رواية قلب ارهقته الحياة كاملة جميع الفصول بقلم هناء النمر

رواية قلب ارهقته الحياة كاملة جميع الفصول بقلم هناء النمر


رواية قلب ارهقته الحياة كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة هناء النمر رواية قلب ارهقته الحياة كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية قلب ارهقته الحياة كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية قلب ارهقته الحياة كاملة جميع الفصول

رواية قلب ارهقته الحياة كاملة جميع الفصول بقلم هناء النمر

رواية قلب ارهقته الحياة كاملة جميع الفصول

فى أحد صالونات التجميل فى احدى القرى البسيطة فى محافظة المنوفية ،
...هدى ، يلا عشان تلبسى الفستان ، سرحانة فى ايه بس ، الساعة بقت 6 ، اوعى تكونى سرحانة فى الدخلة ...
... دخلة ايه بس ، انا قلبى مقبوض اوى ...
...من ايه يادودو ، دى شكة دبوس ، متقلقيش ...
... برده ، اقولها ايه تقولى ايه ، بت انتى ، ابعدى عنى دلوقتى ...
...أبعد عنك ازاى بس ، بقولك الساعة بقت 6 ، والعريس هييجى 8 ، يعنى يادوب تلبسى وتخلصى مكياج ...
صدر صوت فتاة أخرى من خلفهم
...ها ، ايه رأيكم ، مزة انا ، صح ، وحياتك لشباب الفرح كلهم بيجو يخطبونى الليلادى ...
ردت هدى بغضب ...ليلة أمك سودا ، الزفت ده مش كان ليه بودى ، لابساه من غيره ليه ...
ردت هدير ... ليه يادودو بس ، مش باين حاجة غير نص دراعى ...
... نعم ياختى ، ده نص دراعك ورقابتك واكتافك ، غورى من قدامى ياهدير وروحى البسى البودى ، مش كفاية الفستان هيتمزع من ضيقه ، يلا أمشى ...
...طيب ، براحة ، يعنى يرضيكى تنكدى على اختك الصغيرة ليلة فرحك ...
...وانكد على اللى خلفوكى كمان ، روحى ياهدير ، متطلعيش جنانى عليكى ..
تدخلت هيام وهى الاخت الثالثة لهما وهى أصغر من هدى أيضا لكن بسنة واحدة بينما هدير أصغر منها بثلاث سنوات
...خلاص ، روحى ياهدير بقى البسى البودى وعدى الليلة دى على خير ...
...يووووه ، ادينى رايحة ، ايه الارف ده ...
،،،وانتى ياهدى ، اهدى شوية مش كدة ، والنبى ده شكل عروسة ليلة فرحها ، آمال تمريض ايه بقى اللى بيقولوا عليه فاهم كل حاجة ...
...إيه ياهيام ، انتى ليه مركبة فى دماغك أنى خايفة من الدخلة ، بقولك قلبى مقبوض ، فى حاجة غلط بس مش عارفة هى ايه ...
...حاجة ايه بس ، هيثم بيحبك وبيموت فيكى كمان ، ناقص ايه بقى ...
..أه بيحبنى ، بس اهله بيكرهونى عما ، والنبى قفلى على السيرة دى ، وهاتيلى النيلة ده أما اتنيل البسه،...
...نيلة وتتنيلى كمان ، شكلها ليلة منيلة بستين نيلة. ..
ضحكت هدى على رد أختها هيام ، فهى أقرب أخواتها لها رغم الاختلاف الواضح فى طريقتى تفكيرهما،
فهدى لديها أربعة أخوات ، هيام وهدير أصغر منها ، وهايدى وهوايدا أكبر منها ، فهن بترتيب العمر كالآتي، ، هوايدا ثم هايدى ثم هدى ثم هيام ثم هدير،
هوايدا وهايدى هم المتزوجات فقط ، هوايدا فقط من لديها اطفال ، لكن هايدى متزوجة من سنة لكن لم يحدث حمل بعد ،
والدهن متوفى منذ أثنى عشر عاما ، وتولت والدتهن تربيتهن وحدها من ريع محل بقالة انشأته فى الدور الأرضى فى بيتها من مكافأة نهاية خدمة زوجها فى وزارة الأوقاف ، فقد كان مبلغا بسيطا لأنه توفى قبل أن يصل لسن المعاش،
ساعدتها هدى فى مصاريف أخواتها ، فقد كانت الوحيدة التى تعمل بينهن ، التحقت بمعهد فنى تمريض وأكملت بعده كلية تمريض ، وعملت فى أحد المستشفيات الخاصة المرموقة بشهادة المعهد ، و بمرتب جيد بالإضافة للاكراميات التى تأخذها من المرضى ، وليس فى يدها ، فقد كانت هدى ذات كرامة وعزة نفس عالية ، لا تأخذ مالا من المرضى أو زويهم ، لكن معظم المرضى يتركون لها مبلغ من المال مع الحسابات وقت خروجهم ، ولا تعلم به إلا بعد خروج المريض من المستشفى .
ارتفعت أصوات أبواق السيارات فى الخارج ،وارتبك المكان ، دخلت هدير مسرعة وهى تقول
... العريس وصل ، العريس وصل ...
خرجت هدى من الباب فى اتجاهها للخارج وخلفها اختيها يساعداها فى الحركة ، كانت كالملاك فى فستانها الأبيض وحجابها الزهرى الرائع، وجدته ينتظرها عند الباب يرتدى بدلته السوداء الجنائزية ،،كما تسميها هدى فهى تكره اللون الأسود جدا ،،
قبل يدها ، وساعدها فى ركوب السيارة ، كانت الفرحة تبدوا على وجهه ، عكس هدى تماما ، فقد كانت مهمومة ولا تعلم لماذا .

انطلقوا بالسيارات فى اتجاه استوديو التصوير الفوتوغرافي ، تم عمل البوم لهما كما يتم فى الافراح ، ثم اتجهت السيارات للمكان المقام فيه سرادق الفرح ، فقد صممت والدة العريس على إقامة الفرح أمام منزلهم وليس فى قاعة محترمة بحجة تخفيف المصاريف وزيادة فرحة الاهل ، وبالطبع الكل ينفذ كلامها ، وهذا أكثر ما كانت تخافه هدى .
صعدت العروسة والعريس فى اتجاه المكان المخصص لهما ، بعد ان سلمت على والدتها واخواتها هوايدا وهدير ، وبدأت أنغام DJ فى التصاعد ، وبدأ أهل العريس وأهل العروسة فى الرقص ،
بعد حوالى ساعة من بداية الفرح ، بدأت هدى تلاحظ همهمات بين الناس ونظرات غريبة لها من الناس خاصة من أهل العريس أو بمعنى أصح أهل زوجها ، وبدأ ظهور تجمعات من الناس مع بعضهم ، وبدأ ارتفاع الأصوات ، وظهر الارتباك بين كل الموجودين فى الفرح ،
وجهت هدى انظارها لأمها وأخواتها ، وجدت أنهن فى حالة غريبة ، لدرجة أنها لمحت دموع على وجه أمها ،
وقفت هدى وأشارت لل DJ أن يتوقف ، وارتفع صوتها وهى تنظر لأمها
...هو فى ايه ، مالكم ؟
صعدت هوايدا ف اتجاهها وهى مرتبكة تماما لدرجة أنها كادت تفقد توازنها لولا أنها تمالكت نفسها حتى وصلت لها ،
مالت على إذن هدى وهى تقول بصوت مرتعش
...الناس بتقول أن انتى حامل ....
يتبع
بدأت هدى تلاحظ همهمات بين الناس ونظرات غريبة لها منهم خاصة من أهل العريس أو بمعنى أصح أهل زوجها ،  وبدأ ظهور تجمعات  من الناس مع بعضهم ، وبدأ ارتفاع الأصوات ، وظهر الارتباك بين كل الموجودين فى الفرح ،
وجهت هدى انظارها لأمها وأخواتها ، وجدت أنهن فى حالة غريبة  ، لدرجة أنها لمحت دموع على وجه أمها ،
وقفت هدى وأشارت لل DJ   أن يتوقف ،  وارتفع صوتها وهى تنظر لأمها
...هو فى ايه ، مالكم ؟
+
صعدت هوايدا ف  اتجاهها   وهى  مرتبكة تماما لدرجة أنها كادت تفقد توازنها لولا أنها تمالكت نفسها حتى وصلت لها ،
مالت على أذن هدى وهى تقول بصوت مرتعش
...الناس بتقول أن انتى حامل ....
نظرت لها هدى بزهول وعيون متسعة وهى تقول
...إيه   ،  انتى اتجننتى ...
أشارت هوايدا بيدها على الناس والدموع تملأ عينها  وقالت
...هم اللى بيقولوا ...
التفتت هدى لزوجها الذى قد كان وصله ما قيل هو الأخر ، فوجدته متجمدا تماما لا يتحرك ،
تقدمت هى للناس ، واستجمعت شجاعتها التى لا تعلم من أين اتتها فى هذا الموقف  ، وقالت
...إيه اللى انتوا بتقولوه ده ...
ساد صمت تام بين الجميع وهم ينظرون لها ،
صرخت بصوت عالى ،
...ما حد يرد عليا  ، مكتومين ليه ؟ ...
ردت والدة العريس ، الحاجة لواحظ ، والتى لم  ينوبها من زيارتها لبيت الله إلا المصاريف  ،
...اللى سمعتيه ياعين أمك  ،  كلهم بيقولوا انهم شافوكى كتير راجعة   مع  إللى ما يتسمى ده  بعد الساعة 10 بليل ...
...دى مرة واحدة ، وكنت راجعة من نبتشية واتقابلنا صدفة ، و مشيت معاه عادى ، لأن مكتوب كتابنا يعنى جوزى ، وبعدين ده اصلا يخليكوا تقولوا الكلام ده   ، انتوا عارفين انتوا بتقولو ايه اصلا   ....
....والله جوزك  ، مش جوزك ، ملناش فيه ، إحنا عايزين ندخل بيتنا واحدة نضيفة. ..
عند هذا الحد من الكلام ، هاج الجميع على بعضهم ، أهل العريس وأهل العروسة ، أما المحايدين فيحاولون فض الاشتباكات ، وبدأوا بالسباب والشتائم فى بعضهم   وبأقزر الألفاظ  ،
استدارت هدى لزوجها  ، منتظرة منه أن يتكلم ، يصرخ ، يخبر الجميع  أنه لم يحدث شئ  ، وأن حدث فهى زوجتى ، لكن للأسف لم تجد غير حالة من الجمود الغريبة التى اعتلته ،
عادت بعينها مرة أخرى واخذت تدور بعينيها بين الجميع ، وجدت أن الزفاف سيتحول إلى مجزرة بسبب الشرف ،
وقعت عينيها على أمها و أخواتها ، وجدتهم يصرخون ويبكون وكل منهم تحتمى بالأخرى ،
أن لم تستطع إثبات عكس ما قيل ، سيهدر دم الكثير ، ولن تموت الشائعة ابدا ،
وستسوء سمعة اخواتها ، وستتحول  المتزوجات  منهن لمطلقات ،  ولن تتزوج الأخريات  ، فهم خمس فتيات تربين على يد امرأة بدون رجل فى حياتهم .
لم تعلم هدى كيف واتتها الشجاعة لتواجه ما يحدث
صرخت فى الجميع بأعلى ما فى صوتها قائلة 
....بس  ، بس  ، كفاية  ....
بدأت الأصوات تهدأ شيئا فشيئا  ، وانتبه لها الجميع ،
...إيه اللى انتوا بتعملوه ده  ، وليه ؟ عشان واحد ولا واحدة زبالة بنت كلب  ، قالت كلام زى ده من غير أى أساس ،  انا واخواتى متربيين فى وسطكوا من يوم ما اتولدنا  ، ومفيش مخلوق قدر يقول فى حقنا نص كلمة ، جايين دلوقتى عشان كلمتين فاضيين،  صدقتوهم فى ثانية ، وهتموتوا بعض كمان ...
استدارت لمحمود ابن عمها  وقالت له
...روح يامحمود ، هاتلى خالتك أم إبراهيم الداية ...
استدارت لام زوجها وقالت
...طلبتيها واديكى نولتيها يالواحظ  ، مكنتيش عايزة الجوازة تتم  ، وأهى مش هتم ...
وعادت تواجه جميع الحاضرين  وهى تقول
...الدخلة هتتعمل بلدى وبإيد الداية ...
1
والتفتت لزوجها وهى تقول
...وفى شقة المحترم جوزى وعلى سريره كمان  ، جوزى  اللى الكتمة جاتلوا ومفتحش بقه بكلمة يدافع بيها عن شرف مراته ، مراته اللى مسمحتلوش يمسك ايدها ولا حتى بعد كتب الكتب   ...
ثم استدارت مرة أخرى للجميع وقالت
...  والباب هيبقى مفتوح    ، أى واحدة منكم عايزة تتفرج  ، تتفضل ، وعلى عينك ياتاجر  ...
2
عادت بنظرها لابن عمها مرة أخرى وهى تقول ،
...مش سمعت انا قلت ايه  ، يلا روح ، وفى دقيقة تكون هنا ...
والتفتت مرة أخيرة للحضور وقالت
...من هنا لوقتها ، مش عايزة مخلوق يفتح بقه ، لا رجل ولا مرة ، خسارة حد يتأذى  عشان كلمتين فارغين من واحدة سافلة ، على بنت ناس أشرف منها مليون مرة ....
قالت كلماتها وهى تقصد بها امرأة بعينها 
رفعت هدى فستانها ونزلت سلم المسرح  ، وانطلقت وحدها من بين الجميع باتجاه بيت  زوجها تبعها أمها وأخواتها وهم يحاولون أن يمنعوها عن ما نوت عليه  ، لكن بدون فائدة   ،
وقفت أمام شقة العرس التى جهزتها بنفسها  وهى  لم تملك حتى مفتاحها بعد ،
صعدت عمة العريس وقامت بفتح الشقة ، وتبعها خال العريس وهو يقول لهدى
...مفيش داعى للى انتى ناوية تعمليه دا يابنتى  ، كلنا عارفينك ومربينك على ادينا ..
...لو انتو فعلا كدة ، كنتوا رديتوا عنى  ، لكن خلاص ، انا اللى هرد عن نفسى وعن اخواتى  ..
دخلت الشقة ، واتجهت لغرفة النوم ، شدت الفستان بعنف ومن شدة غضبها مزقته ، اتجهت هدير لها وهى تبكى لتساعدها فى خلع الفستان ،
وقفت بقميص  النوم الأبيض الداخلى  ، اتجهت للسرير،  نامت عليه ، وفتحت قدميها ، تقدمت منها الداية العجوز وهى تبكى هى الأخرى ، ووقف أكثر من خمسة عشر امرأة من أهلها وأهل زوجها ، وليس من بينهم  والدته، 
تحملت الألم والمذلة من أجل أربع فتايات يبكون حولها ومن أجل امرأة ضاع عمرها عليهن ومن أجلهن،  امرأة تقف بجانبها تنوح حظ أقرب بناتها لقلبها ، تنوح حظ سندها وظهرها  ، كما كانت تقول دائما عنها ،
أما فى الخارج فيقف الجميع على أحر من الجمر ،
وفجأة  صدعت الزغاريد  من كل أنحاء الشقة ، تبعها زغاريد فى كل أنحاء البيت والشارع ، وكأنها صادرة من كل أنحاء البلد وتدوى أيضا فى كل أنحاء البلد لتنفذ فى أذن كل من أراد تشويه سمعتها وشرفها ،
سندوها أخواتها لتقف ،  طلبت منهم أن يلبسوها عباءة بيضاء ، جائوها بالعباءة المجهزة للصباحية،  بيضاء ومرصعة بفصوص فضية ، ارتدتها  وخرجت أمام الجميع ، وقفت أمام زوجها وعائلته  ، وقالت
...ورحمة أبويا اللى عمرى ما حلفت بيه لأبكيكو بدل الدموع دم ...
وتركتهم وابتعدت وحولها اخواتها الاربعة ووالدتها باتجاه  بيتها ،
                  ********************************************
وقفت أمام مرآتها  ، تتأمل نفسها فى ليلة زفافها  ،
خرجت من بيتها عزراء وعادت له فى نفس الليلة بعدما فقدت عذريتها بدون أن يلمسها رجل 
يملئ الحزن قلبها ويمزقه ، وتقسم داخلها انها ستنتقم ممن سبب لها هذا
يتبع

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

خرجت هدى ثانى يوم مبكرة جدا رغم اعتراض كل من حولها على خروجها ، لكنها لم تأبه بإعتراضهم  ،
وصلت لبيت صديقتها منى ، وهى صديقتها وأكثر من أخت لها ، معا من أيام بداية معهد تمريض مرورا بالجامعة سويا ، حتى مكان استلام العمل الحكومى ، كانا الاثنان فى نفس المستشفى ونفس القسم أيضا، 
كان والد منى محامى معروف ، ويكن لهدى احترام وتقدير عالى جدا ، لقدرة الفتاة على مواجهة أزمات حياتها ومساعدة أسرتها ، وفى نفس الوقت الحفاظ على نفسها من وظيفتها ومشاكلها ،
جلست هدى أمام والد منى ، الأستاذ محسن عنتر  ،
...أنا عارفة ياأستاذ محسن ، أن مش معايا فلوس كفاية اصرف على قضية زى دى ، بس ممكن اتفق مع حضرتك على حاجة ، ممكن ادفع لحضرتك ربع كل اللى هتقدر تجيبه منه  ...
...مفيش داعى لده كله ياهدى ، القضية هرفعهالك،  والفلوس دى نبقى نتكلم فيها بعدين ...
...لا معلش  ،  اللى أوله شرط آخره نور ، لأنى فعلا ممعيش ادفع ،  وكل اللى انا عايزاه انهم يدفعوا تمن اللى حصلى ده ...
...متقلقيش  ، وحياة اللى حصل ومرضاش انه يحصل لبنتى لألففهم حوالين نفسهم  ، عايزك بس تروحى تعمليلى توكيل. ..
...حالا اروح اعمله لحضرتك  ...
...وأنا هعملك قضية تخرب بيت اهله  هطلقك وهجبلك تعويض ورد شرف كمان ...
...ربنا يخليك ، بعد اذنك بقى ، الحق اعمل التوكيل قبل ما الشهر العقارى يقفل ...
...استنى ،  منى بتلبس وجاية معاكى ....
...مفيش داعى عشان متعبهاش  ، انا هروح لوحدى. .
...وده من انتى ياهدى ، دا انتى كنتى بتيجى تتحايلى عليا عشان اسيبها تروح معاكى  المشاوير  ...
.....هههههههههههههههه،  صدمتى غيرتنى بقى ...
..لا  ، ميهمكيش  ، يمكن ربنا شايلك اللى احسن ...
...الحمد لله ...
دخلت منى وهى تقول  ...أنا جاهزة ..
1
...لحقتى  ...
...يابنتى انا جاهزة من الصبح  ، لما اتصلتى بيا وقولتى انك جاية  ، استأذنت بابا أنى اروح معاكى ، واقعد معاكى شوية ...
...أه قولى كدة  ، لا يافالحة ، البيت عندى مولع دلوقتى ، مينفعش للقعاد ،  روحى معايا الشهر العقارى  وبعدين تعالى على هنا ...
...ماشى ...
...بعد اذنك ياعمى ...
**************
أنهت هدى اجرائات التوكيل ، وأعطت الورقة لمنى ، لتعطيها  لوالدها  ، ثم اتجهت الاثنتان لأحد الكافيهات  ، ليجلسا سويا ، ويتحدثا بتصميم من منى ،

...ها ، ناوية على ايه ياهدى ...
...معرفش لسة  ، اخلص بس الحوار ده ، وبعدين نشوف ، ومتنسيش أن الأحداث اللى حوليا هى اللى بتحركنى دلوقتى ...
... هههههههههههههههه. .
...بتضحكى على ايه ياهبلة انتى ...
....افتكرت كلامك يوم ما كنا بنلف على الفستان  ، لما قولتى أن نفسك فى اى حاجة تيجى من عند ربنا تفركش الجوازة دى ، اهى جت ياختى. ..
...بصراحة اتمنيتها بس مش بالطريقة دى ...
...أحمدى ربنا انك طلعتى سليمة من الليلة دى ...
...سليمة ، هو انا كدة طلعت سليمة ، آمال اللى ضايعة تبقى شكلها ايه ...
...ضايعة ايه يابنتى،  متقوليش كدة ، دا الناس كلها دلوقتى بتحترمك جدا ، لما حكيت لبابا على اللى حصل امبارح ،  حلف بالله انه لو عنده ولد متجوزش،  مكانش سابك ابدا  ، بس للاسف الوحيد اللى عنده  ،متجوز ومخلف   ....
...أه يا اختى  ، وماله عشان تبقى كملت ، اتجوز المتخلف اخوكى ....
....ههههههههه  ،  والله طيب ...
...دا انتى اللى طيبة ....
...بس استنى عندك هنا   ،  ايه الشجاعة دى ، يخربيتك  ، دا انا  كنت هموت وانا واقفة ، فما بالك انتى بقى ، فجأة الاقيكى كدة ، يانهار اسود ، دا انا مبقتش مصدقة  ، صحيح انا عارفة أن انتى جامدة ، وانتى اللى دايما بتقفيلنا فى المشاكل ، بس مش للدرجة دى ...
...صدقينى والله يامنى ، انا محسيتش بنفسى وانا بقول وبعمل كدة ، لدرجة أنى لما فوقت من الموضوع ده ، استغربت نفسى اوى  ...
...الحمد لله أنها خلصت على كدة ، كان ممكن الموضوع يوصل لأسوأ من كدة ، المهم هتعملى ايه فى شغلك  ...
...هعمل ايه يعنى  ، هكلم مدام حياة  تحطنى شفتات من بكرة ، عايزة ارجع الشغل بأى شكل ، والحكومى بقى لما تنتهى الإجازة أبقى ارجع  ...
...ربنا يسهل ، أما اروح بكرة الشغل ، هقولها  ، ماشى ...
...ماشى ، يلا نقوم بقى ، عشان متأخرش اكتر من كدة ، زمانهم بيضربوا اخماس فى اسداس  ،  المفروض أن انهارضة صباحيتى. ..
...أه صحيح ، صباحية امباركة ياعروسة ، هههه. ..
***************
وصلت هدى لمنزلها بعدما كادت تفقد اعصابها من نظرات الناس على طول الطريق ،
..إيه ياهدير ، واقفة على الباب كدة ليه ؟
....مستنياكى  ، إعمامك  فوق  وبيتخانقوا عشان انتى خرجتى ...
...طيب اهدى ، انتى مخضوضة كدة ليه  ،  مين مع أمك ...
...هوايدا و مسعد جوزها ...
...وانتى  ، جوزك فين ...
...أنا عارفة ، خرج من الصبح ومعرفش راح فين ...
...طيب تعالى أما نشوف جايين ليه ، أصلهم مبيجوش إلا فى الخير ...
دخلت هدى المنزل ، وقبل أن تصل لباب الصالون سمعت عمها رفعت يقول
...هترجعله من غير كلام ، هو جالنا واحنا خلاص وافقنا ، هو وابوه جايين دلوقتى عشان ياخدوها  وشرفنا متصان أن شاء الله ....
دخلت هدى و هى مبتسمة قائلة
...لا والله ، شرفنا متصان ، أمال لو كان متهان ولا مزلول كانوا عملوا فينا ايه ...
...أهلا ، انتى ايه اللى خرجك ياهدى ...
...أنا أخرج وقت ما أحب  ، محدش شريكى. ..
...ليه  ان شاء الله  ، صايعة ولا  سلبتك على ضهرك ، انتى ناسية انك متجوزة وفى عصمة راجل  ...  
... راجل  ، اه  ، سلمات ياراجل  ، أولا ياعمى ، انت مبتكلمش بقرة عشان تقوللى سلبتك  ، ثانية انا مش صايعة ، وانتوا عارفين كدة كويس  ، ثالثا بقى وده الأهم ، جوازى اللى انت بتتكلم عنه ده خلاص ، بح ، كان فى منه وخلص ...
+
تدخل مسعد ، زوج أختها ، ليهدأها 
...الكلام مش كدة ياهدى ، اهدى واعدى  الأول ...
...مفيش كلام اصلا يامسعد  ، وآخر كلام عندى ، قلته خلاص ...
...يعنى إيه ...
...يعنى قضية الطلاق هتترفع بكرة ، واللى عنده اعتراض يخبط رأسه فى الحيطة ..
... قضية طلاق  ، انتى اتجننتى  ، رفعتيها امتى ؟ والناس اللى جاية دى هنقولهم ايه ؟  ..
...رجلهم مش هتعدى باب البيت اصلا  ، ولو عدت هكسرهالهم  ....
...بمزاجك أو غصب عنك ده جوزك ياهدى ...
....شوية تقوللى فى عصمة راجل ، ودلوقتى تقوللى جوزى ، جوزى ده لما الناس قطعت شرفى قدامه ، تنح ومنطقش  ، جوزى اللى المفروض أنى فى حمايته،  رمانى لأمه واهله يقطعوا فيا وهو واقف يتفرج ، اسمعوا بقى  ، من الاخر كدة ، الطلاق هيتم  وهخرب بيته  هو وأهله  ، قولولهم الكلام ده كأنه جاى منكم انتوا ، بدل ما الناس تقول ان البت كسرت كلام اعمامها  ، وطبعا دى مش هتفرق معايا كتير ، دول قالوا عنى حامل ، فى اكتر من كدة  ايه. ......
يتبع
قضت هدى أكثر من ثلاثة أيام فى حالة من الشد والجزب بينها وبين كل من حولها ، فآثرت الابتعاد عنهم جميعا والاختلاء بنفسها فى غرفتها لتتجنب مواضيع احاديثهم التى أصبحت سبب أساسى فى ضيقها ، فليس لديهم غير فلان قال وفلانة أعادت ، هذا يريد وهذه ترفض ، كل المواضيع متعلقة بما حدث ليلة زفافها  .
الشئ الوحيد الذى انقذها هو اتصال مشرفة تمريض المستشفى الخاص التى كانت تعمل بها فى القاهرة ، لتخبرها أنها وضعت لها روستر شفتات من بداية الأسبوع  ، ومن حوار المكالمة استنتجت أنها تعلم ما حدث ، هى شخصيا لم تحضر الفرح لكن جزء من زملائها فى المستشفى حضروا وبالطبع اخبروها بما حدث ، معنى ذلك أن المستشفى بالكامل تعلم بما حدث  ، وهذا سيضيف أسبابا أخرى لضيقها!  نظرات الشفقة والأسئلة التى ستتلقاها لن تنتهى  ، لكن يهون كل هذا من أجل الخروج من المنزل والهروب  من تفكيرها  الى العمل ،
خرجت من تفكيرها على دخول  هيام ،
1
...هدى  ، هدى  ...
....مش تخبطى على الباب ياحاجة قبل ما تخشى  ولا انا قاعدة فى السوق ...
...اخبط ايه بس  ، هيثم برة ...
...نعم ياختى  ، بيعمل ايه هنا ومين دخله اصلا ..
..معرفش  ، هو جاى ومعاه عمك ...
...وبعدين بقى  ، انا مش هخلص ولا ايه ....
دخلت والدتها وهى تقول .... هيام ، روحى انتى ...
خرجت هيام  والتفتت  الحاجة هدية لهدى وهى تقول
...هدى ، عمك ...
...متكمليش ياماما  ،  اطلعى لو سمحتى اطرديهم بدل ما اطلعلهم انا ...
...اطرد مين ياهدى ، ده عمك وجوزك ...
...برده بتقول جوزك ، ارحمينى واعملي اللى بقول  عليه ...
....ارحمينى  انتى واخرجيلهم  يابنتى  ...
....أنا لو خرجت هصور قتيل برة ، والله اعملكم مصيبة ...
...لا والنبى ياهدى  عشان خاطرى انا ، اسمعى اللى جايين يقولوه بالراحة،  وفى الاخر القرار ليكى بس متحرجيناش  ...  
...أنتى خايفة  تحرجيهم  ، خايفة تحرجى ناس قالوا على بنتك حامل يوم فرحها ...
...وحياة حبيبك النبى ياهدى  ، اسمعي اللى جاى يقولهولك  خلاص ، هو جاى وبيقول انه لو قابلك لوحدكم هيعرفنى يقنعك تروحى معاه ...
...ياشيخة ، كسبنا صلاة النبى ...
...خلاص بقى ، قلتلك عشان خاطرى انا ..
...حاضر  ياماما  ، اسبقينى وانا جاية وراكى ...
كان هيثم متخيلا أنها ستوافق على العودة معه اذا حاول اقناعها وحدهم  ، فقد أخبره أصدقاءه أن هذه هى طريقة التعامل بين كل رجل وانثاه  ، لكنه غفل عن تفصيلة صغيرة ، هى أن هدى لم ولن تكون انثاه ابدا ،
دخلت هدى وهى مرتدية عباءة سوداء تماما وطرحة بنفس اللون ، وكأنها فى حداد .
...السلام  عليكم  ...
..عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. ..
...تعالى ياهدى ، هيثم جايلك لحد هنا أهو عشان يصالحك ...
تقدمت وجلست بدون اى تعبير على وجهها ، جلست فى مواجهة هيثم لكن لم ترفع عينيها له حتى الآن ...
قام العم ووقف ...طيب نسيبهم لوحدهم شوية ياست هدية ، إحنا هنبقى قاعدين  فى الصالة لحد ما تخلصوا كلامكم. ..
خرج الرجل وتبعته والدتها  ، وارسلت نظرة جانبية منها لهدى تستعطفها بها لتهدأ طوال حديثه .
بمجرد خروجهم،  رفعت هدى رأسها له
...خير ، عايز ايه ؟
...عايزك ياهدى ، عايزك تيجى معايا بيتنا. ..
...أنهى بيت ده  ، اللى انا اندبحت فيه ، وطلع عرضى بلدى واتفرج عليا الناس كلها  ...
...أنتى اللى قولتى  وطلبتى كدة  ، محدش أجبرك  ...
...عندك حق ، بس انا كنت برد عن نفسى  ، برد عن شرفى وشرف اخواتى واهلى  ، اصلى ملقتش حد يحمينى ويرد عنى ...
...أنا مقولتش حاجة والله ...
...فعلا وهى دى المشكلة اصلا  ،  أن انت مقولتش حاجة  ، انت تنحت وبس  ...
...حقك عليا انا ، انا اسف ...
قام من مكانه ليقترب منها ، لكن قبل أن يتحرك ،قالت
...مكانك  ،  خليك مكانك ياهيثم ، ملكش مكان جمبى ...
صدمته كلمتها   وعاد للجلوس مكانه مرة أخرى
...ياهدى ارجوكى ، متخدنيش بذنب غيرى ...
...بقولك  ايه  ، سيبك من الكلام ده  ، قوللى الأول ، انت بجد هنا ليه ، عشان بتحبنى زى ما بتقول ، ولا خايف من القضية  ، وأمك اللى بعتتك. ..
...أنتى  عارفة كويس اوى أنى جاى عشانك  ومش فارقة معايا أى حاجة تانية ....
...أنا مبقتش عارفة حاجة خالص ، اللى عرفته وصدقته قبل كدة طلع كله كدب ،
اسمع ياهيثم ، وده آخر كلام هتسمعه منى ، رجوع ليك مش راجعة ،  والقضية همشيها وهاخد حقى منكم  ، وانت روح دورلك على بنت الحلال  اللى تنفعك وتنفع أمك ...
وقفت وابتعدت خطوتين وهى تقول
...ونصيحة أخيرة منى ، انشف شوية كدة واسترجل ، اعملك شخصية قدام اهلك ، يااما هتفضل فى مشاكل طول حياتك ، واللى هتتجوزها هتظلمها وهتبهدلها معاك ...
تركته وخرجت ، واتجهت لغرفتها على مرأى من الجالسين وأغلقت الباب على نفسها بالمفتاح ، وبعدها بلحظة خرج هو الأخر واتجه لباب البيت دون حتى أن يلقى السلام  ،
***********
وبعد هذا اللقاء أيقن الجميع أن هدى قد أغلقت الحوار والنقاش  فى هذا الموضوع نهائيا ، بل أنهت الموضوع نفسه ، وبقرارها المبكر  بعودتها للعمل قد بدأت تجهز للتعايش مع الموقف ،
اتجهت للمستشفى الحكومى التى كانت تعمل بها ،
قدمت على طلب إجازة لمدة سنة ، ارادت  أن تنهك نفسها فى العمل الخاص  ، فهو مرهق أكثر من الحكومى بكثير ،
**************
بعدما أنهت اجرائات الإجازة ، اتجهت لمستشفى دار الفؤاد الخاص  لتستلم عملها الآخر ،
اتجهت لمكتب مدام سامية ، وهى مشرفة التمريض هناك لتستلم الروستر الخاص بها ، وقد كانت هذه السيدة تحترم وتقدر هدى جدا ، وتعلم جيدا إمكانياتها التمريضية جيدا ،
....مينفع ياهدى ...
...ليه بقى ، ده مكانى ، ليه تغيرينى. ..
...أنتى قدمتى استقالة اصلا قبل جوازك  ، صحيح لسة متمضتش،  ولسة ورقك مخلصش  ، بس كان لازم احط حد مكانك ، شهد خدت مكانك ، وبعدين انا بصراحة  محتاجاكى فى العناية اوى ، الحضانة مش مكانك ياهدى ...
...منا سبق ودخلت العناية وكرهت الشغل فيها،  وطلعت منها تانى ، هتحملها دلوقتى يعنى ، بلاش والنبى يامدام سامية  ....
...المرة اللى فاتت  ، دخلتى مع حالات الغيبوبة الكبدية  ، عشان كدة كرهتيها  ، المرة دى الشغل احسن واخف ، هتدخلى مع حالات الكلى ، وفى الوقت الحالى بالذات  عندى حالة زرع كلى فى عناية الدور السابع  ، كدة تمام بقى أهو   ، و عناية خاصة ، والراجل فايق اصلا  ،  و زارع من يومين ، بس هو وأهله مصممين على ممرضة خاصة وتكون شاطرة  ، وهو من الشركا فى المستشفى ومحدش يقدر يقوله لأ ، وأنا رشحتك انتى ، ها ، ايه  رأيك ...
...مش عارفة ...
...متقلقيش ، ده راجل محترم جدا ، هو سعودى اصلا ،  ومفيش حد بيزوره غير مراته  ، يعنى مفيش مشاكل ، هتتابعيه لحد ما يخرج من المستشفى  ، وبعدها يمكن يكون مكانك فى الحضانة فضى ...
...أنا موافقة  لو وعدتينى أن مع أول فرصة هترجعينى الحضانة تانى ....
...اوعدك ياستى ...
...شكرا يامدام سامية ، هروح انا بقى أجهز ، فاضل ساعتين على بداية الشفت  ...
...ماشى ، وأما تيجى تستلمى،  رنى عشان انا اللى هطلع معاكى اسلمك،  وادخلك للحالة أعرفهم عليكى. .
...حاضر ، بعد اذنك  ..     
*************

بعدما بدلت ملابسها باليونيفورم الخاص بها  والمكون من بدلة  من بنطلون وجاكت قصير وحجاب ابيض صغير  ،  اتصلت هدى بالدور السابع  لتسأل عن مرض الحالة التى ستمرضها  ، فهى من هواة دراسة مرض الحالة جيدا قبل استلامها، 
بالفعل اخبروها انه فشل كلوى  مزمن  ، وقد تم زرع كلى له منذ ثلاثة أيام ،
قامت ببحث على النت من خلال تيليفونها عن المرض وكل ما هو متعلق به ، قضت ساعة كاملة فى قراءة جزء منه ، والجزء الآخر سجلت لينك صفحته  لتكمله فيما بعد ،
خرجت من السكن واتجهت للدور الخاص بها ، بعدما اتصلت بالمشرفة لتخبرها بأنها جاهزة لإستلام حالتها.
+
يتبع
وصلت هدى للدور الموجود به العناية  سلمت على زملائها الموجودين ، واستلمت  منهم ملف الحالة مع شرح وافى عن كل تفاصيل العملية  وسير العلاج على مدى الثلاثة أيام الماضية ، من بينها انه تم حقنه بمهدئ منذ أمس سبب له النوم طوال هذه المدة ، لأن مثبتات المناعة التى تم حقنه بها لم تجدى نفعا ،وبدأ جسمه يواجه الكلية الجديد مما جعله على وشك الدخول فى غيبوبة مرة ثانية ،
وصلت مدام سامية للدور ، اصطحبت  هدى فى الاتجاه الآخر عن العناية
...العناية من هنا يامدام سامية ...
...قلتلك مرة أنها عناية خاصة ،  جناح الحجز اللى هنا اتجهز من شهرين واتعمل عناية....
...وهو الموضوع سهل كدة ...
..لأ طبعا ، هو نفسه اللى صرف على تجهيزها ، مش المستشفى  ، الأجهزة اللى فيها بس متكلفة اكتر من 4 مليون ، وجاية كلها من ألمانيا ، هو اصلا اختيارك انتى بالذات كان عشان كدة  ... 
توقفا الاثنان قبل الوصول للنجاح بخطوات 
...مش فاهمة ، فهمينى اكتر ...
...عدد بسيط من البنات هنا اللى ادربوا صح على الأجهزة دى ، وانتى واحدة منهم ، ومعظم الباقى ساب المستشفى،  رجوعك حل أزمة معايا ....
....  فى هنا كتير فى الدور متدربين على نفس الأجهزة ...
...كل واحدة فيهم ماسكة مكان مينفعش تسيبه،  ولو مكنتيش رجعتى  كنت هضطر أنى أمسك حد ، بس انتى مختلفة شوية ، مهارتك فى الكلام مع الحالات بتعجبنى  ،
خدى بالك والنبى ياهدى ، الامير  فياض ده رخم ...
...هو أمير ...
...بيندهولوا بكدة ، بس لنا بحثت على النت عن سلالة البدرى اللى هو منها،  لقيتهم من سلالة الشرفاء مش الأمراء،  ويلا بقى  ، نبقى نتكلم بعدين ....
دخلا الجناح ، وجدا سيدة وحيدة ، كانت تجلس وتستطلع مجلة فى يدها ، كانت يبدوا عليها  الثراء الواضح رغم أنها ترتدى عباءة سوداء .
...مساء الخير سموك ...
...
..مسا الخير  ...
...دى مس هدى  ،  الممرضة الخاصة اللى طلبتوها لسمو الأمير ...
+
... إيش   ،    هادى صغيرة ...
... لا يافندم ، مش صغيرة ، بشتغل معانا من 4 سنين  ، و من أفضل الممرضات هنا ...
رغم ضيق هدى من كلام السيدة إلا أنها حاولت الاحتفاظ بإبتسامتها طوال الحديث .
...  OK , we will see. ..
الان اغتاظت بالفعل من الرد ، لكنها استأذنهم  ودخلت غرفة الأمير ومعها الملف الخاص به لإستكمال قرائته وتدوين حالة المريض فيه .
كان الجناح  عبارة عن صالة الدخول اولا وملحق بها حمام منفصلة بباب وحائط زجاجى لرؤية المريض عن  غرفة المريض وهى مجهزة كعناية مركزة وملحق  بها حمام هى الأخرى.
كانت السيدة جالسة باستمرار فى الصالة ، أما هدى طوال الوقت مع مريضها الغائب عن الوعى  ولا تتركه إلا للضرورة.
مر يومان لم تعد فيهم هدى لبيتها،  قضت اليومان مع حالتها ، لم تبتعد عنه إلا لتنام بضع ساعات فقط ، وتتسلم  الحالة زميلة أخرى ، ثم تعود اليها  مرة أخرى .
فى اليوم الثالث  ، صعدت منى اليها لتراها ، فقد كان تواصلهما عبر الهاتف المحمول فقط  .
... إيه الأخبار  ...
...زى الأهرام بالظبط ، مفيش تغيير ...
... عجبتك القاعدة هنا بقى ...
...بس مريحة دماغى  من وش البيت ، هبقى اروح ابات فى البيت بكرة ، واجى تانى يوم الصبح ...
...نبقى نروح سوا  ،  انا بكرة لونج  ،  عاملة ايه مع الولية الرخمة دى ...
...مين ...
...مرات الأمير ...
...مليش علاقة بيها  ، الكام ساعة اللى بتقعدهم  بتقضيهم فون أو نت أو مجلات ، وآخر اليوم تمشى ، غريبة أن راجل زى ده ميكونش ليه أهل خالص كدة  ...
...اقولك حاجة بس متقوليش لحد ...
... قولى. ...
...بيقولو انه عامل العملية فى السر  ، حتى ولاده ميعرفوش. ...
...تصدقى  توقعت كدة  ، انا هقوم بقى  عشان سايباه  لوحده ...
...ماشى  ، بس بابا بيقولك أن الجلسة الأولى يوم 22 الشهر ده ...
...والله ، وأنا هحضر ...
...لأ طبعا ، هو عملك تقرير طبى أن حصلك اضطرابات نفسية جامدة ، وقدم طلب للمحكمة انك تحضرى فى جلسة شهادتك بس ...
...والله ابوكى ده راجل محترم ، بس عمل كدة ليه ؟ ...
...هو قاللى انه مفيش داعى انك تتعرضى للمواقف دى مرة تانية ، وكمان هما ممكن يخبطوا فى الكلام ، ويقولوا كلام كدب عشان ينفوا التهمة عنهم ، فمفيش داعى انتى تعيشى المواقف دى كلها ...
...عمل طيب ، خلينى فى شغلى واروح فى الحاجات المهمة بس ، بالمناسبة  عامر اتصل بيا وقال إن ورق الإجازة بتاعى اتمضى  ...
...والله ، طب كويس ، كدة انتى فري  ، تقدرى تتحركى براحتك بقى ...
...تمام ، بطلى رغى بقى ، انتى رغاية كدة ليه ...
...طيب ياستى ، أما تخلصى رنى ، يمكن نقعد مع بعض شوية فى السكن ...
...عيب يابت،  نقعد فى السكن نعمل ايه ، انا أخلاقى متسمحليش. ..
...إيه يعنى ، متقلقيش   ، مش هتحرش بيكى
ههههه  ...
...هههههههههههههههه  ، يلا باى ...
******************
دخلت هدى للأمير  ، اطمأنت  عليه ، وبدأت فى قياس العلامات الحيوية ، فجأة وجدته يفتح عينيه وهو يقول ...مين انتى ؟
يتبع
دخلت هدى للأمير  ، اطمأنت  عليه ، وبدأت فى قياس العلامات الحيوية ، فجأة وجدته يفتح عينيه وهو يقول
+
...مين انتى ؟
ابتسمت هدى ابتسامة بسيطة وهى تقول
...أنا هدى ، الممرضة  ، حمدالله على السلامة  ، حاسس بايه . ..
.. ألم  ، صدرى بيؤلمنى ...
...ثانية واحدة اطلبلك الدكتور. ..
اتجهت هدى لتيليفون الغرفة واتصلت بالطبيب واخبرته بإفاقة المريض ، واخبرها انه سيأتى فورا .
اقتربت هدى للأمير مرة أخرى وهى تقول
...الدكتور جاى حالا ، بعد اذنك  ، ممكن اقيس ضغطك لحد ما ييجى ....
اماء بالموافقة ، وأثناء تنفيذها لذلك ، قال بصوت واهن 
...وينها دانية. ..
... تقصد مدام حضرتك  ...
اماء بالموافقة  ، وبدون تردد  أو تفكير  قالت
...لسة خارجة حالا ، قالت إنها هتحيب حاجة وترجع على طول ، أصلها هنا من الصبح بدرى   ...
اغمض عينيه بعد إجابتها  ، فسألته
...حضرتك حاسس بحاجة  ...
...أنا طيب  ...
...هو انا مش ضليعة فى اللهجة السعودية اوى ، بس واضح انك بتقول انك كويس ...
ابتسم من دعابتها ، وقال ...قولتى إيش اسمك ...
..هدى ...
دخل الطبيب فى هذه اللحظة ، حيا الامير  ، وبدأ فى معاينته  ، وقفت هدى لثوانى وهى تفكر فى أمر زوجته  ، لماذا كذبت بشأنها ، كان من الممكن أن تخبره الحقيقة ، وأن هذه المتعجرفة السخيفة  لا تقضى هنا أكثر من ساعتين يوميا لا أكثر  ،
لكن هدى أشفقت عليه بعد سؤاله عنها ، ويبدوا انه يعلم جيدا أنها الوحيدة التى معه ، لهذا سأل عنها تحديدا ، ولكى تنقذ الموقف ، بحثت فى ملفه عن رقمها  ، فعادة ما يكتبون أرقام أقرب الاقربين فى الملف  ، خاصة لو المريض فاقد لوعيه  ،
وجدت الرقم واتصلت بها من تيليفونها الخاص ،واخبرتها انه   أستيقظ وسأل عنها ، واخبرتها أيضا بما قالته له ، اغلقت المرأة الخط وهى تقول
... I'm coming ...
ردت هدى فى همس بعدما اغلقت الهاتف
... تيجى مكسحة يارب ، نسوان زبالة ...
ثم عادت للغرفة  ، وجدت الطبيب يقول ،
...حضرتك تمام اوى ، شوية تحاليل بسيطة ونطمن اكتر ، أشار لهدى  لترى ما يكتب ، ثم أمائت بالموافقة،  بعدها خرج الطبيب بعدما حيا الأمير مرة أخرى 
بدأت هدى تجهز أدواتها لسحب العينة ، وظهرها له ، تفاجئت عندما وجدته يقول
...حكيتيهاا ..
استدارت له قائلة ...أفندم !
... حكيتى دانية   وقولتيلها    ..
ارتبكت جدا  وتوقفت عن تجهيز أدواتها وهى تنظر له
ابتسم وهو يقول ... شلون دانيا تكون بتقضى اليوم جمبى ...
ثم ادار وجهه للجهة الأخرى وهو يقول
... ومتأكد أنها راحت   وانتى اللى اتصلتى فيها ، صح ....
أمائت بالموافقة وهى صامتة ،  ادار وجهه لها وقال
...بدى ماى...
1
...حاضر ...
أحضرت كوب ماء ، ثم رفعت الجزء الأعلى من السرير ليرفع رأسه قليلا ، ثم سندت رأسه ليشرب ،
فى نفس اللحظة دخلت زميلتها التى  ستستلم منها الحالة ،
...دى سجدة زميلتى ،  هتفضل مع حضرتك الليلادى لحد ما اجى بكرة ...
...وين  رايحة ؟   ،  مو  انتى ممرضتى الخاصة ، وايش راح  تسوى   ،  تسيبينى وتروحى ...
...فعلا ده حقيقى ، وأنا مع حضرتك فعلا من  3 أيام وده وقت راحتى ، المفروض انام ، بس انا فضلت اروح أزور أهلى ،  واتمنى ان حضرتك تسمحلى بكدة ، مسافة الليل بس ....
غريب جدا بالنسبة له ارتياحه لهذه الفتاة ،  رغم أنه لم يقابلها إلا من دقائق معدودة .
...    الصبح بكير  بتكونى هون  ...
...بالتأكيد  ، شكرا يافندم ...
******************
اتصلت بمنى لتجهز نفسها ، فقد اتفقا أن يعودا سويا
ثم تقابلا عند الاسانسير ، 
..أه ، باين عليكى ...
...هو ايه ده ...
...لما كلمتك ، معجبنيش صوتك ، ودلوقتى شايفاه على وشك ، انتى عاملة كدة ليه ؟
...أما نخرج هقولك ..
... بعدما خرجا من المستشفى ، وهما فى طريقهما للمترو .
...ها ياستى ، فى ايه ...
...الموضوع قلب مع أبويا بجد ....
...موضوع ايه ؟
... الجواز ، أبويا عايز يتجوز ، المحامى المحترم عايز يتجوز ...
...هههههههههههههههه  ، وايه المشكلة  ...
...متنرفزنيش ياهدى ، انا على أخرى لوحدى ...
...اهدى بس ، انا بتكلم بجد والله ، ايه المشكلة انه يتجوز. ..
..يعنى إيه ، أمى مكملتش سنتين ميتة ...
...الله يرحمها ، بس احنا ملناش دعوة بوالدتك دلوقتى،  راحت عند ربها وارتاحت ، لكن ابوكى عايش وموجود ...
...ده عنده 48 سنة ...
...الراجل راجل لحد السبعين ...
... بس ياهدى ، انتى هتنرفزينى اكتر ...
نزلا من المترو  واتجها لموقف السيارات ، وركبا الميكروباص التى ستوصلهم لمحافظتهم وبدأت الحديث مرة أخرى ،
...براحة كدة يامنى ،   مثلا أبويا مات من اكتر من 15 سنة  ، وأمى عاشت علينا  ومفكرتش فى حاجة زى كدة ، لكن ابوكى راجل مهما كان ، وفى رجالة مهما كبروا مبيقدروش يعيشوا لوحدهم ، ولو شهرين حتى ، مش سنتين زى ما بتقولى ...
... يابنتى ، ده الناس هتضحك عليه  ، هيقولوا بيتجوز وبنته عروسة،  يجوز بنته الأول ...
...الناس الناس الناس ، الكلمة دى بقت بتتعبنى بجد ، الناس عملولنا ايه فى حياتنا غير الضياع والاذية ، وهو لا هيعمل حاجة عيب ولا حرام ، واكيد هينقى واحدة تناسبه ،   وبعدين يجوز بنته فى ايه ، انتى كدة كدة مخطوبة وهتتجوزى بعد كام شهر ، واخوكى اتجوز وقعد فى بيت تانى بمراته،  عايزين منه ايه بقى ، بقولك ايه  فكيها كدة ، والله ، وبحلف بالله ، لو أبويا انا ، لأروح اخطبله بنفسى ...
**********************
وصلت هدى لبيتها وأثناء دخولها  من باب البيت وقبل أن تصعد السلم ، وجدت صبرى زوج هايدى اختها أمامها ، وهو انسان عديم الأخلاق وغير سوى ، يحاول دائما التحرش بهدى .
...أهلا أهلا ، حمدالله على السلامة يادودو. ..
...الله ما يسلمك  ، انت بتعمل ايه هنا دلوقتى ، الساعة عدت  10 ....
...أبدا ياسكر ، اختك ياستى نسيت تيليفونها،  فجيت اخدهلها. ..
...وخدته ...
...أهو ....
...يلا ، مع السلامة ...
...بسرعة كدة ، ليه بس ، دا انتى وحشتينى والله ...
...الله يخدك   ياشيخ  ، جتك الارف  ، غور احسن أعلى صوتى واسمع اللى فوق ، والكلام يوصل لمراتك. ..
وقبل أن تكمل أو يتكلم هو ، ظهر صوت الأم أعلى السلم ،
...مين اللى تحت ...
...أنا ياماما ...
قالت وهى تنزل السلم
...هدى ، حمدالله على السلامة  يابنتى  ، الله ، انت لسة هنا ياصبرى ...
...أنا كنت ماشى ياخالتى ، انا كنت واقف بسلم على هدى ...
...طيب ياابنى مع السلامة ...
خرج من الباب ، واغلقته هدى بعنف وغضب ،
...إيه ياهدى ، عملك حاجة تانية ...
..أهو بنى ادم سافل ابن كلب ...
...أنا قلتلك نقول لهايدى . ..
...وأنا قلتلك الف مرة ، مينفعش،  مش هتنسالى ابدا ان جوزها بصلى ، مسيرها هتعرف هو ايه ، بس يبقى بعيد عنى ، عشان علاقتى بيها متتأثرش. ..
*********************
قضت هدى ليلتها تتسامر مع أمها وأخواتها  ، هيام وهدير وهوايدا   ، زوج هوايدا مسافر لاحدى الدول العربية  كإعارة تابعة لعمله  الحكومى كمدرس، لهذا هى قابعة عند والدتها معظم الوقت ، أما هدير فوعدت هدى أن تأتى لها مبكرا قبل ذهابها ،
خرجت هدى مرتدية ملابسها وجاهزة للخروج،  وباقى الفتايات قد ناموا بعد سهرهم طوال الليل ،
...إيه ياماما ده كله ...
...سندوتشات. .
...دى حفلة سندوتشات دى ، هو انا ريحة رحلة للمدرسة وانا معرفش. ..
...إيه ، ده يادوب  ،  تفطرى انتى ومنى ، وعينى الباقي. ..
...ماشاء الله  ، والبت هايدى مجتش. ..
...لا لسة ، زمانها جاية ...
...دا انا همشى ، ،ده الطريق لوحده بياخد  اكتر من ساعتين ،  هو انتوا معندكوش هنا أى حاجة للصداع ...
..،ياحبيبتى ،ابدا والله ..
... مبنمش كويس ياماما ، حتى فى  السكن هناك ، تلاقى كل شوية واحدة داخلة وواحدة خارجة ، ساعتين الراحة اللى باخدهم ، مبعرفش انام فيهم ...
اتصلت  بهايدى  
...إيه يابنتى ، أمشى ولا ايه  ، يلا بسرعة ، حودى على الصيدلية وهاتى حاجة قوية للصداع ،  كويس ، معاكى  ، قوية ، طيب بسرعة بقى ...
دخلت هايدى بعد حوالى عشر دقائق  ،
..تصدقى  انا كنت خلاص همشى ، يادوب هسلم عليكى  وخلاص ، فين الأقراص. ..
...قولى كدة ، همك مصلحتك. ..
...بطلى رغى وقبى باللى معاكى ...
اعطتها هايدى شريط حبوب ليس له هوية
...هو ايه ده ، عامل كدة ليه  ، اسمه ايه اصلا ...
... مش لازم تعرفى ، هو أكل وبحلقة ،  خديلك قرص وهاتى الباقى ...
..كمان ، دا انتوا بقيتوا بخلا اوى ، دا حتى شريط معليهوش اسم  ، متأكدة انه كويس وهيشيل اللى فى دماغى ده ...
...جبار ،  والله جبار يابنتى ....
...طيب ياجبارة ، انا هاخد قرصين مش واحد  عشان دماغى هتتفرتك  ،  يلا  ،،   سلام بقى ...
1
...إيه ده بجد ، هو انا اتأخرت اوى كدة. ..
...أه ياستى يادوب ...
سلمت عليهم ، وحملت حقيبتها واتجهت للخارج ، للرحلة المعهودة حتى الوصول للمستشفى ، 
فى الطريق ، لاحظت منى أن هدى ليست طبيعية ، فهى تضحك بإستمرار بسبب وبدون سبب ،
...اهدى ياهدى شوية ، الناس بدأوا يبصولنا،  انتى ضاربة حاجة على الصبح ...
... ضاربة فول وبيض وبسترمة، ههههههههه  ، والحاجة هدية بعتالك منهم ، ....
...لا ياستى شكرا ، هدى اللعبة بقى عشان قربنا نوصل ، واربطى صواميل دماغك اللى انتى فكاها على الصبح دى ،
...هاتى مفك ههههههههه. ..
...يووووه. ..
خرجت الاثنتان من المترو،  وصعدا السلم  ، وفى ملف السلم ، اصطدمت بأحدهم  فى لحظة التفاتة لمنى  ، ثم اعتدلت لتواجه من اصطدمت به  ،
كان شاب وسيم جدا ، لديه عيون ساحرة  ،  شعر ناعم طويل ومصفف للخلف ،
تسمرت مكانها فور التقاء العيون وهى تقول
...يخربيت عنيك ،  ايه القمر ده ...
1
أصابه الزهول من كلامها ولم ينطق ،
استمرت متعلقة بعينيه مع ابتسامة غريبة منها  ،
فقال هو  ... عجباكى  ...
قالت بتنهيده ....عجبانى وبس ، هو فى كدة اصلا ، انت متأكد انك راجل  ...
... ايه   ، والله هو المفروض كدة  ...
...اكيد لأ  ، مفيش رجالة كدة ...
تدخلت منى لتحركها  ... هدى ، انتى اتجننتى  ، ايه اللى بتقوليه ده ...
...شوفى يامنى ، انتى شوفتى كدة قبل كدة ...
اعتدلت منى له بوجهها وهى تقول ... بصراحة لأ ...
ثم التفتت لهدى مرة أخرى  ...بس يلا احنا كدة اتأخرنا اوى ...
هذا كله والشاب مازال مكانه ، معجب بكلامها وردود أفعالها ،
صعد أحدهم من خلفه  وهو يقول  ...يلا ياخالد ، جبت التذاكر خلاص ...
قالت هدى ... اسمك خالد ..
...أيوة ...
...اسم حلو اوى  ، وأنا هدى ...
شدتها منى من يدها وهى تقول ... مش بقولك انتى ضاربة حاجة على الصبح ، يلا  ...
أكملت هدى السلم  بسبب شد منى لها ، لكن عينيها مازالت معلقة به وهى مبتسمة ، وتلوح بيدها بباى باى ، وهو اتبعها بعينيه حتى اختفت من أمامه ، 
التفت الشاب لمرافقه وهو يقول .... شوفت البت بتقول ايه ....
...وايه يعنى  ، هى دى اول مرة انت تتعاكس فيها .....
...ماشى  ، بس مش كدة  ...
...طب يلا عشان نلحق  ، وكمان العربية مركونة  صف تانى. .......
********************  
لا تصدق منى  ما تفعله هدى ، هى بالتأكيد غير طبيعية ، وبالطبع غير مؤتمنة على استلام حالة وهى  فى هذه الحالة.
 
وجدت أنه مازال أمامهم نصف ساعة على ميعاد الإمضاء  ، فقررت عرض هدى على طبيب  ، لتجد مبررا لما يحدث لها ، وبالفعل شك الطبيب فى شئ معين بخصوص الأقراص التى تناولتها هدى هذا الصباح ، وتأكد من ظنه عندما أعطاها حقنة معينة استطاعت عكس مفعول الأقراص ، وأعادت هدى  لأرض الواقع  .
ثم قال الطبيب بابتسامة
،،،،   أول مرة اعرف انك من أصحاب الترامادول ياهدى ،،،،،
يتبع
عندما بدأت هدى تنتبه من حالة الغياب العقلى الغريب التى كانت عليها ، كادت تجن من فكرة تعاطى أختها للترامادول ، لكنها بالتأكيد لا تعلم  فإن كانت تعلم لأخفته عن هدى تماما ، لا أن تعطيها منه بصفو نية ،
يجب أن تنهى العاجل من عملها أولا حتى تستطيع التفكير فى كيفية التعامل مع الموضوع .
صعدت للدور السابع الى حيث غرفة حالتها  ، فوجدت سجدة موجودة على كونتر الدور
...صباح الخير ياساسو   ...
...صباح الخير ياهدى  ...
....إيه التكشيرة دى ، مالك على الصبح ...
...ولا حاجة ، سهرانة مع حالة مقرفة ، الله يسامحك ويسامح مدام سامية ...
...بس بس ، ايه اللى حصل ..
...لا حصل ولا وصل ، استلمى حالتك ياستى ، ومش هتتكرر تانى ، لو هسيب المستشفى حتى ...
*****************
استلمت الحالة من سجدة ، واخبرتها أن الأمير فى غرفة  الأشعة ، بعدها دخلت الغرفة وبدأت فى تغيير فرش السرير وتجهيز أدوية اليوم ، ثم جلست لتكتب ارانيك لطلب الأدوية الناقصة ،
وفى خضم   كل هذا عاد عقلها للساعات التى تلت تناولها لأقراص الترامادول  ، هى تتذكر كل ما حدث ، بل كانت واعية تماما له ، لكنها فاقدة تماما للسيطرة على ما تقوم به ، كأنها آلة تتحرك وفق أمر مسجل عليها .
أثناء ذلك  دخل الأمير على كرسيه المتحرك  يدفعه عامل الدور ومعه ممرضة الأشعة ،
أما الحرس الخاص لم يدخل بل وقف أمام الباب كالعادة ،
عندما رأاها الأمير رفع لها حاجبا واحدا وهو يقول
...ياهلا ياهلا بملاك الرحمة خاصتى ، وين كنتى للحين ...
...أفندم ..
...إيش ، طرشتى ؟
لم ترد هدى ووقفت مزهولة من الرجل الذى تراه ، فهو ليس من خرج من غيبوبته على يدها أمس ،
أشار للعامل بالتقدم للسرير  الخاص به  ، مدت هدى يدها له لتساعده على الوقوف ، لكن بمنتهى الإهانة ، أبعد يدها من أمامه ، ورفع يده لحرف سريره   ، ووقف وحده واستدار ليجلس عليه ، ثم أشار لكل من العامل والممرضة بالخروج ، ودون أن ينطق أحدهما ،سحب العامل الكرسى وخرج ، وتبعته الممرضة الأخرى بعد أن مدت يدها لهدى بنتيجة الأشعة .
وقفت هدى أمامه لم تتحرك ولم تحاول مساعدته مره اخرى  ، بينما هو يحاول التحرك على السرير لينام ،
لكنه تعثر بشكل بسيط ، رفع عينه لهدى وهو يقول
...ليش واقفة هيك ، مش مفروض تساعدينى ..
...جيت أساعدك مرة رفضت ، استنيتك تطلب لوحدك ...
...من غير  طلب  ، تعملى اللى ابغيه. ..
1
...وهعرفه منين إلا إذا قلت ...
نام بوضع غير مريح واغمضت عينه من الإرهاق ، فاشفقت عليه هدى واقترب تعدل وضع المخدة من تحت رأسه ، فتح عينه ونظر لها
...اتركيه ، أبى انام شوى  ...
أبتعدت هدى  وعينيها معلقة به تفكرا فى حاله ، تدرجا من الأمس لليوم ، وقالت فى نفسها وهى تبتسم. ..صحيح ، البنى آدم بق فى الفاضى ...
فى نفس اللحظة فتح عينيه فجأة على ابتسامتها وهى تقف أمامه، 
... بتضحكى على إيش ،  أبيكى معجبة يمة. ...
...ههههه ، ياريت ، بس انا مرتبطة ...
قالت كلماتها الأخيرة وهى تأتيه بطاولة الحقن باتجاهه، 
...إيش هاد ...
...ميعاد الحقن ، وبعديه الفطار ، وبعديه مساج الضهر ، وبعديه ...
...بيكفى  ، إيش كل هاد ، قلتلك ابغى انام ...
...خلاص ، الحقن وبعدين تفطر وبعديها نام ، والباقى نكمله لما تصحى ...
يبدوا أنه أعجب بطريقة تعاملها معه ، فهى ثلثة التعامل مع المريض حتى وإن كان غاضبا ،
********************
خرجت من غرفته بعد أن تأكدت انه قد  نام ، وجلست فى الصالون ، تراقبه من  خلف الشباك الزجاجى ،
أمسكت بتيليفونها واتصلت بهايدى  ، وبمنتهى الهدوء أجرت معها هذا الحوار ، حتى تصل منها للحقيقة، 
...ايوة يادودى،  روحتى ولا لسة عند ماما ...
...كويس ، بصى والنبى ياهايدى ، عايزاكى تصوريلى الشريط اللى اديتينى منه الصبح وتبعتيلى الصور على  الواتس. ..
...اشمعنى يعنى ...
...بصراحة عجبني،  الصداع راح على طول ، وكنت عايزة اوريه للصيدلى هنا يجيبلى زييه ...
...مش هتلاقيهه،  مبيبقاش موجود فى الصيدليات. ..
...وانتى عرفتى منين ، سألتى عليه قبل كدة ؟
...لا ابدا  ، بس لما اداهولى قاللى كدة ...
...مين ده ، المعدول جوزك ؟
...أه  ، تانى يوم فرحك  ، كان عندى صداع جامد ، ادانى قرص  ، عجبني بقى زى ما عجبك كدة فسألته عليه ، قام ادانى الشريط ده  ...
...يعنى انتى لسة بتاخدى منه من قريب اوى كدة ...
....أه ، من اليوم المنيل بنيلة ، يوم فرحك ده ...
...يعنى حوالى كام قرص كدة ...
...باين تلاتة  ، بس ليه كل الاسئلة دى ، قلقتينى ...
 
...قوليلى الأول ، أمك جمبك  ...
..لا ، دا انا فى الشقة إللى فوق ، بلم الغسيل ...
...كويس اوى ، عندى سؤال ليكى وعايزاكى تجاوبى بصراحة ...
...متقولى ياهدى ، قلقتينى ....
...جوزك مدمن ياهايدى ؟
...مدمن ! يعنى إيه ؟
...مش عارفة يعنى ايه مدمن ، بيتعاطى حاجة ...
...معرفش ، بس ليه ...
...عشان الشريط اللى ادهولك ده ترامادول يافالحة. ..
...ترامادول  ،،،يانهار اسود ،، يعنى انا دلوقتى مدمنة ...
...لا ياستى ، مش مدمنة  ، انتى بتقولى مخدتيش منه غير مرتين أو تلاتة ...
...أه والله ، مش  اكتر من كدة ...
...خلاص ، يبقى مش مدمنة ، انا عايزاكى بس تهدى وتسمعينى كويس ...
...اهدا ، اهدا ايه ، ابن الكلب كان هيخلينى مدمنة ، بس أما اروحله  ، وربنا لأفضحه  ، والله لأجيب طين واحط على دماغه ودماغ اللى خلفوه ...
...الو ، الو ، هايدى ، ردى  ، يابنت المجنونة ، قال اسمك هايدى قال ، حقهم يسموكى عطيات. ..
اتصلت هدى بهوايدا ، أختها الكبرى  ، وشرحت لها باختصار ما حدث .
... سيبك من اللى هتعمله هايدى  ،  انتى عاملة ايه ...
...ياستى انا كويسة  ، حمدت ربنا أن منى كانت معايا والا كانت هتبقى مصيبة  ، المهم الحقى البت بس وخليها متعرفوش أنها عرفت  ، وكلمينى وانتى معاها ...
لم يمر أكثر من 10 دقائق حتى اتصلت هوايدا بهدى ،وهى أمام هايدى  ، ووالدتها أيضا حضرت الموقف وعلمت ما حدث ،
...ها ياهوايدا ، لحقتيها. ..
...لحقتها  على السلم ، كانت فعلا خارجة خلاص ...
...اديهالى اكلمها ...
أعطت هوايدا لها التيليفون
...إيه ياهدى ...
... إيه ياهايدى ، انا كنت فاكراكى أعقل من كدة ..
..فين بس العقل فى حاجة زى كدة ....
...العقل مايكونش إلا فى كدة ..
...يعنى إيه. ..
..يعنى تهدى و تعملى اللى هقولك عليه بالظبط ..
...قولى ياهدى ...
...الشريط اللى معاكى مترموهوش  ، يفضل معاكى ، وتفضى منه كل يوم قرص وترميه من غير ما هو يعرف ، كأنك بتاخدى منه زى ما قالك ...
..،وبعدين ...
...تحاولى تفهمى منه بذكاء كدة ومن غير متحسسيه انك عارفة ، إذا كان هو مدمن فعلا وفكرة انه اداكى حاجة زى كدة عادى يعنى ، ولا هو متعمد يعمل فيكى كدة ...
...كمان ، يانهار اسود  ، يعنى ممكن يكون عايز يخلينى مدمنة ...
...أه ، وليه لأ ، ما انتى عارفة أخلاق جوزك ، اسمعينى ، انا مش هقدر أطول اكتر من كدة ، اقعدى مع أمك وهوايدا وحاولى تشوفى هتنفذى الموضوع ده ازاى ، ولو قدرتى تباتى عند ماما انهارضة يبقى احسن ، تكونى هديتى خالص ، احسن انا حاسة انك لو شوفتيه انهارضة هتولعى فيه بجاز. ..
...هحاول ياهدى ...
...حاولى بجد ياهايدى،  لازم تمسكى  اعصابك ، وهبقى اكلمك تانى ، ادينى ماما اكلمها بقى ،
ايوة ياماما ، حاولى متخليش هدير تروح بيتها الليلادى  ، انشالله حتى تقولى انك تعبانة و عايزاها جمبك ، ماشى  ،  هكلمكم تانى  ،  سلام ...
أنهت هدى مكالمتها  ، ووضعت رأسها بين يديها مما يعتلى عقلها من أفكار دائما ما تسبب لها صداع مستمر ، رفعت وجهها ، فانتفضت فجأة ، فهناك من يجلس ليتابعها ولم تنتبه له ،  اتجهت له وهى تقول
... حضرتك صحيت امتى   ؟
...من حين ما كنتى بتسألى هايدى عن الشريط. ..
...هو انا كان صوتى عالى اوى كدة ...
....ماانك حاسة ...
...مش اوى ، كنت مركزة فى الموضوع شوية ... 
...بس ماشالله عليكى ذكية وترباية. ..
... ذكية وفهمتها   ،  إنما ترباية دى يعنى ايه ...
ضحك بصوت عالى نسبيا على طريقتها فى الكلام ، لكن قبل أن يجيب ، ظهر صوت آخر من عند الباب
...هالله هالله ، الضحكة من الدان الدان ،
رقيتك ياأبا خالد  ...
1
ثم اقترب منه وانحنى على يده وقبلها  ، فقال الأمير
...اي والله ، على أساس خالد ما ترك أبوه ...
...لا والله ياأبى ، أبى اخلص كل اللى عندى للحين ، حتى افوق لأبا خالد ..
+
كل هذا وظهره لها ، لم ترى وجهه بعد ، وهو أيضا ،
عندما وقف واستدار لها  والتقت الأعين ،  تجمدت مكانها ولم تتحرك ، وهو أيضا ، على نفس الحالة ،
إنه هو ، شاب المترو ، ذات العيون الساحرة ،
ليس من الممكن أن يكون الحظ أسوأ من ذلك ابدا ....
2
يتبع
......انتى ؟
+
هذا كان سؤاله عندما رفع عينه ورااها ، لكن هى تجمدت على وضعها ، فقط متعلقة عينيها به لا تحيد عنه ،
.... خالد ، تعرفها ايشى. ...
رد على والده ومازال ينظر لها  ،
...يسلموا ياأبى ، تقابلنا فى المترو ، صدت في  ومو رضيت تعتزر. ...
تنفست الصعداء وكأن روحها ردت لها بعد شدة اختناق  ، استأذنت وخرجت ومازالت عينيه تتبعها حتى غابت عن ناظريه  ، فابتسم ابتسامة غريبة وكأنه صائد وجد غزالته الضالة ،
وابتسم الأب تباعا بعد ابتسامة ولده  ، فهو أعلم الناس به وبتعبيراته وردود أفعاله  ، فخالد ابنه المدلل الذى امتلك مكان فى قلبه لا يشاركه فيه أحد ،
  أما هدى فقد خرجت تهرول فى طرقة الدور ، لا تصدق ما حدث ، فقد ظنت انه موقف عابر وانتهى ، وحمدالله لم يرها أحدا يعرفها وهى فى هذه الحالة .
فجأة يظهر لها من رأاها ولم يكن يعرفها ، والآن هو شخص ملازم لشخص آخر هى ملازمة له ،
همست لنفسها بعدما توقفت أمام الشباك
...  ده ايه الحظ المنيل ده  ، هو أنا ناقصة ياربى  ، طب هتصرف مع البنى آدم ده ازاى دلوقتى ....
1
*******************
استمرت هدى تتصل باختها طوال النهار لتطمئن عليها ولتعطها بعض النصائح لكى تأخذ بها وهي تتعامل مع زوجها فى الفترة القادمة ، حتى يصلن لما يردن الوصول إليه ،
مرة يومان آخران ، و ما يحدث بيها وبين الأمير ، فهو على خير حال ، قد تعودها الرجل فى كل ما تفعل ، كلامها  ، ابتساماتها ، طريقة تنفيذها العمليات التمريضية التى تقوم بها ، حتى أنه تقبل فكرة رحيلها لقضاء بعض الوقت مع أهلها ،  وقد كان موعدها الليلة لتذهب لقضاء الليل مع أهلها وتعود صباحا .
أما عن خالد فلم يكف عن متابعتها بعينيه كلما كانت قريبة منه ، لكن بصمت ، لا يتحدث إلا عن شئ يخص حالة والده ،بالسؤال فقط وهى تجيب باختصار، 
لا يوجد ما يضايقها فى الموضوع غير وجود خالد باستمرار مع والده ، بعدما اختفت المتكبرة الشمطاء زوجته ، يبدو أنها رحلت وتركت الوالد لابنه ليرعاه .
خرجت هدى فى اتجاه المطبخ لتقضى وقت الغداء اليومى  ، وجدت هناك منى وسجدة وراندا يجلسان على نفس الطاولة  , ألقت التحية وجلست بجانبهم ،
...عملة ايه مع الراجل الرخم ده ...
...متقوليش  عليه رخم بس ، ثم متنسيش انه مريض.
... ده مريض ده ، ده كان شوية وهيقوم يرمينى من البلكونة. ...
... بالتأكيد استفزتيه  ، ما هو كويس معايا ...
قطعت رندا الحوار بينهم. ..ياجماعة سيبكم من الراجل وخلينا فى ابنه  ، بت ياهدى ، اخبار ابنه ايه ...
وعند ذكره انفجرت منى فى الضحك بهيستيريا،  
....أخبار مين يااختى ، مش بقولك انتى بقيتى خطر ، وعايزين نجوزك بدرى بدرى. ..
... بتكلم بجد والله ، أصله حليوة اوى ، وتقيل اوى ، مشوفتوش بص لواحدة فينا ابدا ...
... وليه متقوليش انه مش مستنضفنا اصلا ...
...إيه ياهدى الكلام الفارغ ده ...
...ده الحقيقة  يافالحة انتى وهى   ، الناس دى من طبقة تانية غيرنا ، إحنا اخرنا هو اللى احنا فيه ده ، نشتغل عندهم  وبس ، انا قايمة  ... 
...كملى اكلك ياهدى ...قالتها منى
...شبعت ، انا طالعة ...
صعدت للدور ، فوجئت بخالد يقف أمام الباب وكأنه ينتظر أحدا  ، وعندما رأاها اعتدل لها وهو يقول
...كنتى فين ...
...أفندم. ..
..سمعتينى ...
...كنت بتغدى ، وقلت للأمير قبل ما أنزل. ..
...مش تقوليلى انا كمان ...
...ليه هو انت المريض ولا هو ...
...موافق أكون مريض  ، لو وافقتى تكونى الممرضة بتاعتى. .
ارتبكت هدى من تلميحه الواضح  ، فهى لا تنكر ابدا تأثرها به ، والتى تحاول جاهدة اخفائه ، فحاولت أن تغير مجرى الحديث ، قالت
...أنت اتعلمت مصرى كويس فين ؟
...أخيرا ..
...هو ايه اللى أخيرا ...
... اصلى سألت نفسى كتير ، امتى هتسألينى سؤال أو تفتحى معايا كلام ، عموما هو المصرى ده مش عربى  ، يعنى نفس اللغة بإختلاف لهجات  ، يعنى اتعلمه بسهولة  ، وكمان عشان انا عايش في مصر بقالى 5 سنين  ...
نظرته كانت غريبة ثم استدارت واتجهت لغرفة الأمير وهى تفكر ، هل حقا كان ينتظرها أن تتحدث معه .
لكن قبل أن تصل لباب الحجرة سمعته يقول 
...عايش فى مصر من 5سنين  ، ومبروحش السعودية غير زيارات بسيطة والاجازات ...
1
التفتت له بنظرة واحدة ثم  استدارت ودخلت الغرفة ،
لم يتبعها خالد للداخل ، فهو يعلم الموضوع الذى سيتحدث فيه والده معها ، فقد اتفق مع والده عليه قبل أن تحضر،
وقف أمام الشباك ليدخن سيجارة ، وأستغرق  فى التفكير فى نفسه ، الابن الضال الذى ترك عائلته فى حالة غضب منهم ومن نفسه ، رباطه بعائلته كرباط الرحالة ببلده ، رغم عشقه لأبيه فهو رافض تماما الحياة بينهم ، وفضل الحياة فى مصر بعيدا عنهم ، حتى بعد قرارهم بتزويجه من إحدى أميرات العشيرة ، لم يقبلها ابدا إلا بعدما طلبها منه أبوه بنفسه  ، وحتى بعدما تزوجها،  أصبحت حياته معها كالمسافر الذى لا يعود لبيته إلا شهر واحد فى سنة ، مجرد إثبات لوجوده فى حياتها ووجودها فى حياته، 
لم يشفع لهم عنده الأموال التى يغدقونها عليه ، ومشاريعهم التى يتولى إدارتها بحرفية فى مصر ،
والأميرة الفاتنة التى تعشقه ، وتتبعه فى كل مكان يذهب إليه ، تأتيه فى مصر كلما غاب طويلا عنها ، يكون هو محور وقتها عندما يعود لها ،

لكن كل هذا لم يجعله ابدا يعود ، لم ولن يسامحهم ابدا على ما فعلوه به ،
لكن الآن يجب ألا يترك والده فى مرضه  ، يجب أن يكون هناك حتى يستعيد صحته ويقف مرة آخرى وبعدها يعود لحاله كما كان .
خرجت هدى من عند والده ، ويبدوا عليها الحيرة الفعلية ،  فتوقع أن يكون والده تحدث معها ،
اتجهت للخارج وقبل أن تخرج استوقفها بصوته،
...وافقتى ولا لا ...
لم ترد عليه ووقفت مكانها
...أنا شايف أنها فرصة رائعة لواحدة فى ظروفك ...
...ظروف ايه اللى انت بتتكلم عنها  ...
عاد لينظر من الشباك مرة أخرى وهو يقول
...ظروفك كلها انا عرفتها ، من أول ما اتولدتى ، واللى طول حياتك عشتيه واللى حصلك بعد وفاة ابوكى ، وكمان حكاية طلاقك وظروفه ...
2
أصابها الذهول وتثمرت مكانها ولم ترد ،
...صدقينى ياهدى ، سفرك هو الحل  ، هتبعدى عن كل المشاكل اللى هنا ، وهترتاحى شوية من الضغط اللى حواليكى ...
رغم ذهولها من معرفته بذلك ، إلا أنها استرسلت معه فى الحديث، 
...أنا ليا أخوات بنات مينفعش يتسابوا ...
...دى مش فترة طويلة ، بالكتير سنة ،  لحد ما الوالد ترجعله صحته،  وهترجعى لاهلك ومعاكى مبلغ كويس تبدأى بيه حياتك صح ،
وأنا اوعدك انك تنزلى مصر اكتر من مرة ...
...وليه انا بالذات. ..
...الوالد ارتاحلك انتى بالذات،  وهو مش سهل يرتاح لأى حد ....
...هفكر وارد على حضرتك. ..
...بس مطوليش،  لأن المفروض انه هيخرج من المستشفى خلاص  ، وبالمرة عشان الحق أخلص لك ورقك لو وافقتى ...
يتبع
أنهت هدى دوامها وهى تكاد لا تعى ما تفعل  ، منذ أن عرض عليها الأمير عرضه ، وبعد كلام ابنه لها وهى فى حيرة من أمرها ،
خرجت منى لتقابلها أن تغادر ، منى لديها دوام ليلى ، أما هدى فسوف تغادر وتعود على الدوام الصباحى، 
...إيه مالك  يامنى   ، شكلك تعبان اوى ...
...ما انتى كمان شكلك نيلة ، انتى عاملة كدة ليه ...
...شوية صداع  ، هنا بقالى يومين أهو،  حلو اوى كدة ...
...إيه الجديد فى كدة ، ما ده العادى بتاعك. .
...فى حاجة تانية مدايقانى ...
...انا قولت كدة من الأول ، إيه هى  بقى ؟
..سيبك منى انا ، قوليلى انتى الأول ، مالك ، الاهبل خطيبك نكد عليكى ولا ايه ، مش المفروض كان عندك انهارضة ...
...أه ياستى .. قالت كلمتها وهى ترفع لها يدها وهى خالية من دبلة الخطوبة .
...إيه ده ، فين الدبلة ، ايه اللى حصل ..
...نفس السبب كالعادة ...
...الشغل والسهر فيه ...
+
....أه ياستى ، بس المرة دى زود فى الكلام  ، وفى أخر كلامه قاللى ياتسيبى الشغل وتفضلى فى البيت لحد ما نتجوز  ، ياإما انتى حرة ، قومت قالعة الدبلة من ايدى وحطاها قدامه ...
...وبعدين ...
...ولا قبلين،  بص للدبلة شوية وبعدين بصلى ، ومد أيده وخدها وقام مشى. ..
...وانتى ايه رأيك ؟
...فى ايه ..
...فى موضوع أنك تسيبى الشغل. ..
...لأ طبعا ، مستحيل  ...
..خلاص ، اتكلمى مع باباكى  ، واحسمى الموضوع ده ، وربنا  يكرمك بواحد يقدرك ويقدر شغلك. ..
...وانتى بقى ، ايه اللى مدايقك اوى كدة ...
حكت لها هدى ما كان من عرض الأمير وما حدث بعده حتى الآن،
...يعنى هتسافرى. ..
..أنتى شايفانى واقفة قدامك والشنطة جمبى،  بس انتى لو مكانى هتعملى ايه ؟
...عايزة الصراحة ....
...اكيد ...
...هوافق طبعا ...
...أهو انا خايفة من تبعات الموافقة دى ...
...طول عمرك قوية ياهدى وبتعرفى تواجهى مشاكلك كويس ...
...بس كدة كتير اوى يامنى ...
...معلش ياهدى ، فكرى كويس  ، وصلى أستخارة وخدى رأيى   أمك  واخواتك،  وبعدين ربنا يحلها ...
...ربنا يقدم اللى فيه الخير ...
...أيوة ياستى،  هنيالك  ، هتسافرى مع القمر بتاع المترو. ..
... اتنيلى و اسكتى ، ده هو ده اكتر حاجة مخوفانى فى الحوار ده ...
...ليه ؟
...مش عارفة ، قلبى مقبوض اوى من ناحيته. ..
2
..هو قالك حاجة ولا عملك حاجة ...
... لأ  ، ودى أغرب ما فى الموضوع  ، سيبك بقى ، ربنا يستر ، انا هقوم أمشى بقى  عشان متأخرش،  هشوفك بكرة اول ما أوصل  ، أول ما تسلمى حالاتك عدى عليا  ...
...ماشى ، بس اول ما توصلى رنى ...
...اوك ، سلام ...
***********************
طوال الطريق وهى تفكر فيما ستقوله لوالدتها عن هذا السفر ، وكيف ستحملها على الموافقة عليه .
قطع أفكارها مكالمة من أختها هوايدا ،
...أيوة ياهوايدا ...
...إيه يادودو ، وصلتى لحد فين ...
...10 دقايق كدة واوصل الموقف ....
..كويس  ، حودى على بيت عمك وانتى جاية ...
...ليه ؟
...والله ما أعرف ياهدى  ، ماما هناك واتصلت على الأرضى وقالتلى اكلمك واقلك كدة  ...
... مبقاش ييجى من ورا عمك غير المصايب  ، ربنا يستر ...
******************
عندما دخلت هدى المنزل ، ألقت السلام على زوجة عمها ، فاشارت لها على الصالون ، تركت حقيبتها واتجهت لهناك ، ففوجئت بالجمع الذى تراه أمامها .
اعمامها الاثنين  ، ووالدتها  ، وزوجها ووالده  ، ورجل آخر ، تعرفت عليه هدى ، فهو محامى معروف فى البلدة ، والغريب جدا هو وجود الحاج محمد،  عمدة البلد .
...ماشاءالله،  ماشالله  ، ايه التجمع الجميل ده ...
..اقعدى ياهدى ...
اختارت هدى كرسى قريب من الباب ، وبعيد نسبية عن هذا الجمع .
...خير ان شاءالله ...
الحاج محمد هو من أجاب سؤالها
...خير يابنتى ، اسمعينى ياهدى وافهمى الكلام ده كويس  ، كلنا متفقين أن انتى اتجرحتى واتهانتى فى شرفك ، ومحدش فينا ناكر كدة ، بس احنا مش سكتنا المحاكم ، ولا انتى ولا هم تقدروا على مصاريفها وبهدلتها ...
...والمطلوب. ..
...تتنازلى عن القضية ياهدى ...
...بسهولة كدة ، وحقى وحق اخواتى ، وشرفنا اللى داسوه برجليهم ، أكبر دماغى عن ده كله ازاى. ..
... اللى انتى عايزاه هيتعمل ، بس من غير محاكم ،...
اهتز تيليفونها فى جيب جيبتها ، فمدت يدها له لتغلق الصوت ، وجدتها رسالة نصية من رقم غريب،  ومحولها   يقول ،
...لو نويتى تسافرى معانا  ، وافقى على الطلاق  ،
ولو قدرتى تكلمينى دلوقتى ، كلمينى ، مستنيكى. ..
هذا الشاب سوف يقودها للجنون  بما يفعل ، التفتت لهم وهى تقول
...مقولتليش ليه على القاعدة دى ، كنت جبت المحامى بتاعى معايا ...
...ومحامى ليه ، إحنا قلنا هنتنازل عن القضية. ..
..والبيه جايب المحامى بتاعو ليه ، عموما ، انا هقوم أكلم المحامى،  وبعدين أرد عليكوا. ...
خرجت من البيت ووقفت أمام الباب ، اتصلت بالرقم صاحب الرسالة ، رد هو وبدون أى سلام .
...وافقتى على الطلاق. ..
...لسة ...
...ليه ...
...الموضوع مش سهل اوى كدة ...
...لأ سهل ياهدى ، كتر النفخ فى رماد النار بيحييها مرة تانية ،  أنهى  الموضوع ده وخلصى نفسك بسرعة ...
...لازم يدفعوا تمن اللى عملوه فيا ..
...أنتى اللى كدة هتدفعى التمن مش هم ..
...يعنى إيه ..
...يعنى انتى هتخسرى القضية لأنك مش هتقدرى تثبتى أن هم بالذات اللى طلعوا الإشاعة دى ، كتيرك هتوصلى للطلاق ،  وطبعا بعد ما تخسرى كل حاجة  ، وقت وفلوس  وسفرك معايا كمان ، ...
...القضية مش هتعطل  سفرى ...
...لأ هتعطل طبعا ، انتى ناسية انك قانونا متجوزة ، يعنى متقدريش تسافرى إلا بإذنه،  يعنى بموافقة ممضية منه ...
صمتت  تماما ، فهو على حق  ، لقد غابت هذه المعلومة تماما عنها .
أكمل هو كلامه
...وخدى بالك  ، متعرفيش حد بسفرك إلا لما يتم الطلاق  ، لأنهم لو عرفوا أن انتى اللى عايزة الطلاق ، هيستهبلوا ويزلوكى. ...
صمت هو الأخر لثوانى ثم قال ...أنتى معايا ...
...أيوة ...
...عموما انا بقول رأييى،  والقرار النهائى ليكى  ، وده رقمى لو حابة تسجيله  ، سلام. ..
**************************
اغلقت الهاتف وهى تائهة  وايضا مندهشة من كلامه الموجز والسريع  والوافي للمعنى أيضا ،
وعادت للداخل مرة أخرى  ، وجدتهم جميعا ينتظرون الرد ، وقفت أمامهم  ،
وألقت نظرة على والدتها ، كانت تضع يدها على صدرها لتهدئ من ضربات قلبها خوفاً مما ستقوله هدى ، فدائما ما تتوقع منها التحدى ،
عادت تنظر للحاج محمد  وقالت له
...كلامى نهائى ياعم محمد ، واى تغيير فيه مش هقبله ، بكرة أن شاء الله الطلاق يتم وعند المأزون وانا هكون موجودة ، ومؤخر صداقى هاخده كامل وفى وقتها ، وقبلها بساعتين هيكونوا اخواتى بيلموا حاجتى من الشقة ، هاخد قايمتى كاملة ، واى اشاية جرالها حاجة ، هوقف كل حاجة ومش هتنازل، ...
رد المحامى  ....عايزة تقولى انك انك هتتنازلى بعد الطلاق ، مش قبله ...
..،ايوة ...
...ونضمن منين انك مترجعيش فى كلامك. ..
...والله انا كلمتى معروفة ، ومدام قلت يبقى هعمل ، وأسأل اللى حواليك ، وبعدين ياحضرة المحامى ، انا رافعة قضية طلاق وتعويض ، أما يتم الطلاق هيبقى لازمتها ايه ....
رد العمدة وهو يقول ...حقك يابنتى ، إحنا موافقين ، كل حاجة هتخلص ونخلص  من الموضوع ده ...
والتفت لوالد زوجها ، فأماء الرجل بالموافقة ،
ردت هدى بينها وبين نفسها
...عندك حق ، انا فعلا محتاجة اخلص من الموضوع ده....
يتبع
....أنا موافقة اسافر معاك  ...
رد عليها برسالة  هو الأخر 
... بكرة هاتى معاكى اوراقك الرسمية وصور خاصة ، عشان الفيزا والباسبور. ..
ولم ترد ، فقط قرأت الرسالة،  ووضعت الهاتف أمامها،  وأعادت رأسها للخلف ، لماذا تخاف من الغد ض،هل لأنه جديد عليها ، أم لأنها تعودت على الصدمات،  فمن الطبيعى وجود صدمة أخرى غدا .
بعد نصف ساعة  ، صدع تييليفونها بتنبيه الرسائل مرة أخرى ،
... بطلى تفكير ياهدى ، نامى وارتاحى احسن ...
ابتسمت ، هو يتذاكى عليها ، فمن الطبيعى أنها تفكر ، تسهر ليلها ، تفكيرا فى أمس واليوم ، وقلقا من الغد ،
لكن رغم علمها بذلك ، إلا أن رسالته تمس شيئا فى قلبها وتسعدها حقا ،
3
أغمضت عينيها وذهبت فى ثبات عميق من ارهاق اليوم من اوله ، وحاولت أن تحلم بالجيد فى مستقبلها لا السئ منه ،
********************
خرجت هدى من بيتها ، فى طريقها للمستشفى  ، رغم تنبيه والدتها ، ونظرات الناس التى تلاحقها ، منهم الموافق على ما فعلت ومنهم اللائم  ،
لكن لديها إحساس بأن شئ جديد ولد بداخلها  ، شئ لا تعلمه  ، تركيبة غريبة من الحرية والانطلاق والتفائل والأمل  ، شئ جعلها مختلفة  ، مختلفة فى نظرتها وابتسامتها حتى كلامها  ، شئ أضاف لوجهها نضارة أكثر ولنظرهها بريق خاص ،
وهذا كله لاحظه خالد من أول نظرة ألقاها عليها ، واحقاقا للحق ، كل هذا أضاف لها جاذبية جديدة لم يعهدها بها ، رغم أنها  بالفعل كانت مثيرة بالنسبة له ،لكن ما حدث أضاف لها نكهة جديدة .
تم التصريح من الأطباء بخروج الأمير من المستشفى  من أجل تجربة المكوث فى المنزل لفترة قبل سفره ليتطمئنوا على صحته وقدرته على التعايش واكمال علاجه بعيدا عن المستشفى  ، لكن بالطبع اوصوا بوجود ممرضة متخصصة تتابع ادويته وصحته جيدا ،
وبالطبع كانت هدى هى الاختيار ، فعجل خالد من إنهاء أوراق استقالتها من المستشفى  ، أما عن العمل الحكومى فهى فعلا فى إجازة رسمية منذ أكثر من شهر ،
لم تمانع هدى فى ذلك  ، ولم تخبر أحدا باستقالتها،  بل تعاملت على أنها ما زالت فى المستشفى ، تذهب وتعود فى المواعيد التى اعتادت عليها  لمدة أسبوع
كان الاتصال المباشر كان بينها وبين الأمير فقط ، أما خالد   ، فقد تجنبها معظم الوقت ، غير أوقات الاطمئنان على والده فقط ، غريب أمره هذا الفتى .
وفى يوم وجدت الخادم يناديها ، واخبرها أنه يريدها فى مكتبه ، فاتجهت إليه  ، وجدته جالسا على مكتبه يقرأ فى بعض الأوراق ، طرقت الباب ، فأشار لها بالدخول  والجلوس أمامه ففعلت  ، 
مد يده لها بظرف  ، فتحته لتجد أوراق سفرها كاملة ،
...جاهزة ...
...لايه...
...للسفر ...
...امتى ...
..بعد بكرة الضهر ...
...بسرعة  كدة  ...
...اها ، هترجعى بيتك دلوقتى ، هتقضى بقية انهارضة وبكرة كمان مع اهلك ، العربية هتكون قدام باب بيتك يوم   الاتنين الساعة عشرة الصبح ، تكونى جاهزة وقتها ومستنية على الباب ...
أشار بجانب الباب وهو يقول
... الحاجات دى ليكى ...
التفتت هدى لتجد شنطة ضخمة مستقرة بجانب الباب
...إيه دى ..
...دى هدوم جديدة ليكى ...
...حضرتك شايفنى ضايعة اوى كدة ومحتاجة هدوم جديدة ، شكرا  ، انا عندى هدوم الحمد لله ...
...دى مش عشانك اوى يعنى  ، دى عشان شكلك العام يكون لطيف ، أو بمعنى أصح ،  دى هدوم تشبه اللى بيتلبس هناك ، عشان انتى هتكونى معاه فى كل مكان هيروحه،  فلازم يكون شكلك لطيف ...
قام من مكانه واقترب منه بمسافة معينة ،وقال
...فى عربية تحت ، هتوصلك لحد موقف بلدكم ، لو عايزاها توصلك لحد باب بيتك ، انتى حرة ، السواق معاه أمر يوديكى مكان ما انتى عايزة ،
قامت هدى واتجهت للغرفة المخصصة لها ، غيرت ملابسها ، ثم اتجهت خارجة بدون اى كلام  ، استقلت السيارةوطلبت منه يوصلها حتى موقف السيارات لتركب من هناك ، 
قضت آخر ساعاتها فى منزلها بين مؤيد للسفر ومعارض له ،  فرح من أخواتها البنات أجمع بسفرها هذا ما شجع والدتها على الموافقة والترحيب به ، أما الهجمة المضادة كانت ممن حولهم جميعا ، أقارب وجيران  ، لكن بالطبع كل هذا لا يؤثر بأى شكل من الأشكال على قرارها، 
وجاء موعد سفرها ، كانت جاهزة فى الموعد المحدد ، وبعد موجة من السلام والبكاء من أخواتها ووالدتها ، استقلت السيارة وانطلقت بها ،
وصلت لباب العمارة فعلا ، وجدت الجميع فى حالة استعداد ، الخدم يحملون الحقائب للسيارات ،
بعدها بدقائق نزل الأمير ويصاحبه خالد   ، وركبوا سيارة أخرى بعدما أشار لها لتبقى مكانها ، بعدها تحركت السيارات باتجاه المطار  ،
السؤال الذى بدر على عقل هدى فى هذه اللحظة ، أين الزوجة المتكبرة من كل ذلك ، ولكنها نفضت ذلك عن عقلها  ذلك ، لأنه ليس من شأنها ،
1
المفاجأة ، أنه ما كانت تنتظرهم هى طائرة خاصة ، علمت بعد ذلك أنها تخص العائلة بالكامل ومخصصة للسفرات البعيدة ،
كانت هذه اول مرة تستقل فيها طائرة ، وخاصة أيضا ، كانت كالجناح الرئاسى الذى نراه فى التليفزيون ،
كانت هدى سعيدة بما تختبره لأول مرة ، فقد كانت دائما تحلم بالحرية والسفر ككل فتاة ،
وصلت الطائرة للأرض المباركة ،  كانت تنتظرهم أسطول من السيارات الفاخرة الأخرى ، وكما الحال فى مصر ، استقلت هدى سيارة وحدها ، الغريب أن الطريق استغرق أكثر من أربع ساعات ، حتى الآن هى لم تعلم اين هى الآن وإلى أين تتجه ، فهى تتحرك معهم كالماريونيت  وفق اشارتهم، 
هدأت السيارات من سرعتها ، حاولت تتبين ما هو خارج السيارة ، وجدت سور عالى جدا ، وبوابة هائلة من الحديد تفتح للسيارات،  استمرت السيارات فى السير لمدة 10 دقائق أخرى ، حتى وصلت لقصر هائل الحجم ، لم تتخيل هدى انه يوجد مبنى عائلى بهذه الضخامة ، 
نزل الجميع من السيارات  ، وظهر أسطول من الخدم فى  اخراج الحقائب وحملها للداخل حتى حقائب هدى ، 
كانت تقف بعيدا  ، لم تقترب منهم  ، 
بدأ يخرج من القصر أفواج من البشر مبتسمين يهرولون باتجاهه  ، عدد كبير جدا  ، منهم الشباب والرجال والسيدات الكبار والصغيرات ،
وما فهمته من مجرى الحوار بينهم  ، أنه لم يكن أحد يعلم بشأن هذه  العملية الجراحية  ، وأنه قام بها فى السر ،  بعدها بدقائق لمحت العجوز المتكبرة عند باب الفيلا  ، لم تقترب إلا بعدما أنهى الجميع سلامه عليه ، بعد ذلك علمت هدى أن الأمير فياض البدرى هو كبير العائلة كلها بعد والده لأنه اكبرهم سنا ،
اتجهت واحدة من الخدم فى اتجاه هدى ، تشير لها لتتبعها ،  فقد ظلت واقفة بعيدة عنهم لبعض الوقت ، لم يلحظها أحد  ،
اتجهت خلف الخادمة  ، لكن قبل أن تصل لباب القصر ، قابلتها الصاعقة تجرى باتجاه المجموعة الواقفة بالخارج ،  امرأة رائعة الجمال ، بجسد متناسق تتهادى فى عباءة من الساتان الأزرق ، مفتوحة من الجمب ،
توقفت هدى لتتابع هذه الفاتنة ، وجدتها تتجه لترمى
نفسها  بين يدى خالد ، الذى بادلها الاحضان  ، كما فعلت ،
اقتربت منها الخادمة بخطوة وهى تقول
+
...   هاد الأميرة ليان ، زوجة الأمير خالد   ....
يتبع
...أنا موافقة اسافر معاك  ...
رد عليها برسالة  هو الأخر 
... بكرة هاتى معاكى اوراقك الرسمية وصور خاصة ، عشان الفيزا والباسبور. ..
ولم ترد ، فقط قرأت الرسالة،  ووضعت الهاتف أمامها،  وأعادت رأسها للخلف ، لماذا تخاف من الغد ض،هل لأنه جديد عليها ، أم لأنها تعودت على الصدمات،  فمن الطبيعى وجود صدمة أخرى غدا .
بعد نصف ساعة  ، صدع تييليفونها بتنبيه الرسائل مرة أخرى ،
... بطلى تفكير ياهدى ، نامى وارتاحى احسن ...
ابتسمت ، هو يتذاكى عليها ، فمن الطبيعى أنها تفكر ، تسهر ليلها ، تفكيرا فى أمس واليوم ، وقلقا من الغد ،
لكن رغم علمها بذلك ، إلا أن رسالته تمس شيئا فى قلبها وتسعدها حقا ،
أغمضت عينيها وذهبت فى ثبات عميق من ارهاق اليوم من اوله ، وحاولت أن تحلم بالجيد فى مستقبلها لا السئ منه ،
********************
خرجت هدى من بيتها ، فى طريقها للمستشفى  ، رغم تنبيه والدتها ، ونظرات الناس التى تلاحقها ، منهم الموافق على ما فعلت ومنهم اللائم  ،
لكن لديها إحساس بأن شئ جديد ولد بداخلها  ، شئ لا تعلمه  ، تركيبة غريبة من الحرية والانطلاق والتفائل والأمل  ، شئ جعلها مختلفة  ، مختلفة فى نظرتها وابتسامتها حتى كلامها  ، شئ أضاف لوجهها نضارة أكثر ولنظرهها بريق خاص ،
وهذا كله لاحظه خالد من أول نظرة ألقاها عليها ، واحقاقا للحق ، كل هذا أضاف لها جاذبية جديدة لم يعهدها بها ، رغم أنها  بالفعل كانت مثيرة بالنسبة له ،لكن ما حدث أضاف لها نكهة جديدة .
تم التصريح من الأطباء بخروج الأمير من المستشفى  من أجل تجربة المكوث فى المنزل لفترة قبل سفره ليتطمئنوا على صحته وقدرته على التعايش واكمال علاجه بعيدا عن المستشفى  ، لكن بالطبع اوصوا بوجود ممرضة متخصصة تتابع ادويته وصحته جيدا ،
وبالطبع كانت هدى هى الاختيار ، فعجل خالد من إنهاء أوراق استقالتها من المستشفى  ، أما عن العمل الحكومى فهى فعلا فى إجازة رسمية منذ أكثر من شهر ،
لم تمانع هدى فى ذلك  ، ولم تخبر أحدا باستقالتها،  بل تعاملت على أنها ما زالت فى المستشفى ، تذهب وتعود فى المواعيد التى اعتادت عليها  لمدة أسبوع

كان الاتصال المباشر كان بينها وبين الأمير فقط ، أما خالد   ، فقد تجنبها معظم الوقت ، غير أوقات الاطمئنان على والده فقط ، غريب أمره هذا الفتى .
وفى يوم وجدت الخادم يناديها ، واخبرها أنه يريدها فى مكتبه ، فاتجهت إليه  ، وجدته جالسا على مكتبه يقرأ فى بعض الأوراق ، طرقت الباب ، فأشار لها بالدخول  والجلوس أمامه ففعلت  ، 
مد يده لها بظرف  ، فتحته لتجد أوراق سفرها كاملة ،
...جاهزة ...
...لايه...
...للسفر ...
...امتى ...
..بعد بكرة الضهر ...
...بسرعة  كدة  ...
...اها ، هترجعى بيتك دلوقتى ، هتقضى بقية انهارضة وبكرة كمان مع اهلك ، العربية هتكون قدام باب بيتك يوم   الاتنين الساعة عشرة الصبح ، تكونى جاهزة وقتها ومستنية على الباب ...
أشار بجانب الباب وهو يقول
... الحاجات دى ليكى ...
التفتت هدى لتجد شنطة ضخمة مستقرة بجانب الباب
...إيه دى ..
...دى هدوم جديدة ليكى ...
...حضرتك شايفنى ضايعة اوى كدة ومحتاجة هدوم جديدة ، شكرا  ، انا عندى هدوم الحمد لله ...
...دى مش عشانك اوى يعنى  ، دى عشان شكلك العام يكون لطيف ، أو بمعنى أصح ،  دى هدوم تشبه اللى بيتلبس هناك ، عشان انتى هتكونى معاه فى كل مكان هيروحه،  فلازم يكون شكلك لطيف ...
قام من مكانه واقترب منه بمسافة معينة ،وقال
...فى عربية تحت ، هتوصلك لحد موقف بلدكم ، لو عايزاها توصلك لحد باب بيتك ، انتى حرة ، السواق معاه أمر يوديكى مكان ما انتى عايزة ،
قامت هدى واتجهت للغرفة المخصصة لها ، غيرت ملابسها ، ثم اتجهت خارجة بدون اى كلام  ، استقلت السيارةوطلبت منه يوصلها حتى موقف السيارات لتركب من هناك ، 
قضت آخر ساعاتها فى منزلها بين مؤيد للسفر ومعارض له ،  فرح من أخواتها البنات أجمع بسفرها هذا ما شجع والدتها على الموافقة والترحيب به ، أما الهجمة المضادة كانت ممن حولهم جميعا ، أقارب وجيران  ، لكن بالطبع كل هذا لا يؤثر بأى شكل من الأشكال على قرارها، 
وجاء موعد سفرها ، كانت جاهزة فى الموعد المحدد ، وبعد موجة من السلام والبكاء من أخواتها ووالدتها ، استقلت السيارة وانطلقت بها ،
وصلت لباب العمارة فعلا ، وجدت الجميع فى حالة استعداد ، الخدم يحملون الحقائب للسيارات ،
بعدها بدقائق نزل الأمير ويصاحبه خالد   ، وركبوا سيارة أخرى بعدما أشار لها لتبقى مكانها ، بعدها تحركت السيارات باتجاه المطار  ،
السؤال الذى بدر على عقل هدى فى هذه اللحظة ، أين الزوجة المتكبرة من كل ذلك ، ولكنها نفضت ذلك عن عقلها  ذلك ، لأنه ليس من شأنها ،
المفاجأة ، أنه ما كانت تنتظرهم هى طائرة خاصة ، علمت بعد ذلك أنها تخص العائلة بالكامل ومخصصة للسفرات البعيدة ،
كانت هذه اول مرة تستقل فيها طائرة ، وخاصة أيضا ، كانت كالجناح الرئاسى الذى نراه فى التليفزيون ،

كانت هدى سعيدة بما تختبره لأول مرة ، فقد كانت دائما تحلم بالحرية والسفر ككل فتاة ،
وصلت الطائرة للأرض المباركة ،  كانت تنتظرهم أسطول من السيارات الفاخرة الأخرى ، وكما الحال فى مصر ، استقلت هدى سيارة وحدها ، الغريب أن الطريق استغرق أكثر من أربع ساعات ، حتى الآن هى لم تعلم اين هى الآن وإلى أين تتجه ، فهى تتحرك معهم كالماريونيت  وفق اشارتهم، 
هدأت السيارات من سرعتها ، حاولت تتبين ما هو خارج السيارة ، وجدت سور عالى جدا ، وبوابة هائلة من الحديد تفتح للسيارات،  استمرت السيارات فى السير لمدة 10 دقائق أخرى ، حتى وصلت لقصر هائل الحجم ، لم تتخيل هدى انه يوجد مبنى عائلى بهذه الضخامة ، 
نزل الجميع من السيارات  ، وظهر أسطول من الخدم فى  اخراج الحقائب وحملها للداخل حتى حقائب هدى ، 
كانت تقف بعيدا  ، لم تقترب منهم  ، 
بدأ يخرج من القصر أفواج من البشر مبتسمين يهرولون باتجاهه  ، عدد كبير جدا  ، منهم الشباب والرجال والسيدات الكبار والصغيرات ،
وما فهمته من مجرى الحوار بينهم  ، أنه لم يكن أحد يعلم بشأن هذه  العملية الجراحية  ، وأنه قام بها فى السر ،  بعدها بدقائق لمحت العجوز المتكبرة عند باب الفيلا  ، لم تقترب إلا بعدما أنهى الجميع سلامه عليه ، بعد ذلك علمت هدى أن الأمير فياض البدرى هو كبير العائلة كلها بعد والده لأنه اكبرهم سنا ،
اتجهت واحدة من الخدم فى اتجاه هدى ، تشير لها لتتبعها ،  فقد ظلت واقفة بعيدة عنهم لبعض الوقت ، لم يلحظها أحد  ،
اتجهت خلف الخادمة  ، لكن قبل أن تصل لباب القصر ، قابلتها الصاعقة تجرى باتجاه المجموعة الواقفة بالخارج ،  امرأة رائعة الجمال ، بجسد متناسق تتهادى فى عباءة من الساتان الأزرق ، مفتوحة من الجمب ،
توقفت هدى لتتابع هذه الفاتنة ، وجدتها تتجه لترمى
نفسها  بين يدى خالد ، الذى بادلها الاحضان  ، كما فعلت ،
اقتربت منها الخادمة بخطوة وهى تقول
...   هاد الأميرة ليان ، زوجة الأمير خالد   ....
يتبع
كانت جميلة جردا كقطعة فرنسية لكن بهوية سعودية ، شعر اصفر طويل ، جسم متناسق تظهر منه معالم انوثتها بوضوح ،  بالاضافة للمال والنسب والعائلة ،
من يتزوج مثل هذه المرأة لا ينظر أبدا لغيرها،
فلماذا سيفعل خالد  ؟
غير أنه يبدوا سعيد برؤيتها،  أحضان وقبلات أمام الجميع ، الابتسامة تملأ وجهه ، هو حقا سعيد برؤيتها
افاقت من أفكارها على هزة كتفها من الخادمة المحاورة لها ، وهى تشير للداخل وتقول ،
...اتفضلى عشان تشوفى الاوضة بتاعتك ...
ردت ومازالت عينيها متعلقة بهم ، ...حاضر ...
بعدما  دخلت  من الباب وتعدته بعدة خطوات ،  توقفت وقالت ،
...ثانية لو سمحتى ، انتى قلتى ايه قبل ما ندخل ...
...إيش ...
... مش وقت إيش خالص ، ارجعى بالشريط شوية لورا ، لما كنا واقفين قدام الباب ...
...اااه  ، قلتلك اتفضلى عشان تشوفى اوضتك. ..
...حلاوتك ، انتى مصرية ...
...أيوة مصرية ...
...الله يكرمك  انتى كنتى فين من زمان ، وحشتينى ...
...وحشتك ازاى يعنى ...
...متخديش فى بالك ، ده موضوع كبير اوى  وهبقى احكيهولك بعدين  ، يلا ورينى الاوضة منين ... 
غرفتها كانت فى الدور الثانى  ، بابها على مسافة صغيرة من السلم ، رغم صغرها ، كانت راقية جدا فى تجهيزها ،  تتكون من سرير كبير نسبيا ، مرآة للتزين ، ومكتب صغير ، مصاحب لها شرفة صغيرة تطل على الحديقة الخلفية ، وملحق به حمام راقى جدا فى تجهيزه  ، هم حقا أمراء  ،،
....تأمرى بحاجة تانية ...
....  بس كدة ، توصلينى هنا وبس ...
...دى الأوامر اللى بلغنى بيها الأمير خالد ، وقال كمان أن أى حاجة تطلبيها تنفذ فورا ...
...طيب ممكن بعد اذنك تجيبيلى صنية صغيرة ، أقدم عليها علاج الامير ، عشان ميعاده قرب ...
...حالا تكون عندك ..
...ولو سمحتى ، أى حاجة منبهة ، قهوة ، شاى ، أى حاجة ...
...نسكافيه  ، ماشى ...
...ماشى طبعا ، بس يكون بلاك ....
...تمام ، بعد اذنك ...
...ثانية لو سمحتى ، مقولتليش اسمك ايه ...
...ذينب. ..
..اوكى يامدام ذينب. ..
...لأ ، ذينب بس ، من غير مدام ...
...طيب ، ذينب بس ...
أثناء شرب النسكافيه كانت قد جهزت الجرعة الخاصة بالأمير من الحقن والأقراص  ، وأيضا ارتدت ملابسها  ، ارتدت زيها  التمريضى،  وبالطبع تعمدت ذلك ،
خرجت من غرفتها وتوجهت للطابق السفلى ، فقد كان صوت الجميع واضح المصدر من أسفل ،
رغم دقات قلبها التى بدأت تتصارع  ، إلا أنها صممت على مواجهة الموقف ،
عندما وصلت للدرجات السفلى من السلم المواجه لهم   انتبه لها للجميع واصواتهم انخفضت وتوجهت  انظارهم اليها ،  وكأنها تعمدت أن تفعل ذلك لتقول للجميع ،،انا هنا ،،،
وبالطبع لم يعجب خالد بهذا  ، لا الموقف نفسه ولا الزى الذى ترتديه  ، وبالطبع تعلق عين كل الشباب الموجودين بها ، فهى الزى يناسب جسدها ويوضح معالم جسدها بوضوح  ، تبدوا شهية فيه ، وكان هذا رأيه فيها فى مصر ،  ولاحظت هدى غضبه  ، لكنها لم تفسر السبب  ،
تجاهلته وهى تقول بينها وبين نفسها ،، خليك فى اللى واقفة جمبك وشابطة فى دراعك دى ...
تمالكت نفسها فى لحظات ووجهت كلامها للأمير 
...  أنا آسفة على المقاطعة ، بس ميعاد علاج حضرتك ..
... اجليه ياهدى شوى الله يرضى عليكى. ..
هنا رد خالد على والده
...اجليه  !  إيش هاد  ، مو كان اتفاقنا على انتظام ادويتك. ..
ثم أشار لهدى على باب مقابل لتتبعه،  وسند هو والده ليساعده على القيام من مكانه ودخول الغرفة .
بعد أن أعطت الأمير علاجه كاملا ، قام ليعود لمجلسهم وقبل أن يخرج سأل هدى ،
...كيف الحال هون ياهدى ، أبيكى مبسوطة ...
...الحمد لله  تمام. ..
...الحمد لله ، معكى ذينب،  إيش ما بدك،  بس خبريها. ..
1
...حاضر ...
اتجه خارجا ، يتبعه خالد ، وعندما وصل خالد للباب بعدما خرج أبيه،  التفت لهدى وقال ،
... فى حاجات لازم نتكلم فيها ، ومن ضمنها اللى انتى لابساه ده ، اطلعى على اوضتك ، ومتخرجيش تانى غير لما اجيلك ....
ثم تركها خارجا ، وعادت هى لغرفتها تحت نظرات الجميع مرة أخرى ، ولكنها لم تهتم ، اهتمت فقط بمن شعرت بغيرته منذ لحظات .
1
المحزن أنها انتظرته طويلا حتى تعدت الساعة منتصف الليل ، ولم يحضر او يهتم حتى بإرسال اعتذار ،
المشكلة أن للأمير جرعة علاج الساعة الخامسة فجرا ، وهى حتى لا تعلم  بأى غرفة هو ، وقد اعتمدت أن يخبرها خالد بذلك عندما يأتى ، لكنه لم يفعل ،
فى النهاية قررت الاستسلام  والنوم لمدة ساعتين قبل الخامسة ، ووقتها ستتصرف ،
فتحت تيليفونها القديم ووضبطت ساعته ومنبهه  ، رغم أنه بدون شريحة ، فقد قررت فى أقرب فرصة للخروج  ، تشترى فيها خط سعودى ،
...انزلقت تحت غطائها بعدما غيرت ملابسها بأخرى قطنية بسيطة للنوم ، وضعت رأسها على المخدة ،
ثم ابتسمت بسخرية وهى تقول لنفسها
+
...معلش ياهدى ، هتلاقى البرينسيس الجميلة كانت واحشاه اوى ، طبعا مش ههيفتكرك اصلا ،  انشالله تولعى انتى واللى خلفوكى. ..
يتبع
لم تستطع النوم ولو للحظة ، يقتلها التخيل ، ماذا يفعل الآن معها ، حاولت كثيرا منع خيالها من الولوج فى هذا الاتجاه ، لكنه رفض بشدة الانصياع لعقلها، 
الساعة تعدت الرابعة ، قامت وجهزت ادويتها،  وارتدت زييها ، وانتظرت ، لا تعلم ماذا تفعل وكيف ستتصرف ،
فجأة  سمعت طرقات خفيفة على الباب  ، وقفت خلف الباب لتسأل
...مين ...
...تفتكرى مين ممكن يجيلك فى الوقت ده ...
+
تنفست الصعداء ، ثم فتحت له الباب ،
... برافو عليكى ،  لابسة وجاهزة ومستنية ...
...أه ، مستنية الفرج  ، وبعدين ايه برافو عليكى دى ، بتكلم بنت اختك ...
...أفندم ...
...لا ، ولا حاجة ، كلمة وراحت ، ممكن يلا بقى،  عشان الوقت  ...
اغلقت غرفتها ، وانتظرته ليتحرك أمامها ، وجدته يشير للدخول فى نفس الدور ، تحركت أمامه وهو خلفها  ،
... أنا مش عايزك تلبسى اليونيفورم ده تانى ....
...نعم ...
...كيف ما سمعتى ...
...والبس ايه بقى أن شاءالله. ..
...حاجة من اللى جبتهملك،  معجبوكيش ولا ايه ؟
...أنا مشوفتهومش اصلا ..
...نعم ...
...نعم الله عليك  ، انا مش محتاجة حد يجبلى لبس  وجبتهم معايا لما لقيتك مصمم  ، هلبس منهم بس أو خرجت مع والدك  ، غير كدة انا عندى لبسى  ...
لم تشعر فجأة إلا ويد قوية أشدها جانبا وتثبتها فى الحائط ،  سقط  ما كان بيدها على الارض  ، لكنه لم يهتم  .
لم يكن يفصل بين جسديهما غير مسافة ما يرتدى كل منهما ، أما وجهيهما ، فمسافة لا تتعدى السنتيمتر  ،
كانت هذه اول مرة يتحقق كل منهما فى ملامح الآخر ، لحظات مرت بصمت بينهما ، لحظات اختصرت مسافات ومساحات وأوقات،  قد يقضيها كل منهما  ،
ساد الصمت لبرهة بينهما على نفس الوضع ، وهى من تداركت نفسها أولا ، همست قائلة
...سيب ايدى ...
لم يرد عليها وظل على وضعه ، عادت تقول وعيناها بدأت تلمع بالدموع
...ايدى بتوجعنى. ..
دمعة واحدة انزلقت من عينها ، هى فقط ما افاقته ، عندها انتبه انه يضغط على يديها بكل قوته ، ابتعد عنها ببطئ وهو يحرر يدها  ،
اخفضت عينيها فى الارض لتجمع شتات نفسها  ، ثم رفعتها له مرة أخرى ، بعدها انحنت لتجمع أشرطة الدواء من على الأرض  ، كل هذا وهو يتابع ما تفعل بصمت وانفاسه مضطربة، 
عندما اعتدلت ، أشار لها على باب مقابل لها وقال
...ده جناح الأمير ، انا صحيته قبل ما اجيلك،  وهو مستنيكى دلوقتى   ، وبعد ما تخلصى نامى ، عايزك تنامى وترتاحى ياهدى ...
تركها وعاد ادراجه مرة أخرى  ، بدأت تعدل من هندامها وهى تقول ،

...ارتاح  ! ارتاح ازاى فى مكان انت موجود فيه ...
*******************
استيقظت هدى على صوت زينب وهى تجهز لها طاولة الإفطار ،
...صباح الخير ...
...صباح النور ياانسة هدى ...
...مدام ، انا مدام ...
...أنا آسفة ، الامير خالد  قاللى الصبح ، صحى الآنسة هدى  الساعة 12 ...
...أنا عندى حل احسن ، لا أنسة ولا مدام ، هدى على طول ...
..ده ممكن لو بينى وبينك ، لكن قدام أى حد لازم اديكى لقب ...
...خلاص ، قولى يامس هدى ..
..ماشى يامس هدى ...
...قولنا قدام الناس بس ...
....ماشى ، اتفضلى الفطار ...
..إيه ده كله ، انا مش جعانة اصلا ...
...مش جعانة ازاى  ،انتى امبارح رفضتى العشا وقلتى مش جعانة ، والأمير خالد قاللى انك آخر مرة اكلتى ، كان سندوتش صغير اوى فى الطيارة ...
...الأمير خالد  ، الامير خالد ، ايه الحكاية ...
...ماهو اصلا انا الميد الخاصة بالأمير خالد ، من أول ما جيت من مصر من 12 سنة ، كان ممنوع عليا اهتم بأى حد تانى غيره ،  حتى لما بيسافر ، مبشتغلش كتير ، والأميرة ليان لها حد تانى غيرى ،
لكن الزيارة دى ، امرنى أنى اهتم بيكى ، والأمير الخاصة بيكى باخدها  منه هو بس ، ويلا بقى متعطلنيش  ، وراايا شغل ،  والعلبة اللى هناك دى
الأمير خالد قاللى اديهالك اول ما تصحى ...
...ماشى ، شكرا يازينب ...
...بعد اذنك ...
تحركت من سريرها فى اتجاه العلبة ، فتحتها ، وجدت فيها تابليت ابيض صغير ، يكاد يكون أصغر تابليت رأته ،  وجدت معه رسالة صغيرة ، فتحتها 
... ده ليكى ، موجود فيه خط سعودى ، وعليه كل الخدمات حتى الانترنت وكمان عليه رصيد كفاية  ، وخدمة دقايق لمصر ،  تقدرى تفتحيه،  هو جاهز للاستخدام، كلمى اهلك واطمنى عليهم  ...
وضعته أمامها وجلست بجانبه  ، هذا الشخص مستحيل ، فهو يهتم بأدق التفاصيل التى ينساها الكثير ، لبسى واكلى ، واهلى ، والبقية تأتى ،
لكن السؤال  ، لماذا يهتم لهذه الدرجة ؟
*********************
مر ثلاثة أيام والحال هو الحال ، تقضى هدى معظم وقتها فى غرفتها،  لا تخرج إلا فى مواعيد العلاج أو حتى أن أرسل لها الأمير فياض اذا أراد أى شئ ، حتى خالد تجنبها تماما طوال هذه الفترة ، لكن تصله  أخبارها من  ذينب التى أصبحت همزة الوصل بينها وبين كل شئ فى هذا المكان .
تتصل بأخواتها ، كل منهم على حدا ، لتطمئن على أخبارهم بالتفصيل  تحدثهم طوال الوقت واتس وفيس وبكل طريقة ممكنة  ،  أما والدتها فتتصل بها صوتيا أكثر من مرة  يوميا ، لتطرد من داخلها القلق عليها ،

تعودت أن تخرج بعد الثانية عشر ، تتجول بعض الوقت فى الحديقة الخلفية  ، فهى رائعة ومنسقة بعناية فائقة،  تحتوى على جميع أنواع الزهور والنباتات النادرة ،  تستمتع هدى بوقتها التى تقضيه وحيدة بعيدا عن جدران الغرفة التى أصبحت
سجينتها  ، غافلة تماما عن عيون الصقر التى أصبحت تراقبها بمجرد خروجها من غرفتها  ، ليلا أو حتى نهارا ،
*********************
من ناحية أخرى تقف ليان  أمام المرآه تتزين ، ترتدى قميص نوم شفاف ، طويل يصل لقدمها بفتحة جانبية كبيرة ، بظهر عارى تماما   ، وحمالة  معلقة فقط فى رقبتها ،
كان خالد يجلس على مكتب صغير فى أحد جوانب الجناح ، يطالع بعض الأوراق  ،
تقدمت منه ليان وجلست على جانب الكرسى الذى يجلس عليه ،
تخللت اصابعها شعره واليد الأخرى تتحايل على أزرار قميصه تفتحها، 

أبعد يدها عنه ... اتركينى دالحين ليان،  عندى شغل...
...ابيك تترك الشغل ، ما وحشتك ليانك. ..
...ليان بليز ، قلتليك عندى شغل مهم ، غير أنى مالى مزاج  ...
...إيش بيك خالد ، مو ملاحظ أنى بقرب وانت لا ، من وقت ما رجعت وانت مو طبيعى ...
اقتربت منه ووضعت رأسها عل كتفه وقالت
...أنا زعلتك فى شى ، ابيك تقول  لو فى ، وأنا راح اراضيك دالحين وايش ما كان ، انا بحبك ، وما ابغيك تزعل منى ...
...مافى شى ليان ، إيش فيها يعنى ،   انا مالى مزاج الحين ، مرهق ، وإذا عافرت مع نفسى ، ماراح يكون مثل ما بدك منى ...
مسح على شعرها ثم قبلها من جبينه وقال
..انا راح أخرج شوى. ..
خرج خالد من الغرفة ، تنفس الصعداء كأنه خرج من سجن لتوه ، نزل للدور الأول وتوقف أمامه لبرهة ، لكنه عاد ادراجه وأكمل طريقه للأسفل ثم لخارج القصر ، بدأ يتحرك فى الحديقة بدون هدف ، فقط ليخفف من غضبه الداخلى  ، ويفكر فى كل ما حدث ،
لماذا ، لماذا ياخالد ، هل ستستمر فى عقابها على شئ ليس لها فيه أى ذنب ، لكن انا لا اعاقبها،  أنه احساسى بها ، دائما مفقود ، غير موجود من الأساس ، اقترابى منها يكون دائما لتنفيس  رغبة فقط  ، وليس رغبة فيها هى ،
إلى متى  ؟، المشترك الأساسى   فى عذابك مات ، وابنه الأول  أبى ، مريض ولا حول له ولا قوة ، والابن الثانى ، عمى ، يعيش فى أوروبا ولا يعود إلا للطوارئ فى حياتنا فقط ، إلى متى ستستمر فى عقاب من حولك ؟
2
فجأة ، وجدها أمامه،  امرأة لم تغادر عقله من أول لحظة رأاها فيها ، امرأة تقتله رغبته بها ، لكن للأسف الموانع كثيرة جدا ،
كانت تجلس أمام حوض زهور تداعبها بيدها ،
ابتسم وقال فى نفسه ...ياريتنى كنت وردة منهم ياهدى  ، على الأقل كنت أحس بلمسة ايدك  ....
يتبع
فجأة ، وجدها أمامه،  امرأة لم تغادر عقله من أول لحظة رأاها فيها ، امرأة تقتله رغبته بها ، لكن للأسف الموانع كثيرة جدا ،
كانت تجلس أمام حوض زهور تداعبها بيدها ،
ابتسم وقال فى نفسه ...ياريتنى كنت وردة منهم ياهدى  ، على الأقل كنت أحس بلمسة ايدك  ....
الغريب أن هدى كانت تفكر فيه وهى تداعب الزهور بيدها ، هى حالمة ، لم تلقى اجتماع الواقع بالرجل من قبل ، قد كانت على أعتاب العلاقة الحقيقية برجل ما ، لكنها لم تشهدها على أرض الواقع ، رغم خروجها من هذه الزيجة  وليست عزراء لكن حدث بدون أن يمسسها رجل ، إذن هى فتاة فى عمر الزهور  ، أحلامها مازالت منصبة فى البؤرة العزرية ، لم تحيد عنها ،
من استغراقها فى أحلام يقظتها،   لم تشعر به وهى يجلس بالقرب منها ، وفجأة انتفضت على صوته وهو يقول
+
...إيه مخرجك فى الوقت ده ...
شهقتها كانت مسموعة ، اتسعت عيناها وهى معلقة به لثانية ثم أدارت وجهها وضغطت على أسنانها لتتحكم فى غيظها ،
...معقول كنت سرحانة كدة ، اللى واخد عقلك ...
...هو فى غيرهم ، أهلى ...
...مع أنى مش مصدقك ، بس ماشى ، خارجة ليه بقى فى الوقت ده ؟
..كنت مدايقة ، ومش جايلى نوم ...
...طبيعى ، انتى حابسة نفسك فى الاوضة طول الوقت ...
...هروح فين  غير أنى كمان معرفش حد هنا ...
...وبتعملى ايه طول الوقت جوا ...
...أسأل اللى بتبلغك وهى تقولك ...
..أنا بس بطمن عليكى منها مش اكتر  ،...
ثم صمت كل منهما وهو ينظر للورود الموجودة امامهما ، ودار حوار بين كل واحد منهم ونفسه ،
خالد كان حائر تماما بين واقعه وكيفية التخلص منه ، وبين ما يريد وهو متجسد فى امرأة جالسة بجانبه  ،
أما هدى فحوارها مع نفسها كان مضحك تماما ، فهى دائما تتفنن فى السخرية من نفسها  ومن كل ظروفها السيئة،
...وبعدين ياهدى ، عايزة ايه يعنى ...
...هعوز ايه يعنى ، هو متجوز اصلا ...
...وأما انتى عارفة ، بتتمحكى فيه ليه بقى أن شاء الله. ..
... مبتمحكش ولا حاجة ، ادينى مكتومة وساكتة وبعدين هو اللى جه لحد هنا  لوحده . .. 
...أنتى هتستهبلى ياروح أمك ، ده بيته يروح مكان ماهو عايز ...
...أه بيته،  بس تفتكرى هو سابها ونزل ليه ...
..مش بقولك بتتمحكى،  ما يمكن  هى مش فوق اصلا وهو نزل عشان مش قادر يتحمل القاعدة من غيرها،  انتى شكلك مش هترجعى غير لما تاخدى على قفاكى زى كل مرة ...

وعند هذه الكلمة لم تستطع منع نفسها من الابتسام
  اندهش من ابتسامتها المفاجئة بدون سبب ، لكنها حاولت تشتيته عن ذلك ، رفعت وجهها له ثم اخفضته مرة أخرى  وهى تقول ،
..هو انا هفضل على طول كدة ...
..كدة ايه ...
...فاضية طول الوقت ..
...أنتى مش فاضية ، انتى بتابعى علاج بابا ، ودى مهمتك وشغلك هنا ..
تنهدت وقالت بأسى  ... أنا مبعرفش اقعد فاضية كدة ...
...عايزة تعملى ايه ؟..
...هتوافق ...
...لو ميأثرش على علاج والدى ...
... نفسى أعمل عمرة ...
ابتسم وهو يقول .. متقلقش  كدة كدة هتعمليها وحج كمان   ، بابا ناوى على كدة وانتى طبيعى هتكونى معاه ...
ابتهجت كالاطفال  وهى تصفق بكفيها
...بجد ، طب احلف ...
...أفندم ..
تمالكت نفسها مرة أخرى ...أنا آسفة ...
...المهم ، عايزة تعملى ايه تانى ...
حاولت التحقق فى وجهه جيدا لتتبين صدقه
... فعلا ، عندك استعداد تسيبنى اعمل اللى انا عايزاه. ..
...قلتلك شرطى ،  صحة أبويا ، وبعد كدة مفيش مشكلة ، قولى عايزة ايه . ..  
...أكمل دراسة ، انا قدمت على ماستر فى جامعتي فى مصر واتقبل ، لكن الجواز عطل كل ده ، لو ينفع أقدم فى جامعة قريبة ، واشغل نفسى بالمذاكرة ...
صمت لثوانى وحول نظره للإمام  ،
بالطبع اعتقدت هدى أن هذا رفض فصمتت لثوانى ثم قالت ...كأنك مسمعتش حاجة ...
...ليه ،  انتى شوفتينى رفضت ...
رفعت وجهها له متفاجأة  ، فأكمل كلامه
...أنا معنديش مشكلة ، بس شوية كدة ، نطمن على بابا بس الأول ، لحد ما اشوف لك جامعة قريبة ، وتكون محاضرات الماستر فيها منزلية اكتر من عملية ...
1
وقفت فجأة  من الفرحة وهى تقول
...أنت بتتكلم بجد...  
وقف هو الأخر وهو مبتسم ... تانى ...
أخذت تدور حول نفسها من الفرح  وهى تقول
...أنت تجنن على فكرة ، لو ده حصل ، هتوفرلى اكتر من سنتين فى حياتى ...
...   ياريت اقدر اعملك اكتر من كدة ...  
تجمدت مكانها من الجملة التى سمعتها منه ، ولا تعرف لماذا تسربت الرطوبة لاوصالها فجأة ،
...أنا متشكرة اوى  ، تصبح على خير بقى ، الوقت اتأخر ...
بعدما تحركت من أمامه وعينيه تتبعها،  قال بلهجة آمرة
...هدى  ، فى حيوان عندك على الفيس اسمه ، نور الحياة ، اعمليله بلوك اول ما تطلعى. ..
1
حاولت كظم غيظها منه ، وتكورت يدها وكأنها ستضربه ، وقالت بهم .....انت مستفز. ...
  ثم تركته وذهبت من أمامه حتى لا يستفزها أكثر من ذلك
عندما ابتعدت ضحك مقهقها وقال ...وانتى لذيذة ..
بالطبع غافل عمن كان يتابع الموقف بكامله من البداية للنهاية ، والذى كان له رأى آخر فى ذلك ،
*********************
فى الصباح  ، كان خالد على وشك ركوب سيارته  ، وجد يد  أمسكت الباب ومنعته من الانغلاق، 
...صباح الخيرات ، خالد ...
امتعض خالد عندما تبين الواقف  ،
...صباح الخير ، فيصل ، إيش في ؟
..مافى شئ ابن عمى  ،  ابيك فى كلمتين قبل ما تطلع ...
...ما عندى وقت ، بعدين فيصل ...
...ما تزعل  خالد ، بعرف انك مو نايم ياحرام  ...
ترجل خالد من السيارة وعينيه ينضح منهم الغضب ،
...لإيش بترمى فيصل ...
...بعدك ما فهمت خالد  ، انت وحضرت الممرضة المحترمة ...
...فيصل  ... كانت هذه صرخة خالد باسم ابن عمه
..انتبه مليح  ، كلمة كمان واقصلك لسانك ...
...هيك خالد  ، اسمحنى مليح دالحين ابن عمى ،
أبعد عن هاى البنت ، انا أبيها لنفسى  ، سمعت ، بدى إياها ... 
2
يتبع
خالد يطرق على باب جناح والده ، فهو دائما ملازه الآمن من بعد أخيه طلال ، رغم الفجوة التى حدثت بينهما فى وقت ما  ، إلا أنه يعشقه وسامحه على ما اقترف فى حقه ، يلجأ إليه فقط ليجلس معه ، حتى دون أن يتحدث عما يدايقه،  فقط يجالسه فيرتاح  ،
وهو الآن فى أوج غضبه ، بعد مشاجرته مع ابن عمه الوقح ، وتهديد ابن عمه له باخبار ليان بما رأى ، لكن بالطبع غضب ليان لا يشكل فارقا جليا معه ، فالأهم عنده  ما سيحدث لهدى بعد ذلك  ، وردود أفعال الجميع تجاهها ، 
لم يجد إجابة  ، ففتح الباب وهو ينادى على والده ، اتجه لغرفة النوم المقابلة  عندما سمع همهمات ضحك والده ، لكنه لم يتبين الصوت المصاحب له ، طرق الباب ودخل ، وجدها هى ، هى من أصبحت سببا لغضبه فى كل الأوقات  ، تجلس على كرسى مقابل لسرير والده المستلقى عليه ، وبجانبها جهاز الضغط  ، ويبدوا أنها أنهت ما تفعل ،
...صباح الخير  ، اشلونك الحين  أبى ...
...الحمد لله  يالغالي ،  هلا ، مو قلت ، عندك شغل بكير ...
...كنت طالع ،  وقلت أطمن عليك  ، لكن ماشالله  ، الصحة مليحة ، والضحكة من الدان للدان. ..
...بتعرف هدى ، ريحها خفيف ، ما بقدر اتحكم فى ضحكتى. ..
رفع عينه لهدى  وهو يقول
...   بعرف ، بعرف يبة. ...
لاحظ والده نظراته ولكنه لم يعلق  ،
لكن نظراته اخجلت هدى ففضلت الانسحاب من أمامه ،
...استأذن انا بقى ، انا هبقى فى الاوضة لو احتاجتنى  ...
بعدما خرج تتبعها عين خالد ، نفضه والده بندائه
...خالد ، تعال،  أبى أتكلم معك ...
...تأمرنى يالغالي. ..
.... فيصل ، متى بيجى ...
... اليوم يبة ،  الساعة خمسة ، اشتاقتله ...
....يسلم طريقة ، اشتاقتله هو والبنات ،  ربى اجرنى بيك وبأخوك ، وبحمد ربى ، وما أبى شي آخر ...
1
....
... إيش بيك ، باين عليك الضيق ...
...مافى شي،  انا مليح  ، إيش احوالك انت  ...
.... مو مليح ..
...إيش بيك ...
...قلقان عليك ...
...ليش  ...
... انا تعبان ياخالد  ، أبى اشوف ذريتك قبل لا موت  ...
...بعيد الشر عنك ياأبى ، إن شاء الله  العمر طويل ..
...الله هو أعلم ، اسمعنى خالد ، وافهم كلامى ...
...سامعتك بابا. ..
...بدى منك طلب وبعرف انك ماراح تخزلنى ...
...هلا ياأبى  ، امرنى ، ولو بقدر راح اسويه فورا ...
...بتقدر أن شاء الله  ، لكن الفكرة انك توافق. ..
...إيش تريد ، مافى داعى لهاى المقدمات  ...
...أبى حفيد يحمل اسمك وأسمى ...
..ههههههههه  ، انت بتعرف اكتر منى ، أن المشكلة مو عندى ، انا مانى عقيم بابا ، المشكلة تخص ليان ، وانتوا ارتضيتوها زوجتى،  وماانكم مستعدين لانفصالى عنها ، إيش  بدك اسوى  دالحين. ..
...أنت بتعرف أن ليان كانت بألمانيا مع أمها ، انا طلبت منها تعرض نفسها على طبيب . ..
+
...طبيب ،  بدون اذنى؟
...ما تعصب ، انا اذنتلها ...
...وبعدين ، إيش سار ...
...قالو مافى أمل ...
...قولتلك. ..
...لكن كان فى حل ..
...إيش هو ..
...حاضنة ..
...حاضنة ، تقصد حضانة. ..
...لا ، أقصد حاضنة ...
...كيف يعنى ...
...امرأة أخرى ،  يتزرع البويضة المخصبة برحمها،  وتولده بعد 9 شهور،  ويكون ابنك من ليان. ..
لن أقول أصابه الذهول فقط ، لكن سأقول انه أحس حقا بالأرض تتحرك تحت قدميه ، أحس أن عقله دخل إعصار حقيقى ، لم يصدق  ، حقا هل قال والده ما قال توا ؟
اقترب بهدوء من والده ، جلس بجانبه ، وقرب رأسه منه وحدثه بصوت أقرب للهمس قائلا
... إيش تقصد بابا ، تقصد أنى أبدأ نفس  الدوامة  من جديد ، لكن الحين ، البطل يكون ابنى ، بدك ايانى اقتله بأيدي مثل ما فعلت انت وجدى معى ،
مستحيل  ، مستحيل  ، مستحيل اعملها ...
3
قام من مكانه واتجه خارجا ، فناداه والده
...خالد  ، الحال ماكان الحال ، والظروف كانت مختلفة ...
... ظروف،  أى ظروف ، كل اللى بعرفه أنى اتوجدت فى الدنيا فى حضن أم بتكرهنى  ، تعاملنى كأنى عدو لها ،  وفجأة اكتشف أنها مو أمى ، ولما ابحث عن أمى ، تكون قابلت وجه كريم ، وبعدها أعيش تايه،  كاره لعيلتى ولبلدى ،  والحين تيجى تقوللى أن ابنى يتولد من أم ويعيش مع أم تانية ،
أنسى هاالشي،  أنساه يابية. ...
أنهى كلامه وهو فى قمة غضبه  ، خرج مسرعا  ، حتى أن ليان نادته  فتركها وأكمل طريقه كأن لم يسمعها ،   فيكفيه ما حدث اليوم ، بداية من فيصل وما قال ،  وانتهى بخطة والده فى الحصول على حفيد يحمل اسمه ، فأخوه طلال لا ينحب إلا بنات فقط
**************************
1
لم يعود خالد يومها ولا ليلتها ولا أحد يعلم أين هو  ، عاد الأمير طلال وأسرته من سفره ، علم كل ما حدث من والده  ، والتمس العزر لأخيه فى رد فعله ، لكنه قلق عليه هو الأخر ، لكن خالد أغلق تيليفونه أيضا  ليمنع الوصول له  ،
لكن والده لم يؤثر فيه غياب خالد ، فهو متأكد انه سيعود ،  فمهما طال غيابه  ، فدائما ما يعود  ،
وبدأ فى اكمال خطته حتى فى غياب عادل ،  والتى تشمل إعلام ليان ، والتجهيز للعملية ،
ينقصه الآن أهم خطوة  ، اختيار الأم الحاضنة للجنين ،
وبالطبع هو لن يبدأ فى البحث ، فقد أعد كل شئ وهو على سرير موته قبل إجراء الجراحة له ، وعندما تحسنت حالته  ، أكمل خطته ، وقام بإحضار الحاضنة معه من مصر ، الخطوة الآن هى إعلامها بالهدف الحقيقى خلف احضارها معهم .
2
يتبع
هذا هو اليوم الثالث  لغياب خالد بدون اى اثر  ، وهدى تكاد تموت قلقا عليه  ، وايضا خوفا من المكان واهله  ، فخالد بالنسبة لها هو امان هذا المكان  ، فمازالت  لم تعتاد المكان وأهله بعد  ،
صعدت هدى فى ميعاد الجرعة الثانية ، ، سمعت أصوات عالية من خلف الباب ، لم تميز منهم غير صوت زوجة الأمير وهى تقول ،
...ليش ، إيش عملتلك  حتى عملتله  ، عمى طلب أكتبه باسمى و أكون أمه  ، وما رفضت  ، ومن وهو صغير وانتى محملنى مسئولية تركه للبيت  ،
إيش عملت انا  ...
لم ترد أن تقف أكثر من ذلك ، حتى لا يراها أحد ويقول أنها تتلصص على الأبواب المغلقة ، طرقت الباب ودخلت ، أعطته جرعته وخرجت مرة أخرى ،
اتجهت لغرفتها وأفكارها مشتتة مما سمعت ، هل تقصد خالد بما قالت ، هل هى ليست أمه ؟،
  الآن فقط فهمت أسباب نظرة الحزن الدائمة فى عينيه ، أسباب مكوثه فى مصر كل هذه المدة لدرجة أنه أتقن اللهجة المصرية  ،  وايضا أسباب اختفائها من المستشفى فى مصر بمجرد ظهوره هو ومكوثه مع والده .
قطع أفكارها رنين الهاتف،  رقم سعودى غير  مسجل  فى لستة ارقامها ،
..السلام عليكم  ...
...عليكم السلام ، انتى فين ؟ ...
...خالد ...
..قلت انتى فين ...
...فى  الاوضة ...
...أخرجى دلوقتى استأذنى الأمير ، وقوليله انك هتخرجى تشترى شوية حاجات  ، وأن ذينب هتخرج معاكى ، وأما هتنزلى هتلاقيها مستنياكى على باب البيت  ، يلا ...
وأغلق الخط دون أن ينتظر جواب منها ، مازالت  على وضعها حتى استوعبت ما قيل لها للتو ، ثم تحركت ونفذت ما قال ، 
خرجت مع ذينب فى سيارة كانت تنتظرهم بسائق خاص ، ترجلا منها عند مول كبير ، واخبرت السائق أن يعود لهم عند السادسة ، والساعة الآن الثالثة والنصف ،
...أنا مش فاهمة حاجة يازينب  ، إحنا هنا ليه ...
...وحياتك معرف،  انا بنفذ أوامر وخلاص ...
...أوامر مين ؟ 
قبل ان تكمل سؤالها  ، وجدت سيارة بزجاج أسود  تتوقف  أمامها ،  انفتح الزجاج ، أنه هو .
...اركبى ياهدى  ..
دخلت بالكرسي الذى يجاوره ، كانت متصورة أن زينب ستركب هى الأخرى ، لكنها وجدته يقول لها
..متنسيش نفسك ، 5 ونص بالكتير تبقى هنا ...
ثم انطلق بالسيارة ، التفتت هدى لزينب و السيارة  تبتعد عنها ثم التفتت له ، وكأنها تستفسر عما حدث .
...إيه  ياهدى  ، خايفة ؟
..لأ  ، بس مستغربة. ..
...من ايه ؟ أنا بس حبيت اشوفك قبل ما اسافر ...
انقبض قلب هدى والتفتت له فجأة
...أنت هتسافر ...
...أيوة ، هروح الأول جينيف،  عندى شوية شغل هناك ، وبعدين هرجع مصر ...
...وهتسيبنى لوحدى ...
كان دور قلبه هذه المرة لينتفض من كلمتها ، وتعلقت عينيه بها لبرهة ، فأحست أنها تسرعت فى كلامها،  فتراجعت عنه 
...اقصد  أنى معرفش حد غيرك هنا  ، انا جاية معاك انت  من مصر ...   
اكتفى بالصمت ولم يجبها ، إستمر تردد كلماتها  فى عقله ...وهتسيبنى لوحدى. ..
كان بحق يريد أن يرد عليها ويقول  ... أنا اللى هكون لوحدى ياهدى ...
توقف أمام مطعم كبير ، ترجل وتبعته هى ، كانت طاولات المطعم  مرتبة بشكل يحافظ على خصوصية الجالسين  ، متباعدة بعض الشئ ،  ويفصل بينها ستائر غير شفافة  ،
أن رأت هذا الشكل فى اى مكان ستقول انه مصمم لسبب غير أخلاقى ،
وكأن خالد قرأ أفكارها فقال ... معظم الستات هنا منقبات ، فى مطاعم معينة عشان تقدر المنقبة تاكل براحتها. ..
بعد طلب كل منهما ما يشربه وتم وضعه على الطاولة امامهما،  بدأ خالد بالكلام
...ايميلاتى كلها متسجلة فى التيليفون اللى معاكى   وهكون على اتصال مستمر بيكى  ، يعنى مش هسيبك زى ما قولتى ...
طرأ شيئا فى عقلها ، فطأطأت رأسها للأسفل ، وحاولت الانشغال بالعصير الذى أمامها ،
...مالك ياهدى ؟
... خايفة ...
...من ايه ؟ فى حاجة معرفهاش. ..
اضطربت بعض الشئ ... لا ابدا ..
...لأ فى ، بس انت مش عايزة تقولى ، بس هقولك انا ، فيصل ، صح ..
رفعت  عينيها له متفاجأة
...ليه مقولتيليش أن فى حد مدايقك ...
...هو معملش حاجة ، مبديش حد فرصة لحاجة ، بس مجرد نظراته بتدايقنى. ..
...مبتديش حد فرصة أذاى،  انك تحبسى نفسك فى الاوضة بتاعتك طول الوقت. ..
...ده الأفضل ، خلينى براحتى ...
...أنا مبطلبش  انك  تخرجى  ، بالعكس  ، انا عايزك تفضلى بعيدة عن الكل ، وملكيش دعوة بحد طول فترتك هنا ، لحد ما ترجعى مصر على خير ،...
...أنت ليه بتتكلم كأنك مش راجع هنا تانى ...
..معرفش  ، بس ممكن ، مش عايزك غير انك تاخدى بالك من نفسك  ، ومتديش الأمان لمخلوق هنا ،  وأما ترجعى مصر  لينا كلام تانى ...
...مش فاهمة ...
امتدت يده إلى وجهها وأخذ يتلمسه بأطراف أصابعه وكأنه يستكشفه ، وهو يقول
...لأ انتى فاهمة  ...
اخفضت عينيها للأرض ، وهو يقول
...على أساس أنه ينفع  ...
مد يده ورفع وجهها له
...فكرة ينفع أو مينفعش دى ، سيبيهالى ، مهمتك انتى أن تاخدى بالك من نفسك وبس...
استمر الحوار هكذا  لأكثر من ساعة ، لم يقل أحبك أو أريدك ، أو حتى سنتزوج ، لم يقل أى كلمة فعلية ، فقط إيحاءات بالكلام ، وهى مثله ،  لكن يكفيها ما قال وأكثر  ، يكفيها لتتأكد أن تعلقها به لم يكن من فراغ ،
اوصلها للمول مرة أخرى ، ووقف بسيارته على أحد جوانب الطريق ،  فلم تكن زينب قد وصلت بعد ،
....هتكلمينى طول الوقت ، عايزة اعرف كل حاجة كأنى موجود معاكى ...
أمائت بالإيجاب ، ثم قالت
...أنا لحد دلوقتى مسألتش انت ماشى ليه حتى من غير ما تسلم عليهم ، ولا ايه حصل خلاك تسيب البيت من يومين .... 
...يمكن ييجى يوم واقولك ، المهم  عايزك تعرفى أن موضوع فيصل انتهى  ، مش هيقربلك ولا هيتعرضلك تانى ...
...أنا اقدر احمى نفسى كويس ...
...الكلام ده فى مصر ، مش هنا ياهدى  ، انتى هنا وحيدة وضعيفة ، يعنى تجنب...
ظهرت ذينب فى طريقها من بعيد ، كان رؤيتها كلسعة نار أصابتهما معا ، وكأنها هى السبب فى فراقهما ، استمرت عينيهما معلقة بها للحظة ، ثم عادا لينظرا لبعضهما مرة اخرى ،
مد يده لرأسها ،قربها إليه بينما يقترب هو ، تجولت عينيه على كامل وجهها من أول عينيها انتهائا بشفتيها التى التهمهما فى لحظة  ، ورفع يده الأخرى لكتفيها ،   أما هى فمستسلمة تماما ، فهذه هى قبلتها الأولى قلبا وقالبا ، تعيشها بكل مشاعرها  ،
أما خالد ، فلم تكن هذه الأولى بالنسبة له ، أو اللمسة الأولى ، او  حتى المرأة الأولى ، لكن هذه هى المشاعر الفعلية الأولى  التى يختبرها ،
رغبة مختلطة  باشتياق وحب حقيقى  ،
لم يخرجهما من حالة انفجار المشاعر و الغياب العقلى التى دخلوها إلا طرق ذينب على زجاج السيارة من الخارج،
انسحبت هدى  من بين يديه بهدوء ، وبنظرات حائرة ممزوجة بالخوف من الفراق والمجهول ، فتحت باب السيارة وترجلت منها تصحبها نظراته ونظرات ذينب  الحائرة فى الدائر بينهما  ، 
تحرك خالد بالسيارة وهو لا يصدق انه سيتركها فى منزل الوحوش وحدها كل هذه الوقت ،
أما هى فغير متخيلة أنها ستمكث سنة كاملة داخل غرفة من 4 حيطان،  لا تخرج إلا للغرفة المجاورة لدقيقة ثم تعود ، والآن ذهب عذائها الوحيد على هذه العيشة ، ذهب بدون رجعة ، ولا تعلم لماذا يخبرها احساسها بشئ سيئ ينتظرها هنا ،
************************* 
عادت هدى للقصر مرة أخرى ، وبمجرد دخولها من الباب ، أخبرها أحد الخدم أن الأمير يريدها فى  غرفته، ،
  وهى فى طريقها قابلها فيصل على السلم ،  و بالفعل لم يتحدث معها ، اكتفى بابتسامة غير مفهومة  لها وتركها وأكمل نزوله ،
وصلت للغرفة وطرقت الباب ، ودخلت بعدما سمعت الاذن بالدخول ،
...ياهلا ، ياهلا بالانسة المصونة ، ولا أقول مدام احسن ...
...نعم ...
لهجة السخرية و الاستفزاز فى كلامه اصابتها بالقلق
.....إيش أخباره ...
...هو مين ...
...اللى كنتى معه ، ولا تتحاذقى علي ، بعرف انك كنتى معه  ...
لم ترد واكتفت بالصمت
...ما أخبرك بشي ، ليش ترك البيت ، وليش راح يترك البلد ..
...لا ...
..قلتلك لا تتحاذقى ياهدى ...
...الله ما قال حاجة ، ولا انا اعرف حاجة ...
..تعال واجلسى ، أبى أتكلم معكى فى شي يخصك ...
جلست هدى بالكرسي المقابل له وهى تقول
،....خير يا فندم ...
...عقدك معى بينص على 5 آلاف ريال بالشهر  ، صحيح ..
...أيوة ...
... راح اعطيك السنة كلها مقدم ، بالإضافة لمليون ريال آخر معك ، وراح اخلصك من كل ديون أمك فى مصر   ، إيش رأيك ؟
...فى ايه  ، عشان ايه مل ده ...
...أبى منك طلب ،  فى شي تقدرى تسويه راح يحللى أزمة كبيرة عندى  ،  واتمنى ما ترفضى ...
...والله لو اقدر ، مش هتأخر طبعا ...
...تقدرى ياهدى ، تقدرى. ..
...أنا تحت أمرك ...
...أبيكى تعطينى حفيد ...
1
...أفندم ، حفيد ازاى يعنى ...
... بويضة مخصبة  ، راح تعيش فى رحمك لمدة تسع شهور ...
...نعم ، انا مش فاهمة حاجة ، بويضة ايه ورحم مين ...
...أنتى ممرضة  ، يعنى فاهمة ايش أقصد ...
...لأ مش فاهمة حاجة ... وبدأ الغضب يسيطر عليها
... من الاخر ياهدى ، ليان زوجة خالد عندها ضمور فى الرحم ، ما بتقدر تحمل جنين ، راح تحمليه انتى لحين اكتماله،  وتعطينا اياه ، وبعدها تعودى لبلدك ومعكى مصاريكى كلها. ...
1
...أاااااااه  ،  وطبعا المفروض أن الأميرة  ليان هتكون أمه ...
...بالتأكيد ، البويضة راح تكون منها ...
...لكن لحمه ودمه منى  ، صح  ، طيب  هو مفيش حد قال لحضرتك أن كل  علماء الدين اجتمعوا على أن الموضوع ده حرام ، وقالوا كمان أن  أن أمه هى اللى شالته فى بطنها ، مش  المتبرعة بالبويضة ...
...ما تفكرى هيك ياهدى ...
بقمة الهدوء أكملت ...امال أفكر أذاى ،  من الاخر  كدة ، حضرتك عايزنى ابيعلك ابنى بكل الحاجات اللى قولتهالى دى ، صح ...
..سميها مثل ما بدك ، المهم راح تسويها  ...
...مستحيل ...
...ايش قلتى ..
...زى ما سمعت ، انا يمكن فقيرة شوية ، وأمى مديونة زى ما انت قلت ، بس مش لدرجة  أنى ابيع لحمى ، ابيع ابنى ، شوفلك حد تانى غيرى ...
وتركته واتجهت للباب ، توقفت مكانها عندما سمعته يقول
..راح تنفذى ياهدى ، انتى هنا لهذا الغرض ، وراح تسويه ...
استدارت لتواجهه مرة أخرى ،
.... بتقول ايه ؟  انتوا جايبنى من مصر لهنا عشان كدة ، يعنى ضحكتوا عليا ، ده احتيال. ..
...احفظى لسانك ياهدى ،  وراح تسوى مثل قلت ، انا بتكلم معك باللين ، ما أبى أجبرك بطريقة تانية ، يلا ، روحى غرفتك وفكرى ....
*********************    
مرت أكثر من 10 أيام  جنونية على خالد ، اختفت فيهم هدى تماما ، لا يعلم عنها شئ ، تيليفونها مغلق ،  ولا يريد أحد الحديث عنها ، حتى ذينب ،
اتصل بأخوه طلال ليسأله،  فلم يجد عنده إجابة  ، اخبره انه سافر لمدة ثلاث أيام ليحضر زوجته وبناته،  وعندما عاد لم يجدها فى القصر  ، ولا أحد يعلم عنها شئ ،
لم يجد خالد بد إلا أن يتصل بالشخص الوحيد الذى  يعلم  أين هى ، هو متأكد انه يعلم
... وينها هدى ياأبى ...
...ههههههههه  ، كنت بعرف أنها ها البنت هى اللى راح ترجعك  ياخالد ...
...ما تثيرنى اكتر ياأبى  ، إيش سويت فيها  ..
.... ههه ، ما تقلق ، ياقلب ابوك ،  هدى بخير ،
بألف خير ، لكن فى السجن ....
يتبع
عادت هدى لغرفتها وهى تكاد لا تصدق خروجها مما كانت فيه ، لم تعلم كيف تتصرف ، فإن ضاعت ، ضاع معها والدتها واخواتها ، كان يجب أن توافق ، بكل الأحوال ، الطفل سيكون ابنهم ، من دمهم ، سيحافظون عليه بكل قوتهم ومالهم وسلطتهم ،
وبعد ذلك ستجد حلا ما ليربطها بابنها مع الوقت .
أما خالد ، فقد طلب منه والده أن يذهب لغرفته ، وأن يصلح علاقته بليان بسبب غضبها من سفره فجأة هكذا ،. وطلب منه أيضا أن لا يخبرها بما تم  مع هدى ، وأن سألت فيخبرها انه وافق ولكنهم لم يجدوا الحاضنة بعد ،
رغم مفاجأة خالد بعلم ليان عن الأمر ، لكنه وافق ، فيكفيه أنها لا تعلم ما حدث مع هدى ،
ليان تشبه والده كثيرا ، تتحول إلى إنسان بقلب متحجر  يفعل  تى شئ مهما كان سيئ من أجل مصلحته .
خرج من غرفة والده ، لكنه لم يصعد لغرفته ، بل أراد رؤية هدى ، أراد أن يخبرها انه ليس له يد فيما حدث ، بل لم يكن يعلم من الأساس ،
كانت تتحدث مع والدتها فى التيليفون ، فلم تتحدث معها منذ 5 ايام ، وقد كانت قتلت قلقا عليها وهى أيضا ، أرادت الاطمئنان عليهم جميعا،
... والله انا كويسة ،، انتى ليه مصممة بس أن فيا حاجة  ،، الحمد لله ،،  خبر حلو ،، قوللى والنبى حاسة أنى  بقالى كتير  اوى مفرحتش ،، هيام ،، والله ،، مين ،،، بتهرجى ،، عصام ،،  الحمد لله ،، انا شكل  هبدأ أطمن عليها ،، عصام كويس وابن حلال ياماما ، وعايش هو و أبوه  لوحدهم ، يعنى الظروف كويسة  ،،  طيب ياماما  ،، يوم كدة ولا حاجة وهبقى اكلمه انا  ،، انا معايا حسابه على الفيس  ،، والله ،، حاول يكلمنى ،، انا بقالى كام يوم قافلة الفيس ياماما ،، هبقى افتح واشوف، ، ماشى ياماما ، سلميلى على البنات لحد ما اكلمهم  ،، سلام ،، محمد رسول الله .....
+
...أخبارهم ايه ...
... مالك ومالهم ، خليك فى اللى انت فيه  ، كنت عايز حاجة ، مش خلاص خلصنا اتفاقنا. ..
... انا والله ما كنت أعرف أى  حاجة عن الموضوع ده ياهدى  ...
...عارفة ...
...عارفة  !  عارفة أذاى ؟
...بعقلى ، عرفت بعقلى ياخالد ، بس ده ميعفكش من المسؤولية فى كل ده ...
...مش فاهم ...
...أنت الشخص الوحيد اللى كان ممكن يمنع كل ده ...
...كنت خايف عليكى ، كان لازم أوافق عشان يخرجك. ..
...موافقتى انا هى اللى خرجتنى  ، رفضك انت هو اللى كان هيحل الموضوع ده ...
...مكانش هيسيبنى أو هسيبك. ..
...خلاص ، انتهينا  ،  هنفذ اللى انتوا عايزينه منى واغور من هنا ، بس عندى طلب وحيد منك  ..
قالتها هدى وقد لمعت عينيها من الدموع
...اللى انتى عايزاه هنفذه ...
...حافظ عليه ، واحميه ، وربيه كويس ، ليان عمرها ما هتكون أم ليه ، يمكن على الورق بس ، يعنى مش هيفضله غيرك انت وبس   ...   
الغريب أن عينه هو الأخر امتلئت بالدموع
...عارف ، اوعدك أنى هحافظ عليه ..
تنهدت هدى بعد وعده هذا  ، استدارت واعطته ظهرها  وهى تقول
...  شكرا ، بعد اذنك بقى ، محتاجة أخد حمام وانام ، كفاية اللى شفته فى السجن ...
انسحب بهدوء وأغلق الباب خلفه ، فهو يعطيها كامل العزر فى رد فعلها مهما كان ، يكفيه الأن أنها تعلم أنه لم يكن يعلم بما حدث لها ، ولم يكن على اتفاق مع والده على ذلك .
**************************
من جانب آخر جلس الأمير فى غرفته وحده وأمامها فنجان قهوته،  ويفكر كيف سيقوم بكل هذا ، لينفذ الجميع ما يريد ، كيف سيرتب للأمر ،
هل يزوج هدى لخالد أولا ليتم المعاشرة بينهما ، بعدها يوهم ليان بإجراء العملية  ، وزرع البويضة فى رحم هدى ،  فقد كانت نيته أن لا يخبر ليان بأمر زواج خالد من هدى ، فلن توافق وستقف للموضوع،  أما أن اتمه وعلمت هى بعد ذلك ستغضب وستخبر الجميع ، وسوف تغصب  عائلتها  وهو لا يريد ذلك ، على الأقل الآن ،
إذن هذا هو الحل ، عقد ملكة خالد وهدى أولا  ، وبعد أن يحدث الحمل ، يوهم ليان بأنه سيتم عمل العملية ، وستذهب للمستشفى بالفعل ، ويتم سحب البويضة منها لتصدق الموضوع ، بعدها تخبر الجميع بأنها حامل ، ثم تسافر للخارج حتى الولادة ، أما هدى تنتقل لمنزل آخر حتى موعد الوضع ،  فعندما يظهر حملها ، سيسأل الجميع من أين هذا ،
ابتسم وارتشف من قهوته ، بعدما تجمعت كل خيوط خطته فى عقله ، 
أخيرا سيكون لديه حفيد بإسمه،  يرثه ويرث أبنائه  ، ولن تصل ثروته لأى من أبناء العائلة،
***********************
تغيرت هدى تماما وتغيرت اهتماماتها  ،  حتى أنها لم تعد تهتم بمتابعة أدوية الأمير  ، فلم تعد قادرة حتى على رؤية وجهه  ،  ترفض الطعام معظم الأوقات ، تعيش على المنبهات  ، و لا  تخرج من غرفتها نهائيا  ، لولو توصية خالد لذينب بالعناية بها ، لحدثت لها أشياء لا  تحمد عقباها من رفضها الاهتمام بنفسها.
1
.... ما دخلتى غرفتى من أيام ، قلت اجيلك انا ..
انتفضت على هذه الجملة الصادرة من الأمير ، التفتت ، وجدته يقف أمامها بكامل عنفوانه ، وكأن عمره قد نقص عشر سنوات ، 
...  فى حاجة تانية   ، انا وافقت خلاص ...
...وأجيت أبلغك بموعد ملكتك ياعروس. ..
...يعنى إيه ملكتى. ..
...كتب كتابك ياهدى ...
...على طول كدة ...
... بعد يومين ، يكون خالد أنهى كل اشغاله ، منشان يفضل هنا وقت لحين  يحدث حمل ...
ارخت هدى عينيها للأرض من تلميحه  ، ثم قالت
...أنا جاهزة فى اى وقت  ...
...انشالله على خير ، وما تزعلى منى ياهدى ، انتى غالية عندى ، لكن حفيدى أغلى من الدنيا. ..
************************
تم كل شئ كما أراد الأمير تماما ، وبدأت خطته فى التنفيذ لكن مع فارق بسيط ، هو قرار خالد بانتقال هدى لشقته الخاصة فى الرياض ، وليس بعد حدوث الحمل ، ووافق الأمير على ذلك ،فهو على يقين أنها تحتاج لبعض الراحة النفسية بعد ما فعله بها ،
تحتاج هذه الراحة لتأكل وتهتم بنفسها  حتى يتم الحمل ويتم الحفاظ عليه ، بدون اى مشاكل متعلقة به
يتبع
وقف يتابعها وهى تتجول فى الشقة التى ستقضي فيها أيام سجنها لحين أن يأخذ منها طفلها ،
كانت شقة راقية ، تتكون من 4 غرف وصالتين وثلاث حمامات ومطبخ مفتوح على صالة منهما ،
دخلت غرفة النوم الرئيسية  ، فوجئت بوجود حقائبها أمامها على الأرض ، ابتسمت واتجهت للشرفة  ، فتحتها ووقفت أمامها ، اجمل ما فى هذا المكان هو كثرة المساحات الخضراء فيه ، تكاد تكون أكثر من المبانى نفسها ،
دخل  خلفها بدقائق ، وجدها تقف فى الشرفة  ، رغم انتباهها لدخوله لكنها أم تلتفت له  ، اقترب منها وهو يسأل
..عجبتك  ؟
... ولا معجبتنيش  ، هتفرق ايه ؟
...بلاش كدة ، ارجوكى ياهدى ...
..ممكن تسيبنى اغير هدومى ...
...ممكن طبعا ، انا اصلا خارج ...
عندما وصل للباب استدار لها
...بلاش تحاولى تخرجى ياهدى ، فى برة اللى هيمنعك  ...
...كمان عاملين عليا حراسة ...
...مهو مش هيسيبهالك مفتوحة كدة ، ولا كان هيوافق انك تعيشى لوحدك كدة إلا بشروط ...
...تصدق عندك حق ... قالتها بسخرية
...الدفتر ده فى أرقام السوبر ماركت والصيدلية وأسماء وأرقام مطاعم كتير ، وفى فلوس فى الدرج ده ، اطلبى اللى انتى عايزاه ، يجيلك لحد هنا ...
..شكرا ...
تركها وخرج ، ثم سمعت صفعة الباب الخارجى  ، جلست على الأرض لا تصدق ما وصل إليه حالها ، لو سمعت كلام أمها وما تركت البلد ، لما آل الحال لما عليه الآن .
سندت رأسها للحائط  ، هى حقا تحتاج لتتحدث  ، لتخرج كم الشحنة التى بداخلها فى الحديث لأحدهم ، لكن من ستتحدث إليه  فى هذه الوحدة القاتلة ،،،،منى ،،،،
وبدأت محاولات الاتصال بها .
***********************
بعدما قصت عليها ما حدث لأكثر من ساعة

....  طيب الشرط الأولانى ومقبول ومفهوم ، طيب والتانى،  ايه اللى خلاكى تقررى أن الموضوع ده يتم المعاشرة،  ليه ميكونش زرع وتكون البويضة منها فعلا ...
...كان لازم يامنى  ، مينفعش غير كدة ، انا مش هقطع ابنى ويقضى طول حياته مقسوم اتنين وميعرفش مين أمه ، لازم يكون له أم واحدة حتى لو مش هى اللى فى شهادة ميلاده ، مسيره يوم هيعرفنى ، وهيجيلى  ، قلبى حاسس بكدة ...
3
...يانهار ابيض ، ياهدى ، حرام عليكى تعيشى كل ده لوحدك ، كنتى قلتلنا . ...
...ولو قلت ، هتعملولى ايه ، لا انتى ولا أمى ولا اخواتى ، ولا عندى أى حد يقدر يعملى أى حاجة ، يعنى وحيدة من يومى زى ما بيقولوا  ، وضعيفة ، يقدروا يضيعونى فى اى لحظة ، وكانوا هيعملوها،  لولا وافقت . ..
..طيب وبعدين ...
...ولا حاجة ، هعمل اللى هم عايزينه ، وارجع مصر ، وبعدين بقى يحلها ربنا ...
..وخالد ، ايه نظامه ، ابيض ياورد ...
...خالد مغلوب على أمره ، زييو زييى،  ميقدرش يقف قدام ابوه مهما كان ، وأن وقف مش هيكون عشانى انا يامنى ...
...مش عارفة اقولك ايه بس ...
...متقوليش حاجة ، انا كلمتك بس لأنى فعلا كنت محتاجة أحكى ، وإلا كنت اتجننت،   ومينفعش مع ماما ولا البنات ، هيموتو من القلق وخلاص ، وخدى بالك ، اوعى لسانك يخونك مع حد ...
...متقلقيش،  ربنا يستر ، هطمن عليكى أذاى ...
...هبقى اكلمك انا لما تسمح الظروف ...
************************
أما عن خالد  ، فقد ذهب لوالده كما طلب منه ،  اوصلها بنفسه للشقة ولم يتركها للأمن يوصلوها كما طلب والده .
...تعال ياخالد  ،  إيش الأخبار  ...
... ولا شي...
...ما تزعل منى ، ما قصدت يحصل بهيك طريقة ، لكن ابيك تعترف أنى سويت شئ بتريده ..
...أنا ...
... كنت بتريدها،  وأنا سويتلك الطريقة ...  
... ما كنت ابيها بهيك طريقة ...
...إيش تبغى ، تطلق ليان ، وتتزوجها  ، بتفتكر أنها تصلح تكون زوجة لخالد فياض ...
...بتعرف أنى ما اعتبر نفسى منتمى لهاالعيلة من بعد ما كسحتونى. ...
...ما حدا كسحك ياخالد ، انت تركت البيت برغبتك....
...الكلام فى الماضى ما صار مهم بالنسبة الى  ، إيش تبغى منى دالحين . ..
...  أبيك تعرف أنى ما راح اسمحلك بأى شي غير ما أبغى انا  ...
...ما تقلق  من ها الموضوع،  لكن ابيك تعترف أنه ابنى انا ، ابنى ياأبى ...
...وحفيدى ياخالد ...
...ياأبى،  لاخر مرة بأرجوك ، ما تدخلتى فى هذي الدوامة ، ممكن اتجوز طبيعى د وأعطيك الحفيد اللى ابغيه ، انا ما عديت 27 سنة ...
...انتهى الكلام ياخالد ، ماراح تطلق ليان ، والطفل راح يكون ابنها ، وانت ما راح تسوى أى شي غير هيك ، وإلا والله ياخالد ، انهيلك هاى البنت من على وجه الأرض  ..
... وصلت لآخرها ياأبى،   العمر قصير يابية  ، قصير ...
..،وصلت لأنك تتمنى لأبوك الموت. ..
...والله ما اتمنيته ابدا ، اتمنيتلك طولة العمر  ،  لأن ما إلى غيرك ياأبى ، لكن انت نفسك كنت فى حضن الموت  ، والأعمار بيد الله  ، ابغى أمشى  من هنا ،  سلام عليكم  ....
************************
عاد خالد لهدى مرة أخرى  ، وجدها تقف فى المطبخ ، تجهز طعام للعشاء ، لكن من استغراقها فى التفكير ، لم تنتبه لدخوله ،
إستمر يراقبها لثوانى وهو يفكر فيها ، للحظة أدرك أن والده لديه حق فى شئ واحد ، هو أنه يجب أن يستمتع قدر ما يستطيع،  فهو لا يعلم حتى كم من الوقت سيبقى معها  .
....بتعملى ايه ؟
انتفضت هدى من المفاجأة
... انا اسف ، معرفش انك سرحانة اوى كدة ..
...السرحان شوية اوى على اللى انا فيه ده ...
اقترب منها وهو يتجول بعينيه فيما تفعل
...بتعملى ايه ..
... مكرونة بالصلصة وفراخ ...
...ليه تتعبى نفسك ، كنتى طلبتى أكل وخلاص. ..
...انهارضة ولا بكرة ولا بعده ، الموال طويل ...
...أساعدك طيب ...
... خلصت ، هتاكل معايا ....
...اكيد ، مأكلتش من الصبح ...
ظهر التوتر الواضح على هدى فى وجوده ، توتر اندهشت منه هى نفسها ، ولاحظه هو ، يبدوا أنها قلقة من المفترض انه سيحدث الآن معه ، ولديها الحق فهى  من المفترض أنها بكر ، لم تذق من هذا النوع من الحياة بعد ،
وقفت لتغسل اطباق الطعام  ، وقف خلفها وهو يقول
....  أنتى مغطية شعرك ليه ...
تجمدت هدى من سؤاله وتوففت يدها عما تفعل  ،  لكنه  لم يهتم وأكمل
...أنا لوحدى هنا معاكى ، وفرض أنى جوزك ...
لم ترد ومازالت مكانها لم تتحرك  ، اقترب هو  ، انتفضت من لمسة يده  لكنها لم تتحرك ولم تقاوم  ،
أدارها لتواجهه ، امتدت يده لفك حجابها ،  أنزل الحجاب ، وفك رباط شعرها ، فانسدل على ظهرها ،
ابتعد عنها خطوة  وتأملها للحظة ، ثم قال
..تعرفى أنى كنت مراهن نفسى على لون شعرك ...
... مراهن على ايه ...
..إن لونه بنى ...
...كويس ، كسبت الرهان ...
..تعرفى كمان انك فعلا جميلة جدا ...
...بالتأكيد مش أجمل من برنسس ليان ...
...عندى انا أجمل ..
بمجرد  ما أنهى كلمته و بدون اى مقدمات  ، تقدم منها والتهم شفتيها التى لطالما حلم بهما لوقت طويل ، لم تفكر هدى فى المقاومة ، فلطالما قاومت ، على ماذا حصلت ،
فقط استسلمت ، بل بادلت أيضا ، فهى تريده هى الأخرى ، ارادته رغم كل الظروف  ، ارادته رغم أنها تعلم أن ما يحدث هو بداية النهاية .
يتبع
فتحت عينيها وهى نائمة فى احضانه ، وحاولت تبين ما حدث  ، ابتسمت بخجل حزين ،  من المفترض ان هذه صباحيتها كما يقال فى مصر  ، لكنها لا تشعر حقا بذلك  ، رغم انها لا تنكر  استمتاعها ليلة امس  ، فيبدوا انه  محترف فى اسعاد المرأة التى معه ،  أللهذا كانت ليان تعشقه  ؟
  تشعر بمرور أنفاسه الساخنة على رقبتها ،  استدارت بهدوء ، رفعت عينيها لوجهه ،  استمرت لثوانى تتأمل قسمات وجهه  ،
لأول مرة تعترف صراحة بينها وبين نفسها انه تحبه ،
نعم تحبه ، لكن ما يجعلها تتراجع عن اعترافها هو ما يحوطها من ظروف ارغمتها على التسليم لأرادتهم.
فتح عينيه  ، وجدها تتأمله،  رفع يده يمررها على وجهها  وهو يقول
...صباح مبارك لعروسى الجميل ...
أبعدت  يده  بيدها ، وقامت من جانبه وهى تقول
..تفتكر. ..
قامت من مكانها ، ارتدت روب حريرى  ، واتجهت للحمام ، وعينيه تتبعها ،
ادار وجهه لسقف الغرفة ووضع يده على رأسه ، تنهد  طويلا ، وهو يفكر كيف يسترضى هذه المرأة  لحين أن يجد حلا لهذا الوضع ،
**************************
بعد أسبوع  ، قضاه الاثنين على جدول ثابت ،
هدى تقضى نهارها فى القراءة والحديث مع أهلها  ومطالعة حسابها على الفيس  ، والتليفزيون فى أوقات قصيرة أما  خالد فنهاره يقضيه فى متابعة أعماله مع والده وأخوه ، بالإضافة ليومين كاملين قضاهما فى مصر ، لإنهاء بعض المسائل الهامة ،
أما الليل فهو المشترك بينهما ، يقضيانه فى ممارسة العشق الصامت ، دون أن يتحدثا باللسان ، رغم اشتياق كل منهما للأخر  ،  واستمتاعهما بعلاقتهما المشتركة  إلا أنهما يكتفيان بالتعامل بالنظرات لا أكثر ،
  
كانت تقف فى المطبخ تجهز طعام الإفطار كعادتها ، خرج هو بعدما ارتدى ملابسه للخروج ، رأته ولم تعلق وأكملت ماكانت تفعل ،
....أنا هشرب النسكافيه بس ...
ناولتنه كوبه دون أن تتكلم ، واستدارت مرة أخرى
وضع الكوب على المنضدة  ، واتجه اليها ، مد يديه ولف خصرها واسند ظهرها أصدره  ، واستمر بتقبيل عنقها  بشغف ،  لم تبتعد او حتى تقاوم   بل أغمضت عينيها و استسلمت ، بل ارادته أن يستمر هكذا لبعض الوقت  ، فمنذ اول لمسة لها ولم تعد قادرة على الابتعاد عنه ، بل ادمنت اقترابه الدائم منها  ،
دفن رأسه فى عنقها وهو يهمس لها بقوله
...كفاية ياهدى ، كفاية ...
لم تفهم ما يقصد ، فلم تبدى أى رد فعل ، فأكمل كلامه بنفس الطريقة
...   حاسس أنى وحشنى صوتك اوى  ، مش معقول هنفضل على طول كدة ...   
أطلق سراح جسدها من بين يديه ، وادارها لتواجهه،  وقال
...أنا هخرج  دلوقتى ، وممكن معرفش ارجع الليلادى هنا ، فكرى فى كلامى ، ارجوكى ، حاولى تكونى طبيعية معايا اكتر من كدة شوية ...
+
قبل جبينها ، وامسك بمفاتيحه وجواله واتجه خارجا ، أما هى فتسمرت  مكانها ولم تتحرك قيد أنملة ،
لم تكن تفكر فى مضمون كلامه ، لكن تفكيرها كله كان منصب على جملته
...ممكن معرفش ارجع الليلادى هنا ...
وسألت نفسها ..هل سيذهب اليها  الليلة ..
يتبع
مر اليوم كله على هدى وهى تجزم بأن الغيرة تأكل قلبها ، فهى لا تفكر فى غير أنه معها الآن ، ولم يشفع له اتصاله المستمر بها ، يكاد يكون كل ساعتين تقريبا ، أو كلما خلى به الوقت والبشر من حوله ،
وبالطبع هى لا ترد بغير بضع كلمات بسيطة مثل
....الحمد لله ،  انا كويسة  ، تنام  ، لا مش عايزة حاجة ...
لا تسأل أين هو أو ماذا يفعل ، أو متى سيعود ، أو أى شئ يشبه ذلك ، بالرغم من ذلك لم يغضب أو حتى يكف عن الاتصال بها .
  للاسف هى لا تفكر الا فى ماذا يفعل الآن  ، هل هو معها ؟ ، هل يفعل معها ما يفعله معى ، بنفس التفاصيل ، أم بطريقة مختلفة ، هل فكرة اختلاف ليان عن هدى تؤثر فى شكل علاقته بها ، أم أن الأمر سيان ، بل هى بالطبع أقل بكثير من ليان ، 
يكاد عقلها ينفجر من هذه الطريقة فى التفكير ،
وما أطاح بباقى صبرها انه بالفعل لم يأتي الليلة  ، أو حتى اليوم التالى ،  وصلت لمرحلة الغليان ، ولم تعد تستطيع السيطرة ، أرادت الخروج ، لعل الحركة وتغيير الوجوه تخفف من وطأة الغضب الذى يهدد بالانفجار ، 
لكن هو أخبرها أن لا تخرج أو حتى تحاول ،  فهى مراقبة ، ومراقبيها سيمنعوها أن خرجت  ، ماذا ستفعل الآن ؟
أتت بجوالها واتصلت به  ، وانتظرت الرد ، 
...  أول مرة انتى اللى تكلمينى ، انتى كويسة ...
...الحمد لله ، مفيش حاجة ، انا بس كنت عايزة حاجة ... 
...كنت عايزة أخرج اتمشى شوية  ، واشترى شوية حاجات ...
...تتمشى فى الجو ده ، انتى مش عارفة درجة الحرارة كام انهارضة ..
...اكيد فى المكان اللى هروحه  هيكون مكيف يعنى وبعدين انا مخنوقة اوى بجد ، عايزة أخرج بأى شكل  ...
..طيب ، بصى ، فى اتنين واقفين على باب الشقة ،  لحد ما تلبسى هكون كلمتهم ، هم معاهم عربية ، هيوصلوكى مكان ما انتى عايزة ، وهيفضلوا معاكى لحد ما ترجعى ، ماشى ...
...ماشى ..
...خدى بالك من نفسك ..
...إن شاء الله ..
...ولما هجيلك هعوضك عن اليومين دول ، عندى هدية حلوة ليكى ، ومتأكد أنها هتعجبك اوى   .. 
... أن شاء الله ...
خرجت فى حدود الساعة الثالثة ، ولم تعود إلا باتصال منه وقد تعدت الساعة العاشرة ،  اتصل به الامن اكثر من مرة على رفضها العودة  ، فقد كانت تدور من المول للسوبر ماركت ، لمحلات الملابس الكبرى  ، تشترى فى أشياء حتى أنها لا تحتاج لها  ، لا تريد العودة ، تريد إطالة الوقت خارجا  فهى تعلم أنها ستعود لتقضى ليلتها فى التفكير السلبى الذى بدأ يسبب لها الأرق المستمر ،
وهى فى طريق العودة ، داخل السيارة ومعها الأمن الخاص بها ،  رن تيليفونها وكان ذينب المتصلة ، فقد تعودت الاتصال بها مل يوم منذ أن تركت البيت ، إلا يوم أمس  ، لم تتصل بها لانشغالها بعض الوقت ،
...أيوة يازينب ،، ازييك ...
...الحمد لله ، عاملة ايه انتى ياهدى  ، معلش معرفتش اكلمك امبارح ، كنت مشغولة اوى ...
...ولا يهمك ، مع أنى كنت مدايقة اوى ، وكنت محتاجاكى تكلمينى ، بس برضه مرنتش انا زى ما وعدك ...
...متزعليش  ، انهارضة بس ومن هنا وجاى هفضالك  واكلمك على طول ...
...اشمعنى يعنى ،هتترقى ، ههههههههه  ....
..بتتريأى حضرتك ، لا ياستى  ، هى شغلتى دى فيها ترقية ، بس اكتر مزعجات فى القصر مسافرين ...
..مين  دول ...
...الأميرة دانيا والأميرة ليان ...
عند نطق الاسم انقبض قلبها وانقبضت يدها على التيليفون ، إذن هذا هو السبب خلف هذا الغياب ، هو هناك ليقضي معها الوقت قبل سفرها .
...هدى ، روحتى فين ؟
  ... معاكى  ، بتقولى الاتنين هيسافروا مرة واحدة ...
...أيوة ياستى ، الأميرة ليان والدها فى المستشفى  ، والأميرة دانيا تبقى صاحبة والدة الأميرة ليان اوى ، فهتسافر معاها ، عشان تكون معاهم هناك ...
...هو تعبان اوى ...
...معرفش ، بس هو عنده القلب اصلا ، ودخل المستشفى اكتر من مرة قبل كدة ...
...يرجعوا بالسلامة. .
...مظنش ، الأميرة ليان اول مرة   تلم حاجتها كلها بالطريقة دى ، دى لمت تلتين الدولاب  فى الشنط ، حتى جزمها ،خدتها كلها ،  والأمير خالد بيقولوا انه بقالوا أسبوع هنا ، ومجاش القصر خالص طول الفترة دى  ...    
ظلت هدى تستمع للحظات ، بعدها ما عادت تستطيع أكثر فاوقفتها بقولها
...أنتى رغاية كدة ليه انهارضة ، خليهم فى حالهم واحنا فى حالنا ...
...على رأيك ، انتى عارفة أنى مبقولش حاجة لحد ، بس بصراحة أنا فرحانة  اوى ، البيت بيبقى من غيرهم جنة ، والأمير طلال والأمير خالد بييجوا كتير ...
..انتى رغاية انهارضة ياذينب ، انا هقفل دلوقتى عشان عندى شغل  ونتكلم بعدين ، سلام ...
فقد أخبرت  زينب أنها  انتقلت للعمل فى أحد مستشفيات الرياض   ، بعدما أنهوا عقدها معهم ، بعد اتهامها بالسرقة ،
الغريب أن حديث زينب لم يضايقها كما اعتقدت فى البداية ، وزكر الأمر بهذه الطريقة قد  خفف من غضبها لأسباب لا تفهمها،  بل جعلها تبتسم ، ابتسمت بسخرية لتعقيد حياة هؤلاء الناس وحرمانهم من اجمل معطيات الحياة ،  المشاعر الحقيقية ، الاخلاص ، والخلف الصالح ، لديهم المال فقط ، وللأسف يحاولون به شراء باقى الأشياء .
***************************
وصلت للمبنى الذى تسكن إحدى شققه ، ترجلت من السيارة  ، وصعدت مباشرة ، أما أحد الشباب اللذان صاحبوها  حمل الأشياء التى اشترتها ، والآخر ذهب بالسيارة للجراج.
دخلت الشقة ،  فوجئت به يجلس على فى الصالة الداخلية للشقة ، وقبل أن ينطق أحدهما بكلمة ،رن جرز الباب،  عادت لتفتح ،كان فرد الأمن ، أدخل الحقائب وأغلقت الباب من خلفه، 
.... مش قلت أنك مش جاى الليلادى كمان ...
...إيه ، مش عايزانى ...
...ده بيتك انت ، مش بيتى ، وتيجى وقت ما تحب ، بعد اذنك ، هروح اغير هدومى ...
وهى تغير ملابسها كانت تفكر فى وجوده هنا الآن  ، لماذا ؟ فمن المفروض أنها ستسافر غدا ، فلماذا تركها  وعاد إلى هنا .

خرجت  تبحث عنه ، لمحت طيفه يفف فى شرفة الصالة ،  عادت للمطبخ وصنعت كوبين كن النسكافيه ، واتجهت له  ، وعند اقترابها من الشرفة ، سمعت صوته يتحدث بغضب ، يبدوا انه كان يتحدث فى التيليفون  ، وفهمت من سياق الحديث انه يتحدث معها ، ولكن بسخرية عارمة ، يبدوا انه غاضب منها إلى حد واضح
...لا ، ما راح ارجع  ،،، ليش  ،،، إيش تريدى منى ،،، بيكفى ليان ،، ما عدت قادر  ، ،،،  لا  ،، ابي ارتاح ليان ، وراحتى ما وجدتها معكى ،،، go  please ،،  ليش  ، بدك ليلة حب رائع  قبل ما ترحلى ، هاد أصبح دورى معكى من وقت ما اتحدتى مع أبى  ،،، خليكى معه حبيبتى  ، أبيه ينفعك اكتر منى ،  لكن انا ، ماعاد فينى ليان ، بيكفى اللى سار  ،،، انا ما راح اسوى أى شئ ، by lyan ....    ,,       
أنهى مكالمته  وألقى بالهاتف على الكرسى المجاور له ، وانحنى على الشرفة بيده وكأنه يحاول التنفس،
رأى قدميها من انحنائه على سور الشرفة ، فرفع رأسه واستدار ليجدها تقف خلف الستائر  ومازال الكوبين بيدها ، ومن تعابير وجهها ، أحس أنها سمعت مكالمته ،
مدت يدها له بالكوب الخاص به وهى تقول
...شكلك محتاجه ، اشربه وهتهدى ...
أخذ الكوب من يدها واستدارت وجلست على أحد الكراسى  ، دخل خلفها   وجلس على الكرسى المقابل لها ، وضع كوبه أمامه على المنضدة  ،  اخذ يتمعن فى وجهها لثوانى ، ثم أسند ضهره لظهر الكرسى وسند رأسه عليه ، واغمض عينيه ، وفكر لثوانى ، كل هذا وهى صامته ، فقط عينيها معلقة به تتابع كل تحركاته، 
تكلم دون سابق انزار  ومازال مغمض العينين ورأسه للخلف   ، وهى انصتت لحديثه دون أن تعلق ،
...  أنا درست فى مصر ، حصل مشكلة جامدة بينى وبين جدى ومقدرتش أتحمل وجودى فى البيت ، سيبت البيت وصممت أنى ادرس بعيد ، رحت شوية باريس  ، وبعدين رجعت مصر عشان هدف معين ، وفضلت هناك  ،  فى الوقت اللى انا تمردت فيه على كل اوامرهم  ، كان اخويا زى عروسة الماريونيت فى اديهم ، بيحركوه زى ماهم عايزين ،  طلقوه من مراته الاولانية بعد ما خلفت 3 بنات ، وجوزه  التانية وطلقوها عشان جابت بنتين ، التالتة مجبتش اطفال خالص ...
ثم صمت لبرهة وكأنه يرتاح من مشاعر الغضب التى أثيرت بسبب ما قال ، ثم تابع ،
...قبل مراته التالتة ، ظهرت ليان ، أبوها شريك جدى فى المجموعة الخارجية بنسبة كبيرة جدا ، وفى الوقت ده كان هينسحب،  وانسحابه هيوقع الشركة ،
الحل اللى كان قدام جدى فى الوقت ده هو الارتباط العائلى ،  طلبوها لطلال ، وهى كمان كانت مطلقة ،
لكن هى رفضته ،
بعدها بقى جدى فكر فيا انا ، جالى بنفسه فى مصر ، واتحايل عليا ، ووافق على كل شروطى،  ورجعنى البيت ، بعدها بأسبوع  طلب منى أنى اسافر معاه جنيف  حفلة عاملينها للامراء العرب اللى بيشاركوا فى المشاريع هناك   ، ووافقت ، وهناك  قابلتها ، واللى جدى كان مستنيه حصل ، أنها تعجب بيا ، ولاحظت انا كمان ده ، بس وقتها متوقعتش أن الموضوع ممكن يوصل لكدة  ،  بعدها رجعت مصر عشان عندى امتحانات،  كنت فى اخر سنة وقتها ،
جدى وابويا وعمى  بقى ظبطوا كل حاجة  ، اتقدمولها،  والغريبه انها وافقت فورا  ، رغم أنها أكبر  منى بخمس سنين  ، بس مفرقش معاها ، وكمان حددوا ميعاد الجواز ، وجه وقت آخر حاجة ، أنهم يعرفونى ،
فى الاول رفضت ، وكنت هسيب البيت تانى ، بس جدى بقى عرف يطمعنى ، 20 مليون ريال ، وأسسلى المشروع اللى انا عايزه  ، وفى مصر زى ما انا طلبت ، والأهم ادانى حق الاختيار فى الاستمرار  فى الجواز أو لا  ، لكن بعد 6 سنين  .
اعتدل وأصبح مواجه لها وهو يتحدث ، ثم قال 
...وافقت ، والدنيا مشيت ،  كان الحاجة الوحيدة اللى محسسانى بالذنب من ناحيتها أنها اتعلقت بيا ، بتعمل أى حاجة  عشان ترضينى ، وبتروح ورايا كل مكان ،

...والله حاولت أقرب منها كتير  ، مقدرش ، زى ما يكون حاجز مبنى بينا ومش قادر اعديه ، خاصة أنها مش حنينة وطيبة فعلا ، سيئة جدا مع كل الناس ، وأهم حاجة عندها مصلحتها  ، بس دايما بتيجى لحد عندى انا وتتعدل ، وده مكانش مأثر معايا ،
...لحد ما جه يوم ، اتخانقنا فيه ، فجأة لقيتها بتقوللى أن احنا اللى جرينا وراها واتمنينا أنها توافق عشان ثروة أبوها ،  فى اللحظة دى بس قررت أن علاقتنا انتهت خلاص ، وأن الموضوع مسألة وقت وبس ،
...مبقتش تفرق معايا بقى ، تفرح  ، تزعل ، تطأ ، مش مهم ، بلف الدنيا واخلص شغلى ، واعيش حياتى كأنها مش موجودة اصلا ،
لحد ما جت لابويا فكرة الحفيد ، كان متصور أن وجود طفل هيصلح علاقتنا ، خاصة   أنه فقد الأمل فى  انه يجيله  حفيد من طلال ،وبنفس الطريقة ، فكر وقرر ونفذ كل حاجة ، وأنا آخر من يعلم ...
عند آخر كلمات قالها ، وضع وجهه بين كفيه ، وكأنه أصيب بصداع شديد و لم يعد قادر على إكمال الحديث ، قامت هدى وجلست بجانبه،  رفعت رأسه لتواجهه، تحسست بشرة وجهه بأطراف اصابعها ،
مد يده وأخذها فى حضنه طويلا ، وهو يقول
...سامحينى ياهدى ، مش قادر احميكى أو امنعه عنك ، كل اللى قدرت عليه ، انك تكونى مسؤوليتى  ، وانى ابعدهم عنك طول الفترة دى ، لحد ما الاقى حل للمهزلة دى  ...
رفعت وجهها له وهو تقول .... قولتلى انك عاملى مفاجأة ، صح ...
ابتسم لها  ... أخيرا طلبتى حاجة ، صح ياستى ، مفاجأة هتفرحى بيها اوى ...
... شوقتنى  ، ايه هى ؟
...بكرة هقولك ،  دلوقتى بقى هقولك حاجة تانية ، حاجة بتتقال وبتتعمل   ...   
...هههههههههههههههه. .
يتبع
خرج  خالد والساعة لم تتعدى السابعة صباحا  يعد اتصالات مستمرة من والده بالحضور فورا ،
خرج ووعدها أنه لن يتأخر ،   اتصل بها عند الحادية عشر اتصل بها وطلب منها أن ترتدى ملابسها ، فسوف يرسل لها سيارة  لاصطحابها  إليه ،
ارتجلت من السيارة ، وجدت نفسها أمام مطار  الرياض ، أشار لها الرجل السائر معها بالاستمرار  فتبعته ، كان نفس الطريق الذى مرت به اول وصولها إلى هنا اول مرة ، لكن هذه المرة من الخارج للطائرة وليس العكس ، 
استقبلها خالد وقت دخولها الطائرة ، وامسك  بيدها حتى اجلسها ، وجلس فى الكرسى المقابل لها ،
اغلقت الأبواب فور وصولها ، وبدأت الطائرة فى الحركة ثم الصعود للهواء ،
...مش هتقوللى احنا رايحيين فين ...
...قولتلك مرة ، مفاجأة  ،  بس فى حاجة مهمة لازم نتكلم فيها الاول ...
... خير ..
...خير  ،  أن اتكلمت مع والدى بخصوصك من يومين ...
اختفت الابتسامة من على وجهها وهى تقول
...من ناحية ايه ...
...  مسؤوليتك  وطريقة التعامل معاكى لحد ما يتم اللى هو عايزه ...
...يعنى إيه ؟ مش فاهمة ...
... يعنى أى حاجة هتم معاكى مسؤوليتى، بشرط أن الموضوع ده يتم من غير ما حد يعرف ،
يعنى من  الاخر كدة ياهدى  ، ممكن اعملك اللى انتى عايزاه ، وانتى كمان تعملى اللى انتى عايزاه لو خافظتى على سر الموضوع اللى بينا ،
ولو رفضتى  ،  ترجعى للمعاملة الأولى ، تفضلى فى الشقة ، متخرجيش لحد ما تولدى ،
ايه رأيك  ؟ تختارى ايه ؟
..وفى الاحتمالين هيتم إللى انتوا عايزينه؟   ...
...طبعا ، وانتى ممكن دلوقتى تكونى حامل اصلا ، ها ، موافقة ولا بلاش احسن ، ومجازفش بعداوة أبويا دلوقتى احسن  ...
...إيه المطلوب منى ؟
...المطلوب منك واضح ، تنفذى وفى نفس الوقت تبقى حرة  ، تتحركى فى حدود المعقول ...
...أنا كدة كدة بنفذ بالفعل ..
..تمام ، تبقى تستاهلى المجازفة  بالمشوار ده  ...
عندما خرجت معه من باب الطائرة ، وجدت نفسها فى مطار القاهرة ، تلجمت ولم تتحرك من مكانها وعينيها معلقة به ، ابتسم لها وقال
...مش خطوبة اختك انهارضة  ، انا جايبك عشان تحضريها ...
لم ترد هدى ، فقط امتلئت عينيها بالدموع ، أمسك بيدها وتحركا هابطين السلم ، وهى تتحرك بجانبه وهى لا تصدق ما يحدث ،
وصلا لباب المطار ، كان تنتظرهم سيارتين ، فتح السائق الباب فركبت  ودخل بجانبها ، وقال 
... العربية دى هتوصلك لحد باب بيتك ، فى العربية شنطتين فيهم هدايا لاخواتك ، وبالذات العروسة  ،
هدى ، لاخر مرة هقولك ، انا عملت كل ده علشانك،  عشان اخرجك من حالة الضغط العصبى اللى كنتى فيها ، فمتخاطريش  ارجوكى  ، ومتنسيش أن لسة بينك وبينه عقد ممكن يسجنك بيه ، غير القضية اللى لسة مفتوحة ، وكمان اهلك اللى مش هيصدقوا انك كنتى مجبرة على الحوار ده ، خدى بالك كويس ،
ولو حد سألك انتى هنا أذاى ، قولى أن الأمير فى مصر كمتابعة للعملية ، وأنا معاه لأنى الممرضة بتاعته...
قبلها من رأسها وخرج من السيارة وأغلق الباب ، ثم انحنى  وقال لها من شباك السيارة
...نفس العربية هترجع عشان تاخدك بكرة بليل على الساعة 8  ، ولما تروحى هناك وتشوفى اللى حصل ، متستغرببش  ، لأن هم فاهمين أن انتى اللى عملتى كل ده . ..
...هو ايه ده الل  اتعمل ؟
..،أما تروحى هتشوفى ، خدى بالك من نفسك ، سلام ...
تركها واتجه للسيارة الأخرى ، وأخذت كل سيارة طريقها ، بعد حوالى ثلاث ساعات  ، توقفت السيارة أمام منزلها ،
لم تصدق هدى ما ترى ، لدرجة أنها التفتت حولها لتتأكد انه هو بيتها ،  تم  ترميم البيت بشكل رائع ، وتم بناء ثلاث أدوار عليا ، فأصبح البيت مكون من 6 طوابق ، وتم تجهيز الأرضى بكامله كسوبر ماركت كبير لوالدتها ، 
مستحيل أن يكون الأمير ، هو خالد ، خالد من فعل كل ذلك ،
دقائق تقف فيها هدى أمام المنزل تتأمل ما ترى دون أن يلاحظها أحد ، حتى لاحظتها والدتها من بعيد ،
ارتمت هدى فى احضانها تبكى ، وكأنها وجدت طوق نجاتها مرة أخرى ،
+
قضت  هدى معهم ليلة رائعة،  كانت قد افتقدت إحساس الأمان هذا من فترة طويلة ،
حضر العريس وأهله  وتم قراءة الفاتحة، و تلبيس العروس دبل الخطوبة وسط زغاريد الجميع ،
نامت هدى بجانب والدتها على سريرها وكأنها تستمد منها القوة لتكمل المشوار الذى بدأته  ، ومن خلال الثرثرة مع والدتها قبل النوم فوجئت بأن هناك شخص جاء وسدد دين والدتها كله ، واعطاها الشيكات والمخالصات بذلك ، وأن والدتها نفهم انه من طرف هدى .
نامت الأم ، وظلت هدى مستيقظة ، مدت يدها لبطنها،  تجول عليها بحنان ، وهى تقول فى نفسها وكأنها تحدث شخص ما 
...كل اللى بيندفع ده تمنك انت ياحبيبى  ،وتمن غالى اوى ...
يتبع
أنهت هدى وقتها مع عائلتها وهى فى قمة السعادة ،  لقد احست بالاطمئنان عليهم فعلا ، ولم تشعر بذلك منذ فترة حتى عندما كانت تعيش معهم ، فقد تم تسديد دين والدتها كاملا ، واعتدلت حياتهم وتم تأمينها  ، والسوبر ماركت الذى تم إنشائه أصبح يوفر معظم مصاريفهم  ،  الآن تستطيع أن تعود لدائرة آلامها هى فقط ، دون القلق عليهم هنا ،
وصلت بها السيارة لنفس المبنى الذى كانوا يسكنوه قبل سفر الأمير بعد العملية  ، دخلت من باب الشقة ، وقابلته بإبتسامتها الساحرة من بعيد ، كانت تبدوا مختلفة تماما عن قبل يومين ،
هرولت إليه ، قابلها بملئ زراعيه،  قبلته هى أولا ، لم تعرف اهتماما للواقفين من الخدم والأمن يخرجون الحقائب ، ولم يهتم هو الأخر من فرحته برد فعلها الجديد ، بادلها الاحضان والقبلات بدون اى كلام ،
تمعن فى عينيها جيدا ، بالفعل افتقدها طوال هذا الوقت ، فقد تركها بدون اى اتصال منه ، تركها لتستمتع بوقتها مع أهلها بدون اى شوائب تعكر صفو سعادتها ،
انحنى قليلا ، وضع يديه الأخرى تحت ركبتيها،  ورفعها وضمها إليه واتجه بها لغرفته ،  لم يعر اهتماما للطائرة المنتظرة  ، أو الخدم الموجود ، أو السيارات المحملة بالحقائب،  فقط أراد إرواء عطشه من هذه الأنثى التى ملأت كيانه ووقته وحياته، 
وهى أعني بهدوء وبابتسامة  راضية ، تحمل معنى الشوق الممزوج بالسعادة منذ بداية علاقتهما الشرعية .
قالت وهى طائرة على زراعيه لغرفته
1
...الطيارة ، والناس دى ...
...الطيارة بتاعتى،  والناس موظفين عندى ، وأنا اللى أحدد الوقت مش هم  ...
...هههههههه ، ياي  ،  انا بقيت جريئة اوى  ...
...هههههههههههههههه ، وأنا مش عايز اكتر من كدة
************************
حطت الطيارة على اراضى المملكة ، فاجأها عندما عادوا بانتهاء أوراق تقدمها لإنهاء الماجستير فى الجامعة هناك ، ولكن بشكل منزلى ، لا تذهب للجامعة إلا للضرورة القصوى ، وخصص لها اثنان متخصصين لمساعدتها فى تجميع البحوث العينات الحية ، لتكمل ما أرادت بشكل جدى ، كانت سعيدة بحق لأيام طويلة ،
فبعد أسبوعين من وقتها قد تأكد الحمل ، بالطبع لا توصف سعادته أو سعادة الأمير الذى ارسل لها خادمة خاصة لترتاح أكثر ، لكن خالد قام بتغيير الخادمة  ، فهو أعلم الناس بأبيه ، ويعلم أن هدفه الأول من الخادمة هو التلصص على جديد الأخبار ، وقد كان خالد حريص جدا على خصوصية علاقته بهدى  .
مرت الأيام بأسرع وتيرة ممكنة ، هدى مهتمة بدراستها وقد قطعت فيها شوطا جيدا ،وبالطبع المال والسلطة يلغى كل العقبات ، وجنينها كان بصحة جيدة ، و تم التعرف على جنسه فى الشهر الرابع لها ، وكان لهم ما أرادوا،
لم يهدد استقرار نفسيتها إلا ارتباطها بجنينها الذى يزداد كلما زاد حجمه أو شعرت بحركته ، لم تعد قادرة على التفكير فى موضوع تنازلها عن طفلها ، فهو الآن ابنها ، جزء لا يتجزأ منها ، ولا تعلم ماذا تفعل الآن لتكون مع طفلها  ولا تتركه ، 
قررت فتح الموضوع مع خالد  ، وإيجاد طريقة لاستمرار وجودها مع طفلها  ، انتظرت عودته فى نفس الليلة ، فلم تعد قادرة على الانتظار أكثر ،  عاد من الخارج واتجه لمكتبه لينهي بعض الملفات  ،
قامت متوجهة لمكتبه ، طرقت الباب ودخلت ، بمجرد رؤيتها ،  قام لها مبتسما ، أمسك بيدها واجلسها  ، وعاد هو لكرسى مكتبه مرة أخرى
، كان يبدوا على وجهها الضيق وقد لاحظه بمجرد دخولها .
وقبل حتى أن تتحدث بدأت عينيها تلمع من امتلائها بالدموع  ،  فتوقع خالد ما هى بصدده  فبالنسبة له كانت مسألة وقت لا أكثر ،وتفتح  الحوار فيه،
...فى موضوع كنت عايزة اكلمك فيه ، بس خايفة تدايق منى  بس لازم نتكلم فيه ...
المقدمة كانت دليل كافى على ما كان يفكر فيه صحيح ، فقد أتاحت له الفترة الماضية أن يعلم بشخصيتها جيدا ، فهى ليست من النساء اللاتى يتنازلن عن أطفالهم بسهولة .
...عارف ياهدى ، عايزة ايه ...
...عايزة أفضل معاه ...
...ولو قلتلك انه مينفعش. ..
...شوف طريقة ، أتصرف ...
...أذاى ، تفتكرى هيسمحولك ويسمحولى. ..
...أنت أبوه وأنا أمه  ، إحنا بس ...
لم يدعها تكمل كلمتها
...احنا ايه ، مفيش احنا عند فياض  البدرى ، فى هو بس ، وده حفيده ، ومش هيتنازل عنه ...
...أنا مقولتش يتنازل عنه ...
...هو مش عايزه منك ياهدى ، الكل عارف ان ليان حامل ، وهتولد فى نفس ميعادك  والطفل ده هيكون ابنها وده اللى هما عايزينه  ومش هيغيروه  ...
...وانت عايز ايه ؟
...أنا مش هقدر احميكى منهم ، انا مجرد موظف فى شركاتهم ، سلطتى وفلوسى معتمدة عليهم ، لو حبوا يعملوا فيكى حاجة ،مش هقدر امنعهم ، انا خايف عليكى انتى ...
هنا بدأت تفقد اعصابها تماما ، لم تعد قادرة على التحكم فى نفسها ، قامت من مكانها وهى تصرخ
...خايف عليكى  ، خايف عليكى ، كل أما تتكلم تقول خايف عليكى ، انا مش عايزاك تخاف عليا ، انا عايزاك تتصرف وتخلينى مع ابنى ، حتى ولو خدامة ،ده ابنى ، ابنى انا ...
بدأت تنهار وتفقد قواها ، حاول الاقتراب منها ، فلم تسمح له ، وابتعدت عنه خطوتين ، جلست على الأرض تبكى وهى تقول
...أنا عايزاه ، عايزاه ، مش هقدر اسيبه ....
...ارجوكى ياهدى ، اهدى لو سمحتى ، انتى كدة هتتعبى ، انتى فى السابع  ، خلاص قربتى تولدى ،  وبعدها نشوف هنعمل ايه ...
...لا ، انت بتكدب عليا ، انت ضعيف ياخالد ، ضعيف ، ومش هتقدر تعمل حاجة ، هتسيبهم يخدوه ، حتى مش هتقدر تحميه ، تحمى ابنك ، بلاش انا ، هتسيبهم يخدوه ، عشان انت ضعيف ، وأنا بكره الضعيف قدام اهله ، بكره الضعيف ، فاهم  ، بكرهك ، بكرهك ياخالد بكرهك ....
وهنا  انهارت  تماما ولم تعد قادرة حتى على حمل نفسها  ، أغمضت عينيها ، ولم تعد تشعر بشئ  ،
صرخ خالد على الخدم وهو يحاول افاقتها،  حملها واتجه بها لباب الشقة ومنها للاسانسير،  ثم سيارته ، واتجه بها للمستشفى ،
بعدما أخبره الطبيب أن حالتها غير مستقرة  وضغط دمها منخفض جدا  ، وايضا ضربات قلب الجنين مرتفعة ، وانقباضات الرحم فى اذدياد ،  وهى عرضة الآن للولادة فى اى لحظة ،  
اتصل خالد بوالده ليخبره بما حدث ،
وما هى الا دقائق  معدودة حتى وصلت سيارة أسعاف خاصة بمستشفى اخرى ، تم نقل هدى اليها حتى تتسنى لهم الولادة دون تسجيلها،
************************
افاقت هدى بعد خمسة أيام ، وجدت نفسها فى العناية المركزة بالمستشفى،  لم تعى الكثير غير أنها وحدها ولا يوجد مخلوق معها غير الممرضة ،
وضعت يدها على بطنها،  فأيقنت انه غير موجود ، تمت الولادة ، لكن أين هو ،
سألت الممرضة عن الطفل وعن حاله ، فلم تفهم الممرضة عن أى طفل تتحدث ،
استدعت الطبيب ، الذى بدا عليه إدراك ما يحدث وطلب من الممرضة إعطائها حقنة معينة ، وبعدها دخلت هدى فى ثبات عميق  ،
استيقظت بعدها بمدة معينة لم تعلمها ، لكن هذه المرة وجدت خالد بجانبها ، علمت بعد ذلك أنه أخبرهم فور استيقاذها،  يتم الاتصال به ،
سألته هدى وهى فى قمة الاعياء
.... أخباره ايه ؟ هو فين ...
...كويس الحمد لله ، هو فى الحضانة ...
...ليه  ؟ مش بتقول كويس ...
...أيوة كويس ، بس مولود فى السابع ، محتاج شوية اهتمام ...
حاولت تعتدل وهى تقول
...عايزة اشوفه ، ودينى ليه ...
...  هو مين . ؟...  كان هذا الصوت صادر من عند الباب ، كان الأمير فياض  بنفسه .
وجه خالد له الكلام بعتاب ... اتركها ياأبى  ، إيش تريد دالحين ، بعدها ضعيفة ، ماراح تتحمل. ..
...أخرج لو سمحت ياخالد ، أبى أتكلم معها ...
... لو سمحت ياأبى ...
...قلت أخرج ياخالد ..
تطلع خالد لهدى بضعف وقلة حيلة ، ثم تركها وخرج ، كل هذا وهى تتطلع بعينيها بينهم لعلها تفهم شئ عن ابنها  ، لم تفهم شئ ولكن انقبض قلبها فقط .
اقترب منها الأمير  ووقف أمامها  فى قمة التكبر والغطرسة، 
...عايزة اشوف ابنى ، هو فين ؟
...اتكلمنا فى هاالموضوع ياهدى ،  هاى الطفل ما سار ابنك ، هاد ابن ليان ، وهو عندها ، واتكتب باسمها ...
اعتدلت هدى بضعف وهى تقول
...يعنى إيه عندها ، يعنى هو مش هنا ...
..،لأ  ، المفروض اتكلمنا واتفقنا من وقتها ، إيش تريدى  ، انتهى الموضوع  ...
...مش عايزة حاجة ، ابنى وبس ...
...قلتلك ، ما سار ابنك  ، اعتبريه ماكان  ، ما تضطرينى اعمل معك شئ ما راح تحبيه  ...
...أعمل اللى انت عايزه ، مبقتش تفرق ...
...لأ تفرق ياهدى ، لما يكون المقصود والدتك ، راح تفرق ...
...مالها أمى ، مالك ومالها ...
...مثل ما هسجنك بقضيتك القديمة ، راح اسجنها بمديونيتها اللى ابتعتها من أصحابها ، وراح اضيعلك خواتم البنات واحدة واحدة ، ما راح أغلب فيهم ، إيش رأيك فى هاد ...
...الشيكات اللى على أمى اتقطعت ...
..الشيكات معى ، اللى اتقطع ماهو حقيقى ، مزور ...
بدأت دموعها تنهار شلالات على خدودها وهى تقول
...أنتى مش بنى ادم ...
...احرصى لسانك ، وإلا راح اقصهولك ، الاختيار ليكى  ، أما تعودى بلدك معززة مكرمة ، ومعك مصارى تكملى بيها بقية حياتك ، أما تموتى هنا فى سجنك وتبعتك بقية اهلك ... 
وتركها منهارة وخرج من الغرفة ، دخل خالد بعده فوجدها على هذه الحالة ،
بمجرد أن حاول الاقتراب منها ، رفعت يدها له وهى تقول
....مكانك ،  كفاية كدة ، مش عايزة اشوفك تانى ، روح لحالك  ...
...هدى ...
...قولتلك روح لحالك  ، وعلى رأى ابوك ، الموضوع خلاص انتهى ...
+
خرج خالد ودموعه تلمع فى عينيه ، فوجئ بأبوه يقف أمام باب الغرفة ، رفع عينيه له وهو يقول
..،هيك ارتحت ...
... وما راح يكون لك أى صلة بهاى البنت مرة تانية ، وإلا راح اسوى تهديدى إلك وإلها ، بتفهم هاد   ...
يتبع
أنهت هدى وقتها مع عائلتها وهى فى قمة السعادة ،  لقد احست بالاطمئنان عليهم فعلا ، ولم تشعر بذلك منذ فترة حتى عندما كانت تعيش معهم ، فقد تم تسديد دين والدتها كاملا ، واعتدلت حياتهم وتم تأمينها  ، والسوبر ماركت الذى تم إنشائه أصبح يوفر معظم مصاريفهم  ،  الآن تستطيع أن تعود لدائرة آلامها هى فقط ، دون القلق عليهم هنا ،
وصلت بها السيارة لنفس المبنى الذى كانوا يسكنوه قبل سفر الأمير بعد العملية  ، دخلت من باب الشقة ، وقابلته بإبتسامتها الساحرة من بعيد ، كانت تبدوا مختلفة تماما عن قبل يومين ،
هرولت إليه ، قابلها بملئ زراعيه،  قبلته هى أولا ، لم تعرف اهتماما للواقفين من الخدم والأمن يخرجون الحقائب ، ولم يهتم هو الأخر من فرحته برد فعلها الجديد ، بادلها الاحضان والقبلات بدون اى كلام ،
تمعن فى عينيها جيدا ، بالفعل افتقدها طوال هذا الوقت ، فقد تركها بدون اى اتصال منه ، تركها لتستمتع بوقتها مع أهلها بدون اى شوائب تعكر صفو سعادتها ،
انحنى قليلا ، وضع يديه الأخرى تحت ركبتيها،  ورفعها وضمها إليه واتجه بها لغرفته ،  لم يعر اهتماما للطائرة المنتظرة  ، أو الخدم الموجود ، أو السيارات المحملة بالحقائب،  فقط أراد إرواء عطشه من هذه الأنثى التى ملأت كيانه ووقته وحياته، 
وهى أعني بهدوء وبابتسامة  راضية ، تحمل معنى الشوق الممزوج بالسعادة منذ بداية علاقتهما الشرعية .
قالت وهى طائرة على زراعيه لغرفته
1
...الطيارة ، والناس دى ...
...الطيارة بتاعتى،  والناس موظفين عندى ، وأنا اللى أحدد الوقت مش هم  ...
...هههههههه ، ياي  ،  انا بقيت جريئة اوى  ...
...هههههههههههههههه ، وأنا مش عايز اكتر من كدة
************************
حطت الطيارة على اراضى المملكة ، فاجأها عندما عادوا بانتهاء أوراق تقدمها لإنهاء الماجستير فى الجامعة هناك ، ولكن بشكل منزلى ، لا تذهب للجامعة إلا للضرورة القصوى ، وخصص لها اثنان متخصصين لمساعدتها فى تجميع البحوث العينات الحية ، لتكمل ما أرادت بشكل جدى ، كانت سعيدة بحق لأيام طويلة ،
فبعد أسبوعين من وقتها قد تأكد الحمل ، بالطبع لا توصف سعادته أو سعادة الأمير الذى ارسل لها خادمة خاصة لترتاح أكثر ، لكن خالد قام بتغيير الخادمة  ، فهو أعلم الناس بأبيه ، ويعلم أن هدفه الأول من الخادمة هو التلصص على جديد الأخبار ، وقد كان خالد حريص جدا على خصوصية علاقته بهدى  .
مرت الأيام بأسرع وتيرة ممكنة ، هدى مهتمة بدراستها وقد قطعت فيها شوطا جيدا ،وبالطبع المال والسلطة يلغى كل العقبات ، وجنينها كان بصحة جيدة ، و تم التعرف على جنسه فى الشهر الرابع لها ، وكان لهم ما أرادوا،
لم يهدد استقرار نفسيتها إلا ارتباطها بجنينها الذى يزداد كلما زاد حجمه أو شعرت بحركته ، لم تعد قادرة على التفكير فى موضوع تنازلها عن طفلها ، فهو الآن ابنها ، جزء لا يتجزأ منها ، ولا تعلم ماذا تفعل الآن لتكون مع طفلها  ولا تتركه ، 
قررت فتح الموضوع مع خالد  ، وإيجاد طريقة لاستمرار وجودها مع طفلها  ، انتظرت عودته فى نفس الليلة ، فلم تعد قادرة على الانتظار أكثر ،  عاد من الخارج واتجه لمكتبه لينهي بعض الملفات  ،
قامت متوجهة لمكتبه ، طرقت الباب ودخلت ، بمجرد رؤيتها ،  قام لها مبتسما ، أمسك بيدها واجلسها  ، وعاد هو لكرسى مكتبه مرة أخرى
، كان يبدوا على وجهها الضيق وقد لاحظه بمجرد دخولها .

وقبل حتى أن تتحدث بدأت عينيها تلمع من امتلائها بالدموع  ،  فتوقع خالد ما هى بصدده  فبالنسبة له كانت مسألة وقت لا أكثر ،وتفتح  الحوار فيه،
...فى موضوع كنت عايزة اكلمك فيه ، بس خايفة تدايق منى  بس لازم نتكلم فيه ...
المقدمة كانت دليل كافى على ما كان يفكر فيه صحيح ، فقد أتاحت له الفترة الماضية أن يعلم بشخصيتها جيدا ، فهى ليست من النساء اللاتى يتنازلن عن أطفالهم بسهولة .
...عارف ياهدى ، عايزة ايه ...
...عايزة أفضل معاه ...
...ولو قلتلك انه مينفعش. ..
...شوف طريقة ، أتصرف ...
...أذاى ، تفتكرى هيسمحولك ويسمحولى. ..
...أنت أبوه وأنا أمه  ، إحنا بس ...
لم يدعها تكمل كلمتها
...احنا ايه ، مفيش احنا عند فياض  البدرى ، فى هو بس ، وده حفيده ، ومش هيتنازل عنه ...
...أنا مقولتش يتنازل عنه ...
...هو مش عايزه منك ياهدى ، الكل عارف ان ليان حامل ، وهتولد فى نفس ميعادك  والطفل ده هيكون ابنها وده اللى هما عايزينه  ومش هيغيروه  ...
...وانت عايز ايه ؟
...أنا مش هقدر احميكى منهم ، انا مجرد موظف فى شركاتهم ، سلطتى وفلوسى معتمدة عليهم ، لو حبوا يعملوا فيكى حاجة ،مش هقدر امنعهم ، انا خايف عليكى انتى ...
هنا بدأت تفقد اعصابها تماما ، لم تعد قادرة على التحكم فى نفسها ، قامت من مكانها وهى تصرخ
...خايف عليكى  ، خايف عليكى ، كل أما تتكلم تقول خايف عليكى ، انا مش عايزاك تخاف عليا ، انا عايزاك تتصرف وتخلينى مع ابنى ، حتى ولو خدامة ،ده ابنى ، ابنى انا ...
بدأت تنهار وتفقد قواها ، حاول الاقتراب منها ، فلم تسمح له ، وابتعدت عنه خطوتين ، جلست على الأرض تبكى وهى تقول
...أنا عايزاه ، عايزاه ، مش هقدر اسيبه ....
...ارجوكى ياهدى ، اهدى لو سمحتى ، انتى كدة هتتعبى ، انتى فى السابع  ، خلاص قربتى تولدى ،  وبعدها نشوف هنعمل ايه ...
...لا ، انت بتكدب عليا ، انت ضعيف ياخالد ، ضعيف ، ومش هتقدر تعمل حاجة ، هتسيبهم يخدوه ، حتى مش هتقدر تحميه ، تحمى ابنك ، بلاش انا ، هتسيبهم يخدوه ، عشان انت ضعيف ، وأنا بكره الضعيف قدام اهله ، بكره الضعيف ، فاهم  ، بكرهك ، بكرهك ياخالد بكرهك ....
وهنا  انهارت  تماما ولم تعد قادرة حتى على حمل نفسها  ، أغمضت عينيها ، ولم تعد تشعر بشئ  ،
صرخ خالد على الخدم وهو يحاول افاقتها،  حملها واتجه بها لباب الشقة ومنها للاسانسير،  ثم سيارته ، واتجه بها للمستشفى ،
بعدما أخبره الطبيب أن حالتها غير مستقرة  وضغط دمها منخفض جدا  ، وايضا ضربات قلب الجنين مرتفعة ، وانقباضات الرحم فى اذدياد ،  وهى عرضة الآن للولادة فى اى لحظة ،  
اتصل خالد بوالده ليخبره بما حدث ،
وما هى الا دقائق  معدودة حتى وصلت سيارة أسعاف خاصة بمستشفى اخرى ، تم نقل هدى اليها حتى تتسنى لهم الولادة دون تسجيلها،
************************
افاقت هدى بعد خمسة أيام ، وجدت نفسها فى العناية المركزة بالمستشفى،  لم تعى الكثير غير أنها وحدها ولا يوجد مخلوق معها غير الممرضة ،
وضعت يدها على بطنها،  فأيقنت انه غير موجود ، تمت الولادة ، لكن أين هو ،
سألت الممرضة عن الطفل وعن حاله ، فلم تفهم الممرضة عن أى طفل تتحدث ،
استدعت الطبيب ، الذى بدا عليه إدراك ما يحدث وطلب من الممرضة إعطائها حقنة معينة ، وبعدها دخلت هدى فى ثبات عميق  ،
استيقظت بعدها بمدة معينة لم تعلمها ، لكن هذه المرة وجدت خالد بجانبها ، علمت بعد ذلك أنه أخبرهم فور استيقاذها،  يتم الاتصال به ،
سألته هدى وهى فى قمة الاعياء
.... أخباره ايه ؟ هو فين ...
...كويس الحمد لله ، هو فى الحضانة ...
...ليه  ؟ مش بتقول كويس ...
...أيوة كويس ، بس مولود فى السابع ، محتاج شوية اهتمام ...
حاولت تعتدل وهى تقول
...عايزة اشوفه ، ودينى ليه ...
...  هو مين . ؟...  كان هذا الصوت صادر من عند الباب ، كان الأمير فياض  بنفسه .
وجه خالد له الكلام بعتاب ... اتركها ياأبى  ، إيش تريد دالحين ، بعدها ضعيفة ، ماراح تتحمل. ..
...أخرج لو سمحت ياخالد ، أبى أتكلم معها ...
... لو سمحت ياأبى ...
...قلت أخرج ياخالد ..
تطلع خالد لهدى بضعف وقلة حيلة ، ثم تركها وخرج ، كل هذا وهى تتطلع بعينيها بينهم لعلها تفهم شئ عن ابنها  ، لم تفهم شئ ولكن انقبض قلبها فقط .
اقترب منها الأمير  ووقف أمامها  فى قمة التكبر والغطرسة، 
...عايزة اشوف ابنى ، هو فين ؟
...اتكلمنا فى هاالموضوع ياهدى ،  هاى الطفل ما سار ابنك ، هاد ابن ليان ، وهو عندها ، واتكتب باسمها ...
اعتدلت هدى بضعف وهى تقول
...يعنى إيه عندها ، يعنى هو مش هنا ...
..،لأ  ، المفروض اتكلمنا واتفقنا من وقتها ، إيش تريدى  ، انتهى الموضوع  ...
...مش عايزة حاجة ، ابنى وبس ...
...قلتلك ، ما سار ابنك  ، اعتبريه ماكان  ، ما تضطرينى اعمل معك شئ ما راح تحبيه  ...
...أعمل اللى انت عايزه ، مبقتش تفرق ...
...لأ تفرق ياهدى ، لما يكون المقصود والدتك ، راح تفرق ...
...مالها أمى ، مالك ومالها ...
...مثل ما هسجنك بقضيتك القديمة ، راح اسجنها بمديونيتها اللى ابتعتها من أصحابها ، وراح اضيعلك خواتم البنات واحدة واحدة ، ما راح أغلب فيهم ، إيش رأيك فى هاد ...
...الشيكات اللى على أمى اتقطعت ...
..الشيكات معى ، اللى اتقطع ماهو حقيقى ، مزور ...
بدأت دموعها تنهار شلالات على خدودها وهى تقول
...أنتى مش بنى ادم ...
...احرصى لسانك ، وإلا راح اقصهولك ، الاختيار ليكى  ، أما تعودى بلدك معززة مكرمة ، ومعك مصارى تكملى بيها بقية حياتك ، أما تموتى هنا فى سجنك وتبعتك بقية اهلك ... 
وتركها منهارة وخرج من الغرفة ، دخل خالد بعده فوجدها على هذه الحالة ،
بمجرد أن حاول الاقتراب منها ، رفعت يدها له وهى تقول
....مكانك ،  كفاية كدة ، مش عايزة اشوفك تانى ، روح لحالك  ...
...هدى ...
...قولتلك روح لحالك  ، وعلى رأى ابوك ، الموضوع خلاص انتهى ...
+
خرج خالد ودموعه تلمع فى عينيه ، فوجئ بأبوه يقف أمام باب الغرفة ، رفع عينيه له وهو يقول
..،هيك ارتحت ...
... وما راح يكون لك أى صلة بهاى البنت مرة تانية ، وإلا راح اسوى تهديدى إلك وإلها ، بتفهم هاد   ...
يتبع
بعد مرور 7 سنوات  ............
..... خالد  ،  خالد  ، تعالى هنا ، إحنا مبقاش ورانا غير اللعب ، مش فى  home wark  المفروض هتخلصه  ، لو مخلصش،  مش هتيجى معايا عند تيته ....
... بكرة وبعده كمان  إجازة يامامى  ، وهنروح فرح خالتو هدير بكرة  ، هبقى أكتبه أما يخلص الفرح ...
...أنا قلت كلمة واحدة ياخالد ، لو مخلصتوش دلوقتى ، مش هتيجى معايا ، خليك مع بابى بقى ...
...لا لا لا   ، هكتبه ، انتى عايزانى أفضل مع بابى عشان يحبسنى فى الاوضة ويسيبنى ويمشي ...
...هو راجل محترم وكبير زييك كدة ، فى kg2  , يخاف من القاعدة لوحده. ..
...مليش دعوة ، مش عايز اقعد مع بابى  ، عايزة اروح معاكى عند تيته  ،، والنبى يامامى  ، عشان خاطرى ...

...  طيب يلا يالمض ، هات شنطتك  ، عشان نشوف اخدت ايه انهارضة ... 
...حاضر. ..
وقفت هدى بعدما ظهرت علامات الغضب على وجهها ، فقد أصبحت الحياة مع هذا الرجل لا تطاق  ،  فاقد للمسؤولية تجاه ابنه ، والحب والاحترام مع زوجته ، رجل لم ينسى له ابنه  حبسه له لمدة أربع ساعات كاملة ، وحده فى غرفته ، لمجرد أنه أراد أن يذهب لموعد مفاجئ ، ولم ينساها الطفل ، رغم مرور أكثر من عام عليها ،
...مامى   ، مامى ،  عمال بنادى عليكى ومش بتردى ...
...معلش ياحبيبى،  كنت سرحانة ،  ..
...أنتى بتبقى سرحانة كتير اصلا  ...
...بس ياد انت ، وهات الشنطة اللى فى ايدك دى ...
...اتفضلى ياستى ...
********************
أصبحت هدى سيدة من سيدات المجتمع الراقى  ، بعدما تزوجت من المهندس عمر  عبد الفتاح  ، صاحب أكبر مكتب هندسى فى القاهرة ، أو على الأقل هو الآن هكذا ، ولم يكن كذلك عندما تزوج من هدى ، لكنه استطاع فى فترة وجيزة تنمية اسمه واسم مكتبه لهذه الدرجة  ، وليس بفضل مهاراته كمهندس أو إدارى ناجح ، إنما بطرق  أخرى لا تمت للأخلاق بصلة ، فهو انسان انتهازى وصولى   ومنافق ، ليس لديه أى مانع لأى شئ ليصل لما يريد ، حتى وإن كان التقرب من نساء ستكون مفتاحه  لما يريد ، زوجة فلان ، أخت فلان ، ابنة فلان ، حتى وإن كانت أم فلان ،
أما فضل النجاح الهندسى فهو لشريكه حسام رفعت ، وهو زوج منى صاحبة هدى ، وكان هذا هو سبب التعارف ، فقد رأاها فى حفل زواج منى من حسام ، ولم يبتعد عنها وقتها حتى تزوجها .
حسام مهندس معمارى ناجح جدا ، شريك لعمر بنسبة 30 % فقط  ،  مهمته هى إدارة المكتب الهندسية والفنية ، هو وجروب  المهندسين العاملين معه ، أما طريقة الحصول على العمل نفسه فهى مهمة عمر .

وأخلاق عمر هى نقطة الخلاف الأساسية مع هدى  ، فهى لم ولن تقبله عل حاله هذا ، لكنها لم تكتشف ذلك الا بعد سنين من  اتمام الزواج  .، ولم تعد تتحمل ذلك ، إهمال كامل لها ولابنه ، ليس فى حياته إلا العمل وكيفية الحصول على عقد جديد لمكتبه  ،  وكل نقاش أو بمعنى أصح شجار بينهم ، ليس لديه غير اسطوانة واحدة تتكرر كل مرة ،
...أنتى عايزة ايه دلوقتى  ، احسن لبس  وأحسن أكل ، واللى بتطلبيه بيجيلك ومصاريف زى ما انتى عايزة ، وابنك فى احسن مدارس ، حتى رافضة  انك تخلفى مرة تانية ومش عارف ليه ،، خلاص ، سيبينى بقى اشوف مستقبلى وحياتى ، ولا اقعد جمبك .... 
...واخلف تانى ليه ، بطريقتك دى ، أشك أن احنا هنكمل مع بعض اصلا ..
...والله ، عايزة تطلقى ، وهتقولى بوالدتك ايه أن شاء الله ...
هذه نقطة ضعف  هدى ،،والدتها ،، ودائما ما يستخدم ذلك لاسكاتها ،
فقد أصبحت امرأة ستينية مريضة ، لم تعد تتحمل الصدمات ويكفيها حال هايدى ، المطلقة منذ سنة ، لن تتحمل صدمة طلاق هدى هى الأخرى ، خاصة أن لها  سابقة طلاق أولى ، وبالطبع لا يعلم أحد عن زواجها وطلاقها الثانى ، غير صديقتها منى ، 
***************************
توقفت السيارة أمام منزل والدتها  ، وارتجلت منها هى وابنها ، اتجه خالد لأولاد خالته الذين وجدهم يلعبون فى الحديقة  ،
اتجهت هدى لداخل المنزل ، قابلتها هدير مسرعة
...ايه التأخير ده كله ياهدى ، انا مستنياكى من بدرى ...
..،ايه يابنتى ، اتهدى شوية ...
...الفستان  ، تعالى شوفى آخر بروفة للفستان. ..
...احنا موارناش غير الفستان ياهدير ... كان هذا صوت والدتها  من اتجاه المطبخ.
..إيه ياماما ، مش انا العروسة ...
...عرسة تقرض ودانك ، أمشى يابت على فوق ، ناميلك شوية  عشان تبقى فايقة بليل ...
..يووووه ، هو انا مفيش  ورايا غير النوم ...
قالت هدى ...هدير ، انا مش هشوف الفستان ، بس لو طلع فيه أى حاجة عريانة ، والله ما هخليكى تلبسيه  ، أصل انا عارفاكى  ، فاهمة ...
...فاهمة ياستى  ، هو ده اللى انا باخده منكم. .. 
ثم اتجهت صاعدة السلم ، استدارت لها والدتها وهى تقول وهى متجهة للمطبخ
...تعالى بقى شوفى الحاجات اللى هنعملها. .
...حاجات ايه ...
..الأكل يابنتى ، آمال هنأكل الناس ايه ؟
...ناس مين اللى هنأكلهم ياماما  ، الحنة مفيهاش أكل ، والفرح هيبقى فى قاعة كبيرة ... 
...يعنى إيه ، مش هنطبخ. ..
... هنطبخ لمين ، اتفاق الحجز بالعشا لكل المعزومين ،  هتطبخى وترميه بعد كدة ...
...أنا قلتلها كدة ، مصدقتنيش،  قلت انتى هتعرفى تقنعيها. ..
كانت هذه  هايدى ، 
...والأكل اللى جهزتله والحاجات اللى انا اشتريتها دى ...
...اركنيها أو خزنيها  ياماما،  مش قضية ...
...والله انتوا عيال تسد النفس  ، جتكوا القرف ..
واتجهت الحاجة هدية للمطبخ  ، أما هدى وهدير وقفوا يتسامروا
..أمال جوزك فين ، مش هييجى ولا ايه ؟
...وهو من امتى جه ، قال يااختى  ، فى صفقة جديدة بيشتغل عليها ، بيقول أنها هتنقله نقلة تانية...
...ههههههههه  ، كل مرة بيقول كدة ..
...فعلا ، بس المرة دى فى حاجة مختلفة شوية ، طول الوقت برة ، وأن جه بيبقى متنرفز ومتعصب ...
..ربنا معاه ...
...ههههههههه  ، تفتكرى  ، باللى هو بيعمله ده ..
..على رأيك ، المهم أمه بعيد عنك ، انتى قلتى طول ماهو مشغول   ، انتى مرتاحة ...
..،على رأيك ، سيبينا من الموضوع ده ، تعالى نرخم على البت هدير ...
...يلا ...
*********************
مرت ليلة الحنة بسلام ، والفرحة تغمر الجميع ،
تانى يوم ، يوم الزفاف،   اتصلت بعمر لتأكد عليه الحضور ،
...صعب ياهدى ، مش هقدر اسيب الحفلة هنا  ...
...يعنى إيه مش هتقدر  ده  فرح اختى ياعمر ..
...ماشى ياستى مش معترض ،احضرى براحتك  ، وأنا هبقى اعتزر لحماتى ، وهبقى أزور هدير فى بيتها وهجبلها هدية حلوة ، المهم  ، فى طلب مهم جدا ...
...ملكش طلبات عندى ، انت مبتعملش اللى انا عايزاه ، يبقى مش هعملك اللى انت عايزه ...
...لا ياماما ، الموضوع ده مفيهوش مناقشة  ، ولا عشان بكلمك بأدب ، اسمعى  ، كلام نهائى ،  هفوت عليكى الساعة 12 كدة ، وانتى بفستانك زى ما انتى  ، هتيجى معايا تسلمى على الناس فى الحفلة هنا وتتعرفى بيهم ...
...حفلة ايه ، انت بتستهبل  ، اسيب اختى فى فرحها  واروح معاك حفلة ... 
...أيوة هتيجى ، وبعدين يعنى ، هى من غيرك مش هتدخل ، ريحى دماغك ، وبعدين بقولك الساعة 12 ، يعنى الفرح هيكون قرب يخلص  ، الحفلة هنا هتبدأ 11 ، يلا سلام  ، الساعة 12 بالظبط تكونى واقفة قدام القاعة ، عشان مش عايز ادخل  ، وعايز فستان حلو ورقيق كدة ...
*************************
مضت ساعت الفرح ببطئ من قلقها من حفلته هذه ، فهى تكره طريقته فى التعامل مع الأمور ، وبالتأكيد كل من حوله يعلمون بشخصيته  ، يعنى مجرد الظهور  بصفتها زوجته  ، إهانة علنية لنفسها ،
خرجت متأففة فى موعده كما طلب ، حضر هو الأخر وأبدى إعجابه بما ترتدى ، كان فستان كريمى بطبقتين أحدهما ضيقة والأخرى شيفون تكسوه  ، كان يحدد جمال جسدها ولياقته بوضوح  ، وطرحة بيج شيفون قصيرة بتلبيسة بلون الفستان  .
وفى السيارة ، قال لها
...مش عايز انبهك ياهدى ، الحفلة دى مهمة جدا بالنسبالى ...
...ومن امتى بتاخدنى حفلات معاك اصلا ، مش كنت دايما بتقول أنى مش وش الحفلات دى  ...
...من الحفلة اللى فاتت وهم بيسألوا عليكى ...
...وهم يعرفونى ....
...لا  ، بس كفاية انك مراتى ، وكل واحد فى الحفلة مع مراته. ..
...أه  ، سد خانة وخلاص يعنى ...
...بالظبط ، بس حاولى تتصرفى برقى شوية ...
...ده على أساس أنى فالجر يعنى ...
...مقولتش كدة ، بس أوقات  بتبقى صراحتك بوقاحة شوية ، وأنا مش عايز كدة ...
...والله ، وحفلتك دى ليه ، أبسط الأمور اعرف سبب الحفلة ...
...دى ياستى ، المسمى العام بتاعها حفلة تعارف ، بس الحقيقة  ، المطبخ  الخاص لكل الصفقات اللى بتتم ، وكمان الحفلة دى هيكون فيها أكبر مؤسسى المعمار فى البلد ، وهيحضرها كل المشاركين العرب فى المشاريع دى ...
... وانت عايز يكون ليك نصيب من الصفقات دى ..
...وحياتك ما هيهدالى بال إلا لما أخد أهم وأكبر صفقة فيهم ، لازم تكون  ليا ولمكتبى بأى شكل ...
...أه ، فهمت ...
وصلا للحفلة ، بدأ بالسلام على كل من يعرفهم وتقديم زوجته لهم ، كانت متحفظة تماما فى السلام والكلام مع الناس ، لكن لمجرد أنها وجه جديد فقد لفتت أنظار معظم رجال الحفلة لها  والسيدات أيضا ، وأهم الأسباب أنها قليلة الكلام بل تكاد تكون لا تتحدث أكثر من السلام فقط ، فهذه ليست بيئتها ولا تريدها.
الملاحظ انه يوجد فئة معينة من الحاضرين ، عدد لا بأس به منهم ، لا يقترب منهم الكثير ، يحوطهم البودى جارد  من كل مكان ،   حتى زوجها ، كانت عينيه عليهم ، يريد الاقتراب بأى شكل ، لكن لابد من وجود سبب، 
1
..هم مين دول ؟
... دول  الهدف ، دول اللى الصفقة اللى انا هموت عليها بتتم بينهم دلوقتى ، الجروب ده كله يبقوا أكبر وأهم مؤسسى المعمار فى مصر والدول العربية ، عارفة  ياهدى ، لو اسم  مكتبى دخل فى صفقة واحدة معاهم ، هبقى ركبت الريح ، ورجلى مش هتتحط على الأرض تانى ..
...طب فوق بقى لتقع بجد ...
...أنتى على طول قافلة كدة ..
...ملكش دعوة بيا ، وشوف اللى بتشاورلك هناك دى ...
...أه ، دى رقية الصواف  ،     طبعا تسمعى عنها ، ثانية هسلم عليها  وارجعلك ...
وتركها وذهب ، تمتمت هدر بقولها
...الهى ما يرجعك  ، تموت انت وهى فى لحظة واحدة ...
انسحبت هدى بهدوء ، حاولت الابتعاد قدر الإمكان عن الجموع والزحمة ، اتجهت لركن خاص لا يوجد فيه الكثير ، كان يبدوا كشرفة على طول الحائط  تطل  على النيل ، وقفت أمامه ، تنهدت بحزن على الحال الذى وصلت له مع زوجها ،
+
...هدى ... 
نداء باسمها من صوت مألوف صدر عن شخص يقف خلفها .
التفتت هدى ،  واتسعت عينيها من المفاجأة  .
1
.....معقول  ....
يتبع
انسحبت هدى بهدوء ، حاولت الابتعاد قدر الإمكان عن الجموع والزحمة ، اتجهت لركن خاص لا يوجد فيه الكثير ، كان يبدوا كشرفة على طول الحائط  تطل  على النيل ، وقفت أمامه ، تنهدت بحزن على الحال الذى وصلت له مع زوجها ،
...هدى ... 
نداء باسمها من صوت مألوف صدر عن شخص يقف خلفها .
التفتت هدى ،  واتسعت عينيها من المفاجأة  .
.....معقول  ....
...ليش لأ ...
... أنت بتعمل هنا ايه ...
...أنا؟ ،  ايش انتى بتعملى هنا ؟ هذى اول مرة اشوفك  ، لكن بصراحة ، مفاجأة جميلة ...
...لا جميلة ولا وحشة ، كأنك مشوفتنيش ...
...إيش تقولى ، وكيف اقدر وانا ما صدقت  ...
... بعد اذنك ...  وهمت بالحركة  لولا انها فوجأت بزوجها أمامها  ، كيف ظهر هكذا فجأة ولم تره اتيا من بعيد  .
...هدى ، ايه ، فى حاجة ؟
عندما رفع عينيه للواقف أمامه بعدما استدار له ،
...مش ممكن   ، الامير فيصل ، أهلا وسهلا يافندم ...
...أهلا ...
...تشرفنا  حضرتك ، حصل حاجة ، هدى دايقت حضرتك فى حاجة    ...
صدمت هدى من كم الخضوع والتحايل التى عليها زوجها مما أصابها بالحرج الجارف من الموقف ، خاصة أمام هذا الشخص المستفذ بالذات .
...لا ابدا ، هى مدام هدى تبقى ...
...المدام يافندم  ، المدام بتاعتى ، وأنا المهندس  عمر عبد الفتاح  صاحب مكتب Light  الهندسى  ...
...أه ، أهلا وسهلا ...
لاحظ عمر كم نظرات فيصل لهدى التى بدأت تتضايق منها ، ،
..هو حضرتك تعرف هدى من قبل  كدة ...
رفعت هدى رأسها  فجأة لفيصل بحركة رفض ايمائية،  ففهم ما تريد ،
...لا ، هذى اول مرة نتعرف ، رأيتها واقفة لوحدها ، كلمتها. ..
ارتدت روحها اليها بعد تصريحه هذا  ، لتفاجئ برد زوجها الصادم 
...ده شرف لينا يافندم   ، اتفضل حضرتك أشرب حاجة معانا ...
تدخلت هى فى الحوار  ...أنا تعبانة وعايزة أمشى ...
...هدى ... قالها زوجها باستنكار 
...حصل خير ، واضح عليكى مدام هدى ، واكيد راح نتقابل مرة تانية ..
رد زوجها ...اكيد أن شاء الله سيادتك. ..
ثم تركهم فيصل وذهب  ، وتبعه فردى الأمن الواقفين بالقرب منه ،
...إيه ده ؟ انتى  اتجننتى ، فرصة من السما وجت لحدنا ، تقومى تتصرفى بالشكل ده ...
...فرصة ايه ، ده بنى ادم سافل ، ده كان بيغازلنى  ...
..واحنا مالنا بأخلاقه ، المهم العقد  ، وبعدين هنا كله بيجامل كله ، هتلاقيكى انتى اللى فهمتيها أنها غزل ،  بس مشكلة  ، واضح انه معجب بيكى ، اكيد هحاول مرة تانية يكلمك ...
...عمر ، ايه اللى بتقوله ده ...
...إيه ، بقول هيحاول يكلمك  ، قلت حاجة غلط ، بس تصدقى ، مكنتش اعرف ان سرك باتع كدة ، أول مرة تحضرى حفلة ، وأول ما توقعى ، الامير فيصل بنفسه ، أكبر راس فى التعاقد كله     ...
1
...أنت اتجننت،  مش مكسوف وانت بتقول كدة ...
..ليه ، هو انا بقولك نامى معاه ،  بس اديله ريق حلو لو جه يكلمك تانى بدل الوش الخشب اللى انتى مركباه ده   ...  
...انت فعلا انسان مش ممكن ، وأنا مش قادرة اسمع اكتر من كدة  ، انا  ماشية ...
فوجئت بيده تقبض على ذراعها بقوة آلمتها
...استنى عندك ، ماشية راحة فين ، إحنا هنفضل لحد ما الحفلة تخلص ، وانتى بالذات ...
...عارف لو مسبتش ايدى ، هصوت وافضحك فى وسط الحفلة اللى انت فرحان بيها دى ...
وبنظرة تحدى منها ، تهاوى هجومه  ، فهو يعرفها جيدا ، ستفعلها أن صمم أمامها،  أطلق صراح يدها ،
عدلت من هندامها وهى تقول
...عارف ، الحق مش عليك ، انا اللى استاهل لأنى وافقت اجى معاك هنا  ،  وأنا عارفة قد ايه انت أخلاقك واطية  ، واطية ايه ، انت معندكش أخلاق من الأساس ...
أنهت جملتها وتركته  وذهبت ، بدأ يتلفت حوله ليتأكد أن  كان قد سمعهم أحد أم لا ، وبنظرة واعدة  وصوت اقرب للهمس  ، قال
...أنتى عديتى حدودك اوى ياهدى ، وكفاية عليكى كدة ، بس الأول أوصل للى انا عايزه ...
*******************************
استقلت تاكسى  لتعود لبيتها ،  كانت تتمنى أن تتجه لمنزل والدتها ، لكن الوقت لن يسعفها لذلك ، فالساعة تعدت الواحدة صباحا ولا تستطيع العودة لمحافظة أخرى وحدها فى هذا الوقت  ، والسافل زوجها  تركها ، ولم  يخرج معها حتى لاعادتها للمنزل ،
وهى فى الطريق ، رن هاتفها ، كانت هوايدا أختها ،
... أيوة ياهوايدا  ، انا كويسة الحمد لله ،، مش ماما قالتلك ،، لأ  الحفلة خلصت وخلاص مروحة ،، انتوا وصلتوا البيت ،، كويس ،، خالد ياهوايدا  ،، خدى بالك منه لحد ما اجى بكرة ،،، هايدى صممت تاخده ؟ ،،  طيب ماشى ، بس أبقى بصى عليه برده ،، ماشى ،، سلام يادودو ...
فتحت باب الشقة ودخلت ، اغلقت الباب ، ولم تسعفها قدمها للدخول ، جلست مكانها خلف الباب ، لا تصدق ما تفوه به  زوجها للتو ، لقد وصل به الانحطاط ليستخدمها ، كمقود يتاجر بنسائه  ليصل لما يريد ،
وهى الآن السلعة المستخدمة ، قالت بتنهيده
... واضح ان ملكيش أى نصيب فى الفرحة والأمان ياهدى ، وهتفضلى طول عمرك كدة ، ومفيش تغيير ...
كانت على عتبة الدخول فى البكاء ، ولكن رنة هاتفها انقذتها من الدخول فيه ،  مسحت وجهها سريعا لتستعيد تركيزها عندما رأت اسم المتصل
...يابنت المجنونة  ، بتكلمينى ليه دلوقتى ...
...مش انتى اللى قولتيلى ..
...إيه ده  ، لحقتوا ، ده الواد جامد بقى ..
...الله وأكبر  ، سم الله كدة ياهدى  ...
..هههههههههههههههه  ، والله ، أه ياجذمة ، بس المهم ،انتى عاملة ايه دلوقتى ..
...الحمد لله كويسة ...
...بجد  ، كويسة كويسة يعنى ، ولا كويسة كويسة من الناحية التانية ...
...لا والله ، كويسة الحمد لله  ...
...باين على صوتك ياحبيبتى ، عملتى كل اللى قولتلك عليه ...
..عملته كله ، وهو ساعدنى كمان ...
...كويس ، ده طلع واد حنين ،  أما انتى طلعتى سهنة ، أى واحدة فى الوقت ده بتبقى تعبانة ومستموتة فيها ، انتى ماشاء الله ، صوتك زى الجرز أهو ...
...مش بقولك سم الله ياهدى ، وامسكى الخشب ...
...هههههههههههههههه  ، بسم الله الرحمن الرحيم  ياختى  ، والغضمفر فين ...
...فى الحمام ...
... حمام الهنا ، اتعشيتوا ولا لسة ...
...لسة  ، أما يخرج من الحمام ...
..،بالهنا والشفا ، مبروك ياهدير ، الف مبروك ياحبيبتى ، فرحتينى ياقلبي  ...
...ربنا يخليكى  ليا ياهدى يارب ...
...يلا روحى لجوزك بقى ، لا إله إلا الله  ...
...محمد رسول الله. ..
كانت هذه المكالمة قد اخرجتها بالفعل  من الحالة التى كانت عليها  ، تمتمت باسمة
...والله ونصفك ربنا فى بناتك ياحاجة هدية ...
**************************
   لم يعود عمر ليلتها للمنزل  ، خرجت هدى مبكرة لكى لا تراه ، اتجهت لمنزل والدتها ،  قضت اليوم هناك دون حتى اتصال واحد منه ليطمئن عليها ، حتى أن والدتها لاحظت تجهمها طوال الوقت ، وسألتها ، لكن خدى انكرت وجود شئ يدايقها،   
 
بعد الساعة الثالثة ، اتجهت هدى بسيارتها  ومعها والدتها واختاها هوايدا وهدير ، وتركوا الأطفال فى رعاية هيام التى كانت حامل فى الشهر السادس،  ولن تتحمل المشوار  ،  سلموا على العريسين ، واعطوا الهدايا لهم ، ولم يمكثوا كثيرا ، عادت بهم  للمنزل ،  وأخذت خالد وبدأت رحلة العودة لمنزلها ،
وصلت لشقتها فى حدود الساعة الثامنة مساء ،  وجدت عمر ينتظرها فى المنزل ، قابل خالد بالاحضان ، ويبدوا انه أحضر له لعبة ، تركتهم هدى ودخلت غرفتها  ، تحممت وغيرت ملابسها  ، اتجهت للمطبخ وصنعت كوبا من الشاى ، وجلست فى الشرفة لتشربها  ، خرج عمر من غرفة خالد ، واتجه لها فى الشرفة ،
...خالد فين ؟
...نام ...
...من غير  ما يغير هدومه ..
...أنا غيرتله هدومه ...
اندهشت من كلامه ... نعم  ...
...غيرتله والله  ونيمته ، هو كان فاصل اصلا ، خد سوبر مان فى حضنه ونام ...
صمت وصمتت  ، استطرد قائلا
...وانتى مش هتنامى .. قالها وهو يقترب منها
...خليك عندك ، لا مش هنام ، قاعدة شوية ...
...  ماشى نسهر ، ثوانى ، انا عندى حاجة ليكى ...
دخل وعاد بعد ثوانى بعلبة فتحها ووضعها أمامها.
...إيه ده ..
...كوليه الماظ ، أول ما شوفته  ، قلت ليكى ...
رفعه ليلبسها اياه  ، مدت يدها وردت يده وهى تقول
...شكرا ، مش عايزة حاجة ...
..ميبقاش قلبك اسود بقى ياهدى  ، اعتبرينى مقولتش حاجة ، انا اسف  ... 
...انتهينا ياعمر ، معنديش كلام اقولهولك. .
وقفت ورفعت كوبها ، وتركته وذهبت  وهى تقول 
...أنا هنام فى اوضة الضيوف من هنا وجاى ...
تمتم وهو يضع الكوليه فى علبته
  ...الصبر ياهدى ، يومك جاى  ...
مر أربعة أيام على هذا الحال دون تغيير  ، فى عملها طوال اليوم ، تعود لتأخذ ابنها من الحضانة ، وتعود للمنزل ، تمكث معه طوال اليوم ، حتى ينام ، ثم تدخل لغرفة الضيوف ولا تخرج منها إلا تانى يوم صباحا.
فى أحد الليالى ، عاد قبل أن تدخل غرفتها ، وكان متعمدا ذلك ،  كانت فى المطبخ،  تعد شيئا لتأكله قبل أن تدخل صومعتها اليومية ،
..مساء الخير ياهدى  ...
لم ترد واكتفت بايماءة
...عاملة ايه انهارضة ...
...الحمد لله  ، هات من الاخر ...
... بطمن عليكى ، ولا مش ناوية ترضى عنى ...
... مليش مزاج أتكلم ياعمر ، تصبح على خير ...
حملت طبق طعامها و متجهة للغرفة ، 
استوقفها قائلا ...استنى بس ، عايزة اتكلم معاكى فى حاجة ضرورى ...
استدارت له وهى تقول ...منا قولت ، هات من الاخر. ..
اتجهت لأقرب كرسى وجلست ...اتفضل ، خير ...
... طلب ، وارجوكى تقبلى ، واوعدك مش هطلب منك حاجة تانية ابدا  ...
...من غير مقدمات ، قول اللى عندك ...
... أصحاب المشروع عازمين كل اللى متقدمين للتعاقد مع الشركة ، يوم الجمعة ...
...لأ  ، من غير ما تكمل ...
...افهمى بس الأول ..
...من غير ما أفهم ، لأ ...
... ده مجرد open day  ، هنقضى طول النهار هناك وهنرجع فى أول الليل  ...
رفعت هدى طبقها  وتحركت من أمامه وهى تقول
...أنا قلت لأ  ، مش هروح يعنى مش هروح ...
وبعد أن تحركت خطوة عادت ووضعت الطبق على الطاولة بعنف وهى تقول ...نفسى اتسدت. ..
***************************
دخلت الغرفة وأغلقت الباب من الداخل ، جلست على حافة السرير ، وهى تفكر ، وداخلها اثنان يتصارعان، 
..وايه المشكلة ، ماتوافقى ...
...أوافق أذاى ، ايه الجنان ده  ...
... إيه الجنان فى كدة ، مش يمكن تقابلى فيصل هناك ...
...كاك خيبة ، ما هو ده السبب الأساسى اللى يخلينى مروحش ...
...بالعكس ، ده السبب الأساسى اللى يخليكى تروحى،  مش يمكن تعرفى منه حاجة عن ابنك ..
...ابنى  ، معقول  حلمي هيتحقق  ، وتفتكرى فيصل ميعرفش اللى حصل ..
...وحتى لو ميعرفش  ، ممكن يكلمك عنه على أنه ابن خالد وليان  ، اهى أى معلومة والسلام ...
...خلاص أقوم اقوله أنى موافقة ... وهمت بالوقوف ثم عادت وجلست مرة أخرى وهى تقول لنفسها
...استنى ، مش على طول كدة ، هو لسة بيقول انه يوم الجمعة ، يعنى قدامك وقت ، أبقى قوليله بكرة  ...
**************************
تانى يوم بعدما جهزت كل شئ للخروج كالعادة ، استيقظ وهى على وشك الخروج ، فأخبرته بكلمتين وبعدها خرجت ،
...عمر  ، انا موافقة أحضر معاك ال  open day..
ومن وقتها حتى يوم الجمعة لم يختلف الطريقة التى اختارتها فى التعامل معه ، فقد قررت مسبقا الفراق ، لكن الموضوع مسألة وقت لا أكثر  ....
************************
يوم الجمعة ، جهزت كل شئ ، شنطة  بها ملابس تكفيهما ليوم واحد ، وخالد قد ذهب مسبقا لجدته يوم الخميس ليلا ، ليقضي الجمعة كله عندها ،
خرجت من الغرفة وجدته مستيقظا وينتظرها ، وبالفعل تحركت السيارة الساعة السابعة صباحا فى اتجاه الفيوم ،  لم تتحمل هدى الجلوس طوال هذه المسافة ، فظهرها يؤلمها منذ الولادة الاولى  ، فتحت الكرسى أكثر ، ومالت عليه ،  وغلبها النوم رغما عنها ،  ولم تستيقظ إلا عند دخولهم من باب المزرعة ،
  كانت المزرعة بالفعل ضخمة ، استمرت السيارة فى السير لمدة 20 دقيقة من باب المزرعة حتى وصلت لباب المنزل الداخلى ، ترجلا من السيارة أمام المنزل الضخم ،
...هو فين الناس اللى هنا ، انا مش شايفة غير الأمن من ساعة ما دخلنا ...
..يمكن جوا. ..
...ومال الأمن كتير كدة ليه ، هم هيحاربوا. ..
...ياستى ، ناس واصلة وخايفين على نفسهم ...
فوجأت بخروج فيصل ليقابلهم عند الباب ، لم ترتاح هدى لنظراته المتكررة ، لكنها تجاهلته تماما ، وتركته يتحدث مع عمر ،
دخلا الفيلا ، حمل الخادم الحقيبة ، واتجه لأعلى  ، قال لها عمر 
... اطلعى ياهدى ، ارتاحى لحد ما اخلص شوية شغل مع الأمير فى المكتب هنا وهحصلك ،
لم ترتاح للموقف منذ بدايته لكنها اذعنت لطلبه وبدأت فى صعود السلم ، لكنه اوقفها مرة أخرى
...معلش ياهدى ، تيليفونك بس ، محتاجه فى مكالمة ، مش معايا رصيد ...
...رصيد ايه، انت على باقة وكبيرة كمان ...
...خلصت والله ، ايه يابنتى ، مش مستغنية عن دقيقتين من رصيدك ولا ايه ...
فتحت حقيبتها والغضب على وجهها واعطته الهاتف ، وعادت للصعود ،
أعطى الهاتف للأمير فيصل ، وكل منهما على وجهه ابتسامة ذات معنى معين ، ثم قال
..انا كدة نفذت ، دور حضرتك بقى ...
.. مثل ما قلت ، توصل مكتبك ، تجد العقود فى انتظارك ، ومدير مكتبى راح يسوى كل شئ ...
...وهدى ...
... ايش بيها  ، انا على وعدى ، السيارة   راح توصلها لباب بيتك  وقت ما انتهى  ، مع السلامة ياعمر ....
يتبع
قلب أرهقته الحياة. .....الفصل السابع والعشرون
...وهدى ... كان هذا سؤال عمر
... ايش بيها ، انا على وعدى ، السيارة راح توصلها لباب بيتك وقت ما انتهى ، 24 ساعة مثل ما قلت ، ، مع السلامة ياعمر ....
تردد عمر فى الخروج
...إيش بيك ، ندمان ، ولا بدك ترجع فى اتفاقنا وتتنازل عن العقد ...
...لا ابدا ، بعد اذنك ...
خرج من الباب واتجه لسيارته واستقلها وهو يقول لنفسه ...معلش بقى ياهدى ، كدة كدة كنا هنسيب بعض ، كان لازم الحق نفسى واستفيد برده ...
كانت هدى تقف فى الشباك عندما رأته يتحرك بالسيارة ، لم تفهم ما يحدث ، إلى أين يذهب ويتركها هنا ، اتجهت لحقيبتها لتأتي بتيليفونها ، فتذكرت انه أخذه منها ،
استدارت لتخرج ، وجدته يقف عند الباب ويده فى جيوب بنطلون ،
... أنت هنا ليه ، وعمر راح فين ...
...طار ...
...أفندم ، طار يعنى ايه ؟
..يعنى أنهى المطلوب منه وطار وماراح يرجع ...
...مطلوب منه ، هو ايه ، انا مش فاهمة حاجة ...
أخرج يده من جيبه واتجه لداخل الغرفة وأغلق الباب خلفه ، وهو يقول
... انتى ، انتى ياهدى هو المطلوب منه ، زوجك المحترم وافق انه يسلمنى اياكى لمدة 24 ساعة ، تكونى فيهم ملكى انا ، مقابل عقد الصفقة الجديدة يكون لمكتبه ...
اتسعت عينيها من المفاجاة والزعر وهى تقول
...ياولاد الكلب ، انا هوديكوا فى داهية ، ده خطف واغتصاب ...
قال وهو يقترب منها ببطئ  ...أى شى بدك اياه حبيبتى اعمليه ، لكن دالحين ، أبى استمتع بكل لحظة معك ، كنت اتمناكى من أول لحظة ريتك فيها ، لكن خالد ، اوه خالد ، أبى اشوف وجهه لما أرسله صورك وانتى باحضانى ياحلوة ، أبى أرد له كل شي سواه معى ، وراح تكونى ياهدى اول صفعة منى اله. ..
.قالت وهى ترفع يدها محزرة وتعود بقدميها للخلف خوفا منه
..إياك تقرب منى ، هصوت وافضحك والم عليك الناس ...
ابتسم بسخرية وتشفى وقال
...ناس مين ياحلوة ، انتى بأملاك فيصل الخاصة ، وما فى مخلوق يقدر يدخل ، ومن الأساس صوتك ما راح يوصل لحدا، بس لو بدك ، صوتى  ، أبى اسمع صوتك وانتى بتصرخى. ..
حاولت الفرار منه لكنه أمسك بها ، كل زراعيها خلف ظهرها بيده ، وبدأ فى محاولات تقبيلها، وهى تحرك رأسها يمنى ويسرى، لتهرب منه ، وهى تصرخ فى نفس الوقت ، ثبتها فى الحائط ، أصبحت حبيسة جسده والحائط ، ، استطاع الوصول لشفاها ليلتهمها، لكنه وبأقصى قدرة لديها ، احكمت أسنانها على شفته العليا لتدميها ،
تركها وابتعد بعد صرخة منه ، وتلمس شفته بأطراف أصابعه ليمسح عنها الدماء
...قطة برية ياهدى ، وأنا اعشق ها النوع من النسا ...
قال هذه الكلمات وهو يرفع عنه جاكته ويلقيه على الكرسى ،وتبعه بقميصه ،ووقف أمامها عارى الصدر ،
أيقنت هدى فى هذه اللحظة أن هذه هى النهاية ، لقد وضعت فى خانة لن تستطيع الفرار منها ، بدأت تبكى وتتلفت يمنى ويسرى ، فقال لها
...ما تحاولى عيونى ، ماراح تقدرى تسوى شئ انتى ملكى هالليلة هدى ، وافضلك توافقى ، وإلا راح يتم كل شى رغم عنك ..
قالت بتوسل ...ابوس ايدك بلاش ، أى حاجة انت عايزها هعملهالك بس بلاش دى ..
اجابها وفى عينيه التصميم الممزوج بالرغبة
..لا حبيبتى ، أبى أخد تمن العقد اللى ما يستاهله هالحيوان زوجك ، وراح اعرف بعدين ايش اسوى معه ، ...
واتجه اليها بخطوات بطيئة وكأنه يستمتع بتعذيبها البطئ، وقبل أن يصل إليها دق باب الغرفة ،
صرخ بقوة للواقف خلف الباب
...إيش فى ؟
...آسف سموك ، لكن عزت، مدير أعمال حضرتك تحت وبيقول أن حضرتك مستنيه ...
قال بضيق  ..اوووه ، نسيت موعد ها الحيوان ...
التفتت لهدى وهو يقول ، ...آسف حبيبتى ، شئ بسيط مهم ، راح انهيه وارجعلك ، أعطينى دقيقتين ...
مد يده وسحب قميصه ، ثم فتح الباب وخرج واغلقه من الخارج ،
جرت هدى للباب وحاولت فتحه ولم تستطع ، اتجهت للشرفة وهى تبكى ، رأته فى الحديقة وهو يتحرك بعيدا باتجاه بعد الواقفين ، تلفتت فى أنحاء المزرعة ، وجدتها مملوءة بأفراد الأمن ، ازداد نحيبها، وهى تقول
...يارب ، يارب ، انجدنى يارب ، اعمل ايه  ، انا حتى انا مش عارفة انا فين ، ومن غبائى نمت فى السكة ، كنت واثقة فيه الواطى ، وبعدين ، مفيش مخرج ، مفيش تيليفون ، طيب اعمل ايه ، انجدنى يارب ،...
وانهارت من البكاء بجانب الحائط ، فجأة سمعت رنين هاتف ، مسحت دموعها وأخذت تتلفت على مصدر الصوت ، ، إنه تيليفونه الموجود فى جيب الجاكت الذى تركه ، أمسكت بالهاتف ، كان الرنين قد انتهى ، حاولت فتح الهاتف ، مغلق برقم سرى ،
دخلت فى نوبة جديدة من البكاء ، لكن فجأة رن الهاتف مرة أخرى ، رفعت الهاتف ، توقفت عن البكاء وتجمدت ملامحها ، واذداد انهمار الدموع من عينها مع نحيب بسيط ،
أنه خالد ، يتصل وكأنه يعلم ما يفعله ابن عمه بها ، لكن الرقم خارجى ، سعودى ، ليس هنا ، لن يستطيع فعل شئ ، لكن يكفيه الوجع عندما يعلم ، فتحت الخط فى اخر لحظه ليأتيها صوته الذى ما زالت تتذكره جيدا ، وهو يحدث ابن عمه قائلا
... بالله ، على أساس مافى شي مهم ، عيل انا بلعب معك ،...
ثم انتظر خالد ليجيبه فيصل  ، فلم يجد اى صوت بالمقابل ، فقال ... ليش ما بترد ؟
ازداد نحيبها بعد سماع صوته ، حتى بدأ هو يسمعه بشكل منخفض ، زادت دهشته ، وهو يقول
...مين معى ..
ترددت لثانية ثم قالت بصوتها الباكى  ...أنا ...
ساد صمت بينهما من الجانبين  ، هى تنتظر ، وهى يحاول التأكد ان ما سمعه صحيح
فقال بتساؤل مجنون . ..هدى ...
ظهرت ابتسامة ساخرة على وجهها رغم بكائها وقالت ...فاكر صوتى أهو ..
لاحقها قائلا ...  اكيد فاكر ، بحياتى ما انسى ...
ثم سكت للحظة بعدها قال ...هدى ، إيش بيكى ، وليش تبكى بهالشكل ، وينه فيصل  ، وليش تيليفونه معك ...
كان قلقه بل فجعه عليها واضح من صوته ، لكن بعد كل هذه الأسئلة ، لم تتمالك نفسها وتحول النحيب لبكاء عالى الصوت ، رق صوته وبدأ يتحدث باللهجة المصرية ،التى يتقنها جيدا
...هدى ، ارجوكى ، فهمينى فى ايه ...
حاولت تمالك نفسها وقالت .
...مش هتقدر تعملى حاجة ، انت فى اخر الدنيا ، من يوم ما عرفتك وانت مبتقدرش تعملى حاجة ، بتتفرج عليا وانا فى النار ومبتحاولش تساعدنى ...
كانت كلماتها كخناجر تشرح فى جسده ، ذكرته بكلامها فى اخر لقاء بينهم وهى تقول
...أنت ضعيف ياخالد ،ضعيف ومش هتقدر تعمل حاجة ...
أكملت ما تقول وهى تبكى
...والمرة دى كمان مش هتقدر تساعدنى ، ابن عمك هيدبحنى ومش هتقدر تعملى حاجة ...
قاطعها قائلا ...هدى ، براحة وفهمينى ارجوكى ...
اجابته ... اتفق مع جوزى يجيبنى هنا ، واشترانى منه بصفقة هيعملها معاه ...
عاد الصمت المتبادل ثانية  الا صوت بكائها الذى يذبحه
ثم اتاها صوته جاد متوعد وهو يسأل . ..عملك حاجة  ؟
قالت بسخرية باكية ...ملحقش ، بس ناوى ، قفل عليا الاوضة وهيرجعلى تانى ...
سألها ...أنتى فين ...
أجابته ...مش هتفرق ...
وبصوت عالى صرخ فيها ...ردى عليا ، انتى فين ..
...معرفش ، كل اللى أعرفه أنى فى مزرعة فى الفيوم ...
... خلاص ، عرفت انتى فين ، خليكى معايا على الخط ثوانى..
قالت بفزع وكان الروح تسرق منها ببابتعاده ..خالد ، خالد استنى ...
رفعت الهاتف من على اذنها ونظرت فى شاشته وجدت الخط مفتوح ، قامت من مكانها ، ووقفت بجانب الشرفة تراقبه حتى  عاد خالد على الخط واتاها صوته وهو يقول
...اسمعينى كويس ، كل اللى عايزه منك انك تحافظى على نفسك تلت ساعة مش اكتر ، وهيجيلك اللى هيخرجك ...
قالت ...مش هيعرف يدخل ، الأمن هنا كتير ...
قال بشكل قاطع ...دى مش مشكلتك ، نفذى اللى بقوله وبس ...
رق صوته وقال بهدوء ...هدى ، حبيبتى ، انا عارف انك مبتثقيش فيا ، وعارف أنى خذلتك كتير ، بس ارجوكى ، امسكى نفسك المرة دى بس ، ربع ساعة من دلوقتى ، ارجوكى ....
هدأت قليلا وهى تقول بهمهمة مكررة لكلامه وكانها تقنع نفسها
... طيب ، ربع ساعة بس ، طيب ..
رفعت عينيها للشباك مرة أخرى ، فلم تجده ، ووجدت الرجل الواقف معه فى اتجاهه للخارج
قالت بفزع ... ده راجع ، جاى دلوقتى ، ....
قال ملاحقا ... اهدى ارجوكى ، مش عايز منك غير انك تكسبى وقت مش اكتر ، العقل هيجيب مع فيصل اكتر ، ولا اقولك ، خليكى على الخط ، وأما يدخل ، اديله التيليفون ، وأنا هشغله عنك ...
اقتنعت بالفكرة وقالت ..ماشى، انا ...
ولم تكمل كلامها لأنها فوجأت به أمامها  وعينيه تنضح نارا
، مد يده دون أن يتحدث وأخذ الهاتف من يدها ، ونظر إليه ليتأكد انه هاتفه وأيضا ليرى اسم المتصل ، ثم رفع عينه لها وهو يقول بدهشة
... فتحتيه أذاى ؟
ولم ينتظر اجابتها  ووضعه على أذنه ليأتيه صوت خالد وهو يقول
...هدى ، هدى ردى عليا ..
قال له ... حبيبى ياخالد ...
قال بصوت مشبع بالغضب ...فيصل ، إيش راح تسوى فيها ، إياك وهدى فيصل ، إياك وهدى ...
اجابه بتشفى ... إيش هاد ، يهمك أمرها ، والله ما كان عندى علم ياابن عمى ، ولو كان ، كنت سويت هاد من وقتها ، واحرق قلبك عليها ...
بدا خالد بالهدوء فى كلامه ليأخره اكثر وقال ..إيش تبى فيصل وتبعد عنها ...
... إيش أبى ، بالله عليك خالد ، انت سويت فيا كل شئ ، قصيتنى من العيلة والشغل وكل شي ، بعقلك ، إيش أبى ...
وبصوت عالى يكاد يكون صرخة ممزوجة بغضب عارم ، قال
... أبى تعيدلى كل شي خالد ، مكانك وفلوسك والعيلة والمجموعة ، كل شي حصلت عليه فى السنين الماضية ، كل هاد كان إلى انا ، خالد ، إلى انا ...
...راح نتفاهم فيصل ، لكن هدى مالها ذنب فى كل هاد ، اتركها لحالها ...
... بتحبها ، اوه خالد ، والله بتحبها ، هذى اول مرة أسمعك تتكلم بهذى الطريقة ، طيب ليش ابن عمى ،
ليش ما بقيت فى مصر ، ليش ما عدت الها ، انت مطلق من 5 سنين ، ليش ما عدت وخلصتنى منك ...
جملة مطلق من 5 سنين جعلت هدى تتسع عينيها من الدهشة ، ولاحظها فيصل
...اوه ، هدى ما عندها علم بطلاقك ....
ثم تحولت عينيه لهدى وهو يقول
...أه حبيبتى ، خالد مطلق من 5 سنين ، طريقك إيله كان مفتوح ، مطلق وابنه مات وعاش وحيد من خمس سنين ..
نزلت كلماته كصاعقة على هدى  وهى تعيد كلمتى " ابنه مات "  فى عقلها ، اتسعت عيناها أكثر وفتحت فاها، وبدأت أنفاسها تتصارع ،
للحظة تخيل فيصل أن هذا رد فعل طبيعى منها على خبر طلاقه  ، حتى أتاه صوت خالد وهو يصرخ فيه
...بيكفى فيصل ، بيكفى ، والله العظيم راح اقتلك بأيدي ، وما راح يشفع ليك شى ...
بدأ فيصل يتمعن فى وجهها أمامه ، وفى صوت الصارخ فى أذنه ، ليدرك نتائج جديدة فى علاقة الاثنان ، بالتأكيد الحكاية ليست حب فقط بينهم ،
أما عن هدى فبدأت تفقد توازنها بعد جملة فيصل
وهى تتمتم لنفسها ..مات ، مات ...
لكن  فيصل لم يهتم بكل هذا ، فقرر تأجيله ، الآن يجب فعل شئ آخر لينتقم من ابن عمه ، ولن يترك هذه الفرصة تذهب سدى ،
أحكم التيليفون على فمه وهو يقول لخالد
...أبى اوجعك خالد ، ما تتخيل كيف أبيها ، راح ارسلك صورها معى وهى فى احضانى ، هدية منى الك...
وأغلق الهاتف وألقاه خلف ظهره ، ونظراته تتحول لنظرات صقر باتجاه هدى ، وبدأ يقترب منها ،
لكن هى كانت فى عالم آخر ، لم تهتم ، لم تعترض ، ولم تقاوم ، فقط تقف مستندة بظهرها على الحائط ، وعينيها موجهة للاشئ ، لقد فقدت للتو طفلها الذى  لم تراه .
اقترب منها فيصل ، لاحظ وجومها لكنه لم يهتم ،
وقال بهدوء ...إيش ، راح تستسلمى ...
بدأ بفك حجابها ، فك شعرها ليسدل على اكتافها ، ليتأمل فيها للحظة وهو يقول ... جميلة ياهدى. ..
وببطئ واستمتاع شديدين منه ، مد يده وبدأ بفتح أكباس السترة التى ترتديها   حتى فتحه لنهايته ، سحبه للخلف لتتعري اكتافها ،
مال على رقبتها المكشوفة أمامه وبدأ بتقبيلها وكأنه أسد جائع يلتهم فريسته بعد طول جوع ، وشفتيه تتجول على رقبتها من الاتجاهين واكتافها ، ثم ابتعد لثانية وعيناه على شفتيها ،
لكن فى لحظة بداية اقتراب شفتيه من شفتيها ، صدعت أصوات طلقات نارية من كل اتجاه فى الحديقة ، افزعته وجعلته يتركها مكانها ليتجه للنافذه ليتبين ما يحدث وهو ينادى على حرسه ، ثم اتجه لباب الغرفة ، وقبل أن يخرج ، وجد ثلاثة رجال يعترضون طريقه، ومشهرين اسلحتهم فى وجهه .
+
يتبع
فى لحظة بداية اقتراب شفتيه من شفتيها ، صدعت أصوات طلقات نارية من كل اتجاه فى الحديقة ، افزعته وجعلته يتركها مكانها ليتجه للنافذه ليتبين ما يحدث  وهو  ينادى على حرسه  ،   ثم اتجه لباب الغرفة ، وقبل أن يخرج ، وجد ثلاثة رجال يعترضون طريقه،  ومشهرين اسلحتهم فى وجهه .
...إيش هذا ، مين انتوا ...
رد أحدهم ... من غير كلام كتير ، الأمر اللى عندنا أن كل اللى فى المزرعة يتكتفوا لحد ما الباشا يبجى ، فوت قدامى ...
...أنت ما بتعرف مين انا ، وايش اقدر اعمل فيكم ، ومين هذا اللى بتحكى عنه ؟  ...
قال الرجل بصوت حاسم ..لأ عارفين ، واللى باعتنا أكبر منك ، ولم الدور بقى بدل ما نبهدلك ، الأمر اللى عندنا انك تتكتف وتتحط فى المكتب اللى تحت ، فوت بقى بلاش غلبة ...
استدار بوجهه لهدى وهو بسب ويلعن ثم تحرك معهم  . تحرك معه اثنان والثانى تقدم من هدى  ومد يده لها وهو يقول 
...متخافيش يا هانم   ، خالد باشا اللى باعتنا ...
لكن هدى لم تكن ترى أو تسمع شئ ، ولم تعد تشعر بقدميها ،   فجأة كادت تسقط ، لولا يد الرجل التى أمسكت بها بقوة ، رفع السترة  على كتفيها ليغطيهما،  وحملها بين يده ووضعها على السرير ،
أخرج هاتفه واتصل بأحدهم وهو يقول
...تمام ياابنى ، كويس ، أمن المزرعة كويس ، وابعت حد دلوقتى حالا يشوف دكتور ، بسرعة ياد ...
وأغلق الهاتف ، ثم اتصل برقم آخر ، وهو خالد
...أيوة ياباشا ،،، كله تمام ،،، ايوة ،،، الهانم بخير ،،، لا محصلهاش حاجة ،،،  مظنش  أصل روحها رايحة ،، يعنى مغمى عليها ،، ايوة طبعا بعتنا نجبلها دكتور ،، حاضر ،، أول ما ييجى هكلم حضرتك ...  
***********************
بعد أكثر من 15 ساعة  كان يجلس بجانبها ،يتأمل وجهها الذى افتقده من سنين ، ولا يفكر إلا فى شئ واحد فقط  ،، هل ستسامحه على ما فات  ؟
حاولت هدى أن تفتح عينيها ،  جسدها كله يؤلمها،  صداع شديد يعصف بها ، مثبت بيدها كانيولا ومركب بها محلول ،
حاولت أن تتبين أكثر ، لم تستطع و لا تذكر الكثير  ،  حاولت أن تتحرك ،  مدت يدها لتفك المحلول ، لكن فجأة وجدت يد أخرى تمنع ذلك ، وصوت يقول
...سيبيه ياهدى ، انتى ضغطك واطى اوى ...
رفعت عينيها لمصدر الصوت  ، أنه هو  ، هو ، أمامها ، وكأنه الحلم الذى تحلم به كل ليلة ، أغمضت عينيها ثم فتحتها بضعف لتتأكد انه حقيقة ،  نعم هو موجود ، بجانبها ، فى نفس المكان ، ويده تلمس يدها الآن ، كما هو فى ملامحه وجسده ، الاختلاف الوحيد فى بضع شعرات بيضاء تزين شعره الناعم ، 
لكن فى نفس اللحظة تذكرت كلمات  سمعتها  قبل أن تغيب عن وعيها. ..ابنه مات ، مات  ...
بدأت دموعها تظهر على وجهها ، متزامنة مع سؤاله
... اخبارك ايه ، حاسة بإيه دلوقتى ...
لم ترد  ، سحبت يدها من تحت يده ، استدارت للناحبة الأخرى ، تكورت فى وضع الجنين ، وبدأت تنتحب ، وهو لا يستطيع حتى مواساتها،
لف حول السرير ليقابل وجهها من الجهة الاخرى من السرير ، نزل على ركبتيه , ومد يده واصابعه تتخلل شعرها ، ومع احساسها بلمساته اذداد نحيبها وتحول إلى بكاء بصوت عالى ،
تركها تفرغ شحنة حزنها حتى هدأت وحدها مجبرة بسبب الإرهاق الشديد الذى أصابها ، عادت للنوم مرة أخرى , دثرها جيدا  ، وكان قد أحضر زوجة الجناينى مسبقا  فى حالة ما أن احتاج اليها .
وكان قد أرسلها أولا  مع اثنان من أفراد الأمن بالإضافة للخادم الخاص بفيصل لجمع  متعلقاته  وملابسه كاملة فى حقائب . 
تركها معها  ، وأكد عليها أن لا تتركها ابدا إلا  عندما يسمح لها  أو يعود هو بنفسه ،
مال عليها خرج من غرفتها واتجه للأسفل لينهي بقية الأمور المعلقة مع فيصل ، عندما وصل لأسفل السلم  ، قابله نفس الرجل الذى أحضر الطبيب لهدى ، وهو رئيس المجموعة التى أرسلها خالد .
...تمام ياخالد باشا ...
... وصلتهم  ...
... لباب شركة الأمن  ، وماهر بيه بعت الأمن اللى حضرتك طلبته ...
...كويس ، خليك معاهم وهم بيتوزعوا  ، انت عارف المزرعة كويس ...
...حاضر ياباشا ...
دخل خالد من باب المكتب  ، وجده يجلس على أحد الكراسى وحوله ثلاثة  من الأمن  ، أحدهم حمل كرسى ووضعه مقابل لمكان جلوس فيصل ، جلس خالد  عليه   ووضع قدم فوق الأخرى ، ثم أشار لهم  بالخروج ، وبكامل الهدوء أجرى معه هذا الحوار
... ليش فيصل ؟
...أبيك تتألم  مقابل اللى سويته معى. .. 
... كيف عرفت ان هدى راح تؤلمنى. ..
...كنت بعرف أنها كانت مقيمة معك فى سكنك  فى الرياض ، وكان هاذ السبب اللى جعلك تمنعنى عنها ...
...بس ...
...اعتقدت انه هيك ، لكن الآن ،  الأمور مختلفة ، وأبى أفهم ...
... مالك حق عندى فى اى شي فيصل ، وبهاالشي ياللى عملته تكون انتهت علاقتنا تماما  ، فى العيلة وفى العمل  ...
... بتحبها لهاالدرجة  خالد ،  أه لو كنت أعرف،  لكن انت ما تقدر تنهى كل شي  ، انا  ابن عمك ، ومصاريا فى المجموعة . ..
...انتهينا فيصل ، ومصاريك  تابى تاخدها ، مافى مانع  ، تأبى تتركها وتاخد  أرباحها  ، مافى مانع ،لكن انت ما راح تعمل معى مرة تانية ، أما بالنسبة للعيلة ، ما فى عيلة ، ما بقى غيرى انا واخى طلال ، وهذى عيلتنا احنا ، وما ابيك فيها من دالحين ....
...والله وقدرت تنهينى خالد ...
...بسبب أعمالك فيصل ...
...ماراح اسمحلك  ...
...  ماعاد بأيدي شي ، انت ضيعت كل شي بغبائك ...
وقف خالد وهو يقول
...على اى حال ، اشيائك،  فى السيارة ، والطائرة جاهزة ومنتظرة تشريفك  ، راح توصلك للمملكة ، وانت اعمل مثل ما بدك ...
ثم مال على كرسيه ووضع يديه على جانبى الكرسى، 
وهو يقول
..  لكن هدى بالذات  لأ   ، لأ   فيصل  ، لأ 
والله  اللى رفع سبع سموات  لو فكرت تقربلها مرة تانية ، راح استحل دمك ، وراح اقتلك بإبدى  ، ومالك شفيع عندى ...
فتح الباب وأشار للأمن بالدخول وهو يقول
...خليكم معه  ، ووصلوه  ..
هم بالخروج فإستوقفه صوت فيصل 
..خالد  ،  إيش علاقة هدى بإياد ؟
استدار له  وعاد باتجاهه ببطئ ووقف أمامه بكل تحدى ،
قال مباشرة ...أمه ، هدى أم إياد  ، بمعنى أنك وبقمة القسوة ، أخبرت أم بموت ابنها ...
اتسعت عيناه من قمة المفاجأة وهو يسأله
...وليان  ؟
..ليان تبقى أمه على الورق بس ...
وتخطاه بمسافة خطوتين باتجاه الداخل وظهرها له
...يلا وصلوه ...
تحرك معهم فيصل باستسلام  ، فقد أقصاه خالد من كل شئ ، من الشركات والعائلة وكل شئ ، وكانت هذه خطته كن البداية فيما يخص فيصل ، لكن فيصل قد عجل كلمة النهاية بيده أن لم تكن هذه النهاية ، وسيحاول فيصل الانتقام .
*************************
وقف خالد فى شرفة المكتب  خلف الستائر ، يدخن سيجارة وهو يتابع ركوب فيصل السيارة،
أستدار ليدخل ، فوجئ بها تقف  عند الباب ، كانت قد غيرت ملابسها وعدلت هندامها كثيرا ،
ياإلهى ، مازالت متحفظة بكامل جمالها أن لم تكن أجمل وأكثر انوثة من ذى قبل ، 
لكن ما يعمر صفو هذا الجمال   الشحوب والعين المتورمة من البكاء ،
ونفس الشئ لاحظته هدى عن خالد ، فعينيه مملوءة بالحزن ، لطالما كان كذلك ،  ولكنه أكثر بكثير الان  ، أما فى الشكل ،  فالفرق واضح ، رغم أنه مازال محتفظا بوسامته كاملة ولياقة بدنه كامل ، إلا أن شكله العام يعطيه أكثر من سنه بكثير  ، فهو الآن تقريبا لم يتعدى الخامسة  والثلاثين من عمره ، منذ سبع سنوات كان شاب يافع ، أما الآن فهو رجل وقور جدا وما يزيده ذلك الشعيرات البيضاء التى تزين رأسه ،
...قومتى ليه ...
لم ترد هدى ، اقتربت منه ومازالت عينيه معلقة به ، لكن هى بالفعل مازالت غير قادرة على الوقوف كثيرا ، لكنها حاولت التماسك وجلست على أحد الكراسى القريبة منه ، تقدم هو وجلس أيضا بالقرب منها ،
بدون اى مقدمات سألته ...كان اسمه ايه ؟
فهم فورا ما ترمى إليه فرد بعدما ظهر حزنه واسفه واضحين على وجهه، ، قال ....إياد ...
كررت الاسم بصوتها ، وكأنها تجرب شكل النطق به ، ثم رفعت عينيها  له مرة أخرى ،
...مات امتى وإذاى ؟
سكت لثوانى ، فقد كان لا يريد تذكر ما حدث ، ولكن على الأقل  لها الحق  أن تعلم ما حدث لطفلها،
...من خمس سنين  ،كان عنده سنتين  ...
وسكت بعدها
...سكت ليه ، كمل ، أذاى ؟
...كانت مناعته ضعيفة بسبب ولادته قبل ما يكمل 7 شهور ، وكمان فضل شهر ونص فى الحضانة ،  سافرت بيه أوروبا ، متحملش الجو هناك ، جاله التهاب رؤوى ، وبعد أسبوع سلم روحه ...
كانت كلماته كصياط من نار على اذنها ، ودموعها شلال على وجهها دون بكاء ،
...مش قولتلك مش هتقدر تحميه  ....
لجمته جملتها  ، فللأسف  هو يعتبر نفسه هكذا بالفعل ، قصر فى حماية ابنه ووصله للموت بنفسه ، خذله وخذل نفسه وخذلها من وعده بحمايته ، وعاقب نفسه    لسنين على ذلك  ،
...عايزة اشوفه ، معاك صورة ليه ؟
رفع تيليفونه  ، وفتحه فقط ، فقد كانت صورة ابنه هى خلفية الهاتف ،كان حقا يشبه كثيرا فى ملامحه، 
...أنا عايزة الصورة ، بس ممعيش تيليفون ، اخدوه منى ...
اتجه لدرج المكتب ، وأخرج هاتفها منه  ، قد حصل عليه رجاله من فيصل  ، واعطاها   اياها ، فتحته وأرسل له مجموعة من الصور والفيديوهات له ،
قالت بحزن .. . شكرا ، آخر طلب ، حد يوصلنى بس للطريق ، عشان معرفش حاجة هنا ، .
...خليكى شوية ، انتى لسة تعبانة  وبعدين  احنا داخلين على الفجر ، هتروحى أذاى دلوقتى   ...
...لا معلش ، انا عايزة أمشى، مش عايزة أفضل هنا اكتر من كدة  ...
لم يجادلها ،  هو يعلم أنها ليست فى حالة تسمح بالجدال ويكفيها ما حدث لها اليوم وما اكتشفته عن ابنها ،
...حالا تكون فى عربية جاهزة ، هتوصلك لحد والدتك ، مش عايزة تروحى هناك برده ...
عند ذكر والدتها ، جائتها فكرة مجنونة من الممكن أن تحدث جعلتها تشهق منادية
...خالد ...
طبعا تخيل أنها تناديه فرد ...أيوة ...
قالت بزعر ...لا ، خالد ابنى ، ممكن أبوه يروح ياخده من هناك ...
...وهى والدتك ممكن تدين لأى حد بمكالمة من والده ...
...لأ طبعا ، مستحيل ، انا منبهة عليها ...
..خلاص متقلقيش ، جوزك مراحل يمة هناك ، خرج من المزرعة لمقر الشركة لمكتبه  لبيته   وبعدين راح الديسكو،  ومن وقتها وهو هناك مروحش ...
اندهشت من متابعته له بهذه الطريقة الدقيقة لكنها لم تعلق ، وحينما همت بالخروج سألها ،
...أنتى سميتى ابنك خالد ...
هنا أدركت فداحة ما فعلت للتو ، لكنها لن تعلق أو تنطق ، التفتت واتجهت خارجة ، وجدت السيارة تنتظرها بالفعل فى الخارج ، وبه شخصين ، السائق وفرد أمن معه  ،
استقلت السيارة وتحركت بها ، تحت أنظار خالد التى لم يرفعها إلا بعد أن اختفت السيارة بعيدا .
+
يتبع

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

فى لحظة بداية اقتراب شفتيه من شفتيها ، صدعت أصوات طلقات نارية من كل اتجاه فى الحديقة ، افزعته وجعلته يتركها مكانها ليتجه للنافذه ليتبين ما يحدث  وهو  ينادى على حرسه  ،   ثم اتجه لباب الغرفة ، وقبل أن يخرج ، وجد ثلاثة رجال يعترضون طريقه،  ومشهرين اسلحتهم فى وجهه .
...إيش هذا ، مين انتوا ...
رد أحدهم ... من غير كلام كتير ، الأمر اللى عندنا أن كل اللى فى المزرعة يتكتفوا لحد ما الباشا يبجى ، فوت قدامى ...
...أنت ما بتعرف مين انا ، وايش اقدر اعمل فيكم ، ومين هذا اللى بتحكى عنه ؟  ...
...لأ عارفين ، واللى باعتنا أكبر منك ، ولم الدور بقى بدل ما نبهدلك ، الأمر اللى عندنا انك تتكتف وتتحط فى المكتب اللى تحت ، فوت بقى بلاش غلبة ...
استدار بوجهه لهدى ثم تحرك معهم  . تحرك معه اثنان والثانى تقدم من هدى  ومد يده لها وهو يقول 
...متخافيش يا هانم   ، خالد باشا اللى باعتنا ...
لكن هدى لم تكن ترى أو تسمع شئ ، ولم تعد تشعر بقدميها ،   فجأة كادت تسقط ، لولا يد الرجل التى أمسكت بها بقوة ، رفع الفست على كتفيها ليغطيهما،  وحملها بين يده ووضعها على السرير ،
أخرج هاتفه واتصل بأحدهم
...تمام ياابنى ، كويس ، أمن المزرعة كويس ، وابعت حد دلوقتى حالا يشوف دكتور ، بسرعة ياد ...
وأغلق الهاتف ، ثم اتصل برقم آخر ، وهو خالد
...أيوة ياباشا ،،، كله تمام ،،، ايوة ،،، الهانم بخير ،،، لا محصلهاش حاجة ،،،  مظنش  أصل روحها رايحة ،، يعنى مغمى عليها ،، ايوة طبعا بعتنا نجبلها دكتور ،، حاضر ،، أول ما ييجى هكلم حضرتك ...  
***********************
بعد أكثر من 15 ساعة  كان يجلس بجانبها ،يتأمل وجهها الذى افتقده من سنين ، ولا يفكر إلا فى شئ واحد فقط  ،، هل ستسامحه على ما فات  ؟
حاولت هدى أن تفتح عينيها ،  جسدها كله يؤلمها،  صداع شديد يعصف بها ، مثبت بيدها كانيولا ومركب بها محلول ،
حاولت أن تتبين أكثر ، لم تستطع و لا تذكر الكثير  ،  حاولت أن تتحرك ،  مدت يدها لتفك المحلول ، لكن فجأة وجدت يد أخرى تمنع ذلك ، وصوت يقول
...سيبيه ياهدى ، انتى ضغطك واطى اوى ...
رفعت عينيها لمصدر الصوت  ، أنه هو  ، هو ، أمامها ، وكأنه الحلم الذى تحلم به كل ليلة ، أغمضت عينيها ثم فتحتها بضعف لتتأكد انه حقيقة ،  نعم هو موجود ، بجانبها ، فى نفس المكان ، ويده تلمس يدها الآن ، كما هو فى ملامحه وجسده ، الاختلاف الوحيد فى بضع شعرات بيضاء تزين شعره الناعم ، 
لكن فى نفس اللحظة تذكرت كلمات  سمعتها  قبل أن تغيب عن وعيها. ..ابنه مات ، مات  ...
بدأت دموعها تظهر على وجهها ، متزامنة مع سؤاله
... اخبارك ايه ، حاسة بإيه دلوقتى ...
لم ترد  ، سحبت يدها من تحت يده ، استدارت للناحبة الأخرى ، تكورت فى وضع الجنين ، وبدأت تنتحب ، وهو لا يستطيع حتى مواساتها،
لف حول السرير ليقابل وجهها من الجهة الاخرى من السرير ، نزل على ركبتيه , ومد يده واصابعه تتخلل شعرها ، ومع احساسها بلمساته اذداد نحيبها وتحول إلى بماء بصوت عالى ،
تركها تفرغ شحنة حزنها حتى هدأت وحدها مجبرة بسبب الإرهاق الشديد الذى أصابها ، عادت للنوم مرة أخرى , دثرها جيدا  ، وكان قد أحضر زوجة الجناينى مسبقا  فى حالة ما أن احتاج اليها .
وكان قد أرسلها أولا  مع اثنان من أفراد الأمن بالإضافة للخادم الخاص بفيصل لجمع  متعلقاته  وملابسه كاملة فى حقائب . 
تركها معها  ، وأكد عليها أن لا تتركها ابدا إلا  عندما يسمح لها  أو يعود هو بنفسه ،
مال عليها خرج من غرفتها واتجه للأسفل لينهي بقية الأمور المعلقة مع فيصل ، عندما وصل لأسفل السلم  ، قابله نفس الرجل الذى أحضر الطبيب لهدى ، وهو رئيس المجموعة التى أرسلها خالد .
...تمام ياخالد باشا ...
... وصلتهم  ...
... لباب شركة الأمن  ، وماهر بيه بعت الأمن اللى حضرتك طلبته ...
...كويس ، خليك معاهم وهم بيتوزعوا  ، انت عارف المزرعة كويس ...
...حاضر ياباشا ...
دخل خالد من باب المكتب  ، وجده يجلس على أحد الكراسى وحوله ثلاثة  من الأمن  ، أحدهم حمل كرسى ووضعه مقابل لمكان جلوس فيصل ، جلس عليه   ووضع قدم فوق الأخرى ، ثم أشار لهم خالد بالخروج ، وبكامل الهدوء أجرى معه هذا الحوار
.... ليش فيصل ؟
...أبيك تتألم  مقابل اللى سويته معى. .. 
... كيف عرفت ان هدى راح تؤلمنى. ..
...كنا بعرف أنها كانت مقيمة معك فى سكنك  فى الرياض ، وكان هاذ السبب اللى جعلك تمنعنى عنها ...
...بس ...
...اعتقدت انه هيك ، لكن الآن ،  الأمور مختلفة ، وأبى أفهم ...
... مالك حق عندى فى اى شي فيصل ، وبهاالشي ياللى عملته تكون انتهت علاقتنا تماما  ، فى العيلة وفى العمل  ...
... بتحبها لهاالدرجة  خالد ،  أه لو كنت أعرف،  لكن انت ما تقدر تنهى كل شي  ، انا  ابن عمك ، ومصاريا فى المجموعة . ..
...انتهينا فيصل ، ومصاريك  تابى تاخدها ، مافى مانع  ، تأبى تتركها وتاخد  أرباحها  ، مافى مانع ،لكن انت ما راح تعمل معى مرة تانية ، أما بالنسبة للعيلة ، ما فى عيلة ، ما بقى غيرى انا واخى طلال ، وهذى عيلتنا احنا ، وما ابيك فيها من دالحين ....
...والله وقدرت تنهينى خالد ...
...بسبب أعمالك فيصل ...
...ماراح اسمحلك  ...
...  ماعاد بأيدي شي د ضيعت كل شي بغبائك ...
وقف خالد وهو يقول
...على اى حال ، اشيائك،  فى السيارة ، والطائرة جاهزة ومنتظرة تشريفك  ، راح توصلك للمملكة ، وانت اعمل مثل ما بدك ...
ثم مال على كرسيه ووضع يديه على جانبى الكرسى، 
وهو يقول
..  لكن هدى بالذات  لأ   ، لأ   فيصل  ، لأ 
والله  اللى رفع سبع سموات  لو فكرت تقربلها مرة تانية ، راح استحل دمك ، وراح اقتلك بإبدى  ، ومالك شفيع عندى ...
فتح الباب وأشار للأمن بالدخول وهو يقول
...خليكم معه  ، ووصلوه  ..
هم بالخروج فإستوقفه صوت فيصل 
..خالد  ،  إيش علاقة هدى بإياد ؟
استدار له  وعاد باتجاهه ببطئ ووقف أمامه بكل تحدى ،
...أمه ، هدى أم إياد  ، بمعنى أن بقمة القسوة ، أخبرت أم بموت ابنها ...
اتسعت عيناه من قمة المفاجأة وهو يقول
...وليان ...
..ليان تبقى أمه على الورق بس ...
وتخطاه بمسافة خطوتين باتجاه الداخل وظهرها له
...يلا وصلوه ...
تحرك معهم فيصل باستسلام  ، فقد أقصاه خالد من كل شئ ، من الشركات والعائلة وكل شئ ، وكانت هذه خطته كن البداية فيما يخص فيصل ، لكن فيصل قد عجل كلمة النهاية بيده أن لم تكن هذه النهاية ، وسيحاول فيصل الانتقام .
*************************
وقف خالد فى شرفة المكتب  خلف الستائر ، يدخن سيجارة وهو يتابع ركوب فيصل السيارة،
أستدار ليدخل ، فوجئ بها تقف  عند الباب ، كانت قد غيرت ملابسها وعدلت هندامها كثيرا ،
ياإلهى ، مازالت متحفظة بكامل جمالها أن لم تكن أجمل وأكثر انوثة من ذى قبل ، 
لكن ما يعمر صفو هذا الجمال   الشحوب والعين المتورمة من البكاء ،
ونفس الشئ لاحظته هدى عن خالد ، فعينيه مملوءة بالحزن ، لطالما كان ولكنه أكثر بكثير  ، أما فى الشكل ،  فالفرق واضح ، رغم أنه مازال محتفظا بوسامته كاملة ولياقة بدنه كامل ، إلا أن شكله العام يعطيه أكثر من سنه بكثير  ، فهو الآن تقريبا لم يتعدى الخامسة  والثلاثين من عمره ، منذ سبع سنوات كان شاب يافع ، أما الآن فهو رجل وقور جدا ونا يزيده ذلك الشعيرات البيضاء التى تزين رأسه ،
...قومتى ليه ...
لم ترد هدى ، اقتربت منه ومازالت عينيه معلقة به ، لكن هى بالفعل مازالت غير قادرة على الوقوف كثيرا ، لكنها حاولت التماسك وجلست على أحد الكراسى القريبة منه ، تقدم هو وجلس أيضا بالقرب منها ،
بدون اى مقدمات سألته ...كان اسمه ايه ؟
فهم فورا ما ترمى إليه فرد بعدما ظهر حزنه واسفه واضحين على وجهه، ، قال ....إياد ...
كررت الاسم بصوتها ، وكأنها تجرب شكل النطق به ، ثم رفعت عينيها  له مرة أخرى ،
...مات امتى وإذاى ؟
سكت لثوانى ، فقد كان لا يريد تذكر ما حدث ، ولكن على الأقل  لها الحق  أن تعلم ما حدث لطفلها،
...من خمس سنين  ،كان عنده سنتين  ...
وسكت بعدها
...سكت ليه ، كمل ، أذاى ؟
...كانت مناعته ضعيفة بسبب ولادته قبل ما يكمل 7 شهور ، وكمان فضل شهر ونص فى الحضانة ،  سافرت بيه أوروبا ، متحملش الجو هناك ، جاله التهاب رؤوى ، وبعد أسبوع سلم روحه ...
كانت كلماته كصياط من نار على اذنها ، ودموعها شلال على وجهها دون بكاء ،
...مش قولتلك مش هتقدر تحميه  ....
لجمته جملتها  ، فللأسف  هو يعتبر نفسه هكذا بالفعل ، قصر فى حماية ابنه ووصله للموت بنفسه ، خذله وخذل نفسه وخذل من وعدها بحمايته ، وعاقب نفسه    لسنين على ذلك  ،
...عايزة اشوفه ، معاك صورة ليه ؟
رفع تيليفونه  ، وفتحه فقط ، فقد كانت صورة ابنه هى خلفية الهاتف ،كان حقا يشبه كثيرا فى ملامحه، 
...أنا عايزة الصورة ، بس ممعيش تيليفون ، اخدوه منى ...
اتجه لدرج المكتب ، وأخرج هاتفها منه واعطاها   اياه ، فتحته وأرسل له مجموعة من الصور والفيديوهات له ،
.. . شكرا ، آخر طلب ، حد يوصلنى بس للطريق ، عشان معرفش حاجة هنا ، .
...خليكى شوية ، انتى لسة تعبانة  وبعدين  احنا داخلين على الفجر ، هتروحى أذاى دلوقتى   ...
...لا معلش ، انا عايزة أمشى، مش عايزة أفضل هنا اكتر من كدة  ...
لم يجادلها ،  هو يعلم أنها ليست فى حالة تسمح بالجدال ويكفيها ما حدث لها اليوم وما اكتشفته عن ابنها ،
...حالا تكون فى عربية جاهزة ، هتوصلك لحد والدتك ، مش عايزة تروحى هناك برده ...
عند ذكر والدتها ، جائتها فكرة مجنونة من الممكن أن تحدث جعلتها تشهق منادية
...خالد ...
طبعا تخيل أنها تناديه فرد ...أيوة ...
+
...لا ، خالد ابنى ، ممكن أبوه يروح ياخده من هناك ...
...وهى والدتك ممكن تدين لأى حد بمكالمة من والده ...
...لأ طبعا ، مستحيل ، انا منبهة عليها ...
..خلاص متقلقيش ، جوزك مراحل يمة هناك ، خرج من المزرعة لمقر الشركة لمكتبه  لبيته   وبعدين راح الديسكو،  ومن وقتها وهو هناك مروحش ...
اندهشت من متابعته له بهذه الطريقة الدقيقة لكنها لم تعلق ، وحينما همت بالخروج سألها ،
...أنتى سميتى ابنك خالد ...
هنا أدركت فداحة ما فعلت للتو ، لكنها لن تعلق أو تنطق ، التفتت واتجهت خارجة ، وجدت السيارة تنتظرها بالفعل فى الخارج ، وبه شخصين ، السائق وفرد أمن معه  ،
استقلت السيارة وتحركت بها ، تحت أنظار خالد التى لم يرفعها إلا بعد أن اختفت السيارة بعيدا .
يتبع
رغم أن وفاة ابنها كان كالكارثة بالنسبة إليها ، إلا أنها بدأت تشعر بالراحة  لوجود ابنها فى مكان معين هى تعلمه ،
رغم حزنها القاتل عليه إلا ان مجرد فقدانها لاحساس القلق على أحواله وصحته يجعلها تحمد الله على أحسن الأسوأين  ،
بدأت حالتها النفسية  تتحسن ، اهتمامها بخالد الصغير فى اذدياد ، بدأ عقلها يفكر  فى الإيجابيات منها أكثر من السلبيات .
لم يكن يزيد تعكير أيامها  أكثر إلا الزوج المحترم الذى سلمها من أجل عقد عمل ، رغم طلبها الطلاق منه وتصميمها عليه إلا أنه رفض تماما ، واقسم أن يتركها معلقة دون طلاق طوال حياته .
طلب مقابلتها ورغم اعتراض  الجميع إلا أنها وافقت ،
وكانت المقابلة فى منزل والدتها ،
... أنا مش طايقة اشوف خلقتك  ، ودى فعلا آخر مرة تشرفنى بطلعتك البهية دى ، عايز ايه ؟
..نعقد طيب عشان نعرف نتكلم  ... 
...من غير قعاد ، هات من الاخر ...
...ماشى ،  نجيب من الاخر ومن غير لف ودوران ،
انتى عايزة تطلقى ، صح ...
...ياريت ...
...وأنا موافق ، بس تدينى التمن ...
...نعم ياخويا ، تمن ايه ...
...تمن طلاقك ، حريتك ، ياكدة يااما براحتك ، المحاكم ادامك  وانتى حرة ....   
...وايه التمن بقة أن شاءالله. ..
...5 مليون ...
...أفندم ، انت مجنون ولا حاجة  ، انا هجبلك مبلغ زى ده منين ؟...
1
وضع يده فى جيبه ، وألقى لها جواب البنك الخاص بحسابها،  مكتوب فيه أن حسابها تعدى العشرة مليون ببضع آلاف من الجنيهات ،
كان هذه الأموال هى مستخلصات ما أخذته من والد خالد  ، جمعته ووضعته فى البنك ، حتى ريعه السنوى يوضع على أصل المبلغ تلقائي بأمر منها ، وقررت عدم لمسه نهائى إلى أن تعطيه لابنها بيدها عندما تقابله فى يوم من الأيام .
...10 مليون يامدام ، وتاريخ الإيداع من قبل حتى ما اعرفك ، منين  ، داانتى مكملتيش سنة فى السعودية ...
...ملكش دعوة ، وبعينك تشم الفلوس دى ...
...ده آخر كلام عندك ..
...أه ، واخبط دماغك فى أجمد حيطة ...
...يبقى مش هطلقك ياهدى ، واللى عندك اعمليه. ..
...لأ  هعمل ياعمر ، هتشوف ، وكتير اوى كمان ، واتفضل بقى من هنا ، ومش عايزة اشوف وشك تانى. ..
************************
تانى يوم ، انطلقت لعملها كعادتها ، فهى عادة تهرب فى العمل من الأمور التى تشغلها ،
وفى وقت الغداء  ، لاحظ كل من هدى ومنى الوجوم والهم على وجه الأخرى  ،
...مالك يامنى ...
...مفيش  ...
...تصدقى باين عليكى ، ما تنطقى يابت مالك  ...
...وهو مالى انا لوحدى ، انتى كمان شكلك مدايق اوى ...
...إيه الغريب يعنى ، ما ده بقى العادى بتاعى ، انتى الأهم دلوقتى  ، مالك يابت صحيح ...
...والله مش عارفة اقولك ايه ياهدى ، انا قلقانة اوى ...
...ليه ...
...حسام ..
..،ماله ، ما تنطقى على طول ، انتى بتقطعى كدة ليه ، قلقانة عليه ليه ؟ ...
...والله منا عارفة اذا كنت قلقانة عليه ولا قلقانة منه ....
..يخربيت اهلك على الصبح ، يابت انطقى على طول ، جوزك ماله ...
... كنت عايزة احكيلك ، بس انتى مكنتيش بتطييقى سيرة عمر خالص ...
...وايه دخل عمر فى الموضوع ، ما تتكلمى على طول ...
... فجأة من أسبوع ، لقيت حسام مصمم يفض الشركة فى المكتب مع عمر ...
...فجأة كدة ، من غير سبب ...
...هتجنن،  انا عارفة أن الموضوع ده فى دماغه ، بس مكانش فى إمكانيات يعمل مكتب هندسى بنفس الشهرة ، كدة هيضيع اسمه ...
...وبعدين ..
...امبارح لقيته بيقولى ، إنه ساب المكتب من يومين وان كل المهندسين اللى فى مكتب عمر  كمان سابوه وجم عنده فى مكتبه ... 
...وعمل مكتب كمان ...
...تخيلى ، منين وإذاى معرفش. ..
...متساليه...
...مرضيش يقول ... 
سكتت هدى وسرحت لثوانى،  
...رحتى فين ...
...أصل اللى بتقوليه ده ممكن يكون له علاقة باللى حصلى امبارح ...
...اللى هو ايه بقى ...
قصت هدى عليها ما كان من عمر معها
...ده طبيعى يابنتى ...
...يعنى إيه طبيعى ، انا كنت عارفة انه وسخ بمعناها ، بس اول مرة اشوفه مركز مع الفلوس كدة ...
...محتاج فلوس كتير جدا فى الفترة دى ، حصة حسام ، وبقية حساب المهندسين اللى سابوه ، وفلوسه علشان يعمل تعاقد جديد ، وكمان مصاريف العقد اللى خده  ، واللى معاه ميكفيش ربع الليلة دى ، حسام قال كدة. ..
...أنا كدة فهمت ...
... وبعدين ، هتعملى ايه ..
..،ولا حاجة ، سيبيه يغرق اكتر وخلينا نتفرج ...
*************************
مر أكثر من ثلاثة  شهور بعد أحداث المزرعة ، لم تسمع عنه شئ ، أو يصلها أى خبر ، حتى أنها لا تعلم أن كان فى مصر  انا عاد لدولته مرة أخرى، 
لم يسأل عنها وبدا أن ذلك يحزنها فعلا،  لكنها أم تفكر ابدا فى السؤال عنه وتقاوم رغبتها  أن اتتها فى ذلك  ، 
لدرجة أن آتاها وقت سألت نفسها ،
...قررتى تسامحيه ، شيطانك بيلعب بيكى ليه ياهدى ، بعد كل اللى حصل ...
وتعود لتقول لنفسها. .. دا أنقذك من وهو  فى السعودية  ،   جوالك فورا ، بالتأكيد هو مهتم  ، وبعدين انتى متعرفيش بالظبط ظروف موت الولد  ، ولا تعرفى مين السبب بالظبط  ...
يرد الصوت المهاجم داخلها ...بأى حال هو المقصر  الأول فى حق الولد ، لأنه هو الشخص الوحيد اللى المفروض يحبه بعيد عن أى مصلحة ، وبعدين نسيتى خلاص خوفه من اهله وبالذات أبوه  وسلبيته فى التعامل مع الحوار ده ، سلبيته دى اذتك كتير ،
ايه ياهدى  ؟ عندك استعداد لأذية جديدة ولا ايه ؟ 
يرد الصوت المدافع ...بس حاول يحمينى من أبوه طول الوقت ...
...يحميكى اذاى  يااختى  ، بسلبيته ، ولا باجبارك تنفذى طول الوقت ...
... بس شكله المرة دى حاجة تانية ، شكله واثق اكتر من نفسه  ، اقوى من قبل كدة ، انتى شفتى أتعامل مع الموضوع أذاى ، بتيليفون  من آخر الدنيا ، شوفتى مشى ابن عمه أذاى ، بالهدوم اللى عليه ...
.... ما يمكن عمل كدة  بس من  إحساسه بالتقصير من ناحية ابنك اللى مات  ، وبعدين انتى متعرفيش هو ايه دلوقتى ، وعايش مع مين ،  ما يمكن حب جديد ، ولا صاحب  بعد مراته،  اللى ذى دول الأمور بالنسبالهم متاحة ...
...تفتكرى  ؟
...وايه المانع ، انتى هبلة ولا ايه ، انتى متخيلة انه هيفضل عايش سبع سنين على ذكراكى ....
واستمرت هكذا لأيام وأيام  ، يتصارع داخلها صوتين  ، أحدهما يدافع عنه والآخر يهاجمه بشراسة ، وما يعزز موقف المهاجم ويضعف المدافع  ، هو عدم سؤال خالد عنها مرة أخرى حتى الآن ،
لم ينقذها من دوامتها هذه غير وصول كم غريب من الأخبار عنه ، تدل على أنه كان متحكما فى كل الأمور حولها طوال الفترة الماضية بعد ما حدث فى المزرعة ،
أولها  ورقة طلاقها التى وصلتها عن طريق محضر من المحكمة  ،  فى البداية لم تصدق ، معقول طلق هكذا بدون ضغط أو مساومة ،.
وثانيها وأهمها ما اخبرتها به منى عن حسام  ،
...هدى ، هدى ، سيبى اللى فى ايدك وتعالى ..
..مش وقته يامنى  ، اصبرى  أما اخلص الغدا ، روحى اقعدى مع العيال شوية ...
دخلت وشدتها من يدها متجهة بها للدور العلوى  ،
...أكل ايه ، بقولك حاجة مهمة ...
...براحة طيب ، خدى بالك من الأكل والنبى ياماما ...
...ادخلى ...
وأغلقت الباب بالمفتاح من الداخل
...إيه يابت فى ايه ، ايه الاكشن اللى انتى عاملاه ده ؟
... أنا اللى عاملة اكشن برده ، ولا حبيب القلب ...
...هى هبت عليكى على المسا ، حبيب قلب مين ...
...قلبك انتى ياوزة ،، خدى بس اقرى الخبر ده ...
فتحت تيليفونها واعطتها اياه ، قرأت هدى العناوين بسرعة ، لكن اندهاشها أوقفها عن القراءة لتستفسر
...   هى مش modern design  ده مكتب حسام ...
... أيوة ياستى ...
...أنا مش فاهمة حاجة ، أذاى العقد يتلغى مع مكتب مشهور زى مكتب عمر ، ويدوه لحسام ...
...يعنى إيه بقى ، هو حسام شوية ، ده هو اللى كان مشغل مكتب عمر ..
...مقصدش يامنى  ، بس مش ناس كتير تعرف كدة  ، والناس ليها بالمظاهر  ، ثم ايه علاقة الموضوع ده كله بخالد...
...عموما اخرجك انا من حريتك دى ، وافهمك اللى حصل ، واللى  لسة حكيهولى حسام قبل ما اجيلك ، بس بصراحة متحملتش ، وجيت جرى احكيلك ...
...ما تنطقى  يابنتى ...
...طيب  ، هو انتى متعرفيش اصلا ، أن المشروع ده تنفيذ عربى مشترك ...
...عارفة طبعا ، بس المفروض فيصل هو اللى ..
...هو اللى ايه ...
...تقصدى أن فيصل كان شريك خالد ...
...أنتى عبيطة ، فيصل ليه 5% بس ، وخالد 65%  ، يعنى فيصل هو اللى بيشتغل عند خالد ...
...بتتكلمى بجد ...
...أه والله ، هبعتلك اللينك وابقى أقرى التفاصيل ، وحسام اكدلى ...
...عايزة تقولى أن خالد هو اللى فسخ العقد مع عمرو ..
...نشر بالظبط ، هو كلمته مسموعة جدا ، بس إدارة المشروع مصرية ...
...أنتى مستفذة ليه ، ما تنطقى على طول  ...
...هقولك ،  عشان تعرفى  عمل ايه عشان ينتقملك من الحيوان عمر ...
....يووووه  يامنى ..
...طيب طيب خلاص ،  بصى ياستى ،  حسام قاللى أن خالد اتصل بيه بعد موضوع المزرعة بأسبوع  ، وطلب انه يقابله بعيد عن المكتب ، ماشى ..
...ماشى ، اخلصى ..
..حسام استغرب اوى ، بس راحله ، كان نازل فى اوتيل فى القاهرة  هنا ، 
ومن كلام خالد ، كان واضح اوى انه عارف كل حاجة عن التفاصيل اللى بتحصل فى مكتب عمر ، وعارف قد ايه معاملة عمر لحسام وحشة وعارف اد ايه أن الشغل الهندسى فى المكتب قايم على حسام   ، طلب منه أنه ينفصل عن مكتب  عمر ، وهيساعده بكل الإمكانيات اللى محتاجها عشان يعمل لنفسه  مكتب كويس ، تمام   ؟....
...تمام ...
...بصى انا هحكيلك الحوار زى ما حاكاه حسام بالظبط
                ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
...  أنا برده مش فاهم حضرتك عايز منى ايه بالظبط. ..
....أنا كلامى واضح ومباشر جدا ، تسيب مكتب عمر وتشغل لوحدك ..
...أنا مش جاهز باللى يساعدنى أنى أعمل مكتب لوحدى ...
...هساعدك بكل اللى تحتاجه ، وكمان هجبلك حد يعلمك إدارة المكتب ...
...وحضرتك بتعمل كل ده ليه ؟
...من الاخر ، عايز اسحب منه العقد ، وفى نفس الوقت عايزك انت تنفذه ، وعشان احسم المعادلة ، فلازم انت تنفصل لوحدك  ، غير أن عندى أسباب تانية  ، أفضل احتفظ بيها ...
...فى مشكلة تانية أهم ...
...اللى هى ايه ...
... لو حتي عملت المكتب ، محتاج مهندسين شاطرين يقدروا على مشاريع زى العقد بتاعكم ، الجروب اللى كان معايا عند عمر ، انا مجمعه فى سنين ، مش سهل ابدا تلاقى مهندسين شاطرين  ....
...مفيش مشكلة ، خد الجروب بتاعك من عنده ...
...هيرضوا يسيبوه عشان خاطر حاجة مجهولة ...
..طبعا  ، لما يكون ضعف المرتب ، وعقد محترم لفترة كويسة ، وكمان هم عارفين الفرق بين معاملتك ومعاملة عمر ليهم ، غير أن عقودهم مع عمر مفيهاش شرط جزائى عن فسخ العقد  ، عقد واحد فيهم بس وانا مستعد ادفع الشرط الجزائى   ...
...إيه ده كله ياخالد بيه ، انت كدة عايز تدمره ،ده عنده مشاريع شغالة وبشروط جزائية عالية ، هيتخرب بيته وسمعة مكتبه هتدمر ...
...وهو ده بالظبط  اللى انا عايزه    ...
..هو فى ايه بالظبط ، ليه كدة ...
...طيب انا هحكيلك وانت أحكم ...
              ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
...ومش عايزة اقولك بقى  أما عرف الموضوع ده كان عامل أذاى ، وأول ما جه قاللى اللى يبيع مراته وشرفه وكرامته بالطريقة دى ، سهل اوى انه يبيع شريكه بأرخص تمن ...
....هو انتى مكنتيش قولتيله اصلا ..
...لا طبعا ، انتى اكدتى عليا محكيش لحد ...
...ووافق ..
..وافق ايه يابنتى،  الخبر فى ايدك ..
...وعمر ...
...اتخرب بيته يا عسل ، بصراحة ، خالد خد حقك تالت ومتلت ..
...وعمر عمل ايه مع حسام ..
...هيعمل ايه يعنى ، اتهجم عليه مكتبه وفضل يشتم ،وطلبوا البوليس  ، وعملولو محضر  ...  
     
وقفت هدى واتجهت للشرفة ، ووقفت أمامها تشاهد خالد يلعب مع أبناء خالته ، وسرحت فى خالد الآخر وما فعله من أجلها .
...بتفكرى فى ايه ...
...فى اللى بيحصل ..
...تحبى اقولك رأييى،  وهو رأي محايد فكرى فيه براحتك ...
...خير ...
...خالد معملش كل ده غير عشانك ، اكيد بيحبك ، اسمعه منه ، وشوفى أسبابه ، وبعدين احكمى براحتك ...
...أسمى كلامها ياهدى ،...
كانت هذه جملة الحاجة هدية ، والدتها التى كانت واقفة أمام الباب ، ويبدوا أنها سمعت جزء لا بأس به من الحديث .
نظرات هدى لوالدتها كانت تعذبها ، فابنتها الحبيبة حدث لها ما لا تطيقه امرأة ، ويكفيها ما كان ، فهى من اجبرتها  على الزواج الأول ، وايضا الزواج الثانى ، ومنعتها أن تنفصل عن عمر حين قررت ،
آن لها الأوان أن تعيش وتختار بقلبها حتى لو أذاها  ،
...ياجماعة ، انتو بتتكلموا كأنه واقف بيحاول عليا  ، ده من يوم المزرعة محاولش حتى يشوفنى أو يتكلم معايا ، خلاص الحكاية ماتت مع ابنى اللى مات واندفنت معاه  ...
+
...مين قال  كدة ...
...يعنى إيه ياماما ...
...جالى انا مرة قبل كدة ، وحكالى على كل حاجة ، كل اللى مقولتيهوش هو قاله ، وطلب منى أنى اساعده عشان تسامحيه ...
..يعنى انتى عرفتى  كل حاجة ...
..كان لازم انتى اللى تحكيلى ياهدى ، انا أمك ...
...خفت تزعلى منى ياماما ....
...وهزعل منك ليه يابنتى ، هو بمزاجك كل اللى حصل ...
ضمتها  فى احضانها وهى تربط على ظهرها  . ثم فاجأت هدى بقولها :
... يلا البسى وانزليله بقى ، هو قاعد مستنيكى تحت ...
يتبع
ضمتها  فى احضانها وهى تربط على ظهرها  . ثم فاجأت هدى بقولها :
... يلا البسى وانزليله بقى ، هو قاعد مستنيكى تحت ...
اعتدلت لتنظر لها باندهاش وتسائل  ، ردت عليها
...أه ، هو تحت ومستنيكى ...
التفتت لمنى مرة أخرى  ، قالت لها
...والله ما أعرف حاجة ، ده حتى مشفتهوش من أيام عملية أبوه من 8 سنين ...
ردت الأم ... إيه ياهدى ، هى ملهاش دعوة ، انا متابعاكى من فترة ، وعارفة أن حالتك النفسية اتحسنت شوية بعد ما عرفتى اللى حصل لابنك،  وأنا اللى حددت الوقت ده ، يلا بقى البسى وحصلينى  ...
خرجوا وتركوها هائمة على وجهها ، غاضبة من اجبارها بهذه الطريقة ، لا تعلم أن كان عليها الموافقة على الحديث معه ، مصاحب لكل ذلك أن داخلها لمحة فرح لا تعلم مصدرها  .
****************************
دخلت هدى من باب الشقة  ، ووقفت بمقابلته،  فقد كان باب الصالون مواجه لباب الشقة ،  وقفت تتأمله، كانت جلسة رجل واثق أكثر منه مغرور ،  مسندا ظهره للكرسى ، ويضع قدم فوق الأخرى  ، وفى يده تيليفونه يعبث به ،
لم تكن تعلم لماذا تقف هكذا لتتأمله ،  يجب أن تدخل لتنتهى من هذا الموقف اللعين ،  أخذت تحدث نفسها بطريقة كوميدية لتهدئ من روع نفسها ، فلطالما سبب لها هذا الرجل التوتر .
...ما تجمدى كدة يابت ياهدى ، هتفضلى واقفة كدة ، انتى عاملة زى بنت البنوت اللى داخلة تقابل عريس اول مرة ...
هذه المرة هو من أنهى هذه الوقفة ، لمها من جلستها فقام ووقف لاستقبالها  رغم  أنها لم تدخل الغرفة بعد ، تواجهت العيون  ، تحركت من مكانها باتجاهه فى هدوء ، دخلت وجلست على الكرسى المقابل دون أى كلام ، فلطالما عالجت توترها بالصمت  ،
جلس هو الأخر بمقابلتها دون أن يرفع أحدهما عينه من عين الآخر ، وساد الصمت لفترة لم يعرفا مداها ، وكأن كل منهما يشكى  ما حدث له .
هى من اخفضت عينها أولا ، وايضا هى  من تحدث أولا  ،
...ليه حكيت لما ما اللى حصل ؟
... أنا اتكلمت معاها على أنها عارفة ، لقيتها متعرفش أى حاجة عن الموضوع  ، واضطريت أنى احكيلها لأنى عارف أنها الشخص الوحيد اللى هيساعدنى معاكى ، لأن أمك هى مفتاحك ياهدى ...
...مفتاحى ؟
...أيوة ، مفتاحك،  فكرى كدة ، هى الشخص الوحيد اللى بيقدر يجبرك انك تعملى اللى هو عايزه ، ويقدر برده يجبرك انك متعمليش اللى انتى شخصيا عايزاه ، تبقى مفتاحك ولا لأ ...
...عايز تفهمنى انك عارفنى كويس ...
...أنتى شايفة ايه ...
...شايفة انك حد مختلف عن اللى انا كنت أعرفه ...
...منكرش ، انا اتغيرت كتير اوى ، بس أتمنى انك تساعدينى أنى ارجع خالد القديم بمميزات الجديد ...
...أنا ...
...أيوة انتى ، ومفيش أى حد تانى يقدر ، عشان كدة انا هنا ...
...أه ، انت قدرت تقنع أمى ، لقيتها بتقوللى اسمعي اللى جاى يقوله ...
..والدتك قدرت توصل للى جوايا ...
...وانت عندك كلام ممكن يخلينى حتى أقبل منك كلام ...
...يكفينى اوى انك وافقتى تقعدى معايا  وتسمعينى ...   
... كنت فين من يوم المزرعة ؟
...حبيت اسيبك وقت عشان تستوعبى حزنك عليه ...
بدأت عيناها تلمع  لمجرد  ذكر سيرته
... ليه سيبته يموت ...
اعتدل فى جلسته ، اقترب منها   ، لمعت عيناه بالدموع هو الأخر  ،  وقال :
...والله العظيم ما كنت بسببه لحظة ، كنت بحبه بجد ، و كنت عارف ان هو الرباط الوحيد اللى هيرجعك  ليا فى يوم من الايام ، وكنت ناوى فعلا اعمل كدة ،  حتى ليان مسمحتلهاش تقربله ابدا ، كنت خايف تعمل فيه زى ما كانت بتعمل فيا مرات أبويا ، 
فى يوم جالى سفر فجأة  لفرنسا ، لمدة يومين بس  ، اضطربت اسيبه ،  ولما لقيت الموضوع هيطول هناك ، بعت اجيبه ، قاللى أن كدة كدة ليان جاية فرنسا ، بس هتنزل 24 ساعة بس فى جينيف  ، تمضى أوراق مشروع بيتعمل هناك ،  وأهى تكون معاه ، وافقت ،  وأما وصل فرنسا بعد يومين من خروجه من المملكة ، كان عنده التهاب رؤوى،  فضل فى المستشفى أسبوع ، عملت كل حاجة عشان اساعده ، جبتله دكاترة من كل أنحاء العالم ، بس للاسف كان ضعيف اوى ومتحملش. ...
حاولت تمالك نفسها قدر الإمكان كى لا تبكى  ، لكنه هو سبقها ولم يستطع منع دموعه ، وعندما رأت دموعه تلمع على وجهه  ، انسابت دموعها هى الأخرى دون بكاء  .  لكنه تمالك نفسه وأكمل كلامه :
...مبقتش متخيل ولا متحمل فكرة ضياعه منى  ، فضلت فترة حابس نفسى ، لحد ما وصلنى خبر دخول بابا المستشفى ،  ولما رجعت عرفت ان الكل استغل مرضه وغيابى  وضعف طلال فى الادارة ، وعملوا بلاوي فى المجموعة ، وأولهم ، عمى وابنه فيصل ، وليان ومرات أبويا ، كله كان عايز يلحق حتة من التورتة ، وده كان سبب تعب أبويا ،
قتلت خالد القديم بضعفه وسلبيته ، وحولته للشخص اللى قدامك دلوقتى   ، وفى السنين اللى فاتت رجعت كل حاجة اتسرقت ووقفت العيلة تانى ، لكن بقت كل حاجة فى ايدى وبقيت صاحب  أكبر أسهم فى كل المشاريع ، وكلمتى هى الأولى ...
...وليه معرفتتيش بموت ابنى ...
... نويت اعمل كدة والله ، بس عرفت انك اتجوزتى وخلفتى وعايشة كويس ،  تعمدت انى معرفش تفاصيل عن حياتك ، وفضلت بعيد عايش بذنبى لوحدى ، محبتش اهدم حياتك ، زى ما اتهدمت حياتى. ...
صمت  قليلا  ثم قال ...سامحينى ياهدى ، سامحينى عشان اقدر أعيش ، وأقدر اعوضك عن اللى فات ...
...تعوضنى ، انت متخيل أنى ده ممكن ...
اعتدل فى جلسته وهو يقول بثقة
...مش بمزاجك. ..
...أفندم ...
...براحة بس ، متبقيش حمقية كدة ،  محدش هيقدر يعوضك عن كل اللى شوفتيه غيرى ، وانتى عارفة كدة كويس ، ولو رفضتى ، سواء ارتبطتى أو لا ، هفضل نقطة سودا جواكى  ومش هتروح ابدا  ،
وكمان انا عارف ومتأكد أن مفيش حد غيرك هيرجعنى لنفسى تانى ، ولو ارتبطت بغيرك أو حتى مرتبطتش، هتفضلى جوايا ، ومش هتسيبينى،  عشان كدة الحل الوحيد أن كل واحد فينا يداوي التانى ، ومش هتنازل عن كدة ...
قبل أن ترد ، فوجئت بصرخات صادرة من خارج البيت ، وهى تعلم صاحبة الصرخات ،
تركته وخرجت تجرى  ، وهو خلفها  ، وجدتهم يساعدون هيام فى النزول على سلالم بيتها،  فهى جارة والدتها فى السكن
... إيه خلاص ...
...أه خلاص ياهدى ، الحقينى والنبى،  مبقتش متحملة ...
ردت الأم ... عمالة اقولها لسة شوية ، داانتى بكرية،  مش راضية ...
...ياماما حرام عليكى ، دا من امبارح بتطلق ، انا هروح أجيب العربية ، وانتى ياهايدى كلمى جوزها يحصلنا  على المستشفى ...
بعدما تحركت تذكرت وجود خالد ، التفتت له ، كان يقف على باب المنزل يشاهد ما يحدث ، والغريب أنها وجدت خالد الصغير يمسك بيده ،
...تعالى ياخالد  ، روح لخالتو هوايدا ...
1
...لأ انا هفضل هنا مع انكل خالد ...
تطلعت لخالد الكبير فى تسائل  ، فرد عليها
..أصل احنا أتعرفنا من فترة ، وعلى فكرة ، انا طلبت ايدك منه ووافق كمان  ، ومستنيينك  تخلصى العدة بس ...
تطلعت لابنها ، وجدته يومئ بالموافقة ،
التفتت الكبير وقالت ... وابوك هيوافق  ...
+
رد خالد بتحدى ...نفسى ميوافقش  ...
لم تكمل ابتسامتها ، فقد انتفضت من صرخة هيام وهى تقول ...يلا ياهدى ...
1
...طيب ، طيب ، خلاص أهو ...
هرولت باتجاه السيارة وابتسامتها تملأ وجهها ، ابتسامة كانت تكفيه وتكفيها لتكون مجرد بداية لفرحة حقيقية تحياها فتاة ذات قلب أرهقته الحياة ،،،،،،،،،،،
تمت
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-