فى غرفة نوح
سهر : ها ...سامعاك ، ايه بقى حكاية المشروع اللى بتقول عليه ده
نوح بعدم اهتمام : ابدا ..احمد وغادة كان ليهم خال غنى جدا وماكانش عنده ولاد ، ولما مات ورثوه ، وكان من ضمن نصيبهم فى الميراث حتة ارض مساحتها كبيرة جدا فى الساحل ، وعاوزين يعملوها قرية سياحية
سهر وعينيها بريق الطمع : واشمعنى أمانة يعنى اللى عاوزينها
نوح : هم قالوا عاوزين شركة مقاولات تتبنى المشروع ويشاركوهم احمد وغادة بالارض
والشركة بالتكاليف ، فرشحتلهم شركة عبد الراضى
سهر : وليه مش شركتنا
نوح : لان شركة عبد الراضى معروفة بالمشاريع اللى زى دى ، وكمان مش طماعين اوى فى شروطهم زى عندنا
سهر بامتعاض : وعاوزين أمانة ليه
نوح : عشان هى اللى هتعرفهم طبعا على حاتم عبد الراضى
سهر بخبث : ااه طبعا ، ماهى حبيبة القلب
نوح بغضب : سهر ...ألزمى حدودك
سهر ببرود : أنهى حدود دى ، ماهى مامتك اللى قالت قدامنا أنه هيموت عليها وهى اللى مش معبراه
نوح وهو يعطيها ظهره وبعض على نواجزه : برضة مايخصكيش ، انا كل اللى عاوزه منك انك تقابليهم كويس وترحبى بيهم
……………………
فى اليوم التالى يفتح نوح الباب وهو يستقبل احمد وغادة بترحاب شديد
نوح : اهلا يا ابو حميد نورتنى ياحبيبى ، اهلا ياغادة نورتى ...الله ! اومال فين الولاد
غادة : ياعم الله يباركلك ...ولاد ايه ، انا النهاردة إجازة
احمد بضحك : ماصدقت خالتى قالتها ..ماتسيبى معايا الولاد على ماترجعوا ...راحت جارية وسيباهم لها
غادة بمرح : المصالح بتتصالح يا أخ
نوح ضاحكا : لأ واضح أن شغل المحاكم جايب نتيجة هايلة
احمد وغادة فى نفس الوقت : اومااال ...طبعا
لتأتى نعمة ضاحكة وهى تفتح ذراعيها لغادة قائلة : بقى كدة يابت ياغادة ...شهرين ماشوفكيش
لتبادلها غادة الاحضان بصدق وهى تقول : الا إذا كان انا ذات نفسى ماشفتنيش من ييجى سنة
نوح : ده اللى هو ازاى بقى
غادة : يعنى وحياتك ساعات بيعدى بالاسبوع من غير ماببص فى المراية ، حتى شعرى بسرحه غيابيا
احمد ضاحكا : ده أن سرحته اصلا
غادة : انى اعترض ، انا بسرحه كل يوم
احمد : انتى تحت القسم على فكرة
لتزوى غادة شفتيها وهى تقول بامتعاض : بسرحه بايدى مش بالفرشة….استريحت
↚
احمد بانتصار : جداااا
لياتيهم صوت أمانة وهى تقول : هو انتو ناصبين المحكمة لبعض كده على طول
لتنهض غادة لتحتضن أمانة بحب واشتياق قائلة : وحشتينى يا أمانة ، عاملة ايه ياقمر
أمانة : الحمدلله فى نعمة ، ازيك يا استاذ احمد
احمد : الحمدلله يا أمانة ، انتى ايه اخبارك
أمانة : الحمدلله تمام
لتدخل عليهم سهر وهى فى كامل زينتها قائلة : مساء الخير
ليلتفت الجميع ناحيتها وهم يتفحصونها بأعينهم ليقوم نوح بتعريفهم إلى بعضهم البعض
سهر بابتسامة : نوح كلمنى كتير عنكم وقاللى انكم أصدقائه الوحيدين
احمد : ربنا يديم المعروف
غادة : وانتى ياسهر، مبسوطة فى مصر واللا لسه ما اتأقلمتيش
سهر ببعض التكبر : الحقيقة العيشة هناك غير ، فى فرق كبير اكيد
غادة : يعنى افهم من كده انك مش مبسوطة هنا
سهر : مش هخبى عليكى ، انا اتعودت على الرفاهية اللى هناك
احمد : بس برضة ، مصر حلوة بأهلها ، واحلوت اكتر لما نورتينا
لتنظر له سهر ببعض الدلال لتقول : ميرسى على ذوقك ..واضح انك جنتل مان بصحيح
احمد : انا راجل صريح ، ثم قال بمرح : والحلو اقوله ياحلو فى عيونه
ليتبادل الجميع الضحكات ليقول نوح : واضح أن شغل المحاكم علمك البكش
احمد : لا مااسمحلكش ، انا راجل حقانى اقول الحق ولو على رقبتى
نوح : طب ياحقانى قول لى نويت على ايه
غادة : ما انت لو تسمع الكلام يانوح ، مانتحوجش لحد ، أو على الأقل جزء مش لازم الكل
سهر : انا مش فاهمة حاجة
غادة : طب احضرينا انتى ياسهر واحكمى بيننا
سهر : قولى
غادة : الأرض بتاعتنا اتقدرت بملايين وعشان يتعمل عليها القرية السياحية اللى بنحلم بيها برضة محتاجة ملايين ،عشان لما تبتدى تشتغل برضة تجيبلنا ملايين ، بقول لنوح يدخل شريك معانا ولو بجزء صغير واحنا كلنا عارفين المشاريع دى بتكسب اد ايه وتبقى حاجة للزمن ملكه وبتاعته لانه هيبقى شريك فيها ، لكن هو بقى مش مقتنع ، حتى بقوله لو يتبنى جزء من الأرض يعمل عليها النادى الصحى اللى طول عمره كان بيحلم بيه ، وشوفى انتى بقى السياح بيحبوا الحاجات دى اد ايه
سهر وقد التمعت عيناها ببريق الطمع : وليه لا يانوح ، غادة بتتكلم كلام معقول جدا ، هو احنا هتفضل طول عمرنا بنشتغل ، اكيد هيبجى وقت هنحب أننا نستريح ونعيش وبس
ليتبادل نوح النظرات مع احمد وغادة
ولكنهم يسمعوا نداء أمانة تدعوهم لتناول العشاء فينهضوا ويتجهوا جميعا إلى مائدة الطعام فتقول غادة : أما أكلك وحشنى بشكل يا أمانة
سهر : بس ماما اللى عاملة الاكل مش أمانة
نعمة : وهو انا يابنتى بقيت اقدر اعمل حاجة ، دى أمانة ياحبيبتى اللى جهزت كل حاجة من امبارح وانا يادوب سويت الاكل النهاردة
احمد : تعبناكم والله ، تسلم ايدك ياطنط وانتى كمان يا أمانة تسلم ايديكى
أمانة : تسلموا .. والله انتو نورتونا وكنتم واحشنى جدا
احمد : انتى اللى قافشة على الدنيا وواخدة فى وشك على طول ، يابنتى بالراحة على نفسك شوية
أمانة : ليه بتقول كده
احمد : الدنيا مش كلها شغل يا أمانة ،عيشى شوية
أمانة : انا الحمدلله عايشة ومبسوطة
غادة : بقولك ايه يا احمد ماتلعبليش فى دماغ البنية الله يكرمك ، أمانة طول عمرها ملتزمة ومحترمة
نوح ضاحكا : اوبااااا ، الكلام ده كبير
غادة بسخرية : اصل صاحبك بقى من أنصار حرية المرأة
أمانة باستنكار : طب وايه دخل حرية المرأة بأنى مش عايشة من وجهة نظره
غادة : لا ياحبيبتى ، حرية المرأة بالنسبة له غير
أمانة : ازاى يعنى
لتنظر غادة لأحمد وهى تقول بامتعاض : يعنى الحرية من وجهة نظره فى المظهر والاجتماعيات والسكريات وكل الحاجات والمحتاجات
نوح ببعض الذهول : اكيد مش اللى فهمته
غادة : لا هو بالظبط اللى فهمته ، اوعى تشك فى قدراتك
احمد ببساطة : الحرية ياتبقى كاملة يا تبقى ماسمهاش حرية
أمانة : بس لو اللى فهمته مظبوط يا استاذ احمد فأحب اقوللك أن فى فرق كبير بين الحرية والانحلال
غادة بصوت عالى : قولي له
سهر : بس انا رأيى من رأى احمد ...الحرية مابتتجزأش
↚
احمد بانتصار : اخيراااا ، اخيرا لقيت حد يشاركنى رأيى
نوح : اتلهى، دى اراء تودى جهنم
احمد : ليه يعنى ، كل واحد عارف كويس اوى الحلال من الحرام والصح من الغلط ، وهو حر يختار طريقه بمعرفته ، وماحدش شريكه
سهر وهى تنظر لأحمد بتفحص : واضح انك اوبن مايند على حق
احمد بمرح وهو يغمز بجانب عينيه لسهر: ماحدش واخد منها حاجة
سهر بخبث : وياترى القرية لما تعملوها هتبقى تمويل الشريك بالكامل واللا انتو برضة هتشاركوا بجزء
غادة : ارض الساحل عاوزين الشريك هو اللى يتكفل بيها ، لكن ارض الفيوم احنا اللى هنقوم بيها
نوح : وايه ارض الفيوم دى كمان ، ماجبتوليش سيرتها
احمد وهو ينظر لسهر وكأنه يأكلها بعينيه : دى تهبل يانوح
نوح : تهبل ازاى يعنى
احمد بانتباه : اقصد موقعها يعنى حلو جدا على البحيرة ، بس دى نأوى اعملها مجمع سكنى زى الكمبوند كده
نوح : بس دى تتكلف ملايين هى كمان
غادة : احنا مستنيين بس الفلوس اللى برة على ماتتحول وهنبتدى على طول أن شاء الله
نوح : فلوس ايه
غادة : مانت عارف خالو الله يرحمه عاش ومات فى كندا ، كان ينزل مصر يتحمس أنه هيفضل ويشترى أراضى هنا وهناك وبعد كده يرجع تانى ومايعملش ولا مشروع
بس اخر مرة كان هنا كان نأوى يبيع المزرعة بتاعته اللى هناك وييجى هنا نهائى ، بس مالحقش
نعمة : الله يرحمه يابنتى
وعندما فرغوا من الطعام اتجهت سهر لمجالسة احمد وغادة وتركت نعمة وأمانة كالعادة يلملمون المائدة وينظفون المكان و شاركتهم غادة تاركة احمد مع نوح وسهر وماهى إلا دقائق وسمع نوح صوت هاتفه فاستأذن من احمد ليرد على الهاتف فبقيت سهر وحدها مع احمد
احمد : بس انا فعلا بحسد نوح ، الواد ده طول عمره صاحبى ، بس اول مرة اعرف انه نمس وذوقه حلو بالشكل ده
سهر بدلال : انت مجامل اوى
احمد : انا بقول الحقيقة ، الصراحة لولا أن نوح صاحبى من زمان ، كنت قلت انك خسارة فيه
سهر وهى تضم شفتيها بابتسامة لعوب : ليه بتقول كده
احمد : يعنى …. واحدة فى جمالك ورقتك دى محتاجة واحد يدلعها ويهنيها ويخليها هانم ، مش تشتغلى وتتنططى من بلد للتانية ، المفروض تتنططى من بلد للتانية وانتى بتتفسحى ، وانتى بتعملى شوبنج ، وانتى بتفصلى مخك عن كل حاجة ، مش عشان تشتغلى ، الجمال ده اتخلق عشان يتخدم وبس
وقبل أن ترد سهر سمعوا صوت نوح وهو يقول : ماتآخذنيش يا احمد لو اتأخرت عليك
اوعى تكون زهقت
احمد وهو ينظر لسهر بخبث : حد يزهق وهو فى حضرة الجمال ده كله
نوح وهو يدعى الغضب : انت بتعاكس مراتى قدامى كمان
احمد : سهر دى مراة اخويا ، حد برضة يعاكس مراة اخوه
قالها وهو يتبادل نظرات صبيانية بينه وبين سهر التى كانت تتعمد النظر إليه بنظرات دلال من بين أهدافها وهو يقابل نظراتها بابتسامة من جانب شفتيه
وقتها عادت إليهم أمانة وغادة ونعمة من الداخل بالمشروبات قالت غادة : عاوزاكى يا أمانة بعد اذنك تشرحى المشروع للمهندس حاتم وتحددى لنا معاه معاد
ليندفع نوح قائلا : انا هتكلم معاه واشرحله كل حاجة ، ما انا نقلت شغلى مع أمانة من اول امبارح
سهر باستغراب : يعنى ايه نقلت معاها
نوح : حاتم طلب كل القسم التنفيذى يتنقل عنده عشان يبقى فى تنسيق من بداية التنفيذ
سهر بدهشة : يعنى انت دلوقتى فى قلب شركة عبد الراضى
نعمة باستغراب شديد : لا هو انتى يابنتى معاه فى الشغل وماتعرفيش اراضيه فين
سهر بعدم اهتمام : اصل تخصصاتنا بعيدة عن بعض ياماما وانا معظم شغلى برة
↚
غادة : هو انتى بتبقى برة برضة حتى لو مافيش تعاقدات
سهر بلجلجة : لا ..ااه ااه ، يعنى على حسب ، بيبقى فى اجتماعيات تانية كتيرة بعيد عن الشركة من اختصاصات وظيفتى
لتنظر لها غادة بتركيز شديد وهى تقول : اممممم قولتيلى ، ربنا يقويكى
ثم تنهض قائلة : مش ياللا يا احمد عشان الولاد
احمد : ياللا بينا ، ثم التفت الى سهر وقال : نورتى مصر كلها ياسهر
سهر بابتسامة واسعة : مصر منورة بأهلها يا احمد ، فرصة سعيدة
ليتبادل الجميع السلام و انصرف احمد مع زوجته على وعد بلقاء اخر قريب
…………………………….
فى اليوم التالى بشركة عبد الراضى تجلس أمانة على منضدة الرسم الخاصة بها وهى تمارس عملها فى صمت تام ، فلم توجه اى كلمة لنوح منذ الصباح ، بل منذ زيارة احمد وغادة ، فقد ظلت صامتة تماما بعد مغادرتهم ولم تنطق الا بجملة : تصبحوا على خير ، التى قالتها وهى تتجه لشقتها حتى أنها لم تعطى فرصة لنعمة بأن تفتح معها اى حديث اخر
وفجأة يقذف نوح القلم من يديه بعنف وهو يقول : لا بقى كده كتير اوى
لتنظر له أمانة إلىه وتقول بخفوت : فى ايه
نوح ببعض الغضب: انتى اللى فى ايه ، انتى ليه ساكته كده ، انتى من امبارح مااتكلمتيش ولا كلمة ، وكل ما اكلمك تهزى دماغك من غير حتى ماتنطقى ، مالك ، فى ايه
لتطأطئ أمانة رأسها لبرهة ثم ترفعها ناظرة لنوح من خلف نقابها وهى تقول بزفرة حارة من صدرها : فى انى مصدومه
نوح وقد بدأ يهدأ بعض الشئ : من ايه
أمانة : من احمد ..ومن غادة ،ثم صمتت لثوانى وقالت وصدمتى الكبرى فيك انت
نوح بنصف ابتسامة : ليه بتقولى كده
أمانة : لو انت مش عارف ليه ..تبقى مصيبة ، ولو انت عارف …. تبقى المصيبة الاكبر
نوح بحنان : ولو طلبت منك انك تصبرى عليا شوية وانا هفهمك كل حاجة فى وقتها
أمانة وهى تقف مكانها : انا اسفة يا ابن عمى ، فى حاجات بالنسبة لى مافيهاش فصال ولا تتأجيل، ومن اولوياتى ..حدود ربنا ...لا يمكن أفرط فيها أبدا
نوح بصدمة : حدود ربنا ! انتى فاهمة غلط يا أمانة
أمانة : خلاص ...فهمنى انت الصح يا ابن عمى
ليصمت نوح لدقيقتين ثم قال : توعدينى أن اللى هقوله لك ده يفضل سر بينا لحد مانا اقوللك عكس ده
أمانة : عمرى مافتشت سر واعتقد انك ادرى الناس بده
نوح : خلاص ...انا هقولك على كل حاجة
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
↚
تنتفض أمانة من مكانها قائلة برهبة : انت كده تبقى بتلعب بالنار
نوح بتنهيدة شديدة : عندك حل تانى
أمانة: وليه مايبقاش بالتفاهم ، وبالاصول وبشرع ربنا
نوح : ياريتها كانت سهلة كده يا أمانة
أمانة : بس ده تحايل على شرع ربنا ، انت كده بتاكل حقها
لينتفض نوح من مكانه بغضب : انا ماباكلش حقوق حد يا أمانة ، انا كل الحكاية أنه اتلعب بيا وانضغط عليا
أمانة ببعض الغضب : وانت وافقت
نوح : غصب عنى ، انا كنت متهدد بالقتل ، انتى فاهمة يعنى ايه كان فى مسدس فى دماغى ...انا خايف لا تكون الحكاية كلها تمثيلية ومعمولة عليا من الاول
أمانة بذهول : يعنى ايه
نوح : يعنى تدبيسة والسلام
أمانة بسخط : بلاش هبل ...ليه يعنى ، كنت مليونير واللا كنت نيكولاس كيدج عشان تلعب عليك انت بالذات
لينظر لها نوح بغيظ وإحباط ثم يقول : يمكن يكون عندك حق ، بس برضة اللى حصل خلانى مش فاهم
أمانة : بس ماتنكرش انك كنت مبسوط معاها اول جوازكم
نوح : تصدقينى لو قلتلك ماحصلش
أمانة : ازاى بقى
نوح : يا أمانة افهمينى ارجوكى ، انا اتجوزت تحت تهديد السلاح
أمانة بغضب : لاهو انت كنت عاوز تعمل عملتك السودة دى وماتتجوزهاش
نوح بغضب مماثل : عملة ايه وزفت ايه اقسملك انى مش فاكر حاجة لدرجة انى شاكك فى أن يكون حصل حاجة من الاساس
أمانة وهى تنفخ بشدة : برضة …..انا مش موافقة على اللى ناويين عليه ده ولا هشترك فيه
نوح : وانا ماطلبتش انك تشتركى فى حاجة ، انا كل الحكاية انى مش عاوزك انتى بالذات تظنى فيا ظن مش كويس
لتنظر له أمانة نظرة مطولة ثم عادت إلى طاولة الرسم الخاصة بها وهى تقول بصوت خافت : مابقتش تفرق كتير
وما أن همت بالجلوس الا ووجدت نوح بجانبها وهو يقول بصوت خافت ايضا كخفوت صوتها : ادينى فرصة يا أمانة وانا اثبتلك أنها تفرق وتفرق كتير اوى كمان
………………………
فى مكتب اخر خاص بالديكورات
تجلس نيللى أمام حاسوبها وهى تقوم بعمل بعض التصميمات وهى تتبادل الأحاديث مع زملائها بنفس القسم
صلاح : إنما انتى ليه ما اشتغلتيش معانا من زمان
نيللى : كنت بحاول ابنى نفسى بعيد عن العيلة بس للاسف ماعرفتش
سلوى : وليه بقى ، حد يسيب ماله ويخرج برة
نيللى : كنت عاوزة اعتمد على نفسى
صلاح : طب مانتى هنا برضة هتعتمدى على نفسك ، المهندس حاتم ماعندوش محاباه ، والدليل أسامة اخوكى ، ابتدى زيه زى اى حد فينا وبنفس المرتب وبنفس الشروط كمان
سلوى ببعض الهيام : الباشمهندس حاتم ده مافيش زيه اصلا ، شيك و جنتلمان ووسيم
صلاح بسخرية : وايه كمان
سلوى بانتباه : اقصد أنه مهندس شاطر وناجح فى شغله
صلاح : طب ركزى ياختى فى شغلك عشان تبقى ناجحة زيه
…………………
↚
فى حجرة نوح مساءا
سهر : كلمت حاتم على مشروع صحابك
نوح : لا ..لسه
سهر : ليه ، مش المفروض كنت كلمته عشان الموضوع مايتاخرش
نوح بعدم اهتمام : لسه بفكر فى كلام غادة
سهر : موضوع النادى الصحى
نوح : أيوة ، بس للاسف الفلوس اللى معايا مش هتكفى
سهر : طب ماتاخد قرض
نوح : مش عاوز ادخل نفسى فى متاهات مالهاش لزمة ، وبعدين انا مابحبش القروض وبعتبرها حرام
سهر : بلاش ، شوف حد يسلفك
نوح : مين اللى هيسلفنى اربعة مليون جنية
سهر : واشمعنى اربعة مليون
نوح : المبلغ اللى محتاجه عشان اكمل على اللى معايا
سهر : ليه هو هيتكلف كتير كده
نوح : المعدات لوحدها بملايين غير الجاكوزى
سهر : طب وانت تضمن أن النادى لما يشتغل هيجيبلك التكاليف دى كلها
نوح : طبعا ، وكل ما النادى ابتدى كبير كل ماهيسمع اكتر ، ده انا حتى بفكر اعمل فيه قسم استشفاء وأجهزه من البداية على الاساس ده
سهر : طب واللى يساعدك تجيب المبلغ ده
نوح : مش فاهم
سهر : اقصد يعنى ايه الضمان اللى يخلى حد يدفع المبلغ ده وهو متطمن
نوح : ممكن اكتبله العقود باسمه لحد ما النادى يخلص ويشتغل واسددله الفلوس وبعد كده استرد النادى باسمى
سهر بابتسامة واسعة : انت بتتكلم جد
نوح : طبعا جد
سهر : يبقى اتفقنا
نوح : على ايه
سهر : انا هديك الفلوس دى والنادى ينكتب باسمى
نوح : موافق ، انتى أولى من الغريب ،بس على شرط
سهر : شرط ايه
نوح : زى ماهتعاملينى زى ماكنت هتعامل مع الغريب ، هعاملك برضة كده
سهر : مش فاهمة
نوح : يعنى لازم أضمن حقى ياسهر
سهر : وهتضمنه ازاى بقى
نوح : هتكتبيلى وصل أمانة أو شيك بالفلوس اللى هدفعها ، وبعد كده لما المشروع يشتغل هيحصل حاجة من اتنين وبالتفاق مابيننا
يا أما حد فينا اللى هياخد النادى ويسدد للتانى اللى هيدفعه ، يا أما نبقى شركا رسمى
سهر وهى تنظر لنوح بتمعن : هو انت هتحط فلوس قد ايه
نوح : خمسة مليون ، هحط كل اللى حيلتى على الفلوس اللى كان سايبهالى ابويا الله يرحمه ، وعليه حتة الأرض كمان اللى فى اسكندرية بتاعة ماما
سهر : محتاجين حد يعمللنا عقود بالكلام ده
نوح : ممكن اكلم غادة اخليها تعمللنا الكلام ده
سهر : وليه مش احمد
نوح : ماتفرقش احمد أو غادة ...واحد
سهر : خلاص كلمه واتفق معاه نروحله المكتب بكرة
ليصمت نوح لبعض الوقت ثم قال : هكلمه
ليمسك نوح هاتفه ويقوم بالاتصال باحمد وشرح له ما اتفق عليه مع سهر وطلب منه الذهاب إليه بمكتبهم لاتمام العقود ولكن احمد قام بدعوتهم على العشاء بأحد المطاعم ووعدهم بأن ياتى إليهم بالعقود لتوقيعها أثناء العشاء
…………………
فى اليوم التالى بأحد المطاعم الفاخرة يجلس نوح وسهر بصحبة احمد وغادة وهم يتبادلون الأحاديث أثناء تناولهم للعشاء
غادة : بس ليه ماجيبتوش أمانة معاكم
نوح : قالت عاوزة تنام بدرى عشان عندها شغل كتير الصبح
احمد : أمانة هتفضل أمانة مش هتتغير ابدا
نوح : سيبك من أمانة دلوقتى وخليك معانا
احمد وهو ينظر لسهر : مانا معاكم اهوه ، هو انا اقدر اسيبكم ابدا
سهر دلال : عملتوا ايه فى العقود يا احمد …. خلصتهم
احمد بتملق : وانا اقدر اتاخر عنك
نوح : افندم
احمد : ايه ياعمنا ، مراة صاحب عمرى ...اخدمها بعينى طبعا
نوح بسخرية : ااه طبعا ، انت هتقوللى
غادة : احنا كمان يانوح ، الفلوس بتاعتنا هتوصل الأسبوع اللى جاى
نوح : الف مبروك ياغادة ، بس خدى بالك لا جوزك يوزعهم هدايا
غادة : انت بتقول فيها ، ربنا يستر ..احسن انت عارف صاحبك أيده مخرومة
احمد : عموما انا عملت العقود وجهزتها
غادة : العقد هيبقى بالشراكة ما بين احمد وبين سهر
لتبتسم سهر بدلال الى احمد الذى يبادلها الابتسام وهو يعض على شفتيه
سهر : طب والعقود هتبقى على أساس ايه
احمد : العقود كان أساسها أن النادى الصحى الخاص بالقرية السياحية هيبقى ملك نوح وتحت تصرفه ، لكن بعد اتفاقكم بتاع امبارح هيبقى باسم سهر لكن انا زودت على العقود أن الأرض اللى هيبقى عليها النادى كمان باسم سهر
غادة باعتراض : بس مش ده اللى اتفقنا عليه فى الاول وممكن نوح وسهر مايبقوش جاهزين بتمن الأرض يا احمد
احمد وهو ينظر لسهر بابتسامة : لا ...ما دى هديتنا لنوح وسهر على جوازهم
لتنهض غادة من مجلسها فجأة قائلة : بعد اذنكم انا رايحة التواليت
نوح : مالوش داعى ابدا يا احمد اللى انت قلته ده ، وواضح كمان أن غادة اتضايقت ، ماكانش ينفع ماتتناقش معاها فى موضوع زى كده
احمد بسخرية : هو كل ما اتنفس لازم استأذن ، وبعدين يعنى ماتقلقوش، غادة بتتصالح بسهولة ، ديتها خاتم واللا اسورة وكله بيمشى
↚
ليسمع نوح صوت هاتفه وعندما نظر لشاشة الهاتف ..استأذن منهم ليتلقى المكالمة بالخارج وقام من مكانه متجها إلى الخارج ، لينظر احمد الى سهر قائلا : مبسوطة
سهر : من ايه بالظبط
احمد : هديتى
سهر بابتسامة : بس مراتك زعلت
احمد : مايهمنيش ، المهم انتى
سهر وهى تنظر إليه من بين اهدابها : انت عاوز منى ايه بالظبط يا احمد
احمد بهدوء شديد : عاوزك
سهر بابتسامة لعوب : انت ناسى انى مراة صاحبك
احمد : مايهمنيش
سهر : وعاوزنى ازاى بقى
احمد : بالشكل اللى تحدديه ..انا موافق عليه ، عاوزة تتطلقى ..هطلقك ، عاوزة تفضلى على ذمته بس تبقى بتاعتى انا ..ماعنديش مانع
سهر بإعجاب : انت جرئ اوى
احمد : انا مؤمن وبشدة بحرية المرأة وبحب الست الجريئة الشرسة واللى احساسى بيأكدلى انك منهم
سهر : سيبنى افكر
احمد : لا ...اسمع قرارك دلوقتى ، انا ماعنديش وقت ولازم اعرف انا همشى فى اى اتجاه من اولها
سهر : طب انا موافقة بس مش هتطلق من نوح
احمد باستغراب : وليه
سهر : مابحبش القيود
احمد : وهو نوح مش قيد من القيود
سهر : تؤ ….نوح بيدينى الشرعية فى تصرفاتى وحياتى
احمد : اممممم تمام
سهر : لكن انا ليا شروط
احمد : موافق عليها ، كل شروطك مجابة
سهر : اولا عاوزاك تدارى نفسك شوية ، انت مكشوف اوى ، واعتقد أن غادة اخدت بالها
احمد : و ده يفرق معاكى
سهر : اكيد ...مش عاوزة نوح ياخد باله من حاجة ، ده اولا
احمد وهو يميل بساعديه على المائدة : وثانيا
سهر : ثانيا انا اللى احدد مواعيد مقابلاتنا بس لازم الاول تجيبلى شقة تمليك باسمى وتفرشها على أحدث طراز ومقابلاتنا تبقى فيها
احمد : موافق ،بس الكلام ده هياخد وقت وانا مستعجل
سهر : مراتك جاية ، نكمل كلامنا بعدين
وعندما اتت غادة قالت بجمود : معلش لو اتأخرت عليكم ، فين نوح
احمد : جاله تليفون وخرج يستقبله برة
ليأتى نوح هو الآخر معتذرا عن التاخير ثم قال : هات العقود ياللا يا احمد عشان لازم نمشى دلوقتى
غادة : خير يانوح ، فى حاجة واللا ايه
نوح : المهندسين معايا فى شركة عبد الراضى سهرانين على الشغل وفى مشكلة ومحتاجنى اروحلهم
ليخرج احمد ملفا من حقيبة جلدية كانت موضوعة بجوار قدمه ويقدمه إلى نوح قائلا : المفروض سهر تمضى الاوراق دى ومعاها الشيك اللى بقيمة 4 مليون ، وبعد كده نتقابل بكرة أن شاء الله عشان نوثق الاوراق فى الشهر العقارى
نوح : تمام ، بس خلى الشهر العقارى الأسبوع اللى جاى ، انا مش فاضى الاسبوع ده عشان مسافر
سهر : مسافر فين
نوح : ارض المشروع بتاع عبد الراضى
احمد : تمام ، انا كمان عندى قضية مهمة فى أسيوط على ما اخلصها تكون انت رجعت بالسلامة
كان أحمد يشير إلى سهر إلى مكان التوقيع فى كل ورقة دون أن يعطيها اى فرصة لقراءة العقود وكان نوح أيضا واقفا بجوارها يحثها على سرعة الانتهاء حتى يستطيع اللحاق بزملائه بالعمل ، وما أن انتهت سهر من التوقيع على الأوراق وإيصال الأمانة قام احمد بلملمة الاوراق بالملف بما فيهم إيصال الأمانة وهو يقول : الايصال هيفضل عندى لحد ماتجيبلى ال 5 مليون يا نوح ...الشغل شغل
لتتسع ابتسامة سهر وهى ترسم أحلاما واسعة لمستقبل ملئ بالثراء
……………………
فى منزل احمد
غادة : ليه اخدت وصل الأمانة وماسيبتوش لنوح
احمد ضاحكا : خفت بعد اللى سمعه بجيبها من شعرها وتعرف تاخده منه واللا تقطعه
غادة بقلق : ربنا يلهمه الصبر على مايخلص من الحية دى
احمد : أن شاء الله نرجع من السفر والموضوع ده منتهى
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
↚
فى منزل احمد
غادة : ليه اخدت وصل الأمانة وماسيبتوش لنوح
احمد ضاحكا : خفت بعد اللى سمعه بجيبها من شعرها وتعرف تاخده منه واللا تقطعه
غادة بقلق : ربنا يلهمه الصبر على مايخلص من الحية دى
احمد : أن شاء الله نرجع من السفر والموضوع ده منتهى
لتنظر له غادة بشئ من الضيق ثم تستدير متجهه إلى الباب ليقول لها : مالك ياغادة فى ايه ، من ساعة مارجعنا من برة وانتى مش على بعضك ليه ، مالك
غادة بدموع : مخنوقة
لينتفض احمد من مجلسه ويقف أمامه متسائلا بدهشة : من ايه ، ايه اللى حصل
لتنظر له غادة بعتاب قائلة : وانت بتتكلم مع سهر ماعرفتكش ، كنت حد تانى انا ماعرفوش ، ازاى كنت بتكلمها بالبساطة دى ..ازاى
احمد بدهشة : انتى اتجننتى يابنتى ، اشحال أن ماكنتيش انتى اللى حاطالى السيناريو كله وكل كلمة قلتها بتخطيطك انتى
غادة وهى تعطيه ظهرها : مش هنكر..بس ..
احمد وهو يديرها إليه مرة أخرى : بس ايه يا هبلة
غادة وقد بدأت دموعها فى الهطول على وجنتيها : مش عارفة يا احمد ..مش عارفة ، حسيت أن قلبى وجعنى وانا بسمع التسجيل بتاع كلامك معاها ،اتوجعت اوى زى ماتكون بتخوننى بجد
احمد ضاحكا وهو يضمها إلى صدره : بشرة خير يادودو ، معنى كده أنهم ممكن يختارونى فى فيلم سينمائى وافرقع ونقب على وش الدنيا
وبعدين انتى ناسية انا تعبت قد ايه على ما اتجوزتك ، وانتى عارفة أن الغالى بيفضل طول عمره غالى
غادة : بجد يا احمد
احمد : الا بجد ..ده جد الجد كمان
غادة : طب وبعدين هتعملوا ايه
احمد : زى ما اتفقنا هنسافر اول ما نوح يحجز التذاكر ونخلص من الموضوع ده على خير أن شاء الله
………………….
فى شركة عبد الراضى
كان أسامة يجلس إلى جانب خديجة وهم يتبادلون الأحاديث المرحة فيما بينهم
أسامة : مش هنتجوز بقى
خديجة : مش فاضية يا اوس اوس
أسامة : مش فاضية !؟ هو انا بقوللك تعمليلى شاى عشان تقوليلى مش فاضية ، انا عاوز اتجوز بقى
خديجة : يابنى احنا يادوب قرينا الفاتحة من اسبوعين بس
أسامة : ماليش فيه ، قولى لابوكى انى عاوز اتجوز الشهر الجارى
خديجة بتوعد : ايه ابوكى دى
أسامة : حقك عليا ، بلغى سيادة اللورد انى عاوز اتجوز الشهر اللى جاى
خديجة : مش لما الشقة تجهز ، وانا كمان اخلص حاجتى
أسامة : طب لو خلصنا كل حاجة نتجوزالشهر الجاى
خديجة بخجل : ماليش فيه
أسامة بخبث : اومال ليكى فى ايه
خديجة : ماليش فى حاجة خالص ، وبعدين الكلام ده مع بابا وماما مش معايا انا
↚
أسامة : بس لازم يبقالى حليف فى عقر دارهم ، ولو انتى مش الحليف بتاعى اجيب حليف منين يعنى انا
لتأتى عليهم أمانة قائلة : الرسومات بتاعة الشاليهات الخاصة خلصت واللا لسه
خديجة : انا خلصتهم وعملتلك المقايسات كلها على سى دى
أمانة وهى تتناول منها السى دى : تمام تسلم الايادى ، طب واللوبى يا اسامة
أسامة : خلص ياقلبى واديته لنيللى عشان تظبط شغلها عليه
أمانة بصوت خافت : خفوا النحنحة شوية ، خايفة عليكم لاتتحسدوا ، الله اكبر ، ربنا يحفظكم يارب
خديجة : ااه يا أمانة بالله عليكى كل ماتشوفينا ارقينا كده وادعيلنا
أمانة : فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين
…………………….
تجلس نيللى على طاولتها تقارن بعض الرسومات ببعضها وهى تعدل وتحذف وتضم لتجد حاتم يتجه إليها قائلا : السلام عليكم
نيللى : وعليكم السلام
حاتم : مين اللى معاه شغل اللوبى
نيللى : انا يافندم
حاتم : تمام ، فى اجتماع بكرة أن شاء الله هيحضره الشركاء ، عاوزين نبقى جاهزين بالافكار اللى خلصت عشان نعرضها ونتناقش فيها
نيللى : انا عاوزة اعرف اسم القرية هيكون ايه ، ممكن
حاتم : الحقيقة احنا لسه ما استقريناش على الاسم بالظبط لكن فى اسمين مترشحين بقوة النخيل أو الياسمين
نيللى : بس الاسامى دى متداولة بين القرى فى أماكن تانية كتيرة ومش جديدة
حاتم : عندك اقتراحات معينة
نيللى : هو ممكن
حاتم : ااه طبعا ، احنا لسه بندرس كل حاجة
نيللى : ممكن مثلا نسميها اسم فرعونى ونستخدم ده فى الديكورات الداخلية والخارجية كمان
حاتم : بس برضة الاسامى الفرعونية منتشرة
نيللى : طب ممكن نختار اسم ماحدش اختاره قبل كده
حاتم : زى ايه مثلا
نيللى : طب ايه رأيك فى اسم بيرسيوس
حاتم : وده يبقى مين بيرسيوس ده
نيللى : بيرسيوس بطل إغريقي ويبقى ابن زيوس و داناى
ليبتسم حاتم قائلا : هو الاسم جديد ويشد لكن هنقدر نربط مابين الاسم والتصاميم
نيللى : ماعتقدش أنها صعبة ، احنا لو حطينا بس الخطوط العريضة ..الكل هينطلق ويطلع اللى جواه
حاتم ،: تمام نقول الكلام ده بكرة أن شاء الله فى الاجتماع وناخد الاصوات
نيللى : وانا هحضر تصور للكلام ده وهعرضه بكره أن شاء الله
حاتم بود : مبسوطة
نيللى وهى تنظر إلى أوراقها : الحمدلله
حاتم : يعنى اعشم نفسى انك خلاص هتفضلى معايا على طول
لترفع نيللى عينيها إلى حاتم لتجده ينظر إليه بابتسامة ودودة خطفت قلبها وجعلت حدقتى عينيها تتراقص بين عينيه ثم اخفضت عينيها سريعا وقالت بوجل : ربنا ييسر لنا كل خير باذن الله
حاتم بابتسامة خبيثة : وينولنى اللى فى بالى
وعندما نظرت له نيللى مرة أخرى وجدته يتجه إلى الخارج وعندما وصل إلى الباب التفت إليها وهو يدير بصره بين الجميع ليتأكد أنه لا يوجد من يراقبه سواها ليغمز إليها يعبث ثم يذهب لتجلس نيللى مكانها وهى تعود بذاكرتها الماضى
فلاش باك
كان أسامة وأيمن ونيللى فى زيارة الى منزل عمتهم وبعد الطعام قام أسامة وأيمن مع حاتم حتى يلعبوا الكرة ، وأصر عامر على نيللى أن تذهب مع اخواتها للعب ، وعندما خرجت معهم إلى الحديقة
أسامة : انتى هتلعبى معانا يانيللى
حاتم : تلعب ايه يابنى ، مش هتعرف ، دى مابتقدرش تجرى اصلا
ايمن : ممكن تقعد تتفرج علينا
أسامة : أو نلعب لعبة تانية مافيهاش جرى
حاتم بسخرية : يابنى هى المفروض تجرى عشان تخس شوية ، أو اقوللكم ..ثم اكمل بسخرية : تعالوا نخليها تقف جون ...هتسده
أسامة : لا طبعا ، الكورة لو خبطتها جامد أو لو جت فى وشها ممكن تأذيها
↚
حاتم : يبقى خلاص تقعد بعيد وما تلعبش معانا ، هى كده هتعطلنا وتضايقنا ،مش عارف ايه اللى جابها ورانا اصلا ، ثم التفت إلى نيللى وقال متهكما : روحى يانيللى اقعدى مع الكبار
لتذهب نيللى للجلوس بجوار أبيها مرة أخرى كاتمة دموعها وهى عاقدة العزم على ألا تذهب الى بيت عمتها مرة أخرى أو الاجتماع بحاتم بأى مكان حتى تنهى فترة علاجها
عودة
نيللى لنفسها : عاوز ايه منى ياحاتم ، سيبنى فى حالى ..انا ماصدقت ألقى روحى
……………………..
فى منزل نعمة يحمل نوح حقيبة صغيرة بيده ويقف مودعا أمه فى طريقه للسفر
نوح : خدى بالك من نفسك ياماما ومن صحتك وانا مش هتأخر أن شاء الله ، كلها تلات أو أربع ايام وارجع على طول أن شاء الله
نعمة : أن شاء الله ياحبيبى ، خد بالك من نفسك يانوح ومن أكلك ياحبيبى ، ونام كويس عشان قلة النوم بتتعبك
نوح : حاضر ياحبيبتى ماتقلقيش ، ياللا اشوف وشك بخير
وقبل أن يتركها نوح أمسكت نعمة بيده وقالت : نوح ..عاوزة أوصيك على أمانة
نوح باستغراب : مالها أمانة يا ماما
نعمة : أمانة بخير ياحبيبى الحمدلله ، بس عاوزاك دايما جنبها واوعى تسببها ، هى ااه مامتها وأخواتها جنبها ، بس احنا غير ...احنا أهلها يانوح ...اوعى تتخلى عنها فى يوم يابنى ، دى أمانة عمك وابوك وامانتى انا كمان
ليضمها نوح متسائلا بقلق : انتى ليه بتقوليلى الكلام ده دلوقتى ، ليه بتقلقينى عليكم
نعمة بابتسامة : ولا تقلق ولا حاجة ، انا بس بوصيك على بنت عمك ، مش عاوزاك تزعلها ولا تضايقها تانى
نوح بابتسامة : لا يا ستى اتطمنى ، ياريت تبقى توصيها هى بس عليا ، ها ..امشى بقى
نعمة بابتسامة : مع السلامة ياحبيبى ، قلبى راضى عنك ، ودعيالك بالخير لآخر نفس فى عمرى
ليقبلها نوح من وجنتيها ويحمل حقيبته ويغلق الباب ثم ذهب ليدق الباب على امانة لتفتح له بعد أن وضعت نقابها
أمانة : انت مسافر ؟!
نوح : المفروض انى فى مأمورية تبع الشغل
أمانة : اومال انت رايح فين
نوح : سفرية هتفرق معايا كتير ، بس عاوز اطلب منك طلب
أمانة : اتفضل
نوح : انا عارف انك مش هتكذبى وعشان كده لو حد سألك عن اى حاجة تخص سفرى ماتقوليش اكتر من أن التفاصيل كلها مع نوح وانك ماتعرفيش اكتر من انى هغيب تلات اربع ايام ….ممكن
أمانة : حاضر يانوح
نوح : وحاجة كمان
أمانة : ها
نوح : خدى بالك من نعمة على ما ارجع ، وما تسيبيهاش تبات مع سهر لوحدها ، ياتباتى معاها ، ياتاخديها تبات معاكى ، خايف تتعب وسهر ماتحسش بيها أو مانعرفش تتصرف
أمانة : انت هتوصينى على مرآة عمى يانوح ! دى فى عينيا
نوح : يسلمولى يارب ….اشوف وشك بخير ..لا اله الا الله
أمانة : محمد رسول الله
…………………...
كانت أمانة تجلس مع نعمة بشقتها تتبادلان أطراف الحديث
نعمة : انا مش عارفة سهر اتأخرت كده ليه ، الساعة داخلة على عشرة
أمانة : انا اتصلت بيها اكتر من مرة وبتكنسل عليا
نعمة : نوح لو عرف انها بتتأخر كده وهو مش موجود هيعمل مشكلة كبيرة
أمانة باضطراب : مالناش دعوة يامراة عمى ، هم حرين مع بعض
لتفتح سهر الباب وتدخل منه لتنظر لها نعمة بغضب عنما وجدتها دون غطاء شعرها وقالت : انتى ايه اللى انتى عاملاه فى نفسك ده
سهر ببرود : عاملة ايه
نعمة : ازاى ماشية بشعرك كده ، هو انتى يابنتى مش محجبة
سهر دون مبالاة : دى حرية شخصية وما احبش حد يتدخل فيها
نعمة بغضب : حرية ايه وزفت ايه ، انتى ناسية انك على ذمة راجل
سهر بامتعاض : وانا والراجل ده حرين مع بعض ، فيا ريت بلاش شغل الحماوات الفتانات ده وبعد اذنك خليكى فى حالك
لتنتفض نعمة من مكانها بغضب وتقول : ايه اللى انتى بتقوليه ده
أمانة : بالراحة يامراة عمى عشان خاطرى أهدى
نعمة بغضب اكبر : أهدى ازاى وهى بتكلمنى بالاسلوب ده
أمانة : النرفزة والعصبية غلط عليكى ..عشان خاطرى أهدى وحياة نوح
↚
نعمة وقد بدأ جسدها فى الانتفاضة نتيجة الغضب : نوح ! نوح اللى غايب والمفروض أنه متطمن أن عرضه متصان، مراته راجعة متأخر وحاله شعرها
سهر ببعض الغضب : بقولك ايه ...انا مااتعودتش حد يتدخل فى حياتى مش هاتيجى انتى على اخر الزمن وتقوليلى اعمل ايه وما اعملش ايه
أمانة بغضب : وبعدها لك بقى ، انا مش عاوزة أتدخل من الصبح ،بس مش معنى كده انك تسوقى فيها وتكلميها بالشكل ده
لتسمع أمانة صوت ارتطام قوى لتلتفت لتجد نعمة ممددة على الأرض غائبة عن الوعى
……………………..
فى المستشفى وأمام غرفة الرعاية المركزة كانت تقف أمانة وهى منهارة فى احضان هدى وعامر حتى خرج الطبيب ليسأله أسامة عن الوضع
الطبيب وهو منكس الرأس : للاسف حالتها وحشة جدا
عامر : احنا ممكن ننقلها فى اى مكان تانى لو هيبقى افضل من هنا
الطبيب : مش هتفرق صدقنى ، القلب وقف مرتين خلال مدة قصيرة جدا ، ادعولها بس هى بتلح عاوزة تشوف واحدة اسمها أمانة
أمانة بنحيب : انا ...أما أمانة
الطبيب : ممكن تدخلي لها ، هى عاوزة تشوفك ، بس خمس دقايق مش اكتر
لتجفف أمانة دموعها وتتجه إلى رؤية نعمة ، وعندما وصلت إليها نادتها بحب حزين : ماما
لتفتح نعمة عيونها وهى تنظر لأمانة بحب وأشارت إليها كى تقترب منها وقالت : طول عمرك بنتى اللى مخلفتهاش يا أمانة ، بتمنى يابنتى انى ماكونش قصرت معاكى فى يوم من الايام
أمانة ببكاء : عمرك ...عمرك ماقصرتى معايا ، طول عمرك امى اللى حميانى وكرمانى
نعمة : نوح يانعمة ، نوح مالوش غيرك فى الدنيا دى بعد ربنا ، خليكى جنبه ، فتحى عنيه يا أمانة ، اوعى تسيبيه معمى ، ثم ضغطت على يدها قائلة بوهن شديد : عمرى ما اتمنيت له زوجة غيرك ، ولسه بتمناكى ليه ، ويمكن يكون النصيب غلاب ، بس لو ماكانش ، خليكى ليه حارس يا أمانة ، دى وصيتى ليكى يابنتى
واغمضت نعمة عينيها إلى الأبد لتصرخ أمانة قائلة : هتسيبينى ليه يانعمة ، هتسيبينى ليه ..لتسقط ارضا غائبة عن الوعى
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
↚
فى شقة نوح
تجلس أمانة متوشحة بالسواد وسط اهتزاز جسدها وكتفيها من اثر البكاء وتجلس بجوارها هدى ونيللى وغادة وسط كلمات المواساة
هدى : يابنتى اطلبيلها الرحمة والمغفرة ، وماتعمليش فى روحك كده
أمانة بنشيج : اول مرة يسافر وهو بيوصينى عليها ، لما يرجع اقولله ايه ، لما يسألنى عليها اقولله ايه
غادة : لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم ، يا أمانة استغفرى ربنا وبلاش اللى بتعمليه ده، هو انتى يابنتى قصرتى معاها فى حاجة ، ما الكل عارف كانت ايه بالنسبة لك
أمانة : كانت امى اللى عزتنى ، امى اللى دفتنى وضمتنى ياغادة ، عمرها ماحسستنى باليتم وانا فى حضنها ، امى الحقيقية رجعتلى بس حسيت باليتم لما نعمة ماتت ياغادة ، نعمة هى اللى ربتنى ، كانت امى وابويا
هدى ببكاء : عمر ماحد يقدر ينكر فضلها ، الله يرحمها ، بس برضة يابنتى ...انتى كده بتعذبيها بدموعك دى
أمانة : مش قادرة ، انتو ليه مش حاسين بيا ، مش قادرة اصدق انى مش هشوفها تانى ، مش قادرة اصدق ان كل الخيوط انقطعت خلاص
غادة : اومال نوح لما ييجى بقى هيتحمل ازاى وانتى بالشكل ده ، المفروض انتى تبقى سنده يا أمانة فى موقف زى ده
أمانة وهى تمسك بيد غادة : كان حاسس ياغادة أن هيحصل لها حاجة ، قاللى خليكى جنبها وماتسيبيهاش عشان لو تعبت تلحقيها
نيللى : والحمدلله ياحبيبتى انك كنتى جنبها ولحقتيها ، ماكانتش لوحدها ، اسعفتيها على طول ، بس الاعمار بايد الله
لكل اجل كتاب ..انا لله وانا اليه راجعون
لتلتفت أمانة بلهفة عندما سمعت تلك الكلمات ، فقد كان صوته ،صوت نوح وهو يبكى بشدة ، وعندما نهضت من مكانها حدث مالم تتوقعه يوما فقد تفاجئت بنوح يتقدم إليها بسرعة ليجذبها إلى أحضانه باكيا كطفل ضائع ..جذبها بشدة وضمها إلى ضلوعة بشدة وهو يقول باكيا : الشجرة وقعت يا أمانة ...الشجرة وقعت
فما كان من أمانة الا أن انشجت ببكائها عندما تذكرت نعمة وهى تشبه نفسها بشجرة ليس لها إلا غصنين صغيرين كانت تتمنى أن ترى ثمارها ، ولكن الموت لم يمهلها
ليشعر نوح بيد تربت على كتفه وعندما التفت وجد عامر يجذبه ويحتضنه قائلا : شد حيلك يا بنى وادعيلها بالرحمة والمغفرة
نوح : انا عملت الإجراءات وان شاء الله الدافنة بعد صلاة الضهر
أسامة : أن شاء الله ، شوف انت عاوز ايه واحنا كلنا معاك حواليك وكلنا اخواتك يانوح
هدى وهى تربت على ذراعه : والدتك الله يرحمها جميلها فى رقبتى عمرى ما اقدر انساه وغلاوتك من غلاوتها
نوح : انا متشكر اوى ، بعد اذنكم انا هغير هدومى وهننزل عشان نحضر كل حاجة
ثم التفت إلى أمانة قائلا : أمانة ...عاوزك دقيقتين لو تسمحى
لتذهب أمانة خلفه إلى شقتها التى اتجه إليها بعيدا عن المعزيين وهو يحمل حقيبة صغيرة وبعد أن دخلت أمانة إلى شقتها اعطاها الحقيبة وهو يقول : من فضلك خليلى دى معاكى ، اوعى تديها لحد أو حد يعرف فيها ايه
أمانة : هى ايه دى
نوح : اكيد هتعرفى بس مش دلوقتى ، المهم خليها فى شقتك بعيد عن ايد اى حد وخصوصا سهر ، هى فين
لتتلجلج أمانة قائلة : موجودة فى اوضتكم
نوح بجمود : كانت فين لما ماما ماتت
أمانة : لما روحنا المستشفى انا طلبت منها تفضل هنا ، وموجودة من ساعتها ماراحتش فى اى حتة
نوح : ماشى ، انا هروح اغير وهنروح على المستشفى على طول ، هاتيجى معايا
أمانة بدموع : طبعا ..لازم أقف على غسلها وادعيلها
ليومئ نوح رأسه ويعود إلى شقته فيتجه إلى غرفته وما أن فتح الباب حتى هبت سهر من مكانها وهى تنظر إليه بتأهب فى محاولة منها لاستشفاف مايجول بخاطره وان كان علم بمشادتها مع أمه ام أنه لم يعلم بعد ، ولكنها عندما نظرت بوجهه لم ترى غير الحزن فهدأ هذا من روعها نوعا ما وعلمت أنه لم يعلم بشئ..فاتجهت إليه قائلة : نوح ...حمدلله على السلامة ، البقاء لله
نوح بجمود : ونعم بالله
وعندما رأته يغير ملابسه استعدادا للخروج مرة أخرى
سهر : هتعمل ايه دلوقتى
نوح : هنروح المستشفى نجهزها عشان الدافنة
سهر : تحب اجى معاك
نوح بحزم : لا ...أمانة هاتيجى معايا ، خليكى انتى هنا على مانرجع
وبعدها خرج نوح متجها إلى الجمع بالخارج وقال : ياللا بينا ..ثم نظر إلى غادة قائلا : بعد اذنك ياغادة خليكى انتى هنا عشان تاخدى بالك من كل حاجة
غادة : حاضر يانوح ماتقلقش ..مع السلامة انتم ، ربنا المستعان
ليتجه الجميع إلى وداع نعمة وإيصالها إلى مثواها الأخير بين الدعاء والحزن والمواساة
إلى أن انقضى اسبوع على موت نعمة
↚
كان الجميع قد انصرف إلى حياته وعادت هدى وزوجها واولادها إلى منزلهم بعد أن قابلت أمانة طلبهم بالذهاب للمعيشة معهم بالرفض الشديد وأصرت على البقاء بشقتها
خرج نوح من شقته صباحا ودق على شقة أمانة لتفتح له وهى مستعدة للذهاب إلى عملها
نوح بهدوء : صباح الخير
أمانة بحنان: صباح الخير يانوح ، عامل ايه النهاردة
نوح وهو يومئ برأسه : الحمدلله يا أمانة ، مابقاش حاجة ليها طعم من بعد ماراحت
أمانة وقد وضحت معالم بكائها على صوتها : ربنا يرحمها ويحسن إليها يارب
نوح : يارب ، ياللا بينا
أمانة : طب روح انت وانا هحصلك
نوح بحزم حنون : طالما مع بعض فى نفس المكان يبقى هنروح وتيجى سوا ..ياللا
لتغلق أمانة بابها وتذهب معه
فى السيارة
نوح : ماجاتش مناسبة من ساعتها أسألك
أمانة بتوجس : عاوز تسألنى على ايه
نوح : ايه اللى تعب ماما فجأة كده ..انا كنت لاحظت أن حالتها مستقرة من ساعة مارجعت من دبى
لتصمت أمانة وهى لا تعلم بما تجيبه وعندما طال صمتها قال : اتكلمى يا أمانة مهما كان اللى هتقوليه مش هيبقى اكتر عندى من موتها
أمانة بتردد : انا هحكيلك يانوح لأنها طلبت منى قبل ما تموت انى اعرفك
نوح بفضول : تعرفينى ايه
لتقص عليه أمانة كل ماحدث ليلة وفاة نعمة بالتفصيل ثم بعد أن انتهت من حديثها تنهدت قائلة : صدقنى لولا أن مراة عمى امنتنى انى مااسيبكش معمى ماكنتش حكيتلك اى كلمة من الكلام ده
كان نوح قد أوقف السيارة عندما بدأت أمانة فى قص ماحدث وأخذ فى الاستماع وهو يقبض على المقود حتى ابيضت مفاصل كفه وبعد أن انتهت أدار السيارة مرة أخرى فى صمت حتى وصلوا إلى مقر شركة عبد الراضى ولكن نوح قال لها : روحى انتى يا أمانة على المكتب وانا هوصل لمكتب حاتم عشان عاوزه ضرورى وبعدين هحصلك
لتومئ أمانة رأسها وتتركه متجهه إلى عملها
……………………
بعد ثلاثة أيام
بعد انتهاء أمانة من عملها قامت بلملمة جميع أوراقها وهى تقول لنوح : المفروض اننا هننقل الشغل بعد كده فى الموقع
نوح باستغراب : وانتى بتروحى المواقع اللى برة القاهرة
أمانة : ماكنتش بروح زمان عشان ماابعدش عن نعمة ، لكن دلوقتى ……
نوح : دلوقتى ايه
أمانة : محتاجة اروح يانوح ، يمكن اتعود على بعدها
نوح : لو قلتلك تروحى تعيشى مع مامتك يا أمانة ...
أمانة بحزم : لا
نوح : مش احسن من قعادك لوحدك
أمانة : انا ممكن اقعد معاهم يوم او اتنين ، لكن اعيش هناك على طول وابعد عن… وابعد عن بيتى ، لا مش هقدر، نعمة وصتنى ماابعدش
نوح : ووصتنى انا كمان
أمانة باستغراب : وصتك بايه
نوح : وصتنى على الأمانة يا أمانة ،ثم أكمل بتنهيدة : احنا محتاجين قعدة طويلة مع بعض بس الاول النهاردة بالليل فيه قعدة اهم هتحصل عندى فى شقتى بحضور احمد وغادة ، اول مايوصلوا هندهلك على طول وتجيبيلى معاكى الشنطة اللى اديتهالك يوم مارجعت من السفر
أمانة وهى تخمن سبب تلك الجلسة : ماشى ...ياللا بينا بقى عشان نلحق نتغدى الاول
………………..
مساءا بشقة نوح
تدخل أمانة لتجد احمد وغادة يجلسان فى صمت وهما يتبادلان النظرات لتحييهم وتجلس بجانب غادة بعد أن أعطت الحقيبة لنوح فأخذها من يديها واعطاها لاحمد ثم جلس معهم وظل اربعتهم يتبادلون الأحاديث العادية وهم بانتظار سهر التى كانت بالخارج ولم تعد بعد
وبعد مايقرب من الساعة وجدوها تفتح الباب وتدخل لتتفاجئ بوجود الجميع أمامها
سهر ومعالم الدهشة مازالت على وجهها : مساء الخير ، ايه ده انتو هنا من امتى
احمد : احنا هنا من ساعتين تقريبا
سهر بامتعاض : وماقولتوليش ليه ..كنت حاولت اجى بدرى
نوح : منين
لتلتفت سهر إليه بدهشة قائلة : هو ايه اللى منين
نوح : بتقولى كنت جيت من بدرى وانا بقوللك منين ، جاية منين ياسهر
سهر ببرود : من الشغل ، هاكون جاية منين
نوح بجمود : الشغل اللى واخدة منه إجازة من قبل مانرجع من دبى ...ولحد دلوقتى ماقطعتيهاش
سهر بارتباك : ااانا أنا عندى مشاغل تانية بعيدة عن الشركة
↚
نوح : مشاغل زى ايه يعنى ، مش تشركينا معاكى ، يمكن نفكر نغير نشاطنا احنا كمان
سهر : نشاط ايه اللى تغيره ، انا مش فاهمة انت بتتكلم على ايه
احمد : اسمحلى افهمها انا يانوح
ليشير نوح بحركة مسرحية الى احمد معناها السماح له بالحديث ليقول احمد : بصى يا مدام سهر احنا معانا ملف قضيتك القديمة
لتبهت سهر وهى تقول : قضية ايه
نوح يتهكم : الا المصيبة يكون عندك قواضى غيرها
سهر وهى تنهض متجهة إلى باب الشقة : انا مش هقعد اسمع الكلام الفارغ ده اكتر من كده
ليلحقها نوح ويجذبها من يدها وهو يقول لها بنبرة حاقدة : بقى كنتى عايشة طول عمرك برة يا قذرة يا واطية وانتى سايبة مصر بفضيحة ، بقى تتحبسى تلات سنين فى قضية اداب وانتى يادوب عمرك اتنين وعشرين سنة ، لا وابوكى اللى عامل نفسه حارس الشرف والأمانة كان القواد بتاعك ، دلوقتى بس فهمت كلام امك لما قالتلك يارب الجواز يهديكى ويعقلك ، امك اللى هربت من قذارة ابوكى لما كان عاوزها هى كمان تدورها بس طلعت اشرف منكم واتطلقت وهربت وسابتلكم البلد باللى فيها
لا وكمان بعد ما اتجوزنا يانجسة مدوراها ...ايه .. النجاسة ماشية فى دمك للدرجة دى ، واحدة غيرك ربنا سترها واتجوزت كانت تتوب وتنضف ، لكن انتى فضلتى على نفس ملتك
ثم زفر بشدة وقال : كله كوم واللى عملتيه فى امى كوم تانى
لتنظر سهر لأمانة برعب وهى تقول : كدابة ..كدابة ، انا ماعملتش حاجة ، هى اللى وقعت لوحدها من غير ما أقوالها حاجة
ليصفعها نوح على وجنتيها مرارا وتكرارا تحت صراخها الحاد حتى وقف احمد بين نوح وبينها وهو يمنعه عنها قائلا : وبعدها لك يانوح ، بقى هو ده اللى اتفقنا عليه
نوح صارخا : قتلتها يا احمد ، قتلت نعمة ..قتلت امى
لتقول أمانة وهى تجذب نوح ناحيتها : الاعمار بايد الله يانوح
نوح : ونعم بالله ..بس هى السبب
ثم جلس نوح وهو ينظر إليها بغضب قائلا : انا اخدت الشيك بتاعى من ابوكى و معايا اوراق ممضية بايديكى بتعترفى بيها بكل اعمالك المشبوهة ومعايا شيك باسمك ممضى على بياض ممكن اسجنك بيه فى اى وقت ، لو فى خلال تلات ايام ماسيبتيش مصر من غير رجعة اعملى حسابك انى هسجنك الباقى من عمرك
وعلى ماده يحصل وتغورى من البلد واللى فيها مش عاوز اشوف وشك فى اى مكان والشنطة دى فيها كل حاجتك اللى هنا ، قالها وهو يشير إلى حقيبة سفر موضوعة بالقرب من باب الشقة لم تراها قبل اللحظة
نوح مكملا : ومش عاوز منك غير انى اعرف حاجة واحدة بس ، ثم نظر إلى عينيها بغضب واكمل قائلا : يوم ما ابوكى دخل علينا وهددنى ، كان حصل بينا حاجة
سهر من وسط بكائها : لا .. انت كنت نايم ومتخدر
نوح : وليه عملتوا كده
سهر : كنت عاوزة لو نزلت مصر فى اى وقت ابقى متجوزة
نوح بسخرية : ااه...عشان تتسرمحى براحتك ...روحى وانتى طالق ..الله يلعنك
لتذهب سهر إلى حقيبتها وتسحبها فى اتجاه الخارج إلا أن نوح أوقفها مرة أخرى قائلا : ماتحاوليش تروحى ناحية الشركة هنا او فى دبى أو شركة عبد الراضى لأن الملف بتاعك فى منه نسخة فى كل حتة وفضي
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
↚
بعد ذهاب سهر ، دام السكون التام لمدة من الوقت إلى أن قطعته أمانة قائلة : انا عاوزة اعتذرلك يا احمد انت وغادة
احمد باستغراب : تعتذرى على ايه يا أمانة
أمانة بخجل : على سوء ظنى فيكم لما شفت اللى حصل قدامى يوم ما اتعشينا مع بعض ، يمكن نوح يكون شرحلى الحكاية بعدها بس ماجاتش فرصة انى اعتذرلكم بعدها
لتنهض غادة من مكانها وتجلس بجوار أمانة قائلة : طب احمد وشبه فاهمين ظنيتى فيه ايه ..طب انا بقى مالى
أمانة : سامحينى ياغادة ..بس كنت متضايقة انك بتتفرجى وانتى فاهمة و ساكتة ، والموضوع ده استفزنى جدا الصراحة
نوح ساخرا : احمدوا ربنا ..اومال لوعرفتوا الباقى
احمد باستغراب أنهى باقى
نوح وهو ينظر لأمانة : خلوها بينى وبين أمانة احسن ،لسه فى حاجات كتير بيننا ما اتقالتش
أمانة : انا طبعا ماليش انى أتدخل فى اى حاجة تخصك ، لكن لو تسمحلى أسألك سؤال واحد
نوح : رغم أن كلامك كله مش مظبوط ..بس مش وقته ، أسألى
أمانة : هو انت صحيح وزعت الملف بتاعها فى الشغل زى ماقلت
نوح بتنهيدة : الحقيقة ماقدرتش ، لكن حبيت اخوفها أنها تروح هناك تانى ،لكن ...
أمانة : لكن ايه
نوح : انا عرفت حاتم
لتنهض أمانة من مكانها متسائلة بلهفة : ليه يانوح ...ليه كده
نوح : بصى يا أمانة ..انا مش هينفع ارجع الشركة بتاعتى ولا اشتغل فيها تانى بعد ماعرفت اللى كانت بتعمله ، والله اعلم فاكرينى ايه وسيرتى عاملة ازاى ، فسألت حاتم لو محتاجنى فى شركته أو لا لانه لو مش محتاجنى هضطر اسيب المشروع وادور على شغل فى مكان تانى
أمانة : وبعدين ...قلتله ايه بالظبط
نوح : قلتله الحقيقة ، والصراحة الراجل رحب بيا جدا وخصوصا أنه كان طلب منى انى انضم للشركة بتاعته من فترة من غير مايشوفنى لكن كان شاف الشغل بتاعى وكرر طلبه ده لما جيت مصر ، بس انا رفضت لأن منصبى ماكانش سهل انى أتنازل عنه
لكن آن الأوان انى أرمى كل حاجة ورا ضهرى عشان اعرف أكمل ...واللا ايه
لتجلس أمانة مرة أخرى وهى تقول : يمكن يكون عندك حق
احمد وهو ينهض من مكانه : طب ياللا بينا ياغادة ..الوقت اتاخر
لينهض الجميع ليتجه احمد وغادة وأمانة إلى الخارج ، واتجهت أمانة إلى شقتها ليقول نوح : كلامنا لسه ماانتهاش يا أمانة ...محتاج اتكلم معاكى
أمانة : أن شاء الله الايام جاية كتير
نوح : خلينا نتغدى مع بعض بكرة
آمنة باستغراب : نتغدى مع بعض ...ازاى
نوح : نخرج من الشغل وتقعد مع بعض فى اى مكان ونتكلم واحنا بناكل عادى
لتومئ أمانة برأسها وهى تفتح باب شقتها قائلة : سيب بكرة على ربنا ..تصبح على خير
نوح : وانتى من أهل الخير
……………………….
فى منزل عامر
تجلس هدى مع ايمن بغرفته وهى تتجادل معه فى أمر ما
هدى : طب فهمنى انت بالراحة ، ايه اللى يريحك
ايمن : انا مش تعبان عشان تريحينى ياماما ، انا كل الحكاية انى مابعرفش اعمل حاجة مش مقتنع بيها
هدى : طب ايه اللى فى كلامى مش مقتنع بيه
ايمن : ياماما افهمينى ارجوكى ، انا مبسوط كده ومستريح وحاسس انى فاهم أنا بعمل ايه
هدى : طب وايه المشكلة انك تفهمنى معاك
ايمن : المشكلة أن كلامى لا هيعجبك ولا هيعجب بابا وهتضايقونى وهضايقكم ...يبقى بلاها من الاول
هدى : انا بقوللك فهمنى مش اقنعنى ، انا بس عاوزة افهم ، هو ده مش من حقى انى اتطمن عليك واعرف انت بتعمل ايه
ايمن بتنهيدة : انا وعلى وإبراهيم عاملين شركة صغيرة جدا تكاد تكون غير مرئية بنتشترى الأجهزة الكهربائية والمعمرة القديمة اللى فيها مشاكل او اعطال وبنصلحها ونعيد بيعها مرة تانية
↚
هدى : وهو انتو يابنى بتفهموا فى تصليح الحاجات دى
ايمن : مش احنا اللى بنصلح بايدنا ، لينا أصحابنا متخصصين فى الكلام ده هم اللى بيصلحوا
هدى : طب وعلى ايه وجع القلب ده ماعندك شركة ابوك وشركة جوز عمتك
ايمن : اهو ده الكلام اللى مش حابب اسمعه ، انا لاقى روحى فى اللى بعمله ومبسوط جدا والحمدلله بكسب كمان كويس ، ايه مشكلتكم بقى
ليسمعا دقا مرحا على باب الغرفة وعندما يفتح ايمن الباب يقول بذهول : نيرة ...مش ممكن انتى جينى امتى
نيرة بمرح : وسع ياعم لما اسلم على طنط ، انا بقالى ساعة تحت مش لاقية حد ، لحد ماعرفت انكم هنا
هدى وهى تحتضن نيرة وتقبلها : اهلا يانيرة ازيك ياحبيبتى ، حمدالله على السلامة ، رجعتى امتى
نيرة : من كام يوم
ايمن : ولسه فاكرة انك تيجى نشوفك
نيرة : المهم انى جيت ، اومال فين بقية البشرية
هدى : زمانهم على وصول ، تعالوا ننزل نستناهم على ما الغدا يجهز
ايمن : سيبيلى نيرة شوية ياماما ..عاوز استشيرها فى كام حاجة ، وشوية وهنحصلك
لتذهب هدى تاركة إياهم وتترك الباب مفتوح ، ليقول ايمن : وحشتينى ...ايه .. الساحل حلو لدرجة أنك تقعدى هناك كل ده
نيرة : اهو تغيير
ايمن : وهترجعى الشغل امتى
نيرة : لسه مش عارفة ، بس غالبا على اول الأسبوع اللى جاى
ايمن بسخرية : ااه طبعا ما البلد بلدنا والدفاتر دفاترنا
نيرة : انا اصلا الصراحة بحس انى مابعملش حاجة ، أمانة هى اللى قايمة بالشغل كله ، وبصراحة بعد ما اتخرجت لقيت نفسى مش حابة اشتغل فى المجال
ايمن : طب ما تسيبك منهم و تشتغلى معايا
نيرة : تفتكر
ايمن : جربى
نيرة بنوع من التحذير : من غير ماتفتح معايا مواضيعك إياها
ايمن : مواضيعى دى عمرى ماهقفلها وانتى عارفة كده كويس
نيرة بنوع من الغضب : اووف عليك ...مافيش فايدة فيك انا نازلة تحت
ليلحقها ايمن ويقف أمامها قائلا بتحدى : اوعى تنكرى انك بتبادلينى نفس مشاعرى
نيرة : يابنى اعقل بقى ، ده انا اكبر منك بخمس سنين
ايمن : ولو كنتى أكبر منى بعشرين سنة ..برضة بحبك ومش هتنازل عنك ابدا
نيرة وهى تذهب من أمامه : مجنون
ايمن بنصف ابتسامة : مجنون مجنون ...بس برضة مش هسيبك
……………………
فى مكتب حاتم
يجلس على مكتبه يتابع على حاسوبه بعض الايميلات ليسمع طرقا هادئا على الباب ليسمح للطارق بالدخول ، لتطل نيللى برأسها وهى تقول : السلام عليكم ، قالولى أن حضرتك طلبتنى
حاتم بابتسامة : تعالى يانيللى ادخلى واقعدى
لتجلس على المقعد المقابل لمكتبه قائلة : افندم ...اؤمرنى يا باشمهندس
حاتم : الحقيقة كنت عاوز اديكى دول
قالها وهو يناولها عدة سيديهات بيدها
نيللى : ايه دول
حاتم : ده تصوير فوتوغرافي لكل المواقع اللى حددناها اللى هيبقى فيها الديكورات الإغريقية وكل سى دى عليه المساحات الحقيقية على الواقع بتفاصيلها
نيللى : تمام حضرتك ، هبتدى شغل عليهم فورا ولما نسافر أن شاء الله….
حاتم : تسافرى فين
نيللى : الموقع
حاتم : ومين قال إنك مسافرة الموقع
نيللى باستغراب : طب مانا لازم اشوف الكلام ده على الواقع عشان اقدر احط التصور بتاعى
حاتم : اومال انا مديكى السيديهات دى ليه
نيللى : كعامل مساعد ، لكن الاصل انى اشوف بعينى الكلام ده
حاتم بتحفز : وانتى بقى اتفقتى مع مين انك تسافرى
نيللى : اتفقت مع أسامة ،، لانه هو كمان مسافر هو وأمانة
↚
حاتم ببعض الغضب : هتسافروا امتى
نيللى بدهشة : الحقيقة مش عارفة ، التفاصيل كلها مع الباسمهندس نوح
حاتم : ماتسافريش من غير ماتبلغينى
نيللى : اكيد حضرتك هتبقى على علم بمعاد سفرنا واللى على ما اعتقد هيبقى الاسبوع اللى جاى
حاتم : ماشى يانيللى ،اتفضلى انتى
وبعد أن ذهبت نيللى من أمامه قام بوضع هاتفه على أذنه بعد أن قام بطلب رقم ما ثم قال : ازيك ياخالى ، عامل ايه
………..
حاتم : انا الحمدلله ، كنت عاوز اتكلم معاك فى موضوع مهم
………..
حاتم : لا ...بلاش البيت ، خلينى أعدى عليك فى شركتك
………..
حاتم : خلاص ، نص ساعة أن شاء الله وهبقى عندك
…………………
بمكتب أسامة
أسامة : انا عاوز اكتب الكتاب قبل مانروح الموقع
خديجة : طب وانا فى ايدى ايه بس يا اسامة ، القرار فى ايد بابا مش فى ايدى
أسامة : ماهو قاللى هرد عليك وماعبرنيش لحد دلوقتى
خديجة : انت مجنون ياحبيبى ، انت لسه قايله امبارح مش من مية سنة يعنى
أسامة بعبث : انتى قلتى ايه
خديجة : قلت كتير ، تقصد مين فيهم
أسامة بخيبة أمل : انتى ناوية تجلطينى انا عارف
خديجة : بعد الشر عليك ياقلبى
أسامة بحب : بجد ياديجا ، انا قلبك بجد
خديجة بخجل : بس بقى وياللا كمل شغل
أسامة : وتخلى ابوكى يرد عليا النهاردة
خديجة : واخلى بابا يرد عليك النهاردة
أسامة : ونكتب الكتاب بكرة
خديجة : ونكتب الكتاب بك….ايه ..بكرة ...انت بجد مجنون رسمى
أسامة : يابنتى السفر خلاص الاسبوع اللى جاى
خديجة : ماشى يا اسامة بس مش لدرجة بكرة ، ادعى بس أنه يوافق على المبدأ الأول وبعد كده ربنا يعدلها
أسامة : يارب ..عدلها يارب
……………………….
بعد انتهاء العمل اتجه نوح بصحبة أمانة إلى أحد المطاعم وبعد أن طلبا الطعام
أمانة : خير يانوح ، قلت انك عاوزنى فى موضوع مهم
نوح : الحقيقة يا أمانة انا مش عارف ابتدى منين
أمانة : اتكلم وانا سامعاك ، وماتقلقش ، هفهمك
نوح : الاول انا عاوز اعترفلك بحاجة مهمة جدا اول مرة اعترف بيها واطلعها من جوايا
أمانة : تعترفلى بايه
نوح بتنهيدة : طبعا انتى فاكرة زمان لما كنت دايما بضايقك وكنت اتخانق مع بابا وماما لما كنت دايما بشوف اهتمامهم الشديد بيكى ، لكن طبعا انتى ماتعرفيش انى كنت بعمل كده من غيرتى
أمانة بهدوء : لا يانوح كنت عارفة انك بتغير من معاملتهم ليا ، وكنت شايف انك أحق باهتمامهم منى
نوح وهو يحرك رأسه يمينا ويسارا : انا ماكنتش شايف انى أحق باهتمامهم منك يا أمانة ، انا كنت شايف انى أحق بالاهتمام بيكى منهم
أمانة : مش فاهمة
نوح : اقولها لك بطريقة تانية : انا ماكنتش بغير منك عليهم يا أمانة ، انا كنت بغير عليكى منهم
أمانة بدهشة : انت بتقول ايه
نوح : هى دى الحقيقة اللى ماحدش يعرفها ابدا غير احمد وغادة ، هم بس اللى قدروا يفهموا ده من تصرفاتى ، رغم أنهم لما واجهونى بالكلام ده قاوحتهم كتير فى البداية حتى ماما الله يرحمها مافهمتهاش ، انا كنت حقيقى بحاول أخبى غيرتى واهتمامى بأنى دايما بهاجمك واعترض عليكى وكنت بتعمد ابقى قاسى عليكى فى اوقات كتير
أمانة : طب وليه كنت بتعمل كده
نوح : كنت عاوزك جامدة ، قوية، ماتتهزيش بسهولة ، لما كنتى تيجى تقولى على نتيجتك وتفوقك كنت ببقى هطير من الفرح والسعادة ، لكن كنت بتظاهر بأنه وايه يعنى عادى ، كنت عاوزك تتحدينى وتبقى احسن واحسن
أمانة : اتخانقت معايا لما قلت لنعمة يا ماما ، استكترتها عليا
نوح : ما استكترتهاش ، بس خفت تصدقيها
أمانة : اصدق ايه
نوح : أنها امك وابقى انا كمان اخوكى ، وانا عمرى ماكنت ولا هكون اخوكى
لتصمت أمانة وهى تنظر إليه ليكمل قائلا
نوح : فى الاول كنت بخاف لا حد ياخد باله ، لكن بعد موت بابا الله يرحمه حسيت أن الشيلة كانت تقيلة اوى يا أمانة ، ااه ماما الله يرحمها كانت سادة فى حاجات كتير ، لكن حسيت انى المفروض أرمى كل حاجة ورا ضهرك واشيل المسئولية عشان ابنى روحى ومستقبلى عشانك
أمانة : عشانى انا
نوح : أيوة ، كنت عامل حسابى انى ابنى نفسى وارجعلكم بعد ماتتخرجى بسنتين تلاتة وانا مستعد وجاهز انى افتح بيت وابقى قادر انى ابقى مسئول عنك بجد ،بس كل حاجة انهدت باللى عملته الملعونة
وقتها حسيت ان كل حاجة انتهت واتعمدت اقسى عليكى اكتر يمكن لو شفت نظرة كره فى عينيكى اقدر انساكى واشيلك من بالى بس للاسف كان بيحصل العكس ، لحد ما لقيت كل حاجة اتغيرت فجأة بس بعد ماكنت عملت بينى وبينك حيطة عالية ومحتاج انى اهدها