتحدي : طيب لا ياادهم مش هسمع كلامك 

ترك ذراعها لتترنح للخلف بينما يقول بوعيد :يبقي هتجني علي نفسك ياغزل طالما عانديتي......رفع أصبعه في وجهها وتابع بلهجه شديده : انا لغايه دلوقتي كنت صبور وهادي معاكي بس واضح انك فهمتي صبري وهدوئي غلط ولغيتي وجودي.... من دلوقتي 

خروج من البيت من غير اذي ولو خطوة واحده لا 

احتدت نظراتها ليتابع : وشغل كمان لا ياغزل 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

صاح بغضب ; انتي عارفه كويس عملتي ايه 
.... احسنلك متستفزنيش اكتر من كدة ياغزل واسمعي الكلام 

نظرت له بتحدي : طيب لا ياادهم مش هسمع كلامك 

ترك ذراعها لتترنح للخلف بينما يقول بوعيد : يبقي هتجني علي نفسك ياغزل طالما عانديتي......رفع أصبعه في وجهها وتابع بلهجه شديده : انا لغايه دلوقتي كنت صبور وهادي معاكي بس واضح انك فهمتي صبري وهدوئي غلط ولغيتي وجودي.... من دلوقتي 

خروج من البيت من غير اذني ولو خطوة واحده لا 

احتدت نظراتها ليتابع : وشغل كمان لا ياغزل 

.........!! 

وكأنه فجر للتو البراكين التي كانت تغلي بداخل عقلها بأنتظار الوقت الملائم لتنفث نيرانها الهواء وتغشي رؤيتها وتفكيرها ... فهاهو أدهم زهران الذي كانت تخشاه امامها..! 

بتلك اللحظة لم تري انها من استفزته ....! لم تري انها من أخطأت بالأساس..... لم تري انه تحمل وحاول جهده الا يصل معها الي هنا.....!! لم تري حقا شئ إلا انها ستواجهه اسوء كوابيسها التي طالما خافت منها وهي العوده مجددا لسجن سيطرته....!! 

..... ذلك السجن الوهمي الذي نسجته في خيالها حتي اضحي اسوء كوابيسها...! 

لا تعرف حقا لماذا بقيت تلك الذكريات من بدايه زواجهم محشورة براسها وكأنها تخزنها بداخلها لتخرجها بأي لحظة فتشحذ قوتها بها ضد عودته لفرض سيطرته عليها......!! 

ليخرج صوتها متحديا وهي تقول : ومين قال ان هسمحلك تعمل كدة 

احتدت نظراته تزامنا مع صدمه ملامحه مما نطقت به وكأنها تقصد القضاء علي اخر ذره تعقل لديه بتحديها الغير محسوب العواقب....

ليقول بنبره مخيفه بالرغم من هدوئها :  نعم.. قولتي ايه..؟ 

رفعت عيناها اليه وهي تتمسك بثباتها قائلة : اللي سمعته ياادهم.... مفيش حاجة اسمها خروح لا وشغل لا..... استحاله اسمحلك تعمل كدة ولا تلغي وجودي تحت أي مسمي بيديك الحق ده ..... شغلي وحياتي برضاك او غصب عنك هكملهم

هناااا.... وهنا فقط اشتعلت النيران التي من شأنها القضاء علي حياتهم..... توهجت نظرات الغضب بعيناه وكأن كل ما حدث غير كافي لتزيد سوء الوضع بتلك الكلمات التي نطقت بها والتي لا يستطيع تحت أي مسمي ان يصمت عنها بينما تتحدي رجولته بتلك الطريقه.....!! 

تعلم جيدا ان كان عليها احتواء الوضع ليس زيادته سوء ولكن ماحدث قد حدث...! 

كور ادهم قبضته بغضب شديد حارق فلو ترك تلك القبضه لتحولت بلحظة لصفعه قويه تهوي علي وجهها لعلها تفيق وتعرف عواقب تحديها له بتلك الطريقه الغاشمه ليهتف بها بصوت جهوري : انتي بتقولي ايه.... انتي اتجننت و ناسيه بتكلمي مين.... ؟! 

اخذت كلامه بمعني اخر لتقول بشراسه ; 

بكلم أدهم بيه زهران...! 

قاطعها بحنق شديد وهو يمسك ذراعها بقوة ;

جوزك..... جووزك ولا نسيتي 

هزها بقليل من القوة وهو يتابع بينما يضغط علي حروفه : كلام مين اللي مش هتسمعيه..... مين اللي بتقوليله مش هسمحلك وغصب عنك..... مين اصلا اللي واقفه قدامي ترد عليا بالطريقه دي.....!! 

انفلت لسانها بعنفوان : ايه كمان هتخرسني..... ؟! قاطعها بغضب شديد : 

لازم اخرسك ....... اخرسي خالص ومتنطقيش اي كلمه تانيه عشان هفقد اعصابي اللي انا ماسكها بالعافيه و مستحمل كل اللي بتعمليه من زمان 

انتزعت ذراعها من يده وبادرت برد الهجوم ; 

وانا كمان استحملتك كتير اوي.... استحملت سجنك ليا وفرض رأيك وسيطرتك علي حركتي سنين...... استحملت غيرتك المجنونه وعصبيتك علي اتفهه الاسباب  

احتدت نظراته بينما تندفع تلك التهم من فمها والموجهه اليه ..... : استحملت منك كتير اوي واخرهم كل تصرفات الست والدتك  

اهتاجت اعصابه بينما تصوره انه المذنب الوحيد بينما هي ملعقه بيضاء من الحليب لم تخطيء ليهتف بغضب شديد واستهجان :استحملتي ايه تاني سمعيني ... استحملتي حبي اللي هو الوش التاني لغيرتي المجنونه اللي بتتكلمي عليها... استحملتي خوفي اللي هو سجني ليكي..... استحملي عصبيتي اللي بتخرج بعد ما بعدي عشرين موقف ليكي....... استحملي ست اد والدتك طلبت منك بكافه الطرق تتحمليها.... قولتلك الف مرة تعبانه وحالتها النفسيه زي الزفت من ساعه موت ابويا

هز كافه بخزي وتابع : بس ليه تجي علي نفسك عشاني

هتفت باستنكار بينما كل واحد اصبح يميل الاتهامات للآخر :انا ياادهم...!! 

كل ده ومش باجي علي نفسي عشانك ومتحمله

هز راسه ورمقها بنظرات عتاب وخزلان وهو يتابع : لا في التحمل تعالي انا أقولك مين متحمل.... انا اللي متحمل كل عمايلك وعمايلها كل واحدة فيكم الف شكوي وانا اطبطب واقول معلش... اصالحك واصالحها اهديكي واهديها اطلب منك مليون مرة تتحمليها ومفيش فايده.. 

:دلوقتي انا اللي غلطانه

:لا انا اللي غلطان اني مرمتش امي في الشارع عشان خاطرك

:مقولتش كدة...... كل اللي طلبته يكون لينا بيت مستقل عشان المشاكل

تهكم : اه حاضر وليه لا... ارمي امي لخدامه تراعيها اخر ايامها والا تعاقبيني

: اعاقبك..!!! 

اومأ وهو ينظر لعيونها :اه ولا فاكرة اني مش فاهم اللي بتعمليه

امسك ذراعها بعنف وقد فاض الكيل... سنه ياغزل... سنه كامله وانا فاهم وعامل نفسي مش واخد بالي

سنه كامله بتجي في حضني تقضيه واجب كل أسبوع ولا عشر ايام لما تلاقيلي وقت ضمن يومك اللي بتقضيه وانتي بتحاولي تثبتي لأمي انك احسن منها

ولادك واخدين كل وقتك عشان توريها انك ان احسن منها.... اخوكي... شغلك... بيتك كل حاجة اهم مني عشان انا خلاص مبقاش ليا وجود في حياتك اصلا... فاهم وعامل نفسي مش واخد بالي.   فاهم وبقول مش قصدها اكيد ...بس دلوقتي كلامك وضح كل حاجة...... طبعا ماهو أدهم وحش...ساجنك ومقيد حريتك 

تهكمت بمرارة : أدهم اللي قال آخر نفس، ليا يكون في حضنك

:لما حضنك كان حياتي كلها مش تقضيه واجب....... بلاش نتحاسب احسن عشان انا جبت اخري ولما هطلعك برا حياتي هتندمي ياغزل 

اتسعت عيناها بصدمه ; تطلعني برا حياتك 

اومأ لها قائلا وهو يتطلع لعيونها : زي مانتي مطلعاني برا حياتك ولا فاكرة اني غبي ومش فاهم   ..... لا انا فاهم وشايف بس كنت اهبل وبقول لنفسي بتحبك مش قصدها بس ادي انتي هو قولتي بلسانك كل حاجة..... واكتشفت دلوقتي ان بعد كل اللي بينا مش شايفه مني إلا سجن وحبسه وفرض رأي مش شايفه اني بحارب عشان اتغير عشانك مش شايفه اني قبلت حاجات كتير عشانك.... 

مش شايفه اني بخاف عليكي من الهوا..... بموت من الغيرة ولا قاصد اخنقك ولا اسجنك 

كل الي شايفاه ان أدهم وحش..... أدهم اكبر منك.... أدهم مجنون.... غيور.... حابسني.... بيلغي شخصيتي.... هو ده الكلام اللي بتريحي بيه ضميرك وتبرري بيه لنفسك 

اهتزت نظرات عيونها لتخفضها من أمام عيناه بينما يواجهها بتلم الحقيقه التي كانت تعترف بها لنفسها.... انه لم يعد أدهم زهران السابق من أجلها ومع ذلك تغاضت عن تغيره وتابعت تلك الحرب والتي لاتعرف انها تحارب نفسها وقلبها الذي انشطر بينما نطق بنبره خاويه : مكنتش اعرف ان دي بس فكرتك عني.... اه ياغزل فيا عيوب الدنيا والاخره بس اللي بيحب مش بيشوف العيوب ولو بيشوفها بيعديها او بيحاول يصلحها..... 

ياريتنا ما فتحنا الكلام ده اصلا عشان مسمعش كلامك عن اد ايه انتي شايفاني راجل سيء بالطريقه دي..... 

اخترقت كلماته صدرها لتشق الدموع طريقها عبر حلقها وتلمع سريعا بعيونها التي رفعتها اليه فرأت كم جرحته ليكمل وهو يهز راسه بينما تريها عيناه كم خزلته : مش هقولك عندك عيوب عشان بجد انا فعلا مش بشوف عيونك.... طلع زي مابيقولوا مرايه الحب عاميه

نظر لها و اكمل بسخريه  : عشان كدة انتي شايفاني كويس اوي عشان مش بتشوفي بمرايه الحب 

امسكت ذراعه سريعا وهي تهز راسها..... فهي تحبه ولكنها أخطأت فقط وركصت خلف انفعالها لتقول برجاء : أدهم... ابعد يدها عن ذراعه بجفاء واتجه الي الخارج بخطوات سريعه لتركض خلفه تحاول اللحاق به وهي تناديه بصوت معذب .. أدهم..! 

التفت لها ماان خرجت من الباب خلفه قائلا بحدة : قولت رجلك متخطيش برا الباب 



...... صفق باب سيارته التي قادها بسرعه كبيرة وهو يخرج من البوابه مبتعدا وكأنه يهرب....يهرب من تلك المواجهه التي لم يكن يتخيل ان تحدث بينهما مجددا......! 

تلك المرة منذ سنوات حينما افضت بكل مايجول بخاطرها منه تكررت ولكن بصورة ابشع.... تأزمت ملامحه بقوة بينما ازدادت وطاة هذ الألم بصدره ليجذب ربطه عنقه ويفك بضع ازار من قميصه في محاوله منه لتهدئه أنفاسه المتلاحقه والتي بدأت تخرج بصعوبه من صدره ... أوقف سيارته واخرج هاتفه من جيبه ليطلب سريعا الطبيب الخاص به ... دكتور عزيز 

: اهلا ياادهم بيه... 

قال تجهم بصوت مختنق نسبيا : كنت حاسس بنغزة ... قاطعه الطبيب سريعا دون سماع باقي شكواه  : انا موجود في المستشفي حالا تجيلي ياادهم بيه لو سمحت 

أغلق أدهم الهاتف والقاه بجواره وظل جالس لحظات خلف المقود وهو يحاول تهدئه أنفاسه قبل ان ينزل من سيارته ويتجه الي ذلك المحل الصغير الموجود بجانب الطريق....ويطلب من البائع زجاجه مياه  

اسرع ذلك الرجل العجوز يحضر لادهم زجاجة المياة ويعطيها له ليخرج أدهم بضع أوراق ماليه كبيرة من جيبه ويضعها امام الرجل ويغادر... : استني خد الباقي يابيه 

قال أدهم للرجل الذي اتسعت عيناه بعدم استيعاب : خليهم عشانك  

عاد ادهم لسيارته بينما يستمع لدعاء الرجل : ربنا يهدي بالك ويخلي لك عيالك 

ارتشف من المياة بضع قطرات واخذ نفس عميق بعدها أدار سيارته واتجه للمشفي بعد قراره بعدم الذهاب فليحدث له مايحدث..... ولكن الآن سيذهب من اجل أولاده..! 

........ 

.... 

وضعت غزل يدها علي بطنها بألم شديد وهي تستفرغ كل مافي معدتها لتجلس علي الارض الرخاميه باعياء شديد تبكي بانهيار.... فماذا فعلت وكيف استطاعت جرحه بتلك الطريقه.....!! 

............ 

.... 

مررت ماهيتاب اناملها ببطء علي شاشه هاتفها التي كانت تنظر من خلالها علي صور أدهم....! أدهم الذي لأول مرة تنظر له تلك النظره المختلفه عن كونه زوج صديقتها...!! 

شهامته ورجولته معها والتي تخالف تماما نصف الرجل الذي كانت متزوجه به جعلت تلك النظرات تلمع بعيونها...!! 

ماذا لو كانت متزوجه برجل مثله..... رجل تقف خلفه ولا تبالي،..... رجل لا تخشي شئ بوجوده..... رجل يخاف عليها من نسمات الهواء ويغار بجنون..... رجل يحبها كما يحب أدهم صديقتها...!! 

.......... 

... 

نظر ادهم الي وجهه الطبيب الذي فحصه بدقه شديده وهو يجهز نفسك لسماع خبر سئ ليتفاجيء بالطبيب يقول بنبره مطمئنه ;  الحمد لله كل حاجة كويسه ياادهم بيه 

اعتدل أدهم جالسا وهو يغلق ازارا قميصه ويسأل الطبيب : امال ايه الوجع اللي بحس بيه كل فترة ده يادكتور 

قال الطبيب وهو يجلس الي مكتبه : 

والله ياادهم بيه حالتك الصحيه كويسه جدا ومع ذلك هعمل شويه فحصوصات تانيه للاطمئنان مش اكتر...... مفيش اي داعي للقلق والوجع ده بنسبه كبيرة سببه نفسي 

نظر له الطبيب وتابع :  في حاجة مضايقه سيادتك مؤخرا  

هز أدهم راسه : لا 

قال الطبيب  : عموما سيادتك ماشي علي نظام صحي كويس وملتزم بيه ودي حاجة كويسه جدا..... وحاليا حاول تبعد عن الانفعال وعن اي حاجة ممكن تضايقك 

اومأ أدهم قائلا : تمام.... 

قال الطبيب : انا مش هكتب لسيادتك اي حاجة ولا حتي فيتامينات ممكن بس شويه رياضه هتكون مفيده مع تغيير جو 

هز  أدهم راسه قبل ان يقول بتردد ; دكتور 

نظر له الطبيب ليساله أدهم بحرج..ليهز الطبيب راسه علي الفور : لا طبعا ياادهم بيه صحه سيادك في احسن حال وتقدر تخلف عشر أطفال مش طفل واحد .. السن عند الراجل مالوش وقت للانجاب ولكن للست بتقل فرصها طبعا مع تقدم العمر 

قال أدهم بتساؤل خيرته اجابته عن عدم حمل غزل مرة اخري بعد انجاب ابنتهم سيلا وقد ظن انه السبب ; يعني..... قاطعه الطبيب مؤكدا بابتسامه ; يعني سيادتك متقلقش وبعدين انت لسه شباب ياادهم بيه..... ليه بتفكر كدة 

قال أدهم : حبيت بس اسأل 

: اطمن 

ابتسم أدهم  للطبيب :  متشكر يادكتور 

قال الطبيب وهو يصافحه : تحت امرك في اي وقت..... واول ان شاء الله ماتطلع نتيجه الفحوصات هستني سيادتك 

; تمام  

.......... 

... فرك أدهم وجهه بقليل من الغضب الممزوج بالحيره بعد كل ماحدث..... هل هو السبب بكل ماحدث بينهم..... هل طباعه الصعبه ولدت بداخلها عقده لم تستطيع تجاوزها علي مدار السنوات...... ذلك الكلام سمعه منها تلك المرة التي انفجرت بها به ومن بعدها حاول تخفيف وتدارك أخطائه..... اذن أين الخطأ..... هل كان عليه أن يتحكم باعصابه اكثر.... هل توقفت عن حبه.   هل فرق السن بينهم.... هل عجز عن احتواءها..... هل.... هل.... هل.. ؟! 

اسئله كثيرة دارت بعقله...... لا يعرف اجابتها ولا يستمع الا لصوتها الذي يتردد بعقله..... 

..... لا يستوعب مايحدث لها وكأنها تبحث عن أي شئ يضايقه وتفعله...... أصبحت تبحث عن مشاكل وتعاسه بحياتهم 

لم تعد تلك المرأه التي تريد ارضاءه.... أصبحت متمرده علي كل شئ وهو لم يعد يعرف ماذا يفعل معها....... نعم عجز تمام خاصه بعد تلك المشاحنه التي دارت بينهما اليوم.....! كيف تستطيع أن تتحدث بتلك الطريقه بعد هذا الخطأ الذي ارتكبته بالذهاب لمنزل عمر وهي تعرف حساسيته تجاه الأمر.... 

تلك المرة تجاوزت الحدود كثيرا....! ؟

كل مرة يتلمس لها الأعذار ويقول ان اغلب ماتفعله طيش ليس اكثر...... 

ولكن تلك المرة يأخذه تفكيره لسبب اخر     ..... وهو انها لم تعد تحبه    ...! 

نظر الي تلك الصور الموضوعه علي جانب مكتبه باطار ذهبي أنيق وقد احتلت غزل اغلب تلك الإطارات..... فهو لا يشبع ابدا من النظر الي صورتها..... نظر الي صورتها وهي تضحك وصورتها برفقه أطفالهم وتلك الصورة التي تنظر له بحب بها..... 

تنهد وهو يتذكر كلامها ولا يعرف كيف قالته له....! 

خرج من شروده علي صوت : أدهم بيه... 

رفع عيناه الي حارس الأمن الذي دخل الي مكتبه قائلا : سيادتك لسه هتفضل هنا

اومأ قائلا : اه ياعادل 

قال الرجل بقلق : سيادتك كويس 

اومأ قائلا : اه.....

: طيب تحب اجيب لسيادتك حاجة 

: لا متشكر... اتفضل انت انا هفضل عنا عشان عندي شغل 

خرج الحارس وأغلق الباب ليخلع أدهم جاكيته ويتمدد علي الاريكة الجلديه بمكتبه ويعود مجددا لتفكيره....!.. 

....... 

دارت غزل حول نفسها بقلق وشعور مقيت بالذنب يتملكها فلم تقصد ابدا ان تصل اليه مخاوفها بتلك الطريقه...... نظرت الي هاتفه بينما لايجيب علي اتصالاتها لتتجه الي مها بعد تردد كبير ولكن يقتلها شعورها المقيت بالذنب.... وكأن من كانت تتحدث معه هي ﷼اخري تلبستها وليست هي..... 

ماذا حدث لها... تغيرت كثيرا ولا تعرف لماذا...... فلماذا دوما تكون بحاله التأهب للحرب معه...... مع انه وطنها عالمها ولا يستطيع احد محاربه وطنه وعالمه

نظرت لها مها بقلق حينما دخلت غرفتها بهذا الوقت المتأخر :مالك في ايه...؟

قالت غزل بدون مقدمات : طنط لو سمحتي اتصلي بأدهم

عقدت مها حاجبيها وقامت مقعدها بقلق :أدهم...! في ايه ماله..؟ 

قالت وهي تفرك يدها ; أصله مش بيرد عليا وانا هموت من القلق عليه

نظرت لها مها بطرف عيناها ثم عادت لتجلس مكانها وقالت بهدوء :قلقانه عليه..؟ 

قالت غزل بتأكيد ; طبعا قلقانه عليه مش جوزي وابو ولادي 

قالت مها ببرود وهي تتطلع بملامح وجهها الممتقعه  :  اطمني هو كويس

سألتها غزل بلهفه : كلمتيه...؟

اومات مها لتقول ; هو كويس..... طيب هو فين..... 

: كويس.... و في الشركه 

طاطات راسها واستدارت لتغادر لتوقفها مها : انتي بتعملي كده ليه ؟ 

قالت غزل وهي تلتفت لمها : بعمل ايه..؟ 

قالت مها : انتي فاهمه..... عارفه انه هيضايق ليه بقي روحتي....  ؟

قالت غزل بضياع : عشان غبيه ومكنش عارفه انه لسه بيفكر كدة 

قالت مها باتهام : ناسيه عمر عمل معاكي ايه..؟ 

قالت غزل بدفاع : انا كنت عند اوركيد 

هزت مها كتفها : بس بالنسباله مش، كدة 

قالت غزل بقليل من الانفعال : يبقي متحاسبينيش علي تفكيره

تنهدت مها وقالت :  بصراحه انا تعبت في فهمك 

نظرت لها غزل لتكمل مها ; بتخربي حياتك بايدك كل يوم اكتر من الي قبلها

هزت غزل كتفها باقرار :متتعبيش نفسك

انا اصلا مش فاهمه نفسي...  

مفيش حد بيبقي قاصد يخرب حياته 

وبعدين ياطنط اعذريني ماحضرتك يعني ..... واونكل سليم...... سكتت غزل فليس هناك من داعي لفتح مشاجرة اخري باخبارها انها ليست بأفضل منها في تصرفاتها مع زوجها الراحل 

تغيرت ملامح مها والتي كانت كل كراهيتها لغزل في انها تري نفسها بها دون ارادتها 

لتقول غزل سريعا باعتذار ; انا اسفه 

هتفت مها بحنق ; انتي غبيه ومتعملتيش مني...... نظرت غزل لها لتتابع مها وهي تتجه لتقف امامها : اه انا خربت حياتي.... كنت بقف لسليم الند بالند.. عمري ما حاولت اشوف ايه بيريحه عشان اعمله وكنت فاكرة اني كدة هبقي مرتاحه... تهكمت من نفسها : وياااه علي الراحه اللي انا عايشه فيها بعد موته وكل مواقفي معاه بتتعاد قدامي  وانا شايفاك بتغلطي نفس الغلطات مع أدهم...... هزت راسها باسي وتابعت :

سليم مكنش بيحبني زي ماادهم بيحبك.... بس اقولك ده مش مبرر لأن كان بأيدي احببه فيا بس انا كرهته فيا بعمايلي زيك بالظبط.... 

عقدت غزل حاجبيها بعدم فهم.... هل تنصحها الان..... لتقول باتهام ; 

حضرتك بتتكلمي وكأن قلبك عليا

قالت مها بجديه وهي تهز راسها ; قلبي علي أدهم ابني.... عاوزاه مبسوط...... إنما انتي انا ياما نصحتك وانتي بتسيبي النصيحة وتمسكي في الأسلوب وانا متعودش احسب الكلمه قبل مااقولها.... اللي انتي فيه ده انتي الوحيده السبب فيه.... الست هي اللي تقدر تصلح حال بيت أو تهدمه 

هزت مها راسها بخزي وتابعت بلوم شديد : كنت فاكراكي عاقله بس كل ما بتكبري بتتجنني وتتصرفي غلط..... ومسيرك هتضيعيه من ايدك بتصرفاتك 

كورت غزل قبضتها وعاد الألم يراود معدتها من جديد لتنظر مها ليدها التي وضعتها فوق بطنها : مالك...؟ 

قالت غزل وهي تهز راسها : مفيش..  

تصبحي علي خير.. 

هزت مها راسها بعد خروج غزل.... أحبت رؤيه عذابها وقلقها عليه لتتأكد انها مازالت تحبه ولكنها فقط تسيء التصرف 

....... 

... 

في الصباح عادت لتستفرغ مجددا لتقول ام حسن بقلق  ; أنتي كويسه ياهانم 

هزت غزل راسها بينما انتفخت عيناها من كثره البكاء طوال الليل : اه 

خدي سليم وسيلا يفطروا وانا نازله وراكي 

جلست علي طرف الفراش وعاودت الاتصال به بيأس..... لن يجيب وهي تستحق فهي جرحته ولكن دون ارادتها.... هي فقط مشتته ضائعه... كانت بحاجة للحديث معه عن مخاوفها بدلا من ترك الأمر يتفاقم بداخلها بتلك الطريقه... 

..........! نظرت مها الي احفادها بابتسامه لتأخذهم بحضنها وتسأل ام حسن :غزل فين. ؟

قالت المرأه : نازله ورايا... بس شكلها تعبانه يامها هانم 

اومات مها قائلة : طيب يلا جهزي الفطار للولاد 

ابتعدت قليلا وتحدثت في الهاتف : أدهم صباح الخير ياحبيبي

: صباح الخير

: ايه ياابني انت فين كل ده..؟ 

قال أدهم باقتضاب : عندي شغل 

قالت مها باستنكار متظاهرة بعدم معرفتها بما دار بينه وبين زوجته : شغل ايه اللي بتباب فيه برا

: شغل مهم... معلش ياماما مضطر اقفل 

أغلق الهاتف لتنظر الي غزل التي نزلت بحاله يرثي لها وهي تتنهد بتعب حقيقي...! 

فلاهي مرتاحه ولا ابنها مرتاح.... هل جفا هناك امرأه تبحث عن تعاستها بيدها 

.... 

نظرت غزل لاطفالها والحزن مليء قسمات وجهها المتألم 

لتقول مها وهي تحاول مغايره الجو ; سليم القمر اللي عيد ميلاده بكره.... يلا افطر بسرعه عشان ننزل سوا نشتري الهديه اللي تعجبك

صفق سليم بحماس لتبتسم له غزل بحب 

بينما جلست مها بجوارها قائلة : اقعدي مع نفسك وشوفي ايه وصلكم للحاله دي.... لسه الأوان مفاتش عشان تصالحوا اخطاءكم

نظرت لها غزل بامتنان.... مما هي مصنوعه تلك المرأه المليئه بالتناقضات...! قبل ان تتساءل كانت تجيب علي نفسها... انها امرأه مثلها  ومثل كافه النساء اتحرك وفق لمشاعرها.... احيانا تكرهها وأحيانا تشعر بالشفقه عليها وأحيانا تحبها.... كما هي بالضبط تائهه في، دوامه التناقضات الموجوده بداخلها....! 

............... 

.... مر النهار علي غزل بينما تتهادي وسط داهاليز تفكيرها ومشاعرها لتدرك انه محق وأنها تغيرت دون ارادتها....... قطع تفكيرها رنين هاتفها : هاي ياغزول ازيك.... 

: ماهي عامله ايه...؟ 

عقدت ماهيتاب صوتها : مال صوتك ياغزل..؟ 

قالت غزل باقتضاب : ابدا مفيش

تنهدت ماهيتاب قائلة : طيب انا معنديش شغل وهعدي عليكي... صوتك قلقني... 

........... 

... 

نظرت ماهيتاب لوجوم غزل بتساؤل : 

في ايه بقي مش عاوزه تحكيلي...؟ 

هزت غزل راسها : مفيش حاجة.... 

: مفيش حاجة ازاي .... شكلك متخانقه مع أدهم 

ظلت غزل صامته بينما لاتشعر بالرغبه في التحدث الي احد ولكن ماهيتاب لم تيأس لتطل تستحثها علي الكلام.... تريد ان تسمع كل شئ يحدث بينهم..... تريد أن تعرف الكثير والكثير عن أدهم....!! 

ركضت غزل لتستفرغ مجددا لتتسع عيون ماهيتاب بينما تمسك بذراع غزل التي عادت الي الغرفه بوهن شديد... ايه ياحبيبتي مالك..... شكلك تعبانه.. تحبي اطلب لك دكتور

قالت غزل بوهن وهي تهز راسها : لا انا كويسه 

نظرت ماهي الي يد غزل التي تمسك ببطنها وتقول بقليل من الفضول : انتي حامل ياغزل 

عقدت غزل حاجبيها وهي تهز رأسها : لا معتقدش... 

تابعت ماهيتاب : امال التعب اللي انتي فيه من ايه...... اكيد زعلانه... قوليلي بقي 

تنهدت غزل وبدأت تخبر ماهيتاب بمشاجرتهم بسبب ذهابها لمنزل اوركيد لتجد ماهيتاب لسانها سريعا ما ينطق بمكر ;  مالوش حق ابدا أدهم يقولك كدة..... يعني ايه اللي حصل لكل ده... 

هزت غزل راسها بندم :  انا زعلته جامد اوي 

نظرت ماهيتاب بمكر حديث عليها ولاتعرف ماسبب تلك الرغبه في زياده الخلاف بينهما لتقول : وهو كمان زعلك جدا..... يعني ايه يقولك مفيش خروج ولاشغل 

وضعت غزل يدها علي بطنها والألم بداخلها يزداد لتقول ماهيتاب بقلق مزيف : لا ده انتي

شكلك تعبانه بجد.... يااااه ياغزل... طيب تعرفي انك لو حامل أدهم فعلا أدهم هيفرح جدا

نظرت بطرف عيناها الي غزل وتابعت ;   واهو تقعدي وقتها في البيت بسبب 

تابعت اللعب علي أوتار عقدتها ما ان قالت غزل برفض : 

لا معتقدش اني حامل.... وحتي لو حامل مش هقعد في البيت. .... لازم اتكلم انا وأدهم ونحل الخلاف اللي بينا  

شعرت ماهي بقليل من التوتر لتغير نبره غزل التي دوما ماكنت تتذمر بشأن أدهم والان تؤيد ان تتحدث معه لحل خلافهم لتتنهد بخبث : فكرتيني بجوزي.....دايما كانت  كنت بحاول اتفاهم معاه بس مكنش بيديني اي فرصه...... الحمد لله خلصت منه ومن ابنه اللي كان هيربطني بيه طول العمر...! 

نظرت لها غزل بدهشه  : ابنه.. ؟

اومات ماهيتاب وتابعت :  اه.... الموضوع ده محدش يعرفه خالص ياغزل...بعد جوزانا بفترة صغيرة وبعد كل مشاكلي معاه لقيت نفسي حامل... وقتها قولت زيك كدة أحوال اتفاهم معاه ونوصل لحل... بس زي ماقلت لك مكنتش، بتعرف حتجة اسمها تفاهم 

عشان كدة قولت لو الحمل ده كمل  يبقي طول عمري هبقي تحت أمره ومربوطه بيه 

سألتها غزل باستفهام ; وعملتي ايه...؟ 

قالت ماهيتاب بثبات :نزلت البيبي 

انصدمت ملامح غزل تتابع ماهيتاب : كده احسن.... ولا كنت اجيب طفل يكون سبب في ان الراجل ده يخليني تحت أمره طول العمر 

نظرت لتاثير كلامها علي ملامح غزل لتتابع بمكر شديد : لو تحبي انا ممكن اكلم لك الدكتور اللي عمل ليا العمليه  

انصدمت ملامح غزل لتهز راسها سريعا : لا لا طبعا... انتي بتقولي  ايه..!! 

قالت ماهيتاب باستدراك :  مالك اتخضيتي ليه... انا مقصدتش حاجة... انا بس كنت هكلمه اخد ميعاد تروحي تكشفي لو طلعتي حامل اهو تفكري قبل ماادهم يعرف ولو لا براحتك 

.......!! 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

 اوقفت ماهيتاب سيارتها بباحه منزلها والذي تعيش فيه برفقه خادمتها سحر بعد ان رفضت ان تعيش بمنزل أخيها وزوجته شيماء النجار والتي لم تكن يوما علي وفاق معها......جذبت حقيبته من جوارها ونزلت لتتراجع للخلف بهلع ما ان ظهر شريف امامها من العدم بينما كان بانتظارها مختبيء خلف البوابه الحديديه.....نظر لها بينما تلك الابتسامه اللزجه والتي تقطر خبث تلمع بوجهه وهو يقول : ازيك ياماهي هانم..... كويسه.. ؟
نظرت له بازدراء : وانت مالك ومالي..؟ 

قال ببرود : من جهه مالي.... فهو مالي اللي بسببك ابويا حرمني منه

هتفت بغضب : قولتلك الف مرة بسبب عمايلك.... وبعدين ماتروح تشوف حل مع ابوك بعيد عني 

رفع حاجبه يطالعها بمكر ; عاوزني اروح بعيد عنك عشان يخلي الجو لادهم بيه زهران

عقدت حاجبيها وهي تنظر له ليتابع تقدمه منها بخطوات متوعده.... شحذت قوتها لتقول بنبره حادة : اوعي تفكر تقرب مني احسنلك

ضحك ببرود : بتهدديني يابنت الرماح

هتفت بغضب ; ولو قربت خطوة هبلغ البوليس عشان تتسجن تاني 

اهتاجت أعصاب شريف ليتقدم ناحيتها بدون تفكير وينقض علي خصلات شعرها صارخا بعنف .... بتهدديني يابنت ال..... 

صرخت ماهي وهي تضرب يده تحاول تخليص نفسها من قبضته... اوعي ايدك ياحيوان سيبني 

: هتعمليلي ايه..... هتخلي أدهم زهران يتصدرلك تاني

دفعته ماهي بعيدا عنها بحنق : اه هخليه يضربك تاني وتالت لو قربت مني 

ضحك شريف باستفزاز... لا وحياتك ده لو عرف يفتح بقه بكلمه قدامي اصلا 

خرجت سحر مسرعه بخوف علي صوت صراخ ماهيتاب : ماهيتاب هانم.... 

قالت ماهيتاب لسحر ; اطلبي البوليس بسرعه للحيوان ده 

اوقفها شريف الذي قال : استني يابت انتي.....! 

وقفت سحر مكانها ونظرات الي ماهيتاب التي صرخت بها : قولت بلغي البوليس

نظر شريف الي ماهيتاب بتحذير وتابع : احسنلك تخرسي..... نظرت له ماهيتاب بتأهب ليكمل ; انا مش جاي اصلا اتكلم معاكي .. انا جاي عشان توصلي دول لادهم زهران..... 

وضع بيدها مغلف مغلق ثم اسرع الي خارج البوابه الحديديه الصغيرة وانطلق بسيارته سريعا...... امسكت سحر بيد ماهيتاب بقلق : انتي كويسه ياماهي هانم.... اكلم مراد بيه

هزت راسها : لا... دخليني بس جوه وهاتيلي ميه 

نطرت سحر بفضول وهي تسند يد ماهيتاب : ايه الظرف ده ياهانم.... احسن يكون حاجة من اللي كان بيتعطاها

تسارعت دقات قلب ماهيتاب بينما تفتح ذلك المغلف لتتغير نظراتها وتهتز ماان رأت تلك الصور....... انها صور لها وهي برداء الاستحمام بمنزل أدهم.....!! 

ذلك الحقير التقط لها تلك الصور..... ابتلعت سحر لعابها ببطء وهي تنظر الي ملامح وجهه ماهيتاب التي تغيرت بينما تقرأ تلك الورقه المرفقه بتلك الصور.... فضيحه الموسم أدهم زهران وماهيتاب الرماح.....!!

ضربت الفتاه خدها قائلة : يالهوي يا ماهي هانم ايه الصور دي.... 

زمت شفتيها بحنق صارخة : اسكتي وغوري من وشي 

............. 

..... 

يوم آخر بدونه... ليله موحشه اخري تقضيها بدونه.... مررت يدها فوق وسادته الخاويه 

بجوارها لتشعر بفقدان فظييع.... كان يسافر ويتركها وحدها ولم تكن تشعر بهذا الفقد.... ربما لأنها المرة الاولي التي تشعر بأنها بالفعل علي وشك فقدانه...! 

لم تستطيع النوم لتعاود الاتصال به مجددا ومجددا لا يجيب....!! 

مررت اناملها علي شاشه هاتفها لتنظر الي تلك الصور وتنفلت تنهيده حاره من صدرها.... كم اشتاقت له...!! 

نظر أدهم الي شاشه هاتفه التي تنير بأسمها مرارا وتكرارا ليغالب لهفه قلبه لسماع صوتها ويغلقه...! 

لم يكن يحتمل بعدها ولكن عليه أن يحتمل بعد كل ماحدث....!! 



........... 

.... 

نظر اسامه بتركيز الي ادهم الذي كان يشرح له احدي الأفكار عن تدارك تلك الخسائر بسوق السيارات ليقول اسامه : والله فكره ياادهم.... افتكر هتنعش السوق وهتزود المبيعات 

اومأ أدهم قائلا : مدير شركه التسويق كمان قالي انه عامل فايل بمجموعه أفكار وهيعرضها علينا بكرة 

عقد اسامه حاجبيه بتساؤل ; بكرة.... ؟! 

هو مش بكرة عيد ميلاد سليم... انت ناوي تشتغل

اومأ أدهم باقتضاب : اه.... العيد ميلاد بليل

هتقابل مع شركه التسويق وبعدين اخلص كام حاجه بعدها هبقي اروح

نظر اسامه الي ملامح وجهه قائلا : مالك ياادهم.. انت متخانق مع غزل ولاايه.. ؟

هز أدهم كتفيه بعدم اكتراث ظاهري : لا ابدا 

نظر له اسامه متفهما لعدم رغبته بالحديث ليقول : تمام.... يبقي انا وانت نتقابل الصبح نروح الاجتماع سوا.... علي 11 كدة كويس 

اومأ أدهم قائلا : كويس

نظر اسامه في ساعته : طيب مش يلا ولا ايه الساعه داخله علي عشره

قال أدهم بهدوء : لا عندي شغل روح انت

: شغل ايه ياادهم... قوم ياراجل ارتاح

بتلك اللحظة تفاجيء كلاهما بماهيتاب تدخل الي مكتب أدهم... 

: ماهيتاب

قالت بأنفاس متلاحقه : أدهم.... اسفه بس في حاجة مهمه عاوزة اتكلم معاك فيها 

عقد اسامه حاجبيه بدهشه توازي دهشه أدهم الذي سألها : حاجة ايه..؟ 

نظرت الي اسامه ثم الي أدهم دون قول شئ ليحمحم اسامه بحرج قائلا : طيب انا هقوم ياادهم 

خرج اسامه لينظر أدهم الي ماهيتاب باستفهام سريعا ما كانت اجابته تلك الصور التي وضعتها امامه بأيدي مرتعشه.... اتسعت عيون أدهم بعدم استيعاب بينما انصدمت ملامح وجهه بشده وهو يردد بصوت ثقيل : ايه ده...؟ 

لمعت الدموع بعيون ماهيتاب وهي تقول بصوت مختنق : الحقير شريف..... واضح ان يوم مااخدتني البيت بتاعك مشي ورانا وصورنا وزي ماانت شايف باعت تهديد بالصور دي 

تسارعت أنفاس أدهم وتلاحقت ضربات قلبه وهو ينظر الي تلك الصور التي مأخوذة من زاويه تعطي انطباع انهم بوضع غير لائق.....ماذا فعل بنفسه بغباءه... كيف يضع نفسه بشبهه كتلك... ؟! 

ضرب المكتب بقبضته وهو يسالها : وعاوز ايه.... ؟

هزت راسها ببكاء وهي تغطي وجهها بيدها : مش عارفه ياادهم.... مش عارفه... جه البيت وهددني بالصور دي 

قال أدهم وهو يدور حول نفسه باعصاب تالفه بينما يتخيل صور كتلك ان تهدد سمعته....

; كلميه واعرفي عاوز ايه...؟ 

امسكت هاتفها بأيدي مرتعشه وهي تطلب رقمه بينما تتساقط دموعها..... فرك أدهم وجهه بانفعال شديد وهو يحدث نفسه .... لن يفهم احد الوضع ابدا بوجود صور كتلك وأولهم غزل...! 

: كنت مستني مكالمتك 

احتفن وجهه أدهم بالغصب وهو يجذب الهاتف من يدها قائلا بنبره حادة : معاك أدهم زهران.... 

قال شريف بنبره بارده : يااه ياادهم بيه لحقت تجري بالسرعه دي تشتكي لك

قال أدهم بصوت صارم : اسمع ياواد انت.... انت مش قد اللعب معايا 

قال شريف باقرار ; عارف طبعا..... انا مش عاوز العب 

قال أدهم بحدة : امال عاوز ايه...؟ 

قال شريف بثبات : 5 مليون جنيه

ضحك أدهم بتهكم : لا ياراجل وده مقابل ايه 

.... ما انت عارف اول واخر الصور 

قال شريف ; انا وانت اه عارفين انها صور..... بس غيري مش عارف.... والناس ماهتصدق فضيحه حلوة زي دي تتكلم فيها ...

ازدادت نبرته خبثا بينما يكمل ; وبعدين ياادهم بيه بنت الناس المحترمه مش بتقلع هدومها برا البيت 

أغلق أدهم الهاتف بعصبيه لتنهار ماهيتاب بنوبه بكاء وهي تهز رأسها : انا محترمه غصب عن المدمن ده ياادهم.... انت شاهد اني بثق فيك وعشان كدة اتصرفت بطبيعتي... انا اسفه اني حطيتك في موقف زي ده 

اولاها أدهم ظهره وأطلق تنهيده طويله من جوفه الغاضب من وقوعه فريسه لتهديد ذلك الحقير...! 

رفعت ماهيتاب عيناها اليه بعدما طال صمته لتساله : هنعمل ايه دلوقتي ياادهم.... ؟

قال أدهم بتفكير دون أن ينظر اليها : سيبلي الموضوع ده وانا هتصرف فيه 

قالت بتبرير: انا معنديش مانع ادفع الفلوس.. بس.. بس مراد هيسالني سحبت 5 مليون جنيه ليه.... انا خايفه مراد يتخانق معاه ويودي نفسه في داهيه.. وانت كمان مالكش ذنب تدخل في مشاكلي 

قال أدهم بحزم : قولتلك انا هتصرف 

قالت بتعلثم وهي تمسح دموعها : بس... بس

قال أدهم بنبره قاطعه : اتفضلي روحي انتي وانا هتصرف 

........... 

.... 

جلس أدهم علي مقعده وهو يهز قدمه بعصبيه بينما يفكر بحل يخرجه من تلك الورطة بأقل الأضرار....ليصيح بنفسه : غببيي ياادهم غبي 

فكر بمقدار غباءه حينما لم يخبر غزل بما حدث ولكن هذا بسبب مشاجرتهم..... ومقدار غباءه حينما أخذها الي منزله...! 

ماذا يفعل..؟! وكيف غاب شئ كهذا عن عقله بالأساس.....!! 

........... 

..... 

لم تنام ماهيتاب تلك الليله بينما كلمات أدهم تتردد في اذنها.... انه رجل بمعني الكلمه..!! تتذكر باشمئزاز حقارة زوجها السابق وتري رجوله أدهم.... لتجول بخاطرها تلك المرات التي كانت تتحدث فيهم غزل عن تحكم أدهم وسيطرته لتنفلت تنهيده حارة من صدرها وهي تتحدث ان كانت متزوجه برجل مثله بخشي عليها من الهواء فكيف تفكر بشيء اخر....!! 

ان غزل لا تستحق رجل مثله... بل هي من تستحقه وتعرف جيدا قيمته... بدأت نظراتها تلمع وهي تبرر لنفسها انها لن تفعل شئ... لأن بينهم مشاكل كثيرة والانفصال وارد فماذا ان انفصل أدهم عن غزل.... هل ليكون لها هي..؟!!! 

.............. 

..... 

نظر اسامه الي اروي وهو يهز راسه بقله حيله ; انتي مش هتبطلي ابدا تتدخلي في حياته

قالت اروي بدفاع عن نفسها ; أخص عليك يااسامه... انا برضه بتدخل في حياته 

قال اسامه وهو يهز كتفه : امال اللي بتحكيه بقالك ساعه ده ايه...؟ 

: ابدا كنت بقولك عن مشكله أدهم مع غزل عشان نفكر في حل 

أشار باصبعه ; شفتي... اهو...! تدخل بقي ولا لا

هزت راسها : لا طبعا... انا بفكر معاك

: وتفكري ليه.... دي حياتهم هما بس اللي يفكروا في حلول لمشاكلهم 

قالت اروي بعتاب : وهو مش ده اخويا الوحيد وخايفه عليه 

اومأ اسامه قائلا : طبعا يااروي..... بس ياستي احترمي المساحه الشخصيه... هو مش عاوز يتكلم وانتي عرفتي من طنط مها يبقي مينفعش تتدخلي

زفرت أوري بحزن ; غضب عني يااسامه... هما الاتنين صعبانين عليا اوي.... غزل برضه صغيره وملهاش حد ينصحها وادهم ساعات بيزودها معاها 

تنهد اسامه وقام ليخلع قميصه وهو يقول : هو لو عاوزة رايي... غزل سواء كانت صغيرة او كبيرة المفروض بقت ام ومسؤله عن بيت وزوج... وادهم علي قد ما بيزودها علي قد مابيحاول يراضيها..... 

قالت اروي باستنكار لتحامل اسامه علي غزل : انت عشان راجل زيه بتقول كدة 

هز راسه : لا عشان هي محتاجة حد يقولها كدة...... لو خايفه عليها لازم تقوليلها الحقيقه مش تطبطبي 

قالت اروي بتبرير: ماهو ياحبيبي... ماما قايمه بالواجب وعلي طول ضدها... ابقي انا كمان

: انا مقولتش معاها ولا ضدها... انا قولت انصحيها.... اه ياستي الرجاله مجانين وطبعهم صعب بس الوقوف قدامنا الند بالند مش حل.. لازم تكون ذكيه أدهم يشد هي ترخي وهي تشد هو يرخي....الحياه كدة 

اومات اروي باقتناع : عندك حق.... انا هتكلم معاها

قال اسامه بتحذير : لما هي تطلب منك النصيحه يااروي بلاش تتدخلي من نفسك 

.........

....

أعادت غزل ذلك المسكن الي جوارها متراجعه عن اخذ شئ منه بينما بدأت تشك انها ربما تكون حامل لتتذكر كلام ماهيتاب....!! 

اهو سبب عشان تقعدي في البيت...! 

لتشتعل جذوه أفكارها وذكرياتها....flash back 

. غزل ياروحي لازم ترتاحي انا خايف عليكي 

: بس ياادهم 

: مفيش بس ياروحي..... بعد ماتولدي

ان شاء الله 

تنهدت وهي تخرج من شرودها بينما كان هذا الكلام هو المسكن الذي طالما تعامل أدهم معها به طوال سنوات...... حمل وولاده سليم كانت تحت حراسته طوال تلك الاشهر... انفجار..! بعدها ظنت ان كل شئ من شده طباعه قد انتهي وأصبح من الماضي ...! 

.. ازمته الصحيه...! والتي بقيت بجواره لها برغبتها وكانت تخشي ان تتركه لحظة وايضا ظنت بعدها انه لن يعود لشده طباعه وتحكمه .... ولاده سيلا... بعدها حرب لتعود الي دراستها ووقتها كانت غيرته المتحكمه والمسيطرة الوحيده..... وكل مبرراته انه يعشقها حد الهووس.... 

وضعها دون ارادته دوما بين كونها وكينونتها وبين حبه المهووس.... حاولت أن توازن بين الحربين ولكنها كلما انتصرت في معركه إثبات نفسها بجواره كانت تخسر حربها في حبه..... أدركت الان ان الحرب ليست الطريقه الصحيحه لذا ربما الهدنه ومحاوله اكتساب البيادق افضل كثيرا من ان تخسر حبهما وسط الحرب..... نعم انه يلين لقربها ويتنازل من أجلها فلتفعل المثل...!

......... 

... 

دخلت سحر الي ماهيتاب في الصباح لتقول بدهشة :ماهي هانم انتي خارجة...؟ 

اومات لها : اه في حاجة..؟ 

: ابدا بس خايفه عليكي من اللي مايتسمي

: متخافيش... هيعملي ايه يعني.. ؟

هزت الفتاه كتفها قائة ; يعني انتي ماليه ايدك من ان شريك مراد بيه ده هيتصرف

اومات ماهيتاب بثقه وهي تمرر يدها بخزانه ثيابها الكبيرة تتأمل وتفكر في ماسترتديه اليوم بحفل عيد ميلاد سليم. ...! وتلك الرغبه تتوهج بداخلها ان تكون فاتنه للغايه اليوم ....! بعد ان روادتها تلك الافكار باجتذاب نظرها اليها...... ولما لا 

ولاشئ الا ذاك الثوب باللون الذهبي اللامع الذي سيريذ من جمالها 

:ماهي هانم... خرجت من تفكيرها علي صوت سحر لتقول بملل : قولتلك خلاص بقي ياسحر بطلي رغي وروحي اعملي ليا القهوة بتاعتي

: انا بس خايفه عليكي.....شيماء هانم لو عرفت حاجة زي دي هتسخن مراد بيه عليكي 

رفعت ماهيتاب حاجبيها ولمعت عيونها بينما تلتفت الي سحر لحظة تفكر بها... حقا ماذا ان حدث هذا...! 

: تفتكري البيه هيعمل ايه.... ؟

قالت وهي تخفي رغبتها بأن ينفذ شريف تهديده وربما تكون وسيله لاقتراب أدهم منها خاصه ان علمت غزل .. 

: قولتلك هيتصرف بقي اسكتي ويلا روحي اعملي القهوة وبعدين جهزي هدومي اللي قولتلك عليهم.... انا هروح الشركه وارجع علي الساعه خمسه البس عشان هخرج بليل 

اومات سحر لتكمل ماهيتاب ارتداء ملابسها وتأخذ حقيبتها وتتجه الي الشركه..... 

........... 

... 

قالت مها بسخط وهي تتطلع لهيئه غزل المريه في الصباح ; مالك عامله كدة ليه..؟ 

هزت غزل كتفيها قائلة بانكسار : هيكون ليه ..... 

قالت مها بتأنيب :اول مرة يعني ماكنتي بتسيبيله البيت كل شويه... ولا هو حلال ليكي وحرام ليه

اغمضت غزل عيناها لحظة قبل ان تفتحها وتنظر الي مها قائلة بوهن : طنط لو سمحتي كفايه تأنيب فيا.... عارفه اني غلطانه 

قالت مها بهدوء : مش بأنبك بس بوريكي عنادك وصلك لفين..؟ 

تنهد غزل وقامت من مكانها فلاتحتمل المزيد لتوقفها مها .... رايحه فين..؟ 

: طالعه اوضتي 

: استني هنا 

التفتت لها لتقوم مها من مكانها : بطلي هبل اللي بتعمليه ده مش هيصلح حاجة .... النهارده عيد ميلاد ابنك وادهم كدة كدة جاي يبقي تشوفي هتستغلي الوضع ده ازاي 

نظرت غزل الي مها بأمل أشرق في عيونها 

: تفتكري هيجي فعلا

هزت مها كتفها بثقه ; طبعا... 

في نفس اللحظة امسكت بهاتفها واتصلت بادهم 

: ايوة ياادهم انت فين.. ؟

قال باقتضاب : عندي شغل ياماما خير 

قالت مها متصنعه عدم معرفتها بشئ : مراتك بتكلمك من بدري مش بترد 

قال أدهم ; مش فاضي يا ماما

اوقفته سريعا قبل ان يغلق : 

استني.... انت ناسي عيد ميلاد ابنك. 

قال بهدوء : لا مش ناسي 

: طيب انت فين 

: هاجي على الحفله 

حاولت مها التحدث : حفله ايه اللي هتجي عليها تعالي دلوقتى.... 

: ماما عندي شغل..... يلا سلام. 

نظرت لها مها وهي تهز كتفها : جاي علي الحفله.... يلا شوفي وراكي ايه .... وبعدها اطلعي اجهزي 

هنا وصلت اروي واطفالها لتقول مها : كويس انك جيتي.... يلا شوفي مع غزل التجهيزات

قالت اروي بحماس : يلا ياغزول.... وانا كلمت نهي قالت هي ويوسف علي وصول واوركيد كمان... بس ماهي مش بترد

............ 

.... 

عقد اسامه حاجبيه باستهجان ; يعني ايه هتدفع ياادهم.... ابن ال.. ماتخلي رجالتك تتعامل معاه وتنسيه اسمه

قال أدهم بهدوء : مفيش داعي يااسامه 

: يعني ايه مفيش داعي.... من امتي بتسيب حد يلوي دراعك

: مفيش داعي لشوشرة... في داهيه الفلوس

قال اسامه بغيظ : في ستين داهيه... بس كدة انت بتجراه عليك 

اعتدل أدهم واقفا وهو يأخذ هذا الشيك الموقع منه. : ولا بجراه ولا حاجة.... انا واخد احتياطي 

: أدهم فهمني

قال بنفاذ صبر ; مفيش حاجة تفهمها..... انا مش عاوز ادخل اسمي في شوشرة زي دي 

قام اسامه مسرعا خلفه : طيب استني انا جاي معاك 

............ في الصباح 

جاءت نهي ويوسف لتستقبلهم غزل وكم بدا واضحا من هيئتها ان هناك شئ ما ليسالها يوسف بينما اختلي بها 

... غزل مالك ياحبيبتي 

تنهجت بأسي ليقول : ... اوعي تقولي تاني متخانقه مع أدهم 

قالت بيأس : اعمل ايه يايوسف ايه الجديد مااحنا اغلب الوقت بتنخانق 

هز يوسف راسه : لا بصراحة بقي من غير ما اسمع ياغزل انتي اكيد اللي غلطانه

نظرت لاخيها : انا

اومأ يوسف باقرار : ايوة... ماهو مش معقول ياغزل كل شويه خناق اتفاهمي معاه انتي مبقتيش صغيرة 

قالت بتبرير : وهو مش بيتفاهم ليه...؟ 

قال أخيها بهدوء :عشان بتقفي له الند بالند وبعدين ياغزل مين اللي مش بيتفاهم أدهم... هز راسه بعدم رضي وتابع : بصراحة أدهم مبقاش بيعمل حاجة غير انه بيتفاهم

: يوسف.. أدهم مش عارف اللي جوايا

قال بحنان : عشان انتي محكتيش عنه

جذبها من يدها واجلسها وجلس بجوارها ليقول بعقلانيه : بصي انا مش عاوز اعرف اللي بينكم عاوز أسألك سؤال الاول

نظرت له ليقول : فرق السن بينكم هو السبب في مشاكلكم 

عقدت حاجبيها بدهشه : فرق سن ايه لا طبعا... 

قال أخيها : يعني ان أدهم أكبر منك ب 16 سنه ده مخليه يتصرف معاكي غلط... 

قالت بتفكير : علي فكرة يايوسف انا عمري ماحسيت بفرق السن ده..... 

اه جايز بالعدد اكبر مني.... بس ده انا بحبه فيه... بيوود حنيته عليا وصبره.... 

انا عمري ماحسيت كدة بصراحة اصلا بحسه مجرد رقم وبعدين..... زمان كانت مامته كل كلامها كدة بس غلط.... المشكله مش، في سن أدهم ابدا...... أدهم ناضج وعارف هو عاوز ايه عكسي انا مش عارفه انا عاوزة ايه... عاوزة اشتغل... ولا عاوزة غيرته تقل. عاوزة قريب ولا بعيد... متلخبطه وتايهه

قال يوسف ; طول عمرك كدة..... مش بتسمعي كلام حد بالرغم من اني سعات احس انك سهل كلمه توديكي وكلمه تجيبك وساعات احسن عاقله وعارفه عاوزة ايه 

ايه اللي جرالك

هزت كتفها بحيرة ; مش عارفه.... حياتنا كانت حلوة جدا اه خوفه عليا زياده بس لما بيهملني بزعل وارجع تاني اتخنق وهكذا 

أدهم بقي مثالي اوي وده بيحسيني اني ولا حاجة جنبه كل الناس شايفاه انه ناجح في كل حاجة شغله بيته مع الولاد حتي سليم وسيلا متعلقين بيه اكتر مني بحاول اكون ام مثاليه وشغلي

قال يوسف متنهدا : مفيش حاجة اسمها ام مثاليه ولا زوجه مثاليه في ست بتحاول تعمل كل جهدها عشان بيتها وولادها وجوزها وبرضه نفسها

انا جايز مقصر معاكي ومش بتدخل في حياتك 

بس عارف انك بتحبي أدهم 

غزل انتي تقريبا كدة عايشه فترة مراهقه معيشتهاش صح في وقتها...يعني انتي خاليا بس بتقولي انا هنا انا موجوده

اومات له باقتناع ; اوركيد قالتلي كدة

داعب وجنتها قائلا بعتاب : مع اني معترض ان صحابك بيعرفوا كل حاجة عنك ولكن اوركيد كلامها صح

تنهدت قائلة : طيب اتكلم مع مين مش هينفع اتكلم مع أدهم في كل حاجة.. هيفهمني غلط 

اومأ لها قائلا بحزم : اه معاكي بس كلامك عن حياتك يكون بحدود ياغزل.... حبيتي انتي ربنا كرمك بنعم كتير والنفوس مش دايما بتكون حلوة وتتمني الخير لبعض 

هزت راسها ليربت علي كتفها بحنان مسح كافه الضباب الذي كان يعكر رؤيتها الصحيحه للامور وهو يتابع : انتي بس جايز محتاجة فترة تصفي وتهدي.... اتكلمي مع أدهم وقربي منه وصلي وقربي من ربنا..... انتي حياتك حلوة اشكري ربنا عليها 

ابتسمت له قائلة : ربنا يخليك ليا ياحبيبي 

احتضنها ووضع وجهها بين كفيه قائلا : غزل حبيتي...... أدهم حبك عشان غيرتي لون حياته....خليكي دايما اللون الحلو اللي بيغير طعم الحياه سواء مع ولادك او جوزك 

تنهجت براحه قائلا ; هو انا ليه مكنتش بتكلم معاك كدة من زمان

ضرب راسها بخفه قائلا : عشان عيله.... اقول ايه بس.... واد ياغزال اعقل كدة واكبر وبعدين مش ده الأمير بتاع الروايه 

ضحكت وهي تتذكر جملتها التي دوما وصفت بها أدهم وقصه حبهم : كنت صغيرة

قال بوسف باقرار ; ومازالتي.......

: لا انا كبرت وبقيت نكيده وشايله الهم 

ضحك قائلا : حيث كدة انا هقول لادهم يتجوز واحدة صغيرة تدلعه بدل النكديه

لكمت يوسف بحنق : عشان اقتله

داعب شعرها بحنان قائلا : ياشيخه ده الراجل جبل انه مستحملك.... 

نظر لها وتابع بجديه : وبعدين أدهم عنده مشاكل كتير اوي في شغله 

اتسعت عيناها بقلق : انت بتقول ايه يايوسف.... مشاكل ايه.. ؟

: امال بقالي ساعه بدافع عنه ليه عشان كتر خيره مش محسسك بحاجة

هزت راسها : مكنتش اعرف والله 

قال بحنان : لازم تعرفي حتي لو مقالش الإهمال بيكون احيانا في عدم مشاركه الهموم ياغزل

; عندك حق انا فعلا قصرت معاه.... بس غصب عني مكنتش عارفه افكر ومتشتته 

عاوزة أحقق نفسي 

: تنجحي 

انجحي في انك تكوني مبسوطه في كل حياتك مس في حته وحته دايما تلاقي 

عقدت ماهيتاب حاجبيها حينما قالت سارة مديرة مكتب أدهم انه انصرف..... 

: اعتقد عنده اجتماع 

دخلت ماهيتاب الي مكتبها وهي تفكر.... ماذا فعل مع شريف لتعاود الإتصال به ولكنه لم يجيب 

............. 

أوقف أدهم سيارته ونزل منها ليري نظرات الزهو مرتسمه في عيون شريف الذي كان يحك أنفه بسبب المخدر... فهاهو طريق ليحصل به علي المال بعد ان حرمه والده منه....! 

غابت سريعا نظرات الانتصار من عيون شريف حينما توقفت تلك السيارة السوداء بجواره ونزل منها ذلك الرجل المهيب 

نظر صفوت ابو المجد بازدراء لابنه الذي ارتعشت اوصاله من رؤيته 

تقدم أدهم خطوة وأخرج من جيبه ذلك الشيك ليلقيه بوجهه شريف وهو يوجه الحديث لصفوت ; احسنله يامتر ميظهرش في طريقي تاني

قال صفوت سريعا : مش هياخد الفلوس ياادهم بيه وانا هعيد تربيته زي ما وعدتك

قال أدهم بحزم : الفلوس انا دافعها بمزاجي بس ورحمه ابويا لو ظهر في طريقي تاني مش هرحمه وانا بقي اللي هعمله فضيحه علي مقاسه

قال صفوت باعتذار : حقك ياادهم بيه وان شاء الله الامور مش هتوصل لكدة 

اومأ أدهم وعاد لسيارته وانطلق بها 

ليمسك صفوت بتلابيت ابنه مزمجرا : ياابن ال.... يا واطي مش كفايه عمايلك يامدمن يازباله ياعبد الكيف كمان رايح تشتري عداوة أدهم زهران ومراد الرماح.... مش مكفيك اللي عمله مراد فيك 

: بابا انا.... قاطعه صفوت بسخط : أخرس ياابن ال..... اخواتك سمعتهم هتبقي في الأرض بسببك.... 

دفعه بعنف ليصطدم بمقدمه السيارة بينما يصيح بسائقه : عزززت خد الحيوان ده من وشي ومن هنا علي المصحه عدل 

: حاضر يااستاذ صفوت 

........ 

... قال اسامه بهدوء : اتصرفت صح ياادهم 

كدة من غير شوشرة 

اومأ أدهم ليقول اسامه بتردد : مع اني بصراحة مستغرب انك تغلط غلطة زي دي وتحط نفسك في شبهه كدة 

تنهد أدهم قائلا : عندك حق... مفكرتش ان الامور توصل لكدة... حالتها كانت صعب ومكنش ينفع اروح بيها أوتيل ولا حتي تقف في الشارع 

: عموما انت كنت قاصد خير 

............. 

نظر أدهم الي هاتفه الذي يرن مجددا برقم غزل ولكنه لم يجيب ليضعه بجيبه ويوقف سيارته بمكانها المخصص ويدخل الي مبني شركته..... 

دخلت خلفه سارة ليقول أدهم وهو يخلع سترته ويعلقها خلفه : سارة خدي الفايل ده وابعتي كل الايميلات اللي فيه بكرة الصبح

اومات له قائلة : حاضر ياادهم بيه 

قالت ساره : ميسز ماهيتاب كانت بتسأل علي حضرتك 

اومأ لها قائلا :خليها تجيي

اومات قائلة : حضرتك تآمر بحاجة تانيه 

: لا اتفضلي انتي 

قامت ماهيتاب بلهفه ما ان أخبرتها ساره ان أدهم قد وصل..... 

قال بأقتضاب حينما دخلت اليه وكل ملامحها مترقبه لتعرف ماذا حدث : الموضوع انتهي 

نظرت له تتطلع للمزيد : يعني.... عملت معاه ايه... ؟

: خلاص قولتلك الموضوع انتهي 

اومات واتسعت ابتسامتها المزيفه وهي تفكر ان الامر انتهي سريعا : يعني خلاص 

اومأ لها لتقول : أدهم انا مش عارفه بجد اشكرك ازاي

: خلاص معملتش حاجة 

نظر في حاسوبه لتقول بحرج ; طيب انا هروح مكتبي 

اوما لها ولكن ما ان تحركت بضع خطوات حتي اوقفها :ماهيتاب 

التفتت له ليسالها : انتي قولتي لغزل حاجة... ؟

قالت بتعلثم : بصراحة ياادهم لا... يعني انا طبعا كنت حابه اشكرها علي الموقف بتاعك ووقفتك جنبي بس انا مشفتهاش من وقتها والدنيا اتلخبطت بعدها فمجتش، مناسبه 

بس طبعا انت لو حبيت هشرح لها كل حاجة.... وغزل عارفه نداله شريف و... قاطعها قائلا :مفيش داعي 

اخفت سريعا تلك الابتسامه عن شفتيها 

واومات بدون جدال.... لتنظر اليه قائلة : هو.. هو 

انت مش رايح عيد ميلاد سليم 

نظر في ساعته قائلا ; اه طبعا... بس قدامي شويه شغل 

اومات قائلة : طيب انا كمان هخلص الشغل اللي عندي بسرعه ونتحرك سوا 

عاد لينظر الي حاسوبه لتسرع ماهيتاب الي هاتفها ..... سحر 

ايوة ياماهي هانم 

; حالا تجيبي الهدوم بتاعتي 

قالت الفتاه بعدم فهم ; هدوم ايه 

: الهدوم اللي جهزتها للحفله

: هو حضرتك مش راجعه 

: بطلي رغي وخلصى..... واوعي تنسي حاجة فاهمه 

واه.... هتلاقي في الدولاب هديه كبيرة هاتيها معاكي

........... 

ألقت غزل هاتفه بحنق فلن تنتظر مكانها اكثر.....! 



قالت اروي بدهشه لغزل حينما راتها تتجه للخارج : غزل انتي رايحه فين..؟ 

لم تقل شئ بل أسرعت للخارج

ركبت بتلك السيارة التي طلبتها ليقول السائق بدهشه :استني اوصلك ياهانم 

....... 



.... قال أدهم لساره : لو عاوزة تمشي اتفضلي بس ابعتيلي مجدي

اومات له ; تحب افضل مع حضرتك 

: لو خلصتي شغلك اتفضلي

دخل اليه مجدي وبقي اكثر من ساعه يتناقش معه حول احدي العقود الجديده ليستدرك أدهم قرب موعد عيد ميلا ابنه فيقول : كفايه كدة النهارده يامجدي

اومأ الرجل قائلا : تمام ياادهم بيه.... انا هسيب الفلاشه لحضرتك انت بس اديني approve وانا ابدا اول الخطوات 

اومأ أدهم له ليقوم أدهم من مقعده ويتجه للخارج ليجد ساره تجمع اشياؤها وتستعد للمغادره 

: عاوز حاجة ياادهم بيه

هز راسه : لا متشكر.... هي 

ماهيتاب في مكتبها ولا مشيت

قالت بتفكير : اعتقد لسه موجودة 

: تمام 

اتجه الي مكتب ماهيتاب ليطرق الباب أسرعت ماهيتاب بتعثر الي الباب وهي تقول :لحظة واحدة 

فتحت الباب بأنفاس متسرعه

... نظر لها أدهم بدهشه لتقول سريعا خمس دقايق واكون جاهزة 

نظر اليها لحظة قبل ان يعقد حاجبيه وهو متردد في السؤال : انتي... انتي.. انتي غيرتي هدومك هنا 

قالت بتعلثم : اصل... اصل لقيت نفسي مش هلحق اروح البيت وبعدين قولت البس هنا 

اتسعت عيون أدهم وتغيرت ملامحه كليا وهو يقول ; انتي ازاي تعملي كدة 

قالت بتعلثم وتوتر : ابدا اصل الشركة فاضيه وقفلت المكتب و... 

نفخ أدهم بضيق قائلا : اتفضلي ادخلي مكتبي 

نظرت له بعدم فهم ليقول : كلمه السر...بتاعه كاميرات المراقبه..... افتحي الكمبيوتر وامسحي تسجيل الكاميرات

جحظت عيونها مردده : كاميرات..؟!! 

اشاح أدهم بوجهه عنها بضيق هاتفا :ماهو نفكر بعقل قبل ما نعمل تصرف غريب زي ده....... في واحدة تعمل اللي عملتيه 

طبعا في كاميرات في كل المكاتب

يلا لو سمحتي خلصي عشان عاوز امشي 

بالرغم من تحدثه معها بضيق واقتضاب الا ان تصرفه الرجولي جعل قلبها يخفق بشده..... فكرت ان تكسب وقت وهي في الطريق معه لذا قررت أن ترتدي ملابسها هنا وهاهي تضع نفسها بصورة سيئه امامه 

كانت تمرر اصابعها فوق الازرار وهي لاتستوعب مقدار ترفع ورقي تصرفاته...... فهل يفعل رجل مثله دون أن يستغل الفرصه 

من أين لها أن تعرف بوجود كاميرات 

اي رجل مثله لم يكن ليمانع....! 

تشعر بحرج شديد من ذلك الموقف الذي وضعت نفسها به امامه بالرغم من سعادتها وهي تتعرف عليه أكثر لتقول بحرج وقد احمر وجهها خجلا : أدهم بجد انا مش عارفه اقولك ايه.... اصلا مواقفي معاك كلها زي الزفت

قال بتهذيب : محصلش حاجة 

اومات بابتسامه : انا دقايق هلم حاجتي واكون جاهزة نتحرك سوا 

اومأ لها وعاد الي مكتبه ليقف يرتدي سترته ويستعد للمغادره.....! 



انتفض أدهم من مكانه حينما انفتح الباب فجأه ليجد عاصفه متمثله في غزل تدخل اليه 

: غزل 

وقفت لحظة تتطلع اليه بعتاب شديد من عدم اجابته علي اتصالاتها وعدم عودته للمنزل.... 

اشتاقت عيناه وروحه اليها ولكنه سرعان مااستعاد ملامح وجهه الجامد وهو يقول : انا مش قولت متخرجيش خطوة بدون اذني

نظرت له لحظة بعدم تصديق فهل هذا هو كلامه لها لتستعيد سريعا رشاقه الرد

وهي تقول : اه طبعا ياادهم..... بس تقدر تقولي هستاذن منك ازاي وانت مش بترد عليا اصلا 

جلس الي مكتبه دون قول شئ لتقول بنبره ناعمه وهي تقترب منه ; أدهم 

قال دون أن ينظر اليها ; عاوزة ايه..؟ 

قالت بعتاب : عاوزة اعرف انت بتعاقبني علي ايه.. ؟

هز كتفه ساخرا بمراره : فين العقاب ده هو انا عملت حاجة... . انا ريحتك مني..؟! 

عقدت حاجبيها من كلماته التي اوجعت قلبها لتقول : حرام عليك تقول كده ياادهم.... انا مقصدتش اي كلمه من اللي قولتها.... كانت لحظة عصبيه 

تابع بتهكم له مغزي : لحظة عصبيه قولتي فيها الحقيقه

هزت راسها سريعا وهي تقول : مفيش حقيقه غير اني بحبك..... أدهم انت عارف اني بقول حاجات مش بقصدها لما بتعصب.....وانت كلامك وتهديدهك ليا ضايقني فقولت اي كلام 

نظر لها دون قول شيء فهل يصدق هذا المبرر بعد ان تزعزت ثقته في حبها له 

اقتربت منه قائلة بعتاب : انا مش هقدر استحمل تبعد وتتجاهلني بالطريقه دي ياادهم 

نظر لها بطرف عيناه بتهكم ; اية متضايقه اوي اني مجرتش زي الأهبل ادادي واصالح زي كل مرة... طبعا لازم تتضايقي ان مرة فكرت في كرامتي 

انصدمت ملامحها من قسوته عليه وتصويرة للأمر هكذا 

لتقول بعتاب : أدهم انا مش وحشه اوي كدة 

التفت لها بانفعال : وانا مش وحش ياغزل

....... مش وحش ابدا .. بس انتي شيفاني كدة 

هزت راسها ; لا طبعا مش شايفه كدة 

أشار لها بيده لتتوقف عن الحديث : مش،عاوز اتكلم في حاجة دلوقتي 

: بس احنا لازم نتكلم عشان نشوف اية اللي وصلنا للحاله دي 

هز راسه ; قولت مش عاوز اتكلم ياغزل.... روحي 

لمعت الدموع بعيونها : انت مش جاي 

قال بهدوء مفتعل ، : نص ساعه هخلص شغلي 

ابعدت الدموع سريعا من عيونها فهي ليست ضعيفه لتقول ; هستناك

نظر لها بدهشه لتؤكد : مش همشي من غيرك 

نظر لها لتهز راسها وتجلس امامه ; انا جايه باوبر فهستناك نرجع مع بعض 

ارتسمت ابتسامه متهكمه قائلا : وده من قله العربيات 

نظرت الي عيناه قائلة : العربيات كتير بس فين اللي كان بيوصلني في كل خطوة

قال بمغزي ساخرا : خنقك فقال يبعد

عقدت حاجبيها بعتاب : أدهم 

هز راسه بحزم :متحاوليش ياغزل.... الموضوع مش بالبساطه دي

اومات له : عندك حق.... خلينا نتكلم ونتفاهم 

: الوقت والمكان مش مناسبين 

قامت من مكانها واتجهت لتقف امامه وتمسك بذراعه : يبقي يلا نروح بيتنا وبعد عيد الميلاد نتكلم 

رفع حاجبه : بالبساطه دي 

مالت عليه لتقول بنبره ناعمه ; كفايه ياادهم بقالك يومين بعيد عني

دون ارادته استسلم لقربها منه لتتنهد بحب واشتياق وهي تحتضنه: وحشتني اوي ياادهم 

ابتعدت عن حضنه وانعقد حاجبيها بدهشه حينما دخلت ماهيتاب فجأه الي مكتب أدهم وهي تقول : انا جاهزة 

توقفت ماهيتاب مكانها حينما تفاجأت بوجود غزل.... غزل....!! 

قالت غزل بدهشة : ماهي! 

قالت باستدراك : كويس انك جيتي والا أدهم كان زمانه لسه بيشتغل لغايه دلوقتي 

ارتسمت ابتسامه مهزوزة علي شفاه غزل لتكمل ماهيتاب : انا هنزل اسبقكم 

ذره شك جالت بخاطرها من تصرف ماهيتاب ودخولها مكتب زوجها بتلك الطريقه ولكن لمسه يد أدهم لذراعها انستها تفكيرها بينما يقول : يلا 

اومأت وتحركت معه لترتسم ابتسامه علي شفتيها بينما تتطلع الي وقفتهما بالمصعد 

اقتربت منه خطوة ليتلامس جسدها بجسده لتلاحظ تسارع تنفسه من قربها الذي تعمدته

: أدهم 

نطقتها بدلال ليذوب قلبه بالرغم من جمود ملامحه وهو يقول :نعم 

قالت بمغزي وهي تتطلع اليه ; فاكر لما كنا في الاسانسير في باريس 

حمحم وهو يمرر يداه علي لحيته يحاول إخفاء الدماء التي هدرت في عروقه لتلك الذكري بينما انفتح المصعد وهو غارق في تقبيلها 

ابتسمت فهو يعشقها كما تفعل فقط سحابه الي زوال.... فهي عنيده وعصبيه وهو كذلك....! 

ازدادت سخونه دماءه ماان مالت تجاهه ووضعت راسها عل كتفه حينما ركبت بجواره السيارة ليحاول ان يبقي علي ثباته بينما قربها مهلك وماتفعله مهلك وكأنها ضغطت علي زر وعادت سنوات للخلف لتلك الفتاه التي تشاكسه وتتدلل عليه.... نظرت الي ملامح وجهه الجامدة لتقول برقه :

ايه.؟ 

حاول التمسك بجمودة : هسوق ازاي 

قالت بدلال وهي تحتضن كتفه اكثر ; زي ماكنت بتسوق زمان وكنت بتعمل اكتر من كدة ولا ناسي. 

قال بمغزي يعاتبها ; ادي انتي قولتي زمان 

نظرت له بعتاب لصده محاولتها ولكنها لن تيأس هو غاضب ويحق له ان تراضي كرامته 

ماان دخل المنزل حتي ركضت سيلا وسليم الي أدهم 

ليحملهم ويغدقهم بالقبلات..... اتجهت اروي اليه : حبيبي كل سنه وانت وولادك طيبين 

: وانتي طيبه ياحبيتي 

: ماما فين 

: جوه مع الضيوف 

اومأ لها ليتجه الي الصالون الانيق ويرحب بيوسف ونهي وماهيتاب التي وصلت قبل قليل 

: بعد اذنكم هغير هدومي 

حمل سليم واتجه الي الأعلي لتصعد غزل خلفه 

قال سليم : جبت ليا العربيه 

اومأ أدهم قائلا بحب ; طبعا وانا اقدر مجبهاش.... ام حسن هتجيبها من العربيه 

هز سليم راسه وعقد حاجبيه : لا مش لعبه انا عاوز عربيه بجد 

ضحك أدهم : بس يالمض

قالت غزل لابنها : سليم حبيبي ممكن تنزل عشان انا وبابي نجهز 

امسك أدهم باحدي بدلاته ووضعها علي طرف الفراش وبدأ بفك ازار قميصه ليجد غزل تتجه الي الخزانه الضخمه وتخرج احدي البدلات قائلة : حبيبي دي بتبقي حلوة اوي عليك 

نظر لها لتبتسم وتعيد ما اختارها وتكمل : البس دي احلي



........ 

دخل عمر الي المنزل ليتجه الي غرفته... ابتسمت اوركيد : حمد الله علي السلامه ياحبيبى 

ابتسم لها : الله يسلمك 

مد يداه بذاك المغلف الكبير : اتفضلي

اخذت الهديه التي احضرها لسليم لتقول 

: برضه مش جاي

هز راسه قائلا : لا ياحبيتي... روحي أنتي انبسطي بس 

متتاخريش شافعي هياخدك ويرجعك 

: انت هتخرج 

هز راسه قائلا : اه هنزل شويه مع اصحابي علي ماترجعي 

طرقت والدتها الباب ودخلت قائلة :

: يلا ياحبيتي لينا جاهزة 

اخذت ابنتها وتلك الهديه واتجهت لمنزل غزل... 



توقفت يد أدهم عن إغلاق ازار قميصه حينما خرجت غزل امامه بتلك الهيئه المهلكه فستان باللون الأحمر القاني ضيق حدد منحنيات جسدها بينما تمهلت في خطواتها تجاهه لتقف امامه وترفع خصلات شعرها الفاحم بعيدا عن ظهرها المرمري الذي كشفت عنه فستانها المفتوح : أدهم ممكن تقفل الفستان 

تحلي بأكبر قدر من ضبط النفس وهو يمد يداه الي سحاب فستانها يغلفه ولكن ماان قارب علي اغلاقه حتي تفاجأت به يفتحه مجددا بينما انفاسه الساخنه تلفح جانب عنقها وهو يهمس ببطء ; 

مفيش نزول بالفستان ده 

التفتت له سريعا ليعود الي جموده يكمل إغلاق ازار قميصه 

قالت بحنق من صده الغير معتاد لها : ليه..؟ 

قال وهو يتناول ساعته الانيقه ويضعها بمعصمه ; من غير ليه 

قالت بدلال : انت مش مخاصمني يبقي اعمل اللي انا عاوزاه 

: متستفزنيش ياغزل 

اقتربت منه وتوقفت امامه لتشعر بدقات قلبت تهدر في صدره بجنون أسفل يدها التي وضعتها عليه :

ولو استفزيتك هتعمل ايه.؟ 

نظر أدهم اليها لحظة بينما هي مصممه علي افقاده اي ذره تعقل لديه..... اكثر من مرحب الان بأن يريها عاقبه دلالها وقربها منه الذي اشتاق له حد الجنون..... مرر يداه برقه علي عنقها لتغمض عيناها باستسلام الي لمسته 

بينما رائحه عطره الممزوجه بأنفاسه تغلغت بداخلها واسكرتها لتشعر بعد لحظة بفستانها ينزلق من علي كتفها 

ولكن لم يدم سحر اللحظة طويلا فهاهو يبتعد بعد ان ابعد ذلك الثوب الفاتن عن جسدها... لا يحق لاحد رؤيتها الا هو.... 

فتحت غزل عيناها حينما شعرت به يبتعد 

بينما تمتم : البسي حاجة تانيه 

نظرت له بحنق طفولي ليدير أدهم وجهه بعيدا عنها فأن كانت غاضبه منه لحظة فهو يكاد يجن مما تفعله معه الان وهي تثير اعصابه حد الجنون بقربها....

..........

.....

ابتسمت وهي تستقبل اوركيد التي حضنتها بحب. ; كل سنه والقمر طيب 

نظرت مها الي ملامح وجهه أدهم المشرفه والي ابتسامه غزل لترتسم بدورها فيبدو ان تلك الصغيرة قد سارت في طريق اصلاح اخطاؤها... نعم كم تحب تلك الخصله بها مهما أنكرت... فهي فتاه ذكيه تتمتع بشخصيه قويه... سرعان ما تنفض الضعف وتعرف طريقها جيدا مهما كانت ضائعه...! 

ابتسامه مزيفه كانت علي شفاه ماهي بينما تري مؤشرات لاستقرار الوضع بين غزل وادهم..... أدهم الذي أصبحت تحلم به ولسانها لايتوقف عن ترديد اسمه...! 

صورة جميله ضمت غزل التي اقتربت من أدهم الذي احاطها بذراعه هي وسليم وبذراعه الاخري حمل سيلا كانت نهايه ذلك الحفل..! 

.......... 

.... 

استسلم طفليها للنوم سريعا بعد هذا اليوم المرهق بتطبع قبله لي جبين كل واحد منهم وتتجه للخارج.... 

صممت اروي علي اخذ مها معها ومها وافقت لتتيح المجال لغزل وادهم لانهاء الخلاف بينهم 

عقدت حاجبيها بدهشه حينما رأت أدهم يتجه الي الدرج : انت رايح فين..؟ 

قال وهو لايريد ان ينتهي الأمر بتلك السهوله بالرغم من انه لايريد الا إنهاء مابينهم من خلافات ولكن لابد أن تعرف ان كثرة الخلافات بينهما تكون يسبب عنادها.... يجب أن تعرف ان ليس بسهوله ينسي تصرفاتها 

:عندي شغل في المكتب 

نظرت له بعدم تصديق فهل يتذرع الحجج للابتعاد : احنا مش قولنا هنتكلم 

: بعدين 

نظرت له بغيظ لتنزل للأسفل بعد قليل فتري ام حسن قد بدأت بالتنظيف 

نظرت لها المرآه بدهشه بينما بدأت غزل بمساعدتها : غزل هانم 

قالت غزل وهي تريد إفراغ حنقها وغيظها منه بأي طريقه لتقول : هساعدك 

: بس 

قال غزل : مش هتعرفي تخلصي لوحدك.. خلينا نخلص البيت 

خرج أدهم من مكتبه بعد ساعه ليتفاجيء بها :ايه ده..؟ 

نظر الي هيئتها بينما ارتدت شورت وتيشيرت قطني ورفعت شعرها للاعلي ووقفت ترتب المنزل : 

الست اللي هتنضف مع ام حسن مجتش قولت اساعدها 

قال بحنق : باللبس ده 

قالت بهدوء : مفيش حد غيري في البيت 

اومأ واتجه للاعلي ليتنفس وهو يحاول أبعاد صورتها عن عقله بينما يستبدل ملابسه ويجلس في الفراش يعبث بهاتفه 

انتهت واتجهت لغرفتها لتدخل ومنها مباشرة للاستحمام دون أن تنظر له.....

خرجت بعد قليل من الاستحمام بينما ارتدت قميص نوم حريري قصير باللون الاسود ووضعت منشفه فوق شعرها المبلل نظر لها أدهم لطرف عيناه التي خانته وبدأت تتطلع اليها باشتياق لتقف غزل تصفف شعرها وتختطف النظرات له في المرأه... لتتنهد اخيرا وقد سأمت من التظاهر بالبرود .... ليتفاجيء أدهم بها تزفر وتتجه ناحيته هاتفه ; ماشي ياادهم انا غلطانه وعرفت اني غلطانه وبعترف بكدة...... اه جايز انت شايف اني اتغيرت بس انا متغيرتش انا بس خايفه انت اللي تتغير وترجع تاني زي زمان..... خايفه كل اللي بينا يضيع في لحظة عصبيه منك... خايفه غيرتك تتحكم فيك..... خايفه وغلطت لما مجتش اتكلمت معاك عن خوفي ده 

نظر لها لحظة قبل ان يستسلم هو الاخر لمشاعره ويجذبها اليه ويحيط وجهها بكلتا يديه قائلا بحزم : اوعي تخافي انا موجود...... انا بحبك 

نظرت الي عيناه ليتابع بصدق : أدهم اتغير علي ايدك... فاهمه 

قبل ان تفتح فمها لتنطق بشئ تراجعت فلا يوجد مايقال عن حبها له بالرغم من كل ما يمرون به لتطبق بشفتيها فوق شفتيه وتترك له المجال بعدها ليقود قبلتهم الحارة التي حملت نيران اشتياق كلاهما..... يعشقها بجنون...! 

بعد فتره من نوبه حب محمومه ملتهبه بنيران الاشتياق دفنت غزل وجهها في صدره بينما تعالت ضحكتها الناعمه.. أدهم بس بقي.. بغير 

ضحك وتابع تحريك شفتيه فوق عنقها الناعم.. طيب ماانا بغير

استندت الي صدره ضاحكة : مش قصدي... 

اومأ لها ومال امام شفتيها : عارف يا لمضه

: انا...! 

; انتي جننتيني معاكي

; ليه بس يا حبييي ... ده انا بحبك

وبعدين فيها ايه لما اكون مجنونه ومش عارفه انا بعمل ايه... الستات كلها كده 

دي ياحبيبي الهرمونات 

احاطها بذراعه قائلا : لو الهرمونات دي هتجبلي أدهم صغير انا موافق

انهي كلماته بين شفتيها التي انسجمت مع شفتيه بعزف سيمفونيه حب خالصه بينما تفكر وانا ايضا تتمني ان تصدق حدثها وتكون بالفعل حامل بطفل من أجله لتعوضه عن جرحها له دون ارادتها....! 



......... صرخت ماهي بغضب في وجهه سحر :قولت غوري من وشي

خرجت سحر لتلقي بحقيبتها بعنف علي الفراش وصورة أدهم برفقه غزل تحرق قلبها...!

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

ظلت اوركيد تقطع الغرفه ذهابا وايابا وتنظر في الساعه كل بضع دقائق... تأخر كثيرا والقلق بدأ يأكل قلبها.... عاودت الاتصال به ولكن هاتفه مغلق 
فركت كفيها وخرجت الي الشرفه لتلفحها نسمات الهواء، البارده وهي تحدث نفسها بقلق : ياتري اتاخرت ليه ياعمر لغايه دلوقتي ...؟ 

بعد ساعه اغمضت عيناها وتنفست بأرتياح حينما رأت سيارته اخيرا تصل أسفل المنزل لتتجه لاستقباله بابتسامته الهادئه ... حمد الله على السلامة يا حبيبي اتاخرت كدة ليه..انا كنت هتجنن من القلق عليك 

قال عمر بنبره خاويه وهو يتجه لغرفتهم : وتقلقي ليه... عيل صغير هتوه.... 

نظرت له بعتاب من اجابته الجافه ليهز راسه قائلا وهو يربت علي كتفها : مش قصدي.... انا قصدي عادي يااوركيد قاعد مع صحابي والوقت سرقني مفيش داعي لقلقك

اومات له وابتلعت وتجاوزت كما تفعل معه دوما لتقول : تحب اجهزلك العشا.

هز راسه قائلا : لا انا اكلت معاهم 

هزت راسها ليخلع عمر ملابسه ويتجه للاستحمام... رتبت اوركيد ملابسه بمكانها وجهزت له ملابس بيتيه مريحه ثم جلست علي الفراش تعبث بهاتفها تنظر الي صور حفل عيد ميلاد سليم بابتسامه هادئه 

خرج عمر بعد قليل وهو يجفف خصلات شعره بالمنشفه ليلقيها جانبا ثم يرتدي ملابسه ويقف بعدها امام المرأه يصفف خصلات شعره..... لينظر الي اوركيد باشتياق قبل ان يتجه الي جوارها لتترك اوركيد الهاتف وتنظر اليه بينما اقترب منها ومرر يداه برقه علي قماش روبها القطني الثقيل قائلا... انتي بردانه ولا ايه ياحبيبتي..؟ 

هزت راسها بارتباك بينما فهمت مغزي سؤاله لتقول بتعلثم : يعني ياحبيبي... شويه 

اومأ واقترب منها اكثر ليخيط خصرها بذراعه ويميل ناحيتها ببطء يتناول شفتيها بقلبه ناعمه 

استسلمت اوركيد لقبلته التي ماان فصلها حتي وضعت يدها علي صدره برقه توقفه عن متابعه فك حزام روبها 

نظر لها عمر لتقول بتعلثم ...عمر.... انا بس... بس انت عارف..مش،هينفع 

.... . قاطعها عمر باحباط واضح وهو يقول : عارف تعليمات الدكتور 

خفضت اوركيد عيناها عن عتاب نظراته لتنفلت زفره ساخطة من صدر عمر ويوليها ظهره كطفل صغير غاضب من حرمانه من حلواه المفضله وينام.... زمت اوركيد شفتيها بقله حيله فهي تعرف انه غاضب لهذا الوضع الذي دون ارادتها مضطرة له... فكلما تخضع لتلك العمليه تنفذ تعليمات الطبيب المشدده بعدم اقتراب عمر منها تلك الأسابيع لثبات الحمل .... ماذا تفعل.. تريد أن ترضيه ولكن دون ارادتها..... 

لماذا لا يتفهم الرجال مواقف النساء ابدا ويبدلون الأماكن... هل كانت لتغضب منه أن 

كان بعده عنها دون ارادته.... تحتاج ان يكون بجوارها تلك الأيام التي تنتظرها علي اعصابها بترقب وانتظار معرفه ان كان سيكتمل حملها ام ستحظي بخيبه امل كما المرات السابقه...... 

مالت ناحيته لتقول برقه وهي تمرر يدها علي ظهره بحنان : عمر حبيبي.. حقك عليا

انفلت لسانه بحنق : خلاص يااوركيد... 

أغلق النور الذي بجواره بانفعال... لتنظر الي ظهره بعتاب..... .اطفال انانيون للغايه هم الرجل..... نعم ...هذا هو الوصف الصحيح للرجال... من يري الرجال من الخارج بتلك الهيئه الضخمه الخشنه ومقدار التحمل لايظنون ان بداخل كل منهم طفل صغير دوما بحاجة لأم تحتوي وتدلل وتكون برفقته دوما دون أن تتذمر ..... تعامله دوما علي هذا النحو ولكن الا يكون بجوارها ان كانت بحاجة اليه كما الان...! 

....... 


تقلبت غزل في الفراش بكسل لتفتح عيونها فتري أدهم واقف امام المرأه يهندم ملابسه الانيقه بالرغم من بساطتها .... 

ابتسمت قائلة : صباح الخير 

التفت لها بابتسامه واسعه وانحني يقبل جبينها قائلا : صباح النور 

قالت وهي تنظر له : حبيبي انت خارج 

اومأ لها قائلا : اه هاخد سليم المدرسه في طريقي

نظرت الي ملابسه قائلة : انت هتخرج كدة. ؟

نظر الي ملابسه قائلا :وحش.. ؟

هزت راسها ونظرت الي ملابسه الرياضيه الانيقه قائلة :بالعكس زي القمر بس اول مرة اشوفك لابس سبورت 

قال بابتسامه ; اهو قولت اتمشي شويه كل يوم الصبح 

قالت بقلق ; حبيبي انت تعبان 

هز راسه قائلا : خالص بس اهو بحافظ علي جسمي ولا عاوزاني بكرش

ضحكت ومالت علي كتفه بدلال : امال انا ايه بقي.... انت اللي بقيت بكرش

مرر يداه علي شعرها قائلا بهيام :

انتي قمر 

هزت راسها بابتسامه ناعمه ; لا ياحبيبي.... مين دي اللي قمر.... انا اللي لازم اهتم بنفسي شويه مش انت.. زمان كنت بحب اوي اتمشي علي البحر كل يوم الصبح 

اومأ سريعا بحماس : طيب تعالي معايا نتمشي سوا 

تذكرت احساسها بأنها قد تكون حامل لتقول : لا ياحبيبي خليني المرة اللي جايه 

قبل وجنتها قائلا بحنان : طيب يالا هروح اخد سليم 

قامت من الفراش قائلة : طيب ثواني هروح اجهزة

قال وهو يمسك بيدها : خليكي انا قولت لأم حسن تجهزة من بدري 

اومات قائلة : يبقي هنزل اجهز الفطار نفطر كلنا 

........ 

بعد انتهاء الافطار وقفلت لدي الباب وهي تحمل سيلا التي اغدقها أدهم بالقبلات قبل ان يأخذ بيد سليم الذي كانت خطواته تتقافز فرحا لأن ابيه سياخذه الي مدرسته.... 

تنهدت بسعاده وهي تلوح لهم ثم عادت للداخل لتمسك بالهاتف لحظة قبل ام تجيب مها : صباح الخير ياطنط 

قالت مها بابتسامه هادئه ; صباح النور... اية بتحلمي بيا

ضحكت غزل بصفاء قائلة : بحلم بابنك 

استطاعت إخراج ضحكه مها التي قالت : مش هكره ياروحي 

قالت غزل : طيب حضرتك راجعه امتي 

قالت مها : يومين 

هزت راسها : لا ياطنط ارجعي النهارده 

قالت مها : يابكاشه.... ايه وحشتك 

قالت غزل : بصي هو بصراحة... اه اخدت علي وجود حضرتك في البيت 

وبعدين أدهم النهارده اجازة... هيوصل سليم ويتمشي شويه ويرجع فقولت نتغدي كلنا سوا... 

قالت مها بهدوء : لا بالهنا والشفا انتوا قضوا اليوم مع بعض... انا هفضل مع أروي يومين

لانها ممكن تخنقني لو مشيت 

: لا كفايه يوم وبليل هنعدي عليكي انا وادهم ناخد حضرتك 

........ 

... 

وضعت سيلا علي الطاوله الرخاميه قائلة : ها بقي ياسيلوش نعمل غدا ايه لبابي 

اتسعت ابتسامته الراضيه بينما اعدت لهم الغداء ليقول وهو يقبل يدها ; 

كمان عامله الغدا بايدك 

: طبعا ياحبيبي.... وعامله كمان تارت الشيكولاته اللي بتحبه انت وسيلا

........... 

.... كان يوم لا ينسي بينما قضته العائلة الصغيرة بحب ودفء غاب عنهم مطولا 

خرج أدهم من الاستحمام لتبتسم له وتنهي مكالمتها قائلة : طيب ياسلمي هكلمك بعدين 

مال ناحيتها وقبل وجنتها قائلا : حبيبي لو عاوزه تنزلي شغلك بكره...قاطعته وهي تهز رأسها :

مش مشكله ياحبيبي... خلينا نقضي يومين مع بعض وانت رايق وجميل اوي كدة

مرر يداه برقه علي جانب عنقها : والله ياقلبي... انتي اللي رايقه وزي القمر 

ابتسمت ليميل ناحيتها ويلتقط شفتيها بين شفتيه بقبله شغوفه انقطعت من رنين هاتفه الذي حاول تجاهله ولكنه تابع باصرار 

قالت ماهيتاب بتعلثم : سوري ياادهم بس..... بس في مجموعه عقود عاوزة امضتك 

رفعت غزل يدها تداعب وجنته بينما يتحدث في الهاتف لينقطع تركيزه وتشعر ماهيتاب بهذا بينما تنفلت ضحكه غزل بجواره لتشتعل وجنه ماهيتاب بالغضب وهي تشعر بما يحدث وان الأمور تسير علي مايرام بينهما لينهي أدهم الحديث : بعدين ياماهيتاب 

أغلق الهاتف والقاه بعيدا واحاط خصرها بذراعه يقربه اليها..... تعاليلي.... 

دفن وجهه بعنقها لتدغدغ أنفاسه الساخنه عنقها الناعم لتنفلت ضحكتها المتغجنه

لا لا أدهم بغير 

...... سرعان ماكانت بين ذراعيه تذوب حبا وهياما في ليله ساخنه بينهم تبادلا بها الحب والشغف والجنون 

لم تكن يوما اسعد حقا منذ وقت طويل وهو كذلك ..... 

........... 

..... 



امسكت ماهيتاب بالملف الذي طلبه أدهم منها واتجهت اليه لتعود بخطواتها وتمسك بالمرأه الذهبيه الموضوعه علي، جانب مكتبها وتجدد احمر شفتيها وهي تتصل بغزل وداخلها نيران مترقبه بينما تري تلك السعاده علي وجههه منذ الصباح...... 

نظرت غزل الي رنين هاتفها 

برقم ماهيتاب لتضع من يدها ذلك الاختبار وتجيب عليها :

الو ياغزل عامله ايه

قالت بصوت سعيد : تمام 

قالت ماهيتاب بخبث : حبيتي انا حجزتلك ميعاد عند الدكتور بكرة مناسب ليكي.... ؟

لقد نسيت تماما هذا الموضوع لتقول سريعا :لا دكتور ايه.. ؟

قالت ماهيتاب وهي تضغط علي أسنانها فيبدو ان خطتها فشلت ; الدكتور اللي قولت لك عليه.... انتي نسيتي...؟ 

هزت غزل راسها : لا طبعا.... مش هروح للدكتور ده.. 

احتقن وجهه ماهيتاب لتكمل غزل ; انا كلمت الدكتورة بتاعتي وهروح لها... ادعيلي ياماهي يارب ابقي حامل 

اندفعت الدماء في عروقها من كلام غزل لتضغط علي اعصابها حتي لا تدع غزل تشعر بالحقد الذي اشتعل بداخلها بينما انهارت كل أحلامها طوال الايام الماضيه..... تمتمت وهي علي وشك الاغلاق لتلمح بطرف عيناها انعكاس صورته من خلال المرأه بينما جاء ليأخذ الملف حينما تأخرت... لتتجدد بداخلها تلك الافكار والتي ترجمتها سريعا لتقول : طبعا لازم تفكري الف مرة ياغزل قبل ماتنزلي الحمل ده..... اكيد أدهم لو عرف مش هيسكت 

تجمدت اقدامه بالأرض ووضحت الصدمه جليا علي ملامح وجهه الذي لم تكن هناك كلمات جليه لوصف حالته بتلك اللحظة بينما شعر بتلك الوخزة تتسرب الي قلبه الذي وضع يده فوقه وتلك الكلمات تتردد في اذنه..... تتخلص من حملها..!! 

اغلقت الهاتف لتزيف مفاجأتها بوجوده قائلة بتعلثم ;أدهم.... 

كان واقف مكانه يحاول استيعاب صحه ماسمعه لتقول سريعا : أدهم انت سمعت غلط 

ظل لحظة واقف مكانه وقد فقد الاتصال بالعالم الخارجي وظل حبيس تلك الكلمات.... 

لتقول بخبث شديد : غزل اكيد مش هتعمل حاده زي دي.... هي صغيرة وانا نصحتها واتكلمت معاها واكيد هي رجعت عن الفكرة دي زي ما رجعت في فكرة حبوب منع الحمل قبل شهور....! 

.... 

دار العالم من حوله وبالرغم من جمود ملامحه الا ان قلبه حرفيا انشطر لنصفين..... تتخلص من حملها وتأخذ موانع حمل..... هل تلك هي غزل ام شيري....! 



........ 

وضعت غزل اختبار الحمل من يدها وهي تشعر بغصه في حلقها وشعور جارف بالحزن وهي تري ان النتيجه سلبيه ...! 

فكم تمنت بالفعل ان تكون حامل بطفل يجلب الفرحة والسعاده علي قلبه..... هزت راسها بتأنيب لنفسها فماذا ظنت..... ؟! 

ألم تكن ترفض الحمل من الأساس ولكنها تشعر بالذنب تجاهه لكل ما فعلته وربما عوضه الحمل عن اندفاعها وغضبها 

ولكنها ليست حامل ...! 

......... 

... 

لايصدق ولا يستوعب ولا يعرف كيف استطاع ان يصل للمنزل بينما لايري شيء امامه الا صورة شيري تتجدد امامه ولكن صدمته لم تكن موجعه كما الان...! 

انها غزل....!.... 

قلبه.... حياته..... حبيبته..... انها تلك المرأه التي انهارت جميع حصونه امامها...... تلك التي تخلي امامها عن كونه وكيونيته ورضخ من أجلها كما لم يفعل من قبل....!! 



اااه... اهه حارة انفلتت من صدره قبل ان يقصي كل الوجع جانبا ويدع المجال لذلك الغضب الجارف بأن يجتاح كل خليه وعصب في جسده وعقله..... هل ظنت انها تستطيع خداعه والتلاعب به لانه يحبها..... واهمه....!! 

فهو يخرج قلبه من موضعه ولا يسمح لها بذلك.....!! 

بل لا يسمح لانسان في الوجود بالدعس علي كرامته كما فعلت...! 

انتفضت مها من مكانها علي صوت الباب الزجاجي الذي صفقه أدهم فور دخوله لتسرع ناحيته بقلق وتترك الكتاب الذي بيدها علي الطاوله الرخاميه امامها; أدهم... انت رجعت بدري.... ؟

أدهم.... أدهم 

لم يجيب ولم يسمع صوت امه من الأساس ليتجه الي غرفته و الشياطين تتراقص امام وجهه..... 

التفتت غزل اليه فور دخوله لتحاول رسم ابتسامه علي وجهها الحزين فكم تمنت ان تفاجئه اليوم بخبر حملها لتصطدم بملامح وجهه التي كانت كالبركان الثائر 

اتجهت ناحيته بقلق : أدهم مالك ياحبيبي..؟ 

دفع يدها بعيدا عنه بعنف شديد صارخا : متلمسنيش

تجمدت مكانها لتردد بعدم استيعاب لحالته ; ايه..؟! 

قال بغضب شديد وهو يرمقها بنظرات ناريه : ابعدي ايدك عني ومتنطقيش حبيبي دي ...... 

نظرت له بعدم فهم او استيعاب لتقول بصوت مرتجف ; أدهم في ايه.. ؟

صاح بصوت جهوري رج ارجاء المنزل : قولت متنطقيش اسمي علي لسانك..... 

امسك ذراعها بقوة كادت تخلعه من موضعه بينما يردد : انتي لسه هتمثلي..... انتي اصلا حبتيني عشان تقولي حبيبي دي ولا لسه عاوزة تستغفليني اكتر من كدة 

هزت راسها بصدمه بينما لاتفهم شئ مما يقوله ; أدهم في ايه انا مش فاهمه حاجة

هتف بانفعال شديد وهو يشدد قبضه يديه علي ذراعيها : عاوزة تفهمي ايه..... ومين اللي يفهم مين.... انا اللي عاوز افهم انتي ايه ولا انتي مين...... سنين عايش معاكي وفاكرك ملاك وانا الشيطان اللي في الحدوته اتاريكي شيطانه.....بتستغفليني...!! انا أدهم زهران تستغفله عيله زيك...! 

طفرت الدموع من عيونها من حالته وكلامه الذي لا تفهم سببه..... فماذا فعلت تلك المرة لتقول برجاء : أدهم انا والله وحياه ولادنا ما فاهمه حاجة...... صرخ يقاطعها بغضب شديد : اخرسي.... ولاد مين اللي بتحلفيني بيهم.... الولاد اللي مش عاوزة تجيبهم مني....!! 

انتفض قلب غزل من موضعه حينما هتف بتلك الكلمات وتوقف تدفق الدماء بعروقها

نظر لها باحتقار شديد وضغطت يداه علي ذراعها اكثر بينما يكمل بقسوة : ايه اتفاجائتي اني عرفت...؟! 

.. كنتي عاوزة تفضلي تستغفليني اكتر من كدة 

هزت راسها ببكاء وهي لا تستوعب.... هل سمع كلام ماهيتاب لها وفسره خطأ...! 

ضغط علي اسنانه وهو يكمل بازدارء ويهزها بعنف ; لما كارهه تحملي مني بتخليني أقرب منك ليه

قالت بعيون راجيه : أدهم

قاطعها مزمجرا بعنف : اخرسي قولت مش عاوز اسمع صوتك

انهمرت دموعها وقالت ببكاء : انت ظالمني

هتف بسخط : ظالمك...؟ 

اومات له وانهمرت الدموع اكثر من عيونها وهي تقول :مش حامل والله ماحامل.... 

أسرعت لتمسك بالاختبار وتكمل : والله صدقني انت فهمت غلط..... انا مش ممكن اعمل كدة.... انت اكيد فهمت كلام ماهيتاب غلط .. اسمعني الاول

لمعت نظرات الازدارء بعيناه اكثر وهو يحاول الاستماع بالفعل لها ولكن كلما تحدثت كلما ازداد تصديق اكثر انها مخادعه ليقول بتهكم : فهمت غلط...؟! 

اومات له وهي تحاول الشرح من خلال شلالات الدموع المنهمرة من عيونها ... وهي تخبره....! 

أخبرته بكل شئ......! 

بحديثها مع ماهيتاب ذلك اليوم وكيف انها رفضت..... أخبرته انها أحضرت اختبار حمل وحددت موعد مع الطبيبه ظنا منها انها حامل.... أخبرته انها رفضت كلام ماهيتاب ونصيحتها.... كل هذا أخبرته له بينما وقف يستمع له وينظر لدموعها ويزداد يقينه انها نسخه اخري من شيري...! 

نفس الخداع وحياكه الأمور من خلف ظهره..! 

نفس الدموع الزائفه ونفس المبررات.....! ظلت تتحدث وتتوسله ان يصدقها دون أن تدري ان مشكلتها لا تتخلص في تبرئه نفسها من تلك التهمه ولكن هناك تلك الخطيئه التي ارتكبتها في حقه وحق نفسها حينما استأمنت صديقتها علي سرها وهاهي أحسنت استغلاله......! 

: والله ياادهم ده اللي حصل.... اسألها..... اسأل ماهيتاب وهتحكيلك اللي حصل يومها.. .. هي كانت بس بتحاول تنصحني بس انا رفضت والله رفضت.... اتصل بيها وانا هسالها قدامك..... مدت يدها المرتجفه بالهاتف وتابعت بهستريا ظنا ان كل مافي الأمر سوء تفاهم ولا تعرف ان صديقتها بالفعل غرست سهمها المسموم بحياتها قطرت نبره صوتها يأسا وهي تقول ;اسألها ياادهم والله مابكذب عليك 

نظر اليها مطولا يري دموعها وبكاءها وينفصل لحظة عن العالم ويلعن قلبه الذي احبها بيوم من الايام....! 

دفع يدها بعنف شديد ليتطاير الهاتف من يدها ويسقط متحطم لاشلاء بعدها يتحطم قلبها حينا قال بقسوة : والحبوب اللي كنتي بتاخديها من ورايا... اسألها عنها هي كمان ولا عندك كذبه تانيه

ارتجف قلبها وانتحب بينما توسلته عيناها الا يفعل هذا.... لماذا الان فقط يعرف تلك الحقيقه لماذا بتوقيت كهذا..! 

هزت راسها برجاء وقد انشل لسانها فماذا يمكنها ان تقول او تدافع به عن نفسها.....! 

صرخت حينما هوي علي وجهها بصفعه قويه الهبت وجنتها نارا... 

تستحق مائه صفعه وليس واحدة فقط..... فليثأر لكرامته.... بالرغم من قوة صفعته الا انها تقبلتها واكتفت بدموعها التي انهمرت علي وجنتها وهي تتطلع اليه بانكسار... أخطأت وعليها تحمل نتيجه خطاها 

ياليت الصفعه كانت كافيه لعلاج جرح قلبه منها... الوحيده التي ااتمنها خانته..! 

حاولت التحدث.... حاولت قول شئ من خلال صوتها المختنق بالدموع... اي شئ لعله يستمع : أدهم انا غلطت بس والله... 

دفعها بعنف لتسقط علي الفراش خلفها وهتف بازدارء :متجبيش سيرة ربنا علي لسانك..... واشكري ربنا اوي انك مش حامل عشان لو كنتي اتجرأتي وقتلتي ابني كنت هخليكي تحصليه... 

بكت بانهيار ليجذب أدهم تلك الحقيبه الكبيرة ويبدأ بجمع ملابسه بها بعشوائيه والغضب جعل كل عروقه تنتفض.....! لا مبرر ابدا لفعلتها...! 

انتفضت غزل من مكانها واسرعت اليه لتمسك بيده تتوسله.... أدهم لا... لا متسبينيش وحياه ولادنا... وحياه اغلي حاجة عندك 

انا غلطت بس غصب عني والله غصب عني.... اديني فرصه واسمعني وانا هفهمك كل حاجة.... عاقبني اعمل فيا اي حاجة بس بلاش تسيبني 

دفع يدها بعيدا عنه وتابع مايفعله 

امسكت بيده مره اخري تترجاه ليبعدها عنه صارخا بعنف :قولتك متلمسنيش

جذب الحقيبه وسار للخارج وخطواتها المتعثره تلحق به وهي تترجاه الا يذهب...! 

قامت مها من مكانها وعقدت جبينها بدهشه بينما تري ذلك المشهد الذي اوجع قلبها بينما تكاد غزل تزحف خلفه وهي تترجاه الا يذهب.... فماذا حدث... 

قالت مها بدهشه : أدهم في ايه... ؟

شكت بوجود خطب حينما عاد بتلك الهيئة ولكنها لم ترد ان تتدخل...! 

قالت غزل برجاء ; طنط قوليله ميمشيش... 

وحياه ولادنا قوليله ميمشيش.... انا غلطانه... غلطت جامد اوي بس بلاش يسبني 

والله غلطت 

أدهم... أدهم 

جثت علي ركبتيها بانهيار يقطع نياط القلوب حينما لم تستطيع مجاراه خطواته الغاضبه التي خرج بها لتنهار باكيه وهي تهتف بانكسار : غلطت والله غلطت متسبينيش ياادهم 

مسحت مها وجهها بانفعال حينما تابع أدهم طريقه ولم يلتفت اليها واتجهت ناحيه غزل لتمسك بذراعيها تساعدها علي الوقوف وهي تقول بحزم... متعمليش في نفسك كده... هيهدي وهيرجع 

هزت راسها فياليت الأمر هكذا...لتقول بيأس : مش هيرجع.... انا جرحته جامد اوي 

نظرت لها مها بشفقه بينما حالتها بالفعل تمزق نياط القلب لتقول لمها وعيناها تذرف الدموع الحاره : والله ماكنت اقصد.... كان نفسي ابقي حامل.... والله غصب عني مكنتش عارفه انا بعمل ايه... خفت منه غصب عني مكنتش متخيله انه هيعرف.. عشان كده خبيت عليه.... تجمدت ملامح غزل لحظة لترفع وجهها تجاه مها التي لا تفهم شئ لتقول ببطء من بين دموعها... هي اللي قالت له..... هي..! 

.... ماهيتاب اللي قالت له..! 

.......... 

... 

كانت ماهيتاب تتحرك بتوتر وترقب ولكن هذا لم يمنع نظرات الانتصار من ان تلمع بعيونها.... جاءت اليها الفرصه علي طبق من ذهب كما جاء اليها أدهم علي طبق من ذهب... هذا الرجل الذي طالما حلمت برجل مثله يعوضها عن سوء حظها بزيجتها الاولي 

....... 

ماذا تفعل....!! تتصل به ام تنتظر... 

........... 

... نظرت في ساعتها بينما لم تتجاوز التاسعه صباحا وهي منذ ساعه جالسه بمكتبها مع انها متأكدة انه لن يأتي بالتاكيد بعد ماحدث فلابد ان الامر بين غزل وبينه تطور... رجل بعقليه أدهم ماان يعلم أن زوجته لاتريد ان تحمل منه سثتور ثائرة كرامته.... 

نظرت بعدم تصديق الي سرعه انضباط الحركة بالممر المؤدي لمكتبها لتري بعدها أدهم يتجه الي مكتبه بخطوات قويه.... انه اتي ..! 

تراقص قلبها سعاده ولكن بنفس الوقت شب القلق بداخلها من ظنها ان كل شئ علي مايرام وأنها استطاعت ان تزيل الخلاف بينهما كما فعلت من قبل 

سألت نفسها مجددا... هل تذهب اليه ام لا..... ؟! 

.......... 

.... 

شهقت اروي ووضعت يدها على فمها بينما تخبرها مها بماحدث لتكمل بسخط : تحمد ربنا انه مطلقهاش بعد عملتها السوده..... غبيه.... عمري ماشفت في غباءها ولا حظها الزفت.... انه يعرف بالطريقه دي انسي ان يسامحها ولا حتي يصدقها مهما قالت ... 

قالت اروي وهي تهز راسها : عندك حق ياماما بس انا حاسه بيها 

قالت مها بحنق : اخرسي وبلاش تنقطيني.. حاسه بأيه ..... هو في واحدة تعمل عملتها

اومات اروي بصدق : اه ياماما في... وفي كتير اوي كمان.... مش هنكذب علي بعض بس كل ست بتجي عليها اوقات بتضطر تخبي حاجة علي جوزها عشان عارفه انها هتعمل مشاكل أو خوف من رد فعله.... غصب عننا ياأمي ساعات الرجاله مش بتكون فاهمه احنا حاسين بأيه .... مش بقول ان ده صح بس بيحصل ومش لازم نلوم غزل.... اه غلطت بس قوليلي لو كانت راحت قالتله أدهم مش عاوزة اخلف دلوقتي كان هيسمع... لا طبعا.... وقتها مخها وقله خبرتها خلتها تشوف انها تاخد حبوب منع الحمل من وراه صح ولما فاقت لنفسها عرفت انه غلط.... تنهد وهزت راسها لتقول پأسي : صعبانه عليا اوي.... بأيديها بتدمر حياتها بس غصب عنها.... 

لوت مها شفتيها بحنق : وانتي فاكرة اخوكي هيسمع ولا يفهم كلمه من اللي بتقوليه ده

قالت اروي بثبات : لازم يفهم ويسمع ومش هو بس كل الرجاله لازم تحاول تسمع وتفهم وتحط نفسها مكاننا... هو ياماما لو واحد مثلا قال لمراته كفايه طفل عشان ظروفه ولا بيبني مستقبله مش، بتوافق اشمعني 

هتفت مها بانفعال : عشان زي ماقولتي بيتفقوا... مش بيعمل كدة من وراها 

غلطتها انها عملت كدة من وراه

زمت اروي شفتيها وهزت راسها لتكمل مها ;مهما نحاول نشرح مش، هيسمع وكأن حظها الاسود رتب كل حاجة أدهم يعرفها في الوقت ده وطبعا نفس اللي عملته شيري

: لا ياماما شيري مش زي غزل ... شيري قصدت تستغله إنما غزل اتصرفت غلط عشان تصرفات أدهم كانت معاها من الاول غلط.... صدقيني ياماما 

: مش مهم انا أصدق المهم أدهم .. 

........... 

..... 

دخلت ماهيتاب بخطي متردده وهي تحمل احد الملفات كحجه.... قالت وهي تضع الملف امامه ; اتفضل 

امسك بالملف وبدء بوضع توقيعه 

لتقول بتعلثم وتأثر زائف : أدهم انا حاسه بيك وانك اكيد متضايق من اللي حصل 

رفع راسه اليها باستفهام.. اللي حصل.. ؟

اومات قائلة : اه قصدي... يعني علي اللي حصل بينك انت وغزل

تغيرت ملامحه ليقول ببرود صدمها ; ايوة ماله..؟ 

قالت بعدم فهم : يعني انا بقول 

قاطعها بحزم : مفيش داعي تقولي حاجة... انا مش صاحبتك عشان تحكي معايا عن حياتي واللي بيني وبين مراتي حتي لو كنتي عرفاه منها 

انصدمت من كلماته وصده لها بتلك الطريقة لتقول بتعلثم ; 

أدهم انا اسفه انا مقصدش أتدخل في حياتك انا بس..... قاطعها بحزم ; 

انتي بس شريكه في الشغل.. اتفضلي الملف....

خرجت بحنق لتكتم صراخها بغل بداخلها..! 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

 خرجت ماهيتاب ليلقي أدهم القلم من يده بحنق ..... 
تتحدث مع صديقتها بينما هو لا...!! 

تخبر تفاصيل حياتهم لصديقتها وهو يكون آخر من يعلم...!! 

أخطأت خطأ جسيم ولا سماح لها به ولا حتي عذر او مبرر....!! 

كانت ليله عصيبه مرت عليه ولكنه لم يستسلم واستيقظ واقف علي قدمه ليتابع عمله.... سيثأر لكرامته... هذا ماظل يردده لنفسه بينما من داخله وباعماقه لا يعرف كيف.... او ممن سيثأر... هل منها... ؟! 

حبيبته التي يعشقها حد الجنون....! ؟

يجرحها.... يكسرها.... يثأر منها لجرح كرامته... كيف.... ؟! 

وكيف بالأساس فعلت شئ كهذا.... شئ.. ؟! لا بل اشياء.... انه لايعرفها.... لم يعد يعرف تلك التي كذبت واخفت وبيتت النيه...؟! لايعرف تلك التي كانت بين ذراعيه ولايدرك انها لاتطيق ان تحمل منه..... لايعرف من تلك المرأه التي تحولت اليها يوما بعد يوم......!! 

هل اللوم عليه أيضا تلك المره..؟! قام من مقعده واتجه للخارج... لن يبقي وسط دوامه تفكيره تلك ابدا.... !

أدهم 

التفت الي اسامه الذي سأله ; انت رايح فين.. ؟

: رايح معرض المعادي ..

: ليه في حاجة... ؟

: لا هشوف الشغل ماشي ازاي.. ؟

اومأ اسامه له لينصرف أدهم  ويشغل نفسه بأي شئ فهو سيجن ان بقي بمفرده لحظة وسط تفكيره 

............ 

.... 

عقد سليم حاجبيه فوق عيناه الجميله وهو يتطلع الي الدموع المتجمعه بعيون والدته وهو يسالها ببراءه ; مامي انتي بتعيطي

هزت غزل راسها وحاولت أبعاد الدموع عن عيونها وهي تقول : لا ياحبيبي مش بعيط 

التفتت الي سيلا التي ركضت الي الغرفه وخلفها مها 

: مامي بصي تيتا عملت شعري ازاي

ابتسمت غزل من بين قسمات وجهها الجميل وهي تمرر يدها علي خصلات شعر ابنتها الناعمه قائلة : حلو اوي ياسيلوش

قالت مها وهي تحاول ان تظل متمسكه بجمود ملامحها : سليم... انت مش عندك تمرين النهارده 

قالت سليم وهو يتابع لعبه بسيارته ; مامي قالت مش هنروح 

نظرت مها الي غزل باستفهام : ليه..؟ 

قالت غزل بصوت واهن : تعبانه ياطنط ومش هقدر اخرج

سحبت مها نفس مطولا وقالت بتأنيب : ابنك مالوش علاقه باللي بيحصل بينك وبين ادهم 

قامت غزل من مكانها وقالت بصوت خفيض لمها ;عارفه ياطنط....... متقلقيش مش هقصر في حق ولادي انا بس محتاجة ارتاح النهارده 

نظرت لها مها بعدم رضي فما وصلت له هو من صنع يدها 

التفت تنادي ام حسن........ أسرعت المرأه اليها : افندم يامها هانم 

: تعالي جهزي الولاد 

نظرت الي غزل بحزم : انا هاخد سليم التمرين 

.... وانتي اقعدي مع نفسك وشوفي ايه اللي وصلكم للحاله دي... وياريت تلاقي حل..! 



.............

انحني عمر يضع اشياءه في حقيبته الجلديه بينما يتحدث في الهاتف : جهز انت كل حاجة وانا مسافه الطريق هكون في المستشفي 

تمام..... 

أغلق الهاتف واتجه الي طاوله الزينه ليسحب ساعته الجلديه الانيقه ويضعها بمعصمه 

كانت اوركيد جالسه علي الاريكة الزرقاء الموضوع بأحد أركان الغرفه تتطلع اليه بينما يتحرك هنا وهناك ثم تتطلع الي تاريخ اليوم.....! 

رفعت راسها اليه حينما وجهه الحديث اليها : انا خارج عاوزة حاجة 

هزت راسها دون قول شئ ليأخذ عمر حقيبته وينصرف.. خرجت لتجد لينا جالسه تلعب بينما والدتها تشاهد مسلسلها المفضل 

: ايه ياروكا  مالك..؟ 

هزت اوركيد كتفها ; ابدا ياماما 

نظرت اليها والدتها بتركيز ; لا في حاجة..... انتي متخانقه مع عمر 

هزت راسها : لا خالص... ليه بتقولي كدة 

قالت امها : باين انك زعلانه

قالت وهي تجلس بجوار ابنتها : لا خالص انا بس عندي صداع 

اومات امها لتنظر اوركيد الي تلك اللعبه التي تلعبها ابنتها علي لوحها الرقمي.... مرت ساعات المساء وحالتها كما هي صامته.. شارده.... تبدو انها حزينه او مشغوله بأمر ما ولكن الواقع انها فقط صامته.... صامته في كل شئ حتي التفكير... فقط تنتظر وتتأمل....!! 

وعلي الجانب الاخر كان عقل غزل يعج بالأفكار والمواقف والذكريات...... كل شئ مر عليها برفقته.....!! كل شئ حتي تلك الليله ...!! 

ضغطت باصابعها علي غطاء الفراش وهي تتذكر كلمات أدهم لتتصاعد الدماء الي راسها... لقد غدرت بها صديقتها واخبرته بسرها الذي أأتمنتها عليه.... ربما استمع بالصدفه لحديثها الذي عادته الالاف المرات لتتذكر بوضوح اخر ما نطقت به ماهيتاب...(طبعا لازم تفكري الف مرة ياغزل قبل ماتنزلي الحمل ده..... اكيد أدهم لو عرف مش هيسكت )... هزت غزل راسها التي تكاد تنفجر.... لقد قصدت ماهيتاب ان يسمع أدهم تلك الكلمات مؤكد لم تنطقها بلا هدف بالرغم من انها اخبرتهت انها لن تفعل ش كهذا ....ولكن لماذا تفعل شئ كهذا...؟! 

لماذا تقصد ام يسمع أدهم...... ؟؟ وان لم تكن تقصد.... اذن كيف عرف بشأن أخذها لتلك الحبوب...! ضربت وجهها بيدها بغل ليست صدفه انها قصدت ان يسمع أدهم وهي أخبرته بسرها بشأن تلك الحبوب لتغمش غزل عيناها بغضب وهي تتذكر كيف عرفت ماهيتاب بهذا الأمر ... Flash back 

كانت سيلا نائمه علي ذراعها احدي المرات بينما كانوا في النادي سويا لتقول غزل 

: ماهي طلعي مفتاح العربيه من شنطتي 

قالت ماهي وهي تاخذ الحقيبه من ذراع غزل : اوك

نظرت في ارجاء الحقيبه : فين يازوزو مش لاقياه

قالت غزل وهي تعدل من وضع نومه ابنتها علي كتفها : هتلاقيه ياماهي.... بصي كويس

مدت ماهيتاب يدها للحقيبه مرة اخري لتقع عيناها علي تلك العلبه التي اخفتها غزل بين محتويات حقيبتها لترفع عيناها تجاه غزل تسألها : ايه ده... انتي بتاخدي حبوب منع الحمل..؟ 

تغيرت ملامح وجهه غزل بتوتر   : انا.. لا  قصدي.. اه .. 

وضعت ابنتها في المقعد المخصص لها بالخلف وبدأت تقود لتعاود ماهيتاب السؤال بفضول : أدهم عارف..؟ 

هزت غزل راسها ; لا طبعا... استحاله يوافق اصلا 

قالت ماهيتاب بفضول : وليه استحاله.... انتوا اصلا عندكم ولد وبنت عادي كفايه ولاد 

اومات غزل بشرود تفكر برد فعل أدهم ان فاتحته برغبتها بعدم الحمل مجددا 

: اه... بس يعني أدهم بيحب الولاد ومعتقدش هيوافق.....هزت كتفها وتابعت : يعني بدل ما ندخل في جدال ومشاكل قولت مؤقتا اخد الحبوب 

نظرت لها ماهيتاب قائلة : والله جوزك ده ساعات كتير مش بفهمه..... اللي يشوف تصرفاته معاكي يقول بيعشقكك واللي يسمع كلامك عنه يقول بيكرهك

عقدت غزل جبينها قائلة : مش للدرجه دي.... انا وادهم بنحب بعض جدا 

بس يعني تقدري تقولي اننا مختلفين في التفكير.. أدهم شخصيه قويه وقيادي جدا 

ضحكت ماهيتاب : انتي هتقوليلي... فظييع مسيطر جدا 

نظرت لغزل بطرف عيناها وتابعت : وانتي بقيتي مش عاوزة طبعا تبقي تحت سيطرته

قالت غزل : عاوزة اكون انا 

تنهجت ماهيتاب قائلة : والله عندك حق.... بصراحة انا الشغل فرق معايا جدا... حاسه ان ليا وجود.... 

: عندك حق.. ماهي اوعي تتكلمي في الموضوع ده قدام اروي 

: لا طبعا 

Back 

عادت غزل من تفكيرها وهي تشعر بالضغينه تجاه تلك الحقيره..... انها الوحيده التي تعلم بشأن الحبوب وهي من أخبرت أدهم...!! 



.......... 

... كان السائق يوقف السيارة وتنزل منها مها وسليم وسيلا حينما كانت غزل تتجه الي سيارتها.. سألتها مها بدهشه :انتي رايحه فين.؟ 

قالت غزل وهي تخرج بخطوات غاضبه : مشوار ياطنط 

.... 

....... ٠

ابتعد حارس أمن الجراج الواقع أسفل شركة أدهم لسيارة غزل ماان لمحها بداخلها 

لتتقدم غزل للداخل وبداخلها ثورة عارمه 

لم تلبث ان تفجرت بعيونها حينما خدمها القدر ووجدت ماهيتاب علي وشك المغادره بسيارتها .....هاهو اللقاء لتسألها لماذا فعلت هذا... ؟

كانت ستحترق ان بقيت بغضبها دون تفريغه 

توقفت ماهيتاب مكانها واعادت غلق باب سيارتها حينما توقفت سيارة غزل بجوارها لتقول بدهشة : غزل.... ؟! 

نزلت غزل وعيناها تتطلع الي ماهيتاب بنظرات غامضه بينما ضغطت علي أسنانها وهي تقول : اه غزل.... ايه مستغربه ليه اوي كدة....  مستغربه انك شوفتيني..... ولا مستغربه اني جايه شركه جوزي... ولا مستغربه اني فهمتك 

عقدت ماهيتاب حاجبيها بينما تسارعت دقات قلبها فهل عرفت بنيتها وبحديثها مع أدهم لتقول باستفهام مزيف : فهمتي ايه..؟ 

قالت غزل بانفعال ; فهمت نيتك انك توقعي بيني وبين أدهم 

اتسعت عيون ماهيتاب بصدمه مزيفه ; انا... انا هوقع بينك وبين أدهم..... انتي بتقولي ايه ياغزل....انا.. ؟

اومأت غزل بعصبيه : ايوة انتي.. انتي قصدتي توقعي بينا

قالت ماهيتاب ببراءه مزيفه : وانا هعمل كدة ليه..... 

لو قصدك علي موضوع الدكتور فده حصل غصب عني.... 

مأخدتش بالي انه واقف علي باب المكتب وسمع مكالمتنا

تغيرت ملامح وجهه غزل لهذا التبرير لتقول : اسمها سمع الكلام اللي انتي عاوزاه يسمعه... انتي قصدتي تسمعيه حاجة غلط 

اتسعت عيون ماهيتاب لتقول : غزل انتي بتقولي ايه.... انتي واعيه لنفسك 

وانا هعمل كدة ليه 

قالت غزل وهي تتطلع لها بعصبيه : شوفي انتي...

هزت ماهيتاب راسها ببرود لتستفزها اكثر بينما تحدك موقفها ان وصلت المشاجرة لادهم : لا انتي مش طبيعيه خالص النهارده 

هتفت غزل بحنق شديد : لا انا طبيعيه اوي....إنما انتي اللي واضح اوي انك حتي مش لاقيه كذبه تبرري بيها موقفك الغبي واللي فاكرة اني غبيه ومش هفهمه

تابعت ماهي ببرود : 

انا مش هرد عليكي ياغزل عشان واضح ان أعصابك تعبانه

اهتاجت أعصاب غزل لتصيح بها : وهو مين تعب اعصابي وعمل ليا مشكله مع جوزي مش انتي يا اللي عامله فيها صاحبتي وبتنصحيني.....

: انا فعلا صحبتك ياغزل

نظرت لها غزل باحتقار : صاحبتي..؟! 

صاحبتي ازاي وانتي كذبتي وفهمتيه اني قاصده انزل البيبي 

:لا طبعا معملتش كدة 

انفلتت أعصاب غزل ليتعالي صوتها : عملتي كدة... قولي الحقيقه..... انتي لازم تقولي لادهم الحقيقه 

...... 

عقد أدهم حاجبيه بقلق حينما استمع لتلك الكلمات من فم حارس الجراج : 

أدهم بيه حضرتك لازم تجي حالا

: في ايه يامحمود.. ؟

اخبره بشأن مشاجره ماهيتاب وغزل ليسرع قائلا : انا جاي حالا 

دار بسيارته ولم يكن قد ابتعد كثيرا ليصل بينما كانت أعصاب غزل قد انفلتت وتعالي صوتها حينما استفزتها ماهيتاب : انا مش هرد علي كلامك ياغزل عشان مقدره الحاله الغريبه اللي انتي فيها 

: حاله ايه...... شايفني مجنونه

: شايفه واحدة هتتجنن وليكي حق... اكيد أدهم هياخد أجراء صعب اوي بعد ماعرف اللي كنتي ناويه عليه 

عضت غزل علي أسنانها بغيظ واندفعت ناحيتها حتي كادت تضربها : انتي كذابه...انا مكنتش،ناويه اعمل كده..... كدااابه

وانا غلطانه اني وثقت فيكي 

اسرع أدهم ينزل من سيارته ويتجه إليهم لتتظاهر ماهيتاب بالبراءه 

وهي تقول : اهدي ياغزل... وانا هقوله اللي انتي عاوزاه لو ده هيريحك

ترنجت للخلف أثر هجوم غزل عليها ودفعها لها وهي تصيح : قولي الحقيقه 

: غززززل 

كان هذا صوت أدهم لتلتفت اليه قائلة وقد تجمعت الدموع بعيونها : أدهم 

قالت ماهيتاب ببراءه : كويس انك جيت ياادهم..... خليها تهدي 

تقمصت دور الصديقه جيدا لتهتاج أعصاب غزل اكتر وتصيح  بها بغضب : اخرررسي.. انا مش مجنونه عشان اهدي 

نظرت اليه ماهيتاب بتأثر زائف : أدهم بجد انا اسفه اني عملت مشكله بينكم وموضوع الدكتور ده زي ماغزل بتقولك.... فعلا رفضته...  

قالت غزل وهي تمسك ذراعه : سمعت ياادهم ..... اهي قالت اني رفضت.... صدقتني...؟! 

قالت ماهيتاب بطيبه مزيفه : انا هتحمل اللوم كله لو ده هيريحك ياغزل

قالت غزل بانفعال شديد من مغزي كلمات تلك الخبيثه: انتي قصدك ايه باللي هيريحني.... انتي ليه عاوزة تفهميه اني بكذب وانك البريئه اللي بتغطي عليا

اندفعت اليها بحنق : قولي الحقيقه... 

حاولت ماهيتاب ابعاد غزل عنها ولكن أدهم كان الأسرع وهو يمسك بذراعيها.. غزل

قالت ماهيتاب ببراءه : انا مش عارفه مالك ياغزل 

قال أدهم بحزم وهو يمسك بغزل :ماهيتاب  لو سمحتي اتفضلي 

قالت غزل بحقد : اوعي ياادهم..... دي كذابه قاصده توقع بينا صدقني

جذبها أدهم وهو يشير لماهيتاب بالانصراف  ليضعها بسيارته وسط صوتها وهي تقول : صدقني ياادهم.... انا رفضت والله رفضت.... كانت قاصده توقع بيني  وبينك

انا قولتلك الحقيقه

قالتلي وقولت لها مش هعمل كدة 

حاول التحكم في اعصابه بينما تردد تلك الكلمات والدموع تنهمر من عيونها..... يكره رؤيه دموعها ويكره ضعفه امام تلك الدموع.... ولكنها السبب بهذا الوجع لها وله قبلها...... !

ضرب المقود بيده بعنف لتنتفض من مكانها بينما صاح بغضب شديد يوقفها عن متابعه ترديد تلك الكلمات التي ظنت انها بها تبريء نفسها ; قالتلك علي الدكتور.... والحبوب كمان هي اللي قالتلك عليهم 

ارتجف قلبها وانعقد لسانها.. لا تستطيع قول شئ والدفاع عن نفسها... ولكنها ستخبره 

كانت فقط ضائعه وخشيت ان تتحدث معه وتدرك الان كم كانت مخطاه حينما سمحت لخوفها من رد فعله او من رفضه ان يقودها لطريق الكذب عليه ....!

قالت برجاء :أدهم اسمعني

قال ادهم بقسوة وهو يلتفت لها  : عندك مبررغير خايفه منك.... 

عندك شجاعه تقوليلي ليه وانا شهور بقولك عاوز طفل ولا مره فكرتي مرة تتكلمي معايا وتقوليلي لا نأجلها..... عندك سبب واحد وانتي كل مرة كنتي بتقولي حاضر ان شاء الله

كل مرة نيتك كانت تكذبي وتخبي عليا

هزت راسها والدموع تحرق وجنتها : لامش صح كنت هقولك

هتف أدهم مزمجرا : كذابه عمرك ماكنتي هتقولي ليا ياغزل 

انتحب وهي تهز راسها : عندك حق... مكنتش هقول.... خوفت علي حياتنا تتاثر لو عرفت 

سخر بمرارة وهو ينظر الي الطريق ويضغط علي المقود بيده بقوة يعتصره بقبضته : وحياتنا متاثرتش وانا بسمع من برا

قالت غزل بلوم علي ماهيتاب ; طلعت سري االي استامنتها عليها

قال أدهم بانفعال : ومين قالك تحكيلها

ازداد بكاؤها وهي تري انها المذنبه في كل شئ ; عندك حق انا غلطانه... غلطت في حاجات كتير.... كنت غبيه ومتلخبطة 

قال بخزلان من تكرار نفس المبرر لكل خطأ ترتكبه ; غزل انا مش عاوز اسمع كلام تاني كفايه بقي انا تعبت ومبقتش عارف اعمل ايه عشان ارضيكي 

قالت برجاء :اديني فرصه وانا هصلح كل الغلطات بتاعتي

هز راسه بحزم : لا خلاص مفيش حاجة هتتصلح 

: قصدك ايه.... ؟! 

: قصدي اني هنفذ الطلب اللي دايما كنتي بتطلبيه...... احنا هنتطلق ياغزل 

قفز قلبها بهلع من موضعه ; انت بتقول ايه ياادهم.... لا.. انت استحاله تعمل كدة... حرام عليك تعاقبتي علي غلطه مقصدتهاش وتبيع كل اللي بينا بالبساطه دي

: مش ده الطلب اللي دايما كنتي بتطلبيه بنفس البساطه 

قالت بندم شديد وهي تمسك بذراعه : كلام عمري ماقصدته.... انا بحبك ياادهم ومقدرش ابعد عنك

ابعد ذراعه عن يدها بجفاء  : مش بتحبيني.... 

هزت راسها بدموع : والله بحبك.... أدهم احنا عندنا سليم وسيلا ليه مش، هكون عاوز اخلف منك.... كنت بس مش عارفه انا بفكر ازاي... متشتته بيت الولاد والبيت.... قاطعها مزمجرا : كنتي عاوزة تشتغلي ياغزل.... حطي الكلام في مكانه الصح.... من شهور كنتي عاوزة تشتغلي وبس... وبعد الشغل حسيتي انك اتشتتي 

اومات بأقرار ; صح ياادهم.....ماانت حاسس بيا وفاهمني

قال بعتاب قاسي شديد اللهجه : كنت عاوزك تتكلمي بس وقتها  اتكلمتي بس في حقوقك ولويتي دراعي الشغل مقابل الطلاق وانا اتنازلت..... اتشتتي بين البيت والولاد وانا واول واحد ضحيتي بيه كان انا.... هل شفتي او اعترفتي انك غلطتي.... لا اتماديتي في الغلط 

واخدتي الحبوب من ورايا وبررتي لنفسك انك بتعملي كده عشان الديكتاتور هيقولك بلاش شغل 

ازدادت نبرته انفعالا وهو يكمل : وانا مغفل وفاكر اني انا مبقتش قادر اخلف.... مغفل ومصدق انك بتحبيني وعاوزاني

هز راسه رأسي وتابع : الموضوع مش عيال خالص ياغزل..... الموضوع غلطه صغيره وصلتنا لهنا.... الموضوع انك بتستسهلي وتقولي خايفه من رد فعلي

وانتي عارفه اني مقدرش ازعلك... واخده عيوبي كلها اسباب لغلطاتك 

اشاح بوجهه عنها وتابع وهو يوقف سيارته بباحه المنزل : انزلي ياغزل وكفايه اوي لغايه كدة 

نظرت له بدموع مقهورة... هل تلك هي نهايه الطريق... قلبه موجوع ويحترق ولايريد الا ان يجذبها الي حضنه ويوقف تيار دموعها فيكفي عقاب.... كلماته ظن انه سيجرحها كما جرحته ولكنه جرح قلبه لرؤيتها بتلك الحاله 

....... بابي 

فرك وجهه سريعا يمحي الانفعال من فوقه وهو ينزل الي ابنه الذي ركض تجاهه 

ويحمله قائلا : سليم حبيبي 

قال سليم وهو يحتضن ابيه : بابي كنت فين .. انا استنيت عشان تشوف انا رسمت ايه.. 

: كان عندي شغل 

اومأ قائلا : طيب تعالي معايا 

امسك الطفل بيد ايه وسحبه للداخل لتري غزل مها التي كانت تحمل سيلا وتقف لدي باب المنزل الزجاجي 

وتعرف انها من ارسلت سليم .... 

قالت مها لادهم بابتسامه :  حمد الله على السلامة ياحبيبي.... الولاد مبطلوش سؤال عنك 

اومأ لأمه ونظر الي سليم الذي جذبه من يده : تعالي يابابي 

وضعت مها سيلا علي الارض وانحنت علي ركبتها هامسه : يلا اطلعي يا لولو لبابي 

ركضت سيلا خلف أدهم وسليم 

لتدخل غزل المنزل بخطوات مهزومه 

قائلة بقهر لمها :هيطلقني 

انصدمت ملامح مها لحظة لتهز راسها : بتقولي ايه..؟ 

قالت بصوت مقهور كمدا : قالي هيطلقني 

قالت مها وهي تهز راسها ; لا طبعا.... مش هيعمل كدة 

قالت غزل ببكاء : انا غلطت واستاهل

زجرتها مها بتوبيخ فليس وقت بكاء الان : خلاص بقي حفظت كلمه غلطت دي ... شوفي هتصلحي غلطتك ازاي..... 

قالت غزل بوهن وقهر ; اعمل ايه وهي مش عاوز يسمعني 

هزت مها كتفها بضيق : ولا هيسمع..... اصلا مفيش، مبرر للي عملتيه 

: شفتي انه هيطلقني 

هتفت مها بعصبيه : قولت لا... هو بس بيهددك. 

نظرت اليها وتابعت : امسحي دموعك وبطلي عياط وفكري تعملي ايه 

هزت كتفها باستسلام : هعمل ايه

هتفت بها مها بغيظ من استسلامها ; اعملي زي ما اي ست بتعمل... كلميه... صالحيه اتدلعي عليه... هتفضلي تعيطي وتندبي وتقولي هيطلقني.... 

تركت غزل واقفه مكانها وهي تتبرطم بحنق.... هتجنني.. عيله صغيره مش فالحه غير في العياط..... ام حسن 

اااام حسن

أسرعت ام حسن ناحيتها : ايوة يامها هانم 

قالت مها بحزم :  جهزي العشا بتاع الولاد بسرعه 

عادت لتنظر لغزل : انتي هتفضلي واقفه مكانك... اطلعي خدي دوش وتعالى خدي اكل الولاد وروحي اقعدي معاهم 

......... 

..... نفذت كلام مها بالرغم من انها تعلم أن لا سبيل لأي قرب بينهما وهو بتلك الحاله... جلست تطعم أطفالها وتنظر اليه من حين لآخر بينما أدهم لم يسمح لعيناه بالنظر اليها... لايريد رؤيه انكسارها ولا حزنها حتي لايتراجع عن موقفه.. أعطاها الكثير من الفرص وأكثر من هذا لايستطيع 

..! 

وضع سليم بفراشه وقبل جبينه..... وفعل المثل لسيلا واتجه للخارج

تمزقت يدها وهي تقطع الممر ذهابا وايابا

لتقول حينما وجدته يتجه للدرج  : أدهم انت هتمشي

تابع طريقه دون قول شيء

أسرعت خلفه ولكنه لم يلتفت لها : أدهم

نظرت اليها مها بأحباط وتنهدت مطولا..... تعرف ان ابنها عنيد ولكن دوما كان هذا العناد يتبخر في بعد تلك الصغيره عنه والان هو من يختار البعد 

........... 

........ 

اغمضت اوركيد عيناها بألم وحزن شديد اجتاح ملامحها مع شعورها بهذا المغص الذي تعرفه جيدا لينتهي ترقبها واخيرا ولكن ليس بالنتيجه التي تنتظرها.... بتلك اللحظة دخل عمر الي الغرفه لتظل تضغط علي جفونها المغلقه علي عيونها كما قلبها الذي انغلق علي حزنها فهاهي خيبه امل اخري تحظي بها..... موجعه.. مؤلمه كأي خيبه امل نلتقي بها ولكنها تكون أكثر الما حينما نواجهها بمفردنا بينما نتوقع ان يشاركها معنا شريك الحياه.....! 

نظرت اليه بينما انتظمت أنفاسه بجوارها بعد ان غرق بالنوم لتفتح عيونها اخيرا وتتطلع اليه.... لقد نسي ولم يكن بجوارها اليوم.....! 

اليوم هو موعد يومها الصعب... اليوم اما ان تكون حاملا ويمر واما ان لا تكون كما الان 

وضعت يدها بألم علي بطنها التي تزايد الوجع بها لتنسحب من جواره بهدوء وتدخل الي الحمام..... وقفت أسفل المياه التي انهمرت فوق راسها واخيرا سمحت بدموعها بالانهمار كما حال دموعها ودمائها التي نظرت لها بحسره فهاهو الحمل لم يحدث لمره اخري ... ..!! 

............. 

.... 

نظر أدهم الي هاتفه بتردد قبل ان يتصل بأمه : ايه الاخبار..؟ 

قالت مها بصدق : اخباري ولا أخبارها 

: ماما...؟ 

قالت مها بدون تفكير : انا معاك انك تزعل بس هي اختيارك من الاول 

تهكم من نفسه : بتلوميني 

هزت مها راسها : بالعكس.... انا بقولك الحقيقه... انت بتحبها وهي كمان حتي لو غلطت....انت بتحبها بكل تصرفاتها... كمل جميلك وعديها 

ضحك بسخريه : راضيه عنها يامها هانم ولا صعبت عليكي 

زفرت مها قائلة : انتوا الاتنين صعبانين عليا.... بس منكرش انها اكتر... عامله زي بنتك سيلا اللي طول الوقت تدور علي اكتر حاجة تاذيها وتعملها ومش، بتتعلم من غلطها..... أدهم انا امك واكتر واحدة خايفه عليك....وبقولك سامحها المرة دي

دي النقطه الفاصله في حياتكم اقطعها انت 

عشان انت الراجل... انا غلطت في حق ابوك كتير بس لما طلبت يسامحني مترددش

ضحك مجددا بسخريه ممزوجه بالمراره : بعد كام سنه..؟ 

: يبقي متضيعش انت كمان السنين خصوصا لما هي تطلب تسامحها 

.......... 

..... 

في الصباح جلس عمر علي طرف الفراش بجوار اوركيد التي ولأول مرة تنام لكل هذا الوقت فهي دوما تستيقظ قبل الجميع وتعد الافطار لهم... ربت علي كتفها برفق : اوركيد 

تكومت علي نفسها اكثر بينما الألم يجتاح جسدها وهي تقول : سبيني عاوزة انام ياعمر

قال بقلق : انتي تعبانه 

هزت راسها : لا بس عاوزة انام

اومأ قائلا : طيب... نامي ياحبيتي 

خرج من الغرفه لتحتضن نفسها وتفتح عيونها المتورمه من كثره البكاء..... تصرف كأي زوج.. سؤال وجواب ولكنه لم يتصرف كحبيب يشعر بما بداخلها 

بعد ساعه لم تعد تحتمل الألم لتعتدل جالسه بوجع وتتصل بغزل التي 

انتفضت بقلق علي صوت اوركيد بينما قالت : غزل انا تعبانه اوي ومحتجالك

........... 

...... 

لم يجيب علي اتصالها لترسل له رساله 

أدهم حبيبي... صباح الخير.... اوركيد تعبانه ومحتاجة اروح معاها للدكتور... ممكن 

ارسل فقط كلمه ;  روحي



............ 

... اتجه شافعي الي اوركيد ما ان خرجت من المصعد : في حاجة ياهانم

هزت راسها : لا ياشافعي

قال بقلق لرؤيه شحوب وجهها بينما تجر قدمها بالأرض : تحبي اطلب الدكتور عمر 

: لا

لحظة وكانت غزل توقف سيارتها امام المنزل وتنزل منها سريعا وتتجه الي اوركيد تمسك بيدها وتدخلها الي السيارة وتنطلق بها 



ذهبت بها طبيبتها بعد ان رفضت اوركيد الذهاب الي طبيبها الذي  شعرت بحاجز نفسي من مجرد الذهاب اليه...كل مرة ولا تتم العمليه بنجاح....

. قالت الطبيبه بعد ان أتمت الكشف علي اوركيد ;هديكي كورس حقن يوقف النزيف بس محتاجة راحه تامه وابعدي عن التوتر

اومات غزل لتسألها : هتبقي كويسه.؟ 

: ان شاء الله اهتمي بالأكل والراحه وان شاء الله خلال أيام النزيف يقف 

قالت اوركيد بوهن : دكتورة

نظرت لها الطبيبه لتسألها : 

ينفع بعد اد ايه اعمل العمليه تاني

قالت الطبيبه بهدوء : بعد ست شهور 

نظرت لها اوركيد لتقول الطبيبه بسماحه : مش قبل ست شهور.... وانا 

عاوزاكي طول الست شهور دول متفكريش في عمليات ولا حمل ولا اي حاجه وبعدها هقولك تعملي ايه

.......... 

قالت غزل بحنان وهي تساعد اوركيد لتركب السيارة : سلامتك 

نظرت اوركيد لغزل لتري الدموع التي تجمعت في مقلتيها بينما تقول : مش عازة اروح يا غزل

نظرت غزل الي اوركيد التي تابعت بانكسار ; توقعت يحس بيا ويسألني مالك..... ؟

ضمتها غزل اليها لتنفلت دموع اوركيد بحزن شديد بينما تتابع بصوت مختنق بالدموع : انا زعلانه اوي ياغزل.... زعلانه منه اوي 

ربتت غزل علي كتفها بحنان : معلش، ياحببتي هو اكيد ميقصدش.... بس انتي عارفه الرجاله مش بتركز في الحاجات دي... انتي عشان حساسه بس بسبب اللي حصل زعلانه منه

قالت اوركيد بدفاع عن نفسها : حقي ياغزل..... انا بحس بيه وبعرف من عينه اذا كان زعلان ولا فرحان.... بسأله دايما مالك.... هو محسش بالقلق اللي بياكلني بقالي يومين مستنيه اعرف هكون حامل ولا لا .... محسش بوجع قلبي امبارح وسابني لوحدي حتي الصبح اكتفي بسؤال 

قالت غزل بتأثر : سلامتك ياحبيتي من وجع القلب.... هو اكيد غصب عنه وانتي مقولتليش بلاش تلومي عليه 

و اهدي بس

بكت بكت كثيرا لتربت غزل علي كتفها : اهدي وان شاء الله ربنا هيكرمك.... 



....نظرت الي هاتفها الذي رن مرة اخري  لتقول غزل بعقلانيه : ردي عليه يااوركيد عشان ميضايقش.. زمانه قلقان عليكي

وبالفعل كان عمر يدور حول نفسه حينما عاد واللغه شافعي انها غادرت قبل ساعتان  وكذلك كانت والدتها قلقه لتقول لعمر الذي سألها : راحت فين..؟ 

: قالتلي مشوار ياابني ...وانا افتكرت انك عارف 

هز راسه بحنق : مقالتش ليا اي حاجة 

قالت والدتها بحيره وقلق : جايز حاجة مهمه

هتف عنى بانفعال ; ومتقوليش ليه..؟ 

تنهدت امها بقلق : ان شاء الله دلوقتي ترجع ونفهم 

...... دخلت اوركيد للمنزل ليقول عمر باندفاع : كنتي فين..ومش بتردي علي تليفونك وازاي اصلا تخرجي من غير اذني ؟ 

أجابت بأليه دون أن تنظر اليه : كنت بشتري شويه حاجات... كلمتك تليفونك كان مقفول وكنت قربت من البيت لما انت اتصلت.... في أسئلة تانيه 

تفاجأ بردها بتلك الطريقه ليتفاجيء اكثر حينما تجاهلته وقالت : بعد اذنك ياماما هدخل ارتاح

أسرعت والدتها بقلب لهيف خلفها ; اوركيد

قالت بحزم : ماما هنتكلم الصبح 

غالب عمر غضبه ليدخل خلفها ينفرد بها بعد ذهاب والدتها الي غرفتها

دار حول نفسه في انتظار خروجها من الحمام لتقع عيناه علي حقيبتها المفتوحه.... 

مد يده ليلتقط تلك العلب من الادويه وفورا ترتسم علامات الاسي علي وجهه بينما فهم السبب لحالتها...! 

. خرجت اوركيد بنفس اللحظة ليسالها بعتاب : مقولتليش ليه انك تعبانه 

هزت كتفها بخزلان : انت مسألتش. 

اتجهت للفراش ودخلت أسفل الاغطيه ليقول وهو يجلس بجوارها  ; حبيتي عارف انك زعلانة بس دي اراده ربنا 

اومات بغصه حلق : ونعم بالله

اولته ظهرها ليقول بمفاحاه من تجنبها له: هتنامي

قالت باقتضاب : محتاجة ارتاح 

تركها لراحتها وهي ظنت انه اكتفي بسؤال 

وهاهو طبع الرجال.... لايفهم ابجديه احتياجات المرأه.. فهي تقول مالا تريد... تقول لايوجد شئ ويوجد اشياء... . تقول ليست غاضبه وهي تتماوج غضبا.... تقول انها بخير وهي تحمل اطنان هموم

بينما الرجال لا تفهم الا مايقال لهم ..... وهي لم تقل وهو لم يشعر وتلك المعضل بين الرجال والنساء...! 

.....

...........

جلست غزل برفقه أطفالها الذين يلعبون تتأمل جمال سليم نسخه ابيه الصغيرة بكل شئ حتي بحبه للسيارات.... تلك السيارة التي بدأ بها حبهم لتتذكر اول لقاء لهم وترتسم ابتسامه تلقائيه علي وجهها..... أمير ساحر كما عهدته دوما.... امير قصتها الخياليه.... أمير أخبرها يوما ما بحبه بتلك الطريقه لتتذكر ذلك اليوم في منزل الساحل flash back..... بتحبيني..؟! 

رفعت عيناها نحوه وهل هو بحاجة لان يسأل 

لتقول وهي تنظر لعيناه بينما استندت بمرفقها الي صدره.. بموت فيك 

: ممكن تسيبيني او تبعدي عني؟ 

عقدت حاجبيها بدهشة من سؤاله فلماذا يتحدث عن بعد وهما بتلك السعادة والحب ولايوجد مايعكر صفو سعادتهما... 

: لية بتقول كدة؟ 

: جاوبيني بس ياغزل.... ممكن تسيبيني او تبعدي عني.... 

هزت راسها وعادت لتتوسد صدره العاري من جديد قائلة  : مقدرش ابعد عنك عشان انا بحبك وبموت فيك 

:حتي لما اكبر واعجز ياغزل هتفضلي تحبيني كدة  

هزت راسها لينظر اليها بتساؤل لحظة قبل ان تضحك علي قلقه قائلة : هحبك اكتر من دلوقتي.... 

التفتت له قائلة : انا بقي لما هكبر واعجز هتفضل تحبني  

اعتدل جالسا واسند ظهره الي الفراش ليجلسها في احضانه ويسند ظهرها الي صدره قائلا وهو يتظاهر بالتفكير : مش عارف 

التفتت اليه بانزعاج...: مش ،عارف اية؟ 

رفع حاجبه قائلا : مش عارف... هتعجزي اوي يعني؟ 

هزت راسها وقالت بمرح  : اه هبقي عجوزة ومكرمشة 

ضيق عيناه متظاهر بالحيرة وهو يقول : لو هتبقي عجوزة اوي.... ممكن وقتها بقي اتجوز واحدة تانية 

قطبت جبينها بغضب .:  تتجوز واحدة تانية؟ 

هز راسه قائلا : اه.... اتجوز واحدة حلوة وصغيرة وشقية... تكون رايحة تاخد عربية اخوها تطلع وهي واخده قلبي معاها 

أفلتت ضحكتها وانهالت انهار العسل من عيونها وهي تستمع لكلماته بينما داعب وجنتها الناعمه باصابعه وهو يقول : تعاند معايا وتجنني واتجوزها بالعافيه...

اسافر معاها شهرين عسل واحس انهم يومين بس... 

كانت عيناها مبهورة بكلماته بينما وضع يده بحنان علي بطنها المنتفخ وهو يكمل : تكون ام ولادي وحبيبتي اللي بموت فيها ومقدرش، اعيش من غيرها 

اغمضت عيناها بسعاده جارفة بينما انحني أدهم تجاه عنقها يطبع عليه قبله عميقة سرعان ماتحولت لقبلات شغوفه اججت من اثارته ورغبته فيها لترتفع شفتاه تجاه شفتيها يلتهمها بقبله عاصفة عصفت بما بقي من كيانها بعد وصفه لحبه لها بتلك الكلمات....!

خرجت من شرودها علي وصول رساله صوتيه لها لتمسك هاتفها وتنظر له وترتسم ابتسامه ساخره علي شفتيها بينما تري وصول رساله لها من ماهيتاب 

ضغطت علي التشغيل ليصدع صوت ماهيتاب في اذنها 

غزل عامله ايه دلوقتى...... ياريت تكوني هديتي... انا قولت استني شويه تخدي وبعدين افهمك و اقولك ان اللي في دماغك غلط..... مفيش اساس لتفكيرك اني ممكن أوقع بينك وبين أدهم..... اصلا اواي تفكري كدة..... 

انا افكر في جوزك ازاي مستحيل..... أدهم حتي لو مكانش جوز صاحبتي.... فهو راجل وقف جنبي بشهامه ومش ده ابدا حيكون رد الجميل اني أوقع بينك وبينه..... 

ده كفايه وقفته جنبي قدام طليقي لما كنا في اسكندريه....! 

انا مش عارفه اصلا انتي ازاي تتهميني بحاجة زي دي..... ده احنا صحاب من سنين

بدأت جرعه السم تتحرك بالبطيء في عروق غزل بينما أتقنت ماهيتاب بثها في حياتها ببراءه مزيفه....... واحد زي أدهم وقف جنبي ومنع طليقي يعمل ليا فضيحه ودفع خمسه مليون جنيه تفتكري هيكون ده رد جميلي له.....! 

صور زي دي لو وصلت لحد هيكون ده رد الجميل للي منعها.... جوزك شهم اوي وانا مش غداره عشان اعمل كدة...! 

........ كان قلبها علي وشك التوقف بينما تلك السكاكين اخترقته من كل جهه وهي تتطلع لتلك الصور.....اهتزت يدها بالهاتف بينما الصور تصل الواحده تلو الاخري 

والكلمات تتعالي في اذنها...... كلمات كثيرة....... وقفته معها... طليقها.. الاسكندريه 

.. خمسه مليون... فضيحه.... كاميرات... 

صور....!!! 

.............

....

انتفضت مها من مكانها حينما اقتحمت غزل غرفتها وهي تصيح بانفعال بينما بالفعل جن جنونها بعد رؤيه تلك الصور وبين كلام تلك الحقير والتي تخبرها بطريق غير مباشر انها علي علاقه بزوجها وتتلبس دور البراءه  : ابنك بيخوني.....! 

تجمدت ملامح مها من الصدمه بينما تابعت غزل.... . ابنك اللي علق ليا المشنقه عشان خوفت منه دفع خمسه مليون جنيه لطليق الهانم اللي عامله فيها صاحبتي عشان ميفضحهوش بالصور دي... ابنك أدهم بيه زهران اللي ياعيني كان بيأنب فيا انه بيسافر لوحده كان بيلاقي اللي تكون معاه...... بصي وشوفي كويس ابنك المحترم..! 

نظرت مها بصدمه للهاتف لتصيح غزل بجنون.... انا مش هكون على ذمته ولاهقعد في البيت ده دقيقه واحده.... هاخد ولادي 

وهرفع عليه قضيه طلاق بالصور دي 

......! 

عقد عمر حاجبه بدهشه : نعم..! 

قالت اوركيد بهدوء مصطنع تخفي به وجع قلبها ; اللي سمعته انا محتاجة اشتغل عشان اشغل وقتي

قال عمر برفق : انا عارف اللي حصل مأثر عليكي... قاطعته بسخريه : 

فارق معاك

قال وهو يقطب جبينه من حالتها منذ الامس و صدها له ; اوركيد بلاش مزايدات طبعا فارق معايا

تهكمت بمراره ; كنت اهتميت..؟ 

نظر لها بقليل من الانفعال من هجومها الغير مبرر عليه ; مالك يااوركيد في ايه... ؟

هزت كتفها بسخريه : مالي...؟! 

هو فارق معاك اصلا مالي عمرك سألتني مالك

احتدت نبرتها وهي تتابع :وانت مالك..؟ 

اتسعت عيون عمر بصدمه ليهتف بانفعال :

انتي اتجننتي .. ؟

التفتت له بحده : انا عقلت ولقيت نفسي ولا حاجة

مفرقتش معاك في حاجة.... لو كنت فارقه كنت اهتميت..... كنت سألت عليا... كنت وقفت جنبي 

قال بدفاع عن نفسه : انتي مقولتيش

هزت راسها وتجمعت الدموع بعيونها : مش لازم اقول .. انت مش بتقولي علي حاجه بس انا بهتم بكل حاجة تخصك 

عارفه بتحب ايه.... بتكره ايه.... بتضايق من ايه 

رفعت عيناها التي لمعت بالدموع وسألته بحده : انت بقي تعرف ايه عني 

قال عمر بانفعال مماثل : ايه الي جرالك النهارده يااوركيد... ايه اللي بتقوليه ده.... طبعا بحبك وبحس بيكي ومش معني ان غصب عني نسيت الفترة دي يبقي انا مش مهتم..... وبعدين قولتلك الف مرة مش عاوز ولاد ولا انتي عاوزة تتخانقي وخلاص 

اشاحت بوجهها عنه هاتفه بحنق : 

مش عاوزه حاجة..... انا عاوزة اشتغل وبس 

نظر عمر اليها لحظة ثم قال بعصبيه ; 

لا

نظرت له ليؤكد وهو يهز راسه : لا يا اوركيد..... مش بيتلوي دراعي ومش حاجة مقابل حاجة

قالت بعصبيه : انا مش بلوي دراعك انا بطلب حقي

قال عمر بحده ; حقوقك كلها انا موفرهالك من حياة كويسه وطلباتك انتي وبنتك أوامر وبتعامل معاكي بما يرضي الله

مقصرتش في اي حاجة

قالت اوركيد وهي تهز راسها : انا مقلتش قصرت ومش شرط اشتغل عشان فلوس

بقولك عاوزة اشغل نفسي

قال بحزم ; اشغليها ببنتك

هتفت بعصبيه : مش بنتي لوحدي...... بنتك انت كمان 

ولا عشان غلطه زمان بقا بنتي 

انصعق من حالتها ومما نطقت به ونبشت به الماضي الدفين ليقول بعصبيه ; اورررركيد.... 

انتي اتجننتي ولاايه 

امسك ذراعها وتابع بحده : اسمعي 

لو عاوزة تتخانقي انا مش عاوز

وكمان مش عاوز ولاد تاني طالما هتوصلي الحاله دي..... انا هعمل نفسي مسمعتش حاجة وهراعي حالتك بس متزوديهاش

........ 

... 



ضربت غزل الباب بغضب وهي تصيح : هتحبسيني...! افتحي الباب 

هتف مها بانفعال : اطلبي أدهم بسرعه 

امسكت ام حسن بالهاتف بتوتر وهي تقول : مش بيرد 

: كلمي أوري... كلميها تجي بسرعه 

قالت غزل بحنق من خلف الباب الذي اغلقته مها عليها سريعا توقفها عن تنفيذ تهديدها واخذ أطفالها والمغادرة... 

...! 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد.... بكره ان شاء الله المناقشه علي الجروب الساعه 7 متنسوش واللينك علي صفحتي 

ايه رأيكم وتوقعاتكم 



اقتباس 

انا لو ندمانه على حاجة فأنا ندمانه بس علي عمري اللي ضاع مع واحد زيه...اناني.. ندل غدار حقير وميهمهوش حاجة غير نفسه وبس

هزت اروي رأسها وهمت بالحديث ليظهر أدهم من العدم ويشير لها بالصمت بينما اندفعت غزل بوعيد نابع من جرح كرامتها  : انا هوريه غزل اللي عاش يلعب بيها هتعمل فيه ايه 

قبل ان تفتح اروي فمها كان صوت أدهم الذي وقف دقيقه يستوعب كل مانطقت به لينغرس سهم مسموم بقلبه اتلم هي فقط صورته بعيونها... ندل... اناني.. يتلاعب بها والكثير من الألفاظ 

ليقول بوعيد مماثل : .... هتعملي ايه ياغزل... ؟

حاولت اروي التدخل : أدهم غزل مش قصدها حاجة من اللي قالتها.... هي بس بتتكلم وفاكرة انك.... قاطعها بسخط وتحذير ان تنطق بشئ اخر  : متدخليش يااروي ولا تفكري تدافعي عن واحد زيي.... 

امتلئت نظراته عتاب قاسي لغزل اخفاه سريعا وهو يسألها بأستخاف قصده : ها ياغزل هانم هتعملي ايه للواحد اللي زيي اللي عمرك ضاع معاه

نظرت لها اروي برجاء الا تندفع ولكنها لم تري شئ سوي كرامتها المغدورة لتقف امامه تنظر له باحتقار  :  هعرف الناس كلها اد ايه انت بني آدم خاين وحقير ومعندكش اخلاق

و هخليك تطلقني غضب عنك 

شهقت ماان امسك بذراعيها  ليزمجر بغضب شديد : لسه متخلقش اللي يغصب أدهم زهران علي حاجة 

تدخلت اروي ليبعدها ويسيطر على غضبه مكمل بصوت هاديء لايعكس النيران التي تلتهب بداخله :  وريني هتعملي ايه... ياغزل...!!

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

ضربت غزل الباب بغضب وهي تصيح : هتحبسيني...! افتحي الباب 
هتف مها بانفعال : اطلبي أدهم بسرعه 

امسكت ام حسن بالهاتف بتوتر وهي تقول : مش بيرد 

: كلمي أوري... كلميها تجي بسرعه 

قالت غزل بحنق من خلف الباب الذي اغلقته مها عليها سريعا توقفها عن تنفيذ تهديدها واخذ أطفالها والمغادرة... مش هقعد في البيت ده لحظة واحدة.... افتحي الباب 

...! 

اتسعت عيون اروي التي جاءت بسرعه بعد مكالمه ام حسن بها..... ماما في ايه... مالها غزل..؟ 

اخبرتها مها بماحدث بكلمات متقطعه

: صور ايه ياماما 

زفرت مها بحنق : انتي هتفتحي تحقيق... ما انا لو عارفه كنت قولتلك.....خلينا نشوف هنعمل ايه... لو اخدت الولاد ومشيت الدنيا هتولع بينهم اكتر بينما

........... 

.... 

تورمت عيون غزل من كثره البكاء وهي تعيد مرارا وتكرارا النظر لتلك الصور..... تلك الحقيرة في منزلهم....! 

هذا المنزل الذي ظنت انه مكانهم الخاص.... هذا المنزل الذي لم يكن يحمل لها إلا كل ذكري حلوة برفقته .....كورت قبضته بألم وهي تري من خلال دموعها تلك الصور.... ذلك الحقير دنسه بحقارته.... غدر بها وخان حبها.... ضمت قبضته وضربت بها موضع قلبها الذي يحترق...

كيف لم تلحظ شئ...!!! كيف لم تشعر وتلك الخيانه تدور حولها....

اااه منها تلك التي كانت تتصنع صداقتها...! وااااه منه ذلك الذي كان يتصنع حبها....! نظرت الي الصور مجددا وهي تزيل شلالات دموعها بظهر يدها وتحاول تكذيبهم..... تبحث عن شئ يخبرها ببراءته.... ان كل هذا كذب.... ولكن لاشئ كاذب....! 

انه هو... هو في منزلهم بالساحل.... هو ووقفته بينما يضع يداه بجيوبه كما تعهده...! هو في جلسته علي اريكته المفضله....! 

هو وهو يمد يداه اليها بذلك الكوب...... هو.... هو...! هزت راسها بقوة وانسابت دموعها المقهورة..... 

لا شئ كاذب او ملفق في الصور الا هو وحبه الخادع لها..... تلك الحقيرة ترتدي ثوب الاستحمام الذي اشترته بيدها قبل بضعه أشهر ولم تنساه.... هي تلك التي كانت تنصحها ان تتخلص من حملها.....تلك التي تخبرها انها مستحيل ان تغدر بها وان زوجها كأخيها وهي تدري بأن ماارادت ان تفهمه من بين السطور واضح..... وقف بجوارها امام طليقها   ... وجودهم بالإسكندرية سويا.... خمسه ملايين   .....! كل شئ كذب وخداع..! 

ازداد انهمار دموعها فكم هي مخدوعه تلاعب الجميع بها..... بكت بقهر ووجع وهي تتذكر توسلاتها له إلا يتركها ويذهب..... تتذكر كيفيه قيامه قيامتها بينما اخفت عنه شئ وهو يخونها...!! 

............ 

.... 

ضمت ماهيتاب الهاتف اليها واتسعت ابتسامتها ..... غزل ليست بغبيه ابدا وبالتاكيد فهمت المغزى من رسالتها....!

اغنضت عيناها وهي تفكر ان سار كل شئ كما تريد فأن غزل ستثور لكرامتها وتزداد الفجوة بينها وبين ادهم... وكلما ازدادت تلك الفجوة كلما اتسع الطريق لعبور ماهيتاب..... نعم هي من تستحق ان يكون في طريقها رجل مثله... لتتذكر كم المرات التي كانت تتذمر غزل من غيرته وسيطرته وتحكماته لتتنهد وهي تتذكر ذلك الحقير شريف الذي لم يكن يحمل اي دماء تمت للرجوله بعروقه...... كان بارد بينما ادهم رجل من نار.... نار من الغيرة والحب والرجوله فكم تريد رجل مثله..... يشعرها بمقدار أنوثتها بجواره كما حال غزل التي تشعر بأنها أجمل النساء بينما لديها زوج لا تهدأ غيرته ولا نيران حبه....!! 

اسمتعت مجددا الي رسالتها لتبتسم لنفسها فهي لم تفعل شئ بينما كل ما ارادته هو أن تشرح الموقف لغزل والتي ستقدم لها خدمه العمر بينما تهدم مابقي من حياتها مع أدهم الذي ستعتذر له عن تلك الرساله التي قصدت بها خير..! 

.......... 

........... 

كانت الساعه الواحده ظهرا حينما ودعت اوركيد والدتها التي ستذهب لمنزلها بضعه ايام كما اعتادت بكل شهر حيث تأتي خالتها للبقاء معها..... 

بعدها وقفت اوركيد تضع تلك المكرونه الشهيه بطبقها ثم تضع  فوقه القليل من ورق الريحان الطازج لتبتسم لنفسها برضي بينما سحبت المقعد الخشبي وجلست تستمع لصوت فيرزو وتتناول طعامها بهدوء واسترخاء 

... الطعام الذي تحبه وتفصله والذي  صنعته لها خصيصا دون أن تتقيد بما يحبه زوجها او ابنتها

انها اليوم ستعيش لنفسها هي فقط....! 

بعد ان انتهت اتجهت الي غرفتها ووقفت امام المرأه تتطلع الي انعكاس صورتها ثم تمسك بخصلات شعرها الطويله لتأخذ قرارها وتتجه الي الحمام وبيدها المقص....! 



............. 



رفعت غزل عيناها الغائرة حينما استمعت لصوت المفتاح بالباب لتلتاع اروي لرؤيه حالتها بينما جثت علي الارض بتلك الطريقه 

; غزل... قومي معايا.. تعالي اهدي

انحنت ناحيتها وامسكت ذراعها تساعدها علي الوقوف وتسرع تمسك بكوب ماء وتعطيها :  خدي اشربي ياغزل 

ابعدت غزل ذراعها عن اروي وهي تهز راسها وتتجه للباب قائلة ; مش عاوزة حاجة... انا هاخد ولادي وماشيه مش ممكن اعيش في بيت الغدار الخاين ده  

قالت اروي وهي تمسك بكتفها : اهدي بس ياغزل انتي واعيه للي بتقوليه أدهم يخونك..... مستحيل..! 

تهكمت غزل بمراره : كنت بقول زيك كدة لغايه ماشفت صوره مع واحدة تانيه 

قالت اروي : اكيد ليها تفسير تاني ياغزل غير انه يخونك.... 

انهمرت دموع غزل وهي تقول : قولت لنفسي كدة..... قولت متركبه... غلط.... قولت 

وحاولت.... بس هضحك علي نفسي ليه... اشارت للصور وهي تقول بقهر ; بصي وشوفي..... هو أدهم وهي معاه...... انا اللي اشتريت الروب ده.... 

هزت اروي رأسها بحيره شديده بينما تقول : بس يا غزل اكيد في سبب وتفسير للصور 

هتفت غزل بانفعال شديد ; تفسير ايه لواحد وواحدة بالوضع ده....واحد دفع 5 مليون جنيه لطليقها....! هيدفعهم ليه الا اذا كان غلطان 

قالت اروي وهي ترفض تصديق مايقال عن أخيها فهو ليس بهذا الرجل ابدا ; 

اكيد في سبب أدهم هيقولك عليه..... وبعدين مين اصلا بعتلك الصور دي وجابها منين

هتفت غزل بغضب وغل  : الخاينه اللي عامله صاحبتي...

عقدت اروي حاجبيها : وهي ماهيتاب هتبعت ليكي صور زي دي ليه وجابتها منين 

: طليقها صورهم..... وهددهم بالصور وادهم بيه دفع الفلوس عشان يسكته..... 

قالت اروي بعقلانيه ; طيب ياغزل وهي هتروح مع أدهم بيته ليه..؟ 

صاحت بجنون :  قوليلي انتي.... الواطيه الحقيره بتقولي انتي صاحبتي وعامله نفسها ملاك بريء وهي بتقولي علي وقفته وشهامته معاها وفاكراني هبله هصدق.... 

قالت اروي بتفكير ; اكيد في حاجة في الموضوع ....وهي لو زي مابتقولي بتخونك هي وادهم هتبعت رساله تقولك فيها كدة  اكيد في سبب ياغزل وادهم هيفهمك..... اهدي وبلاش تعملي حاجة تندمي عليها

غاب عقلها لتهتف بقهر : انا لو ندمانه على حاجة فأنا ندمانه بس علي عمري اللي ضاع مع واحد زيه...اناني.. ندل غدار حقير وميهمهوش حاجة غير نفسه وبس

هزت اروي رأسها وهمت بالحديث ليظهر أدهم من العدم ويشير لها بالصمت بينما اندفعت غزل بوعيد نابع من جرح كرامتها  : انا هوريه غزل اللي عاش يلعب بيها هتعمل فيه ايه 

قبل ان تفتح اروي فمها كان صوت أدهم الذي وقف دقيقه يستوعب كل مانطقت به لينغرس سهم مسموم بقلبه اتلك هي فقط صورته بعيونها...؟! 

ندل... اناني.. يتلاعب بها والكثير من الألفاظ 

ليقول بوعيد مماثل : .... هتعملي ايه ياغزل... ؟

حاولت اروي التدخل فيبدو انه استمع فقط لحديثها ولا يعرف انها مقهورة بسبب تلك الصور لتقول بتبرير  : أدهم غزل مش قصدها حاجة من اللي قالتها.... هي بس بتتكلم وفاكرة انك.... قاطعها بسخط وتحذير ان تنطق بشئ اخر  : متدخليش يااروي ولا تفكري تدافعي عن واحد زيي.... 

امتلئت نظراته عتاب قاسي لغزل.... وصلت لها الصور وأسرع بيحاول اصلاح خطأه باخفاءه الأمر عنها ليتفاجيء سريعا بأنها قد اصدرت حكمها مسبقا دوم الاستماع لأي تبرير منه..... اخفي سريعا عتابه وهو يسألها بأستخاف قصده : ها ياغزل هانم هتعملي ايه للواحد اللي زيي اللي عمرك ضاع معاه..؟ 

نظرت لها اروي برجاء الا تندفع ولكنها لم تري شئ سوي كرامتها المغدورة لتقف امامه تنظر له باحتقار  :  هعرف الناس كلها اد ايه انت بني آدم خاين وحقير ومعندكش اخلاق.... انت مش دفعت ملايين عشان تخبي حقيقتك الزباله..... انا بقي هعرف الناس كلها حقيقتك و هخليك تطلقني غضب عنك 

شهقت ماان امسك بذراعيها  ليزمجر بغضب شديد : لسه متخلقش اللي يغصب أدهم زهران علي حاجة 

تدخلت اروي ليبعدها ويسيطر على غضبه مكمل بصوت هاديء لايعكس النيران التي تلتهب بداخله :  وريني هتعملي ايه... ياغزل...!!

وقفت تناظرة بتحدي وشراسه : هوريك ياادهم.....

تجمعت الدموع بعيونها  بينما تنظر اليه بحنق شديد... بعد كل هذا الحب يخونها.... ليش لديه اي تبرير والا كان نطق به بينما هو يري انها لم تسأل ليجيب.... 

نظرت له بحقد وغضب وهي تهتف به باحتقار بينما لم تفكر بتلك الكلمات التي تغادر فمها كعادتها وقت الغضب  :انا حياتي بقت جحيم بسببك..... انا بكرهك.... بكرهك وبكره حياتي عشان انت فيها.... طلقني..! 

نظر أدهم اليها بينما تأهب كل انش بها بشراسه بأنتظار رد فعله علي هجومها العنيف عليه بتلك الكلمات اللاذعه التي مازالت تتردد في اذنه كالاجراس المزعجه التي لا تتوقف ليسحب نفس عميق من اقصي أعماق عقله يحاول ان يهدأ به ولو خارجيا فهو متأكد ان نيرانه الداخليه لن تهدأ ابدا الا حينما ينفجر وهو حقا لايريد الانفجار...... نعم لن يفجر مكنونات قلبه امامها بعد كل ماقالته عنه وعن حياتها معه 

خرجت نبرته بارده كقرصه الصقيع التي لدغت قلبها بينما قال : موافق.... 

شهقت اروي ووضعت يدها علي فمها بينما تجلت الصدمه واضحه علي وجهه غزل بالرغم من هذا كان هو طلبها الذي قاتلت من أجله الا ان موافقته ذبحتها ليكمل عليها بكلماته التي تجمدت كالتمثال وهي تستمع اليها وهي تنظر في عيناه بكل شراسه دون أن تبدي ذره قهر مما بداخلها.... فهي كالشاه المحكوم عليها بالذبح فلما تنتظر الرحمه من جلادها فلتقف بشجاعه حتي النهايه 

; موافق تخرجي من جحيم حياتي اللي عيشتك فيه سنين..... تباطئت دقات قلب كليهما بينما انتظرت منه كلمه تقضي عليها وانتظر منها قتال من أجل حياتهم التي وعدها ان يكون لآخر نفس بأحضانها 

: بس هتخرجي زي مادخلتي حياتي.... من غير اي حاجة 

تهادت نظراتها المستخفه بينما ظنته يتحدث عن الثروة التي لاتريد منها قرش ليكمل بثبات : من غير ولاد.... 

اهتاجت مجددا لتصيح به بقوة وشراسه : ولادي محدش هيقدر ياخدهم مني

نظر لها بثبات وهدوء ظاهري ; اقدر وانتي عارفه كدة كويس..... الولاد دول نتيجه حياتك الجحيم معايا يبقي بلاش تاخديهم حياتك الجديده.... عاوزة تسيبي البيت... تمشي... تطلقي... موافق بس من غير الولاد 

واظن اني مش، محتاج افكرك انك كنتي ناويه تخلصي من حملك من كام يوم...!! 

وبعدين الولاد دول نتيجه حياتك الجحيم فمفيش داعي تاخديهم و تفتكري تعاستك معايا.... مال ناحيتها وتابع بقسوة بينما قلبه ينزف : دول ولاد راجل بتكرههيه..! 

حاولت اروي التدخل او التحدث ولكن لم يعد هناك مجال للحديث فقد انجرح كليهما من الاخر بما فيه الكفايه 

لتقول : أدهم ارجوك اهدي غزل متقصدش حاجة.... 

هتف أدهم بعدم اكتراث ظاهري قاتل نفسه ان يكون عليه : تقصد ولا متقصدش 

قالت غزل بحنق : اقصد كل كلمه نطقتها... وولادي هاخدهم... غصب عنك هاخدهم امسكت اوري بذراعيها وهي تقول ...تعالي معايا ياغزل تعالي كفايه بقي 

سحبتها اروي بقوة للخارج بينما ركل أدهم الطاولة الزجاجه بعنف...... تكرهه.... جحيم .... تلك الجنه التي عاشها معها مجرد جحيم بالنسبه لها..... هذا الحب هو منتهي الكراهيه لها....!! 

بالفعل لاتقصد شئ ولكن وجع قلبها جعلها تحاول ايلامه بقوة كما تألمت هي 

...... 

.... 

اتجه عمر الي مدرسه ابنته ليأخذها بينما انتوي العوده باكرا عن موعده كبادره منه لتهدئه الوسط بينه وبين اوركيد التي يعرف ان مراضتها ليست بالشئ الصعب فهي ذات قلب طيب متسامحه وطبع هاديء عهده دوما بها..... سبقته لينا الي الداخل ليضع اشياءه علي الطاوله الرخاميه... 

مامي 

نظرت الي ابيها الذي دخل الغرفه خلفها قائلة :مامي في الشاور

اومأ عمر لها قائلا : اه يالولو... يلا روحي اوضتك غيري هدومك علي ما مامي تخلص 

ركضت الطفله ليمد عمر اصابعه ويحل ربطه عنقه بارهاق ثم يتبعها بازرار قميصه.... 

خرجت اوركيد من الاستحمام لتستغرب عودته باكرا.... انت رجعت بدري..؟ 

ابتسم عمر قائلا وهو يتقرب منها : اه.. قولت نتغدى سوا 

قالت اوركيد وهي تبتعد خطوة وتكمل ارتداء ملابسها   : هجهزلك الغدا انت ولينا

قال بتساؤل : وانتي. ؟مش، هتاكلي معانا 

هزت اوركيد راسها وهي تتجه الي المرأه : لا انا اكلت 

قال بدهشة فهي تفعلها لأول مرة وتناول الطعام بدونه مهما تأخر  : من غيري...؟ 

اومات ببرود : اه... كنت جعانه

هز راسه محاول تفهم حالتها النفسيه :ماشي حبيتي بالهنا والشفا

اومات وخلعت المنشفه عن خصلات شعرها 

التي بالكاد وصلت الي كتفها لتنصعق ملامح عمر لحظة قبل ان يهدر بغضب : انتي قصيتي شعرك...؟! 

حاولت اوركيد التمسك ببرودها بينما تجيب : انت شايف ايه

اتجه اليها عمر بحنق وعصبيه : انتي ازاي تعملي كدة من غير ماترجعيلي 

رفعت حاجبيها باستهجان : ارجعلك عشان اقص شعري انا... ؟

اومأ بهيمنه : اه..... انتي عارفة اني بحب شعرك طويل 

اومات ببرود ;وانا مش حباه طويل انا حره

استهجنت ملامحه حديثها له بتلك الطريقه لأول مرة ليردد برفض : حره..! 

......... 

دخلت مها باندفاع الي أدهم  : ممكن افهم ايه موضوع الصور ده 

قال أدهم بهدوء ظاهري ; ماما مش عاوز اتكلم مع حد دلوقتى 

هتفت مها بسخط : لا هتتكلم ياادهم وتفهمني حالا ايه موضوع الصور دي ...... انت خونت مراتك 

اشاح بوجهه واولاها ظهره لتمسك مهاامسكت بذراعه مزمجرة .. انطق ورد عليا 

خونت مراتك 

سحب أدهم نفس مطولا قبل ان يقول : لا طبعا 

فتحت مها فمها لتتحدث ولكن بنفس اللحظة استمعوا لصوت اروي تصيح وهي تحاول إيقاف جنون غزل واندفاعها : غزل استني انتي رايحه فين...؟ 

........... خرج أدهم ومها علي صوت اروي التي كانت تحاول إيقاف غزل 

التي اندفعت للخارج دون أن تتوقف.... 

أسرعت اروي تخاطبه : أدهم الحق شوف هي رايحه فين..؟ 

أشار لها أدهم بهدوء لم يعهده في نفسه التي كفت عن المحاوله فلتفعل ماتفعل : سيبيها يااروي  

نظرت له اروي بصدمه ليهز راسه بخزلان فهي حتي لم تتوقف لتساله عن شئ اكتفت بما رأت وكأنها أرادت تصديقه.... 

انت رايح فين..؟ 

لم يقل شئ لتجده امه يدخل الي غرفه أطفاله ويغلق الباب خلفه وسؤال واحد يسأله لنفسه.... هل انهارت حياتهما ان هناك امل لإنقاذ شئ... ؟

بعد وهله قصيرة كانت تلك المكالمه تصل اليه والتي تخبره بأجابه سؤاله بينما يعرف من المحامي مااخبرته غزل به 

........ 

قبل قليل... لم تتمهل ولم تعطي لنفسها اي فرصه للتفكير فقط أرادت الثأر لكرامتها وتنفيذ تهديدها.... ستجبره علي تطبيقها وستأخذ أطفالها 

نظر لها عز الدين المحامي بصدمه ماان قالت  : انا عاوزة ارفع قضيه طلاق علي أدهم زهران...! 

قال الرجل بتعلثم وهو لايستوعب صعوبه 

ماتطلبه منه ليقول بتردد : بس يافندم...! 

قالت بثبات وهي تضغط علي حروفها ; نفذ اللي قولت عليه يامتر.... بكرة الصبح ترفع  قضيه الطلاق علي أدهم

بسبب الخيانه...! 

احمر وجهه الرجل وهو ينظر الي ذاك المغلف الذي وضعته امامه لتتابع غزل وتلقي بقنبله اخري قائلة :  و فيلا الساحل..... عاوزه ابيعها 

انصعقت ملامح الرجل ليقول بتعلثم ; بس يافندم الفيلا دي أدهم بيه..... قاطعته 

بانفعال : الفيلا دي بأسمي وانا اللي اقرر  اعمل فيها ايه 

قال الرجل بنبره هادئه :  غزل هانم ممكن تهدي ونتكلم 

هتفت بعصبيه شديده : مفيش هدوء انا مش مجنونه عشان تقولي اهدي يامتر 

هز عز رأسه قائلا : العفو يافندم بس انا المحامي بتاعك وبتاع أدهم بيه ولازم اكون خايف علي مصلحتكم انتوا الأتنين 

قالت بغضب ; مصلحتي انا عارفاها كويس.... 

الفيلا دي تتباع بأي تمن وترفع قضيه الطلاق

.........! 

لا يعرف كيف استطاع الجلوس بهذا الهدوء الظاهري بينما عرف بكل تلك الخطوات الشرسه التي خطت بها في طريق نهايه حياتهم....! 

ولكنه لم يتخيل ان تتمادى لتلك الدرجه بينما غزل ازداد عنادها حينما رفض المحامي فعل شئ لتذهب لمحامي اخر..... بعدها تتجه لمنزل مراد الرماح....! ؟

........ 

هتف عمر من بين أسنانه بينما لا يفهم سبب ماتفعله.... دوما اعتاد منها امتصاص غضبه ولكن اليوم هي تستفزة بكل قوتها 

مالك يااوركيد

قالت ببرود : مالي.... ماانا عادي

هتف بحنق :مش عادي... ايه العادي في كل اللي بتعمليه

قالت اوركيد ببرود وهي تنظر له ; عادي.... انا مش يعمل اي حاجة وأعتقد اني مقصرتش معاك في حاجة ولو علي موضوع حقوقك 

فده حاليا حاجة خارجة عن ارادتي لكام يوم

احتدت عيناه بينما تتحدث بتلك الطريقه وتصوغ علاقتهم انها علاقه جسديه فقط هي كل مايريده منها :  اوركيد ايه اللي بتقوليه..... انا لو برفض موضوع حملك فعشان حالتك دي مش عشان اي حاجة تانيه

ولو بتتكلمي اني اتضايقت وقتها فأنا مش ملاك..... عادي انا راجل وساعات بكون عاوز مراتي مش عيب ولا حرام... 

هزت راسها وتابعت ببرود : وانا مقولتش حاجة خالص... ده حقك

هتف بعدم تصديق : قلبناها حقوق وواجبات

قالت بانفعال وقد غاب برودها : انت اللي قلبتها كدة

هتف بسخط : فبتعاقبيتي... ؟

هزت راسها بانفعال : لا مش من حقي طبعا اعاقبك..... 

فتح فمه ليتحدث ولكن دخول ابنتهم منعه لتتجه الي ابنتها : تعالي يالولو هجهز الغدا حالا 

انصرفت لينظر عمر في اثرها بعدم تصديق....! 

ماذا حدث لها 



............. 

... 

اصدرت اطارات سيارتها صوت قوي لدي توقفها بباحه المنزل لتنزل منها وتصفق الباب بغضب شديد لم يهديء مهما فعلت

لتلتهب عيونها بالنيران ماان خطت بضع خطوات داخل المنزل وتهادي لسمعها صوته الهاديء بينما يسألها : خلصتي...! 

التفتت اليه وقد تأهب كل عرق وعصب فيها لتطالعه بنظرات متشفيه ظنا منها انها اخذت ولو القليل من حقها فيكفي احتراق قلبه علي هذا المنزل الذي يحبه والذي تود احراقه باكمله بعد ان شهد خيانته لها...! 

لتهتف بحقد وغل : لو فاكر كل اللي عملته لغايه دلوقتي حاجة في اللي لسه هعمله فيك ياادهم....... تبقي غلطان

نظر لها بنظرات مبهمه ثم عاد ليجلس مكانه بهدوء شديد ويضع ساق فوق الاخري ليقول بهدوء مستطير اشعل النار باعصابها المنهارة : وانا مستني وبتفرج...! 

اهتاجت اعصابها لتندفع اليه وتصرخ بوجهه

وهي تلكم صدره : هتتفرج ياادهم علي نفسك لما كل الناس تعرف فضيحتك..... ومش بس كدة.... لا انا هاخد منك ولادي وبالمحكمه و قدام عينك...... احتقن وجهها بالغضب وضغطت بقوة علي حروفها وهي تكمل ; وكمان كل حقوقي وحقوق ولادي.....! 

نظر لها باستخفاف لتصيح به بجنون ولم تعد تستطيع السيطره علي اعصابها ; 

خونتني ليييييه..... 

قصرت معاك في ايه...... ؟! 

عملت فيا كدة لييييه...! 

انهارت تبكي وتلكم صدره ليهتز ثباته ويتهاوي جموده الظاهري ويمسك بيدها يوقفها عما تفعله وهو يقول بصوت صادق 

: مخونتكيش.....!!!

صاحت بقهر وهي تهز راسها :كدااااب 

ضم قبضته اليه ونظر الي عيونها بصدق بينما نسي للحظة كل شئ إلا أن صغيره تتألم واحترق بنيران الغيرة التي ساهمت هي باشعالها ;مخونتكيش ياغزل ازاي متخيله اني ممكن اعمل كدة اصلا.... اه اخدتها البيت بس 

والله ماخونتك......اخبرها بما حدث لتهتز ضربات قلبها للحظة بينما يعاند عقلها قلبها وهي تقول بدموع متجمعه بعيونها :

وانت عاوزني أصدق اللي بتقوله 

هتف أدهم باحتدام : لازم تصدقي..... بتثقي فيا وفي نفسك وفي اللي بينا لازم تصدقي 

ابي عقلها ان يريحها لتهتف بضياع : وهو اانت كنت صدقتني زمان 

نظر لها بصدمه من تذكيرها له بماضي ظن انه انتهي وكفر عنه كثيرا 

.. ايه نسيت ياادهم بيه..... أدهم اللي وقفت قدامه ومصدقنيش

انهار داخليا فمن تلك التي تتحدث امامه 

لتكمل ; وهو انت سامحتني ولا حتي سمعتني لما قولت انها بتكذب ولا علقت ليا المشنقه وقولت بتحبي عليا وانت اهو خبيت عليا 

نظر لها بخزلان قوي ليقول : وانتي بترديهالي

نظرت له لحظة قبل ان تشيح بوجهها ليعرف انها النهايه..... لاتريد حتي إعطاء فرصه وتوقف عنادها وتستمتع له وكانها بحرب تعرف انها ستنهي حياتهم وهي مصممه علي تلك النهايه 

ليكمل بقسوة : طيب انا راجل..... اعمل اللي انا عاوزة

انصدمت ملامحها ليكمل مزمجرا وقد ثارت كرامته فليكفي ضعف امام حبه ;

مش هعيط وانزل علي ركبي اقولك سامحيني ولا اسمعيني انا قولت كلمه مخونتكيش مرة ومش هعيدها

نظرت له بعناد ; وانا مش مصدقاك

نظر لها بسخريه مريرة :  مش مصدقاني ولا مش عاوزة

ظلت صامته ليمسك بذراعيها ويهتف بعصبيه : 

انا اقولك.... انتي جت ليكي فرصه وفاكرة انك بترديلي تصرفاتي معاكي ....  ماشي ياغزل انا هقف مكاني وهسيبك اعملي اللي انتي عاوزاه...  اثبتي انك صح بس مترجعيش تندمي في الاخر

نظرت الي هاتفه الذي اخذ بالرنين الذي تركه أدهم بعدم اكتراث علي الطاوله الزجاجيه 

لتقع عيناها عليه وسرعان ماتشتعل النيران من جديد... وهنا نظرت له بحنق شديد وانفجرت به وهي تمسك الهاتف بعصبيه مفرطة : 

الهانم بتتصل بيك..... ايه مش عاوز ترد

نظر لها أدهم بحده لتتابع بتشفي من وقع كلماتها عليه ; ياحرام تلاقيها عاوزاك تقف جنبها تاني..... نظرت اليه وتابعت بحقد : اصلي عملت ليها فضيحه حلوة اوي قدام اخوها يلا شوف هتنقذها ازاي..... 

سخرت نبرتها وتابعت :

هتدفع خمسه مليون تانين.... ولاايه.. ؟

تجمدت نظراته عليها بعد مانطقت به..... لحظات وكانت سيارة مراد تقتحم بوابه المنزل..! 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

ضربت غزل الباب بغضب وهي تصيح : هتحبسيني...! افتحي الباب 
هتف مها بانفعال : اطلبي أدهم بسرعه 

امسكت ام حسن بالهاتف بتوتر وهي تقول : مش بيرد 

: كلمي أوري... كلميها تجي بسرعه 

قالت غزل بحنق من خلف الباب الذي اغلقته مها عليها سريعا توقفها عن تنفيذ تهديدها واخذ أطفالها والمغادرة... مش هقعد في البيت ده لحظة واحدة.... افتحي الباب 

...! 

اتسعت عيون اروي التي جاءت بسرعه بعد مكالمه ام حسن بها..... ماما في ايه... مالها غزل..؟ 

اخبرتها مها بماحدث بكلمات متقطعه

: صور ايه ياماما 

زفرت مها بحنق : انتي هتفتحي تحقيق... ما انا لو عارفه كنت قولتلك.....خلينا نشوف هنعمل ايه... لو اخدت الولاد ومشيت الدنيا هتولع بينهم اكتر بينما

........... 

.... 

تورمت عيون غزل من كثره البكاء وهي تعيد مرارا وتكرارا النظر لتلك الصور..... تلك الحقيرة في منزلهم....! 

هذا المنزل الذي ظنت انه مكانهم الخاص.... هذا المنزل الذي لم يكن يحمل لها إلا كل ذكري حلوة برفقته .....كورت قبضته بألم وهي تري من خلال دموعها تلك الصور.... ذلك الحقير دنسه بحقارته.... غدر بها وخان حبها.... ضمت قبضته وضربت بها موضع قلبها الذي يحترق...

كيف لم تلحظ شئ...!!! كيف لم تشعر وتلك الخيانه تدور حولها....

اااه منها تلك التي كانت تتصنع صداقتها...! وااااه منه ذلك الذي كان يتصنع حبها....! نظرت الي الصور مجددا وهي تزيل شلالات دموعها بظهر يدها وتحاول تكذيبهم..... تبحث عن شئ يخبرها ببراءته.... ان كل هذا كذب.... ولكن لاشئ كاذب....! 

انه هو... هو في منزلهم بالساحل.... هو ووقفته بينما يضع يداه بجيوبه كما تعهده...! هو في جلسته علي اريكته المفضله....! 

هو وهو يمد يداه اليها بذلك الكوب...... هو.... هو...! هزت راسها بقوة وانسابت دموعها المقهورة..... 

لا شئ كاذب او ملفق في الصور الا هو وحبه الخادع لها..... تلك الحقيرة ترتدي ثوب الاستحمام الذي اشترته بيدها قبل بضعه أشهر ولم تنساه.... هي تلك التي كانت تنصحها ان تتخلص من حملها.....تلك التي تخبرها انها مستحيل ان تغدر بها وان زوجها كأخيها وهي تدري بأن ماارادت ان تفهمه من بين السطور واضح..... وقف بجوارها امام طليقها   ... وجودهم بالإسكندرية سويا.... خمسه ملايين   .....! كل شئ كذب وخداع..! 

ازداد انهمار دموعها فكم هي مخدوعه تلاعب الجميع بها..... بكت بقهر ووجع وهي تتذكر توسلاتها له إلا يتركها ويذهب..... تتذكر كيفيه قيامه قيامتها بينما اخفت عنه شئ وهو يخونها...!! 

............ 

.... 

ضمت ماهيتاب الهاتف اليها واتسعت ابتسامتها ..... غزل ليست بغبيه ابدا وبالتاكيد فهمت المغزى من رسالتها....!

اغنضت عيناها وهي تفكر ان سار كل شئ كما تريد فأن غزل ستثور لكرامتها وتزداد الفجوة بينها وبين ادهم... وكلما ازدادت تلك الفجوة كلما اتسع الطريق لعبور ماهيتاب..... نعم هي من تستحق ان يكون في طريقها رجل مثله... لتتذكر كم المرات التي كانت تتذمر غزل من غيرته وسيطرته وتحكماته لتتنهد وهي تتذكر ذلك الحقير شريف الذي لم يكن يحمل اي دماء تمت للرجوله بعروقه...... كان بارد بينما ادهم رجل من نار.... نار من الغيرة والحب والرجوله فكم تريد رجل مثله..... يشعرها بمقدار أنوثتها بجواره كما حال غزل التي تشعر بأنها أجمل النساء بينما لديها زوج لا تهدأ غيرته ولا نيران حبه....!! 

اسمتعت مجددا الي رسالتها لتبتسم لنفسها فهي لم تفعل شئ بينما كل ما ارادته هو أن تشرح الموقف لغزل والتي ستقدم لها خدمه العمر بينما تهدم مابقي من حياتها مع أدهم الذي ستعتذر له عن تلك الرساله التي قصدت بها خير..! 

.......... 

........... 

كانت الساعه الواحده ظهرا حينما ودعت اوركيد والدتها التي ستذهب لمنزلها بضعه ايام كما اعتادت بكل شهر حيث تأتي خالتها للبقاء معها..... 

بعدها وقفت اوركيد تضع تلك المكرونه الشهيه بطبقها ثم تضع  فوقه القليل من ورق الريحان الطازج لتبتسم لنفسها برضي بينما سحبت المقعد الخشبي وجلست تستمع لصوت فيرزو وتتناول طعامها بهدوء واسترخاء 

... الطعام الذي تحبه وتفصله والذي  صنعته لها خصيصا دون أن تتقيد بما يحبه زوجها او ابنتها

انها اليوم ستعيش لنفسها هي فقط....! 

بعد ان انتهت اتجهت الي غرفتها ووقفت امام المرأه تتطلع الي انعكاس صورتها ثم تمسك بخصلات شعرها الطويله لتأخذ قرارها وتتجه الي الحمام وبيدها المقص....! 



............. 



رفعت غزل عيناها الغائرة حينما استمعت لصوت المفتاح بالباب لتلتاع اروي لرؤيه حالتها بينما جثت علي الارض بتلك الطريقه 

; غزل... قومي معايا.. تعالي اهدي

انحنت ناحيتها وامسكت ذراعها تساعدها علي الوقوف وتسرع تمسك بكوب ماء وتعطيها :  خدي اشربي ياغزل 

ابعدت غزل ذراعها عن اروي وهي تهز راسها وتتجه للباب قائلة ; مش عاوزة حاجة... انا هاخد ولادي وماشيه مش ممكن اعيش في بيت الغدار الخاين ده  

قالت اروي وهي تمسك بكتفها : اهدي بس ياغزل انتي واعيه للي بتقوليه أدهم يخونك..... مستحيل..! 

تهكمت غزل بمراره : كنت بقول زيك كدة لغايه ماشفت صوره مع واحدة تانيه 

قالت اروي : اكيد ليها تفسير تاني ياغزل غير انه يخونك.... 

انهمرت دموع غزل وهي تقول : قولت لنفسي كدة..... قولت متركبه... غلط.... قولت 

وحاولت.... بس هضحك علي نفسي ليه... اشارت للصور وهي تقول بقهر ; بصي وشوفي..... هو أدهم وهي معاه...... انا اللي اشتريت الروب ده.... 

هزت اروي رأسها بحيره شديده بينما تقول : بس يا غزل اكيد في سبب وتفسير للصور 

هتفت غزل بانفعال شديد ; تفسير ايه لواحد وواحدة بالوضع ده....واحد دفع 5 مليون جنيه لطليقها....! هيدفعهم ليه الا اذا كان غلطان 

قالت اروي وهي ترفض تصديق مايقال عن أخيها فهو ليس بهذا الرجل ابدا ; 

اكيد في سبب أدهم هيقولك عليه..... وبعدين مين اصلا بعتلك الصور دي وجابها منين

هتفت غزل بغضب وغل  : الخاينه اللي عامله صاحبتي...

عقدت اروي حاجبيها : وهي ماهيتاب هتبعت ليكي صور زي دي ليه وجابتها منين 

: طليقها صورهم..... وهددهم بالصور وادهم بيه دفع الفلوس عشان يسكته..... 

قالت اروي بعقلانيه ; طيب ياغزل وهي هتروح مع أدهم بيته ليه..؟ 

صاحت بجنون :  قوليلي انتي.... الواطيه الحقيره بتقولي انتي صاحبتي وعامله نفسها ملاك بريء وهي بتقولي علي وقفته وشهامته معاها وفاكراني هبله هصدق.... 

قالت اروي بتفكير ; اكيد في حاجة في الموضوع ....وهي لو زي مابتقولي بتخونك هي وادهم هتبعت رساله تقولك فيها كدة  اكيد في سبب ياغزل وادهم هيفهمك..... اهدي وبلاش تعملي حاجة تندمي عليها

غاب عقلها لتهتف بقهر : انا لو ندمانه على حاجة فأنا ندمانه بس علي عمري اللي ضاع مع واحد زيه...اناني.. ندل غدار حقير وميهمهوش حاجة غير نفسه وبس

هزت اروي رأسها وهمت بالحديث ليظهر أدهم من العدم ويشير لها بالصمت بينما اندفعت غزل بوعيد نابع من جرح كرامتها  : انا هوريه غزل اللي عاش يلعب بيها هتعمل فيه ايه 

قبل ان تفتح اروي فمها كان صوت أدهم الذي وقف دقيقه يستوعب كل مانطقت به لينغرس سهم مسموم بقلبه اتلك هي فقط صورته بعيونها...؟! 

ندل... اناني.. يتلاعب بها والكثير من الألفاظ 

ليقول بوعيد مماثل : .... هتعملي ايه ياغزل... ؟

حاولت اروي التدخل فيبدو انه استمع فقط لحديثها ولا يعرف انها مقهورة بسبب تلك الصور لتقول بتبرير  : أدهم غزل مش قصدها حاجة من اللي قالتها.... هي بس بتتكلم وفاكرة انك.... قاطعها بسخط وتحذير ان تنطق بشئ اخر  : متدخليش يااروي ولا تفكري تدافعي عن واحد زيي.... 

امتلئت نظراته عتاب قاسي لغزل.... وصلت لها الصور وأسرع بيحاول اصلاح خطأه باخفاءه الأمر عنها ليتفاجيء سريعا بأنها قد اصدرت حكمها مسبقا دوم الاستماع لأي تبرير منه..... اخفي سريعا عتابه وهو يسألها بأستخاف قصده : ها ياغزل هانم هتعملي ايه للواحد اللي زيي اللي عمرك ضاع معاه..؟ 

نظرت لها اروي برجاء الا تندفع ولكنها لم تري شئ سوي كرامتها المغدورة لتقف امامه تنظر له باحتقار  :  هعرف الناس كلها اد ايه انت بني آدم خاين وحقير ومعندكش اخلاق.... انت مش دفعت ملايين عشان تخبي حقيقتك الزباله..... انا بقي هعرف الناس كلها حقيقتك و هخليك تطلقني غضب عنك 

شهقت ماان امسك بذراعيها  ليزمجر بغضب شديد : لسه متخلقش اللي يغصب أدهم زهران علي حاجة 

تدخلت اروي ليبعدها ويسيطر على غضبه مكمل بصوت هاديء لايعكس النيران التي تلتهب بداخله :  وريني هتعملي ايه... ياغزل...!!

وقفت تناظرة بتحدي وشراسه : هوريك ياادهم.....

تجمعت الدموع بعيونها  بينما تنظر اليه بحنق شديد... بعد كل هذا الحب يخونها.... ليش لديه اي تبرير والا كان نطق به بينما هو يري انها لم تسأل ليجيب.... 

نظرت له بحقد وغضب وهي تهتف به باحتقار بينما لم تفكر بتلك الكلمات التي تغادر فمها كعادتها وقت الغضب  :انا حياتي بقت جحيم بسببك..... انا بكرهك.... بكرهك وبكره حياتي عشان انت فيها.... طلقني..! 

نظر أدهم اليها بينما تأهب كل انش بها بشراسه بأنتظار رد فعله علي هجومها العنيف عليه بتلك الكلمات اللاذعه التي مازالت تتردد في اذنه كالاجراس المزعجه التي لا تتوقف ليسحب نفس عميق من اقصي أعماق عقله يحاول ان يهدأ به ولو خارجيا فهو متأكد ان نيرانه الداخليه لن تهدأ ابدا الا حينما ينفجر وهو حقا لايريد الانفجار...... نعم لن يفجر مكنونات قلبه امامها بعد كل ماقالته عنه وعن حياتها معه 

خرجت نبرته بارده كقرصه الصقيع التي لدغت قلبها بينما قال : موافق.... 

شهقت اروي ووضعت يدها علي فمها بينما تجلت الصدمه واضحه علي وجهه غزل بالرغم من هذا كان هو طلبها الذي قاتلت من أجله الا ان موافقته ذبحتها ليكمل عليها بكلماته التي تجمدت كالتمثال وهي تستمع اليها وهي تنظر في عيناه بكل شراسه دون أن تبدي ذره قهر مما بداخلها.... فهي كالشاه المحكوم عليها بالذبح فلما تنتظر الرحمه من جلادها فلتقف بشجاعه حتي النهايه 

; موافق تخرجي من جحيم حياتي اللي عيشتك فيه سنين..... تباطئت دقات قلب كليهما بينما انتظرت منه كلمه تقضي عليها وانتظر منها قتال من أجل حياتهم التي وعدها ان يكون لآخر نفس بأحضانها 

: بس هتخرجي زي مادخلتي حياتي.... من غير اي حاجة 

تهادت نظراتها المستخفه بينما ظنته يتحدث عن الثروة التي لاتريد منها قرش ليكمل بثبات : من غير ولاد.... 

اهتاجت مجددا لتصيح به بقوة وشراسه : ولادي محدش هيقدر ياخدهم مني

نظر لها بثبات وهدوء ظاهري ; اقدر وانتي عارفه كدة كويس..... الولاد دول نتيجه حياتك الجحيم معايا يبقي بلاش تاخديهم حياتك الجديده.... عاوزة تسيبي البيت... تمشي... تطلقي... موافق بس من غير الولاد 

واظن اني مش، محتاج افكرك انك كنتي ناويه تخلصي من حملك من كام يوم...!! 

وبعدين الولاد دول نتيجه حياتك الجحيم فمفيش داعي تاخديهم و تفتكري تعاستك معايا.... مال ناحيتها وتابع بقسوة بينما قلبه ينزف : دول ولاد راجل بتكرههيه..! 

حاولت اروي التدخل او التحدث ولكن لم يعد هناك مجال للحديث فقد انجرح كليهما من الاخر بما فيه الكفايه 

لتقول : أدهم ارجوك اهدي غزل متقصدش حاجة.... 

هتف أدهم بعدم اكتراث ظاهري قاتل نفسه ان يكون عليه : تقصد ولا متقصدش 

قالت غزل بحنق : اقصد كل كلمه نطقتها... وولادي هاخدهم... غصب عنك هاخدهم امسكت اوري بذراعيها وهي تقول ...تعالي معايا ياغزل تعالي كفايه بقي 

سحبتها اروي بقوة للخارج بينما ركل أدهم الطاولة الزجاجه بعنف...... تكرهه.... جحيم .... تلك الجنه التي عاشها معها مجرد جحيم بالنسبه لها..... هذا الحب هو منتهي الكراهيه لها....!! 

بالفعل لاتقصد شئ ولكن وجع قلبها جعلها تحاول ايلامه بقوة كما تألمت هي 

...... 

.... 

اتجه عمر الي مدرسه ابنته ليأخذها بينما انتوي العوده باكرا عن موعده كبادره منه لتهدئه الوسط بينه وبين اوركيد التي يعرف ان مراضتها ليست بالشئ الصعب فهي ذات قلب طيب متسامحه وطبع هاديء عهده دوما بها..... سبقته لينا الي الداخل ليضع اشياءه علي الطاوله الرخاميه... 

مامي 

نظرت الي ابيها الذي دخل الغرفه خلفها قائلة :مامي في الشاور

اومأ عمر لها قائلا : اه يالولو... يلا روحي اوضتك غيري هدومك علي ما مامي تخلص 

ركضت الطفله ليمد عمر اصابعه ويحل ربطه عنقه بارهاق ثم يتبعها بازرار قميصه.... 

خرجت اوركيد من الاستحمام لتستغرب عودته باكرا.... انت رجعت بدري..؟ 

ابتسم عمر قائلا وهو يتقرب منها : اه.. قولت نتغدى سوا 

قالت اوركيد وهي تبتعد خطوة وتكمل ارتداء ملابسها   : هجهزلك الغدا انت ولينا

قال بتساؤل : وانتي. ؟مش، هتاكلي معانا 

هزت اوركيد راسها وهي تتجه الي المرأه : لا انا اكلت 

قال بدهشة فهي تفعلها لأول مرة وتناول الطعام بدونه مهما تأخر  : من غيري...؟ 

اومات ببرود : اه... كنت جعانه

هز راسه محاول تفهم حالتها النفسيه :ماشي حبيتي بالهنا والشفا

اومات وخلعت المنشفه عن خصلات شعرها 

التي بالكاد وصلت الي كتفها لتنصعق ملامح عمر لحظة قبل ان يهدر بغضب : انتي قصيتي شعرك...؟! 

حاولت اوركيد التمسك ببرودها بينما تجيب : انت شايف ايه

اتجه اليها عمر بحنق وعصبيه : انتي ازاي تعملي كدة من غير ماترجعيلي 

رفعت حاجبيها باستهجان : ارجعلك عشان اقص شعري انا... ؟

اومأ بهيمنه : اه..... انتي عارفة اني بحب شعرك طويل 

اومات ببرود ;وانا مش حباه طويل انا حره

استهجنت ملامحه حديثها له بتلك الطريقه لأول مرة ليردد برفض : حره..! 

......... 

دخلت مها باندفاع الي أدهم  : ممكن افهم ايه موضوع الصور ده 

قال أدهم بهدوء ظاهري ; ماما مش عاوز اتكلم مع حد دلوقتى 

هتفت مها بسخط : لا هتتكلم ياادهم وتفهمني حالا ايه موضوع الصور دي ...... انت خونت مراتك 

اشاح بوجهه واولاها ظهره لتمسك مهاامسكت بذراعه مزمجرة .. انطق ورد عليا 

خونت مراتك 

سحب أدهم نفس مطولا قبل ان يقول : لا طبعا 

فتحت مها فمها لتتحدث ولكن بنفس اللحظة استمعوا لصوت اروي تصيح وهي تحاول إيقاف جنون غزل واندفاعها : غزل استني انتي رايحه فين...؟ 

........... خرج أدهم ومها علي صوت اروي التي كانت تحاول إيقاف غزل 

التي اندفعت للخارج دون أن تتوقف.... 

أسرعت اروي تخاطبه : أدهم الحق شوف هي رايحه فين..؟ 

أشار لها أدهم بهدوء لم يعهده في نفسه التي كفت عن المحاوله فلتفعل ماتفعل : سيبيها يااروي  

نظرت له اروي بصدمه ليهز راسه بخزلان فهي حتي لم تتوقف لتساله عن شئ اكتفت بما رأت وكأنها أرادت تصديقه.... 

انت رايح فين..؟ 

لم يقل شئ لتجده امه يدخل الي غرفه أطفاله ويغلق الباب خلفه وسؤال واحد يسأله لنفسه.... هل انهارت حياتهما ان هناك امل لإنقاذ شئ... ؟

بعد وهله قصيرة كانت تلك المكالمه تصل اليه والتي تخبره بأجابه سؤاله بينما يعرف من المحامي مااخبرته غزل به 

........ 

قبل قليل... لم تتمهل ولم تعطي لنفسها اي فرصه للتفكير فقط أرادت الثأر لكرامتها وتنفيذ تهديدها.... ستجبره علي تطبيقها وستأخذ أطفالها 

نظر لها عز الدين المحامي بصدمه ماان قالت  : انا عاوزة ارفع قضيه طلاق علي أدهم زهران...! 

قال الرجل بتعلثم وهو لايستوعب صعوبه 

ماتطلبه منه ليقول بتردد : بس يافندم...! 

قالت بثبات وهي تضغط علي حروفها ; نفذ اللي قولت عليه يامتر.... بكرة الصبح ترفع  قضيه الطلاق علي أدهم

بسبب الخيانه...! 

احمر وجهه الرجل وهو ينظر الي ذاك المغلف الذي وضعته امامه لتتابع غزل وتلقي بقنبله اخري قائلة :  و فيلا الساحل..... عاوزه ابيعها 

انصعقت ملامح الرجل ليقول بتعلثم ; بس يافندم الفيلا دي أدهم بيه..... قاطعته 

بانفعال : الفيلا دي بأسمي وانا اللي اقرر  اعمل فيها ايه 

قال الرجل بنبره هادئه :  غزل هانم ممكن تهدي ونتكلم 

هتفت بعصبيه شديده : مفيش هدوء انا مش مجنونه عشان تقولي اهدي يامتر 

هز عز رأسه قائلا : العفو يافندم بس انا المحامي بتاعك وبتاع أدهم بيه ولازم اكون خايف علي مصلحتكم انتوا الأتنين 

قالت بغضب ; مصلحتي انا عارفاها كويس.... 

الفيلا دي تتباع بأي تمن وترفع قضيه الطلاق

.........! 

لا يعرف كيف استطاع الجلوس بهذا الهدوء الظاهري بينما عرف بكل تلك الخطوات الشرسه التي خطت بها في طريق نهايه حياتهم....! 

ولكنه لم يتخيل ان تتمادى لتلك الدرجه بينما غزل ازداد عنادها حينما رفض المحامي فعل شئ لتذهب لمحامي اخر..... بعدها تتجه لمنزل مراد الرماح....! ؟

........ 

هتف عمر من بين أسنانه بينما لا يفهم سبب ماتفعله.... دوما اعتاد منها امتصاص غضبه ولكن اليوم هي تستفزة بكل قوتها 

مالك يااوركيد

قالت ببرود : مالي.... ماانا عادي

هتف بحنق :مش عادي... ايه العادي في كل اللي بتعمليه

قالت اوركيد ببرود وهي تنظر له ; عادي.... انا مش يعمل اي حاجة وأعتقد اني مقصرتش معاك في حاجة ولو علي موضوع حقوقك 

فده حاليا حاجة خارجة عن ارادتي لكام يوم

احتدت عيناه بينما تتحدث بتلك الطريقه وتصوغ علاقتهم انها علاقه جسديه فقط هي كل مايريده منها :  اوركيد ايه اللي بتقوليه..... انا لو برفض موضوع حملك فعشان حالتك دي مش عشان اي حاجة تانيه

ولو بتتكلمي اني اتضايقت وقتها فأنا مش ملاك..... عادي انا راجل وساعات بكون عاوز مراتي مش عيب ولا حرام... 

هزت راسها وتابعت ببرود : وانا مقولتش حاجة خالص... ده حقك

هتف بعدم تصديق : قلبناها حقوق وواجبات

قالت بانفعال وقد غاب برودها : انت اللي قلبتها كدة

هتف بسخط : فبتعاقبيتي... ؟

هزت راسها بانفعال : لا مش من حقي طبعا اعاقبك..... 

فتح فمه ليتحدث ولكن دخول ابنتهم منعه لتتجه الي ابنتها : تعالي يالولو هجهز الغدا حالا 

انصرفت لينظر عمر في اثرها بعدم تصديق....! 

ماذا حدث لها 



............. 

... 

اصدرت اطارات سيارتها صوت قوي لدي توقفها بباحه المنزل لتنزل منها وتصفق الباب بغضب شديد لم يهديء مهما فعلت

لتلتهب عيونها بالنيران ماان خطت بضع خطوات داخل المنزل وتهادي لسمعها صوته الهاديء بينما يسألها : خلصتي...! 

التفتت اليه وقد تأهب كل عرق وعصب فيها لتطالعه بنظرات متشفيه ظنا منها انها اخذت ولو القليل من حقها فيكفي احتراق قلبه علي هذا المنزل الذي يحبه والذي تود احراقه باكمله بعد ان شهد خيانته لها...! 

لتهتف بحقد وغل : لو فاكر كل اللي عملته لغايه دلوقتي حاجة في اللي لسه هعمله فيك ياادهم....... تبقي غلطان

نظر لها بنظرات مبهمه ثم عاد ليجلس مكانه بهدوء شديد ويضع ساق فوق الاخري ليقول بهدوء مستطير اشعل النار باعصابها المنهارة : وانا مستني وبتفرج...! 

اهتاجت اعصابها لتندفع اليه وتصرخ بوجهه

وهي تلكم صدره : هتتفرج ياادهم علي نفسك لما كل الناس تعرف فضيحتك..... ومش بس كدة.... لا انا هاخد منك ولادي وبالمحكمه و قدام عينك...... احتقن وجهها بالغضب وضغطت بقوة علي حروفها وهي تكمل ; وكمان كل حقوقي وحقوق ولادي.....! 

نظر لها باستخفاف لتصيح به بجنون ولم تعد تستطيع السيطره علي اعصابها ; 

خونتني ليييييه..... 

قصرت معاك في ايه...... ؟! 

عملت فيا كدة لييييه...! 

انهارت تبكي وتلكم صدره ليهتز ثباته ويتهاوي جموده الظاهري ويمسك بيدها يوقفها عما تفعله وهو يقول بصوت صادق 

: مخونتكيش.....!!!

صاحت بقهر وهي تهز راسها :كدااااب 

ضم قبضته اليه ونظر الي عيونها بصدق بينما نسي للحظة كل شئ إلا أن صغيره تتألم واحترق بنيران الغيرة التي ساهمت هي باشعالها ;مخونتكيش ياغزل ازاي متخيله اني ممكن اعمل كدة اصلا.... اه اخدتها البيت بس 

والله ماخونتك......اخبرها بما حدث لتهتز ضربات قلبها للحظة بينما يعاند عقلها قلبها وهي تقول بدموع متجمعه بعيونها :

وانت عاوزني أصدق اللي بتقوله 

هتف أدهم باحتدام : لازم تصدقي..... بتثقي فيا وفي نفسك وفي اللي بينا لازم تصدقي 

ابي عقلها ان يريحها لتهتف بضياع : وهو اانت كنت صدقتني زمان 

نظر لها بصدمه من تذكيرها له بماضي ظن انه انتهي وكفر عنه كثيرا 

.. ايه نسيت ياادهم بيه..... أدهم اللي وقفت قدامه ومصدقنيش

انهار داخليا فمن تلك التي تتحدث امامه 

لتكمل ; وهو انت سامحتني ولا حتي سمعتني لما قولت انها بتكذب ولا علقت ليا المشنقه وقولت بتحبي عليا وانت اهو خبيت عليا 

نظر لها بخزلان قوي ليقول : وانتي بترديهالي

نظرت له لحظة قبل ان تشيح بوجهها ليعرف انها النهايه..... لاتريد حتي إعطاء فرصه وتوقف عنادها وتستمتع له وكانها بحرب تعرف انها ستنهي حياتهم وهي مصممه علي تلك النهايه 

ليكمل بقسوة : طيب انا راجل..... اعمل اللي انا عاوزة

انصدمت ملامحها ليكمل مزمجرا وقد ثارت كرامته فليكفي ضعف امام حبه ;

مش هعيط وانزل علي ركبي اقولك سامحيني ولا اسمعيني انا قولت كلمه مخونتكيش مرة ومش هعيدها

نظرت له بعناد ; وانا مش مصدقاك

نظر لها بسخريه مريرة :  مش مصدقاني ولا مش عاوزة

ظلت صامته ليمسك بذراعيها ويهتف بعصبيه : 

انا اقولك.... انتي جت ليكي فرصه وفاكرة انك بترديلي تصرفاتي معاكي ....  ماشي ياغزل انا هقف مكاني وهسيبك اعملي اللي انتي عاوزاه...  اثبتي انك صح بس مترجعيش تندمي في الاخر

نظرت الي هاتفه الذي اخذ بالرنين الذي تركه أدهم بعدم اكتراث علي الطاوله الزجاجيه 

لتقع عيناها عليه وسرعان ماتشتعل النيران من جديد... وهنا نظرت له بحنق شديد وانفجرت به وهي تمسك الهاتف بعصبيه مفرطة : 

الهانم بتتصل بيك..... ايه مش عاوز ترد

نظر لها أدهم بحده لتتابع بتشفي من وقع كلماتها عليه ; ياحرام تلاقيها عاوزاك تقف جنبها تاني..... نظرت اليه وتابعت بحقد : اصلي عملت ليها فضيحه حلوة اوي قدام اخوها يلا شوف هتنقذها ازاي..... 

سخرت نبرتها وتابعت :

هتدفع خمسه مليون تانين.... ولاايه.. ؟

تجمدت نظراته عليها بعد مانطقت به..... لحظات وكانت سيارة مراد تقتحم بوابه المنزل..! 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

 انفلتت الدموع من عيونها ليحترق قلبه فيقترب منها بحنان قائلا : انا مش هحرمك من الولاد ياغزل وهسيبهم يعيشوا معاكي 
حقوقك وحقوق ولادك هديهالك كلها.... كده احسن لينا 

ارتجف قلبها حينما شعرت بوجهها بين كفيه يمسح دموعها ويكمل بنبره حنونه : انتي من دلوقتي حره ياغزالتي ..... كفايه دموع.. 

قبله طويله أودعها فوق جبينها يودعها بها واكمل بأنفاس ساخنه احرقت وجهها : 

مش عاوزك تعيطي تاني ابدا...! 

لو كانت الكلمات تقتل لكانت صريعه تلك الكلمات التي نطق بها....انحبست أنفاسها و انتحب قلبها واغرقت دموعها الساخنه وجهها لتمزق حالتها قلبه مهما حاول إخفاء هذا والتمسك بموقفه ....! 

كطفله صغيرة غير مصدقه ان ابيها قد يتخلي عن الإمساك بيدها يوما ما مهما أخطأت رفعت عيناها اليه وامسكت بيده تسأله بصوت مختنق بالبكاء  : أدهم انت بتتكلم بجد...... انت هتسيبني بعد كل اللي بينا 

سحب يده برفق من يدها واولاها ظهره بينما لايحتمل النظر اليها ورؤيتها بتلك الحاله والتمسك بقراره والذي يحارب نفسه وقلبه لتنفيذه خضوعا لعقله.... لم يظن يوما ان يكون هو صاحب قرار الفراق...ولا أن يكون هناك فراق بينهم من الأساس ولكن بعد كل ما مر عليهم فهذا هو الطريق الذي عليهم السير فيه للوصول لبر الأمان.... أما ان تتمسك به وبحياتهم وأما ان تتركه...! 

وهو قرر ان يأخذ تلك الخطوة لتعرف ماذا تريد تحديدا 

قال بنبره هادئه : كده احسن ياغزل 

ساد الصمت والسكون لحظة من كل شئ إلا من شهقاتها المتتاليه بينما لا تصدق حتي الآن انه يطلب منها الإبتعاد.... بعد كل هذا الحب وبعد كل تلك الحروب التي كانت تشتعل لمجرد تخيله انها ستبتعد عنه يتركها بتلك البساطه .... لا تستوعب ولا تصدق انه من ينطق بتلك الكلمات 

سألته بصوت مختنق بالبكاء وهي تقوم من الفراش وتتجه اليه : احسن لمين.... احسن ليا ولا ليك.. ايه الأحسن في اننا نبعد عن بعض... ايه الاحسن انك تسيبني 

امسكت بذراعه تديره لينظر اليها وهي تتحدث بتلك الكلمات بسرعه تتزامن من سرعه انفاسها ودقات قلبها : انت عاوز تبعد عني...... انت عاوز تطلقني وتهد كل اللي بينا وتقولي احسن..... احسن ازاي.... ازاااي 

انشطر قلبه لآلاف القطع وهو ينظر الي انهيارها ودموعها ليربط حجر علي قلبه فلا يستطيع أن يتراجع الان عن ذلك الطريق بينما هي غاب عقلها ولم تستطيع الاستيعاب لتكمل بانهيار : انت بتحبني  ومتقدرش تعيش من غيري... صح 

امسكت بوجهه.... وهي تسأله بصوت مخنوق بالبكاء : صح ياادهم.... انت متقدرش تطلقني وتبعد عني..... انت زعلان مني بسبب تصرفاتي.... بس انا كمان معذورة... اي واحدة مكاني كانت هتعمل كدة..... عارفه اني كان لازم اسمعك بس ماهو انت لما بتغير مش بتسمعني... 

.... ليييه ليه ياادهم بتعاقبني .... مستحيل تعمل كدة...... من امتي وانت قلبك قاسي عليا... 

ليه بعد كل اللي بقوله مصمم علي الفراق

امسك بوجهها ونظر الي عيونها بعتاب :عشان انا علي موقفي معاكي من اول ماعرفتك 

...... انا بجنوني.. بحبي...بغيرتي ... بعصبيتي.... إنما انتي كل يوم بحال 

وانا تعبت ياغزل.... تعبت من كتر مابحاول واكتر حاجة تعبتني احساس اني عاجز وانا كل شويه أقف قدام دموعك وكلامك اني ظالمك.... تعبت والشكوك قتلتني انك اصلا مش، بتحبيني .... استحاله تكوني بتحبيني وانا كل رصيدي عندك بتقوليه في كل خناقه بينا... استحاله تكوني بتحبيني وشايفه اني مجرد سجن ليكي 

هزت راسها ببكاء وندم فهو محق... مايوجعه بكل مشكله بينهما هو كلامها الذي تنطقه بلا تفكير .... تحبه وتعشقه... تحبه كما هو بجنونه وحبه وغيرته وعصبيته... كل تلك القيود التي تتحدث عنها جزء من شخصيته التي تحبها ولكنها تلجأ اليها لتجرحه بدون قصد.... الان فقط اكتشفت تلك الحقائق.... لا..لم تكتشفها وإنما تعرفها ولكنها فقط كانت لاتشعر بقيمتها 

مسحت دموعها بظهر يدها وتطلعت اليه ومازالت تحاول استيعاب قسوته معها بينما كان دوما يسامحها وينهي وجعها بضمها الي صدره  .... ماهذا الموقف القاسي الذي يتخذه ضدها...؟! 

قالت برجاء :  طيب انت عندك حق انا غلطت بس انت عارفني اكتر من نفسي.... انت عارف اني مقصدش الكلام اللي بقوله....  

سحب نفس مطولا بينما الموقف أصعب كثيرا مما كان يتخيل : كل مرة بتقولي كدة ياغزل.... كل مرة بقول لنفسي متقصدش بس خلاص صعب... تصرفاتك كلها بتقولي أن ده مش كلام.... 

هتفت بضياع وهي تجثو علي ركبتها بينما لم تعد تحتمل الوقوف  : كلام والله كلام.... انا بحبك 

امسك بكتفها يوقفها قائلا بحنان جارف : وانا بموت فيكي 

ابتسمت من بين دموعها ليكمل : بس لازم نبعد 

اغمضت عيناها بألم وهتفت بضياع : ليييه.... ليه نبعد انت بتحبني وانا بحبك ليه نبعد..؟ 

امسكت بذراعه وتابعت بأنفاس متلاحقه ;  فهمني..... قولي السبب الحقيقي.... ايه السبب اللي نبعد عشانه 

صمتت لحظة ثم رفعت عيناها ببطء ناحيته لتردد بلسان ثقيل ; انت هتتجوزها صح..؟ 

نظر الي عيونها الباكيه بألم فهو يعشقها ولكنه فقط يريدها ان تتعلم من اخطاءها وهو كذلك يتعلم من أخطائه..... لا يجب أن يمر كل ماحدث وكأنه لم يحدث 

هزت راسها بأسي وتابعت : مفيش سبب غير ده يخليك مصمم اننا نتطلق ... ضغطوا عليك بسبب تهوري..... 

نظرت الي عيناه تسأله بضياع : صح.... صح ياادهم... هتتجوزها.. صح. ؟

تنهد وامسك بيدها يوقفها عن تلك الحاله من الانهيار : غزل افهميني... 

قالت بانهيار وشلالات دموعها لا تتوقف : افهم ايه.... افهم ايه وانت بتقولي عاوز تسيبيني... اعمل ايه في الحياه من غيرك 

قال بأسي وعتاب : كل اللي كان نفسك تعمليه وحاسه اني كنت بمنعك..... عيشي حياتك اللي دايما كنتي بتقولي اني سرقتها منك..... اخرجي من سجني 

غض حلقها وانهمرت دموعها بصمت فلا سبيل امامها معه بينما ما تزال جراحه مفتوحه.... لا سبيل لها امام عتابه الجارف.... لا سبيل لأي تبرير او محاوله منها لإصلاح ماافسدته بدون قصد 

وضع يده علي كتفها بحنان وتابع :

انا مبقتش بسبب ليكي غير الوجع والدموع.... هنتصالح دلوقتي وبعد شويه هنرجع تاني لنفس النقطه.... انا تعبت ياغزل من وقفتي كل مرة قدامك بنفس التهم..... هز راسه وانفلت لسانه بندم : ياريتني فكرت الف مرة قبل ما أظلمك بجوازي منك 

سهم اخر انغرز بقلبها لتقول بعدم تصديق :بتندم انك اتجوزتني 

هز راسه قائلا بأقرار  : بلوم نفسي عشان جوازي منك ظلمك.... كنت اناني في حبي ليكي بس هي دي الطريقه الوحيده اللي اعرفها في الحب.... حاولت اكون زي ماانتي عاوزة وشوفي وصلنا لغايه فين.... 

ارتعشت زاويه فمها بينما غصت نبرته وهو يكمل ; غزل جوازنا بالنسبالي احسن حاجة عملتها في عمري كله..... سيلا وسليم حقيقه جوازنا بس احنا خلاص مبقاش ينفع نكمل.... معنديش قدره اكمل معاكي وانتي مش واقفه علي ارض صلبه ومش حاسه معايا بالأمان.. خايفه مني.. خايفه تحملي مني.. خايفه تتكلمي معايا... خايفه تقوليلي علي كل اللي حاسه بيه ... مينفعش تكوني في حضني وانتي خايفه مني البعد احسن 

عشان متخافيش من اي حاجة بعد كدة وانا هفضل ابو ولادك وهقف جنبك دايما 

نظرت له بعتاب شديد بينما انتهي الأمر وذبحها ويسكن ضميره بتلك الكلمات.... نعم أخطأت ولكن الا يشفع لها أي شئ عنده 

لتقول بأسي : انت واخد قرارك ومش هترجع فيه مهما قولت... 

اومأ قائلا :كده احسن

صرخت به بانهيار ; بطل تقول الكلمه دي.... مش احسن ..... أدهم اللي اعرفه عمره مايكون مبسوط من غيري ومن غير ولاده 

أدهم اللي اعرفه عمره ما هيتنازل عننا بسهوله 

نظرت له باتهام وهي تزيح دموعها من فوق وجنتها الحمراء : انت اتغيرت وطبعا مش محتاجة ذكاء مني عشان اعرف سبب تغيرك ده..... انت هتتجوزها مش كدة 

ظل صامت دون قول شئ وقفت امامه تتطلع الي صمته بغضب  :  انطق هتتجوزها صح...... 

ساكت ليه.... قول.. قول عاوز تهد كل اللي بينا ليه.. استحملتني كل ده.... ليه دلوقتي بتقولي تعبت.... لكمت صدره جهه قلبه وهي تتابع بضياع وبكاء هستيري : تعبت عشان لقيت واحدة غيري.... روح ياادهم 

اتجوزها...... اتجوزها وسيبني 

انا مش هتحايل عليك....روح... امشي وسيبني... روحلها 

امسك بيدها برفق وفتح فمه ليزيل وجع الشكوك من رأسها ولكنه عاد ليصمت 

والصمت افضل لكليهما... فلتصمت وتهدا وتفكر.

.......... 

..... أصدر قرار بالإعدام وانتهي الأمر لا يوجد مايقال اكثر فلتكتفي بدموعها التي لم تتوقف عن الانهمار 

قالت مها بقلب لهيف بينما تجمع غزل ملابس أطفالها  : انتي بتعملي ايه..... ؟!

قالت غزل بانهزام : ماشيه.... 

هتفت مها باستنكار : ماشيه يعني ايه..... 

بكت بقهر قائلة : أدهم خلاص مش عاوزني...

نظرت لها مها باستجهان : وانتي ماصدقتي...؟! 

نظرت لها غزل بعتاب دون قول شئ لتهتف مها وهي تحاول إيقافها عن ما تفعله 

: هتمشي اول ماقالك امشي 

قالت غزل من بين دموعها ; حاولت 

: حاولي تاني وتالت ورابع والف... دي حياتك دافعي عنها  

هتفت غزل بانفعال وهي تمسح دموعها : مش عاوزني... خلاص مش عاوزني في حياته 

قالي كل حاجة انتهت.... خلاص.. خلاص مفيش حاجة اعملها قدام قراره

التفتت الي مها وتابعت بقهر ; واضح انه هيتجوزها وعشان كدة وجودي مبقاش له داعي 

حملت غزل الحقيبه ووضعتها أرضا وجذبتها باتجاه الخارج لتسرع مها تنزل الدرج بأتجاه مكتبه فلن تدعه يفعل شئ كهذا 

اسرع السائق يحمل من ام حسن الحقائب ويضعها بالسياره 

............ 

قالت مها بعدم رضي وغضب ; سبتها تمشي 

لييه ياادهم.... انت ازاي تعمل كدة 

رفعت اصبعها وتابعت بغضب :

اوعي تكون هتتجوز فعلا

.. قسما بالله ماتكون ابني ولا اعرفك 

ترك امه واتجه للخارج لتحاول اللحاق به :أدهم انا بكلمك... رد عليا سبتها ليه..!! 

لم يقل شئ وخرج وترك امه التي اغتاظت واسرعت تتحدث الي اروي لعلها تعرف شئ...! 

........... 

... 

قاد أدهم سيارته علي طول الطريق وحديثه يتردد بأذنه... كان قاسي للغايه عليها وقلبه ينتفض بداخله رافضا ذلك الحجر الذي وضعه فوقه.... لقد اعترفت بغلطتها وطلبت الغفران فلماذا تمسك بموقفه. ....! 

اخذ يردد لنفسه بينما يضغط بيده علي المقود يعتصره بقوة ; كدة احسن..... كدة احسن عشان حياتنا...!  لازم اعرف اذا كنتي بتحبيني وعاوزاني ولا لا 

...... 

هتف اسعد بحنق : اسألي جوزك اللي طول القعده ساكت ومنطقش كلمه 

نظر اليه مراد باستنكار : انطق ايه يااسعد بيه هو في كلمه اتقالت عجباني عشان اتكلم 

نظر له اسعد ليكمل مراد بانفعال : شكلي ايه وانا بعرض عليه انه يتجوز اختي بالطريقه دي 

.... انا بس سكتت عشان حضرتك ولكن انا اللي حصل مش عاجبني وكويس اوي انه فض الشراكه عشان انا مكنتش عارف ازاي هبص في وشه تاني بعد الموقف الزباله اللي حصل

هز اسعد كتفه بعدم اكتراث : ماانت عارف ان محصلش حاجة 

هتف مراد بعصبيه : ومع ذلك روحت مع سيادتك وعرضت عليه يتجوز اختي بدل مااربيها 

قال اسعد بتبرير : انا كنت بدور علي مصلحة الكل... الصور دي لو ظهرت سمعتك وسمعه أدهم هتضيع 

ضرب مراد الطاوله بقبضته : ماهو الصور دي مش هتظهر الا عن طريق الكلب شريف وانا لسا صرفه معاه

اتسعت عيون شيماء بقلق لتقول : لا يامراد عشان خاطري اوعي تروح ناحيه المدمن ده

قال اسعد بحزم :  مراد سيب ليا موضوع شريف وانا هتصرف فيه

هز مراد راسه : لو سمحت يااسعد بيه... ده موضوعي انا.... كفايه اللي حصل مع أدهم زهران والموقف الزفت اللي اتحطينا فيه

زفر اسعد بضيق : قولتلك انا كل همي المصلحه للكل

قام مراد من مكانه قائلا باقتضاب : اللي حصل حصل..... بعد اذن حضرتك 

صعد لغرفته لتهمس شيماء بخفوت لوالدها : متضايقش نفسك يابايي 

كدة احسن.... خسارة اللي اسمها ماهيتاب  تتجوز واحد زي أدهم دي مراته برقبتها الغداره دي 

قال اسعد بضيق : انا خايف علي مصلحة جوزك وشغله مع أدهم كبره في السوق 

هتفت شيماء بحنق : منها لله الكلبه ماهيتاب خسرته كل حاجه 

بس انا مش هسكت لها لازم اوريها علي اللي عملته 

قال اسعد بهدوء :  متدخليش نفسك في اي مشكله معاها ... سيبها وابعدي عنها خالص دي غدرت بصاحبتها مش هتغدر بيكي 

............ 

... 

هتفت مها بحنق في اروي : يعني ايه مش عارفه..؟ 

: مش عارفه ياماما... اسامه مش راضي يقولي علي اي حاجة 

زفرت مها بضيق شديد لتقول اروي بتردد : بس بصراحه ياماما انا قلبى حاسس ان طالما هو وادهم ساكتين كده يبقي زي ماانتي قولتي هيتجوز ماهيتاب 

أطلقت مها سباب من بين شفتيها بحنق : والغبيه التانيه سابت لها الجمل بما حمل

عقدت اروي حاجبيها باستفهام : سابت اية..... غزل سابت البيت 

اخبرتها مها بماحدث لتقول اروي بقلق : لا ياماما كلامك ده خطير اوي.... أدهم يقول هيطلقها ويسيبها كمان تسافر.. لا...لا 

ماما انتي لازم تتدخلي وتمنعيه يعمل كدة.... 

هتفت مها بسخط : وهو بيرد عليا اصلا.... انا تعبت منه ومنها... 

: بس ياماما ازاي يعني اصلا أدهم يتجوز واحدة زي ماهيتاب فرقت ايه عن شيري 

علي الاقل غزل واضحه وصريحه.... وبعدين ايه الذنب اللي عملته واحدة وبتغير علي جوزها حقها ماهو بيقلب الدنيا علي حاجة اتفهه من كدة 

هتفت بها مها بانفعال : وانتي بتقوليلي انا الكلام ده... قوليه ليها.... هي اللي المفروض تقف قدامه وتقوله كده بدل ماهي عماله تعيط وخلاص... تقف وتاخد حقها فيه مش تسيبه 

زمت اروي شفتيها بحزن لتقول مها : انتي بأي طريقه تتصرفي وتعرفي اللي اسمه مراد الرماح ده اتفق علي ايه مع أدهم 

: بس ياماما 

; من غير بس 

........ 

... 

فتحت نهي الباب لتجتاح الابتسامه وجهها..... : غزل حبيتي 

أسرعت تضم غزل اليها والتي سرعان ما تركت العنان لدموعها 

نظرت لها نهي بقلق : في ايه ياغزل مالك ... انتي اتخانقتي 

خرج يوسف من غرفته ليلتاع لرؤيه حاله اخته 

قال سريعا وهو يجذب اخته للداخل : .. نهي خدي سليم وسيلا يلعبوا مع مالك ومريم 

احتضن غزل وربت علي كتفها بينما قالت ببكاء : شفت يايوسف عمل فيا ايه... أدهم سابني وهيطلقني.....

ضمها يوسف وربت علي كتفها بحنان بينما تابعت بشهقات متتاليه:هيتجوز.... باعني 

انا وولاده..... أدهم سابني خلاص يايوسف 

نظر لها يوسف بعدم فهم من بين بكاءها وبنفس الوقت كانت تصل اليه تلك الرساله 

ليقول بهدوء وهو يربت علي كتفها بيننا لايفهم شئ من حالتها 

; ادخلي ارتاحي واهدي خالص وبعدين نتكلم ماشي ياحبيتي  

........ 

دخلت غزل لغرفتها ليسرع يوسف ينزل للاسفل حيث تلقي تلك الرساله من أدهم (انا تحت البيت ياريت تنزل ليا من غير ماغزل تعرف) 

قال يوسف بقلق شديد : أدهم في ايه.... انا مفهمتش حاجة من غزل طلاق ايه وجواز ايه

قال أدهم : اركب نروح اي مكان نتكلم وانا  هفهمك كل حاجة يايوسف 

ركب يوسف بجوار أدهم ليساله قبل ان يتحرك  : ....المهم الاول غزل عرفت اني هنا 

هز يوسف راسه : لا طبعا 

: تمام 



انتهي من حديثه مع يوسف الذي قال اخيرا بحيره  : طبعا دي حياتكم وانا مقدرش أتدخل فيها بس انت جرحتها اوي ياادهم بقرار الانفصال ده وكمان انها فاكرة انك ناوي تتجوز 

قال أدهم وهو يرتشف القليل من قهوته : واللي بعمله ده عشان حياتنا بعد كدة.... يوسف انا محكتش ليك عن السبب الرئيسي في مشاكلنا.... سيبك من تصرفاتها بسبب موضوع الصور انا مديها فيها العذر 

اومأ يوسف : وبحترم ده فيك.... انتوا الاتنين وبس اللي عارفين ازاي تحلوا مشاكلكم بينكم 

بس انت عارف ان غزل متهورة ومندفعه بس قلبها طيب  

هز أدهم راسه قائلا : عارف.... انا بس محتاج انها تقعد مع نفسها وتعرف هي عاوزة ايه  

ربت يوسف علي يده قائلا : انا واثق انك هتعرف تحل الأمور بينكم 

قال أدهم برجاء  : ياريت متقولهاش اني جيت وراها..... وخد بالك منها يايوسف 

ابتسم يوسف قائلا : بتوصيني علي اختي

ابتسم أدهم واوما له قائلا بحب : اختك تبقي مراتي وحبيبتي وبنتي واختي وصاحبتي  واغلي حاجة عندي في الدنيا   

ابتسم يوسف بسعه : لو سمعت الكلمتين دول هتطير من الفرحه

تنهد أدهم وهو يتطلع في الفراغ امامه : سمعته كتير 

نظر له يوسف بتقدير ليكرر ادهم مرة اخري : خد بالك منها..... ولو في اي حاجة كلمني 

اومأ يوسف قائلا :حاضر 

اعتدل واقفا ليؤكد علي يوسف قبل ان ينصرف : متخليهاش تعيط

قال يوسف : طيب ما تريح قلبها وتقولها انك مش هتتجوز

هز أدهم راسه : انا مقولتش اني هتجوز هي افترضت... سيبها يايوسف لغايه ما تهدي وتعرف تفكر 

........... 

     ...... 

دخلت نهي اليها وهي تحمل كوب من العصير : يلا بقي ياغزول اشربي العصير ده واهدي خالص 

قالت غزل وهي تجفف وجهها الذي غسلته مرارا علها تخفف من دموعها : سليم وسيلا فين..؟ 

: بيلعبوا مع الولاد متقلقيش عليهم

جلست نهي بجوار غزل واعطتها العصير وربتت علي يدها : كل حاجة هتتحل ان شاء الله 

نظرت لها غزل بضياع : سابني خلاص يانهي 

ابتسمت نهي برقه : مين ده اللي سابك .... أدهم.. ؟!.......... ..مستحيل... هي بس خناقه زي غيرها وان شاء الله هتعدي

قالت غزل وهي تتنهد باحتراق : المرة دي لا يانهي.... المرة دي بجد أدهم ناوي نسيب بعض

: اهدي بس وقوليلي ايه اللي حصل 

............ 

...... 

قاد أدهم بطريق عودته ليخرج هاتفه ويتحدث مع المحامي الخاص به لينهي شراكته مع مراد الرماح....! 

انهي مكالمته واتصل بشاهين حارسه 

:فهمت هتعمل ايه ياشاهين..؟ 

; اطمن ياادهم بيه.... بكرة الصبح هكون مخلص كل حاجة 

: تمام 

بعد قليل نظر الي هاتفه الذي يرن مجددا بلا توقف برقم والدته ليغلقه ويتابع طريقه 

............. 

.... 

نظر عمر الي هاتفه بحنق بينما الساعه تجاوزت الواحدة ليلا وهي لم تتصل به ايدن جنونه اكثر مما تفعله معه..... برودها وتجاهلها له يقتله...! 

بينما اوركيد تكاد تجن قلقا عليه ولكنها ربطت علي قلبها وهي تحاول أشغال نفسها بأي شئ فهو لا يحب قلقها الزائد عليه....! 

بعد قليل رفعت راسها من ذلك الكتاب الذي كانت تقرأه حينما استمعت لصوت مفاتيحه بالباب لتعيد عيناها الي الكتاب مرة اخري محاوله التظاهر بالبرود حينما دخل الي الغرفه 

....... رفعت عيناها ببطء واستفهام تجاهه حينما وضع ذلك الكتيب الصغير امامها 

: ايه ده..؟ 

سحب عمر نفس مطولا وزفره ببطء يهديء به من اشتعال غضبه بينما يشعر خلال اليومان الماضيان انه طفل صغير محروم من لعبته عقابا له ليقول ; حجزتلك في أكبر مستشفي متخصصه عشان تعملي العمليه.... 

نظرت الي عيناه بمزيج مختلط من المشاعر والتي انتهت الي شعور واحد حينما اكمل : مش هو ده اللي مخليكي متغيره معايا.... اعملي العمليه يااوركيد 

ليته تركها بمزيج مشاعرها انه فعل هذا من أجل اسعادها ولم يفعله من أجل تأنيبها

مازال كما هو... واحد بالاضافه لواحد يساوي اثنان...! لايعرف ولا يشعر بها وأنها فقط بحاجة اليه... هو فقط 

بالعمليه بالأطفال او دونهما هي لحاجة اليه... منذ تلك الساحرة بينهما وهي بانتظار ان يأخذها بحضنه ويسألها عن ماتشعر به.... تنهدت ونظرت اليه مجددا وهي تضع الكتيب بجوارها وتقول بصوت خافت اخفت به غصه حلقها ; مش عاوزة اعمل العمليه

رفع عمر حاجبه باستنكار بينما انفلتت اعصابه من عقالها ; يعني ايه مش عاوزة تعملي العمليه.... 

قالت بصوت مختنق : يعني مش عاوزة اعمل عمليات تاني ولا عاوزة اتوجع تاني ولا عاوزة اتعشم بحاجه مش هتحصل تاني 

اهتاجت اعصابه بيننا هذا ما كان يردده لها طوال الفترة السابقه انها ليست بحاجة لاطفال اخرين ليهتف بانفعال ;  دلوقتي خلاص فهمتي ان كلامي صح وان مالوش لازمه تتوجعي..... . مش دي العمليه اللي مخلياكي قالبه حياتنا بالطريقه دي.....

هزت راسها واحتدت نبرتها من عصيبته عليها بينما لايدري انه مزق أوتار قلبها بموقفه البارد تجاه شئ يؤلمها ويحرق قلبها كرغبتها بالحصول علي طفل وقبله بالحصول علي دعم زوجها المعنوي لها وهي بأمس الحاجة اليه لتقول وهي تحاول إخفاء الدموع التي تجمعت بعيونهة : لا مش العمليه..... 

امسك ذراعها هاتفا بعصبيه : امال ايه .... ايييه اللي مخليكي تعملي كدة 

هتفت بانفعال مماثل وهجوم : انت..... انت ياعمر... انت وانانيتك معايا.. 

........... 

...... 

هزت نهي راسها : وانتي بالبساطه دي هتسيبي جوزك وبيتك لواحده زي دي 

قاطع حديثها دخول يوسف الذي قال بحدة : نهي.... متتدخليش

التفتت نهي اليه : في ايه يايوسف انا بنصحها 

قال يوسف بحزم : متنصحيهاش ولا تتدخلي في حياتها 

قالت غزل باستنكار : يوسف نهي مش بتتدخل

قال أخيها بحزم :غزل... انتي من دلوقتي مش هتسمعي كلام حد في حياتك... انتي وبس اللي هتتصرفي بعد كدة.... 

............. 

.... 



جلست مها علي جمر ملتهب بينما عاد أدهم الي المنزل ومنه الي غرفته دون أن يروي تعطشها لمعرفه قراره لو خطوته القادمه  هتفت مها بحنق في أوري  ; يعني ايه مش عارفه 

قالت اروي بتعلثم : مش عارفه ياماما 

اسامه مش عاوز يقولي اي حاجة 

هتفت مها بسخط : وانتي مش عارفه تجرجريه في الكلام

اتسعت عيون أروى بيننا حاولت الإبتعاد من جوار اسامه الذي أشار لها بمتابعه المكالمه وعدم التحرك لتقول بتعلثم : اجرجروا ازاى بس ياماما 

قالت مها بتهكم : زي ما اي واحدة بتجرجر جوزها

احتقن وجهها وهتفت بسخط : هتشلوني انتي ومرات اخوكي ستات ايه بلا قرف

: اهدي ياماما وقوليلي بس انا غلطت في ايه 

قالت مها بسخط : ولا عارفه تتلحلحلي انتي ولاهي وتتعاملي مع جوزك.... ايه كلمتين مش عارفه تتطلعيهم منه... حالا دلوقتى تروحي تتصرفي وتعرفي منه ايه اللي حصل 

: الله بقي ياماما وانا هعمل ايه سألته مش عاوز يقول 

قالت مها بتهكم : وانا قولتلك تسأليه ياغبيه 

قالت اروي بغباء : أمال اعمل..؟ 

: اتدلعي عليه وهو هيحكي لوحده

احمر وجهه اروي ليضيق اسامه عيناه بمكر بينما تابعت مها : اتصرفي.... ايه اقولك كمان ولا فهمتي 

قال اروي بحرج : لا خلاص 

لمعت نظرات المكر في عيون اسامه الذي اتكأ للخلف باريحيه وهو يقول بعبث : يلا بقي يارورو انا عاوزك تستخدمي كل اسالبيك معايا في التحقيق زي ماطنط قالت 

ضيقت اروي عيناها تطالعه لينتفض من مكانه حينما ألقته اروي بالوساده : وكمان ليك نفس تهزر

تعالت ضحكته علي حنقها لتقفز فوقه وتنقض عليه مزمجرة : انطق وقول احسنلك

نظر الي تطاير خصلات شعرها حول وجهها الاحمر بينما حليت فوقه تنظر له بغضب طفولي ليقول بهيام : دلعيني يارورو وانا أقولك.... 

قبل ان تفتح فمها كان يجذب راسها اليه ويلتقط شفتيها بشفتيه بقبله حارة شغوفه وقد الهبت رغبته فيها بشراستها..... ذابت اروي بين ذراعيه لحظات طويله قبل ان يلتف اسامه بها ويجثو فوقها ويدفن راسه بحنايا عنقها يقبلها بشغف... ابعدته عنها ونظرت الي عيناه : قولي الاول أدهم هيتجوز بجد 

هز راسه بضحكه عاليه : بتنفذي تعليمات مها هانم

زمجرت به : اسااامه... انطق 

هز راسه بتسليه : لا مش ممكن اطلع سر صاحبي 

ابعدته من فوقها وقالت بشراسه : بقي كدة.... طيب ابقي خلي بقي صاحبك ينام جنبك.... انا هروح انام جنب البنات

امسك بيدها سريعا : لا وحياتك مفيش نوم غير في حضني 

:يبقي تريح قلبي

نظر  لها بتردد لتقول برجاء : وحياتي عندك.... 

عشان خاطري ياسمسم

قال بحيرة : لا 

قالت بدلال وهي تمرر يدها علي صدره وتفك ازرار قميصه الواحد يلو الاخر : اااه منك....

هقولك بس توعديني متقوليش لحد وخصوصا غزل 

اومأ له سريعا : وعد بس قول بقى 

............ 

في الصباح التالي نزلت ماهيتاب من منزلها ولكنها ماان دخلت الي سيارتها حتي تفاجات بهذا الرجل يقطع طريقها... صرخت ماهيتاب بخوف ; انت مين 

قال الرجل : مكانك ومتسمعش صوتك احسنلك 

بنفس اللحظة كان شاهين يفتح باب السيارة الخلفي ويأخذ حقيبه حاسوبها المحمول 

قال شاهين : هاتي تليفونك 

قالت بخوف ; خد كل اللي انت عاوز بس متاذنيش

قال شاهين بحنق وهو يسحب الهاتف من يدها: مش هتبقششي علينا ياروح امك

عرفت شاهين وفهمت مايريده لتعطي له الهاتف الذي أخذه وتركها هو والرجل الاخر 

........ 



... .. نظر أدهم الي محاميه قائلا : خلاص يامتر

اومأ الرجل قائلا : تمام يافندم كل حاجة جاهزة هاخد العقود لمراد بيه يراجعها 

: تمام 

: بس في نسبه خساره متوزعه بينكم 

قال أدهم : انا هتحمل  80 وهو 20

: بس ياادهم بيه الخسارة  بالنص 

هز أدهم راسه : انا اللي طلبت فض الشراكه 

انتهي ليتحدث مع سكرتيرته ساره  : ماهيتاب مش راجعه تاني.... ياريت تبعتي الحاجات اللي في مكتبها علي بيتها 

اومات ساره ليدخل اليه شاهين ويضع امامه تلك الحقيبه والهاتف قائلا : الكمبيوتر والتلفون ياادهم بيه 

اومأ أدهم : سيبهم وروح انت 



نظر أدهم الي رسالتها الي غزل مزمجرا بحنق وقد فهم مغزى رسالتها لغزل :  اه يابنت الكلب 

ارجع راسه للخلف واخذ نفس عميق وهو يمسح تلك الصور والرسائل فهي لم تكذب ولم تختلق بينما لعبت تلك الحقيره علي أوتار غيرتها 

يقبل ان تحرق الاخضر واليابس ان كانت تغار ولكن كلامها هو ما جرحه وبشده.... 



رفع عيناه علي صوت سكرتيرته ساره وهي تقول برفض لماهيتاب التي اقتحمت مكتبه :مينفعش ياميسز ماهيتاب 

قالت ماهيتاب لادهم : أدهم لو سمحت  عاوزة إتكلم معاك 

أشار لساره : روحي انتي 

نظر الي ماهيتاب ببرود : خير 

قالت وهي تتجه لتقف امامه : مكنش في داعي للي انت عملته كنت قولي وانا امسح الصور 

القي هاتفها وحاسبوها امامها ونظر لها باستخفاف : متشكر مسحتهم بنفسي

قالت بنبره لينه : أدهم ليه المعامله دي 

نظر لها ببرود : اي معامله احنا مفيش بينا اي معامله 

هزت راسها باصرار ; لا كان في...انت  وقفت جنبي 

تهكم بسخريه : وانتي رديتي الجميل 

قالت ببجاحه لم يتوقعها ; رديته وانا بوريك حقيقه الحاجات اللي مكنتش تعرفها..... انا كنت خايفه عليك...انت متستاهلش اللي غزل كانت بتعمله معاك 

نظر لها بتحذير ; متجبيش سيرة مراتي علي لسانك 

عقدت حاجبيها وباغتت بالهجوم ;  

انت علي طول كدة

نظر لها بحنق : كدة ازاي

قالت بنبره هادئه  : مش بتسمع 

تهكم منها : وانتي تعرفيني منين

تطلعت اليه باعجاب : اعرفك اوي ياادهم 

عارفاك اكتر من نفسك.... أدهم انا سنين بسمع عنك منها ولما قربت منك عرفت ان عنيها لا يمكن تكون شايفاك هي متستاهكلش 

هتف أدهم بحنق مزمجرا : مش عاوز كلمه كمان 

نظرت اليه باصرار ; ليه.... عشان دي الحقيقه 

زمجر بغضب : اسكتي

هزت راسها : مش هسكت....   ارجوك اطلع دقيقه برا الموضوع وشوف اد ايه هي متسهالكش هي عمرها ماحبيتك... بس انا حبيتك بجد ياادهم 

ضرب المكتب بقبضته وصاح بها بغضب :اخرسي واوعي تنطقي كلمه تانيه عن مراتي واللي بيني وبينها... 

قالت برجاء ; أدهم اسمعني واديني فرصه... انا هسعدك

صاح بها بغضب شديد ; مش عاوز اسمع حاجة..... برا... برا ااا

ساره..... خديها برا

سحبتها ساره للخارج لتنظر له ماهيتاب ومن داخلها تحترق لرؤيه كل هذا الحب والدفاع عن غزل لتصيح :  مش بتحبك.. عمرها ماحبتك... 

: براااا

......... 

دخلت ماهيتاب لمنزلها وهي تجر أطراف الهيبه لتتفاجيء بسحر تشير لها بطرف عيناها لمراد الذي جلس في انتظارها متأهبا

; كنتي فين.؟ 

قالت وهي تضغط علي أسنانها : هكون فين خرجت شويه.... انت جاي عاوز ايه 

قال مراد بسهط : اطلعي لمي هدومك 

رفعت عيناها اليه باستنكار : نعم 

هتف مراد بحزم : اللي سمعتيه ...... انتي هتقعدي عندي 

هزت راسها : مستحيل 

قال مراد وهو يشير لسحر : اطلعي يابت انتي لمي حاجتها 

نظر الي ماهيتاب وتابع : انا خلاص بعت البيت ده ومفيش مكان تروحيه غير عندى 

هتفت بانفعال :انت ازاي تعمل كدة ده بيتي... بيتي ورثي من بابا

قال مراد بغضب وهو يمسك ذراعها : باسمي.... كل حاجة سابها بابا باسمي وانا صاحب القرار 

: انت بتعمل كدة ليه يامراد

هتف بحنق : عشان تتربي..... كنت فاكرك اتعلمتي من غلطك لما صممتي تختاري غلط واتجوزتي واحد زي شريف..... بس متستاهلش الحريه اللي سبتها ليكي ورايحه تخربي بيت واحد متجوز وتفضحينا

هزت راسها بدفاع عن نفسها :انا معملتش حاجة غلط.... مراته هي اللي فهمت غلط وعملت الفضيحه دي

نظر لها مراد بسخط : جايز معملتيش..... بس شغل الستات اللي انا واثق انك عملتيه مع مراته هو الي خلي صاحبتك اللي هي مراته تعمل كدة 

هي مش هتعمل كدة من غير سبب انتي شر 

..... زجرها بحده وتابع بلهجه أمره : يلا حالا اطلعي لمي هدومك ونفذي كلامي 

هتفت باصرار : مش هسيب بيتي 

هتف مراد بغضب : هتسيبه غصب عنك والا هجرجرك من شعرك فاهمه 

............. 

..... 

نظر سليم الي والدته بعيونه الجميله... مامي بتعيطي ليه

مسحت دموعها : مش، بعيط ياحبيبي

نظرت الي اطفالها لتهب ذكرياتها معه وتتدفق الي عقلها وقلبها الذي ينتفض شوقا له وتندم أشد الندم علي كل مافعلته برعونه وتهور 

..... سألها يوسف : رايحه فين...؟ 

: هنزل اتمشى علي البحر شويه 

اومأ لها لتنزل وتخرج هاتفها وتتصل به..... 

: انا هخرج  اتمشى شويه 

غالب اشتياقه وتأثره لنبرتها الحزينه ليقول ببرود زائف : براحتك.... انا ماليش حكم عليكى 

اهتزت نظرات عيونها لتقول بنبره مختنقه : أدهم... 

قال باقتضاب : المحامي خلال أيام هيجهز ورق الطلاق 

جلست علي طرف السلم الرخامي تتطلع الي الهاتف بأسي... هل انتهي كل شئ بالفعل...! ؟

........... 

.... قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم وتوقعاتكم 



اقتباس. 

انت هتقفل

: اه اطمنت علي الولاد

: وانا..... مش هتتمطن عليا

; اعتقد انك كويسه وبتكلميني اهو

هزت راسها : لا انا مش كويسه

مش كويسه خالص ياادهم من غيرك لو سمحت تعالي خدني

تنهد واخفي شوقه اليها لتقول :

انت ساكت ليه..... أدهم انا  مش عاوزة ننفصل انا بحبك وانت وحشتني

وكنت راجعه بس يوسف مش راضي 

ابتسامه خفيه لمعت علي ملامحه ولكنه تابع ببرود ; 

والله يوسف اخوكي ولازم تسمعي كلامه

قالت بصدمه ; يعني انت موافق انه يمنعني ارجع بيتي

: انتي في بيتك مع اخوكي

هزت راسها بانفعال فيكفي تعذيب بها : لا مش، بيتي.... بيتي اللي انت موجود فيه

أدهم تعالي خدني

اخفي ابتسامته وهو يقول : اكبري ياغزل انتي مش عيله صغيره

: لا عيله وصغيرة ومحتجالك

انت بجد مش هتجي تاخدني

: لا يا غزل 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

 زفر عمر بضيق قائلا لاخيه : وانا المفروض عندي الحاسه السابعه وافهم كل ده من غير ماتقول
ضحك اسامه قائلا : هي دي الستات.... 

: والرجاله المفروض تفهم

:لا ياسيدي مش مهم تفهم.... وعشان اريحك اصلا مفيش راجل بيفهم ست مهما حاول 

هما بيتصرفوا بمشاعرهم واحنا بعقولنا

وعشان كدة عمرك ماهتفهم... كل المطلوب منك تحس بيها

نظر له عمر باستفهام ليبتسم اسامه بينما يري محاولته لفهم زوجته ومحاولته لتغير ما لا يعجبها : طيب ماانا قولت مش عاوز أطفال زعلت... خلاص اعملي العمليه زعلت

: ياعمر أقف جمبها في اي قرار تاخده.... حسسها انك حاسس بيها خدها في حضنك خليها تفتح قلبها وتحكيلك عن اللي مضايقها... عاملها زي ما بتعامل لينا... طفله محتاجه ليك... الستات اوقات بتبقي أضعف كائن علي وجه الأرض واوقات تانيه بتكون ب 100 راجل 

نظر عمر في الفراغ بتفكير ليكمل ; حس بيها.... هي مش عاوزة اكتر من كدة 

......... 

.... 

دارت اروي حول نفسها بعصبيه وهي في انتظار انصراف عمر لتضيق عيناها وتتطلع الي  اسامه بغيظ ما ان فتح باب الغرفه ودخل لتباغته بالهجوم : ماشاء الله عليك يادكتور الغرام..... انت ولا اسامة منير في زمانه 

رفع اسامه حاجبه بمفاجاه من ثورتها ; اروي في ايه..؟ 

هتفت بحنق : في ان ماما زعلانه مني بسببك

: انا... ؟

; ايوة طبعا مش انت رافض تقولها اللي حصل 

: ما تسأل أدهم 

ضيقت اروي عيناها ; وهي لسه هتسأل... خلاص اطمن يااستاذ ماما عرفت بطريقتها

نظر لها اسامه باستفهام ; طريقتها 

: اه طبعا وانت فاكرها غبيه.... اتصلت بالشركه وعرفت من ساره ان ماهيتاب سابت الشغل وطبعا مش محتاجة ذكاء عرفت ان أدهم رفض 

; طيب وطالما كدة زعلانه مني ليه بقي.. ؟

: عشان كان المفروض انك تحكيلها وزي ما بقالك ساعتين بتنصح عمر كنت نصحت أدهم 

: وهو أدهم مستني نصيحتي... 

: قصدك ايه..؟ 

:قصدي ان أدهم حاسس بمراته وبيحبها ومش محتاج نصيحة.... واللي محتاج نصحيه هو انتي

نظرت له اروي بعيون تطلق شررا : انا

اومأ لها ببراءه : طبعا... شوفي ازاي تحافظي علي جوزك اللي مفيش منه بدل ما تتريقي عليه وتقولي اسامه منير

أفلتت ضحكه اروي الناعمه ليقربها لها ويمرر يداه برقه علي ظهرها :طيب بذمتك انا ولا اسامه منير 

التفتت اروي له لتحيط عنقه بذراعيها بدلال قائلة : بصراحة ياسمسم.... هو..! 

رفع حاجبه بوعيد لتركض من امامه سريعا ولكنه امسك بها لتقع علي الفراش خلفها وهو فوقها ينقض عليها هامسا بوعيد : تعاليلي.. 

ضحكت اروي بخفه لتحيط عنقه بذراعيها قائلة بحب ; بحبك يااحلي راجل شفته في حياتي

قبله حاره كانت رده الامثل علي كلماتها لتعزف شفتاه وشفتيها معزوفه حب خالصه بينما يأخذها بين ذراعيه لإحدى تلك السحب الورديه.... 

......... 

(أدهم بيحبني وميقدرش يبعد عني ...هو زعلان بس اكيد هلاقيه جاي يصالحني زي كل مرة بتنخانق فيها ... بيحبني... بيحبني... ميقدرش يبعد عني.... هو اكيد لسه زعلان بس بكرة هوحشه وهيجي يرجعني زي كل مرة..... ممكن يكون عاوزني انا اللي اكلمه.... مش بيرد... جايز مشغول.... مش هيقدر يقعد في البيت من غيري..بيحبني... وحشته ..) 

وضعت غزل يدها علي قلبها الذي يتألم بقوة من الاشتياق ومن قهر ترديدها كل يوم لتلك الكلمات.... عشرة أيام....! 

يوم بعد يوم.... ساعه تلو الاخري وهي لا تتوقف عن ترديد تلك الكلمات لنفسها...تؤكد بها لنفسها انه يحبها ولكن ذلك الصباح توقفت ونظرت الي انعكاس صورتها بالمرأه بينما زالت الألوان من وجنتها وغابت لمعه عيونها التي تورمت من كثره البكاء....

عشرة أيام كامله قضتها بدونه تكتوي بنيران الاشتياق ولهيب الندم يحرقها.....فكرت ومر شريط حياتها امام عيناها لتعترف انها كانت مجحفه بحقه حينما أخبرته بلسانها انه طوال تلك السنوات وهي لاتراه اكثر من سجن لها..... بينما لم ينطق لسانها بشئ من شعور قلبها ناحيته.... لو تخبره انه حياتها... أنفاسها... امانها.... بيتها... وطنها... حبيبها.... 

نعم كانت في غايه الاجحاف بحقه وبحق علاقتهم بينما لم تخبره انها فقط ابنه مشاغبه عودها ابيها علي الدلال فباتت تطلب اكثر واكثر بلا شبع اهتمام ودلال وتحمل ..... تمادت كثيرا في اختبار صبره وقدرته علي التحمل وهي كما قال تلقيه كل مرة بنفس التهم....!

ضغطت علي نقطه ضعفه كثيرا حتي انفجر.... نسيت ان فارق السن بينهما وان لم يكن يوما تراه هي مشكله كان أدهم دوما يراه مشكله وعائق بينهما.... نسيت كم ان رغبته بطفل تتعلق بماضي انجرح به كثيرا ولذا كان عليها ان تكون أكثر حرصا في مثل هذا الأمر...! غيرته نار هوجاء ولم تراعيها بل زادت من لهيبها....! 

اخذت تعد وتحصي اخطاءها الواحد يلو الاخر بينما تضغط علي قلبها بوجع حقيقي تسرب اليها وهي تشعر بمقدار الاوجاع التي سببتها لحبيبها دون قصد.... كم كانت مندفعه حمقاء لم تراعي مشاعره.... كم كانت انانيه كثيرا معه.... سالت دمعه من عيونها علي وجنتها وهي تهز راسها تخبر نفسها كم يحق له ان يبتعد عنها ولكنها فعلت كل تلك الأخطاء بلا قصد......! نعم بلا قصد فهي تحبه وتعشقه واشتاقت اليه ولا تستوعب انه لم يشتاق اليها حتي الآن....! لا تستوعب وترفض ان يكون الانفصال هو نهايه حبهما وحياتهما سويا...! 

أدهم الذي كان لا يطيق يوما بعيد عنها قضي عشرة أيام بدونها.... تحاول الاتصال به ولكنه لا يجيب وان أجاب يكون مقتضب بكلامه والذي اختصره عن سؤاله عن أطفاله فقط حتي شعرت انه لايريد ان يتحدث اليها ولا ان يستمع لصوتها بالرغم من انها اشتاقت لنبرته.... ليس فقط لنبرته بل لرائحته ولملامحه... أنفاسه.... كلماته... كل ما به اشتاقت اليه...! 

تنهدت وعادت بذاكرتها لتلك الايام.... 

Flash back 

(مرر يداه برفق علي وجنتها يتطلع نحو عيونها بنظرة حب قبل ان يقول بابتسامه وهو يضع يداه برفق فوق بطنها : اللي حصل ان غزالتي حامل في ولي عهد أدهم زهران.... 

تجمدت عيناها للحظة تستوعب ماقاله للتو لينحني نحوها يري ساحة التغييرات التي ملأت وجهها لاتستوعب مانطق به للتو لتردد.. حامل...) back 

كانت سعادته تلك اللحظة التي يخبرها بها انها حامل بطفله لاتصفها كلمات..... ظل معها بالمشفى وكان يخشي عليها حرفيا من الهواء... عاقب شيري ولم يصدق اكاذيبها عنها ..... ارتسمت ابتسامه علي شفتيها بينما تتذكر مشاجرتهم طوال تلك الاشهر وقتما كانت حامل بسليم.... لحظات كثيرة مرت عليهم مابين صفاء وجفاء... ولكنها بالمجمل لحظات جميله لم تنسي لحظة منهم ....! 

تنهدت وهي تتذكر حديثها معه وتلوم نفسها فلماذا لم تجلس مع نفسها من قبل وتتذكر شريط حياتهم.... صعوبات كثيرة واجهت قصه حبهم وصمدت حتي الآن..... ذكري اخري لاحت الي شفتيها التي ارتعشت بألم... وهي تتذكر كلماته بينما كان البعد عنها خيار غير مسموح به ولو به هلاكه (لو اخر نفس ليا هيبقي في حضنك معنديش اي مانع ) 

ابعدت سريعا تلك الذكري المؤلمه بينما لا تحتمل تذكر فترة مرضه لتتجاوزها وتتجه لذكري اخري  ......حينما أخرجت تلك الصورة الصغيرة من جيبها ووضعها فوق بطنها.....وهي تردد له خبر حملها بسيلا.... حقا كانت سعادته لا توصف..... اكتملت عائلتهم الصغيرة وكان دوما اب وأخ وصديق لها ولا طفالها.... لم يتذمر من مشاركته لها بسماع شكواها الدائمه من كونها سجينه بلا حريه ودوما تحت سيطرته..... بينما كما قال إنها ربما كانت تنظر من الجهه الخطأ لتري الوجهه الاخر  لكل تصرفاته ..... حبه... غيرته.... هووسه 

رأتهم دوما سجن وسيطره وتملك 

ابتسمت بسعه وهي تتذكر حفل تخرجها حينما نال احد زملائها لكمه قويه 

(انت ضربته..! 

:يستاهل....واقتل اي حد يقرب منك 

اطبقت علي أسنانها بغيظ تتبرطم ; مش هتتغير ابدا..... هتفضل مجنون

مال تجاهها بمكر : بس بتحبيني 

هتفت بغضب : اه للأسف بحبك يامجنون...

ابتسم وتابع اقترابه تجاه شفتيها ليعزف علي أوتار قلبها كعادته لتسامحه علي هووسة وغيرته العمياء)

أفلتت شهقاتها بينما انهمرت دموعها بندم شديد.... ظلمته وليس العكس .... نعم امام الجميع كانت دوما الضحيه.... بفارق عمر 16 عام ولكنها تعترف انه من كان الضحيه بينما كان دوما في حرب مع نفسه لتعويضها عن هذا الفارق..... لم تشعر يوما منه إلا بالحب والحنان والأحتواء.... هذا هو ماحصلت عليه بفرق السن بينهما...! 

متملك غيور مسيطر ولكنها تحبه كما هو......! كان يحق لها أن تحصل علي مساحه لها لإثبات نفسها ولكن ليس علي حسابه او حساب حياتهما...!  هي من أدخلت ماهيتاب لحياتهم ولكن من أين لها أن تعرف انها غادره.... كان عليها ان تسأله فهي تعرف انه ليس خائن بطبعه....! جلسه حساب طويله قضتها برفقه نفسها وكانت بحاجة اليها لتضع كل شيء بموضعه الصحيح لها حقوق ولكنها أخطأت بأخذها باستخدام طريق خاطيء حينما سمحت بفتح ابواب بحياتهم كانت كافيه بزعزه استقرارها......

: غزل انتي بتعملي ايه هنا؟ 

كان هذا صوت نهي تسألها نفس السؤال الذي سألته غزل لنفسها فماذا تفعل هنا بعيدا عن بيتها وزوجها الذي يستحق أن تكون معه يتحدثون عن مااوصل حياتهم لتلك النقطة..! 

خرجت من شرودها علي صوت نهي التي ربتت علي كتفها غزل : بتعملي ايه هنا في البرد ده 

لم تشعر بشئ بينما جلست بالشرفه لساعات طويله 

ربتت نهي علي يدها وهي تأخد بيدها للداخل فهي دوما كانت كأختها الصغيرة تشعر بكل وجعها يوما بعد يوم وتري نظرات الخزي في عيونها حينما لم يأتي أدهم خلفها كما اعتاد 

لتقول : هيجي 

نظرت الي نهي الاي قالت بتبرير : عنده مشاكل في الشغل عشان كده تلاقيه بس مشغول

ابتسمت بمرارة : انتي بتضحكي عليا يانهي 

ضحكت نهي برقه : انا ياغزول 

اومات غزل قائلة : انا كبرت ومبقتش نفس العيله

ضحكت نهي قائلة  :  كبرتي فين ده انتي دماغك أصغر من مالك...... تعالي نأكل عشان انتي ماأكلتيش وقت لغدا وانا مرضتش اكل واستنيتك 

هزت راسها قائلة : لا ماليش نفس يانهي

قالت نهي وهي تسحبها للداخل ;المشكله مش هتتحل بقله الاكل ياغزل... 

تعالي انا عملتلك السمك اللي بتحبيه.... تلاقيكي هتتجنني وتاكليه

ابتسمت غزل وهي تهز راسها بذكرى اخري حلوة لتقول :  بالعكس أدهم كان دايما بياخدني نأكل سمك  ....... 

غص حلقها وصمتت فهو يعرف حبها للسمك ودوما ماكان يفاجئها باخذها الي سي جل وزفير.. ساعات من القاهره للاسكندريه فقط من أجل اكله تحبها 

تركت الطعام وقامت لغرفتها تبكي وقد اجاش صدرها بحزن شديد بينما لا تتخيل الحياه بدونه....... ركض سيلم و سيلا اليها وهو يحمل لوحه الرقمي قائلا ...... 

مامي تيته عاوزة تكلمك 

اخذت غزل التابلت من يد سليم الذي كان يتحدث مع جدته بالفيديو 

لوت مها شفتيها وهي تري غزل قائلة بينما  تحاول ان تبدو جامده كما اعتادت : 

هو انا كل ماهكلمك هلاقيكي بتعيطي

قالت وهي تهز كتفها باستسلام ; وهعمل ايه يعني.... ؟

قالت مها بتأنيب وتوبيخ : وانا اللي فاكراكي قويه وهتعرفي تقفي علي رجليك وتصلحي كل حاجة...... طلعتي عيله فعلا مش فالحه في حاجة غير العياط... عشر ايام سايبه بيتك وبتعيطي

تهكمت غزل بمراره : مسبتش البيت بمزاجي

; ومرجعتيش ليه ...؟ولا عملتي ايه اصلا...اتكلمتي معاه حاولي تصلحي اللي بينكم ولا خلاص استسلمتي من قبل ما تحاولي ......

: كلمته كتير واعتذرت مش قابل ولا سامع كلام........ تنهدت وتابعت بانهزام ;  خلاص مفيش فايده..... 

المحامي بيجهز ورق الطلاق! 

لوت مها شفتيها باستنكار : طلاق ايه..... انتي يابنتي متأكدة انك مهندسه...... 

صمتت غزل لتتابع مها : بالعقل كدة..... هل المحامي كل ده بيجهز الورق..... ده لو بيكتبه حرف حرف كان زمانه خلص 

رفعت غزل عيونها بأمل بعد كلام مها التي تابعت ; وهو اصلا لو عاوز يطلقك ماكان رمي عليكي اليمين وخلاص

قالت غزل بأمل ; يعني... قاطعتها مها قائلة : 

يعني بطلي عياط بقي.... هو انا اللي هعرفك علي طبع أدهم....... ما انتي عارفاه 

بيسكت ويسكت بس في الاخر بينفجر واهو انفجر لمي بقي اللي حصل 

انا احفادي وحشوني هاتيهم وتعالي 

قالت غزل بتردد : هيرضي 

قالت مها بحزم ; غصب عنه يرضي........ ده بيتك وبيت ولادك عاوز ينفصل يمشي هو 

هزت راسها : لا طبعا ياطنط وانا هقوله كدة 

قالت مها بشده ; ومتقوليش ليه ده حقك.... 

انا هقوله الكلام ده 

قالت غزل برفض : لا لا بلاش حضرتك تقوليه  انا هكلمه 

: الولاد وحشوني ياغزل 

اومات لها لتغلق الهاتف وتتنهد وهي تقوم لتغسل وجهها فهي لن تقف مكانها بينما مها تنهدت بارتياح بينما لم تستطيع أن تقف امام عناد ابنها طوال تلك الأيام الماضيه لتجعله يذهب لارجاع زوجته 

.... 

انحنت غزل لتحمل سيلا ليسالها يوسف : انتي واخده سيلا فين... ؟

: هلبسها عشان احنا هنمشي

عقد يوسف حاجبيه : ماشين فين..؟ 

: راجعين البيت 

التفت الي نهي قائلا :نهي خدي سيلا تلعب مع اخواتها 

التفت الي اخته والي قرارها المفاجيء بالنسبه له ولكن بالنسبه لها فهو تأخر كثيرا فهي كان يجب ان ترجع قبل هذا بكثير ولكنها كانت بحاجة بالفعل للتفكير مع نفسها بصفاء لوضع اساس لحياتها القادمه 

:في ايه ياغزل.. ؟

قالت بهدوء : مفيش حاجة يايوسف..... انا بقولك راجعه البيت

: ليه.. ؟

:مش محتاجة سبب ارجع عشانه..... احنا اختلفنا وانا عرفت غلطي وطنط قالتلي... قاطعها يوسف بقليل من العصبيه ولم يسمح لها بأكمال باقي حديثها :تاني هتمشي بكلام حد 

هزت راسها بتبرير : مش همشي ورا كلام حد..... انا مقتنعه بكل اللي قالته طنط مها 

هز يوسف راسه قائلا :  لا ياغزل 

نظرت الي أخيها باستفهام : 

لا يعني ايه..... ؟انت هتمنعني ارجع بيتي

اومأ قائلا بجديه : اه ياغزل 

نظرت له بدهشه ; ليه يايوسف..... لو قصدك ان أدهم  .... قاطعها يوسف بنفاذ صبر : انا ماليش دعوة بأدهم.... انا ليا دعوة بيكي انتي.... كل شويه تسيبي البيت وتطلبي الطلاق ومرة واحدة دلوقتي تقوليلي انا راجعه... لا ياغزل كفايه لعب عيال 

: يوسف انت بتتكلم معايا كدة ليه..؟ 

: عشان ده اللي كان لازم اعمله من زمان

لا ياغزل مفيش خروج من البيت... 

نظرت الي أخيها باستنكار : انت بتقول ايه..؟ 

;اللي سمعتيه... انا اخوكي وكلمتي هتسمعيها... انتي وصلتي الراجل انه يرجعك ليا وانا مش بالبساطه دي هرجعك له وكأنك حمل تقيل عليا

اتسعت عيناها بدهشه لكلام أخيها : يوسف 

... انت اكيد مش قاصد 

:غزل كلامي نهائي.... أدهم يجي ياخدك من هنا وكلامه هيكون معايا مش معاكي 

فتحت فمها لتتحدث لتتدخل معي حتي لا تتشاجر مع أخيها وتقول بهدوء : تعالي ياغزل دلوقتي 

التفتت الي يوسف بعتاب بعد دخول غزل الغرفه : ايه يايوسف الكلام ده... 

: نهي متتدخليش لو سمحتي 

.......... 

...... 

قال يوسف لادهم بعد ان اخبره بما حدث ;متأسف ياادهم بس كان لازم اعمل كدة دي برضه كرامه اختي 

قال أدهم باندفاع : مراتي كرامتها من كرامتي انا مفكرتش كدة اصلا وانت ازاي تفكر كدة..... كل مااملكه ده بتاع غزل وولادي.... انا بس حبيت انها تقعد مع نفسها وفهمتك

مكنتش بطردها من بيتها 

: عارف بس دي أصول 

استاء ادهم كثيرا وادرك انه أخطأ بفعلته

ليقول : يوسف صدقني انا مقصدش اهين كرامتها 

اومأ يوسف قائلا :

عارف بس هي كمان لازم تعرف ان تصرفك ده كان رد فعل لتصرفاتها وبعد كده تصرفاتها دي هتوديها فين 



أغلق الهاتف وغلف الازعاج ملامحه بينما أدرك انه من كان عليه ترك البيت وليست هي  

اتجهت مها اليه بينما كان جالس يفكر بحديث يوسف الذي ازعجه كثيرا فهي زوجته ولم يقصد ابدا طردها من منزلها ....

وضعت مها يدها علي كتفه ليخرج من شروده وينظر اليها بينما قالت بنبرة راجيه ;

اية ياابو سليم مش كفايه كدة

نظر الي امه باستفهام :كفايه ايه..؟ 

نظرت له مها بمكر :هيكون ايه يعني.... كفايه وروح هات مراتك 

دي استوت علي الاخر والله مقطعه قلبي

رفع أدهم حاجبه : وده من امتي وقلبك بيتقطع عشانها .. ؟

ضحكت واقتربت منه قائلة بمرح ;اهو اعمل ايه في قلبى الحنين صعبت عليا وهي مقطعه نفسها من العياط.... وبعدين ماهو انت طالعلي وتلاقي قلبك بيحن بس انت اللي عنيد

نظرت اليه برجاء وتابعت : كفايه بقي ياابو سليم..... خليها عليك المرة دي

نظر في الفراغ وظل صامت لتعرف مها انه لا يرغب في الحديث فتنصرف...... ظل جالس في مكانه يفكر في قراره انه سيذهب اليها ويعيدها الي المنزل مخالف قراره ولكن هذا من أجل كرامتها 

فرك وجهه بحيرة بينما يشتاق قلبه العاشق لها ولا يقبل عقله بالمساومات.... 

مد يداه الي تلك العلبه القطيفه الموضوعه علي الكمود بجواره ليفتحها وينظر بداخلها لحظة ثم يغلقها مجددا وهو يتحرك خطوة ويعود اخري.....لغي قلبه كل قرارات عقله واندفع لإحضار هديه لها وتحرك الي الاسكندريه ولكنه عاد قبل ان يخطو خطوة اخري ناهرا قلبه الذي يعشقها وهاهو اليوم بنفس الحيرة..... يريد إنهاء عذاب بعدها ولكن عقله وكرامته يرفضون.... 



امسك أنفاسه وهو يتصل بها..... لايريد ان يبدي ضعف ولكنه لم يحتمل كلام يوسف وتفكيرها انه طردها من منزلها 

الو..... أجابت عليه بلهفه 

:أدهم 

حمحم لينقي نبره صوته بعد سماع صوتها اللهيف قائلا بحجة : سليم مش بيرد عليا ليه... انا قلقت عليه 

زمت شفتيها وتألم قلبها من استمرار قسوته عليها :

نايم 

لم يعرف كيف يفتح الحديث ويتراجع عن قراره ويخبرها انه قادم اليها ليقول  : ااه تمام 

قالت بسرعه : أدهم انت هتقفل 

انتظر ان تتحدث هي ليقول بهدوء ينافي لهيب قلبه : اه اطمنت علي الولاد

قالت بعتاب : وانا..... مش هتتطمن عليا

قال بهدوء ; اعتقد انك كويسه وبتكلميني اهو

هزت راسها وتجمعت الدموع بعيونها   : لا انا مش كويسه...... مش كويسه خالص ياادهم من غيرك لو سمحت تعالي خدني

تنهد واخفي شوقه اليها لتقول :

انت ساكت ليه..... أدهم انا  مش عاوزة ننفصل انا بحبك وانت وحشتني

وكنت راجعه بس يوسف مش راضي 

ابتسامه خفيه لمعت علي ملامحه من مانطقت به ولكنه تابع ببرود ; والله يوسف اخوكي ولازم تسمعي كلامه

قالت بصدمه ; يعني انت موافق انه يمنعني ارجع بيتي

: انتي في بيتك مع اخوكي

هزت راسها بانفعال فيكفي تعذيب بها : لا مش، بيتي.... بيتي اللي انت موجود فيه

أدهم تعالي خدني

اخفي ابتسامته وهو يقول : اكبري ياغزل انتي مش عيله صغيره

: لا عيله وصغيرة ومحتجالك

تنهد مطولا قبل ان يقول بعتاب : لا انتي مش محتجالي ياغزل... انتي محتاجة حريتك 

قالت باتهام ; انا ولا انت اللي عاوز تسيبني 

قال بجديه : اعتبريني مرة وافقت علي طلبك  من الألف مرة اللي كنتي بتطلبيه مني 

: انت عارف انه كان مجرد كلام 

تنهدت بتعب قائلة : أدهم انت ليه اتغيرت معايا كدة.... ..... كفايه انا بجد تعبت 

.. انا عرفت غلطتي واللي حتي لو كانت كبيرة فهي كانت نتيجه لغلطك معايا من الاول 

عقد حاجبيه باستنكار : غلطي 

: اه ياادهم... انت اللي وصلتني لكدة من الاول بسبب تحكمك فيا.... انا شخصيتي ضاعت وانا بحاول اثبتلك ان ليا وجود

عادت معه لنقطة الصفر ليقول بقليل من الانفعال : واثبتي خلاص وانا كفرت عن غلطتي وقولتلك ننفصل

: بالبساطه دي هتهد حياتنا

انفلتت اعصابه بأتهام ; انا اللي بهد حياتنا..... انا اللي كل ده باجي علي نفسي عشان حياتنا 

اللي انتي بمنتهى البساطه هدتيها بكل اللي عملتيه... 

غص حلقها لتقول : انت مصمم نبعد عن بعض ليه..... فتح فمه ليتحدث بأنه بسبب تصرفاتها لتكمل : انت فعلا هتتجوز 

اغمض عيناه وكور قبضته لتكمل كطفله صغيرة : مفيش سبب غير ده يخليك مصمم نسيب بعض 

مازالت لا تهتم الا بهذا ليقول ببرود مصطنع : فارق معاكي في ايه اتجوز ولا لا... كل اللي يهمك حريتك من واحد لاغي شخصيتك واتحكم فيكي

: أدهم خلينا نقعد مع بعض ونتكلم.... 

قاطعها بعصبيه : مفيش كلام.... انتهي 

أغلق الهاتف بانفعال بينما لم يستمع لباقي حديثها لتزم شفتيها بانفعال.... وتدور حول نفسها.... لن تصمت وستتحدث معه الخطأ ليس منها وحدها... يجب أن يعترف كلاهما باخطاه.... 

..... انتفضت من اسفل ذلك الضعف 

وهي تخبر نفسها ليس بتلك البساطه ستنتهي حياتهما ..... لن تتخلي عن حياتهما بدون حرب



   ........... مر عليه الليل وهو لايستطيع النوم بينما يفكر انه انفعل ولم يتفهم محاولتها لإصلاح الخطأ نعم حتي وان انكر فهي محقه الخطأ من كلاهما... ولكنها مازالت لم تعترف بخطاها والشكوك تلاعبت برأسه ان كل ما يعنيها هو زواجه من اخري فقط...تحجج بكلامها ورجاءها ان يأتي لاخدها... تحجج بافتقاد أطفاله..... تحجج بكلام يوسف ان ليس عليها هي ترك المنزل..... كل حجة خطرت علي باله كان يرددها بعقله وهو يسحب تلك العلبه ويضعها بجيب سترته ويتناول مفاتيح سيارته  بعد ان اتخذ قرار بانه لن يتركها 

فلم يعد يحتمل صوتها ولا بكاءها 

سيعيدها الي منزله حتي وان كان عقله رافض.... اقنع عقله انه فقط يعيد ام أطفاله لمنزله ليس من أجلها ولكن من أجل أطفاله



خطي خطوة باتجاه باب الغرفه ليتوقف سريعا ماان تعالي رنين هاتفه 

ليجيب بلهفه حينما رأي رقم يوسف بهذا الوقت الباكر ; يوسف غزل كويسه

قال يوسف سريعا : اطمن.... كويسه

انا بكلمك عشان اقولك انها راجعه 

بوغت أدهم قائلا : أيه..؟ 

قال بيوسف بشرح ; صحيت لقيتها سايبه ورقه انها اخدت الولاد وراجعه بيتها 

توتر أدهم بقلق : راجعه لوحدها..؟ 

قال يوسف ; اطمن انا كلمتها وقالتلي انها اقل من ساعه وهتكون وصلت  

تنفس سريعا والابتسامه  اجتاحت وجهه فهي عادت من أجله بنفس اللحظة التي اتخذ فيها قراره انه يكفي بعد كانت هي تتخذ نفس القرار

لا ينكر ان دقات قلبه كانت تتراقص بداخل صدره بينما يتحدث الي عقله .... بتحبني زي مابحبها... ورجعت ليا 

تنهد وابتسم بمكر لنفسه محدثا.... وهو يفكر ان يتصل بها ويذهب لاخذها ليهز راسه... 

لا.. لا... بلاش تعرف اني عارف انها راجعه... .. خليها هي اللي تصالحني عشان تبطل عناد... دار حول نفسه وهو يتحرك امام الباب بترقب في انتظارها 

مش هقدر هحضنها لو شفتها قدامي 

لا انا لازم امشي عشان اعرف اجمد قدامها 

اسرع الحارس من مكانه بفتح البوابه حينما سمع بوق سيا ة أدهم لينظر بدهشه الي ساعته التي لم تتجاوز السابعه صباحا 

وينطلق ادهم خارجا وهو لايري الا صورتها الليله ستهدا دقات قلبه وهي راقده فوقها تنهد باشتياق حارق 

وهو يتطلع الي هاتفه ستتصل به ماان تصل

كل لحظة يتطلع الي هاتفه بترقب.... 

وبعد ساعه كان القلق يتملك منه وقبل ان يمد يده الي هاتفه كانت تقف امامه 

تحركت عيناها برفقه عيناه بنظرات مشتاقه للحظات طويله بينما لم ينطق اي منهم كلمه 

هزلت كثرت شحب وجهها بتلك الايام التي ابتعدت بها عنه..... 

تظاهر بالمفاجاه لرؤيته بينما لا يريد شئ إلا جذبها لحضنه : غزل...! 

زمت شفتيها وتطلعت له بتساؤل : انت هتتجوز

تغيرت ملامحه : انتي جايه عشان تسأليني السؤال ده 

قالت بعتاب  : اه.... جيت عشان تبص في عنيا وتقولي انك خلاص مش عاوزني في حياتك وانك هتتجوز غيري.... جيت عشان تبص في عنيا وتقولي انك نسيت كل اللي بينا 

رفع حاجبه يطالعها بينما نظرت له ليقول بهدوء : فارق معاكي في ايه....احنا في حكم المطلقين

هزت راسها بانفعال :لا مش مطلقين ولا هنتطلق.... حقي اني أرفض الطلاق زيك بالظبط 

احتقن وجهها بالغضب وتابعت : ولا ماهيتاب ولا الف زيها تخليتي اتخلى عن حياتي 

ضغط عليها ليزيد من سرعه اقراها بخطأها: حياتك زي ماهي... كل حاجة كتبتها باسمك ليكي وهأمن مستقبل ولادي متقلقيش

نظرت له بتهكم : حياتي بالنسبالك فلوس.. نظرت الي عيناه بشراسه وتابعت : لا.... حياتي هي انت ياادهم.... مفيش واحدة هتاخد مني مهما حصل 

دارت حول نفس النقطه لينظر لها بهدوء شديد يريد أن تتحدث عن كل ما بداخلها ; انتي جيتي عشان تقوليلي كدة 

أدهم..! 

نظر لها ادهم دون قول شئ لتقول : تقبل ان واحد تاني.... انتفض كل الهدوء الذي كان يغلف ملامحه قبل ان تكمل جملتها والتي لا يحتمل مجرد سماعها لينقض علي ذراعها بعنف مزمجرا بعنفوان :طول ماانا عايش محدش هيقرب لشعره منك ياغزل...... امحيه من علي وش الارض..... فاهمه 

انصدمت ملامحه لتلك الابتسامه الواثقه التي لاحت علي شفتيها وقابلت بها ثورته بينما اقتربت منه وعيناها تركزت علي عيناه وهي تقول : وانا كمان طول مانا عايشه مش هسمح لحد يقرب لشعره منك...... فاهم ياادهم زهران.... 

ابتلع ببطء لتنظر اليه وقد تحولت تلك الصغيرة التي هووسته بحبها الي امرأه شرسه تعلن وتدق طبول الحرب بضراوه..... حرب...!! حرب اوقظت حبها له الذي ظنه قد انتهى مع السنوات....... ولكن يقظتها جاءت متأخره بعد جرح قلبه وكرامته التي دعست عليها..!!

اقتربت منه ووقفت امامه مباشرة وقد تغيرت نبرتها الشرسه لأخرى ناعمه وهي تقول بعتاب ; انا زعلانه منك اوي ياادهم...

ظل صامت يريد أن يستمع اليها لترفع عيناها اليه وتكمل ; انت بتحبني ومتقدرش تبعد عني

ابعد عيناه عن عيونها حتي لاترى مقدار حبه واشتياقه لها : 

أدهم انت بتحبني ومش ممكن تكون بجد هتنفصل عني احنا لازم نتكلم مع بعض ونعرف غلطنا في ايه 

: تاني هتقولي غلطنا 

اومات باصرار : اه عشان انت غلطان زيك زيي حتي لو انا اكتر بس انت غلطان كمان وكفايه مجرد تفكيرك انك تتجوز غيري

اختارت كلماتها بخطأ لينظر لها بطرف عيناه :

ده الي رجعك 

هزت راسها ; امال فاكر اني هسيبك لواحدة تانيه 

نظر لها ولغيرتها التي انتوي اشعالها كما دوما تعذب بها لتنظر له قائلة :  قولي وريحني

قال متصنع عدم الفهم ; اقول ايه

:تقول انك مش ممكن تعمل كدة..... 

;ده اللي فارق معاكي 

:أدهم انت ليه بتقول كدة 

:عشان ده اللي واضح 

قالت بدفاع :واضح اني بحبك وبغير عليك ... 

انت اتغيرت وبتدور علي حاجة تزعلك مني

بالرغم من اني بعترف بغلطي. 

نظر لها وحدث نفسها بأن اعترافها بخطأها منقوص كل شئ منقوص وهو كأدهم زهران يريد الكمال اما كل شئ واما لاشئ

اناني ولكن انانيته في الحب مشروعه 

اقتربت منه ووضعت يدها علي صدره : انا مقدرش ابعد عنك 

عقدت حاجبيها ومدت يدها الي جيب سترته بينما شعرت بهذا الشيء بداخلها لتبتسم بسعه وهي تري تلك العلبه التي بصرف النظر عما بداخلها الا انه كعادته يهاديها 

لتقول بابتسامه واسعه امتلئت ثقه وهي تري تلك الهديه بجيبه : انت كنت جاي تصالحني صح.... ؟

وحشتك زي ماوحشتني ومقدرتش تبعد عني  

اغتاظ من انكشافه امامها ليقول : لا ياغزل 

عقدت حاجبيها ; لا 

هز راسه و اخذ العلبه من يدها وأعادها لجيب سترته قائلا :دي مش ليكي 

عقدت حاجبيها باستنكار وتراقصت الشياطين امام عيناها :اومال لمين..؟ 

: حاجة متخصكيش احنا في حكم المتطلقين وتصرفاتي انا حر فيها 

غلت الدماء في عروقها لينظر أدهم بتسليه الي احمرار خدودها فهل ظنت تلك الصغيرة انها امتلكته وسيطرت عليه..... نعم هي كذلك بداخل قلبه ولكنه ابدا لن يعترف 

نظرت له بشراسه : انت بتقول كدة عشان تغيظني 

هز كتفه بهدوء ; لا 

: يعني انت هتتجوز

ظل صامت لتحتقن ملامحها : طيب اسمع بقي انا اللي عندي قولته....انت تطلع الفكرة دي من دماغك عشان لو انطبقت السما علي الارض مش هسيبك تتجوز غيري وكمان ياادهم اشكر ربنا اصلا اني هعدي تفكيرك في حاجة زي دي وهسامحك 

رفع حاجبه : تسامحيني 

:اه

قال بتسليه ;وايه كمان 

هتفت بتحدي: مفيش واحدة هتقرب منك والا هخنقك وهخنقها فاهم   

احتقن وجهها من مجرد التفكير ليتراجع أدهم خطوة لخلف ويكاد يفقد رزانته وهو يضحك علي هيئتها وخوفه منها 

لتطالعه غزل بغيظ :والله ياادهم لو فكرت تتجوز لهخنقها وهخنقك بأيدي..... انا مجنونه واعملها احسنلك تكون بتقول مجرد كلام عشان تعيش وتربي ولادك

تظاهر بالجديه وهو يقول : انتي بتهدديني

اومات بجرأه : اه وهنفذ

اقتربت منه بحركه مفاجأه ووقفت امامه والتصقت بصدره لتقول بتحدي : انت بتاعي انا وبس 

حاول الثبات امام هجومها المدروس 

لتمد يدها فوق جسده بجراه : كل حته فيك بتاعتي انا وبس 

ابتلع لعابه ببط وحاول التماسك امام ماتفعله..... لترفع نفسها امام شفتيه وتهمس :ولا حتي في أحلامك هسمحلك تكون لغيري

قبل ان يلتقط أنفاسه كانت تنظر بعيناه بتحدي : فاهم 

لا يفهم ولا يسمع ولايري شئ إلا رغبته بأخذها بين ذراعيه واخبارها انه لها هي فقط 

آفاق علي يدها التي مدتها لجيب سترته وأخذت تلك العلبه لتقول :  ودي ليا انا كمان

ضحك بسعاده من قلبه وقد ارضي غرورة مافعلته ليقول لنفسه بعد ان خرجت كعاصفه ;مجنونه بس بحبها 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

 آفاق علي يدها التي مدتها لجيب سترته وأخذت تلك العلبه لتقول :  ودي ليا انا كمان
ضحك بسعاده من قلبه وقد ارضي غرورة مافعلته ليقول لنفسه بعد ان خرجت كعاصفه ;مجنونه بس بحبها..... 

اخفي سريعا ابتسامته وهو يلحق بها بينما كانت تغادر مكتبه وشعوران متناقضان يسيطران عليها.....الاول سعاده جارفه انها متأكدة من حبه مهما حاول إخفاءه والاخر نار حارقه من الحيرة والغيره لانه لم ينفي فكرة زواجه...... ولكن عقلها وقلبها رافضين مجرد التفكير انه قد ينظر لأخرى سواها ليرتاح قلبها ولو قليلا ......! 

قال أدهم وهو يلحق بها : استني هنا 

التفتت له بينما كان يلحق بها لتبتسم فهاهو أدهم الحقيقي الذي مهما اخفاه بداخله لن يستطيع......فهو لن يدعها تعود للمنزل وحدها لتبتسم بثقه بينها وبين نفسها..... ال هيتجوز غيري ههههه مستحيل 

قالت ببراءه : عاوز حاجة ..؟ 

حمحم وهو يتظاهر بعدم الاهتمام :انا راجع البيت عشان الولاد وحشوني تعالي هاخدك في طريقى 

تراقصت الابتسامه علي شفتيها....فهو  يحبها ويعشقها ويخاف عليها من الهوا ولكنه فقط يستخدم البرود وفكرة زواجه من أجل معاقبتها..... كطفله صغيرة قررت مجاراته في لعبته لتتوقف وتستدير اليه ببراءه

: كنت هاخد تاكسي وانت شوف الولاد لما ترجع من شغلك عشان متتعطلش

نظر لها بغيظ وهو يخفي غيرته ليتبرطم : عندك بدل العربيه عشرة ورايحه جايه بتاكسي 

ركبت بجواره لتبتسم وتداعب وجنته بخفه وهي تقول : بتغير عليا يادومي

تحلي بالثبات ليقول ببرود : هغير عليكي من سواق التاكسي يعني.... اكيد لا 

نظرت له ورفعت حاجبيها : امال لو عرفت اني جايه من اسكندريه بالقطر وكمان كان في واحد بيفكر يعاكسني 

زم شفتيه بغضب والتفت لها وقد انتفض بروده ; مين ده 

ضحكت علي غيرته بثقه: وانا اعرف منين اهو واحد وخلاص.... وبعدين انت مش قولت هتغير عليا من سواق التاكسي 

التفت لها بتحذير لتقول بدفاع  : انت السبب حد قالك متجيش تاخدني

اطبق علي المقود بغضب قائلا ;غزل متجننيش.... انطقي مين عاكسك

عقدت حاجبيها ببراءه ومالت ناحيته لتقول برقه: محدش.... انت بقي اللي متجننيش وريحني وقولي انك مستحيل تتجوز غيري

نظر لها بطرف عيناه بينما يكاد يذوب امام نظرات عيناها التي سددتها له كالسهام وهي تتلاعب علي أوتار غيرته وحبه لها بثقه ليقول وهو يحاول ضبط هدوءه :ليه مستحيل.... عشان بحبك يعنى..؟ 

اومات وهي تتطلع له : اه طبعا بتحبني واستحاله تحب او تتجوز غيري 

مال ناحيتها وتطلع لعيناه لحظة انفصلت فيها عن العالم تحت وطأه نظراته التي تري بها كم يحبها... لحظة وعاد بنظره الي الطريق وهو يردد بمكر : عندك حق.... جايز مستحيل احب واحدة غيرك..... التفت لها لحظة ثم عاد للنظر الي الطريق وتابع ; بس عادي اوي اتجوز   جواز مصلحه عشان الفضحيه اللي انتي عملتيها  

اندفعت الدماء الساخنه بعروقها و احتقن وجهها بالغضب حتي كاد ينفجر بينما تطاير الشرر من عيونها وثارت ثائرتها وهي تقول  : مصلحتك انت..... 

نظر لها بترقب فهاهي ستعيد نفس الكلام 

لتكمل غزل بانفعال : انا ماليش اي مصلحه انك تتجوز عليا غير انك تدوس عليا وعلي كرامتي وانا مش هسمحلك تعمل كدة.... انا رجعت ليك بالرغم من انك طردتني من بيتك 

قال برفض : مطردتكيش

هزت راسها بانفعال قصدته : طردتني

أوقف أدهم السيارة جانبا بحركة مفاجأه والتفت لها وامسك بذراعيها قائلا بحزم : مقدرش اطردك.... ده بيتك افهمي بقي 

قالت بعتاب لتجبره ان يخفف عصبيته : لو مكنتش قاصد كنت جيت رجعتني لما طلبت منك 

..... نظرت الي عيناه وتابعت : انت اتهمتني اني بهد بيتنا بس انا اهو بثبتلك اني متمسكه بيك وبالبيت اللي بنيناه سوا ورجعت عشان نتكلم مع بعض ونشوف ايه اللي وصلنا لهنا 

قال بجديه وهو يترك ذراعها : اللي وصلنا لكدة عنادك ووقوفك قدامي

قالت بدفاع عن نفسها : انا مش عروسه لعبه هتحركها زي ماانت عاوز..... 

لازم يكون ليا رأي 

تنهد أدهم ونظر اليها باعصاب مرهقه فهم يدورون في دائرة مغلقه وسيظلون يتابعون الدوران مالم تقرر الخروج منها والاعتراف انها أخطأت..... وهي تعترف بخطأها ولكن اعترافها مقترن باعترافه انه أيضا مخطيء  فالخطأ خطأ كلاهما ولكن أدهم يرفض حاليا ان يري انه مخطيء.... رجل مثله بشخصيته الصلبه العنيده مستحيل ان يعترف انه أخطأ خاصه الان... عليها ان تكون ذكيه وحذره وتعرف متي تسحب منه اعتراف بخطأه ولكنها ماتزال تحمل نفس اندفاعها المعهود....! 

نظر اليها أدهم قائلا بجديه رد علي تصميمها انه المخطيء وليست هي : ولما انتي مبتغلطيش وانا اللي غلطان راجعه ليه

نظرت له بعتاب فهل يلومها علي عودتها له ليضرب المقود بيده بعصبيه قائلا ; مش قصدي ....مال ناحيتها وامسك بذراعيها ونظر الي عيناها  : قصدي راجعه ومش عاوز ننفصل ليه

قالت بنبره هادئه : عشان الانفصال مش حل..... مينفعش نهد حياتنا قدام اي مشكله..... نظرت اليه وهزت راسها برزانه وتابعت بعتاب لنفسها : عارفه انك هتقولي اني كل مرة بطلب الطلاق..... هقولك حقك ياادهم.... انا غلطت وكنت فعلا بقول اي كلام من غير تفكير وكل مرة كنت بقولك طلاق كنت واثقه انك استحاله تعمل كدة .....نظرت له ولانت نبرتها وهي تتابع : اه ياادهم انا غلطت كتير 

بس كمان اعتذرت كتير وجه الدور عليك 

تعترف انك كمان غلطان حتي لو بنسبه صغيره فأنت برضه غلطان زيك زيي 

.... نظر لها لتفيض بكل مايجول بخاطرها وعقلها بدون تفكير ; انت اللي خليتني اعمل كل ده لما خبيت عليا انك اخدتها بيتنا.... البيت اللي بنحبه... البيت اللي كله ذكريات لينا احنا وبس.... البيت اللي عمرك مادخلت فيه حد حتي طليقتك 

.... كنت متوقع مني اعمل ايه لما اشوف صورها معاك..... 

نظرت له وتابعت : وبعدين مهما كنت واثقه فيك انت في النهايه راجل مش ملاك..... 

زمت شفتيها ونظرت له باتهام : راجل معاك واحدة بالمنظر ده.... لوحدكم..... لازم اتجنن لما اعرف وخصوصا انك خبيت عليا.... ومش كدة وبس كمان دفعت لطليقها فلوس لو مش غلطان دفعت ليه

رفع عيناه واحتدت نظراته :عشان احافظ علي سمعتي وسمعه ولادي 

اشارت بيدها الي نفسها متساءله بأسي : وانا..؟ 

; انتي ايه..؟ 

قالت بأسي : ماليش في الحسبه دي 

قال وقد ازدادت هرموناته الذكوريه ليرفض الاعتراف بخطأه : انا عملت الصح من وجهه نظري 

هتفت باحتدام ; وانا كمان عملت الصح من وجهه نظري....

نظر لها لتتابع بينما انفعلت من اصراره انها المخطاه الوحيده : مش في موضوع الصور بس ياادهم في كل حاجه كنت بعملها كنت ببقي شايفاها صح من وجهه نظري..... كنت بخاف اواجهك عشان مش بتديني فرصه 

لوي طرف شفتيه بتهكم : فا كنتي بتتصرفي من ورايا..... احتدت نظرات عيناه وتابع بسيل من الاتهامات بنبره ساخره ; عاوز ولاد.... حاضر وناخد حبايه من وراه ماهو مش، هيعرف.... أصله نايم علي ودانه.... 

عاوزة اخرج..... ماشي اسيبه يسافر وابقي اتلكك بأي كلام او خناقه مع أمه وهيسكت.....ايه ده.... حامل.. ممكن 

لا اتكلم معاه ليه وهو اصلا ماله... لا إتمام مع صحابتي وكل واحدة تديني نصيحه ولو عرف اهاجمه واقوله انت السبب اصلي بخاف منك...... اعمل اي حاجة من ورا جوزي 

ولما يتحمق اوي اسيب البيت زي كل مرة بيتخانق معايا فيها وابقي اطلب الطلاق وهو زي الأهبل هيجري ورايا 

كانت نظرته حارقه بينما القي بوجهها كل تلك الاتهامات يزجرها بحده : صح ياغزل 

هزت راسها بدفاع عن نفسها : لا مش صح...... انت اصلا ازاي بتقول كدة 

نظرت اليه وهي تدافع عن تلك الصورة التي صورها عقله عنها : اه ياادهم... اخدت الحبوب منكرش بس عشان خوفت..... قاطعها مزمجرا بحده :متنطقيش الكلمه دي تاني عشان انا مش بخوفك مني 

قالت بانفعال : خوفت من رد فعلك..... 

ساد الصمت لحظة بينما تعالي صوت كلاهما لتتحدث بنبره منخفضه وهي تحاول الا تذهب معه في طريق مظلم مرة اخري  ..... تريد جلسه عتاب بينهما وان يتحدث كل طرف بما في داخله ولكن الآن كل واحد منهما يكيل الاتهامات للاخر 

لتقول بهدوء : أدهم انا مش بتهمك لما بقول انك غلطان... انا بدافع عن نفسي 

انا اه تصرفاتي كانت كلها غلط معاك بس بحاول افهمك ان كان في سبب..... انا قعدت مع نفسي وفكرت كتير وراجعت نفسي وكل تصرفاتي اللي مش عارفه اصلا ليها سبب الا ان احاسيسي وقتها كانت متلخبطه بسبب الضغوط.... جايز كانت حاله نفسيه بمر بيها وقتها وانا مضغوطة من محاولتي اني اكون ناجحة مع الولاد وفي شغلي ومعاك ...وقتها دايما كنت بحس اني خايفه...... وقت مااخدت الحبوب فجأه حسيت نفس الاحساس بالخوف وافتكرت ايام حملي في سليم وسيلا كنت بتخاف عليا بس زياده...عارفه ان كان لازم اتكلم معاك واطلب منك تطمني بس معرفش، ليه استسهلت وخوفت من المواجهه.....في كل حاجة بجس بيها وبكون عاوزة اتكلم معاك بفتكر كل خناقه بينا بسبب غيرتك عليا...... خناقتنا مع كل سنه في دراستي لو انشغلت عنك شويه... خناقتنا علي مرة احب اروح ليوسف.. خناقتنا علي كل حاجة... انت بتنجح وبتكبر وانا ولا حاجة كل الناس شايفني اني بس مرات أدهم زهران حتي انت شايف ان كل وجودي ليك انت وبس....... حاجات كتير كنت بفتكرها في اي موقف وطبعا كنت بتصرف غلط بس دي كانت مشاعري ومكنتش قادره اتحكم فيها وكانت بتتحرك بسبب حاجات كتير...... حتي طنط مها ومهاجمتها ليا اني طمعانه فيك حتي غياب اونكل سليم اللي كان دايما بيدافع عني.... وقتها كنت زي عيله صغيرة بشاغب وخلاص عشان تقولك انا هنا.... لما حبيب تقولي تسافر اوك اكيد هحب اسافر معاك بس انت ليه بتلغي مشاريعي 

احنا مع كل خناقه بتروح شغلك وتسافر وتكمل حياتك وانا اللي حياتي بتقف عارفه ان مجتمعنا ده الطبيعي فيه الاولويه للراجل بس ليه ياادهم...... كل دي تراكمات جوايا مكنتش بتكلم معاك فيها وكنت شايفه وقتها اني بتصرف صح وان ليا حق .... اه كنت بتنخانق كتير وانا بغبائي بس بحاول اقولك علي الأخطاء دى فأنت كنت بتفكر اني بس شايفه عيوبك.... المشكله من أصولها مكانتش بتتحل بينا ومش هتتحل الا لما كل واحد فينا يعرف غلطه 

لوي شفتيه بتهكم ;واضح ان انا الغلطان الوحيد 

هتفت بعصبيه من جمود راسه بعد كل ماحاولت شرحه له والذي حتي وان لم يكن  مرتب الا انه يحمل ما تريد منه أن يفهمه 

:انت ليه مصمم متفهمنيش 

: بحاول بس مش ده معني كل كلامك.... كل تبريرك لأفعالك اني انا السبب 

انا كمان ياغزل مش لاقي نفسي.... انا كل مرة كنت بتنازل عن كرامتي واجري وراكي وانفذ طلباتك عشان حبي ليكي اللي مخليكي تتمادى وعارفه اني في الاخر مش بقدر علي زعلك .... انا مش انا أدهم اللي اعرفه وكل ده عشان بحاول اكون الراجل اللي يستاهلك ويسعدك 

قالت بجديه واقرار : انا مبسوطة معاك 

هز كتفه بانفعال : فين مبسوطه.... 

لوي شفتيه بسخريه : انا شايف ان حياتك معايا مأساه 

قالت بعتاب : يعني انا غلطت اني فتحت قلبي واتكلمت معاك وتوقعت انك تفهمني 

..... احتدت نظراتها بانفعال... الرجال ومشكلتهم الأبديه بعدم فهم مشاعر النساء..... لتقول باتهام ; بس تفهمني ليه... لازم تقلب الترابيزة ويبقي الموضوع كله ازاي اقولك انك غلطان...... ماهو الانانيه طبع متأصل في الرجاله كلها 

معنديش استعداد تفهم و أسهل حاجة قولتها ننفصل لا وكمان مصمم 

رفع حاجبه بغضب بتتابع بغضب مماثل وهي تلف ذراعها حول صدرها وتكمل باحتدام : طيب انا بقي مش موافقه علي الانفصال ومش مستعجله كمان علي اننا نتصالح ..... نظرت له بتحدي وتابعت بثقه في حبهما انه سيعبر عنق الزجاده مهما طال الوقت  : النهادره

... بكره.... بعده......! 

مسيرك تتنازل عن غرورك وتجي تقولي نتكلم مع بعض ونتفاهم وكل واحد يعرف غلطه ويحاول ميكررهوش عشان حياتنا..... واثقه انك بتحبني زي مابحبك وانك هتتنازل المرة دي كمان عشان حياتنا ومع اني مش بقول عنه تنازل ابدا.... بقول عنه حب واستعداد انك تحارب عشاني وعشان حياتنا 

وعشان كل ده انا مش هتكلم ولا هتعب نفسي الا لما انت كمان تعترف بغلطك في حقي وانت الخسران لو فضلت تعاند عشان انا واثقه انك هتجي في الاخر وخليك عارف 

ان انا جيت علي نفسي ورجعت بس اوعي تفكر اني هاجي علي نفسي لو فعلا كنت ناوي تتجوز عليا... وقتها ههد الدنيا باللي فيها ومش، هسيبك تتنفس مجرد نفس مع واحده غيري 

كان ينظر اليها ولا يعرف كيف بإمكانها ان تنتقل من شعور الي اخر بتلك السرعه.... رزينه تدافع عن حياتهما.... غيورة تكاد تقتله.... تحبه .. تكرهه... تتهمه... تتدلل عليه... تحرقه... تهدده.. تتوعده.. تراضيه 

.. في النهايه 

انها مزيج غزل.....! عصبيه هادئه مجنونه  عاقله طفله امرأه بغايه الانوثه..... مزيج غير مفهوم ولكنه مزيج آمالك قلبه وعقله وكيانه... تشبه البحر كثيرا لا يفهم احد ان كانت امواجه غادره ام هادئه... تبتلعك ام تبتلع همومك.... انها تلك المرأه التي فاقت حدود فهمه حتي هووسته بها.... وهل توقع منها ان تعتذر... لا انها تلك الشرسه العنيده التي تطوع الاعتذار وفقا لكبرياءها وهاهي تخبره انها تتحداه انه من سيأتي اليها..... حسنا ياصغيره فلنلعب....! 

:... هنفضل واقفين في الشارع 

تلفت حوله علي صوتها لتنظر له وتكررها ; هنفضل واقفين في الشارع 

صمت وقاد دون قول شئ فليبدأ التحدي... لن يذهب اليها وهي ستقف بانتظاره 



........ 

.....

تركت شيماء تلك المجله من يدها ونظرت بطرف عيناها الي سحر التي كانت تحمل صينيه عليها الطعام ومتجه الي غرفه ماهيتاب التي تتعمد عدم تناول الطعام معهم لتضغط علي مراد ليتراجع عن موقفه ويعيدها الي منزلها 

  لتقول : رايحه فين.... ؟

قالت سحر بتعلثم : طالعه اطلع الاكل لماهيتاب هانم 

لوت شيماء شفتيها قائلة : وهي متنزلش ليه..... علي راسها ريشه.... ؟! 

جاءها صوت ماهيتاب من اعلي الدرج تقول بتعالي : اه ياشيماء علي راسي ريشه 

رفعت شيماء عيناها تجاهها باستخفاف قائلة : وانا في بيتي في نظام......الاكل مش بيطلع الاوض

احتقن وجهه ماهيتاب بالغضب لتصيح بهياج وهي تنزل بخطوات غاضبه : بيت مين.....؟! ده بيت اخويا ..!

قالت شيماء ببرود : بيت جوزي يبقي بيتي ياحبيتي 

جزت ماهيتاب علي أسنانها مزمجرة : وبعدين معاكي يابنت اسعد... لمي الدور بدل.... قاطعت ضحكه شيماء البارده حديثها بينما تعود وتجلس علي الاريكة وتضع ساق فوق الاخري قائلة ببرود : بدل ما هتعملي معايا ايه يابنت الرماح 

نظرت لها بتهكم وتابعت بمغزي : هتغدري بيا زي ماغدرتي بصاحبتك

ضربت ماهيتاب الارض بقدمها بغيظ فتلك البغيضه لا تتوقف عن إلقاءها بسم كلماتها ليل نهار... لتصعد لغرفتها والغضب يتراقص بعيونها...! 

ترفض هذا الوضع بينما تتفنن شيماء باحراق اعصابها كل لحظة.. 

اشارت شيماء لسحر بنبره أمره  ; امشي شيلي الاكل ده... لو عاوزة تاكل تنزل تحت 

........دارت ماهيتاب حول نفسها بعصبيه بانتظار مراد... يجب أن يري حل لافعال زوجته..! 

أسرعت تنزل اليه ما ان دخل من الباب لتقول بلا تفكير  : اسمع يامراد انت لازم ترجعني بيتى.... انا مش هتحمل الوضع ده اكتر من كدة 

نظر لها مراد بعدم اكتراث وتابع طريقه للدرج لتسرع تمسك بذراعه ; مراد انا بكلمك 

ابعد يدها عنه قائلا ببرود : ماتتكلمي وانا مانعك 

وقفت امامه بتأهب قائلة : طيب ها هتعمل ايه..؟ 

التوت شفاه مراد بضحكه ساخره قائلا : هعمل نفسي مسمعتش حاجة 

رفعت حاجبيها بغضب : يعني انت جايبني لمراتك تهزقني 

قالت شيماء ببراءه وهي تنزل الدرج : انا بهزقك ياماهيتاب.. ؟! ... وانا هعمل كدة ليه 

نظرت لعيونها بهدوء وتابعت : انتي في كل الأحوال حتي لو انا وانتي متفقناش فأنتي اخت جوزي وضيفه في بيتي 

هتفت ماهيتاب باستنكار : ضيفه...!! 

.... ده انا لو شغاله مش هتعامليني كدة 

قالت شيماء وهي تهز كتفها ببراءه: انا مش هرد ولا ادافع عن نفسي... عشان عارفه انك هتخترعي اي سبب عشان تمشي 

نظر لها مراد بسخط لتقول : اه يامراد عاوزة أمشى و ارجع بيتى.. اسأل سحر حتى مراتك بتعمل معايا ايه طول اليوم 

نظر لها مراد بانفعال قائلا : اسكتي بقي وانا هسأل الشغاله عن كذبك ولا كذب مراتي.......... وبعدين اسأل ليه وانا اصلا مصدق انه يطلع منك كدة.... 

هتفت ماهيتاب باستنكار :انا يامراد

اومأ قائلا بحده وسخط: اه انتي.... .. ومن الآخر كده.... انتي خلاص نزلتي من نظري ومبقتش طايق ابصلك ووجوك هنا انا مش عاوزة بس مضطر... 

نظر لها باحتقار وتابع ; اصلي مش ناوي اسيبك وترجعيلي بمصيبه اكبر 

تجمعت دموع القعر بعيونها من كلام أخيها المهين : بقي كدة يامراد

اومأ قائلا بغضب : اه كدة.. ويلا امشي من قدامي 

نظرت لها شيماء بتشفي بينما تقترب من مراد قائلة : اهدي ياحبيبي متضايقش

نفسك

نظر مراد بطرف عيناه لانصراف ماهيتاب ليتلفت الي شيماء ويباغتها بالامساك بذراعيها بحده مزمجرا : اسمعي انتي كمان انا عارف انك مش طايقاها... يعني انتوا الاتنين تستاهلوا بعض بس إياك تنسي انها مهما كان اختي وكرامتها من كرامتي فاهمه 

ترك ذراعها لتتراجع خطوتين للخلف وتدلك ذراعها من أثر مسكته وهي تتطلع الي خطواته الغاضبه بعتاب 

زمت شفتيها بضيق وهي تحدث نفسها : هي هتقلب كمان سعاده بيتي ولاايه..! 

........... 

.... 



نظر عمر بحيرة بينما للمره الثالثه يدور امام نفس المحلات بلا هدف ولا جدوي

... فكر بكلام اخيه وانتوي ان يحضر لها هديه...... فالنساء تحب تلك الأشياء مؤكد  ولكنه واقف منذ ساعتين ولايدري ماذا يمكنه ان يشتري لها...... ليدرك ان طوال سنوات زواجهم لم يحضر لها هديه ولو مرة...... دوما ماكان يحضر ماتطلبه ويكتفي بوضع كارته الائتماني لها لتشتري ماتريد....حتي تلك المره التي أخذها فيها لقضاء ليله رومانسيه بمناسبه عيد زواجهم كانت بترتيب أخيه...... تنهد بحيره وهو يفكر ... ماذا تحب.... ؟! 

عطر... ملابس... مجوهرات... حقيبه... اي شئ قد تحبه..... لايعرف .... لون... ولا رائحه ولا شئ قد تكون تحبه يأتي لعقله بدونها فهي دوما تكتب له ماتريد هي أو ابنتهم ...... حقا انه رجل كما قال الكتاب...!! 

ليسخر من نفسه فهو رجل الي بكل شئ 

.....! 

زفر بضيق وهو يوقف سيارته أسفل المنزل حينما عاد يجر اذيال الخيبه.....! 

كانت اوركيد جالسه فوق اريكتها المفضله بوسط الغرفه التي هدأت اضاءتها تقرأ بأحد الكتب حينما عاد عمر.... رفعت عيناها لحظة له حينما دخل وسرعان ما انزلتها الي تلك السطور التي لم تعد تري منهم شئ بينما تغلب شعورها بافتقاده عليها... تحبه بالرغم من اي شئ.... حقا لم تكن تريد منه إلا الوقوف معها بينما تعبر تلك الحاله السيئه التي كانت تمر بها...! 

تفاجأت به يجلس بجوارها وشعرت بنظراته تتطلع اليها بضع لحظات قبل ان يطلق تنهيده تخبرها عن عدم رضاه عما الت اليه حياتهم والطبع سيلقي اللوم عليها ككل مرة لتعتدل واقفه من جواه قائلة بهدوء ..... اجهزلك العشا..؟ 

تفاجأت به يرفع عيناه اليها وهو يسالها : مش هتأكلي معايا

تالم قلبها لنبرته وكأنه طفل صغير ضاع بدون وجود امه ولكنها تذكرت انه يتذمر من اهتمامها الزائد به فهزت راسها قائلة  : اكلت مع لينا 

خفض عيناه باحباط ليقول :متتعبيش نفسك انا مش جعان 

اخرج تلك الشيكولاته من جيبه ليمد يداه اليها قائلا : جبت الشكولاته اللي لينا بتحبها 

اومات ومدت يدها لتأخذها منه ليقول وهو يعطيها لها ; وجبتلك انتي كمان 

سرت قشعريرة علي طول ظهرها بترفع عيناها اليه... واااه من نظره عيناها التي تعاتبه علي استحياء قتله بينما يدرك انه لأول مرة يحضر لزوجته شيكولاته 

خطت خطوة ليمسك بيدها يوقفها عن التحرك فتتحرك كل مشاعرها من لمسه يده ومن نبرته التي نطق بها اسمها ببطء من بين شفتيه ; اوركيد 

التفتت له ليقول بعتاب رجل ارهقه البعد والجفاء من امرأه تمثل له كل شئ وليست مجرد زوجه  : هتفضلي تتعاملي معايا كدة 

حاولت أن تتمسك بموقفها ; انا بتعامل عادي 

قال بتأنيب وهو يتطلع لعيونها : وانا متعودتش منك علي العادي 

انهمرت نظرات العتاب من عيناه بينما يضع يداه علي كتفها ويرفع ذقنها لتنظر اليه وهو يقول مخاطب قلبها  ; ذنبي ايه اذا كنتي عودتيني علي كدة 

تألم قلبها من نبرته ليكمل وهو يحرك انامله ببطء علي جانب وجهها الجميل :  تعرفي اني فضلت ساعتين الف عشان اجيبلك هديه احاول اصالحك بيها 

نظرت له ليكمل وهو يضحك بسخريه علي نفسه ; للاسف معرفتش ممكن اجيبلك ايه   يفرحك...! 

تلك الكلمه حملت كل ماكانت تحلم به (تفرحك) فقط...! لا يهم اي شئ إلا أنه كان يريد اساعدها ولو لم يجد الطريقه الا ان اعترافه كطفل لصغير بعجزة عن إيجاد طريقه لاسعادها قد نفذ لقلبها... فيكفي انه حاول ليكمل عمر بتأنيب لنفسه ; طلعت راجل غبي وانا واقف ومش عارف مراتي بتحب ايه.... وايه ممكن يفرحها 

امسك وجهها بين كفيه لتسري تلك الرجفع بجسدها بينما اشتاقت له : بس عذري الوحيد ان مراتي هي اللي عودتني علي كدة وهي  دايما كانت بتدور علي راحتي وسعادتي لغايه مافكرت ان سعادتها في سعادتي 

هزت راسها وتجمعت الدموع في عيونها بسعاده شرحت قلبها لتلك الخطوة التي خطاها تجاه مشاعرها لتقول بتأثر ; راحتك انت ولينا هي راحتي ياعمر 

ابتسم بسعه ليقول بمشاعر غزت قلبه وعقله وجسده لتلك المرأه الجميله بكل شئ : عارف ياقلب عمر 

قربها اليه لينحني ويقترب منها ويقبل جبينها قبله مطوله اخذتها لعالم اخر لتتراقص دقات قلبها بين ضلوعها بينما يكمل بهمس : بس انتي سعادتك وراحتك اهم...

نظرت له بعيون مبهورة غير مصدقه ان هذا هو من يتحدث وهو أيضا غير مصدق.... لقد رتب الكثير من الكلام بعد جلسته مع أخيه ولكنه لم يقل شئ منه فقد تحدث قلبه بما يشعر به ليعترف ويقول باعتذار :  متزعليش مني 

نظرت له بعدم تصديق فعل هو يعتذر ليداعب عمر وجنتها بحنان قائلا ;  اوركيد انا بقيت عمر علي ايدك... انتي عملتي ليا عيله وبيت بعد ماكنت شيطان حتي اخويا بيكره وجوده معايا في نفس المكان...... 

انا بحبك بكل حاجة فيكي وصبرك وطيبتك معايا خلتني احبك اكثر ومن غير قصد اتعودت اخد منك من غير ماادي لأن عمرك ماطلبتي وده مش غلطك ده غلطي لأن انا كان لازم اخد بالي من غير ماتطلبي..... غص حلقه بمشاعر وتابع بقليل من العتاب ; اوركيد ياحبيتي انا اتوجعت اوي وانتي بتفكريني باللي حصل بينا زمان واد ايه كنت ندل معاكي..... اتوجعت اكتر وانا بوجعك وانا مش واخد بالي 

انحني مجددا ليقبل جبينها وينظر لعيونها : انا اسف و هحاول اكون الزوج اللي انتي عاوزاه 

بس انتي متبعديش عني 

شقت الابتسامه طريقها وسط تلك الدموع التي انهمرت من عيونها بسعاده وهي تقول : اصلا مقدرش ابعد عنك... 

ابتسم هو الاخر ومال ببطء تجاه شفتيها وتركزت نظراته عليها بحب قبل ان تتلاقى بشفتاه في قبله شغوفه حملت اشتياق طويل في ابتعادها عنه....... انحني عمر ليحملها وعاد ليأخذ شفتيها بين شفتيه مجددا بينما يضعها فوق الفراش الذي سرعان ماكان يشهد علي ثورة حبه واشتياقه لها..... 

......... 

..... 

جلست سيلا بحضن مها التي لم تتوقف عن تقبيلها واحتضانها باشتياق بعد ان عادت غزل قبل قليل وتركتهم واتجهت الي أدهم...... 

ركض سليم من جوار مها ماان استمتع لصوت سيارة ابيه.... بابي 

حملت مها سيبا واتجهت بها للخارج ووقفت  اعلي الدرج تنظر بسعاده الي ابنها الذي سرعان ما انحني يحمل سليم ويغدقه بالقبلات..... أنزلت سيلا التي ارتمت بحضن ابيها هي الاخري ; لولو وحشتيني ياقطتي 

عاد ليقبل سليم وهو يقول :  وحشتوني اوي ياحبايبي 

قبلته سيلا علي وجنته ووضعت راسها علي كتفه ليدخل بهم الي المنزل ونظرات مها تتجه الي غزل تسالها عما دار بينهم لتعز غزل رأيها ان كل شئ تحت السيطرة.... نعم فهو عنيد ولكنه يحبها وهذا مايهم بينما ابعدت فكره زواجه نهائيا حتي لاتعكر صفوها... 

قال وهو يداعب شعر سليم الكي جلس فوق ساقه : وحشتني ياسولوم 

قال سليم : وانت كمان يابابي.... انت اتاخرت علينا كتير... كل يوم ماني تقول انك جاي ومكنتش بتجي

قالت غزل ببراءه وهي تنظر لادهم مدافعه عنه ; بابي كان مشغول ياسليم 

هز سليم كتفه قائلا : الشغل مش مهم ... احنا مهم 

نظر أدهم الي ابنه بطرف عيناه ولمعت عيناه بابتسامه علي لمضاته بينما يشبه امه لتبتسم غزل لابنها : معلش يا سولوم عديها المره دي 

............... 

بعد ان قضي وقت برفقه أطفاله اتجه الغرفه ليستبدل ملابسه...... دخل ليجدها خرجت من الاستحمام... ووقفت امام المرأه تصفف شعرها..... حاول أن يبدو هادئا وباردا بينما تتحداه وتنتظر منه أن يعتذر بينما هي المخطأه.... ابتسم بمكر لنفسه فهي من ستأتي بل وسترتمي بحضنه أيضا...! 

عقدت غزل حاجبيها والتفتت له سريعا قائلة بتوجس وهي تتطلع له بينما يأخذ تلك الملابس :انت بتعمل ايه.؟ 

قال بهدوء متابع ما يفعله : بأخد هدومي 

زمت شفتيها بغيظ من عناده : ما انا شايفه.... ليه بتاخد هدومك..؟ 

هز كتفه دون قول شئ لتقف امامه مزمجرة ;انت هتروح في اوضه تانيه.. ؟

اومأ لها لتزفر مطولا وتهز راسها برفض : لا 

رفع حاجبه قائلا بمكر : لا..... ايه غيرتي رايك وترجعي في كلامك اني هنزل علي ركبي واقول اني انا الغلطان 

هزت كتفها ورفعت راسها قائلة : لا انا لسه عند كلامي واللي طبعا مقولتش هتنزل علي ركبك.. كفايه بس انك تيجي 

وتعترف بغلطك زي ماانا اعترفت بغلطي 

التوت شفتاه بابتسامه عابثه انكر بها كم هو معجبا وبشده بكبرياء صغيرته التي لولا عناده لكان يتلهم شفتيها الان بينما تختطف عيناه بتلك الطريقه ولاتسمح له بالتركيز علي شئ مما تقوله لتكمل غزل باصرار : فكر في كلامي وبطل عناد هتلاقيه صح

حسنا هي محقه ولكنه عنيد كما قالت وبحاجة لأن تثبت له انها تحبه وتخطب وده ورضاه كما يفعل دوما  معها... يريد أن يتحدى كرامته وغروره ويخبرهم انها تحبه وتعشقه ولم تقصد التقليل منه ابدا 

ليمد يداه يأخذ باقي ملابسه فتنظر له غزل بغيظ من عناده.... امسكت بذراعه بحزم قائلة ;مش هتسيب الاوضه ياادهم 

نظر لها لتقول بتحدي :براحتك خليك ثابت علي موقفك وانا كمان ثابته علي موقفي وهدافع عن بيتي وحياتي وحبي بأي طريقه

سحبت تلك الملابس من يده بقليل من القوة ووقفت امامه بتحدي : اثبت علي موقفك هنا في اوضتنا ...... نظرت الي عيناه والقت سهام نظراتها وهي تتابع بالتلاعب علي أوتار قلبه ;عشان مكانك هنا جنبي

ابعد عيناه التي كانت علي وشك الاستسلام ليقول من بين أسنانه : غزل

قالت بهدوء وثقه من حبه الذي لن يلبث وسيغلب عناده ; نعم ياحبيب غزل 

تبرطم بداخله ولعن عناده الذي جعل تلك الصغيرة تتلاعب به وتعلن عليه الحرب 

: اوعي

هزت كتفها واولته ظهرها وبدأت تعيد ملابسه لمكانها قائلة بهدوء شديد وحزم ; لا.... مفيش نوم برا الاوضه

سمعت تنهيدته الحاره لتلتفت له وتقول يتلاعب ومكر ; وبعدين خايف من ايه....؟ انت مش ثابت علي موقفك

رفع حاجبه مرددا بغرور أدهم زهران ;خايف..؟! 

ضحكت بنعومه انثويه : ااه... 

خايف تضعف قدامي 

التوت شفتاه بعبث بينما لايريد ان يبدي ان ثقتها بمحلها ; واثقه في نفسك

فاجاته بأجابتها : لا.... واثقه في حبك ليا

لمعت نظرات عيناه بالرضى دون ارادته لتكمل ; حبك..... اللي مش هيتغير مهما زعلت مني... ومهما حاولت تخبيه

تهكم بزيف قائلا : بيتهيألك

اقتربت منه خطوة ووقفت امام صدره الذي هدرت بداخله دقات قلبه من قربها قائلة بدلال كاد ان يقضي علي ثباته: يعني عاوز تفهمني انك مبقش تحبني

تراجع خطوة للخلف قائلا باقتضاب بعد ان شعر انه علي وشك خساره التحدي :مش مهم احبك.... المهم الحب ده يكون له مقابل

......نظر لها وتابع بتأنيب : كل تصرفاتك بتقول غير كدة واللي بتعمليه ده دلوقتي مجرد تغيير لحظي لغايه ما ترجعي تضمني جبي ليكي 

هزت راسها بجديه رافضه تلك الفكرة التي سيطرت عليه بشكه في حبها له ; انا مش كده 

رفع حاجبه ; فعلا 

اومات بثقه ; اه.... وهثبتلك اني فعلا اتغيرت واني بحبك كمان اكتر ما انت بتحبني 

ابتسم بثقه ; هستني..! 

لوت شفتيها بمكر وتابعت :

وانا كمان هستني انك توريني انك اتغيرت  

:كل حاجة عندك مقابل حاجة

هزت راسها بدفاع عن موقفها : انا بدور علي حياتنا اللي لازم احنا الاتنين نحاول مع بعض نتغير عشان تكون احسن  

قال بعتاب جاد ;

انا اتغيرت ومعجبكيش..... اتماديتي

ضغط عليها أكثر ليقول بمكر وخبث وغرور : وعشان كدة مش محتاج اتغير...... في غيرك شايفين عيوبي  مميزات

احتقن وجهها بالغيظ وهدرت الغيرة بعروقها : أدهم متجننيش

زجرته بكتفه ; محدش هيحبك قدي 

... انت علي بعضك بكل مميزاتك وعيوبك وعشان كده حقي تتغير عشاني 

نظر لها لتنظر له باصرار : انت كمان عمرك ماهتحب حد قدي 

محقه.... محقه تلك الصغيرة..! 

................ 

.... جلست مها الي الطاوله لياتي أدهم وهو يحمل سيلا التي ركضت لتجلس بجوار مها وسليم.... جاءت غزل تحمل احدي الأطباق التي اعدتها لتضعها بوسط الطاوله وتنظر اليه بينما يحاول التحلي بالبرود لدرجه اغاظتها 

قالت مها وهي تطعم سيلا :

البيت كان وحش من غيرك انتي والولاد ياغزل 

قال بمغزي وهي تنظر بطرف عيناها لادهم الذي ارتدي قناع البرود وتداهلها تماما بينما وقفت تعد له الطعام الذي يحبه 

:مش واضح ياطنط.... 

قالت مها وهي تتابع اطعام حفيدتها بصبر ودلال : ليه بتقولي كدة

هزت كتفها وقالت وهي تنظر له بينما جلس وكانه لايسمع إليهم متشاغل بالعبث بهاتفه بإحدى يداه ووممسك بالشوكة باليد الاخري : أدهم مكشر وواضح اننا مكناش واحشينه..... مدت يدها تمررها برقه فوق ساقه

من أسفل الطاوله وهي تقول متصنعه البراءه  

: مش كدة ولاايه

ارتجفت دقات قلبه مما تفعله به بمكر وجرأه

لتنظر له بعيونها الجميله التي رسمت بها البراءه بينما ظنت انه سيحمر خجلا مما تفعله لترتاح ملامح أدهم وهو يبتسم بخبث ويترك الهاتف من يده و يمد ساقه بأريحيه من أسفل الطاوله وينزل يداه ويضعها فوق يدها بينما يقول بابتسامته الماكرة :  لا طبعا ازاي ده سولوم وسيلوش وحشوني اوي اوي 

انقلبت لعبتها عليها فحاولت سريعا جذب يدها من أسفل يده ليشدد أدهم من ضغطه عليها 

.... ليحمر وجهها حينما لم يسمح لها بأخذ يدها وببطء اخذ يحركها فوق ساقه بينما يتطلع لها بعبث.... لتلوم جرأتها التي لا تواكب وقاحته وقد ظنت انها من تسيطر..... 

سعلت بقوة بينما ازدادت لماساته وقاحه وحاولت جذب يدها

وهي تنظر له برجاء ان يتوقف حتي لا تلاحظ مها

ليهمس بعبث : اللي يعمل حاجة يستحمل نتيجتها 

قالت بهمس ترجوه ان يتوقف :طنط هتاخد بالها 

رفع حاجبه بينما الصق ساقه بساقها  ;مش انتي اللي بدأتي اسحتملي بقي

نظرت له لتلوح ابتسامه خبيثه علي شفتيه ويهمس بوقاحه : احسنلك سيبي ايدك فوق رجلي ومتخلينيش اعمل حاجة تانيه

ابتلعت لعابها ببطء ورفعت عيناها له برجاء وهي تحاول جذب يدها حينما ازدادت لمسات يده جرأه ووقاحه بينما يرفع يدها الي فخده ليهمس بعبث مستمتع بانتصاره: بتلعبي بالنار ليه لما انتي مش قدها 

عضت علي شفتيها بطفوليه قائلة :

عيله..... متوقع ايه مني

غمز لها قائلا ;طيب استحملي

كيف تتحمل بينما يكاد وجهها ينفجر من تلك الحرارة التي هبت بداخلها من تأثير مايفعله حينما مرر اطرف انامله برقه فوق يدها التي مازالت فوق ساقه مبعثرا مشاعرها وثباتها

....! 

حاولت سحب يدها لينظر لها بتحذير ويداه تزداد جراءه بينما يداعب يدها 

كانت مها تتحدث وكلاهما في عالم آخر ولم يستمع أحدهم لما تقوله 

ليقول سليم بنبره حماسيه : موافق 

طبعا يا تيته

انتبهت غزل لتقول بأنفاس متلاحقه ; ها

قالت مها : ايه رايك ياادهم 

اومأ دون أن يدرك ما وافق عليه من الاساس لتبتسم مها وتقول : حيث كدة يبقي سليم يوريني شطارته في التمرين بكرة وبعدها نسافر يومين الغردقه 

انتبه أدهم لكلام امه ; هتاخده التمرين ياادهم هز راسه :ااه طبعا.... نظر الي غزل بتحذير بينما حاولت استغلال انشغاله بالحديث مع امه وسحب يدها ليكمل بخبث : ده حتي 

النادي بعت ليا مواعيد التمارين الجديده.... الورقه في المكتب 

رحبت غزل بالفكرة التي ستنقذها لتقول : طيب هقوم اجيبها

قالت مها : خليكي... ام حسن تجيبها

هزت راسها سريعا ;  لا هقوم انا

بمكر ابتسم فهاهي اوقعت نفسها في فخه بمليء ارادتها لتقوم بخطوات سريعه للمكتب ظنا منها انها هربت ولاتدري انه قصد ان تذهب..... ليقوم خلفها قائلا لأمه : مش هتعرف مكانها هجيبها انا

التقفت أنفاسها المتسارعه وهي تخطو الي داخل المكتب ولكن سرعان مااتسعت عيناها

حينما وجدته يدخل خلفها 

تراجعت خطوة للخلف حينما اغلق الباب خلفه بهدوء :بتعمل ايه..؟ 

قال بمكر وهو يقترب منها :بكمل لعبتك

وضعت يدها علي صدره توقف اقترابه قائلة : طنط هتفهم بطل جنان ياادهم

قال بوعيد وهو يحيط خصرها بذراعه بنعومه :انتي اللي بدأتي

داعبت لمسته مشاعرها لتقول بخجل بينما الصق جسدها بصدره :عاوز ايه..؟ 

قال بأنفاس ثقيله بينما تركزت عيناه علي شفتيها التي انتفخت بينما عضت عليها من تأثير اقترابه الذي اشتاقت له : كملي لعبتك

دار بها ليلتصق ظهرها بالجدار ويقف امامها و يتنفس امام شفتيها التي سيموت ان لم تكن بين شفتيه الان ينهل من رحيقها 

اغمضت عيناها تحاول السيطرة علي مشاعرها التي بعثرها بقربه لتقول بصوت متقطع  :ااأدهم

همس وعيناه تلتهم ملامحها باشتياق :نعم

قالت بأنفاس مقطوعه تريده ان يكون أكثر منها سيطرة علي ثورة مشاعرها : اابعد

مال واقترب اكثر من شفتيها حتي تنفس أنفاسها الساخنه :انتي اللي قربتي

وخليتيني عاوز اقرب

حاولت التمسك بثباتها الذي ضاع حينما تحركت يداه برقه علي جانب عنقها :انا مش عاوزاك تبعد.... بس طنط والول.... انتهت كلمتها بين شفتيه التي التهمت شفتيها باشتياق شديد ليدس يدااه في خصلات شعرها بينما يداه الاخري تتحرك علي جانب عنقها لتطول قبلته الجائعة للحظات طويله اغمضت غزل عيناها بها واستسلمت لفيضان مشاعرها..... انتزع نفسه من طوفان مشاعره ليبتعد ببطء عن شفتيها وينظر اليها بينما ظلت مغمضه عيونها وقد اجتاخت الحمرة كل انش بوجهها..... شعرت بأنفاسه المتلاحقه تقترب من شفتيها مجددا لتفتح عيونها ظنا منها انه سيقبلها مرة اخري ليتلاعب العبث في عيناه وهو  يهمس  امام شفتيها..... الورق في الدرج

قالت بتعلثم : ور... ورق ايه

ابتسم بمكر علي ضياعها امامه ليقول : متبقيش تلعبي تاني لعبه انتي مش قدها 

نظرت له بحنق وهي تستعيد ثباتها وتزم شفتيها بغيظ وتدفعه بعيدا عنها : ماشي.... هنشوف

توعدته بينما تعالت ضحكته الرجوليه وهو يتجه الي الباب قائلا  : انتي مش قدي ياغزالتي 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

عنيد..! 
.... اغتاظت غزل وهي تراجع مرارا وتكرارا كميه عناده الذي مازال متمسك به ..... لقد وضعت يدها علي اسباب وصول حياتهم لشفا الأنهيار وكل ما طلبته منه أن يعترفون سويا باخطائهم..... ولكنه يأبي وياخذ الأمر كتحدي ولايدرك ان ثقتها في مكسب هذا التحدي تتخلص في ثقتها بحبه.... انه فرسها الرابح الذي راهنت عليه قبل سنوات... سبب سعادتها وشقاؤها.... بهجتها وحزنها... حياتها بأكملها تساوي أدهم.....لو يري مقدار ثقتها في هذا الحب الذي يكنه لها والذي لايقل عما هو موجود بداخل قلبها له لما تردد لحظة في الرهان هو الاخر علي حبها......! 

نظرت الي هاتفها بتردد قبل ان يشعر قلبها بالضيق من اجل يوسف الذي لابد وانه غاضب منها وهي مهما أجلت المواجهه لابد وان تحدث لذا عليها ان تتصل به... لن تهرب مجددا وستواجهه كأمراه ناضجه كل مخاوفها...! 

عكس ماتوقعت أجاب يوسف عليها علي الفور 

جائه صوتها الناعم : يوسف

تنهد قائلا : نعم ياغزل 

قالت برجاء : متزعلش مني 

صمت لحظة قبل ان يقول : ولما انتي عارفه ان اللي عملتيه هيزعلني كنتي بتعمليه ليه

شاكسته بمرح ; عيله

هز يوسف راسه قائلا بجديه : لا ده مش عذر ولا سبب ولا حجة.... حتي لو عيله ... برضه العيال لازم يعرفوا يتصرفوا صح

اومات باعتراف ; وانا هحاول ان شاء الله اتصرف صح

تهكم قائلا : واضح 

بدليل انك زي العيال ضحكتي عليا ومشيتي من ورايا

قالت بتبرير; يايوسف ماهو انا كان لازم ارجع بيتي 

قال يوسف بجديه : كنت هرجعك ياغزل بس لما ينفع انك ترجعي.... أدهم مكانش هسيبك انا واثق من كدة كنتي صبرتي

قالت بثبات : وانا كمان واثقه وعشان كدة رجعت من غير تردد 

تنهد يوسف لتكمل غزل باقرار : يوسف انا غلطت كتير في حقه بس من غير قصد وهو اتحملني كتير مفيهاش حاجة لو قربنا المسافات وبدأت انا 

عز يوسف راسه بعقلانيه قائلا : ماشي ياغزل كلامك صح وحلو بس ياتري بعد يومين هيتغير والاقيكي سايبه البيت وفي خناقه جديده

ضحكت قائلة : لا ياسيدي اطمن... ان شاء الله لا..... انا مش هتصرف باندفاع تاني واي خناقه بينا هنحلها سوا

تنهد يوسف قائلا : اتمني ياغزل.... اتمني ترجعي غزل اللي اتحملت أدهم زهران في بدايه حياتهم وغيرته عشان يوصل للدرجه دي

ابتسمت غزل قائلة : يعني باين انه اتغير عشاني

شاكسها يوسف بمرح : لا اتغير عشاني 

ضحكت غزل قائلة : يعني خلاص مش زعلان 

قال يوسف بدلال : زعلان 

قالت برقه : تحب اصالحك ازاي

قال بجديه : وريني اني عرفت اربي بنوته حلوة اد المسؤليه.... اتبسطتي وعيشي حياتك انتي وولادك مع زوج اخترتيه بكامل ارادتك وانا وقتها وثقت في اختيارك وواقفت

قالت بجديه مماثله : واختياري صح يايوسف انا اصلا عمري ماااتخيل اني كنت اتجوز واحد غير أدهم... لو في حاجة واحده بس اختارتها صح في حياتي فهي أدهم 

ابتسم يوسف برضي : ربنا يسعدك ياحبيتي 

.......... 

..... 



لن تسمح لهذا البعد ان يطول بينهما.... عنيد للغايه ولكنها تحبه ويمكنها ترويضه كما تحب بحبها له وليس بوقوفها الند بالند امامه ....! 

تأخر للغايه في العوده للمنزل ليله امس حتي لا يخسر التحدي امامها فهو يعرف انها الرابحه مهما حاول فهو يعشقها ولا يستطيع الإبتعاد عنها مهما حاول وتظاهر بالعكس..! ... 

سحب نفس مطولا وسرعان ما اندثر بالاغطيه في اقصي الفراش ليكون بعيدا عن قربها المهلك بينما كانت تحمل فتنه العالم اجمع وهي نائمه بهذا الجمال الذي طمعت به دون غيرها والذي فتنه من اول ماوقعت عيناه عليها...... تأمل بينما كانت نائمه وشعرها الاسود الحريري يحيط بوجهها الجميل ويغطي جانب عنقها وكتفها المرمري.... تحركت عيناه لتأمل تلك الفتنه التي بجواره ليتنهد اه منك ياغزاله... واااه من ذلك القميص الحريري الذي ارتدته فوق جسدها الفاتن... اسرع ليوليها ظهره وينام ولكن لم يطرق النوم جفونه الا حينما شعر بها تنجذب لدفء جسده الذي سرعان مااستجاب لقربها واستدار لها لتدخل بحضنه وتكمل نومها العميق.... في الصباح استسلم لعناده وافاق باكرا وذهب بينما جلست غزل فور استقاظها تتساءل ان كانت بالفعل نائمه بحضنه ام انها تتخيل من اشتياقها له.....! 

ابعدت الغطاء عنها وارتدت ملابسها ونزلت الي أطفالها الذين تعالت ضحكتهم بينما كانوا مع مها تلاعبهم.... 

ابتسمت غزل وسع فمها وهي تقول  : صباح الخير يا مها هانم 

ضحكت مها قائلة ; لا طالما مها هانم يبقي مزاجك رايق 

نظرت الي أطفالها وقبلتهم قائلة : والله ياطنط ضحكتكم مع بعض تشرح القلب فلازم مزاجي يروق

قال سليم : نامي بصي تيته بتشوط معايا الكورة ازاي 

ابتسمت وصفقت لابنها الذي قال : بابي وعدني هياخدني التمرين النهارده

اومات بابتسامه لتنظر الي مها : هو أدهم خرج بدري. ؟

هزت مها راسها : اه... كنت صاحيه انا وسليم بنسقي الورد اللي زرعناه لقيناه نازل من بدري 

اومات دون قول شئ لتسألها مها بفضول : انتوا لسه متخاصمين 

تنهدت غزل قائلة ; مش متخاصمين بمعني متخاصمين بس هو واخد موقف مني.... احنا لازم نصفي اللي بينا عشان مفيش حاجة تانيه تبعدنا عن بعض

قالت مها بتشجيع : ومستنيه ايه .؟ 

قالت غزل بتفكير : مستنيه أدهم يكون هو كمان عاوز  كدة .... بس هو مش، عاوز يعترف ان الغلط مشترك 

تهكمت مها : أدهم يعترف انه غلطان     .... واضح انك هتستني كتير 

قاطع حديثهم مجيء ام حسن قائلة : تليفونك بيرن يامدام غزل  

امسكته لتري رقم سلمي التي لم تتوقف عن الاتصال بها بينما غزل لا تجيب أثناء كل ما مضي عليها كما وأنها تعرف ان سلمي مؤكد تريد أن ترى سير العمل الذي ولابد انه انتهي وأغلق المكتب بعد كل هذا الإبتعاد 

: سلمي 

قالت سلمي متنهده بارتياح لاجابتها عليه اخيرا : ايه يابنتي خضتيني عليكى... في ايه 

; ابدا بس كنت مشغوله 

; كل ده مشغوله في ايه بقي 

: اهو لما اشوفك 

; ومستنيه ايه يلا تعالي المكتب 

قالت غزل باحباط: مكتب ايه.... خلاص اعتقد هيتقفل 

اتسعت عيون سلمي بعدم فهم : يتقفل ايه..؟.. انتي بعد ما وصلنا للي كنا بنحلم بيه تقولي يتقفل 

عقدت غزل حاجبيها : وصلنا 

اومات سلمي بحماس : طبعا اخدنا عقد الكمباوند والمكتب من وقتها شغال نار 

قالت غزل بعدم فهم : عقد 

ضحكت سلمي قائلة : لا غزل انتي مش مركزة ولا  ايه... هو أدهم مقالش ليكي 

سألتها باستفهام : قال ايه.؟ 

: انه مضي العقد مع الشركه

صمتت غزل بعدم فهم..... هل تابع لها عمل مكتبها لتكمل سلمى بمرح : انتي لسه صاحيه واضح.... ايوة ياغزل 

أدهم قالي انك مشغوله الفتره دي وهو تابع معانا الشغل وكلف الراجل اللي ماسك شغله ده اللي اسمه كمال حاجة كدة يتابع معانا الماليات والعقود واحنا قدمنا المشروع اللي كنتي شغاله عليه وانا كملت الناقص وابتدينا شغل 

قالت بعدم تصديق فهل لم يستغل الفرصه ويغلق المكتب : يعنى... يعني أدهم عمل كدة... ؟

ضحكت سلمي قائلة: لا عفريته.... غزل ياحبيبتي انتي واضح كدة انك شربتي حاجة  اصفره ونمتي وانا مش، فاضيه اشرحلك..... بصي فوقي كدة وكفايه انتخه عشان انا تعبت 

تعالي استلمي شغلك وانا احكيلك 

.......... 

... 

فتحت اوركيد عيونها علي ملمس ذقن عمر الخشن بينما مرر شفتاه علي وجنتها يقبلها برقه....ما ان فتحت عيونها حتي قابلتها ابتسامته الحلوة بينما يقول : صباح الخير علي احلي واجمل ورده في الدنيا 

خلب قلبها وادخل اليه السرور لترتسم ابتسامه حلوة علي شفتيها : ورده..؟! 

: طبعا الاوركيد 

اعتدلت جالسه وهي تقول برقه : يعني عارف معني اسمي 

عقد حاجبيه وفرك راسه قائلا  : وليه الاحراج ده..... 

نظرت له بجبين مقطب ليداعب وجنتها ويبتسم قائلا : بصي هو مش عارف اوي معناه....بس اكيد ورده حلوة 

ابتسمت علي صراحته البحته لتنفلت شفتيها بكلام قلبها  : انت جميل اوي ياعمر 

اومأ بغرور محبب: عارف ياروح قلب عمر 

ضحكت قائلة  : ايه الغرور ده 

داعب شعرها بمرح : الله مش كنا ماشين حلو... وبتقولي جميل قلبتي ليه 

نظرت الي عيناه قائلة : بقول جميل علي شخصيتك اللي عامله زي القطر ماشي في سكه واحدة.... طيب اضحك عليا وقولي عارف معني الاسم وكمل الصورة الرومانسيه اللي مصحيني عليها

: ياحبيتي ماهو انا مبقاش احب الكذب

قالت باقرار ; دي مجامله 

اومأ قائلا بابتسامه : كذب برضه

نظرت له بمكر : يعني لو سألتك.... شوفت ستات احلي مني هتقولي ايه..؟ 

نظر اليه لحظة قبل ان يتطلع لها ولاحمرار وجهها حينما نطق : هقولك شوفت كتير احلي منك 

قبل ان تناله شرارات عيونها كان يميل ناحيتها وهو يعرف الطريق لشفتيها هامسا امامها ; بس انتي الوحيده اللي اخدتي قلبى.... ياقلبى 

اغمضت عيناها بسعاده لاتصفها كلمات بينما تعترف انها وقعت بحب هذا الرجل الذي مهما حاولت لا تستطيع الا ان تحبه هو بكل عيوبه قبل مميزاته .... فتلك هي مرأه الحب..! 

........... 

.... 

نظرت مها الي غزل التي تجهزت للخروج لتسألها ;  انتي رايحه فين..؟ 

خالفت توقعاتها بخروجه لمكتبها حينما قالت :رايحه لادهم 

نظرت لها مها بتوجس سرعان مااختفي حينما تنهدت غزل بسعاده جارفه وهي تقول   باعتراف : تعرفي ياطنط مها ان لعبه إثبات الذات والشخصيه بين الست والراجل اللي من ألف سنه تخلص لما كل واحد يتأكد ان نص شخصيته الناقص مع الطرف التاني 

نظرت مها بعدم فهم بينما تنهدت غزل بهيام ولم توضح أكثر وهي تقول  : انا بحبك اوي ياطنط مها 

ضحت مها قائلة : انا ولا ابني يابكاشه

داعبت غزل وجنتها ; ماهو انا بحبك عشان خلفتي جوزي القمر اللي بموت فيه ده

ضحكت مها مطولا بالرغم من انها لاتفهم سر تلك السعاده المفاجاه التي احتاجت غزل  التي قالت  : طيب وانا بقي بحب ابنك اوي كدة اسمحيلي اروح له بسرعه عشان نصفي اللي بينا  

قالت مها بنصيحه : غزل كفايه عتاب بقي وقوليله الكلمتين الحلوين دول هينسي كل اللي حصل وكفايه دفا وبعد 

اومات غزل لتسرع بضع خطوات ولكن مها ودتها تعود مجددا لتسالها بقلق  : في ايه..؟ 

قالت بتعلثم : ابدا.... بس هجيب حاجة من الاوضه 

اومات مها لتسرع غزل لغرفتها.... مكثت قليلا قبل ان تعقد حزام ذاك المعطف الطويل الذي وضعته فوق ملابسها التي استبدلتها وتاخذ حقيبته وتغادر 

........... 

.... نظرت في مراه سيارتها لانعكاس صورتها بينما تلقي نظرة اخيرة علي هيئتها التي اهتمت بها للغايه 

دلقت الي مكتب سارة الملحق بمكتبه متسائله: أدهم جوة ياساره 

اومات سارة بابتسامه : اهلا مدام غزل..  مستر أدهم موجود بس في اوضه الاجتماعات 

اومات لها لتقول سارة : اتفضلي 

: لا هقعد معاكي لغايه ما يخلص

جلست غزل لتبتسم لها ساره وهي تقول : تحبي تشربي ايه..؟ 

قالت غزل : هاخد لاتيه وحاجة حلوة لأني مفطرتش وجعانه جدا

ضحكت ساره واسرعت تطلب من العامل إحضار ماطلبته غزل التي جلست الي احد المقاعد الجلديه وهي تحاول أن تكون هادئه بينما تسأل ساره وقد لفت انتباهها عدم وجود تلك الحقيره 

: هي ماهيتاب اجازة النهارده 

هزت سارة راسها وهي ترفع راسها من امام الحاسوب : لا ميسز ماهيتاب سابت الشغل 

هل اتسعت ابتسامتها الواثقه للتو   .... ! يشعل غيرتها بهذا الحديث عن الزواج

ليس اكثر وهاهو طردها مؤكد

قالت بمكر : سابته من امتي....اصلي الفترة اللي فاتت انشغلت اوي مع يوسف في اسكندريه وطبعا مفضيتش اكلمها 

قالت ساره : يعني من حوالي اسبوعين.... فجأه مجتش الشركه ومستر أدهم قالي افضي مكتبها وابعت حاجتها علي البيت

تنهد بسعاده قائلة : ممم هبقي اكلمها افهم منها 

بشهيه كبيرة تناولت هذا الكرواسون مع كوب اللاتيه.....وهي تفكر انه حبيبها ولا يستطيع النظر لأخرى ولابد وانه طردها من العمل ومن حياتهم للأبد 

استأذنت ساره بعد قليل قائلة  : هاخد بس الورق دن لمستر عزت وجايه 

اومات لها واخرجت هاتفه لاتستطيع الانتظار لمعرفه كل شيء لتجاول مع اروي مجددا بعد ان عرفت بترك ماهيتاب للعمل  : اروي.... هو أدهم طرد ماهيتاب 

تعلثمت اروي : معرفش

قال غزل بمكر : متعرفيش ولا برضه مش عاوزة تقولي اللي حصل بينهم اليوم ده

قالت اروي بهروب : انتي، هتعملي زي ماما ياغزل.. معرفش

زنقتها غزل قائلة : انتي بتكذبي عليا يارورو

قالت اروي بابتسامه : بصراحه اه بس اسامه محلفني 

زمت غزل شفتيها لتكمل اروي بمكر : بس محلفش ماما 

ابتسمت غزل لتطلب رقم مهاعلي الفور و التي لوت شفتيها قائلة بتهكمها المعتاد : مستغربه اصلا انتي مهندسه ازاي وانتي كل ده لسه بتفكري في الموضوع العبيط ده

قالت بدفاع :مش، عبيط ياطنط بس أدهم  هو بنفسه مرضيش يقولي انه مش هيتجوز 

ضحكت مها بشماته : ولما هو ناوي مستني ايه ..ايه بيكون نفسه.. ؟! 

ضحكت غزل لتكمل مها :غبيه 

قالت غزل كطفله ; الله ياطنط بقي 

قالت مها : اتحركي ياحبيبه طنط 

قالت غزل بفضول : طيب ايه اللي حصل

قالت مها ببرود : اساليه... 

.... 

غزل 

التفتت له حينما دخل الي مكتب سارة الملحق بمكتبه وتفاجيء بوجودها 

نظرت له بعيونها الحلوة التي تراقصت بها الشقاوة وهي تقول : هربت مني الصبح قولت اجي وراك

امسك ضحكته وتظاهر بالجديه مرددا : هربت..؟! 

اومات وهي تتطلع لعيناه التي لاتستطيع ان تكذب امام عيونها : اه.... امال انت نزلت بدري ليه.؟ 

ابعد عيناه عن عيونها : كان عندي شغل

قالت بدلال وهي تقترب منه وتقف امامه وتحيط عنقه بذراعيها : طول عمرك عندك شغل وكنت بتحب تصبح عليا بطريقتك ولا نسيت

هدرت الدماء، بعروقه من معنى كلماتها ومن اقترابه بتلك الجرأه لاتهتم بانهم ليسوا بالمنزل .... حمحم واستعاد ثباته الظاهري وهو يبعدها برفق قائلا :احنا في المكتب 

نظرت له بغيظ وهو يبتعد عنها : وايه يعني....؟! 

: حد يشوفنا 

زفرت بغضب طفولي وابتعدت عنه خطوة مزمجرة : ماشي براحتك.... بس انا عاوزة  اتكلم معاك 

قال باقتضاب :لما ارجع نتكلم

هزت راسها باصرار : لا دلوقتي 

رفع عيناه الي اصرارها قائلا بعناد فهي ستعيد نفس الحديث وهو لم يشفي من جرح كرامته ولاكبرياءه بعد ليعترف بما تريد: غزل لما ارجع نتكلم  

هزت راسها باصرار : وانا قولت دلوقتي 

أجاب باصرار مماثل : وانا قولت عندي شغل 

قالت بطفوليه وهي تجلس : هستناك لما تخلص

جذبها ودخل بها الي مكتبه متظاهرا بنفاذ الصبر قائلا : اتفضلي قولي اللي عندك 

نظرت له ثم قالت بملاحظة ذكيه : هي ماهيتاب سابت الشغل 

نظر لها بطرف عيناه  ; انتي جايه تسألي علي كدة 

اومات قائلة : ااه... ماهو ده بدايه كلامي

قال بنفاذ صبر: ادخلي في الكلام علي طول 

قالت باصرار ;جاوب الاول.... انت طردتها 

هز راسه بكذب ; لا 

عقدت حاجبيها باستنكار فلماذا لا يريد أن يريحها لتقول بثقه : أدهم انت طردتها صح.... ؟ قول اه وريحني بقي.... انت بتحبني ورفضتتاتجوزها وطردتها كمان وبس بتقول موضوع الجواز عشان تغيطني 

هز راسه : لا 

زمت شفتيها بغيظ وسألته بانفعال : امال هي فين .؟ 

قال ببرود مصطنع فلتتذوق من كأس الغيرة ;عادي جايز مش عاوزها تشتغل

هتفت بحنق : متعصبنيش.... قول الصراحه 

ظل صامت وقد اشفق عليها من محاولتها الصعبه للسيطرة علي اعصابها 

لتنفلت زفرة حارة من بين شفتيها وترفع راسها اليه قائلة  :أدهم انا جايه بجد عشان تعبت. 

رفع حاجبه باستنكار : انتي اللي تعبتي.. ؟

اومات ووقفت امامه تتطلع له بعتاب حطم عناده : اه تعبت منك ومن تصرفاتك.... 

نظر لها لتكمل بتأنيب:عامل زي الولد الصغير العنيد وماسك في موقفك وبتصد اي محاوله مني عشان نقرب من بعض.... 

نظر لها لتكمل باتهام ; 

لو  بتتكلم زي مابكلمك وتعترف بغلطنا زي ماانا قولت كان زمان كل حاجة  بينا حلوة 

إنما أنت بتعاند وخلاص 

..... محقه... نظر اليها غير مصدق انها عادت لمرسي عقلها ورزانتها في معالجه الأمور بينما لم تستسلم وظلت تحاول 

: أدهم....  انت وقفت مكتبي علي رجله ليه لما انت كارهه انشغالي عنك.... وجبت ليا المكتب ليه اصلا من الاول 

نظر لها دون قول شئ لتنظر لعيناه وتجاوب  علي نفسها ; عشان تسعدني....انت عملت وبتعمل  اي حاجة تخليني مبسوطة عشان انت بتحبني 

صح ياادهم 

تنهيده صدره اعطتها الاجابه ولو لم ينطق لسانه لتقول : أدهم حبيبي قولي ايه لسه مزعلك مني 

قال وهو يشيح بوجهه متمسك بأخر ذره اصرار لديه فهي أخطئت كثيرا ولابد من تأكده انها لن تعيدها 

: كل حاجة عملتيها مزعلاني

قالت وهي تقف امامه وتمسك بوجهه لينظر لها :اسفه 

هز راسه بجيبين مقطب ; مش كفايه 

ابتسمت وقالت بنعومه ; طيب انا بحبك 

انكسر العناد ولانت ضربات قلبه..بينما تابعت بمشاعر :  بحبك اوي ومقدرش، ابعد عنك.... بحبك وانت حياتي كلها..... بحبك واسفه علي كل حاجة عملتها...... بحبك وعمري ماحبيت ولا هحب حد غيرك...... بحبك وانت حبيبي وجوزي وصاحبي واخويا وابويا وكل حاجة ليا في الدنيا..... 

تمهلت قليلا بينما بتلذذ بسماع اعترافها الذي لعب علي أوتار قلبه كأروع مقطوعه موسيقيه.....تباطات شفتيها بينما مدت يدها ببطء الي حزام معطفها الطويل تفكه وتكمل بهمس ; ب ح ب ك و ح ش ت ن ي

بحبك وحشتني 

شهق وانتفضت نظراته هاتفا بصدمه ; بتعملي ايه يامجنونه 

...... نظر الي ذلك القميص الذي ارتدته أسفل معطفها بعدم تصديق 

بينما قالت غزل بجراه وهي تغمز له  ;بصالحك.... عارفه انك بتحب اللون الاسود 

اسرع يغلق المعطف مزمجرا : بحبه في اوضتنا مش هنا.... انتي ازاي تنزلي كدة 

قالت بدلال : وانا لو كنت لقيتك جنبي مكنتش جيت 

هامت نظراته وعجز لسانه عن نطق شئ امام ماتفعله به.... فتح المعطف يتأمل جمالها لحظة بينما كشف القميص الحريري القصير عن ساقيها بينما ارتدت ذلك الحذاء ذو الكعب العالي الذي منحها طول قامه محبب ليسحب نفس مطولا ويعيد إغلاق المعطف مرة اخري بغيرة انها ارتدت هذا حتي وان كان من أجله ليهتف بعدم تصديق ; نزلتي كده 

قالت ببراءه وهي تشير للمعطف ;مقفول وطويل 

فتح المعطف مجددا وتطلع الي جمالها الافخاذ لحظة قبل ان يغلقه مرددا بغيرة ; ازاي تنزلي كده 

وضعت غزل يدها برقه فوق يده التي تحيطها بالمعطف بغيرة واضحه لتبعد يده وتخلع المعطف فيتهاوي قلبه بينما تتجه بخطوات بطيئه تغلق الباب بالمفتاح وتسدير اليه ببطء تتهادي بخطواتها لتلمع عيناه بالشغف والاشتياق حينما توقفت امامه وتطلعت له بحب : كفايه علي غزالتك كده وحن عليها.... دي بتموت فيك ومتقدرش ابدا علي زعلك..! 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

بحب : كفايه علي غزالتك كده وحن عليها.... دي بتموت فيك ومتقدرش ابدا علي زعلك..! 
اغمض عيناه لحظة بينما تستوعب دقات قلبه مانطقت به وكأنه البلسم الشافي لجروحه.... عقدت غزل حاجبيها بينما ظنت  انه مازال علي موقفه ولكنه بنفس اللحظة فاضت حمحم نيران اشتياقه لها لتحيط يداه بخصرها يقربها لصدره وتلامس أنفاسه الساخنه وجنتها الممتلئة والتي تجاوزها ووصل الي اذنها ليقول بلوعه واشتياق 

: ده انا اللي هموت علي ايدك ياغزاله

اتسعت ابتسامتها للغايه بينما رقص قلبها من السعاده بداخل صدرها... اغمضت عيناها مستمتعه بتلك المشاعر التي يولدها قربه بها والتي افقدته كل ذره صبر لديه ليميل تجاه شفتيها ولكن قبل يلامسها تفاجأت 

به غزل يتركها ويسرع الي مكتبه 

عقدت حاجبيها باستنكار وعدم فهم ... هل يتركها ويعمل ام انه مازال بهذا التحدي.... لا لا يستحيل 

اتجهت له وانتفخنت وجنتها بالغضب ; انت هتسبيني وتشتغل..؟ 

شهقت بمفاجأه حينما جذبها لتجلس علي ساقه بعد ان امتدت انامله بسرعه كبيرة يوقف الكاميرات بمكتبه ويمسح التسجيلات الاخيره ليقول باشتياق بالغ وهو يحيطها بذراعه : اسيبك ايه ده انا مش هسيبك ابدا 

احاطت عنقه بذراعيها وقالت بدلال : بجد ياادهم 

: اه ياقلب ادهم.... 

رفع اصابعه يمررها علي جانب عنقها ببطء كثير متحرك الي جانب وجهها ومنها الي شفتيها ليمرر انامله برقه فوقهما يرسم خطوطها قبل ان تقترب شفتاه من شفتيها يلتقمها بقبله  حاره لا تصف شئ من مشاعره الملتهبه دوما بحبها..... انها المرأه الوحيده التي هزت جبل رجولته الهاديء وجعلته ينهار  امامها..... غابا في قبلات اججت من نيران اشتياقهم بينما اغمضت غزل عيناها تبادله قبلته باشتياق مضاعف وتركت العنان له ليقبلها مرارا وتكرارا بدقائق طويله حتي شعرت بلمساته تزداد وقاحه لتبتعد ببطء من حضنه وتضع يدها برقه فوق صدره قائلة 

:... لا يادومي كفايه كدة هنا و خلينا نرجع البيت 

رفع حاجبه باستهجان : نعم...! بيت ايه اللي استني ارجعله..... أحاط خصرها وقربها مجددا لصدره ليدفن راسه في عنقها ينشر فوقه قبلاته الشغوفه هامسا : وحشتيني ياغزالتي 

بادلته بنبره متعلثمه من فرط مشاعرها :

وانت كمان وحشتني اوي.... بس مش هينفع هنا

عقد حاجبيه كالاطفال متزمرا : يعني انتي جايه ولابسه كدة وتقولي مش هينفع 

هزت كتفها بدلال ولوت شفتيها  : الله بقي مش كنت بصالحك ..! 

وقعت عيناه صريعه شفتيها التي انتفخت بتلك الطريقه ليهتف برفض : بقولك ايه ياغزالتي..... انا ماسك نفسي بالعافيه واصلا مش مستوعب وبحاول مفتكرش انك خرجتي كدة فلمي الدور وتعالي نسيني عملتك السوده دي 

ضحكت بنعومه علي غيرته لتميل عليه تخطف أنفاسه باقترابها وهي تسأله بدلال : بتغير عليا..؟! 

جذبها لصدره بتملك : اسمها بولع من الغيره 

ضحكت بدلال : للدرجة دي يادومي 

رفع حاجبه : واكتر من اي درجه 

ضحكت قائلة : ياحبيبي ولا تغير ولا حاجة و

طبعا طبعا مكنش في اي حاجة باينه مني 

هز كتفه برفض  :ولو برضه ياغزالتي مينفعش تنزلي كدة.... 

أحاطت عنقه ومالت عليه بدلال تحرك شفتيها علي جانب خده قائله بنعومه : طيب عديها المرة دي عشان خاطري يادومي.... انا بس كنت عاوزة اصالحك 

امسك وجهها بين كفيه وقبل ارنبه أنفها بحنان قائلا : اااه منك ومن اللي بتعمليه فيا 

ضحكت قائلة :طيب يلا بينا نرجع البيت 

هز راسه وعاد لشفتيها يقبلها برقه هامسا بأنفاس محمومه : مش قادر اصبر 

قالت برجاء : بليز يادومي

هز راسه متزمرا كالاطفال لتتسع عيناها :هنعمل كدة ازاي هنا 

هز كتفه وداعي وجنتها الحمراء : زي الناس علي الكنبه 

ضحكت علي وقاحته : وهي ناس مين اللي بتعمل كده علي كنبه المكتب ياقليل الادب 

ضحك مطولا قبل ان يقول : قدامك اقل من دقيقه ياغزاله.... تقومي من علي رجلي وتلبسي بدل ما مش هسيطر علي نفسي 

ضحكت واتجهت الي معطفها وانحنت لترتديه 

لتتوقف يدها بمنتصف الطريق وتستدير اليه لتجده جالس علي مقعده ومرجع ظهره للخلف ونظراته متركزه عليها يكاد يلتهمها 

لتقول بدلال وقد دغدغت نظراته غرورها والتي تخبرها انه يراها أجمل امرأه علي وجهه الارض   : مالك يادومي..... بتبص ليا كده ليه 

مرر يداه علي لحيته ومازالت نظراته تتلكأ فوقها باعجاب : بلاش ابصلك ياغزالتي 

التفتت له وسألته بجراه عن رأيه فيما ترتديه : عاجبك..؟ 

قام من مقعده واتجه اليها ليجذبها الي صدره و يجتاح شفتيها بشفتيه مطولا قبل ان يقول بأنفاس متقطعه : طول عمرك مجنناني مش بس عجباني

نظرت له بنعومه وعضت علي شفتيها قائلة :والقميص حلو..؟ 

مرر اصابعه فوق شفتيها يحررها من أسفل أسنانها قائلا بأنفاس ملتهبه : يجبنن.... خفتت نبرته ليهمس بجوار اذنها بوقاحه : هموت و.... همس في اذنها بكلمات وقحه... 

لتضحك وهي تلكم كتفه : قليل الادب 

داعب شعرها قائلا : طيب يلا بقي البسي عشان فعلا هموت وأقل أدبي 

قبل ان ترفع المعطف فوقها كان يمسك هو به ويلبسه لها لتبتسم وتتركه يغلق ازاراه

ليمد يداه برقه بعد ان أغلقه ويخرج خصلات شعرها ويرتبها فوق ظهرها... ابتسمت وظلت تتأمل كم هو وسيم زوجها ليقول :

واقفه ليه.... يلا 

قالت بحب وهيام : عاوزة ابصلك 

ضحك وامسك بيدها قائلا : ياستي بصيلي واعملي اللي انتي عاوزاه..... في البيت 

امسك بيدها وخرج بلهفه متجها الي المنزل     .... اخرج هاتفه 

لتساله بينما احتضنت ذراعه ووضعت عليه راسها :بتعمل ايه..؟

هكلم ام حسن اشوف البيت وضعه ايه..؟ 

لم تفهم شئ لتجد ابتسامته اللعوب تتسع وهو يتنهد قائلا : الحمد لله ماما والولاد نايمين شويه قبل الغدا 

غمز وتابع ضغطه علي دواسه الوقود بينما يداه تتحرك ممسكه بيدها : كدة البيت فاضي لينا ساعتين 

....... 

.... 

جلست اوركيد بجوار عمر توقظه : 

عمر... عمر حبيبي اصحي 

فتح عمر عيناه الناعسه : مالك يااوركيد

هزت راسها بابتسامه هادئه ; ابدا بس خايفه تتأخر على شغلك 

هز رأسه قائلا : لا مش هروح.... هقعد في البيت النهارده 

عقدت حاجبيها : ليه 

مرر يداه علي خصلات شعرها بخفه : ايه مش عاوزاني اقعد معاكم 

هزت راسها : لا ابدا بس بسأل اصلك قليل اوي لما بتاخد اجازة

اعتدل جالسا وهو يقول :ياستي وعشان كده هقعد معاكم..... ايه رايك نتفسح و نخرج انا وانتي ولينا وناخد طنط كمان 

نظرت له بسعاده : بجد ياعمر عاوز تخرج معانا

اومأ لها وضمها اليه رافعا يداه يمررها فوق خصلات شعرها : بصي ياروكا انا جايز اكون زي ماقلتي قطر بس بحبك وبحب بيتنا وعيلتنا وعاوزكم مبسوطين معايا

.... انتي بس وريني الطريق وانا همشي وراكي مغمض 

ضحكت قائله :  ماهو في روكا اهو.... يعني القطر عارف السكه

ابتسم بسعاده لضحكتها ليمرر يداه علي جانب وجهها قائلا بحنان : بسمع مامتك بتناديكي بالاسم ده وقولت اكيد بتحبيه 

اومات له بتأثرر; فعلا ماما بس وبابا الله يرحمه 

ربت علي كتفها مرددا : الله يرحمه 

ابتسمت له قائلة ; اهو ياحبيبي انت كدة بدأت تاخد بالك من التفاصيل وهو ده الطريق

ضحك قائلا بثقه : 

بس كدة ده انا دكتور.... يعني التفاصيل لعبتي 

شاكسته قائلة ; برا البيت ياحبيبي انما في البيت مفيش تفاصيل كنت بتاخد بالك منها 

رفع حاجبه باستدراك ليقول بخبث :

ازاي بقى..... ده فيه اهم تفصيل اخدت بالي منه و اللي حرق دمي 

عقدت حاجبيها باستفهام ; ايه هو..؟ 

نظر لها بشر :شعرك ياهانم

خفضت عيناها بخجل كطفله ليقول : مش هتعدي من غير عقاب 

:وايه العقاب 

قال بخبث وهو يطوق خصرها ; حالا هقولك عليه..! 

....... 

.......... 

ارتمي أدهم علي ظهره يتنفس بقوة بينما هدرت دقات قلبه بجنون داخل صدره بعد نوبه جنون حبه برفقتها.....اغمضت غزل عيناها وتوسدت صدره وهي تهمهم بأسمه بنبرة متقطعه من فرط تسارع أنفاسها ; اا دهم

مرر يداه فوق شعرها قائلا :اانا كويس ياغزالتي اطمني

وكزته في صدره قائلة وهي تلتقط أنفاسها : المفروض تسألني انا اللي كويسه

نظر لها لترفع جسدها من فوقه وترتكز علي صدره قائلة : بعد اللي عملته انا اللي لازم تتطمن عليا

ضحك وداعب خصلات شعرها قائلا : وانا عملت ايه بس ياغزالتي 

داعبت أنفه بطرف أنفها بحب ; كل ده وعملت ايه ياقلب غزالتك... ده انت.... ابتلعت باقي حديثها واحمرت وجنتها لتشاكسه بغمزة شقيه : الأربعينات جايه معاك جامد يادومي

ضحك وجذبها اليه ليكتسح شفتيها بشفتاه مطولا قبل ان تنفلت من بين ذراعيه : لا كفايه كدة انا مش حملك.... 

ضحك عليها لتهرب الي الحمام والسعاده تجتاح ملامحها..... خرجت لتجده قد غرق بالنوم  لترتدي ملابسها بعدها تصلي شكر لله علي عبور تلك الغيمه بعيدا عن حياهما ...

....... 

نظرت اوركيد الي عمر هاتفه بعدم تصديق وهي تري تلك اللوحة الفنيه التي رسمها فوق عنقها وكتفها ومقدمه صدرها 

:عمر انت مجنون..... 

ضحك وهو يعتدل جالسا ويلتقط ملابسه من علي الارض :وريني بقي هتغطي رقبتك ازاي وشعرك قصير كده

نظرت لعنقها وهزت راسها بحنق ليقف خلفها ويطبع قبله علي كتفها العاري قائلا ; كل ما العلامات دي تروح هعملك غيرهم لغايه ماشعرك يطول

عقدت حاجبيها ; كده ياعمر 

اومأ قائلا :تستاهلي ياقلب عمر 

ضحكت ليقول وهو يمسك بهاتفه : تعالي بقي اسمعك اغنيه سمعتها وانا راجع 

شغل الاغنيه (ضحكت يبقي قلبها مال) 

لتضحك اوركيد من قلبها :انت لسه واصل دي قديمه اوي 

مرر يداه برقه علي جمال ملامحها قائلا بهيام :اول مرة اسمعها وحسيت انها بتوصفك.... ضحكتك الحلوة اللي مش بتعرفي تخبيها مهما تكوني زعلانه مني.... بعرف وقتها ان قلبك حن 

........ 

اوقظت غزل ابنها سليم : يلا حبيب مامي عشان نتغدي 

اومأ سليم قائلا : بابي هيتغدي معانا

; اه ياحبيبي هو نايم لغايه مااجهز الغدا

..... روح صحي تيته وسيلا بس من غير شقاوة ياسولوم

اومأ وركض باتجاه غرفه مها التي اخذت سيلا بحضنها ونامت... 

........ 

عقدت غزل حاجبيها حينما دخلت المطبخ وكقطه وصلت اليها تلك الرائحه :

ام حسن ايه الريحه دي..؟ 

كقطه اشتمت الرائحه النفاذة لتقول ام حسن ;

ده آيس بوكس الاستاذ يوسف بعته الصبح مع سواق أدهم بيه ومليان سمك وجمبري واستاكوزا 

فتحت الايس بوكس لتجد مختلف انواع الأسماك والمأكولات البحريه التي تحبها

اتصلت بأخيها : يوسف حبيبي تعبت نفسك ليه..؟ .

: بالهنا والشفا ياحبيبتي.... محسن كان بياخد ورق لادهم قولت ابعت معاه اكله سمك 

ضحكت قائلة : دي عشر اكلات 

:بالهنا والشفا

:تسلم ايدك 

اغلقت لتسالها ام حسن : هنعمل السمك ده علي الغدا ولا زي ماقولتي 

هزت راسها بتفكير ; لا بلاش... انتي طلعتي الحمام زي ما قولتلك

. اومات ام حسن لتقول : جهزت كل حاجة 

:طيب انا هعمل البط وانتي احشي الحمام

قالت ام حسن : والسمك...؟ 

قالت غزل ; كملي بس معايا الاكل وانا هشوف موضوع السمك 

امسكت غزل بهاتفها لتتصل بأوركيد التي همست بينما تقوم من جوار عمر النائم..... : زوزو وحشتيني اوي 

اتسعت ابتسامه غزل : رورو وانتي وحشتيني اكتر.... عامله ايه؟ 

قالت اوركيد بسعاده : الحمد لله وانتي طمنيني 

تنهد غزل هي الاخري بارتياح : انا الحمد لله كويسه اوي.... 

قالت اوركيد بهمس : عندي كلام كتير عاوز  اقوله ليكي 

قالت غزل بحماس : وانا كمان 

قالت اوركيد : لما عمر.... وبنفس اللحظة قالت غزل : لما أدهم...  

ضحكت الفتاتان وهما يتحدثون بتفس اللحظة لتقول غزل : اصل أدهم نايم 

: وعمر كمان 

: خلاص لما أدهم يخرج هكلمك نرغي  

ضحكت اوركيد : اوك 

قالت غزل : طيب بصي بقي انا هبعتلك السواق ومعاه اكله سمك واصله ليا من الإسكندرية بس ماليش نفس ليها 

ضحكت اوركيد قائلة : ليه ياحوريه البحر 

قالت غزل : مش عارفه... بس مش جايلي نفس ليها.... بالهنا والشفا انتي وعمر 

اهو شويه فسفور

ضحكت اوركيد : وانتوا مش عاوزين فسفور 

ضحكت غزل : لا.... انا عامله لادهم حمام 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

 ابتسمت مها وهي تجلس الي تلك الطاوله الشهيه التي اعدتها غزل.... 
: تسلم ايدك 

اقتربت غزل بسعاده بينما تشعر بالالم في ظهرها وساقها من وقوفها تلك الساعات بينما تعد الطعام... 

نزل أدهم يحمل سيلا التي تعالت ضحكتها الجميله..... بوسه بابي فين 

قبلت وجنته وركضت الي مها التي حملتها ووضعتها بجوارها علي المقعد 

: تعالي ياغزل يلا اقعدي واقفه ليه..؟ 

قالت لادهم : حاضر ياحبيبي لحظة بس هجيب الشوربه 

اومأ وجلس لتبتسم له مها قائلة : متوصيه بينا علي الاخر وعامله الاكل اللي بتحبه

اومأ لأمه بابتسامه : تسلم ايديها 

جلست غزل ليقول أدهم بشهيه : تسلم ايدك ياحبيتي الاكل شكله روعه 

ابتسمت له وبدأت بتوزيع الطعام ليتناول الجميع بشهيه 

هز سليم راسه قائلا : مش عاوز حمام مش بحبه

قال أدهم : ليه ياسولوم ده جميل اوي وكمان  مامي اللي عملاه 

قالت مها : خلاص ياادهم سيبه براحته طالما مش عاوز 

أصر أدهم علي ابنه قائلا : طيب جربه ياحبيبي ده مفيد جدا 

رفعت مها حاجبيها تزجرة : مفيد لأيه..؟ 

حمحم أدهم واحمر وجهه غزل لتزجرة مها بنظراتها متمتمه بخفوت : مفيد ليك انت... سيب الولد ياكل براحته

قالت غزل بحرج وهي لا تستطيع النظر لمها : خد ياسليم كل من ده انت بتحبه  

......... 

... بعد الغداء صعدت مها لغرفتها لترتاح لتوكز غزا أدهم في ساقه قائلة من بين أسنانها بينما جلس أطفالها يلعبون بجواره : 

فضحتني ياادهم..؟ 

نظر لها بضحكه واسعه ; ليه ياعيون ادهم

زجرته بخفوت : حمام ايه بس اللي مصمم الولد ياكله.... انا عملاه ليك انت 

غمز لها بوقاحه :  عارف ياروحي.... كلها كام ساعه والعيال تنام 

احمرت وجنتها ووكزته بكتفه : شششش ايه اللي بتقوله ده

همس بجوار اذنها : بقولك اللي هعمله بعد مااكلت الحمام

ابعدت عيناها عن نظراته الوقحه لتقول بخفوت ; انت مش محتاج حمام ولا غيره 

أحاط خصرها بذراعيه وقربها له قائلا : بجد ياغزالتي 

ابتسمت وضعت يدها براحه يده : طبعا ياقلب غزالتك بس بطل قله ادب الولاد تسمع 

.... 

............ 

..... 

فتح عمر باب المنزل لشافعي الذي وقف امامه يحمل الايس بوكس ; ايد ده يا شافعي

: ده سواق أدهم زهران قال الحاجات دي المدام بتاعته بعتاها للمدام 

عقد عمر حاجبيه لتخرج اوركيد خلفه : اه ياعمر... عندي علم بالحاجات

اخذ عمر من يد شافعي ودخل لتقول اوركيد : دي غزل باعته لينا اكله سمك 

نظر لها بتساؤل : ليه..؟ 

هزت كتفها : عادي ياحبيبي هديه

اومأ وحمل البوكس ووضعه لها علي طاوله المطبخ قائلا : طيب ياروحي انا هنزل ساعتين اخلص مشوار وارجع علي طول 

اومات له بابتسامه ليميل عليها يقبل وجنتها : سلام ياروحي 

......... 

... 

تزمرت لارا وميرا بنات اروي بضيق ; مامي احنا ملناش ذنب 

زجرتهم اروي بتأنيب : يعني ايه مالكوش ذنب.... انا سبت أدهم معاكم نص ساعه بس تاخدو بالكم منه على مااجهز الغدا ارجع الاقيه وقع... ايه يالارا انتي وميرا مش عارفين تاخدو بالكم من اخوكم الصغير 

هزت لارا كتفها بدفاع عن نفسها ; مامي انا قولتله يبطل ينط وهو شقي اعمل له ايه 

زفرت اروي وهي تضم أدهم اليها الذي وضع راسه علي كتفها بعد ان انهكه البكاء متألما من أثر سقوطة علي الارض الصلبه

: عموما انا هسكت دلوقتي بس ليكم حساب معايا... انتوا كبرتوا ولازم تهتموا معايا باخوكم الصغير 

قالت ميرا يامامي واحنا مالنا.... الأحسن تجيبي داده تانيه بدل داده حنان 

نظرت لها اروي بتوبيخ : بنت انتي تسمعي الكلام وبس ويلا علي اوضتك انتي وهي 

قبلت أدهم بحنان : معلش يادومي 

ابتسم الصغير واستكان في حضنها ليغمض عيناه بينما امسكت اروي بهاتفها

: اسامه عملت ليا ايه في موضوع الداده.. انا تعبت ومش قادره الاحق علي البيت والولاد وادهم وقع 

قال اسامه بقلق ولهفه : وقع.. .!! ايه اللي حصل..؟ هو كويس 

تنهد قائلة : الحمد لله كويس... سبته مع لارا وميرا علي مااجهز الغدا وطبعا ماخدوش بالهم منه وهو بينط وقع بس الحمد لله جت سليمه 

: انتي متأكده يااروي... طيب تحبي ارجع ناخده الدكتور 

: لا ياحبيبي اطمن هو كويس مفيش داعي لدكتور... بس شوفلي موضوع الداده

: حاضر ياحبيتي.. والله انا كل يوم بكلم المكتب بتاع الخدمات بس مش عارف ايه موضه البنات الصغيرة اللي بيشغلوهم دي وبصراحه قلبي مش مطاوعني اجيب عيله صغيرة اشغلها عندي.. مش انسانيه خالص

اومات له : عندك حق... وبعدين انا عاوزة واحدة زي حنان شاطره وصحتها كويسه عشان تساعدني 

: تمام ياحبيبي حاضر 

المهم خدي بالك من ادهم والبنات وسيبي البيت متعمليش فيه اي حاجة... ياستي اطلبي اكل من برا وانا هنضف معاكي لما ارجع

ضحكت اروي : ياسلام.... ومن امتي ليك 

في التنضيف 

ضحك هو الاخر ; هو  ماليش بس عشانك احاول 

: ماشي ياحبيبي.. سلام.. 

......... 

......

جلست اوركيد بجوار عمر الذي انهي مكالمته لهذا المحل الشهير للحلويات بعد ان طلب منه إرسال شيكولاته باهظة وحلويات لمنزل أدهم زهران 

: ليه ياحبيبي..؟ 

: عادي ياروكا... زي ماصاحبتك بعتت لينا هديه 

:ااه.. بس يعني 

وضع يده علي يدها : مفيش بس... هي ذوق معاكي وانتي لازم تكوني زيها

ابتسمت له ليجذبها لتتوسد صدره فيما يتابعون احد الأفلام لحين عوده والدتها التي اخذت لينا وذهبت معها لزيارة احد اصدقاءها.... 

مرر عمر يداه في خصلات شعرها القصير لتتلمس اصابعه برقه تلك الآثار المرسومه علي عنقها لتثقل أنفاسه وتلمع رغبته فيها بعيونه... روكا 

همس بجوار اذنها.. لتهمهم وهي مندمجه باحداث الفيلم : نعم 

: هي طنط ولينا راجعين امتي..؟ 

هزت كتفها : يعني ساعتين ولاحاجة.... ليه.. ؟

داعب شحمه اذنها بحميميه : عشان عاوز اتكلم معاكي في موضوع مهم 

رفعت عيناها اليه ببراءه تسأله : موضوع ايه...؟ لتلمح العبث بعيناه بينما قام من جوارها وحملها متجها الي غرفتهما 

قائلا : هقولك حالا 

.......

... 

اعتدلت غزل جالسه وهي تضم الغطاء الحريري حول جسدها وتتطلع الي أدهم الذي قام من جوارها واتجه الي الثلاجه الصغيرة بجانب الغرفه يخرج منها شئ بارد ليشربه

: عاوزة عصير ياروحي..؟ 

هزت راسها وتمطأت بكسل قائلة  : لا هاتلى شيكولاته عشان تديني طاقه بعد اللي عملته فيا 

ضحك قائلا : لا ياغزالتي شكلك عجزتي

احضر لها قطعه من الشيكولاته وعاد الي جوارها واكمل بمشاكسه : كده ممكن اتجوز واحدة صغيره 

لكمته بغيظ : عشان اقتلك 

قال وهو يفتح لها الشيكولاته : مش كل شويه تقولي تعبت 

ضحكت واحمرت وجنتها : يبقي تخف عليا شويه يادومي انا غزاله وانت اسد

ضحك مطولا لتقضم من الشيكولاتة وتقول بتلقائيه وهي تمضغها بتلذذ ; عموما لو مكنتش اصلا حامل انا واثقه بعد عمايلك دي اني اكيد هطلع حامل الشهر ده 

أوقف ضحكته سريعا ونظر لها باستفهام  : مش فاهم 

نظرت له : مش فاهم ايه ياحبيبي

قال وهو يتطلع الي ملامح وجهها الجميل ; اخر جزء فاهمه.... قبلها قولتي ايه..؟ 

قالت بدلال وهي تقضم قطعه اخري :

قولت اني حاسه اني جايز اكون حامل 

قال بلهفه : طيب مستنيه ايه... نعمل اختبار ونعرف 

هزت كتفها : لا لسه بدري... اقفل الشهر اصبر شويه 

هز راسه وامسك بيدها ;مفيش صبر تعالي نروح للدكتور 

ضحكت قائلة : دكتور ايه... لا طبعا لسه بدري ومش هيبان اي حاجة دلوقتي.... اصلا ده مجرد احساس 

عقد حاجبيه بلهفه : ولو.. اكيد الدكتور هيعرف

امسكت بيده : ياحبيبي بقولك مجرد احساس.... يعني مش عاوزة السمك وريحته ضايقتني وجسمي واجعلني وكسلانه وعاوزة حلويات... احساس مش اكتر 

امسك بكلتا يديها بين يديه قائلا ; ان شاء الله احساسك صح... يلا بقى نروح للدكتور ولا اقولك اكلمه يجي هنا 

; ياأدهم اصبر ياحبيبى.... وبعدين انا اصلا  هعذبك زي ما عذبتني وانت مخاصمني

رفع حاجبه لحظة ثم لانت ملامح وجهه قائلا بحنان ; ياروحي عذبيني براحتك بس انتي اطلعي حامل 

: للدرجه دي عاوز بيبي 

اومأ لها كطفل صغير ; ااه 

ضحكت ووضعت راسها علي صدره : ان شاء الله ياحبيبي بس دلوقتى خليني انام عشان مش قادره من التعب

أحاط ها بكلتا ذراعيه وجذب الغطاء الثقيل فوقها : نامي ياروحي... نامي 

ماان اغلقت عيناها حتي هتف : غزل 

تمتمت بأعين مغلقه : نعم.. 

: انتي قولتي انك تعبانه تعالي نروح للدكتور 

ابتسمت براحه وتابعت نومها هامسه : اصبر ياحبيبي.... تصبح على خير 

ومن أين يأتي له الصبر بينما ظل يفكر ويتطلع اليها بسعاده... ااه مما تفعله به تلك الشقيه الصغيرة.. سعيد وكأنها ستكون حامل لأول مرة 



.......... 

... 

في الصباح شعرت به يقف خلفها وهي تعد الافطار ليحيط بحضرها بذراعه ويضم ظهرها الي صدره قائلا بنبره الرجوليه : صباح الخير ياغزاله

استدارت له وظلت يداه تحيط بها : صباح النور ياحبيبي 

مرر يداه علي شعرها بحنان قائلا : عامله ايه   .. لسه تعبانه

هزت راسها ; لا انا كويسه اوي... يلا صحي طنط مها عشان نفطر 

اومأ قائلا : ماشي.... سيبي اللي في ايدك وتعالي ارتاحي و ام حسن تكمل 

: هعمل بس البيض اللي انت وسليم بتحبوه وهاجي وراك

: لا بلاش تقفي كتير 

ابتسمت قائلة : أدهم ياحبيبي انا كويسه وبعدين قولتلك مجرد احساس 

عقد حاجبيه متذمرا كطفل : طيب ريحيني ونروح للدكتور 

هزت راسها : لا قولتلك لسه بدري... اسبوع ولا عشر ايام وابقي اعمل اختبار نتأكد الاول وبعدين نروح للدكتور

.......... 

... اسبوع وهو لايهدأ وكأنه بانتظار نتيجه امتحان ليمتليء قلبها بالسعاده باهتمامه المبالغ به وبالطبع أفعاله الغير متوقعه 

فاليوم قال بمكر وهو يتطلع لوجهها : غزل ياحياتي... شكلك تعبانه وهتاخدي برد ايه رايك نروح للدكتور

ضحكت علي حجته الطفوليه : لا مش تعبانه ولا هاخد برد ومش رايحه لدكاترة

نظر لها بغيظ : بقي كدة 

اومات له لتتفاجيء به بوسط الليل يوقظها 

بصوت خافت وهو يحرك جسدها النائم فوقه : غزل.... نامي علي ضهرك 

فتحت عيناها الناعسه بعدم فهم ليقول وهو يمد يداه اسفلها يعدلها لتنام علي ظهرها ; اصل انتي نايمه علي بطنك 

:وفيها ايه..؟ 

قال وهو يضع يداه برفق علي بطنها ; كده احسن بلاش تنامي علي بطنك 

اعتدلت جالسه تطالعه بغيظ لانه اوقظها بوسط نومها : يارب ياادهم اطلع حامل في أربع او خمس بيبيهات عشان يطلعوا عينك 

ضحك مشاكسا وهو يداعب وجنتها المنتفخه : ولو عشرة انا راضي

رفعت حاجبيها بغيظ : ياسلام... ومين اللي بيغير من ولاده ويقولي البيبي اخدك مني

فرك راسه بتفكير : في دي عندك حق... بس ماهو سيلا القمر كانت بيبي لطيف ومكنتش بتعذبني زي الواد سليم 

ضحكت ووضعت راسها علي صدره : ده ياحبيبي عشان طنط مها كانت معانا وبتاخدها طول الليل

... رفعت عيناها اليه وتابعت برقه ; وطبعا سيلوش هتتجنن لما تعرف ان في بيبي هياخد مكانها وشوف بقي هتصالحها ازاي

ضحك قائلا : لا سيبيهالي.... هجيب ليها محل لعب وعرايس وهصالحها... يلا بقي اعملي التيست وريحيني

هزت راسها واغمضت عيناها ; الصبح يادومي 

: دلوقتي 

هزت راسها : الصبح ونام بقي يادومي.. عاوزة انام 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

 مع أول خيوط الشمس فتحت غزل عيناها التي لم تغفل طوال تلك الساعات بينما ازداد تسرب تلك الدقات الخائفه الي قلبها بعد كل تلك السعاده التي تشعر بها ومهما حاولت تهدئه دقات قلبها ازداد ذلك الشعور مع مرور كل لحظة وذكري حلوة يذرعها أدهم بقلبها وعقلها يراودها هذا الشعور والذي جعلها تتسائل به ماذا لو لم تكن حامل بالفعل..؟! شعرت كثيرا بالضيق من نفسها وبتأنيب الضمير لأنها أخبرته عن احساسها لتراه متعلق بالحمل بتلك الطريقه.... ولكنها كانت قد اتخذت قرار الا تخفي عنه شئ مهما كان وهي ارادته ان يشاركها شعورها واحساسها..... نظرت له بينما ارتاحت ملامح وجهه النائمه لترتسم ابتسامه هادئه علي شفتيها فكم هو رجل حنون...لتحدث نفسها وتسالها ان كل تلك الحرب التي كانت تخضوها كانت علي هذا الرجل الذي طبق المقوله حرفيا انه سيحضر لها نجمه من السماء ان أرادت...!
تنهدت وعادت الابتسامه لوجهها فكم هو شعور لايوصف ان يكون شريك حياتك رجل مثله لتغمض غزل عيناها وتتمنى ان تشعر كل الفتيات مثلها بينما كلمه زوج تعني حبيب وزوج واب وأخ وصديق...... وتتمني ان تكون ملئت تلك الفراغات بحياته وكانت له أيضا زوجه وحبيبه وام واخت وصديقه ولاتعرف ان هذا شعوره بالفعل والذي قاله ليوسف 

......... غزت تلك الرجفه قلبها لتشعر بألم طفيف في بطنها من الخوف والترقب بينما ازدادت دقات قلبها مع خوفها ان تلك السعاده لن تدوم كما حالها دوما..... فقد جربت كثيرا.. ترتفع لاعلي سابع سماء وفجأه تجد نفسها ترتطم بالأرض... ازداد الوجع ببطنها لترفض الاستسلام لهذا التفكير السلبي وتحدث نفسها ; لا ان شاء الله مفيش حاجة وحشه هتحصل.... وهنفضل مبسوطين 

استعانت بالله واخدت نفس عميق متأمله ان الخير والسعاده ستدوم........ بهدوء رفعت يده من فوقها وقامت من الفراش لتخطو بخطي بطئيه تجاه تلك العلب التي لايكل أدهم ولا يمل من احضارها كل يوم..... فكل يوم طوال هذا الأسبوع يعود حامل اختبار حمل جديد بنوع مختلف..... لتدير راسها اليه وتهمس بسعاده..... هو اختبار واحد كفايه... ؟! 

سحبت احدي العلب ودخلت الي الحمام..  

........... 

..... 

... 

قالت شيماء بلهفه : بجد يابابي 

قال اسعد بملل : هتفضلي تسألي كل شويه.. ايوة ياشيماء بجد.. انا كدة عملت اللي عليا الدور والباقي علي جوزك

عقدت شيماء حاجبيها : وهو مراد تفتكر يرفض

تنهد اسعد بنفاذ صبر ; يرفض يقبل براحته... انا جبت عزت الدمياطي يشاركه ويتجوز اخته مالي بقي لو نشف دماغه ورفض

قالت شيماء وهي تهز رفضها : يعني ايه مالك يابابي... مش انا بنتك وتهمك مصلحتي ومصلحه جوزي وشغله مع الراجل ده هيعوض خسارته مع أدهم 

: اه بس جوزك مش بيحسبها كده.... دي اخته وقالي هيفكر لان الموضوع مش بيع وشراء

زمت شيماء شفتيها وهزت قدمها بعصبيه : اخته...! وهي الزفت دي هتفضل علي قلبي مايخلص منها ويريحنا... انا هتكلم معاه ولما اشوف هو هيفضل مصلحتنا ولا مصلحه البرنسيسه اللي كانت هتفضحه 

قال اسعد بتحذير : شيماء خدي بالك من كلامك مع مراد 

: يعني ايه اخد بالي.... يعني اسكت 

; مقولتش كدة بس كمان متدخليش زي القطر كده.... اتكلمي معاه براحه واعملي اني مقولتش ليكي علي اي حاجة وسيبيه هو يحكيلك ولو سألك عن رايك تقولي 

............ 

.... 

مرت دقائق علي غزل بينما لا تتوقف عن فرك يدها بتوتر كبير فهي تعترف أنها خائفه ومترقبه أكثر منه مهما كانت تبدي بالايام الماضيه العكس...... نعم خائفه..... خائفه ان تخزله...! 

هذا هو الشعور الاعظم الذي سيطر عليها... 

........... 

.... 

فتح اسامه عيناه الناعسه حينما شعر ببروده الفراش بجواره لينظر ناحيه اروي فلا يجدها بجواره..... فرك وجهه يبعد اثار النعاس واعتدل جالسا ينظر في ارجاء الغرفه فأين هي من هذا الصباح... 

قام واتجه الي غرفه أدهم ليجده نائم فيعقد حاجبيه ويخرج.... أين هي... ؟! 

اتجه الي غرفه الفتيات ليجدها نائمه علي طرف الفراش، بجوار ميرا..... 

اقترب منها وبرفق وضع يده علي كتفها لتنتفض علي الفور وتنظر الي ابنتها بقلق 

ميرا... 

هدأت دقات قلبها حينما وجدتها نائمه بينما قال اسامه برفق وهو يربت علي كتفها : ده انا ياحبيتي 

نظرت له وتنفست بارتياح ليسألها ; انتي نايمه كدة ليه..؟ 

قالت وهي تضع يدها على ظهرها الذي تألم من تلك النومه الغير مريحه : ميرا كانت تعبانه بليل وفضلت جنبها 

عقد حاجبيه بقلق ومد يداه يتلمس جبين ابنته لتقول اروي : لا مش سخنه... كان عندها مغص جامد 

: طيب مصحتنيش ليه..؟ 

قالت وهي تعتدل واقفه : محبتش اقلقك وبعدين انا اديتها دوا وعملت ليها حاجه سخنه واتحسنت ونامت الحمد لله 

اومأ اسامه قائلا : الحمد لله

عموما انا هكلم عمر اخليه يعدي يبص عليها علي الضهر كدة 

هزت راسها بارهاق وهي تقول : طيب انا هجهزلك الفطار كده كده البنات مش، هيروحوا المدرسه هخليهم يرتاحوا في البيت 

اومأ لها : تمام بس متتعبيش نفسك بالفطار روحي نامي شويه قبل ماادهم يصحي 

ما ان تحرجتالي غرفتها حتي شعرت بالدوار لتستند الي يد اسامه بسرعه.... هلعت ملامح اسامه : مالك يااروي 

راودها شعور قوي بالغثيان لتركض الي الحمام تفرغ مافي بمعدتها..... ركض اسامه خلفها ليسندها وهو يمسح وجهها بالماء البارد.. ايه ياحبيبتي مالك..؟ حاسه بأيه.؟ 

قالت وهي تاخذ نفسها ; انا كويسه . 

هز راسه بقلق وهو يتطلع لوجهها الشاحب: كويسه ايه بس... انا هكلم عمر 

امسكت بيده ; لا مفيش داعي انا تلاقي اخدت برد من ميرا.... هنام وهبقي كويسه 



............. 



فتح أدهم عيناه سريعا حينما جاءه صوتها تناديه : أدهم 

اعتدل جالسا سريعا ينظر لها بقلق : ايه ياحبيتي مالك..؟ 

نظرت له بعيون امتلئت نظراتها بالخوف الذي جعل القلق يتسرب الي قلبه بينما يسالها بقلق : انتي كويسه..؟ 

اومات له لحظة قبل ان يتفاجيء بها تلقي نفسها بحضنه كطفله صغيرة وتقول كلمه واحدة  : خايفه...! 

أحاطها بذراعيه بعدم فهم ليطمئنها قبل ان يسالها مما هي خائفه .. .. مرت لحظة وهو يضمها اليه قبل ان يسالها بحنان حاول به أن يخفي قلقه من حالتها  :  خايفه من ايه..ياحبيبي.. ؟

قالت وقد تجمعت الدموع بعيونها : خايفه مطلعش حامل وتزعل 

ابتسم علي خوفها الطفولي ازدادت يداه حولها يقربها لدقات قلبه التي كل دقه بها تتنفس حبها ليقبل راسها ويقول بنبره حملت حنان العالم اجمع وهو يمسك بعلبه اختبار الحمل من يدها ويلقيها بعيدا : متخافيش من اي حاجة 

رفعت عيناها اليه ليمسك وجهها بكلتا يديه ويزيح تلك الدموع التي لمعت بعيونها ويكمل بحنان : اوعي تعيطي ولا تخافي ابدا 

ضمها الي حضنه واكمل : اول ماتحسي انك خايفه تعالي في حضني وارمي كل خوفك وقلقك 

ابتسمت من بين قسمات وجهها الحزين ليعقد حاجبيه بعتاب قائلا  :يعني انتي متخيله اني ممكن ازعل منك ابدا ياغزل... لا وكمان عشان حاجة بأيد ربنا 

هزت كتفها وارتجفت شفتيها قائلة : يعني انت اتعلقت بفكرة اني اكون حامل وخايفه اخزلك

هز رأسه ومرر يداه بحنان علي شعرها قائلا :ياحبيتي انا نفسي وبدعي ربنا يكون عندنا ولاد تاني بس لسه العمر قدامنا وحتي لو ربنا ماأردش مش زعلان ابدا كفايه انتي وسليم وسيلا عليا..... بس انا طماع وربنا هيكرمنا ببيبي انا واثق 

ابتسمت واخدت نفس عميق ونظرت له قائلة بتوجس :يعني.... قاطعها بحنان ; يعني مش عاوز اي حاجة تخوفك ابدا وانا جنبك 

تشجعت لتقول : يعني بلاش اختبار

اومأ لها بابتسامه حنونه : بلاش ياستي 

داعب ارنبه أنفها واكمل : ولو اني متأكد انك حامل... 

رفعت حاجبيها بدلال بعد ان اجتاحت الراحه اوصالها وكيف بسهوله وبساطه وحنان واحتواء استطاع تبديل خوفها بلحظة ما ان صارحته له : بقيت دكتور.. ؟

مرر ظهر يداه علي وجنتها الناعمه قائلا : 

ولا الف دكتور يفهم الست اكتر من جوزها 

اومأت قائلة : بصراحه في دي عندك حق 

قبل وجنتها لتقول وهي تتطلع اليه بشقاوة  : طيب يادكتور أدهم ايه اللي مخليك متأكد اني حامل 

قال ببساطه : اللي عملتيه ده دلوقتي

نظرت له ليقول بشرح : امبارح كنتي بتضحكي ومعذباني ودلوقتي متأثرة وبتعيطي... ابتسم وشاكسها وهو يكمل : 

هو طبعا جنانك انا واخد عليه...... بس زايد حبيتين النهارده 

ضحكت لتضع راسها علي صدره وتتنهد بحب قائلة ; ربنا يخليك ليا ياحبيبي.... انت بجد أطيب زوج في الدنيا 

رفع حاجبه بمشاكسه : طيب....! 

لا ده الحمل قالب معاكي بواحدة تانيه خالص... فين غزل اللي بحبسها وبخنقها.... عقدت حاجبيها وقاطعته : خلاص بقي يادومي كانوا كلمتين لحظة عصبيه ميبقاش قلبك اسود 

احتضنها قائلا : ماشي يا قلبى ماهو انا ساكت اهو  

اومات قائلة ; طيب يلا تعالي معايا 

نظر لها باستفهام ; فين.. ؟

قالت بدلال : خدني نتمشى شويه عشان اغير مود 

اومأ بتفكير بينما زحفت عيناه الي الكمود والي على اختبارات الحمل الموضوعه فوقه 

لتضيق غزل عيناها بخبث وقد فهمت مايريده... فهو أدهم زهران ولن يتغير.... قلق للغايه ولن يدعها تسير ما لم يطمئن علي حملها 

: انت مش قولت بلاش اختبار

نظر لها بعيونه الحلوة يرجوها ان تطمئنه دون قول شئ 

لتنظر له بشقاوة وقد ابعد كل مخاوفها بحنانه بينما تشجعت وهي تخبره بخوفها 

لتقول بنبره مسرحيه : حاضر هعمله يااستاذ أدهم... 

اجتاحت الابتسامه وجهه وارتاحت ملامحه انها ام تظل علي عنادها.... فلتكن حامل او لا أفضل من الترقب والانتظار.... 

رفعت اصبعها امامه بمرح : بس لو طلعت حامل... امسك بيدها وقاطعها قائلا : 

طلعتي او مطلعتيش أدهم زهران بين ايديكي شبيك لبيك 

رمي بسهام جاذبيته وحبه مخترق قلبها الذي ذاب امامه لترتسم السعاده علي ملامحها وهي تفكر كم ان الانثي بسهوله كلمه تجعلها تحلق فوق السحاب 

لتقول بدلال ونعومه : لا اذا كان شبيك لبيك يبقي هفكر واقولك عاوزة ايه 

..... 

......... 

وضع اسامه ذلك الكوب بجوار اروي التي اغلقت عيونها بينما استندت بظهرها الي الوساده خلفها.... اروي

فتحت عيونها ليقول : اشربي ده عشان تتحسني

اومات قائلة : تعبت نفسك ليه ياحبيبي انا كويسه 

هز راسه قائلا : مفيش تعب.. اشربي بس وانا هروح اشوف أدهم صحي ولا لا 

قالت له وهي تهز راسها : لا سيبه نايم ويلا روح شغلك عشان متتاخرش

: لا هفضل معاكم النهارده انتي تعبانه 

: انا كويسه ياحبيبي واصلا شويه وهقوم من السرير 

نظر لها بتردد لتقول : روح ياحببيي انت عندك شغل كتير... ولو في حاجه هكلمك 

اومأ لها ليميل علي ودتها يقلبها قائلا ; مش هتاخر وهخلي عمر يعدي عليكم 

........

....

اخذت غزل تفكر وتفكر ليشرد ذهنها بعيدا عن نتيجه هذا الاختبار الذي وقفت بانتظاره..... 

طرق أدهم الباب حينما طال انتظاره 

غزاله حبيبتي... انتي اتاخرتي كدة  ليه..؟ 

انتبهت من شرودها لتخفض عيناها تنظر الي نتيجه الاختبار........ انتفض أدهم وفتح الباب مندفع اليها ماان سمع صرختها الاي لم يفهمها الا حينما دخل..... حااامل 

تبرطم وهو يجذب الي حضنه تلك التي اخذت تقفز ليقول من بين امانه بغيظ لأنها صرخت بتلك الطريقه وافزعته ;  انا قطعت الخلف بسبب الخضه دي 

ضحكت مطولا لتقول بمرح ; يعني خلاص مش هبقي حامل تاني

نسي كل شئ ليجذبها لحضنه ويغدقها بالقبلات ; مبروك مبروك... مبروك يا غزالتي 

..........

.....

فتحت اوركيد عيونها علي رنين هاتف عمر الذي لا يتوقف لتاخذه من فوق الكمود وتنظر اليه.. الو 

: اوركيد انا بكلم عمر... انا طلبتك 

قالت وهي تقي صوتها الناعس :  لا... انا رديت علي تليفونه لما لقيتك 

: طيب هو فين..؟ 

: نايم اصحيه 

: اه معلش عاوز اقوله حاجة 

... ربتت علي كتفه برفق : عمر.... كلم اسامه 

وضع عمر الهاتف علي اذنه ليستمع الي اسامه... حاضر هعدي عليهم قبل مااروح الشغل متقلقش... تمام 

هطمنك حاضر.. سلام

نظرت له اوركيد بقلق ليقول وهو يتثائب : بيقولي ميرا تعبانه اعدي اكشف عليها شكلها هي واروي واخدين برد 

: لا الف سلامه عليهم.... تحب اجي معاك اطمن عليهم 

هز راسه وربت علي يدها قائلا : لا ياروحي بلاش احسن تتعدي 

: مش هتعدي ولا حاجة ياحبيبي

: خليني اروح بس اشوف مالهم وبعدين نبقي بليل ناخد لينا ونروح لهم نزورهم 

اومات له لتقوم تعد الافطار     ..... 

ابتسمت لأمها التي سبقتها الي المطبخ ;  صباح الخير ياماما 

: صباح النور ياروكا 

; روحي ارتاحي وانا هعمل الفطار. 

قالت امها بابتسامه ; لا انا خلاص عملت كل حاجة فاضل بس البيض وقولت اسيبه للآخر عشان يبقي سخن... 

......... 

..... 

ابتسمت مها بسعاده وجذبت غزل لتحتضنها حينما اخبروها بخبر حمل غزل :  مبروك ياحبيبتي 

نظر لها أدهم بغيرة قائلا : وانا 

نظرت له مها بمشاكسه ; هو انت اللي حامل 

هز كتفه قائلا : لا بس انا اللي جايب الولد

وكزته مها بتوبيخ بينما احمرت خدود غزل من وقاحته : بطل قله ادب ياولد.....  

فينك ياسليم تشوف ابنك العاقل الراسي

قالت غزل بدفاع  وهي تضم نفسها الي أدهم : ماهو عاقل اهو ياطنط وجميل وزي القمر 

كتمت مها ضحكتها وتظاهرت بالجديه وهي تقول : بتدلعيه قدامي كمان  

نظر أدهم الي امه وزوجته قائلا : شكلنا هنبدأ غيرة وخناق....... لا ابوس أيديكم انا مش عاوز نكد تاني 

قالت غزل بتفكير  ; هو من جهه نكد.... فأحب أقولك ان في ثورة هتقوم حالا اول ما الولاد تعرف بموضوع البيبي 

قالت مها : في دي سيبوها عليا انا... انا هقولهم 



........ 

.... 

عقد مراد حاجبيه بغضب مزمجرا : وانتي عرفتي منين...؟ 

قالت شيماء بتعلثم وقد اندفعت بالحديث واخرته بكلام ابيها عن زواج اخته : ابدا... اصل.... قاطعها مراد بحده ; طبعا اسعد بيه قالك 

تحلت بالقوة وهي تقف امامه قائلة : وفيها ايه لما بابي يقولي..... ايه انت ناوي تخبي عليا...؟ 

قال بانفعال : الموضوع ميخصكيش عشان اخبيه عليكي اصلا 

هتفت بانفعال مماثل : يخصني 

: يخصك في ايه..؟ 

: انا مراتك ومصلحتك تهمني 

زم مراد شفتيه هاتفة من بين أسنانه ; وانا مصلحه اختي تهمني 

رفع أصبعه في وجهه شيماء وتابع : انا حذرتك قبل كده

عقدت حاجبيها بدفاع : وانا عملت ايه.... انا بتكلم معاك وبقول رايي..... 

نظر لها مراد بعصبيه : رايك اني اجوز اختي لراجل قد ابوها 

هزت كتفها وتابعت باقناع : والله عادي يعني ولا اول ولا اخر واحدة تتجوز واحد أكبر منها وبعدين دي مش اول جوازه ليها 

: يبقي ارميها لجوازه تانيه تطلع منه برضه مطلقه 

: لا طبعا مقولتش كده..... وبعدين ايه اللي يطلقها... لو علي السن ماهو أدهم زهران اللي كانت بتجري وراه اكبر منها واكبر  من مراته نفسها وعادي ولا اتطلقت ولا حاجة 

لوي مراد شفتيه علي تبريرات زوجته الواهيه : وانتي هتجيبي أدهم زهران لعزت الدمياطي اللي اكبر من ابوكي 

عقدت جبينها متهكمه : ابوكي 

نظر لها مراد مطولا قبل ان يوليها ظهره متبرطما : اسعد بيه..! 

تركها وانصرف لتهز قدمها بعصبيه... تلك المصيبه المتمثله في ماهيتاب التي حولت منزلها لجحيم فلا يمر يوم دون شجار تختلقه بينها وبين مراد الذي استمالت قلبه بدموعها وقارب علي مسامحتها لتفكر بأن عليها ان تجعلها تغادر منزلها بأقرب وقت... 

.......... 

.... 

ضحك عمر مقهقها بينما يقفز أدهم فوقه ويلعب معه.... جائت اروي تحمل الحلوي والعصير لتقول : أدهم كفايه شقاوة وسيب اونكل عمر يرتاح كفايه تعبناه معانا 

ابتسم عمر وقبل أدهم واخذه ليجلسه فوق ساقه قائلا : فين بس التعب... ايه يااروي انا مش زي اخوكي 

أفلتت ضحكتها المرحه ليضحك عمر هو الاخر :هو مش اخوكي طبعا... انا عارف ان مكان أدهم عندك حاجة تانيه 

أومات : بس انت كمان ليك مكانه عاليه عندى 

: ربنا يخليكى.... ها هتحتاجي مني حاجه تاني

هزت راسها وقامت لتأخذ منه أدهم : شكرا تعبتك 

; مفيش تعب... المهم خلي ميرا تمشي علي الادويه وانا بليل هعدي عليها 

قبل أدهم الصغير ونظر اليه مطولا قبل ان يداعب الحنين قلبه لطفل مثله.... 



....... 

فارس أحلامها أخذها لليله وحدهما للاحتفال بخبر حملها في إحدى الفنادق المطله علي النيل....! 

اسند أدهم ظهره الي الوساده خلفه بينما جلس في انتظارها لتبدل ثيابها 

ليقول بعد قليل وهو يتطلع الي ساعته :  تعالي بقي ياغزالتي بتعملي ايه كل ده  ...؟ خرجت غزل بخطوات بطيئه لتتركز عيناه عليها بينما ارتدت قميص حريري باللون الأبيض وفوقه روب قصير ليتنهد أدهم بهيام ويطلق صغيرا بشقاوة : ايه الجمال ده..... 

قمر بالأبيض ده انت حاسس ان النهارده ليله فرحنا

ابتسمت وهي تجلس بجواره ليداعب وجنتها قائلا : فاكره ياغزالتي الليله دي 

غابت في تذكرها لتتذكر حفل زفافهم بينما لمعت عيون  أدهم بالعبث حينما تنهدت غزل بهيام : طبعا فاكرة يادومي.... حفله فرحنا كانت حاجة وهم 

عقد أدهم حاجبيه وتطلع لها بخبث : حفله.... ؟! 

اومات بابتسامه واسعه : اه حفله... هو انت نسيت حفله فرحنا. 

صمت فبالتأكيد ان أخبرها ان كل مايتذكره من هذا الحفل هو فلاشات الكاميرات المزعجه بالاضافه الي ذلك العدد من الناس ستقتله 

نظرت له غزل قائلة :امال انت فاكر ايه من فرحنا 

مرر يداه ببطء علي ظهرها وقال وعيناه تتطلع اليها بمكر : بفتكر اللي بعد الحفله طبعا  

ضحك علي تعبيرات وجهها لتكلمه في صدره  بطل قله ادب.... 

تابع ضحكه بينما يتذكرها ليله زفافهم ليقلدها حينما رأت اثار تلك الليه علي جسدها في اليون التالي..... (أدهم الحقني ايه اللي في رقبتي) 

لكمته بغيظ في كتفه : والله انت قليل الادب... حتي مكنتش صابر اخد عليك 

جذبها اليه متمتم بهمس بجوار اذنها ; اجيب الصبر منين علي مراتي الحلوة دي وخصوصا ليلتها وانا كنت هموت وتبقي ليا 

ضحكت بسعاده وهي تتذكر قصه حبهم وبرائتها امامه بينما تفتحت مشاعرها علي يده... شاكسها بوقاحه : طيب ايه مش هنعيد ذكريات ليله جوازنا

هزت كتفها بدلال : مش خايف علي البيبي

رفع حاجبه فاااه منها ومن دلالها ليقول بعبث : خايف بس مراتي حبيتي طلبت مني نقضي ليله عسل لوحدنا وانا مقدرش أرفض ليها طلب 

مال علي جانب عنقها يقبلها ببطء واغواء لتغمض عيناها باستسلام لتلك المشاعر التي تتحرك بداخلها تجاه هذا الرجل الذي تعشقه.... 

....... 

... 

هدرت ماهيتاب بغضب اهوج وهي تزيح كل ما على طاوله الزينه..... ده لما تنطبق السما علي الارض مش هيحصل 

خرجت شيماء وتركت صدي ضحكتها الشامته في ماهيتاب التي دن جنونها بعد ان اخبرتها ان أخيها سيزوجها بأحد رجال الأعمال وهو عزت الدمياطي ذلك الذي تجاوز الخمسون بسنوات..! 

لتهتف بغضب شديد : مش هيحصل.... مش هتجوزه.... مش هيحصل 

نظرت لانعكاس صورتها بالمرأه لتردد باصرار وقهر : مش هتجوز غير أدهم..! 



....... 

توسدت غزل صدر أدهم العاري واغمضت عيناها وهي تمرر يدها برقه فوق عضلات صدره بينما تركت يداه تتحرك علي طول ظهرها بحركات هادئه.... 

قبل أدهم شعرها مستنشق عبيرها وهو  يتمتم : بحبك ياغزالتي

رفعت نفسها علي ذراعيها فوق صدره وتطلعت اليه... وانا بحبك اوي ياادهم 

مرر يداه بحنان علي شعرها قائلا باعتذار ;

غزل حبيتي متزعليش مني في اي حاجة عملتها..... انا عارف اني ساعات بزودها معاكي ولما بتعصب مش بشوف قدامي بس انا بحبك ومقدرش اعيش من غيرك ولو لحظة..... وبموت وبتجنن من الغيرة 

مش، بغير من شغلك بالعكس عاوزك مبسوطة وناجحة ومنورة بس غصب عني ببقي عاوزك ليا 

ابتسمت له وقالت : وانا مش هضايقك في اي حاجة بعد كده.... 

قال بوعد : وانا كمان.... مش هعمل اي حاجة تضايقك...وعاوزك اي حاجة عاوزة تقوليلي عليها قوليها غير خوف ابدا مهما كانت 

اومات له ليحمحم قبل ان يقول باقتضاب :وعاوزك كمان تعرفي ان موضوع الصور ده مرضتش اقولك عليه وقتها عشان مكنتش عاوز حاجة تضايقك.... وبعدها الموضوع كبر غصب عني 

دون ارادتها سألته : وهي 

قال وهو يشيح بوجهه برفض لتعكير صفوهم :غزل متجبيش سيره الموضوع ده 

قالت باصرار: حاضر بس عاوزة اعرف 

أشار بيده بقطعيه : خلاص نهيت الموضوع 

قالت بدلال وهي تميل عليه : عاوزة اعرف التفاصيل يابيبي

نظر لها وقد اقتنصت ابتسامته بشقاوتها : ده انا عندي شويه تفاصيل.... تعالي اقولك عليهم

انفلتت ضحكتها بينما يدفن راسه بعنقها يقبلها لتحاول ان تنفلت من يده ولكنه احكم ذراعيه حولها ليجذبها اليه مرة اخري قائلا بعبث : مش كل مرة هتهربي ياغزالتي

قرب شفتيه من اذنها وهمس : تعرفي انك جننتيني خلاص ياغزاله

ضحكت بدلال : بجد يا دومي

اوما لها وداعب بشره عنقها بشفتيه : وخصوصا بموضوع البلطو ده .... عجبتني الحركه 

ضحكت غزل وقالت بخجل محبب : بس بقي يا دومي متكسفنيش 

ضمها إليه قائلا  ; لسه بتتكسفي مني ياغزاله 

هزت كتفها ووضعت راسها علي صدره :

بتكسف بس مش منك ياحبيبي

ابتسمت شفتاه ليقبل راسها الذي استكان فوق صدره وغرقت بالنوم 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

تقلبت غزل بكسل وهي تفتح عيونها ليترك أدهم تكمله ارتداء، ملابسه ويتجه الي جوارها 
: صباح الخير 

ابتسمت له : صباح النور ياحبيبي

امسكت بربطه عنقه برقه قائلة : انت لابس ومتشيك بدري ورايح فين... الساعه لسه سبعه 

قال وهو يقبل وجنتها : لابس ومتشيك عشان رايح اسكندريه اخلص شغل 

نظرت له ليقرأ ما بعيونها كعادته ليهز راسه :لا ياغزاله مش هتيجي معايا 

عقدت حاجبيها كالاطفال : ليه..؟ 

داعب شعرها بخفه : انتي عارفه ليه.... وبعدين انا كلها كام ساعه وراجع يعني هتتعبي في الطريق رايح جاي وخلاص.. لو يوسف واحشك نعزمهم يقضوا يومين معانا.. انا كدة كدة ناوي ان شاء الله اعملك حفله صغيرة نحتفل بحملك

نظرت له بتساؤل ; انت بتتكلم جد... حفله 

: اه ياروحي فيها ايه

هزت راسها بتفكير : مش عارفه بس مفيش،داعي 

نظر لها باستفهام ; ليه..؟ 

هزت كتفها ووضعت يدها برفق فوق بطنها : يعني بلاش... انت شفت كلام الدكتور وانه أأكد ارتاح اول 3 شهور فبلاش 

: خلاص براحتك ياحبيتي.. انا كنت عاوز افرحك

احتضنت ذراعه ووضعت رأسها عليه :انا فرحانه طول ماانت جنبي 

اومأ لها وقبل راسها قائلا : وانا جنبك ياروحي... هقوم انا بقي اكمل لبسي عشان الحق اسافر وارجع بسرعه 

اومات له : خد بالك من نفسك 

ابتسم لها بحنان : انتي اللي خدي بالك من نفسك ولو في اي حاجة كلميني علي طول 

هزت راسها ليعود اليها ويجلس بجوارها قائلا بحنان ; ارجعي كملي نوم عشان ترتاحي 

ابتسمت له بهيام قائلة : تعرف ان ليهم حق يحسدوني اني متجوزة راجل زيك

نظر لها ورفع حاجبه : يحسدوكي.. ؟! 

اومات له واحاطت عنقه بذراعيها ; طبعا مش مرات أدهم زهران... 

ابتسم لتتابع : طبعا مش بس عشان راجل غني وكدة.... لا عشان راجل فظييع حنين ولطيف ووسيم وقوي... يعني فيك كل حاجة اي بنت تحلم بيها 

نظر لها بحب لتداعب طرف أنفه بأنفها وتشاكسه بشقاوة ; وطبعا غني وكل شويه بيجيب ليا عربيه احسن من اللي قبلها

ضحك عاليا وهو يقول : لا وحياتك ياغزالتي بلاش يحسدوكي علي موضوع غني دي بالذات...... ده انا بخسر ملايين.... 

وحتي بفكر اصفي شغل العربيات 

عقدت حاجبيها سريعا وتحولت ملامحها للجديه سريعا وهي تقول : انت بتتكلم جد 

هز كتفه باستدراك وهو لايريد ان يتحدث ويقلقها بأمور عمله : متشغليش بالك... 

هزت راسها وامسكت بيده : ادهم ياحبيبي.. انت ليه مقولتش ليا ان عندك مشاكل في شغلك 

قال برفق : مش مشاكل... ده بس مجرد تفكير.... سوق العربيات في النازل واحنا الحمد عندنا ثروة معقوله فعشان كده بفكر اصفي شغل العربيات 

هزت راسها :  لا طبعا ياحبيبي.... اصلا شغلك ده حياتك...وده اللي كون شخصيتك وبعدين سليم طالع بيحب العربات زيك وانا عاوزاه نسخه منك 

نظر لها لتضغط علي يده بتشجيع ; ايه ياحبيبي ... أدهم زهران هيستسلم كدة بسهوله ولا يفكر ازاي يحول خسارته لمكسب 

نظر لها ولمعت عيناه بينما تابعت غزل تتحدث معه ويفتح لها قلبه وعقله ليرتاح وهو يشارك مشاكله وهمومه برفقه شريكه حياته.... 

هتفت غزل بحماس    ... 

طيب ايه رايك بقي ان انا جت ليا فكرة 

لتبدا بشرح تلك الفكره التي ستجعله يعمل بمعدات النقل الثقيل 

لتكمل بشقاوة : هتاخد السوق كله لحسابك ياادهم زهران ...سوق العقارات شغال كويس الفتره دي وانت بشغلك مع otrack طبعا هتاخد التوكيل وهتكون الوكيل الوحيد للشركه 

انبهرت نظرات عيناه لتنظر له غزل بترقب : ها ايه رايك في فكرتي..؟ 

صمت لحظه بتفكير  قبل ان يمسك بوجنتها الممتلئة ويقبلها : طبعا فكرة عبقريه ياغزالتي... 

نظرت له بعدم تصديق  : انت بتتكلم بجد 

اومأ لها ; طبعا فكرة عبقريه..... 

اتسعت ابتسامتها لتقول بغرور محبب : عشان تعرف ذكائي 

داعب وجنتها قائلا : وذكيه هانم خلاص حبت قعده البيت ومعندهاش شغل تروحه

نظرت له بطرف عيناها قبل ان تحسن اختيار الاجابه : عندي شغل اروحه طبعا بس كمان عندي زوج بيتجنن من القلق لو خرجت وخصوصا وانا حامل 

ابتسم لعقلها قائلا : ماهو مع زوج زي ده لازم نشغل الذكاء

نظرت له بمسايرة : وتفتكر اعمل ايه..؟ ساعدني في شغلي زي ماساعدتك ياادهم بيه

اومأ لها بجديه رجل أعمال : طبعا ياباشمهندس غزال

وكزته في صدره : بطل غلاسه... ايه غزال دي هو يوسف نطح عليك 

ضحك عاليا وهو يقول : احنا دلوقتي رجال أعمال بنتكلم مع بعض وطبعا مينفعش اقولك ياغزالتي... مفيش مهنيه خالص 

تقمصت الدور الجاد : تمام ياادهم بيه عندك حق... بس خليها غزل هانم 

اومأ لها قائلا : طيب ياغزل هانم ايه رايك... مكتب سيادتك هيبقي شركة هندسيه وهدخل شغل المقاولات بس مش بس بالمعدات... لا بكل حاجة.. سيادتك ترسمي وتخططي وانا انفذ وابني المباني بالمعدات 

نظرت له بحماس : بتتكلم جد

:طبعا... مش كومباوند واحد لا شغل علي كبير.... شغل بأسم أدهم زهران وشريكته غزل هانم

قفزت لتحتضنه بحماس : طبعا طبعا موافقه 

احتضنها برفق قائلا : بس بشرط 

نظرت له ; سيادتك اول حاجة بطلي نط زي القنفد وشغلك يكون اغلبه من البيت وترتاحي جدا وتاخدي بالك من البيبي 

قالت بحماس : هاخد بالي من البيبي وابو البيبي كمان.... انت تأمر ياادهم بيه 

اومأ لها ومال ناحيه شفتيها... ليقبل طرفها قائلا : دي موافقه مبدئيه..... بليل نمضي العقود لما ارجع 

ليله مجنونه دمغ كل خليه بها بحبه وعشقه لها لتهب رياح السعاده وتعصف بكيانهم وتكلل حياتهم التي اخذت طريقها الصحيح بالتفاهم والود 

......... 

....... 

في اليوم التالي كان يخطو الي مكتبه وهو يتحدث في هاتفه..... 

حاولت سارة التحدث ما ان رأته ولكنه انشغل بمكالمته..... ليدخل الي مكتبه وهو يتابع حديثه... .. تمام ياعزيز بكرة هبعتلك اذون الإفراج الجمركي وانت خلص كل الإجراءات 

عقد حاجبيه حينما انغلق الباب خلفه ليري ماهيتاب تستند الي الباب..... أغلق الهاتف سريعا وكشر عن انيابه مزمجرا : انتي بتعملي ايه هنا.. وازاي تدخلي مكتبي كده.... 

ما ان رفع صوته مناديا ساره حتي هتفت ماهيتاب وهي تقف خلف الباب :

مكانك ياادهم واسمعني 

نظر لجرأتها باستنكار حاد ; مكاني..؟! 

اومات ونظرت الي عيناه بتحدي : اه مكانك.......والا في لحظة هصرخ وهقول عنك كلام مش لطيف

توقف أدهم مكانه ونظر اليها بينما تنظر له بتحدي وجنون مطلق وهي تخلع عنها جاكيت سترتها وتلقيه أرضا جاذبه أطراف بلوزته الحريريه ليتمزق بسهوله قماشها الرقيق..... 

لم يصدق فعلتها والتي اعجزته للحظة عن التصرف بينما تابعت : لو قربت خطوة او عليت صوتك هصرخ واقول انك حاولت معايا..... 

زمجر أدهم بحدة وانفعال :عاوزة ايه..؟! 

قالت ماهيتاب بانفعال بينما أنفاسها تتصاعد بسرعه : انا طلعت خسرانه كل حاجة إنما أنت كسبت كل حاجة حافظت علي بيتك وكمان طلعت بطل في نظر الهانم لما رفضت تتجوزني.....!

قال بعصبيه ; قولتلك انتي  عاوزة ايه.؟ 

قالت ببرود وهي تتطلع له : عاوزة تعويض 

هتف أدهم من بين أسنانه : كام.. ؟

ضحكت ببرود أشعل اعصابه بينما يفكر بحل لجنون تلك المرأه التي يبدو أنها تقاتل بضراوة فلايوجد لديها ماتخسره بينما هو لديه الكثير ليخسره ان نفذت تهديدها 

لتقول ماهيتاب بثقه ; التعويض.... مش فلوس 

نظر لها بثبات : امال عاوزة ايه..؟ 

قالت بثقه ;  نتجوز

نظر لها باستهجان لتتابع بأصرار اهوج : هو ده التعويض اللي انا عاوزاه..... في ثانيه ياادهم هصرخ والشركه كلها هتتلم وتحصل فضيحه معتقدش هتعرف تلمها وقتها... اهدي وخلينا نتكلم... 

صاح بها بانفعال شديد : انتي اكيد مجنونه 

قالت بهدوء ظاهري : انا عاقله اوي... الكل كسب الا انا 

قال أدهم بجديه : انا ماذتكيش

قالت بنبرة لينه ; وانا عمري مااقدر ااذيك انا بحبك 

قال ادهم بتحذير : اللي بتعمليه ده مش هيوصلك لحاجة..... مش هتجوزك مهما عملتي انا بحب مراتي 

تجاهلت كلامه الذي ضغط علي اعصابها ; 

هتتجوزني ياادهم وحالا

مد أدهم يده الي هاتفه لتصيح به بتحذير :

سيب التليفون من ايدك ياادهم ومتخلينيش انفذ تهديدي... 

هتف بعنفوان :انا محدش يقدر يهددني 

قالت بدهاء ; انا اقدر....!

نظر لها لتقول بقوة : انا مرتبه كل حاجة المرة دي..... صدقني مش هتعرف تخلص مني 

الناس كلها شايفاني وانا داخله مكتبك 

والكاميرات مش هتفيدك في حاجة.... انا وقفتها...! 

تجمدت نظراته بصدمه لتكمل بدهاء ضاحكه ;انت اللي اديتني الباسورد.... ولا ناسي... 

نظر لها بغضب فتلك الحقير اوقعته في فخ لا يستطيع الخروج منه..... لتفتح حقيبتها ببطء وعيناها متاهبه لأي حركه منه وهي تخرج تلك الأوراق وتضعها امامه 

نظر لها باستهجان : ايه ده..؟ 

قالت بخبث ;عقد جواز.....! 

نظر أدهم الي تلك الأوراق بيدها لتكمل بتهكم : هو عرفي...... نظرت له وضغطت علي حروفها ; مؤقتا عرفي.... بس هيوفي بالغرض 

صاح بها بجنون وغضب وهو يتجه ناحيتها :انتي مجنونه اكيد مجنونه..... انا لايمكن اتجوزك.. فاهمه.. لايمكن 

هتفت بعنفوان وهي تنتوي تنفيذ تهديدها ;وانا بقولك معندكش اختيارات.... المرة اللي فاتت دفعت فلوس المرة دي  هتعمل ايه في الفضيحه ... 

قال أدهم بجديه ; هعملك كل اللي انتي عاوزاه.... بس مش هتجوزك.... خدي فلوس زي ماانتي عاوزة 

هزت راسها باصرار جنوني :مش عاوزة حاجه غيرك.... 

لانت نبرتها وقالت وهي تتطلع الي حلمها البعيد  والذي انتوت تحقيقه والمتمثل برجل مثله :أدهم انا خسرت كل حاجة... مراد عاوز يجوزني لواحد اد ابويا... معنديش حد يخلصني غيرك

اومأ قائلا بهدوء ربما يستطيع تهدئتها ; انا هتدخل ومش هخلي مراد يعمل كدة.... صدقيني هقف جنبك 

تراقص قلبها لشهامته لتقول بنبره هادئه وهي تنظر له : أدهم انت ليه مش عاوز تفهمني.... انا بحبك.... بحبك ومش عاوزة غيرك

هتف بغضب شديد : وانا بحب مراتي.. بحبها ولايمكن اشوف غيرها... اسمها بس اللي هيبقي علي اسمي 

نظرت له بحقد هاتفه : بعد الفضحيه هتسيبك وهتخسر كل حاجة.... امضي ياادهم...!! 

امضي وبلاش تخليني اعمل حاجة اندم عليها...! 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

هتف بغضب شديد : وانا بحب مراتي.. بحبها ولايمكن اشوف غيرها... اسمها بس اللي هيبقي علي اسمي 
نظرت له بحقد هاتفه : بعد الفضحيه هتسيبك وهتخسر كل حاجة.... امضي ياادهم...!! 

امضي وبلاش تخليني اعمل حاجة اندم عليها...! 

..............!

تنهد عمر قائلا : اسامه انت مش مركز معايا خالص 

قال اسامه بقليل من الشرود بينما انشغل عقله بتعب ابنته الذي أثر بالسلب علي اروي هي الاخري فهو يشعر انها ليست بخير 

: مركز ياعمر وسامعك

قال عمر بترقب : طيب ايه هتتدخل في الموضوع بتاعي انا وادهم 

نظر له اسامه بتساؤل : وايه اللي يخلينا نفتح موضوع مقفول بقاله سنين وبعدين مفيش مشكله بينك وبين أدهم..... لو علي التوكيل الطبي بتاع الشركة هو عرض تاخده وانت اللي رافض من سنين 

هز عمر راسه : انا مش عاوزك تتدخل عشان شغل انا عاوز علاقتنا تكون كويسه 

نظر له اسامه ليرفع  عمر عيناه الي أخيه بقليل من الخجل ويتابع : أدهم طول السنين دي بيتعامل معايا بس عشان عامل خاطر ليك وبصراحة انا بتكشف من نفسي كل ما افتكر اللي عملته من سنين.... عاوزه يصفي من ناحيتي يااسامه وتكون علاقتنا كويسه 

اوركيد ومراته اصحاب ووجودي بيعمل حساسيه..... انتوا عارفين اني اتغيرت وخلاص الماضي انتهي وعشان كدة عاوز انا وانت وهو تكون علاقتنا كويسه وجاي عشان تتدخل

ايه رايك..؟ 

تنهد اسامه بتفكير ليسأل أخيه : وايه اللي طلعها في دماغك..؟ 

قال عمر ; بلاش الواحد يصلح من نفسه..

اومأ اسامه باقتناع : ماشي ياعمر حاضر هشوف وقت مناسب واكلمه

نظر الي أخيه وسأله بقلق : المهم ميرا... انت متأكد انها كويسه 

اومأ عمر قائلا : ميرا كويسه  متقلقش.... هو ميكروب في المعدة وده بياخد اسبوع وهتتحسن متقلقش

............ 

... 

..... عاد عمر الي المنزل لتساله اوركيد بلهفه : ايه ياعمر اتاخرت ليه..؟ 

ربت علي كتفها بحنان : معلش ياحبيتي لو قلقتك.. تليفوني نسيته في المكتب وعديت علي اسامه عشان اطمن علي ميرا ولما ركنت تحت افتكرت ان التليفون مش في جيبي وبعتت شافعي يجيبه

قالت اوركيد بتفهم وهي تتجه خلفه لتخلع عنه جاكيته : ولا يهمك ياعمر المهم انك بخير 

امسك بيدها وجذبها برفق لتقف امامه لتتهادي ابتسامتها الهادئه الي وجهها ليسألها : بتضحكي علي ايه.. ؟

: انت مش متضايق اني قلقت عليك

اميك وجهها بين يديه وتطلع اليها قائلا : حد يتضايق من اهتمام مراته بيه

رفعت حاجبيها بشقاوة : في واحد اعرفه بيضايق

قال عمار بدون تفكير : حمااار. 

ضحكت اوركيد ومالت عليه لتقول بدلال وهي تمرر يدها علي ياقه قميصه : متقولش عليه كدة...

: يهمك.. ؟

: حبيبي 

ابتسم وسرعان ما تحركت شفتاه تجاه شفتيها التي تاقت اليه ليأخذها في قبله متمهله انتهت بينما انحني عمر ليحملها ويتجه بها الي فراشهم لتضحك اوركيد....وكمان بتشيلني... . احنا اتغيرنا اوي يادكتور عمر... 

وضع قبله فوق عنقها وهو يقول : ولسه هبهرك ياروكا..... 

غابت ضحكتها بين شفتيه بينما انقشعت تلك الغيمه السوداء من فوق سماء، حياتهم...... وفي مكتب أدهم زهران كانت سحابه اخري تلوح في الافق...!  

........! 



وقف أدهم مكانه بينما توقف الزمن أيضا  وهو يتخيل ان يري بعيون غزل نظره عتاب....!! 

عتاب لن يحتمله كما لن يحتمل ان يقع تحت تهديد اي ان كان نوعه....!! 

كانت نظرات ماهيتاب له كلها تأهب بانتظار رد فعله و الانتصار يتسرب اليها شيئا فشيئا..... لن يرفض تلك المرة....! 

لن يغامر بالرفض وسمعته علي المحك...! سيتزوجها ولو بالارغام...... وهي بعد ان تضع قدمها علي اول طريق حقها به ستتابع الطريق الي قلبه وحياته.....! هكذا كانت تتخيل وهي لا ترفع عيناها من فوق أدهم بترقب وتأهب لأي حركة منه حتي لاتفشل تلك المرة....! 

كانت نظرات أدهم التي صوبها ناحيتها مزيج من الغضب والكراهية والحقد بينما مازال عاجز عن التصديق لما تفعله.... لماذا كل هذا القتال بحرب خاسره فهو لا يحبها بل لن ينظر اليها من الأساس.....!! 

حاول عقله ان يسير به لذلك الطريق بينما يفكر ان يسايرها مؤقتا تجنبا لجنونها المطلق بينما من الجهه الاخري تنتفض كرامته التي تأبى الخضوع لأي تهديد.....! 

بصوت خافت وصل الي مسامعه من بين غياهب تفكيره.... كانت ماهيتاب تتحدث في محاوله منها التلاعب علي أوتار شهامته  : أدهم انا عاوزة بس اكون في حمايتك....انا اتظلمت ياادهم ومراد اخد مني كل حاجة حتي بيتي ومش، بس كده كمان عاوز يرميني لراجل اد ابويا.... مش كفايه المدمن اللي اتجوزته اول مرة كمان اضيع باقي عمري مع واحد اد ابويا.... مراد لو عرف اننا متجوزين هيسيبني ويرجعلي حقي....و خلاص هيسيبني في حالي ومش هيفرض عليا الجواز دي ... ... ووعد مني أن الموضوع ده هيبقي سر بيني وبينك.... محدش هيعرف بيه 

هز راسه بعنفوان رافض ليقول بتأكيد 

: انا هتصرف مع مراد ومش هخليه يوافق علي الجوازه دي ... هجيبلك بيت جديد... هدفعلك كل اللي انتي عاوزاه

انفلتت اعصابها من رفضه لها مهما قالت او فعلت لتصيح : قولتلك مش عاوزة فلوس..... نظرت له وتابعت بنبره راجيه : عاوزاك انت ...!.... تراجعت امام نظراته لتصحح كلامها ; قصدي عاوزة حمايتك 

مراد مش هيسمع لحد.... ارجوك ياادهم .. صدقني دي مجرد ورقه بينا ومحدش هيعرف بيها الا مراد لو ضغط عليا في موضوع الجواز ده .... ارجوك 

هز أدهم راسه برفض ; قولتلك... لا.... مستحيل

هتفت بانفعال : ليه مستحيل..؟.... ليه مش عاوز تقف جنبي

قال أدهم بغضب : وقفت  جنبك قبل كدة ومقدرتيش

هزت راسها بنظرات ولهه : بالعكس... قدرت وقدرت اوي.....أدهم انت راجل اي واحدة تحلم بيك.... 

هتف أدهم بعصبيه مقاطعها : ماهيتاب لآخر مرة هتكلم بالعقل بطلي جنان... البسي هدومك وتفضلي برا.... اللي بتعمليه ده مش، هيوصلك لحاجة.... يلا ومتخلنيش افقد اعصابي... 

هتفت بضراوة بينما يفقدها صوابها اصراره علي رفضها  ; انت اللي متخليش افقد اعصابي 

انفلت عقال اعصابه ليصيح بحنق :  اعملي اللي تعمليه متخلقش اللي يلوي دراع أدهم زهران... ... صرخي وشوفي مين هيصدقك 

اهتزت نظراتها لحظة بينما تواجهه بشراسه : هيصدقوني.... وخصوصا هي ...!! 

ضحك متهكما فغزل تثق به وبحبه لها 

لتشتعل أعصاب ماهيتاب وتكمل بانفعال وغل :غزل استحاله تصدقك في موقف زي ده.... 

غزل اللي ممكن تروح منك في لحظة ..... تمهلت وهي تنظر الي عيناه بينما تكمل

: في لحظة تعمل حادثه عربيه مثلا 

هب الدم في عروق أدهم ليندفع ناحيتها بغضب 

فتتراجع ماهيتاب للخلف بسرعه وتصيح بتهديد : متقربش والا هصرخ.... أدهم لو قربت خطوة ههد المعبد علي اللي فيه 

هتف أدهم بغضب شديد : انتي مريضه نفسيا ولازم تتعالجي 

اومات وهي تنظر لعيناه : عندك حق... انا معنديش حاجة اخسرها يبقي تخاف مني 

شعرت انها وصلت لغايتها حينما رأت تلك النظرة المتردده في عيناه بعد ان هم بالهجوم عليها وتوقف حينما هددته بها....! 

لتقول : امضي ياادهم 

نظر لها أدهم بتهكم وهو يجاهد للسيطره علي اعصابه بينما يحرق اعصابها حتي يجد المخرج : وفاكرة لما همضي هتطلعي من هنا ببساطه

اومات بثقه : اه عشان ايدي علي التليفون..... في ثانيه هتصل بالبوليس.... اشارت بيدها وتابعت بثقه في خطتها المحكمه  : بص حواليك ياادهم وشوف هيصدقوك انت ولا انا ... مين هيصدقك وانا في الحاله دي..... واحده معاك في مكتبك وفي ورق جواز عرفي رفضت امضي عليه اتجننت وهجمت عليا وحاولت تغتصبني....كل حاجة انت مرتبها... سألت سارة انت عاوزني في ايه وباعت ليا مكتبك ليه... وكمان تسجيلات الكاميرا والخاصه بيك اللي محدش، يعرف يوقفها غيرك..... اعتقد سهل اوي يتصدق..... إنما حكايتك بقي....صعب اوي حد يصدقها.... مين هيصدق اني جايه برجليا وجايبه ورق جواز وكمان بهددك.... اعقل وفكر فيها كويس 

احتقن وجهه أدهم بالغضب بينما غلت الدماء بعروقه وهي تتلاعب به بتلك الطريقه : اه يابنت.... 

اوقفته وهي تقول ببرود وهدوء : المفروض تعجب بيا مش تشتمني ... 

نظر لها باحتقار : أعجب بيكي انتي...! 

اومات وتجاهل اهانته قائلة : انا بعمل كل ده عشانك....  انا بحبك وحقي احارب عشان اوصلك.... ليه بس الراجل من حقه يحارب ويعمل كل حاجة عشان يوصل للي بيحبها..

مدت يدها اليه بالاوراق وهي تشير اليه.. أمضي.... ووعد مني محدش هيعرف حاجة... هتخسر ايه.. اي راجل مكانك المفروض يبقي مبسوط ان في واحدة مستعده تعمل كل ده عشانه.... 

انا راضيه اكون ولا حاجة... مجرد ورقه في السر... راضيه بأي حاجة منك 

رأت رفضه مازال بعيناه التي احتقنت بالشرارات الغاضبه بينما يقبض علي يداه بقوة كادت تحطم عظامها.... 

هتفت ماهيتاب باصرار جنوني بينما رفضه افقدها تعقلها : لو كل اللي قولته مش قادر يقنعك يبقي افتكر اللي قولته عن غزل.....!! 

نظرت لعيناه وتابعت بحقد : هموتها...! 

لو اخر دقيقه في عمري ياادهم هحرق قلبك عليها او علي حد من ولادك 

مش هتخلص مني إلا بأمضتك..!!

صرخت ماهيتاب حينما انقض أدهم علي خصلات شعرها بقوة باندفاع بعد ان غاب كل عقله وهي تهدده بحياة زوجته وأبنائه ليصفعها بقوة 

: لو قربتي لشعره منهم هدفنك مكانك 

انا محدش يلوي دراعي ولا يهددني انا أدهم زهران.... 

وضعت ماهيتاب يدها علي وجهها من أثر صفعته بينما تهتف بحقد :  ده اخر كلام عندك 

نظر لها أدهم بتحدي وظن انها النهايه ولكنه لم يكن يظن ان الجنون سيصل معها لتنفيذ تهديدها ليتفاجيء بها تنقض بيدها بعنف علي قميصه تمزقه وبنفس اللحظة تصرخ بقوة .... اقتحمت سارة المكتب وخلفها الأمن ليقف الجميع مكانهم وأولهم أدهم امام تلك التي مثلت دورها ببراعه وهي تصرخ وتبكي بانهيار......! 

........ 

... 

قطعت غزل البهو ذهابا وايابا بينما عيناها تنخفض كل دقيقه علي ساعتها الذهبيه لتسالها مها التي كانت جالسه علي  الاريكة وعلي ساقها تمددت سيلا : 

مالك ياغزل..؟ 

قالت غزل وهي تهز كتفها :مش عارفه ياطنط بس حاسة قلبي واجعني

عقدت مها حاجبيها بقلق : يمكن عشان مأكلتيش 

هزت غزل راسها : لا.. انا اصلا مش جعانه 

قالت مها برفض : قله الاكل غلط.... لازم تاكلي عشان البيبي 

اومات قائلة : لما أدهم يرجع هاكل معاه

.... نظرت لساعتها مجددا وعادت تتحرك بقلق لاتعرف سببه : هو اتأخر شويه مش كدة..؟ 

قالت مها وهي تتابع تمرير يدها بحنان علي شعر سيلا النائمه علي ساقها

: طيب اتصلي بيه 

قالت غزل :  تليفونه مقفول...!

: طيب متقلقيش... زمانه راجع 

.........! 

أسرعت شيماء خلف مراد بقلق... مرااد في اييه... مراد 

تركها وتابع ركضه بعد ان جائته تلك المكالمه من قسم الشرطة والتي عرف منها بوجود اخته هناك...! 

........ 

....! 

فرك أدهم وجهه بانفعال شديد بينما يسأله الضابط باصرار : يعني حاله الانهيار اللي هي فيها دي ايه سببها 

قال أدهم باقتضاب : معرفش... 

نظر له الظابط ليشيح أدهم بوجهه : المحامي بتاعي علي وصول مش هتكلم الا وهو موجود 

قال الضابط وهو يهز راسه : مفيش، مشكله... اساسا احنا في كل الأحوال في انتظار ان حاله المدام تسمح ناخد أقوالها... 

............. 

.... 

وضعت اروي أدهم الصغير بجوارها علي الاريكة وهي تكتم ذلك الألم بجنبها ليبدو واضح علي ملامحها.... مامي 

نظرت الي لارا : مالك يامامي .... انتي تعبانه..؟ 

تحاملت اروي علي نفسها : لا يا لولو انا كويسه... 

: تحبي اكلم بابي 

: لا حبيتي انا كويسه... خدي بالك من اختك علي ما اخد أدهم اوضته ينام.. 

......... 

قال المحامي بجديه : للأسف ياادهم بيه الوضع خطير..... موقفك سئ جدا قدام الأتهام الخطير اللي الضابط بيلمح له 

وضع أدهم راسه بين يداه بينما توقف عقله عن التفكير في شئ إلا سمعه أولاده... تلك الحقيرة وضعته في موقف مغتصب حقير كثمن لعدم خضوعه لتهديدها المريض.... 

ضرب اسامه الحائط بقبضته بينما يستمع لما حدث  

ليقول المحامي : المحضر اتكتب فيه وصول البوليس لمكتب أدهم بيه ولقوا المدعيه في حاله انهيار وطبعا بحاله سيئه وهدومها متقطعه... وشهاده الناس اللي في الشركه انها صرخت واستنجدت بيهم وكمان للأسف في ورق عقود جواز عرفي في المكتب.... لو المدعيه أكدت في المحضر زي ماسيادتك بتقول يا أدهم بيه... انها هتتدعي انك حاولت فعلا معاها.... لما موافقتش انها تتجوزه عرفي 

الموقف هيكون ضدنا  

صلح اسامه بحنق : بنت ا..... 

صك أدهم اسنانه بعنف ليهتف بالمحامي: 

انا عاوز اخرج من هنا 

اومأ المحامي قائلا : انا قدمت للضابط طلب انك  تخرج بكفاله مؤقتا لغايه ما حاله المدعيه تسمح بالاستجواب وهو هيمضي الموافقه..... بس لازم نكون مستعدين وعشان كدة المحضر مينفعش يتحول 

نيابه والا هتكون قضيه...! 

..... ..... 

خرجت الممرضه ليندفع مراد الذي بصعوبه جاهد التمسك باعصابه بينما يستمع لهمهمات من هنا وهناك عن سبب حاله الأنهيار العصبي الذي تعرضت له.... 

اندفع ناحيه ماهيتاب التي كانت تمثل الأنهيار ولكن هذا لم يشفع لها لتنتفض من مكانها حينما صفعها مراد بقوة صارخا :

هتعملي في سمعتي ايه تاني اكتر من كدة يا بنت ال...... 

امسك اسعد بذراعه يوقفه : اهدي يامراد... متفرجش الناس علينا.. 

:اهدي ايه.... انت سمعت الكلام اللي بيتقال..... 

زم اسعد  شفتيه قائلا :سمعت.. بس انت قولت كلام.. واكيد مفيش حاجة حصلت منه.. مش كدة يامهيتاب يابنتي 

صرخت ماهيتاب بحنق : لا مش كده.... أدهم حاول يغتصبني لما مرضتش اتجوزه عرفي 

صرخ مراد وهو يمسك بخصلات شعرها : 

روحتيله ليه.. لييه

قال اسعد وهو يخلصها من قبضه مراد: اهدي يامراد مش كده..... انت هتفضحنا 

صاح مراد بقهر : وهو لسه متفضحناش...   دي سيرتنا بقت علي كل لسان 

: ياابني اهدي بس.... محدش،هيعرف حاجة عن اللي حصل... 

نظر له مراد ليقول اسعد بعقلانية : ماهيتاب لسه مقالتش حاجة في المحضر... هنقول انها داخت ووقعت لأي سبب والناس اللي قالت اي كلام.... 

قاطعته ماهيتاب بجنون : ومين قال اني هوافق علي حاجة زي دي.... 

انا مش هتنازل عن حقي 

التفت لها مراد بحده : بتقولي ايه

قالت باصرار : اللي سمعته.... هو غلط وهياخد جزاته

قال اسعد وهو يمسك بذراع مراد : احنا هنجيب لك حقك منه لو غلط فعلا 

قالت ماهيتاب برفض :حقي هجيبه  بالبوليس.... 

نظرت لهم بتحدي بينما من داخلها اكملت : هنشوف ياادهم..! 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

قالت ماهيتاب برفض :حقي هجيبه بالبوليس.... 
نظرت لهم بتحدي بينما من داخلها اكملت : هنشوف ياادهم..! 

اهتاجت أعصاب مراد ليدفع يد اسعد بعيدا عنه وينقض علي تلك الكارثه التي تحولت اليها اخته.... والتي أصبحت كارثه حياته...بل وكارثه حياتها... 

فهي بيدها تدمر حياتها...

صاح مراد بصوت غاضب : بوليس اييه... لسه مش مكتفيه بالفضايح لغايه كدة.... عارفه الناس هتقول عنك ايه...؟! 

قالت ماهيتاب بعدم اكتراث وهي تتصنع القوة : مش انا اللي هيتكلموا عني... هو مش... انا..!! 

انفلتت أعصاب مراد ليصفعها بقوة جعلتها تشعر بالخدر في وجهها وهو يهتف : وهو مش انتي اللي رحتي له برجليكي ياسافله 

زفر اسعد بضيق وهو يحاول للمرة الالف ابعاد مراد عنها ; مرااد... وبعدين معاك 

صاح مراد بقهر : عاوزني اعمل ايه ...؟! 

قال اسعد وهو يربت علي كتفه : معلش حاول تمسك أعصابك.... احنا في المستشفى.... كلمه كدة كلمه كدة مش،في صالحنا 

نظر اليه مراد فكم سهل الكلام بينما من في موقفه يستحيل ان يهدأ.... قال اسعد بهدوء رجل أعمال مخضرم : المواقف دي محتاجة هدوء وتفكير..... العصبيه مش، هتحل حاجة... 

ان ظن اسعد ان تلك الكلمات قادره علي تهدئته فهو مخطيء فقد اهتاج مراد اكثر ليجذب ماهيتاب من شعرها : قومي معايا 

تمسكت بطرف الفراش وحاولت تخليص شعرها من قبضته : لا 

امسكه اسعد بعصبيه : سيبها بقي يامراد وبعدين معاك ...

: هاخدها من هنا واربيها براحتي في البيت 

نظر له اسعد بغضب : وهتطلعها إزاي 

نظر له مراد ليكمل اسعد بانفعال : انت ناسي ان في محضر لازم تحط في اقوالها ....وأنها هنا لغايه ما تقدر تتكلم 

نظر اسعد الي ماهيتاب قائلا بتحذير : المحضر اللي هتقولي فيه اللي احنا هنقوله.... ولا كلمه زياده ولا كلمه اقل ياماهيتاب.... فهماني 

صمتت ماهيتاب ولم تقل شئ ولكن نظراتها أخبرتهم انها لن تفعل...! 

لن تتراجع بعد كل ما حدث... لن تكون التعيسه الوحيده بالروايه...! 

........... 

..... 

جذب اسعد مراد بالقوة الي خارج الغرفه ليقول بخفوت وهو يجلس بجواره : الموضوع كبير يامراد وواضح انها مش ناويه تنفذ كلامنا 

اومأ مراد بانكسار ليسحب اسعد نفس مطولا :لازم نشوف حل.... بس اهم حاجة اننا علي قد مانقدر نخليها متتكلمش ولا تحط اقوالها في المحضر الا لما نتأكد انها مش هتقول الكلام الفارغ اللي ناويه عليه 

واذا كان علي أدهم.... قاطعه مراد بخزي : معملش حاجة من اللي بتقول عليها 

عقد اسعد حاجبيه ليوميء مراد : لو اتهجم عليها فعلا مش هتتكلم.... اللي بتعمله ده غل وحقد عشان رفضها.... غفلتني وخرجت من ورايا يبقي رايحه له برجليها والراجل مفيش عليه لوم 

نظر اليه اسعد بطرف عيناه موافقا ليتنهد قائلا : بتأذي نفسها قبل ما بتأذيه.... أدهم مش،هيسكت ابدا....!! 

اومأ اسعد قائلا : انا اتكلمت مع مدير المستشفي وقولتله حاليا يطلع تقرير ان حالتها متسمحش بأخذ اقوالها لغايه ما نوصل لحل..! 

.......... 

... 

قال المحامي بتردد ; أدهم بيه... احنا لو استخدمنا الصور وقولنا ان فيه..... ان فيها بينكم اصلا علاقه .... احتدت ملامح أدهم بينما يكمل المحامي بتوتر : يعني وجود علاقه بينكم هتنفي موضوع الاغتصاب 

هتف أدهم بحده : انت اتجننت...!! اوسخ سمعتي بأيدي.... مستحيل وموضوع الصور ده تنساه اصلا.... 

اومأ اسامه موافقا : طبعا يامتر.... مفيش داعي للشوشرة اكتر من كدة.... وبعدين اغتصاب ايه... هي اي واحدة تقول كلمتين افترا علي واحد تتصدق

تنهد المحامي قائلا : للأسف نوعا ما اه.... احنا لغايه دلوقتي بندرس كل السيناريوهات اللي جايز تتقال في المحضر عشان نكون مستعدين... اه مش هتوصل بيها لاتهام باللاغتصاب لان الطب الشرعي هيأكد ان ده محصلش... ولكن محاوله تهجم عليها خصوصا في حالتها اعتقد ممكن تتصدق

رفع أدهم أصبعه امام المحامي بانفعال : انا مقربتش منها.... هي اللي قطعت هدومها وعطلت الكاميرات 

: ياادهم بيه ماهو هنثبت ازاي انها عملت كدة.... الكاميرات خاصه بيك وطبيعي محدش غيرك يعرف كلمه السر

زم أدهم شفتيه بغضب شديد فعل هذا جزاء، معروفه لتلك الحقيرة..... ليقول من بين أسنانه : اسمع يامتر كل اللي بتقوله ده مش مشكلتي..... انت اول حاجة تعملها انك تطلعني من هنا وبعد كدة انت والمحامين اللي معاك تتصرفوا وتخلصوا الموضوع ده من أساسه.... انا معملتش حاجة..... فاهم.!! 

اومأ المحامي قائلا : حاضر ياادهم بيه.. متقلقش انا هعمل كل جهدي وبعدين احنا مش هنسبق الأحداث.. المحضر لسه منعرفش ايه هيكون موجود فيه وكل الكلام ده مجرد خطط للاستعداد 

انا هقوم اخلص إجراءات خروج سيادتك بكفاله 

......... 

قال اسامه وهو يمسك بكتف أدهم ; اهدي وان شاء الله كل حاجة هتتحل.... 

تنهد أدهم باختناق وهو يهز راسه بيأس فكيف سيخرج من موقف كهذا..! 

ليفرج عن ثباته وهو يقول بضياع : يتحل ازاي يااسامه..... يتحل ازاي 

تنهد اسامه بأسي : للأسف الاخلاق مبقاش ليها مكان.... لو كنت خونت وكذبت كان زمانك مش هنا 

هز أدهم راسه : عندك حق...بس مقدرتش 

مقدرتش اخون مراتي ولا اكذب عليها 

زم اسامه شفتيه بغضب : الكلبه دي عاوزة توصل لايه بأللي بتعمله..... هتستفاد ايه..... بعد اللي عملته معاها ووقفتك جنبها تعمل كدة 

تنهد أدهم بضياع قائلا :مش عارف ليه بيحصل معايا كدة .... مش عارف هبص في عين ولادي ازاي وابوهم هيتقال عنه الكلام ده

امسك اسامه كتفه بتشجيع : 

انت معملتش حاجة... و ربنا هيقف معاك..! 

تنهد أدهم بثقه قائلا : يارب 

....... 

جلس مراد بوجه متجهم امام غرفه ماهيتاب بينما رفض أن يذهب مع اسعد الي قسم الشرطه للتحدث مع أدهم..... 

اتجه اسعد والمحامي للقاء أدهم واسامه ومحاميه حيث كان أدهم يتجه مع اسامه لسيارته ليقول : أدهم بيه تسمح نتكلم خمس دقايق 

قال أدهم برفض : مفيش كلام بينا 

تحدث المحامي مع اسعد الذي قال 

بجديه : احنا موقفنا زيك بالضبط يا أدهم بيه ومش عاوزين فضايح.... ماهيتاب مش هتتكلم عن أي حاجة في المحضر وهنشوف احسن طريقه نلم بيها الفضيحه اللي حصلت بطريقه ترضي الطرفين 

هتف أدهم بثبات ووعيد ينافي انيهار داخله 

: الفضايح هتكون من نصيبكم انتم... حقي هاخده منها وهثبت قذارتها واخر حاجة ممكن اعملها اني اكون في طرف تاني مع واحدة زيها 

اتجه الي سيارة اسامه ليقول اسعد في محاوله لايقافه : ياادهم بيه 

اشار أدهم بيده : الكلام انتهي..! 

..... 

زم اسعد شفتيه بضيق واتجه الي سيارته ومنها الي منزل ابنته التي استقبلته بالاسئله

لتقول بغضب شديد : وصلت بيها السفاله للدرجه دي.... تتهم أدهم بكدة.. لا يابابي أدهم زهران استحاله يعمل كده.. انت متعرفش بيحب مراته اد ايه ده غير انه راجل محترم 

زم اسعد شفتيه بضيق : كل ده ميهمنيش..... المهم ان الزفته ماهيتاب مصممه علي الكلام الفارغ ده...

لتقول باستنكار : خلاص يابابي براحتها خليها تتربي لما يطلع كلامها غلط 

: وانتي فاكراني بتدخل عشانها... انا بتدخل عشانك وعشان جوزك.... سمعه مراد هتتدمر لو الفضيحه دي اتعرفت ولو زي مابتقولي أدهم اثبت انها اتهمته زور ده هيبقي كلام تاني

زمت شيماء شفتيها بانفعال : يابنت ال... 

كل ده بسببها 

: عرفتي بقي بتدخل ليه 

: ايوة يابابي... انا بس متضايقه انك بتحاول تنفذها وهي متستاهلش

: بس مراد يستاهل أقف جنبه 

اومات شيماء : عندك حق... بس هنعمل ايه.؟ 

: لازم تنسي الكلام الفارغ ده ومتقولش كلمه منه في التحقيق 

: وده هيحصل أزاي وانت بتقول مصممه 

: مش عارف... بس لازم مراد يخليها تخرس خالص ونخترع اي كلام لسبب انهيارها وحالتها دي..! 



... 

مررت غزل يدها علي بطنها بحركات دائريه تحاول تسكين ذلك الألم الذي بدأ يراودها مع ازدياد شعورها بالقلق علي أدهم بالرغم من ان اسامه أخبرها انهم في اجتماع عمل ولا تقلق عليه ولكنها قلقه... قلقه للغايه ولا تعرف السبب... وكأنها تشعر بالضيق الذي يشعر به....! 

بلهفه اتسعت عيناها حينما رأت اقتراب تلك الانوار القويه من بوابه المنزل الحديديه الضخمه لتجد سياره اسامه تدلف الفناء وينزل منها أدهم..... اخذت نفس عميق واستعادت هدوئها وهي تضع يدها علي بطنها تطمئن طفلها ...!

اتجهت الي باب الغرفه لتقف في استقباله 

بينما أدهم مع كل درجه يصعد بها يحاول بها إيجاد القوة لمحاوله إخفاء ما حدث بعد ان قرر الا تعرف بشئ حاليا لخوفه عليها ....! 

أسرعت تقول بقلق : أدهم حبيبي انت كويس

... انت اتأخرت اوي 

اومأ متظاهر انه بخير ولكن نبره صوته خرجت ونفذت الي قلبها الذي راوده القلق الشديد 

:... انا كويس ياحبيتي ... انتي سهرانه ليه لغايه دلوقتي 

قالت وهي تتجه خلفه : كنت قلقانه عليك 

ربت علي كتفها : متقلقيش انا كويس... كان بس عندي شغل... نامي حبيتي وارتاحي

تلاشت ابتسامتها ببطء بينما تري ملامح وجهه لتهز رأسها بقلق : أدهم... مالك ياحبيبي.. ؟

تلاقت نظراته بنظراتها وكم كان بحاجة اليها ليبعد ذلك الصوت الذي يطالبه بالصمت ويجذبها اليه ويفيض لها بكل شئ.....!! 

رمشت بعيونها دون ارادتها بينما انكسر قلبها لرؤيه نظرات الخزي والانكسار بعيناه بتلك الطريقه بينما ارتجف قلبه من صمتها وهو يسألها بقلق ظنا منها انها لا تصدقه : مصدقاني ياغزل.... مصدقه اني مش ممكن اعمل حاجة زي دي... قبل ان يكمل جملته كانت تحيطه بذراعيها مؤكدة بنبره صوت امتزجت بالدموع : طبعا مصدقاك ياادهم ...

مصدقاك وواثقه فيك..... رفعت عيناها اليه وتابعت بثقه : لو في حاجة واحدة في الدنيا انا واثقه فيها فهي حبك ليا وانك مستحيل تخوني ...! 

غصت نبرته ليقول بأسف : انا اسف ياغزل اني حطيتك في موقف زي .... قاطعته وهي تهز راسها ; انا اللي اسفه... كل ده بسببي انا اللي دخلتها حياتنا.... 

ربت علي كتفها واحاطها بذراعيه : خلاص ياحبيتي متلوميش نفسك اللي حصل حصل 

نظرت له بدموع : ازاي ملومش نفسي وانا السبب في كل ده

اومأ لها بحنان ; كل اللي يهمني انك تكوني مصدقاني.....المهم تكوني جنبي وانا هصلح كل حاجة 

انتي واولادنا اغلي حاجة في حياتي هتصرف ياغزل ومش هخلي حاجة زي دي تأثر علي حياتنا... خليكي جنبي بس 

اومات سريعا وهي ترتمي بحضنه : انا جنبك ياحبيبي وعمري ماهسيبك ابدا 

.......... 

.... اندفعت الدموع من عيون اروي هاتفه بعدم تصديق :

انت بتقول ايه يااسامه...... أدهم... 

اومأ اسامه بأسي : وضع أدهم وحش جدا.... للأسف بشويه اتصالات عرفنا نخرجة بكفاله ولو البنت دي صممت علي كلامها في محضر النيابه.. أدهم موقفه هيكون ضعيف جدا

هتفت بهياج : إزاي.... ازاي... مش في كاميرات مراقبه... مش في أمن وكاميرات... طب شرعي... في حاجات كتير تثبت انها كذابه امتقعت ملامحها مع هذا الانفعال لتشعر بألم شديد في بطنها 

.. نظر اليها اسامه بقلق : مالك يااروي.؟ 

تحاملت علي نفسها وهي تقول :

: مفيش انا كويسه.. المهم أدهم... ايه المحامي قال ايه..؟ 

ربت اسامه علي كتفها : ان شاء الله خير

........ 



مررت غزل يدها بين خصلات شعر أدهم بحنان وهي تجاهد بقوة منع دموعها من الانزلاق... فهي ليست ضعيفه ولن تبكي ابدا ... ظلت هكذا لوقت طويل بينما كان أدهم واضع راسه فوق ساقها ومغمض عيناه بينما تتطلع اليه وتمرر يدها بحنان في خصلات شعره حتي شعرت به يستغرق بالنوم

لترفع راسه برفق وتضعها فوق الوساده ثم تقوم بهدوء من جواره.... دخلت الي الحمام واغلقت الباب لتستند اليه بظهرها وتفرج عن دموعها التي كبحتها طويلا في مقلتيها.... بكت بقوة وهي تضع يدها علي فمها حتي لاتصدر صوت.... 

هي من ادخلتها لحياتهم وهي السبب بدمار حياتهم الان..... رؤيتها له بهذا الشكل حطمت قلبها واوجعته.... انها لم تراه بهذا الضعف مسبقا.. كان دوما حائطها القوي الذي تستند عليه اما الان فهو يشعر بالخزي وكأنه السبب .. يدفع ثمن وفائه لها... مجرد إمضاء ورقه كلفته الثمن سمعته..... رفعت راسها ببطء وتوقف سيلان دموعها وهي تهز راسها... ليس وقت الدموع او الضعف ابدا.... الان جاء دورها لتحارب للحفاظ علي حياتهم... ليس الآن..! قبل سنوات انهار جبلها القوي ووقع لتجد ان أخيها كان المنقذ والان لا يوجد أحد سواها.. هي من أدخلت الحيه الي حياتهم وهي من عليها إقصاء سمومها....! 

........ 

.... 

فتحت اوركيد عيناها بقليل من الانزعاج بينما دوي رنين هاتفها مع أول خيوط للفجر... مدت يدها وقلبت الهاتف للجهه الاخري ليصمت دون النظر لهويه المتصل وعادت للنوم..... زمت غزل شفتيها بضيق بينما تحفز كل انش بها لتلك الأفكار التي لم تهدأ وظلت تتحرك بها يمينا ويسارا لتجد مخرج لأدهم من براثن تلك الحيه...... فتحت اوركيد عيناها حينما رن هاتفها مجددا وتحركت من أسفل ذراع عمر الغارق بالنوم لتجيب بصوت ناعس : غزل... 

قالت غزل بدون مقدمات بصوت خافت بينما وقفت خارج الغرفه حتي لا يستقيظ أدهم ....! 

:اوركيد محتاجة خدمه من دكتور عمر..! 

......... 

.. نظرت اوركيد الي عمر الذي بهتت ملامح وجهه لتقول : مفيش تفكير ياعمر ارجوك..... انت اكيد هتعرف تقدم ليها الخدمه دي... بتقول موضوع حياه او موت

قال عمر وهو يحاول استيعاب ما تطلبه : ياحبيتي حاضر بس... 

نظرت له اوركيد وزمت شفتيها : مفيش بس... عمر لو ليا خاطر عندك قوم دلوقتي وساعد غزل انها تدخل المستشفي 

فرك عمر ذقنه لتنظر له اوركيد وتكشر عن انيابها : مش وقت تفكير... انا هتصل بيها واقولها انك موافق 

....... 

. أسرعت غزل علي أطراف اصابعها تسحب ملابس من الخزانه وترتديها وهي تتطلع الي أدهم النائم لتتسحب خارج الغرفه وقد انتوت ان تخوض الحرب وتثبت دليل براءه أدهم..... واول الطريق هو الوصول لماهيتاب بالمشفى لذا فكرت في عمر الذي بحكم كونه طبيب لابد وانه يعرف احد ليدخلها الي غرفه ماهيتاب وبالفعل ها هي تنظر اليه بينما ارتدت بالطو احد الأطباء ليهمس عمر وهو يشير لها : عشر دقايق ياغزل... 

اومات غزل له ليكمل بتحذير : لو حسيتي انها هتأذيكي اخرجي علي طول 

هزت راسها ودخلت ليقف عمر في الممر يشكر دكتورة نورا التي قدمت له تلك الخدمه 

وبنفس الوقت يفكر برد فعل أدهم ان عرف بأنه قدم لزوجته المساعده....! 

...... 

كانت ماهيتاب جالسه الي فراش المشفي بتأهب بينما تعرف ان أخيها لن يدعها تتحدث وهي لن تصمت... اغتلت ملامحها وهي تتذكر احتقاره لها وتري شماته غزل التي فازت بكل هذا الحب وحدها.... رفعت راسها سريعا ما ان انفتح باب الغرفه لتتفاجيء بغزل.. :غزل 

... اقتربت غزل منها بضع خطوات وعلي شفتيها ابتسامه بارده اندهشت ماهيتاب كثيرا لرؤيتها لتقول غزل بهدوء شديد : هاي ياماهي.... 

عقدت ماهيتاب جبينها فماذا يحدث وماهذا الهدوء، وتلك الابتسامه علي وجهها بعد ان ظنت انها وصلت لانتقامها ودموت حياتها هي وادهم 

.... لتقول بتوجس اخفت به توترها من تصرف غزل الغير متوقع : جايه ليه.... ؟ اوعي تقربي مني... هصرخ والم عليكي المستشفي كلها 

قالت غزل بابتسامه لزجه : توء توء.... أخص عليكى.... يعني دي جزاتي اني مقدرتش اعرف انك في المستشفي ومجيش ازورك...

نظرت لها ماهيتاب باستهجان : تزوريني...؟! اومات غزل : طبعا... امال هكون جايه ليه.... ؟

قالت ماهيتاب وهي تجاهد لتخفي توترها من موقف غزل : جايه تعرفي مثلا ايه اللي عمله أدهم.. ؟

رفعت غزل حاجبيها ببرود واشارت لها بطرف اصبعها باستخفاف : وهو انا محتاجة اعرف منك انتي جوزي عمل ايه.... ؟

ابتسمت ببرود وتابعت : لا.... مرسي انا عارفه كويس كل حاجة 

قالت ماهيتاب بحدة : ولما انتي عارفه جايه ليه....؟!! ايه جايه تسجلي ليا مثلا.. ؟! 

ضحكت غزل بتهكم لتشتعل أعصاب ماهيتاب التي انقلبت كل الموازين بداخلها لرؤيه تلك الراحه تسري بملامح غزل عكس ماتوقعت ان تنهار حياتها بسبب ما فعلت قالت غزل بهدوء وهي تهز راسها : لا ياماهي.... ده شغل أفلام ماليش فيه 

.... وبعدين انا مش محتاجة تسجيل عشان اثبت انك واحده معندكيش اخلاق ولا كرامه...... اصلا مش لاقيه وصف ليكي الا بألفاظ قذره مقدرش انطقها .... 

تهكمت ماهيتاب : لا مؤدبه

: غصب عن عينك مؤدبه مش زيك ببص لجوز واحدة تانيه.... ضحكت غزل ببرود لتستفزها : جوزي اللي اخرك بس تفضلي عمرك كله تبصي عليه وتتحسري وانتي بتجري وراه..... 

انتي حته حشرة اقل من اني اشغل بالي بيها

...... رمقتها غزل بنظرات مستخفه وتابعت :اوعي تكوني فاكرة اني تعبت نفسي و جايه هنا عشان مثلا اسجلك او اتفق معاكي او حتي اقولك ارجعي في كلامك... لا خالص بالعكس.... 

نظرت الي عيناها واقتربت الخطوة الفاصله بينهما لترفع ماهيتاب عيناها تجاه غزل التي تابعت ومازالت محتفظة بابتسامته البارده :.... انا جايه عشان حاجة واحدة وبس 

نظرت لها ماهيتاب بترقب لتتفاجيء بملامح غزل تستشرس وهي تقبض علي ذراعها بقوة مزجره : ايدك اللي اتمدت علي بس..... قميص جوزي..! 

..... قبضت بكل ما أوتيت من قوه علي ذراعها وتابعت من بين أسنانها بوعيد : 

ايدك دي لو قربت ناحيته تاني... هتوحشك 

...!! 

حاولت ماهيتاب جذب ذراعها من يد غزل التي تركتها وتابعت بهدوء : اظن رسالتي وصلت 

اتجهت للباب وقد تركت ماهيتاب في ذهول مما حدث لتلتفت لها غزل وتلقي بأخر مافي جعبتها من مفاجأت والذي هو بدايه الخيط : ااه... متنسيش بقي ميعادنا في النيابه ..... عشان انا جايه ومعايا دليل براءه جوزي...!

عدت غزل بداخلها وهي تتحرك خطوة.... اتنين.... وقبل ان تصل للعدد تلاته كانت ماهيتاب تتحدث كما توقعت

: دليل ايه..؟! 

تمهلت غزل وهي تسدير لتقول بمفاجاه باغتت ماهيتاب بها : ماهي... انتي جبتي عقد الجواز العرفي منين..؟ 

ارتجفت نظرات ماهيتاب وبصعوبه جاهدت للحفاظ علي ثباتها وهي تقول بثبات مزيف خوفا من ذكاء غزل وقوة ملاحظته لتلك النقطه التي لم تخطر علي بال احد ; عقد ايه.... ؟! اظن تسألي أدهم في الموضوع ده 

ضحكت غزل ببرود وقد أصابت هدفها : مش محتاجة اسأله...عارفه ليه.؟ 

نظرت لها ماهيتاب لتكمل غزل بثقه : عشان أدهم لو فكر يتجوز هيطلع علي الماذون.... مش محتاج يتجوز بعقد عرفي 

تمهلت وهي تتابع : إنما اللي ممكن بسهوله تلاقي عنده العقود العرفي..... شريف صفوت مثلا..!! 

اهتزت نظرات ماهيتاب وتسارعت دقات قلبها لتكمل غزل بثقه : اصلك مش هتشتري عقد عرفي من المول مثلا 

اتسعت عيون ماعيتب بصدمه... لم تتوقع أن تنكشف بتلك السهوله 

لترتسم ابتسامه متشفيه علي شفاه غزل الورديه وتتابع : عموما انا قولت اجي الاول اطمن عليكي بعدها اروح للأستاذ صفوت...... تمهلت اكثر لتضغط علي أعصاب ماهيتاب وتنظر الي ساعتها الانيقه وتتابع : بصراحة قولت اصبر شويه يكون الراجل صحي من النوم اصل الوقت لسه بدري اوي..... وكمان هو مش مجرد هيسمع مني كلمتين..... لا ده هينزل من بيته ويروح يجيب تسجيلات كاميرات مكتب ابنه اللي مقفول بقاله فترة وطبعا سيادتك دخلتي واخدتي العقد منه.....! ضربت الصدمه قلب ماهيتاب الذي تخبطت ضرباته بينما تمنى غزل : اوبس..... دخلتي مكتب طليقك ومن غير اي حق ياتري حماكي السابق هيعمل ايه ... 

كانت ماهيتاب حرفيا متجمده من الصدمه بينما ضحكت غزل ببرود وتابعت : يلا بقي يعمل اللي يعمله فيكي اصلها مش مشكلتي...... نظرت الي عيونها بتشفي وتابعت : اصلا الحمد لله معنديش مشاكل جوزي ان شاء الله هيطلع منها بسهوله فوق ما تتخيلي لما نثبت انك انتي اللي جايبه العقود العرفي وانك اللي رايحه برجليكي... اصل مفيش واحد عاقل هياخد واحدة يغتصبها في مكتبه في حين انها كانت قدامه عريانه ومفكرش حتي يبصلها 

..... اولتها ظهرها وتركتها مشلوله بصدمتها واتجهت الي الباب...... غزل استني..! 

التفتت لها غزل ببطء ; نعم 

قالت ماهيتاب : مش هتكلم...! 

عقدت غزل حاجبيها بتهكم :ليه ياحبيتي انتي تعبانه..؟ 

خفضت ماهيتاب عيونها قائلة بخفوت : قصدي مش هتكلم في المحضر 

ضحكت غزل بتشفي : بس انا عاوزاكي تتكلمي...

نظرت لها ماهيتاب لتكمل غزل بثقه منحها لها حبه لها وثقتها به : عشان انا مش هتنازل عن حق أدهم وسمعته...!... 

......... 

... 

بخطي سريعه قلقه كان أدهم يخطو الي المشفي بعد مكالمه عمر المفاجاه له ليشرح له ماحدث... اسرع عمر اليه ما ان رأه... أدهم لحظة

قال أدهم بقلق علي غزل من غدر ماهيتاب بعد ان جاءت لها بقدمها وقد ظن انها جاءت اليها بتحاول منعها من اتهامه وليس لأنها في موقف قوة : هي فين..؟ 

: متقلقش

اسمعني الاول..... انت مينفعش تدخل

: مينفعش اسيبها جوه معاها

قال عمر بثقه : متقلقش هي بخير... لو حسيت انها في خطر انا هتدخل... انا بس حبيت اقولك علي اللي حصل عشان مكونش غلطت لما اتصرفت كده... بس انا والله كان قصدي أقف معاها وارد جميلك واحسن العلاقه بينا... أدهم انا اتغيرت صدقني

لم يسمع أدهم لشئ بينما كل ما يهتم له هو غزل... ولا يدرك ان غزالته اقوي مما يتخيل.... 

فهاهي ماهيتاب تترجاها 

.........: غزل احنا كنا صحاب..! 

قال غزل بتهكم : وليكي عين تنطقيها 

قال تماهيتاب بغصه حلق : غيرت منك...! 

نظرت لها غزل لتكمل بأسي : حطي نفسك مكاني..... عيشي مع واحد ويطلع مدمن.. خليه يضربك ويهينك كل يوم... اتطلقي بعد شهور جواز اسود وفي الوقت اللي بتشوفي اد ايه الرجاله زباله واحقر من بعض تلاقي واحد زي أدهم....! 

من غير تفكير وقف جنبي مد ليا ايده... حماني من شريف.... اخدني بيته.. واحد كان عنده فرصه وهو لوحده مع واحده ست بس حتي مرفعش عينه عليا

ازدادت نبرتها انكسار ا وهي تتابع : غزل والله ماكان في دماغي حاجة قبل اليوم ده.... بعدها افتكرت كل كلامك عنه..... انتي مكنتش عارفه قيمته 

نظرت لها غزل بعصبيه : وانتي اللي عارفه قيمته...! انتي مين اصلا عشان تحكمي عليا وعلي حياتي... انتي واحده خاينه للعيش والملح والصحوبيه... غدرتي بيا وبالراجل اللي زي مابتقولي وقف جنبك

اومات ماهيتاب وانفلتت دموعها : كان نفسي اعيش مع واحد بيحبني زي ماهو بيحبك 

نظرت لها غزل باحتقارر: بحقارتك متوقعه حد هيحبك.....قالت ماهيتاب بدفاع عن نفسها : انتي أذتيه كتير مع ذلك بيحبك.... اشمعني انتي وانا لا 

رفعت غزل عيناها للاعلي هاتفه بانفعال : اسأليه

..... اسألي ربنا 

اعترضي علي تقسيمته اللي انتي شايفه نفسك فيها تستاهلي نصيبي...

ازدادت غزل انفعال لتكمل ; يمكن حب أدهم ليا هو عوض ربنا عن ابويا وامي... يمكن عوض ليه هو عن حياته مع مراته الاولانيه يمكن عشان هو راجل محترم.... يمكن عشان حاجات كتير في حياتك ومش عندى 

حاجات كتير ملهاش اجابه الا ان دي تقسيمه ربنا 

اختيارنا وتصرفاتنا هي اللي بتخلينا نكون خير أو شر... وانتي كنتي شر... مصبرتيش وكنتي عاوزة حاجة مش من حقك فاكرة انها هتخليكي مبسوطة...... انا رضيت بنصيبي وعشان كدة انا مبسوطة وانتي لا.. ولسه 

لسه هتدفعي التمن... 

......... 

... 

اندفع أدهم ليمسك عمر به سريعا : استني ياادهم 

: اتاخرت اوي جوه خايف عليها 

اومأ عمر وأخرج هاتفه ليتحدث الي دكتورة نورا لتدخل ولكن بنفس اللحظة كانت غزل تخرج من الغرفه ترفع رأسها بانتصار.... 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

 اندفع أدهم ليمسك عمر به سريعا : استني ياادهم 
: اتاخرت اوي جوه خايف عليها 

اومأ عمر وأخرج هاتفه ليتحدث الي دكتورة نورا لتدخل ولكن بنفس اللحظة كانت غزل تخرج من الغرفه ترفع رأسها بانتصار

لولا ذراع عمر التي امسكت بأدهم بصعوبه لكان اندفع اليها ليقول عمر : بلاش حد يشوفك ياادهم.. خلينا نخرج الاول برا المستشفي 

اومأ ونظر الي عمر لا يعرف هل هي نظره امتنان ام ماذا.. فهو لا يهتم لشئ الا اولا الاطمئنان عليها.... نظرت اليه بتوجس لاتعرف رد فعله علي مجيئها ولكنها متأكده انه سينسي كل شئ ما ان يعرف السبب.... 

غزل انتي كويسه 

اومأت واتسعت ابتسامتها ; كويسه اوي 

: ايه اللي خلاكي تيجي عندها 

قالت وهي تركب بجواره السيارة : هقولك علي كل حاجة.... بس قبل ما احكي... انا عاوزة واحدة شبيك لبيك علي اللي عملته...! 

نظر لها أدهم بفارغ صبر... قولي ياغزل وهعملك اللي انتي عاوزاه.... 

........... 

.... 

دخل عمر الي المنزل ليجد اوركيد جالسه علي الاريكة التي تتوسط البهو تهز ساقها بتوتر وترقب... أسرعت اليه ما ان فتح الباب 

: ايه ياعمر عملت ايه..؟ 

نظر لها مشاكسا : وهو انا كان عندي اختيار طبعا نفذت ودخلتها المستشفي 

ابتسمت اوركيد : مرسي ياحبيبي 

اوقفها حينما تحركت : خدي هنا تعالي رايحه فين..؟ 

: ابدا ياحبيبي هدخل اكمل نوم... انا من الفجر صاحيه

امتلئت نظراته عبث وهو يقطب جبينه كالاطفال... تنامي...! 

: اه ياعمر... انت كمان مش هتنام شويه لغايه ميعاد شغلك 

هز رأسه واتجه اليها قائلا بمكر : من جهه هنام.. هنام.. بس قبل ما انام سيادتك هتكافئيني عن اللي عملته 

نظرت له وقبل ان تتساءل كان ينحني تجاه عنقها يطبع عليه بضع قبلات صغيره لتبتسم اوركيد وتحيط عنقه بذراعيها قائلة بدلال : موافقه.. بس شليني يادكتور عمر بليز 

ضحك وانحني ناحيتها قائلا بحب  : من عيون دكتور عمر... 

احاطت اوركيد عنقه بذراعيها بينما يسير بها بين ذراعيه الي الغرفه لتنظر الي عيناه مطولا والابتسامه لا تفارق وجهها... تحب هذا الرجل بكل مميزاته وعيوبه..! 

انحني عمر ليضعها برفق فوق الفراش دون أن يفصلها عن حضنه ليمرر يداه بحنان علي خصلات شعرها قائلا : مالك ياروكا بتبصي ليا كده ليه.... ؟

قالت بحب : عشان بقول لنفسي اد ايه انا بحبك 

نظر لها ولمعت عيناه بالسعاده ليقربها اليه اكثر قائلا : بتحبيني اد ايه.؟ سحبت نفس عميق وهي تنظر لعيناه : بموت فيك....بحبك كلك علي بعضك ياعمر بكل حاجة فيك.... بحب عيوبك قبل مميزاتك

شاكسها قائلا : عيوبي... هو انا اصلا عندي عيوب 

ضحكت بدلال : لا طبعا ياحبيبي انا اللي مليانه عيوب وانت ... كلك مميزات

ابتسم لتباغته سريعا : انا اللي عمري ماافتكرت تاريخ اي مناسبه... انا اللي مش عارفه انت بتحب ايه وبتكره ايه.. انا اللي بشتغل وبنسي طول اليوم اكلمك... انا اللي بتعصب علي اي حاجة وكمان مش بصالحك...... توقفت عن الكلام حينما وضع عمر أصبعه برفق فوق شفتيها : ايه كل ده... لا ياروحي عيوبك كتير اوي بس انا بحبك برضه 

ضحكت ليميل ناحيه شفتيها هامسا : افهم من كده اني هاخد مكافئتي كلام 

قالت بدلال : امال انت عاوزة ايه

تراجع بها للخلف ليميل فوقها قائلا بعبث وشفتاه تترصد شفتيها : هقولك حالا انا عاوز ايه

وهو لايريد شئ إلا حبها... يريد ذلك الحب الذي يعطيه بلا حدود.. ذلك الحب الذي جعله ماهو عليه الآن بعد ان كان شاب طائش مغرور مكروة من اقرب الناس اليه 

......... 

شهقت غزل بمفاجاه حينما دعس أدهم علي مكابح السيارة بقوة يوقفها وقبل ان تتساءل كان يجذبها الي حضنه ويغرقها بالقبلات وقد فقد السيطرة علي اعصابه بعد ان استمع الي ما فعلته...... بجد ياغزل... بجد... يعني خلاص الكابوس ده انتهي.... 

دمعت عيناها وهي تراه بتلك السعاده وكأنه كان واقع في بئر عميق مظلم وقد مدت له يدها لتخرجه لتقول وهي تربت علي ظهره بينما ظلت بين ذراعيه ; خلاص ياحبيبي كل حاجة خلصت 

رفعت نفسها لتنظر اليه وتكمل بابتسامه منتصره : ومش بس كدة.... كمان جبتلك حقك... صفوت مش هيسكت ابدا 

نظر لها أدهم باعجاب : ازاي حاجة زي دي عدت علي المحامي 

نظرت له بغرور محبب : عشان تعرف ذكائي بس... امال ده انا غزل 

ضمها اليه مجددا واغرقها بالقبلات : احلي واذكي غزاله في الدنيا 

ضحكت بسعاده وتابعت : كان نفسي يادومي تشوف شكلها وانا بسألها جابت العقد العرفي منين... ؟! 

كانت فاكرة نفسها ذكيه بزياده بس علي مين... 

ضحك أدهم وقبل كلتا يديها لتكمل : ولسه هوريها هي غلطت مع مين  

......... 

... 

قطع مراد الممر ذهابا وايابا في انتظار خروج ظابط الشرطة من غرفه ماهيتاب الذي جاء لأخذ اقوالها..... 

أسرع المحامي يخرج اولا ليوميء لمراد مطمئنا بينما يسأله اسعد بلهفه ; قالت ايه..؟ 

اخبرهم المحامي بماحدث وماقالته ماهيتاب 

(حصلت مشاده بيني وبين أدهم.. بصراحه انا اللي بدأت.. يعني اعصابي انهارت بسبب اصراره علي إنهاء الشراكه بين شركته وشركتنا... خانتني اعصابي واتهجمت عليه بانفعال وهو حاول يدافع عن نفسه ويبعدني عنه... صرخت الناس اتلمت وبس 

ضيق الضابط عيناه بعدم اقتناع : وهو الخناق علي شغل يوصلك للمرحله دي 

اومات وهي تفرك يدها : يعني.. الخساير لشركتنا كبيرة

نظر لها الضابط مجددا بعدم تصديق : يعني مش أدهم زهران هو اللي حاول الاعتداء عليكي زي ما اتقال

هزت راسها : لا 

: وهدومك 

: جايز اتقطعت لما كان بيبعدني عنه

سحب الضابط نفس عميق ونظر اليها قائلا : وورق الجواز العرفي

عقدت حاجبيها متظاهرة بعدم الفهم : ورق ايه..؟ 

: الورق اللي اتثبت وجوده في المكتب وقت اللي حصل

قالت بتوتر : معرفش عنه حاجة... جايز ورق علي مكتب أدهم ووقع في الخناقه 

: يعني متعرفيش عنه حاجة 

هزت راسها ليسالها مجددا : مدام ماهيتاب في حد ضغط عليكي عشان تغيري أقوالك 

هزت راسها : لا طبعا... 

: يعني انتي مش بتتهمي أدهم زهران انه حاول يعتدي عليكى لما رفضتي الجواز منه بعقد عرفي 

هزت راسها : لا طبعا... اصلا علاقتي بأدهم علاقه عائليه... مراته صاحبتي وهو واخويا شركاه.. مفيش حاجة من دي 

: امال تفسري بأيه اللي اتقال

: معرفش عنه حاجة... جايز الناس خمنت حاجة زي دي

: هل لديكي أقوال اخري

هزت راسها ليقول للعسكري : مضيها علي اقوالها) 

ابتسم اسعد قائلا بخفوت لمراد : الحمد لله الموضوع عدي 

اومأ مراد وهو يتوعد بداخله بأعاده تربيتها من جديد.... 

.......... 

.... 

تحرك اسعد بضع خطوات هو ومراد يسبقون ماهيتاب الي السيارة بنفس لحظة وصول تلك السيارة التي توقفت امامهم لتنصدم ملامح ماهيتاب حينما رأت صفوت يترجل منها... 

دق قلبها بجنون بينما عقد مراد حاجبيه باستفهام : خير يااستاذ صفوت 

تجاهل صفوت مراد الذي يكرهه لانه من حاول سجن ابنه من قبل ليتجه الي ماهيتاب التي لم تعد قادره علي الوقوف علي قدميها وهي تري تلك النظرات التي سددها  ناحيتها صفوت والمليئه بالتشفي فهاهي قد وقعت أسفل قبضته.... لينظر لها صفوت بازدراء : مفكرتيش لحظة تقفي جنبه..... عرفتي بأدمانه وكل اللي همك نفسك وبس.... لو كنتي قولتليلي كنت لحقته من الاول بس انتي لحقتي نفسك وخليتي اخوكي يبلغ عنه.....  

ابتلعت ماهيتاب لعابها بصعوبه ليزجرها صفوت : جريتي اتطلقتي منه وفضحتيه من غير ماتحاولي تقفي جنبه

قال مراد بانفعال : ايه لازمه كلامك ده 

قال صفوت وهو ينظر الي ماهيتاب : اسأل اختك اللي حالا قدمت بلاغ فيها انها اقتحمت مكتب ابني وسرقت منه ورق مهم 

انصدمت ملامح مراد وبنفس اللحظة كانت تصل سيارة الشرطة ومعها سيارة أدهم الذي نزل منها ومعه غزل التي سددت نظراتها الي ماهيتاب دون أن يرف لها جفن وكلما اشفق عليها قلبها وهي بتلك الحاله أخبرت نفسها انها من تسببت بهذا لنفسها بالأول والأخير... انها من لم تشفق علي رجل وقف بجوارها من هذا المصير ... 

نظرت ماهيتاب الي صفوت الذي كشر عن انيابه لتقول غزل بشماته وتشفي لماهيتاب التي قالت : غزل احنا اتفقنا 

قالت غزل وهي تحتضن ذراع أدهم : بس محلفتش...!

تهاوت ماهيتاب علي الارض لتركع علي ركبتها بضياع وتتطلع الي غزل بعتاب : كده ياغزل

اومات غزل بثبات قائلة : كده ياماهيتاب... انتي اللي خونتي مش انا 

مال صفوت ناحيتها قائلا بخفوت حينما امسك بها العسكري : متخافيش انا مش زيك.... قرصه ودن وهطلعك منها زي مادخلتك 

........ 

... 

وضعت اروي يدها علي ظهرها بتعب وهي تقول لمها : اهدي ياماما بقي... انتي مش سمعتي بنفسك كلام المحامي واسامه وادهم كمان قالك انهم راجعين في الطريق والحمد لله كل حاجة خلصت 

قالت مها بغيظ وانفعال : نار يااروي جوايا من الكلبه دي.... انا من الاول مكنتش مرتاحه للبنت دي 

;خلاص ياماما اهي خدت جزاءها

أسرعت مها للخارج ماان استمعت لصوت سيارة أدهم 

: أدهم... حبيبي حمد الله على السلامة 

احتضن امه قائلا : الله يسلمك 

احتضنت اروي غزل : حبيتي ربنا يخليكم لبعض لولا وقفتك جنبه مكنش حد عارف ايه اللي هيحصل

أحاط أدهم كتف غزل بذراعيه بفخر لتتفاجيء بنظرات مها التي رشقتها بالشرر ; انتي ازاي تخبي عليا حاجة زي دي 

قالت غزل بتبرير: ماهو ياطنط مكنتش عاوزة اضايقك 

قالت مها بعصبيه : وانتي فاكرة اني مش متضايقه وانا قاعده هنا ومش عارفه اخد حق ابني من بنت ال... 

قالت غزل ضاحكه ; معلش ياطنط... انا اخدته

نظرت لها مها ورفعت حاجبيها : عملتي ايه... جبتيها من شعرها 

ضحك الجميع لتخبرهم غزل بماحدث فيزداد ضحكهم... قالت مها بعدم رضي : ده اللي قدرتي عليه... 

قال أدهم وهو يوقف ضحكته : كويس اوي كده ياماما... اصلا كويس انها كانت عاقله واخدت بالها من البيبي وده اللي يهمني

همست مها لاروي ; كانت عاوزة علقه زي بتاعه شيري

ضحكت اروي.. والله عندك حق

تعالي رنين هاتف أدهم ليقول الحارس : دكتور عمر السيوفي عاوز يدخل

قال أدهم بدون تردد : خليه يتفضل

ابتسمت اوركيد واسرعت تحتضن غزل : حمد الله علي السلامه 

رحب أدهم بعمر واوركيد التي طلبت منه أن يحضرها للاطمئنان علي صديقتها ولم يمانع وهاهي خطوة اخري لتقريب المسافات 

ابتسم اسامه برضي فهاهو القدر رتب لكل شئ دون تدخل منهم 

طالت جلستهم والجميع سعداء لتشعر اروي بقليل من الألم وهما بالخرج يودعون بعضهم .. قلق اسامه لتكرار رؤيته لها متألمه ليقول : عمر وحياتك تعالي معانا البيت انت واوركيد عشان تشوف اروي 

وكزته اروي بجنبه : لا مفيش داعي انا كويسه

قال عمر بجديه ; لا في داعي...يلا اطلعوا وانا واوركيد جايين وراكم

هزت اروي راسها باصرار: لا ياعمر متتعبيش نفسك انا كويسه.. انا بس كنت قلقانه علي أدهم 

نظر لها اسامه لتزجره من بين أسنانها : قولتلك كويسه يااسامه

لم يفهم شئ إلا حينما انفرد بها في السيارة : ليه اصريتي انه ميكشفش عليكي

قالت اروي وهي تنظر اليه : عشان انا مش تعبانه... انا حامل

نظر لها بصدمه لحظة لتتابع : مينفعش اجرح اوركيد في ظروفها دي 

لم يسمع شئ ليسالها بعدم تصديق ; انتي متاكده

قالت اروي وهي تهز رأسها: اكيد وهي أول مرة يعني 

تجمد لحظة قبل ان يجذبها الي حضنه : بجد يااروي

قالت بابتسامه ; خلينا نروح اي معمل في الطريق نتأكد 

اومأ وسرعان ما تحرك بسيارته 

....... 



لم يحتاج الأمر لذكاء من عمر ليفهم موقف زوجه أخيه ليخفي تألم ملامحه وهو ينظر بطرف عيناه الي اوركيد التي لم تفهم شئ وكانت تتابع الطريق باستمتاع.. 

: عمر 

خرج من شروده واخفي المه من أجلها : نعم ياحبيتي 

اشارت الي تلك العربه الصغيره المتوقفه علي جانب الطريق : عاوزة ايس كريم

نظر عمر الي حيث اشارت : من ده..؟ 

اومات له : اه فيها ايه..؟ 

هز راسه بعقلانيه ; لا ياروحي... من الشارع بلاش.. انا هجيبلك من مكان تاني احسن

هزت راسها كطفله صغيره برفض : لا ياعمر عاوزة من ده 

: بلاش ياروحي اخاف عليكي 

........... 

.. 



اغلقت مها الهاتف بسعاده : مبروك يارورو.. خدي بالك من نفسك وانا بليل هخلي أدهم يوصلني عندك اقعد معاكي كام يوم اخد بالي منك 

وضعت اروي الهاتف بجوارها بعد ان انهت مكالمتها مع امها ليقول اسامه بعبث : طالما طنط جايه بليل يبقي يادوب نحتفل 

ضحكت اروي بخجل : والولاد

قال وهو يجذبها اليه : خليكي في ابو الولاد دلوقتي 

ضحكت واستسلمت لقبلته الحارة والي حبه الذي يزداد مع الايام ومع كل محنه يقف بها بجوارها 

....... 

بالفعل صدق صفوت بكلامه مع ماهيتاب فقد قدم مده معينه من التسجيلات والتي لا تظهر فيها  ماهيتاب بصورة واضحه لتظل يومان بالحجز وبعدها تخرج لعدم ثبوت التهمه ولكن يومان قضوا عليها تماما وكانت بحاجة لهم لتتذكر كم أخطأت بحق الجميع وأولهم نفسها   ....! 

.......... 

.... 

قالت غزل بعتاب : ليه مخلتهوش يسجنها

: عشان اخوها 

نظرت له غزل : ياسلام علي طيبه قلبك يادومي

قال أدهم وهو يجذبها لتجلس فوق ساقه : سيبك انتي بقي من كل اللي حصل.. خلينا في شبيك لبيك... عاوزة ايه ياغزالتي 

نظرت له طويلا بتفكير قبل ان تحيط عنقه بذراعيها وتنظر الي عيناه قائلة بحب : عاوزاك انت وبس

تهادت الابتسامه الراضيه الي شفتيه لتوميء له : أدهم.. انت وبس كفايه عليا 

اصلا ايه اللي ممكن اكون عاوزاة وانا عندي كل حاجة قبل مااطلبها... انا بحبك اوي ياادهم.. فوق ما انت تتخيل... جايز في وقت من الأوقات خليتك تشك في حبي ليك بس ده كان غصب عني.. كانت فتره متلخبطة جوايا وانت اللي قدرت تساعدني اخرج منها 

لو كنت اتكلمت معاك من الاول ومدخلتش ماهيتاب واستأمنتها علي مشاكلنا كانت كل حاجة هتتغير... وضع أصبعه برفق فوق شفتيها يقاطعها : بالعكس ده كل حاجة مشيت صح جدا.... كان لازم كل ده يحصل عشان حبنا ينجح في كل الاختبارات دي... 

نظرت له بأنفاس مبهورة ليداعب ارنبه أنفها بمشاكسه : وأهم حاجة اني شفت الواد غزال وهو طالع من جواكي 

انفلتت ضحكتها ووكزته في صدره : بطل غلاسه.. 

ضحك هو الاخر : قوليلي كده تاني... ايدك هتوحشك

ضحكت غزل مطولا ليذوب حرفيا في ضحكتها وهو لا ينفك يتذكر انفعالها وهي تخبره كيف امسكت يد ماهيتاب وزجرتها.....

: خلاص بقي يادومي.. دول شويه شقاوة اسكندراني بس انا اصلا رقيقه 

ضحك وهو يتطلع اليها لتهز راسها : أرق بنت ممكن تقابلها في حياتك 

ضحك وجذبها الي صدره : اصلا مش بشوف بنات غيرك ياغزالتي 

مررت يدها علي عنقه بدلال قائلة : حيث كدة يادومي غزالتك جعانه اوي 

وضع يده برفق فوق بطنها : بس كده...تحبي تأكلي ايه ياغزالتي

نظرت له لحظة بتردد : هنخرج نتعشي برا

اومأ لها بدون تفكير : لو عاوزة معنديش مانع 

هزت راسها وقامت من فوق ساقه : طيب يلا 

اعتدل واقفا : اختاري المطعم اللي يعجبك

نظرت له بتردد : اي مطعم 

اومأ دون تفكير : اكيد 

نظرت له ليشجعها : لو عاوزة سمك هاخدك اسكندريه.. قولي المكان ومتقلقيش

ابتسمت متشجعه : لا مش سمك.... هموت وااكل ممبار

نظر لها لتتابع بابتسامه شقيه ; عاوزة اكل من عند بحه بتاع الناصريه...! 

ركضت من امامه بشقاوة حينما انصدمت ملامحه لتتعالي ضحكتها... تعالي هنا.. 

نظرت له من بين ضحكتها ليسألها : وانتي عرفتي بحه منين اصلا 

هزت كتفها قائلة : طنط مها قالتلي عليه

رفع حاجبه : امي انا قالتلك علي بحه

اومات قائلة : ااه قالتلي اونكل سليم مرة اخدها هناك... 

نظر لها رافعا حاجبه : ابويا اخدها بحه...؟! وده ليه أن شاء الله 

هزت كتفها : وانا اعرف منين... تلاقيها كانت بتتوحم فيك علي ممبار زيي كده 

ضحك وجذبها اليه : ده فيلم من إخراجك ياغزاله... امي اللي بتتكلم من طراطيف مناخيرها قالتلك علي بحه.... طيب قولي اروي اصدقك

ضحكت ورفعت نفسها علي أطراف اصابعها واحاطت عنقه بذراعيها قائلة بدلال : الله بقي.... انا النهارده قولت نفسي في ممبار قالت ليا انها تعرف بحه بيعمل ممبار تحفه وان اونكل سليم أخدها هناك 

ضحك واحاط خصرها بذراعه :  اكيد ندمت الراجل انه اخدها هناك

ضحكت لتقول : طيب يلا خدني بقي.. انا جعانه اوي

ضربها بخفه علي مؤخرة راسها : طيب تعالي يالمضه... 

صفقت بحماس : هتاخدني

اومأ لها بتردد : هاخدك مع اني خايف عليكي تاكلي حاجة زي دي 

.......... 

... 

نظرت اوركيد الي عمر الذي عاد بالمساء يحمل الكثير من المثلجات لتقول بابتسامه : مرسي ياحبيبي تعبت نفسك 

قبل راسها : فين التعب.. انتي بس اامري

......... 

... 



بكت ماهيتاب بحرقه واخيها يإخذها للمنزل من قسم الشرطة لتقول له برجاء : رجعني بيتي يامراد ارجوك 

لم ينظر اليها وتجاهل حديثها لتصمت بقهر كما ستلاقيه من شماته بعيون شيماء 

........ 

.. 

توسدت اوركيد صدر عمر الذي سألها بحنان : ماكلتيش ليه ياروحي الايس كريم

هزت كتفها بنعاس : بكرة هأكله ياحبيبي.. ماليش نفس له

نظر لها عمر بدهشه : كنتي هتتجنني عليه

قالت وهي تضع راسها فوق صدره وتغمض عيناها : بتاع الراجل مش ده.. 

ضحك وقبل راسها : هتفرق

اومات : يعني كان نفسي فيه 

نظر لها بعمر بتوجس لحظة ثم ساد الصمت قبل ان يسالها : روكا... انتي بتتوحمي ولاايه.. ؟

قفزت اوركيد من فوق صدره بعدم استيعاب : قولت ايه...؟؟ 

قال بدون تردد : قولت نعمل اختبار حالا 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

 بشهيه كبيرة كانت غزل تنظر بترقب الي تلك الأطباق المشهيه التي بدأ النادل بوضعها امامها....كانت تنظر الي الأطباق التي عبقت رائحتها المكان و لم تلحظ نظرات الشاب الذي تمهل بوضع الأطباق وقد اختطف نظرة الي ملامحها الجميله ومن سوء حظة ان تلك النظرة كلفته الكثير فقد رأه أدهم الذي كان يغسل يداه وعاد للتو باتجاه طاولتهم لتندفع الدماء الحارة بعروقه ولايري شئ امامه الا ان ذلك الشاب نظر اليها....! 
انتفضت غزل من مكانها بصدمه حينما تفاجأت بأدهم ينقض علي ذلك الشاب الذي صرخ بألم ما ان تلقي ضربه قويه من رأس أدهم فوق أنفه ليترنح للخلف ولكن قبضه أدهم القويه كانت تمسك بتلابيبه ليتلقي بضع لكمات قويه من أدهم بكل مكان بوجهه ...! 

صرخت بخوف وهي تحاول ابعاده عن الشاب أدهم... في ايه.... ؟

تجمع الناس حولهم ليبعد أدهم غزل خوفا عليها ويضعها خلف ظهره ويندفع مجددا لضرب الشاب الذي حاول الجميع تخلصيه من يد أدهم الذي ثارت ثائرته وحطم المكان فوق رأس الشاب...لينتهي الأمر بهم في قسم الشرطة وتذهب أحلامها بهذا العشاء ادراج الريح...! 

اسرع اسامه تجاه أدهم بقلق.... ليقول أدهم وهو يخرج بعد ان انهي المحامي الأمر ودفع أدهم تكاليف تحطيم المكان وتصالح مع صاحبه 

انت ايه اللي جابك..؟ 

قال اسامه : غزل اتصلت بيا. 

اومأ أدهم وخرج باتجاه سيارته حيث جلست غزل بغيظ وضيق تخفي به قلقها عليه وتذكر نفسها انه كما هو لم يتغير.... ثور هائج حينما يتعلق الأمر بغيرته العمياء عليها..! 

جاهد اسامه بصعوبه كتم ضحكته بينما يخرج من قسم الشرطة مع أدهم ليزجره أدهم ;

بتضحك علي ايه..؟ 

قال اسامه ضاحكا : كل ده عشان بص ليها امال لو عاكسها... كنت عملت ايه

قال أدهم بتلقائيه :كنت قتلته

: ياراجل اهدي.... ده عيل وانت كسرت مناخيره حرام عليك

وبخه أدهم بغضب : طيب اسكت بقي ويلا واياك تجيب سيرة لاروي 

اومأ اسامه قائلا : ماشي... يلا انا هروح تصبح على خير 

: وانت من اهله 

اتجه الي سيارته لتستقبله نظرات غزل الغاضبه والتي كانت تتوعده حتي دخولهم لغرفتهم .... اتجهت للحمام لتأخذ دوش ما ان دخلت الغرفه لتخرج بعدها محاوله تجاهله عقابا له علي فعلته... احاطها أدهم بذراعه : هتفضلي مكشرة كده  كتير ياغزاله

ابعدت يداه التي كانت تضمدها 

عنها بغيظ حينما حاول احتضانها : اوعي كده...... وانا اللي فاكرة انك اتغيرت 

رفع حاجبه باسهتجان : اتغير ازاي يعني.... واحد يبصلك واسكت 

هزت راسها بانفعال وهي تمسك بيده المجروحه :لا تضربه وتكسر المكان.....

هز كتفه بعدم اكتراث فماذا تتوقع منه أن يفعل حينما رأي نظرات ذلك الشاب لها.... 

: واقتله كمان... 

مسحت وجهها بيدها بعصبيه : كماان.... ليه يعني كان ايه اللي حصل لكل ده  

قال بغيرة شديده : كان بيبصلك

هتفت بغيظ : قال مبصش ليا ومع ذلك نزلت فيه ضرب

نظر لها وامسك بيدها : خلاص بقي ياغزل متكبريش الموضوع 

هتفت بغضب : انت اللي بتكبر المواضيع.... مش كل واحد بص ناحيتي يبقي بيبص ليا... 

..... مش طريقه ابدا

نظر لها بطرف عيناه : ما قولنا خلاص بقي ياغزل... انتي عارفه اني بتجنن من الغيرة 

: لا كفايه جنان لغايه كدة... اعقل

باغتها واحاط خصرها بذراعيه ليجذبها الي صدره قائلا : دي تاني مرة اقولك خلاص.... التالته..... قاطعته بتحدي : هتعمل ايه.؟ 

مال تجاه شفتيها قائلا ببطء : هعمل كدة... 

ما ان قاربت شفتاه علي لمس شفتيها حتي تفاجأ بها تضع يدها علي صدره تبعده وهي تقول بغيظ من جنونه وغيرته التي افسدت ذلك اليوم الجميل حينما ابرح ذلك الشاب ضربا :  اعمل كدة مع نفسك

رفع حاجبه : قولتي ايه...؟ 

هتفت بغيظ : اللي سمعته..... مش هتضحك عليا ببوسه.... 

ضحك وجذبها اليه قائلا بوقاحه ; هضحك عليكي بحاجة تانيه.... 

ابعدت يداه عنها بعناد ; مبقتش عيله هتضحك عليها..... غيرتك المجنونه دي هتبطلها.... ولغايه ماتبطلها انت رايحه انام جنب طنط مها ووريني هتقرب مني ازاي...... 

رفع حاجبه بتحذير لم ينطقه حينما تابعت بوعيد : انا علي اخري منك احسنلك تبعد عني النهارده... 

نظر لها أدهم : غزل لمي الليله وخلاص 

نظرت له بغيظ : مش هلم حاجة.... ومش خلاص ياادهم يازهران 

زجرته بنظراتها لتتبرطم وهي تغادر الغرفه : كفايه ضيعت عليا الاكله اللي كان نفسي فيها 



........ 

... 

نظر عمر الي اوركيد متساءلا بدهشه : لا.. 

اومات اوركيد وقد اكتسح الانفعال والتوتر وجهها : مفيش داعي ياعمر لتحليل ولا حاجة 

نظر اليها بدهشه : ليه..؟ 

هزت كتفها وهي تحاول إخفاء ذلك الألم بداخلها والخوف من الخزلان ككل مرة تتأمل بها... اقنعت نفسها طوال الليل ان حياتها عادت لتكون سعيده لذا لن تطرق أبواب تجعلها تعود مرة اخري لهذا الحزن والألم فهي لم تلبث ان شفيت جراح قلبها 

: متشغليش بالك ياحبيبى وبعدين مش عشان كان نفسي في آيس كريم يبقي حامل 

نظر عمر الي ملامحها يحاول فهم ماتشعر به بصعوبه بالغه وكم هو جاهل بتلك الأمور لا يريد أن يسأل او يضغط عليها فيدعس دون ان يقصد علي، جرحها والذي شعر به وهو يتطلع لابن أخيه الصغير ويرغب بطفل مثله ليتسأل بألم كيف كانت تتحمل كل خيبات الأمل التي حظيت بها من قبل... ؟! 

كيف كان لايشعر بها وكم كانت بارعه في إخفاء حزنها والمها عنه.... ؟! 

كانت تكون معه ولا تبدي شئ بكل مرة كان الحمل لايحدث... يري الان الخوف في عيونها ويؤلم رجولته الا يستطيع ابعاده عنها... تنهد وامسك بيدها بين يديه ونظر اليها ولكن لم يجد مايقوله فهو لم يكن يوما بارعا بالحديث ولا بفهم مشاعر المرأه ولكنه الان يريد....!

يريد ان يتحدث.... يريد أن يفهمها ويكون بجوارها في الوقت الذي هي بحاجة له به... !

نظرت اليه بابتسامه هادئه لتقول : بتبصلي كدة ليه

بادلها الابتسامه ليقول : بلاش ابص لمراتي حبيتي 

اتسعت ابتسامتها بينما تنهد مجددا قائلا بأقرار : بصي بقي ياحبيتي.. انا مش،عارف اقول ايه ومش، هقول حاجة غير اني جنبك ومعاكي في اي حاجة... وعشان كده من غير نقاش قومي هاتي شنطتي

نظرت اليه  وهمت بالرفض ليهز راسه ويقوم من جوارها ويحضر حقيبته الطبيه : مفيش نقاش قولت... هكشف عليكي...! 

........ 

... 

غادر أدهم المنزل ليهديء قليلا ويتقبل عصبيتها حتي لا يتحول الأمر بينهم لمشاجرة... ساعتين وعاد للمنزل ليتحدث نفسه..... 

تلك العنيده نفذت تهديديها وهاهو حينما عاد وجد الغرفه خاويه... 

زفر أدهم بضيق  وهو يخلع ملابسه ويتجه للاستحمام.... حاول ألا يكترث فهي بالصباح ستهدأ وستعود.... ولكنه لم يستطيع أن يبتعد عنها ولا ان يتركها غاضبه منه...! 

لتتوقف يده عن تجفيف خصلات شعره ويرتدي ملابسه ويتجه اللي غرفه والدته وهو يتبرطم

كان ايه اللي حصل يعني.. بلاش اغير عليها...!! 

اتجه الي غرفه مها بهدوء متسللا علي أطراف اصابعه  

ببطء وهدوء اتجه الي ناحيه فراش مها وهو يهمس غزل.... غزل

عقدت مها حاجبيها بنعاس وهي تفتح عيونها وتمد يدها الي النور الخافت بجوارها 

تجمد مكانه حينما فتحت مها الأنوار ووجودها نائمه بمفردها

قالت مها بدهشة : أدهم

انصدمت ملامحه : ماما

قالت مها بقلق : مالك ياادهم... انت كويس في حاجة حصلت 

قال بتعلثم : اه اه كل حاجة تمام     ..... انا بس جيت اطمن عليكي

... انتي كويسه تصبحي علي خير ياماما 

لم تفهم مها شئ منه لتردد :وانت من اهله ذ



خرج من غرفه والدته واتجه لغرفه أطفاله فلم يجدها اصلا ليتلفت حوله فأين ذهبت.... 

عقد حاجبيه بقلق للحظة قبل ان يبتسم حينما رأي انوار غرفه المعيشه ليدخل الي غرفتهم و يحمل تلك اللفافه ويتجه اليها

كانت غزل جالسه متمدده علي الاريكة الوثيرة  تعبث بهاتفها والتلفاز يعمل.. تجاهلت دخوله ووضعت عيناها في هاتفها ليتجه أدهم ناحيتها ويجلس الي جوارها 

: منمتيش جنب ماما 

نظرت له بطرف عيناها ولم تقل شئ وعادت مجددا لتننطر للهاتف ليضع أدهم يداه علي الهاتف يبعده وهو يقول : هتفضلي مخصماني

نظرت له نظرتها الطفوليه الغاضبه ووجهت نظرها للتلفاز 

ليزفر قائلا بنفاذ صبر : غزل انا بكلمك 

اشاحت بوجهها : وانا مش هرد.. قولتلك متضايقه منك

اقترب منها قائلا : وانت قولتلك خلاص بقي 

هزت راسها بعناد : مش خلاص 

انت زي ماانت مش هتتغير ابدا 

قال بضيق : حاضر ياغزل هبقي مش راجل وهبقي لوح تلج ومش هغير 

قالت بانفعال : مقولتش كده علي فكرة 

غير بالعقل 

تهكم قائلا :وده ازاي 

قالت وهي تتطلع له بغيظ : يعني مش كل واحد يبص ناحيتي يبقي بيبص عليا 

قال بتحذير : فوري دمي وفكريني

نظرت له بغيظ وقامت من جواره هاتفه ;انا اللي دمي بيفور منك... انا طالعه انام 

امسك بيدها سريعا وجذبها اليه لتسقط في حضنه وتسقط معها جميع حصونها امامه 

.. تحبه وتعشقه ولا تحمتل ابتعاده كما لاتحتمل اقترابه بينما امتزجت أنفاسه بانفاسها خاصه وهو يرمقها بتلك النظره التي تجعلها تشعر انها اجمل امرأه علي وجه الأرض...... برقه ابعد خصلات شعرها عن وجهها ليبتسم : هو انا مش قولتلك انه غصب عني.... مهووس بيكي اعمل ايه...! 

تهادت الابتسامه لشفتيها ليراها مهما حاولت اخفاءها والتظاهر بالغضب ليمد يداه الي جواره قائلا وهو يرفع تلك اللفافه اليها : جبتلك ممبار

نظرت بطرف عيناها الي تلك اللفه وقاومت شهيتنا لتهز كتفها وتقول بدلال : لا خلاص مش عاوزة 

عقد حاجبيه : ليه ياغزاله مش قولتي نفسك فيه.. ده انا لفيت عليه لما طلعت عيني لغايه مالقيت مطعم عمله ليا مخصوص والناس كلها مستغربه ممبار ايه اللي رايح اجيبه بعد نص الليل 

زمت شفتيها واخفت ابتسامتها فمن قال انه لايسدها وهو يلبي طلبها قبل ان تطلبه

نظر لها أدهم مشاكسا وهو يفتح الأوراق المعدنيه فتتصاعد الرائحه الشهيه : يلا بقي ياغزالتي.... دي ريحته تحفه... اصلا اتحداكي تقاومي

حاولت التدلل لتهز راسها : لا مش عاوزة 

نظر لها بمكر وامسك بأحد القطع بين يديه وقربها لفمه : حيث كده ادوق انا.... ريحته تحفه اصلا مش قادر اقاوم

بدأ يتلذذ بأكله لتعقد حاجبيها : وانت اصلا من امتي بتحب الممبار

قال وهو مازال يتلذذ بتلك القضمات ; بصراحه  عندك حق تتوحمي عليه... حلو اوي 

زجرته وهو يغيظها بتلك الطريقه وانقضت علي الطبق تأخذه من بين يديه : اوعي كدة 

هات... : انتي مش قولتي مش، عاوزة 

: هات ياغلس انا اللي حامل مش، انت

أراد أن يغيظها ولكنه لم يحتمل ليمسك بأحد القطع ويقربها لشفتيها : كلي ياغزالتي بالهنا والشفا

دللها واطعمها بيده حتي انهت الطبق علي الاخير لتستند بظهرها للخلف وقد شعرت بالتخمه... حلو اوي

: بالهنا والشفا ياروحي... 

قالت بدلال : بكرة هات ليا تاني 

اومأ لها ; حاضر 

: وكمان عاوزة حمام محشي

: حاضر 

: وخدني اسكندريه اكل سمك و جمبري عشان نفسي فيه

ضحك أدهم قائلا : حاضر

انحني ليحملها لتحيط عنقه بذراعيها وتسكتين بارهاق وتضع راسها فوق كتفه قائلة : ونتمشي علي البحر لما نروح اسكندريه نأكل السمك 

اومأ بحنان قائلا وهو يتحرك بها الي غرفتهم : نتمشى ونأكل سمك 

وضعها علي طرف الفراش لتغمض عيناها سريعا وتغرق بالنوم 

ابتسم أدهم بحب وتوسد الفراش بجوارها ليحتضنها وينام هو الاخر 

  ......... 



ضحكت اوركيد بينما تدغدها أصابع عمر وهو يضع السماعه البارده علي بطنها  : عمر بغير 

تظاهر عمر بالجديه وهو يحرك سماعته الطبيه بعيدا عن اذنه : وبعدين بقي في الدلع ده.. اكشف أزاي وانا كل مااقربلك تضحكي 

ضحكت مجددا حينما داعبت السماعه بطنها  ليقول : طيب اقولك علي حاجة حلوة 

نظرت له ليقول : بصي غمضي عنيكى وانا هكشف من فوق الهدوم

نظرت اليه موافقه لينزل عمر طرف بيجامتها فوق بطنها وبمكر وخفه كان يسحب تلك الحقنه ويغرسها بذراعها ساحبا بضع قطرات من الدماء 

فتحت اوركيد عيناها بمفاجاه متالمه... اه عمر 

سحب الحقنه سريعا وهو يبتسم بانتصار : اخدت العينه

عقدت حاجبيها : انت ضحكت عليا 

ضحك عاليا : طبعا ضحكت عليكى... حمل ايه اللي هعرفه بالكشف ياروكا... بيضحكوا عليكوا في الأفلام ياقمر... الحمل بيبان بالتحليل

وكزته في كتفه : غشاش

ضحك قائلا : اسمها دكتور شاطر 

قام عمر وسرعان ما وضع قطرات الدماء، في قنينه صغيره ليقول : يلا بقي ياروكا هانم جهزيلي الفطار عشان اروح شغلي

سألته بترقب : والتحليل..؟ 

قال وهو متظاهر بعدم الإكتراث : ماله... هاخده المعمل في طريقي وبليل وانا راجع هجيب النتيجه 

: لا هو انا مش هاجي معاك 

هز راسه بهدوء ظاهري : لا ياروكا انتي مش هتشغلي بالك اصلا بالموضوع ده 

: لا ياعمر مش هستحمل افضل مستنياك لغايه ماترجع 

أحاط كتفها بذراعه قائلا : تعالي نفطر وانسي خالص موضوع التحليل 

خرج من الغرفه برفقتها واتجه للمطبخ لتستقبله ابتسامه والدتها الطيبه : صباح الخير ياعمر ياابني

ابتسم لها بحب : صباح النور ياطنط 

ابتسمت له والدتها قائله : يلا انا جهزت ليكم الفطار. 

قال عمر بامتنان وحب حقيقي لتلك المرأه التي يعتبرها كوالدته : تسلم ايدك... انا كده هطمع واطلب منك طلب

: تأمر ياحبيبي 

: عاوز اكله حمام محشي ورقاق 

ابتسمت والدتها بحب : من عنيا

ابتسم لها قائلا وهو يتطلع لاوركيد التي يعرف جيدا انها ستظل قلقه بانتظار النتجيه : انا عاوزها من ايد اوركيد.... ممكن تعلميها 

: بس كده... حاضر

ابتسم وانحني يقبل يد حماته وقبل راس زوجته قائلا : يلا انا هروح شغلي عاوزين حاجة

هزت اوركيد راسها وكذلك والدتها التي ودعته بالدعاء لتقول : يلا ياروكا صحي لينا خليها تفطر على ما ابعت البواب يجيب الحمام ونعمله انا وانتي سوا

خرج عمر من المصعد وخلع قناع ثباته ليظهر قلقه وترقبه وهو يقود باتجاه المعمل

أراد ابعاد القلق عنها وشغلها بطلبه لهذا الطعام ليجلس هو علي احر من الجمر بانتظار نتيجه التحليل...

قال طبيب المعمل : ساعه وابلغك النتجيه يادكتور عمر

قال عمر : هستني

......

.........

نظرت اروي الي اسامه وهزت راسها : لا طبعا مش هقولهم... قول انت

: انا امهم ولا انتي

: ايه العلاقه... والله انا قولتلك مليون مرة كفايه ولاد وانت..

: انا ايه.. هو انا اللي بحمل

زجرته اروي قائلة : بحمل لوحدي

... يلاة اتفضل قول انت للبنات

حاول اسامه الرفض : طيب ماتقولي انتي يارورو

: قولت لا.... اصلا انت السبب وانا بعد أدهم قولتلك خلاص بس اقول ايه

ضحك بمكر هامسا : قولي اني جامد

وكزتخ بكتفه وهي تدفعه لغرفه الفتيات : احترم نفسك يااسامه ويلا ادخل قولهم انت

سحب اسامه نفس مطول قبل ان يفتح باب غرفه الفتيات 

لتستمع اروي بعد دقائق لشهقات الاستنكار  والرفض من جهه الفتاتان لتقول ميرا بتذمر : لا بيبي تاني لييييه..... مش كفايه ادهم

قالت لارا بتذكر مماثل لاختها : لا يابابي حرام عليكم دي مامي بتذلنا عشانه وكل حاجه اخوكم الصغير

دخلت اروي الغرفه وتظاهرت بالجديه وهي تحمل أدهم قائلة :  وهو ايه.... مش اخوكم الصغير

قالت ميرا : اه... بس مش عاوزين واحد تاني 

قالت اروي ;يمكن بنت

قالت لارا برفض : لا بقي يامامي.. مش عاوزين

هتفت اروي بجديه : بنت انتي وهي والله الغي سفريه الغردقه اللي تيتا مها وعدتكم بيها

قالت لار ; لا خلاص..... أمرنا لله..

قالت اروي : طيب يلا خدي ادهم اوضته واقعدوا معاه

قال اسامه وهو يقتنص قبله من وجنتها بعد ان انقذته من براثن الفتاتان:  مسيطره ياقلبي

قالت بغرور محبب :طول عمري

........

....

قالت شيماء بشماته : يعني حتى شريف المدمن اللي كنتي بتتنططي عليه رفض يرجعك

نظرت لها ماهيتاب بغل لتقول من بين أسنانها ; شيماء

اشاحت شيماء بوجهها : الله.... انتي هتطلعي غيظك فيا

ضحكت وتابعت بتهكم : انا بقول واقفي على عز وخلاص

زفرت ماهيتاب وانسحبت لغرفتها لتغرق مجددا بين جدرانها فحتى حينما حاولت إصلاح شئ لم يرغب بها فقد ذهبت لشريف الذي خرج من المصحه متعافي وواضع قدمه علي بدايه طريق جديد

ليرفض ان يعيدها اليه فهي تركته ولم تقف بجواره حينما انزلقت قدمه بهذا الطريق

كان لديها كل شئ ولم تري الا الشئ الذي بيد سواها لذا خسرت كل شئ.. حقا الطمع يقل مايجمع..! 

..........

...

فتح عمر الباب بهدوء وتسلل تجاه المطبخ حيث كانت اوركيد منهمكه وسط نصائح وشرح امها لإعداد الطعام الذي يحبه عمر لتشهق بمفاجاه حينما باغتها عمر واحاط خصرها بذراعه بعد ان تسلل خلفها

عمرر

هتف عمر بسعاده : مبرووك ياحبيتي انتي حامل

طارت والدتها من الفرحه حرفيا ولم يتمالك عمر نفسه وفقد رزانته ليحملها ويغرقها بالقلات امام والدتها

مرت لحظات طويله وهي في حضنه غير مصدقه تلك السعاده ليستدرك اخيرا وجود امها فيقول بحرج ; متأسف ياطنط بس الفرحه خلتني... .. قاطعته امها بسعاده قائلة : الف مبروك ياحبيبي... وانا الفرحه مش، سيعاني عشان كدة خدها بقي وسيب ليا المطبخ عشان هعملك احلي اكله حمام

لم يتردد عمر ليأخذها الي غرفتهم

قالت اوركيد بحرج ; عمر يامجنون ماما

ضحك قائلا وهو يلتقط شفتيها بقبله : ماما زي الفل وقالتلي هتعملي حمام 

ضحكت اوركيد برقه ليحيطها عمر بذراعيه قائلا : ماتجي نحتفل علي ما الاكل يجهز

........

....

شهور مضت 

وكل من زرع شئ حصده.....! الحب وقت الحصاد جمع حب وسعاده 

والحقد لم يجد مايجمع وقت الحصاد..! 

من اخطيء تدارك أخطاءه وسارت الحياه ووجدت طريقا مادامت القلوب تحمل حب وصفاء وسماح..! 

وقفت ماهيتاب في شرفه غرفتها بعد ان إعادها مراد الي بيتها مرة اخري قبل عده أشهر دون قول شئ.... وهو من الأساس لم يتحدث معها منذ تلك الاحداث ولن يفعل...... فهي خذلته كثيرا...! 

جرحت رجولته وهو يكون اخ لأمرأه تجرأت علي تلك الأفعال المشينه..... تركها وحدها دون عتاب او لوم او تقريع... واثق ان حصادها المرير سيكون أصعب عقاب لها.... لم يلقي بها لرجل بعمر ابيها تحت مسمى اعاده تربيتها فليس هذا هو الحل.....! تركها وحدها لعلها تدرك كم خسرت مقابل التطلع لما بيد غيرها.... وبالفعل هاهي لم تعد تجد شيء بجوارها الا وحدتها....! 

خسرت كل شئ.... أصدقائها.... عملها...عائلتها.... وحتي أخيها.... 

الكل ابتعد عنها.....! 

نظرت من خلال الشرفه تتطلع لصفاء الشمس الصيفيه وتذكرت كيف كانت تقضي تلك الاوقات مابين اصدقاءها غزل واوركيد واروي و أطفالهم....  واليوم هي وحدها ولابد وأنهم متجمعين... ..! 

هناك اخطاء يمكن إصلاحها واخري لا 

وخطأها لم يغفره احد لها ولن يفعل احد... غدرت وخانت..! 

والخيانه والغدر خطيئه لاتغتفر

لتتذكر كلمات غزل حينما طلبت صفحها : ابقي ساذجة اوي وعبيطة لو سامحتك 

قالت بصدق : انا اتغيرت

قالت غزل بثبات : تغييرك ده لنفسك... إنما بالنسبالي ميفرقش... انتي كنتي صاحبتي وحاليا عدوتي ولازم تفضلي في المكان ده لأن مينفعش أأمن ليكي تاني..! 

....... 

...! 



... تمسكت غزل بأدهم باصرار وقت ولادتها : ماليش دعوة هتدخل معايا العمليات

امسك بيدها : هستناكي

هزت راسها كطفله صغيرة وتمسكت به ليوافق ويدخل معها ظنا منه ان المراه من تحتاج الي الرجل لتقوي ليري الطبيب وهو يفتح بطنها طبقه تلو الاخري فيدرك كم الرجال حمقى وكم النساء اقوياء تحت كل رقتهم....! أدرك في تلك اللحظة مقدار ما تعانيه المرأه في سبيل ولاده طفلها... وفي سبيل اسعاد زوجها.... وكل هذا الألم يختفي بمجرد النظر الي وجهه الطفل... فهاهي غزالته فتحت عيونها واول ماسألت عنه هو طفلها.... :فين البيبي ياادهم

ابتسم وانحني يقبل جبينها بحنان : حمد الله علي سلامتك يا حبيتي.. انتي كويسه. 

اومات له بابتسامه : اه... هات البيبي اشوفه

اومأ لها وحمل الطفل ليضعه بحضنها وبالفعل يذهب كل الالم

جلس بجوارها علي طرف الفراش واحاط كتفها بذراعه لترفع عيناها اليه... مبسوط ياحبيبي. 

اومأ لها بحب ولا يستطيع نسيان تفاصيل تلك العمليه وكم تغيرت نظرته لها فأصبح يحبها اكثر ويشفق عليها أكثر... 

ابتسمت غزل بسعاده غير مصدقه انه من يناوب بالسهر مع طفلهما.... دومي انت هتتعب كده.. كمل نوم وانا هسهر. 

هز أدهم راسه وظل يتحرك بطفله ذهابا وايابا برفق :لا ياروحي نامي انتي وارتاحي.. انتي طول اليوم بتتعبي مع الولاد

وبعدين انا عاوز احس اني عملت حاجة قصاد تعبك في الحمل والولاده

ابتسمت وقفزت من مكانها لترتمي عليه

فتح لها احدي ذراعيه ليضمها وبذرعه الاخري يضم طفله.. أدهم حبيبي لو كنت اعرف انك هتحبني اوي كدة.. كنت جبت البيبي ده من زمان. 

قبل وجنتها بمشاكسه : اه منك وانا من امتي مكنتش بحبك ومهووس بيكي اصلا...! 

مالت عليه بدلال : اللي متعرفهوش بقي ياادهم بيه.. ان انا اللي مهووسه بحبك ليا....! 



تملك.....!! غيره...!! خيانه....!! إهمال.....انانيه... !! زواج.....!! طلاق.....!! امرأه اخري.....!! كذب...!! خداع...!! حزن...!! تحدي...!! 

الكثير والكثير ولكن أين هي قصه حبهم  من كل تلك الكلمات..؟!

اجابه كل تلك الاسئله..... ان صمد الحب امام كل التحديات...! 

النهاية...!

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

كل واحد استمتع اتمني يسب ليا كلمه تسعدني لو انا أسعدتكم ولو بقدر بسيط

وكل سنه وانتوا طيبيين وبخير 

رحله طويله معاكم وصلنا 14 روايه... اتمني تكونوا قريتوهم كلهم... ان شاء الله هتنزل حلقه خاصه من القاسي.. زواج ادم وندي

كل بطل من أبطال رواياتي السابقه هيظهر في الحلقه دي من اول رعد حتي عثمان 

رعد المنشاوي... بطل اسيري. 

عاصم السيوفي.... المتملك والشرسة. 

سليم الهاشمي... جبل الجليد 

مراد الدويري... لم أعد تلك الحمقاء 

سيف البحيري.... سيف منتقم 

صقر السيوفي.... وقعت ببراثن صقر 

أدهم زهران.... مهووس بگ يا صغيرة 

جلال المهدي.... حب بطعم الانتقام 

حمزة السيوفي.... ضائعه في غابة ظنونه 

جواد الخولي.... ستكونين لي 

بدر الطحان.... بعد البدايه 

عمر زهران... حب اسود

عثمان الباشا.... القاسي 

تمت بحمدلله رواية مهووس بك يا صغيرة الجزء الثاني 2

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-