رواية اخر نفس تميم وهند كاملة جميع الفصول بقلم هند ايهاب

رواية اخر نفس تميم وهند كاملة جميع الفصول بقلم هند ايهاب

رواية اخر نفس تميم وهند كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة هند ايهاب رواية اخر نفس تميم وهند كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية اخر نفس تميم وهند كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية اخر نفس تميم وهند كاملة جميع الفصول

رواية اخر نفس تميم وهند كاملة جميع الفصول بقلم هند ايهاب

رواية اخر نفس تميم وهند كاملة جميع الفصول

- هو أنتِ بتشربي سجاير!!
كُنت في تجمُع عائلي، وبالغصب حضرت بسبب أهلي، وعشان مبقيتش بطيق أي تجمُعات انسحبت بكُل هدوء، بعدت تماماً عنهُم، فتحت شنطتي وطلعت علبة السجاير، وبدأت أولع واحده.
ببرود قولت وأنا بطلع نفس من السيجاره:
- آه
- وده من أمتي بقي!!
- ميخُصكش
رفع حاجبه وبدأت أتجنبه وأكمل شُرب السيجارة، من ساعة ما بعد عني وأنا حياتي أتبدلت، بقيت بنهار واحده واحده، لحد ما بقيت أبُص علي نفسي في المرايّ ومعرفنيش، بقيت شخصيه تانيه خالص، بقي دي هند!! الشخصيه الناجحه في حياتها!! اللي كانت بتحب الدُنيا وتمشي توزع أبتسامات وطاقه أيجابيه علي كُل الناس!! بقت شخصيه متوحده، بتكره العالم الخارجي، مبقيتش ترتاح للبشر.
قرب وقعد جمبي وشد السيجاره من أيدي ورماها، بعصبيه بصيت له وقولت:
- أنتَ أزاي تسمح لنفسك تعمل حاجه زي كده!!
- وأنتِ أزاي تقبلي تعملي حاجه زي كده!!
- من دقيقتين قولت لك ميخُصكش
- لا يخُصني، أنتِ بنت عمي، ومقبلش أنك تضُري نفسك
ضحكت بسخُريه وقولت:
- ياريت تسيبك من الكلام ده، ولا أقولك بدل قعدتك معايّ دي روح كلم خطيبتك 
قومت وبعدت عنه، طلعت المُهدأ بتاعي وخدت حبايه ورجعت طلعت سيجاره تانيه، كُنت شايفاه بطرف عيني، عيونه عليّ، مستغربني، أزاي قدرت أوصل للمرحله دي في وقت قُليل، حسيت بيه بيبعد عن المكان، غمضت عيوني وأنا بتخيل قُربه مني، بعد وقت مش كتير فتحت عيني ونزلت مني دمعه، دمعه كُنت حيشاها، أزاي قدر ينسي كُل اللي ما بينا، أزاي طاوعه قلبه يقسي علي أكتر شخص حَبهُ، أزاي قدر يرميني ورا ضهره.
رميت السيجاره ومسحت وشي بكفوف أيدي وأنا باخُد نفس عميق، طلعت أزازة البرفان من الشنطه، وبدأت أرُش منها شويه عشان أهلي، وقومت.
قربت من أهلي وقعدت وطلبت قهوه، طنط سوسن قالت:
- قهوه!! دي حتي القهوه مُضره يا بنتي
اتكلم بصوت أعتقد محدش سمع غيري وقال:
- لا أزاي، عشان تعرف تعمل دماغ عاليه
بصيت له بهدوء، كُنت ساكته، القهوه نزلت وبدأت أشربها في هدوء تام، محطيتش كلامه في دماغي، ولا رديت عليه، يمكن دي أكتر حاجه هتضايقه، بالرغم من أنه بعد عني، بالرغم أنه رمي حُبي، بالرغم أنه خطب ودبلة واحده غيري ساكنه في أيديه، بس أنا أكتر واحده تعرفه كويس أوي، يمكن أعرفه أكتر من خطيبته، أعرف اللي يضايقه واللي يفرحه، أعرف طباعه كويس.
فضلت قاعده لحد ما اليوم عدا، وحاسه قد أيه أن قلبي بدأ يرتاح لمُجرد أننا خلاص هنمشي، وأخيراً هرجع لقوقعتي، كُنت بسرع خطوتي وكأني مصدقت، أنا فعلاً مصدقت اليوم يخلص، رجعت البيت ودخلت أوضتي، رميت نفسي علي السرير، غمضت عيني وللحظه حسيت بنفسه بيخترق نفسي، قومت بخضه.
- أنسي يا هند، هو شاف حياته، لازم أنتِ كمان تشوفي حياتك وتنسيه
بصيت علي نفسي في المرايّ اللي قُصاد السرير، حاسه أن ملامحي بقت باهته، هالاتي السودا زادت أوي، عيوني بقت غريبه وكأنها شايله كتير أوي وساكته.
- وكأني كبرت يجي عشرين سنه، جرالك أيه يا هند، هتفضلي كده لحد أمتي، لا بقيتي عارفه نفسك ولا بقيتي عارفه تتأقلمي علي اللي أنتِ فيه
اتنهدت بضيق ودخلت خدت دُش، فضلت قاعده في البانيو مبعملش حاجه غير أني ماسكه السيجاره وبَصه في السقف.
طلعت بعد وقت طويل، دخلت الأوضه، بالصُدفه عيوني جت علي تليفوني، كان بيرن، وعشان دايماً عاملاه سايلنت فمكُنتش هاخُد بالي.
مسكت تليفوني، لقيته هو، لسه مسجلاه بنفس الأسم اللي بحب أناديه بيه "تميمي" ، كان بيحبه مني، أزاي قدرت تتغير، أزاي قدر قلبك يكون مع واحده تانيه.
رديت ببرود بعكس اللي جوايّ وقولت:
- نعم
- باين عليكي لسه مُحتفظه بالرقم
رديت بسخُريه وقولت:
- طبعاً مش أبن عمي
- أسمعيني يا هند، أنا مرضيتش أعمل مُشكله النهارده، بس متفكريش أني هفضل ساكت
- مُشكله!! ومُشكله ليه بقى!!
بغضب مكتوم قال:
- هند متستعبطيش، دي مفيهاش هزار، دي سجاير، أنتِ نسيتي نفسك، ده أنتِ اللي كُنتي بتمنعيني عنها، جرالك أيه
- من الواضح أني كبيره يا تميم، وعارفه كويس أوي أنا بعمل أيه، وعارفه الصح من الغلط، مش مستنيه نصايح من حد
- هو أنتِ أزاي بقيتي كده، أزاي أتحولتي بالطريقه دي!!
ابتسمت بستغراب من اللي بسمعه، أزاي بيسألني علي حاجه هو السبب فيها وقولت:
- تميم ياريت تسيبني في حالي وتشوف خطيبتك، وأظُن أن دي حياتي وأنا حُره فيها
صوته علىَ نوعاً ما وقال:
- لا أنتِ مش حُره، ومش هسمح لك تضيعي نفسك بالطريقه المُقرفه دي، ولو وصل الحال، هقول لعمي، وهو يتصرف معاكي
قفلت المُكالمه، حدفت التليفون بعيد عني وقفلت النور، فضلت طول الليل بفكر في اللي حصلي وفي اللي وصلناله، كُل ما أفتكر أنه أتخلي عني وبكُل برود دخل وسط العيله واللمه وعرفنا علي واحده، وبص لي وقال أنها خطيبته، مش هنسي يوميها الكُل بص لي بشفقه، مش هنسي صدمتي وصوت كسرت قلبي اللي سمعته بصوت واضح، مش هنسي رعشة جسمي اللي بسببها لحد دلوقتي باخد لها مُهدأ عشان تهدي، فضلت طول الليل في ذكرياتي البائسه وفضل هو طول الليل يتصل بيّ.
صحيت من النوم، كُنت حاسه بصُداع رهيب، قومت قفلت الباب وطلعت البلكونه، فتحت العلبه وطلعت سيجاره وولعتها.
فتحت تليفوني لقيت مُكالمات كتيره جداً منه، أنا لو خطيبته مش هيرن كُل ده.
فتحت الواتساب، لقيته أونلاين، ابتسمت بزعل وقولت:
- من الواضح أنه بيكلمها
أول ما خلصت جُملتي لقيته بيتصل، رفعت حواجبي بزهول، رديت وقولت:
- أهلاً يا أبن عمي
- هو أنتِ مش هتبطلي حركاتك دي!!
- حركات أيه بس يا أبن عمي
بدأ يتعصب وقال:
- أني أكون بكلمك وتقفلي المُكالمه، وأني أفضل طول الليل أرن عليكي ومترُديش
- عادي، كُل الحكايه أني مكُنتش حابه أكمل كلام، وبعدين، ليه شاغل بالك بيّ، أظُن أن خطيبتك أولى مني
- هو أنتِ أيه حكايتك، كُل ما هكلمك هتقوليلي خطيبتك
- عشان ده الصح، راجل زيك خاطب ليه شاغل بالك ببنت غير خطيبتك، هتقولي بنت عمي، هقولك مفيش بنت في الدُنيا تقبل أن خطيبها يتكلم مع بنت أياً كانت هي مين، فا بلاش يا تميم وأتقي ربنا فيها، أتقي ربنا فيها عشان هي كمان تتقي ربنا فيك 
بستغراب قال:
- هو أنتِ أزاي قادره تتكلمي بالطريقه دي، هند أنا عارف أني ظلمتك، ي والله
بحده قاطعته وقولت:
- أسمعني يا تميم، أنا الماضي رميته ورا ضهري، ومبفكرش فيه، ومُستحيل أرجع للماضي، لأنه أنتهي، كونك بعدت وشوفت طريقك دي حاجه ترجع لك ودي حياتك أنا مقدرش أتكلم فيها، بس زي ما شوفت حياتك بالطريقه اللي تعجبك وتريحك من حقي أنا كمان أشوف حياتي بالطريقه اللي تريحني
- السجاير!!
- بأياً كانت أيه هي
- بس أنا من حقي كأبن عمك أني أنصحك
- تمام، وأنا من حقي يا أقبل النصيحه يا مقبلش
طلع من البلكونه وشافني واقفه قُصاده وقال:
- يا بت متبقيش قاسيه كده، بكلمك لمصلحتك، وبعدين أنا مقبلش ليكي الضرر، عشان كده هتلاقيني خايف عليكي
ابتسمت بزعل وقولت:
- متقبلش الضرر، بجد!! 
بص لي وهو في البلكونه، حسيت صوتي بيتهز، حسيت عيوني بترمش، قفلت المُكالمه، وحطيت السيجاره ما بين شفايفي، أتجاهلت نظرته وبعدت عيوني عنه، مُستحيل أبان ضعيفه قُدامه، مُستحيل أحسسه بتأثيره عليّ، طلعت دُخان السيجاره وكأني قاصده أستفزه.
دخلت بعد ما رميت السيجاره، قررت أنزل، كُنت محتاجه أشم هوا، طلعت لقيت ماما بتتكلم في التليفون، مع طنط سوسن، وقالت:
- أيه ده، رايحه فين!!
بهدوء قولت:
- نازله أتمشي شويه
- أيوه يا سوسن، دي هند، طنطك سوسن بتسلم عليكي
ابتسمت وأنا بلبس الهاڤ بوت وقولت:
- سلميلي عليها
نزلت من العُماره، وأنا بلبس الأسكارڤ، حطيت الأيربودز وشغلت أغنيه لِـ رامي صبري 
" يا قلبي هي مره بنتلاقي في العمر مره ومهما نحب تاني مبننساش حبيبي الاولاني صعب في يوم يرجعلي تاني بس مهما يكون ناسينا مبننساش"
فجأه لقيتني في المكان اللي كان بيجمعني بيه، مكان كُله ذكريات، حسيت أن نفسي أتكتم وخنقه أحتلتني، قعدت وكأني عايزه أفتكر كُل الأحداث اللي حصلت لي معاه، من أول ما بدأت حكايتنا، لحد ما أنتهت، كُنت عايزه أفتكر يمكن تكون دي أخر مره هفتكر فيها، يمكن دي أخر مره هاجي هنا المكان.
حسيت لحد بيقعُد جمبي، حسيت أني بتوتُر رهيب بمُجرد ما شوفته، بص لي وابتسم بهدوء وقال:
- لسه بتيجي هنا، لسه فاكره ذكرياتنا!!
بصيت فاللاشئ، رفعت حاجبي وأنا عيوني بعيده عنه، ابتسمت بسخُريه وقولت:
- آه، يمكن لما أجي هنا، أشوف حاجات كتيره مكُنتش شايفاها
بص لي بستغراب، بصيت له وقولت:
- مش يمكن كُل الأحداث دي كدب، مش يمكن مكنش فيه حُب من الأول وأنه كان حُب من طرف واحد، مش يمكن الواحد كان عايش في وهم وأتخم في حاجات كتيره أوي
هز راسه برفض وكأنه بيستوعب كلامي وقال:
- لاء، لاء هند أنا حبيتك بجد، يمكن أنتِ أكتر شخص أنا حبيته، بس
قاطعته بأبتسامه وقولت:
- مالوش لازمه الكلام ده يا تميم، قولت لك، الماضي رميته ورا ضهري وانتهي
- ولما هو ماضي، ليه جيتي هنا!! ليه عينيكي حزينه، ليه بتدمري نفسك، ليه يا هند
فضلت علي نفس ابتسامتي وقولت:
- ما أنا قولت لك يا أبن عمي، كُل واحد يدور علي اللي يريحه في حياته ويعمله، وأنا مرتاحه كده
اتنهد وفتحت شنطتي عشان أطلع العلبه، شد الشنطه مني بعصبيه وقال:
- كفايه بقي، كفايه، هتبطلي القرف ده يا أما والله يا هند ما هيحصلك كويس
بعصبيه شديت الشنطه وقولت:
- أنتَ ملكش أي حق أنك تدخل في حياتي
فضلنا نشد الشنطه لحد ما حرفياً كُل حاجه وقعت منها، بص علي الحاجه لقي أزازة الدوا، بص لي بعصبيه ومد أيديه علي الأرض عشان يجيبه وقال:
- وده أيه ده كمان
فتح تليفونه وفتح الجوجل وعرف أنه مُهدأ، بص لي وقال:
- مُهدأ، بتاخدي مُهدأ!! طب ليه!!
نزلت علي رُكبتي وبدأت ألم الحاجه في الشنطه، قومت بعصبيه وقولت:
- كفايه بقي يا تميم، أبعد عن طريقي، يا أما والله أعرف خطيبتك بكُل اللي بتعمله، أبعد عني
شديت الأزازه من أيديه وقال بزعل وصدمه من اللي وصلت له وقال:
- أنا السبب في كُل اللي أنتِ فيه
أديته ضهري وقولت:
- قولت لك مالوش لازمه الكلام ده يا تميم، كان ماضي وأنتهي
وقف قُصادي وبص علي في عيوني وقال:
- أنتِ مصدقه نفسك أنه أنتهي، هو حُب يومين!! ده حُب سنين، أزي قدرتي تصدقي أنه أنتهي
ابتسمت وقولت:
- لازم أصدق، مهو لما الاقي الشخص اللي كُنت بحبه داخل بواحده وقال أنها خطيبته، ومهتمش بوجودي ولا أني في حياته، يبقي لازم أصدق أنه أنتهي
- أنتِ مش فاهمه حاجه
- ومش عايزه أفهم، والأحسن أني مفهمش، لأني لو فهمت هكرهك أوي يا تميم
مشيت بس وقفت لما قال:
- صدقيني الموضوع مش زي ما أنتِ فاهمه
بصيت له ثواني ومشيت، مشيت وأنا كلامه عمال يرن في وداني، فجأه الدُنيا مطرت، لقيت عيوني بتمطر مع المطر، فضلت دموعي تنزل والمطر بيزيد، فضلت أمشي وأنا مش عارفه أنا هعمل أيه.
"ده الفراق قدرك نصيبك ليه يا قلبي اللي يسيبك يبقي طول عمره حبيبك بس ليه، ممكن انسي اسمي انسي الناس انسي اعيش بس اول مره احب مبتتنسيش"
روحت البيت وأنا حرفياً متبهدله، ماما قامت أول ما شافت هدومي وقالت:
- أنتِ كُنتي فين!!
- كُنت بتمشي
- طب أدخُلي غيري بسُرعه قبل ما تتعبي
هزيت راسي ودخلت نمت، مسمعتش الكلام ونمت بهدومي المتغرقه، مكنش عندي حيل أغير هدومي، مكنش عندي حيل أعمل أي حاجه، كُنت عايزه أنام، أنا وبس.
صحيت علي تعب شديد جداً، تعب يهد جبل بحاله، فضلت أنام لحد ما ماما دخلت وعرفت بتعبي، فضلت طول الليل جمبي، من كمدات لعلاج، مكُنتش باكُل ولا قادره لأي كلام، كُنت بصحي خمس دقايق وأكمل نوم.
- أيوه يا سوسن، والله ما عارفه مالها، تعبانه أوي وإيهاب مش موجود، خلاص ماشي هقومها
صحتني بالعافيه وفضلت تحاول تلبسني، قومتني عشان ننزل نروح المُستشفي، أول ما دوست علي رجلي حسيت أن أعصابي سايبه، وقعت في الأرض وبدأت دموعي تنزل من الوجع الاي مسيطر عليّ.
الباب خبط، ماما راحت تفتح وأنا مازلت في الأرض مكنتش عارفه تقومني، وقالت:
- تعالا يا تميم يا أبني ساعدني، هند واقعه في الأرض
جري عليّ وقومني، كان جسمي بيترعش من التعب ومن لمسته، فضل يسندني لحد ما نزلنا للعربيه.
ركبنا وروحنا المُستشفي، روحنا بعد ما عملوا اللازم، دخلت الأوضه وسيبته واقف مع ماما، تجاهلته، حتي كلمة شُكراً مقولتهاش.
قفلت باب الأوضه ومددت علي السرير، بعد دقايق سمعت صوت الباب فعرفت أنه مشي.
ماما فتحت الباب وقالت:
- أيه قلة الذوق اللي أنتِ عملتيها دي
- قلة ذوق في أيه!!
- يعني المفروض تقوليله شُكراً أو أي حاجه، مش تتجاهليه بالطريقه دي
- ماما، أنا عايزه أنام
- مش هتاكلي
- لاء
قفلت الباب، دقايق ولقيت تليفوني بينور، لقيت مسدچ منه:
- أتمني تكوني كويسه ومشوفكيش بالطريقه دي تاني
- شُكراً
- علي أيه!!
- علي اللي عملته معايّ يا أبن عمي
- مش محتاج شُكر، محتاج تسمعيني
- مفيش كلام بينا يا أبن عمي
- أبن عمك محتاج يشرح لك، مش يمكن تكوني ظلماني
- وأنا مش محتاجه غير أنك تسيبني في حالي
سكت وبعد دقيقه قال:
- هعمل معاكي ديل، تسمعي كلامي وتخليني أشرح لك ولو كلامي معجبكيش، صدقيني هختفي تماماً من حياتك، وساعتها مش هتشوفيني تاني
فضلت أفكر وأنا عيوني علي المسدچ وقال:
- قولتي أيه!!
- أتفقنا
- بُكرا هستناكي في كافيه توليدو الساعه ٥
شوفت المسدچ ومردتش، فضلت أفكر طول الليل، أروح ولا مروحش، كُنت خايفه، خايفه أتصدم فيه أكتر ما أنا مصدومه، خدت المُهدأ بتاعي ونمت.
صحيت ودخلت خدت دُش وطلعت لبست أول طقم لبسته معاه، كان بنطلون وچاكت وهاڤ بوت.
نزلت وكُنت وصلت للمكان، كان قاعد أول ما شافني أبتسم، قعدت قُصاده وأنا لسه علي ملامحي علامة اللامُبالاه
بص في ساعته وقال:
- لسه زي ما أنتِ مواعيدك مظبوطه
- ياريت تدخُل في الموضوع علي طول 
- مش نشرب حاجه طيب الأول
سكت وبصيت ناحية الشباك اللي بيطُل علي البحر، شاور للويتر وطلب فنجانين قهوه، مسكت شنطتي وكُنت هطلع العلبه بس أخدها وقال:
- اللي بتعمليه ده مينفعش
- مصدعه 
- خُدي علاج، أما القرف ده لاء
بعدت عيوني عنه وقولت:
- ياريت تتكلم بسُرعه عشان مش عايزه أتأخر
هز راسه وشبك أيديه علي الترابيزه وقال:
- كُنت مُرتبط ببنت زمان، من قبل ما أحبك وارتبط بيكي، حصل مشاكل خلتنا ننبعد عن بعض، أو خلتني أنا اللي أبعد، وبعديها بفتره بدأت أميل ليكي، وبقينا نتكلم، بعد فتره لقيتها بتكلمني ومحتاجه تشوفني، مكُنتش حابب أروح، بس مع أصرارها أضطريت، وعرفت أنها عندها كانسر، وأنها محتجاني الفتره دي في حياتها، كانت دايماً تقول أن دي أُمنيتها الوحيده، ومش عايزه غيرها، أضطريت أني أفضل معاها لأجل تعبها، فضلت أروح معاها الجلسات، بس كُل مره بنروح مكنش بيبقي فيه أمل، لما دخلت بيها وعرفتكوا عليها ده كان طلبها، كُنت بحاول أرضيها، يمكن ده يخليها أحسن، بس أنا والله ما حبيتها، أنا بس وافقت لأنها لواحدها، ملهاش حد، هند أنا محبتش في الدُنيا دي قدك، وكُنت ناوي أحكي لك بس، كُنت مستني الوقت المُناسب، بس حسيت أنك كرهتيني أوي ومقدرتش أستحمل أكتر من كده، كُنت ناوي أحكي لك لما تخف.
بص لي بزعل وقال:
- بس هي مخفتش، هي بين الحياه والموت دلوقتي
حطيت أيدي علي قلبي وهو بيحكي، كُنت حزينه عليها وفي نفس الوقت مش مستوعبه أنه مر بكُل ده.
مسك أيدي وقال:
- أنا عارف أنك كرهتيني بس والله كان غصب عني، مكُنتش عارف أعمل أيه، كُنت حاسس بتوهان، ما بين واحده متعلقه فيّ وما بين اللي قلبي حبها، لو أنتِ مكاني كُنتي هتعملي أيه!!
هزيت راسي وقولت:
- مش عارفه، أنا عقلي مش مستوعب، علي الأقل لو كُنت حكيت لي، كُنت أكيد ساعدتك، أنا مش وحشه عشان أخليك تتخلي عن واحده مريضه حتي لو علي حساب نفسي، علي الأقل لو كُنت حكيت لي كُنت أنقذتني من اللي حصلي وبيحصل لي
بص في الأرض وقال:
- مكُنتش مُتخيل أنك هتوصلي لكده، مكُنتش عارف أنك مجنونه
سحبت أيدي من أيديه وقولت:
- تبقي محبتش بجد يا تميم، لأن اللي بيحب بجد لو أتساب هيوصل لنقطه وحشه أوي، نقطه هو مكنش يتخيل أنه يوصلها
هز راسه وقال:
- أنا أسف
ابتسمت بزعل وقولت:
- صدقني كلمة أسف دي للأسف مش هتعرف تصلح حاجه، أنا بقيت شخصيه تانيه خالص يا تميم، شخصيه مبقيتش عرفاها ولا تعرفني، أنا مبقيتش عارفه نفسي، بقيت بكرهني وانتَ السبب في كُل اللي أنا فيه دلوقتي، جسمي مبقاش يهدا بسببك، مبقيتش بثق في حد بسببك، خايفه أدخل حد حياتي يسيبني زي معملت، مبقتش قادره أدي حُب، بعد كُل اللي حصلي ده جاي تقولي أسف
غمضت عيوني وقولت:
- لاء أنا اللي أسفه يا تميم، بس أسفه لنفسي عشان سمحت لها تدمر بسبب شخص كان أخره يشوفني من بعيد فقط لا غير
قومت ومشيت، كلامي كان قاسي، قاسي أوي، بس حقيقي حاسه براحه، قدرت أخرج كلام كان علي تكه ويدبحني.
روحت البيت بعد مُعافره كتيره أوي مع نفسي، دخلت البيت لقيت طنط سوسن قاعده، بصيت لي بأبتسامه.
قربت منها وسلمت عليها وقالت:
- عايزاكي في موضوع
بصيت لها وقولت:
- لو هتكلميني علي موضوع تميم، فهو أنتهي بالنسبالي
ماما اتكلمت وقالت:
- يا هند ده طلع مظلوم والبت طلعت تعبانه
بصيت لماما وقولت:
- مش مُبرر يا ماما، مش مُبرر ابدأ، علي الأقل كان يجي يحكي لي، ميسبنيش كده مش فاهمه حاجه، مش فاهمه سابني ليه، مش فاهمه أنا عملت أيه
- يا بنتي والله أبني بيحبك وكان بيعمل خير مش أكتر
- خلاص يكمل في الخير، مبقيتش عايزاه في حياتي، وياريت محدش يفتح الموضوع ده تاني لو سمحتوا
دخلت الأوضه وقفلت الباب، قررت أنسي اللي فات، أو بمعني أصح قررت أندمه علي اللي عمله.
فتحت البلكونه ورميت علبة السجاير، عملت المُنبه علي الساعه ٦ الصُبح، ونمت.
صحيت علي صوت المُنبه، دخلت خدت دُش دافي وبعدين لبست ترنج، حطيت الأيربودز ونزلت.
فضلت أتمشي كتير أوي، حاولت أشغل نفسي بأي حاجه، لحد ما قررت أشتغل.
وقفت لما جه علي بالي سيرة الشُغل، فتحت تليفوني وبدأت أدور علي أي كافيه محتاج لناس، لحد ما لقيت كافيه.
روحت البيت لقيت تميم واقف قُدام العُماره، حاولت أتجاهله ودخلت العُماره بس لقيته دخل ورايّ وبيشدني من دراعي.
زقيته وقولت بحده:
- أنتَ أتجننت
- أيوه أتجننت، هو في أيه يا هند، بقيتي بتتعاملي معايّ كده ليه، ده أنا لما قولت أني خطبت جريتي ورايّ
ابتسمت بسُخريه وقولت:
- جريت وراك!! عشان كُنت عايزه أفهم أنا عملت أيه عشان تعمل معايّ كده تسميها جريت وراك، لاء يا تميم أنا مبجريش ورا حد، واللي يرميني برميه
- يا بنتي أنا مرمتكيش، أنتِ ليه مش عايزه تفهمي أني كُنت في موقف صعب
- هو أنتَ لو حطيت نفسك مكاني هتبقي عادي!!
بص لي بستغراب وقولت:
- يعني تخيل أكون معاك أمبارح بهزر وبضحك وبحبك والكلام الفاضي ده وأجي النهارده وسط العيله  أقول أقدملكوا خطيبي وأنتَ تكون قاعد كده وسطهم بيبصوا لك بشفقه، وأجي كمان شهرين أقولك معلش أصل كُنت في موقف صعب، هتكون عادي!!، بذمتك أنتَ هتقبلها علي نفسك 
- دي مش زي دي
- دي زي دي وكُل كلامي معناه أنك تحُط نفسك مكاني مش أكتر وتحس أنك غلطت في حقي
- أنا مغلطتش أنا كُنت بعمل حاجه كويسه لبني أدمه بتموت
سيبته وطلعت علي السلم وقولت:
- براڤو كمل معاها بقى
اتكلم بصوت عالي وقال:
- هند أنا عايزك أنتِ وهاخدك، فاهمه هاخدك
فتحت الباب ورزعته بعصبيه، لدرجة أن ماما أتخضت وقالت:
- في أيه!!
- مفيش، أنا هدخُل أغير عشان نازله شُغل
سيبتها ودخلت تحت استغرابها، خدت دُش وطلعت سوت مُريح أعرف أتحرك بيه.
نزلت وركبت تاكسي، روحت المكان وقعدت مع المُدير وبدأ يعرفني الشُغل، وأن كُل اللي هعمله أني هقدم الطلبات.
قومت عشان أشوف الشُغل، دخلت لبست اليونيفورم الخاص بالمكان، وأول ما طلعت:
- أيه ده هند!!
- حمزه!!
ضحك بمُفاجأه وقال:
- يا بنت الأيه، عامله أيه
ابتسمت وقولت:
- بخير أنتَ أخبارك أيه!!
- أهو ماشيه الدنيا، باين عليكي هتشتغلي هنا
هزيت راسي وقال:
- حلو هنبقي زمايل عمل، نخلص شُغل ونقعُد ندردش زي زمان فاكره
ابتسمت وقولت:
- الا فاكره، كانت أيام حلوه متتنسيش
هز راسه وقال:
- طب يلا
كُل واحد فينا راح يشتغل في حاجه، بدأت أوزع الطلبات، من ترابيزه لترابيزه، لحد ما الشيفت بتاعنا خلص.
غيرت اليونيفورم، وقعدت علي ترابيزه، حمزه قرب وقعد بعد ما غير هو كمان، لسه زي ما هو متغيرش، كان شيك وكذا بنت من اللي قاعدين يبصوا عليه من وسامته.
- وأخيراً خلصنا
ابتسمت وقولت:
- عامل أيه في حياتك
- ولا حاجه، بعد ما خلصنا الكُليه قررت أستقر هنا، وأشتغل، مقضيها من كافيه لكافيه، لحد ما بقيت هنا
هزيت راسي ولقيته بيبُص علي أيدي، نظرته كأنه بيطمن لحاجه، ابتسمت وعملت نفسي مش واخده بالي وقال:
- أنتِ بقي عامله أيه في حياتك
- فضلت قاعده بعد الكُليه، كُنت داخله في قصة حُب بس متمتش علي خير
عقد حواجبه وقال:
- ليه كده!!
ابتسمت وقولت:
- عادي سيبك المُهم أنا همشي دلوقتي ونتقابل بُكرا بقي
قومت من علي الكُرسي وقال بلهفه وهو بيمسك تليفونه:
- طب هند، مُمكن تكتبي لي رقمك
اخدت تليفونه وابتسمت وأنا بكتب الرقم، وبعدين أديتهوله ومشيت.
روحت البيت ودخلت الأوضه، غيرت هدومي وقررت أعمل كوباية نيسكافيه تنسيني تعب اليوم، دخلت البلكونه بعد ما حطيت الشال بتاعي علي كتافي، شربت بُق من النيسكافيه والهوا بيخبط وشي وشعري عمال يطير.
لقيت تميم طالع من البلكونه اللي قُصادي، بعدت عيوني عنه، دقايق ولقيت تليفوني بيرن برقم غريب.
رديت وعرفت أنه حمزه، ابتسمت وقولت:
- خلاص تمام هسجله
- بتعملي أيه كده!!
- أبداً بشرب نيسكافيه في البلكونه
- تصدقي فكره أنا كمان حابب أقوم أشرب نيسكافيه
- حلو يلا قوم، وكأنك بتشاركني 
بعد دقيقه سمعت صوت خبط فعرفت أنه بيعمل النيسكافيه، وبعد دقايق لقيت مسدچ منه علي الواتس وهو معايّ علي التليفون.
فتحت المسدچ لقيت صوره لكوباية النيسكافيه وهو في البلكونه، ابتسمت وبعت له صورة المج بتاعي.
ضحك وقال:
- حلو، عاجبني الموضوع ده
- اللي هو!!
- مثلاً، نشارك بعض كُل حاجه
سكت وابتسمت وقال:
- لو مش عايزه مش هضايقك أكيد
- تصبح علي خير يا حمزه
- وأنتِ من أهلي، يعني من أهل الخير أقصد
قفلت معاه، وبصيت في السما وطلعت مني تنهيده، كُنت متجاهله تميم، قلبي واجعني منه، وحقيقي مش هقدر أتجاوز اللي عمله معايّ وأرجع له، صعب أرجع له، مُستحيل.
دخلت وأتجاهلت نظراته ليّ، عملت المُنبه ونمت، صحيت علي صوت المُنبه، دخلت خدت دُش سريع وطلعت أختارت طقم، بنطلون علي بلوڤر، بصيت لنفسي في المرايا ولقيت نفسي بتصور وببعت له.
استغربت من اللي عملته، بس كُنت مبسوطه وأنا بعمل ده.
شاف الصوره وكأنه مُقيم في الشات،وكأنه مستني مسدچ مني بفارغ الصبر.
- زي القمر
تليفوني جاله مسدچ وأنا علي السلم، طلعته وفتحته وأول ما شوفت المسدچ، أتوترت، أتخضيت، التليفون كان هيُقع من أيدي من صدمتي.
قلبي دق بطريقه غريبه، قفلت التليفون وكأني مشوفتش المسدچ، ركبت تاكسي، وروحت الكافيه.
أول ما دخلت لقيته قُدامي، ابتسم، بادلته الأبتسامه ودخلت عشان ألبس اليونيفورم، فضلت طول الشُغل بحاول مشغلش بالي بحاجه، فضلت بتابع شُغلي بس.
وأول ما خلصت، قررت أطلُب فنجان قهوه وأقعُد شويه في الكافيه زيي زي أي زبون.
مسكت أزازة المُهدأ وكُنت ناويه أخُد حبايه، بس لقيت حمزه بيقرب، خلاني دخلت العلاج تاني في الشنطه.
ابتسم وقعد وقال:
- عامله أيه
- الحمدلله
بص لي بطرف عينيه وقال:
- مش باين، باين عليكي تعبانه، كُنتي بتطلعي حاجه من الشنطه، ولما شوفتيني دخلتيها تاني
حاولت متوترش وقولت:
- آه ده علاج للصُداع دايماً بشيل علاج معايّ لأني بصدع كتير الفتره دي
هز راسه وقال:
- طب ما تاخديها
هزيت راسي برفض وقولت:
- هشرب القهوه وهبقي تمام
سكت وقال:
- أمبارح قولتي لي أنك دخلتي في قصة حُب ومتمتش، مُمكن أعرف السبب
ابتسمت وقولت:
- عايز تعرف ليه يا حمزه!! ليه عايز تفتح جرحي
- مقصُدش، بس حقيقي عندي فضول أعرف مش يمكن أقدر أخفف عنك
ابتسمت وكأني بقيت بارده، شخصيه عندها لامُبالاه وقولت:
- تخفف أيه!! تخفف جرح واحده حبت شخص سنين، وأتخذلت فيه، شخص مكنتش بتثق في الدنيا دي كُلها غيره، هو الوحيد اللي يخذلها، أزاي هتخفف عني حاجه زي دي، أنا بقيت شخصيه عايشه من غير قلب، ببان أني كويسه والحياه عادي وأنه مبقاش فارق لي، بس حقيقي هو فارق أوي في حياتي، بس هل أنا هرجع لاء، هل أنا هتجاوز اللي حصلي منه، وأعديه عادي طبعاً لاء، هخليني كده عايشه وبتعايش مع أكبر صدمه في حياتي
- اللي أعرفه أن هند قويه، مبتوقعش بسهوله
ضحكت وكأني بحاول أداري زعلي ونبرة صوتي اللي علي تكه وتعيط وقولت:
- أديني وقعت، بس وقعت حتة وقعه جابت أجلي، أنتَ مش عارف حاجه، بس والله وقعتي دي مهعرف أقوم منها بسهوله
سكت وقال:
- طب هو عمل أيه عشان كُل ده!!
بصيت بعيد عنه، وقولت:
- صدقني مالوش لزوم تعرف، سيب لي تفاصيل الحكايه أخبيها في قلبي
- طب وهو!!
هزيت راسي بزعل وقولت:
- حاول يرجع، حاول يصلح، بس أزاي هقدر أثق فيه من تاني، صعب، قلبي مش حمل صدمات تانيه، قلبي مش هيستحمل، علي تكه ويُقف
- طب مهو لو بتحبيه أوي كده، مُمكن ترجعي له، مش يمكن لما تدي فُرصه تانيه، ميبقاش في صدمات
كُنت هتكلم بس لقيت تميم بيقتحم الترابيزه بعصبيه وقال:
- عشان كده مش راضيه ترجعي لي صح، عشان قلبك بقي مع حد تاني
قومت وقفت وقولت:
- أنتَ مجنون!! أنتَ أزاي تدخُل كده!! وأزاي تعلي صوتك!! 
- جاوبيني، هو ده اللي أخدك مني صح!!
بزعيق وعيونه حمرا من العصبيه والزعل قال:
- ما تجاوبي!! عملت أنا أيه عشان كُل ده، جيت وشرحت لك كُل حاجه، أستاهل أنا القسوه دي ليه!! ده أنا محبتش في الدُنيا دي غيرك
- تميم الناس
بضعف ونبرة صوته اللي بتترعش قال:
- ماليش دعوه بحد، هند أنا عايزك، والله ما حبيت غيرك، والله ما كان قصدي أعمل فيكي كده، صدقيني أنا مش وحش أوي كده
بصيت علي الناس، لقيتهُم كُلهُم مركزين معانا، سيبته ومشيت برا الكافيه، طلع ورايّ وقال بصوت عالي:
- يا هند، حرام عليكي اللي بتعمليه فيّ ده
- حرام!! حرام أيه!! زعلان ليه دلوقتي!! عشان شوفت حياتي!! آه يا تميم حمزه بقي في حياتي، بقي في قلبي، وياريت تبعد عني بقي، لأن مش هسمح لك تدمر حياتي أكتر من كده
- هند أنتِ بتحبيني، بلاش غضبك مني يعميكي عن حُبك ليّ
- حُب!! حُب أيه!! أنا خلاص فوقت يا تميم، فاهم، أنا فوقت، وربنا يكفيك قلبت واحده لما تقفل من شخص كانت بتحبه وشايفاه كُل حاجه، أمشي يا تميم، أمشي وسيبني في حالي، وبلاش تقفلها بطريقه مش حلوه
بص في الأرض ولأول مره أشوف دموع تميم بتنزل، لأول مره أشوفه مكسور أوي كده، لفيت وأديته ضهري، مكُنتش عايزه أضعف، مكُنتش عايزه أحن، قفلت كف أيدي وضربت قلبي اللي عمال يحن له.
سمعت خطواته بتبعد، لقيت حمزه بيقرب وقال:
- أنتِ كويسه!!
هزيت راسي وقولت:
- أنا همشي
مستنتش رده ومشيت، دماغي كانت مش فيّ. كُنت تايهه، كُنت حاسه أني في دايره ومش عارفه أخرُج منها، روحت ونمت، نمت بهدومي، نمت عشان أهرب من كُل حاجه.
صحيت من النوم، كُنت مصدعه بطريقه وحشه، أحداث اللي حصل كان بيمُر عليّ زي الشريط.
خدت بُرشامة مُهدأ، وقررت مروحش الشُغل، أصل هاروح أزاي بعد اللي قولته!! أزاي عيوني هتيجي في عيونه كده عادي!!
نمت وصحيت علي صوت تليفوني، مسكت التليفون ولقيته حمزه، لثانيه أترددت أرُد، خوفت، خوفت يواجهني بكلامه وأنا مش حمل أي كلام.
رديت بعد ما حسيت أن الأتصال طول أوي، رديت وقال:
- مجتيش ليه!!
- مقدرتش، حاسه أني مش عايزه أنزل من الييت
سكت وبعدين قال:
- هتعدي، صدقيني كُل حاجه هتعدي، متقلقيش
ابتسمت وقولت:
- عادي، أديني مستنياها تعدي 
سكت وبعدين قال بسُرعه:
- أيه رأيك نخرُج!!
- مش هقدر والله يا حمزه
- ليه!! يا ستي هنتمشي، هوديكي مكان يمكن تطلعي فيه كُل طاقتك السلبيه، وصدقيني عن تجرُبه هترتاحي
مكُنتش عارفه أرُد أقول أيه، حقيقي كُنت مُجهده، مكُنتش قادره اقاوم، سكت ولما حس أن سكوتي طول قال:
- خلاص هخلص الشُغل وهقابلك، متنسيش
قفلت معاه وأنا بفكر، أروح ولا لاء، كُنت جعانه نوم بطريقه رهيبه، نمت وصحيت بعد الضُهر، عملت لي فنجان قهوه ودخلت الأوضه، فتحت الدولاب وخدت دريس أسود، عيوني أجت علي بوكس جوه الدولاب، طلعته وفتحته، كان كُل حاجه تخُص تميم، كُل الهدايا والجوابات والحُب اللي كان بينا، حتي الصور كُنت دايماً بوثق لحظاتي معاه وبصور كُل حاجه لدرجة أني طبعتهُم عشان أحتفظ بيهُم، سيبت البوكس وقومت لبست، قررت أعمل ميكب خفيف، خدت البوكس ونزلت، نزلت وسيبت قهوتي ورايا.
ركبت تاكسي ووصلت للمكان اللي قالي عليه، كان قُصاد البحر بس في حته مُنعزله تماماً عن الناس، كان واقف مستنيني وأول ما شافني قرب بأبتسامته.
ابتسمت وقولت:
- أتأخرت!!
هز راسه برفض وقال:
- أتأخري براحتك يا سنيوريتا
ابتسمت وبصيت في الأرض، وبعدين قولت:
- حلو المكان ده
هز راسه وقال:
- المكان ده صاحبي، شاهد علي كُل هزايمي وأفراحي، شاهد علي كُل حاجه حصلت في حياتي، جبتك هنا، عشان كُنت عارف ومُتأكد أنك عايزه تنفجري بأعلي صوت عندك، هبعد وهسيبك تاخدي راحتك 
هزيت راسي ومشي، فضلت متابعاه لحد ما بعد، بصيت ناحية البحر، أجه قُدامي صورته وكأنه مرسوم علي المايه، كُنت بفتكر كُل حاجه، لحد ما أفتكرت التعب اللي وصلت له، جسمي اللي بقي في النازل، عيوني الباهته، أفتكرت الدكتور النفسي، السجاير، المُهدئات، محستش بنفسي غير ودموعي علي خدي وبصرخ، بصرخ بأعلي صوت عندي، بصرخ وكأني بطلع كُل اللي كاتماه في قلبي، فتحت البوكس وطلعت منه أزازة جاز صُغيره وولاعه، غرقت البوكس بالجاز ورميت الولاعه عليه، كان بيولع قُدامي، قومت وقفت بعيد شويه وعيوني علي البوكس، مكُنتش حاسه بزعل، كُنت حاسه أني بنتصر علي قلبي، كُنت حاسه بشعور اللامُبالاه.
لفيت نفسي وأنا بمسح دموعي، بصيت علي حمزه اللي واقف بعيد وهو مُبتسم، وكأنه حس براحتي.
قرب مني وقال:
- أرتاحتي!!
قعد علي صخره وقولت:
- جداً، مش عارفه أشكُرك أزاي، حاسه أنه كان حِمل وأتشال من عليّ، بجد شُكراً
ابتسم وقال:
- طب يلا، محضرلك مشاوير حلوه
- فين!!
قعد علي صخره جمبي وقال:
- أول حاجه هنطلع مطعم فاتح جديد، ناس بتقول أن الأكل هناك حلو أوي، وبعدين هنروح سينما، عارف أنك بتحبي السينما، وبتحبي تدخُلي أفلام جديده، فيه فيلم نازل جديد، حجزت تذكرتين، وبعد ما نخلص السينما، هنروح الملاهي، عايز أطلع الطاقه اللي جوايّ، وبعدين نطلع ناكُل أيس كريم، عارف أنك بتحبي تاكلي أيس كريم وخصوصاً في الشتا
ابتسمت لما حسيت قد أيه عايز يخرجني من المود، ابتسمت أكتر لما لقيته فاكر عني حاجات وقولت:
- بس كده كتير
قام وقف وشدني وقال:
- ولا كتير ولا حاجه، يلا عشان نلحق اليوم من أوله
مشيت معاه، مشيت وأنا راميه كُل ذكرياتي ورا ضهري، روحنا مطعم وكُنت قاعده بشوف المنيو، أختارت بيتزا رانش فراخ وهو أختار زيي.
كُنا بناكُل وبنفتكر ذكريات الكُليه وقد أيه كانت أيام حلوه متتنسيش، كُنا بنتصور كتير طول ما أحنا قاعدين، خلصنا أكل وقومنا روحنا السينما، كان حاجز صف أول زي ما أنا بحب، أشترينا فشار ودخلنا نتفرج، كان بيصورني في الخفي عشان مخدش بالي، خلصنا وطلعنا الملاهي، وحرفياً خلاني أركب كُل حاجه في الملاهي، كُنت مبسوطه من قلبي، بقالي كتير متبسطش كده، كان بيصورني كتير أوي، وأنا بضحك وأنا بصرخ وأنا خايفه، كان مبسوط وده كان باين عليه جداً.
خلصنا ونزلت من المُرجيحه وقولت بأنبساط طفولي:
- الله يا حمزه بجد أتبسط أوي
ابتسم وقال:
- ليكي عليّ كُل أسبوع نطلع طلعه زي دي
- بس كده هتعود
ابتسم وقال:
- أتعودي أنتِ بس وملكيش دعوه
ابتسمت وقال:
- لسه في حاجه كمان بتحبيها 
بصيت له وقولت:
- أيه هي!!
مسك كف أيدي بتردد وسحبني وراه، ركبنا العربيه، وشغل عمرو دياب وفتح أزاز الشباك علي أخرو وفضلنا نلف كتير بالعربيه، كُنا بنغني.
فتحت الكاميرا وبدأت أعمل ڤيد لينا وأحنا بنغني، لقيته بيبُص لي بَصه غريبه شوفتها في التليفون وهو بيقول:
- يا عمري الجاي والحاضر يا أحلي نصيب
حاولت مخُدش بالي وفضلت أغني معاه، لحد ما وصلني عند البيت، وقف بالعربيه وبص لي وقولت:
- هتصدقني لو قولت لك أني متبسطش كده من زمان
ابتسم وقال:
- هصدقك
سكت وقولت:
- بجد شُكراً لولا اللي عملته معايّ النهارده حرفياً كان زماني قاعده في البيت في حاله مش كويسه
- أتمني تفضلي علي أنبساطك ده ومتزعليش من حاجه، ولو حسيتي أنك عايزه تتكلمي، أتمني أني أجي علي بالك
ابتسمت وقولت:
- بعدين هدوشك
- يا ستي أدوشيني أنتِ بس وملكيش دعوه علي قلبي زي العسل
ضحكت وقولت:
- أشوفك بُكرا
هز راسه وفتحت الباب ونزلت، مشي بالعربيه، عيوني أجت علي بلكونته، كان واقف شايط، متعصب، هيتجن، دخلت ومحطتش حاجه في دماغي غير أن اليوم بجد كان يجنن.
دخلت العُماره وأنا بدندن مع نفسي:
- يا عُمري الجاي والحاضر يا أحلي نصيب
كُنت أحسني فراشه، كُنت بتمايل وأنا بدندن.
دخلت البيت وجريت علي أوضتي، دقيقه ولقيت صور الخروجه كلها بتتبعت لي.
نزلت صوره منهُم وأنا مبسوطه فيها وكتبت.
"اليوم أشعُر وكأني أتولدت من جديد"
صحيت علي ميعاد الشُغل، نزلت من البيت لقيت تميم في وشي، أول ما شافني بعد عيونه عني، غريبه أنه مقربش.
روحت الشُغل ولقيت حمزه، دخلت الشُغل، وفضلت أشتغل لحد ما خلصت الشيفت بتاعي، قعدت علي ترابيزه وأستنيت حمزه كالعاده.
قرب مني وأبتسامته علي وشه كالعاده، قعد وبدأنا نتكلم فاللي حصل أمبارح، كان مبسوط وهو شايفني مبسوطه باللي حصل.
فجأه لقيت واحده بتقعُد علي الترابيزه، بصيت عليها بستغراب، ولقيت حمزه معالم وشه أتغيرت، كانت بتبُص له بزعل، بحسره.
- في حاجه!!
بصيت لي وقالت:
- هو أنتِ أزاي كده!!
بصيت له ورجعت بصيت لها وقولت بستغراب:
- أزاي أيه معلش مش فاهمه!!
جز علي سنانه وقال:
- أنتِ أيه اللي جابك هنا
اتجاهلت كلامه وفضلت عيونها مركزه عليّ وقالت:
- أزاي قادره تاخدي راجل من مراته!!
عيوني وسعت وقولت:
- مراته!!
بغضب مكتوم قال:
- مريم، أمشي
بكسره قالت:
- لاء مش همشي، أنتَ بتعمل فيّ كده ليه!! بجد مش مكسوف من نفسك وأنتَ راجل متجوز وعندك طفل، ده بدل ما تحتوينا، رايح تخرُج وتتفسح وأحنا ولا علي بالك
انا كُنت قاعده مصدومه، بصت لي وقالت:
- أنتِ تقبليها علي نفسك
- صدقيني مكُنتش أعرف أنه متجوز
بصت له بسخُريه وقالت:
- أنتَ كمان مش معرفها!!
قومت وقولت:
- أنا أسفه ليكي، بس فعلاً مكُنتش أعرف، عن أذنك
- هند
بصيت له من تحت لفوق ومشيت، مشيت وقررت أخُدها مشي، ملحقتش أتعلق بيه أكيد، بس أصراره فأنه يحاول يبسطني كان بيعجبني، يمكن لو مكُنتش عرفت الحقيقه جايز كُنت أقع في حُبه، بس كويس أن الحقيقه ظهرت، مش حمل صدمات تانيه.
روحت وفضلت حاسه بالذنب، ذنب معملتوش، حوار أن واحده تكتشف أن جوزها بيخونها دي حاجه وحشه أوي بجد.
- أنا تحت البيت
كان مسدچ منه، بصيت علي المسدچ بخنقه ومردتش، بعد دقيقه قال:
- مُمكن تنزلي نتكلم
- ياريت تمشي وتطلع من حياتي
- معلش أنزلي نتكلم
اتنهدت وسيبت التليفون ونزلت، أول ما شوفته ربعت أيدي وقولت:
- خير جاي ليه!!
بص في الأرض بتردد وقال:
- أنا أسف، عارف أني مكنش لازم أخبي عليكي حاجه زي دي، بس أنا مش مرتاح معاها أصلاً
- ميخُصنيش علي فكره، اللي يخُصني أني متحطش في موقف بايخ زي ده، لو كُنت أعرف أنك متجوز صدقني مكُنتش سمحت لك تقرب مني، وكمان لما أنتَ مش مرتاح كُنت بتتجوزها ليه!! ولا خلاص زهقت منها وقولت تدور علي حد تاني!!
- هند أنا مش كده، أنا بس لما شوفتك افتكرت أيام زمان، وحُب زمان، هند أنا كُنت بحبك أيام الكُليه، بس أنا مكُنتش في دماغك، ولما خلصنا محدش فينا بقي يعرف حاجه عن التاني
- آه فقولت تتجوز أي واحده وخلاص، طب وهي!! مفكرتش فيها!! طب أبنك!! هو أنتَ أزاي وحش كده!!
صوته عِليِ وقال:
- لاء أنا مش وحش يا هند، أنا لسه بحبك، ومش بقدر أنساكي، وكُنت أتمني لو كُنتي أنتِ اللي معايّ مش مريم
- لاء أنتَ وحش يا حمزه، عشان المفروض دخلت واحده في حياتك تصونها، تحبها، تقدرها، مش تعمل الحركات دي، ياريت تبعد عني وأتمني تصلح غلطتك وتصالحها وتتقي ربنا فيها
كُنت همشي بس لقيته بيمسك أيدي وقال:
- أنتِ رايحه فين أنا لسه مخلصتش كلامي
كُنت بشد أيدي منه وهو أيديه متبته علي أيدي وقولت:
- أوعى كده أنتَ مجنون، أبعد أيدك عني
- هند أنا بحبك
رفعت أيدي ونزلتها علي وشه وقولت:
- أبعد عني بقولك
صوتي بدأ يعلي، لحد ما لقيت تميم بيشده من هدومه ونازل فيه ضرب، بعياط قولت:
- خلاص يا تميم هيموت في أيدك
حمزه زقه وجري علي عربيته ومشي بأقصي سُرعه، قرب مني وقال:
- أنتِ كويسه!!
هزيت راسي وأنا مش مستوعبه كُل اللي بيحصل وقال:
- طب أطلعي يلا عشان ترتاحي
طلعت من سُكات وأنا حاسه أني تايهه، مش فاهمه أيه اللي بيحصلي.
صحيت من النوم علي مُكالمات كتيره من تميم، سيبت و المطبخ، دخلت ورايّ وقالت:
- مالك!!
كُنت ساكته وأنا بعمل النيسكافيه، بصيت لها لما لقيتها بتكرر سؤالها وقولت:
- بفكر أرجع لشُغل زمان، هعمل أكل في البيت وأوصله للناس
- شوفي أنا بكلمك في أيه وأنتِ بتتكلمي في أيه، أعملي اللي أنتِ عايزاه، بس مقولتليش برضو مالك!!
هزيت راسي بأبتسامه وقولت:
- ابدأ، بس فضلت طول الليل أفكر أني مينفعش أفضل كده، حاسه أني محتاجه أنشغل دايماً
هزت راسها وقالت:
- يبقي أطلع من المطبخ عشان تعرفي تشتغلي، لأني عارفه أنك بتحبي تبقي لواحدك
ابتسمت وطلعت، فتحت الأيميل بتاع الطبخ اللي فعلته قبل ما أنام، جالي مسدچات كتيره للأكل، نزلت أشتري الطلبات اللي ناقصه.
نزلت وروحت السوبر ماركت والسوق، وأنا راجعه شوفت تميم، قرب عشان ياخُ مني الشُنط وقولت:
- لاء مفيش داعي
- ازاي ميصحش
سكت وأخد مني الشُط وقال:
- بقالي كتير مشوفتكيش بتشتري طلبات غير عشان الشُغل
هزيت راسي وقولت:
- ما أنا رجعت أشتغل في الطبخ
طلعت السلم وهو بيقول:
- ومين هيوصل الأكل!!
- أكيد أنا، مفيش حد هيخاف علي الحاجه غيري، فلازم الأكل يوصل بنفس الجوده اللي طلع من عندي
فتحت الباب وخدت منه الشُنط وقولت:
- مُتشكره جداً، تعبتك معايّ
- تعبك راحه يا هند
بعدت عيوني عنه ومشي، قفلت الباب ودخلت المطبخ، فتحت أم كلثوم وبدأت أحضر الأكل، الحلو أني بحب أعمل الأكل بمزاج عالي، بحاول أركن أي زعل، وأعمل الحاجه بنفس.
غالباً الطبخ ده جالي في وقته، أكتشفت أني مش قادره أفكر في حاجه غير أن لازم الأكله تطلع عشره من عشره.
فكيت ربطة شعري وأنا شايفه الأكل اللي خلص ومتغلف في الشُنط.
دخلت لبست وخدت الشُنط ونزلت، أول ما نزلت من العُماره لقيت تميم ساند علي الموتوسيكل بتاعه، كان ماسك تليفونه وأول ما شافني حط التليفون في جيبه.
قرب وقال:
- مستنيكي
- نعم!! ده ليه!!
- عشان أوصلك
- توصلني!! ليه!! مالوش داعي يا تميم اللي بتعمله، أنا همشي عشان متأخرش علي الناس
سيبته ومشيت ولقيته جاي ورايّ بالموتوسيكل، وقفت وقولت:
- هو في أيه!!
وقف وقال:
- عايز نرجع زي زمان يا هند، أيام ما كُنت بوصلك
- أديك قولت زمان، وزمان ده أتنسي ومش هيرجع
- ليه، ليه مش هيرجع، غلطت، عارف أني غلطت، بس صدقيني مخونتكيش، حصل اللي حصل وأديها ماتت، البنت ماتت خلاص، خلينا نرجع بقى
ابتسمت بسخُريه وقولت:
- بالبساطة دي!! بجد!!
سكت وبص في الأرض وقال:
- علي الأقل صُحاب، أنا راضي بأي حاجه بس أكون جمبك
بصيت بعيد عن عيونه ولقيته بيمد أيديه عشان ياخُد الشُنط من أيدي، خدها وعلقها وقال:
- يلا عشان منتأخرش علي الأوردرات بقي
اتنهدت وركبت وراه، كُنت بحاول ملمسهوش، كُنت حاسه بحاجز جامد بيني وبينه، مش قادره أنسي اللي عمله فيّ، فضلت متابعه الطريق وبحاول مشغلش بالي.
بدأ يوصلني لكُل بيت، لحد ما خلصت الأوردرات كُلها، وصلني لحد العُماره، نزلت وقولت:
- شُكراً
ابتسم وقال:
- مفيش شُكر بين الصُحاب
هزيت راسي وقال وهو بيمد لي ايديه:
- صُحاب!!
فضلت بَصه علي ايديه لثواني بتردُد وبعدين حطيت ايدي في ايديه وقولت:
- صُحاب
طلعت بعد ما أتفقت أنا وتميم أننا نكون صُحاب، لقيت مسدچ جالي من حمزه.
- مرضيتش أعمل مُشكله معاه علشانك علي فكره
ضحكت بسخُريه ومردتش علي المسدچ، ضحكت عشان بالرغم من زعلي من تميم الا أني عارفه ومُتأكده أن تميم قادر يفترس حمزه.
قررت أني أنتبه أكتر لشُغلي وأركن أي حاجه، حتي قلبي.
نمت وصحيت من بدري علي غير العادي، قومت وبدأت أعمل الأكل
كُنت فاتحه أُغنيه لأم كلثوم وهي بتقول:
|جددت حُبك ليه بعد الفؤاد ما أرتاح|
- لا والله يا ست ما أرتاح
- ولما أنتِ لسه بتحبيه مدياله الوش الخشب ليه بس!!
|ده الهجر وأنت قريب مني كان فيه أمل لوصالك يوم، لكن بعادك ده عني خلي الفؤاد منك محروم|
- قوليلها يا ست قوليلها
بصيت لماما وقولت:
- أُم كلثوم ردت عليكي
- والله براحتك يا هند، أعملي كُل اللي أنتِ عايزاه لحد ما يطفش تاني منك
حطيت صينية البشاميل في الفُرن وقولت:
- أنا وتميم قررنا نبقي صُحاب يا ماما، يعني قصة الحُب اللي ما بينا أنتهت خلاص، كُل واحد هيبقي ليه حياته
- وشايفه أنك كده مرتاحه!! أنا أكتر واحده عارفه أنتِ تعبتي قد أيه
ابتسمت لأنها متعرفش الحقيقه الكامله، متعرفش بموضوع السجاير ولا بموضوع المُهدئات ولا حتي بالدكتور النفسي، هي بس شافت أنهياري الدائم، شافت قلة وزني وقلة نومي، شافت التروما اللي حصلت لي في حياتي، شافت خوفي من دخولي في علاقات تاني، شافت أنعزالي عن الناس، شافت وحدتي..
- بس كده أحسن
هزت راسها وقالت:
- مش هقدر أجبرك علي حاجه، اللي أنتِ شايفاه مُناسب ليكي أعمليه
ابتسمت وسكت، مشيت من قُدامي وفضلت واقفه وكأن شريط حياتي في الفتره اللي بعدت فيها عن تميم عدا قُدام عيني، عدا بكُل التفاصيل، لما لجأت لدكتور نفسي، لجأت عشان كُنت محتاجه أتكلم مع حد ميعرفنيش، حد مش قُريب مني، بس أكتشفت أنه لاء مش عارفه أتكلم، مش عارفه أخُد راحتي، ولما لجأت للسجاير منكرش أني كُنت بطلع غلي فيها، بس مكنش الحل، أعتقد أن أكتر حاجه بتجيب معايّ نتيجه هي المُهدئات، اللي معرفش أنا هبعد عنها أزاي بعد كده وهي بقت جُزء من يومي.
|ياهل تري قلبك مشتاق يحس لوعة قلبي عليك، ويشعلل النار والأشواق اللي طفيتها أنت بأديك|
ابتسمت بزعل علي جُملة أُم كلثوم وكملت الأكل، لحد ما خلصت.
- عندك شُغل النهارده!!
كان مسدچ أتبعت لي من تميم وأنا بلبس.
- أيوه
آه بقينا صُحاب، بس حاسه أني مش قادره أتعامل معاه بحُريه.
- هستناكي تحت العُماره عشان أوصلك
- مالوش داعي يا تميم
- مش أحنا صُحاب!!
- صُحاب، بس عايزه أروح لواحدي، هكون مرتاحه أكتر
قفلت المُحادثه وكملت لبس، نزلت لقيته واقف تحت، بعدت عيوني عنه وبعدين بصيت له.
- ليه مش عايزاني أكون معاكي
- ما أنا قولتلك أنا عايزه أبقي لواحدي
خلصت كلامي ولقيت تليفوني بيرن، بصيت علي المُتصل لقيته حمزه.
كنسلت عليه ولقيت تميم بيقول:
- هو أنتِ لسه بتتواصلي معاه!
هزيت راسي وقولت:
- لاء أبداً 
بص علي تليفوني اللي رجع يرن تاني بأسمه وقال:
- أُمال بيرن ليه!!
هزيت راسي وقولت:
- معرفش، ومش عايزه أعرف، أنا همشي عشان أتأخرت
سيبته وأنا متضايقه من أسئلته، مالوش الحق أصلاّ أنه يسألني ويدخل في حياتي.
مشيت ولقيته ماشي ورايّ، وقفت وقولت بضيق:
- اسمعني أنا لما وافقت أننا نكون صُحاب ده مش معناه أنك تدخل في حياتي زياده عن اللزوم علي فكره
هز راسه وقال:
- عارف، بس أنا خايف عليكي، وخايف الشخص ده يرجع يضايقك من تاني
- أنا هعرف أحمي نفسي كويس من حمزه وأمثاله، مش هستني حد يحميني
ابتسم وقال:
- أتغيرتي أوي يا هند، بس أنا واثق أنك هترجعي زي زمان، مش عشاني ولا عشان حد، بس عشان أنا عارف هند علي أيه
سكت وبعدين سيبته وطلعت العُماره، فضلت أنتقل من مكان لمكان لحد ما طلعت عُماره، هو فضل ماشي ورايّ، مبيزهقش، كان خايف فعلاً عليّ.
رنيت الجرس والباب أتفتح، عيوني وسعت لما لقيت حمزه قُدامي، ابتسم وقال:
- كان لازم أطلُب أكل عشان أرجع أشوفك تاني!
بقيت واقفه قُدامه ولا كأن اللي نزل عليّ مايه ساقعه، بصيت في الأرض وقولت:
- أتفضل الأوردر
- هاخده أكيد، بس مش تدخُلي تشربي حاجه الأول!!
رفعت حاجبي وقولت:
- لا معلش، مش فاضيه
حط أيديه علي دراعي وقال:
- ليه بس ده هي عشر دقايق
محسيتش بنفسي غير وأيدي بتنزل علي وشه، وقولت بصوت عالي:
- شيل أيدك من عليّ بدل ما والله أفرج الناس عليك، أنتَ سامع!!
حسيته كش، خاف، بصيت له بقرف ومشيت بالأوردر، خساره فيه.
نزلت وأنا حاسه بجسمي بيترعش، نفسي عمال يعليَ وكأني كُنت بجري.
نزلت من العُماره وأنا وشي مخطوف، تميم قرب بستغراب وقال:
- أنتِ كويسه!!
هزيت راسي برفض وقولت:
- أنا همشي
مسك أيدي وقال:
- في أيه مالك!!
اتكلمت بخنقه:
- مشيني من هنا يا تميم لو سمحت
- مش هنمشي غير لما تقوليلي في أيه!!
رعشة جسمي بدأت تعلىَ، بص لي بستغراب أكتر وقال:
- في أيه يا هند مالك!! حد ضايقك!! 
قعدت علي الرصيف وبدأت دموعي تنزل وقولت بصوت مقطع:
- حمزه
قعد علي رُكبته قُدامي وحسيت أن عيونه بتطلع نار من ذكر الأسم بس، وقال بغضب مكتوم:
- ماله!!
سكت وبعدت عيوني ودموعي عماله تنزل بطريقه مش طبيعيه، جز علي سنانه وكرر سؤاله:
- ماله!!
بدأت أحكي له اللي حصل، فجأه قام وقف بعصبيه وشدني، كان بيشدني ويطلعني معاه العُماره، كُنت بحاول مطلعش ولا أطلعه، بس هو كان زي الوحش اللي قادر يهد الدُنيا دي كُلها.
- أنهي شقه!!
- تميم بالله عليك يلا نمشي من هنا
بعصبيه قال:
- بقولك أنهي شقه!!
شاورت علي شقه، بعد عني ورن الجرس، أول ما الباب أتفتح، لقيت تميم هجم عليه، كان بيضربه بغِل، لحد ما حمزه أغمي عليه من الضرب.
خدني ونزلنا وقال:
- هتروحي تعملي محضر
- بس
قاطعني وقال:
- مش بس، مفيش بس يا هند، هتعملي محضر أنه حاول يتطاول عليكي، عشان يحترم نفسه بعد كده
ركب الموتوسيكل، وركبت وراه، روحنا القسم وعملت محضر فعلاً.
طلعنا من القسم، وسند علي الموتوسيكل وقال:
- أنتِ كويسه صح!!
هزيت راسي وعيوني نزلت علي أيديه، كانت متعوره، بصيت عليه وقولت:
- أيديك!! أيديك متعوره
ابتسم وقال:
- حاجه بسيطه متقلقيش
- أزاي مقلقش، أنتَ متعور بسببي، تعالا نروح صيدليه
- صدقيني مش مستاهله
بحِده قولت:
- لاء مستاهله، اللي حصل ده بسببي، فا لو سمحت أنا عملت اللي أنتَ عايزهُ وعملت محضر، يبقي أحترم رغبتي وأعمل اللي أنا عايزاه
هز راسه وقال:
- تمام بس بشرط
بصيت له بتركيز وقال وعيونه علي الأوردر اللي كان رايح لحمزه:
- ناكُل سوا، وحشني أكلك
هزيت راسي وركبت وراه وقولت:
- طب يلا ودينا أي صيدليه قُريبه من هنا
شغل الموتوسيكل ومشينا، روحنا الصيدليه، وعملوا اللازم، طلعنا، وروحنا الكورنيش، الأوردر كان عباره عن صينية بشاميل وفراخ بانيه.
بدأنا ناكُل، مد لي أيديه وكان بيأكلني، كان بيحاول يرجع كُل حاجه زي زمان.
خلصنا أكل ومشينا، وفجأه الدُنيا مطرت، بفرحه بصيت للسما عشان المطر ينزل علي وشي، أكتر حاجه بتفرحني هي أن الدُنيا تمطر وأنا في الشارع.
ضحك وراح ناحية محل أيس كريم وجاب منه، لأجل أني بحب الأيس كريم وخصوصاً في الشتا.
خدته منه بفرحه وبدأت أكُل الأيس كريم، لقيته مشغل أُغنيه لأكتر كوبليه بحبه للست أُم كلثوم
|اللي شوفته قبل ما تشوفك عينيا، عمر ضايع يحسبوه أزاي عليا|
وكأنه بيستغل الموقف، وكأنه بيحاول يرجعنا زي زمان، أيام ما كُنا أحباب، أيام ما كُنا نسمع أُم كلثوم وندندن سوا.
حاولت أهرب من عيونه، عيونه اللي كُلها كلام وقولت:
- أنا أتأخرت، لازم أروح
هز راسه وقال:
- يلا بينا
ركبنا ووصلنا العُماره، لقيت مسدچ علي تليفوني:
- أنتِ بتعملي فيّ محضر يا هند!!
- مترُديش عليه 
قفلت التليفون وقولت:
- هنعمل أيه بعد كده!!
- أبداً، هنروح بُكره، وتعملي محضر بعدم التعرُض
هزيت راسي وقولت:
- هطلع أنا بقي
ابتسم وقال:
- تصبحي علي خير
- وأنتَ من أهل الخير
سيبته وطلعت، لقيت ماما في وشي، بخضه قولت:
- أيه يا ماما
- أيه اللي موقفك مع تميم!!
- أبداً كان بيسلم عليّ
بصيت لي بطرف عينيها وقالت:
- بيسلم عليكي!!
هزيت راسي ومشيت من قُدامها، دخلت الأوضه وشغلت أُغنية لفيروز
|سألوني الناس عنك يا حبيبي كتبو المكاتيب وأخدها الهوا بيعز عليا أغني يا حبيبي لأول مره ما منكون سوا|
أعتقد أن الأُغنيه كانت عليّ لدرجة أنها وصلت له.
- لسه فاكره!!
- فاكره أيه!!
- كُنا بنشغلها لما كُنا بنزعل من بعض، ولا نسيتي!!
|سألوني الناس عنك سألوني قلتلهن راچع اوعو تلموني غمضت عيوني خوفاً من الناس يشوفوك مخبا بعيوني|
- أنتَ عارف أني بحب فيروز فتلاقيني بشغل أغانيها
- شكلك ناسيه أن أنا اللي عرفتك علي الأُغنيه دي
مردتش، هو عنده حق في كُل كلمه قالها.
|طل من الليل قال لي ضوي لي لاقاني الليل وطفا قناديلي و لا تسألينى كيف استهديت كان قلبى لعندك دليلي و اللى اكتوى بالشوق اكتوى لأول مره ما منكون سوا|
عيوني راحت ناحية شباك أوضتي، تلقائياً، هو كان واقف في شباك أوضته، رددت مع فيروز وقولت بزعل:
- لأول مره ما منكون سوا
بعدت عيوني من عليه، غمضت عيوني وقولت:
- خلاص يا هند بقي، قررتوا تبقوا صُحاب، متغيريش قرارك ده، كده أحسن ليكوا
قفلت النور ونمت، صحيت علي صوت تليفوني.
- صباح الخير
بنعاس قولت:
- صباح النور
- يلا عشان نلحق نروح القسم
- تمام ماشي
قفلت معاه، وقومت، لبست وبعت له:
- أستناني علي أول الشارع
- ليه!!
- هقولك بعدين
نزلت ومشيت لأول الشارع وقال:
- كان لازمتها أيه
- معلش كده أحسن
بص لي ثواني وبعديها هز راسه، ركبت وروحنا القسم، أول ما دخلت شوفته، روحت ناحية الظابط، وبدأت أعمل محضر عدم التعرُض.
للحظه حسيت براحه حلت عليّ، وأخيراً خلصت منه، بص لي وقال:
- شكلك مبسوطه
- مرتاحه
ابتسم وقال:
- بجد
هزيت راسي وقولت:
- آه بجد
- طب بمناسبة أننا خلصنا منه، يلا بينا بقي نفطر 
هزيت راسي وركبت وراه، معرفش ليه بقيت ماشيه ورا دماغه في كُل حاجه، هل فعلاً عشان بقينا صُحاب ولا عشان أنا لسه عايزه أكون معاه.
روحنا مطعم وطلبت توست جبن وكوباية نيسكافيه، نفس المطعم اللي كُنا بنروحه زمان، أيام حُبنا ما كان باين في عيونا.
سرحت في كُل حاجه بتجمعني بالمكان، أفتكرت كلامه اللي كان بيخليني قد أيه طايره من علي الأرض.
غمضت عيوني وأنا بفتكر وهو بيقولي:
- بحبك
أتنفضت وبعدت أيدي عن أيديه اللي لمستني، جسمي كان بيعلي ويوطي بطريقه مش طبيعيه، بعد أيديه وقال:
- أهدي أنا أسف، أسف بجد
طلعت المُهدأ وكُنت هاخُد حبابه، بس وقفني وقال:
- كفايه مُهدئات، بتهلكي نفسك
هزيت راسي برفض وقال:
- معلش حاولي
غمضت عيني وأنا برجع المُهدأ للشنطه، خدت كوباية المايه المحطوطه علي الترابيزه وبدأت أشرب بهدوء.
الفطار نزل وقال في محاولة تخفيف التوتُر:
- الجو جميل أوي النهارده 
هزيت راسي وأنا ساكته وقال:
- جميل بوجودك جمبي يا هند
بصيت له وأنا شايفه عيونه اللي بتلمع زي زمان وهي بتبُص لي بحُب، اكتفيت بإبتسامه، قرب أيديه تاني من أيدي وقال بتردُد وخوف:
- تتجوزيني!!
عيوني وسعت وقولت:
- أيه!!
- تتجوزيني يا هند، أنا لسه بحبك وعايزك
- أيوه بس
قام وقف وطلع علبة فطيفه من جيبه وقال بصوت عالي:
- أنا عارف أني غلطت في حقك، بس صدقيني أتعلمت وخدت درس عُمري ما هنساه
بصيت علي الناس اللي بصت علينا وقولت بصوت محدش يسمعه غيري أنا وتميم:
- تميم الناس
- خلي الناس تعرف أن تميم بيحب هند وعُمره ما بص لحد غيرها
بصيت ناحية الشباك من الأحراج من الناس، بص للناس وقال:
- أنا بحبها، بحبها من زمام أوي، وعملت حاجه غبيه معاها، كُنت شايف أنها عادي، بس هي مكنتش عادي بالنسبالها، جرحتها وأذيتها وأنا معرفش، معرفش أن كُل ده هيحصل، بس والله بحبها وندمان علي كُل حاجه، حد يتكلم يقولها تديني فُرصه أخيره، أنا مش محتاج غير فُرصه واحده بس أصلح بيها كُل اللي عملته
- اللي بيحب بيسامح يا بنتي، ولو دي أول غلطه ليه، مفيش مُشكله لو نسامح المره دي
بصيت لها وضحكت وقالت:
- ولو غلط تاني، نعاقبه ولا أيه!!
ابتسمت وقال:
- والله عاقبتني بما فيه الكفايه، لدرجة أني مُستحيل أفكر أزعلها تاني
- طب يبقي خلاص سماح المره دي عشاني أنا
ضحكت وقولت:
- عشان خاطر طنط بس
بعتت لي بوسه في الهوا ولقيته بيقعُد علي رُكبته وبيلبسني الخاتم، طبع بوسه رقيقه علي أيدي، وبكده أقدر أقول أني رجعت لمطرحي والقلب أرتاح.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-