رواية انتصار الحق الجزء الثاني 2 بقلم شهد الشوري

رواية انتصار الحق الجزء الثاني 2 بقلم شهد الشوري


رواية انتصار الحق الجزء الثاني 2 هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة شهد الشوري رواية انتصار الحق الجزء الثاني 2 صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية انتصار الحق الجزء الثاني 2 حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية انتصار الحق الجزء الثاني 2

رواية انتصار الحق بقلم شهد الشوري

رواية انتصار الحق الجزء الثاني 2

في صباح اليوم التالي

بتلك الغرفة التي شهدت ليلة من الجنة قضاها الاثنان برفقة بعضهم افيق أوس سرعان ما عصف برأسه ما حدث ليلة أمس التفت ينظر للجانب الأخر من الفراش…..ليجده فارغ على الفور خمن انها نادمة على ليلة امس

اعتدل جالساً يرتدي بنطاله و قبل ان يدخل للمرحاض استمع لصوت طرقات على الباب يليه دخول ادم و خلفه اوس و ريان قائلاً :

صحيت متأخر ليه…………..

قطع حديثه قائلاً بصدمة و هو ينظر للفراش لتقع عيناه على دماء على الفراش :

ايه ده !!!

بتلك اللحظة دخلت حياة للغرفة عندما وجدت الباب مفتوح لتسمع امير يقول بقلق :

انت متعور !!!

لم تفهم من المصاب لكنها رأت الدماء على الفراش بينما اوس يقف متوتراً ظنت انه مصاب اقتربت منه قائلة بقلق :

اوس انت كويس

اومأ لهم بصمت لتسأله بقلق :

اومال ايه الدم ده

وقعت عيناها على شيء يلمع بجانب الفراش لتسأله بتعجب :

مش ده الخلخال بتاع مهرة !!!!

على الفور خمن الأربعة ما حدث من توتر اوس الملحوظ ليجز ادم على اسنانه قائلاً بغضب :

ايه اللي هببته ده

ثم تابع حديثه قائلاً لحياة بصرامة :

حياة استني بره شوية

خرجت حياة بعد ان خمنت ما حدث متوجهة لخارج القصر حتى تلحق بموعدها فاليوم هو اول جلساتها من الطبيب النفسي !!!

اما بالداخل اقترب ادم من اوس قائلاً بغضب :

انت قربت منها

لم يجيب اوس ليدفعه ادم بكتفه قائلاً بغضب :

خونت الأمانة

اوس بضيق :

مش بأيدي و لا بأيدها جت كده و بعدين لا عملت لا حاجة غلط و لا حرام……دي مراتي

ادم بغضب :

لا غلط يا استاذ يا محترم كتب كتابك مش معناه انك تقرب منها كده و تتجاهل العادات و التقاليد هي تعتبر أمانة عندك لحد ما خالتها او ولي امرها يسلمهالك في فرحكم

سأله بغضب :

هي فين !!!

اوس بضيق :

صحيت ملقيتهتاش جنبي

زفر ادم بضيق و نظر لأوس الذي اصبح مؤخراً يتصرف بحماقة و تهور في كل شيء ضرب يد بأخرى ثم خرج من الغرفة خلفه امير و ريان بعدما القوا عليه نظرات عتاب

ليتجهز هو ثم نزل للأسفل يبحث عنها بعدما قام بتنظيف الغرفة بنفسه لكنه وجدها حبيسة غرفتها تغلق الباب عليها من الداخل لا تجيب عليه

……….


بتلك العيادة الخاصة بالطبيب ” عمر ابو زيد ”

كانت حياة تخطو للداخل بتردد بعدما جاء دورها اغلقت الباب خلفها و هي تنظر لذلك الطبيب ذو الثلاثون عاماً يجلس خلف مكتبه يرتسم على شفيته ابتسامة هادئة مطمئنة تحثها على الدخول بعدما رأى التردد بوضوح بمقلتيها


جلست حياة على المقعد امامه ليسألها بابتسامة :

شكرته بابتسامة لطيفة ليحثها هو على الحديث قائلاً برفق :

اي حاجة عرفي عن نفسك قولي اي حاجة مضيقاكي

صمتت لبعض الوقت ثم بدأت بالحديث قائلة :

انا اسمي حياة….حياة العمري بس مش بحب استخدم اسم العمري يعني بفضل انسب اسمي لاسم عيلة والدتي الجارحي

ده ليه علاقة لوالدك يعني علاقتكم سوا فيها توتر

ابتسمت ساخرة ثم تابعت حديثها مرددة بحزن :

مفيش علاقة اصلا…..انا اعتبرت والدي ميت من سنين طويلة

الحكاية بدأت من و انا عندي خمس سنين كنا عايشين مبسوطين كانت حياتنا كويسة اوي لحد ما جدي مات و الست دي ظهرت فيها…….


كأنها كانت تنتظر تلك اللحظة لتخرج فيها ما بداخلها اخذت تسرد عليه كل ما حدث بالماضي و كأنها تحدث نفسها و اكتفى هو بالصمت و الاستماع لها بتركيز مع تدوين بعض الملاحظات

ما ان انتهت نظرت له لتجده يبتسم كعادته منذ أن دخلت من باب هذه الغرفة ليسألها :

زعلتي على والدك لما تعب

اوَآت برأسها قائلة بحزن :

ابقى كدابة لو قولت مزعلتش و كرهت نفسي عشان زعلت عليه و هو ميستاهلش

نظر لها قائلاً بجدية :

على حسب كلامك علاقتك بوالدك زمان كانت كويسة و كنتي قريبة منه و بتحبيه اوي

اومأت له ليتابع عمر بابتسامة :

كل الحكاية انك مش بتكرهيه انتي بس على قد ما كنت بتحبيه اتصدمتي من اللي عمله و على قد حبك ليه زمان على قد ما اتوجعني منه

حياة بانفعال و نفي :

مش بحبه انا بكرهه و مكرهتش في حياتي قده

صمت للحظات ثم سألها بهدوء :

انتي هنا ليه

اكتفت بالصمت ليكرر السؤال عليها مرة اخرى لتجيب عليه بعد لحظات صمت :

عشان اتعالج…..و انسى الماضي

سألها بهدوء :

كوني متأكدة اني هنا عشان اعالجك و عشان ده يحصل لازم تتكلمي معايا بكل صراحة

نظر لها قائلاً بنبرة هادئة حتى تطمئن :

الكلام اللي بيدور بينا دلوقتي مش هيطلع بره الأوضة دي يعني تقدري تتكلمي عن كل اللي جواكي و بتحسي بيه بصراحة و من غير خوف او تردد عشان تساعدي نفسك و انا كمان اقدر اساعدك

ابتلعت ريقها قائلة بحزن و اعين تلمع بالدموع :

منكرش اني وجعي منه اكبر من كرهي ليه بس انا مش قادرة و لا هقدر اسامحه

ثموتابع بصوت مختنق و وجع :

انا بسببه عيشت وجع كتير بسببه كنت بحس بحرمان لما بشوف اي طفل سعيد مع باباه و مامته كنت ساعات كتير بحس بغيرة


صمتت لبعض الوقت قبل أن تتابع بحسرة :

بسببه انا مقدرتش اكون ذكريات طفولة بين اب و ام و عيلة سعيدة ملحقتش اشبع منها و لا من حنانها هو حرمني منها و خلاني يتيمة في يوم ساعات كتير كنت بغير من اخواتي لانهم قدروا يكونوا ذكريات معاهم قدروا يشبعوا منهم و من حنانهم

نظرت له قائلة بحزن و يأس :

انا بسببه مش قادرة اعيش حياتي مش قادرة اخد خطوة واحدة……بسبب اللي حصل انا مش عارفة انا عايشة ليه و لا عايزة ايه ، الأول كنت عايشة عشان احقق انتقامي و حققته بس دلوقتي مش عارفة انا عاوزة ايه

ابتسم قائلاً بهدوء :

طبيعي جداً ان اي شخص يمر بتجارب قاسية في الحياة و طبيعي ان تحسي بوجع و ألم لما تفتكري الماضي……..تفكيرك في الماضي زيادة عن اللزوم هو سبب حالتك كل مرة بتفكري فيه بيتولد جواكي مشاعر سلبية بتخليكي حاسة بكل ده

ثم تابع بابتسامة :

ليه لما بتفكري في الماضي بتشوفي الوحش بس

– عشان مكنش فيه غير الوحش

اجابها بنفس ابتسامته التي تزين ثغره :

مين قال كده….تفتكري انتي و اخواتك كنتوا هتكونوا قريبين من بعض……فكري في الإيجابيات اللي اتعلمتيها من الماضي متشوفيش الوحش بس

سألها بهدوء :

انتي ليكي اصحاب مقربين يعني بتفضفضي مع حد بتحكي في اللي مضايقك

نفت برأسها قائلة :

عندي اخواتي و زينة بنت خالي بس عمري ما اتكلمت مع حد و فضفضت يعني دايما كنت اسمع او اديهم النصيحة و من جوايا بقول لنفسي قولي لنفسك الكلام ده و طبقيه بس مش بقدر

ابتسم عمر قائلاً :

طبيعي جدا ان الشخص ينصح غيره و ميقدرش يطبق النصيحة دي لنفسه……انا صحيح دكتور نفساني شغلتي اعالج لكن لو كنت مكانك او مكان اي مريض تاني مش هقدر اساعد نفسي و هلجأ للي يساعدني

نظرت له بصمت ليتابع هو بابتسامة :

مش صح انك تفضلي تكتمي مشاعر الحزن و الألم جواكي كل شخص بيحتاج يكون في حياته شخص مقرب و ثقة يكون موجود في حياته يحكيله اللي جواه و اللي بيحس بيه يعني بالعربي يفضفض معاه

نفت برأسها قائلة. بحزن :

مقدرش اعمل كده

– ليه

تنهدت بحزن قائلة :

عشان مش عايزة حد يحس اني ضعيفة او اشوف نظرة شفقة في عيون حد

ابتسم قائلاً بهدوء :

بس انتي مش ضعيفة انتي قوية جدا اللي تمر بكل ده و تفضل واقفه على رجليها و توصل للي انتي وصلتي ليه عمرها ما تكون ضعيفة

تنهد و هو يزيح نظارته الشفافة بعيداً عن عينيه قائلاً بابتسامة :

كتير اوي بيشوفوا ان المرض النفسي ده شيء مخجل مينفعش يتكلموا فيه عشان نظرة الناس ليهم و بيرفضوا يعترفوا اصلا بيه لكن انتي جيتي بنفسك لهنا عشان عارفة ان عندك مشكلة و عايزة تتعالجي و تكملي حياتي بشكل احسن دي شجاعة قوة منك

ابتسمت بهدوء ليسألها هو فجأة :

جربتي تكتبي مذكرات خاصة بيكي

– مذكرات !!!

ابتسم قائلاً :

ممكن تخرجي كل المشاعر السلبية اللي جواكي على ورق اكتبي كل اللي بتحسيه و مش هتقدري تحكيه لحد

اومأت له بصمت ثم نظرت لساعة يدها لتجد انها تجاوزت الوقت المحدد و اخذت الكثير من وقته لتقف قائلة باعتذار :

انا خدت وقتك كتير اوي…..اسفة لو عطلتك

نفى برأسه قائلاً بابتسامة لا تفارق شفتيه :

لا عطلة و لا حاجة

دون لها دواء على ورقة ثم اعطاها لها قائلاً بهدوء :

هتمشي ع العلاج ده و اعملي زي ما اتفقنا اكتبي كل اللي جواكي على ورق كل شعور سلبي جواكي اكتبيه كل ما تفتكري الماضي فكري في الإيجابيات اللي اكتسبتيها منه و بس

اومأت له بصمت ليتابع هو حديثه :

الجلسة الجاية بعد اسبوعين

شكرته ثم غادرت العيادة و لا تنكر ابدا شعور الراحة الذي يغمرها بعد ان تحدثت و اخرجت كل ما بداخلها……لكن هي لا تعلم أن قدومها لهنا سيترتب عليه الكثير !!!!!

……….

كانت تخرج من البناية و كادت ان تصعد لسيارتها لكنها توقفت بصدمة عندما سمعت لصوته يأتي من خلفها قائلاً :

حياة

التفتت له بصدمة قائلة بتوتر :

إلياس انت بتعمل ايه هنا !!!

ابتسم قائلاً و هو يشير لمطعم موجود أمام البناية :

انا اوقات بكون هنا يعني لو في مواعيد بره الشركة بتكون هنا

اومأت له بتوتر ليسألها قائلاً :

انتي بتعملي ايه هنا

حاولت اخفاء توترها قائلة :

كنت رايحة الشركة و نزلت اشتري ماية من السوبر ماركت

اومأ لها قائلاً :

طب ممكن نتكلم شوية

نفت قائلة باعتراض فهي لم تنسى حديثه معه امس و ما قاله لها :

مش فاضية

اوقفها قائلاً باعتذار :

استني……انا عارف انك زعلانة من اللي قولته امبارح صدقيني مكنش قصدي…..غصب عني بغير عليكي منه بتجنن لما اشوفه قريب منك

استنكرت ما قال لتنظر له قائلة بسخرية :

اشمعنا هو مش بيعمل زيك هو كمان بيغير

نفى برأسه قائلاً بحب :

عشان مش بيحبك زيي انا صحيح شوفتك من قريب بس صدقيني بحبك اوي و بغير عليكي بجنون اعذريني في ده

سعيدة بما قال لكنها خائفة لا تنكر ذلك نظرت له ليتابع هو حديثه قائلاً باعتذار :

متزعليش مني حقك عليا

تنهدت بعمق ثم اومأت برأسها ليسألها بابتسامة :

يعني مش زعلانة

اومأت له قائلة :

اه….اتأخرت و عندي شغل

اوقفها قائلاً بابتسامة :

طب عشان اضمن انك مش زعلانة خلاص ينفع نقضي اليوم سوا يعني نتغدا سوا و نروح المكان اللي انتي عوزاه

كادت ان ترفض لينظر لها برجاء و بعد إلحاح منه وافقت على ما قال

………..

بمستشفى الجارحي

كان يخرج من غرفة العمليات يفكر فيها من تشغل عقله و قلبه منذ سنوات لكن خوفه سبب ابتعاده و تهربه منها نعم يهرب منها منذ ان غادر القصر هو و اخوته و هي تحاول الحديث معه و هو يتعمد تجاهلها و التهرب منها

كان بطريقه لمكتبه لتقع عيناه عليها و هي تقف برفقة احد الأطباء العاملين بالمستشفى تبتسم له و الاخر ينظر لها نظرات غير بريئة بالمرة

اقترب منهم قائلاً بغضب :

واقفين بتعملوا ايه…..مفيش وراكم شغل

ندا ببرود :

وقت الراحة و كنت واقفة مع زميلي شوية في حاجة يا دكتور ريان

ريان بنظرة نارية للطبيب الشاب الذي يقف بجانبها :

روح شوف شغلك

رحل الأخر على الفور و ما ان غادر جذب ريان ندا من يدها خلفه ثم دخل لمكتبه و اغلق الباب خلفه قائلاً بغضب :

انتي عاوز توصلي لايه باللي بتعمليه ده

ندا بغضب :

مش عاوزة اوصل لحاجة اما معملتش حاجة غلط واقفة مع زميلي في وقت الاستراحة ايه اللي مضايقك في كده

ريان بغضب :

يضايقني طبعا

ندا بغضب :

تضايق بصفتك ايه

صمت للحظات بينما هي كانت تتأمل ان ينطق بما تراه بعنياه و لا ينطق به لسانه لكنه قال بهدوء :

بنت عمي

ضحكت بسخرية مريرة قائلة :

بنت عمك اللي بقالك فترة بتتجاهلها و كلما تتكلم معاك تسيبها و تمشي…..بنت عمك في دي بس و الباقي لأ يا ريان

– انا حر

صرخت عليه بغضب يخالف شخصيتها الهادئة

مثله تماماً :

انا كمان حرة اقف مع اللي انا عوزاه ميخصكش

كادت ان تغادر ليوقفها قائلاً بغضب :

استني عندك

التفتت له قائلة بغضب :

نعم

اقترب منها قائلاً بتحذير :

اخر مرة اشوفك واقفة معاه

نظرت له قائلة بسخرية و غضب :

قولتلك ميخصكش انا حرة انت مش ابويا و لا اخويا عشان تحاسبني يا دكتور

غادرت و تركته يشتعل من الغضب و الغيرة تتوعد له بالمزيد من هذا حتى يعترف بما بداخله

…………

بخطوات مرتعشة كانت تدخل من باب القصر الداخلي و هي تتمنى ان لا تراه شهقت بقوة و هي تراه يجلس ببهو القصر ينتظر وصولها منذ الصباح الباكر ما ان علم بقدومها

انتفض واقفاً مقتربًا منها قائلاً بلهفة و اشتياق :

هنا

تراجعت خطوات عدة للخلف بفزع قائلة :

ابعد عني

ابتلع غصة مريرة بحلقه و هو يرى ذعرها الشديد منه قائلاً بندم و ألم بشع ينهش قلبه :

انا اسف

تمالكت نفسها بصعوبة حتى لا تبكي قائلة بصوت مختنق و هي ترى سليم يأتي من خلفه :

حضرتك بعتلي ارجع ليه يا جدو

ابتسم مقترباً منها يحاوط كتفها بيديه قائلاً بحنان :

هنروح مشوار سوا و بعدها اللي انتي عايزاه كله هيحصل يا بنتي

اومأت له بصمت و هي لا تفهم شيء توجهت للخارج برفقته و خلفهم ادهم يستقل سيارة بمفرده حتى لا يزعجها او يسبب له اي خوف

.

.

بعد وقت كان يدخل الثلاثة من باب ذلك المخزن الموجود بمنطقة خالية من السكان

شهقت هنا بقوة عندما وقعت عيناها على سمر مقيدة على مقعد بوجه مليء بالكدمات و بحالة يرثى لها و شخص اخر مقيد على مقعد بجانبها لم تستطيع التعرف على وجهه فقد كان يخفض وجهه فاقداً للوعي و كذلك سمر

تجولت بنظرها بالمكان لتقع عيناها على امرأة عجوز مقيدة على مقعد بجانبهم تنظر نحو سليم بغل و كراهية شديدة اخافتها

خاصة حين نطقت بغل :

والله زمان يا سليم يا جارحي….بس ايه رأيك في اللي عملته بوظتلك حياة حفيدك و حفيدتك و خدت حقي منك و من ابنك و قمر اللي فضلها عليا

ضحك سليم بسخرية و بداخله يتوعد لها فقط صبراً

جاء احد الرجال بمقاعد لهم و جلست هنا بجانب سليم لا تفهم شيء مما يقال و كذلك أدهم المصدوم مما قالته تلك السيدة التي كان قليلاً ما يلتقي بها حتى انها لم تحضر حفلة خطبته على ابنتها الحقيرة بسبب سفرها خارج البلاد

اشار ادهم بيده لأحد الرجال الذي سكب دلو من الماء فوق رأس كلاً من سمر و وائل شهق الاثنان بقوة و معهم هنا التي تفاجأت برؤية وائل

سليم بسخرية و هو يشير سمية :

اعرفك الأول يا أدهم بسمية……طليقة ابوك !!!

توسعت اعين ادهم بصدمة ليتابع سليم حديثه قائلاً بسخرية :

كانت مرات ابوك قبل ما يتجوز قمر…..اتجوزها بعد ما اتخرج من الجامعة كان فاكرها زوجة مناسبة بس هي مكنتش اكتر من واحدة اناينة…..شايفة نفسها بتعمل مشاكل بينا علطول و بتوقع بينه و بين الكل مستهترة و فضل سنتين مستحملها و فضل باقي عليها لما عرف انها حامل بس هي من انانيتها و جحودها راحت و نزلت الولد اللي في بطنها عشان مش جاهزة تكون ام من غير ما ترجع ليه

نظر سليم لادهم المصدوم ثم تابع حديثه :

ابوك كان هيطلقها بس حب يقهرها الأول لانه عارف ان اهم شيء في حياتها مظهرها قدام الناس….اتجوز عليها قمر كانت شغالة عندنا في القصر و اعلن قدام الناس كلها جوازه…هو صحيح مكنش بيحب قمر في الأول بس مع الوقت حبها و هي كمان حبيته و عدى اسبوع و كان ابوك مطلق سمية

ضحكت سمية ساخرة ليتابع سليم حديثه قائلاً :

اما بنتها بعد سنين دخلت حياتنا و دمرت حياة احفادي

نظر لهنا قائلاً بجدية :

كل اللي حصل معاكي كانت هي و بنتها سبب فيه ادهم عمل معاكي كده عشان…….ثم قص عليها ما فعلوه هؤلاء الثلاثة بها

ما انتهى ضحكت سمية قائلة بغل :

كل اللي حصلهم كان بأمر مني و سمر الغبية كنت بحركها و بقولها تعمل ايه بالظبط و هي تنفذ مش عشان غبية لا عشان بتحب الفلوس

سليم بسخرية و احتقار :

طلعالك مش جيباه من بره

نظرت هنا للجميع و الدموع تغرق وجهها وركضت لخارج المخزن و خلفها ادهم و سليم الذي احتضنها بحنان لتبكي باحضانه بانهيار و ادهم يتابعها بحزن و ألم يمزق قلبه يلعن غبائه الذي اوصله معها لما هما فيه الآن بعد دقائق توقفت عن البكاء

ليسألها سليم لهنا بحنان :

هنا يا بنتي انتي دلوقتي عرفتي الحقيقة كلها القرار دلوقتي في ايدك و انتي اللي تقرري تكملي مع ادهم او لأ

صمتت هنا للحظات ثم قالت بجدية و هي تزيل الدموع من على وجهها :

اللي عوزاه يا جدي اني ورقة طلاقي توصلي في

اقرب وقت !!!!

………..

مساءاً بقصر الجارحي

بعد يوم سعيد قضته برفقته و كذلك هو توقفت سيارة إلياس الذي ابتسم بحب لحياة قائلاً :

انبسطت اوي يا حياة عشان كنتي موجودة معايا

ابتسمت هي الاخرى قائلة بابتسامة :

كان يوم حلو فعلا

ابتسم بسعادة ثم التقط كف يدها مقبلاً اياه برقة قائلاً بحب :

تصبحي على خير

جذبت يدها من يده ثم غادرت السيارة و ما ان اختفت من امامه لداخل القصر

رفع إلياس رأسه لأعلى بدون قصد لتقع عيناها على بدر يقف بشرفة غرفته ينظر نحوهم فقط كان يقف هنا منذ وقت بنتظر مجيئها ليطمئن عليها بعدما هاتفها اكثر من مرة لكنها لا تجيب

ليتصنم جسده بمكانه و تشتعل عيناه بغضب و غيرة بعدما شاهدها برفقته بالسيارة تبتسم و ذلك البغيض يقبل يدها دخل لغرفته دافعاً المزهرية بالحائط بغضب ثم جلس ارضاً صدره يعلو و

يهبط بانفعال

اخذ يحدث نفسه…..إلى متى سينتظر حتى تخبره انها لا تريده و ان قلبها يحب غيره و اختار غيره مشاعرها تجاه ذلك المدعو إلياس ظاهرة بوضوح هو فقط من كان يعاند نفسه هي ليست له !!!!

………..

في صباح اليوم التالي بقصر الجارحي

– بدر انت رايح فين

قالتها حياة بصدمة و هي تراه يخرج من غرفته

يجر حقيبته خلفه

التفت لها قائلاً بابتسامة حزينة :

اظن وجودي مبقاش ليه لازمة

سألته بصدمة :

هتسافر

اومأ لها قائلاً بحزن :

مبقاش فيه سبب استنى عشانه…..لاني ببساطة خسرت

التمعت عيناها بالدموع حزينة عليه :

خسرت ايه

تنهد بحزن قائلاً بوجع :

خسرتك انتي يا حياة يعني حتى لو مقولتيش بس انا بلاحظ و بشوف و بحس……حبك ليه واضح من غير كلام

اخفضت وجهها قائلة بصوت مختنق و اسف :

انا اسفة

ابتسم قائلاً بحزن :

متتأسفيش دي حاجة مش بأيدك و لا بأيدي

ابتلع غصة مريرة بحلقه و منع نفسه بصعوبة من احتضانها او تقبيل جبينها لاخر مرة قبل أن يغادر اكتفى فقط بتأمل وجهها و عيناها الساحرة التي لم و لن يرى بجمالها ابداً

منحها ابتسامة صغيرة لم تصل لعيناه و الم ينهش قلبه على فراقها قبل أن يغادر القصر بأكمله

عائداً من حيث جاء !!!

في المساء بقصر الجارحي

كانت مهرة حبيسة غرفتها منذ صباح الأمس كلما حاول التحدث معها لا تجيب فقط يستمع لصوت شهقاتها التي تحاول كتمانها تعجب الجميع من عدم رغبتها في الخروج من غرفتها و ظنوا انها تشاجرت مع اوس الذي حاول بشتى الطرق ان يجعلها تفتح الباب و عندما حاول أن يكسره مساء الأمس ترجته بأن يرحل و لا يكسره

توجه لغرفتها اليوم و هو عازم على ان يجعلها تفتح ذلك الباب اللعين حتى لو سيحطمه رغماً عنها

اوس بصرامة :

مهرة افتحي الزفت الباب ده

لا تجيب فقط ارتفع صوت شهقاتها ليدفعه بقدمه بقرة قائلاً بغضب :

يا تفتحيه يا هكسره و انتي حرة بقى

اقتربت مهرة من الباب قائلة بصوت متحشرج من البكاء و بشهقات عالية :

امشي با اوس


صرخ غاضباً من بكاءها و دفع الباب بقدمه مرة اخرى بقوة :

مش همشي و افتحي الزفت ده احسنلك

فتحت الباب بتردد و ما ان رأى هيئتها وجهها الشاحب و عيناها الحمراء المتتفخة من كثرة البكاء سالها بحزن :

للدرجة دي ندمانة

بكت اكثر قائلة بحزن :

اللي حصل غلط….انا غلطت مكنش ينفع ده يحصل دلوقتي……

قاطعها قائلاً برفق و هو يجذبها لاحضانه محاولاً جعلها تتوقف عن البكاء :

اللي حصل غصب عني و عنك بس انتي مراتي احنا بس اتسرعنا في الخطوة دي

ابعدها عنه محاوطاََ وجهها بيديه قائلاً :

معملناش حاجة حرام كل ده حصل و انتي مراتي قدام ربنا متلوميش نفسك

مسح دموعها قائلاً بحزن :

انتي مش غلطانة انا اللي مقدرتش اتحكم في نفسي

نفت برأسها قائلة بحزن :

كنت اقدر اوقفك بس انا……

لم تستطيع أن تكمل حديثها ليكمل هو بدلاً

عنها قائلاً :

ضعفتي زي ما انا ضعفت

اخفضت وجهها بحزن ليجذبها لاحضانه قائلاً برفق :

حقك عليا و صدقيني مش هتتكرر تاني و انا هحاول اقدم ميعاد الفرح


لازال جسدها يهتز بين يديه من البكاء جذبها و جلس امامها على الفراش قائلاً و هو يجفف دموعها بيده :

اضحكي بقى عايز اشوف ضحكتك يا مهرتي

اومأت له بابتسامة صغيرة صمتت للحظات قبل ان تنظر لعيناه قائلة بحب :

انا بحبك يا اوس اوعى في يوم تجرحني او تخليني اندم اني وثقت فيك

ابتسم بحب مقبلاً جبينها قائلاً :

عمري ما اخليكي تندمي

وضع خصلات شعرها خلف اذنها قائلاً بمرح :

يلا قومي هنخرج نتعشى بره سوا و لو عايزك تروحي اي مكان انا تحت امرك مولاتي الجميلة

ضحكت بخفوت و تجهزت ثم غادرت برفقته و هي تحاول تجاهل شعور الخوف الذي يلازمها و لا

تعرف سببه !!!

………

في صباح يوم جديد…..بحديقة قصر الجارحي


كان الخمسة يجلسون برفقة بعضهم قبل الذهاب لأعمالهم يستمعون لحياة التي تقول بحماس :

الفيلا القديمة اللي كنا قاعدين فيها بقت صغيرة دلوقتي و مش هتكفي ليكم خصوصا بعد ما تتجوزوا و تملوا البيت اولاد حلوين

امير مؤيداً لما تقول :

عندك حق عايزين مكان كبير يكون خاص بينا….نكَون فيه ذكريات لينا و لولادنا فيما بعد ان شاء الله

ادم بابتسامة :

انا فكرت في كده فعلاً و في قصر كبير مساحته مناسبة و كويسة و قريب اوي من هنا

ابتسم الجميع بسعادة لتختفي الابتسامة من على وجه حياة عندما سألها ادم :

من امتى بنخبي…..بتروحي لدكتور نفسي من غير ما تقولي لحد فينا

نظر باقي اخوانها لها….تنهدت بحزن قائلة :

كان لازم اخد الخطوة دي من زمان…..انا زيي زيكم كل واحد جواه خوف لحد دلوقتي حتى لو مش مبين…..مش معنى اني بقول النصيحة لكل واحد فيكم اني تمام و اني بعمل بيها

اوس بعتاب :

طب ليه مقولتيش لينا هو حد كان هيعترض

نفت برأسها قائلة بحزن :

محبتش اشغل حد فيكم و مكنتش حاجة مستاهلة

ادم بعتاب :

محدش اشتكى ليكي اشغلينا يا ستي و لا يهمك احنا عندنا كام حياة يعني عشان ننشغل عنها….زعلت لما عرفت من الحراس مش منك

حياة بتساؤل :

انت بتراقبني

اومأ لها قائلاً بجدية :

انتي و اخواتك بس من بعيد لبعيد عشان ابقى مطمن عليكم

امير بتساؤل :

مرتاحة مع الدكتور او الدكتوره اللي متابعة معاه

اومأت له بصمت ليسألها ريان عن اسم الطبيب لتجيبه قائلة :

عمر أبو زيد

ابتسم قائلاً :

اعرفه قابلته كام مرة قبل كده

امير بتساؤل :

انتي بتحبي بدر و لا لأ

نظرت له بصدمة تتساءل من اين علم و من نظرات الباقين يبدو انهم كانوا يعلمون ايضاً كادت ان تتساءل ليأتيها الرد من ادم قائلاً بهدوء :

احنا عارفين من يوم ما طلب يتجوزك و رفضتيه هو جالنا و قالنا اللي عمله و انه هيفضل يحاول عشان يخليكي تقبلي بيه…..مكنش عاوز يعمل كده ورانا عشان منعرفش من غريب و ما يخسرش ثقتنا فيه

ريان بهدوء :

كان عاوز موافقتنا عشان ميكونش اللي بيعمله غلط

لا تنكر ابداً شعور الاحترام الذي ينمو بداخلها تجاه بدر يوماً بعد يوم جاء سؤال امير مرة اخرى :

بتحبيه يا حياة !!!

ليتابع ادم بغموض :

بتحبي بدر و لا…..إلياس !!!

اخفضت حياة وجهها ارضًا و لم تجيب ليتدخل ريان بالحديث قائلاً :

لو كانت بتحب بدر مكنتش خليته يسافر الظاهر ان اجابة سؤالك…..إلياس+

نظر الأربعة نحوها لتتحاشى النظر نحوهم ليأتيها صوت ادم الساخر :

نفسي اعرف عاجبك فيه ايه ده….انتي خسارة فيه يا بنتي والله


ضحك أوس قائلاً و هو يمسك وجنتها باصبعيه قائلاً بحب اخوي و صدق :

هي خسارة في اي حد اصلا

ابتسمت حياة بخفوت قائلة بعد صمت :

مش عارفة حاجة و مش عارفة اجابة سؤالك….مش عارفة انا عاوزة ايه انا تايهة و مش عارفة احدد حاجة

انا محتاجة القى نفسي الأول

اومأ لها الأربعة بتفهم مقدرون لما تمر به فهي كانت الأصغر سناََ حين حدثت تلك الحادثة ربما هي تأثرت بها اكثر لكونها فتاة تخاف ان تمر بذات التجربة التي مرت بها والدتها

استمع الخمسة لصوت سيارة تصف امام باب القصر التفتوا ليروا من القادم سرعان ما انتفضوا واقفين عندما وقعت اعينهم على يوسف الذي نزل من السيارة بمساعدة السائق مقترباً منهم و هو يستند على العصاه التي تساعده على المشي

قائلاً بوهن و تعب و هو يخفض وجهه بخزى :

الف سلامه عليكم…..محدش كان قالي انكم….كنتوا في المستشفى غير امبارح بس

ابتسم الخمسة بسخرية ليقول هو سريعاً بتبرير ظناً منه انهم لا يصدقونه :

كنت تعبان و كانوا مخبين عليا……..

قاطعه ادم قائلاً بتهكم :

محدش طلب منك تبرير يا يوسف باشا

اخفض يوسف وجهه ارضاً بخزى و ندم قائلاً :

انا اسف

ريان بسخرية :

بس كده

يوسف بندم و اعين تلمع بالدموع :

مش بأيدي غيرها قولولي اعمل ايه عشان تسامحوني انا عارف اني غلطان و مستاهلش السماح اصلا……

امير بسخرية :

اقولك تعمل ايه عشان نسامحك

اومأ له يوسف بلهفة عدة مرات بدون تردد ليأتيه الرد من امير الذي نظر له قائلاً بانفعال :

عندي استعداد اسامحك بس بشرط…..رجعلي امي اللي ماتت….رجعلي سنين عمري اللي فاتت عيشتها يتيم انا و اخواتي بسببك….رجعلي سنين عمري اللي عيشتها في حزن و قهر لو تقدر ترجع كل دول من اول تاني عندي استعداد اسامحك

يوسف بندم و دموع انهمرت على وجنتيه :

لو اقدر ارجعه هرجعه و عمري ما كنت هعيد نفس الغلط و عمري……..

قاطعه اوس قائلاً بسخرية مريرة :

لو رجع الزمن كنت هتعمل نفس اللي عملته اللي يهون عليه ولاده مرة يهونوا عليه بعد كده الف مرة

اقتربت منه حياة قائلة بسخرية :

عارف انت بعد كل السنين ده هنا ليه

نظر له بصمت و لازالت الدموع تنزل من عينيه من شدة الندم و الحزن لتتابع هي حديثها قائلة :

انت هنا دلوقتي و بتطلب السماح عشان براءة امي ظهرت…..جيت هنا عشان عرفت انها بريئة من كل اللي حصل زمان و انها اشرف واحدة

ريان بسخرية :

انت محبتناش…..انت مبتحبش حد غير نفسك

عادت حياة تكمل حديثها قائلة بحزن :

حبك لينا مشروط بحبك ليها لما هي كانت مذنبة احنا كمان مذنبين و وحشين لما برائتها ظهرت يبقى احنا كويسين

امير بسخرية يخفى بها الألم الذي يعصف بقلبه :

الاب مش بيحب ولاده بشروط

يوسف بحزن محاولاً التبرير :

حطوا نفسكم مكاني…..لو مراتك شوفتها في وضع زي ده كنت هتعمل ايه

جاءه رد ادم قائلاً بقوة :

لو كنت مكانك و اتأكدت انها بتخوني مع ان ده مستحيل يحصل كنت هسيبها و ابعد عنها مكنتش هاخد ولادي بذنبها

ريان بسخرية مريرة و هو ينظر ليوسف الذي يجفف دموعه لكنها تتمرد و تعود و تنزل على وجنتيه

مرة اخرى :

دموعك مش هتخليك تصعب علينا و لا هتخلي قلبنا يحن…..قسوك القلب اتعلمناها منك….و انت كنت استاذ فيها

ثم تابع و هو يشير لسيارة يوسف قائلاً :

لو سمحت امشي وجودك هنا مش مرحب بيه

التفت يوسف مغادراً و بداخله يردد بحزن و وجع :

اشرب يا يوسف اللي عملته طول السنين بتحصده دلوقتي ذرعت في قلوبهم كره و اهو اديك بتشوفه

طلعت انت الظالم مش المظلوم زي ما كنت فاكر

غادر بينما الخمسة غادروا هم ايضاً بدون كلام قلوبهم تتمزق حرفياً من الداخل من الحزن

………..

بذلك الحي الشعبي الذي يبعد الكثير عن قصر العمري الذي لازالت تسكن فيه حتى الآن متجاهلة نظرات الرفض التي تراها بأعين الجميع من بقائها برفقتهم به

كانت سارة تجلس برفقة محسن علي اسطح البنايات المتهالكة قائلة بمكر :

مش هنحتاج نركب كاميرات تاني…..اللي خططنا ليه حصل بسرعة

اغلق الفيديو الذي شاهد القليل منه مبتسماً بثقة لتسأله هي :

عرفت ازاي ان ممكن واحد فيهم يحصل معاه كده

ابتسم بسخرية قائلاً :

تلاتة متجوزين ازاي مفيش واحد فيهم هيقرب من مراته يعني غير كده لو مكنتش فادت في ده كانت هتفيد في اننا نعرف اللي بيحصل هناك في القصر و كنا كمان هنشوف طريقة تانية ندخلك بيها القصر

اومأت له بصمت ليأمرها قائلاً بصرامة :

تطلعي من هنا عليه علطول ع المأذون !!!!

ابتسمت بثقة قائلة :

اعتبره حصل

ابتسم متابعاً حديثه يبث السموم بعقلها محفزاً الكره و الحقد تجاههم بداخلها حتى تبقى تقاتل بضراوة دون أن تستسلم :

افتكري دايما انهم قتلوا امك و سبب رميتي هنا و مش بس كده حياة اللي خدت منك إلياس اللي مبقاش يفارقها لحظة امبارح كان معاها طول اليوم

خروجات و فسح

اومأت له بغل و حقد و لم يهمها ما قال سوى ذكره لحياة التي تشكل خطر كبير عليها فهي على شفا ان تأخد حبيبها منها ان لم تكن اخذته بالفعل !!!

……….

بمحافظة اخرى كانت هنا تجلس برفقة عمتها صالحة التي تحدثها محاولة ان تعرف منها ما حدث لتطلب الطلاق :

يا بنتي قوليلي مالك بس ربنا يهديكي أدهم عملك ايه و ليه عايزة تطلقي انتوا لحقتوا ده انتوا مكملتوش شهر جواز……الناس تقول ايه

هنا بضيق و غضب :

تولع الناس مليش دعوة بحد

زفرت بضيق فهي اصبحت تمقت التحدث عن

ادهم قائلة :

عايزة اطلق لأسباب خاصة بيا و بيه يا عمتي مقدرش اقولك عليها

صالحة بحزن و عتاب :

يا بنتي طب اقعدوا اتفاهموا و اتكلموا سوا يمكن تتحل المشكلة بينكم الجواز مش لعبة

وقفت هنا قائلة بصرامة و ضيق قبل أن تدخل لغرفتها :

ده اخر كلام عندي يا عمتي مش هغير رأيي

تنهدت صالحة بحزن قائلة :

مش عارفة اقولك ايه يا بنتي ربنا يهديكم و يتصلح حالكم انتوا الاتنين يارب

ما ان دخلت هنا لغرفتها استلقت على فراشها تحاوط جسدها بيدها و دخلت في نوبة بكاء مرير محاولة كتم شهقاتها حتى لا تسمع عمتها لقد دمرها أدهم حرفياً

.

.

بعد وقت

طرقات متتالية على باب منزل عمة هنا فتحت صالحة الباب و ابتسمت من ان رأت ادهم

جذبته للداخل قائلة :

ادخل يا بني هي في اوضتها اتكلم معاها و حلوا مشاكلكم براحة الطلاق مش حل ربنا يهدي سركم

اومأ لها بصمت لتخرج هي من المنزل متوجهة لجارتها التي تقيم بالمنزل المقابل لها حتى يتحدثون على راحتهم

طرق ادهم بخفوت على باب غرفة هنا التي سمحت بالدخول ظنناً منها ان الطارق عمتها

ما ان دخل وقعت عيناه عليها تجلس امام الشرفة تنظر للشارع بشرود نظر لها بألم يعتصر قلبه من هيئتها الشاحبة و الذابلة و هو السبب نطق اسمها بصوت معذب و نادم :

هنا

التفتت للخلف على الفور لتقع عيناها عليه قائلة بغضب شديد :

انت ايه اللي جابك هنا

– انا استأذنت من عمتك و هي سمحتلي ادخل

اشارت نحو الباب قائلة بغضب و هي تتراجع للخلف تلتصق بالحائط و جسدها ينتفض

من الخوف :

اطلع بره

ادهم برجاء و توسل :

هنا اديني فرصة واحدة بس صدقيني غصب عني انا بحبك والله

صرخت عليه بغضب :

وانا بكرهك سامعني بكرهك…..اطلع بره

اومأ لها قائلاً برجاء :

طب خلينا نتكلم بهدوء و هعملك كل اللي انتي عوزاه بس إلا الطلاق

هنا بغضب :

عوزاك تطلقني و تخرج بره

ثم تابعت بغضب اكبر :

مش عايزاك و لا طيقاك ايه ما بتفهمش بكرهك يا ادهم اللي بكرهك خليك راجل و طلقني

ادهم برجاء :

هنا

انهارت ارضاً تضم قدمها لصدرها قائلة بضعف :

طلقني مش عوزاك و لا عاوزة اشوفك…..سيبني فحالي بقى…..انت بقيت بخاف منك

ابتلع غصة مريرة بحلقه قائلاً بألم :

مش بتحبيني

جاءه ردها على الفور :

مش بحبك

سألها مرة اخرى بألم :

هتبقي مبسوطة لو عملت اللي عوزاه يا هنا

اومأت له عدة مرات ليعم الصمت بالمكان للحظات قبل أن يقول ادهم بوجع :

انتي طالق يا هنا !!!

……….

بشركة الادم

كان اوس يجلس بمكتبه يتابع عمله بتركيز شديد حتى قاطعه صوت رنين هاتف مكتبه تخبره السكرتيرة الخاصة به بأن هناك من تريد رؤيته و لم تفصح عن هويتها

طلب منها ان تجعلها تدخل و ما دخلت و وقعت عيناه عليه ردد باستغراب :

انتي !!!

سرعان ما ردد ساخراً :

خير و لو ان اللي يجي من وراكي انتي عمره ما يكون خير ابداً

جلست على المقعد الموجود امام مكتبه قائلة بسخرية مماثلة و مكر :

جبت من الاخر هو اكيد طبعا مش خير

أوس بنفاذ صبر و غضب :

اخلصي مش فاضيلكم يا تقولي جاية ليه يأما تطلعي بره

وضعت قدم فوق الأخرى قائلة باستفزاز :

هدي اعصابك بس…..هتحتاجها الفترة الجاية

ثم تابعت بغمزة وقحة من عيناها قائلة :

عايزاك بخصوص المدام…..هي مش بقت مدام برضوا و لا ايه

هب واقفاً و كاد ان يصرخ عليها لتوقفه قائلة بسخرية و هي تفتح هاتفها و تضعه امام وجهه :

قبل ما تتكلم عايزاك تشوف ده بس و تقولي رأيك

توسعت عيناه بصدمة و توقف قلبه عن النبض بينما يرى فيديو مصور له برفقة زوجته بوضع غير لائق ابداً قذف الهاتف بالحائط ليتفتت بمئة قطعة قائلاً بغضب و نبرة من الجحميم لا تنكر ابداً انها ارتعبت منها :

اه يا بن……

كاد ان يصفعها لتوقفه قائلة بتهديد :

ايدك لتندم الفيديو ده عندي منه نسخ كتير جدا بسهولة اوي ممكن اخليه على كل المواقع و ينتشر في كل حتة و تبقى فضيحة بجلاجل ليك و للمدام

قالت الأخيرة بسخرية ليجذبها من خصلات شعرها بقوة قائلاً بغضب و صدره يعلو و يهبط

بانفعال شديد :

هقتلك

ابتعدت عنه بصعوبة قائلة بتهديد :

غيري هينفذ لو انا جرالي حاجة…..و خد بالك اوعى تتهور اصل الموضوع ما يخصكش بس ده يخص شرفك و شرف المدام !!

توقف للحظات ينظر لها بغضب تحكم به بصعوبة فتلك الحقيرة محقة سألها بغضب و هو يجز

على اسنانه :

عايزة ايه

جلست على مقعدها مرة اخرى تضع قدماً فوق الاخرى قائلة بغرور و سخرية :

كده تعجبني

كور قبضة يده بغل لتتابع هي حديثها قائلة :

تتجوزني !!!

توسعت عيناه بصدمة قائلاً بغضب :

نعم يا روح امك

صرخت عليه قائلة بغضب :

احترم نفسك……قولت بلاش غلط

ثم تابعت بثقة :

هتتجوزني يا اوس و هنروح ع المأذون سوى دلوقتي ايه رأيك بقى

نظرت له قائلة بتهديد :

يا كده يأما هطلع من هنا و اتفرج ع الفضايح بقى

صرخ عليها بغل :

ورحمة امي ما هرحمك

ابتسمت بسخرية قائلة :

نصيحة مني وافق اصل مفيش قدامك حل تاني يا الجواز يا الفضيحة ليك انت و المدام …..ها قولت ايه !!!!

……..

في صباح اليوم التالي كان الجميع في عطلة مجتمعين ببهو القصر عدا اوس الذي اختفى منذ الصباح الباكر و عندما هاتفه ادم اخبره انه بالطريق

مر وقت قصير و كان اوس يدخل القصر بخطوات مترددة و قلبه يخفق بقوة مما سيحدث الآن و بجانبه تسير تلك الافعى بغرور و ثقة

توجهت الانظار من الجميع عليهم و كان ادم اول من سأل قائلاً بغضب :

دي بتعمل ايه هنا !!!

صمت اوس للحظات قبل ان يقول بصعوبة :

انا و سارة اتجوزنا !!!!

صوت شهقات من الجميع عم المكان ليقترب ريان من اوس قائلاً بغضب :

انت اتجننت و لا ايه……ايه اللي بتقوله ده يا اوس

اوس بهدوء يخفى خلفه الكثير بينما سارة تقف بجانبه تنظر للجميع بثقة و غرور :

اللي سمعته انا و سارة اتجوزنا

قالها و هو يتحاشى النظر للجميع و خاصة هي فلو كانت النظرات تقتل لكان سقط صريعاً فور رؤيته نظرة الخزى التي تصوبها نحوه بعيناها

اقتربت منه و ما ان وقفت امامه مباشرة سألته :

اتجوزتها ليه

اشاح وجهه بعيداً عنها قائلاً بهدوء :

هو الواحد بيتجوز ليه

سقطت دموعها واحدة تلو الأخرى قائلة بوجع :

اللي قولته عنك من الأول كان صح….طلعت ممثل شاطر اوي يا اوس

جاهد كثيراً ان يبقى ثابتاً و لا يجذبها لاحضانه يطوقها بين ذراعيه يخبرها انه فعل ذلك جبراً لكنه تمالك نفسه

ابتعدت مهرة للخلف و الدوار يهاجمها قائلة بوجع :

انا ندمانة اني عرفت واحد زيك

سرعان ما سقطت ارضاً حملها اوس على الفور لأحد الغرف و الجميع خلفه لا يستوعبون ما فعل !!!

فحصها ريان قائلاً :

اعصابها تعبانة جدا و لازم ترتاح ، عطيتها مهدأ هي نايمة دلوقتي

جذب ادم اوس من يده بقوة و خرج للخارج و خلفه اخوته قائلاً بهدوء يسبق العاصفة :

انت ايه اللي عملته ده

ليأتيه رد أوس قائلاً ببرود مصطنع :

انا حر لا عملت حاجة غلط و لا حاجة حرام انا اتجوزت على سنة الله و رسوله

صرخ ادم عليه بغضب :

تقوم تتجوز دي ملقتش غير سارة اللي تتجوزها طب و اللي عشمتها و حبيتك و ربطت اسمها باسمك و وثقت فيك ذنبها ايه طالما انت زبالة عينك فارغة

حاجة متخصكش دي تخصني انا طلع نفسك بره الموضوع يا ادم

نظرت حياة له بعدم تصديق من برودته بالحديث كأنه لم يحطم قلب فتاة احبته بصدق نفس الشئ مع ريان و امير و ادم كلاً منهم يشعر بالغيظ الشديد منه لم يشعر ادم بنفسه سوى و يده تهوى بصفعة قاسية على صدغه لعلها تجعله يفيق و يعي

ما ارتكبه

خرجت رحمة من غرفة مهرة قائلة ببكاء و عتاب :

كده يا أوس هي دي الأمانة اللي امنتك عليها لو مكنتش عايز بنت اختي من الاول و ناوي تتجوز عليها كنت اتجوزتها من الاول ليه

اعتدل اوس يتحسس مكان صفعة شقيقه بحزن داخلي لأول مرة يفعلها بحياته نظر لهم بجمود ثم غادر الفيلا بأكملها يقود سيارته بغضب شديد

بينما تلك الحية تقف أعلى الدرج تنظر لما يحدث بانتصار اخذت تتوعد لهم بالمزيد مرددة

بتوعد و شر :

لسه اللي جاي موت امي مش هيعدي بالساهل مابقاش سارة لو مدفعتش كل واحد فيهم تمن

موتها !!!!!

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
حل المساء و هي كما هي غافية على فراشها بعالم اخر تهرب به من الواقع المرير الذي ستستيقظ عليه
هو انه قد خذلها !!!
بجانبها فرح و نوران يقوموا بالاعتناء بها……في منتصف الليل عاد اوس للقصر بعد وقت طويل قضاه بالخارج حتى يهرب من نظرات الجميع و الأسئلة التي ستوجه له
توجه لغرفة مهرة مباشرة و فتح الباب بهدوء ليتفاجأ بفرح و نوران غافيتان على فراش بجانبها اقترب منها بحذر و بدون اصدار اي صوت و ما ان وقعت عيناه على وجهها الشاحب شعر بسكين حاد اصاب قلبه العاشق لها لكان ما بيده حيلة اضطر لفعل ذلك قبل جبينها هامساً بأذنها بحب و اعتذار :
انا اسف يا مهرة
قالها ثم غادر الغرفة بهدوء و بدون اصدار اي صوت لكن ما ان صعد لغرفته اشتعلت عيناه بغضب عاصف ما ان وقعت عيناه على تلك الحقيرة تنام على فراشه بكل ارياحية تشاهد احد المجلات الخاصة بالازياء اقترب منها جاذباً اياها من على فراشه قائلاً بغضب :
انتي بتعملي ايه هنا
نزعت يدها من بين يديه قائلة ببرود :
هكون بعمل ايه يعني هنام
تمالك نفسه بصعوبة حتى لا يبرحها ضرباََ قائلاً بغضب و نفاذ صبر :
غوري بره الأوضة و شوفي مكان تاني اتخمدي فيه
ضحكت قائلة بسخرية :
طب ما نعكسها احسن…..و تطلع انت بره
جلست على الفراش قائلة ببرود :
انا مش ناوية اطلع من الأوضة دي لو انت عاوز غير كده يبقى تطلع انت لو تحب…..و اه صحيح ايدك لو اترفعت تاني هتندم يا حبيبى
قالتها ثم جذبت الغطاء على جسدها و تركته يقف يشتعل من الغضب خرج من الغرفة بغضب متوجهاََ لغرفة اخرى ينام بها
………..
في صباح اليوم التالي بقصر الجارحي
استيقظت مهرة لكنها لم تجد احد بجانبها و ما ان تذكرت ما حدث امس بكت بقوة سرعان ما حففت دموعها و هبت واقفة من على فراشها تجمع ثيابها بحقيبتها الصغيرة و خرجت من غرفتها تنوي مغادرة هذا القصر فبعد ما فعله بها لن تبقى معه لحظة واحدة
.
.
– رايحة فين !!!
قالها بصدمة و هو يجدها تخرج من غرفتها تحمل بيدها حقيبة ثيابها الصغيرة بوجهها الشاحب و اعين حمراء من كثرة البكاء
تجاهلته و توجهت للباب و كادت ان تخرج لكن بلحظة جذبها من يدها قائلاً بغضب :
بقولك رايحة فين
صرخت عليه بغضب :
رايحة في داهية
جاء صوت سارة التي تجلس خلفهم على الاريكة الموجودة ببهو القصر تضع قدم فوق الاخرى بغرور قائلة ببرود :
يبقى احسن بردو
تبادلت النظرات بغرور مع مهرة التي تناظرها بشراسة و صدرها يعلو و يهبط بانفعال لوهلة شعرت سارة بالخوف منها
اوس بغضب و هو يوجه نظرات حادة غاضبة نحو سارة التي لم تبالي بها :
اطلعي فوق
ابتسمت بدلال قبل أن تقف متوجهة لها تقبل وجنتيه قائلة :
انت تؤمر يا حبيبي
بينما هو كان يتابعها و هي تصعد الدرج بغضب ثم التفت لمهرة التي تنظر له بغضب و خيبة امل مردداً بهدوء حاول التحلي به :
مهرة خلينا نتكلم بهدوء و هف…….
مهرة بغضب و هي تدفع يده بعيدًا عنها :
مفيش حاجة تتقال طلقني !!!
اوس بغضب :
مش هيحصل
لتصرخ عليه بغضب و دموع هربت من عيناها لم تستطع السيطرة عليها :
هتعمل بيا ايه تاني بعد ما خدت اللي عاوزه….بس انا اللي غلطانة اني وثقت فيك و ما سمعتش كلامها لما نصحتني ابعد عنك
ببكاء شديد و دموع نغرق وجهها :
عملت كل التمثيلية دي عشان بس تقرب مني اوهمتني بحبك اللي مش موجود خلتني احبك و انت متستاهلش رفعتني لسابع سما و رمتني على جدور رقبتي لسابع ارض
نظر لها بأعين تلمع بالدموع لتتابع هي بوجع :
عملت فيا كده ليه
لم يجيب لتدفعه بصدره حتى عاد للخلف عدة خطوات قائلة بقهر و بكاء :
ليه…..رد اتكلم…..قول اي حاجة
وقعت ارضاً قائلة بدموع و رجاء ان يتحدث يخبرها بأي شيء انه يحبها لم يخدعها :
دافع عن نفسك
انحنى نحوها قائلاً بأعين لامعة بدموع تهدد بالنزول بأي وقت و ألم عاصف بقلبه لرؤيتها هكذا :
لما قربت منك كانت لحظة ضعف مني و منك صحيح كان مكتوب كتابنا بس….لكن كنتي مراتي يا مهرة و رغم انها كانت اجمل ليلة في حياتي بس هي سبب اللي انا و انتي بنعيشه دلوقتي !!!!
قالها ثم بلحظة حملها بين يديه مستغلاً حالة التيه التي اصابتها و اعادها لغرقتها متوجهاََ لخارج القصر مصدراً اوامر بعدم خروجها من القصر تحت اي ظرف كان بدون اوامره
……….
بعد وقت بشركة الأدم
دخلت حياة لمكتب اوس ما ان سمح لها بالدخول لتجده يجلس على الاريكة يضع رأسه بين يديه
اقتربت منه قائلة بحزن :
اوس
نظر لها بهدوء مزيف لتجلس بالقرب منه قائلة بحزن و عتاب :
عملت كده ليه….ايه اللي يخليك توجع مهرة بالشكل ده و تتجوز واحدة زي دي
كاد ان يجيبها برده الذي لم يجد غيره :
اللي بيتجوز بيتجوز ليه
ردت عليه بضيق :
اللي يتجوز على مراته من غير سبب يبقى عينه فارغة و اللي يتجوز على واحدة بعد ما قرب منها و وثقت فيه يبقى ندل و جبان
اقتربت منه قائلة و هي تدير وجهه الذي اشاح به بعيداً عنها قائلة بثقة :
بس انا اخويا مش ندل و جبان و لا عينه فارغة
سألته برجاء :
اتكلم يا اوس ايه اللي جابرك ع الجوازة دي…..انا اختك و هما اخواتك محدش هيخاف عليك و لا يساعدك زينا
اشاح وجهه مرة اخرى و هو يبتلع غصة مريرة بحلقه لتعود و تدير وجهه تجاهه قائلة بعتاب :
من امتى بنخبي على بعض حاجة…..مش اتعاهدنا احنا الخمسة عمر ما حد يكدب ع التاني و إن نفضل ضهرنا في ضهر بعض و نفضل سند لبعض طول العمر بتخلف بالعهد ليه
نطق اسمها بتوسل :
حياة كفاية
نفت برأسها قائلة بتصميم :
اتكلم يا اوس…..ايه اللي جابرك حصل ايه عشان تربط اسمك باسمها
دخل ادم و ريان و امير بتلك اللحظة لينظر لهم بصمت لعدة لحظات قبل أن يتنهد بحزن يخبرهم بما حدث اليومان الماضيان
– غبي !!!!
قالها ادم بغضب و هو يلكم اوس بقوة بعدما استمع لكل ما قال
امسكه من مقدمة ثيابه قائلاً بغضب و غيظ :
غبي عشان خبيت علينا حاجة زي دي و نسيت ان احنا اخواتك محدش هيقف جنبك و يساعدك قدنا
ريان بعتاب :
دي مراتك يعني محدش ليه عندك حاجة
صرخ اوس عليهم بغضب قائلاً :
كنت عايزني اقولكم ايه ، الموضوع يخص شرف مراتي و شرفي
ركل المقعد الموجود امام المكتب قائلاً بغضب :
فيديو زي ده لو اتنشر مراتي جسمها اللي هيتعرى وسط الناس كلها ، الموضوع لو كان يخصني انا مش مهم لكن ده يخصها هي قبلي
ثم تابع بغضب و صدره يعلو و يهبط بانفعال :
مين قال اني مكنتش هقولكم ، الزبالة دي هددتني اني ما اتكلمش و سكت مضطر ، مش بأيدي
صمت عم المكان بعد ما قال لم يقطعه سوى صوت حياة قائلة بتساؤل :
ازاي فيديو زي ده اتصور ، اكيد في كاميرات متركبة في اوضتك و الاكيد ان اللي ركبها حد من جوه الفيلا
وافقها امير على ما تقول :
مظبوط
ادم بضيق :
لازم نتأكد ان مفيش كاميرات تانية جوه الاوض في القصر+
ريان بتساؤل :
بس هنعرف الشخص ده ازاي و هنعرف اذا كان ركب في باقي الاوض و لا لأ
تنهد ادم قائلاً بتعب من كم المشاكل التي تأتي وراء بعضها :
لو وصلنا للشخص اللي جوه القصر و عمل كده ساعتها هنعرف اذا كان ركب في اوض ايه بالظبط
حياة بحيرة :
كل اللي شغالين هنا موجودين من زمان و واثقين فيهم مين منهم ممكن يعمل كده
اوس بتفكير :
نسينا كمان حاجة مهمة وسط اللي حصل الفترة اللي فاتت كلها
نظر له الأربعة بعدك فهم ليتابع قائلاً بتفكير :
مين اللي دخل ثريا القصر و هو كله متأمن محدش هيدخل و يطلع كده بالساهل
حياة بتفكير :
الا اذا كان حد من جوه القصر ساعدها
صمت عم المكان لدقائق قطعه ادم قائلاً بتذكر :
فاكرين يوم ما ثريا ضربت نار عليكم
اومأ له الجميع ليتابع حديثه قائلاً :
يومها شوفت واحدة قريبة……..ثم قص عليهم تلك ما حدث يومها و تلك الخادمة التي اخبرته انها خالتها و تعمل معهم بالقصر من اليوم
ما ان انتهى بعد وقت قصير من التفكير اجمع الخمسة على ذلك الحل !!!!
……..
بعد وقت
بأحد المخازن التابعة لعائلة الجارحي
كانت تلك الخادمة التي تدعى ( أماني ) مقيدة بالاصفاد و ملقاة ارضاََ على الأرض ترتجف من شدة الخوف مرت دقائق و دخل الخمسة من باب المخزن متوجهين نحوها لتقول بخوف :
ادم باشا فيه ايه انا معملتش حاجة….انا هنا ليه !!!
اوس بغضب :
انتي اللي ساعدتي ثريا تدخل القصر و انتي اللي ساعدتيهم يركبوا كاميرات في الاوض
نفت برأسها عدة مرات قائلة بخوف :
محصلش يا باشا انا مش ممكن اعمل كده
ادم بغضب و مكر :
الكاميرات صورتك و انتي بتساعديهم
اوس بغضب :
ما تنطقي يا ب……..
انتفضت مكانها بخوف قائلة :
هقول كل حاجة اعرفها بس ارحمني يا باشا ابوس ايدك….ارحمني
تبادل الخمسة النظرات فالقصر من الداخل لا يوجد به كاميرات ما قاله اوس فقط حتى يوقعها بالحديث
نظر لها الخمسة بانتباه و هي تقول ببكاء و خوف :
اول مرة كنت انا اللي دخلت الست ثريا القصر على اساس انها خالتي و انها خارسة
امير باحتقار :
مقابل ايه
اجابته بخوف و بكاء :
الست ثريا كانت قالتلي انها هتعطيني شقة تمليك عشان اتجوز فيها و كمان مبلغ مش كبير
ثم تابعت و هي تتراجع بجسدها للخلف بخوف من نظراتها المشتعلة من الغضب :
بس حصل اللي حصل و الست ثريا ماتت و معرفتش اخد حقي بعدها بفترة اسبوعين تقريباً لقيت الست سارة بتكلمني و بتقولي انها هتعطيني اللي اتفقت عليه مع الست ثريا و فوقيهم عشرين الف جنيه مقابل اني ادخلها القصر لحد اوضكم
ثم تابعت و هي تبتلع ريقها بخوف :
ادتني اللي اتفقنا عليه و دخلتها القصر و اتفاجأت بيها بتركب كاميرات في اوضة اوس باشا اول أوضة بدأت فيها و لما كنا هنكمل في باقي الاوض الست مهرة و فرح دخلوا القصر فطلعتها بسرعة من الباب اللي ورا قبل ما حد يجي على اساس انها تيجي تركب الباقي بكره بس مجتش و لا كلمتني خالص
ريان بغضب :
يعني هي ركبت في اوضة اوس بس كاميرات
اومأت له عدة مرات بنعم ليشير ادم لأحد رجاله الذي اخدها من امامه لتلك الغرفة و سرعان ما تعالى صراخها بعدما قام بإصدار اوامر لرجاله بالمجيء بنساء حتى يبرحوها ضرباً
لم يكتفي بذلك بل قام بحرق منزلها الذي تحصلت عليه من سارة بأكمله حتى اصبح رماداً و صادر الأموال التي كانت اخذتهم و احرقهم امام عيناها
……….
كانت تخرج من جامعتها لتتفاجأ به أمامها قائلاً بابتسامة حب :
وحشتيني
ابتسمت بخفوت قائلة بتساؤل :
جاي ليه
ضحك بخفوت قائلاً بابتسامته الجذابة :
ما قولتلك وحشتني و جيت اشوفك
ابتسمت بخجل اشار بيده نحو سيارتها حتى تصعد معه ابتسمت و صعدت للسيارة و هو خلف عجلة القيادة و قبل ان يقود اوقفته قائلة بابتسامة :
عربيتي هنا و عندي كذا مشوار هروحه
– طب ركبتي ليه
ابتسمت قائلة بهدوء :
مش هنتكلم في الشارع يعني
اومأ لها بصمت ثم سألها :
هتروحي فين
توترت و حاولت ان تخفي ذلك قائلة :
الشركة و كمان هخرج انا و زينة
اومأ لها و لا يدري لما توترت من سؤاله التقط يدها بين يديه ثم قبلها بحب…..سرعان ما جذبتها من بين يديه بتوتر و خجل
تنهد بعمق يسألها ذلك السؤال الذي حيره :
تهربي مني ليه يا حياة….ليه بحس انك عاوزة تقولي الكلمة اللي نفسي اسمعها منك بس بشوف في عينك تردد و خوف
ابتلعت ريقها بتوتر ليسألها بحزن :
ليه خايفة مني……انا بحبك
تنهدت بعمق قبل ان تردد بحذر و حزن :
الحب لوحده مش كفاية مينفعش ادخل في ارتباط مبني على حب بس و اتجاهل الباقي
– اللي هو !!!
لم تجيب ليحثها على الحديث قائلاً :
اتكلمي….قولي اللي جواكي
نظرت له قائلة برجاء :
مش عايزة اتكلم دلوقتي……وقت لما اكون جاهزة اتكلم هتكلم معاك بس عايزة شوية وقت ممكن
ابتسم بحزن ثم اومأ برأسه قائلاً :
ممكن
دار بينهم حديث قصير و قبل ان تغادر سيارته اوقفها واضعاََ تلك الوردة الحمراء خلف اذنها قائلاً بابتسامة و حب :
بحبك
منحته ابتسامة خجلة قبل ان تغادر بسيارتها نحو طبيبها النفسي و هو ينظر لاثرها بحب ثم انطلق بسيارته عائداََ لعمله
……….
بعيادة الطبيب النفسي عمر أبو زيد خطت حياة لداخل مكتبه بعدما سمح لها بالدخول بعد أن تبادلت مع التحية جلست على المقعد الموجود امام مكتبه ليسألها بابتسامة و تساؤل :
ميعاد الجلسة بتاعتك بعد تلت ايام لسه مش دلوقتي !!!
اومأت له قائلة :
عارفة بس كنت محتاجة اتكلم مع حد في مشكلة اني جيت بدري عن ميعادي
نفى برأسه قائلاً بنفس الابتسامة :
لا ابدا تحت امرك في اي وقت
شكرته ثم اطلقت تنهيدة عميقة و بدأت تقص عليه علاقتها ببدر و إلياس و ما حدث مؤخراً و ما ان انتهت سألها و هو يتابع حديثها باهتمام و تركيز :
انتي بتحسي ناحية كل واحد فيهم بأيه
اجابته و هي تنظر للفراغ بشرود :
مع إلياس في مشاعر حب بس حب معاه خوف !!!
– خوف من ايه
تنهدت بعمق قبل أن تبوح بكل ما بداخلها :
بشوف فيه يوسف العمري كل تصرفاته بتحسسني بخوف…..خوف من اني اكون نسخة تانية من ماما عصبيته….تهوره….تلميحاته و نظراته اللي بشوف فيها شك اني أخلاقي وحشة عشان انا بنتها جوايا حب ليه بس لو قبلت الحب ده و قبلت بيه معناها اني هفضل طول عمري عايشة في خوف
– طب و بدر
ابتسمت قائلة :
عيونه دايما بشوف فيها حب و امان هو حنين اوي و دمه خفيف يدخل القلب علطول بحسه اب و اخ و صديق بحس معاه بأمان مش بحسه مع إلياس يعني برتاح معاه في الكلام مع إلياس ببقى عاملة حساب لكل كلمة تطلع مني بس معاه بتصرف بتلقائية عفوية بقول كل اللي جوايا بحس انه بيفهمني اكتر من نفسي رغم اني ماقبلتوش غير من فترة صغيرة
سألها بهدوء :
معندكيش ثقة في إلياس عشان كده بتتكلمي معاه
بحساب و حذر
ابتسمت بسخرية قائلة :
لو أنا حكيت لبدر اللي بقوله ليك هيسمعني بس إلياس هيغضب و يثور
– مش يمكن من غيرته عليكي و بدر مش بيغير عليكي…..بيقولوا الغيرة دليل الحب !!
نظرت له قائلة بحزن :
بدر بيغير و بشوف ده في عينه بس بيسمعني بيتحكم في نفسه عشان ميأذنيش بكلمة لكن إلياس بحس بخوف انه يفهمني غلط لو فضفضت معاه و قولتله ع اللي جوايا
– يعني بتحبي بدر
تنهدت بعمق قبل أن ترد عليه قائلة بحزن :
بحب الأمان اللي بحسه مع بدر و بكره الخوف اللي بحسه تجاه إلياس لاني حاسه بحب ناحيته و مش عاوزة احس بخوف معاه
ابتسم قائلاً بتفهم :
يعني عاوزة الأمان اللي بتحسيه مع بدر يكون موجود مع إلياس
اومأت له بصمت ليتابع هو :
اللي بيحب حد بيحبه بعيوبه
تنهدت بحزن قائلة :
يمكن لو مكنش حصل اللي حصل معايا زمان و الحادثة دي حصلت كنت هحب إلياس زي ما هو من غير خوف كنت هحبه بعيوبه
اغمضت عيناها بحزن متابعة :
بس انا عيشت وجع كتير مش عايزة اجازف و اعيش
وجع جديد
ابتسم قائلاً :
محتاجة قاعدة مصارحة مع إلياس
سألته بتعجب :
قصدك ايه
ابتسم مرة اخرى قائلاً بهدوء :
تقعدي مع إلياس و تتكلمي معاه احكيله عن مخاوفك منه قوليله باللي بتحسي بيه فهميه انك محتاجة منك يطمنك و انك بتحبيه قوليله كل اللي جواكي….
قاطعته قائلة بنفي :
مقدرش اقوله
سألها بتعجب :
ليه !!!
ابتلعت ريقها قائلة بتوتر :
مش حابة اكون ضعيفة في نظره
ابتسم قائلاً بتفهم :
عايزة تفضلي دايماً قوية في نظره عشان ميفكرش يأذيكي ابداً زي ما والدك عمل مع والدتك اللي على حسب كلامك كانت شخصيتها ضعيفة
اومأت له بنعم ليتابع حديثه قائلاً بابتسامة :
انك تفضلي في نظرة قوية عشان تستمر العلاقة ده غلط العلاقة اللي مبنية ع الحب و التفاهم بين الاتنين و غير كده فيها الامان قبل اي حاجة هي اللي بتستمر….تفكيرك غلط
سألها مرة اخرى :
متأكدة شعورك نحو إلياس حب
توترت ليسألها مرة اخرى :
بتحبي إلياس من امتى
اغمضت عيناها ثم اخذت نفس عميق قبل ان تتحدث قائلة :
لما كنا صغيرين كنت دايماً بفكر فيه كنا دايمًا بنلعب مع بعض و كان قريب مني اويلما بعدت عنه و عن كل اللي في القصر فضلت افكر فيه كتير و فضل التفكير ده ملازمني لحد ما كبرت و عرفت ان اللي جوايا من ناحيته حب
ابتسم قائلاً :
مش كل حب طفولة لازم يكون حقيقي و يستمر و مش عشان بتفكري فيه كتير يبقى بتحبيه وارد جداً يكون شعورك ناحيته تعود مش حب اتعودتي انك تفكري فيه هو بس ترجمتي كل ده بأنه حب و هو مش اكتر من تعود او وهم حب مفكرة انك حاسة بيه
نفت برأسها و كادت ان تتحدث ليقاطعها قائلاً :
زي ما قولتلك لازم تقعدي مع إلياس و تتكلموا
صمتت للحظات ثم اومات برأسها بنعم ثم غادرت بعد ان اوصاها هو ببعض الأشياء
……….
كانت حياة تدخل من باب القصر بيدها تلك الوردة الحمراء و على شفتيها ابتسامة جميلة اختفت ما ان ظهرت سارة امامها من العدم و قد خمنت ان تلك الوردة و الابتسامة التي على وجهها سببها إلياس !!
اقتربت بوجهها من حياة قائلة بتوعد :
ابعدي عن إلياس بالذوق بدل ما يكون بالعافية
ضحكت حياة قائلة بسخرية :
تؤ تؤ حاطة عينك على واحد تاني و انتي متجوزة بس الأخلاق دي مش هستغربها اصلها كان في السيد الوالد و الوالدة
ابتسمت سارة بغل قائلة :
طالما عارفة اخلاقهم كويس بقى
مالت على اذنها قائلة بشر :
خافي مني عشان زي ما ثريا و محسن زمان قدروا يدمروا حياتكم و قدروا يخلوا ابوكم يتخلى عنك و يطردكم من حياته و يقتلوا امكم
ابتعدت عنها قائلة بتوعد و حقد :
مش بعيد بنتهم تعمل الأسوأ…..اعتبريني ثريا التانية بس على اسوأ
ضحكت حياة بقوة دون توقف بتصرخ عليها الأخرى قائلة بغيظ :
ايه اللي يضحك في اللي بقوله
حياة بثقة و استهزاء و عيناها تطالع سارة من
رأسها لقدمها :
اصلك نسيتي ان ثريا كانت نهايتها الموت و على ايد واحد منا
ثم مالت على اذنها قائلة بثقة :
فخافي انتي بقى يا حلوة
قالتها ثم غادرت و صعدت لأعلى و تركت الأخرى خلفها تتأكل من شدة الغضب و الغيظ
………
بمستشفى الجارحي
يعاد نفس ما حدث المرة الماضية تقف برفقة ذلك الطبيب الشاب و تبتسم و لم تعير اي اهمية لما قال المرة الماضية لكن تلك المرة جذبها من يدها بعنف لغرفة مكتبه دون اي حديث قائلاً بغضب بعد ان اغلق الباب خلفه :
انا مش قولت متقفيش مع الزفت ده تاني
ردت عليه بغضب :
بس انا قولتلك كمان ملكش دعوة….انا حرة
ارتفع صدره و هبط بانفعال قائلاً بحدة :
انتي عاوزة توصلي لأيه باللي بتعمليه ده
نظرت له بغضب قائلة :
قصدك ايه
ابتسم بسخرية قائلاً بقسوة حتى تكف عن افعالها تلك التي يعلم تمام العلم انها تفعلها لتجعله يغار و يفصح عن ما بقلبه يعلم انها ليست من هؤلاء الفتيات التي يرافقن الشباب :
يعني مش عاوزة تلفتي نظري ليكي عشان كده بتعملي اللي بتعمليه ده
ثم تابع بقسوة و كلمات اشعرتها بالإهانة الشديد بل حطمت قلبها :
بس كده انتياللي هتبقي خسرانة لانك كده مش بتلفتي نظري كده انتي هتبقي في نظري واحدة مش تمام ما……..
قاطع حديثه صفعة هوت على صدغه بقوة من يدها قبل ان تغادر مكتبه بل المستشفى بأكملها و دموعها تغرق وجهها
تنهد بحزن و قلبه يؤلمه على ما قاله لها غادر المستشفى هو الاخر متوجهًا للقصر
.
.
كانت حياة تخرج من غرفتها الملاصقة لغرفة ريان ما ان استمعت لصوت تحطيم شيء طرقت الباب بقلق و ما ان سمح لها بالدخول دخلت لتقع عيناها على مزهرية ملقاه ارضاََ يبدو انه القاها ليفرغ بها غضبه ابتسمت بزاوية شفيتها فتلك العادة تمتلكها هي و اخوانها
اقتربت تجلس بجانبه على الفراش تسأله بهدوء :
مالك……ايه اللي مضايقك
استلقى بجسده على الفراش واضعاً رأسه على قدمها ثم اطلق تنهيدة حزينة مردداََ بحزن :
قولتلها كلام يوجع غصب عني…..كنت عاوزها تبعد عني و تبطل اللي بتعمله ده لان هي مش كده انا غلط معاها اوي يا حياة…..وجعتها
تنهدت بحزن قائلة و هي تمرر يدها بخصلات شعره :
عايز تبعدها عنك ليه
جاءها رده على الفور قائلاً بحزن :
عشان هي تستاهل الأحسن مني
ابتسمت قائلة و هي تربت كتفه :
محدش قالك تختارلها
نظر لتتابع هي قائلة بابتسامة و تشجيع :
ندا مش صغيرة و واعية و عارفة هي بتعمل ايه و عارفة كمان اللي حصل زمان و مع ذلك عايزاك و بتقرب منك لكن ان اللي بتبعدها
تفاجأ من معرفتها بأن تلك الفتاة التي يعشقها هي ندا ابنة عمهم لكنه تجاهل السؤال عن كيف عرفت
ربتت على وجنته قائلة :
انت اللي بتعمل في نفسك كده و بتوجع نفسك عشان ، اوهام السعادة قدامك مش ناقص بس غير انك تمد ايدك ليها و تطلع المخاوف دي من جواك
قاطعته قائلة بهدوء :
ما افترضش ، طول ما انت بتتوقع الوحش هيحصل
ثم اكدت على حديثها قائلة بهدوء :
وأشقى الناس من يتوقع الشقاء و هو لا يعلَم من حاضِره مَا الله صَانع به، ولا مِن مستقبله مَا الله قاضٍ فيه
تنهد قائلاً :
ونعم بالله
مررت يدها بخصلات شعره قائلة بابتسامة :
روح قولها انه مكنش قصدك و انك بتحبها احكيلها اللي جواك و عيش انهاردة و متفكرش في بكره الحقها قبل ما تضيع من ايدك
اومأ لها بابتسامة ثم قبل يدها و غادر الغرفة بل القصر بأكمله متوجهاََ حيث هي بينما حياة خرجت من غرفته متوجهه لغرفتها تحاول ان تذاكر محاضرتها بوسط تلك المشاكل التي لا تنتهي
ابتسمت بسخرية ما ان تذكرت اخوانها و مشاكلهم مع الحب كذلك هي و ادهم و ما فعله بهنا بعدما عرفت من جدها ما حدث والدها و فعله بوالدتها
اغلب المشاكل التي يمروا بها سببها شيء واحد فقط…..الحب !!!!
………..
في المساء بخطوات حذرة وسط الظلام كان ذلك الشخص يمشي بحذر شديد و على اطراف اصابعه بداخل تلك الغرفة
متوجهًا بحذر نحو تلك التي تنام على الفراش و بلحظة كان يخرج تلك الزجاجة البيضاء ينثر رزازها امام وجهها حتى اصبحت مخدرة !!!!
………

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
 في المساء بخطوات حذرة وسط الظلام كان ذلك الشخص يمشي بحذر شديد و على اطراف اصابعه بداخل تلك الغرفة
متوجهًا بحذر نحو تلك التي تنام على الفراش و بلحظة كان يخرج تلك الزجاجة البيضاء ينثر رزازها امام وجهها حتى اصبحت مخدرة ثم حملها بين يديه مغادراََ الغرفة بدون اصدار اي صوت و خرج من القصر بأكمله و لم يكن سوى اوس الذي يحمل بين يديه مهرة !!!!
.
.
بعد وقت كانت يدخل من باب الفيلا القديمة حيث كان يقيم مع اخوانه قبلاََ ثم وضعها على الاريكة و فعل ما قاله ريان له حتى تفيق و بالفعل استعادت وعيها و بدأت تفتح عيناها ببطئ و ما ان وقعت عيناها عليه انتفضت قائلة بغضب :
انت بتعمل ايه هنا
اوس برجاء :
مهرة حبيبتي عشان خاطري اهدي و هفهمك كل حاجة….بس اهدي
نظرت حولها لتسأله بصدمة و هي تدفعه بعيداََ عنها ثم هبت واقفة قائلة بزهول :
انا ايه اللي جابني هنا !!!
اوس بهدوء :
انا
نظرت له بغضب و بخطوات غاضبة توجهت نحو الباب حتى تغادر لكنه اوقفها قائلاً برجاء :
مهرة عشان خاطري اسمعيني و هفهمك كل حاجة مفيش وقت صدقيني انا عمري ما افكر اوجعك
دفعت يده بعيداََ عنها قائلة بغضب :
انت ما فكرتش انت عملت يا خسارة حبي ليك و الثقة اللي وثقتها فيك و انت متستاهلش انا بكرهك يا اوس….و عمري ما هسامحك
تنهد بحزن قائلاً :
غصب عني و مش بأيدي صدقيني انا مستحيل اتجوز عليكي و…..
قاطعته قائلة بغضب :
اومال الزبالة اللي جبتها البيت و وقفت قدام الكل و قولت دي مراتي تبقى مين…..مراة ابويا يعني
نفى برأسه قائلاً :
مش مراتي و الله مش مراتي لا كانت و لا هتكون لا هي و لا غيرها !!!
نظرت له بصدمة ليجذبها من يدها متوجهاََ للأريكة ثم جلس و هي بجانبه و بدأ يقص عليها ما حدث و هي تستمع له باعين متوسعة من الصدمة :
ده كل اللي حصل و لما قالتلي انها عايزانى اتجوزها قولتلها بكره نروح للمأذون في اليوم ده قدرت اظبط مع واحد عمل انه مأذون و اتنين شهود و وكيل ليها بأرقام بطايق اي كلام
ثم تابع بحزن و هو يحاوط وجهها بين يديه :
مقدرتش اتجوزها حقيقي و اربط اسمي بواحدة غيرك يا مهرة و قولت اسايرها بس
بكت مهرة بقوة و هو يحاول تهدئتها قائلاً :
مهرة حبيبتي بطلي عياط ، والله لدفعها تمن ده كله غالي ساميحني على كل اللي بيحصل ده مش بأيدي غصب عني يا حبيبتي
سألته بقلق :
هتعمل معاها ايه !!
تنهد بعمق ثم بدأ يقص عليها ما سيحدث الأيام المقبلة و ما انتهى سألته بحزن :
المشاكل مش هتخلص بقى يا اوس ، اللي حصل ده غلطنا من البداية لو مكمتش انت ضعفت و انا كمان مكنش كل ده حصل
تنهد بحزن ثم اقترب منها مقبلاََ جبينها بحب :
وعد مني كل المشاكل دي هتخلص و هطلعها بره حياتنا بس زي ما قولتلك متبينيش قدام حد انك تعرفي حاجة انا بالنسبة ليكي الزوج الشرير اللي اتجوز على مراته
ضحكت مهرة بخفوت ليبتسم هو الأخر مقترباََ منها يود تقبيلها لتدفعه بعيداََ عنها قبل ان تهب وقفة قائلة بغضب طفولي :
انت في ايه و لا في ايه و بعدين محرمتش من اللي بيحصلنا ده
ضحك قائلاً ببراءة :
ابداََ يا روحي دي بوسه بريئة
ضحكت بسخرية قائلة :
اه ما انا عارفة……يلا خلينا نمشي مش بتقول مفيش وقت
ضحك بقوة و ذهب و هي خلفه ثم عادو للقصر من جديد و كاد ان يصعد الدرج بعدما اوصل مهرة لغرفتها ليجد ادم امامه مشيراََ له بيده انه بمعنى تم
ليصعد اوس لغرفة ريان فهو لن يفعلها و ينام بجوار تلك الحقيرة التي تنام بعمق غافلة عما ينتظرها !!
……..
في صباح اليوم التالي
بقصر العمري كان يوسف يجلس ببهو القصر برفقة جمال و مازن و إلياس يتناقشون بالعمل و يوسف يجلس معهم بذهن شارد تعالى رنين جرس المنزل
فتحت الخادمة الباب لتقع اعين يوسف على ريان ليهب واقفاً على الفور و بخطوات واهنة فهو لا يزال مريضاً اقترب منه قائلاً بلهفة :
ريان…..ازيك يا بني
لكن ريان ادار وجهه بعيداً عنه ينظر صوب جمال قائلاً بجدية :
عمي كنت عاوز اتكلم مع حضرتك في موضوع لوحدنا لو سمحت
اخفض يوسف وجهه بحزن و ندم و هو يرى ابنه كيف ادار وجهه بعيداً عنه ينفر من رؤيته
ابتسم جمال قائلاً :
اكيد يا بني تعالى نتكلم في المكتب
قاده للداخل و ما ان اغلق الباب جلس الاثنان على الاريكة الجلدية السوداء الموجودة بأحد زوايا الغرفة ليبدأ ريان بالحديث قائلاً بجدية :
من غير لف و لا دوران انا عاوز اتجوز ندا بنت حضرتك
نظر جمال له مصدوماً مما قال فهو لم بتوقع طلب كهذا بقى صامتاً لدقائق ثم سأله بهدوء :
اشمعنا بنتي
ريان بهدوء و صدق استشعره جمال :
بحبها
جمال بتردد :
ايوه…بس يا بني هي لسه بتدرس و…..
قاطعه ريان قائلاً بهدوءه المعتاد :
في العموم حضرتك موافق و لا لأ على مبدأ
جوازي منها
جمال بابتسامة :
اكيد موافق يا بني هو انا هلاقي احسن منك فين لبنتي بس الرأي الأول و الاخير ليها
اومأ له ريان برأسه بهدوء ليتابع جمال حديثه مردداً :
هسألها و اشوف رأيها و ارد عليك
ريان بجدية :
طب ممكن اتكلم معاها عشر دقايق قبل ما تفاتحها في الموضوع
صمت جمال للحظات ثم اومأ له بنعم و خرج برفقة ريان للخارج قائلاً لندا التي نزلت من غرفتها لتوها :
ندا
نظرت لوالدها و اخدت تنقل نظرها نحوه و نحو ريان متعجبة من وجوده….ليتابع جمال حديثه بجدية :
خدي ريان المكتب هو عايز يتكلم معاكي
رفضت قائلة :
بس يا بابا انا متأخرة و……
تدخل ريان بالحديث قائلاً بهدوء و قد توقع رفضها :. مش هاخد من وقتك غير خمس دقايق
دخل للمكتب و هو خلفها بعد ان زفرت بضيق لتظهر له بأنه فعلت ذلك مرغمة بينما هي بداخلها يأكلها الفضول لتعرف بما يريد ان يتحدث معها
كان إلياس و مازن يريدا الاعتراض لكن اضطرا للصمت بعد نظرة جمال المحذرة لهما و ما ان دخلت ندا للمكتب و خلفها ريان الدي ترك الباب مفتوح قليلاً و لم يغلقه بالكامل
سأل يوسف جمال بلهفة :
في ايه يا جمال ريان عاوزك في ايه
جمال بهدوء :
ريان عاوز يتجوز ندا
ردد الجميع معاً بصدمة :
يتجوزها !!!
مازن برفض :
مستحيل يا بابا….مستحيل اوافق اجوزه اختي !!!
جمال بتعجب :
مش موافق ليه !!
مازن بضيق :
ليه ميكونش عايز ينتقم مننا فيها
جمال بسخرية :
انت كنت عملتله حاجة عشان ينتقم منك
إلياس بضيق :
انا كمان مش موافق يا بابا
جمال بتساؤل :
و حضرتك رافض ليه
إلياس بضيق و بعد صمت للحظات :
خايف عليها منه يا بابا و رأيي من مازن مش عايز ادخلها في الدوامة دي كمان ندا تستاهل تعيش احسن و حياة هادية بعيد عن…….
تدخل يوسف بالحديث مدافعاً عن ريان قائلاً بسخرية و حدة كاشفاََ عن معرفته بسعي إلياس الدائم و تقربه من حياة ابنته :
اذا كان كده رايح ترمي انت نفسك ليه في الدوامة دي ، بتجري ورا حياة ليه
بينما جمال ايد ما قال يوسف :
هو معملش زيك ليه مع ان شعوره من ناحيتك يخوف اكتر و الف سبب وسبب يمنعه يجوزك اخته
جمال بصرامة :
انا عن نفسي موافق عليه و اختك لو وافقت و هي حرة في قرارها يبقى محدش ليه انه يتدخل
ثم تابع بنبرة غير قابلة للنقاش :
لما تبقوا تقولوا سبب مقنع لرفضه ساعتها نبقى نشوف لكن بالاسباب التافهه دي يبقى احتفظ برأيك لنفسك انت و هو
…..
بينما بداخل غرفة المكتب كانت ندا تضم يدها امام صدرها و هي تنظر لكل مكان بالغرفة عداه
بينما هو تنهد بحزن و الم و هو يرى عيناها الحمراء و المنتفخة من البكاء ليدرك على الفور انه سبب ذلك
تنهد بعمق قبل أن ينطق اسمها حتى تنظر له :
ندا
نظرت له قائلة بسخرية :
عايز ايه مش كفاية اللي قولته في المستشفى جاي تكمل اهانة هنا كمان
نظر لها قائلاً بأسف و حزن :
حقك عليا انا اسف
اشاحت بوجهها بعيداََ عنه ليتابع هو حديثه قائلاً بحب صادق :
انتي حلوة اوي يا ندا حلوه من جوه و من بره
نظرت له ليتابع هو بحزن :
كنت شايف انك تستاهلي الأحسن مني بكتير عشان كده كنت ببعدك عني لاني مش عاوزك تتوجعي في يوم بسببي خايف عليكي و بحبك اوي انا في حياتي كلها محبتش و لا هحب غيرك مش من ساعة ما دخلنا القصر ده
تنهد بعمق متابعاً حديثه :
لا من زمان اوي من يوم ما كنا عيال…..حتى و انا في بلد تانية عمرك ما غيبتي عن عيني
سألته بحزن :
ليه كنت بتهرب مني و خايف عليا من ايه
ابتسم قائلاً بحزن :
من نفسي ، اللي حصل زمان مش سهل انساه و لا سهل اكمل حياتي كأنه محصلش اللي حصل زمان زي ما تقولي سبب عقدة خوف جوه كل واحد فينا احنا الخمسة
نظرت له قائلة بسخرية :
طب و دلوقتي جيت ليه مش خايف عليا
ابتسم قائلاً بهدوء :
اللي جابني اني مش هقدر اشوفك بتضيعي مني و تبقي لغيري مش هقدر استحملها و لا هقدر اعيش حياتي من غيرك و عشان اكون صريح اكتر حياة اللي شجعتني اخد الخطوة دي و ابعد اي خوف قالتلي محدش قالك تختارلها احكيلها و هي اللي تقرر مش انت
نظرت له قائلة بسخرية :
بتفهم
نظر لها قائلاً برفعة حاجب :
قصدك اني ما بفهمش
اومأت له قائلة :
ايوه….هي صح محدش قالك تختارلي ، انا …..
نظر لها متلهفاََ لسماع اجابتها قائلاً :
انتي
لتفاجأه عندما وقفت قائلة بهدوء قبل أن تغادر غرفة المكتب سريعاََ :
هيوصلك ردي مع بابا !!
صعدت لغرفتها مباشرة و هي تبتسم على ما فعلت به بينما هو اخذ يغمغم بكلمات غير مفهومة تدل على ضيقه مما فعلت خرج لهم ثم وقف امام جمال قائلاً بهدوء قبل ان يغادر :
مستني ردك يا عمي….عن اذنك
اوقفته فرحة قائلة بابتسامة حنونة :
استنى بس يا بني نفطر سوا
رفض قائلاً بتهذيب :
مرة تانية ان شاء الله ورايا مشوار مهم
القى نظرة عابرة على يوسف الذي ينظر له بحزن لكنه لم يبالي و غادر القصر على الفور متأملاً سماع ردها بأقرب وقت
………
على الناحية الأخرى بمحافظة اخرى حيث تقيم هنا برفقة عمتها كانت حياة تجلس برفقة هنا بعد وقت من الترحيب و تبادل السلام
حياة بهدوء :
عرفت ان ادهم طلقك و عرفت كمان اللي حصل بينكم و سبب معاملته ليكي
اخفضت هنا وجهها بحزن و وجع لتزفر حياة بضيق قائلة بجدية :
ارفعي راسك
فعلت هنا ما قالت لتنظر لها حياة قائلة بجدية :
بلاش الضعف اللي انتي فيه ده اللي حصل مش نهاية العالم يعني ، هتفضلي قاعدة تعيطي و تندبي حظك….قومي شوفي حياتك و دراستك اللي اهملتيها الامتحانات قربت بلاش تخسري كله و تضيعي سنة من عمرك قومي و اقفي على رجليكي خليه يشوف انك قوية و مفيش حاجة تكسرك و خدي حقك منه !!!
تنهدت بعمق ثم تابعت حديثها قائلة :
طول ما انتي شايفة نفسك ضعيفة الناس هتشوفك كده….ضعيفة
ابتسمت هنا بمرارة قائلة بحزن :
عايزانى اخد حقي ازاي
نظرت لها حياة للحظات قبل ان تقول بجدية :
خليه يندم و يحفى وراكي ليل نهار عشان نظرة او يسمع كلمة منك خليه يلف حوالين نفسه جننيه خليه يحس انه هيخسرك اكتر حاجة ممكن تغيظه انك تتخطيه
فكرت هنا بحديثها لتتابع حياة قائلة بحزن :
ادهم غلطان اه لكن انتي بتحبيه و هو كمان بيحبك دلوقتي قدامك حلين يا تسيبيه و تكملي حياتك و تقفي على رجلك من تاني ، يأما تعملي اللي بقولك عليه…..المهم و بالمختصر بلاش توقفي حياتك عشان حد و خصوصا لو كان راجل
قالت الأخيرة بمرح لتضحك هنا بخفوت و اومأت لها برأسها بامتنان ابتسمت حياة قائلة بتساؤل :
ها هتجهزي نفسك نرجع سوا و لا ايه
نظرت لها هنا قائلة بتردد و بعد تفكير :
مش عايزة افضل معاه في مكان واحد يا حياة انا بقيت بخاف منه اوي
ابتسمت حياة بحزن قائلة :
حاضر هيطلع بره القصر بس المهم دلوقتي تلحقي تذاكري فاضل اسبوع ع الامتحانات و حكاية الخوف دي نبقى نحلها بعد امتحاناتك ان شاء الله
اقتربت هنا من حياة تحتضنها بامتنان لتبادلها حياة العناق و هي تسخر من حالها ليتها فقط تعمل بما تنصح له بعد وقت كانت هنا تغادر منزل عمتها برفقة حياة لتعود لقصر الجارحي بعدما شجعتها حياة بكلماتها عن المضي قدماََ غادرت معها و هي تنوي الكثير فقط صبراً !!!!
………
مر اسبوع على الجميع بدون احداث تذكر سوى سارة التي لم تتوقف عن اثارة استفزاز الاخرين بالقصر و افتعال المشاكل و ريان الذي كاد ان يطير من شدة سعادته بعد مهاتفة جمال له يخبره بموافقة ندا على الزواج منه و ادهم الذي غادر القصر بعدما علم رغبة هنا
……..
بعيادة الطبيب عمر أبو زيد
كانت حياة تخفض وجهها و هي تستمع لتذمره على عدم تنفيذها ما قال :
مجيتك هنا من غير ما تعملي اللي قولته ليكي ملوش فايدة لازم تواجهي….واجهي إلياس بمخاوفك منه و واجهي والدك ب……
قاطعته قائلة بحزن :
أنا خايفة ، خايفة اكون بعافر ع الفاضي و خايفة لو بطلت اعافر و احاول اندم بعدين
ابتلعت غصة مريرة بحلقها قبل ان تردد بحزن :
سبب خوفي من إلياس انه قرب مني بعد ما اتأكد ان ماما بريئة نظرته اتغيرت بعد ما عرف الحقيقة و كل ده عشان سبب مليش دخل فيه زيه زي يوسف العمري ده اللي مخوفني مش عارفة اقوله لا و مش عارفة اقوله اه خايفة يكون هو يستاهل حبي و اقوله لأ و اضيعه من ايدي و خايفه اقول اه و اندم
عمر بجدية :
هقولك حاجة مهمة جدا دكتور مصطفى محمود بيقول ان عدم الاختيار هو أسوأ اختيار ، اختاري احسن ما تختاريش خالص لو طلع اختيارك صح يبقى خير طلع غلط يبقى اهو اتعلمتي و محدش بيتعلم ببلاش و الأهم من كل ده انك تتقبلي نتيجة اختيارك بشجاعة
نظرت له ليتابع هو بابتسامة :
فهمتي قصدي ايه
اومأت له بصمت ليسألها :
بتكلمي بدر بعد ما سافر
نفت برأسها ليسألها بابتسامة :
مفتقداه
اخفضت وجهها قائلة بتوتر :
ابقى كدابة لو قولت لأ الصراحة مفتقداه اوي ببقى عاوزه اكلمه بس بخاف مكالمتي ليه تديه امل و انا اصلا لسه مش عارفه انا عاوزه ايه
ضحك بخفوت قائلاً بمرح :
حيرتيني والله ، بقولك ايه تتجوزيني انا
ضحكت بخفوت و حرج ليبتسم هو قائلاً :
كل حاجة واضحة قدامك على فكرة حتى حل الحيرة اللي انتي فيها دي موجود و واضح جداََ
صمت للحظات ثم سألها بهدوء :
انتي بتصلي !!
تعجبت من سؤاله لكنها اجابته بحرج :
الصراحة يعني….انا بصلي بس متقطع يعني ساعات بصلي يوم كامل و ساعات نص يوم و احيانا بفوت ايام من غير صلاة
اومأ برأسه قائلاً بابتسامة :
ليه مفكرتيش في احتمال ان الحيرة اللي انتي فيها دي سببها بعدك عن ربنا
اخفضت وجهها بحرج و هي تحرك رأسها بنعم و قد وصل إليها غرضه استمر الحديث بينهم لوقت ليس بطويل و كادت ان ترحل لكنها ما ان وقفت شعرت بدوار شديد يهاجمها و غيمة سوداء غطت عيناها
جلست على المقعد مرة اخرى ليقف متوجهًا لها قائلاً بقلق :
انسه حياة….انتي كويسة
لم تجيب و ظلت جالسة مكانها ليعيد السؤال مرة اخرى بقلق لتجيبه هي بتعب :
حاسة بدوخة
وقفت ببطئ قائلة بتعب و نظرات مشوشة :
عن اذنك
اوقفها قائلاً بقلق :
هتمشي ازاي كده
جاءه الرد منها قائلة بخفوت و تعب :
هتصرف
جذب سترته قائلاً بقلق :
اتفضلي معايا هوصلك انا كمان كنت هروح
نفت برأسها قائلة بتعب :
مفيش داعي تتعب نفسك
– لا تعب و لا حاجة اتفضلي
جعلها تستند على يده بقلق و قادها لخارج العيادة كادت ان تقع ليحاوطها هو من خصرها حتى لا تقع متوجهًا لسيارته المصفوفة امام البناية ثم اجلسها بسيارته قائلاً بقلق :
هاخدك ع المستشفى حالاً
ثم دار بسيارته نحو المستشفى و الاثنان غافلين عن اعين تراقبهم من بعيد و نيران تشتعل بداخلها من الغضب و الغيرة و لم يكن سوى إلياس الذي كان باجتماع خارج الشركة بالمطعم المقابل للبناية لكنه لم يرى سوى و عمر يحاوط خصرها كاد ان يذهب نحوهم
لكن اوقفه صوت شقيقه مازن قائلاً بجدية :
إلياس واقف عنك بتعمل ايه الناس مستنين جوه
قالها ثم جذبه من يده للداخل و الاخر عيناه مثبتة على تلك السيارة التي غادرت امامه !!!!
………..
بعد وقت طويل اوصل عمر حياة لمنزلها بعدما ذهب بها المستشفى و تم فحصها ليتبين ان سبب هذا الدوار انخفاض بضغط دمها بسبب سوء تغذيتها و اهمالها لتناول الطعام بسبب كم المشاكل التي تحدث
……
في المساء كانت حياة تجلس بحديقة القصر بانتظار إلياس الذي تفاجأت به يهاتفها و يطلب منها ان تنتظره بحديقة القصر
مرت دقائق قليلة و ها هو يقف امامها يسألها بهدوء يسبق العاصفة :
كنتي فين انهاردة
نظرت له قائلة بتعجب :
في الشغل
كور قبضة يده قائلاً بهدوء مفتعل :
الشغل ده كان فين
نظرت له بصمت للحظات قبل أن تسأله بهدوء و لم تعجبها طريقة حديثه :
ده تحقيق و لا ايه
إلياس بنفاذ صبر و حدة :
جاوبي يا حياة
اجابته بهدوء :
مش هجاوب غير لما اعرف سبب اسألتك دي ايه
ركل المقعد بقدمه قائلاً بنفاذ صبر :
هو لازم يكون فيه سبب لسؤالي
اجابته بهدوء اثار غضبه اكثر :
لما يكون بطريقتك دي يبقى فيه سبب
ثم تابعت بهدوء :
يا تقول اللي عندك يا تتفضل تمشي انا تعبانة و عاوزة ارتاح
جز على اسنانه بغضب و لم يستطيع ان يخبرها ما رأى فغادر بعد ان ركل المقعد بقدمه مرة اخرى و هو عازم على معرفة كل شيء بنفسه
جلست على المقعد خلفها تزفر بضيق ليست بغبية حتى لا تلاحظ نبرة الشك و الاتهام بصوته
حاولت ان تخرس ذلك الصوت الذي يتعالى بداخلها بأنه ليس من تبحث عنه لكن دون جدوى مع الوقت يتضاعف ذلك الشعور بداخلها لكن إلى متى ستظل هكذا !!!
كل هذا يحدث تحت انظار تلك الحقيرة التي استمعت لكل شيء و ابتسمت بتوعد تردد بداخلها بغل و حقد :
صبرك عليا….اما خليته يرميكي و ما يطقش يبص في وشك بعد كده ما ابقاش بنت ثريا !!!
………
قبل منتصف الليل بجلس الخمسة بغرفة امير
بينما بالداخل كان اوس يتحرك بالغرفة بغضب قائلاً :
عدا اسبوع و مفيش حاجة حصلت لا بتروح ليه و لا بتكلمه و العمل
ادم بضيق :
الظاهر مفيش قدامنا غير الحل التاني !!!
وافقه الجميع الرأي لكن فجأة ابتسمت حياة
قائلة و هي تضع شاشة الهاتف امامهم :
مش هنحتاج نعمل الحل التاني !!!!
………

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
 قبل منتصف الليل بجلس الخمسة بغرفة امير
كان اوس يتحرك بالغرفة بغضب قائلاً :
عدا اسبوع و مفيش حاجة حصلت لا بتروح ليه و لا بتكلمه و العمل
ادم بضيق :
الظاهر مفيش قدامنا غير الحل التاني !!!
وافقه الجميع الرأي لكن فجأة ابتسمت حياة قائلة و هي تضع شاشة الهاتف امامهم :
مش هنحتاج نعمل الحل التاني ، هتقابله بكره !!!
اوس بقلق :
طب هنجيب الفيديوهات كلها ازاي منهم و فرضاََ طلع معاهم نسخ
ادم بجدية :
هنتصرف ليها حل بأذن الله المهم دلوقتي نوصل ليه و بعدها اي حاجة هتبقى سهلة
حياة بجدية :
لازم ناخد احتياطنا المرة دي كويس
امير بابتسامه و هو يحاوط كتفها :
ركزي انتي بس في امتحاناتك و ملكيش دعوة باللي بيحصل لازم تطلعي الأولى زي كل سنة مش هوقبل بأقل من كده
ابتسمت حياة بخفوت و وافقه البقية الرأى ليقول ريان بتذكر :
متنسوش ان قصر العمري لسه متسجل بأسمنا لازم يرجع لأصحابه
اومأ الأربعة له بنعم ثم توجه بعدها كلاََ منهم لغرفته لكن ما ان دخل ادم غرفته و اغلق الباب تفاجأ بتلك الوقحة تجلس على فراشه ترتدي قطعة قماش تكشف اكثر ما تستر تبتسم باغراء اقتربت منه تضع يده على صدره قائلة بدلال اشمئز منه :
اتأخرت ليه بقالي ساعة مستنياك
ارتفع صدره و هبط بانفعال ثم دفع يدها بعيداََ عنه باشمئزاز قائلاً بغضب :
اطلعي بره
ابتسمت و كأن شيئاََ لم يكن و اقتربت منه مرة أخرى تضع يدها حول عنقه قائلاً بدلال :
تعرف اني من يوم ما شوفتك و انت عجبتني اوي ايه انا كمان مش عجباك
دفعها بعيداََ عنه بقسوة قائلاً باحتقار :
رخيصة
ضحكت بسخرية قائلة باستفزاز و تحدي :
طب ع الأقل انا صريحة الدور و الباقي ع اللي بترسم دور الشريفة قدام الكل و هي مدوراها روح قول لاختك الكلمة دي و شوف هي بتروح لمين كل يوم الب…….
كان نصيبها صفعة قوية من يده قائلاً بشراسة و هو يقبض على خصلات شعرها بقوة :
سيرة اختي ما تجيش على لسانك الوسخ ده يا….انتي و هي متتحطوش في جملة واحدة سامعة
كانت تصرخ عالياََ ليستيقظ جميع من بالقصر على صراخها و جاءوا حيث مصدر الصوت ليتفاجئوا بها بغرفة ادم و هي بالكاد ترتدي شيء يستر جسدها العاري لتكن زينة اوي من تتحدث قائلة بصدمة :
ايه ده !!!
كور ادم قبضة يده بغضب و غل من تلك الحقيرة التي بدأت تتصنع البكاء و هي تتمسك بذراع اوس قائلة بخوف اجادت تمثيله :
الحقني يا اوس اخوك دخل الأوضة عندي و سحبني من ايدي على هنا و كان كاتم نفسي عشان مطلعش صوت و….وحااول يقرب مني لولا اني قدرت اخلص نفسي من ايدي و صرخت
حياة بغضب :
انتي كدابة
سارة بنظرة فهمها اوس على الفور و لازالت
تتصنع البكاء :
انا مش كدابة يا اوس هي دي الحقيقة انت مصدقني مش كده
منع نفسه بصعوبة من ابراحها ضرباََ و قال بغضب منها و ليس من شقيقه بالطبع :
مراتي مش كدابة يا حياة
سايرته حياة بالحديث قائلة بصدمة :
انت مصدق انك اخوك يعمل كده ، تكدب اخوك و تصدق واحدة زي دي فوق لنفسك
اوس بغضب :
انا فايق لنفسي و ما اسمحش ليكي تغلطي في مراتي انتي فاهمة
كانت تلك الحقيرة تتابع تلك المشاجرة التي تحدث بينهم و هي تمنع شفتيها من الابتسام بتشفي و هي ترى اوس ينفذ ما تقول و هو ليس بيده حيلة و ما تخطط له يسير كما تريد حتى تفرق بينهم
جذبها اوس بغضب حتى يخرج من الغرفة لتجد سارة زينة امامها تنظر نحوهم بصدمة لتبتسم بمكر قائلة بحزن واهي :
انتي صعبانة عليا اوي يا زينة هو مش بيحبك اللي يعمل كده في مراة اخوة مستحيل يكون بني ادم او يحب حد ده حيوان
كادت ان ترحل لتعترض زينة طريقها قائلة بهدوء :
استني
وقفت سارة لتمر لحظة و بدون مقدمات هوت يد زينة على صدغها بصفعة قوية كادت ان تسقط على اثرها لتقترب منها زينة قائلة بغضب :
انا جوزي مش حيوان و مش على اخر الزمن هصدق واحدة زيك سمعتها سابقاها و اكدبه
توسعت اعين سارة بصدمة قائلة بغل :
انتي ازاي تتجرأي و ترفعي ايدك عليا يا زبا….آآه
قاطع حديثها صفعة زينة الثانية التي هوت على صدغها للمرة الثانية و الجميع يبتسم بشماتة بينما ادم كان ينظر لزينة بسعادة و فخر لأنها وثقت به و بعشقه لها و لم تصدق تلك الحقيرة
زينة بغضب و هي تدفع سارة بكتفها :
لمي لسانك مش زينة الجارحي اللي تفكري تشتميها الشتيمة تبقى للي زيك خطافة الرجالة اللي الكل عارف امها جابتها منين
لو كانت النظرات تقتل لكانت زينة الآن وقعت صريعة من نظرات الغل و الحقد التي تصوبها سارة نحوها و بصعوبة شديدة تمالكت مهرة حالها حتى لا تهجم عليها تبرحها ضرباََ هي الاخرى
تدخل سليم قائلاً بقوة و صرامة و نظراته لم تخلو من الاحتقار لسارة :
اسمعي الكلمتين دول و حطيهم حلقه في ودنك مش هسمحلك تفرقي بين احفادي و لا هسمحلك تنفذي اللي دخلتي القصر ده عشانه احفادي و عيلتي خط احمر ، امحيكي من على وش الدنيا لو حد منهم اتأذى فخلي بالك من تصرفاتك عشان مخلكيش تشوفي الوش التاني لسليم الجارحي يا بنت ثريا
ثم وجه حديثه للجميع قائلاً بقوة :
الكل يروح على اوضته يلا
كان اول من غادر سارة صافعة باب غرفتها خلفها بغضب و غل ليضحك الجميع بخفوت ادم بجدية :
كويس انك فهمت و جاريتها في الكلام لازم تعرف انها لسه بتخوفك و ان محدش فينا عرف حاجة
اومأ له اوس بصمت ثم غادر و خلفه اخوانه واحداََ يلو الأخر لتبقى فقط زينة قائلة بغيرة و غضب :
الزبالة دي قربت منك
ابتسم بزاوية شفتيه ثم بلحظة جذبها من خصرها حتى اصبحت باحضانه قائلاً :
على اساس مصدقاني
توترت من قربه المهلك لاعصابها قائلة و هي تحاول فك حصار يده من على خصرها :
سؤالي كان واضح حطت ايدها عليك و لمستك
ابتسم قائلاً بحب و هو يداعب انفها بأنفه :
متقدرش لا هي و لا غيرها يلمسوا حاجة ملك حبيبتي و زينة حياتي
زينة بحب و خجل من قربه الشديد منها :
يعني انت ملكي انا و بس
قربها منه اكثر قائلاً بحب :
انتي شايفة ايه
اخفضت وجهها بخجل ليبدأ هو بتمرير انفه على كامل وجهها يوزع قبلاته الرقيقة عليه :
انا ملكك و بس يا زينة قلبي عمره ما حب و لا عرف يعني ايه حب غير معاكي اول دقة قلب كانت ليكي انتي و هتكون الأخيرة بردو ليكي انتي حضني كل حاجة فيا ملكك زي ما انتي ملكي و بتاعتي
ابتسمت بسعادة قائلة بحب :
انا بحبك اوي يا ادم
قبل شفتيها بخفه قائلاً بحب :
ادم بيموت فيكي يا زينة حياتي و قلبي
وقفت على اطراف اصابعها ثم قبلت وجنته بحب لتسري الحرارة بكامل جسده ، ابتلع ريقه مرددًا :
انا بقول تمشي دلوقتي يا بنت الناس عشان انا على اخري خلاص و الشيطان شاطر و عمال يزن في وداني و بيقولي حطها ع السرير ده و اتم ام الجوازة اللي مش عاوزة تكمل لحد دلوقتي دي
1
شهقت بخجل و ركضت لخارج الغرفة مرددة :
قليل الأدب
…………
بصباح اليوم التالي بقصر العمري
كان جمال يجلس بجانب يوسف الراقد على الفراش بتعب قائلاً بعتاب :
حرام عليك يا يوسف اهتم بصحتك شوية
يوسف بحسرة و دموعه بدأت بالنزول :
اهتم بيها ليه و لمين خسرتك كل حاجة يا جمال حبيبتي و ماتت بسببي و بأيدي و لادي و خسرتهم قضيت حياتي كلها انكر وجودهم و اقسى عليهم معملتش حساب ان ممكن اكون ظالم معملتش حساب اللحظة دي فضلت معيش نفسي دور المظلوم
تنهد بحزن و الندم ينهش قلبه قائلاً :
خسرت اللي اهم من الفلوس و الشغل اللي فضلت سنين دافن نفسي فيهم خسرت الحاجة الوحيدة اللي الرجل بيعملها في حياته و يفتخر بيها خسرت ولادي و مراتي و انا اهو لوحدي لو موت مين فيهم هيقبل يمشي في جنازتي او ياخد عزايا هموت و انا شايل ذنبهم و ذنب ليلى اطهر انسانه و زوجة و اللي بغبائي خسرتها و خسرت ولادي
لمعت اعين جمال بالدموع حزيناََ على شقيقه قائلاً بمواساة :
الف بعد الشر عنك يا خويا ان شاء الله كل حاجة هتبقى تمام و المسألة كلها شوية وقت و ولادك هيسامحوك و يتلموا حواليك و……
قاطعه يوسف قائلاً بحسرة :
ولادي محدش فيهم بيطيق يبص في وشي يا جمال عشان يسامحوني اللي بيحصل ده عقاب ربنا ليا على جبروتي و قسوتي معاهم كنت حنين ع الغريب بس هما اقرب ما ليا قسيت عليهم
طرقات على باب الغرفة يليه دخول الخادمة قائلة بتهذيب و هي تعطيه ذلك الظرف :
الظرف ده مبعوت ليوسف بيه
جمال بتساؤل و هو يفتحه :
مين باعته
اجابته بتهذيب :
بيقول انه من ادم باشا
اشار لها حتى تنصرف ليبدأ جمال بالقراءة قائلاً بعد لحظات ليوسف الذي ينظر له باهتمام :
ده ادم بيرجع ملكية القصر ليك من تاني
تنهد يوسف بحزن قائلاً لجمال :
انا عايز ازور قبر ليلى !!!
……….
بعيادة الطبيب عمر أبو زيد
كانت حياة تصافحه قائلة بابتسامة و مرح :
مش جاية كمريضة المرة دي انا جيبالك زباين
ضحك قائلاً :
يا اهلا بيكي و بزباينك تنوري العيادة في اي وقت
ابتسمت قائلة :
هي تبقى هنا بنت خالتي و موجودة بره
ابتسم قائلاً بتساؤل :
طب ما دخلتش ليه
تنحنحت بحرج قائلة :
هي سألتني انا عرفت دكتور نفسي منين فقولت ليها اني شوفت اعلان ليك لو سمحت مش عاوزاها تعرف اني بتعالج هن……
قاطعها قائلاً بابتسامة :
دي اسرار المرضى و اكيد مش هتطلع لحد و زي ما تحبي انا عمري ما شوفتك
ابتسمت له بامتنان و خرجت للحظات ثم عادت مع هنا التي تحك يدها ببعضها بتوتر وقف قائلاً بابتسامة و ترحيب :
اهلا وسهلا نورتي العيادة
شكرته بابتسامة متوترة ثم جلست امام مكتبه استأذنت منهم حياة قائلة :
بعتذر منكم عندي مشوار مهم خلصي و كلميني هاجي اروحك
هنا بتوتر و خوف :
هتمشي ليه خليكي
عمر بمرح :
خليها تمشي احنا مش بنعض والله
ضحكت حياة بخفوت ثم طمئنتها ببعض الكلمات مغادرة العيادة بأكملها و تركت هنا بالأعلى تخوض تلك التجربة التي لا تعرف ان كانت ستفيد ام لا
صعدت سيارتها و انطلقت بها نحو اشقائها فقد حانت تلك اللحظة التي انتظروها لكن قبل ان تتحرك بالسيارة تعالى رنين هاتفها برقم إلياس الذي تجاهلت الحديث معه الايام الماضية
تنهدت بعمق قبل ان تجيب ليأتيها صوته قائلاً :
ازيك يا حياة
– كويسة
صمت للحظات ثم سألها بصوت حاول قدر الإمكان ان يكون طبيعياََ :
انتي فين
تنهدت بضيق قائلة :
في الشغل
توقعت رد منه لكن صدمت عندما اغلق الهاتف بوجهها انطلقت بسيارتها و هي غاضبة بشدة مما فعل و لن تمرر له اياها فقط ليتنهي ذلك اليوم على خير لكن يبدو ان ما تتمناه لن يتحقق فهذا اليوم لن ينتهى على خير !!!
….
بينما هو كان يقف خلف احد الأشجار ينظر لها و هي تتحدث معه بالهاتف لقد كذبت عليه فهو جاء لهنا ركضاََ ما ان وصلته تلك الرسالة و كان محتواها ” روح شوف حبيبة القلب حياة يا إلياس باشا مع عشيقها في شقته في الزمالك ” و اسفل الرسالة عنوان يعرفه جيداََ ما جعل الشكوك تداعب قلبه رؤيتها تخرج من تلك البناية قبلاََ مرتان و كل مرة كان التوتر يظهر بوضوح عليها تردده في مواجهتها ذلك اليوم هو خوفه من خسارتها ان شعرت به يشك بها و هي بريئة لذا فضل التأكد بنفسه دون سؤالها اقترب من حارس البناية يسأله بعد ان وضع بيده بعض ورقات النقود :
البنت اللي لسه طالعة من العمارة دي نازلة من الدور الكام و من عند مين
بصق الرجل ارضاََ بطريقة فجة قائلاً :
استر على ولايانا يارب
ثم تابع بامتعاض :
من عند واحد اسمه عمر راجل استغفر الله العظيم الستات طالعة نازلة عنده كل ساعة و التانية و البت اياها دي عنده علطول
توقف قلبه عن الخفقان يسألها بصدمة :
متأكد
الحارس و هو يشير ع البناية :
عيب يا بيه الا متأكد ده انا بقالي سنين شغال هنا شايف اللي خارجين و اللي طالعين من عنده ده راجل استغفر الله العظيم و لا البت دي كنت اشوفهم في مناظر استغفر الله العظيم
كور قبضة يده قائلاً باعين حمراء و غضب :
جت هنا كام مرة
اجابه الأخر باحنقار :
كل يوم او اتنين بتكون هنا….بتسأل ليه يا بيه هي تقربك لا سمح الله
تركه و غادر دون اجابة و ما ان اختفى من امامه اخرج الحارس هاتفه ذو الطراز القديم يتصل بشخص ما و ما ان اجاب ردد بسعادة :
كله تمام يا ست سارة عملت زي ما قولتي متنسيش الحلاوة بتاعتي بقى !!!!
………
بقصر الجارحي اغلقت سارة الهاتف و هي تبتسم بانتصار لطالما هي كانت اكثر من يعرف إلياس منذ سنوات طوال لا يثق بسهولة الشك جزء لا يتجزء من شخصيته و هي قامت باللعب على هذا الوتر حتى تبعده عن حياة نظرت لساعة يدها ثم اخذت حقيبتها و غادرت القصر بهدوء دون ان تلفت الانتباه ثم استقلت سيارة اجرة متوجهة حيث اعتادت ان تقابل محسن لا تعلم ما ينتظرها !!!!
……..
مر وقت ليس بقصير و كانت تمشي تلتفت حولها من حين لأخر بعدما طلبت من سائق التاكسي ان ينتظرها حتى يعود بها وضعت يدها على انفها تحاول منع نفسها من استنشاق تلك الرائحة الكريهة وقعت عيناها على محسن يقف على زاوية احد الشوارع الجانبية اقتربت منه قائلة بامتعاض :
هو كل مرة لازم اشوفك لازم يكون هنا مفيش مكان تاني غير المكان المقرف ده
محسن بضيق :
مش وقته الكلام الفاضي ده
ثم اخرج كيس يحتوي على مادة بيضاء ثم فتح حقيبتها و وضعه به سألته باستغراب :
ايه ده
ابتسم قائلاً بشر :
هيروين
سألته بصدمة و غضب :
لما هو هيروين بتحطه في شنطتي ليه عايز تلبسني مصيبة و لا ايه
محسن بضيق :
بلاش غباء و اسمعي للاخر ، الهيروين ده تحطيه ليهم و كلها يومين بالكتير و هيبقى الخمسة مدمنين تقدري بقى تبيعهم اللي وراهم و اللي قدامهم عشان شمة
سألته بسخرية :
ده بقى احطه ليهم ازاي هو انا بدخل المطبخ من اساسه
زفر بضيق قائلاً :
تدخليه اتصرفي بقالك قد ايه في القصر و لحد دلوقتي معملتش حاجة
ردت عليه بغضب :
مين قال الكلام الفارغ ده اومال اللي عملته…..ثم بدأت تقص عليه ما فعلته ليلة امس و ما فعلت بإلياس و حياة ما ان انهت حديثها
ابتسم قائلاً بزهو :
عفارم عليكي تربية ابوكي و امك بصحيح
بلمح البصر ظهر رجال ذو بنية ضخمة و من بينهم اوس و امير و ريان و ادم الذي ردد و هو يلكم محسن بقوة اسقطته ارضاََ :
تربية و……
بينما امير دفع سارة التي لا تكف عن الصراخ لأحد الرجال الذي قام بتكميم فمها و تقيدها ثم دفعها عنوة بداخل السيارة و فعلوا المثل مع محسن !!
……….
بعد وقت ليس بقصير
بأحد المخازن التابعة لعائلة الجارحي الموجودة على اطراف المدينة بعيداََ عن السكان كانت سارة مقيدة على احد المقاعد تحاول الصراخ لكن دون جدوى بسبب ذلك اللاصق السميك على شفتيها
بينما محسن كان معلق من قدمه يداه مقيدة و ثيابه بأكملها غارقة بالمياه
ادم بتشفي و هو يشير لاحد رجاله بفك قيوده ثم بدأ يحل ازار اكمام قميصه بعد أن تخلص من سترته و كذلك فعل ريان و اوس و امير :
ايه يا محسن عايزك تشد حيلك الايام لسه طويلة و وعد مني مش هتخرج من هنا غير و انت جثة
وقف محسن ينظر لهم بزغر فقد قاموا بتشكيل حلقة حوله كلاهما يمسك بيده عصاه غليظة بينما حياة كانت تقف بعيداََ تشاهد ما سيحدث له بتشفي
كان اوس الذي يقف قريباََ منه لذا هبط بعصاه الغليظة على جسده بقوة و غل و كانت الثانية من نصيب ريان و الاخر يتعالى صراخه بالمكان من الألم البشع الذي يفتك بعظامه بقى الأربعة يهبطون بعصاهم على جسده بغل حتى نال منهم عشرون ضربة جعلته يسقط ارضاََ فاقداََ للوعي
احضر امير دلو ماء ثم سكبه فوقه ليفتح الأخر عينيه بألم لا يحتمل بجميع أنحاء جسده انحنى ادم نحوه قائلاً بتشفي :
متخافش هعالجك لسه مش هموتك دلوقتي بس قسماََ بالله لهخليك تندم ع الساعة اللي هربت فيها من البوليس هتفضل هنا اكسرك و اعالجك و هتشوف اسود ايام حياتك و مفيش حاجة هتنجدك من بين ايدينا غير الموت !!!
بينما اوس اقترب من سارة قائلاً بسخرية :
مفكرة اني ممكن اتجوز واحدة زيك بس احب اقولك ان اصلا ما اتجوزتكيش لعبة يا حلوة و دلوقتي بقى بالذوق كده هتقولي كل الفيديوهات موجودة فين يأما هتتعلقي مكان بابا و هيتعمل فيكي اللي اتعمل فيه
أزالت حياة اللاصق من على شفيتها لتردد الأخرى بفزع و خوف و هي ترى هيئة محسن :
كل النسخ اللي معايا على تليفوني و هو معرفش شايل الفيديو فين ، هو صاحب الفكرة مش انا هو اللي قالي احط كاميرات و اصوركم هو السبب مش انا خلوني امشي
ضحك الخمسة بسخرية لتقترب منها حياة قائلاً بسخرية و استهزاء :
ايه يا سرسورة مش سامعة صوتك بتهددي يعني قلبتي قطة دلوقتي اومال فين انا بنت ثريا بس على أسوأ…..فين
غادر الخمسة المخزن بعدما حطم اوس هاتف تلك الحقيرة إلى اشلاء قبل ان يصعد اوس للسيارة سألهم بحيرة :
مش واثق فيها اكيد معاها نسخ تانية
ريان بهدوء :
طالما الاتنين بقوا تحت ايدينا متشلش هم حاجة
اومأ له بصمت ثم غادر الخمسة المكان بداخل كلاََ منهم شعور بالراحة بعد وقت طويل
………
في المساء بقصر الجارحي بغرفة هنا
كانت تجلس على مكتبها الصغير الموجود بأحد زوايا الغرفة تحاول التركيز بتلك الأوراق التي امامها لقرب موعد امتحاناتها لكن دون جدوى عقلها لا يتوقف عن التفكير به و بتلك التجربة التي مرت بها بالإضافة إلى شعور الغثيان و الدوار
الذي يلازمها منذ يومان
وقعت عيناها على ذلك الكتاب الموضوع على مكتبها التقطته و فتحته على صفحة محددة كانت تضع بها صورته التي تحتفظ بها منذ وقت طويل جداََ نزلت دموعها سرعان ما دخلت ببكاء مرير و هي تردد بوجع :
ليه وصلتنا لكده ، يأما انا اقرب و انت تبعد يا انت تقرب و انا ابعد بس انت كنت بتبعد عني بسبب مليش دخل فيه و دلوقتي انا اللي ببعد و عندي اكتر من سبب يخليني ابعد عنك و اكرهك
بقت هكذا تبكي بقوة سرعان ما هبت واقفة تركض صوب المرحاض تضع يدها على فمها بعدما اصابها شعور بالغثيان
مرت دقائق و كانت تجلس على طرف الفراش تضع يدها على معدتها و هي تشعر بتعب شديد بقت هكذا لدقائق سرعان ما توسعت عيناها بصدمة و هي تضع يدها على فمها بصدمة تردد بصدمة :
وقعت عيناها على سيارة ادهم تدخل من باب القصر لحظات و كان يقترب منها بتردد قائلاً :
هنا
ابتعدت للخلف بخوف بالرغم من كم رجال الأمن الذين يقفوا بكل مكان حولهم و اشاحت بوجهها بعيداََ عنه لكن قبل ان يتحدث كان احد الرجال يأتي برفقة شخص يرتدي قميص يحمل شعار احد الصيدليات القريبة من القصر قائلاً بتهذيب :
يا هانم حضرتك طلبتي حاجة من الصيدليه الراجل ده بيقول ان في اوردر بأسم حضرتك
اومأت له و بتوتر كانت تختطف الكيس البلاستيكي من يده و قبل ان تحاسبه سأله ادهم عن حسابه ثم اعطاه النقود و اشار لهم حتى يغادروا
ادهم بقلق :
مالك يا هنا انتي تعبانه ايه اللي طلبتيه من الصيدليه
ردت عليه بحدة تخفي بها توترها :
انت مالك خليك في حالك و اتفضل فلوسك ايه
حاول التحكم باعصابه من صوتها العالي عليه امام رجال الأمن لذا و بدون مقدمات كان يسحب من يدها الكيس البلاستيكي حتى يعرف على ما يحوي !!!!
………

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
 قبل ان يفتح الكيس البلاستيكي اختطفتها من بين يديه قائلة بحدة تخفي بها توترها :
ايه اللي بتعمله ده ، ازاي تخطف الحاجة من ايدي بالشكل ده
ادهم بضيق و نفاذ صبر :
هنا هاتي الكيس
ردت عليه بغضب و توتر و هي تضع الكيس
خلف ظهرها :
لأ ، انت مالك اصلا بتتدخل ليه
سألها بتعجب و هو يقترب منها خطوة واحدة :
مالك خايفة ليه فيه ايه الكيس ده
ابتعدت للخلف بخوف قائلة بحدة :
قولت ملكش دعوة
زفر بضيق و حزن و هو يرى ذعرها عندما اقترب خطوة واحدة منها ليسألها بخوف :
طب طمنيني ارجوكي انتي كويسة ، علاج لايه ده
ابتسمت بسخرية قائلة :
صدقني يا ادهم اخر حاجة تهمني اني اطمنك
كادت ان ترحل لكنها اوقفها قائلاً بوجع :
هنا ، صدقيني اللي حصل غصب عني انا شوفت بعيني كل حاجة كانت بتثبت كده و يومها انا كنت شارب و مش في وعيي اديني فرصة واحدة بس مش عاوز غيرها
صرخت عليه قائلة بغضب :
مجتش واجهتني ليه فضلت ساكت مجاش في بالك احتمال اني بريئة
ابتسمت بسخرية مريرة قائلة :
مش كل اللي بنشوفه بيكون حقيقة
ابتلعت غصة مريرة بحلقها قائلة بقهر :
لو سامحتك على شكك فيا مش هعرف اسامحك ع الليلة اللي المفروض تبقى اسعد ليلة في حياتي قلبتها ليا كابوس عمري ما هقدر انساه
قالتها ثم غادرت من امامه و تركته غارق ببحور الندم و صعدت لغرفتها لتمر دقائق قليلة و كانت تجلس على حافة المغطس تنظر بصدمة و حزن للعصا الرفيعة الموجودة بين يديها و التي تحمل علامة ايجابية !!!
………..
في صباح اليوم التالي
كانت تجلس خلف مكتبها تتابع عملها بتركيز حتى قاطعه طرقات على باب مكتبها يليه دخول إلياس قبل ان تسمح له بالدخول
تجاهلت النظر له و اعادت نظرها للملف الموجود امامها فهي لم تنسى انه اغلق الهاتف بوجهها و شجارهم الأخير بقى واقفاََ امامها بصمت لدقائق حتى زفرت بضيق قائلة دون النظر له :
جاي المسافة دي كلها عشان تفضل واقف ساكت
ضحك بسخرية قائلاً بهدوء يسبق العاصفة و بداخله غضب كبير منها لم يهدأ منذ ان سمع كلمات ذلك الرجل و قد اعماه غضبه من التفكير بحكمة :
سألتك بدل المرة اتنين و كدبتي عليا
رفعت رأسها بعدم فهم لما يقول ليتابع هو حديثه قائلاً و هو يمور قبضة يده بغضب :
كل مرة أسألك كنتي فين تكدبي عليا
تنهدت بضيق و كادت ان تخبره لما كذبت دون الدخول بتفاصيل لكنه لم يعطيها الفرصة و تابع حديثه قائلاً بسخرية :
طب طالما انتي شيفالك شوفة تانية مقولتيش ليا ليه من الاول
نظر لها باحتقار للحظات ثم تابع قائلاً :
لمتنا حواليكي عجبتك مش كده هو و بدر و انا ، كان عاجبك جريي وراكي كل شوية
لم تفهم عما يتحدث لتسأله قائلة بتعجب :
بتتكلم عن ايه !!!
ابتسم بسخرية قائلاً عنوان البناية التي كانت بها ثم تابع بسخرية و اشمئزاز و كلمات ذلك الرجل ترن بأذنه حتى الآن تجعله يشتعل من الغضب اكثر :
شوفتك عند حبيب القلب عمر
فهمت عما يتحدث الآن لكن لما افترض انها على علاقة به لتسأله بصدمة :
شوفتني
اومأ برأسه قائلاً بسخرية و احتقار و هي حتى الآن لا تستوعب ما يقول :
ايه كنتي مفكرة مش هعرف انك بتدوري على حل شعرك معاه و بتروحي ليه شقته كمان
زفر بضيق قائلة بغضب :
يا تتكلم باحترام و تلم لسانك يا تمشي من وشي
ابتسم بسخرية قائلاً :
اصل دي اللغة اللي تنفع مع اللي زيك ، بس عارفة اللي بيعملوا كده بفلوس انضف منك ع الاقل مش بيلفوا و يدوروا و……
رفعت يدها حتى تصفعه قائلة بغضب :
اخرس
لكن يدها بقت معلقة بالهواء بين يده قائلاً بغضب :
ايدك ما تترفعش عليا….لاني مش عاوز اتوسخ
ارتفع صدرها و هبط بانفعال ليتابع هو قائلاً :
اللي يشوف الوش ده مستحيل يصدق ان يطلع من وراه كل ده بس لو حصلت مع غيري معذور ما انا كنت زيه و انخدعت
جذبت يدها من بين يديه قائلة بغضب :
اسمع يا تقول ايه اللي حصل يا تطلع بره
ضحك بسخرية و بدأ يقص عليها ما حدث نظرت له للحظات بصمت ثم فجأة صفقت بيدها قائلة بهدوء :
لا حقيقي برافو ، شوفت و استنتجت و حللت و جاي تغلط و تطول لسانك بس يا ترى بتعمل كده بصفتك ايه
كور قبضة يده بغضب لتتابع هي بسخرية :
لا انت حد من اخواتي اللي عمرك ما تطول تبقى زيهم و لا جوزي و لا حتى خطيبي و لا ليك اي علاقة بيا عشان تتدخل
سألها بغضب :
يعني اللي قولته صح مش هتدافعي عن نفسك
ضحكت بخفوت ليشعر هو بالغيظ و الاستفزاز منها لتتابع هي قائلة بسخرية :
مش من الأولى كنت سألت الأول و سمعت مني ، لما شوفتني ما جيتش ليه في وقتها و واجهتني ليه استنيت ده كله
نظرت له من اعلى لأسفل بسخرية قائلة :
لما بواب العمارة قالك كذا و كذا ما طلعتش ليه بنفسك تشوف اكتفيت بالكلام اللي سمعته بس
لم يجيب و اكتفى بنظرات نارية يصوبها تجاهها لتكمل هي قائلة بابتسامة و برود :
طبعا انت مستني مني ادافع و اقول انا بريئة ، بس مش هيحصل يا إلياس عارف ليه
اقتربت منه قائلة بسخرية :
لأني مش ناوية اريحك
ثم تابعت و هي تشير نحو الباب :
اظن كمان بعد اللي سمعته مش اللي شوفته عني اخلاقك ماتسمحش ليك تفضل واقف هنا معايا
صمتت للحظات و كذلك هو لكنها لم تستطيع ان تخفي قهرها اكثر من ذلك قائلة بسخرية مريرة :
نظرتي ليك كانت صح من الأول
نظر لها قائلاً بسخرية مماثلة :
بس انا اللي نظرتي ليكي كانت غلط يا خسارة
اومأت له قائلة بابتسامة ليست بمحلها :
هي فعلا كانت غلط ، بس اهو محدش بيتعلم ببلاش يا…..بشمهندس
غادر صافعاََ الباب خلفه بقوة لتجلس هي على المقعد خلفها قائلة بحزن :
كان عندي امل تخيب ظني فيك !!!
…………
مساءاََ بحديقة قصر الجارحي
كان الجميع يجلس على مائدة الطعام الطويلة و صوت ضحكاتهم يصدح بالمكان عداها هي تجلس بينهم بذهن شارد و قلب متألم لاحظ امير شرودها ليميل عليها قائلاً بخفوت :
مالك
حركت رأسها بمعنى لا شيء لكنه يشعر بخطب ما اصاب شقيقته لذا اكتفى بالصمت الآن
سليم بابتسامة :
مش ناوين تعملوا الفرح و لا ايه
امير بلهفة :
ياريت ، انا عايز اتجوز بقى يا ناس هنفضل مأجلين الفرح لأمتى بس
ريان بهدوء :
انا كمان عاوز اتجوز
كان اخوانه فقط من يعرفوا بتقدمه لخطبة ندا بينما المتبقين كانت صدمة لهم ليكن اول من يتسأل جدته فاطمة قائلة بلهفة :
بجد يا بني طب هي مين و انا من بكره اروح اخطبهالك علطول
ضحك الجميع بينما ريان ابتسم مقبلاََ يدها
بحنان قائلاً :
تسلمي يا ست الكل
ثم نظر لسليم قائلاً بهدوء :
بعد اذنك يا جدي هنروح اخر الاسبوع نخطب ندا بنت عمي جمال
اختفت الابتسامة من على وجه سليم و قاسم و فاطمة التي قالت بحزن :
عايز تغلط نفسك غلطت امك اللي يرحمها يا ريان
سألها بهدوء و كان يتوقع رفضها :
غلطة ايه
اجابته بحزن و هي تحاول كتمان دموعها التي تحارب للنزول امام الجميع من الشعور بالقهر الذي يلازمها من سنوات طوال على فقدان فلذة كبدها :
بلاش يا بني العيلة دي مش بيجي من وراها غير المشاكل و وجع القلب ابعد عنهم احسن و البنات مفيش اكتر منهم
تنهد بحزن قائلاً بهدوء :
بس انا بحبها و عمي جمال مش زي عمي يوسف غير كده انا عمري ما اخد حد بذنب حد ابقى فرقت ايه انا عن يوسف العمري
تدخل قاسم بالحديث قائلاً :
عنده حق يا امي لو خدها بذنبهم و احنا كمان عملنا كده يبقى فرقنا ايه عنهم
سليم بابتسامة و بداخله قهر كبير لا يقل
عن زوجته :
على بركة الله يا بني الف مبروك
فاطمة بابتسامة حزينة و هي تربت بحنو
على وجنته :
الف مبروك يا بني
بعد تهنئة من الجميع وقفت حياة قائلة و هي تستعد للرحيل :
عن اذنكم
ادم بتساؤل :
رايحة فين
اجابته بهدوء :
عندي مشوار ضروري
اوس بتساؤل و هو ينظر لساعة يده :
مشوار ايه ده
تنهدت قائلة :
هقولك بعدين
امير و هو يقف :
طب استني هوصلك
اوقفته قائلة :
مفيش داعي خليك مرتاح
لكنه لم يستمع لها و غادر برفقتها قائلاً بخفوت بعد ان ابتعد معها بعيداََ عنهم بقليل :
لأ في داعي عايز اتكلم معاكي ضروي شكلك
مخبية حاجة كبيرة !!!
………
بعد وقت كان يصف سيارته امام باب البناية بغضب بعدما اخبرته بالطريق ما حدث صباح اليوم
لذا و بدون مقدمات ما ان رأى حارس البناية الذي قارب على الأربعين من العمر لكمه بقوة اسقطته ارضاََ ثم جذبه بقوة من ثيابه قائلاً بغضب :
يا تنطق من سكات كده مين اللي قالك تقول الكلام ده على اختي يا قسماََ بالله ادفنك مكانك
اقتربت منه حياة تحاول ابعاد امير عنه قائلة :
امير ابعد مش بالطريقة دي
دفعها للخلف قائلاً بغضب و يشدد قبضة يده على مقدمة ثياب الأخر :
انطق يا روح امك
الحارس بخوف و كذب :
والله ما اعرف ان بتتكلم عن ايه يا بيه
تدخلت حياة قائلة بنفاذ صبر :
من الاخر كده في واحد جالك امبارح و سألك انا نازلة من عند مين و قولتله اني عند واحد اسمه عمر شقته مشبوهه مين اللي قالك تقول كده
ابتلع الحارس لعابه بخوف قائلاً بنفي :
محصلش الكلام ده انتوا جاين ترموا بلاكم عليا انا……آآه
تأوه بألم و لم يستطيع ان يكمل حديثه بعدما نلقى لكمة قوية من امير اسقطته ارضاََ ثم انحنى إليه و انهال عليه بالمزيد من اللكمات بغضب و الاخر يصرخ مستغيثاََ بأحد لكن الجميع اكتفى بالمشاهدة من بعيد وقف امير جاذباََ اياه من ملابسه قائلاً بغضب :
هتنطق و لا اخذك معايا و انا هعرف اخليك تتكلم ازاي يا ب……
كانت الدماء تغطي وجهه بأكمله و لم يعد يستطيع الوقوف على قدمه لم يجد مفر سوى الاعتراف قائلاً بخوف و تعب :
واحدة يا بيه جت و قالتلي اعمل كده
سأله بغضب و هو يدفع جسده للحائط خلفه :
اسمها ايه
تأوه الأخر بألم قائلاً :
سارة يا بيه !!
تبادل امير النظرات مع حياة التي لم تشعر بالصدمة من ذكر اسمها بل كانت تتوقع شيئاََ كهذا دفع امير الرجل ارضاََ ثم ركله بقدمه بجانبه بقوة و جذب شقيقته و ما ان صعد للسيارة برفقتها ثم انطلق بها نظرت له قائلة بهدوء :
مش عاوزة حد يعرف حاجة عن اللي حصل خالص يا امير و خصوصا ريان
نظر لها قائلاً بحزن لأجلها و غضبه يتضاعف نخو ذلك الحقير :
متزعليش نفسك هو عمره ما هيلاقي زيك هو اللي خسر و بكره لما يعرف الحقيقة هي…..
قاطعته قائلة بسخرية مريرة :
كان عندي امل يخيب ظني فيه يا امير…..كان نفسي يثبتلي اني غلط ، انا مش زعلانه على خسارته انا زعلانه على نفسي
اشاحت بوجهها ناحية النافذة تغلق عيناها و تفتحها عدة مرات تمنع نفسها بصعوبة من البكاء ليتنهد هو بحزن لأجلها متوعداََ لذلك الحقير !!!
………..
بينما على الناحية بمنزل حازم صديق إلياس ما ان قص عليه ما حدث انتفض الأخر من مكانه صارخاََ عليه بغضب :
انت ايه يا اخي غبي للدرجة دي ، تروح تتهمها ببساطة من غير ما يكون معاك دليل
إلياس بغضب :
كدبت عليا كذا مرة و كل مرة اشوفها نازلة من نفس العمارة و البواب يقولي كلام زبالة عليها
حازم بغضب :
اديك قولت كلام و لما شوفتها ما واجهتهاش ليه فشلت ساكت ليه و لما شوفتها نازلة معاه من العمارة ما روحتش ليهم ليه و عرفتها انك شوفتها كنت اسمع منها يا اخي قبل ما تتكلم
ثم تابع بغضب :
انت عايزها و لا مش عايزها كل مرة تطلع بحجة شكل و تطلع فيها حاجة عشان تبعد عنها اول مرة عشان امها اللي مكنش ينفع تاخذها بذنبها اصلا و تاني حاجة بدر و خوفك انك تكلمها و دلوقتي سمعت كلام من واحد من غير ما تشوف بعينك و بنيت عليه حكاية و صدقتها
إلياس بغضب :
كنت غبي كل دي حاجات كانت بتثبت انها متنفعنيش بس بردو كنت بتمسك بيها
حازم بسخرية :
انت عمرك ما كنت متمسك بيها بعمايلك دي عمرك ما كنت متمسك بيها و انت فعلا غبي يا إلياس لو اللي عندك ده مرض الحق اتعالج منه
إلياس بغضب :
حازم الزم حدودك
زفر الأخر بضيق قائلاً :
امشي يا إلياس لاني بجد مش طايق اشوفك و لا اتكلم معاك ده انت تحرق الدم يا راجل
غادر إلياس بغضب كبير صافعاََ الباب خلفه بقوة
متوجهاََ لقصر العمري و ما ان وصل توجه لمكتب والده قائلاً بصرامة :
بابا من الاخر كده انا مش هجوز اختي لحد من العيلة ده نهائي و بالذات ليه هو
جمال بصرامة و غضب :
انا اديت كلمة للناس خلاص و جاين اخر الاسبوع اختك موافقة و انا موافق يبقى الموضوع ما يخصكش
إلياس بضيق :
ازاي ما يخصنيش دي اختي
جمال بغضب :
اختك مش قاصر و مش انت اللي هتتجوز عشان تتدخل في الموضوع ده و كلامي اللي هيمشي
غادر المكتب غاضباََ سيفعل المستحيل حتى لا تتم تلك الزيجة !!!!
………
جاء اليوم المحدد ليتقدم ريان لندا رسمياََ كان سليم يجلس مرغماََ لأجل حفيده و تحمل ان يدخل المكان الذي توفت فيه ابنته و طرد منه احفاده للمرة الثانية لأجل حفيده كذلك كان حال البقية
كان يوسف ينظر لوجوه ابناءه بلهفة سعيداََ برؤيتهم و حزيناََ لأن ما يجب ان يقوم به هو لابنه بهكذا يوم قام به احد اخر
سليم بجدية :
احنا يشرفنا نطلب ايد بنتك ندا لحفيدي ريان
جمال بابتسامة سعيدة :
الشرف لينا احنا طبعاََ
ريان بهدوء :
بما ان رأى العروسة وصل طلباتك و طلباتها يا عمي
جمال بابتسامة :
مليش اي طلبات غير انك تحطها في عينك يا بني و تحافظ عليها دي الغالية
ريان بابتسامة و صدق :
من غير ما تقول يا عمي في عنيا من جوه
ادم بجدية :
بعد اذن حضرتك فرحي انا و اخواتي بعد شهر من دلوقتي لو مفيش مانع حابين يكون فرح ريان و ندا بعد شهر
إلياس ببرود و عيناه لم تتوقف عن إلقاء نظرات احتقار صوب حياة التي تتجاهله كلياََ :
ندا لسه عندها جامعة و الجواز دلوقتي هيعطلها عشان كده ممكن تكون خطوبة
ريان بهدوء :
اكيد انا مش هعطلها عن دراستها بالعكس هشجعها
جمال بابتسامة :
ماشي يا بني هسألها و لو هي موافقة يبقى على بركة الله
ابتسم ريان بهدوء ليقول سليم بابتسامة :
نقرا الفاتحة
بدأ الجميع بقراءة الفاتحة بينما ندا تقف بعيداََ تنظر لما يحدث بالخارج بسعادة و بجانبها والدتها التي اعطتها صينيه كبيرة عليها اكواب عديدة من الشربات قام بتوزيعها على الجميع بخجل ثم جلست بجانب والدها تخفض وجهها ارضاََ
غادر الجميع عدا ريان الذي اخذ ندا للعشاء بالخارج بينما إلياس لم يتوقف طوال الوقت من إثارة غضب ريان الذي كان يرد عليه بكل هدوء
………..
باليوم التالي
بتردد كان يوسف يخطو لداخل المقابر الخاصة بعائلة الجارحي يقترب من قبرها الذي نقش على الرخام الخاص به اسمها ” ليلى سليم الجارحي ”
جلس على حافته بعد ان وضع باقة الزهور عليه قارئاََ الفاتحة لها بدموع و هو يخفض وجهه بخزى قائلاً بحزن :
عارف انك اكيد مش طايقة وجودي يا ليلى و عارف اني لو قولت ليكي انا بحبك و عمري في حياتي ما حبيت غيرك مش هتصدقيني لان اللي يعمل اللي انا عملته مستحيل يكون بيحب
تنهد بحزن ثم تابع بصدق و دموع تغرق وجهه :
بس الحقيقة اني عمري ما حبيت غيرك ، انتي كنتي كل حاجة حلوة في حياتي و لما روحتي كل حاجة حلوة راحت و المشكلة اني انا اللي ضيعت كل حاجة من ايدي ضيعتك و ضيعت و لادي و بأيدي خسرت سعادتي
اخفض وجهه قائلاً بقهر و حزن :
حبي ليكي اللي خلاني عملت فيهم كده ، حياة كان معاها حق في اللي قالته حبي ليهم كان مشروط انا حبيتك اكتر منهم و اكتر من اي حد في الدنيا دي و كنت عارف انك بتحبيهم و انا كنت موجوع منك
تنهد بحزن متابعاََ بصوت مختنق من الدموع :
كنت بوجعك بيهم و محسبتش حساب ليوم زي ده حتى ما فكرتش انا هخسر ايه في المقابل ، كل اللي كنت بفكر فيه اني اوجعك و بس
ثم تابع بقهر و ألم ينهش قلبه :
حسرة كبيرة في قلبي و انا قاعد في قراية فاتحة ابني غريب بيخطب اللي بيحبها و حد تاني اللي بيقوم بالدور اللي المفروض انا اعمله ، اخويا اقرب لولادي مني يا ليلى….بعد ما كنت زمان اقرب حد ليهم بأيدي خليتهم ما يكرهوش في حياتهم ادي
اعتدل واقفاََ قائلاً بحزن و ندم ينهش قلبه قبل ان يغادر المكان :
لو قدرتي تسامحيني يا ليلى سامحيني و لو اني عارف اني مستاهلش…..مستاهلش حتى حبك اللي متأكد انه بقى كره و من زمان
……….
قارب الشهر على الانتهاء و الجميع في انشغال تام بتجهيزات زفاف الأربعة اخوة بعدما وافقت ندا على الميعاد و قام ادم بشراء فيلا ذات مساحة كبيرة تقرب من قصر الجارحي كثيراََ و تولى الفتيات فراشها و رفضت حياة ابداء رأيها فهي تنوي على شيء فقط لينتهي الزفاف
كانت هنا تواظب على جلساتها مع الطبيب النفسي باستمرار و لا تنكر انها جعلت حالتها افضل من قبل بكثير و حتى الآن تخفي عن الجميع خبر حملها بل اصبحت ترتدي الملابس الفضفاضة كزيادة حرص
إلياس الذي اصبح غاضباََ طوال الوقت و سعى جاهداََ حتى لا يكتمل هذا الزفاف لكن دون جدوى كانت كل محاولاته تتنتهي بالفشل
بينما حياة انهت امتحاناتها و ها هي من يومها صامته طوال الوقت و شاردة و على عكس هنا اصبحت تهمل جلساتها مع الطبيب بل لم تذهب من سوى مرة واحدة طوال تلك المدة
كانت تجلس ببهو القصر تضم قدمها لصدرها تنظر للفراغ بشرود حزينة تفكر بتلك الخطوة التي ستقدم عليها عن قريب جداََ افيقت من شرودها على رنين جرس باب القصر الداخلي ذهبت لتفتح بتكاسل و ما ان فعلت نظرت للطارق بصدمة قائلة :
بدر !!!!

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
 كانت تجلس ببهو القصر تضم قدمها لصدرها تنظر للفراغ بشرود حزينة تفكر بتلك الخطوة التي ستقدم عليها عن قريب جداََ افيقت من شرودها على رنين جرس باب القصر الداخلي ذهبت لتفتح بتكاسل و ما ان فعلت نظرت للطارق بصدمة قائلة :
بدر !!!!
استقرت عيناه على وجهها يتأملها باشتياق فاق الحدود لقد ظن انه لو ابتعد و عاد إلى حيث كان سينسى لكنه ابداََ حدث العكس لقد تضاعف عشقها بقلبه
ستكون حقاََ اكبر كاذبة اذا انكرت اشتياقها له ، اشتاقت لنظرة الحنان و الدفئ الموجودة بعينيه كلما ينظر لها لتشعرها بالأمان الذي لم تشعر به سوى برفقة اخوانها
تواصل بصري بين الأثنان لوقت غير معلوم قاطعه صوت جين جدته قائلة بتعجب :
بدر انتي واقفة عندك سرحانة في ايه
افيق الاثنان على حالهما ليجيب بدر بتوتر :
مفيش يا جين
بتلك اللحظة جاء صوت سليم من الخلف قائلاً بترحيب و سعادة فهو من قام بدعوتهم لحضور زفاف احفاده :
اهلا اهلا بالغالية مرات الغالي
بتلك اللحظة دخل من الباب عاصم شقيق سليم برفقة ابنه عثمان و زوجته صبا
على الفور اقترب عاصم من شقيقه يحتضنه
بقوة و اشتياق قائلاً :
واحشني اوي يا خويا
بادله سليم العناق قائلاً باشتياق مماثل و سعادة :
نورت مصر و بيت ابوك يا غالي
عاصم بحب و سعادة :
منورة بيك يا خويا
اقترب عثمان من عمه يحتضنه باشتياق و بعد وقت من الترحيب بحضور الجميع و بدر يختلس النظرات من حين لآخر لحياة التي تخفض وجهها ارضاََ بحزن لكن سرعان ما ابتسمت على تلك المرأة التي تدخل القلب بحديثها المضحك و الاشبه للأطفال قائلة :
فاطمة انت وحشت انا كتير اوي
فاطمة باشتياق :
انتي كمان والله واحشاني اوي يا جين بعدين بقالك العمر ده كله مع عاصم و مش عارف يعلمك العربي صح لحد دلوقتي
عاصم بيأس :
انا يأست خلاص يا مرات اخويا الولد عندها يتنطق بنت و العكس و بيني و بينك اهو بلاقي حاجة اضحك عليها
قال الأخيرة بمرح لتنظر له جين قائلة بتوعد :
انا هخليكي تضحكي كويس يا حبيبتي استني بس
ضحك الجميع بقوة و دار بينهم حديث طويل غادرت حياة بمنتصفه لغرفتها و هي تشعر بانعدام رغبتها بفعل اي شئ او الاستماع لأي شيء لاحظ اخوانها كما لاحظوا الايام الماضية و كلما يسألها احدهم يكون اجابتها لا شيء و اضطر امير للصمت بناءاََ على رغبتها بعد ان وعدها رغم عدم اقتناعه
كل ذلك لم يخفى على بدر الذي لاحظ هو الأخر شرودها الدائم و الحزن الذي يحتل ملامح وجهها مهما حاولت اخفاء ذلك
……….
في صباح اليوم التالي تعمدت حياة الخروج من القصر باكراََ حتى لا تلتقي ببدر او تحتك به
بشركة الأدم
كان الخمسة مجتمعين بمكتب ادم و من بينهم ريان الذي يجلس بصمت يتابع الحديث عن العمل الدائر بينهم بعدم فهم
كذلك الحال مع حياة التي تشارك الحديث بكلمات قليلة و معظم الوقت شاردة ، ليزفر ادم بضيق عندما سألها عن شيء ما لكنه لم تجيب بل لم تستمع من الأساس قائلاً :
لا بقى انا متأكد ان فيه حاجة
اوس بتأييد :
مظبوط في ايه يا حياة
ادم بحنان و هو يربت على رأسها :
مالك كل ما اسألك تقولي مفيش و علطول سرحانة ايه اللي واحد عقلك و الأهم ايه اللي مخليكي زعلانة كده
نفت برأسها قائلة بهدوء :
مفيش
ادم بحدة :
متقوليش كلمة مفيش دي تاني
تنهد بعمق قائلاً بهدوء :
اتكلمي يا حياة مالك في ايه
لمعت عنياها بالدموع قائلة بصوت مختنق :
قولت مفيش هو بالعافية لازم يكون فيه
قاطعها امير قائلاً بغضب :
لا فيه يا ادم الزبالة اللي اسمه إلياس……..ثم قص عليه كل ما حدث و ما ان انتهى انتفض اوس من مكانه قائلاً بغضب :
ازاي تخبي حاجة زي كده
ثم التفت لأمير قائلاً بتوبيخ :
البيه طالما كان عارف مجاش و حكالنا ليه
حياة بهدوء :
انا اللي طلبت منه ما يقولش
تفهم ريان على الفور السبب قائلاً :
خبيتي عشان علاقتي بندا ما تبوظش بسبب إلياس لأنه اخوها مش كده
اشاحت بوجهها بعيداََ لبزفر هو بضيق قائلاً :
هو ليه محدش عايز يصدق اني بحبها و اني مستحيل اخدها بذنب اي حد
ادم بحدة :
كان المفروض لما حصل كل ده تيجي و تحكي لينا عشان نخليه يندم ع اليوم اللي اتجرأ و نطق بلسانه الكلام ده
حياك بهدوء :
خوفي انك تتهور انت او حد منهم و ساعتها ممكن هما يرفضوا الجوازة دي مكنتش عاوزة مشاكل تحصل على حاجة متستاهلش
ريان بحدة :
هو ايه اللي ميستاهلش
تنهدت بحزن قائلة :
ممكن تهدوا انا مش عاوزة نفتح السيرة دي تاني كمان مش عاوزة اي حد يعمل حاجة ليه
امير بسخرية :
خايفة عليه
نفت برأسها قائلة بهدوء :
لا ، بس ميستاهلش غير كده انا مش عايزة اقوله الحقيقة ، لأنه خسر الحق بأنه يعرفها ، اللي عمله إشارة من ربنا عشان اعرف ان مش ده اللي أعافر عشانه و الحمد لله اني مكنتش قبلت طلبه للجواز
صمت الجميع بضيق و بداخل كلاً منهم يتوعد له فقط صبراََ تنهدت هي بعمق تستجمع شجاعتها قبل ان تقول :
في حاجة كمان عايزة اقولكم عليها
نظر الجميع لها باهتمام لتتابع هي حديثها قائلة :
قبل الدارسة ما تبدأ انا هنقل ورقي للجامعة هناك من تاني لاني قررت ارجع لندن !!!
ردد الاربعة بوقت واحد :
تسافري !!!
ريان بنفي و صرامة :
مش هيحصل
ادم بتأييد :
مين قالك ان احنا هنوافق
امير بسخرية :
عايزة تهربي مكنتش اعرف انك ضعيفة كده
تنهدت بحزن قائلة :
مش ضعيفة بس انا عيشت هناك سنين طويلة و احنا كنا جينا هنا لسبب محدد و خلص يبقى ايه اللي يخليني اقعد
اوس بعتاب :
طب و احنا مش عايزة تقعدي عشانا
ابتسمت قائلة بهدوء رغم حزنها :
انتوا كل واحد فيكم هيتجوز و هينشغل في بيته مع مراته و ولاده ان شاء الله
ثم تابعت بابتسامة :
انا كمان عايزة اعمل الحاجة اللي بحبها
ادم بحنان و هو يربت على كتفها :
مين قال ان احنا هننشغل عنك ، هو فيه حد بينشغل عن بنته
ابتسمت قائلة بهدوء و حزن ينعكس بوضوح بعيناها :
بتقول كده دلوقتي عشان لسه ع البر بس واحدة واحدة هتغرق في مسئولياتك ، دي سُنة الحياة
امير بحنان و صدق :
بس عمرنا ما هننشغل عنك انتي بالذات
ريان بعتاب :
ازاي بعد السنين دي كلها قضيناها مع بعض لحظة بلحظة عايزة تسافري و تبعدي عنا
اوس بتصميم :
مش هتسافري يا حياة انسي
ابتسمت قائلة بهدوء :
انا مش مهاجرة على فكرة دي كلها كام ساعة بالطيارة و تقدروا تيجوا تشوفوني و اشوفكم انا هخلص دراسة و هرجع و فيه اجازات كمان ، انا محتاجة ابعد فترة
ادم بتسويف و تأجيل للحديث الذي لن يطاوعها عليه بالطبع :
لما نرجع من السفر بعد الفرح نبقى نشوف الموضوع ده
تنهدت بعمق قائلة بتصميم :
لما ترجعوا من السفر انا هكون جهزت نفسي و هسافر عشان الحق اقدم ورق الجامعة بتاعي
تبادل الاربعة النظرات بعدم رضا و كلاََ منهم لا يتقبل فكرة ابتعادها عنهم غادر ادم اولا قائلاً بضيق :
اعملي اللي تعمليه
ثم غادر بعده اوس ثم امير ثم ريان لتبقى هي وحدها بين نارين لا تريد الابتعاد عنهم و تريد مغادرة هذه البلد التي لم ترى فيها سوى العذاب
…………
في منتصف اليوم
كان امير يجلس بأحد المتاجر المخصصة لفستاين الزفاف ينتظر فرح حتى تخرج بعد تجربة ذلك الفستان الذي اصر ان يكون موجوداََ و هي تبتاعه
تعالى رنين هاتفه برقم شقيقه ريان و ما ان اجاب اتاه صوته قائلاً :
انت فين
ابتسم قائلاً :
مع فرح بنشتري فستان الفرح
ريان بهدوء :
طب انا و اخوانك مع البنات بردو رايحين نشتري البدل و الفساتين من مكان كده ندا اللي قالت عليه لو عايز تيجي حصلنا على هناك
اومأ برأسه قائلاً :
طب ابعتلي العنوان في رسالة لو مفيش حاجة عجبت فرح هنا هنجيلكم على هناك
ما ان اغلق الهاتف مع شقيقه خرجت فرح من غرفة التبديل بفستانها الأبيض اللامع الذي ينساب على جسدها بنعومه بأكمام من الشيفون لتأثر قلبه بجمالها للمرة التي لا يعرف عددها
ابتسمت بخجل من نظراته سرعان ما اختفت و توترت عندما قال :
لفي يا فرح
فعلت ما قال بخوف من ردة فعله لتلتفت و ما ان فعلت و وقعت عيناه على ظهر الفستان المفتوح حتى منتصف ظهرها ردد بصرامة و اعين تلمع بالغيرة :
الفستان ده لأ
نظرت للفستان بحزن قائلة برجاء :
بس يا امير الفستان حلو اوي
ابتسم قائلاً بحب :
حلو عشان انتي لبستيه في كذا فستان حلو و هيبقوا احلى لو لبستيه…..لكن ده ضهره مفتوح اوي
تدخلت صاحبة دار الازياء و تدعى زيزي قائلة باستنكار و وقاحة :
ايه يعني ضهره مفتوح الزمن اتغير و دلوقتي عادي البنات تلبس اللي هي عاوزاه…..سوري ع اللي هقوله مستر امير بس حضرتك بتتصرف تصرفات الرجالة الجاهلة بتوع زمان
شهقت فرح بخفوت و نظرت للمرأة بغضب ثم نظرت لأمير الذي وضع يده يجيب بنطاله
قائلاً بثقة :
اللي بيبقى معاه حاجة غالية بيحب يخبيها من عيون الناس و انا مراتي حبيبتي غالية مش اي حد يشوفها و لو اللي بعمله جهل فيا ستي انا راجل جاهل و فخور بده
ابتسمت فرح بحب ثم و بدون حديث دخلت لغرفة التبديل لترتدي ملابسها و ما ان انتهت خرجت
لأمير قائلة بحب :
يلا يا حبيبي مفيش فستاين هنا عجبتي
قالتها عمداً حتى تثير غضب تلك المرأة التي تجرأت على زوجها تنعته بالجاهل…..ابتسم امير بحب و هو يعلم ما تقصد و غادر برفقتها نحو اشقائه
………..
كان الجميع جالسين على طاولة الطعام كانت حياة تعبث بطعامها دون تذوق اي قطعه منه كذلك الحال مع هنا التي لا تعد تتحمل رائحة الطعام رغم شعور الجوع المسيطر عليها حاولت التحمل حتى لا يلاحظ احد فتلك هي هرمونات المرأة الحامل كما اخبرتها الطبيبة التي تتابع معها
استأذنت منهم لتغادر لكن ما ان وقفت شعور بالغثيان فوضعت يدها على فمها و ركضت لأقرب مرحاض و الذي يخص الضيوف القريب من غرفة الطعام و الجميع خلفها في حالة خوف و قلق
قمر زوجة قاسم بقلق و هي تطرق على الباب :
هنا يا بنتي افتحي الباب
لكن لا اجابة دقائق قليلة و خرجت هنا من المرحاض بوجه شاحب و هي تشعر بالتعب الشديد
اقترب منها ادهم قائلاً بقلق كبير :
حاسة بأيه خلي ريان يكشف عليكي
انتفضت بفزع قائلة :
مش عايزة دكتور و لا حد يكشف عليا انا كويسة
فاطمة بقلق :
كويسة ايه بس يا بنتي ده انتي وشك اصفر و تعبانة خالص
هنا بنفي و تصميم و هي تشعر بالخوف من ان يكتشف احد حملها :
انا طالعه ارتاح شوية و هبقى كويسة
مشت عدة خطوات و هي تستند على يد قاسم بعدما رفضت مساعدة ادهم لكن لم تتحمل و ركضت المرحاض مرة اخرى و ما ان خرجت استندت على اطار الباب الخاص به لتمر لحظة اثنان ثلاثة و كانت تسقط فاقدة للوعي بين ذراع ادهم الذي التقفها قبل ان تسقط ارضاََ
ريان بسرعه و هو يصعد الدرج :
طلعها فوق يا ادهم و انا هجيب شنطتي و جاي وراك علطول
مرت وقت قصير و كان ريان يخرج من الغرفة و خلفه حياة و بقت قمر و زينة بالداخل برفقة هنا التي لم تفيق حتى الآن
ريان بهدوء :
اخدت عينة دم و حد من المستشفى هيجي ياخدها نص ساعة و نطلع النتيجة
ادهم بقلق :
طب انت شاكك في حاجة طمني
تنهد قائلاً بتردد :
احتمال كبير تكون حامل !!!!
كلماته كانت صدمة بالنسبة للجميع و بالأخص ادهم الذي تصنم بمكانه و حتى الآن لا يستوعب ما يقول يفرح انها تحمل قطعه منه و منها بأحشائها ام يحزن لانه وضعها بداخلها جبراََ و ربما ستكره الطفل لهذا السبب !!!!
مرت النصف ساعة و ظهرت النتيجة و التي كانت ايجابية و انها حامل بالفعل و منذ فترة ليست بقصيرة !!!
………..
في صباح اليوم التالي
افيقت هنا من غفوتها و هي تشعر بالتعب لتقع عيناها على ادهم الذي يجلس على مقعد بجانب الفراش منذ ليلة امس ينظر لها بشرود و بعد تفكير تذكر انها كانت خائفة من ان يفحصها ريان لذا من المؤكد انها كانت تعلم بحملها و اخفت
عن الجميع
انتفضت بمكانها قائلة بغضب :
انت ايه اللي مقعدك هنا
صمت للحظات قبل ان يقول بهدوء :
مبروك يا ماما هنا !!!
توترت و شعرت بالخوف لقد عرف و حدث ما كانت تخشاه يبدو انها بعد اغمائها امس فحصها ريان بينما ادهم وقف واضعاََ يده بجيب بنطاله
قائلاً بهدوء :
كنتي عارفة مش كده
وقفت هي الأخرى امامه قائلة بتحدي :
ايوه كنت عارفة
جد على اسنانه قائلاً بحدة :
خبيتي عليا ليه
ضمت يدها امام صدرها قائلة ببرود :
حاجة متخصكش
حاول التحكم بغضبه قدر المستطاع لكنها لا تساعدها على ذلك بل تستفزه بطريقتها تلك في الحديث معه اقترب منها قائلاً بغضب مكتوم :
لا يخصني لانه ابني يا هانم
رفعت حاجبها قائلة بسخرية :
ايه اللي عرفك ما انا كنت بمشي على كل شعري قبل ما نتجوز ما يمكن ابن وائل
صرخ عليها غاضباََ من الغيرة :
هناااا
ضحكت بسخرية قائلة :
ايه هو انا جبت حاجة من عندي ما كل ده كلامك
اقترب منها قائلاً بغضب :
ارحميني بقى غلطان و استاهل ضرب الجزمة قولتلك مليون مرة غصب عني اعتذرت منك بدل المرة الف قوليلي اعمل ايه
لمعت عيناها بالدموع و اقتربت منه قائلة :
اشمعنا انت مرحمتنيش ، لا بكلامك و لا اللي عملته انا شوفت منك كتير اوي يا ادهم غصب عنك مش غصب عنك ميخصنيش انا كمان غصب عني مش قادرة انسى و مش قادرة اسامح و مش لاقيه ليك عذر كفاية ع اللي عملته معايا يخليني اسامحك
ابتلع غصة مريرة بحلقه قائلاً :
طب و ابننا يا هنا ، ميستاهلش تدي لحياتنا فرصة عشانه ، عشان يتربى وسطنا
جلست على الفراش قائلة بهدوء :
لو فضلت معاك عشان خاطره متستناش مني حاجة غير اني اكون ام لابنك و بس غير كده مش هتشوف مني حاجة تانية و هبقى بعمل ده غصب
سألها بألم :
بطلتي تحبيني
ابتسمت بألم قائلة :
لأ يا ادهم
سألها بحزن و هو ينحنى على ركبيته امامها متسمكاََ بيدها قائلاً برجاء :
هتقدري تكملي من غيري
جذبت يدها من بين يديه قائلة بسخرية مريرة :
محدش بيموت من الحب و اكبر مثال ليا هو انت لولا ان جدو غصبك تتجوزني كنت هتكمل من غيري عادي و كمان كنت خاطب و هتتجوز و مكمل حياتك عادي
اخفض وجهه ارضاََ لا يوجد لديه اجابه على ما تقول محقة بكل ما قالت وقف على قدميه ثم نظر لها لاخر مرة قبل أن يغادر بأعين لامعة بالدموع تهدد بالنزول بأي لحظة
غادر و تركها تبكي بقوة و هي تحاوط جنينها بيدها قائلة بحزن :
سامحني مش قادرة اسامحه و لا اكمل معاه و لا حتى عشانك باباك كسر جزء كبير اوي جوايا مهما عملت و مهما عمل عمره ما هيرجع زي الاول
……….
بقصر الجارحي
بالخارج كان هاشم صديق ادم و الذي يتولى قضية محسن و ثريا و الذي يقول بسخرية :
مش غريبة دي يا ادم
ادم بهدوء :
ايه اللي غريب
هاشم بسخرية :
تبقى ساكت كده و هادي لا و كمان هتعمل فرح ليك و لاخواتك و محسن لسه هربان ده حتى بنته هي كمان مختفية
ادم ببرود :
يعني اوقف حياتي عشان خاطر اب…..ده هربان
هاشم بنفاذ صبر :
ادم
زفر بضيق ثم تابع :
انا متأكد زي ما انا شايفك واقف قدامي كده ان محسن معاك
لك يجيب ادم و اكتفى بالصمت ليربت هاشم على كتفه قائلاً :
سلمه يا ادم بلاش توسخ ايدك بالدم في واحد ميستاهلش سلمه و انا اوعدك مش هيحصل زي المرة اللي فاتت ، كل الجرايم اللي عملها دي تجيبله اعدام
تنهد قائلاً برفق قبل ان يغادر :
فكر و رد عليا و انا متأكد انك هتعمل الصح و اللي المفروض يتعمل انا بنصحك بصفتي صاحبك قبل ما اكون ظابط و ماسك القضية دي
– عنده حق
كان هذا اول ما قالته حياة عندما استمعت لما قاله هاشم مؤيدة له
ثم تابعت بحزن :
سلمه يا ادم و خلينا نقفل الموضوع ده بقى و نخلص منه كفاية اوي اللي عملتوه فيه شهر بحاله بيتعذب هو يستاهل اكتر من كده بس خلينا بقى نرتاح و نقفل ع الموضوع ده
ريان بهدوء :
انا معاها و يا سيدي لو مستقل عليه الضرب اللي خده المساجين اللي جوه بملاليم هيقوموا بالواجب
امير بتفكير :
طب و سارة هي بردو مش امان لو سيبناها
حياة بهدوء :
بعد اللي شفته طول الشهر ده هتفكر الف مرك قبل ما تقرب مننا قرشين و تسافر بره مصر
ثم تابعت بسخرية :
سارة زي امها ميهمهاش حاجة غير نفسها مش معقول هتفكر تنتقم لثريا يعني و بعدين هي كان بتعمل ده عشان محروقه اوي ان إلياس مش معبرها و كان بيجري ورايا عشان كده عملت كل ده مشكلتها كانت معايا انا مش معاكم و اكيد محسن كان بيحركها عشان عارف انها زيه و زي ثريا بتحب الفلوس
تنهدت قائلة بسخرية :
دلوقتي بقى عندها إلياس تشبع بيه و هتديها كمان فلوس يبقى ايه اللي يخليها تعادينا
وافقها الجميع الرأي و طلب ادم من رجاله ان يقوموا بتسليم محسن للشرطة و يأتوا بسارة لقصر الجارحي لكن فجأة و بدون مقدمات عندما وقفت السيارة امام باب القصر جذبها احد الرجال من يدها بعنف للداخل لكنها بدون مقدمات ركلته بقدمه اسفل معدته و ركضت بكل ما تملك من قوة حتى خرجت من القصر بأكمله تنظر خلفها من حين لآخر و الرجال يركضون خلفها متناسية انه يوجد طريق سريع للسيارت امام باب القصر
لتصدمها بلحظة سيارة تأتي من بعيد مسرعة اطاحت بجسدها في الهواء لتقع ارضاََ غارقة في دمائها الناس مجتمعين حول جسدها و فرت السيارة التي صدمتها سريعاََ !!!!
……….
جاء يوم الزفاف الذي انتظره جميعهم بلا استثناء عدا القليل
بالفيلا الكبيرة التي اشتراها الأربعة بالقرب من قصر الجارحي كانت الزينة معلقة بكل مكان بحديقة القصر الذي استقر الجميع أن يقام هنا ليظل ذكرى لهم فيما بعد بهذا المكان الذي سيشهد على سعادتهم فيما بعد ايضاََ
كان الفتيات يتجهزون بغرفة واحدة سوياََ و معهم فرحة و قمر و رحمة
بينما الشباب كانوا بغرفة بالطابق الاسفل يتجهزون سوياََ و بالحديقة كانت حياة تشرف على العمال تتأكد من ان كل شيء على ما يرام فقد قارب حفل الزفاف على البدأ
جاء بدر من خلفها بعدما تجهز قائلاً بتعجب :
بتعملي ايه عندك
اشاحت بوجهها بعيداََ عنه قائلة بهدوء :
بشرف ع العمال عشان يخلصوا بسرعة الحفلة قربت تبدأ و الناس على وصول
اقترب منها حتى وقف امامها قائلاً بابتسامة :
طب بما ان الحفلة قربت و الضيوف على وصول مش تطلعي تجهزي و لا ناوية تحضري الفرح كده
قربت اخلص خلاص و هبقى اطلع اجهز
تنهد قائلاً بهدوء :
حياة ، اطلعي اجهزي و انا هفضل معاهم
وافقت بعد تفكير للحظات و لكن قبل ان تغادر من امامه جاءه صوت يبغضه و اصبحت هي كذلك مؤخراََ و بالطبع كان صوت إلياس قائلاً بسخرية لاذعه و هو يقترب منهم :
مش بتضيعي وقت صح
حياة بغضب و حدة تعجب منها بدر فقد ظن ان الاثنان من المفترض انهم يحبان بعضهما :
اسمع لو لسانك طول انا اقصه ليك و احترم نفسك ده لو كنت محترم من الأساس بدل قسماََ بربي ما هيحصلك خير
ضحك باستهزاء ثم التفت لبدر قائلاً :
عارف رغم ان مش بطيقك ابداََ بس هنصحك اصلي ما احبش حد ياخد المقلب اللي خدته
اقترب منه قائلاً بخفوت بجانب اذنه :
معتقدش هتقبل على نفسك تتجوز واحدة كانت في شقة واحد و مدوراها معاه انا مقبلتهاش على نفسي شوف انت بقى ايه النظام !!!!
…………

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
 اقترب إلياس من بدر قائلاً بخفوت بجانب اذنه :
معتقدش هتقبل على نفسك تتجوز واحدة كانت في شقة واحد و مدوراها معاه انا مقبلتهاش على نفسي شوف انت بقى ايه النظام !!!
ابتعد بدر للخلف ينظر له بصمت اثار ربية الاخر مرت لحظات صمت و حياة تنظر له بترقب لكنها لم تظهر ذلك و التزمت بثباتها
ليفاجئها بدر قائلاً بسخرية و نظرات احتقار يصوبها نحو إلياس :
لولا ان محترم المكان اللي واقف فيه و عامل حساب ليهم و مش عاوز ابوظ فرحتهم صدقني مكنتش اترددت ثانية واحدة و مسحت بيك الأرض
اقترب منه قائلاً بغضب و احتقار :
كنت هعلمك ازاي تبقى راجل و تتكلم على بنت عمك بالشكل ده حتى لو صح ، اللي قولته ميمسش الرجولة بأي صلة دي اسمها ندالة و حقارة
كاذبة ، كاذبة ان انكرت سعادتها بردة فعله ، سعيدة لأنه نظرتها لم تخيب فيه ايضاََ
يا ليت الأمر بيدها ، ليتها تستطيع ان تختار ما تحب لكانت اختارته بدون تردد لكن ليس على القلب سلطان
كانت شاردة و لم تنتبه للحديث الشرسالدائر بين إلياس و بدر و لم تفيق من شرودها سوى على صوت بدر قائلاً بعنف لم تعهده منه قبلاََ و هو يقبض على مقدمة ثياب إلياس :
بنت خالي اشرف واحدة في الدنيا و لو لسانك نطق اي كلمة في حقها وحشة اقسم بالله لهتشوف وش عمرك ما شوفته و ما يغركش الهدوء و الوش الكيوت ده
ثم تابع بتوعد :
لأ ده انا عندي استعداد اعلمك الرجولة على اصولها لو مش عارفها
إلياس بشراسة و هو يدفعه بيده للخلف :
انا راجل غضب عن اهلك……
قبل ان يكمل حديثه الذي بالطبع لم يكن سيخلو من السباب اللاذع و قبل ان تتدخل حياة جاء صوت سليم من الخلف قائلاً بصرامة :
بتعملوا ايه عندكم
بدر بهدوء يخالف نيران الغضب المشتعلة بداخله الآن تجاه ذلك الحقير :
كنت بقول لحياة تطلع تجهز و انا هكمل الباقي
ثم نظر لها قائلاً بحدة :
اطلعي يلا يا حياة
ذهبت بتردد و كم تكره لقاء الاثنان ببعض الذي ينتج عنه و بكل مرة مشاجرة جديدة
سليم بصرامة :
بتعمل ايه هنا يا إلياس
نظر بغضب لبدر قائلاً :
ندا نسيت المجوهرات بتاعتها و جيبتهالها
اومأ سليم برأسه عدة مرات ثم اقترب منه قائلاً بصرامة و نبرة غير قابلة للنقاش :
حظي للمرة التانية اتربط بعيلة العمري و هبقى مضطر اتقابل معاكم ، بس اسمع الكلمتين دول مني و حطهم حلقة في ودنك…..تبعد عن حياة نهائي لأن حفيدتي مش هتكون ليك و لو اخر واحد على وش الدنيا و بعد اللي عملته انت غير مئتمن عليها !!!!
إلياس بسخرية و غضب من اهانته :
مين قالك اني عاوزها ، خليهالك
اقترب بدر منه و كاد ان يلكم ذلك الحقير لكن يد سليم منعته من الاقتراب قائلاً بهدوء لإلياس :
حاضر هخليهالي
غادر إلياس بغضب كبير بينما بدر نظر لسليم قائلاً بتساؤل و عدم فهم :
هو عمل ايه ليها ، اذاها في ايه
سليم بهدوء و هو يجلس على احد المقاعد :
حياة متعرفش اني اعرف حاجة عن الموضوع ده ، كمان مش معنى اني مش بتدخل في حياة احفادي الخمسة لاني عارف انهم بيعملوا الصح و محدش فيهم هيسمح لاخوه انه يقع و في ضهر بعض ، لكن انا ببقى عارف كل حاجة بتحصل في حياة كل واحد فيهم و لما الموضوع يستاهل اني اتدخل بعمل كده
تنهد متابعاََ حديثه :
في موضوع حياة كان لازم اتدخل ، إلياس…….ثم قص عليه ما علمه و اتهام إلياس لحياة بشرفها
ما ان انتهى كور بدر قبضة يده بغل قائلاً بغضب :
ابن ال…..
ثم بخطوات غاضبة اراد ان يلحق بإلياس الذي دخل للفيلا حتى يسلم شقيقته المجوهرات لكن اوقفه سليم ممسكاََ بيده قائلاً بصرامة :
استنى يا بدر
بدر بغضب :
استنى ليه عايزني اسيب اب……بعد اللي قاله ليها
سليم بهدوء :
اقعد يا بدر و اسمع اللي هقوله ليك بلاش تهور
جلس بدر على مضض و نيران تشتعل بقلبه بسبب ذلك الحقير ليتنهد سليم قائلاً :
انا عارف انك بتحب حياة عشان كده حكيتلك ، معاك فرصة تانية يا بدر تقدر فيها تكسب قلب حياة من تاني و تخليها تنساه
بدر بسخرية :
بسهولة كده هتنساه ، مش سهل ان الواحد ينسى اللي بيحبه لو كان سهل كنت قدرت انا انساها ، النسيان مش سهل يا جدي
قالها ثم غادر من امامه يتنفس بعنف يلوم نفسه على ما فعل ليته لم يتركها و يذهب ليته بقى بجانبها لقد ظن انها تركها بين ايدي امينة مع ذلك الحقير ظناََ منه انه يحبها فما فعله بها و ما قاله منذ قليل لا يمس كلمة حب بصلة
………..
تتحرك من هنا لهنا بألية و بذهن شارد و قلب محطم….ارتدت ثوبها ثم وضعت طبقة خفيفة من مساحيق التجميل و صففت شعرها
قبل ان تخرج من الغرفة اخذت تردد بصوت مسموع تحدث نفسها قائلة :
هتنسي كل حاجة يا حياة ، انهاردة هتنسي كل حاجة
ركزي مع اخواتك و بس ، هتنسي يا حياة
تنهدت بعمق ثم خرجت من غرفتها و دخلت لغرفة الفتيات التي لم تندمج معهم كثيراََ و تأكدت من انهم استعدوا كانوا بأبهى صورة
ثم نزلت للطابق السفلي حيث غرفة اشقائها الذين للتو انتهوا من ارتداء ثيابهم و لم يتبقى سوى رابطة العنق ما ان وقعت عيناها عليهم ادمعت من السعادة بينما اوس اطلق صفيراََ عالياََ قائلاً باعجاب :
اوبا ايه القمر ده ، هتغطي ع العرايس في الفرح بجمالك ده
امير بمرح هو الأخر :
مش هنلاحق ع العرسان كمان
ضحكت بخفوت قائلة بسعادة :
الف مبروك
امير بحزن و اشتياق :
لو ماما كانت معانا انهاردة محدش كان هيكون فرحان زيها
ردد الجميع بوقت واحد بحزن :
الله يرحمها
حياة بمرح :
بس انا ناوية اتقمص دورها شوية صغنين و اقولكم كلمتين مهمين
ريان بمرح و هو ينحني :
اتفضلي يا مولاتي
ضحكت بخفوت قبل ان تقول بجدية :
الحب و الاحترام و الثقة و الأمان و الصدق الخمسة حاجات دي هما اساس نجاح اي زواج و كلهم مرتبطين ببعض مينفعش تتنازل عن حاجة فيهم و تكمل بالباقي و انت بتعامل مع مراتك عاملها بالخمس حاجات دول
تنهدت قائلة بابتسامة :
اسمعها حتى لو بتقول حاجة تافهه ملهاش اهمية بالنسبة ليك بس تهمها هيا شاركها يومها حسسها دايما بالامان و بالحب ، متنمش في يوم و هي زعلانة منك و ما تبطلش تقولها بحبك و تقولها كلام حلوه
صمتت للحظات ثم تابعت قائلة بجدية :
مراتك انت اخدتها من بيت اهلها اللي كانت قاعدة فيه ملكة و لازم تفضل ملكة في بيتك
نظرت لهم قائلة بابتسامة حنونة :
لو عملت كل ده مش هينقص من رجولتك ابدا بالعكس ده يزودها الراجل بجد هو اللي يحتوي مراته و يكون ليها كل حاجة اب و اخ و صديق قبل ما يكون زوج يحسسها بالأمان و يسمعها
ما ان انهت حديثها جذبها الأربعة لاحضانهم بفخر و حنان و قد استشعروا حزنها مهما حاولت بالتظاهر
بعكس ذلك
…………
زفاف اسطوري بمعنى الكلمة لم يعكر صفوه سوى ظهور يوسف الذي اجمع الخمسة على انه لم يشاركهم الحزن لما يكون جزء من سعادتهم التي جاءت بعد عناء و كان هو السبب
كانت حياة تقف تنظر بسعادة لأخوانها و كلاََ منهم يحاوط خصر زوجته يتمايل معها على انغام الموسيقى كلاََ منهم يلقي على حبيبته اعذب الكلام
وقف بدر بجانبها و ما ان رأته سألته بهدوء :
صدقت اللي قاله و لا ده كان كلام ب……
قاطعها قائلاً بهدوء :
انا مش مصدقه يا حياة لاني عارف اخلاقك كويس
تنهد ثم تابع حديثه بجدية :
غير كده ، لو كان اللي قاله صح كنت هكدبه بردو لانك في الاول و الاخر بنت عمتي اللي واجبي اني افضل ادافع عنها قدام الكل حتى لو هي غلط
ابتسم قائلاً بهدوء :
الرجولة اني اسمع منك مش عليكي و لو هو و لا غيره قالولي عمري ما هصدق غير لما اسمعك
نظرت له مبتسمة بامتنان ليمازحها هو قائلاً و هو يمد يده لها :
سيبك من السيرة دي ، انا نسيت خطوات الرقص تسمحي تعلميني يا حياة هانم
ضحكت بخفوت ثم وضعت يدها بيده ليجذبها للمكان المخصص للرقص يتمايل معها على انغام الموسيقى تنهدت حياة بعمق قائلة :
بدر
نظر لها باهتمام لتتابع هي قائلة بامتنان :
شكرا
ابتسم قائلاً بخفوت :
مفيش شكر بين القرايب مش ده كلامك
اومأت له و اكملت الرقص معه بصمت مرت دقائق حتى تفاجأت بأمير يجذبها من يد بدر يراقصها ثم مررها لأوس ثم لريان ثم اخيراََ لادم الذي قبل جبينها بحنان و هي تضحك بسعادة و تعالى التصفيق بالمكان حولهم
بينما يوسف يقف بعيداََ يشاهد سعادة ابنائه و ها هو يقف هنا منبوذاََ منهم لا يستطيع ان يشاركهم اي شيء و كذلك إلياس الذي حطم كأس العصير الذي بيده من شدة ضغطه عليه من الغضب و الغيرة و هو يرى بدر يراقصها يضع يده على خصرها
يراقصها و الاثنان في انداماج بل و يتبادلون الضحك
شارك امير و حياة بالغناء بالحفل الذي حضره بعض الموسيقين الذين احيوا الزفاف و شهد الجميع سعادة لم يسبق لهم ان عاشوها
انتهى الزفاف و اخذ كلاََ منهم عروسه و صعدوا للغرف الخاصة بهم داخل القصر بينما حياة بقت بالأسفل مع سليم و قاسم حتى غادر المدعوين و غادرت برفقتهم لقصر الجارحي
…….
ف
ي منتصف اليوم التالي بعد ليلة قضاها كلاََ منهم برفقة عروسه بالجنة سافر كلاََ منهم لبلد مختلفة لقضاء شهر العسل بعد توديع الجميع
……..
بمستشفى الجارحي
كان ذلك الطبيب و يدعى حسن ينظر لساعة يده هو بطريقه لغرفة احد مرضاه و قبل ان يدخل للغرفة ليتفقدها صادف شقيقه الأكبر سرعان ما ابتسم له قائلاً :
دكتور عمر أبو زيد بنفسه في المستشفى هنا يا ترى ايه سر الزيارة العظيمة دي
عمر بابتسامة و هدوءه المعتاد :
كنت عارف انك هتنسى ، مش قولتلك هعدي عليك نروح سوى بيت عمتك عشان نتغدى سوى
زي ما بابا قال
ضرب الأخر مقدمة رأسه قائلاً بتذكر :
اوبا نسيت خالص
عمر بابتسامة :
طب يلا بسرعة جهز نفسك
اومأ له قائلاََ و هو يشير للغرفة التي خلف عمر :
استنى لحظة بس هشوف المريضة اللي جوه استناني هنا دقايق و جاي
دخل حسن للغرفة بينما عمر التفت ينظر للغرفة التي دخل لها شقيقه سرعان ما تصنم جسده بمكانه و هو يراها ، نعم هي و لا احد غيرها لقد عرفها على الفور بالرغم من الكدمات الكبيرة التي تزين وجهها لكنه تعرف عليها
هي نفسها الوحيدة التي عشقها لكنها لا تستحق بقى ينظر لها من خلف الزجاج الشفاف و شقيقه يفحصها و عندما خرج سأله بصوت مختنق :
مين دي
حسن بحزن و شفقة :
اسمها سارة جت من كام يوم و حالتها كانت خطر خالص نجيت بمعجزة ، بس للاسف
سأله على الفور :
للاسف ايه
حسن بأسف :
العمود الفقري عندها في ضرر كبير ، احتمال انها متقدرش تقف على رجليها من تاني كبير اوي
سأله بجدية يخفي بها صدمته مما استمع له :
محدش من اهلها معاها
نفى برأسه قائلاً :
لأ هي جايه تبع مدير المستشفى ، المطلوب نعالجها من غير ما نسأل عن حاجة و هو بيتابع من بعيد لبعيد الظاهر قريبته
ثم تابع بتعجب :
مالك مهتم كده
نفى برأسه قائلاً بهدوء واهي :
مفيش مجرد فضول
اومأ برأسه قائلاً :
طب يلا بينا خلينا نمشي
ذهب برفقته بعدما القى نظرة اخيرة عليها و هو يبغض ذلك الشعور الذي تملكه بعدما رأها شعر بالحنين و الاشتياق و الحزن عليها و كم يبغض ذلك كيف له ان يشعر بكل هذا نحوها بعد
ما فعلته به !!!
………
بينما بقصر الجارحي
كانت حياة تجلس معهم على طاولة الطعام تعبث بطعامها دون ان تتناول منه اي شيء كحالها من الصباح لم تتناول طعام الافطار ايضاََ و لم تكن لديها اي شهية و هي ترى نفسها تجلس وحيدة على طاولة الطعام بدون اشقائها
استأذنت منهم ثم غادرت القصر بأكمله تدور بسيارتها بالشوارع دون هوادة حتى حل المساء نست هاتفها بغرفتها و الجميع يتصل عليها لكن لا اجابة قلق تملك منهم جميعاََ و هم يبحثون عنها بكل مكان !!
……….
قادتها قدمها لتلك الفيلا التي كانوا يقيمون فيها قبل الانتقال لقصر الجارحي و التي كانت مغلقة بقفل حديدي من الخارج تملك مفتاحه لكنها بدون حارس دخلت للداخل و هي تنظر لزجاجة الخمر التي اشترتها لعلها تنسيها لو قليلاََ من ألم قلبها
جلست امام المسبح و اخذت ترتشف منها بشراهة
رغم طعمه اللاذع و كانت اول مرة تشرب بها
….
بينما بدر كان يبحث عنها بكل مكان و كذلك ادهم بعد بحث كبير عنها و القلق ينهش قلبه جاء للفيلا القديمة و هو يتمنى ان يجدها و بالفعل رأى سيارتها مصفوفة بالخارج فترجل من سيارته على الفور راكضاََ للداخل و ما ان وقعت عيناه عليها اقترب منها قائلاً بحدة من قلقه عليها :
انتي هنا عارفة بقالنا قد ايه بندور عليكي و انتي
في الاخر هنا
سرعان ما توسعت عيناه بصدمة قائلاً :
ايه ده ، بتشربي !!!
جلس بجانبها قائلاً بقلق و هو يراها تنظر للفراغ بشرود بحالة يرثى لها :
حياة
لم تجيب بقت هكذا للحظات قبل ان تتحدث
قائلة بحزن و دموع :
اول مرة يكونوا بعيد عني حاسة اني وحيدة ، كل واحد بقى ليه بيت و عيلة و انا لوحدي و هينشغلوا عني كلهم
نظرت له قائلة بدموع و ألم :
هو انا ليه بيحصل معايا كده ، انا وحشة
نفى برأسه سريعاََ قائلاً بحب :
انتي احسن واحدة في الدنيا و مفيش حد احسن
منك يا حياة
ابتسمت بسخرية قائلة :
انت اللي بتقول كده ، بعد اللي عملته معاك
المفروض تكرهني
ابتسم قائلاً بحزن :
عملتي ايه معايا ما هو لو كل واحد رفضته واحده
بيحبها و كرهها يبقى عمره ما يكون حب
صمت عم المكان لدقائق لتقطعه هي قائلة بصوت
ثمل و حزن :
اقولك على حاجة و تصدقني
اومأ برأسه منصتاََ لها باهتمام لتتابع هي حديثها
قائلة بدموع و حزن :
لما سافرت وحشتني اوي و كنت حاسة بوحدة كنت عايزة اكلمك و اقولك ارجع بس….بس
ابتسم بحب قائلاً بعتاب :
بس ايه يا حياة ، مكالمة واحدة كانت كفاية و كنتي هنلاقنيي عندك علطول ، عمري ما كنت هتأخر عنك ابداََ و هفضل طول العمر مستنيكي
ارتعش جسدها من البرد لتحاوط بيدها جسدها
قائلة بحزن :
كنت خايفة
سالها بتعجب :
خايفة من ايه
نظرت له قائلة بحزن :
لو كلمتك اديك امل على حاجة انا مش عارفها ، انا مش عارفة انا عايزة ايه يا بدر مش عارفة انا عايزة ايه و لا عايشة عشان ايه
ثم تابعت بحزن و هي ترتشف من زجاجة الكحول
التي بيدها :
عارف الراجل اللي كان بتهمني اني بروحله
اخذ الزجاجة من يدها يبعدها بعيداََ عنها ثم نظر لها
باهتمام لتتابع هي قائلة :
ده يبقى دكتور نفسي كنت بتعالج عنده ، سمع شوية كلام من واحد اول مرة يشوفه و مسمعش مني عمل زيه بالظبط
بدر بتساؤل :
زي مين
ابتسمت بسخرية قائلة بوجع :
يوسف العمري ، عارف كنت عارفه انه شبهه مع ذلك فضلت اعافر و انا من جوايا مش مرتاحة خوفت اظلمه بحكمي عليه
سألها بألم :
بتحبيه اوي كده
نظرت له للحظات قبل ان تجيب قائلة بحيرة :
مش عارفه ، مش عارفه بحبه و لا بحبك بس اللي اعرفه ان الامان بحسه معاك يا بدر
نظرت له قائلة بثمالة :
خليك جنبي
ابتسم قائلاً بحب و صدق :
بدر جنبك طول الوقت و رهن اشارة منك
ابتسمت بسخرية قائلة :
بتحبني ليه ، ايه اللي فيا يتحب واحدة معقدة تايهه
مش عارفة هي عاوزة ايه
تنهد بعمق قائلاً بأعين تلمع بحب صادق نابع من قلبه لها وحدها :
الصراحة مش عارف حبيتك من اول ما شوفتك من غير سبب ، عنيا اول ما شافت عيونك اول مرة و انا حسيت اني لقيت اللي فضلت ادور عليها من كل البنات بس اللي اعرفه اني مينفعش محبكيش
ارتعش جسدها مرة اخرى من البرد قائلة بدموع :
هتفضل جنبي
هفضل جنبك لاخر العمر ، بحبك يا حياة بدر
اغلق سحاب سترته من الامام حتى يدفئها اكثر كان الاثنان قريبان من بعضهما للغاية هي ثملة لا تعي ما تفعل او ما تقول بينما هو لم يكن بحال افضل منها يكفي النظر لعيناها التي لم يرى اجمل منها بحياته حتى يثمل هو الآن امام خيارين ان يكون خائن للأمانة او يقتنص قبلة من تلك الشفاه التي منذ ان وقعت عيناه عليها و هو يتمنى تذوقها و هي ابداََ لن تمانع و هو ليس بسيدنا يوسف
حتى لا يضعف !!!!
………
بينما بنفس الوقت بقصر العمري
كان إلياس يجلس مع الجميع قائلاً باقتضاب :
انا قررت اتجوز !!!
………

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
 تخلص من سترته على الفور يساعدها بأن ترتديها فوق ثوبها الخفيف ذو الحمالات الرفيعة
قائلاً بحب و صدق :
هفضل جنبك لاخر العمر ، بحبك يا حياة بدر
اغلق سحاب سترته من الامام حتى يدفئها اكثر كان الاثنان قريبان من بعضهما للغاية هي ثملة لا تعي ما تفعل او ما تقول بينما هو لم يكن بحال افضل منها يكفي النظر لعيناها التي لم يرى اجمل منها بحياته حتى يثمل هو الآن امام خيارين ان يكون خائن للأمانة او يقتنص قبلة من تلك الشفاه التي منذ ان وقعت عيناه عليها و هو يتمنى تذوقها و هي ابداََ لن تمانع و هو ليس بسيدنا يوسف
حتى لا يضعف !!!!
انتفض واقفاََ متغلباََ على رغبته لن يفعلها هي لم تبوح له بحبها و ربما لم تشعر نحوه بيوم من الايام لذا لن يأخذ شيء يمكن ان يكون بيوم من الايام ملكاََ لغيره و فوق كل هذا لن يخون الأمانة لن يقع بذلك الخطأ انحنى ثم حملها بين يديه مغادراََ المكان بينما هي ظلت تهذي ببعض الكلمات حتى غفت و ما ان وصل لقصر الجارحي تقابل بسليم الذي ما ان اقترب منهم اشتم رائحة الخمر تفوح منها ليسأله بصدمة :
شاربة
اومأ له بدر بتوتر ثم اخبره أين وجدها و صعد لغرفتها ثم دثرها بالفراش و غادر الغرفة و عقله لا يتوقف عن تذكر ذلك الحديث الذي دار بينهم
……..
بينما بقصر الجارحي
كان اول من تحدث جمال قائلاً بتعجب :
تتجوز مين !!
صمتت للحظات قبل ان يقول بجمود :
هند بنت الدكتور منصور جارنا
مازن شقيقه باستغراب :
اشمعنا
إلياس بسخرية :
هو ايه اللي شمعنا اظن ان جي الوقت اللي اتجوز فيه و اكون عيلة و لا مش من حقي
مازن بسخرية مماثلة :
طب و حياة اللي كنت عمال تجري وراها ايه النظام مش ناوي تتجوزها
إلياس ببرود يعكس النيران التي تشتعل بصدره من الغضب و الغيرة كلما يتذكرها او يتخيلها بأحضان رجل اخر :
متنفعنيش و لا تلزمني
سعاد بتعجب :
طب اشمعنا هند بالذات ما احنا ياما اتحايلنا عليك تتجوزها زمان و رفضت
ضحك قائلاً بسخرية :
ع الاقل هتكون احسن من حياة
تدخل يوسف بالحديث قائلاً بحدة :
انا بنتي مش احسن من حد يا إلياس و لم تجيب سيرتها تتكلم عدل
إلياس بتهكم :
بتدافع عنها على اساس ايه يا عمي تعرفها او عيشت معاها عشان تعرف اخلاقها
يوسف بحدة :
بلاش ترمي بالكلام يا تقول اللي عندك ضهري و من غير لف و لا دوران يأما تسكت
إلياس بسخرية :
يبقى اسكت احسن يا عمي لان كلامي مش هيعجبك و لا هيعجب الموجودين
زفر يوسف قائلاً بغضب :
يبقى احسن
صمت عم المكان للحظات قاطعه إلياس قائلاً بجمود قبل ان يصعد لغرفته :
انا كلمتهم و خدت ميعاد نزورهم بكره بليل !!
…….
بغرفة جمال و فرحة
كانت تحدثه قائلة :
عارف يا جمال
نظر لها لتتابع هي :
حياة بحبها و كل حاجة و بحسها بنتي بس….
نظر لها قائلاً بتساؤل :
بس ايه انتي فرحانة انه مش هيتجوزها
اومأت له قائلة :
الصراحة اه حياة بعد اللي شافته اسفه في اللي هقوله بس معقدة و مش هتريح ابني و هيتعب معاها و…….
قاطعها قائلاً بحدة :
هو الجواز عشان ابنك يرتاح بس ، انا و انتي عارفين ان طباع ابنك صعبة يعني اللي تتجوزه لازم يريحها زي ما هتريحه مش عشان هو يرتاح بس
زفرت قائلة بضيق :
معرفش بقى يا جمال مش شيفاها مع ابني و كويس انها جت منه لاني كنت هتحرج ارفض و مش هبقى موافقة ع الجوازة من جوايا
ثم تابعت بتساؤل :
هي عند مش عجباك و لا ايه
زفر جمال قائلاً بضيق :
البنت كويسة و مفيهاش حاجة بس قلبي بيقولي ان ابنك ليه غرض تاني غير الجواز و الاستقرار اللي طلع بيهم فجأة
فرحة بدفاع عن ابنها :
بلاش تظلمه احنا مدخلنا جواه
جمال بضيق :
ابنك كاه رافض هند و ريقنا نشف من الكلام معاه عشان يتجوزها و دلوقتي فجأة حليت في عينه ، في حاجة في دماغه و قلبي حاسس انه واخدها كبري شكله هيظلم البنت معاه يا فرحة
فرحة بنفي و بالطبع دافعت عن ابنها :
لا ظلم و لا حاجة هو الجواز لعبة ابني اكيد عارف كده كويس و فكر قبل ما ياخد القرار ده ، و يمكن عشان الممنوع مرغوب هو كان رافض لما كنا بنتحايل عليه و لم سكتنا هو بقى عايزها
تنهد قائلاً بتمني :
ربنا يخلف ظني يا ستي و اطلع غلطان
انتهى الحديث بينهم لهنا لكنه لا يشعر بالارتياح لقرار ابنه المفاجأ
……….
في صباح اليوم التالي
– ايه اللي جابني هنا
قالتها حياة بألم و تضع يدها على رأسها الذي يؤلمها و بشدة و تنظر لغرفتها باندهاش
نهضت بصعوبة و ارتدت ثيابها و ما ان خرجت من غرفتها وجدت بدر كاد ان يطرق بابها القى عليها الصباح قائلاً بهدوء :
دماغك وجعاكي مش كده
اومأت له قائلة باستغراب :
عرفت منين
وضع بيدها كوب كوب حليب و معه دواء مسكن قائلاً بعتاب :
بعد الشرب اللي شربيته امبارح لازم ده اللي يحصل
تناولتهم منه قائلة بتساؤل :
عرفت منين اني شربت و ايه اللي جابني هنا
سألها بتوتر :
انتي مش فاكرة اللي حصل امبارح
نفت برأسها ليعاتبها قائلاً :
غلطي اوي يا حياة لما شربتي امبارح……
لكن جاء صوت سليم مقاطعاََ حديثه قائلاً بصرامة :
تعالي ورايا ع المكتب يا حياة
ذهبت خلفه و ما ان دخلت لمكتبه ضرب سليم بغصاه التي يستند عليه في سيره قائلاً بغضب :
ازاي تشربي الزفت ده و تحطيه في بؤك يا مؤمنة ياللي بتصلي
لم تجيب و اخفضت وجهها ارضاََ ليصرخ
عليها بغضب :
ما تنطقي
لم تجيب ايضاََ بيتابع هو قائلاً بحدة :
ده محدش من اخواتك الرجالة عملها تيجي انتي و تعمليها و اهو شوفتي ادهم بيدفع التمن لمجرد انه شرب الزفت ده
اخفضت وجهها بخزى و هو يتابع توبيخه لها :
في بيت لوحدك و سكرانه ما خوفتيش يحصلك حاجة و انتي و لا هتبقى دريانه ، مخوفتيش من ربنا
تنهدت قائلة باعتذار و خزى :
كلامك كله صح يا جدو انا اسفه
زفر بضيق قائلاً :
مكنتش متخيل انك ضعيفة كده عشان يوصل بيكي الحال انك تشربي الهباب ده
وقف مقترباََ منها قائلاً برفق :
انا عارف كل حاجة و عارف اللي عمله الزفت إلياس معاكي ، انسيه يا بنتي ده مينفعكيش عارفه كلت قولتله يبعد عنك و حذرته من كده و قولتله انك مش هتبقي ليه قال ايه
نظرت له و بداخلها ارادت ان تسمع رده التي كانت متأكدة انها سيجرحها لكنها بحاجة لتلك الكلمات حتى تكرهه اكثر و اكثر :
قالي خليهالك ، هو باع يا بنتي و افتكري دايما اللي يبيعنا عمرنا ما نشتريه ابداََ
اومأت له قائلة بجدية :
مش محتاج تقولي الكلام ده يا جدو من اللحظة اللي اتهمني فيها بكلامه انا طلعته من حياتي و انا اللي مش عاوزاه اصلا و لا اشتريته من الأساس و لا وعدته بحاجة و لا قولتله كلمة واحدة تبين ليه اني بحبه يعني هو مش من حقه يتهمني و يقول اني خاينة في كل حتة
اومأ لها بصمت لتقبل جبينه ثم يده قائلة باعتذار :
حقك عليا و اخر مرة تحصل
اومأ لها قائلاً بتحذير :
اخر مرة يا حياة اللي حصل ده يتكرر
اومأت لها قائلة بوعد :
اوعدك اخر مرة
ثم غادرت لغرفتها تحاول ان تتذكر ما حدث امس
……….
بعد وقت
كانت تجلس ببهو القصر في صمت تنظر للفراغ بشرود لم يقاطع شرودها سوى صوت بدر الذي جلس بجانبها قائلاً :
ناوية تعملي ايه
نظرت له بعدك فهم قائلة :
اعمل ايه في ايه !!
– في حياتك
صمتت للحظات قائلة :
هرجع لندن
قطب جبينه قائلاً بتساؤل :
ليه
تنهدت قائلة و هي تحاوط قدمها بيدها :
حياتي كانت هناك انا يدوب كنت نازلة هنا لهدف حققته خلاص هقعد اعمل ايه
اومأ برأسه قائلاً بهدوء :
انت عايزة ترجعي لندن عشان تهربي مش عشان حياتك هناك
نفت برأسه قائلة بتوتر :
مش صح
تنهد قائلاً بتصميم :
لأ صح….
قاطعته قائلة بحدة و صوت عالي من توترها :
فرضنا انه صح يخصك في ايه حياتي و انا حرة فيها خليك في حالك انا مش ناقصة وجع دماغ و اسئلة عم……
قاطعها قائلاً بحدة و غضب :
حياة
زفر بضيق قائلاً :
بلاش طريقة كلامك دي معايا و بلاش تعلي صوتك عليا مش معنى اني بكلمك بهدوء و باخد و بدي معاكي هسمحلك تتجاوزي حدودك معايا ، كان ممكن تقولي انك مش حابة انك تتكلمي في حياتك معايا و كنت هسكت
وقف قائلاً بجدية :
لكن تتكلمي بالاسلوب ده مش هقبله ، بعد كده مش هتدخل في حاجة تخصك طالما بتضايقي كده
عن اذنك
ثم صعد لغرفته مرة اخرى اخذت تلوم نفسها على ما قالت مرت دقائق و صعدت لغرفته طرقت الباب لحظات و سمح لها بالدخول ما ان دخلت رأته يجلس على احد المقاعد الموجودة بزوايا الغرفة يضع حاسوبه على قدمه يبدو انه يتابع عمله
اقتربت حتى وقفت امامه قائلة بحرج :
بدر
لم يبعد نظره عن الحاسوب قائلاً باقتضاب :
خير
تنهدت قائلة بتوتر :
انا اسفة حقك عليا
لم يجيب عليها لتتابع هي حديثها قائلة :
متبقاش قموصة بقى مكنتش كام كلمة قولتهم في لحظة غضب مني
لم يجيب لتعتذر مرة اخرى قائلة :
انا مقصدش والله اتكلم معاك بالاسلوب ده بس كنت متعصبة و الصراحة بقى انا اتوترت لما انت قولت اني بكدب لان دي الحقيقة
تنهد قائلاً بهدوء و لم ينظر لها :
حصل خير ، مش هضايقك بأسئلتي تاني حياتك و انتي حرة فيها
اغلقت شاشة الحاسوب الذي امامه قائلة :
مش بتضايقك من اسألتك يا بدر انا بكون معاك على طبيعتي و بتكلم معاك زي ما بتكلم مع اخواتي و بكون معاك صريحة في الكلام
نظر لها بهدوء لتتابع هي يأسف :
متزعلش مني انا اسفة حقك عليا
ابتسم قائلاً بهدوء :
مش زعلان خلاص
ابتسمت قائلة بمرح :
بمناسبة الصلح اسأل براحتك يا سيدي
ضحك بخفوت قائلاً :
عايزة تهربي من ايه ، من إلياس
تنهدت قائلة بهدوء :
هو سبب من الأسباب لكن انا بجد مش قادرة استنى هنا في مصر ، كل اللي ليا فيها ذكريات توجع القلب و بس و اتحججت بالسفر عشان ابعد عن هنا رغم اني مقدرش ابعد عن اخواتي
صمت لدقائق ثم نظر لها قائلاً بعد تفكير :
تسافري نيويورك معانا و منه تكملي دراستك و تبعدي عن هنا و منه بردو متبقيش لوحدك في بلد غريب ، ده مجرد اقتراح فكري و الصراحة انا شايف انه حل مناسب لاني اكيد محدش من اخواتك هيبقى مأمن انك تسافري لوحدك حتى جدي سليم نفس الكلام
نظرت له بصمت ليتابع قائلاً :
فكري و قرري اللي عاوزاه !!!
……..
باليوم التالي اشيع على كافة مواقع التواصل الاجتماعي خبر ارتباط رجل الأعمال إلياس العمري بابنة الطبيب الشهير ” هند منصور ”
ابتسمت حياة بسخرية و هي تغلق هاتفها و تلقيه بجانبها و هي تعلم لما اتخذ تلك الخطوة
…….
تمر الأيام ببطئ شديد على البعض حتى مضى شهر كامل ليعود كلاََ منهم و عروسه من شهر العسل
في صباح اليوم التالي كانت هنا تجلس بغرفتها برفقة زوجة خالها قمر التي جاءت لها بكأس حليب
يدور بينهم الحديث كالتالي
قمر برفق :
يا بنتي استهدي بالله ، ذنبه ايه اللي في بطنك ده طفل و لازم يتربى في حضن امه و ابوه
هنا بتصميم :
ده اخر كلام عندي يا مرات خالي ، في ولاد كتير بيتربوا بين اب و ام منفصلين و مفيش حاجة بتحصل
تنهدت قائلة بجدية :
انا و ادهم الحياة بينا بقت مستحيلة خلاص و انا مش هاخد ابني و اعيش اخر الدنيا ، انا عايشة هنا بينكم و ابني هيتربى وسطكم مش في بيت حد تاني
قمر برجاء :
بس بردو هيأثر على نفسية الولد يا بنتي ادهم ندمان ادي لنفسك فرصة معاه عشان خاطر ابنكم
هنا بنفي و حزن :
فكرت و مش هقدر يا مرات خالي
حاوطت جنينها بيدها قائلة بحزن :
انا مش هرجع لادهم غصب و عشان سبب تاني اول مرة ابنك اجبرني اتجوزه و دلوقتي لازم ارجعله عشان خاطر ابني مجبورة ، مش هيحصل و ابني هعرف ازاي اعوضه و مش هحسسه بفرق و ادهم كمان هيبقى موجود في حياة ابنه لو رجعت لأدهم و بيني و بينه المشاكل مش بعيد نسبب مشاكل نفسية للولد اكتر
تنهدت قمر قائلة بحزن :
ربنا يهديكم يا بنتي
………
بينما بمستشفى الجارحي
كانت سارة تجلس صامتة على فراشها تنظر للغرفة حولها بقهر و تحسر على ما اصبحت عليه الآن
سمعت صوت الباب يفتح التفتت لترى من لتقع عيناها على اخر شخص توقعت رؤيته قائلة :
عمر !!!!
نعم هو بعد ايام قضاها في التفكير قبل ان يأتي لها لم يطاوعه قبله على تركها بتلك الازمة بالرغم مما فعلته به و معرفته بسبب تواجدها هنا
ابتسم بسخرية قائلاً :
حمد الله ع السلامة
اشاحت بوجهها بعيداََ عنه قائلة :
جاي تشمت فيا مش كده
ضحك بخفوت قائلاً بتهكم :
اشمت فيكي ليه
نظرت له قائلة بغرور :
عشان اللي عملته فيك زمان بس كان حتت رهان نظرتي مخابتش ابداََ قولتلهم هجيبه راكع و جيت راكع ، لما كنت طلبت منك ايه كنت بتعمله
اشارت نحو اصبعها قائلة بأهانة :
كنت زي الخاتم في صباعي
ضحك بسخرية قائلاً :
كنت بعمل كده حب بس واحدة زيك متعرفش الحب و لا بتحس من اساسه عشان تعرف اللي بيحب بيعمل ايه
رغم غضبها من اهانته إلا انها تصنعت البرود قائلة بتهكم و غرور :
بس اللي عملته فيك حرقك اوي عشان كده بعد السنين دي كلها جاي تشمت ، لسه مش قادر تنساني مش كده ، عندك حق سارة عمرها ما تتنسي يا عمر
اومأ لها قائلاً بهدوء :
هو من ناحية ما تتنسيش فأنتي فعلا ما تتنسيش
شملها بنظراته باحتقار قائلاً :
محدش ابداََ ممكن ينسى احقر بني آدم بيقابله في حياته و لا حد بالرخص ده
صرخت عليه بغضب من اهانته :
انت اتجننت اط……
قاطعها قائلاً ببرود و لم يعطي لها فرصة للحديث : اللى جابني مش اني محروق منك زي ما بتقولي تؤ انا بس كنت زيارة هنا و شفتك و صعبتي عليا ، انا هنا شفقة مش اكتر ملقتش حد معبرك قولت ادخل ازورك ده حتى بيقولوا زيارة المريض
عليه ثواب
كورت يدها بغضب و صدرها خاصة عندما تابع هو حديثه قاصداََ ايلامها و التقليل منها :
عايزة الحق واحدة زيك لازم تفضل لوحدها و محدش يعبرها هو في حد عاقل يستحمل يقعد معاكي
تنهد قائلاً بضيق :
سنين مغيرتش فيكي حاجة زي ما انتي بتقدري تطلعي اسوأ ما في الواحد ، بس الفرق انك زمان كنتي بتشوفي نفسك بالفلوس ، هتعملي ايه من غيرها دلوقتي بقيتي لوحدك لا فلوس و لا اصحاب و لا اهل و لا اي حاجة اخرتك مرمية على سرير بين اربع حيطان
كان صدرها يعلو و يهبط بانفعال و هو مستمر في التقليل منها بكلماته و النظر لها باحتقار قائلاً :
تتعظي لا ازاي لسه فيكي جبروت و غرور
صرخت عليه قائلة بغضب :
بس كفاية ، اسكت
رفع حاجبه قائلاً بتهكم :
اسكت ليه مش هي دي الحقيقة
صرخت عليه بغضب و انفعال :
بقولك اسكت ، اطلع بره يا عمر ، بقولك اطلع بره
ابتسم بسخرية قبل أن يغادر و ما ان أغلق الباب استمع لصوت بكاءها كانت تبكي و تنتحب بقوة ألمت قلبه الأحمق الذي حتى الآن لا يزال يحبها !!!
………..
مرت وقت حتى وصل الجميع لقصر الجارحي استقبلهم الجميع بترحيب حار بينما حياة احتضنتهم قائلة بسعادة و اشتياق :
وحشتوني
جذبها اوس معانقاََ اياها قائلاً باشتياق :
انتي كمان يا حبيبتي جايب ليكي معايا شوية هدايا هيعجبوكي اوي
ريان بسخرية و هو يجذبها لاحضانه هو الأخر :
مش لوحدك يا خويا جايب هدايا انا كمان
ضحكت حياة بسعادة ثم رحبت بزوجاتهم مر وقت طويل قضوه مع الجميع ثم غادروا للفيلا الخاصة بهم و القريبة من قصر الجارحي و بعد اصرار ذهبت حياة معهم
…….
– انا مش هسافر لندن
قالتها حياة لاخوانها ما ان جلست معهم بمفردها
امير بسعادة :
كنت متأكد انك هتصرفي نظر عن الموضوع
صمتت للحظات ثم قالت بتردد :
هسافر عند جدو عاصم
ادم بحدة :
هو سفر و خلاص
زفرت قائلة بانفعال :
افهموني انا مش قادرة استنى هما و اعيش هنا و اه بهرب ، بهرب من كل الذكريات دي ، بهرب من نفسي و من الماضي كل اللي عيشته في مصر هنا يوجع و مليش ذكرة واحدة حلوة استنى عشانها
تنهدت قائلة باختناق :
محتاجة ابعد فترة هخلص دراسة و ارجع ، مش عايزة ابعد عنكم و في نفس الوقت محتاجة ابعد عن هنا ساعدوني و بلاش تصعبوها عليا
نظرت لهم قائلة :
مش عايزني اسافر و اقعد لوحدي عشان خايفين اهو هسافر و سط عيلتنا بردو و مش هبقى لوحدي
ادم على مضض و حزن على شقيقته :
ماشي يا حياة
تنهدت قائلة بهدوء :
هسافر اخر الاسبوع ده !!!
………
مرت الأيام سريعاََ و قد جاء اليوم المحدد لسفرها برفقة بدر و عائلته كانت تجلس برفقتهم بالمطار في انتظار موعد اقلاع الطائرة برفقة اخوانها ايضاََ
بينما على الناحية الأخرى كانت ندا قد علمت ندا مصادفة ما حدث بين شقيقها و حياة من ريان
تمسك بهاتفها مترددة في اخبار إلياس حتى يلحق بها بقت هكذا لوقت ثم حسمت امرها و هاتفته ثم اخبرته بكل شيء علمته
بحث سريعاََ على مواقع التواصل عن اسم ذلك الطبيب الذي اخبرته به و ما ان ظهرت صورته اتضح له كل شيء سرعان ما كان يركض للمطار
ليلحق بها !!!!
*******
يركض هنا و هناك يبحث عنها بين وجوه الجميع ما ان رأها تعبر تلك البوابة لداخل المطار برفقة بدر و عائلته بعد توديع من اخوانها ركض سريعاََ نحوها حتى يلحق بها و لكن ما ان اقترب كانت هي دخلت للداخل منعه ادم من الاقتراب قائلاً بحدة :
خير
نظر له قائلاََ برجاء :
حياة ، لازم اتكلم معاها ضروري قبل ما تمشي
ثم دفع ادم من امامه ليتراجع الأخر عدة خطوات قائلاً بضيق :
اوعى من طريقي
عاد ادم من جديد يعترض طريقه قائلاً بغضب :
حياة مسافرة خلاص خد بعضك و امشي لو لسه عندك شوية كرامة عشان متزعلش
إلياس برجاء :
انا عرفت كل حاجة و ظلمتها عارف سيبني بس هكلمها دقيقتين مش اكتر
ريان بحدة و غضب :
لأ و امشي من هنا بالذوق عشان انا لحد دلوقتي عامل حساب انك اخو ندا
إلياس بغضب :
مش همشي غير لما اتكلم معاها
ضحك أوس بسخرية قائلاً و هو يشير للسماء لتلك الطائرة التي حلقت بالجو :
ابقى اطلع كلمها فوق في السحاب
ابتعد ادم عنه قائلاً بتحذير و غضب :
ابعد عن اختي و طلعها من تفكيرك خالص هي لو وافقت لا انا و لا هما هيوافقوا عليك لاني لما ناوي اسلمها لراجل يصونها و يحطها في عنيه مش ليك
امير بسخرية :
روح لخطيبتك يا عريس
قالها ثم غادر برفقة اخوانها و تركوه ينظر للسماء بتحسر و ندم لكن ابداََ لن يستسلم سيفعل المستحيل حتى يصل لها و يطلب غفرانها
.
.
بينما بسيارة اوس أثناء عودتهم نظر لهم ادم
قائلاً بتساؤل و تفكير :
عرف منين ان حياة بريئة ، و ازاي عرف انها هتسافر انهاردة بالذات و في الوقت ده
كل تلك الأسئلة جعلت ريان يفكر انه من الممكن ان تكون ندا اخبرته بكل شيء و ها هو ما ان وصل للفيلا صعد مباشرة لغرفته قائلاً بهدوء :
روحتي قولتي لإلياس مش كده
توترها و تهربها من النظر له جعلها يتيقن انها من فعلت ليصرخ عليها بغضب و نفاذ صبر :
ما تنطقي
اجابته بخوف و تلعثم من نبرته العالية :
ده اخويا
ركل المقعد بقدمه قائلاً بغضب نادراََ ما يظهر عليه :
اخوكي و انا جوزك فضفضت معاكي بكام كلمة تروحي تنقليهم ليه علطول و يا ترى كنت بتحكي ايه تاني ليه
نظرت له قائلة بتبرير :
ريان كفاية ده اخويا و مكنش ينفع اسكت و انا شيفاه بيغرق كان لازم افوقه عشان يلحق…..
قاطعها قائلاً بغضب :
فكرك لو كان لحقها كنا هنسمح ليه ، اخوكي لو اخر واحد على وش الأرض اختي مش هتبقى ليه اخوكي عمري ما هأمن على اختي معاه
نظرت له قائلة بغضب :
اشمعنا هو سلمك اخته
صرخ عليها غاضباََ بينما اجتمع كل من بالمنزل على صوتهم العالي و قد خمن اخوانه ما حدث من حديثهم الذي وصل للجميع :
لو كنت عملت اللي عمله مع اختي فيكي ساعتها لا انتي و لا هو هترضوا بيا بس اخوكي من قبل ما اتجوزك و هو كان رافض و واقفلي ع الواحدة عشان الجوازة تبوظ
اطلق سراحي وحرر قيودي فأنا كالفراشة لا اتروض بين قبضتك رقيقة…
كور قبضة يده متابعاََ بغضب :
اخوكي اناني و مش بيحب غير نفسه باللي عملتيه ده تخليني اندم اني اتكلمت معاكي في حاجة و كانت الأولى و هتبقى الأخيرة يا ندا
قال الأخيرة ثم غادر الغرفة بل القصر بأكمله صافعاََ الباب خلفه بقوة رافضاََ التوقف و الاستماع لاخوانه بينما الفتيات دخلوا لندا التي انهارت بالبكاء فور ان غادر و لحق الثلاثة بريان !!!
…….
بتلك البناية التي تدل على ثراء من يسكن بها بالطابق السادس حيث نزل الطبيب عمر الذي يمكث فيه برفقة شقيقه الأصغر حسن و والده
قطب عمر جبينه عندما انتفض شقيقه حسن من جانبه على الاريكة بعدما جاءته تلك المكالمة الهامة فسأله بقلق :
حصل ايه
اخذ متعلقاته قائلاً بسرعة قبل أن يغادر :
لازم اروح المستشفى بسرعه ، المريضة اللي كنت حكيت لك عنها قبل كده ، حاولت تنتحر !!!!
لحظات فقط يحاول ان يستوعب فيها ما قال سرعان ما كان رغبة قلبه في الاطمئنان عليها تتغلب عليه ليركض خلف شقيقه صاعداََ للسيارة بجانبه قطب الأخر جبينه بتعجب عندما قال عمر :
جاي معاك
كان الأخر مندهش مما يفعل شقيقه الذي صرخ عليه قائلاً بحدة من قلقه :
انت لسه هتتصدم ، اطلع بسرعه
نفذ ما قال و توجه الاثنان للمستشفى الأخر يتملكه القلق و الخوف و الاخر مندهش مما يحدث !!
……..
بعد وقت كان يدخل لغرفتها بعض فحص شقيقه لها و تأكد من انها بخير فهي حاولت ابتلاع العديد من اقراص الدواء لكن لحقت بها الممرضة
بأخر لحظة
وقعت عيناه عليها كانت تدفن وجهها بالوسادة بينما صوت شهقاتها يملئ الغرفة كانت تبكي بحرقة و جسدها ينتفض بشدة
اقترب منها قائلاً بهدوء و لم تخلو نبرته من الحزن :
حاولتي تنتحري ليه
انتحبت اكثر قائلة بصوت متقطع من كثرة البكاء لينهش الألم قلبه على حالتها تلك :
عايز…ة امو…ت
اقترب منها ثم جعلها تنظر له قائلاً بحدة :
مش مكفيكي اللي عملتيه في دنيتك عايزة تموتي كافرة كمان
بكت اكثر قائلة بانكسار :
الموت اهون من اني اعيش عاجزة و مرمية كده
زفر بضيق لم يعهدها يوماََ بكل هذا الانكسار قلبه الأحمق لا يزال يحزن لأجلها لماذا يحبها و على ماذا لا يعرف !!!
تنهد قائلاً بحزن و حدة :
غيرك بيمروا بأصعب من كده و بيعيشوا حياتهم
ده عقاب ربنا ليكي ع اللي عملتيه في حياتك احمدي ربنا انك لسه فيكي نفس تقدري تتوبي و تغيري من نفسك قبل فوات الأوان غيرك مش بيبقى عنده الفرصة دي
اخذت تهذي بكلمات غير مفهومة بسبب البكاء لكنه لم يستمع سوى :
هما السبب
زفر بضيق قائلاً بحدة :
انتي اللي وصلتي نفسك لهنا بلاش تلومي حد تاني على غلطك انتي
نظرت له قائلة ببكاء و توسل و هي تتمسك بيده فقد كان يقف بجانب فراشها :
ابوس ايدك يا عمر خرجني من هنا ، انا هموت لو فضلت هنا
جذب يده من يدها و غادر الغرفة صافعاََ الباب خلفه بقوة و ما ان خرج ارتمى على المقعد الموجود بجانب باب الغرفة يتنفس بعنف
لما ظهرت بحياته الآن لقد ظن انه تجاوزها و تجاوز ذلك الماضي التي كانت اسوأ شيء فيها تلك الحمقاء تظن انها كسبت ذلك الرهان السخيف و جعلته خاتم باصبعها فقط لأنها استطاعت ان تؤثر عليه بأنوثتها الطاغية تظن انه من هؤلاء الرجال الذي يسيل لعابهم عند رؤيتها
مخطئة لقد اجتذبته من اول مرة وقعت عيناه عليها لا يعرف لما لكنها جذبت انتباهه منذ اول مرة لقد كانت إحدى طلابه عندما كان يعمل بمجال التدريس الذي تركه بسببها
كلما حاول تجاهل ذلك الشعور الذي ينمو بداخله يوماََ بعد يوم مذكراََ ذاته بأنها لا تصلح له يفشل و يزادد اعجابه بها يوماََ بعد يوم حتى اصبحت نظراته لها مكشوفه للعيان
ليأتي ذلك اليوم الذي جاءت له و بدون مقدمات تعترف لها بأنها تحمل مشاعر نحوه بقدر ما شعر بالتوجس من تلك الخطوة إلا ان جراءتها اعجبته ليخبرها بأنه الشعور بينهم متبادل
تتطورت علاقته بها يوماََ بعد يوم لا يمر يوماََ بدون ان يهاتفها يخرج برفقتها لأماكن عديدة اصبحت جزء لا يتجزء من يومه ليستمر الحال بينهم لنصف عام صحيح انه رأى بها عيوب كثيرة تطغى على مميزاتها لكنه كان يؤمن بأن الحب يكمن في تقبل بل حب عيوب شريكك قبل مميزاته و اصدق حب هو عندما تحب شخصاََ لا تعرف لماذا احببته !!
ليأتي ذلك اليوم الذي قرر فيه الاعتراف بحبه الصادق لها و طلبها للزواج تفاجأ بها تخبره ان كل ذلك لم يكن سوى لعبة بينها و بين صديقاتها ان كانت ستقدر على الإيقاع بذلك الطبيب الوسيم ذو الشخصية الجادة و الصرامة مع الجميع
ها هي استطاعت لقد هشمت قلبه يومها و جعلته يرى كم كان احمق لم يتحمل تهامس الطلاب عليه و نظراتهم له التي تظهر له كم كان احمق لذا ترك مجال التعليم بالجامعة و افتتح عيادة خاصة به
مرت سنوات و قد ظن انه تجاوزها لكن ما ان وقعت عيناه عليها استعاد كل تلك الذكريات المشاعر التي عادت تهاجم قلبه مرة اخرى بين نارين الآن يحتفظ بكرامته و يبتعد عنها ام يساعدها و يضرب بكل شيء عرض الحائط !!!!
……….
على الناحية الأخرى بمكان يبعد عن القاهرة بكثير بنيويورك بصباح اليوم الذي يلي سفرهم بتلك الفيلا الساحرة التي يقيم بها بدر و عائلته و التي كانت جميلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى
– بتعرف ترسم
قالتها حياة لبدر عندما نزلت لحديقة الفيلا لتتفاجأ بتلك الغرفة المحاوطة بزجاج شفاف و لم تكن سوى مرسم مخصص له
اومأ لها بابتسامة قائلاً :
صباح الخير
ردت الصباح عليه قائلة بابتسامة و هي تتأمل تلك اللوحات الجميله التي رسمها وقعت عيناها على دفتر كبير مخصص للرسم التقطته و قبل ان يمنعها من فتحه كانت فعلت هي بالفعل لتتملكها الصدمة عندما رأست صور لها مرسومة بحرفية شديدة تكاد تكون حقيقية صور كثيرة تاره و هي تضحك و تاره حزينة بينما هو شعر بالحرج منها لكنها تجاهلت الحديث عنه فاغلقته ثم وضعته بجانبها حتى تبعد عنه الحرج قائلة :
انا كمان بعرف ارسم
قرب يده منها بالفراشاة قائلاً بتحدي :
طب ما تورينا مواهبك
نظرت له قائلة بابتسامة :
بتتحداني يعني
حرك رأسه بنعم التقطتها منه ثم جاءت بمقعد و جلست بجانبه و بدأت بالرسم معه
مر وقت و الاثنان في اندماج تام التقطت حياة انبوب اللون الأسود ثم اخذت تفرغ منه القليل لكن بدون قصد ضغطت على الأنبوب بقوة ليتطاير ما به بالهواء يصيب ملابس بدر و وجهه قليلاً
شهقت بخفوت قائلة و هي تغمض عين و تغلق أخرى كالأطفال :
اسفة
تظر لها قائلاً بغيظ :
قصداها مش كده
نفت برأسها قائلة :
لا هقصدها ليه يعني
رد عليها بغرور واهي و غيظ :
عشان متغاظة اني برسم احسن منك
شهقت قائلة بغيظ :
مستحيل ، رسمي انا احسن طبعاََ انا عارفه انك اكيد متغاظ عشان رسم…..هييي
شهقت بقوة عندما افرغ عليها الوان هو الأخر لتنظر له قائلة بغيظ :
قاصدها مش كده
اومأ لها ببرود لتقضم شفيتها بغيظ ثم اخذت تفرغ عليها الألوان هي الأخرى و كذلك فعل هو لتبدأ حرب بين الأثنان بدأت بغيظ ثم انتهت بمرح بين الأثنان و سرعان ما تعالت ضحكاتهم بالمكان
حتى قاطعهم صوت يعرفه بدر تمام المعرفة :
ايه اللي بيحصل هنا !!!
تنهد بدر قائلاً بابتسامة لم تصل لعيناه :
ازيك يا نسرين
اقتربت منه نسرين قائلة بصوت ناعم :
مش كويسة خالص وحشتني كتير اوي يا بدر ما كنتش مصدقة لما مامتك كلمتني الصبح و قالتلي انك وصلتوا جيت علطول جري
ابتسم بدر بجفاء لتلاحظ حياة ان غير مرتاح بالحديث مع تلك الفتاة التي لم تشعر بالارتياح نحوها ايضاََ
نسرين بتساؤل :
مين دي
بدر بابتسامة و لمعة بعينيه لم تخفى على نسرين التي استشعرت الخطر بوجود تلك الفتاة :
حياة بنت عمتي و دي نسرين جارتنا من زمان اوي مصرية بردو
ابتسمت حياة بمجاملة بينما نسرين بادلتها نفس الابتسامة قائلة بمزاج ثقيل :
مش كبرتي يا حبيبتي ع اللعب بالالوان
اكتفت حياة بابتسامة باردة ليتدخل بدر قائلاً :
يا ستي احنا عيال صغيرين و بتحب نلعب بالألوان ملكيش دعوة و يلا بقى سلام هنروح ناخد شاور
ثم جذب يد حياة و خرج من المرسم قائلاً بضيق :
الله يسامحك يا ماما
سألته حياة :
هي مضيقاك و لا ايه
اومأ لها قائلاً بضيق :
جدا ، خانقه اصل الست الوالدة شيفاها عروسة مناسبة و بتعمل خطط و مؤامرات
سألته بمرح :
طب و انت شايفها ايه
نظر لها قائلاً بابتسامة و مغزى :
انا مش شايف غير واحدة بس
تنحنحت قائلة بحرج و خجل :
احم ، هطلع اخد شاور سلام
قبل ان تصعد الدرج اوقفها قائلاً بابتسامة :
حياة على فكرة شكلك و انتي بتضحكي تحت احلى بكتير من السكوت و الحزن ، مفيش حاجة مستاهلة تزعلي نفسك عليها و تضيعي دقيقة من عمرك من غير ما تكوني مبسوطة
اعطته ابتسامة ثم صعدت لغرفتها و تركته ينظر لاثرها بحب ثم لحق بها هو الأخر لغرفته
………
بينما بالقاهرة بقصر العمري
كان صوت جمال الغاضب يرن بالأرجاء قائلاً :
قولت عايز اخطبها و اتنيلنا خطبنهالك و يفوت اقل من شهر و تروح تفسخ خطوبتك من البنت ببرود
إلياس باقتضاب :
مش بحبها
جمال بغضب :
هو انت لسه متنيل عارف انك مش بتحبها دلوقتي يا اخي ده اخوك الصغير و اختك اعقل منك
فرحة بعتاب :
حرام عليك يا بني البنت منهارة ع الاخر
تجاهل الحديث عن ذلك الموضع قائلاً بهدوء :
انا مسافر بكره و مازن يتابع الشغل بدالي
فرحة بتساؤل :
مسافر فين فهمنا يا بني ايه اللي بيحصل
قص عليهم ما حدث الايام الماضية بخزى و حرج ليضرب جمال يده بالأحرى قائلاً بسخرية :
انا مش لاقي حاجة اقولها ، ده انت تحرق الدم يا شيخ اوعى من وشي !!!
……..
ها هو ينفذ ما قال و سافر باليوم التالي إليها و بعد بحث لم يستغرق وقت طويل استطاع ان يجد مكانها و ها هو بطريقه إليها يحاول إيجاد كلمات اعتذار او اي شيء يجعلها تسامحه فما فعله لا يغتفر ابداََ
بينما على الناحية الأخرى كانت حياة تلهو مع ذلك الكلب ذو الجسد الضخم قليلاََ و الخاص ببدر صوت الضحكات يصدح بالمكان سرعان ما اختفت الابتسامة من على شفتيهما عندما وقعت عيناهم على إلياس الذي نزل من سيارته امام باب القصر الداخلي و كاد ان يدخل لكن اجتذبه صوت ضحكات عاليه تأتي من جهة الحديقة لتقع عيناه عليها برفقته و الاثنان يلهون معاََ و هي تضحك بقوة لم يسبق و رأها هكذا !!!
اقترب إلياس منهم قائلاً لها بتردد :
انا عايز اتكلم معاكي لوحدنا
كاد بدر ان يغادر لكنها تمسكت بيده قبل أن يغادر لم تشأ ان تبقى مع إلياس بمفردها قائلة بهدوء :
اتكلم انا بسمع
ابتلع ريقه بصعوبة قائلاً بتوتر و تلعثم :
انا جيت المطار بس ملحقتكيش……احم ، انا عرفت كل حاجة ليه مفهمتنيش مكنتش اعرف انه……انه
ضحكت بسخرية قائلة :
انا اللي اعرفه ان اللي ما يعرفش حاجة بيسأل مش بيحط قصة وهمية في دماغه و يصدقها و يعمل قاضي و يحكم كمان
اخفض وجهه بخزى لتسأله هي ببرود :
جاي عاوز ايه
تنهد بحزن قائلاً بتبرير :
معنديش عذر عارف بس انا سألتك و كل مرة كنتي بتكدبي عليا شوفتك بعيني و كل مرة كنت أسألك تكدبي عليا
نظرت له قائلة بصرامة بينما بدر بجانبها رغم ثباته الخارجي إلا انه بداخله يرتعب من الخوف :
اكدب و لا لأ انا حره بتكدبني و تتهمني في شرفي و اني خاينة على اساس ايه اديتك كلمة و لا وعدتك وعد رايح جاي تشوه سمعتي قدام الكل طب على اساس ايه
اخفض وجهه قائلاً بخزى :
كل اللي هتقوليه عندك حق فيه انا بس عايز فرصة تانية صدقيني هصلح اللي حصل كله و هنسيكي اللي عملته انا عارف ان في مكان ليا في قلبك و طمعان فيه المرة دي في فرصة اخيرة
ضحكت بخفوت ثم قالت بتهكم :
جايب منين الثقة دي مين قالك اني في مكان ليك في قلبي و لو فيه عقلك صورلك اني ممكن في يوم اقبل بيك
نظرت له باحتقار مثلما كان يفعل قائلة بسخرية :
اذا كان و انا بنت عمك قولت عليا الكلام ده و كنت عمال تتكلم في شرفي على اساس قصة و همية في عقلك تفتكر انا هأمن اكون مراتك
كورت قبضة يدها بغضب قائلة بسخرية :
يمكن الجملة الوحيدة اللي لسه بعمل بيها من كلام يوسف العمري و لسه فكراها اللي يبيعك بيعه
نظر له قائلاََ بتوسل و هو يمسك يدها :
حياة……
قاطعته قائلة بصرامة :
انت بعت و انا مش بشتري اللي يبعني و كلمة اخيرة قبل ما تمشي انت بالذات يا إلياس و لو اخر راجل على وش الدنيا
ابعدت يدها بعيداََ عنها قائلة بنفور :
متلزمنيش
ثم دخلت للداخل و خلفها بدر الذي عادت إليه انفاسه من جديد لقد شعر بالخوف للمرة الثانية
من ان يفقدها
على الرغم من شعوره بالسعادة إلا ان قلبه يؤلمه على الحزن الذي يسكن عيناها و الذي سيجاهد و سيبذل كل ما بوسعه ليخفيه من عيناها للأبد
بينما إلياس غادر محني الرأس محقة بكل ما قالت لا احد يلومها ، هو وحده المخطأ و الملام الوحيد لقد خسرها لكنه سيبذل قصاري جهده ليحصل
على غفرانها !!
…..
بالطبع اخبر عاصم سليم بوجود إلياس و تحدثه مع حياة سرعان ما علم اخوانها و اخبرها امير بكل شيء بأن ندا سبب معرفته
……
ثلاثة ايام من التجاهل تماماََ بينه و بينها هي لم تنسى حديثه عن شقيقها و انه لم يضع نفسه بمكانها و هو يرى انها تبوح بحديثه معها هكذا ببساطة كلاهما محق لكنه يرى الوضع من
ناحيته فقط !!!
تعالى رنين هاتفه و ما ان اجاب جاءه صوت حياة قائلة بضيق :
مزعل مراتك ليه
ابتسم بسخرية قائلاً :
الاخبار لحقت توصلك
تنهدت قائلة بضيق :
وصلت و خلاص ممكن اعرف بقى مزعلها ليه
زفر بضيق قائلاً بسخرية :
اكيد اللي وصلك الخبر عرفك السبب بردو
– ريان
زم شفتيه قائلاً بغضب :
الهانم هي اللي عرفت إلياس كل حاجة و جالك المطار و…….ثم قص عليها ما حدث بينهم
لتعاتبه قائلة :
بتلومها على ايه ، اتصرفت طبيعي اي واحدة مكانها بتحب اخوها مش هتحب تشوفه يخسر او مغشوش و انا لو مكانها كنت هعمل كده ، حتى انت لو مكانها كنت هتعمل كده و تتصرف زي ما هي اتصرفت
زفر بضيق قائلاً بغضب :
الغلط عندي من الاول اني اتكلمت معاها و فضفضت بكلمتين
صمتت للحظات ثم تابعت قائلة :
ريان انا من الاول كنت رافضة انك تعرف اي حاجة من اللي عملها إلياس عشان كده ، عشان الموضوع هيكون في حساسية ليك و ليها ، انت غلطت و قولت كلام يوجع ليها ده اخوها يعني مهما حصل مينفعش تغلط فيه قدامها
زم شفيته قائلاً بضيق :
انا غلطت و هي مغلطتش
تنهدت قائلة :
انتوا الاتنين غلطانين و معاكم حق في نفس الوقت انتي شايف الموضوع من ناحيتك انت و بس و هي نفس الكلام لو كنت حطيت نفسك مكانها و هي كمان عملت كده كان الموضوع هيعدي
ثم تابعت بضيق :
بعدين هي قالتلته ما تقوله و لا هيفرق معايا ، بلاش تعمل مشكلة بينكم على مفيش عاتبها و بلاش الزعل يكبر بينكم لحد كده على موضوع مش مستاهل انتوا لسه عرسان جداد
صمتت لوقت قصير ثم سألته :
هتصالحها
اجابها باقتضاب قائلاً :
ان شاء الله
تنهدت قائلة بتصميم :
ريان ، روح صالح مراتك !!!
……..
دخل للغرفة ليجدها كالأيام الماضية تنام على الفراش صامته تغطي جسدها بأكمله حتى رأسها تتهرب من النظر له و الحديث معه ايضاََ و كذلك فعل هو كان يتحرك في الغرفة بصمت و يتنهى اليوم بينهم كلاهما ينام و يعطي ظهره للاخر و ما ان يشعر بانتظام انفاسها يجذبها لاحضانه
جلس بجانبها على الفراش قائلاً بهدوء :
ندا
لم تجيب ليكرر النداء قائلاً بهدوء :
ندا قومي انا عارف انك صاحية
لم تستجيب له ليشعر بانتفاضة جسدها اسفل الغطاء ليعرف انها تبكي ازال الغطاء من عليها ثم جعلها تجلس امامه قائلاً بعتاب :
بتعيطي ليه مين اللي المفروض يزعل من التاني
اجابته ببكاء و هي تتحاشى النظر له :
انا مغلطتش ده اخويا لو كنت مكاني كنت هتعمل زي ما انا عملت
تنهد قائلاً بهدوء :
الغلط مني و منك لا انتي حطيتي نفسك مكاني و لا انا حطيت نفسي مكانك
صمتت للحظات قائلاً :
هو اخوكي اه بس اذى اختي و انتي طلعتي كلامي اللي قولته ليكي بره لا انا حطيت نفسي مكانك و قولت اخوها و اللي عملتيه شيء طبيعي و لا انتي حطيتي نفسك مكاني بأن كلامي و غضبي ده كان بسبب اختي بردو اللي خايف عليها منه و اللي مش هقدر طول عمري اغفرله غلطه في حقها و اني زعلت ان كلامي معاكي في لحظة فضفضة طلع بره
نظرت له ليتابع بهدوء :
انا و انتي غلطنا يا ندا
اومأت له بهدوء فهو محق لتصمت لحظات قبل ان تقول باعتذار :
عندك حق ، انا اسفة
ابتسم قائلاً باعتذار هو الأخر بعدما قبل جبينها :
انا كمان غلطان حقك عليا
ابتسمت بهدوء ليتابع هو قائلاً :
ظروفي و انا و اخواتي مع عيلة العمري انتي عرفاها صعب بعد السنين دي كلها يكون في تعامل بينا و ننسى اللي حصل كده بسهولة بس بحاول عشان كده انا عاوز اطلب منك طلب اي حاجة تحصل معانا مش لازم تتحكي ليهم ممدش زمان اهتم يسمع عننا حاجة هيهتموا دلوقتي
نظرت له قائلة بحزن :
بس يا ريان عني يوسف ندمان و نفسو……
قاطعها قائلاً بغضب حاول التحكم به :
يوسف العمري بالذات اسمه ممنوع يتذكر في البيت هنا ، ارجوكي تتفهمي ده انا مشكلتي في قصر العمري معاه و مع اخوكي و سعاد هانم متبقيش مستنية مني معاملة كويسة مع ناس اذوني انا و اخواتي و انسى اللي حصل بسهولة كده و اتخطاه
اومأت له بصمت و حزن ليقبل يدها قائلاً بحب :
انا بحبك يا ندا والله بحبك و عارف ان كلامي دلوقتي ممكن يكون سبب شك ليكي اني مش بحبك و يمكن عشان مش بقولها كتير بس خليكي واثقة اني والله بحبك
اومأت له بابتسامة ليتابع قائلاً :
مش عايز الخصام بينا يطول كده و مش عاوز يوم ننام و احنا زعلانين من بعض عاوز قبل ما اليوم يخلص و قبل ما نحط دماغنا ع المخدة دي نحل اللي بينا
اخفضت وجهها قائلة بحزن :
كانوا اصعب تلت عليا و انت بعيد عني
اجابها بحزن هو الأخر :
اخرج من جيب سترته تلك العلبة القطيفة ثم اخرج من ذلك الخاتم الألماسي و وضعه بيدها
قائلاً بحب :
متزعليش مني عشان زعقت و انا بكلمك او قولت كلام يضايقك
ابتسمت بسعادة ثم ارتمت باحضانه قائلة بسعادة :
ربنا يخليك ليا ، انا بحبك
بادلها العناق بسعادة و حب و قضى الاثنان الليل كلاهما ينعم باحضان الأخر بعد ثلاثة ايام من الخصام
………..
بمنزل عمر كان حسن يقص على والده تصرف عمر الغريب و اهتمامه بتلك المريضة قبل ان يسأل والده عن اسمها تفاجأ الاثنان بباب الغرفة يفتح يليه دخول عمر برفقة تلك الفتاة انتفض والده و يدعى طه من مكانه قائلاً بصدمة :
انتي !!!!
…………

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
 بمنزل عمر كان حسن يقص على والده تصرف عمر الغريب و اهتمامه بتلك المريضة قبل ان يسأل والده عن اسمها تفاجأ الاثنان بباب الغرفة يفتح يليه دخول عمر برفقة تلك الفتاة انتفض والده و يدعى طه من مكانه قائلاً بصدمة :
انتي !!!!
ثم تابع بغضب و هو ينظر لابنه مشيراََ بيده على تلك الفتاة :
انت جايبها هنا ليه
دفع عمر الكرسي المتحرك التي تجلس عليه سارة نحو غرفته قائلاً لوالده بهدوء :
لحظة واحدة يا بابا
لحظات و عاد لهم قائلاً بهدوء :
سارة هتقعد في شقتي اللي كنت هتجوز فيها فوق
طه بغضب :
بتساعدها ناسي اللي عملته فيك ، نسيت ان بسببها سيبت شغلك في التدريس عشان كلام الناس ، نسيت عملت فيك ايه و خلت سيرتك على كل لسان في الجامعة ، حنيت ليها
تنهد عمر قائلاً بهدوء رغم ألم قلبه من حديث والده المحق بكل كلمة قالها :
لأ مش ناسي يا بابا ، بس بردو مش ناسي تربيتك لينا و هي ان احنا نساعد المحتاج و هي طلبت مني مساعدة و مكنش فيه اللي يقف جنبها كنت اعمل ايه يعني
زفر طه بغضب ليتدخل حسن بالحديث قائلاً بعدم فهم و ضيق :
فهموني ايه اللي بيحصل انتوا تعرفوا سارة دي منين
ايه علاقتها بشغل عمر في الجامعة
طه بغضب :
ملهاش و دلوقتي حالا يا عمر تروح ترجعها من مكان ما جبتها انت فاهم ، دي مش هتقعد في بيتي دقيقة واحدة
عمر بهدوء :
مقدرش يا بابا انا كل اللي هعمله هخليها تقعد في شقتي فوق و هكلم ام حمدي تقعد معاها و تراعيها لا انا هشوفها و لا حضرتك هتكون مجبور تشوفها و لا هتحس بيها اساساََ هي فترة مؤقته بس
ثم تابع و هو يشير لغرفته التي هي بها الآن :
زي ما انت شايف حالتها عاملة ازاي و لوحدها مقدرش اسيبها كده خصوصا انها استنجدت بيا
ثم تابع بسخرية :
وجودها زي عدمه متخافش مش هحن ليها انا بساعدها بس مش اكتر ، هي هتفضل هنا بس ساعة و الشقة فوق بتتنضف بعدين هطلعها
بالداخل كانت سارة تستمع لحديثهم فكان صوتهم عالي لتنفجر في بكاء مرير من الذل و الانكسار
التي تعيش بهم الآن لا مكان لها لتذهب إليه ليس لديها احد لا مال لا عائلة لا جمال لقد ذهب كل شيء بلحظة و كانت سبب نفور الجميع منها بسبب غرورها و عجرفتها مع الجميع و لم تحسب حساب لهكذا يوم
دخل عمر للغرفة ليجدها تضع يدها على وجهها تنتحب بقوة سألها بجمود :
بتعيطي ليه مش عملتلك اللي عوزاه
طالعته قائلة بانكسار و هي تشعر بالذل :
مش عاوزة كده
سألها بضيق :
اومال عاوزة ايه قولتيلي اطلعك من المستشفى و طلعتك اعملك ايه تاني
بكت بقوة ليزفر بضيق ثم خرج و صفع الباب خلفه حتى لا يتأثر بدموعها التي لا يعلم ان كانت حقيقة ام كاذبة لتكسب تعاطفه و يعود لسابق عهده معها
لا يزال قلبه ينبض بحبها و لكنها خسرت ثقته بها
مر وقت و كان دفع المقعد الخاص بها لداخل المنزل الموجود بالطابق الذي يلي منزل والده اخذتها منه ام حمدي و هي زوجة حارس البناية ثم غادر المنزل
ربتت ام حمدي على كتفها قائلة بمواساة و شفقة :
ربنا يشفيكي يا بنتي
ساعدتها على الاستلقاء بالفراش قائلة بحنان :
تحبي تاكلي ايه انهاردة ، الدكتور عمر مالي التلاجة كلها اكل و موصيني عليكي ، نفسك في ايه
اجابتها بحزن و عدم شهية :
مش عاوزة حاجة
– ليه بس يا بنتي ده انتي لازم تاكلي عشان الدوا بتاعك ده انتي خارجة من عيا يجرالك حاجة
بكت بقوة قائلة :
ياريت و اموت و ارتاح
ربتت الأخرى على كتفها قائلة باستنكار :
تفي من بؤك يا بنتي بعد الشر
ثم تابعت بحزن :
بس متعيطيش والله ما في حاجة مستاهلة تبكي عليها كده و تقهري نفسك
……..
مر شهر على الجميع كانت كلاََ منهم يعيش برفقة زوجته بسعادة و ادهم توقف عن ملاحقة هنا التي اوضحت له انها لن تعود له نهائياََ و لا يلتقي بها سوى عند ذهابها للطبيبة حتى تطمئن على جنينها بينما إلياس بعد ما ايام طويلة ظل يلاحق حياة التي كانت تتجاهله و تعامله برود و اضطر للعودة لإدارة العمل فشقيقه مازن لا يمكن ان يدير العمل بمفرده
بينما سارة اعيش بمنزل عمر الذي لم تراه فيهم سوا القليل جداََ و كانت ام حمدي تعتني بها جيداََ
لم تسلم من كلمات والده طه السامة الذي من الحين و الأخر يصعد لها يخبرها بعدم رغبته ببقائها هنا كانت تبتلع الإهانة و الذل مرغمة فليس لديها حل اخر
بينما حياة كانت تجلس برفقة بدر الذي أصبح يشاركها يومها و الجلوس بالحديقة كحالهم الآن بتلك اللحظة و على تلك المقاعد و الكتب امامهم على الطاولة يساعدها في استذكار دروسها منذ بداية العام الدراسي الجديد شيء اساسي كل يوم بعد عودته من عمله
تجلس بجانبه و هو يختلس النظرات العاشقة لها من حين لاخر حتى انتهى الاثنان ليداعب هو انفها باصبعه قائلاً :
شطورة ذاكرتي كويس
سخرت منه قائلة :
ناقص تقولي خدي حاجة حلوة مكافأة زي العيال الصغيرين
تصنع التفكير قائلاً بمرح :
فكرة مش بطالة
سألته بغيظ :
يعني انا عيلة صغيرة
ضحك قائلاً بمشاكسة :
انا مقولتش انتي اللي قولتي
نظرت له بغيظ ليتابع هو بمشاكسة :
خلاص يا صغنن متزعلش بهزر
ثم تابع بابتسامة :
في حفلة شغل معزوم عليها بليل ايه رأيك تيجي معايا و تغيري جو بدل ما انتي من الجامعة للبيت و البيت للجامعة
نظرت له قائلة بابتسامة صفراء :
لأ مش انا عيلة صغيرة هتاخد معاك عيلة ليه
ضحك قائلاً بمشاكسة :
طب ما دي الحقيقة
وكزته بذراعه قائلة بغيظ :
انت رخم حد قالك كده قبلي
ضحك قائلاً بمرح :
يوووه كتير
اعتدل قائلاً متابعاََ حديثه بابتسامة :
على فكرة مش بهزر ياريت لو تيجي معايا
بتلك اللحظة جاءت والدته صبا تضع القهوة امامهم قائلة بابتسامة حنونة لحياة :
القهوة يا حبيتي اساعدك في اي حاجة
ابتسمت لها حياة قائلة :
تسلم ايدك مكنش فيه داعي تتعبي نفسك
ابتسمت لها صبا قائلة :
تعبك راحة يا حبيبتي
ثم تابعت قائلة :
بدر
– نعم يا ماما
ابتسمت قائلة :
انا كلمت نسرين و قولتلها تجهز عشان تروح الحفلة معاك بليل ابقى عدي عليها
زفر بضيق قائلاً :
مين قالك تكلمي نسرين بس و بعدين انا هاخد معايا حياة
ربتت على كتفه قائلة بلهفة :
وماله يا حبيبي روحوا سوى كلكم ، نسرين كويسة اوي و مناسبة ليك فكر……..
قاطعها قائلاً بملل :
ماما
نظرت صبا لحياة قائلة :
طب اقنعيه انتي يا حياة انتي اتعرفتي على نسرين مش لايقين مع بعض و مناسبة ليه و….
قاطعها بدر مررداََ بضيق :
خلاص يا ماما هعدي عليها بليل
غادرت صبا بينما الاثنان ظلا في صمت طويل قطعته حياة قائلة بهدوء :
على فكرة مامتك معاها حق هو صحيح انا مش بستلطفها بس مامتك معاها حق هي مناسبة جدا ليك و……
قاطع حديثها ضحكة بدر الساخرة لتسأله :
بتضحك على ايه
تنهد قائلاََ بسخرية :
مستغرب ، كلامك معناه انك بتحاولي تقنعيني اني انساكي و احب واحدة تانية ، كأن النسيان بالساهل
تنهدت قائلة بحزن :
بدر ، انا قولتلك انا مش هنفع ليك ، قولتك بلاش
نظر لها قائلاً بانفعال :
قولتيلي بلاش احبك و بتلوميني دلوقتي على ايه ، على حاجة مش بأيدي ، بس عارفه لو بأيدي بردو كنت اخترت احبك يا حياة
اخفضت وجهها قائلة بحزن :
بتحب وجع القلب
امتدت يده يضعها أسفل وجهها ليجعلها تنظر له قائلاً بحب :
محدش بيحب وجع القلب ، بس لو منك انتي يا حياة ، اه بحبه
اشاحت بوجهها بعيداََ عنه بخجل ليسألها مرة اخرى :
هتيجي معايا
اومأت له برأسها ثم صعدت لغرفتها بينما جين كانت تقف من بعيد و بجانبها صبا بعد ان دار الحديث بينهم كالتالي
ما ان دخلت صبا للداخل وجدت جين تجلس على المقعد ترتشف كأس العصير و هي تتابع التلفاز اقتربت منها قائلة بحماس :
كلمت نسرين عشان تروح حفلة بليل مع بدر
وضعت جين الكأس من يدها قائلة بعتاب :
صبا انت موش شايف انك بتتضغط على بدر هي مش تحب نسرين
صبا بحزن و حيرة :
مش بيحب نسرين و لا بيحب غيرها و مش عاوز يتجوز ، نفسي افرح بيه يا جين ده بقى عنده تلاتين سنة غيره متجوز و مخلف
ربتت جين على يدها قائلة بابتسامة :
هتفرح بيه قريب اوي صبا بس استنى شوية بدر بتحب حياة
صبا بصدمة :
بيحب حياة !!!
اومأت لها جين قائلة :
بدر احكي كده ليه ، حتى انا لاحظ كده
صبا بلهفة :
طب ما يتقدملها و نجوزهم
جين بغيظ :
اوف اسكت صبا انت مفيش في دماغك دي غير جواز جواز ، في اهم
صبا بتزمر :
ايه الاهم من اني اجوز ابني و افرح بيه
جين بحزن من أجل حفيدها :
حياة مش يحب بدر صبا ، بدر عايزة تكسب قلبها
صبا بصدمة :
هو اتقدملها و رفضته
اومأت جين لها لتردد صبا بضيق :
رفضت ابني
تنهدت جين قائلة بحزن :
صبا حياة مسكين و زعلان علطول انت مش شوف نظرات اتنين لبعض هما بس محتاجين وقت شوية
ثم وقفت و جذبت يد صبا للزجاج الشفاف الذي يطل على الحديقة قائلة و هي تشير لبدر الذي يضع يده اسفل وجه حياة و الأخرى تشيح بوجهها بعيداََ عنه بخجل :
شوف حلوين مع بعض
ابتسمت صبا قائلة بلهفة :
طب ما نخطط و نقربهم من بعض
جين بابتسامة :
موش لازم شوف هما يوم و يوم بيقربوا من بعض اكتر هما بس احتاج شوية وقت صبا ، احنا ممكن نساعد لو لازم بس اهم حاجة تبطل تضغط على بدر بموضوع نسرين
اومأت لها صبا قائلة بلهفة :
انا كنت عاوزة اجوزه نسرين عشان مكنش فيه حد في حياته لكن دلوقتي فيه و بيحب يبقى خلاص
………
مساءاََ كان الحفل بسيط يقام بفيلا خاصة بأحد رجال الأعمال الذي تم توقيع عقد عمل بينه و بين بدر لذا أقام تلك الحفلة كاحتفال صغير
كان يتحدث بدر مع احد رفاقه و يدعى ماكس بأمور العمل و تشارك حياة بالحديث فهي عملت منذ سنوات قليلة بشركة شقيقها و تعرف جيداََ بأمور العمل خاصة و ان بدر يعمل بنفس المجال
كانت نسرين تقف بجانبهم و كلما حاولت لفت انتباه بدر لها تفشل كالمرات السابقة كانت تنظر لحياة بغل و حقد و هي ترى ما جاهدت ان تفعله طوال تلك السنوات تأتي تلك الفتاة و تفعله بتلك البساطة لقد خطفت الأجواء من حولها بجمالها و ذكائها بالعمل لتصبح كل الانظار عليها و اولهم بدر الذي سعت كثيراََ لتكسب قلبه و ان تجعله يلتفت لها و لو مرة واحدة
كادت ان تطلب من بدر الرقص معها لتبعده عن حياة الذي منذ ان جاء و هو لا يفارقها ابداََ لكن جاءت زوجة احد رجال الأعمال المتواجدين بالحفل قائلة بدلال و صوت ناعم :
Mr. Bader, can you dance with me ?
سيد بدر ، هل يمكنك الرقص معي ؟
اعتذرت منها نسرين قائلة بابتسامة صفراء :
Excuse me, Badr will dance with me
اعتذر ، بدر سيرقص معي
كان بدر ينظر للاثنتان و هما يتبادلان النظرات بشراسة و كلاهما ترغب بالرقص معه و بجانبه حياة التي شعرت بالضيق من هذا الموقف ربما غيرة لكن كيف و هي من المفترض انها تحب إلياس !!
على غفلة جذبها بدر من يدها لساحة الرقص متجاهلاََ نسرين و المرأة ثم رفع يدها على كتفه و التقط الأخرى بين يده ثم وضع يده الأخرى على خصرها يتمايل معها على انغام الموسيقى الهادئة
في صمت قطعته هي قائلة بتردد :
بدر
اجابها بتلقائية و بدون وعي :
عيونه
اخفضت وجهها بخجل و حرج صمتت للحظات قبل ان تقول بحرج :
انا مش ببقى قصدي كل شوية ارفضك يعني ده مش تقليل منك ، انت غالي عندي اوي و عشان كده رفضاك لاني….لاني شايفة انك تستاهل الأحسن و تحب واحدة تقدر تسعدك و مت……
قاطعها قائلاً بابتسامة :
حد قالك تختاريلي
ضحكت بخفوت عندما تذكرت انها قالت نفس الكلمة لريان ” محدش قالك تختارلها ”
قطب جبينه قائلاً بتساؤل :
بتضحكي على ايه
تنهدت قائلة :
اصل انا قولت نفس الكلمة لريان
– قولتيله ايه !!
ابتسمت قائلة باشتياق لهم :
قولتله محدش قالك تختار لندا
ضحك بخفوت قائلاً :
طب مش عيب تقولي حاجة و متعمليش بيها
نظرت له ليتابع حديثه مردداََ بحب صادق :
محدش قالك تختاريلي و قولتلها و هقولهالك تاني يا حياة لو كل وجع القلب منك انتي هحبه
ابتسمت بخجل قائلة بصدق :
انت مفيش منك يا بدر ، مثالي و راجل تتمناه اي واحدة في الدنيا
ابتسم قائلاً بحب :
انا مش مثالي انا بس عاشق
تنهد ثم تابع مردداََ بصدق و هو ينظر لداخل عيناها :
اي واحدة تتمناني ، بس اتمنيتك انتي و بس
كانت نسرين تقف تراقبهم بغضب و غل تكاد تبكي من شدة القهر من اين ظهرت لها تلك الفتاة حتى تخطف الوحيد من احبته منها !!!
……….
– ايه الجو الشاعري ده
قالها بدر بمرح بعدما دخل باب الفيلا هو و حياة ليرى جده عاصم يحتضن جين زوجته و كذلك يفعل والده مع والدته امام النيران التي تخرج من المدفأة على وسائد بالأرض و صوت الموسيقى يصدح بالمكان و كانت اغنية قديمة لعبد الحليم حافظ
ثم تابع بمرح و هو يقترب منهم :
نجيب لمون و شجرتين
2
عثمان بضيق :
بس يا ولد
ضحك قائلاً :
طب راعوا ان فيه سناجل عايشين معاكم الواحد جاله جفاف عاطفي يا ناس
عاصم بسخرية :
روح اتجوز يا خويا و ابقى اعمل زينا عشان ميجيش ليك جفاف عاطفي
التفت بدر على الفور تجاه حياة قائلاً بهيام جعلها تخجل من الجميع :
هي بس لو تحن اعملها من بكره
قاطع نظراته الهائمة بحياة التي تتحاشى النظر له بحرج و خجل والدته صبا قائلة بمشاكسة :
نسرين موافقة من زمان
كتمت حياة ضحكتها عندما زفر بدر بضيق قائلاً بتذمر و غيظ :
الله يحرقها
صبا بمشاكسة و ضحك :
مالها بس نسرين دي كويسة جدا و…….
قاطعها بدر قائلاً قبل أن يصعد لغرفته :
و انا عايز انام تصبحوا على خير
………
في صباح اليوم التالي كانت تتحدث مع اشقائها على احد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو و الأربعة مجتمعين بزوجاتهم
ليقول أوس باشتياق ما ان ظهرت صورت شقيقته :
وحشتينا اوي يا حياة
ابتسمت بسعادة قائلة :
انتوا كمان وحشتوني اوي ، عاملين ايه
زينة بابتسامة و صدق :
فرحانين بس الفرحة مش كاملة من غيرك
امير بحزن :
ما ترجعي بقى
نفت برأسها قائلة بهدوء :
مش هينفع دلوقتي
ادم بابتسامة :
حتى لو قولتلك خبرين حلوين
سألته بفضول :
ايه هما
أوس و مهرة بسعادة :
احنا كمان عندنا خبر حلو
امير و فرح بوقت واحد :
احنا كمان
ندا و ريان هما ايضاََ :
احنا كمان عندنا خبر حلو
سألتهم بفضول :
طب ما تقولوا يلا شوقتوني
تنهد ادم قائلاً بشماتة :
محسن مات !!!
سألته بصدمة :
مات ازاي ، لسه مفيش حكم صدر عليه
أوس :
معروفة كان هيبقى اعدام ، كانت خناقة بينه و بين مساجين معاه و واحد فيهم ضربوا بسكينة
ثم تابع بغل :
كان يستاهل موته ابشع من كده
حياة بهدوء :
لسه اللي هيشوفه في اخرته ، خلصنا منه خلاص الحمد لله
صمت الجميع لدقائق رغم سعادتهم بذلك الخبر إلا ان جروح الماضي لازالت لم تشفى بقلوبهم ذكريات ذلك اليوم مهما مر من العمر لن ينسوها ابداََ
سألتهم حياة بفضول :
طب ايه الاخبار التانية
ادم بتحذير :
هبدأ انا الاول انا الكبير
نظرت له حياة تستمع له بترقب ليخبرها بابتسامة و هو يضع يده على بطن زينة :
جهزي نفسك هتبقى عمته قريب !!!
شهقت حياة بسعادة و اخذت تصفق بيدها كالاطفال ليقول امير بسعادة هو الأخر :
فرح كمان حامل
ضحك أوس قائلاً بسعادة :
مهرة كمان حامل
ادم بسخرية :
ايه يا ندا مش حامل انتي كمان
اومأت ندا برأسها ليضحك الجميع بسعادة و حياة تراقبهم من خلف شاشة هاتفها بأعين دامعة من السعادة قائلة :
الف مبروك يا حبايبي يتربوا في عزكم يارب
استمرت المكالمة بينهم لوقت طويل و ما انتهت ابتسمت حياة بسعادة ليأتي صوت بدر قائلاً بمرح :
ما تضحكيني معاكي
صفقت بيدها قائلة بسعادة :
هبقى عمته
ابتسم قائلاً بغزل :
احلى عمته
تنحنحت بحرج ليسألها :
مين اللي حامل فيهم
ابتسمت قائلة بسعادة :
الأربعة
توسعت عيناه بصدمة سرعان ما ضحك بقوة قائلاً :
هما مظبطينها مع بعض و لا ايه
شاركته الضحك قائلاً :
شكلها كده
………
دخل عمر للمنزل بعد يوم عمل مرهق ليتفاجأ بوالده أمامه قائلاً بغضب :
هتمشي امتى فات شهر و هي لسه فوق
عمر بضيق :
اعمل ايه يا بابا اروح اطردها و ارميها في الشارع
طه بغضب :
ايه مش هاين عليك لسه بتحبها فوق بقى و متنساش دي تبقى مين و لعلمك انا سألت عليها عرفت كل اللي عملته و ان امها ماتت ازاي و انها بنت حرام و سمعتها هي و اهلها سودا…..
قاطعه عمر قائلاً بغضب :
مش بحبها يا بابا بكرها و مش بطيقها اروح اولعلك فيها عشان تعرف اد ايه بكرهها ارحمني بقى
خرج من المنزل مرة أخرى بعدما استمع لكلمات والده السامة التي لا تنتهي منذ سنوات قبل ان يغادر البناية جاءه اتصال من ام حمدي تخبره برغبة سارة برؤيته و الحديث معه فصعد لها و جسده بأكمله ينتفض من الغضب و كلمات والده ترن بأذنه ما ان دخل للمنزل اقتربت منه سارة بكرسها المتحرك قائلة بحزن :
عمر انا اسفة على كل حاجة و اسفه عشان وجودي هنا مسببلك مشاكل
صرخ عليها بدون مقدمات بغضب :
انتي كلك على بعضك مسببالي مشاكل من يوم ما عرفتك و انا كل حاجة في حياتي بقت اسوأ و مش بيجي من وراكي غير وجع القلب و بس
ظهرتي في حياتي تاني ليه عايزة توصلي لايه تاني المرة دي هخسر من وراكي ايه تاني ، ابويا بسبب وجودك بسمع من كلام زي السم و زمان نزلت في نظر طلابي و سيبت مجال التدريس بسببك زمان وثقت فيكي و خيبتي املي زمان طلعتيني اهبل قدام نفسي و قدام الكل اعدلك عملتي ايه فيا
بكت بقوة و جسدها ينتفض بخوف ليقترب منها قائلاً بغضب و هو يمسك يدها يحركها بغضب :
انا بكرهك و مش طايق اشوف وشك و لا طايق وجودك في مكان قريب مني
نظر لدموعها قائلاً بسخرية و غضب :
بلاش دموع التماسيح دي ، ما بقتش تاكل معايا ، محدش عارفك على حقيقتك أدي
قالها ثم غادر صافعاََ الباب خلفه بقوة و تركها تبكي كحالها كل يوم منذ تلك الحادثة كانت تبكي بصوت عالي و ام حمدي تقف بعيداََ و رأت و استمعت لحديث عمر الغاضب اقتربت منها قائلة بشفقة :
بس يا بنتي ما تعمليش في نفسك كده ده دكتور عمر قلبه طيب هو بس تلاقيه متعصب
دفعت بكرسيها نحو غرفتها و دفعت الباب خلفها تلتقط سماعة الهاتف المنزلي لن تبقى هنا بهذا المنزل بعد الآن حتى و ان بقت بالشوارع اتصلت بذلك الرقم الوحيد الذي تحفظه لحظات و اتاها الرد لتقول بدموع و صوتها يحمل رجاء بأن لا يخذلها :
بابا يوسف !!!
…………

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
 دفعت بكرسيها نحو غرفتها و دفعت الباب خلفها تلتقط سماعة الهاتف المنزلي لن تبقى هنا بهذا المنزل بعد الآن حتى و ان بقت بالشوارع اتصلت بذلك الرقم الوحيد الذي تحفظه لحظات و اتاها الرد لتقول بدموع و صوتها يحمل رجاء بأن لا يخذلها :
بابا يوسف !!!
ميز صوتها على الفور ليسألها بجفاء :
عايزة ايه يا سارة
بكت قائلة بانكسار :
انا مش عارفة اعمل ايه ، محتاجلك اوي يا بابا عشان خاطري ساعدني مليش حد و مش عارفة اتصرف ازاي بعد اللي حصلي
يوسف بجفاء :
بعد اللي عملتيه في بنتي و في ولادي و اللي عمله ابوكي و امك ليكي عين تطلبي مني مساعدة
بكت قائلة بتوسل :
انا مليش غيرك دلوقتي عشان كده كلمتك انت عارف كويس اني دايماََ كنت بتعامل معاك كأنك ابويا الحقيقي و بنتك محتاجة تقف جنبها لأنك كنت دايماََ تعاملني كويس من لما كنت صغيرة و انا مليش ذنب انت قلبك كبير و…….
اجابها بجفاء :
انا عندي بنت واحدة بس اسمها حياة و غلطانة لو فاكرة اني عندي قلب انا نفسي كنت فاكر كده لحد ما عرفت الحقيقة انا واحد معندوش رحمة في قلبه عشان يعمل في ولاده اللي انا عملته
تنهد بحزن قائلاً بندم :
عملت في ولادي كل ده مستنية مني اساعدك ولادي اللي من دمي موقفتش جنبهم هقف جنبك انتي و انتي اللي اذتيهم انتي و امك و ابوكي
اجابته ببكاء و انكسار :
ابوس ايدك انا مليش حد ، انا محتاجة مساعدتك مليش غيرك دلوقتي اطلب منه مساعدة اقف جنبي لو لسه فاكر ليا اي موقف كويس معاك
لم تسمع سوى تنهيدات تخرج منه مرت دقائق في صمت لتتوسله مرة اخرى قائلة :
ارجوك
زفر بضيق قائلاً بتردد :
انتي فين
اخبرته بمكانها ليجيبها بتردد :
هبعتلك مازن و هو هيتصرف و يعمل اللازم
ابتسمت بسعادة قائلة بامتنان :
شكرا ، بجد شكرا اوي يا بابا يوسف
اغلق الهاتف بدون اجابه ثم اخبر مازن الذي وافق على مضض مرغماََ بينما هو جلس على فراشه
يتمنى حقاََ ان لا يندم على ما فعل كان حقاََ يعتبرها ابنته لكن ما فعلته هي و والديها جعله كل هذا الجفاف بينهما
………
بينما مازن فعل ما طلب عمه بتلمع عينيه بالشفقة
عندما وقعت عيناه عليها و هو يراها تدفع بمقعدها المتحرك نحوه و الانكسار و الذل يرتسم على ملامح وجهها لطالما عهدها قوية بل كان يرى انه لا يوجد احد يملك غرور مثلها
ودعتها ام حمدي قائلة بحزن :
والله هتوحشيني يا بنتي ، ابقى اسألي عليا و انا هبقى اطمن عليكي من وقت للتاني ربنا يحميكي يكفيكي شر ولاد الحرام
ابتسمت سارة بامتنان لها فتلك المرأة حقاََ من كانت تعاملها برفق و حنان سواء بأفعالها او كلماتها الحنونة بهذا المنزل
بينما مازن كان يرمق الاثنان باندهاش يتساءل اين سارة التي كانت لن تتوقف عن إلقاء نظرات الاحتقار لتلك المرأة و التقليل منها كعادتها مع الاقل منها شأنناََ لكنه أخفى اندهاشه يدفع بمقعدها لخارج المنزل و هي تضع على قدمها حقيبة ثيابها الصغيرة جداََ
ما ان وصلوا لخارج البناية التقت بعمر اخفضت وجهها قائلة بحزن و اعين دامعة :
شكرا ع الفترة اللي استضفتني فيها في بيتك و اسفة لو كنت ضيفة تقيلة عن اذنك
سألها بجمود ظاهري :
هتروحي فين و مين حضرته
كاد مازن ان يجيب لكنها سبقته قائلة بهدوء :
متشغلش بالك و شكرا مرة تانية
قالتها و هي تدفع بقدمها للأمام ساعدها مازن و ام حمدي لكي تركب السيارة و هو يراقبها بحزن يريد ان يمنعها من الذهاب لكن لا يقدر كلماته لها كانت قاسية يعلم لكنها ليست أقسى مما فعلت به
بدون قصد رفع رأسه لشوفة منزله لتتقابل عينه بأعين والده ليرى بهم شفقة و حزن
صعد لأعلى بعدما القى نظرة على السيارة قبل ان تذهب ثم صعد لأعلى ثم لغرفته على الفور ليتفاجأ بوالده يجلس على فراشه قائلاً بهدوء :
تعالى اقعد
قالها و هو يشير لمكان فارغ بجانبه على الفراش جلس عمر بصمت بيتابع الأخر قائلاً بحنان :
انا اب يا عمر مش هبقى مبسوط و انا شايف ابني بيعيد نفس غلط زمان تاني مش هقدر اشوفك بتغرق نفسك و اقعد اتفرج
تنهد ثم تابع مردداََ بحزن :
اسلوبي كان وحش و خنقتك و كلامي كان قاسي عارف بس من خوفي عليك يا بني ، طلعها من دماغك و حياتك انا عارف انك لسه بتحبها حتى لو قولت العكس انت حاسس بيك
ابتلع عمر غصة مريرة بحلقه ليتابع والده بحزن :
بس الحب ده يا بني مؤذي ليك و طالما بيأذيك يبقى تبعد ، مجاش من وراه غير المشاكل و بس خسرت كتير بسببها مستني ايه تاني يحصل عشان تعرف ان واحدة زي دي مينفعش تتحب اصلا ، لو كانت تنفعك زمان فدلوقتي لا
اومأ له عمر بصمت ليغادر طه بحزن و تركه يفكر بكلامه الذي وجده على حق لكن يا ليت
النسيان سهلاََ
……….
بفيلا الادم بغرفة اوس و مهرة
كانت تتوسد صدره تسأله بتردد :
أوس
ابتسم قائلاً و هو يعبث بخصلات شعرها النارية :
نعم يا حبيبتي
سألته بتوتر :
انت مش ملاحظ ان غريبة ان عمي و مراته و ابنهم من ساعة ما جم و هددونا محدش فيهم لا بلغ و لا قرب مننا خالص ، سكوتهم غريب
ابتسم بمكر قائلاً :
لا غريب و لا حاجة
اعتدلت تنظر له قائلة بشك :
انت عملت ليهم حاجة
ضحك قائلاً بمكر :
عرفتهم بس مين هو اوس الجارحي متشغليش بالك بيهم هما دلوقتي قبل ما يقربوا منك هيفكروا الف مرة ايه اللي ممكن يحصللهم
سألته بتردد :
عملتلهم ايه يعني
جذبها لاحضانه مرة أخرى قائلاً :
قولتلك متشغليش بالك و ارتاحي
قالها و هو يغلق اضاءة الغرفة و على شفتيه ابتسامة ماكرة و هو يتذكر كيف منعهم من التوجه للقسم بمساعدة شقيقه امير و احتجزهم حتى تزوج منها و الضرب المبرح الذي اخده عنها و ابنه بل و اخذ امضت الاثنان قسراََ على العديد من الشيكات حتى يفكر كلاََ منهم قبل الاقتراب منها
مرة اخرى
………
في نيويورك
كانت حياة تجلس بجانب بدر بسيارته تسأله بنفاذ صبر و فضول :
انا عايزك اعرف انت واخذني فين
اجابها بابتسامة :
هتعرفي لما نوصل
زمت شفيتها بضيق قائلة :
طب معلومة حتى اخمن منها
لاعب حاجبيه لها قائلاً بمشاكسة :
عايزة تعرفي رايحين فين
اومأت له بنعم ليشير على وجنته باصبعه قائلاً بمشاكسة و مكر :
تديني بوسة و اقولك
شهقت بخجل ثم وكزته بذراعه قائلة بغضب :
بس يا قليل الادب
ضحك بقوة و هو يتابع بطرف عينيه وجنتها التي اصطبغت بحمرة قانية بافتتان
بعد وقت قصير توقف بها امام بناية فخمة سألته بتعجب :
احنا جاين هنا ليه
جذب يدها ثم دخل البناية قائلاً بهدوء :
هتعرفي دلوقتي
صعد معها بالمصعد للطابق السادس ثم اشار لباب منزل مفتوح و معلق بجانبه لوحة لعيادة طبيبة نفسية تدعى أميليا ( Amelia )
نظرت له بصدمة ليشير لها قائلاً بابتسامة :
خدتي الخطوة دي بس مكملتيهاش للاخر
نفت برأسها قائلة :
مش عاوزة
تنهد قائلاً بتساؤل :
انتي خدتي الخطوة دي ليه يا حياة من الاول
اشاحت بوجهها ليعيد السؤال مرة اخرى اخفضت وجهها قائلة بصوت مختنق و هي على وشك البكاء :
كنت عاوزة انسى و اعيش حياتي من غير خوف ، عشان اقدر احدد انا عاوزة ايه
امتدت يده يرفع وجهها لتنظر له مردداََ بابتسامة :
ايه اللي جد مش عاوزة تنسي و تعيشي حياتك مش عايزة تعرفي انتي عاوزة ايه ، مش عاوزة تخرجي من حالتك دي
اشار بيده للعيادة قائلاً بهدوء :
عايزة تلاقي نفسك و تساعدي نفسك عشان تعيشي حياتك صح
ثم تابع و هو يشير للمصعد :
ولا نرجع من مكان ما جينا و تحبسي نفسك تاني في حزنك و تضيعي اللي باقي من عمرك في حيرة مش عارفة انتي عاوزة ايه و مش عارفة تاخدي خطوة في حياتك من غير تردد
بقت صامتة لدقائق قصيرة ثم دخلت للعيادة بدون حديث و هو خلفها يبتسم دخل معاها لعدة دقائق ثم خرج ينتظرها بالخارج حتى تنتهي
……..
ايام…اسابيع…شهور…عام ، لقد مضت فترة طويلة هي تواظب على جلساتها و بكل مرة يأتي معها لهنا ينتظرها حتى تنتهي و يعود بها احياناََ تنسى موعدها لكنه ابداََ لم ينسى
………
مرت فترة طويلة على الجميع قاربت على الثلاث سنوات حدث بهم الكثير و تغير بهم الكثير
بمصر الحبيبة
بتلك الفيلا التي اصبحت مليئة بالكثير و اصوات ضحكات تصدح بكل مكان بها ادم الذي اصبح لديه طفلان” ياسين ” البالغ من العمر عامان و طفلته الرضيعة التي اتمت اسبوع من عمرها ” صافي ”
بينما اوس اصبح اباََ لطفل اسماه ” مالك ” و الذي يبلغ من العمر عامان و زوجته حامل بشهرها الثاني
يريد ان تكون فتاة ليسميها ” ليلى ” على اسم والدته الراحلة و كم تشاجر مع اخوته حتى لا يقوم احدهم بتسمية هذا الاسم
بينما امير اصبح اباََ لطفلتان تؤام غير متشابه اسماهم” جوان و جوري ” تبلغا من العمر عامان
بينما ريان اصبح اباََ لطفلة اسماها ” ليلة ” بعدما احتكر أوس اسم والدتهم له وحده لذا قام بتسمية ابنته بأسم يقرب لأسمها
كان الجميع يعمل على قدم و ساق ليتم الانتهاء من التجهيزات الخاصة لحفل الرضيعة الذي سيقام بالغد و قد اتفق الجميع ان يكون مقتصر على العائلة و بالطبع ستحضر عائلة العمري كم اراد الخمسة حضور حياة حتى سليم قام بدعوة شقيقه و عائلته لكنهم اعتذروا عن المجيء
………
في نيويورك
تركض بحديقة الفيلا الواسعة نفس المشهد يعاد لكن باختلاف المكان و الشعور قبلاََ كانت نيران الغضب بداخلها لا تخمد اما الآن فبداخلها سعادة حماس للغد طاقة العديد و العديد من المشاعر الايجابية ما وصلت له الآن لم يكن سهلاََ على الإطلاق لقد استغرق منها الكثير
توقفت حتى تأخذ انفاسها لتقع عيناها على شرفة غرفة بدر الذي لو يعلم كم هي ممتنة له و تدين له بالكثير لقد جاهد معها عامان و نصف بدون ملل
يعود الفضل لما وصلت له الآن له وحده لقد استطاع ان يمحي نظرة الحزن من عيناها و يستحوز على قلبها بالكامل بل روحها
نظرت لساعة يدها ثم انطلقت حيث غرفتها مباشرة لتستعد ميعاد الطائرة بعد ساعتين ستعود لموطنها حيث اخوانها و عائلتها كم اشتاقت لهم الاهم من كل ذلك انها ستعود لهم برفقته و رفقة عائلتها الثانية التي حصلت عليها
…..
نزلت من غرفتها على عجل و هي تحمل بيدها حقيبة السفر و لكن بلحظة انتشلها بدر من يدها قائلاً بمرحه المعتاد :
ايه صغنن مش قادر تشيل الشنطة
حدجته بنظرات مغتاظة قائلة :
بطل تقولي يا صغنن
قرص وجنتها بمشاكسة قائلاً :
طب يا صغنن يا صغنن يا صغنن
ضحكت قائلة :
والله انت اللي صغنن مش انا
حمل حقيبته و حقيبتها اعطاهم لاحد الرجال ليضعهم بحقيبة السيارة مرت دقائق و كان الجميع هو و هي و جده و جدته و والديه منطلقين نحو المطار للسفر لمصر ليحضروا حفلة السابع لابنة شقيقها ادم الصغيرة و التي رفض تسميتها حياة معللاََ ذلك :
انا عندي بنت واحدة اسمها حياة و مفيش اب بيسمي ولاده الاتنين بنفس الاسم انا عندي حياة واحدة و بس
………
بقصر الجارحي
كانت هنا تركض خلف طفلها الذي شارف على إنهاء عامه الثالث قائلة :
سليم حبيبي يلا البس هدومك عشان متبردش
كان يركض الصغير بارجاء غرفته و هو يضحك حتى اصتدم بقدم والده الذي دخل غرفته لتوه لينحني له يحمله بين يديه قائلاً بحنان :
بتجري ليه يا بطل و مجري ماما وراك
ضحك الصغير ليقبل أدهم وجنته بحب قائلاً :
اسمع كلام ماما يلا و البس هدومك
اومأ له و ركض لهنا التي ساعدته في ارتداء ملابسه ليقترب منها أدهم قائلاً بهدوء :
اساعدك في حاجة
نفت برأسها بدون حديث و ما ان انتهى سليم من ارتداء ملابسه ركض خارج الغرفة قائلاً بصوته الطفولي فقد بدأ الحديث منذ فترة صغيرة لكن بحروف معظمها ليست صحيحة :
ثليم هيلوح العب مع جدو
التفت أدهم لهنا التي اخذت ترتب ملابس طفلها بخزانته تتجاهله تماماََ لا يحدث اي تعامل بينهم سوى امام الصغير
ترفض مسامحته و العودة له من جديد و مهما تدخلت والدته او اي احد من العائلة يكون الرفض جوابها حتى يأس من المحاولة ليعود ليمكث بالقصر كالسابق ليبقى برفقة طفله بينما هي ابداََ لم تمانع لقد تغيرت كثيراََ اصبحت تعتمد على ذاتها تصب كامل اهتمامها على طفلها الصغير و دراستها التي قاربت على الانتهاء منها لتبدأ بالعمل بعدها ، بينما هو لا يوجد جديد بحياته سوى ذلك للصغير الذي اصبح كل حياته و العمل
القى عليها نظرة اخيرة بحزن و ندم ثم غادر الغرفة لتجلس هي على الفراش تنظر لاثره بحزن
………
بينما بقصر العمري
بغرفة إلياس الذي تغير مئة و ثمانون درجة الحزن يخيم على ملامح وجهه حاول كثيراََ ان يحصل على غفرانها لكنها كانت تقابل كل ذلك بالرفض طل هكذا حتى يأس لم يراها منذ ان جاءت لحضور السابع لأولاد اشقائها منذ عامين كان يقف خلف زجاج شرفته يراقب شقيقه مازن الذي تزوج منذ عام سكرتيرته و التي تدعى عائشة و هي الآن حامل بشهرها الثامن كان يجلس بجانبها بضع يده على بطنها و الاثنان يضحكان بسعادة
الجميع حياتهم تغيرت للأفضل عدا هو يقف بمكانه لم يأخذ خطوة واحدة سوى تقدمه بالعمل اما حياته الشخصية لقد فشل في التقدم بها خطوة واحدة كما هو يندب حظه و قلبه ينهشه الندم
تنهد بحزن ثم نزل للأسفل حيث يجتمع الجميع على طاولة الطعام يتناولون الافطار سوياََ
…….
دخل جمال لغرفة يوسف ليجده مثل كل يوم يجلس على فراشه شارد حزين تغير كثيراََ اصبح جسده هزيل بعدما كان يتمتع بجسد رياضي رغم سنه ، اقترب منه قائلاً بابتسامة :
مالك قاعد كده ليه يا فيه حد يبقى زعلان و بكره سبوع حفيدته
تنهد بحزن قائلاً :
حياة وحشتني اوي ، احفادي بيقولولي يا جدو و ولادي رافضين حتى يبصوا في وشي مش ينادوني بس بابا
ربت على يده قائلاً بمواساة :
هما بس محتاجين وقت مش اكتر
ابتسم بسخرية مريرة قائلاً بحزن :
ولادي اتعودوا على عدم وجودي انا بالنسبة ليهم ميت من زمان هما مش محتاجين وقت و لا حاجة
لم يجد ما يقول ليخفف عنه لذا اكتفى بالصمت يوسف حالتها يوماََ بعد يوم تسوء و هو يرى بعد أولاده عنه و هو السبب
……….
باليوم التالي كان الجميع مجتمع بفيلا الادم الجميع البالونات الزهرية و البيضاء تزين المكان طاولة كبيرة موجودة عليها الحلويات و اشهى الطعام
بينما بالأرض تجلس فاطمة تمسك بيدها فيما الهون المصنوع من النحاس و قبل ان تبدأ الضرب بداخله كان صوت يحفظه الجميع جيداََ يأتي من خلفهم قائلاً بمرح :
خيانة هتبدئوا من غيري
كان اوس اول من افيق من صدمته عندما التفتوا ليروا حياة تقف خلفهم برفقة عاصم و عائلته ليركض نحوها سريعاََ يحملها بين يديه قائلاً بسعادة :
وحشاني يا بنت الايه
ضحكت بصوت عالي و هي تحتضنه باشتياق قائلة بأعين دامعة :
انت كمان وحشتني ، كلكوا وحشوني
جذبها ادم لاحضانه قائلاً بحنان و اشتياق كبير :
وحشتني يا حياة
بقى الأمر هكذا كلاََ منهم يجذبها لاحضانه باشتياق الجميع يرحب بها بسعادة هي و من معها حتى توقفت امام يوسف تبادلت النظرات معه بصمت تريد ان تتحدث لكن لسانها لا يقدر على فعلها جذبها هو لاحضانه قائلاً بدموع و اشتياق :
وحشتيني يا بنتي
بتردد رفعت يده تضمه بصمت و الجميع متعجب من فعلتها مرت دقيقة لتبتعد عنه بهدوء ثم ركضت نحو الصغار بدون حديث متجاهلة إلياس تماماََ فهي لن تنسى له ابداََ انه اتهمها بشرفها ربما كانت ستصامح ان كان احتفظ بالأمر بينه و بينها لكنه بقى يبوح به للجميع
احتضنت الأطفال بسعادة و ثم حملت صافي الرضيعة بين يديها قائلة بسعادة :
ما شاء الله زي القمر عيونها زي عين ماما الله يرحمها بالظبط
ردد الجميع بصوت واحد :
الله يرحمها
بدر بمرح و هو يداعب وجنت الصغيرة :
شبهي
سليم بمرح :
شبهك ليه انت عايزها تبور دي شبه مامتها زي القمر
حياة بضحك :
في منتصف الجبهة
نظر لها بغيظ لتجلس ارضاََ بجانب فاطمة التي تدق الهون بجانبها رحمة و الصغيرة ارضاََ تقوم زينة بالتخطية من فوقها سبع مرات
بعدها قالت فاطمة بصوت عالي و هي تدق الهون :
اسمعي كلام ابوكي
ثم دقت مرة أخرى لتقول رحمة تلك المرة بصوت عالي :
اسمعي كلام امك
تدخلت حياة قائلة بصوت عالي :
اسمعي كلام عمتو حياة
مال بدر عليها هامساََ بغزل :
احلى عمتو يا صغنن
كانت حياة تجلس على احد المقاعد تستريح قليلاََ بعد وقت طويل قضته باللعب مع الأطفال
كاد إلياس ان يقترب منها لكن سبقه بدر قائلاً بمشاكسة :
قاعد لوحدك ليه يا صغنن
رفعت اصبعها بوجهه قائلة بغيظ :
عارف لو ما بطلتش تقول صغنن دي تاني
غمزها قائلاً بمشاكسة :
هتعمل ايه يا صغنن
زفرت بغيظ ليضحك بقوة رفعت اصبعها بوجهه قائلة بغيظ :
مش هرد عليك و مش هعمل حاجة عارف ايه
– تؤ مش عارف
اجابته بغرور واهي :
عشان ربنا قال نرفق بالحيوان
ضحكت بقوة عندما اشار لنفسه قائلاً بغيظ :
انا حيوان
ضحكت بقوة قائلة :
انا مقولتش انت اللي قولت
ضغط باسنانه على شفتيه السفلى قائلاً بغيظ :
طب اخفي من قدامي عشان ما اوركيش الحيوان
وضعت يدها بخصرها قائلة بغيظ :
المفروض كده اخاف يعني
اشار لها بحدة لكي تعتدل بوقفتها و فعلت على الفور جلس الاثنان بصمت لتشعر هي انها تمادت معه بالحديث لتعتذر قائلة بخفوت :
انا اسفة ، كنت بهزر
ابتسم قائلاً هو الأخر :
انا كمان اسف كنت بهزر معاكي معرفش ان كلمة صغنن دي بتضايقك اوي
ضحكت بخفوت قائلة :
مش حكاية بتضايق………
كيف تخبره انها تحب تلك المشاكسات بينهم بعد ان يلفظ تلك الكلمة لكنها صمتت للحظات قائلة بمرح :
بص قولها و انا هعصر على نفسي لمونة ، صاحبي بقى و لازم استحملك
اقترب ينظر داخل عيناها قائلاً بهدوء :
صاحبك بس
توترت مما قال لتشيح بوجهه بعيداََ عنه قائلة :
لا مش صاحبي بس انت كمان……
قاطعها قائلاً بلهفة لسماع اي اعتراف و لو صغير من بين شفتيها :
انا ايه يا حياة
كلما ارادت ان تبوح له بما بقلبها تخونها الكلمات و لسانها و لا يخرج ما تريد قوله من البداية :
صاحبي و ابن خالي
تنهد بيأس قائلاً :
صاحبك و ابن خالك بس يا حياة
صمتت للحظات ثم سألته قائلة :
انت شايف ايه
تنهد قائلاً :
مش مهم اللي انا شايفه المهم انتي شايفه ايه ، عايز اسمعك يا حياة
ارتعشت شفيتها تحاول التحدث لكن لا تخرج الكلمات منها :
انا……انا يا بدر……
يتابعها بلهفة يخبره قلبه انها على وشك النطق بتلك الكلمة التي انتظرها طويلاََ لكن بلحظة قاطع نظرات الاثنان و حديثهم صوت يعرفه الاثنان قائلاً :
مساء الخير
التفت الاثنان على الفور لتقع اعينهم على نسرين لتشتعل اعين حياة بالغيرة و الغضب تلك الحقيرة كانت تحاول ايقاعها يالعديد من المشاكل طوال فترة اقامتها بنيويورك بل اصبحت تتقرب من بدر بشكل يثير غيرتها بشكل كبير و اهم شيء ان بدر لا يسمح لها بأن تتمادى و يوقفها
سألته بغضب :
ايه اللي جاب دي هنا
تمتم بدر بغيظ و غضب من نسرين التي قطعت عليه اهم شيء :
الله يحرقك يا شيخة
اقتربت منهم قائلة بدلال و هي تنحني لتقبل وجنت بدر لكنه ابتعد غير سامحاََ لها بالاقتراب :
ايه اللي جابك مصر يا نسرين
رفعت كتفها قائلة ببساطة :
زي ما انت عارف ماما مسافرة و كنت قاعدة لوحدي مقدرتش اقعد يوم واحد من غيركم هنا فخدت اول طيارة و جيت مصر و نبقى نرجع سوا
كورت حياة قبضة يدها بغضب و غيرة بينما إلياس يقف من بعيد يراقب همسات الاثنان لبعضهم نظراتهم التي أثارت غضبه و غيرته لقد ظن انها مثله حزينة تتألم لبعده لكن يبدو انه جاء من استطاع ان يجعلها تنساه
تعرفت نسرين على الجميع التي كانت تتنظر لبدر و حياة ت تراقبهم حتى انها لاحظت نظرات إلياس الاثنان تشبه نفس نظراتها التمعت عيناها بمكر و هي تفكر بالاقدام على تلك الخطوة بعد ان تتأكد من ظنونها !!!!
………
الجميع بلا استثناء يلاحظ كم تغيرت اصبحت مختلفة وجهها مشرق عيناها تلمع بسعادة مليئة بالحيوية عكس تلك التي سافرت منذ عامان و نصف ، سعد الجميع لسعادتها
كانت تجلس بين شقيقيها على العشب بالأرض ليربت ادم على خصلات شعرها قائلاً بحنان :
انسى بقى مفيش سفر تاني
اعتدلت بجلستها قائلة بتوتر :
ما ينفعش اا…ااا..
أوس بتعجب :
ايه اللي مينفعهوش دراستك و خلصت خلاص ، ترجعي ليه خليكي هنا معانا مفيش سبب عشان تسافري تاني
نظرت لبدر على الفور بتوتر لكي يتدخل يرفض يفعل اي شيء لا تريد الابتعاد عنه لكنه اكتفى بالصمت و فعلت هي اخرى المثل
………
غادر الجميع بعد يوم سعيد قضوه سوياََ و ما ان وصل سليم و عائلته و شقيقه عاصم و عائلته برفقة نسرين لقصر الجارحي قبل ان يصعد كلاََ منهم لغرفته اوقفهم سليم قائلاً بجدية :
في عريس متقدم لهنا و هي موافقة و هيجي بليل عشان نتعرف عليه !!!!
…………

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
غادر الجميع بعد يوم سعيد قضوه سوياََ و ما ان وصل سليم و عائلته و شقيقه عاصم و عائلته برفقة نسرين لقصر الجارحي قبل ان يصعد كلاََ منهم لغرفته اوقفهم سليم قائلاً بجدية :
في عريس متقدم لهنا و هي موافقة و هيجي بليل عشان نتعرف عليه !!!!
تصنم جسد أدهم بمكانه و تبادل الجميع النظرات بصدمة و زهول كانت حينها صعدت هنت لغرفتها برفقة طفلها ليسأله أدهم بهدوء يسبق العاصفة :
عريس مين ده
سليم بهدوء قبل ان يصعد لغرفته :
هتبقى تتعرف عليه بكره ، كله يطلع ينام يلا تصبحوا على خير
قالها و غادر بكل هدوء اثار غضب أدهم الذي منع نوع نفسه بصعوبة ان يصعد لها و هو بحالته تلك نيران تشتعل بصدره لقد وافقت ترى هل احببته لكن كيف و متى و من !!!
اسئلة كثيرة تدور برأسه جعلته يعجز عن النوم هذه الليلة يريد معرفة اجابة !!!!
………..
في صباح اليوم التالي
كانت تجلس حياة على طاولة الطعام معهم تعبث بطعامها بدون شهية لقد اعتادت طوال العامان و نصف المضايان على ان يكون معها اعتادت على مشاكستهم في الصباح قبل ان يوصلها لجامعتها ثم ينطلق لعمله
فتحت هاتفها عندما استلمت تلك الرسالة على هاتفها تنص على ” صباح الورد يا صغنن ”
ابتسمت بتوسع ثم ارسلت له ردت عليه قائلة :
مش هرد عليك و لا هقولك صباح النور
وصلتها رسالة منه على الفور :
ليه بس يا صغنن
ضحكت بخفوت ثم اغلقت الهاتف و وضعته بجانبها ليسألها امير :
مين بيكلمك ع الصبح و بيضحك كده
نفت برأسها قائلة بابتسامة :
مفيش
اوس بغيرة :
ايوه مين يعني
تنحنحت قائلة بتوتر اخفته :
مفيش ده بدر
ادم بغيرة مماثلة :
بيكلمك ليه اصلا مزهقتوش من بعض بقالكم سنتين مع بعض بره مشبعتوش كلام ، ركزي معانا احنا و سيبيه
ضحكت حياة قائلة بمرح و هي تقف :
لو انا ركزت معاك مراتك انت و هما شغلتهم ايه
امير بتساؤل :
طب رايحة فين
التقطت هاتفها قائلة بابتسامة :
رايحة قصر الجارحي ، جدو وحشني
زينة بمكر و غمزة من عيناها :
جدو بس
ادم بحدة و غيرة على شقيقته :
زينـة
فرح بمكر :
ابقى سلميلي على جدو اوي يا حياة
امير بحدة هو الأخر :
فرح
نظرت له قائلة بيراءة :
ايه بقولها تسلملي على جدو
نظر لها بغيظ لتضحك حياة قائلة بمرح :
في ايه هتحفلوا عليا و لا ايه
ريان بضيق و غيرة :
جدو وحشة و احنا لأ يعني كأنك بايتة في حضننا من سنتين و شوية
ضحكت قائلة بابتسامة و هي تقترب منه مقبلة وجنته بقوة قائلة :
وحشتوني انتوا كمان بس انا عندي كذا مشوار منهم اني اروح اسلم على جدو و ادهم عمال يرن عليا من امبارح هروح اشوفه عاوز ايه و هرجع ، انتوا اصلا عندكم شغل و ماشين و انا اتأخرت و لازم امشي ، يلا سلام بقى
تبادل الاربعة النظرات بضيق ظاهر للجميع نظرات بدر لحياة و كذلك هي بالأمس و حديثهم سوياََ كلاََ منهم سعيد لانها استطاعت ان تحصل على السعادة اخيرا و تحب من يستحقها لكنهم يغاروا من ابتعاد شقيقتهم عنهم
………
ما ان وصلت القصر الذي يبعد امتار فقط عن فيلا اشقائها وجدت بدر يجلس على الدرج الذي يصل بباب القصر الداخلي ابتسم ما ان رأها
لتقترب منه قائلة بابتسامة زينت ثغرها على الفور ما ان رأته :
قاعد كده ليه
جلست بجانبها لينظر لها قائلاً بابتسامة :
مستنيكي
نظرت للأمام قائلة بابتسامة :
عرفت منين اني جاية
تنهد قائلاً بهيام و حب :
قلبي حس بيكي
نظرت له ثم ضحكت قائلة :
والله
اومأ لها قائلاً ببراءة :
اه والله قولت اكيد وحشتك و هتيجي تشوفيني
اشاحت وجهها بخجل قائلة بكذب :
لا محصلش و بعدين توحشني بأمارة ايه على اساس مش موجود قدام عيني بقالك سنتين بحالهم
نظر للسماء قائلاً بمشاكسة :
انكري براحتك بس انا عارف اني وحشتك
الفتت له قائلة بغيظ :
انت رخم على فكرة
ضحك بخفوت لتمر دقائق بصمت على الاثنان قاطعته حياة قائلة :
هتسافروا من غيري
اومأ لها بصمت لتخفض وجهها ارضاََ قائلة بحزن :
متسافرش
تنهد بعمق ثم وضع يده اسفل ذقنها قائلاً بحب و رجاء لكي تتحدث :
مش عايزانى اسافر ليه يا حياة
نظرت له قائلة بخفوت :
يعني انت مش عارف
تنهد بعمق مردداََ :
عرفيني انتي
اخفضت عيناها بخجل قائلة بتلعثم :
انا…ااا..انا يا بدر
سألها بخفوت و لهفة و لا يزال يضع يده اسفل ذقنها :
انتي ايه
ابتلعت ريقها و هي تجد صعوبة في نطق تلك الكلمة ليس تردد بل خجل :
اا…ااانا ب….
كادت ان تقولها لكن قاطعهم ادهم قائلاً بلهفة و هي يقترب منهم :
حياة
على الفور ابتعدت عنه و كذلك هو و لم يتوقف عن التذمر و التأفأف بغيظ من ادهم ليسأله بغيظ :
خير يا ادهم في ايه وقتك ده
تجاهل ادهم الرد عليه قائلاً لحياة بغضب :
روحي اتكلمي مع هنا
سألته بتعجب :
اكلمها في ايه
اجابها بغضب كبير و نفاذ صبر :
في الزفت العريس اللي متقدم ده اعرفي منها اسمه بيشتغل ايه ، اي زفت معلومة عنه
سألته بصدمة :
طب ما تسألها انت و اشمعنا انا
كور قبضة يده قائلاً بغضب :
محدش راضي يعرفني اسم امه ايه و هكلمك انتي اكيد مش حد من اخواتك الرجالة و اقوله كلمها
سألته بحزن على حاله و حال هنا :
طب هي وافقت
اومأ برأسه قائلاً بغضب و غيرة :
اتنيلت وافقت
تدخل بدر قائلاً :
طب يبقى الموضوع خلص هي موافقة و راضية بتتدخل ليه
تنهد قائلاً بحزن :
عشان لسه بحبها و عشان هي ام ابني اللي مش هسمح يتربى مع راجل غريب
حياة بحزن لأجله :
طالما وافقت عليه يبقى بتحبه
مسك يدها قائلاً برجاء :
معرفش اسأليها اعرفي منها كل حاجة يمكن يكون شخص مش كويس مش بيحبها
ابعد بدر يده قائلاً بغيرة و حدة :
ابعد بس ايدك دي
كتمت حياة ضحكتها قائلة بتساؤل :
لو بتحبه ، هتعمل ايه هتبعد
اومأ لها قائلاً بحزن :
اه هبعد لو هيسعدها و يستاهلها هبعد
اومأت له ثم صعدت لأعلى حزينة على الاثنان
.
.
بغرفة هنا كانت تتابع باعينها صغيرها و هو يجلس على الفراش يتابع احد افلام الكرتون و هو يتناول كأس العصير دخلت حياة للغرفة مقبلة جبينه قائلة بحنان و هي تداعب وجنتيه :
ازيك يا بطل
ابتسم الصغير بتوسع قائلاً بصوت طفولي :
حياه وحثتيني اوي
قبلت وجنته قائلة بحنان :
انت كمان وحشتني يا بطل ايه رأيك تنزل تجيب ليا عصير حلو زي بتاعك على ما اتكلم مع مامي شوية
اومأ لها و ركض للأسفل لتقترب هي من هنا قائلة بابتسامة :
ايه بقى من العريس اللي متقدملك اعرفه
نفت هنا برأسها قائلة بخفوت :
لأ ده اتعرفت عليه في النادي هو عنده شركة ملاحة اسمه ايمن
قطبت حياة جبينهت قائلة بتساؤل :
اسمه ايمن ايه
هنا بتعجب :
مهتمة اوي ليه
حياة بثبات :
بلاش اهتم يعني ببنت خالتي و بعدين عايزك اعرف يمكن اطلع اعرفه
هنا بهدوء :
اسمه ايمن عبد الكريم
اومأت لها حياة بصمت ثم سألتها :
بتحبيه
لم تجيب هنا و بقت صامتة لتسألها حياة :
هي الإجابة صعبة كده
هنا بصوت مختنق :
لا مش بحبه
سألتها بهدوء :
اومال وافقتي عليه ليه
اجابتها الأخرى بهدوء :
شخص كويس طبعنا زي بعض ، طلب ايدي و شوفت انه مناسب اكمل حياتي معاه
– طب و ادهم
اخفضت هوا وجهها قائلة :
ادهم طليقي و ابو ابني و بس
سألتها حياة مباشرة :
لسه بتحبيه
صمتت هنا لدقائق لتسألها حياة :
الإجابة صعبة اوي كده
تنهدت هنا بحزن قائلة :
مش هتفرق اجابتي انا طلعتي من حياتي خلاص
صمت عم المكان لدقائق قطعته حياة مرددة :
هنا ، ادهم غلط بس معذور و انتي بتحبيه و هو كمان بيحبك ابنك بيكبر و بعدك انتي و ادهم بالشكل ده هيأثر عليه خصوصا لما تتجوزي
ثم تابعت بهدوء :
لو انتي و ادهم مش بتطيقوا بعض او الحياة بينكم مستحيلة عمري ما كنت هقولك كده
ربتت على يدها قائلة برفق :
الحب اللي بينكم و ابنكم يستاهلوا فرصة تانية عقاب سنتين و نص كفاية اوي ، ادهم انا متأكدة انه اتعلم من غلطه و هيحافظ عليكي المرة دي بجد
اخفضت هنا وجهها ارضاََ و لم تتحدث لتتابع حياة قائلة بحزن :
الفترة اللي فاتت كل واحد فينا مر بتجربة مكنتش لطيفة خالص و كلنا اتعلمنا منها و زي ما انتي اتعلمتي منها و عرفتي تقفي على رجلك من تاني بنيتي شخصية احسن من الاول بكتير هو كمان اتعلم و عرف قيمتك و مستني منك نظرة واحدة بس مش كلمة
كانت هنا تستمع لها بصمت و لم تجيب لتقف حياة قائلة بهدوء :
فكري كويس يا هنا بلاش تاخدي خطوة غلط و تتسرعي فكري كويس
غادرت و ما ان نزلت للأسفل سألها أدهم بلهفة :
اتكلمتي معاها
اومأت له بصمت ليسألها بلهفة :
قالتلك ايه
صمتت للحظات قبل ان تقول :
اسمه ايمن عبد الكريم و عند شركة ملاحة
اومأ لها ثم سألها بخوف و ترقب :
بتحبه
بعد تردد كبير حركت رأسها بلا ليزفر براحة لتسأله حياة بتوتر :
هتعمله ايه
– هتصرف
تنهدت حياة قائلة :
ادهم بلاش تهور سيب الأمور تمشي طبيعي محدش عارف يمكن ترفض بعدين
زفر بضيق قائلاً :
لو ما رفضتش اعمل ايه ساعتها
بدر بتساؤل :
طب ناوي على ايه
اخبرهم قبل ان يغادر مسرعاََ :
هسأل عنه و اشوف !!
ما ان غادر ادهم التفت بدر لها قائلاً بلهفة :
كنا بنقول ايه بقى
وقفت قائلة بابتسامة :
كنت بنقول اني عندي مشوار و لازم امشي
سألها بتذمر :
مشوار اي
ابتسمت بحزن قائلة :
هزور ماما
اومأ لها بهدوء قائلاً :
ينفع اجي معاكي
تنهدت قائلة :
مرة تانية عايزة اكون معاها لوحدي ، هبقى اجي بليل ساعة العريس
اومأ لها بصمت لتغادر و تركته ينظر لاثرها بحب
………
كانت تجلس امام قبر والدتها بعد وضعت باقة الزهور التي كانت تفصلها والدتها الراحلة و قرأت لها الفاتحة تتحسس بيدها اسم والدتها المحور على الرخام ” مدفن المرحومة ليلى سليم الجارحي ” مرددة باشتياق و اعين تلمع بالدموع :
وحشتيني اوي يا ماما
تنهدت ثم تابعت بابتسامة :
انا عارفه انك شيفاني و حاسة بيا ، عارفة انا عمري ما كنت مبسوطة غير الفترة دي
ابتسمت و بدأت رقص عليها ما تشعر به :
لأول مرة ابقى ابقى عارفه انا عايشة ليه و عايزة ايه السنتين اللي فاتوا غيروا فيا كتير اوي و للأفضل
ابتسمت بحب و بأعين لامعة رددت :
انا اول مرة اعرف يعني اي حب حقيقي ، اول مرة ابقى واثقة من مشاعري و مفيش جوايا اي خوف او تردد ، انا لقيت نفسي خلاص
تنهد بعمق متابعة حديثها :
اللي فات عمري ما هقدر انساه بس اتعلمت ازاي اعيش بيه و موقفش حياتي عليه ، حياتنا كلنا اتغيرت و للأفضل و مفيش حاجة ناقصنا غير وجودك جنبنا
بقت وقت طويل بجانب قبرها تدعو لها و تردد ايات من القرآن الكريم ثم غادرت لقصر الجارحي
……….
بشركة العمري
يجلس إلياس خلف مكتبه و هي تجلس امامه متعجب من زيارة نسرين له و هو بالأساس لم يتحدث معها و لم يعرف عن نفسه بالأمس
ليسألها بجدية :
خير سبب زيارة حضرتك ايه
ابتسمت قائلة بمكر :
اللي جابني هنا هو حاجة تهمني و تهمك
سألها بعد فهم و تعجب :
ايه اللي يهمك و يهمني انا اصلا اعرفك منين
ابتسمت قائلة :
انا كمان معرفكش بس سألت و عرفت انت مين و تقرب لحياة ايه حتى اللي حصل بينك و بينها من كام سنة
سألها بصدمة :
ده يهمك في ايه بقى
نظرت له قائلة بمكر :
لسه بتحبها و نظراتك ليها امبارح كانت ظاهرة للكلمش عايزها تسامحك و ترجعلك من تاني
سألها بهدوء :
ارجع ليها او لأ ده يخصك في ايه
ابتسمت قائلة بحقد :
يهمني اني ابعدها عن بدر
نظر لها بصدمة لتبتسم قائلة :
مش بقولك اللي يهمني يهمك
سألها بهدوء :
المطلوب ايه
ابتسمت قائلة بمكر :
يبقى وافقت
اومأ لها بصمت لتتابع حديثها بخبث :
بدر راجل اوي و شهم و لو غلط هيتحمل غلطه مش هيهرب يعني لو نمت معاه عمره ما هيهرب هيتجوزني طبعاََ
سألها بعدم فهم و بداخله مشمئز منها و يشعر بالاحتقار من حديثها :
طب ما تعلمي كده تاعبة نفسك و جاية لحد هنا ليه ايه اللي ممكن اعمله
ابتسمت قائلة بمكر :
زي ما انا عايزة ابعد بدر عن حياة عايزاها كمان تبعد عنه بمعنى انا عايزة حياة تشوفه و هو بيخونها بجد
دورك انك تظهر في حياتها تعوضها و تبقى في نظرها الشخص اللي بيحبها و هو الخاين و انت لأ
سالها بسخرية :
واثقة اوي انها تحبني و تنسى
ابتسمت قائلة بمكر :
لو محبتكش ع الاقل مش هتقبل بيه بعد ما تشوفه في حضن واحدة تانية و ممكن تتجوزك عند فيه
سألها بهدوء :
هو فيه بينهم حاجة
كورت قبضة يدها بغل قائلة :
الاعمى يقدر يشوف و يحس النظرات اللي بينهم انا معاهم بقالي سنتين و نص و اقدر اقولك و انا متأكدة مية في المية ان الاتنين بيحبوا بعض
اومأ لها بصمت لتسأله يترقب :
طب ايه رأيك في الحل ده
صمت لدقائق بعدها نظر لها قائلاً بهدوء :
لو رفضت
ابتسمت قائلة :
تبقى انت الخسران ، انت لسه بتحب حياة و هي زي ما قدرت تنساك و تحب بدر سهل تحب غيرك ممكن بملاليم اشوف واحد يقدر يعمل اللي انت مش هتعمله و يقرب منها و هتحبه
ثم تابعت بمكر :
بس انا عارفه انك ذكي و مش هتضيع الفرصة دي من ايدك و لو بتبحبها بجد هتحارب عشان تحصل عليها زي ما انا ما بعمل عشان اوصل لبدر
دقائق في صمت و هي تراقبه بترقب حتى قطع الصمت قائلاً بهدوء :
موافق
ابتسمت بانتصار ثم سألته بلهفة :
ننفذ في اسرع وقت بدر مش هيقعد في مصر غير اسبوع واحد عدى منهم امبارح و انهاردة يعني معانا خمس ايام بس
اومأ لها بصمت قائلاً بهدوء :
اللي تشوفيه
ابتسمت قائلة :
هقولك في يومها
اومأ لها بصمت فغادرت و تركته ينظر لاثرها بهدوء !!!!
……….
ما ان وصلت لقصر الجارحي اخدت تبحث عن بدر بكل مكان حتى وجدته يخرج من غرفته اوقفته قائلة بتوتر :
بدر
ابتسم قائلاً بهيام و حب :
عيونه
فركت يدها بتوتر و خجل قائلة :
عايزة اتكلم معاك ، الصبح مكملناش كلامنا و انا…….
قاطعها قائلاً بلهفة و هو يقترب منها حتى اصتدمت بالحائط و اصبح محاصراََ لها :
نكمله حالاََ قولي بقى
اخفضت وجهها بتوتر و خجل قائلة :
انا يا بدر ، انا بح……..
لثالث مرة جاء من قاطع اهم لحظة بحياته و لم تكن سوى نسرين قائلة :
بدر
دفعته حياة بسرعة ليزفر بضيق قائلاً بغضب :
الله يحرقك يا شيخة
ثم التفت لها قائلاً بحدة :
في ايه
كتمت حياة ضحكتها بصعوبة بينما نسرين قطبت جبينها قائلة بضيق :
بتزعقلي كده ليه ، الضيوف وصلوا و قالولي انادي ليك انت و هي
اومأ لها قائلاً بضيق و هو يشير بيده لكي تذهب :
طيب روحي
بقت واقفة تنظر لحياة بحقد و غضب ليعيد حديثه مرة اخرى بنفاذ صبر قائلاً :
قولت روحي يا نسرين
ذهبت بغضب و هي تقسم انه سيكون لها مهما حدث و ما ان غادرت التفت بدر لحياة قائلاً بلهفة :
كملي كنتي بتقولي ايه
ابتسمت بخجل قائلة :
انا بح……
للمرة الرابعة قاطعه صوت والدته قائلة بتعجب :
انتوا واقفين بتعملوا ايه الضيوف تحت
هنا ضحكت حياة بقوة و هي ترى عيناه تماد تخرج نيران من شدة الغضب و الغيظ نزل للأسفل و هو يضرب كف بأخر قائلاً و هو على وشك البكاء :
انا نحس والله انا نحس
ضحكت حياة و نزلت خلفه برفقة صبا التي لا تفهم سبب غضب ابنها و ما فعل
.
.
بينما بالأسفل كان يجلس ذلك الشاب الذي يبدو في منتصف الثلاثين برفقة الجميع و امامه يجلس أدهم الذي لم يتوقف عن القاء نظرات الغضب و الغيرة تجاهه لو كانت النظرات تقتل لكان وقع صريعاََ بفعل نظرات ادهم الحارقة تجاهه
لقد بحث عنه و عرف انه شاب لعوب لا تمر ليلة دون ان يقضيها برفقة احد فتيات الليل بالإضافة لسمعته السيئة لا يعرف كيف استطاع ان يجعلها توافق عليها بل و كيف استطاعت ان تنخدع به نظراته واضحة للعيان و ما ان جلست حياة برفقتهم لم يزيح عينيه عنها
حتى مال عليها بدر قائلاً بخفوت و حدة :
اطلعي فوق لحد ما يمشي
تعرف لما فهي ايضاََ لم تعجبها نظرات ذلك الشاب ابداََ لكنها ادعت الجهل قائلة ببراءة و خفوت :
ليه خليني قاعدة عايزة اسمع
جز على اسنانه قائلاً بغضب و غيرة و همس :
اقصري الشر و امشي عشان انا اصلا على اخري و احتمال تقلب الليلة غم لما افقع له عين امه
كتمت ابتسامتها بصعوبة قائلة :
ايه الألفاظ دي بعدين انا مبسوطة هنا
كور قبضة يده ثم اعتدل واقفاََ قائلاً :
عن اذنكم يا جماعة
بدون كلمة اضافية غادر القصر و هو يحذبها خلفه ليس بقوة و ادخلها سيارته و انطلق بها سألته بضيق واهي :
ايه اللي عملته ده ازاي تسحبني من ايدي كده
لم يجيب و نظرات ذلك الشاب الحقير الوقحة لجسدها تشعل النيران بصدره لولا جلوس الجميع لكان لقنه درساََ لا ينسى لكن صبراََ سيريه كيف ينظر لما يخصه
حياة بضيق :
بدر انا بكلمك رد عليا
توقف فجأة بسيارته أمام النيل بمكان خالي من الناس و نزل منها يتنفس بانفعال و غضب و هي خلفه قائلة :
بدر انت……
جذبها فجأة من يدها حتى أصبحت امامه عيناها بعينيه قائلاً بحدة و غيرة :
عشان بحبك يا حياة ، بحبك و بغير و لولا اني مسكت نفسي و عملت حساب للناس اللي قاعدة كنت خزقت عنيه الاتنين عشان بصت ليكي بالطريقة دي و كن…….
وضعت يده على شفتيه فجأة قائلة بحب صادق :
طب ما انا كمان بحبك
بالتأكيد تشعر الآن بانفاسه المتسارعة و تسمع لصوت دقات قلبه الذي يقرع مثل الطبول الآن ابعدت يدها عن شفيته ليسألها بعدم تصديق :
انتي قولتي ايه
ابتسمت بخجل قائلة ببطئ :
انا كمان بحبك يا بدر
كاد ان يتحدث لتوقفه قائلة بابتسامة :
انت مش هتقول حاجة انهاردة يا بدر طول عمرك بتقول و انا بسمع دلوقتي انا اللي هتكلم و انت اللي هتسمع بس
اومأ بها ببطئ و رغم انه كان يعلم انها تود قول تلك الكلمة له إلا ان مصدوم و لا يصدق انها خرجت من بين شفتيها اخيرا و بكل ذلك الصدق الذي يراه بعيناها
تنهدت قائلة بابتسامة :
انا يا بدر لأول مرة ابقى عارفه انا عاوزة ايه و عايشة عشان ايه لأول مرة ابقى متأكدة من اللي حساه و قلبي و عقلي مقتنع بيه
ضحكت بخفوت قائلة بابتسامة :
كنت غبية زمان عشان مقدرتش اقتنع ان الشعور اللي بحسه ناحيتك حب و غبية عشان كنت معيشة نفسي في وهم و فاكرة اني حبيته
ثم اقتربت منه مسكت يده بين يدها قائلة بصدق :
بس كنت غلطانه انا معاك عرفت يعني ايه حب ، انت الحب اللي اعرفه يا بدر
كلماتها تنزل على أذنيه تطربه لا يصدق ما يحدث ربما هي احد احلامه و دقائق و ثم يفيق منها
فتحت حقيبتها تخرج منها ذلك الدفتر الكبير قائلة بابتسامة :
لما كنت بتابع مع الدكتورة اميليا قالتلي نفس اللي قاله دكتور عمر اكتب ، اكتب كل اللي بحس بيه من شعور سلبي على ورق ماضي او حاضر او مستقبل
قالتي اكتبي مذكراتك و كتبتها
نظرت له قائلة يا بابتسامة و حب :
كل الماضي هنا
وقفت امام النيل ثم بكل قوتها القته به قائلة بصدق و حب :
الماضي ده كله ميهمنيش و مش عاوزه ، انا عايزة اعيش معاك الحاضر و المستقبل و كل لحظة فاضلة في عمري عايزة اعيشها معاك و بس
اشارت لنفسها قائلة بحب و دموع من السعادة :
حياة اللي قدامك دلوقتي بقت كده بسببك انت ، انا بحبك يا بدر و بحبك قليلة اوي على اللي في قلبي ليك
حاوط وجنتها بيده قائلاً بمشاكسة و اعين دامعة من السعادة التي تغمره الآن :
انا بموت فيك يا صغنن
ضحكت بخفوت ليمسح دموعها قائلاً بحب :
انا بعشقك يا حياة و في حياتي كلها محبتش و لا عمري اتمنيت اسمع الكلمة دي غير منك و الحقيقة ان انا اللي مفيش كلمة توصف حبك في قلبي قد ايه ، بحبك يا تاعبة قلبي
جذبها لاحضانه بسعاده لتعانقه بقوة هي الأخرى دقائق ساعات لا احد منهم يعلم كم مضى من الوقت و هم هكذا باحضان بعضهما حتى ابعدها عنه قائلاً بحب و هو ينظر لداخل عيناها :
بحبك يا صغنن
ابتسمت بتوسع حتى ظهرت أسنانها البيضاء ليقترب منها مقبلاََ جبينها بحب قائلاً بمرح :
بما ان اللحظة دي مكنش معمول حسابها و مش عامل حسابي انا كمان فعشان كده
قطف وردة بيضاء مزروعة بجانب احد الأشجار الموجودة بأحد الجوانب ثم انحنى على ركبتيه قائلاً بابتسامة و عشق :
تتجوزيني
ضحكت بسعادة و اومأت له بنعم ليقف على الفور واضعاََ الوردة البيضاء خلف اذنها قائلاً بصدق :
وعد مني لأخر نفس في عمري هفضل اعشقك كل لحظة تمر من حياتي و هفضل امانك و سندك و عمري ما هخذلك ابداََ يا حياة
ابتسمت قائلة بحب :
معنديش شك في ده انا يا بدر بثق فيك اكتر من نفسي و واثقة في حبك ليا
ابتسم بسعادة ثم جذبها من يدها بسرعة قائلاً بلهفة :
طب يلا
اوقفته قائلة بتعجب :
على فين
ابتسم قائلاً بحماس :
هروح اطلبك من اخواتك و نتجوز في اسرع وقت
ابتسمت قائلة :
بلاش جنان استنى بس
نفى برأسه قائلة بتصميم :
استنيت كتير و مش هستني تاني يا حياة امشي يلا عشان انا هروح يعني هروح فامشي بالذوق بدل ما اشيلك لحد العربية انا مجنون و اعملها والله
ضحكت بقوة و فعلت ما قال و ها هي تقف برفقته امام باب الفيلا بانتظار ان يفتح احد لهم الباب
………
كان يجلس امام الطبيب برفقة شقيقه جمال الذي أصر عليه ليجري بعض الفحوصات بعدما لاحظ اعراض غريبة بدأت تظهر على شقيقه ليقوم الطبيب باجراء بعض الفحوصات و بعد ساعات من الانتظار جاء بها الطبيب لهم و على وجهه يظهر الحزن الشديد ليسأله جمال بقلق :
طمني يا دكتور
الطبيب بأسف :
انا مش عارف اقولكم ايه ، بس….ااا…اا…
يوسف بجدية :
انا عندي ايه
تنهد الطبيب قائلاً بشفقة و حزن :
للأسف الشديد حاد بينتشر بسرعة و استاذ يوسف في المرحلة الأخيرة منه !!!
……….
البارت خلص ♥️
العريس البارت الجاي قولوا عليه يا رحمان يا
رحيم بجد من اللي هيشوفه 😂
2
توقعتكم للبارت اللي جاي……؟؟
إلياس و نسرين…….؟؟

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
الندم بعد فوات الأوان ، تقدير الأشياء و معرفة قيمتها بعد خسارتها سمة موجودة بالانسان و هذه هي الطبيعة الكثير منا و ليس القليل لا يقدر الأشياء إلا حينما يفقدها
كانت تجلس على الاريكة بمنزلها البسيط الذي خصصه لها يوسف لتبقى فيه بل و ساعدها على التعافي من جديد و ها هي بعد علاج اكثر من عام استطاعت ان تتخلى عن ذلك المقعد المتحرك
الذي تعلمت من تجربتها معه الكثير و غيرت فيها الكثير استطاعت ان تحصل على عمل بعد عناء تجنبت اللقاء من العائلتين و اي فرد منهم عدا يوسف و كم تشعر بالحزن للوحدة و العزلة التي تعيش بها بيدها تجني الآن حصيلة افعالها مع الجميع ، حتى هو كانت تأمل ان يسامحها و يغفر لها ما فعلته به ثم يعودا من جديد لكنها تفاجأت بعد ان تركت منزله بخمسة اشهر فقط بزواجه الذي رأت صوره على احد مواقع التواصل الاجتماعي
لقد تزوج عمر بقدر ما حزنت بقدر ما فرحت له انها استطاع ان يتخطاها
تأملت سكون المنزل من حولها بحزن و دموع التقطت سترتها الرياضية و متعلقاتها و نزلت للأسفل تتمشى بالشوارع قليلاََ ذلك الحل سيكون افضل كثيراََ من العزلة التي تعيش بها
كانت تسير على النيل لتقع عيناها على بدر و حياة يبدو انها اخيراََ وجدت السعادة و من يحبها حقاََ كانت تقف بعيداََ و رأت كيف ركع على ركبتيه و كيف كانت حياة تبتسم له بسعادة
ابتسمت بخفوت و اكملت سيرها لتتوقف مرة أخرى عندما وقعت عيناها على عمر الذي يجلس برفقة زوجته و طفله صغيرة يبدو أنها ابنته فهي تشبهه لحد كبير جداََ
ارادات ان تذهب قبل أن يراها لكن اسوء حظها لقد رأها بالفعل و التقت عيناها بعينيه سرعان ما اشاحت بوجهها و اكملت السير بسرعة و الدموع تنهمر على وجنتها بغزارة
جلست على احد المقاعد قائلة بحسرة و حزن :
الكل عاش حياته و محدش حياته واقفة غيرك يا سارة ، بتحصدي كل عمايلك زمان و ادي اخرتها لوحدك بين اربع حطان لو موتى محدش منهم هيحس بيكي و لا يفتكرك بالخير !!!
………
فتحت الخادمة الباب لبدر و حياة و ما ان دخلوا سألت تفاجأت بالسكون الذي يعم المكان سألت الخادمة عنهم قائلة :
هو محدش هنا و لا ايه
اجابتها بتهذيب :
لا يا هانم كلهم مشيوا من شوية و راحوا القصر عند سليم بيه و الأولاد كلهم نايمين فوق ما عدا صافي زينة هانم خدتها معاها
اومأت لها بصمت ليبتسم بدر قائلاً :
يلا نروح لهم
اومأت له و بالفعل ذهبوا لهناك و كان المكان قريب جدا دقائق قليلة و كانوا هناك لتتفاجأ بدر بوجود سيارة ذلك الحقير الذي تجرأ و نظر لها بوقاحة
قائلاً بغضب :
هو بسلامته لسه هنا
حياة بتحذير :
بدر اهدى مش عايزين مشاكل اصلا انا عندي احساس كبير ان هنا هترفضه بعد كلامي الصبح
لحظات و استمع الاثنان لصوت احد يتألم يأتي من ناحية الحديقة فركضوا لهناك على الفور ليصدموا عندما وجدوا أدهم يبرح العريس ضرباََ
قبل قليل بالحديقة كانت هنا تجلس برفقة ايمن بالحديقة بعدما استأذن من الجميع التحدث معها
قائلة بحرج :
ايمن انا عارفه ان اللي هقوله دلوقتي غلط و مينفعش أوافق عليك…… بعدين ارجع ارفض
ايمن بصدمة :
ترفضي !!
اومأت له قائلة بحزن :
ابقى بظلمك لو وافقت و انا لسه بفكر في أدهم و عقلي و قلبي معاه كانت فاكرة اني هقدر اخذ الخطوة دي بس مقدرتش لما الموضوع دخل في الجد مقدرتش ، انا اسفة
كان أدهم يقف على مقربة منهم يستمع للحديث الذي يدور بينهم كان في بداية الأمر غاضباََ يشعر بالغيرة الشديدة لكن سرعان ما تبدد كل ذلك و سعادة غامرة احتلت قلبه و هو يستمع لها
بينما ايمن انتفض من مكانه قائلاً بغضب :
هو لعب عيال و لا ايه
كادت هنا أن تعتذر منه لكنه سبقها أدهم الذي ظهر فجأة و بدون مقدمات قائلاً بحدة :
هي مش قالتلك طلبك مرفوض معندناش بنات للجواز و ياريت منشوفش طلتك البهية دي تاني
ايمن بغضب :
وانت مالك
أدهم بغضب :
بقولك ايه ، غور من وشي و اشتري نفسك عشان شكلك لسه متعرفش مين هو ادهم الجارحي
ايمن بسخرية و استهزاء :
لأ طبعاََ عارفه طليقها و عارف كمان انت طلقتها ليه ، هي هنا صحيح مقالتش حاجة بس محسوبك ليه مصادره الخاصة بردو ، بس هنا هتبقى مراتي على فكرة رفضها او موافقتها ميهمنيش مش انا اللي اعوز حاجة و ما اخدهاش
أدهم بهدوء يسبق العاصفة :
يعني مش هتبعد عنها
اومأ له ايمن بتحدي ليبتسم أدهم قائلاً بابتسامة ليست بمحلها :
كويس اوي جت منك والله و انا بتلكك و عايز اضربك تعالى بقى يا رو……
صرخت هنا بخوف بعدما كانت تأخذ دور المستمع عندما لكم أدهم ايمن بقوة اطاحت به ارضاََ ثم انحنى تجاهه و انهال عليه بالمزيد من اللكمات القوية و الاخت لم يصد اي منهم نظراََ للفرق الواضح بين بنيته و بنية أدهم
3
بتلك اللحظة جاء بدر و حياة التي قائلت بقلق :
ادهم بتعمل ايه ، سيبه هيموت في ايدك
بينما بدر اقترب منه قائلة بابتسامة واسعة :
مش كنت تقول كنت ساعدت و قومت بالواجب يا بن عمي
2
ثم بلحظة جذب ايمن الملقي ارضاََ من ثيابه و لكمه بقوة شديدة ركضت هنا للداخل حتى تطلب ميادة منهم بينما حياة حاولت الفصل بينهم لكن دون جدوى بينما ايمن كاد ان يغشى عليه من كثرة الضرب فهو يأخذ لكمة من أدهم ثم لكمة من بدر
لتقول حياة بضيق و قلق :
بدر ابعد عنه انت بتعمل ايه
جاء من خلفهم صوت سليم قائلاً بصرامة :
في ايه ، ايه اللي بيحصل هنا !!!
ابعد ادم و ريان بدر و أدهم عن ايمن قائلاً :
انتوا بتعملوا ايه انتوا الاتنين
أدهم بغضب :
الزبالة ده ميدخلش هنا تاني
فاطمة بقلق :
ليه حصل ايه يا بني
جذبه بدر ليقف على قدمه هامساََ بخفوت بجانب اذنه و بنبرة تدل على كل شر اخافته لم يسمعها سواهما :
المرة الجاية قسماََ بالله هخزقلك عينك اللي بصت ليها بطريقة و……زيك
ثم دفعه بقوة قائلاً بغضب :
غور
فر ايمن هارباََ بخوف و جسده بالكامل يؤلمه
سليم بغضب و صرامة :
انا عايز افهم اللي بيحصل هنا
قص عليه أدهم ما حدث ليسأل سليم بدر بصرامة :
البيه بقى ضربه ليه
بدر بغضب :
مشوفتش كان بيبص لحياة ازاي يا جدي
سليم بمكر :
ايه اللي ضايقك كده يعني
بدر بغضب و غيرة :
يهمني لأن حياة تخصني و بما ان الكل موجود انا عايز اتجوز حياة !!!
اوس بغيرة و حدة :
لأ ، معندناش بنات للجواز
بدر برفعة حاجب :
لأ ليه ، عايز اعرف السبب
تبادل الأربعة النظرات و كلاََ منهم يشعر بالغيرة على شقيقته ليتدخل سليم قائلاً بهدوء :
رافض ليه يا أوس و بعدين لسه مسمعناش رأي صاحبة الشأن رافضة و لا موافقة
سليم بهدوء لحياة التي تخفض وجهها بحرج و خجل نظرت لاخوانها لتجد الرفض على وجوههم لكنها تعلم سبب ذلك بالطبع الغيرة !!
اخفضت وجهها ارضاََ من الحرج هي الآن بموقف لا تحسد عليه ان ترفض لأجل ان لا تحرج اشقائها و حينها ستخذل بدر الذي فعل لأجلها الكثير او تقبل و تسبب الحرج لهم و تسعد بدر
نظرت لبدر برجاء ان يتصرف هي الآن لا تعرف ماذا تفعل ليتنهد قائلاً بهدوء :
الطلب كان مفاجأ يا جدي سيبها تفكر و هما كمان يفكروا براحتهم
اومأ سليم بصمت ثم دخل الجميع للداخل و قبل ان تلحق هنا بهم جذبها أدهم من يدها قائلاً :
ابننا ميستاهلش فرصة تانية يا هنا ، صدقيني غصب عني اوعدك عمرها ما هتتكرر تاني و حياة سليم وافقي و انا والله هعمل اي حاجة عشان اعوضك عن غبائي زمان
كانت تنظر للأرض بتردد تخشى من كلمة نعم و ما يمكن ان يترتب عليها فيما بعد ليمسة بيدها قائلاً بتوسل :
وافقي يا هنا وافقي و انا عمري ما هخذلك ابداََ و حياة سليم عمري ما هعملها تاني
بعد صمت دقائق نطقت بصعوبة و دموع :
اخر فرصة يا ادهم
ابتسم بتوسع و قبل ان تنطق بكلمة أخرى كان يحملها يدور بها صارخاََ بكل ما فيه من قوة
من السعادة !!!!
…….
بصباح اليوم التالي
اغلقت ندا الهاتف مع والدها الذي اخبرها بحالة يوسف السيئة و انها بمرحلة متقدمة جداََ من المرض اللعين
بكت بقوة و تأثر تجمع على اثرها زينة و فرح و مهرة التي سألتها بقلق :
مالك يا ندوش بتعيطي ليه مين زعلك
قصت عليها ما استمعت له من والدها لتتنهد زينة قائلة بحزن :
ربنا يشفيه
ندا ببكاء :
عمي حالته خطيرة اوي ، انا خايفة عليه يا زينة
فرح و هي تربت على كتفها قائلة برفق :
ربنا يشفيه خلي أملك في ربنا كبير
ندا بدموع :
ونعم بالله
زينة بتردد :
هنقول لهم على حالة عم يوسف
ندا بتصميم و دموع :
ايوه لازم ، عمي محتاج ليهم اوي جنبه
فرح بقلق :
هنقولهم ازاي ، انتوا عارفين الموضوع صعب اوي نكلمهم فيه
زينة بقلق :
هنحاول و رينا يستر بقى
اتفق الأربعة على أن تخبر كل واحدة منهم زوجها
جاء المساء و المشهد كالتالي بغرفة اوس ، بتردد جلست مهرة بجانبه تخبره بما حدث و ما ان انتهت نظر بها قائلاً بثبات :
ايوه اعمل ايه يعني
– روح شوفه ، اتكلم معاه
نظر لها قائلاً بصرامة :
اسمعي يا بنت الناس الموضوع ده ما يتفتحش في البيت ده و سيرة الراجل ده ما…….
قاطعته قائلة :
الراجل ده يبقى ابوك
صرخ عليها بغضب :
الراجل ده مش ابويا انتي فاهمة ، لو مش عايزاها تقلب بخناق اقصري الشر و اسكتي
نفت برأسها قائلة بتصميم :
مش هسكت يا أوس ، هو اه غلط بس احنا كمان بشر و بنغلط و……
قاطعها قائلاً بحدة :
غلط عن غلط يفرق
تمسكت بيده قائلة بحزن و رجاء :
هو محتاجلك
ابعدها عنه قائلاً بغضب و قهر :
انا كمان كنت محتاجله ، كل لحظة كانت بتعدي في حياتي كنت بحتاجله فيها ، احتاجت ليه و رماني انا و اخواتي في اكتر وقت كنت محتاجين ليه فيه
حاولت الاقتراب منه لكنه ابعدها ثم خرج من الغرفة صافعاََ الباب خلفه بغضب لحظات و ركضت للشرفة بقلق عندما استمعت لصوت اطار سيارته يحتك بالأرض مصدراََ صوتاََ مزعج
…….
كذلك كان الحال بغرفة ريان و ندا التي ما ان انتهت من سرد ما حدث و طلبت منه ان يسامحه قاطعها قائلاً بغضب :
اسكتي
نفت برأسها قائلة بحزن :
مقدرش اسكت يا ريان ده عمي و ابوك
تمسكت بيده قائلة برجاء :
روح شوفه عشان خاطري ، مهما كان اللي عمله في الاول و الاخر ابوك
ركل المقعد بقدمه قائلاً بغضب و قهر :
احنا كمان كنا ولاده في الاول و الاخر مهما كان اللي عملته امي زي كان بيتهمها احنا ولاده و اتخلى عنا
توسلته مرة أخرى قائلة برجاء :
حالته خطر و الدكتور بيقول مسألة وقت ، روحله اتكلم معاه لآخر مرة واجهه باللي جواك و اللي متأكدة انه مش كره زي ما انت مبين
التمعت عيناه بالدموع لتقترب منه قائلة بحزن :
عينك اللي بتلمع بالدموع دي حزن ، قلبك واجعك عليه و نفسي تجري عنده و تطمن ، نفسك ترمي نفسك في حضنه
محقة بكل ما قالت لكن لا يزال يكابر مردداََ بانفعال :
لأ مش صح
اقتربت منه قائلة بحزن :
خليك صريح مع نفسك لمرة واحدة يا ريان انت عمرك ما قدرت تكرهه
دفعها من امامه مغادراََ الغرفة بل الفيلا بأكملها بغضب مصدراََ بسيارته نفس الصوت لتركض هي الأخرى للشرفة تنظر لأثره بحزن شديد و قلق
…………
بغرفة امير و فرح ما انتهت ما اخباره بما حدث خيم الصمت على المكان لتسأله :
امير انت سمعت انا قولت ايه
نظر لها قائلاً بهدوء ظاهري :
ايوه سمعت
سألته بترقب :
طب هتروح تشوفه
اجابها بهدوء و هو يخلع جاكيت بدلته :
لأ
شعرت بالتوجس من هدوءه لتسأله :
ليه
اجابها بصرامة :
كده و اقفلي الموضوع ده انا جاي تعبان و عايزة انام شوية و ارتاح
اقتربت منه قائلة بحزن :
امير حالته خطر و الدكت……
صرخ عليها بغضب لم تعهدها منه منذ زواجهم :
انا مش قولت اقفلي الزفت الموضوع ده
نفت برأسها قائلة بتصميم :
مش هقفله
ثم اقتربت منه محاوطة وجهه بيدها قائلة :
يا حبيبي ده والدك مينفعش تسيبه في وقت زي ده عارفه ان صعب تسامح في اللي عمله معاك ، و مش عارفه لو كنت مكانك كنت هقدر اعمل اللي بقولك عليه ده و لا لأ
ثم تابعت بتشجيع :
روحله هو محتاجلك و انت محتاجله
ابعد يدها عنه قائلاً بغضب و انفعال :
انا مش محتاج ليه مش بعد كل السنين اللي قضيتها من غيره هحتاج ليه دلوقتي
نفت براسها قائلة بحزن :
محدش يقدر يعيش من غير ابوه و امه من غير ما يحتاج ليهم في اي لحظة في حياته
اقتربت منه مرة أخرى تتمسك بيده قائلة برجاء :
روحله يمكن تكون اخر مرة تشوفه و يمكن تندم في يوم انك معملتش كده ما اتكلمتش معاه مقولتش ع اللي في قلبك ليه
نظر لها قائلاً بمكابرة رغم تأثره بكل كلمة قالتها :
اللي في قلبي ليه معروف كره و ب…..
قاطعته قائلة بحزن :
مش وقت تكدب فيه على نفسك عيونك فضحاك انت زعلان عليه نفسك تجري و تعيط في حضنه بتحبه بس موجوع منه
كحال اخوته غادر مثلهم بغضب قلبه يود الذهاب إليه و عقله يرفض التأثر و الخضوع لرغبة القلب
………
نفس الحال بغرفة ادم و زينة كان يجلس على الفراش و هي تجلس امامه ارضاََ تتمسك بيده
قائلة بحزن :
والدك محتاجلك دلوقتي بالذات
ليأتيها رده قائلاً بانفعال :
انا كمان احتاجت ليه عارفه كام مرة احتاجت ليه و قد ايه
وقف و جذبها لتقف امامه قائلاً بغضب و قهر :
خمسة عشر سنة كل يوم فيهم و كل لحظة كنت محتاجلة فيها انا كنت لسه في بداية حياتي معرفش يعني ايه مسئولية فجأة لقيت امي بتموت و اب بيرميني انا و اخواتي بذنب ملناش دعوه بيه في يوم و ليلة القى نفسي في رقبتي اربع اخوات طفل في رقبته مسؤلية اربع اطفال زيه
كور قبضة يده قائلة بانفعال :
سنين شقى و تعب و ايام كتير كانت بتعدي عليا كنت بحتاجله عشان اترمي في حضنه
جلس مرة اخرى على الفراش قائلاً بقهر و ألم :
َاستنيته كتير سنة اتنين ان قلبه يحن و يجي يعتذر يرجعنا لحضنه من تاني معملهاش اذاني و أذى اخواتي و حرمني من امي اللي ماتت و هي لسه في شبابها ظلم
حرك رأسه بنفي قائلاً بأعين تلمع بالدموع :
اني اسامحه ده خيانة ليها
جلست بجانبه و هي تضع يدها على وجنته قائلة بمواساة و حزن :
عارفه ان اللي عيشته و شوفته صعب بس ده ابوك مهما عمل اسمه ابوك و عمتو اللي يرحمها عمرها ما هتكون مبسوطة و هي شايفة الوضع ده
تمردت دموعه على رغبته و فرت دمعة عاصية يليها الكثير بصمت لتمسحهم بيدها قائلة برجاء :
روحله و ريح قلبه و قلبك اللي متأكدة انه موجوع منه مش بيكرهه
ابعدها عنه قائلاً بنفي قبل ان يغادر الغرفة :
مقدرش اعمل كده
تنهدت بحزن و هي تنظر لاثره خرجت للشرفة لتقع عيناها عليها و هو يغادر الفيلا منطلقاََ بسيارته بسرعة عالية التقت يميناََ و يساراََ لتقع عيناها على فرح و مهرة و ندا و من هيئتهم يبدو ان الثلاثة فشلوا في اقناع ازواجهم مثلها !!!
……..
بينما حياة علمت من زينة التي هاتفتها و اخبرتها لتصعق هي الأخرى بهذا الخبر دقائق ام ساعات لا تعرف كم بقت شاردة و الدموع تلمع بعيناها تهدد بالنزول بأي لحظة
هاتفت اخوانها لكن لا من مجيب بالتأكيد كلاََ منهم مصدوم مثلها وضعت يدها على وجهها و دخلت في نوبة من البكاء
مر الليل و جاء الصباح و هي مثلما كانت تجلس بالأمس لازالت تنظر للفراغ بشرود بعد تفكير طويل اتخذت ذلك القرار رغم ان بداخلها ليست مقتنعة به كلياََ هاتفت اخوانها لكن ايضا لا يجيب احدهم لذا بعثت رسالة صوتية على احد مواقع التواصل الاجتماعي قائلة بحزن :
انا عارفة انكم مصدومين و عارفه ان محدش فينا قدر يكرهه رغم ان اللي كنا بنبينه ليه كان كره و بس لكن انا متأكدة ان احنا موجوعين منه مش بطلب منك تسامحوه لاني انا كمان مش قادره اعمل كده ، مش قادره بين يوم و ليلة اسامح ، ابوكم محتاج لينا دلوقتي بالذات و كل واحد فيكم دلوقتي اب ، ربنا وصانا عليه و مهما عمل هو اسمه ابونا
تنهدت ثم تابعت بجدية :
انا رايحة قصر العمري اجيب ابوكم للفيلا ، اتمنى اخواتي يفضلوا رجالة زي طول عمرهم ما كانوا ، شيلوا الخلافات اللي بينا على جنب و كل واحد يعمل اللي حاسه و اللي متأكدة ان محدش فيكم قلبه هيطاوعه يبعد في وقت زي ده و يتخلى
ظهرت لها اشارة زرقاء دليل على استماعهم للرسالة التي أرسلتها على جروب خاص بهم !!!!
……….
بتردد وضعت يدها على جرس الباب الداخلي لقصر العمري ادخلتها الخادمة على الفور ما ان رأتها و بدون حديث صعدت لأعلى حيث غرفته كادت ان تطرق الباب الذي لم يغلق كاملاََ لترى من ذلك الشق يوسف يجلس على فراشه يمسك بيده كوب الماء و يمسك بيده احد شرائط الدواء و يظهر عليه التعب الشديد لكن وقع الشريط من يده
كاد ان ينحنى ليلتقطه ليجد يد سبقته و التقطتها و ما ان رفع وجهه ليرى الفاعل لترتسم الصدمة على ملامح وجهه عندما وجد ابنته التي بصمت جلست بجانبه على الفراش بصمت تخرج حبة دواء من الشريط وضعتها بيدها بصمت لكنه من الصدمة لم يتحرك من الأساس لتنطق هي بصعوبة :
الدوا
تناولها بصدمة و عيناه تلمع بالدموع بينما هي كانت تنظر امامها تحاول تفادي النظر لوجهه حتى لا يرى دموعها التي تهدد بالانهمار بأي لحظة
لتنطق بصوت مختنق :
الف سلامه عليك
نطق بصعوبة هو الأخر و صدمة :
الله يسلمك
بدون حديث توجهت لغرفة الملابس تبحث عن حقيبة ثياب لتجدها اخذت تضع بها ثياب له بينما هو ذهب خلفه بصدمة ليجدها تضع ثيابه بالحقيقة فسألها بصدمة :
بتعملي ايه يا حياة
تنهدت بعمق قبل ان تجيبه بهدوء يخالف ما بداخلها الآن :
بجهز شنطتك
– ليه
اجابته بصوت مختنق من الدموع :
عشان تعيش في بيت ولادك
صدمة تلي الأخرى هو للآن لم يتجاوز صدمة تواجدها الآن و انها تتحدث معه ليخرج من شفتيه فقط كلمتان :
مش فاهم حاجة
جاءه صوتها بعد لحظات صمت قائلة بما صدمه مرة اخرى :
مش فاهم ايه بس يا بابا ، بقولك هتيجي تعيش في بيت ولادك
شهق بصدمة و فرت دمعة من عيناه يليها المزيد بصدمة و سعادة
بينما هي كانت انتهت من وضع ثياب تكفي بحقيبته و اقتربت منه قائلة بابتسامة :
هتيجي و لا حابب تفضل هنا
من الصدمة لم يجيب و الدموع تنهمر على وجنته بغزارة بينما هي بتوتر رفعت يدها تمسح دموعه قائلة بنفس الابتسامة :
هتيجي
اومأ له سريعاََ بسعادة و لهفة تمسكت بيده و باليد الأخرى تجر حقيبة ملابسه و ما ان وصل لمنتصف الدرج برفقتها تفاجأ بأبنائه جميعاََ يقفون بالأسفل تحرك أمير و أخذ من يدها الحقيبة لتبتسم هي لهم
بينما جمال و مازن و فرحة و إلياس و سعاد يراقبون سعادة يوسف الظاهرة بوضوح على وجهه بسعادة
كان اول من تحدث ريان قائلاً بهدوء :
يلا خلينا نمشي
ودع الجميع يوسف الذي لم يكن معهم من الأساس عيناه لم تفارق النظر لابنائه ثانية واحدة
ابنته تتمسك بيده و تناديه بأبي و ابنائه جائوا لأجل ان يأخذوه ليقيم معهم ما تبقى من عمره أيام..اسابيع…شهور سيقضيهم برفقتهم و برفقة احفاده الذي كان يتجنب الحديث معهم بوجود ابناءه حتى لا يسبب الضيق لهم
……..
ما ان وصل يوسف لفيلا ابناءه استقبلوه زوجاتهم ترحيب شديد لتقول ندا و هي تربت على كتفه :
احلى أوضة لأحلى عم في الدنيا جهزتها انا و البنات لحضرتك بنفسنا
ابتسم لهم يوسف بشكر و عيناه على ابناءه الصامتين للآن حتى طوال الطريق لم ينطق اي منهم بأي كلمة
تبادل الأربع فتيات النظرات ثم وقفوا قائلين :
هنروح نجهز الغدا انا و البنات
ما ان غادروا كان الصمت يعم المكان كلاََ منهم يجد صعوبة في الحديث و الجو اصبح مشحوناََ بالتوتر لتتحدث حياة اخيراََ بعد
صمت طويل :
تحب تطلع ترتاح في اوضتك
انتظر ان يتحدث اي من ابناءه الأربعة لكن لم يحدث وقف بعدما اومأ لها بصمت كادت ان تمسك بيده تساعده على السير لكن سبقها ريان قائلاً بهدوءه المعتاد :
خليكي يا حياة انا هوصله
اومأت له و ابتعدت بهدوء ليصعد يوسف برفقته في صمت تام بينما حياة ما ان صعدوا نظرت لهم قائلة بابتسامة :
اللي عملتوه هو الصح ، و شكرا عشان محدش فيكم رفض طلبي
اوس بهدوء يعكس ما بداخله :
محدش رفض عشان ده اللي كان المفروض يحصل اولا و عشان خاطرك غالي عندنا اوي يا حياة
ابتسمت له ثم صعدت لأعلى لغرفتها و ما ان اغلقت الباب انهمرت دموعها بغزارة على وجنتها و لم تستطع كتمانها اكثر من ذلك
…….
بينما بغرفة يوسف
ساعده ريان على الاستلقاء على فراشه و فتح حقيبته الطبية و اخذ يفحصه بهدوء و ما ان انتهى
تنهد بعمق قائلاً بصعوبة :
الف سلامه عليك
يوسف بأعين دامعة :
الله يسلمك يا بني
صمت ريان للحظات قبل ان يقول بهدوء لا يمس بصلة ما يشعر به الآن من الداخل :
اللي حصل صعب اسامح فيه و صعب انسى بين يوم و ليلة و صعب اتعامل معاك كأن مفيش حاجة حصلت ، انا مش بكرهك
تنهد متابعاََ حديثه بصعوبة :
مش بكرهك و لا عمري قدرت اكرهك و لا حد فينا قدر يحس كده ناحيتك ، احنا كنا موجوعين منك كنا بنحبك اوي و على قد ما حبناك اتوجعنا منك
اخفض يوسف وجهه بحزن و دموعه تنهمر على وحنتيه بصمت و هو يستمع لحديث ابنه :
بعد ما ماما ماتت استنيناك كتير عشان تيجي و كنا هنسامحك بس لو جيت لكن انت مجيتش اتخذلنا منك كتير اوي و اتوجعنا منك
بتلك اللحظة دخل أوس و أدم و أمير الذي قال بحزن ظاهر بوضوح بصوته :
انت موجود هنا دلوقتي مش شفقة زي ما بتفكر انت هنا عشان احنا محتاجين ده قبلك ، انت هنا عشان محدش فينا كان مبسوط بحالتك و لا فرحانين باللي حصلك موجوعين منك ، بس محدش فينا بيكرهك و لا عايزين نخسرك
تابع أوس الحديث بصعوبة :
انت هنا عشان تكون فيه فرصة نقدر فيها نسامح و نعدي اللي حصل زمان ، مش هننساه و لا عمرنا هنقدر بس ع الأقل نقدر نتعايش بيه
بعد صمت لحظات تحدث ادم اخيراََ قائلاً بصعوبة :
ريان قال كل اللي احنا كنا عايزين نقوله و ياريت متتكلمش في الماضي تاني و احنا كمان هنعمل كده
يوسف ببكاء و ندم :
سامحوني
لم يتحدث الأربعة بعد طلب السماح منهم ليأتي بتلك اللحظة صوت فرح قائلة :
بتعملوا ايه عندكم يلا الغدا جاهز ، يلا يا عمي
نفى يوسف برأسه قائلاً بحزن :
مليش نفس يا بنتي بالهنا و الشفا انتوا
أوس بجدية :
لازم تاكل كويس عشان الدوا اللي بتاخدوا شديد
بينما ريان ابتسم بمجاملة قائلاً :
كمان عشان الاولاد عايزين يقعدوا على السفرة مع جدهم اول مرة
ابتسم يوسف مربتاََ على كتف ريان الذي يجلس بجانبه و نزلوا جميعاََ للأسفل مجتمعين على تلك الطاولة التي لأول مرة تجمعهم معاََ منذ سنوات طويلة !!!
……..
في المساء
كان إلياس يجلس خلف مكتبه و عقله شارد في صراع كبير منذ ان جاءت له تلك الفتاة حتى تتفق معه ذلك الاتفاق يحذرهم منها او يكمل في تلك الخطة لعله يسترجعها من جديد و يكسب قلبها الذي كسره بتسرعه و شكه بها
لكن جاءت اللحظة الحاسمة ليقرر فيها ماذا سيختار ان يكون ندلاََ معها للمرة الثانية و ان يختار سعادتها التي يراها بوضوح و هي برفقة بدر !!!
وصلته رسالة صوتية من رقم نسرين على احد مواقع التواصل الاجتماعي تقول فيها :
انا مع بدر دلوقتي في اوتيل ، انت دلوقتي روح لحياة عشان لما ابعت لها رسالة و صورة ليه معايا تكون جنبها و تجيبها و تيجي عندي
بعد لحظات كان يمسك مفاتيح سيارته و انطلق بسرعة شديدة لينفذ ما اختار ان يكون !!!
……..
بينما على الناحية الأخرى كانت نسرين تجلس برفقة بدر بالكافيه الخاص بالفندق و هو يجلس أمامها يحرك قدمه بنفاذ صبر و غضب قائلاً :
بقالنا نص ساعة و بسلامته ما وصلش
تصنعت البكاء قائلة :
انا اسفة يا بدر معطلاك معايا بس كنت محتاجة راجل يقف جنبي و انا معرفش غيرك يساعدني في الموضوع ده
بالطبع جاءت به إلى هنا بكذبة من تأليفها لقد أخبرته ان هاتفها تمت سرقته منها و السارق استطاع ان يصل لكل شيء على الهاتف من صور خاصة و غيره و يهددها بهم مقابل مبلغ و قدره من المال
مرت ربع ساعة أخرى لم يأتي لتعتذر منه قائلة بدموع و حزن :
انا اسفة يا بدر معطلاك معايا بس مليش غيرك
اشفق عليها قائلاً بهدوء :
خلاص يا نسرين مفيش حاجة انا معاكي و إن شاء الله المشكلة تتحل من غير اي مشاكل
مسكت يده قائلة بامتنان :
شكرا يا بدر ، بجد شكرا
سحب يده منها على الفور بضيق طلب قهوة له و كذلك هي مر وقت قصير و جاء النادل بهم ثم غادر لتمر لحظات و أرسلت لهاتفها رسالة من النادل تنص على كلمة واحدة فقط ” حصل ”
ابتسمت بمكر و هي ترى بدر يقرب فنجان القهوة من فمه ليرتشف منه لكن بلحظة وجدت يد تطيح الفنجان من يده بغضب انتفضت مكانها عندما وجدت إلياس الفاعل قائلة بغضب :
انت اتجننت !!!
إلياس بحدة و غضب :
هاتها و تعالى بره عشان اللي هيتقال مينفعش حد يسمعه خالص !!!
كان بدر مصدوم مما حدث و كانت نسرين ترتجف من الخوف ستخسر بدر نهائياََ اذا علم شيء عن مخططها مع إلياس
دفع بدر الحساب و جذبها من يدها لخارج المطعم قائلاً بحدة لإلياس :
ممكن اعرف ايه اللي انت عملته ده
إلياس بهدوء :
معرفش هي كدبت عليك و جبتك هنا بحجة ايه بس القهوة اللي كنت هتشربها فيها منوم و كانت هتاخدك و تطلع اوضة فوق عشان توهم حياة انك بتخونها و كانت عايزانى……قص عليه اتفاقها معه بالكامل و ما ان انتهى
قبض بدر بيده على ذراع نسرين قائلاً بغضب :
انا مشفوتش رخص كده ، قولتلهالك مية مرة مش عاوزك و لا طايقك ايه مش بتفهمي معندكيش كرامة و صلت بيكي انك تفكري في كده
نسرين ببكاء و غضب :
عملت كده عشان بحبك انا عرفتك قبلها فضلت اجري وراك كتير و هي جات في لحظة خدتك مني فيها ايه زيادة عني
صرخ عليها بغضب و احتقار :
انتي و هي متتقارنوش ببعض خالص ، انتي رخيصة لكن هي لأ هي غالية و هتفضل غالية و عمرها ما رخصت نفسها و نزلت لمستواكي اللي خلاك تفكري تجبري نفسك على واحد مش طايقك
دفعها باحتقار قائلاً بغضب و توعد :
امشي من خلقتي و اخر مرة اشوف وشك ليها حتى الشركة اعتبري نفسك مطرودة من النهاردة
تمسك بيده حتى ترجوه ان يتراجع عنا قال لكنه دفعها باحتقار و غادر و خلفه إلياس و الاثنان تركوها تجلس ارضاََ تبكي و تنتحب بقوة !!
.
.
بالخارج وقف إلياس بجانب بدر الذي يستند على سيارته يتنفس بقوة من الانفعال و الغضب خرت دقائق و هم على هذا الحال في صمت قطعه بدر قائلاً بصدمة :
اخر حد كنت اتوقع انه ممكن يساعدني
إلياس بسخرية :
مش عشان جمال عيونك يعني ، انا عملت كده عشان حياة
تنهد بحزن متابعاََ :
مش عايز اكون ندل معاها للمرة التانية ، خذلتها مرة و عارف انها اتوجعت مش عايز اعيشها نفس الوجع مرتين هي تستاهل تعيش مبسوطة و عارف انها بتحبك و انت كمان بتحبها
ابتلع غصة مريرة بحلقة قائلاً :
حافظ عليها ، انا عارف انك مش زيي و انك كنت ارجل مني معاها و عملت معاها اللي انا مقدرتش اعمله لاني بغبائي نهيت كل حاجة من البداية
كان بدر يستمع له بشفقة و حزن ليردد إلياس متابعاََ حديثه بحزن و ألم :
حياة تستاهل الأحسن مني و انا عارف انك احسن مني يا بدر انت بجد تستاهلها ، انتوا الاتنين تستاهلوا بعض
2
كاد ان يغادر ليوقفه بدر قائلاً :
إلياس ، شكراََ
ابتسم إلياس قائلاً بمرح باهت :
قولتلك مش عشان جمال عيونك ، فمفيش داعي للشكر
قالها و غادر و خلفه سيارة بدر منطلقاََ ليرى حبيبته التي اشتاق لها
……..
– سامحتيه
كانت تلك الكلمة الوحيدة التي خرجت من بدر بعدما قصت له ما حدث
صمتت للحظات قبل ان تقول بحزن :
ابقى كدابة لن قولت اه في لسه جوايا جزء مش مسامح و مش قادر يتقبل كده في جزء جوايا بيقولي ازاي تعملي كده و تسامحي الراجل اللي عمل كده فيكم و دمركم جزء جوايا بيقولي انتي بتخوني باللي بتعمليه مامتك اللي كانت ضحية للراجل ده زيك انتي و اخواتك بالظبط و هي اول ضحية
ربت على يدها قائلاً برفق :
الصوت اللي جواكي و بيقولك كده ده الشيطان بلاش تسمعي ليه ، الشيطان عمره ما هيكون مبسوط لما يشوفك بتعملي حاجة صح
– يعني اللي بعمله صح
اخفضت وجهها قائلة بحزن :
بلاقي صعوبة في التعامل معاه بحس اني بتعامل مع راجل غريب عني مش ابويا
اومأ لها قائلاً بتفهم :
طبيعي بقالك قد ايه بعيدة عنه سنين مش ايام ، انتي بس محتاجة شوية وقت
صمتت للحظات و بدأت تبكي بصمت جذبها لاحضانه و هو حزين عليها يتفهم ذلك الصراع الذي يدور بداخلها الآن
بعد دقائق من البكاء شاكسها قائلاً :
كده تبلي القميص بتاعي بدموعك
ابتعدت عنه ثم مسحت دموعها قائلاً :
فدايا
نفى برأسه قائلاً بمكر :
لأ مش فداكي و انا حالا عايز تعويض
زفر بضيق قائلة بعبوس :
هجيبلك غيره
نفى برأسه قائلاً بمكر :
تؤ غيره ايه بس ، انا عايز تعويض تاني خالص
نظرت له قائلة :
عايز ايه
ضم شفيته ثم اخد يحركها بمعنى يريد تقبيلها لتشهق هي بخجل قائلة بغيظ :
يا سافل يا قليل الأدب
نظر لها بغيظ قائلاً بتوعد :
بعد الشتيمة دي هيبقوا اتنين
وقفت و كذلك فعل هو ثم رفعت اصبعها بوجهه قائلة بحدة تخفي بها خجلها :
بعينك و لو قربت هصوت و الم عليك البيت كله
قبل اصبعها لتسحب يدها على الفور ثم بدأت بالتراجع للخلف عندما بدأ هو يتقدم منها قائلاً بمشاكسة و مكر :
معنديش مانع والله و ساعتها أصلح غلطتي و نعجل بالجواز بقى عشان انا على اخري والله
صرخت عليه بصدمة و حدة :
بدر انت طلعت قليل الادب اوي مكنتش متخيلاك كده خالص
ضحك بقوة قائلاً :
مين اللي ضحك عليكي و قالك كده مفيش راجل مش قليل الأدب يا روحي
1
اصطدام جسدها بالجدار خلفها كادت ان تركض من امامها لكنه حاصرها بيديه قائلاً بابتسامه و هو يلاعب حاجبيه :
على فين يا شابة ده احنا هنروقوكي
3
زمت شفتيها قائلة بغيظ :
ابعدي يا ريا
2
اقترب بوجهه منها قائلاً بمرح :
بذمتك ريا كانت قمر كده
ضمت يدها لصدرها قائلة بغيظ :
اوووف مش هرد عليك
غمزها قائلاً بوقاحة صدمتها و هو ينظر لشفتيها :
مش هتلحقي ، اصلهم هيكونوا مشغولين
2
ضربته بصدره قائلة بحدة و خجل :
انت قليل الادب ، انا رجعت في كلامي مش عايزة اتجوزك خلاص
اقترب منها قائلاً بصرامة لكن طريقته مضحكة :
رحلة هي عشان ترجعي في كلامك و بعدين الكلام ده عند ماما يا حبيبتي انا قتيل الجوازة دي
1
زمت شفتيها بغيظ قائلة :
بدر ابعد بقى
نفى برأسه قائلاً :
ابدا لازم اخد حقي ، هاخد البوستين يعني هخدهم كمان عشان العطلة دي بقوا أربعة
كان يقترب منها لكنها دفعته بصدره للخلف ليبتعد قليلاََ قائلة بخجل و حدة :
بدر
ابتسم و اقترب مرة اخرى قائلاً بخفوت بجانب اذنها بصوته الرجولي :
انا نفسي اقرب و ادوق الشهد ، بس مش هيحصل غير و انتي مراتي و على اسمي
اخفضت وجهها خجلاََ ليداعب انفها بأصبعه قائلاً بمشاكسة :
حبيبي المكسوف ، انا كنت بهزر
كان وجهه قريب من وجهه و بنفس اللحظة قاطعهم صوت شخص يتنحنح بحدة ابتعد عنها على الفور في الحقيقة هي من دفعته بقوة :
احم احم
لم يكن سوى يوسف ليلتفت بدر لها قائلاً بقلق واهي :
ايه لسه عينك بتوجعك
تلعثمت من الخجل و الحرج قائلة :
هاا..اا..لأ خلاص
ليلتفت بدر ليوسف قائلاً بابتسامة واسعة :
عمي حبيبي اوقاتك دي ما شاء الله عليها ، احم حياة عنيها بتوجعها فا…اا…
جز يوسف على اسنانه قائلاً بحدة :
كنت بتحطلها قطرة يا حبيب عمك مش كده
1
تمتم بدر بضيق :
ملحقتش للأسف
1
وكزته حياة في ذراعه قائلة ليوسف بحرج :
احم ايه اللي نزل حضرتك من السرير
يوسف بحدة و هو ينظر لبدر :
زهقت و زي ما يكون ربنا بعتني في الوقت المناسب
طب استأذن انا بقى الوقت اتأخر
يوسف بابتسامة صفراء :
انا بردو بقول كده
ليلتفت بدر لحياة قائلاً بمكر :
مش هتوصليني للباب اصلي نسيت الطريق
نظرت له بغيظ و كذلك يوسف فقادته للباب الذي يبعد عن الدرج بمسافة ليست قصيرة و بالمنتصف يوجد عمود كبير فتحت الباب له ليذهب و هي تنظر له بغيظ و فجأة قبلها من وجنتها قائلاً بمشاكسة :
تصبح على خير يا صغنن
……….
في صباح اليوم التالي
تعالى رنين جرس المنزل فتحت مهرة الباب لتتفاجأ بوجود سارة امامها لتردد بصدمة :
انتي !!!!
………

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
في صباح اليوم التالي
تعالى رنين جرس المنزل فتحت مهرة الباب لتتفاجأ بوجود سارة امامها لتردد بصدمة :
انتي !!!!
جاء صوت زينة من خلفها قائلاً بتساؤل :
مين يا مهر…….
لكنها توقفت عن الحديث عندما وقعت عيناها على زينة لتسألها بغضب :
جاية هنا ليه و جاية بمصيبة ايه تاني
سارة بتوتر و حرج :
انا كنت جاية اشوف بابا يوسف و اطمن عليه لما عرفت انه تعبان ، روحت القصر قالولي اا…انه هنا
جاءت حياة من الخلف بتلك اللحظة قائلة بهدوء :
خليها تدخل
مهرة بغضب و استنكار :
حياة انتي بتقولي ايه !!!
سارة بحرج :
انا هطمن عليه و امشي علطول
على مضض ابتعدت مهرة عن الباب لتدخل سارة بحرج فقادتها حياة لأعلى حيث غرفة يوسف
دخلت حياة اولاََ قائلة بابتسامه :
صباح الخير
اعتدل يوسف قائلاً بابتسامه واسعة :
صباح الفل تعالي يا حبيبتي
ابتسمت قائلة :
في ضيفة عايزة تشوفك
– مين
دخلت سارة بتلك اللحظة قائلة بابتسامة :
انا يا بابا يوسف
يوسف بصدمة :
سارة !!!
اقتربت منه قائلة بحزن و هي ترى التعب الظاهر على وجهه :
روحت القصر عشان اشوفك عرفت انك تعبان و انك موجود هنا جيت عشان اطمن عليك
استأذنت حياة و غادرت لتربت سارة على قدم يوسف قائلة بحزن :
الف سلامه عليك يا بابا
ابتسم يوسف قائلاً بهدوء :
الله يسلمك
ثم تابع بتساؤل :
عاملة ايه في شغلك
ابتسمت نصف ابتسامة قائلة :
الحمد لله مرتاحة فيه
سألها بتعجب :
اومال مالك ، بتقوليها من غير نفس ليه حد بيضايقك هنا
نفت برأسها قائلة بصدق و كذب في نفس الوقت فهي حزينة لأجلها لكن حزنها عندما جاءت سيرة العمل ليست لهذا السبب :
لأ ابداََ انا بس متضايقة عشانك
ثم تابعت بابتسامة :
انبسطت عشانك اخيراََ سامحوك
يوسف بحزن :
مين قالك سامحوني ، هما بيتعاملوا معايا كويس اه بس من جواهم مش مسامحني ، بس ارجع و اقول كتر خيرهم بردو انهم قادرين يبصوا في وشي بعد اللي حصل لهم بسببي و احمد ربنا انا كنت فين معاهم و بقيت فين
ربتت سارة على يده بحزن و استمر الحديث بينهم لوقت قصير استأذنت منه لتغادر و ما ان نزلت أسفل وجدت حياة تجلس على الاريكة اقتربت منها قائلة بحرج :
اا…اا ينفع اتكلم معاكي شوية
تركت حياة الهاتف من يدها قائلة بهدوء :
خير
جلست سارة امامها قائلة بحزن :
انا عارفه اني اذيتك و اذيت اخواتك كتير و عملت حاجات صعب تسامحه فيها بس انا والله اتغيرت الحادثة اللي حصلتلي زمان غيرت فيا اوي و اتعلمت منها كتير و عرفت اني كنت غلطانة في حاجات كتير اوي ، انا اذيتك اكتر وا…….
قاطعتها حياة قائلة بهدوء :
يمكن تكوني فاكرة انك اذتيني ، بس الحقيقة انك استفدت اكتر ما اتضريت من اللي عملتيه
قطيت سارة جبينها بعدم فهم لتتابع حياة قائلة :
اللي عملتيه خلاني عرفت كل واحد على حقيقته ، عرفت انا عايزة ايه و مين يستاهل احبه و مين لأ
سارة بلهفة :
يعني مسمحاني
تنهد حياة قائلة بعد صمت دام للحظات :
انا عارفه انك اتغيرتي و عارفه ان اللي قدامي تختلف بكتير اوي عن سارة القديمة…..بس صعب اسامحك و انسى اللي عملتيه انتي و اهلك زمان
تنهدت حياة بعمق قائلة بنصف ابتسامة :
سيبيها للايام محدش عارف بكره فيه ايه ، يمكن اقدر اسامح
اومأت لها سارة بحزن ثم استأذنت منها و غادرت و ما ان خرجت من الباب صرخت مهرة على حياة قائلة بغضب :
ازاي تدخليها يا حياة نسيتي عملت ايه فينا
حياة بهدوء :
وطي صوتك و انتي بتتكلمي معايا يا مهرة ، انا منستش اللي عملته بس كمان مقدرش انسى انها اتغيرت كتير اوي عن زمان و بقت احسن ، دي ضيفة و جاية تزور مريض مقدرش امنعها
كورت مهرة يدها بغضب ثم صعدت لأعلى و هي غاضبة من حياة و من سارة التي لاتستطيع ان تنسى بيوم من الايام الفعل المشين التي فعلته بزوجها و هي !!!!
…….
في المساء بفيلا الادم
يجلس بدر برفقة الأربعة و معهم يوسف
ليتحدث بدر بلهفة :
ايه الشروط اللي هتقولوها مع اني مش مطمن ليها
ادم بجدية :
اول حاجة حياة مش هتعيش بره هتعيش هنا في مصر جنبنا و في مكان قريب من هنا
بدر بصدمة :
بس انا شغلي كله بره و حياتي كلها هناك
أوس بجدية :
انتي شغلك كله هناك و اديك قولت شغل يعني تقدر تشتغله من هنا بس احنا عندنا اخت واحدة مش هتتعوض و مش عايزينها تبعد عننا احنا ما صدقنا انها رجعت تقوم تاخدها انت تعيش معاك هناك و بعيد عننا
ريان بجدية :
مفيش سبب عشان تعيش هناك عيلتنا كلها هنا كفاية غربة بقى و خليك وسط اهلك يا بدر
تنهد بدر بحيرة ليتدخل يوسف قائلاً :
اللي بيقولوه عين العقل يا بني خليك وسط عيلتك هي كمان اكيد مش هتكون حابة تبعد عن اخواتها
بدر بهدوء :
طب فيه شروط تانية
أمير بنفي :
اختنا مش هتبعد عننا يا بدر و عايزينها تسكن جنبنا ده بس اللي عايزينه
اومأ برأسه قائلاً :
عايزة اتكلم مع حياة شوية ممكن
تبادل الجميع النظرات ثم وقفوا مغادرين لتمر لحظات و جاءت حياة و جلست امامه بصمت ليسألها بهدوء :
عندك فكرة عن اللي قالوه اخواتك من شوية
اجابته بحرج :
كنت واقفة ورا الباب و سمعتهم
سألها بهدوء :
طب ايه رأيك
فركت يدها بتوتر ليضحك بخفوت قائلاً :
متوترة كده ليه يا حياة
تنهد قائلة :
مش عايزاك تتضايق من رأيي ، انا معنديش مانع اكون معاك في اي مكان بس فكر فيها ليه الغربة عيلتنا كلها هنا ليه نبعد ما نكون مع بعض احسن
صمت للحظات ثم سألها بابتسامة :
انتي شايفة كده
سألتها هي الأخرى دون ان تجيب :
انت هتكون مبسوط
ابتسم قائلاً بصدق :
هتصدقي لو قولتلك مش فارقة معايا كل اللي يهمني اكون معاكي و جنبك
ابتسمت بخجل ليقترب جالساََ بجانبها قائلاً بمشاكسة :
اموت فيك يا مكسوف انت
ضحكت بخفوت و خجل قائلة :
اتلم
انحنى برأسه يود تقبيل وجنتها لكنه انتفض مكانه عندما جاء يوسف من خلفه قائلاً بحدة :
بتعمل ايه
بدر بابتسامه واسعة :
مش عارف يا عمي بنتك عنيها مالها ، عنيها لسه بتوجعها فبطمن عليها
كتمت حياة ضحكتها بصعوبة عندما قال يوسف بسخرية :
يا حنين
بدر بغرور واهي و ابتسامة واسعة :
طول عمري يا عمي والله
………
ما ان اخبر عائلته بطلب ادم و اخوانه كان رد
عاصم جده :
عنده حق يا بني ده اخته و مش عايزها تبعد عنه و اللي قالوه صح كفاية غربة انا عايز اعيش اللي باقي من عمري وسط اهلي و ناسي انت و ابوك سافروا خلصوا كل حاجة و انا و جين هنستنى هنا
ليقرر السفر بعد يومان و ها هي حياة تودعه بالمطار قبل ان يسافر برفقة والديه ثم يعود بعد ان ينتهي من أمور العمل حتى يأتي قبل موعد الزفاف الذي تحدد بعد شهران
حياة بأعين تلمع بالدموع و حزن :
هتوحشني اوي يا بدر
ابتسم بحزن مقبلاََ جبينها :
انتي كمان هتوحشيني يا روح بدر ، غضب عني اسيبك هخلص اللي ورايا بسرعة و هرجعلك علطول
اومأت له بصمت و حزن ليشاكسها حتى تضحك :
اضحك بقى يا صغنن ، خلينا اشوف الضحكة القمر ما اسافر
ضحك بخفوت ليترك يدها مجبراََ حتى يغادر و كذلك فعلت هي و ما ان اختفى من امام عيناها نزلت دموعها بصمت و اشتياق له من الآن لقد تعودت على وجوده بيومها الذي أصبح لا يمر بدون رؤيته كيف ستتحمل غيابه كل تلك المدة !!!
…….
كانت حياة تجلس على الاريكة بالأسفل صامتة حزينة تشعر بفراغ كبير برحيله افيقت من شرودها به على حركة بجانبها لتجد اخوانها الأربعة امير و ريان على يمينها و ادم و اوس على يسارها و الأربعة يناظروها بعتا لتسألهم :
مالكم !!
أوس بعتاب :
مش ملاحظة انك مطنشانه احنا الأربعة خالص من ساعة ما جيتي من السفر
سألته حياة :
ليه بتقول كده
امير بعتاب هو الأخر :
اسألي نفسك اخر مرة قعدتي معانا كان امتى علطول مع بدر و مبقتيش تتكلمي معانا بتتكلمي مع بدر بس ، ايه لقيتي بديل لينا خلاص
عاتبته هي الأخرى على اخر كلمة قالها قائلة :
مفيش و لا هيكون فيه بديل ابداََ ليكم
تنهدت ثم تابعت بحب :
انتوا مش بس اخواتي زمان اتحرمت من اب و ربنا عوضني بأربعة عشان يبقوا سند ليا و انتوا كنتوا فعلاََ كده سند و ضهر ، محدش ممكن ياخد مكانكم في قلبي
ثم تابعت بخجل و حرج :
انا اه بحب بدر بس بحبكم انتوا كمان و انتوا اكتر شوية احنا عيشنا عمر مع بعض ، عمر ما هيكون فيه بديل ليكم
ابتسم الأربعة من كلماتها التي اذابت حزنهم على الفور ليتعالى فجأة صوت امير العذب :
البيت و ناسه و الخمسة ستة اللي احنا منهم دول اللي لو نحتاج لهم يدونا عينهم ، احنا اللي غمسنا في طبق واحد زمان ستر و غطا على بعض حاسين بالأمان ، اه يا بني العتاب ده باب المحبة
احتضن الاربعة بعضهم بحب غافلين عن يوسف الذي يقف اعلى الدرج ينظر لابنائه بفخر و تمنى ان يكون جزء من تلك اللحظة الصافية التي يعيشوها لكنه يعلم ان وجوده سيعكرها !!!
………
مرت تلك الفترة اخيراََ و عاد بدر و افتتح شركة كبيرة بالقاهرة و اشترى فيلا كبيرة بالقرب من اخوانها و قصر الجارحي
………
ها هو اليوم المنتظر قد جاء بعد عناء ، يقسم انه ليس هناك سعادة تضاهي السعادة التي يشعر بها الآن بعد سنوات من الانتظار و المحاولة ليكسب قلبها استطاع اخيراََ ان يظفر به
للمرة التي لا يعرف عددها سرقت قلبه بجمالها الساحر كانت تشبه الأميرات بفستان الزفاف الذي صمم خصيصاََ لها بأمر منه
كان يضع يده بيد ادم الذي اختارته حياة ليكون وكيلها يردد خلف المأذون بلهفة :
وانا قبلت زواج موكلتك الانسة حياة يوسف العمري البكر الرشيد على كتاب الله و سنة رسوله و على مذهب الإمام ابي حنيفة النعمان و على الصداق المسمى بيننا
جذب المأذون المنديل من على يدهم قائلاً بابتسامة :
بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير ، زواج مبارك بأذن الله
ابتسم بدر بتوسع و هو يغمزها بطرف عيناه سعادتها لم تقل عن سعادته على الفور ذهب لها مقبلاََ جبينها قائلاً بسعادة :
مبروك عليا انتي يا حياتي
ابتسمت بخجل عندما تعالى تصفيق الحاضرين ليمر وقت قصير و ها هي تقف بين يديه تتمايل معه على أنغام الموسيقى ليهمس هو بأذنها بمكر :
الفرح ده لازمك في حاجة
سألته بعدم فهم :
ليه
غمزها بوقاحة قائلاً :
ابداََ بقول مش كتبنا الكتاب خلينا نطلع الجناح بتاعنا بقى
وكزته بكتفه قائلة بشراسة :
لو مبطلتش قلة ادب يا بدر انت حر
غمزها مرة أخرى قائلاً بمشاكسة :
اموت فيك يا شرس انت
ضحكت بخفوت ليقبل وجنتها بحب قائلاً بمرح :
شوفي اخواتك كل واحد فيهم هاين عليه يجي يقتلني مكاني هيطقوا من الغيرة
ثم تابع بحب :
بس عارفة هما عندهم حق هو اللي يبقى عنده جوهرة زيك عمره يفرط فيها ده يبقى اهبل او مجنون
ضحكت حياة ثم اشارت لأدهم الذي جاء بميكرفون لها قطب بدر جبينه بعدم فهم و قبل ان يتسأل
تعالى صوتها العذب بالمكان تغني مقطوعة من اغنية وردة و هي تنظر لداخل عيناه تهديه تلك الكلمات التي لا يمكن ان تصف مقدار الحب الذي تشعر به نحوه :
قد اللي فات من عمري بحبك
قد اللي جاي من عمري بحبك
شوف قد ايه بحبك
ابتسم بدر بسعادة حتى ظهرت أسنانه البيضاء ثم بلحظة انحنى يحملها بين يديه و اخذ يدور بها صارخاََ بعلو صوته :
بحباااااك
ضحكت بسعادة و تعالى التصفيق بالمكان كان يوسف يجلس على مقعده يراقب بأعين تلمع بالدموع سعادة ابنته ثم نظر لابنائه واحداََ يلو الأخر برفقة زوجاتهم و ابنائهم بفخر و ندم لأنه اضاع سنوات من عمره بعيداََ عنهم ليت الزمان يعود
وقعت عيناه على قاسم فوقف مقترباََ منه قائلاً بحرج و خزى :
قاسم
نظر له قاسم و لم يجيب لم يقدر يوسف على النظر له فقط بقى يخفض وجهه ارضاََ قائلاً بندم :
سامحني يا صاحبي
قاسم بانفعال :
متجبش سيرة الصحوبية في كلامك ، انت خسرت قاسم صاحبك من سنين قبل ما تخسر اخو مراتك
ثم تابع بغضب :
انا سلمتك اختي و امنتك عليها و مصونتش الأمانة ، انا مش زي ولادك اللي لازم في يوم كانوا هيحنوا ليك عشان انت ابوهم في الأول و الأخر
دفع يوسف بكتفه ببعض القوة قائلاً بحدة :
انا ابقى اخو ليلى اللي ماتت بسببك و هي لسه في عز شبابها انا اخو اللي دمرت حياة ولاد اخته
تنهد متابعاََ حديثه بكره قبل ان يغادر :
اللي من جوايا ناحيتك يا يوسف كبير اوي اكبر من كره و البركة فيك ، لا يمكن في يوم من الايام افكر حتى اني اسامحك
ما ان غادر منع يوسف نفسه بصعوبة من البكاء لقد كان الخاسر الوحيد و الظالم الوحيد ، كم اراد ان يكون وكيل ابنته و يسلمها للرجل الذي اختارته لتكمل حياتها برفقته ، صحيح هو لم يطلب لكنها قالت رغبتها بأن يكون شقيقها الأكبر وكيلها كم تألم بتلك اللحظة و شعر بالقهر لكنه لا يلومها !!!
.
.
انتهى الزفاف الذي استمر لوقت طويل ليغادر الجميع واحداََ يلو الأخر بعد ان غادر العروسين
دخل بدر الجناح الخاص بهم في الفندق و هو يحملها بين يديه ثم اغلق الباب بقدمه قائلاً بمشاكسة و هو يرى تورد وجنتها من الخجل :
مكسوفة من ايه يا شابة ده احنا هنروقوكي
ضحكت بخفوت و خجل وضعها على الفراش ثم جلس بجانبها و هو يحاوط وجهها بيديه
قائلاً بحب و سعادة :
محدش مبسوط في الدنيا دي قدي انهاردة بالذات يا حياة مش مصدق انك بقيتي ليا على اسمي و قدرت اكسب حبك و قلبك
ابتسمت بسعادة قائلة و هو تضع يدها على يده التي على وجنتها :
انا كمان مبسوطة اوي يا بدر ، انت مكسبتش حبي زي ما بتقول انا اللي كسبت راجل زيك مفيش منه مش ببالغ والله في اللي بقوله بس انت بقيت ليا روح و نفس مقدرش اعيش من غيرك ، انا بحبك
اقترب منها مداعباََ انفها بأنفه قائلاً بعشق :
انا بقى مش بحبك ، انا بموت فيكي يا قلب بدر
ابتسمت بسعادة تبادل الاثنان النظرات بحب ليبدأ هو في الاقتراب منها ببطئ يريد الحصول على تلك القبلة التي حلم بها و ها هو قبل ان يلمسهما انتفضت هي واقفة قائلة بخجل و توتر :
اا…اانا….هغير هدومي و اتوضى عشان نصلي
اومأ لها متفهماََ خجلها الشديد لتردف هي بخجل :
طب اطلع بره عايزة اغير هدومي
غمزها قائلاً بمشاكسة :
طب ما تغيري هنا عادي ده انا زي جوزك ، بصي اعتبريني هوا شفاف و خدي راحتك
جزت على أسنانه قائلة بغيظ و هي تدفعه بيده لخارج الغرفة ثم نظرت له بضيق قائلة بغيظ قبل ان تغلق الباب بوجهه :
قليل الأدب
ضحك قائلاً بمرح و صوت عالى حتى تسمعه :
وافتخر
ضحكت حياة بخفوت و هي بالداخل ثم نزعت ثوبها بصعوبة و دخلت للمرحاض تجهزت و بخجل شديد التقطت بيدها ذلك القميص الذي لم تجد غيره بخزانتها كان قصير جداََ و شفاف لا يستر شيء
جزت على اسنانها بغيظ فالطبع تعلم من الفاعل زينة الوحيدة التي دخلت للجناح قبل بدأ الزفاف بوقت قصير بحجة انها نسيت هاتفها هناك لكنها ابدلت البيجامة الحريرة التي كانت قررت حياة لترتديها بذلك القميص
حقيبتها بالخارج و لا يوجد امامها خيار سوى ان ترتديه و بالطبع فعلت و ارتدت فوقه اسدال الصلاة
ثم فتحت الباب له لتجده يجلس على الاريكة المقابلة لباب الغرفة بعد ان قام بفرش سجادتين للصلاة و هو ينتظرها
جذبها لتقف خلفه و بدأ بالصلاة و هي كذلك مردداََ آيات القرآن الكريم التي تحث على المودة بين الزوجين و ما انتهوا من الصلاة وضع يده على رأسه قارئاََ الدعاء ثم قبل جبينها بحب ثم انحنى ليقبل وجنتها فاتتفضت واقفة قائلة بخجل :
انا جعانة
مر وقت ليس بقصير ابداََ يضع يده على وجنته يراقبها بغيظ و نفاذ صبر قائلاً بسخرية :
ها يا حبيبتي نفسك في حاجة تانية تعمليها صلاة و صلينا و اكل و اكلنا تحلية و حليتي و عصير و شربتي في حاجة تاني
وضعت الكوب الفارغ من يدها على الطاولة بتوتر قائلة و هي تنتفض واقفة :
المسلسل هيبدأ دلوقتي عايزة اتفرج عليه
2
وقف قائلاً بابتسامة ليست بمحلها :
يا روحي عايزة تشوفي المسلسل
اومأت له بتوتر ليبتسم هو مقترباََ منها ثم باغتها و انحنى و حملها على كتفه كشوال البطاطا لتصرخ عليه بخجل و غيظ :
بدر انت بتعمل ايه ، نزلني !!!
وضعها على الفراش و هو فوقها قائلاً بابتسامة ماكرة و وقاحة :
مش كنتي عايزة تشوفي المسلسل ، هخليكي تشوفي مسلسل احسن منه بكتير و متلخص كمان
فهمت مغزى حديثه الوقح فلكزته بكتفه بغيظ ليضحك قائلاً بمرح و مكر :
الحق عليا عايز افيدك
رمقته بغيظ قائلة :
متشكرة مستغ………
لم تكمل حديثها عندما شعرت بأصابع يده على شفتيها يتحسسها برفق ليرتعش جسدها ثم بلحظة كانت شفيتها اسيرة شفيته في قبله شغوفة قادتهم لليلة وصفها هو بداخله _خيال _ كان في قمة سعادته و هو يوشم جسدها باسمه و يجعلها امرأته الأولى و الأخيرة لتصبح زوجته شرعاََ و قانوناََ
.
.
مر وقت طويل و هو للآن لا يكتفي منها لقد اصبح حلمه حقيقة ها هي بين ذراعيه يعلمها فنون عشقه
بينما هي برغم رهبتها من هذه الليلة إلا انه قد محى شعور الخوف من داخلها بكلماته المطمئنة و رقته معها بالرغم من لهفته و رغبته الشديدة الواضحة
ضمت قدمها لصدرها و هي تعطيه ظهرها تضم الغطاء حول جسدها بخجل شديد و صمت يعم المكان إلا من صوت انفاسهم اللاهثة
ابتسم بتوسع يضمها من الخلف قائلاً بسعادة :
مبروك يا حياتي
من الخجل لم تستطيع ان تجيبه او تلتفت له من الأساس ليقبل كتفها قائلاً بمشاكسة :
مكسوف يا صغنن
دفنت وجهنا بالوسادة قائلة بخجل شديد :
بس بقى
ضحك بقوة و هو يجذبها من خصرها ليلتصق ظهرها بصدره اكثر قائلاً بعشق :
مبروك عليا انتي يا حياة
ابتسمت بسعادة و تخلت عن خجلها قليلاََ قائلة بخفوت و حب :
بحبك يا بدر
ابتسم بسعادة ثم اعتدل مرتدياََ بنطاله و جذب قميصه و طلب من ارتدائه و فعلت على مضض ثم اخذها للشرفة بعدما عبث بهاتفه للحظات و هو يضع يده على عيناها حتى لا ترى
حياة بفضول :
في ايه يا بدر
ابتسم قائلاً :
ششش….هشيل ايدي و اول ما اقولك فتحي تفتحي
اومأت له بخفوت لتمر لحظات تمسك بسور الشرفة ليصبح جسدها محاضراََ بين السور و جسدها هامساََ بأذنها بحب :
فتحي
لحظة و كانت يصدح بالمكان صوت ألعاب نارية مكونة جملة بالسماء ” بعشقك يا حياة بدر ” تزامناََ مع همسه بأذنها بنفس الجملة ادمعت عيناها من السعادة ثم التفتت له تحتضنه بقوة قائلة بحب صادق و سعادة :
انا بحبك اوي يا بدر
شدد من عناقها بحب سرعان ما التفتت تنظر للسماء مرة أخرى عندما تعالى صوت الألعاب النارية مرة أخرى لكن تلك المرة مكونة جملة ” بعشقك يا صغنن ” كالمرة السابقة ردد تلك الجملة بهمس بجانب اذنها لكن تلك المرة تختلف كانت يقولها بمشاكسة و مكر ثم باللحظة التالية حملها
بين يديه للداخل مغلقاََ الباب بقدمه !!!
………..
في صباح اليوم التالي بشركة العمري
كان يجلس على الاريكة بمكتبه يضع رأسه بين يديه حزين شارداََ بها نيران تشتعل بصدره كلما يفكر انها الآن بين احضان رجل اخر و هو خسرها للأبد كان شارد و لم يفيق من شروده سوى على صوت الباب يفتح و يغلق بقوة من الداخل بالمفتاح
وقف قائلاً بصدمة عندما وقعت عيناه على نسرين :
بتعملي ايه هنا !!!
اقتربت منه قائلة بأعين منتفخة حمراء من كثرة البكاء و هيئتها مزرية :
خسرته و انت السبب ، انت السبب
سألها بضيق و هو يشتم رائحة الكحول تفوح منها :
انتي سكرانة
اقتربت منه بخطوات غير متزنة قائلة بدموع :
انا غلط اني جتلك و طلبت منك تكون معايا ، بعد عني و كرهني بسببك ، انا بحبه عملت كده ليه حرام عليك
شعر بالشفقة نحوها ليقترب منها قائلاً برفق :
بدر مش بيحبك افهمي بقى و اللي انتي حساه ده
مش حب ، اللي يحب عمره ما يعمل كده ، لو فاكرة انك هتكوني سعيدة لما تجبريه عليكي تبقي غلطانة
صرخت عليه قائلة بدموع و حدة :
انت ادرى مني يعني ، بقولك بحبه ، انا بحب بدر
زفر بضيق قائلاً :
اتنيلت عرفت انك بتحبيه خلصنا ، هتعرفي تروحي بمنظرك ده و لا اروحك
رمقته بغضب و غل قائلة :
مش محتاجة مساعدة منك
زفر بضيق قائلاً بنفاذ صبر :
اللهم طولك يا روح
كان الغل و الغضب و الغيظ الذي تشعر به ناحيته كبير جدا اقتربت منه ثم بلحظة دعست بكعب حذائها فوق قدمه بكل قوتها ليصرخ متألماََ و هو يدفعها للخلف بعيداََ عنه قائلاً بغضب :
غوري من وشي
القت حقيبتها ارضاََ قائلة بغضب و توعد :
هغور بس مش قبل ما احرق دمك
رفع حاجبه قائلاً بغضب :
نعم !!!
باللحظة التالية ازاحت بيدها ما على المكتب بأكمله ثم دفعت المقعد بيدها بقوة و اخذت تكسر كل ما تطوله يدها ليردد هو بصدمة و هو يركض خلفها يحاول ايقافها :
يا بنت المجنونة بتعملي ايه !!!
تجمع كل من بالشركة على صوت التحطيم و الصراخ الذي يحدث بداخل المكتب بينما نسرين كانت تركض بالغرفة تحاول الهرب من إلياس وقفت على الاريكة فأمسك بيدها قائلاً بغضب :
ده انتي ليلة أهلك سودة
قبل ان يجذبها للأسفل قفزت فوقه تحاوط بيد عنقه من الخلف ثم بلحظة غرزت اسنانها بكتفه ليصرخ متألماََ لم يكن يتوقع ان تفعل ذلك !!!
ثم جذبت شعره بقوة و هو لا يستطيع ايقافها كانت تتمسك به بقوة بيصرخ قائلاً بغضب :
اتهدى بقى الله يهدك
لكنها ابداََ لم تتوقف بل ظلت تضربه بقبضة يدها بكتفه و تغرز اسنانها بكتفه لم يجد حل سوى ان يلف ذراعه للوراء و فعله بصعوبة متمسكاََ بخضلات شعرها بقوة بتصرخ متألمة و تسقط ارضاََ
توقع ان تهدأ لكن حدث العكس وقفت على الفور تحاول الوصول له مرة اخرى لكنها قيد يدها بقوة قائلة بغضب شديد :
اهمدي بقى
كانت تتحرك بشراسة تحاول تحرير يدها منه حتى اصطدمت قدمها ببطرف السجادة لتقع على الاريكة و هو معها كان صدرها يعلو و يهبط بانفعال لتصرخ عليها غاضبة :
اما عملتلك فضيحة ما ابقاش نسرين
ثم بعلو صوتها صرخت و هي تحاول تحرير يدها من بين يديه فكر ان…..في الحقيقة هو لم يفكر بل فعلها على الفور اطبق بشفتيه على خاصتها بقوة حتى تكف عن الصراخ توسعت عيناها بصدمة مر وقت قصير و ابتعد عنها ليجدها ساكنة عيناها متوسعة بصدمة سرعان ما افيقت من صدمتها و كانت يدها تهوى على صدغه بصفعة تردد صداها بالمكان قائلة بغضب و هي تمسح شفتيها بظهر يدها :
ايه اللي عملته ده يا حيوان
اعتدل واقفاََ و هو يجذبها من يدها قائلاً بغضب :
زودتيها اوي و بعدين متضايقة ليه ال يعني البت محترمة اوي و اول مرة
صرخت عليه بغضب و غل :
اخرس يا قليل الادب انا اشرف منك…..
قاطعها قائلاً بسخرية لاذعة :
اه فعلا شريفة بأمارة بدر و اللي كنت هتعمليه معاه
صرخت عليه بغضب و هي تضربه بقبضة يدها بصدره :
أخرس بقولك أخرس انا لا عمر حد لمسني و لما كنت هعمل كده مع بدر مكنتش هسمح ليه بردو يلمسني كن هوهمه بس لكن عمري ما كنت هسمح ليه
ضحك باستهزاء قائلاً :
الشرف و الاحترام ما بيتجزئش يا تبقى محترمة يا شريفة او العكس و انا بقى شايف العكس
لمعت عيناها بالدموع و بقت تناظره بغل و غضب
ثم غادرت و هي تصفع الباب خلفها بقوة لتتفاجأ بكم كبير من الناس امام مكتبه !!!!!
……..
امام منزل عمر كانت سارة تقف من بعيد تراقبه مثلما تفعل من مرة لأخرى كل مرة تود ان تذهب له تطلب غفرانه لكنها لا تقدر ، وقعت عيناها على زوجته و ابنته التي ما ان غفلت والدتها عنها للحظات حتى تفتح باب السيارة حتى مشت لمنتصف الطريق و تأتي سيارة مسرعة من بعيد بدون تردد ركضت نحوها تحملها بين يديها قبل ان تصدمها السيارة لكن قدمها تعركلت بأحد الأحجار الموجودة على جانب الطريق لتقع ارضاََ و الطفلة باحضانها و تصتدم رأسها بأحد الأحجار الضخمة و اخر ما استمعت له قبل ان تغيب عن الوعي صراخ زوجته و هو باسم ابنتهم !!!
…….
بعد وقت طويل
كانت تنام على الفراش بالمستشفى و جبينها يلتف حوله الشاش غائبة عن الوعي و بجانبها يجلس عمر يمسك يدها بين يديه يراقبها بخوف و هو يراها تفتح عيناها ببطئ ليسألها بلهفة :
انتي كويسة
فتحت عيناها و اغلقتها عدة مرات كانت الرؤية مشوشة لديها لتأن بألم قائلة :
انا فين
جاءها صوت انثوي رقيق :
انتي في المستشفى
فتحت عيناها اخيراََ لتقع عيناها على عمر الذي يجلس بجانبها يمسك يدها بقلق مرتسم على وجهه بينما على الجانب الأخر تقف زوجته التي رأت صورتها على احد مواقع التواصل الاجتماعي انتفضت جالسة سرعان ما صرخت بألم رأسها الملتف حوله الشاش لتوقفها مرة أخرى قائلة :
ارتاحي متتعبيش نفسك جرح بسيط في راسك و الدكتور طمنا عليكي
عمر بجدية و قلق فشل في اخفائه :
شكرا عشان لحقتي جومانا كان زمان العربية…..
قاطعته قائلة بحرج و ألم شديد برأسها :
ده واجبي
ثم التفتت تنظر حولها لتسألها الفتاة :
بتدوري على حاجة
سألتها بحرج :
الموبايل بتاعي و شنطتي
جاءت بهم الفتاة من على الاريكة قائلة بابتسامة :
اتفضلي
استأذنت منهم الفتاة و خرجت لتعتدل سارة واقفة بتعب واضح ليوقفها هو قائلاً بقلق :
خليكي مرتاحة انا هوصلك بس لما الدكتور يطمنا عليكي شوية كده
اجابته بهدوء بعد أن ابتلعت غصة مريرة بحلقها :
شكراََ انا همشي لوحدي ، مش مضطر تستحمل حد مش بتطيقه تقدر تمشي و تروح لمراتك و بنتك
قطب جبينه قائلاً بتعجب :
مراتي !!!!
اومأت له قائلة بتساؤل :
اه مستغرب ليه و انت بتقولها
سألها بهدوء :
عرفتي منين انها مراتي !!!
اجابته بحرج و حزن حاولت اخفائه :
من صوركم على النت يوم الفرح
اومأ لها قائلاً بهدوء :
بس دي مش مراتي !!!
توسعت عيناها بصدمة و قبل ان تتساءل اندفعت تلك الصغيرة التي لا تصل لركبتها ان وقفت بجانبها قائلة يصوت طفولي لذيذ :
بابي
بينما دخلت خلفها زوجته كمل تعتقد ليقول عمر لابنته بحنان :
قولي شكرا لطنط يا جومانا
ابتسمت الصغيرة قائلة بابتسامة بريئة و عدم فهم فسنها صغير لقد اتمت العامين منذ فترة قصيرة :
ثكرا
ابتسمت فها سارة بحنو لا تعرف كيف لكن تلك الطفلة دخلت لقلبها منذ ان وقعت عيناها عليها اول مرة برفقته هو و زوجته
ليبتسم عمر قائلاً بهدوء :
دي جومانا بنتي و حضرتها تبقى نهى بنت خالي و اخت مراتي التؤام الله يرحمها !!!!!
توسعت أعين سارة بصدمة لتقول نهى بابتسامة :
اتشرفت بيكي
ثم تابعت بتساؤل :
بس سؤال انتوا تعرفوا بعض قبل كده
اومأت لها سارة قائلة بحرج و لازالت مصدومة مما قاله للتو :
اه من سنين طويله الدكتور عمر كان بيدرسلي لما كنت في كلية طب بس حولت و درست في كلية تانية
ابتسمت لها نهى بهدوء قائلة :
تحبي نكلم حد من اهلك عشان يطمنوا عليكي
ابتلعت سارة غصة مريرة بحلقها قائلة بنفي :
لأ انا همشي ، عن اذنكم
عمر بجدية :
قولتلك استني هوصلك
اجابته بتصميم :
قولت شكراََ يا دكتور عمر انا كويسة و اقدر اروح لوحدي تقدر تمشي ، عن اذنكم
قالتها ثم غادرت ليلتفت عمر قائلاً لنهى :
خدي جومانا معاكي ع البيت و انا هعدي عليكي بالليل اخدها
قالها ثم غادر خلف سارة التي تمشي بتعب و هي تستند على الحائط تشعر بألم رهيب برأسها و كامل جسدها كأن شاحنة دهستها اقترب منها ثم جعلها تستند على يده قائلاً بصرامة :
نفت هي الأخرى بتصميم رافضة مساعدته :
قولت شكرا و كفاية بقى مناهدة لو سمحت انا مش قادرة اتكلم و لا اجادل
اجابها بصرامة :
يبقى تمشي من سكات و بلاش مناهدة كتير طالما تعبانة
زفر بضيق و مشت بجانبها لسيارته ثم اخبرته العنوان تفاجأ من مكان سكنها الذي لم يكن سوى حي بسيط هادئ ببناية سكنية ليست بفخامة الأماكن التي تعودت ان تسكن بها
فتح بها الباب و ساعدها على النزول حتى صعد معها امام باب المنزل لتوقفها قائلة :
شكرا ع التوصيلة بس اعذرني مش هقولك اتفضل لأني عايشة لوحدي
توسعت عيناه بصدمة اكبر من حديثها بالتأكيد تلك ليست سارة التي يعرفها دخلت و اغلقت الباب خلفها بعدما استأذنت منه و من التعب نامت على الاريكة و لم تنتظر ان تدخل لغرفتها بينما هو غادر بصدمة !!!!
………..

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
 ما ان غادرت نسرين دخل مازن لمكتب شقيقه ليتفاجأ به محطم لا يوجد أي شيء سليم به سوى تلك الاريكة ليسأله بصدمة :
ايه اللي كان بيحصل هنا
إلياس بحدة :
مفيش
مازن بضيق :
هو ايه اللي مفيش واحدة طالعة من مكتبك و قبلها صوت تكسير و صوت صويتها جاب اخر الشركة كمان صوتك كان عالي و بتزعق و دلوقتي شكلك مبهدل ايه اللي حصل يا إلياس
صرخ عليه إلياس بغضب قائلاً :
ما قولتلك مفيش يا مازن مترغيش كتير ، روح شوف شغلك و سيبني في حالي دلوقتي
غادر مازن و هو ينظر لشقيقه بضيق و الفضول يأكله ليعرف ماذا حدث !!!
………
بجزيرة ماهيه ( سيشل )
حيث يقضي الاثنان شهر العسل الخاص بهم
كانت تجلس باحضانه على الشاطئ خصلات شعرها تتطاير بفعل الهواء و الاثنان في صمت تام
قاطعه بدر قائلاً بحب :
حياة
جلس امامها قائلاً بابتسامة :
عايز نتفق مع بعض على كام حاجة ممكن
اومأت برأسها و اخذت تسمتع له باهتمام و هو يقول بحب :
مش عايز نخبي حاجة على بعض و لو حصل ان احنا يعني اتخانقنا المشكلة تتحل قبل ما اليوم يخلص ، مش عايز يوم يعدي غير و انتي نايمة في حضني مهما حصل
ابتسمت قائلة بحب و دلال :
اوعدك يا بدري
ردد بصدمة :
بدري !!!
ضحكت بفوت قائلة بدلال :
مش انت حبيبي و جوزي تبقى بدري انا و بس
قبل وجنتها بقوة قائ بسعادة و حب :
يا روح قلبك بدرك
ابتسم قائلة بتوتر :
احم بالمناسبة بقى انا في حاجتين مخبياهم عليك
– ايه هما !!!
فركت يدها بتوتر قائلة :
فاكر لما كنت في المستشفى و انت كنت معايا اول مرة ساعة خناقتي مع سارة في القصر
اومأ لها بنعم لتكمل هي بتوتر :
انا كنت سامعة كل اللي بتقوله و بمثل اني نايمة
صمت للحظات بصدمة ثم سألها :
طب الحاجة التانية ايه
اخفضت وجهها قائلة بحرج :
انا كذبت يوم ما كنت شاربة و صحيت و قولت مش فاكرة بس الحقيقة اني كنت فاكرة اللي حصل
سألها بصدمة :
كدبتي ليه
اجابته بخجل :
لان في الحاجتين كنت هسبب ليا و ليك حرج و بصراحة اتحرجت اقولك اني فاكرة عشان اللي حصل لما كنت شاربة
ابتسم قائلاً :
لما قولتيلي مستبنيش و لا عشان كان ممكن يحصل بينا حاجة
اخفضت وجهها بخجل قائلة :
بس محصلش و ده لأنك راجل يا بدر و قدرت تبعد غيرك كان هيقرب و يستغل حالتي وقتها
ثم تابعت بحب و دلال :
بعدين هو انا بحبك من شوية
ضحك قائلاً بمرح :
اللهم صلي ع النبي ، ايوه كده هو ده الكلام الحلو
ضحكت بسعادة و خجل سرعان ما شهقت و هي تراه يحملها بين يديه و يتوجه بها لداخل البحر :
يا مجنون بتعمل ايه نزلني حالاََ
غمزها قائلاً بابتسامة :
هو انا مش قولتلك قبل كده مجنون بيك انت و بس يا صغنن
القاها بالماء و اخذ يلهو معها و ضحكاتهم تصدح بالمكان معبرة عن سعادة الاثنان التي لا يمكن وصفها بكلمات
………
كانت تجلس على الاريكة بمنزلها تضع يدها على رأسها الذي يؤلمها لكنه اقل عن الأمس
لقد اخذت اجازة من عملها لأيام قليلة حتى تتعافى ، لقد فعلت ذلك مرغمة تكره المكوث بالمنزل لأنها تبقى فيه وحيدة بين تلك الجدران لا أنيس لها
تعالى رنين جرس المنزل ذهبت لتفتح و ما ان فعلت تفاجأت بوجود عمر الذي يحمل باقة زهور انيقة و بجانبها تقف ابنته الصغيرة التي لا تصل ركبتيه حتى تنظر لها ببراءة
سبقها هو بالحديث قائلاََ بهدوء يحاول ان يخفى به لهفته و قلقه عليها :
جومانا كانت عايزة تطمن عليكي
حاولت ان تكتم ابتسامتها و نجحت في ذلك بصعوبة بالتأكيد يكذب فتلك الصغيرة التي لا تستوعب شيئاََ كيف لها ان تقول هذا
اومأت له بصمت ليسألها بحرج :
ينفع ندخل
افسحت له المجال قائلة بهدوء :
اتفضلوا
دخلوا و هي خلفهم و تركت باب المنزل مفتوح قليلاََ لقد تعلمت اشياء كثيرة بالفترة الماضية الخطأ و الصواب حتى انها اصبحت تواظب على الصلاة التي لم تكن تقيمها و لا مرة طوال عمرها للآن
قادتهم للصالون و جلس بجانب ابنته التي تبتسم فقط ببراءة لتسأله :
تشرب ايه
نفى عمر برأسه قائلاً :
متشكر ، و لا اي حاجة ارتاحي انتي
اجابته بتصميم :
انا مرتاحة ، تحب تشرب ايه
اومأ برأسه قائلاً :
اي حاجة
تنحنحت بحرج قائلة :
احم ، انا عارفه انك بتشرب القهوة مظبوط خمس دقايق و جاية
غادرت للمطبخ لينظر هو للمكان حوله منزل بسيط كحال الأثاث وقعت عيناه على كتاب كانت تقرأه عنوانه ” عقدك النفسية سجنك الأبدي”
لقد سبق له ان قرأ ذلك الكتاب اخذ يقلب بين صفحاته لتكون الصدمة من نصيبه عندما وجد صورة له بين صفحات الكتاب ماذا تفعل صورته هنا أسئلة كثيرة تدور برأسه يريد معرفة جوابها اهمهم اين سارة التي يعرفها !!!
اغلق الكتاب سريعاََ و اعاده لمكانه عندما سمع بخطواتها تقترب منه وضعت القهوة امامه ثم مسكت يد الصغيرة برفق و اجلستها فوق قدمها برفق تقرب من شفيتها كوب العصير لترتشف منه الصغيرة و هي تضحك ببراءة قائلة بكلمات غير مفهومة :
ثير حو
لم تفهم سارة عليها فنظرت لعمر الذي اجابها بابتسامة هادئة :
بتقولك العصير حلو
قبلت سارة وجنتها قائلة بحنان :
انتي اللي حلوه
ضحكت الصغيرة بسعادة ليمد عمر يده حتى يأخذها من على قدمها قائلاً :
هاتيها عنك احنا جاين نطمن عليكي مش نتعبك
اجابته سارة بهدوء و هي تضع قطعة بسكويت بفم الصغيرة برفق :
انا كويسة مفيش تعب و لا حاجة
سألها باهتمام و قلق :
تحبي نروح لدكتور عش……
قاطعته قائلة بهدوء :
انا كويسة يا دكتور عمر
لم تستطيع التحكم في فضولها لتسأله بتلقائية :
هي مامتها اتوفت امتى و ازاي
سرعان ما ندمت و اخفضت وجهها قائلة :
اسفه لو بتطفل ، كأنك مسمعتش حاجة
صمتت للحظات ثم اجابها بحزن :
ماتت و هي بتولد جومانا
رددت بحزن :
ربنا يرحمها
امن على دعائها ليسألها هو الأخر بفضول :
كنتي بتعملي ايه قدام البيت لما العربية كانت هتخبط جومانا
توترت من سؤاله قائلة بكذب :
كان عندي مشوار في المنطقة و عديت من قدام العمارة شوفتها صدفة
لم يقتنع لما قالت ليسألها مرة اخرى :
بس كده
اومأت برأسها و هي تتحاشى النظر له نظر لطفلته ليجدها تميل برأسها على صدر سارة تغمض عيناه لتنام ليقف قائلاً :
هنسيبك ترتاحي بقى ، عن اذنك
نظرت جومانا قائلة :
نامت خليها نايمة و ابقى خدها بكره او انا ابقى اوصلهالك
ابتسم بحرج قائلاََ :
مش هينفع انا متعود على كده مش هتصحى هشيلها لحد تحت
كانت تريد أن تبقى تلك الصغيرة برفقتها لوقت اطول لقد دخلت قلبها حقاََ و احبتها ذلك كان سبب اول اما الثاني انها ارادت ان يبقى معها احد يجون انيساََ لها بذلك المنزل البارد و الخالي من اي صوت عداها ، لتتحجج مرة أخرى قائلة :
الجو برد بره عليها و هي دلوقتى دفيانه هتاخد برد
حملها من بين يديها برفق قائلاً بهدوء :
مش هيحصل حاجة ان شاء الله
ثم تابع بحرج :
احم لو تعبتي ابقى كلميني علطول
اومأت له التفت لها قبل ان يغادر من باب المنزل :
شكرا ع اللي عملتيه
ابتسمت بهدوء قائلة :
ده واجبي و ثانيا اهو يوفي شوية من الديون اللي ليا عندك من زمان !!!
……..
كان عمر يجلس بغرفته الموجودة بمنزل والده ينظر لابنته التي تنام على الفراش بحنان و عقله شارد بمكان اخر حتى انه لم يستمع لصوت الطرقات على باب غرفته و لا بدخول شقيقه حسن الذي سأله بقلق :
مالك يا عمر
افيق عمر من شروده و هو يرى شقيقه يجلس بجانبه و يحدثه ليسأله الأخر مرة أخرى :
مالك سرحان في ايه
تنهد عمر بحزن قائلاً :
كل ما اقول طلعت من حياتي خلاص ، القيها طلعت قدامي من تاني ، تفتكر ده ليه سبب
فهم حسن على من يتحدث ليسأله :
بتحبها
ضحك عمر بسخرية مردداََ بحزن :
لو حد سمع حكايتي معاها هيقول ده مجنون او غبي ، معندوش كرامة عشان بعد كل اللي عملته فيه لسه بيحبها
ثم تابع بقلة حيلة و حزن :
بس مش بأيدي ، ما هو لو بأيدي كنت خلصت نفسي من العذاب ده ، غصب عني مش قادر لا اكرهها و لا انساها
مسح بيده على وجهه قائلاً :
سارة دلوقتي غير سارة بتاعت زمان ، اللي شوفتها دي مختلفة خالص ، اصدق احساسي و اروح ليها و ادي لنفسي فرصة تانية معاها ، و لا اكمل حياتي من غيرها مع بنتي
حسن بحزن لأجل شقيقه :
بنتك بتكبر يا عمر و محتاجة ام ليها ، نهى خلاص هتتجوز و هيبقى ليها بيت و عيلة يعني هتتشغل عن بنتك و انت مش هتقدر تربي جومانا لوحدك
عمر بحزن :
ده مصعب الموضوع عليا اكتر ، مش قادر اشوف واحدة غيرها تكون مراتي ، مش عاوز اظلم واحدة تانية غير نهال الله يرحمها
ثم تابع بضيق من نفسه و حزن :
انا صحيح كنت معاها و بعمل اللي يطلع بأيدي عشان محسسهاش بأي نقص بس مقدرتش ، قلبي كان مع سارة و ده كان واجعها ، كانت عارفه ان قلبي مع غيرها و استحملت و انا حاولت بس والله معرفتش ، مش بأيدي يا حسن
حسن و هو يربع على كتف شقيقه :
بص يا عمر انا عارف ان سبب جوازتك من نهال اصرار ابوك و تصميمه عشان يخليك تنسى البنت دي بس ده كان اكبر غلط عملته ، سارة اتغيرت ، كل واحد يستاهل فرصة تانية مينفعش نحك على واحد بالإعدام عشان غلط زمان ، المهم الشخص ده بقى ايه مش كان ايه
ثم تابع بهدوء :
ريح قلبك و اعمل اللي انت عاوزه يا عمر متفكرش في حد ابوك هيعترض في الاول اه بس فترة و هتعدي و لما يشوفها اتغيرت هيسامح
ثم تابع و هو يقف ليغادر الغرفة :
طالما اتغيرت و انت شوفت ده بعينك و كمان كانت هتفدي بنتك بحياتها يبقى انتوا الاتنين تستاهلوا فرصة مع بعض
غادر و تركه يفكر بحديثه و لازالت المخاوف تداعب قلبه من تلك الخطوة لكن انا وافق هو هل سترضى هى و لما لا ترضى هي بالتأكيد تحبه و تفكر به لا يوجد سبب اخر لوجود صورته بكتابها غير ذلك !!
……….
بعد اسبوع مضى منذ اخر مرة رأها
كان إلياس يجلس بالمطعم الخاص بذلك الفندق في عشاء عمل هام لتقع عيناه عليها ما ان وصل للفندق تدخل الملهى الليلي التابع للفندق انهى اجتماعه سريعاََ و ما ان سأل عنها بالفندق عرف انها تقيم به
دخل حيث توجد هي بذلك الملهى ليجدها تجلس على البار تحتسي الخمر بشراهه
اقترب منها بضيق قائلاً :
بطلي شرب زفت بقى
ما ان رأته اشتعل الغضب بداخلها قائلة بحدة:
انت مالك
زفر بضيق لتتابع هي بثمالة و حزن :
طالما بتحبها عملت كده ليه ، سمحت ليه يفوز بيها ليه و لا انت اصلا مش بتحبها
اجابها بضيق :
اللي عملته مع حياة ده الحب على عكسك انتي
صرخت عليه بغضب :
قولتلك بحب بدر
اجابها بهدوء :
انتي بتقولي كده عشان تقنعيني و لا عشان تقنعي نفسك ، اللي عملتيه ده يتسمى اي حاجة غير الحب
نظرت له بغيظ ليتابع هو :
انا متأكد ان عارفه ان اللي بقوله صح و مقتنعة بيه بس بتكابري مش اكتر
صرخت عليه بغل :
امشي من قدامي ايه اللي جابك
ثم تابعت بدموع و حقد :
هي معاه دلوقتي و في حضنه لمسها و قرب منها
اشتعلت نيران الغيرة بقلبه هو الأخر لم يشعر بنفسه سوى و هو يجذب الكأس الموجود أمامه يرتشفه دفعة واحدة بينما هي تابعت بحزن :
ليه محبنيش زيها و اتجوزني ، اشمعنا هي
كأس يلي الأخر حتى أصبح الاثنان بحالة يرثى لها ثملين على الأخير ، كان كلاهما يستند على الآخر حتى صعدوا للجناح الخاص بها بخطوات غير متزنة دخل هو و هي للداخل لتقع على الفراش و هو فوقها ، شرد بوجهها و عيناه قائلاً بثمالة و هيام :
انتي حلوة اوي
ضحكت قائلة بثمالة و هي تتحسس بأصابع يدها وجهه الوسيم :
انت كمان حلو اوي
2
كان اخر شيء نطقته هي و هو بتلك الليلة مرتكبين تلك الفاحشة الكبرى بعدما اذهب ذلك المشروب عقلهم !!!
…….
بفيلا الادم….بغرفة ريان و ندا
كان ريان يجلس على الفراش يشاهد التلفاز حتى خرجت ندا من المرحاض تقترت منه قدم و تأخر الأخرى بخوف و توتر ليسألها هو بقلق :
مالك يا حبيبتي ، في حاجة
اقتربت منه فمسك يدها و جعلها تجلس امامه لتتحدث هي اخيراََ قائلة بتوتر :
كنت عايزة اقولك حاجة
سألها باهتمام و قلق :
حاجة ايه
تلعثمت و هي تجيبه من الخوف :
اا…..ااانا….
وضع يده على كتفها قائلاً بقلق :
مالك يا حبيبتي خايفة من ايه
بخوف اخرجت من جيب سترتها عصاه بيضاء طويلة وضعتها بيده لتتوسع عيناه بصدمة قائلاً :
انتي حامل !!!!
ثم تابع بصدمة و هو يتساءل :
حصل ازاي انتي مش واخدة احتياطاتك
توترها و تحاشيها النظر لعيناه جعله يدرك انها فعلت ذلك عن عمد ليهب واقفاََ قائلاً بغضب :
عملتي اللي في دماغك بردو مش كده
اجابته بدموع و خوف :
انا عايزة ابقى ام تاني مفيش مشكلة في كده
صرخ عليها بغضب :
خدتي قرار من ده من غير ما ترجعيلي
اجابته بحزن و خوف :
كنت هترفض ، كل مرة بنفتح سيرة الموضوع ده بترفض يا ريان
دفع المقعد بقدمه قائلاً بانفعال و غضب :
هو انا برفض عشان اهلي مثلا ، ما كله عشانك
اجابته بضيق :
انا ما اشتكتش يا ريان
نظر لها بغيظ و غضب كبير ثم غادر صافعاََ الباب خلفه بقوة انتفض جسدها من صوته العالي !!!
.
.
بينما بالأسفل كان ريان يجلس بالحديقة بغضب حتى شعر بيد توضع على كتفه التفت على الفور ظنناََ منه انها هي لكنه تفاجأ بوالده الذي جلس بجانبه قائلاً بقلق :
مالك يا بني كنت بتزعق مع مراتك ليه
اجابه باقتضاب و صدره يعلو و يهبط بانفعال :
مفيش
ربت يوسف على كتفه قائلاً :
احكيلي يمكن اقدر اساعدك
اجابه انفعال و غضب منها :
حضرتها حامل
يوسف بسعادة :
طب و ده خبر يضايق في ايه المفروض تكون مبسوط و طاير من الفرحة كمان
ريان بغضب و غيظ :
بتاخد قرارات من دماغها و لا كأني موجود قولتلها نأجل الخلفة دلوقتي و قولتلها اسبابي و لفت و عملت اللي في دماغها من ورايا
يوسف بهدوء :
اسبابك ايه
اجابه ريان بضيق :
ليلة لسه مكملة سنتين من كام شهر و حضرتها لسه بتدرس و طب كمان يعني الدراسة صعبة و بنت واحدة و هي محتاسه بيها لسه و غير كده لو حسبنا شهور الولادة وارد جداََ تيجي مع الامتحانات يعني هتأجل السنة دي و تروح عليها و هيبقى تعب عليها جامد
ثم تابع بسخرية و غيظ و غضب :
في الاخر تقولي انا ما اشتكتش ، عنيدة و دماغها عايزة كسرها و مش بتسمع غير اللي في دماغها بس كأنها مش متجوزة واحد تاخد رأيه
يوسف بهدوء و هو يربت على كتفه :
هدي نفسك يا بني ، هي غلطانة ايوه ، عارف انا زمان كنت في نفس موقفك مع ليلى اللي يرحمها
ثم تابع بحنين :
بعد ما خلفتك انت و اوس اخوك قولتلها كده كفاية عشان صحتك و عشان تقدري عليهم ، مسمعتش مني و خلفت امير و بعدها اختك اتخانقنا بردو عشان عملت كده من ورايا كانت عايزة تجيب ولاد كتير عشان يبقوا اخوات و في ضهر بعض
ريان بحزن :
الله يرحمها
تنهد يوسف بحزن متابعاََ :
مراتك غلطت و عندك حق تزعل منها ، سيبها انا هتكلم معاها و افهمها غلطها
ريان بضيق :
هي مش حاسة انها غلطانة ، بتكابر و خلاص
يوسف بتهدئة :
طب هدى نفسك و بلاش تضيع فرحتك انتي و هي بخبر زي ده ، ربك موجود و ان شاء الله مفيش تعقيد و يا سيدي البيت مفيش فيه اكتر من الستات و هيساعدوها و ممكن كمان تجيب مربية تساعدها
ريان بضيق :
انا اللي مضايقني اكتر اللي عملته ، خبت و نفذت اللي في دماغها كأني مش موجود
جاء صوتها من خلفه قائلة بحزن :
ريان ، حقك عليا انا اسفة و غلطت في اللي عملته بس انا كمان ليه اسبابي
استأذن يوسف منهم و غادر حتى يتحدثوا بأريحية :
تصبحوا على خير
بينما ريان التفت لها قائلاً بسخرية :
يا ترى اسبابك ايه يا هانم
اجابته بضيق :
ممكن من غير تريقة
ضحك بسخرية لتكمل هي بحزن :
اشمعنا اخواتك مش بيتضايقوا لما مراتتهم كانوا حامل و هما بيدرسوا
احابها بتهكم :
يمكن مثلا عشان و لا واحدة فيهم بتدرس طب اللي عايز وقت و مجهود منك و لا يمكن مثلا عشان حضرتك لو ناسية و مش عاملة حسابك امتحاناتك قربت و هتأجلي سنة و لا يمكن مثلا مسئوليتك هتزيد و مش هتبقي عارفة تعملي ايه و لا ايه
ثم تابع ببرود عكس النيران المشتعلة بداخله منها :
اه صح ده انا ما اشتكتيش
نادتها بتوسل ان يتوقف عن طريقته تلك :
ريان
صرخ عليها بغضب قائلاً :
بلا ريان بلا زفت انا زهقت منك يا ندا و من تصرفاتك ، ماشية من دماغك و لاغية وجودي كل مرة بعديها اسكت و اقول معلش و اطلع نفسي غلطان ، بس هفضل اقول معلش لأمتى
بكت بحزن ليصرخ عليها بغضب :
متعيطيش
بكت اكثر قائلة بحزن :
انا اسفة ، انا بس كنت عايزة اجيب لليلة اخ او اخت
زي ولاد عمهم
اجابها بضيق و حدة :
ملكيش دعوة باخواتي كل واحد فيهم ليه ظروفه ، احنا غيرهم ، زينة مخلفتش تاني غير لما خلصت دراسة و فرح نفس الكلام مأجلة الخلفة عشان لسه بتدرس و كمان مهرة دراستها مش محتاجة مجهود زيك انتي
اجابته بحزن و اسف :
انا غلطانة عندك حق ، متزعلش مني اخر مرة والله اعمل حاجة من غير ما ارجعلك
ثم وضعت يدها على موضع جنينها قائلة برجاء :
متضيعش علينا فرحتنا بيه
لانت نظراته هو سعيد بوجود طفله لا شك بذلك لكنه غاضب منها لأقصى درجة
لتتابع هي بأسف و رجاء :
سامحني !!!!
……..
التفتت له بابتسامة ليكمل هو بصعوبة :
جهزي نفسك عشان هنرجع مصر في اول طيارة انهاردة
قطبت جبينها تسأله بتعجب :
ليه مش قولت هنقعد شهر ، عدى اسبوعين بس
ابتلع ريقه بصعوبة و لم يجيب لتسأله بقلق :
بدر حصل حاجة
كان الصمت جوابها تلك المرة ايضاََ لتردد بقلق :
انا ابتديت اقلق ، اتكلم حصل ايه
اجابها بصعوبة :
والدك
توسعت عيناها بصدمة و سألته بخوف :
بابا حصله حاجة !!!!
……..

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
هوى قلبها بين قدميها عندما اخبرها بأن حالة والدها سيئة للغاية و الأطباء اخبروهم انها فقط مسألة وقت لا اكثر !!!
……
ما ان توقف بالسيارة امام الفيلا الخاصة باشقائها ركضت بكد قوتها للداخل ثم لأعلى و لم تنتبه لجميع من بالأسفل عائلة العمري و عائلة الجارحي حتى سارة التي كانت برفقته منذ مرضه قبل عودة حياة بقليل نزلت للأسفل و الدموع تغرق وجهها
دخلت حياة للغرفة على الفور لتقع عيناه عليه ينام على فراشه بوجه شاحب متعب و حوله يجلس اشقائها
ابتسم لها بشحوب ما ان رأها
1
اقترتب منه تتمسك بيده بقوة و اخذت الدموع تنهمر من عيناها بغزارة قائلة برجاء :
متسبنيش ، انا لسه محتاجة ليك معايا
تمسك بيدها بوهن قائلاً بصعوبة :
حقك عليا ، قطعتي شهر العسل بسببي
اجابته على الفور بدموع و هي تحرك رأسها :
فداك اي حاجة ، المهم انت
ابتسم لها بحنو و اشقائها بجانبه منذ وقت طويل كلاََ منهم يمنع دموعه بصعوبة ، لكن لم يتمالك الأربعة ذاتهم لتبدأ الدموع تنهمر من عيناه بغزارة
نظر لهم يوسف قائلاً بتعب و توسل :
انا كان تلت امنيات قبل ما اموت ، الأولى اني اعيش اللي باقي من عمري وسطكم و اتحقق اللي اتمنيته
بكى و هو يكمل حديثه :
التانية انكم تسامحوني بس مقدرتش على دي ، مهما كل واحد فيكم اتعامل كويس معايا بس عارف ان السماح مش……..
قاطعته حياة مقبلة يده قائلة بدموع و توسل :
انا مسمحاك ، بس لو سبتني و مشيت مرة تانية مش هسامحك ، انا لسه محتاجة ليك في حياتي ليه بعد ما اتعودت على وجودك عايز تسيبني و تمشي
ربت يوسف بوهن على وجنته و دموعه تغرق وجهه هو الأخر لينحنى أوس على ركبيته بجانب فراشه ممسكاََ بيده الأخرى مقبلاََ اياه بدموع :
مسامحك ، مسامحك يا بابا
ابتسم يوسف بسعادة و دموع حاول الاعتدال ليساعده الخمسة على ذلك برفق بعدها اقترب منه امير معانقاََ اياه برفق يبكي باحضانه كالطفل الصغير قائلاً بحزن :
مكنتش اعرف اني في يوم من الايام ممكن ازعل عليك و مكنتش عارف اني بحبك اوي كده ، خليك جنبي متسبنيش ، متخلنيش احس نفس احساس موتها زمان من تاني ، انا مسامحك يا بابا ، من قلبي مسامحك بس متسبنيش
عانقه يوسف هو الأخر بدموع و حزن و التعب ظاهر بوضوح على وجهه لكنه يتحامل على نفسه لأجل تلك اللحظة الأخيرة التي يود قضائها برفقة ابنائه فقط قبل ان تصعد روحه لخالقها 💔
ريان بدموع و حزن و هو يجلس امامه :
مفيش حاجة كسرتني زمان غير موت امي اللي يرحمها بلاش تكسرني انت كمان و تسيبني ، انا بحبك اوي على فكرة و مش عايز اخسرك يا بابا ، احنا كلنا محتاجين ليك معانا
بكت حياة و هي تعانقه بقوة و صوت شهقاتها يتعالى بالمكان ، نظر يوسف لادم الذي يجلس و ينظر له بصمت منذ مدة طويلة دون أن يتحدث فقط دموعه تنساب من بين عينيه بصمت
نطق يوسف اسمه بتعب و أعين راجية الغفران :
ادم
مسح ادم دموعه قائلاً بحزن :
اناني ، حتى في موتك اناني بعد ما اتعودنا عليك عايز تسيبنا و تمشي بسهولة و مستسلم ، بتعيد نفس اللي حصل زمان
بكى يوسف قائلاََ بحزن :
مش بأيدي يا بني ، زمان كان بأيدي لكن دلوقتي لأ ، ده امر ربنا ، لو عليا افضل معاكم العمر كله
اقترب ادم منه لتبتعد حياة عن احضان والدها التي سرعان ما هرع إليها ادم كالطفل الصغير الذي يتشبث بوالده حتى لا يتركه و يذهب قائلاً :
مسامحك
فتح يوسف ذراعيه لابنائه حتى يعانقهم لآخر مرة بالفعل ركضوا حميعاََ لاحضانه و الدموع تغرق وجوههم ليردد يوسف بتعب شديد و رجاء :
خلو جدكم و جدتكم و قاسم يسامحوني ، انا والله في حياتي ما حبيت حد غير ليلى و لا قربت من غيرها ثريا كانت مراتي بس ربنا يشهد عليا عمري ما قربت منها و لا قدرت اشوف غير ليلى
توسلهم مرة أخرى ببكاء :
امنيتي الأخيرة اني ادفن جنب ليلى
اومأ الخمسة برأسهم بنعم و صوت شهقاتهم يملئ المكان كلاََ منهم يتشبث بوالدهم بقوة و كذلك فعل يوسف الذي اشتد التعب عليه مردداََ الشهادة بخفوت و هو يشعر بألم لا يحتمل بكامل جسده ليعلم انها النهاية !!!
مرت دقائق قليلة جداََ حتى شعرت حياة بتراخي يد ابيها حولها و كذلك سكونه و شعرت بتوقف نبضات قلبه تحت رأسها الموضوعة على صدره
انحبست انفاسها و ابتعد للخلف ببطئ و صدمة و على حركتها ابتعد الجميع لتقع عيناها على وجهه لتجده عيناه مغلقة و شفتاه زرقاء هزت يده برفق قائلة ببكاء عالي و توسل :
بابا ، بابا اصحى ، اصحى عشان خاطري
دخل الخمسة ببكاء هستيري عندما وضع ريان يده على معصم والده ليرى النبض لكنه لم يشعر بشيء وضع اصبعه اسفل انف والده لتكون نفس النتيجة لا يوجد انفاس لا يوجد نبض ، لقد رحل والده من الحياة !!!!
2
2
ركض الجميع لأعلى عندما استمعوا لاصوات البكاء العالية و صوت حياة تصرخ بأسم والدها
ليتصنم الجميع بأمكانهم من هذا المشهد الذي مهما حدث لن يمحى من ذاكرتهم
اقترب بدر من حياة التي تتشبث باحضان والده كل ما تردده كلمتان فقط ” ما تسبنيش ”
مد يده ليجذبها لاحضانه حتى يهدئها من نوبة البكاء التي دخلت بها لكنها ابت ترك احضان والدها !!!!
………
انتهت مراسم الدفن بحمل الأربعة النعش الخاص بوالدهم و الدموع تغرق وجوههم و هم يحمله جثمانه و يضعوها أسفل التراب بجانب قبر والدتهم الحبيبة بينما هي كانت تبكي بصمت و هي تستند على زوجها بدر
ما ان انتهوا من اغلاق القبر غادر الجميع واحداََ يلو الأخر لتبقى فقط العائلة كانت سعاد تبكي بانهيار على قبر ابنها و كذلك جمال الذي ينظر لقبر شقيقه بدموع و يدعو له بالرحمة
بينما الشيخ يردد آيات القرآن الكريم بصوته العذب خاتماََ ذلك بالدعاء له ” اللهم انسه في وحشته ” العديد و العديد من الأدعية يتلوها بصوته العذب بينما الجميع يؤمنون وراءه
ايام مرت و كان ادم و اشقائه الثلاثة يستقبلون واجب العزاء و حياة كانت حبيسة الغرفة التي بقى فيها والدها بفيلا اشقائها منذ ان عادوا من الدفن تحتضن وسادة والدها بقوة و عيناها لم تتوقف عن ذرف الدموع كان بدر يجلس بجانبها ينظر له بحزن قلبه يتألم لأجلها ترفض الحديث مع اي احد فقط تبكي بصمت طعام لا تأكل لم يدخل شيء لجوفها منذ وفاته مهما حاول الجميع معها
……..
طوال الأيام الماضية و هو لم يكف عن مراقبتها من بعيد تذهب لعملها في الثامنة صباحاََ و تعود الساعة الرابعة و النص لمنزلها تعمل سكرتيرة بشركة كبيرة استطاع يوسف ان يأمن لها هذا العمل بعد شفائها
حياتها تقتصر على الذهاب للعمل و العودة منه دون جديد لا تتقابل مع احد و لا تلتقي بأحد ، غفل عن مراقبتها يومان لانشغاله مع ابنته ليتفاجأ بعدها بخبر وفاة يوسف العمري من حينها ترتدي الأسود عيناها منتفخة من البكاء يبدو انها حزينة عليه ، لم يتحدث معها منذ اخر مرة زارها بمنزلها
لكن اليوم قرر الذهاب لها انتظرها خارج الشركة في موعد انتهاء عملها لتتفاجأ به قائلة بصدمة :
عمر !!! بتعمل ايه هنا
اجابها بهدوء :
عايز اتكلم معاكي ممكن
اومأت له بصمت و ها هي تجلس برفقته بذلك المطعم لتتناول برفقته طعام الغداء لكنها لم عمي الطعام فقط تعبث به بشوكتها بشرود
قاطعه هو قائلاً بحزن :
البقية في حياتك ، سمعت بخبر وفاة يوسف العمري
تنهدت بحزن و لمعت عيناها بالدموع قائلة :
حياتك الباقية
– زعلانة عليا للدرجة دي
اومأت له بحزن و مسحت بيدها تلك الدمعة التي فرت من عيناها :
كان ابويا بجد مش جوز ماما و خلاص كان ليا اب انا عملت كتير وحش في ولاده ، عارف كنت ساعات بعمل كده خوف كنت بحاول اكرهه فيهم اولا عشان كنت فاكرة اني بحب إلياس عايزة ابعد حياة عنه ، ثانيا عشان كنت خايفة لو قرب منهم ينساني
تنهدت بحزن و قهر :
انا اه كنت وحشة و فيا كل العبر ، بس غصب عني امي كانت كده و بابا يوسف بالرغم انه كان جنبي لكن مكنش متواجد طول الوقت فكان معظم وقتي معاها و قدامها مكنش غريب يعني اني اطلع شاربة منها ، مفيش حاجة كسرتني بجد غير موته
انسابت دموعها بصمت قائلة بحزن :
انا مزعلتش على موت امي و ابويا الحقيقي قد ما زعلت على بابا يوسف
سألها بدون مقدمات :
لسه بتحبي إلياس
اجابته باستنكار و صدق :
بقولك كنت فاكرة اني بحبه ، عايز الصراحة اكتشفت بعدين اني رغبتي اني امتلك إلياس كانت السيطرة عليا لاني كنت
متغاظة ان اللي حاولت انا اعمله في كل السنين دي ، جت حياة و عملته في غمضة عين
اجابها بهدوء و قد اراحت اجابتها قلبه :
صريحة اوي
تنهدت نرددة بصدق و بدون تفكير :
زهقت و قرفت من الكدب و الوشوش اللي كنت بلبسها كل شوية و امثل بيها ، اللي حصلي من سنتين عملني كتير اوي
اجابتها بهدوء :
عايز تصدقني او لا براحتك ، مش هلومك لان هيبقى معاك كل الحق
صمت دام لدقائق لتقطعه هي قائلة :
جومانا عاملة ايه
اجابها بهدوء :
كويسة ، الحمد لله
اومأت له قائلة بتوتر و هي تمنع نفسها من سوأله ذلك السؤال الذي للآن يثير فضولها :
سلملي عليها
نظر لها قائلاً بهدوء :
مش عايزة تسألي اتجوزت ليه
اجابته بهدوء زائف :
مظنش انك هتحب تتكلم معايا في كده
حرك راسه بهدوء لتسأله بتذكر :
انت كنت عايزني في ايه ص……
قاطعها قائلاً بدون مقدمات مما جعلها تفتح فمها بصدمة و تتوسع عيناها :
تتجوزيني !!!
سرعان ما ضحكت بخفوت قائلة :
بلاش هزار يا عمر ، قول كنت عاوزني في ايه
اجابها بجدية :
ده شكل واحد بيهزر
اومأت برأسها عدة مرات قائلة بجدية :
تمام ، يعني بتتكلم جد ، بس احب اقولك انك جيت للبنت الغلط
اجابها بجدية :
مش بتقولي اتغيرت و اتعلمت و انا مصدقك
زمت شفتيها قائلة بحزن و اعين تلمع بالدموع :
بعد اللي حصل بينا زمان معتقدش ان هينفع نكون مع بعض يا عمر ، انت عمرك ما هتنسى اللي انا عملته فيك
اقترب بمقعده من مقعدها قائلاً بحب و حزن :
انا اللي اعرفه اني مهما حاولت انساكي مش بعرف ، سنين و انا مش قادر اتخطى حبك ، انا تعبت من البعد و تعبت من الحرب اللي جوايا جزء بيقولي ابعد و جزء بيقولي قرب
ثم مسك يدها قائلاً بحب :
بس الأكيد اني دلوقتي عايز قربك يا سارة
سحبت يدها من يدها ثم هبت واقفة قائلة بهدوء :
انا لازم اروح ، الوقت اتأخر
وقف هو الأخر قائلاً :
ده رفض
حركت رأسها بنفي قائلة بحيرة و رجاء ان لا يضغط عليها بالحديث :
ممكن وقت افكر يا عمر !!!
…….
– عاملة ايه يا حياة
قالتها سارة التي فاجأت حياة بزيارة لها بصباح اليوم
صافحتها حياة بصمت و جه حزين لتتابع سارة بحرج :
انا جيت اطمن عليكي و اشوفك
اومأت لها حياة قائلة بحزن :
انا كويسة شكراََ
جلست للحظات امام حياة بتوتر ثم وقفت قائلة طب استأذن انا
حياة بهدوء :
اقعدي يا سارة ، كنت عايزانى في ايه
جلست سارة مرة أخرى قائلة بحرج و توتر :
بصراحة انا محتارة و مليش حد اتكلم معاه و اخد رأيه في الموضوع ده
ثم تابعت بحزن :
كنت بتكلم مع بابا يوسف الله يرحمه ، هو قالي قبل ما يتوفى ، اني الجأ لحد منكم و محدش هيتأخر عن مساعدتي و كان بيقولي انه متأكد من شهامتكم
حياة. بحزن و اعين تلمع بالدموع :
الله يرحمه
تنهدت سارة بحزن و بدأت تقص عليها حكايتها مع عمر من البداية حتى الآن ليكون الرد من حياة ضحكة خافتة خرجت من بين شفتيها
لتسألها سارة بتعجب :
بتضحكي على ايه !!!
حياة بابتسامة :
مفيش غيره
سألتها سارة بعدم فهم :
هو ايه !!!
تنهدت حياة بعمق ثم رددت حياة بابتسامة لاحت على شفتيها و هي تتذكر معاناة اشقائها و هي ايضاََ جميع من تعرفهم :
الحب ، سبب كل حاجة بتحصل ، كلمة صغيرة بس معناها كبير اوي
نظرت لسارة ثم رددت بجدية :
اسمعي مني الكلمتين دول كويس اوي
اومأت لها سارة و هي تستمع لها بتركيز تقول :
انسي الماضي طالما بدأتي من جديد انسي سارة القديمة و كأنها معدتش عليكي في يوم و اتعاملي بسارة الجديدة ، انتي مش وحشة ، بالعكس انتي كويسة يا سارة من جوه و بره و معدنك كويس
تنهدت ثم اكملت حديثها :
في كتير مهما عدت عليهم محن مش بيتعظوا لكن انتي اتعلمتي و غيرتي من نفسك و بقيتي سارة اللي قدامي دي
ادمعت اعين سارة لتربت حياة على يدها قائلة :
رغم كل اللي عملتيه لعمر بس لسه بيحبك ، جالك رغم اللي حصل و لسه شاريكي ، تستاهلوا فرصة مع بعض و بلاش التردد يخليكي تخسريه
اجابتها سارة بدموع و خوف :
بس انا خايفة افشل انتي عارفة ان بجوازي منه هبقى ام لبنته ، خايفة افشل في تربيتها خايفة افشل اكون زوجة ليه
ابتسمت لها قائلة برفق :
خوفك من انك تسببي ليه اذى دليل على حب و اللي بيحب عمره ما يأذي ، انت اتحرمتي من انك تحسي بحنان والدتك رغم أنها كانت عايشة ، تقدري تعملي كل اللي كان نفسك تعيشيه معاها مع بنت عمر ، خوفك على مصلحتها اكبر دليل على انك مستحيل تأذيها
ثم تابعت بهدوء :
غير كده تفتكري ان تربية البنت هتكون مقتصرك عليكي عمر هيساعدك لازم و تقدري تقرأي كتب ازاي تتعاملي مع الأطفال اللي في سنها بس الاهم من كل ده تتعاملي معاها بحب و حنان
اجابتها بخوف :
طب ما هي ممكن متحبنيش
نفت برأسها قائلة بابتسامة :
الأطفال بالذات بيحسوا باللي بيحبهم بصدق و اللي مش بيحبهم ، يعني هي هتحبك طول ما هي حاسة بحبك الصادق ليها ، و بلاش تلومي نفسك على حاجة عدت خلاص ، ارمي كل حاجة ورا ضهرك ، كملي حياتك
اومأت لها سارة بابتسامة ممتنة وقفت لتودعها لكن سارة لم تكتفي بمصافحة باليد بل احتضنتها قائلة بامتننان و حب :
شكرا اوي يا حياة ، بجد شكرا
ابتسمت حياة بهدوء و بادلتها العناق قائلة :
على فكرة انا مسمحاكي
ابتعدت عنها سارة تنظر لها بصدمة بتتابع حياة قائلة بهدوء :
ابقى ظالمة لو رفضت و انا شايفة ندمك و توبتك بجد و انتي تستاهلي الفرصة التانية
شكرتها سارة بدموع و سعادة و قبل ان تغادر اوقفها صوت حياة قائلة بابتسامة :
متنسيش تعزميني ع الفرح
اومأت له عدة مرات و غادرت و اول ما فعلته انها هاتفت عمر على الفور قائلة بتوتر و خجل :
انا موافقة يا عمر !!!
………
ما ان سمع موافقتها على الفور اخبر والده و شقيقه برغبته بالزواج منها و ما ان سمع والده ذلك انتفض واقفاََ صارخاََ بغضب :
انت اكيد اتجننت سارة مين دي اللي عايز تتجوزها !!!
عمر بهدوء :
زي ما حضرتك سمعت يا بابا ، هتجوزها !!!
صرخ عليه بغضب :
تبقى اتجننت رسمي تتجوز دي ، تشيلها اسمك ،
ده انت حتى عارف ماضي أهلها المشرف و اللي عملته فيك
ثم تابع و هو يضربه بصدره :
بنتك هتأمن عليها مع دي هتروح شغلك و تستأمن دي على بنتك و بيتك
اومأ له قائلاً بجدية يحاول التحكم بغضبه :
اه يا بابا سارة اتغيرت و بق…..
قاطعه صارخاََ بغضب و استهزاء :
انت بتاكل من الكلام ده ، كله تمثيل في تمثيل اش حال ما كنت اتلدغت منها قبل كده و خدعتك بكلمتين و بتمثيلها عليك
عمر بضيق :
انا مش عايز افتح في القديم و ميهمنيش في حاجة
ثم تنهد متابعاََ :
مكنتش هاخد خطوة زي دي غير لما اتأكد منها ، سارة بجد اتغيرت و انا مش عايز ابقى ظالم معاها
عايزني احطها في خانة الظالمة و عديمة الأخلاق عشان غلط عملته و ندمت عليه ، عايزني ابقى ظالم يا بابا و افضل احاسبها على ذنب تابت عنه ، عايزني ابقى قاسي و ما اسامحش و ربنا سبحانه و تعالى بيسامح و يغفر الذنوب
صرخ عليه بحدة :
تابت ماتبتش البنت دي متنفعكش كفاية اللي حصلك من تحت راسها
اجابها بهدوء زائف :
حضرتك قولت حصلك يعني انا اللي اقرر اسامح و لا لأ و انا سامحت و عايزها و مش هبعد عنها تاني
صرخ عليه بغضب :
يعني بتعصي كلامي
اجابه بهدوء :
العفو يا بابا بس انا شايف ان ده الصح و هبقى مبسوط بقراري ده ، حضرتك اللي مصر تدمر سعادتي دي عشان غلطة هي عملتها زمان و تابت عنها خلاص
صرخ عليه والده بغضب و توعد :
لو اتجوزتها يا عمر لا انت ابني و لا اعرفك و يكون في علمك لو اتجوزت البنت دي انا بنفسي اللي هروح لأهل نهال و اقولهم يطالبوا بحضانة البنت و هقولهم على كل الماضي المشرف بتاعها و طبعا انت عارف الحكم هيكون في صالحهم بعد ما يدوروا في تاريخ الست هانم و تاريخ اهلها كله
تدخل شقيقه حسن بالحديث قائلاً :
بابا حرام عليك كفاية بقى ، سيبه يعمل اللي هو عاوزه مش كفاية غصبته زمان على نهال
نهره طه قائلاً بغضب :
متتدخلش انت انا عارف بعمل ايه
ثم التفت إلى عمر الذي مصدوم من حديث والده :
ها يا استاذ بنتك عندك اهم و لا حبيبة القلب اللي باعتك زمان و اتراهنت عليك !!!!
كان جوابه نظرة خيبة أمل و حزن والده صعب الطباع يريد ان يسير كل شيء حسب رغبته هو فقط يرى انه الوحيد الذي يقول الصواب ، لم يهتم لرغبته بل و الأدهى انه يهدده الآن بطفلته الوحيدة
غادر المنزل صافعاََ الباب خلفه بقوة رافضاََ الالتفات لمناداة شقيقه باسمه !!!
……….
دخل للغرفة مساءاََ ليجدها كما هي الأيام الماضية تنام على الفراش بوضع الجنين تنظر للفراغ بشرود اقترب منها ثم وضع الطاولة الصغيرة التي عليها جانباََ ثم جلس بجانبها على الفراش قائلاً بحزن :
لأمتى يا حياة ، لأمتى هتفضلي كده ، فكرك يعني هو مبسوط و هو شايفك كده
نزلت دموعها بصمت فجذبها برفق لتعتدل جسدها جالسة ثم مسح دموعها قائلاً بحزن :
كفاية دموع الكل قلقان عليكي و على حالتك فكرتي فيهم ، طب فكرتي فيا و اللي بحس بيه و انا شايفك كده ، لو جرالك حاجة اعمل ايه انا من غيرك
كل ما نطقت به فقط :
ملحقتش اشبع منه ، يوم ما اتقبل وجوده و اقدر اسامحه سابني
تنهد بحزن قائلاً و هو يمسح دموعها :
هو دلوقتي في مكان احسن و محتاج دعواتك ليه اكتر من دموعك اللي اميد مزعلاه يا حياة
وضعت الطاولة امامها ثم قرب من فمها الطعام لتبعد وجهها قائلة بدون شهية :
مليش نفس
اجابها بتصميم :
مفيش الكلام ده هتاكلي يعني هتاكلي
بعد الحاح كبير تناولت الطعام من يده بصعوبة بدون شهية ثم وضع الطاولة جانباََ و عاد لها ليجدها تعتدل جالسة ثم دخلت للمرحاض ابدل ثيابه منتظراََ ايها حتى تخرج بالفعل مرة وقت قصير و كانت تخرج ترتدي ثوب الاستحمام الابيض الذي يصل لقبل ركبتيها بكثير كاشفاََ عن ساقها البيضاء الممشوقة و كانت تجفف خصلات شعرها كانت فاتنة بل تلك الكلمة قليلة لوصف جمالها
ابتلع ريقه و هو يتابعها بعينيه بافتتان و هيام و هي تدخل لغرفة الملابس منع نفسه بصعوبة من التوجه خلفها فهو يشتاق لها و بشدة
لكن رغماََ عنه وجد قدمه تقوده إليها لتقع عيناه عليها و هي تضع يدها على رباط ثوبها حتى تزيله ليقترب منها و هو كالمغيب يحاوط خصرها بيده من الخلف دافناََ وجهه بخصلات شعرها ليرتعش جسدها بين يديه خاصة عندما همس بخفوت بجانب اذنها باشتياق :
وحشتيني
اخذ صدرها يعلو و يهبط من الخجل و يده تمر على ساقها بخجل مقبلاََ عنقها قبلت رقيقة ابتعدت عنه قائلة بتوتر و خجل و تلعثم :
ااا…الوقت…ات…..
جذبها تجاهه مرة اخرى قائلاً بهمس و انفاسه الساخنة تضرب وجهها :
ابعد يعني
نفت برأسها بخجل هي بالفعل تحتاج قربه الآن اولا لانها اشتاقت له و ثانياََ لعلها تتناسى لو قليلاََ من حزنها سرعان ما اطبق بشفيته على خاصته مقبلاََ اياها باشتياق حاملاََ اياها بين ذراعيه يبث اشواقه لها على ذلك الفراش و لأول مرة بغرفتهم !!
……..
استيقظ في الصباح على صوتها و هي تتألم انتفض بمكانه و اخذ يبحث عنها فلم يجدها ركض صوب المرحاض ليجدها جالسة تنحنى بجسدها تستفرغ
اقترب منها بسرعة قائلاً بقلق و هو يبعد خصلات شعرها عن وجهها المتعرق :
حبيبتي مالك
تمسكت بيده قائلة بتعب :
تعبانة اوي يا بدر
انخنى ليحملها و هو يقول بقلق و خوف شديد :
ثواني هكلم الدكتور بسرعة
اوقفته قائلة بتعب :
خليني اخد شاور الأول
اومأ لها و طلب من والدته الاتصال بالطبيبة و ساعدها هو على الاستحمام برفق و ما ان انتهى ساعدها في ارتداء ملابسها و تجفيف شعرها ثم دثرها بالفراش
دقائق قليلة مضت و ها هي الطبيبة تفحصها و ما ان انتهت سألها بقلق :
مالها يا دكتورة
ابتسمت الطبيبة قائلة :
متقلقوش ، الف مبروك المدام حامل !!!
ردد الجميع بصدمة و سعادة :
حامل !!
اومأت الطبيبة قائلة و هي تلملم اغراضها :
بس حضرتها مهملة في اكلها خالص و ده مش كويس ع الجنين لازم تهتم بصحتها اكتر و تتابع الحمل مع دكتورة في اقرب وقت ، بس اهم حاجة الراحة التامة و تهتم بأكلها
غادرت الطبيبة بينما صبا زغردت بقوة قائلة بدموع من السعادة :
الف مبروك ، الف مبروك يا حبايبي
جذبت جين يد صبا للخارج و خلفهم غادر عاصم و عثمان و السعادة ترتسم على ملامح وجوههم
تبادلت حياة النظرات مع بدر بسعادة و صمت قطعه هو مقبلاً جبينها قائلاً بسعادة و دموع :
الف مبروك يا حبيبتي ، انا مبسوط اوي يا حياة ، ربنا كافئني بيكي و دلوقتي بيكافئني للمرة التانية بطفل مني و منك
حاوطت بيدها وجهه قائلة بدموع من السعادة :
انا مبسوطة اوي يا بدر
قبل يدها ثم جبينها و كل انش بوجهها بسعادة ثم جلس بجانبها يضمها لاحضانه بسعادة و هو يتحدث بلهفة عن غرفة الطفل و رغبته بأن تكون فتاة
مسكت يده قائلة :
بدر ، ممكن طلب
قبل يدها قائلاً بسعادة :
انتي تؤمري و انا انفذ يا مولاتي
– لو ولد عايزة اسميه يوسف !!!
ابتسم مقبلاً جبينها قائلاً :
حبيبتي انتي هتتعبي في ولادته و في فترة الحمل من حقك طبعاََ تسمي اللي يعجبك
– يعني مش هتضايق ان……
اعتدل قائلاً بابتسامة :
ايه اللي يضايق يا حياة هو اسم يوسف وحش مثلا كفاية اني احب الاسم ده عشان كان سبب في وجودك في حياتي و لولا ان اخوكي اوس حاجز اسم ليلى لبنته لوحده كنت سميت البيبي لو بنت على اسمها ، ياريت بنت انا عايز بنت مش ولد
شاكسته قائلة :
بنت ليه ان شاء الله ، ليه مش ولد
اجابها بسعادة :
عشان هتبقى دلوعة بابا دي و تبقى شبهك زي القمر و تاخد نفس العيون الحلوين دول اللي خطفوا قلب ابوها من اول نظرة
ضحكت بسعادة ليلمس بظهر يده وحنتها
قائلاََ برجاء :
ممكن بقى نهتم بأكلنا شوية ، سمعتي الدكتور قالت ايه اهملتي في اكلك و صحتك
اومأت له قائلة :
حاضر
2
ابتسم مقبلاََ انفها برقة قائلاً :
حضرلك كل خير يا قلب بدر و كل دنيته
………
بعد تفكير دام طويلاََ قادته قدمه لمنزل اهل زوجته الراحلة لم يعرف كيف يبدأ الحديث لكنه تشجع قليلاََ قائلاً بهدوء زائف :
خالتي انتي عندك شك في اختياراتي
سألته بعدم فهم :
مش فاهمة حاجة يا بني
اجابها بتردد بعد صمت :
انا قررت اتجوز !!!
صمتت هي الأخرى من الصدمة ثم اجابته بحزن ظهر على وجهه بوضوح و هي تتذكر ابنتها الراحلة :
ده حقك و شرع ربنا ، بس المهم يا بني تحط بنتك في بالك و انت بتختار زوجة اختار ام ليها و لو اني عاوزة حفيدي تيجي تعيش معايا و تتربى في حضني
بس انت اللي رافض
اجابها بهدوء :
مقدرش اعيش من غيرها يا خالتي دي بنتي ، بعدين عمرك يعني طلبتي تشوفيها او تقعد معاكي كام يوم و قولتلك لأ
نفت برأسها بحزن فسألها هو بهدوء :
قوليلي يا خالتي لو واحدة عملت غلط في حياتها و تابت و رجعت لربنا تستاهل فرصة تانية و لا لأ مش ربنا بيغفر و يسامح
اومأت له بدون تردد قائلة :
ايوه يا بني طبعاََ ربنا غفور رحيم و طالما تابت عن اللي عملته ربنا هيسامحها و يغفر لها
اومأ لها ثم بدأ يقص عليها بعض الأشياء عن حياة سارة بدون الدخول بتفاصيل كثيرة و أنهى حديثه قائلاً بهدوء :
انا عايز اتجوزها ، صدقيني يا خالتي انا واثق من توبتها زي ما واثق انك قدامي دلوقتي
اجابته بتردد و تريد ان ترفض :
بس يا بني دي هتربي بنتك ي..يعني….
قاطعها قائلاً :
هخليكي تقابليها و تتعرفي عليها بنفسك و تحكمي ، بعدين تفتكري اني ممكن اضر بنتي او ممكن اقبل ان حد يأذيها ، بابا مش موافق و……..
قاطعته قائلة بهدوء :
هاتها يا بني و تعالى البيت مفتوح في اي وقت
اومأ لها ثم ودعها و غادر لتأتي نهى التي استمعت لحديثهم قائلة :
ماما ، انا شوفت سارة دي و قابلتها باين عليها طيبة خالص دي حتى هي اللي انقذت جومانا لو فاكرة يوم الحادثة دي
اومأت لها قائلة :
انا عارفة جوز اختي كويس يا نهى عارفة انه ممكن يكون غضبه كله ان ابنه عايز يتجوز من غير موافقته لأني عارفة ايه اللي بيحصل لما حد يعمل حاجة مش على هواه ، و كمان واثقة في عمر انه مستحيل ياخد الخطوة دي غير لما يكون متأكد ان بنته هتكون مرتاحة
سألتها نهى :
يعني هتوافقي
لم تعطيها جواباََ واضحاََ فقط قالت :
اشوفها الأول يا نهى !!!
………
بقصر الجارحي
كان أدهم يستند بجسده على الشجرة و باحضانه هنا ينظرون لطفلهم الذي يجلس امامهم يلعب بألعابه لقد تم كتب كتابهم من جديد لكنه للآن لم يقترب منها كما طلبت هي و كم يتوق لقربها
استغل انشغال طفله و ادخل يده أسفل كنزتها ممراََ يده على ظهرها بأغراء لتوكزخ قائلة بحدة تخفي بها خجلها الشديد مما فعل :
اتلم
اجابها ببراءة :
ايه يا روحي هو انا عملت حاجة
اجابته بسخرية :
انت هتقولي بريء من يومك
همس بجانب اذنها بمكر و وقاحة :
طب ايه هنفضل اخوات كده لأمتى
وكزته مرة أخرى قائلة بحدة من كلماته الوقحة التي تخجلها :
اتلم يا قليل الادب
نظر لها بمكر قائلاً :
اي ده اي ده ، لأ ده احنا ايدينا طولت
اومأت له قائلة بابتسامة صفراء :
اه عندك مانع
حملها بين يديه قائلاً بمكر :
مش هامك كمان لأ ده لازم كورس تأديب و تهذيب و اصلاح من أدهم
جاء سليم يركض نحوهم قائلاً بطفولة :
ثيب مامي يا بابي
أدهم بمكر و هو يستخدم ذلك المشهد الذي رأه بأحد الأفلام القديمة :
مامي تعبانه يا حبيبي هحوطلها قطرة في عنيها و جاي كمل لعب انت
اومأ له سليم و دخل أدهم للداخل ثم لغرفته التي أصبح يتشاركها معها مؤخراََ و هي توكزه بحدة من حين لأخر لما قال مغلقاََ الباب خلفه و بداخله عزيمة ليجعلها اليوم ملكاََ له و قد حدث ما اراد بدون اعتراض منها لتكن تلك ليلتهم الأولى و التي كانت مليئة بالحب و الشغف بين الأثنان عكس الليلة التي مضت بقسوة و اجبار و نتج عنها الكثير !!!
……..
كانت يركض بغرفة الرياضة الملحقة بالقصر يلكم ذلك الكيس المعلق بيده و بدون قفازات صدره يعلو و يهبط بانفعال لقد ارتكب تلك الفاحشة الكبرى بسبب ذلك المشروب اللعين و الأدهى صدمته باليوم التالي عندما علم انه كان الرجل الأول بحياتها !!!
بكت بقوة و اخذت تكسر اثاث الغرفة حتى شعرت بالتعب و جلست ارضاََ تدفن وجهها بساقها تنتحب بقوة و جسدها يهتز من كثرة البكاء فاقترب منها قائلاً بضيق :
هنتجوز !!!
ظن انها ستوافق على الفور لكنها رفضت و طردته من غرفتها قائلة بغضب :
امشي انا مش عاوزة اشوفك تاني ، انا بكرهك
اخذ يلكم الكيس الخاص بالملاكمة بقوة حتى جرح يده و اخذت الدماء تسيل منها ، لقد مر شهر و هو لا يستطيع تخطي تلك الليلة و ما حدث بها بحياته لم يقترب من اي امرأة و عندما يفعل يكون مخموراََ و مع تلك بل الاهم من ذلك يفعلها و هي لا تحل له
قطب جبينه عندما دخلت الخادمة قائلة باحترام :
في ضيفة عايزة تشوف حضرتك
سألها بضيق :
مين
جاءه صوتها و هي تدخل من الباب قائلة :
انا ، نسرين !!!
انصرفت الخادمة بينما هو اخفى دهشته من تواجدها هنا قائلاً بسخرية :
ايه اللي جابك مكنش ده كلامك من شهر لما قولتي همشي و مش عايزة اشوفك تاني ، ايه اللي جد يعني !!!
اجابته بجدية :
اللي جد اني حامل يا إلياس !!!!
– نعم
قالها بصدمة و هي لا يستوعب ما قالت
اجابته بجدية و ضيق :
اللي سمعته ، انا حامل !!!!
هل تعلم شعور ان يسقط دلو ماء مثلج يسقط فوق رأسك في ليلة شتاء قارصة هكذا كان شعوره !!
كل ما خرج من بين شفتيه و لا يزال في حالة صدمة شديدة و تيه :
العمل ايه
اجابته بضيق :
انت بتسألني انا ، انا لسه عارفه انهاردة الصبح
ثم تابعت بتساؤل :
انت عايز البيبي و لا لأ
اجابها بضيق :
اجابتي هتفرق في حاجة
اومأت له قائلة :
طبعاََ لأني مش ناوية اقتل ابني بأيدي حتى لو مش طايقه ابوه
نهرها بحدة قائلاً :
بلاش طولة لسان قال يعني انا اللي هموت عليكي
ثم نظر لها بشك و لسانه يريد نطقها لكنه صمت لترى هي نظراته و تفهم بما يفكر
لتضحك بسخرية قائلة :
بلاش نظرة الشك دي ، انت كنت اول راجل يلمسني اظن انت اتأكدت يعني ده ابنك
ثم تابعت بضيق :
انا كل اللي عوزاه منك شهادة تثبت ابوتك ليه لاني مش عايزة ابني يعيش اللي عيشته زمان
سألها بتعجب :
ايه اللي عيشتيه زمان !!!
لم تجيب و اكتفت بالصمت الذي عم الغرفة لدقائق طويلة قطعه هو قائلاً :
هتجوزك
اومأت له قائلة بجدية :
وهتطلقني بعد ولادته جواز على ورق بس
نفى برأسه قائلاً :
مش هيحصل
– يعني ايه !!!
اجابها بصرامة :
ده ابني انا كمان و مش هسمح انه يبعد عني و لا يجي الدنيا يلاقي امه و ابوه منفصلين و اعقده
ثم تابع بسخرية و هو يرد لها كلماتها :
هستحمل و امري لله حتى لو مش طايق امه
قولتي ايه
صمتت لوقت طويل ثم قالت بضيق و غل :
موافقة !!!
كانت صدمة للجميع عندما أعلن رغبته بالزواج منها خاصة حين قال انه سيتزوجها بنهاية الاسبوع سيكتب كتابه فقط بدون زفاف و بالفعل تم الزواج تحت دهشة و زهول الجميع مما فعل خاصة ان يوسف لم يكمل الشهر على وفاته لا احد يعلم انه كان مجبوراََ !!!!
……..
– الف مبروك يا بني ، ربنا يباركلك فيها
قالتها خالة عمر فقد تعرفت عليها بأكثر من زيارة لقد دخلت قلبها على الفور و خاصة و هي ترى تعلق الصغيرة بها و حنان سارة عليها
+
عمر بابتسامة سعيدة و هو يعلم ان تلك الكلمات تعني انها وافقت على رغبته بالزواج منها :
الله يبارك فيكي يا خالتي
لقد حاول مع والده اكثر من مرة لكن الرفض كان جوابها بكل مرة حتى يأس من اقناعه لكنه هون على نفسه بأنها مسألة وقت لا اكثر حتى يتقبلها والده !!!!
……..

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
بقصر العمري
دخلت برفقته للغرفة الخاصة به وقفت امام الفراش كذلك فعل هو ينظرون له لدقائق بصمت
قطعه هو قائلاً و هو يجلس بهدوء على طرف الفراش :
اقعدي يا نسرين
جلست بجانبه بهدوء تعجب منه هو ليتحدث اخيراََ بعد صمت دام لوقت ليس بقليل :
انا و انتي عارفين سبب الجواز ايه و انا و انتي يهمنا مصلحة اللي في بطنك دلوقتي عشان كده انا مش عايز اطلق ، انا مش عايز اعقد ابني و اشتته بيني و بينك و مش عاوز اعيد تجربة حصلت زمان مع غيري عشان كده مش ناوي اطلق
تنهد قائلاً بصعوبة :
انا مش بطلب منك حاجة مستحيلة شغلك هساعدك تنقليه هنا و جوازنا عايزاه على ورق موافق و لو عايزاه حقيقي بردو موافق اللي بطلبه منك ان يكون فيه بينا احترام و انك تحافظي على اسمي
اجابته بحزن :
انا كمان مش عايزة ابني يعيش اللي عيشته زمان عشان كده هستحمل عشانه ، جوازنا على ورق بس عايزة منك وعد
– وعد ايه !!!
رددت بجدية :
لو مقدرتش استمر هتديني حريتي
اومأ لها قائلاً :
ابني مش هيسافر و يبعد عني لو حصل و انفصلنا
اومأت له بصمت لم يكن يتخيل احداََ منهما ان يتم زواجه بيوم من الأيام بتلك الطريقة لم يتمنى هو ان يحدث ذلك و لا هي ايضاََ لكن هما هنا الآن بسبب ليلة واحدة ترتب عليها كل شيء
بحياتها اشياء كثيرة غامضة لا يعرفها رغم بحثه وراءها لكنه لا يجرأ على السؤال ، لكنه يشعر ان وراء تلك النسرين الكثير !!!
……..
زفاف بسيط بأحد الأماكن التي تطل على النيل لم تشأ ان تجرح مشاعر خالة زوجها و ام زوجته الراحلة بنفس الوقت و ايضاََ لم تعد تلك المظاهر تعني لها كما كان الحال في السابق
لقد حضرت حياة برفقة زوجها بدر و ايضاََ حضر جمال برفقة زوجته و ابنه مازن و زوجته لم يشأ جمال ان يخذلها و يتركها بيوماََ كهذا اكراماََ لشقيقه الراحل بينما إلياس رفض الحضور و كذلك رفضت مهرة و اوس فما فعلته بالاثنان لا ينتسى !!!
بينما ادم و زينة و فرح و امير و كذلك ريان و ندا حضروا الزفاف على مضض حتى و ان لم يتقبلوها لكن لم يشأ احدهما ان يرفض طلب حياة التي ترجتهم قائلة :
البنت ملهاش حد عشان خاطر ابونا اللي يرحمه بس نقف جنبها الليلة و منسبهاش لوحدها قدام الناس ، انا و انتوا متأكدين انها اتغيرت فعلا و منكم مش قادر يسامح حقه ، لكن ع الاقل اليوم ده نكون معاها هي محتاجة لينا
بينما حضر من اهل عمر شقيقه حسن و خالته برفقة ابنتها نهى و خطيبها و والده رفض الحضور كم الم ذلك قلبه كم اراد ان يشاركه والده فرحة ذلك اليوم لكنه لم يفعل !!!
جلس المأذون بين عمر الذي يضع يده بيد جمال لكن قبل ان يرددوا خلفه شعر عمر بيد توضع على كتفه من الخلف التفت ليجد والده انتفض بمكانه بسعادة قائلاً :
بابا !!!
اجابه بثبات يعكس عيناه التي تنظر له بعتاب :
مقدرتش اسيبك في يوم زي ده ، مهنتش عليا زي ما انا هنت عليك يا عمر
قبل عمر يده و رأسه قائلاً بسعادة :
عمرك ما تهون يا بابا ، بس انا لأول مرة اعمل حاجة مبسوط بيها لو مكنتش جيت فرحتي كانت هتفضل ناقصة من غيرك يا حبيبي
عانق ابنه بحنان بينما حسن ابتسم بسعادة كان متأكد ان رغم صلابة والدهم و قسوته في بعض الأحيان عليهم إلا انه لن يقدر ان يفوت يوماََ كهذا
تجاهل طه النظر لسارة مما اشعرها بالحرج و ألم ذلك قلبها لكنها تغاضت عن كل ذلك و لم تشأ ان تضيع فرحة يوم كهذا يكفي حزنها لعدم وجود والدها الروحي الذي تمنت ان يكون الآن بدلاََ من جمال يسلمها بيده لعريسها
انهى المأذون الأجراءات اللازمة مردداََ :
بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير
قبل عمر جبين سارة ليتعالى التصفيق بالمكان ، ما ان غادر المأذون صدح بالمكان موسيقى هادئة للرقص افتتحها عمر و سارة بفستانها الأبيض الذي كان برغم بساطته إلا انه كان انيقاََ جداََ
ثم اخذ يتبعهم الجميع كلاََ منهم يراقص زوجته على انغام الموسيقى الهادئة يهمس بأذنها اعذب الكلام
…….
كانت تتمايل معه على أنغام الموسيقى و هو يتأملها بحب و هي تتحاشى النظر له خجلة و بشدة
لكنها تخلت عن خجلها قائلة بصدق :
انا عارفه يا عمر اني مهما حاولت تداري انك اكيد خايف ، خايف على بنتك مني و خايف لاخذلك تاني
كاد ان يتحدث لكنها سبقته قائلة بصدق :
انا بوعدك يا عمر ان بنتك بنتي و عمري ما هخون ثقتك ابداََ و هحاف…….
ابتسم قائلاً بحب :
لو لسه عندي شك فيكي يا سارة مكنتيش هتبقي مراتي و على اسمي
ابتسمت برقة ليردد هو بحب مقبلاََ جبينها :
انا بحبك
ابتسمت بخجل و هو يهمس لها بأعذب الكلام بينما والده لم تنزل عيناه من عليها لا يقدر على تقبلها زوجة لابنه لكنه سيعمل جاهداََ على ان لا يحتك بها او يتحدث معها
……..
كان بدر يراقص حياة يهمس بأذنها بحب :
هو فيه جمال كده
ضحكت بخفوت ثم اومأت له برأسها قائلة :
اممم فيه ، عيونك الجُمال عشان شايفني حلوة
التمعت عيناه بمكر قائلاً بسعادة و هو يقبل وجنتها :
لأ ده احنا اتطورنا اوي و بقينا نعرف نقول كلام حلو
ابتسمت حتى ظهرت اسنانها قائلة بمرح :
مش عاوز خلاص بلاش
اجابها سريعاََ بلهفة :
مش عايز مين استهدي بالله كده الكلام اخد و عطا
ضحكت بسعادة من طريقة حديثه قائلة بحب صادق و هي تستند برأسها على صدره :
بحبك اوي يا بدري
…..
بينما ادم كان يتمايل مع زينة على انغام الموسيقى
هامساََ بأذنها بحب :
بحبك يا زينة حياتي
ابتسمت بسعادة قائلة :
عارف يا ادم انا بجد مش مصدقة نفسي ، مش مصدقة لحد دلوقتي اني بقيت مراتك و عندنا ولاد كمان من كُتر ما حلمت بكل ده مش مصدقة انه حقيقة
قبل جبينها بحب قائلاً :
لأ صدقي يا زينة حياتي ، ادم بقى ملكك و ليكي و بين ايديكي و رهن اشارة منك لو طلبتي روحه مش هيأخرها عنك ابداََ
ابتسمت بسعادة حتى ظهرت أسنانها البيضاء معانقة اياه بقوة و سعادة
……..
نفس الحال مع امير و فرح الذين يتمايلون على أنغام الموسيقى مثل الباقين لكن الفرق ان ذلك الماكر لم يرحم جسدها من لمساته الوقحة في الخفاء و الأخرى تكاد تنصهر مش شدة الخجل قائلة :
بس بقى
غمزها قائلاً بمشاكسة :
بس انتي و بطلي تحلوي كل يوم عن الأول
ضيقت عيناها و هي تسأله بحدة :
يعني لو ما بقتش احلو زي ما بتقول هتبطل تحبني و تعمل كده
شاكسها قائلاً :
اووو ده الموضوع عجبك بقى بس بتتقلي عليا
وكزته بصدره قائلة بغيظ و حرج :
بلاش قلة ادب
ضحك بقوة قائلاً بعشق :
بغض النظر عن انك زي القمر و تسحري بجمالك اي حد ، بس انا محبتكيش عشان جمالك يا فرح و إلا كان ممكن احب اي بنت حلوة بس انا حبيت روحك و قلبك الطيب حبيت فرح المجنونة اللي دخلت قلبي من و احنا عيال صغيرين ، الصراحة مش عارف اعد ليكي بحبك على ايه و لا ايه كلك على بعض تتحبي ، انتي هدية ربنا ليا يا فرح على سنين كتير عدت عليا في عذاب
نزلت دموعها من كلماته المعبرة عن عشقه و حبه الشديد لها و الذي تشعر هي به نحوه اضعاف ذلك بكثير لتحتضنه بسعادة قائلة بحب :
بموت فيك يا أميري
ابتسم مشدداََ من عناقها قائلاً بحب :
و الأمير بيحب أميرته
…..
بينما ريان كان يتمايل مع ندا على انغام الموسيقى بحب صحيح ان تلك القصيرة التي بين احضانه الآن كثير من الأوقات تثير غضبه بأفعالها لكنه يعشقها لا يتخيل يومه من دونها، يعلم تمام العلم انها تحبه و انها فقط تتصرف بعفوية بدون تفكير
ابتسم ما ان شعر بها تقف على اطراف اصابعها مقبلة وجنته برقة و خجل ثم عادت مثلما كانت لكن امير ذلك المشاكس لم يستطيع ان يصمت عندما رأها تقبل شقيقه ليطلق صفيراََ ينظر لشقيقه بمشاكسة لتخجل ندا و تسرع بدفن وجهها بصدر زوجها بخجل
ليهمس هو بأذنها بمشاكسة :
مكسوفة من بوسة ع الخد اومال لو……
قاطعته قائلة بخجل قبل ان يكمل حديثه الذي مؤكد سيكون مخجل جداََ :
بس بس ، خلاص يا انا غلطانة مكنتش…..
اطبقت بأسنانها على شفتيها بخجل و لم تستطع ان تكمل ليضحك هو بخفوت و عيناه تتابعها بمشاكسة قائلاً بحب :
طول عمرك مجننة اهلي بس اعمل ايه بموت فيكي
ضحكت بسعادة قائلة :
انت كمان مجنني باللي بتعمله بس اعمل ايه بموت فيك
رفع حاجبه قائلاً :
مين اللي مجنن مين يا مؤمنة انا بردو
اومأت له قائلة بدلال :
ايوه مجنني ، العيون الزرق دول مجنني و جودي القمر ده كله على بعضه مجنني
ثم تابعت بغيرة و ضيق :
مش كفاية بتحمل معاكسات البنات ليك و الكومنتات اللي على صورك ع السوشيال ميديا و كل اللي في المستشفى عندك بيحسدوني عليك و نفسهم يبقوا مكاني
ضحك بخفوت قائلاً بحب :
كل ده كلام متحطيهوش في بالك المهم انا اختارت مين و بقيت لمين و بحب مين يا قلب ريان
ابتسمت بسعادة قائلة :
بقيت ليا و بتاعي و مش هسمح لأي واحدة تاخذك مني و لو حصل هقتلك انتي و هي
قالت الأخيرة بغيرة و تملك ليضحك هو بقوة جاذباََ اياها لاحضانه بسعادة و حب
……..
بينما على الناحية الأخرى بالفيلا كان اوس يجلس على تلك الارجوحة التي اصرت مهرته على ان تكون بشرفة غرفتهم الواسعة ، يجلس و يضعها على قدمها ينظرون للسماء بشرود اجفلت هي منه على صوته قائلاً بابتسامة :
سرحانة في ايه يا حوريتي
ضمت نفسها لاحضانه اكثر قائلة :
بفكر كان ايه اللي هيحصل لو صدقت كلام صحبتي زمان و بعدت عنك لما قالت انك بتاع بنات و بتلعب عليا عشان تقرب مني مش اكتر و اني ممكن في يوم اندم
سألها بابتسامة و هو يعبث بيده بخصلات شعرها الناري :
ندمانه بقى !!!
اعتدلت حتى تنظر له قائلة بحب صادق :
لو صدقتها كان ده هيبقى ندمي الوحيد يا اوس ، انت احلى حاجة في حياتي السعادة اللي بجد عيشتها معاك ، صحيح عدت علينا فترة صعبة زمان بس انت عوضتني بحبك و حنانك ، انا خسرت بابا و بعدين ماما و كنت فاكرة اني بقيت وحيدة في الدنيا خلاص لكن انت ظهرت و بقيت ضهري و سندي و ادتني عيلة مفيش احسن منها و ادتني حب يكفي الدنيا بحالها
ابتسم بسعادة قائلاً بعشق :
لو انا اديتك كل دول فأنتي ادتيني الاهم ، الحب اللي معشتهوش غير معاكي ، ادتيني سعادة عمري ما كنت هحلم بيها ، جبتيلي الدنيا مالك و بقيت بابا كمان قريب اوي هتجيبيلي ابن تاني صحيح كان نفسي يبقى بنوتة و اسميها ليلى بس كل اللي يجي من ربنا كويس ، سعادة عمري ما عيشتها انتي خلتيني احس بيها معاكي يا مهرة
ثم تابع بعشق قبل ان تختفي الكلمات و تصمت الألسنة و يبدأ حديث من نوع اخر :
بحبك يا حوريتي
………
بقصر الجارحي كانت هنا تجلس على الفراش برفقة ادهم يشاهدون احد افلام الكرتون برفقة طفلهم الذي يتوسط الفراش و امامهم العديد من المسليات كان سليم و هنا يشاهدون الفيلم باندماج شديد سرعان ما توسعت اعين هنا عندما شعرت بيد تتسلل أسفل التيشرت الخاص بها تتحسس ظهرها بجراءة بالطبع عرفت من انه هو ذلك السافل زوجها الذي اصبح يستغل كل فرصة حتى يتقرب منها !!
نظرت له بحدة حتى يبتعد لكي لا يلاحظ الصغير لكنها غمزها بوقاحة و تابع ما يفعل و هي تحاول ان تبعد يده حتى لا يلاحظ الصغير
سرعان ما سعلت بقوة عندما قال أدهم للصغير بمكر :
سليم حبيبي الفيلم خلص روح لتيته عشان تنيمك عشان انا لازم احط لماما قطرة في عنيها أصلها بتوجعها اوي اوي
قال الاخيرة مصاحباََ اياها بغمزة ماكرة من عيناه دون ان يلاحظ سليم الذي نفذ ما قال والده و ما ان اغلق ادهم الباب خلفه انهالت عليه هنا تلكمه بيدها بصدره قائلة بغيظ :
قليل الأدب و سافل و متربتش ازاي تعمل كده
تراجع للخلف لتفعل هي المثل قائلاً بوقاحة :
لأ ازاي ده بقى يطول شرحه تعالي عشان اقولك عملي يا هنايا
ركضت بعيداََ عنه قائلة بتحدي :
بس يا سافل بعينك مش هيحصل اللي في بالك
ركض خلفها بأنحاء الغرفة بتحدي سرعان ما صدح صوت ضحكاتهم السعيدة بالمكان ليمسك بها اخيراََ فحملها بين يديه يلقي بجسدها على الفراش يدغدغها بمرح و هي تضحك بقوة دقائق طويلة كرت عليهم حتى اراح جسده على الفراش و هي بحضنه قائلة بسعادة :
انا مبسوطة اوي يا أدهم
ابتسم قائلاً بحب و سعادة مماثلة و هو يشدد من عناقها :
انا مبسوط اكتر يا عيون ادهم
ثم تابع بندم :
حقك عليا سامحيني على غبائي و على سنين ضاعت من عمرنا بسببي و…….
وضعت يدها على شفتيه تمنعه من استكمال حديثه قائلة بحب :
مسمحاك يا أدهم ، بلاش نفتح في الماضي كل حاجة انا نسيتها و مش عايزة حاجة من الدنيا غير اني افضل جنبك انت و سليم
ضمها لأحضانه بقوة يحمد لله بداخله انه جعلها من نصيبه مرة اخرى و عادت السعادة التي افتقدها منذ زمن لقلبه بفضل وجودها بجانبه
بينما بالأسفل كان يجلس كلاََ من قاسم و قمر و سليم و فاطمة يتسامرون ، ركض سليم إلى جدته قائلاً ببراءة شديدة :
آنا بابي قالي اجيلك تنيمني عشان هو بيحط لما دوا في عنيها
ضحك الجميع بعد جملة الصغير مدركين المغزى وراء كلمات ادهم الوقح ليكن اول المعلقين قاسم ضارباََ كف بأخر :
اقسم بالله الواد ده مترباش !!
…….
الخمسة مجتمعين بحديقة الفيلا بذلك الوقت المتأخر بعدما عادوا من الزفاف كما طلبت حياة بينما بدر اخبرها ان تهاتفه عندما تنتهي حتى يأتي ي و يأخذها للمنزل
أوس بتساؤل :
الأميرة الصغيرة عايزانا في ايه
ثم تابع بحدة :
اوعي يكون بدر مزعلك و مخبية
ضحكت حياة و هي تنفي برأسها قائلة بصدق :
ممكن اي حد يزعلني الا بدر
ريان بغيرة و عتاب :
بدر بس
ابتسمت قائلة بحب :
انتوا الأول و بعدين بدر ، انا عارفه انكم غيرانين منه بس عايزاكم تعرفوا ان مفيش حد ممكن ياخد مكانكم و لا حتى بدر ، احنا عيشنا مع بعض عمر بحاله ع الحلوة و ع المرة مرينا بكتير و شوفنا حاجات كتير و كلها اتجاوزنها و وصلنا للي احنا فيه دلوقتي
ابتسم الأربعة بسعادة سرعان ما حلت الصدمة ممزوجة بسعادة و اعين تلمع بالدموع عندما قالت حياة فجأة :
انا حامل !!
ثم تابعت بابتسامة :
كنت حابة انكم تعرفوا قبل اي حد بس حصل اللي حصل بقى و بدر و العيلة كلها في البيت عرفت
تلك الصغيرة التي تربت بين يديهم كبرت بل ستصبح اماََ لطفل عن قريب كم سريعة هي الأيام جذبها ادم لاحضانه بسعادة و كلاََ منهم اخذ يعانقها بسعادة مهنئين اياها بعيون تلمع بالدموع
ثم عم صمت بالمكان قاطعه ريان قائلاً بابتسامة :
حد كان يصدق ان حياتنا تتغير بالطريقه دي
ربنا زي ما خلانا عشنا وجع عوضنا وخلانا نعيش سعاده مكناش نتخيلها ابدا
امير بابتسامة هو الأخر :
الحق هو اللي بينتصر في الاخر مهما طول على ما يظهر بس في الاخر هو اللي بينتصر
تمسك الخمسة بيد بعضهم البعض بحب لتردد حياة بابتسامة و هي تتبادل النظرات مع اخوانها :
كنا ضحايا ماضي صعب ، كان صعب على واحد فينا يتخطاه بس احنا عملنا كده و قدرنا
أوس متابعاََ بابتسامة و كأن كلاهما يعد الأخر :
هنفضل طول العمر سوى ايد في ايد مهما مر علينا هنفضل سوى
ابتسم الخمسة بسعادة محتضنين بعضهم بحب
……..
تمت بحمد الله ♥️

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-