رواية اجبرني علي حبه ياسين وروز الجزء الثاني 2 بقلم ميرال مراد

رواية اجبرني علي حبه ياسين وروز الجزء الثاني 2 بقلم ميرال مراد


رواية اجبرني علي حبه ياسين وروز الجزء الثاني 2 هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة ميرال مراد رواية اجبرني علي حبه ياسين وروز الجزء الثاني 2 صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية اجبرني علي حبه ياسين وروز الجزء الثاني 2 حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية اجبرني علي حبه ياسين وروز الجزء الثاني 2

رواية اجبرني علي حبه ياسين وروز بقلم ميرال مراد

رواية اجبرني علي حبه ياسين وروز الجزء الثاني 2

فؤاد -  أهدي يا حبيبتي ..الفلوس بتحل كل الابواب المتقفلة 
- اهدى ازاي !!! مش يمكن  الدكتورة  دي تطلع من الناس بتاع القيم و المباديء  و ما توافقش ؟
- يا حبيبتي كل الناس ليها ثمن...  بس الثمن ده بيختلف من واحد للثاني.... فيه منهم اللي بيقبل يبيع نفسه بارخص ثمن  زي الدكتورة سلمى مثلا ...ولا صاحباتك اللي وافقوا بحتة ايفون بس  يشهدوا أنه كان دايما بيتحرش بيكي  
و فيه ناس عاملين فيها  شرفاء و عندهم ضمير و نزاهة و الكلام ده ...بس لما تعرف توصل للمبلغ المناسب ليهم هيبقوا  زيهم زي الدكتورة سلمى ...يعني تقدري تقولي ان "ذمتهم غالية حبتين" ...هي دي كل الحكاية .
مروة بقلق - يا ريت يطلع كلامك صحيح .
في السجن 
رق قلب العسكري  جابر لحال ياسين  بعدما لاحظ  شروده  الدائم و عزوفه عن الطعام خصوصا و أنه يقضي كل ليله في القيام و لا يأخذ كفايته من النوم حتى بهت و نقص وزنه كثيرا 
- و بعدين يا ابني ؟ هتفضل كدة مبطل الزاد لحد امتى ؟! لنفسك عليك حق برضو ..و  مادمت عارف انك مظلوم و ثقتك في ربنا كبيرة مهموم قوي كدة ليه بس ؟ 
- مليش نفس  يا عسكري ... لما اعوز اكل ابڨى اڨولك 
- بلاش عسكري دي ...يعلم ربنا اني اعتبرتك زي ابني ...لما نكون لوحدنا تقدر تقولي عمي جابر ...و لو عايز أي حاجة أمانة تطلبها مني ...عاوزك تطلع من جو الحزن ده 
فكر ياسين قليلا ...ثم اجاب بعد تردد 
- هي فيه حاجة تڨدر تساعدني فيها لو ما اغلبكش طبعا 
-لو اقدر عليها  و تريحك مش هاتأخر ... .
-  هتلاقي 20 جنيه مع الحاجات اللي اتحجزت مني أبڨي خذهم اشتريلي  دفتر و ڨلم بس يا راجل يا طيب .
- بس كدة ؟ من عينيا يا ابني .
ياسين خريج معهد فنون ...كان يملك  موهبة الرسم منذ صغره و التي  تطورت  اكثر حين اختارها كتخصص ....كان يحن إلى الرسم و يتوق لترجمة اشتياقه للوحات و هو  بين تلك الجدران الصماء .
في اليوم الموالي 
انطلقت ام ياسين مع الفتيات الى القاهرة رفقة حامد حيث ينتظرهم جلال .
توجه فؤاد رفقة مروة الى عيادة الطبيبة حسب العنوان الذي ارسلته له والدتها .
وصلا الى العيادة و كان هناك حشد كبير من المرضى
سجل اسمها و كان دورها 78 ... جلس ينتظر معها قرابة الساعتين  و نصف و كان الدور يمر بشكل بطيء  فجأة رن هاتفه ..فخرج مسرعا 
- الو ..خير يا ابتسام 
- حبيبي انت فين ؟؟
- انا مع مروة عند الدكتورة خير في حاجة !!
- ايوة يا حبيبي .. الحقني عربيتي  اتعطلت مش عارفة مالها و انا في مكان فاضي و خايفة اوي يا ريت تجي تاخذني لاني  متأخرة اصلا على المؤتمر 
- بس انا ما قدرش أسيب مروة لوحدها و كمان احنا عدينا نص المدة مش معقول بعد كل ده اسيب الدور و ارجع يوم تاني ...بصي انا هاتصل بسواق الشركة يجي ياخذك و بعدين يرجع لعربيتك 
- سواق ايه يا فؤاد ...انت اللي معاك اشارة السمارت واتش بتاعتي هو السواق هيعرف مكاني منين ؟؟
- طب و الحل !!
- انتو نمرة كم ؟ 
-  احنا 78 
- طب اسأل الرقم اللي عليه  الدور كام 
سأل ثم عاد إليها : رقم 27 
- لاااا ده فاضل كثير تقدر تجي تاخذني و ترجع لها و يكون دورها لسة ما وصلش .
- امري لله ...حاضر جاي لك حالا .
اقفل الخط و دخل ...همس لمروة : ميرو حبيبتي مضطر اسيبك تستني دورك انا رايح اوصل مامتك و جاي اوكي حبيبي ؟
- اوكي 
وصلت ام ياسين و البنات و توجهت الى شقة ياسين رفقة جلال ..سرعان ما  وقف  احدهم  امام الباب بينما يحاول جلال فتحه 
الشاب - بتعمل ايه هنا يا اخينا 
جلال - و انت مالك ؟؟ ابعد من وشي
اجابه الشاب بفظاظة : مش عايزين حد من عيلة المغت'صب معانا ..يالا هوونا 
جلال بعصبية : جرى ايه يا جدع انت ما تحترم نفسك ! 
تجمع بعض الناس على صوتهما  و سرعان ما تحولت الى مشاداة كلامية و تضاربت الاراء ما بين مؤيد و معارض  لبقائهم في الشقة .
نظر احدهم بطريقة قذر'ة الى روز الواقفة في توجس و قال
- احنا ممكن نخليه يذوق مرارة  اللي عمله في بنت الناس عشان يعرف ان الله حق ... و انه كما تدين تدان 
فجأة لكمة قوية اسقطته ارضا 
وقف جلال أمام الفتاتين  يخفيهم عن نظرات الجميع : اخرس يا زبا'لة ...لو حد  بس منكم بص بصة مش كويسة لاخوات صاحبي  و رحمة ابوي في ترابه هاد'فنه هنا ...عيال صيع بصحيح !! 
كان الشاب سيرد اللكمة لكن احدهم اوقفه و كان شخص تبدو عليه الحكمة و الرزانة 
- ابعد عنه ...محدش هيتعرض له ده مهما كان  معاه ولايا يالا كل واحد يشوف مصالحه 
التفت الى جلال : و انت يا ابني .. المكان هنا مش آمن  احسن لك تأخذ الولايا دول و تشوف لك مكان تاني ربنا يسترها معاكم
اذعن جلال لكلام الرجل الطيب و انصرفوا و هو يقول لسعدية
- قلتلك من الاول  يا حاجة خلينا نروح بيتنا قلتي لا هكون مرتاحة أكثر في شقة ابني ...يالا بينا دي أمي حتى هتفرح بيكم اوي .
- امرك يا ابني ..يالا يا بنات 
في عيادة الدكتورة نهلة
بعد مدة من الزمن عاد فؤاد الى العيادة و كان قد تبقى القليل فقط من المرضى 
وجدها نائمة تتكيء على الجدار و في نفس  الوقت دخلت احدى السيدات الى الداخل 
قالت عاملة الاستقبال : جيت في وقتك يا استاذ  بنت حضرتك دورها اللي جاي بعد الست دي .. يا ريت تصحيها لسة نايمة من  ربع ساعة 
جلس بالقرب منها و حركها بحنان : مروة حبيبتي دورك اللي جاي 
افاقت مروة بتثاقل و دخلا الى الطبيبة بعد بضع دقائق 
- اتفضلي يا بنتي عشان اكشف عليكي و تحكيلي فيك ايه  
فؤاد - احنا مش جايين عشان نكشف يا دكتورة 
الدكتورة نهلة بتعجب : اومال جايين ليه حضرتك؟؟
- اخرج دفتر شيكات من جيبه و راح يلوح به يمينا و يسارا 
- احنا محتاجين تقرير  صغير بس منك .. يفيد ان بنتي اتعرضت للإغتصاب .. و ما تخافيش كله بثمنه ..ادي شيك  ب 500 الف جنيه
ثابت ثائرة الطبيبة لهذا الطلب   و صاحت و ارغت و ازبدت
- انت غلطت في العنوان يا بيه ...انا دكتورة محترمة و باحترم مهنتي و مش بتاع الكلام ده اتفضل اطلع برة قبل ما أتصل بالبوليس  !!! بررررة !!! 
بينما كانت مروة ترتعش خوفا  أجاب فؤاد ببرود و هو لا يزال جالسا يضع رجلا فوق رجل : طب  ما تتحمقيش اوي كدة ! 
و لو قلتلك ان الثمن هيبقى مليون  و نص مليون جنيه ؟؟
صدمت الطبيبة لسماع هذا المبلغ ...صمتت قليلا ثم اجابت بهدوء : بكرة هأرد عليكم 
خرج من عندها و هو يبتسم بإنتصار : مش قلتلك يا حبيبتي ؟ اهو طلع ثمنها مليون و نص .. 😀😂
في السجن 
يقضي معظم وقته في قراءة القرآن أو الصلاة  ليلا و الرسم نهارا .. لم يكن طيفها يبارح خياله..  كان النور الذي ينير عتمة تلك الزنزانة الموحشة.. .. يرسم ادق تفاصيلها  كأنها امامه و يحدث تلك الصور كما  تعود على محادثتها في كل وقت على الواتس ....هل تراها تسأل عن سبب اختفائه المفاجيء ..هل تشتاق اليه  كما يشتاق إليها ؟ أتراها تسأل عنه ....هل تتسائل لماذا اخلف وعده و لم يتصل بها ؟ هل علمت بأنه في السجن ؟؟  هو حتى لا يعلم اذا كانت قد. تعافت من مرضها ام لا ...الشوق و القلق يقتلانه في اليوم ألف مرة
بعد اخذ و جذب و افكار متضاربة استغفر  ربه و قام ليتوضأ و يصلي عسى ان يريح الله  قلبه السقيم
عند والدة ياسين 
بعدما استراحوا قليلا في منزل والدته و تبادلوا التحية و غيرها   اخذهم جلال الى السجن لزيارة ياسين 
الضابط :  آسف بس وقت الزيارة انتهى  يا حاجة ..تقدروا ترجعو بكرة .
ام ياسين بحسرة -  يا ولدي احنا  جايين من  طريڨ طويل.. ادلينا من الصعيد لحد اهني اني و خواته  مش معڨول عترجعنا خايبين رچا بعد المسافة دي كلاتها !!
نظر الى هيئتهم المتعبة  و نظرات الخيبة التي علت وجوههم خصوصا روز ...نظر الى العسكري جابر و اومأ له بإشارة ما 
ثم نظر إليهم من جديد ...مدة الزيارة 10 دقائق و مسموح لإثنين بس يدخلوا للمتهم ...اختاروا مين اللي  هيدخل
شدت روز على ثياب سعدية بلهفة شديدة تترجاها بعيونها التي ترقرقت فيها قطرات الدموع و تتوسلها أن تسمح لها برؤيته 
نظرت إليها سعدية بحزن ثم نظرت للضابط : يا ولدي كلنا ڨلبنا موچوع عليه بزيادة مش ناڨصين وچع ڨلب 
 بالله عليك يا ولدي حلفتك بالغاليين ما تحرمنا منه ..اني امه و دول خواته و ديه صاحب عمره ..
رأف الضابط لحالهم ..فكر قليلا ثم اجاب 
- و الله يا حاجة دي قوانين السجن و  المفروض اصلا ان الزيارة ممنوعة في الوقت ده  ...بس في حالتك  و  عشان خاطر حالة ابنك اللي قاطع الزاد ده  هاعمللكم  استثناء .. انا عندي  حل يرضيكم من غير ما نخل بالقانون
جلال : موافقين يا حضرة الضابط المهم اننا  نشوفه 
الضابط : انا هقسم ال10 دقائق ما بينكم ..كل اثنين 5 دقائق زيارة قلتو ايه ! .  اكثر من كدة مش هاقدر ي حجة ده اكل عيشي 
بصت للبنات ثم لجلال الذين ابدوا موافقتهم
سعدية بفرحة - موافڨين يا حضرة الضابط الهي ربنا يعلي مراتبك و نشوفك لوا 
,الضابط بإمتنان: يا رب يا حاجة . مين هيدخل الاول ؟
نظرت سعدية الى البنات و الى جلال و هم ينتظرون كلمتها
- هادخل اني و شيماء و بعدين تدخل انت و ندى يا چلال 
- حاضر يا حجة .
نظر الضابط الى العسكري فذهب على الفور و ذهبت خلفه سعدية و شيماء .
جلستا تنتظران في احدى الغرف المغلقة بينما ينادي عليه العسكري جابر
فتح باب الزنزانة و تقدم منه  دون ان ينتبه اليه و كان قد غفا للتو فوق احدى الرسمات ...تأمله جابر بحزن على حاله 
- قوم يا ابني ...عندك زيارة 
افاق بتعب ممتزج بدهشة : زيارة من مين ؟
كان جابر ينظر الى الصورة و قد  لاحظ ياسين ذلك فاغلق الدفتر على الفور 
جابر - اهلك هنا يا ابني .
تبعه ياسين الى الغرفة حيث اشار العسكري الى شيماء و سعدية 
نظر في كل الإتجاهات و لم ير سواهما 
اسرعتا نحوه تحتضنانه بشوق .. و هو يبادلهما الحضن بلهفة اكثر ...راحت والدته تتحسس وجهه بقلق و حزن: مالك وشك اصفر و بهتان اكده ليه  يا ڨلب امك الضابط ڨالنا انك رافض اللڨمة ... ليه يا ولدي تحرڨ ڨلبي عليك أكثر ما هو محروڨ ؟ مش اكفاية علي حبستك دي؟
- مليش نفس يمة ...مش بيدي يعني ! المهم طمنيني عنيكم كيفكم ؟؟
- كلنا بخير يا ولدي مش ناڨصنا غير حسك معانا .
شيماء : ما تڨلڨش ياخوي أكيد برائتك عتظهر و ربنا ينتڨم لك من اللي ظلموك ....
 : ان شاء الله يا شيماء
تردد قليلا ثم سأل: ندى كيفها ..و الدكتور ڨال ايه عن حالتها ؟ 
سعدية - ندى بخير يا ولدي و بڨت زينة ...بس موچوع ڨلبها عليك كثير .. كانت عتموت من الڨهر لما شافت صورتك في التلفزيون ..بكيت لما  عينيها نشفت من الدمع يا نور عيني 
ياسين بدهشة : عرفت باللي حوصل !!! 
شيماء - ايوة يا خوي و من ساعتها و البنية اتڨلب حالها....ليل نهار شاردة و هات يا بكا .
العسكري : الخمس دقائق خلصوا يا حجة ... خلص وقت الزيارة اتفضلوا معاي 
سعدية - دقيڨة كمان ربنا يسترها عليك ما لحڨلش اشبع منيه
- بس الضابط اتفق معاكم يقسم العشر دقائق ما بينكم 
نظرت سعدية الى جابر  : حاضر جايين يا خوي ..
ياسين بإستغراب : بين مين و مين ؟؟ مش فاهم !
- ندى برة مستنية هي و چلال 
ياسين بضيق- و تسيبوها  مع چلال ليه؟ 
سعدية بمزاح: يعني معلش أسيب  معاه شيماء ؟؟ 
شعر ياسين بالحرج من هذا  الموقف : لا يمة مڨولتش اكده
سعدية- عموما چلال شهم و ابن حلال و بيعتبرها اخته هي و شيماء  ده حتى واحد صايع  اتحرش بيها وجلال عمل معاه الواجب و بزيادة كمان 
العسكري : يالا يا  حجة مش عايز مشاكل مع الضابط 
 انتو اخذتو وقت الجماعة الثانيين 
- حاضر ...يالا فوتتك بعافية يا ولدي ...دير بالك على نفسك زين و كل لك لڨمة عشان خاطر امك الغلبانة دي.
- حاضر يامة
خرجتا من الغرفة و بقي ياسين ينتظر بلهفة ...
هل حقا سيرى معشوقته  أخيرا !! 
 وقف حين رآها  تدخل برفقة  جلال و العسكري جابر ...
في اللحظة التي رأته فيها اندفعت نحو  احضانه بدون تفكير ...
شعر بالحرج الشديد و هو يرى الاثنان ينظران إليهما و يبتسمان ثم  ادارا وجهيهما  لبعضهما حتى لا يحرجانه اكثر ..

بادلها الحضن رغما عنه فألم الشوق كان يعتصر قلبه عصرا
بقيت تمسك بيديه و ترفض ان تتركهما و هي تبكي بكاء مريرا 
بقي ينظر الى عينيها و يمسح تلك اللآليء منهما فلم يكونا بحاجة للحديث  مطلقا 
- وحشتيني 
- مش اكثر مني 
- آسف ما قدرتش اوفي بوعدي ليكي  و اكلمك كل يوم بس غصب عني ... صدقيني ما نسيتكيش ولا  لحظة 
- على فكرة انا متأكدة انك بريء و هتظهر برائتك للدنيا كلها
- و انا ما يهمنيش الدنيا .. كل اللي يهمني ان انت مصدقاني 
خلال بضع دقائق من الصمت كانت  عيونهما  تشرح كل شيء و تترجم الكلام الذي يختلج في صدريهما و تلخص هذا الحوار كله في بضع نظرات فقط .
تقدم جلال نحوهما بإحراج ..انتبهت الى نفسها فأبعدت يدها من يده  تمسح دموعها بينما احتضنه جلال بقوة : شد حيلك يا صاحبي ربنا يفك سجنك و ينصرك على من ظلمك 
- تسلم يا اخوي ..
جلال : على فكرة  ما تخافش على اهلك هوما  قاعدين عندنا ...الجماعة اللي ساكنين قصادك عملوا فصل تعبان قدام البنات ..بس انا اخذتلك حقك منهم و ضربتلك واحد منهم ضربة هتفضل معلمة على مناخيره طول العمر .💪
- ديه عشمي برضو...  راجل من ظهر راجل يا خوي .💪
العسكري : معاد الزيارة خلص اتفضلوا معاي 
تشبثت به ترفض الذهاب فاومأ لها بمعنى لابأس سأكون بخير
 خرجت تجر الخطى بتثاقل و هي تلتفت اليه بإستمرار و تبكي
لم تكن حاله احسن من حالها لكن قلبه قد ارتاح  لرؤيتها و هدأت ثورته من الشوق و لو قليلا .
عاد الى زنزانته و امسك صورتها  يحتضنها الى ان  نام على هذا الوضع 
في صباح اليوم الموالي
في منزل والدة مروة.
ابتسام - حبيبي انا طالعة مش عايز مني حاجة ؟ 
- لا سلامتك يا روحي 
ابتسام - اه على فكرة .. الدكتورة اتصلت و قالت ان تقرير مروة جاهز
فؤاد بفرحة  - طب كويس انا هابقى اعدي اجيبه من عندها 
ابتسام - و ليه الغلبة!  العيادة في طريقي ..هاعدي اخذه و احطه عند الاستاذة نجوى المحامية ..بس ما تنساش تتصل انت بالدكتورة نهلة بتقول  عشان نسيت تدفعلها اتعابها ولا حاجة زي كدة !!
ابتسم فؤاد براحة : حاضر  يا قلبي هابقى اكلمها .
ابتسام - نسيت حاجة كمان ! انا الليلة مش هاقدر ارجع البيت اتصلوا بيا من المستشفى هاطلع من العيادة على  هناك على طول ..
- براحتك يا حبيبتي 🥰
خرجت ابتسام  و ابتسم هو بمكر : حلو اوي كل حاجة ماشية زي ما خططتلها بالضبط .
في السجن 
العسكري جابر أحضر طعاما لياسين فتح  الزنزانة و وضعه فوق الطاولة و هو يتأمل حالته بحزن 
كان  دفتره مرميا على الارض بينما لا يزال  هو على وضعه منذ الليلة الماضية  ينام بعشوائية   فهو لم يذق طعم النوم منذ وقت طويل 
- لا حول الله يا رب ....ياسين !! اصحى يا ابني الساعة عدت 8 انت حتى ما صليتش الصبح  زي عوايدك !!
افاق بتعب شديد : ياااه !! معقولة نمت كل ده !! ثم تحسس يديه بقلق  فلم يجد الدفتر ...نظر حوله  فوجده واقعا عند قدميه ..اخذه و اغلقه ثم وضعه بعناية في مكانه و هو يهم بالنهوض 
جابر- على فكرة شكلها في الحقيقة احلى بكثير 🥰
- افندم ؟؟؟
- البنية اللي صورها مالية الدفتر .
توتر ياسين بشدة : بنية مين يا عم جابر !؟  ديه اختي !!
- لا انا ما اقصدش اختك.. انا قصدي عالتانية 
ياسين بتوتر- شكلك عتخرف عاد يا عم جابر ! التنين خواتي 
- مش على عمك جابر يا ولد ...نظرة العشق. اللي كانت في عينيك و لهفتك لحظة ما شفتها بتقول غير كدة... انا كمان كنت بحب و اعرف النظرة دي كويس ...اما حكاية اختك دي ف انا عايز افهمها بقى .. انت بعد ما تصلي و تاكل لك لقمة تحكيلي حكايتها ايه و ادينا بنسلي بعض 
تنهد ياسين بعمق : احكيلك ايه ولا ايه بس .
عم جابر : تحكيلي اللي في قلبك يمكن اشيل عنك شوية من الحمل ده و اقدر اساعدك؟ ...انا كمان عندي خبرة مش بطالة في الحكايات دي اوعة تستقل بيا يا ولد !!! ده انا كنت دنجوان زماني 
ضحك ياسين رغم الألم : لا ماهو واضح !
- ايوة كدة يا ابني أضحك و ارمي الهم عنك .. تعال ناكل لقمة سوا... مش  المفروض بعد ما شفت الحبايب نفسك اتفتحت  ولا ايه؟؟  😉
ياسين : تصدق بالله معاك حج ؟؟صحيت  جيعان ڨوي
جابر بمكر: مش قلتلك اني اعرف الحكايات دي كويس؟ 
- لا خلاص معنديش شك ف اكده 😂
-  على فكرة ...البنت شكلها  بتحبك زي ما انت بتحبها و اكثر .. واضح اوي من لهفتها و خوفها. ..اصل انت ما شفتهاش لما الضابط منعهم يزوروك  عملت ايه...كانت هتقع من طولها و قلبها هيوقف من الصدمة.
ياسين بألم- بس هي بتعاملني كدة لأنها فاكراني اخوها 
- و لو اني مش فاهم حكاية  اخوها دي بس انت غلطان 
عينيها كانت بتقول غير كدة.
- مش عارف اڨولك ايه يا عم جابر
-  الحكاية شكلها كبيرة و معقدة انت تاكل و  بعدها تحكيلي حكايتكم  بالتفصيل .
في منزل والدة جلال 
سعدية بهمس - بس يا ستي ....دي كل الحكاية 
سناء والدة جلال : حكاية غريبة عجيبة يا ام ياسين 
سعدية :  زي ما فهمتك يا سناء  اوعي تجيبي سيرة ڨدام البنية اننا مش اهلها ... احنا خايفين عليها من الصدمة ..
- حاضر يا اختي ... و ربنا يجبر بخاطرها و يعثرها ف اهلها ان شاء الله .
سعدية : ما تڨومي يا بنت شوفي اختك من ساعة ما جينا من السجن و هي ڨافلة على نفسها ..خليها تجي تڨعد ويانا.
- حاضر يمة 
دلفت شيماء اليها  فوجدتها مغمضة العينين لكن يبدو انها مستيقظة 
- مش عتڨومي يا ندى ! احنا بڨينا العصر أمي عاوزاكي تطلعي تڨعدي ويانا.
اومأت بضيق برأسها .
جلست شيماء بجانبها : مالك يا حبيبتي مش احنا شوفناه و اتطمنا عليه ؟! في أي عاد !! 
اعتدلت في جلستها و امسكت لوحتها : خايفة عليه اوي.
- ما تخافيش يا حبيبتي ...ربنا معاه .
في فيلا عائلة مروة 
في وقت متأخر من الليل 
تستلقي مروة على صدر فؤاد العاري يدخنان سيجارتين من الممنو'عات و هي شاردة  الذهن
فؤاد : مالك يا ميرو مش على بعضك اليومين دول يعني ؟
- خايفة اوي ... كل ما معاد المحكمة بيقرب بحس بمغص في بطني اكثر ...حاسة بإحساس فظيع 
فؤاد: احساس ايه ده  يا حنينة؟؟ يكونش الواد المدرس ده صعبان عليكي ؟؟ 
مروة بضيق : انا مكنتش عايزاه يقضي بقية حياته في السجن 
فؤاد بغضب جحيمي : اومال كنتي عايزة ايه ؟؟ يتجوزك !! ده انا كنت اقتلك انتي و هو ! انا ما دبرتش الحكاية دي كلها عشان تتجوزيه ! ده انا كنت امسح من الدنيا  اي حد  يفكر يقرب منك  او يلمس شعرة واحدة حتى  من شعرك !! 
اعتدلت مروة  في جلستها و نظرت إليه بقلق  : اومال انت دبرت حكاية الاستاذ دي ليه ؟؟
- عشان متاكد ان محدش بعد كدة هيكون ليه جرأة يتقدم لوحدة مغت'صبة و حكايتها اتشهرت بالشكل ده حتى لو  كانت ضحية 
ابتلعت غصة ألم من كلماته ثم اردفت 
- بس احنا هنفضل كدة لحد امتى ؟ 
- هانت يا قلبي ...انتي خلاص كلها ثلاث شهور و تتمي السن القانوني و ساعتها انا هاخلص كل شغلي هنا  و اخذك و نهرب بعيد عن الناس كلها 
- نهرب فين يعني ؟
-  نسافر امريكا و نعيش انا و  انتي و بس و محدش هيعرف يوصل لنا خالص و طبعا  حكاية الاغت'صاب  دي انسب رواية عشان نفسر  سبب هروبك من البلد 
مروة : بس الشركة و الحسابات كلها بإسم ماما هنعيش منين؟
- هاصفي كل حسابات الشركة بالتوكيل اللي ابتسام عاملاهولي و هاحول كل الفلوس بإسمي طبعا ...ما تشغليش انتي بالك بالحاجات دي يا قمري .. انتي   كل اللي عليكي تتدلعي و تصرفي و تبسطيني و بس 
- يعني  هتفضل تحبني يا فؤاد ؟؟
-  عمري ما حبيت ولا هاحب غيرك يا قمري 😘
(استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم )
كان سيف يجلس في المنزل بملل يمسك بهاتفه و هو شارد في اللاشيء ..فجأة رن هاتفه و كان المتصل طارق
سيف : الو يا طارق ...مادمت اتنازلت و اتصلت يبقى أكيد فيه اخبار ..
خرج مصطفى من المطبخ على صوت الهاتف  ينتظر  الاخبار حين سمع اسم طارق 
طارق : للأسف انا كنت مستني انكم انتم اللي تدوني الجديد مش انت اللي  اخوك ضابط برضو ؟ 
سيف : ايوة صحيح ... اخوي ضابط مش عراف .. أكيد مش هنقدر نعرف هي فين في بلد فيه مئة مليون نسمة 
طارق : طب مصطفى ما عندوش تفسير  لإختفائها مرة وحدة ده !! 
سيف و هو ينظر الى مصطفى : أكيد  عنده تفسير ...بيقول محتمل انها عايشة بإسم تاني عشان كدة محدش قدر يلاقيها 
طارق : و الله احتمال وارد جدا . 
سيف بملل : طب لو ما عندكش اخبار انا عايز أنام 
طارق : لا طبعا انا اتصلت عشان اقولكم ان انا عرفت مكان مروان 
سيف بإهتمام : بجد !!! هو فين ؟؟
طارق : في اليونان ...و مش بس كدة ..انا كمان عرفت أنه  هيموت و يعرف مكانها و مش عارف يتحرك خالص رغم كل شبكة اتصالاته الواسعة و معارفه 
سيف : طب عرفت كل ده ازاي ؟؟
طارق : مش مروان بس اللي عنده جواسيس. 😁🙂 
اقفل سيف الخط و تنهد براحة و هو ينظر الى مصطفى 
- الحمد لله انا كدة اتطمنت على روز .. مادام مروان كمان بكل نفوذه مش عارف يوصلها يبقى هي أكيد بأمان ..
يوم المحكمة 
كان الجميع في القاعة ينتظر المحاكمة المصيرية للاستاذ ياسين ..تحت تغطية واسعة من وسائل الاعلام بسبب اسم مروة المثير للإهتمام ...فوالدتها جراحة عظام  مشهورة جدا في البلد   و المرحوم والدها  كان صاحب  اشهر شركة مقاولات  و هي "شركة الكيلاني " التي بدأت كمكتب عقارات فتحه المهندس المبتديء  سليم الكيلاني بأموال زوجته و تطورت الى ان اصبحت ما هي عليه الآن  .
حضر كل  من محامي ياسين الاستاذ حازم السيوفي 
و محامية مروة الاستاذة نجوى فايد واحدة من  اشهر المحامين الشباب في مصر  و كانت المحكمة تعج على آخرها بالناس الذين حضروا من كل مكان لمتايعة القضية التي انتشر خبرها و ذاع صيتها منذ مدة عبر وسائل الاعلام و مواقع التواصل الاجتماعي..و خاصة اقارب ياسين و جيرانه و معارفه  و كل من يعرفه من قريب او بعيد . فهو كان معروفا بالادب العالي و الأخلاق الحميدة مع الناس كلها
جلست شيماء بجانبها روز الخائفة و امامهما مباشرة سناء و سعدية و جلال الذي اوصاه ياسين بالجلوس امامها لمنع اي احد من التقاط صور لها بسبب فارق الطول بينهما 
كان ياسين يجلس في قفص الاتهام و هو ينظر إليها بإنكسار
لم يكن  يريدها ان تراه منكسرا و في هذا الموضع لكنها أصرت على الحضور و رفضت بشدة البقاء  وحدها في المنزل .
جلست في الجهة المقابلة مروة و زوج والدتها و خلفهما  الدكتورة سلمى رشاد التي استدعيت للشهادة إضافة الىصديقات مروة
و خلقهم  الناس الذين عاينوا الحادثة .
فؤاد : مش عارف والدتك فين لحد دلوقت !! معقولة تفوت حاجة مهمة زي دي عشان شغلها ؟؟
مروة : ما تتصل عليها 
- مقفول 
بدأت المحاكمة و  تبادل الاسئلة و الاجوبة و سماع كل من مروة  و ياسين و كذلك الشهود و تواصلت لمدة ساعتين و كانت كل الأدلة ضده ..لم يجد محاميه ما يسأله أو يقدمه 
القاضي - بعد سماع أقوال المتهم و الشهود و المجني عليها ناخذ فترة المداولات ثم نعود للنطق بالحكم.
في فترة الإستراحة  وصلت ابتسام والدة مروة و برفقتها فوزية و من خلفها الدكتورة نهلة عبد السلام 
في هذه الأثناء كانت والدة  ياسين متوترة جدا و لم تكن الفتيات أحسن حالا منها فالتهمة ثبتت على ياسين من كل الجهات و كان النطق باقصى العقوبة مسألة وقت فقط و لم تفصلهم عنه سوى دقائق فقط ..
مروة متوترة جدا و فؤاد يهمس في أذنها : ما تخافيش يا حبيبتي خلاص  الجلسة قربت تخلص و الكابوس ده ينتهي .
كان الاستاذ حازم يقف مع ياسين عاجزا لا يعرف ماذا يفعل 
بقي القليل فقط و المحامية بما معها من ادلة التمست المؤبد
لكن ياسين كان هادئا جدااا يستغفر بإستمرار و يذكر الله  بدون توقف .. ويتجنب النظر إلى روز المنهارة  من البكاء كي لا يضعف .
ياسين : استاذ حازم عندي  طلب او بالاحرى رچاء منك
أستاذ حازم :اتفضل 
ياسين : ارچوك تڨول لجلال يستنى مع ندى برة لحظة النطڨ بالحكم  .. ارجوووك .. اني اڨدر اتحمل المؤبد حتى بس ماڨدرش اتحمل دموعها ..ولا صدمتها لحظة نطڨ الخبر 
نظر اليه المحامي بحزن ..فهو على وشك الإفتضاح في مصر بأسرها و قضاء حياته بأكملها في السجن و  كل ما كان يهمه هو عدم رؤيتها تبكي !!! 
حازم : حاضر يا استاذ 
في هذه اللحظة توجهت الى ابتسام مباشرة الى الاستاذ حازم المحامي اعطته ظرفا صغيرا ...و همست في أذنه بشيء .
كان الحشد كبيرا و لم يرهم فؤاد حين وصلوا 
- محكمة !!!! 
عاد الجميع إلى اماكنهم و جلست ابتسام و نهلة و فوزية في آخر الصف .
- اذا لم يكن هناك احد لديه اي أقوال اخرى ننتقل مباشرة الى النطق بالحكم .
فجأة تقدم المحامي حازم  بهدوء : انا عندي يا سيادة القاضي 
- اتفضل يا أستاذ حازم عندك ايه ؟ 
اعطاه الظرف و قال 
- اتفضل الظرف ده و بأطلب استدعاء الدكتورة نهلة عبد السلام  للشهادة .
نظر القاضي الى محتويات الظرف و راح يتفحصها بينما بقي  الناس يتسائلون و علامات الدهشة تعلو وجوه الجميع !!
بهتت مروة و همست لفؤاد: يا ترى هيطلب منها ايه انا خايفة ؟ 
طمئنها ببرود : ما تخافيش ياقلبي دي لاهفة مليون و نص .
نظرت ابتسام بمزاح لنهلة قائلة : جاهزة يا نيها ؟ 
ضحكت نهلة قائلة : جاهزة يا شاويش  ابتسام 😉 
يتبع ....

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
بهتت مروة و همست لفؤاد: يا ترى هيطلب منها ايه انا خايفة ؟ 
طمئنها ببرود : ما تخافيش ياقلبي دي لاهفة مليون و نص .
نظرت ابتسام بمزاح لنهلة قائلة : جاهزة يا نيها ؟ 
ضحكت نهلة قائلة : جاهزة يا شاويش  ابتسام 😉 
فلاش
في منزل الدكتورة نهلة 
الخادمة- دكتورة فيه واحدة عايزة حضرتك تحت بتقول صاحبتك 
- ما قالتش مين ؟ 
- لا يا دكتورة قالت عايزاها مفاجأة
نهلة بإستغراب : طب انا نازلة روحي اعمليلها شاي
تقدمت  نهلة و هي مندهشة : شاويش ابتسام !!  ايه المفاجأة اللذيذة دي  !! 
اخذتا بعض بالاحضان طويلا ثم جلستا 
ابتسام  - معقولة بعد  السنين دي  كلها لسة لقب الشاويش لازق معاي ! ..يا بت احترميني ده  انا  حتى بقيت جراحة قد الدنيا !
- حتى لو كنتي رئيسة الجمهورية هتفضلي برضو انتيمتي الشويش ابتسام 
- على فكرة لولا التعليمات و القوانين  الصارمة  بتاعتي مكنتيش بقيتي دكتورة قد الدنيا كدة
- ما قلناش حاجة يا بيسا يا  قموصة  انتي..المهم  انتي عاملة ايه  طمنيني عليكي 
- الحمد لله كويسة بس ايه الغيبة دي كلها !!
- معلش يا روحي مشاغل الدنيا كثير و انتي عارفة من لما سافرت امريكا مابقاش عندي وقت فراغ ثانية  واحدة  
و حتى لما رجعت و استقريت هنا و شي العيادة و المستشفى واقع فوق دماغي من الصبح لحد نص الليل 
- عاذراكي  طبعا ما انا زيك  ... بس بسم الله ماشاء الله عاملة شغل جامد و اسمك بيلمع في كل المجلات العلمية و المؤتمرات 
- ايوة ابتدينا قر بقى ههه
- لا و الله بالعكس يا عبيطة انا فرحتلك اوي .. المهم اخبار الشغل معاكي ايه ! أصل سألت عليكي في العيادة قالولي اتقفلت ...خير ؟! 
-- لا  أنا غيرت مقر عيادتي القديمة لانها بقت ضيقة 
و عيادتي الجديدة لسة في آخر لمساتها  و الافتتاح بعد عشر ايام فقلت استغل الفرصة و اخذ أجازة بقى ! 
- طب مش عايزة اخذ من وقتك كثير انا محتاجاكي ف خدمة شخصية
- عينيا ليكي يا بيسا اؤمري 
- انا عايزاكي  تكشفي على بنتي.. 
- بس كدة ! هاتيها هنا مش هنستنى لحد ما العيادة تفتح 
-لا الموضوع معقد شوية و انا معنديش الوقت ده كله ...انا اخترتك لسببين ..الاول انك انتيمتي و تقدري تخلصي الموضوع بكل سرية و ثانيا لأن جوزي و بنتي ما يعرفوكيش
- ازاي مش فاهمة 
- انا عايزاكي تكشفي عليها بس من غير ما تعرفيها حتى 
نهلة بإستغراب - و دي اعملها ازاي بقى ! 
- يا ستي .... شغلي دماغك الالماظ ده شوية  ..مش انتي دحيحة الدفعة ! 😂🙄
پاااك 
نظر القاضي بتمعن  الى الورقة الموضوعة امامه ثم قال 
- نظرا لحساسية  القضية نستطيع جعل الجلسة سرية تحت طلب من مقدم هذه الدعوة .
اندهش الجميع و اولهم فؤاد و ركزت وسائل الاعلام كل عدساتها و ميكروفوناتها  لهذا الطلب الغريب !! 
في هذه اللحظة وقفت ابتسام بشموخ : لا يا سيادة القاضي !!
تقدمت الى الأمام بإعتزاز : انا الدكتورة ابتسام سعيد القاضي 46 سنة  والدة المدعية مروة سليم الكيلاني  المهنة  جراحة عظام .
ثم التفتت الى زوجها و ابنتها و اكملت
- انا مقدمة هذه الدعوة و عايزة الجلسة علنية و طالبة تغطية اعلانية كاملة لانها من البداية كانت قضية رأي عام ما اقدرش احرم الرأي العام من معرفة الحقيقة .
نظر القاضي الى هيئة المحكمة ثم نظر مجددا الى الاستاذ حازم 
- طلبك مقبول .. تُطلب الدكتورة نهلة عبد السلام للشهادة 
تقدمت نهلة بثبات و الكل يطالعها 
- اسمك الثلاثي و سنك و مركزك 
- نهلة عبد السلام  المنصور 46 سنة طبيبة نساء و توليد .
- قولي و الله العظيم أقول الحق و لا شيء غير الحق .
رددت جملته وسط استغراب و تساؤل البعض  و توتر البعض الاخر 
في هذه الأثناء نظر حازم الى ياسين بلمعة أمل ثم اكمل
استاذ حازم - اتفضلي  يا دكتورة عايزين شرح  مفصل منك بخصوص حالة القاصر مروة  سليم الكيلاني حسب التقرير المقدم من طرف حضرتك .
نهلة : حسب التقرير  المقدم لهيئة المحكمة الموقرة ..انا  اكتشفت من معاينة الحالة ما يلي
- أولا  الآنسة صحيح فاقدة عذريتها لكن  ليس بسبب الاغتصا'ب بل عن طريق علاقة جنسية  بمحض  رضا .
فوضى عارمة اجتاحت القاعة ما بين صدمة و دهشة 
نظرت روز الى شيماء و سعدية بأمل ثم نظرت الى ياسين بفرحة بادلها إياها 
- سكووووووت !!! 
صمت الجميع و راحوا يتبادلون نظرات الصدمة و كانت مروة في حالة يرثى عليها يكاد يغمى عليها من وقع الخبر
سأل حازم : ممكن توضحي النقطة دي اكثر يا دكتورة ؟
همس فؤاد  بحدة الى محاميته 
قامت المحامية نجوى الفايد بتسرع: اعترض يا سيادة القاضي
القاضي : على ايه ؟؟ 
نظرت المحامية بإحراج الى فؤاد الذي كان يشتعل غضبا 
فكيف تقول ان موكلتها لم يتم الكشف عليها اطلاقا من طرف الطبيبة!! فضلت الصمت لحفظ ماء وجهها و ابتسمت نهلة في وجه فؤاد بخبث و هي تتذكر ما حدث 
فلاش آخر 
نهلة  : الو يا بيسا انا جاهزة للتنفيذ محتاجة بس تلهي جوزك مدة لحد ما نخدرها و نكشف  عليها ..
- محتاجة وقت قد ايه ؟ 
- مش اكثر من نص ساعة .
- خلاص  دي عندي انا ..بقولك ايه يا نيها !! انا متأكدة أنه هيعرض عليك مبلغ كبير ..اوعي تبيني انك سهلة و كدة ! اجمدي حبتين 
- ما تخافيش يا بيسا ..انا اعجبك اوي  في الحكايات دي
كان كل من في العيادة من جماعة نهلة و  كانت مروة هي المريضة الوحيدة ..فور تلقيه الاتصال و خروجه  جلست بجانبها سيدة فتحت قارورة صغيرة و وضعت القليل من السائل على اصبعها 
- ممكن يا آنسة تديني رأيك في البرفان ده  !  عايزة اطلبه عالنت بس مش قادرة احدد اذا كان حلو او لا بسبب الزكام
و سرعان ما وجهت اصبعيها  الى انف مروة و فركتهما
مروة بغضب : ايه القرف ده ابعدي عني انتي مجنونة ولا ايه !
تراجعت السيدة : آسفة.. مالك اتعصبتي كدة ده برفان بس !
سرعان ما اخذ المخدر مفعوله و غطت في نوم عميق
 ادخلوها الى الداخل حيث قامت نهلة بمعاينتها و اخذ عينة من الدماء و كذا من رحمها
اخرجوها و وضعوها مكانها .. و رشت نفس السيدة على انفها بخاخا مضادا  للمخدر فور وصول فؤاد  ثم دخلت الى الطبيبة 
باك 
القاضي : اعتراض مرفوض يا استاذة  ...اتفضلي يا دكتورة جاوبي 
الدكتورة نهلة: غشاء البكارة لما يتعرض لضغط زي ضغط الاغتصا'ب بيتفض  بشكل عشوائي .. و مع الوقت بتتشكل نتوءات لحمية مكان التمزق 
بس في حالة الإنسجام بين الطرفين و في حال  فض البكارة برضا البنت  العضلات المحيطة بالغشاء بتكون في وضع ارتخاء و بالتالي يتم فض الغشاء بكل سلاسة و مش بيسيب التمزق  أثر أبدا ..و ده اللي عاينته في حالة الآنسة مروة .
عم الهمس و كانت القاعة اشبه ببركان خامد على وشك الانفجار 
القاضي : كملي يا دكتورة 
-ثانيا .. الآنسة  فاقدة للعذرية منذ ثلاث سنوات على أقل تقدير  و ليس حديثا .
اصوات همهمة في المحكمة و اناس مندهشين  ينظرون الى بعضهم البعض !!! 
- سكووووووت.. اي واحد يتكلم من غير اذن هيتسجن
كان ذلك الخبر الذي قصم ظهر  فؤاد ....
اختبئت مروة خلفه تخفي وجهها بين يديها بخزي منعا لصور عدسات الفضوليين.
نظرت نهلة الى الجميع ثم اكملت 
- ثالثا ..المعاينة الي عملتها  و تحليل الحيوانات المنوية بيؤكدوا أن الآنسة تمارس علاقة  جنسية عادية مثل أي ست متزوجة  بمعدل ثلاث مرات اسبوعيا على الأقل . .و تحليل الدم يؤكد وجود حبوب منع حمل تؤخذ بشكل منتظم و يومي
علت تدريجيا همهمات في القاعة :
- يا ساتر عالجبروت !! 
- حصل ايه في الدنيا يا اخواتي 
- يا نهار اسود !! كانت عايزة تشيل الراجل الغلبان ليلة غيره !! 
-قال  قاصر قال!!  دي واحدة قادرة . .. !! 
تعالت الهمسات الغاضبة و التذمر وسط القاعة و كانت الصدمة  سيدة الموقف .
لم تتحمل مروة الصدمة و اغمي عليها بعد سماع  الناس الخبر
اخذت وقتا على ما افاقتها الدكتورة سلمى المرتعشة بدورها
نهلة: و أخيرا و لو ان ده مش من تخصصي لكني بناء على طلب الوالدة عملت تحليل سُمٌِيات و اكتشفت كمية مخد'رات  و حبوب هلو'سة بتدخل جسمها بشكل منتظم و  على جرعات محددة.
تداخلات مختلفة .. فالصدمات المتلاحقة كانت كثيرة !!
- يا ترى مين اللي ضحك عليها و عملت فيها كدة !! 
- ازاي  كانت عايزة تلبس الاستاذ تهمة فظيعة زي دي !! 
- مش ممكن يكون فيه ناس بالحق'ارة دي .!! 
- هي الدنيا جرى فيها ايه يا ناس !!
- سكووووووت!!! 
هم الهدوء جزئيا في القاعة 
القاضي : عندك كلام تاني تقوليه يا دكتورة !؟
نهلة : ايوة .. الآنسة  و زوج امها كانوا جايين عشان يطلبوا مني ازور التقرير و اقول انها مغت'صبة و سيادتك قدامك الشيك الممضي بخط ايده : مليون و نص جنيه ثمن للتقرير المزور.
- يا فضيحتي !! جوز امها كان عارف بالمصيبة !! 
القاضي - شكرا يا دكتورة اتفضلي  مكانك ...
نظر القاضي الى الدليل الموالي ثم رفع نظره قائلا 
- قبل أن نستمع الى دعوى الدكتورة ابتسام سعيد القاضي
اشار القاضي الى احد العساكر و اكمل 
- يؤخذ السيد فؤاد صالح عبد الرحمن الى قفص الإتهام 
وقف فؤاد بدهشة ممزوجة بالغضب : قفص ايه و اتهام ايه !! و انا مالي !!! 
القاضي - أحسنلك تلتزم الصمت و الهدوء و ما تتكلمش الا لما يتوجهلك الكلام و الا الحكم هيكون مضاعف !! 
فؤاد - حكم ايه انا مش فاهم ايه علاقتي بالموضوع  !! 
القاضي - كلمة زيادة و هتتسجن شهر عقوبة اثارة الفوضى في المحكمة 
مشى خلف العسكري و هو يكاد يشتعل من الغضب و وضع في قفص مجاور لقفص ياسين 
القاضي : اتفضلي يا دكتورة ابتسام قولي اللي عندك 
ابتسام و هي تنظر الى فؤاد بإحتقار و تتذكر ما جرى
فلاش 
ابتسام :ايوة يا مجدي ...فؤاد  و مروة وصلوا  العيادة تقدروا تدخلوا....  فوزية لكم سايبة باب الجنينة مفتوح ..مش عايزة  حد يكتشف ان فيه كاميرات ولا حتى الجن الازرق 
- عيب يا مادام دي شغلتي  ما تقلقيش انتي .
باك 
 ابتسام : انا عايزة ارفع قضايا  :  خلع،  خيانة زوجية ،  زنا محارم و التغرير بقاصر على  المدعو فؤاد صالح عبد الرحمن و الفيديو اللي في التسجيل عند سيادتك يثبت صحة كلامي و  معاه نتيجة تحليل السائل المنوي للمعني  و اللي كان مطابقا لنتيجة تحليل السائل المستخلص من رحم مروة سليم الذي اجرته الدكتورة نهلة عبد السلام 
شهق الجميع من هول الصدمة ... الفضيحة كانت كبيرة  جلجلت لها اصداء القاعة باكملها لدرجة أنه بات من المستحيل تهدئة الاوضاع و إعادة النظام داخل المحكمة .

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
شهق الجميع من هول الصدمة ... الفضيحة كانت كبيرة  جلجلت لها اصداء القاعة باكملها لدرجة أنه بات من المستحيل تهدئة الاوضاع و إعادة النظام داخل المحكمة .
صاح فؤاد بغضب : تغرير ايه و قاصر ايه !!! بنتك المحترمة هي اللي كانت بتحاول توقعني من و هي عندها 13 سنة 
 كل ده و الهانم فين ؟؟ طبعا مع شغلها و عملياتها و مؤتمراتها ! انتي السبب يا ابتسام .. ايوة انتي السبب في اني بصيت لعيلة ..هي ادتني الاهتمام اللي انتي حرمتيني منه .
توترت الأجواء كثيرا و خاصة الشهود الذين شهدوا زورا على ياسين و الدكتورة سلمى التي اصبح لون وجهها كلون المو"تى
صديقات مروة أغمى عليهن واحدة تلو الاخرى 
أما المحامية نجوى الفايد فكانت تستشيط غضبا فهي لاول مرة تخفق إخفاقا كهذا و تتعرض قضية من قضاياها لهذه الفضيحة الواسعة 
الفرحة التي كانت على وجوه سعدية و البنات لا توصف راحت كل منهما تحتضن الاخرى بفرحة عارمة لظهور الحقيقة 
كان ياسين يرفع نظره الى السماء و لا يكف عن الشكر و الحمد
استغرق اعادة القاعة الى وضعها السابق و و فرض النظام و الانضباط وقتا طويلا
 أخيرا عم بعض الهدوء و اكملت ابتسام 
- و كمان عايزة ارفع قضية اسقاط نسب  على المدعوة مروة سليم ....و اوكل المحامي حازم السيوفي لمسك هذه الدعوة و الدعوات السابقة 
توجهت عدسات الكاميرات اليه و كم  كانت دهشته كبيرة 
فهذه فرصة ذهبية بالنسبة الى محامي  مبتديء مثله و التي من شأنها  نقله نقلة نوعية الى طبقة الكبار المشاهير 
اكملت ابتسام : عايزة الناس كلها تشهد  ان انا معنديش بنات ..بنتي الوحيدة ماتت ..و كل فلوسي و ممتلكاتي هتروح تبرعات لبناء مستشفيات خيرية.
صرخت مروة بهستيرية : لااااااااااا !! مش ممكن تعملي فيا كدة 
انتي اللي خليتيني بقيت كدة  ..مش هتتخلي عني دلوقت ! لالا ...انتي اللي طول عمرك سايباني معاه ... عمرك ما وريتيني الصح من الغلط .. مش من حقك تحاسبيني على غلطتك !! 
ظلت تصرخ بهستيرية و الحشد يحاول امساكها ثم فجأة سقطت في الارض و راحت تضحك بشكل هستيري و تهتهم بكلام غير مفهوم 
أتصلت المحامية بالإسعاف و اخرجها العساكر من القاعة على مستشفى الامراض النفسية .
شيماء : ايه اللي بيوحصل دي يمة !! الدنيا بڨت وحشة ڨوي
سعدية : أهم حاچة ان اخوكي ظهرت برائته يا شيماء مالناش صالح بالناس ي بتي
القاضي :  دقائق و نعود للنطق بالحكم 
في هذه الاثناء  تم إلقاء القبض على كل من الدكتورة سلمى  رشاد و الشهود  و الفتيات  تحت ذمة التحقيق في شهادة الزور.
تهللت اسارير الصعايدة الذين كانوا ينتظرون على احر من الجمر في داخل المحكمة و خارجها  تبرئة ابنهم البار .
بعد مدة وجيزة  خرج القاضي و هيئة المحلفين  و اشار الساعي - محكمة !! 
القاضي: بعد النظر إلى الأدلة و المعطيات الجديدة 
و  استنادا  إلى التقرير المقدم من طرف الطبيبة المختصة و كذا شهادتها
 و بناءا على تسجيل الفيديو الذي يؤكد واقعة الزنا و  كذا اعتراف السيد فؤاد صالح عبد الرحمن  بتلفيق التهمة للمدعو ياسين محمود علي .
قررت المحكمة مايلي
أولا - يتم تحديد جلسة بتاريخ 30 مايو  للنظر في الدعوة المقدمة من طرف السيدة ابتسام سعيد القاضي ضد السيد فؤاد صالح عبد الرحمن 
ثانيا - يحبس كل من  السيد فؤاد صالح عبد الرحمن و الدكتورة سلمى رشاد و الشهود : ....     .......  ........ 
كما تحجز المدعوة مروة سليم في مصحة  نفسية الى حين موعد الجلسة المقررة للنظر في التهم الموجهة إليهم .
ثالثا :  تبرئة المدعو ياسين محمود علي من التهمة المنسوبة  اليه و يتم اخلاء سبيله  فورا ...
دوت زغاريد  سعدية و سناء فورا و سجد ياسين سجدة شكر لله  
و اكمل القاضي : 
- يتحمل الطرف الآخر كافة أتعاب و مصاريف القضية إضافة الى دفع  مبلغ غرامة  قدره  مئة ألف جنيه مصري كتعويض عن الضرر النفسي و التشهير في حق السيد ياسين محمود علي.....   رفعت الجلسة 
لولولولولولوووووووووووووييييييييي ....يحياااا العدل  يحياااا العدل....الحمد و الشكر ليك ياااا رب 
الف مبرووووك يا أم ياسين براءة ولدك عقبال ما تفرحي بيه
تعالت الزغاريد و الهتافات و التهاني و  دوت القاعة بأكملها بالافراح من جهة عائلة ياسين و جيرانه و أحبابه 
 راحت وسائل الاعلام كلها تصور بالتفصيل تلك اللحظات الاسطورية فقد كانت قضية إغتصا'ب مروة سليم حديث مصر طيلة الفترة السابقة .. الآن و بعد أن تمت تبرئته فإن كل وسائل الاعلام توجهت بعدساتها نحوه ...لرفع وصمة العار عن جبينه و إعادة رد الاعتبار لإسمه و سمعته اللتان طالتهما الألسن طيلة الفترة السابقة ...
اول من ركض نحوه حين فتح القفص كانت روز التي انهارت من عظم اللحظة  فور وصولها اليه.... تشبثت بثيابه ترفض تركه و دموعها كالسيول تلتها والدته و اخته و معهما جلال و والدته 
- الحمد لله على سلامتك يا ولدي الف مبرووووك البراءة 
- مبروووك يا صاحبي كنت متأكد ان ربنا هيظهر برائتك
احتضنهم بلهفة و شوق و لكن هناك ما ينغص تلك الفرحة عليه 
و هي تلك الصور التي كان يلتقطها الجميع لهم و جل ما كان يجول في تفكيره  هو فكرة واحدة : قد يتعرف أحدهم عليها و يأتي للبحث عنها !! و قد كان محقا في تخوفه  فالجلسة كانت تحظى بتغطية اعلامية واسعة  لكل القنوات و الجرائد ..
قبل خروجه برفقة عائلته كان هناك حشدا عظيما من الناس تنتظره من بعيد  أمام باب المحكمة لإلقاء التهاني و اخذ الصور معه
أراد ابعاد روز عنه و اومأ بذلك الى جلال الذي فهم الموضوع 
ألح جلال عليها مرارا لتبتعد معه لكنها رفضت بشدة 
فوقف و هو يتوجس خوفا و همس في اذن والدته  قبل الخروج إلى الباب الرئيسي للمحكمة
  - امة اني خايف على البنية الناس كلاتها ڨاعدة برة تصور  .. اخذيها من اهني و هملوني اني  عندي كام شغلة اخلصها و راچع وراكم 
- عتروح فين يا ولدي احنا ما صدقنا انك طلعت لنا بالسلامة 
- عاوز اخلص كل معاملاتي هني يمة مش راجع البلد ديه تاني 
عاوز اجعد في بلدنا على طول و اهتم بارضنا ...انتي  ماڨادراش على المشاكل مع عيلة البدري   بسبب ڨطعة الارض اللي بيننا و بينهم و طاهر لوحده مش معبرينه واصل ..محدش يڨدر يصد چبروتهم غيري .
- معاك حڨ البدراوية اتچبروا علينا كثير  يا ولدي .. فكرت صوح ...تسلم يا ولدي طول عمرك  راجل من ظهر راچل .
طب و البنية ؟
- اهي معاكم يمة لحد ما اني نعاود البلد ... مش عنغيب اكثر من يومين اصلا ....و اياكي تطلعي مع طاهر اني شفت نظراته للبت شكلها كيف .... ابڨي خبريه حسابه معاي لما اعاود البلد .
امسك يدها و هو يقول بحب : روحي مع امك دلوك و اني أوعدك اني احصلكم في اقرب وڨت ...عشان خاطري يا ندى تروحي معاهم و الله العظيم ثلاثة راچع 
افلتت يده على مضض 
هم بأن يخرج بمفرده  تاركا خلفه  شيماء و والدته التي تمسك بروز  الباكية و الرافضة لذهابه .
ابتعد بضع خطوات فقط في الممر  فسمع صوتا مألوفا 
- ياسين !! 
التفت ليجد احدهم قادما اليه بحب : 
- الف مبرووووك البراءة يا ابني 
- الله يسلمك يا عم چابر 
- جبتلك حاجتك معايا ..قلت أكيد مش هتلحق تاخذه 
ناوله الدفتر و هو ينظر الى روز الواقفة  تبكي  بالقرب منهم 
ثم همس في اذنه : 
صارحها بالحقيقة يا ابني ..قولها انك بتحبها احسن ما تخسرها بعدين واضح اوي انها متعلقة بيك ...  مش كأخ .
تنهد ياسين بعمق ثم قال : ربنا يڨدم اللي فيه الخير ي عم جابر
و همس لنفسه ما إن ابتعد جابر: اعترفلها بحبي ازاي و اني منعرفش وضعها حتى و هي معتبراني اخوها ! 
كان يريد الإنصراف حين سمع صوتا آخر قادما نحوهما 
كانت الدكتورة  ابتسام و معها  الدكتورة نهلة التي راحت تطالع روز من بعيد بإستغراب كأنما تتذكرها 
ابتسام بإحراج و ضيق: انا آسفة بجد على الموقف اللي اتحطيت فيه بسببنا يا استاذ ياسين ..عارفة ان كل عبارات الاسف مش هتكفي على اللي حصل لك بس ارجوك تقبل اعتذاري.
- العفو يا دكتورة المسامح كريم اهم حاجة ان الحڨ ظهر.
اقتربت والدة ياسين قليلا رفقة البنات : ربنا يصبر ڨلبك على الوچع اللي چواه يا دكتورة . .. مصيبتك مش ڨليلة ي بتي
ابتسام بحزن - تسلمي  يا حاجة ...و الف مبروك براءة ياسين .
فجأة نطقت الدكتورة نهلة بما صدم الجميع : 
اااه انا افتكرتك ...مدام روز مش كدة !!  
دهش الجميع و اولهم ياسين !!

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
فجأة نطقت الدكتورة نهلة بما صدم الجميع : 
اااه انا افتكرتك ...مدام روز مش كدة !!  
دهش الجميع و اولهم ياسين !!
كانت تطالعها روز بغرابة  بينما اكملت الدكتورة نهلة: مدام روز انتي عاملة ايه دلوقت يا ترى خلصتي العلاج ولا لا ؟  أصلك فوتتي معاد الكشف بتاعك ...
بسرعة البرق أخذها ياسين جانبا وسط دهشة روز بكلامها 
و همس بتوجس 
- دكتورة حضرتك تعرفيها منين؟؟
- مدام روز احدى المريضات بتوعي ليه ؟؟
- من فضلك انا عايز اعرف كل اللي تعرفيه عنها 
دكتورة نهلة بتعجب: آسفة يا استاذ دي أسرار مرضى 
- بس المسألة ضرورية و تقدري تعتبريها مسألة حياة او موت  
تردد قليلا ثم أكمل - على فكرة هي كانت بتتعالج عندك  عشان عندها تكيسات مبايض عاملالها آلام شديدة و لأنها ما اخذتش الدوا بتاعها التكيسات تضاعف حجمها  ...وديتها المستشفى عملت عملية  شالتهم كلهم و الحمد لله  هي دلوقت بخير
تعجبت الطبيبة من علمه بتلك المعلومة التي رفضت هي  مشاركتها مع اي احد !
 - حضرتك مين و عايز تعرف ايه بالضبط ؟!
- كل حاجة و اولها اسمها  اما انا مين انتي عرفتيني فالجلسة
نهلة بشك-  هو انت تقربلها ايه  ؟؟ 
- المسألة معقدة يا دكتورة مفيش وڨت للشرح هنا 
- معقدة ازاي ؟؟
- بصراحة البنية فاقدة الذاكرة و احنا منعرفش عنها  حاچة
فكرت الدكتورة جديا و هي تنظر الى روز المتوجسة ثم قالت 
- ممكن تجيلي المكتب بتاعي بعد ساعتين هاكون في انتظارك
- شكرا يا دكتورة .
عاد ياسين إليهم بعدما غادرت الدكتورة و فورا كتبت روز جملة و وضعتها امام عينيه بدهشة : 
- روز مين اللي تقصدها  الدكتورة  ؟؟؟ 
- عنتكلم بعدين يا ندى يالا روحي مع امك
 اخذ جلال جانبا و همس بصوت غير مسموع : جلال اسمعني و ركز معاي زين  عتعمل ايه .. .....اوصاه بالمطلوب منه 
 
- حاضر يا اخوي  .... ما تشيلش هم أبدا 
 اخذ جلال ام ياسين و روز و شيماء وفقا لتعليماته . ..
و حاول ياسين التنصل من عدسات الصحفيين بخروجه من باب آخر غير الباب الرئيسي للمحكمة ..
ذهب لإتمام معاملاته و تسديد ديونه العالقة ثم انطلق الى مكتب الطبيبة نهلة التي كانت بإنتظاره 
الدكتورة : في معادك يا استاذ ياسين اتفضل .
- تشكري يا دكتورة على وقتك 
- احكيلي بقى مدام روز فقدت ذاكرتها ازاي عشان اشوف هأقدر اساعدك ب ايه
- هي كانت بتجري على الطريق الصحراوي الغربي و انا خبطتها بعربيتي و من وقتها و هي فاقدة الذاكرة و مش عارف اوصل لحد من قرايبها لانها مكانش معاها بطاقة ولا تلفون .
الدكتورة بإهتمام : يا ساتر !! هااا و بعدين ؟؟
- و لا قبلين يا دكتورة البنية كانت حالتها متبهدلة اصلا كأنها هربانة من حاجة و لما اخذتها عالمشفى الدكتور قال انها فاقدة النطق بسبب انهيار عصبي عشان كده عايز اعرف هي مين و كانت خايفة من ايه قبل ما اي حد يتعرف عليها من الصور اللي اتخاذ لينا في المحكمة 
-الحكاية دي  حصلت من امتى !؟ 
- من شهر و شوية ..ليه ؟
-  بص يا استاذ .. مش عارفة اقولك إيه ...بصراحة انا عمري ما طلعت أسرار مريض برة....  لأنها منبهة عليا ما اقولش لحد على وضعها او معلوماتها  و لا حتى لجوزها 
ياسين بصدمة : جوزها !!!!!!! 
- ايوة ...جوزها الأستاذ طارق  .. بس اللي انا متأكدة منه أنه  كان فيه بينهم مشاكل لانها من  أول  ما فحصتها رفضت اني أقوله  هو بالذات على وضعها ..عشان كدة استغربت انك كنت عارف حالتها !
ابتلع ياسين غصة  مريرة و شعر بأن سكينا ثلما شق صدره نصفين و اخترق قلبه ....كان أهون عليه أن يحكم عليه بالإعدام قبل قليل على ان يسمع مثل هذا الخبر .
كأن الأرض كانت تميد من تحت قدميه ...حاول استجماع قوته بصعوبة  و وضع يده على المكتب كيلا يهوي ارضا 
- حضرتك كويس ؟؟ شكلك هيغمى عليك !! 
- لا لااا انا بخير ...انا بخير يا دكتورة 
 ثم قال و هو يحاول اخراج الكلمات بصعوبة من جوفه
  -  زي ما قلتلك... المدام فاقدة الذاكرة و مش عارفين عنها حاجة ...عشان كدة عايز اعرف اي معلومات ممكن توصلني لأهلها ..اسمها بالكامل .. تردد قليلا ثم اكمل : اسم جوزها بالكامل ...عنوانها .
نظرت اليه بتمعن و هي ترى تقلب حاله في لحظات 
ثم اخرجت ملفا من الادراج التي كانت خلفها 
و كتبت شيئا 
- اسمها روز شريف محمد و جوزها الاستاذ طارق محمد ساكنين في العنوان ده ..... و ده رقم تلفونها ..و ده رقم  تلفونه.
-مش عارف  اشكرك ازاي يا دكتورة ..
ثم أكمل في نفسه بحسرة : دنيا غريبة ... شهادتك.  قبل شوية انقذتني من المؤبد  ....بس المعلومات اللي قلتيها دلوقت حكمت علي بالإعدام .
نهض متثاقلا و كان يهم بالمغادرة حين  استوقفته الطبيبة 
-انا نسيت اقولك حاجة مهمة ... الاستاذ طارق كان دايما بيجي العيادة  يسأل عنها بتجي تكشف ولا لا طول الست شهور اللي فاتت و دايما بيعمل مشاكل كثير لأنه فاكر انها بتجي بس احنا  بنتستر  عليها عشان ما يعرفش يوصلها ...الظاهر انها مختفية من فترة طويلة و مش عارف عنها حاجة ... مش من شهر بس
ياسين : يعني ايه يا دكتورة ؟
الدكتورة بأمل : يعني احتمال كبير يكونو انفصلوا عن بعض 
ياسين  : تمام... عن اذنك يا دكتورة ...و شكرا مرة تانية 
خرج و هي  لا تزال تطالعه بتعجب على حاله التي انقلب في ثوان  : شكلك وقعت يا ابني ..هي أكيد تستاهل واحد زيك مش  واحد متعجرف زي الاستاذ طارق ده .
خرج ياسين من العيادة  و فكره مشوش لا يعرف من أين  يبدأ 
كل ما كان يشغله  كلمة " جوزها " ...كأنها شلت دماغه عن التفكير 
شعر بانه يختنق ..فتح اول زر من  قميصه ليسمح بالهواء ان يتدفق الى داخله ..ثم نظر مطولا في الورقة و قرر
- مفيش وقت لازم اتحرك فورا .
اول وجهة قصدها كانت العنوان الذي كتبته الطبيبة
عند جلال 
أم ياسين : مش تفهمني يا ابني احنا ليه ما روحناش البلد  ؟ جايبنا اهني ليه ؟
نظر الى روز  التي كانت تنظر اليه بإستغراب
فهمت سعدية مقصده 
: جومي ي بنيتي اعملي لنا شاي نروڨ بالنا 
اومأت بالإيجاب و دخلت المطبخ 
في هذه الاثناء إقترب جلال من سعدية 
-  ياسين طلب كدة ...انك تفضلي في شقته مع ندى لحد ما يتصرف هو  في الموضوع ...و شيماء تسافر مع جماعتكم البلد 
- طب و ليه كل ديه ي ولدي !؟؟ 
- لان شقته مكان آمن  يا حجة ..قليلين اللي  يعرفوها ما عدا الجيران اللي هنا ...عموما هو مش هيتأخر قال يخلص مصالحه و يلحقكم .
- يا رب تجيب العواڨب سليمة ياا رب.
وصل ياسين  العنوان المكتوب ..و حاول ألا يثير الانتباه  كثيرا 
جلس قليلا يترقب في الاطراف حتى رأى أحدهم  واقفا يتحدث مع أحد  الحارسين الموجودين أمام تلك البوابة الحديدية الفاخرة ثم انصرف مغادرا ...
كانت تبدو عليه البساطة و الطيبة فتبعه قليلا حتى  وصل  احدى الفيلات المجاورة ...كان يبدو من مظهره أنه البواب أو الجنايني  ..قبل أن يهم بالدخول الى الفيلا اوقفه صوت ياسين 
- مرحب ي عم ممكن سؤال ؟؟
-  اتفضل يا ابني  ...خير ؟ 
ياسين - ان شاء الله خير يا عم ... انا بأدور عن عنوان الأستاذ طارق محمد عارف انه  ساكن في الناحية بس ما اعرفش فين بالضبط ؟
- خير يا ابني حضرتك تعرف الاستاذ طارق منين و عايزه ليه ؟ 
تردد ياسين قليلا ثم استجمع شجاعته و أجاب- انا  ما اعرفوش هو شخصيا يا عم ... انا من قرايب  مراته  من  بعيد و كان ليها عندنا مصلحة  عشان كدة  كلفوني أدور عليها 
- تقصد طليقته  مدام روز ؟؟ 
تهللت أسارير ياسين  و لمعت عيونه بأمل ظهر جليا على وجهه
- طليقته ؟؟؟ طلقها امتى  ؟؟؟ 
- يا ابني ده طلقها  بالثلاث من اكثر من ست شهور ..بس بيني و بينك قريبتك اميرة و بنت ناس و  ربنا بيحبها عشان خلصها من واحد زي طارق  لا هو من ثوبها ولا هي من ثوبه ....عموما لو عايز تسألهم عنها الفيلا بتاعتهم اهي اللي قدامك ...و شاور ناحية الفيلا ثم أكمل بهمس 
- و لو أني متأكد ان محدش  يعرف عنها حاجة  من ساعة ما سابت البيت ...لاني سمعت الحارس بيقول  أن الاستاذ طارق قالب عليها  مصر كلها مش عارف يلاقيها 
ياسين بفرحة لم يستطع اخفائها - لا ملوش لزوم يا عم انا هأبقى ابلغ الجماعة قرايبنا و هنعرف نلاقيها ...متشكر اوي يا راجل يا طيب 
خرج من المنطقة و هو يشعر بأن حملا ثقيلا انزاح من على  كتفيه أخيرا 
اصبح خفيفا جدا كأنما يحلق  في السماء .: طلعت مطلقة ! 
امسك هاتفه سريعا و أتصل بجلال 
- عملت اللي قلتلك عليه يا جلال ؟ 
- ايوة يا صاحبي هوما بالبيت دلوقت ..
- طب و الامانة الي وصيتك عليها 
- جاهزة زي ما طلبت 
- طب انا هاعدي عليك بسرعة اخذها و اطلع عالبيت مفيش وقت ...نتقابل  زي ما اتفقنا  قدام القهوة اللي عالناصية 
- ماشي. ..
- جلال .. اوعة عينك تغفل كدة و لا كدة لحد ما اوصل .
-  ما توصيش حريص يا صاحبي
كان مروان يطالع الاخبار بضجر  عبر تطبيق الفيسبوك و
راح يقرأ 
- خبر عاجل: الحكم بالبرائة على السيد ياسين محمود علي المتهم  في قضية إغتصا'ب القاصر مروة سليم 
 فجأة  لفتت انتباهه الصورة  الملحقة بالخبر !! تمعن قليلا و صاح بصدمة : روووز !! 
أتصل فورا 
معتز : الو ... تسمعني كويس هقولك ايه و اي غلطة هتكلفك حياتك فاهم !!! 
معتز : أؤمرني يا مروان بيه ..
مروان : ..............
معتز : علم يا باشا .
بعد اغلاق الهاتف صاح مروان فورا : مووووريس !! اطلب الطائرة الخاصة .... سننزل الى مصر حالا !
كان مصطفى يطالع الاخبار على التلفزيون بينما يحضر سيف الشاي 
سيف : ايه ده يا مصطفى هو انت ناسي ماتش الاهلي ولا ايه ؟ ما تجيب قناة الرياضة بدل  الاخبار الزفت  دي .
مصطفى: يا عم الماتش لسة فاضل عليه 10 دقائق اشرب انت الشاي بتاعك و سيبني اشوف الدنيا بيحصل فيها ايه 
سيف : هيحصل فيها ايه يعني ؟ مفيش غير  اخبار مقرفة و فضايح  و بس... مالنا احنا  و مال الناس و سيرتهم !! 
- اهي تخلي الواحد ياخذ باله من اللي بيحصل حواليه .. بص الخبر ده بص .. دي بنت قاصر  على علاقة مع جوز أمها و اتهمت المدرس بتاعها بانه اعت'دى عليها ... أهو ربنا كشفهم و طلع المدرس   براءة 
التفت سيف بالصدفة و كان على وشك أن يعلق على الخبر و لكنه صرخ فجأة : وقف وقف الصورة كدة يا مصطفى !!! 
اندهش مصطفى و سيف و قالا في وقت واحد : روز !!! 
 مصطفى : دي  بجد روز ؟؟! بس بتعمل ايه مع الجدع ده ؟؟؟ 
سيف : هنعرف حالا ....يالا بينا ي مصطفى 
مصطفى : على فين ؟؟ 
سيف  : هندور عالاستاذ  ده ..ماهو أكيد زي ما احنا شفناها  مروان  كمان شافها و زمانه اتحرك فورا .
مصطفى : معاك حق .. انا هاتصل بجماعتنا فورا .
سيف : و انا هأتصل بطارق أقوله...  هو عنده عيون على مروان يمكن يعرفلنا اي خبر عنه ....يالا بسرعة مفيش وقت 
وصل  ياسين مكان غير بعيد عن شارعهم حيث التقى جلال 
- ها يا صاحبي جبت المطلوب ؟
- اهي يا اخوي ...بس كنت هأتدبس في مصيبة بعيد عنك 
ياسين بضحك : ليه بس ؟!  حصل ايه ؟
- مش ريهام قفشتها معاي و شبطت لي فيها خصوصا ان فيها R !  قال ايه مادام مش مشتريها عشانها يبقى مشتريها لواحدة تانية و بخونها معاها .
- و قلتلها ايه ؟!
- بصراحة اضطريت احكيلها  الحقيقة و حلفتلها عالمصحف كمان  انها ما تخصنيش و الا ماكانتش سابتني جيتلك
- حقيقة ايه يا غبي اللي حكيتهالها  ؟؟ 
- ما تتفزعش اوي كدة قلتلها ان الهدية تخص الجو بتاع ياسين 
سألتني مين دي!؟ قلتلها وحدة خبطها بالعربية و عايشة عندهم من ساعتها ...بس كدة ..
- بس كدة ؟؟ 
- فيه ايه يا ياسين هو انت خايف من ايه ؟؟ للدرجة دي مبقيتش تثق ف حد ولا ايه ؟؟ عموما ...سيبنا في المهم 
- اللي هو ؟؟
- هاااا .. عرفت عنها ايه غير ان اسمها روز ؟ 
-  طلعت متجوزة و مطلقة و طليقها اسمه طارق محمد بيدور عليها في كل مكان
- طب و اهلها ؟!
- سألت في العنوان بتاع اهلها و عرفت أن ابوها في السجن و امها ميتة و  ملهاش حد تاني .
- طب هتعمل ايه دلوقت ؟
- مش عارف ..
- انا من رأيي تصارحها يا ياسين ...جيه الوقت اللي تعرف انك مش اخوها .. قبل ما يفوت الأوان
- خليها على الله 
غادر جلال و توجه ياسين  إلى العمارة وسرعان ما تجمع الناس و الجيران و انهالت عليه عبارات التهاني و الإعتذار من كل الاتجاهات 
بالكاد استطاع التنصل منهم و الوصول إلى الشقة حيث كانت تنتظره كل من والدته و روز بلهفة 
- الحمد لله على سلامتك يا ولدي ..
- الله يسلمك يا ام ياسين ..
نظر الى روز المترقبة و التي ادارت الهاتف نحوه 
- عايزة اتكلم معاك حالا.
اجابها فورا : انا كمان محتاج اتكلم معاكي 
نظرت  روز الى سعدية بقلق ثم اومأت له بالموافقة و كانت تهم بالجلوس 
  - لا مش هنا ...إلبسي بسرعة هأستناكي .
استغربت لطلبه لكنها لم تعترض ..دخلت الغرفة  و جلس هو  رفقة والدته  ينتظرها 
- احطلك لڨمة يا ولدي ؟
- مليش نفس يمة ..
-  جلال ڨالي انك روحت للدكتورة صوح ؟
-ايوة يمة
-:طيب لڨيت ايه ؟ ڨدرت تعرف حاچة عنيها ؟؟
- اسمها روز شريف ...
تردد قليلا ...بينما تنتظر والدته باقي الاخبار بلهفة 
فكيف يخبرها انها متزوجة و مطلقة ؟؟ هو  لا يهتم لهذا لأنه تأكد الآن أنه  يعشقها حتى النخاع ...لكن والدته بالتأكيد تهتم. .....فهو  ولدها الوحيد و اول  فرحتها ...رأى ألا يخبرها بشيء مؤقتا الى أن يرى ما الذي سيكون لاحقا .
- ما عرفتش غير عنوانهم سألت فيه ڨالوا مالهاش غير ابوها و هو دلوك في السجن.
- اهااا !! بس اكده !! 
- وه يمة !! شايفاني ضابط اياك !! اللي ڨالته الدكتورة ڨولته
ام ياسين : طب امتى تڨولها الحڨيڨة ي ولدي ؟ 
كان سيتكلم لكن روز خرجت من الغرفة ! 
همس لوالدته : بعدين يمة ..بعدين
كانت ترتدي طرحة نبيتي و فستان من نفس اللون  زادها بياضا  و اشراقا ..و جعلت لون عينيها الزيتوني يظهر جليا .
بقي يتأمل سحرها الذي ينجح في كل مرة بأخذه بعيدا عن هذا العالم  ...اومأت له بأنها جاهزة 
فاق من شروده على صوت والدته: طب يا ولدي ما تتوخروش  
- احم...حاضر يمة
خرجا من الشقة و قابلهم على الدرج ذاك الشاب الأخرق الذي رمقها سابقا  بنظرات قذر'ة
- الحمد لله على السلامة يا استاذ و مبروك البراءة 
كان يحدثه بينما نظراته مرتكزة على روز التي اختبأت  بذعر خلف ياسين  فور  ان رأته
انتبه ياسين لردة فعل روز و كذلك لنظرات الشاب الراغبة التي لم يستطع اخفائها...كما لاحظ الكدمة الظاهرة على انفه
- اااه...يبقى انت الوا'طي اللي قالي عليه جلال !! 
طخخخ !!! لكمة قوية من ياسين على وجهه اسقطته ارضا و الد"ماء تنزف من فمه
- عشان تبقى تحرم تبص مرة تانية على حريمنا ...وخذ بالك  المرة الثالثة هتلاقي نفسك واقع في ناحية و عينيك في الناحية التانية فاهم؟؟ 
انصرف الشاب الحانق و هو ينفض الغبار عن نفسه و يمسح فكه بألم : فاهم فاهم ..و اكمل هامسا بخوف : يا ساتر ! كل ده عشان بصيت بس ؟!!
 نظر ياسين الى روز التي كانت تندس خلفه برعب: يالا بينا ما تخافيش محدش هيقدر يقرب منك و انا موجود...
اخرجت هاتفها و كتبت : احنا رايحين فين؟
- ما تخافيش ...مكان هاديء هيعجبك اوي 
أخذها و غادرا المكان 
بعد مدة وصلا الى مطعم هاديء على ضفاف النيل يكاد يكون خاليا من الزبائن في ذلك الوقت ...
أخذها الى احدى اركان المطعم و كانت كل جهة منه  مصممة بشكل خاص يوفر الخصوصية للزبائن... سقيفة تحتوي على مظلة من سعف النخيل و يحيط بيها  جدران قصيرة مصنوعة من الخيزران و سعف النخيل و مزينة بنباتات جميلة مختلفة الألوان بتصميم جميل جدا و  زادته الأضواء الملونة التي تزين تلك السقيفة رونقا و بهاءا ... كان المكان اشبه  بلوحة خلابة و كأنهما في احدى الجزر الاستوائية في ليلة مقمرة بديعة الجمال 
لاقى المكان اعجاب روز كثيرا كانت تتأمل كل تفصيلة فيه بإنبهار  بينما يطالعها هو بحب و شغف 
- عجبك المكان ؟؟! 
كتبت بلهفة: حلوووو اووووي ...كأنه قطعة جنة .😍
- انتي احلى 
ركزت روز مع آخر كلمة و نظرت الى عينيه  بعدما كانت تنظر إلى كل ركن في  المكان ..فأشاح فورا بعيناه في خجل و نظر الى النيل العظيم و هو يحاول ان يغير الموضوع قائلا : 
كل ما احس نفسي مخنوق من زحمة الدنيا و مشاكلها بأجي هنا ...بأرتاح بجد لما ارمي كل اللي جواي في قلب النيل ...طول عمره كاتم اسرارنا ...محدش بيفهمنا زيه.
في هذه الاثناء اتى النادل 
- اتفضل حضرتك تطلب ايه ؟
نظر إليها : عايزة تطلبي ايه ؟؟ 
كتبت جملة: مشاوي و عصير منجا بس بشرط تاكل معاي 
- حاضر يا ستي عينيا ليكي 
قدم طلبه الى النادل الذي انصرف و عاد هو لتأمل النيل
وضعت الهاتف أمام عينيه لتقطع لحظة تأمله في المياه 
 - و يا ترى احنا جينا هنا ليه؟
تنهد بعمق : عشان فيه كلام  كثير عايز اقولهولك 
- و انا كمان .
قرأ ما كتبت فسأل: كلام ايه ؟؟
نظرت اليه قليلا ثم كتبت : اتكلم انت الاول 
خانته كل حروف اللغة ....ترى هل يوجد معجم في العالم يستطيع تفسير الحيرة التي يشعر بها الآن ...كيف يصيغ تلك الجملة  المستحيلة؟؟ كيف ستكون ردة فعلها ؟؟ هل ستثق فيه بعد تلك الكذبة الفظيعة !!! ام تراه سيخسرها للأبد بعد هذه الليلة ! 
بينما كان يستجمع شجاعته و يرتب الحروف بجوفه كتبت هي بسرعة كلمة على هاتفها و وضعته فوق الطاولة 
- ندى ....أنا مش اخوكي ...و لا سعدية أمك 
هاهو اخيراااا قد نطقها ...أخيرا تحرر من هذا الحمل الهائل 
قالها و هو يغلق عينيه بضيق  يتفادى النظر إليها ...يتجنب ردة الفعل التي طالما اثارت رعبه ..لكن مهلا !! لم يحدث شيء !! ألم تثر ؟؟ ألم تنصدم !! 
فتح عينيه بدهشة حين وجدها تمسك يده  و تضع هاتفها بين يديه بإبتسامة...جحظت عيناه و هو يقرأ تلك  الكلمة التي كتبتها مسبقا قبل أن ينطق هو حتى ! 
- عارفة ... لحظة وحدة .....يعني ايه عارفة!!!! ازاي ...و امتى !!

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
- عارفة ...عارفة!!
اومأت رأسها  ايجابا بهدوء و ثقة 
ياسين بصدمة : طب ازاي !! و من امتى !!! مقلتيش ليه ؟ 😳
عند مروان : 
- ها يا  معتز قدرت توصل لحاجة زي ما وصيتك ؟! 
- ايوة ي باشا....الهانم حصلت لها حادثة خلتها فقدت الذاكرة و النطق و من ساعتها و هي عايشة عند الجماعة من غير ما يعرفوا عنها حاجة 
تهلل وجه مروان بفرحة : بتقول فقدت الذاكرة !!! 
- ده اللي عرفته يا باشا ....اوامرك ايه بعد كدة؟؟
- اقفل انت دلوقت انا الصبح هأتحرك شخصيا .
اقفل الخط و هو يكاد يطير فرحا : كدة احلوت خالص !!
الظاهر ان باب سعدك اتفتح يا مروان !!  هنبتدي حياة جديدة يا روز  بعيد عن الناس كلها ...محدش هيأذيكي تاني يا روحي . هأعوضك عن طارق و قسوته 
هاخليكي تحبيني و تثقي فيا ..هتبقي أسعد واحدة في الدنيا و اعيشك ملكة متوجة على عرش قلبي !
امسك هاتفه و أتصل بأحدهم : 
- الو ...و الله زمان يا باشا وحشتنا 
-  انا ولا فلوسي ؟ عموما انا عايزك في خدمة زي خدمة المرة اللي فاتت...بس عايزها حاجة نظيفة زيها 
- احنا في الخدمة دايما  يا مروان باشا .
مروان - ....................... ...  .  . 
بس خلي بالك يا رشاد ....  عايز الطلب جاهز بكرة الصبح 
- صبح ايه يا باشا مش هنلحق طبعا  انت عااا..... 
-مش عايز اعرف .... قلتلك يكرة الصبح يا رشاااااد و ثمنها هيكون ثلاث اضعاف..قلت ايه ؟؟
- حاضر يا باشا اوامرك
اقفل الخط و هو يقول : معلش يا قلبي .. ابوكي الغبي في السجن مضطر اخلص كل الشغل بنفسي  مفيش وقت .
في المطعم 
وضع النادل الطلبات ثم انصرف 
كان لا يزال ينظر إليها بصدمة  ينتظرها تجيبه بينما
كانت تكتب له  بثبات عبر الواتس و تبتسم 
- ايوة عارفة ...
أما امتى ؟ فمن اول يوم صحيت فيه في المستشفى .. كنت شاكة ...بعدين اتأكدت ...مش نفس الملامح ولا نفس العادات ولا نفس الكلام ..و كمان  فيه تصرفات و حاجات  كثير خلتني اتأكد اني مش من عيلتكم.
شعر بالتوتر من هدوئها ...أتراه الهدوء الذي يسبق العاصفة أم ماذا ؟؟ هل تراها ستعاتبه على تلك الكذبة الرهيبة ؟؟
قال بقلق - اومال ما قلتيش ليه طيب ؟؟ كملتي في الدور عادي يعني مع انك بتقولي انك  كنتي متأكدة !
ابتسمت مجددا ثم كتبت 
- يمكن لاني كنت مستمتعة بالدور ده أكثر مما تتخيل ...
يمكن لاني كنت شايفة في عينيكم و وسطيكم  الحب الحقيقي و الإهتمام الحقيقي مش مجرد  تمثيل...
يمكن لاني  كنت حاسة بأمان عجيب  مكنتش عايزة اتحرم منه .. 
يمكن لاني فكرت كثير اوي  ...و خفت كثير  اوي 
كان يطالعها بإهتمام ...و هي تفكر قليلا ثم تتابع الكتابة ..كأنما ترتب الافكار المتزاحمة بداخلها تدريجيا 
- خفت لو قلتلكم  من الاول اني عارفة  ساعتها هتدوروا على اهلي.. مكنتش قادرة اتخيل ايه المجهول اللي هيكون مستنيني لو بعدت عنكم ؟؟ مكنتش مستعدة اواجهه لسة
بلهفة و تلقائية  أمسك بكلتا يديها دون أن يشعر... و تحدث  كأن قلبه من كان يتحدث  لا لسانه 
- مين قالك اني هسيبك تبعدي اصلا !! 
انتبه على نفسه و شد يديه بخجل و هو يتجنب النظر  تلك العينين اللتان كانتا تشعان ببريق مبهم...كان لهما   سحر عجيب يجعله ضعيفا خائر القوى لا يستطيع التحكم بأي حركة او كلمة تصدر منه في حضرتهما .
كانت تبتسم على حركته بينما اكمل بإحراج : احنا عمرنا ما هنتخلى عنك ...محدش هيقدر يوصلك. .وطول ما انا عايش 
هتفضلي  وحدة منينا و عايشة وسطينا لو انتي عاوزة طبعا
- بس انا عايزة اعرف انا مين... متأكدة انك عارف 
توتر ياسين بشدة و لم يعرف ماذا يجيب 
نظرت له بإمعان ثم كتبت : مالك ؟؟ 
- مفيش حاجة...بقولك ايه ..الاكل هيبرد يالا بسم الله ..و كمان  كنتي هتنسيني حاجة مهمة جايبهالك
- مش قبل ما تجاوبني ...أنا مين يا ياسين !
تنهد بعمق.. استجمع شجاعته و قال :  اسمك روز شريف محمد ....امك الله يرحمها  اتوفت من اربع سنين  و ابوكي  عايش بس .. 
- ايه ؟؟! بس ايه ؟؟؟
- بس  هو في السجن .
- ليه ؟؟؟؟
- مش عارف
- بس كدة ؟! 
- ايوة 
- ياسين بص لي  من فضلك ..... عينيك بتقول  فيه حاجة تاني ..  لسة مخبي عني حاجة مهمة...ايه هي؟ .
نظر إليها مجددا ...تبا لتلك العينين .. لن يستطيع الكذب عليهما بعد الآن ..
- انتي كنتي متجوزة واحد اسمه طارق محمد بس طلقك من ست شهور.
كانت تتلقى تلك المعلومات بآلية و جمود و كأنها كانت حياة شخص آخر لا تعنيها في شيء ..نظرت اليه مطولا 
ثم كتبت بهدوء : تمام كدة .
ياسين بغرابة : تمام ايه ؟؟ يعني ناوية على ايه ؟؟  
كتبت بإبتسامة ساحرة - ولا حاجة ..انا جعانة و الأكل برد ..و بعدين  مش قلت ان عندك حاجة مهمة اوووي ؟
 تعجب ياسين من تصرفها الغريب و هدوءها 
- يعني ايه ؟؟! مش هتزعلي لاني خبيت عنك  الحقيقة ؟؟ مش عايزة تعرفي سبب الحادثة بتاعتك ؟؟ مش هتحاسبيني لاني واحد كذاب !!! 
ابتسمت له بحب و كتبت  : لا ....
ياسين بإندهاش : ليه ؟؟؟
- هقولك بعد ما ناكل بقى !! يالاااا ريحة المشاوي ذوبتني
في فيلا والد طارق 
كان يجلس كل من طارق و والده و زوج اخته حين أتصل سيف
وقف طارق بحماس : بجد يا سيف !!! طب انا جاي حالا 
 هم طارق مسرعا بلهفة : لقوا روز يا عاصم ...لقوا روز
عاصم : بجد !!  لقيتوها   فين يا طارق ؟؟
طارق بأمل : ايوة ..سيف بيقول انهم شافوها عالتلفزيون 
محمد بتريقة :  اومال انتو ما شوفتوهاش ليه ؟؟ 
طارق : ليه هو احنا مين فينا فاضي يشوف التلفزيون ؟؟ 
عاصم : على رأيك ..المهم عرفتو العنوان ؟
- مش عارف لسة بس سيف بيقول أنه هيبعثلي الموقع 
عاصم : طب انا جاي معاك
محمد بسخرية: سبحان مغير الاحوال ...مش ده سيف اللي انت كنت عايز تو'لع فيه عشان سابتك و اختارته ؟؟
طارق بضيق : مش وقت الكلام مع ي بابا ...المهم اننا نوصلها قبل ابن اخوك الوا'طي
-:دلوقت بقى وا'طي !! اومال لما اترجتك تصدقها قلتلها  ليه أنك بتثق فيه اكثر منها لأنه متربي معاك و مستحيل يعملها !! 
- باباااا ارجوووك !! كل ده مش مهم دلوقت . .أهم حاجة نلاقيها ..
محمد : اهااا و بعد ما تلاقوها ؟ هتتخانقو انت و سيف تاني مين فيكم هيفوز بيها ؟؟ على فكرة روز مش لعبة ما بينكم ...هي كمان ليها مشاعر و من حقها تختار ...الحق ده اتسلب منها مرة لما اتجوزتك غصب...  ما اعتقدش إنها هتسمح بكدة تاني 
نظر طارق اليه بضيق ثم اشار الى عاصم
: يالاااا يا عاصم !!
خرجا معا و بقي يطالعهما الى ان اختفيا عن الأنظار فأخرج هاتفه و فتحه على احدى الصور التي كان قد حفظها : كانت صورة لها مع ياسين فور الحكم  عليه بالبراءة 
راح يطالع نظراتهما لبعضهما البعض قائلا 
- و الله يا ابني شكلكم انتو الإثنين خسرتوها ...واضح اوي من نظرات عينيها انها اختارت فعلا 
عند روز و ياسين 
- ها يا ستي ..اديكي اكلتي و حليتي كمان ...مش هتقوليلي عرفتي ازاي  ؟
- عشان انت قلتلي كل ده لما كنت في المستشفى ... 
ياسين بصدمة: انا !!!! 
- ايوة انت ....بصراحة  انا كمان كذبت عليك ....انا عارفة كل ده من قبل ما اصحى من الغيبوبة حتى ...كنت عايشة في حلم في الاول كانت زي لقطات مش مفهومة  بعدين بقت الصور و الاصوات تتوضح اكثر 
فلاش 
- على فكرة انا معرفش اسمك ....بس انا سميتك ندى عشان انتي  رقيقة زي الندى بالضبط ...و اديتك اسمي لاني اعتبرتك مني و وعدت نفسي من لحظة ما خبطتك  اني  اكون ملزوم بيكي و مسؤول عنك ...و احميكي و لو اتكلف الثمن حياتي .
بس  يا ترى ايه حكايتك بالضبط...كنتي خايفة من ايه و هربانة من مين بشكلك ده ؟؟؟ و ايه الصدفة اللي خلتك اترميتي تحت عجلة عربيتي انا بالذات !! ...
يوم آخر 
على فكرة يا ندى انا عايز  اقولك حاجة بس توعديني ما تضحكيش عليا !
مش انتي بس اللي كنتي تايهة يوميها ...انا كمان كنت تايه ...ههه ايوة و الله زي ما بقولك  كدة...مكنتش عارف  اصلا رايح فين ولا حاسب الخطوة اللي انا كنت باخطيها لحد ما حصل اللي حصل ..ساعتها حسيت اني مبقيتش تايه خلاص...بقيت عارف  انا عاوز ايه .. بقى عندي هدف واحد: اني احميكي... و لو كلف الامر اخبيكي جوة قلبي عشان ما تحسيش بالرعب اللي انا شفته في عينيك   قبل الحادثة بثواني
يوم آخر 
عارفة يا ندى  !!؟!  ساعات احس بالأسف و اني لازم اعتذر منك لاني خبطتك  .. و ساعات بحس اني مش محتاج اعتذر لان ربنا هو اللي حطني ف طريقك   لسبب و الا كان حد تاني غيري خبطك ...بس اللي انا عايزك تعرفيه ان انا مش زي اي حد ...و ما دمتي وقعتي بين ايديا انا فأنتي من اللحظة دي أمانة ف رقبتي ليوم الدين ...و أوعدك انك مش هتتأذي تاني.
يوم آخر 
على فكرة البت مقصوفة الرقبة  اللي كلمتك عنها  كلمتني  النهاردة  .... قال ايه !! هيبلغوا البوليس تاني ...ههه
بس بيني و بينك انا خايف !  خايف على نفسي ايه  انتي كمان ؟؟ لا طبعا  يا هبلة ...انا خايف عليكي انتي !!
ايوة خايف اسيبك وحدك مرمية في المستشفى 
لا عارف استخبى و اسيبك ولا قادر افضل جنبك لحد ما تفوقي ... متنسيش اني وعدتك ...و وعد الصعيدي  سيف على رقبته ...هأفضل معاكي و احميكي حتى لو اتقبض عليا 
بس ساعتها انتي هتبقي لوحدك ...و انا معنديش ثقة ف حد عشان أأمنه عليكي .... فوقي بقى ربنا يسترها معاكي ...
فوقي عشان نختفي احسن قلبي مرعوب عليكي مش بس خايف ..كل ما اجي اغمض عيني اتخيل أن  اللي انتي كنتي هربانة منه جيه  و لقاكي .. مبقتش عارف اتهنى بطعم النوم من ساعة ما جبتك المستشفى .. حاسس اني في كابوس مش عاوز يخلص ...فوقي عشان خاطري يا ندى فووووقي ...
اهو على الأقل اشوف لك مكان مضمون اخبيكي فيه...بعدها حتى  لو اتقبض عليا هيكون  قلبي مرتاح من ناحيتك
في نفس اليوم 
 مش هتفوقي بقى !!
تنهد بحزن : مش قادر اسامح نفسي لاني السبب في رقدتك دي..ارجوكي يا ندى تفوقي ما توجعيش  قلبي اكثر من كدة ...
باك 
كان ياسين يجلس مصدوما تعقد الدهشة لسانه بينما كانت هي تكتب بثقة و ابتسامة 
- ايوة كنت معك لحظة بلحظة زي ما انت كنت معاي
كنت  سامعاك ...سامعة كل كلمة من اول يوم .. كل يوم  كان بيعدي عليا كأنه حلم جميل  ... اتعودت فيه  على وجودك .. اتعودت على احساس الامان معاك ..اتعودت على صوتك  
عايز تعرف حاجة كمان !!!
اومأ ياسين و هو لا يزال على دهشته
- انا في الاول كنت بسمع صوتك من بعيد بيترجاني اصحى و كل مرة الصوت بيبقى اوضح لحد ما حسيت انك متهدد .... كأن فيه صوت داخلي جواي  بيقولي لو ما صحيتيش هيبقى في خطر قومي بقى !!
صحيت عشانك انت  بس .. عشان كدة ما تستغربش اني اتعودت عليك بالسرعة دي ...الأسبوع اللي قضيته في الغيبوبة كان بمثابة حياة تانية ليا يا ياسين 
كان ياسين يقرأ كلماتها لكنه يهيم في عالم مواز تماما !! 
ينظر الى عينيها بشغف كبير بينما تكتب تلك الكلمات التي تذيب روحه و تزيد شوق قلبه إليها اكثر .. كان يشعر  بأن  ذلك البركان الذي بداخله سينفجر في اي لحظة ..مفسحا المجال لذلك العشق الكبير بأن يندفع خارجا ..رغم أنه يعلم أن عيناه قد فضحت هذا العشق منذ زمن .. يحاول ان يستجمع شجاعته ليتكلم ،لكن ماذا سيقول ؟؟ يريد ان يصارحها بحبه لكنه لا يجرؤ....شيئا بداخله يمنعه : هي لا تزال مجهولة الهوية .
من المؤكد  ان ما علمه عنها ليس كل شيء ....يخشى وجود مفاجآت لا يعلمها ...تبا لذلك المجهول الذي ينغص اكتمال فرحته ..تنهد بعمق أخيرا  ثم قال 
- عارفة  نفسي ف ايه في اللحظة دي بالذات !!
اومأت له بتعجب !
فأجابها بحب : نفسي اسمع اسمي  بصوتك .
اطرقت برأسها بحزن ...فهي الامنية الوحيدة التي لن تستطيع تحقيقها من اجله 
لاحظ سحابة الحزن تلك التي سرعان اخفت بريقهما ذاك فاخذ كلتا يديها بين يديه : بصي انا آسف....  بس الوضع ده مؤقت صدقيني ... الدكتور قال معندكيش مشكلة عضوية و كله تمام انتي فقدتي النطق نتيجة صدمة عصبية...يعني في أي لحظة هيرجع صوتك تاني ...عشان خاطري ما تزعليش مني
اومأت رأسها بإستسلام 
- كنت هانسى جبتلك ايه ! اخرج من جيبه علبة من القطيفة
نظرت إليها  بحماس  بينما فتحها و اخرج منها سوارا ذهبيا رقيقا في تصميمه  يحمل الحرف R و يضم قلبين متحدين ببعضهما 
- دي هدية بسيطة  ليكي اتمنى تقبليها 
البسها إياها و هي تكاد تطير فرحا ..نظرت إليها بإعجاب شديد ثم كتبت : جميلة اوووي بس ايه المناسبة ؟؟
نظر الى عينيها و تاه فيهما : بمناسبة انك  سامحتيني على كذبتي الفظيعة ...بمناسبة انك طلعتي بالسلامة من العملية ...بمناسبة اني طلعت براءة ..بمناسبة انك تستاهلي كل حاجة حلوة في الدنيا دي...كفاية كدة ولا أقول كمان ؟؟ 
ضحكت على كلامه غير المنطقي و كتبت : لا خلاص كفاية .
- بس انا ليا عندك رجاء ...اومأت بتعجب فاكمل : اوعي تشيليها !! خليها على طول في ايدك ..
امسك يدها و لمس الحرف : ده اول حرف من اسمك : روز
ثم لمس القلب الاول : و ده قلبك 
و لمس القلب المتشابك معه : و ده قلبي ...هيكون معاكي فأي وقت و أي مكان ...حتى لو كنتي بعيدة عني المسيه بس و هتعرفي اني معاكي .
سحبت يدها  و اطرقت برأسها و قد احمرت وجنتاها خجلا
ارادت ان تهرب من هذا الموقف فكتبت مسرعة: مش هنروح بقى ! انا بردانة يا ياسين 
ضحك ياسين قائلا : حاضر يا ڨلب ياسين ...ڨومي يالا
ابتسمت بحب و نهضت مسرعة ...كتبت بخجل  في هاتفها  
- أخيرا سمعتها  !! 😍
ثم ترددت و حذفتها فورا ... لكن ياسين قد رآها و لم يعقب فقط اكتفى بإبتسامة  أظهرت جاذبيته .
حاسب المطعم و انطلقا الى اقرب سيارة أجرة ...تعمد ألا يتكلم ...كان فقط يطالعها بشغف بينما تتأمل سوارها الجديد  بحب  طيلة الطريق.
يتيع. ...

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
وصل الى الشقة و هو لا يدري ما الخطوة الموالية 
كانت والدته في انتظارهما 
- اتاخرتو كثير يا ولدي .!!
- معلش يمة الوڨت سرڨنا ..يالا انا داخل أنام تصبحو على خير .
- و انت من اهل الخير يا ولدي 
اومأت روز ايضا و دخلت الى الداخل و بقيت سعدية تنظر لاثرهما بدهشة : حاچة غريبة !! الإثنين راچعين متغيرين ... يا ترى ڨالها الحڨيڨة ولا لع !!!
اغلق الباب على نفسه و تمدد في فراشه و هو يتنهد بتعب 
- يا ريتني اڨدر اصارحك باللي چواي ...تعبان و مش عارف اعمل ايه ولا ڨادر اسيطر عالحب ديه... طب و بعدين !!
على ڨد ما انتي ڨريبة على جد ماني مش عارف نوصلك... عينيكي عتڨول انك عتحبيني ...و كل حاجة عتعمليها بتثبتلي الكلام ديه 
بس ارچع أكذب احساسي و اڨول يمكن هو احساس الامان اللي حاساه معاي مش اكثر ...تااايه و غرڨان يا روز ..عاوز ارسى على بر معاكي ...
كان يتقلب كأنما يتقلب على الجمر و بقي على هذا الحال لساعات 
يجافيه النوم و يقض مضجعه...يفكر فيها و يتذكر كل كلمة كتبتها في المطعم ..فجأة وصلته رسالة على الواتس
- لسة صاحي ؟ تفاجيء بها لدرجة أنه اسقط الهاتف !
 - ايوة ! بس انتي ايه اللي مصحيكي عاد !!
- عادي ...مش جايلي نوم .
-  ليه ان شاء الله ؟
- يمكن نفس السبب اللي  مخليك مش عارف تنام ! 
خفق قلبه بشدة لتلك الجملة : أيعقل انها تفكر به ؟؟
تردد قليلا قبل أن يكتب 
- لا ما اعتقدش ....انا شربت قهوة كثير عشان كدة 
- على فكرة انت ما تعرفش تكذب أبدا ..بيتغير لونك و تتوتر و تتردد في الكلام زي دلوقت مثلا ....متأكدة ان شكلك عامل زي اليوم اللي قلتلي فيه اني اختك.😂🙄
تحسس وجهه فأحس بحرارة غير طبيعية ...هو يعلم انها محقة حتى و لو لم تكن تراه..... تلك الماكرة الجميلة !
- اتأكدت ان عندي حق ؟؟ هاا...ايه اللي شاغلك بقى  ؟
- خايف 
- من ايه ؟؟ مش قلت لي انك مش بتخاف ؟
- مش خايف على نفسي ....انتي عارفة انا اقصد ايه يا لمظة
- خايف عليا انا ؟؟؟
- بصراحة ..مرعوب ..صورك ملت الجرائد و المواقع يا عالم بكرة ايه اللي هيحصل 
- بس انا مش خايفة ...يحصل اللي يحصل المهم  اني معاك.
- بس انتي أكيد ليكي حياة تانية و ناس تانيين اولى بيكي .
- هسسسس ...ما تفكرش كثير ...تصبح على خير يا ياسين .
- و انتي من اهل الخير 
و اكمل في نفسه: يا روح و ڨلب و عڨل ياسين ...
في اسوان ..قبل الفجر بساعة 
نزل سيف بالقرب من منزلهم حيث كان يجلس احد اولاد عمومته برفقة صديقه يحرسان حظيرتهم
سألهم سيف عن ياسين فأخبروه بأنه لم يعد معهم بل  بقي مع عائلته في شقته الموجودة في مصر.
عاد سيف و الشرار يتطاير من عينيه الى مصطفى الذي سمعهم  بدوره
سيف : معقولة قطعنا المشوار ده كله لحد أسوان عالفاضي يا مصطفى ؟! هو لعب عيال ولا ايه ؟ 
مصطفى : و الله ما انا عارف اقولك ايه ...انا ما خطرش ف بالي انه ممكن  يكون ليه. عنوان تاني ... العنوان اللي ادوهوني في ملفات البوليس هو العنوان ده !! ماهو أكيد هيطلع من السجن على بيتهم ! 
- هو مين اللي اداك المعلومة دي ؟
- عماد 
- طب ما تتصل بيه !!
- فكرة ...ده حتى هو شيفت الليلة
- الو ايوة يا عماد ...هو ده بس العنوان الموجود في الملف الرقمي للاستاذ ياسين ولا فيه رقم تاني ؟
- مش عارف حضرتك 
- مش عارف ازاي هو مش انت اللي اطلعت عالملف ؟
- بصراحة لا يا حضرة الضابط معتز هو اللي جابلي المعلومات دي 
مصطفى : معتز !!!! انت عارف انت عملت ايه ؟؟؟؟
- خير يا افندم فيه مشكلة !! 
- أفتح الملف بنفسك و دورلي على معلومات تانية تخص اقامته و لما نرجع هيبقى ليا كلام تاني معاكم ...
- حاضر يفندم
قفل الهاتف و هو يستشيط غضبا : الغبي ...الغبي !!!
أكيد گلب مروان كان قاصد يعطلنا ...احنا هنتحرك فورا  ..يالا يا سيف ..
سيف - انا هأتصل على طارق عشان يرجع أكيد زمانه ف نص الطريق...يمكن يقدر هو يوصل قبل مروان .
 في شقة ياسين قبل صلاة الفجر
قام ليتوضأ و خرج من الحمام فوجد والدته تلبس الاسدال تتأهب للصلاة 
سعدية : صباح الخير ي ولدي ..
- صباح النور يمة 
- خير يا ولدي  ؟ شكلك ما نمتش واصل !
- طار النوم من عيني بس متشغليش بالك انتي .... على فكرة اني قررت اننا  نرجع البلد النهاردة و كلمت چلال عشان يجي ياخذنا بعد شوية لعزبة عمه في الفيوم اني راكن عربيتي هناك 
- اني عندي حل احسن ...انت شكلك تعبان و مش عتعرف تسوڨ و انت اكده... ايه ڨولك لو يچيبهالك اهني ...اهو أڨله تنام لك ساعتين بعد الصلاة تريح فيهم ؟
ياسين بإستسلام : حاضر يمة اللي تشوفيه.
سعدية بحزن على حاله : مالك بس ي ولدي ؟ 
- ولا حاچة يمة ڨلڨان بس 
- ڨلقان من ايه بس يا ياسين ما تريح ڨلب أمك و تحكيلها ايه اللي مضيڨ عليك الدنيا اكده !! 
- مش متطمن يا يمة ...حاسس ان اللي هربت منيهم عيلاڨوها ف اي لحظة
- طب يا ولدي ما يلاڨوها و هي يعني عتفضل هربانة لميتي ؟؟ 
ياسين بضيق : وه يمة يعني عايزانا نسلمها بيدنا للي كانت هربانة منيهم ؟ 
- ي حبيبي مسير اليوم ديه يجي ان مكانش النهاردة يبڨى بكرة ...مش يمكن انت بس اللي مصدق الكلام ديه عشان مش عاوزها تبعد؟ 
ياسين بتوتر : ڨصدك ايه يمة !! 
سعدية بحزن - قصدي واضح  يا ولدي ..انت عاشڨها و عشڨها فاضح عيونك بس انت نسيت ان احنا منعرفش حاجة عنيها مكانش المفروض تعلڨ ڨلبك بحاچة مچهولة ي ولدي 
تنهد ياسين بعمق...لن يستطيع إخفاء الأمر أكثر  فقال بحزن
- محدش ليه سلطان على ڨلبه يمة ...بس أكيد مش ناسي اننا منعرفش ظروفها كيف ...عشان اكده ما ڨولتلهاش حاچة ولا عنڨول ...ما تخافيش يمة .
أذن الفجر في هذه اللحظة 
سعدية بحنان :  ربنا يريح ڨلبك و ينولك اللي ف بالك يا ولدي 
قوم بينا نصلي و بعدها حاول تنام لك ساعتين عشان تصحصح 
ياسين: حاضر يمة أبقي جهزي  انتي الشنط على ما يجي چلال
 
طارق : انت بتقول ايه يا سيف ؟؟
- بقولك ارجع حالا شكل الموضوع كله  ملعوب من مروان ...الاستاذ مجاش البلد اصلا 
- يعني ايه ؟؟ اومال هوما فين ؟؟
- الظاهر عنده شقة في مصر ..ارجع بسرعة و احنا اول ما يوصلنا عنوان الشقة هنبعثهولك ..اوعة يوصل قبل منك يا طارق !
طارق : طيب طيب فهمت...
كان ياسين  يجلس برفقة المأذون و تجلس هي امامه بفستانها الابيض تبدو كالملاك يزينها تورد وجنتيها من الخجل
سألها المأذون : روز شريف محمد انتي موافقة يكون ياسين محمود علي جوزك على سنة الله و رسوله
اجابت بخجل : موافقة 
سأله المأذون : ياسين محمود علي موافق ان روز شريف تبقى زوجتك على سنة الله و رسوله
- موافق 
على بركة الله نقرا الفاتحة 
- فاتحة ايه انت مجنون عايز تجوز وحدة متجوزة اصلا  ؟؟؟ 
انتفض ياسين بحدة قائلا: متجوزة ازاي و انت مين اصلا !!! 
- ايوة متجوزة و انا ابقى جوزها ...اااه  فهمت  ...يبقى انت الوا'طي اللي خاطفها و مخبيها عنده !! انت هتعفن في السجن لآخر يوم ف عمرك ...اتفضل يا حضرة الضابط اقبض عليه ...ده اللي خطف روز  مراتي !
انتفض ياسين من ذلك الحلم المرعب و هو يتعرق و ينهج بشدة : يا ساااتر ...اعوذ بالله من الشيطان الرجيم !!
ايه الحلم الغريب  ده ؟؟ ...نظر الى ساعته فوجدها العاشرة
خرج من الغرفة و كانت روز تضع الفطور على السفرة .
- صباح الخير
اومأت برأسها مبتسمة تشير إليه كي يجلس
- امة فين اومال ؟
التقطت هاتفها و كتبت : ماما راحت تجيب شوية  حاجات للطريق بس احنا  جاهزين .
ياسين - طيب انا هاغير هدومي بس و اشوف جلال 
كتبت بتعجب - مش هتفطر؟ 
- مفيش وقت ..انا كمان عندي مشوار مهم اعمله على ما جلال يوصل .
اخذ بيضة و كأس عصير و دخل ليرتدي ثيابه و شرعت روز في لم الأطباق و أخذها الى المطبخ 
في هذه الاثناء رن جرس البيت ..وضعت هاتفها و اسرعت لفتح الباب اعتقادا منها انها سعدية .
فتحت الباب فوجدت أحدهم يقف على الباب ينظر إليها بحب
- روز حبيبتي وحشتيني اوووي
في هذه الاثناء خرج ياسين مسرعا ليجد روز متسمرة في مكانها تنظر إلى ذلك الواقف امامها يطالعها بنظرات غريبة 
إقترب ياسين بسرعة و وقف بجانبها ليهديء من روعها
ياسين بدهشة - انت مين ؟؟؟
- انا جوزها.... انت اللي مين ؟!  
ياسين بصدمة : جوزها ؟؟؟ 
- ايوة جوزها ...مروان امجد الحديدي ..
اخرج من جيبه جوازي سفر و ورقة 
- لو مش مصدق ادي الباسبورات بتاعتنا و ادي قسيمة جوازنا 
صدمة ياسين كانت شديدة منعته من تفحص أي شيء ...كل ما كان يشغل باله انها متزوجة ! لم يقرأ سوى اسمها على القسيمة و جواز السفر 
افاقت روز من صدمتها و اختبأت خلف ياسين و هي تنظر الى مروان بتوجس و تقرأ تلك الاوراق بعدم تصديق 
- روز حبيبتي انا مروان ..جوزك و حبيبك ؟ 
حاول ياسين  تمالك اعصابه و التصرف بهدوء 
- مدام روز فاقدة الذاكرة ...ما تعرفش حاجة عن حياتها 
مروان بلهفة: يا حبيبتي  انا دورت عليكي ف كل مكان قلبت مصر شبر شبر لحد ما لقيتك ..كدة يا روزتي تطلعي من غير ما تقولي  ده انا كنت هموت عليكي ..يالا بينا عالبيت يا روحي 
إقترب منها ليمسك يدها فابتعدت و هي تتشبث بيد ياسين بشدة فاخفاها خلفه و هو يقف في وجه مروان بقوة 
- روز مش هتروح لا معاك ولا مع غيرك الا لما افهم الحكاية ايه
تعصب مروان لهذا  و حاول ألا يثير الموقف اكثر. 
- استاذ ياسين انا شفتك عالتلفزيون و الكل بيتكلم عن شهامتك و جدعنتك و مقدر انك حافظت على مراتي و راعيتها لحد ما تلاقي عيلتها ...بس لحد كدة و تشكر .. بعد كدة  انا مسؤول عن مراتي .. بعد اذنك هآخذها و نروح
-  اتفضل اقعد الاول عشان افهم الحكاية بالضبط انت شايف هي مرعوبة قد ايه .. على الأقل على ما تخف عنها الصدمة 
لم يجد بدا من الجلوس ..بينما اكمل ياسين بشك
- مادمت بتقول انها مراتك ...تقدر تقولي  هي كانت فين و  كانت هربانة من ايه من غير جزمة ولا شنطة لا تلفون؟ 
حاول مروان الثبات و هو يجيبه : 
- أولا هي كانت في بيتها .. فيلتي على الطريق الصحراوي الغربي ..
ثانيا هي مكانتش هربانة من حاجة ....للأسف الشغالة قالتلي انها  جالها اتصال ان ابوها اتسجن و هي اتصلت بيا بس انا كنت في الشغل و مشفتش اتصالها و مكنش فيه  عربية تانية في الفيلا ..عشان كدة خرجت بسرعة يمكن تلاقي اي حد يوصلها ...بصراحة هي متعلقة بابوها جدا لأن هو اللي فاضل لها بعد امها الله يرحمها ...و خوفها عليه خلاها تطلع بالشكل ده لأنه مريض قلب و كان ممكن يحصله حاجة في السجن .
كان يتحدث بثقة كبيرة و لم يهتز صوته قط ..كلامه كان مقنعا إلى حد ما .. فوالدها قد سجن فعلا في تلك الفترة حسب ما قيل لياسين .
ياسين بغرابة: انا سمعت اسم الحديدي ده قبل كدة ! اااه طارق الحديدي !
مروان : طارق محمد الحديدي يبقى ابن عمي...و طليقها 
اتجوزوا غصب و جوازهم ماعداش سنة و كان مطلقها و انا اتجوزتها بعد ما خلصت العدة بتاعتها...ها خلص التحقيق عشان اخذ مراتي و امشي ؟؟ و بصراحة انا لحد دلوقت مقدر اللي انت عملته مع روز عشان كدة بأتكلم معاك بمنتهى الهدوء و الادب...و كمان مقدر وضع روز الصحي ...بس لو واحد غيري في وضع زي ده ...مراته لوحدها مع شاب غريب في شقته .. أكيد كان هياخذ مراته بالقانون ...
فمن فضلك ما تخلينيش اتصرف تصرف مش هيعجبك .
الصدمات كانت متتالية و مفاجأة ...كان حقا في وضع لا يحسد عليه ...لم يجد بدا من قول ذلك و كان اهون عليه ان يقطع لسانه قبل أن ينطقها : 
- روز ..ما تخافيش ...  روحي مع جوزك .
تشبثت به و الدموع تملؤ عينيها الجميلتين و هي توميء بالنفي 
- ارجوك يا روز تروحي  ... أوعدك هتكوني بخير .
كانت تنظر الى مروان بريبة بينما   تمتد يده  إليها بحب : يالا يا روحي البيت من غيرك ظلمة ...تعالي 
ابتعدت خطوات عنه و يدها لا تزال متعلقة في يده 
كانت عيون مروان تشع بشرار و هو ينظر إلى يديهما 
ادار ياسين رأسه وسحب يده من يدها عنوة  فهي ترفض تركه
 الألم الذي يشعر به داخله لحظتها يكاد يوقف قلبه عن النبض ...كمية الحزن التي ملأت دواخله كانت كفيلة بإغراق العالم بأسره في الكآبة الأبدية ..
لم يشأ ان يراها و هي تخرج مع رجل غيره و يدها في يده...كان يتجنب النظر لتلك العينين اللتين خذلهما و اخلف وعده لهما.
فاسرع الى  الغرفة و ارتمى على السرير ممزق الروح عاجزا عن التفكير  و هو يتذكر ذلك الحلم  الذي راوده قبل قليل...معقولة طلعت متجوزة !! معقولة يخسرها بالبساطة دي !! 
كان مروان  يهم بالخروج من الشقة و هو يجر في يده روز الخائفة 
فجأة وصلت سعدية
- وه يا بنيتي ! رايحة على فين عاد !! 
اسرعت نحوها و احتضنتها بحب...فأعادت سعدية سؤالها 
- رايحة على وين يا بتي و مين ديه ؟
 نظرت روز إليها بقلة حيلة بينما اجاب مروان بإنتصار 
- كفاية لحد كدة ضيافتكم ليها و اشكركم بجد ..بس روز مش مقطوعة من شجرة ...روز رايحة بيتها مع جوزها يا حاجة
سمع ياسين صوت والدته و كأنما افاق للتو من كابوس مزعج ...حاول ان يفيق من صدمته بعد ان تعطلت حواسه عن العمل لبضعة دقائق ...قام مسرعا ...معقولة هسيبه ياخذها بالبساطة دي ؟؟ لا مستحيل اخذل روز  ...مستحيل ..و توجه مسرعا نحو الخارج 
  أجابته سعدية بدهشة 
- جوزها !!! جوزها ازاي و روز بنت بنوت !!؟؟؟؟ 
ياسين بصدمة : روز بنت !!!!!! 
يتبع ...

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
الصدمة ضربت الجميع في تلك اللحظة و كأن الزمن قد توقف!
تلك الحقيقة قد صدمت أولا  مروان الذي كان يعتقد أنه قد رتب لخطته و حواره جيدا و لم يعلم بأن سعدية كانت تعلم بهذا الخبر  و بالتالي ستنسف كل  خطته !
ثم روز التي قد علمت للتو انها مطلقة و متزوجة للمرة الثانية و مع هذا تخبرها سعدية انها لا تزال بكرا !!
اما ياسين فكان  اكثر المصدومين : كيف لها ان تكون بكرا و قد تزوجت لمدة سنة كاملة و طلقت ثم تزوجت المرة الثانية ؟؟! 
فلاش 
شيماء : و بعدين يمة البت بطنها بتتقطع  عنعملو ايه  اني خايفة عليها ڨوي !
سعدية : اچري لحد الداية ام فتحي ما تچيش ألا و هي معاكي 
- شيماء : حاضر يمة
بعد قليل حضرت الداية 
- خير يا حجة سعدية ..؟؟
- ڨبل ما أڨولك عاوزاكي توعديني الكلام ديه ما يطلعش من هني من الدار 
- واه ي ام ياسين معڨولة توصيني !! ده اني بير اسرار البلد كلاتها 
- عندينا  بت ضيفة تعبانة ڨوي و بتنزف عاوزاكي تكشفي عنيها  لاننا معنعرفش حاچة عنيها و خايفة تكون حامل و بتسڨط ولا حاچة لا سمح الله
- حاضر يا ست سعدية وديني عنديها 
باك 
اردفت سعدية لتعيد الجميع من شرودهم : ايوة يا ولدي  بنت بنوت ..الداية ام فتحي بنفسها  أكدتلي اكده لما كشفت عنيها 
 توتر مروان و تغير لون وجهه و استغلت روز الموقف لتسرع من جديد نحو ياسين و تختبيء خلفه 
اكملت سعدية - مادامت بنت يبقى انت جوزها ازاي ؟؟
مروان بحدة : أظن لحد كدة و كفاية انا مش مطلوب مني ابرر لحد. ..روووز تعالي هنا !! 
ياسين و هو يخفيها عن نظراته و ينظر الى مروان بحدة 
- روز مش هتروح لأي مكان 
مروان بغضب جحيمي: ابعد عن طريقي احسن لك ...روز مراتي  و كدة كدة هأخذها  ...بالذوق ولا بالقوة 
ياسين بحدة : و انا بقولك روز مش هتطلع من هنا الا على جثتي 
في لحظة واحدة اخرج مروان  مسدسا كاتما للصوت من جيبه الخلفي : يبقى انت اللي عاوز كدة 
اطلق  مروان طلقة اخترقت جسده  هوى على اثرها فورا و دوت صرخة عظيمة من روز التي وقعت  معه و هي تصرخ 
- ياسييييييين لااااااااااا
 ركضت نحوهم والدته برعب : ولدي !!!!! 
نظر إليها و شبح ابتسامة قد ارتسم على شفتيه بينما يغلق عينيه و هو يهمس بصوت ضعيف جدا : اا..خييرا ..س ..سمعتهااا ..
روز برعب - ياسين لالا ارجوووك أفتح عينيك 
فجأة امسك مروان يدها بقوة و هو يجذبها : ياسين ايه ده كمان هو انا هاقتل كام واحد لسة عشان خاطر عيونك  !! امشي بينا يالا !! 
- مش رايحة معاك لأي مكان ابعد عني يا مجرم!! سيب ايدي  بقووولك !!! 
لا شكلك  مش هتجي بالذوق و هتتعبيني ..
امسكها و راح يسحبها نحو الباب بقوة  و في ظل مقاومتها له و دفعه لها بقوة  ارتطمت  بالاطار  و سقطت ارضا مغمى عليها ....  رفعها للاعلى و هو يقول : صدقيني كنتِ أحلى و انت خرسا 
 نظر يمينا و يسارا خارج الشقة ثم نزل مسرعا نحو سيارته و هو يبتسم بإنتصار : لاول مرة تعجبني يا معتز ...أخيرا  استحقيت الفلوس اللي بتلهفها 
سرعان ما خرج جمع من الجيران عند سماع صوت سعدية و هي تصرخ بعدما افاقت من صدمتها 
و اقترب احدهم منه يتحسس نبضه
- ده لسة عايش يا حجة انا هاتصل بالإسعاف حالا 
في هذه الأثناء وصل جلال مرعوبا 
سعدية ببكاء : الحڨ صاحبك يا چلال !! ولدي عيروح مني !!
تحسس وجهه بقلق و هو يرى كمية الدماء التي نزفها: ياسين ...رد عليا يا ياسين !!  هو ايه اللي حصل يا حجة !!؟! 
- واحد ابن حرام چيه اخذ روز بالعافية و ضربه بالنار ارچووووك يا چلال تلحڨ ولدي ....اني مليش غيروو 😭😭😭
احد الجيران- ما تخافيش يا حجة الإسعاف في الطريق مسافة السكة بس ..ربنا يطمنك عليه
في هذه الاثناء وصل طارق إلى المكان.
استغرب من الحشد الذي شاهده و الذعر الموجود على وجوه الجميع.. اندفع بسرعة الى الداخل فوجد ياسين غارقا في دمائه و بجانبه والدته المنهارة  و صديقه ...
سأل أحد الجيران 
طارق - هو ايه اللي حصل له ؟؟
- مش عارف بس الظاهر كدة فيه واحد اتهجم عليهم و ضربه بالنار .
وصل الإسعاف في ظرف ربع ساعة 
- المريض خسر دم كثير مش هنستنى لحد ما نوصل المستشفى مين يعرف فصيلة دمه 
جلال : دمه ب موجب 
- تمام محتاجين حد متبرع يتفضل معانا  
بسرعة اشار أحدهم و  نقلوا ياسين بسرعة فائقة بعدما طلبوا المتبرع لمرافقته في سيارة الإسعاف .
 امسك جلال هاتف ياسين الملطخ بالدماء بينما رافقته والدته مع الإسعاف .
جلال - اتفضلوا يا جماعة عشان اقفل الشقة
خرج الجميع و كان جلال يهم بأخذ المفاتيح  لكن طارق اوقفه
- من فضلك انت صاحب الاستاذ ياسين ؟؟
جلال  : ايوة حضرتك مين ؟
- اسمي طارق محمد ...كنت عايز اسألك عن وحدة كانت مع  الاستاذ ...اسمها روز شريف ..
- و انت بتسأل ليه ؟؟؟
- انا جوزها و كنت بأدور عليها و ..
-اااه  قصدك طليقها ! 
- انت تعرفها ؟؟ هي فين ؟؟
- الظاهر كدة جيه واحد و خطفها و هو اللي ضرب ياسين .
طارق بغضب : يبقى أكيد مروان الگلب وصلها قبلي
جلال : مروان مين ؟؟ 
في هذه الاثناء وصل سيف و مصطفى يركضان نحوهما 
 نظر مصطفى الى الداخل و دهش من كمية الدماء التي شاهدها بينما صرخ سيف برعب : روووووز !!!!
طارق : لا دي مش روز ..انا لما وصلت مكانتش موجودة ده الاستاذ اللي كان معاها .
مصطفى : يبقى أكيد مروان وصلها قبلنا ...
جلال : مروان مين ده ما تفهمونا ايه الحكاية عشان الحق صاحبي ؟؟
مصطفى - مفيش وقت للشرح المهم ان روز ف خطر ..لازم نلحقها قبل ما ياخذها و يسافر ...
سيف : هي معاها تلفون ؟ 
جلال : ايوة 
سيف و هو ينظر الى مصطفى بأمل يبقى نعمل تتبع شريحة 
نظر الى جلال : معاك رقمها 
جلال : محدش معاه رقمها غير ياسين 
امسك هاتف ياسين الملطخ بدمائه و بحث عن رقمها المسجل بإسم " ندى الروح "
اتصل بالرقم تحت نظرات طارق و سيف الحانقة و الغيرة الواضحة في عيونهما .. فجأة سمعا الصوت يصدر من المطبخ 
ركض سيف نحو الصوت و عاد بخيبة امل. و هو يمسك بهاتفها: نسيت تلفونها كالعادة ... يعني احنا كدة  ضيعناها للمرة التانية يا مصطفى 😤
طارق - يعني ايه ...مفيش حل تاني ؟؟
مصطفى : طارق انت تروح تدور أي كاميرات مراقبة قريبة من هنا يمكن تلاقي رقم العربية ...بسرعة 
خرج طارق مسرعا ...و كان يهم مصطفى بالخروج مع سيف الذي ظهرت الخيبة واضحة في عينيه 
سيف - ما اعتقدش هنلاقي حاجة يا مصطفى ...أكيد مروان هيستعمل رقم عربية مزور انت هتتوه عنه ؟! ده ثعبان
مصطفى : مش هنفقد الأمل .. أكيد هنلاقي خيط يالا بينا
كانا يهمان بالنزول حين اوقفهما صوت جلال مسرعا بعد ان اقفل الشقة 
جلال :آسف حادثة صاحبي خلتني نسيت الموضوع ..ياسين  حاطط لها جهاز تعقب في قلب معلق  باسوارة اداهالها هدية 
مصطفى بتعجب و هو ينظر الى سيف : جهاز تعقب !!!
جلال : ايوة هو كان خايف اوي لحد يخطفها كان قلبه حاسس بكدة من مدة ...عشان كدة وصاني اطلب له اسوارة عليها جهاز تعقب 
مصطفى - و ده نتبع اشارته ازاي !؟
- من تلفون ياسين .
مصطفى : متشكرين اوي ... بعد اذنك هنخلي التلفون معانا و اول ما نوصل لمعلومات عنها هنبقى نجي نتطمن على الاستاذ و نرجعله امانته
- تمام ...اتفضل 
ركضا نحو السيارة و كان يهم مصطفى بالانطلاق حين افاق سيف أخيرا من شروده و قال بغيرة واضحة :  جايبلها اسوارة هدية ...و حاطط لها عليها قلب !!...و كمان فيه جهاز تعقب ؟؟
مصطفى : احنا ف ايه ولا ف ايه يا سيف .. 
 سيف بشرود : هو احنا ازاي ما فكرناش ف كدة يا مصطفى ؟ كان زمانها ف حضني دلوقت !
- نلاقيها بس و كل حاجة هتتحل ياخوي ....
 وصلا الى تجمع سكني  لا يزال قيد البناء و لا يوجد احد في العمارة غيره و بعض الرجال المسلحين الذين يرابضون في الجوار باسلحتهم
دخل بيها إلى الشقة و وضعها على السرير و هي لا تزال فاقدة الوعي ثم استلقى بجانبها و هو يمسح على خدها و شفاهها برغبة
- أخيرا بقيتي ليا يا روزتي 
ما تتخيليش انا عايزك قد ايه  يا مزتي ...هاعملك ليلة هتفضلي تفتكريها طول عمرك .. الليلة  الي جوزك الغبي حرمك منها  ..وحط ايده على جس*مها  بقذا'رة  وقال.. بجد ابن عمي ده طلع واحد حما'ر ...بقى  حد يبقى عنده الجسم الجامد ده  و قاعد معاه في اوضة وحدة سنة بحالها و ما يمتعوش .. لا و بعد كل ده يطلقك !! بس خلاص يا روحي أوعدك انك هتنسي طارق كأنه مش موجود أبدا ...مش هتفتكري غير لمساتي انا..مش هتشوفي بعد كدة وش حد الا انا .
سيف و مصطفى عملوا اتصالاتهم عشان تتبع الجهاز 
 أما طارق كان مرعوب حرفيا ولسه هيطلع يدور في الكاميرات الموجودة في الهايبر اللي جنب العمارة ..رن تليفونه برقم مجهول  قال.. الو 
جاله صوت مروان بيقول ..اهلا بابن عمي الغالي..اتصلت اطمنك على طليقتك ..متقلقش هي معايا ...في سريري... و تحديدا في حضني ... بص انا مش بأقلل من رجولتك ولا حاجة لا سمح الله ... بس كل الفكره انك مش بتاع نعمة  و الدليل انها بعد سنة جواز بحالها لسة بنت !!  بس احسن .... حظها انها دلوقت معاي لانها مش هتفضل كدة  بعد اليوم ده 
و اطلق ضحكة مستفزة
إحمر وجه طارق من شدة الغضب وقال بعصبيه.
وديتها فين يا وا'طي اقسم بالله لو جرالها حاجه مش هيكفيني عمرك ابدا يا كل*ب 
 ضحك بقوه وقال..لا والله من كل عقلك عايز تقنع نفسك انها هترجعلك بعد اللي عملته فيها ؟؟؟ تبقى مهزقة و بلا كرامة
عموما كلها كم ساعة و هتبقى مراتي بجد مش عالورق بس ...
 انا اصلا اتصلت عشان اشكرك بجد على الهدية الغالية دي و المفاجأة الحلوة ...ماهو انا كنت دايما بحس بنغزة في قلبي لانك لمستها قبل مني  بس انت بصراحة خالفت كل توقعاتي 
طارق بغضب جحيمي : لو لمست شعرة وحدة منها هأخليك تتمنى الموت و مش هتطوله ...روز بتاعتي مش ممكن اخسرها تاني ...مستحيل اسيبهالك تتهنى بيها و مش هاسمحلك تقرب منها يا قذر'
 ضحك مروان بقوة وقال..مش بمزاجك تسمح او لا ..انا دايما كسبان انت الي بتخسر دايما و اديك خسرت لتاني مره يا طارق ..خسرت  انظف حاجه في حياتك الو*سخه.
خسرت اول مره لما صدقت على مراتك انها بتخونك وهي كانت بتصدني بكل طاقتها...لمجرد انك سمعت كلمتين انا كنت قاصد اسمعهملك صدقتني وشكيت فيها ...
و خسرتها تاني دلوقت  لانها فاقدة الذاكرة و مش هتصدق الا اللي هي شايفاه  قدامها : قسيمة جوازنا بعد العدة بتاعتكم على طول 
طارق كان واقف بصدمه و الدموع بتلمع في عينيه
- ..يعني.. يعني ايه ؟؟
- يعني احنا اتجوزنا و القسيمة هي اللي بتقول كدة مش انا 
عموما احنا هنسيب لك البلد بحالها مش ده اللي كنت عاوزه في الاول !! انها تختفي من حياتك ؟؟ اديني حققتلك امنيتك
سلام بقى يا ابن عمي 😁
ركض طارق كالمجنون نحو سيارته و هو يتصل بمصطفى 
- الو يا مصطفى ...مروان  أتصل بيا .. 
روز معاه ...بيقول هيسافروا  و. ..
مصطفى : ما تقلقش مش هيلحق يروح لاي مكان احنا عرفنا مكانهم. ... احنا في الطريق اصلا. ..هنبعثلك الموقع حالا.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
وصلت سيارة الإسعاف إلى المستشفى و نقل ياسين فورا الى غرفة العمليات بعد اسعافه بنقل كمية من الد"ماء بدلا من تلك التي فقدها ...كانت والدته منهارة حرفيا و لا تقو على الوقوف 
لحق بهم جلال و هو يركض
- خير يا حجة ان شاء الله هيقوم بخير  انتي ادعيله بس .
خرجت ممرضة مسرعة من غرفة العمليات
ركض نحوها جلال : خير هو حالته ايه 
الممرضة بتوتر : الحالة خطيرة المريض  نزف كثير لازمه دم كمان ... و ركضت نحو بنك الدم بينما  انهارت سعدية اكثر : لاااا  ..ولدي ي جلال !!! ولدي ضاع مني 😭😭
- اهدي. اهدي يا حاجة ادينا بندعيله ربنا يسترها معاه 
بقلم آلاء إسماعيل البشري 
كان مروان يتحدث عبر للهاتف 
- ايوة يا اشرف جهزت اللي طلبته منك؟ 
- كله جاهز يا بيه 
- تمام احنا هنتحرك بالليل .. زي ما فهمتك 
استيقظت روز و هي تشعر بألم فظيع في رأسها ... ضغطت على رأسها بكلتا يديها و هي تحاول أن تتذكر اي شيء : انا فين ؟! و ايه اللي حصل لي !! يا رب ايه الصداع ده !!
نظرت حولها فوجدت نفسها في سرير  بغرفة غريبة 
حاولت الوصول إلى الباب بعد معاناة بسبب الصداع  الذي يضربها بقوة أخيرا فتحت الباب برفق و اطلت بعدما سمعت صوتا صادرا من الصالة  
انصدمت  بشدة  فور رؤيته من بعيد
- مرواااان !!! 
كتمت شهقتها و عادت الى الغرفة قبل أن ينتبه إليها و هي ترتعش  بشدة بعد أن تذكرت ما حدث قبل قليل 
- ما مصيبتي !!! مروان تاني !!! اروح فين دلوقت ؟؟ 
سبب تأخير الرواية هو الناس الي بتنسخ البارت و بتنسبه لصاحبة الرواية الاصلية مع اني وضحت انها وقفت عند بارت 10 و حاليا الرواية موجودة عى جوجل بإسم ميرال مراد 
فجأة تذكرت شيئا آخر : ياسين!!! ياسين اتصاب بسببي !!
 ودت لو تصرخ بشدة و هي تتذكر ياسين .... لكنها تمالكت نفسها و حاولت أن تفكر بهدوء حتى لا تثير شكوكه 
التفتت حولها بألم تبحث عن هاتفها : يا رب نسيت تلفوني تاني ايه الغباوة دي ... اعمل ايه دلوقت !! 
قامت تبحث عن اي شيء يساعدها على الفرار لم تجد شيئا و النافذة كانت محكمة الإغلاق لا يسعها فتحها 
تفحصت الدولاب الموجود بالغرفة فكان مغلقا بمفتاح غير موجود
 
فجأة بدأت الذكريات تتدافع بشدة بداخلها  بدءا من  ذلك اليوم المشؤوم الذي كان سيسلمها فيه والدها الى هذا الو'حش البشري و كيف هربت الى ان وصلت بذكرياتها الى ياسين ليزداد الصداع أكثر فأكثر 
ياسين تلقى رصاصة بينما هو يحاول منعه من اخذها !!!  ارتعش جسدها خوفا عليه و راحت تبكي بهستيرية بشهقات مكتومة فجأة سمعت صوت احدهم يقترب من الغرفة ..
تمالكت اعصابها و مسحت دموعها بسرعة البرق 
يجب ان تكون قوية .. عليها ان تكون كذلك من اجل ياسين الذي ضحى من أجلها ....عليها ان تكون ذكية لتستطيع التخلص من أسر مروان .. هو يعتقد انها فاقدة الذاكرة ..
- لازم تفكري بسرعة يا روز تقدري تطلعي من هنا .. انتي مش ضعيفة ...انتي مش لوحدك ..
نظرت الى السوار بيدها و لمست ذلك القلب  بحب و قربته من قلبها  : ياسين معاي لازم اطلع من هنا عشانه ...لاااازم الحقه
في تلك اللحظة  فتح الباب و دخل مروان و هو يبتسم بخبث
في الطريق 
كان سيف يمسك بهاتف ياسين متتبعا اشارة جهاز التعقب بينما ينطلق مصطفى باقصى سرعته متتبعا توجيهات سيف 
تلقى عدة مكالمات على هاتف روز و كذلك هاتف ياسين لكنه لم يجب  و كانت  كلها من  شيماء 
سيف - دي أكيد اخته بتتصل عليهم اعمل ايه ؟؟
مصطفى : و احنا مالنا ؟ ما تردش و خلاص
سيف : مش هتبطل ترن 
فجأة وصلت رسالة واتساب الى هاتف روز  بعدما شعرت بالقلق
- انا هأرد عليها 
- ترد تقول ايه يا سيف !! 
- مش عارف ...هقولها اي حاجة بدل ما هتكسر التلفونين رن
مصطفى : انت حر بقى ...هات  تلفون ياسين اشوف الاشارة 
بقلم آلاء إسماعيل البشري 
ناوله الهاتف و لم يجد هو بدا من أن يكلمها  ففتح الرسالة 
- ندى حبيبتي انتو فين بأرن عليك و على  ياسين.. محدش عيرد ليه ؟! 
-انتي اخت الاستاذ ياسين ؟ هو في المستشفى اول ما يفوق هأطمنك عليه ...صاحبة التلفون نسيت تلفونها في البيت 
- مستشفى !!! ليه ؟؟؟ حصل ايه  و انت مين ؟؟ 
- انا واحد صاحبه ... ياسين اتصاب و اخذوه عالمستشفى ألف سلامة عليه عن اذنك.
كان يهم بالخروج من المحادثة ثم الواتس حين استوقفته محادثتها مع ياسين 
شعر بالفضول يأكل دواخله يريد أن يعلم ما علاقتها به 
نظر مصطفى اليه و فهم ما يرمي إليه
- بلاش يا سيف ....دي اسمها خصوصيات يا اخوي 
سيف بغيرة: ما تنساش ان روز كانت هتبقى مراتي
مصطفى : مش برضاها يا سيف .... كانت خايفة من طارق و وافقت بسرعة عشان ما تضطرش ترجع له بعد كل اللي حصل لها معاه
سيف بغضب - لا مش صحيح ...انت ما شفتش لهفتها علي في المستشفى .... عيونها كانت بتقول انها بتحبني !
مصطفى : انت حر ...ما تبقاش تندم بس. 
لم يأبه سيف لكلامه و فتح المحادثة و راح يقرأ الشات و بداخله بركانا يهدد بالإنفجار .
في شقة مروان
- أخيرا صحيتي يا حبيبتي !! ايه ده انتي كنتي بتعيطي ؟؟
روز بألم : لا  ده صداع قوي مش مخليني قادرة افتح عيني 
إقترب منها ...حاولت الثبات بينما يمسك يدها و يجلس بجانبها و هو يهمس في اذنها برغبة :  وحشتيني.... 
اتكمشت على نفسها رغم عنها و هي تغلق عينيها بضيق 
بينما أكمل هو بكذب :  كدة تسيبي بيتك و جوزك يا روزتي ؟ كنت هاتجنن  و الله بقالي كثير بأدور عليكي.
لم تنطق بكلمة....حاولت لكن خانتها الكلمات لا يمكن أن تفعلها 
- مالك يا روحي ؟! 
- ولا حاجة ...الصداع بس 😣 ...ممكن اعرف احنا اتجوزنا ازاي ؟؟
- ابتسم مروان بخبث : زي الناس يا حبيبتي ..حبينا بعض و اتفقنا على الجواز بعد العدة بتاعتك
- مش انت قلت اني طليقة ابن عمك ؟
- ايوة فين المشكلة ؟ طارق ابن عمي اتجوزك  غصب عنه عمره ما حبك ولا انتي حبيتيه .... ما اتفقتوش و طلقك ..و انتي شفتي اني مش زيه لاني بحبك بجد و مستعد اعيشك عيشة الملكات عشان كدة حبيتيني و اتفقنا انا و ابوكي اول ما العدة تخلص نكتب الكتاب على طول .
كانت تشعر بالغثيان من كذبه وقربه و  جل ما كانت تخشاه هو ان تفرغ جميع محتويات معدتها  في وجهه 
بالكاد تمالكت نفسها و قالت : تمام 
قام مسرعا من مكانه و اخرج مفتاحا من جيبه وفتح الدولاب 
ثم اخرج منه علبة مغلفة بشكل هدية و اقترب منها بلهفة 
- بصي انا جبتلك ايه ....فتح العلبة و اخرج منها قميص نوم مثير  و هو ينظر الى جسمها برغبة و يداه القذ"رتان تتحسسان خصرها
- انتي بتحبي النوع ده اوي خصوصا اللون الأسود بيكون عليكي تحفة ...عايزك تقومي تاخذي دش عشان تصحصحي كدة و تلبسيه ...اصلي هموت عليكي كفاية اوي المدة اللي بعدتيها عني
توترت روز و خافت أن يظهر توترها جليا في ملامحها و يكتشف مروان تمثيلها فقالت بضيق 
- جرى ايه يا مروان هو انا هأهرب يعني مانا مراتك ؟! بقولك دماغي هتتفرتك تقولي خذي دش و البسي قميص نوم ؟؟ احنا ف ايه ولا ف ايه بس ؟؟
مروان برغبة: غصب عني يا روحي  أصل أنا مش قادر اصبر عنك اكثر من كدة ...حسي بيا بقولك هاتجنن عليكي 
روز بحزم رغم الألم : لا  الموضوع ده بالذات مش ممكن يكون غصب يا مروان .. مادام قلتلك اني تعبانة يبقى من فضلك  بلاش تضغط عليا ...احنا كدة كدة متجوزين صح ؟ يبقى ان مكانش يحصل النهاردة هيحصل بكرة 
جز على اسنانه بغضب دفين يحاول تصنع الهدوء 
: ماشي يا ستي زي ما تحبي أكيد مش هأضغط  عليكي يا مزتي ...معاكي حق ...قبل خدها بحب فاغمضت عيناها بضيق
- طب ممكن تجيبلي حباية صداع و مية ؟ الألم بيزيد
- حاضر يا قلبي .
خرج من الغرفة بينما تنفست أخيرا و هي تمسح مكان قبلته و تشعر بالقرف من لمساته و انفاسه و قامت بصعوبة تبحث عن اي شيء في الدولاب فلم تجد سوى تلك الجوازات و القسيمة و بعض الثياب 
اعادت كل شيء مكانه و عادت إلى السرير 
عاد و معه الماء و شريط الدواء 
قبل رأسها و هو يقول : طب خذي الدوا و نامي  عشان تصحي مرتاحة ... احنا مسافرين بالليل يا روحي .
بقلمي آلاء إسماعيل البشري 
شهقت رغما عنها من الصدمة : مسافرين !! مسافرين فين؟
مروان بتعجب : ايوة مسافرين اليونان مالك انصدمتي كدة ؟؟
روز بتوتر : لا ..أصل .. أصل أنا .. كنت عايزة ازور بابا في السجن ...مش معقول هنسافر من غير ما اتطمن عليه !
مروان بهمس لنفسه : تزوري ابوكي و تتطمني عليه !!! و الله لو تعرفي هو عمل فيكي ايه كنتي ولع"تي فيه بغاز و"سخ
- هااا قلت ايه ؟؟
- هنشوف الموضوع ده بعدين المهم خذي الدوا و نامي دلوقت يا روحي .
تركها و خرج من الغرفة بعد ان اطفأ النور 
فاندست في ذلك السرير تشهق بصوت مكتوم ...كيف الخروج من هذه الورطة ! 
- لازم أفضل أمثل اني مش عارفة حاجة عشان أفضل اتحرك بحريتي لو عرف اني افتكرته هيحبسني و مش هأعرف أخلص منه
راحت تفكر جديا في طريقة  للهروب قبل أن يأتي المساء و إلا فلن تستعيد حريتها أبدا !! 
في المستشفى 
خرج الطبيب من غرفة العمليات  بتعب  و اسرع اليه جلال 
- خير يا دكتور طمننا عليه احسن امه المسكينة هتروح فيها 
- و الله الحالة حرجة جدا. . احنا انقذنا حياته مؤقتا بس ما اقدرش اقولك أن المريض عدى مرحلة الخطر ...
احنا حاولنا و عملنا اللي نقدر عليه ..بس للأسف نسيج الكلية متضرر بنسبة 75% 
- يعني ايه يا دكتور ؟؟
- يعني احنا مضطرين نشيل الكلية بالكامل بعد موافقة اهله 
جلال بصدمة - ايه ؟؟؟ 
الدكتور بأسف- مش بس كدة ... الاشعة المقطعية أظهرت إن  الكلية التانية فيها عيب خلقي عبارة عن تكيسات اتولد بيها كدة يعني اداءها ضعيف لان التكيسات دي عادة بتزيد بمرور العمر  بس مكانش واخذ باله لأن جسمه تقريبا كان معتمد  بس على الكلية السليمة  دي .. و من سوء حظه ان هي اللي اتصابت 
جلال برعب ؛  من الآخر عايز تقول  ايه يا دكتور ؟؟
الدكتور بأسف : يعني لو ما لقيناش متبرع في أقرب وقت  المريض مش هيعيش ....

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
صدمة جلال كانت كبيرة لهذا الخبر لدرجة أنه لم يستطع الوقوف 
جلس على اقرب كرسي بالمكتب  و هو يحاول ان بلتقط انفاسه
- يا خبر !! دي امه لو سمعت الكلام ده هتروح فيها !! طب ايه المطلوب ؟
الدكتور بعملية: لازم تلاقو متبرع في أقرب وقت 
جلال : هو أي حد ينفع يتبرع ؟؟
الدكتور : بص هو مبدئيا المتبرعين بيكونو من العيلة يعني عندهم نفس الصفات الوراثية عشان ما يترفضش العضو بس نقدر نقبل واحد تاني مش من العيلة المهم في الحالتين لازم يكون عنده نفس زمرة الدم بتاع المريض .
جلال : طيب يا دكتور اشكرك ....احنا هنتصرف
خرج جلال و في هذه الاثناء دخل عماد  الى الطبيب
- سلام عليكم حضرتك الدكتور اللي متابع حالة الاستاذ ياسين محمود علي ؟
- ايوة حضرتك مين ؟
- انا عماد منير بعثني حضرة الضابط مصطفى  محمود عوض عشان أفتح محضر بحالة الاستاذ و اخذ اقواله ان كان ممكن 
الدكتور : للاسف حالة المريض ما تسمحش أنه يتكلم بس انا ممكن اديك فكرة عن الحالة اتفضل اقعد  
في شقة مروان 
كان مروان في الخارج ينتظر احد رجاله الذي وصل مسرعا و هو يحمل أكياسا كثيرة و شنط سفر 
- اهوم كل  الحاجات اللي طلبتهم يا مروان بيه 
- طب حطهم انت دلوقت يا اشرف و روح شوف لي الطيارة عشان هنسافر بالليل زي ما اتفقنا ..مش عايز  اي غلطة  !!
- حاضر يا بيه 
اسرع اشرف الى وجهته و حمل مروان الاشياء و دلف بها الى الداخل 
بحثت روز عن طرحتها و ارتدتها ثم توجهت  نحو باب الغرفة تتحسس لانها لم تسمع اي صوت 
خرجت فلم تجد  احدا فعلا ... اسرعت نحو الباب و كانت تهم بالخروج من  الشقة حين وجدت مروان داخلا 
مروان بشك : لابسة  طرحتك  كدة ورايحة على فين ؟؟
روز و هي تحاول اخفاء توترها : 
لا مش رايحة انا بس ما لقيتكش  قلت ادور عليك و خفت يكون فيه حد غريب برة عشان كدة لبست طرحتي 
- هو انتي مش كنتي مصدعة  !؟؟ قومتي ليه اصلا!!
- لا ماهو أصل الصداع خف فقلت اقوم اغسل وشي و اتمشى بدل الرقدة.
- طيب ماشي. .. دي شوية هدوم و حاجات جبتهالك  على ما نسافر   ....مادمتي حاسة انك احسن يبقى خذي وضبيهم في الشنط دي ...
اخذتهم بإستسلام : حاضر .
أكمل مروان و هو ينظر الى ثيابها : و أبقي غيري الهدوم الوحشة دي لانك ملكة مش بيليق عليكي الا الغالي...و أوعدك اول ما نوصل اليونان هأجيبلك  كل حاجة ناقصاكي من اغلى البرندات .
دخلت الى الغرفة و هي ترمي الاكياس من يدها بقوة 
- و بعدين بقى !!! مش هتفكري في طريقة هتفضلي كدة مستسلمة ؟؟ انا لازم ادور في كل الاوض يمكن الاقي  منفذ اطلع منه .....تذكرت ياسين فإنقبض قلبها بشدة
- يا ترى انت عامل ايه يا ياسين ...قلبي حاسس ان في حاجة مش كويسة ...يا رب  تستره و تحميه يا رب 😣
 هذا الوقت خرج مروان من الشقة و هو يبعث رسالة الى احدهم و فجأة رن هاتفه
- خير يا معتز فيه ايه ؟؟
- إلحق يا مروان بيه !!!! مصطفى و سيف في الطريق ليك هيوصلوا ف اي لحظة !!
مروان بصدمة : بتقول ايه؟؟؟! دلوقت بس افتكرت تقولي ؟؟!  اومال انا مشغلك عندي ليه يا حما'ر انت !! 
- و الله ما اعرف  هوما اتحركو ازاي و امتى ...عرفت بالصدفة  انهم في مهمة سرية اطقصت و اول ما عرفت انهم لقوا روز و رايحين لها كلمتك على طول .
- طب اقفل انت  دلوقت و اختفي يا غبي شكلهم فقسوك
صرخ بصوت عال لأحد رجاله :
 أتصل على مرااااااد  يجيبلي العربية بسرعة 
 امسك هاتفه و اجرى اتصالا سريعا : جهز الطيارة احنا جايين حالا !  
صعد مسرعا الى الشقة و هو يتمتم بغضب  : لقوها ازاي بس !!!
بقلم آلاء إسماعيل البشري
اقفل معتز هاتفه و هو يرتعش : معقولة اتكشفت !!!
كان يهم بالخروج من مكتبه مسرعا حين دلف كل من صبري و عماد
- على فين يا معتز ؟؟؟ 
معتز بخوف : مالكم داخلين علي كدة !! فيه ايه
عماد - فيه انك واحد وا'طي و قذ'ر و خاين ...بسببك البنت مفقودة و الراجل هيموت .
معتز - لااا ...انتو  أكيد  غلطانين ..اناااا...
صبري - انت ايه ؟؟؟ انت اخرس خالص و امشي قدامنا عالحجز ..و ان شاء الله هتاخذ مؤبد يا حيو'ان .
في المستشفى 
كان جلال برفقة أم ياسين التي انهارت فور سماعها للخبر و معهم والدة جلال التي أتت فور سماعها بالخبر 
- لع يا جلال ... ما تقولش اكده ياسين مش عيسيبني لع قول لي ان الكلام ديه مش صوح يا جلال !!! 
سناء - يا ام ياسين أهدي اومال مش كدة احنا في المستشفى 
وقعت على الارض و رفعت يداها الى السماء و هي تبكي بكاءا هستيريا 
- ياااا رب   تحمي  ضناي  و ضي عيني ..يا رب 
يا رب انت اخذت مني اخوه و هو ما عداش العشر سنين و  اني رضيت بحكمك و صبرت و احتسبته عندك  يا رب.....إلهي ما  تفجعني في الثاني ..  بجاه رسولك الكريم 😭😭
في هذه الاثناء وصل كل من شيماء و ابن عمها طاهر و ابن عمتها حامد و معهم والدة طاهر.
شيماء  بهلع :  اماااااا 
ركضت نحو  والدتها  المنتحبة و هي تنظر الى جلال بخوف - ياسين اخوي ماله يا جلال !!!  ايه اللي حوصل ؟؟
جلال  :  شيماء الاول  ساعدي امك  و خذوها على اقرب اوضة و انا هنادي الدكتور يشوفها عشان قلبها ..و نظر الى للجماعة :و بعدين  تعالوا افهمكو ..
في شقة مروان 
سمعته يفتح باب الشقة بقوة  فاسرعت الى تلك الاكياس الملقاة على الارض حتى لا يشك بها
دخل عالإعصار الهادر فوجدها ترتب تلك الاكياس و تفرغها 
- يالا امشي مفيش وقت ...
روز بتعجب: على فين ؟؟
وضع هاتفه فوق التسريحة و اسرع نحو الدولاب يخرج الجوازات و القسيمة .
فتوجهت في تلك الاثناء الى هاتفه  بسرعة البرق بينما  يوضب هو حقيبة يد صغيرة ثم توجه اليها ممسكا  يدها بقوة
 - هنسافر دلوقت....سيبي كل حاجة زي ماهي  و يلا بينا 
شدت يدها منه بقوة : مش رايحة لاي مكان ...فهمني فيه ايه ؟؟؟ مش قلت هنسافر بالليل ؟
- بقولك ايه انا مش فاضي لشغل الستات ده...جالي شغل مستعجل  امشي قدامي من غير مناقشة هفهمك في الطيارة و هاتي تلفوني ...اه افتكرت هو انتي معندكيش تلفون ؟؟ 
اومأت بالنفي ...لم يكترث و وضع الحقيبة على كتفها : خذي الشنطة  دي و يالا 
 نزل بها للأسفل و هو يمسك بيدها بشدة بينما يمسك سلاحا بيده الاخرى و هو يلتفت يمينا و يسارا 
روز بخوف - هو السلاح ده عشان ايه ؟؟
- بقولك ايه كثر كلام مش عايز ...امشي قدامي من سكاااات !!!
- ايدي بتوجعني سيبني بقى يا متوحش ....مش عايزة اروح لاي مكان معاك . ..سيبني بقولك !!!
وصلا  الى أسفل العمارة كان يهم بالخروج و هو ينظر إليها و الشرر يتطاير من عينيه - مش بمزاجك يا قطة ...انتي مراتي يعني هتروحي  معايا لأي مكان برضاكي أو غصب عنك فاهمة ! 
- جرى ايه يا مروان ؟هو انت هتكذب الكذبة و تصدقها ولا ايه !!!؟
صدم مروان بينما تهلل وجه روز بأمل و هي  تهمس لنفسها: سيف !!   لحقت في الوقت المناسب ....الحمد لله
سيف - مراتك ازاي و امتى يا وا'طي ؟؟
في لمح البصر اختبأ خلف الباب الحديدي و هو يشدها نحوه
 التفت ثانية  لمصدر الصوت  فوجده سيف ..ثم نظر الى القوات التي بدأت  تحاصر المكان و رجاله الذين يتأهبون للإشتباك معهم في اي لحظة ! 
بقلمي آلاء إسماعيل البشري 
دهش مروان من المنظر ...كيف لم يخبره أحد ؟؟ كيف تجمع هؤلاء الرجال في هذه المدة القصيرة  !  نظر الى هاتفه فوجد خمسة اتصالات فائتة من مراد و 3 اتصالات  من أحد رجاله 
مهلا  !! كان هاتفه بوضع صامت !!
نظر اليها بغضب جحيمي : انتي عملتي ايه يا غبية !!! 
كانت نية روز أن تبعث برسالة الى ياسين فهي لا تحفظ سوى رقمه لكنها خافت أن يرد  احدهم على الرسالة  فتنكشف لذا وضعته على الصامت ..لكن و قبل أن يتسنى لها الوقت لكتابتها اخذه منها ..
بسرعة كبيرة  وضع سلاحه على رأس روز التي كانت ترتعش من الخوف : لو نطقتي بكلمة هأخلص عليكي ...
ثم قال بصوت عال
- روز مش هتكون لحد غيري ...يا اما كدة يا تمو"ت 
اي حد هيقرب مني هأف"جر لكم دماغها. ...
مصطفى : بلاش تهور يا مروان المكان كله محاصر حط سلاحك و سلم نفسك انت و رجالتك احسن لك 
- في احلامك يا حضرة الضابط انا هاخرج من هنا و انت بنفسك هتفتح لي الطريق و الا المزة دي هتطلع في كيس 
نظر مصطفى  الى   سيف بتوجس و هو يهمس :  احنا مش هنخاطر بسلامة روز 
سيف بخوف  : اومال نعمل ايه يا مصطفى ؟؟ نسيبه ياخذها؟
مصطفى : احنا اكثر منهم أكيد هنقدر نتغلب عليهم لو اشتبكنا  بس  احنا لازم نفكر بذكاء عشان سلامة روز ....و كمان مش عايزين ناس كثير تموت من غير سبب ...
مروان بصوت عال - هااا قلتو اييه ؟ ما تعطلنيش اكثر من كدة 
- مصطفى ببرودة اعصاب : على فكرة احنا قاعدين مستنيين مش مستعجلين خالص مستعدين نستناك تطلع ان شاء الله للشهر الجاي 
بقلمي آلاء إسماعيل البشري 
اعطى مروان اشارة لأحد رجاله ببدء الإشتباك و اغلق باب المدخل فورا و هو يحكم امساكها تحت تهديد السلاح  بينما يهمس بغضب : عرفوا مكاننا ازاي بس !! يكونوش حطولي تتبع في العربية ؟ بس محدش كان وصل لها  قبل مني! 
مش مسامحة اي حد ياخذ الرواية و بيحطها من غير اسمي ده تعبي و هاخذه منه يوم الحساب .
أجرى اتصال سريعا : مراد  انت فين!؟
- ما تخافش يا بيه انا اول ما شفت القوات و هي بتحاصر المكان و انت ما رديتش عليا اتراجعت فورا و مستني اوامرك .
- كويس .. بقولك ايه ...خلي شاكر يطلع بالعربية الاولانية في الاتجاه المعاكس للمطار ...و استناني انت بالمردسيدس السودة عند النقطة ب .
- حاضر يا بيه 
على الأقل اللي ينسخ البارت و ينشره ما يشيلش اسمي منه
 همس بخبث : ماشي خليكم قاعدين بس اللي ما تعرفوهش انكم في ملعبي  انا ...ملعب مروان الحديدي نظر الى روز
- امشي قدامي
سرعان ما انطلق الرصاص في كل الاتجاهات مع اول رصاصة انطلقت من رجل مروان .
اسرع مصطفى و سيف الى اقرب جدارا كحماية فور بدء الإشتباك 
سيف بغضب : عايز الناس كلها تموت عشانه الوا'طي !! 
مصطفى بتفكير : لا ....عايز يضيع وقت أكيد بيخطط لحاجة
يتبع ...

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
نظر حوله قائلا : مروان عمره ما يختار مكان الا لو كان عنده سبب قوي لإختياره و دايما بيفكر في الخطوة قبل ما يخطيها  
- تقصد ايه يا مصطفى ؟
-   المنطقة اغلبها بنايات قيد الانجاز و تقريبا مش مأهولة يعني مفيهاش حركة كثير ... أكيد عنده خطة بديلة
أتصل بعماد فورا و هو ينظر الى سيف قائلا 
- هات تلفون ياسين و إفتح الاشارة 
مصطفى- الو ايوة يا عماد بقولك ايه انا محتاج معلومات عن المنطقة كلها ...
- تحت امرك يا حضرة الضابط نشوفلك ايه
- عايز اعرف معلومات البنايات المجاورة كلها و سيبك من رقم القيد و تاريخ الرخصة و الكلام ده... عايز بس اسم مالك العقار 
عماد : ثواني بس يا افندم...سجل عندك 
العمارة  قيد الإنجاز متسجلة بإسم أمجد الحديدي.
سيف بدهشة : طلعت عمارة ابوه !!
مصطفى : كمل كمل بسرعة مفيش وقت لما انا اوقفك اقف
عماد - حاضر ...على الشمال شركة استيراد و تصدير قيد الإنجاز متسجلة بإسم رضوان الخولي و اخوانه ، على اليمين بناية من ست طوابق  آخر طابقين قيد الإنجاز متسجلة بإسم عامر منصور  ...وراها  اجنس عربيات متسجل بإسم ناهد صفوان العدلي... اللي قصاد العمارة عبارة عن محلات....
سيف بمقاطعة :مصطفى  الاشارة بتتحرك...رايحين ورا  العمارة
مصطفى بمقاطعة : وقف وقف !!! قلتلي اللي وراها ايه ؟؟؟
- اجنس عربيات بإسم ناهد صفوان العدلي 
مصطفى : الاسم ده عدى عليا يا عماد ركز معاي بسررررعة 
عماد :ايوة يا حضرة الضابط  ده اسم والدة مروان !
- يا ابن الحية !!! يعني احنا في الوكر بتاعه يا سيف !! 
اتجه مسرعا الى السيارة و هو ينظر لأحد رجاله : وائل احمونا احنا طالعين هنلف ورا العمارة ....شكري انت و أحمد هتجو ورانا
- حاضر يا افندم 
- أكيد فيه ممر سري تحت العمارة بيوصل للوكالة دي 
عند مروان
 دخل الى غرفة المرجل بالبناية و هو يشدها امامه ثم نزلا منها عبر سرداب طويل : واخذني على فين يا متوحش !!! 
- بقولك ايه ؟!! كلمة كمان و هسيب ج"ثتك هنا تتعفن يا حلوة....قدامي من سكااات احسنلك 
واصلا طريقهما عبر ذلك السرداب المظلم الذي ينيره كشافه الممسك به مع سلاحه ...و هو يبتسم : فاكر نفسك اذكى مني يا حضرة الضابط مش كدة ؟؟ 
التف مصطفى بالسيارة و هو يتحاشى  الرصاص ثم انطلق خلف البناية...
خرج من السيارة بخفة و هو يشير الى رجاله بالإشارة 
كان المكان هادئا لا يوجد سوى سائق مروان المنتظر بثقة
في لحظة واحدة انقض شكري كالنسر على مراد  الواقف بجانب السيارة و الذي كان ينظر الى هاتفه: 
 اي حركة منك هانسفك فاهم ! 
اومأ مراد بخوف و سرعان ما وضع القيود في يده و اخرجه 
وصلا الى نهاية السرداب و هو يدفعها امامه 
يالا انتبهي بس لخطواتك اطلعي بالراحة 
صعدا بعض الدرجات و أخيرا وصلا أمام الباب المؤدي الى المرأب 
خرج بها نحو السيارة و هو يطالع المكان بغرابة 
- هو الغبي ده كمان راح فين ؟ مرااااد !!! 
- مراد شرف عندنا عقبالك .
التفت بذعر ليجد نفسه محاصرا من الجهات الاربعة  كل رجل يقف في جهة
وضع مسرعا سلاحه في رأسها  قد كادت الصدمة أن تشله كيف لهم أن يعرفوا مكانه  !؟ نظر الى روز متفحصا و عاد بنظره الى سيف هو يقول
- و انا سبق و قلتلكم يا اما نطلع كلنا او هنموت كلنا و اولنا الحلوة دي...ثم اكمل و هو  ينظر إليها بسخرية :
تبقي غبية لو فاكرة اني هسيبك ترجعي لابن عمي الغبي ولا لابن البواب ولا حتى للصعيدي النكرة اللي كان هيموت عشانك ده 
روز  بغضب و قد غلى الدم في عروقها فور ان تكلم عن ياسين  : و انا افضل اموت على اني اكون لحيو"ان زيك ...
اللي بتقول عنه ابن البواب انظف منك و من ابن عمك
 و الصعيدي اللي انت بتتكلم عنه ده ظفره برقبة عيلتك كلها يا وا'طي !!
لمعت عين سيف بأمل : يعني رجعت لها الذاكرة !
مروان بدهشة: يعني انتي ..... !! 
روز بانهيار - للأسف كنت اتمنى افضل فاقدة الذاكرة طول عمري على اني افتكر لمساتك القذ"رة و اتهام ابن عمك البشع ليا... افضل انك تقتلني و تخلصني من الاحساس المر ده ...
نظر مروان اليها بغضب بينما ابتسم مصطفى بسخرية 
- طبعا تدفع كل ثروتك و تعرف احنا عرفنا مكانكو ازاي صح ؟؟ 
بدت علامات التعجب واضحة على وجه مروان 
بينما اكمل مصطفى جملته عابثا 
- يا سيدي الصعيدي اللي انت مستقل بيه ده حاطط لها جهاز تعقب...اراهنك ب ايه ان حتى انت مفكرتش ف كدة 😂
نظر مروان الى يدها و رأى السوار فتطاير الشرار من عينيه و امسك يدها بقوة وسط مقاومتها اياه لينتزعه منها و يرميه بعيدا و هو يتمتم بغضب 
- مستحييييل مستحيييييييل !!! 
- احسن لك تسلم نفسك بهدوء المقاومة مش هتفيدك  بحاجة يا مروان بيه...و ادعي ربنا إن الأستاذ ياسين ما يجرالوش حاجة و الا ساعتها هتبقى نهايتك .
فجأة سمع الجميع صوت أحدهم:
- رووووووز !!! 
في المستشفى 
يجلس جلال برفقة حامد و طاهر و والدته و شيماء المنهارة على اخيها من جهة و والدتها المريضة بالقلب التي ترقد بجانبها تحت تأثير المهديء بعد ان انهارت تماما على وحيدها
بقلم آلاء إسماعيل البشري 
جلال : انا فهمتكم حالته  دلوقت محتاجين حد يتبرعله يا إما هنخسره ...ده اللي الدكتور قاله ..لازم حد عنده نفس زمرة دمه
شيماء ببكاء : انا زمرتي غير زمرته ...خابرة زين لما  أمي قالتلي  إن هو الوحيد اللي طلع دمه زيها   اني و اخوي مرتضى الله يرحمه زمرتنا  لأبوي الله يرحمه
نظر جلال الى حامد و طاهر الذي اردف بدوره
- و اني كمان زمرتي غير زمرته مرت عمي الوحيدة اللي دمها اكده بس اني عنكلم صابر ولد خالي يسأل في البلد يمكن نلاڨي حد يتوافڨ دمه معاه و يڨبل يتبرعله 
جلال بإستسلام : تمام و انا كمان هأعمل إتصالاتي 
في هذه الأثناء بدأ مفعول المخدر يزول عن والدته 
سمعت شيماء صوت نحيبها من جديد : اني مستعدة اديله ڨلبي مش بس كليتي المهم ان ضناي يعيش ...ڨولي للدكتور  اني مستعدة اتبرعله ...المهم ينقذ لي ولدي  
 بقيت معها شيماء و فاطمة تهدؤها بينما  خرج الشباب من الغرفة أجرى كل منهم اتصالاته 
بقلم آلاء إسماعيل البشري 
التفت الجميع إلى القادم و تشتت انتباه مروان بصوت طارق القادم من بعيد... في تلك اللحظة  انتهزت روز الفرصة و دفعت يد مروان المتوجهة إليها بالسلاح فسقط من يده بينما ركضت مبتعدة عنه ...كان يهم بإلتقاط سلاحه حين إقترب منه كلا من شكري و أحمد شاهرين سلاحهم نحوه و اوقفه مصطفى قائلا : 
- حركة بس و هتموت.... امسكوه 
اقترب منه شكري و أحمد و قيداه ثم اخذاه نحو السيارة 
في تلك الأثناء كانت روز قد وصلت مسرعة نحوهم و هي ترتعش فاقترب منها كلا من سيف و طارق بلهفة 
 أمسك سيف  يدها بإهتمام
-  انتي كويسة يا روز ...طمنيني عليكي
اومأت برأسها بالإيجاب و هي تسحب يدها من يده
طارق : كنت همووت من الخوف عليكي ..الحمد لله على سلامتك .
ابتعدت قليلا عنه قائلة : الله يسلمك 
اسرع  الرجال الى السيارة دافعين مروان بقوة داخلها
وجه مصطفى كلامه الى سيف 
مصطفى : سيف ...هات روز و يالا بينا ...ثم نظر الى أحمد 
- أحمد.. إتصل  بوائل قل له يبلغ الكلاب اللي مشتبكين. معاهم بإن البوص بتاعهم وقع كفاية اوي لحد كدة لعب عيال .
سيف بحب : يالا  بينا يا روز ..
طارق  بإصرار : لا روز هترجع معايا ..
نظر سيف  الى طارق بغضب : مش وقت عنادك دلوقت ي طارق أهم حاجة راحة روز و سلامتها .
نظرت  إليهما نظرة مبهمة ثم جالت بنظرها إلى الارجاء بتفحص و ما إن رأته حتى  اسرعت نحو  بلهفة تلتقطه من الارض  و تمسحه بحب و خوف بينما ينظر سيف الى طارق  الى بعضهما البعض بتعجب : 
بقلم آلاء إسماعيل البشري 
عادت نحوهما و هي تحتضن سوارها بجوار قلبها و تسأل بخوف   - ياسين كويس مش كدة يا سيف ؟؟
سيف بتعجب : بصراحة .. مش عارفين لسة .. يالا نروح عشان ترتاحي بعدين نبقى نزوره و نتطمن عليه
روز بقوة و رعب في آن واحد : انا مش رايحة لاي مكان 
خذني المستشفى دلوقت .. عايزة اتطمن على ياسين .. ارجوك
سيف بدهشة: حاضر  .
نظر الى مصطفى : طب روح انت يا مصطفى  احنا هنروح المستشفى.... نظر الى طارق و أكمل: طارق هيوصلنا 
مصطفى : ماشي ...يالا بينا يا رجالة 
ركب كل من طارق و سيف و من الخلف روز المتوجسة و انطلقا نحو المستشفى 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
جلال : ايه الاخبار يا حامد ؟
حامد: مفيش اي خبر للأسف كل اللي نعرفهم من البلد ليهم نفس زمرة الدم مش راضيين يتبرعوا .. 
جلال : الموضوع ده حساس شوية يا حامد..  أكيد محدش هيرضى يقدم كليته من غير مقابل و يفضل بكلية واحدة 
خرجت شيماء من غرفة والدتها و هي تتنهد بتعب 
جلال : طمنينا يا شيماء ام ياسين كويسة؟؟
-  الدكتور  قال محتاجة تنام شوية على ما مفعول الدوا يبان 
طمنوني انتو فيه جديد 
جلال  :  ادينا بندور لسة 
شيماء :  و ياسين عامل ايه ؟
جلال : لسة ما فاقش..الدكتور قال حالته مستقرة بس بشكل مؤقت لأنه متوصل بجهاز  غسيل الكلى قال هيشتغل بدل الكلية اللي اتشالت لحد ما ربنا يفرجها
شيماء : يا رب تسترها معاه  ...هو طاهر و خالتي فاطمة فين ؟
حامد : راحوا مشوار و زمانهم راجعين ..اني  رايح تحت اجيبلكم حاجة تاكلوها ..
جلال : تمام و انا هاتصل على والدتي اشوفها وصلت البيت ولا لسة 
شيماء : شاكرين وڨفتكم معانا يا جلال يا اخوي 
جلال : استغفر الله احنا اهل ...ياسين اخوي زي ما انتي اختي
 في هذه الاثناء وصل طارق بالسيارة و فور توقفه انطلقت  روز  كالسهم تبحث عن اسمه في الاستعلامات
لم تنتظر سيف و طارق اللذان  اسرعا خلفها فور ركنه السيارة 
بل ركضت بكل سرعتها 
 لم تنتظر المصعد حتى ..فقد كان الدرج اقرب  إليها و أسرع.
وصلت حيث تقف شيماء المتوجسة و برفقتها جلال 
فانطلقت بكل طاقتها نحوها تحتضن يديها و هي تبكي 
- شيمااااااء ياسين فين ارجوووكي قوليلي أنه بخير !! 
صدمت شيماء و كذلك جلال لسماع صوتها 
- ندى... انتي بتتكلمي !!
- مش وقته يا شيماء عايزة اشوف ياسين ..هو فين و حصله ايه !! 
لم تدر شيماء ماذا تقول فاخفضت راسها بحزن
هزتها بخوف : بصيلي يا شيماء ... الدكتور قال ايه ؟؟؟
نظرت الى جلال بتوسل :  جلال ..الدكتور قال ايه  ارجوووك ما تخبيش عليا؟
جلال بحزن على حالها و حال صديقه الذي يدمي القلب
-وضعه صعب اوي .. كليته الشمال اتشالت  و الكلى الثانية تعبانة ....الدكتور بيقول  محتاجين متبرع في أقرب وقت  يا إما مش. ..
روز بمقاطعة و هي تصرخ بهستيرية : اوعااااا تنطقهاااا
ياسين مستحيل يموووت فاهم !! هو فين !!! 
جلال بحزن : في الاوضة اللي هناك
اشار جلال الى تلك الغرفة  و هو لا يزال على صدمته ..ينظر الى شيماء التي لم تقل صدمتها عنه ...كيف و متى  عاد إليها صوتها ؟؟ و الأغرب من ذلك  هو حالتها تلك !
 لم تنتظر حتى ان يواصل حديثه و انطلقت مسرعة نحوها
دخلت بتوجس ...دموعها تنهمر تلقائيا ...قلبها يكاد ينفطر  ألما على حاله ... تفحصت يديه و هو متصل بذلك الجهاز  الذي يبقيه على قيد الحياة 
- ياسين ...انا هنا يا ياسين ..  عارفة انك سامعني زي ما  انا كنت سامعاك ...
ضحكت بوجع : شوف اتبادلنا الأدوار ازاي ! من مدة مش بعيدة كنت انا راقدة الرقدة دي و انت بتترجاني اصحى و دلوقت جيه دوري انا ....اصحى عشان خاطري مش انت كنت عايز تسمع اسمك بصوتي ؟ 
اكملت ببكاء حارق : اديني حققتلك امنيتك اصحى بقى و خف بسرعة عشان هتسمعه كثييير ...
مسحت تلك الانهار المنهمرة و هي تحاول التقاط انفاسها من جديد و اكملت 
- عارفة انك مش هتسبني يا ياسين...مش ممكن تخلف بوعدك ليا  صح ؟ انت  بنفسك قلتها ....قلت ان وعد الصعيدي سيف على رقبته ...مش ممكن تتخلى عني دلوقت  مش كدة !!
شدت على يده بشدة تضمها  الى قلبها ثم اكملت بحزن دفين ودموع حارقة : ياسين عشان خاطري متسيبنيش ...قاوم عشان خاطرنا انا و امك و اختك ...خليك معانا...ياسين أنا مش هاعرف أعيش من غيرك .. ....ارجوك تقوم  انا محتاجالك اوي....ده اكثر وقت محتاجالك فيه ...مش  معقول هتكون اناني و تسيبني بعد ما حبيتك 😭
اغمضت عينيها و وضعت خدها على يده تحتضنها و هي تبكي بكاءا مرا : يا ريتني كنت انا اللي اخذت الرصاصة دي ولا اني اشوفك بالحالة دي ...😭💔
في الخارج هناك  من يطالعها عبر الزجاج  بعيون ترمي حمما من الغضب ...و بجانبه آخر ينظر بوجع شديد و خيبة أمل
- أظن انت كدة اخذت  جوابك يا طارق... كفاية لحد كدة غصب عليها و تحكم في حياتها ...روز شكلها اختارت طريقها خلاص و حسمت أمرها ...انساها أحسن لك و لم الباقي من كرامتك زيي و امشي من سكات 
- مستحيل يا سيف ...روز مش ممكن تكون لحد غيري. ...انا استحق منها فرصة تانية فاهم !! هاعوضها و هاخليها تحبني و هتشوف بعينك ...و بكرة افكرك !
اومأ سيف بوجع : مفيش فايدة فيك ...مش هتتغير يا طارق
فاكر انها اللعبة اللي ابوك اشترهالك .. روز كمان ليها قلب و من حقها تحب اللي هي تختاره ...و أظن واضح للاعمى هي بتحب مين ....سلام يا صاحبي.
خرج من المستشفى متثاقلا و هو يحمل في قلبه وجعا عظيما 
و بقي طارق يطالعها من بعيد يرفض تقبل الحقيقة التي تقبلها سيف  مرغما.
في غرفة سعدية  والدة شيماء 
كان  الطبيب يقف بجانب شيماء بعد ان انتهى من فحصها  
في نفس الوقت الذي دخل فيه  جلال و طاهر و والدته للإطمئنان على صحتها 
الدكتور : لا الحمد لله بقيتي عال بس اهم حاجة بلاش انفعال تاني يا حجة.
فاطمة: ايوة و النبي يا دكتور ڨولها 
سعدية بوجع : الله المستعان ي ولدي 
طاهر - الحمد لله على سلامتك يا حجة 
- الله يسلمك يا طاهر ها طمنني مفيش  اخبار ؟!
طاهر و هو ينظر الى جلال بحزن:  مفيش ي حجة ...الچبناء محدش  من اللي عنديهم زمرة الدم  ديه راضي يتبرع ..
سعدية بحزن : طب ينفع اتبرع اني  يا دكتور ! اني دمي زيه مقدرش أسيب ضناي اكده اني خذت نصيبي من الدنيا المهم أن هو يعيش ...
الدكتور : للأسف يا حجة مستحيل .. المتبرع لازم يكون عنده شروط مش بس نفس زمرة الدم ...مثلا مش بيعاني من اي مرض مزمن و مناعته عالية.. و انتي يا حجة  عندك ضغط القلب مستحيل نخاطر بكدة  .
جلال : ممكن توضح اكثر يا دكتور 
الدكتور بعملية : بعد العملية جسم المتبرع  هيبقى محتاج يتأقلم بكلية وحدة و التأقلم ده بياخذ من سنة لسنتين على ما الجسم يتعود على النظام الجديد و احنا هندعمه بعلاج لمدة سنة عشان كدة يشترط ان المتبرع ميكونش بياخذ اي نوع عقاقير و يكون مناعته قوية عشان يقاوم اي مرض  زي برد و غيره في فترة العلاج ده من غير ما ياخذ ليه دوا  عشان كدة  لازم يكون بين 18 و 60 و  مش بيقبل اي متبرع سنه غير كدة لان الاطفال و الكبار مناعتهم ضعيفة 
شيماء  بحزن : يا خبر !! كل ديه ؟ و  احنا واحد بالشروط دي كلاتها  عنلاڨيه فين بس؟
- هنا يا شيماء ...انا هاتبرعله
نظر الجميع إلى الواقفة بجانب الباب بقوة  و ثبات رغم دموعها التي تركت آثارا حمراء على وجهها و عينيها 
- انا مستعدة اتبرعله با دكتور ..  
الصدمة حلت على الجميع 
كان كل منهم ينظر الى الاخر  بينما سألها الطبيب بتعجب 
- انتي مين و تقربيله ايه ؟؟
روز بثقة و وجع : انا قريبته من بعيد بس انا زمرة دمي ب موجب زيه
   خرج من الغرفة و هو ياخذها جانبا .
الطبيب - انتي  متأكدة يا مادام ؟ الخطوة دي لازم الواحد يكون فيها مقتنع بقراره  و متأكد منه عشان ما ينفعش نرجع فيها لورا ! 
 اجابت بثقة و هي تكرر على الطبيب
-  ايوة متأكدة انا مستعدة اتبرعله شوف بس اللازم يا دكتور عشان ما نضيعش وقت اكثر من كدة.
بينما تقف مع الطبيب  سمعا صوتا قادما من خلفها
اقترب منها غير آبه لوجود الطبيب او لوجودهم في طرقة المستشفى 
- ايه الكلام الفارغ ده !! كلية ايه اللي  تتبرعيله بيها دي ؟؟! مين قال اني هسمحلك تتصرفي بالغباوة دي ؟؟
تجهم وجهها لسماع ذلك الصوت البغيض الذي تكرهه
بقلم آلاء إسماعيل البشري 
خرج كل من جلال و طاهر على صوت طارق  و اشار جلال الى شيماء و ام طاهر بالبقاء في الغرفة مع سعدية 
نظر جلال و طاهر إلى القادم بتساؤل بينما وجهت نظراتها اليه ترمقه بحدة لم يعهدها منها سابقا 
- و انت مين عشان تسمحلي او ما تسمحليش !!
- انا كنت جوزك في يوم من الايام و  بيننا عشرة سنة و زيادة  مش ممكن اشوفك بتتصرفي بتهور و اقف ساكت .
- انت كنت اسود صفحة ف حياتي و بأحمد ربنا مليون مرة انها اتقفلت ...مش محتاجة وقفتك دي ولا محتاجة من وشك حاجة يا طارق. ... كفاية اوي اللي شفته منكم انت و ابن عمك  لو عندك ذرة كرامة تبعد اني و تسيبني اشوف حياتي بعيد عنك  يا اخي!! 
طارق بغضب : و هي حياتك دي مش هتشوفيها الا لو رميتي نفسك في داهية عشان اللي راقد جوة ده ؟؟؟ 
روز بغضب اكبر : اللي راقد جوة ده عمل معاي في شهر اللي ما عرفتش تعمله انت في سنة ونص. ....اللي جوة ده جبر كسر قلبي و حسسني بالأمان و الاحتواء و الحب اللي ما عرفتش تديهوني انت يا طارق ....على صوتها اكثر 
- اللي جوة ده انا مستعدة اموت عشان هو يعيش عارف ليه ؟؟؟  نظرت اليه بقوة وسط دهشة الجميع 
- لإن حياتي أصلا  ما لهاش اي معنى من غير وجوده هو فيها 
طارق في تلك اللحظة كان اشبه ببركان خامد قد استيقظ للتو و على وشك إلقاء حممه لتحرق الجميع 
كان  يهم برفع يده  لولا تدخل جلال الذي اوقفه و امسك يده
الدكتور  - هو فيه ايه يا حضرة انت نسيت نفسك ولا ايه احنا في مستشفى ! كلمة زيادة هاتصل بأمن المستشفى
جلال و هو ينظر الى طارق بحدة و الذي يبادله بدوره نظرات حارقة : لا يا دكتور ما نسيش و اهو هيطلع حالا. ...مش كدة !!
همس طارق بغضب - انت مين عشان تقولي امتى اطلع أو ما اطلعش ..انت مش عارف أنا مين ؟؟!
همس جلال في اذنه - لا يا روح امك انا مش روز ...ده انت هتطلع و رجلك فوق رقبتك يا اما هيطلعوك من هنا  بنقالة ...و ان شالا حتى تكون ابن الوزير..
خرج طارق من المستشفى و هو ينظر الى روز بغضب جحيمي 
- هارجع تاني با روز.. انسي انك هتكوني لحد غيري 😡
جلال بصوت عال نسبيا  لكي يسمعه :  يا ريت ....انت تشرفنا في أي وقت و ساعتها هنعمل معاك الواجب اللي ما عرفناش نعمله معاك هنا في المستشفى. 🙄😂
بقلم آلاء إسماعيل البشري 
عادت روز بسرعة تسأل الطبيب 
- ها يا دكتور ايه المطلوب مني .
الطبيب : انتي عندك كام سنة 
- 25 سنة 
- مش بتعاني من اي مرض او بتاخذي اي علاج؟
- كان عندي تكيسات مبايض بس شلتها خلاص و مش بآخذ اي دوا .
- تمام ...بس خلي بالك يا مادام ...في حال المتبرع وحدة ست من واجبي اعرفك انك  لو اتجوزتي مش هتقدري تحملي قبل سنتين ...لحد ما جسمك يكتسب مناعته من تاني و يتأقلم بكلية وحدة .
نظرت الى جلال الذي كان يطالعها بدهشة - مش مهم ...تذكرت حلمها اهم بأن تكون أما ثم تذكرت ياسين الذي تتوقف حياته بأكملها على كليتها هي .. فأكملت بإصرار 
- ان شاء الله عمري ما حملت ...اهم  حاجة اننا  ننقذه .
الطبيب بعملية : تمام . يبقى من الافضل نباشر ف الاجراءات حالا ....هنحتاج تعملك شوية تحاليل الاول .
روز : حاضر يا دكتور .
انصرف الطبيب  و دخلت روز الى غرفة سعدية 
بقي جلال خارجا  يقف بذهول بجانب طاهر الذي لم يستطع أن يكتم  تلك التساؤلات بداخله 
- معڨولة عتعشڨه للدرجادي يا چلال !! 
ركضت نحوها تعانقها بحب و تبكي بحرقة : 
- آسفة  اوي يا ماما ....كل اللي حصلكم  ده بسببي 😭
- بس يا حبة ڨلب امك دي مكاتيب ي بتي ما تقوليش اكده 
ربك رايد اكده و احنا ما علينا غير الصبر و الرضا 
خرجت من حضنها تمسح دموعها المنهمرة و تبتسم بأمل تخفي به وجع قلبها 
- ما تخافيش يا ماما ياسين هيخف و هيرجعلنا تاني ...انا هأتبرعله الحمد لله ان زمرتي زيه 
نظرت شيماء الى روز بأمل : بجد يا ندى عتتبرعيله ؟
- ايوة يا شيماء...هنشوف اللازم و ربنا يعدلها بس و يقبلوا
- ربنا يخليك يا بتي ...بس الدكتور ڨال ايه . مفيش خطر عليكي يعني ؟ 
اخفت وجعها بإبتسامة ...لا قالي اني مناسبة اوي 
احتضنتها شيماء  بحب ثم  حضنا سعدية التي فتحت ذراعيها إليهما بحب ... ربنا ما يحرمني منكم انتو الثلاثة .
- ولا يحرمنا منك يا ست الكل 
في فيلا محمد والد طارق 
بقلم آلاء إسماعيل البشري 
يدخل طارق متجهم الوجه بينما تسرع اليه والدته و هي تنظر حوله بترقب ...و خلفها والده 
محمد : طمنني هو صحيح الكلام اللي قلتهولي في التلفون  ده يا طارق ؟! لقيتو روز بجد ؟!
طارق بغضب مغلف بوجع: ايوة يا بابا لقيناها 😣
هالة: اومال هي فين ما جاتش معاك ليه ؟؟
محمد : تجي فين يا هالة انتي ناسية أن الجحش ابنك مطلقها بالثلاثة !!
نظر اليه طارق بتذمر بينما اكملت هالة : و ماتنساش انها بتعتيرنا اهلها و ما لهاش مكان تروح عليه ..
محمد : ايوة بس برضو اسمها طليقة ابنك و الاصول بتقول انها تفضل بعيد عنه ..المهم  اننا نتطمن عليها و تكون بأمان
نظر الى طارق الذي لم يكن يبدو انه بخير أبدا 
- ها يا طارق ؟! هي فين راحت مع سيف برضو؟
طارق بشرود : لا .. هي في المستشفى .
محمد و هالة بصدمة في نفس الوقت : مستشفى !!!!
هالة بهلع مالها روز !!!
محمد احكيلنا ايه اللي حصل ؟؟
طارق بتعب: تعبان مليش مزاج اتكلم عن اذنكم 
محمد يسترجع مكالمة ابنه سابقا 
فلاش 
محمد : طمنني انت فين مش قلت انكم عرفتو طريق روز؟ 
طارق : ايوة يا بابا 
محمد : هااا حصل ايه ؟؟ لقيتوها
طارق : للأسف  ابن اخوك الوا'طي سبقنا و خطفها بعد ما ضرب الاستاذ اللي كانت معاه بالنار ..
محمد : يا ساتر !! طب و مصطفى لقى طريقة عشان يوصلها !؟ و لا هنرجع تاني لنقطة الصفر يا ابني.
طارق بألم : لا مصطفى بيقول أنه بيتبع اشارة جهاز تعقب هيبعثلي المكان ف اي لحظة 
محمد : هي روز هتعرف الحاجات دي منين ؟! 
طارق بضيق- مش هي ..الاستاذ جايب لها اسورة فيها جهاز ...
طب يا بابا انا هاقفل و اتحرك وصلني الموقع 
باك
هالة بإستغراب  : ماله ده ؟؟  هو ايه اللي حصل 
محمد : اااااه....انا فهمت  تقريبا اللي حصل ...
طب ما تفهمني !! 
 تنهد محمد بحزن : كل الحكاية إن روز لقت أخيرا حب حياتها ...  بس ابنك مش عايز يتقبل الموضوع ده .
بقلم آلاء إسماعيل البشري
بعد يومين 
في المستشفى 
تمت كافة الاجراءات و التحاليل 
جلال : مش عارف ليه حاسس كدة ان ياسين لو قام و سمع بالموضوع ده هينفخنا عشان محدش فيها منعك ...زي ما انا متأكد أنه لو كان صاحي مستحيل كان هيوافقك على اللي عايزة تعمليه حتى لو يروح فيها 
روز : مش مهم يا جلال ...أهم حاجة ساعتها أنه يكون قام لنا بالسلامة ...انا هأبقى اراضيه و اقوله محدش له كلمة عليا ولا يقدر يردني عن اي حاجة انا مصممة عليها ...ما تخافش انت
شيماء : متأكدة يا حبيبتي انك مش هتندمي  ؟ 
روز بإبتسامة : مستحيل اندم على أي حاجة اعملها عشانه اخوكي  انقذ حياتي ..  اداني حياة جديدة و شخصية جديدة .. خلاني عرفت لاول مرة معنى الحب و  الأحتواء
نظرت الى جلال ثم  شيماء بتوتر : شيماء عايزاكي توصلي له رسالة ...فهم جلال الامر 
جلال : طب انا طالع ...ألف سلامة عليكي ربنا يطمننا عليكم انتو الإثنين .
خرج جلال و بقيت روز تنظر الى شيماء بتوجس
ترددت قليلا ثم قالت : لو حصلي حاجة و انا  في العمليات
بقلم آلاء إسماعيل البشري 
شيماء بخوف  : بعد الشر عليك يا حبيبتي ما تقوليش اكده انتو الإثنين عتڨومو و عتبقو زي الفل ان شاء الله
روز : ان شاء الله...بس لو حصلي حاجة لا سمح الله ...قوليله اني ....اني بحبه ...و عمري ما حبيت ...و لا هأحب غيره 
بكت الاثنتان و احتضنتها شيماء بحب وسط دموعهما  : عتقوليهاله بنفسك يا روح ڨلبي و عنفرح بيكم ان شاء الله....ما تخافيش كلنا معاكي عندعيلكم انتو الإثنين ..
- يا رب يا شيماء ...لا إله الا الله 
شيماء : سيدنا محمد رسول الله .
دخلت الممرضة 
المدام جاهزة ؟ 
شيماء : ايوة 
الممرضة : يالا بينا ...كل حاجة جاهزة 
بقلم آلاء إسماعيل البشري 
في شقة سيف و مصطفى 
مصطفى في الهاتف : ها يا وائل  ...محامي الزفت جيه ؟ 
- ايوة يا حضرة الضابط صرعنا على ما جيه و قابله و قال ايه 
 المحامي بتاعه بيهددنا  بالترحيل.. قال هتندمو كلكم  🙄😂
مصطفى : أعلى ما خيلهم يركبوه ..موكله واحد قذ'ر و هو اقذر منه ...مش عارف محسوب ازاي عالمحامين ..المهم 
بلغوني لو فيه اي جديد 
- تمام يا حضرة الضابط .
بقلم آلاء إسماعيل البشري 
كان سيف يجلس في غرفته مغلقا على نفسه  منذ  عودته 
فتح مصطفى الباب و اضاء الغرفة 
فأنزعج سيف و ازاح الغطاء ليغطي وجهه من آثار البكاء 
 من فضلك يا مصطفى تطفي النور  مصدع و مش  طايقه 
مصطفى بحزن : و بعدين معاك  يا سيف ؟؟
 بقالك ثلاث ايام عالحال ده .....مش ناوي تطلع من القوقعة الي انت حابس نفسك فيها دي  !؟؟
سيف : غصب عني يا مصطفى ..  مش قادر اصدق إن كل ده كان حب من طرف واحد !! 
للأسف انت كان معاك حق ...انا كنت غبي و اناني زي طارق بالضبط ...مكنتش شايف انها كانت بتجاملني من ذوقها و اصلها بس ...صدقت نفسي و كملت في التمثيلية .. كنت هأجبرها تتجوزني يا مصطفى ! افرق ايه عن طارق !!! 
سكت قليلا ثم تابع بسخرية 
- و انا اللي كنت فاكرها بتحبني عشان اهتمت بيا  في المستشفى و خافت عليا ! ضحك بوجع ثم اكمل 
-اصل  انت ما شفتهاش  يا مصطفى .. ما شفتهاش انهارت ازاي  في المستشفى اول ما وصلت عنده .. لهفتها و رعبها ... خوفها بكاها الهستيري ....يعني هو عمل لها ايه زيادة عن اللي انا عملته يا مصطفى !! ده انا مستعد اضحي بنفسي عشانها  
- هتفضل تلوم في نفسك كدة لحد امتى ؟؟  خلاص يا حبيبي انت كمان تستاهل  وحدة تحبك و تشوفك كل دنيتها ..
- انا مش عايز وحدة تانية .... انا مش هاقدر أعيش من غير روز يا  مصطفى ...حاسس اني خلاص اتكتبت عليا التعاسة  يا اخوي 
- ما تقولش كدة يا قلب اخوك قوم كدة خذلك دش و  احلق ذقنك و أفتح شباك اوضتك على ما احضرلك كوباية نيسكافيه
- مش عايز يا مصطفى ...من فضلك اطفي النور و. اقفل الباب
كان مصطفى سيرد لكن  في هذه الاثناء رن هاتف مصطفى 
- ألو ..ايوة يا عماد ...ايه ؟؟؟ هرب !! هرب ازااااي !!! 
سيف بخوف : فيه ايه ي مصطفى 
مصطفى بغضب - مروان هرب  !!!! 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
  اقفل مصطفى  و هو يتمتم بغضب:  هو انا لازم اتابع كل حاجة شخصيا لإما تحصل مصيبة !!! يبقى المحامي الزفت هو  السبب  ...أكيد عمل حركة قذر'ة من حركاته
وقف سيف  برعب : رووووووز !!!! 
   أتصل مصطفى سريعا بوائل 
-ايه يا وائل  مش انا سايبه في امانتك ايه اللي حصل ؟؟؟
-  آسف يا حضرة الضابط بس المحامي بتاعه كان جاي و جايب معاه  امر بترحيله لقسم تاني و احنا ما عرفناش نرفض و حاولنا نتصل بيك لكن المحامي عمل علينا ضغط شديد و أتصل بعميد الشرطة منذر التوهامي اللي خلانا ننفذ التعليمات من غير مناقشة
مصطفى  بغضب : و طبعا تمت عملية مداهمة في الطريق للقسم التاني مش كدة !
وائل بإحراج : ايوة يا حضرة الضابط ...ده اللي حصل 😥
اقفل مصطفى هاتفه و القاه بغضب  بينما نظر سيف لمصطفى بذعر :    احنا لازم نلحق روز !! هوما الإثنين هيكونوا ف خطر يا مصطفى !!!
مصطفى : لا ما تخافش ...مروان مش غبي  كده ...هو أكيد هيستخبى في مكان  آمن لحد ما الامور تهدى ...ماهو عارف اننا اول حاجة هنعملها اننا نأمن روز و المستشفى كلها
المهم زي ما قلتلك قوم انت شوف حالك هنبقى نتكلم بعدين انا طالع القسم دلوقت .
سيف بإستسلام : حاضر 
في المستشفى 
بعد مدة من الزمن 
جلال للدكتور: ها يا دكتور طمنني !!
- الحمد لله تمت عملية الزرع بنجاح ...بس المريض هيفضل تحت المراقبة مدة على ما نتأكد ان الجسم تقبل العضو الجديد
الحمد لله على سلامته .
جلال : الله يسلمك ...طب هيقوم امتى
- كمان شوية على ما يزول أثر التخدير ننقله لاوضة عادية بس بلاش تتعبوه كثير بالكلام .
شيماء بلهفة : الحمد لله رب العالمين ...طب و ندى ؟ 
الدكتور : ندى مين ؟؟
جلال بتوضيح : قصدها مادام روز شريف المتبرع يا دكتور
الدكتور : اااه ...الحمد لله هي كويسة  بس  هي كمان هتفضل  تحت المراقبة و العلاج ...عن اذنكم 
شيماء بفرحة : الحمد لله يا جلال    اني عنروح نطمن والدتي احسن هي ڨاعدة على نار .
ركض طاهر  نحو جلال في هذه الاثناء : خير يا چلال طمنني يا اخوي ؟
جلال : الحمد لله يا طاهر هوما الإثنين كويسين الدكتور بيقول ان العملية نجحت مبدئيا و اهم تحت المراقبة 
طاهر : الحمد لله ..طب عتقوم ميتى !؟  
نظر اليه جلال بتعجب فأردف بإحراج : قصدي هيڨومو ميتي عشان نتطمن عليهم و اكده
جلال : وله يا طاهر ..  نظراتك للبت مفضوحة عشان كدة انا بقولك من دلوقت .. تخفي من هنا احسنلك  قبل ما ياسين يفوق ! ده مش هيكفيه فيك تخزيق عينيك  بس 
- وه وه وه .....و ليه كل ديه هو اني ڨولت لها حاچة !! 
- هو انت كمان عايز تقول !! ي عم بطل بحلقة بس لإبن عمك ينفخك ..اوعة تقول اني ما حذرتكش !..
طاهر بتذمر : اني رايح اشوف الحريم يمكن يحتاجو حاچة
بقي جلال متوجسا : و الله ما انا خايف غير من رد فعله لما يعرف باللي حصل ...ربنا يسترها .
في احد الشقق
مروان يستشيط غضبا و هو يطوي تلك الصالة ذهابا و إيابا متحدثا عبر الهاتف 
- انت متأكد  من الكلام ده يا أشرف ؟ 
- زي ما قلتلك بالحرف ...
- طب ماشي خليك مراقب المكان اوعة حد يحس بيك فاهم ؟
- حاضر يا بيه اي اوامر ؟؟
- لا انا هبقى  أتصل بيك
اقفل الهاتف و القاه على الأريكة بغضب
- بقى  اتبرعتله بكليتها !!! ماشي يا روووز ماشي .....هتندمو انتو الإثنين ...صدقيني هتندمي ..انا كنت مستعد اعيشك ملكة بس انتي اللي اخترتي تموتي مع الصعيدي الحق'ير للي فضلتيه عليا ده ...  لسة ما اتخلقش اللي يقف في طريق مروان الحديدي يا روز ....لسة ما اتخلقش .
عاد مصطفى من القسم و توجه نحو   سيف الذي لا يزال جالسا في الصالة ينظر بشرود الى اللاشيء 
مصطفى : مش اتفقنا انك   تطلع من الشقة تشم لك هواء نظيف يا سيف ؟! 
سيف : مليش نفس اطلع.... مش  عايز أشوف حد 😣
مصطفى : و لا حتى روز ؟؟
سيف بتعجب : مش فاهم ؟؟ 
مصطفى : انا رايح  ازور روز تجي معاي ؟؟
- و انت هتزور روز ليه إن شاء الله ؟ 
تردد مصطفى قليلا و راح  يرتب الجمل و يحاول تبسيط الخبر عليه ...فهو لا يريد لشقيقه أن يدخل في أزمة اخرى و قد نهض للتو من يأسه 
سيف بدهشة: ما تقول يا مصطفى .. شكلك مخبي عني حاجة
مصطفى : روز عملت عملية ...انا رايح اشوفها و اتطمن عليها و بالمرة نرجع التلفون لصاحبه .
سيف برعب : عملية !!!!! عملية ايه دي يا مصطفى ما كانت كويسة من يومين  !!! اوعة تقولي ان مروان وصل لها ؟؟
تغير لون مصطفى فهو ليس بالخبر الهين على سيف الذي يعشقها بجنون 
مصطفى : طب غير هدومك و يالا نمشي و في الطريق ابقى احكيلك على كل حاجة.
سيف بغضب: مش متحرك الا لما اعرف ايه اللي حصل لروز ؟؟ 
مصطفى بإستسلام : روز اتبرعت بكلى  للاستاذ ياسين . 
سيف بصدمة : ايييييييه !!!!!
في المستشفى 
كان ياسين قد استيقظ للتو و نقل لغرفة عادية بينما روز لا تزال  في  غرفة الإنعاش
الممرضة : الدكتور بيقول الزيارة مسموحة  بس مش أكثر من ثلاثة عشان ميكونش فيه تعب عليه ٫ مين هيدخل الاول ؟
نظرت والدته  إلى كل من حامد و طاهر و والدته  ثم اجابت بلهفة : اني و شيماء عندخل الاول و معانا جلال و بعدين عتدخلو انتو لما يرتاح .
فاطمة : براحتك يا ام ياسين الحمد لله ان ربنا طمننا عليه
- تسلمي يا فاطنة طول عمرك صاحبة واچب شاكرين وڨفتكم دي يا اختي 
- ما تڨوليش اكده يا سعدية ... ياسين ولدي زي طاهر 
كانت والدة ياسين تهم بالدخول حين اوقفهم جلال و هو يهمس في أذنها بصوت خافت :  
الأفضل ان ياسين ما يعرفش مين اللي اتبرع.. أكيد حالته هتسوء  لو عرف الدكتور قال كل ما كانت الحالة النفسية كويسة كلما كان تقبل الجسم للعضو اكبر 
شيماء : جلال معاه حڨ يمة ...محدش عيجيبله سيرة
سعدية : اللي تڨولوه يا ولدي ... أهم حاچة ولدي يڨوم
شيماء : بس فكرك يا جلال عنقدر نخبي عنيه  حاجة زي اكده !!! اول حاچة عيسألنا عنيها هي فين؟ و ماجاتش ليه
- هنبقى نقوله انها تعبانة و راحت تنام 
دلف الثلاثة الى الغرفة و كان ياسين يحاول جاهدا أن يستيقظ و هو يستكشف الغرفة الموجود بها رغم الألم الشديد الذي لم يفهم سببه ...كان يتأرجح  ما  بين الوعي و اللاوعي 
اقتربت منه والدته  بحب و لهفة و دموعها تنهمر  بشدة
- الحمد لله على سلامتك يا ولدي ...ألف سلامة عليك يا ضناي
جلال : حبيبي الحمد لله على سلامتك يا بطل...معافى بإذن الله 
ياسين بتعب : الله يسلمك يمة ..تسلم يا أخويا...
هز رأسه محاولة منه لتذكر ما حدث ثم نظر لجلال بألم 
-هو ايه اللي حصل يا جلال ؟
نظر جلال الى كل من شيماء و سعدية بتوتر 
- يعني انت مش فاكر يا خويا ؟ انت اتضربت بالنار .. و
اردفت شيماء بحب : و الحمد لله ربنا سترها معاك و كتبلك عمر جديد يا حبيبي..الف سلامة عليك يا سندنا .
اعتصر ذاكرته لبضع ثوان قبل أن يهب من مكانه بفزع و قد ظهر على وجهه علامات الألم الشديد وراح يصرخ : رووووز !!!! ااااه .... خطفوا رووووز يا جلال !! ضربني و خطفهاااا اااه 😫
بقلمي آلاء إسماعيل البشري 
اسرع اليه جلال يساعده على التمدد ثانية : ما تخافش يا خوي روز بخير ...اهدى انت طالع من عملية و جرحك طازة ...
ياسين بألم و خوف : روز فين ؟؟ ارجوك يا جلال قل لي هي فين ؟هو  الوا'طي  ده عملها ايه ؟؟!! روز فين يمة ؟
نظر الى والدته و شيماء اللتان كانتا تنظران اليه بحزن  لا تعرفان بماذا تجيبانه 
اكمل  بصوت عال غير آبه لألمه :
 انتو مخبيين عني ايه يمة ؟؟  روز جرالها حاجة ؟؟ 
جلال : يا ياسين اهدى عشان نفهمك مش كدة !! روز كويسة و بفضلك  البوليس لقاها ...و المجرم اللي خطفها في السجن اتطمن و الله العظيم هي في أمان دلوقت 
هدأت ثورة ياسين من الرعب قليلا ....لكن  سرعان ما بدأت ثورة اخرى بالتمكن من جوارحه ......ثورة الشوق !
سرعان ما تذكرها فاشتد ألم قلبه الذي كاد يطغى على آلامه الجسدية كلها .. فقال بصوت مختنق يدمي القلب و هو ينظر إليهم : اومال  هي فين ؟ ما جاتش معاكم ليه ؟؟ 
جلال بكذب: هي كانت تعبانة حبتين من جو  المستشفى ....
نظر لشيماء و اكمل :و احنا اقترحنا عليها تروح البيت ترتاح 
شيماء مردفة : ايوة .. زي ما ڨال چلال ...هي  تعبت من الوقفة و راحت تنام و اول ما تصحى عتجي على طول .
تنهد ياسين بحزن و ألم : يعني هي عارفة اني في المستشفى و عيجيلها نوم !؟ 
سعدية بوجع: اهو اللي حوصل عاد يا ولدي ..المهم انت ما تتحركش كثير عشان چرحك  ما يتفتحش يا ولدي  
لم تكن تستطيع كل من سعدية و شيماء مواجهته و الكذب عليه اكثر  فقررتا الانسحاب .
- احنا عنسيبك ترتاح يا ولدي عنبڨى نرجع نتطمن عليك بعدين 
جلال : و انا كمان هسيبك ترتاح يا خوي 
كان يهم بالخروج معهم لكن ياسين قاطعه بتعب
- لا خليك  يا جلال عايزك .
خرجت سعدية و شيماء و هوما تتنفسان الصعداء و بقي جلال متوجسا خائفا من اسئلته 
في غرفة روز 
كانت الممرضة معها تعدل من وضع السرير و قد بدأت تستيقظ هي الآخرى  حين دخلت عليها شيماء 
شيماء : الحمد لله يا سلامتك يا حبيبتي ...مش موجوعة 
روز بتعب - الله  يسلمك يا شيماء... شوية مش كثير  ...هو ياسين صحي !!؟ طمنيني عليه 
شيماء : ايوة صحي و كلمناه ...هو بخير ما تڨلڨيش 
روز براحة: الحمد لله.....  معلش يا شيماء هتعبك معاي 
ممكن تجيبيلي طرحتي و تلفيهالي ؟
شيماء : يا خبر !!  تعب ايه ديه !! 
هرعت شيماء مسرعة لإخراج طرحة بيضاء من. حقيبة روز و توجهت إليها تساعدها في لف طرحتها لإخفاء تلك الخصلات المتناثرة ..
وصل مصطفى و سيف الى المستشفى
مصطفى : زي ما فهمتك في العربية يا سيف ...روز تعبانة يا خوي بلاش نزود وجعها ...ده اختيارها و  دي قناعتها و هي حرة في قراراتها تتبرع بعينيها حتى محدش فينا  له دعوة بيها ...روز  مش صغيرة .
سيف بوجع : فاهم يا مصطفى....فاهم  ..مش هأتكلم عن موضوع التبرع ده ...ما تخافش .
مصطفى : و اعمل حسابك هنطلع من عند روز و نطل على الجدع و بالمرة نرجعلهم تلفوناتهم.
سيف : ما بلاش يا مصطفى .. صدقني مش هاقدر 
مصطفى : و بعدين معاك ؟! ده عيان يا اخي اعتبره واحد ما نعرفوش و خذ اجر زيارة مريض معاه و اطلع على طول
سيف بضيق : حاضر يا مصطفى ..حاااضر 😓
بقلمي آلاء إسماعيل البشري 
ترددت قليلا ثم استجمعت شجاعتها و همست لشيماء التي كانت منهمكة  بترتيب الطرحة 
 - بقولك يا شيماء ...هو ما سألش عني ؟؟
شيماء  : ما سألش ؟ ديه روحه كانت عتطلع  لما ما شافكيش معانا ...مش مصدق انك ما استنتيش لحد ما يفوڨ 
- طب و قولتوله ايه ؟ 
- قلناله تعبت  و راحت تنام ....قال معقول يعني يجيها نوم و انا اكده ؟
روز بحزن : معلش ..المهم أنه ما يعرفش... متأكدة انه هيتعب اكثر لو عرف ..
في هذه الاثناء دخلت سعدية بلهفة نحو روز و قد احضرت إليها كيسا به بعض العصائر الطبيعية و الفاكهة 
سعدية : ألف سلامة عليكي يا ضناي ..  ديه شوية حاجات عشان تڨوميلنا بالسلامة بسرعة .. ها ي ضناي حاسة بوچع !!
روز : لا يا ماما مش كثير ...مكانش لازم تتعبي نفسك كدة
سعدية : تعب ايه ي بتي  ده  انتي رجعتلي النبض لڨلبي ...لو تطلبي عينينا مش عنقولك لع
شيماء بعبث و هي تغمز لروز : وهي عتعمل بعنيكي ايه عاد يمة !!  نظرت إليها روز نظرة تحذير بينما أكملت سعدية بحب :  مفيش حاچة  تغلى على ضناي ...ها قوليلي يا ڨلب أمك  ننده  على الدكتور لو موجوعة  ؟!
روز بألم طفيف : لا مفيش داعي . ...الم بسيط 
في هذا الوقت دخل مصطفى و سيف الى الغرفة مبادرين بالسلام و رد الجميع عليهما 
وقع نظر مصطفى على شيماء و شرد للحظات فيها
نظرت شيماء  الى والدتها بإحراج و  نظرت للارض  بينما لكزه سيف : مصطفى !
مصطفى : احم...حمد لله على سلامتك يا مدام روز .
روز : الله يسلمك يا مصطفى 
سيف : ألف سلامة عليك يا روز ...عاملة ايه دلوقت ؟
روز بإحراج : الله يسلمك ..... كويسة 
نظرت روز الى شيماء و سعدية  بإبتسامة متعبة و قالت
 : دي شيماء أخت ياسين ...و دي الحجة سعدية أم ياسين 
مصطفى بتوهان : هاااا ... اااه تشرفنا يا حجة 
ونظرت الى سيف و مصطفى و قالت 
- دول مصطفى و سيف جيراننا من زمان و زي اخواتي 
سعدية : نعم الناس يا ولدي 
تلك الجملة وقعت على سيف كالسهم المسموم الذي هو قاتلك لا محالة مهما كانت اصابته طفيفة : زي اخواتها !!
  تحدث بإنكسار و وجع شديد 
- ايوة يا حجة روز غالية علينا اوي ... ابتلع غصة ألم و أكمل 
- لو كان عندنا اخت مكناش هنحبها زي ما بنحب روز كدة .
فهمت روز مقصده و لم تعقب بل اكتفت بإشاحة نظرها تفاديا لنظرات الإنكسار التي كانت  تراها  بعينيه .
 نظرات مصطفى  لم تبتعد عن شيماء التي شعرت بذلك  فهمست لوالدتها بإحراج: تعالي يمة نسيب الجماعة على راحتهم معاها .
اردف مصطفى : لا خليكو احنا مش هنتأخر اصلا قلنا بس نسلم على روز و الاستاذ ياسين و نروح على طول 
سعدية : معلش يا ابني خذو راحتكم انتو أهل.
خرجت كل من شيماء و سعدية و مصطفى يلاحقها بنظراته 
بعد خروجهما افاق  من شروده  على صوت روز 
- على فكرة يا مصطفى .. .ياسين ما يعرفش اللي حصل 
اتمنى محدش يجيبله سيرة .. متأكدة ان الموضوع هيضايقه و الدكتور قال بلاش انفعال عشان  جسمه يتقبل العضو الجديد
كان سيف في موقف لا يحسد عليه ..عيونه  تروي ألما عظيما ...لم يستطع تحمل الموقف  بأي شكل
تتبرع  له بأغلى ما لديها ...و لا تريده أن يعلم بذلك حتى لا تتأثر نفسيته 
شعرت هي يالغيرة تتآكله من الداخل الى الخارج 
مصطفى  يطالع سيف و روز اللذان كان ييدو انهما يودان أن يقولا شيئا ما لبعضهما
مصطفى : كنت انسى ...اخرج هاتفها و اكمل 
- تلفونك اهو ...و اوعي تنسيه تاني !! 
ضحكت بألم : حاضر .
مصطفى : طب انا طالع برة  ي سيف هاستناك عشان نزور ياسين و نروح سوا
لم يكن سيف مستمعا اصلا لما يقوله بل كان شاردا فيها 
خرج مصطفى حين لم يتلق ردا.. و افاق سيف من سهادته بألم
-  انتي ازاي تعملي كدة ؟؟ معقولة بتحبيه  للدرجة دي ؟؟! 
روز بإحراج : سيف من فضلك ....
سيف بوجع : كل حاجة واضحة في عينيك على فكرة 
النظرة اللي كنتي بتبصيله بيها  انا عمري ما شفتها في عينيكي ليا ..
بقلمي آلاء إسماعيل البشري 
لم تكن تستطيع مواجهته فهي تعلم جيدا مدى عشقها الذي يسكن جوارحه....كيف ستقولها !!  كيف ستعتذر ...لكن مهلا ! أيجب عليها ان تعتذر ؟؟ ليس ذنبها انها لم تبادله المشاعر يوما  ..ليس ذنبها أن قلبها قد عشق غيره
روز : سيف و الله غصب عني  انا ....
سيف : أنا عارف ....مش مضطرة تشرحي أي حاجة 
اصلا انا اللي مفروض اتأسفلك ...غصبتك على الجواز مني من غير ما أسيبلك مساحة تفكري فيها براحتك ....استغليت ظروفك و  خوفك من طارق و مروان و أجبرتك تكوني معاي 
انا ما افرقش عنهم على فكرة .. انا كنت اناني و متملك زيهم بالضبط ....مش مضطرة تبرريلي حبك ليه ..انا جاي اقولك أني باتمنالك السعادة من كل قلبي .
روز : سيف انت طيب و ابن حلال و الف مين تتمناك .
سيف بضحكة وجع : و انا مكنتش عاوز غير وحدة بس. .
 دلوقت خلاص انا رضيت  بنصيبي من الدنيا ...مع السلامة يا روز و الحمد لله على سلامتك مرة تانية .
في غرفة ياسين 
أخيرا تذكر جرحه و تذكر  ما يحدث معه !
نظر الى جلال بوهن: هو ايه اللي حصل  بالضبط يا جلال ؟؟  ليه حاسس بالألم الفظيع ده في جنبي ؟؟! 
جلال بتوتر : بصراحة  .. حالتك  كانت صعبة اوي ...انت ربنا نجاك من الموت يا صاحبي
- مش فاهم ...صعبة ازاي !!
جلال :  الرصاصة جات في الكلى بتاعتك ... و الدكتور قال انها اتضررت كثير و......
ياسين : هاا ...و ايه يا جلال ؟؟
جلال بتوتر : كان  لازم تتشال 
ياسين بفزع : ايه !!! 
جلال بمقاطعة : ما تخافش  كدة...احنا لقينا واحد ابن حلال اتبرعلك بكليته ...و الحمد لله  اديك بقيت زي الفل  اهوو . 
ياسين بإستغراب : هو انا فضلت هنا كام من يوم  على كدة ؟!
- اربع ايام 
ياسين بتعب: في اربع ايام تتشال كليتي و تلاقوا متبرع ؟ هي الكلى بتتباع عالرصيف  اليومين دول يا جلال ؟! 
جلال : اهو ده اللي حصل.. إنت سألت و انا قلتلك
-  ما تقول الحقيقة بلاش لف و دوران ..عينيك بتقول فيه كلام كثير مخبيه عني !
جلال بخوف: كلام ايه بس يا ياسين ؟ انت طالع من عملية يا خويا مش وقت تحقيقك ده ! ارتاح الاول و بعدين نتكلم ؟
بقلمي آلاء إسماعيل البشري 
ياسين بحزن : روز كانت هنا ..انا كنت حاسس بوجودها طول الوقت .. معقولة لما اصحى تروح ترتاح و تسيبني ؟! 
جلال : بقولك ايه. ..الدكتور قال بلاش كلام كثير ..اول ما ترتاح و صحتك تبقى احسن هنتكلم و بعدين أوعدك اني هجيبهالك  بنفسي تتطمن عليك ...انت ما شفتهاش كان شكلها ازاي ...دي كانت هتموت من الصدمة لما عرفت باللي حصل .
ياسين بحزن : اه ...عشان كدة ما استنتش لحد ما اصحى ..
جلال : روز بتحبك زي ما بتحبها و أكثر يا ياسين 
ياسين بنبرة حزينة : لا ماهو باين 😣
كان جلال  يؤنب نفسه مرارا لعدم البوح بالحقيقة لكنه يعلم أن رد فعله سيكون شديدا ...اذا لا بأس بالقليل من كسرة القلب
نظر مصطفى يمينا و يسارا خارج الغرفة فلم يجدها....توجه الى والدة ياسين بإحترام 
- بعد اذنك يا حجة هي اوضة ياسين فين ؟
سعدية : اطلع الدور الثاني آخر اوضة  عاليمين في الطرقة يا ولدي 
- متشكر يا حجة الف حمد لله على سلامته ..
في هذه الاثناء خرج سيف فاخذه متوجهين نحو الطابق 
سيف : شكلك وقعت يا حضرة الضابط ...عمري ما شفتك بتبص لبنت بالشكل ده 
مصطفى : ...
سيف : ايه يا عم !!!! 
مصطفى : هااا .. كنت بتقول ايه ؟ 
سيف : لااااا ده الموضوع كبير ي خوي ! معقولة الضابط مصطفى يقع من نظرة وحدة !! ده انا كنت فاكرك اجمد من كدة
مصطفى : يا شيخ اتلهي ...قال وقعت قال.
سيف : اومال ما قدرتش تشيل عينيك من عليها ليه ؟ ده الكل لاحظ مش هي بس ! 
لمعت عيون مصطفى  من جديد و هو يراها قادمة نحوهما 
- طب اخرس اهي جاية  ناحيتنا 
شاهدتهما من بعيد فاطرقت بخجل و حاولت الابتعاد عن الطريق 
انتهز  مصطفى الفرصة  و اقترب منها رفقة سيف 
- آنسة شيماء !
اجابت شيماء بتوتر  دون ان ترفع عينها من الارض : نعم ؟
- أولا الحمد لله على سلامة الاستاذ ياسين 
- الله يسلمك 
- و ثانيا ممكن اعرف هو ف اوضة كام عايزبن نتطمن عليه و نرجعله تلفونه بالمرة
شيماء بخجل: اااه ...هو في الاوضة اللي هناك دي   
شاورت على الغرفة و انسلت بدون  قبل أن تنتظر اي اجابة
همس مصطفى بصوت مسموع نسبيا دون ان يشعر
 : حتة شوكولاطة 
ضحك سيف و هو يضربه على كتفه : كل ده و ما وقعتش !! 
وصلت شيماء راكضة الى غرفة روز 
روز : مالك يا شيماء وشك احمر كدة ليه ؟؟
شيماء بخجل : لا مفيش ...
روز : مش عليا ي بت !! قابلتيه في الطرقة مش كدة؟؟
شيماء بتوتر و خجل : هو مين ديه؟؟
روز : اللي كان هياكلك بعينيه قبل شوية 😂
شيماء : چرى ايه يا ندى  ...و انا مالي بيه عشان أڨابله
روز بإبتسامة  : على فكرة مصطفى ضابط قد الدنيا و ابن حلال مصفي ....و فوق كل ده مش بتاع نسوان ...احنا متربيين سوا عمري ما شفته اتكلم مع وحدة او اعجب بيها 
اول مرة اشوفه بالحالة دي ...اكملت بعبث : كله من بركاتك 😳😁
لم تجبها شيماء بل اطرقت براسها و أشاحت بنظرها عنها  كي تخفي ابتسامتها الخجولة ...تذكرت شيماء فجأة
-  مش انتي تلفونك معاكي  دلوك؟
روز بتعجب : ايوة ! 
- طب ايه رأيك يا ندى لو تتصلي عليه !!! صدقيني عيفرح لو سمع صوتط دلوك انتي ما شفتيش حاله كيف لما ڨلناله مش چاية 
روز : مش عارفة ...ياسين ذكي يا شيماء...و مش هاقدر اقوله اني بخير هيحس من صوتي اني بأكذب عليه .. بلاش على الأقل لحد ما يخف الوجع ...
بقلمي آلاء إسماعيل البشري 
دخل مصطفى و سيف الغرفة 
مصطفى : الحمد لله على سلامتك يا استاذ ياسين 
ياسين بإستغراب و هو ينظر الى جلال : الله يسلمك !
جلال : ازيك يا حضرة الضابط ..اتفضل اقعد
نظر الى ياسين : ده الضابط مصطفى و سيف اخوه هوما اللي لقوا روز 
مصطفى : و طبعا الفضل يرجع ليك و لذكائك يا استاذ ..
اخرج هاتف ياسين من جيبه و اعطاه إياه 
- احنا لولاك مكناش هنعرف نوصل  لروز بالسرعة دي .
مش كدة يا سيف ؟؟
نظر مصطفى الى سيف الشارد و هو يلكزه 
اجابه على مضض : اااه طبعا ....الحمد لله على سلامتك يا استاذ .
لم يكن يستطيع النظر اليه .. بالكاد استطاع تجميع بعض الكلمات ففي الاخير .  هو يقف امام الرجل الذي سلبه حب حياته ...مهما حدث لن يستطيع تخطي الامر.
 كان ينظر اليه و هو يتذكر كل كلمة من الشات الشي كان بينهما و في داخله مزيجا متناقضا من المشاعر المتدافعة 
شعر ياسين بشيء ما في هذا الواقف امامه بهدوء غير محمود
كأنما هو الهدوء الذي يسبق العاصفة 
لم يستطع تجميع جملة مفيدة لكن عيونه  كانت تقول كلمات كثيرة ...غضبا كبيرا ..لوما ... غيرة ...ضغينة 
شعر مصطفى  بأن اخاه لن يتحمل الموقف اكثر فبادر مسرعا 
- مش يالا بينا يا سيف ! هنسيب الاستاذ يرتاح هو لسة طالع من العملية .
- مرة تانية الف سلامة عليك يا استاذ 
- الله يسلمك يا حضرة الضابط 
اجاب ياسين  وهو شارد ...منشغل  بتعابير سيف التي لم يجد لها اي مبرر ! لو كان يعرفه  لأجزم ان هذا الرجل لا يكره في هذا الكون احدا كما يكرهه؟؟
بقلمي آلاء إسماعيل البشري 
فور مغادرتهما 
سأل جلال بدهشة : هو ماله ده ؟؟ 
جلال : مش عارف ...
ياسين بتذكر : اااه هو انت تعرفهم منين ؟؟ و تلفوني كان عندهم بيعمل ايه ؟؟ 
- انا اللي اديتهولهم 
- ازاي .... و امتى 
- انا كل اللي عرفته انهم جوم بعد الحادثة بتاعتك بشويّة و الجدع ده  كان هيموت من الرعب على روز وفاكر ان هي الي اتصابت بس بعدين عرفنا انها اتخطفت و الضابط طلب مني تلفونك عشان يتبعوا اشارتها .
ياسين بشك- طب برضو اخوه يترعب ليه ؟؟ 
- مش عارف 
في هذه الاثناء دخلت سعدية 
- مش كفاية زيارات بڨى و نسييه يرتاح النهاردة ؟! 
جلال : معاكي حق ي حجة ...احنا هنروح دلوقت و هنبقى نرجع لك بكرة بإذن الله يا بطل .
ياسين بيأس : يعني روز مش جاية النهاردة؟ 
نظر جلال الى سعدية ... و تذكر ان كل منهما معه هاتفه بعد ان اعادهما مصطفى
- انا عندي فكرة .  
ياسين بحزن : فكرة ايه 
-مش انت تلفونك معاك ؟!  ما تتصل بيها ! 
ياسين : لا خلاص ...سيبها ترتاح ...اني كمان عايز أنام يا جلال  
سعدية بحزن على حاله: طيب يا ولدي تصبح على خير 
ياسين بألم واضح : و انتو من اهل الخير.
الساعة  الثانية بعد منتصف الليل 
لا يزال  يحاول أن ينام لكنه لا يستطيع .. بألم  جسدي و نفسي يحاول ان يطوي تلك  الليلة اللعينة عسى ان  يأتي الغد ليرتوي من لقاء معشوقته ..كان  يحاول ان يكتم ذلك الشوق اللعين بقراءة الشات بينهما مرارا و تكرارا و فجأة  اضاء هاتفه برسالة :
" على فكرة انت كان ممكن تختار إنك تموت لوحدك و تدي فرصة لروز انها تعيش ..بس بعد اللي حصل ده انتو الأثنين  ما تستاهلوش الحياة ..عشان كدة انا قررت انكم  هتموتو سوا " 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
لم يغادر  ذلك المكتب منذ يومين ...منهمك في العمل بشكل رهيب ..يحاول بيأس ان ينسى ذلك الموقف الذي يدمي قلبه كلما تذكره ....حبيبته تنتحب لوجع شخص آخر ...تتوسله الا يتركها ....تعترف بانها لم تعرف الامان و الحنان إلا معه !
أي وجع هذا !!! تساؤلات كثيرة مزقت قلبه و روحه الى أشلاء ؛
 كيف اوصلها لهذه المرحلة ؟؟ أي قسوة كان يملكها ؟ كيف كان اعمى القلب و العين في آن واحد !!  فلم ير كتلة الرقة  و البراءة و الحنان التي كانت تقبع في غرفته طوال الوقت ؟؟ 
جوهرته التي لطالما رماها بإهمال في إحدى زوايا الغرفة بدل ان يحتفظ بها في قلبه  و يغلق عليها بإحكام ؟
كان بإمكانه البدء من جديد ..لكانت الآن   تعيش كل  تلك المشاعر معه....لكانت تنعم بدفء حبه هو ...اي عناد غبي هذا الذي كان يُسيٌِره ؟ فٓقٓد للأبد أغلى كنز يمكن أن يحصل عليه في حياته ...لا يمكن للحظ أن يسعفه  به مرتين .
يعترف بينه و بين نفسه .. انها محقة في تركه اول مرة ..و تركه ثانية 
لكن  ذلك الموقف ...كان أصعب موقف مر عليه ...
 ربما أصعب من لحظة اختيارها لذلك السيف ...
على الأقل وقتها لم تكن تُكِنٌُ مشاعر لسيف بل كان واضحا جدا في عينيها  أنها اختارته بدافع الهروب  ليس إلا ؛ كانت نظراتها يومها نظرات حيرة و تردد ....لكن تلك النظرات التي رآها في المستشفى ... كانت أشبه بنار تأكل داخله ...تحرق كل شيء جميل فيه ...تترك فقط وحشا مستعدا للإنتقام ... لفعل اي شيء للثأر من اجل كرامته 
يتذكر تلك المكالمة  فتستعر تلك النار أكثر..... فأكثر !!
فلاش 
طارق : الو مين ؟
- هو مين  اللي هيسأل عليك من غيري  يا ابن عمي ؟؟ ولا تكونش نسيتني و فكرت أني انتهيت بجد ؟؟😂
طارق بغضب: انساك ازاي يا قذ"رر !! حتى لو نسيتك ..
ما اقدرش انسى طعنتك  يا خاين...يا اللي كنت معتبرك في يوم من الايام أخوي ...لما كنت غبي و  اعمى 
ضحك مروان بإستفزاز : 
قال يعني انت دلوقت فتحت و كمان خذت حبوب الذكاء !! ما انت برضو غبي و اعمى زي الاول و اكثر ! 😂 😂 و الدليل إنك سايب  مراتك و حبيبتك  تتبرع بكليتها للصعيدي الزبا'لة ده عشان تنقذه من الموت...و انت ولا كأنك طور في ساقية
طارق بصدمة : بتقول اتبرعتله ب ايه ؟؟؟
مروان بضحكة سخرية ؛ مش قلتلك لسة غبي زي ما انت ؟؟؟ عمال تهري في نفسك في الشغل قال يعني الشغل هيهرب !
أهو انا عشان لسة فاكر  حتة اخوي دي و شاري قلت ابلغك لإني عارف ان محدش هيقولك ...بس بيني و بينك انت لازم تسترجل حبتين يا اخوي ..  مش معقولة هتفضل معتمد عليا في كل حاجة  ! هو أنا هأعيش لك لحد امتى ؟
طارق بتذكر:  هو انت مش اتقبض عليك ؟؟ عرفت كل ده  ازاي و بتكلمني منين ؟؟
- لا عرفت ازاي ده سري ... اما اتقبض عليا فأنا لسة ما اتبنتش الحيطان اللي تضمني ولا اتولد اللي يقبض عليا ...سلام يا ابن عمي ....و أكمل بإستفزاز ...يا أذكى اخواتك  🙄😂
باك
كان يغلي كبركان ....و هو يتذكر شماتة مروان به ...لابد له أن يفعل شيئا ...لا يمكنه البقاء مكتوف اليدين 
في غرفة مروان 
يتمدد على سريره بإبتهاج ....كيف لا و قد ألقى بقنبلة موقوتة يعرف جيدا مداها و خطرها ..طارق لن يمرر الامر مرور الكرام
يمسك بصورتها و هو يبتسم بخبث
- انتي اللي عايزة كدة يا روز .. انا وعدتك نبتدي من جديد و اديكي اللي محدش هيقدر يديهولك ...انتي اللي اخترتي طريقك ...اتحملي انتي و الحشرة اللي فضلتيه عني ده
تذكر ابن عمه فضحك  بسخرية 
- ما تتخيلش يا طارق  انت هتخدمني خدمة العمر ازاي   بسبب غبائك المتأصل ده 
هتخلصني منهم هوما الإثنين و انا قاعد في مكاني  من غير ما اتحرك ولا اعمل اي حاجة ....انا مكانش بيربطني بالبلد دي غير روز ...و اهي اختارت صفها خلاص ... متأكد إنك مش هتقف تتفرج عليها 
أول ما الحكاية تخلص و تاخذ انت الاعد"ام اسافر من هنا خالص .. مش قلتلك انا اللي باكسب دايما ؟؟ و ضحك عاليا
يستلقي مصطفى على فراشه بسهادة ...لأول مرة يجافيه النوم ...
طيفها لا يفارقه...تلك السمراء الغامضة ... الخجولة بطريقة آسرة ...لم يسبق لاي فتاة أن خطفت انفاسه كما فعلت هي 
يتمنى فقط لو ان لديه الجرأة للعودة ثانية فقط كي يراها. ..لكن للأسف ليس لديه اي سبب للعودة هناك.... 
يقوم  من مكانه و يخرج للشرفة 
يشعل سيجارة و  يتنهد بعمق و  هو يأخذ نفسا 
 يدعو الله ان يدبر بعد ذلك أمرا ...
عند طارق
أتصل على سيف :  الو 
سيف : طارق !! خير ؟؟ ايه اللي فكرك بيا في الوقت ده ؟ 
طارق : معلش يا سيف محتاج منك خدمة بس 
سيف بتعجب : خدمة الساعة 12 بالليل ؟؟
طارق بضيق : الامر ضروري 
سيف : اتفضل ...اقدر اساعدك ب ايه ؟
طارق : هو صحيح اللي سمعته عن روز ده ؟؟
سيف بلا مبالاة: و ايه اللي سمعته ان شاء الله 
طارق : سيف بلاش كثر كلام انت عارف انا بأقصد ايه
تنهد سيف بعمق  : ايوة... . عارف 
طارق : يعني الكلام ده صحيح ؟؟؟ 
سيف بإستسلام : ايوة صحيح و رحت زرتهم في المستشفى كمان ...و الظاهر كدة من صوتك انك انت كمان عرفت .
طارق  بغضب : معقوووولة !!! يعني كلامه طلع صح !!!
سيف : هو مين ده ...الوووو ... طااااارق !! الووووو !!! 
اقفل الخط بغضب و أتصل مرة أخرى 
طارق : الووو. ...عاصم ...آسف اني صحيتك ...انا محتاج منك خدمة حالا 
عاصم بنعاس : مش هتستنى الصبح يعني ؟؟
طارق بغضب : لا مش ممكن ...فوق و صحصح معاي حالا !
بقلمي آلاء إسماعيل البشري 
كانت تسير في ممر طويل طلي  باللون الاسود من الجهتين مما زاده ظلاما ...يمسكها احدهم من يدها و لكنها لا تستطيع رؤيته....بالكاد كانت  ترى موضع قدمها ..كل ما كان يرشدها هو ذلك النور القادم من بعيد في آخر الممر ...كانت تسرع في الخطى و هي  تسحبه نحو النور معها ...تشعر باقدام خلفهما تحاول اللحاق بهما و اصوات غريبة غير مريحة
اغمضت عيناها و هي لا تزال ممسكة بذلك الشخص المجهول ثم راحت تركض في اتجاه النور بكل سرعتها و فجأة تسمع صوتا حنونا يناديها  من الخلف ..نعم تذكرته...أنه صوت والدتها تنادي عليها 
روان : رووز وحشتيني اوووي يا روحي ..مش آن الأوان بقى ؟
كانت ستجيبها و اخذتها رجلاها بخطوات حثيثة للوراء نحو  مصدر الصوت  لولا أن سمعت صوتا آخرا قادما من ناحية النور 
يرجوها : لا يا روز ...ارجوووكي ما تسيبينيش ...انا محتاجلك  اكثر  ...ارجوكي ترجعي عشاني يا روز .. ارجعي
نظرت روز الى الامام ثم  للخلف و هي في حيرة من امرها فكرت للحظات وسط تداخل الاصوات من حولها  لكنها حسمت امرها ...و قررت مواصلة الطريق نحو النور و التفتت إلى  الجانب المظلم و هي تقول 
- آسفة يا ماما بس هو محتاجلي اكثر مش هاقدر اسيبه دلوقت ...تقدمت خطوات نحو الامام و اذا بالمجهول يفلت يدها ..حاولت  التشبث به لكنه افلتها ثانية ...لم تستطع تحديد ملامحه لكنها كانت تستطيع رؤية ابتسامته الحزينة رغم الظلام ...لم تستطع روز التوقف اكثر فقد اقتربت الاصوات اكثر فتركته و اسرعت نحو نهاية الممر...لذلك  المبتسم الواقف... و الفاتح ذراعيه لها بحب 
لتنتفض برعب من هذا الحلم المرعب  و هي تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم : يا ساتر يا رب .. ايه ده !!!.
تفقدت هاتفها فوجدت الساعة تقارب الثالثة ..حاولت الوصول إلى قارورة المياه لكنها لم تستطع. .. الألم يزداد. ..و فجأة 
تذكرت ياسين فتنهدت بعمق : عارفة اني وحشتك ...
انت كمان وحشتني اوي بس ما اقدرش اسيبك تشوفني في الحالة دي.....آسفة اني وجعت قلبك ..بس لازم تستحمل 
كان يتقلب بألم لا يستطيع التفكير في أي شيء سوى تلك الرسالة : من صاحبها و ماذا يقصد ؟؟ ذلك الليل اللعين لا يريد ان ينقضي ..يريد ان يفهم الموضوع ....معناها ايه  بعد اللي حصل ؟؟ هو ايه اللي حصل ؟؟
 يريد أن يرى حبيبته و يفهم سبب تأخرها عنه ! لا يجد إجابة لأي سؤال ...غموض كبير يحيط به منذ ان استيقظ و هو ما أرقه اكثر ..
ليلة طويلة على جميع ابطالنا ...بين الحانق ....و الحائر و  العاشق. و الخائب .. و الخائف ...و الشامت ...و لكل منهم  خططه و آماله و أحلامه ...لكن الله مسير الاقدار وكاتب الخطى و مدبر كل شيء و هو من تسري مشيئته على الجميع 
أخيرا يطل يوم جديد على أبطالنا 
وصل جلال مع سعدية و شيماء في نفس اللحظة إلى المستشفى 
جلال : صباح الخير يا حجة اخباركم ايه 
سعدية : صباح الخير يا ولدي ..الحمد لله 
جلال : اومال جماعتكم فين ؟ 
شيماء : قلنا نسبڨهم احنا الاول  ..چايبين الفطار  و هوما جايين ورانا 
 جلال : طب  يالا هندخل سوا لياسين 
شيماء : لع احنا عنشڨ على ندى الأول 
سعدية :  مش واكلة حاچة من امبارح تلاڨيها يا حبة عيني هفتانة
مشوا في طرقة المستشفى و ابتعدت سعدية امامهم قليلا 
همس جلال بضحك : مصرة تسميها ندى برضو ؟؟ اسمها روووز يا شيماء ..هو صعب اوي ؟؟
شيماء :  اسم  لابڨلها ندى أكثر يا چلال 
جلال : ماشي ..يله انا رايح اشوف ياسين على ما توصلو 
شيماء : حاول تلهيه  بأي حديث يا چلال عارفة أنه عيفضل مستنيها على نار ...و يسألك عنها 
جلال :  اخوكي دماغه ناشفة ...ربنا يستر بس
بقلمي آلاء إسماعيل البشري
دخل جلال الى غرفة ياسين مبتسما : صباح الخير يا بطل
ياسين بقلق : صباح الخير يا جلال ..اومال الجماعة فين ؟
جلال : جايين وراي 
 دهش جلال  على الفور و هو يرى صديقه بحال يرثى لها 
جلال : مالك يا خويا ...شكلك ما نمتش خالص ؟؟ حاسس بحاجة انادي على الدكتور ؟؟
ياسين بضيق : لا مفيش داعي ..انا كويس ..
جلال بقلق : مش عليا يا ياسين ...هو ايه اللي حصل يا صاحبي انت عمرك ما خبيت عني  حاجة ! امبارح مكنتش كدة
تردد ياسين قليلا ثم اخرج هاتفه و اعطاه الى صديقه
دهش جلال و هو يرى تلك الرسالة ...و فهم ما لم يفهمه هو
ياسين : اللي بعثها يقصد ايه بالكلام ده يا جلال ؟؟
جلال بتوتر : و انا ايش عرفني !!! 
ياسين :صحيح انا عمري ما خبيت عنك حاجة بس انت مخبي عني كثير ...عينيك بتقول كدة .
جلال : هو انت هتقعد تفكر بصاحب الرسالة بيقصد ايه و تنسى انها اصلا رسالة تهديد بالق"تل ؟ احنا لازم نتصرف فورا
ياسين : نتصرف ازاي ..انا مرمي في المستشفى و روز في خطر ؟؟
اخذ جلال الهاتف و صور الرسالة و الرقم قائلا 
جلال : انا هأتصل بالضابط مصطفى و  ابلغه ...أكيد هو هيقدر يعرف مين اللي باعثها ما تخافش انت... روز في أمان صدقني
اخذ  ياسين  هاتفه و كان سيتكلم لكن الباب قد فتح 
توجه بانظاره نحوه بلهفة و هو يرى والدته و اخته تدخلان 
سرعان ما اكتسحت خيبة الامل ملامحه حين وجدهما يدخلان بمفردهما و يغلقان الباب 
- صباح الخير يا ولدي  كيفك اليوم ؟
ياسين : صباح الخير يمة ..الحمد لله 
سعدية   :  كيف صحتك يا ضناي .. اني چبتلك فطار عليه الڨيمة عارفة ان فطار المستشفى مش قد اكده ..هاتي السبت يا شيماء 
ياسين بمقاطعة: ملوش لزوم يمة ...مليش نفس 
سعدية : وه يا ولدي ديه كلام ؟؟ اومال عتطيب كيف ؟
ياسين بحزن : روز ماچاتش معاكم ليه يمة ؟ 
نظرت الى شيماء التي اجابت بالنيابة عنها 
- بصراحة احنا ما رضيناش نصحيها ڨولنا نسيبها تڨوم براحتها 
و بعدين هي امبارح  ڨالت انها عتتصل عليك أول ما تصحى 
ياسين : تقومو تسيبوها في البيت مع حامد وطاهر و امه ؟؟؟
شيماء بتردد : لااا...ماهو.. طاهر و حامد راحوا مع جلال عشان أمي قالت لهم البنية غريبة و اكده !
اردف جلال بكذب : ايوة يا ياسين طاهر و حامد جوم معاي البيت دي مش حاجة تفوتني برضو 
كان جلال  يعلم أنه لن يصدقهم و لكن لا بأس من المحاولة....
بقلمي آلاء إسماعيل البشري 
تطلع ياسين اليه بشك: هي روز فين بالضبط  يا جلال و اوعة تقولي انها عندنا !! لو كانت عندنا كانت جات معاهم
لم يعرف جلال ماذا يقول ...فجأة و في هذه الاثناء رن هاتفه برسالة منها على الواتس
- الحمد لله على سلامتك اخبارك ايه 
نظر إليهم ففهموا انها منها ..
سعدية : طب يلا يا شيماء  خلي اخوكي يفطر براحته
جلال : و انا كمان عندي شغل هأبقى أعدي عليك بعدين و نكمل كلامنا 
اومأ ياسين بدون أن يتكلم 
غادر الجميع فحاول ان يعتدل في جلسته على مضض و إجاب
- الله يسلمك ..انتي اخبارك ايه
- كويسة الحمد لله ..لسة صاحية قلت اتطمن عليك
-  الحمد لله ...اومال ما جيتيش معاهم  يعني ؟ 
- كنت تعبانة شوية و قلتلهم هأجي لما ارتاح 
- طب ما اتصلتيش ليه بدل الكتابة ؟ انتي عارفة اني عامل عملية ما اقدرش اكتب !
توقفت قليلا ثم اكملت الكتابة 
- انت عارف الظروف اللي مريت بيها مكانتش سهلة ...اعصابي لسة تعبانة ....محتاجة ارتاح كام يوم 
ياسين : و ماله ارتاحي...براحتك خالص اهم حاجة اعصابك
كانت تشعر بالوجع الشديد  في   إجاباته بينما يشعر هو ببرود و لا مبالاة في اجاباتها .. لا يعلم انها كانت تذرف شلالات من الدموع  تمنعها من التركيز في الحروف التي تكتبها ناهيك عن الوجع الجسدي الذي كان يمزقها ...توقفت قليلا تستمد بعض القوة ثم أكملت بألم: طب انا هاقوم أساعد طنط فاطمة في ترويق البيت على ما ماما و شيماء يرجعوا 
ياسين بجمود : تمام 
انهارت فورا و رمت الهاتف من يدها و هي تبكي بحرقة و الوجع يزداد حتى صار نحيبها مسموعا
دلفت   شيماء الى الغرفة مرتعبة على صوتها و هرعت  مسرعة نحوها و هي تصرخ : ندى مالك يا ندى حاسة ب ايه !؟؟
خرجت مسرعة تنادي احدى الممرضات : نادي الدكتور حالاااا !
 جلال : الو صباح الخير يا حضرة الضابط 
مصطفى : صباح الخير...مين معاي ؟
جلال : حضرتك نسيتني ولا ايه انا جلال صاحب ياسين انا اتصلت بيك قبل كدة 
- اه افتكرت ...اخبارك ايه و أخبار الاستاذ ياسين ايه ؟
- الحمد لله...بصراحة انا اتصلت بيك عشان فيه مشكلة 
مصطفى : خير ؟؟
- ياسين وصلته رسالة تهديد بالقتل هو و روز ..
مصطفى : بتقول ايه ؟؟! انا جاي المستشفى حالا !
بقلمي آلاء إسماعيل البشري 
خرج الطبيب من من غرفتها فتوجهت اليه شيماء  و جلال بخوف : خير يا دكتور ؟؟ 
- حالتها النفسية مش كويسة  و ده بيؤثر على  تقبل الجسم للعلاج اللي بنديهولها...... ارجوكم تبعدوها عن اي انفعالات هي حاليا ضعيفة محتاجة ترتاح نفسيا و جسديا عشان جسمها يستعيد نشاطه بعد التبرع...انا اديتها مسكن للألم و مهديء عشان تنام ..يا ريت محدش يكلمها قبل 8 ساعات على الأقل .
غادر الدكتور و بقي جلال و شيماء ينظران الى بعضهما بحزن 
جلال : طب و الحل ؟؟؟ هما الإثنين اعند من بعض 
شيماء : و الله ما انا عارفة اڨولك ايه ؟!
جلال : انا رايح مشوار و راجع يكون الضابط مصطفى وصل مش هاتاخر قوليله يستناني 
لمعت عيون شيماء حين ذكر اسمه و  فورا تغير لون وجهها
جلال بتعجب : مالك يا بت؟ 
شيماء بخجل : هاا . .لا مليش...بس  هو چاي ليه ؟
جلال وهو يغادر مسرعا  : انا اتصلت بيه عندي شغل معاه ..زي ما فهمتك هاا !
اومأت رأسها و هي شاردة ...تتذكر نظراته بالأمس 
و هي تهمس في نفسها : يا ترى ايه حكايتك يا حضرة الضابط 
افاقت من شرودها على صوت والدتها  برفقة طاهر و والدته
- شيماء ! يالا يا يت نشوف اخوكي الجماعة وصلوا عايزين يتطمنوا عليه .
شيماء : حاضر يمة ...بس الدكتور قال مينفعش كلنا ندخل 
دخل حامد خلفهم بعد أن ركن السيارة   : انا هأستنى مع  شيماء برة يا حجة  لحد ما الجماعة يطلعوا من عنده .
شيماء : تمام ..يله بينا 
طارق : هاااا فهمت هتعمل ايه ؟
مجهول : فهمت يا استاذ طارق ...عايز التنفيذ امتى
طارق : هأبعثلك امتى و فين في الوقت المناسب 
مجهول : طب و الاتعاب
طارق :  مش هنختلف المهم  بعد التنفيذ...و أهم حاجة زي ما اتفقنا حتى لو اتمسكت اسمي ما يطلعش من بوقك...فاهم !!
مجهول : ما تخافش محدش هيقدر يمسكني..دي مش اول مرة
طارق : خلاص استنى مني تلفون .
وصل مصطفى إلى المستشفى 
كان يدعو الله ان يجدها  ..فتلك الرسالة  التي جعلته يعود في اليوم الموالي ليست مصادفة .... بل من المؤكد انها الاقدار قادته إليها من جديد
وصل الى الرواق الذي تقع فيه  غرفة ياسين 
رآها من بعيد تتكلم مع حامد 
وصل اليهما و قد بدا الضيق جليا  على ملامحه
اندهشت شيماء لرؤيته بتلك الحال
- سلام عليكم
رد الاثنان : و عليكم السلام
حامد : مين حضرتك ؟
مصطفى : الضابط مصطفى محمود عوض
نظر في الارجاء : هو جلال مش موجود ؟ 
شيماء بتذكر : راح مشوار و زمانه راجع  
سألها  مصطفى بجدية و هو يحاول ألا ينظر إليها ؛ ما قالكيش هيتأخر او لا 
شيماء : لا ڨال راجع بسرعة بيڨولك استناه
مصطفى :  طب ممكن ادخل للأستاذ ياسين ؟ 
لاحظ حامد نظرات غريبة بينهما رغم أنه كان يحاول قدر الامكان تجنب النظر إليها  فأجابه بحدة
حامد  : ابن عمتي تعبان ميڨدرش يستڨبل ناس كثير...
في هذه الاثناء خرجت سعدية و طاهر و فاطمة
مصطفى بإحترام : صباح الخير يا حجة ازيك 
سعدية : الحمد لله كيفك انت يا ولدي ؟
مصطفى : الحمد لله ...ممكن ادخل عايز الاستاذ ياسين في موضوع لو كانت حالته تسمح
سعدية : بصراحة هو تعب حبتين  الافضل تستنى لوڨت تاني ي ولدي
في هذا الوقت وصل جلال مسرعا 
- مفيش داعي يا حجة .... انا هاتكلم معاه .
اخذه جلال على جنب و لاحظ نظراته الحادة الى حامد و كان هذا الأخير  يبادله نفس  النظرات الحارقة 
- مالك يا حضرة الضابط هو حامد ضايقك بحاجة؟؟
مصطفى : لا أبدا ...ها قل لي ايه الرسالة ؟؟
- بص انا صورتها و حفظت الرقم عندي اتفضل ...
مصطفى : تمام احنا هنتصرف ..خلينا على تواصل .
خرج و هو يسترق نظرات ناحية شيماء و قد لاحظ جلال ذلك دون ان ينتبها .
بقلمي آلاء إسماعيل البشري 
في اليوم الموالي 
كانت سعدية مع جلال في المستشفى تهم بالخروج حين قابلهما مصطفى داخلا  و هو يحمل بعض الأغراض 
جلال : حضرة الضابط ازيك ؟؟ 
مصطفى : الحمد لله يا جلال ...نظر الى سعدية قائلا 
- ازيك يا حجة عاملة ايه و ياسين اخباره ايه ؟
- كويسين يا ولدي .
نظر جلال الى هيئته متعجبا : كان لباسه مختلفا ...مظهره شبابيا اكثر في تلك الملابس غير الرسمية على خلاف مظهره الذي تعود عليه بالبذلة ....فسأله بتعجب : خير يا حضرة الضابط يعني ما اتصلتش عليا قبل ما تجي ؟ 
مصطفى : لا انا النهاردة اجازة ...جاي ازور روز و جايبلها شوية حاجات ..عن اذنكم
غادر مصطفى وسط دهشة جلال الذي نظر الى سعدية قائلا
- يزور روز ؟؟؟ هي ايه الحكاية با حجة ؟؟! 
سعدية : ولا حكاية ولا رواية يا ولدي ...لما جوم عند روز ڨالت انهم چيرانها  من زمان و متربيين سوا و بيعزوها  زي اختهم
خرج جلال و هو يحاول ربط الأحداث ببعض و قد استنتج بعض الامور 
مصطفى : ازيك يا روز ...حاسة نفسك احسن النهااردة؟
روز بإمتنان : الحمد لله يا مصطفى ..مكانش فيه داعي تتعب نفسك .. ماما سعدية مش مخلياني محتاجة حاجة.
مصطفى : ما تقوليش كدة يا روز احنا اخوات
روز بإحراج : هو سيف عامل ايه ؟؟ 
مصطفى : هيتخطى الموضوع ...ما تقلقيش عليه 
روز : بس ايه الشياكة دي ...حاساك متغير اليومين دول
مصطفى بتوتر : متغير ازاي ؟! لا أبدا !! 
روز : على فكرة شيماء بنت حلال ..انت بس شد حيلك و انا اوعدك اول ما نطلع من المستشفى و اخوها يخف هاتوسطلك في الموضوع شخصيا 
مصطفى بلجلجة : شيماء ايه و تتوسطي ايه ...لاااا انتي فكرك راح لبعيد ...عموما حمد لله على السلامة .. عن اذنك
خرج مسرعا و ابتسمت روز على خجله : مش عليا يا مصطفى و النبي انتو الإثنين وقعتو و محدش سمى عليكم .
بقلمي آلاء إسماعيل البشري 
مر  يومين بدون تغيير
تحسنت حال ياسين و روز قليلا و اصبحا يستطيعان الوقوف و الحركة قليلا 
 كان جلال خارجا من غرفة ياسين فوجد مصطفى قادما ناحية الغرفة فاوقفه مسرعا: ها يا حضرة الضابط ...عرفت اي جديد ؟؟
مصطفى : للأسف يا جلال  الرقم مش متسجل ..ما قدرناش نوصل لحاجة ...و كمان عاملين احتياطنا بس مفيش اي حركة مشبوهة في الناحية....كله  نظيف بس زيادة احتياط انا كثفت الحراسة على أطراف المستشفى تحسبا لأي طاريء
اخذه جلال و جلسا باقرب كرسي بجانب الغرفة
جلال :  بص يا حضرة الضابط .. انا اعرف ياسين من و احنا عندنا 6 سنين ...هو ملوش أي أعداء أو ناس تتمنى مو"ته بالعكس  كل الناس بتحبه ....بس احنا ما نعرفش اي حاجة عن روز ...بس انت تعرفها كويس وعارف  مين له مصلحة ف مو"تها 
مصطفى : عايز توصل ل ايه يا جلال ؟
- عايز اعرف اللي احنا ما نعرفوهش عشان احنا كمان ناخذ بالنا و ما نفضلش خايفين من المجهول ...زي مثلا حياة روز قبل ما تفقد الذاكرة ...يمكن نقدر نساعد بعض و ننقذ حياتهم...
سكت قليلا و هو ينظر الى مصطفى الذي راح  يفكر في كلامه
فأردف جلال : على فكرة انا من الاول كنت شاكك ان لهفة سيف اخوك على روز مش طبيعية ...و تاكدت من شكوكي بعد ما عرفت من أم ياسين انكم كنتو جيران 
تنهد مصطفى بعمق ثم قال : 
- سيف بيحب روز من زمان اوي ...بس  هي عمرها ما بادلته الحب ده ...اتجوزت طارق و اتطلقت منه بعد ما ابن عمه القذ"ر  اتهمها في شرفها و هو صدقه 
جلال : مروان مش كدة ؟؟
- ايوة هو .... بعد ما اتطلقت طليقها عرف الحقيقة و صمم أنه يرجعها بس هي رفضت لحد ما ف يوم الحادثة ....
تردد مصطفى قليلا و هو يتذكر ما حدث..
جلال : هااا ...و بعدين ؟؟ 
مصطفى : يوم الحادثة كان يوم كتب كتاب  روز و سيف ..بس ابوها منع كتب الكتاب في آخر لحظة ...و مش بس كدة ..ده اخذها بالقوة ..و حاول يبيعها لمروان مقابل الفلوس...عشان كدة  هربت من الفيلا ..و ما عرفناش نلحقها ..و الباقي عندكم
جلال بصدمة : ايه ؟؟؟؟  يبقى اكيييد عشان كدة حصلها انهيار عصبي و فقدت النطق  !!!
اومأ مصطفى : يمكن ...المهم اكثر اثنين مشتبه فيهم هوما مروان و طارق ...سيف مستحيل يعمل حاجة تضر روز 
لم يكن كل من جلال و مصطفى يعلمان بذلك الواقف  خلف الباب يكاد يهوي من الصدمة من هول ما سمع و هو يهمس لنفسه بألم و يمسك بإطار الباب كي لا يقع 
- كانت هتتجوز يوم الحادثة !!! 
بقلم آلاء إسماعيل البشري 
مر اسبوع بدون احداث تذكر  ..نفس الروتين للجميع
كان  ياسين يسأل عن روز بإستمرار و لا أحد يعطيه إجابة مقنعة ...تحدثه عبر الواتس قليلا ثم تغلق مسرعة  .. تتجنب بكل الطرق المكالمات الهاتفية .. ما الذي يمكن أن يشغلها اسبوعا كاملا ؟؟ تغيرت معاملتها كثيرا منذ أن خرج من تلك الغرفة اللعينة التي غيرت حياته 
ليته لم ينج من تلك الحادثة ...كي لا يضطر لعيش مثل هذا الشعور المرير ... باتت تسيطر عليه افكار عديدة
"أكيد رجعت لحبيبها الاول سيف بعد ما استرجعت ذاكرتها" 
" أكيد مش قادرة تواجهه انها بتحب واحد تاني و انها كانت بتحبه زي اخوها مش اكثر 
اصبح شبه مقتنع بفكرة انها لم تكن له يوما .... لم تحبه يوما كان يعيد حساباته مرارا .... و يلوم نفسه مرارا ...على تعلقه بالمجهول 
بالمقابل ...كانت تحترق بنار الشوق  في اليوم  ألف مرة 
 يفصلهم طابق و عدة غرف فقط و مع هذا تشعر بأنهما بعيدين  جدا .. كنجمين .... متجاورين  ..  لكن بينهما عشرات السنين الضوئية ...تعلم أنه بائس من دونها لكن ليس بوسعها فعل شيء .
يتبع

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
اليوم سمح لها الطبيب بمغادرة غرفتها ...تستطيع زيارته لكن الطبيب حذرها من إجهاد نفسها .
كان جلال يتجنب زيارته كيلا يضطر لمجابهة اسئلته التي لا تنتهي .. لم يكن يعلم أنه قد  أخذ إجابته يومها  
لا ينفك يحدث نفسه و يقنعها بسيناريوهات عقيمة
"هي قد  وجدت  أخيرا حبيبها ....تذكرت حياتها السابقة ...لم يعد  هو يشكل بالنسبة لها سوى ذكرى ... لا يعرف حتى ان كانت ذكرى جميلة او لا " 
أخيرا تستطيع رؤيته ...ستزور حبيبها أخيرا 
رافقتها شيماء و هي تستند عليها حتى وصلت  الى غرفته 
تجنبت شيماء الدخول ...ترجتها كثيرا ألا تتركها بمفردها 
فلم تكن تقو على تلك  المواجهة ..كانت تتجنب رؤية كسرة القلب التي من المحتمل ان تراها في عينيه .
كان بإمكانها مكالمته لكنها لم تكن تستطيع الكذب عليه 
كانت ستنهار و تعترف بأنها تشتاق اليه بجنون ...لذا تعمدت القسوة مع أن  قلبها يعتصر ألما أكثر منه
دخلت بهدوء و بطء 
كان ينتظر زيارتها منذ الصباح فقد اخبرته شيماء بذلك 
يشعر بأنه لم يرها منذ دهر ...لا يصدق أنه مجرد اسبوع فقط
وقفت من بعيد قائلة
- مساء الخير.....الحمد لله على سلامتك 
اقتربت بهدوء ..كان ينتظر منها تلك اللهفة التي تعود عليها 
لكن مهلا ! تبدو هادئة .. اكثر من العادة ... تمشي ببطء يمزق قلبه ..شاحبة ..و ملامحها  باهتة على غير عادتها....كأنها خسرت على الأقل خمسة كيلوغرامات من وزنها في اسبوع فقط ! لا تبدو بخير حتى و لو  كانت تحاول أن تبدو كذلك 
جلست بالقرب منه و هي لا تجرؤ على النظر في عينيه
تكلمت بتحفظ بصوت متقطع حتى لا تبكي لوعتها :
-  حاسس بنفسك احسن دلوقت ؟ 
ياسين بسخرية موجعة: الحمد لله... ان شاء الله تكون اعصابك بقت احسن دلوقت  ؟؟
ابتلعت غصة ثم اكملت - انا  بخير ...أهم حاجة ان انت قومت بالسلامة .
تمتم بهمس مع نفسه  لكنها سمعته : مش باين ابدا انها اهم حاجة
حاولت تغيير الموضوع 
- الدكتور قال هتقدر تطلع بكرة ...يعني الحمد لله هتكون وسط اهلك و احبابك مش احسن من رقدة المستشفى ؟
ابتسم بسخرية  و لم يعقب كان يفكر بداخله 
"اي مكان لست فيه يكون سجني 
بعدك عني غربتي ....
لم اعد أجد راحة بدون عينيكِ ...
حكمتِ عليا بالغربة وسط احبتي بغيابكِ
نظر الى يدها بوجع و هو يراها خالية 
ياسين : اومال فين الاسورة اللي ادتهالك ؟؟ 
ضغطت على يدها بوجع ...تذكرت  مروان القذ"ر الذي اقتلعها بقوة من يدها و اتلفها .. لم يتسن لها أن تصلحها بسبب كل هذه الأحداث ... لكن كل ما كان يربط على قلبها هو تلك الاسورة التي كانت  تحتضنها بحب بجوار قلبها كل يوم حتى تستطيع  النوم .. تستشعر من خلالها قربه . و ريحه و دفءه ... وعدته بأنها لن تنزعها من يدها مهما حدث ...لا يعرف انها تحملها بجوار قلبها 
 اجابت بهدوء لا يعكس أبدا ألمها الداخلي 
-احم  اتقطعت مني ...و لسة ما صلحتهاش
الهذه الدرجة قد نسيته !! لم يعد لأي  شيء منه قيمة عندها ؟؟  الهذه الدرجة قد قست عليه !! 
حاولت طي هذه الزيارة التي باتت موجعة لكليهما ...و نقصد الوجعين النفسي و الجسدي 
- طب اسيبك ترتاح دلوقت ..بكرة هيكتب لك الدكتور على اذن الخروج هأبقى ارجع بكرة مع شيماء و ماما عشان نساعدك 
ياسين : مفيش داعي تتعبي نفسك 
قامت تجر الخطى  خرجت من تلك الغرفة و هي تجاهد لكتم دموعها التي تهدد بالانهمار 
خرجت أخيرا و تحطمت كل الحصون و سقطت كل اقنعة القوة و البرود التي كانت تضعها ..انهارت على اقرب كرسي و هي تبكي بوجع ...بصوت يكاد يكون مسموعا 
هرعت اليها شيماء التي لم تكن بعيدة ..اسندتها و طلبت من الممرضة كرسيا متحركا و اوصلتها الى غرفتها مسرعة
ساعدتها على التمدد و هي تفك طرحتها بأسف على حالها
- ما تعمليش في نفسك اكده يا روحي ..انتي كمان  عتطلعي بكرة ...المفروض تكوني اقوى من اكده عشان ما يشكش  و كل اللي عملناه يروح هدر ..
روز ببكاء : مش ب ايدي يا شيماء ...كل كلمة  كانت  بتطلع منه عاملة زي سكينة  بتغرز في قلبي ...كل تلميح بيضغط على السكينة دي اكثر ...مش هاقدر اتحمل كده ...نظرة الخيبة و الوجع اللي شفتها النهاردة كسرتني يا شيماء 😭💔
شيماء : هوني عليكي يا قلبي .. تبات نار تصبح رماد. .
رن هاتف شيماء :  ديه حامد ابن خالي .. أكيد  وصل انا لازم اروح بكرة عنجو بدري  ...مش عايزة اشوفك بالحالة دي 
روز : هأحاول يا شيماء ...
- تصبحي على خير يا ڨلبي.
بالكاد انقضت تلك الليلة على خير
 بالنسبة اليه  كانت اشبه بآخر ليلة في حياة سجين ينتظر حكم الإعدام في اليوم الموالي
في ذلك المنزل المهجور الذي يقع في أطراف المدينة
دخل أشرف يحمل الاكياس بيده بينما يتفقد مروان الجوار بترقب 
- محدش شافك و انت جاي ؟
أشرف : ما تخافش يا مروان بيه ...اهو الكباب اللي طلبته و دي الازازة اللي طلبتها كمان ...افخر انواع الويس'كي 
بس انت ما قلتليش حضرتك كنت عايز تحتفل ب ايه ؟ 
امسكها مروان و هو يتأملها بمتعة : بكرة هتعرف يا أشرف ...بكرة هتعرف  ...هات لي كاس من جوة و روح انت دلوقت 
أشرف : حاضر يا بيه 
مروان لنفسه : لسة هتحلو اكثر معاك يا مروان ...لما تسمع بكرة خبر مو"تهم ...ساعتها بس يحقلك تحتفل بجد
استيقظ مصطفى  في وقت مبكر و هو  يستعد للخروج من المنزل  مكلما  فريقه  عبر اللاسلكي: ها يا وائل كل حاجة جاهزة ؟ 
وائل : ايوة يا حضرة الضابط 
مصطفى : مش عايز اي تهاون ...أي  غلطة ممكن تكلفنا حياتهم هوما الإثنين ..
عماد : ما تخافش يا حضرة الضابط انا فهمت كل واحد منهم هيعمل ايه 
أحمد :  زي ما اتفقنا قبل كدة .. كل القوات هتتمركز  في مكانها من غير ما تلفت انتباه حد
وائل : بس متأكدين ان التنفيذ النهاردة يا حضرة الضابط ؟؟
مصطفى : ايوة يا وائل متأكد ان التنفيذ النهاردة ... روز و ياسين هيطلعوا من المستشفى النهاردة ...يعني ده انسب وقت للي بعث الرسالة عشان ينفذ تهديده ...عشان كدة مش عايز عصفور يطير حوالين المستشفى من غير ما تتبعوه فاهمين؟
- فاهمين يا حضرة الضابط 
بقلم آلاء إسماعيل البشري
- تهديد ايه و رسالة ايه يا مصطفى ؟؟
التفت خلفه بصدمة ليجد سيف يقف بتوجس مكررا : سألتك سؤال يا مصطفى !؟؟! رسالة ايه دي ؟؟! اتكلم !!! 
لم يجد مصطفى بدا من إخفاء  الامر
فأجاب بإستسلام : فيه حد باعث رسالة تهديد لياسين ...مش هو بس .. و روز كمان .
سيف بهلع : يعني روز في خطر ؟!
مصطفى : ما تقلقش انت  ..احنا مسيطرين على الوضع انا طالع دلوقت 
خرج مصطفى مسرعا و بقي سيف متوجسا : يكونش مروان ؟؟ لا ...مروان مش غبي عشان يروح المستشفى 
تذكر مكالمة طارق : 
- قال معقولة كلامه صح ؟! يبقى مروان هو اللي  أتصل بطارق و قاله !!! عارف ان طارق متهور و ممكن يعمل اي حاجة !!
أنا لازم اتصرف...
في الصباح 
كان يقف امام تلك العمارة من بعيد  يبتسم بإستمتاع هو هو يرى  النيران المندفعة من ذلك البيت و يتذكر ما حدث 
فلاش 
- زي ما فهمتك يا أشرف ..مش عايزه يحس بحاجة انت عارف انه ثعلب حويط 
أشرف : ما تقلقش يا بيه ...انا حقنت المنوم في الازازة  زي ما اتفقنا و هأرجع المفتاح لمكانه من غير ما يلاحظ 
دخل أشرف الشقة 
و بينما انشغل مروان بفتح زجاجة الخ"مر التي كانت تحتوي على المنوم ..دلف الى المطبخ بعدما اخذ المفاتيح الموضوعة فوق الكومودين ...أخذ نسخة منها بإستعمال العجينة التي كان يخفيها ثم خرج مسرعا بالكأس بعدما أعاد المفاتيح بخفة في مكانها 
بعد مدة دلف ذلك المبتسم  الى الشقة بإستعمال المفتاح الذي حصل عليه عن طريق أشرف..... كان مروان يغط في نوم عميق  ..ربطه بإحكام مع ذلك السرير 
فتح كل منافذ الغاز بعدما اقفل كل النوافذ و الابواب بإحكام 
أشعل شمعة و وضعها بجواره  و خرج و هو يبتسم بإنتصار 
باك
ابتسم طارق بشماتة
- يعني فكرك هوما  هيموتو سوا و اروح انا ف داهية لوحدي .. و انت تطلع منها كسبان ؟؟  لا يا مروان ...المرة دي ما حسبتهاش صح .... المرة دي انت اللي طلعت غبي لانك وثقت في أشرف و هو أخلص الناس ليا  ... اصلا انت سبب كل اللي بيحصل ده ...لولاك كان زمان روز معاي دلوقت ....عشان كدة  كان لازم تسبقهم انت الاول ..
سبق و قلتلك ان موتك هيبقى على ايدي.....يا ابن عمي  
بقلم آلاء إسماعيل البشري
غادر المكان بعدما رأى بعينيه تلك الج"ثة المتفحمة التي اخرجها رجال الإطفاء بعدما تمكنوا أخيرا من اخماد ذلك الحريق المهول ...و هكذا كانت نهاية مروان 
انطلق و شرار  الحقد يشع من عينيه
-و دلوقت  جيه دوركم يا استاذ 
انطلق و هو يتصل 
- جاهز ؟؟! 
مجهول : من زمان يا بيه ...مستني الاشارة بس 
طارق : و اهي وصلت ...استعد ..هأبعثلك الاحداثيات 
مجهول : تمام يا بيه ....اعتبر الموضوع خلص.
 كان يستعد للخروج ...تساعده شيماء بينما يحمل حامد تلك الحقيبة ،و من خلفهم سعدية و طاهر و جلال 
كانت تمشي بجوار شيماء تحاول ألا تظهر ألمها كي لا يلاحظ 
اوصت شيماء مسبقا ان تأخذ حقيبتها قبل خروجهما بمدة
تلقى مصطفى اتصالا 
- الووو ... بتقول ايه ؟؟يعني  لقيتو  ج"ثته  ؟؟
- مش متأكدين لسة أنه هو .. مشتبهين بس 
- حالا تبعث للمعمل الجنائي يعمل تحليل DNA  و اول ما تظهر نتيجة التحاليل تبلغني فورا .
أحمد : فيه ايه يا حضرة الضابط ؟
- الظاهر ان مروان اتحرق جوة بيت مهجور ...بس مش متأكدين لسة .
أحمد : يعني افهم من كدة ان الهدف بأمان ؟ نقدر ننسحب؟
مصطفى : لا خليكو....  احنا ايش عرفنا ان هو اللي بعث الرسالة اصلا !
كل شيء كان على ما يرام ...عدا ذلك السكوت القاتل الذي طغى على الموقف 
ركبا في السيارة معا و من خلفهما  سيارة جلال و معه سعدية و طاهر  انطلقوا جميعا  .. 
في سيارة حامد
لا أحد منهما  يجرؤ على النظر في اتجاه الاخر 
كانت شيماء تجلس في الأمام  بجوار حامد  ...غير مدركة لتلك العيون التي كانت تلاحقها بغضب : 
مصطفى - هو انا كل ما اشوفها بيكون اللزقة ده معاها ؟؟ 
أحمد- حضرة الضابط ؟  الظاهر مفيش اي خطر 
مصطفى بشرود : هااا !!  ...اااه  بس خلي عربية تتبعهم و الباقي اول ما يروحوا تقدروا تاخذو وضع الراحة ....ولا اقولك ؟ انا و انت هنتبعهم  قل للباقي ينسحبوا بهدوء
- اوامرك يا حضرة الضابط
وصلت السيارتين
ترجل كل منهما يجاهد وجعه و بينما انشغل حامد بركن السيارة و شيماء بحمل الحقيبة اسرعت نحوه تسنده و تستند عليه في آن واحد .. حاول الرفض لكنها تمسكت به بقوة 
- انا اقدر امشي لوحدي . متشكر 
- ما تعاندش يا ياسين ..يالا بينا 
خطيا  أول خطوتين لقطع الطريق نحو العمارة  قبل أن تأتي سيارة مسرعة لم يعرفا حتى من أين ظهرت ...
بقلم آلاء إسماعيل البشري 
 فجأة و قبل أن تصل اليهما بثانية .. سمعا صرخة عالية 
رووووووز !!! 
ركض بكل جهده  من الاتجاه المعاكس و دفعهما معا نحو الرصيف بسرعة شديدة ليقعا معا و يستقر هو فوق الرصيف بعدما صدمته السيارة  بشدة و فرت مسرعة   
ارتطم رأسه بقوة مع الرصيف و صرخت روز بقوة : سيييييف !!!! 
لم تكن سوى ثوان فقط ... و انتهى كل شيء !!!
نهضت بألم و  اتجهت نحوه و تبعها ياسين و الباقين بخوف على حالتهما  
وصل مصطفى في تلك اللحظة و اندفع برعب و هو يرى شقيقه الغارق في دمائه : سييييييف !!!! 
هرع مرتميا  على الطريق يحتضنه  و هو  يبكي بحرقة : ليه بس  يا سيف ليييييه يا قلب اخوووك!!!  ليه عملت كدة ! 
روز بببكاء ممتزج برعب - سيف !!! ايه اللي انت عملته ده يا سيف !! رد عليا ...يا سيف !
سرعان ما تجمع حولهما جمع من الناس بعد أن أتصل احدهم بالاسعااف فور رؤية الحادثة
كان مضرجا بالدماء ...رأسه ينزف بشدة و مع ذلك يبتسم بوجع
- الحيااااه ...ما له...هاش اي... مع..نى.. من غي...رك  يا ...رو...ز ...
مصطفى : قاوم يا قلب اخوك عشان خاطري قاوم لحد ما توصل الاسعاف 
سيف لمصطفى: ط. طااارق . ..اللي عم.. ملها.. مش ..مر ..وااان
نظر الى ياسين و هو يحاول التقاط انفاسه و تجميع الحروف بصعوبة بالغة : اا...او...عه    تت...خلى.  عنها  لو ما كاا. نتش بتح....بببك  ...ما تت...برعش  ب...حتتة ممنها ...ع...عشااان تن...تن قذك... من... المو... 
 للأسف فارق الحياة قبل أن يكملها ...
انهار مصطفى يضمه اليه وهو يبكي بحرقة و صرخت روز بشدة بينما  صعق ياسين لما سمعه للتو 
بقلم آلاء إسماعيل البشري 
كان ينظر بجمود الى جلال و شيماء و سعدية الذين لم يستطيعون التفوه بكلمة 
روز بإنهيااار - لالاااا .... سيف !!!!! اوعة تموووووت لااااا ارجوووك أفتح عينيك !! 
وصلت الاسعاف بسرعة على غير العادة و  بعدما تأكدوا من عدم وجود أي نبض حملوه في كيس للج"ثث تحت انظار الجميع و صدمتهم و خصوصا ياسين  الذي لم يتحرك من مكانه ينظر بجمود لا يستطيع الحركة او النطق
 بقيت روز مكانها قابعة وسط تلك الدما'ء ... ترفض تصديق ذلك ...تهز رأسها بجنون 
- لااااا سيبوووه واخذينه على فين ؟؟ سيف ما ماتش لالا مش ممكن يموووت ..ما تعمل حاجة يا مصطفى !! 😭
تبع مصطفى و أحمد سيارة الاسعاف  بينما امسكتها شيماء و سعدية تحاولان تهدئتها و قد اسنداها كي تقف بصعوبة
لم يعد هناك داع للكذب اكثر فقد انكشف كل شيء 
فاردفت سعدية بحزن : بس يا ضناي ما تعمليش في نفسك اكده انتي لسة عيانة جرحك عيتفتح !!و هو ربنا يرحمه
شيماء : امة عندها حق يالا يا حبيبتي تطلعي ترتاحي 
روز بانهيار : مش عايزة ارتاح ....سيبووني اموووت 
 ضحى بنفسه عشاننا يا شيمااااااء ا!! مات عشان احنا نعييييش انا السبب في كل ده انا ...انااااا ...يا ريتني انا اللي متت .. انا مش بجيب غير الوجع لكل اللي بيحبني ...مش عايزة ارتااااح ...مش عااا.... في لحظة  فقدت كل قوتها و قدرتها على تحمل الموقف ..فسقطت مغشي عليها ....

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
في لحظة  فقدت  كل قوتها و قدرتها على تحمل الموقف  فسقطت مغشي عليها ....
حينها فقط أفاق من صدمته و ابعد يد جلال الذي يسنده وهو  يهوي خلفها : رووووز !!!! 
جلال : انا هاتصل بالدكتور اللي متابعها يالا شيلوها عشان نطلعها فوق 
كان طاهر يهم مع حامد لرفعها لكنه اوقفهم بحدة : محدش يلمسها !!!
نظر الى سعدية و شيماء بأمر : ساعدوني نوصلها فوق 
سعدية : بس  يا ولدي جرحك ...
ياسين بحدة : محدش له دعوة بجرحي !! يالا ساعدوني نسندها ..
 استسلم كل من حامد و طاهر لرغبته و  حملا الحقيبتين بينما  اذعنت كل من اخته و والدته لمطلبه و حملاها برفقته للاعلى  فقد كان في حال عصبية لم تره بها من قبل رغم وجعه ..
وضعاها في الفراش و ساعداها على تغيير ملابسها الملطخة
سرعان ما حضر الطبيب ..بقيت معها شيماء بينما  الجميع  في الصالة ينتظرون .
سعدية : عيني عليكي يا بتي من وڨعة لوڨعة .. يا رب تحميها
جلال : ربنا يطمنكم عليها  يا حجة 
كانا ينظران الى ياسين بخوف فتعابير وجهه لم تكن تبشر بالخير ...لا أحد منهم يجرؤ على مخاطبته
لم يستطع الجلوس مكتوف اليدين بينما حبيبته في تلك الحال
كان يطوي تلك الصالة ذهابا و إيابا بعصبية و ألم ايضا
سعدية بخوف:  ارتاح يا ولدي انت كمان تعبان ..حلفتك بالغالي ما تحرڨ ڨلبي عليك ...
ياسين بحدة: مش عايز .ارتاح  ! اني اكده على راحتي
تشجع جلال و اردف : امك عندها حق يا ....
الجمه بحركة واحدة و هو يشير اليه بغضب :مش عاوز كلمة زيادة .. كلامي معاك بعدين ...دلوك مش عاوز أسمع حد !
خرج الطبيب قلقا هو يخاطبهم بحدة 
أظن انا سبق و أكدت على المشاكل النفسية و خطورتها على  صحة المتبرع و  قلت ان  القلق والاكتئاب والغضب والاستياء و كل ده مش كويس عشانها ، دي لسة طالعة من عملية منح و ضعيفة مناعة مكانش لازم تتعرض للضغط النفسي ده لأنه بيترتب عليه إجراءات وأدوية مضادة للإكتئاب و اللي للأسف بتتفاعل مع العلاج اللي وصفتولها  و بتدي آثار سلبية ...
ياسين : يعني  ايه يا دكتور ؟؟ 
الدكتور : يعني ما قدرتش اديها غير مسكن ألم و مهديء بسيط  عشان تنام لباقي اليوم ..و الباقي عليكم ...حاولوا تطلعوها من حالة الانهيار اللي هي فيها من غير دوا ...ألف سلامة عليها
خرج الطبيب بعدها حاسبه حامد  بينما توجه ياسين نحو غرفتها و هو يشير بيده الى الجميع  ...يمنع اي احد من اللحاق به ...طبعا استسلم الجميع لطلبه و لم يتقدم أحد 
فاطمة بإحراج : ڨعادنا هني ماعادش منيه فايدة بعد ما ياسين رچع لنا بالسلامة  احنا لازم نعاود البلد يا أم ياسين  عشان نشوف مصالحنا
سعدية بإستسلام : براحتك يا ام طاهر و شاكرين وڨفتكم دي
فاطمة : بينا يا طاهر ...و انت يا حامد خذ الشنط على ما البس
جلال : استأذن انا كمان يا حجة 
شيماء بخوف: وه يا جلال ...عتسيب صاحبك و هو في الحالة ديه ؟ 
 جلال : أعتقد أن وجودي هيزيده غضب ..هو محتاج يقعد مع نفسه شوية و لما يرتاح و يفكر على رواق هيلاقي ان اللي عملناه ده في مصلحته ..يالا سلام عليكم 
راح  يتأمل وجهها الجميل رغم شحوبه ...لا تزال تبدو كالملاك رغم هيئنها المبعثرة ...تقدم نحوها  برفق و راح يهندم ملابسها بعناية و حنان 
و بينما يعيد ترتيب تلك الطرحة لإخفاء خصلاتها التي تمردت خارجا لاحظ شيئا لامعا يلتصق بإحدى الخصلات المندسة بين ثيابها... جذب تلك الخصلة لتخرج اسوارتها معها ...كانت تربطها بعناية مع سلسلة تضعها لم ينتبه إليها من قبل !
كانت السلسلة تنتهي بكتاب فتحه فوجد صورة امراة جميلة .. نسخة طبق الأصل منها  ...و يقابلها صورة لها حين كانت صغيرة ...صدم حين وجد اسوارته مكسورة فعلا ! 
لهذا لم تكن ترتديها ! يا له من غبي متسرع !!
 كل شيء  كان مبهما و غامضا من قبل بات  واضحا  الآن
كانت هي ذاك المتبرع المجهول الذي لا يريد احدا ذكر اسمه
 لهذا كانت باهتة اللون و شاحبة ! 
هي لم تكن ترفض زيارته .....كانت تعجز عنها !
كانت تتجنب المكالمات حتى لا يعلم أنها تتألم !
كانت تمشي ببطء لأنها متألمة ...ليس لان لهفتها قلٌت !
ليس لانها تحب آخر !! 
بعد كل ما ضحت به من اجله هكذا يكافؤها !!
بالشك و السخرية و الجمود ؟؟ آلمها و كسرها في الوقت الذي كانت تتعذب فيه من اجله ؟
فسر الامور كما يحلو له ...صدق ما كان يريد ان يصدقه
و كذب قلبه ..و احساسه و حدسه ...كان يشعر بها بالقرب منه طوال الوقت ..كان يعلم انها كانت معه قبل العملية ...
شعر بلهفتها و رعبها عليه ...بعتابها له ... حتى أنه يكاد يقسم أنه سمعها تصارحه بحبها ...لكنه انشغل عن كل هذا ببعض اعتقادات غير مبررة و غيرة غبية !! 
ألم شديد كان يعتصر قلبه يكاد يفقد الوعي من شدته 
امسك يدها  يقبلها و هو يبكي بحرقة :
روز ...حبيبتي .. يا ڨلب ياسين و نور عينه .. اوعدك اني هأعوضك عن كل حاجة يا روحي ...عن كل الألم اللي سببتهولك ...زي ما قلتي...وعد الصعيدي سيف فوق رقبته.
اخذ تلك الاسورة و وضعها في جيبه و خرج بعد أن جفف دمعه الذي كان يكوي فؤاده قبل جفونه
طارق بغضب : يعني ايه حد انقذهم !!!
- ده اللي حصل يا استاذ طارق. ..واحد ظهر في آخر لحظة دفعهم بعيد ...ما لحقتش افهم الموضوع هربت فورا زي ما اتفقنا... بس هو  أكيد مات فورا 
- طب اختفي حالا !!!  ما تتصلش بيا تاني !!
كان يستشيط غضبا : يعني كل اللي عملته ده عالفاضي !! 
يا ترى مين ده ؟؟ 
كان يهم بالخروج من  الفيلا حين قابل والده داخلا ...
سمعت الاخبار يا طارق ؟؟
طارق بتوتر : اخبار ايه ؟؟
- في حد  حاول يقتل روز و الجدع اللي معاها ده بالعربية 
طارق  بخضة : هااا !! حصل ايه !؟؟ 
محمد :  انقذهم سيف بس هو للأسف  ....تعيش انت 
شهق طارق بصدمة : سيف !!!!  طب انت مين اللي قالك 
- عاصم لسة مكلمني حالا 
انطلق بجنون 
محمد : استنى رايح فين ؟؟؟ 
لم يجب بل لم يسمع اصلا ...خرج طارق مسرعا لا يدري وجهته .  كان يشعر بشعور مرير 
الرغبة في الانتقام جعلته اعمى العين و البصيرة 
فيه كل الصفات السيئة .. يعترف أنه لم يكن شخصا صالحا أبدا لكنه لم يكن يوما قاتلا !!! 
يجول بصره بانحاء الصالة و لا يرى سواهما 
كانت سعدية تنظر الى شيماء التي تبادلها نظرات الخوف من حالته
كانتا تنتظران  في أي لحظة ذلك  الانفجار الهادر 
لكنه لم ينطق بحرف...توجه بهدوء نحو غرفته و اغلق الباب ورائه أين قضى ما تبقى من يومه ..يرفض ان يفتح لأحد حتى أنه لم يتناول شيئا ولم يأخذ علاجه 
شيماء : و بعدين يمة عنسيبه اكده ؟؟
سعدية : في يدنا ايه نعمله يا بنيتي و ما عملناهوش
شيماء : اني عنكلم جلال  يجي بالليل يحكي معاه يمكن يعڨله
في القسم 
وائل : تحليل DNA  بيثبت ان الج"ثة فعلا  هي جث"ة مروان 
أحمد : بس مش  ملاحظ انها حادثة غريبة !! 
وائل : غريبة ازاي يعني ؟
- افرض أنه تسرب غاز  عادي ... كان مات مخنوق بس  ..لكن ده انفجار بفعل شرارة نار و فوق كل ده كان في مكانه ما اتحركش ولا قاوم  ...يعني الحادثة كدة مش طبيعية 
- تقصد انها مدبرة صح ؟ 
- ده مؤكد ..المشكلة ان النار محت كل آثار ساحة الجريمة و عناصر الدفاع المدني كملوا عالباقي.   يعني  مش هنقدر نعرف اللي حصل أبدا ..
- يا سيدي ..هو ده واحد يتزعل عليه ! اهوو  العالم  ارتاح من شره ...الله يرحمه بقى ...انا قلبي مش مقهور  غير على الضابط مصطفى ...حالته صعبة اوي 
- ايوة ...هو متعلق باخوه جدا  و ملوش غيره...يالا خلص اللي وراك عشان نلحق نكون جنبه في الظروف دي.
وصل جلال إلى الشقة
- لسة زي ما هو؟ 
سعدية : ايوة ي ولدي ..
- طب انا هاتصرف 
فتح الباب بهدوء ودخل ...كان يستلقي بإنكسار على ذلك السرير يندس بداخله كأنما يخفي عارا عظيما
- ياسين ...
- لا رد 
- و بعدين يا اخوي ...هتفضل كدة لحد امتى ؟
- .........لا رد
جلال بوجع : يا اخوي رد عليا ...اصرخ في وشي اضربني لاني خبيت عنك ..عاتبني لاني كذبت عليك ...بس بالله عليك ما تعملش في نفسك كدة ! انت عبان و محتاج تاكل عشان تأخذ الدوا !!  غصب عننا يا ياسين .. انت مكانش قدامك وقت .. مكانش قدامنا حل تاني افهم .... يعني كنت عاوزنا  نشوفك بتموت و نقعد نتفرج عليك ؟؟ 
ياسين بصوت مختنق : تقوم تضحي بيها هي ؟ هي دي الامانة الي امنتك عليها يا جلال ,!!
جلال : ياسين افهمني ..محدش ضحى بحد.... هي صممت تتبرعلك. لانها الوحيدة اللي دمها وافق دمك ...كانت مستعدة تقوم بالتضحية دي عشان ما تخسركش و الدكتور شاف انها مناسبة و ماعندهاش اي مانع يمنعها من التبرع و الا مكنتش اوافقها أبدا ..
- قام من مكانه بألم و امسكه من ملابسه بقوة : بس انت متأكد اني كنت هأرفض التضحية دي . ... عارف ولا لا يا جلال !!!!
جلال بوجع : عارف ...عشان كدة محدش رضي يجيبلك سيرة 
اهم حاجة انك تقوم بالسلامة ...الدكتور منع عنك اي انفعال عشان كدة كتمنا عالموضوع ...بس صدقني يا ياسين  .. محدش قدر يقنعها بالعكس ...حتى لو كنا كلنا رفضنا .. ماكنتش هتوافقنا و برضو كانت هتتبرع لك 
سكت قليلا و هو يرى الدموع التي تجمعت في عيون صديقه 
ثم اكمل ؛ روز بتحبك اكثر من نفسها .. مكانتش بتفكر في حاجة غير انك ترجع للحياة من تاني ... كانت مستعدة تمو"ت عشان انت تعيش ..انت ما شفتش حالتها كان شكلها ايه ولا  انهيارها  لما عرفت وضعك ...تتخيل بعد كل ده انا ممكن اعمل ايه عشان امنعها ؟!
لم يعد يستطيع المقاومة و ارتمى في حضن صديقه الوحيد يبكي كالطفل : كنت قلتلي على الأقل....عشان ما اجرحهاش ..عشان ما اشكش فيها ..عشان ما اوجعش قلبها 
جلال : كنت هتثور و تتعصب. ..مكنتش هتتقبل الموضوع أبدا 
و الدكتور اكد علينا محدش يعصبك و الا عملية الزرع هتفشل
ياسين بألم : ان شالا عنها ما نجحت ...انا واحد غبي ما يستاهلش دمعة وحدة من عينين روز ... ازاي ما فهمتش !
جلال : بس يا ياسين .. كفاية يا قلب اخوك ..اهو اللي حصل و اهم حاجة انكم انتو الإثنين بخير ..
ياسين بوجع : بس انا كنت حقير اوي يا جلال ..انا  ما استاهلش تضحيتها ولا  استاهل حبها ...ازاي هي تعمل كل ده عشاني ...لا و فوق كل ده مش عايزاني اعرف عشان نفسيتي و انا فاكر انها بتحب واحد تاني و بألقح عليها بالكلام !
- دخلت سعدية بصينية الاكل و العلاج 
جلال : ياسين انت اقوى من كدة ....انت دلوقت لازم تأخذ علاجك و ادويتك ...لو مكانش عشانك .. عشان روز 
سمعت الدكتور قال ايه !هي مش هتقدر تأخذ ادوية لازم احنا اللي نطلعها من اللي هي فيه .. محدش هيقدر يطلعها من الحزن ده غيرك ...بس لازم الاول انت تستحمع شتاتك ... يالا  يا اخوي...انت أقوى من كدة 
اومأ ياسين بإستسلام و هو يرى ان صديقه محق في كل كلمة 
- طب انا عايز اطلب منك خدمة 
- اأمرني يا اخوي 
ياسين : ....   
بقلم آلاء إسماعيل البشري 
في اليوم الموالي 
  تجلس شيماء  بجوارها تحاول معها بشتى الطرق كي تتناول بعض الطعام لكي تأخذ الدواء .. لكنها ترفض بشدة .. 
دموعها لا تنفك تنهمر بغزارة . .. دون التفوه بأي كلمة 
تنظر شاردة في اللاشيء ...يئست شيماء بعد ما  بائت كل محاولاتها بالفشل و قامت خارجة من الغرفة 
سعدية : ها يا بتي ؟ 
اومأت شيماء برأسها بحزن : برضو مش عاوزة يمة ...
سعدية : و بعدين بڨى !! عنسيبها اكده لحد ميتي ؟ البنية ضعيفة محتاجة تأخذ  علاجها ..اني عندخل نكلمها ثاني 
خرج من غرفته ...سيبي الموضوع ديه عليا يمة 
في هذه الاثناء رن جرس باب الشقة 
جلال : سلام عليكم 
الجميع : و عليكم السلام 
جلال ؛ حاسس نفسك احسن يا خوي ؟ 
ياسين : الحمد لله 
جلال : طب انتو جاهزين يا حجة ؟؟ 
نظرت سعدية الى شيماء و قالت : ايوة يا ولدي لحظة بس اطفي عالنار و جايين..
ياسين بتعجب : جاهزين ليه و رايحين فين عاد!
سعدية : رايحين نحضر دفنة المرحوم  و نعمل واجب العزا لاخوه  يا ولدي .. مش عنتأخر ...خلي بالك منها على ما نرچع
دلفت سعدية المطبخ و شيماء نحو غرفتهم لجلب حقيبتها 
تقدم جلال نحو ياسين و ربت على كتفه بفخر  :
- شكلك أحسن النهاردة ..ده صاحبي اللي اعرفه 
اخرج علبة من جيبه و اعطاه إياها : امانتك اهي .
في فيلا محمد والد طارق 
عاد متأخرا الى المنزل بعد أن ثمل بشدة  حتى لا يفكر بأي شيء ..ارتمى على الارض فور وصوله و نام 
استيقظ  أثر  اصوات  في الخارج  و هو يعاني من صداع عنيف  نظر حوله فوجد هيئته يرثى لها ...قام مسرعا ليأخذ حماما و ينزل الى الأسفل ليرى ما الامر 
- ده بيت المدعو طارق محمد الحديدي ؟
محمد بإستغراب  : ايوة يا ابني   انا ابوه ..فيه ايه ؟؟
- انا الضابط سليم رفعت ...ابنك مطلوب القبض عليه و دي المذكرة بتفتيش البيت 
محمد بصدمة : بتقول ايه ؟؟ تقبضو عليه بتهمة ابه ؟؟
-هتعرف كل حاجة في القسم ...فتشوا المكان !!
انتشر عناصر الشرطة يبحثون عنه وسط رعب و هلع كل من في المنزل بما فيهم الخدم 
هالة : فيه ايه يا محمد عايزين ايه دول ؟ 
ريم : انا خايفة اوي يا ماما 
ريناد بحب : ما تخافيش يا قلب ماما ..
اقتربت ريناد من والدتها بخوف و هي تضم صغيرتها
 : هو فيه ايه  يا ماما ؟؟
هالة : مش عارفة ...هنعرف بعد شوية هو جوزك فين ؟
- عاصم قال عنده شغل و ما جاش من امبارح 
 عادوا به بعد لحظات 
محمد بغضب - انت عملت آيه يا طارق ؟!
- ما عملتش حاجة يا بابا ...أتصل بالمحامي 
اشار الضابط اليهم : خذوووه 
ثم نظر من جديد الى محمد : فيه حاجة تانية يا محمد بيه 
مروان أمجد الحديدي يبقى ابن اخوك مش كدة ؟؟
محمد بيأس : ايوة ابن اخوي ...هبب ايه هو  كمان  !! 
الضابط : البقاء لله ...ابن اخوك لقوه في بيت مهجور بعد ما شبت حريقة في البيت.. 
محمد بصدمة : الله أكبر ! إنا لله و إنا إليه راجعون 
اكمل الضابط بعملية : جث"ته للأسف متفحمة بس من تحليل الحمض النووي اتاكدنا أنه هو..ممكن تعدي عالمشرحة تستلمها و تتمم باقي  الاجراءات عشان الدفن...عن اذنك 
هالة: لا حول ولا قوة إلا بالله !! ايه اللي بيحصل لنا يا محمد !
محمد : هنتكلم بعدين يا هالة...ريناد  كلمي عاصم خليه يلحقني عالقسم و يجيب معاه محامي الشركة.
ريناد بحزن : حاضر يا بابا .
بقلم آلاء إسماعيل البشري
دلف الى غرفتها ..فوجدها شاردة كما تركتها شيماء 
 صينية الطعام بجانبها على حالها .. 
اقترب منها دون أن يتفوه بكلمة ..جلس بجانبها ينظر إلى هيئتها التي تدمي القلب 
كانت دموعها تنهمر تلقائيا و في صمت
 ظلا على هذا الوضع لبضع دقائق 
- يعني مش ناوية تاكلي لقمة عشان تاخذي الدوا ؟
لا رد
- روز ..حرام عليك نفسك انتي كدة بتأذي صحتك.....
لا رد
- لو كل واحد مات له انسان عزيز عليه فضل يبكي عليه لحد ما يموت هو كمان مكانش زماننا موجودين دلوقت و كانت الدنيا خلصت من زمان ...هو مات الله يرحمه و الحي أبقى من الميت
لا رد 
عشان خاطري يا روز ....قولي اي كلمة ...فضفضي ما تقطعيش قلبي عليكي كدة 😓💔
لا رد 
تنهد بحزن قائلا : مش عايزة تتكلمي ولا تاكلي ....ماشي 
ولا انا ...خلينا ساكتين و من غير اكل و من غير دوا ...بس انا مش هسيبك ...لو عايزة تموتي هنموت سوا..  
ظل يجلس بجانبها قرابة العشر دقائق هو يتأمل ملامحها  بوجع و هي تتأمل اللاشيء ....فجأة بدأت بالكلام 
بقلم آلاء إسماعيل البشري
- ابوي كان بيعاملني وحش  من و انا صغيرة  اوي 
كان عصبي  اوي و  طباعه وحشة و كل ما بيشوفني بيضريني و بيطلع عصبيته من ماما فيا   و هي كانت بتخبيني طول الوقت عشان تحميني منه
من لما ابتديت اوعى للدنيا بقيت اقعد عند سيف و مصطفى  في بيتهم ...سيف اكبر مني بثلاث سنين و مصطفى بثمانية
ماما الله يرحمها كانت صاحبة والدتهم و بتثق فيها جدا و في تربيتها لولادها رغم ان بابا مش بيطيقهم لانهم ولاد بواب العمارة ...بس مع كدة مكانش بيدور عليا كأنه ماكان بيصدق اني اغور من وشه ...
طنط سهير كانت بتحبني كأنها ماما التانية و عارفة الوضع في بيتنا عامل ازاي .. كانت هي و جوزها و ولادها بيحاولوا يعوضوني عن جو الأسرة اللي اتحرمت منه طول عمري 
أول ما كان يوصل وقت رجوعه من الشغل بتبعثني أمي عندهم 
انا و سيف كنا طول الوقت  سوا مش بنفترق خالص ..ولا في البيت ولا في المدرسة 
كان بيحميني من الناس كلها حتى من مصطفى اخوه لما كان  بيزعقلي ساعات لاني كنت شقية اوي و بأفتش في حاجاته كثير ...اتعودت اتسند عليه طول عمري.. كان ابوي و اخوي في نفس الوقت 
 يمكن وجوده في حياتي هو  اللي خلاني افضل ضعيفة ..
لاني كنت متأكدة انه موجود دايما عشاني ...طول عمره بيديني كل حاجة: الحماية و الاهتمام و السند و الامان 
الحاجة الوحيدة  اللي كان مستنيها مني  بالمقابل ما قدرتش اديهاله ...
انهارت بصوت مسموع 
غصب عني ...مكنتش قادرة اشوفه حاجة تانية غير أخ ..
اتخيله جوزي ازاي ...و هو كان بيسرحلي شعري و بينيمني في سريره  كل يوم من و انا عندي 3  سنين لحد ما وصلت الاعدادي؟ أحبه حب تاني ازاي  و هو كان بيفضل يمسح على خدي بحنان لحد ما  اروح في النوم و  ماما تجي تاخذني على بيتنا ؟كل ما بابا بيضربني اول حد اجري عليه هو سيف   عشان يمسح لي دموعي و ياخذني ف حضنه و يطبطب عليا .. 
هو وقف جنبي كثير ...بس انا خذلته كثيرررر 😭😭😭
انهارت بشدة ..فأمسك منديلا و مسح دموعها المنهمرة بغزارة
لم يشأ ان يوقفها ..فهي كانت بأمس الحاجة لمن يسمعها
إكتفى بالصمت و حسن الاستماع رغم وجع الكلمات 
بقلم آلاء إسماعيل البشري 
هدأت قليلا ثم اكملت
 لما طلب  ايدي اول مرة و بابا رفض ...اعترفت بيني و بين نفسي اني اول مرة افرح لقرار يقرره بابا بخصوصي ...مش لأنه ابن البواب زي ما قاله بابا ... لا ...لأن هو كان بيجسد دور ابوي اللي ابوي الحقيقي ما عرفش يكونه أبدا .
بعدين لما طارق طلب  ايدي ....اول واحد عرف كان هو
رحت جري عليه و قلتله اني اتخطبت 
كنت شايفة الإنكسار في عينيه و مع كدة ما قدرتش اعمل حاجة... قلت يمكن لما اتجوز ينساني و يشوف حياته من غيري ...كنت مستعدة ابتدي حياة جديدة مع طارق و أحبه لو شفت فيه واحد في المية بس  من الحب اللي كنت شايفاه في عينين سيف .. 
حتى يوم الحادثة ..كان يومها كتب كتابنا  انا و هو 
 كنت موافقة صحيح  ...  بس جوايا كنت رافضة الفكرة و بادعي ربنا تحصل اي حاجة تخلصني من الموقف ده ... لان حبي ليه كان من نوع تاني خالص ... حاجة  غالية و مقدسة 
سكتت قليلا ثم نظرت اليه و اكملت ببكاء : سيف طيب اوي يا ياسين ماكنش يستاهل أنه يموت.. كان يستاهل وحدة احسن مني تحبه الحب اللي ما عرفتش احبهوله انا
انا كنت انانية اوي معاه و اخذت منه كل حاجة و ما قدرتش اديه حاجة أبدا ... و مع كدة ضحى بنفسه عشاني .. مااات  عشان انا  أعيش 😭😭....انا مش هأقدر أعيش مع الاحساس الفظيع ده  بالذنب يا ياسين !! 😭
بقلم آلاء إسماعيل البشري
ياسين بحزن :ذنب ايه بس يا روز ... ده قضاء ربنا و قدره ...كان في قدره أنه  يموت في اليوم ده و المكان ده .. قدره أنه يروح مكان افضل  من ده ..انتي كنتي سبب بس ..هو دلوقت عند اللي احسن مني و منك ..ان شاء الله هيعوضه ربنا بالحور العين .
على فكرة لو كلامي فيه عزاء ليكي.... سيف الله يرحمه انسان صادق  ..حبه ليكي اتولد من الطفولة يعني حب نقي و عميق و بريء ...تبقي غلطانة لو فكرتي و لو للحظة إن واحد حبك بالشكل ده  ممكن  يتخطى حبه ليكي ولا هيقدر يعيش مع واحدة غيرك بأي شكل من الأشكال ...و كان هيعيش كئيب طول عمره و مكانش هيبقى لأي حاجة في حياته طعم ولا معنى ..والمفروض انتي اكثر واحدة عارفة انتي بالنسباله كنتي ايه و اهو اختصرلك كل ده في آخر جملة قالهالك  
اومأت برأسها ايجابا و هي تمسح دموعها 
- يبقى بلاش تحملي نفسك ذنب موته 
يمكن ربنا رحمه من كل ده و اخذه لجواره الكريم ... ادعيله انتي بالرحمة....و يلا كفاية  عياط بقى 
امسك الصينية و قربها منها 
 انتي لازم تاخذي الدوا 
يالا ناكل سوا عشان انا كمان اخذ علاجي احسن انا متأخر ساعتين عنه
في شقة مصطفى 
 يجلس بجانبه أحمد و وائل . ..بعد ان انتهوا من الدفن و انصرف الجميع ... يجلس بوهن ..ينظر إلى المكان بغربة ...
لا يصدق أنه صارم وحيدا ..لم يعد لشقيقه مكان هنا ...باتت الشقة موحشة منذ الآن ..
بقلم آلاء إسماعيل البشري 
دلف كل من جلال و سعدية و شيماء 
صافحه جلال بحرارة :  شد حيلك يا حضرة الضابط 
شيماء : عظم الله أجركم 
سعدية : البقاء لله يا ولدي ربنا يصبر ڨلبك عليه ..
- يا رب يا حجة ..مجيتكم على راسي 
- ربنا العالم إحنا موجوعين لوچعك ڨد ايه ..بس ديه ڨضا ربنا و محدش يڨدر يهرب من ڨضاه يا ولدي
مصطفى بحزن: و نعم بالله يا حجة ...اتفضلوا ارتاحوا 
همس لأحمد : قوم جيب قهوة للجماعة
جلال : ملوش لزوم يا حضرة الضابط ...نشربها في الافراح 
سعدية : ياسين و روز لوحديهم منڨدرش نتأخر عنيهم 
اومأ بقلة حيلة 
بضع دقائق و قام الجميع و اردف جلال و هو يربت على كتفه : طب نستأذن إحنا و ان شاء الله آخر الاحزان. 
سعدية : عنبقى نزورك تاني يا ولدي  ڨبل ما ندلى البلد ...
لما  ياسين و روز جرحهم يطيب ...دير بالك زين على نفسك 
لم تتفوه شيماء بكلمة لكن نظراتها إليه  طيلة الوقت كانت تلخص كلاما كثيرا ... كأن عيونها كانت تحتضنه بحنان و تقول له : لستٓ وحيدا أبدا ...أنا بجانبك ..قلبي معك ..يشعر بألمك 
غادروا المكان و عيونه معلقة على إثر طيفها الذي كان آخر من غادر ...كان يود لو يرتمي في حضنها  و يبكي فقيده 
كطفل صغير وجد في حضن امه ملاذا لآلامه ..لاحظ وائل و أحمد نظراته و وجعه و اومآل لعضهما ..فقام أحمد 
أحمد : مش هتقوم ترتاح جوة يا حضرة الضابط ؟ أظن محدش جاي دلوقت ... يالا اساعدك ...وانت  يا وائل روح اعمل له لقمة بسرعة من امبارح ما اكلش حاجة
مصطفى : ملوش لزوم يا وائل ...هنام شوية
 يا ريت تقفلوا الباب وراكم ...
أحمد : معقولة نسيبك و انا في الحالة دي ؟؟
- ما تخافش عليا ...اتفضلوا انتو
بقلم آلاء إسماعيل البشري
في شقة ياسين 
انتهيا من الطعام و اخذ علبة الدواء و كأسا من الماء 
خذي اشربي الدواء بتاعك و كملي اكلك يالا 
- لا خلاص شبعت
نظر الى الطبق بحدة: شبعتي ايه انتي كلتي اصلا !! انتي عايزة تجننيني ؟؟ انا  اللي واكل نص الطبق و النص التاني اهو زي ما هو !! خلي بالك  انا أصلا لسة ما حاسبتكيش عالعملة المهببة اللي انتي عملتيها دي ! 
اجابت بصوت متقطع - معملتش حاجة تستاهل اتحاسب عليها
انت كنت هتموت ....اقف اتفرج عليك يعني ؟
ياسين - تقومي تضحي بحياتك بالشكل ده ؟
روز- و انت مين قالك ان حياتي مهمة اكثر من حياتك ؟ 
- بالنسبة لي انا حياتك أهم ...
روز : ادينا عايشين احنا الإثنين ما تكبرش الموضوع 
ياسين بحب : هي اسوارتك فين ؟!  مش اتفقنا عمرك ما تشيليها مهما حصل  ؟ 
وضعت يدها تلقائيا فوق قلبها ثم انتبهت فأنزلت يدها بإحراج
و اجابت : قلتلك انها اتكسرت يوم الحادثة ...
اخرج علبة من جيبه و فتحها بهدوء 
لمعت عيناها بفرحة رغم حزنها : بتعمل ايه عندك !! 
انت صلحتها ؟! 
أخرجها و البسها إياها بحب : اوعي تشيليها تاني ..
 عاد و اخذ شيئا آخر من العلبة ...و اكمل بحنان 
- هو يمكن مش الوقت المناسب في ظل الظروف اللي احنا بنمر بيها دي ..  او يمكن بالعكس ده انسب وقت ...بس انا قررت انفذ وصية سيف الله يرحمه ليا ...
فتح يده  فدهشت لرؤية ذلك الخاتم الموضوع امامها
- انا بحبك يا روز و ما اقدرش ابعد عنك اكثر من كدة 
تقبلي تتجوزيني !؟ 
كانت صدمتها قوية انهمرت دموعها بشدة مزيجا من الحزن و الفرحة و خليط متناقض من الاحاسيس لم تقل شيئا سوى انها اومأت برأسها بشدة و هي ترتمي داخل احضانه 
البسها ذلك الخاتم و هو يشعر  أخيرا أنه امتلك أغلى ماسة في العالم
يتبع 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
في القسم 
المحامي - حضرة الضابط أظن بعد الي سمعته ده اقتنعت ان موكلي بريء ...و مش مدان بحاجة ...و انا أطالب الافراج عنه فورا و بدون قيد او شرط
اطال الضابط سليم النظر إلى تلك الاوراق و  الادلة و أخيرا ...لم يشأ ان ينطقها : شاويش روح طلع طارق محمد من الحجز...افراج
خرج المحامي بإنتصار الى محمد المنتظر خارجا برعب
محمد : هاا حصل ايه؟ 
المحامي : عنده حجة غياب قوية ...كاميرات الشركة بتثبث أنه ما طلعش منها خالص غير عالبيت و تلفونه نظيف يعني مفيش اي غبار عليه وقت وقوع الجريمة ...خليهم يدوروا على صاحب العربية بقى يمكن يوصلو للقا"تل الحقيقي 
محمد : الحمد لله...يالا بينا نسبقه عالعربية  عشان نلحق نروح نستلم ج"ثة مروان الله يرحمه .
 تجلس في غرفتها تتأمل ذلك الخاتم و هي تفكر. ..هل هو حقا الوقت المناسب ؟؟ 
هي لم تكن تتمنى شيئا في هذه الحياة اكثر من وجودها معه
لكن في ظل هذه الظروف ....لم تعد تعرف ما هو الاصح لكنها بالتأكيد سعيدة بتلك الخطوة ...فهي لعدة أيام  كانت تفكر مرارا و مرارا  ...ماهي الا ايام و يشفى و سيكون محتم عليهم مغادرة المدينة و العودة الى الصعيد .. ما مصيرها في تلك الحال ؟؟ هل ستعود معهم و بأي صفة !! و في حال العكس .. أين ستذهب ؟! فهي لا تملك مفاتيح شقة والدها حتى !  كانت تقيم في شقة سيف قبل أن تفقد الذاكرة...من المستحيل أن تعود الى هناك  ثانية ...فطارق يعرفها. .. لطالما دعت الله ان يدبر امرا
 كان يجلس في الصالة يشرب شايا من الاعشاب بإرتياح و يطالع الأخبار حين استوقفه خبر ما على التلفاز
- تم صدور الحكم  في قضية فؤاد صالح عبد الرحمن بإحالة اوراق المتهم الى فضيلة المفتي .. و ايداع المدعوة مروة سليم الكيلاني سجن الأحداث  الى حين بلوغها السن القانوني للبت في قضيتها من جديد 
و انتح'ار المعنية  عقب صدور الحكم  بمصحة للعلاج النفسي و العصبي .
ياسين بأسف : لا حول و لا قوة إلا بالله ..الظلم ظلمات 
يمهل و لا يهمل ...اللهم أجرنا من تجبر النفس و طغيانها 
دلفت والدته و اخته ...ألقتا التحية و فورا عرفتا أن به شيئا مختلفا ..غمزت لها  شيماء ف سألته 
سعدية : خير يا ولدي مش نايم بفرشتك ليه ؟ اكده تعب عليك 
اجاب براحة : لع يمة مرتاح اهني ... كنت باطالع الاخبار 
البت مروة انتحر"ت  بعد ما حكموا عليها بالسجن و بالإعد"ام لجوز أمها
- لا حول ولا قوة إلا بالله ....ربنا يرحمهم و يغفر لهم 
الجميع : امين يا رب 
سعدية - طب اني رايحة اغير خلجاتي  ... و أجي احطلك لڨمة تاكلها
- لع يمة مش چيعان ..بس اني كنت عاوزك بموضوع ..
نظرت الى شيماء التي اجابت مسرعة : طب اني رايحة نشوف ندى و نغير خلجاتي 
دخلت شيماء الغرفة ببطء كي لا تزعجها فوجدتها تستلقي مغمضة العينين و هي تمسك يدها تضمها بيدها الاخرى  تضمها الى قلبها ...لكن لا يبدو انها نائمة
اقتربت شيماء  منها و هي تبتسم 
- هي دي اوضة ندى ولا اني لخبطت في العنوان ؟ 
انتبهت  على صوتها ففتحت عينيها و اعتدلت في جلستها ببطء : انتو رجعتو امتى ما سمعتش صوتكم  يعني  ؟ 
- لسة داخلين حالا ..انتي اللي شاردة 
روز : طمنيني مصطفى عامل ايه ؟
شيماء بحزن: حالته تصعب عالكافر يا بت يا ندى ..
روز بأسى- مصطفى ملوش غير سيف يا شيماء هو اخوه و  كل اللي ليه بعد ما اهله اتوفوا في حادثة ...ربنا يصبر قلبه و يرزقه ببنت الحلال اللي تعوضه عنهم و تملى عليه حياته 
شيماء بلهفة  : ياااا رب 
روز  بشك : و مالك بتقوليها بلهفة كدة يا بت ؟؟ 
شيماء بتوتر : لهفة ايه دي و كلام فاضي ايه  !! 
- يا بت مش عليا ...الواد شاريكي و عينيه بتقول كلام كثير 
و انتي كمان و اوعي تقولي العكس  ؟؟ 
شيماء بلجلجة : شاري ايه و بايع ايه  .. لع انتي فكرك راح بعيد  ...مفيش حاجة من اللي في دماغك ديه في بالي 
- شيماء يا حبيبتي الحب مش عيب .. مصطفى ابن حلال و انا اكثر واحدة أعرفه ..هو مش بتاع لف و دوران ...أكيد ناوي يدخل البيت من ابوابه ...و لولا بس الظروف اللي حصلت دي كنتي تلاقيه الأسبوع ده جاي و معاه ورد و شوكولاطة.. انتي بس شوفي هو مناسب ليكي ولا لا ...و لو كنتي موافقة عليه او لا ...بس لو عايزة رأيي ؟؟ اوعي تفرطي في عريس زي مصطفى لانك مش هتلاقي زيه تاني 🥰
شيماء بخجل :  ديه ڨولك يعني  ؟ 
روز : آه طبعا ...ضابط و قمر و ملتزم و مش بتاع نسوان و فوق ده كله  معجب بيكي و انا  اللي عمري ما شفته عبٌٓر واحدة ....عايزة ايه اكثر  ؟؟ 
ابتسمت شيماء بحب و قالت بتلقائية  : و اني كمان 😊
روز بعبث : هااا ....و انتي كمان ايه ؟؟
شيماء بتلعثم: هو اني قلت كمان ؟! لا .. اني... قصدي ...
و بعدين  تعالي اهني !! عاوزة تتوهيني يعني عشان ما اسألكيش ايه اللي مغير حالك من الصبح لدلوك؟! ديه حتى وشك الي كان بهتان و أصفر و  مطفي نور من تاني !! هو ايه اللي حصل شڨلب حالك اكده ؟؟ 
تذكرت روز تلك اللحظة التاريخية ، لتبتسم بحب و تفتح يدها شهقت شيماء و هي ترى الخاتم في اصبعها 
بينما اردفت روز بخجل : اخوكي طلب ايدي 😊
- يا نهار ابيض !! ألف مبروووك يا حبيبتي  ..
في فيلا والد طارق 
طارق : ضبطت الموضوع زي ما وصيتك  يا عاصم ؟ 
عاصم: كله تمام ..أشرف  مش هيظهر تاني ...هو سافر اصلا ليلة الحادثتين ...و مفيش اي دليل يربطك بأي حادثة فيهم ...
تنهد بتذمر ثم اكمل : 
بس خلي بالك يا طارق  ...
دي هتبقى آخر مرة اساعدك فيها .. و لو حصل و اتصرفت بتهور و غباء تاني انت هتبقى لوحدك فاهم ولا لا !!! 
انا لولا اختك و اهلك الغلبانين دول مكنتش ساعدتك تصلح عمايلك المهببة دي ... المفروض كنت تشاور و احنا نوجهك و نعرفك الصح من الغلط ...مش تغلط و تتدبس و بعدين تجي تطلب مساعدتي عشان اطلعك منها! 
طارق بندم : مش عارف ايه اللي حصلي يا عاصم ..بس  الگلب الوا'طي عرف يلعب عليا كويس ..و ضغط على اعصابي  بشكل رهيب مبقتش شايف قدامي ! ولا انت ممكن تتخيل اني  أؤذي روز ؟ انا مكنتش عاوز  اي حاجة من دي تحصل ....
انا مكنتش عاوز  غير اني ارجعها ليا من تاني و اصلح كل اخطائي و اعوضها عن كل اللي فات
- بس انت ما كسرتش صباعها عشان تعوضها .. انت كسرت قلبها و نفسها و جرحتها كثير و طعنتها في شرفها.  ...دي حاجات ما تتصلحش  يا طارق ....
بقلم آلاء إسماعيل البشري 
انت كنت قاسي معاها و اذيتها و هي خلاص طوت صفحتك و شافت حياتها ....ليه مش عاوز تتقبل الموضوع و  تعترف انها لقت اللي يعوضها عن قسوتك و يخليها تحبه ؟! 
.افهم  يا طارق....هي مش هتحبك مهما عملت  ؟! 
- لا هتحبني يا عاصم  ...لو مكانش ظهر البني أدم ده كانت هتحبني  .. انا  استاهل فرصة تانية لاني اعترفت بغلطتي
- غلطان يا طارق ..  لسة اعمى و مش عايز تشوف الحقيقة 
حتى لو مكانش فيه حد تاني مكانتش هتقدر تغفر لك كل ده
عارف ليه ؟ لان مش كل الغلطات تغتفر ...و مش كل الغلطات تستاهل فرص تانية .
تنهد بعمق و قام من مكانه : انا رايح مع عمي نعمل واجب العزا لمصطفى .. تجي معانا ؟ 
اومأ طارق بضيق : لا مش هاقدر .. تعبان عايز أنام 
عاصم : براحتك ...يالا هنكمل كلامنا بعدين 
خرج عاصم بينما تمتم طارق مع نفسه  :  بس انا كلامي خلص يا عاصم ...و انت اللي غلطان .. هأرجعها و هتسامحني و هتحبني و بكرة تشوف .
جلست والدته بإستغراب من حاله الذي انقلب في ساعة زمن 
يبدو سعيدا و مرتاحا اكثر ..
- خير يا ولدي ...موضوع ايه  ؟؟
- اني طلبت ايد البنية  للجواز يمة. ..و هي وافقت .
سعدية بفرحة عارمة : صوح الكلام ديه يا ياسين !! ديه اسعد يوم في حياتي يا ولدي ...الف مبروك يا نور عيني 
احتضنته بحب و هي تبكي فرحا : يا زين ما اخترت 
و الله لولا العيبة و إن  قلبي موجوع على الواد الي فنى عمره فداكم ديه كنت زغرطت و بليت شربات للعمارة كلها .
ياسين بحزن : الله يرحمه و يعوضه بالجنة و نعيمها
- آمين يا ولدي ....هااا و ناوي على ايه بعد اكده ؟ 
ياسين :  هي كانت متعلڨة بسيف ڨوي....متأكد انها ما عتڨبلش  أي حاچة دلوك...عشان اكده اني نويت اننا عنكتب الكتاب بعد ما تعدي الاربعين يمة ...نكون احنا الإثنين  أحسن و اهو بالمرة يكون  الضابط مصطفى عدى محنته و تجاوز حزنه لاني  عاوزه يكون هو و جلال شهود في جوازنا .
- نعم الراي يا ولدي ...خير ما عملت و اهو نطلعه من وحدته 
بعد اسبوع  في المستشفى 
الدكتور : لا انت كدة تمام الجسم متقبل العضو  بشكل جيد و مفيش اي مشكلة ...و المدام كمان كويسة و بتتفاعل مع الدوا كويس اوي 
 ياسين - يعني نقدر نسافر اسوان يا دكتور ؟
الدكتور : ايوة بس حاول ما تطولش في القعدة كثير ...تتوقف تستريح شوية و بعدين تكمل .
ياسين بفرحة : حاضر يا دكتور 
خرج الطبيب من عنده و دخلت والدته
- ها يا ولدي طمنني ...الدكتور قال ايه 
ياسين : الحمد لله يمة ..كله تمام الدكتور ڨال ماشي 
 يالا اعملي حسابك عشان نچهز كل حاچة ...عنسافر بعد يومين 
يالا نشوف روز اذا خلصت فحص عشان نروح البيت ورانا شغل كثير 
سعدية : لع يا نور عيني انت و هي تعبانين اني و شيماء هنجهز كل حاجة ما تڨلڨش انت .
بعد شهرين
في فيلا والد طارق :
طارق يحاول الخروج من البوابة و عاصم يمنعه بكل قوته مقفلا البوابة بإحكام 
طارق بغضب : و بعدين معاك يا عاصم !! بقولك ابعد عن طريقي و رايح يعني رايح  !! 
عاصم : و بعدين معاك انت يا طارق ؟! هو انت مش ناوي تعقل يعني ؟ 
في هذه الاثناء خرج محمد و انس اخو طارق  على الصوت العالي فأردف عاصم : ما تلحق  يا عمي المجنون ابنك ده ؟
محمد بحدة : هو ايه اللي بيحصل ده  ؟؟ فيه ايه يا طارق !!
عاصم : المحروس ابنك عايز يروح الصعيد يعمل فضيحة يوم فرح البنت و يطلبها بالقوة من عريسها 
أنس : بنت مين ؟ تقصد روز ؟؟ 
عاصم : ايوة يا سيدي فرحها النهاردة و اخوك راسه و ألف سيف  يروح اسوان و  يرجعها معاه 
طارق : ايوة هأرجعها .. روز مراتي انا و مش هتكون لغيري ..و اوعة من طريقي  انت و هو 
دفعهم بقوة و انطلق مسرعا 
محمد : يا نهار اسود !!! ايه الغبي اللي انا خلفته ده !!! عايز يروح للصعايدة برجليه يطلب منهم وحدة يوم جوازها !!! 
نظر الى كل من عاصم و أنس 
- اجرو وراه ما تسيبوهش لوحده ..دول هيد"فنوه قدام باب بيتها عشان يكون عبرة لغيره ..اجررري انت لسة واقف !!
عاصم : حاضر يا عمي 
نظر الى أنس  مسرعا : يالا بينا و أتصل على صاحبك سليم و الجماعة بتاعتنا يحصلونا على هناك
في الصعيد 
التحضيرات جارية على قدم و ساق  و الذبائح كثيرة فاليوم زفاف ياسين ابن كبير العائلة و كبيرها من بعده .. 
أبت روز اي مظهر من مظاهر البهجة كالغناء و الرقص و غيرها احتراما لذكرى سيف و مراعاة لشعور مصطفى القادم من اجل مشاركتهم هذا اليوم المميز
في الداخل
 شيماء مع روز تضع آخر اللمسات في طرحتها 
كانت تبدو  كالملاك في ذلك الثوب الابيض المطرز  بشكل فخم و المطعم بحبات من اللؤلؤ ... كان فاخرا رغم بساطته 
و تلك اللمسات البسيطة غير المبالغة من الميكب جعلت منها أنثى ساحرة الجمال
خرجت بها شيماء إلى النسوة الجالسات في فناء المنزل الكبير للعائلة الذي هو في الأصل منزل جد ياسين  ..
وسط انبهار الجميع بجمالها كانت سعدية تعيذها مرارا من أعين الحاسدين ..و هي تعرفها عليهن جميعا فأغلبهن من العائلة .
بقلم آلاء إسماعيل البشري 
في الخارج
يقف ياسين  و هو يرتدي جلبابه الصعيدي الازرق ويضع عمته البيضاء ...كان يبدو ككبير عائلة حقا في لباسه الصعيدي العريق
يستقبل التهاني و بجانبه صديقه جلال و معه طاهر الذي كان يوجه المدعوين و يحتفي بهم بينما يقدم إليهم حامد و البقية الطعام و المشاريب 
وصل مصطفى أخيرا ..توجه نحوه جلال و ياسين احتضناه ورحبوا به  جلس  ثلاثتهم على احدى المضايف في المندرة
جلال :  أهلا بحضرة الضابط الصعيد كله نور بوجودك
- منور بأهله يا جلال  ..ألف مبروك يا ياسين
ياسين - الله يبارك فيك يا حضرة الضابط ...نورتنا و الله 
مصطفى : ضابط ايه بس ...يعني معقولة انا اقولك ياسين و انت تقولي حضرة الضابط ؟؟ 
ياسين : الدنيا مقامات برضو .
مصطفى : و انتو مقامكم أعلى يا استاذ 
تردد قليلا ثم استجمع شجاعته : و بعدين يعني بلاش الرسميات دي ....لو كان فيه نصيب  احنا هنبقى أهل 
 
نظر ياسين الى جلال الذي كان قد اخبره بالموضوع مسبقا 
فأكمل مصطفى : هو يمكن مش وقته ولا مكانه بس انا معنديش وقت تاني بما اني مسافر تاني الليلة ...استاذ ياسين انا  ليا الشرف اني اناسبكم ...و طالب ايد الآنسة اختك شيماء .
ياسين : زين الرجال  يا مصطفى ..احنا هنلاقي احسن منك فين  يا اخوي 
احتضنه بحب : اني أكيد موافق بس  ناخذ راي العروسة الاول 
مصطفى بإحراج : ااه ..أكيد طبعا .
دخل  ياسين الى المنزل و ترك قلبا معلقا في الخارج ينتظر الجواب بترقب شديد 
كيف لا و قد كان طيفها رفيقه المخلص طيلة الشهرين الماضيين..و فكرة طلبها من اخيها يوم زفافه هي عزائه الوحيد 
كان حلمه بقربها و دفء حضنها  عوضه و ملاذه اللذان يبقيانه قويا متجلدا رغم فقدان اخيه الصغير .
كانت تسترق النظر  بشوق... تختبيء خلف ذلك الستار و ترى عبره ذلك الجالس في المندرة مع اخيها 
-يا حبة عيني ديه خس كثير ...كأنه مش بيذوڨ الزاد واصل
 يا ترى عيقوله ايه ؟؟ 
 - بتعملي ايه عندك يا بت ؟؟ 
التفتت شيماء برعب: ايه يمة خضتيني !! 
- خضيتك يا مڨصوفة الرڨبة !! سايية عروسة اخوكي وحديها وسط المعازيم و الجماعة و ڨاعدة اهني تبحلڨي في الرچالة يا ڨليلة الرباية !!!
- لع يمة ...ماهو .... أصل 
- أصل اي و فصل  اي ما تنطڨي يا جدبة!!
- كويس انكم اهني ..
التفتت الاثنتين على صوت ياسين الذي اقفل باب الغرفة خلفه
اجابت سعدية و هي تنظر بحدة الى شيماء المرعوبة 
- مش عتتكرر يا ولدي .. اني عنربيها من اول و چديد روح انت لمعازيمك ما تشغلش بالك 
ياسين بتعجب: عتربي مين و ليه مش فاهم !!
نظرت سعدية  إليها و قد كادت شيماء تسقط مغشيا عليها من الأحراج. و اكملت بتعجب :  اومال چاي اهني ليه ؟ 
نظر بحب الى شيماء : الضابط مصطفى طالب يدك و جاي اخذ رأيك عشان اچاوب الراجل .. هاا ايه ڨولك ؟؟ 
التمعت عيون شيماء بحب و اختفت خلف والدتها و قد اكتسى وجهها لون الد"ماء من الخجل : الكلمة كلمتك و الڨول ڨولك يا خوي ..
فرحت سعدية لهذا الخبر  كثيرا خصوصا و هي ترى الحب و الفرحة في عيون صغيرتها 
شعر بلهفتها رغم الخجل فأجاب بحب :و الله و كبرتي و عتتجوزي بت يا شيماء ... يبقى على خيرة الله اني عنطمن الراجل و نقوله يجي بعد اسبوعين عشان نكتب الكتاب .
خرج ياسين فأرتمت في حضن والدتها بفرحة شديدة 
 حضنتها سعدية بحب و هي تلكزها  : شوف البنية ڨليلة الادب !! يا بت كنتي خبيتي فرحتك لحد ما اخوكي يطلع حتى ! 
 ألف مبروووك يا ضناي .
بقلم آلاء إسماعيل البشري 
عاد ياسين إلى الجلسة و عيون مصطفى مرتكزة على ملامحه  : متشوق ينتظر  نتيجة أهم قرار في  حياته 
ياسين : ألف مبروك يا حضرة الضابط .. البنية وافقت 
لمعت عينا مصطفى بفرحة : الله يبارك فيك ..ربنا يجبر بخاطرك ..اقترب منه و احتضنه بشدة
نظر جلال الى ياسين و ربت على كتفه بعزم : يبقى نقرو الفاتحة يا اخوي ..خير البر عاجله و زيادة الفرحة فرحتين  ايه قولكم يا جماعة ؟؟
نظر الى كل من اقاربهم الذين اومأوا  بالايجاب على  كلام جلال 
نظر ياسين اليه و هو يرى في عينيه حماسه الشديد للفكرة 
- زين الراي يا جلال ...يبقى على بركة الله ..نقرا الفاتحة .
لووووولولولولوووووووي ..انطلقت زغاريد دوت في ارجاء المنزل ..جاءت احدى البنات تركض ناحية شيماء و روز
- ألف مبروووك  يا شيماء ...اتقرت فاتحتك يا بت !! 
شهقت روز من الصدمة بينما احمر وجه شيماء بشدة 
- بجد الكلام ده يا بت !!؟ 
اااه و الله سامعاهم بوذاني دول 😍
حضنتها  روز بشدة : ألف مبرووك يا قلبي و الله تستاهلو بعض بجد..
 انشغلت سعدية باستقبال التهاني المزدوجة بسعادة على  ولديها في ليلة واحدة ...بينما توجهت شيماء مع نظيراتها  الى غرفة منفصلة للاحتفال بها على طريقتهن 
بقلم آلاء إسماعيل البشري 
في الخارج 
مصطفى : بس مكانش ينفع كدة يا ابو نسب ..اخوي الله يرحمه  عدى شهرين على وفاته و دي  مشيئة ربنا ...بس دي مهما كان اول فرحتك  كنت فرحت يا خوي و خليت روز تفرح...هي كمان عانت كثير ..مكنتش هأزعل و كنت هأفرحلها برضو من كل قلبي 
- الفرح في الڨلب ياخوي.  مش لازم يعني غناء و رڨص عشان نڨول اننا فرحانين .. و بعدين معڨول الراچل تربته ما نشفتش و يچيلي ڨلب أعملها ؟؟  دي مش اخوك انت و بس .  ديه اخو روز كمان .. 
- اصيل يا ياسين ....تسلم يا اخويا .
في هذه الاثناء وصل جلال مسرعا 
جلال : الماذون وصل  يا ياسين ...يالا عشان كتب الكتاب 
- مفيش كتب كتااااااب ....روز مش هتتجوز حد غيري 😡
نظر الجميع بإستهجان إلى ذلك الواقف الغاضب من بعيد 
جلال بتأفف: هو الغبي ده مش ناوي يجيبها لبر بقى !!! 
أعاد طارق جملته بصوت أعلى 
- روووز مش هتتجوز حد تااااني غيري. ..
مصطفى : اقصر الشر يا طارق و امشي من غير مشاكل 
طارق :  انا مش  جاي هنا عشان اعمل مشاكل مع حد انا هآخذ مراتي و ارجع مصر 
سمعت روز صوته من الداخل فشهقت بصدمة 
- يا مصيبتي.. ده صوت طارق !!! عايز مني ايه  تاني !!!! 
مصطفى  : انا هاتصرف معاه  يا جلال كملو انتو كتب كتابكم على ما ارجع
اوقفه ياسين  : لع يا مصطفى....وقف دڨيقة 
نظر الجميع  إلى تلك القادمة بثبات بينما اكمل ياسين بشموخ
- انت اهني في الصعيد يا حضرة الضابط ...و اللي عيمشي هني هو قانون الصعيد و بس
ضربت  والدة  ياسين بعصاها فوقف الجميع  إحتراما لها
يتبع 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
 في لحظة  فقدت  كل قوتها و قدرتها على تحمل الموقف  فسقطت مغشي عليها ....
حينها فقط أفاق من صدمته و ابعد يد جلال الذي يسنده وهو  يهوي خلفها : رووووز !!!! 
جلال : انا هاتصل بالدكتور اللي متابعها يالا شيلوها عشان نطلعها فوق 
كان طاهر يهم مع حامد لرفعها لكنه اوقفهم بحدة : محدش يلمسها !!!
نظر الى سعدية و شيماء بأمر : ساعدوني نوصلها فوق 
سعدية : بس  يا ولدي جرحك ...
ياسين بحدة : محدش له دعوة بجرحي !! يالا ساعدوني نسندها ..
 استسلم كل من حامد و طاهر لرغبته و  حملا الحقيبتين بينما  اذعنت كل من اخته و والدته لمطلبه و حملاها برفقته للاعلى  فقد كان في حال عصبية لم تره بها من قبل رغم وجعه ..
وضعاها في الفراش و ساعداها على تغيير ملابسها الملطخة
سرعان ما حضر الطبيب ..بقيت معها شيماء بينما  الجميع  في الصالة ينتظرون .
سعدية : عيني عليكي يا بتي من وڨعة لوڨعة .. يا رب تحميها
جلال : ربنا يطمنكم عليها  يا حجة 
كانا ينظران الى ياسين بخوف فتعابير وجهه لم تكن تبشر بالخير ...لا أحد منهم يجرؤ على مخاطبته
لم يستطع الجلوس مكتوف اليدين بينما حبيبته في تلك الحال
كان يطوي تلك الصالة ذهابا و إيابا بعصبية و ألم ايضا
سعدية بخوف:  ارتاح يا ولدي انت كمان تعبان ..حلفتك بالغالي ما تحرڨ ڨلبي عليك ...
ياسين بحدة: مش عايز .ارتاح  ! اني اكده على راحتي
تشجع جلال و اردف : امك عندها حق يا ....
الجمه بحركة واحدة و هو يشير اليه بغضب :مش عاوز كلمة زيادة .. كلامي معاك بعدين ...دلوك مش عاوز أسمع حد !
خرج الطبيب قلقا هو يخاطبهم بحدة 
أظن انا سبق و أكدت على المشاكل النفسية و خطورتها على  صحة المتبرع و  قلت ان  القلق والاكتئاب والغضب والاستياء و كل ده مش كويس عشانها ، دي لسة طالعة من عملية منح و ضعيفة مناعة مكانش لازم تتعرض للضغط النفسي ده لأنه بيترتب عليه إجراءات وأدوية مضادة للإكتئاب و اللي للأسف بتتفاعل مع العلاج اللي وصفتولها  و بتدي آثار سلبية ...
ياسين : يعني  ايه يا دكتور ؟؟ 
الدكتور : يعني ما قدرتش اديها غير مسكن ألم و مهديء بسيط  عشان تنام لباقي اليوم ..و الباقي عليكم ...حاولوا تطلعوها من حالة الانهيار اللي هي فيها من غير دوا ...ألف سلامة عليها
خرج الطبيب بعدها حاسبه حامد  بينما توجه ياسين نحو غرفتها و هو يشير بيده الى الجميع  ...يمنع اي احد من اللحاق به ...طبعا استسلم الجميع لطلبه و لم يتقدم أحد 
فاطمة بإحراج : ڨعادنا هني ماعادش منيه فايدة بعد ما ياسين رچع لنا بالسلامة  احنا لازم نعاود البلد يا أم ياسين  عشان نشوف مصالحنا
سعدية بإستسلام : براحتك يا ام طاهر و شاكرين وڨفتكم دي
فاطمة : بينا يا طاهر ...و انت يا حامد خذ الشنط على ما البس
جلال : استأذن انا كمان يا حجة 
شيماء بخوف: وه يا جلال ...عتسيب صاحبك و هو في الحالة ديه ؟ 
 جلال : أعتقد أن وجودي هيزيده غضب ..هو محتاج يقعد مع نفسه شوية و لما يرتاح و يفكر على رواق هيلاقي ان اللي عملناه ده في مصلحته ..يالا سلام عليكم 
راح  يتأمل وجهها الجميل رغم شحوبه ...لا تزال تبدو كالملاك رغم هيئنها المبعثرة ...تقدم نحوها  برفق و راح يهندم ملابسها بعناية و حنان 
و بينما يعيد ترتيب تلك الطرحة لإخفاء خصلاتها التي تمردت خارجا لاحظ شيئا لامعا يلتصق بإحدى الخصلات المندسة بين ثيابها... جذب تلك الخصلة لتخرج اسوارتها معها ...كانت تربطها بعناية مع سلسلة تضعها لم ينتبه إليها من قبل !
كانت السلسلة تنتهي بكتاب فتحه فوجد صورة امراة جميلة .. نسخة طبق الأصل منها  ...و يقابلها صورة لها حين كانت صغيرة ...صدم حين وجد اسوارته مكسورة فعلا ! 
لهذا لم تكن ترتديها ! يا له من غبي متسرع !!
 كل شيء  كان مبهما و غامضا من قبل بات  واضحا  الآن
كانت هي ذاك المتبرع المجهول الذي لا يريد احدا ذكر اسمه
 لهذا كانت باهتة اللون و شاحبة ! 
هي لم تكن ترفض زيارته .....كانت تعجز عنها !
كانت تتجنب المكالمات حتى لا يعلم أنها تتألم !
كانت تمشي ببطء لأنها متألمة ...ليس لان لهفتها قلٌت !
ليس لانها تحب آخر !! 
بعد كل ما ضحت به من اجله هكذا يكافؤها !!
بالشك و السخرية و الجمود ؟؟ آلمها و كسرها في الوقت الذي كانت تتعذب فيه من اجله ؟
فسر الامور كما يحلو له ...صدق ما كان يريد ان يصدقه
و كذب قلبه ..و احساسه و حدسه ...كان يشعر بها بالقرب منه طوال الوقت ..كان يعلم انها كانت معه قبل العملية ...
شعر بلهفتها و رعبها عليه ...بعتابها له ... حتى أنه يكاد يقسم أنه سمعها تصارحه بحبها ...لكنه انشغل عن كل هذا ببعض اعتقادات غير مبررة و غيرة غبية !! 
ألم شديد كان يعتصر قلبه يكاد يفقد الوعي من شدته 
امسك يدها  يقبلها و هو يبكي بحرقة :
روز ...حبيبتي .. يا ڨلب ياسين و نور عينه .. اوعدك اني هأعوضك عن كل حاجة يا روحي ...عن كل الألم اللي سببتهولك ...زي ما قلتي...وعد الصعيدي سيف فوق رقبته.
اخذ تلك الاسورة و وضعها في جيبه و خرج بعد أن جفف دمعه الذي كان يكوي فؤاده قبل جفونه
طارق بغضب : يعني ايه حد انقذهم !!!
- ده اللي حصل يا استاذ طارق. ..واحد ظهر في آخر لحظة دفعهم بعيد ...ما لحقتش افهم الموضوع هربت فورا زي ما اتفقنا... بس هو  أكيد مات فورا 
- طب اختفي حالا !!!  ما تتصلش بيا تاني !!
كان يستشيط غضبا : يعني كل اللي عملته ده عالفاضي !! 
يا ترى مين ده ؟؟ 
كان يهم بالخروج من  الفيلا حين قابل والده داخلا ...
سمعت الاخبار يا طارق ؟؟
طارق بتوتر : اخبار ايه ؟؟
- في حد  حاول يقتل روز و الجدع اللي معاها ده بالعربية 
طارق  بخضة : هااا !! حصل ايه !؟؟ 
محمد :  انقذهم سيف بس هو للأسف  ....تعيش انت 
شهق طارق بصدمة : سيف !!!!  طب انت مين اللي قالك 
- عاصم لسة مكلمني حالا 
انطلق بجنون 
محمد : استنى رايح فين ؟؟؟ 
لم يجب بل لم يسمع اصلا ...خرج طارق مسرعا لا يدري وجهته .  كان يشعر بشعور مرير 
الرغبة في الانتقام جعلته اعمى العين و البصيرة 
فيه كل الصفات السيئة .. يعترف أنه لم يكن شخصا صالحا أبدا لكنه لم يكن يوما قاتلا !!! 
يجول بصره بانحاء الصالة و لا يرى سواهما 
كانت سعدية تنظر الى شيماء التي تبادلها نظرات الخوف من حالته
كانتا تنتظران  في أي لحظة ذلك  الانفجار الهادر 
لكنه لم ينطق بحرف...توجه بهدوء نحو غرفته و اغلق الباب ورائه أين قضى ما تبقى من يومه ..يرفض ان يفتح لأحد حتى أنه لم يتناول شيئا ولم يأخذ علاجه 
شيماء : و بعدين يمة عنسيبه اكده ؟؟
سعدية : في يدنا ايه نعمله يا بنيتي و ما عملناهوش
شيماء : اني عنكلم جلال  يجي بالليل يحكي معاه يمكن يعڨله
في القسم 
وائل : تحليل DNA  بيثبت ان الج"ثة فعلا  هي جث"ة مروان 
أحمد : بس مش  ملاحظ انها حادثة غريبة !! 
وائل : غريبة ازاي يعني ؟
- افرض أنه تسرب غاز  عادي ... كان مات مخنوق بس  ..لكن ده انفجار بفعل شرارة نار و فوق كل ده كان في مكانه ما اتحركش ولا قاوم  ...يعني الحادثة كدة مش طبيعية 
- تقصد انها مدبرة صح ؟ 
- ده مؤكد ..المشكلة ان النار محت كل آثار ساحة الجريمة و عناصر الدفاع المدني كملوا عالباقي.   يعني  مش هنقدر نعرف اللي حصل أبدا ..
- يا سيدي ..هو ده واحد يتزعل عليه ! اهوو  العالم  ارتاح من شره ...الله يرحمه بقى ...انا قلبي مش مقهور  غير على الضابط مصطفى ...حالته صعبة اوي 
- ايوة ...هو متعلق باخوه جدا  و ملوش غيره...يالا خلص اللي وراك عشان نلحق نكون جنبه في الظروف دي.
وصل جلال إلى الشقة
- لسة زي ما هو؟ 
سعدية : ايوة ي ولدي ..
- طب انا هاتصرف 
فتح الباب بهدوء ودخل ...كان يستلقي بإنكسار على ذلك السرير يندس بداخله كأنما يخفي عارا عظيما
- ياسين ...
- لا رد 
- و بعدين يا اخوي ...هتفضل كدة لحد امتى ؟
- .........لا رد
جلال بوجع : يا اخوي رد عليا ...اصرخ في وشي اضربني لاني خبيت عنك ..عاتبني لاني كذبت عليك ...بس بالله عليك ما تعملش في نفسك كدة ! انت عبان و محتاج تاكل عشان تأخذ الدوا !!  غصب عننا يا ياسين .. انت مكانش قدامك وقت .. مكانش قدامنا حل تاني افهم .... يعني كنت عاوزنا  نشوفك بتموت و نقعد نتفرج عليك ؟؟ 
ياسين بصوت مختنق : تقوم تضحي بيها هي ؟ هي دي الامانة الي امنتك عليها يا جلال ,!!
جلال : ياسين افهمني ..محدش ضحى بحد.... هي صممت تتبرعلك. لانها الوحيدة اللي دمها وافق دمك ...كانت مستعدة تقوم بالتضحية دي عشان ما تخسركش و الدكتور شاف انها مناسبة و ماعندهاش اي مانع يمنعها من التبرع و الا مكنتش اوافقها أبدا ..
- قام من مكانه بألم و امسكه من ملابسه بقوة : بس انت متأكد اني كنت هأرفض التضحية دي . ... عارف ولا لا يا جلال !!!!
جلال بوجع : عارف ...عشان كدة محدش رضي يجيبلك سيرة 
اهم حاجة انك تقوم بالسلامة ...الدكتور منع عنك اي انفعال عشان كدة كتمنا عالموضوع ...بس صدقني يا ياسين  .. محدش قدر يقنعها بالعكس ...حتى لو كنا كلنا رفضنا .. ماكنتش هتوافقنا و برضو كانت هتتبرع لك 
سكت قليلا و هو يرى الدموع التي تجمعت في عيون صديقه 
ثم اكمل ؛ روز بتحبك اكثر من نفسها .. مكانتش بتفكر في حاجة غير انك ترجع للحياة من تاني ... كانت مستعدة تمو"ت عشان انت تعيش ..انت ما شفتش حالتها كان شكلها ايه ولا  انهيارها  لما عرفت وضعك ...تتخيل بعد كل ده انا ممكن اعمل ايه عشان امنعها ؟!
لم يعد يستطيع المقاومة و ارتمى في حضن صديقه الوحيد يبكي كالطفل : كنت قلتلي على الأقل....عشان ما اجرحهاش ..عشان ما اشكش فيها ..عشان ما اوجعش قلبها 
جلال : كنت هتثور و تتعصب. ..مكنتش هتتقبل الموضوع أبدا 
و الدكتور اكد علينا محدش يعصبك و الا عملية الزرع هتفشل
ياسين بألم : ان شالا عنها ما نجحت ...انا واحد غبي ما يستاهلش دمعة وحدة من عينين روز ... ازاي ما فهمتش !
طارق بغضب : يعني ايه حد انقذهم !!!
- ده اللي حصل يا استاذ طارق. ..واحد ظهر في آخر لحظة دفعهم بعيد ...ما لحقتش افهم الموضوع هربت فورا زي ما اتفقنا... بس هو  أكيد مات فورا 
- طب اختفي حالا !!!  ما تتصلش بيا تاني !!
كان يستشيط غضبا : يعني كل اللي عملته ده عالفاضي !! 
يا ترى مين ده ؟؟ 
كان يهم بالخروج من  الفيلا حين قابل والده داخلا ...
سمعت الاخبار يا طارق ؟؟
طارق بتوتر : اخبار ايه ؟؟
- في حد  حاول يقتل روز و الجدع اللي معاها ده بالعربية 
طارق  بخضة : هااا !! حصل ايه !؟؟ 
محمد :  انقذهم سيف بس هو للأسف  ....تعيش انت 
شهق طارق بصدمة : سيف !!!!  طب انت مين اللي قالك 
- عاصم لسة مكلمني حالا 
انطلق بجنون 
محمد : استنى رايح فين ؟؟؟ 
لم يجب بل لم يسمع اصلا ...خرج طارق مسرعا لا يدري وجهته .  كان يشعر بشعور مرير 
الرغبة في الانتقام جعلته اعمى العين و البصيرة 
فيه كل الصفات السيئة .. يعترف أنه لم يكن شخصا صالحا أبدا لكنه لم يكن يوما قاتلا !!! 
يجول بصره بانحاء الصالة و لا يرى سواهما 
كانت سعدية تنظر الى شيماء التي تبادلها نظرات الخوف من حالته
كانتا تنتظران  في أي لحظة ذلك  الانفجار الهادر 
لكنه لم ينطق بحرف...توجه بهدوء نحو غرفته و اغلق الباب ورائه أين قضى ما تبقى من يومه ..يرفض ان يفتح لأحد حتى أنه لم يتناول شيئا ولم يأخذ علاجه 
شيماء : و بعدين يمة عنسيبه اكده ؟؟
سعدية : في يدنا ايه نعمله يا بنيتي و ما عملناهوش
شيماء : اني عنكلم جلال  يجي بالليل يحكي معاه يمكن يعڨله
في القسم 
وائل : تحليل DNA  بيثبت ان الج"ثة فعلا  هي جث"ة مروان 
أحمد : بس مش  ملاحظ انها حادثة غريبة !! 
وائل : غريبة ازاي يعني ؟
- افرض أنه تسرب غاز  عادي ... كان مات مخنوق بس  ..لكن ده انفجار بفعل شرارة نار و فوق كل ده كان في مكانه ما اتحركش ولا قاوم  ...يعني الحادثة كدة مش طبيعية 
- تقصد انها مدبرة صح ؟ 
- ده مؤكد ..المشكلة ان النار محت كل آثار ساحة الجريمة و عناصر الدفاع المدني كملوا عالباقي.   يعني  مش هنقدر نعرف اللي حصل أبدا ..
- يا سيدي ..هو ده واحد يتزعل عليه ! اهوو  العالم  ارتاح من شره ...الله يرحمه بقى ...انا قلبي مش مقهور  غير على الضابط مصطفى ...حالته صعبة اوي 
- ايوة ...هو متعلق باخوه جدا  و ملوش غيره...يالا خلص اللي وراك عشان نلحق نكون جنبه في الظروف دي.
وصل جلال إلى الشقة
- لسة زي ما هو؟ 
سعدية : ايوة ي ولدي ..
- طب انا هاتصرف 
فتح الباب بهدوء ودخل ...كان يستلقي بإنكسار على ذلك السرير يندس بداخله كأنما يخفي عارا عظيما
- ياسين ...
- لا رد 
- و بعدين يا اخوي ...هتفضل كدة لحد امتى ؟
- .........لا رد
جلال بوجع : يا اخوي رد عليا ...اصرخ في وشي اضربني لاني خبيت عنك ..عاتبني لاني كذبت عليك ...بس بالله عليك ما تعملش في نفسك كدة ! انت عبان و محتاج تاكل عشان تأخذ الدوا !!  غصب عننا يا ياسين .. انت مكانش قدامك وقت .. مكانش قدامنا حل تاني افهم .... يعني كنت عاوزنا  نشوفك بتموت و نقعد نتفرج عليك ؟؟ 
ياسين بصوت مختنق : تقوم تضحي بيها هي ؟ هي دي الامانة الي امنتك عليها يا جلال ,!!
جلال : ياسين افهمني ..محدش ضحى بحد.... هي صممت تتبرعلك. لانها الوحيدة اللي دمها وافق دمك ...كانت مستعدة تقوم بالتضحية دي عشان ما تخسركش و الدكتور شاف انها مناسبة و ماعندهاش اي مانع يمنعها من التبرع و الا مكنتش اوافقها أبدا ..
- قام من مكانه بألم و امسكه من ملابسه بقوة : بس انت متأكد اني كنت هأرفض التضحية دي . ... عارف ولا لا يا جلال !!!!
جلال بوجع : عارف ...عشان كدة محدش رضي يجيبلك سيرة 
اهم حاجة انك تقوم بالسلامة ...الدكتور منع عنك اي انفعال عشان كدة كتمنا عالموضوع ...بس صدقني يا ياسين  .. محدش قدر يقنعها بالعكس ...حتى لو كنا كلنا رفضنا .. ماكنتش هتوافقنا و برضو كانت هتتبرع لك 
سكت قليلا و هو يرى الدموع التي تجمعت في عيون صديقه 
ثم اكمل ؛ روز بتحبك اكثر من نفسها .. مكانتش بتفكر في حاجة غير انك ترجع للحياة من تاني ... كانت مستعدة تمو"ت عشان انت تعيش ..انت ما شفتش حالتها كان شكلها ايه ولا  انهيارها  لما عرفت وضعك ...تتخيل بعد كل ده انا ممكن اعمل ايه عشان امنعها ؟!
لم يعد يستطيع المقاومة و ارتمى في حضن صديقه الوحيد يبكي كالطفل : كنت قلتلي على الأقل....عشان ما اجرحهاش ..عشان ما اشكش فيها ..عشان ما اوجعش قلبها 
جلال : كنت هتثور و تتعصب. ..مكنتش هتتقبل الموضوع أبدا 
و الدكتور اكد علينا محدش يعصبك و الا عملية الزرع هتفشل
ياسين بألم : ان شالا عنها ما نجحت ...انا واحد غبي ما يستاهلش دمعة وحدة من عينين روز ... ازاي ما فهمتش !
لا رد 
عشان خاطري يا روز ....قولي اي كلمة ...فضفضي ما تقطعيش قلبي عليكي كدة 😓💔
لا رد 
تنهد بحزن قائلا : مش عايزة تتكلمي ولا تاكلي ....ماشي 
ولا انا ...خلينا ساكتين و من غير اكل و من غير دوا ...بس انا مش هسيبك ...لو عايزة تموتي هنموت سوا..  
ظل يجلس بجانبها قرابة العشر دقائق هو يتأمل ملامحها  بوجع و هي تتأمل اللاشيء ....فجأة بدأت بالكلام 
- ابوي كان بيعاملني وحش  من و انا صغيرة  اوي 
كان عصبي  اوي و  طباعه وحشة و كل ما بيشوفني بيضريني و بيطلع عصبيته من ماما فيا   و هي كانت بتخبيني طول الوقت عشان تحميني منه
من لما ابتديت اوعى للدنيا بقيت اقعد عند سيف و مصطفى  في بيتهم ...سيف اكبر مني بثلاث سنين و مصطفى بثمانية
ماما الله يرحمها كانت صاحبة والدتهم و بتثق فيها جدا و في تربيتها لولادها رغم ان بابا مش بيطيقهم لانهم ولاد بواب العمارة ...بس مع كدة مكانش بيدور عليا كأنه ماكان بيصدق اني اغور من وشه ...
طنط سهير كانت بتحبني كأنها ماما التانية و عارفة الوضع في بيتنا عامل ازاي .. كانت هي و جوزها و ولادها بيحاولوا يعوضوني عن جو الأسرة اللي اتحرمت منه طول عمري 
أول ما كان يوصل وقت رجوعه من الشغل بتبعثني أمي عندهم 
انا و سيف كنا طول الوقت  سوا مش بنفترق خالص ..ولا في البيت ولا في المدرسة 
كان بيحميني من الناس كلها حتى من مصطفى اخوه لما كان  بيزعقلي ساعات لاني كنت شقية اوي و بأفتش في حاجاته كثير ...اتعودت اتسند عليه طول عمري.. كان ابوي و اخوي في نفس الوقت 
 يمكن وجوده في حياتي هو  اللي خلاني افضل ضعيفة ..
لاني كنت متأكدة انه موجود دايما عشاني ...طول عمره بيديني كل حاجة: الحماية و الاهتمام و السند و الامان 
الحاجة الوحيدة  اللي كان مستنيها مني  بالمقابل ما قدرتش اديهاله ...
انهارت بصوت مسموع 
غصب عني ...مكنتش قادرة اشوفه حاجة تانية غير أخ ..
اتخيله جوزي ازاي ...و هو كان بيسرحلي شعري و بينيمني في سريره  كل يوم من و انا عندي 3  سنين لحد ما وصلت الاعدادي؟ أحبه حب تاني ازاي  و هو كان بيفضل يمسح على خدي بحنان لحد ما  اروح في النوم و  ماما تجي تاخذني على بيتنا ؟كل ما بابا بيضربني اول حد اجري عليه هو سيف   عشان يمسح لي دموعي و ياخذني ف حضنه و يطبطب عليا .. 
هو وقف جنبي كثير ...بس انا خذلته كثيرررر 😭😭😭
انهارت بشدة ..فأمسك منديلا و مسح دموعها المنهمرة بغزارة
لم يشأ ان يوقفها ..فهي كانت بأمس الحاجة لمن يسمعها
إكتفى بالصمت و حسن الاستماع رغم وجع الكلمات 
هدأت قليلا ثم اكملت
 لما طلب  ايدي اول مرة و بابا رفض ...اعترفت بيني و بين نفسي اني اول مرة افرح لقرار يقرره بابا بخصوصي ...مش لأنه ابن البواب زي ما قاله بابا ... لا ...لأن هو كان بيجسد دور ابوي اللي ابوي الحقيقي ما عرفش يكونه أبدا .
بعدين لما طارق طلب  ايدي ....اول واحد عرف كان هو
رحت جري عليه و قلتله اني اتخطبت 
كنت شايفة الإنكسار في عينيه و مع كدة ما قدرتش اعمل حاجة... قلت يمكن لما اتجوز ينساني و يشوف حياته من غيري ...كنت مستعدة ابتدي حياة جديدة مع طارق و أحبه لو شفت فيه واحد في المية بس  من الحب اللي كنت شايفاه في عينين سيف .. 
حتى يوم الحادثة ..كان يومها كتب كتابنا  انا و هو 
 كنت موافقة صحيح  ...  بس جوايا كنت رافضة الفكرة و بادعي ربنا تحصل اي حاجة تخلصني من الموقف ده ... لان حبي ليه كان من نوع تاني خالص ... حاجة  غالية و مقدسة 
سكتت قليلا ثم نظرت اليه و اكملت ببكاء : سيف طيب اوي يا ياسين ماكنش يستاهل أنه يموت.. كان يستاهل وحدة احسن مني تحبه الحب اللي ما عرفتش احبهوله انا
انا كنت انانية اوي معاه و اخذت منه كل حاجة و ما قدرتش اديه حاجة أبدا ... و مع كدة ضحى بنفسه عشاني .. مااات  عشان انا  أعيش 😭😭....انا مش هأقدر أعيش مع الاحساس الفظيع ده  بالذنب يا ياسين !! 😭
ياسين بحزن :ذنب ايه بس يا روز ... ده قضاء ربنا و قدره ...كان في قدره أنه  يموت في اليوم ده و المكان ده .. قدره أنه يروح مكان افضل  من ده ..انتي كنتي سبب بس ..هو دلوقت عند اللي احسن مني و منك ..ان شاء الله هيعوضه ربنا بالحور العين .
على فكرة لو كلامي فيه عزاء ليكي.... سيف الله يرحمه انسان صادق  ..حبه ليكي اتولد من الطفولة يعني حب نقي و عميق و بريء ...تبقي غلطانة لو فكرتي و لو للحظة إن واحد حبك بالشكل ده  ممكن  يتخطى حبه ليكي ولا هيقدر يعيش مع واحدة غيرك بأي شكل من الأشكال ...و كان هيعيش كئيب طول عمره و مكانش هيبقى لأي حاجة في حياته طعم ولا معنى ..والمفروض انتي اكثر واحدة عارفة انتي بالنسباله كنتي ايه و اهو اختصرلك كل ده في آخر جملة قالهالك  
اومأت برأسها ايجابا و هي تمسح دموعها 
- يبقى بلاش تحملي نفسك ذنب موته 
يمكن ربنا رحمه من كل ده و اخذه لجواره الكريم ... ادعيله انتي بالرحمة....و يلا كفاية  عياط بقى 
امسك الصينية و قربها منها 
 انتي لازم تاخذي الدوا 
يالا ناكل سوا عشان انا كمان اخذ علاجي احسن انا متأخر ساعتين عنه
في شقة مصطفى 
 يجلس بجانبه أحمد و وائل . ..بعد ان انتهوا من الدفن و انصرف الجميع ... يجلس بوهن ..ينظر إلى المكان بغربة ...
لا يصدق أنه صارم وحيدا ..لم يعد لشقيقه مكان هنا ...باتت الشقة موحشة منذ الآن ..
دلف كل من جلال و سعدية و شيماء 
صافحه جلال بحرارة :  شد حيلك يا حضرة الضابط 
شيماء : عظم الله أجركم 
سعدية : البقاء لله يا ولدي ربنا يصبر ڨلبك عليه ..
- يا رب يا حجة ..مجيتكم على راسي 
- ربنا العالم إحنا موجوعين لوچعك ڨد ايه ..بس ديه ڨضا ربنا و محدش يڨدر يهرب من ڨضاه يا ولدي
مصطفى بحزن: و نعم بالله يا حجة ...اتفضلوا ارتاحوا 
همس لأحمد : قوم جيب قهوة للجماعة
جلال : ملوش لزوم يا حضرة الضابط ...نشربها في الافراح 
سعدية : ياسين و روز لوحديهم منڨدرش نتأخر عنيهم 
اومأ بقلة حيلة 
بضع دقائق و قام الجميع و اردف جلال و هو يربت على كتفه : طب نستأذن إحنا و ان شاء الله آخر الاحزان. 
سعدية : عنبقى نزورك تاني يا ولدي  ڨبل ما ندلى البلد ...
لما  ياسين و روز جرحهم يطيب ...دير بالك زين على نفسك 
لم تتفوه شيماء بكلمة لكن نظراتها إليه  طيلة الوقت كانت تلخص كلاما كثيرا ... كأن عيونها كانت تحتضنه بحنان و تقول له : لستٓ وحيدا أبدا ...أنا بجانبك ..قلبي معك ..يشعر بألمك 
غادروا المكان و عيونه معلقة على إثر طيفها الذي كان آخر من غادر ...كان يود لو يرتمي في حضنها  و يبكي فقيده 
كطفل صغير وجد في حضن امه ملاذا لآلامه ..لاحظ وائل و أحمد نظراته و وجعه و اومآل لعضهما ..فقام أحمد 
أحمد : مش هتقوم ترتاح جوة يا حضرة الضابط ؟ أظن محدش جاي دلوقت ... يالا اساعدك ...وانت  يا وائل روح اعمل له لقمة بسرعة من امبارح ما اكلش حاجة
مصطفى : ملوش لزوم يا وائل ...هنام شوية
 يا ريت تقفلوا الباب وراكم ...
أحمد : معقولة نسيبك و انا في الحالة دي ؟؟
- ما تخافش عليا ...اتفضلوا انتو
في شقة ياسين 
انتهيا من الطعام و اخذ علبة الدواء و كأسا من الماء 
خذي اشربي الدواء بتاعك و كملي اكلك يالا 
- لا خلاص شبعت
نظر الى الطبق بحدة: شبعتي ايه انتي كلتي اصلا !! انتي عايزة تجننيني ؟؟ انا  اللي واكل نص الطبق و النص التاني اهو زي ما هو !! خلي بالك  انا أصلا لسة ما حاسبتكيش عالعملة المهببة اللي انتي عملتيها دي ! 
اجابت بصوت متقطع - معملتش حاجة تستاهل اتحاسب عليها
انت كنت هتموت ....اقف اتفرج عليك يعني ؟
ياسين - تقومي تضحي بحياتك بالشكل ده ؟
روز- و انت مين قالك ان حياتي مهمة اكثر من حياتك ؟ 
- بالنسبة لي انا حياتك أهم ...
روز : ادينا عايشين احنا الإثنين ما تكبرش الموضوع 
ياسين بحب : هي اسوارتك فين ؟!  مش اتفقنا عمرك ما تشيليها مهما حصل  ؟ 
وضعت يدها تلقائيا فوق قلبها ثم انتبهت فأنزلت يدها بإحراج
و اجابت : قلتلك انها اتكسرت يوم الحادثة ...
اخرج علبة من جيبه و فتحها بهدوء 
لمعت عيناها بفرحة رغم حزنها : بتعمل ايه عندك !! 
انت صلحتها ؟! 
أخرجها و البسها إياها بحب : اوعي تشيليها تاني ..
 عاد و اخذ شيئا آخر من العلبة ...و اكمل بحنان 
- هو يمكن مش الوقت المناسب في ظل الظروف اللي احنا بنمر بيها دي ..  او يمكن بالعكس ده انسب وقت ...بس انا قررت انفذ وصية سيف الله يرحمه ليا ...
فتح يده  فدهشت لرؤية ذلك الخاتم الموضوع امامها
- انا بحبك يا روز و ما اقدرش ابعد عنك اكثر من كدة 
تقبلي تتجوزيني !؟ 
كانت صدمتها قوية انهمرت دموعها بشدة مزيجا من الحزن و الفرحة و خليط متناقض من الاحاسيس لم تقل شيئا سوى انها اومأت برأسها بشدة و هي ترتمي داخل احضانه 
البسها ذلك الخاتم و هو يشعر  أخيرا أنه امتلك أغلى ماسة في العالم

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
في القسم 
المحامي - حضرة الضابط أظن بعد الي سمعته ده اقتنعت ان موكلي بريء ...و مش مدان بحاجة ...و انا أطالب الافراج عنه فورا و بدون قيد او شرط
اطال الضابط سليم النظر إلى تلك الاوراق و  الادلة و أخيرا ...لم يشأ ان ينطقها : شاويش روح طلع طارق محمد من الحجز...افراج
خرج المحامي بإنتصار الى محمد المنتظر خارجا برعب
محمد : هاا حصل ايه؟ 
المحامي : عنده حجة غياب قوية ...كاميرات الشركة بتثبث أنه ما طلعش منها خالص غير عالبيت و تلفونه نظيف يعني مفيش اي غبار عليه وقت وقوع الجريمة ...خليهم يدوروا على صاحب العربية بقى يمكن يوصلو للقا"تل الحقيقي 
محمد : الحمد لله...يالا بينا نسبقه عالعربية  عشان نلحق نروح نستلم ج"ثة مروان الله يرحمه .
 تجلس في غرفتها تتأمل ذلك الخاتم و هي تفكر. ..هل هو حقا الوقت المناسب ؟؟ 
هي لم تكن تتمنى شيئا في هذه الحياة اكثر من وجودها معه
لكن في ظل هذه الظروف ....لم تعد تعرف ما هو الاصح لكنها بالتأكيد سعيدة بتلك الخطوة ...فهي لعدة أيام  كانت تفكر مرارا و مرارا  ...ماهي الا ايام و يشفى و سيكون محتم عليهم مغادرة المدينة و العودة الى الصعيد .. ما مصيرها في تلك الحال ؟؟ هل ستعود معهم و بأي صفة !! و في حال العكس .. أين ستذهب ؟! فهي لا تملك مفاتيح شقة والدها حتى !  كانت تقيم في شقة سيف قبل أن تفقد الذاكرة...من المستحيل أن تعود الى هناك  ثانية ...فطارق يعرفها. .. لطالما دعت الله ان يدبر امرا
 كان يجلس في الصالة يشرب شايا من الاعشاب بإرتياح و يطالع الأخبار حين استوقفه خبر ما على التلفاز
- تم صدور الحكم  في قضية فؤاد صالح عبد الرحمن بإحالة اوراق المتهم الى فضيلة المفتي .. و ايداع المدعوة مروة سليم الكيلاني سجن الأحداث  الى حين بلوغها السن القانوني للبت في قضيتها من جديد 
و انتح'ار المعنية  عقب صدور الحكم  بمصحة للعلاج النفسي و العصبي .
ياسين بأسف : لا حول و لا قوة إلا بالله ..الظلم ظلمات 
يمهل و لا يهمل ...اللهم أجرنا من تجبر النفس و طغيانها 
دلفت والدته و اخته ...ألقتا التحية و فورا عرفتا أن به شيئا مختلفا ..غمزت لها  شيماء ف سألته 
سعدية : خير يا ولدي مش نايم بفرشتك ليه ؟ اكده تعب عليك 
اجاب براحة : لع يمة مرتاح اهني ... كنت باطالع الاخبار 
البت مروة انتحر"ت  بعد ما حكموا عليها بالسجن و بالإعد"ام لجوز أمها
- لا حول ولا قوة إلا بالله ....ربنا يرحمهم و يغفر لهم 
الجميع : امين يا رب 
سعدية - طب اني رايحة اغير خلجاتي  ... و أجي احطلك لڨمة تاكلها
- لع يمة مش چيعان ..بس اني كنت عاوزك بموضوع ..
نظرت الى شيماء التي اجابت مسرعة : طب اني رايحة نشوف ندى و نغير خلجاتي 
دخلت شيماء الغرفة ببطء كي لا تزعجها فوجدتها تستلقي مغمضة العينين و هي تمسك يدها تضمها بيدها الاخرى  تضمها الى قلبها ...لكن لا يبدو انها نائمة
اقتربت شيماء  منها و هي تبتسم 
- هي دي اوضة ندى ولا اني لخبطت في العنوان ؟ 
انتبهت  على صوتها ففتحت عينيها و اعتدلت في جلستها ببطء : انتو رجعتو امتى ما سمعتش صوتكم  يعني  ؟ 
- لسة داخلين حالا ..انتي اللي شاردة 
روز : طمنيني مصطفى عامل ايه ؟
شيماء بحزن: حالته تصعب عالكافر يا بت يا ندى ..
روز بأسى- مصطفى ملوش غير سيف يا شيماء هو اخوه و  كل اللي ليه بعد ما اهله اتوفوا في حادثة ...ربنا يصبر قلبه و يرزقه ببنت الحلال اللي تعوضه عنهم و تملى عليه حياته 
شيماء بلهفة  : ياااا رب 
روز  بشك : و مالك بتقوليها بلهفة كدة يا بت ؟؟ 
شيماء بتوتر : لهفة ايه دي و كلام فاضي ايه  !! 
- يا بت مش عليا ...الواد شاريكي و عينيه بتقول كلام كثير 
و انتي كمان و اوعي تقولي العكس  ؟؟ 
شيماء بلجلجة : شاري ايه و بايع ايه  .. لع انتي فكرك راح بعيد  ...مفيش حاجة من اللي في دماغك ديه في بالي 
- شيماء يا حبيبتي الحب مش عيب .. مصطفى ابن حلال و انا اكثر واحدة أعرفه ..هو مش بتاع لف و دوران ...أكيد ناوي يدخل البيت من ابوابه ...و لولا بس الظروف اللي حصلت دي كنتي تلاقيه الأسبوع ده جاي و معاه ورد و شوكولاطة.. انتي بس شوفي هو مناسب ليكي ولا لا ...و لو كنتي موافقة عليه او لا ...بس لو عايزة رأيي ؟؟ اوعي تفرطي في عريس زي مصطفى لانك مش هتلاقي زيه تاني 🥰
شيماء بخجل :  ديه ڨولك يعني  ؟ 
روز : آه طبعا ...ضابط و قمر و ملتزم و مش بتاع نسوان و فوق ده كله  معجب بيكي و انا  اللي عمري ما شفته عبٌٓر واحدة ....عايزة ايه اكثر  ؟؟ 
ابتسمت شيماء بحب و قالت بتلقائية  : و اني كمان 😊
روز بعبث : هااا ....و انتي كمان ايه ؟؟
شيماء بتلعثم: هو اني قلت كمان ؟! لا .. اني... قصدي ...
و بعدين  تعالي اهني !! عاوزة تتوهيني يعني عشان ما اسألكيش ايه اللي مغير حالك من الصبح لدلوك؟! ديه حتى وشك الي كان بهتان و أصفر و  مطفي نور من تاني !! هو ايه اللي حصل شڨلب حالك اكده ؟؟
تذكرت روز تلك اللحظة التاريخية ، لتبتسم بحب و تفتح يدها شهقت شيماء و هي ترى الخاتم في اصبعها 
بينما اردفت روز بخجل : اخوكي طلب ايدي 😊
- يا نهار ابيض !! ألف مبروووك يا حبيبتي  ..
في فيلا والد طارق 
طارق : ضبطت الموضوع زي ما وصيتك  يا عاصم ؟ 
عاصم: كله تمام ..أشرف  مش هيظهر تاني ...هو سافر اصلا ليلة الحادثتين ...و مفيش اي دليل يربطك بأي حادثة فيهم ...
تنهد بتذمر ثم اكمل : 
بس خلي بالك يا طارق  ...
دي هتبقى آخر مرة اساعدك فيها .. و لو حصل و اتصرفت بتهور و غباء تاني انت هتبقى لوحدك فاهم ولا لا !!! 
انا لولا اختك و اهلك الغلبانين دول مكنتش ساعدتك تصلح عمايلك المهببة دي ... المفروض كنت تشاور و احنا نوجهك و نعرفك الصح من الغلط ...مش تغلط و تتدبس و بعدين تجي تطلب مساعدتي عشان اطلعك منها! 
طارق بندم : مش عارف ايه اللي حصلي يا عاصم ..بس  الگلب الوا'طي عرف يلعب عليا كويس ..و ضغط على اعصابي  بشكل رهيب مبقتش شايف قدامي ! ولا انت ممكن تتخيل اني  أؤذي روز ؟ انا مكنتش عاوز  اي حاجة من دي تحصل ....
انا مكنتش عاوز  غير اني ارجعها ليا من تاني و اصلح كل اخطائي و اعوضها عن كل اللي فات
- بس انت ما كسرتش صباعها عشان تعوضها .. انت كسرت قلبها و نفسها و جرحتها كثير و طعنتها في شرفها.  ...دي حاجات ما تتصلحش  يا طارق ....
بقلم آلاء إسماعيل البشري 
انت كنت قاسي معاها و اذيتها و هي خلاص طوت صفحتك و شافت حياتها ....ليه مش عاوز تتقبل الموضوع و  تعترف انها لقت اللي يعوضها عن قسوتك و يخليها تحبه ؟! 
.افهم  يا طارق....هي مش هتحبك مهما عملت  ؟! 
- لا هتحبني يا عاصم  ...لو مكانش ظهر البني أدم ده كانت هتحبني  .. انا  استاهل فرصة تانية لاني اعترفت بغلطتي
- غلطان يا طارق ..  لسة اعمى و مش عايز تشوف الحقيقة 
حتى لو مكانش فيه حد تاني مكانتش هتقدر تغفر لك كل ده
عارف ليه ؟ لان مش كل الغلطات تغتفر ...و مش كل الغلطات تستاهل فرص تانية .
تنهد بعمق و قام من مكانه : انا رايح مع عمي نعمل واجب العزا لمصطفى .. تجي معانا ؟ 
اومأ طارق بضيق : لا مش هاقدر .. تعبان عايز أنام 
عاصم : براحتك ...يالا هنكمل كلامنا بعدين 
خرج عاصم بينما تمتم طارق مع نفسه  :  بس انا كلامي خلص يا عاصم ...و انت اللي غلطان .. هأرجعها و هتسامحني و هتحبني و بكرة تشوف .
جلست والدته بإستغراب من حاله الذي انقلب في ساعة زمن 
يبدو سعيدا و مرتاحا اكثر ..
- خير يا ولدي ...موضوع ايه  ؟؟
- اني طلبت ايد البنية  للجواز يمة. ..و هي وافقت .
سعدية بفرحة عارمة : صوح الكلام ديه يا ياسين !! ديه اسعد يوم في حياتي يا ولدي ...الف مبروك يا نور عيني 
احتضنته بحب و هي تبكي فرحا : يا زين ما اخترت 
و الله لولا العيبة و إن  قلبي موجوع على الواد الي فنى عمره فداكم ديه كنت زغرطت و بليت شربات للعمارة كلها .
ياسين بحزن : الله يرحمه و يعوضه بالجنة و نعيمها
- آمين يا ولدي ....هااا و ناوي على ايه بعد اكده ؟ 
ياسين :  هي كانت متعلڨة بسيف ڨوي....متأكد انها ما عتڨبلش  أي حاچة دلوك...عشان اكده اني نويت اننا عنكتب الكتاب بعد ما تعدي الاربعين يمة ...نكون احنا الإثنين  أحسن و اهو بالمرة يكون  الضابط مصطفى عدى محنته و تجاوز حزنه لاني  عاوزه يكون هو و جلال شهود في جوازنا .
- نعم الراي يا ولدي ...خير ما عملت و اهو نطلعه من وحدته 
بعد اسبوع  في المستشفى 
الدكتور : لا انت كدة تمام الجسم متقبل العضو  بشكل جيد و مفيش اي مشكلة ...و المدام كمان كويسة و بتتفاعل مع الدوا كويس اوي 
 ياسين - يعني نقدر نسافر اسوان يا دكتور ؟
الدكتور : ايوة بس حاول ما تطولش في القعدة كثير ...تتوقف تستريح شوية و بعدين تكمل .
ياسين بفرحة : حاضر يا دكتور 
خرج الطبيب من عنده و دخلت والدته
- ها يا ولدي طمنني ...الدكتور قال ايه 
ياسين : الحمد لله يمة ..كله تمام الدكتور ڨال ماشي 
 يالا اعملي حسابك عشان نچهز كل حاچة ...عنسافر بعد يومين 
يالا نشوف روز اذا خلصت فحص عشان نروح البيت ورانا شغل كثير 
سعدية : لع يا نور عيني انت و هي تعبانين اني و شيماء هنجهز كل حاجة ما تڨلڨش انت .
بعد شهرين
في فيلا والد طارق :
طارق يحاول الخروج من البوابة و عاصم يمنعه بكل قوته مقفلا البوابة بإحكام 
طارق بغضب : و بعدين معاك يا عاصم !! بقولك ابعد عن طريقي و رايح يعني رايح  !! 
عاصم : و بعدين معاك انت يا طارق ؟! هو انت مش ناوي تعقل يعني ؟ 
في هذه الاثناء خرج محمد و انس اخو طارق  على الصوت العالي فأردف عاصم : ما تلحق  يا عمي المجنون ابنك ده ؟
محمد بحدة : هو ايه اللي بيحصل ده  ؟؟ فيه ايه يا طارق !!
عاصم : المحروس ابنك عايز يروح الصعيد يعمل فضيحة يوم فرح البنت و يطلبها بالقوة من عريسها
أنس : بنت مين ؟ تقصد روز ؟؟ 
عاصم : ايوة يا سيدي فرحها النهاردة و اخوك راسه و ألف سيف  يروح اسوان و  يرجعها معاه 
طارق : ايوة هأرجعها .. روز مراتي انا و مش هتكون لغيري ..و اوعة من طريقي  انت و هو 
دفعهم بقوة و انطلق مسرعا 
محمد : يا نهار اسود !!! ايه الغبي اللي انا خلفته ده !!! عايز يروح للصعايدة برجليه يطلب منهم وحدة يوم جوازها !!! 
نظر الى كل من عاصم و أنس 
- اجرو وراه ما تسيبوهش لوحده ..دول هيد"فنوه قدام باب بيتها عشان يكون عبرة لغيره ..اجررري انت لسة واقف !!
عاصم : حاضر يا عمي 
نظر الى أنس  مسرعا : يالا بينا و أتصل على صاحبك سليم و الجماعة بتاعتنا يحصلونا على هناك
في الصعيد 
التحضيرات جارية على قدم و ساق  و الذبائح كثيرة فاليوم زفاف ياسين ابن كبير العائلة و كبيرها من بعده .. 
أبت روز اي مظهر من مظاهر البهجة كالغناء و الرقص و غيرها احتراما لذكرى سيف و مراعاة لشعور مصطفى القادم من اجل مشاركتهم هذا اليوم المميز
في الداخل
 شيماء مع روز تضع آخر اللمسات في طرحتها 
كانت تبدو  كالملاك في ذلك الثوب الابيض المطرز  بشكل فخم و المطعم بحبات من اللؤلؤ ... كان فاخرا رغم بساطته 
و تلك اللمسات البسيطة غير المبالغة من الميكب جعلت منها أنثى ساحرة الجمال
خرجت بها شيماء إلى النسوة الجالسات في فناء المنزل الكبير للعائلة الذي هو في الأصل منزل جد ياسين  ..
وسط انبهار الجميع بجمالها كانت سعدية تعيذها مرارا من أعين الحاسدين ..و هي تعرفها عليهن جميعا فأغلبهن من العائلة .
بقلم آلاء إسماعيل البشري 
في الخارج
يقف ياسين  و هو يرتدي جلبابه الصعيدي الازرق ويضع عمته البيضاء ...كان يبدو ككبير عائلة حقا في لباسه الصعيدي العريق
يستقبل التهاني و بجانبه صديقه جلال و معه طاهر الذي كان يوجه المدعوين و يحتفي بهم بينما يقدم إليهم حامد و البقية الطعام و المشاريب 
وصل مصطفى أخيرا ..توجه نحوه جلال و ياسين احتضناه ورحبوا به  جلس  ثلاثتهم على احدى المضايف في المندرة
جلال :  أهلا بحضرة الضابط الصعيد كله نور بوجودك
- منور بأهله يا جلال  ..ألف مبروك يا ياسين
ياسين - الله يبارك فيك يا حضرة الضابط ...نورتنا و الله 
مصطفى : ضابط ايه بس ...يعني معقولة انا اقولك ياسين و انت تقولي حضرة الضابط ؟؟ 
ياسين : الدنيا مقامات برضو .
مصطفى : و انتو مقامكم أعلى يا استاذ 
تردد قليلا ثم استجمع شجاعته : و بعدين يعني بلاش الرسميات دي ....لو كان فيه نصيب  احنا هنبقى أهل 
 
نظر ياسين الى جلال الذي كان قد اخبره بالموضوع مسبقا 
فأكمل مصطفى : هو يمكن مش وقته ولا مكانه بس انا معنديش وقت تاني بما اني مسافر تاني الليلة ...استاذ ياسين انا  ليا الشرف اني اناسبكم ...و طالب ايد الآنسة اختك شيماء .
ياسين : زين الرجال  يا مصطفى ..احنا هنلاقي احسن منك فين  يا اخوي 
احتضنه بحب : اني أكيد موافق بس  ناخذ راي العروسة الاول 
مصطفى بإحراج : ااه ..أكيد طبعا .
دخل  ياسين الى المنزل و ترك قلبا معلقا في الخارج ينتظر الجواب بترقب شديد 
كيف لا و قد كان طيفها رفيقه المخلص طيلة الشهرين الماضيين..و فكرة طلبها من اخيها يوم زفافه هي عزائه الوحيد 
كان حلمه بقربها و دفء حضنها  عوضه و ملاذه اللذان يبقيانه قويا متجلدا رغم فقدان اخيه الصغير .
كانت تسترق النظر  بشوق... تختبيء خلف ذلك الستار و ترى عبره ذلك الجالس في المندرة مع اخيها 
-يا حبة عيني ديه خس كثير ...كأنه مش بيذوڨ الزاد واصل
 يا ترى عيقوله ايه ؟؟ 
 - بتعملي ايه عندك يا بت ؟؟ 
التفتت شيماء برعب: ايه يمة خضتيني !! 
- خضيتك يا مڨصوفة الرڨبة !! سايية عروسة اخوكي وحديها وسط المعازيم و الجماعة و ڨاعدة اهني تبحلڨي في الرچالة يا ڨليلة الرباية !!!
- لع يمة ...ماهو .... أصل 
- أصل اي و فصل  اي ما تنطڨي يا جدبة!!
- كويس انكم اهني ..
التفتت الاثنتين على صوت ياسين الذي اقفل باب الغرفة خلفه
اجابت سعدية و هي تنظر بحدة الى شيماء المرعوبة 
- مش عتتكرر يا ولدي .. اني عنربيها من اول و چديد روح انت لمعازيمك ما تشغلش بالك 
ياسين بتعجب: عتربي مين و ليه مش فاهم !!
نظرت سعدية  إليها و قد كادت شيماء تسقط مغشيا عليها من الأحراج. و اكملت بتعجب :  اومال چاي اهني ليه ؟ 
نظر بحب الى شيماء : الضابط مصطفى طالب يدك و جاي اخذ رأيك عشان اچاوب الراجل .. هاا ايه ڨولك ؟؟ 
التمعت عيون شيماء بحب و اختفت خلف والدتها و قد اكتسى وجهها لون الد"ماء من الخجل : الكلمة كلمتك و الڨول ڨولك يا خوي ..
فرحت سعدية لهذا الخبر  كثيرا خصوصا و هي ترى الحب و الفرحة في عيون صغيرتها 
شعر بلهفتها رغم الخجل فأجاب بحب :و الله و كبرتي و عتتجوزي بت يا شيماء ... يبقى على خيرة الله اني عنطمن الراجل و نقوله يجي بعد اسبوعين عشان نكتب الكتاب .
خرج ياسين فأرتمت في حضن والدتها بفرحة شديدة 
 حضنتها سعدية بحب و هي تلكزها  : شوف البنية ڨليلة الادب !! يا بت كنتي خبيتي فرحتك لحد ما اخوكي يطلع حتى ! 
 ألف مبروووك يا ضناي .
بقلم آلاء إسماعيل البشري 
عاد ياسين إلى الجلسة و عيون مصطفى مرتكزة على ملامحه  : متشوق ينتظر  نتيجة أهم قرار في  حياته 
ياسين : ألف مبروك يا حضرة الضابط .. البنية وافقت 
لمعت عينا مصطفى بفرحة : الله يبارك فيك ..ربنا يجبر بخاطرك ..اقترب منه و احتضنه بشدة
نظر جلال الى ياسين و ربت على كتفه بعزم : يبقى نقرو الفاتحة يا اخوي ..خير البر عاجله و زيادة الفرحة فرحتين  ايه قولكم يا جماعة ؟؟
نظر الى كل من اقاربهم الذين اومأوا  بالايجاب على  كلام جلال 
نظر ياسين اليه و هو يرى في عينيه حماسه الشديد للفكرة 
- زين الراي يا جلال ...يبقى على بركة الله ..نقرا الفاتحة .
لووووولولولولوووووووي ..انطلقت زغاريد دوت في ارجاء المنزل ..جاءت احدى البنات تركض ناحية شيماء و روز
- ألف مبروووك  يا شيماء ...اتقرت فاتحتك يا بت !! 
شهقت روز من الصدمة بينما احمر وجه شيماء بشدة 
- بجد الكلام ده يا بت !!؟ 
اااه و الله سامعاهم بوذاني دول 😍
حضنتها  روز بشدة : ألف مبرووك يا قلبي و الله تستاهلو بعض بجد..
 انشغلت سعدية باستقبال التهاني المزدوجة بسعادة على  ولديها في ليلة واحدة ...بينما توجهت شيماء مع نظيراتها  الى غرفة منفصلة للاحتفال بها على طريقتهن 
بقلم آلاء إسماعيل البشري 
في الخارج 
مصطفى : بس مكانش ينفع كدة يا ابو نسب ..اخوي الله يرحمه  عدى شهرين على وفاته و دي  مشيئة ربنا ...بس دي مهما كان اول فرحتك  كنت فرحت يا خوي و خليت روز تفرح...هي كمان عانت كثير ..مكنتش هأزعل و كنت هأفرحلها برضو من كل قلبي 
- الفرح في الڨلب ياخوي.  مش لازم يعني غناء و رڨص عشان نڨول اننا فرحانين .. و بعدين معڨول الراچل تربته ما نشفتش و يچيلي ڨلب أعملها ؟؟  دي مش اخوك انت و بس .  ديه اخو روز كمان .. 
- اصيل يا ياسين ....تسلم يا اخويا .
في هذه الاثناء وصل جلال مسرعا 
جلال : الماذون وصل  يا ياسين ...يالا عشان كتب الكتاب 
- مفيش كتب كتااااااب ....روز مش هتتجوز حد غيري 😡
نظر الجميع بإستهجان إلى ذلك الواقف الغاضب من بعيد 
جلال بتأفف: هو الغبي ده مش ناوي يجيبها لبر بقى !!! 
أعاد طارق جملته بصوت أعلى 
- روووز مش هتتجوز حد تااااني غيري. ..
مصطفى : اقصر الشر يا طارق و امشي من غير مشاكل 
طارق :  انا مش  جاي هنا عشان اعمل مشاكل مع حد انا هآخذ مراتي و ارجع مصر 
سمعت روز صوته من الداخل فشهقت بصدمة 
- يا مصيبتي.. ده صوت طارق !!! عايز مني ايه  تاني !!!! 
مصطفى  : انا هاتصرف معاه  يا جلال كملو انتو كتب كتابكم على ما ارجع
اوقفه ياسين  : لع يا مصطفى....وقف دڨيقة 
نظر الجميع  إلى تلك القادمة بثبات بينما اكمل ياسين بشموخ
- انت اهني في الصعيد يا حضرة الضابط ...و اللي عيمشي هني هو قانون الصعيد و بس
ضربت  والدة  ياسين بعصاها فوقف الجميع  إحتراما لها
يتبع 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
ضربت  والدة  ياسين بعصاها فوقف الجميع  إحتراما لها
طاهر - اتفضلي يا كبيرة 
بقي مصطفى ينظر بإستغراب لما يجري في حين همس جلال في أذنه  موضحا 
: الحجة سعدية هي كبيرة  العيلة و الكلمة كلمتها و الشورة شورتها بعد المرحوم أبو ياسين 
سعدية: اتفضل عالمندرة عشان نتكلم على انفراد
طارق بغضب : لا انا هاتكلم هنا قدام الكل ...و مش جاي عشان اتكلم مع وحدة ست ...كلامي مع المحروس ابنك 
استهجان و تذمر و تورة وسط الحضور...بينما آثر ياسين الصمت    
طارق بغضب جنوني : طبعا هتسكت ! ما انت واحد جبان 
- عيڨول اي المخبل ديه !
- هو عارف عيكلم مين الاول !
همس جلال  بإبتسامة سخرية لمصطفى المندهش 
: نهار ابوه اسود .. ده اهان كبيرة العيلة عملته مش هتعدي ببساطة ...صاحبك هيتفرم ناعم و يتعمل منه محشي 😂😳
بدأ الوسط يغلي ببطء  من ذلك الكلام الاحمق  ..... في ذلك الوقت وصل عاصم مسرعا برفقته أنس و سليم و البقية
همس عاصم  بتوجس في اذن طارق : طارق من فضلك لم الليلة و يالا بينا  نمشي من غير  فضااايح 
طارق بعلو صوته : مش طالع من غير  روز!!!
سعدية بثبات -  للمرة الثانية بڨولك اتفضل نتكلم جوة
طارق : و انا للمرة الثانية بقولك كلامي مع  المحروس ابنك 
كان الدم يغلي في عروق ياسين و هو يسمع اسم زوجته يذكر على الملأ  للمرة الثالثة على التوالي و والدته تهان بتلك الطريقة
تمالك  اعصابه قدر الامكان  و أجاب بثبات 
- أولا ديه مش حريم دي كبيرة العيلة و كلمتها تمشي عالكل حتى الضيوف  و ثانيا  احنا كمان  معنكلمش غير الرجالة ..
نظر الى اقاربه من حوله و سأل بسخرية : شايفين رچالة  غيرنا يا رجالة ؟؟
اجاب الجميع بصوت واحد : لع يا كبييييير 
مصطفى بصدمة لجلال: يا خبر ابيض دول عملوا من كرامته محشي كرمب فعلا  !
جلال : استنى لحد ما تخلص الوصلة للآخر ...لسة ما شفتش الكبيرة هتعمل فيه ايه ..
سعدية بهدوء مخيف : براحتك ... مادام مش عاوز تدخل چوة يبڨى نتكلم اهني ...ديه حتى الموچودين كلهم عيلتنا و أحبابنا  مفيش غريب يعني ..
صمتت قليلا و راحت تمشي بهدوء و الجميع يتبعونها بنظراتهم في موقف مهيب  
-يعني چاي تتهچم علينا في بيتنا من غير إستئذان و لا دستور 
لا راعيت حرمة كبير و لا صغير ..
و عتڨول حرمتك عندينا و چاي تاخذها بالڨوة صوح ؟؟
طارق بغضب: 
- ابنك خطف مراتي و خباها عندكم و قعد يتسحب حواليها زي الثعبان لحد ما اقنعها تتجوزه مش بس كدة دي اتبرعتله بكليتها كمان...عايزاني اخذكم بالاحضان مثلا ؟عموما أنا مش جاي اتخانق مع حد انا جاي اخذ مراتي و نروح من سكات 
سعدية بهدوء : تڨصد طليڨتك !! اللي انت طلقتها بالثلاث !!! 
طارق بإندفاع : محدش له دعوة .... هارجعها تاني  ابعدو انتو بس عننا
يحاول عاصم تهدئة الوسط : يا طارق امشي  كفاية لحد كدة و الله ما انا حاسس ان  الليلة دي هتعدي على خير  ...شكلهم هيد"فنونا كلنا هنا معاك !
طارق : ابعد عني بقووولك !!
كان الجميع يتمتمون بغضب 
كان الوسط اشبه ببركان على وشك الانفجار
كان الجميع على أهبة الإستعداد  بإنتظار اشارة واحدة فقط من كبيرتهم ...و سينقضون عليهم كوحوش كا"سرة...لكن للأسف.  لا يستطيع احد الكلام و لا الحركة بدون اذن منها ...ذلك هو قانونهم المطلق الذي لن يجرؤ احدا على  مخالفته.
كانت تعلم نية ذلك القادم الغاضب ... يعلم أنه لن يستطيع أخذها من بين براثنهم و في عقر دارهم و   هم عصبة ..
لكنه على الأقل سيفتعل فضيحة و يعكر صفو الليلة و يتسبب بشجار و مشاكل و يخلق جوا من النكد و الفوضى في الارجاء 
حاولت ان تتفادى مخططاته بالحكمة؛  و تضرب كل نواياه في الصميم بكل هدوء دون أن تفسد ليلة وحيدها و فرحته.
مشت الهوينى ...بثبات شديد ..لا يسمع سوى صوت عكازها 
تسترجع ذكرى  ذلك اليوم الذي سألتها فيه كيف لها ان تكون مطلقة و هي لا تزال بكرا...و كيف انهارت يومها و هي تحكي مرارة ما عانته مع ذلك الاحمق  القاسي 
جلال لمصطفى بهمس : انا عارف الهدوء ده يا مصطفى
 طارق هيسيب جبهته هنا قبل ما يمشي و هابقى افكرك 😂
توجهت نحو حامد بهدوء و قالت ببرود بدون أن ترفع نظرها من الارض حيث تضع عكازها
- واد يا حامد ...لو البت عندينا ڨعدت ليلتين ورا بعض فبيت جوزها و هي لساتها بنت بنوت عنڨول عنيه ايه !! 
حامد بصوت عال :  ديه يبڨى حرمة زييها مش رااااچل يا كبييييرة ! 😳
اكملت بهدوء مماثل  نحو طاهر و اردفت ببرود 
- طب ايه ڨولك لو ڨعد حداها سنة و نص و طلڨها و هي لساتها بنت بنوت ...بالخصوص لو كانت لهطة ڨشطة   يا طاهر ؟؟
طاهر بصوت عال و هو ينظر اليه بإشمئزاز 
-  ديه ينضرب بالچزمة على ڨفاه في الرايحة و الچاية و عينتف عليه صبح و مسا كمان يا كبيييييرة ...😡😤
اكملت طريقها نحو ياسين و اردفت بهدوء في ظل همهمات صامتة و تعجب البعض و صدمة البعض الآخر بهذا الخبر 
- طب و لو كان ضيف يا ياسين ؟؟ 
اجاب بشموخ و فخر : يبڨى  في الحالة ديه يڨعد حدانا  ياخذ واچب الضيافة و يشوف كرم الصعايدة و عاداتهم يا كبيرة 
نظر الى الجماعة بسخرية و اردف
- و اهو بالمرة يتعلم الرچالة عتعمل ايه  ليلة دخلتها 
واحد إثنان ثلاث .....انفجر الجميع ضاحكين 
جلال بضحك : قلتلك ايه  يا حضرة  الضابط ؟؟؟مش لو كان مشي معاها و اتكلمو على انفراد كان أشرف له !! 😂😂
مصطفى بدهشة : يخرب بيت ابو كدة !!! ده انا  لو  مكانه كان اهون عليا آخذ مؤبد على اني اخذ تهزيقة زي دي !! 
كانت تلك الضربة قاضية لطارق  الذي سويت كرامته بالارض تماما و اصابت رجولته في مقتل ... الغضب قد بلغ منه مبلغه كان سيتكلم لكن عاصم اوقفه
- هتتكلم تقول ايه بس يخربيتك  اتفضحنا كلنا وسط الصعايدة بسببك امشي قدامي من سكات !! 
- يعني هنسكت لهم ؟! 
أنس : هو احنا  بعد الكلام اللي اتقال ده هنقدر نرفع وشنا في وسطيهم حتى ؛!! منك لله كسفتنا قدام خلق ربنا كلهم يا بعيد 
كانوا سيغادرون و هم يجرون طارق الغاضب بقوة لكن صوت سعدية اوقفهم 
- استنى هني ....المرة دي احنا عديناها لاننا اعتبرناكم ضيوفنا  بس لو لمحنا وشك اهني مرة  تانية مش عنعتبرك ضيف و اديك عرفت اللي عيحصل فيك ... و نظرت اليهم نظرة فهمها الجميع
توجه طارق بنظره الى الجمع فوجد كل منهم يمسك نعله في يده و متوعدا له بالبص"ق
غادر و هو يتمتم بغضب رفقة زوج اخته و البقية 
حامد : يالا يا جماعة حصل خير اتفضلوا 
نظر جلال  الى ياسين 
- المأذون مستني يالا عشان تطلع لعروستك زمانها متضايقة من الفصل البايخ اللي عمله طليقها ده .. 
انطلق الجميع نحو الداخل ...
  نطق المأذون جملته الشهيرة  و اصبحت زوجته 
و أخيرا تحقق حلمه  
"بارك الله لكما و بارك عليكما و جميع بينكما في خير "
جلال : ألف مبروك يا حبيب أخوك .. همتك بقى يا عريس
ياسين بمزاح : ملكش دعوة بهمتي و شوف همتك انت ..ده انت خللت ف أم الخطوبة دي يا راجل  ....و الله  ماني خايف غير الواد الضابط  اللي خاطب من شوية ديه يعملها و يتجوز ڨبلك  انت اللي اسمك خاطب من سنتين  
تقدم مصطفى مازحا بعدما اوصل المأذون للخارج
 : سامع حد بيجيب في سيرتي !
 جلال : ياسين خايف لتتجوز قبل مني
مصطفى - و يخاف ليه ؟؟ ما احنا فيها و انا جاهز شقة و عفش و كله و فوق كل ده وحداني ..يبقى استنى ايه ؟؟ هوما شهر او اثنين بالكثير ....مش هأقدر استنى اكثر 
ياسين بضحك لجلال: اها مش قولتلك يا ابن العبيطة !! اڨعد انت امشي ورا ريهام و طلباتها لحد ما تعنزو سوا 🙄😂
- استاذ ياسين !! 
التفت الجميع  لمصدر الصوت ليرواا تلك الواقفة بتردد 
ياسين بترحاب- دكتورة ابتسام !! يا خطوة عزيزة اتفضلي 
نادي على الحجة يا جلال
ياسين - اتفضلي  اتفضلي يا مرحب اسوان كلها نورت يا دكتورة
ابتسام : يزيد فضلك .. منورة بأهلها .. انا اول ما  سمعت بالخبر قلت اجي بنفسي اباركلك و اديلك هدية فرحك   مع انك ما عزمتنيش .. بجد مبسوطة اوي عشانك 
سعدية : ي مرحب يا دكتورة .. ي مرحب  بالغالية 
احتضنتها ابتسام : بيك يا حجة الف مبروك عقبال ما تشيلي ولادهم يا رب 
سعدية بحزن : البقية في حياتك يا دكتورة .. احنا سمعنا باللي حوصل .. ربنا يصبر ڨلبك يا بتي
- تسلمي يا حجة ... بس انا معنديش حد ازعل عليه .
بقلم آلاء إسماعيل البشري 
تجمعت دمعة حارقة  بعيونها فمسحتها بسرعة و اخرجت من حقيبتها ظرف و هي تبتسم بحبور 
- كنت هتنسيني الهدية .. اتفضل 😊
امسك ياسين الظرف  باستغراب 
سعدية : ليه تتعبي نفسك يا دكتورة ديه شرف مجيتك لينا لوحده بالدنيا كلها ..
ابتسام : دي أقل حاجة اقدر اقدمها لياسين عشان اوفيه حق الاعتذار و اردله اعتباره اللي اتهان 
فتح ياسين الظرف و  سرعان ما اتسعت عيونه  بدهشة 
- ايه ديه يا دكتورة !!! بجد اللي اني شايفه ديه !!! 
امسك جلال الورقة وسط ذهول ياسين و تساؤل والدته عن محتواها
جلال بدهشة - ده عقد بيع و شرا  ارض !!! 
ابتسام برضا : ايوة يا جلال ....ارض البدري كلها بقت  بإسم ياسين ..
سعدية بدهشة :ارض البدري  !! .... ازاي !!!
- يا ست الحجة انا آسفة بجد بس انا سمعتكم  من غير قصد في المحكمة  و  عرفت أن عندكم مشكلة معاهم .
كنت عايزة اعوض الاستاذ بأي طريقة و اعتذرله بطريقتي
 عملت اتصالاتي  و عرفت أن الارض اصلا معظمها كان ملك لعيلتكم من زمان  بس جدكم الكبير فرط فيها بسبب الحوجة و من ساعتها  مشاكلكم معاهم  مش يتخلص بسبب ان المية و الكهرباء بتعدي من ارضهم  لارضكم عشان كدة. بيقطعوها عندكم قصد عشان ياخذو باقي الارض اللي حيلتكم منكم...
ياسين بدهشة : يقوموا هوما  يتخلوا عن ارضهم ؟!  انتي عارفة دي كام فدان ؟! ديه عشر مرات مساحة ارضنا ! طب  اقنعتيهم ازاي ؟؟
- يا سيدي ما تشغلش بالك انت المهم ان الارض بقت كلها بتاعتك ...
وضع ياسين الظرف في يدها بتوجس : بس ده كثير  ما عنڨدرش نڨبلها 
ابتسام بحزن : يعني معقولة  هتكسفني ؟ و لو قلتلك ان دي الحاجة الوحيدة اللي هتخليني مبسوطة و احس اني عملت حاجة كويسة في حياتي !
نظر ياسين بتردد الى والدته التي اومأت بالايجاب
-بس  مش ڨبل ما اعرف وافڨوا يتنازلوا عن ارضهم بالسهولة دي ازاي و ايه المڨابل لاكده !
ابتسمت ابتسام و اكملت : حاضر .. هنقول يا سيدي اني عرضت عليهم تبادل  مغري ...كتبت لهم شركة الكيلاني مقابل تنازلهم عن الارض ...و انت عارف ان شركتي اكبر شركة مقاولات في الشرق الأوسط و اسهمها تقدر بالملايين و ايراداتها في السنة خمس اضعاف ايرادات ارضهم من غير تعب ولا مجهود ولا أي حاجة ...هي بتمشي لوحدها زي الساعة مطلوب من المدير  يمضي و يعقد اجتماعات و بس ...العرض كان مغري محدش قدر يرفض .
ياسين : بس ديه كثييير !!! فرطتي في شركتك عشان تهديني ارض البدري ؟؟
ابتسام : فرطت ايه بس يا استاذ انا عندي عيادتي ايرادها مش بيقل عن ايراد الشركة ..و بعدين انا معنديش حد هسيبها لمين ؟
سعدية : ربنا يزيدك من نعيمه و يديك الصحة و طول العمر
اكملت ابتسام : طبعا انا كان ممكن اعرض العرض ده عليك  انت  و فكرت فيك انت الاول .. بس لما  سألت  عرفت أنك مستحيل تفرط في شبر واحد من ارض ابوك ..عشان كدة عرضت العرض  ده عليهم هوما و كنت متأكدة ان ولاد البدري مش هيرفضوه خصوصا بعد ما البدري الكبير اتوفى .
سعدية : مش عارفين نقولك ايه يا ست الدكتورة
ابتسام بحب :  قوليلي انكم قبلتو الهدية عشان اروح و انا مبسوطة 😊
سعدية بإمتنان : ربنا يجبر بخاطرك يا اميرة يا بنت الامرا
الهي يجعلك في كل خطوة سلامة و رزق و يجبر كسرك
و  يعوضك خير  
- يا رب يا حجة
- بس و الله ما انتي رايحة قبل ما تاخذي واجب الضيافة . انتي عتشرفينا  الليلة و الصباح رباح...اتفضلي معايا جوة
ابتسام : حاضر يا حجة 😊
"تستحق أن يُحبك أحدهم و يحملك في  قلبه كأنك مُعجزة, 
دلف الى غرفتها و هو لا يكاد يصدق ان هذا الكابوس قد انتهى و أخيرا : اصبحت ملكا له ...تتألق كنجمة في ذلك الثوب المخملي الذي يبرز تفاصيل جسدها بسخاء 
كانت تجلس الى طرف السرير بخجل و هي تتذكر ليلة دخلتها السابقة ...حيث لم يكلف ذلك الاحمق نفسه عناء النظر إليها حتى ! 
اقترب منها و امسكها من يدها لتقف بخجل 
ازاح تلك الطرحة عن وجهها و راح يتأملها بعشق شديد 
- مبروك عليا وجودك في حياتي .. نورتي بيتي و ڨلبي و دنيتي  يا ڨمري 
روز بخجل : الله يبارك فيك 
..أنا آسفة بجد على الموقف اللي عمله ط....
وضع اصبعه فوق شفاهها  و همس في اذنها  بحب:
 هسسسس  محصلش حاچة....بس شفايفك الحلوة ديه متنطڨش اسمه بعد اكده ..و لا اسم اي حد تاني
اجلسها على السرير و جلس بجوارها و هو  لا يزال يتأملها
 رفع وجهها المتورد من الخجل  يجبرها على النظر اليه 
 - بصي في عيوني يا روز  ...
سرحت للحظة  في لون عيونه البني الفاتح  ....لم تنتبه من قبل كم انهما ساحرتان ...
- اني ماعوزكيش تفتكري أنك كنتي متجوزة  واصل 
و لا كأنه كان موچود ڨبل سابڨ بحياتك  اني عاوز من النهارده   نبتدي صفحة چديدة و ننسى كل اللي فات .. ڨلتي ايه يا روز ؟ 
كانت تتأمل تفاصيل وجهه التي كانت تخجل من تأملها سابقا 
ضحك من شرودها في ملامحه ... لمس طرف انفها بعبث
- ايه ؟؟غرڨتي ولا ايه ؟ 
اخفضت عيناها بخجل و قالت بتوهان
- هاا... لا معاك .....انا موافقة بس بشرط 
اومأ بتعجب و هو ينتظر معرفته !
سرحت في ذكرياتها قليلا ثم اردفت
-  ماما كانت دايما بتحكيلي ازاي لما اتولدت كنت بيضا و خدودي حمرة و عيوني مفتحة على عكس العيال اللي بتتولد مغمضة و مكرمشة ...الممرضة اول ما شافتني  قالت  اني شبه الوردة المفتحة.. فاقترحت عليها اسم وردة  ..و لان ماما خريجة لغات  سمتني "روز " يعني وردة برضو بس بالفرنساوي 
ياسين بحب - اها كملي .
- بص  انا صحيح  بحب اسم روز ... بس  حبيت منك اسم ندى أكثر ...كفاية ذكراه معاي ...موافق تناديني ندى ؟؟
- موافڨ يا ندى الروح انتي 😍
- انا اعتبرت  اصلا  حياتي ابتدت من يوم الحادثة  ..قبلها مكنتش حاسة اني عايشة....كانت حياتي كلها كابوس لحد اليوم اللي اتعرفت فيه عليك 
قبل جبينها بشغف : انا بحبك ڨوي .. و كنت مستني اللحظة دي من زمان ...كنت شايفها بعيدة ڨوي يا ندى ..
مش مصدڨ اني عايشها معاكي دلوك 
اخرج من جيبه علبة قطيفة و فتحها ... امسك الدبلة و الشبكة و البسها إياهم  ثم إحتضنها بحب  
- ربنا ما يحرمني منك أبدا .. 
- ولا يحرمني منك يا حبيبي 🥰
- عجبتك يا نور عيني ؟ 
روز بلهفة : حلوة اوووي...
توقفت لهفتها لوهلة و زمت شفتيها بزعل طفولي 
-بس ايه لزمتها المصاريف دي كلها !! 
في الاول اصريت  على الفستان الغالي ده و دفعت نص المبلغ فيه  مع اننا كان ممكن نشتري فستان عادي و تحوش مبلغ التعويض اللي اتصرف لك و تعمل بيه مشروع بدل شغلك اللي استقلت منه .. و دلوقت مشتري ذهب مكلفك النص التاني !! انا ما طلبتش شبكة و لا فستان غالي يا ياسين ... انا كل اللي كنت عاوزاه اني اكون معاك و بس .
- مفيش حاجة تغلى عليكي يا ڨلب ياسين انتي ...و بعدين فداكي مبلغ التعويض ...انتي وشك خير عليا من يوم ما عرفتك ...اني صحيح دفعت المبلغ كله عشان اعوضك و اشوف  الفرحة ديه بس ربنا عوضني عشر اضعافه 
اخرج الظرف و وضعه في يدها بحب: دي عقد  بيع ارض البدري اللي كنت حكيتلك عنيها ...الدكتورة ابتسام هديتني اياه نڨوط فرحنا 
- بجد يا ياسين !! 
ياسين بحب : بجد يا عيون ياسين ..مش ڨلتلك وشك خير !! 
اقترب منها برغبة و همس لها : بس تصدڨي ان الفستان مخليكي شبه النچمة بچد ..و الله الفلوس اللي اندفعت فيه ما توفيه حڨه .
- عجبك بجد ؟؟ 
- عجباني صاحبته اكثر ..
تحسس جسدها برغبة  و هو يقربها منه اكثر فإنتفضت  و هي تغمض عينيها بخجل
- ياسيييين !! 
ياسين بلهفة - عيووونه ....بڨولك ايه ...
هو احنا عنڨضيها كلام طول الليل ولا ايه ! اكده الود طليڨك ديه يشمت فينا  ما تنسيش احنا في الصعيد مش في مصر ! 🙄😂
روز بإحراج: احم..تقصد ايه ؟؟ 
ابتسم و هو ينظر الى شفاهها برغبة - اقصد تڨومي أساعدك عشان تغيري الفستان ديه 🥰
ثم يأتيك عوض الله الجميل بهيئة شخص يجبرك جبرا عجزت انت عن تخيله و يعشقك و كأنه لا يوجد على الارض سواك 
تمت بحمدلله

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-