رواية امانة نوح ( نوح الامانة ) الجزء الاول 1 بقلم ميمي عوالي

رواية امانة نوح ( نوح الامانة ) الجزء الاول 1 بقلم ميمي عوالي

رواية امانة نوح ( نوح الامانة ) الجزء الاول 1 هى رواية من كتابة ميمي عوالي رواية امانة نوح ( نوح الامانة ) الجزء الاول 1 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية امانة نوح ( نوح الامانة ) الجزء الاول 1 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية امانة نوح ( امانة ونوح ) الجزء الاول 1


رواية امانة نوح ( نوح الامانة ) كاملة جميع الفصول بقلم ميمي عوالي

رواية اضطريت لاجلك كرم واسيا الجزء الاول 1

فى أحد الأحياء المتوسطة بالقاهرة وفى العشر الاواخر من شهر رمضان الكريم والذى يفرض جو من الروحانيات الجميلة

كانت هناك فتاة منتقبة تسير باتجاه منزلها باعتدال وهى منكسة رأسها وكأنها تحصى خطواتها حتى وصلت إلى بنايتها وصعدت حتى وصلت إلى إحدى الشقق وأخرجت مفتاحها ودلفت إلى الداخل وهى تقول : السلام عليكم ، انا جيت يامراة عمى

لكنها لم تسمع سوى صوت خرفشة يصدر من صالة الشقة وعندما تقدمت للداخل وجدت زوجة عمها التى تعدت الخمسون من عمرها تنحنى ارضا وهى تمسك بفرشاة وتقوم بحك سجادة ضخمة مليئة بالماء والصابون

أمانة : كده برضة يا مراة عمى ، مش قلتلك استنينى على ما ارجع وانا هعملها

نعمة وهى تلتقط أنفاسها : يا بنتى الدنيا صيام وانتى بتبقى راجعة من الشغل تعبانة

أمانة وهى تجذبها لتعتدل وتنهض من انحنائها : قومى طيب ، وانا هغير واصلى وهاجى اكملها على طول

نعمة : طب هدعكها على ماتصلى

أمانة : يانعمة هو حد بيجيلنا عشان السجاد يتوسخ ، دول شوية تراب ، وانا هخليهالك فلة ، روحى بس غيرى هدومك دى احسن تتعيي وماتعرفيش تعمليلى الكحك

نعمة ضاحكة : شوف الجزمة ...همها على بطنها

أمانة وهى تتجه إلى غرفتها ضاحكة : يعنى يرضيكى اعيد من غير الكحك والبسكوت

نعمة وهى تذهب هى الأخرى لتغيير ملابسها : لا ياحبيبتى مايرضينيش ...هعملهولك بكرة أن شاء الله

………………….

عند آذان المغرب كانت أمانة قد انتهت من كل شئ وجلست على مائدة صغيرة بجوار زوجة عمها لتناول الإفطار

أمانة وهى تدلك كتفها : الله يسامحك يانعمة ، كتافى وقعت ومش لاقياها

نعمة ضاحكة : ابقى اعمللك غيرهم وانا بعمل الكحك

أمانة وهى تضيق عينيها : انتى بترشينى

نعمة : حاجة زى كده ، وكلى ياللا عشان هموت على كوباية شاى

أمانة : ااه، وانا …. هشرب النسكافيه وهنزل بسرعة عشان هصلى العشاء والتراويح فى المسجد … هتيجى معايا

نعمة : مش قادرة يابنتى ، هصلى هنا

أمانة: ماشى

……………….

انتهت أمانة من الصلاة وعادت سريعا بعد أن قامت بشراء مستلزمات السحور وما أن دلفت من باب الشقة حتى سمعت صوت رجل رقص له قلبها وهو يتحدث مع نعمة بالداخل لتضع ما بيدها على أقرب منضدة وتطمئن على وضعية نقابها ثم تلقى السلام بشوق هادئ

أمانة : السلام عليكم ، حمدالله على السلامه يا نوح ….ايه المفاجأة الحلوة دى

نوح بنصف ابتسامة : اهلا يا أمانة ، تقبل الله ، ماما قالتلى انك بتصلى التراويح

أمانة : تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال ، كل سنة وانت طيب

نوح : وانتى طيبة

نعمة بسعادة : لما الباب خبط فكرتك انتى وماصدقتش لما لقيته قدامى

نوح : انا قلت أقضى الكام يوم اللى باقيين فى رمضان واعيد معاكى

نعمة : احلى حاجة عملتها ياحبيبى ، ماتتصورش بعدك عامل فيا ايه ، لولا أمانة الله يبارك لها كنت اتجننت من الوحدة

نوح : الف سلامة عليكى يا ماما ، وانبسطى بقى ياستى ، انا خلاص مش مسافر تانى

نعمة وأمانة فى نفس واحد : بجد

نوح ضاحكا : أيوة بجد ...خلاص اتنقلت فرع القاهرة تانى والترقية كبيرة كمان

نعمة بسعادة : الف حمد وشكر ليك يارب ، اخيرا يابنى

نوح : كل شيء باوان يا ام نوح

لتنهض أمانة وهى تقول : فطرت واللا اجهزلك فطار

نوح : لا ولا حاجة خالص ، انا بس جيت اسلم عليكم واتطمن على ماما وهمشى عشان عاوز انام

نعمة وهى تتلفت حولها : ااه صحيح ، هى فين شنطتك ، وتمشى تروح فين

نوح وهو ينظر بجانب عينيه باتجاه أمانة: انا هنزل فى اوتيل كده فى وسط البلد على ما اظبط امورى

نعمة بانزعاج : اوتيل ...اوتيل ايه يابنى اللى هتنزل فيه ده ، وليه

نوح ببعض التردد : اصلى مش لوحدى ياماما

نعمة بفضول : معاك حد من زمايلك واللا ايه

نوح بتنهيدة قصيرة : لا ...معايا مراتى

نعمة شاهقة : ايه ، انت اتجوزت يانوح

نوح بتودد : ماتزعليش منى انى خبيت عليكى ، بس الغربة كانت صعبة عليا اوى وانا لوحدى ، وانتى عارفانى مابعرفش اعمل لروحى حتى كوباية شاى

نعمة بلوم : تقوم تتجوز من غير ماتقول ولا حتى تدينى خبر

نوح بمداهنة : مانا بقوللك اهوه ، حتى مارضيتش اجيبها معايا لغاية اما اعرفك

نعمة باستنكار : لأ فيك الخير يا ابن بطنى

نوح وهو يقبل يدها : خلاص بقى ياماما ، قلبك ابيض

نعمة : ومتجوزها من امتى بقى على كده

نوح وهو يحك رقبته من الخلف بحرج : من تلات سنين

لتضطرب نعمة على صدرها قائلة بحزن : تلات سنين يانوح ….تلات سنين وانت مش قايللنا حاجة وسايبنا كده

نوح ببعض الخجل : ظروفى جت كده يا ماما

نعمة وهى تنهض غاضبة من مكانها : أنهى ظروف دى اللى بتتكلم عنها ، ده انت بتكلمنى كل اسبوع ، وكل مرة اقوللك عامل ايه فى الغربة ..تقوللى ماشية ياماما ، أصحابى مابيسيبونيش

كنت بتكذب عليا طول المدة دى ليه يابنى ، ماقلتلناش ليه من ساعتها عشان خاطر حتى الغلبا…………….

لتقطع نعمة حديثها وهى تنظر باتجاه أمانة التى وان كان نقابها يغطى وجهها إلا أن دموعها قد بللته بشدة لينخلع قلب نعمة عندما رأتها على تلك الحالة ، لتلتفت إلى نوح مرة أخرى لتقول بنوع من الجمود والعتاب: خلاص يانوح ، اللى حصل حصل يابنى

نوح وهو ينهض من مكانه وهو يتحاشى النظر باتجاه أمانة : طب انا همشى دلوقتى وهجيلك بكرة أن شاء الله انا وهى عشان نفطر سوا واعرفك عليها

نعمة وهى على جمودها : أن شاء الله ، مع السلامة

وبعد أن أغلق الباب وراءه تتجه نعمة إلى أمانة لتاخذها بين أحضانها وهى تبكى قائلة : حقك عليا يابنتى ، حقك عليا ..انا اللى غلطانة ، ماكانش لازم ابدا اعشمك بيه من زمان من غير ماهو اللى يقول

أمانة وهى تشهق بخفوت : مش انتى بس اللى غلطتى يامراة عمى ...انا كمان غلطتى اكبر ، بس النصيب ، الحمدلله انها جت على قد كده

لتتركها أمانة وتذهب إلى غرفتها لتخلع عنها نقابها وتقف أمام المرآة لتنظر الى نفسها ، لتجد ملامحها الجميلة التى حسدها عليها الكثيرون وهى غارقة فى دموعها ، لم ولن تصبح من حقه ابدا و عادت بذاكرتها إلى عشر سنوات مضت

فلاش باك

يدخل نوح من باب الشقة وهو ينادى أمه : يا ماما ، يانعمة

لتخرج نعمة من المطبخ وهى تجفف يديها : ايه يابنى ، مالك عامل الهيصة دى كلها ليه

نوح : نجحت يا ام نوح وبقيت الباشمهندس نوح على سن ورمح

لتطلق نعمة زغرودة طويلة وهى تحتضن نوح بشدة قائلة : اخيرا ...الف مبروك ياحبيبى الف الف مبروك

لتخرج أمانة من حجرتها بلهفة وهى تكاد تفتح عينيها من أثر النوم : خير ياجماعة هى نتيجة الثانوية طلعت واللا ايه

نوح باستهزاء : ثانوية ايه يافاشلة ...انا اللى نتيجتى طلعت ونجحت اخيرا واخدت البكالوريوس

أمانة بسعادة : الف مبروك يانوح عقبال الشغل أن شاء الله

نوح بعلياء : الف شركة تتمنانى ده انا طالع التانى على الدفعة

أمانة بتمنى : عقبالى يارب

نوح باستهزاء : انتى هتقارنى نفسك بيا واللا ايه

نعمة : بطل تكسير فى مجاديفها كل شوية ..اهى هى كمان نتيجتها يا النهاردة يا بكرة بالكتير وهتجيب مجموع يدخلها الكلية اللى هى عاوزاها

نوح : اما نشوف ، يمكن تكون السماء هتمطرلنا شهادات

لتدمع عينا أمانة فدائما ماكان يتعامل معها بجفاء، ولكنها لا تستطيع الشكوى ، ولمن تشكوه ، فقد وعت على الدنيا بأحضان عمها وزوجته ، فلم تعرف أباها أو امها ،وكل ماعلمته أن أباها قد طلق امها وهى لم تكمل بعد عامها الثانى واخذها وذهب بها إلى منزل أخاه ووضعها بحجر نعمة لترعاها أثناء غيابه فقد كان مهندسا للبترول بنويبع ،وبعد سفره وأثناء عمله سقط فوقه انبوب ضخم تسبب بوفاته فورا ، لتدفع الشركة تعويضا كبيرا لأخيه وابنته ومعاشا ليس بالضئيل لابنته ، ليقوم عمها بوضع كل ماتقاضوه بحساب شخصى باسم أمانة تحت وصايته ، وتكفل هو بكل احتياجاتها مع انقطاع اى خبر قد يكون خيرا او شرا عن أمها

لينمو شعور بالغيرة من نوح تجاه ابنة عمه التى استحوذت على اهتمام والديه لصغر سنها ويتمها ولكنه لم يستوعب سوى أنها قد أخذت جزء من نصيبه فيهما

حتى مات عمها هو الآخر وهى ما زالت فى أول عام بالثانوية العامة ، ولكن نعمة لم تجعلها تشعر باليتم للمرة الثانية ، فاحتوتها وجعلت من كل منهما سندا للاخرى

وعند ظهور نتيجة أمانة يتفاجئ الجميع بحصولها على ترتيب من العشر الاوائل لتكرمها الوزارة والإعلام أيضا عندما استضافتها إحدى البرامج بالتلفاز لتفاجئ الجميع بارتدائها النقاب ، والذى كانت تعارضه نعمة فى البداية لصغر سنها ، ولكنها بعد ذلك وافقتها عندما كانت تخاف عليها وقتما كانت ترى نظرات الإعجاب من الشباب والرجال ،

ورغم تهكم نوح الدائم عليها إلا أنها كانت تقابل تهكمه بابتسامة من تحت نقابها عندما تتذكر قول زوجة عمها بأنها لن تكون إلا زوجه لنوح

واستطاعت أمانة الدخول الى كلية الهندسة مثلما نوح الذى كان دائما ما ينظر إليها بتجاهل

ثم حدث أن جاء يوم وهى بالعام الثانى بالجامعة ، ليدخل نوح وهو يصيح كعادته على امه ويقول : انتى فين يانعمة

نعمة من غرفتها : انا فى اوضتى يا نوح تعالى

ليدخل نوح مسرعا إليها وهو يقول بسعادة : انا مسافر

لتزوى نعمة مابين حاجبيها باستغراب قائلة: وعلى فين العزم أن شاء الله

نوح بسعادة : دبى يا ام نوح ...دبى ، الشركة رشحتنى انى اتنقل هناك

نعمة ببهوت : تتنقل ، يعنى هتفضل هناك على طول يابنى

نوح : دى فرصة ماتتعوضش يا ماما ، خبرة وفلوس ومستقبل وكل حاجة ، وبعدين كلها كام سنة وارجع تانى

نعمة : وهتقدر على الغربة يابنى وانت لوحدك ، ياريتك يا أمانة كنتى مخلصة يابنتى ، كونتوا اتجوزتوا واخدتها معاك

ليتهكم وجه نوح قائلا : أمانة مين دى اللى اتجوزها

نعمة بغضب : وانت تطول ، جمال وأدب واخلاق ودين ، هتعوز ايه اكتر من كده

نوح يتهكم : جمال ، فين ده

نعمة بذهول : فين ده ، لاهو انت نسيت شكلها فى السنتين دول ، واللا دلوقتى اللى ماشاء الله كل مابتكبر كل مابتحلو زيادة

نوح بجمود : بقولك ايه ياماما شيلى الموضوع ده من دماغك خالص لو سمحتى ، انا يوم ما اتجوز مش هتجوز غير عن حب واكيد مش هتبقى أمانة

كانت أمانة فى تلك اللحظة بخارج الغرفة تستمع إلى كل كلمة لتنهال دموعها فى صمت وتتجه إلى غرفتها لتختبئ بداخلها

ويسافر نوح ويتركها مع أمه على مدار ثمان سنوات ، انتهت فيهم أمانة من دراستها بتفوق لتلتحق بشركة مقاولات عملاقة يمتلكها والد إحدى زميلاتها ، لتثبت كفائتها فى وقت قصير

عودة

أمانة وهى لازالت تنظر بصورتها بالمرآة : من زمان وانتى عارفة أنه مابيحبكيش ويمكن يكون كارهك كمان ، زعلانة ليه بقى ….انسيه وشيليه من قلبك وبصى لحياتك بقى ..كفاية كده

………………….

باليوم التالى قبل اذان المغرب بساعة واحدة ، كانت أمانة ترتدى نقابها وتقوم بتحضير بعض العصائر فى حين كانت نعمة تعد الطعام وهى متجهمة ، لا تتحدث الا اللمم ،حتى قالت لها أمانة : انا غالية عندك ؟

نعمة باستغراب شديد : انتى جاية تسألينى السؤال ده النهاردة يا أمانة

أمانة : أنامش بسألك ، أنا بس بفكرك

نعمة : بتفكرينى بإية يابنتى

أمانة : انى غالية يا مراة عمى ، وعشان خاطرى ..بلاش ترخصينى

نعمة وقد فهمت مقصدها : عمرى ما اقدر يابنتى ، ماعشت ولا كنت

أمانة بصدق : الف بعد الشر عنك , افرحى بجواز ابنك وباركيله وشيلى اى حاجة تانية من دماغك ، وماتفكريش غير فى سعادته وبس ، وادعى ربنا أن مراته تطلع بنت حلال تحبيها وتحبك

لتومئ نعمة برأسها قائلة : التسأهيل على الله يابنتى ، ربنا يكتب لنا الخير من عنده

ليستمعوا إلى جرس الباب ، لتذهب أمانة لاستقبالهم وما أن فتحت الباب حتى لجمت الصدمة لسانها

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

عندما تفتح أمانة الباب تجد أمامها فتاة ترتدى بنطالا يكاد يكون طبقة جلد ملونة فوق جلدها وبالأعلى سترة قصيرة وتضع وشاحا صغيرا يكاد يخفى نصف شعرها وتضع الكثير من مستحضرات التجميل والتى لا تتناسب ابدا مع الصيام والعبادة لتشهق أمانة فى تعجب وهى تقول : سهر !!!

ليدخل نوح وهو يدفع سهر أمامه برفق قائلا بتعجب : ايه ده ! انتو تعرفوا بعض

سهر : انتى مين

أمانة : انا المهندسة أمانة من شركة عبد الراضى

لتتجاهلها سهر وهى توضح لنوح بسرعة : أيوة ، قابلتها فى الشركة اللى بتشتغل فيها ..لما نزلت مصر السنة اللى فاتت عشان المشروع بتاعنا

ليزوى نوح مابين حاجبيه قائلا : هو انتى بتشتغلى مع حاتم عبد الراضى

أمانة : أيوة

نوح باستهجان : ووصلتيله ازاى ده

أمانة بهدوء : شركته اخدوا أوائل دفعتنا كلها ، وكمان نيرة أخته تبقى صاحبتى

نوح بسخرية : امممم ..قلتيلى ..صاحبتك

لياتيهم صوت نعمة من الداخل : انتو عندكم كل ده ليه ، ماتدخلوا

ليدخل نوح إلى أمه وهو ممسك بيد سهر التى ما أن رأت نعمة مظهرها الا و حل عليها حالة من الصدمة الشديدة ، ولكن نوح يذهب إليها ويحتضنها مقبلا رأسها ، ثم يجذب سهر لتقف أمامها وهو يقول : دى سهر مراتى يا ماما ،ثم يوجه حديثه الى سهر قائلا : ودى بقى أعظم ام فى الدنيا دى كلها يا سهر ، عاوزك تعتبريها مامتك من هنا ورايح

لتقع جملته على قلب أمانة كخنجر مغموس بالسم ، فكم نهرها وهى لا زالت طفلة عندما كانت تنادى نعمة بأمى ، فكان يصرخ بها ناهيا إياها عن تكرارها ويذكرها بأن امها قد فرطت فيها وتركتها لهم دون أن تتذكرها يوما واحدا لسنوات طوال ، لتفيق أمانة على صوت سهر وهى تقول بود مصطنع : طبعا يا نوح ..مامتك زى مامتى بالظبط

لتقول نعمة بهدوء : اهلا يابنتى اتفضلى

ليجلس نوح مع سهر وأمه بينما تذهب أمانة إلى المطبخ وتبدأ فى وضع الطعام على مائدة الطعام لتلتفت سهر إليها وهى تضع قدما على الأخرى وتقول باستعلاء : بس هو انتى برة وجوة كده على طول يا أمانة

أمانة : كده اللى هو ازاى يعنى

سهر باستعلاء : يعنى ….بخيمتك دى

لتعتدل أمانة بوقفتها وهى تقول بهدوء شديد وكأنها تنتقى كلماتها حتى لا يخونها غضبها الداخلى : طالما انى موجودة مع حد مش محرم ليا ببقى كده يا مدام سهر

نوح بامتعاض : ايه مدام دى ، ماتتكلمى عدل

أمانة : كده احسن يا ابن عمى ، عشان مانشيلش الألقاب واتعود على كده واغلط وانا بتعامل معاها فى الشغل

نوح : مش فاهم

أمانة: مدام سهر من يوم ما اشتغلنا سوى وهى بتحب تتعامل برسمية ،فلسانى اتعود اقولها يا مدام ،مش هينفع دلوقتى أشيل الألقاب

نوح ببعض الغضب : ياللا ياماما ، المغرب خلاص هيأذن

لتنهض نعمة وهى تراقب أمانة بحنو شديد حتى وصلت إلى جوارها لتقبلها على وجنتيها من فوق نقابها قائلة : تسلم ايديكى يا أمانة … ربنا مايحرمنيش منك ابدا يابنتى

أمانة بامتنان : ولا منك يارب يا مراة عمى

ليتحلقوا حول مائدة الطعام بانتظار آذان المغرب ليبدأوا افطارهم

وبعد أن فرغوا من طعامهم واحتساء المشروبات ، قامت أمانة بترتيب المكان وتنظيفه وجلى الصحون ثم تركتهم للاتجاة للمسجد لصلاة العشاء والتراويح ، وبعد ذهابها

نوح : والأستاذة بتتأخر فى شغلها ولا بترجع فى معادها

نعمة ببعض الغضب : الاستاذة طول عمرها عارفة حدودها والأصول كويس اوى ، الدور والباقى عليك انت

نوح بدهشة : انا ..وانا عملت ايه

نعمة : حاططها فى دماغك ليه ، ليه دايما سامم بدنها فى الرايحة والجاية ، ليه دايما محسسها أنها قليلة وماتسواش ، ليه مرخصها وهى غالية ..وغالية اوى كمان يانوح

نوح باستهجان : وهو انا عملتلها ايه يخليكى زعلانة منى اوى كده عشانها

نعمة : انت مش شايف نفسك بتتكلم معاها ازاى ، طب يا اخى حتى لو هى وحشة ، افتكرلها أن هى اللى شايلانى السنين اللى فاتت دى كلها ، كفاية أنها كانت بترفض كل عريس يتقدم لها لما تلاقى أنها هتبعد عنى

نوح بدهشة : عريس ! لأمانة

نعمة بسخط : ااه لأمانة ، ومش عريس واحد ، دول عرسان ، وآخرهم حاتم عبد الراضى ذات نفسه اللي بيتمنى لها الرضا .. بس هى ترضى ..بس هى اللى ماوافقتش بحجة أنها ماتسبنيش لوحدى ، لدرجة أنه اتحايل عليها تاخدنى معاها وهى اللى مارضيتش

نوح ببعض الغضب : على ايه ده كله وليه يعنى ،دى مش باين منها حاجة حتى عينيها ، اللى عاوز يتجوزها بقى هيتجوزها على أساس ايه

نعمة بفخر: منهم من جيرانا اللى فاكرين حلاوتها وجمالها من قبل النقاب ، ومنهم من زمايلها اللى حبوها على ادبها وأخلاقها وتدينها ، اومال انت فاكر ايه الراجل يوم ما يحب يتجوز ويفتح بيت بيدور على البنت المحترمة المتدينة اللى تراعى ربنا وتصونه فى غيابه زى وجوده

لتنهض سهر فجأة بعد متابعتها بصمت لحوار نوح مع أمه لتقول : مش ياللا بينا يا نوح واللا ايه

نوح وهو مازال ينظر لامه بتمعن شديد : خلينا نستنى شوية يا سهر على ما أمانة ترجع ، عشان مانسيبش ماما لوحدها
لتعود سهر للجلوس بامتعاض وهى تنظر بسخرية لكل منهما بينما قال نوح لتغيير دفة الحديث : انا عاوز ازور بابا الله يرحمه

نعمة : وماله ، روح زوره واقرى له الفاتحة ، وقوله انك اتجوزت ، يمكن يتطمن عليك

نوح : هاتيجى معايا ؟!

نعمة : لو عاوزنى اجى معاك هاجى ، انا عموما بروح أزوره هو وعمك كل اول شهر عربى

نوح : مابتتعبيش من المواصلات

نعمة : لأ ، مواصلات ايه ، أمانة بتودينى بعربيتها

نوح بانبهار: هى جابت عربية

نعمة : يوووه من زمان ، بقالها بتاع تلت سنين اهوه

نوح : وعلى كده بتسوق كويس ، والا سواقة حريمى

نعمة ضاحكة بفخر : لااااا ، حريمى مين ، دى سواقة بريمو ماشاءالله عليها

ثم تنظر نعمة إلى سهر وتقول : وانتى ياسهر ، كنتى عايشة فى دبى مع باباكى ومامتك واللا مين

سهر بفخر : لا ، لوحدى

نعمة بدهشة : طب وليه يابنتى كده

سهر بعنجهية : انا مسئولة عن التعاقدات الجديدة فى الشركة وعشان كده تلاقينا فى كل بلد شوية ، وعشان شاطرة فى شغلى وبقدر على اللى مافيش غيرى يقدر عليه ...ماقدروش يخلوا حد يمسك نفس منصبى

لتومئ نعمة برأسها وتقول : وفين باباكى ومامتك

سهر : بأبى عايش من سنين هو ومراته فى اليونان مابيخرجش منها لكن مامى متجوزة وعايشة فى فرنسا

نعمة وهى تحاول فهم خلفية زواج ابنها : وعملتوا الفرح فين اومال ، روحتوا اليونان لباباكى واللا فرنسا لمامتك ، واللا هم اللى جولكم دبى

سهر بسخرية : احنا ماعندناش التعاقيد دى : انا كلمتهم وبلغتهم انى هتجوز وباركولي وخلاص ، ولما خدنا إجازة الهنى موون سافرنا لبابى اسبوع ولمامى اسبوع

نعمة وهى تومئ رأسها بحسرة وتنظر لابنها بعتاب : ربنا يهنيكم يابنتى

ثم سألت نوح قائلة : وانتو هتفضلوا قاعدين فى الاوتيل كده لحد امتى

نوح : ماهو مش هينفع اجى اقعد هنا وأمانة موجودة ياماما

نعمة : وليه يابنى ، الشقة كبيرة وتساعنا كلنا

لياتيهم صوت أمانة التى عادت من صلاتها وهى تقول : نوح عنده حق يامراة عمى ، السلام عليكم الاول

لتلتفت نعمة قائلة : وعليكم السلام ، ايه بقى اللى انتى كمان بتقوليه ده

أمانة بهدوء وهى تضع بعض المشتروات من يدها : انا مابقيتش صغيرة يامراة عمى ، وان الاوان انى اروح شقتى

نوح ببعض الغضب : وانتى بقالك شقة من امتى

أمانة بهدوء : من سنتين

نوح : وهو ينفع أن بنت محترمة تقعد لوحدها

أمانة : مانا مش هبقى لوحدى

ليهب نوح غاضبا ويقول بصوت عالى : اومال مين اللى هيبقى معاكى بقى أن شاء الله يا هانم يامحترمة ، انطقى

لتحاول نعمة التحدث ولكن أمانة تشير إليها بالسكوت لتتكلم هى قائلة بصوت يشوبه الارتعاش من شدة انفعالها المكبوت: انتو اللى هتبقوا معايا يانوح

لينظر إليها نوح بعدم فهم ويقول بامتعاض غاضب : انتى هتجنينينى

أمانة وهى تتنهد بشدة وهى تحاول السيطرة على اعصابها : ماهو اللى انت ماتعرفوش أن شقتى تبقى الشقة اللى قصادنا على طول ، عم إبراهيم لما طلع معاش قرر أنه يسافر بلدهم ويبيع الشقة ، فأنا اشترتها عشان ابقى جنب مراة عمى

فدلوقتى ممكن ترجع بيت ابوك من الصبح وانا هروح شقتى ولو مراة عمى حبت تبقى معايا تنورنى ، حبت تفضل فى شقتها ..برضة نفسها معايا ومتونسة بيها

سهر وكأنها قد ربحت اليانصيب : ااه طبعا تبقى معاكى ، اكيد مش هتسيبك لوحدك

ليحتقن وجه نوح بشدة وينظر إلى أمه ثم إلى أمانة قائلا : الكلام ده ما اتقاليش ليه من زمان

أمانة وهى تحاول الذهاب من امامه: احتمال مراة عمى نسيت أو ماحبتش تشغلك بامورى وهى عارفة انك …….

لتصمت دون أن تكمل حديثها ، ولكن سهر قالت : ماتفرقش كتير ياحبيبى ، دى حياتها الخاصة واعتقد انها مش هتفرق معاك كتير

ليتجه نوح إلى الباب ممسكا سهر بيده وهو يقول : احنا هنمشى دلوقتى ، وعلى ما نجيلكم بكرة أن شاء الله تكونوا اتفقتوا على اللى هتعملوه

ثم عاد مرة أخرى إلى أمه وهمس لها بشئ ما بأذنها جعلها تبتسم ثم ذهب وتركهم

ما أن أغلق الباب ورائهم حتى خلعت أمانة نقابها وهى ترفرف بيديها أمام وجهها لتجلب بعض الهواء من شدة حرارة الجو ثم أطلقت الشهادتين بخفوت وهى تجلس بجوار نعمة ثم قالت وهى تحاول الخروج من حالة الغضب التى تحوم حولهم : أدى اليوم اللى وعدتينى تعمليلى فيه الكحك طار ، عاجبك كده

لتضحك نعمة بشدة حتى دمعت عيناها ثم ضمت إليها أمانة وقبلت وجنتيها وقالت : ليكى عليا بكرة أن شاء الله اعملهولك

أمانة باعتراض : لا ياستى ، بكرة ليلة وترية ومش هينفع

نعمة : هعملهولك بالنهار

أمانة باعتراض : يا سلااام ، والحق انا العب امتى

نعمة بضحك : تلعبى… يابت اكبرى بقى

أمانة وهى تحتضن ذراع نعمة : دى الفرحة كلها فى اللعب ده يانعمة

ثم تشرد أمانة وهى تقول : فاكرة عمى الله يرحمه ، لما كان يقعد معاكى وانتى بتعملى البسكوت ويدورلك الماكنة، وكان يقعد يرصصلك الصاجات ويبصلك على الفرن كل شوية ، كانت احلى ايام عمرى اللى لا يمكن انساها ابدا ، وعشان كده بستنى افتكرها من السنة للسنة عشان احس بريحته معانا

لتدمع عينا نعمة وهى تتذكر شريك عمرها ، وعندما تلاحظ أمانة دموعها تنهض وهى تقول قومى صلى العشاء ياللا عشان اسحرك قبل ما انام ، وفكرى هتباتى فين بكرة ..معايا واللا مع الناس التانيين

لتقول نعمة باسمة : أقرر ايه بقى ، مانوح قرر وإدانى الأوامر قبل مايمشى

لتلتفت لها أمانة قائلة : ااه صحيح ...هو كان بيوشوشك بيقوللك ايه وانتى ابتسمتى بعدها

نعمة : قاللى ماتسيبيش أمانة عمى لوحدها

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

فى اليوم التالى

وعند عودة أمانة من عملها تجد نوح وسهر بمنزل عمها بالملابس البيتية ، والتى جعلتها تشعر بالخجل وخاصة أمام ملابس سهر الفاضحة وتعاملها الافضح مع نوح أمام نعمة رغم خجله من ذلك ، عندما تجد أن أحدا لم ينتبه لوجودها ...عادت إلى الخارج وقامت برن الجرس فوجدت نوح يفتح الباب ويتركها عائدا للداخل دون أن يتحدث إليها بأى كلمة ، لتدخل وراءه بهدوء وهى تلقى السلام ، ولم بجيبها سوى نعمة أما نوح فاكتفى بايماءة من رأسه وتمتمة بشفتيه لم تصل لاذنيها ، أما سهر فقد نظرت إليها ثم عادت بعينيها إلى التلفاز وكأن شيئا لم يكن

لتدخل أمانة إلى غرفتها وماهى الا ثوان معدودة حتى خرجت مرة أخرى وهى تجر حقيبة ملابس ضخمة

نعمة : ماتستنى لبعد الفطار ياحبيبتى ، تكونى ريحتى وخدتى نفسك

أمانة : مانتى عارفة النهاردة ليلة وترية ، ومش هبقى فاضية انى اعمل حاجة ، اهو على الأقل ارصص هدومى فى الدولاب

نعمة : طب روحى وانا هحصلك ، بس هحط حاجة على رأسى

أمانة: لو حابة تخليكى مع ابن عمى لبعد الفطار خليكى ، وانا هعدى عليكى بعد صلاة التراويح

لتنظر نعمة لها بصدمة قائلة : لاهو احنا مش هنفطر كلنا سوى

أمانة بهدوء : مش هينفع اقعد متكتفة كل يوم على الاكل ، سيبينى براحتي

نعمة بصوت عالى : هنفطر سوى يا أمانة ، على الأقل لغاية مايخلص رمضان وبعد كده نبقى نشوف هيحصل ايه لو ربنا كاتبلى عمر زيادة

لتنحنى أمانة مقبلة رأس زوجة عمها قائلة : ربنا يديكى طولة العمر ويخليكى ليا ….حاضر ، هرص هدومى فى الدولاب وارجعلكم

كان الحديث يدور أمام نوح الذى كان يتابعهم فى صمت شديد وكأن الأمر لا يعنيه فى شئ ، حتى أنه تركها تذهب لشقتها دون أن يعرض عليها المساعدة فى توصيل حقيبتها

أما سهر فكانت ملامحها متهللة عندما رأت أمانة وحقيبتها ولكنها تجهمت مرة أخرى عندما أصرت نعمة على تناولهم الإفطار سويا ، وما أن أغلقت أمانة الباب وراءها حتى قالت سهر بامتعاض : ماكنتى خليها براحتها ، تأكل عندها

نعمة بدهشة : تأكل بطولها واحنا كلنا هنا

سهر وهى ترفع كتفيها بلا مبالاة : وفيها ايه ، ماهى لازم تتعود ...أو انتى ممكن تبقى تاكلى معاها

لتنصدم نعمة مما قالته سهر وعندما نظرت لنوح وجدت الخجل يعلو وجهه وهو ينظر لسهر بعتاب قائلا : احنا مانتدخلش فى الكلام ده ياسهر … اللى ماما شايفاه صح ومناسب تعمله ، وبعدين ماما مرتبطة بأمانة جدا ومش هتهون عليها تبقى لوحدها

نعمة بفضول : طب وانت يانوح

نوح : انا ايه ياماما

نعمة : هتهون عليك

نوح بمماطلة: ياماما انتى عارفة أن أمانة يعنى

نعمة : مالها أمانة يابنى

نوح بتنهيدة : ماملهاش ياماما ، بس انتى طول عمرك انتى وبابا الله يرحمه بتنصروها عليا وبتفضلوها كمان عنى رغم أن انا اللى ابنكم مش هى

نعمة بصدمة : احنا يا ابنى

نوح : يا ماما ، ماتزعليش منى ، بس هى دى الحقيقة

نعمة : انت بتغير من معاملتنا لبنت عمك اليتيمة يانوح

نوح : مش حكاية غيرة ، بس …..

نعمة : بس ايه ، وامتى فضلناها عليك ..تقدر تقولى ، دخلت مدرسة لغات زيك .. بالعكس ..دخلت مدرسة حكومة عادية جدا لان ابوك ماكانش هيقدر أنه يدخلها زيك ، رغم أن امكانياته لو كانت تسمح ماكانش هيتاخر ابدا

كانت بتطلع رحلات زيك ، عمرها ...ابوك عمره ما وافق يطلعها رحلة واحدة طول دراستها ، وعمرها ماخرجت مع حد من صحابها فى اى مكان غير بعد ما اشتغلت ، وحتى دى كل فين وفين وفى المناسبات

اخدت كوررسات زيك ...ماحصلش ، والحاجة الوحيدة اللى ابوك سمحلها بيها هى دروس القرآن ولأنها كانت فى المسجد اللى فى شارعنا

فضلناها عليك فى ايه فكرنى كده واللا فهمنى لو انا مش فاهمة

عشان كنا بنعاملها بما يرضى الله لأنها اتيتمت وهى لسه ماتعرفش حاجة من الدنيا ، طب كنت عاوزنا نعاملها ازاى ..نضربها واللا نعذبها زى مابنشوف فى الافلام

واللا عشان لما كنت بتيجى عليها ...نقولك بالراحة على بنت عمك دى لسه صغيرة

رغم أن طول عمرها بتحبك وبتحترمك وواخداك مثل أعلى ليها الا انك عمرك ما اتعاملت معاها عدل

نوح : هو ليه كل أما اجيبلك سيرتها تقعدى تقطمى فيا بالشكل ده

نعمة : لانك مش فاهم

نوح : افهم ايه

نعمة : أنها أمانة

نوح : وايه الجديد يعنى ماحنا عارفين انها أمانة
نعمة : أمانة المعنى مش الاسم يا ابن بطنى

نوح ببعض الخجل : تقصدى انى مابصونش الأمانة

نعمة : ادينى أمارة كده ، ثم أكملت بتنهيدة : يمكن تكون غلطتى انى سيبتك السنين دى كلها من غير ما احكيلك حاجة مهمة اوى

نوح باستغراب : حاجة ايه دى

نعمة : انت طبعا عارف انى بنت خالة ابوك الله يرحمه ، بس امى وأمه ماكانوش شقايق ، كنا فى بلدين بعاد عن بعض انا كنت فى بلد بعيدة فى البحيرة وخالتى كانت فى الجيزة

نوح : طبعا عارف

نعمة : انا كمان كنت يتيمة ، وبرضو كنت متربية فى بيت عمى ، بس مع الفرق يانوح ، انا مراة عمى كان عندها بنتين وولد ، كانت واخدانى اكنى شغالة ليهم ، رغم أن عمرى وقتها كان خمستاشر سنة ، لحد ما بالصدفة عمك كان فى بلدنا عشان فرح واحد صاحبه ، وخالتى كانت موصياه يزورنى ويتطمن عليا ، وعشان ربنا ماكانش رايدلى اتبهدل بزيادة ..ساعة ماجه خبط على باب عمى كانت مراة عمى بتضربنى ومبهدلانى

اليوم ده لا يمكن انساه ابدا ...عمى يومها ماكانش لسه رجع من شغله ، لقيت عمك شدنى من ايديها وخبانى ورا ضهره واتخانق مع مراة عمى اللى قالتله أنه كفاية بيصرفوا عليا وعلى علامى وأنها كده بتربينى ولو مش عاجبه ياخدنى ويريحهم منى

عمك فى لحظة شدنى من ورا ضهره وقاللى ادخلى البسى، وماتجيبيش معاكى غير كتبك وبس

وفعلا فى ظرف ربع ساعة كان واخدنى وماشى ، وماحضرش فرح صاحبه ، ورجع بينا على بيت خالتى اللى حكالها على كل اللى حصل

خدونى فى حضنهم وكانوا احن عليا من اى حد تانى ، واخدونى ليلتها وجابولى كل اللى ناقصنى واللى عمرى ماكنت احلم أنه يبقى عندى ، واللى عرفت بعد كده أنه كله كان من جيب عمك ، وخالتى راحت لعمى بعدها باسبوعين ، واللى ماحاولش يعرف حتى حصللى ايه فيهم وكأنى كنت هم وانزاح ،وجابت اوراقى كلها وخلونى كملت تعليم لحد مانا اللى استكفيت ، واتجوزت ابوك

وعشان تعرف انا مهما عملت لأمانة عمرى ما هوفى جميل عمك اللى فى رقبتى ، انا ماعملتش اكتر من اللى هو عمله معايا

ما انساش ابدا يوم ماجابنى لخالتى وقاللها ...عم نعمة خان الأمانة ، عاوزنى انا كمان أخون الأمانة يانوح

كان نوح يستمع إليها وهو يتنقل بعينيه بين عينى أمه وكأنها يبحث عن اى مبالغة ، ولكنه لم يجد إلا الصدق والحنين ، وعندما انتهت نعمة من حديثها قال نوح : طول عمرك وانتى صايناها يا ماما

نعمة : وطول ما فيا نفس هصون أمانة عمك وابوك من بعده ، انا وابوك كنا يادوب بنرد الجميل ...ابوك عشان عمك اللى رباه واتكفل بيه بعد موت ابوهم ، حتى مارضيش يتجوز لحد مااتطمن على جوازنا وأننا سددنا كل ديوننا واتطمن علينا ..وانا برضة عشان كده وعشان اللى حكيتهولك

لما كنت بشوف غيرتك وانت صغير ، كنت بقول بكرة يكبر ويفهم ، بس ما اتصورتش ابدا انك لحد دلوقتى حاططها فى دماغك يابنى

نوح ،: خلاص ياماما ماتزعليش ، ثم انا لا حاططها فى دماغى ولا حاجة ، بس عموما اوعدك انى هحاول مااضايقهاش تانى

نعمة بامتعاض : تحاول !

نوح ضاحكا : يعنى اكتبلك تعهد طيب وإلا اعمل ايه

سهر بزهق : انتو على فكرة مكبرين الموضوع اوى ، عادى يعنى ، ما ياما ناس بيبقى أهلها ميتين وبيعيشوا عادى يعنى ….ايه الاوفر ده

لتمتعض نعمة من حديثها ولكنها تفضل الصمت

نوح بتحذير : احنا قلنا ايه

سهر وهى تنفخ وجنتيها بامتعاض : المغرب قرب يأذن هنفطر ايه

نعمة : انا هحط الاكل فى الفرن واسخنه ، وهروح اطل على امانة أشوفها لو محتاجة حاجة ، ، ونبقى نطلع الاكل على السفرة وقت الفطار عشان مايبردش

سهر : ايه ده ، تقصدى الاكل بتاع امبارح

نعمة : ااه يابنتى ، الاكل اللى فضل كتير جدا هنوديه فين

سهر بلا مبالاه : شحتوه ..ارموه ...كلوه انتو ، لكن انا ماباكلش اكل بايت

نوح باحراج : الاكل فعلا كتير اوى ياسهر

نعمة : خلاص يابنتى لو مش عاجبك ، قومى شوقى عاوزة تفطرى ايه واعملى اللى يعجبك ، لكن حرام انى أرمى الاكل ده كله

سهر باستهجان : ايه ده ، انا أقف اعمل اكل ، لا طبعا

نعمة بدهشة : اومال مين اللى كان بيعمل لكم الاكل وانتو فى دبى

سهر بتأفف : كنا بناكل برة أو بنجيب دليفرى

نعمة بأسى : والله يابنتى انتو حرين ، انا اللى عليا عملته

سهر وهى تنظر لنوح بغضب : قلتلك نفضل فى الاوتيل ماعجبكش

نوح وهو يسحب سهر من يدها بشئ من الحدة : تعالى عاوزك

لياخذها إلى حجرته مغلقا الباب من ورائه ويلتفت إليها وهو يعنفها بصوت خافت : وبعدها معاكى ياسهر ، احنا اتفقنا على ايه

سهر بضجر : بقولك ايه يا نوح ، انا مابحبش الخانقة

نوح بدهشة : أنهى خنقة دى اللى بتتكلمى عنها ، هو حد داسلك على طرف

سهر بعصبية شديدة : من ساعة ماجينا وانتو مالكمش سيرة غير ربة الصون والعفاف وذكريات الأموات اللى ماليش فيها وسكت ، لكن كمان هتغيرولى نظام حياتى واكلى وشربى

نوح : اولا المفروض أن انتى زوجة ومسئولة عن نفسك وعنى ، يعنى انتى المفروض تفكرى هندبر حياتنا ازاى .. مش تسالى ، ثانيا . حياتنا هنا هتبقى غير دبى ودخلنا هيتغير ، فلازم نأقلم حياتنا على كده ونتعلم نعمل اللى ماكناش بتعمله ، واعتبريها فرصة انك تتعلمى من ماما وأمانة

سهر : افندم ..أمانة مين دى اللى اتعلم منها

نوح : وطى صوتك وانتى بتتكلمى معايا ياسهر وماتنسيش اننا مش لوحدنا فى البيت ، وانا ما احبش ابدا ان امى تسمعك وانت بتعلى صوتك كده ، أو أن اى حد يحس انى مختلف معاكى

سهر بتنمر : والحد ده طبعا يبقى الست أمانة مش كده

ليعطيها نوح ظهره وهو يردد الاستغفار ، لتلتفت حوله تواجهه مرة أخرى قائلة : لازم يعرفوا أننا سعدا مع بعض ياسهر وخصوصا أمانة ، واشمعنى أمانة يانوح ..تقوللى يعنى عشان تعرف أن ابن عمها اتجوز احلى واحدة فى الدنيا وأنه سعيد معاها كمان

ثم تقول وهى تستشيط غضبا : من يوم ما عرفتك وانت خاوتنى بيها ، شوية تحكى وشوية تشكى ، وبصراحة بعد اللى شفته منك امبارح ..ماباقيتش مصدقاك يانوح

نوح بدهشة : وانتى شفتى منى ايه امبارح

سهر وهى تتمعن بتغييرات وجهه : شفت غيرتك يانوح ...انت بتغير على امانة

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

نوح محاولا استيعاب ما سمعه من سهر : اغير على مين ….أمانة …..انتى هبلة ، بلاش شغل ستات فاضى ، انا مش عاوز وجع دماغ ، ثم هى اصلا بتقعد معانا واللا بشوفها، ده انا نسيت شكلها ايه

سهر بغضب : بس كلامك وخناقك معاها ومحاسبتك ليها امبارح مايقولش كده ابدا يانوح

نوح بغضب : بقولك ايه ياسهر ، مش هنبتديها خناق وعكننة ،خلى الحكاية تمشى سلسة كده وبلاش عكننة الله لا يسيئك

سهر بامتعاض : بس انا مش حابة وجودنا هنا ، مش حاسة بخصوصيتى

نوح بتعجب : خصوصيتك ...ده اللى هو ازاى مش فاهم ، مانتى قاعدة براحتك اهوه وانا سايبك على حريتك وماما مابتتدخلش ، عاوزة ايه تانى

لتنفخ سهر اوداجها قائلة : وهى مامتك هتفضل كتير قاعدة معانا

ليستدير إليها نوح بغضب : لا طبعا

وقبل أن تبتهج سهر لحديثه يكمل نوح حديثه قائلا : لان احنا اللى قاعدين معاها مش العكس ياسهر ولازم تاخدى بالك كويس من الحكاية دى

سهر بامتعاض: بس انا عاوزة شقة لوحدى ، مش عاوزة اقعد مع حد انا

نوح : بس ده ماكانش كلامك معايا قبل مانتجوز ، انا ماكدبتش عليكى وقلتلك من أول لحظة انى عايش مع امى

سهر : بس ماقلتليش أن الست أمانة هتفضل لازقة لنا العمر كله

نوح بفضول : انتى ايه حكيتك بالظبط ، من ساعة ماشفتيها قدامك وانتى اتبدلتى ، وبعدين ماهى هتبقى فى شقتها وبعيد عننا ، مالك ومالها

سهر بامتعاض : ااه..بعيد عننا اوى ، بأمارة مامتك اللى ملبسهالنا وملزقاهالنا من دلوقتى ، وطبعا بعد كده هتبقى كل شوية ، مرة فطار ومرة غدا ومرة سهرة ومش هنخلص

نوح وهو يحاول أن يتمالك أعصابه : وتفتكرى ايه الحل من وجهة نظرك دلوقتى

سهر بحذر : انا عاوزة ارجع دبى

نوح بغضب شديد : نعم ...دبى ، انتى بتستهبلى ، ده اللى هو ازاى يعنى

سهر : انت عارف ان انا كده كده مش بقعد فى مكان واحد ، وكل شوية هبقى فى بلد عشان شغلى

نوح : طب وانا

سهر : ماهو انت اللى صممت تنزل مصر عشان عاوز تبقى متطمن على مامتك ، واديك اتطمنت ، يبقى خلاص بقى

نوح بسخرية : انا مش راجع دبى ولا هتغرب تانى يا سهر ، وانا قلتلك الكلام ده من واحنا لسه هناك ،ثم ما انتى لسه بتقولى انك كده كده كل شوية هتبقى فى بلد ، يفرق معاكى بقى الترانزيت فى ايه ، ده انتى هتبقى هنا ضيفة مش اكتر

سهر : احنا هنبتديها تريقة ، انت عارف طبيعة شغلى وموافق عليه من قبل الجواز

نوح بإحباط : ما انكرش ، بس برضة ما انكرش انى لما جربت لقيت أن الموضوع مش لذيذ بالمرة

سهر : كل شئ وله مميزات وعيوب وادينى اهوه ، شوف رصيدى فى البنك بقى كام

نوح : بس ماتنسيش أن شغلك ده حارمنا لحد دلوقتى من أن يبقى لنا حتى عيل واحنا ماباقيناش صغيرين ، انتى عديتى التلاتين وانا اهوه كملت الخمسة وتلاتين ، يبقى امتى هنعمل الخطوة دى

سهر برفض شديد : لا لا لا لا ، ولاد ايه وكلام فاضى ايه ، انسى خالص الكلام ده دلوقتى ، انا شغلى عندى اهم من الدنيا ومافيها

نوح : ولحد امتى

سهر : لحد ما اشبع من الدنيا

لينظر لها نوح بامتعاض شديد ثم يتركها ويخرج من الغرفة ليجد أن المنزل خالى لا يحوى أحد غيرهما فعلم أن أمه ذهبت لأمانة ولكنه عندما اتجه مرة أخرى إلى غرفته وجد سهر تمسك هاتفها وهى تقوم بطلب طعام من أحد المطاعم الشهيرة ليقول لها باقتضاب : ماتعمليش حسابى فى الاكل ده ، انا هاكل من الاكل اللى موجود

سهر بعد أن أغلقت هاتفها : انت حر ، وياريت تفهم مامتك انى ماليش فى الاكل البابت ونظام المحاشى والمشمر والمحمر ده ، انا مش عاوزة جسمى يبوظ

نوح : وماما مالها ومال الكلام ده ، افهمها واللا ما افهمهاش

سهر : مش مامتك اللى هتطبخ

نوح وهو يحاول استيعاب حديثها : تطبخ لمين

سهر : لينا يا بيبى ، مش هى هتبقى موجودة معانا ، يبقى هى اللى هتعمللنا الاكل ، مش كنت لسه بتقوللى أن هنا هيبقى غير دبى

نوح : ااه قلت ، بس ماقلتش أننا هنشغل امى عندنا

سهر بنعومة: ليه بتقول كده ياحبيبى ، ماهو لو كنا قعدنا مع مامتى ..كانت برضة هى اللى هتعمللنا الاكل ، عادى يعنى مامتى ومامتك واحد ، وبعدين انت عارف انى مابحبش وقفة المطبخ وبتخنق منها ، لكن لو حابب نجيب اكل جاهز زى ماكنا فى دبى يبقى خلاص it's up to you

نوح : خلينا نشوف الكلام ده بعدين ليستمعوا إلى رنين جرس الباب ليجد أمه وأمانة وهما يدخلان وبيد أمانة وعاء طبخ تتجه لتضعه على مائدة الطعام ثم تتجه إلى المطبخ فى صمت وتبدأ فى تجهيز المائدة

نوح لوالدته : اومال ايه اللى أمانة جايباه ده

نعمة : ده كشك ، أمانة عملته عشان سهر لما قالت إنها مابتاكلش اكل بايت

نوح ببعض الخجل : طب وليه كده ، سهر طلبت لها اكل من برة وخلاص

نعمة : هى حرة بقى يابنى خير ربنا كتير وتبقى تاكل من اللى عاوزة تأكله

وعندما انتهت أمانة من تجهيز المائدة انتبهت إلى جرس الباب ونوح يستلم طعام سهر من التوصيل ويذهب ليضعه على المائدة

فلم تعلق أمانة وعاودت الاتجاه للمطبخ ولكنها توقفت عند سماعها لنوح قائلا : تسلم ايديكى على الكشك بس ماكانش فى داعى تتعبى نفسك

لتقول أمانة بهدوء دون أن تستدير له : تعبك راحة يا ابن عمى
ما أن حان موعد الإفطار حتى تحلقوا حول مائدة الطعام وكان أول مابدأ نوح به طعامه هو الكشك الذى أعدته أمانة مع رفض سهر تذوقه ولكن نوح قد اغتال الوعاء بأكمله كما قالت نعمة ضاحكة ليقول نوح بابتسامة : مانتى عارفة انى بعشقه وكان نفسى فيه الصراحة

نعمة : صحتين وهنا ياحبيبى

سهر بسخرية : قصدك ..كرشين ، مش صحتين

نوح ضاحكا : بالاكل ده ..ماتستبعدوش ابدا ، انا حاسس انى هنفجر

نعمة : اشرب قهوتك وانزل صلى التراويح فى المسجد وانت تهضم

نوح : انا فعلا كنت نأوى اعمل كده

سهر : ايه ده ، احنا مش هنخرج

نوح : لما ارجع من الصلاة ، احنا لسه بدرى

……………………….

فى اليوم التالى بعد صلاة العشاء والتراويح تجلس نعمة بالمطبخ مع أمانة وهم يقومان بصنع كعك العيد وسط ضحكات أمانة التى لا تنتهى فكلما تفرغ من تزيين كعكه تريها لنعمة وهى تضحك بعد أن توصف كعكتها بإحدى الشخصيات

أمانة وهى تريها إحدى الكعكات: طب بصى دى ، مش بذمتك عاملة زى صاحبة هنيدى فى فول الصين العظيم لما كانت كل شوية تقولله مالناش دعوة يا موهيي

نعمة ضاحكة : واشمعنى يعنى

أمانة وهى تضحك بشدة : عشان النقشة دى مالهاش اى دعوة بالكحك

نعمة : بت انتى ، اخلصى ….ماكانش كيلو كحك اللى هنقعد نعمل فيه للسحور ده

أمانة بطفولة : الله يانعمة ...ماتسيبينى العب شوية

نعمة : اخلصى عشان ماتتعبيش وتعرفى تنامى ، لسه هنعمل البسكوت بكرة لما تيجى من الشغل

لتدخل عليهم سهر وهى مكفهرة الملامح وتقول : ايه اللى انتو بتعملوه ده ، وايه الدوشة دى ، انا مش عارفة اتفرج على المسلسل من صوتكم

لتنتفض أمانة من فورها وهى تقول : طب يامراة عمى ، انا هاخد الحاجة أسويها عندى

نعمة وهى تحاول مجاراتها : ماشى يابنتى ، روحى ، وانا هروق الدنيا واحصلك

لتتجه أمانة إلى الخارج بسرعة وهى تحمل بيدها صاجات الكعك لترتطم بنوح بشدة ليقع كل مابيدها ارضا مصدرة صوتا عاليا لكنها لا تغطى على صوت شهقة أمانة والتى يبدو أنها شهقة بكاء وليست لوقوع الكعك ارضا

سهر بعصبية شديدة : انتى غبية ، ايه البهدلة اللى بهدلتيها للدنيا دى ، اتفضلى نضفى الكلام ده بسرعة

نعمة بغضب : أمانة

لتلتفت لها أمانة بصدمة ، لتكمل نعمة ، عاوزاكى تروحى على شقتك ، وانا هحصلك

أمانة بصوت يتضح عليه الارتعاش : طب أما انظف ال ……

نعمة بغضب حازم : قلت على شقتك بسرعة

لتومئ أمانة رأسها وتسرع إلى شقتها مغلقة الباب وراءها ، لتقول نعمة بصرامة موجهه حديثها لنوح : البيت ده عمر ماحد رفع حسه فيه على امانة ، ومش هسمح لحد ابدا مهما كان أنه يهينها أو يضايقها ، ولو مش هتعرف تسيطر على الكلام ده ، انا هعيش مع أمانة لحد اما اموت ومش هعتب البيت ده تانى ابدا رغم أنه بيتى مش بيت حد تانى

بس البيت اللى كرامة بنت عمك تتهان فيه انا ماليش قعاد فيه

وعندما تحاول نعمة الانحناء لتنظيف المكان يمنعها نوح قائلا : انا اللى وقعت الحاجة مش أمانة ، فأنا اللى هنضف الكلام ده ، روحيلها انتى وطيبى خاطرها على ما ابقى أشوفها واعتذر لها بنفسى

لتنظر نعمة بامتعاض الى سهر وتتركهم ذاهبة إلى الشقة المقابلة ، وبعد ذهابها يوجه نوح حديثه الى سهر قائلا بحزم: اللى حصل من شوية ده لو اتكرر تانى هيبقى لى معاكى تصرف تانى …. انتى فاهمة

سهر بامتعاض: وايه بقى اللى انا عملته ومش عاوزنى اكرره تانى

نوح : اسلوب كلامك وعنجهيتك مع ماما وأمانة

سهر بدفاع عن نفسها : على فكرة انا كلامى كان موجه لأمانة مش لمامتك

نوح : ولما تكلميهم بصيغة الجماعة أنهم عاملين دوشة ومش مخليينك عارفة تتفرجى على المسلسل ..ده يبقى اسمه ايه

وبعدين انا اللى خبطت أمانة ووقعت منها الحاجة ، تقومى تكلميها بالاسلوب الزبالة ده

سهر بغضب : انا اسلوبى زبالة يانوح

نوح بغضب: انتى مش شايفة روحك بتعامليها ازاى ، ايه ...هى شغالة عندك ، دى حتى لو شغالة مش هتعامليها كده

ولسه امبارح قايلك ، أمانة عند ماما خط احمر ، وانتى حاطة نقرك من نقرها ، وبعدها لك ، انا مش فاضى لوجع القلب والمشاكل دى كل شوية

لتنظر له سهر بغضب ولا ترد على حديثه ، لينفخ نوح قائلا : بما أن انتى السبب فى أن ماما مشيت زعلانة ، يبقى انتى اللى هتنضفى الكلام ده

سهر بغضب : نعم ، وانا مالى ، هو انا اللى وقعتهم

نوح : جوزك اللى وقعهم ياسهر ، وانتى هتساعديه أنه ينضفهم ، لانك لو كنتى بلعتى لسانك ده شوية ..كانت زمانها أمانة نضفتهم ، أو ماكانوش وقعوا من الاساس

وبعدين اعملى حسابك انتى هنا مش ضيفة ، انتى زوجة وعليكى مسئوليات ، ومش هيفضلوا هم يخدموكى على طول

سهر : انت ملزم تجيبلى شغالة

نوح : ولنفترض انى هعملك كده ، وحصل اللى حصل والشغالة مش موجودة ، ايه ...هتسيبى كل حاجة لغاية ما الشغالة تجيلك

سهر باعتراض : انا ماليش …………

ليصرخ بها نوح قائلا : قلت ياللا ، مش هنقعد نرغى للصبح ، وأحمدى ربنا أن انا اللى هعتذر لأمانة وماخلتكيش انتى اللى تعتذريلها

لتقول سهر وهى تفتح عينيها بذهول : وانت كنت عاوزنى اعتذرلها

نوح : بعد طريقتك دى فى كلامك معاها ..ااه طبعا المفروض تعتذريلها

سهر : دى هتبقى موظفة عندى

نوح : تقصدى تحت إدارتك ..مش عندك ، فى فرق جامد اوى ، وماتنسيش كمان أن مركزها مش قليل فى الشركة واكيد انتى عارفة ده كويس ، وبعدين سيبى الشغل للشغل ، انتى هنا مراتى ، وأمانة بنت عمى وعايشين مع بعض ولازم نتعود على الوضع ده عشان نعيش مرتاحين

سهر وهى تتصنع الرضوخ : ماشى ياحبيبى ، انا هعملك كل اللى انت عاوزه ، عشان بس ماتقولش انى بعمللك مشاكل

ليربت نوح على كتفيها بابتسامة قائلا : تسلميلى ياحبيبتى

…………………

أما فى الشقة المجاورة فكانت نعمة تجلس على أريكة متوسطة وتأخذ أمانة باحضانها وهى تربت على كتفيها وتطيب من خاطرها حتى سمعوا جرس الباب لتقول نعمة : ده تلاقيه نوح جاى يصالحك

أمانة : انا مش عاوزة حد يصالحنى يامراة عمى

نعمة وهى تتجه للباب : مافيش الكلام ده ، اللى اقوله يتنفذ

لتفتح الباب لتتفاجئ بمن امامها

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

ذهبت نعمة لتفتح الباب لتتفاجئ أمامها بشاب فى العشرينات من عمره وخلفه سيدة محجبة ولكن ملامحها غير واضحة لتقول نعمة : افندم ، حضرتك عاوز مين يابنى

لترفع المرأة رأسها قائلة : ازيك يانعمة

نعمة وهى تحاول معرفتها : اهلا وسهلا ، مين حضرتك

لتتقدم المرأة من نعمة حتى تستطيع رؤيتها جيدا وهى تقول : انا هدى يانعمة ..مش فاكرانى

لتشهق نعمة عاليا وهى تقول : هدى

هدى بصوت مخنوق : أيوة يانعمة ...هدى

لترتمى هدى بأحضان نعمة وهى تبكى بحرقة قائلة : سنين طويلة بدور عليكم لحد ما فقدت الامل وحسيت انى هموت من قبل ما اعرف طريقكم

لتربت نعمة بحنو على ظهر هدى قائلة : تعالى ادخلى واستهدى بالله ، ما تأخذينيش انى ماعرفتكيش بسرعة ، اصل انا نظرى بقى على قدى شويتين ، ثم نظرت إلى الشاب الذى كان معها قائلة : اتفضل يابنى ماتأخذنيش

ليبتسم الشاب ويدخل تاركا الباب ورائهم دون اغلاق ، وعندما تقدموا للداخل كانت أمانة قد وقفت ووضعت نقابها وما أن رأتهم حتى قالت بدهشة : باشمهندس أسامة ...خير حضرتك

لتقول هدى بدموع : ده أسامة اخوكى يا أمانة وانا امك ياحبيبتى

أمانة بصدمة : امى مين حضرتك

لتخرج هدى بطاقتها الشخصية وتقدمها لأمانة قائلة : بطاقتى اهى يابنتى عشان تصدقينى

لتأخذ منها أمانة البطاقة وتنظر إليها ثم تعيدها إليها مرة أخرى بجمود وهى تقول : هو عشان اسمك موجود عندى فى خانة الأم يبقى خلاص بقيتى امى ...تعرفى ايه انتى عنى عشان تبقى امى ، كنتى فين السنين اللى فاتت دى كلها وانتى حتى ماحاولتيش تعرفى أن كنت عايشة واللا ميتة

أسامة ببعض الغضب : أمانة ..اسمعى ماما الاول وبعدين اعملى اللى انتى عايزاه

أمانة بأسى : ماما ….الكلمة دى عمرى ماعرفتها ولا دوقتها، حتى لما حاولت اقولها للست الوحيدة اللى عوضتنى عن يتمى، لقيت اللى بيمنعنى منها لانها مش من حقى ، تعرف ايه هى عنى عشان تبقى امى ، ده حتى شكلى ماتعرفوش

أسامة : ماما بتدور عليكى من يوم باباكى ما اخدك منها وماعرفتش طريقك غير النهاردة لما ذكرت اسمك قدامها بالصدفة وماهديتش غير لما اتاكدت انك فعلا بنتها وصممت ماتنامش غير لما تشوفك...فلو سمحتى ... اسمعى بهدؤك وعقلك زى ماعودتينا فى الشغل كلنا وحبناكى بسببه وخلتينى ماليش سيرة غيرك واللى كان السبب أن ماما عرفت مكانك
كان هذا وسط بكاء ونشيج متواصل من هدى وهى تجلس دافنة وجهها بكفوفها ، أما نعمة فقد جذبت أمانة من يدها وهى تقول : انا زى ماقلتلك قبل كده ...ابوكى لما جابك عندى ماقللناش سبب الطلاق ولا عرفنا اى حاجة ولما سافر حصلتله الحادثة ومات وسره معاه ….اسمعيها يا أمانة ..مهما ان كان دى امك يابنتى

لتنظر أمانة إلى أسامة وتقول بهدوء : انت اخويا بجد

أسامة بمرح : ممكن احلفلك لو تحبى ..ولسه لينا كمان اتنين اخوات ايمن ونيللى ، يعنى بقينا أربعة

لتربت نعمة على كتفها بحنان وعيناها تترقرق بالدموع : ربنا كريم يابنتى

لترفع أمانة نقابها ليقول أسامة بصفيرا عاليا : اوبااااا ، ده انتى مزة ياشمهندسة ومحدش عارف ، تيجى نيللى اللى قارفانا ومفكرة نفسها ست الحسن تتفرج

لتبتسم أمانة لأسامة وتقول بحب : تصدق انك ممكن تكون احسن حاجة حصلتلى من يوم ما اتولدت

ليتقدم منها أسامة ضاما إياها ومقبلا لها برأسها قائلا : اسمعيها يا أمانة

لتنظر أمانة إلى أمها وتقول بهدوء : اتفضلى اتكلمى انا سامعاكى

لترفع هدى عينيها إلى أمانة تتأمل ملامحها وتمسح عيونها من اثر البكاء وتقول : ابوكى الله يرحمه لما اتقدملى كان أكبر منى بحوالى عشر سنين وكان بيحبنى وبيغير عليا بجنون وانا ماكانليش حد فى الدنيا غير امى واخ واحد من امى ، يعنى مش اخويا شقيقى ، زيك انتى واسامة كده

انا كنت من سفاجا ، ولما ابوكى اتجوزنى اخد شقة ايجار قريبة من شغله فى نويبع

لما اتجوزنا ، كان عمك ومراته فى القاهرة، وانا وابوكى عمرنا مازورناهم ، عشان المسافة ، يعنى ماكنتش اعرف بيتهم ولا حتى مكان شغل عمك ، و كان سعيد اخويا مسافر العراق وكانت أخباره شبه مقطوعة زى مصريين كتير

وبعد ماولدتك بكام شهر اتفاجئت بأمى داخلة عليا هى وسعيد وأنه رجع من العراق وبخير وجه عشان يزورنى ويتطمن عليا ، ولما جيت اقوم عشان احضرلهم غدا ، كان فى حاجات ناقصانى فى البيت وامى مارضيتش تنزلنى عشان ابوكى ماكانش بيرضى يخرجنى لوحدى عشان كان بيغير عليا فصممت أن هى اللى تنزل فضل اخويا معايا يحكيلى على اللى حصل معاه وهو مسافر وفجأة ابوكى دخل ولما لقانى قاعدة جنب اخويا يهدوم البيت وبنتكلم ونضحك سوا اتجنن ومن غير اى مقدمات مسك سعيد وفضل يضرب فيه ووسط ضربه وانا عماله ازعق واقوله سيبه ده اخويا لكن هو كان سادد ودانه وفضل يضربه لحد ما سعيد اغمى عليه ووسط مانا بحاول اسعف سعيد ، بصيت لقيته اختفى واخدك معاه من غير مايسمعنى ولا يعرف ولا حتى يحاول يفهم حاجة ، لما امى رجعت نقلنا سعيد على المستشفى وعلى ما اسعفوه وفاق تانى يوم لأن ابوكى كان ضربه على دماغه واتفتحت لدرجة أن الدكاترة قالوا إن ممكن يكون حاله تربنة، لكن الحمدلله ربنا ستر وطبعا فى المستشفى بلغوا واتحفظوا علينا لحد ما فاق ، وامى نبهت عليا مااجيبش سيرة حاجة غير أنه وقع من على السلم عشان كان عندها أمل أن ابوكى يعرف الحكاية وينصلح الحال ، وعلى ما فاق سعيد واخدوا أقواله ورجعت البيت تانى يوم لقيت ابوكى باع العفش كله بكل مافيه ..حتى الهدوم ورجع الشقة لصاحب البيت

بقيت هتجنن عليكى ، ولما رجعت بيت ابويا لقيته بعتلى ورقة طلاقى ولما سعيد سأل عليه فى شغله ، لقاه اخد إجازة ، واتنقل بلاعيم فامى قالتلى اصبرى عليه لحد ما يرجع من إجازته واخوكى هيروحله وهيفهمه كل حاجة ، والماية هترجع لمجاريها ، لكن عشان النصيب بعد يومين اتنين بس البيت بتاع امى وقع علينا وامى وسعيد راحوا فيها وعلى مافقت من الصدمة وعرفت الاقى متوى ليا وشغل عشان اعرف اعيش كان عدى شهور وقررت أنى اسافر لابوكى شغله لقيت ابوكى كمان مات ، وما عرفتش اوصل لأى معلومة عنك وانا لوحدى ومش عارفالك طريق لا انتى ولا عمك ، وحالتى كانت تصعب على الكافر

لحد ما ربنا بعتلى أبو أسامة واتجوزنا وربنا عوضنى شوية بإخواتك لكن عمرى مانسيتك يابنتى ولا يوم واحد وربنا شاهد وعالم ومستعدة احلفلك على المصحف دلوقتى انى ماكدبتش فى ولا كلمة قلتها لك

لما أسامة اشتغل مع حاتم واللى بالمناسبة يبقى ابن عمته ، لقيته بيحكى لأخته عنك وقد ايه انك إنسانة راقية وجميلة من جواكى وأنه نفسه يعرفها عليكى ،وقالها أنه كان يتمنى لو كان أكبر من كده شوية ..يمكن كان اتجوزك

ولما كلامه عنك لفت نظرى سألته عليكى لقيته بيقوللى اسمك قلبى اتكهرب وقلت ليه ماتكونيش انتى أمانة بنتى ولما سألته عن اسمك بالكامل وقالهولى وقعت من طولى من كتر رعبى أن قلبى ممكن يقف من قبل ما اشوفك واخدك فى حضنى يابنتى

كانت أمانة تستمع لها وهى فى حالة ذهول تام مما تسمعه ودموعها بعينيها كالامواج كلما علت اغرقت وجهها وما أن فرغت هدى من حديثها نظرت لأمانة قائلة برجاء : مصدقانى يا أمانة

لتومئ أمانة رأسها وهى تنشج بالبكاء لتنهض هدى آخذة إياها باحضانها وسط بكائهم العالى وصوت أمانة يردد بين كل لحظة وأخرى : اتأخرتى عليا اوى

هدى : سامحينى يابنتى ماكانش بايدى ابدا ، ملعونة الغيرة اللى بتعمى العين والقلب

أسامة بمرح محاولا إخراجهم من حالتهم : ايه يا جدعان الفجر قرب يأذن ...احنا مش هنتسحر واللا ايه

انا هطلب لكم سحور حالا انتو نورتونا

ليلتفتوا على صوت نوح الذى لم يشعر بوجوده أحد لترفع أمانة رأسها لتلتقى أعينهم لأول مرة منذ سنوات طوال
لينسى نوح نفسه وهو يحاول تذكر ملامحها القديمة ولكنه لايستطيع أمام مايراه فكانت أمانة ذات بشرة برونزية متوردة الوجنات وكأنها تجلس نهارها بين امواج البحر وتحت أشعة الشمس وعينان كعينا المها برموش بنية كثيفة والتى على مايبدوا أنها بنفس لون شعرها الذى اطلت أطرافه من تحت حجابها وأنف صغير مرفوع الطرف بكبرياء أما شفتاها فكانت قصة أخرى فكانت شفاه مغوية ذات سحبتى ابتسامة بجانبيها ، ليسأل نوح نفسه .. متى حدث كل ذلك الجمال وكيف

ليتفاجئ بأمانة تعيد نقابها بعد أن تمالكت نفسها من المفاجأة ليتملكه صقيع داخلى ، وكأنه سكنته ريح باردة قبضت على قلبه ، ليفيق على صوت نعمة وهى تقول : تعالى يانوح سلم على مامة أمانة وأخوها

هدى بابتسامة واسعة : ماشاء الله يانوح ..كبرت ياحبيبى ، احنا كنا أصحاب على فكرة وانت صغير

نوح : اهلا يا طنط ، ازى حضرتك ، انا فاكر حضرتك كويس ، ثم حيا نوح أسامة بترحاب شديد وهو ينظر لأمانة بشغف وكأنه يتخيل ملامحها من تحت نقابها ليميل عليها قائلا : انا فرحانلك من كل قلبى يا أمانة ، وحقك عليا ماتزعليش منى

لتنظر أمانة لنوح وهى لا تصدق اذنها ولكنها تومئ برأسها قائلة : شكرا يا ابن عمى

…………………….

يجلس الجميع بشقة نعمة بعد الحاح شديد من نوح لتناول السحور وما أن علمت سهر بأن أسامة شقيق أمانة على صلة قرابة بحاتم عبد الراضى الا واختلفت معاملتها تماما مع أمانة وظلت تتودد لها ولشقيقها

سهر : ماتتصورش ياجماعة انا بحب أمانة قد ايه وبعتبرها زى اختى بالظبط

هدى بطيبة : ربنا يكرمك يابنتى ..كتر خيرك

أسامة وهو يحتضن أمانة : ها يا مونى ...هتيجى معانا

أمانة باستغراب : اجى معاكم فين

هدى : تعيشى معانا ياحبيبتى ، ده انا ماصدقت عترت فيكى ، مش هقدر افارقك تانى ابدا

أمانة بحنان وهى تلتفت لنعمة التى تنكس رأسها بشرود : بس انا ما اقدرش ابعد عن نعمة واسيبها لوحدها بعد السنين دى كلها ، ده لولاها ماكنتش بقيت كده

هدى وهى تربت على قدم نعمة : جميلك فى رقبتى طول عمرى يانعمة ، قد الأمانة بصحيح ، ربنا يديكى ويكرمك زى ماكرمتينى وكرمتى بنتى

لترتمى أمانة بحضن نعمة وهى تقول : هى كرمتنى بس …. دى كرمتنى وعزتنى وعلتنى فى نظرى ونظر اللى حواليا ، وعملتلى اللى أمهات كتير قوى مابيعملوهوش مع ولادهم

نعمة وهى تربت على كتفيها : وانتى كمان يابنتى عملتى اكتر من اللى كان ممكن تعمله معايا لوكان عندى بنت من بطنى

هدى : بس ده مايمنعش أن اخواتك عاوزين يعرفوكى وتعرفيهم وانا كمان محتاجة اشبع منك ، العمر مابقاش فيه اد اللى راح

أمانة بحب : ربنا يديكى طولة العمر ، بس سيبونى شوية استوعب كل اللى حصل ده وبعدين نتفق هنعمل ايه

أسامة : خلاص ياماما لو تحبى خليكى انتى معاها الليلة دى وانا هبلغ بابا واخواتى

أمانة بسعادة : بجد ممكن تباتى معايا

هدى بسعادة : لو انتى موافقة انا كمان موافقة

أمانة : الا موافقة ، طبعا تنورينى ، سبحان الله لما فرشت الشقة كان قلبى حاسس ان هييجى يوم واحتاجها ،ثم التفتت لأسامة قائلة : طب ماتخليك انت كمان يا اسامة وننزل سوا الصبح

أسامة بمرح : تصدقى فكرة وندخل الشركة سوا واحنا ايدينا فى ايدين بعض والكلام يكتر حوالينا واحنا صايمين ونلم حسنات بالهبل

أمانة : تصدق انى كنت بستناك تيجى كل يوم عشان تناغشنى ، انت الوحيد اللى كنت بضحك معاك

أسامة وهو يقبل رأسها : اومال يابنتى ..الدم بيحن ، ده انا كنت شوية شوية هتقدملك

لتقول هدى وسط ضحكاتهم : حقيقى ، ده انا عرفت أن نص المهندسين الشباب عينهم منك

أسامة : ده كله من غير ماحد يشوفها ، اومال لو شافوها وعرفوا أنها موزة كده كانوا عملوا ايه

كان نوح يستمع إلى حديثهم بصمت ويرسم على شفتيه ابتسامة لم تصل لعينيه وهو شارد فى أمر شغل قلبه قبل عقله : هل ستذهب أمانة للعيش مع امها ، هل ستتركهم ، هل ستنساهم ، هل ستغفر له ماكان منه تجاهها ، كيف سيستطيع منعها من الابتعاد ، يجب أن يبقيها إلى جوارهم ولكنه لا يعلم كيف السبيل ، ليفيق من شروده على سهر وهى تتمعن النظر بوجهه ويخلو المكان من حوله من الجميع

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

سهر بعد انصراف الجميع وملاحظتها لشرود نوح الكبير : ايه كل السرحان ده ، ده انت حتى مارديتش السلام عليهم وهم خارجين وممكن يتضايقوا

نوح بدهشة : ومن امتى ياسهر

سهر ببرود وهى تتجه إلى حجرة نومها : هو ايه اللى من امتى ده

نوح : من امتى بيفرق معاكى إن ممكن حد يتضايق

سهر : ماتنساش أن الوضع دلوقتى اختلف ، لازم تفهم الكلام ده كويس

نوح بعدم فهم : وضع ايه ده اللى اختلف ، انا مش فاهم

سهر وهى تستدير له بعدم صبر : وضع أمانة اللى بالصدفة البحتة طلع فى صلة قرابة بين اخوها وبين عبد الراضى ، واحنا لازم نستغل الكلام ده لمصلحتنا

نوح : كلام ايه ومصلحة ايه ، احنا اللى بينا مشروع مشترك ...شغل وماهواش خاص بينا ، ده بين الشركة اللى بنشتغل فيها والشركة اللى أمانة بتشتغل فيها ، يبقى ايه بقى اللى مصلحتنا ومصلحتهم والكلام الاهبل ده

سهر بامتعاض : اهبل ! انت ناسى أن بيبقى ليا كوميشن عند كل تعاقد واللا ايه

نوح بصدمة : طب مانتى خدتى الكوميشن بتاعك خلاص

سهر : ده على المشروع اللى هنبتدى تنفيذه بس

نوح باستغراب : ماتجيبى اللى عندك على طول ياسهر وبلاش اللف والدوران ده

سهر بنعومة : يعنى ياحبيبى لما العلاقات تتوطد بينا وبينهم ممكن يبقى فى مشاريع تانية وتالتة ويتعرف عندنا أن احنا السبب فى زيادة الشغل ده والكوميشن بتاعنا يعلى ويعلى ..واللا ايه ، مش هتصحصح بقى معايا كده

نوح : قلتلك ستين مرة انا مابحبش الشغل بالطريقة دى ، وبعدين مش اتفقنا من قبل ما ننزل مصر انك عاوزة تتغيري .. ايه بقى

سهر بامتعاض : وماانا اهوه اتغيرت واتحجبت عشان تبقى مبسوط ، عاوزنى اعمل ايه تانى

نوح باشمئزاز : بقولك ايه ياسهر ..انا كل اللى يهمنى انك ماتضايقيش أمانة عشان ماما ماتزعلش ، موضوع بقى الشغل ده بيبقى رزق من عند ربنا

ثم قال وهو متجها إلى الحمام : انا هتوضى واصلى الفجر والحق انام ساعتين ...عاوز ابقى فايق وانا نازل الصبح

سهر : وانت رايح فين الصبح

نوح : لازم انزل الشغل الصبح

سهر : بس احنا لسه معاد نزولنا بعد العيد

نوح : مش رايح اشتغل ، رايح أثبت رجوعى واسلمهم الحاجات اللى معايا واخلص شوية مشاوير

سهر : طيب ، بس ماتبقاش تعمل قلق لما تقوم تلبس
نوح : ماشى ، بس انتى مش اصحابك مديينك حاجات توصليها لاهاليهم

سهر : بعدين ، الدنيا مش هتطير

نوح : دى أمانة يا سهر ، وصليهم واخلصي

سهر بعدم اهتمام : بعدين بعدين مش هتفرق

نوح : طب بصى ، انا كمان معايا حاجات هوصلهم بكرة معايا لأصحابها ،تحبى اوصللك حاجة

سهر بقلة صبر: الشنطة الهاندباج الصغيرة فيها كل الحاجات اللى عاوزة توصيل ..طالما شاغل بالك اوى كده ..خودهم ووصلهم ، بس سيبنى انام بقى

نوح بدهشة : انتى مش هتصلى الفجر قبل ماتنامى

سهر بامتعاض : بقولك عاوزة انام

ليجذبها نوح من يدها برفق قائلا : لما هتتوضى وتصلى الاول هتنامى وانتى مستريحة ، ياللا يا حبيبتى روحى اتوضى ماتخليش الشيطان دايما غالبك كده

لتتجه سهر لكى تتوضأ وهى تتمتم بعبارات ساخطة جعل نوح يستغفر مرارا وتكرار وهو يدعو لها بالهداية والصلاح

…………………..

فى شقة أمانة تعطى نعمة ملابس بيتية رجالية لأسامة احضرتها من حاجيات نوح وادخلته أمانة إلى غرفة نوم بفراش صغير وهى تضحك قائلة : تصدق لما اشتريت الاوضة دى اشتريتها عشان السرير ده عجبنى عشان صغنن كده وقمر ، بس اكيد لو كنت عرفتك قبلها كنت جبت سرير كبير شوية ، ايه الطول ده يابنى ماشاء الله

أسامة بضحك : وكنتى هتتطولى السرير ازاى بقى

أمانة : كنت هجيبه من غير زوايا ولا شبابيك ..على الأقل رجلك ماتبقاش مشعلقة وانت نايم

أسامة : لا مانا بنام بالورب

أمانة : ماشى ياللا نلحق ننام لنا شوية قبل الشغل

أسامة : طب ماتيجى ناخد إجازة بكرة وتقضى اليوم كله سوا

أمانة : تصدق انى عمرى مااخدت إجازة من يوم ما اشتغلت

أسامة : ليه يعنى

أمانة: اصل كنت هاخدها ليه واعمل فيها ايه

أسامة : طب اهو جاتلك الفرصة ، ايه رأيك ،انا هكلمك حاتم وهقول………..

أمانة مقاطعة إياه : اوعى يا اسامة ..انا مابحبش اخلط شغلى بأى حاجة شخصية ، بس عموما احنا خلاص هم يومين وهناخد إجازة العيد ، خلينا نخلص اللى ورانا عشان الشغل مايتكومش على دماغنا ، وماتنساش أن المشروع الجديد هيبتدى وهنتسحل كلنا

أسامة : ماشى ...بس فكرينى بعد الفطار ابقى أسألك على حاجة

أمانة : طب ماتسال دلوقتى

أسامة ضاحكا : لا ياستى عاوز احتفظ بصيامى الله يباركلك

لتضحك أمانة وهى تتجه إلى خارج الغرفة قائلة : اللهم ثبت أقدامك وقوى ايمانك يا اخ أسامة ، تصبح على خير يا اوزعة

ليضحك أسامة عاليا وهو يغلق الباب من ورائها ، وهى تتجه للغرفة الأخرى التى بها هدى ونعمة وما أن رأتها نعمة حتى نهضت قائلة : انا هروح انام فى شقتى بقى

لتسرع أمانة إليها محتضنة إياها قائلة : ابدا ، انا هنام وسطكم الليلة دى

نعمة بحرج : يابنتى اقعدى مع مامتك شوية واشبعى منها وخليها تشبع منك

أمانة وهى تصعد إلى منتصف الفراش : أما ارجع من الشغل بقى ،انا محتاجة انام ساعتين دلوقتى عشان اعرف اصحى للشغل

هدى : طب ماتخليكى معايا دلوقتى وانا ممكن اكلم حاتم …..

أمانة بتنهيدة : ماما

لتبتسم هدى بسعادة وهى تسمعها للمرة الأولى تناديها بماما وتقول : ياعيون قلب ماما

أمانة وهى تبادلها الابتسام : انا لو محتاجة إجازة ..هكلم المهندس حاتم بنفسى ، حتى مش هدخل نيرة بينا ، ومش عاوزة ده يتغير ، انا بشغلى ومجهودى مش بقربة من حضرتك واسامة

هدى وهى تربت على يدها : حاضر ياحبيبتى ..زى ماتحبى

……………………….

فى اليوم التالى أمام شركة عبد الراضي يهبط أسامة من سيارته ويجذب أمانة من كف يدها ويتجه إلى داخل الشركة ليقابلهم شاب فى اوائل الثلاثينات من عمره ويبدو عليه الوقار ليقف أمامهم ويقول وهو ينظر ويشير لايديهم ببعض الحدة : صباح الخير ، ايه ده

أسامة بابتسامة وهو ينظر لأمانة ويقول بمرح : ونقابل اول فضول على الصبح ونقول الوز

حاتم بحدة : ممكن افهم ازاى داخلين الشركة بالشكل ده

أمانة بحدة : جرى ايه يا باشمهندس ، حضرتك ازاى ……..

أسامة بتانيب وهو يرفع يده أمام أمانة حتى يهدئ من انزعاجها ويوجه كلامه لخاتم قائلا : يعنى المفروض تتكسف من نفسك لما تبقى عارف أننا بندورعليها السنين دى كلها وهى شغالة معاك طول الفترة دى وكمان تبقى صاحبة الهانم اختك وانت نايم على ودانك

حاتم وهو يزوى بين حاجبيها بتعجب : انا مش فاهم حاجة

ليضم أسامة أمانة إلى أحضانه قائلا : ماهى دى أمانة اختى يافالح

حاتم بدهشة : انت بتتكلم جد ، بس انا اللى اعرفه ان أمانة باباها ومامتها متوفيين

أمانة بحرج : الناس هى اللى كانت بتفترض ده عشان عايشة مع مراة عمى
ليتنحنح حاتم بحرج ويقول : اهلا بيكى بصفتك الجديدة يا باشمهندسة ، واعذرينى بس الحكاية عمرها ماكانت تخطر على بالى ابدا

أمانة بصدق : حصل خير ، بس أسامة اللى ….

أسامة : بصراحة حبيت اشوف رد فعل ناس معينة

حاتم وكأنه فهم شئ ما : اممممممم قلتلى ناس معينة ، ماشى ياعمنا ، اللهم انى صائم

ليضحك الجميع ويتجهوا الى الداخل مع إصرار أسامة على عدم ترك يد أمانة من بين يديه حتى وصلوا إلى غرفة ضخمة ملئة بطاولات الرسم المعمارى ويصطف علي كل منهم مهندس او مهندسة ويطلق الجميع على الغرفة ( ورشة الرسم ) لينتبه الجميع إلى دخول أمانة واسامة وهما متشابكين الايادى وتختلف تعبيراتهم مابين اندهاش وغيرة وغضب لكن أسامة يركز عينيه على وجه واحد وهو وجه خديجة ..إحدى زميلاتهم والتى علا وجهها الوجوم وترقرقت عينيها بالدموع فور رؤيتهم كذلك ليقول أسامة بسرعة : ياجماعة احب اعرفكم انى اخيرا عرفت أن المهندسة أمانة تبقى هى نفسها أمانة اختى من والدتى اللى كنا بندور عليها من زمان

لتتبدل تعبيرات الجميع وسط عبارات التهنئة على لم الشمل ثم عودة الجميع لعملهم فى حين ذهب أسامة إلى طاولة خديجة وهو يدعى النظر إلى الرسومات امامها وقال بصوت خافت : النهاردة بس اتاكدت انى مش لوحدى على الخط … عاوزين نقرى الفاتحة بقى

ونتجوز ، عاوز معاد مع أهلك تانى يوم العيد واعملى حسابك أن هو شهر واحد ونتجوز

ليتركها ويذهب إلى طاولة الرسم الخاصة به وكأنه لم يفعل شيئا وسط ذهول خديجة وابتسامته التى لم تفارق شفتيه بقية اليوم

فى مكتب اخر كانت تجلس أمانة إلى طاولة أمامها تراجع رسوما لأحد المشاريع ليستاذن حاتم فى الدخول وهو يحمل بيده بعض الاظرف قائلا : باشمهندس أمانة من فضلك

أمانة : أيوة يافندم اتفضل

حاتم وهو يعطيها الاظرف بيدها : ده نيجاتيف الصور اللى اتاخدت من فوق للقرية السياحية بتاعة دهب عاوزك تراجعيها مع الماكيتات وادينى النتيجة قبل إجازة العيد

أمانة وهى تتناول الاظرف من يده : حاضر يافندم

ليظل حاتم بمكانه وهو ناظرا ارضا لتنتبه له أمانة وتقول : فى حاجة تانية ياباشمهندس

حاتم وهو يحمحم بصوته : الحقيقة كنت عاوز اقولك أن يعنى بعد ما وضعك اختلف وعرفنا مين مامتك ، ماغيرتيش رأيك يا أمانة

لتحنى أمانة رأسها فى صمت وهى تتذكر نوح وزواجه وكل ماكان ، ليقول حاتم : انا مش هضغط عليكى وهسيبك تفكرى براحتك واتمنى انك تردى عليا برد يفرحنى

ثم يتركها حاتم ويذهب لتجلس أمانة وهى تحدث نفسها قائلة : ما آنش الاوان يا أمانة انك تفوقي من الحلم اللى معيشة روحك فيه السنين دى كلها

عمره ماحبك ، ولا عمرك حسيتى منه بحنية غير مرة واحد بس ومن زمان اوى ، وبعدها ..زى مايكون ندم على حنينه معاكى وقرر أنه يقسى اكتر واكتر ويوجعك اكتر واكتر

حاتم بيحبنى ، ليه ما اديهوش وأدى لنفسى فرصة ، مش يمكن احبه

طب ونوح ….نسيتيه، هتعرفى تحبى حد ولسه قلبك متعلق بغيره ولا هتربطى نفسك بواحد وقلبك مع واحد تانى

استغفر الله العظيم ، يارب سامحنى وساعدنى انى ما اتعلقش اكتر من كده باللى مش من نصيبي

………………

فى منزل أمانة ، جلست نعمة وهدى تقص كل منهما ما حدث بحياتها للأخرى ، وقصت هدى لنعمة عن زوجها وأنه الان يعد من أثرياء البلد بعد مشاركته لزوج أخته والد حاتم فى شركة المقاولات التى يمتلكها ، والتى شاركه فيها فى البداية بعدد قليلة من الأسهم ولكنه الآن يمتلك ربع الشركة ويمتلك عبد الراضى الثلاثة ارباع كاملة ، ولكن الربع الذى أصبح من نصيب زوجها كان كفيلا بأن ينقل حياتهم بالكامل ، وقد احبها زوجها واعتبرها تميمة حظه ، ولم يكف يوما عن مواساتها لفقدان ابنتها وكم كانت سعادته عند معرفة طريقها وأنه كان يريد الحضور معها ولكن أسامة أصرعلى أن تتفهم أمانة الموقف اولا ثم يتم التعارف على بقية الأسرة

وفى المقابل قصت عليها نعمة طريقة زواج نوح وسهر وأنهم حديثى العودة لأرض الوطن بعد سنوات الغربة

هدى : بس مش عارفة أنا شفت سهر مراة ابنك دى فين قبل كده

نعمة : هى بتسافر كتير عشان شغلها واشتغلت مع شركتكم قبل كده

لتشرد هدى وهى تقول : مش عارفة ، الواحد الظاهر عجز وذاكرته عجزت معاه

نعمة : ربنا يديكى الصحة والعافية

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

عادت أمانة واسامة من العمل ودقا على شقة أمانة بمرح لتفتح لهم الباب شابة جميلة تشبه أمانة إلى حد كبير ترتدى ملابس محتشمة وحجاب عصرى محتشم وأنيق فى ذات الوقت وما أن رأت أمانة حتى تهللت اساريرها وهى تجذب أمانة من يد أسامة وترفع نقابها عن وجهها وتحتضنها بشدة وهى تصرخ قائلة : أمانة ، ياحبيبتى دى انتى قمراية ، نسلك كله قمرات يا هدى
ليضحك أسامة بشدة فى حين تبادلها أمانة الاحضان بحب وسعادة قائلة : اهلا يانيللى ،ايه المفاجأة الحلوة دى
نيللى بسعادة : بذمتك مبسوطة انك شوفتينى ...انتى صايمة على فكرة
أمانة : ما اعتقدش إن ممكن يبقى فى حد اسعد منى النهاردة
يمكن انا وامك نبقى اسعد يابنتى
لتلتفت أمانة لتجد أن الصوت لرجلا وقورا يبدو عليه الطيبة والوقار فى آن واحد لتومئ رأسها بالتحية قائلة : السلام عليكم ..اهلا بحضرتك
ليتقدم منها الرجل ضاما إياها قائلا بحنان بالغ : حمدالله على سلامتك يابنتى ، ماتتصوريش رجوعك لحضننا أسعدنا كلنا ازاى بعد ماكان محزنا كلنا ، بس الحمدلله أنه لم الشمل اخيرا ، انا عامر جوز والدتك وأبو اخواتك ومن النهاردة ياريت تعتبرينى فى مقام والدك بالظبط
أمانة بتأثر : انا متشكرة اوى ياعمى
عامر : بابا ، قوليلى بابا ..زى اخواتك بالظبط
أمانة بدموع فى عينيها : ده شئ يشرفنى يا بابا
لتدخل أمانة لتجد شابا آخر يجلس بالداخل وهو مشغول بهاتفه المحمول وما أن رآها حتى قام إليها واحتضنها بحب وقبل وجنتيها قائلا : ازيك يا أمانة عاملة ايه
أمانة بدهشة : الحمدلله وانت ازيك
أسامة باستهزاء : ده اللى هو ازاى يعنى ، محسسنى انكم أصحاب من زمان وكنتوا مع بعض امبارح
ايمن بشغب وهو يعود لهاتفه بسرعة : خليك فى حالك ، يخلص الجيم وافضالكم
لتتسع عينا أمانة وهى تراقب أخيها يصب كل تركيزه على هاتفه ويترك الجميع ليجلس مكانه مرة أخرى وكان شيئا لم يكن ، لتنظر لأسامة باستفهام ليقول : ده الطاقق اللى فينا ماوراهوش الا الموبايل والجيمز وبس
لتأتى هدى من الداخل وهى ترحب بأمانة محتضنة إياها بشدة وتقول : حمدالله على السلامة ياحبيبتى وحشتينى
أمانة بحب : الله يسلمك ياماما ، انتى كمان وحشتينى
أسامة : ياجماعة هو انا واقف اباجورة وسطيكم ، الا ماحد قاللى حتى ازيك
ليقول الجميع فى نفس واحد : ازيك ، لينخرطوا جميعا ضاحكين
أمانة : اومال مراة عمى فين
ليأتيها صوت نعمة من الداخل : انا هنا يا أمانة فى المطبخ
لتتجه أمانة لتحيتها والاطمئنان عليها ثم تعود للجلوس مع أسرتها خارجا وتنظر إلى نيللى لتسألها قائلة : وانتى يانيللى بتعملى ايه ….بتدرسى واللا خلصتى واللا ايه الحكاية
نيللى : بصى ياستى ، انا مهندسة برضة زيكم بس ديكور ، ولسه متخرجة ، وبدور على شغل
أمانة باستغراب : طب وليه ما اشتغلتيش فى الشركة عندنا
نيللى : لا ياستى ، انا عاوزة ابقى بعيد عن الليلة دى
أسامة : ماتوجعيش دماغك معاها دى دماغها طوبة ، طول عمرها ليها دماغ لوحدها وحاطة نفسها فى حتة تانية
أمانة : ازاى يعنى
أسامة : يعنى مابتحبش الاختلاط بالعيلة ، ده حتى ولاد عمتها متهيألى لو شافوها فى الشارع مش هيعرفوها
عامر : سيب اختك براحتها يا اسامة
أسامة : حاضر هسيبها
لتلتفت أمانة لايمن الذى فرغ لتوه من اللعب على هاتفه وقام من مكانه وجذب أمانة من مكانها لتنهض ليحملها فجأة وهو يدور بها ضاحكا وهو يقول : اختى حبيبتى رجعتلنا ياناس
أمانة ضاحكة : تو ما افتكرت ، واللا عشان خلصت الجيم
ايمن : مايبقاش قلبك اسود بقى ، وبعدين عامر بيه والعائلة الكريمة مش مقصرين يعنى
أمانة بدهشة : انت فى سنة كام
ايمن وهو يحك رقبته من الخلف : وليه الإحراج ده ، ثم نظر إليها وقال : انا ياستى فى الجامعة الأمريكية بدرس بزنس ادميستريشن وفى سنة ثالثة
نيللى باستهزاء : وكان المفروض يكون اتخرج السنة دى بس هو بيحب يبقى دقيق شوية ، فمابيسيبش السنة الا وهو عارف ومتأكد من أسامى الدكاترة بتوعو
ايمن ممتعضا وهو يضرب نيللى على رأسها : ايه يابت خفة الدم دى
نيللى وهى تدلك رأسها : واخداها منك ياحبيبى ...مش توأمك
أمانة شاهقة : لا ...ماتقولش ، انتو توأم ، ده انتم مش شكل بعض خالص
نيللى : قولى الحمدلله فى سرك ، لو كنت طلعت شبهو كنت هعنس
ايمن بسخرية : قال يعنى البت اللى ماشاء الله اوى هتموت ع الجواز ، هو احنا عارفين نخلص منك اصلا
أمانة : بقوللكم ايه ، انتو مايتشبعش منكم اصلا ، بس انا عاوزة اصلى العصر
نيللى : هنصلى كلنا جماعة ، احنا لسه ماصليناش ، كنا مستنيين الإمام بتاعنا
أمانة : أمام ايه
عامر : اصلى لسه جاى حالا قبلك بمافيش دقايق ، واحنا متعودين نصلى جماعة فى رمضان فكانوا مستنيينى نصلى سوا
أمانة بسعادة : الله ….اللهم تقبل ، انا هدخل اغير واتوضى وآجى حالا
…………………..
اجتمع الشمل على مائدة الافطار واكتمل بنوح وسهر ، وجلسوا جميعا بعد الافطار يتناولون المشروبات فى جو من الحب والسعادة وبعض النفاق من سهر تجاه عامر بعد أن علمت تفاصيل شراكته مع عبد الراضى وبالمقابل كان عامر يعاملها بود وامتنان
نوح موجها كلامه لنيللى : على فكرة انتى لو حابة ممكن تشتغلى عندنا فى الشركة ، لما كنت هناك النهاردة عرفت انهم طالبين مهندسين ديكور حديثى التخرج
نيللى باهتمام : حضرتك بتتكلم جد
نوح : ولو تحبى اقدملك انا الورق بنفسى
لتنهض نيللى مسرعة وهى تتجه لحقيبة حاسوبها المحمول وتخرج منها مظروفا تعطيه لنوح قائلة : مابمشيش من غيرهم
نوح باستغراب : ايه ده
نيللى : السى فى بتاعى وصور من شهادة التخرج والكورسات والتدريبات بتاعتى كلها
نوح بابتسامة : هايل ، بكرة أن شاء الله هقدمهوملك ، وهبلغك بمعاد الانترفيو لما يتحدد
نيللى : انا متشكرة جدا لحضرتك
أمانة : بس انا نفسى تشتغلى معايا يانيللى ونبقى سوا ومع بعض
نيللى : ابعدينى انا عن شغل العيلة يا أمانة ، لكن على كل حال احنا هنبقى دايما سوا ..دى مافيهاش كلام
سهر بتملق: وانت ياعامر بيه ماشاء ..عرفت أن عندك شغل تانى غيرشركة عبد الراضى
عامر : أيوة ، انا اصلا فى الأساس تاجر ، وعشان كده فضلت متمسك باللى بفهم فيه ، لكن المقاولات والمبانى ليها ناسها اللى متخصصين فيها ، واهو أسامة اهوه من يوم ما اتخرج وهو ماشاءالله عليه عامل اللى عليه وزياده
سهر بتكلفة : بس برضة حضرتك اكيد خبرة
عامر بطيبة : خبرة ايه يابنتى ، ده انا مابعرفش اميز بين الجبس والاسمنت
ثم ينهض عامر مستأذنا فى الانصراف لكى يلحق بصلاة العشاء ليرافقه جميع الرجال مع وعد أسامة لأمانة بالعودة إليها صباحا ليذهبا سويا إلى العمل
أما أمانة فقالت لامها ونيللى بخجل : انا اسفة ، بس انا كمان هسيبكم وانزل النهاردة آخر ليلة وترية ومش هقدر أضحى بصلاة التراويح فى المسجد
نيللى بتشجيع : وتضحى ليه ..انا هنزل معاكى نصلى سوا
هدى : وانا كمان
نعمة : خلاص انا كمان هجيب الكرسى بتاعي وننزل كلنا ، ثم التفتت لسمر التى كانت تتصنع التشاغل عنهم بهاتفها وقالت : هتيجى معانا ياسهر
سهر وهى تدعى التعب : لا ياماما مش هقدر ….انا هصلى هنا
ليتجه الجميع للصلاة تاركين سهر وحدها وهى ترسم بمخيلتها حدود خطوات مستقبلها
………………….
بعد عودة أمانة ومن معها للمنزل تسمع صوت هاتفها لتجده أسامة لتقوم بالرد عليه بحب قائلة : حبيبى وحشتنى
أسامة : موزة قلبى اللى ماسألتنيش كنت عاوز اقولها ايه بعد مانفطر ، وادينا هنبتدى نصوم تانى اهوه

أمانة بأسف : انا اسفة ياحبيبى ، مانت شفت اللى حصل كنت هسالك امتى وازاى بقى
أسامة : ماشى ياستى ..عذرك معاكى
أمانة : طب قولى بسرعة ايه الموضوع اللى كنت عاوزنى فيه
أسامة : هم موضوعين الحقيقة مش موضوع واحد
أمانة : ماشى يا سيدى انا سامعاك
أسامة : اولا ،انا بحب وعاوز اتجوز
أمانة بسعادة : خديجة مش كده
أسامة : ايه ده ...هو انا مفضوح كده
أمانة : يابنى دى الشركة كلها عارفة انك هتموت عليها وهى مش معبراك
أسامة : الله يكرم اصلك
أمانة ضاحكة : البت محترمة وتقيلة مافيش كلام
أسامة : انا طلبت منها النهاردة تحددلى معاد مع ابوها تانى يوم العيد ، بس طبعا هتتكسف تقولى عملت ايه ، وعشان كده عاوزك تتابعيها ، وتتاكدى أنها عملت اللى قلتلها عليه
أمانة : حاضر من عينيا ، بكرة الصبح أن شاء الله هتكلم معاها ولو ماكانتش عملت كده ، هكلم انا مامتها بنفسى
أسامة : انتى تعرفيها
أمانة : الا اعرفها ، ده انت لو تعرف مين هى خديجة مش هتصدق
أسامة : مين هى
أمانة : خديجة تبقى جارتى ، فى العمارة اللى قصادى على طول
أسامة : احلفى
أمانة : من غير حلفان ، وإنجز وقول على الموضوع التانى لسه عاوزة اصلى التهجد
أسامة : بصى يا أمانة ...انا عاوز أحذرك من سهر ، حاولى على قدر الامكان تبقى علاقتك بيها باضيق الحدود ، حتى فى الشغل
أمانة باستغراب : هى فعلا كده ….بس ليه
أسامة : مش هقدر اقوللك تفاصيل لأن ماعنديش دليل ، وصدقينى ..لو كان نوح صاحبى كنت هنصحه أنه يبعد عنها هو كمان
أمانة بذهول : يبعد عنها ازاى ..دى مراته
أسامة : بصى المهم انتى ، سهر مش تمام ومش هقدر اتكلم اكتر من كده
أمانة : ماشى يا اسامة رغم انك لخبطتنى على الاخر
أسامة : وماتنسيش خديجة
أمانة : لا مش هنسى حاضر
أسامة : ياللا بقى روحى صلى وانا كمان هشوف اللى ورايا ، تصبحى على خير
أمانة : وانت من أهله
ثم شردت أمانة فى حديث أخيها وقالت : ياترى وراكى ايه ياسهر ...ربنا يستر
……………………..
فى اليوم التالى تصر أمانة على نيللي أن تذهب معهم إلى الشركة وتقضى اليوم برفقتهم ليمر عليهم أسامة ويصطحبهما معه وهناك تقوم أمانة بالتأكد من تحديد موعد لأخيها مع والد خديجة وتقدم التهنئة مقدما لخديجة وتقوم بتعريفها على نيللى
فى مكتب أمانة ، تجلس أمانة تتابع عملها وهى تتبادل الأحاديث والضحك مع نيللى عندما تستمع لطرقا على الباب ويدخل حاتم ملقيا التحية : صباح الخير
أمانة : اهلا باشمهندس صباح الخير
حاتم وهو ينظر لنيللى : ماكنتش اعرف أن عندك ضيوف
أمانة بذهول : انت بتتكلم جد ، انا كنت فاكرة أسامة بيأفور لما كان بيحكى
حاتم بدهشة : انا مش فاهم حاجة
لتشير أمانة إلى نيللى التى يبدو عليها الامتعاض قائلة : انت متعرفش دى مين
حاتم وهو ينظر لنيللى بتركيز : انتى نيللى !
نيللى بغيظ : لا الكوبى بتاعها
حاتم وهو يتفحص ملامحها : عرفتك من عينيكى ، طب نعمل ايه وانتى على طول مقطعانا ، وماشفتكيش من وانتى فى أولى جامعة
أمانة بدهشة : معقولة ، ليه كده
نيللى ببعض التوتر : ما ببقاش فاضية
حاتم وهو لازال يتفحصها : طب اديكى فضيتى ، مش عاوزة تشتغلى معانا ليه
نيللى بخفوت : كده احسن صدقنى ، انا عاوزة اعتمد على نفسى
حاتم : يابنتى احنا محتاجين مهندسين ديكور وعاملين اعلان وهنبتدى المقابلات بعد العيد ، انتى أولى بشركتك من اى حد تانى
لتحمحم نيللى قائلة : هشوف ..ربنا يسهل
حاتم : خلاص انا هحددلك معاد الانترفيو زيك زى الباقيين ، ومش انا ياستى اللى هعمللك الانترفيو عشان ماتقوليش أنى هشفعلك أو هعديكى كده
نيللى : بس انا قدمت فى شركة بانوراما ويرضة الانترفيو هيبقى بعد العيد
حاتم : هم شركاء لينا فى كذا مشروع ، بس صدقينى هترتاحى معايا اكتر ...اقصد يعنى فى شركتنا
نيللى : ربنا يقدم اللى فيه الخير
حاتم : تمام ..ياللا اشوفك على خير وكل سنة وانتى طيبة
نيللى : وانت بخير، وكل سنة وانت طيب
ليتجه حاتم إلى الخارج حين استوقفته أمانة قائلة : حضرتك كنت جاى تسألنى على حاجة
حاتم وهو يضرب جبهته وهو ينظر لنيللى ضاحكا : كده كنتى هتنسينى
ثم ينظر لأمانة قائلا : طبعا النهاردة آخر يوم شغل قبل العيد ، واول يوم شغل بعد العيد أن شاء الله هيبقى الميتنج بتاع شركة بانوراما ، فعاوزك تبقى جاهزة بكل الماكيتات بتاعة المشروع وعاوزك تقعدى مع أسامة عشان هو اللى هيشرح التجهيزات على المونيتور ، فعاوزك تديله كل المقاسات اللى اتعملت للمشروع والتصوير
أمانة : تمام ..حاضر
حاتم وهو يتجه للخارج : كل سنة وانتم طيبين ، ثم يلتفت لنيللى قائلا دون أن يتوقف : ابقى اسألى على عمتك ، واعملى حسابك أننا هنتجمع كلنا فى العيد ومافيش هروب المرة دى
وبعد خروج حاتم تنظر أمانة لنيللى بنصف عين قائلة بايماءة من رأسها : لا ….افهم بقى …...

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

نيللى بانزعاج : ولا إن ولا كان ، ولا فى موضوع من أصله

لتقترب أمانة منها وتقول : أخص عليكى ، بقى هو ده اللي المفروض يبقى بينا ، هتخبى عليا

نيللى بتوتر : اخبى ايه بس يا أمانة

أمانة : مش عارفة يانيللى ، بس حاسة انك مخبية حاجة كبيرة اوى جواكى والمفروض ان بما انى اختك حبيبتك ، تحكيهالى

لتبتسم نيللى وتقول : طب خلصى شغلك عشان ماتتعطليش، واوعدك انى هحكيلك بس سيبينى دلوقتى

لتضم أمانة اختها بحب قائلة : ماشى اتفقنا

………………

عند عودة أمانة من العمل بصحبة اخواتها تجد نوح يجلس مع عامر ، فى حين تنشغل هدى ونعمة بتحضير الطعام

أمانة : السلام عليكم

ليردوا عليها السلام ، وينهض عامر مقبلا إياها برأسها ، ويتبادل الجميع السلام ، ليقول نوح : انا قدمت لك يا نيللى الاوراق والانترفيو معاده هيتحدد بعد العيد أن شاء الله

نيللى : تعبتك يا باشمهندس ، انا متشكرة جدا

نوح : تعبك راحة ياستى ، وبعدين اخوات أمانة يبقوا اخواتى واخدمهم بعينى

أمانة وهى تتجه لغرفتها : شكرا يابن عمى

لينهض نوح خلفها وهو يقول : أمانة ….كنت عاوز اتكلم معاكى

لتلتفت أمانة قائلة : خير

نوح : ممكن النهاردة بعد الرؤية نقعد مع بعض شوية ….فى كلام مهم محتاج اتكلم معاكى فيه

لتنظر له أمانة باستغراب ثم تومئ برأسها متمتمة بالمشيئة وتتجه إلى غرفتها لتبديل ثيابها والتحضر لصلاة العصر وهى تفكر عن ماهية مايريد نوح التحدث معها بشأنه ، فتلك المرة الأولى التى يتحدث معها بهذه الطريقة المهذبة الهادئة التى تخلو من السخرية والتنمر، لتتنهد أمانة وتردد بداخلها ….اجعله خير يارب

وبعد تناولهم الإفطار ينتظر الجميع الرؤية أمام التلفاز ليعلموا أن اليوم التالى هو اول ايام العيد وان الشهر الكريم قد انقضت أيامه ، ليبتهج الجميع وسط التهنئات والقبلات ليقول عامر : مش ياللا بقى يا اولاد واللا ايه

أمانة : ياللا ايه يابابا ، خليكم سهرانين معايا ، ده انا مابانامش ليلة العيد دى غير الصبح

عامر : وعشان كده بقوللكم ياللا ….آن الاوان يا أمانة ترجعى معانا بيتك يابنتى

أمانة باستغراب : ما انا فى بيتى يابابا

عامر : كلنا كنا حواليكى وقعدنا معاكى اليومين دول عشان تفهمى اننا مش فى نيتنا ابدا نشقلبلك حياتك ، بس مش معقول كلنا هننقل حياتنا هنا ، انتى خفيفة وسهل انك تتنقلى معانا بدل ماحنا بناكل مع بعض وبعد كده كل واحد بيروح على مكان ، والبيت هناك من غير مامتك مالوش لا طعم ولا لون يابنتى ، وانا كبرت ومابقيتش استغنى عنها

لتنكس أمانة رأسها فى صمت وهى لاتعلم ماذا تفعل ، لتجد نعمة تربت على كتفها قائلة بابتسامة : روحى معاهم يا أمانة

أمانة بأسى : واسيبك لوحدك

نعمة : انا مش لوحدى يابنتى ، نوح اهو رجع وهياخد بحسى ، ومن حق مامتك وأخواتك أنهم يحسوا بوجودك معاهم

أمانة : أيوة بس انا ….

لتتدخل سهر فى الحوار قائلة : روحى معاهم واحنا اكيد طبعا هنزورك هناك مش هنسيبك

ويحاول الجميع أن يقنعها بالذهاب ، كل من جهه ، الا نوح ، فقد ظل صامتا يراقب منتظرا ما سيأوول إليه الوضع

هدى : بصى ياحبيبتى ...انا عمرى ماهجبرك على وضع انتى مش حاباه ولا عاوزاه ، تعالى معانا ووقت ماتحسى انك مش مبسوطة هسيبك ترجعى تقعدى هنا تانى ، ولو حبيبتى انك من وقت للتانى تيجى تقعدى مع نعمة ابقى تعالى وقت ماتحبى ، عمرى ماهمنعك ، نعمة ليها حق فيكى زيى بالظبط أن ماكانش اكتر كمان

لتركن أمانة على كتف نعمة بحب وهى تتنهد وتقول : مش هعرف اعيش من غيرها

نعمة بمرح : وهو انا هحط كلب على باب العمارة يمنعك انك تجيلى تانى ، مانتى وقت ماتحبى هتيجى

أمانة باحتجاج : هو انتى ماصدقتى تخلصى منى يانعمة، وكمان مبسوطة وبتهزرى

نعمة بحب : مش هرد عليكى بجد عشان مانقلبهاش نكد، مانتيش محتاجة حد يعرفك غلاوتك عندى

أمانة وقد بدأ صوتها يتهدج ويرتعش من البكاء وهى ترجو امها : فيها ايه لو سيبتينى هنا وانتم كلكم تروحوا وتيجوا عليا ، انا مش هقدر اسيب هنا

ليتحدث نوح للمرة الأولى قائلا : بعد اذنكم ياجماعة ، لو تسمحولى اقول رأيى

لينظر له الجميع وعلى رأسهم أمانة التى ظنت أنه سيجعلهم يأخذونها غصبا عن أنفها

عامر : اتفضل يابنى ، ده انت زى اخوها بالظبط ومتربيين سوا
نوح بروية وهو ينظر اتجاه أمانة التى نكست رأسها فى استسلام : انا شايف أن أمانة من حقها أنها تاخد وقتها عشان تقرر ، عشان كمان مايأثرش على نفسيتها خصوصا أن الموضوع كان مفاجأة للكل وخصوصا ليها ، فممكن تقضى معاكم يوم او اتنين فى العيد أكنها فى رحلة مثلا وترجع معانا تانى وانتم زى ماهى قالت هتبقوا دايما معاها لغاية ماهى تعرف تاخد قرار

لترفع أمانة رأسها بذهول وهى لا تصدق أن نوح هو من قال هذا الكلام وانه يؤيدها ، بل وأكثر ما اذهلها أنه لم يؤيد نفيها من بينهم كما كانت تظن وانتبهت على نوح وهو يوجه حديثه إليها قائلا : ايه رأيك يا أمانة

أمانة : صح يا ابن عمى

أسامة : انا اللى يهمنى انك تبقى معايا فى المشوار بتاعى

أمانة وقد تذكرت امر خديجة : طبعا ياحبيبى معاك

أسامة : وانا ممكن ابقى راشق هنا على طول معاكى

عامر بمرح : الواد ده بتاع مصلحته يا أمانة ده عاوز يفضل هنا عشان بلكونتك هواها على مزاجه

لتضحك أمانة قائلة وهى ترفع اصابعها بإشارة توحى ببواطن الأمور : الحقيقة يابابا هوا بلكونتى هتشفى روحه تماااام

لينهض ايمن قائلا : طب مبدأيا اتفقنا انك هتبقى معانا اول وتانى يوم العيد ، يبقى ياللا بينا ، انا الشلة كلها هتعدى عليا عند البيت عشان هنسهر سوا لحد صلاة العيد

أسامة : وانا كمان خارج مع حاتم

نيللى : انا كمان عندى كذا حاجة عاوزة اعملها قبل الصلاة

أمانة : طب ايه رايكم ،اتوكلوا كلكم على الله وانا بكرة الصبح أن شاء الله…..

نوح : انا هجيبهالكم

لتلتفت أمانة بذهول للمرة الثانية ولكنها قبل أن تعلق بأى شئ قالت هدى : انتم كلكم هتيجوا ، احنا بكرة هنتغدى كلنا ونقضى اليوم مع بعض عشان على الأقل تعرفوا المكان

أسامة : خلاص انا هجيلكم الصبح ونمشى مع بعض

أمانة : خلاص اتفقنا

لتقوم أمانة بتوديع الجميع بالقبلات والإحضان وبعد انصرافهم ، تستأذنهم نعمة للذهاب لأخذ قسط من الراحة فقد انهكها التعب خلال اليومين ،وتسرع سهر قائلة : أنا عندى مشوار محتاجة اعمله دلوقتى

نوح : مشوار ايه دلوقتى

سهر : الشوارع مليانة ناس والكل بيحتفل بليلة العيد وهتفضل كده للصبح

نوح : ااه برضة مشوار ايه

سهر : واحدة صاحبتى من زمان عاوزة ازورها واعيد عليها

نوح باستغراب : دلوقتى …. خليها بكرة أو بعده

سهر : لا ..احنا بكرة طول اليوم عند عامر بيه ، وبعده مشغولين بخطوبة أسامة

نوح بدهشة : خطوبة ايه ، ده لسه هايتقدم ...ها …. ، يعنى هو و باباه ومامته وأخواته ، احنا بقى مالنا

سهر : ازاى بقى ، احنا كلنا عيلة واحدة ، ثم تلتفت لأمانة قائلة : واللا ايه يا أمانة

لتقول أمانة باحراج : ااه...ااه طبعا ، بس الكبار هم اللى يقولوا ايه اللى هيتم، انا ماافهمش فى المسائل دى ، عن اذنكم انا هروح اصلى العشاء

نوح : استنى يا أمانة ...اناعاوز اتكلم معاكى شوية

سهر بسرعة : خلاص ياحبيبى انا هنزل انا عشان ما اتاخرش ، وتذهب من أمامه مسرعة قبل أن يلتفت إليها

أمانة : خير يابن عمى ، ايه الموضوع اللى عاوزنى فيه

نوح : الحقيقة ، هم اكتر من موضوع ، ممكن تقعدى

لتجلس أمانة وهى تقول : اتفضل يابن عمى سمعاك

نوح : هو ده اول موضوع عاوز اتكلم معاكى فيه ، وعاوز اعرف السبب

أمانة : مش فاهمة

نوح : ايه حكاية انك كل ماتتكلمى معايا ما بتقوليليش غير يابن عمى دى

أمانة بذهول وتهكم فى آن واحد: انت لسه واخد بالك

نوح : واخد بالى من ايه ، انتى هتجنينينى

أمانة : انت عارف انا بندهلك بالكلمة دى من امتى

نوح : بقالك فترة

أمانة : ااه .. يعنى الفترة دى قد ايه

ليشرد نوح محاولا تذكر اخر مرة سمع فيها اسمه من بين شفتيها ، ولكنه يعجز عن التذكر ليقول : عشان ابقى صادق معاكى ...مش فاكر

أمانة : انا فاكرة

نوح : وايه بقى اللى انتى فاكراه ده

فاكرة من ٨ سنين لما جيت مبسوط انك هتسافر تشتغل فى دبى ، يومها قلتلك ابقى دايما طمن ماما عليك يانوح ، احسن ماما بقت تقلق عليك اوى

يومها قلتلى ماما مين ، انا مش قلتلك الف مرة ماتندهلهاش بالكلمة دى ، وقلتلك أنها مراة عمك وبس ماهياش امك

ولما قلتلك انت ليه بتعمل معايا كده يانوح ، ده انا حتى زى اختك الصغيرة ، يومها اتجننت عليا وزعقتلى وقولتلى انتى لا كنتى ولا عمرك هتكونى اختى ، انتى بنت عمى وبس وانا ابن عمك وبس، ومش عاوز أسمى ده ييجى على لسانك تانى

من يومها وانا لما بضطر اتكلم معاك بقوللك يابن عمى

نوح بخجل : صدقينى انا مش فاكر خالص الكلام ده ….بس انا عارف طبعا انك صادقة وعشان كده ياستى انا عاوز اعتذرلك عن كل مرة ضايقتك فيها أو زعلتك ، انا عارف انى كنت سخيف معاكى فى اوقات كتير ، بس سامحينى واوعدك انها مش هننكرر تانى

أمانة بدهشة : ليه

نوح : هو ايه اللى ليه

أمانة : ليه دلوقتى ، ليه بعد ما ماما رجعت ، ليه بعد ماعرفت انى مش لوحدى

نوح : وانتى عمرك ماكنتى لوحدك يا أمانة

أمانة : الحقيقة يا بن عمى انى طول عمرى منبوذة لوحدى

نوح : عمرك ماكنتى منبوذة ، يمكن عمرى مااعتقدت انى اصارحك بده ، لكن ادينى بقولهالك يا أمانة ..انا طول عمرى كنت بغير منك

أمانة بدهشة شديدة : بتغير منى انا ...طب ازاى ، وليه وعشان ايه بالظبط

نوح بخجل : كنت بغير من انشغالهم وحبهم ليكى ، ماكنتش فاهم ، وللاسف مااهتمتش انى افهم ولما اخيرا فهمت ، كان الوقت سرقنى بزيادة

أمانة بفضول : وياترى فهمت ايه وازاى
نوح : فهمت سبب حبهم واهتمامهم بيكى ، فهمت أن ماكانش ينفع يعملوا غير كده ، أما بقى ازاى دى فأعتقد أنك تسمعيها من ماما افضل

أما حتة ظهور مامتك وأخواتك دى ، فأحب اقوللك أن مالهومش اى علاقة بتغيير موقفى ، انا كل الحكاية أن ماما ماحكتليش حاجة غير ليلة ما سهر زعلتك ، ولما كنت جاى اعتذرلك لقيت مامتك واسامة موجودين عندك

أمانة بتنهيدة : عموما حصل خير ، بس ايه الموضوع التانى اللى كنت عاوز تكلمنى فيه

نوح : الحقيقة جايبلك هدية وخايف لترفضيها

أمانة بتعجب : هدية ...ليا انا

نوح بابتسامة: أيوة ...ها ...اجيبها

أمانة بخجل : ماشى

ليتركها نوح ويذهب إلى شقة نعمة ويعود وهو يحمل بيده علبتين كبيرتين ويضعهم على مائدة الطعام لتذهب أمانة وتفتحهم لتتفاجئ بأنه احضر لها كمية ضخمة من كعك وحلوى العيد

أمانة ضاحكة : ايه ده كله

نوح : بدل اللى وقعتهملك على الأرض

أمانة : بس اكيد مش هاكل كل ده ، وكمان ادينى رايحة لماما

نوح : خلاص ...خوديهم معاكى

أمانة : تصدق فكرة ...ماشى ، ثم رفعت رأسها إليه بابتسامة حجبها النقاب وقالت : شكرا ، كل سنة وانت طيب

نوح : وانتى طيبة

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

فى وقت صلاة العيد تسمع أمانة دقات على بابها لتذهب لتفتح الباب لتجد نوح يقف مرتديا جلبابا باللون الابيض خطف قلبها قبل بصرها عندما قال لها بابتسامة عذبة : صباح الخير ، كل سنة وانتى طيبة
أمانة : وانت طيب وبخير وسعادة يارب
نوح : مش هتنزلى تصلى
أمانة : هنزل طبعا ، بس كنت بفكر اروح اصلى فى السيدة نفيسة
نوح وقد ظهر على وجهه استحسان الفكرة : طب والله فكرة ، انا من زمان كان نفسى اصلى هناك ، خلاص نروح سوا
أمانة : هى مراة عمى مش جاية واللا ايه
لتسمع صوت نعمة وهى تغلق باب شقتها وتقول : انا جيت اهوه ياقلب مراة عمك ، ثم تأخذها باحضانها قائلة : كل سنة وانتى طيبة ياحبيبتى
أمانة بفضول : اومال سهر فين
نعمة بفتور : فى الكوافير بتعمل شعرها
أمانة وهى تنظر لنوح : انت بتعرف تسوق .. مش كده ؟
نوح : ااه، ليه
لتمد يدها بمفتاح سيارتها إليه قائلة : سوق انت بينا على هناك
نعمة : هناك فين ...ما المسجد اهوه على اول الشارع
أمانة : هنصلى فى ساحة السيدة نفيسة
نعمة : ماشى ، ياللا عشان مانتأخرش
……………………..
بعد انتهاء خطبة صلاة العيد تجتمع أمانة ونعمة مرة أخرى مع نوح لياخذهم بالسيارة فى جولة سريعة وهم يشاهدون مظاهر احتفالات الاطفال والشباب لتطلب منه أمانة التوقف أمام أحد محلات الهدايا التى وجدتها فاتحة أبوابها ، وهبطت من السيارة ودلفت إلى المحل لتعود إليهم بعد مالا يقل عن نصف ساعة وهى تحمل بيدها العديد من الحقائب لتقول لها نعمة ضاحكة : ربنا مايقطعلك عادة ياحبيبتى ابدا ، بس حبايبك السنة دى كتروا يا أمانة
أمانة : ربنا يكتر حبايبنا دايما يامراة عمى
نعمة : بس مش انتى اشتريتي اصلا الأسبوع اللى فات
أمانة ضاحكة : مانتى لسه اهوه بتقوليلى الاعداد زادت
ليسألها نوح بفضول : هو ايه ده ، انا مش فاهم حاجة
نعمة : اصل أمانة متعودة أنها تجيب هدايا فى العيد لناس معينة
نوح : ناس مين يعنى
نعمة بابتسامة : دلوقتى تعرف
وما أن وصلوا إلى المبنى الذى يقطنون به حتى قام نوح بصف السيارة وطلب من أمانة ترك الحقائب التى جلبتها ليحملها لها فوافقته على الفور ولكنها طلبت منه فتح حقيبة السيارة ، وما أن فتحها لها إلا وأخرجت منها بعض الحقائب وحملتها متجهه إلى داخل العقار ثم قامت بالنداء على حارس العقار وقامت لتهنئته وأسرته بالعيد وأعطته كل ماكانت تحمل بيدها من حقائب ثم اتجهت للأعلى مع نوح ونعمة
وما أن دلفوا إلى داخل شقة نعمة حتى وجدوا سهر أمامهم وهى ترتدى رداء غير منزلى لا يتناسب مع كونها محجبة وشعرها عارى وتضع الكثير من مساحيق الزينة وهى تبتسم لهم قائلة : اتاخرتوا كده ليه ، ده الجماعة زمانهم مستنيينا
نوح باستغراب : جماعة مين
سهر : عامر بيه ومامة أمانة
نعمة : وانتى طيبة يابنتى
سهر وهى تقبل نعمة بتملق: كل سنة وانتى طيبة ياماما ، ثم تفعل المثل مع أمانة ،والمثل أيضا مع نوح مع مزيد من الدلال والغنج
سهر : مش ياللا بقى تغيروا هدومكم وتجهزوا واللا ايه
نعمة : لسه بدرى يابنتى ، نفطر الاول
أمانة : انا هروح اجيب الكحك والبسكوت
نعمة بأسف : حقك عليا يا أمانة ، سامحينى انى ماعملتلكيش كحك بدل اللى وقع
أمانة : ولا يهمك ، وان شاء الله اللى نوح جابه هيبقى زى الفل ، هروح اجيبه
نعمة وهى تنظر لنوح لاستفسار : وهو انت جبت امتى كحك وبسكوت
نوح : امبارح ، ووديته لأمانة عشان عارف ان هى اللى بتحبه
سهر ببعض الغيظ : المفروض كنت تجيبه على هنا وماما تديها منه مش العكس
نوح : كنت بحاول اعتذرلها عن اللى وقعتهولها فى الارض
لتعود أمانة وبيدها علبة مليئة بحلوى العيد وجلس الجميع ليتناول منه وسط ضحكاتهم وعندما هاتف أسامة شقيقته يخبرها بأنه فى الطريق اتجه كل منهم بالاستعداد ماعدا سمر ليستدعيها نوح فى غرفتهم قائلا : مش هتلبسى
سهر باستغراب : ما انا لابسة اهوه
نوح : لابسة ايه ، انتى هتخرجى كده
سهر : ااه مالى كده ...وحشة
نوح : وحشة ايه وحلوة ايه ، الفستان قصير وفتحته من ورا مبينة رجلك كلها وشعرك العريان ده ، فى ايه ياسهر مالك
سهر : احنا فى عيد يا نوح ، مافيهاش حاجة انى انبسط شوية
نوح بدهشة : تنبسطى شوية ...وانبساطك ده بانك تقلعى الحجاب وتمشى عريانة
سهر بغضب : فين اللى عريانة دى ، هو اى كلام وخلاص
نوح : اى كلام وخلاص ! اسمعى ياسهر ، احنا فى عيد زى مابتقولى ، فبلاش نبتديها بنكد ، خروج معايا بالشكل ده مش هيحصل ..انتى فاهمة
سهر بامتعاض : ده انا صارفة على الفستان والكوافير خمس تلاف جنية
نوح : لجوزك ، مش للى يتفرج ياهانم ، وانا قلت اللى عندى ، قدامنا نص ساعة على أسامة ماييجى ، لو ماغيرتيش الزفت ده ولبستى حجابك اللى اصلا بحاول ابلعه بالعافية وبقول لروحى انك من نفسك شوية شوية هتعرفى الصح من الغلط ، تعملى حسابك أننا كلنا هنخرج وهنسيبك هنا ومافيش خروج من البيت
ليتركها نوح ويبدأ فى تغيير ثيابه حتى انتهى سريعا وخرج من الغرفة تاركا لها اتخاذ القرار
بعد ما يقرب من العشر دقائق وجد أمانة تدق الباب ومعها أسامة
أسامة : كل سنة وانتم طيبين
ليحتضنة نوح بود حقيقى قائلا : وانت طيب ياحبيبى وان شاء الله السنة الجاية تبقى فى بيتك
أسامة بمرح : سنة جاية مين ياعم ، العيد الجاى أن شاء الله
نعمة ضاحكة : العيد الجاى ياعم ولا تزعل نفسك ، كل كحك بقى
أسامة : لا والنبى ياطنط ، انا الكحك باكل منه بالليل ، تكون معدنى اخدت على الاكل شوية ، وياللا بينا بقى واللا ايه
لينهض نوح متجها إلى غرفته وهو يقول : ادينى خمس دقايق
ليدخل نوح إلى حجرته ليجد سهر قد بدلت ثيابها برداء آخر أكثر طولا ولكنه كعادة نوعية ثيابها….للمحجبات اسما وليس فعلا فهى ضيقة للغاية تكاد تكون طبقة جلد خارجية وغطاء الرأس لا يخفى أكثر من نصف شعرها ولكن نوح عندما رآها رغم امتعاضه من شكلها إلا أنه قال بابتسامة : رغم أن مش ده اللى عاوزه.. بس ماشى ، ياللا بينا ..أسامة قاعد برة
لتنهض سهر وتتجه إلى الخارج بسرعة وهى تقول بترحاب شديد : اهلا يا اسامة ..كل سنة وانت طيب
وكادت أن تقبله من وجنته إلا أن أسامة مد يده على اخر طولها ليبادلها السلام مما أحرجها ومنعها من تقبيله وهو محرج من فعلتها التى أثارت حفيظة نعمة وأمانة ، ولكن نوح قد تجمد فى وقفته وهو يراقب ماحدث ورغم أنه شكر لاسامه فى نفسه صده لها ، إلا أنه استشاط غيظا من فعلتها واضطر أن يتصنع عدم ملاحظته لفعلتها وأنه كان مشغولا بهاتفه ليقول وهو يسير ناظرا إلى هاتفه: ها ياجماعة الساعة داخلة على عشرة تحبوا تمشوا دلوقتى واللا نقعد شوية
نعمة : ياللا بينا يابنى عشان مانتأخرش فى الرجوع ، احسن انا عارفة أن على العصر بالكتير الكل هيبقى عاوز ينام
لتعطى أمانة مفتاح سيارتها مرة أخرى لنوح قائلة : خليها معاك على ما ارجع ، مش هحتاجها قبل نهاية العيد
نوح : طب وهترجعى ازاى
أمانة ضاحكة وهى تنظر لأسامة : هرجع مع العريس
أسامة بمرح : مش بالذمة عيب ابقى هنا وما اروحش حتى أقوللها كل سنة وانتى طيبة
أمانة وهى تدفعه أمامها للخارج : انا قلتلها مكانك ياسيدى ولا تزعل ، ياللا بقى
…………………..
فى فيللا عامر
دلف أسامة بسيارته ومن وراءه نوح بسيارة أمانة من سياج عالى يبدو عليه الرقى والثراء ومنه إلى ممر ليس بالكبير ولكنه أيضا ليس صغيرا وكان الممر محاط بنخيل الزينة الذى يحاوطه زهور الزنبق والقرنفل الذى فاحت رائحته فى الهواء لينتهى الممر بسقيفة يبدوا أنها كمرآب للسيارات وما أن ترجلوا من السيارات حتى اصطحبهم أسامة إلى بوابة هوائية قصيرة محاطة بشجرتين للياسمين والتى تعشق أمانة رائحته لتمتد يدها تلقائيا الى عدة أفرع وتضمهم إلى صدرها وهى تستنشقهم بقوة وتقول بمرح: انتو ممكن تسيبونى هنا وتتوكلوا انتو على الله
أسامة : خدى بالك ...شجرتين الياسمين دول بتوع ماما ، هى اللى زرعاهم
نعمة : ماهى أمانة طالعة لها بتعشق الياسمين برضة زيها
أسامة : طب ياللا ..اتفضلوا
وعندما دلف الجميع وجدوا الفيلا من الداخل تتسم أيضا بالرقى والذوق الرفيع ، وجدوا هدى تستقبلهم بفرحة عارمة وبصحبتها عامر ونيللى وهما لا يقلان سعادة عن هدى ،وبعد السلام والتهانى ، تدعوهم هدى للجلوس بحديقة المنزل الخلفية لاحتساء المشروبات ، وعند اتجاه الجميع إلى هناك يجدوا ايمن يجلس أمام حاتم وهما يلعبان الشطرنج وسط تذمر ايمن مرة بعد أخرى وضحكات حاتم الساخرة
وعند وصول الجميع إليهما قاما لاستقبالهم وتحيتهم وتبادل التهنئة بالعيد وذهب ايمن ليحتضن أمانة قائلا بمرح : جيتى فى وقتك ، لو كنتى اتأخرتى دقيقتين كمان ، كان زمان الوزير بتاعى اتسحل
ليضحك الجميع بينما قال حاتم : كده كده الدور محسوب عليك
ايمن ضاحكا : لا ياعم ... طالما مااندفنش يبقى مافيش فاتحة
عامر بامتعاض : دفنة ايه وفاتحة ايه ... يابنى اعقل بقى
ايمن : الله ، عمركم قريتوا الفاتحة على حد مات من غير مايكون اندفن ، ثم أخرج من جيب بنطاله نوع من الحلوى الخاص بالاطفال وقام بوضعها بفمه
حاتم : بذمتك فى حد فى سنك ده ياكل مصاصة
ايمن بسماحة : مش انا عملت كده ...يبقى فى
حاتم : طب مش ترش علينا ، واللا احنا هنتفرج وانت تمصمص لوحدك
ايمن وهو يخرج حقيبة بلاستيكية من جواره : ياللا مش خسارة فيكم
ليقوم أسامة باختطاف الحقيبة من ايمن وإخراج الحلوى منها وتوزيعها على الجميع وهو يقول دى عيدية ايمن بتاعة كل سنة ياجماعة اتفضلوا ماتتكسفوش
أمانة بشهقة عالية : نسيت الشنط فى عربيتك يا اسامة ..انا عاوزاها لو سمحت
أسامة : مش هتطلعيها أوضتك
أمانة : الهاندباج بس اللى هتطلع اوضتى لكن باقى الشنط عاوزاهم بعد اذنك
أسامة : خلاص هجيبهملك حاضر دقيقة واحدة
ليذهب أسامة ويحضر جميع حقائب الهدايا ويعطيها لأمانة التى بدأت فى توزيع الهدايا على الجميع الا حاتم والذى قالت له ببعض الخجل : انا ماكنتش اعرف انى هشوف حضرتك هنا ، بس هديتك أن شاء الله اول يوم شغل بعد العيد كالعادة
حاتم بابتسامة : اعتبريها وصلت ، وكل سنة وانتى طيبة ، والمفروض ده واجب عليا
توجه الجميع بالشكر لأمانة على لفتتها الجميلة ، أما نوح فعندما نظر إلى هديته وجدها ثقيلة وضخمة وعندما قام بفتحها وجدها كتاب الاوديسة وهى ملحمة مستوحاة من أحداث حروب طروادة وعندما رآها شرد ذهنه لسنوات بعيدة كان يشكو لامه من عدم مقدرته على العثور على نسخة من قصائد هوميروس ، كيف تذكرتها أمانة رغم كل تلك السنوات ، ام هى مجرد صدفة ، وهل تكون الصدفة بأن تنتقى له كتابا ويحمل الكتاب عنوان قصائده المفضله ، ولكنه انتبه أن هذه الحقيبة لم تكن من ضمن مشترياتها فى الصباح ، إذا فهى هدية مبينة ومنتقاة بعناية من أجله فقط
لينتبه نوح على صوت ايمن وهو يوجه حديثه لسهر قائلا : انا شفتك فين قبل كده

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

سهر بلجلجة : انا لسه راجعة مصر من كام يوم ، يخلق من الشبه اربعين
ايمن بشرود : جايز ...بس عندى احساس قوى انى شفتك قبل كده
سهر وهى تحاول الهرب من هذا المأزق فتوجه حديثها إلى حاتم قائلة : بس حقيقى فرصة هايلة يا حاتم بيه أننا اتقابلنا النهاردة
حاتم بتهذيب : انا اسعد انى اتعرفت على الباشمهندس نوح ، كان نفسى اتعرف عليك من زمان ، واضح أن عيلتكم مليانة عباقرة ، لان أمانة الشهادة لله من يوم مادخلت الشركة وهى شغلها يعتبر علامة من علامات شركة عبد الراضى
نوح وهو ينظر بفخر لأمانة : الحقيقة أنا اجازتى دى امانة فاجأتنى بحاجات كتير ماكنتش واخد بالى منها
ايمن وهو يقبل أمانة من رأسها : اشوفك لما اصحى بقى احسن مش قادر افتح عينى اكتر من كده
هدى : انت مش هتتغدى معانا
ايمن : مش قادر ياماما ..معلش بقى لما اصحى ، ثم نظر للجميع وبطريقة تمثيلية قال : كل سنة وانتم طيبين ودايما متجمعين على الخير ...اشوفكم بكرة بقى
ثم استدار متجها إلى الداخل ولكنه توقف فى منتصف الطريق ورجع إلى سهر مرة أخرى قائلا : فى نيس السنة اللى فاتت فى رأس السنة بس ماكنتيش لابسة حاجة على شعرك وكنتى عاملة شعرك احمر وفى بار
لينظر نوح بجمود الى سهر التى ارتبكت ولكنها حأولت التظاهر بالعكس وقالت : يمكن اختى ..أصلها شبهى اوى ، ماما أصلها متجوزة وعايشة فى نيس
نوح لسهر بخفوت : بس انتى كنتى فعلا هناك فى رأس السنة
سهر : الحقيقة مش فاكرة
لينظر لها ايمن بنصف عين ولكنه نظر لحاتم مرة أخرى الذى كان يبادله بنظرة ذات مغزى فعاد إلى الاتجاه للداخل مرة أخرى وهو يشير لهم بالتحية بظاهر كف يده
لينهض حاتم هو الآخر وهو يحاول الاستئذان للانصراف ولكن عامر أوقفه قائلا : انت مش متفق مع أسامة انك هتقضى اليوم معانا
حاتم : معلش ياخالى ، حاسس انى انا كمان عاوز انام
هدى : نتغدى سوا وبعدين اعمل اللى انت عاوزه ، ثم إن كلهم عندك مسافرين وماحدش موجود منهم ، هتروح تلاقى البيت فاضى
عامر : خلاص بقى ياحاتم ...اقعد ولما نتغدى اعمل اللى انت عاوزه
ليجلس حاتم مرة أخرى ولكنه فى هذه المرة جلس بجوار نيللى التى كانت تمسك بيدها قلم من الفحم ولوحة متوسطة الحجم وتقوم برسم صورة جماعية تضم الجميع ولكنه لاحظ أنه يكاد يكون الوحيد باللوحة الذى يبدو وجهه واضح الملامح بشدة ، ولاحظ أيضا أن نيللى لم تضع نفسها معهم باللوحة ولكنه وجد بطرف اللوحة شئ يشبه الصندوق الزجاجى المعتم وبداخله شخص ما يراقب الجميع دون أن يلتفت إليه أحد أو يعيره انتباها
وقد شعر حاتم أنها تقصد نفسها بهذا الصندوق المعتم وراح يتذكر نيللى فى طفولتهم فكانت دائما متكومة على نفسها ، لا تشاركهم لعبهم وتجمعاتهم ولهوهم ، بل كانت بطيئة الحركة بسبب بدانتها المفرطة وقتها فكانت فى طفولتها ذات جسد ممتلئ بشدة نتيجة تعاطيها لبعض الأدوية المحتوية على مادة الكورتيزون ، مما كان يسبب لها حرجا دائما فى التعامل مع من يحيطون بها ، ولكنها الآن تتمتع بجسد رشيق فتان جذب انتباهه رغم ارتدائها لملابس محتشمة فضفاضة لكن الهواء عندما حرك ملابسها لفت انتباهه أن تلك الفتاة لا تمت بأى صلة لطفلة الماضى ، ونضجها اثر أيضا على ملامحها فأصبحت جميلة الملامح إن لم تكن فاتنة ، فلم تحتفظ بشئ من ملامحها الا عيناها ، تلك العيون التى تشبه حبة البندق العائمة فى نهر من اللبن الصافى برموش كجيش من الحرس يصطف على جانبى طريق ممهد
حاتم وهو يحمحم و يجلى صوته : ايه الجمال ده ، انا ماكنتش اعرف انك شاطرة كده ، اللوحة تجنن ، ماحدش ابدا يصدق انك رسمتيها فى نص ساعة مش اكتر
نيللى بوجل : شكرا
حاتم : بجد تحفة ، اعملى حسابك أن معاد الانترفيو بتاعك أن شاء الله يوم الاربع اللى جاى الساعة عشرة الصبح انا مش هتنازل ابدا عن موهبتك دى
لتنهض نيللى وهى تلملم ادواتها قائلة : أن شاء الله
حاتم : ايه ده ….انتى خلصتى
نيللى : حطيت الأساس وبكمل مع نفسى براحتى بعد كده
حاتم : ممكن ابقى أشوفها لما تخلصيها
نيللى : ليه
حاتم باستغراب : حابب أشوفها ، بس ياريت لو تحطى نفسك وسطينا ، هتبقى اجمل
لتنظر له نيللى بنظرة احتار فى تفسيرها وقالت قبل أن تتصرف من أمامه : عمرى ماكنت وسطكم
وتركته واتجهت إلى الداخل وغابت مايقرب من العشر دقائق وعادت مرة أخرى للجلوس بجوار أمانة فى صمت
لتأتى الخادمة من الداخل لتخبر هدى بأن الطعام جاهز ، لتدعوهم هدى إلى تناول الغداء بالداخل
وبعد الغداء يتجهوا للجلوس مرة أخرى بالحديقة لتناول المشروبات ليقول أسامة : بكرة أن شاء الله معادنا مع الناس الساعة سبعة ونص
عامر : أن شاء الله ربنا ييسر لكم الأمور ويتمم بخير
أمانة : على فكرة يابابا ..خديجة انسانة محترمة وملتزمة جدا واهلها كمان ناس طيبين جدا
عامر بطيبة : يبقى مش محتاج اسال عنهم
نعمة : دول جيراننا من زمان بصراحة عمرنا ماشفنا منهم غير كل خير ، ربنا يتمم بخير أن شاء الله
هدى : يبقى تنزل النهاردة بالليل أو بكرة الصبح أن شاء الله تختار هدية حلوة كده لعروستك
سهر بفضول : هدية زى ايه يعنى
هدى : يعنى اسورة أو خاتم شيك كده
أسامة : خلاص بالليل أن شاء الله ابقى اشوف كده
لينهض نوح قائلا : الف مبروك يا اسامة ربنا يتمملك بكل خير ، واحنا هنستاذن بقى
هدى وأمانة فى نفس الوقت : لسه بدرى
نعمة : كفاية كده ، انا ماجيبتش العلاج بتاعى معايا ، ولما باخده بنام ، وكمان الولاد ماناموش من امبارح
أمانة وهى تحتضن نعمة : خدى بالك من نفسك
نعمة ضاحكة : وانتى كمان ، هيوحشنى مناكفتك فيا

نوح : متاكده انك مش هتحتاجى العربية
أمانة برضا : لا مش هحتاجها ، واسامة هيجيبنى على خمسة كده عشان الحق اغير هدومى وأجهز
نوح : واعملى حسابك انى هاخدك معايا وانا بجيب عربيتى ، اكيد عارفة معرض كويس
أمانة : أن شاء الله، مبروك مقدما
وبعد وداعهم ، يودعهم حاتم هو الآخر وينصرف بعد الاتفاق مع أسامة على اللقاء مرة أخرى مساءا
وتتفاجئ أمانة بأسامة وهو يحملها ويعدو باتجاه الأعلى وسط ضحكات الجميع ولم يتركها الا أمام غرفتها وهو يقول : احنا عندنا خدمة التوصيل مجانا
أمانة بمرح : كنت فين انت قبل ما اجيب العربية
أسامة : كنت شغال على خط تانى
لتأتى هدى من خلفهم وتفتح باب الغرفة وتدعو أمانة للدخول وهى تقول : يارب الاوضة تعجبك ياامانة ، لو حبيتى تغيرى اى حاجة قولى ياحبيبتى على طول
لتجد أمانة الغرفة غاية فى الأناقة والرقى ولها حمام خاص لتقول : الاوضة جميلة ياماما ، انا متشكرة اوى ، وحاضر لو احتجت اى حاجة هقولك على طول
هدى : طب ياحبيبتى ريحى شوية ، وهصحيكى على صلاة المغرب
أمانة : ماشى
لتتركها امها مغلقة الباب من خلفها ، لتضع أمانة نفسها بفراشها بعد أن خلعت عنها نقابها وذهبت فى سبات عميق
…………..
فى غرفة نوح
كان نوح يبحث بين حاجياته على شئ ما فى صمت تام بينما سهر قد دخلت الفراش وراحت فى نوم عميق ، أما نوح فكان قد وجد ضالته اخيرا فى صورة فوتوغرافية تضم سهر مع امها وشقيقتها التقطت لهم فى آخر زيارة قامت بها سهر لامها وكانت فى رأس السنة ولم يتمكن نوح من الذهاب معها ، حيث كانت ظروف عمله لا تسمح له باخذ اى اجازات ،فذهبت سهر وحدها وامضت مع عائلة امها مايقرب من الاسبوعين
وعندما رفع الصورة أمام عينيه كانت سهر تصبغ شعرها باللون الاحمر النارى بينما شقيقتها والتى تصغرها بخمسة أعوام ولكنها شديدة الشبه بسهر كانت تصبغ شعرها باللون الاسود مع بعض الخصلات الزرقاء
واخذ نوح ينقل نظره بين الصورة وبين سهر ولكنه فى النهاية قام بلصق الصورة على المرآة وذهب هو الآخر إلى النوم
…………………
فى اليوم التالى
ذهب عامر وزوجته وأبنائه بصحبة أمانة إلى خطبة خديجة وتم قراءة الفاتحة والاتفاق على موعد لعقد القران والزفاف بعد ستة أشهر بعد أن رفض والدها لعمل اى احتفالية بالخطوبة وأصر أن يكون احتفالا واحدا بعد ستة أشهر مع وضع محاذير على اى لقاءات قد تضم أسامة وخديجة خارج االعمل أو الإطار العائلى
وكان أسامة شديد السعادة رغم تعنت والد خديجة لكنه وافق مجبرا على تنفيذ أوامره وهو يدعو الله أن تمر تلك الاشهر سريعا
وقد اتفق مع والد عروسه على أن يتم الزواج بشقة كان قد اشتراها أسامة بحى راق بعد أن يتم تجهيزها بالكامل ، ثم إن أراد أسامة أن يعود للعيش مع والداه فليكن له مايريد
وبعد ذلك صعدت أمانة إلى شقتها مع شقيقتها نيللى بعد أن أصرت على أن تأخذها معها للمبيت سويا ، وعاد الباقى إلى منزل عامر
لتحضر لهم نعمة العشاء وتجلس معهم لبعض الوقت ثم تتركهم وتعود إلى شقتها مرة أخرى
لتجد أن نوح وسهر مازالا بغرفتهما بعد أن تشاحنت سهر مع نوح بشدة بسبب إصرارها على الذهاب الى منزل خديجة بصحبة أمانة واسامة ولكن كلامها قوبل بالرفض الشديد من نوح ، فغضبت سهر بشدة ودلفت إلى حجرتها وقام نوح وذهب ورائها واعتقدت نعمة أنه ذهب ليراضيها ولكن الواقع كان شئ اخر
دخل نوح مغلقا الباب خلفه بهدوء وهو يقول : انتى مش عاوزة تبطلى عادتك دى
سهر بامتعاض : عادة ايه دى اللى بتتكلم عنها
نوح : كل ماتتعرفى على حد معاه فلوس تبقى عاوزة تلزقيله بأى شكل
سهر : مش احسن ما أجرى على الفقر بالمشوار ، ثم من جاور السعيد يسعد
نوح : اسمعى ياسهر ، انا مش عاوز ارجع للموال القديم ده ووجع القلب من تانى ،. اعقلى بقى انتى واحدة متجوزة راجل ، مش شورابة خورج
سهر بتهكم : وهو حد داسلك على طرف ، ايه المشكلة يعنى انى عاوزة انبسط شوية
نوح : بلاش تستفزينى يا سهر لو سمحتى ، مش كفاية انى ماحاسبتكيش على دى
قالها وهو يشير إلى صورتها التى قام بالصاقها على المرآة
سهر بتوتر : وهتحاسبنى على صورة ازاى يعنى
نوح : بلاش استهبال ، انتى عارفة كويس اوى انا بتكلم على ايه
سهر ،: انا مش عارفة حاجة
نوح : لما تبقى بعيدة عن جوزك بالاميال ، ويبقى منبه عليكى انك تتعاملى مع الكل بحدود ، تقومى تروحى تصبغى شعرك وتقلعى حجابك وتسهرى فى بار والله اعلم كنتى مع مين كمان
سهر بلجلجة : مش انا ، دى اكيد ريتاج اختى
نوح وهو يقذف بالصورة فى وجهها : اختك شعرها اسود ياسهر ، انتى اللى كان شعرك احمر ..والله اعلم كنتى بتعملى ايه يخلى واحد زى ايمن فاكرك لحد دلوقتى وبالتفصيل ده
ليشحب وجه سهر بشدة وهى تقول : هكون عملت ايه يعنى ….اهى سهرة وعدت وخلاص
نوح بدهشة : يعنى انتى ...مش اختك زى ماكنتى بتقولى
سهر وهى تأخذ وضعية النوم : مش فاكرة وسيبنى بقى عشان هنام
نوح : نامى ياسهر ...نامى ..لما اشوف اخرتها معاكى

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

فى غرفة أمانة ….تستعد أمانة ونيللى للنوم بعد أن أصرت أمانة على أن يناما معا بغرفة واحدة ، وبعد أن اندسا بالفراش قالت أمانة : مش هتحكيلى يا؟ نوللى

نيللى : جديدة نوللى دى، عاوزانى احكيلك ايه بالظبط

أمانة وهى تغمز بعينيها : على اللى جوه القلب

نيللى وهى تتعمد أن لا تنظر بعينيها : ماعنديش حاجة تتحكى

أمانة : لا عندك ...وعندك كتير اوى كمان ، هتحكيلى انتى واللا اعمل تحرياتى الخاصة

نيللى بابتسامة: تحرياتك مرة واحدة

أمانة : ااه تحرياتى، وبعدين مش احنا اتفقنا اننا مش هنخبى حاجة عن بعض ، هترجعى فى اتفاقنا بقى واللا ايه

نيللى بهدوء : عاوزة تعرفى ايه يا أمانة

أمانة وهى تنظر بعينيها : حاتم

نيللى : ماله

أمانة : انا اللى يسأل ، حاساه اتفاجئ بيكى يوم ماشافك فى مكتبى، وحسيتك بتتحاشى تتعاملى معاه ...ليه

لتتنهد نيللى بعمق وتقول بأسى : انا للاسف طفولتى ماكانتش زى باقى الولاد ، كان عندى حساسية شديدة وكان لازم امشى على قرص علاج بالكورتيزون لفترة طويلة ، و ده سببلى زيادة فظيعة فى وزنى واللى كان بيخلى الكل يتتريق عليا ويتنمروا على شكلى ، وكان ممنوع اعمل اى نشاط عشان صدرى مايقفلش ، فمن الآخر كنت لوحدى تماما ، كنت دايما بقوم بدور المشاهد اللى بيتفرج من بعيد ، حتى اخواتى كانوا بيزهقوا لو قعدوا جنبى شوية فكانوا على طول مع اصحابهم، حتى ايمن رغم أنه توأمى

أمانة بحنان : طب وانتى دلوقتى خلصتى القرص بتاع العلاج بتاعك واللا لسه

نيللى : خلصته من خمس سنين ومن ساعتها وانا فى محاولات انى ارجع لوزنى الطبيعى

أمانة بعبث : اكتر من كده ، ده انتى تهبلى

نيللى بابتسامة : تصدقى أن انتى الوحيدة اللى اهتميتى بيا بعد بابا

أمانة : ازاى بقى مش فاهمة

نيللى : لما كنت لسه تعبانة ووزنى زايد كنت بحس أن ماما واخواتى بيتكسفوا يعرفونى على حد عشان ما احرجهمش ، بابا الوحيد اللى كان دايما جنبى وبيسأل عليا باستمرار

أمانة : وليه ماتقوليش أنهم كانوا بيخافوا على مشاعرك من أن اى حد ممكن بجرحك أو يضايقك بأى كلمة أو تعليق

نيللى بشبه ابتسامة : الحقيقة عمرى ماحسبتها كده ، اصلى بصراحة شكلى كان عار

أمانة ضاحكة : واديكى غسلتى عارك باديكى ، بس برضة ماقلتليش ايه حكاية حاتم معاكى

نيللى بخجل : حاتم يبقى البنى ادم الوحيد اللى حبيته فى حياتى ، بس للاسف عمره ماشافنى

أمانة : مش ده اللى شفته
نيللى بانتباه : وايه اللى شفتيه

أمانة : شفت اهتمام وشغف

نيللى باستهزاء : أنهى شغف ده وهو اتفاجئ بيا وماكانش عارفنى اصلا

أمانة : ماهو ده اللى انا أقصده ، انك كنتى مفاجأة بالنسبة له ، حسيت أنه مبهور بيكى

نيللى بسخرية : مبهور مرة واحدة

أمانة : أيوة مرة واحدة ، صدقينى واللى شفته امبارح اكدلى ده

نيللى : وايه بقى اللى شفتيه امبارح

أمانة : شفته مركز معاكى حبتين تلاتة ، حتى وهو بيستاذن عشان يمشى ..كان بيستاذن من بابا لكن عينه كانت عليكى

نيللى بمرح : ده انتى مشغله الرادار من ورا النقاب

أمانة ضاحكة : اومال يابنتى ، سيبينا ناكل عيش

نيللى بخجل : يعنى تفتكرى أنه ممكن يكون مهتم بيا

أمانة : انتى لسه بتحبيه ..مش كده

نيللى وهى تومئ برأسها : أيوة

أمانة : طب ليه بتستخبى منه

نيللى : مش منه لوحده يا أمانة ، الحقيقة أنا لغاية دلوقتى ماعنديش ثقة كفاية فى روحى

أمانة : غريبة ، اومال أسامة كان بيقول انك ذلاهم بحلاوتك وجمالك

نيللى : ده مجرد تهريج بحاول بيه انى انسى حالتى شوية

أمانة بامتعاض : حالة ايه دى اللى تنسيها ، ده انتى ارفع منى وجسمك موز موز موز

نيللى : بجد يا أمانة

أمانة : عاوزانى احلفلك يعنى

نيللى : يعنى ممكن حاتم ينسى شكلى زمان ومايفتكرش غير شكلى دلوقتى بس

أمانة : انتى كنتى مريضة يانيللى ، والحمدلله أن صحتك بقت احسن ، هو ده المهم ، وبعدين افرضى أنه مانسيش شكلك وانتى صغيرة ...تفرق ايه ، وبعدين عاوزة اقوللك على حاجة ..حبى اللى يحبك من جواكى يانيللى مش اللى يحب شكلك

نيللى : بس مانقدرش ننكر أن عيونا بتحب قبل نفوسنا يا أمانة

أمانة : حب العيون ده بيبقى اعجاب وانبهار ، لكن حب النفوس ده هو اللى بيتاصل جوانا ، بس برضة انا حاسة أن حاتم معجب بيكى واوى كمان

نيللى : طب ننام بقى واللا ايه

أمانة وهى تتثائب : انا نمت اصلا ...تصبحى على خير

نيللى بابتسامة : وانتى من أهله حبيبتى

………………….

فى منزل حاتم

يجلس كل من حاتم واسامة وأيمن ويخيم على الاجواء شئ من التوتر

حاتم : أهدى بس يا اسامة بالراحة

أسامة ببعض الغضب : أهدى ايه بس يا حاتم ، يعنى عجبك اللى عمله ، تقدر تقوللى استفاد ايه من الكلمتين الخايبين اللى قالهم

ايمن ببرود : لو على الاستفادة ..فأنا استفادت وكتير اوى كمان

أسامة : وايه بقى اللى استفدناه ياعم ابو العريف

ايمن : انى شبه اتاكدت أن جوزها ملطوخ على قفاه

أسامة : ياسلام على الالفاظ الهاى كلاس ….واتاكدت ازاى يافصيح

ايمن : يابنى انت ماشفتش تعبيرات وشه كانت عاملة ازاى ، ده غير أنها لما حاولت تنكر فى الاول ، قاللها انها فعلا كانت هناك فى الوقت ده بس مش بصوت عالى ، انا اللى سمعته عشان كنت واقف جنبهم

حاتم : برضة يا ايمن ده شئ مايخصناش ومايفرقش معانا ان كان عارف واللا لا ، كل واحد حر فى حياته

ايمن بتنهيدة : يمكن ماتكونوش بتهتموا بكلامى أو رأيى ...أو شايفين انى مش اد المسئولية ، لكن اللى انا لمسته اليومين اللى قعدتهم عند أمانة أن نوح مهم جدا عند أمانة ، وماتنسوش أنه يعتبر كان قريبها الوحيد هو ومامته لحد ما احنا ظهرنا ، يعنى كل أهلها ، فماينفعش يبقى فى شك ولو واحد فى المية أنه بنى ادم مش كويس واسكت

وكمان عشان حسيت أنه مايستاهلش يبقى عايش وهو مخدوع بالشكل ده لازم على الأقل حد يلفت نظره أن مراته مدوراها بالشكل ده ، وماتنكرش ياحاتم أن انت نفسك كنت بتشتكى من أسلوبها وطريقة معاملتها لما جاتلك الشركة اكتر من مرة بحجة العقود بتاعة الشغل

حاتم : تصدق أن دماغك طلعت عالية يا واد يا ايمن ، مع أن اللى يتعامل معاك مايقولش كده خالص

ايمن وهو يمثل الغرور : انا بس مابرضاش اتكلم عن نفسى كتير

…………………….

فى شقة أمانة

تجلس أمانة مع نيللى ونعمة يتحدثون عن ذكرياتهم بين ضحكاتهم ليستمعوا لجرس الباب ، لتنهض أمانة وهى تضع نقابها وتتجه إلى الباب لتجد أن القادم ماهو الا نوح

أمانة : اهلا ..اتفضل

نوح : ازيك يا أمانة اخبارك ايه

أمانة بود : انا الحمدلله تمام ، ادخل ..مراة عمى ونيللى قاعدين جوة فى الليفنج
لياتيهم صوت نعمة من الداخل : تعالى يانوح انا هنا

ليدخل إليهم نوح وهو يحمحم بصوته ويلقى السلام ثم يجلس بجوار أمه وهو يقول بمرح : هو مافيش اللا أمانة واللا ايه ، مش ناوية تسألى عنى شوية

نعمة : وهو انت ناقصك حاجة يابنى

نوح : ناقصنى انتى ياحاجة ، انا بقيت اشوفك صدفة

أمانة : احنا هنقطع على بعض واللا ايه

نوح : ااه وبقولك ايه هو الكحك خلص

أمانة : لا لسه ، عاوز ...اجيبلك

نوح : ياريت لو كحكيتين ، احسن عاوز اكل حاجة حلوة

نيللى ضاحكة : هو انتو ممسكين أمانة التموين واللا ايه ، بتعينوا عندها الحاجة وبعد كده تستلفوها

أمانة : ااه يابنتى طبعا ، وبالذات الكحك ، ده ممتلكات خاصة

قالتها وهى تضع طبق ملئ بحلوى العيد أمام نوح ثم قالت : صحتين وهنا

نوح وهو يتناول الكعك : هتيجى معايا اشوف عربية زى ما اتفقنا

أمانة : حاضر ...شوف عاوز تروح امتى وقولى

نوح : ياريت لو النهاردة ، عاوز اخلص قبل ما انزل الشغل

نيللى : انا اعرف معرض سيارات اسعارهم حلوة واجراءتهم كمان بيخلصوها بسرعة

نوح وهو ينظر لأمانة : ايه رأيك

أمانة : اللى يريحك

نوح بود : انا من الاول رميتلك الكورة فى ملعبك

أمانة : خلاص نعدى على المعرض اللى انا اعرفه الاول نتفرج ونعرف الاسعار والدنيا فيها ايه وبعد كده نروح على اللى نيللى قالت عليه ونقارن وتختار

نوح : امتى

أمانة : زى ماتحب

نوح بتنهيدة : امتى يا أمانة

أمانة بابتسامة فرحة لم تظهر من نقابها : غير هدومك على ما احنا كمان نلبس

نوح : ماشى ياللا

نعمة : هى مراتك فين اومال

نوح : ما اعرفش ، قالت هتروح تزور واحدة صاحبتها

………………………

ذهبت أمانة بصحبة نوح ونيللى فى جولة لمعارض السيارات وتجولوا بين السيارات لمعرفة مميزات كل ماركة وموديل واختلافها عن الأخرى ،وكانت المفاجأة أن المعرض الذى قصدته نيللى هو نفس المعرض الذى كانت اقترحته أمانة منذ البداية

وما أثار دهشة أمانة أن نوح ترك لها اختيار ماركة السيارة وموديلها وكأنها تختار سيارتها الخاصة وكلما اعترضت كان رده : انتى ادرى بطرق البلد فى السواقة منى وعارفة ايه اللى يستحمل وايه لا

لتختار له أمانة سيارة دفع رباعى غالية الثمن قائلة : لو على الاستحمال هى دى اللى هتستحمل وتشيل

لتتفاجئ بنوح يقول لها : وانا مش هنزللك كلمة بس اأخد أنهى لون

أمانة بذهول : ماشاء الله تبارك الله...لو هتاخدها اللون الاحمر يجنن بس الاسود هيبة برضة كده ، بصراحة اللونين احلى من بعض ، خد الاسود

نوح : ماشى يبقى الاسود

ليجلس نوح مع صاحب المعرض لإنهاء جميع الإجراءات والاتفاق على موعد استلامها بعد إنهاء جميع الأوراق اللازمة

وفى أثناء خروجهم يسمع نيللى تقول : هى مش دى سهر واللا انا متهيالى

لينظر نوح إلى الاتجاه الذى تنظر له نيللى ليجد سهر تركب سيارة فارهه مع شاب ما وهى تضع مكياج صارخا وبدون غطاء رأسها

وما أن تلاقت اعين نوح مع سهر حتى سمعوا سهر وهى تصرخ بمن معها قائلة : اطلع بسرعة بسرعة

لتختفى السيارة من أمامهم فى ثوانى وكأنها لم تكن ليتمتم نوح بسبة بذيئة سمعتها أمانة بوضوح ولكنها ادعت عكس ذلك ، كما ادعت أن شيئا لم يكن لتنادى على نوح قائلة : ها يانوح خلصت كل الاجراءات واللا لسه

نوح وهو يحاول أن يتمالك أعصابه : ااه يا أمانة خلصت ياللا بينا

نيللى : طب ممكن توصلونى البيت الأول قبل ما تروحوا

أمانة : ماشى ياللا بينا

نوح وهو يعطى المفاتيح لأمانة ويقول بعدم تركيز : معلش يا أمانة ، وصلى انتى اختك وروحى ...انا ورايا مشوار مهم هخلصة وابقى اروح

لتمسك أمانة نوح من ذراعه وهى تقول بخوف : هتروح فين يانوح

لينظر نوح من فوق كتفه إلى كفها الممسك بذراعه لتشعر بالخجل وتسحب يدها بسرعة ليبتسم لها نوح مطمئنا إياها قائلا : ماتقلقيش عليا

ليظل واقفا بمكانه حتى ذهبت أمانة ونيللى من أمامه ثم قام بإيقاف إحدى سيارات الأجرة وأعطاه عنوان ما وانطلق هو الاخر فى طريقه 
فى عقار ما وأمام إحدى الشقق يقف نوح أمام الباب يرن الجرس بهدوء شديد عندما فتح الباب وجد نوح أمامه طفلة صغيرة لا يتعدى عمرها العشرة أعوام ليبتسم لها نوح سائلا إياها عن أبيها ليأتى من ورائه رجل فى الثلاثينات من عمره وما أن رأى نوح حتى صاح بفرح : نوح ابن الناس الطيبين

ليضحك نوح بسعادة وهو يحيى الرجل بشدة وهو يقول : احمد باشا ابن الناس المريشين

وبعد تبادل السلامات والإحضان يدعوه احمد للدخول

احمد ،: انت جيت امتى ، اوعى تكون فى مصر من بدرى وانا ماعرفش ...ازعل

نوح متبسما : من حوالى عشر ايام

احمد باعتراض وبصوت عالي : برضة كتير ياواطى

نوح بمحاباه : ما انت عارف اليوم فى رمضان بيبقى مافيش خالص ، وادينى اهوه جيتلك برجليا

احمد : واحشنى يا نوح والله ، والدتك عاملة ايه وأمانة

نوح : بخير الحمدلله

احمد : لما عديت على طنط الشهر اللى فات صحتها ماعجبتنيش

نوح : ما انت عارف القلب والضغط كل ساعة فى حال ، بس عموما من يوم ماجيت وهى الحمدلله بخير وربنا يستر ، وانت اخبار غادة ايه

نوح : سايبها بتنيم على ،اكيد هاتيجى تسلم ، كانت لسه من كام يوم بتسألنى عليك

لتأتى غادة أثناء حديثهم وهى تلقى السلام وتحيى نوح بشدة وتهنئته على سلامة الوصول

غادة : وهنفرح بيك امتى بقى ، مش شايف انك عجزت حبتين تلاتة

نوح : الحقيقة أنا جايلكم بخصوص الموضوع ده

احمد : ايه ..اخيرا نويت تتجوز

نوح بأسى : لا ...نويت أطلق

غادة بشهقة عالية : هو انت اتجوزت

ليومئ نوح برأسه فى صمت ليقول احمد : اتجوزت فى ايه وعاوز تطلق فى ايه واتجوزت مين وامتى اصلا الكلام ده

ليتنهد نوح قائلا : كانت تدبيسة سودة من الاول ومش عارف افك منها ازاى

غادة : طول عمرك متسرع يانوح ، احكى طيب ايه اللى حصل

نوح : انتو عارفين طبعا ظروف سفرى وشغلى فى دبى ، كان فى زميلة ليا مسئولة عن إتمام التعاقدات بينا وبين الشركات المنفذة للمشاريع بتاعتنا أو العكس ، وكانت ليها كلمة مسموعة فى الشركة وعلاقاتها كتير ، وكانت مصرية ، لما رجعت دبى بعد الإجازة اللى فاتت من اكتر من تلات سنين ، كان فى شركة هتنفذ مشروع لشركتنا فى قلب اليونان ولما جه وقت التعاقدات الشركة اختارتنى انى اكون من ضمن الفريق اللى هيبقى موجود فى المفاوضات دى بما انى بتقن اللغة اليونانى وسافرت معاها وهناك عرفت أن ابوها منفصل عن أمها ومتجوز واحدة تانية يونانية وعايش فى اليونان وعرفتنى عليه واحنا هناك وعزمونى عندهم فى البيت على العشا ، وبعد ماكلت ماحسيتش بحاجة غير وأبوها بيصحينى وبيتخانق معايا وعاوز يقتلنى وبيقوللى انى انتهكت حرمة بيته وشرف بنته ، ثم نكس نوح رأسه فى خزى قائلا : طبعا مش هتصدقنى لو قلتلك انى كنت غايب عن وعيى غصب عنى ، لكن هى دى الحقيقة ...لانى عرفت بعد كده أن فى أكلة معينة بيعملوها هناك بالخمرة، هم طبعا متعودين عليها فلما بياكلوها مابيحصللهومش حاجة عادى ، لكن انا لأن عمرى فى حياتى ماشربت حصل اللى حصل
احمد باستهزاء : وبعدين

نوح : اتجوزتها

غادة : طب وهى يانوح

نوح : مالها

غادة : يعنى ، هى كمان كانت زيك مش فى وعيها واللا ….

نوح بخجل : ماعرفش

احمد : يعنى ايه ماتعرفش

نوح : وقتها فكرت أنها هى كمان حصللها زى اللى حصللى لكن بعد ما اتجوزنا اتفاجئت أنها بتشرب وأنها كمان مابتسكرش بسهولة

احمد باستغراب : افندم ، واكتشفت ده ازاى بقى ، كنت بتسمحلها تشرب عادى كده

غادة : اصبر بس يا احمد ، لما نشوف اتجوزها ازاى الاول

نوح بتنهيدة شديدة : ابوها لما دخل علينا الصبح ولقانا فى وضع مش تمام هددنى انى لو ماتجوزتهاش هيعمللى فضيحة فى كل حتة ، كتبنا الكتاب فى القنصلية بعد ما مضانى على شيك بمتين الف دولار كمؤخر صداق يطالبنى بيه لو طلقتها أو زعلتها ..كده يعنى

احمد : وهى فين دلوقتى

نوح: هنا فى مصر

غادة : اسمحلى أسألك ...حياتكم عاملة ازاى

نوح : احنا متجوزين من تلات سنين ، اول شهر لجوازنا كنا زى اى اتنين متجوزين، واعتبرت اللى حصل غلطة غير مقصودة مننا احنا الاتنين وان النصيب جمعنا مع بعض بالشكل ده ، لكن

احمد وهو يحثه على الحديث : لكن ...ايه اللى حصل خلاك تغير رأيك

نوح : ابتديت ألاحظ حاجات ماكنتش واخد بالى منها فى الاول ، رفضها التام للخلفة بحجج مش مفهومة ، جرأتها فى التعامل مع الرجالة ، عدم وضعها لاى حد ما بينها ومابين زمايلنا فى التعامل ، رغم خناقاتى معاها باستمرار بسبب المواضيع دى ، لكن كانت دايما تقولى أن دى طبيعة شغلها وانها اتعودت على كده و و و

احمد : وفى الاخر

نوح : بقينا متجوزين اسما بس ، قدام الناس ، لكن فعلا اغراب وفى الاخر حياتنا بقت عبارة عن كتلة مشاكل طول ماحنا موجودين سوا ، ماكنتش بشم نفسى شوية غير لما بتسافر فى مأمورية ، بس حسيت انى اتخنقت فقررت أنى انزل مصر نهائى وطبعا هى حفاظا على ماء الوجه جت معايا

غادة : طب وايه اللى جد وخلاك عاوز تطلقها

نوح : من فترة وانا بحاول انى اقومها وأصلح منها مافيش فايدة حتى فرض ربنا لو طاوعتنى وعملته بتبقى اكنها بتعملى خدمة ، لكن كمان تصرفاتها فى الفترة الأخيرة خلتنى اشك فى سلوكها لكن مش عارف امسك عليها حاجة لغاية ما حصل اللى حصل النهاردة

احمد : وايه اللى حصل النهاردة

ليقص عليهم نوح ما رآه أمام معرض السيارات وايضا تلميحات ايمن عن ما رآه فى نيس

غادة : وانت تعرف مين اللى كان معاها ده

نوح : للاسف أيوة

احمد : مين هو

نوح : ابن صاحب الشركة اللى بنشتغل فيها انا وهى

غادة: وطبعا انت خايف تطلقها يقوم ابوها يأذيك بالشيك اللى معاه

نوح : بالظبط كده

غادة : يبقى ماقدمناش غير حل واحد ، لكن للاسف حل قذر

احمد : تقصدى المساومة طبعا

غادة : عندك غيره

احمد : للاسف مافيش

نوح : ماتفهمونى تقصدوا ايه

احمد : هفهمك


………………………

فى شقة نوح

ما أن دلف نوح إلى الداخل حتى وجد نعمة وأمانة تجلسان فى صمت ، وما أن ولج إلى الداخل الا وهبت أمانة من مكانها قائلة : كنت فين كل ده ...اتأخرت اوى

نوح بهدوء شديد وكأن شيئا لم يكن : عديت على احمد وغادة سلمت عليهم وقعدت معاهم شوية ، وبيسلموا عليكم جدا ، ثم بحث بعينيه عن أى أثر لسهر وعندما لم يجد لها أى أثر سأل أمه : هى سهر لسه مارجعتش واللا ايه

لياتيه صوت سهر بارتباك وهى تتصنع اللامبالاة والهدوء : انا هنا من بدرى ياحبيبى اتأخرت كده ليه وتليفونك كان خارج نطاق التغطيه

نوح ببرود وهو يخرج هاتفه من جيب بنطاله : الظاهر أنه فصل شحن ومااخدتش بالى ، كنت لسه بحكيلهم انى عديت على احمد صاحبى ومراته وقعدنا مع بعض شوية ، ابقى اعملى حسابك على يوم نبقى نعزمهم وتتعرفى عليهم ، دول أصحاب عمرى
لتتنفس سهر الصعداء على اعتقاد أنه لم يراها أو لم يعرفها

نعمة : وغادة عاملة ايه دلوقتى ، وحشتنى والله ، لما احمد جالى اخر مرة كان من غيرها

نوح وهو يتصنع اللا مبالاة ،: اكيد العيال شاغلينها بقى مانتى عارفة

نعمة : عقبال ما أشيل ولادك انت وأمانة يارب

ليرفع نوح عينيه إلى أمانة التى كانت فى حالة صمت شديد وتكاد تكون مصدومة من رد فعل نوح على ما رأوا ، ولكنه نظر لها واغمض عينيه بعبوس شديد ثم نهض متجها إلى غرفته وهو يقول : انا هنام بقى ، بكرة أن شاء الله اول يوم شغل وعاوز ابقى فايق ، تصبحوا على خير

ليرد عليه الجميع : وانت من أهله

ثم لحقت به سهر وهى تتقدم خطوة وتؤخر الاخرى

أمانة : انا كمان هروح انام ، تصبحوا على خير

نعمة : وانتى من أهله ياحبيبتى

ولكن قبل أن تخرج أمانة تسمع صوت نوح يناديها وهو يقول : أمانة

وعندما التفتت إليه فى صمت قال : هننزل الصبح سوا ان شاء الله...استنينى

لتومئ أمانة برأسها ثم استدارت مرة أخرى باتجاه الخروج وهى تتمتم : أن شاء الله..تصبح على خير يا ابن عمى

ليعض نوح على نواجزه غيظا ، فهى مازالت تناديه بغير اسمه ، رغم ما قدمه لها من اعتذار

…………………….

فى غرفة نوح

دخل نوح إلى الغرفة مغلقا الباب وراءه فى هدوء وقام بتغيير ملابسه وصعد إلى الفراش وهو يقول : هتنزلى بكرة واللا هتريحى تانى

سهر وقد عادت لها الثقة بنفسها مرة أخرى : هنزل ، عاوزة اشوف الدنيا هتبقى عاملة ازاى وإذا كنت هستريح هنا واللا هرجع دبى

نوح : شوفى وجربى والناس هنا لذاذ برضة فى التعامل ، هتنبسطى ماتقلقيش

سهر : هو الاصطف اللى اتعاملت معاه قبل ما تسافر زى ماهو مااتغيرش

نوح : يعنى ..معظمهم ، وفى اتنين جداد لسه ما اعرفهمش ،بس انتى عارفة انى مايفرقش معايا

سهر : طبعا ياحبيبى ، انت هتقوللى

نوح : ده انا حتى بفكر اسيب الشركة واشتغل مع حاتم

لتعتدل سهر وهى تقول : بس انت منصبك مابقاش شوية عشان تضحى بيه

نوح : بقوللك لسه بفكر ، زى ما بفكر افتح مكتب لنفسى

سهر وعينيها تلمع بطمع : يااه يانوح لو تقدر ، بس امكانياتك لسه شوية عليها

نوح وهو يعطيها ظهره : ماحدش ابتدى كبير

لتعتدل سهر فى رقدتها وهى تتخيل حالها مثل عائلة أمانة و تمتلك الكثير من الأموال

……………….

صباحا فى شقة نعمة

يخرج نوح من غرفته وهو مرتديا ملابسه ويتجه إلى نعمة ويقبل رأسها قائلا : صباح الخير ياماما

نعمة بابتسامة : صباح الرضا ياحبيبى ، ربنا يصلح لك الحال وييسر لك كل خير باذن الله

ياللا الفطار جاهز اهوه ، افطر كويس

نوح بابتسامة : تسلم ايدك يانعمة و ااه والنبى ياماما ادعيلى على اد ماتقدرى

نعمة : دعيالك يابنى بالخير كله ، ربنا يجعل دعايا ليك من حظك ومن نصيبك

نوح : يارب ، اومال أمانة فين

نعمة: قالتلى هتشرب قهوتها وهتيجى على طول

نوح : وماشربتهاش هنا ليه

نعمة : عشان تبقى براحتها يابنى عشان النقاب

ليشرد نوح وهو يتذكر تقاسيم وجه أمانة عندما رآها وفتن بجمالها لكنه تنبه على صوت سهر وهى تقول : انا هروح البنك الاول وبعدين هاجى على الشركة

نوح مدعيا الاهتمام: محتاجة فلوس

سهر : اكيد طبعا ، بس محتاجة اعمل تحويل وافتح حساب هنا واطلع فيزا وشوية حاجات كده ، هخلص وآجى على الشركة

نوح : تمام ، وانا هستلم العربية بعد الضهر أن شاء الله

سهر ونعمة : مبروك

لتقول أمانة التى دلفت من الباب الذى تركته لها نعمة مفتوحا : صباح الخير ...انا جاهزة

لينهض نوح قائلا : ياللا بينا ، سهر مش فى طريقنا

……………….

فى سيارة أمانة ، كانت تجلس خلف المقود وهى تتولى القيادة فى صمت شديد ليقطعه نوح قائلا بتحفز : انا مش عاوزك انتى أو نيللى تجيبوا سيرة اللى شفتوه امبارح قدام اى مخلوق ...وخصوصا سهر

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

تدخل نيللى إلى أحد المكاتب عرفت نفسها للموظفة المسئولة : صباح الخير ، انا نيللى عامر وعندى انترفيو النهاردة

الموظفة بابتسامة : اهلا يا آنسة نيللى ، اتفضلى استريحى

لترفع الموظفة سماعة الهاتف وتتصل برقم ما قائلة بإيجاز شديد : وصلت يافندم ، تمام

وبعد خمس دقائق يدخل حاتم إلى المكتب قائلا : صباح الخير

نيللى : صباح الخير

حاتم وهو يشير لنيللى بيده علامة على أن تتبعه : اتفضلى معايا

لتسير نيللى وراءه لتجده خرج من المكتب واتجه إلى المصعد وعندما فتح المصعد بابه أشار لها بالدخول وعندما لم تستجيب له قال : ياللا يانيللى ادخلى

نيللى بفضول : على فين

حاتم : على المكان اللى هنعمل فيه الانترفيو

نيللى : طب مانا جيت على المكتب الفنى زى مابلغتنى

حاتم : بس الانترفيو مش هنا ، هنقعد نرغى كده كتير ونضيع وقت

لتنظر له نيللى بحيرة ثم تتنهد وتدخل إلى المصعد ليدخل حاتم بعدها ليضغط على مفتاح الدور الأخير وعندما وصل المصعد وفتح لها الباب ودعاها للخروج وجدت نفسها فى ممر فخم للغاية يحتوى على صالة فسيحة بها بعض اطقم الصالونات الفخمة وغرفة زجاجية تجلس بها سيدة وقورة يبدو أنها مديرة مكتب حاتم ، وباب ضخم يبدو أنه لقاعة اجتماعات ثم باب واحد اخر فى الجهه المقابلة ويبدو أنه مكتب حاتم الخاص ، ووجدت حاتم قد اتجه إلى هذا الباب وكان كما توقعت مكتبه الخاص ودعاها للدخول فدخلت وهى مترددة بعض الشئ ولكن حاتم قال بمرح : انا مش فاهم انتى متنشنة كده ليه ، هو انا هاكلك ، ولو حبيت أكلك ، تفتكرى هاكلك كده قدام الناس دى كلها ، اقعدى يانيللى اقعدى ، والله حرام عليكى أن دى تبقى اول مرة تدخلى فيها مكتبى

لتنظر له نيللى وهى لا تعلم ماذا تقول ففضلت الصمت حتى تعلم ما ستأتى به الأحداث

حاتم : ها ...تشربى ايه بقى

نيللى بخجل : ولا حاجة. .. هو الانترفيو هيبتدى امتى

حاتم بابتسامة : ماهو ابتدى

نيللى باستغراب : ازاى يعنى مش فاهمة

حاتم : ممكن اسالك سؤال

نيللى : متهيألى انا هنا عشان حد يسألنى

حاتم : لا .. مش ده قصدى ، انا عاوز أسألك سؤال يخصنى انا مش الشغل

لتتوهج وجنتى نيللى وتقول بخجل : اتفضل

حاتم ببعض المرح : هو انتى احلويتى كده امتى وازاى وكنتى مخبية نفسك عننا ليه

نيللى وقد بدأ على وجهها التوتر : ااايه اللى انت بتقوله ده

حاتم : اوعى تزعلى أو تضايقى من كلامى ، بس انا عاوز اعرف انتى ليه بتتعمدى تهربى من قدامى كل مابحاول اتكلم معاكى وليه بتتجنبينى ، هو انا صدر منى حاجة ضايقتك

نيللى وهى تنهض من مكانها وتقول ببعض الغضب : من فضلك انا جاية هنا عشان الانترفيو ،مش عشان اسمع كلام زى ده

حاتم وهو يستدير حول المكتب حتى وقف أمامها : مالك ، انا اه قلتلك انى هخلى حد تانى يعملك الانترفيو ، بس انتى مش محتاجة انترفيو ، اولا انا عجبنى جدا اللوحة اللى رسمتيها فى الجنينة ، وكمان لما شفت الملحق بتاع الفيلا وعرفت أن انتى اللى مصممة الديكور بتاعه عجبنى جدا ، يعنى خلاص مش محتاج اى كلام تانى ممكن يتقال

لكن انا دلوقتى عاوز اعرف انتى زعلانة منى فى ايه

نيللى وهى تتعمد الهروب من عينيه : انا مش زعلانة منك ، مين اللى قاللك الكلام ده

حاتم : تصرفاتك

نيللى بجدية شديدة : انا مش شايفة أن حصل بينا حاجة تستدعى أن يتعلق عليها بالحلو أو بالوحش
حاتم وهو يقف أمامها : لما تبقى بنت خالى وكمان هتبقى زميلتى فى الشغل وبتتعمدى انك ماتبصليش وانا بتكلم معاكى ...ده تسميه ايه

نيللى بشئ من الحدة وهى تعطيه ظهرها : وانت كنت شفتنى بتكلم مع مين بأسلوب تانى غير كده عشان تفكر انى بعاملك انت بس بالشكل ده

حاتم : يعنى ايه

نيللى بسخرية : يعنى مش المفروض أن كل ما اتكلم مع حد أقف اسبل له

حاتم بحدة : تسبلي …. ايه الهبل ده

لتنتفض نيللى شاهقة خوفا من نبرة صوته العالية ، لتجده يكمل كلامه بحزم وبعملية شديدة : انا مابسمحش لأى موظفة عندى أنها تتعامل بالاسلوب ده مع اى حد ، فأكيد مش هيكون ده الاسلوب اللى حابب انك تتعاملى بيه

ليلتف حول مكتبه مرة أخرى ويجلس على كرسيه ويمد يده لها بملف يحتوى على بعض الأوراق قائلا : الملف ده فى أوراق تعيينك فى الشركة فلو سمحتى تقعدى تراجعيها وتمضيها

نيللى بعناد : مش لما اقراها الاول ، مش يمكن ماتناسبنيش ويكون نظام الشركة التانية مناسب ليا اكتر

حاتم بتحدى ،: الانترفيو بتاع الشركة التانية اتلغى ، انا لغيته ، لاننا ….

نيللى بغضب : مين ادالك الحق انك تقرر عنى

حاتم بنفاذ صبر : انا قررت عن الشركة التانية..مش عنك

نيللى بعدم فهم : يعنى ايه بقى ..مش فاهمة

حاتم ،: يعنى شركتنا والشركة التانية يعتبروا فى وضع شراكة فى الفترة الحالية ، حسب مهام كل شركة ،فى المشروع الحالى شركتنا هى اللى مسئولة عن القسم التنفيذى من الداخل ، يعنى احنا اللى هنبقى مسئولين عن الديكورات واللى هى تخصصك ، يعنى معانا احنا ...فهمتى

نيللى وقد خفت حدة غضبها : بس كان المفروض حد يبلغنى بالكلام ده

حاتم بجمود : وادينى بلغتك

لتجلس نيللى وهى تتناول الملف لتبدأ فى قراءته بتمعن شديد تحت مراقبة حاتم لها بشغف لم يعتاده من قبل سوى مع أمانة ، ولكن شغفه بأمانة كان لسبب آخر تماما وهو التزامها الشديد وأخلاقها العالية ، أما نيللى فكان شغفا من نوع اخر ، فكان يراقب ملامح وجهها التى كانت تتغير مع انفعالاتها كان كلما تجول بين ملامحها يستريح بعينيه عند زاوية شفتيها والتى كانت تنقبض وتنبسط عشرات المرات فى الدقيقة الواحدة بشكل لطيف يدعو للابتسام، وتجعل من يراها يظن أنها تأكل شفتيها على مهل ، ليجد نفسه يصيح بها دون شعور قائلا : بطلى الحركة دى

لترفع نيللى رأسها باستغراب وهى تقول : حركة ايه دى اللى أبطلها

ليقول حاتم ببعض الحرج : بطلى تاكلى فى شفايفك طول مانتى قاعدة

لتضع نيللى يدها على شفتيها تتلمسهم قائلة : انا باكل شفايفى

حاتم بمزاح : ده انتى خلصتيهم وانتى مش واحدة بالك

نيللى بامتعاض : فى بند هنا مش عاجبني

حاتم : بند ايه ده

نيللى وهى تشير على إحدى بنود العقد : البند الخامس اللى بيحددلى سنة قبل ما اقدر اقدم استقالتى

حاتم بدهشة : وانتى ناوية تستقيلى

نيللى : مش يمكن ما استريحش

حاتم : البند ده عشان الناس تحس ان فى التزام ، لكن انتى صاحبة مكان ، يعنى ممكن تشتغلى من غير عقد اصلا ، لكن انتى اللى حابة تتعاملى زى الغريب

نيللى وهى تسحب قلم وتوقع على العقد : انا حابة كده ، مابحبش الواسطة ولا المحاباة

حاتم : مبروك علينا وجودك معانا واتمنى انك تلاقى نفسك معانا ، ولو لاقدر الله واجهتك اى مشكلة تقوليلى على طول

نيللى : شكرا ، انا دلوقتى هيبقى مكتبى أو المكان اللى هشتغل فيه فين ومين اللى هيسلمنى شغلى

حاتم وهو ينهض من مكانه : تعالى معايا انا هوصلك بنفسى ..اتفضلى

……………………..

فى مكتب أمانة

تجلس أمانة وهى تراجع بعض الرسومات لتسمع طرقا على الباب وتجد نوح أمامها

نوح : السلام عليكم

أمانة بدهشة : وعليكم السلام ، فى حاجة واللا ايه
نوح : ابدا ...بس صدر قرار أن الإدارة الهندسية عندنا وعندكم هينضموا فى الشغل لغاية القرية ماتخلص وتتسلم، والباشمهندس حاتم قرر انى ابقى موجود معاكى فى مكتبك لو ماتتضايقيش

أمانة بارتباك : لا ..وهتضايق ليه ده شئ انا متعودة عليه فى المشاريع اللى بيبقى فيه دمج من شركات تانية

كانت أمانة تتحدث ونوح يقف أمام إحدى تصاميمها وهو يدرسه بعينيه ليقول بحنان : كبرتى يا أمانة ، عمرى ماكنت اتصور ان انا وانتى نشتغل فى مكتب واحد

ظنت أمانة أنه يستهزئ بها لتقول بألم : لو حاسس ان ده هيقلل منك ممكن اطلب منهم يجهزولك مكتب تانى

نظر لها نوح بامتعاض قائلا : حسن الظن من حسن الفطن على فكرة ، بعدين المفروض انى ضيف عندك ، فين حسن الضيافة

أمانة بحرج : تشرب ايه

نوح بمزاح : مش عاوز منك حاجة ياختى ، هطلب لروحى اللى انا عاوزه

أمانة : عموما نورت ياباشمهندس واتمنى تنبسط معانا ويبقى تعاون مثمر أن شاء الله

نوح : أن شاء الله .. انا مبدأيا عاوز اتعرف على طقم المهندسين وعن كل جزئية فى الشغل مسئولية مين

أمانة : تمام ، بس لو سمحت ، انا فى الشغل المهندسة أمانة وانت المهندس نووووح

نوح : تعرفى أن دى اول مرة تطلعيه على لسانك

أمانة باستغراب : هو ايه ده

نوح : أسمى ، رغم انى اعتذرتلك وطلبت منك ننسى كل اللى فات ، بس انتى لسه مصممة تندهينى بصفتى مش باسمى

أمانة: معلش ، هو بس بيبقى فى حاجات مابتتنسيش بسهولة

نوح بفضول : ايه اكتر حاجة زعلتك منى يا أمانة ، اللى عملته زمان ...واللا اللى عملته اول امبارح

أمانة وهى تدعى الجهل : وانت عملت ايه اول امبارح

نوح : عملت اهبل

أمانة بصدمة : نعم

نوح : اوعى تفكرى انها سهله انى اعمل روحى ماشفتش مراتى بالمنظر اللى شفناه ، بس صدقينى عندى سبب ، وسبب قوى كمان ، بس أن شاء الله قريب قوى الغمة دى تنزاح

أمانة : انا مش فاهمة اى حاجة

نوح : كل اللى اقدر اقوله لك انى حاليا متكتف ، لكن اول ما الاقى حل للتكتيفة دى ، هتصرف التصرف اللى يليق بيا صدقينى

لتنظر له أمانة وهى تحاول استيعاب مايدور بذهنه وعندما تشعر بفشلها تومئ برأسها قائلة : ربنا ييسر لك كل خير

…………………..

يدخل نوح إلى شقته ليلقى السلام على امه ويقبل رأسها ثم يميل على سهر ليقبل وجنتها لتشعر سهر بالدهشة فهو يتعامل معها كالاغراب منذ مايقرب العام ونصف وعندما نظرت إليه وجدته يقول : اعملوا حسابكم أن احمد وغادة هيتعشوا معانا بكرة أن شاء الله

عاوزك تتعرفى على غادة وتصاحبيها يا سهر ، هى واحمد يعتبروا أصحابى الوحيدين ، ماليش صحاب غيرهم

احنا اصحاب من ايام الجامعة ، انا كنت فى هندسة وأحمد وغادة فى حقوق

سهر باستغراب : اومال اتلميتوا على بعض ازاى

نوح : خناقة فى الجامعة ، ولد كان بيعاكس غادة بكلام مايصحش وانا معدى من جنبهم بالصدفة ، فاتخانقت مع الولد وضربنا بعض وايدى انكسرت فيها

ومن هنا اتعرفت عليهم ، احمد يبقى ابن خالة غادة وكان خطيبها كمان وقتها ، سألوا على عنوانى وجم زارونى وماسيبناش بعض من وقتها

نعمة : طول عمرهم ولاد حلال ، وماسابونيش طول سفرك ، كانوا دايما بيسالوا عليا انا وأمانة

نوح وهو يتجه لغرفته : وابقى قولى لأمانة يا ماما عشان تبقى موجودة

سهر بامتعاض : وهى أمانة تبقى موجودة مع صحابك بمناسبة ايه

نوح : عاوزين يعرضوا عليها مشروع كبير اوى عاوزين يعملوه

سهر بفضول : مشروع ايه ده واشمعنى يعنى أمانة ، ليه مش انت

نوح : احكيلك كل حاجة بعدين …

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

فى غرفة نوح

سهر : ها ...سامعاك ، ايه بقى حكاية المشروع اللى بتقول عليه ده

نوح بعدم اهتمام : ابدا ..احمد وغادة كان ليهم خال غنى جدا وماكانش عنده ولاد ، ولما مات ورثوه ، وكان من ضمن نصيبهم فى الميراث حتة ارض مساحتها كبيرة جدا فى الساحل ، وعاوزين يعملوها قرية سياحية

سهر وعينيها بريق الطمع : واشمعنى أمانة يعنى اللى عاوزينها

نوح : هم قالوا عاوزين شركة مقاولات تتبنى المشروع ويشاركوهم احمد وغادة بالارض

والشركة بالتكاليف ، فرشحتلهم شركة عبد الراضى

سهر : وليه مش شركتنا

نوح : لان شركة عبد الراضى معروفة بالمشاريع اللى زى دى ، وكمان مش طماعين اوى فى شروطهم زى عندنا

سهر بامتعاض : وعاوزين أمانة ليه

نوح : عشان هى اللى هتعرفهم طبعا على حاتم عبد الراضى

سهر بخبث : ااه طبعا ، ماهى حبيبة القلب

نوح بغضب : سهر ...ألزمى حدودك

سهر ببرود : أنهى حدود دى ، ماهى مامتك اللى قالت قدامنا أنه هيموت عليها وهى اللى مش معبراه

نوح وهو يعطيها ظهره وبعض على نواجزه : برضة مايخصكيش ، انا كل اللى عاوزه منك انك تقابليهم كويس وترحبى بيهم

……………………

فى اليوم التالى يفتح نوح الباب وهو يستقبل احمد وغادة بترحاب شديد

نوح : اهلا يا ابو حميد نورتنى ياحبيبى ، اهلا ياغادة نورتى ...الله ! اومال فين الولاد

غادة : ياعم الله يباركلك ...ولاد ايه ، انا النهاردة إجازة

احمد بضحك : ماصدقت خالتى قالتها ..ماتسيبى معايا الولاد على ماترجعوا ...راحت جارية وسيباهم لها

غادة بمرح : المصالح بتتصالح يا أخ

نوح ضاحكا : لأ واضح أن شغل المحاكم جايب نتيجة هايلة

احمد وغادة فى نفس الوقت : اومااال ...طبعا

لتأتى نعمة ضاحكة وهى تفتح ذراعيها لغادة قائلة : بقى كدة يابت ياغادة ...شهرين ماشوفكيش

لتبادلها غادة الاحضان بصدق وهى تقول : الا إذا كان انا ذات نفسى ماشفتنيش من ييجى سنة

نوح : ده اللى هو ازاى بقى

غادة : يعنى وحياتك ساعات بيعدى بالاسبوع من غير ماببص فى المراية ، حتى شعرى بسرحه غيابيا

احمد ضاحكا : ده أن سرحته اصلا

غادة : انى اعترض ، انا بسرحه كل يوم

احمد : انتى تحت القسم على فكرة

لتزوى غادة شفتيها وهى تقول بامتعاض : بسرحه بايدى مش بالفرشة….استريحت
احمد بانتصار : جداااا

لياتيهم صوت أمانة وهى تقول : هو انتو ناصبين المحكمة لبعض كده على طول

لتنهض غادة لتحتضن أمانة بحب واشتياق قائلة : وحشتينى يا أمانة ، عاملة ايه ياقمر

أمانة : الحمدلله فى نعمة ، ازيك يا استاذ احمد

احمد : الحمدلله يا أمانة ، انتى ايه اخبارك

أمانة : الحمدلله تمام

لتدخل عليهم سهر وهى فى كامل زينتها قائلة : مساء الخير

ليلتفت الجميع ناحيتها وهم يتفحصونها بأعينهم ليقوم نوح بتعريفهم إلى بعضهم البعض

سهر بابتسامة : نوح كلمنى كتير عنكم وقاللى انكم أصدقائه الوحيدين

احمد : ربنا يديم المعروف

غادة : وانتى ياسهر، مبسوطة فى مصر واللا لسه ما اتأقلمتيش

سهر ببعض التكبر : الحقيقة العيشة هناك غير ، فى فرق كبير اكيد

غادة : يعنى افهم من كده انك مش مبسوطة هنا

سهر : مش هخبى عليكى ، انا اتعودت على الرفاهية اللى هناك

احمد : بس برضة ، مصر حلوة بأهلها ، واحلوت اكتر لما نورتينا

لتنظر له سهر ببعض الدلال لتقول : ميرسى على ذوقك ..واضح انك جنتل مان بصحيح

احمد : انا راجل صريح ، ثم قال بمرح : والحلو اقوله ياحلو فى عيونه

ليتبادل الجميع الضحكات ليقول نوح : واضح أن شغل المحاكم علمك البكش

احمد : لا مااسمحلكش ، انا راجل حقانى اقول الحق ولو على رقبتى

نوح : طب ياحقانى قول لى نويت على ايه

غادة : ما انت لو تسمع الكلام يانوح ، مانتحوجش لحد ، أو على الأقل جزء مش لازم الكل

سهر : انا مش فاهمة حاجة

غادة : طب احضرينا انتى ياسهر واحكمى بيننا

سهر : قولى

غادة : الأرض بتاعتنا اتقدرت بملايين وعشان يتعمل عليها القرية السياحية اللى بنحلم بيها برضة محتاجة ملايين ،عشان لما تبتدى تشتغل برضة تجيبلنا ملايين ، بقول لنوح يدخل شريك معانا ولو بجزء صغير واحنا كلنا عارفين المشاريع دى بتكسب اد ايه وتبقى حاجة للزمن ملكه وبتاعته لانه هيبقى شريك فيها ، لكن هو بقى مش مقتنع ، حتى بقوله لو يتبنى جزء من الأرض يعمل عليها النادى الصحى اللى طول عمره كان بيحلم بيه ، وشوفى انتى بقى السياح بيحبوا الحاجات دى اد ايه

سهر وقد التمعت عيناها ببريق الطمع : وليه لا يانوح ، غادة بتتكلم كلام معقول جدا ، هو احنا هتفضل طول عمرنا بنشتغل ، اكيد هيبجى وقت هنحب أننا نستريح ونعيش وبس

ليتبادل نوح النظرات مع احمد وغادة

ولكنهم يسمعوا نداء أمانة تدعوهم لتناول العشاء فينهضوا ويتجهوا جميعا إلى مائدة الطعام فتقول غادة : أما أكلك وحشنى بشكل يا أمانة

سهر : بس ماما اللى عاملة الاكل مش أمانة

نعمة : وهو انا يابنتى بقيت اقدر اعمل حاجة ، دى أمانة ياحبيبتى اللى جهزت كل حاجة من امبارح وانا يادوب سويت الاكل النهاردة

احمد : تعبناكم والله ، تسلم ايدك ياطنط وانتى كمان يا أمانة تسلم ايديكى

أمانة : تسلموا .. والله انتو نورتونا وكنتم واحشنى جدا

احمد : انتى اللى قافشة على الدنيا وواخدة فى وشك على طول ، يابنتى بالراحة على نفسك شوية

أمانة : ليه بتقول كده

احمد : الدنيا مش كلها شغل يا أمانة ،عيشى شوية

أمانة : انا الحمدلله عايشة ومبسوطة

غادة : بقولك ايه يا احمد ماتلعبليش فى دماغ البنية الله يكرمك ، أمانة طول عمرها ملتزمة ومحترمة

نوح ضاحكا : اوبااااا ، الكلام ده كبير

غادة بسخرية : اصل صاحبك بقى من أنصار حرية المرأة

أمانة باستنكار : طب وايه دخل حرية المرأة بأنى مش عايشة من وجهة نظره


غادة : لا ياحبيبتى ، حرية المرأة بالنسبة له غير

أمانة : ازاى يعنى

لتنظر غادة لأحمد وهى تقول بامتعاض : يعنى الحرية من وجهة نظره فى المظهر والاجتماعيات والسكريات وكل الحاجات والمحتاجات

نوح ببعض الذهول : اكيد مش اللى فهمته

غادة : لا هو بالظبط اللى فهمته ، اوعى تشك فى قدراتك

احمد ببساطة : الحرية ياتبقى كاملة يا تبقى ماسمهاش حرية

أمانة : بس لو اللى فهمته مظبوط يا استاذ احمد فأحب اقوللك أن فى فرق كبير بين الحرية والانحلال

غادة بصوت عالى : قولي له

سهر : بس انا رأيى من رأى احمد ...الحرية مابتتجزأش
احمد بانتصار : اخيراااا ، اخيرا لقيت حد يشاركنى رأيى

نوح : اتلهى، دى اراء تودى جهنم

احمد : ليه يعنى ، كل واحد عارف كويس اوى الحلال من الحرام والصح من الغلط ، وهو حر يختار طريقه بمعرفته ، وماحدش شريكه

سهر وهى تنظر لأحمد بتفحص : واضح انك اوبن مايند على حق

احمد بمرح وهو يغمز بجانب عينيه لسهر: ماحدش واخد منها حاجة

سهر بخبث : وياترى القرية لما تعملوها هتبقى تمويل الشريك بالكامل واللا انتو برضة هتشاركوا بجزء

غادة : ارض الساحل عاوزين الشريك هو اللى يتكفل بيها ، لكن ارض الفيوم احنا اللى هنقوم بيها

نوح : وايه ارض الفيوم دى كمان ، ماجبتوليش سيرتها

احمد وهو ينظر لسهر وكأنه يأكلها بعينيه : دى تهبل يانوح

نوح : تهبل ازاى يعنى

احمد بانتباه : اقصد موقعها يعنى حلو جدا على البحيرة ، بس دى نأوى اعملها مجمع سكنى زى الكمبوند كده

نوح : بس دى تتكلف ملايين هى كمان

غادة : احنا مستنيين بس الفلوس اللى برة على ماتتحول وهنبتدى على طول أن شاء الله

نوح : فلوس ايه

غادة : مانت عارف خالو الله يرحمه عاش ومات فى كندا ، كان ينزل مصر يتحمس أنه هيفضل ويشترى أراضى هنا وهناك وبعد كده يرجع تانى ومايعملش ولا مشروع

بس اخر مرة كان هنا كان نأوى يبيع المزرعة بتاعته اللى هناك وييجى هنا نهائى ، بس مالحقش

نعمة : الله يرحمه يابنتى

وعندما فرغوا من الطعام اتجهت سهر لمجالسة احمد وغادة وتركت نعمة وأمانة كالعادة يلملمون المائدة وينظفون المكان و شاركتهم غادة تاركة احمد مع نوح وسهر وماهى إلا دقائق وسمع نوح صوت هاتفه فاستأذن من احمد ليرد على الهاتف فبقيت سهر وحدها مع احمد

احمد : بس انا فعلا بحسد نوح ، الواد ده طول عمره صاحبى ، بس اول مرة اعرف انه نمس وذوقه حلو بالشكل ده

سهر بدلال : انت مجامل اوى

احمد : انا بقول الحقيقة ، الصراحة لولا أن نوح صاحبى من زمان ، كنت قلت انك خسارة فيه

سهر وهى تضم شفتيها بابتسامة لعوب : ليه بتقول كده

احمد : يعنى …. واحدة فى جمالك ورقتك دى محتاجة واحد يدلعها ويهنيها ويخليها هانم ، مش تشتغلى وتتنططى من بلد للتانية ، المفروض تتنططى من بلد للتانية وانتى بتتفسحى ، وانتى بتعملى شوبنج ، وانتى بتفصلى مخك عن كل حاجة ، مش عشان تشتغلى ، الجمال ده اتخلق عشان يتخدم وبس

وقبل أن ترد سهر سمعوا صوت نوح وهو يقول : ماتآخذنيش يا احمد لو اتأخرت عليك

اوعى تكون زهقت

احمد وهو ينظر لسهر بخبث : حد يزهق وهو فى حضرة الجمال ده كله

نوح وهو يدعى الغضب : انت بتعاكس مراتى قدامى كمان

احمد : سهر دى مراة اخويا ، حد برضة يعاكس مراة اخوه

قالها وهو يتبادل نظرات صبيانية بينه وبين سهر التى كانت تتعمد النظر إليه بنظرات دلال من بين أهدافها وهو يقابل نظراتها بابتسامة من جانب شفتيه

وقتها عادت إليهم أمانة وغادة ونعمة من الداخل بالمشروبات قالت غادة : عاوزاكى يا أمانة بعد اذنك تشرحى المشروع للمهندس حاتم وتحددى لنا معاه معاد

ليندفع نوح قائلا : انا هتكلم معاه واشرحله كل حاجة ، ما انا نقلت شغلى مع أمانة من اول امبارح

سهر باستغراب : يعنى ايه نقلت معاها

نوح : حاتم طلب كل القسم التنفيذى يتنقل عنده عشان يبقى فى تنسيق من بداية التنفيذ

سهر بدهشة : يعنى انت دلوقتى فى قلب شركة عبد الراضى

نعمة باستغراب شديد : لا هو انتى يابنتى معاه فى الشغل وماتعرفيش اراضيه فين

سهر بعدم اهتمام : اصل تخصصاتنا بعيدة عن بعض ياماما وانا معظم شغلى برة
غادة : هو انتى بتبقى برة برضة حتى لو مافيش تعاقدات

سهر بلجلجة : لا ..ااه ااه ، يعنى على حسب ، بيبقى فى اجتماعيات تانية كتيرة بعيد عن الشركة من اختصاصات وظيفتى

لتنظر لها غادة بتركيز شديد وهى تقول : اممممم قولتيلى ، ربنا يقويكى

ثم تنهض قائلة : مش ياللا يا احمد عشان الولاد

احمد : ياللا بينا ، ثم التفت الى سهر وقال : نورتى مصر كلها ياسهر

سهر بابتسامة واسعة : مصر منورة بأهلها يا احمد ، فرصة سعيدة

ليتبادل الجميع السلام و انصرف احمد مع زوجته على وعد بلقاء اخر قريب
…………………………….

فى اليوم التالى بشركة عبد الراضى تجلس أمانة على منضدة الرسم الخاصة بها وهى تمارس عملها فى صمت تام ، فلم توجه اى كلمة لنوح منذ الصباح ، بل منذ زيارة احمد وغادة ، فقد ظلت صامتة تماما بعد مغادرتهم ولم تنطق الا بجملة : تصبحوا على خير ، التى قالتها وهى تتجه لشقتها حتى أنها لم تعطى فرصة لنعمة بأن تفتح معها اى حديث اخر

وفجأة يقذف نوح القلم من يديه بعنف وهو يقول : لا بقى كده كتير اوى

لتنظر له أمانة إلىه وتقول بخفوت : فى ايه

نوح ببعض الغضب: انتى اللى فى ايه ، انتى ليه ساكته كده ، انتى من امبارح مااتكلمتيش ولا كلمة ، وكل ما اكلمك تهزى دماغك من غير حتى ماتنطقى ، مالك ، فى ايه

لتطأطئ أمانة رأسها لبرهة ثم ترفعها ناظرة لنوح من خلف نقابها وهى تقول بزفرة حارة من صدرها : فى انى مصدومه

نوح وقد بدأ يهدأ بعض الشئ : من ايه

أمانة : من احمد ..ومن غادة ،ثم صمتت لثوانى وقالت وصدمتى الكبرى فيك انت

نوح بنصف ابتسامة : ليه بتقولى كده

أمانة : لو انت مش عارف ليه ..تبقى مصيبة ، ولو انت عارف …. تبقى المصيبة الاكبر

نوح بحنان : ولو طلبت منك انك تصبرى عليا شوية وانا هفهمك كل حاجة فى وقتها

أمانة وهى تقف مكانها : انا اسفة يا ابن عمى ، فى حاجات بالنسبة لى مافيهاش فصال ولا تتأجيل، ومن اولوياتى ..حدود ربنا ...لا يمكن أفرط فيها أبدا

نوح بصدمة : حدود ربنا ! انتى فاهمة غلط يا أمانة

أمانة : خلاص ...فهمنى انت الصح يا ابن عمى

ليصمت نوح لدقيقتين ثم قال : توعدينى أن اللى هقوله لك ده يفضل سر بينا لحد مانا اقوللك عكس ده

أمانة : عمرى مافتشت سر واعتقد انك ادرى الناس بده

نوح : خلاص ...انا هقولك على كل حاجة

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

تنتفض أمانة من مكانها قائلة برهبة : انت كده تبقى بتلعب بالنار
نوح بتنهيدة شديدة : عندك حل تانى
أمانة: وليه مايبقاش بالتفاهم ، وبالاصول وبشرع ربنا
نوح : ياريتها كانت سهلة كده يا أمانة
أمانة : بس ده تحايل على شرع ربنا ، انت كده بتاكل حقها
لينتفض نوح من مكانه بغضب : انا ماباكلش حقوق حد يا أمانة ، انا كل الحكاية أنه اتلعب بيا وانضغط عليا
أمانة ببعض الغضب : وانت وافقت
نوح : غصب عنى ، انا كنت متهدد بالقتل ، انتى فاهمة يعنى ايه كان فى مسدس فى دماغى ...انا خايف لا تكون الحكاية كلها تمثيلية ومعمولة عليا من الاول
أمانة بذهول : يعنى ايه
نوح : يعنى تدبيسة والسلام
أمانة بسخط : بلاش هبل ...ليه يعنى ، كنت مليونير واللا كنت نيكولاس كيدج عشان تلعب عليك انت بالذات
لينظر لها نوح بغيظ وإحباط ثم يقول : يمكن يكون عندك حق ، بس برضة اللى حصل خلانى مش فاهم
أمانة : بس ماتنكرش انك كنت مبسوط معاها اول جوازكم
نوح : تصدقينى لو قلتلك ماحصلش
أمانة : ازاى بقى
نوح : يا أمانة افهمينى ارجوكى ، انا اتجوزت تحت تهديد السلاح
أمانة بغضب : لاهو انت كنت عاوز تعمل عملتك السودة دى وماتتجوزهاش
نوح بغضب مماثل : عملة ايه وزفت ايه اقسملك انى مش فاكر حاجة لدرجة انى شاكك فى أن يكون حصل حاجة من الاساس
أمانة وهى تنفخ بشدة : برضة …..انا مش موافقة على اللى ناويين عليه ده ولا هشترك فيه
نوح : وانا ماطلبتش انك تشتركى فى حاجة ، انا كل الحكاية انى مش عاوزك انتى بالذات تظنى فيا ظن مش كويس
لتنظر له أمانة نظرة مطولة ثم عادت إلى طاولة الرسم الخاصة بها وهى تقول بصوت خافت : مابقتش تفرق كتير
وما أن همت بالجلوس الا ووجدت نوح بجانبها وهو يقول بصوت خافت ايضا كخفوت صوتها : ادينى فرصة يا أمانة وانا اثبتلك أنها تفرق وتفرق كتير اوى كمان
………………………
فى مكتب اخر خاص بالديكورات
تجلس نيللى أمام حاسوبها وهى تقوم بعمل بعض التصميمات وهى تتبادل الأحاديث مع زملائها بنفس القسم
صلاح : إنما انتى ليه ما اشتغلتيش معانا من زمان
نيللى : كنت بحاول ابنى نفسى بعيد عن العيلة بس للاسف ماعرفتش
سلوى : وليه بقى ، حد يسيب ماله ويخرج برة
نيللى : كنت عاوزة اعتمد على نفسى
صلاح : طب مانتى هنا برضة هتعتمدى على نفسك ، المهندس حاتم ماعندوش محاباه ، والدليل أسامة اخوكى ، ابتدى زيه زى اى حد فينا وبنفس المرتب وبنفس الشروط كمان
سلوى ببعض الهيام : الباشمهندس حاتم ده مافيش زيه اصلا ، شيك و جنتلمان ووسيم
صلاح بسخرية : وايه كمان
سلوى بانتباه : اقصد أنه مهندس شاطر وناجح فى شغله
صلاح : طب ركزى ياختى فى شغلك عشان تبقى ناجحة زيه
…………………
فى حجرة نوح مساءا
سهر : كلمت حاتم على مشروع صحابك
نوح : لا ..لسه
سهر : ليه ، مش المفروض كنت كلمته عشان الموضوع مايتاخرش
نوح بعدم اهتمام : لسه بفكر فى كلام غادة
سهر : موضوع النادى الصحى
نوح : أيوة ، بس للاسف الفلوس اللى معايا مش هتكفى
سهر : طب ماتاخد قرض
نوح : مش عاوز ادخل نفسى فى متاهات مالهاش لزمة ، وبعدين انا مابحبش القروض وبعتبرها حرام
سهر : بلاش ، شوف حد يسلفك
نوح : مين اللى هيسلفنى اربعة مليون جنية
سهر : واشمعنى اربعة مليون
نوح : المبلغ اللى محتاجه عشان اكمل على اللى معايا
سهر : ليه هو هيتكلف كتير كده
نوح : المعدات لوحدها بملايين غير الجاكوزى
سهر : طب وانت تضمن أن النادى لما يشتغل هيجيبلك التكاليف دى كلها
نوح : طبعا ، وكل ما النادى ابتدى كبير كل ماهيسمع اكتر ، ده انا حتى بفكر اعمل فيه قسم استشفاء وأجهزه من البداية على الاساس ده
سهر : طب واللى يساعدك تجيب المبلغ ده
نوح : مش فاهم
سهر : اقصد يعنى ايه الضمان اللى يخلى حد يدفع المبلغ ده وهو متطمن
نوح : ممكن اكتبله العقود باسمه لحد ما النادى يخلص ويشتغل واسددله الفلوس وبعد كده استرد النادى باسمى
سهر بابتسامة واسعة : انت بتتكلم جد
نوح : طبعا جد
سهر : يبقى اتفقنا
نوح : على ايه
سهر : انا هديك الفلوس دى والنادى ينكتب باسمى
نوح : موافق ، انتى أولى من الغريب ،بس على شرط
سهر : شرط ايه
نوح : زى ماهتعاملينى زى ماكنت هتعامل مع الغريب ، هعاملك برضة كده
سهر : مش فاهمة
نوح : يعنى لازم أضمن حقى ياسهر
سهر : وهتضمنه ازاى بقى
نوح : هتكتبيلى وصل أمانة أو شيك بالفلوس اللى هدفعها ، وبعد كده لما المشروع يشتغل هيحصل حاجة من اتنين وبالتفاق مابيننا
يا أما حد فينا اللى هياخد النادى ويسدد للتانى اللى هيدفعه ، يا أما نبقى شركا رسمى
سهر وهى تنظر لنوح بتمعن : هو انت هتحط فلوس قد ايه
نوح : خمسة مليون ، هحط كل اللى حيلتى على الفلوس اللى كان سايبهالى ابويا الله يرحمه ، وعليه حتة الأرض كمان اللى فى اسكندرية بتاعة ماما
سهر : محتاجين حد يعمللنا عقود بالكلام ده
نوح : ممكن اكلم غادة اخليها تعمللنا الكلام ده
سهر : وليه مش احمد
نوح : ماتفرقش احمد أو غادة ...واحد
سهر : خلاص كلمه واتفق معاه نروحله المكتب بكرة

ليصمت نوح لبعض الوقت ثم قال : هكلمه
ليمسك نوح هاتفه ويقوم بالاتصال باحمد وشرح له ما اتفق عليه مع سهر وطلب منه الذهاب إليه بمكتبهم لاتمام العقود ولكن احمد قام بدعوتهم على العشاء بأحد المطاعم ووعدهم بأن ياتى إليهم بالعقود لتوقيعها أثناء العشاء
…………………
فى اليوم التالى بأحد المطاعم الفاخرة يجلس نوح وسهر بصحبة احمد وغادة وهم يتبادلون الأحاديث أثناء تناولهم للعشاء
غادة : بس ليه ماجيبتوش أمانة معاكم
نوح : قالت عاوزة تنام بدرى عشان عندها شغل كتير الصبح
احمد : أمانة هتفضل أمانة مش هتتغير ابدا
نوح : سيبك من أمانة دلوقتى وخليك معانا
احمد وهو ينظر لسهر : مانا معاكم اهوه ، هو انا اقدر اسيبكم ابدا
سهر دلال : عملتوا ايه فى العقود يا احمد …. خلصتهم
احمد بتملق : وانا اقدر اتاخر عنك
نوح : افندم
احمد : ايه ياعمنا ، مراة صاحب عمرى ...اخدمها بعينى طبعا
نوح بسخرية : ااه طبعا ، انت هتقوللى
غادة : احنا كمان يانوح ، الفلوس بتاعتنا هتوصل الأسبوع اللى جاى
نوح : الف مبروك ياغادة ، بس خدى بالك لا جوزك يوزعهم هدايا
غادة : انت بتقول فيها ، ربنا يستر ..احسن انت عارف صاحبك أيده مخرومة
احمد : عموما انا عملت العقود وجهزتها
غادة : العقد هيبقى بالشراكة ما بين احمد وبين سهر
لتبتسم سهر بدلال الى احمد الذى يبادلها الابتسام وهو يعض على شفتيه
سهر : طب والعقود هتبقى على أساس ايه
احمد : العقود كان أساسها أن النادى الصحى الخاص بالقرية السياحية هيبقى ملك نوح وتحت تصرفه ، لكن بعد اتفاقكم بتاع امبارح هيبقى باسم سهر لكن انا زودت على العقود أن الأرض اللى هيبقى عليها النادى كمان باسم سهر
غادة باعتراض : بس مش ده اللى اتفقنا عليه فى الاول وممكن نوح وسهر مايبقوش جاهزين بتمن الأرض يا احمد
احمد وهو ينظر لسهر بابتسامة : لا ...ما دى هديتنا لنوح وسهر على جوازهم
لتنهض غادة من مجلسها فجأة قائلة : بعد اذنكم انا رايحة التواليت
نوح : مالوش داعى ابدا يا احمد اللى انت قلته ده ، وواضح كمان أن غادة اتضايقت ، ماكانش ينفع ماتتناقش معاها فى موضوع زى كده
احمد بسخرية : هو كل ما اتنفس لازم استأذن ، وبعدين يعنى ماتقلقوش، غادة بتتصالح بسهولة ، ديتها خاتم واللا اسورة وكله بيمشى
ليسمع نوح صوت هاتفه وعندما نظر لشاشة الهاتف ..استأذن منهم ليتلقى المكالمة بالخارج وقام من مكانه متجها إلى الخارج ، لينظر احمد الى سهر قائلا : مبسوطة
سهر : من ايه بالظبط
احمد : هديتى
سهر بابتسامة : بس مراتك زعلت
احمد : مايهمنيش ، المهم انتى
سهر وهى تنظر إليه من بين اهدابها : انت عاوز منى ايه بالظبط يا احمد
احمد بهدوء شديد : عاوزك
سهر بابتسامة لعوب : انت ناسى انى مراة صاحبك
احمد : مايهمنيش
سهر : وعاوزنى ازاى بقى
احمد : بالشكل اللى تحدديه ..انا موافق عليه ، عاوزة تتطلقى ..هطلقك ، عاوزة تفضلى على ذمته بس تبقى بتاعتى انا ..ماعنديش مانع
سهر بإعجاب : انت جرئ اوى
احمد : انا مؤمن وبشدة بحرية المرأة وبحب الست الجريئة الشرسة واللى احساسى بيأكدلى انك منهم
سهر : سيبنى افكر
احمد : لا ...اسمع قرارك دلوقتى ، انا ماعنديش وقت ولازم اعرف انا همشى فى اى اتجاه من اولها
سهر : طب انا موافقة بس مش هتطلق من نوح
احمد باستغراب : وليه
سهر : مابحبش القيود
احمد : وهو نوح مش قيد من القيود
سهر : تؤ ….نوح بيدينى الشرعية فى تصرفاتى وحياتى
احمد : اممممم تمام
سهر : لكن انا ليا شروط
احمد : موافق عليها ، كل شروطك مجابة
سهر : اولا عاوزاك تدارى نفسك شوية ، انت مكشوف اوى ، واعتقد أن غادة اخدت بالها
احمد : و ده يفرق معاكى
سهر : اكيد ...مش عاوزة نوح ياخد باله من حاجة ، ده اولا
احمد وهو يميل بساعديه على المائدة : وثانيا
سهر : ثانيا انا اللى احدد مواعيد مقابلاتنا بس لازم الاول تجيبلى شقة تمليك باسمى وتفرشها على أحدث طراز ومقابلاتنا تبقى فيها
احمد : موافق ،بس الكلام ده هياخد وقت وانا مستعجل
سهر : مراتك جاية ، نكمل كلامنا بعدين
وعندما اتت غادة قالت بجمود : معلش لو اتأخرت عليكم ، فين نوح
احمد : جاله تليفون وخرج يستقبله برة
ليأتى نوح هو الآخر معتذرا عن التاخير ثم قال : هات العقود ياللا يا احمد عشان لازم نمشى دلوقتى
غادة : خير يانوح ، فى حاجة واللا ايه
نوح : المهندسين معايا فى شركة عبد الراضى سهرانين على الشغل وفى مشكلة ومحتاجنى اروحلهم
ليخرج احمد ملفا من حقيبة جلدية كانت موضوعة بجوار قدمه ويقدمه إلى نوح قائلا : المفروض سهر تمضى الاوراق دى ومعاها الشيك اللى بقيمة 4 مليون ، وبعد كده نتقابل بكرة أن شاء الله عشان نوثق الاوراق فى الشهر العقارى
نوح : تمام ، بس خلى الشهر العقارى الأسبوع اللى جاى ، انا مش فاضى الاسبوع ده عشان مسافر
سهر : مسافر فين
نوح : ارض المشروع بتاع عبد الراضى
احمد : تمام ، انا كمان عندى قضية مهمة فى أسيوط على ما اخلصها تكون انت رجعت بالسلامة
كان أحمد يشير إلى سهر إلى مكان التوقيع فى كل ورقة دون أن يعطيها اى فرصة لقراءة العقود وكان نوح أيضا واقفا بجوارها يحثها على سرعة الانتهاء حتى يستطيع اللحاق بزملائه بالعمل ، وما أن انتهت سهر من التوقيع على الأوراق وإيصال الأمانة قام احمد بلملمة الاوراق بالملف بما فيهم إيصال الأمانة وهو يقول : الايصال هيفضل عندى لحد ماتجيبلى ال 5 مليون يا نوح ...الشغل شغل
لتتسع ابتسامة سهر وهى ترسم أحلاما واسعة لمستقبل ملئ بالثراء
……………………
فى منزل احمد
غادة : ليه اخدت وصل الأمانة وماسيبتوش لنوح
احمد ضاحكا : خفت بعد اللى سمعه بجيبها من شعرها وتعرف تاخده منه واللا تقطعه
غادة بقلق : ربنا يلهمه الصبر على مايخلص من الحية دى
احمد : أن شاء الله نرجع من السفر والموضوع ده منتهى

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

فى منزل احمد

غادة : ليه اخدت وصل الأمانة وماسيبتوش لنوح

احمد ضاحكا : خفت بعد اللى سمعه بجيبها من شعرها وتعرف تاخده منه واللا تقطعه

غادة بقلق : ربنا يلهمه الصبر على مايخلص من الحية دى

احمد : أن شاء الله نرجع من السفر والموضوع ده منتهى

لتنظر له غادة بشئ من الضيق ثم تستدير متجهه إلى الباب ليقول لها : مالك ياغادة فى ايه ، من ساعة مارجعنا من برة وانتى مش على بعضك ليه ، مالك

غادة بدموع : مخنوقة

لينتفض احمد من مجلسه ويقف أمامه متسائلا بدهشة : من ايه ، ايه اللى حصل

لتنظر له غادة بعتاب قائلة : وانت بتتكلم مع سهر ماعرفتكش ، كنت حد تانى انا ماعرفوش ، ازاى كنت بتكلمها بالبساطة دى ..ازاى

احمد بدهشة : انتى اتجننتى يابنتى ، اشحال أن ماكنتيش انتى اللى حاطالى السيناريو كله وكل كلمة قلتها بتخطيطك انتى

غادة وهى تعطيه ظهرها : مش هنكر..بس ..

احمد وهو يديرها إليه مرة أخرى : بس ايه يا هبلة

غادة وقد بدأت دموعها فى الهطول على وجنتيها : مش عارفة يا احمد ..مش عارفة ، حسيت أن قلبى وجعنى وانا بسمع التسجيل بتاع كلامك معاها ،اتوجعت اوى زى ماتكون بتخوننى بجد

احمد ضاحكا وهو يضمها إلى صدره : بشرة خير يادودو ، معنى كده أنهم ممكن يختارونى فى فيلم سينمائى وافرقع ونقب على وش الدنيا

وبعدين انتى ناسية انا تعبت قد ايه على ما اتجوزتك ، وانتى عارفة أن الغالى بيفضل طول عمره غالى

غادة : بجد يا احمد

احمد : الا بجد ..ده جد الجد كمان

غادة : طب وبعدين هتعملوا ايه

احمد : زى ما اتفقنا هنسافر اول ما نوح يحجز التذاكر ونخلص من الموضوع ده على خير أن شاء الله

………………….

فى شركة عبد الراضى

كان أسامة يجلس إلى جانب خديجة وهم يتبادلون الأحاديث المرحة فيما بينهم

أسامة : مش هنتجوز بقى

خديجة : مش فاضية يا اوس اوس

أسامة : مش فاضية !؟ هو انا بقوللك تعمليلى شاى عشان تقوليلى مش فاضية ، انا عاوز اتجوز بقى

خديجة : يابنى احنا يادوب قرينا الفاتحة من اسبوعين بس

أسامة : ماليش فيه ، قولى لابوكى انى عاوز اتجوز الشهر الجارى

خديجة بتوعد : ايه ابوكى دى

أسامة : حقك عليا ، بلغى سيادة اللورد انى عاوز اتجوز الشهر اللى جاى

خديجة : مش لما الشقة تجهز ، وانا كمان اخلص حاجتى

أسامة : طب لو خلصنا كل حاجة نتجوزالشهر الجاى

خديجة بخجل : ماليش فيه

أسامة بخبث : اومال ليكى فى ايه

خديجة : ماليش فى حاجة خالص ، وبعدين الكلام ده مع بابا وماما مش معايا انا
أسامة : بس لازم يبقالى حليف فى عقر دارهم ، ولو انتى مش الحليف بتاعى اجيب حليف منين يعنى انا

لتأتى عليهم أمانة قائلة : الرسومات بتاعة الشاليهات الخاصة خلصت واللا لسه

خديجة : انا خلصتهم وعملتلك المقايسات كلها على سى دى

أمانة وهى تتناول منها السى دى : تمام تسلم الايادى ، طب واللوبى يا اسامة

أسامة : خلص ياقلبى واديته لنيللى عشان تظبط شغلها عليه

أمانة بصوت خافت : خفوا النحنحة شوية ، خايفة عليكم لاتتحسدوا ، الله اكبر ، ربنا يحفظكم يارب

خديجة : ااه يا أمانة بالله عليكى كل ماتشوفينا ارقينا كده وادعيلنا

أمانة : فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين

…………………….

تجلس نيللى على طاولتها تقارن بعض الرسومات ببعضها وهى تعدل وتحذف وتضم لتجد حاتم يتجه إليها قائلا : السلام عليكم

نيللى : وعليكم السلام

حاتم : مين اللى معاه شغل اللوبى

نيللى : انا يافندم

حاتم : تمام ، فى اجتماع بكرة أن شاء الله هيحضره الشركاء ، عاوزين نبقى جاهزين بالافكار اللى خلصت عشان نعرضها ونتناقش فيها

نيللى : انا عاوزة اعرف اسم القرية هيكون ايه ، ممكن

حاتم : الحقيقة احنا لسه ما استقريناش على الاسم بالظبط لكن فى اسمين مترشحين بقوة النخيل أو الياسمين

نيللى : بس الاسامى دى متداولة بين القرى فى أماكن تانية كتيرة ومش جديدة

حاتم : عندك اقتراحات معينة

نيللى : هو ممكن

حاتم : ااه طبعا ، احنا لسه بندرس كل حاجة

نيللى : ممكن مثلا نسميها اسم فرعونى ونستخدم ده فى الديكورات الداخلية والخارجية كمان

حاتم : بس برضة الاسامى الفرعونية منتشرة

نيللى : طب ممكن نختار اسم ماحدش اختاره قبل كده

حاتم : زى ايه مثلا

نيللى : طب ايه رأيك فى اسم بيرسيوس

حاتم : وده يبقى مين بيرسيوس ده

نيللى : بيرسيوس بطل إغريقي ويبقى ابن زيوس و داناى

ليبتسم حاتم قائلا : هو الاسم جديد ويشد لكن هنقدر نربط مابين الاسم والتصاميم

نيللى : ماعتقدش أنها صعبة ، احنا لو حطينا بس الخطوط العريضة ..الكل هينطلق ويطلع اللى جواه

حاتم ،: تمام نقول الكلام ده بكرة أن شاء الله فى الاجتماع وناخد الاصوات

نيللى : وانا هحضر تصور للكلام ده وهعرضه بكره أن شاء الله

حاتم بود : مبسوطة

نيللى وهى تنظر إلى أوراقها : الحمدلله

حاتم : يعنى اعشم نفسى انك خلاص هتفضلى معايا على طول

لترفع نيللى عينيها إلى حاتم لتجده ينظر إليه بابتسامة ودودة خطفت قلبها وجعلت حدقتى عينيها تتراقص بين عينيه ثم اخفضت عينيها سريعا وقالت بوجل : ربنا ييسر لنا كل خير باذن الله

حاتم بابتسامة خبيثة : وينولنى اللى فى بالى

وعندما نظرت له نيللى مرة أخرى وجدته يتجه إلى الخارج وعندما وصل إلى الباب التفت إليها وهو يدير بصره بين الجميع ليتأكد أنه لا يوجد من يراقبه سواها ليغمز إليها يعبث ثم يذهب لتجلس نيللى مكانها وهى تعود بذاكرتها الماضى

فلاش باك

كان أسامة وأيمن ونيللى فى زيارة الى منزل عمتهم وبعد الطعام قام أسامة وأيمن مع حاتم حتى يلعبوا الكرة ، وأصر عامر على نيللى أن تذهب مع اخواتها للعب ، وعندما خرجت معهم إلى الحديقة

أسامة : انتى هتلعبى معانا يانيللى

حاتم : تلعب ايه يابنى ، مش هتعرف ، دى مابتقدرش تجرى اصلا

ايمن : ممكن تقعد تتفرج علينا

أسامة : أو نلعب لعبة تانية مافيهاش جرى

حاتم بسخرية : يابنى هى المفروض تجرى عشان تخس شوية ، أو اقوللكم ..ثم اكمل بسخرية : تعالوا نخليها تقف جون ...هتسده

أسامة : لا طبعا ، الكورة لو خبطتها جامد أو لو جت فى وشها ممكن تأذيها
حاتم : يبقى خلاص تقعد بعيد وما تلعبش معانا ، هى كده هتعطلنا وتضايقنا ،مش عارف ايه اللى جابها ورانا اصلا ، ثم التفت إلى نيللى وقال متهكما : روحى يانيللى اقعدى مع الكبار

لتذهب نيللى للجلوس بجوار أبيها مرة أخرى كاتمة دموعها وهى عاقدة العزم على ألا تذهب الى بيت عمتها مرة أخرى أو الاجتماع بحاتم بأى مكان حتى تنهى فترة علاجها

عودة

نيللى لنفسها : عاوز ايه منى ياحاتم ، سيبنى فى حالى ..انا ماصدقت ألقى روحى

……………………..

فى منزل نعمة يحمل نوح حقيبة صغيرة بيده ويقف مودعا أمه فى طريقه للسفر

نوح : خدى بالك من نفسك ياماما ومن صحتك وانا مش هتأخر أن شاء الله ، كلها تلات أو أربع ايام وارجع على طول أن شاء الله

نعمة : أن شاء الله ياحبيبى ، خد بالك من نفسك يانوح ومن أكلك ياحبيبى ، ونام كويس عشان قلة النوم بتتعبك

نوح : حاضر ياحبيبتى ماتقلقيش ، ياللا اشوف وشك بخير

وقبل أن يتركها نوح أمسكت نعمة بيده وقالت : نوح ..عاوزة أوصيك على أمانة

نوح باستغراب : مالها أمانة يا ماما

نعمة : أمانة بخير ياحبيبى الحمدلله ، بس عاوزاك دايما جنبها واوعى تسببها ، هى ااه مامتها وأخواتها جنبها ، بس احنا غير ...احنا أهلها يانوح ...اوعى تتخلى عنها فى يوم يابنى ، دى أمانة عمك وابوك وامانتى انا كمان

ليضمها نوح متسائلا بقلق : انتى ليه بتقوليلى الكلام ده دلوقتى ، ليه بتقلقينى عليكم

نعمة بابتسامة : ولا تقلق ولا حاجة ، انا بس بوصيك على بنت عمك ، مش عاوزاك تزعلها ولا تضايقها تانى

نوح بابتسامة : لا يا ستى اتطمنى ، ياريت تبقى توصيها هى بس عليا ، ها ..امشى بقى

نعمة بابتسامة : مع السلامة ياحبيبى ، قلبى راضى عنك ، ودعيالك بالخير لآخر نفس فى عمرى

ليقبلها نوح من وجنتيها ويحمل حقيبته ويغلق الباب ثم ذهب ليدق الباب على امانة لتفتح له بعد أن وضعت نقابها

أمانة : انت مسافر ؟!

نوح : المفروض انى فى مأمورية تبع الشغل

أمانة : اومال انت رايح فين

نوح : سفرية هتفرق معايا كتير ، بس عاوز اطلب منك طلب

أمانة : اتفضل

نوح : انا عارف انك مش هتكذبى وعشان كده لو حد سألك عن اى حاجة تخص سفرى ماتقوليش اكتر من أن التفاصيل كلها مع نوح وانك ماتعرفيش اكتر من انى هغيب تلات اربع ايام ….ممكن

أمانة : حاضر يانوح

نوح : وحاجة كمان

أمانة : ها

نوح : خدى بالك من نعمة على ما ارجع ، وما تسيبيهاش تبات مع سهر لوحدها ، ياتباتى معاها ، ياتاخديها تبات معاكى ، خايف تتعب وسهر ماتحسش بيها أو مانعرفش تتصرف

أمانة : انت هتوصينى على مرآة عمى يانوح ! دى فى عينيا

نوح : يسلمولى يارب ….اشوف وشك بخير ..لا اله الا الله

أمانة : محمد رسول الله

…………………...

كانت أمانة تجلس مع نعمة بشقتها تتبادلان أطراف الحديث

نعمة : انا مش عارفة سهر اتأخرت كده ليه ، الساعة داخلة على عشرة

أمانة : انا اتصلت بيها اكتر من مرة وبتكنسل عليا

نعمة : نوح لو عرف انها بتتأخر كده وهو مش موجود هيعمل مشكلة كبيرة

أمانة باضطراب : مالناش دعوة يامراة عمى ، هم حرين مع بعض

لتفتح سهر الباب وتدخل منه لتنظر لها نعمة بغضب عنما وجدتها دون غطاء شعرها وقالت : انتى ايه اللى انتى عاملاه فى نفسك ده

سهر ببرود : عاملة ايه

نعمة : ازاى ماشية بشعرك كده ، هو انتى يابنتى مش محجبة

سهر دون مبالاة : دى حرية شخصية وما احبش حد يتدخل فيها

نعمة بغضب : حرية ايه وزفت ايه ، انتى ناسية انك على ذمة راجل

سهر بامتعاض : وانا والراجل ده حرين مع بعض ، فيا ريت بلاش شغل الحماوات الفتانات ده وبعد اذنك خليكى فى حالك

لتنتفض نعمة من مكانها بغضب وتقول : ايه اللى انتى بتقوليه ده

أمانة : بالراحة يامراة عمى عشان خاطرى أهدى

نعمة بغضب اكبر : أهدى ازاى وهى بتكلمنى بالاسلوب ده

أمانة : النرفزة والعصبية غلط عليكى ..عشان خاطرى أهدى وحياة نوح
نعمة وقد بدأ جسدها فى الانتفاضة نتيجة الغضب : نوح ! نوح اللى غايب والمفروض أنه متطمن أن عرضه متصان، مراته راجعة متأخر وحاله شعرها

سهر ببعض الغضب : بقولك ايه ...انا مااتعودتش حد يتدخل فى حياتى مش هاتيجى انتى على اخر الزمن وتقوليلى اعمل ايه وما اعملش ايه

أمانة بغضب : وبعدها لك بقى ، انا مش عاوزة أتدخل من الصبح ،بس مش معنى كده انك تسوقى فيها وتكلميها بالشكل ده

لتسمع أمانة صوت ارتطام قوى لتلتفت لتجد نعمة ممددة على الأرض غائبة عن الوعى

……………………..

فى المستشفى وأمام غرفة الرعاية المركزة كانت تقف أمانة وهى منهارة فى احضان هدى وعامر حتى خرج الطبيب ليسأله أسامة عن الوضع

الطبيب وهو منكس الرأس : للاسف حالتها وحشة جدا

عامر : احنا ممكن ننقلها فى اى مكان تانى لو هيبقى افضل من هنا

الطبيب : مش هتفرق صدقنى ، القلب وقف مرتين خلال مدة قصيرة جدا ، ادعولها بس هى بتلح عاوزة تشوف واحدة اسمها أمانة

أمانة بنحيب : انا ...أما أمانة

الطبيب : ممكن تدخلي لها ، هى عاوزة تشوفك ، بس خمس دقايق مش اكتر

لتجفف أمانة دموعها وتتجه إلى رؤية نعمة ، وعندما وصلت إليها نادتها بحب حزين : ماما

لتفتح نعمة عيونها وهى تنظر لأمانة بحب وأشارت إليها كى تقترب منها وقالت : طول عمرك بنتى اللى مخلفتهاش يا أمانة ، بتمنى يابنتى انى ماكونش قصرت معاكى فى يوم من الايام

أمانة ببكاء : عمرك ...عمرك ماقصرتى معايا ، طول عمرك امى اللى حميانى وكرمانى

نعمة : نوح يانعمة ، نوح مالوش غيرك فى الدنيا دى بعد ربنا ، خليكى جنبه ، فتحى عنيه يا أمانة ، اوعى تسيبيه معمى ، ثم ضغطت على يدها قائلة بوهن شديد : عمرى ما اتمنيت له زوجة غيرك ، ولسه بتمناكى ليه ، ويمكن يكون النصيب غلاب ، بس لو ماكانش ، خليكى ليه حارس يا أمانة ، دى وصيتى ليكى يابنتى

واغمضت نعمة عينيها إلى الأبد لتصرخ أمانة قائلة : هتسيبينى ليه يانعمة ، هتسيبينى ليه ..لتسقط ارضا غائبة عن الوعى

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

فى شقة نوح
تجلس أمانة متوشحة بالسواد وسط اهتزاز جسدها وكتفيها من اثر البكاء وتجلس بجوارها هدى ونيللى وغادة وسط كلمات المواساة
هدى : يابنتى اطلبيلها الرحمة والمغفرة ، وماتعمليش فى روحك كده
أمانة بنشيج : اول مرة يسافر وهو بيوصينى عليها ، لما يرجع اقولله ايه ، لما يسألنى عليها اقولله ايه
غادة : لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم ، يا أمانة استغفرى ربنا وبلاش اللى بتعمليه ده، هو انتى يابنتى قصرتى معاها فى حاجة ، ما الكل عارف كانت ايه بالنسبة لك
أمانة : كانت امى اللى عزتنى ، امى اللى دفتنى وضمتنى ياغادة ، عمرها ماحسستنى باليتم وانا فى حضنها ، امى الحقيقية رجعتلى بس حسيت باليتم لما نعمة ماتت ياغادة ، نعمة هى اللى ربتنى ، كانت امى وابويا
هدى ببكاء : عمر ماحد يقدر ينكر فضلها ، الله يرحمها ، بس برضة يابنتى ...انتى كده بتعذبيها بدموعك دى
أمانة : مش قادرة ، انتو ليه مش حاسين بيا ، مش قادرة اصدق انى مش هشوفها تانى ، مش قادرة اصدق ان كل الخيوط انقطعت خلاص
غادة : اومال نوح لما ييجى بقى هيتحمل ازاى وانتى بالشكل ده ، المفروض انتى تبقى سنده يا أمانة فى موقف زى ده
أمانة وهى تمسك بيد غادة : كان حاسس ياغادة أن هيحصل لها حاجة ، قاللى خليكى جنبها وماتسيبيهاش عشان لو تعبت تلحقيها
نيللى : والحمدلله ياحبيبتى انك كنتى جنبها ولحقتيها ، ماكانتش لوحدها ، اسعفتيها على طول ، بس الاعمار بايد الله
لكل اجل كتاب ..انا لله وانا اليه راجعون
لتلتفت أمانة بلهفة عندما سمعت تلك الكلمات ، فقد كان صوته ،صوت نوح وهو يبكى بشدة ، وعندما نهضت من مكانها حدث مالم تتوقعه يوما فقد تفاجئت بنوح يتقدم إليها بسرعة ليجذبها إلى أحضانه باكيا كطفل ضائع ..جذبها بشدة وضمها إلى ضلوعة بشدة وهو يقول باكيا : الشجرة وقعت يا أمانة ...الشجرة وقعت
فما كان من أمانة الا أن انشجت ببكائها عندما تذكرت نعمة وهى تشبه نفسها بشجرة ليس لها إلا غصنين صغيرين كانت تتمنى أن ترى ثمارها ، ولكن الموت لم يمهلها
ليشعر نوح بيد تربت على كتفه وعندما التفت وجد عامر يجذبه ويحتضنه قائلا : شد حيلك يا بنى وادعيلها بالرحمة والمغفرة
نوح : انا عملت الإجراءات وان شاء الله الدافنة بعد صلاة الضهر
أسامة : أن شاء الله ، شوف انت عاوز ايه واحنا كلنا معاك حواليك وكلنا اخواتك يانوح
هدى وهى تربت على ذراعه : والدتك الله يرحمها جميلها فى رقبتى عمرى ما اقدر انساه وغلاوتك من غلاوتها
نوح : انا متشكر اوى ، بعد اذنكم انا هغير هدومى وهننزل عشان نحضر كل حاجة
ثم التفت إلى أمانة قائلا : أمانة ...عاوزك دقيقتين لو تسمحى
لتذهب أمانة خلفه إلى شقتها التى اتجه إليها بعيدا عن المعزيين وهو يحمل حقيبة صغيرة وبعد أن دخلت أمانة إلى شقتها اعطاها الحقيبة وهو يقول : من فضلك خليلى دى معاكى ، اوعى تديها لحد أو حد يعرف فيها ايه
أمانة : هى ايه دى
نوح : اكيد هتعرفى بس مش دلوقتى ، المهم خليها فى شقتك بعيد عن ايد اى حد وخصوصا سهر ، هى فين
لتتلجلج أمانة قائلة : موجودة فى اوضتكم
نوح بجمود : كانت فين لما ماما ماتت
أمانة : لما روحنا المستشفى انا طلبت منها تفضل هنا ، وموجودة من ساعتها ماراحتش فى اى حتة
نوح : ماشى ، انا هروح اغير وهنروح على المستشفى على طول ، هاتيجى معايا
أمانة بدموع : طبعا ..لازم أقف على غسلها وادعيلها
ليومئ نوح رأسه ويعود إلى شقته فيتجه إلى غرفته وما أن فتح الباب حتى هبت سهر من مكانها وهى تنظر إليه بتأهب فى محاولة منها لاستشفاف مايجول بخاطره وان كان علم بمشادتها مع أمه ام أنه لم يعلم بعد ، ولكنها عندما نظرت بوجهه لم ترى غير الحزن فهدأ هذا من روعها نوعا ما وعلمت أنه لم يعلم بشئ..فاتجهت إليه قائلة : نوح ...حمدلله على السلامة ، البقاء لله
نوح بجمود : ونعم بالله
وعندما رأته يغير ملابسه استعدادا للخروج مرة أخرى
سهر : هتعمل ايه دلوقتى
نوح : هنروح المستشفى نجهزها عشان الدافنة
سهر : تحب اجى معاك
نوح بحزم : لا ...أمانة هاتيجى معايا ، خليكى انتى هنا على مانرجع
وبعدها خرج نوح متجها إلى الجمع بالخارج وقال : ياللا بينا ..ثم نظر إلى غادة قائلا : بعد اذنك ياغادة خليكى انتى هنا عشان تاخدى بالك من كل حاجة
غادة : حاضر يانوح ماتقلقش ..مع السلامة انتم ، ربنا المستعان
ليتجه الجميع إلى وداع نعمة وإيصالها إلى مثواها الأخير بين الدعاء والحزن والمواساة
إلى أن انقضى اسبوع على موت نعمة
كان الجميع قد انصرف إلى حياته وعادت هدى وزوجها واولادها إلى منزلهم بعد أن قابلت أمانة طلبهم بالذهاب للمعيشة معهم بالرفض الشديد وأصرت على البقاء بشقتها
خرج نوح من شقته صباحا ودق على شقة أمانة لتفتح له وهى مستعدة للذهاب إلى عملها
نوح بهدوء : صباح الخير
أمانة بحنان: صباح الخير يانوح ، عامل ايه النهاردة
نوح وهو يومئ برأسه : الحمدلله يا أمانة ، مابقاش حاجة ليها طعم من بعد ماراحت
أمانة وقد وضحت معالم بكائها على صوتها : ربنا يرحمها ويحسن إليها يارب
نوح : يارب ، ياللا بينا
أمانة : طب روح انت وانا هحصلك
نوح بحزم حنون : طالما مع بعض فى نفس المكان يبقى هنروح وتيجى سوا ..ياللا
لتغلق أمانة بابها وتذهب معه
فى السيارة
نوح : ماجاتش مناسبة من ساعتها أسألك
أمانة بتوجس : عاوز تسألنى على ايه
نوح : ايه اللى تعب ماما فجأة كده ..انا كنت لاحظت أن حالتها مستقرة من ساعة مارجعت من دبى
لتصمت أمانة وهى لا تعلم بما تجيبه وعندما طال صمتها قال : اتكلمى يا أمانة مهما كان اللى هتقوليه مش هيبقى اكتر عندى من موتها
أمانة بتردد : انا هحكيلك يانوح لأنها طلبت منى قبل ما تموت انى اعرفك
نوح بفضول : تعرفينى ايه
لتقص عليه أمانة كل ماحدث ليلة وفاة نعمة بالتفصيل ثم بعد أن انتهت من حديثها تنهدت قائلة : صدقنى لولا أن مراة عمى امنتنى انى مااسيبكش معمى ماكنتش حكيتلك اى كلمة من الكلام ده
كان نوح قد أوقف السيارة عندما بدأت أمانة فى قص ماحدث وأخذ فى الاستماع وهو يقبض على المقود حتى ابيضت مفاصل كفه وبعد أن انتهت أدار السيارة مرة أخرى فى صمت حتى وصلوا إلى مقر شركة عبد الراضى ولكن نوح قال لها : روحى انتى يا أمانة على المكتب وانا هوصل لمكتب حاتم عشان عاوزه ضرورى وبعدين هحصلك
لتومئ أمانة رأسها وتتركه متجهه إلى عملها
……………………
بعد ثلاثة أيام
بعد انتهاء أمانة من عملها قامت بلملمة جميع أوراقها وهى تقول لنوح : المفروض اننا هننقل الشغل بعد كده فى الموقع
نوح باستغراب : وانتى بتروحى المواقع اللى برة القاهرة
أمانة : ماكنتش بروح زمان عشان ماابعدش عن نعمة ، لكن دلوقتى ……
نوح : دلوقتى ايه
أمانة : محتاجة اروح يانوح ، يمكن اتعود على بعدها
نوح : لو قلتلك تروحى تعيشى مع مامتك يا أمانة ...
أمانة بحزم : لا
نوح : مش احسن من قعادك لوحدك
أمانة : انا ممكن اقعد معاهم يوم او اتنين ، لكن اعيش هناك على طول وابعد عن… وابعد عن بيتى ، لا مش هقدر، نعمة وصتنى ماابعدش
نوح : ووصتنى انا كمان
أمانة باستغراب : وصتك بايه
نوح : وصتنى على الأمانة يا أمانة ،ثم أكمل بتنهيدة : احنا محتاجين قعدة طويلة مع بعض بس الاول النهاردة بالليل فيه قعدة اهم هتحصل عندى فى شقتى بحضور احمد وغادة ، اول مايوصلوا هندهلك على طول وتجيبيلى معاكى الشنطة اللى اديتهالك يوم مارجعت من السفر
أمانة وهى تخمن سبب تلك الجلسة : ماشى ...ياللا بينا بقى عشان نلحق نتغدى الاول
………………..
مساءا بشقة نوح
تدخل أمانة لتجد احمد وغادة يجلسان فى صمت وهما يتبادلان النظرات لتحييهم وتجلس بجانب غادة بعد أن أعطت الحقيبة لنوح فأخذها من يديها واعطاها لاحمد ثم جلس معهم وظل اربعتهم يتبادلون الأحاديث العادية وهم بانتظار سهر التى كانت بالخارج ولم تعد بعد
وبعد مايقرب من الساعة وجدوها تفتح الباب وتدخل لتتفاجئ بوجود الجميع أمامها
سهر ومعالم الدهشة مازالت على وجهها : مساء الخير ، ايه ده انتو هنا من امتى
احمد : احنا هنا من ساعتين تقريبا
سهر بامتعاض : وماقولتوليش ليه ..كنت حاولت اجى بدرى
نوح : منين
لتلتفت سهر إليه بدهشة قائلة : هو ايه اللى منين
نوح : بتقولى كنت جيت من بدرى وانا بقوللك منين ، جاية منين ياسهر
سهر ببرود : من الشغل ، هاكون جاية منين
نوح بجمود : الشغل اللى واخدة منه إجازة من قبل مانرجع من دبى ...ولحد دلوقتى ماقطعتيهاش
سهر بارتباك : ااانا أنا عندى مشاغل تانية بعيدة عن الشركة
نوح : مشاغل زى ايه يعنى ، مش تشركينا معاكى ، يمكن نفكر نغير نشاطنا احنا كمان
سهر : نشاط ايه اللى تغيره ، انا مش فاهمة انت بتتكلم على ايه
احمد : اسمحلى افهمها انا يانوح
ليشير نوح بحركة مسرحية الى احمد معناها السماح له بالحديث ليقول احمد : بصى يا مدام سهر احنا معانا ملف قضيتك القديمة
لتبهت سهر وهى تقول : قضية ايه
نوح يتهكم : الا المصيبة يكون عندك قواضى غيرها
سهر وهى تنهض متجهة إلى باب الشقة : انا مش هقعد اسمع الكلام الفارغ ده اكتر من كده
ليلحقها نوح ويجذبها من يدها وهو يقول لها بنبرة حاقدة : بقى كنتى عايشة طول عمرك برة يا قذرة يا واطية وانتى سايبة مصر بفضيحة ، بقى تتحبسى تلات سنين فى قضية اداب وانتى يادوب عمرك اتنين وعشرين سنة ، لا وابوكى اللى عامل نفسه حارس الشرف والأمانة كان القواد بتاعك ، دلوقتى بس فهمت كلام امك لما قالتلك يارب الجواز يهديكى ويعقلك ، امك اللى هربت من قذارة ابوكى لما كان عاوزها هى كمان تدورها بس طلعت اشرف منكم واتطلقت وهربت وسابتلكم البلد باللى فيها
لا وكمان بعد ما اتجوزنا يانجسة مدوراها ...ايه .. النجاسة ماشية فى دمك للدرجة دى ، واحدة غيرك ربنا سترها واتجوزت كانت تتوب وتنضف ، لكن انتى فضلتى على نفس ملتك
ثم زفر بشدة وقال : كله كوم واللى عملتيه فى امى كوم تانى
لتنظر سهر لأمانة برعب وهى تقول : كدابة ..كدابة ، انا ماعملتش حاجة ، هى اللى وقعت لوحدها من غير ما أقوالها حاجة
ليصفعها نوح على وجنتيها مرارا وتكرارا تحت صراخها الحاد حتى وقف احمد بين نوح وبينها وهو يمنعه عنها قائلا : وبعدها لك يانوح ، بقى هو ده اللى اتفقنا عليه
نوح صارخا : قتلتها يا احمد ، قتلت نعمة ..قتلت امى
لتقول أمانة وهى تجذب نوح ناحيتها : الاعمار بايد الله يانوح
نوح : ونعم بالله ..بس هى السبب
ثم جلس نوح وهو ينظر إليها بغضب قائلا : انا اخدت الشيك بتاعى من ابوكى و معايا اوراق ممضية بايديكى بتعترفى بيها بكل اعمالك المشبوهة ومعايا شيك باسمك ممضى على بياض ممكن اسجنك بيه فى اى وقت ، لو فى خلال تلات ايام ماسيبتيش مصر من غير رجعة اعملى حسابك انى هسجنك الباقى من عمرك
وعلى ماده يحصل وتغورى من البلد واللى فيها مش عاوز اشوف وشك فى اى مكان والشنطة دى فيها كل حاجتك اللى هنا ، قالها وهو يشير إلى حقيبة سفر موضوعة بالقرب من باب الشقة لم تراها قبل اللحظة
نوح مكملا : ومش عاوز منك غير انى اعرف حاجة واحدة بس ، ثم نظر إلى عينيها بغضب واكمل قائلا : يوم ما ابوكى دخل علينا وهددنى ، كان حصل بينا حاجة
سهر من وسط بكائها : لا .. انت كنت نايم ومتخدر
نوح : وليه عملتوا كده
سهر : كنت عاوزة لو نزلت مصر فى اى وقت ابقى متجوزة
نوح بسخرية : ااه...عشان تتسرمحى براحتك ...روحى وانتى طالق ..الله يلعنك
لتذهب سهر إلى حقيبتها وتسحبها فى اتجاه الخارج إلا أن نوح أوقفها مرة أخرى قائلا : ماتحاوليش تروحى ناحية الشركة هنا او فى دبى أو شركة عبد الراضى لأن الملف بتاعك فى منه نسخة فى كل حتة وفضي

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

بعد ذهاب سهر ، دام السكون التام لمدة من الوقت إلى أن قطعته أمانة قائلة : انا عاوزة اعتذرلك يا احمد انت وغادة

احمد باستغراب : تعتذرى على ايه يا أمانة

أمانة بخجل : على سوء ظنى فيكم لما شفت اللى حصل قدامى يوم ما اتعشينا مع بعض ، يمكن نوح يكون شرحلى الحكاية بعدها بس ماجاتش فرصة انى اعتذرلكم بعدها

لتنهض غادة من مكانها وتجلس بجوار أمانة قائلة : طب احمد وشبه فاهمين ظنيتى فيه ايه ..طب انا بقى مالى

أمانة : سامحينى ياغادة ..بس كنت متضايقة انك بتتفرجى وانتى فاهمة و ساكتة ، والموضوع ده استفزنى جدا الصراحة

نوح ساخرا : احمدوا ربنا ..اومال لوعرفتوا الباقى

احمد باستغراب أنهى باقى

نوح وهو ينظر لأمانة : خلوها بينى وبين أمانة احسن ،لسه فى حاجات كتير بيننا ما اتقالتش

أمانة : انا طبعا ماليش انى أتدخل فى اى حاجة تخصك ، لكن لو تسمحلى أسألك سؤال واحد

نوح : رغم أن كلامك كله مش مظبوط ..بس مش وقته ، أسألى

أمانة : هو انت صحيح وزعت الملف بتاعها فى الشغل زى ماقلت

نوح بتنهيدة : الحقيقة ماقدرتش ، لكن حبيت اخوفها أنها تروح هناك تانى ،لكن ...

أمانة : لكن ايه

نوح : انا عرفت حاتم

لتنهض أمانة من مكانها متسائلة بلهفة : ليه يانوح ...ليه كده

نوح : بصى يا أمانة ..انا مش هينفع ارجع الشركة بتاعتى ولا اشتغل فيها تانى بعد ماعرفت اللى كانت بتعمله ، والله اعلم فاكرينى ايه وسيرتى عاملة ازاى ، فسألت حاتم لو محتاجنى فى شركته أو لا لانه لو مش محتاجنى هضطر اسيب المشروع وادور على شغل فى مكان تانى

أمانة : وبعدين ...قلتله ايه بالظبط

نوح : قلتله الحقيقة ، والصراحة الراجل رحب بيا جدا وخصوصا أنه كان طلب منى انى انضم للشركة بتاعته من فترة من غير مايشوفنى لكن كان شاف الشغل بتاعى وكرر طلبه ده لما جيت مصر ، بس انا رفضت لأن منصبى ماكانش سهل انى أتنازل عنه

لكن آن الأوان انى أرمى كل حاجة ورا ضهرى عشان اعرف أكمل ...واللا ايه

لتجلس أمانة مرة أخرى وهى تقول : يمكن يكون عندك حق

احمد وهو ينهض من مكانه : طب ياللا بينا ياغادة ..الوقت اتاخر

لينهض الجميع ليتجه احمد وغادة وأمانة إلى الخارج ، واتجهت أمانة إلى شقتها ليقول نوح : كلامنا لسه ماانتهاش يا أمانة ...محتاج اتكلم معاكى

أمانة : أن شاء الله الايام جاية كتير

نوح : خلينا نتغدى مع بعض بكرة

آمنة باستغراب : نتغدى مع بعض ...ازاى

نوح : نخرج من الشغل وتقعد مع بعض فى اى مكان ونتكلم واحنا بناكل عادى

لتومئ أمانة برأسها وهى تفتح باب شقتها قائلة : سيب بكرة على ربنا ..تصبح على خير

نوح : وانتى من أهل الخير

……………………….

فى منزل عامر

تجلس هدى مع ايمن بغرفته وهى تتجادل معه فى أمر ما

هدى : طب فهمنى انت بالراحة ، ايه اللى يريحك

ايمن : انا مش تعبان عشان تريحينى ياماما ، انا كل الحكاية انى مابعرفش اعمل حاجة مش مقتنع بيها

هدى : طب ايه اللى فى كلامى مش مقتنع بيه

ايمن : ياماما افهمينى ارجوكى ، انا مبسوط كده ومستريح وحاسس انى فاهم أنا بعمل ايه

هدى : طب وايه المشكلة انك تفهمنى معاك

ايمن : المشكلة أن كلامى لا هيعجبك ولا هيعجب بابا وهتضايقونى وهضايقكم ...يبقى بلاها من الاول

هدى : انا بقوللك فهمنى مش اقنعنى ، انا بس عاوزة افهم ، هو ده مش من حقى انى اتطمن عليك واعرف انت بتعمل ايه

ايمن بتنهيدة : انا وعلى وإبراهيم عاملين شركة صغيرة جدا تكاد تكون غير مرئية بنتشترى الأجهزة الكهربائية والمعمرة القديمة اللى فيها مشاكل او اعطال وبنصلحها ونعيد بيعها مرة تانية
هدى : وهو انتو يابنى بتفهموا فى تصليح الحاجات دى

ايمن : مش احنا اللى بنصلح بايدنا ، لينا أصحابنا متخصصين فى الكلام ده هم اللى بيصلحوا

هدى : طب وعلى ايه وجع القلب ده ماعندك شركة ابوك وشركة جوز عمتك

ايمن : اهو ده الكلام اللى مش حابب اسمعه ، انا لاقى روحى فى اللى بعمله ومبسوط جدا والحمدلله بكسب كمان كويس ، ايه مشكلتكم بقى

ليسمعا دقا مرحا على باب الغرفة وعندما يفتح ايمن الباب يقول بذهول : نيرة ...مش ممكن انتى جينى امتى

نيرة بمرح : وسع ياعم لما اسلم على طنط ، انا بقالى ساعة تحت مش لاقية حد ، لحد ماعرفت انكم هنا

هدى وهى تحتضن نيرة وتقبلها : اهلا يانيرة ازيك ياحبيبتى ، حمدالله على السلامة ، رجعتى امتى

نيرة : من كام يوم

ايمن : ولسه فاكرة انك تيجى نشوفك

نيرة : المهم انى جيت ، اومال فين بقية البشرية

هدى : زمانهم على وصول ، تعالوا ننزل نستناهم على ما الغدا يجهز

ايمن : سيبيلى نيرة شوية ياماما ..عاوز استشيرها فى كام حاجة ، وشوية وهنحصلك

لتذهب هدى تاركة إياهم وتترك الباب مفتوح ، ليقول ايمن : وحشتينى ...ايه .. الساحل حلو لدرجة أنك تقعدى هناك كل ده

نيرة : اهو تغيير

ايمن : وهترجعى الشغل امتى

نيرة : لسه مش عارفة ، بس غالبا على اول الأسبوع اللى جاى

ايمن بسخرية : ااه طبعا ما البلد بلدنا والدفاتر دفاترنا

نيرة : انا اصلا الصراحة بحس انى مابعملش حاجة ، أمانة هى اللى قايمة بالشغل كله ، وبصراحة بعد ما اتخرجت لقيت نفسى مش حابة اشتغل فى المجال

ايمن : طب ما تسيبك منهم و تشتغلى معايا

نيرة : تفتكر

ايمن : جربى

نيرة بنوع من التحذير : من غير ماتفتح معايا مواضيعك إياها

ايمن : مواضيعى دى عمرى ماهقفلها وانتى عارفة كده كويس

نيرة بنوع من الغضب : اووف عليك ...مافيش فايدة فيك انا نازلة تحت

ليلحقها ايمن ويقف أمامها قائلا بتحدى : اوعى تنكرى انك بتبادلينى نفس مشاعرى

نيرة : يابنى اعقل بقى ، ده انا اكبر منك بخمس سنين

ايمن : ولو كنتى أكبر منى بعشرين سنة ..برضة بحبك ومش هتنازل عنك ابدا

نيرة وهى تذهب من أمامه : مجنون

ايمن بنصف ابتسامة : مجنون مجنون ...بس برضة مش هسيبك

……………………

فى مكتب حاتم

يجلس على مكتبه يتابع على حاسوبه بعض الايميلات ليسمع طرقا هادئا على الباب ليسمح للطارق بالدخول ، لتطل نيللى برأسها وهى تقول : السلام عليكم ، قالولى أن حضرتك طلبتنى

حاتم بابتسامة : تعالى يانيللى ادخلى واقعدى

لتجلس على المقعد المقابل لمكتبه قائلة : افندم ...اؤمرنى يا باشمهندس

حاتم : الحقيقة كنت عاوز اديكى دول

قالها وهو يناولها عدة سيديهات بيدها

نيللى : ايه دول

حاتم : ده تصوير فوتوغرافي لكل المواقع اللى حددناها اللى هيبقى فيها الديكورات الإغريقية وكل سى دى عليه المساحات الحقيقية على الواقع بتفاصيلها

نيللى : تمام حضرتك ، هبتدى شغل عليهم فورا ولما نسافر أن شاء الله….

حاتم : تسافرى فين

نيللى : الموقع

حاتم : ومين قال إنك مسافرة الموقع

نيللى باستغراب : طب مانا لازم اشوف الكلام ده على الواقع عشان اقدر احط التصور بتاعى

حاتم : اومال انا مديكى السيديهات دى ليه

نيللى : كعامل مساعد ، لكن الاصل انى اشوف بعينى الكلام ده

حاتم بتحفز : وانتى بقى اتفقتى مع مين انك تسافرى

نيللى : اتفقت مع أسامة ،، لانه هو كمان مسافر هو وأمانة
حاتم ببعض الغضب : هتسافروا امتى

نيللى بدهشة : الحقيقة مش عارفة ، التفاصيل كلها مع الباسمهندس نوح

حاتم : ماتسافريش من غير ماتبلغينى

نيللى : اكيد حضرتك هتبقى على علم بمعاد سفرنا واللى على ما اعتقد هيبقى الاسبوع اللى جاى

حاتم : ماشى يانيللى ،اتفضلى انتى

وبعد أن ذهبت نيللى من أمامه قام بوضع هاتفه على أذنه بعد أن قام بطلب رقم ما ثم قال : ازيك ياخالى ، عامل ايه

………..

حاتم : انا الحمدلله ، كنت عاوز اتكلم معاك فى موضوع مهم

………..

حاتم : لا ...بلاش البيت ، خلينى أعدى عليك فى شركتك

………..

حاتم : خلاص ، نص ساعة أن شاء الله وهبقى عندك

…………………

بمكتب أسامة

أسامة : انا عاوز اكتب الكتاب قبل مانروح الموقع

خديجة : طب وانا فى ايدى ايه بس يا اسامة ، القرار فى ايد بابا مش فى ايدى

أسامة : ماهو قاللى هرد عليك وماعبرنيش لحد دلوقتى

خديجة : انت مجنون ياحبيبى ، انت لسه قايله امبارح مش من مية سنة يعنى

أسامة بعبث : انتى قلتى ايه

خديجة : قلت كتير ، تقصد مين فيهم

أسامة بخيبة أمل : انتى ناوية تجلطينى انا عارف

خديجة : بعد الشر عليك ياقلبى

أسامة بحب : بجد ياديجا ، انا قلبك بجد

خديجة بخجل : بس بقى وياللا كمل شغل

أسامة : وتخلى ابوكى يرد عليا النهاردة

خديجة : واخلى بابا يرد عليك النهاردة

أسامة : ونكتب الكتاب بكرة

خديجة : ونكتب الكتاب بك….ايه ..بكرة ...انت بجد مجنون رسمى

أسامة : يابنتى السفر خلاص الاسبوع اللى جاى

خديجة : ماشى يا اسامة بس مش لدرجة بكرة ، ادعى بس أنه يوافق على المبدأ الأول وبعد كده ربنا يعدلها

أسامة : يارب ..عدلها يارب

……………………….

بعد انتهاء العمل اتجه نوح بصحبة أمانة إلى أحد المطاعم وبعد أن طلبا الطعام

أمانة : خير يانوح ، قلت انك عاوزنى فى موضوع مهم

نوح : الحقيقة يا أمانة انا مش عارف ابتدى منين

أمانة : اتكلم وانا سامعاك ، وماتقلقش ، هفهمك

نوح : الاول انا عاوز اعترفلك بحاجة مهمة جدا اول مرة اعترف بيها واطلعها من جوايا

أمانة : تعترفلى بايه

نوح بتنهيدة : طبعا انتى فاكرة زمان لما كنت دايما بضايقك وكنت اتخانق مع بابا وماما لما كنت دايما بشوف اهتمامهم الشديد بيكى ، لكن طبعا انتى ماتعرفيش انى كنت بعمل كده من غيرتى

أمانة بهدوء : لا يانوح كنت عارفة انك بتغير من معاملتهم ليا ، وكنت شايف انك أحق باهتمامهم منى

نوح وهو يحرك رأسه يمينا ويسارا : انا ماكنتش شايف انى أحق باهتمامهم منك يا أمانة ، انا كنت شايف انى أحق بالاهتمام بيكى منهم

أمانة : مش فاهمة

نوح : اقولها لك بطريقة تانية : انا ماكنتش بغير منك عليهم يا أمانة ، انا كنت بغير عليكى منهم

أمانة بدهشة : انت بتقول ايه

نوح : هى دى الحقيقة اللى ماحدش يعرفها ابدا غير احمد وغادة ، هم بس اللى قدروا يفهموا ده من تصرفاتى ، رغم أنهم لما واجهونى بالكلام ده قاوحتهم كتير فى البداية حتى ماما الله يرحمها مافهمتهاش ، انا كنت حقيقى بحاول أخبى غيرتى واهتمامى بأنى دايما بهاجمك واعترض عليكى وكنت بتعمد ابقى قاسى عليكى فى اوقات كتير

أمانة : طب وليه كنت بتعمل كده

نوح : كنت عاوزك جامدة ، قوية، ماتتهزيش بسهولة ، لما كنتى تيجى تقولى على نتيجتك وتفوقك كنت ببقى هطير من الفرح والسعادة ، لكن كنت بتظاهر بأنه وايه يعنى عادى ، كنت عاوزك تتحدينى وتبقى احسن واحسن

أمانة : اتخانقت معايا لما قلت لنعمة يا ماما ، استكترتها عليا

نوح : ما استكترتهاش ، بس خفت تصدقيها

أمانة : اصدق ايه

نوح : أنها امك وابقى انا كمان اخوكى ، وانا عمرى ماكنت ولا هكون اخوكى

لتصمت أمانة وهى تنظر إليه ليكمل قائلا

نوح : فى الاول كنت بخاف لا حد ياخد باله ، لكن بعد موت بابا الله يرحمه حسيت أن الشيلة كانت تقيلة اوى يا أمانة ، ااه ماما الله يرحمها كانت سادة فى حاجات كتير ، لكن حسيت انى المفروض أرمى كل حاجة ورا ضهرك واشيل المسئولية عشان ابنى روحى ومستقبلى عشانك

أمانة : عشانى انا

نوح : أيوة ، كنت عامل حسابى انى ابنى نفسى وارجعلكم بعد ماتتخرجى بسنتين تلاتة وانا مستعد وجاهز انى افتح بيت وابقى قادر انى ابقى مسئول عنك بجد ،بس كل حاجة انهدت باللى عملته الملعونة

وقتها حسيت ان كل حاجة انتهت واتعمدت اقسى عليكى اكتر يمكن لو شفت نظرة كره فى عينيكى اقدر انساكى واشيلك من بالى بس للاسف كان بيحصل العكس ، لحد ما لقيت كل حاجة اتغيرت فجأة بس بعد ماكنت عملت بينى وبينك حيطة عالية ومحتاج انى اهدها

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-