رواية اجبرني علي حبه ياسين وروز الجزء الاول 1 بقلم ميرال مراد

رواية اجبرني علي حبه ياسين وروز الجزء الاول 1 بقلم ميرال مراد


رواية اجبرني علي حبه ياسين وروز الجزء الاول 1 هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة ميرال مراد رواية اجبرني علي حبه ياسين وروز الجزء الاول 1 صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية اجبرني علي حبه ياسين وروز الجزء الاول 1 حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية اجبرني علي حبه ياسين وروز الجزء الاول 1

رواية اجبرني علي حبه ياسين وروز بقلم ميرال مراد

رواية اجبرني علي حبه ياسين وروز الجزء الاول 1

* ارفعي هدومك... 
اومأت له و لسه هترفع ثيابها... وجدت من يمسك بيدها و يمنعها... 
* في ايه يا استاذ ؟ 
" انت بتعمل ايه ؟ 
* بطلب منها ترفع هدومها عشان اكشف عليها 
" والله ؟ حقيقي ظلمتك...
قالها بسخرية من الطبيب... 
* ممكن تخرج بره ؟ 
" ليه بقا ؟ 
* عشان اعرف اكشف على الآنسة... 
" دي مش آنسة... دي المدام... يعني مراتي..واضح كده ولا اوضح اكتر ؟ 
* حضرتك مضايق ليه يعني ؟ انا دكتور و ده شغلي... 
" و انا عايز دكتورة تكشف على مراتي... 
* بس انا دكتور النسا الوحيد في المبنى ده... بعدين حضرتك ايه المشكلة ؟ 
" المشكلة ان مش هسمح لأي حد غريب يكشف على مراتي و يشوف جسمـ,ـها... ف معلش اتفضل اخرج بدل ما اساوي وشك بالاسفلت... 
' طارق اهدى !! 
قالتها روز و هي تترجاه بعيناها ان لا يحُدث مشكلة... جمع قضبته بغضب و تفادى عيناها... تنهدت و ابتسم بتصنع و قال للطبيب 
" متخلنيش اتعصب أكتر من كده و اعمل مشكلة هنا وسط بقية المرضى... طالما أنت دكتور النسا الوحيد هنا يبقى خلاص الغي الكشف... معلش صدعناك... 
قالها ثم ساعد روز على النهوض و ساعدها أيضا في ارتداء حذائها... تعجبت روز من تصرفه ذلك... هل يغار عليها ؟ اذا كان يغار عليها... لماذا لا يحبها ؟ اجتمعت الكثير من الأسئلة داخل عقلها و لكن لا يوجد اجابة واضحة لأي سؤال منهم
امسك بيدها و اخذها للخارج... فتح باب السيارة لها و ركبت... ركب هو أيضا و شغل السيارة و ذهبا... 
' طارق... هو انت بتغار عليا ؟ 
" لا... 
' اوماال ايه اللي عملته في العيادة ده ؟ 
" بصي... انا لا بحبك ولا بغار عليكي... تمام ؟ اللي عملته في العيادة ده مجرد تصرف طبيعي بصفتي راجل... مش هقف انا بعيد و اتفرج عليه و هو بيشوف جسمـ,ـك... انا مش ديو*ث... وصلت ؟ 
اومأت له و سكتت... ف دائما كلامه حاد معها... و كهذا يعتبر هادئا بعض الشيء... اتصل على أحد بهاتفه و رد عليه... و بعد ان انهى مكالمته... قال و هو لا ينظر لها 
" اتصلت على واحد صاحبي... اخدت منه عنوان دكتورة نسا هو يعرفها... هنروحلها دلوقتي... 
' تمام... 
بعد نصف ساعة من الصمت الدائم بينهما... وصلها الى عيادة تلك الطبيبة... قال عاصم للسكرتيرة 
" عايز اخد معاد كشف... لمراتي يعني... 
* تقدر تدفع الكشف دلوقتي و تاخد رقم تستنى دور مدام... 
" تمام... بكام الكشف ؟ 
* 1000 جنيه... 
" اتفضلي... 
اخذت منه المال و اخد منها الورقة 
" اقعدي هنا... 
اومأت له و جلست على الكرسي و هو جلس بجانبها... نظر طارق للورقة التي مكتوب بها الرقم 
" انتي دور 36... 
' لسه صاحبة رقم 20 داخلة... هنطول... تقدر تمشي و انا استنى دوري... 
" لا... هستنى معاكي... 
' مش مجبر تستناني يا طارق... عادي امشي... 
لم يرد عليها ف عرفت انه لن يذهب... تنهدت و فتحت شنطتها... اخرجت منها بعض المال و قالت 
' مرضيتش احرجك قدام السكرتيرة و ادفع انا بدالك... اتفضل فلوسك اهم... 
" و انا مطلبتش منك فلوس... 
' و انا مطلبتش منك تدفعلي الكشف... انا اللي هكشف مش انت... اتفضل فلوسك... 
" روز... دخلي فلوسك في شنطتك... 
' طارق... متعاندش معايا 
" انتي اللي بتعاندي... 
' طارق... انا مراتك بالاسم... فمش لازم تصرف عليا ولا تتقمس دور الزوج المهتم اللي بيخاف على مراته... لولا مامتك مكنتش هتيجي معايا اصلا... 
" مكنتش هاجي لاني مكنتش اعرف اصلا... انتي اللي مقولتيش... 
' و مكنتش هقولك أساسا... من امتى و انت بتعاملني كـ مراتك ؟ هااا قولي من امتى ؟ مش انا دايما البنت اللي اجبرت تتجوزها تحت بند صفقة عمل... و قولت بنفسك انك مبتحبنيش و مستحيل ابقا مراتك بجد او تبصلي اصلا... جاي دلوقتي بتعمل فيها حنين ؟ 
" يعني ايه يعني... هحبك بالاجبار زي ما اتجوزتك بالاجبار ؟! 
' مطلبتش منك تحبني... ابعد عني يا عاصم... مش طايقة اشوف وشك... ابعد... 
قالتها و هي تكبُت دموعها داخل عيناها... لاحظ دموعها التي تغلغلت في عيناها... وضعت له المال داخل يده 
' خد فلوسك و امشي... هرجع لوحدي لاني مش عيلة صغيرة... عمري ما هعتمد عليك في حاجة... يلا امشي... 
ابعدت عيناها عنه و نظرت بعيدا... كان سيتكلم لكنه منع نفسه حتى لا يلاحظ احد انهم يتشاجران... 
" الغلط عليا لاني سيبت شغلي و جيتلك... 
قالها ثم وضع المال و الورقة بجانبها و نهض... و خرج من العيادة... اخرجت روز منديل و مسحت بها دموعها و اخذت نفسًا عميقًا
نزل طارق للاسفل و صعد الى سيارته... ظهر عليه كل الغضب الذي خبأه في العيادة... ضر*ب دريكسيون السيارة بقوة و قال بغضب 
" انا غلطت فعلا لما سمعت كلام امي و جيت معاكي... عملتلك قيمة يا روز... قال ايه مفكرة اني بغار عليها و بخاف عليها و بهتم بيها قال و بتقولي امشي... صدقت نفسها دي ولا ايه... هي فاكرة نفسها مين دي ؟ هي بالنسبالي ولا حاجة... 
بعد 4 ساعات... 
* روز مصطفى محمد... 
' ايوة... دي انا... 
* دورك جه... اتفضلي جوه اوضة الكشف... 
اخذت روز شنطتها و دخلت للغرفة و اغلقت الباب خلفها... وجدت الدكتورة تجلس على مكتبها و اشارت لها بالجلوس امامها... جلست روز و قالت الدكتورة نهلة 
* حضرتك عاملة ايه ؟ 
' تمام... 
* انا اسمي دكتورة نهلة... دكتورة نسا... قوليلي بتشتكي من ايه و بإذن الله هساعدك... و ياريت تتكلمي براحة كأني اختك او مامتك... مفيش كسوف... احنا بنات زي بعض... 
' بصي يا دكتورة... في فترة البيريود... بتجيلي بو*جع شديد اكتر من اللازم... مهما اخد مسكنات... مش بتنفع... 
* حضرتك متجوزة ؟ 
' اه... بس معتقدش ان التعب ده له علاقة بجوازي... 
* من امتى و انتي بتعاني من التعب ده ؟ 
' ايام ما كنت في الجامعة... و بقا تدريجيًا بيزيد... فمقدرتش استحمل اكتر من كده و قولت لازم اكشف...
* اتفضلي على سرير الكشف... 
اومأت لها و بعد الفحص و خروج نتيجة التحاليل... 
* كان نفسي اقولك مفيش حاجة بس اللي جه في بالي طلع صح... 
' في ايه يا دكتورة ؟ 
* للأسف... انتي عندك تكيسات في المبايض... و هي بتسببلك التعب ده 
' يعني ايه ؟ 
* انا هقولك بالتفصيل...
بدأت الطبيبة بقول لها كل شيء عن حالتها 
' مفيش علاج ؟ 
* لا طبعا في علاج... هكتبهولك و تاخديه بإنتظام... بس حاليا فرصتك في الحمل لا تتعدى نسبة 3%... 
' يعني في هخلف خالص ؟ 
* حاليا لا... انتظمي على العلاج و هنشوف اذا كان في تحسن أو لا... 
' و لو متحسنتش ؟ 
* هتضطري تخضعي لعملية استئصال... 
' و بعدها هقدر اخلف صح ؟ 
* مش قصدي انزل معنوياتك بس بعد العملية الحمل ده حاجة بتاعت ربنا... ممكن يحصل و ممكن لا... بس متيأسيش... بإذن الله هتخفي بالعلاج بدون عملية... اي اعراض جديدة تحصلك... بغليني... 
اومأت لها... اخذت الطبيبة ورقة و كتبت فيها كل الأدوية اللازمة ثم اعطت لها الروشترة 
* دي كل الأدوية اللي هتحتاجيها... تخليصهم و تيجي نعيد التحاليل من تاني... 
' تمام يا دكتورة... 
* بالشفاء العاجل ان شاء الله... 
خرجت روز من الغرفة و الحزن واضح على وجهها... تنهدت ثم نزلت للاسفل... وجدت طارق يقف بجانب سيارته... تفادته و ذهبت و هو ذهب ورائها... امسك بيدها و اوقفها
" تعالي هنا... رايحة فين ؟ 
' انت مالك !!
قالتها ثم سحبت يدها من يده... جز على أسنانه و قال بغضب مكتوم 
" وطي صوتك احنا في الشارع... 
لم تعيره اي اهتمام و إلتفتت لتكمل طريقها... مشى بجانبها و قال
" ممكن اعرف رايحة فين ؟ 
لم ترد عليه... رأت صيدلية فدخلتها... اعطت الروشترة للصيدلي و قالت 
' لو سمحت... عايزة كل الأدوية المكتوبة هنا... 
* حاضر... 
تفادت روز النظر لطارق الذي يتسائل ما حالتها تلك... هل كانت تبكي ؟ يا ترى ماذا قالت لها الطبيبة ؟ 
بعد دقائق احضر لها الصيدلي كل الأدوية 
* كتبت لحضرتك معاد كل دوا على العلبة بتاعته... 
' الحساب كام ؟ 
* كده 6206... 
عدَت روز المال الذي في حقيبتها و وجدت انه لن يكفي... 
" بتاخد بالڤيزا ؟ 
* اكيد يا فندم... 
مرر طارق له الڤيزا الخاصة به و لكن قبل ان يأخذها الصيدلي... امسكت روز بيد طارق و قالت 
' لا استنى... انا هدفع... 
" روز متعانديش... 
' الأدوية دي ليا مش ليك... خليك في حالك يا طارق... 
" معاكي المبلغ كاش ؟ 
' مش معايا دلوقتي بس هروح اجيب الڤيزا بتاعتي... 
" هتروحي البيت و تيجي تاني... كل ده عشان انا مدفعش ؟ 
' طارق قولتلك خليك في... حالك انا هتصرف... 
" روز انتي بجد وحدة... 
* خلاص يا شباب... اهدوا... 
قالها الصيدلي و هو يقاطع شجارهم... تمالك طارق اعصابه الذي فلتت منه... ابعد يدها عن يده و اعطى الڤيزا خاصته للصيدلي... سحب الصيدلي المبلغ من الڤيزا ثم اعطاها له... امسكت روز كيس الأدوية و خرجت امامه... تنهد بنفاذ صبر و ذهب ورائها... 
" على فكرة... اللي عملتيه في الصيدلية دي حركة بايخة اوي... 
' اعملك ايه يعني ؟ قولتلك متدفعليش حاجة و ملكش دعوة بيا... 
" على على أساس كان معاكي تمنهم و انا اللي اصريت ادفعلك ؟ 
' ايوة معايا... هروح بس و اديلك كل جنيه دفعته... متعملش عليا جمايل انا مش عيزاك تعملها... 
" انتي بتتكلمي كده ؟ 
' طالما اتضايقت يبقى متكلمنيش... 
قالتها ثم اوقفت تاكسي... 
" انتي هتروحي بالتاكسي ؟ 
' هو مش واضح ولا ايه ؟ 
" روز انا جبت اخري منك... بطلي الحركات دي و تعالي نروح بعربيتي... 
' اديك قولتها بنفسك " عربيتي " طالما بتاعتك مش هركبها... 
قالتها ثم ركبت بداخل التاكسي... تنهد بغضب و قبل ان يذهب التاكسي ركب طارق بجانب السواق... 
" اطلع بينا على ***** يسطا... 
* حاضر يا ابني... 
غضبت روز لانه صعد التاكسي معاها... لكن ظلت صامتة بسبب وجود السائق... 
وقف التاكسي في الطريق بسبب إشارة المرور التي اغلقت... 
نظرت روز من النافذة و وجدت طفلة صغيرة تمسك بيد امها و تعبران الطريق... سقطت دموعها على خدها و قالت في سرها 
' ماما سابتني في سن صغير... ف اتمنيت ان انا ابقا أم عشان مسيبش بنتي ولا لحظة... بس أنا مش هبقى أم ! 
رآها طارق من المرآة و هي تبكي... تسائل ماذا حدث في تلك العيادة... اخرجت روز منديل و مسحت دموعها... فُتحت إشارة المرور و بعد دقائق وصل التاكسي الى بيتهم... قالت روز 
' بكام الاجرة ؟ 
* 50 جنيه... 
اخرجت المال من حقيبتها لكن طارق سبقها و اعطاه المال... نظرت روز ل طارق بغضب و اعطت السائق مالها ايضا 
* بس زوج حضرتك دفع يا مدام... 
' اديله فلوسه... انا اللي طلبت التاكسي مش هو... 
تركت له المال على التابلو و فتحت الباب و خرجت... 
* يا استاذ... الفلوس... 
خرج طارق من التاكسي 
* ايه الناس الغريبة دي ! 
دخل طارق البيت و وجد والدته 
* طارق... 
" ثواني يا ماما... 
صعد الى غرفته... فتح الباب وجدها تخلع حذائها و تفُك طرحتها... اقترب منها و قال بغضب مكتوم 
" ممكن اعرف ايه اللي عملتيه النهاردة ده ؟ 
لم ترد عليه... فتحت الدولاب و اخرجت منها المال و قالت 
' دي ال 1000 بتاعت الكشف و دول 6206 بتوع الأدوية... يس كده يبقى ملكش حاجة عندي... 
" انتي مجنونة صح ؟ 
اخذت بيجامتها و دخلت الحمام... تعجب طارق من تصرفاتها تلك... بعد دقائق خرجت... و لمت شعرها بالتوكة و طارق مازال واقفًا... امسك يدها قبل ان تذهب و قال 
" الدكتورة قالتلك ايه ؟ 
' هيهمك يعني ؟ 
" روز... انا مستحملك انتي و ردودك دي من اول الصبح... مخلنيش اعمل حاجة تزعلك... 
' هتعمل ايه يعني ؟ هتضر*بني ؟ 
" انتي مستحيل تكوني طبيعية... 
' ايوة انا مش طبيعية... ابعد عني يا طارق... ابعد عني و ريح نفسك... و كفاية تمثيل بجد لاني اتخنقت منك... 
" كل ده تمثيل ؟ غلطت في انا ؟ 
' غلطت في كل حاجة... افتكر كام مرة جر*حتني بكلامك... افتكر اني مكنتش عايزة نوصل للوضع اللي احنا فيه دلوقتي... طلبت منك نحاول... طلبت منك فرصة تحبني فيها... بس انت رفضت... لان انا ابقا مين اصلا عشان تحبني ؟ كل حاجة واضحة دلوقتي... فرجاءًا يا طارق بطل تمثيل... كفاية بجد لاني تعبت... 
سحبت يدها من يده و ذهبت للسرير... استلقت عليه و نامت... 
تنهد طارق و دخل الحمام... غير ثيابه و خرج... وجدها تبكي... و عندما رأته وضعت الغطاء على وجهها كأنها تختبئ منه... دخل طارق للشرفة و تذكر كلامها 
" بس انا مش بمثل... خوفت عليكي لما اتألمتي امبارح... ماشي انا فعلا مش بحبك بس ده مش معناه ابقى قا*سي عليكي في و*جعك... 
ظل يفكر مع نفسه قليلا... ثم اخرج هاتفه و اتصل على رقمٍ ما... 
" ألو... دكتورة نهلة معايا ؟ 
يتبع..... 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
" بس انا مش بمثل... خوفت عليكي لما اتألمتي امبارح... ماشي انا فعلا مش بحبك بس ده مش معناه ابقى قا*سي عليكي في و*جعك... 
ظل يفكر مع نفسه قليلا... ثم اخرج هاتفه و اتصل على رقمٍ ما... 
" ألو... دكتورة نهلة معايا ؟ 
* اه اتفضل حضرتك... 
" جات بنت من كام ساعة كده... كشفت عندك... اسمها روز مصطفى محمد... ايه اللي حصل ؟ عندها ايه ؟ 
* لحظة بس... حضرتك تقربلها ايه ؟ 
" انا جوزها... 
* آسفة مقدرش اقولك لانها نبهت عليا مقولش لحد... خصوصًا حضرتك... 
" بقولك انا جوزها... من حقي اعرف... 
* دي أسرار مريض و انا مقدرش اقول طالما هي مسمحتش بكده... 
" لو سمحتي ساعديني لانها مش راضية تقول حاجة... 
* آسفة مش هقدر اساعد حضرتك لاني وعدتها محدش يعرف... عن اذنك... 
انتهت المكالمة على ذلك.. تأفف طارق و قال 
" منبة على الدكتورة متقولش لحد و خصوصًا انا ! طب ليه يا روز ؟ 
ظل يفكر مع نفسه حتى تذكر موقف ما... 
" انتي هتنامي هنا و هتلحق هنا... 
' ليه يا طارق ؟ 
" هو ايه اللي ليه ؟ اهو كده...
اقتربت منه و امسكت يده و قالت بهدوء 
' انا عارفة كويس ان الجوازة دي محدش فينا كان عايزها... ف ممكن فرصة لينا احنا الاتنين ؟ 
ضحك بسخرية ثم ترك يدها و قال 
" فرصة ايه يا روز ؟ 
' مش ممكن نحب بعض ؟ 
" و مين قالك ان الجوازة دي هتطول ؟ 
' عارفة انها هتنتهي... في الفترة اللي هنعيشها سوا... بلاش نتعامل مع بعض بقسوة... 
" روز... انا مش عايزك كـ زوجة ولا كـ صديقة ولا كـ أخت أساسا... عمري ما توقعت اصلا انك تبقي مراتي... 
' مش فاهمة... ايه الغلط اني ابقا مراتك ؟ 
" الغلط اني مش عايزك اصلا... انتي مش نوعي المفضل... 
' يعني ايه ؟ 
" تفكيرك غير تفكيري... تصرفاتك غير تصرفاتي... مش هعرف اعيش معاكي بأي شكل ولا بأي مُسمى... فـ متطلبيش مني اعتبرك حاجة بالنسبالي... لانك ولا حاجة... و عمرك ما هتكوني اصلا... ف اخرجي من احلام اليقظة اللي ساجنة نفسك فيها... مفكرة لما تعمليلي اكلة حلوة و تلبسي حاجة قصيرة قدامي و تقوليلي كلمتين حلوين و تمسكي ايدي... كده انا هحبك يعني ؟ بطلي حركاتك دي لاني قر*فت... مهما حصل و مهما عدى من وقت و ايام و شهور و سنين... عمري ما هعتبرك مراتي... ف خليكي في حالك زي ما انا في حالي... تمام ؟ 
تغلغت دموعها داخل عيناها... لم تصدق ما قال لها الآن... اعطاها ظهره و استلقى على الاريكة بكل راحة و غير مُبالي  لمشاعرها بالمرة... 
' هو انا عملت ايه عشان تقولي الكلام السِم ده ؟ 
قالتها روز بنبرة مكـ,ـسورة... 
" كل حاجة واضحة من اول يوم اتجوزتك فيه... متحاوليش معايا بأي شكل... مش انتي اللي عايزها تحاول عشاني... روحي نامي... 
اغلق النور و سحب الغطاء عليه... وقفت روز مكانها و دموعها تسقط من عيناها... نظرت لنفسها و اشمئزت من نفسها لانها حاولت ان تحبه... لكن هذا كان رده عليها... 
عاد طارق للواقع الحالي... شعر بتأنيب ضمير بداخله 
" يمكن كلامي كان قا*سي بس دي حقيقة... مش هعرف احبك... ولا انتي هتعرفي تحبيني... انا قولت كده عشان متحاوليش على الفاضي و تتعبي نفسك في حاجة مش هتحصل...
دخل للداخل و نظر لها و هي نائمة... اطفأ النور و استلقى على الاريكة و نام... 
تاني يوم...... 
استيقظ طارق على صوت المنبه.... اغلقه و فتح عيناه بتثاقل و نهض... لم يجد روز على السرير... اخذ المنشفة و فتح باب الحمام ف وجدها أمامه 
" مكنتش اعرف انك هنا... افتكرت انك نزلتي تحت.... آسف 
اومأت و مرت من جانبه و خرجت... لاحظ طارق ان عيناها حمراء... كأنها كانت تبكي منذ قليل... دخل الحمام و اخد دُش على السريع... ارتدى ملابسه و خرج... وجدها تجلس على طرف السرير... تمسك صورة والدتها و تتأمل فيها... دموعها تسقط على وجهها... ف عرف انها اشتاقت لوالدتها
" مالك ؟ في حاجة يا روز ؟ 
بمجرد ما سمعت صوته من خلفها... وضعت الصورة تحت الوسادة و مسحت دموعها بسرعة... اقترب منها و وقف أمامها 
" بتعيطي ليه ؟ 
لم ترد عليه ف عرف انها مازالت غاضبة منه... 
" روز... مالك... اتكلمي... 
' و لما اتكلم... انت هتعمل ايه ؟ 
" هساعدك... 
' تساعدني ؟ دلوقتي هتساعدني ؟ كانت فين مساعدتك دي من زمان ؟ كنت فين لما احتاجتك ؟ 
" روز... ملهوش لازمة الكلام ده دلوقتي... 
' ملهوش لازمة ! اومااال ايه اللي له لازمة يا مستر طارق ؟
" ممكن تتكلمي بهدوء عشان نعرف نحل اي حاجة... 
' مفيش اي حاجة هتتحل يا طارق... ابعد عني
" والدتك وحشتك ؟  
' و انت مالك بـ ماما ؟ وحشتني أو لا... انت مالك ؟ 
" بصي انتي بتردي عليا ازاي !! كنت هقولك تعالي نزورها 
' و انت هتزورها معايا بصفتك ايه ؟ انت مين يا طارق ؟ دي مامتي أنا... ف متدخلش في حاجة متخصكش... 
" كل مرة اكلمك فيها بثبتيلي إني غلط لاني جيت سألتك... 
' و متسألش... مش محتاجة سؤالك ولا محتجاك انت شخصيًا... 
" و لا أنا مش محتاجلك... 
' في ستين دا*هية يا طارق... استغنيت عنك من زمان... دلوقتي وجودك زي عدمه... سواء موجود او لا... مش هيفرق معايا بحاجة...
" المفروض انا اعيط من الكلمتين دول ؟ روز... مش كل مرة هفكرك انك بالنسبالي ولا حاجة... اظن انتي عارفة كده كويس... 
نظرت له بحزن و سقطت دمعة من عيناها... شعرت بأ*لم شديد في بطنها ف وضعت يدها على بطنها و هي تتأ*لم... اقترب منها طارق و اسندها قبل ان تقع و قال 
" روز... مالك ؟ 
دفعته بعيدا عنها و اسندت نفسها.... 
' متقربش مني... 
" انا بحاول اساعدك...
' كانت فين مساعدتك ليا من 3 شهور ؟ 
" يعني ايه من 3 شهور ؟ 
' نسيت ؟ كنت متوقعة كده... طبعا نسيت... هو انا مين عشان تخاف عليا اصلا ؟ انت نسيت... بس انا منستش و مش عارفة انسى لحد الآن !! 
من 3 شهور في الليل...... 
كانت روز تضع كيس من مكعبات الثلج على بطنها... 
' مش قادرة استحمل اكتر... انا هتصل عليه... 
امسكت هاتفها و اتصلت على طارق... لم يرد ف اتصلت مجددا... لم يرد أيضًا ف اتصلت للمرة الثالثة 
" في ايه ؟ بترني ليه ؟ 
' طارق... انا تعبانة... بطني بتتقطـ,ـع حرفيا... 
" مالك ؟ 
' مش عارفة... عايزة اروح المستشفى... 
" طب ما تروحي... 
' بقولك بطني بتتقطـ,ـع... حاسة ان في سكـ,ـاكين بتتغـ,ـز فيها خصوصًا تحت بطني... مش قادرة اقف حتى... 
" قولي لامي... 
' مفيش حد هنا غيري... كلهم راحوا عيد ميلاد جنى... 
" خلي حد من الخدم يساعدك...
' خدم ايه ؟ مقدرش اقولهم حاجة زي دي... 
" هعملك ايه يعني ؟ 
' طارق تعالى... أنا محتجاك أنت... 
" عندي اجتماع مهم دلوقتي... و حضرتك عطلتيني لما اتصلتي دلوقتي... 
' يعني هتسيبني لوحدي ؟! 
" بطلي دلع يا روز و خدي مُسكن و هتبقي تمام... سلام عشان متأخرش على الاجتماع... 
انهى المكالمة... روز لم تصدق ما قاله... في حين انها تتأ*لم بشده و تعبها ظاهر في نبرة صوتها... لم يهتم و لم تهتز له شعرة واحدة... بكت أكثر و انكشمت في نفسها... زاد الأ*لم و صرخت بكل قوتها... جاءت الخادمة على صوتها و وجدتها تنز*ف !! 
' قولتلي ان عندك إجتماع و اني عطلتك عن إجتماعك المهم لما اتصلت عليك... استنجدت بيك انت... احتاجتك انت... بس أنت... مساعدتنيش... حتى لما رجعت البيت مسألتش عليا اذا كنت كويسة ولا ميـ,ـتة... مع إن قبل الموقف ده بشهر بالضبط... كنت انت مرمي هنا على السرير زي الجثـ,ـة لما جاتلك الحُمة... بقيت انا فوق راسك... رايحة جاية زي النحلة بنفذ طلباتك بالحرف... سهرت كذا ليلة و معرفتش انام كويس لاني خوفت عليك... رعيتك كأنك ابني بالضبط لغاية ما خفيت و وقفت على رجلك من تاني... و انا لما تعبت... معبرتنيش حتى بسؤال... قولت ان انا بتدلع... قولت ان انا مأڤورة في وصف اللي بحس بيه... و ان كل اللي بحس بيه من ألـ,ـم هيتحل بمُسكن بإتنين جنيه... حاجة وحدة عايزة افهمها... ليه ؟ ليه يا طارق ؟ انا بسأل نفسي السؤال ده كل يوم و كل دقيقة و مش بعرف اجاوب عليه... جاوبني أنت... ليه ده كله يا طارق ؟ 
جمع قبضته بغضب من نفسه و نظر للارض... بعد صمت قليل قال
" هو ايه اللي حصل ساعتها ؟ 
' ياااه... لسه فاكر تسأل ؟ الموقف ده عدى عليه 3 شهور و اكتر كمان... صباح الفل يا طارق... لسه بدري على سؤالك ده... 
" ممكن اعرف ايه اللي حصل ؟ 
' مفيش حاجة...( اكملت و هي تضحك وسط دموعها ) انت عندك حق... انا فعلا كنت بتدلع مش أكتر... اصل ساعتها كنت قاعدة لوحدي و زهقانة... ف قولت ما ادلع عليك شوية... و انت بذكائك ده كشفتني من اول كلمة... خلاص مفيش حاجة... دلع و عدى... 
انهت كلامها ثم اخذت ملابسها و ذهبت لتغير ثيابها... تنهد طارق بحزن و ارتدى جاكته... اخذ هاتفه و مفتاح سيارته و نزل للاسفل... رأى امه ( هالة ) تتحدث مع احدى الخادمات... ذهب لها و قَبَل يدها... 
* اخيرا شوفت وشك يا طارق... 
" معلش مشغول شوية... 
* هااا خير... روز عملت ايه عندك الدكتور ؟ 
" كويسة الحمد لله... 
* يعني مفيش حاجة ؟ 
اومأ لها ف قالت 
* الفطار جِهز... يلا نقعد على السفرة و نفطر سوا... 
" ماشي... 
جلسوا على السفرة و بعد دقائق جاءت ( ريناد ) اخت طارق و زوجها ( عاصم ) و معهم ابنتهم الصغيرة ذو ال 5 سنوات ( رين )... 
* خالو طااارق !! 
قالتها ريم ببرائة عندما رأت طارق... نهضت و ركضت اليه... حملها طارق و اجلسها على قدمه 
" الأميرة ايه اخبارها ؟ 
* انا تمام يا خالو... بقالي كذا يوم مشوفتكش... 
" كنت مشغول حبتين... 
* خلي بالك... انت وعدتني انك هتوديني النادي... و مفيش حاجة اسمها مشغول... 
قالت ريناد 
- ريم... اهدى على خالك... 
* يا ماما هو وعدني بكده... و قالي اللي بيخلف بوعد وعده لحد مش بيبقى راجل... 
- شوف البت !! 
ضحك طارق و قال 
" و انا لسه وعدي... اول ما اخلص شغلي... هاخدك على النادي... 
* حبيبي يا خالو... تعالي اديك بو*سة... 
اقترب طارق منها و قَبلته ريم على خده... 
- يلا يا حبيبتي سيبي خالو يفطر كويس... تعالى اكلك... 
* حاضر يا ماما... 
نهضت ريم و عادت الى والدته... 
" عاصم... هتيجي معايا الشركة ؟ 
• هاجي طبعا... كفاية اجازة لحد كده... ال 10 ايام اخدتهم اجازة كفاية كده اظن كده المدام راضية عني... 
- المهم متركزش وقتك كله للشركة انت و الباشا اللي هناك ده... 
" الآه و انا مالي ؟ بتجيبوا سيرتي وسط كلامكم ليه ؟ 
- أصل استاذ عاصم... شغله لحس دماغه... و ساعات بينسى انه عنده زوجة و ابن... زيك كده يا طارق... ناسي انك متجوز و في وحدة ملزمة منك... 
• اهي ريناد على كده يا طارق... مش معاها غير السيرة دي... مهما عملت هتطلع غلطان برضو... 
- يعني انت مش غلطان يا عاصم ؟ 
• طبعا غلطان... اهدي بس... 
ضحك طارق و هالة عليهم... جاء شابان و جلسوا معهم... واحد منهم يُدعى ( أنس ) و هو اخو طارق... و الآخر صديق أنس و يُدعى ( سليم ) و يعيش معهم في نفس البيت لانه تربى هنا معهم... جاء رجل في ال 70 من عمره يُدعى ( محمد ) و هو والد طارق و أنس و ريناد... جلس على رأس الطاولة و جميعهم ألقوا تحية الصبح عليهم
* فين مراتك يا طارق ؟ مش هتفطر معانا ؟ 
" مش عارف... 
* مش عارف !! 
نظرت له هالة بغضب... نادت على احدة الخادمات و طلبت منها أن تنادي روز... بعد دقائق جاءت الخادمة و قالت 
- روز هانم بتقول انها هتفطر في المطبخ... 
* ليه ؟ 
- معرفش يا هانم... هي قالت كده... و قالت كمان افطروا انتوا و مستنوهاش... 
* تمام... امشي انتي حضري الشاي... 
- حاضر... 
نظر محمد الى طارق و قال 
* في ايه يا طارق ؟ مراتك مالها ؟ بقالها اسبوع على الحال ده و مش بترضى تفطر معانا... 
" مش عارف يا بابا... 
* انت مش عارف... انا اللي هعرف يعني ؟ 
" بقولها تيجي تفطر معانا... هي اللي مش بتوافق... 
* اتخانقتوا تاني ؟ 
" ملهوش لازمة الكلام ده هنا... 
* لا له لازمة... لان انت و هي زي الاغراب في نفس البيت... بقالكم 8 شهور متجوزين و لحد الآن مفيش حمل...
" احنا مأجلين الموضوع ده لبعدين... 
* هتأجلوا لغاية امتى ؟ 
" دي حاجة تخصنا احنا الاتنين... 
* اسمع ياض انت... اوعى تفكر اني هخليك تطلقها... عايز تتطلقها يبقى تخلف منها و تجبلي حفيد... غير كده مفيش طلاق... 
" اخلف منها ازاي و انا مش بحبها !! 
* مش قصتي... عايز تطلقها يبقى تخلف منها... او انسى الشركة... كده كده الشركة مكتوبة بإسمي مش بإسمك... 
" نفسي افهم حكاية الحفيد دي... ما ريناد اهي خلفت و بنتها قربت تتم 6 سنين... عايز ايه مني...
* عايز حفيد ولد يمسك الشركة من بعدك... و الحفيد ده هتجيبه من روز... لانها محترمة و مش زي العا*هرات اللي تعرفهم... 
نهض طارق و قال بغضب 
" احلفلك على ايه اني قطعت علاقتي بأي بنت كنت اعرفها... بس انت كده... مهما عملت مش بيعجبك... 
* لانك طايش و بتمشي على هواك... انفذتك من مصايب كتير لو تفتكر يعني... 
" مخلتنيش اختار البنت اللي عايز اكمل معاها... اتجوزت بأمر منك... عايز ايه مني تاني ؟ 
* تجبلي الحفيد... 
رمى طارق الكوب على الأرض بقوة و كُـ,ـسر و قال بغضب 
" زهقت من تحكماتك فيا... كفاية بقا !! 
* أنت بتعلي صوتك عليا ؟ 
قالها محمد و هو ينهض له... قالت هالة 
* طارق اهدى !! 
" انتي مش شايفة يا ماما... مهما عملت مش بيعجبه... خلاني اتجوز غصب عني... حتى الخلفة عايزني اخلف بأمر منه... انا زهقت من الأوامر دي... كفااية !! 
قالها طارق ثم ذهب للخارج و الغضب متجمع في داخله... قالت ريناد 
- عاصم... روح وراه... متسبهوش لوحده... 
اومأ لها و ذهب ورائه... قالت هالة 
* مينفعش كل ما تشوفه تتخانق معاه يا محمد... 
* انا اللي خليته بنب آدم... من غيري كان هيبقى مجرد صا*يع... روز دي خسارة فيه اصلا... مش عايز ولا نفس... كملوا فطار... 
نادت هالة على الخدم و لموا الزجاج و البقية اكملوا فطارهم... 
في الشركة...... 
• خلاص يا طارق اهدى... 
" اهدى ازاي ؟ قولي يا عاصم اهدى ازاي ؟ انا زهقت... هشتري بيت و اعيش فيه لوحدي... 
• و مراتك ؟ 
" يوووه هو كل شوية مراتك !! انا مش عايزها ولا هى مش عيزاني... افهموا بقا !! 
• هي برضو مش عيزاك ؟ 
" قصدك ايه ؟ 
• قصدي انها رضيت بالامر الواقع... و كانت هتبقى زوجة ليك... علاقتكم المشتتة دي انت السبب فيها يا طارق... 
" حتى انت كمان هتطلعني غلطان ؟ 
• ايوة انت غلطت فعلا... كان في ايدك تبدأ معاها من جديد و تبقوا احسن اتنين... بس مبتدأتش... 
" مبدأتش لاني مش بحبها... كام مرة هقولكم اني مش بحبها و مش عايزها !! 
• بنت محترمة زي دي في الزمن ده تحطها جوه عيونك يا طارق... بس براحتك... المهم متندمش في الآخر... 
" انا زهقت... زهقت من تجر*يحنا لبعض و خناقتنا اللي شغالة 24 ساعة... انا عايز اطلقها...
• ابوك مش هيوافق... 
" ما ده اللي هيجنني... هو ليه مش موافق ؟ دي حياتي انا مش حياته هو !! 
• اهدى يا طارق... تعايش مع الواقع لغاية ما نشوف ايه اللي هيحصل... 
" يقطع الجواز و اللي عايزه... في ايه النهاردة ؟ 
• في اجتماع و في إشراف هتعمله بنفسك على السفن... 
" كويس... اهو اغير جو من البيت ده 
• ربنا يهديك.... 
مروان ( ابن عم طارق ) رأى طارق و عاصم في المكتب... ابتسم بخُبث و أخذ رشفة من كوب القهوة و قال 
* خليك انت هنا يا طارق... قاعد ليل نهار في الشركة... و سايب مراتك الامورة لوحدها... فقري و مش حاسس بالنعمة اللي في ايدك... دي لو كانت مراتي انا كنت هلزق فيها و مش هسيبها أبدا... مش عارف ليه عمي جوزهالك انت... ما انا موجود اهو و مرحب بيها في اي وقت... 
في الليل... كانت روز في المطبخ... تُعد لنفسها مشروبًا ساخن... وجدت من يضع يده على كتفها... إلتفت بسرعة و ابتعدت عنه... وجدته مروان 
* معلش... مقصدش اخوفك... 
' ولا يهمك... بس متحطش ايدك على كتفي تاني 
* ليه ؟ 
' مينفعش... 
* له حق عمي يفضل يمدح فيكي و في احترامك... أنا آسف... 
' خلاص محصلش حاجة... تشرب كابتشينو ؟ 
* لو مش هتقل عليكي... ماشي... 
اومأت له و اعطته ظهرها... جلس مروان على الطاولة التي في منتصف المطبخ... و طول الوقت عيناه لم تنزل من عليها... انهت روز إعداد الكابتشينو... مررت له الكوب
* شكرا... 
' العفو... 
قالتها و إلتفت لتذهب... لكنه اوقفها حينما قال 
* رايحة فين ؟ 
' رايحة لاوضتي... 
* اشربي كوبايتك معايا... 
' لا... باخد راحتي في الأوضة أكتر... 
نهض و اقترب منها 
* لا لا... والله لتقعدي.... خمس دقايق بس... 
' في مسلسل عايزة احضره... 
* مش هيطير... اقعدي بس... 
شد منها الكوب لتجلس و في تلك الحظة سُكب على يدها البعض منه و احتر*قت... قالت روز متأ*لمة
' ايدي !! 
* انا آسف والله ما اقصد... 
اخذ منها الكوب و وضعه على المنضدة... اقتربت منها و قال 
* وريني كده... 
امسك يدها ليرها 
' هحطلها تلج و تبقى كويسة... 
لاحظت روز أنه يتحـ,ـسس يدها لا يرى الحر*ق... نظر لها و قال مبتسمًا 
* ايدك ناعمة اوي... زي الحرير بالضبط... 
تفاجئت روز من كلامه.... سحبت يدها و خبئتها وراء ظهرها 
' ايه اللي انت بتقوله ده ؟ 
* ولا حاجة... 
' كنت بعتبرك زي اخويا... بس انت طلعت قذ*ر...
* و ليه الغلط ؟ كنت بشوفك ايدك مش أكتر... بس الصراحة حلوة اوي... طالما ايدك بالحلاوة دي...( نظر لها من تحت لفوق و اكمل ) باقي جسـ,ـمك عامل ازاي ؟ 
اتسعت عيناها من كلامه القبـ,ـيح... رفعت يدها لتصـ,ـفعه... لكنه امسكها و منعها 
' لو مبعدتش عني هلِم البيت كله عليك !!  
* بحب اوي النوع العنـ,ـيف ده اللي مش بيجي بسهولة... بحب اوي النوع صعب الامتلاك... 
' انت واحد كلـ,ـب و.... 
قبل ان ترفع صوتها أكثر... وضع يده على فمها و اسكتها... شدها للحائط و حاوطها... 
* من اول يوم جيتي في هنا و انا همو*ت عليكي... و من ساعتها صورتك مش بتخرج من قلبي... نفسي فيكي يا روز... 
حاولت روز ابعاده و لكن لم تستطع... 
* أول مرة اصدق مقولة " تحت العباية حكاية " تحت عبايتك الغامقة و الواسعة دي حكايات مش حكاية وحدة... و يا ترى ايه مستخبي تحت الطرحة دي... قوليلي... جوزك الحمار... مقدر النعمة اللي هو فيها ولا لا ؟
دمعت عيناها و الخوف تسلل الى قلبها... 
* لا متعيطيش... انا مش وحش زيه... عمري ما هخليكي تعيطي... انا بحبك و عايزك تكوني مراتي انا مش مراته هو...  هحط الدنيا كلها في ايدك... هتبقي سعيدة معايا... 
صدرها يعلو و يهبط بسرعة من الخوف... زادت ابتسامته الخبـ,ـيثة و قال بهمس 
* حاسس بسخونة شفايفك تحت ايدي... احساس خطير اوي يا روز... ينفع احضنك ؟ و متقلقيش... الحضن ده هيبقى بينا احنا الاتنين و بس يا روز.... 
اتسعت عيناها من كلامه... كان سيحضنها لكن احس بخطوات احد قادم للمطبخ... 
* هجيلك تاني يا قمر... 
ابتعد عنها و ذهب من باب المطبخ... تسمرت روز مكانها و تستوعب ما حدث الآن... غضبت روز لانها لم تستطع ان تدافع عن نفسها من ذلك القذ*ر... تمالكت نفسها و ذهبت جريًا لغرفتها و اغلقت الباب عليها بالمفتاح و ظلت تبكي... 
بعد ساعات.... عاد طارق للمنزل... نزل من سيارته و دخل البيت متوجهًا لغرفته... امسك المقبض ليفتح الباب وجده مقفولاً... طرق على الباب مرارًا و تكرارًا و لكن لم يفتح احد... تذكر ان معه نسخة في درج مكتبه... ذهب للمكتب و اخذ المفتاح... عاد لغرفته و فتح الباب... لم يجد روز في الغرفة... حتى الحمام فارغ... نظر من باب الشرفة... وجدها تجلس بمفردها و تضم نفسها و شاردة... لم يهتم و اخذ ثياب النوم... دخل الحمام... غسل وجهه و غَيَر ثيابه و خرج... 
وجدها أمامه... اخذ وسادة من السرير و وضعها على الاريكة... قبل ان يستلقي عليها... امسكت روز يده و قالت 
' طارق... عايزة اتكلم معاك... 
" بقولك ايه... انا مصدع و عايز انام... وفري خناقاتك دي لبكره... 
ترك يدها و استلقى على الاريكة و اغلق نور الاباجورة... وقفت في مكانها قليلا... ثم جزت على أسنانها بغضب... فتحت النور و قالت 
' قوم يا طارق... 
" هو بالعافية ولا ايه ؟ 
' اه بالعافية... لمرة وحدة بس... حسسني اني بني آدمة زيك... بطل تعاملني كأني نجفة هنا و مليش لازمة... 
نهض و وقف امامها و قال ببرود
" ما انتي فعلا ملكيش لازمة... ايه الجديد يعني ؟ 
' انت بتعاملني كده ليه ؟ مش عيزاك تحبني بس على الأقل عاملني شوية كأني إنسانة... غلطت يعني عشان جاية اشتكيلك من حاجة ضايقتني ؟ 
" اه غلطتي... متشتكيش لاني مش عايز اسمع... كفاية البهد*لة اللي باخدها من بابا بسببك من اول ما عرفتك... لانه شايفك البنت المحترمة المثالية اللي مفكيش غلطة... و انا الوحش الطايش اللي استاهل الحر*ق... 
' مليش دعوة بمشاكلك انت و باباك... حلوها سوا... انا مالي ؟ 
" انتي سبب المشاكل... لو كنتي نزلتي فطرتي معانا من غير شوشرة... مكنتش هسمع منه الكلام اللي يسِم البدن ده... 
' بقيت انا سبب كل حاجة ؟ لا بجد انا طلعت حر*باية اوي... ربنا ينـ,ـتقم مني... 
قالتها روز بسخرية و هي تضحك... تغيرت الضحكة لحزن و بكاء في الحال 
' طارق انت ازاي كده ؟؟ ليه كده ؟ انا بقولك اسمعني... مطلبتش منك حاجة تعجيزية يعني... بالرغم من كل الكلام اللي قولته الصبح... متغيرتش... لسه زي ما انت... 
" و مش هتغير... انتي آخر وحدة اتغير عشانها... و ده مش هيحصل... 
' و انا خلاص مش طالبة انك تتغير... عارفة و متأكدة انك بتكر*هني و مش طا*يقني... 
" طالما عارفة اني بكر*هك و مش طايقك... بتتكلمي معايا ليه ؟ 
' عشان مليش حد تاني اشكيله غيرك... مطلبتش منك حاجة مستحيلة يعني... قولتلك اسمعني و بس... 
" و انا مش عايز اسمع... وصلت ؟ 
قالها و هو ينظر لها بغضب... اعطاها ظهره و تجاهلها... ظلت روز تنظر لأركان الغرفة... ضحكت بسخرية من نفسها و هي تبكي في ذات الوقت... صرخت روز قائلة 
' ابن عمك مروان الو*سخ... اتحر*ش بيا !! 
وقف طارق مكانه عند سماع تلك الجملة... إلتفت لها و قال 
" بتقولي ايه ؟؟ 
' طبعا كنت مفكر هقولك حاجة تافهة... بس انت هتسمعني غصب عنك... لانك جوزي قدام كل الناس... و واجب عليك تحميني غصب عنك و بالعافية كمان !! 
" عمل كده ازاي و امتى ؟ 
' لما كنت في الشركة... كنت قاعدة في المطبخ... لقيته في وشي... بالعمد وقع كوباية الكابتشينو على ايدي... مسك ايدي بجحة انه يشوفها و بعد كده قعد يقول كلام سا*فل زيه كله تحر*ش و قر*ف... عجَز حركتي و كان عايز يقرب مني... 
" انتي بتقولي ايه ؟ 
' بقولك اللي حصل... قسمًا بالله لو ماخدتش حقي منه... هرفع عليه قضية... 
" و انا ايه اللي يثبتلي ان كلامك صح ؟ 
' هكذب يعني ؟ 
" و ليه لا... مش ده نفسه مروان اللي قولتله متتكلميش معاه كتير و قولتي لا ده كويس و زي اخويا... ايه اللي اتغير يا روز ؟ 
' انت مش مصدقني ؟؟ 
" و مش هصدق... مروان مستحيل يعمل كده... مروان متربي معايا و اعرفه كويس... 
' بقولك حر*ق ايدي قصدًا عشان يمسكها ! 
" و ليه منقولش انك حر*قتيها على تلبسيه تُهمة ؟ 
' ايه اللي انت بتقوله ده ؟! 
" دي الحقيقة... أكيد طلبتي منه حاجة و هو رفض ف قولتي تلبسيه التُهمة دي... مهما قال بابا عنك قصايد شِعر... انا مش بثق فيكي... 
بمجرد ما انهى جملته... صفـ,ـعته على وجه بقوة... تفاجىء طارق من تطاولها... امسك يدها بشدة و قال بغضب 
" ازاي تمدي عليا !! 
' عشان انت تستاهل كده... انت يا طارق اوحش واحد عرفته في حياتي... مهما حصل و مهما حياتي اتكركبت اكتر من كده... عمري ما هقابل واحد اوحش منك... انت قلبك أسود و مر*يض ! 
" عشان كشفتك... زعلتي... الحقيقة بتو*جع صح ؟ 
' انت بجد بني آدم مر*يض !! 
قالتها ثم سحبت يدها من يده... وضعت يدها الاثنتان على وجهها و ظلت تبكي... فقد كُسـ,ـرت بسببه كثيرا... لكن هذه المرة كسـ,ـرها أكثر من اي مرة مرت... حطمها تمامًا و جعل قلبها البرئ مجرد حُطام أسود... 
" بكره الصبح... تيجي معايا عند المأذون نطلق... و كل واحد مننا يروح لحاله... كفاية قر*ف لغاية كده... 
' هيجي يوم... هتبقى واقف قدامي بتعيط... بتطلب مني اني اسامحك... و حياة الكلام اللي سمعته منك دلوقتي... مش هسامحك مهما عملت... انا مش هتنازل عن حقي... متأكدة ان اليوم ده هيجي... 
نظرت لطبق الفواكه الذي على الطاولة... سحبت منه السـ,ـكين... تفاجئ طارق و قال 
" روز !! 
' متقربش... اوعى تقرب خطوة وحدة حتى !! 
" اهدي و نتكلم... 
' خوفت صح ؟ خوفت يا طارق ؟ طبعا خوفك ده مش عليا... انت خايف ياخدوك مُتهم لو انتحـ,ـرت... 
" انتي بتعملي ايه ؟؟؟ 
' مش واضح يعني يا طارق ؟ مش واضح انا هعمل ايه ؟ انا زهقت منك و زهقت من حياتي دي... من اول ما ماما اتوفت من 4 سنين و انا مش عارفة اعيش مبسوطة ساعة وحدة حتى... بكر*هك انت و بابا و عيلتك كلهم واحد واحد... صبرت كتير بس مفيش حاجة اتغيرت... بالعكس حياتي بقت اسوأ من بعدها... انا تعبت و مش قادرة استحمل أكتر من كده ( وضعت السـ,ـكين على رقبتها ) هترتاح مني يا طارق و هروح عند ماما و ارتاح انا كماان !! 
يتبع....... 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
نظرت لطبق الفواكه الذي على الطاولة... سحبت منه السـ,ـكين... تفاجئ طارق و قال 
" روز !! 
' متقربش... اوعى تقرب خطوة وحدة حتى !! 
" اهدي و نتكلم... 
' خوفت صح ؟ خوفت يا طارق ؟ طبعا خوفك ده مش عليا... انت خايف ياخدوك مُتهم لو انتحـ,ـرت... 
" انتي بتعملي ايه ؟؟؟ 
' مش واضح يعني يا طارق ؟ مش واضح انا هعمل ايه ؟ انا زهقت منك و زهقت من حياتي دي... من اول ما ماما اتوفت من 4 سنين و انا مش عارفة اعيش مبسوطة ساعة وحدة حتى... بكر*هك انت و بابا و عيلتك كلهم واحد واحد... صبرت كتير بس مفيش حاجة اتغيرت... بالعكس حياتي بقت اسوأ من بعدها... انا تعبت و مش قادرة استحمل أكتر من كده ( وضعت السـ,ـكين على رقبتها ) هترتاح مني يا طارق و هروح عند ماما و ارتاح انا كماان !! 
كانت تتكلم و هي تبكي و يدها ترتجف 
" اهدي يا روز و سيبي السكـ,ـينة دي... 
' اهدى ازاي بعد ما طلعتني خا*ينة عشان سيادتك مش مصدقني ؟ طارق انا مش عايزة حاجة منك ولا من عيلتك... كل اللي عيزاه منك انك تبعد عني نهائيًا... اعتبرني مش موجودة و بطل تجر*يح فيا... انا تعبت بجد و مش قادرة استحمل... عندي اب عايش على وش الدنيا... عمره ما حسسني اني بنته... با*عني ليك كسلعة عشان فلوسه تبقى أكتر... مهتمش بيا ولا برأيي و رماني ليك... قولت يمكن انت تبقى كويس و تعوضني عن قسو*ته... بس انت طلعت اسوأ منه !! 
ألقت السكـ,ـينة على الأرض و استغفرت ربها 
' خلتني افكر في حاجة عمري ما فكرت فيها للحظة... انا مش هنـ,ـتحر عشان حيـ,ـوان زيك... انا بكر*هك يا طارق... 
قالتها ثم دخلت و اغلقت على نفسها... مسح طارق وجهه بيده و تنهد بتعب... فهو لم يقصد ان يوصلها لتلك... في ذات الوقت لم يصدق ان ابنه عمه وضع اعينه على زوجته !! 
فتحت روز الحنفية و غسلت وجهها... نظرت لنفسها في المرآة... وجهها شاحب و متعب... تذكرت والدتها... 
قبل 4 أعوام..... 
* مين القمر اللي في المراية دي ؟ 
نظرت روز لنفسها و لابتسامتها الجميلة و قالت بإحراج
' يا ماما خلاص انا بقيت اولى جامعة... كبرت و الدلع ده مبقاش يليق عليا... 
قبَلت روان وجنتها
* انتي اميرتي و الحاجة الجميلة اللي طلعت بيها من الدنيا... و هفضل ادلعك لحد ما اشوف احفادك بيلعبوا جمبي... مهما كبرتي هفضل ادلعك و اسرح شعرك الطويل ده بنفسي... 
' انا بحبك اوي... والله بابا مش حاسس بالنمعة اللي هو فيها... 
تنهدت روان بحزن 
* ابوكي ربنا يهديه... الفلوس لحست دماغه... مش همه انه يسعدني و يسعدك على اد ما همه يكبر فلوسه... 
' احنا قولنا مفيش حزن النهاردة... خدي التوكة اهي... اربطيلي شعري... 
* حاضر يا نن عيوني... 
اخذت منها التوكة و ربطت لها شعرها ثم عانقتها 
* تعرفي انا شايفة فيها ايه في المراية دي روزي ؟ 
' شايفة ايه يا ماما ؟ 
* شايفة فيها بنت عسولة... شعرها طويل و أسود و عيونها واسعة... عندها غمازة و ضحكتها مفيش اجمل منها... روز... ايه الحلاوة دي ؟ 
' هتخليني اتغر في نفسي كده... 
امسكت ذقنها و رفعت رأسها 
* ايوة اتغري في نفسك... انتي مفيش اجمل منك يا روز... انتي مش متخيلة كَم السعادة اللي انا فيها... روزي كبرت و دخلت الجامعة... عبقال ما اسلمك لعريسك بإيدي و اوصيه عليكي... و اقوله لو زعلتها او خليت عيونها تدمع بس... انا هحر*قك... محدش يقدر يزعلك بأي شكل في وجودي... انا معاكي و مش هسيبك !! 
' بس انتي سبتيني يا ماما... سبتيني لوحدي... جر*حني يا ماما... كسـ,ـر قلبي... مش عارفة اشكي لمين... مبقاش ليا حد من بعدك... مش عارفة اعيش من غيرك... حمتيني و احتوتيني دايما... كنت قوية بيكي... انا دلوقتي ولا حاجة من غيرك !! 
خرجت روز من الحمام و استلقت على السرير كالجثـ,ـة الهامدة... ظلت تنظر لصورتها مع والدتها في تخرجها من الثانوية و تستعيد ذكرياتها الجميلة معها... ظلت تبكي تحت الغطاء حتى غفوت...
تاني يوم....... 
كان طارق يجلس مع عائلته و يتناولون الفطار سويًا... و محمد يرمقه بنظرات غاضبة... 
* فين مراتك يا طارق ؟ 
قالها محمد و هو ينظر لطارق بحِده... نظر له طارق فقال محمد
* المفروض بعد اللي حصل امبارح ده كنت كلمتها و قولتلها انها ضمن العيلة و المفروض تبقى موجودة... الكرسي بتاعها فاضي بقاله كتير... مفروض كنت قولتلها مينفعش اللي هي بتعمله ده... 
" تعبانة شوية و مش هتقدر تنزل... 
* طارق... اطلع ناديها... 
" يا بابا بقولك هي تعبانة و..... 
في تلك اللحظة نظروا جميعًا لناحية السلم... تنزل منه روز مرتدأة عبائتها السوادة و طرحة بيج... نظر محمد الى طارق و قال بسخرية 
* هي دي اللي تعبانة ؟! ماااشي حسابك معايا بعدين... 
اقتربت منهم روز و ألقت السلام عليهم و ردوه... أشار محمد الى كرسيها و قال 
* اقعدي يا بنتي... افطري معانا... 
' مش عايزة يا عمو... جاية استأذنك اخرج... 
* رايحة فين ؟ 
' المقابر... هروح ازور ماما... 
* ماشي... بس الاول افطري معانا... 
' لا معلش آسفة... اكلت في الأوضة... خارجة دلوقتي 
* خدي طارق معاكي... 
نظرت روز لطارق بضيق ثم قالت 
' لا... عنده شغل... 
* يستنى الشغل... المهم متروحيش لوحدك... 
' هروح مع عم جمعة السواق... 
* و ليه تروحي مع السواق و جوزك موجود ؟ قوم يا طارق وصل مراتك... 
نهض طارق ف قالت 
' ملهوش لزوم... هي ساعة و جاية... 
* انتي في مقام ريناد بنتي و انا بخاف عليكي تخرجي لوحدك... شغل طارق يستنى... المهم متروحيش لوحدك... 
ابتسمت له ابتسامة خفيفة موافقةً على ما قاله... خرجت من البيت هي و طارق و ركبا السيارة و ذهبا... 
' مكنتش عيزاك تيجي... على العموم لما نوصل... متدخلش معايا اوضتها
" ليه ؟ 
' دي امي انا... مفكر بعد اللي عملته فيا هي هتحبك ؟ اي نعم هي مش موجودة دلوقتي بس شايفة و عارفة كل حاجة... فأكيد كر*هتك زي ما انا بكر*هك كده... نوصل مش هتدخل معايا... و ابقا امشي و انا هرجع لوحدي... 
" اسيبك تروحي لوحدك يعني ؟ 
' هههه راجل اوي... 
تنهد طارق بغضب و لم يرد عليها... نظرت روز من نافذة السيارة و شردت... نظر لها طارق... لاحظ يدها الحمراء... فهي محر*وقة بالفعل... و لعـ,ـن مروان و توعد له... بعد دقائق وصلوا للمقابر... نزلت روز من السيارة و فتح لها التربي باب الغرفة التي يوجد بها قبر امها... دخلت روز أما طارق وقف بالخارج... وضعت روز على قبرها ورد اللاڤندر الذي تحبه امها كثيرا... اخرجت المصحف من شنطتها و ظلت تقرأ لها القرآن لساعة... نزلت دمعة من عيناها و اغلقت المصحف... نظرت الى اللوحة التي مكتوب بها اسمها و تاريخ وفاتها... وضعت يدها عليا و قالت 
' حياتي انتهت من اليوم اللي مشيتي فيه... ياريت كنت جيت معاكي... بدل ما انا عايشة وسط ناس مش بحبهم... انتي الوحيدة اللي حبتيني من غير مقابل... تعرفي يا ماما انا نفسي في ايه دلوقتي ؟ نفسي احضنك... وحشني جدا حضنك... فاكرة يا ماما لما كنتي تنيميني و تغنيلي اغنيتك ؟ انا لسه فاكرة الأغنية دي... و بغنيها مع نفسي كل يوم... اغنيهالك يا ماما ؟ ( ابتسمت وسط دموعها و اكملت ) أكيد طبعا صوتي مش حلو زيك... بس هغنيهالك... 
مسحت دموعها بيدها ثم اخدت نفسًا عميقًا و اخرجته... نظرت للقبر و اسندت رأسها عليه و بدأت في الغناء 
' في مكان بعيد على الجزيرة... في ملكة و بنتها الأميرة... الجزيرة كانت ضلمة... عاشت فيها الملكة و الأميرة... زرعوا الجزيرة و نوروها سوا... بِعدوا عن الوحش و عاشوا في سلام... عدت السنين و حُب الملكة لبنتها الأميرة موجود و الجزيرة لسه منورة !! 
انهالت دموعها و سقطت على وجنتاها و قالت بنبرة متعبة 
' يا ماما انا تعبت... قلبي و*جعني يا ماما... محتجاكي اوي... انتي قولتي انك مش هتسبيني... ليه سبتيني لوحدي ؟ هاا ليه ؟ عدت 4 سنين و انتي بعيدة عني... كفاية كده... ارجعيلي بقا... ارجوكي ارجعي... 
كان طارق يقف على باب الغرفة... سمع كل شيء قالته... دمعت عيناه... فهو رأى حُبها لوالدتها و تعلقها الشديد بها... فكيف فعل كل هذا بها ؟ 
خرجت روز من الغرفة بعد ما مسحت وجهها تمامًا... وقفت بجانب السيارة و لم تركب حتى تأكدت ان التُربي قفل غرفتها جيدًا... وضعت يدها على قلبها و دَعت لها بالرحمة ثم ركبت السيارة... و طوال الطريق تنظر لصورتها مع والدتها... نظر لها طارق و قال 
" هي مامتك اتو*فت ازاي ؟  
' ملكش دعوة... 
" أنا بسأل بس... 
' متسألش... متسألش يا طارق !! 
قالتها بإنفعال ثم نظرت بعيدا... بعد دقائق من الصمت بينهم
' مش هرجع البيت... 
" يعني ايه ؟ 
' هروح لخالتي... هقعد عندها كام يوم... مش طايقة اقعد معاك في مكان واحد... 
" مينفعش تروحي... 
' و انا بقولك كده عشان تنزلي عند محطة المترو و انا اكمل طريقي 
" خالتك دي فين ؟ 
' في البساتين... 
" خلاص... اوصلك انا... 
' مش عيزاك تيجي... هل انا بروح معاك عند قراييك ؟ الإجابة لا... يبقى متجيش معايا عند خالتي... روح شوف شغلك 
" قولتلك انا هوصلك... 
' و انا بقولك متوصلنيش يا طارق... بُص عشان اوضحلك أكتر... انا مش طيقاك... ولا طايقة اشوفك ولا طايقة اسمع صوتك حتى... بعد اللي عملته امبارح ده انت بالنسبالي مجرد حيو*ان و بس... 
" روز انتبهي لكلامك !! 
' اضايقت ؟ احسن برضو... كل ما هتكلمني هرد عليك كده... ده احسن أسلوب يليق مع شخصيتك المر*يضة... 
" روز متعصبنيش... هتروحي معايا على البيت... 
' ليه بقا ؟ 
" مينفعش ارجع من غيرك... 
' اه فهمت... خايف ابوك يديك كلمتين في جنابك كالعادة... تعرف... اول ما اتجوزتك و شوفت معاملة ابوك الجافة دي ليك... صعبت عليا... اما دلوقتي... بقول بنفسي... عنده حق يعاملك كده... لانك وحش بجد... متستاهلش ان حد يحبك... 
نظر لها و كتم غضبه...  
' نزلني عند محطة المترو... 
" لا... مش هتروحي اي مكان... 
' ااااه ابتدينا التحكمات... 
" ايوة دي تحكمات يا روز... و اللي عندك اعمليه... 
' ماشي ارجع معاك على البيت... و ماله... هقول لابوك و هيسمحلي اني اروحلها و كمان هيخلي السواق يوصلني عند خالتي لحد باب شقتها... 
" على أساس هيوافق يعني... 
' ايوة هيوافق... تعرف ليه ؟ لانه بيحبني و بيحترمني أكتر منك... أنت مفكر بيعاملني بتهزيق زيك ولا ايه ؟ 
نظر لها طارق بعدم تصديق مما قالته الآن... ضحكت روز ساخرة منه 
' مستغرب صح ؟ ليك حق تستغرب... أصل انت اتعودت على روز الغلبانة العبيطة اللي محدش بيسمعلها صوت... متقلقش... هتتعود برضو على روز دي... افرح يا طارق... خلاص مش هتبقى وحش لوحدك... بقيت وحشة زيك اهو و بجر*حك... بس انا مش هندم على جر*حي ليك و هجر*حك أكتر و أكتر لغاية ما اشوف قلبك مكسـ,ـور قدامي... تعرف ليه ؟ لانك تستاهل كده... 
جمع قبضته بغضب و تمالك اعصابه... بعد دقائق عادا للبيت... 
وصل طارق الى بيت مروان... طرق الباب بيده بقوة... فتح له مروان و قبل ان يتفوه بكلمة... لكَمَة طارق بقوة حتى وقع على الأرض... اوقفه طارق و امسكه من ملابسه 
* ايه يا طارق الدخلة دي ؟ ضر*بتني ليه ؟ 
" هسألك سؤال و ترد عليا... 
* اسأل... بس فهمني انت ضر*بتني ليه ؟ 
" روز... مراتي... هل فعلا حاولت تتحر*ش بيها ؟ 
* اتحر*ش بيها ؟! ( ضحك ساخرًا ) مالك يا طارق ؟ ازاي تسألني السؤال ده ؟ 
" رد على سؤالي يا مروان !! حاولت تعمل كده ولا لا ؟ 
* اكيد لا يا طارق... ايه الهبل ده... روز زي اختي... عمري ما هعمل كده فيها ولا فيك... بعدين انا لو عايزة اتحر*ش بوحدة مش هبص على لمراتك... في بنات كتير بره... هحط عيوني على مراتك ليه ؟ 
" يبقى ليه هي قالت انك امبارح جيتلها و حاولت تتحر*ش بيها ؟ 
* هي قالت كده عليا ؟ 
" ايوة قالت كده... و كمان مُصممة على كده... 
* اممم شكلها هبت منها على الآخر... مكنتش ناوي أبداً اقولك عشان متتضايقش... طالما عايزة تدخلني في مصـ,ـيبة يبقى لازم اقولك... 
" تقولي ايه ؟ 
* الموضوع صعب يا طارق... فبلاش... و انا مسامح في اللي قالته عليا... 
" اتكلم يا مروان في ايه !! 
قالها طارق بغضب... تنهد مروان و قال 
* الصراحة يعني روز بقالها كتير بتحاول توقعني... نصحتها ان ده غلط و قولتها خلي بالك انتي متجوزة و ده مينفعش... 
" يعني توقعك ؟؟؟ 
* بتحاول تكلمني و تفتح معايا سكة كده... قالتلي انها هتطلق منك و تتجوزني... صديتها كتير بس هي اتمادت اوي يا طارق... بس اقسم بالله يا طارق انا مفتحتش معاها اي حوار... دي مهما كانت مراتك برضو... مينفعش امشي معاها في اللي طلبته مني و اغفلك... 
لم يصدق طارق ما الذي يسمعه الآن 
" انت بتكذب... روز مستحيل تعمل كده !! 
* كنت امبارح عندك في البيت جاي اكلم عمي في حاجة حتى اسأله بنفسك... روحت اشرب من المطبخ ف لقيتها... ابتسمتلي و عزمت عليا تعملي معاها كوباية كابتشينو ف وافقت عادي... و بعد ما عملتها... اخدتهت اشربها بره... اصرت اقعد معاها و شدت الكوباية وقعت على ايدي و اتحر*قت... 
نظر طارق ليده وجدها محر*وقة بالفعل... 
* بعدها مسكت ايدي و قعدت تقولي انا بحبك و عيزاك انت و مش عايزة طارق... انا مش بحبه... و قالت عليك كلام مش هقدر اقوله... قالتلي انها هتقر*فك في عيشتك لغاية ما طلقها و نتجوز انا و هي... رفضت طبعا و قولتلها لا غلط و نقدرش اعمل في طارق كده ف اتعصبت من رفضي ليها و مشيت و بعد كده بعتتلي الرسالة دي... 
فتح مروان هاتفه و وضعه امام طارق... و قرأ الرسائل التي أرسلتها لمروان 
' ماشي يا مروان... والله لدفعك تمن رفضك ليا... هقلب الحوار كله عليك انت و هخلي طارق يمسحك من وش الأرض... و لما اطلق منه... متجيش تترجاني اتجوزك !! 
احس طارق انه صُعق في دماغه... ألقى الهاتف على الأرض بقوة... 
* رقمها ده ولا مش رقمها يا طارق ؟ انا عارف ان دي حاجة صعبة عليك خصوصًا انها تبقى مراتك... بس مقدرش اسكت خصوصًا انها اتهـ,ـمتني اني اتحر*شت بيها... 
ظهر الغضب على وجه طارق و عروق وجهه و يديه برزت... ترك مروان و ذهب... وضع مروان يده على خده 
* ايدك تقيلة أوي يا طارق... حرام ايدك التقيلة دي تتمد على مراتك الامورة... بس تستاهل... لو كانت سكتت كان احسن ليا و ليها... 
وصل طارق للبيت و ذهب لغرفته... دخل الغرفة وجد روز جالسة على طرف السرير 
' كويس انك جيت... انا عايزة اطلق ! 
" من غير ما تقولي هطلقك... هطلقك لاني زهقت من العيشة المقر*فة معاكي دي... 
' ده هيبقى اسعد يوم في عمري... متتخيلش اد ايه انا مستنية اليوم ده... 
" متقلقيش... هيبقى قريب اوي... 
' و انا قاعدة اهو و مستنية اليوم ده بفارغ الصبر... 
قالتها و هي تجلس على السرير و تضع قدم على قدم و تبتسم... اقترب منها و قال 
" هتطلقي و هتروحيله... 
' اروح لمين ؟ 
" لمروان حبيب القلب... 
' انت بتقول ايه !! 
" مفكرة لما تتطلقي هتحلوي في عيونه و هيبصلك ؟ هتبقي مجرد وحدة مطلقة قدامه... 
سقطت دمعة من عيناها و لم تصدق ماذا قيل الآن... 
' انت لسه مفكر اني بخو*نك معاه ؟ 
" مش بفكر... ده انا متأكد... أصل انتي وحدة كانت هترفع هدومها قدام الدكتور و تخليه يشوف جسـ,ـمها عادي... هتوقع منك ايه بعد كده ؟
وضعت روز يداها على آذنها و قالت 
' اسكت... اسكت... متتكلمش تاني... اسكت !! 
" مش هسكت يا روز... حقيقتك الو*سخة ظهرت خلاص... مكنتش متوقع انك بالقذ*ارة دي... 
نهضت روز و نظرت له روز بكَسـ,ـرة 
' انا مخو*نتكش... ليه مش عايز تصدقني ؟ 
" لا خو*نتيني !! و مع ابن عمي كمان !! بس هو طلع احسن منك و موافقش على طلبك الو*سخ و مرضيش يخو*ني...
' انت بتقول ايه... انت اتجننت !! 
" انتي لسه شوفتي جنان يا روز ؟ ( اقترب منها كثيرا و اكمل بغضب جحيمي ) هوريكي أيام مفيش أسوا منها... مهما اترجيتي ارحمك مش هرحمك... اللي زيك يستاهلوا الحر*ق و المو*ت... بس انا همو*تك بطريقتي... اقعدي و اتفرجي على اللي هعمله فيكي يا روز !! 
' ابن عمك بيكذب... انت بتتهمني اتهـ,ـام كبير... انا مخونتـ,ـكش !! 
لم يرد عليها و إلتفت ليذهب... قالت روز بصوت عالٍ مصحوب ببكاء... 
' مش هسامحك يا طارق... والله ما هسامحك... حتى لو جيتلي راكع على رجلك مش هسامحك !! 
تفادى طارق كلامها و خرج... ركب سيارته و ذهب... 
ظلت روز في منتصف الغرفة... تُمسك رأسها بيداها الأثنتان و تتذكر كلامه... نظرت لنفسها في المرآة... امسكت زجاحة العطر و ألقتها على المرآة... كُسـ,ـرت المرآة و وقع زجاجها على الأرض... ظلت تصرخ و تكُسـ,ـر كل شيء في الغرفة...
ذهب طارق الى الشركة و الغضب العالم بأسره متجمع بداخله... دخل مكتبه... فَك الكارڤات لانها تخنقه 
" بقا انتي تستغفليني ؟ ماشي يا روز... والله لوريكي !! 
انهى جملته ثم ضر*ب المكتب برجله بقوة... ظل يأخذ شهيقًا و زفيرًا متتاليان حتى هدأ... امسك هاتفه و اتصل على المحامي الخاص به 
" بقولك يا حسن... جهزلي ورق الطلاق... 
* ليه يا طارق ؟ 
" ملكش دعوة... جَهِزه و اخلص... الورق يكون عندي بكره... 
* حاضر... 
اغلق هاتفه و جلس على المكتب... 
" مبقاش أنا طارق لو طلقتك من غير فضيـ,ـحة... هندمك على اليوم اللي فكرتي فيه تخو*نيني... 
دخل عاصم و قال 
• ايه يا بني الصوت اللي عندك ده ؟ 
" مفيش... 
اغلق عاصم الباب و اقترب منه 
• مالك يا طارق ؟ 
" ولا حاجة... بس اخدت قلم على قفايا خطير منها... 
• قصدك مين ؟ روز ؟ 
" من غيرها... بس خلاص هطلقها... ولا انت ولا ابويا هتقدروا تقفوا في قراري المرة دي... 
• ايه اللي حصل ؟ 
" انا هحكيلك و انت قولي اعمل ايه... 
و بالفعل حكى له كل شيء من الأول للآخر... 
• اكيد في حاجة غلط... روز مستحيل تعمل كده... 
" انت و ابويا بتثقوا فيها ثقة عمية... بسبب ثقتكم الزيادة دي فيها خلتها تتجرأ تعمل كده عشان كلكم عارفين انها المحترمة اللي مش بتطلع شعرة من الطرحة و عمركم ما هتشكوا فيها... ابويا السبب... قولتله مش عايزها... صمم و ضغط عليا... ليه لانه واثق فيها... دايما يمدحها و واقف في صفها... يا ترى ايه اللي هيحصله بعد ما يعرف اللي عملته روز اختياره الجميل ؟ 
• اهدى يا طارق لغاية ما نشوف هنعمل ايه... 
" هطلقها... بس هطلقها بعد ما افضحـ,ـها... خليها متقدرش ترفع عينها في عين لي حد... هكسـ,ـر كبريائها و تكـ,ـبرها ده !! 
• الصراحة مروان ده بحسه مش مظبوط... اسمع منها هي... يمكن في سوء تفاهم... 
" مش هسمع منها اي حاجة... أساسا مش طايق ابص في وشها... مش هسمع حاجة تاني... كفاية منظري قدامه و هو بيحكيلي انها بتتوددله عشان يكلمها... 
• خلاص اقفل السيرة دي... مين بيرن عليك من بدري ده ؟ 
" أمي... 
• طب رد عليها... تلاقيها عايزة حاجة... رنت كتير... 
تأفف طارق و رد عليها 
" نعم يا ماما ؟ 
* طارق تعالى بسرعة... 
" ليه ؟ مال صوتك ؟ في ايه يا ماما ؟ 
* ريناد لقيت روز في اوضتها مغمى عليها بين دمها... الاسعاف جات اخدتها دلوقتي... تعالى بسرعة !! 
يتبع........ 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
" نعم يا ماما ؟ 
* طارق تعالى بسرعة... 
" ليه ؟ مال صوتك ؟ في ايه يا ماما ؟ 
* ريناد لقيت روز في اوضتها مغمى عليها بين دمها... الاسعاف جات اخدتها دلوقتي... تعالى بسرعة !! 
انتهت المكالمة... نهض طارق ف قال عاصم 
• في ايه ؟ 
" لقيوا روز مغمى عليها... 
• يلا نروح بسرعة... 
اومأ له و ذهبا...
في المستشفى... كان الجميع حاضرون و ينتظرون خروج الطبيبة... و بعد ساعة خرجت الطبيبة... ذهب لها طارق و قال 
" روز كويسة صح ؟ 
* الحمد لله سيطرنا على النز*يف... 
" هو ايه سببه ؟ 
* مدام روز عندها تكيسات في المبايض... 
تفاجىء طارق و قال 
" يعني ايه ؟ 
* يعني النز*يف و الألم اللي بتمر بيه ده سببه التكسيات... 
في تلك اللحظة تذكر كيف كانت تتأ*لم... 
" و دي علاجها ايه ؟ 
* في علاج و لو منفعش في عملية... 
قالت هالة 
* روز على كده مش بتخلف ؟ 
* حاليا اه... نسبة الحمل ضعيفة بسبب حالتها دي... 
* هتفوق امتى ؟ 
* لما يخلص المحلول هتقدر تسترجع وعيها... تنتبه لأكلها كويس و تاخد ادويتها بإنتظام... عن اذنكم... 
ذهبت الطبيبة... طارق ظل شاردا و يتذكر كلامها 
' بقولك انا بطني ببتقطـ,ـع... تعالى بسرعة ' 
' انا مش قادرة اقف على رجلي... في ألم كبير حاسة بيه و مش قادرة استحمل... عايزة اروح اكشف ' 
شعر طارق بالندم لانه استهزأ بما كانت تقوله و ظن بأنها تبالغ... وقف محمد امام طارق و قال 
* على كده مراتك مش هتخلف ؟ 
" سمعت بنفسك اللي قالته الدكتورة... بعدين مش وقته الكلام ده... 
* لا ده وقته... أكيد ظهرت عليها الأعراض... ازاي معرفتش ؟ 
" كل ما بسألها كانت بتخبي عني...
* لما كشفت انت روحت معاها... مش مفروض كنت عرفت ؟ 
" اتخانقت معايا و طلعت من العيادة... ف معرفتش الدكتورة قالتلها ايه... 
* و انت عيل صغير هشان تتقمص و تخرج بره العيادة ؟ 
" هي اللي طلبت مني اخرج... 
* و انت عشان مش طايقها ف مصدقت و مشيت فورا... اقول عليك ايه بس... 
" بابا متضغطش عليا !! 
* و انا من امتى ضغطت عليك اصلا ؟ 
" و بتسأل كمان ؟! على أساس مش عارف يعني ؟ انت طول الوقت بتضغط عليا و بتتحكم في حياتي... 
* بتحكم فيها لانك واحد مستهتر و طايش... جوزتك عشان تشيل المسؤولية... بس برضو فشلت... 
" مكنتش عايز اتجوزها اصلا... اتجوزتها عشان اعلى في نظرك بس برضو مفيش فايدة... 
* و هو الجواز مجرد قيسمة و السلام ؟ مش هي مراتك و ليها حقوق عندك... جاي بتعرف انها تعبانة بالصدفة زيك زي الغريب... 
" قولتلك هي اللي خبت عني !! 
قالها طارق بإنفعال عليه... وقفت هالة في النصف و فرقتهم عن بعض 
* اهدوا احنا في مستشفى... أجلوا الكلام ده لبعدين... 
نظر محمد له بغضب و ابتعد عنه... 
تاني يوم... فتحت روز عيناها بتثاقل... وجدتهم جميعًا حولها... حاولت النهوض و ساعدتها ريناد 
* انتي كويسة ؟ 
' اه... هاتيلي اي طرحة اغطي بيها شعري... 
اومأت لها و احضرت لها الطرحة... وضعتها روز على شعرها و غطت رقبتها... تعجب طارق... كيف تكون خا*ئنة و لم ترضى ان تجلس امامهم بشعرها ؟ 
قال محمد 
* انتي كويسة يا روز ؟ 
' اه كويسة... 
* ازاي متقوليش لحد فينا على تعبك ؟ 
' تعب ايه ؟ 
* الدكتورة قالت كل حاجة... مش داعي تخبي حاجة... 
صمت روز و نظرت للجنب الآخر وجدت طارق... نظرت له بضيق و ابعدت عيناها عنه... 
' مكنتش عايزة اقلقكم عليا... 
* قولتك انتي بنتي... كان مفروض تقولي من الأول... 
' آسفة... 
* ولا يهمك... المهم تاخدي ادويتك كويس... 
اومأت له و جلست هالة بجانبها و مسدت على ظهرها برفق
بعد اسبوع...... 
" يعني الصنية راجعة زي ما هي... 
* والله يا استاذ طارق دي رابع صنية اجبهالها... مش راضية تاكل ابدا و لو اكلت تبقى لقمة صغيرة... 
" اوووف... هاتي الصنية دي... 
اخذ منها الصنية و ذهب لغرفته... وضع الصنية على المنضدة و نظر لروز النائمة على السرير و تحتضن صورة والدتها 
" روز... قومي كُلي... 
' مش عايزة... 
" لازم تاكلي عشان تاخدي ادويتك... 
' ملكش دعوة بأدويتي ولا بأكلي... اطلع بره... 
" الغلط عليا اني بعبرك حتى بعد ما عرفت حقيقتك !! 
نهضت روز و وقفت امامه 
' عرفت حقيقتي !! 
صـ,ـفعته على وجهه بقوة... شعر طارق ان كبريائه اهتز... امسكها من يدها و ضغط عليها بقوة 
" انتي ايه... انتي ايه جنسك... مبتتكسفيش حتى بعد اللي عملتيه ! 
' اه مبتكسفش لاني بجحة... اياك تفكر ان بشويتين بتوعك دول انا كده هخاف منك... انت اللي تخاف مني... هدوقك طعم الذُل يا طارق... مهما اترجيتني... مش هسامحك... 
" انتي آخر وحدة اطلب منها كده و مش هطلب... 
' و انا مش هدافع عن نفسي... لان ببساطة انت شخص مش مهم عشان اوضلحه او عشان ادافع عن نفسي قدامه... انت ولا حاجة يا طارق... انت مجرد واحد طايش بيجري وراء البنات و ينام معاهم في الفنادق... بحمد ربنا انك ملسمـ,ـتنيش... لاني كنت هبقى قر*فانة من نفسي...
ضحك طارق بخُبث ثم دفعها على السرير و مال عليها 
' انت بتعمل ايه !! ابعد عني... 
" انا ملمـ,ـستكيش عشان انا مش عايز كده مش عشان رغبتك انتي... و اقدر اعمل فيكي اللي انا عايزه... 
' هتفرض نفسك عليا بالعافية عشان توضحلي اد ايه انت راجل عشان عصبتك بكلامي... لكن شرفك متهزش لما قولتلك ابن عمك اتحر*ش بيا... 
" لسه مصممة ؟ انتي ايه ؟ مبتشبعيش كذب ؟ 
' ده مش كذب... دي حقيقة هتعرفها بعدين... افتكر كويس جدا اني قولتلك هتندم بدل المرة ألف... بس في لحظتها ندمك ده مش هيفيد في حاجة... 
" ندم ؟ لا انا مش هندم لما نتطلق... بالعكس هكون مبسوط اوي... 
' انا هكون مبسوطة اكتر منك... 
اقترب من اذنها و قال 
" ميشرفنيش ألمـ,ـس وحدة زيك... 
قالها ثم ابتعدت... 
" المر*ض ده اللي جالك ده عقا*ب من ربنا على خيا*نتك ليا... اصلا اللي زيك هتخلف ليه ؟ لو خلفنتي... ابنك هيكون ابن مين بالضبط ؟ 
دمعت عينا روز لكن مسحت دموعها في الحال... جزت على أسنانها و قالت بغضب 
' هنطلق امتى ؟ 
" قريب... قريب اوي... 
قالها ثم خرج و اغلق الباب بقوة... سقطت دموعها التي حبستها... وضعت يدها على قلبها لانه يؤ*لمها كثيرا... كلماته مثل السكـ,ـين قطعت قلبها البرئ إربًا إربًا... دخلت الحمام و اتواضأت... فردت المصلية و سجدت تبكي تشكو ربها و بما حَل بها ظلمًا... و ترجت ربنا ان تخرج من ذلك الجحيم... فهي لم تتحمل أكثر من ذلك لان طاقتها نفذت... 
بعد شهر..... 
* امضي هنا يا بنتي... 
قالها المأذون ف اومأت له روز و امسكت القلم... نظرت لطارق الذي يرمقها بنظرات باردة و لم يظهر عليه اي حزن... كتبت اسمها في ورقة... 
* و انت يا بني امضي هنا... 
و بدون اي تردد مضى مكان اسمه... 
* طلقها يلا... 
قالها المأذون لطارق... نهض طارق و قال 
" انتي طالق... طالق بالتلاتة يا روز !! 
لم تنظر له روز و عيناها دمعت... نهضت و امسكت شنطتها و قبل ان تذهب قال محمد 
* روز... 
إلتفت له ثم اقترب منها 
* مكنتش هوافق على طلاقكم ابدا... بس لما لقيتك عايزة ان ده يحصل وافقت عشانك انتي بس... اذا كان طارق اتظلم في الجواز ده ف انتي اتظلمتي اضعافه و عانيتي كتير... و خلاص اهو تم الطلاق... نشفتي دماغك و مش راضية تقعدي هنا... ف قبل ما تمشي عايزة اقولك ان البيت ده مرحب بيكي في اي وقت... انتي لسه شابة و الطريق لسه قدامك... اتمنالك حياة سعيدة... لو احتاجتي اي حاجة انا موجود... 
ابتسمت روز و قالت 
' شكرا جدا يا عمو... اشكرك كمان على وفقتك جمبي... 
* انتي بنتي و ده واجبي... نصيحة مني... مترجعيش لابوكي... 
' مش هروحله اصلا... 
* اوماال رايحة فين ؟ 
' ادعيلي بس... 
* هدعيلك... 
ابتسمت له ثم نظرت اليهم... جاءت هالة و ريناد عانقوها... 
* هتوحشينا اوي... 
* انا اعتبرتك اختي... ياريت متبعديش اوي و نفضل على تواصل... 
' ان شاء الله... عن اذنكم... 
إلتفتت روز و ذهبت... خرجت من البيت و ركبت التاكسي... نظرت لهم و نظرت للبيت و سقطت دمعة من عيناها و تحرك التاكسي... 
نظر محمد لطارق الغير مُبالي بما حدث 
* طلقتها اهو... متجيش بعد كام يوم تعيطلي زي الأطفال و تقولي عايز روز... 
" متقلقش... عن اذنكم بقا اروح انام... 
تركهم و توجه لغرفته... دخل و اغلق الباب... اخذ شاور و ثم خرج من الحمام و استلقى على السرير 
" اخيرا الواحد رجع لسريره المريح... بدل نومة الكنبة اللي خلعت ضهري... 
فتح التلفاز على فيلم اجنبي و ظل يشاهده حتى نام... 
' حاسة اني تقلت عليك... 
- ولا يهمك... مأكلتيش الكريب بتاعك... مالك ؟ مكسوفة مني ولا ايه ؟ 
' لا... بس مليش نفس... 
- لا معلش كُلي ده جبته عشانك... عارف انك بتحبيه بالفراخ... 
' تسلم يا سيف... 
ابتسم لها و هي بدأت بالاكل... و بين الحين و الآخر ينظر لها سيف مبتسمًا و قال في سره 
- المرة دي مش هسيبك يا روز... ولا ابوكي ولا الكرة الأرضية بحالها محدش هيقدر يبعدك عني تاني... 
بعد ما انهوا الأكل... 
- اطلبلك عصير ؟ 
' لا... كده تمام... 
- طب لاتيه ؟ 
' والله مش عايزة... شكرا يا سيف... 
- العفو ( اخرج من جيبه مفتاح و وضعه امامها ) ده مفتاح شقتي في أكتوبر و دي نسخته كمان... و متقلقيش... مش معايا نسخة تانية منه... 
' و هقلق ليه ؟ 
- يعني لتكوني مفكرة اني بكذب و معايا نسخة... اعتبري الشقة بتاعتك... 
' شكرا بجد... اوعدك ألاقي شغل بمرتب كويس و هأجر شقة ليا... 
- يا بنتي هو انا اشتكيتلك ؟ بقولك اعتبري الشقة بتاعتك... انتي محتاجة وظيفة ؟ 
' محتاجة جدا... الفلوس اللي معايا قربوا يخلصوا... 
- ايه مؤهلاتك ؟ 
' انا متخرجة من آداب ألماني... 
- ايه ده... انتي خريجة قسم لغة ألمانية ؟ 
' ايوة... مستغرب ليه ؟ اول مرة تعرف ؟ 
- انا عارف انك خريجة آداب بس مكنتش اعرف انتي خريجة قسم ايه... انتي عارفة ان اللغة الالمانية دي مطلوبة جدا في الشركات ؟! 
' يعني ممكن ألاقي وظيفة من خلال شهادتي ؟ 
- أكيد طبعا... جاتلي فكرة... ما تيجي تشتغلي معايا ؟ 
' بس انت مبرمج... ايه دخل البرمجة في اللغة ؟ 
- بشتغل مبرمج في شركة... اخدت ترقية من شهرين و بقيت الرئيس التنفيذي لخدمات البرمجة لشركة التصدير الغربية لو تعرفيها يعني... حتى مش ملاحظة اني ببعزق في الفلوس و عزمتك في مطعم غالي ؟ كله من مكافأة الترقية 
ضحكت روز و هو شرد في ضحكتها الجميلة
' اه لاحظت... ألف مبروك... 
- ألف مبروك بس ؟ 
' اعمل ايه يعني ؟ 
- انا عايز هدية... 
' وعد مني هجبلك... بس ألاقي وظيفة الأول 
- حوار الوظيفة ده عندي... الشركة اللي شغال فيها من اسبوع علنوا إعلان انهم محتاجين مترجمين... و عايزين ألماني كمان... والله حظك حلو... 
' بجد يا سيف ؟! 
- يعني ههزر معاكي يا روز ؟ 
' معلش... اتفاجئت شوية... اقدم ازاي ؟ 
- في واحد صاحب هيقدم بكره... هسأله على كل اللي احتاجوه منه و هكلمك... 
' تبقا عملت فيا خدمة العمر والله... مش هنسى أبدا وقفتك معايا... 
- عادي يا عم... مامتك الله يرحمها كانت زي امي و أكتر... 
' الله يرحمها... 
- ممكن اسألك سؤال ؟ 
' اتفضل... 
- طارق... طلقيك... كنتي بتحبيه ؟ 
' لا... 
تعجب سيف من سرعتها في الرد 
' اللي يحب حد جر*حه يبقى تعبان في دماغه... طارق جر*حني كتير و عمري ما هسامحه... مش هقدر اوصفلك كُرهي له اد ايه... 
- آسف لو كنت ضايقتك بسؤالي... 
' ولا يهمك... ( نظرت في هاتفها ) الساعة جات عشرة... لازم امشي... 
نهضت ف قال 
- هتروحي ازاي ؟ 
' هطلب اوبر
- طب تعالي اوصلك... 
' لا شكرا... انا تعبتك بما فيه الكفاية... عن اذنك... 
اخذت شنطتها و خرجت من المطعم و هو خرج ورائها 
- اوصلك انا ؟ 
' متتعبش نفسك... هطلب اوبر... 
- يمكن يخطـ,ـفك... 
' هو هيخـ,ـطفني ليه ؟ 
لم يرد عليها و قال في سره 
- يمكن عشان انتي قمر... 
' سرحت في ايه ؟ 
- مسرحتش... تعالي انا اوصلك احسن... 
' لا... 
- مالك يا روز في ايه ؟ انتي خايفة مني ؟ 
نظرت له لوهلة ف قال 
- معقولة خايفة مني ؟ روز انا مقدرش أذ*يكي و انتي عارفة كده كويس... لو كنت عايز أذ*يكي كنت هعمل كده من زمان...  
' مش قصدي كده... انا حاسة نفسي بقيت رخمة و تقلت عليك جامد... 
- اركبي... 
قالها و هو يفتح لها باب السيارة... 
' طب هركب من ورا... 
- يوووه يا روز... اركبي بقولك... 
أدركت روز انه مازال عنيدًا ف ركبت من الأمام و هو صعد في السيارة و شغلها و ذهبوا... كانت روز صامتة ولا تتنفس بكلمة و تنظر من نافذة السيارة 
- خايفة مني انا ؟ انتي نسيتي ان مامتك كانت بتديني الڤيزا بتاعتها من غير ما تفكر عشان اسحبلها المرتب... عشان انا آمين و الكلام ده... 
ضحكت روز و نظرت إليه 
- ايوة كده اضحكي... قبل ما انسى... شقة أكتوبر بقالي كتير مدخلتهاش... فاكيد هتبقى متربة حبتين... اجبلك حد ينضفها ؟ 
' لا ملهوش لزوم... 
- بس... 
' متقلقش... انا هتصرف... 
- براحتك... 
عَمَ الصمت بينهم... و بعد نصف ساعة وصلوا الى العنوان المطلوب.. حمل سيف شنطتها و اوصلها للشقة 
' جمايلك دي هردها ازاي ؟ 
- بطبق رز بلبن... زي اللي كانت تعمله مامتك... 
' بعرف اعمله زيها... اول ما هعمل هبعتلك حَلة كاملة لوحدك... 
- تسلميلي... 
' هي الشقة دي اشتريتها ليه ؟ 
- كنت باخد كورسات هنا... فكانت المسافة بعيدة عليا... الأول اتأجرت الشقة دي انا و 5 من صحابي... و اتقفنا نشتريها سوا و اشتريناها... و لما كل واحد فينا اتوظف في مكان مختلف... اشتريتها انا عشان احتاجتها لفترة... اوعى تعتبري نفسك ضيفة... اتعاملي كأنك صاحبة الشقة دي... 
' ازاي ؟ 
- لو عايزة تكـ,ـسري كوباية... مسامحك... 
ضحكت روز و قالت 
' ماشي يا سيف... 
- هروح انا... لو احتاجتي اي حاجة... رني عليا... عن اذنك... 
اومأت له و ذهب... اغلقت روز الباب بالمفتاح و اخذت نفسًا عميقًا ثم اخرجته... دخلت غرفة من الغرف... فتحت حقيبتها اخذت منها بيجامة... غسلت وجهها و لبستها... مشطت شعرها و ظلت تفكر في حياتها الآتية... 
وصل سيف الى بيته و السعادة ظاهرة عليه... غَيَر ملابسه و جلس يأكل مع أخاه ( مصطفى ) 
* من اول ما جيت و انت كده... خير يا حبيب اخوك ؟ 
- قابلت روز... 
* روز ؟ بس هي اتجوزت... 
- خلاص اطلقت منه... 
* اوووبااا... عشان كده انت مبسوط و ابتسامتك اد الطبق على وشك... 
- مبسوط اوي... مهما عبرت عن اللي جوايا... الكلام مش هيكفي... 
* انت لسه بتحبها ؟ 
- بُص يا مصطفى... انا واحد لفيت كتير... اشتغلت في كذا وظيفة عشان اكون نفسي اللي انا عليها حاليا... طول السنين اللي عدت دي و انا بلف على شغل يأويني انا و انت... روز كانت في بالي ( أشار بيده الى قلبه) و موجودة هنا... منستهاش ولا لحظة... ساعات كنت بلعـ,ـن نفسي لاني بفكر فيها حتى لما كانت على ذمته... اما دلوقتي خلاص... مش مفيش عائق هيمنعني عنها... هتجوزها... 
* اخويا العاشق الجامد... اتغذى كويس يا حبيبي... 
ضحك سيف و اكمل عشائه... 
في الليل... كان سيف في غرفته مستلقي على سريره و يمسك الهاتف في يد و القلم في يد... ينظر للهاتف المفتوح على صورة روز ثم يرسم تفاصيل وجهها بدقة و شارد في جمالها...
للتوضيح... سيف كان يبقى ابن البواب في بيت روز... كان بيحبها و طلب ايدها من ابوها بس رفض بحجة انه مش هيناسب ابوه لانه مجرد بواب... و لما اتقدم طارق ابن العيلة الغنية الكبيرة وافق طبعا... مع ذلك سيف منسيش روز ولا لحظة و حُبه ليها لسه موجود... 
- زمان سكت لاني كنت عيل و معرفتش اطلبك تاني لان ابوكي حسسني اني قليل و مستاهلكيش... المرة دي محدش هيقف في طريقي و هاخدك يا روز... هتبقي مِلكي انا و بس ! 
بعد 4 شهور...... الساعة 4 بالليل 
عاد طارق الى البيت و هو سكيرًا... فشرب الكثير من الخمـ,ـر في البار... كان يمشي بصعوبة... صعد لغرفته و ألقى بجسده الهامد على السرير... اشتم رائحتها على الوسادة... غضب و ألقاها على الأرض و قال بسُكر 
" ليه مش عايزة تخرجي من دماغي لحد الآن ؟ انتي اللي خونتيـ,ـني... رجعت للشرب عشان انساكي بس مش عارف مالي... ريحتك لسه موجودة هنا يا روز... يا ترى روحتي فين...
اغلق عينيه و غفى بتعب
في اليوم التالي..... 
استيقظ طارق و فتح عينيه بتثاقل... نهض و مسح وجهه بتعب و دخل الحمام ليستحم... بعد دقائق خرج و وقف امام المرآة ليمشط شعره... لاحظ بوجود توكة شعر صغيرة... امسكها و نظر لها و تخيل ان روز تقف أمام المرآة و تربط شعرها الطويل بها... فهي دائما عندما تستيقظ اول شيء تفعله هو ربط شعرها... ابتسم ابتسامة جانبية ثم اخافاها في الحال و ترك التوكة... و قال محدثًا نفسه
" بطل تفكير فيها يا طارق... مالك كده ؟ ليه بتفتكر كل تحرُكاتها في الأوضة ؟ خلاص اهي مشيت و حصل اللي انت عايزه... مفروض تفرح مش تفتكرها... 
فتح الدولاب ليبحث عن جاكته المفضل... وسط الملابس رأى شيئًا مألوفًا له... امسكه بيده... انه كنزة روز الصوفيّة... جاء في عقله ذكرى لتلك الكنزة 
في الشهر الثاني من زواجهم... قام شجار بين طارق و والده كالعادة... غضب طارق و خرج جلس في الحديقة... كان اليوم باردا و به هواء... ظل طارق وحده متضايق... وجد من تجلس بجانبه... 
" جيتي ليه ؟ 
' جيت اشم هوا... 
" هوا ؟ ههههه ضحكتيني... هوا ايه اللي يتشم... الجو مزعج... 
' طالما مزعج... انت ليه قاعد هنا ؟ 
" مش عايز ادخل و مش طايق اشوفه... 
' انا برضو بابا مش كويس معايا... عمري حسيته انه ابويا... انت باباك كويس... آخره يزعق و خلاص... 
" يزعق و خلاص ؟! ده لسه بيعاملني اني عيل و عبيط... 
' خلاص متزعلش... 
" هيهمك يعني اذا زعلت او لا ؟ 
' ايوة هيهمني... 
" ليه بقا ؟ 
' عارفة ان علاقتنا مش احسن حاجة... بس ده مش معناه اسيبك تقعد لوحدك... مهما حصل في النهاية انت جوزي 
" روز... انا مصدع شوية و مش فايق لكلامك ده... امشي... 
تنهدت روز بتعب فهي حاولت كثيرا ان تتقرب منه و لكن مازالت تفشل... خلعت كنزتها السوداء... و وضعتها على كتفه... نظر لها طارق فقالت 
' عشان متبردش إلبسها... بس برضو متطولش اوي هنا... في فيلم اجنبي  بوليسي زي اللي بتتفرج عليه... شغال دلوقتي... في اي وقت لو حبيت تيجي تتفرج عليه معايا... تعالى... 
ابعد عيناه عنها و لم يرد... تنهدت و ذهبت للداخل... 
نظر طارق للكنزة و ظل شاردًا فيها و مبتسم... فاق من شروده و ترك الكنزة مكانها 
" الأوضة دي لازم تتنضف... مش عايز اي حاجة تفكرني بيها في الأوضة دي... 
اغلق طارق الدولاب و ارتدى جاكته... طُرق الباب 
" ادخل... 
دخلت إحدى الخادمات و في يدها الفطور... وضعته على المنضدة... و لكن لم تخرج... نظر لها طارق و قال
" واقفة ليه ؟ 
* استاذ طارق... ممكن اتكلم مع حضرتك في حاجة ؟ 
" مفيش أجازات تاني... انتي لسه راجعة من شهر كامل إجازة... 
* لا لا الحوار مش إجازة... حاجة تانية لازم اقولها... 
" قولي... 
* هو حضرتك طلقت روز عشان موضوع مروان ؟ 
غضب طارق و امسكها من يدها بشدة و قال 
" محدش يعرف الحوار ده غيري انا و هي... انتي عرفتي ازاي ؟ انطقي !! 
* والله أبداً يا استاذ طارق... انا بسأل بس... 
" بتسألي ليه ؟! 
* اصل أنا شوفتهم... 
" شوفتي ايه ؟ 
* شوفت مروان و هو بيتحر*ش ب روز... 
لم يصدق طارق ماذا قيل له الآن... 
" انتي بتكذبي صح ؟ 
* والله العظيم ما بكذب... 
ابتعد عنها طارق و اغلق باب الغرفة 
" مش هتمشي من هنا غير لما تقولي كل حاجة... اقسم بالله لو زودتي في حرف واحد هقتـ,ـلك !! 
بلعت الخادمة ريقها بخوف... قال لها طارق بغضب
" اتكلمي !! 
* حاضر... هتكلم والله... 
" بسمعك اهو... 
* مروان جه هنا... روز كانت في المطبخ... في الأول انا كنت واقفة معاها بنرغي سوا لاني حبيتها و صاحبتها... افتكرت اني سايبة هدوم في الغسالة... فستأذنت منها و خرجت من المطبخ... رجعت من باب المطبخ المطل على جنينة... قبل ما افتح الباب شوفته من الازاز... 
" شوفتي مين ؟! 
* شوفت مروان زانـ,ـق روز في الحيطة و بيتحر*ش بيها بالكلام و كاتم صوتها بإيده... و حاول يلـ,ـمسها و هي كانت بتقاومه... كنت هنادي على اي حد يلحقها بس خوفت يطلعني انا كذابة... ف لفيت من جوه البيت و عملت صوت بجزمتي في الأرض عشان يعرف ان في حد جاي و يبعد عنها... و مشي هو و شوفتها طالعة على اوضتها بتعيط... و لو مش مصدقني انا سجلت كل اللي قاله ليها صوت... 
فتحت هاتفها على التسجيل و سمعه طارق بكل كلمة فيه... سمع و هي تترجاه ان يبتعد عنها... 
احس طارق انه سُعق في رأسه... 
" متكلمتيش ليه من الأول ؟! جاية تتكلمي دلوقتي بعد ما طلقتها ؟ 
* متكلمتش لأني خوفت... 
" خوفتي من ايه !! 
قالها طارق بإنفعال عليا... 
" انطقي... خوفتي من ايه ؟ 
* خوفته منه... مش عارفة ازاي عرف اني شوفته... جه هددني اني لو قولتلك هيقـ,ـتل بنتي... خوفت و معرفتش اقول لحضرتك ازاي... كنت ناوية اول ما ارجع من إجازتي هقول لحضرتك كل حاجة... متخيلتش ان الموضوع هيكبر و تتطلقوا.... 
" ابعتيلي التسجيل ده... 
* حاضر هبعته... انا آسفة والله يا استاذ طارق... بس انا خوفت منه ليأ*ذي بنتي و انا معرفتش اعمل ايه و سكت... 
" ماااشي... اطلعي بره... اطلعييي 
قال الأخيرة بإنفعال... خرجت هي على الفور... 
وقف طارق في منتصف الغرفة يحاول ان يستوعب ما سمعه الآن... و لم يتذكر إلا كلامها 
' مروان ابن عمك... اتحر*ش بيا !! 
' انا مخو*نتكش... ليه مش عايز تصدقني ؟ 
' صدقته هو و مصدقتنيش انا ؟! 
' متسمعش من بره... اسمعني انا... اقسم بالله من اول ما اتجوزتك و بالرغم من معاملتك الز*فت ليا... مبصتش لراجل غيرك حتى لو بالغلط... لاني عارفة حدودي كويس من الناس الغريبة... انا مش خا*ينة !! 
' هيجي يوم و تعرف الحقيقة... و لما يجي اليوم ده انا هبقى مش موجودة !! 
' هتندم يا طارق... هتندم على كل كلمة وحشة قولتها ليا... ساعتها مش هيبقى في وقت لندمك... مش هسامحك مهما عملت !! 
نظر طارق لنفسه في المرآة... استشاط غضبًا من نفسه و ضر*ب زجاج المرآة بقوة بيده حتى كُسـ,ـر و يده جر*حت و لكن لم يهتم بجر*حه... امسك هاتفه و اتصل على روز 
* الرقم الذي تتطلبه لم يُعد مستخدمًا * 
ألقى طارق هاتفه على الأرض بقوة و ظل يصرخ قائلًا 
" انا السبب... ايوة انا السبب... انا مسمعتهاش... صدقته هو و هي لا... و في الآخر طلقتها ؟! 
ضحك ساخرًا من نفسه 
" يا غبي... طلقتها... طلقتها و انت قر*فان منها و هي انضف منك و منه ؟ اتهمتها بالخيا*نة و هي بريئة... كان واضح بس أنت صدقت اللي عايز اصدقه... عشان اخلص منها صدقت عليها حاجات قذ*رة... 
جلس بين الزجاج الذي على الأرض... عيناه حمراء من الغضب و تدمع... في ذات الوقت يتذكرها و هي تترجاه ان يصدقها... 
نهض من مكانه... فتح الدرج اخذ منه مسد*سه 
" روز مشيت بس حقها هجيبه مقابل روحك يا مروان الكلـ,ـب !! 
فتح طارق باب غرفته و ذهب مسرعًا للخارج... اخذ سيارته و ذهب... 
في الشركة.... 
- روووز... 
' اي في ايه ؟ 
- مالك اتخضيتي ليه ؟ 
' مصدعة شوية و كنت هنام... 
- منمتيش كويس ؟ 
' منمتش اصلا... 
- ليه ؟ 
' كان عليا 10 مقالات محتاجين ترجمة... فسهرت عليهم... جيت انام لقيت الشمس طلعت 
- خلصتي شغلك ؟ 
' ايوة... 
- خلاص استأذني و امشي... 
' عادي ؟ 
- اه عادي... اكلملك المدير ؟ 
' ماشي لو مش هتعبك... 
- خمس دقايق و جاي... 
اومأت له و ذهب... بعد دقائق جاء سيف 
- والله المدير ده قمر... وافق تمشي دلوقتي... 
' كتر خيره... كويس هروح انام بقية اليوم... 
اخذت روز حقيبتها و هاتفها... خرجت من مكتبها و فتحت الاسانسير و دخلت فيه و قبل ان يغلق دخل سيف معها 
' نازل تشتري حاجة ؟ 
- جاي اوصلك... 
' لا و النبي متتعبش نفسك... هروح لوحدي عادي... 
- انتي مرهقة و لو سيبتك كده هتنامي جوه المترو... 
' عندك حق بس شغلك ؟ 
- لا عادي... كده كده رايح اشتري الغدا للتيم بتاعي ف بالمرة اوصلك... 
' اذا كان كده ماشي... 
فُتح باب الاسانسير... خرجا من الشركة... فتح لها سيف باب السيارة... ابتسم له و قبل ان تدخل لمحت مروان... يسند ظهره على شجرة و ينظر لها... اتسعت عينا روز... كيف جاء هنا ؟ 
- مالك يا روز ؟ 
لم ترد عليه من صدمتها... نظر سيف الى ما تنظر إليه 
- تعرفيه ؟! 
اقترب منهم مروان و قال 
* ايوة تعرفني ! 
- مين ده يا روز ؟ 
عندما رأته روز أمامه تذكرت كل شيء و تذكرت كيف كتم صوتها و عجَز حركتها و نظرته القذ*رة لجـ,ـسدها... 
* قوليله يا روز... 
اختبأت روز خلف سيف و قالت بصوت منخفض و خائف 
' أرجوك خليه يمشي... 
لم يفهم سيف لماذا هي خائفة منه... ضحك مروان و قال 
* خايفة مني ليه يا روز ؟ على فكرة وحشتيني أوي... ريحتك الجميلة لسه مخرجتش من قلبي... وحشني ملمس ايدك الناعمة دي... 
- انتبه لكلامك يا ز*فت أنت... 
قالها سيف بإنفعال عليه ثم لكَمه في وجهه بقوة و قال 
- امشي يا زبا*لة من هنا... ابقا اشوف وشك هنا تاني !! 
وضع مروان يده على وجه متأ*لما من ضر*بته... امسك سيف يد روز و قال 
- يلا يا روز... اركبي... 
غضب مروان كثيرا و بحركة سريعة اخرج المسد*س من وراء ظهره و اطلق به على سيف... صرخت روز عندما سمعت صوت المسد*س... نظر لها سيف بضعف و يده تركت يدها و وقع على الأرض بين دمه !! 
يتبع........

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
اختبأت روز خلف سيف و قالت بصوت منخفض و خائف 
' أرجوك خليه يمشي... 
لم يفهم سيف لماذا هي خائفة منه... ضحك مروان و قال 
* خايفة مني ليه يا روز ؟ على فكرة وحشتيني أوي... ريحتك الجميلة لسه مخرجتش من قلبي... وحشني ملمس ايدك الناعمة دي... 
- انتبه لكلامك يا ز*فت أنت... 
قالها سيف بإنفعال عليه ثم لكَمه في وجهه بقوة و قال 
- امشي يا زبا*لة من هنا... ابقا اشوف وشك هنا تاني !! 
وضع مروان يده على وجه متأ*لما من ضر*بته... امسك سيف يد روز و قال 
- يلا يا روز... اركبي... 
غضب مروان كثيرا و بحركة سريعة اخرج المسد*س من وراء ظهره و اطلق به على سيف... صرخت روز عندما سمعت صوت المسد*س... نظر لها سيف بضعف و يده تركت يدها و وقع على الأرض بين دمه !! 
جست روز على ركبتيها و امسكت برأس سيف و اسندتها على رجلها و بكت... اتصدم مروان لانه اصابه بالفعل... رجع للوراء و هرب بسرعة... 
* سييف... سيف قوم... ارجوك قوم... 
قالتها روز و هي تبكي... صدر سيف يعلو و يهبط و يلتقط انفاسه بصعوبة... امسك يدها و نظر لها و قال بتعب 
- خليكي معايا... متسبنيش.... 
قالها ثم اغمض عيناه و ترك يدها... اتسعت عيناها و قالت 
* لا لا... سيف افتح عيونك... قوم يا سيف... سيف اصحى !! 
لم يجيب عليها... زادت دموعها و قالت و هي تصرخ 
* هاتوا الاسعاف بسرعة !! 
في المستشفى..... 
كانت روز تجلس على كرسي... تنظر لثيابها الملطخة بدم سيف و تبكي... يقف بجانبها أخاه مصطفى... 
* متقلقيش... أخويا هيبقى كويس أنا متأكد... 
' كل ده بسببي... 
* متلوميش نفسك... انا بس عايز اعرف مين الكـ,ـلب اللي ضر*به و أقسم بالله ما هرحمه... 
' ده مش مهم... المهم سيف يقوم بخير... 
* طيب اهدي انتي... بإذن لله هيبقى بخير...
خرج الطبيب من غرفة العمليات... ذهب إليه مصطفى و روز 
' هااا يا دكتور... سيف كويس صح ؟ 
* أخويا بخير ؟
• الحمد لله قدرنا نخرج الرصاصة من ايده و وقفنا النز*يف و عوضنا الدم اللي خسره... حالته مستقرة دلوقتي... بكره كده و هيبقى تمام متقلقوش... 
تنهدت روز براحة و قالت 
' الحمد لله... 
• المهم لما يقوم ينتبه لأكله و ياخد أدويته و يبقى في راحة تامة... ألف سلامة عليه 
' الله يسلمك يا دكتور... 
• عن اذنكم 
ذهب الطبيب... تنهد مصطفى براحة و قال بسعادة 
* قولتلك اخويا هيبقى كويس... 
' الحمد لله... 
* خلاص بطلي عياط... قوليلي هو سيف مقالكيش حاجة ؟ 
' مش فاهمة... زي ايه ؟ 
* اااه طالما سألتي يبقى مقالكيش... خلاص لما يصحى ابقا يقولك بنفسه... 
' يقولي ايه ؟  
* لما يصحى يا روز... 
' فيها ايه لو قولت انت ؟ 
* و انا مالي... دي حاجة تخصكم... 
' ما تفهمني يا مصطفى ؟ 
* مستعجلة ليه ؟ هيصحى بكره زي القرد و يقولك... 
' بس... 
* أكيد جوعتي... رايح اجيب سندويتشات سجق... 
' يا مصطفى.... 
إلتفت و ذهب... و ظلت روز تسأل نفسها... ماذا كان سيقول سيف لها ؟ 
من الناحية الاخرى وصل طارق الى بيت مروان... نزل من السيارة و مسد*سه في يده... ضر*ب الباب برجله حتى كسـ,ـره و دخل... و نادى عليه بصوت عالٍ يملأه الغضب 
" يا مروان... انت يا ز*فت يا مروان !! 
صعد طارق للاعلى و ظل يفتح كل غرفة يبحث عنه و ينادي عليه... خرجوا الخدم على صوته... قال طارق 
" فين مروان ؟ 
رد أحد الخدم
* منعرفش يا استاذ طارق... هو خرج من حوالي ساعتين... 
" خرج راح فين ؟ 
* والله ما اعرف... أكيد مش هيقولنا يعني... 
" طيب قوله طارق هيجيبك يعني هيجيبك حتى لو كنت تحت الأرض و هيقتلـ,ـك !! 
إلتفت طارق و ذهب... ركب سيارته... شعر قلبه يتآكل بسبب ما فعله لروز... امسك هاتفه و اتصل مجددا على رقمها 
* عفوا... الرقم الذي تطلبه لم يعد مستخدمًا * 
ألقى طارق هاتفه على الكرسي و تنهد بضيق و قال
" غيرت رقمها عشان معرفش اوصلها... كانت عارفة و متأكدة اني هعرف الحقيقة و هحاول اوصلها عشان كده مقعدتش مع ابوها... حتى رقمها غيرته !! و معرفش حد من صحابها ولا من قرايبها... لازم الاقيكي يا روز... لازم اصلح كل القر*ف اللي عملته فيكي... انتي فين بس !! 
جاءت فكرة في عقله... شغل السيارة و ذهب سريعًا متوجهًا لبيته... و عندما وصل توجه لغرفة والده... لم يجده بغرفته فسأل احدى الخدم ثم توجه للحديقة... وجده جالسًا يقرأ الجريدة... 
" بابا... 
قفل محمد الجريدة و خلع نظارته... 
* نعم يا طارق ؟ 
" عايز اروح لروز... 
بمجرد ما سمع والده تلك الجملة... ضحك ساخرًا منه... 
* عايز تروح لروز ليه ؟ 
جلس بجانبه و قال 
" انا عملت غلط كبير... لازم اروحلها 
* لحظة بس ثواني... انت بتتكلم عن روز طليقتك ولا روز تانية ؟ 
" هي يا بابا... هرجعها مراتي تاني... 
* و دي هتعملها ازاي بقا ؟ 
" ارجوك ساعدني الاقيها... 
* دلوقتي جاي تترجاني اساعدك عشان تلاقيها ؟ مش دي روز نفسها اللي انت بتكر*ها و مش طايق تشوفها... ايه اللي حصل يا طارق ؟ 
" انا ظلمتها ظلم كبير... عايز اروحلها... لازم اصالحها... 
* هتصالحها بصفتك ايه ؟ انت نسيت انك طلقتها ولا ايه ؟
" لا منستش... ساعدني الاقيها بس و انا هصلح كل حاجة... 
* كنت عارف ان اليوم ده هيجي و تبقى ضعيف قدامي كده و عايزها... نصحتك كتير و نبهتك... بس انت مسمعتنيش لانك شايف اي حاجة يقولها ابوك يبقى أمر و تحكم... ده قولت أول ما هتعرف تعبها هتتمسك بيها و تبدأ معاها من جديد و تخليها تحبك... رغم كده برضو اصريت تتطلقها... و طلقتها اهو... عايز ايه منها ؟ 
" انا عارف اني غلطت... و عايز اصلح غلطي... لازم الاقيها... قولي مكانها... 
* و انا هعرف مكانها ليه ؟ 
" اكيد هي قالتلك... هي بتحبك و بتعتبرك ابوها... بعدين انا عارف انك بتحبها ف أكيد متابع اخبارها اول ما مشيت من هنا... 
* حتى لو اعرف مكانها... هقولك ليه ؟ 
" لاني ندمت... ندمت اني ضيعتها من ايدي... لازم اصلح كل العَك اللي انا عملته... 
* و لما تروحلها... هل هتوافق تتكلم معاك او تشوفك حتى ؟ 
" هحاول اتكلم معاها بكل الطرق... المهم اعرف مكانها لانها غيرت رقمها و مش عارف هي فين... ساعدني يا بابا... 
تنهد محمد و ارتدى نظراته و امسك بالجريدة 
* هي في المستشفى دلوقتي... 
" ليه ؟ حصلها حاجة ؟ 
* لا... معرفتش منها كتير اوي لانها كلمتني و هي بتعيط... مروان ضايقها و زميلها سيف صَده فضر*به بالمسد*س... 
" و مروان عرف مكانها ازاي ؟! 
* معرفش... المهم هي في المستشفى مع زميلها اللي اتصاب ده... 
" انهى مستشفى ؟ 
* اللي في الغرب... 
" انا هروحلها... 
امسك محمد يده و قال 
* هتعمل ايه ؟ 
" هكلمها و اقولها اني عرفت كل حاجة... هخليها تسامحني و ارجعها... 
* انا شايف ان ده صعب دلوقتي... خصوصًا هي منبه عليا مقولكش بس مع ذلك قولتلك لاني مش عايز تخسرها للابد... 
" مش هخسرها... متقلقش... 
* يلا روحلها... 
ابتسم له و قال 
" شكرا يا بابا... 
* العفو يا ابني... 
إلتفت طارق و ذهب... تنهد محمد و قال 
* معتقدش انها هترجعلك تاني... بس الأقل هحاول و نشوف هيحصل ايه... كل ده بسبب تسرعك اللي جابك لوراء يا طارق... 
في المستشفى....... 
دخلت روز في الغرفة التي بها سيف... اغلقت الباب و سحبت كرسي و جلست بجانب سريره... نظرت إليه و هي تشعر بالحزن بسبب ما حَلَ به بسببها... 
' انا آسفة اوي... مفكرتش ان الحوار هيكبر للدرجة دي... 
اقتربت يدها لتمسد على شعره لكنها تراجعت... دخل مصطفى و في يده ادوية سيف 
* جبت كل الأدوية اللي كتبها الدكتور... هياخدها امتى ؟ 
' الدكتور قالي يخلص المحلول و هيفوق... و يقدر ياخد ادويته... 
* اها... تعبتي انتي... روحي البيت ارتاحي و لما يصحى هتصل عليكي... 
' لا انا هبات هنا... 
* انا هبات معاه... شكلك مرهق... روحي نامي شوية... 
' لا انا كويسة... هقوم اغسل وشي و هشرب قهوة و هبقى تمام... 
* براحتك... 
نهضت روز و خرجت خارج الغرفة... في تلك اللحظة وصل طارق للمستشفى و دخل... رآها من بعيد تدخل الحمام... 
دخلت روز الحمام و فتحت الحنفية و غسلت وجها جيدا... اغلقت و اخذت منديل جففت به وجهها... انهت تجفيف وجهها و ابعدت المنديل... وجدت طارق يقف أمامها... 
" روز... 
قالها طارق بنبرة اشتياق... رجعت روز للوراء و قالت بغضب 
' انت جيت ليه و عرفت مكاني ازاي ؟ 
شدها من يدها و عانقها بقوة و قال بصوت مبوح 
" وحشتيني... 
دفعته روز بعيدا عنها و صفـ,ـعته على وجهه
' انت ازاي تقرب مني كده ؟ 
" أنا آسف بس وحشتيني بجد... يلا نمشي من هنا... 
' مش هتحرك انا من هنا !! اللي في المستشفى ده عمل حاجات كتير عشاني بدون مقابل... انت عملتلي ايه ؟ عملت ايه غير انك كسـ,ـرتني و مسحت بشرفي الأرض... 
" عارف انك مضايقة مني... بس اسمعيني... 
' اسمعك ؟ اسمعك ليه و انت مسمعتنيش ؟ ده انا كنت بقولك اسمعني كأني بشحت منك... و مسمعتنيش و صدقت اللي انت عايز تصدقه... و طلقتني على أساس إني خا*ينة...
" والله ما كنت اعرف حاجة... هو الكـ,ـلب اقنعني بالحوار ده و.... 
' و انت اقتنعت و اطلقنا و انتهى الحوار... جاي ليه دلوقتي ؟ 
" جاي اصلح كل اللي عملته... 
' ندمت ؟ 
نظر طارق للارض و اومأ لها... ضحكت روز و قالت 
' اخيرا اليوم ده جه... تعرف... انا مبسوطة اوي... 
اقتربت منه و نظرت لعيناه بكُره و قالت 
' يارب اشوف الندم في عيونك أكتر و أكتر يا طارق !! 
قالتها ثم فتحت الباب و خرجت... خرج طارق ورائها و امسك يدها لكنها ابعدت يدها عنه في الحال 
' متقربش مني بأي شكل ولا تمسك ايدي حتى... فوق لنفسك يا طارق انت واحد غريب عني فـ إياك تتعدى حدودك معايا... انا مش زي البنات الز*بالة اللي بتقابلهم في البا*ر... و امشي من هنل عشان مش طايقة اشوفك... 
" مش همشي إلا لما نتكلم سوا بهدوء... 
' انت ايه بالضبط يا طارق ؟ بعد كل اللي عملته جاي تقولي نتكلم بهدوء ؟ انت مين اصلا عشان اتكلم معاك ؟ انت ولا حاجة بالنسبالي و كنت أسود صفحة في حياتي و بحمد ربنا مليون مرة اني اطلقت منك !! 
" روز انتي مش واعية بكلامك ده... بقولك هو خدعني... و انا بعترف اني غلطت في حقك... عشان كده جيت... لو انتي مش تهميني مكنتش هاجي... 
' و انا مكنتش عايزاك تيجي ولا اشوفك أساسا... امشي يا طارق... 
" مش همشي يا روز... والله مش همشي... هصلح كل اللي عملته و هنرجع لبعض... 
' هههه ضحكتني... نرجع قال... طارق انت لو آخر راجل في العالم كله... مش هبصلك ولا هفكر مجرد تفكير إني ارجعلك... خلي عندك دم و ابعد عني.... 
انهت كلامها ثم دخلت الغرفة... اغلقت الباب حتى لا يدخل... نظر لها من النافذة و الدموع متغلغة في عيناه... نظرت له بغضب و جلست بجانب سيف و امسكت يده...
شعر طارق بالغيرة و قال بغضب
" هو مين سيف ده و بالنسبالها ايه... ليه قاعدة معاه و ماسكة ايده !! معقول خلال كام شهر سيبتك فيهم حبتيه هو ؟ بس انا مش هسيبك تروحي مني... سيف ده او عشرة منه محدش هيقدر ياخدك مني... هصلح غلطي و كل حاجة هتبقى كويسة... 
لم يحتمل طارق رؤيتها بجانبه فـ ذهب للخارج... 
تاني يوم....... 
فتح سيف عيناه بتثاقل و نزع جهاز التنفس الذي على وجهه... نظر بجانبه وجد روز مُمسكة بيده و تسند رأسها على الحائط و نائمة... ابتسم تلقائيا عندما وجد يدها في يده... ظل ينظر لوجهها الجميل و يتأملها... تحرك محاولًا ان يعتدل قليلا لكن يده صدمت زجاجة المياة و وقعت على الأرض و روز استيقظت على صوتها.... 
' سيف... 
- اهدي انا كويس... 
تنهدت براحة عندما رأته و حدّثها... وجدت يدها في يده فشعرت بالحرج الشديد و ابتعدت بسرعة... 
' انا آسفة... ما اخدتش بالي و نمت... 
- ولا يهمك... 
نظرت له بتفحص و قالت 
' انت كويس ؟ في حاجة وجعا*ك ؟ ايدك كويسة ؟ 
- اه انا كويس... حاسس بو*جع بسيط مكان الرصاصة... هيعدي عادي... 
' انا آسفة اوي... كل ده حصل بسببي... 
- متلوميش نفسك... هو و*سخ... هو يبقى مين اصلا ؟ 
' هنادي على الدكتور يشوفك... 
قالتها ثم نهضت و خرجت... احس سيف انها تتهرب منه... بعد دقائق جاء الطبيب و معه مصطفى و روز 
• حرك ايدك كده ؟ 
حرك سيف يده كما طلب منه الطبيب 
• حاسس بأي ألم ؟ 
- مكان الرصاصة... بيحر*قني و رأسي مصدعة... 
• لا متقلقش... الحر*قان ده بسبب الغُرز و و المطهر... هيعدي مع الوقت... أما الصداع هكتبلك دوا ابقا تاكل بعد ما تاكل... تاخد أدويتك بإنتظام و ارتاح... ألف سلامة عليك 
- الله يسلمك يا دكتور... 
• هستأذن انا... اي حاجة جديدة ابقوا بلغوني... 
خرج الطبيب... جلس مصطفى بجانب سيف و عانقه 
* خوفتني عليك يا كلـ,ـب 
- بتشتـ,ـمتي بدل ما تقولي ألف سلامة عليك... 
* دي شتـ,ـيمة تعبر عن حبي ليك... بس اقسم بالله يا سيف... مش هرحم اللي عمل فيك كده... الو*سخ بعد ما ضر*بك بالمسد*س هرب... البوليس لحد الآن مش لاقيه... 
- اقوم بس و هجيبه من قفاه... و طبعا اسيبك انت تاخدلي حقي منه... 
* جيت في ملعبي... 
عانقه مجددا و مسد على ظهره برفق... ابتسمت روز و احبت علاقتهم مع بعض لانها دائما تمنت ان يكون لها أخت... 
* هقوم انا اجبلك تاكل... 
قالها ثم غمز له و عرف سيف مقصده و انه سيذهب ليتركه مع روز... خرج مصطفى و اغلق الباب ورائه... جلست روز على الكرسي الذي بجانب سرير سيف... 
' انت كويس ؟ 
- والله كويس يا روز... سألتيني السؤال ده كذا مرة... 
' يعني خوفت شوية... 
- خوفتي عليا ؟ 
' اكيد طبعا !! 
قالتها روز بتلقائية... و عندما أدركت ما قالته شعرت بالخجل الشديد... أما سيف ابتسم لها
' اقصد يعني طبيعي اخاف... ما اللي حصل ده بسببي... بس والله معرفش هو عرف مكاني ازاي... و ازاي جاتله الجرأة يجيلي عند الشركة... 
- انا عايز اعرف مين ده... و ياريت تقوليلي... 
تنهدت روز و قالت 
' ماشي هقولك كل حاجة... اللي جه الشركة ده يبقى مروان... ابن عم طارق... 
- طلقيك ؟ 
' اها... 
- ايه علاقته بيكي ؟ 
' لما كنت متجوزة طارق... كنت اعرفه على أساس انه ابن عمه و بس... ف يوم حاول بتحر*ش بيا و كده... و لما قولت لطارق مصدقنيش... قالي ان ده ابن عمه و متربي معاه و يعرفه كويس... و لما دافعت عن نفسي جه الز*فت قلب كل حاجة ضدي أنا... و طارق طلقني على أساس إني بخو*نه معاه... 
ظهر الغضب على وجه سيف و قال 
- كان لازم يصدقك انتي قبل اي حد... صدق ما خلص منك... بس احسن... انتي متستهاليش حد يشُك في شرفك... وعد مني هجبلك الو*سخ اللي اسمه مروان ده و هدفعه تمن حاجة عملها فيكي... 
' لا يا سيف متدخلش في مشاكل معاه... 
- مش بخاف من حد يا روز... انتي حد عزيز بالنسبالي و مش هسيب حقك يترمي في الز*بالة كده بسببه عيل معتو*ه زيه... 
' بس.... 
- روز... خلاص... 
' اوووف.... كل ده بسببي... انا همشي... 
امسك يدها و اوقفها 
- رايحة فين ؟ 
' هروح اشوف وظيفة تانية... 
- ليه ؟ 
' وجودي معاك هيسببلك مشاكل و انا مش عايزة كده... عن اذنك... 
تركت يده و ذهبت... 
- و انا مش هسيبك تمشي يا روز... المرة دي لا... 
خرجت روز من المستشفى... وجدت طارق يسند ظهره على سيارته و ينظر لها بحزن... تفادت نظراته و مشت... لكنه ذهب ورائها و وقف أمامها 
" روز ممكن نتكلم ؟ 
لم ترد عليه و اكملت طريقها... امسك يدها فدفعته يده عن يدها 
' قولتلك متلمـ,ـسنيش !! 
" طب اهدي و نتكلم... 
' مش هتكلم معاك يا طارق... وفر محاولاتك الفاشلة دي و ابعد عني... 
" مش هبعد يا روز... 
' ليه بقا ؟ 
" انا عايزك و مش هسيبك... 
' و انا مش عيزاك ولا طايق من اصله... مش هتقدر تجبرني ارجعلك بعد القر*ف اللي عملته فيا... امشي و متمشيش ورايا تاني !! 
دفعته بكتفها و اوقفت تاكسي و ذهبت... تنهد طارق بتعب و بسرعة ركب سيارته ليلحقها... رن هاتف روز و كان سيف المتصل... حاولت ان تظهر انها بخير و ردت عليه 
' نعم يا سيف ؟ 
- فينك ؟ 
' منمتش كويس اليومين دول... هرجع البيت انام... 
- مخلتيش ليه مصطفى يوصلك ؟ 
' معلش... تعبتكم بما فيه الكفاية... 
- روز بتقولي ايه ؟ انتي يعتبر جزء من اهلي... انا عشت طفولتي كلها معاكي... بلاش تتعاملي معايا كأنك غريبة... 
' انا تقلت عليك و كنت هتضر بسببي... كفاية كده... 
- عارف انك متوترة من اللي حصل بس متقلقيش انا بخير اهو... 
' بخير ازاي و انت ناوي تعمل مصيبة ؟ 
- طب فكم انه ضايقك... مش هاخد حقي منه يعني ؟ 
' مش قصدي بس انت لسه يادوب صاحي من كام ساعة... لازم ترتاح... 
- كنت هرتاح بس انتي ضايقتيني لما مشيتي بدون سبب و عايزة تستخبي مني... 
' مش بستخبى منك يا سيف... صدقني انا بجد مش عايزة اسببلك مشاكل اكتر من كده... كفاية لحد هنا... 
- بصي... مش هاخد على كلامك ده لان عارف انك دلوقتي مرتبكة و خايفة... بكره هخرج من المستشفى و اجيلك...  
' ملهوش داعي... انا كويسة... 
- لا مش كويسة... مش كويسة يا روز... على أساس انا مش عارف نبرة صوتك دي... اهدي انتي بس و متحطيش حاجة في دماغك... انا كويس و انتي كمان هتكوني كويسة... مفيش داعي للخوف يا روز... انا معاكي... 
إطمأنت روز من كلامه و في تلك اللحظة تذكرت عندما اتصلت بطارق و صوتها ليس بخير و لكنه لم يهتم أبداً... أما سيف اهتم و هدأها !! 
- هقفل انا و انتي كُلي و نامي كويس و هرن عليكي بالليل...  لو احتاجتي اي حاجة رني عليا في اي وقت... 
' ماشي يا سيف... 
انتهت المكالمة و تنهدت روز براحة... بعد دقائق وصلت العمارة التي بها شقتها... حاسبت السائق و نزلت... وصل طارق خلفها و نزل من سيارته و هي رأته... صعدت بسرعة على السلم مدخل العمارة و دخلت الاسانسير و ظلت تضغط على الزِر 
' و النبي اقفل بسرعة... اقفل يلا... 
جاء طارق و دخل الاسانسير و بعد دخوله مباشرةً اغلق باب الاسانسير 
' لا انت أكيد بتهزر معايا !! 
" ايه مالك ؟! 
' الز*فت باب الاسانسير بيتحايل عليه يقفى قبل ما تيجي و لما جيت راح قفل !! 
" عارف اني لازم اصالحك... 
' انت ليه جيت ورايا ؟ 
" قولتلك مش همشي غير لما نتكلم... 
' و انا مش هتكلم يا طارق... و امشي من هنا 
" مش ماشي... 
' انت بجد لا تُطاق... انت عايز مني ايه ؟ 
" عايزك انتي... 
' و انا مش عيزاك و انتهى موضوعنا من زمان اوي يا طارق !! 
فُتح باب الاسانسير... خرجت روز و توجهت الى شقتها و ورائها... و بسرعة فتحت الباب بالمفتاح و دخلت و اغلقت الباب ورائها قبل ان يدخل... طرق طارق على الباب و قال 
" روز افتحي... 
' قولتلك امشي يا طارق... 
" و انا قولتلك مش همشي... افتحي... 
' انت طلقتني و مفيش اي حاجة بينا... يبقى تمشي و كفاية صداع احد هنا... 
" مش همشي يا روز... حتى لو هبات على السلم مش همشي... 
' براحتك... 
دخلت روز غرفتها... خلعت طرحتها و غيرت ملابسها... اعدت غداء لها... أكلت ثم خلدت للنوم... 
نزل طارق للاسفل... سند ظهره على سيارته و ظل ينظر لشقتها... و جاء في باله أول يوم زواج لهم.... 
من سنة.... 
كانت روز تجلس على السرير بفستانها الأبيض البسيط لكنه جميل جدا عليها... و طارق يعطيها ظهره و يجلس في الجانب الآخر من السرير... تشجعت روز و تكلمت
' هتفضل ساكت ؟ 
" هقول ايه يعني ؟ 
' انا فاهمة و عارفة ان الجوازة دي حصلت بدون إرادتك... و عارفة ان انا مش البنت اللي كنت تتمناها... و الظاهر كده هنعيش فترة مع بعض... مش عايزة في الفترة دي نكون أعداء... 
" عيزاني احبك ولا ايه ؟ 
' و ليه لا ؟ ماما كانت دايما تقولي إني بتحب بسرعة... 
" ههه... بتضحك عليكي... 
شعرت روز بإنزعاج شديد... نهض طارق و وقف أمامها مباشرةً و هي وقفت ايضاً و نظرت للارض... 
" اسمعي اللي هقوله ده كويس... انتي هتنامي على السرير و انا هنام على الكنبة... متحتاكيش بيا بأي شكل... و انا هقعد في حالي و انتي كمان خليكي في حالك... و متتوقعيش مني اني احبك انا مش هحبك بأي شكل و عمري ما هقبلك في حياتي... كام شهر كده و نطلق... وصلت ؟ 
اخذ طارق الوسادة و وضعها على الاريكة... نزلت دمعة من عين روز... نظرت إليه و قالت 
' انا كنت بهزر مش أكتر... مكنش لازم ترد عليا بالشكل ده... 
" لا لازم ارد عليكي كده عشان تعرفي شكل علاقتنا من الأول و متتوقعيش مني اني احبك و انام في حضنك و الكلام ده... اقفلي النور و روحي نامي... كفاية صداع... 
خلع حذائه و اغلق نور الاباجورة و استلقى على الاريكة... و ظلت روز تقف مكانها و تسأل نفسها لماذا رد عليها هكذا... هو لم يُرِد ان يتزوج بها هي أيضا لم ترد عن تتجوز به... فلماذا تلك المعاملة ؟ 
تنهد طارق بحزن و قال 
" كان ممكن ابدأ معاها كويس... كنت اقدر اضمك لحضني و احتويكي و احبك... بس معملتش كده... فضلت اجر*ح فيكي لغاية ما وصلنا للنقطة السودة دي... مني لله بجد !! 
في اليوم التالي استيقظت روز على صوت الهاتف و كان سيف... فاقت قليلا ثم ردت عليه 
' نعم يا سيف ؟  في حاجة ؟ 
- لا مفيش... واضح اني صحيتك من النوم... آسف... 
' لا عادي... اصلا نمت كتير... هتخرج امتى ؟ 
- الدكتور قالي اقعد يوم تاني في المستشفى و موافقش اني اخرج بكره... بس هحاول معاه تاني... 
' ليه موافقش ؟ في حاجة يا سيف ؟ ألبس و اجيلك ؟ 
- يا بنتي لا والله مفيش حاجة... انا كويس... 
' الحمد لله... 
- اتصلت اقولك يعني لو مخرجتش النهاردة... معلش هغتت عليكي و كلمي المدير يديني اجازة... لاني كلمته و مش مصدق اني مضر*وب برصاصة و مفكر اني بضحك عليه عشان اقعد في البيت... 
ضحكت روز و قالت 
' حاضر... هكلمه 
- قبل ما اقفل... اوعي تسيبي الشركة... يعني وظيفتك الحالية كويسة... 
' ماشي... 
- متقوليش ماشي و تعملي عكسها... انا بتكلم بجد يا روز... 
' حاضر يا سيف مش همشي من الشركة... 
- وعد ؟ 
' وعد يا سيف... 
- سلام... 
ودعته و اغلقت الهاتف... ابتسمت تلقائيًا فهي تحب كلامه معها... نهضت روز و غسلت وجهها و اعدت مشروبًا ساخن لها... وقفت في شرفة غرفتها تستمتع بالمطر فهي تحبه كثيرا و دائما كانت تلعب هي و والدتها تحت المطر... نظرت جيدا وجدت طارق يجلس على سيارته تحت المطر و ينظر لها بإشتياق و الحزن ظاهر على وجهه... تأففت و دخلت للداخل و اغلقت الباب الشرفة حتى لا تراه... حزن طارق لانها لم تعد تريده امامها بأي شكل... لم تعد تنظر لوجه مثل السابق !! 
تحدثت روز مع مدير سيف و اخبرته كل شيء و اعطى شهر اجازة له و قالت لسيف ذلك و فرح كثيرا و شكرها.... فتحت روز التلفاز و ظلت تشاهد مسلسلها المفضل... بعد مرور ساعات ذهبت لتىتدي ملابسها و تذهب لسيف و بعد ما انتهت... نظرت من النافذة وجدته مازال موجودا و أيضا يسعُل... ف عرفت انه مرض بسبب البرد... 
' طالما مصمم نتكلم... نتكلم و ماله !! 
أشارت له روز بأن يأتي... ابتسم و تحرك في الحال... فتحت روز باب شقتها بعدما طرق عليه... سمحت له بالدخول... و دخل و كان سيغلق الباب لكنها قالت 
' متقفلش الباب !! 
" ليه يا روز ؟ 
' هو انت مفكر اني عزماك تبات عندي ولا ايه ؟ انت نسيت انك طلقتني يعني انت دلوقتي راجل غريب عني و مينفعش تقعد معايا في مكان لوحدنا ؟! 
" منستش يا روز... هسيب الباب زي ما انتي عايزة... 
' يلا اتكلم... 
تنهد بتعب و قال 
" انا عارف اني غلطت اوي في حقك... اتهمـ,ـتك في شرفك و دي حاجة مش سهلة تنسيها... 
' مش دي وبس... انا لحد الآن منستش كل كلمة قولتها ليا و انت قاصد تجر*حني بيها... تعرف ليه منستش ؟ لانك عمرك ما عملت عشاني اي حاجة حلوة تنسيني حتى لو 1% من اللي عملته... انا استنيت كتير تحبني او على الاقل تعاملني عِدل... بس انت معملتش لا ده ولا ده... مستني مني ارجعلك بعد كل ده ؟ 
" يا روز انا اتجوزت غصب عني... حسيت ابويا عايز يتحكم في حياتي و يربطني بوحدة مش بحبها... اللي عمله ده زعلني منه و اتعصبت... طلعت كل غضبي عليكي انتي... مقصدش اعمل كده بس تقريبا مكنتش واعي اللي بعمله معاكي... 
' بتبرر لنفسك يعني ؟ و بعد كده هطلع انا اللي مأڤورة لاني اضايقت منك لان حضرتك طلعت غضبك من ابوك فيا انا ؟! 
" انا مش ببرر لنفسي يا روز... انا بقولك اللي انا حسيته... حسيت ان انا في ضيقة كبيرة و محدش هيساعدني... كلنا بنغلط و انا غلطت... و عارف كويس اوي اني غلطي كبير المرة دي... فلو سمحتي اديني فرصة وحدة بس اصلح بيها كل ده...
' فرصة ؟! يااااه دي نفس الفرصة اللي انا طلبتها منك و انت رفضت تديهالي... انا بقا هديك فرصة ازاي ؟  
" اوعدك اني هتغير و هبقى الزوج اللي عيزاه... هقف جمبك و هحميكي... 
' زوج ؟! و دي هتعملها ازاي بقا ؟  
" هنتجوز تاني... 
' مينفعش... انت طلقتني بالتلاتة مع حضور المأذون... لازم اتجوز غيرك و اطلق منه و ابقا اتجوزك يا محور الكون... 
اقترب منها و قال 
" متنسيش يا روز اني ملمـ,ـستكيش و جوازنا كان بدون إردادتنا يعني با*طل اصلا... هقدر اتجوزك من تاني و جديد... 
' هبت منك على الآخر دي... مين قالك اني هتجوزك تاني ؟ هبقى عبيطة و مهزقة لو فكرت مجرد تفكير اني ارجعلك... 
" بصي يا روز... انا هتغير و هبقى احسن من كده... بس اديني فرصة اثبتلك فيها اني اتغيرت و استحقك... 
' لا يا طارق مفيش فرص... دايما تصرقاتك كانت قا*سية معايا... مع ذلك حاولت اكتر من مرة اني اصلح علاقتنا... حاولت لوحدي... في الآخر تعبت و انت كسـ,ـرتني !! 
قالت آخر كلمة ثم ادمعت... اقترب طارق منها ليسمح دموعها ف ابتعدت عنه و قالت بغضب
' قولتلك متقربش !! 
" مش هقرب اهدي بس... 
مسحت دموعها بيدها و قالت 
' انت وصلتني لحالة اني بسأل نفسي كل يوم هل انا فعلا وحشة و استاهل كل اللي جرالي ده ؟ كنت وردة مُزهرة... انت طفيتني بكلامك الوحش و تصرفاتك الجافة معايا... عمرك ما قولتلي كلمة حلوة حتى لو من وراء قلبك... عمرك ما خوفت عليا حتى لو خوف بتمثيل... كنت مفكرة انك هتكون حنين عليا و تعوضني عن قسو*ة بابا و عن ماما اللي ما*تت... بس انت معملتش اي حاجة تخليني احبك... روحت انا حاولت اخليك تحبني بس فشلت... لاني حاولت لوحدي... 
" حاولي تاني و المرة دي انا هبقى معاكي مش هسيبك... انا عايز ارجعلك و نبدأ من جديد... نبدأ سوا... مش هتكوني لوحدك... صدقيني يا روز... 
' اصدقك ؟! اصدقك ليه و انت مصدقتنيش ؟ دايما كنت مفكر اني كذابة... حتى تعبي كنت مفكر اني مأڤورة و ببالغ... 
" غلطت و ندمان جدا على كده... عايز منك فرصة بس... 
' لا يا طارق... مش هعيش نفس اللي عشته و مع نفس الشخص... انا مش بحبك... و انت كمان مش بتحبني... انت راجع بس عشان ضميرك وا*جعك مش أكتر... 
" لا يا روز... محصلش والله... انا عايزك ترجعيلي و عايز اصلح غلطي بجد... طب قوليلي اعمل ايه عشان تسامحيني ؟ قولي اي حاجة و انا هعملها فورا... 
' متعملش يا طارق !! متعملش انا مش عيزاك تعمل حاجة لاني عمري ما هرجعلك... 
" ليه يا روز ؟ 
' لأني بكر*هك !! تعرف انا مبسوطة اوي و انا شيفاك كده... بتعيط و بتترجاني اسامحك و ارجع معاك... يلهوي على الانبساط اللي انا فيه... مش قادرة اوصفلك فرحتي... ( اقتربت منه و نظرت في عينيه بعيناها المليئتان بالغضب و اكملت ) لو كنت بتمو*ت و طلبت انك تشوفني لآخر مرة... انا مش هتحرك من مكاني و هشوفك من بعيد و انت بتمو*ت بندمك عليا... مش هعيط عليك ساعة وحدة حتى... مش هزعل أبداً... محدش بيكر*هك اد الكُره اللي بكـ,ـرهولك انا يا طارق !! 
نزل عليه كلامه كـ السكـ,ـاكين اختر*قت قلبه و مـ,ـزقته... نزلت دموعه من عيناه و يحاول ان ييتوعب كلامها... 
" روز... 
قالها بصوت ضعيف... لم تنظر اليه حتى و قالت 
' اطلع بره يا طارق... 
" بس أنا... 
' بقولك اطلع بره !! 
في تلك اللحظة رن هاتفها الذي تمسكه بيدها... رأت اسم المتصل " سيف "... طارق أيضاً راى اسمه...
" سيف ده هو نفسه اللي كنتي معاه في المستشفى ؟ 
' ايوة هو... 
" هو بيرن عليكي ليه ؟ 
' و انت مالك !! 
" روز متجننيش... 
' لا اتجنن يا طارق... كده كده انت ولا حاجة بالنسبالي... عايز تتجنن... اتجن براحتك 
قالتها ثم إلتفت لتخرج ف امسك يدها و اوقفها 
' سيب ايدي يا طارق !! 
" مين سيف ده... و ايه علاقتك بيه ؟ 
' هيهمك يعني ؟ 
" ايوة هيهمني... ردي يا روز على سؤالي... ايه علاقتك بالشاب ده ؟! 
' يمكن بحبه او يمكن هتجوزه... على العموم انت ملكش دعوة لانك بقيت خارج الخط... 
" روز !! 
قالها بغضب ثم دفعها للحائط و حاوطها بجسده و قال هو يتنفس بغضب
" مهما عملتي و مهما بعدتيني عنك... هسيبك تبقي لحد غيري !! 
' ابعد عني يا طارق بدل ما اصر*خ و ألم عليك اهل العمارة كلهم... 
" لميهم عليا... مش هيمني حد على اد ما يهمني إنك تبقي ليا وبس !! 
' ده ف احلامك يا طارق... مش هتطول حتى ضُفر واحد مني... مش هرجعلك مهما عملت... بطل تمثل إنك بتغير عليا... 
" انا بغير عليكي فعلا و بتحر*ق من جوايا دلوقتي... ليه مش عايزة تصدقي ؟ 
' لأني بكر*هك... 
" متقوليش الكلمة دي !! 
' لا دي مش كلمة... دي الحقيقة... انا بكر*هك يا طارق و مش طايقة قربك مني ولا طايقة اشوفك... ابعد عني !! 
" مش هبعد يا روز و مش هسيبك تروحيله... 
' مش هتقدر !! 
" لا هقدر !! 
قالها ثم اخذ شفتاها في قُبلة... امسك يداها حتى لا تبعده عنها... و ظل يُقبلها بإمتلاك و ضمها إليه و يستنشق رائحتها بإدمان... و بعد دقائق ابتعد عنها قليلا... وجدها تبكي فمسح دموعها بيده و حاوط وجهها بيده و قال 
" شوفتي يا روز... محدش يقدر يقربلك كده غيري... انتي ليا أنا وبس !! 
' انت متفرقش حاجة عنه... انت و*سخ زيه... ازاي تقرب مني كده ؟! 
قالتها روز و هي تبكي و تمسح آثار شفاته من عليها... 
" روز انا... 
لم يكمل جملته و صفـ,ـعته بقوة على وجهه... 
' اطلع بره و اياك اشوفك هنا تاني !! 
حاوطها مجددا و قال 
" انا غلطت و استاهل اكتر من كده كمان... مهما عملتي مش هسيبك تروحي لغيري... 
' اخرج بقا انا قر*فت منك... انت بجد واحد مر*يض !! 
" مر*يض بيكي يا روز... مش همشي عشان تروحيله... مفيش خروج من هنا... 
' انت مين عشان تتحكم فيا !! 
" أنا بحبك !! 
قالها بغضب و انفعال... لم تصدق روز ما قاله الآن... 
" ايوة أنا بحبك... معرفتش اني بحبك غير لما بعدتي عني... اتغيرت و بقيت واحد غريب و ضا*يع من بعدك... كنتي في بالي دايما ( أشار لقلبه و اكمل ) انت موجودة هنا دايما... حتى في احلامي موجودة فيها... بعد ما مشيتي اوضتي اللي بحبها بقت مهجو*رة و مفيهاش روح... اصغر موقف كان بيحصل كان بيفكرني بيكي... مبقتش انام غير على نفس الجمب اللي كنتي بتنامي عليه... كنت بتخيلك قدامي كل دقيقة... كنت بحاول انساكي بالشرب بس فشلت... مكنتش متخيل اني اتعلقت بيكي كده غير لما بعدتي عني... حياتي بقت فاضية من غيرك... كنت طايش و غبي و متسرع... معرفتش قيمتك غير لما مشيتي... خسرتك بإيدي... بسبب غبائي و تسرعي و عصبيتي... كر*هتيني... بس انا بحبك و مش هستحمل اشوفك مع حد غيري... والله هتغير يا روز... كفاية المدة دي و ارجعي... و هثبتلك بكل الطرق اني اد كلامي و هنجح و هخليكي تحبيني و تثقي فيا و تتطمني معايا... كل اللي بطلبه منك... فرصة... فرصة وحدة بس و آخر فرصة... و لو فشلت انا بنفسي هقولك ابعدي عني... ارجوكي فكري... 
نظرت روز لعيناه التي تتحدث بصدق... ابعدت عيناها عنه 
" هااا قولتي ايه ؟ 
' لا يا طارق مش هرجع !! 
قالتها ثم دفعته بعيدا عنها 
" ليه يا روز ؟ 
' مش هسامحك أبداً خصوصًا بعد ما قربت مني دلوقتي... مستحيل ارجع لراجل محترمنيش و فكرني اني زي اللي الرُخا*ص اللي بيشوفهم و ببو*سة هقع في حبه و ارجعله... انت واحد مقر*ف !! 
" يا روز.... 
في تلك اللحظة دخل سيف و يده مربوطة و قال 
- روز... انتي ليه سايبة باب الشقة مفتوح ؟ 
نظرت له بصدمة... كيف أتى الآن ؟ لاحظ سيف وجود طارق... نظر له بتفحص و قال 
- انا شوفتك قبل كده ؟ متأكد اني شوفتك... ايوة افتكرت !! شوفتك من حوالي سنة و انت جاي مع عيلتك تطلبوا ايد روز... يبقى انت طلقيها... منور والله... قولي بقا ايه اللي جابك هنا ؟ 
' سيف... 
- استني انتي... انا بكلمه هو مش بكلمك انتي... ده انا بقالي ساعة برن عليكي يا روز... مش تقولي ان عندك ضيوف ؟ 
وقف سيف أمامه و صافحه 
- ازيك يا طلقيها... بس ليه الزيارة ؟ 
" اخرس !! 
- الآه ؟ شوفتي يا روز... ده بيزعق فيا !! 
ألقى سيف هاتفه و مفاتيح سيارته على الاريكة... و نظر لطارق بغضب 
' سيف اهدى... 
- ملكيش دعوة انتي و ادخلي جوه... 
' مش هدخل... مش هسمحلك تدخل في مشكلة تاني... 
- المرة دي المشكلة جاية من النوع اللي بحبه... 
" هتعمل ايه يعني ؟ 
- تحب بقا تخرج بالذوق معزز مكرم ولا تحب تخرج بقِلـ,ـة الادب ؟ 
" قِلـ,ـة الأدب طبعا... هو فيها احلى منها ! 
- جيت في ملعبي... 
قالها ثم ركله في بطنه... وقع طارق على الأرض و جاء سيف ليكمه لكن روز امسكت يده و منعته 
' سيف ارجوك بلاش مشاكل... 
- ايه اللي جابه هنا ؟! 
نهض طارق و اعدل ثيابه... نظر له بإبتسامة خـ,ـبيثة و قال 
" و انت مضايق ليه ؟ ايوة عرفت انت اتضايقت ليه من وجودي معاها... في بيني و بينها عِشرة و حاجات كتير مقدرش اوصفهالك لانك عازب... انت بقا في ايه بينك و بينها اكتر من مكالمة تليفون ؟ 
- المفروض اتعصب كده ؟ اسمها في الأول و الآخر طلقيتك... يعني اللي كان بينكم خلاص اتمسح... 
" محدش يقدر يمسحه طالما انا موجود... ابعد عنها احسنلك !!  
- و لو مبعدتش ؟ ( شد روز وراء ظهره و اكمل ) قولي هتعمل ايه لو مبعدتش عنها ؟ 
" هقـ,ـتلك !! سامع بقولك ايه... هقـ,ـتلك لو مبعدتش عنها... 
- مش انا اللي اتهدد يا استاذ طارق... مش هخاف منك و استخبى زي الفيران لما تتعصب عليا و تحمرلي عيونك... نفسي بس اعرف حاجة... طالما انت متمسك بيها كده... ليه شكيت في شرفها و طلقتها على أساس انها خا*ينة... هااا ليه ؟ 
" ملكش دعوة... الحوار ده يخصني انا و روز بس !! اياك تتدخل ما بينا... 
- اظن لو الحوار ده بينكم انتوا الاتنين بس... روز مكنتش هتحكيلي... يا ترى ليه حكتلي ؟ اااه عرفت... اصل لقيتني انا واثق فيها و انت لا... محدش قالك قبل كده ان الثقة اهم حاجة في علاقة ؟ بعدين روز دي ميتشكش فيها... اياك تكون افتكرتها زي اللي تعرفهم... 
" و انت مالك !! روز تعالي هنا قبل ما اتعصب اكتر و اعمل حاجة مش عايز اعملها عشانك... تعالي هنا يا روز... 
- روز مش هترجعلك... هتسأل ليه هقولك الإجابة فيك... مفيش حُب بالاكراه... مهما عملت مش هتحبك !! 
غضب طارق كثيرا و لسه هيضر*به... منعته روز 
' ارجوكم كفاية انا تعبت !! 
امسك سيف يدها و قال 
- تعالي معايا... 
امسك طارق يدها و قال 
" مش هتيجي معاك... هي هتيجي معايا انا... صح يا روز ؟
ابتعدت روز عنهم هم الاثنان... حاول طارق ان يقترب منها لكن منعه سيف
- مش انت اللي هتقول تيجي مع مين... سيبها تختار براحتها... 
نظر لروز و قال 
- لو اختارتيه هو انا مش هزعل... ده قرارك و دي حياتك و انتي حرة فيها... لكن انا مش هسيبه يجبرك تيجي معاه... هاا هتختاري مين ؟ 
نظرت روز لسيف ثم نظرت لطارق الذي يترجاها بعيناه ان تختاره هو... مد طارق يده إليها و قال 
" تعالي معايا... 
احس سيف انها ستختار طارق مجددا نظر للارض بحزن و إلتفت ليذهب... لكنه وقف عندما امسكت روز بيده... تفاجىء و نظر إليها وجدها تبتسم له 
' هاجي معاك انت يا سيف... 
اتصدم طارق و انزل يده الذي تمنى ان تمسكها و تذهب معه... تمنى المو*ت في تلك اللحظة حتى لا يراها الآن تمسك بيده... نظرت روز الى طارق الذي ينظر للارض و شارد 
' طارق... 
نظر لها و الدموع متغلغة في عيناه 
' سيف عمل حاجات كتير عشاني... ساعدني و وقف جمبي... وثق فيا و صدقني... لما كنت اخاف هو الوحيد اللي طمني بوجوده معايا... ضَمَد جر*وح قلبي اللي أنت فتحتها... احترمني و عمره ما اتعدى حدوده معايا... انا هكمل معاه هو مش معاك أنت... مش هرجعلك و مش هرجع عشان تهـ,ـيني و تكـ,ـسر فيا... قلبي اللي دمرته بإيدك مش هيسامحك أبداً... 
احس طارق ان روحه تخرج من جسده... كم هذا مؤ*لم ان يرى بعينيه حبيبته تتخلى عنه و تذهب مع شخص آخر !! 
" روز... 
قالها طارق بضعف و حزن... 
' يلا يا سيف... 
ابتسم لها سيف بسعادة تغمر وجه و قلبه... امسك يدها بإحكام و قال 
- تعالي... 
نزلا سويًا... جس طارق على ركبتيه و قال بصوتٍ عالٍ مناديًا عليها 
" روز تعالي... متسبنيش... يا روز بقولك تعالي... متسبنيش لوحدي !! 

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
وصل طارق للبيت و ذهب لغرفته...  وجد روز جالسة على طرف السرير 
' كويس انك جيت... انا عايزة اطلق ! 
" من غير ما تقولي هطلقك... هطلقك لاني زهقت من العيشة المقر*فة معاكي دي... 
' ده هيبقى اسعد يوم في عمري... متتخيلش اد ايه انا مستنية اليوم ده... 
" متقلقيش... هيبقى قريب اوي... 
' و انا قاعدة اهو و مستنية اليوم ده بفارغ الصبر... 
قالتها و هي تجلس على السرير و تضع قدم على قدم و تبتسم... اقترب منها و قال 
" هتطلقي و هتروحيله... ما تستعجليش
' اروح لمين ؟ 
" لمروان حبيب القلب... 
' انت بتخرف بتقول ايه !! 
" مفكرة لما تتطلقي هتحلوي في عيونه و هيبصلك ؟ هتبقي مجرد وحدة مطلقة قدامه... رخي'صة عرضت نفسها عليه
سقطت دمعة من عيناها و لم تصدق ماذا قيل الآن... 
' انت لسه مفكر اني بخو*نك معاه ؟ 
" مش بفكر... ده انا متأكد... أصل انتي وحدة كانت هترفع هدومها قدام الدكتور و تخليه يشوف جسـ,ـمها عادي... هتوقع منك ايه بعد كده ؟
وضعت روز يداها على آذنها و قالت 
' اسكت... اسكت... متتكلمش تاني... اسكت !! 
" مش هسكت يا روز... حقيقتك الو*سخة ظهرت خلاص... مكنتش متوقع انك بالقذ*ارة دي... 
نهضت روز و نظرت له بكَسـ,ـرة 
' انا مخو*نتكش... ليه مش عايز تصدقني ؟ 
" لا خو*نتيني !! و مع ابن عمي كمان !! بس هو طلع احسن منك و موافقش على طلبك الو*سخ و مرضيش يخو*ني...
' انت بتقول ايه... انت اتجننت !! 
" انتي لسه شوفتي جنان يا روز ؟ ( اقترب منها كثيرا و اكمل بغضب جحيمي ) هوريكي أيام مفيش أسوا منها... مهما اترجيتي ارحمك مش هرحمك... اللي زيك يستاهلوا الحر*ق و المو*ت... بس انا همو*تك بطريقتي... اقعدي و اتفرجي على اللي هعمله فيكي يا روز !! 
' ابن عمك بيكذب... انت بتتهمني اتهـ,ـام كبير... انا مخونتـ,ـكش !! ولا عمري هاعملها رغم معاملتك الزبااا'لة ليا
لم يرد عليها و إلتفت ليذهب... قالت روز بصوت عالٍ مصحوب ببكاء... 
' مش هسامحك يا طارق... والله ما هسامحك... حتى لو جيتلي راكع على رجلك مش هسامحك !! 
تفادى طارق كلامها و خرج... ركب سيارته و ذهب... 
ظلت روز في منتصف الغرفة... تُمسك رأسها بيداها الأثنتان و تتذكر كلامه... نظرت لنفسها في المرآة... امسكت زجاحة العطر و ألقتها على المرآة... كُسـ,ـرت المرآة و وقع زجاجها على الأرض... ظلت تصرخ و تكُسـ,ـر كل شيء في الغرفة...
ذهب طارق الى الشركة و الغضب العالم بأسره متجمع بداخله... دخل مكتبه... فَك الكارڤات لانها تخنقه 
" بقا انتي تستغفليني ؟ ماشي يا روز... والله لوريكي !! 
انهى جملته ثم ضر*ب المكتب برجله بقوة... ظل يأخذ شهيقًا و زفيرًا متتاليان حتى هدأ... امسك هاتفه و اتصل على المحامي الخاص به 
" بقولك يا حسن... جهزلي ورق الطلاق... 
* ليه يا طارق ؟ 
" ملكش دعوة... جَهِزه و اخلص... الورق يكون عندي بكره... 
* حاضر... 
اغلق هاتفه و جلس على المكتب... 
" مبقاش أنا طارق لو طلقتك من غير فضيـ,ـحة... هندمك على اليوم اللي فكرتي فيه تخو*نيني... 
دخل عاصم و قال 
• ايه يا بني الصوت اللي عندك ده ؟ 
" مفيش... 
اغلق عاصم الباب و اقترب منه 
• مالك يا طارق ؟ 
" ولا حاجة... بس اخدت قلم على قفايا خطير منها... 
• قصدك مين ؟ روز ؟  
-  من غيرها... بس خلاص هطلقها... ولا انت ولا ابويا هتقدروا تقفوا في قراري المرة دي... 
• ايه اللي حصل بس؟ 
" انا هحكيلك 
و بالفعل حكى له كل شيء من الأول للآخر... 
• اكيد في حاجة غلط... روز مستحيل تعمل كده... 
" انت و ابويا بتثقوا فيها ثقة عمية... بسبب ثقتكم الزيادة دي فيها خلتها تتجرأ تعمل كده عشان كلكم عارفين انها المحترمة اللي مش بتطلع شعرة من الطرحة و عمركم ما هتشكوا فيها... ابويا السبب... قولتله مش عايزها... صمم و ضغط عليا... ليه لانه واثق فيها... دايما يمدحها و واقف في صفها... يا ترى ايه اللي هيحصله بعد ما يعرف اللي عملته روز اختياره الجميل ؟ 
• اهدى يا طارق لغاية ما نشوف هنعمل ايه... 
" هطلقها... بس هطلقها بعد ما افضحـ,ـها... خليها متقدرش ترفع عينها في عين حد... هكسـ,ـر كبريائها و تكـ,ـبرها ده !! 
• الصراحة مروان ده بحسه مش مظبوط... اسمع منها هي... يمكن في سوء تفاهم... 
" مش هسمع منها اي حاجة... أساسا مش طايق ابص في وشها... مش هسمع حاجة تاني... كفاية منظري قدامه و هو بيحكيلي انها بتتوددله عشان يكلمها... 
• خلاص اقفل السيرة دي... مين بيرن عليك من بدري ده ؟ 
" أمي... 
• طب رد عليها... تلاقيها عايزة حاجة... رنت كتير... 
تأفف طارق و رد عليها 
" نعم يا ماما ؟ 
* طارق تعالى بسرعة... 
" ليه ؟ مال صوتك ؟ في ايه يا ماما ؟ 
* ريناد لقت روز في اوضتها مغمى عليها بين دمها... الاسعاف جات اخدتها دلوقتي... تعالى بسرعة !! 
انتهت المكالمة… نهض طارق فقال عاصم
• في ايه ؟
” لقيوا روز مغمى عليها…
• يلا نروح بسرعة…
اومأ له و ذهبا…
في المستشفى… كان الجميع حاضرون و ينتظرون خروج الطبيبة… و بعد ساعة خرجت الطبيبة… ذهب لها طارق و قال
” روز كويسة صح ؟
* الحمد لله سيطرنا على النز*يف…
” هو ايه سببه ؟
* مدام روز عندها تكيسات في المبايض…
تفاجىء طارق و قال
” يعني ايه ؟
* يعني النز*يف و الألم اللي بتمر بيه ده سببه التكيسات…
في تلك اللحظة تذكر كيف كانت تتأ*لم…
” و دي علاجها ايه ؟
* في علاج و لو منفعش يبقى لازم عملية…
قالت هالة
* روز على كده مش بتخلف ؟
* حاليا اه… نسبة الحمل ضعيفة بسبب حالتها دي…
* طب هتفوق امتى ؟
* لما يخلص المحلول هتقدر تسترجع وعيها… تنتبه لأكلها كويس و تاخد ادويتها بإنتظام… عن اذنكم…
ذهبت الطبيبة… طارق ظل شاردا و يتذكر كلامها
‘ بقولك انا بطني ببتقطـ,ـع… تعالى بسرعة ‘
‘ انا مش قادرة اقف على رجلي… في ألم كبير حاسة بيه و مش قادرة استحمل… عايزة اروح اكشف ‘
شعر طارق بالندم لانه استهزأ بما كانت تقوله و ظن بأنها تبالغ…
 وقف محمد امام طارق و قال
* على كده مراتك مش هتخلف ؟
”  بعدين مش وقته الكلام ده…
* لا ده وقته… أكيد ظهرت عليها الأعراض… ازاي معرفتش ؟
” كل ما بسألها كانت بتخبي عني…
* لما كشفت انت روحت معاها… مش مفروض كنت عرفت ؟
” اتخانقت معايا و طلعت من العيادة… ف معرفتش الدكتورة قالتلها ايه…
* و انت عيل صغير عشان تتقمص و تخرج بره العيادة ؟
” هي اللي طلبت مني اخرج…
* و انت عشان مش طايقها ف مصدقت و مشيت فورا… اقول عليك ايه بس…
” بابا متضغطش عليا !!
* و انا من امتى ضغطت عليك اصلا ؟
” و بتسأل كمان ؟! على أساس مش عارف يعني ؟ انت طول الوقت بتضغط عليا و بتتحكم في حياتي…
* بتحكم فيها لانك واحد مستهتر و طايش… جوزتك عشان تشيل المسؤولية… بس برضو فشلت…
” مكنتش عايز اتجوزها اصلا… اتجوزتها عشان اعلى في نظرك بس برضو مفيش فايدة…
* و هو الجواز مجرد قسيمة و السلام ؟ مش هي مراتك و ليها حقوق عندك… جاي بتعرف انها تعبانة بالصدفة زيك زي الغريب…؟؟
” قولتلك هي اللي خبت عني !!
قالها طارق بإنفعال عليه… وقفت هالة في النصف و فرقتهم عن بعض
* اهدوا احنا في مستشفى… أجلوا الكلام ده لبعدين…
نظر محمد له بغضب و ابتعد عنه…
تاني يوم… فتحت روز عيناها بتثاقل… وجدتهم جميعًا حولها… حاولت النهوض و ساعدتها ريناد
* انتي كويسة ؟
‘ اه… هاتيلي اي طرحة اغطي بيها شعري…
اومأت لها و احضرت لها الطرحة… وضعتها روز على شعرها و غطت شعرها و رقبتها… تعجب طارق… كيف تكون خا*ئنة و لم ترضى ان تجلس امامهم بشعرها ؟
قال محمد
* انتي كويسة يا روز ؟
‘ اه كويسة…
* ازاي متقوليش لحد فينا على تعبك ؟
‘ تعب ايه ؟
* الدكتورة قالت كل حاجة… مفيش داعي تخبي حاجة…
صمتت روز و نظرت للجانب الآخر فوجدت طارق… نظرت له بضيق و ابعدت عيناها عنه…
‘ مكنتش عايزة اقلقكم عليا…
محمد * قولتلك انتي زي بنتي… كان مفروض تقولي من الأول…
‘ آسفة…
* ولا يهمك… المهم تاخدي ادويتك كويس…
اومأت له و جلست هالة بجانبها و مسدت على ظهرها برفق
بعد اسبوع……
” يعني الصنية راجعة زي ما هي…
* والله يا استاذ طارق دي رابع صنية اجبهالها… مش راضية تاكل ابدا و لو اكلت تبقى لقمة صغيرة…
” اوووف… هاتي الصنية دي…
اخذ منها الصنية و ذهب لغرفته… وضع الصنية على المنضدة و نظر لروز النائمة على السرير و تحتضن صورة والدتها
” روز… قومي كُلي…
‘ مش عايزة…
” لازم تاكلي عشان تاخدي ادويتك…
‘ ملكش دعوة بأدويتي ولا بأكلي… اطلع بره…
” الغلط عليا اني بعبرك حتى بعد ما عرفت حقيقتك !!
نهضت روز و وقفت امامه
‘ عرفت حقيقتي !!
صـ,ـفعته على وجهه بقوة… شعر طارق ان كبريائه اهتز… امسكها من يدها و ضغط عليها بقوة
” انتي ايه جنسك… مبتتكسفيش حتى بعد اللي عملتيه !
‘ اه مبتكسفش لاني بجحة… اياك تفكر ان بشويتين بتوعك دول انا كده هخاف منك… انت اللي تخاف مني… هدوقك طعم الذُل يا طارق… مهما اترجيتني… مش هسامحك…
” انتي آخر وحدة اطلب منها كده و مش هطلب…
‘ و انا مش هدافع عن نفسي… لان ببساطة انت اتفه من اني اوضلحلك او ادافع عن نفسي قدامك…  انت مجرد واحد تافه و طايش بيجري وراء البنات و ينام معاهم في الفنادق… بحمد ربنا انك ملسمـ,ـتنيش… لاني كنت هبقى قر*فانة من نفسي طول العمر
ضحك طارق بخُبث ثم دفعها على السرير و مال عليها
‘ انت بتعمل ايه !! ابعد عني…
” انا ملمـ,ـستكيش عشان انا مش عايز كده مش عشان رغبتك انتي… و اقدر اعمل فيكي اللي انا عايزه…
‘ هتفرض نفسك عليا بالعافية عشان توضحلي اد ايه انت راجل عشان عصبتك بكلامي… مع ان شرفك متهزش لما قولتلك ابن عمك اتحر*ش بيا…انت انذل بني آدم شفته ف حياتي
” لسه مصممة ؟ انتي ايه ؟ مبتشبعيش كذب ؟
‘ دي حقيقة هتعرفها بعدين… افتكر كويس جدا اني قولتلك هتندم بدل المرة ألف… بس في لحظتها ندمك ده مش هيفيد في حاجة…
” ندم ايه؟ لا انا مش هندم لما نتطلق… بالعكس هكون مبسوط اوي…
‘كن متأكد ان  انا هكون مبسوطة اكتر منك…
اقترب من اذنها و قال
”على فكرة انا  ميشرفنيش ألمـ,ـس وحدة زيك…
قالها ثم ابتعد و هو يكمل 
” المر*ض ده اللي جالك ده عقا*ب من ربنا على خيا*نتك ليا… اصلا اللي زيك هتخلف ليه ؟ لو خلفتي… ابنك هيكون ابن مين بالضبط ؟
دمعت عينا روز لكن مسحت دموعها في الحال… جزت على أسنانها و قالت بغضب
‘ هنطلق امتى ؟
” قريب… قريب اوي…
قالها ثم خرج و اغلق الباب بقوة… سقطت دموعها التي حبستها… وضعت يدها على قلبها لانه يؤ*لمها كثيرا… كلماته مثل السكـ,ـين قطعت قلبها البرئ إربًا إربًا… دخلت الحمام و توضأت… فردت المصلية و سجدت تبكي تشكو ربها و بما حَل بها ظلمًا… و ترجت ربنا ان تخرج من ذلك الجحيم… فهي لم تتحمل أكثر من ذلك لان طاقتها نفذت…
بعد اسبوع 
* امضي هنا يا بنتي…
قالها المأذون ف اومأت له روز و امسكت القلم… نظرت لطارق الذي يرمقها بنظرات باردة و لم يظهر عليه اي حزن… كتبت اسمها في ورقة…
* و انت يا بني امضي هنا…
و بدون اي تردد مضى مكان اسمه…
* طلقها يلا…
قالها المأذون لطارق… نهض طارق و قال
” انتي طالق… طالق بالتلاتة يا روز !!
لم تنظر له روز ،  عيناها دمعت  مش عشان طلاقها بس عشان صعبت عليها نفسها …من الظلم اللي شافته منه
 نهضت و امسكت شنطتها و قبل ان تذهب قال محمد
* روز…
إلتفت له ثم اقترب منها
* مكنتش هوافق على طلاقكم ابدا…  لما لقيتك انتي اللي عايزة ده يحصل وافقت عشانك انتي بس… اذا كان طارق اتظلم في الجواز ده ف انتي اتظلمتي اضعافه و عانيتي كتير… و خلاص اهو تم الطلاق… نشفتي دماغك و مش راضية تقعدي هنا… ف قبل ما تمشي عايزة اقولك ان البيت ده مرحب بيكي في اي وقت… انتي لسه شابة و الطريق لسه قدامك… اتمنالك حياة سعيدة… لو احتاجتي اي حاجة انا موجود…اعتبريني ابوكي 
ابتسمت روز و قالت
‘ شكرا جدا يا عمو… اشكرك كمان على وفقتك جمبي…
* انتي بنتي و ده واجبي… نصيحة مني… مترجعيش لابوكي…
‘ مش هروحله اصلا…
* اوماال رايحة فين ؟
‘ ادعيلي بس…
* هدعيلك من كل قلبي …
ابتسمت له ثم نظرت اليهم… جاءت هالة و ريناد عانقوها…
* هتوحشينا اوي…
ريناد* انا اعتبرتك اختي… ياريت متبعديش اوي و نفضل على تواصل…
‘ ان شاء الله… عن اذنكم…
إلتفتت روز و ذهبت… خرجت من البيت و ركبت التاكسي… نظرت لهم و نظرت للبيت و سقطت دمعة من عيناها و تحرك التاكسي…
نظر محمد لطارق الغير مُبالي بما حدث
* طلقتها اهو… متجيش بعد كام يوم تعيطلي زي الأطفال و تقولي عايز روز…
” متقلقش… عن اذنكم بقى اروح انام…
تركهم و توجه لغرفته… دخل و اغلق الباب… اخذ شاور و ثم خرج من الحمام و استلقى على السرير
” اخيرا الواحد رجع لسريره المريح… بدل نومة الكنبة اللي خلعت ظهري…قال اعيط لهم قال !! بلا قرف
فتح التلفاز على فيلم اجنبي و ظل يشاهده حتى نام…

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
في احد المطاعم 
 روز ‘ حاسة اني تقلت عليك…
– ولا يهمك… بس انتي مأكلتيش طبق الرز بتاعك… مالك ؟ مكسوفة مني ولا ايه ؟
‘ لا… بس مليش نفس…
– لا معلش كُلي ده انا جبته عشانك… عارف انك بتحبيه بالفراخ…
‘ تسلم يا سيف…
ابتسم لها و هي بدأت بالاكل… و بين الحين و الآخر ينظر لها سيف مبتسمًا و قال في سره
– المرة دي مش هسيبك يا روز… ولا ابوكي ولا الكرة الأرضية بحالها  هيقدروا يبعدوك عني تاني…
بعد ما انهوا الأكل…
– اطلبلك عصير ؟
‘ لا… كده تمام…
– طب شاي ؟
‘ والله مش عايزة… شكرا يا سيف…
– العفو ( اخرج من جيبه مفتاح و وضعه امامها ) ده مفتاح شقتي في أكتوبر و دي نسخته كمان… و متقلقيش… مش معايا نسخة تانية منه… يعني......اعتبري الشقة بتاعتك…
‘ شكرا بجد… اوعدك ألاقي شغل بمرتب كويس و هأجر شقة ليا…
– يا بنتي هو انا اشتكيتلك ؟ بقولك اعتبري الشقة بتاعتك… انتي محتاجة وظيفة ؟
‘ محتاجة جدا… الفلوس اللي معايا قربوا يخلصوا…
– ايه مؤهلاتك ؟
‘ ما انت عارف اني متخرجة من آداب 
-ايوة  تخصص ايه يعني ؟
… ألماني 
– ايه ده… انتي خريجة قسم لغة ألمانية ؟
‘ ايوة… مستغرب ليه ؟ اول مرة تعرف ؟
– انا عارف انك خريجة آداب بس مكنتش اعرف انتي خريجة قسم ايه… انتي عارفة ان اللغة الالمانية دي مطلوبة جدا في الشركات ؟!
‘ يعني ممكن ألاقي وظيفة من خلال شهادتي ؟
– أكيد طبعا… جاتلي فكرة… ما تيجي تشتغلي معايا ؟
‘ بس انت مبرمج… ايه دخل البرمجة في اللغة ؟
– بشتغل مبرمج في شركة… اخدت ترقية من شهرين و بقيت الرئيس التنفيذي لخدمات البرمجة لشركة التصدير الغربية لو تعرفيها يعني… حتى مش ملاحظة اني ببعزق في الفلوس و عزمتك في مطعم غالي زي ده ؟ كله من مكافأة الترقية
ضحكت روز و هو شرد في ضحكتها الجميلة
‘ اه لاحظت… ألف مبروك…
– ألف مبروك بس ؟
‘ اعمل ايه يعني ؟
– انا عايز هدية…
‘ وعد مني هجبلك… بس ألاقي وظيفة الأول
– حوار الوظيفة ده عندي… الشركة اللي شغال فيها من اسبوع حطوا إعلان انهم محتاجين مترجمين… و عايزين ألماني كمان… والله حظك حلو…
‘ بجد يا سيف ؟!
– يعني ههزر معاكي ليه يا روز ؟دي مواضيع جد الجد
‘ معلش… اتفاجئت شوية بس… طب اقدم ازاي ؟
– في واحد صاحبي هيقدم بكره… هسأله على كل اللي احتاجوه منه و هكلمك…
‘ تبقى عملت فيا خدمة العمر والله… مش هنسى أبدا وقفتك معايا يا سيف انا اصلا ما اعرفش صديق  غيرك 
– عادي يا عم… مامتك الله يرحمها كانت زي امي و أكتر…
‘ الله يرحمها…
– ممكن اسألك سؤال ؟
‘ اتفضل…
– طليقك طارق… … كنتي بتحبيه ؟
‘ لا…
تعجب سيف من سرعتها في الرد
‘ اللي يحب حد جر*حه يبقى تعبان في دماغه يا سيف … طارق جر*حني كتير و عمري ما هسامحه… مش هقدر اوصفلك كُرهي له اد ايه…
– آسف لو كنت ضايقتك بسؤالي…
‘ ولا يهمك… ( نظرت في هاتفها ) الساعة جات عشرة… لازم امشي…
نهضت ف قال
– هتروحي ازاي ؟
‘ هطلب اوبر
– طب تعالي اوصلك…
‘ لا شكرا… انا تعبتك بما فيه الكفاية… عن اذنك…
اخذت شنطتها و خرجت من المطعم و هو خرج ورائها
– اوصلك انا ؟
‘ متتعبش نفسك… هطلب اوبر…
– يمكن يخطـ,ـفك…
‘ هو هيخـ,ـطفني ليه ؟
لم يرد عليها و قال في سره
– يمكن عشان انتي قمر…!!
‘ سرحت في ايه ؟
– مسرحتش… تعالي انا اوصلك احسن…
‘ لا…
– مالك يا روز في ايه ؟ انتي خايفة مني ؟
نظرت له لوهلة ف قال
– معقولة خايفة مني ؟ روز انا مقدرش أذ*يكي و انتي عارفة كده كويس… لو كنت عايز أذ*يكي كنت هعمل كده من زمان…
‘ مش قصدي كده… انا حاسة نفسي بقيت رخمة و تقلت عليك جامد…
– اركبي اركبي...الرخامة انك ترفضي مساعدتي و احنا  اصدقاء و جيران من وحنا ف ابتدائي 
قالها و هو يفتح لها باب السيارة…
‘ طب هركب من ورا…
– يوووه يا روز… اركبي بقولك…
أدركت روز انه مازال عنيدًا ف ركبت من الأمام و هو صعد في السيارة و شغلها و ذهبوا… كانت روز صامتة ولا تتنفس بكلمة و تنظر من نافذة السيارة
– معقولة خايفة مني انا ؟ انتي نسيتي ان مامتك كانت بتديني الڤيزا بتاعتها من غير ما تفكر عشان اسحبلها المرتب… عشان بتقول ان انا آمين و الكلام ده…
ضحكت روز و نظرت إليه
– ايوة كده اضحكي… قبل ما انسى… شقة أكتوبر بقالي كتير مدخلتهاش… فاكيد هتبقى متربة حبتين… اجبلك حد ينظفها ؟
‘ لا ملهوش لزوم…
– بس…
‘ متقلقش… انا هتصرف…
– براحتك…
عَمَ الصمت بينهم… و بعد نصف ساعة وصلوا الى العنوان المطلوب.. حمل سيف شنطتها و اوصلها للشقة
‘ جمايلك دي هردها ازاي ؟
– بطبق رز بلبن… زي اللي كانت تعمله مامتك…
‘ بعرف اعمله زيها… اول ما هعمل هبعتلك حَلة كاملة لوحدك…
– تسلمي
‘ هي الشقة دي اشتريتها ليه ؟
– كنت باخد كورسات هنا… فكانت المسافة بعيدة عليا… الأول اتأجرت الشقة دي انا و 5 من صحابي… و اتقفنا نشتريها سوا و اشتريناها… و لما كل واحد فينا اتوظف في مكان مختلف…
 اشتريتها انا عشان احتاجتها لفترة… اوعى تعتبري نفسك ضيفة… اتعاملي كأنك صاحبة الشقة دي…
‘ ازاي ؟
– لو عايزة تكـ,ـسري كوباية… مسامحك…
ضحكت روز و قالت
‘ ماشي يا سيف…
– هروح انا… لو احتاجتي اي حاجة… رني عليا… عن اذنك…
اومأت له و ذهب… اغلقت روز الباب بالمفتاح و اخذت نفسًا عميقًا ثم اخرجته… دخلت غرفة من الغرف… فتحت حقيبتها اخذت منها بيجامة… غسلت وجهها و لبستها… مشطت شعرها و ظلت تفكر في حياتها الآتية…
وصل سيف الى بيته و السعادة ظاهرة عليه… غَيَر ملابسه و جلس يأكل مع أخاه ( مصطفى )
* من اول ما جيت و انت كده… خير يا حبيب اخوك ؟
– قابلت روز…
* روز ؟ بس هي اتجوزت !! 
– خلاص اطلقت منه…
* اوووبااا… عشان كده انت مبسوط و ابتسامتك اد الطبق 
– مبسوط اوي… مهما عبرت عن اللي جوايا… الكلام مش هيكفي…
* انت لسه بتحبها ؟
– بُص يا مصطفى… انا واحد لفيت كتير… اشتغلت في كذا وظيفة عشان اكون نفسي اللي انا عليها حاليا… طول السنين اللي عدت دي و انا بلف على شغل يأويني انا و انت… روز كانت في بالي ( أشار بيده الى قلبه) و موجودة هنا… منستهاش ولا لحظة… ساعات كنت بلعـ,ـن نفسي لاني بفكر فيها حتى لما كانت على ذمته… اما دلوقتي خلاص…  مفيش عائق هيمنعني عنها… هتجوزها…
* اخويا العاشق الجامد… اتغذى كويس يا حبيبي…
ضحك سيف و اكمل عشائه…
في الليل… كان سيف في غرفته مستلقي على سريره و … ينظر للهاتف المفتوح على صورة روز و شاردا في جمالها
… سيف كان يبقى ابن البواب في بيت روز… كان بيحبها و طلب ايدها من ابوها بس رفضه بحجة انه مش هيناسب ابوه لانه مجرد بواب… و لما اتقدم طارق ابن العيلة الغنية الكبيرة وافق طبعا… مع ذلك سيف منسيش روز ولا لحظة و حُبه ليها لسه موجود…
همس سيف لنفسه 
– زمان سكت لاني كنت عيل و معرفتش اطلبك تاني لان ابوكي حسسني اني قليل و مستاهلكيش… المرة دي محدش هيقف في طريقي و هاخدك يا روز… هتبقي مِلكي انا و بس !
بعد 4 شهور…… الساعة 4 بالليل
عاد طارق الى البيت و هو  مترنحا… بعد ان شرب الكثير من الخمـ,ـر  و كان يمشي بصعوبة… صعد لغرفته و ألقى بجسده الهامد على السرير… اشتم رائحتها على الوسادة… غضب و ألقاها على الأرض و قال بسُكر
” ليه مش عايزة تخرجي من دماغي لحد  دلوقت؟ انتي اللي خونتيـ,ـني… رجعت للشرب عشان انساكي بس مش عارف مالي… ريحتك لسه موجودة هنا يا روز… يا ترى روحتي فين…
اغلق عينيه و غفى بتعب
في اليوم التالي…..
استيقظ طارق و فتح عينيه بتثاقل… نهض و مسح وجهه بتعب و دخل الحمام ليستحم… بعد دقائق خرج و وقف امام المرآة ليمشط شعره… لاحظ بوجود توكة شعر صغيرة… امسكها و نظر لها و تخيل ان روز تقف أمام المرآة و تربط شعرها الطويل بها… فهي دائما عندما تستيقظ اول شيء تفعله… ابتسم ابتسامة جانبية ثم اخفاها في الحال و ترك التوكة… و قال محدثًا نفسه
” بطل تفكير فيها يا طارق… مالك كده ؟ ليه بتفتكر كل تحرُكاتها في الأوضة ؟ خلاص اهي مشيت و حصل اللي انت عايزه… مفروض تفرح مش تفتكرها…؟!!
فتح الدولاب ليبحث عن جاكته المفضل… وسط الملابس رأى شيئًا مألوفًا له… امسكه بيده… انه كنزة روز الصوفيّة… جاء في عقله ذكرى لتلك الكنزة
في الشهر الثاني من زواجهم… قام شجار بين طارق و والده كالعادة… غضب طارق و خرج جلس في الحديقة… كان اليوم باردا و به هواء… ظل طارق وحده متضايق… وجد من تجلس بجانبه…
” جيتي ليه ؟
‘ جيت اشم هوا…
” هوا ؟ ههههه ضحكتيني… هوا ايه اللي يتشم… الجو مزعج…
‘ طالما مزعج… انت ليه قاعد هنا ؟
” مش عايز ادخل و مش طايق اشوفه…
‘ انا برضو بابا مش كويس معايا… عمري ماحسيت انه ابويا… انت باباك كويس… آخره يزعق و خلاص…
” يزعق و خلاص ؟! ده لسه بيعاملني اني عيل و عبيط…
‘ خلاص متزعلش…
” هيهمك يعني اذا زعلت او لا ؟
‘ ايوة هيهمني…
” ليه بقا ؟
‘ عارفة ان علاقتنا مش احسن حاجة… بس ده مش معناه اسيبك تقعد لوحدك… مهما حصل في النهاية انت جوزي
” روز… انا مصدع شوية و مش فايق لكلامك ده… امشي…
تنهدت روز بتعب فهي حاولت كثيرا ان تتقرب منه و لكن مازالت تفشل… خلعت كنزتها السوداء… و وضعتها على كتفه… نظر لها طارق فقالت
‘ عشان متبردش إلبسها… بس برضو متطولش اوي هنا… في فيلم اجنبي بوليسي  اللي بتحب بتتفرج عليم شغال دلوقتي… في اي وقت لو حبيت تيجي تتفرج عليه معايا… تعالى…
ابعد عيناه عنها و لم يرد… تنهدت و ذهبت للداخل…
نظر طارق للكنزة و ظل شاردًا فيها و مبتسم… فاق من شروده و ترك الكنزة مكانها
” الأوضة دي لازم تتنظف… مش عايز اي حاجة تفكرني بيها في الأوضة دي…
اغلق طارق الدولاب و ارتدى جاكته… طُرق الباب
” ادخل…
دخلت إحدى الخادمات و في يدها الفطور… وضعته على المنضدة… و لكن لم تخرج… نظر لها طارق و قال
” واقفة ليه ؟
* استاذ طارق… ممكن اتكلم مع حضرتك في حاجة ؟
” مفيش أجازات تاني… انتي لسه راجعة من شهر كامل إجازة…
* لا لا الحوار مش إجازة… حاجة تانية لازم اقولها…
” قولي…
* هو حضرتك طلقت روز عشان موضوع مروان ؟
غضب طارق و امسكها من يدها بشدة و قال
” محدش يعرف الحوار ده غيري انا و هي… انتي عرفتي ازاي ؟ انطقي !!
* والله أبداً يا استاذ طارق… انا بسأل بس…
” بتسألي ليه ؟!
* اصل أنا شوفتهم…
” شوفتي ايه ؟
* شوفت مروان و هو بيتحر*ش ب روز…

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
* شوفت مروان و هو بيتحر*ش ب روز…
لم يصدق طارق ماذا قيل له الآن…
” انتي بتكذبي صح ؟
* والله العظيم ما بكذب…
ابتعد عنها طارق و اغلق باب الغرفة
” مش هتمشي من هنا غير لما تقولي كل حاجة… اقسم بالله لو زودتي حرف واحد هقتـ,ـلك !!
بلعت الخادمة ريقها بخوف… قال لها طارق بغضب
” اتكلمي !!
* حاضر… هتكلم والله....  مروان جه هنا… روز كانت في المطبخ… في الأول انا كنت واقفة معاها بنرغي سوا لاني حبيتها و صاحبتها… بعدين افتكرت اني سايبة هدوم في الغسالة… فستأذنت منها و خرجت من المطبخ… رجعت من باب المطبخ المطل على الجنينة… قبل ما افتح الباب شوفته من الازاز…
” شوفتي مين ؟!
* شوفت مروان و هو زانـ,ـق روز في الحيطة و بيتحر*ش بيها بالكلام و كاتم صوتها بإيده… و حاول يلـ,ـمسها و هي كانت بتقاومه… كنت هأنادي على اي حد يلحقها بس خوفت يطلعني انا كذابة… ف لفيت من جوه البيت و عملت صوت بجزمتي في الأرض عشان يعرف ان في حد جاي و يبعد عنها… و مشي هو و شوفتها طالعة على اوضتها بتعيط… و لو مش مصدقني انا سجلت كل اللي قاله ليها صوت…
فتحت هاتفها على التسجيل و سمعه طارق بكل كلمة فيه… سمعها و هي تترجاه ان يبتعد عنها…
احس طارق انه صعق في رأسه…
” متكلمتيش ليه من الأول ؟! جاية تتكلمي دلوقتي بعد ما طلقتها ؟
* متكلمتش لأني خوفت…
” خوفتي من ايه !!
قالها طارق بإنفعال عليها…
” انطقي… خوفتي من ايه ؟
* خوفته منه… مش عارفة ازاي عرف اني شوفته… لأنه جه هددني اني لو قولتلك هيقـ,ـتل بنتي… خوفت و معرفتش اقول لحضرتك ازاي… كنت ناوية اول ما ارجع من إجازتي هقول لحضرتك كل حاجة… متخيلتش أبدا  ان الموضوع هيكبر و تتطلقوا بجد … بصراحة الندم هيمو'تني
” ابعتيلي التسجيل ده…
* حاضر هبعته… انا آسفة والله يا استاذ طارق… بس انا و الله خوفت ليأ*ذي بنتي و انا معرفتش اعمل ايه و سكتت…
” ماااشي… اطلعي بره… اطلعييي
قال الأخيرة بإنفعال… فخرجت على الفور…
وقف طارق في منتصف الغرفة يحاول ان يستوعب ما سمعه الآن… و لم يتذكر إلا كلامها
‘ مروان ابن عمك… اتحر*ش بيا !!
‘ انا مخو*نتكش… ليه مش عايز تصدقني ؟
‘ صدقته هو و مصدقتنيش انا ؟!
‘ متسمعش منه… اسمعني انا… اقسم بالله من اول ما اتجوزتك و بالرغم من معاملتك الز*فت ليا… مبصتش لراجل غيرك حتى لو بالغلط… لاني عارفة حدودي كويس من الناس الغريبة… انا مش خا*ينة !!
‘ هيجي يوم و تعرف الحقيقة… و لما يجي اليوم ده انا هبقى مش موجودة !!
‘ هتندم يا طارق… هتندم على كل كلمة وحشة قولتها ليا… ساعتها مش هيبقى في وقت لندمك… مش هسامحك مهما عملت !!
نظر طارق لنفسه في المرآة… استشاط غضبًا من نفسه و ضر*ب زجاج المرآة بقوة بيده حتى كُسـ,ـر و يده جر*حت و لكن لم يهتم بجر*حه… امسك هاتفه و اتصل على روز
* الرقم الذي تتطلبه لم يُعد مستخدمًا *
ألقى طارق هاتفه على الأرض بقوة و ظل يصرخ قائلًا
” انا السبب… ايوة انا … انا مسمعتهاش… صدقته هو و هي لا… و في الآخر طلقتها ؟!
ضحك ساخرًا من نفسه
”طلقتها  يا غبي… طلقتها… طلقتها و انت قر*فان منها و هي انظف منك و منه ؟ اتهمتها بالخيا*نة و هي بريئة… كان واضح اوي كل الناس كانت مصدقاها بس أنت صدقت اللي انت كنت عايز اصدقه…و  عشان تخلص منها صدقت حاجات قذ*رة…
جلس بين الزجاج الذي على الأرض… عيناه حمراء من الغضب و تدمع… في ذات الوقت يتذكرها و هي تترجاه ان يصدقها…
نهض من مكانه… فتح الدرج اخذ منه مسد*سه
” روز مشيت صحيح بس و الله العظيم حقها هجيبه مقابل روحك يا مروان الكلـ,ـب !!
فتح طارق باب غرفته و ذهب مسرعًا للخارج… اخذ سيارته و ذهب…
في الشركة….
– روووز…
‘ اي في ايه ؟
– مالك اتخضيتي ليه ؟
‘ابدا ... مصدعة شوية و كنت هنام…
– منمتيش كويس ؟
‘ منمتش اصلا…
– ليه ؟
‘ كان عليا 10 مقالات محتاجين ترجمة… فسهرت عليهم… جيت انام لقيت الشمس طلعت
– خلصتي شغلك ؟
‘ ايوة…
– خلاص استأذني و امشي…
‘ عادي ؟
– اه عادي… اكلملك المدير ؟
‘ ماشي لو مش هتعبك…
– خمس دقايق و جاي…
اومأت له و ذهب… بعد دقائق جاء سيف
– والله المدير ده قمر… وافق تمشي دلوقتي…
‘ كتر خيره… كويس هروح انام بقية اليوم…
اخذت روز حقيبتها و هاتفها… خرجت من مكتبها و فتحت الاسانسير و دخلت فيه و قبل ان يغلق دخل سيف معها
‘ نازل تشتري حاجة ؟
– جاي اوصلك…
‘ لا و النبي متتعبش نفسك… هروح لوحدي عادي…
– انتي مرهقة و لو سيبتك كده هتنامي جوه المترو…
‘ عندك حق... بس شغلك ؟
– لا عادي… كده كده رايح اشتري الغدا للتيم بتاعي ف بالمرة اوصلك…
‘ اذا كان كده ماشي…
فُتح باب الاسانسير… خرجا من الشركة… فتح لها سيف باب السيارة… ابتسم له و قبل ان تدخل لمحت مروان… يسند ظهره على شجرة و ينظر لها… اتسعت عينا روز… كيف جاء هنا ؟
– مالك يا روز ؟
لم ترد عليه من صدمتها… نظر سيف الى ما تنظر إليه
– تعرفيه ؟!
اقترب منهم مروان و قال
* ايوة تعرفني !
– مين ده يا روز ؟
عندما رأته روز أمامه تذكرت كل شيء و تذكرت كيف كتم صوتها و عجَز حركتها و تذكرت نظرته القذ*رة لجـ,ـسدها…
* قوليله يا روز…
اختبأت روز خلف سيف و قالت بصوت منخفض و خائف
‘ أرجوك خليه يمشي…
لم يفهم سيف لماذا هي خائفة منه… 
ضحك مروان و قال
* خايفة مني ليه يا روز ؟ على فكرة وحشتيني أوي… ريحتك الجميلة لسه مخرجتش من قلبي… وحشني ملمس ايدك الناعمة دي…
– انتبه لكلامك يا ز*فت أنت…
قالها سيف بإنفعال عليه ثم لكَمه في وجهه بقوة و قال
– امشي يا زبا*لة من هنا… ابقا اشوف وشك هنا تاني !!
وضع مروان يده على وجهه متأ*لما من ضر*بته… امسك سيف يد روز و قال
– يلا يا روز… اركبي…
غضب مروان كثيرا و بحركة سريعة اخرج المسد*س من وراء ظهره و اطلق به على سيف… صرخت روز عندما سمعت صوت المسد*س… نظر لها سيف بضعف و يده تركت يدها و وقع على الأرض غارقا في د'مه !!
جثت روز على ركبتيها و امسكت برأس سيف و اسندتها على رجلها و بكت… اتصدم مروان لانه اصابه بالفعل… رجع للوراء و هرب بسرعة…
* سي..يف… سيف قوم… ارجوك قوم…
قالتها روز و هي تبكي… صدر سيف يعلو و يهبط و يلتقط انفاسه بصعوبة… امسك يدها و نظر لها و قال بتعب
– خليكي معايا… متسبينيش….
قالها ثم اغمض عيناه و ترك يدها… اتسعت عيناها و قالت
* لا لا… سيف افتح عيونك… قوم يا سيف… سيف اصحى !!
لم يجيب عليها… زادت دموعها و قالت و هي تصرخ
* هاتوا الاسعاف بسرعة !!
في المستشفى…..
كانت روز تجلس على كرسي… تنظر لثيابها الملطخة بدم سيف و تبكي… يقف بجانبها أخاه مصطفى…
* متقلقيش… أخويا هيبقى كويس أنا متأكد…
‘ كل ده بسببي…
* متلوميش نفسك… انا بس عايز اعرف مين الكـ,ـلب اللي ضر*به و أقسم بالله ما هرحمه…
‘ ده مش مهم… المهم سيف يقوم بخير…
* طيب اهدي انتي… بإذن لله هيبقى بخير…
خرج الطبيب من غرفة العمليات… ذهب إليه مصطفى و روز
روز‘ هااا يا دكتور… سيف كويس صح ؟
* أخويا بخير ؟
• الحمد لله قدرنا نخرج الرصاصة من ايده و وقفنا النز*يف و عوضنا الدم اللي خسره… حالته مستقرة دلوقتي
 هيبقى تمام متقلقوش…
تنهدت روز براحة ‘ الحمد لله…
• المهم لما يقوم ينتبه لأكله و ياخد أدويته و يبقى في راحة تامة… ألف سلامة عليه
‘ الله يسلمك يا دكتور…
• عن اذنكم
ذهب الطبيب… تنهد مصطفى براحة و قال بسعادة
* قولتلك هيبقى كويس…اخوي طول عمره قوي
‘ الحمد لله…
* خلاص بطلي عياط… قوليلي هو سيف مقالكيش حاجة ؟
‘ مش فاهمة… زي ايه ؟
* اااه طالما سألتي يبقى مقالكيش… خلاص لما يصحى  يقولك بنفسه…
‘ يقولي ايه ؟
* لما يصحى يا روز…
‘ فيها ايه لو قولت انت ؟
* و انا مالي… دي حاجة تخصكم…
‘ ما تفهمني يا مصطفى ؟
* مستعجلة ليه ؟ هيصحى بكره زي القرد و يقولك…
‘ بس…
* أكيد جوعتي… رايح اجيب سندويتشات سجق…
‘ يا مصطفى….
 ذهب… و ظلت روز تسأل نفسها… ماذا كان سيقول لها سيف ؟
من الناحية الاخرى وصل طارق الى بيت مروان… نزل من السيارة و مسد*سه في يده… ضر*ب الباب برجله حتى كسـ,ـره و دخل… و نادى عليه بصوت عالٍ يملؤه الغضب
” يا مروان… انت يا ز*فت يا مروان !!
صعد طارق للاعلى و ظل يفتح كل غرفة يبحث عنه و ينادي عليه… خرج الخدم على صوته… قال طارق
” فين مروان ؟
رد أحد الخدم
* منعرفش يا استاذ طارق… هو خرج من حوالي ساعتين…
” خرج راح فين ؟
* والله ما اعرف… أكيد مش هيقولنا يعني…
” طيب قوله طارق هيجيبك يعني هيجيبك حتى لو كنت تحت الأرض و هيقتلـ,ـك يا وا'طي !!
إلتفت طارق و ذهب… ركب سيارته… شعر قلبه يتآكل بسبب ما فعله لروز… امسك هاتفه و اتصل مجددا على رقمها
* عفوا… الرقم الذي تطلبه لم يعد مستخدمًا *
ألقى طارق هاتفه على الكرسي و تنهد بضيق و قال
” غيرت رقمها عشان معرفش اوصلها… كانت عارفة و متأكدة اني هعرف الحقيقة و هحاول اوصلها عشان كده مقعدتش مع ابوها… حتى رقمها غيرته !! و معرفش حد من صحابها ولا من قرايبها… لازم الاقيكي يا روز… لازم اصلح كل القر*ف اللي عملته فيكي… انتي فين بس !!
جاءت فكرة في عقله… شغل السيارة و ذهب سريعًا متوجهًا لبيته… و عندما وصل توجه لغرفة والده… لم يجده بغرفته فسأل احدى الخدم ثم توجه للحديقة… وجده جالسًا يقرأ الجريدة…
” بابا…
قفل محمد الجريدة و خلع نظارته…
* نعم يا طارق ؟
” عايز اروح لروز…
بمجرد ما سمع والده تلك الجملة… ضحك ساخرًا منه…
* عايز تروح لروز ليه ؟
جلس بجانبه و قال
” انا عملت غلط كبير… لازم اروحلها
* لحظة بس ثواني… انت بتتكلم عن روز طليقتك ولا روز تانية ؟
” هي يا بابا… هرجعها لذمتي تاني…
* و دي هتعملها ازاي بقا ؟
” ارجوك ساعدني الاقيها الاول 
* دلوقتي جاي تترجاني اساعدك عشان تلاقيها ؟ مش دي روز نفسها اللي انت بتكر*ها و مكنتش طايق تشوفها… ايه اللي حصل يا طارق ؟
” انا ظلمتها ظلم كبير… عايز اروحلها… لازم اصالحها…
* هتصالحها بصفتك ايه ؟ انت نسيت انك طلقتها ولا ايه ؟
” لا منستش… ساعدني الاقيها بس و انا هصلح كل حاجة…
* كنت عارف ان اليوم ده هيجي و تبقى ضعيف قدامي كده و عايزها… نصحتك كتير و نبهتك… بس انت مسمعتنيش لانك شايف اي حاجة يقولها ابوك يبقى أمر و تحكم…
 ده انا قولت أول ما هتعرف تعبها هتتمسك بيها و تبدأ معاها من جديد و تخليها تحبك… رغم كده برضو اصريت تطلقها… و طلقتها بالثلاث اهو… عايز ايه منها ؟
” انا عارف اني غلطت… و عايز اصلح غلطي… لازم الاقيها… قولي مكانها…
* و انا هعرف مكانها ليه ؟
” اكيد هي قالتلك… هي بتحبك و بتعتبرك ابوها… بعدين انا عارف انك بتحبها ف أكيد متابع اخبارها اول ما مشيت من هنا…
* حتى لو اعرف مكانها… هقولك ليه ؟
” لاني ندمت… ندمت اني ضيعتها من ايدي… لازم اصلح كل العَك اللي انا عملته…
* و لما تروحلها… فاكر انها  هتوافق تتكلم معاك او تشوفك حتى ؟
” هحاول اتكلم معاها بكل الطرق… المهم اعرف مكانها لانها غيرت رقمها و مش عارف هي فين… ساعدني يا بابا…
تنهد محمد و ارتدى نظراته و امسك بالجريدة
* هي في المستشفى دلوقتي…
” ليه ؟ حصلها حاجة ؟
* لا… معرفتش منها كتير اوي لانها كلمتني و هي بتعيط… مروان ضايقها و زميلها صَده فضر*به بالمسد*س…
” و مروان عرف مكانها ازاي ؟!
* معرفش… المهم هي في المستشفى مع زميلها اللي اتصاب
” انهى مستشفى ؟
* اللي في الغرب…
” انا هروحلها…
امسك محمد يده و قال
* هتعمل ايه ؟
” هكلمها و اقولها اني عرفت كل حاجة… هخليها تسامحني و ارجعها…
*  هي منبهة عليا مقولكش بس مع ذلك قولتلك لاني مش عايز تخسرها للابد…
” مش هخسرها… متقلقش…
* يلا روحلها…
ابتسم له و قال
” شكرا يا بابا…
إلتفت طارق و ذهب… تنهد محمد و قال
* معتقدش انها هترجعلك تاني… بس الأقل حاول و نشوف هيحصل ايه… كل ده بسبب تسرعك و غباءك  اللي جابك لوراء يا طارق…
في المستشفى…….
دخلت روز في الغرفة التي بها سيف… اغلقت الباب و سحبت كرسي و جلست بجانب سريره… نظرت إليه و هي تشعر بالحزن بسبب ما حَلَ به بسببها…
‘ انا آسفة اوي… مفكرتش ان الحوار هيكبر للدرجة دي…
اقتربت يدها لتمسد على شعره لكنها تراجعت… دخل مصطفى و في يده ادوية سيف
* جبت كل الأدوية اللي كتبها الدكتور… هياخدها امتى ؟
‘ الدكتور قالي يخلص المحلول و هيفوق… و يقدر ياخد ادويته…
* اها… تعبتي انتي… روحي البيت ارتاحي و لما يصحى هتصل عليكي…
‘ لا انا هبات هنا…
* انا هبات معاه… شكلك مرهق… روحي نامي شوية…
‘ لا انا كويسة… هقوم اغسل وشي و هشرب قهوة و هبقى تمام…
* براحتك…
نهضت روز و خرجت خارج الغرفة… في تلك اللحظة وصل طارق للمستشفى و دخل… رآها من بعيد تدخل الحمام…
دخلت روز الحمام و فتحت الحنفية و غسلت وجها جيدا… اغلقت و اخذت منديل جففت به وجهها… انهت تجفيف وجهها و ابعدت المنديل… فوجدت طارق يقف أمامها…
” روز…
قالها طارق بنبرة اشتياق… رجعت روز للوراء و قالت بغضب
‘ انت جيت ليه و عرفت مكاني ازاي ؟
شدها من يدها و عانقها بقوة و قال بصوت مبحوح
” وحشتيني…
يتبع ....

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
دفعته روز بعيدا عنها و صفـ,ـعته على وجهه
‘ انت ازاي تقرب مني كده ؟
” أنا آسف بس وحشتيني بجد… يلا نمشي من هنا…
‘ انا مش هتحرك من هنا !! اللي في المستشفى ده عمل حاجات كتير عشاني بدون مقابل… انت عملتلي ايه ؟ عملت ايه غير انك كسـ,ـرتني و مسحت بشرفي الأرض…هاااا !!!
” عارف انك مضايقة مني… بس اسمعيني…
‘ متضايقة بس !!! بتتكلم و كأنك كسرت فازة بالغلط مش كسرت قلبي !!  عايزني  أسمعك ؟ انت مسمعتنيش ليه ؟ ده انا كنت بقولك اسمعني كأني بشحت منك… و مسمعتنيش و صدقت اللي انت عايز تصدقه… و طلقتني على أساس إني خا*ينة…
” والله ما كنت اعرف حاجة… هو الكـ,ـلب مروان اللي اقنعني بالحوار ده و….
‘ و اديك اقتنعت و اطلقنا و انتهى الحوار… جاي ليه دلوقتي ؟
” جاي اصلح كل اللي عملته…
‘ ندمت ؟
نظر طارق للارض و اومأ لها… ضحكت روز و قالت
‘ اخيرا اليوم ده جه… تعرف!  انا مبسوطة اوي…
اقتربت منه و نظرت لعيناه بكُره و قالت
‘ يارب اشوف الندم في عيونك أكتر و أكتر يا طارق !!
قالتها ثم فتحت الباب و خرجت… خرج طارق ورائها و امسك يدها لكنها ابعدت يدها عنه في الحال
‘ متقربش مني بأي شكل ولا تمسك ايدي حتى… فوق لنفسك يا طارق انت واحد غريب عني فـ إياك تتعدى حدودك معايا… انا مش زي البنات الز*بالة اللي بتقابلهم في البا*ر… و امشي من هنا عشان مش طايقة اشوفك…
” مش همشي إلا لما نتكلم سوا بهدوء…
‘ انت ايه بالضبط يا طارق ؟ بعد كل اللي عملته جاي تقولي نتكلم ؟! و بهدوء ؟ انت مين اصلا عشان اتكلم معاك ؟ انت كنت أسود صفحة في حياتي و بحمد ربنا مليون مرة اني قفلتها و اتطلقت منك !!
” روز انتي مش واعية لكلامك ده… بقولك هو خدعني… و انا بعترف اني غلطت في حقك… عشان كده جيت… لو انتي مش تهميني مكنتش هاجي…
‘ و انا مكنتش عايزاك تيجي ولا اشوفك أساسا… امشي يا طارق…امشييييي !!!
” مش همشي يا روز… والله مش همشي… هصلح كل اللي عملته و هنرجع لبعض…و هتحبيني 
‘ هههه احبك !!! جبت العشم ده منين ؟؟ ضحكتني و الله …قال  نرجع قال… طارق انت لو آخر راجل في العالم كله… مش هبصلك ولا هفكر مجرد تفكير إني ارجعلك… خلي عند اهلك دم و ابعد عني….
انهت كلامها ثم دخلت الغرفة… اغلقت الباب حتى لا يدخل… نظر لها من النافذة و الدموع متغلغة في عيناه… نظرت له بغضب و جلست بجانب سيف و هي تمسك يده
شعر طارق بالغيرة و قال بغضب
” هو مين سيف ده ؟  قاعدة معاه و ماسكة ايده ليه !! معقول خلال كام شهر سيبتك فيهم حبتيه هو ؟ بس انا مش هسيبك تروحي مني… لا سيف ده و لا عشرة زيه !  محدش هيقدر ياخدك مني… هصلح غلطي و كل حاجة هتبقى كويسة…
لم يحتمل طارق رؤيتها بجانبه فـ ذهب للخارج…
تاني يوم
فتح سيف عيناه بتثاقل و نزع جهاز التنفس الذي على وجهه… نظر بجانبه وجد روز مُمسكة بيده و تسند رأسها على الحائط و نائمة…
 ابتسم تلقائيا عندما وجد يدها في يده… ظل ينظر لوجهها الجميل و يتأملها… تحرك محاولًا ان يعتدل قليلا لكن يده صدمت زجاجة المياه و وقعت على الأرض و  استيقظت على صوتها روز
روز بقلق ‘ سيف…!!
– اهدي انا كويس…
تنهدت براحة .... ثم نظرت الى نفسها و وجدت يدها في يده فشعرت بالحرج الشديد و ابتعدت بسرعة…
‘ انا آسفة… ما اخدتش بالي و نمت و ...
– ولا يهمك…
نظرت له بتفحص و قالت
‘ انت كويس ؟ في حاجة وجعا*ك ؟ ايدك كويسة ؟
– اه انا كويس… حاسس بو*جع بسيط مكان الرصاصة… هيعدي عادي…
‘ انا آسفة اوي… كل ده حصل بسببي…
– متلوميش نفسك… هو اللي و*سخ… هو يبقى مين اصلا ؟
‘ هنادي على الدكتور يشوفك…
قالتها ثم نهضت و خرجت… احس سيف انها تتهرب منه… بعد دقائق جاء الطبيب و معه مصطفى و روز
• حرك ايدك كده ؟
حرك سيف يده كما طلب منه الطبيب
• حاسس بأي ألم ؟
– مكان الرصاصة… بيحر*قني و رأسي مصدعة…
• لا متقلقش… الحر*قان ده بسبب الغُرز و و المطهر… هيعدي مع الوقت… أما الصداع هكتبلك دوا  بعد ما تاكل… تاخد أدويتك بإنتظام و ترتاح… ألف سلامة عليك
– الله يسلمك يا دكتور…
• هستأذن انا… اي حاجة جديدة ابقوا بلغوني…
خرج الطبيب… جلس مصطفى بجانب سيف و عانقه
* خوفتني عليك يا كلـ,ـب
– بتشتـ,ـمتي بدل ما تقولي ألف سلامة عليك…
* دي شتـ,ـيمة تعبر عن حبي ليك… بس اقسم بالله يا سيف… مش هرحم اللي عمل فيك كده… الو*سخ بعد ما ضر*بك بالمسد*س هرب… مش عارفين لحد دلوقت نلاقيه…
– اقوم بس و هجيبه من قفاه… و طبعا هسيبك انت تاخدلي حقي منه يا درش
* جيت في ملعبي…
عانقه مجددا و مسد على ظهره برفق… ابتسمت روز و احبت علاقتهم مع بعض لانها دائما تمنت ان يكون لها أخت…
* هقوم انا اجببلك تاكل…
قالها ثم غمز له و عرف سيف مقصده و انه سيذهب ليتركه مع روز… خرج مصطفى و اغلق الباب ورائه… جلست روز على الكرسي الذي بجانب سرير سيف…
‘ انت متأكد انك كويس ؟
– والله كويس يا روز… سألتيني السؤال ده كذا مرة…
‘ يعني خوفت شوية…
– خوفتي عليا ؟
‘ اكيد طبعا !!
قالتها روز بتلقائية… و عندما أدركت ما قالته شعرت بالخجل الشديد… أما سيف ابتسم لها فأردفت بخجل
‘ اقصد يعني طبيعي اخاف… ما اللي حصل ده بسببي… بس والله معرفش هو عرف مكاني ازاي… و ازاي جاتله الجرأة يجيلي عند الشركة…
– انا عايز اعرف مين ده… و ياريت تقوليلي…
تنهدت روز و قالت
‘ ماشي هقولك كل حاجة… اللي جه الشركة ده يبقى مروان… ابن عم طارق…
– طليقك ؟
‘ اها…
– ايه علاقته بيكي ؟
‘ لما كنت متجوزة طارق… كنت اعرفه على أساس انه ابن عمه و بس… ف يوم حاول بتحر*ش بيا و كده… و لما قولت لطارق مصدقنيش… قالي ان ده ابن عمه و متربي معاه و يعرفه كويس… و لما دافعت عن نفسي جه الز*فت قلب كل حاجة ضدي أنا… و طارق طلقني على أساس إني بخو*نه معاه…
ظهر الغضب على وجه سيف و قال
– كان لازم يصدقك انتي قبل اي حد… ولا هو ما صدق خلص منك؟؟
- اهو النصيب بقى…
' بس احسن… انتي متستهاليش حد يشُك في شرفك… وعد مني هجبلك الو*سخ اللي اسمه مروان ده و هدفعه تمن كل حاجة عملها فيكي…
‘ لا يا سيف متدخلش في مشاكل تاني معاه…
– مش بخاف من حد يا روز… انتي حد عزيز بالنسبالي و مش هسيب حقك يترمي في الز*بالة كده بسبب معتو*ه زيه…
‘ بس….
– روز… خلاص…
‘ اوووف…. كل ده بسببي… انا همشي…
امسك يدها و اوقفها
– رايحة فين ؟
‘ هروح اشوف وظيفة تانية…
– ليه ؟
‘ وجودي معاك هيسببلك مشاكل و انا مش عايزة كده… عن اذنك…
تركت يده و ذهبت…
– و انا مش هسيبك تمشي يا روز… المرة دي لا يمكن اسيبك…
خرجت روز من المستشفى… وجدت طارق يسند ظهره على سيارته و ينظر لها بحزن… تفادت نظراته و مشت… لكنه ذهب ورائها و وقف أمامها
” روز ممكن نتكلم ؟
لم ترد عليه و اكملت طريقها… امسك يدها فدفعت يده عن يدها
‘ قولتلك متلمـ,ـسنيش !!
” طب اهدي و نتكلم…
‘ مش هتكلم معاك يا طارق… وفر محاولاتك الفاشلة دي و ابعد عني…
” مش هبعد يا روز…
‘ ليه بقا ؟
” انا عايزك و مش هسيبك…
‘ و انا مش عيزاك ولا طايقاك من اصله… مش هتقدر تجبرني ارجعلك بعد القر*ف اللي عملته فيا… امشي و متمشيش ورايا تاني !!
دفعته بكتفها و اوقفت تاكسي و ذهبت… تنهد طارق بتعب و بسرعة ركب سيارته ليلحقها… رن هاتف روز و كان سيف المتصل… حاولت ان تظهر انها بخير و ردت عليه
‘ نعم يا سيف ؟
– فينك ؟
‘ منمتش كويس اليومين دول… هرجع البيت انام…
– مخلتيش ليه مصطفى يوصلك ؟
‘ معلش… تعبتكم بما فيه الكفاية…
– روز بتقولي ايه ؟ انتي يعتبر جزء من اهلي… انا عشت طفولتي كلها معاكي… بلاش تتعاملي معايا كأنك غريبة…
‘ انا تقلت عليك و كنت هتمو'ت بسببي… كفاية كده…
– عارف انك متوترة من اللي حصل بس متقلقيش انا بخير اهو…
‘ بخير ازاي و انت ناوي تعمل مصيبة ؟
– بس الو'سخ ضايقك… مش هاخد حقك منه يعني ؟
‘ مش قصدي بس انت لسه يادوب صاحي من كام ساعة… لازم ترتاح…
– كنت هرتاح بس انتي ضايقتيني لما مشيتي بدون سبب و عايزة تهربي مني
‘ مش بهرب منك يا سيف… صدقني انا بجد مش عايزة اسببلك مشاكل اكتر من كده… كفاية لحد هنا…
– بصي… مش هاخد على كلامك ده لان عارف انك دلوقتي مرتبكة و خايفة… بكره هخرج من المستشفى و اجيلك…
‘ ملهوش داعي… انا كويسة…
– لا مش كويسة  يا روز… على أساس انا مش عارف نبرة صوتك دي… اهدي انتي بس و متحطيش حاجة في دماغك… انا كويس و انتي كمان هتكوني كويسة… مفيش داعي للخوف يا روز… انا معاكي…
إطمأنت روز من كلامه و في تلك اللحظة تذكرت عندما اتصلت بطارق و صوتها ليس بخير و لكنه لم يهتم أبداً… 
– هقفل انا و انتي كُلي و نامي كويس و هرن عليكي بالليل… لو احتاجتي اي حاجة رني عليا في اي وقت…
‘ ماشي يا سيف…
انتهت المكالمة و تنهدت روز براحة… بعد دقائق وصلت العمارة التي بها شقتها… حاسبت السائق و نزلت… وصل طارق خلفها و نزل من سيارته و هي رأته… صعدت بسرعة على السلم مدخل العمارة و دخلت الاسانسير و ظلت تضغط على الزِر
‘ و النبي اقفل بسرعة… اقفل يلا…
جاء طارق و دخل الاسانسير و بعد دخوله مباشرةً اغلق باب الاسانسير
‘ لا انت أكيد بتهزر معايا !!
” ايه مالك ؟!
‘ الز*فت باب الاسانسير بيتحايل عليه يقفى قبل ما تيجي و لما جيت راح قفل !!
” عارف اني لازم اصالحك…
‘ انت جيت ورايا ليه ؟
” قولتلك مش همشي غير لما نتكلم…
‘ و انا مش هتكلم يا طارق… و امشي من هنا
” مش ماشي…
‘ انت بجد لا تُطاق… انت عايز مني ايه ؟
” عايزك انتي…
‘ و انا مش عيزاك و انتهى موضوعنا من زمان اوي يا طارق !!
فُتح باب الاسانسير… خرجت روز و توجهت الى شقتها و ورائها… و بسرعة فتحت الباب بالمفتاح و دخلت و اغلقت الباب ورائها قبل ان يدخل… طرق طارق على الباب و قال
” روز افتحي…
‘ انت طلقتني و مفيش اي حاجة بينا… يبقى تمشي و كفاية صداع لحد هنا…
” مش همشي يا روز… حتى لو هبات على السلم مش همشي…
‘ براحتك…
دخلت روز غرفتها… خلعت طرحتها و غيرت ملابسها… اعدت غداء لها… أكلت ثم خلدت للنوم…
نزل طارق للاسفل… سند ظهره على سيارته و ظل ينظر لشقتها… و جاء في باله أول يوم زواج لهم….
من سنة….
كانت روز تجلس على السرير بفستانها الأبيض البسيط لكنه جميل جدا عليها… و طارق يعطيها ظهره و يجلس في الجانب الآخر من السرير… تشجعت روز و تكلمت
‘ هتفضل ساكت ؟
” هقول ايه يعني ؟
‘ انا فاهمة و عارفة ان الجوازة دي حصلت بدون إرادتك… و عارفة ان انا مش البنت اللي كنت تتمناها… و الظاهر كده هنعيش فترة مع بعض… مش عايزة في الفترة دي نكون أعداء…
” عيزاني احبك ولا ايه ؟
‘ و ليه لا ؟ دي حتى ماما كانت دايما تقولي إني بتحب بسرعة…
” ههه…كانت بتضحك عليكي…
شعرت روز بإنزعاج شديد… نهض طارق و وقف أمامها مباشرةً و هي وقفت ايضاً و نظرت للارض بخجل…
” اسمعي اللي هقوله ده كويس… انتي هتنامي على الكنبة و انا هنام على السرير لو عايزة تبدلي معنديش مانع …المهم انك  متحتاكيش بيا بأي شكل… انا هقعد في حالي و انتي كمان خليكي في حالك… و متتوقعيش مني اني احبك انا مش هحبك بأي شكل و عمري ما هقبلك في حياتي… 
هي كام شهر كده و نطلق… وصلت ؟
اخذ طارق الوسادة و وضعها على السرير… نزلت دمعة من عين روز… نظرت إليه و قالت بكس،رة 
‘ انا كنت بهزر مش أكتر… مكنش لازم ترد عليا بالشكل ده…
” لا لازم ارد عليكي كده عشان تعرفي شكل علاقتنا من الأول و متتوقعيش مني اني احبك و انام في حضنك و الكلام ده… اقفلي النور و روحي اتخمدي بقى … كفاية صداع…قال دخ٫لة قال !
خلع حذائه و اغلق نور الاباجورة و استلقى على السرير… و ظلت روز تقف مكانها من الصدمة… هو لم يُرِد ان يتزوج بها هي أيضا لم ترد ان تتجوز به… فلماذا تلك المعاملة ؟
تنهد طارق بحزن و قال
” كان ممكن ابدأ معاها كويس… كنت اقدر اضمك لحضني و احتويكي و احبك من يومها…و ساعتها كنتي هتبقي في حضني دلوقت و بتحبيني انا ... بس  انا معملتش كده… فضلت اجر*ح فيكي لغاية ما وصلنا للنقطة السودة دي… مني لله بجد !!
في اليوم التالي استيقظت روز على صوت الهاتف و كان سيف… فاقت قليلا ثم ردت عليه
‘ نعم يا سيف ؟ في حاجة ؟
– لا مفيش… واضح اني صحيتك من النوم… آسف…
‘ لا عادي… اصلا نمت كتير… هتخرج امتى ؟
– الدكتور قالي اقعد يوم تاني في المستشفى و موافقش اني اخرج بكره… بس هحاول معاه تاني…
‘ ليه موافقش ؟ في حاجة يا سيف ؟ ألبس و اجيلك ؟
– يا بنتي لا والله مفيش حاجة… انا كويس…
‘ الحمد لله…
– اتصلت اقولك يعني لو مخرجتش النهاردة… معلش هغتت عليكي و كلمي المدير يديني اجازة… لاني كلمته و مش مصدق اني مضر*وب برصاصة و مفكر اني بضحك عليه عشان اقعد في البيت…
ضحكت روز و قالت
‘ حاضر… هكلمه
– روز … اوعي تسيبي الشركة…وظيفتك الحالية كويسة…
‘ ماشي…
– متقوليش ماشي و تعملي عكسها… انا بتكلم بجد يا روز…
‘ حاضر يا سيف مش همشي من الشركة…
– وعد ؟
‘ وعد يا سيف…
– سلام…
ودعته و اغلقت الهاتف و هي تبتسم  تلقائيًا 
 
 اعدت مشروبًا ساخنا لها… وقفت في شرفة غرفتها تستمتع بالمطر فهي تحبه كثيرا و دائما كانت تلعب هي و والدتها تحت المطر… نظرت جيدا وجدت طارق يجلس على سيارته تحت المطر و ينظر لها بإشتياق و الحزن ظاهر على وجهه… 
تأففت و دخلت للداخل و اغلقت الباب الشرفة حتى لا تراه… حزن طارق لانها لم تعد تريده امامها بأي شكل… لم تعد تنظر لوجهه مثل السابق !!
تحدثت روز مع مدير سيف و اخبرته كل شيء و اعطاه شهر اجازة 
اخبرت سيف ذلك و فرح كثيرا و شكرها….
 فتحت  التلفاز و ظلت تشاهد مسلسلها المفضل… بعد مرور ساعات ارتدت ملابسها كي تذهب لسيف … نظرت من النافذة فوجدته مازال موجودا و أيضا يسعُل… ف عرفت انه مرض بسبب البرد…
روز بتأفف ‘ طالما مصمم نتكلم… نتكلم و ماله !!
أشارت له روز بأن يأتي… ابتسم و تحرك في الحال… فتحت روز باب شقتها بعدما طرق عليه… سمحت له بالدخول… و دخل و كان سيغلق الباب لكنها قالت
‘ متقفلش الباب !!
” ليه يا روز ؟
‘ هو انت مفكر اني عزماك تبات عندي ولا ايه ؟ انت نسيت انك طلقتني يعني انت دلوقتي راجل غريب عني و مينفعش تقعد معايا في مكان لوحدنا ؟!
” منستش يا روز… هسيب الباب زي ما انتي عايزة…
‘ يلا اتكلم…هنا عالباب عايز ايه و تمشي؟؟
تنهد بتعب و قال
” انا عارف اني غلطت اوي في حقك… اتهمـ,ـتك في شرفك و دي حاجة مش سهل تنسيها…
‘ مش دي وبس… انا لحد دلوقت منستش كل كلمة قولتها ليا و انت قاصد تجر*حني بيها… تعرف ليه ؟ لانك عمرك ما عملت عشاني اي حاجة حلوة تنسيني حتى لو 1% من الظلم اللي عملته…
 انا استنيت كتير تحبني او على الاقل تعاملني بما يرضي ربنا حتى لو مش قادر تحبني بس انت معملتش لا ده ولا ده… مستني مني اي ؟؟
” يا روز انا اتجوزت غصب عني… حسيت ابويا عايز يتحكم في حياتي و يربطني بوحدة مش بحبها… اللي عمله ده زعلني منه و اتعصبت… انا اه طلعت كل غضبي عليكي انتي… مقصدش اعمل كده بس تقريبا مكنتش واعي اللي بعمله معاكي…
‘ بتبرر لنفسك يعني ؟ و بعد كده هطلع انا اللي مأڤورة لاني اضايقت منك ؟؟ حضرتك طلعت غضبك من ابوك فيا انا ؟! ليه هو انا كيس الملاكمة اللي ابوك اشتراهولك عشان تطلع غضبك فيا ؟؟ 
” انا مش ببرر لنفسي يا روز… انا بقولك اللي انا حسيته… حسيت ان انا في ضيقة كبيرة و محدش هيساعدني… كلنا بنغلط و انا غلطت… و عارف كويس اوي اني غلطي كبير المرة دي ... فلو سمحتي اديني فرصة وحدة بس اصلح بيها كل ده…
‘يااااه دي بقى  نفس الفرصة اللي انا طلبتها منك و انت رفضت تديهالي؟؟ …
” اوعدك اني هتغير و هبقى الزوج اللي انتي عيزاه… هقف جمبك و هحميكي…و أهتم بيكي
'و دي هتعملها ازاي بقا ؟ انت نسيت انك طلقتني بالثلاثة ؟
” هنتجوز تاني…
‘ مينفعش… انت طلقتني بالتلاتة مع حضور المأذون… لازم اتجوز غيرك و اطلق منه عشان اتجوزك يا محور الكون…
اقترب منها و قال
” متنسيش يا روز اني ملمـ,ـستكيش و جوازنا كان بدون إردادتنا يعني با*طل اصلا… هقدر اتجوزك من تاني و جديد…
‘ هبت منك على الآخر دي… مين قالك اني هتجوزك تاني ؟ هبقى عبيطة و مهزقة لو فكرت مجرد تفكير اني ارجعلك…
” بصي يا روز… انا هتغير و هبقى احسن من كده… بس اديني فرصة اثبتلك فيها اني اتغيرت و استحقك…
‘ لا يا طارق مفيش فرص… دايما تصرفاتك كانت قا*سية معايا… مع ذلك حاولت اكتر من مرة اني اصلح علاقتنا… حاولت لوحدي… في الآخر تعبت و انت عملت ايه ؟؟  كسـ,ـرتني !!
قالت آخر كلمة ثم ادمعت… اقترب طارق منها ليسمح دموعها ف ابتعدت عنه و قالت بغضب
‘ قولتلك متقربش و ما تلمسنيش !!
” مش هقرب اهدي بس…
مسحت دموعها بيدها و قالت
‘ انت وصلتني لحالة اني بسأل نفسي كل يوم هل انا فعلا وحشة و استاهل كل اللي جرالي ده ؟ كنت وردة مُزهرة… انت طفيتني بكلامك الوحش و تصرفاتك الجافة معايا… عمرك ما قولتلي كلمة حلوة حتى لو من وراء قلبك… عمرك ما خوفت عليا حتى لو خوف بتمثيل… كنت مفكرة انك هتكون حنين عليا و تعوضني عن قسو*ة بابا و عن ماما اللي ما*تت… بس انت معملتش اي حاجة تخليني احبك… روحت انا حاولت اخليك تحبني بس فشلت… لاني حاولت لوحدي…
” حاولي تاني و المرة دي انا هبقى معاكي مش هسيبك… انا عايز ارجعلك و نبدأ من جديد… نبدأ سوا… مش هتكوني لوحدك… صدقيني يا روز…
‘ اصدقك ؟! و انت  دايما كنت مفكر اني كذابة… حتى تعبي كنت مفكر اني مأڤورة و ببالغ…
” غلطت و ندمان جدا على كده… عايز منك فرصة بس…
‘ لا يا طارق… مش هعيش نفس اللي عشته و مع نفس الشخص… انا مش بحبك… و انت كمان مش بتحبني… انت راجع بس عشان ضميرك وا*جعك مش أكتر…
” لا يا روز… محصلش والله… انا عايزك ترجعيلي و عايز اصلح غلطي  بجد… طب قوليلي اعمل ايه عشان تسامحيني ؟ قولي اي حاجة و انا هعملها فوراا 
‘ متعملش يا طارق !!  انا مش عيزاك تعمل حاجة لاني عمري ما هرجعلك…
” ليه يا روز ؟
‘ لأني بكر*هك !! و لو كنت بتمو*ت و طلبت انك تشوفني لآخر مرة… انا مش هتحرك من مكاني و هشوفك من بعيد و انت بتمو*ت بندمك عليا… مش هعيط عليك ساعة وحدة حتى… مش هزعل أبداً… محدش بيكر*هك اد الكُره اللي بكـ,ـرهولك انا يا طارق !!
نزل عليه كلامه كـ السكـ,ـاكين اختر*قت قلبه و مـ,ـزقته… نزلت دموعه من عيناه و يحاول ان يستوعب كلامها…
” روز…
قالها بصوت ضعيف… لم تنظر اليه حتى و قالت
‘ اطلع بره يا طارق…
” بس أنا…
‘ بقولك اطلع بره !!
في تلك اللحظة رن هاتفها الذي تمسكه بيدها… رأت اسم المتصل ” سيف “… طارق أيضاً راى اسمه…
” سيف ده هو نفسه اللي كنتي معاه في المستشفى ؟
‘ ايوة هو…
” هو بيرن عليكي ليه ؟
‘ و انت مالك !!
” روز متجننيش…
‘ لا اتجنن يا طارق… كده كده انت ولا حاجة بالنسبالي…
قالتها ثم إلتفت لتخرج ف امسك يدها و اوقفها
‘ سيب ايدي يا طارق !!
” مين سيف ده… و ايه علاقتك بيه ؟
‘ هيهمك يعني ؟
” ايوة يهمني… ردي يا روز على سؤالي… ايه علاقتك بالشاب ده ؟!
‘ يمكن  معجبة بيه او يمكن هتجوزه لسة ما حددتش… على العموم انت ملكش دعوة لانك بقيت خارج الخط…
” روز !!
قالها بغضب ثم دفعها للحائط و حاوطها بجسده و قال هو يتنفس بغضب
” مهما عملتي و مهما بعدتيني عنك… مش هسيبك تبقي لحد غيري !!
‘ ابعد عني يا طارق بدل ما اصر*خ و ألم عليك اهل العمارة كلهم…
” لميهم عليا… مش هيمني حد على اد ما يهمني إنك تبقي ليا وبس !!
‘ ده ف احلامك يا طارق… مش هتطول حتى ظفر واحد مني… مش هرجعلك مهما عملت… بطل تمثل إنك بتغير عليا…
” انا بغير عليكي فعلا و بتحر*ق من جوايا دلوقتي… ليه مش عايزة تصدقي ؟
‘ انا بكر*هك يا طارق و مش طايقة قربك مني ولا طايقة اشوفك… ابعد عني !!
” مش هبعد يا روز و مش هسيبك تروحيله…
‘ مش هتقدر !!
” لا هقدر !!
قالها ثم اخذ شفتاها في قُبلة عنيفة… امسك يداها حتى لا تبعده عنها… و ظل يُقبلها بإمتلاك و ضمها إليه و يستنشق رائحتها بإدمان… و بعد دقائق ابتعد عنها قليلا… وجدها تبكي فمسح دموعها بيده و حاوط وجهها بيده و قال
”  محدش يقدر يقربلك كده غيري… انتي ليا أنا وبس !!
‘ انت متفرقش حاجة عن ابن عمك… انت و*سخ زيه… ازاي تسمح لنفسك تقرب مني كده ؟!
قالتها روز و هي تبكي و تمسح آثار شفاهه من عليها…
” روز انا…
لم يكمل جملته و صفـ,ـعته بقوة على وجهه…
‘ اطلع بره يا زبا'لة و اياك اشوفك هنا تاني !!
حاوطها مجددا و قال
” انا غلطت و استاهل اكتر من كده كمان… مهما عملتي مش هسيبك تروحي لغيري…
‘ اخرج بقا انا قر*فت منك… انت بجد واحد مر*يض !!
” ايوة مر*يض بيكي يا روز… مش هسيبك عشان تروحيله… مفيش خروج من هنا…
‘ لييييه كل ده !!
” لاني بحبك !!
قالها بغضب و انفعال… لم تصدق روز ما قاله الآن…
يتبع ...

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
” ايوة أنا بحبك يا روز… معرفتش اني بحبك غير لما بعدتي عني… اتغيرت و بقيت واحد غريب و ضا*يع من بعدك… كنتي في بالي دايما ( أشار لقلبه و اكمل ) انت  هنا دايما… حتى احلامي موجودة فيها… بعد ما مشيتي اوضتي اللي بحبها بقت مهجو*رة و مفيهاش روح… اصغر موقف كان بيحصل كان بيفكرني بيكي… مبقتش انام غير على نفس الجمب اللي كنتي بتنامي عليه… كنت بتخيلك قدامي كل دقيقة… كنت بحاول انساكي بالشرب بس فشلت…
 مكنتش متخيل اني اتعلقت بيكي كده غير لما بعدتي عني… حياتي بقت فاضية من غيرك… كنت طايش و غبي و متسرع… معرفتش قيمتك غير لما مشيتي… خسرتك بإيدي… بسبب غبائي و تسرعي و عصبيتي… كر*هتيني عارف … بس انا بحبك و مش هستحمل اشوفك مع حد غيري… والله هتغير يا روز… كفاية المدة دي و ارجعي… و هثبتلك بكل الطرق اني اد كلامي و هنجح و هخليكي تحبيني و تثقي فيا و تتطمني معايا من تاني … كل اللي بطلبه منك… فرصة… فرصة وحدة بس و آخر فرصة… و لو  فشلت انا بنفسي هقولك ابعدي عني… ارجوكي فكري…
نظرت روز بقرف لعيناه التي تتحدث بصدق… ابعدت عيناها عنه
” هااا قولتي ايه ؟
‘ لا يا طارق مش هرجع لك !!
قالتها ثم دفعته بعيدا عنها
” ليه يا روز ؟
‘ مستحيل اسامحك خصوصًا بعد اللي حصل دلوقتي… مستحيل ارجع لراجل محترمنيش و فكرني زي اللي الرُخا*ص اللي بيشوفهم و ببو*سة هقع في حبه و ارجعله… انت واحد مقر*ف يا طارق !!
” يا روز….
في تلك اللحظة دخل سيف و يده مربوطة و قال
– روز… انتي ليه سايبة باب الشقة مفتوح ؟
نظرت له بصدمة… كيف أتى الآن ؟ لاحظ سيف وجود طارق… نظر له بتفحص و قال
– انا شوفتك قبل كده ؟ متأكد اني شوفتك… ايوة افتكرت !! شوفتك من حوالي سنة و انت جاي مع عيلتك تطلبوا ايد روز… يبقى انت طليقها ؟؟ منور والله… قولي بقا ايه اللي جابك هنا ؟
روز بتوتر‘ سيف…هو كان ..
سيف بهدوء ما قبل العاصفة – استني انتي… انا بكلمه هو… اصلا  بقالي ساعة برن عليكي مش بتردي عشان كدة قلقت و جيت  لك....مش كنتي تقولي ان عندك ضيوف ؟ 
وقف سيف أمامه 
– ازيك يا طليقها… بس ايه الزيارة اللطيفة دي؟
” و انت مال اهلك !!
سيف بسخرية– الآه ؟ شوفتي يا روز… ده بيزعق فيا !!
ألقى سيف هاتفه و مفاتيح سيارته على الاريكة… و نظر لطارق بغضب
روز بخوف ‘ سيف اهدى…
سيف بغضب– ملكيش دعوة انتي و ادخلي جوه…
روز بحدة‘ مش هدخل… مش هسمحلك تدخل في مشكلة تاني…
– المرة دي المشكلة جاية من النوع اللي بحبه…
طارق بإستفزاز ” هتعمل ايه يعني ؟
– تحب  تخرج بالذوق معزز مكرم ولا تحب تخرج بقِلـ,ـة الادب ؟
” قِلـ,ـة الأدب طبعا… هو فيها احلى منها !
– جيت في ملعبي…
قالها ثم ركله في بطنه… وقع طارق على الأرض و جاء سيف ليلكمه لكن روز امسكت يده و منعته
‘ سيف ارجوك بلاش مشاكل…انت اصلا تعبان 
سيف بغضب– ايه اللي جابه هنا ؟!
نهض طارق و اعدل ثيابه… نظر له بإبتسامة خـ,ـبيثة و قال
” و انت مضايق ليه ؟ اااه عرفت انت اتضايقت ليه من وجودي معاها !! لان  فيه بيني و بينها عِشرة و حاجات كتير مقدرش اوصفهالك لانك عازب… انت بقى في ايه بينك و بينها اكتر من مكالمة تليفون ؟
– المفروض اتعصب كده ؟ اسمها في الأول و الآخر طليقتك… يعني اللي كان بينكم خلاص اتمسح…
” محدش يقدر يمسحه طالما انا موجود… ابعد عنها احسنلك !
– و لو مبعدتش ؟ ( شد روز وراء ظهره و اكمل ) قول لي هتعمل ايه ؟
” هقـ,ـتلك !! سامع بقولك ايه ؟؟؟… هقـ,ـتلك لو مبعدتش
– مش انا اللي اتهدد يا استاذ طارق… مش هخاف منك و استخبى لما تتعصب عليا و تحمرلي عيونك… نفسي بس اعرف حاجة… طالما انت متمسك بيها كده… ليه شكيت في شرفها و طلقتها على أساس انها خا*ينة… هااا ليه ؟
” ملكش دعوة… الحوار ده يخصني انا و روز بس !! اياك تتدخل ما بينا…
– اظن لو الحوار ده بينكم انتوا الاتنين بس مكنتش هتحكيلي… يا ترى حكتلي ليه ؟ اااه عرفت… اصل لقتني  واثق فيها و انت لا… محدش قالك قبل كده ان الثقة اهم حاجة في أي علاقة ؟ بعدين روز دي ميتشكش فيها… اياك تكون افتكرتها زي اللي تعرفهم…
” و انت مالك !! روز تعالي هنا قبل ما اتعصب اكتر و اعمل حاجة مش عايز اعملها عشانك… تعالي هنا يا روز…
– روز مش هترجعلك… هتسأل ليه هقولك ان  الإجابة فيك… مفيش حُب بالاكراه… مهما عملت مش هتحبك !!
غضب طارق كثيرا و لسه هيضر*به… منعته روز
‘ ارجوكم كفاية انا تعبت !!
امسك سيف يدها و قال
– تعالي معايا…
امسك طارق يدها و قال
” مش هتيجي معاك… هي هتيجي معايا انا…
ابتعدت روز عنهم هم الاثنان… حاول طارق ان يقترب منها لكن منعه سيف
سيف – مش انت اللي هتقول تيجي مع مين… سيبها تختار
نظر لروز و قال
– على فكرة لو اختارتيه هو انا مش هزعل… ده قرارك و دي حياتك و انتي حرة فيها… لكن انا مش هسيبه يجبرك على حاجة تاني ... هاا قلتي ايه ؟
نظرت روز لسيف ثم نظرت لطارق الذي يترجاها بعيناه ان تختاره هو… مد طارق يده إليها و قال
” تعالي معايا…
احس سيف انها ستختار طارق مجددا نظر للارض بحزن و إلتفت ليذهب… لكنه وقف عندما امسكت روز بيده… تفاجىء و نظر إليها وجدها تبتسم له
‘ هاجي معاك  يا سيف…
اتصدم طارق و انزل يده … تمنى المو*ت في تلك اللحظة حتى لا يراها الآن تمسك بيد غيره… نظرت روز الى طارق الذي ينظر للارض و شارد
‘ طارق
نظر لها و الدموع متغلغة في عيناه
‘ سيف عمل حاجات كتير عشاني… ساعدني و وقف جمبي… وثق فيا و صدقني… لما كنت خايفة و وحيدة هو الوحيد اللي كان بيطمني بوجوده معايا… ضَمَد جر*وح قلبي اللي أنت فتحتها… احترمني و عمره ما اتعدى حدوده معايا… انا هكمل معاه هو مش معاك أنت… مش هرجعلك .. مش هرجع عشان تهـ,ـيني و تكـ,ـسر فيا… قلبي اللي دمرته بإيدك مش هيسامحك أبداً…
احس طارق ان روحه ستخرج من جسده… كم هذا مؤ*لم ان يرى بعينيه حبيبته تتخلى عنه و تذهب مع شخص آخر !!
” روز…
قالها طارق بضعف و حزن…
روز بإنتصار ‘ يلا يا سيف…
ابتسم لها سيف بسعادة تغمر وجه و قلبه… امسك يدها بإحكام 
نزلا سويًا… جثى طارق على ركبتيه و قال بصوتٍ عالٍ مناديًا عليها
” روز تعالي… متسبنيش… يا روز بقولك تعالي… متسبنيش لوحدي !! انا مش هاقدر اعيش من غيرك ارجووووكي 
بقي طارق على هذا الحال بضع دقائق ثم نهض و الشر يخرج من عينيه : انت كدة فاكر انك كسبت هااا !! لا .. مش هسيبك تتهنى بيها ...انا هادمرك يا سيف !! هدمركم انت و مروان الك'لب ...مش هسمح لحد يبعدني عن روز  تاني....روز كانت ليا انا في الاول و انا اولى واحد بيها فاااهمين !!! 
انت لازم تمووو'وت ...ايوة هتمو'وت يا سيف  انت و اي حد يفكر ياخذ مني روز 
و انطلق مسرعا الى وجهة ما ....
عند روز و سيف 
روز' انا خايفة  اوي يا سيف  ...انت ما تعرفش طارق زي ما انا أعرفه .
' اوعي تخافي طول ما انا جنبك انا مش هخليه يقرب منك تاني 
' بس انا خايفة عليك انت مش على نفسي ...طارق مش ممكن يأذيني انا لأنه عايزني ارجع له.. بس انت لا ...مش هيسييك في حالك أبدا يا سيف!
' ما تخافيش عليا انا اعرف احمي نفسي و احميكي كويس 
انتي بس أهدي و ما تشغليش بالك بحاجة 
روز و هي  بتفتكر حاجة فجأة ' بس انت جيت ازاي !؟ مش قلت انك طالع بكرة ؟ و بعدين ايه حكاية  رنيت عليا دي  انا مش شايفة  اي اتصال منك !
سيف ' اخوي مصطفى كان داخل المستشفى و شافك معاه و كنتو بتتخانقوا  شك فيه عشان كدة لحقه و عرف هو مين ...
و هو اللي عرفني أنه عندك ...على سيرة مصطفى استني لحظة اكلمه 
عمل اتصال باخوه
- ايوة.. يا مصطفى .. لا خلاص اتطمن هي معاي دلوقت 
مصطفى- ..............
- لا انا محتاجك دلوقت خلي حد تاني يراقبه ...هنتقابل زي ما اتفقنا بعد نص ساعة ما تنساش تجيب معاك ايمن 
 مصطفى : .......... . 
- حبيب قلب اخوك و الله ...يالا نتقابل بعدين 
اقفل الخط و على وجهه ابتسامة رضا 
روز بإستغراب :مين  بيراقب مين يا سيف ؟؟ 
- ماهو مش معقول هنسيبه كدة من غير ما نعمل حسابنا لكل حركة منه !! 
روز :  طب انت اصلا تعبان مش المفروض ترجع المستشفى ؟
- لا انا كويس ما تقلقيش عليا 
' حاضر ...بس ما قلتليش  احنا رايحين فين دلوقت  يا سيف ؟
- رايحين عند المأذون .
روز بدهشة : اييييه !!!!
في احدى المزارع المهجورة على الطريق الصحراوي الغربي
حيث يختبيء مروان 
أتصل باحدهم في الهاتف  و في عينيه غضب جحيمي 
مروان بغضب:  كل ده يحصل و اسمع دلوقت بس ؟؟ اومال انا كنت مشغلك ليه يا بهيم انت !!
 عباس: و الله يا بيه انا اول ما عرفت كلمتك على طول انت بس انت اللي كان موبايلك مقفول ...و انت ما اديتناش نمرة تلفون البيت ولا مؤاخذة 
تذكر مروان أنه اقفل هاتفه خوفا من تتبعه من طرف البوليس.
- ااه ...طيب طيب المهم عملت ايه ؟؟
- مراقبينهم من ساعة ما طلعوا يا بيه .
مروان : تمام وهتبلغني بكل حركة  انت دلوقت معاك نمرة البيت مش هوصيك ..فاهم  !!
- عيب عليك يا بيه ! ده انا عباس النمر 
اقفل الهاتف بغضب 
بقى حبيب القلب طلع بسبع ارواح و ما ماتش !!  هو انا كنت خلصت من الغبي جوزها  عشان يلهفها   ابن البواب !! 
لا يا روز ...وراكي و الزمن طويل يا قشطة..
يتبع ...

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
أوقف سيف  السيارة فجأة ثم امسك يدي روز 
' روز انا خسرتك مرة و مش ناوي اخسرك تاني ..انا  بحبك و عاوز اكمل اللي فاضل من عمري معاكي قلتي ايه ؟؟
روز بصدمة من جرأته المفاجأة مش عارفة ترد تقول إيه ؟
سيف بمرح - قلتي ايه ؟! احنا قربنا نوصل اهو ما تخليش موقفي وحش قدام المأذون بقى ! 
روز بدهشة: بصراحة انا ما اتخيلتش انك تطلب مني الطلب ده بالسرعة دي!! انا..انا ايوة  مش رافضة  ..بس كنت عايزة اخذ وقت كمان عشان افكر في الخطوة اللي جاية
سيف ' صدقيني يا روز مفيش وقت عشان نفكر ...انا مستحيل اسيبك تقعدي لوحدك بعد اللي حصل النهاردة 
مادام الحيو'ان ده و ابن عمه عرفوا  مكانك  يبقى انتي هتكوني في خطر  دايما ..
روز بتردد : بس يا سيف ...
شدد على كلتا يديها  بحنان: ارجوكي يا روز... انا ما اقدرش احميكي و انتي بعيدة عني.. و طبعا مستحيل اخذك بيتي من غير جواز و اصلا احنا اثنين عزاب في البيت 
تذكرت روز موقف طارق و كيف قبلها بكل عن"ف و قذا"رة 
نفضت تلك الفكرة  من راسها  بتقزز و قالت بتردد: موافقة 
عند طارق 
خرج و الغضب  يعميه تماما وصل الى الفيلا في وقت قياسي 
محمد : خير !! شايفك مش على بعضك  يعني !! كنت فين من امبارح ؟ 
طارق بغضب : رفضت حبي ...فضلت الشحات  ابن البواب عليا  انا !!! بس و الله ما انا سايبهم !
محمد بحزن : ده شيء متوقع و طبيعي. . كنت مستني منها ايه غير كدة !! اي وحدة محترمة و عندها كرامة كانت هتعمل نفس اللي هي عملته 
طارق : بس انا وعدتها اني هتغير !! انا عمري ما اتذليت لحد ولا اترجيت حد و مع كدة اترجيتها بدل المرة الف بس هي عملت ايه !! سابتني بكل بساطة و اخترته هو !! ماشي يا روز 
خليكي فاكرة الموقف ده !!  ان ما حرقت قلبك عليه ما ابقاش طارق !
محمد : طارق الحب عمره ما كان بالغصب ...انت طول عمرك بتعاملها بعصبية و برود  و سيطرة ..و اديك خسرتها عاوز منها ايه تاني !! ما تسيبها تعيش حياتها مع الانسان اللي اختارته و عرف يحتويها و يديها الاهتمام و الحب اللي ما عرفتش تديهولها !! 
- لا مش صحيح ...هي كان ممكن ترجعلي لولا الجدع ده .. بس انا هاعرف اربيه ازاي 
و ترك والده في الحديقة و صعد الى غرفته مسرعا ..اخذ شيئا ما من غرفته و  عاد  ليخرج من جديد و هو يسابق الريح
محمد : ربنا يهديك يا ابني و ما تتهورش  و تودي نفسك في داهية 
اخرج هاتفه و أتصل بشخص
- ايوة يا عاصم .. ارجوك شوف اخو مراتك المجنون ده  رايح فين شكله ناوي على مصيبة ...
عاصم : خير ايه اللي حصل ؟
محمد: لقى روز بس متأخر .. شكلها عرفت واحد تاني و هو هيتجنن و طالع عن شعوره عالآخر 
عاصم: هو فين انا قريب من الفيلا اصلا 
محمد -  لسة طالع حالا يا ريت تلحقه 
عاصم: تمام يا عمي ..
عند مروان 
مروان بغضب : بتقول ايه ؟ تمام انا هتصرف اوعة تتحرك من مكانك خليك هناك هبقى أتصل بيك من موبايل جديد و رقم جديد ابقى  ابعثلي اللوكايشن بتاعكم
قفل و هو يتمتم بغضب : اعمل ايه دلوقت يعني هفضل مستخبي كدة  !! البوليس بيدور عليا مش هعرف اعمل حاجة من مكاني ! هو انا هلاقيها من ابن البواب و لا من الغبي طارق ده !! مش كان طلقها و خلصنا من موضوعه  ايه  اللي رجعه ليها تاني !!  
بسسسس لقيتها !!مفيش غيره يقدر يحل الموضوع ده 
أتصل بشخص و هو بيبتسم بخبث
عند سيف و روز
مستنيين عند العمارة اللي فيها  مكتب المأذون 
روز: هو احنا مستنيين ايه ؟
سيف : مستني  مصطفى و واحد صاحبنا دول هيبقو الشهود .
فجأة جاه اتصال من مصطفى 
سيف بمرح ' خير يا درش اتاخرت ليه ؟
مصطفى - سيف اتحرك حالا انتم متراقبين ..احنا جبنا مأذون تاني هنبقى نتقابل في البيت عندنا  .. و حاول تتوههم .. العربية سودة موديل "...." 
 سيف: تمام تمام ...اقفل  انت دلوقت 
اقفل الخط و هو ينظر لروز  منطلقا بسرعة  : يالا بينا عالبيت 
روز مندهشة: هو ايه اللي حصل ! مش كنا طالعين للمأذون!
- هاحكيلك في السكة مفيش وقت 
دلف طارق الشركة و عيناه تشعان غضبا 
اقتحم احد المكاتب بع'نف و اتجه نحو الشخص  الجالس على مكتبه برعب : طاااارق !!؛ فيه ايه !!! 
- صاحبك الكل'ب فين يا سمير؟؟ 
سمير بخوف : قصدك مين ؛! ابن عمك !! و انا ايشعرفني !؟؟؟
- انت هتعملهم عليا برضو !! 
اخرج مسد'سه  و وضعه بجانب رأسه : لو ما نطقتش دلوقت حالا  مكانه فين  انا هأد'فنك معاه في تربة وحدة  فاااهم !!! 
في هذا الوقت دخل عاصم 
اسرع نحو طارق المستعر غض'با يحاول ابعاده عن سمير الذي فقد اعصابه من شدة الخوف 
-جرى  ايه يا طارق انت هتودي نفسك ف داهية مش كدة !! 
قالها عاصم و هو يشده من يده يحاول ابعاده عن سمير 
- الناس برة مرعوبة و مش بعيد حد يبلغ عنك ...شيل المسدس ده خلينا نتفاهم !!
- ابعد يا عاصم ...مليش دعوة بحد ....كل اللي بيحصل لي بسبب الوا'طي مروان  و لو الو'سخ  صاحبه ده  ما نطقش حالا أقسم بالله لانسف دماغه و اخذ فيه اعد'ام حتى !! 
سمير برعب : حاضر حااااضر هقووولك هو فين ... بس ابعد المسدس  ده عني  ربنا يستر عرضك ...
طارق - بس يا ويلك لو عرفت انك اتصلت بيه او حذرته !! هيبقى آخر يوم ف عمرك الو'سخ ده!!
اومأ سمير بخوف و اخبره عن مكانه
عند مروان 
يتصل مع احدهم هاتفيا 
-   زي ما قلتلك يا جابر  انا محتاج الحاجة بكرة مش عايز تأخير  و انت عارف ان  كله بثمنه 
- ما تقلقش يا مروان بيه  هتكون جاهزة زي ما حضرتك طلبت بالضبط المهم الفلوس توصلني في معادها 
مروان : مش هنختلف عالمبلغ انت عارف اني كريم المهم يكون الشغل على نظيف 
جابر - عيب عليك يا بيه .. شغلنا في المضمون اتطمن
اقفل الخط و هو يفكر : أخيرا يا روز هتبقي ليا ...هنسافر و نبعد عن الناس كلها .. صدقيني هخليكي ملكة و اعوضك عن كل القر'ف اللي عشتيه مع الغبي اللي اسمه طارق ده ..
بس اعمل ايه ف موضوع الفلوس ده !  انا ما اقدرش اسحب من هنا ...مفيش حل غير اني اتحرك 
نادى على احد الشباب الواقف خارجا 
- سامح  .. انت يا زفت !!
- ايوة يا بيه 
- هات العربية عندي كذا مصلحة لازم اقضيها ..هتجي معاي انت و خالد ...و وصي البهايم اللي هنا يخلوا بالهم كويس ...اي حركة يبلغوني 
- حاضر يا بيه 
في بيت سيف 
يجلس في الصالة كل من سيف و روز من جهة و  مصطفى و صديقه ايمن  في جهة  مقابلة و المأذون قصادهم 
المأذون : سيف  ابراهيم عوض انت موافق تكون روز شريف  زوجتك على سنة الله و رسوله !
سيف و هو ينظر الى روز بحب : موافق 
المأذون : روز شريف  انتي موافقة يكون سيف ابراهيم عوض زوجك على سنة الله و رسوله 
روز بخجل : موافقة 
- بس انا مش موااااافق !!! 
قبل أن يتم المأذون كلمته اقتحم احدهم الشقة دافعا الباب برجله صائحا بصوت حاد : بس انا مش موافق يا مولانا 
سيف و مصطفى بإندهاش: شريف بيه !! 
روز بصدمة : بابااااا !!! 
وقف المأذون يتسائل : هو فيه ايه يا جماعة !! احنا مش هنكمل عقد القران!!!
رد شريف بغضب : مفيش حاجة يا مولانا  اتفضل انت مفيش عقد ولا حاجة
اغلق المأذون دفتره و اخذ حقيبته و انصرف و اختبأت روز خلف سيف 
نظر إليها بنظرة نارية : توك افتكرتي  ابوكي يا فااا'جرة  !! بقى عايزة تجوزي نفسك زي الغوازي !! بسيطة... ان ما ربيتك من اول و جديد ما ابقاش انا شريف !! يالا انجري قدامي يا زبا'لة !
وقف سيف امامها يحميها من نظراته و يمنعه من الوصول إليها  و تكلم بقوة و ثبات - روز مش هتخطي عتبة البيت ده الا بإرادتها ...مفيش قوة في العالم تقدر تغصبها على حاجة هي مش عايزاها ... انت غلطت اول مرة و غصبتها على جوازة ماكنتش عايزاها و النتيجة انها اتهانت و اتطلقت سيبها تختار صح ..هي مش قاصر... يعني مش محتاجة وكيل 
- و الله  عااال !! ما بقاش الا ابن البواب  يقف قصادي يعلمني الصح و الغلط !! انت فاكر  انها عشان  اتطلقت انا ممكن اجوزها لواحد حثا'لة و تا'فه زيك !! تبقى بتحلم ؛!! 
نظر من خلفه الى روز التي كانت ترتجف خوفا من نبرة والدها
- هتجي بالذوووق و لا اجرجرك من شعرك زي الگ'لبة قدام شوية الصيع بتوعك دول !
سيف بغضب  : و انا قلت روز مش مخطية عتبة البيت ده الا و هي مراتي 
مصطفى : شريف بيه عيب كدة ما تنساش انك في بيتنا و احنا محترمينك لحد دلوقت ...بس ما اسمحلكش تتجاوز حدودك معانا اكثر من كدة !! كلمة زيادة هاتصل بجماعتنا ما تنساش انك اقتحمت بيتي و انا ضابط مباحث
- على اساس  انتم مش خاطفين بنتي !! انا هوديكم في ستين دا'هية!! 
كان سيف سيتكلم لولا صرخة دوت من روز هزت اركان المنزل بأكمله 
: بااااااااس حراااااام عليكوووووو كفااااااية !!؛ انا مش لعبة في ايد حد ...روحي يا روز .. تعالي يا روز .. انا تعبت كفااااية !
اشار مصطفى الى ايمن الذي خرج من المنزل و بقى ثلاثتهم مع روز المنهارة 
اسندت نفسها و وقفت امام والدها المصدوم من صوتها العالي : و انت يا بابا ...يا اللي المفروض تكون سندي و حمايتي !
كنت فين لما اتهنت و اتعذبت و انطعنت ف شرفي و اتطلقت و اترميت زي الگ'لبة في الشارع بسبب تهمة زو'ر ؟؟ 
دلوقت بقيت بنتك !!! كنت فين من سنة و نص !! 
كنت فين لما تعبت و اتألمت و بدل ما الاقي حد يطبطب عليا ملقتش غير القسوة و الذل ...ده انت حتى ما فكرتش تسأل عني  عايشة ولا ميتة !! متهنية ولا متهانة ؟ مكانش يهمك غير الثمن اللي قبضته من بيعي!! 
على فكرة انا اتطلقت من خمس شهور..و انت ولا انت موجود !  فضلت على ذمة واحد بيجرح فيا في الرايحة و الجاية و مش طايق يقرب مني سنة بحالها  و في الاخر  صدق ابن عمه الوا'طي و طلقني بحجة اني خنته معاه ..
انهارت اكثر بالعياط و كملت :  لما أخيرا لقيت السند و الظهر اللي طول عمري محتاجاه جاي تبعدني عنه !! ليه !!! هو انا كنت عملتلك ايه عشان تعمل فيا كل ده حرام عليك ليييييه !!! انت مستحيل تكون اب !!! 
إقترب منها شريف بغضب جامح و  : اخرسيييييي !!! طول عمرك تربية امك الز'بالة ....الحق على اللي معرفتش تربيكي 
وقف في وجهه سيف ممسكا  يده بغضب  : شيل ايدك عنها و الا و الله العظيم هاقطعهالك !! انت لولا  والد روز  كنت  اتصرفت معاك تصرف يليق بيك ...
اكملت روز ببكاء مرير :  اللي بتتكلم عنها تبقى مراتك المرحومة .. مادمت مارحمتهاش في الدنيا كنت  على الأقل احترمها و هي ميتة! 
جيه يجرها بغضب : لسانك اللي طول ده انا اللي هعرف اقصه
اخرج مسدس من جيبه و وجهه الى سيف و مصطفى 
-  و انت لو اتحركت خطوة وحدة هفرغ المسدس  ده كله فيكم و فيها و هقول اني دافعت عن شرفي ...
ابتعد سيف خوفا عليها و اومأت هي بحزن: ما تخافش عليا يا سيف .. هبقى كويسة  انت بس خليك بعيد انت لسة تعبان 
مشت امامه باستسلام و خرج و هو ينظر إليهما بغضب و توعد 
كان  سيف يهم باللحاق  بهما لكن مصطفى اوقفه 
سيف بغضب : احنا لازم نعرف واخذها على فين و هيعمل فيها ايه ! سيبني يا مصطفى !! 
مصطفى : معلش روق دلوقت عشان نعرف نفكر .  انا سايب رجالتي تحت أكيد هيراقبوهم و يعرفوا رايح بيها على فين ما تتهورش انت بس و اقعد عشان نعرف نحسبها صح ..
في السيارة 
شريف يجري اتصالا سريعا
- الامانة معاي ألاقيك فين ؟؟
- هبعثلك لوكيشن تستناني هناك ساعة بالكثير و اكون عندك 
على فكرة يا شريف بيه ....لو لمست شعرة منها اعتبر اتفاقنا لاغي و مش هتاخذ مليم فاهم !! 
روز : انت بتكلم مين ؟؟ واخذني على فين !!
- انتي تخرسي خاالص يا زبا'لة و احمدي ربنا انك لسة عايشة !
انكمشت روز على نفسها بانهيار و هي تردد في سرها : يا رب تحميني منهم كلهم  انا مليش غيرك يااا رب 
مروان 
- اما طلعت گ'لب فلوس بجد يا شريف ! بس ده من حسن حظي طبعا .. ابتسم بخبث و هو يتذكرها :هانت ... كلها ساعة و هتبقى في حضني يا روز  😍
يتبع ...

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
 ابتسم مروان بخبث و هو يتذكرها : كلها ساعة و هتبقى في حضني يا روز  ...فجأة رن هاتفه:
- خير يا معتز فيه حاجة ؟؟ 
معتز: .......... 
مروان : بتقول ايه ؟؟ من امتى الكلام ده !! 
معتز: ...    
مروان بهلع : طيب طيب اقفل انت انا هاتصرف .
اقفل الخط ثم أتصل فورا على شريف و لكن لا يوجد إرسال 
مروان بضيق- يوووووه انا نسيت  الز'فت الشبكة !! !! مفيش غير تلفون البيت ! بس أكيد هوما في السكة لسة ما وصلوش ! اووووف ... الله يسامحك يا بابا يعني ما لقيتش غير المكان المخروب ده عشان تشتريه!! 
عند سيف 
سيف بغضب : و بعدين بقى !! محدش أتصل من اللي انت كلفتهم يراقبوهم!  هنفضل قاعدين كدة مستنيين لحد امتى يا مصطفى ؟ ما تتصرف  يمكن نلاقي طريقة تانية انا مش متطمن لابوها النذ'ل ...ده  يبيع نفسه عشان الفلوس!
مصطفى : الصبر يا اخوي ما قدامناش غير اننا نستنى حد منهم  يتصل ..ماهي اصلا سايبة شنطتها باللي فيها  ف بيتنا و الموبايل جواها و الا كنا عملنا تتبع شريحة !.
سيف-طب ما تتصل انت بحد فيهم !
مصطفى -اتصلت ... الظاهر مفيش شبكة 
سيف : لا انا هاتحرك حالا و اول ما يوصلك اي خبر تبلغني 
- رايح فين بس ؟؟ 
- هادور عليها في فيلا طليقها يمكن يكون ابوها رجعها عنده 
وصل شريف المزرعة و دلف الى المنزل و برفقته روز المنهارة
اشار احد الحراس اليه بالدخول من الاعلى و فتح باب غرفة في الطابق الاول 
- دي اوضة الست هانم زي ما البيه طلب 
روز بخوف- بيه مين ده !!!
شريف بزعيق: ملكيش دعوة انجري قدامي 
شدها من يديها و اصعدها عنوة ثم دفعها بقوة داخل الغرفة و اقفل الباب و هو يصيح 
- و اوعي اسمع صوتك و الا هيبقى آخر يوم ف عمرك 
نزل الى الأسفل و وضع رجلا فوق رجل و هو يطلب من احد الحراس كوبا من القهوة و فجأة رن هاتف المنزل 
احد الحراس : ايوة يا مروان بيه وصلوا قبل شوية ...حاضر
- اتفضل البيه عاوز يكلمك .
شريف بغرور: اهلا بجوز بنتي الجديد !
دخلت روز و هي تكتم شهقاتها لا تعرف ماذا تفعل ..لعنت نفسها لانها نسيت حقيبتها في بيت سيف و الا كانت ارسلت اليه  رسالة  او حتى اشارة  بمكانها .
تفحصت المكان قليلا و نظرت الى الشرفة
خرجت تطالع كل شبر علها تجد منفذا فهي تعلم اي نوع من الآباء والدها .. تشعر بضيق منذ ركوبها معه و تعلم أنه يخبيء لها صدمة جديدة 
عادت الى الغرفة و حاولت فتح الباب فوجدته انفتح بسهولة ! 
تفاجأت لهذا فهي لم تتوقع ان يترك الباب مفتوحا !!
خرجت ببطء تحاول الا تصدر صوتا حتى اقتربت من الدرج 
اختبأت خلفه حين سمعت والدها يتحدث الى احدهم عبر الهاتف ..جلست تستمع الى حديثه بخوف
شريف - هااا  !. انت جاي امتى !!
مروان :انا مش هقدر أجي  هناك  ...حصل تغيير في الخطة 
شريف - ليه .. هو ايه اللي حصل ؟؟
- مفيش وقت  للكلام انتو لازم تتحركو فورا !!
شريف : بس احنا  وصلنا من شوية  ..و هي فوق في اوضتها بترتاح من السفر !
- يا شريف بيه وجودكم هناك خطر على روز انت لازم تاخذها و تمشي  حالا و فلوسك هتلاقيها في المكان اللي انا هابعثهولكم ...زي ما اتفقنا 800 ألف جنيه ما ينقصوش جنيه تستلمهم اول ما نكتب الكتاب و بعدها احنا نسافر و انت تختفي خالص 
شريف ببرود و هو يرتشف القهوة : بس الاتفاق اتغير يا مروان بيه !
شهقت روز شهقة حاولت تكتمها عشان ما يحسش بوجودها 
و همست برعب - مرواااان !!! 
رجعت الى غرفتها  مسرعة قبل أن تكمل باقي الحديث 
مروان بحدة- انت بتخرف بتقول ايه يا شريف بيه!! اتفاق ايه اللي اتغير ؟
اكمل شريف ببرود 
- زي ما سمعت يا مروان بيه ...المبلغ اللي اتفقنا عليه ده كان قبل ما اعرف الحقيقة 
مروان باستغراب : حقيقة ايه دي !!
- أولا انت مفهمني ان بنتي غلطت معاك و عايز تصلح غلطتك معاها بعد ما جوزها فضحكم و طلقها .. بس الحقيقة انك تهمتها بالباطل و هي اتطلقت بسبب حاجة ما عملتهاش 
يعني انا دلوقت لو وافقت اجوزهالك  ... يبقى كأني بأكد التهمة على بنتي ...ما اظنش شرف بنتي و سمعتي يساوي 800 الف بس ؟! 
مروان يستشيط غض'با و هو يهمس لنفسه : شرف ايه و سمعة ايه  اللي انت خايف عليها يا عديم الشرف انت !! 
اكمل شريف ببرود ؛ و ثانيا بقى و ده الاهم ان  جوزها الحما'ر ما لمسهاش يعني بنتي لسة صاغ سليم و بنت بنوت 
مروان بصدمة : روز بنت !!!! ازاي ؟؟؟ 
- ما انا قلتلك  ازاي ...جوزها واحد غبي و ما عرفش قيمتها ! بس ما علينا ..
مروان : شريف بيه  بلاش لف و دوران انت بتضيع وقت عالفاضي ...من الاخر عايز ايه ؟؟
- اثنين مليون جنيه يكونو ف حسابي بعد ساعة 
مروان بضيق : تمام تمام .. بس ارجوك تتحرك دلوقت عشان طارق زمانه جاي عندكم !
- كدة يبقى اتفقنا .
اقفل الهاتف و هو يضحك بشر 
- و الله و طلعت منك بفايدة يا روان !  بنت وحدة بس  طلعت ايه !!  حكاية.. ..مش كنتي تخلفيلك ثلاثة اربع بنات كان زماني بقيت ملياردير ! 
- على الأقل اترحم عليها طيب !!  دي مهما كان ام بنتك يا قذ'ر!
اتصدم شريف  و هو يلتفت لمصدر الصوت و ليرى  ذلك الواقف خلفه بغضب بينما  يضع المسدس على رأسه 
  اكمل هو جملته  بقرف: بس نقول إيه !! الوا'طي هيفضل طول عمره وا'طي و مهما كثرت فلوسه مش هتنظفه
شريف بدهشة : طارق !!!
طارق : ايوة هو ...جوز بنتك الغبي بشحمه و لحمه
أراد شريف ان ينادي الحرس الموجودين بالخارج 
فألجمه طارق بحركة واحدة واضعا المسدس في فمه : حركة وحدة منك هانسف لك وشك العگر ده فاهم !! 
اااه على فكرة...لو كنت بتدور على الناس اللي برة فهوما كلهم راحوا ف سابع نومة ...أصل أنا مش ناوي اقت'ل حد تاني  غير مروان و سيف.... و طبعا بعد اللي انا سمعته ده انت كمان هتشرف مجموعتي المتواضعة يا شريف بيه...الا لو قعدت عاقل كدة و اتعاونت معاي .. قلت ايه ؟؟
شريف اومأ له بإستسلام فأخرج طارق المسدس من فمه سائلاً : 
-مروان فين ؟؟
- ما اعرفش 
طارق : ما تعرفش ! ااه ابتدينا عبط من اولها بقى !
لكمه طارق لكمة قوية : اومال مين اللي يعرف !! هاااا 
شريف و هو يمسح الد'ماء من انفه - و الله العظيم ما اعرف هو قالي أنه هيبعثلي لوكيشن لما اطلع من هنا 
- طب  روز فين!!!
اومأ الى الأعلى و هو يتحسس على اسنانه و أنفه بألم : فوق !
جره بيد و هو يمسك  المسدس نحوه باليد الاخرى و دفعه امامه للاعلى 
فتح الباب على مصراعيه ليتفاجأ بالغرفة فارغة !
فتح شريف فمه بدهشة : الله !! هي راحت فين ؟؟ 
خرج طارق مسرعا الى الشرفة المطلة على تلك الحديقة المهجورة  فوجدها فارغة لا يوجد بها  احد 
التفت الى شريف بغضب 
- هربتها يا قذ'ر !!مش كفاية عايز تبيعها للي يدفع اكثر !!  
شريف برعب : و الله ما اعرف راحت فين !! 
طارق - على اساس انك تعرف ربنا  يا گلپ !!! ماشي انا هالاقيها بنفسي ...هات الفون بتاعك 
اخرجه شريف من جيبه برعشة و ناوله اياه
في تلك اللحظة ضربه طارق بمقبض المسدس على أسفل راسه ليسقط مغمى عليه 
اخذ منه مفاتيح سيارته ايضا و هو ينظر إليه بإحتقار 
- كان معاها حق في كل اللي قالته عنك ! و انا اللي كنت فاكرها بتبالغ و زي الطو'ر بدل ما احتويها و اعوضها عن قسوتك جيت عليها اكثر ...اتفوو"ووه  عليك راجل ن'تن
تركه ملقى على الارض و خرج مسرعا يفتش في كل ركن من اركان البيت و كذا الحديقة و لكن ليس لها اي أثر !!
- هتكون راحت فين بس !! 
فلاش 
عند روز
يا لهوي على المصيبة اللي انا فيها !!! هي حصلت يا بابا تبيعني لمروان الگلب بعد ما نهش في عرضي و شوه سمعتي !! 
انا لازم الاقي طريقة اهرب بيها !! بس لو نزلت أكيد هيمسكني 
خرجت الى الشرفة تنظر يمينا و يسارا و هي تستطلع سور الحديقة و الشرفة ...خلعت جزمتها غير المريحة و استطاعت ان تتسلل مع سور الشرفة لتنزلق فوق سطح غرفة في الحديقة و بكل خفة تشبثت بأنابيب الماء نزولا للأسفل 
لم يكن هناك احد فراحت تجري الى ان وصلت الى سور الحديقة الخلفي و من حسن حظها  لم يكن عاليا و هناك تفاجأت بحارسين لكن لحظة ؟!! دول نايمين !!
- الحمد لله اتسترت اما اخرج بقى قبل ما حد يحس
ركضت بكل سرعتها مبتعدة عن المنزل و المزرعة مستغلة وجود بعض الاشجار التي كانت تحاول أن تختبيء خلفها بين الحين و الاخر  بينما تواصل ركضها  الى ان وصلت الى طريق عام كانت تهم بقطعه برعب شديد  في الوقت الذي خرجت سيارة  من المنعطف  و صدمتها لتقع على حافة الطريق !
يتبع. ....

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
في فيلا طارق
كان محمد جالسا في الحديقة و القلق يعتريه حول حالة ولده
حاول الاتصال به مرارا لكن دون جدوى 
فجأة أتصل عاصم : خير يا ابني طمنني هو راح فين ؟؟
- كان بيدور على مروان و عيونه بتطق شرار و باين له ناوي على شر يا عمي 
- ايوة يعني عرف يوصل له ؟
- الظاهر في مكان مهجور  كدة هو مستخبي فيه ... انا كنت عاوز اروح معاه  بس مشي بسرعة للأسف  ما عرفتش الحقه 
- طب خليك تدور عليه و لو فيه اي اخبار كلمني  اصلي باكلمه بس الظاهر موبايله فصل شحن 
امام منزل طارق 
دلف سيف بكل غضب فاوقفه حارسان عند البوابة الخارجية 
الحارس الاول- جرى ايه يا اخينا هي وكالة من غير بواب ؟
طارق بغضب- سيبني منك ليه انا جاي اخذ مراتي و امشي
الحارس الثاني و هو ينظر الى صديقه - مرات مين هو البيه شارب حاجة ولا ايه ؟
- قلتلكم سيبوني و الا هاطربقها فوق دماغ الكل !!!
خرج محمد على أثر الصوت العالي 
محمد : هو ايه اللي بيحصل هنا ؟؟؟
احد الحراس : الجدع ده جاي  يتهجم عالفيلا قال ايه  بيدور على مراته !
سيف : انا عارف ان روز هنا و مش ماشي قبل ما اخذها معاي 
محمد بهدوء اول ما سمع اسم روز
: اشرف ...مجدي سيبوه خلونا نفهم منه الحكاية 
تركه الحراس فاعتدل في وقفته و عدل ملابسه 
و اشار محمد الى الحارسان بالانصراف 
محمد : روز تبقى مراتك؟ 
سيف بغضب- كان زمانها بقت مراتي لولا  النذ'ل ابوها  اللي جيه خذها بالقوة و أكيد رجعها لابنك هنا ...بس انا مش رايح من غيرها !!
محمد بحزن : معنى كدة ان طارق فشل أنه يردها ..كنت عارف انها مش هترضى تسامحه و معاها حق ...
سيف باستغراب : يعني ايه ؟ هي مش هنا ؟؟
محمد : للأسف كان نفسي تكون هنا .. بس انا ما اعرفش عنها حاجة ...
- طب اسأل ابنك يمكن عارف حاجة !
محمد بحزن : طارق طلع و الغضب مالي عينيه و مش عارف راح على  فين...بس هو بيدور على مروان مش على روز..
في تلك اللحظة رن هاتف سيف 
- الو ايوة يا مصطفى عرفت حاجة !! ايه ؟؟ طيب طيب انا جاي حالا 
محمد بقلق: خير روز جرالها حاجة ارجوك طمني عليها  انا معتبرها زي بنتي !
سيف و هو يهم بركوب سيارته - لقيت خيط ممكن يوصلنا لمكانها و الظاهر كدة ابنك وصل قبل منهم  لانهم لقوا عربيته هناك 
- طب ابقى طمنني و النبي يا ابني  ده الكرت بتاعي .
عند روز 
نزل شاب اسمر طويل جسمه رياضي يركض نحو تلك الملقاة ارضا 
- يا دي المصيبة السودة طلعتلي منين دي !!! 
حاول يجس نبضها  لقاها لسة بتتنفس 
حاول يفوقها مش راضية تفوق 
- يا آنسة ارجوكي فوقي هتوديني ف داهية و انا مش ناقص
بص يمين و شمال ما لقاش حد .. نظر إليها بتفحص ليرى فتاة رائعة الجمال  ملابسها غير مرتبة كما  انها لا ترتدي حذاء ولا حقيبة يد يبدو انها تهرب من شيء ما 
شالها بسرعة و هو بينهج من الخوف و وضعها داخل سيارته
ثم انطلق مسرعا  بينما ينظر إليها من المرآة 
- الحمد لله اني مكنتش سايق بسرعة ولا كنتي في خبر كان 
بس الحق عليك انتي اللي كنتي بتجري !! يا ترى ايه حكايتك !! و كنتي هربانة من مين بشكلك ده !! عاد يتفحص شكلها و يقول : بنت زي القمر شبهك خسارة تمو'ت ..قاومي ارجوكي
و بعدين بقى يا ياسين !! هتوديها فين دلوقت !! انا مستحيل اقدر ارجع تاني و الطريق لسة طويل لغاية البلد ..اوووف ايه المصيبة اللي حلت فوق دماغي  دي ..
 مروان كان يتحرك بعصبية ذهابا و ايابا 
- و بعدين بقى ! محدش أتصل من البهايم اللي عندي هناك أكيد حصلت حاجة 
اعرف ازاي انهم مشيوا  قبل ما الغبي طارق  يلحقهم !! 
فجأة وصلت رسالة موبايل  فتح لقاها من شريف 
- احنا خرجنا  من المكان ألاقيك فين ؟
- اووف اخيييرا !! 
تهلل وجهه فرحا و ارسل موقعه اليه
عند طارق :
 ركض في كل الاتجاهات و مشط المنطقة باكملها لكنه لم يجدها 
-  هتكون راحت فين بس !!  ماشي يا روز  ..مش مشكلة خليني اخلص من حكاية مروان الاول و بعدين هبقى ادور عليكي أكيد مش هتعرفي   تهربي مني تاني ...انما مروان ده طول عمره ثعلب حويط 
ترك سيارته هناك و انطلق بسيارة شريف مسرعا  الى ان وصل الى مكان التقط هاتف شريف فيه اشارة فارسل على الفور رسالة الى مروان و انتظر لحظات فقط قبل أن يصله الرد : 
بالسرعة دي !! ياااه للدرجة دي مستعجل على مو'تك يا وا'طي !! ماشي ....اما نشوف الموقع اللي انت بعثتهولي ده ..
ابتعد ياسين بالسيارة كثيرا و هو ينظر خلفه بقلق  الى روز التي لا تزال فاقدة الوعي و بعض الكدمات على وجهها 
- هاانت استحملي كمان شوية بس ...قربنا نوصل خلاص
أمسك هاتفه بتوتر و هو يتصل بأحدهم 
- الو يا جلال ...بقولك ايه  انا في مشكلة و محدش يقدر يساعدني غيرك 
-المشكلة نفسها ولا حاجة تانية ؟ 
- لا يا جلال حاجة تانية 
- خير !! أؤمرني يا صاحبي عيوني ليك طبعا 
-  انا خبطت بنت بالعربية 
- يا نهارك مش فايت !! هو انت ناقص يا بني ؟؟ مش كفاية عليك بلوة قصدي مروة !! 😂
- جلال مش وقت هزارك انا خايف اوي  ...البت مش بتفوق من ساعتها و مش هاقدر استنى لغاية ما اوصل اسوان و اقرب مكان من هنا هو عزبة عمك رشوان يا ريت تبلغه اني رايحله و تطلب لي دكتور يستنانا هناك ...و انا كلها نص ساعة بالكثير و اكون عنده 
- ماشي يا صحبي ربنا يسترها معاك ... ابقى طمني 
- حاضر ..
بعد مدة وصل سيف  إلى المكان الذي دله عليه مصطفى
كانت سيارة طارق هناك بالفعل و رجال مصطفى في انتظاره 
تفحص المكان من الخارج الى الداخل و كان يبدو فعلا مهجورا 
- لقيتو حاجة ؟ 
- للأسف اتأخرنا مفيش غير الحراس اللي لقيناهم نايمين بفعل رصاص مخدر و ابوها اللي فاقد الوعي فوق و ادينا صحيناه و عملنا معاه الواجب 
- طب و روز !!!
- للأسف يا سيف بيه ما لهاش اي أثر 
سيف لنفسه : عربية ابوها مش موجودة و الزفت طارق سايب عربيته هنا و مختفي! يكونش هو اللي اخذها !؟
بص للرجالة
احنا لازم نتحرك فورا أكيد طارق وصللها قبلنا .. و ابقوا هاتوا الوا'طي اللي متربط جوة ده لقحوه ورا في صندوق العربية ...يالا مفيش وقت !!
انطلقوا كلهم عائدين .
في عزبة رشوان 
وصل ياسين مسرعا  و كان في انتظاره رشوان و بعض الحرس 
اخرجها من السيارة و انطلق بها نحو المنزل و هو يرتجف خوفا
- الدكتور وصل ؟؟
- زمانه على وصول دخلها جوة بسرعة 
و بالفعل ما هي الا لحظات حتى دلف الطبيب مسرعا 
- اتفضل يا دكتور من هنا 
دخل الطبيب ليعاينها بينما يقف كل من رشوان و ياسين 
- ما تقلقش يا ابني ان شاء  الله تفوق بالسلامة ...هو ايه اللي حصل ؟ 
- مش عارف طلعتلي منين و الله يا عم !! كنت سايق في أمان الله لقيتها جات جري عليا ...و مع ان الخبطة مكانتش شديدة بس هي ما  فاقتش ... يا رب تسترها معاها !
خرج الطبيب من الغرفة و نظر الى ياسين بشك 
- حضرتك تقرب لها ؟؟ 
ياسين بتوتر : هاا ايوة .. ليه يا دكتور !!
- البنت اللي جوة اتعرضت لخبطة جامدة على مستوى الرأس و لازم تتنقل للمستشفى حالا 
- ليه يا دكتور !!!
- من المؤكد ان  الحالة عندها نزيف داخلي  و ده ممكن يؤثر على أي حاجة و مش هنقدر نحدد ايه هي بالضبط الا لو عملنا اشعة ...يالا انا رايح المستشفى اصلا 
بص ياسين الى عم رشوان الذي قال بحزم 
- طب مستنيين ايه ؟؟ يالا بينا !!
اخذه ياسين على جنب  بينما خرج الطبيب مسرعا : طب هتقولهم في المستشفى ايه ؟؟
- جلال قالي عاللي حصل معاك  ما تخافش مش هجيب سيرتك ...المهم اننا نلحق البنت ...و لو خايف من البوليس خليك انت  هنا و انا هاخذها و اعمل اللازم ...هابقى أتصل بجلال يلحقني على المستشفى .
ياسين : لا انا جاي معاك و اللي يحصل يحصل  ...البنت بين الحياة و الموت بسببي 
-  زي ما تحب ...يالا شيلها و الحقني انا هسبقك اشغل العربية
عند مروان : 
- انت متأكد من الكلام ده يا معتز !!  
معتز : ايوة يا بيه أنور أتصل بيا و حكالي اللي حصل 
- طب اقفل انت ...
- أكيد عرف مكاني و انا زي الغبي بعثتله الموقع من غير ما اتأكد !! انا لازم اهرب  حالا ..هابقى ادور عليها و ابعث اجيبها بعدين ..
اخذ حقيبة النقود و جوازات السفر و انطلق مسرعا 
وصل ياسين إلى المستشفى و انطلق بها الى الداخل يطلب النجدة
رافقها الطبيب الذي سبقهم الى غرفة الاشعة و بقي كل من ياسين و رشوان ينتظران على آخر من الجمر 
وصل جلال ليركض إليهما : هااا طمنني !!
لسة جوة محدش طلع عشان يطمننا 
في تلك الاثناء خرج الطبيب 
- نتيجة الاشعة المقطعية طلعت ....و زي ما اتوقعت فيه نزيف داخلي  على مستوى الرأس و الحمد لله ان مفيش كسر .. بس اقدر اعرف ايه اللي حصل لها ؟!
توتر ياسين بينما تدخل رشوان  لإنقاذ الموقف 
: دي الشغالة يا دكتور و  وقعت من فوق السلم و هي بتنظف
الدكتور بعدم اقتناع : تمام ..بس أحب اعرفكم ان الوقعة كانت شديدة 
رشوان - يعني هتفوق امتى ؟
- للأسف بنجهزها  للعمليات  حالا  ...احنا لو ما لحقنهاش في اسرع وقت  ممكن نخسرها 
صدم ياسين للخبر: يا خبر.... عملية !!
الدكتور و هو ينظر الى ياسين بشك: و أحب اعرفكم حاجة كمان ...حتى لو العملية نجحت و قدرنا ننقذ حياتها مش هأضمنلكم انه ميكونش فيه مضاعفات للوقعة ... لانها اصابت مراكز حساسة في الدماغ ...انتو ادعولها بس ..عن اذنكم 
ياسين برعب : مش قادر اتخيل اني دمرت حياتها ...انتي ايه اللي رماكي ف طريقي بس يا بنت الناس  !! 
جلال و هو يشد ياسين جانبا: ما تجمد اومال مش كدة ! الدكتور ابتدى يشك فيك...احنا هندعي ربنا يقومها بالسلامة و بعدين نبقى نعرف حكايتها ايه  ..
بعد مدة وصل طارق إلى المكان المحدد و بحث في كل الارجاء 
- يعني هربت يا وا'طي !!! و الله ما انا سايبك ...هجيبك لو من آخر الدنيا 
فلاش 
معتز : الو مروان بيه انا وصلت الفيلا زي ما طلبت مني ...الظاهر من كامرات المراقبة  ان طارق عرف يوصلك
مروان- شفت ايه اللي حصل !! قدرت تعرف حاجة عن روز ؟
- شريف موجود بس فاقد الوعي و موبايله و عربيته مش موجودين ..مفيش غير  عربية طارق و واضح أنه جايلك لوحده ...روز مش موجودة و الكاميرات ما بينتش انها طلعت من الباب 
- تمام اختفي انت حالا و اوعة تسيب اي أثر وراك
اقفل الهاتف و هو يتمتم  ؛ يبقى أكيد هربت من الجنينة الورانية ...هتكون فين بس ! انا لازم الاقيها قبل طارق !
في المستشفى 
بعد عدة ساعات خرج الطبيب و آثار التعب واضحة عليه 
اسرع رشوان و ياسين بهلع نحوه: 
رشوان : خير يا دكتور طمننا اخبارها ايه ؟
- الحمد لله قدرنا ننقذ حياة المريضة  و عدت مرحلة الخطر بس مش عارفين لسة ايه تأثير الخبطة الا لما تفوق 
ياسين : طب هي هتفوق امتى!
- و الله مش هاقدر اجزم بس اللي اعرفه انها لو ما فاقتش في ظرف 48 ساعة يبقى احتمال انها تكون دخلت في غيبوبة و يا عالم هتفوق منها امتى  .
ذهب الطبيب و بقي كل من رشوان و ياسين و علامات القلق بادية عليهما 
رشوان بخوف - يا ساتر استر يا رب ..و بعدين يا ابني هنعمل ايه ؟
ياسين : انا تعبتك كفاية يا عم رشوان... تقدر تروح انت 
و انا هافضل  معاها لحد ما تفوق 
في الوقت ده جه جلال 
-  انا حاسبت المستشفى..و  زي ما طلبت مني   قلتلهم ان اسمها ندى محمود و اننا نسينا بطاقتها في البيت ...هاه طمنوني مفيش اخبار ؟
ياسين - مش عارفين هتصحى امتى المهم العملية نجحت
- طب  الحمد لله... بس يا عمي انت شكلك تعبان و الظاهر ما اخذتش الدوا بتاعك يا ريت تروح تستريح و انا هافضل هنا مع ياسين.
ياسين : لا ملوش لزوم يا جلال انا هفضل هنا معاها يا ريت تاخذ انت عم رشوان و تروح .
جلال بقلة حيلة: ماشي يا صحبي اللي تشوفه 
خرج كل من جلال و عمه و بقي ياسين حائرا لا يعرف ماذا يفعل
توجه الى مصلى صغير في المستشفى توضأ و صلى ركعتين لله و جلس يقرأ ما تيسر من القرآن لتهدأ نفسه  
فجأة رأى مجموعة من العساكر تقف امامه يشهرون سلاحهم نحوه و يتقدم من ورائهم ضابط قائلا 
- ياسين محمود علي ! انت مقبوض عليك بتهمة اغت'صاب القاصر مروة سليم الكيلاني.
- كذابة يا حضرة الضابط .. دي وحدة كذاااابة !!! و الله ما جيت جنبها ...قاصر ايه دي واحدة شيطانة ما تصدقوهاش !
- ما تحاولش تنكر  !! في شهود و كل الادلة ضدك ..خذوه عالسجن !
- بقولك برييييييء ..ليه مش عايزين  تصدقوووا  اني بريء !! 
انتفض من ذلك الكابوس 
و التفت حوله بفزع فوجد العرق يتصبب من جبينه و المصحف قد وقع بجانبه.. امسكه بعناية و اغلقه و هو يقبله 
ثم  وضعه في مكانه و هو يرفع يديه الى السماء بتضرع و هو يبكي 
- يا رب انت العالم بحالي و عارف اني مظلوم  ...يا رب تنصفني و تظهر الحق  ! ثم تذكر تلك المجهولة
خرج من المصلى و اتجه نحو الغرفة التي تنام بها
- يا ترى ايه حكايتك انتي كمان ؟اكيد ربنا حطني في طريقك لسبب ...يا رب تشفيها و تقومها بالسلامة .
نظر إليها بتفحص مجددا و هو يتذكر كلام الطبيب و أكمل بحزن : يا رب تقومي لاهلك بالسلامة  انا حياتي اصلا متلخبطة  لا هاقدر اتحمل مسؤوليتك ولا اقدر اشيل ذنبك .
عند سيف و مصطفى 
- يعني ايه !! فقدنا اثرها يا مصطفى !! هي كانت  حصوة ملح عشان تذوب  ! دي بني آدمة يا اخوي !!
- و الله ما انا عارف اقولك ايه ، لو كانت على الطريق الرئيسي أكيد كنا هنلاقيها ..
بس الظاهر فيه طريق فرعي جماعتنا غفلت عنه ..ماهي أكيد  اتحركت قبل ما نوصل بكثير 
سيف بخوف: خايف يكون حصلها حاجة .
مصطفى : ما تخافش هنلاقيها بإذن الله 
- طب هنعمل ايه باللي متلقح ورا في صندوق العربية ؟
- لا ده هيشرفنا كدة مدة محترمة ... أصل الباشا عليه قواضي و وصولات أمانة  قد كدة بسبب القما'ر  ...هنتوصى بيه اووي ما تخافش 
وصلا القسم
اشار مصطفى الى احد العساكر 
- ارميه في الحجز يا عسكري لحد ما يتحول عالنيابة
- امرك يا حضرة الضابط
سيف : احنا مش هنحط بلاغ عن روز  ؟ أصل انا خايف حد منهم يلاقيها قبلنا !
اشار مصطفى الى سيف اشارة لم يفهمها هذا الاخير 
و تابع مصطفى بحزم - احنا هنتحرك  دلوقت ...هقولك في الطريق 
كان سيف يريد ان يتكلم لكن اسكته مصطفى بإشارة منه
و بقيا صامتين لفترة حتى اوقف مصطفى سيارته فجأة و ترجلا منها و علامات الدهشة واضحة على سيف 
ابتعدا بالقدر الكافي عن السيارة 
سيف و هو ينظر حوله بإستفهام  : هو فيه ايه بالضبط مش تفهمني ايه الحكاية ؟
مصطفى ببرود : احنا مش هنقدر نعمل بلاغ عن روز دلوقت 
سيف : ليه  طيب ؟؟ ما احنا لو بلغنا عنها دلوقت و دورنا في الاماكن العامة و المستشفيات يمكن نلاقيها ...تضييع الوقت ده مش ف صالحنا ي مصطفى
- هافهمك كل حاجة ...بإختصار انا شاكك اننا متراقبين
سيف بدهشة : ازاي !! و من مين؟؟
- انت مش ملاحظ ان مروان دايما بيكون سابقنا بخطوة ؟ 
- مش فاهم قصدك ؟ يعني مروان بيراقبنا ؟
- بص يا سيف ...طارق متسرع و غبي ...بس ابن عمه عكسه تماما ... ذكي و خبيث و دماغه شغالة 24 ساعة ...انا متاكد ان ليه عيون في القسم .
- قصدك فيه حد بينقله اخبارنا من جوة المباحث ؟
- متأكد من كده .. لاني لقيت اجهزة تنصت و كاميرا مراقبة خفية جوة العربية و المكتب ...قمت شلتها  لقيتها اتحطت من تاني في مكان مختلف 
- و انت يعني ما تقدرش تكشف اللي بيتعاون معاه ده ! 
- طبعا اقدر !! بس انا اتعمدت ابينله اني ما كشفتهاش المرة دي
- اومال مستني ايه؟! 
- انا ما يهمنيش اللي متعاون معاه ...انا عايز اوصل لمروان و انا متأكد أنه دلوقت برة البلد ..يعني لو كشفت المخبر بتاعه هيعين واحد تاني و مش هستفيد حاجة بالعكس ...انا كدة اكون بضيع وقتي و مجهودي على حاجة فاضية .
- طب ايه علاقة ده بروز !!
- يا سيف افهمني بقى !! احنا لو بلغنا و دورنا عليها هنبقى كدة خدمنا مروان خدمة العمر ... و قبل ما نوصلها احنا يكون هو واخذها و ساعتها مستحيل هنقدر نوصلها ... طبعا هو يتعب نفسه ليه و يدور عليها اذا كانت الحكومة بنفسها هتجند كل القوات بتاعها عشان تجيبهاله لحد عنده !!؟
سيف بصدمة : يا نهار ابيض !!!
يتبع ..

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
مصطفى : مروان ايده طائلة و فلوسه مساعداه .... بيشتري ذمم الناس بكل سهولة ...اذا كان ابوها  كان هيبيعهاله عشان الفلوس مش عايز الغريب يسلمهاله !! 
سيف : معاك حق ف كدة انا ازاي ما فكرتش كدة !!
مصطفى بخفة: لان فيه ضابط واحد في العيلة ..ما تشغلش  بالك انت دلوقت بالحكايات دي ...
- طب و الحل ؟؟ 
- احنا  للاسف مش عارفين نوصل لمروان ..لكن متابعين كل خطوات طارق و متأكد أنه هو اللي هيوصلنا ليه ...يعني ما تخافش عليها محدش هيلاقيها قبل منا ...و اصبر على حكاية البلاغ دي .. لازم نفكر و ندرس كل خطوة يا سيف 
سيف بقلة حيلة : انت ادرى يا اخوي .. ربنا يستر بس 
مصطفى : يالا نرجع دلوقت و  خلي بالك هنبقى حريصين من هنا و رايح لاننا مش عارفين مين لينا و مين علينا ..و اوعة تبين اننا شاكين ف حاجة !
سيف : حاضر يا اخوي ...يالا بينا 
توجها نحو السيارة و انطلقا 
في فيلا محمد والد طارق 
عاد طارق الى المنزل محبطا 
محمد : خير !! شايفك  جاي بتقدم رجل و بتأخر رجل يعني !  ايه اللي حصل !!
- مفيش يا بابا ..
هالة والدته  - مفيش خبر عن روز ؟؟
طارق بضيق : مش عارف ...دورت عليها بس  مش لاقيها 
هالة بقلق -هتكون راحت فين يعني ؟
- مش عارف بس بكرة من النجمة هارجع ادور تاني و مش راجع من غيرها !
محمد بحزن على حال ولده - و لو رفضت ترجع معاك ؟؟ 
- مش هترفض يا بابا !! عارف ليه !!! لان روز بتاعتي ..ايوة بتاعتي انااااا !!! كنت غبي لما ضيعتها اول مرة بس ده مش هيحصل تاني !! على جثتي المرة دي !! 
تركهم و صعد الى غرفته و هو متهالك من كثرة التعب 
محمد بحزن : حال ابنك مش عاجبني أبدا يا هالة 
هالة - كله من الثعبان اللي اسمه مروان ده ...لو مكانش صدق كذبه من الاول  مكانش كل ده يحصل 
 محمد - اهي مكاتيب ربنا يا هالة محدش بيهرب من قدره
- و نعم بالله 
بعد يومين 
كان ياسين يهم بالذهاب الى احد المحلات حين رن هاتفه من جديد 
نظر الى الرقم الغريب بتوجس  و لم يجب 
رن الهاتف مرارا و مرارا و في الاخير قرر الرد
- ألوو ؟ مين معاي ؟
- كدة يا حبيبي  تغيب عني كل ده !! هو انا موحشتكش؟
انزوى في احد الاركان الخالية من المارة واجاب  بغضب :
ياسين : انتي عايزة مني ايه تاني  ؟؟؟
مروة- وحشتني اوي ...
-   ماكفكش الفضيحة اللي اتفضحتها بسببك انتي ايه ؟؟ شي'طان !!
- تؤتؤ مش كدة يا حبيبي ... ازعل منك و انت عارف  كويس اوي ان زعلي وحش 
- ان شاء الله تتفلقي... المهم  بعيد عني !! انا حياتي اتدمرت و مستقبلي هيضيع بسببك عايزة ايه تاني ؟
- ما انا قلتلك نتجوز و كل ده هيتصلح ...انت اللي ما رضيتش و هربت 
- و انا مستحيل اتجوز واحدة زيك فاهمة !! 
- على فكرة المهلة قربت تخلص ...انت عارف ان انا اقنعت ماما بالعافية عشان تسحب البلاغ الاولاني و تديلك مهلة العشر ايام  بعدها انت حر يا اما تتجوزني او تتحبس .. و انت عارف ان جنحة اغت'صاب قاصر عقوبتها من  عشر ل خمسطاشر سنة سجن....  و بصراحة خسارة واحد قمر زيك يتسجن 
ياسين : هو انتي هتكذبي الكذبة و تصدقيها يا زبا'لة انتي !! 
- اللي عندي قلتله يا مستر ...فاضل نص المدة و هنقدم بلاغ ثاني  و ساعتها هيتقبض عليك  ...باي يا حبيبي 🥰
كاد من شدة الغضب ان يرمي الهاتف ارضا ..ثم استعاذ بالله من الشيط"ان الرجيم و انطلق الى المستشفى 
بعد ثلاث ايام 
في المستشفى 
يقف ياسين كالعادة مختبئا خلف الزجاج يراقبها و هي في غيبوبتها كأنها ملاك نائم ..حتى و هي في سرير مستشفى و حولها الإجهزة و المحاليل لكن جمالها ساحر  
غافل ياسين تلك الممرضات و دخل خفية الى غرفتها كعادته طيلة الأسبوع 
أمسك يدها بحنان : مش هتفوقي بقى !!
تنهد بحزن : مش قادر اسامح نفسي لاني السبب في رقدتك دي ارجوكي ما توجعيش  قلبي اكثر من كدة ...
فجأة شعر بحركة يدها !
ازاح يده بسرعة و هو ينظر إليها بتفحص بينما ترمش بعينيها عدة مرات تحاول فتحها ! 
تهلل وجهه بفرحة و لمعت عيناه لرؤية تلك العيون الملونة الساحرة 
- أخيرا فوقتي !!؛ الحمد لله على السلامة !! 
كانت بالكاد تستطيع فتح عينيها يؤلمها الضوء الساطع بشدة
نهض ياسين مسرعا و اطفيء الضوء حين شعر بانه يزعجها
- انا هأنادي الدكتور حالا ! 
بعد قليل دلف الطبيب الى الغرفة يتفقد مؤشراتها الحيوية 
و ياسين يطالعها بخوف و ترقب
نظرت الى ذلك الذي ينتظر بجانب الطبيب بلهفة و قالت  لنفسها  :انا فين ؟؟ و مين دول ؟؟ 
- انتو مين ؟؟   لحظة وحدة !! هو ايه اللي بيحصل لي ده؟ هو صوتي مش بيطلع ليه ؟؟
الدكتور : الحمد لله على سلامتك يا آنسة ندى 
روز بتوتر - ..........
الدكتور : حضرتك حاسة ب ايه دلوقت؟؟
روز و هي توميء برأسها برعب : ...............
نظر الطبيب الى ياسين المصدوم و همس : اتفضل برة انا هأطلب اشعة مقطعية  بسرعة هنتكلم اول ما تطلع النتيجة 
 خرج  ياسين  وتوجه الى المصلى حيث يجد ملاذه  
بعد قراءة آيات من القرآن  أتصل على والدته التي انهارت اول ما سمعت صوته
- فينك بس يا ولدي طمنني عليك ...صوح اللي احنا سمعناه ديه !!
-  ما تجلجيش على ولدك يامة..  اني مش جادر نرچع دلوك .. بس اول ما نلاجي فرصة عنچي  و عنفهمك كل حاچة ...المهم يا حاچة ... اياكي تصدجي عني حاچة زي اكده !! اني تربيتك و معنعملش حاچة تغضب ربنا واصل ! 
- معنديش مجدار ذرة شك فيك يا ولدي ...بس كفاياك بعاد بجى اتوحشناك جوي  يا ريحة الغالي 
-چاي  جريب جوي يامة ..لا اله إلا الله 
- سيدنا محمد رسول الله..ف أمان الله يا ضناي
بعد مدة من الزمن توجه الى مكتب الطبيب  بنفاذ صبر 
- خير يا دكتور ؟؟! هي ندى مالها ؟
- للأسف زي ما اتوقعنا .. الصدمة ما عدتش بسلام عليها ...الآنسة فقدت النطق 
ياسين بصدمة : ايه ؟!!!!! 
يتبع ....

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
ياسين - خير يا دكتور ؟؟! هي ندى مالها ؟
- للأسف زي ما اتوقعنا .. الصدمة ما عدتش بسلام عليها ...الآنسة فقدت النطق 
ياسين بصدمة : ايه ؟!!!!! 
الدكتور بأسف : مش بس كدة .. انا للأسف شاكك في حاجة تانية بس مش هقدرش اجزم بأي حاجة  دلوقت .
- حاجة ايه يا دكتور  ؟؟
- محتاج اعمل اشعة تانية الاول  بعدين اقولك ،خليها على الله 
ياسين بإستسلام : و نعم بالله
غادر الطبيب و دخل ياسين الى غرفتها  مرة ثانية و هو متوتر
 ظلت تنظر اليه باندهاش  و هي تنكمش على نفسها خوفا منه و تنظر يمينا و يسارا حولها 
إقترب منها بهدوء يحاول ان يطمئنها
- ما تخافيش... انتي هنا في أمان ...الحمد لله على سلامتك 
كانت تحاول أن تتكلم لكن صوتها لا يصدر فبقيت تنظر إليه و الى نفسها بخوف مما يحدث معها !
لاحظ  ياسين انزعاجها و  توترها و على الفور حاول تغيير الموضوع 
- اجيبلك حاجة تاكليها ؟ او تشربي اي حاجة !  
روز في نفسها : هو انا ايه اللي جرالي ؟! الجدع ده مين و بيقول ايه ؟! و انا ليه مش قادرة اتكلم معاه !!!
اردف ياسين بتوتر  حين فهم ما الذي تفكر فيه 
- انتي اتخبطتي خبطة جامدة عشان كدة انتي في المستشفى  
الدكتور كمان  شوية هيجي يطمنا بعد ما نتيجة تحليل الاشعة  بتاعتك  تطلع .
لم تعرف روز ماذا تفعل فانهارت بالبكاء 
كاد ان ينفطر قلبه لبكائها ..فتجرأ و إقترب منها اكثر 
- ارجوكي ما تعمليش في نفسك كدة ...هتبقي كويسة ان شاء الله انا  متأكد من كدة .
استمرت في البكاء اكثر ..لم يتحمل ياسين رؤيتها بهذا المنظر ولا يعرف ماذا يفعل للتخفيف عنها  فخرج مسرعا من الغرفة 
و غادر المستشفى و هو يتصل بصديقه جلال 
ياسين بحزن : الو جلال ... عايز اشوفك ضروري 
جلال : خير !  شكلك مهموم اوي!!  حصلت حاجة ؟ 
- البنت فاقت 😓😣
جلال بحماس: بجد ! ما ده خبر كويس اومال مالك مقفلها كدة
- مش بتتكلم يا جلال . .البنت فقدت النطق 
جلال : يا نهار ابيض ؟! و الدكتور قال ايه طيب ؟
- قال لسة مش متاكدين من الحالة لانها لسة فايقة...بس هيعرف بالضبط حالتها اول ما نتيجة التحاليل تطلع 
- ان شاء الله ربنا يقومها بالسلامة ما تقلقش انت بس 
- انا محتاجك دلوقت مش عارف اتصرف خايف اوي يا جلال
- تمام انا جاي لك  اخلص شوية شغل كدة بس و مسافة السكة
في فيلا والد طارق 
بعد يوم شاق من البحث كعادته
دلف طارق بضيق الى غرفته و تبعه عاصم بعد مدة 
كان مستلقي فوق سريره بثيابه المتسخة وحذائه و ينظر عبر النافذة  الى الفراغ 
- جرى ايه يا طارق  ! بص لنفسك بقيت عامل ازاي ؟ لا مهتم بشكلك ولا بأكلك ولا بنومك و لا بشغلك !! معقولة اللي بتعمله 
في نفسك ده ؟! 
تنهد طارق بحزن - مفيش ولا حاجة من دول مهمة بالنسبالي 
الاهم اني الاقيها .... لو مروان لقاها قبلي انا مش هسامح نفسي أبدا يا عاصم !
-ف سيرة مروان .. برضو مفيش اخبار عنه ! 
- مفيش ... متأكد أنه سافر برة البلد و إلا كنت لاقيته ..
-  مادام كدة خايف ليه  طيب ؟ 
- كأنك ما تعرفش مروان يا عاصم ؟؟ ده عامل زي الأخطبوط ليه ذراعات ف كل مكان ! حتى و هو بعيد هيقدر يلاقيها ..
مش عارف بس كان فيه دماغي لما صدقته !! 
المهم انا  مش  هيهدالي بال الا لما الاقيها و مستحيل اسيبهاله  فاهم  يا عاصم !
- طيب طيب فهمت ...اهدى  انت بس عشان نعرف نفكر 
-   اسبوع بحاله يا عاصم ...مختفية بقالها اسبوع  و يا عالم ايه اللي بيحصل معاها !
مسبتش حتة على طول الطريق ما دورتش فيها دورت ع الطريق الرئيسي و الطرق الفرعية كلها سألت في المستشفيات في الوكندات  برضو مفيش حد   شافها ولا يعرف اسمها 
اعمل ايه بس!!
 عاصم : الطريق الغربي طويل مش معقول هتدور على طوله يا طارق !!
- هأدور .  حتى لو وصلت لأسوان هأفضل ادور مش هأيأس
- طب جربت تعمل بلاغ ؟؟
- و دي حاجة  تفوتني !! جربت في كذا قسم طبعا 
- طب كويس ....قالولك ايه ؟ 
- لازم حد من قرايبها هو اللي يحط البلاغ .. قالولي هتحط انت بلاغ عن اختفائها بصفتك مين ؟؟ قلتلهم طليقها فضلوا يتريقوا عليا. ...حتى ضابط منهم بص لي من فوق لتحت  و قال : تلاقيها هربت من شكلك.
 حاول عاصم كنم ضحكته قائلا : اقولك حاجة و ما تزعلش مني !؟؟ و الله معاه حق ي صاحبي ! ما تبص لنفسك شكلك زي المتشردين ...قوم استحمى و غير هدومك دي و نام لك ساعتين ورا بعض .عشان تعرف تركز و تخطط تعمل ايه ....قوم ربنا يصلح حالك
قام عاصم و اسنده الى غاية الحمام و أحضر له ثيابا 
- يالا اسيبك انا دلوقت  لو اتاخرت اكثر من كدة اختك هتعلقني في الجنينة ...تصبح على خير
في المستشفى 
دلف الطبيب الى غرفتها 
- آنسة ندى انا الدكتور عماد اللي متابع حالتك ...انتي للاسف فقدتي النطق عشان كدة مش عارفة تطلعي صوت. 
انا هنا عشان اشخص حالتك و اتمنى تتعاوني معاي .. و تجاوبيني على بعض الاسئلة  ..لو نعم تهزي دماغك  ب اه لو  لا تهزي دماغك بالنفي 
فضلت تنظر له بإستغراب  بينما اكمل الطبيب 
- اول حاجة عايز اعرفها انتي سامعاني ولا لا ؟؟
اومأت بالإيجاب 
- ثانيا انتي عارفة انتي مين و ولا لا ؟؟
اومأت بالنفي  !!!
عند مروان 
- ايه  يا زفت  انت اتجننت !! بتكلمني من الخط بتاعك ليه ؟
- آسف ما اخذتش بالي  ثانية واحدة  بس...
اقفل و أتصل من هاتف آخر 
- انت المفروض كنت تتصل بيا من نص ساعة كنت فين كل ده!
- معلش يا مروان بيه أصل  كنا في اجتماع مع الضابط مصطفى معرفتش اطلع منه.... لسة طالع حالا 
- طيب طيب ..مفيش اخبار برضو ؟
- للأسف يا مروان بيه ...مش عارف اوصل لأي حاجة 
- يعني مفيش بلاغ اتقدم بإسمها ؟
- لا يا بيه مفيش ! ..ولا بيجيب سيرة عن الموضوع  حتى ! 
- و بعدين بقى !! الكلام ده ملوش غير تفسير واحد !.أنه كشفك يا غبي 
- لا يا بيه ...و الا  مكانش خلى الكاميرا و جهاز التنصت و التعقب .
- لا يا خفيف ...مادام اكتشف الاجهزة الاولانية يبقي أكيد كشف الثانية ... هو  لو كان عايز يكشفك كان كشفك من زمان بس واضح أنه مش مهتم بيك انت. ..هو أكيد عايز يوصلي انا 
- معقولة كشفهم  !!
- اومال مش بيتكلم اي حاجة عن الموضوع ولا اتحركش خطوة واحدة من ساعتها  ليه ؟ 
- يا خبر !! طب و الحل ؟؟
- مضطر ادور عليها بطريقتي ... خليك انت مراقبه بس من بعيد ...هو أكيد مش ساكت لا هو ولا اخوه مش ممكن يربعوا ايديهم و روز مختفية اسبوع بحاله 
- حاضر يا بيه .
اقفل  مروان الخط بتذمر : كل حاجة لازم اعملها بنفسي! 
جاتك البلا ف شكلك واحد غبي !
لو كان عندي  واحد بس زي مصطفى  دماغه شغالة احسن منك و من  كل البهايم اللي انا مشغلهم دول ! 
عند ياسين 
رجع إلى المستشفى و هو يحمل من اجلها بعض الاكياس
 دخل الى غرفتها فوجدها على نفس الوضع منكمشة على نفسها و خائفة
- طمنيني  ..انتي كويسة دلوقت ؟ مش حاسة بوجع صح ؟بقيت روز تنظر اليه بتوجس بدون اي رد فعل 
- على فكرة انتي لما جيتي المستشفى كنتي بين الحياة و المو'ت و العملية اللي انتي عديتيها مكانتش سهلة أبدا الحمد لله انها نجحت و رجعتيلنا بالسلامة 
تردد ياسين بعض الوقت قبل أن يقترب منها حاملا بعض الاشياء 
- بصي انا جبتلك شوية حاجات كدة  هدوم و طرحة و كوتش و شنطة عشان ما ينفعش تطلعي بالشكل ده ..
تراجعت للخلف مع اقترابه منها  فتوقف بجانب السرير 
- خلاص خلاص  ما تخافيش ... بصي هاحطهم هنا و أبقي خذيهم بعدين ...
تراجع مبتعدا عنها لتشعر بالأمان و اكمل : انا هكلم الدكتور عشان اعرف  تقدري تطلعي امتى ..بس طول ما انتي هنا انا هافضل معاكي لو محتاجة اي حاجة نادي عليا هتلاقيني قاعد  جنب الاوضة .
كان يشعر بانها تريد أن تتكلم من تعابير وجهها
فأمسك كيسا صغيرا و اخرج منه دفترا و قلما
- بصي انا جبتلك ايه ؟...تقدري تكتبي اي حاجة عاوزة تقوليها هنا ايه رأيك ؟
وضعهما فوق السرير و تراجع 
اخذتهما مسرعة و فتحت الدفتر .. ترددت قليلا ثم كتبت 
- انا هنا من امتى ؟
تهللت اساريره لانها أخيرا قررت التجاوب معه
- انتي هنا من اسبوع ..بعد العملية دخلتي ف غيبوبة
و  النهاردة فوقتي منها الحمد لله
كتبت في ورقة ثانية 
- انت مين ؟ و قاعد معاي ليه ؟
- انا اسمي ياسين محمود .. تردد قليلا قبل أن يواصل 
كيف سيخبرها أنه من كان السبب في تلك الحادثة التي افقدتها النطق ! أخيرا استجمع شجاعته و اكمل : انتي أكيد  تعبتي لازم ترتاحي ..انا هسيبك دلوقت عشان تنامي 
كانت تنصت بإهتمام ...امسكت بالقلم و كانت مترددة في كتابة الجملة الثالثة ..ثم تشجعت و كتبتها 
- طب  انا مين ؟؟ 
صدم ياسين لهذا السؤال !!! و همس في نفسه : يا نهار اسود مش عارفة هي مين ؟  طب هقولها ايه بس ؟؟
تردد قليلا ثم اجاب : استني شوية و راجعلك 
كان يهم بالخروج من الغرفة و الدهشة تعقد لسانه 
فوجد الطبيب قادما نحوه
الدكتور -  انت رحت فين ...كنت بدور  عليك   ؟؟
- خير يا دكتور ؟!؟
- ان شاء الله خير يا استاذ ياسين ... نتيجة الاشعة طلعت 
ياسين بترقب : هاا يا دكتور طمنني 
- انا كشفت عليها تاني قبل شوية و تشخيصي مع  التحاليل بيبين لنا خبرين واحد حلو و التاني للأسف وحش.
- يا ريت تقولي الحلو لاني مش قادر اتحمل حاجة وحشة تاني 
- الآنسة ما فقدتش النطق من أثر الخبطة ...ده اللي انا اتاكدت منه ..لأن لو كانت الخبطة و النزيف اثروا على مركز النطق،   في حالتها كان مؤكد مركز السمع يتأثر كمان ...بس الآنسة سامعانا عادي هي بس مش قادرة تنطق بكلمة حتى.
- اومال ايه مش فاهم !!
- الآنسة اللي جوة فقدت النطق إثر صدمة عصبية قبل الخبطة يعني الخبر الحلو  انها  حالة نفسية بس و ممكن تستعيد صوتها تاني لان مركز النطق و الحبال الصوتية كله سليم
- بجد يا دكتور !!  
- ايوة ...ما نقدرش  نعرف امتى ...بس ممكن ترجع تتكلم لو اتعرضت لضغط او صدمة تانية من نفس النوع 
- طب ايه الخبر الثاني ؟و لو اني حاسس اني عرفته 
- للأسف الخبطة أثرت على حاجة تانية ...الظاهر أن الآنسة عندها فقدان ذاكرة مش هنقدر نحدد  لسة  اذا كان مؤقت او دائم 
- يعني هي مش عارفة حاجة خالص  عن حياتها 😓
- للأسف ده اللي اكتشفته قبل شوية ...
- طب يا دكتور هتقدر تطلع امتى
- هي مؤشراتها كلها كويسة .. تقدر تطلع بكرة  بعد ما نشيل الغرز و بعد كدة تبقى تجيبها تغير الضمادة  كل يومين 
- تماما شكرا يا دكتور .
في هذه الاثناء وصل جلال 
أقبل  مسرعا نحو صديقه الذي كان يبدو عليه التوتر جليا 
ياسين - جيت في وقتك يا جلال ...انا  حاسس اني تايه و محتاجلك عشان نفكر سوا 
في فيلا والد طارق 
كان يجلس طارق و والده خارجا و يبدو على طارق بعض الضيق
طارق : و بعدين بقى ! ...هنفضل ساكتين يعني لحد امتى ؟ 
محمد بهدوء : مستعجل على ايه الصبر بس !!
طارق : طب فهمني على الأقل احنا مستنيين ايه عشان انا وراي مشوار 
في هذه الاثناء دلف سيف الى الحديقة قادما نحوهما
سرعان ما انتفض طارق بغضب فور رؤيته و كاد يندفع نحوه كالبركان لولا يد والده التي امسكته
طارق - انت كمان  ليك عين تجي هنا بعد اللي عملته !!! 
سيف ببرود : ليه  انا  عملت ايه ؟ هو انا اللي قلتلها تختارني و تسيبك ؟؟
طارق بغضب: لا انت واحد حقي'ر استغليت انها وحيدة و قعدت تتسحب و تقرب منها زي الثعبان لحد ما وقعتها بس مش هخليك تتهنى بيها ..
سيف بغضب مماثل : مش لما تلاقيها الاول !!!
محمد : جرى ايه يا طارق ؟  سيف ضيفنا و انا اللي اتصلت عليه و كنت مستنيه .
طارق بغضب : طب و انا مالي ؟ استناه بعيد عني !!
محمد : اهدى يا طارق مش كدة ...احنا لازم نفكر بالعقل الاندفاع عمره ما جاب نتيجة 
سيف : عم محمد معاه حق ..صحيح لا انت بتحبني و لا انا طايقك ..بس احنا محتاجين نتحد عشان نلتقي روز قبل ما مروان يلاقيها ...انا اخوي ضابط و عندنا اتصالاتنا  بس انتم تعرفوا مروان احسن مننا و تقدروا توصلوا للاماكن. اللي يعرفها و الناس اللي بيتعامل معاهم .. لو مروان وصل لروز قبلنا انسى انك تشوفها تاني يا طارق .
اطرق بصمت بينما تحدث والده بهدوء : للأسف سيف معاه حق في كل كلمة و عشان كدة انت مضطر تتعاون معاه ان مكانش عشانك ف عشان روز.
و اديك شايف ...بقالك  اسبوع بتتنطط من مكان لمكان لوحدك و مع كدة ما وصلتش لأي حاجة ..
طارق : طب ايه المطلوب مني ..
سيف : اسمعوا بقى احنا قدرنا نوصل ل ايه و بعدين هنجي للمطلوب منك ايه 
في المستشفى 
جلال - خير يا ياسين  ...هي  البنت اخبارها ايه دلوقت ؟؟ و ايه اللي انت قلتهولي في التلفون ده ؟
ياسين بقلق- الدكتور بيقول انها اتعرضت لصدمة عصبية  قبل الحادثة هي اللي افقدتها النطق يعني احتمال كبير تتكلم تاني 
- طب عااال ... ما ده خبر كويس اومال مهموم كدة ليه ؟؟
- الظاهر انها فقدت الذاكرة .... مش عارفة هي مين ! 
-يا خبر ...طب و الحل ؟! احنا ما نعرفش عنها حاجة ..
-مش عارف  الدكتور قال تقدر تطلع بكرة ...اوديها فين بس ؟ 
- ايه رأيك نبلغ البوليس هوما أكيد عندهم بلاغ عن اختفائها ؟ و بكدة هوما يرجعوها لاهلها و نخلص احنا  من المشكلة 
- بوليس ايه انت كمان !! انت مش مركز معاي ليه ؟؟ بقولك البنت كانت من  غير شنطة و لا جزمة و بتجري بسرعة جنونية و متعرضة لانهيار عصبي خلاها بقت خرساء  يعني أكيد هربانة من  حاجة تقوم تقولي نرجعها لاهلها !! انا مستحيل ارجعها لحد الا لما اعرف حكايتها ايه و كانت بتهرب من مين ...
- بس انت اصلا حياتك مش سهلة ...معقولة  هتزود على نفسك بدل المصيبة مصيبتين !! 
تنهد ياسين بتعب
-مادام ربنا  حدفها في طريقي  ...يبقى انا مسؤول عنها من ساعة ما صدمتها و هأحميها من اي حد  يتعرض لها 
جلال بتفكير -  طب انت قلتلها ايه لما سألتك هي مين  ؟؟
- ولا قلت ولا عدت ...اول ما لقيتها كاتبالي كدة معرفتش اعمل ايه قومت هربت من الاوضة زي الجبان .. و مش بفكر غير في بكرة لما نطلع من المستشفى هنروح على فين انا و هي 
جلال : انا عندي فكرة 
ياسين : الحقني بيها ..
- احنا نقولها زي ما قلنا للدكتور انها الخدامة بتاعة عمي  و ناخذها عند عمي رشوان .. هو الفيلا بتاعته كبيرة و منعزلة  محدش هيلاقيها هناك 
ياسين : و بعدين ؟ عايزني اسيبها لوحدها عند عمك يعني ؟ ما احنا عارفين اللي فيها  يا جلال !! عمك من ساعة ما مراته خلعته و هو بقى  بتاع سهر و مزاج ما اضمنش وجودها هناك 
-عندك حل تاني ؟  ما انت ما تقدرش تاخذها بيتكم اللي انت اصلا هربان منه و  انا كمان ما اقدرش اخذها بيتنا  عند أمي دي كانت ريهام  تعلقني ..
ياسين - انت هتقولي ! انا عارف خطيبتك و جنانها دي مش بعيد تجي عندكم البيت تعمل من البنت الغلبانة شاورما
اااه على سيرة الهرب ...مروة اتصلت بيا تاني
جلال : يا ساتر عالسيرة الزفت!! عايزة ايه تاني وش المصايب
- بتقول المهلة قربت تخلص  و هتقدم بلاغ تاني ..يعني انا لازم الاقي مكان آمن لندى عشان الحق اختفي  تاني 
جلال : طب انا افتكرت حاجة... مش انت سميتها في سجلات المستشفى ندى محمود ؟
- ايوة ...ليه ؟
- خلاص اتحلت .. انت تدخل تقولها انك اخوها 
يتبع

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
- خلاص اتحلت .. انت تدخل تقولها انك اخوها 
ياسين بصدمة : ايه !!!!! 
جلال :  انت ياسين محمود علي و هي  ندى محمود  علي...
و تفهم والدتك على كدة و تاخذها بيتكم و  نأجرلك انت شقة تستخبى فيها  لحد ما  موضوع مروة يهدى و حكايتها تبان ..قلت ايه ؟
- مش عارف ... بس شكلها فكرة غبية .
- يا عم غبية غبية !! الوقت مش ف ايدك و بعدين  ده جزاتي يعني عشان بافكر معاك و بحاول اساعدك !!
- يا عم الله الغني عن افكارك الغبية . و اكمل في نفسه : انا اصلا من ساعة ما شفتها و انا متلخبط و هو يقولي اختك ! 
- هااا قلت ايه ؟؟ 
- ياعم ما تشوف لنا فكرة احسن من اختي دي !!
- اومال عايز تقولها ايه ؟ انك انت اللي خبطتها بالعربية و هي حاليا فاقدة الذاكرة بسبب حضرتك ؟! 
فكر قليلا و وجد أن صديقه محق 
- طب سيبني افكر كمان شوية بعدين اقرر ... بقولك ايه ؟ انا محتاج منك خدمة يا خويا 
- رقبتي ليك يا صاحبي 
- هتوصلنا  بكرة اسوان  ... انا مش عايز اطلع بعربيتي   هسيبها هنا عند عمك ..قلت ايه ؟! 
- واجب يا صاحبي ...هأعدي عليك بعد الظهر .. 
- اتفقنا 
- يالا انا مضطر اسيبك ما تنساش زي ما قلتلك. . انت اخوها و هي عملت حادثة و جبتها المستشفى . 
-و لو اني مش مقنتع ...بس  ربنا يستر بقى 
في فيلا كبيرة نروح لها اول مرة 
مروة في غرفتها تكلم صديقتها المقربة شاهي
شاهي:  ها يا ميرو مفيش جديد بخصوص الاستاذ ؟
مروة : لسة باقي يومين  ..ان ما فضحته في مصر كلها و خليتها قضية راي عام ما ابقاش انا مروة سليم الكيلاني.
شاهي : انا من الاول قلتلك بلاش  ...انتي اللي اصريتي عليه هو بالذات على ايه مش عارفة ..!!
مروة  : عاجبني ..مز و رياضي  ..و شهم  تحسيه مسؤول في تصرفاته ..كفاية انه  الوحيد اللي ما بصليش ولا اتهز لجسمي او شكلي مع اني حاولت اغريه كذا مرة  ...يعني من الاخر  كدة راجل  تقدري تعتمدي عليه ..و بعدين ما تنسيش أنه صعيدي 🥰😍
شاهي :مش ناسية  بس ما تنسيش انتي أنه مش غبي ولا سهل افرضي عرف يقلب القضية ضدك و طلب كشف تاني !
مروة : كشف ايه انا مضبطة الدنيا كويس  و بعدين الشهود و الدكتورة خذوا فلوس قد كدة و الحكاية عدى عليها مدة يعني لا هيقدر يثبت اني مش مغتصبة ولا حاجة ...
شاهي بسخرية  : نفسي بس اعرف مين اللي وراكي يا ميرو ؟ 
مروة بخبث : لا يا حبيبتي ده سر بقى !
شاهي بضحكة ماكرة:  ما تخافيش يا ميرو ما احنا عارفين اللي فيها ...ما تنسيش ان احنا دافنينه سوا    ..
مروة :ما دمتي عارفة بتسألي ليه  😏
- لا انا بس  صعبان عليا مستر ياسين ..و كمان عندي فضول اعرف مين حبيبك السري اللي مدبر كل المصايب دي ..و ما وفرش على نفسه اللفة دي كلها و اتجوزك هو ليه ؟ 
مروة في سرها : يا ريت كنت اقدر اتجوزه هو ! 
ثم اردفت بحدة: ما توفري على نفسك الأسئلة دي كلها و تشوفي انتي هتعملي مع هشام بتاعك  بدل ما انتي شاغلة نفسك اوي كدة بالمستر ؟ 
شاهي بمزاح : الله !! هو احنا هنغير عليه من دلوقت ولا ايه ؟ مش تستني لما يتجوزك الاول ؟؟ 🙄😂
مروة بضيق : هيتجوزني غصب عنه يا إما يتسجن اطلعي انتي منها بس ...يالا هنام  انا دلوقت باااي
في المستشفى 
بعد تردد كبير قرر ياسين الدخول ثانية و التحدث معها 
طرق باب الغرفة و انتظر بضع دقائق قبل أن يدخل فوجدها قد اعتدلت في مكانها و جلست
ياسين : مساء الخير ..يا رب ما اكون صحيتك من النوم ؟
اومأت بالنفي 
- انا  كنت حابب اتكلم معاكي  شوية عشان نوضح شوية حاجات 
اومأت بالإيجاب ..ثم تناولت الدفتر من امامها 
و كتبت : يا ريت  .. و اولها تقولي أنا مين ؟ 
ياسين بتردد: انتي ....اختي  ....و إسمك ندى محمود  علي 
كتبت باستغراب واضح : أختك ؟
توتر للحظة بعد ان احس انها قد كشفته 
- ليه الدهشة ؟ هي غريبة انك تكوني اختي ؟
فكرت قليلا ثم كتبت 
- ايوة 
- ايه الغريب في كدة ؟ 
نظرت للمرآة الموجودة امامها و التي اشتراها لها من ضمن الحاجيات 
وضعتها امام وجهها ثم وضعتها جانبا و كتبت 
- احنا مش شبه بعض خالص 🤔
 زال توتر  ياسين و ضحك على جملتها قائلا في نفسه ! هقولها ايه طيب ؟ انتي شبه أمي ؟ ماهي هتلاحظ العكس لما تروح بيتنا ! اااااه لقيتها ! سامحني يا رب على الكذبة دي 
اجابها على الفور و هو يبتسم  : أمي دايما بتقول انك طلعتي شبه جدتي أم ابوي الله يرحمه ما طلعتيش شبه اي حد فينا 
تأملته قليلا ثم كتبت مرة ثانية بعدم اقتناع
- طيب ما دمت اختك... ليه لما سألتك انت مين قلتلي اسمك ياسين  محمود ؟ مقلتليش   انا  اخوكي على طول  ليه ؟! 
تعرق ياسين من هذا الموقف فهو لم يتعود على الكذب ولا يجيده ...
- يا دي المصيبة اللي انت حطيت نفسك فيها !! البت داهية !! و انا اللي بقول  عليها غلبانة دي طلعت  ذكية و لماحة و بتحلل و تناقش كمان !!! 
كتبت  جملة ثانية و هي تهزه  كي  ينتبه حين رأت شروده
- سكتت ليه ؟؟؟ عايزة إجابة !
ياسين في سره: يا نهار ابيض دي  كمان ما بتفصلش !  اومال لو كانت بتتكلم  !!  أكيد كانت هتعمل مني ملوخية  من غير ارانب!! 
ياسين و هو يحاول ان يخفف من توتره
-  بصي  يا ندى الموضوع  معقد. شوية 
كتبت بدهشة : معقد ازاي ؟
ياسين : ما هو.. قبل ما ادخل عندك كان الدكتور كلمني 
اااه كلمتي و قالي احتمال ان اختك فقدت الذاكرة بعد الحادثة اللي حصلت معاها 
كتبت بسرعة : حادثة ايه ؟؟؟ 
ياسين بتوتر : ماهو ..انتي كنتِ معدية الشارع و جيه واحد الله يسامحه خبطك بالعربية 
كتبت بإهتمام : واحد مين ؟
ياسين في سره : كمان عايزة تعرفيه !! احم ...منعرفش هو مين ...هو خبطك و جري و الناس لحقتك و اتصلوا علينا و اخذناكي المستشفى و عملتي العملية... 
- هاااا ...
- بعد ما فقتي الدكتور قالي احتمال انك مش فاكرة حاجة 
كتبت باهتمام اكبر : هاا و بعدين ؟!
- بعدين الدكتور طلب مني ادخل اكلمك و أحاول اقولك اسمي يمكن  يفكرك بحاجة من غير ما أحاول افكرك انا ..
نظر إليها فوجدها تنصت بإهتمام منتظرة اياه ان يكمل حديثه
ياسين -بس  لما طلعت و قلت للدكتور ان اسمي ما فكركيش بحاجة قالي فكرها انت و قولها تبقى مين .
اومأت برأسها بإقتناع ثم كتبت 
- طيب تمام .... هنروح بيتنا امتى ؟  
تنهد اخيرا  و تهللت اساريره براحة :  بكرة ان شاء الله ☺️
كتبت جملة أخيرة بعد تردد 
- طب احكيلي عن عيلتنا
- هاحكيلك كل حاجة بس  وحدة وحدة ..انتي  لسة تعبانة و مش هتتحملي ...كفاية لحد كدة ... هسيبك دلوقت ترتاحي تصبحي على خير .
خرج من غرفتها و هو يتنفس الصعداء ..الحمد لله عدت على خير ..سامحني يا رب بس غصب عني 
في اليوم الموالي 
في فيلا والدة مروة  
نهضت ابتسام والدة مروة على طاولة الافطار و   تهم بالذهاب الى عيادتها فهي طبيبة عظام
:  على فكرة يا حبيبي  ما تنساش ان مهلة الحقي'ر  هتنتهي بكرة ..لو ممكن تعدي عالقسم تعمل بلاغ تاني  انا النهاردة عندي مواعيد كثير مش هقدر اطلع من العيادة الا متأخر 
فؤاد  : حاضر يا روحي ...و لو  اني مكنتش موافق من الاول انك تسحبي البلاغ الاول .. 
ابتسام : نعمل ايه في دلع بنتك ....ما هي اللي أصرت تسحبه  قال ايه نديه فرصة يمكن  يصلح غلطته من غير فضيحة !
فؤاد: كنت متأكد أنه واحد وا'طي و مستحيل هيتقدم لها !
ابتسام: ما تقلقش .. انا هأعرف اخليه يتربى الحيو'ان
في هذه الاثناء نزلت مروة 
مروة : صباح الخير
فؤاد بحب : صباح الورد 
ابتسام : صباح النور كل ده تأخير  يا ميرو..  !! 
مروة : معلش يا ماما اتاخرت في المذاكرة  امبارح و راحت عليا نومة 
فؤاد : بس كدة حبيبة بابي مش هتلحق تفطر زي العادة ! 
مروة بإبتسامة : لا طبعا... قعدت اهو ☺️
ابتسام : طب يالا شدي حيلك  بقى مش فاضل كثير عالثانوية العامة  عايزينك تجيبي مجموع كويس عشان تدخلي طب 
مروة بتذمر: بس انا  عايزة ادارة اعمال عشان اساعد  بابي فؤاد في الشركة !
- بس بابي سليم الله يرحمه كان عايزك تطلعي دكتورة نساء 
تذمر فؤاد لسماع سيرة زوجها السابق 
فؤاد بضيق: مش كنتي متأخرة عالعيادة !؟  يالا يا ابتسام عشان اوصلك في طريقي . 
ابتسام : لا يا حبيبي انا النهاردة  رايحة بعربيتي ...ما انا قلتلك احتمال أتأخر في الشغل مش عايزة اتعبك ابقى وصل انت ميرو 
فؤاد : ماشي براحتك ...
في شركة والد طارق 
- استاذ طارق حمد لله على السلامة  نورت الشركة يا راجل فينك مختفي ؟
- الله يسلمك يا حازم ...كنت تعبان شوية 
- ألف سلامة عليك بس بصراحة احوال الشركة مش بتعجب مع غيابك انت و مروان ...الجو ابتدى يتلخبط محتاجين وقت على ما نقدر نضبط الامور لان موقفنا في السوق بقى وحش
تذكر طارق مروان و فورا غلى الدم في عروقه لكن حاول ان يتمالك اعصابه و لا يظهر غضبه فمروان مهما كان يملك 50 بالمئة من اسهم الشركة بعد ان ورثها عن والده هذا يعني انه شريك والد طارق فيها و يحظى بإحترام جميع الموظفين كما ان له عيونا في كل مكان .
- ربنا يسهلها يا حازم ...شوف عاصم وصل ولا لسة هنعقد اجتماع مجلس ادارة بعد ساعة و نحط خطة عشان نرجع للسوق اقوى ..بلغ الكل .
- تمام .. بس قبل كدة فيه اوراق لازمها توقيع حضرتك ..عن اذنك 
- ماشي هابقى اشوفها قبل ما نبتدي الاجتماع 
دخل طارق الى مكتب مروان و هو يلتفت يمينا و يسارا كي لا يراه احد 
فلاش 
سيف : احنا  هنقدر نحدد مكان مروان  من خلال المبالغ اللي بيسحبها و للأسف ما نعرفش ارقام حساباته
 لو قدرنا نوصل لحسابات مروان يبقى كدة وصلنا لاول الخيط اللي هيدلنا على مكانه..و ده اللي انا عايزه منك يا طارق 
طارق : ازاي ؟
سيف : هتفتش لنا ف مكتبه عن اي اوراق بنك ..وصولات دفع حاجات زي كدة .. يا اما تدور في الحاسوب بتاعه 
باك 
حاول ان يفتش  في بعض الادراج .. لكن لم يجد اي شيء مفيد ...
-كان معاه حق سيف لما قال انه خبيث  و بيحسب لكل خطوة ألف حساب ..مش مخلي ولا حاجة في المكتب 
نظر الى حاسوب مروان الخاص  ضغط زر التشغيل و انتظر قليلا فوجده مغلقا بكلمة سر 
- يخربيتك يا وا'طي حاطط باسوورد ...اعرفه منين  انا بس 
تذكر تاريخ ميلاد مروان و ادخله ..خاطيء 
- مش قادر افكر في حاجة تانية ...نظر الى هاتفه بضيق 
و هو يتذكر  شيئا 
 - لو عرفت اي حاجة أتصل بيا فورا انا هساعدك
عاد ينفخ بضيق من الفكرة 
- مكنتش متخيل اني  في يوم من الايام اتعاون معاك ..بس معنديش خيار ..كله عشان روز
أتصل بسيف
- ها وصلت لحاجة ؟ 
طارق بضيق : زي ما توقعنا المكتب فاضي مفيهش حاجة مهمة
- طب و الحاسوب ؟
- قافله بباسوورد مش قادر افتحه
فكر للحظات ثم اكمل : جرب كلمة روز 
طارق بغضب : انت بتقول ايه ؟
سيف بهدوء : طارق ما تفقدش اعصابك من اول خطوة.
مروان واحد حقي'ر و تتوقع منه اي حاجة .. جرب يالا مش هنخسر حاجة 
بالفعل جرب طارق الكلمة فسرعان ما فتحت الشاشة و غلى الدم في عروقه :ده  فتح بجد  !! أقسم بالله ما هارحمك يا مروان الگلب !! و أوعدك ان مو'تك هيكون على ايدي !! بقى عامل اسم مراتي باسوورد يا زبا'لة ؟؟
سيف بسخرية  : طليقتك يا طارق اوعة تنسى
طارق بحدة : يا شيخ اتنيل انت كمان ...انت لسة ما قفلتش!
و اقفل الهاتف  بغضب مع سماعه ضحكة ساخرة من سيف 
انهمك طارق في تصفح كل الملفات الموجودة و نسخ كل ما يحتاجه على قرص فلاش و اقفل الحاسوب و غادر دون ان يلتفت انتباه احد
في المستشفى 
في غرفة روز
-  نص ساعة و تكوني جاهزة يا ندى  ماشي ؟ 
اومأت برأسها بإيجاب 
خرج  ياسين  من الغرفة و  اتصل بوالدته موضحا لها الموضوع 
- واه ي ياسين عاوزني أكذب على كبر ؟
- يمة غصب عني  ماني فهمتك الموضوع و ڨولتلك معرفتش اڨولها ايه ...و بعدين انتي عتڨوليلها ي بتي..  زي ما عتڨولي لشيماء اختي او أي بت جيران  و خلاص ! مش معنى اكده انك كذبتي ؟
- و افرض ڨعدت تسأل و تستفسر؟
- يمة  البنية ما عتتكلمش واصل عتسأل كيف؟
- واه كيف نسيت الموضوع ديه ؟
- المهم يمة مسافة الطريڨ و نكون هناك 
- توصلو بالسلامة يا ولدي 
اقفل الخط و التفت الى الغرفة حيث وجدها تقف كالملاك في تلك الثياب البيضاء و تلك الطرحة التي زادتها جمالا و هي تبتسم في خجل لتصبح كالبدر في تمامه 
بقي يتأمل ذلك الجمال الساحر رغما عنه ..لم يجعله يفيق من شروده  الاصوت حمحمة من خلفه 
-  احم ...لو جاهزين  يالا بينا !!
ثم اردف في اذن ياسين بمرح : شكلي جيت في وقت مش مناسب 
ياسين بامتعاض: هسس يا جلال  يخربيتك هتفضحنا !!
همس جلال  بسخرية: و الله محد هيفضحك غير عينيك يا صاحبي
 
حمل ياسين اغراضها و نزلا الى الأسفل و انطلقا الى بيتهم
اخذ طارق قرص الفلاش الى الضابط مصطفى 
- اهو ده الموجود عالحاسب بتاعه 
مصطفى : تمام ان شاء الله هنقدر نوصل لاي معلومة منه و شاكرين تعاونك معانا 
- عشان روز انا اعمل اي حاجة .
في هذه الاثناء وصل سيف 
سيف بسخرية : اومال طلقتها ليه طيب!
وقف طارق بغضب: و انت مالك !! مش معنى اني وافقت اتعاون معاكم تسوق فيها  بالشكل ده !!
مصطفى و هو يجلسه محاولا تهدئته
مصطفى : و بعدين معاك يا سيف ؟ احنا هننسى هدفنا و نقعد نتخانق على حاجات هايفة ؟ ما تخلونا نركز عالخطوة اللي جاية ! 
طارق و هو يحاول تمالك اعصابه
- ايه الخطوة اللي جاية يا مصطفى .
مصطفى :  مش مروان حاطط لنا تنصت !؟ ماشي 
هنرمي طعم لكلا'ب مروان 
سيف بإنتباه : ازاي 
مصطفى : هقولكم  ازاي .
يتبع ....

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
بعد مدة ليست بقصيرة وصلت الثلاثة  الى اسوان ...
استيقظت من النوم تنظر عبر النافذة بإنبهار  مستمتعة بالمناظر الخلابة و الطبيعة الساحرة  
نظرت الى ياسين الذي كان يطالعها عبر نافذته بشغف و اشارت إليه بمعنى : احنا فين ؟
ياسين بإبتسامة : احنا وصلنا اسوان شوية و هنكون في البيت 
استغرقوا بعض الوقت حتى وصلوا الى منزلهم  حيث كانت في انتظارهم سعدية والدة  ياسين 
دخل ياسين قبل روز و جلال الى المنزل 
اسرع ياسين  نحوها يحتضنها بشوق 
سعدية بحب - كيفك يا ولدي اتوحشناك ڨوي يا نور عيني... 
يا شيمااااء وينك يا  بت.... اخوكي اهني !
خرجت شيماء  من غرفتها و اسرعت نحوه تحتضنه بشوق 
شيماء بحب- اتوحشناك يا حبيبي 🥰 طولت الغيبة 
دخلت  روز و بقيت واقفة في الخلف ترتقب في توجس 
غمز ياسين إلى والدته بمزاح : چرى ايه يا ام ياسين عتسيبي بتك واڨفة و تڨعدي تحضني فيا ولا ايه ديه حتى هي اللي عاملة حادثة و طالعة من  العملية مش اني !
انتبهت والدته و اسرعت بلهفة الى روز الواقفة بخوف
- الحمد لله على سلامتك يا بنتي كيفك يا ضناي ؟ 
روز تنظر بتوتر الى ياسين اللي اومأ لها بمعنى لا بأس 
ابتسمت بحب الى سعدية و بادلتها الحضن  و  احتضنتها كذلك شيماء بحرارة 
و أخيرا وصل جلال بالحقيبة 
- و انا مليش في الاحضان ولا ايه يا ست ام ياسين ؟
-  واه يا جلال يا ولدي ! بڨي ديه كلام !! انت مڨامك من مڨام ياسين مرحب ي ولدي..مرحب  بالغالي 
احتضنته و قبل يدها: كيفك يا حاجة  و الله زمان
- الحمد لله  يا ولدي و انت كيفك و كيفها  سناء ؟
- الحمد لله يا حاجة و أمي  بخير و باعثالك سلام كبير 
أم ياسين : الله يسلمك يا ابن الغالية ...يالا اتفضلوا اڨعدوا انتو چايين من طريڨ طويل ارتاحو على ما نچهز السفرة 
و نظرت بسرعة الى شيماء 
- ڨومي ي بت نحط الوكل الجماعة زمانهم واڨعين من الچوع
جلال بإحراج : طب استأذن انا بقى يا ياسين الطريق طوي..
قبل أن يكمل جملته اجابته سعدية بحدة : تستأذن كيف ي ولد !! بڨي تلحڨ لحد اهني وما تبلش ريڨك بشربة مية حتى !! نظرت الى ياسين بحدة : ما تڨول حاچة يا ياسين يعني عاچبك اللي عيڨوله صاحبك  ديه ؟ 
ياسين : الحاچة معاها حج يا  چلال ما يصوحش الكلام ديه عندينا ... دي تبڨي عيبة في حڨنا كصعايدة 
جلال : انت هتقول لي ؟ ده احنا عشرة عمر و كنا جيران و معنديش شك ف كرمكم انا بس مش عايز أتأخر أمي هتقلق 
سعدية : مفيش تأخير الوكل چاهز و اني عاملالكم البط و عارفة انك عتحبه.... على ما تغسلوا و تريحو تكون السفرة چاهزة .. و ابڨى كلمها عالتلفون  عشان  يرتاح ڨلبها
چلال بإستسلام : امري لله ..اللي تشوفيه يا ام ياسين 
عند مصطفى  و سيف 
سيف باستفهام : يعني عايزنا نوصل معلومات غلط لمروان ؟  ليه طيب ؟ هنستفيد ايه احنا من كدة؟
مصطفى : الوقت بيجري مننا و احنا مش عارفين نتحرك طول ما عيون مروان خانقانا ...احنا محتاجين نحول انظارهم في مكان معين عشان يلتهوا شوية....  و في الوقت ده نتحرك احنا براحتنا فاهمين ؟  
طارق : مش كنا عملنا بلاغ احسن ؟ ابوها متلقح عندكم كنت اجبرته يحط بلاغ عن اختفائها ؟ 
مصطفى : لا يا طارق ... احنا عايزين نلاقيها من غير ما نعمل بلاغ عنها و نعممه ف كل الاقسام 
طارق : ازاي ؟؟
مصطفى : هندور بس بسرية ...عندنا جماعتنا اللي بيعملوا متخفين ..هيسألوا من غير ما يثيروا انتباه حد 
سيف : طب هتوصل المعلومات دي لمروان  ازاي و انت مش عارف مين الگلب بتاعه في القسم  ؟؟
ابتسم مصطفى بخبث : مين قال اني مش عارف !؟؟ 
طارق : عارف مين هو و سايبه يتحرك بحرية ؟
سيف بثقة  : مصطفى مش عايز يوصل لذيل الثعبان... مصطفى بيدور على راسه لأن هو ده مكمن الخطر و السم
مصطفى : بالضبط كدة ...و بعدين  و لما يكون ذيله معانا و  فاكر ان احنا واثقين فيه ده هيفيدنا اكثر من اننا نكشفه و نرميه فالسجن.
طارق : طب هنقول له ايه ؟ 
مصطفى بثقة - جماعتنا شافتها في اسكندرية 
طارق و سيف  مع بعض بدهشة : اسكندرية !!! 
- مالكم بلمتم كدة !؟؟ ايوة اسكندرية ! خلي گلاب مروان تصيف لها كام يوم  قبل ما يبتدي المصيف ده حتى هوا اسكندرية في الوقت ده تحفة 🙄😂
ضحك الجميع في نفس الوقت .
في بيت ياسين
اتحطت السفرة و بدأ الجميع في الاكل و الكلام و الضحك و تبادل الذكريات   الا روز المتوجسة 
لاحظ ياسين ترددها  في الاكل و احساسها بالغربة بينهم فأشار الى والدته 
فهمت سعدية ما يرمي اليه فقربت صحن الفراخ لروز و هي تشير إليه: چرى ايه يا ندى مش بتكلي ليه يا ضناي انتي عيانة و محتاچة  تعوضي اللي خسرتيه...خذي حتة الفرخة دي 
ابتسمت بأدب و هي تأخذها و تشير إليها بمعنى شكرا 
في هذه الاثناء وقف جلال قائلا 
- تسلمي يا ام ياسين  على الأكل القمر ده  ...سفرة دايما يا رب بس انا مضطر امشي 
نظرت سعدية بدهشة : واه واه يا ولدي ! لحڨت تاكل ميتي ؟ دي طبڨك زي ماهو ! متصربع على ايه مش عارفة !!
- بالعكس و الله انا بقالي كثير ما كلتش بالشكل ده...
- طب استنى  اشرب الشاي  تنزل بيه اللڨمة ! 
نظرت الى شيماء : فزي ڨومي ي بت جيبي الشاي !
جلال و هو ينظر الى ياسين  بتردد: و الله يا خالتي مرتبط بمعاد مهم الصبح و مستعجل عشان الحق أنام لي ساعتين قبل الصبح ما يطلع...ما تقول حاجة يا ياسين ! 😥
ياسين بمزاح : ما تصدڨيهش يامة تلاقي لا فيه معاد ولاحاچة 
جلال و هو ينظر الى  ياسين  بحدة بمعنى حسابي معاك بعدين
  ثم نظر الى سعدية بإحراج : لاو الله  يا حاجة انا  فعلا متفق مع ريهام اننا نروح ننقي العفش سوا بكرة الصبح و ما اقدرش أتأخر عليها 
سعدية بإستغراب : واه يا ولدي ! هي الدنيا طارت !!  ايه اللي عيچرى يعني لو اتوخرت عن معادك او لغيته  حتى ؟ 
جلال بتلقائية : يوووه ! دي كانت ريهام تعلقني ! 
ضحكت سعدية و شيماء  من عفويته و بقيت روز تنظر في صحنها بإبتسامة خجولة تحاول أن تخفيها عنهم
شده ياسين من ثيابه كي يسكت و هو يضحك على موقفه
- هسس ي ابن المهزڨة فضحتنا وسط النسوان 
ضحك الجميع بما فيهم روز ...تاه ياسين في ضحكتها و انتبهت لذلك كل من سعدية و شيماء 
 سعدية : طب يا ولدي براحتك ..و لكزت  ياسين كي يفيق من شروده .. وصل صاحبك يا ياسين و تعال يا ولدي عاوزاك 
نظرت الى شيماء : شيماء ابڨي لمي السفرة اختك تعبانة من السفر و من رڨدة المستشفى عنوديها اوضتها ترتاح و راچعة اساعدك
جلال : اشوف وشك بخير يا حاجة.
- مع السلامة يا ولدي 
خرج ياسين مع جلال 
جلال : ها ...هتعمل ايه دلوقت  ؟ 
ياسين - انا اتصلت بواحد أعرفه و اجرت شقة صغيرة في مكان هادئ و اتفقت مع طاهر يشوف طلبات البيت هنا و حامد هيبقى يجيبلي اللي احتاجه  ...انا  مش ناوي اطلع اليومين دول من الشقة  لحد ما نشوف الدنيا هترسي على ايه 
- خير ما عملت ي صحبي ربنا يعديها على خير ..مسير الحق يظهر 
- انا مش خايف غير على البنت اللي جوة دي ..مش عارف ايه الدنيا معاها ولا قادر اتحرك براحتي عشان ادور على اهلها 
جلال - كله هيعدي بإذن الله ...اهي مع امك و اختك يعني في الحفظ و الصون .
ياسين - يا رب ...ابقى خلي بالك من نفسك يا خويا 
جلال - و انت كمان ...و على فكرة ... ابقى خف من النظرات يا روميو احسن  امك و اختك فقسوك 😂
- طب يالا يا اخوي ..طريقك صحراوي 
جلال بضحك : مع السلامة 
مروان : مادام اتصلت أخيرا يبقى  أكيد فيه جديد 
معتز : ايوة يا باشا فيه 
مروان : هات اما نشوف عندك ايه 
معتز : شافوها في اسكندرية 
مروان بدهشة : اسكندرية ؟ امتى و ازاي ؟
معتز : زي ما بقولك كدة ...معلومات مؤكدة جات للضابط مصطفى من قسم الاسكندرية
مروان بشك: مش يمكن يكون ملعوب منه؟ ما انت بنفسك قلت أنه مش بيقول حاجة ولا قادرين ناخذ منه معلومة وحدة  بقاله مدة لأنه أكيد عارف ان عنده أجهزة تنصت ...هيقول دلوقت على مكانها ليه ؟! ده أكيد  فخ يا معتز 
معتز : لا يا بيه انا متأكد ان المعلومات صحيحة
مروان : ايه اللي يخليك متأكد بالشكل ده  يا فالح 
معتز : هقولك
فلاش 
 مصطفى قاعد في كافيتريا القسم  و معاه معتز و عماد و صبري 
عماد : خير يا حضرة الضابط ؟ هو حضرتك مجمعنا كدة ليه ؟
مصطفى بصوت خافت : عشان عندنا جديد بخصوص مدام روز
صبري : مادام كدة ما جمعتناش ليه في مكتبك أحسن !
 جايبنا كافيتريا المباحث  ليه ؟؟
مصطفى و هو ينظر حوله  بترقب : لاننا متراقبين 
توتر معتز قليلا و قال : متراقبين ازاي ؟
مصطفى بجدية : انا عندي اجهزة تنصت في مكتبي و ده معناه ان فيه بيننا خونة..عشان كدة ما اقدرش اتكلم مع اي حد ولا اقدر اتكلم براحتي في مكتبي 
شهق عماد بدهشة  بينما بلع معتز ريقه بخوف
عماد: خونة ما بيننا !! 😳
مصطفى بجدية : ايوة و للأسف انا مش بثق حاليا في حد الا انتو الثلاثة عشان كدة هأديكم التعليمات و نتحرك في سرية تامة من غير ما حد تاني يحس بينا 
تنفس معتز  براحة و اردف صبري : ده شيء  يشرفنا يا حضرة الضابط 
معتز: يا رب نكون عند حسن ثقتك فينا يا افندم 
مصطفى بعزم : معنديش شك ف كدة....يالا جاهزين  عشان اقولكم هتعملوا ايه ؟ 
بصوت واحد : جاهزين يا افندم 
باك 
معتز: هو بنفسه اللي قال ان واحد من جماعته في قسم الاسكندرية أتصل بيه و اكدله أنه شافها و معاها وحدة ست كبيرة في السن 
مروان : طب و قالكم عالخطة ؟؟ 
معتز : ايوة يا بيه ..و هنتحرك فورا 
مروان : يبقى خلينا على اتصال عالخط السري دايما و تبلغني بأي جديد  حتى لو وش الفجر فاهم !
معتز : علم يا باشا 
لمعت عينا مروان بفرحة : أخيرا ظهرتي !
دخل ياسين إلى غرفته لأخذ اشيائه و دلفت والدته خلفه 
- ها يا ولدي مش ناوي تخبرني ايه اللي حوصل معاك ؟ 
تنهد ياسين بحزن و جلس : وڨعت في مكيدة واحدة شي'طانة يامة ...اتبلتني و لبستني تهمة مليش يد فيها ...و المشكلة عتڨول عندها شهود ده غير  الدكتورة اللي كشفت عليها ڨال ايه صوح طلعت مغت"صبة. ..يعني كل الأدلة ضدي
- طب و انت يا ولدي عملت ايه؟
- ما عرفتش اعمل حاجة غير اني اهرب لحد ما الاڨي حل للمصيبة دي او يظهر ربنا الحق من عنده 
- يعني ناوي تهرب تاني ؟ 
- مؤقتا بس يمة لحد ما ترسي الحكاية على بر
- خايفة عليك ڨوي يا ولدي  انت متقدرش عالحكومة !
  - عنحاول نضيع وجت يمكن يظهر الحڨ  يمة... على فكرة  خط  التلفون و الشريحة احتمال يكونوا متراڨبين بعد اكده و مش بعيد يراڨبوا حتى شريحة شيماء و چلال  عشان اكده اني اشتريت چوالين  ... واحد للبنية و واحد عندي و الشريحتين مش متسجلين بإسم حد  عنتكلم منه مؤقتا ... لو حصل اي حاچة  رقمي متسچل عنديها 
- طب و عنصرف منين يا ولدي ؟
- اني سبڨ و سحبت رصيد كافي و حطيته في حساب طاهر هو عيبڨي يسحب منه و يصرف عليكو ...يعني ما تڨلڨيش عليا عامل حساب كل حاچة .
- طب مش عتقولي حكايتك مع البت دي ايه ؟
- ولا حكاية ولا رواية يامة ...البت شكلها كانت هربانة من حاچة و وڨعها النصيب في طريڨي و الباڨي انت عارفاه 
- بس نظراتك للبنية بتڨول حديث كثير يا ياسين 
توتر ياسين : واه يامة ! حديث إيه عاد !! 
- ما خابراش ...انت ڨول لي !!
ياسين : مفيش  حاچة يمة ...اني طالع و ابقي خلي بالك منها زين اني وصيت طاهر يشوف طلباتكم ....بس اوعك تخليه يشوفها او يلمح خيالها حتى !!
سعدية : اهيه !! ليه بڨي ؟! 
ياسين بتوتر : اكدة و خلاص يمة ...مش عايز حد يعرف أن البنية عندينا لاني خايف اللي كانت هربانة منيهم يدوروا عليها و يلاڨوها عندينا ..مش مأمن لحد دلوك 
سعدية بإبتسامة ماكرة: بس اكده ؟! خايف يلاڨوها بس !
ياسين بضيق : وه يمة !! عيكون  إيه عاد غير اكده ؟؟ 
سعدية : اني شفت نظراتك ليها عاملة كيف !؟ 
ياسين بعصبية  : امة !! اااني سبڨ و ڨولتلك في التلفون دي أمانة بين ايدينا و اني معتبرها  اختي كيفها كيف شيماء ...!! 
سعدية: طب و مالك اتعصبت اكده !! انت عمرك ما كان خلڨك ضيڨ و لا رفعت صوتك في وجهي ! 
شعر ياسين بضيق من تصرفه .. فأمسك يدها بحنان و قبلها
- حڨك عليا يا حجة ما  عاش ولا كان اللي يرفع صوته في حضرتك ...اني بس اعصابي تعبانة من اللي بيوحصل معاي 
واحدة تتهمني بالباطل و عاوزاني اتچوزها غصب لإما تسجني
و الثانية فاڨدة ذاكرتها بسببي و منعرفلهاش أهل ولا ناس 
مستڨبلي ضاع يمة و شغلي  ضاع... مين بعد اكده عيڨبل على بته او ابنه يدرس عند واحد مغت'صب و رد سچون !؟
سعدية بإشفاق : هونها تهون يا ولدي ....ربك كريم 
ياسين : و نعم بالله ... يالا فوتتك بعافية  يمة
 اخذ حقيبته و خرج من الغرفة 
نظرت والدته الى طيفه بحزن : راچع متغير يا ولدي ... مع كل المصايب اللي عتمر بيها  عيونك فاضحاك و عتڨول انك عاشڨ بس انت بتكابر ....ربنا يهدي سرك و ينصرك و يحميك.
كان يهم بالذهاب لكنه احس بحاجة ملحُة في رؤيتها لآخر مرة فهو لا يعلم متى سيعود و إن كان سيعود اصلا ...لم يكن يقوى على وداعها لكنه لم يستطع ان يغادر دون ان يخبرها عما يختلج في صدره  ...فعاد الى غرفته 
-ايه يا ولدي ... نسيت حاجة ولا ايه ؟ 
ياسين بتردد يحاول اخفائه
 - ايوة يمة نسيت اوراڨ  ...يمكن نحتاچها و لا حاچة
- طيب يا ولدي دير بالك زين 
تركته والدته و انصرفت الى غرفتها ...تأكد من ذهابها ثم  اخذ الكيس الموضوع فوق سريره و خرج 
طرق باب غرفتها و انتظر قليلا ثم فتح الباب 
فوجدها نائمة  كالاطفال و شعرها الغجري منسدل بعشوائية على وجهها الملائكي ..جلس على جانب السرير بخفة حتى لا تستيقظ
- مضطر غصب عني اني اختفي مدة  بس مخلي ڨلبي هني  .. يا ريتنا كنا اتڨابلنا في ظروف تانية ...عتوحشيني ڨوي
وضع الكيس بجانبها و كاد يهم بالانصراف حين شعر بحركة منها و بيدها تمسك يده
ارتعدت اوصاله من لمستها و لكنه حاول الا يتوتر
- انتي صحيتي ؟ مكنتش عاوز اصحيكي انا بس چايبلك  حاچة و  چاي اقولك اشوف وشك بخير 
اعتدلت في جلستها و هي توميء بتعجب و تسحبه ليجلس بجانبها ثانية .
جلس بعد تردد و سحب الكيس و اخرج ما فيه  : لوحة سحرية و اقلاما خاصة بها و هاتف نقال 
- بصي انا چبتلك ايه ؟دي  لوحة  تڨدري تكتبي لشيماء اي حاچة انتي عاوزة تڨوليها هتكون احسن من الدفتر  ...و ده تلفون عشان نفضل على تواصل 
امسكه و اشار الى رقمه : ده رقمي و فاتح واتس نتكلم عليه و اعرف اخباركم منه ...
امسكت اللوحة بزعل طفولي :
- طب ليه كل ده ؟ ما تفضل معانا انت ؟ 
ياسين بضيق :
 - غصب عني و الله ...انا  مسافر و مش عارف  راجع ميتي... 
رغم المرارة و الألم الذان يشعر بهما حاول تلطيف الجو و التخفيف من حدة لحظة الوداع التي كان يتهرب منها  فأردف مازحا
- و بعدين انتي معاكي امك و اختك مش لوحدك يعني ! 
كتبت جملة و الحزن يغمر عينيها و ادارت  له اللوحة و الدمع يترقرق في عينيها الملونتين 
- بس انا مش بحس بالأمان غير معاك !
 اول ما قرأ تلك العبارة احس بقشعريرة تسري مع كافة جسده .. كانت تتملكه رغبة عارمة في هذه اللحظة  بإحتضانها بشدة لكنه منع نفسه جاهدا كي لا يفعلها 
فجأة وجدها  هي اسرع .. اندست بين ضلوعه و راحت تبكي 
انهارت حصون ياسين و خفق قلبه بشدة .... لم يعد يستطيع المقاومة اكثر فاخذها بين احضانه بكل ما اوتي من قوة  و تمنى الا يفلتها أبدا و الا تنتهي هذه اللحظة ..لدرجة أنه لم يستطع منع دموعه ايضا ... 
انفطر قلبه لبكائها  فاخرجها و هي منهارة من البكاء و مسح على وجهها  بحنان يزيح بعض الخصلات التي بللتها دموعها 
ياسين بحب - بس يا ڨلب ياسين  .. انا اڨدر استحمل اي حاچة في الدنيا الا دموعك دي ...عشان خاطري بلاش بكا 
عادت الى مكانها و هي منهارة ثم  وضعت اللوحة امامها و هي تكتب بيد و تمسح دموعها باليد الاخرى 
- توعدني  انك هترجع قريب؟ 
ياسين بلهفة - مش هقدر ابعد عنكم اصلا ...  أوعدك اني هاعمل المستحيل عشان ارجع تاني ..يالا نامي عشان ترتاحي .
تركها و غادر تلك الغرفة و قلبه يكاد يخرج من مكانه ...خانته الخطوات و تثاقلت رجلاه ترفض المغادرة لكنه تحامل على نفسه و خرج من المنزل كالمخدر من حضنها و سحر لمستها
يتبع ...

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
غادر  ياسين تلك الغرفة و قلبه يكاد يخرج من مكانه ...خانته الخطوات و تثاقلت رجلاه ترفض المغادرة لكنه تحامل على نفسه و خرج من المنزل كالمخدر من حضنها و سحر لمستها
في فيلا  الدكتورة ابتسام والدة مروة 
كانت مروة في المطبخ   تحضر شيئا تأكله و فجأة شعرت بيدين تحتضنها من خصرها و انفاس ساخنة تلقح رقبتها 
اتلفتت و هي تشهق بشدة : 
مروة بعصبية- اخصة عليك قلتلك مية مرة ما تخضنيش كدة !! 
- اعمل ايه !!  وحشتيني اوووي
ابتعدت عنه و هي تنظر خلفه في كل الاتجاهات بتوجس : 
- مش اتفقنا بلاش الحركات دي هنا ؟ افرض الشغالة شافتنا ؟! 
احاطها بيديه بتملك و هو يشم شعرها برغبة: - ما تخافيش يا قمري ...انا شفتها و هي طالعة من الفيلا ...يالا بقى عشان عايز اقولك كلمة سر 
مروة بدلال : طب روح انت دلوقت و انا هاضبط نفسي و جايالك .
اجابها بغمزة :  ما تتأخريش عليا محضر لك سهرة قمر و جايب لنا صنف جديد هيعجبك اوي 😉
مروة بمياعة : ما اقدرش أتأخر عنك اصلا يا دودي 
بعد اسبوعين تقريبا 
في احد اقسام المباحث بالقاهرة :
الضابط : يعني ايه مختفي كل ده!  هو كان حباية لب مثلا ؟؟؟
- يا افندم احنا مراقبين كل الخطوط اللي ممكن يكون لهم اتصال معاه مفيش اي اتصال ورد او صدر من عنده و شريحته مش في الخدمة ده غير انه مش بيسحب فلوس من حسابه
-الضابط : طب مفيش اخبار من قسم اسوان ؟
- مفيش يا حضرة الضابط.. محدش شافه هناك  كمان ...البيت اتفتش بالكامل  و متراقب من ساعة ما صدر الامر بالقبض عليه .. اهله عايشين لوحدهم محدش بيطلع او بينزل من عندهم غير ابن عمه اللي بيشوف طلبات البيت . و اهو متراقب هو كمان من اسبوع  بس كله نظيف مفيش اي دليل تواصل بينه و بين ابن عمه
 الضابط : طلعت حويط يا ابن الجنية .. بس مسيرك هتقع في ايدينا يا استاذ ياسين .
عند مروان 
مروان: معقولة بقالكم اكثر من اسبوع مش عارفين لها أثر !! 
معتز: يا مروان بيه ما انا بقولك على كل حركة...صدقني قلبنا اسكندرية شبر شبر ما سيبناش حجر ما دورناش وراه ...بس محدش شافها او يعرفها 
مروان : و انا كمان رجالتي مخلوش حتة في اسكندرية ما سألوش فيها و برضو مفيش اي تقدم ...و ده ملوش غير تفسير واحد يا معتز
 معتز : ايه هو يا مروان بيه ؟
مروان بغيظ:  أكيد ده فخ من مصطفى عشان يلهينا .
معتز : لا يا بيه انا متأ.....
مروان بغضب : انت تخرس خاااالص مش عايز اسمع صوتك و اوعة تتصل بيا تاني قبل ما اطلبك فاااهم !!
قفل السكة ف وشه : جاتك القرف واحد غبي  ...الحق عليا اللي مشغل واحد بهيم زيك ! تذكر مصطفى فغلى الدم في عروقه  : بقى بتلعب معاي يا حضرة الضابط ؟! اما وريتك اللعب الحقيقي مابقاش انا مروان .
عند روز 
طيلة الفترة السابقة تحاول أن تندمج وسط الجو الاسري الذي وجدته عند ام ياسين و اخته .. كانت سعدية تعتبرها  ابنتها حقا و تغمرها بحب و حنان الام الحقيقي الذي طالما حرمت منه   ...تعلمت اعمال المنزل و الطبخ و الخبز من أم ياسين لكنها لا تسمح لها بالعمل بسبب ظروفها الصحية بل تجلس و تشاهدها بتركيز شديد  ..تحاول  شيماء التملص من أسئلتها قدر الإمكان ففي اجاباتهم الكثير من التناقضات لذا كانت تتحاشاها دوما 
باقي الاوقات كانت تمسك هاتفها و تتحدث مع ياسين على الواتس  بدون توقف .
اما عن ياسين فقد كان يقضي كل يومه في تلك الغرفة المظلمة
ما بين  التواصل مع من اسرت قلبه و شغلت تفكيره  و بين اعادة قراءة الشات بينهما او تأمل صورها التي اخذها لها خلسة حين كانا في المشفى .
عند سيف و مصطفى  : 
مصطفى - اهدى يا سيف  مش كدة ! 
سيف بغضب : اهدى ازاي  و انا مش عارف هي فين و مع مين طول المدة دي  يا مصطفى ؟! انا حاسس ان احنا اتأخرنا اوي يا خوي ! 
مصطفى : احنا عاملين اللي علينا و مش ساكتين يا سيف  و اديك شايف...  بقالنا أسبوعين ناشرين رجالتنا على طول الطريق الصحراوي من هنا لحد أسوان ..  هنلاقيها ان شاء الله.
سيف بقلق : يا رب !! 
مصطفى بتردد : سيف انا عايز اسألك سؤال بس ارجوك ما تفهمنيش غلط 
سيف : و افهمك غلط ليه ما تتكلم على طول مش بحب جو الالغاز بتاعك يا مصطفى !
مصطفى : هو انت متأكد من مشاعر  روز ناحيتك يا سيف ؟
سيف بتسرع : قصدك ايه ؟! 
مصطفى : صبرك ما تبقاش عصبي كدة ؟ قصدي هي بتحبك زي ما انت بتحبها ؟ 
سيف بإقتناع : ايوة متأكد انها بتحبني...  و الا مكانتش توافق تتجوزني ! و لولا الغبي ابوها كان زمانها في بيتي و بين ايديا دلوقت 
مصطفى بتردد : طب  صارحتك بكدة ؟ قصدي اعترفتلك انها بتحبك ؟ 
سيف بضيق : انت عاوز توصل لايه يا مصطفى ؟ 
- ولا حاجة  يا اخوي ما تشغلش بالك كثير  ... ربنا يقدم اللي فيه الخير 
قام مصطفى و تركه يفكر بجدية لاول مرة في الموضوع 
لم يتذكر أبدا انها اعترفت بحبه  ولا حتى حين اختارته و تركت طارق ... كانا سيتزوجا لكنه لم يكلف نفسه بأن يسألها عن شعورها نحوه ؟ هل يعقل أنه مجرد خجل فقط ؟ ان انها وافقت من باب المجاملة فحسب !!
فجأة تذكر طفولتهما و معا و مراهقتهما ... شبابهما ...في كل مرة كانت تردد نفس العبارة " انا بعتبرك اخوي اللي اتحرمت منه ...أيعقل ان ينتبه مصطفى  لمثل هذه التفصيلة و هو لا ؟؟
ابتسام والدة مروة 
- الوو يا فؤاد ...معلش  يا حبيبي  النهاردة عندي عملية مستعجلة و مضطرة اطلع من العيادة عالمستشفى  على طول احتمال أتأخر
فؤاد: هتتأخري  قد ايه يعني ؟ 
ابتسام : على حسب الحالة بس يمكن  ارجع الساعة 3 الصبح 
فؤاد : لا يا حبيبتي انا مش بتطمن و انتي ماشية بالعربية لوحدك في الوقت ده 
ابتسمت  بحب :  بعد العمر ده كله  لسة بتخاف عليا يا فؤاد ؟؟
فؤاد: ان مكنتش اخاف عليك هخاف على مين ؟؟ 
- طب اعمل ايه شغلي كدة ؟
فؤاد : طب بقولك ايه... انتي اول ما تخلصي رني عليا اصحى و اجيلك على طول 
ابتسام ' معقولة الكلام ده ي فؤاد ؟! الحكاية مش مستاهلة 
فؤاد: حيث كدة يبقى تباتي  في المستشفى و الصباح رباح ..
ابتسام بحب : حاضر يا روحي يبقى تصحى بدري شوية  الصبح تحضر الفطار ليك و لمروة ....فوزية اخذت أجازة لان بنتها ولدت و سافرت لها البلد
فؤاد : من عينيا يا قلبي ...خلي بالك  من نفسك 
في منزل عائلة  ياسين 
- شيماء ...انتي يا بت يا شيمااااء!! 
- ايوة يمة ! 
- هي البت ندى مالها ما باينلهاش حس واصل ! 
- هي طلبت مني فوطة و قالت عتنام بعد الظهر  شوية عشان عندها وجع كل شهر 
- طب  كل ديه نوم ! ده احنا بجينا المغرب ي بتي!!  ما  تجومي  تشوفي اختك   ليكون چرالها حاجة.... دي حتى ما اتغدتش ! 
حاضر يمة 
بعد شوية سمعت سعدية صرخة شيماء من الداخل  : ندى !!!!!! 
في شقة ياسين 
كان ممددا كعادته و طيفها لا يبارح خياله بينما  يطالع الشات و يتذكر كلامهما  و هو يبتسم بحب 
- انت مكنتش بتتكلم صعيدي ليه  لما كنا في المستشفى ؟
- لاني  عايش في مصر طول عمري:  اعدادي و ثانوي و جامعة و حتى شغلي هناك 
- طب انا ليه مش عارفة اتكلمها زيكم ؟ 
- لانك انتي كمان عايشة و متربية  في مصر مش في الصعيد
- عايشة عند مين ؟!
- و بعدين معاكي ؟؟ كفاية اسئلة  مش هتنامي بقى  يا لمظة !
- بس اقولك سر ؟ 
- قولي ي اخرة صبري 
- لما بتتكلم  صعيدي بتبقى  احلى بكثير 🥰
- انتي بتعاكسيني  يا بت ؟؟😂
- اعاكسك براحتي بقى ... مش اخوي ؟؟ 
تنهد ياسين بعمق و هو يقرأ آخر كلمة : و بعدين بس ؟! يا ترى هتكرهيني لما تعرفي الحقيقة ؟! ولا هتقدري تسامحيني ؟
بس غريبة  قافلة الواتس  من خمس ساعات !!  بتعمل ايه كل ده ؟؟ مش عوايدها تغيب عني كل ده
فجأة رن هاتفه برقمها : أخيرا فتحتي 
- الووو  يا ياسين الحقنااا 
انتفض برعب في مكانه : خير يا شيماء فيه حاچة ؟؟ 
- ندى ...ندى يا ياسين....  ماخابرينش مالها ؟؟ 
- ما خابرينش مالها كيف ؟؟! في أي يا شيماء انطجي !!!
- بتتلوى من الوچع و ما عارفينش نعملها حاچة و امة چابت الداية كشفت عليها بتجول هي مالهاش في الحالات ديه و لزمن تروح المستشفى 
ياسين بهلع : طيب اجفلي اني هتصرف ...
لم يكن يفكر حينها في شيء سوى سلامتها حتى لو كان الثمن قضاؤه كل حياته في السجن 
أمسك بهاتفه و أتصل بشخص و هو منهار تقريبا 
- الووو فينك يا حامد تجيبلي عربية و تچي تاخذني على بيتنا حالا 
حامد : خير يا ياسين ؟! لو فيه حاچة اجدر اعملها اروح اعملها اني و خليك انت !!
- لا يا حامد لزمن اروح بنفسي 
- بس انت اكده بتعرض نفسك للخطر ياخوي
ياسين بعصبية : انشالا اغوور فداهية حتى !!  المهم الحجني  بسرعة  ... يالا انجززز !! 
- حاضر ياخوي حاااضر دقيقتين  و اكون عندك ..
وصل حامد سريعا و انطلقا نحو المنزل  و هو يتصل مسرعا بهاتفها الذي كان مع شيماء 
- الووو يا  شيماء  !! اني في الطريڨ دڨيڨة و تكوني لابسة و چاهزة و ما تنسيش تلبسيها طرحتها و چلابيتها كمان
- حاضر ياخوي 
التفتت بإستغراب لوالدتها الجالسة بالقرب من تلك المسكينة التي تتلوى بآهات مكتومة 
- عيقول جاي يامة !! و طلب نلبس البنية ! خذي ساعديني نسترها عشان اقوم البس اني كمان !
كانت والدته  مندهشة من تصرفه !!  كيف تجاوز حذره و ترك كل شيء خلفه من اجلها ؟؟  ثم حتى في هذا الموقف يغار عليها ولا يريد ان يراها احد ؟ 
بعد مدة قصيرة وصل المنزل ركض كالمجنون نحو غرفتها ثم انتشلها و هي في وضع الجنين من كثرة الألم  و اسرعا الى السيارة هو و شيماء بعد ان طلب من حامد الإنصراف
في فيلا والدة مروة 
كانت الساعة تقارب العاشرة ليلا 
دلفت الخادمة فوزية من باب المطبخ الخلفي كي لا تصدر صوتا ..و هي تتمتم بتذمر لانها كانت قد نسيت مرتبها الشهري و بطاقة هويتها من اجل السفر في الصباح الباكر و اضطرت للعودة لاخذهما
سمعت صوتا غريبا يصدر من غرفة مروة في الأعلى 
شعرت بالفضول و راحت تتسحب شيئا فشيئا  دون ان تحدث صوتا حتى وصلت الى الأعلى و اقتربت من الغرفة 
صعقت مما سمعت و كتمت فمها بيدها حتى لا تُسمع شهقتها 
نزلت بخفة حتى لا تثير انتباه احد و اخذت اشيائها و غادرت الفيلا و هي في حالة من الصدمة و الذهول ! 
يتبع ...

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
في المستشفى 
دلف ياسين و شيماء بسرعة إلى المستشفى وضعها على احد الناقلات و ادخلتها الممرضات الى الداخل بسرعة
بقيا في الخارج قرابة نصف ساعة ينتظران خروج الطبيب و كان في حالة يرثى لها و شيماء  معه تحاول تهدئته : هتبڨى زينة يا خوي ما تڨلڨش عليها 
ياسين بعصبية- كيف  ما حدش يشڨ عليها  خمس ساعات بحالهم  ؟؟! افرضي كان چرالها حاچة !! هي دي الامانة  اللي اني سايبهالكم   ي شيماء ؟!  
شيماء بخوف : و اني نعرف كيف انها عتتعب ڨوي اكده ! اني  ڨولت تعب  عادي يعني !
كان سيرد عليها لكن الطبيب خرج فإتجه نحوه  بلهفة 
- خير يا دكتور طمني   ندى كيفها ؟؟ 
الطبيب : انت تقربلها ايه ؟
نظر ياسين إلى شيماء ثم اجاب بتردد يحاول ان يخفيه
- اني اخوها ..
- للأسف اختك عندها  تكيسات مبايض  و هي اللي بتعمل لها الوجع ده كله ..واضح من تحليل  الدم اللي عملناه انها كانت بتاخذ علاج عليهم بس ما انتظمتش عليه و مكملتوش للأسف ده خلى حالتها بقت اسوأ  و كمان كشف الاشعة مبين إن التكيسات دي كبيرة اوي و بقت بتشكل خطر عليها.
ياسين بخوف : ڨصدك اي يا دكتور ؟ خطر كيف يعني؟
- قصدي ان التكيسات دي  بقت في مرحلة متأخرة و ما ينفعش معاها الدوا ...لازم تدخل العمليات فورا  عشان نستأصلهم قبل ما نخسر المبايض كلها و ساعتها هتفقد الامل انها تبقى أم في يوم 
ياسين بصدمة: عملية ؟؟؟ 
الدكتور : ايوة يا استاذ اتفضل معاي تمضي على الموافقة على ما يجهزوها للعملية.
اتصلت شيماء على والدتها و اخبرتها  بينما ينتظران خروجها من غرفة العمليات بتوتر شديد  
شيماء بقلق : ياسين حبيبي اني خايفة  جوي  .. الدنيا مڨلوبة عليك انت لازم تختفي و اني هبڨي اكلم طاهر يجيب أمي و يجي يڨعد معانا لحد ما  ندى تطلع من هني بالسلامة 
ياسين بضيق : اني مش متحرك من هني غير لما اتطمن عليها ان شالا اتڨدم لحبل المشنڨة بعديها 
- واه ي ياسين مش اكده ي حبيبي ! انت عمرك ما كنت متهور ايه اللي حوصل ؟! 
- مش وڨت الحديث يا شيماء خلينا نتطمن عالبنية الاول !
في قسم المباحث
الضابط : ما دمت بتتصل في وقت متأخر كدة يبقى  أكيد فيه جديد !!...هات بشرني 
- ايوة ي حضرة الضابط ..المحروس ظهر أخيرا 
الضابط : طب مستنيين ايه !؟ اتحركوا فورا .. وابعثلي الموقع عشان الحقكم...محدش يظهر غير لما اوصل ...ياسين ده شكله حريص بزيادة و ممكن يهرب منكم لو حس انه متراقب .
خرج الطبيب من غرفة العمليات 
تقدم نحوه ياسين المنهار : طمنني يا دكتور ؟ 
- الحمد لله عدت مرحلة الخطر و قدرنا نشيل كل التكيسات 
من غير ما يحصل ضرر للمبايض هتبقى كويسة ان شاء الله
- الحمد لله ... طيب فاڨت ولا لسة ؟
- لا لسة ..كمان ساعة هتفوق من التخدير.. الحمد لله على سلامتها .
تنهد ياسين براحة أخيرا : الحمد لله و الشكر لله يا ما انت كريم يا رب ....الف حمد و شكر ليك يا رب
شيماء بخوف: حبيبي انت اكده اتطمنت عليها مش تڨوم تروح و تخلي اي حد يجي يڨعد معانا ؟
- مش ڨبل ما اتكلم معاها و اتطمن عليها  يا شيماء 
شيماء بتوتر - بس البوليس ....
ياسين بعصبية : اني ڨولت كلمتي يا شيماء ! مش متحرك من اهني و بطلي تخافي علي اني مش حرمة ولا ولد صغير !!
نهض من مكانه و غادر نحو مصلى المستشفى حيث كان الوقت  قرابة الفجر 
صلى ركعتين و قرأ ما تيسر من القرآن الى حين دخول وقت الفجر ...صلاه جماعة ثم توجه نحو غرفتها  و دخل على حين غفلة من الجميع 
وضع الكرسي بجانبها و امسك يدها بحنان و هو يتنهد بحزن
- ديه المرة الثانية اللي توچعي ڨلبي عليك اكده. ..مش كفاية موچوع من  بُعدك اللي مخليني ميت بالحيا !؟ 
شعر بحركة يدها فوقف يتحسس على وجهها و هي تفتح عينيها و تغلقهم بتعب عدة مرات 
-اخيرا فوڨتي ألف سلامة عليك....حاسة بوچع كثير  ؟؟ 
فتحت عينيها أخيرا و هي تبتسم اليه بتعب و تشد على يده التي مازالت تمسك بيدها و توميء بالنفي ثم اومأت له بالجلوس ثانية 
- يعني حاسة انك كويسة ؟ 
اومأت بالإيجاب مع ابتسامتها الساحرة رغم المرض
قام من مكانه و هو يتنهد براحة
- الحمد لله اني اتطمنت عليك ..اكده اڨدر اروح و اني مرتاح  
قطبت حاجبيها و تذمرت من تلك الجملة و هي تشده من جديد  تمنعه من الذهاب  و قد تجمعت قطرات من  الدموع بعينيها 
تنهد بحزن و هو يقترب منها و يرتب  بحنان خصلات من  شعرها التي بالكاد تسللت من تحت طرحتها : غصب عني يا ڨلب ياسين ...  مضطر اختفي بس عنبڨي على تواصل  أهم حاچة انك بخير ...خلي بالك من نفسك زين 
خرج من الغرفة و هو يجاهد نفسه كي لا يبكي فهو يشتاق إليها بشدة .
توجه الى الغرفة المجاورة حيث كانت تستريح شيماء 
- شيماء  ..اصحي يا شيماء 
- ها ياخوي فيه حاچة ؟؟
- ايوة. ... ندى صحيت خليكي معاها لحد ما يجي طاهر اني هبڨى أتصل عليه ...و بلغيه بالحرف : لو بصيت عليها نص بصة  اكده ولا اكده ياسين هيخزڨلك عينيك الإثنين 
حاكم اني عارفه ابن وس....ة 
ضحكت شيماء رغما عنها : حاضر يا خوي عنقوله 
تأهب  للخروج  و من خلفه شيماء  تعدل طرحتها كي تخرج الى غرفة ندى
فتح الباب  و اذا بعساكر متمركزة في كل مكان ...تسمر مكانه و هو في غاية الهدوء ينظر الى الضابط القادم نحوه 
- على فين يا استاذ ياسين ؟؟! هو دخول الحمام زي خروجه؟
- حمام ايه و صالة ايه مش فاهم؟
- احنا  هنستعبط من دلوقت  !! بس انت طلعت حكاية يا راجل ... دوختنا السبع دوخات على ما لقيناك
ياسين بسخرية : كل الدوخة دي و في الاخر اني اللي چيتلكم بنفسي ... أصل ما يرضينيش ادوخ الحكومة اكثر من اكده 
- ارفع ايديك لفوق و بطل استظراف انت مطلوب القبض عليك بتهمة اغت'صاب قاصر ..سلم نفسك من غير مشاكل احنا في مستشفى و مش عايزين نعمل دوشة !!
همس ياسين ببرود بصوت غير مسموع : 
- مروة قاصر !! و الله ما قاصر غيركم 🙄😏 
رفع صوته :  طب اديني فرصة بس اكلم اختي دقيڨة 
كان يهم بوضع يده في جيبه لكن كل العساكر وجهوا سلاحهم نحوه : وه وه وه !!! ليه كل ديه !! اني عنطلع مفتاح العربية بس !
- مش قلنا بطل تستظرف ؟ .عسكري ؟ خذه منه 
تقدم احد العساكر و اخذ منه مفتاح السيارة و وضع  القيود في يديه .
إقترب من شيماء التي كانت تهم بالخروج و صدمت من المنظر 
- وه يا خوي !!! ديه اللي اني كنت خايفة منيه !! 
- بطلي ولولة ي بت ..خذي المفاتيح و اتصلي على طاهر خليه يدفع تكاليف المشفى و يوصلكم عالبيت و زي ما وصيتك ها!
شيماء ببكاء : حاضر ي حبيب اختك .. حاضر
- يالا خذوووه .
اتصلت شيماء بوالدتها و هي منهارة : الحڨي يمة !!
- خير يا بت !! ندى حصلها حاچة ؟؟؟ 
-  لا يمة ندى بخير ...بس  البوليس ڨبض على ياسين !! 
- يا مراري !!  كيف حوصل ديه !!
-غُلبت معاه عشان يروح لكن هو دماغه ناشفة و راسه و ألف سيف إلا يتطمن عليها لحد ما العساكر طبت عليه .
- طب اقفلي دلوك  اني عنشوف طاهر يجيبني بعد شوية   اڨعد حداكم لحد ما البنية تطلع و انتي كلمي حامد يڨومله محامي اول ما الصبح يطلع
في الصباح 
سعدية - الوو يا طاهر تعال عاوزاك توديني مشوار
- حاضر يا مرت عمي دڨيڨة  و أكون عندك 
- و ما تنساش تجيب معاك فلوس 
في القسم : 
- يعني مش ناوي تعترف ؟ 
ياسين ببرود :  اعترف على حاچة ما عملتهاش !!! 
- على فكرة الانكار مش هيفيدك بحاجة .. احسنلك تعترف يمكن الحكم ساعتها يتخفف  
- اني معنديش حاجة اڨولها .. اللي عندي قولته 
- طب عيده ثاني  سمعنا كدة !؟ 
- اعيده المرة الكام ؟! ماني ڨلتلك الحكاية كلها !!
- للمرة الألف عندك مانع ؟؟؟ 
تنهد ياسين بإستسلام : حاضر 
في منزل ياسين
- خير يا مرت عمي كنتي عاوزاني  في حاچة ؟؟
- ايوة يا ولدي  ...ابن عمك اتقبض عليه 
- اتڨبض عليه كيف !!! مش كان مختفي عند حامد ؟؟ ايه اللي طلعه من اهناك ؟؟ 
- مش وڨت حديث اهو اللي حوصل عاد ..المهم  البت شيماء وحديها في المستشفى عاوزاك توديني عنديها 
- مستشفى ؟؟؟ خير هي شيماء مالها ؟! 
سعدية - شيماء بخير ...بس فيه بنية ڨاعدة عندينا  تعبت و شيماء معاها دلوك 
- بنية ؟؟ مين دي يا مرت عمي ؟! 
- واه يا طاهر ؟ وڨت طق الحنك اياك ! ما ڨولتلك مش وڨت حديث فز خلينا نروح نلحڨ البنات اللي ڨاعدين وحديهم دول!
-في ايه عاد  ي مرت عمي !!  مكانش سؤال ! 
- ما تسألش عن اللي مالكش صالح فيه يا طاهر ...يالا ڨدامي
وصلا  إلى المستشفى سريعا 
كان طاهر يهم بالخروج من السيارة لكن سعدية اوقفته
- استنى انت هني يا طاهر  لحد ما نتصل عليك
- طب م اچي معاكي اتطمن عليهم حتى !
سعدية بحدة: 
ڨولتلك استنى هني ...محبش اثني كلمتي يا طاهر !!
طاهر بإستسلام - امرك يا كبيرة 
دخلت ام ياسين المستشفى  و سألت عن غرفة ندى محمود 
دلفت هي و شيماء التي كانت بإنتظارها في الطرقة
 كانت ندى قد استيقظت للتو 
تهللت اساريرها حين رأتها و فتحت ذراعيها لتحتضنها 
ام ياسين بحب ممتزج بحزن: ألف سلامة عليكي يا ضناي حظك معفر تقومي من بلوة توڨعي في مصيبة 
اومأت بالنفي بإبتسامة رضا و هي تشير الى نفسها بمعنى انها بخير ☺️
- الحمد لله يا بتي ...بت يا شيماء روحي اسألي الدكتور اختك  عتڨدر تطلع ميتي
خرجت شيماء و بقيت ندى تنظر بترقب الى الباب كأنما تنتظر أحدا 
فهمت سعدية ما تبحث عنه فاجابتها بحزن 
- اخوكي سافر ثاني ي بتي مش عيڨدر يچي  دلوك ...
اغمضت عينيها بحزن و اومأت برأسها كأنما لا تريد ان تسمع ذلك او تصدقه 
بعد مدة دلفت شيماء و اومأت لها والدتها فخرجتا معا 
 - البت بتسأل على ياسين ... اوعي تچيبي سيرة ڨدامها هي لسة طالعة من عملية مش حمل صدمة 
شيماء : من غير ما تڨولي يمة.. على فكرة  الدكتور عيڨول تقدر تطلع اول ما تدفع حساب المستشفى و ڨالي كمان تاخذ الدوا ديه في معاده عشان الچرح يطيب ..و تبڨى تغير الضمادة كل يومين .
- على الله يا بتي...رني على طاهر يحاسب المستشفى بإسم ندى محمود على ما نساعد احنا البنية تلبس خلجاتها .
- حاضر يمة
في فيلا والدة مروة
يجلس فؤاد لتناول الافطار بينما تدخل ابتسام متعبة 
- صباح الخير
- صباح النور يا قلبي شكلك تعبانة
-   جداااا
-  تعالي اقعدي  اشربي لك  قهوة تصحصحك 
- هي مروة لسة ما صحيتش ده الساعة عدت 10 !
- محبيتش اصحيها كانت بتذاكر طول الليل و النهاردة اجازة ...ما تسيبك منها و احكيلي عن يومك
- العملية كانت صعبة اوي  حاولت كثير انقذ رجل الراجل لكن للأسف  ما عرفتش ...الاعصاب اتسحقت بشدة تحت العربية اللي داسته  في الاخير إضطرينا نبترها 
- يا ساتر عالسيرة دي ! طب فطار و بطلناه ! 
وضع شوكته جانبا بصوت متذمر 
اقتربت منه بدلال تحتضنه و تقبله من وجهه بحنان : آسفة يا روح قلبي نسيت انك حساس اوي و قلبك طيب و مش بتحب تسمع الحاجات دي ..بس اعمل ايه ؟! انت اللي بتطلب مني احكيلك كل التفاصيل.
فؤاد  و هو يبادلها القبلة : لانك بتوحشيني و ببقى عايز اسمعك حتى لو عارف ان كل حكاياتك دم و بتر و وجع قلب
- يا حبيبي 🥰...بعد العمر ده كله لسه بتحبني بالشكل ده ؟؟
سمعا صوت حمحمة قادم من بعيد 
كانت مروة  نازلة بتثاقل تنظر الى فؤاد بنظرات نارية : 
- صباح الخير يا ماما ...وحشتيني ما شفتكيش من اول امبارح 
احتضنتها و جلست لتناول الافطار
ابتسام - و انتي كمان يا قلبي 
اخذت مروة كأسا من العصير لتشربه 
فؤاد : من حق يا حبيبتي ...ما كلمتيش صحبتك زي ما اتفقنا ؟؟
ابتسام: صاحبتي مين ؟؟
- الاستاذة نجوى الفايد .... مش قلتي انها اشطر محامية و عمرها ما خسرت قضية ؟
ابتسام : ياااه ..تصدق اني نسيت ! كويس انك فكرتني ده حتى جات ف وقتها  .... ابتسمت و هي تنظر لمروة : أصل أنا عندي اخبار كويسة هتبسط الاميرة بتاعتي اوي 
مروة بلا مبالاة - اخبار ايه يا ماما؟ 
- مش اتقبض على الحيو' ان اللي اغت'صبك !! 
شرقت مروة مرة واحدة و راحت تسعل بشدة 
فؤاد : ألف سلامة عليك يا حبيبتي 
مروة بصدمة :بجد  اتقبض على الاستاذ ؟
ابتسام - و مالك بتقوليها كأنك زعلانة عليه !! لا و ايه !! استاذ كمان؟؟ بقولك ايه ؟؟ اوعي تنطقي اسمه في البيت ده تاني !! فاهمة؟ الحقي'ر  ده هيشوف اسوأ ايامه و لياليه كمان ...ده انا هاخليه يندم أنه اتولد اصلا 
 مسحت مروة فمها من أثر العصير و نهضت بضيق
- رايحة فين انتي لسة ما كملتيش فطار ! 
مروة بتوتر تحاول أن تخفيه لكن فؤاد لاحظه 
- شبعت و عندي مذاكرة ..عن اذنكم 
صعدت الى غرفتها و اقفلت الباب على نفسها و ارتمت على سريرها بحزن و هي تتذكر ذلك اليوم المشؤوم  و تهمس بأسى
- كنت املي الوحيد اني اتجوز و اخلف و اعيش حياة طبيعية زي أي بنت تانية 
فلاش 
كان في الشقة ينتظرهم كالعادة من اجل الدروس الخصوصية التي يعطيهم اياها اسبوعيا 
رن جرس الباب فوجد مروة تقف وحدها 
- آنسة مروة خير جاية لوحدك ليه ؟؟
مروة ببراءة مصطنعة: اصل شاهي و ايناس و لبنى مرتبطين بمواعيد تانية  و انا مكنتش عاوزة أضيع الدرس لاني مش فاهماه زيهم
-آسف يا آنسة و انا ما اقدرش اديكي الدرس لوحدك..
 زي ما انت شايفة انا عايش لوحدي ...أبقي ارجعي لما يجوا معاكي زميلاتك
كان يهم بإغلاق الباب لكنها امسكته بسرعة 
-  آسفة يا مستر معلش آخر حاجة ..ممكن تجيبلي اشرب بس و هأروح بعدها على طول !! 
نظر يمينا و يسارا ثم اجابها بتذمر: و ماله .. بس سيبي الباب مفتوح 
دخل لإحضار كوب ماء فأسرعت الى الصالة بعد ما اقفلت الباب و خلعت معطفها الشتوي لتبقى بقميص احمر شفاف لا يكاد يخفي شيئا من جسدها المثير 
صعق فور رؤيتها و وقع الكوب من يده ليصبح أشلاء 
اشاح بنظره عنها بصدمة 
-يا نهار اسود !!  ايه اللي انتي لابساه ديه يا مجنونة !!  استغفر الله العظيم من كل ذنب  عظيم !! قومي البسي و اخرجي من بيتي  ربنا يهديك !!
اقتربت منه بدلال انثوي. و احاطت رقبته بيديها  : ليه بس مش عايز تحس بيا ده انا بحبك أوي يا مستر !! اديني فرصة بس و انا هاكون معاك  زي ما تحب 
انتفض مبتعدا بعدما دفعها  عنه بقوة  فاتحا الباب دون أن يلتفت إليها 
- حد الله ما بيني و بين الحرام ...استري نفسك من القرف اللي انتي لابساه ده و روحي بيتكم احسنلك 
مروة بحزن مصطنع : انا آسفة بجد كنت فاكراك بتحبني زي ما بحبك .. دقيقة بس أغير و اروح و مش هتشوفني تاني .
وقف في الخارج ينتظرها 
دلفت مروة الى الغرفة مسرعة  : انا آسفة يا مستر بس انت واحد غبي .. لو كنت وافقت ما كنتش اخترت افضحك
بسرعة البرق غيرت قميص النوم بلبس المدرسة الذي كانت تحمله في حقيبتها ، بعثرت السرير و كذا محتويات  الغرفة فباتت  كأنها ساحة معركة ..مزقت بلوزتها و بعثرت شعرها بعشوائية ..خدشت صدرها و رجليها بأظافرها ثم اخرجت من جيبها كيسا يشبه الدماء وضعت قطرات عشوائية على السرير و الارض و كذا جسمها ثم صرخت صرخة مفزعة و خرجت الى الصالة 
دخل ياسين بفزع أثر صرختها فوجدها بتلك الحال المزرية  قائلة بخبث  : آسفة ي مستر بس انا اتعودت اخذ اي حاجة انا عاوزاها 
وفي لمح البصر و  قبل أن يتكلم  شقت قميصه من الامام و خدشت صدره و هي تواصل صراخها ..ثم هرعت  الى الباب و ارتمت بإنهيار على السلالم 
سرعان ما تجمع الجيران على صوتها و صدموا من حالتها 
هرع احدهم لإدخالها الى منزله و اعطتها زوجته ملابس اخرى تسترها 
   دخل الناس للداخل حيث عاينوا كل شيء وسط صدمة ياسين ...و التقط بعضهم الصور لما رأوا و اقترح احدهم أخذها بسيارته للطبيبة الاقرب لتحرير محضر بحالتها .
تم تأكيد حالة الاغتصاب كل هذا و ياسين لا يزال في صدمته
باك 
كانت دموعها تنهمر و هي تتذكر ما حدث 
و الله ما كنت عاوزة كل ده ....  كل اللي كنت عاوزاه انك تتجوزني .. انا اخترتك اصلا عشان كنت متأكدة انك مستحيل تختار السجن و تسيب امك و اختك لوحدهم !
  ليه بس عملت كدة يا غبي  !!  ازاي تختار السجن و الفضيحة ؟؟ 
ده انا كنت هاخليك اغنى و أسعد راجل ...ليييييه ؟؟
في المستشفى 
خرجت روز من المستشفى تسندها شيماء من جهة و سعدية من الجهة الاخرى ...و تعرفها على طاهر و بانه ابن عمها الاصغر
شاهدها  من بعيد فجحظت عيناه و هو يطالعها بإهتمام  
- يا دين النبي يا ولاااد  ! دي طلعت  لهطة جشطة ! ايش حال لو مش طالعة من عملية !!!  
وصلوا الى السيارة و لاحظت شيماء نظرات طاهر لها 
اقترب منهم بلهفة  ليسلم عليها مادا يده نحوها بإعجاب
- ألف الحمد لله على سلامتك   ..ان شاء الله ما تشوفي شر 
سعدية و هي تنظر اليه بحدة :  الله يسلمك يا طاهر بس بناتنا ما بيسلموش على حد 
طاهر : وه ي  مرت عمي .. عنعمل الواچب بس مش اكثر 
اجابته شيماء بنظرات نارية : تسلم  ي ود عمي بس خلي عيونك في الارض 
فتح باب السيارة بإحراج و هو لا يستطيع ابعاد نظره عنها 
اقتربت منه شيماء بهمس  بينما تدخلها سعدية ببطء إلى السيارة 
- بقول يا ود عمي.. البنية تخص ياسين ...احسنلك تبعد عينيك عنيها لو عايزهم يفضلوا مطرحهم ...و ديه كلام ياسين .
ركبوا في السيارة و انطلقوا الى المنزل 
كان يحاول طاهر اختلاق المواضيع لكن سعدية كانت تسكته
أخيرا وصلوا الى المنزل و كادت الفتاتان تهمان بالدخول حين صدح صوت طاهر الغبي  من بعيد : اتشرفنا  يا آنسة ندى ..نتمنى تطول الزيارة ف بيت عمي عشان نتڨابل مرة ثانية 
توقفت  مذهولة من الجملة 
و التفتت تنظر اليه و تطالع شيماء التي بهتت و اختفت الدماء من وجهها فاومأت لها  بإشارة معناها ماذا يقول ؟
اشارت إليها شيماء بإشارة ثانية بمعنى تعالي چوة افهمك 
بينما مشت ناحيته سعدية بغضب عارم 
- ايه اللي انت عملته ديه يا غبي ؟؟؟ انت بتكلم البنية بتاع اي؟!  نسيت الاصول ولا أي يا ود فاطنة !!! 
- و اني ڨولت اي يا مرت عمي ؟؟ 
- ڨولت اي ؟؟ انت طبرڨت الدنيا فوجاني تحتاني ...غور من وشي دلوك ..  و إياك ألمحك هني تاني  فاهم !!! 
خرج طاهر و هو في حالة من الذهول ...لم يكن يهمه تهزيق زوجة عمه ..كل ما كان يفكر فيه كان شيئا واحدا 
لقد كان يلاحظ طيلة الطريق بعض الاشارات بينهما لكنه لم ينتبه ...لكن ما حدث أكد له الموضوع 
- فلڨة ڨمر .. و كمان ما بتتكلمش !!! يا ابن المحظوظة يا ياسين !! طول عمرك بتوڨع  واڨف !! 
في القسم 
كان يقف حامد مع حازم  المحامي عند ياسين 
حازم المحامي : موقفك ضعيف جدا يا استاذ ياسين....تقرير الدكتورة و شهادة الشهود و الصور مخليين شغلي صعب اوي
ياسين :  كيف يعني... ما نڨدرش نثبت انها واحدة كذابة ! 
المحامي : للأسف كل الأدلة ضدك  ...صحيح انا مصدق حكايتك ...بس القاضي محتاج ادلة ملموسة... يعني  مستنيين معجزة تغير كل المعطيات و تقلب الموازين .
ياسين : ربك كريم يا استاذ حازم ....ربك كريم .
- انت هتترحل عالنيابة بكرة ..هبقى  أتصل بيك  لما يتحدد معاد المحاكمة...و من هنا للوقت ده هأحاول اعمل تحرياتي عن الشهود و الدكتورة....أكيد في حاجة غلط في الموضوع .
يتبع ...

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
دخلت الى غرفتها برفقة شيماء التي ساعدتها في خلع طرحتها و ثيابها 
اسندتها على السرير و كانت تهم بالمغادرة فاأمسكتها من ثيابها و هي تمسك بلوحتها الموضوعة جانبا
- طاهر كان يقصد ايه ؟
شيماء : ما تاخذيش على كلامه ديه واحد غبي و هزاره ماسخ 
-  ازاي و هو بيقول متشرف بيا ؟
شيماء : هو بيڨول اكده لأنه مش متعود عليكي هني مش اكثر ...انتي طول عمرك عايشة في مصر  وهو كان مسافر و رجع من مدة مش طويلة عشان اكده ما يعرفكيش زين.
- تمام ..انا عايزة أنام .
- طيب يا ڨلبي ارتاحي .
خرجت الى المطبخ حيث تقف والدتها لتحضير الطعام
- تعالي ساعديني يا شيماء نحضر لاختك شوربة فراخ ترم عظمها بيها..
شيماء بضيق : لحد ميتي عنڨعد نكذب على البنية يمة !!
اني اتحطيت في موڨف غبي عشان اللي ما يتسمى طاهر ديه.. معرفتش اڨول ايه ولا أعيد ايه !! 
سعدية : والله ما عارفة اڨولك اي ي بنيتي ..معاكي حڨ طبعا 
اني كمان مش عارفة اخلص من اسئلتها.. بس ياسين ڨال مستني الوڨت المناسب .
شيماء : و اديه اترمى في السجن و مش عارفين هيطلع من المصيبة دي ولا لع
- ربك كريم يا بنيتي ..اخوكي مظلوم  يا شيماء و دعوة المظلوم مستچابة... مسير الحڨ يبان 
شيماء : اني عندعيله ف كل صلاة و انتي كمان يامة ادعيله ربنا يظهر برائته .
- يا رب يا بتي.
مرت عشرة ايام منذ  إلقاء القبض  على ياسين 
كانت روز قد تعافت من الجرح و بإمكانها التجول بدون مساعدة شيماء لكنها دخلت  في حالة من الحزن تتفقد هاتفها كل حين تنتظر رسالة منه .
شيماء : و بعدهالك يا ندى ! بڨي ديه كلام !! بصي للطبڨ زي ما يتحط بيتشال ..مش عتخفي أبدا  اكده ! 
اشارت بالنفي بمعنى انها شبعت
- يا بتي بصي على نفسك كيف خسيتي و بهت لونك ! حرام عليك نفسك ! 
امسكت اللوحة بزعل: هو ياسين مش بيفتح أبدا  ليه ؟ هو وعدني هنبقى على تواصل على طول و انه مش هيسيبني 
شيماء : هو بس مش فاضي اليومين دول ..الشغل كثير عليه
- بس قبل كدة مكانش بيسيبني و مهما انشغل برضو بيكلمني
- الغايب عذره معاه يا ندى .
لم تقتنع بهذا الكلام لكنها فضلت الصمت .
في السجن 
المحامي : الجلسة اتحددت بعد 10  ايام يا استاذ ياسين
ياسين :  كل اللي يجيبه ربنا خير .. وصلت لحاجة يا استاذ ؟
- و الله  زي ما اتوقعت. . الدكتورة سلمى رشاد اللي عملت لها تقرير حادثة الاغتصا'ب دكتورة  نساء صحيح بس سمعتها مش مضبوطة يعني  مشتبه تورطها في اعمال غير قانونية بس محدش قدر يمسك عليها حاجة لحد دلوقت ..
الغريب ان الجدع اللي اقترح ياخذها عندها  بعربيته محدش يعرفه و مش من المنطقة خالص كان بيعمل ايه في الوقت ده محدش يعرف 🤔ده غير ان الشهود ناس مشكوك في نزاهتهم 
- طب ما تقدرش تطعن في شهادتهم مثلا يا متر ؟؟
- لو كان عندنا دليل يقول العكس  نقدر ...غير كدة ما نقدرش نفتح قلوب الناس نشوف فيها  ايه يا استاذ ياسين ..عموما لسة فاضل ثلاث ايام .. ادعي ربنا نقدر نوصل فيهم لحاجة
- و نعم بالله يا استاذ.
في منزل عائلة مروة 
كانت تجلس العائلة  حول مائدة العشاء و الخادمة فوزية ترص الأطباق فوق السفرة 
ابتسام : على فكرة يا حبيبي...الجلسة  اتحددت بعد عشر ايام  ... أخيرا الوا'طي هيعفن في السجن . .انا كلمت الاستاذة نجوى و قالت انها هتلتمس له أقصى عقوبة و انا واثقة فيها
توترت مروة لسماع هذا الخبر .
كانت فوزية تضع الشوربة في طبق مروة 
 و سرعان ما صدمت حين سمعت الخبر فأوقعت المغرفة من يدها و انسكبت على مروة .... 
في منزل ياسين 
كانت ام ياسين تحاول أن تشغل روز للتخفيف من حزنها 
- ندى حبيبتي شيماء مشغولة بغسيل المواعين ڨومي ي بتي اعمليلنا  كوبايتين شاي 
اومأت بإبتسامة و قامت الى المطبخ ..
حضرت كوبين و عادت الى الصالة حيث كانت ام ياسين تتابع احدى قنوات الاخبار بدون تركيز 
فجأة وقفت مصدومة و أوقعت من يديها الكوبين و هي تنظر لأحدى الاخبار !! 
اسرعت إليها شيماء و سعدية  و نظرتا الى حيث كانت تركز بصرها : كانت صورة ياسين و تحتها عنوان عريض!!
: تحديد جلسة محاكمة  ياسين محمود علي المتهم في قضية إغتصا'ب القاصر " مروة سليم الكيلاني" بتاريخ 19 مايو 
  لم تنتبه حتى للشاي الذي احرق قدمها !!  وقعت على الارض في صدمة شديدة تود لو تصرخ صرخة عظيمة لكنها صوتها  خانها و لا يريد ان يصدر.
في منزل عائلة مروة
كانت فوزية تضع الشوربة في طبق مروة 
 و سرعان ما صدمت حين سمعت الخبر فأوقعت المغرفة من يدها و انسكبت على مروة  التي وقفت و هي تدفعها  بغضب : انتي با حيو'انة مش تبصي قدامك !!! 
فوزية برعب: آسفة يا ست هانم مش قصدي و الله غصب عني
مروة بغضب هستيري : اعمل ايه بأسفك يا عمياااا !!! 
ثم غادرت الطاولة نحو غرفتها 
نظرت ابتسام الى فوزية بأسف : معلش يا فوزية حقك عليا البت دي شكلي دلعتها زيادة 
فؤاد بتبرير  :  مروة معذورة  يا ابتسام  ..الظروف النفسية اللي بتمر بيها مش قليلة أكيد اعصابها تعبانة...سيرتها على كل لسان و قضية اغت،صابها بقت قضية راي عام و بتتكلم عنها الجرائد و التلفزيون و كل المواقع .
ابتسام : ماعاش ولا كان اللي يجيب سيرة بنتي بالباطل ..ما تنساش ان  مروة هي الضحية  و إن كان فيه حد اتفضح فهو الز'بالة اللي اغت'صبها و بكرة هنجيب لها حقها قدام كل العالم و الخلق.
استاذنت فوزية و ذهبت الى المطبخ و هي تبتلع غصة ألم
في منزل ياسين 
اخذتها كل من سعدية و شيماء الى غرفتها و هي منهارة 
ترفض التصديق و دموعها تنهمر بدون توقف 
حاولن تهدئتها بكل الطرق دون جدوى 
سعدية : يا بتي معڨولة اللي عتعمليه في نفسك ديه !! ما تخفي على نفسك شوية عتموتي نفسك من البكا ..بس يا ڨلب أمك ڨطعتي ڨلبي ... انتي عيانة و اني خايفة  على چرحك
شيماء : اخونا بريء و مسچون ظلم  و كلنا عندعيله ربنا يظهر الحڨ من فوڨ  سابع سماء ...خلي أملك بالله كبير و ادعيله معانا يا ندى .. ربك كريم يا خيتي.
هدأت قليلا و هي لا تزال تضع رأسها على رجل و دموعها تنهمر  و سعدية تمسح على شعرها بحنان 
فجأة قامت و ذهبت لتتوضأ ..لبست اسدال الصلاة و راحت تصلي 
في السجن 
ياسين : يا عسكري ! 
- في ايه يا متهم عايز ايه بعد  نص الليل !!!
- عايز مية عشان اتوضأ و أصلي قيام
العسكري بسخرية : لا و الله !! اول مرة اشوف مغت'صب يصلي قيام !! يعني فاكر ربنا هيغفرلك عملتك السودة لما تصلي القيام ؟؟؟
ياسين ببرود -  مش يمكن  بأصلي لإني مظلوم ..و دعوة المظلوم مفيش بينها و بين ربنا حجاب ؟؟ 
تردد العسكري ثم أحضر له اناءا به  ماء 
- مش عارف اقولك ايه ...شكلك ابن ناس و متربي ..الدنيا بقت غريبة اوي 
اخذ الاناء و توضأ و توجه الى احد اركان الزنزانة حيث افترش جريدة و راح يقرأ سورة يوسف التي كان يحفظها 
انتهى من ترتيلها بصوت عذب يبكي الحجر ثم قام يصلي ركعتي القيام . 
اطال السجود و هو يدعو الله و دموعه تنهمر
" يا رب هذا  عبدك المسجون ظلما  يحبك و يعبدك حق عبادتك و يحل حلالك و يجتنب حرامك و هو مغلوب على أمره، قد قلّ صبره وضاقت حيلته، وانغلقت عليه كافة الأبواب إلّا باب اللّجوء إليك، وانسدّت عليه الجهات إلاّ جهة رحمتك، وتمازجت عليه أموره في دفع الظلم عنه، واشتبهت عليه السّبل ، فاللهمّ انتقم من هذا الظّالم وردّ كيده في نحره، وخذ حقّ عبدك المظلوم الضعيف  أضعافًا مضاعفة يا رب
اللهم  أسألك يا ناصر المظلومين أن تستجيب دعوتي وأن لا تردّها، فاللهمّ خُذ  من ظلمني من مأمن أفعاله أخذ عزيزٍ مقتدر، وأفجعه في غفلته، فجعة مليك منتصر، واسلب منه نعمته وصحته و سلطانه، وأبعده من نعمتك التي لم يقابلها بالشكر، وانزع عنه كامل عزّك الذي لم يلتلفت إليه ويردّه بالإحسان، وأهلكه في عذابك وردّ كيده عليه، واخذله ومن معه يا رب، 
يا من لا تحتاج إلى الشهادة، يا عالم الخفايا و الأسرار ، اللهم انت ناصر المظلومين، و أنت القوي الجبار.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ‏ لِي‏ مِنْ‏ أَمْرِي‏ فَرَجاً وَ بعد الضيق مَخْرَجاً وَ ارْزُقْنِي مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَ مِنْ حَيْثُ لَا أَحْتَسِبُ
اللهم كما اخرجت يوسف من غياهب  السجن و نصرته و اظهرت برائته  و جعلته عزيزا  على الناس جميعا ...اللهم اظهر برائتي و احفظ كرامتي و اعزني بعزك الذي لا يضام  و ردني إلى أهلي و أحبتي و انا من السالمين الغانمين ...برحمتك يا أرحم الراحمين ...آمين  و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين 
كان العسكري يقف امام باب الزنزانة و دموعه تنهمر تلقائيا و هو يهمس : واحد زي ده مستحيل يكون مغت'صب.
في صباح اليوم الموالي 
كانت  ابتسام في عيادتها تستقبل المرضى  حين دخلت عليها  عاملة الاستقبال 
- خلصنا كل العيانين ولا لسة كمان يا عفاف 
- لسة يا دكتورة في وحدة بس بتقول انك محتاجاك في موضوع شخصي 
استغربت ابتسام : خليها تدخل
سرعان ما زادت دهشتها اكثر حين رأتها: فوزية !!!!؛ ايه اللي جابك هنا ؟ 
فوزية بتردد : بصراحة يا هانم كنت عايزاك  في موضوع ضروري  .
ابتسام مازحة : يعني مكنتيش تقدري تستني لحد ما اروح البيت و نتكلم !! كان لازم تقطعي المشوار ده كله عشان تقوليه ؟ 
فوزية بضيق - ايوة يا دكتورة ...مكنتش قادرة اقولك في البيت لاني كنت خايفة لحد يسمعنا من اهل البيت
- يااااه ...هو الموضوع  خطير للدرجة دي !!
- بصراحة ....ايوة .. فيه حاجة بتحصل من وراكي مينفعش اسكت عليها  اكثر من كدة  ... انا لحم كتافي من خيرك و خير البشمهندس سليم الله يرحمه و مقدرش اشوف الغلط و اسكت عنه و اللي تضرك تضرني.
ابتسام بخوف : يا ساتر ! فيه ايه يا فوزية خوفتيني 
-  اني هقولك يا دكتورة على كل حاجة ...بس توعديني انك  تكوني قوية و تتحملي اللي انا  هقوله .
في منزل ياسين 
كانت سعدية جالسة مع ابنتها شيماء و روز التي تنظر في اللاشيء بينما يتحدثان مع بعضهما  ..التفتت شيماء إليها 
- ڨولتي ايه يا ندى؟ .. ندى !!! 
التفت إليهما بشرود  كأنما افاقت من حلم يقظة غريب 
شيماء : بڨولك احنا عاوزين نروح كلنا على مصر عشان جلسة ياسين  قريبة و  عاوزين نكون جنبه في الظروف دي .. عتڨدري تسافري ولا لع 
اومأت بالإيجاب و هي تحاول  اخفاء دمعة انسابت رغما عنها تنهدت سعدية بعمق  : عارفة أنك اتوحشتيه يا ڨلب امك .. كلنا اتوحشناه ...ربنا يڨرب البعيد و يظهر الحڨ . 
نظرت الى شيماء و اكملت : بكرة تروح شيماء تشتريلك خلجات و طرحة چديدة ..احنا عنروح قبل  المحاكمة و ننزل في الشقة اللي كان ڨاعد فيها ياسين  , چلال معاه مفتاحها عيوصلنا لحد هناك ....عاوزة ازور حبيب ڨلبي الغالي 
تهللت اساريرها و لمعت عيناها و هي توميء بمعنى : انا كمان عايزة اروح معاكي 
- حاضر يا حبة عيني عنروح كلنا نزوره .
ثم اردفت : ما تنسيش يا شيماء  تتصلي على حامد عشان يعمل حسابه مش عايزة اروح مع طاهر ولا عاوزة من خلجته حاجة 
- حاضر يمة .
دلفت ابتسام الى الفيلا  و هي تحمل عشاء جاهزا 
فؤاد بدهشة : انتي جايبة  اكل من برة ؟؟ اومال فين فوزية ؟
ابتسام : فوزية اتصلت بيا و انا في العيادة و قالت انها مضطرة تطلع بدري عشان تروح تعمل تحاليل  و انا اديتلها نص يوم اجازة .
فؤاد : غريبة يعني ! ما سألتنيش انا  ليه  ما انا كنت هنا 
ابتسام : مفيش فرق ي حبيبي ...انا و انت واحد ..يمكن محبتش تشغلك بحاجات تافهة .
- يمكن ...طب انا هروح انادي مروة  و ارجع احط السفرة على ما تغيري و تاخذي دش 
- تمام 
بعد قليل بينما يجتمع الجميع بادرت ابتسام 
- على فكرة  يا مروة انا  سمعت ان فيه دكتورة  نساء مشهورة جدا  كانت في امريكا و حولت شغلها لمصر مؤخرا ...ايه رأيك نروح عندها و اني شهادتها تنفعنا في المحكمة  !؟ 
توترت مروة و اختفت الدماء من وجهها : دكتورة تانية ؟؟ 
تدخل فؤاد سريعا : دكتورة تانية ليه مش احنا عندنا تقرير الدكتورة سلمى رشاد ؟! كفاية اوي مع شهادة الشهود 
ابتسام : دكتورة سلمى رشاد ايه يا حبيبي انا اصلا سمعت ان الدكتورة دي بتعمل عمليات مشبوهة يعني اشك اصلا ان كانت شهادتها و  تقريرها  هتتقبلوا في المحكمة . . انا عايزة نعزز موقفنا اكثر ..لما تكون معانا شهادة وحدة اسمها لامع و معروفة  زي دي أكيد هتفرق اوي ...ها  قلتي ايه يا حبيبتي ؟؟
نظرت مروة  الى فؤاد تنتظر منه التدخل 
فؤاد : اسمها ايه الدكتورة  دي؟ 
- اسمها نهلة عبد السلام ... انا اخذت معاد عندها بعد بكرة  لاني مرتبطة بكرة بمواعيد مهمة 
فؤاد : طب  و الله تفكيرك منطقي .. ممكن اخذها انا ..بلاش  نعطل الموضوع ..شوفي انتي وراكي ايه و سيبيلي انا الموضوع ده ..هآخذها بكرة عندها
- اللي تشوفه يا حبيبي يبقى هأتصل اغير المعاد لبكرة ..عن اذنكم انا تعبانة عايزة اخش أنام ...ما تتاخرش يا فؤاد 
- هألم السفرة انا و مروة و جايلك على طول يا روحي 
صعدت ابتسام و دخل هو الى المطبخ يحمل اطباق الطعام 
تبعته   مروة  الغاضبة التي انفجرت في وجهه  و هي تحاول أن تتحدث بهمس  حتى لا تسمعها والدتها من الاعلى
- دكتورة ايه دي اللي عايز توديني عندها ؟ يعني انت موافقها على الكلام ده ؟؟ 
فؤاد ببرود - و مالك خايفة اوي كدة يا قمري ؟؟ 
- ده ايه كمية البرود  اللي عندك دي ؟؟ دي مش الدكتورة سلمى !! دكتورة زي دي أكيد مش هتقبل تزور التقرير و ساعتها هنتفضح !!!

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-